Professional Documents
Culture Documents
ègÉæŸG ájôjóe
2018 Rƒ«dƒj
2018 •É```HôdG
è`gÉæª`dG ájôjóe ±ô``W ø`e Iõ``éæe á```≤«Kh
2021/2017 ∞°ù«fƒ`«dG / Üô```¨`ª`dG :¿hÉ`©à`dG è``eÉfô`H
الإطار الـمنهاجي للتعليم الأولـي
(وثيقة مرجعية موجهة للمنهاج الرتبوي)
الطبعة الأوىل
مديرية املناهج
يوليوز 2018
4
حمتويات الوثيقة
ال�صفحة املو�ضوع
8 تقدمي
10 ملخ�ص عام للم�سار املتدرج ملكونات الإطار املنهاجي
13 ال�سياق العام
15 املرجعيات الر�سمية امل�ؤطرة للتعليم الأويل
19 موجهات الإطار املنهاجي احلايل
25 طبيعة مرحلة الطفولة املبكرة و�أهميتها
30 منهجية بناء الت�صور الناظم للإطار املنهاجي
31 موا�صفات طفل(ة) التعليم الأويل
34 وظيفة التدخل يف التعليم الأويل
35 الكفايات الرتبوية امل�ستهدفة
41 مرجعية الكفايات والأطفال يف و�ضعية �إعاقة
42 جماالت التعلم
43 امل�شاريع املو�ضوعاتية املقرتحة النتقاء الأن�شطة ومكوناتها
46 م�صفوفات الأن�شطة
50 تنظيم ف�ضاء الف�صل وزمن التعلم
56 امل�رشوع املو�ضوعاتي :اجل�سم والتغذية والنظافة
61 مقاربات تدبري الأن�شطة
62 تتبع النمو وتقومي التعلمات
68 معجم امل�صطلحات واملفاهيم
78 مراجع معتمدة
5
6
تقدمي
7
تهدف هذه الوثيقة الرتبوية �إىل و�ضع �إطار ملنهاج تربوي وطني ي�ضمن جلميع
الأطفال املغاربة �أق�صى قدر من امل�ساواة يف الولوج �إىل تعليم �أويل يراعي حاجاتهم
النف�سية والرتبوية ،ويك�سبهم التعلمات الأ�سا�سية املراد حتقيقها يف جمال النمو
مبختلف جوانبه احل�سية احلركية ،واملعرفية ،واالجتماعية ،والعاطفية ،يف �أفق
«اال�ستقالل الذاتي» .وقد ا�ستغرق تخطيط هذا الإطار املنهاجي وجتريبه داخل
وحدات فعلية لعينة من خمتلف �أمناط التعليم الأويل (منط تقليدي ،منط ع�رصي،
منط مدمج ،وبالو�سط احل�رضي و�شبه احل�رضي والقروي) حوايل �أربع �سنوات
ب�أكادمييتني جهويتني للرتبية والتكوين هما� :أكادميية جهة �سو�س ما�سة ،و�أكادميية
جهة ال�رشق� ،أكادمية جهة مراك�ش �آ�سفي ،حتت �إ�رشاف فريق خربة وطني ا�شتغل
بجانب مديرية املناهج.
وقد مكن هذا العمل الت�شاركي الذي جمع باحثني وفرقا جهوية �أكرث الت�صاقا
بامليدان من م�ؤطرين وممار�سني و�أ�رس و�أطفال معنيني ،من ت�صميم هذا الإطار
املنهاجي اعتمادا على موجهات يتعني احرتامها يف تربية وتكوين الأطفال يف مرحلة
التعليم الأويل ،ت�أخذ بعني االعتبار طبيعة املرحلة النمائية وخ�صو�صياتها ،كما
تقرها النظريات ال�سيكولوجية احلديثة والأبحاث الرتبوية ،وت�ؤكد عليها املعاهدات
واالتفاقيات الدولية اخلا�صة بحقوق الطفل ،ثم الوظائف الأ�سا�سية للتعليم الأويل،
كف�ضاء لإعداد الطفل(ة) وتفتيح �شخ�صيته وتهييئه للتعليم االبتدائي على جميع
امل�ستويات احل�سية احلركية والعقلية املعرفية والوجدانية واالجتماعية؛ مبا يجعل
هذا الطور النمائي الهام فرتة حقيقية لتطوير �شخ�صية الطفل(ة) ،وتفتيحه على
ذاته وعلى العامل املحيط به،واكت�سابه املهارات الأ�سا�س لالندماج بنجاح يف عامل
التمدر�س ويف حياته فيما بعد.
8
كما ي�سعى هذا العمل �إىل تلبية هدف م�ؤ�س�ساتي لوزارة الرتبية الوطنية والتكوين
املهني والتعليم العايل والبحث العلمي ،من حيث الرغبة يف الرفع من جودة وفعالية
املقاربات التدخلية للفاعلني الرتبويني يف جمال التعليم الأويل ،وذلك ب�إعداد وثيقة
مرجعية ت�ؤطر املنهاج الرتبوي للتعليم الأويل ،وت�ضع خطوطه العري�ضة على
م�ستوى املكونات الأ�سا�سية املعروفة يف بناء املناهج ،من مدخالت وخمرجات
وما بينهما من عمليات بيداغوجية �أ�سا�سية ،مع تقدمي مناذج مل�شاريع مو�ضوعاتية
ميكن اال�شتغال عليها فيما يخ�ص كل مكون من مكونات ال�سريورة املنهاجية
املقرتحة من بداية ت�صورها� ،إىل تنظيم املمار�سة الرتبوية وتدبريها يف امليدان
من لدن املربيات.
لقد مت احلر�ص يف هذا الإطار املنهاجي على �إبراز خ�صو�صية التعليم الأويل،
وجعله طورا تربويا وتعليميا بهوية خا�صة متيزه عن التعليم االبتدائي تخطيطا
وطرق اال�شتغال عليها �أكرث الت�صاقا
َ وتنظيما وتدبريا ،مبا يجعل حمتوياتِه و� َ
أن�شطتَه
بطبيعة الطفل ،و�أبعد ما تكون تعليما ابتدائيا م�صغرا .وقد جت�سد هذا التوجه باعتماد
منطلق لتحديد الكفايات الرتبوية امل�ستهدفة يرتكز على بناء �شخ�صية الطفل(ة)
�أ�سا�سا ،وعلى نوعية امل�ضامني والأن�شطة امل�ساعدة على تنميتها يف ارتباطها بذات
الطفل(ة) ومبحيطه املبا�رش ،ثم على تنظيم العمل وطرائق اال�شتغال مع الأطفال
مبا يحرتم خ�صو�صيات املرحلة ،وميكن كل طفل(ة) من اال�ستفادة من اخلدمات
الرتبوية املقدمة �إىل �أق�صى حد ممكن.
9
ملخ�ص عام للم�سار املتدرج ملكونات الإطار املنهاجي
ير�سم الإطار املنهاجي احلايل املعامل الأ�سا�سية ملا يتعني احرتامه يف تربية وتكوين الأطفال يف مرحلة
التعليم الأويل ،وذلك بالنظر ،من جهة� ،إىل طبيعة املرحلة النمائية وخ�صو�صياتها ،كما تقرها النظريات
ال�سيكولوجية احلديثة والأبحاث الرتبوية ،وت�ؤكد عليها املعاهدات واالتفاقيات الدولية اخلا�صة بحقوق الطفل،
وبالنظر من جهة ثانية �إىل الوظائف الأ�سا�سية للتعليم الأويل كف�ضاء لإعداد الطفل(ة) وتهييئه للتعليم االبتدائي
على جميع امل�ستويات احل�سية احلركية واملعرفية والوجدانية واالجتماعية ،مبا يجعل هذا الطور التعليمي فرتة
لإمناء �شخ�صية الطفل(ة) ،وتفتيحه على ذاته وعلى العامل املحيط به ،وتعلمه املهارات الأ�سا�س لالندماج
بنجاح يف عامل التمدر�س ويف حياته فيما بعد.
ومراعاة خل�صو�صيات مرحلة الطفولة املبكرة ،وللوظائف الأ�سا�سية للتعليم الأويل�ُ ،صمم هذا الإطار
املنهاجي اعتمادا على موجهات عامة حتكمت ،كمنطلقات كربى ،يف م�سار الهند�سة املنهاجية املقرتحة من بداية
ت�صورها� ،إىل تنظيم املمار�سة الرتبوية وتدبريها يف امليدان.
وما بني هذه املنطلقات املوجهة ،وتنظيم العمل وتدبريه ميدانيا ،مت اعتماد منحى متدرج ومرتابط يف بناء
عنا�رص الهند�سة امل�ستهدفة� .شمل ما يلي:
.1حتديد موا�صفات الأطفال عند اخلروج ،واملحددة �أ�سا�سا يف �إك�سابهم جمموعة من املهارات التي
ت�ساعدهم على تنمية جوانب �شخ�صيتهم على امل�ستوى احل�سي احلركي �أوال (�ضبط و�ضعيات وحركات
اكت�ساب مهارات و�سلوكات متكن الطفل من:
اجل�سد الدقيقة واملركبة ،التمييز الإدراكي احل�سي،
ممار�سة �سلوكات وقواعد اال�ستقاللية) ،وامل�ستوى
العقلي املعريف ثانيا (مناوالت وعمليات ذهنية �أولية ● ،تطوير �شخ�صيته وتفتحها على حميطها؛
ا�ستعمال الأدوات الوظيفية للغة والتوا�صل) ،وامل�ستوى ● التهي�ؤ للتعلمات الأ�سا�سية يف االبتدائي ؛
الوجداين االجتماعي ثالثا (ممار�سة ال�ضوابط ال�سلوكية ● التكيف الإيجابي مع �رشوط التمدر�س وم�ستلزماته؛
والتفاعلية املرتبطة باحرتام قواعد العي�ش امل�شرتك ● التفاعل املرن مع الأقران واملدر�سني؛
● اكت�ساب اال�ستقاللية و�سلوك املبادرة؛ والتفاعل الوجداين الإيجابي داخل اجلماعة).
� .2صياغة الكفايات الرتبوية الأ�سا�س الكفيلة بتطوير ● االنخراط الفاعل يف الأن�شطة التعلمية؛
�شخ�صية الطفل(ة) وحتقيق املوا�صفات املتوخاة عند ● القابلية للتطور واالرتقاء.
خروجه من م�ؤ�س�سة التعليم الأويل .فعلى �ضوء
.1كفاية مرتبطة باحلاجة �إىل ا�ستك�شاف الذات
واملحيط؛ ذلك ،حددت هذه الكفايات يف �ستة جوانب تغطي
.2كفاية مرتبطة ببناء �أ�س�س العمليات الذهنية وتنظيم جميعها �شخ�صية الطفل ،وتف�سح املجال �أمام تنمية هذه
التفكري؛ ال�شخ�صية مبا يحقق تفتحها من جهة ،وي�ضمن التوازن
.3كفاية خا�صة بالتعبري اللغوي والتوا�صل؛ املطلوب بني خمتلف مكوناتها من جهة ثانية ،وذلك
.4كفاية مرتبطة بتطوير الت�آزر احل�سي احلركي ان�سجاما مع الوظائف الأ�سا�سية املحددة لطور التعليم
و�إدراك و�ضعيات اجل�سد؛
الأويل ،والتي تربز الهوية الرتبوية اخلا�صة بهذا
.5كفاية مرتبطة بالتعبري الفني واجلمايل؛
الطور باعتباره طورا للتفتح والإعداد واملرح ،ولي�س
.6كفاية مرتبطة بتنمية قيم دينية ووطنية وقواعد
العي�ش امل�شرتك. تعليما مدر�سيا م�صغرا ي�ستند يف كل معطياته التدبريية
على احليثيات التنظيمية والبيداغوجية املدر�سية.
10
� .3ضبط املجاالت التعلمية يف ارتباطها بالكفايات امل�ستهدفة ،هذه املجاالت التي ينبغي �أن تت�ضمن
�أن�شطة وممار�سات لتغذية الكفايات يف تكاملها وان�سجامها .فقد ظل هاج�س الت�صور الهند�سي للإطار
املنهاجي احلايل متمحورا ب�شكل م�ستمر حول بناء هوية بيداغوجية للتعليم الأويل متنحه متيزه عن ال�سلك
االبتدائي ،ويف ذات الوقت جتعله �أ�سا�س هذا ال�سلك ،ورافدا من �أهم روافده .وعلى هذا الأ�سا�س،
تنمية �آليات ذهنية متكن الطفل من الإدراك ال�صحيح للأ�شياء املحيطة به وفهمها ومقارنتها
تنظيم التفكري
وتنظيمها والتفاعل معها.
�إتاحة الفر�صة للتوا�صل عرب تعلم الأدوات الأ�سا�س التي متكنه الحقا من اكت�ساب اللغة التعبري اللغوي
وا�ستعمالها يف التوا�صل� ،إ�ضافة �إىل التدرب على قواعد الكالم واحلوار والإ�صغاء. والتوا�صل
ال�سلوك احل�س احلركي اال�شتغال على تنمية املهارات النف�سية احلركية وتطوير الت�آزرات احل�سية – احلركية التي
حتتاجها بع�ض الإجنازات التعلمية. والفني
تطوير اجلانب الفني واجلمايل عرب تعرف �إنتاجات فنية تف�سح املجال �أمام التدرب على تنمية الذوق الفني
ا�ستخدام تقنيات ب�سيطة للتعبري الفني. واجلمايل
تنمية اجلانب الوجداين واالجتماعي عرب �أن�شطة عملية حت�س�س الطفل ببع�ض القيم ال�سلوكية القيم وقواعد العي�ش
التي يتعني اكت�سابها ب�شكل تدريجي. امل�شرتك
تبنت الهند�سة احلالية للإطار ت�سميات جديدة ملا كان يعرف يف ال�سابق باملواد الدرا�سية �أو �أن�شطة التعلم،
عملت �صيغ جتمع بني الكفايات الرتبوية امل�ستهدفة وما يتعني �إجنازه من �أن�شطة تربوية بغاية تنمية وا�س ُت ِ
هذه الكفايات.
.4انتقاء امل�شاريع املو�ضوعاتية كف�ضاءات لال�شتغال يف نطاق املجاالت التعلمية املحددة .وقد ا ُتخذت
�أ�سا�سيات انتقاء امل�شاريع املو�ضوعاتية: هذه الف�ضاءات كمدخل لتحقيق الربط بني وحدة
ال�شخ�صية ووحدة الفعل التعلمي من جهة ،وحتقيق
االنطالق من الذات �أوال ثم اخلروج يف اجتاه ●
التناغم واالن�سجام بني الأن�شطة والتعلمات امل�ستهدفة
املحيط املبا�رش للطفل(ة). من جهة ثانية .فكل م�رشوع مو�ضوعاتي ُيعالج من
ا�ستيعابها للمفاهيم واملعارف واملعلومات والقيم ● زوايا املجاالت التعلمية كلها ،لأن الهدف ال يكمن
وال�سلوكات امل�ستهدفة. يف امل�رشوع املو�ضوعاتي يف حد ذاته ،بل �أ�سا�سا فيما
�سماحها بتكامل املعطيات املكت�سبة ،مع �إتاحة ● يتعلمه الطفل(ة) خالل ا�شتغاله على مو�ضوع حمدد
الفر�صة لتناول �أن�شطة جميع املجاالت التعلمية من امل�رشوع وهو ينتقل من جمال تعلمي �إىل �آخر
من نف�س م�ضمون امل�رشوع. ب�شكل انبنائي ،يتيح له املعاجلة املتدرجة التي تقت�ضي
● حتقيقها لالرتقاء اللولبي �أثناء التعلم واالكت�ساب. تناول املو�ضوع من زوايا نظر متنوعة ومتكاملة.
11
.5ر�سم معامل املقاربة البيداغوجية لتدبري الأن�شطة الرتبوية املنبثقة من امل�شاريع املو�ضوعاتية يف ارتباطها
باملجاالت التعلمية املقررة وكيفية �إجنازها داخل ف�ضاء الف�صل .فبحكم طبيعة الت�صميم البيداغوجي لف�ضاء
التعليم الأويل والطبيعة احلركية للطفل(ة) ،ف�إن املقاربة املعتمدة يف تدبري الأن�شطة تقوم �أ�سا�سا على:
ـ اعتماد اللعب كقاعدة �أ�سا�سية لال�شتغال؛
ـ الرتكيز على العمل اليدوي املبني على املالحظة وتركيز االنتباه؛
ـ �إجناز املطلوب من لدن جميع الأطفال؛
ـ تهييء جميع و�سائل العمل؛
ـ تتبع �أعمال الأطفال وتوجيهها.
.6و�ضع خطة عامة لتتبع منو الطفل(ة) وتقومي تعلماته بكيفية م�ستمرة ،ت�أخذ بعني االعتبار اجلوانب
الأ�سا�سية:
ـ طبيعة تتبع وتقومي النمو؛
ـ �أهداف التتبع والتقومي؛
ـ �إجراءات التتبع والتقومي؛
ـ تقنيات التتبع والتقومي؛
ـ �إ�رشاك الآباء والأمهات يف تقومي الأطفال و�إخبارهم بالنتائج.
�إن املكونات التي ارتكزت عليها هند�سة الإطار املنهاجي متكاملة فيما بينها ،ويجر بع�ضها �إىل بع�ض ب�شكل
ت�سل�سلي كما تو�ضح ذلك اخلطاطة العامة �أ�سفله.
هيكلة امل�رشوع امل�شاريع املجاالت التعلمية الكفايات الرتبوية
املو�ضوعاتي املو�ضوعاتية امل�ستهدفة
● املجاالت التعلمية ● امل�رشوع املو�ضوعاتي 1 ● جمال ا�ستك�شاف الذات ● كفاية ا�ستك�شاف الذات
● الأهداف التعلمية ● امل�رشوع املو�ضوعاتي 2 واملحيط واملحيط
● الأن�شطة الرتبوية ● امل�رشوع املو�ضوعاتي 3 ● جمال تنظيم التفكري ● كفاية مهارات التفكري
موا�صفات اخلروج
12
ال�سياق العام
يندرج هذا الإطار املنهاجي للتعليم الأويل �ضمن الأورا�ش الكربى التي توليها وزارة الرتبية الوطنية
والتكوين املهني والتعليم العايل والبحث العلمي اهتماما متزايدا ،باعتبار هذا الطور من التعليم واحدا من
الدعامات الكربى امل�ساهمة يف حتقيق �إلزامية التعليم ،و�ضمان اجلودة الرتبوية املن�شودة على م�ستوى
خمرجاته ،وذلك متا�شيا مع م�ضمون الر�ؤية اال�سرتاتيجية ،2030 /2015وخا�صة ما ورد يف الرافعة الثانية
حول �إلزامية التعليم الأويل ،التي ن�صت يف �إحدى فقراتها على «اعتماد منوذج بيداغوجي موحد الأهداف
والغايات ،متنوع الأ�ساليب خا�ص بالتعليم الأويل ،كفيل ب�ضمان ان�سجام مناهجه وطرائقه وع�رصنتها،
ومتكينه من الو�سائل املادية والرتبوية احلديثة ،و�ضمان جودة خدماته ومردوديته على نحو من�صف بالن�سبة
جلميع الأطفال املغاربة ذكورا و�إناثا ،البالغني �سن التعليم الأويل».1
�إنه م�رشوع يرمي بالأ�سا�س �إىل بناء وثيقة مرجعية موجهة للمنهاج الرتبوي للتعليم الأويل ،بغاية احلر�ص
على حتقيق تكاف�ؤ الفر�ص بني جميع الأطفال امل�ستفيدين من هذا ال�صنف من التعليم ،بجعلهم ،ومن دون متييز،
مكت�سبني لكفايات تربوية �أ�سا�سية متكنهم من تعلم مهارات احلياة واالندماج ب�سهولة يف �أن�شطة التعليم االبتدائي.
لقد تبني من خمتلف الدرا�سات الت�شخي�صية التي مت �إجنازها حول واقع التعليم الأويل باملغرب� ،2أن هناك
تباينا ملحوظا يف م�ستوى اخلدمات الرتبوية التي تقدم للأطفال ،و�أن بع�ض هذه اخلدمات ال يرقى �إىل احلدود
الدنيا التي ت�ضمن كرامة الطفل(ة) ،وتراعي حاجاته النف�سية والرتبوية الأ�سا�سية ،وتك�سبه التعلمات الأ�سا�سية
املزمع الو�صول �إليها يف جمال النمو مبختلف جوانبه ال�سيكوحركية واملعرفية والوجدانية االجتماعية .ولذلك
كان من ال�رضوري -حتقيقا لإن�صاف جميع الأطفال امللتحقني ب�أق�سام التعليم الأويل ،وجعلهم على قدم
امل�ساواة فيما يخ�ص �إعدادهم وتهييئهم لولوج مرحلة التعليم االبتدائي -و�ضع �إطار هند�سي للمنهاج الرتبوي
يوجه النماذج البيداغوجية املختلفة التي تطبق حاليا مبختلف بنيات التعليم الأويل ،ويقل�ص الفجوة بني اخلدمات
املختلفة التي تقدم لفائدة الأطفال.
لذلك ،قررت وزارة الرتبية الوطنية والتكوين املهني والتعليم العايل والبحث العملي (مديرية املناهج)،
يف �إطار برنامج التعاون القائم بينها وبني منظمة اليوني�سف لرعاية الطفولة للفرتة � ،2016 – 2013أن تعد
وثيقة مرجعية ت�ؤطر املنهاج الرتبوي للتعليم الأويل ،ت�ضع خطوطه العري�ضة على م�ستوى املكونات الأ�سا�سية
املعروفة يف بناء املناهج ،من مدخالت وخمرجات وما بينهما من عمليات بيداغوجية �أ�سا�سية ،مع تقدمي مناذج
مل�شاريع مو�ضوعاتية ميكن اال�شتغال عليها فيما يخ�ص كل مكون من مكونات ال�سريورة املنهاجية.
وقد اعتمد يف �إعداد هذا الإطار على منهجية �شملت �أربع حمطات مرتابطة فيما بينها ،ومت اال�شتغال فيها
جميعا مب�شاركة فرق جهوية خبرية باجلانب العملي ،تعمل بكل من جهتي �سو�س ما�سة وجهة ال�رشق.
خ�ص�صت املحطة الأوىل لت�شخي�ص و�ضعية التعليم الأويل من خالل الرتكيز على عدد من املتغريات
3
باجلهتني امل�شاركتني يف �إجناز هذا امل�رشوع ،وهو ت�شخي�ص �أف�ضى �إىل �إقرار مالحظات �أبرزها:
- 1املجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي ،من �أجل مدر�سة الإن�صاف واجلودة واالرتقاء ،ر�ؤية ا�سرتاتيجية للإ�صالح – 2015
� ،2030ص .14
2 - Global Education et Formation (GEF), Diagnostic et évaluation de l’état actuel du préscolaire, 2014, p.15.
- 3توجد املعطيات التف�صيلية حول مرحلة الت�شخي�ص والنتائج املتو�صل �إليها يف تقرير خا�ص بهذه املحطة.
13
ـ تعدد املتدخلني وغياب التن�سيق فيما بينهم؛
ـ غياب �إطار مرجعي ي�ضبط ويوجه التدخل؛
ـ اعتماد مقاربات منهاجية متعددة بتعدد الهند�سات البيداغوجية ،بع�ضها مقتب�س من بنيات و�أنظمة
�سو�سيوثقافية خمتلفة؛
ـ اختالف يف املرجعيات املهنية للمربني واملربيات.
ـ تباين يف نوعية الت�أطري والتكوين والتتبع واملراقبة.
ومت تخ�صي�ص املحطة الثانية لو�ضع م�رشوع �إطار منهاجي للتعليم الأويل يقرتح ت�صورا بيداغوجيا ،ي�أخذ
بعني االعتبار الثغرات والنقائ�ص التي مت ت�سجيلها يف مرحلة الت�شخي�ص على م�ستوى النماذج البيداغوجية
املطبقة ب�أق�سام التعليم الأويل ،ويف الوقت نف�سه ي�ستجيب للحاجات املعرب عنها يف امليدان من لدن املتدخلني الذين
مت اال�شتغال معهم يف بناء الأ�س�س العامة لهذا امل�رشوع.
�أما املحطة الثالثة ،فقد خ�ص�صت لتجريب النموذج البيداغوجي املقرتح يف م�رشوع الإطار املنهاجي
بعينة من خمتلف �أمناط التعليم الأويل (منط تقليدي ،منط ع�رصي ،منط مدمج ،وبالو�سط احل�رضي و�شبه
احل�رضي والقروي) ،وذلك انطالقا من بناء �أن�شطة تربوية يف خمتلف جماالت التعلم مت ت�صميمها على �ضوء
الر�ؤية املنهجية املعتمدة يف الهند�سة ،وتطبيقها عمليا بالأق�سام ملدة �أ�سبوعني متوا�صلني ،ثم تتبع وتقييم نتائج
هذا التطبيق.44
وخ�ص�صت املحطة الرابعة لتدقيق م�رشوع الإطار املنهاجي و�إعادة �صياغته وتعديله على �ضوء نتائج عملية
التجريب امليداين.
� - 4شارك يف التجريب كل �أع�ضاء الفريق املركزي والفريقني اجلهويني بعد و�ضع ت�صميم عملي خلطة التجريب و�إعداد �أدوات املالحظة والتتبع
والتقييم ،و�شمل التجريب 23ق�سما للتعليم الأويل �أُخذ بعني االعتبار يف توزيعها الو�سط اجلغرايف (ح�رضي� ،شبه ح�رضي ،قروي) ،ومنط التعليم
الأويل (ع�رصي ،تقليدي ،مدمج يف مدر�سة ابتدائية).
14
املرجعيات الر�سمية امل�ؤطرة للتعليم الأويل
�أ�صبحت م�س�ألة تربية وحماية الطفولة املبكرة �أولوية من الأولويات التي �سطرتها الدولة �ضمن �أورا�شها
الكربى الرامية �إىل النهو�ض باملجتمع واالرتقاء به .و�أ�ضحى ولوج التعليم الأويل وتعميمه لي�شمل كافة
الأطفال املغاربة رهانا ا�سرتاتيجيا �أف�ضى �إىل تعزيز االهتمام بهذا التعليم ،من خالل احرتام املغرب اللتزاماته
الدولية املعلن عنها خالل الدورة اال�ستثنائية للجمعية العامة للأمم املتحدة املنعقدة بنيويورك خالل �شهر ماي
،2002من �أجل حتقيق «عامل جدير بالأطفال» ،وكذا التزامات اململكة �إزاء املنتظم العربي والدويل بخ�صو�ص
تنمية تربية الطفولة املبكرة ،تطبيقا ملا جاء يف تو�صيات عدد من امل�ؤمترات والندوات املنعقدة حول النهو�ض
ب�أو�ضاع الطفولة ،منها على اخل�صو�ص:
ـ تو�صيات امل�ؤمتر الرابع لوزراء الرتبية والتعليم العرب ،لبنان .2004 ،
ـ تو�صيات امل�ؤمتر العربي الإقليمي حول تطوير ال�سيا�سات واملمار�سات يف جمال الطفولة املبكرة – القاهرة
– فرباير .2004
ـ تو�صيات الندوة الربملانية املغاربية حول الطفولة – تون�س– فرباير .2006
ـ تو�صيات امل�ؤمتر اخلام�س لوزراء الرتبية والتعليم العرب ،حول «الطفولة املبكرة يف عامل متغري» –
القاهرة – .2006
د�ستور اململكة:
كر�س د�ستور اململكة يف الباب الثاين املتعلق باحلريات واحلقوق الأ�سا�سية للأفراد ،التعليم كحق من بني
احلقوق الأ�سا�سیة للمواطنني ،كما دعا �إىل تعبئة كل الو�سائل املتاحة ،لتي�سري �أ�سباب اال�ستفادة العادلة من احلق
يف احل�صول على تعليم ع�رصي.
«تعمل الدولة وامل�ؤ�س�سات العمومية واجلماعات الرتابية ،على تعبئة كل الو�سائل املتاحة ،لتي�سري �أ�سباب
ا�ستفادة املواطنات واملواطنني ،على قدم امل�ساواة ،من احلق يف احل�صول على تعليم ع�رصي مي�رس الولوج
وذي جودة».
الف�صل 31من الد�ستور
«ت�سعى الدولة لتوفري احلماية القانونية ،واالعتبار االجتماعي واملعنوي جلميع الأطفال بكيفية مت�ساوية،
ب�رصف النظر عن و�ضعيتم العائلية».
الف�صل 32من الد�ستور
15
خطب وتوجيهات جاللة امللك للنهو�ض ب�ش�ؤون الطفولة:
...« و�إننا لندعو كل الفاعلني يف هذا املجال حكومة وهي�آت عمومية وجماعات حملية وجمتمعا مدنيا
وقطاعا خا�صا وم�ؤ�س�سات �إعالمية ،للمزيد من التعبئة والتن�سيق للنهو�ض ب�أو�ضاع طفولتنا ،يف �إطار خطة
مندجمة للع�رشية الثانية ،وتوفري كل الو�سائل الكفيلة بتفعيلها لتن�شئة الطفل ،مبا ي�ضمن تفتحه وم�ساهمته يف
بناء �شخ�صيته وجمتمعه وحتقيق مواطنته الكاملة ،وذلك بالق�ضاء على كل عوائقها كالفقر والتهمي�ش والأمية
والأمرا�ض اخلطرية �أو املعدية ،ومتكني نا�شئتنا من اخلدمات االجتماعية الأ�سا�سية ،وال�سيما يف الأحياء
املهم�شة ويف العامل القروي وللأطفال يف و�ضعية �صعبة».
الر�سالة ال�سامية املوجهة �إىل امل�ؤمتر الوطني حلقوق الطفل بتاريخ 25ماي 2004
« ...ف�أطفالنا ينتظرون منا �أن جنعل م�صلحتهم الف�ضلى يف �صلب ال�سيا�سات وامل�شاريع املعتمدة ،من خالل
و�ضع برامج واقعية وطموحة ت�ستجيب حلاجاتهم ال�رضورية ،يف �إطار التزامنا مبرجعيتنا وقيمنا وهويتنا
الوطنية».
الر�سالة ال�سامية املوجهة �إىل امل�ؤمتر الوطني حلقوق الطفل 25ماي 2011
«...ينبغي �إعادة النظر يف مقاربتنا ،ويف الطرق املتبعة يف املدر�سة ،لالنتقال من منطق تربوي
يرتكز على املدر�س و�أدائه ،مقت�رصا على تلقني املعارف للمتعلمني� ،إىل منطق �آخر يقوم على تفاعل ه�ؤالء
املتعلمني ،وتنمية قدراتهم الذاتية ،و�إتاحة الفر�ص �أمامهم يف الإبداع واالبتكار ،ف�ضال عن متكينهم من
اكت�ساب املهارات ،والت�شبع بقواعد التعاي�ش مع الآخرين []...؛ �إن الأمر ال يتعلق �إذن ،يف �سياق الإ�صالح
املن�شود ،بتغيري الربامج� ،أو �إ�ضافة مواد �أو حذف �أخرى ،و�إمنا املطلوب هو التغيري الذي مي�س ن�سق التكوين
و�أهدافه .وذلك ب�إ�ضفاء دالالت جديدة على عمل املدر�س لقيامه بر�سالته النبيلة ،ف�ضال عن حتويل املدر�سة من
ف�ضاء يعتمد املنطق القائم �أ�سا�سا على �شحن الذاكرة ومراكمة املعارف� ،إىل منطق يتوخى �صقل احل�س النقدي،
وتفعيل الذكاء ،لالنخراط يف جمتمع املعرفة والتوا�صل.»...
اخلطاب امللكي 20غ�شت 2012
«�...إن الو�ضع الراهن لقطاع الرتبية والتكوين يقت�ضي �إجراء وقفة مو�ضوعية مع الذات ،لتقييم املنجزات،
وحتديد مكامن ال�ضعف واالختالالت .وهنا يجدر التذكري ب�أهمية امليثاق الوطني للرتبية والتكوين ،الذي مت
اعتماده يف �إطار مقاربة وطنية ت�شاركية وا�سعة .كما �أن احلكومات املتعاقبة عملت على تفعيل مقت�ضياته،
وخا�صة احلكومة ال�سابقة ،التي �سخرت الإمكانات والو�سائل ال�رضورية للربنامج اال�ستعجايل ،حيث مل تبد�أ
يف تنفيذه �إال يف ال�سنوات الثالث الأخرية من مدة انتدابها .غري �أنه مل يتم العمل ،مع كامل الأ�سف ،على
تعزيز املكا�سب التي مت حتقيقها يف تفعيل هذا املخطط.»...
خطاب 20غ�شت 2013
16
االتفاقية الأممية حلماية الطفولة (:)1989
�صادق املغرب �سنة 1993على االتفاقية الدولية حلقوق الطفل ،وهذه امل�صادقة ت�ؤكد �أن تربية ورعاية
الطفولة تندرج يف �صلب �أولويات العمل احلكومي.
«توافق الدول الأطراف على �أن يكون تعليم الطفل موجها نحو:
تنمية �شخ�صية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية �إىل �أق�صى �إمكاناتها؛
تنمية احرتام ذوي الطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمة اخلا�صة ،والقيم الوطنية للبلد الذي يعي�ش فيه الطفل
والبلد الذي ن�ش�أ فيه يف الأ�صل واحل�ضارات املختلفة عن ح�ضارته».
املادة 29من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل
«تعرتف الدول الأطراف بحق الطفل يف الراحة ووقت الفراغ ،ومزاولة الألعاب و�أن�شطة اال�ستجمام
املنا�سبة ل�سنه وامل�شاركة بحرية يف احلياة الثقافية ويف الفنون».
املادة 31من االتفاقية الدولية حلقوق الطفل
«يلتحق بالتعليم الأويل الأطفال الذين يرتاوح عمرهم بني �أربع �سنوات كاملة و�ست �سنوات .وتهدف
هذه الدرا�سة خالل عامني �إىل تي�سري التفتح البدين والعقلي والوجداين للطفل ،وحتقيق ا�ستقالليته وتن�شئته
االجتماعية وذلك من خالل:
ـ تنمية مهاراته احل�سية احلركية واملكانية والزمانية والرمزية والتخيلية والتعبريية؛
ـ تعلم القيم الدينية واخللقية والوطنية الأ�سا�سية؛
ـ التمرن على الأن�شطة العملية والفنية (كالر�سم والتلوين والت�شكيل ،ولعب الأدوار والإن�شاد واملو�سيقى)؛
ـ الأن�شطة التح�ضريية للقراءة والكتابة باللغة العربية ،خا�صة من خالل �إتقان التعبري ال�شفوي ،مع
اال�ستئنا�س باللغة الأم لتي�سري ال�رشوع يف القراءة والكتابة باللغة العربية».
املادة 63من امليثاق الوطني للرتبية والتكوين
17
- 4الكتاب الأبي�ض ،يونيو 2002
ركز اجلزء الثاين اخلا�ص باملناهج الرتبوية ل�سلكي التعليم االبتدائي على الأن�شطة املقرتحة يف برنامج
التعليم الأويل ،حيث «يتمحور برنامج ال�سنتني الأوىل والثانية من ال�سلك الأ�سا�سي (�أي التعليم الأويل) حول
جمموعة من الأن�شطة املنا�سبة لنمو الطفل�( .أن�شطة التوا�صل ال�شفهي� ،أن�شطة الدعم ،الإعداد للقراءة� ،أن�شطة
التخطيط والكتابة� ،إلخ.).
يتكون برنامج مرحلة التعليم الأويل من العنا�رص التالية ،التي ت�أخذ �إجرائيا �شكل �أن�شطة ال درو�س باملعنى
املتعارف عليه .وهذه العنا�رص هي:
ـ اللغة العربية (�أن�شطة التوا�صل ال�شفهي – �أن�شطة الإعداد للقراءة – �أن�شطة التخطيط والكتابة)؛
ـ الرتبية الفنية والتفتح (�أن�شطة يدوية وتفتح تكنولوجي ،ر�سم وتلوين ،ن�شيد ،مو�سيقى وم�رسح)؛
ـ �أن�شطة الريا�ضيات؛
ـ الأمازيغية؛
ـ الرتبية البدنية؛
�أو�صى املجل�س الأعلى للتعليم يف تقريره املنجز عام ،2008بالتدخل على م�ستوى التعليم الأويل ،وذلك
من خالل تنظيم املبادرات الالزم اتخاذها يف هذا ال�ش�أن ،وذلك من �أجل:
ـ �إر�ساء مفهوم بيداغوجي جديد لتعليم �أويل ع�رصي ،يراعي هويتنا الوطنية وخ�صو�صياتنا الثقافية؛
ـ �إجناز م�شاريع رائدة ،يتم على �أ�سا�سها اختبار هذا املفهوم اجلديد ،يف اجتاه العمل على تعميمه
تدريجيا...
ـ العمل على �إر�ساء برنامج وطني لتعميم تعليم �أويل جيد لكافة الأطفال املغاربة ،وذلك لتمكينهم من
االندماج ال�سل�س يف املنظومة الرتبوية ومن �سبل النجاح املدر�سي؛
18
ـ العناية باملكت�سبات القبلية للمتعلم وتوطيدها وتطويرها لتحقيق جودة التح�صيل الدرا�سي خالل املراحل
الالحقة من م�ساره التعليمي ،ومتكينه من كل و�سائل الدعم البيداغوجي ،مما ي�سمح بتحقيق �أف�ضل
لتكاف�ؤ الفر�ص وتقلي�ص الفوارق بني املتعلمني؛
ـ الإ�رساع باعتماد مرجعية للكفايات واملعارف الأ�سا�سية التي ينبغي �أن يكت�سبها كل متعلم عند نهاية كل
�سلك من �أ�سالك التعليم.
ت�شري الر�ؤية اال�سرتاتيجية للإ�صالح يف الرافعة الثانية ،املادة التا�سعة� ،إىل �أن التعليم الأويل يعترب القاعدة
الأ�سا�س لكل �إ�صالح تربوي ،مبني على اجلودة وتكاف�ؤ الفر�ص وامل�ساواة والإن�صاف ،وتي�سري النجاح يف
امل�سار الدرا�سي والتكويني.
«اعتماد منوذج بيداغوجي موحد الأهداف والغايات ،متنوع الأ�ساليب ،خا�ص بالتعليم الأويل ،كفيل
ب�ضمان جودة خدماته ومردوديته على نحو من�صف بالن�سبة جلميع الأطفال املغاربة ،ذكورا و�إناثا ،البالغني
�سن التعليم الأويل».
19
موجهات هند�سة الإطار املنهاجي احلايل
تعتمد هند�سة الإطار املنهاجي ،يف بنائها العام ،على موجهات �أ�سا�سية تنتظم فيما بينها ب�شكل تكاملي،
وحتدد املعامل الكربى للخط البيداغوجي الذي ت�سري وفقه تلك الهند�سة ،وبالتايل الإطار العام الذي ينبغي
�أن يتحرك داخله كل م�رشوع تربوي ي�ستهدف الطفل(ة) يف مرحلة التعليم الأويل ،بغ�ض النظر عن انتمائه
ال�سو�سيومهني� ،أو كونه يف و�ضعية عادية �أو يف و�ضعية �إعاقة .وميكن عر�ض هذه املوجهات من خالل
العنا�رص ال�ستة التالية:
20
يت�صف الطفل يف مرحلة التعليم الأويل بخ�صو�صيات منائية مميزة ت�ستلزم
من املربية مراعاتها يف كل تدخل منظم لفائدته .ومن ثم ،ف�إن الأن�شطة
املطبقة يف هذه املرحلة العمرية ال ترمي �إىل تعليم الطفل ما يتعني اكت�سابه يف
التعليم االبتدائي ،وخا�صة ال�سنة الأوىل منه من مهارات تعلمية �أكادميية.
�إن مرحلة التعليم الأويل برمتها لي�ست مرحلة اكت�ساب م�سبق للتعلمات التي
�سي�أتي وقتها عند االلتحاق بالتعليم االبتدائي ،بل هي مرحلة �إعداد وتهييء
لل�سنة الأوىل ابتدائي ،وذلك على م�ستوى:
-التحرر التدريجي من ح�ضن الأ�رسة وغمرها العاطفي ،والت�أقلم
- 2تهيئ الطفل(ة)
املو�ضوعي مع جو املدر�سة مبا ي�ستلزمه من مهارات منائية نا�ضجة.
لالندماج والنجاح
-التوافق والت�آزر احل�سي احلركي الذي يخول للطفل مزيدا من التحكم
يف التعليم االبتدائي
يف احلركة و�ضبط �أداءات دقيقة تتطلبها �إجنازات تعلمية حمددة يف
مع تكييف الأن�شطة
املدر�سة االبتدائية.
ح�سب حاجات
-الأجهزة املعرفية والأدوات الفكرية التي تتيح له ا�ستيعاب املعطيات
الأطفال يف و�ضعية
ومعاجلتها ب�شكل �سليم وناجع.
�إعاقة
-التعامل الإيجابي مع القواعد والتنظيمات املدر�سية ،واال�ستعداد لتعلم
مهارات مدر�سية ،وااللتزام ب�أداء الواجبات ،واحرتام قواعد العمل
اجلماعي.
وين�ضاف �إىل كل العنا�رص ال�سابقة تكييف الأن�شطة املربجمة وطرائق
اال�شتغال املعتمدة لتالئم احلاجات الرتبوية والنف�سية اخلا�صة بالأطفال يف
و�ضعية �إعاقة ،مع االنفتاح على اخلدمات الطبية و�شبه الطبية التي يتوقف
عليها العمل يف هذا املجال ،وذلك يف �إطار م�رشوع متكامل خا�ص بكل
طفل(ة) يف و�ضعية �إعاقة.
تكت�سي م�ؤ�س�سة التعليم الأويل و�ضعا خا�صا من حيث وظيفتها وطبيعة �أدوارها
ال�سيكوتربوية .فهي لي�ست م�ؤ�س�سة مدر�سية باملعنى الكامل لكلمة مدر�سة� ،إذ
ال يزال روادها �أطفاال يلعبون وميرحون ،وهم بحاجة منتظمة �إىل الرعاية - 3الربط بني متغريي
على م�ستويات عدة ،ولذلك فمهامها ال ميكن ح�رصها يف التعلم واالكت�ساب النمو والتعلم يف
وحدهما .فالطفل(ة) يف هذه املرحلة النمائية ،وبالنظر �إىل دوافعه وحاجاته، وحدة مندجمة
يحتاج �إىل فهم �سيكولوجي خا�ص ،وبالتايل ح�ضور البعد النف�سي يف كل ومتكاملة
تعامل تربوي معه .غري �أن هذا احل�ضور ،ال يجيز القول مع ذلك ب�أن
م�ؤ�س�سة التعليم الأويل مركز نف�سي متخ�ص�ص يف تربية الأطفال ورعايتهم.
21
يقود هذا الفهم �إىل جعل م�ؤ�س�سة التعليم الأويل ت�أخذ و�ضعا و�سطا بني كونها
م�ؤ�س�سة للرتبية والتعليم حتت�ضن �أطفاال وعليها �أن تعلمهم وتزودهم باملهارات
الأ�سا�سية للحياة ،ومركزا خمت�صا يف رعاية الأطفال ي�ضم الأطفال �أنف�سهم،
وعليه �أي�ضا �أن ي�سهر على منوهم ون�ضجهم بكيفية �سليمة .وبهذا اجلمع بني
الرتبية والرعاية النف�سية ،تغدو م�ؤ�س�سة التعليم الأويل ف�ضاء يلتقي فيه ما هو
�سيكولوجي منائي مع ما هو تربوي تعليمي ،على �أ�سا�س �أن املتغري الثاين
يف خدمة املتغري الأول؛ وتبعا لذلك ،تتطور مهمة م�ؤ�س�سة التعليم الأويل،
وي�صبح الربط الديناميكي بني النمو والتعلم مطلبا ملحا من ال�صعب جتاوزه.
ي�ساعد هذا الربط على �ضمان حقوق الطفل(ة) كما هي متعارف عليها دوليا.
فعالوة على كون تواجد هذا الأخري يف م�ؤ�س�سة للتعليم الأويل ي�ضمن له منذ
البداية حق الرتبية والتعليم ،ف�إن الربط بني النمو والتعلم ي�ضمن له ممار�سة
حق الرتبية ،دون التفريط يف حقوق �أخرى مرتبطة بهذا احلق ،وت�ساهم يف
حتقيق تفتح �شخ�صيته مبختلف مقوماتها اجل�سمية واحل�سية احلركية ،والعقلية
املعرفية ،والوجدانية االجتماعية؛ كالتعامل بكرامة ،وال�شعور بالتقدير،
و�إتاحة الفر�صة للعب ،وممار�سة الأن�شطة احلركية ،واال�ستجابة للحاجات
النف�سية والرتبوية امللحة ،وال�شعور باملتعة ،ومراعاة القدرة على التحمل،
مع الأخذ بعني االعتبار -بطبيعة احلال -الأطفال يف و�ضعية �إعاقة ،كل فئة
بح�سب نوعية �إعاقتها (�إعاقة حركية� ،إعاقة ذهنية� ،إعاقة �سمعية ب�رصية،
�أعرا�ض التوحد ،الفرط احلركي مع غياب الرتكيز والتذكر.)...
�إن اجلمع بني االهتمام بالنمو واالهتمام بالتعلم يف وحدة مندجمة ،بقدر ما
ي�ضمن -كما ات�ضح ذلك �أعاله -حقوق الطفل(ة) �أثناء تواجده يف م�ؤ�س�سة
التعليم الأويل ،يدفع �أي�ضا �إىل االهتمام بتنمية كفايات نف�سية اجتماعية لدى
الطفل(ة) ت�ساعده على تنمية مهاراته الذاتية التي متكنه من وعي ذاته
واملحافظة عليها ،والت�أقلم ال�رسيع مع متطلبات احلياة والتوا�صل مع الآخر،
- 4تنمية كفايات
واالنفتاح على ن�سيج القيم املنظمة لل�سلوك يف بعديه الفردي واجلماعي،
�سيكواجتماعية
وت�أ�صيل انتمائه االجتماعي وتر�سيخ قواعد العي�ش امل�شرتك بينه وبني املحيط
الذي يتحرك فيه. ت�ؤهل الذات وت�ؤ�صل
ال�شعور باالنتماء
وترتبط هذه الكفايات التي متتد عرب جميع الأن�شطة الرتبوية ،باملهارات
الذاتية التي تزود الطفل(ة) ب�آليات و�أدوات منهجية ت�ضمن له تعامال �إيجابيا
وفعاال مع ذاته �أوال ،ومع الآخر يف نطاق التفاعل املبا�رش معه ثانيا ،ومع
م�ؤ�س�سات املجتمع على �أنواعها ثالثا .وجند من �أبرز املهارات امل�ستهدفة يف
هذا امل�ضمار ما يلي:
22
-وعي الذات وتقديرها واملحافظة عليها؛
-تنمية اال�ستقاللية واالعتماد على النف�س؛
-القدرة على التحاور مع الآخر والإن�صات �إليه؛
-القدرة على التحكم يف الذات وال�سيطرة على االنفعاالت؛
-اتخاذ املباردة وتنمية احل�س النقدي؛
-التعاون والتكامل العالئقي؛
-الرتبية على قواعد العي�ش امل�شرتك.
من الثابت علميا �أن ال�شخ�صية الإن�سانية وحدة دينامية متكاملة ال تقبل التجزي،
وكل جانب منها ي�ؤثر يف اجلوانب الأخرى ويت�أثر بها .فاجلانب العقلي مثال
ي�ؤثر يف اجلانب االجتماعي ويت�أثر به؛ فكلما كان الطفل ذكيا ،كلما كانت له
حظوظ �أقوى للتوا�صل مع الآخرين والتفاعل معهم واقتحام عواملهم اخلا�صة؛
وكلما تفاعل مع الآخرين بكثافة ،كان ذلك عامل �إثراء لنموه العقلي� ...إن
هذا االرتباط القوي بني جوانب ال�شخ�صية املختلفة ،والذي ُي َعرب عنه بوحدة
ال�شخ�صية ،ي�ستدعي بال�رضورة وحدة مماثلة يف الفعل الرتبوي� ،أي �أن
يتم احلر�ص على �إيجاد خيط ناظم بني التعلمات جميعها بكيفية ي�شعر معها
املتعلم(ة) بوجود ان�سجام بني الأن�شطة التي يزاولها ،مهما مت االنتقال من
جمال �إىل �آخر داخل املجاالت التعلمية املقررة.
�إن وحدة التعلم بهذا املعنى تفرت�ض يف الهند�سة البيداغوجية املعتمدة يف انتقاء - 5الرتكيز على تناغم
وتخطيط وتنظيم م�ضامني الأن�شطة الرتبوية ،مراعاة املبادئ الأ�سا�سية الأن�شطة وان�سجامها
التالية:
-التناغم الداخلي للم�ضامني الواردة يف كل ن�شاط تربوي مندرج يف
نطاق جمال تعلمي ما من املجاالت التعلمية.
-االن�سجام بني �أن�شطة جمال تعلمي معني و�أن�شطة جمال تعلمي �آخر،
بحيث ت�شكل التعلمات كلها وحدة من�سجمة مت�سل�سلة احللقات رغم تباين
جمال اال�شتغال.
-االرتقاء التدرجي يف بناء التعلم واالكت�ساب من ن�شاط �إىل �آخر ،ومن
جمال تعلمي �إىل جمال تعلمي �آخر ،ومن م�ستوى درا�سي �إىل �آخر،
مبا يحقق منو ال�شخ�صية يف �أبعادها املختلفة.
23
�إن تفتح ال�شخ�صية يقت�ضي احلر�ص على �أن يظل الطفل(ة) منخرطا بحما�س
كبري يف الأن�شطة الرتبوية املربجمة يف خمتلف جماالت اال�شتغال .ولن يكون
هناك انخراط وحما�س حقيقيان يف غياب طرائق و�أ�ساليب حتفز الطفل(ة)
وتثري ف�ضوله ،ويف الوقت نف�سه تدعوه �إىل االنهماك يف العمل.
�إن جناح مهمة التعليم الأويل على م�ستوى رعاية النمو ،وتدريب الطفل
على التعلم واالكت�ساب ،لن يكون ممكنا �إال �إذا مت اعتماد طرائق بيداغوجية
يف التن�شيط ت�ستند �إىل نظريات ومقاربات بيداغوجية حديثة تف�رس فعل التعلم
- 6اعتماد طرائق
وت�ؤطر �سريورته ،باالعتماد �أ�سا�سا على جوانب ت�ساهم يف حتقيق النمو،
وتقنيات بيداغوجية
وتطوير الذكاءات املتعددة ،وحت�سني التفاعل االجتماعي عند الطفل ،منها
حديثة يف التعلم
على �سبيل املثال:
واالكت�ساب
-خلق الدافعية للتعلم؛
�-إ�ضفاء املعنى للتعلمات؛
�-إتاحة امل�شاركة واالنخراط امل�ستمرين؛
-تنمية اال�ستقاللية مع الت�شجيع على العمل اجلماعي؛
-ت�سهيل التعلم وحتقيق النجاح؛
�-إحداث تغيري على م�ستوى ال�سلوك واملمار�سة ي�ست�شعره كل من
الطفل(ة) و�أ�رسته.
24
طبيعة مرحلة الطفولة املبكرة و�أهميتها
على خالف ما هو متداول لدى البع�ض من الأ�رس ،لي�س التعليم الأويل فرتة حرا�سة للطفل ،وال مرحلة
تعليم كال�سيكي كما هو احلال بالن�سبة لباقي الأ�سالك الأخرى� .إنه �سلك من �أ�سالك الرتبية واكت�ساب اخلربات
خمتلف متاما من حيث الطبيعة والأهداف والأغرا�ض.
هذا االختالف حتتمه الطبيعة النمائية التي متيز الطفل(ة) خالل هذه املرحلة ،وتفر�ضه خمتلف اخل�صائ�ص
التي ت�سم طبيعتها وامليكانيزمات التي تتحكم يف بناء ال�شخ�صية �ضمنها.
وملا كان على كل تعليم �أن يرتكز على الطبيعة النمائية للمرحلة التي يتم فيها ا�ستقبال الطفل(ة) �أو املتعلم(ة)
ب�صفة عامة ،ف�إن ر�صدا ملختلف املظاهر النمائية ملرحلة الطفولة املبكرة يبقى �أمرا مهما و�أ�سا�سيا لتحقيق التناغم
بني الهند�سات املنهاجية والطرائق البيداغوجية من جهة ،وبني حاجيات الأطفال و�إمكانياتهم النمائية من جهة
�أخرى.
�إن خمتلف املتدخلني �ضمن بنيات التعليم الأويل مطالبون بالوعي بهذه اخل�صائ�ص النمائية والتكيف معها
يف خمتلف حمطات وحلظات التدخل� ،سواء تعلق الأمر بتجهيز امل�ؤ�س�سة� ،أو بتحديد الأهداف والكفايات �أو
بتخطيط الأن�شطة� ،أو تدبريها� ،أو �إعداد الأدوات الديداكتيكية� ،أو برجمة خمتلف مناحي احلياة املدر�سية
الأخرى� ،أو اختيار �أدوات تقومي الكفايات� ،أو يف كل ما يرتبط بانتقاء املربيات والأطر وتكوينهم.
وملعرفة تلك اخل�صائ�ص املميزة ملرحلة الطفولة املبكرة (� 6 - 3سنوات) ،هناك مقاربتان �صاغهما علماء
نف�س النمو� ،سمحتا بدرا�سة وحتديد خمتلف التطورات التي تعرفها ال�شخ�صية خالل هذه املرحلة ،وهما املقاربة
العلية (� .)causaleأما الأوىل فقد ركزت على و�صف مظاهر الو�صفية ( )descriptiveواملقاربة الدينامية ِ
النمو التي يعرفها الطفل يف هذه املرحلة والتي تطال خمتلف جوانب �شخ�صيته (اجلانب اجل�سمي ،احلركي،
العقلي ،اللغوي ،الوجداين ،االجتماعي� ،إلخ)...؛ ولعله هو املنحى الذي �صارت فيه درا�سات �أرنولد
جيزل ، )Arnold Gisell 1881- 1961)1و�إليزابيث هرلوك E. Hurlock, 1953 6على �سبيل املثال.
�أما املقاربة الدينامية العلية ،فقد �صارت يف اجتاه تناول املعامل النمائية املركزية التي متيز املرحلة من خالل
ر�صد ديناميتها وبنيوتها ،والرتكيز على امليكانيزمات ال�سيكولوجية الأ�سا�سية التي ت�صبغ ال�شخ�صية .كما
ركزت على العوامل والعلل الكامنة وراء تلك الدينامية وتلك التمظهرات النمائية .وميكن �أن تذكر يف هذا
الباب نظريات .S. Freud ، J. Piaget، H. Walon، G. Allport ، E. Erikson
وي�ستلزم التحليل املتكامل لطبيعة هذه املرحلة اجلمع بني املقاربتني املذكورتني �أعاله ،وهو الأمر الذي ميكن
�أن يي�رس فهم الطبيعة العامة للمرحلة ،ثم القدرة على اال�شتغال على خمتلف جوانب ال�شخ�صية فيها.
5-https://psych.nyu.edu/adolph/publications/1992Thelen%20E%20%20Adolph%20K%20E-Arnold%20L%20Ge-
sell%20The%20paradox%20of%20nature%20and%20nurture.pdf , Consulté le07 /7/ 2016.
- 6ت�ضمن كتابها Developmental Psychology: A Life-Span Approachال�صادر يف 1953حتليالتها حول النمو النف�سي.
25
تعترب مرحلة الطفولة املبكرة (� 6 - 3سنوات) �أو املرحلة املا قبل – مدر�سية ،كما ي�سميها البع�ض ،من �أهم
مراحل حياة الإن�سان و�أخطرها ،لكونها تر�سم معامل ال�شخ�صية امل�ستقبلية ،وقد �أكد ذلك العديد من علماء النف�س
ومنهم بياجي ،الذي اعترب �أن امل�سار الذي تقطعه هذه املرحلة ي�ؤثر ب�شكل وا�ضح يف امل�سار النمائي لل�شخ�صية
فيما بعد.
تتميز هذه املرحلة مبجوعة من الأزمات والتوترات .فبعد �أزمة ال�شخ�صية الأوىل (� 3سنوات) التي جتعل
ت�صورات الطفل(ة) حول ذاته -نتيجة جمموعة من املكت�سبات النمائية التي ت�صطدم با�ستمرارية تعامل الأ�رسة
معه على �أنه ال زال ر�ضيعا -مما يخلق له �أزمة هوية ،يدخل هذا الطفل يف �أزمة �أخرى ال تقل �صعوبة وهي
عقدة �أوديب بالن�سبة للذكر ،وعقدة �إلكرتا بالن�سبة للأنثى .ومع ما يرتبط بهذه العقدة من م�شاعر الإثم نتيجة
كراهية الأب من نف�س اجلن�س الذي يعتربه مناف�سا له يف حبه لأبيه من اجلن�س املغاير ،ف�إن الطفل ،ح�سب فريد،
يعي�ش جمموعة من املخاوف والتوترات ال تنتهي �إال با�ستكمال ميكانيزم التوحد بالأب من نف�س اجلن�س ،مما
�سي�ساعد على ت�شكل هويته اجلن�سية.
وهكذا تكون مرحلة ما قبل التمدر�س ،ح�سب النظرية الفرويدية ،مرحلة عا�صفة مليئة بالتوترات
وال�رصاعات الداخلية� .إنها مرحلة «عدم التوازن» التي جتعــل الطفــل(ة) حــاد االنفعـاالت ،متقلب املزاج،
�شــديــد الـمــخاوف ،قوي الغرية ،حيث ميكن �أن تربز بو�ضوح م�شاعـــر التناف�س مــع الأخ �أو الأخـــت
( )complexe de Caïnالتــي �ست�شكل كيفية حلها ت�أثريا على عالقاته مع زمالئه يف املدر�سة ويف اللعب ،وفيما
بعد يف عالقاته االجتماعية.
�أمـــا بــيــاجــي فيـــركــــز بــــالأ�سا�س على النمو الـمـــعريف ،وي�سمي املرحلة مبرحلة ما قبل العمليات
( ،)stade préopératoireومتتد بالن�سبة �إليه من ال�سنة الثالثة �إىل ال�سابعة .ويعترب بياجي �أن الطفل(ة) يف
هذه الـمـــرحلة ال زال مل ميتلك بعد بع�ض العمليات الــمنطقية ،كاالحتفاظية la conservationوال�سـيـــر
العك�ســـي ،la réversibilitéو�أن عالقاته بالعامل ت�سمها نزعة التمركز حول الذات ،l’égocentrismeحيث
يرى الأ�شياء من منظوره اخلا�ص ،ويتعذر عليه �إدراك وجهة نظر الآخر.
و�إذا كان هرني فالون H. Wallonينطلق من قناعة مفادها �أن كل مرحلة منائية تبتدئ وتنتهي ب�أزمة،
مما يجعل م�سار النمو متقطعا ،على خالف بياجي امل�ؤمن با�ستمرارية النمو ومب�ساره احللزوين ،ف�إنه يعترب
�أن النمو هو نتاج التفاعل بني املعطيات الع�صبية البيولوجية والعوامل االجتماعية .ويرى �أن هذه املرحلة
هي مرحلة ال�شخ�صانية personnalismeبامتياز ،حيث تكون الأولوية للعاطفية على ح�ساب الذكاء .ويتنقل
الطفل(ة) من معار�ضة وا�ضحة للرا�شد يف ثالث �سنوات �إىل نوع من التوافق معه يف �أربع �سنوات ،لي�صري
يف �سن اخلام�سة �أكرث ميال لتقليده.
�إن هذه الأطوار الثالثة تلعب دورا مهما يف حتديد �شخ�صية الطفل ،ذلك �أن املعار�ضة ت�شكل �أداة لبناء
ا�ستقالليته والتمييز بني الذات والآخر؛ يف حني ي�سمح طور التوافق مع الرا�شد ،من خالل ك�سب �إعجابه،
بتعديل ال�سلوك وفقا ملنظور هذا الآخر� .أما طور التقليد ،فيعي�ش �ضمنه الطفل(ة) مراوحة بني الإعجاب
بالآخر ومناف�سته ،وهو ما يكمل مرحلة ال�شخ�صانية.
26
�إىل جانب هذه النظريات الثالثة يف النمو ،ميكن الإ�شارة �أي�ضا �إىل ت�صور Gordon Allportالذي يعترب
�أن هذه املرحلة تتميز بفقدان الهوية يف البداية (� 4سنوات) بفعل اخللط بني الواقع واخليال ،وهذا ما يتجلى
�أ�سا�سا يف اللعب الإيهامي .كما يكون الطفل(ة) خاللها ذاتي املركز .Egocentrisme
ويربز �ألبورت �أن هذه املرحلة تتميز مبظهرين .يتعلق الأول مبا ي�سميه امتداد الذات وات�ساعها ،فالذات
تت�سع من خالل احتكاكها ب�أ�شياء كثرية وامتالكها لها� .أما املظهر الثاين فيحدده يف �صورة الذات ،حيث تت�ضح
الذات �أكرث ف�أكرث انطالقا من ات�ساعها وانطالقا من احتكاكها بالنا�س الآخرين.
�أما �إريك �إيريك�سون ، E. Eriksonفقد بنى نظريته النمائية على نظرية فرويد وعلى تعريف ماري جاهودا
Marie Jahodaلل�شخ�صية ال�سوية ،مركزا على التفاعل بني اجلانب البيولوجي واجلانب االجتماعي.
ترتكز نظرية �إيريك�سون على �أن كل مرحلة بها �أزمة ،و�أن طريقة تدبري الأزمة ت�ؤثر على املراحل النمائية
املقبلة ،فكل مرحلة ُتبنى على �أ�سا�س انبناءات املراحل ال�سابقة ،و�أن عدم تدبري الأزمة بال�شكل اجليد ميكن �أن
يجعل هذه الأزمة تظهر يف ما بعد على �شكل م�شاكل نف�سية اجتماعية.
وت�أ�سي�سا على ذلك ،اعترب �إريك�سون �أن مرحلة � 6 - 3سنوات هي مرحلة املبادرة �ضد م�شاعر الإثم .وهكذا
ف�إما يت�شكل لديه امليل �إىل املبادرة ،و�إما تغمره م�شاعر الإثم نتيجة الأ�شياء التي يف�شل فيها ونتيجة العقاب .ويلعب
الآباء واملربيات دورا مهما يف �أن يطور الطفل(ة) �إح�سا�س املبادرة لديه عرب ت�شجيعه وتوجيهه وم�ساعدته.
�أما يف حال العك�س ،ف�إن م�شاعر الإثم جتاه حاجاته ورغباته تكون غالبة ،مما ُيحدث �آثارا �سلبية على حياته
النف�سية امل�ستقبلية.71
يالحظ من خالل ا�ستعرا�ض بع�ض النظريات التي تناولت مرحلة الطفولة املبكرة �إ�شارتها �إىل طابع
التوترات التي متيز هذه املرحلة ،والتي جتعل الطفل خاللها يعي�ش الكثري من ال�رصاعات التي تنعك�س على
�سلوكه وعالقاته بالآخر .ويعك�س اجلدول الآتي تلخي�صا للأفكار الأ�سا�سية يف تلك النظريات:
7 - Maurice Aumond : Les dynamismes du vieillissement et le cycle de la vie : l›approche d›Erikson ; http://pages.infinit.net/
grafitis/PDF/Voc1/Erickson_vieillissement.pdf, consulté le 06/07/2016
27
-تتميز املرحلة بطغيان التمركز حول الذات؛
-يفقد الطفل يف البداية هويته؛
غوردون �ألبورت
-هناك خلط بني الواقع واخليال (�سيطرة اللعب الإيهامي)؛
-تتميز املرحلة �أي�ضا مبظهرين جديدين:
(الرتكيز على تطور
● امتداد الذات وات�ساعها ،حيث تت�سع الذات وتتطور الحتكاكها ب�أ�شياء
الذات)
كثرية؛
● ات�ضاح �صورة الذات ،انطالقا من ات�ساعها وبفعل العالقة مع الآخر.
مرحلة التفكري الت�صوري (الت�صورات ترتكز على التمييز بني الدال واملدلول):
-جتميع ال�صور الداخلية املعرفية عن العامل اخلارجي؛
جان بياجي
-تتفرع �إىل ثالث مراحل فرعية:
(الرتكيز على تطور
● مرحلة بداية التفكري الت�صوري (من � 2إىل � 4سنوات)؛
العمليات العقلية)
● مرحلة الت�صورات �أو احلدو�س الب�سيطة (من � 4إىل 5ون�صف)؛
● مرحلة الت�صورات �أو احلدو�س املف�صلة (من 5ون�صف �إىل .)7
لكن تلك التوترات ،التي يتعني فهمها خالل التعامل مع الطفل(ة) ،ال ينبغي �أن تغيب االنتباه �إىل ما يعرفه
طفل � 6 – 3سنوات من تطورات ج�سمية وحركية وعقلية واجتماعية ،يلزم ا�ستثمارها وتوظيفها والعمل على
تطويرها.
فعلى امل�ستوى الفيزولوجي الوظيفي ،يالحظ �أن طفل(ة) هذه املرحلة يبد�أ يف فقدان خ�صائ�ص الر�ضيع،
وتتطور لديه القدرة على التوازن منذ ال�سن الثالثة ،ويزداد لـــديه الت�آزر احلــركي (التن�سيق يف احلركات
.)coordination motrice
كما �أبرزت Catherine Gueguenوهي طبيبة �أطفال اهتمت بالطبيعة الع�صبية للمرحلة� ،أن الطفل(ة) ،و�إىل
حدود ال�سنة اخلام�سة ،يكون حمكوما بدماغه العتيق والعاطفي ،son cerveau archaïque et émotionnel
ومن ثم ال يكون جمهزا ع�صبيا لت�صفية انفعاالته �أو القدرة على تدبريها .لذلك تدعو �إىل �رضورة تكييف
28
الرتبية ح�سب التطور الع�صبي للطفل ،والعمل على �إر�ساء مقومات تربية متقبلة ،لأنها ت�شكل دعامة دماغ
جيد .8
ومن جانب �آخر ،يالحظ �أن اكت�ساب احلركية يتطور ب�شكل �رسيع يف هذه املرحلة ،فالطفل(ة) ي�ستطيع �أن
يقفز و�أن يتدحرج و�أن يقف على رجل واحدة ،و�أن يلتقط الكرة و�أن ينزل ال�سلم ،و�أن يقوم بحركات حمددة
وم�ضبوطة ،ويتميز باحلركة بفعل وجود فائ�ض الطاقة لديه� .إن الطفل(ة) يف هذه املرحلة ميل وال َيكَل ،وهذه
خا�صية غالبا ما يتم جتاهلها �سواء لدى الآباء �أو املربيات ،حيث يطلب من الطفل(ة) �أن «ين�ضبط» .وهذا
ال يتما�شى مع ميوالته وحاجته �إىل احلركة واللعب ،فدور املربية هو بالأ�سا�س ا�ستغالل هذه القوة الدينامية
للو�صول �إىل الأهداف والكفايات املتوخاة.
وعلى امل�ستوى النف�سي واالجتماعي ،ميكن تبني �أن الطفل(ة) �أ�صبح قادرا على الكالم ب�شكل �سليم ،بل
ميكن اعتبار بداية هذه املرحلة بالع�رص الذهبي للغة .وهو ي�ستطيع �أي�ضا �أن يعد من دون �أن يكون قد ت�شكل
لديه مفهوم العدد وال مفهوم الكمية .وتكون قدرته على التذكر عالية ،كما تتكون لديه القدرة على التمييز
بني البارحة والغد ،ويف �سن اخلام�سة يدرك ت�سل�سل احلوادث .وهو يطرح الكثري من الأ�سئلة لكونه ميتلك
اللغة ،لكنه ي�شعر بثغرات على م�ستوى معارفه ،لذا يرغب يف ملئها .وي�ستطيع يف هذه املرحلة �أن يتعرف
على الألوان و�أن ينقل �أ�شكاال ب�سيطة ،كما ي�صبح �أكرث اهتماما ب�أن�شطة الكبار ،وميكنه �أن يخلق �ألعابا و�أن يغري
القواعد .9
وتتميز هذه املرحلة �أي�ضا بقوة اخليال وباللعب الإيهامي .ويكون بع�ض ما يعتربه الرا�شدون كذبا لديه هو
جمرد نتاج الختالط الواقع بالتخيالت .كما يكون �أكرث ميال للتفكيك والرتكيب .ويعترب اللعب بالن�سبة �إليه
مدخال لتحقيق ذاته ،ولكن �أي�ضا للتعبري عنها ولتطو ير عالقاته مع الآخر.
لذلك ف�إن هذه اخل�صائ�ص النمائية التي متيز طفل(ة) هذه املرحلة ،بقدر ما متنح �إمكانيات هائلة للتعلم
واالكت�ساب ،بقدر ما ينبغي �أن تدفع �إىل �رضورة �أخذ طبيعتها بعني االعتبار ،حتى ال يتم جعل التعليم الأويل
�صورة مماثلة للتعليم االبتدائي .فاملرحلة لها خ�صو�صياتها ،وكل تعامل معها� ،سواء يف البيت �أو يف م�ؤ�س�سة
التعليم الأويل ،يقت�ضي احرتام هذه اخل�صو�صيات و�أخذها بعني االعتبار يف كل هند�سة منهاجية� ،أو يف �أي
�شكل من �أ�شكال التعامل الرتبوي.
29
منهجية بناء الت�صور الناظم للإطار املنهاجي
انطلقت الهند�سة البيداغوجية لو�ضع �إطار عام ملنهاج التعليم الأويل من ت�صور ت�ضمن اخلطوات املنهجية
التالية:
-موا�صفات الطفل(ة) عند التحاقه مب�ؤ�س�سة التعليم الأويل (ال�صفحة النف�سية للطفل
خالل الأربع �سنوات الأوىل من عمره على امل�ستويات اجل�سمية والفيزيولوجية
واحل�سية احلركية ،والعقلية املعرفية ،والوجدانية االجتماعية).
موا�صفات طفل
-موا�صفات الطفل(ة) بعد تخرجه من م�ؤ�س�سة التعليم الأويل (ال�صفحة
التعليم الأويل
النف�سية للطفل بعد ا�ستفادته من خدمات امل�ؤ�س�سة ملدة عامني على امل�ستويات
اجل�سمية والفيزيولوجية واحل�سية احلركية ،والعقلية املعرفية ،والوجدانية
االجتماعية).
-حتديد ما الذي ينتظر من م�ؤ�س�سة التعليم الأويل �أن تقوم به مل�ساعدة الطفل(ة)
على االنتقال من و�ضعية الدخول� ،إىل الو�ضعية امل�أمولة عند خروجه من الوظائف
امل�ؤ�س�سة والتحاقه مبا�رشة بال�سنة الأوىل من التعليم االبتدائي� .أي و�صف الأ�سا�سية للتدخل
املهام الكربى التي يتعني �أن ت�ضطلع بها لفائدة الطفل(ة).
-حتديد الكفايات الرتبوية الأ�سا�سية الكفيلة بجعل الطفل(ة) قادرا حقا على بلوغ
موا�صفات اخلروج يف ارتباطها بالوظائف الكربى التي تنه�ض بها م�ؤ�س�سة
الكفايات الرتبوية
التعليم الأويل.
امل�ستهدفة
-تفريع الكفايات الرتبوية الأ�سا�سية �إىل كفايات فرعية �أو قدرات بالن�سبة لكل
كفاية على حدة ،ت�ؤدي تنميتها حتما �إىل تنمية الكفاية الأ�سا�س نف�سها.
-ر�سم احلقول �أو الف�ضاءات العامة التي ينتظم التدخل الرتبوي حولها بكيفية
منهجية منظمة ،بحيث جت�سد هذه احلقول النقط التي تلتقي فيها الكفايات
جماالت التعلم
الرتبوية امل�ستهدف تنميتها لدى الطفل(ة) مع اجلوانب الأ�سا�سية املراد
تطويرها على م�ستوى �شخ�صيته.
-انتقاء جماالت عي�ش وتفاعل من عامل الطفل(ة) وحميطه الذي يتحرك فيه، امل�شاريع
تكون مبثابة مداخل تربوية يتم االنطالق منها يف اختيار الأن�شطة ومعاجلة الرتبوية
املفاهيم والق�ضايا املراد اكت�سابها يف ح�ص�ص التعلم والتن�شيط. (املو�ضوعاتية)
-و�ضع ت�صميم هند�سي للمحاور العامة للأن�شطة على �شكل �شبكة مت�سقة
م�صفوفات
العنا�رص ،يراعي بنا�ؤها ف�ضاء اال�شتغال من جهة ،وطبيعة امل�رشوع من
الأن�شطة
جهة �أخرى.
-و�ضع �سيناريوهات لتوزيع الأن�شطة وتنظيم زمن التعلم ،و�إبراز الأ�س�س
املعتمد عليها يف هذا التنظيم. مقاربات التنظيم
-حتديد املقاربات الرتبوية والتقنيات البيداغوجية التي ميكن اال�ستناد �إليها يف والتدبري والتقومي
تدبري الأن�شطة وتتبع النمو وتقومي التعلمات.
30
موا�صفات طفل(ة) التعليم الأويل
-مبرجعيات اجتماعية -ثقافثة ولغوية خمتلفة موجهة لنموذج التن�شئة االجتماعية الذي مت االنطالق فيه مع
الطفل(ة) داخل الأ�رسة.
-مب�ستويات معرفية ووجدانية متباينة يف حاجة �إىل التفتح والبناء والإثراء ،وتفر�ض تعامال خا�صا لتوجيهها
وا�ستثمارها يف بناء التعلمات وال�سلوكات امل�ستهدفة.
-ورغم ما ميكن �أن ينجم عن هذين املقومني من اختالفات ميكن ت�سجيلها بني الأطفال يف بداية التحاقهم بالتعليم
الأويل على م�ستوى الطبع والتوا�صل ومنوذج اال�ستجابة للأن�شطة الرتبوية التي تقدم لهم ،ف�إن الطفل(ة)،
يف بداية مرحلة التعليم الأويل (ال�سنتان الثالثة والرابعة) ،يت�صف على امل�ستوى النف�سي النمائي ،باملميزات
التالية:
31
•ظهور عقدة �أوديب (� )Œdipeأو �إلكرتا ( )Electreوما يرتتب عنها من
ميكانيزم التوحد ك�أداة لت�شكيل الهوية اجلن�سية؛
•يعترب اللعب من �أهم �آليات التوا�صل االجتماعي؛ مع طغيان اللعب
الإيهامي؛
امل�ستوى الوجداين
•متيز ال�سلوك االجتماعي بالتعلق الكلي بالأ�رسة ،رغم رغبته يف
االجتماعي
اال�ستقاللية وت�أكيد الذات؛
•التقلب املزاجي الذي يجعل الطفل(ة) ينتقل ب�رسعة من و�ضعية الفرح �إىل
و�ضعية الغ�ضب مثال؛
•.............................................
32
•ا�ستقبال وتقبل قيم �إ�سالمية •ا�ستعمال الأدوات الوظيفية •التمييز الإدراكي احل�سي:
ووطنية وممار�سة �سلوكات للغة والتوا�صل :بعد (الب�رصي وال�سمعي واللم�سي
�أخالقية �إيجابية جتاه الذات �صوتي ،بعد معجمي (ر�صيد والذوقي وال�شمي) مبا
والآخر والبيئة ،وتذوق القيم لغوي) وداليل وبع�ض ميكنه من حتقيق التنا�سقات
اجلمالية والفنية. البنيات الأ�سلوبية. الإدراكية احل�سية يف تفاعله
مع الواقع.
•اال�ستعماالت الأولية املتعلقة
بتقنيات الإعالم والتوا�صل •ممار�سة قواعد و�سلوكيات
وتوظيفها يف بناء تعلماته. اال�ستقاللية على م�ستوى
النظافة والتغذية وال�سالمة
ال�صحية وجتنب املخاطر
والتفاعل مع املحيط.
33
وظيفة التدخل يف التعليم الأويل
للتعليم الأويل �أهمية كربى يف امل�سار الرتبوي والتعلمي الالحق للطفل(ة) .فقد �أثبتت العديد من الدرا�سات
والأبحاث ما ميكن �أن يكون لهذا النوع من التعليم من ت�أثري �إيجابي على �شخ�صية الطفل(ة) برمتها .وقد اعترب
البع�ض �أن هذا الت�أثري يكون �أكرب بالن�سبة لأطفال الأ�رس الفقرية ،حيث ي�ستفيد مثل ه�ؤالء الأطفال ب�شكل �أكرب
من فرتة مرورهم ببنيات التعليم الذي ي�سبق مرحلة املدر�سة االبتدائية ،حيث ت�سهم تربية التعليم الأويل يف منح
�إمكانيات �أكرب للأطفال المتالك كفايات مهمة يف الريا�ضيات والقراءة ويف التعبري ويف امتالك الكفايات النف�س
اجتماعية ،ويزداد الأمر �أهمية حينما يتعلق بالأطفال يف و�ضعية �إعاقة ،لأن التدخل املبكر بالرتبية والتوجيه
يخفف من عبء املدر�سة حينما يتم االلتحاق بها �أو ب�أق�سام الرتبية الداجمة املحدثة بها.
ومن دون �شك ،ف�إن الوظيفة الأ�سا�سية للتعليم الأويل تتجلى يف حتقيق تكاف�ؤ الفر�ص �أمام الأطفال الكت�ساب
القدرة على التوافق مع متطلبات املدر�سة االبتدائية ،بغ�ض النظر عن التفاوت يف الر�أ�سمال الثقايف للأ�رس� ،إىل
جانب التخفيف من �آثار الفطام النف�سي الذي ميكن �أن يخلقه االنف�صال عن تلك الأ�رس.
غري �أن االهتمام بهاتني الوظيفتني اللتني كثريا ما يتم الرتكيز عليهما ،ال ينبغي �أن يدفع �إىل �إغفال وظيفة
للم�ستقبل فقط ،بل وللحا�رض �أي�ضا ،حيث ينبغي
َ ثالثة ال تقل �أهمية ،وتتمثل يف �أال تكون بنية التعليم الأويل بنية
�أن تتطور �إمكانيات الطفل و�أن يتمتع بهذه املرحلة و�أن يعي�شها ب�أمان.
وت�أ�سي�سا على ذلك ،ميكن حتديد الوظيفة الإيقاظية والإعدادية التي يحققها التعليم الأويل لفائدة الأطفال من
خالل اخلطاطة التو�ضيحية التالية:
العي�ش
الذوق الفني امل�شرتك
التفتح والإعداد من �أجل تربية وبناء:
واجلمايل اال�ستك�شاف
تنمية كفايات تربوية
طفل التعليم
الأويل
التوازن التفكري
ال�سيكوحركي املنطقي
التوا�صل
لهذا ينبغي الت�أكيد على �أن وظيفة بنية التعليم الأويل ال ترتكز على ملء �أذهان الأطفال باملعارف اجلاهزة،
وال على ترديد الن�صو�ص وا�ستهالكها ،وال على ال�شحن مب�ضامني التعليم االبتدائي .بل �إن وظيفتها بالأ�سا�س
هي توفري الأر�ضية ال�سليمة وامل�ؤهلة للعي�ش ال�سعيد يف هذه املرحلة ،والتهي�ؤ للمراحل الالحقة مبا ي�ضمن النجاح
فيها ،وذلك يف جو يرنو �إىل التقلي�ص من الفوارق املعرفية لدى الأطفال ،وحتقيق تكاف�ؤ الفر�ص دعما جلهود
الأ�رس ،و�إ�سهاما يف حتقيق اال�سرتاتيجيات الوطنية.
34
الكفايات الرتبوية امل�ستهدفة
�أخذا بعني االعتبار جماالت التعلم التي ت�ستجيب خل�صو�صيات الأطفال يف مرحلة التعليم الأويل ،ومن �أجل
بلوغ املوا�صفات امل�ستهدفة بالن�سبة للطفل(ة) يف نهاية هذه املرحلة ،متت �صياغة الكفايات الرتبوية الأ�سا�سية
التي تتعني تنميتها على مدى ال�سنتني وذلك على ال�شكل التايل:
�أن يكون مهي�أ المتالك �أدوات مالحظة وا�ستك�شاف الذات واملحيط البيئي
منطوق الكفاية 1
والتكنولوجي.
من �أبرز اجلوانب امل ُِعي َنة على تكوين �شخ�صية الطفل(ة) وتي�سري التعلم لديه،
اال�شتغال على تنمية �أدوات ملالحظة الذات وا�ستك�شافها �إىل جانب ا�ستك�شاف عنا�رص
ُ
ومكونات من املحيط اخلارجي الذي يتفاعل معه الطفل(ة) .و�أكيد جدا �أن �أف�ضل
التعلمات و�أكرثها انعكا�سا على تنمية الذات تلك التي تنطلق يف هذا اال�ستك�شاف من
الذات وحماولة فهم مكوناتها وخ�صائ�صها.
�إن فهما من هذا النوع ،بقدر ما يعطي فكرة �أولية عن ج�سم الطفل(ة) وحاجياته
وعن الوظائف الأ�سا�سية لأع�ضائه ،بقدر ما يحفز الطفل(ة) ويدعوه ب�صفة تلقائية م�ضمونها
�إىل �صيانته ،ومن ثم حت�صينه من كل ا�ستغالل خارجي قد يتهدده. الرتبوي
�إن التدفق التكنولوجي الذي ال يخلو �أي بيت منه يف حياتنا املعا�رصة ،يدعو بدوره
�إىل الدفع بالطفل(ة) �إىل التح�سي�س باال�ستعماالت الوظيفية لبع�ض الأدوات،
وجتنب املمار�سات امل�ؤدية �إىل اخلطر على الذات �أو على البيت ب�أكمله ،وذلك يف
�أفق تر�سيخ �سلوك منظم للتعامل مع الآلة ،يقوم �أ�سا�سا على اال�ستثمار الإيجابي
للأدوات التكنولوجية املتوفرة داخل البيت ،مبا يرثي املعرفة ويو�سع من جمال
اخلربة العملية.
� - 1.1أن يكون قادرا على ا�ستك�شاف �أع�ضائه اجل�سمية اخلارجية وحوا�سه ووظائفها
وحمايتها؛
� - 1.2أن يكون قادرا على تعرف بع�ض الأغذية وفوائد التغذية و�أهميتها بالن�سبة
لنمو اجل�سم؛
� - 1.3أن يكون قادرا على تعرف �أهمية النظافة وعلى ممار�سة بع�ض العادات
ال�صحية يف تناول الأطعمة؛
تفريعاتها
� - 1.4أن يكون قادرا على تعرف الأ�رسة والبيت ،وبع�ض العالقات التي جتمع
بني �أع�ضائها؛
� - 1.5أن يكون قادرا على تعرف بع�ض مكونات حميطه البيئي املبا�رش وعلى كيفية
التعامل معها؛
� - 1.6أن يكون قادرا على تعرف بع�ض الأدوات التكنولوجية امل�ستعملة يف حميطه
ووظائفها الأ�سا�سية.
35
�أن يكون مهي�أ المتالك �أدوات تنظيم التفكري ،وبناء العمليات الذهنية الأولية. منطوق الكفاية 2
يحتاج الطفل(ة) ،لكي يتعلم ويبني تعلماته بنف�سه ومب�ساعدة و�سيط بيداغوجي
خارجي (� ،)médiateur pédagogiqueإىل �أدوات فكرية ومنهجية متكنه من
ا�ستيعاب املعطيات التي يتلقاها �أوال ،وفهمها ثانيا ،ومعاجلتها ثالثا.
ت�ساعد هذه الأدوات ،من قبيل التمييز ،واملقارنة ،والرتتيب ،والت�صنيف،
وبنينته ،وهو ما ينعك�س ب�شكل
والتحليل ،والرتكيب ،...على تنظيم التفكري َ م�ضمونها
�إيجابي على جممل �شخ�صيته� ،إذ ي�صبح مبقدوره حتقيق �أمرين هامني: الرتبوي
ـ تعلم خمتلف املعطيات املرتبطة باملجاالت التعلمية �أو املواد الدرا�سية ب�سهولة؛
ـ التعامل املنظم مع احلياة خارج نطاق امل�ؤ�س�سة التعليمية ،كن�سق موجه لل�سلوك
يجعله يرى الأمور ويدركها مبنظور منظم ي�ضبط عالقاته التي يقيمها مع حميطه
ببعديه الإن�ساين واملادي الفيزيقي.
� - 2.1أن يكون قادرا على التمييز بني و�ضعيات �أ�شياء خمتلفة يف توجهها الف�ضائي؛
� - 2.2أن يكون قادرا على التمييز بني فرتات زمنية خمتلفة من اليوم والأ�سبوع،
وتعرف �شهور ال�سنة وف�صولها؛
� - 2.3أن يكون قادرا على متثل �أعداد ب�سيطة عدا وكتابة ومتييزا؛
� - 2.4أن يكون قادرا على التمييز بني الألوان الأ�سا�سية ،والأ�شكال الهند�سية تفريعاتها
الب�سيطة؛
� - 2.5أن يكون قادرا على مقارنة �أحجام خمتلفة والتمييز بينها؛
� - 2.6أن يكون قادرا على التمييز بني قيا�سات خمتلفة با�ستعمال �أدوات ب�سيطة
للمقارنة.
�أن يكون مهي�أ الكت�ساب �أدوات التعبري اللغوي والتوا�صل مبا ي�ساعده على القراءة
منطوق الكفاية 3
والكتابة فيما بعد.
تتجه هذه الكفاية �إىل حتديد امل�سار االكت�سابي التعلمي لطفل التعليم الأويل يف
جمال اللغة والتوا�صل ،من منطلق ربط االكت�سابات والتعلمات اجلديدة بالإطار
وال�سريورة امل�ؤ�س�ساتية للتعليم الأويل الذي من املفرت�ض �أن ميكن الطفل(ة) من
تو�سيع �إمكاناته التعبريية اللغوية ،و�إغناء �أدواته التوا�صلية يف �أكرث من لغة واحدة، م�ضمونها
وبالتايل تطوير تعلماته يف جمال اللغة والتوا�صل قراءة وكتابة .وهذا ما يفرت�ض الرتبوي
التمييز بني بعدين اثنني على امل�ستوى ال�سيكوبيداغوجي للطفل(ة):
ـ البعد املرتبط بتطوير الإمكانات ال�سيكومنائية ل�سريورات بناء وتطوير �أدوات
التعبري والتوا�صل اللغوي؛
36
ـ البعد املرتبط ببناء وتطوير اكت�سابات الطفل(ة) يف جمال الأدوات اللغوية على
م�ستوى القراءة والكتابة ا�ستقباال و�إنتاجا؛
ـ �إن �سريورات تعلم واكت�ساب اللغة بالن�سبة لطفل التعليم الأويل ترتبط مبحددين
اثنني:
ـ حمدد الكفايات والقدرات املراد بنا�ؤها وتطويرها عند الطفل(ة) من خالل �أن�شطة
التعلم واالكت�ساب املرتبطة مبجال اللغة وامل�شاريع املقرتحة �ضمن �إطارها.
ـ حمدد طبيعة الأن�شطة التعلمية واالكت�سابية يف عالقتها مب�ضامني وظواهر اللغة
املعنية بالتعلم �سواء على امل�ستوى ال�صوتي� ،أو املعجمي �أو الرتكيبي �أو الداليل.
وعلى هذا الأ�سا�س ميكن اعتبار الكفايات الفرعية املقرتحة حماولة لتهديف �سريورات
التعلم واالكت�ساب يف جمال اللغة ،بالنظر �إىل خ�صو�صية هذا املجال وطابعه املركب
يف عالقته باملنطق ال�سيكومنائي للغة عند الطفل(ة) من جهة ،ويف ارتباطه بظواهر
االكت�سابات اللغوية يف مرحلة التعليم الأويل من جهة �أخرى ،وهي تعني �أ�سا�سا:
� - 3.1أن يكون قادرا على تعرف الأ�صوات ونطقها وا�ستعمالها يف �سياقات التعبري
والتوا�صل ال�شفهي؛
� - 3.2أن يكون قادرا على تعرف وتوظيف كلمات معجمية مرتبطة مبحيطه يف
�إطار �سياقات توا�صلية خمتلفة؛
� - 3.3أن يكون قادرا على توظيف �أدوات �أ�سلوبية �ضمن �سياقات تبادلية وتوا�صلية
خمتلفة؛
تفريعاتها
� - 3.4أن يكون قادرا على تعرف و�إدراك احلرف �صوتا ور�سما يف كلمات �أو
جمل وتهجيته �أو قراءته؛
� - 3.5أن يكون قادرا على �إدراك معنى الكلمات واجلمل امل�ستعملة يف ن�ص قرائي
�أو �شفوي وفهم داللتها؛
� - 3.6أن يكون قادرا على تخطيط �أ�شكال اخلطوط ،ور�سم بع�ض �أ�شكال احلروف
يف و�ضعياتها املنفردة.
37
�أن يكون الطفل(ة) متحكما يف حركاته العامة والتف�صيلية ،توجيها وتنظيما و�أداء،
منطوق الكفاية 4
يف خمتلف و�ضعيات اجل�سد ،وكذا حتقيق التنا�سق احل�سي احلركي.
يتوخى التعليم الأويل يف نهاية �سنتيه �أن ي�صبح الطفل(ة) ممتلكا حلركة عامة ودقيقة
�أكرث �ضبطا� ،سواء من حيث قدرته على توجيه تلك احلركة يف املجال� ،أو حتكمه
فيها من حيث تنظيمها وتوظيفها ،مبا يخدم تفاعله مع معطيات املحيط ومتطلباته،
�أو من حيث التنا�سق والت�آزر بني احلوا�س واحلركات.
�إن حتديد هذه الكفاية يف هذا امل�ستوى التعليمي ي�أتي من اعتبارين اثنني� ،أولهما
مرتبط بطبيعة م�ستوى الن�ضج احلركي الذي بلغه الطفل(ة) يف هذه ال�سن ،والذي
يخول له �أن يتعلم مهارات حركية �أكرث تطورا و�أكرث دقة وب�شكل �أكرث منهجية ،كي
يتمكن من اال�ستجابة بفعالية مل�ستلزمات املجال الذي �أ�صبح يت�سع �أكرث ف�أكرث ويطرح م�ضمونها
حتديات تتقوى ب�شكل �أكرب.
الرتبوي
�أما الثاين فريتبط مبتطلبات امل�ستوى الأول من املدر�سة االبتدائية والذي ي�ستلزم
�أن يكون الطفل(ة) قد امتلك تلك احلركات الدقيقة منها والعامة ،للتمكن بالتايل
من ممار�سة تعلمات جديدة مرتبطة بالتحكم يف اجل�سد عموما ،واليدين والأ�صابع
خ�صو�صا يف و�ضعيات متباينة .لقد بينت الدرا�سات التي �أقيمت يف هذا الباب
�أن جمموعة من مكونات اجلانب احل�سي احلركي (متثل اجل�سد ،بنية الف�ضاء
والزمان )...تعترب مكت�سبات �أ�سا�سية و�رضورية للطفل(ة) كي ُيقبل على تعلم
بع�ض املعارف �أو املهارات املدر�سية ،و�أن الطفل(ة) الذي ال يح�سم مع هذه
التعلمات يف نهاية التعليم الأويل غالبا ما ي�صطدم ب�صعوبات يف متدر�سه.
� - 4.1أن يكون قادرا على �إجناز بع�ض احلركات الكربى والدقيقة يف �إطار من
التوافق بني احلوا�س واحلركات؛
� - 4.2أن يكون قادرا على اكت�ساب بع�ض العادات ال�ضامنة لل�سالمة ال�شخ�صية تفريعاتها
والعادات احلركية االعتيادية املحافظة على التوازن؛
� - 4.3أن يكون قادرا على احرتام قواعد اللعب عرب امل�شاركة يف الإجناز واملمار�سة.
38
�أن يكون مهي�أ ال�ستقبال وتقبل املنتوج الفني واجلمايل واكت�ساب الأدوات الأولية
منطوق الكفاية 5
للتعبري الفني.
ترتكز الرتبية الفنية واجلمالية على ثالث قدرات �أ�سا�سية ،هي القدرة على تعرف
الإنتاجات الفنية ،والقدرة على ممار�سة بع�ض التعابري الفنية ،و�أخريا القدرة على
متلك الذوق الفني واجلمايل ،وهي قدرات مرتابطة يي�رس امتالك بع�ضها متلك
البع�ض الآخر.
وهكذا ،ف�إن تعرف الإنتاجات الفنية� ،سواء كانت لوحات �أو قطعا مو�سيقية �أو �أعماال
درامية ،تف�سح املجال لرتبية ح�سا�سية الطفل(ة) الفنية الأولية ،وذلك من خالل م�ضمونها
مالحظة وت�أمل تلك الأعمال� ،أو لقاءات مع فنانني� ،أو زيارة �آثار �أو معامل فنية
الرتبوي
�أو غريها .كما ت�شتمل هذه الكفاية على القدرة على ا�ستخدام بع�ض التقنيات الب�سيطة
للتعبري الفني ،والتي ميكن �أن متهد لإنتاج �أعمال ذات طبيعة فنية يف امل�ستقبل ،هذا
التمهيد ميكن �أن يكون على �شاكلة �أعمال التلوين والإل�صاق والتقطيع والوقوف
�أمام اجلماعة والتقليد والنقر وغريها وتقليد �أ�صوات �أو ترانيم.
ثم �إن انبناء هذه الكفاية يكتمل ببع�ض بدايات ت�شكل امليل �إىل الأعمال الفنية �سواء
املو�سيقية �أو الت�شكيلية �أو الدرامية ،من خالل ا�ستجاباته لها وتقبلها.
� - 5.1أن يكون قادرا على تعرف بع�ض الأمناط الفنية (م�رسح ،ن�شيد ،ر�سم)...؛
� - 5.2أن يكون قادرا على تقبل بع�ض الأذواق الفنية واجلمالية؛
تفريعاتها
� - 5.3أن يكون قادرا على امل�شاركة يف �أن�شطة فنية م�ستثمرا ما تطور لديه من
مهارات �سمعية وب�رصية وج�سدية.
�أن يكون مهيئا ال�ستقبال وتقبل القيم الدينية والوطنية وقواعد العي�ش امل�شرتك. منطوق الكفاية 6
تركز هذه الكفاية على �رضورة حت�سي�س الطفل منذ ال�صغر مبختلف مكونات الهوية
الثقافية ل�سياقه االجتماعي ،وذلك من خالل تهييئه ال�ستك�شاف مقومات الن�سق
ال�سو�سيوثقايف والديني لبلده ،وذلك يف �أدنى امل�ستويات و�أب�سطها من حيث العنا�رص
املعرفية امل�ستهدفة �أو معارف الفعل التي يراد من الطفل(ة) �أن يطبقها.
م�ضمونها
�إن القيم الدينية والثقافية والوطنية تعترب من �أعقد الأنظمة واملرجعيات الرمزية
والفكرية التي يتفاعل معها الطفل(ة) منذ والدته ،والتي ال ميكن املراهنة على الرتبوي
بنائها يف مرحلة التعليم الأويل وال حتى يف االبتدائي ،وذلك بالنظر �إىل م�ستويات
الرتكيب والتكثيف التي ت�شكل حموالتها الداللية املتنوعة واملتفرعة ،ولهذا ال ميكن
يف مرحلة الرو�ض �إال الوقوف عند عتبة �إعداد الطفل(ة) لتقبل وا�ستقبال بع�ض هذه
القيم على م�ستوى اال�ستئنا�س والتعرف الأويل.
39
�إن منظومة املعتقد الديني تتميز مبكونات عالية التجريد بالنظر �إىل طابعها
امليتافيزيقي ،وتبقى بالن�سبة للطفل(ة) جمرد مكونات معجمية جد مركبة غري حمددة
دالليا وال م�شخ�صة مو�ضوعيا .ولذلك يجب �أن يتم تقدميها للطفل(ة) من باب
التعرف واال�ستقبال واال�ستئنا�س من خالل الرتويج التوا�صلي ال�سم الألوهية (الله)
عند بداية �أو نهاية الأكل وال�رشب (ب�سم الله – احلمد لله)� ،أو الب�سملة عند بداية
قراءة القر�آن� ...أو عند حتفيظه بع�ض ق�صار ال�سور� .إن ا�ستعمال ا�سم النبي (�ص)
يجب �أال يتعدى الرتويج التداويل �ضمن ال�شهادتني.
كما يعترب ا�ستدماج الطفل لقواعد العي�ش امل�شرتك من �أهم �أهداف التن�شئة االجتماعية
بالتعليم الأويل ،وذلك من خالل ما ميكن �أن مترره املربية للأطفال عرب �أن�شطة
الطقو�س االعتيادية اليومية ،وعرب �أ�شكال التوا�صل البيداغوجي ال�صفي التي ميكن
من خالل تهديفها �أن ت�صبح رافدا �أ�سا�سيا لبناء وتطوير �أ�شكال التفاعل والتوا�صل
الإيجابي مع الآخر ومع جماعة الف�صل ،وجتاوز خمتلف �سلبيات متركز الطفل
حول الذات وال�سلوكات املنزلية املنغلقة.
� - 6.1أن يكون قادرا على تعرف ا�سم الله والر�سول من خالل اال�ستئنا�س ببع�ض
ال�سور و�آيات قر�آنية وتوظيفها يف �آداب الأكل والتحية...؛
� - 6.2أن يكون قادرا على ا�ستقبال وتقبل بع�ض القيم والأخالقيات الدينية وتطبيقها
يف التبادالت االجتماعية مثل :النظافة – التعاون – ال�صدقة – الت�ضامن – احرتام
البيئة – الرفق باحليوان...؛
تفريعاتها
� - 6.3أن يكون قادرا على اال�ستئنا�س وتعرف بع�ض القيم والرموز الوطنية :حتية
العلم ،الن�شيد الوطني� ،أنا�شيد حب الوطن/املغرب...؛
� - 6.4أن يكون قادرا على تقبل وا�ستدماج بع�ض قيم وقواعد العي�ش امل�شرتك
يف تفاعله مع حميطه ،وتوظيفها يف التعامل والتبادالت ال�سلوكية مع الآخر
(الإن�صات ،انتظار الدور ،احرتام الآخر.)...
40
مرجعية الكفايات والأطفال يف و�ضعية �إعاقة
ت�شكل الكفايات الرتبوية املحددة �أعاله املرجع البيداغوجي الذي ي�ستند عليه �أي تدخل تربوي لفائدة طفل(ة)
التعليم الأويل ،وذلك بغ�ض النظر عن انتمائه ال�سو�سيوثقايف� ،أو طبيعته النمائية� ،أو خ�صو�صيات بنية التعليم
الأويل التي ُ�سجل بها.
ففي حالة الأطفال يف و�ضعية �إعاقة مبختلف فئاتهم ،تبقى الكفايات الرتبوية �أعاله هي املنطلق الأ�سا�س يف
اال�شتغال معهم ،فمن خاللها ميكن و�ضع برامج خا�صة مالئمة لنوعية كل �صنف من �أ�صناف الإعاقة .وتبعا
لذلك ،يقت�ضي الأمر ،عند الأجر�أة العملية للأن�شطة ،مراعاة عدد من املبادئ الرتبوية يف طليعتها:
ـ البحث عن نقط القوة عند الطفل(ة) لالنطالق منها كمدخل ي�ضمن �شد اهتمام الطفل(ة) للتعلم واالكت�ساب،
ويي�رس بالتايل انخراطه الكبري يف الأن�شطة املقرتحة عليه؛
ـ عند �شد االهتمامُ ،يوجه الرتكيز �إىل اجلوانب التي ي�شكو الطفل(ة) من نق�ص فيها ب�سبب الإعاقة التي
يعي�شها .فالطفل(ة) التوحدي مثال يكون بحاجة �أكرب �إىل تعلم التعبري والتوا�صل وقواعد العي�ش امل�شرتك.
والطفل(ة) يف و�ضعية �إعاقة ذهنية يف حاجة �أكرب �إىل ا�ستك�شاف ذاته وحميطه� ،إىل جانب تطوير ذهنه
واكت�ساب �آليات تنظيم التفكري لديه؛
ـ االنفتاح على اجلوانب الأخرى من �شخ�صية الطفل(ة) يف و�ضعية �إعاقة ،لأن هدف الرتبية ما قبل
املدر�سية هو تنمية ال�شخ�صية مبختلف جوانبها و�إثرائها بالأدوات والآليات الفكرية واملهارية التي جتعلها
مهي�أة للتعلمات املدر�سية فيما بعد.
وانطالقا من ذلك ،وبعد درا�سة امللف الطبي للطفل(ة) يف و�ضعية �إعاقة و�ضبط نتائج الت�شخي�ص الأويل
ملوا�صفاته العامة وخل�صائ�صه النمائية ،يتم و�ضع م�رشوع تربوي للطفل(ة) ،حتدد فيه التعلمات الأ�سا�س
انطالقا من الهند�سة املهيكلة للإطار املنهاجي ،والتي �ستتوىل املربية نف�سها مهمة �إجنازها مع الطفل(ة) املعني،
ثم التعلمات الداعمة التي تحُ دد بتعاون مع الفريق �شبه الطبي ،والذي يتوىل هو نف�سه �إجنازها لفائدة الطفل(ة)،
من تقومي للنطق ،وتدريب على التحكم يف احلركات الدقيقة ،و�ضبط للت�آزر احل�سي احلركي ،وتطوير لبع�ض
الع�ضالت يف �أع�ضاء معينة باجل�سم مل�ساعدة الطفل(ة) على ال�سيطرة على حركاته وتوجيهها نحو ما هو وظيفي
وم�ساعد على �إجناز ما هو مطلوب منه.
وعند و�ضع امل�رشوع الرتبوي للطفل(ة) ،يتم اعتماد طرائق للتن�شيط تكون مالئمة خل�صو�صيات نوعية
�إعاقة الطفل(ة) ،وتقوم على تفريد التعلمات واحرتام الإيقاعات اخلا�صة بكل طفل(ة) .واخلطاطة �أ�سفله
تو�ضح برتكيز املنهجية املقرتحة عند مالءمة الإطار املنهاجي لفائدة الأطفال يف و�ضعية �إعاقة.
41
جماالت التعلم
لأجر�أة الكفايات الرتبوية وتنميتها لدى الأطفال ،ومراعاة خل�صو�صيات املرحلة النمائية لطفل(ة) التعليم
الأويل ،مت اعتماد جماالت تعلمية تنتظم حولها خمتلف الأن�شطة الرتبوية املقرتح �إجنازها داخل ف�ضاءات
التعلم.
وحفاظا على هوية هذا الطور التعلمي الهام ،مبا يجعله يف خدمة التعليم االبتدائي ولي�س �صورة م�صغرة
لهذا التعليم ،اعتمدت الهند�سة احلالية للإطار املنهاجي ت�سميات جديدة عو�ض الت�سميات املتداولة وامل�أخوذ
�أغلبها مما ينجز يف ال�سلك االبتدائي ،فا�س ُتبدل مفهوم املواد الدرا�سية باملجاالت التعلمية ،وا�س ُتبدلت ت�سميات
املواد االعتيادية من تعبري وقراءة وكتابة وتربية �إ�سالمية وريا�ضيات و�أن�شطة للتفتح العلمي والفني ،بت�سميات
جديدة �أكرث ارتباطا بجوانب �شخ�صية الطفل من جهة ،وبالكفايات الرتبوية الأ�سا�سية من جهة ثانية ،كما هو
مو�ضح �أ�سفله.
تطوير ال�سلوك احل�سي اال�شتغال على تنمية املهارات ال�سيكوحركية للطفل(ة) وتطوير املجال
تنا�سقاته احل�سية – احلركية التي حتتاجها بع�ض الإجنازات التعلمية. احلركي الرابع
يهتم بتطوير اجلانب الفني واجلمايل لدى الطفل (ة) ،عرب �أن�شطة
تنمية الذوق الفني املجال
و�ألعاب لرتبية ح�سا�سيته الفنية الأولية ،والتدريب على ا�ستخدام
واجلمايل اخلام�س
بع�ض التقنيات الب�سيطة للتعبري الفني.
يتوخى هذا املجال تنمية اجلانب الوجداين واالجتماعي لدى الطفل(ة)
عرب �أن�شطة عملية حت�س�سه ببع�ض القيم ال�سلوكية التي يتعني اكت�سابها بناء القيم وقواعد املجال
ب�شكل تدريجي ،وذلك من خالل الوقوف �أ�سا�سا عند م�ستويني اثنني العي�ش امل�شرتك ال�ساد�س
من امل�ستويات املعتمدة يف بناء القيم (اال�ستقبال والتقبل).
42
امل�شاريع املو�ضوعاتية املقرتحة النتقاء الأن�شطة ومكوناتها
حر�صا على الربط بني وحدة ال�شخ�صية ووحدة الفعل التعلمي ،تعتمد الهند�سة املنهاجية احلالية يف انتقاء
�أن�شطة التعلم وتدبريها على مدخل امل�رشوع الرتبوي ،ك�آلية للتنظيم وحتقيق التناغم واالن�سجام بني الأن�شطة
والتعلمات امل�ستهدفة.
ولهذا الغر�ضُ ،يقرتح العمل مب�شاريع تنتظم حولها خمتلف العمليات امل�ستهدفة يف تربية وتكوين الأطفال،
على �أ�سا�س مراعاة عدد من االعتبارات عند انتقائها ميكن تقدميها يف العنا�رص التالية:
انطالقها من الذات �أوال ،ثم اخلروج �إىل الأ�رسة ثانيا ،ثم االنفتاح على املحيط املبا�رش للطفل(ة) ثالثا.
ـ ان�سجامها مع ميول الأطفال واهتماماتهم ،وقابليتها ل�شد انتباههم و�ضمان انخراطهم يف العمل والإنتاج.
ـ �إمكانية ا�ستيعابها للمفاهيم واملعارف واملعلومات والقيم وال�سلوكات املراد تعليمها للأطفال.
ـ مدى ما ت�سمح به من تكامل يف املعطيات املكت�سبة ،مع �إتاحة الفر�صة لتناول �أن�شطة جميع املجاالت
التعلمية من نف�س زاوية امل�رشوع.
ـ حتقيقها لالرتقاء اللولبي �أثناء التعلم واالكت�ساب ،بوجود تدرج يف نوعية وحجم التعلم حني االنتقال من
م�رشوع �إىل �آخر ،مبا يحقق وظيفة �شد الطفل يف اجتاه الأعلى.
ومن امل�شاريع التي ميكن اال�شتغال بها يف هذا املجال ما يلي:
وتبقى الالئحة مفتوحة على مو�ضوعات �أخرى ،وعند �أجر�أة الإطار املنهاجي من الأف�ضل تركيب مو�ضوعات
متقاربة لت�ؤلف م�رشوعا مو�ضوعاتيا متكامال.
43
• امل�شاريع املقرتحة كنموذج يف هذه الوثيقة املرجعية
44
• املكونات الفرعية للم�شاريع املو�ضوعاتية
عامل اجل�سم
القرية املدر�سة احلي الأ�رسة املكونات
التكنولوجيا والتغذية
واملدينة والأ�صدقاء ومرافقه والبيت الفرعية
واالت�صال والنظافة
�ألعاب احليوانات
�إلكرتونية والفالح مرافق احلي �أع�ضاء
اجل�سم املكون 1
الهاتف ف�صول ال�سنة املدر�سة واحلديقة الأ�رسة
واحلا�سوب املناخ
امللعب،
�أدوات حمطة
امل�سافرين الأدوات املاء
منزلية (�آالت مرافق البيت التغذية املكون 2
املدر�سية والكهرباء
ع�رصية) امل�ستو�صف
وال�صيدلية
45
م�صفوفات الأن�شطة
تنطلق م�صفوفات الأن�شطة التي ميكن اقرتاحها بالن�سبة لكل جمال تعلمي من املكونات الفرعية اخلا�صة بكل
م�رشوع من امل�شاريع املو�ضوعاتية.
46
م�صفوفة جمال التعلم رقم :3
47
تخطيط وكتابة: تخطيط وكتابة: تخطيط وكتابة :تخطيط وكتابة :تخطيط وكتابة: تخطيط وكتابة:
-التدرب على -التدرب على -التدرب على -التدرب على -التدرب على -التدرب على
م�سك القلم م�سك القلم م�سك القلم م�سك القلم م�سك القلم م�سك القلم
-التدرب على -التدرب على -التدرب على -التدرب على -التدرب -التدرب على
التخطيط التخطيط التخطيط التخطيط على تخطيط التخطيط احلر
والر�سم والر�سم الأويل والر�سم والر�سم اخلطوط -التدرب على
للحروف للحروف للحروف الأويل املفتوحة التخطيط
ح�سب موقعها وفق �شبكة بالتنقيط للحروف واملغلقة املوجه
يف الكلمة �أو اخلط
اجلملة
حماور
• ر�سم وتلوين • �صنع جم�سم • طي مقاطع • ر�سم • تلوين �شجرة • التمييز بني الأن�شطة
حا�سوب م�سجد ور�سم ورقية جم�سمة وتلوين ممر العائلة ،تلوين الألوان عرب
وتلوين ملرافق املدر�سة للراجلني، غرفة النوم تلوين اجل�سم
�صومعة عالمة قف، والأطراف
• �صنع دكان �سيارة...
ورقي
48
• عمل يدوي • تركيب • ر�سم وتلوين • �صنع • ر�سم بع�ض • ر�سم بع�ض
حول الأدوات و�سائل النقل �ساحة املدر�سة جم�سم م�سجد �أثاث البيت املواد الغذائية
املنزلية (تلوين بالورق: من الورق وتلوينها (�أواين وتلوينها
و�إل�صاق) باخرة، املقوى، املطبخ)
طائرة، ر�سم �إ�شارة
مروحية �صيدلية
وتلوينها...
• ن�شيد حول • م�شاهد • القفز داخل • متثيل دور • ت�أثيث غرفة • لعب �أدوار
احلا�سوب م�رسحية ولعب دوائر مع لعبة ال�رشطي يف نومي من خالل حول �ألوان
�أدوار حول �أن�شودة تنظيمه حلركة حماور اخل�رض والفواكه بطاقة/ت�صميم
التاجر والزبون املرور الأن�شطة وفوائدها
• لعب �أدوار • تقليد رق�صة • ت�شخي�ص • لعبة الدكان • ت�صميم ف�ضاء • مقطع
حملية،الفنتازيا ،حول ا�ستعمال اجلل�سة ال�سليمة (بائع وبائعة البيت بوا�سطة م�رسحي حول
واال�شتغال على �أدوات مع على طاولة اخلبز – لعب وت�شخي�ص نظافة اجل�سم
االحتياطات الفنون املحلية الق�سم وتنميق الزبناء)... امل�شاهد امل�صممة والأكل
باللبا�س والغناء الالزمة باقة ورد
واملو�سيقي
49
تنظيم ف�ضاء الف�صل وزمن التعلم
قيم وطنية: قيم وطنية: قيم وطنية: قيم وطنية: قيم وطنية: قيم وطنية:
الن�شيد الوطني حفظ الرموز الوطنية ا�سم بالدي ر�سم العلم الوطني الن�شيد الوطني العلم الوطني
�أنا املغربي: مقاطع الن�شيد رفع العلم الوطني �أنا املغربي: �أنا مغربي �أنا مغربي
احلفالت والأعياد �أنا املغربي: اللبا�س /الأكل �أنا مغربي حماور
امل�آثر التاريخية الأن�شطة
قواعد العي�ش قواعد العي�ش قواعد العي�ش قواعد العي�ش قواعد العي�ش قواعد العي�ش
امل�شرتك: امل�شرتك: امل�شرتك: امل�شرتك: امل�شرتك: امل�شرتك:
التموقع يف ف�ضاء التموقع يف ف�ضاء التموقع يف ف�ضاء التموقع يف ف�ضاء التموقع يف ف�ضاء التحية
الق�سم الق�سم الق�سم الق�سم التموقع يف ف�ضاء الق�سم
التوا�صل والتبادل تعرف وظائف ترتيب ممتلكات تنظيف الق�سم ترتيب الأ�شياء الق�سم
مع �أفراد جماعة الق�سم بع�ض مرافق اخلا�صة
الق�سم �آداب الأكل يف احلي
الق�سم
�إن �أي ر�ؤية تنظيمية لف�ضاء الف�صل وزمن التعلم بالتعليم الأويل ،لن تكون من�سجمة مع احلدود الدنيا
للمعايري الدولية املعتمدة يف هذا املجال� ،إال �إذا �أخذت بعني االعتبار يف بنائها هند�سة تت�أ�س�س بدورها على منطق
امل�شاريع الرتبوية الرامية �إىل جعل النمو والتعلم يف خدمة الطفل(ة).
اخللفية البيداغوجية لتنظيم الف�ضاء
•تنظيم الف�ضاء وفق الإمكانيات املادية والتكوينية (ا�ستعمال الو�سائل الب�سيطة امل�ستوحاة من الطفل/ة
وحميطه)؛
•لي�س هناك تنظيم للف�صل �إال مبنطق هند�سة امل�رشوع البيداغوجي املو�ضوعاتي والكفايات املراد بنا�ؤها
وتطويرها على م�ستوى تفعيل �سريورة النمو والتعلم عند الطفل(ة)؛
•الأن�شطة املعتمدة يف امل�رشوع مبنية على حاجات الطفل/ة (النمو/التعلم)؛
•مراعاة الربط بني البعد الرتبوي والبعد القيمي والبعد التن�شئوي والعمل بطريقة امل�رشوع؛
•تنظيم الف�ضاء ب�شكل ي�ستهدف تفعيل النمو والتعلم تهييئا للتعليم االبتدائي.
مميزات الف�ضاء
•مكان جميل لال�ستقبال والراحة واللعب مع توفر الولوجيات للأطفال يف و�ضعية �إعاقة؛
•مكان جمهز ب�شكل مالئم للطفل؛
•مكان مق�سم �إىل �أجزاء (ف�صول ،حديقة ،م�رسح)...؛
50
•مكان لإجناح امل�رشوع الرتبوي؛
•ف�ضاء غري قار (متحرك) وي�سمح ب�إن�شاء �أركان بيداغوجية؛
•يراعي ال�رشوط ال�صحية (التهوية ،الإنارة ،حركية الطفل/ة)؛
•يتيح ا�ستعمال وتطوير احلوا�س اخلم�س والعمل باملجموعات؛
•يكون و�سيلة تربوية لتنفيذ خمتلف الأن�شطة الرتبوية التي تتمحور حول الطفل(ة)؛
•ي�ستجيب ملتطلبات املربيات وي�ستجيب للتجديد الرتبوي.
جتهيزات الف�ضاء
•طاوالت متحركة للعمل باملجموعات �أو النظام ال�صفي على �أن تكون مالئمة ومريحة للطفل(ة)؛
•كرا�سي فردية ،طاوالت دائرية �أو متعددة اال�ستعمال ()multifonctionnelle؛
•التوفر على مكان اال�ستقبال؛
•التوفر على مكان لراحة الأطفال (�أفر�شة �صحية)...؛
•التوفر على مكان للمل�صقات؛
•التوفر على �أركان (مكتبة� ،أعمال يدوية ،ر�سم� ،ألعاب البناء والرتكيب ،ركن الطقو�س االعتيادية،
ركن املعلوميات)...؛
•التوفر على رفوف (الألب�سة ،الأدوات)...؛
•التوفر على �أمكنة للور�شات؛
•التوفر على �سبورة متنقلة؛
•التوفر على خزانة (كتب� ،صور.)...
تنظيم املجاالت التعلمية
�إن اعتماد �أن�شطة تربوية موزعة على ح�ص�ص متباينة تنتمي �إىل مواد درا�سية متعددة خالل اليوم الواحد،
كما هو ال�ش�أن يف التعليمني االبتدائي والثانوي ،ال يتما�شى وفل�سفة التعليم الأويل املحددة �أ�سا�سا يف الإعداد والتهيئة
للتعلم واالكت�ساب املنظمني ،وال ي�ستجيب كذلك لطبيعة املرحلة النمائية للطفل(ة) ،التي تظل فيها ال�شخ�صية كال
ديناميا متفاعال من ال�صعب جتزيئه وتفكيكه �إىل وحدات �صغرى لال�شتغال على كل وحدة منها بكيفية معزولة.
من هذا املنطلق ،يبقى اال�شتغال باملجال التعلمي خالل يوم كامل ،ال�سبيل الأكرث �ضمانا لوحدة التعلم يف
ات�ساق كامل مع وحدة ال�شخ�صية .ولذلك ف�إن برجمة الأن�شطة اليومية يف بنية التعليم الأويل ينبغي �أن ت�أخذ بعني
االعتبار -يف كل �أيام الأ�سبوع -الأن�شطة اليومية االعتيادية ،وفرتات الراحة ،ووقت اال�ستعداد للخروج من
امل�ؤ�س�سة� ،إىل جانب �أن�شطة التعلم ح�سب املجال التعلمي املربمج لليوم ،وذلك على ال�شكل التايل الذي ال يعدو �أن
10
يكون �سوى �صيغة من عدة �صيغ ميكن اعتمادها:
- 10هذه فقط �صيغة من ال�صيغ التي ميكن اال�شتغال بها ،ويبقى االختيار للمربية وامل�رشفني الرتبويني يف حتديد ال�صيغة املالئمة مع خ�صو�صيات
بنية التعليم الأويل ،بحيث ميكن اجلمع بني �أكرث من جمال تعلمي يف اليوم الواحد ،لكن مع الأخذ بعني االعتبار دائما �إجناز املراحل الثالث للن�شاط
(ا�ستك�شاف ،بناء ،توظيف) ،وقيام جميع الأطفال بالأن�شطة.
وقد �أتيحت فر�صة تنظيم ور�شة باملديرية الإقليمية للرتبية والتكوين ب�آ�سفي بتعاون مع نقطة ارتكاز اليون�سيف بجهة مراك�ش �آ�سفي �أيام 24 ،23 ،22
مار�س ،2018خ�ص�صت لتجريب مقطع من الأن�شطة الرتبوية با�ستعمال ثالث �صيغ خمتلفة (�صيغة املجال الواحد ،و�صيغة جمالني اثنني ،و�صيغة
ثالثة جماالت) ،مب�شاركة مربيات ومفت�شني تربويني وم�س�ؤولني عن التعليم الأويل� ،أف�ضت �إىل النقط البارزة التالية:
ـ اال�شتغال مبجال تعلمي واحد خالل اليوم حبذه الكثري و�أدركوا بعده الرتبوي يف البناء املحكم للتعلمات و�ضمان وحدتها وان�سجامها؛
ممكن ،لكن ذلك يقت�ضي تقلي�ص الوقت املخ�ص�ص حل�ص�ص كل جمال؛ ٌ ـ اال�شتغال مبجالني تعلميني اثنني يف يوم واحد
ـ العمل بثالثة جماالت يتطلب التقلي�ص من الأن�شطة املعدة ،ويتعذر معه تخ�صي�ص الوقت الكايف لي�شتغل جميع الأطفال بالطريقة املن�شودة.
51
�صيغة 2 �صيغة 1
وان�سجاما مع الكفايات الرتبوية والأهداف التعلمية املرتبطة بها ،تنجز �أن�شطة املجال التعلمي وفق ت�صور
منهجي ي�أخذ بعني االعتبار بناء ال�سلوك عرب منحى متدرج ي�شتغل فيه الطفل(ة) من البداية �إىل النهاية ،ويقرتب
من املفهوم امل�ستهدف من الن�شاط من خالل اعتماد ثالث حلظات �أ�سا�سية مرتابطة فيما بينها ب�شكل قوي،
وي�شارك فيها جميع الأطفال بدون ا�ستثناء باعتماد �أ�ساليب تربوية متكنهم جميعا من االنخراط والإجناز.
وتت�ضمن هذه اللحظات:
ـ املالحظة واال�ستك�شاف ،لإثارة انتباه الطفل(ة) لتعرف املو�ضوع والتحفيز على الدخول �إليه بف�ضول
ي�ستدعي ح�ضور االهتمام وتركيز االنتباه و�إثارة الأ�سئلة التي ميكن اعتمادها مدخال �أ�سا�سيا يف الأن�شطة
الرتبوية املوالية.
ـ املمار�سة والبناء ،عرب ا�شتغال منظم وموجه ينهمك فيه الطفل(ة) كلية يف العمل اليدوي والفكري،
وما يقت�ضيه ذلك من �ضوابط تفر�ض التعاون والتكامل والتقا�سم مع الأقران ،يف �إطار العمل الثنائي
�أو اجلماعي املنظم.
التطبيق والتوظيف ،لرت�سيخ ما مت تعرفه واكت�سابه ،واالنتقال به �إىل مواقف وو�ضعيات جديدة تربز �إىل
�أي مدى متكن الطفل(ة) من بلوغ الهدف ،و�أن ال�سلوك املرغوب يف تعلمه واكت�سابه قد مت ت�شكيله بالفعل.
- 11على افرتا�ض �أن عدد امل�شاريع املو�ضوعاتية هو العدد نف�سه املقرتح يف هذا الإطار املنهاجي .ويف حالة وجود م�شاريع مو�ضوعاتية �أكرث من
ذلك ،ينبغي تكييف الربجمة ح�سب عدد امل�شاريع ومكوناتها الفرعية.
52
عدد امل�رشوع امل�ستوى
عدد الأ�سابيع املكونات الفرعية للم�رشوع
الأ�سابيع املو�ضوعاتي التعلمي
� 3أ�سابيع املكون ( 1اجل�سم)
� 3أ�سابيع املكون ( 2التغذية) اجل�سم والتغذية
� 10أ�سابيع
� 3أ�سابيع املكون ( 3النظافة) والنظافة
� 1أ�سبوع تركيب �أن�شطة امل�رشوع ودعم
� 3أ�سابيع املكون �( 1أع�ضاء الأ�رسة)
� 3أ�سابيع املكون ( 2مرافق البيت)
� 10أ�سابيع الأ�رسة والبيت
� 3أ�سابيع املكون �( 3أثاث البيت) امل�ستوى الأول
� 1أ�سبوع تركيب �أن�شطة امل�رشوع ودعم
� 3أ�سابيع املكون ( 1احلي واحلديقة)
� 3أ�سابيع املكون ( 2املاء والكهرباء)
املكون ( 3الطريق ،دكان � 10أ�سابيع احلي ومرافقه
� 3أ�سابيع
احلي ،ال�سوق)
� 1أ�سبوع تركيب �أن�شطة امل�رشوع ودعم
� 30أ�سبوع امل�ستوى الأول
53
الربجمة الأ�سبوعية لزمن التعلم
تنتظم الربجمة الزمنية لأن�شطة الأ�سبوع من االثنني �إىل اجلمعة وفق �صيغتني يتم اعتماد �إحداهما بتن�سيق
وتوافق مع �آباء و�أمهات و�أولياء �أمور الأطفال:
ويهي�أون للمغادرة ابتداء •�صيغة بفرتة �صباحية ُي�ستقبل فيها الأطفال ابتداء من ال�ساعة الثامنةُ ،
من احلادية ع�رشة والن�صف ،و�أخرى بعد الزوال ُي�ستقبل فيها الأطفال ابتداء من ال�ساعة الثانية
والن�صف ويهي�أون للخروج ابتداء من الرابعة والن�صف.
ويهي�أون
•و�صيغة تعتمد التوقيت امل�ستمر ُي�ستقبل فيها الأطفال ابتداء من الثامنة والن�صف �صباحاُ ،
للمغادرة ابتداء من ال�ساعة الرابعة بعد الزوال.
منوذج العمل بفرتتني (فرتة �صباحية وفرتة زوالية)
60د 12
ح�صة املالحظة واال�ستك�شاف 09h 00 – 10h 00
الفرتة ال�صباحية
30د ا�سرتاحة /ملجة � /ألعاب ترفيهية 10h 00 – 10h 30
60د 13
ح�صة املمار�سة والبناء 10h 30 – 11h 30
60د 14
ح�صة التوظيف والتطبيق 15h 00 – 16h 00 الفرتة الزوالية
54
منوذج العمل بفرتة واحدة (توقيت م�ستمر)
60د ( 30د )2 x 60د (30د )2 x طقو�س اعتيادية
60د ( 30د )2 x 60د ( 30د )2 x ا�سرتاحة ،ملجة� ،ألعاب
55
منوذج للأن�شطة الرتبوية لأ�سبوع موزعة ح�سب املجاالت التعلمية
امل�شروع املو�ضوعاتي :اجل�سم والتغذية والنظافة
• املحور الفرعي للم�رشوع� :أجزاء اجل�سم
• الأهداف التعلمية:
� -أن يتعرف الطفل(ة) �أجزاء اجل�سم( :اليدان ،الر�أ�س ،اجلذع ،الرجالن)؛
� -أن ميوقع الطفل(ة) �أ�شياء يف الف�ضاء با�ستعمال مفهمومي حتت /على؛
� -أن ي�ستعمل الطفل(ة) املعجم املكت�سب حول �أجزاء اجل�سم يف و�ضعيات توا�صلية خمتلفة؛
� -أن يتدرب الطفل(ة) على احلركة املوجهة لأجزاء اجل�سم؛
� -أن يتدرب الطفل(ة) على تقنية تلوين و�صباغة �أجزاء اجل�سم؛
� -أن يتعلم الطفل(ة) �سلوك التحية.
يتم ت�شخي�ص الن�شيد مع �أداء املربية -تعيد املربية ت�سميع الن�شيد -يردد مقاطع الن�شيد مع
الأطفال بالتناوب �أداء الأطفال باالقت�صار على �أجزاء اجل�سم املربية مع �إظهار �أجزاء
اجل�سم املعنية يف كل مرة. امل�ستهدفة.
ينجز هذا الن�شاط يف �إطار -يقوم الأطفال داخل كل دمى مفككة -توزع على كل جمموعة
جمموعات �صغرى جمموعة برتكيب الدمية من الأطفال دمية مفككة
املفككة مع ت�سمية الأجزاء الأجزاء ،وتطالب كل
جزءا جزءا. جمموعة ب�إعادة تركيب
الدمية مع ت�سمية كل جزء من ممار�سة
�أجزائها.
-تن�شط املجموعات وت�ساعدها وبناء
على الإجناز.
ينجز هذا الن�شاط ب�شكل -ينجز الطفل(ة) الن�شاط بطاقات و�صور -توزع بطاقات على
فردي الأطفال تت�ضمن �صورة غري املطلوب مع ذكر الأجزاء .لوحة وبرية
ملونة جل�سم �إن�سان
-تطالبهم بتلوين �أجزاء
اجل�سم كل جزء بلون معني
مع ذكرها.
ينجز هذا الن�شاط ب�شكل -تطلب من الأطفال ت�شكيل -ي�شكل الطفل(ة) دمية من عجني
فردي العجني مع ت�سمية �أجزاء دمية با�ستعمال العجني ثم تطبيق
ت�سمية الأجزاء امل�شكلة جزءا ج�سمها.
جزءا. وتوظيف
56
املجال التعلمي� :أدوات تنظيم التفكري
ت�ستخدم املربية لعبة �سباق -تقوم بتهييئ احليز املكاين -يقوم كل طفلني ب�إجناز ف�ضاء الق�سم
للو�صول �إىل الكر�سي عرب لإجناز لعبة �سباق مير فيها ال�سباق ب�شكل تناوبي ،وذلك طاوالت
املرور من حتت الطاوالت. طفالن من حتت طاوالت باملرور من حتت الطاوالت كر�سي
احلر�ص يف كل مرة على للو�صول �إىل كر�سي ق�صد امل�صممة لهذه الغاية،
وحماولة كل طفل الو�صول �أفر�شة اجللو�س عليه. مالحظة
مراعاة عامل التكاف�ؤ بني
الطفلني املعنيني ب�إجناز قبل الآخر للكر�سي من �أجل وا�ستك�شاف -ت�رشح للأطفال قواعد
ال�سباق. اجللو�س عليه. اللعبة.
-ت�سهر على تنظيم �إجناز
اللعبة ب�شكل تناوبي بني كل
طفلني اثنني.
تقدم الإجابات ب�شكل فردي -يعرب الأطفال عن و�ضعية طاولة -تجُ ل�س املربية طفال على
الطفلني با�ستعمال مفهومي طاولة و�آخر حتتها.
على /حتت. -ت�س�أل الأطفال حول
و�ضعية كل طفل بالن�سبة
للطاولة.
ينجز هذا الن�شاط ب�شكل طاولة -تطلب من كل طفل(ة) �أن -يقوم الأطفال ب�إجناز
فردي دمى مفككة التعليمة ي�ضع �أجزاء حمددة للدمية املطلوب منهم ح�سب
املفككة على الطاولة و�أخرى املقدمة �إليهم.
حتتها.
ممار�سة
ينجز هذا الن�شاط ب�شكل ج�سم الطفل -تطلب املربية من الأطفال -يقوم الأطفال ب�إجناز وبناء
فردي طاولة التعليمة و�ضع الأيدي على مناطق املطلوب منهم ح�سب
معينة من ج�سمهم (الر�أ�س ،املقدمة �إليهم.
الكتف ،الركبة )...ثم
التعبري با�ستعمال مفهوم
على.
-تعيد نف�س التمرين
مبطالبتهم هذه املرة
با�ستعمال الأيدي حتت
الطاولة.
ينجز هذا الن�شاط ب�شكل -يالحظ كل طفل(ة) ف�ضاء ف�ضاء الق�سم -تطلب من الأطفال
فردي مالحظة ف�ضاء الق�سم وذكر الق�سم وينتقي منه و�ضعية
ل�شيء يوجد على ،ثم ل�شيء و�ضعيات لأ�شياء توجد تطبيق
على ،و�أخرى توجد حتت� .آخر يوجد حتت. وتوظيف
57
املجال التعلمي :التعبري اللغوي والتوا�صل
تتم الإجابة عن الأ�سئلة حكاية (� )xصور -ت�سمع احلكاية للأطفال ب�صوت -ينتبه الأطفال للمربية
وا�ضح مع احلر�ص على �إبراز خمارج مرافقة لن�ص احلكاية املطروحة ب�شكل وين�صتون جيدا للحكاية
فردي احلروف -يجيبون عن الأ�سئلة مالحظة
-تطرح �أ�سئلة على الأطفال مثل :ما املطروحة
ا�سم الطفل يف احلكاية؟ كيف كان ج�سمه؟ وا�ستك�شاف
مباذا ن�صحته �أمه؟ ما الذي قام به الطفل
بعد ذلك؟ كيف �صار ج�سم مراد؟
لوحة قرائية -تعيد ت�سميع احلكاية من جديد. -ي�ستمعون للحكاية من
-تطرح �أ�سئلة ال�ستخراج اجلملة جديد.
امل�ستهدفة يف التعبري ال�شفهي (حرك منري -يجيبون عن الأ�سئلة
اخلا�صة با�ستخراج اجلملة ر�أ�سه فَرِ حا).
-عر�ض اللوحة القرائية املت�ضمنة القرائية
-يرددون الكلمة املت�ضمنة للجملة.
-ا�ستخراج ال�صوت و�إبرازه والنطق به لل�صوت
-يعيدون نطق ال�صوت
امل�ستهدف
�سبورة -تقدمي �صورة تت�ضمن كلمات اجلملة -يالحظون البطاقات
لوحة قرائية القرائية. ويرددون م�ضمونها مع
�صور -عر�ض الكلمات على ال�سبورة يف املربية
ممار�سة
بطاقات. -مييزون ال�صوت
-مطالبة الأطفال برتديد الكلمات. امل�ستهدف وبناء
-م�ساعدة الأطفال على متييز ال�صوت. -ينطقون بال�صوت
-تدريب الأطفال على النطق بال�صوت امل�ستهدف ب�شكل �سليم
ب�شكل �سليم.
-عر�ض منوذج حلرف الراء با�ستعمال عجني -يالحظون وينتبهون
رمل اختيار من أخرى � و�سيلة أو � العجني عليهم. للحرف املعرو�ض
�ألواح املربية. -يكتبون احلرف ح�سب
-مطالبة الأطفال بكتابة �شكل احلرف املطلوب منهم
على الهواء ثم على الرمل ثم على
الألواح...
-مالحظة وتتبع وتوجيه �إجنازات
الأطفال
اعتماد الت�شخي�ص -تهيئ لألعاب قرائية ب�إعداد بطاقات �أو ف�ضاء الق�سم -ينجزون املطلوب منهم
وتقنية لعب الأدوار �صويرات تت�ضمن كلمات حول �أجزاء ب�شكل تعاوين تطبيق
يف تقدمي ال�صويرات اجل�سم ومطالبة الأطفال بالتعبري عنها
والتعبري عنها وتوظيف
58
املجال التعلمي :تطوير ال�سلوك ال�سيكوحركي
ن�شاط جماعي -يالحظون ويج�سدون ن�شيد �أ�صابع اليد -متهد املربية للن�شاط بن�شيد
�ألعاب حركية منهم. املطلوبة احلركات يوظف �أ�صابع اليد.
-تطلب من الأطفال جت�سيد نف�س -يقومون باحلركات وفق كريات مطاطية مالحظة
عجني املقدمة. التعليمة احلركات.
وا�ستك�شاف -تطلب منهم تنفيذ التعليمة:
وقوف ،جلو�س على،...
و�ضع الأيادي على الر�أ�س.
ا�شتغال ثنائي -تقوم املربية مبجموعة حركات -يالحظ الأطفال الن�شاط لعبة املر�آة
/امل�شهد. �أمام طفل يعيد بدوره نف�س
-ينجزون الن�شاط ب�شكل آة � املر دور احلركات جم�سدا بذلك ممار�سة
ثنائي بالتناوب ومع تغيري (مع تغيري �رسعة الأداء).
وبناء
-تطلب من الأطفال القيام بنف�س الأدوار.
الن�شاط ب�شكل ثنائي.
عمل فردي -تقدم ر�سومات وتطلب من -يقومون ب�إجناز الن�شاط .قالم ملونة
ر�سومات لأجزاء اجل�سم الأطفال تلوينها مع احلر�ص على
طريقة م�سك القلم. تطبيق
-تراقب و�ضعية جلو�س الأطفال وتوظيف
من �أجل �ضمان الو�ضعية
ال�سليمة.
عمل فردي ر�سومات جاهزة -تقدم املربية ر�سومات جاهزة -يالحظ الأطفال
ر�سومات �أع�ضاء اجل�سم. متثل �أع�ضاء اجل�سم. مالحظة
وا�ستك�شاف -تطلب من الأطفال ت�سمية كل -ي�سمون الأع�ضاء
املالحظة ع�ضوا ع�ضوا. ع�ضو على حدة.
عمل باملجوعات -يتتبع الأطفال اخلطوات �أقالم ملونة -ت�رشح العمل املطلوب من
�صباغة املطلوبة وي�شتغلون الأطفال.
فر�شاة �صغرى. مبجموعات أمامهم � منوذج إجناز -تقوم ب� ممار�سة
-تلون كل جمموعة وهم يالحظون.
-ت�ساعد الأطفال على التحكم يف الأع�ضاء بالأقالم امللونة �أو وبناء
الألوان وحماولة تلوين احليز بال�صباغة.
املخ�ص�ص لذلك.
عمل باملجوعات دعامة جل�سم الإن�سان -تقدم دعامة متثل ج�سم الإن�سان -يل�صق �أطفال كل
بطاقات متثل ر�سوما مكانه يف و�صور مطابقة لأجزاء اجل�سم .جمموعة كل جزء
لأع�ضاء اجل�سم بورق -تطلب من الأطفال �إل�صاق كل املنا�سب على الدعامة. تطبيق
-تعر�ض كل جمموعة ال�صق بطاقة يف مكانها املنا�سب. وتوظيف
-حتفز الأطفال على الإجناز عملها املنجز.
وت�شجعهم على �إجنازاتهم.
59
املجال التعلمي :القيم وقواعد العي�ش امل�شرتك
يتم الإجناز ب�شكل ثنائي ن�شيد -ت�سميع ن�شيد حول تقدمي -ي�ستمع الأطفال للن�شيد
التحية مع مطالبة الأطفال ويرددون املقاطع ح�سب
التعليمة املقدمة �إليهم برتديده وت�شخي�صه
-ينتبه الأطفال لرتكيز باحلركات مالحظة
املربية على التحية املغربية وا�ستك�شاف -الرتكيز على التحية
املغربية املعروفة (امل�صافحة ويقلدونها حركيا
باليدين)
ينجز الن�شاط بالتناوب بني -يقف كل طفلني بالتناوب -تكليف طفلني للوقوف
كل طفلني �أمام ال�سبورة ويحيى �أحدهما �أمام ال�سبورة والقيام
بالت�صافح باليدين �أمام مر�أى الآخر بالت�صافح باليدين.
من الأطفال الآخرين.
-بناء م�شرتك لقاعدة التحية -ي�ساهمون مع املربية يف �صورة ،م�شهد� ،أو بطاقة
بناء قواعد التحية ويقومون قواعد التحية داخل الق�سم وجت�سيدها يف �صورة �أو تطبيق
م�شهد �أو بطاقة تعلق داخل باحرتامها وتطبيقها.
الق�سم وتوظيف
60
مقاربات تدبري الأن�شطة
بحكم طبيعة الت�صميم البيداغوجي لف�ضاء التعليم الأويل وما يت�ضمنه من موارد وو�سائل تغري الطفل(ة)
وحتفزه على التنقل واتخاذ املبادرة ،وبحكم الطبيعة احلركية للطفل(ة) التي تدفعه �إىل عدم التوقف عن الن�شاط
والتحرك داخل هذا الف�ضاء ،ف�إن طرائق العمل والتن�شيط ينبغي �أن ُتبنى كلها على �أ�سا�س اللعب والعمل اليدوي
املبني على املالحظة وتركيز االنتباه .وعلى هذا الأ�سا�س ،يحر�ص املربون واملربيات على ت�صميم �أن�شطتهم
مع الأطفال مبراعاة ما يلي:
61
تتبع النمو وتقومي التعلمات
تختلف فل�سفة التقومي والتتبع الرتبويني يف التعليم الأويل كلية عما ميار�س عادة يف الأ�سالك التعليمية
الأخرى ،وذلك بناء على معطيني:
•�إن التقومي والتتبع يف بنية التعليم الأويل ال يتوخى �إ�صدار �أحكام كمية لت�صنيف الأطفال واملقارنة
بينهم� ،أو من �أجل اتخاذ القرار يف �ش�أن �صعودهم �إىل امل�ستويات الأعلى؛
•�إن التقومي والتتبع هنا ال تقت�رص ممار�سته على املربيات ،بل ميكن �أن يكون من مهام خمتلف
الأطراف املتدخلة ب�شكل مبا�رش يف تعلم الطفل(ة) وتربيته (املربيات واملربيات امل�ساعدات،
الإدارة ،الآباء ،امل�ؤطر الرتبوي ،الطفل(ة) نف�سه من خالل التقومي الذاتي ،الأطفال الآخرون،
الأطر الطبية و�شبه الطبية بالن�سبة للأطفال يف و�ضعية �إعاقة).
انطالقا من هذين املعطيني ،ميكن حتديد طبيعة التقومي والتتبع يف التعليم الأويل يف اخل�صائ�ص الآتية:
•�إنهما تتبع وتقومي م�ستمران يطاالن خمتلف حلظات تواجد الطفل(ة) �ضمن بنية التعليم الأويل،
بل ميكن �أن ميتدا �إىل البيت �أي�ضا مرورا بالتواجد يف و�سيلة النقل؛
•�إنهما عمليتان ت�شمالن خمتلف جوانب ال�شخ�صية؛
•�إنهما تعتمدان على �أدوات وو�سائل حتققان املو�ضوعية يف احلكم؛
•�إنهما علميتان ال تكتفيان بر�صد ال�سلوكات واملهارات واملعارف ،بل متتدان �إىل حتليل املالحظات
وقراءتها والتوا�صل ب�صددها والتدخل ملعاجلة مكامن االختالل؛
•انطالقا من مالحظة �سلوكات الأطفال وتقوميها ،ميكن تقومي باقي مكونات املنهاج (الأهداف
امل�سطرة ،الأن�شطة التعلمية ،الطرائق والتقنيات املعتمدة ،الو�سائل امل�ستعملة و�أحيانا �أدوات التتبع
والتقومي ذاتها).
ي�سمح تتبع وتقومي طفل(ة) التعليم الأويل مبواكبة م�سار الطفل(ة) النمائي وت�شكل الكفايات امل�ستهدفة لديه
من خالل خمتلف الأن�شطة املربجمة� .إن التتبع والتقومي ال يرميان �سوى �إىل التعرف على طبيعة هذا امل�سار
واخل�صائ�ص التي متيزه ،وكذا ال�صعوبات التي تعرت�ضه ،من �أجل التدخل يف حينه لت�صحيح االختالالت
وملء الثغرات.
62
�إنهما تتبع وتقومي ال يرميان �إىل �إ�صدار �أحكام على الطفل(ة) ،بل ين�صبان على املمار�سة البيداغوجية التي
ي�سائالنها وي�ستحثانها على �أن ترتكز على اال�شتغال على الطفل(ة) باجلودة الالزمة من �أجل منو �سليم .وهكذا
فهما ،يف حقيقة الأمر ،تقومي للو�ساطة البيداغوجية ومدى قدرتها على االنتقال بالطفل(ة) من منطقة تعلماته
املكت�سبة� ،إىل منطقة تعلماته املمكنة ،كما ترى املقاربة االجتماعية – املعرفية.
من هذا املنطلق ال ينح�رص جمال التتبع والتقومي على معارف الطفل(ة) ،بل يطال �أي�ضا مواقفه من ذاته ومن
الأ�شياء ومن الآخرين ،وي�شمل مهاراته احلركية و�سلوكاته وت�رصفاته وعالقاته وا�سرتاتيجياته وخطواته
و�إجنازاته ،وكذا م�شاعره وانفعاالته.
63
�إ�رشاك الآباء والأمهات يف تقومي �أطفالهم و�إخبارهم بالنتائج
ال مدعاة لتكرار الت�أكيد على �أن الآباء والأمهات ميثلون �رشيكا �أ�سا�سيا ال ميكن لبنية التعليم الأويل اال�ستغناء
عنه� .إن دورهم ال يتوقف عند حمل الطفل(ة) �إىل باب امل�ؤ�س�سة ،بل ميكن �أن ي�شمل خمتلف مناحي احلياة غري
ال�صفية وذلك ح�سب �إمكانياتهم وا�ستعداداتهم .ويف بع�ض التجارب �ساهمت الأمهات باخل�صو�ص يف �إجناز
الأن�شطة �ضمن احل�ص�ص التعليمية �إىل جانب املربية ،وكان لذلك دور بارز على توافق الأطفال الدرا�سي.
لذلك ميكن �إ�رشاك الآباء والأمهات يف عمليات تتبع وتقومي منو �أطفالهم والتوا�صل يف �ش�أنها مع املربيات
واملربني والإدارة .كما على الإدارة واملربيات واملربني التوا�صل مبختلف الو�سائل يف �ش�أن ما يتم مالحظته
وتتتبعه لدى الطفل(ة).
ويف بع�ض الأحيان ال يتقبل الآباء والأمهات بع�ض اخلال�صات التي ميكن �أن يقدمها املربي �أو املربية لهم
ب�ش�أن ما تالحظه لدى �أطفالهم ،ويربز هذا بو�ضوح عند اكت�شاف معامل �إعاقة �أو تبني ا�ضطرابات �أو �صعوبات
يف التعلم� .إذ غالبا ما يرف�ض الآباء والأمهات الإقرار وتقبل ذلك ،وتكون ردود فعلهم �أحيانا انفعالية ،لذلك
على املربيات واملربني �أن يجدوا ال�صيغ الكفيلة بتهيئتهم ملثل هذه الإخبارات يف حال الت�أكد منها .كما ميكن
اال�ستئنا�س مبالحظات الآباء والأمهات ال�ستكمال �إجراءات التقومي �أو مطالبتهم بامل�شاركة فيها.
لي�س التقومي هدفا يف حد ذاته ،بل هو �أداة من �أجل التعرف على تقدم الطفل(ة) وتطور م�ساره نحو ا�ستكمال
اكت�ساب الكفايات امل�ستهدفة .لذلك ف�إن تبني بع�ض �أوجه اخللل يف املمار�سة الرتبوية التي تنعك�س على الطفل(ة)
نتيجة �سوء فهم خل�صو�صيات �شخ�صيته� ،أو لبع�ض ا�ضطراباته� ،أو للكيفية املالئمة للتعامل مع وترية تعلمه
واكت�سابه ،ينبغي �أن تدفع �إىل اختيار امل�سلك الأن�سب ملعاجلة ذلك .ويف هذا الباب ميكن لبنية التعليم الأويل �أن
تلج�أ �إىل �أمناط املعاجلة الآتية:
•املعاجلة الإيقاظية التي تتوخى دفع �إمكانيات الطفل(ة) �إىل التبلور من خالل خلق احلافزية الذاتية و�إيجاد
ال�سبل الكفيلة ب�إيقاظ القدرات الكامنة �أو غري امل�شغلة؛
•املعاجلة الفورية والتي تكون موازية للتعلم؛
•املعاجلة املركزة والتي ميكن ممار�ستها مع احلاالت امل�ستع�صية ،والتي تتطلب تدخالت متعددة ورمبا
مب�ساهمة من �أطراف �أخرى خارجية (�أطباء� ،سيكولوجيون ،مقومو النطق ،مقومو احلركة وغريهم).
64
بع�ض �أدوات التتبع والتقومي
تبقى ال�صالحية للمربيات وللم�ؤطرين الرتبويني يف بناء �أدوات خا�صة لتتبع تعلمات الأطفال وتقوميها،
�أو انتقاء �أدوات موجودة �أ�صال وتكييفها مع طبيعة الأن�شطة املنجزة والأهداف املرجوة من التتبع والتقومي.
ويف هذا الإطار ميكن تقدمي مناذج لبطاقات ميكن اال�ستئنا�س بها يف تتبع التغريات ال�سلوكية التي تظهر على
1
الطفل(ة) ،وكذا على تعلماته التي يحققها نتيجة ا�ستفادته من الأن�شطة الرتبوية.
يلعب بالقرب
يزعج الآخرين يلعب مع
�سلوك يتقبله الآخرون من الآخرين
�أثناء اللعب الآخرين مع يلعب منفردا ا�سم الطفل(ة)
�آخر... ويرتاحون �إليه دون �أن
معهم م�شاركتهم فعليا
ي�شاركهم
1
2
3
4
5
6
7
...
- 1ينبغي تكييف هذه النماذج من البطاقات بالن�سبة للأطفال يف و�ضعية �إعاقة املوجودين مع �أقرانهم يف الق�سم العادي.
65
منوذج مالحظة جماالت الألعاب والأن�شطة التي جتذب الطفل(ة) كثريا:
جنوم
الألعاب الأعياد �شخو�ص عامل الو�سط ا�سم
�آخر... ال�سينما احليوانات
واملنا�سبات الإلكرتونية احلكايات الريا�ضة الأ�رسي الطفل(ة)
والكرة
1
2
3
4
5
6
7
...
1
2
3
4
5
6
7
...
66
منوذج بطاقة تتبع منو الكفايات الرتبوية (خا�صة بكل طفل/ة):
67
معجم امل�صطلحات واملفاهيم
�إطار ير�سم ال�ضوابط املنهاجية العامة التي يتعني االلتزام بها يف
تربية وتكوين الفئة العمرية املعنية ،من كفايات تربوية م�ستهدفة،
-الإطار املنهاجي:
و�أن�شطة تعلمية كفيلة بتنميتها ،وطرائق تدبري وتن�شيط داخل الف�صل
الدرا�سي ،و�أ�ساليب تتبع وتقومي التعلمات املحققة.
68
البناء الهند�سي املعتمد يف ر�سم معامل الإطار املنهاجي ،من متف�صالت
تت�ضمن العنا�رص الكربى املعروفة يف ت�صور وبناء املنهاج الرتبوي
-الهند�سة املنهاجية:
بوجه عام ،بدءا من املدخالت ،وانتهاء باملخرجات ،مرورا
بالعمليات الأ�سا�سية التي تتو�سطهما.
69
حمور من حماور عي�ش الطفل(ة) مت اتخاذه كمدخل لتناول �أن�شطة
تربوية حتقق الربط بني وحدة ال�شخ�صية ووحدة الفعل التعلمي من
جهة ،والتناغم واالن�سجام بني الأن�شطة والتعلمات امل�ستهدفة من -امل�رشوع
جهة ثانية .وكل م�رشوع مو�ضوعاتي يتيح فر�صة انفتاح الطفل(ة) املو�ضوعاتي:
ويعالج من زوايا املجاالت التعلمية
على جوانب فرعية مرتبطة بهُ ،
كلها.
70
التغريات التي تطر�أ على اجلانب احلركي للطفل(ة) ،مبا يجعله
قاردا على التحكم يف �أدائه احلركي العام الكبري والدقيق ،وحتقيق
-النمو احل�سي احلركي:
الت�آزرات احل�سية احلركية ،مع تعلم مهارات حركية ت�ساعده على
التمو�ضع يف املكان والتفاعل معه على امل�ستوى احلركي.
التغريات التي تطر�أ على اجلانب العقلي للطفل(ة) ،والتي متكنه من
ا�ستعمال فكره ا�ستعماال �سليما مبا يقت�ضيه ذلك من توظيف ملجموعة
-النمو املعريف:
من العمليات الذهنية التي متكنه من املعاجلة املعرفية للأ�شياء التي
ي�صطدم بها يف حميطه املبا�رش.
71
الطفل(ة) الذي ال ي�ستطيع �أن يتعلم بنف�س الطرائق التي يتعلم بها
�أطفال غريه ،وذلك نتيجة وجود �إعاقة لديه حتول دون ا�ستجابته
لتلك الطرائق .ويدخل يف هذا الإطار الأطفال التوحديون، -الطفل يف و�ضعية
والأطفال يف و�ضعية �إعاقة ذهنية �أو �سمعية �أو ب�رصية ،والأطفال �إعاقة:
امل�صابون بال�شلل الدماغي ،والأطفال الذين يعانون من ا�ضطرابات
التعلم.
72
التطور الذي يحدث �شيئا ف�شيئا بكيفية تدريجية ،ويت�سع ب�شكل
حلزوين .وهذا التطور احللزوين يحدث حينما تكون التعلمات -االرتقاء اللولبي:
هادفة ،بحيث ي�ؤدي كل تعلم فيها �إىل تعلم �أرقى و�أو�سع منه.
تطور يحدث على م�ستوى �سلوك الطفل(ة) نتيجة تفاعل الذات مع
حميطها عرب تدريب على اكت�سابات معينة م�ستهدفة .وهو يعني
-التعلم:
ا�ستبدال �شيء قدمي ب�شيء جديد� ،أو �إ�ضافة �شيء جديد �إىل �شيء
قدمي.
73
كل �أداء ي�صدر عن الطفل(ة) �سواء كان هذا الأداء حركيا� ،أو �أداء
فكريا� ،أو لفظيا� ،أو انفعاليا ،او توا�صليا� ،إلخ ...وغالبا ما ي�سعى
الطفل(ة) من خالل هذا الأداء �إىل حتقيق غر�ض يتمثل يف اال�ستجابة -ال�سلوك:
حلاجة معينة �أو التخفيف من درجة توتر داخلي ي�شعر به من خالل
تفاعله مع حميطه.
هو املرحلة التي يخرج فيها الطفل(ة) لأول مرة من بيته ليلتحق
مب�ؤ�س�سة للتعليم الأويل .وهي خربة حرجة يحتاج فيها الطفل(ة) �إىل
-الفطام النف�سي:
وقت لتجاوزها واال�ستئنا�س بحياة امل�ؤ�س�سة الرتبوية ونظامها اللذين
يختلفان عن حياة البيت ونظامه.
74
الطريقة التي ينظم بها جلو�س الأطفال داخل الف�صل الدرا�سي وكيفية
ت�صفيف الطاوالت واملقاعد� ،إىل جانب ترتيب �أثاث الف�صل وتزيينه -تنظيم الف�ضاء:
بال�صور واجلداريات والو�سائل التعليمية املختلفة.
75
الكفايات النف�سية االجتماعية الكفيلة ب�ضمان اندماج ناجح للطفل(ة) يف
حياته العامة عرب جميع مراحله النمائية ،وهي عبارة عن مهارات
عامة ت�ؤهله للإدراك ال�سليم لذاته وتقديرها من جهة ،ومن جهة -املهارات احلياتية:
�أخرى �إقامة عالقة ناجحة مع الآخر ،يف ظل تعاي�ش م�شرتك قائم
على التعاون والتكامل وتقبل االختالف.
76
املرحلة الثالثة من مراحل اال�شتغال مع الطفل(ة) عند تناول �أي
مو�ضوع من املوا�ضيع ،وت�ستهدف الدفع بالطفل(ة) �إىل تطبيق
-مرحلة التوظيف:
املعطيات املكت�سبة خالل مرحلة البناء وتوظيفها يف و�ضعيات �أخرى
جديدة للت�أكد من مدى ا�ستيعابها والتحكم فيها.
77
مراجع معتمدة
•املجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي :من �أجل مدر�سة الإن�صاف واجلودة
واالرتقاء ،ر�ؤية ا�سرتاتيجية للإ�صالح .2030 -2015
•وزارة الرتبية الوطنية ( ،)1993تقومي تدخالت وزارة الرتبية الوطنية من �أجل النهو�ض
بالتعليم الأويل -برنامج التعاون بني املغرب ومنظمة اليون�سيف .1992-1996
•وزارة الرتبية الوطنية (� ،)2001أهداف وتوجيهات تربوية ملرحلة التعليم الأويل( -اجلزء
الأول 1999واجلزء الثاين .)2001
•وزارة الرتبية الوطنية – اللجنة اخلا�صة للرتبية والتكوين ( ،)2003التعليم الأويل باملغرب،
الو�ضعية احلالية وا�ست�رشاف امل�ستقبل.
•حممد فائق ( ،)1996تقومي مرحلة تعميم جتربة م�رشوع الكتاتيب القر�آنية ما قبل املدر�سية
للنهو�ض بالتعليم الأويل ،وزارة الرتبية الوطنية .MEN/UNICEF/FBVL-
•تقومي التدخل والدعم املنهجي لتعميم التعليم الأويل (( BIEF /CFWB -)2006يف �إطار
التعاون بني وزارة الرتبية الوطنية ومنطقة والوين بروك�سيل – .)2003/2006
•�إبراهيم ال�شداتي ( ،)2002حتليل �أنظمة التعلمات بالتعليم الأويل باملغرب ،برنامج التعاون
بني املغرب ومنظمة اليون�سيف (.)1996 -1992
78
• Ministère de l’éducation et du développement de la petite enfance de l’Île-du-
Prince-Edouard, Canada : Cadre pédagogique pour l’apprentissage des jeunes
enfants : Relations, environnements et expériences, 2011, (209 pages).
79