Professional Documents
Culture Documents
اقتصاديات التعليم
.2التخطيط التربوي -دول اخلليج .1التعليم -جوانب اقتصادية -دول اخلليج العربية
العربية .3التعليم -استثمار أ .العنوان
احملتويات
الصفحة املوضوع
5 تقدمي
7 اجلزء األول :االجتاهات العاملية في متويل التعليم وواقعه في الدول األعضاء
45 الفصل الثالث :متويل التعليم في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج
71 الفصل الرابع :توفير موارد لتمويل التعليم :دور السلطات احلكومية في متويل التعليم
111 الفصل األول :حتديد تكلفة حتقيق األهداف التربوية في ضوء الناجت احمللي اإلجمالي
121 الفصل الثاني :ضوابط حتديد تكلفة التعليم
131 الفصل الثالث :التوازن بني اإلنفاق عل التعليم العام والتعليم العالي
137 الفصل الرابع :دور دالة اإلنتاج التربوي في اتخاذ قرارات توزيع املوراد
155 الفصل السادس :ترشيد اإلنفاق على التعليم وتنويع مصادر متويله
165 الفصل السابع :أدوار القطاع اخلاص في متويل التعليم واإلنفاق عليه
3
املركز العربي للبحوث التربوية لدول اخلليج -الكويت
4
تقديم
تقديــم
يستهدف برنامج «اقتصاديات التعليم» بناء معايير وآليات تعني على التوظيف األمثل
ملوارد التعليم وتقليل الهدر املالي والبشري في املشروعات التربوية ،ووضع األسس
واملعايير التعليمية االقتصادية التي حتقق مصلحة متبادلة بني القطاعني التعليمي
والتجاري ،وزيادة الوعي لدى املؤسسات التربوية بأساليب االستثمار األمثل للتعليم.
ولتحقيق أه��داف هذا البرنامج ،وهو من برامج مشروع تطوير التعليم في الدول
األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج ،تعاون املركز العربي للبحوث التربوية
لدول اخلليج مع بيت خبرة عاملي ،وهو املعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو
بباريس ،إلع��داد اجلزء األول من هذه الوثيقة« :االجتاهات العاملية في متويل التعليم،
وواقعه في ال��دول األع�ض��اء» ،حيث يتناول الفصل األول مفهوم اقتصاديات التعليم،
واملفاهيم املعاصرة التي أثرت على آليات متويل التعليم واإلنفاق عليه ،ويعرض الفصل
الثاني آليات متويل التعليم في بعض دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ،في حني
يعرض الفصل الثالث تلك اآلليات في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج،
من واقع دراسات احلالة التي قامت بها بعض هذه الدول ،ويوضح الفصل الرابع دور
السلطات احلكومية في متويل التعليم في الدول األعضاء ،مقارنة بدور نظيرتها في دول
منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ،ويحدد الفصل اخلامس معايير توزيع املوارد داخل
األنظمة التعليمية.
وقد شارك خبراء املعهد الدولي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو في ورشة عمل
عقدها املركز في بداية تنفيذ نشاطات البرنامج ،في دولة الكويت في الفترة من 15إلى
17ربيع اآلخر 1427هـ املوافق من 13إلى 15مايو 2006م ،حضرها خبراء من الدول
األعضاء في مجال اقتصاديات التعليم والتخطيط التربوي ،ومت فيها وضع اخلطوط
العامة لدراسات احلالة على مستوى كل دولة من الدول األعضاء ،لتوفير قاعدة بيانات
من واقع هذه الدول األعضاء حول آليات متويل التعليم ،وبنود اإلنفاق.
كما شارك خبراء املعهد الدولي في املشغل التربوي الذي عقده املركز العربي للبحوث
التربوية في مملكة البحرين في الفترة من 6إلى 8ربيع األول 1430هـ املوافق من 3إلى
5
اقتصاديات التعليم
5مارس 2009م ،وحضره مسئولو الدول األعضاء ملناقشة نتائج الدراسة ،ووضع
املالمح العامة لإلطار املرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه .وقد تعاون
املركز مع أحد خبراء التخطيط التربوي واقتصادياته وإدارته في الوطن العربي ،لوضع
تفاصيل هذا اإلطار املرجعي ،والذي يعرضه اجلزء الثاني من هذه الوثيقة ،وذلك في ثمانية
فصول :يبدأ الفصل األول بعرض منطلقات اإلط��ار املرجعي ،ويرى أن البداية العملية
لترشيد اإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه ،تتمثل في حتديد التكلفة املطلوبة
لتحقيق األهداف التربوية ،ثم حتديد نسبتها إلى الناجت احمللي اإلجمالي ،ويوضح الفصل
الثاني ضوابط حتديد كلفة التعليم في مراحله املختلفة ،ويبني الفصل الثالث كيفية حتقيق
التوازن بني اإلنفاق على مراحل التعليم العام في مقابل التعليم العالي ،ويشرح الفصل
الرابع كيفية تعظيم دوال اإلنتاج التربوي في صناعة القرارات املتعلقة بتوزيع املوارد
التربوية ،في حني يبني الفصل اخلامس كيفية تعظيم دراسات اجلدوى في املشروعات
التربوية ،ويق ّدم الفصل السادس إجراءات ترشيد اإلنفاق على التعليم وتنويع مصادره،
ويوضح الفصل السابع أدوار القطاع اخلاص في متويل التعليم واإلنفاق عليه ،وأخيرا ً
ينبّه الفصل الثامن إلى ض��رورة أن تكون ج��ودة التعليم هي ب��ؤرة االهتمام منذ بداية
التخطيط لتحديد تكلفة التعليم ،والتفكير في توفير م��وارده ،حتى عملية تقومي الكفاءة
الداخلية واخلارجية للعملية التعليمية.
وبعد ،يأمل املركز العربي للبحوث التربوية أن يجد املسئولون عن التخطيط التربوي
والتعليمي ،وعن توزيع امليزانيات املخصصة للتعليم ،واملهتمني بتحسني جودته من
القطاعني احلكومي واخلاص ،في هذا العمل ما يعينهم على إجناز هذه املهام ،مبا يحقق
ألبنائنا أفضل تعليم ،وال يرهق كاهل ميزانيات دولنا.
والله ولي التوفيق،
مدير املركز
أ .د .مرزوق يوسف الغنيم
6
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
اجلزء األول
االجتاهات العاملية في متويل التعليم وواقعه
في الدول األعضاء
7
اقتصاديات التعليم
8
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
مقدمــة:
يعد متويل التعليم شاغال أساسيا لصناع السياسة على املستوى الوطني واحمللي
في العديد من البلدان .فلكي يضمن صناع السياسة اتساق أهداف السياسة التعليمية
مع االحتياجات واملوارد املتاحة ،يجب عليهم حتديد التمويل املطلوب واملوازنة بينه وبني
امل��وارد املتاحة .ويلجأ صناع السياسة في هذا اإلطار إلى املقارنة الدولية لتقييم حجم
االستثمار املناسب في التعليم والتعرف على االستخدام األمثل للموارد املخصصة لقطاع
التعليم.
وتعتمد آليات متويل التعليم في كل دول��ة على ظروفها اخلاصة؛ حيث يرتبط ذلك
مبستوى التنمية االقتصادية ،والسياسة املالية املتبعة ،ومدى أهمية الدور املعطى للتعليم
في عمليات التنمية .ولقد خصصت الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج
استثمارات كبيرة للتعليم خالل العقود القليلة املاضية ،مستفيدة من العوائد احلكومية
املتزايدة نتيجة صناعة النفط ،فوفرت املزيد من الفرص التعليمية لغالبية املواطنني.
واليوم ،تسعى حكومات هذه الدول الستكشاف إمكانية تنويع مصادر التمويل ،خاصة
متويل التعليم ما بعد الثانوي ،وأيضا إيجاد ط��رق لتحسني كفاءة استخدام املوارد
املخصصة للتعليم.
لقد أصبحت العالقة بني السياسة املتبعة في متويل التعليم واملمارسات التي تسير
وفق برمجة محددة مهمة للغاية بالنسبة لصناع السياسة في ال��دول األعضاء مبكتب
التربية العربي لدول اخلليج .فقد انتبه املركز العربي للبحوث التربوية لدول اخلليج( )1إلى
أهمية إجراء حتليل اقتصادي قبل إدخال العديد من البرامج اجلديدة في مناهج التعليم
بالدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج .وكان السؤال الذي يشغل املركز
هو :كيف نتأكد من أن القائمني على التخطيط التعليمي ،وتطوير املناهج ،وإدارة التعليم
في الدول األعضاء لديهم املعرفة الكافية باملفاهيم االقتصادية ومدى تأثيرها على صناعة
القرار في مجال التعليم؟
( )1تشمل ال��دول األعضاء :دول��ة اإلم��ارات العربية املتحدة ،ومملكة البحرين ،واجلمهورية اليمنية ،ودولة
الكويت ،واململكة العربية السعودية ،وسلطنة عمان ،ودولة قطر.
9
اقتصاديات التعليم
لذلك أطلق املركز العربي للبحوث التربوية لدول اخلليج املشروع البحثي احلالي والذي
يتضمن إعداد دراسة تخاطب بالدرجة األولى القائمني على التخطيط التعليمي وتطوير
املناهج وغيرهم من صناع السياسة التعليمية في منطقة اخلليج .وتتناول هذه الدراسة
جملة من القضايا املرتبطة باقتصاديات التعليم ،وخاصة تكلفة التعليم وسياسة التمويل
على املستوى ال��دول��ي ،وعلى مستوى ال��دول األع�ض��اء مبكتب التربية العربي لدول
اخلليج.
يقدم الفصالن األول والثاني من هذا اجلزء مراجعة لالجتاهات الدولية في متويل
التعليم ،ثم يركز بعد ذلك على دراس��ات حالة خاصة بأربع من الدول األعضاء مبكتب
التربية العربي لدول اخلليج .إنه يتطرق إلى املصادر املتنوعة لتمويل التعليم ،وحتليل
حجم ميزانية التعليم بالنظر إلى حجم امليزانيات احلكومية في عدد من الدول املتقدمة
وفي عدد من ال��دول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج .أما الفصول التالية
من اجلزء األول فتعرض دراسات حالة عن أربع دول من الدول األعضاء مبكتب التربية
العربي لدول اخلليج ،مقدمة حتليال أكثر عمقا للتطوير التعليمي في هذه الدول واجتاهات
متويل التعليم فيها.
وتستخدم الدراسة املنهج الوصفي ،وتعتمد على التقارير احلكومية الرسمية وغيرها
من الوثائق املنشورة (كالكتب واملقاالت الصحفية حول املوضوع) كمصادر أساسية
للمعلومات .وسينصب التركيز بصورة أكبر على التعليم االبتدائي والثانوي ،مع التطرق
ملستويات التعليم األخرى متى أمكن ذلك.
وأول خطوة في هذه الدراسة ،والتي سيتم إجنازها في الفصل األول من اجلزء األول،
هي مراجعة املفاهيم اخلاصة باقتصاديات التعليم ،ومصادر متويل التعليم ،وتوزيع هذه
املوارد على قطاع التعليم .وسوف يلي هذه املراجعة ملفاهيم اقتصاديات التعليم فصل
حول متويل التعليم في عدد من دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية (.)OECD
فبعد تقدمي وصف مختصر حلالة تطوير التعليم في تلك ال��دول ،سيركز التحليل على
اجتاهات متويل التعليم مع التركيز بصورة خاصة على متويل التعليم ما قبل اجلامعي.
أما الفصل الثالث فيتناول موضوع متويل التعليم في الدول األعضاء مبكتب التربية
10
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
العربي لدول اخلليج وفي البلدان العربية األخرى .ويبدأ الفصل مبراجعة لتطور التعليم
في العالم العربي ،مع التركيز بصورة خاصة على أربع من الدول األعضاء مبكتب التربية
العربي ل��دول اخلليج وه��ي :الكويت ،واململكة العربية السعودية ،واإلم ��ارات العربية
املتحدة ،واليمن .ويتناول اجلزء الثاني من هذا الفصل اجتاهات متويل التعليم في بعض
ال��دول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج ،مع التركيز بصورة خاصة على
توزيع ميزانية التعليم العام في أربع من هذه الدول .ويعقد هذا اجلزء مقارنة بني الدول
األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج ودول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية
فيما يتعلق باحلصة املخصصة للتعليم من الناجت احمللي اإلجمالي ومن امليزانية العامة.
كما يقارن هذا اجل��زء أيضا بني هذه ال��دول في نسب الطلبة للمعلمني في إط��ار دراسة
الكلفة-الفاعلية لتشغيل املعلمني في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج.
ويتناول الفصل الرابع حتليل اخليارات والبدائل املختلفة املتاحة أمام الدول إليجاد
م��وارد جديدة للتعليم .فبعد مراجعة لألفكار االقتصادية التي تؤكد على أهمية دور
احلكومات املركزية في هذا الشأن ،يعرض الفصل حتليال ملجموعة من التوصيات التي
ميكن أن تستفيد منها الدول التي تعاني من شح في املوارد املالية إليجاد مصادر بديلة
لتمويل التعليم .أما الفصل اخلامس فيقدم حتليال للمعايير التي حتكم سبل توزيع املوارد
داخل قطاع التعليم .ويتم في هذا الفصل تناول موضوع املساواة والكفاءة في استخدام
املوارد .وأخيرا ،يتم عرض خالصة عامة حول املوضوعات الواردة في هذا اجلزء األول
من الدراسة.
11
الفصل األول
اقتصاديات التعليم
اقتصاديات التعليم
14
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
(2) See Maureen Woodhall (1987) “Economics of Education: a review” in “Economics of
education research and studies” edited by G. Psacharopoulos.
See also Denison, E. F. (1962) “The Sources of Economic Growth in the US and the
Alternatives before Us”, Committee for Economic Development, New York.
(3) Ibid. page 2.
15
اقتصاديات التعليم
بعبارة أخرى ،ترجع الفروق في اإلنتاجية إلى الفروق في مستوى تعليم األيدي العاملة.
وقد مثلت األدلة اإلمبيريقية التي أظهرتها هذه األبحاث أساس فكرة التوسع في التعليم
من أجل زيادة اإلنتاجية ومنو ثروات الدول.
16
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
البشر .إضافة إلى ذلك ،وبالنظر إلى الدور الذي يؤديه التعليم في حتسني إنتاجية العمل
ومن ثم زيادة الدخل القومي ،فقد شجع علماء االقتصاد احلكومات على استخدام املوارد
العامة في متويل التعليم.
17
اقتصاديات التعليم
ومن ثم يوصى بأن يركز اإلنفاق العام بصورة أكبر على املستويات األولى من التعليم
بينما يشجع التمويل اخلاص في التعليم ما بعد الثانوي .وتشكل هذه األفكار األساس
الذي بنيت عليه خطط تقدمي القروض للطلبة والتي تضع قواعد إلعطاء هذه القروض
لطلبة التعليم العالي في مقابل تسديد الطلبة لهذه القروض بعد تخرجهم.
إن االستثمار في التعليم يعد استثمارا طويل املدى .وباإلشارة إلى مفهوم العائد من
التعليم ،ميكن التأكيد على أن كال من الفرد واملجتمع يستفيد من هذا العائد .بعبارة أخرى،
هناك نوعان من العائد من االستثمار في التعليم :عائد خاص وعائد اجتماعي .وكما أشرنا
من قبل ،فإن معدل العائد اخلاص من االستثمار في التعليم يكون كبيرا في كل مراحل
التعليم .ومع ذلك ،فإن معدل العائد االجتماعي من االستثمار في املستويات األولى من
التعليم أقل من معدل العائد من االستثمار في املستويات العليا منه .ويتضح ذلك من خالل
نتائج دراسة ساكاروبولوس وباترينوس ()Psacharopoulos and Hpatrinos, 2002
واملوضحة في اجلدول التالي:
جدول رقم ()1
متوسط العائد اخلاص واالجتماعي من االستثمار في التعليم حسب املنطقة
واملرحلة التعليمية (بالنسبة املئوية)
العائد اخلاص العائد االجتماعي
املرحلة املرحلة التعليم املرحلة املرحلة التعليم املنطقة
االبتدائية الثانوية العالي االبتدائية الثانوية العالي
18.2 15.8 20 11 11.1 16.2 آسيا٭
18.8 13.6 13.8 9.9 9.7 15.6 أوروبا والشرق األوسط وشمال أفريقيا
19.5 17 26.6 12.3 12.9 17.4 أمريكا الالتينية والكاريبي
دول منظمة التعاون والتنمية
11.6 11.3 13.4 8.5 9.4 8.5
االقتصادية OECD
27.8 24.6 37.6 11.3 18.4 25.4 دول جنوب الصحراء األفريقية
19 17 26.6 10.8 13.1 18.9 العالم
٭ من غير دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية.
املصدر)Psacharopoulos and Hpatrinos, 2002 ( :
18
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
وكما يتضح م��ن اجل��دول السابق ،ف��إن م�ع��دالت العائد االجتماعي واخل��اص من
االستثمار في التعليم تختلف باختالف مناطق العالم اعتمادا على مستوى تقدمها.
فمعدالت العائد االجتماعي وأي�ض��ا اخل��اص ف��ي املناطق املتقدمة م��ن العالم تعد أقل
من مثيالتها في املناطق النامية .فمعدالت العائد في دول منظمة التعاون والتنمية
االقتصادية ،على سبيل امل�ث��ال ،أق��ل من معدالت العائد في منطقة جنوب الصحراء
اإلفريقية وذلك بالنسبة لكل مستويات التعليم .كما تظهر معدالت العائد أيضا تأثيرات
إعادة توزيع اإلنفاق العام على التعليم .ففي بعض البلدان النامية جند أن التوسع في
التعليم االبتدائي ال ميثل فقط استثمارا مفيدا بل يزيد أيضا من املساواة وتكافؤ الفرص
وذلك ألن التعليم االبتدائي يؤدي بصورة عامة إلى إعادة توزيع املوارد لصالح الفقراء
(.)Psacharopoulos and Woodhall, 1985, P.245
- 4حتليل سوق العمل ومدخل القوى العاملة:
كثيرا ما استخدم التحليل االقتصادي لتحليل بنية وتطور سوق العمل مما كان له
أثر كبير على متويل التعليم .فالفكر االقتصادي املتجسد في دراسات سوق العمل دفع
إلى العمل على إيجاد مؤشرات بالتوقعات املستقبلية الحتياجات الشركات في سوق
العمل إلى األي��دي العاملة ومن ثم وضع استراتيجيات للتعليم من شأنها أن تلبي تلك
االحتياجات .ويطلق على هذا األسلوب «مدخل تخطيط القوى العاملة» ،وهو املدخل الذي
يستخدم لتنظيم برامج التعليم والتدريب بهدف تلبية احتياجات العمل املستقبلية ،ومن
ثم توجيه عمليات متويل التعليم والتدريب.
- 5ضرورة القيام بتحليل اقتصادي عند اتخاذ قرارات تعليمية:
تفيد اقتصاديات التعليم في تقييم خطط االستثمار في التعليم في العديد من البلدان.
وميكن االختيار من بني العديد من املداخل اخلاصة بتقدمي خدمات التعليم حيث ميكن
19
اقتصاديات التعليم
حتليل مختلف برامج التطوير التعليمي واملقارنة بينها على أساس فعاليتها االقتصادية.
بالفعل ،فهذا املدخل اخلاص باقتصاديات التعليم يقدم أداة مفيدة لالختيار بني املداخل
املختلفة لتطوير التعليم .ويطبق التحليل االقتصادي على قطاع التعليم بنفس الطريقة
التي يطبق من خاللها على املجاالت األخ��رى للحياة االجتماعية والتي يتم فيها إنتاج
وتوزيع السلع واخل��دم��ات س��واء كانت عامة أو خاصة .فعلى سبيل املثال ،يستخدم
التحليل االقتصادي للتعليم للمقارنة بني الكلفة والفاعلية واالختيار من بني املدخالت
املختلفة مثل تدريب املعلمني ،والكتب املدرسية ،ومختلف أنواع حجرات الدراسة ...الخ،
عندما تكون املوارد محدودة ،مثلما هو احلال مع إنتاج أية سلعة أو خدمة.
كما ميكن أن تفيد اقتصاديات التعليم أيضا في فهم بعض القضايا اخلاصة بعمل
النظام التعليمي .ففي الواليات املتحدة األمريكية ،على سبيل املثال ،كثيرا ما يدور النقاش
بني صناع السياسة على مستوى الواليات حول ما إذا كان املعلمون يتقاضون أجورا
مرتفعة أم منخفضة مقارنة بغيرهم في الواليات األخ��رى .وقد حاولت دراسة حديثة
قام بها ستودارد ( )Stoddard, 2005توضيح الطرق املختلفة ملقارنة أجور املعلمني،
موضحا كيف أن مثل هذه املقارنات تكون مفيدة بالنسبة لصناع السياسة التعليمية.
وباستخدام بيانات حول أجور املعلمني عبر البلدان املختلفة ،قام املؤلف بتطبيق طريقتني
مختلفتني ملقارنتها .الطريقة األولى تقارن أجور املعلمني عندما يتم حتديدها بالنظر إلى
تكاليف املعيشة ،بينما تقارنها الطريقة الثانية عندما يتم حتديدها بالنظر إلى مميزات
وفرص مجال العمل .وانتهى املؤلف إلى أنه عندما يتم حتديد األجور بالنظر إلى مميزات
وفرص مجال العمل ،تتوصل املقارنة إلى نتائج أكثر دقة عما هو احلال بالنسبة للطريقة
األخ��رى التي تقارن بني األج��ور في حالة حتديدها بالنظر إلى تكاليف املعيشة .ولذلك
فهذه النتيجة توفر لصناع السياسة األساس الالزم الختيار الطريقة املناسبة عند مقارنة
أجور املعلمني.
مثال آخر على مدى فائدة اقتصاديات التعليم في اتخاذ القرارات اخلاصة بتمويل
التعليم جنده في أعمال ه��واجن ( )Hwang, 2005ال��ذي استخدم التحليل االقتصادي
للتعرف على ما إذا كان توزيع الثروة يؤثر في شكل اإلنفاق احلكومي على التعليم.
20
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
وباستخدام بيانات عبر القطاعات املختلفة من عدد من البلدان ،أظهر املؤلف أن التفاوت
في توزيع الثروة في بلد من البلدان يرتبط إيجابيا بنسبة اإلنفاق على التعليم اجلامعي
مقارنة باإلنفاق على التعليم احلكومي ،حتى بعد التحكم في بعض املتغيرات التي تؤثر
في هذه العالقة .وميكن استخدام نتائج هذه الدراسة لدعم اإلج��راءات التي تهدف إلى
تقليل التأثيرات السلبية للتفاوت في توزيع الثروة على العدالة في التعليم .وباملثل ،فقد
أظهر سانت بول وفيرديار ( ،)Saint-Paul and Verdier, 1992باستخدام التحليل
االقتصادي ،أن مناذج التنمية التي يتم فيها توفير الدعم احلكومي املتواصل للتعليم العام
تقلل من مستوى التفاوت في الدخول مبرور الزمن.
21
اقتصاديات التعليم
التعليم التي تتحملها العائالت .فالعائالت بصورة عامة هي التي تستفيد من خدمات
التعليم ،ومن ثم فإن متويل التعليم يعد من الشواغل الرئيسية لها ،خاصة تلك العائالت
التي تعيش في مجتمعات فقيرة .ولذلك فإن أية سياسة تعليمية حكومية تقلل من أعباء
تعليم أبناء تلك العائالت ،ستحظى بتقدير كبير من جانبها .وفى كثير من البلدان ،ال يتم
تقدير التكاليف العائلية للتعليم بصورة منتظمة وال يتم أخذها في االعتبار دائما عند
مقارنة نفقات التعليم على املستوى الدولي .وفى املواقف التي يتم فيها استخدام التمويل
العام فقط بغرض عقد مقارنات دولية حول تكلفة التعليم ،يكون هناك ميل خلفض نفقات
التعليم عندما يسهم القطاع اخلاص بصورة كبيرة في متويل التعليم .ومن ناحية أخرى،
عندما يؤخذ في االعتبار النفقات التعليمية العائلية ،ال يتم في كثير من األحيان التمييز بني
النفقات التي تتحملها العائالت باستخدام املساعدات احلكومية وغيرها من النفقات التي
تخلو من تلك املساعدات .وبسبب تلك الصعوبات املختلفة ،فان املقارنات الدولية اخلاصة
باإلنفاق التعليمي يتعني إجرائها بحذر من أجل ضمان اعتمادها على معلومات حقيقية
ومتطابقة بني الدول .ويقدم اجلزء التالي تعريفا مفصال لبعض املصطلحات املستخدمة
بكثرة في حتليل اإلنفاق على التعليم.
وفى الفصل املقبل سيتم باختصار مناقشة تطور التعليم في دول منظمة التعاون
والتنمية االقتصادية وبعدها سيتم التركيز على حتليل اإلنفاق التعليمي ومصادر التمويل
في تلك الدول.
22
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
23
اقتصاديات التعليم
على مسؤولية كبيرة ،فضال عن تلبية االحتياجات الفردية ،من خالل إكساب اجلميع
أعلى مستوى ممكن من التعليم العام.
وأخيرا ،فإن التعليم هو نوع خاص من السلع ألنه استثمار ،مبعنى أنه يؤدي إلى
نقل املعرفة والدراية الفنية التي يدرك تأثيرها على املجتمع وعلى الفرد في املدى البعيد.
وتوفير التعليم بوصفه خدمة يحتاج للموارد البشرية واملادية (موارد حقيقية) التي ميكن
التعبير عنها في صورة موارد مالية.
إن تطبيق املفاهيم االقتصادية في مجال التعليم يساعد على حتليل امل��وارد املالية
املخصصة ألنظمة التعليم .ونحن اآلن بصدد دراسة مختلف مفاهيم التكاليف والنفقات،
وكيف ميكن تكييفها ملجال التعليم.
-1اإلنفاق النقدي وتكلفة الفرصة البديلة:
اإلنفاق النقدي :اإلنفاق النقدي (أو التكاليف النقدية) متثل املبالغ املدفوعة فعال في
مقابل احلصول على جميع امل��وارد املادية والبشرية الالزمة لتنفيذ األنشطة .وبالنظر
إلى األنشطة التعليمية ،فإن النفقات النقدية تتمثل في دفع الرواتب (اخلاصة بالهيئة
التدريسية وغيرها) ،وتكاليف بناء وصيانة وجتهيز وتشغيل املدارس.
تكلفة الفرصة البديلة (أو تكاليف املكسب الضائع) :الفكرة الكامنة وراء هذا
املفهوم هي أن أي استثمار يعني أن املبلغ املستثمر ال ميكن استخدامه في فرص أخرى
لالستثمار أو حتى إنفاقه على الفور .على سبيل املثال ،الوقت الذي يقضيه الطالب في
مواصلة دراساتهم بعد السن املقررة لترك املدرسة له انعكاساته العديدة بالنظر لفرص
املكسب الضائع ،حيث يحرم سوق العمل من القوى العاملة الفعالة ،وينعكس ذلك على
فقدان القدرة على اإلنتاج وبالتالي انخفاض في الثروة املتولدة عن األمة.
وفي الوقت نفسه ،فإنه يحرم الطالب وأسرته من فرص الدخل ،ويرجع ذلك جزئيا
إلى النفقات التي تنفق على املواصالت ،والرسوم املدرسية ،ورمبا أيضا على تكاليف
اإلعاشة ،ويعزى ذلك جزئيا أيضا إلى خسارة الدخل ال��ذي كان من املمكن أن يكسبه
الطالب إذا التحق بوظيفة بدال من البقاء في املدرسة.
وأخيرا ،فإن «نزوح األدمغة» إلى مناطق أو بلدان أخرى ميثل مكسبا كبيرا ً ضائعا
بالنسبة للمجتمع ككل.
24
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
إن مفهوم تكلفة الفرصة البديلة يساعد في تفسير السبب وراء عدم إرسال بعض
األسر أطفالها إلى امل��دارس .فتكاليف الفرصة قصيرة املدى قد تفوق املكاسب املتوقعة
على املدى الطويل.
وحلساب تكاليف الفرص الضائعة ،ال بد من النظر في جميع االستخدامات املمكنة
للموارد البشرية واملادية التي يتم تسخيرها للتعليم.
وسيكون هناك متييز واضح في كل التعريفات التالية ،بني مفهومي النفقات النقدية
(أو التكاليف املالية) والتكاليف احلقيقية (تكاليف الفرصة البديلة) .التكاليف احلقيقية،
والتي تشمل تكاليف الفرص الضائعة ،تختلف عن التكاليف النقدية (أو اإلنفاق) من حيث
إن األولى تعبر عن املبالغ «الضائعة» ،وليس املبالغ التي ينفقها املستهلك في مقابل السلعة
أو اخلدمة .ويستخدم مصطلح النفقات النقدية عندما يتم دفع مبلغ مالي مقابل احلصول
على سلعة أو خدمة حقيقية.
نشاط:
زيد طالب جامعي .والداه دفعا له رسوم التسجيل في اجلامعة والتي تقدر بـ10000
دوالر لهذا العام .وكان زيد يحصل منهما على 5000دوالر كل شهر(ملدة تسعة أشهر
من الدراسة) .وتنفق الدولة في املتوسط 150000دوالر في السنة لكل طالب جامعي.
وكان من املمكن لزيد احلصول على وظيفة يتقاضى من خاللها 12000دوالر شهريا،
لو قرر ترك اجلامعة.
كم تنفق الدولة وعائلة زيد ملدة سنة واحدة من الدراسة اجلامعية؟
ما هي تكلفة الفرصة البديلة لزيد وأسرته؟
-2التكاليف اخلاصة والتكاليف االجتماعية:
التكاليف اخلاصة (أو الفردية) هي تلك التي يتحملها الطلبة وأسرهم .ومتثل هذه
التكاليف ما يدفعونه مقابل اخلدمة التعليمية املقدمة .على سبيل املثال:
• الرسوم املدرسية (أو التي تخصم من منحة دراسية).
• الكتب املدرسية واللوازم األخرى.
• املواصالت املدرسية.
• الزى املدرسي ،الخ.
25
اقتصاديات التعليم
كل هذه البنود تشكل النفقات النقدية ،والتي يجب أن يضاف إليها املكاسب الضائعة
التي يخسرها الطلبة ،من أجل احلصول على مجموع التكاليف اخلاصة.
التكاليف االجتماعية هي تلك التي يتحملها املجتمع ككل في مقابل توفير التعليم
والتدريب .على سبيل املثال:
• مرتبات املدرسني وغيرهم من املوظفني.
• النفقات اجلارية األخرى على السلع واخلدمات (املياه ،والغاز ،وما إلى ذلك).
• الكتب واللوازم األخرى.
• اإليجار السنوي الذي يعادل النفقات الرأسمالية على املباني واملرافق.
مالحظة :هذه أمثلة توضيحية فحسب ،وال تتطابق مع الوضع في جميع البلدان ،أو
على جميع فئات املدارس.
وميكن أن يضاف لهذه البنود من النفقات النقدية تكلفة الفرصة احلقيقية في مجال
االستثمار في املجتمع.
-3النفقات اجلارية والنفقات الرأسمالية:
النفقات اجلارية تنطبق على السلع واخلدمات التي يتم استخدامها بصورة فورية (في
أقل من سنة واحدة ،كقاعدة عامة) ،كما يتم شراؤها بصورة منتظمة .على سبيل املثال،:
مرتبات املوظفني ،والكتب املدرسية ،وبعض املواد التعليمية والكهرباء واملياه والغاز ،وما
إلى ذلك .إن معرفة وحتليل النفقات اجلارية ،والتي متثل نسبة كبيرة من ميزانية الدولة،
من شأنه أن يتيح حتسني استخدام املوارد و احلد من الفوارق بني املدارس.
النفقات الرأسمالية تتعلق بالسلع واخل��دم��ات املستخدمة على م��دى أط��ول ،مثل
املباني واملعدات واألثاث .وتستفيد عدة أجيال من الطالب من هذا االستثمار في السلع
الرأسمالية؛ حيث تعد أصوال دائمة ،خالفا لألشياء غير املعمرة التي تستهلك في مدة
قصيرة نسبيا .إن عمر هذه األصول ليس دائما معروفا ،والذي يساعد على ذلك بصورة
أكبر ظهور ابتكارات جديدة من وقت آلخر ،ومن ثم يقل العمر االفتراضي لهذه األصول.
وال متثل النفقات الرأسمالية سوى جزءا ً فقط من التكاليف احلقيقية للتعليم االبتدائي
والثانوي ،ولكنها تؤثر على قدرة مؤسسات التعليم على استيعاب الطلبة وتساعد على
املواءمة بني العرض من األماكن املتاحة والطلب عليها وتوزيع املعدات وفقا لالحتياجات.
26
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
الفصل الثاني
متويل التعليم في عدد من دول منظمة
التعاون والتنمية االقتصادية
27
اقتصاديات التعليم
28
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
الفصل الثاني
متويل التعليم في عدد من دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية
أوال :تطور التعليم في عدد من دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية:
يوجد في دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية أكثر أنظمة التعليم تطورا في
العالم ،وحتاول كثير من البلدان النامية اقتفاء أثر األنظمة التعليمية في تلك الدول .فقد
وصلت دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية إلى مستوى االستيعاب الكامل في
مرحلة التعليم االبتدائي واملرحلة األولى من التعليم الثانوي كما توضح البيانات التي مت
احلصول عليها حول عدد من الدول ،واملبينة في اجلدول رقم ( .)2حتى بالنسبة للتعليم
الثانوي ككل ،يبلغ معدل القيد اإلجمالي حوالي .% 90وفيما يتعلق بالتعليم اجلامعي،
تبلغ نسبة القيد % 50على األقل في معظم دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية.
وبالنظر إلى املستوى املرتفع للدخل في تلك الدول ،فإنها تخصص موارد كافية لتعليم
مواطنيها .ويوضح اجلدول رقم ( )2نسب االستيعاب التعليمي في املراحل املختلفة عام
()7
،2005واإلنفاق التعليمي لكل طالب في املرحلة االبتدائية ،حسب معدل القوة الشرائية
( )PPPللدوالر لعام .2004ويشير اجلدول إلى أن اإلنفاق العام على التعليم االبتدائي
في دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية يتراوح ما بني 3203دوالر في اليونان
إلى 7718دوالر في أيسلندة لكل طالب .وهذه األرق��ام تفوق بكثير املعدل العام الذي
يبلغ 985دوالر عام .2005ويبلغ متوسط معدل اإلنفاق العام على التعليم االبتدائي
لدول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية عام 4762 ،2005دوالر( .)8وفى الصفحات
القادمة نقدم حتليال مفصال آلليات التمويل في بعض هذه الدول.
( )7معدل القوة الشرائية ( :purchasing power parity (PPPمعدل الصرف الذي يراعى اختالف األسعار بني الدول مما
يسمح بعقد املقارنات الدولية بصورة تقدم نتائج حقيقية.
(8) UNESCO: EFA Global Monitoring Report 2008, PP. 320 - 354.
29
اقتصاديات التعليم
نسب القيد في التعليم واإلنفاق العام على التعليم االبتدائي في بعض دول
منظمة التعاون والتنمية االقتصادية
اإلنفاق العام اجلاري نسب القيد في التعليم
معدل القيد معدل القيد معدل القيد لكل طالب في التعليم معدل القيد
االبتدائي حسب اإلجمالي الصافي اإلجمالي الصافي
الدول رقم
في املرحلة في املرحلة في املرحلة معدل القوة الشرائية في املرحلة
للدوالر عام 2004 الثانوية األولى الثانوية ككل اجلامعية االبتدائية
2005 1999 2005 2005 2005 2005
6127 63 97 116 99 بلجيكا 1
7023 7021 55 71 105 99 أستراليا 2
7358 7054 80 92 119 100 الدمنرك 3
4924 4404 92 95 100 99 فنلندا 4
4837 4280 56 99 110 99 فرنسا 5
103 100 أملانيا 6
3203 2157 89 91 96 99 اليونان 7
7718 68 88 102 99 أيسلندا 8
5215 3182 59 87 105 99 أيرلندا 9
4996 4765 58 89 77 99 إسرائيل 10
6571 4207 66 92 107 99 إيطاليا 11
5441 4446 59 89 130 99 هولندا 12
7013 6267 87 96 102 99 النرويج 13
4762 3838 57 88 109 99 البرتغال 14
4399 3890 67 97 120 99 أسبانيا 15
7193 6635 47 84 111 94 السويد 16
60 95 100 100 اململكة املتحدة 17
83 90 102 94 18الواليات املتحدة
(9) UNESCO: EFA Global Monitoring Report 2008, PP. 320 - 354.
30
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
31
اقتصاديات التعليم
التمويل الفيدرالي بصورة مباشرة (من خالل السلطات الفيدرالية عبر احلوافز واملنح)
أو بصورة غير مباشرة (من خالل سلطات الواليات والوحدات املتوسطة) وتقوم املناطق
التعليمية بدورها بتقدمي هذا التمويل للمدارس.
ويتم متويل البرامج اخلاصة بنظام التعليم بكاليفورنيا من خالل امل��وارد العامة.
فكما في الواليات األمريكية األخرى ،فإن عدد البرامج التعليمية ومصادر متويل كل
منها يعد أمرا خاصا بالوالية .وفي هذه الوالية ،تعتمد مراحل التعليم ما قبل االبتدائي
واالبتدائي والثانوي على العديد من البرامج .ومن أمثلة برامج التعليم في كاليفورنيا على
مستوى التعليم االبتدائي والثانوي :برنامج التعليم ثنائي اللغة ،البرنامج التعويضي،
برنامج التعليم في مرحلة الطفولة املبكرة ،برنامج مؤسسة كاليفورنيا ،برنامج تعليم
املوهوبني ،وبرامج أخرى مثل برامج حتسني املدارس ،برنامج املعلم املراقب ،برنامج
تغذية الطفل .ومعظم هذه البرامج يتم متويلها من مصادر مختلطة تشمل احلكومة
الفيدرالية وسلطات ال��والي��ة واملنطقة التعليمية .فمثال ،يتم متويل برنامج التعليم
التعويضي من سلطات الوالية وأيضا من احلكومة الفيدرالية .برامج أخرى كبرنامج
املساعدة االقتصادية ،وبرنامج Miller-Unruhلتعليم القراءة ،وبرنامج تعليم الهنود
احلمر ،ومراكز تعليم الهنود احلمر ،يتم متويلها من خ�لال قواعد وش��روط خاصة
حسب ما تسمح به قوانني الوالية.
ومن بني الوسائل القانونية لتمويل التعليم في كاليفورنيا قانون كاليفورنيا رقم 98
لسنة 1998والذي مت مبقتضاه حتديد نسبة مئوية من التمويل العام للوالية لإلنفاق
على التعليم .في البداية كانت هذه النسبة % 40من التمويل العام للوالية ،ولكن بعد
حتويل نسبة من عائدات ضرائب األمالك من احلكومة احمللية إلى املدارس ،مت تقليل هذه
النسبة .ويتم متويل التعليم أيضا من خالل عائدات محلية أخرى مثل عائدات الضرائب
املتنوعة ،كضرائب املبيعات احمللية ،وأيضا الدعم املالي اخلاص للمدارس باإلضافة إلى
إسهامات املجالس البلدية.
32
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
وتستخدم معظم البلدان األخرى في منظمة التعاون والتنمية االقتصادية آليات أكثر
أو أقل تعقيدا لتمويل التعليم االبتدائي والثانوي ،وذلك اعتمادا على السياقات االجتماعية
والثقافية والسياسية واإلداري��ة لتلك ال��دول .ومع ذل��ك ،فإن معظم التمويل املخصص
للتعليم االبتدائي والثانوي في دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية يأتي من املوارد
العامة ،حتى على الرغم من اختالف مسارات التعليم من بلد آلخر .وحتى البلدان التي
يسهم فيها القطاع اخلاص بقدر كبير في توفير التعليم االبتدائي والثانوي مثل أستراليا
واليابان وكوريا ،جند أن القطاع اخلاص يستفيد من الدعم أو املساعدات املالية املهمة التي
يحصل عليها من احلكومة املركزية واحمللية في صورة منح أو أجهزة علمية أو كتب أو
ما إلى ذلك.
(10) See Gary S. Becker (1994): “Human Capital: A Theoretical and Empirical Analysis, With
Special Reference to Education” see also M. Whoodhall, J-C Eicher for further discussion on
this issue.
33
اقتصاديات التعليم
وفنلندا وفرنسا وأملانيا واملجر وايرلندا وايطاليا والبرتغال وسويسرا واململكة املتحدة
والواليات املتحدة .كما أن البلدان التي تعطى األفراد تعطى عام إضافيا من التعليم ميكنها
أن تزيد من اإلنتاجية وحتقق زي��ادة في املخرجات االقتصادية بنسبة تتراوح ما بني
% 3إلى % 6مبرور الوقت .وفى الوقت ذاته ،فإن األف��راد الذين يفتقرون إلى املهارات
األساسية يواجهون مخاطر البطالة والفقر بصورة أكبر.
وتظهر البيانات اخلاصة مبنظمة التعاون والتنمية االقتصادية أن عدد األفراد الذين
يحصلون على مؤهالت تعليمية عليا ي��زدادون حول العالم يوم بعد يوم .وفى الوقت
احلالي فان جميع دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية الثالثني تقريبا يخرجون
طالبا حاصلني على التعليم العالي بصورة أكبر مما ك��ان احل��ال عليه في الستينيات
من القرن العشرين ،لكن معدل الزيادة اختلف بصورة كبيرة .ففي الستينات تساوى
الناجت احمللي اإلجمالي لكوريا مع الناجت احمللي اإلجمالي ألفغانستان ،وكان ترتيبها في
ذلك الوقت الدولة اإلح��دى والعشرين من بني ال��دول الثالثني ملنظمة التعاون والتنمية
االقتصادية من حيث عدد البالغني احلاصلني على مؤهالت عليا كنسبة من املجتمع .أما
اليوم فترتيب كوريا هو الثالث بني هذه الدول بالنظر إلى نسبة املؤهالت التعليمية العليا
بني األفراد الذين تتراوح أعمارهم بني ال 25إلى 34عام.
وبالنظر إلى الطلب االجتماعي والفردي الكبير على التعليم العالي ،فإن هناك حاجة
إل��ى تطبيق سياسات متويلية ميكنها زي��ادة التمويل ال�ع��ام واخل��اص بطريقة تعكس
االستفادة االجتماعية واخلاصة من التعليم العالي .إن مصادر متويل التعليم العالي في
الدول املتقدمة ميكن حصرها في املصادر العامة واخلاصة ،وتختلف الدول فيما بينها من
حيث درجة االعتماد على أحد هذين املصدرين .وتشمل مصادر التمويل العامة احلكومة
الفيدرالية أو املركزية ،الواليات واحلكومات احمللية ،بينما تتمثل مصادر التمويل اخلاصة
في االقتصاد والتبرعات والعائالت .وتقدم احلكومات الفيدرالية أو املركزية معظم
التمويل إلى مؤسسات التعليم العالي من خالل وسائل مختلفة .فقد يقدم هذا التمويل
في ص��ورة منح للمناطق أو الواليات ،أو من خالل منح خاصة للمؤسسات التعليمية
34
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
35
اقتصاديات التعليم
()11
شكل رقم ()1
متويل التعليم العالي بوالية كلورادو األمريكية
املؤسسات الطلبة
العائالت
احلكومة الفيدرالية
وفي مقالة علمية لكل من جني كلود وتيري شيفلر (Jean-Claude Eicher and
) Thierry Chevalier, 2002بعنوان «متويل التعليم :قضية اقتصادية؟» ،مت التأكيد على
أهمية الدور الذي يؤديه الفكر االقتصادي مجسدا في تلك املفاهيم اخلاصة باالستثمار
في التعليم ،واملشاركة في التكلفة ،وقروض الطالب مستحقة الدفع بعد التخرج ،بالنسبة
للتمويل اخلاص والعام للتعليم العالي( .)12وفى هذه املقالة ،يتناول املؤلفان موضوع
التمويل اخلاص والعام ويشيران إلى أن «العوائد اخلاصة من التعليم ما بعد اإللزامي
تشمل الدخل املرتفع واملكانة االجتماعية العالية وارتفاع مستوى االستهالك وحتسن
احلالة الصحية وزيادة الكفاءة السياسية والفهم األفضل للثقافة والقدرة األفضل على
التعامل مع العلم والتكنولوجيا» (ص.)74
36
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
وتتمثل العوائد التي تعود على املجتمع في «اإلسهام في تقدم املعرفة وحتقيق النمو
االقتصادي وال��زي��ادة في مرونة س��وق العمل ،وتقليل نسبة األمية وزي��ادة املشاركة
السياسة الفعالة»(ص .)74وانتهى الكاتبان إلى أن هذه الفوائد تبرر وجود دور حكومي
فعال في متويل التعليم .وف��ي نفس الوقت ينبغي التأكيد على أهمية تقاسم تكاليف
التعليم.
ولقد أكد هذان املؤلفان في حتليلهما وتوصياتهما على مفهوم قروض الطلبة مستحقة
الدفع بعد التخرج .فقد أشارا إلى أن القروض التي يحصل عليها الطلبة ملواصلة تعلمهم
ينبغي على الطلبة قضاؤها عندما يحصلون على عمل ويكون لهم دخل بعد التخرج،
ويتطلب ذل��ك وج��ود ظ��روف محلية مناسبة كي يكون هناك ن��وع من التأمني املتبادل
(ص .)87وعلى أساس هذا التفكير االقتصادي ،يرى املؤلفان أن النظام املثالي لتمويل
التعليم العالي يتمثل في اآلتي( :أ) التمويل العام عن طريق املنح املالية املقدمة ملؤسسات
التعليم العالي ،واملنح املقدمة للطلبة ملساعدتهم على دفع الرسوم الدراسية والتي يجب
على الطلبة قضاؤها فيما بعد عندما يحصلون على دخل بعد التخرج ،وتوفير الضمانات
الالزمة حلصول الطلبة على قروض؛ (ب) والتمويل اخلاص عن طريق الرسوم الدراسية،
وإعادة قضاء الديون ،واإلسهامات املقدمة من رجال األعمال واجلمعيات اخليرية .لقد
أثرت املفاهيم املشار إليها سابقا والتي مت اشتقاقها من األعمال املبكرة لشولتز (Schultz,
) 1961 - 1962وبلوج ( )Blaug, 1965والتي تتمثل في مفهوم معدل العائد من التعليم
ومفهوم تقاسم تكلفة التعليم العالي ومفهوم قروض الطلبة مستحقة الدفع بعد التخرج،
أث��رت هذه املفاهيم بقوة في سياسات التعليم العالي عبر العالم خالل العشرين عاما
املاضية وال تزال تؤثر(.)13
وميكن للقطاع اخلاص ،وخاصة القطاع االقتصادي ،توفير السكن للطالب والعمل
بعد التخرج وفي بعض األحيان تقدمي منح دراسية للطلبة تتيح لهم فرصة مواصلة
التعليم اجلامعي .كما أن العائالت تعتبر مصدرا أساسيا لتمويل التعليم العالي في العديد
من البلدان املتقدمة والنامية .ومثل هذا الدعم للتعليم قد تشارك الهيئات العامة فيه بأكثر
( )13ملزيد من التحليل حول تأثر مفهوم معدل العائد على سياسة التعليم العالي أنظر.)woodhall, 2006, pp.2 - 20( :
37
اقتصاديات التعليم
من صورة .فمؤسسات التعليم العالي ذاتها ميكن أن تقدم دعما للطلبة عن طريق التنازل
عن الرسوم الدراسية ومتويل بعض األنشطة التعليمية باستخدام مواردها اخلاصة.
وتعتمد حصة اجلهات املساهمة في متويل التعليم واملبينة في الشكل السابق على الظروف
التاريخية اخلاصة بكل بلد على حدة .ويبني اجلدول رقم ( )3حصة املصادر اخلاصة
والعامة في متويل التعليم ما قبل اجلامعي واجلامعي في عدد من الدول املتقدمة.
38
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
ومع األخذ في االعتبار البعد السياقي والنظري ملا مت تقدميه في األج��زاء السابقة،
تتزايد األص��وات املنادية بضرورة وجود دور قوي للقطاع اخلاص في متويل التعليم
العالي في دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية .وتعتبر اململكة املتحدة واحدة من
39
اقتصاديات التعليم
بني العديد من الدول في غرب أوروب��ا التي تنظر بعني االعتبار إلى التحدي الذي ميثله
متويل التعليم العالي .ففي دفاعه عن فكرة فرض رسوم دراسية في التعليم العالي في
اململكة املتحدة ،أوضح بيل راميل ،وهو الوزير السابق للتعليم املستمر والعالي في اجنلترا
( ،)14()2006أن التمويل هو املشكلة األساسية التي تقف عقبة أمام توفير تعليم عال جيد.
ولقد كان التعليم العالي منذ احلرب العاملية الثانية ،مثله مثل التعليم االبتدائي والثانوي،
ينظر إليه على أنه خدمة عامة ،وكذلك احلال بالنسبة ملعظم دول منظمة التعاون والتنمية
االقتصادية ،حيث كانت تقدم خدمات التعليم العالي للطالب بصورة مجانية من خالل
االعتماد على الضرائب كمصدر للتمويل.
وبرغم ذلك ،أدى الضغط على امليزانيات العامة وازدياد املنافسة العاملية إلى العودة
إلى فرض رسوم دراسية على الطلبة كحل للحصول على مزيد من التمويل .فقد أشار
بيل راميل إل��ى أن القضية حتمل في طياتها العديد من التحديات فيما يتعلق بتوفير
األماكن الكافية وحتقيق املساواة ومشاركة الطلبة في التمويل والقروض االئتمانية وغير
ذلك من التحديات التي أدت إلى تزايد اجلدل حول متويل التعليم في العديد من البلدان.
وفي هذا اإلطار ،يجدر القول بأنه في معظم دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية،
أصبحت املصادر اخلاصة حتظى بأهمية متزايدة في متويل التعليم العالي في العقود
القليلة املاضية؛ فعلى سبيل املثال ،منذ العام الدراسي 1998أصبحت الرسوم الدراسية
تدر أكثر من 3,5بليون جنيه إسترليني ( 6,2بليون دوالر) للمؤسسات اإلجنليزية،
وهو ما يعادل % 25من إجمالي األموال التي حتصل عليها هذه املؤسسات من املصادر
املختلفة( .)15ويبني اجلدول رقم ( )3هذا االجتاه في اإلنفاق على املؤسسات التعليمية في
عدد من دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية.
(14) Mr. Rammell introduces a seminar on “Who should pay for higher education?” at the 2006
OECD Education Ministerial Meeting in Athens, 27 - 28 June 2006. See www.oecd.org/
edumin2006.
(15) Bill Rammell, idem.
40
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
41
اقتصاديات التعليم
تقع خارج أوروبا .بالنسبة للدول غير األوروبية في منظمة التعاون والتنمية االقتصادية،
تتمثل حصص القطاع اخلاص في متويل التعليم العالي فيما يلي % 76 :في كوريا61.2 ،
%في اليابان % 55 ،في الواليات املتحدة األمريكية % 52 ،في أستراليا % 41.6 ،في كندا،
و % 40في نيوزيلندا.
وبالنسبة ملعظم الدول املتقدمة في غرب أوروبا ،تعتبر نسبة مساهمة القطاع اخلاص
قليلة نسبيا مقارنة بالدول املتقدمة غير األوروبية ،حيث جند أن أعلى نسبة ملشاركة
القطاع اخلاص في متويل التعليم العالي في دول غرب أوروبا تتمثل في اآلتي :بولندا
( ،)% 33واململكة املتحدة ( ،)% 27وإسبانيا ( ،)% 25وإيطاليا ( ،)% 22واملجر (.)% 23
وتبلغ نسبة مساهمة القطاع اخلاص في التمويل أقل درجاتها في دول أخرى كالنمسا
( ،)% 7.7والنرويج ( ،)% 7وأيسلندا ( ،)% 8وفنلندا ( ،)% 5.6والدمنرك ( ،)% 6وأملانيا
( ،)% 9وفرنسا ( ،)% 14وهذا االختالف بني دول غرب أوروبا وبقية دول منظمة التعاون
والتنمية االقتصادية في نسبة مساهمة القطاع اخلاص في متويل التعليم العالي إمنا
يعكس االختالفات التي توجد بني هذه الدول في النواحي االجتماعية والثقافية ودرجة
االهتمام بقضية املساواة إضافة إلى اختالف األوضاع السياسية واإلدارية.
وسوف ينصب تركيز الفصل التالي على الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول
اخلليج وغيرها من البلدان العربية .يبدأ الفصل بعرض مختصر للتطور التعليمي في
املنطقة ،وبعد ذلك يتناول الفصل مناقشة مصادر متويل التعليم.
42
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
الفصل الثالث
متويل التعليم في الدول األعضاء
مبكتب التربية العربي لدول اخلليج
43
اقتصاديات التعليم
44
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
الفصل الثالث
متويل التعليم في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج
أوال :نظرة عامة على تطور التعليم في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي
لدول اخلليج وفي بعض الدول العربية األخرى:
من أجل التوصل إلى فهم أفضل آلليات متويل التعليم في ال��دول األعضاء مبكتب
التربية العربي لدول اخلليج ومقارنتها بالبلدان األكثر تقدما في منظمة التعاون والتنمية
االقتصادية ،يتعني أوال إلقاء نظرة عامة على اجتاهات تطور التعليم في دول املنطقة على
مدار األعوام القليلة السابقة .وتقدم دراسات احلالة حول اقتصاديات التعليم في أربع من
الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج معلومات مفيدة حول تطور األنظمة
التعليمية ،والتي تنقسم حسب البرامج املختلفة للقطاعات الفرعية اخلاصة باألنظمة
التعليمية ،والتي تقدم معلومات حول اجتاهات القيد في املدارس ،واملعلمني ومدى توفر
حجرات الدارسة باإلضافة إلى اجتاهات ميزانيات التعليم .وهذه املعلومات ،إضافة إلى
البيانات احلديثة املنشورة عن معهد اليونسكو لإلحصاء ،تساعدنا على حتليل التغيرات
التي طرأت على تطور التعليم في ال��دول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج
ومقارنة هذه التغيرات بتلك التي تالحظ في ال��دول العربية األخ��رى وفي دول منظمة
التعاون والتنمية االقتصادية .وميكن احلصول على معلومات تفصيلية حول الدول
األربع التي قدمت عنها دراسات حالة في اجلزء الثاني من هذه الدراسة .وسوف ينصب
التركيز بصورة أساسية على التعليم ما قبل اجلامعي حيث اقتصرت دراس��ات احلالة
املقدمة على مراحل التعليم ما قبل اجلامعي في معظمها.
ويقدم اجلدوالن رقم ( )4ورقم ( )5التغيرات التي طرأت على تطور التعليم من حيث
املعدل الصافي واملعدل اإلجمالي للقيد في مختلف مراحل التعليم ،في الدول األعضاء
مبكتب التربية العربي لدول اخلليج وغيرها من الدول العربية خالل الفترة من 1999
إل��ى .2004وب�ص��ورة أكثر تفصيال ،ف��إن اجل��دول رق��م ( )4يبني أن ال��دول األعضاء
مبكتب التربية العربي لدول اخلليج قد أظهرت تقدما مهما في االجنازات التعليمية على
جميع املراحل بني عامي 1999و .2005ففي مرحلة التعليم االبتدائي ،زاد معدل القيد
45
اقتصاديات التعليم
الصافي أو ظل مستقرا كما هو خالل هذه الفترة في أربع دول من الدول السبع األعضاء
مبكتب التربية العربي لدول اخلليج .أما عمان واإلمارات العربية املتحدة واململكة العربية
السعودية فهي الدول الثالث التي انخفض فيها معدل القيد الصافي في التعليم االبتدائي
طبقا للبيانات اخلاصة مبعهد اليونسكو لإلحصاء .ولقد وصلت جميع تلك الدول إلى
درجة املساواة بني اجلنسني في املرحلتني االبتدائية والثانوية .وميكن تفسير انخفاض
معدل القيد الصافي في التعليم االبتدائي في اإلمارات العربية املتحدة بالنمو الكبير في
عدد السكان نتيجة زيادة العمالة املهاجرة .ومع ذلك ،فاألمر يحتاج إلى مزيد من التحليل
من أجل الوصول إلى تفسير علمي دقيق لهذا االنخفاض.
كما يبني اجلدول رقم ( )4أن معدل القيد اإلجمالي في التعليم العالي في كل من الكويت
وقطر واليمن قد انخفض من %23.2إلى %17.6ومن %25إلى %18.6ومن %10.4
إلى %9.4على الترتيب بني عامي 1999و .2004وبالنسبة إلى الدول العربية ككل فقد
زاد معدل القيد الصافي في التعليم االبتدائي بنسبة ،%4.2وفى التعليم الثانوي بنسبة
،%7.7بينما ارتفع معدل القيد اإلجمالي في التعليم العالي بنسبة .%2وقد شهد العالم
ككل ارتفاعا أكبرا في املؤشرين األولني كما ارتفع معدل القيد اإلجمالي في التعليم العالي
بأكثر من .%6
وبصورة عامة ،فإن مستوى معدل تطور االلتحاق بالتعليم في الدول األعضاء مبكتب
التربية العربي لدول اخلليج يتماشى مع االجتاهات العامة للدول العربية األخرى حيث
شهدت تلك الدول تقدما في ارتفاع معدالت القيد في التعليم االبتدائي والثانوي بني عامي
1999و .2005فقد ظل معدل القيد الصافي في التعليم االبتدائي بالنسبة جلميع الدول
فوق %85في عام ،2005ماعدا موريتانيا حيث ظل ها املؤشر فيها أقل من %75في عام
.2004
وفيما يتعلق بالتعليم الثانوي ،سجلت بعض الدول العربية غير اخلليجية مستوى
منخفضا في نسبة االستيعاب في التعليم مقارنة بالدول األعضاء مبكتب التربية العربي
لدول اخلليج .وتتمثل أقل نسبة في معدل القيد الصافي في موريتانيا ( )%35واملغرب
( )%35والعراق ( )%38من بني الدول العربية غير اخلليجية في عام .2004وبالنسبة
46
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
للدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج فقط سجلت اليمن أقل معدل للقيد
الصافي في التعليم الثانوي بنسبة تقل عن .%50أما الدول األخرى فقد وصل فيها معدل
القيد الصافي في التعليم الثانوي إلى %55على األقل ،وبلغت أعلى نسبة في البحرين
( )%90وقطر(.)%90.1
وفيما يتعلق بالتعليم العالي ،تبلغ أعلى نسبة ملعدل القيد اإلجمالي في لبنان (،)%48
وفي السلطة الفلسطينية ( ،)% 38وفي األردن ( ،)% 39في مصر ( ،)% 33وهي الدول
التي تسجل أعلى نسبة قيد إجمالي مقارنة بالدول العربية األخ��رى ،مبا فيها الدول
األعضاء مبكتب التربية العربي ل��دول اخلليج (م��ا ع��دا البحرين) التي زاد معدل القيد
اإلجمالي في التعليم العالي فيها إلى نسبة أكبر من % 35وذلك في العام .2005/2004
وهذه الدول ذات نسبة القيد العالية تعتبر املصدر األساسي في توفير التعليم العالي في
العالم العربي.
جدول قم ()4
تطور التعليم في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج
معدل القيد
معدل القيد معدل القيد معدل القيد معدل القيد
الصافي في
اإلجمالي في التعليم الصافي في التعليم اإلجمالي في اإلجمالي في التعليم
التعليم االبتدائي
الثانوي ( )%التعليم العالي ()% الثانوي ()% الدولة االبتدائي ()%
()%
2005 1999 2005 1999 2005 1999 2005 1999 2005 1999
35.5 21.0 90.0 84.6 98.6 94.5 97.1 96.1 104.4 105.0 البحرين
17.6 23.2 000 88.7 94.9 98.6 86.5 86.5 97.9 100.0 الكويت
18.4 000 76.8 64.8 88.0 75.3 73.3 80.2 81.6 90.6 عمان
18.6 25.0 90.10 75.7 100.0 89.6 95.9 94.0 106.0 104.6 قطر
اململكة
28.4 20.3 65.8 000 87.6 70.5 92.5 96.0 108.1 101 العربية
السعودية
اإلمارات
22.5 18.6 57.4 74.3 63.8 82.1 70.5 79.0 83.3 العربية 90.0
املتحدة
47
اقتصاديات التعليم
معدل القيد
معدل القيد معدل القيد معدل القيد معدل القيد
الصافي في
اإلجمالي في التعليم الصافي في التعليم اإلجمالي في اإلجمالي في التعليم
التعليم االبتدائي
الثانوي ( )%التعليم العالي ()% الثانوي ()% الدولة االبتدائي ()%
()%
2005 1999 2005 1999 2005 1999 2005 1999 2005 1999
9.4 10.4 000 31.8 46.8 40.9 75.3 57.3 88.6 73.1 اليمن
24.36 18.0 58.7 52.8 66.0 60.1 76.7 83.2 107.3 100.4 العالم
الدول
16.8 11.0 53.4 45.9 60.3 52.8 78.6 81.5 107.8 100.1
النامية
الدول
21.4 19.0 59.4 51.7 68.2 60.0 83.0 78.8 95.4 90.4
العربية
املصدر :معهد اليونسكو لإلحصاء ،تقرير املتابعة العاملي .2008
جدول رقم ()5
اجتاهات القيد في التعليم في عدد من الدول العربية غير اخلليجية
معدل القيد معدل القيد اإلجمالي نسبة املعلمني إلى الطلبة معدل القيد
املرحلة العالي التعليم في التعليم في الصافي التعليم الصافي في
املرحلة االبتدائية ()% الثانوي ()% االبتدائي ()% الدولة رقم
الثانوية
2004 2004 1999 2004 1999 2004 2004 1999
21 27 28 20 14 66 97 91 اجلزائر 1
17 22 23 33 36 69 95 93 مصر 2
19 21 25 15 11 38 88 58 العراق 3
18 20 39 81 91 92 األردن 4
8 14 47 48 36 93 94 لبنان 5
28 45 47 3 3 14 74 63 6موريتانيا
18 28 28 11 9 35 86 72 املغرب 7
16 9 13 38 26 89 86 97 فلسطني 8
18 21 24 29 17 64 97 94 تونس 9
املصدر :معهد اليونسكو لإلحصاء.2007 ،
48
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
وتسجل غالبية الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج معدالت قيد أقل
من ،% 30حيث تتراوح بني % 9.4في اليمن و % 17.6في الكويت .ومن اجلدير بالذكر
هنا أن البيانات املستخدمة تغطي فقط نسب القيد في التعليم العالي داخل تلك الدول .فمن
املعروف أن الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج ترسل الكثير من الطلبة
للدراسة باخلارج في الدول الغربية املتقدمة ،وهذه األعداد من الطلبة ال تدخل في البيانات
اخلاصة مبعدالت القيد املستخدمة في حتليلنا احلالي.
وفيما يخص نسب القيد في املستويات املختلفة للتعليم االبتدائي والثانوي ،نقدم فيما
يلي بعض التفاصيل حول اجتاهات تطور االلتحاق بالتعليم في كل من الكويت واململكة
العربية السعودية واإلمارات العربية املتحدة واليمن خالل السنوات القليلة املاضية .لكن
األمر يتطلب إج��راء مزيد من الدراسات من أجل الكشف عن العوامل التي قد تؤثر في
تطور التعليم العالي في املنطقة .وفيما يلي نقدم حتليال الجتاهات القيد في كل من الكويت
واململكة العربية السعودية واإلمارات العربية املتحدة واليمن.
-1دولة الكويت:
تظهر البيانات اخلاصة بالتعليم في دولة الكويت أن القيد في املدارس االبتدائية ،منذ
العام الدراسي 2002/2001حتى ،2006/2005قد ازداد من 103498طالب إلى
132804طالب % 50.5 ،من هذا العدد إناث و % 49.5ذك��ور .وهذا ميثل معدل منو
سنوي يبلغ % 6.4في املتوسط .كما ازداد القيد في امل��دارس املتوسطة مبعدل سنوي
يصل إلى % 1.2في املتوسط خالل نفس الفترة ،حيث ازداد عدد الطلبة من 95287
طالب عام 2002/2001إلى 100114طالب عام .2006/2005
وبالنسبة للمرحلة الثانوية ،هناك نظامني تعليميني يعمالن بالتوازي .النظام األول
ينقسم إلى شعبتني وقد بلغ عدد الطلبة املقيدين فيه 37896طالبا عام 2002/2001و
31997طالبا عام .2006/2005وتظهر هذه األعداد انخفاضا في أعداد الطلبة املقيدين
خالل هذه الفترة بنسبة تزيد عن % 4.4في العام .أما النظام الثاني في التعليم الثانوي
فهو نظام املقررات ،وقد انخفض فيه معدل القيد بنسبة سنوية تصل إلى حوالي % 5.4
بني عامي 2002/2001و .2006/2005ويرجع انخفاض القيد في نظامي التعليم
49
اقتصاديات التعليم
الثانوي في الكويت ،وال��ذي أدى إلى انخفاض في القيد العام باملرحلة الثانوية بنسبة
%4.9خالل الفترة من 2002/2001إلى ،2006/2005هذا االنخفاض يرجع إلى
تقليص عدد سنوات الدراسة باملرحلة الثانوية مبقدار عام واحد.
جدول رقم ()6
تطور القيد في نظام التعليم العام بدولة الكويت في الفترة من 2002/2001إلى
2006/2005
2006/2005نسبة التغير نسبة اإلناث 2002/2001
% 50.5 % 28 132804 103498 القيد في املدارس االبتدائية
% 5.1 100114 95287 القيد في املدارس املتوسطة
% 15.6- 31997 37896 القيد في املدارس الثانوية (نظام الشعبتني)
القيد في املدارس الثانوية
% 5.4- 30851 38642
(نظام املقررات)
50
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
القيد الصافي إلى %92.8في عام ،2006/2005في حني وصل مؤشر املساواة بني
اجلنسني إلى .0.97
جدول رقم ()7
تطور القيد في نظام التعليم العام باململكة العربية السعودية في الفترة من
2002/2001إلى 2006/2005
نسبة اإلناث نسبة التغير 2006/2005 2002/2001
% 50.5 % 16.1 3 263 648 2 809 829 القيد في املدارس االبتدائية
% 45.6 1.12-% 1071747 1083935 القيد في املدارس املتوسطة
- - - القيد في املدارس الثانوية
51
اقتصاديات التعليم
بينما ازدادت تلك النسبة في املرحلة الثانوية العليا مبقدار %0.6فقط سنويا .كما شهدت
املدارس الدينية والفنية انخفاضا في معدالت القيد مبقدار %6.6و %4.9على الترتيب.
ويرجع هذا االنخفاض العام في معدالت القيد بنظام التعليم العام في دول��ة اإلمارات
العربية املتحدة إلى انخفاض قبول الطلبة غير اإلماراتيني في امل��دارس العامة وزيادة
قيدهم في املدارس اخلاصة.
-4اجلمهورية اليمنية:
لقد ركزت اجلمهورية اليمنية جهودها على خفض معدالت األمية (التي انخفضت من
%55.9عام 1994إلى %45.3عام )2004كما ركزت جهودها أيضا على تطوير نظام
التعليم الرسمي العام .وكان من نتائج تلك اجلهود انتشار برامج محو األمية وبرامج
التدريب التي عكفت احلكومة على تنفيذها خالل السنوات العشر املاضية وحاولت من
خاللها أن تلبى احتياجات كل من الصغار والبالغني الذين لم تتح لهم الفرصة لاللتحاق
باملدارس الرسمية .فقد ارتفعت معدالت القيد في برنامج محو األمية من 84575متعلم
في عام 2002/2001إلى 618438متعلم في عام ,2006/2005ومن 6317متعلم
في عام 2002/2001إلى 89232متعلم في عام 2006/2005في برنامج مهارات
التعلم األساسية .كما منا نظام التعليم العام (التعليم األساسي والثانوي) مبقدار % 2.2
(بنسبة منو %2.4بالنسبة للتعليم األساسي الذي تبلغ سنوات الدراسة فيه تسعة أعوام,
و %1.1بالنسبة للتعليم الثانوي) خالل الفترة من 2002/2001إلى .2006/2005
وخالل نفس الفترة ،مت تشجيع التعليم اخلاص الذي منا بشكل غير مسبوق مبعدل
%96.4بني عامي 2001و .2005وهذه النسبة متثل زيادة سنوية في القيد مبقدار
%18.24خالل هذه الفترة ( %19.8في التعليم األساسي و %11.3في التعليم الثانوي).
وهذه الزيادة في معدالت القيد بالتعليم اخلاص أدت إلى زيادة حصته من الطلبة مبقدار
%2.3من إجمالي الطلبة املقيدين في التعليم العام .ولقد ارتبطت الزيادة في معدالت
القيد بتحسن في مؤشر املساواة بني اجلنسني بالنسبة للتعليم األساسي حيث ارتفع من
58.94إلى 73.23بني عامي 2002/2001و .2006/2005
52
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
كما تطور التعليم الفني واملهني بصورة سريعة خالل الفترة من 2002/2001
إلى ,2006/2005برغم أن هذا القطاع الفرعي ال يزال صغيرا بالنسبة للتعليم العام
( %3.9من نسبة القيد في التعليم الثانوي و %4.5من القيد في املرحلة اجلامعية).
وبالنسبة للتعليم العالي فقد بلغت أعداد القيد فيه 200000طالب في العام الدراسي
%15 ,2005/2004منهم مقيدين في مؤسسات تعليمية خاصة .وهذا ميثل معدل منو
يقدر بـ %5.2خالل فترة ثالث سنوات .وقد لوحظت هذه الزيادة بشكل أساسي في القيد
مبؤسسات التعليم العالي اخلاصة (.)%238
53
اقتصاديات التعليم
54
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
55
اقتصاديات التعليم
26 6.7
اململكة العربية السعودية٭
السعودية()2007٭
18 1.5 اإلمارات العربية املتحدة
15.9 5.4 اليمن ()2005
٭ األرقام تقديرية.
56
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
57
اقتصاديات التعليم
وخالل نفس الفترة ،تزايدت معدالت القيد في التعليم ما قبل اجلامعي من 323169
طالب إلى 331457طالب .وتقدر هذه الزيادة الكلية بـ ،% 2.6مبعدل منو سنوي قدره
.% 0.6ويقدر منو اإلنفاق على التعليم بـ ( % 11.1أو مبعدل منو سنوي يبلغ )% 2.7
بينما تزايد القيد بنسبة ( % 2.6مبعدل منو سنوي ق��دره .)0.6وأدي ذلك إلى زيادة
نسبة اإلن�ف��اق السنوي لكل طالب ،حيث زادت ه��ذه النسبة من 1890دينار كويتي
لتصل إلى 2048دينار كويتي فيما بني عامي 2000/1999و ،2004/2003مبا
ميثل معدل زيادة يبلغ ( % 8.4أي مبتوسط منو سنوي يبلغ .)% 2.7وإذا ما افترضنا
وجود استخدام فعال للموارد املخصصة للتعليم ،ميكننا القول بأن هذه الزيادة في نسبة
اإلنفاق لكل طالب يفترض بأن تنعكس إيجابيا على حتسني نوعية عمليات التعليم والتعلم
في دولة الكويت.
و يظهر حتليل البيانات اخلاصة باإلنفاق على التعليم في دولة الكويت أن نسبة كبيرة
من امليزانية تخصص للرواتب واملكافآت ( % 54.8عام 2000/1999و % 57عام
،)2004/2003ثم يلي ذلك النسبة املخصصة لالستثمار الرأسمالي (تراوحت هذه
النسبة بني % 32.7و % 28.3خالل هذه الفترة) .أما نسبة اإلنفاق على الكتب وغير
ذلك من الوسائل واملواد التربوية فتتراوح بني % 2و % 4فقط من إجمالي اإلنفاق على
التعليم .وبرغم ذلك ،فإن النسبة املخصصة لإلنفاق على الرواتب من ميزانية التعليم تبدو
قليلة مقارنة مبعظم الدول األخرى .فعلى سبيل املثال ،في دول منظمة التعاون والتنمية
االقتصادية يقدر اإلنفاق اجلاري في املتوسط بحوالي % 92من ميزانية التعليم ،ومتثل
النسبة املخصصة لرواتب املعلمني حوالي % 86من ميزانية التعليم االبتدائي و % 80من
ميزانية التعليم الثانوي.
ومن ناحية أخرى ،فإن توزيع امليزانية على بنود اإلنفاق يختلف من مرحلة تعليمية
ألخ��رى .فمثال ،نسبة اإلنفاق على الكتب وامل��واد التعليمية في مرحلة ري��اض األطفال
تنحصر ما بني % 0.2و % 0.1خ�لال الفترة احمل��ددة ،بينما تقدر نسبة اإلنفاق على
58
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
59
اقتصاديات التعليم
7836377 1114777 380044 352129 98757 5899670 76439 755101 587243 4480887
االحتياجات
اخلاصة
469454679 55181554 141016896 3513510 3909717 265833008 4309825 15002342 23993226 222527615 املجموع
2003/2003
102332961 10554770 40690913 789129 1385099 48913350 2524143 2124266 3836788 40428153 رياض األطفال
210604351 28116869 66953667 1035766 984903 113009146 501612 4003943 7253768 101249823 االبتدائي
179634360 26384426 37806010 2005161 757230 112681533 400195 3176071 4738524 104366743 املتوسط
169501714 21110541 45774548 2102829 1209673 99304123 253014 2904145 13646432 82500532 الثانوي
11532827 791535 972180 338937 160443 9269732 71185 957866 915904 7324777
االحتياجات
اخلاصة
673066213 86958141 192197018 6271822 4461348 383177884 3750149 13166291 30391416 335870028 املجموع
60
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
درهم إماراتي للتعليم (أي مبعدل منو سنوي يصل إلى % 3.4على مدار األعوام اخلمسة).
ومبقارنة اإلنفاق على التعليم ما قبل اجلامعي عام 2005بعام ،2000ميكن أن نالحظ
أنه برغم زيادة مستوى اإلنفاق العام بأكثر من % 124خالل هذه الفترة ،إال أن نسبة
اإلنفاق على الرواتب ظلت ثابتة ،كما أن نسبة اإلنفاق الرأسمالي ونفقات املشروعات
شهدت انخفاضا بنسبة % 6و .% 12فاإلنفاق على الرواتب واألجور شكل نسبة 85.4
%من امليزانية عام ،2000و % 79.7عام .2004وهذه النسب تعتبر قريبة من النسب
اخلاصة بدول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية.
وفي عام ،2000قدرت حصة الرواتب في امليزانية الكلية للتعليم ما قبل اجلامعي
بنسبة ،% 85بينما وصل اإلنفاق العام إلى .% 10ومت تخصيص حوالي % 5من امليزانية
إلى النفقات الرأسمالية ونفقات املشروعات .أما بنود اإلنفاق األخرى على التعليم فكانت
في وزارة التعليم العالي التي بلغ حجم إنفاقها 110مليون درهم إماراتي عام .2004
ويظهر توزيع اإلنفاق عام 2004أنه برغم أن الرواتب متثل % 80من اإلنفاق على التعليم
ما قبل اجلامعي ،إال أنها ال متثل سوى % 22من ميزانية وزارة التعليم العالي ،و % 70من
ميزانية جامعة اإلمارات.
وتتمتع الكليات الفنية العليا وجامعة الشيخ زايد مبيزانياتها املستقلة التي يتم متويلها
من امليزانية احلكومية العامة .ويبلغ حجم األموال التي تنفق على هذه املؤسسات حوالي
783.1ألف درهم إماراتي .وفيما بني عامي 2000و ،2004اختلف اإلنفاق الكلى على
التعليم العام والتعليم العالي من 5134مليون درهم إماراتي إلى 5982مليون درهم
إماراتي (بنسبة زيادة تقدر بـ .)16.5%وميثل ذلك نسبة من الناجت احمللي %2عام 2000
و % 1.8عام 2003و % 1.5عام .2004وكنسبة من ميزانية الدولة ،اختلفت ميزانية
التعليم من 16.3%عام 2000إلى %18.2عام 2003و %15عام .2004
61
اقتصاديات التعليم
نسبة
الرواتب النفقات النفقات الرواتب العام
اإلجمالي املشروعات البند
من العامة الرأسمالية واألجور املالي
اإلنفاق
3,764,905 149,000 39,124 363,077 3,213,704 حجم اإلنفاق
% 85.4 2000
%9 (% 11.6)- 0 0 % 11.4 معدل النمو
3,872,905 152,000 47,124 370,077 3,303,704 حجم اإلنفاق
% 85.3 2001
% 2.9 %2 % 20.4 % 1.9 % 2.8 معدل النمو
4,094,905 166,000 55,124 600,320 3,273,461 حجم اإلنفاق
% 79.9 2002
% 5.7 % 9.2 % 17 % 62.2 (% 9.)- معدل النمو
4,240,405 206,500 39,915 635,529 3,358,641 حجم اإلنفاق
% 79.22 2003
% 3.6 % 24.4 (% 27.6)- % 5.9 % 2.5 معدل النمو
4,305,500 145,500 45,915 669,624 3,444,461 حجم اإلنفاق
% 80.0 2004
% 1.5 (% 29.5)- % 15 % 5.4 % 2.6 معدل النمو
4,451,061 80,061 29.032 814,357 3,527,611 حجم اإلنفاق
% 79.3 2005
% 3.4 (% 45)- (36.8)- % 21.6 % 2.4 معدل النمو
املصدر :دراسة احلالة اخلاصة باإلمارات العربية املتحدة.
62
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
بالتعليم العام االبتدائي والثانوي ،مت تخصيص حوالي %90من امليزانية لرواتب املعلمني،
وهذه النسبة تشبه ما تنفقه معظم الدول النامية على رواتب املعلمني .ومع ذلك ،فقد ازداد
االستثمار في البنية التحتية التعليمية ليصل إلى ما يزيد عن 2.6بليون في عام .2005
ومن بنود اإلنفاق الرئيسية األخرى تكاليف تدريب املعلمني والتكاليف اإلدارية.
وتخصص أعلى نسبة من ميزانية التعليم للتعليم االبتدائي ،ولكن بسب النمو السريع
للتعليم الثانوي والعالي ،فان اإلنفاق اجلاري على التعليم االبتدائي كنسبة من األنفاق
اجل��اري الكلي على التعليم ق��د انخفض م��ن %50ع��ام 2001إل��ى %43ع��ام .2005
وانخفض اإلنفاق على التعليم االبتدائي كنسبة من الناجت احمللي اإلجمالي من %4.8إلى
%3.0في نفس الفترة ،وذلك نتيجة زيادة الناجت احمللي اإلجمالي للمملكة بعد االرتفاع
الكبير في أسعار البترول.
-4متويل التعليم في اجلمهورية اليمنية:
تعتبر امليزانية العامة املصدر الرئيسي لإلنفاق على التعليم في اجلمهورية اليمنية،
ولكن خالفا للبلدان األخرى في املنطقة ،يلعب القطاع اخلاص دورا جوهريا في متويل
التعليم .ويبلغ متوسط نسبة ميزانية التعليم % 17.3من امليزانية احلكومية ،حيث يأتي
قطاع التعليم في املرتبة الثالثة بعد وزارة اخلدمات العامة ( ،)% 22.1ووزارة الشئون
االقتصادية ( )% 20.7خالل الفترة من 2001إلى .2005ولقد انخفضت هذه النسبة
من % 19.5إلى % 15.7خالل هذه الفترة .وفي العام املالي ،2006ق��درت ميزانية
التعليم بـ % 5.07من الناجت احمللي اإلجمالي .وبرغم أن هذه النسبة تعد أقل من النسبة
التي شكلتها ميزانية التعليم من الناجت احمللي اإلجمالي عام 2001والتي بلغت ،% 6.12
إال أنها ال تزال مرتفعة مقارنة بالدول األخرى في املنطقة ذات الدخل األكبر.
وتتكون ميزانية التعليم من مكونني :ميزانية احلكومة املركزية ،وميزانية السلطات
احمللية .مت��ول امليزانية احمللية % 89من املصروفات اجل��اري��ة بينما مت��ول امليزانية
احلكومية % 44فقط من إجمالي النفقات الرأسمالية خالل الفترة من 2002حتى
( 2006أنظر اجلدول رقم .)13
63
اقتصاديات التعليم
أما التعليم العالي فيتم متويله من جانب احلكومة املركزية دون مشاركة السلطات
احمللية في التمويل .ولقد تأثر متويل التعليم العالي بعدة عوامل أوضحتها دراسة احلالة
فيما يلي :التوسع في مؤسسات التعليم العالي العامة ،اجلامعات اخلاصة ،وإنشاء وزارة
التعليم العالي ،وإصدار قانون جديد.
يضم قطاع التعليم العام % 90من الطلبة ويحظى بـ % 80من ميزانية التعليم (4.72
%من الناجت احمللي اإلجمالي) ،بينما ينفق على التعليم العالي والتعليم الفني % 0.86
و % 0.21من الناجت احمللي اإلجمالي على الترتيب .ومتثل النفقات اجلارية % 90من
إجمالي اإلنفاق في عام .2006وكانت هذه النسبة % 94.6عام .2002وتزداد ميزانية
التعليم األساسي الذي يبتلع أكثر من % 80من امليزانية مبعدل % 13.3سنويا .وينفق
حوالي % 88من النفقات اجلارية في التعليم األساسي على املرتبات ،وهذه النسبة تزيد
عن نظيرتها في الكويت ،ولكنها تشبه ما ينفق على الرواتب في العديد من دول منظمة
التعاون والتنمية االقتصادية .ورمبا يكون من املفيد عمل دراسة أخرى للكشف عما إذا
كان توزيع املوارد بهذا الشكل يعتبر مناسبا أم ال وخاصة عند األخذ في االعتبار عمليات
التعليم والتعلم .وتبلغ كلفة الوحدة في التعليم األساسي في املتوسط 3/2من كلفة
الوحدة في التعليم الثانوي.
ويتم متويل التعليم الفني واملهني ،مثله مثل التعليم العام ،من جانب احلكومة املركزية
عبر وزارة التعليم الفني والتدريب املهني وأيضا بواسطة السلطات احمللية .فبينما
تتحمل السلطات احمللية % 70من النفقات اجلارية ،فإنها تتحمل % 3فقط من التكاليف
الرأسمالية التي تتحملها احلكومة املركزية .وحتصل احلكومة املركزية على جزء من
التمويل املخصص لهذا القطاع الفرعي من القروض واملنح التي تقدمها جهات خارجية،
والتي متثل في املتوسط % 23من إجمالي اإلنفاق على التعليم العام و % 33.7من اإلنفاق
على هذا القطاع الفرعي خالل الفترة من 2002إلى .2006
64
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
65
اقتصاديات التعليم
الرتفاع أسعار البترول التي تعظم من دخول دول اخلليج ،وصغر حجم القيد في املدارس،
فليس من السهل عقد مقارنة بني هذه الدول وغيرها من الدول النامية حول حصة التعليم
من الناجت احمللي اإلجمالي .فعلى سبيل املثال ،دول مثل تونس وماليزيا وشيلي تنفق
على التعليم % 8.1و % 7.4و % 6.8من الناجت احمللي اإلجمالي لكل منها على الترتيب.
ومع ذلك ،فإن نسبة اإلنفاق لكل طالب عند هذه الدول تعد أقل مما تنفقه الدول األعضاء
مبكتب التربية العربي لدول اخلليج حتى على الرغم من أن األخيرة تنفق على التعليم
نسبة أقل من الناجت احمللي اإلجمالي.
ثالثا :حتليل نسبة الطالب إلى املعلمني في التعليم االبتدائي والثانوي في
الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج:
م��ن ب�ين العديد م��ن م��دخ�لات العملية التعليمية ،مثل معدل املعلمني إل��ى الطالب،
ومؤهالت وخبرات املعلمني ،ومرتبات املعلمني ،ونسبة اإلنفاق لكل طالب ،والتجهيزات
املدرسية والكتب الدراسية ،وهي كلها مدخالت مهمة ،فإننا سنركز على نسبة الطالب
إلى املعلمني لتناول موضوع الكفاءة أو الفعالية في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي
لدول اخلليج .ولقد وقع االختيار على هذا العامل بسبب توفر البيانات حوله .كما يرجع
هذا االختيار إلى النسبة الكبيرة التي متثلها روات��ب املعلمني في اإلنفاق اجل��اري على
التعليم في جميع البلدان التي مت دراستها في هذا الفصل .وبداية ال توجد أدلة قوية تشير
إلى أن التغير في هذه النسبة ،عندما يكون معدلها أقل من 20طالب لكل معلم ،له تأثير
إيجابي أو سلبي في حتسني نوعية التعليم ( .)Robert and Becker, 2006ومع ذلك،
فإن الصغر الكبير حلجم الصف سيؤدي إلى زيادة تكاليف رواتب املعلمني ومن ثم يؤدي
إلى هدر في استغالل املوارد التعليمية.
ويوضح اجل��دول رقم ( )14نسب الطالب إلى املعلمني في ال��دول األعضاء مبكتب
التربية العربي لدول اخلليج .وتظهر البيانات أن معدل الطالب إلى املعلمني يتراوح بني
( 9في قطر) و( 19في عمان) ،وهذه النسب شبيهة بتلك اخلاصة بدول منظمة التعاون
والتنمية االقتصادية بالنسبة للمرحلة االبتدائية .فهذه النسبة تتراوح في دول منظمة
التعاون والتنمية االقتصادية بني ( 10في السويد) و ( 19في فرنسا) بالنسبة للمرحلة
66
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
االبتدائية .وتقدر هذه النسبة في الواليات املتحدة األمريكية بـ 14وفي اململكة املتحدة بـ
17وذلك في عام .2005وميكن اعتبار النسبة املنخفضة ملعدل الطالب إلى املعلمني في
الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج مؤشرا على جودة التعليم املقدم في
هذه الدول ،لكنها أيضا قد تكون عالمة على الهدر في استغالل املوارد إذا لم تكن جودة
التعليم في هذه الدول على نفس مستوى جودة التعليم في الدول األكثر تقدما.
جدول رقم ()14
نسب الطالب إلى املعلمني في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج
67
اقتصاديات التعليم
ومن أجل دراسة الكلفة-الفعالية لتمويل التعليم في املنطقة ،يتعني أن يتطرق التحليل
االقتصادي ملوضوع العالقة بني اختيار االستثمار ومجموعة األهداف اخلاصة بالكم
والكيف والتي ينبغي على صناع السياسة حتديدها في كل بلد .وهذا يعني حتليل مدى
االستفادة من املعلمني ،ومستوى مؤهالتهم وخبراتهم ،والعائد من الرواتب واحلوافز
التي يحصل عليها املعلمون ،ومقارنة ذلك بتكاليف مدخالت أخرى مثل املواد التعليمية
واألدل��ة والكتب الدراسية والبنية التحتية للمدارس وجتهيزاتها .ينبغي تقييم النفقات
التي تنفق على هذه املدخالت ومقارنتها باملخرجات والنتائج اخلاصة بالعملية التعليمية.
أما حتليل نسبة الطالب إلى املعلمني وحدها فال تقدم معلومات مفيدة حول أفضل البلدان
استغالال ملواردها التي تنفق على هيئتها التدريسية.
وفي ظل غياب املعلومات حول أداء األنظمة التعليمية ،فلم تستطع هذه الدراسة التأكد
مما إذا كانت النسبة القليلة ملعدل الطالب إلى املعلمني ،والتي تشير إلى توفر املعلمني
املؤهلني ،قد أدت إلى حتسني جودة التعليم في ال��دول األعضاء مبكتب التربية العربي
لدول اخلليج .وفي اجلزء التالي من الدراسة سينصب التركيز على قضية توفير املوارد
لتمويل التعليم.
68
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
الفصل الرابع
توفير موارد لتمويل التعليم :دور
السلطات احلكومية في متويل التعليم
69
اقتصاديات التعليم
70
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
الفصل الرابع
توفير موارد لتمويل التعليم :دور السلطات احلكومية في متويل التعليم
أوال :منطق املشاركة احلكومية:
في ضوء األفكار االقتصادية املختلفة (وخاصة األفكار القائمة على نظرية معدالت
العائد من التعليم) اخلاصة بالتعليم والتي ظهرت في العقود األخيرة ،ال ينبغي على
السلطات احلكومية أن تظل وحدها املصدر األساسي لتمويل التعليم ،بل ينبغي عليها
أن تبحث عن مصادر أخرى للموارد ،وأن تتولى مسئولية تنظيم العرض والطلب على
التعليم داخل الدولة .وينبغي على السلطات احلكومية ،في أي بيئة كانت ،أن تتولى القيام
بثالث وظائف فيما يتعلق بتمويل التعليم (:)18
16
(18) See the IIEP Training materials on Costs and Finance (ATP 2004 /2005).
71
اقتصاديات التعليم
72
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
وميكن إلس�ه��ام��ات األس��ر ف��ي التمويل أن تأخذ شكل تقدمي م�ص��روف��ات دراسية
ورسوم استخدام وتبرعات خيرية .وينبغي توخي احلذر عند فرض مصروفات دراسية
أو رسوم استخدام ألنها من املمكن أن يكون لها تأثير على فرص االلتحاق بالتعليم ومن
ثم املساواة بني الشرائح االجتماعية في املجتمع.
وينصح بفرض املصروفات الدراسية والرسوم التعليمية في التعليم العالي بصورة
خاصة ،وبعد مراحل التعليم األساسي بصورة عامة .فحقيقة أن هؤالء الذين يستفيدون
من مثل هذا التعليم سوف يحصلون على مرتبات أعلى في سوق العمل ،هذه احلقيقة
تبرر مساهمتهم في تكلفة تعلمهم .وللحفاظ على املساواة وتكافؤ الفرص في االلتحاق
بهذه املراحل التعليمية العليا ،ينبغي أيضا استخدام أنظمة املنح الدراسية والقروض إلى
جانب الرسوم الدراسية.
وميكن من خالل التحصيل التدريجي للقروض استعادة بعض األموال التي أنفقتها
ال��دول��ة على األف ��راد .وف��ي املناطق التي تعاني فيها األس��ر م��ن قلة ف��ي امل ��وارد ،ميكن
ملساهمتهم أن تأخذ صورا أخرى غير الدفع النقدي ،مثل تزويد املعلمني بالغذاء ،أو القيام
بأعمال الصيانة داخل املدارس .ومع ذلك ،ال يجب على املدارس أن تطلب من األسر نفقات
زائدة عن احلد.
وقد تؤثر املصروفات والرسوم الدراسية ومقدارها على تقليل معدالت القيد .وقد
يكون لها تأثير سلبي عندما تعوق األسر عن تلبية حاجاتها األساسية .وميكن للمجتمعات
احمللية ،سواء كانت في موقع السلطات احمللية أم ال ،أن تسهم في متويل التعليم عن طريق
بناء املدارس وتوفير السكن للمعلمني ،وأحيانا دفع جزء من رواتب املعلمني .ففي بعض
البلدان ،ذهبت بعض املجتمعات في املدن والقرى إلى أبعد من ذلك حيث تدفع كل رواتب
املعلمني كي تضمن أن هناك مدرسة في القرية واملدينة وقد تكون مشاركة املجتمعات في
صورة نقدية وقد تأخذ صور أخرى وميكن ملشاركة املجتمعات في التمويل أن تقلل من
تكاليف املباني التعليمية عن طريق استخدام املواد احمللية وأساليب البناء البسيطة ،وعمل
الصيانة املطلوبة بأسعار منخفضة.
73
اقتصاديات التعليم
كما أن للشركات االقتصادية دور مهم في متويل التعليم ،لكن مشاركتها ينبغي أن
تتركز على التعليم الفني والعالي .وقد مت في بعض البلدان فرض بعض الضرائب على
الشركات .وميكن تقدمي بعض احلوافز للشركات لتشجيعها على املشاركة في التمويل
مثل االستثناء من دفع الضرائب .ويتم في بعض ال��دول مثل الصني وبتسوانا وتركيا
فرض ضرائب خاصة لتمويل برامج التوسع التعليمي .وفى البرازيل ،جتبى احلكومة
ضريبة تصل إلى %2.5من أجور موظفي القطاع اخلاص وتنفق خصيصا على التعليم
االبتدائي .وفى عام ،1982فرضت حكومة كوريا اجلنوبية ضريبة تعليمية ملدة خمسة
أعوام على مبيعات التبغ ,وبحلول عام 1987كانت هذه الضريبة متول %15تقريبا من
نفقات وزارة التعليم.
لقد بذلت العديد من الدول جهودا كبيرة لتمكن املؤسسات التعليمية من أن تصبح ذاتية
التمويل ومدرة للدخل .وفى املرحلة األولى في هذا التوجه يحتاج األمر إلى بعض األموال
كبداية .لكن مقدار تلك املوارد يجب مقارنته بعناية مع العوائد املتوقعة ،وخاصة في حالة
ما إذا كانت تلك املشروعات ال ترتبط مباشرة ب��أدوار املؤسسات التعليمية .وقد تأخذ
أنشطة توليد الدخل في التعليم العالي شكل إبرام عقود بحثية ،وعمل دورات تدريبية
للشركات ،وبيع اخلدمات االستشارية ،وتأجير املمتلكات .وقد يأخذ التمويل الذاتي
صورة العمل املنتج بواسطة الطلبة .وقد أجريت بعض التجارب في املدارس االبتدائية،
ولكن دون أن حتقق نتائج تذكر حيث جتاوزت التكاليف الفعلية و»اخلفية» العوائد .وقد
تنجح مثل هذه التجارب في املدارس الفنية ،حيث تتداخل احلاجة االقتصادية مع الهدف
التعليمي.
ومن الطرق التي ميكن إتباعها لتوفير موارد إضافية للتعليم تطوير التعليم اخلاص،
واألمر الذي قد يحدث تغييرا لكن ال يترتب عليه بالضرورة تقويض الوظائف التنظيمية
للسلطات احلكومية .ففي معظم بلدان العالم ،يعتمد التعليم اخلاص على مساعدات من
السلطات احلكومية ،وخاصة السلطات احمللية ،وعلى تشريعات حكومية مشجعة،
وعلى بيئة سياسية داعمة .ويجب أيضا على املدارس واجلامعات اخلاصة تلبية املعايير
التعليمية التي يتم وضعها على املستوى الوطني مع تدبير دخول إضافية للتعليم.
74
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
وتوصي بعض هيئات املساعدة أيضا بتأسيس شبكة من املؤسسات اخلاصة التي
ميكنها زيادة القيد دون استخدام األموال العامة .إن استخدام القطاع اخلاص في توفير
خدمات التعليم قد يزيد من املشكالت املتعلقة باملساواة وتكافؤ الفرص في االلتحاق
بالتعليم ،وإشراف السلطات احلكومية على املدارس .وتلعب اجلماعات الدينية واملنظمات
اخليرية دورا مهما في العديد من البلدان في إدارة ومتويل املؤسسات التعليمية اخلاصة.
وال ينبغي أن تكون القواعد وال�ق��وان�ين عقبة أم��ام تطور ومن��و املؤسسات التعليمية
اخلاصة.
ومي�ث��ل اللجوء للمساعدات األجنبية ض ��رورة بالنسبة لتلك ال�ب�ل��دان ال�ت��ي تواجه
صعوبات كبيرة في متويل التعليم من خالل مواردها الوطنية .ويتطلب هذا النوع من
الوطنية
ﺍﻷﻋﻀﺎء السياساتﺍﻟﺪﻭﻝ
ضمنﻭﻭﺍﻗﻌﻪ ﻓﻲ �واردﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
هذه امل�
ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕوإدراج
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ املصادر املختلفة التنسيق بني
ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ: التمويلﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ –
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ
لتطوير أنظمة التعليم.
ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺍﻟﺪﻭﻝ
النامية ﻭﻭﺍﻗﻌﻪال�ﻓﻲ
�دول ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ إح��دى متويلﺗﻤﻮﻳﻞ
التعليم في ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ2ﻓﻲ
مصادر ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ
ﺍﻷﻭﻝ:مثاال على
ﺍﻟﺠﺰءالتالي
ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ –الشكل
ويوضح ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ
(بنني).
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ2ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ )ﺑﻨﻴﻦ(
شكل رقم ()2
ﺍﻵﺑﺎء; 29.4
ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ; 2.8
ﺍﻵﺑﺎء; 29.4
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ; 55.6
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ; 5.4
ﺍﻟﻤﻨﺢ; 4.8
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ; 55.6
ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ; 0.7ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ; 5.4
1.34.8
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ;
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔﺍﻟﻤﻨﺢ;
ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ; 0.7 (.)19
)(21بنني
املصدر :اإلنفاق على التعليم في
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ; 1.3
(19) Extract from S. Peano and Dramani Oulai: “Educational Expenditure in Benin”, IIEP
UNESCO 1998. )(21 55.6
75 55.6
1998 29.4
4.8 5.5 5.4
اقتصاديات التعليم
يظهر الشكل أن % 55.6من إجمالي اإلنفاق على التعليم في ها البلد يأتي من الدولة.
ويعد اآلباء املصدر الثاني لتمويل التعليم األساسي في بينني وذلك بنسبة % 29.4في
عام .1998اجلزء املتبقي من التمويل يأتي من املنظمات غير احلكومية ( )%5.4واملانحني
الدوليني ( % 4.8 ،% 5.5من هذه النسبة في صورة منح بينما %0.7من هذه النسبة
في صورة ق��روض) ،وميثل اإلنفاق الذاتي نسبة ،% 2.8أما احلكومة احمللية فتساهم
بنسبة %1.3من إجمالي اإلنفاق على التعليم .ويتمثل دور احلكومة في توفير التمويل
للتعليم وأيضا في تدبير املوارد األخرى الالزمة .كما تلعب احلكومة املركزية دورا مهما
في حتسني إدارة املوارد املخصصة للتعليم .وسينصب تركيز اجلزء التالي من الدراسة
على هذا اجلانب املهم من دور احلكومة في هذا الشأن.
76
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
حتسني االستفادة من امل��وارد وحتقيق املزيد بنفس القدر من املبلغ عن طريق خفض
تكاليف الوحدة ،وحتسني كفاءة وإدارة النظام التعليمي.
ومن أجل خفض تكاليف التعليم ،وبخاصة في التعليم االبتدائي والثانوي ،من املمكن
أن نتخذ بعض اإلجراءات في عملية توفير التعليم.
اخل�ي��ار األول ه��و زي��ادة ع��دد الطلبة ف��ي الصف ال��واح��د .فحجم الصفوف ه��و أحد
املتغيرات التي ميكن استخدامها جلعل أعداد األماكن املطلوبة في املدارس تتناسب مع
أعداد الصفوف التي يستطيع النظام التعليمي متويلها .فقد أظهر البحث ،مثال ،أن تغير
متوسط حجم الصفوف في امل��دى من 20إلى 45طالبا لكل معلم ليس له تأثير يذكر
على ما يتعلمه الطلبة في املدارس (.)Speas, 2003; Munoz, 2001; Johnson, 2000
ومع ذلك ،فإن االرتفاع الكبير في متوسط عدد الطلبة في الصف الواحد كما هو احلال
بالفعل في بعض البلدان من شأنه أن يستبعد إمكانية خفض التكاليف عن طريق زيادة
عدد الطلبة في الصف الواحد.
اخليار الثاني هو اعتماد نظام الفترتني أو الثالث فترات ،أو الفصول ذات الصفني
الدراسيني في مرحلة التعليم االبتدائي .وبالتالي يكون املعلم مسئوال عن مجموعتني
أو ثالث مجموعات من التالميذ .هذا احلل ينطوي على مشكلة تقليل زمن احلصة ولكن
قد يكون فعاال ألنه يقلل من عدد املعلمني املطلوبني .ومع ذلك ،وضع هذا النظام موضع
التنفيذ ليس من السهل دائما؛ حيث ميكن أن يؤدي إلى البطالة في صفوف املعلمني .كما
أنه يثير املشاكل اإلدارية املتعلقة باستخدام واحدة من قاعات الدراسة من قبل مجموعة
أو ثالث مجموعات من التالميذ .في بعض البلدان ،ال يستخدم نظام الفترتني إال لسبب
عدم وجود قاعات الدراسة .وفي تلك احلالة يكون هناك مجموعتني من الطلبة ومعلمني
اثنني يشتركان في نفس الغرفة.
ثمة خيار ثالث يتمثل في إدخال أساليب تدريس جديدة وأقل تكلفة .فقد طبقت جتارب
التعليم عن بعد على التعليم العالي في ع��دة بلدان .ولكن جت��ارب التدريس من خالل
التلفزيون لم تلق الكثير من احلاسمة.
77
اقتصاديات التعليم
اخليار الرابع هو توظيف مناوبني في هيئة التدريس؛ حيث ميكن االقتصاد في املوارد
عن طريق تخصيص بعض أوق��ات التدريس ملعلمني مساعدين أو ملتطوعني ممن تقل
مؤهالتهم عن مؤهالت املعلمني األساسيني ومن ثم يحصلون على رواتب أقل.
اخليار األخير هو حتقيق معايير اقتصاديات احلجم عن طريق ضمان أن املدارس
ليست صغيرة جدا في احلجم .هذا األمر ليس ممكنا في كل الظروف ،السيما في املناطق
ذات الكثافة السكانية املنخفضة.
إن حتسني كفاءة التعليم واحلد من الرسوب والتسرب من شأنه أن يزيد من فعالية
اإلنفاق على التعليم .فخفض عدد الراسبني يجعل من املمكن ،في الواقع ،خفض العدد
اإلجمالي لألماكن املطلوبة في امل��دارس .كما أن احلد من التسرب مييل إلى زي��ادة عدد
التالميذ في املدارس حسب الدورة احملددة ،وبالتالي يقلل من الهدر في التعليم بالنظر
إلى الطلبة الذين يفشلون في استكمال الدراسة املطلوبة .إضافة إلى ذلك ،فإن حتسني
كفاءة نظام التعليم يجعل اإلنفاق على التعليم أكثر فعالية ولكنه قد يؤدي في الواقع إلى
زيادة أعداد الطلبة ،وبالتالي إلى زيادة احلاجة إلى األموال.
وعالوة على ذلك ،فإن حتسني الكفاءة يعني العمل على اتخاذ التدابير التي جتعل هذا
األمر ممكنا .ومن بني أكثر هذه التدابير فعالية توفير عدد كاف من الكتب املدرسية للطلبة
وعدد كاف من املواد التعليمية للمعلمني .وحتسني جودة وكفاءة التعليم يتطلب نفقات
إضافية.
إن حتقيق الالمركزية في اإلدارة ،مع إعطاء ق��در أكبر من االستقاللية للمدارس
وحتسني إدارة نظام التعليم ،ميكن أيضا أن يزيد م��ن فعالية اإلن�ف��اق على التعليم.
فالالمركزية من شأنها أن تكيف النفقات التعليمية وفقا الحتياجات املدارس بنجاح أكبر،
كما تؤدي إلى إعطاء قدر أكبر من املسؤولية ملديري املدارس واإلداريني احملليني .وهذه
اإلجراءات تفترض وجود إطار من األنظمة والقوانني ،التي حتدد بوضوح املسؤوليات
وتنظم اإلشراف على املوارد والنفقات ،وذلك لتفادي الفساد واختالس األموال العامة.
وينبغي أن يؤدي حتسني اخلدمات اإلداري��ة ،وخاصة إدارة أعمال املعلمني ،إلى زيادة
كفاءة استخدام املوارد املتاحة للتعليم .كما ميكن أن توفر الضرائب موارد إضافية للدول
لإلنفاق على التعليم ،مع ضمان املساواة في العبء الضريبي.
78
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
79
الفصل اخلامس
معايير توزيع املوارد داخل األنظمة
التعليمية
اقتصاديات التعليم
82
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
الفصل اخلامس
معايير توزيع املوارد داخل األنظمة التعليمية
ينصب تركيز هذا الفصل على املعايير التي تستخدمها احلكومة لتوزيع املوارد داخل
األنظمة التعليمية .فهناك عدد من الشواغل االجتماعية واألخالقية واالقتصادية واإلدارية
التي حتدد منط تخصيص املوارد االقتصادية للتعليم .ومن بني هذه الشواغل املساواة
وحاجات الطلبة واملدارس .ويوضح هذا الفصل كيف أن قضية املساواة قد دخلت ضمن
النقاش الدائر حول متويل التعليم ،وسيتطرق التحليل أيضا إلى كيفية إيجاد معادلة
لتوزيع م��وارد التعليم حتقق كل من املساواة واحتياجات الطلبة وامل��دارس ،إلى جانب
حتسني كفاءة استخدام املوارد.
83
اقتصاديات التعليم
التعليمي ميكنه حتقيق هدفي املساواة والكفاءة في ذات الوقت ،كما انتهت ورقة سياسة
قطاع التعليم الصادرة عن البنك الدولي عام 1980إلى أن املساواة في التعليم والتنمية
االقتصادية هدفان متسقان ال ميكن التضحية بأحدهما.
وتعني كلمة املساواة في التعليم «حصول كل طفل ،بغض النظر عن ظروفه ،على تعليم
ميكنه من تنمية قدراته بصورة كاملة» (صندوق النقد الدولي .)1998 IMFوكما أشار
صندوق النقد الدولي ( ،)1998فإن «الدول املختلفة تطبق استراتيجيات مختلفة لزيادة
املساواة .فبعض الدول اعتمدت إستراتيجية تشجيع استخدام امل��وارد العامة لالرتقاء
بالشريحة الدنيا في توزيع الدخل .وركزت دول أخرى على الشرائح العليا من خالل
زيادة الضرائب» .ومن ناحية أخرى ،أكد البنك الدولي على أهمية إتباع إستراتيجيات
االستثمار في التعليم من أجل «التغلب على مشكلة التوزيع غير العادل للموارد واالرتقاء
ب��األداء العام للمدرسة» ( .)Psacharopoulos and Woodhall, 1985 P.4وفيما يلي
نعرض اإلستراتيجيات التي اقترحها البنك الدولي من أجل التغلب على مشكلة التوزيع
غير العادل للموارد العامة كما بينتها دراسة ساكاروبولس وودهول (Psacharopoulos
:)and Woodhall 1985, 5
-يجب توفير التعليم األس��اس��ي جلميع األط�ف��ال والكبار بقدر ما تسمح به املوارد
والظروف.
-من أجل زيادة اإلنتاجية وحتقيق املساواة االجتماعية ،ينبغي توفير فرص التعليم
بصرف النظر عن االختالف في اجلنس أو اخللفية العرقية أو املكانة االجتماعية
واالقتصادية.
-ينبغي على النظام التعليمي أن يحاول حتقيق أقصى درجة من الكفاءة الداخلية في
اإلدارة ،وفي توزيع واستخدام املوارد املتاحة وذلك من أجل زيادة اجلودة وحتسني
املساواة في التعليم.
وهكذا فإن ربط كل من اإلنتاجية واملساواة االجتماعية بالتعليم هو املبدأ األساسي في
جميع اإلستراتيجيات السابقة .ولذا ،انصب التركيز على توفير الفرص التعليمية جلميع
84
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
األطفال والكبار ب��دون أي متييز؛ بعبارة أخ��رى ،االستثمار في التعليم حتى تتحسن
جودته ،وتزداد الكفاءة الداخلية للنظام التعليمي ،وتقل الالمساواة االجتماعية.
وعادة ما يشار إلى معدل العائد من التعليم عند إعداد اإلستراتيجيات ووضع األولويات
اخلاصة باالستثمار في التعليم .فعلى سبيل املثال ،طبقا لزاجن (« ،)Zhang, 2002فإنه خالل
الثالثني عاما املاضية ،مالت الدول األكثر تفاوتا في توزيع الدخل إلى اإلنفاق بصورة أكبر
على التعليم اجلامعي وبصورة أقل على التعليم الثانوي .وخالل نفس الفترة الزمنية ،مالت
الدول التي تنفق أكثر على التعليم الثانوي في أحد العقود إلى الشعور بتقليص الفجوة في
توزيع الدخول في العقد الذي يليه .لذلكن فإن العالقة بني توزيع اإلنفاق التعليمي وتوزيع
الدخل تقدم تفسيرا محتمال الستمرار حالة الالمساواة في بعض املجتمعات» (ص .)1وقد
ذكر كثيرا «أن اإلنفاق العام على التعليم العالي في الدول النامية يأتي بنتائج عكسية تتمثل
في حتويل الدخل من األسر الفقيرة إلى األسر الغنية ،التي يستفيد أبناؤها من التعليم العالي
املدعوم من جانب الدولة».
وق��د انتهى ك��ل م��ن جرادستاين ( )Gradstein, 2003وس��اك��اروب��ول��س ووده��ول
( )Psacharopoulos and Woodhall, 1985في دراساتهم إلى أن التمويل العام يذهب
في كثير من األحيان ملصلحة املجموعات السكانية األكثر نفوذا .وهذا التحيز في اإلنفاق
العام يبدو أكثر ب��روزا في البلدان النامية .فقد أظهرت دراس��ة أجراها البنك الدولي أن
األداء األكادميي في املجر قد تدهور خالل السنوات األخيرة مع زيادة الفوارق في األداء
بني الشرائح االجتماعية املختلفة.
وفي نفس الدراسة ،أشار كل من ساكاروبولس وودهول إلى أن الالمساواة ميكن
تقليلها م��ن خ�لال تخصيص م ��وارد إضافية إل��ى أك�ث��ر ال�ب�ل��دان وامل�ن��اط��ق واجلماعات
االجتماعية حرمانا .وميكن القيام بذلك فقط إذا مت حتديد ه��ذه اجلماعات احملرومة
بصورة صحيحة وإذا أعطت احلكومات واملؤسسات الدولية مثل البنك الدولي أولوية
كبيرة إلعادة توزيع امل��وارد (املرجع السابق .)258 :إضافة إلى ذلك ،أظهرت األبحاث
أن هناك عالقة قوية بني توزيع املوارد وأداء األطفال .فقد أشار داين بان وآخرون (Pan
)Diane et al, 2003أن تخصيص املوارد ملناطق بعينها وألنشطة بعينها ميكن أن يؤدي
85
اقتصاديات التعليم
إلى نتائج ملموسة في أداء الطلبة .كما أشارت الدراسات إلى أن األمثلة اخلاصة ببعض
البلدان توضح إمكانية اجلمع بني األداء املتميز والتوزيع االجتماعي العادل لفرص التعلم
(البرنامج الدولي لتقييم الطالب .)21( )2000 ،PISAإن األمثلة اخلاصة بكندا وفنلندا
واليابان وكوريا والسويد تشير إلى أن أداء الفقراء في امل��دارس ال يتبع بصورة آلية
منطا معينا غالبا ما يرتبط بالطلبة املنحدرين من خلفيات اجتماعية اقتصادية محرومة.
فالنتائج اخلاصة بتلك الدول تظهر أن هدف حتقيق توزيع عادل ومرتفع للنتائج التعليمية
ميكن بلوغه بفعالية (.)OECD,2004
ويعد متويل التعليم شاغال عاما بالنسبة جلميع مستويات النظام التعليمي ـ املستوى
الوطني ،ومستوى الواليات ،واملناطق التعليمية ،وامل��دارس .حقا ،فمستقبل كل طفل،
وأيضا مستقبل كل أمة ،يتوقف إلى حد كبير على جودة النظام التعليمي .ويعد التوزيع
العادل للموارد شاغال كبيرا للدول النامية ،وخاصة بالنسبة لتك الدول التي ال ميكن فيها
تدبير متويل إضافي للتعليم االبتدائي وليس أمامها خيار سوى استغالل املوارد املتاحة
بطرقة فعالة وعادلة .ولذلك يجب التطرق باهتمام للسؤال اخلاص باالستراتيجيات التي
مت تطبيقها وأثبتت فعالية في متويل التعليم بصورة عادلة.
(21) PISA study was conducted in OECD countries that measured 265,000 15 years old on literacy
in reading, mathematics and science.
86
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
أو بواسطة احلكومات احمللية .أما اإلستراتيجية األخ��رى فتعتمد على التمويل حسب
االحتياجات اخلاصة بالطلبة واملدارس.
-1اإلدارة الالمركزية:
هناك الكثير من األدبيات التي تتحدث عن قضية الالمركزية ،ولن نتطرق هنا إلى
حتليل كل هذه األدبيات .إننا نحتاج فقط إلى أن نلقى الضوء على اخلاصية أو السمة
األساسية لألشكال املختلفة من الالمركزية وكيف يتم استخدامها لزيادة املساواة في
توزيع امل��وارد التعليمية .الالمركزية تتضمن ع��ادة أشكاال مختلفة يتم فيها االحتفاظ
ببعض اإلج ��راءات املركزية التي قد تزيد أو تقل من حيث درجتها .وم��ن بني الصور
الشائعة لالمركزية في كثير من البلدان اعتماد اإلدارة القائمة على املدرسة school-
) based management (SBMفقد أظهر دوهو أبو ) Duhou-Abu (1999أن اعتماد
اإلدارة القائمة على املدرسة يعني «إح��داث تغيير كبير يؤدي إلى حركة في اجتاه نقل
السلطات» (ص .)18وف��ي ظل ه��ذا النظام من اإلدارة الالمركزية« ،يتم حتديد مهام
اإلدارة املدرسية طبقا خلصائص واحتياجات املدرسة ذاتها ،ومن ثم فإن أعضاء املدرسة
(مبن فيهم هيئة اإلدارة ،واملشرفني ،والنظار ،واملعلمني ،وأولياء األمور والطلبة ...الخ)
يتمتعون باستقاللية ومسئولية أكبر في استخدام املوارد حلل املشكالت وتنفيذ األنشطة
التعليمية الفعالة ،من أجل التنمية طويلة املدى للمدرسة» (Cheng, 1996, P.44, quoted
.)from Duhou-Abu, 1999 P.114
وتعتمد كثير من البلدان على المركزية اإلدارة التعليمية وتفويض الصالحيات
للمستويات احمللية ومستوى املؤسسات التعليمية بهدف حتسني الكفاءة وتقاسم
التكاليف وتقدمي خدمة تعليمية أفضل .إن السؤال اخل��اص مب��دى استمرارية متويل
التعليم بصورة حتقق كال من العدالة واجل��ودة يعد من األسئلة املهمة بالنسبة جلميع
الدول األسيوية ( )Asian Development Bank, 2002, P.2ومع ذلك ،فنظام اإلدارة
القائمة على املدرسة ينتشر حاليا في مناطق أخرى من العالم ،مبا فيها أجزاء من القارة
األوروبية ،ومعظم دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ،وشرق أوروبا ،وإسرائيل،
وال��دول النامية .ويطبق أكثر أنظمة اإلدارة القائمة على املدرسة تطرفا في فيكتوريا
87
اقتصاديات التعليم
88
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
89
اقتصاديات التعليم
احلالية لتوزيع املوارد هي مداخل غير واضحة وغير متسقة ،وفي بعض احلاالت تخضع
للتالعب كنتيجة لالستجابة لبعض االلتماسات أو التدخالت السياسية .وهكذا فإن األمر
يحتاج إلى درجة عالية من النزاهة والشفافية ،ولذا فقد مت تطوير نظام التمويل القائم على
تقدير االحتياجات على أساس حتليل ما حتتاج املدارس إلى إنفاقه من أجل تقدمي نوعية
معينة من التعليم جلميع طالبها ( .)Ross and Levacic, 1999, P.10ومع ذلك ،فهذا ال
يعني أن توزيع املوارد على أساس االحتياجات يطبق فقط في اإلدارة الالمركزية القائمة
على املدرسة .على العكس متاما ،يرى روس وليفاسيك ))Ross and Levacic, 1999
أنه برغم ظهور هذا املدخل في التمويل في ظل األنظمة الالمركزية ،إال أن نفس األسباب
ونفس األسئلة تشكل مداخل توزيع املوارد في أي نظام في التمويل العام ،حتى ولو كان
يطبق درجة عالية من املركزية.
إن القيم أو االفتراضات التي تشكل أساس مفهوم التمويل القائم على تقدير االحتياجات
كما ظهر في الدول الغربية املتقدمة هي نفسها القيم واالفتراضات التي شكلت املجتمعات
الغربية تاريخيا .وطبقا لسوانسون وكينج ) ،Swanson and King, (1991فهناك
خمسة قيم أو سياسات تتصل باتخاذ قرارات حول تقدمي اخلدمات التعليمية :احلرية،
واملساواة ،واإلخاء ،والكفاءة ،والنمو االقتصادي.
احلرية قيمة تراثية تظهر في ص��ور مختلفة .فالتنوع واالختيار ميكن الدفاع عنهما
كقيمتني في حد ذاتهما يدعمان حرية الفرد عند استهالك إحدى اخلدمات التي تقدمها الدولة،
وأيضا كمحفزتني للمنتجني لالرتقاء بجودة منتجاتهم (.)Ross and Levacic, 1999, P.13
وتبدو قيمة احلرية والكفاءة في مقدمة األمور التي تشكل السياسة العامة حيث تظهر قيمة
احلرية في السياسة اخلاصة باالختيار ،لتعكس وجهة النظر التي ترى أن من الواجب أن
تكون هناك مجاالت وفرص الختيار املدارس أمام اآلباء والطلبة بصورة أكبر عما كان عليه
احلال من قبل (املرجع السابق.)16 :
املساواة أيضا من القيم التراثية ،التي يقصد بها في األساس الرغبة في أن يتم التعامل
مع الناس صورة متساوية .وتتطلب املساواة األفقية أن يحصل طلبة النظام التعليمي
الواحد على نفس مقدار املوارد إذا كانت لهم نفس احتياجات التعلم بغض النظر عن املكان
90
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
ال��ذي تقع فيه مدرستهم .أما املساواة الرأسية ،من ناحية أخ��رى ،فتتطلب أن يتم أخد
الظروف احلياتية للطلبة في االعتبار إذا ما أردنا احلفاظ على قيمة املساواة .ومن األمثلة
على ذلك ،البرامج التعليمية املختلفة والتكاليف املختلفة املرتبطة بتقدمي تعليم مدرسي
للطلبة ذوى االحتياجات اخلاصة أو الذين يعانون من إعاقة أو أخرى .فإذا مولنا هؤالء
الطلبة بنفس املعيار اخلاص بالطلبة العاديني فإننا نكون قد خرقنا قيمة املساواة ،فمن
املساواة أخذ الفرص التعليمية وحتى النتائج التعليمية في االعتبار.
اإلخاء من القيم األصيلة التي شكلت أساس سياسة التعليم العام .وقيمة اإلخاء ترتبط
بطريقة ما بقيمة املساواة ،وتظهر هذه القيمة في التعليم كسمة أساسية للتعليم العام.
فاملدرسة تعد مؤسسة لتلبية احتياجات الصغار ،بصرف النظر عن الظروف االقتصادية
واالجتماعية ،والدين ،والطبقة ،واجلنس وما إلى ذلك .وتدخل هذه القيمة مجال املوارد
ألن األمر يتطلب مستويات مختلفة من املوارد لضمان إمكانية تقدمي تعليم عام مناسب
لطلبة يجمعهم خليط من تلك الظروف واخللفيات .وقد أثرت قيم املساواة واإلخ��اء في
سياسات التمويل بطرق عدة على مدار السنني .فقد حتولت السياسات من تخصيص
موارد إضافية للمدارس التي تخدم الطلبة ذوي املستوى التعليمي املنخفض في فترة
الستينات والسبعينيات إلى التوزيع القائم على حتديد خصائص الطلبة واالفتراض بأن
األنواع املختلفة من املوارد تتطلبها الفئات املختلفة من الطلبة وذلك في فترة الثمانينيات،
ثم إلى توزيع موارد التعليم بصورة حتقق تكافؤ الفرص أمام جميع األطفال كوسيلة
لتحقيق أهداف اجتماعية بعيدة املدى مثل احلد من الفقر وذلك في السنوات األخيرة.
الكفاءة تعتبر بصورة عامة قيمة تأخذ في اعتبارها املدخالت واملخرجات .فاملطلوب
هو حتقيق أعلى قدر ممكن من املخرجات بالنسبة ملدخل معني ،أو أن مخرجا معينا يتم
حتقيقه بأقل قدر من املدخالت .وتظهر هذه القيم في السياسات العامة عندما تواجه
احلكومات مهمة متويل عدد متزايد من اخلدمات في ظل موارد محدودة أو متناقصة.
وحتقيق الكفاءة التعليمية يعني فيما يعني الربط الوثيق بني توزيع املوارد واحتياجات
التعلم ونتائج الطلبة .ويتم هذا الربط من خالل اإلدارة الالمركزية أو احمللية أو القائمة على
املدرسة .وتشير الدالئل إلى أن اإلدارة التعليمية الالمركزية حتسن من كفاءة استغالل
91
اقتصاديات التعليم
املدارس للموارد ،حيث يتم حتقيق املخرجات املطلوبة بأقل قدر من التكلفة (Ross and
.)Levacic, 1999, P.17
النمو االقتصادي يعد أيضا من القيم املهمة في السياسة العامة وذلك ألنه يؤدي إلى
ارتفاع مستويات املعيشة ومن ثم زيادة عوائد اخلدمات العامة ومنها التعليم .ومن بني
اخلصائص املميزة للسياسات التعليمية خالل السنوات العشرين املاضية أن النظام
التعليمي ينظر إلية على أنه يلعب دورا رئيسا في حتسني مستوى التنافسية العاملية
لألمة؛ فالتعليم هو الذي يوجد املعرفة واملهارات واالجتاهات املطلوبة إلعداد قوى عاملة
مرنة وعالية اإلنتاجية قادرة على االنخراط في التعلم مدى احلياة .ولتحقيق هذه القيمة،
تقوم احلكومات بتحديد إطار عام للمعايير التعليمية التي على أساسها يتم تقومي املدارس
والطلبة والتي يجب على املدارس تلبيتها (.)Ross and Levacic, 1999, P.13
وقد ذكر كل من روس وليفاسيك ( )Ross and Levacic, 1999أربعة مكونات أساسية
لنظام التمويل القائم على تقدير االحتياجات:
املكون األول :حصة الطلبة األساسيني :وهي التكلفة اخلاصة بتعليم الطلبة ذوي
االحتياجات التعليمية «العادية» ،حيث يتم إعطاء كل مدرسة نفس مقدار التمويل لكل
طالب ،ويختلف هذا املقدار باختالف الصف الدراسي .وتتكون حصة الطلبة األساسيني
من مكونني فرعيني )1 :حصة أساسية لكل طالب أو لكل مجموعة تدريسية أو لكل
مدرسة ،ويتم حتديدها اعتمادا على عدد الطلبة؛ )2متويل إضافي حسب مستوى الصف
يتم تقدميه بصورة إضافية بناءا على مستوى الصف الدراسي أو املجموعة العمرية.
املكون الثاني :املناهج احملسنة :إضافة إلى اختالف التمويل باختالف مستوى
الصف ،تقدم بعض األنظمة التعليمية مناهج محسنة لبعض الطلبة الذين يتم اختيارهم
بطريقة ما حسب القدرات أو االستعدادات .وهذه البرامج تركز عادة على موضوعات
محددة :كاملوسيقى والرياضة واللغات والتكنولوجيا والرياضيات والعلوم .ومي
تقدمي املناهج احملسنة تلك من خ�لال برامج خاصة داخ��ل امل��دارس العادية أو في
مدارس خاصة.
92
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
املكون الثالث :االحتياجات التعليمية التكميلية للطلبة :ويرتبط هذا املكون بالفروق
التي توجد بني الطلبة في اخلصائص والسمات والتي ينتج عنها احتياج بعض الطلبة
ملوارد إضافية من أجل متكينهم من الوصول ملستوى يؤهلهم للتعامل مع املنهج اخلاص
مبعظم الطلبة في مستواهم الصفي .ولكن هذا املكون ال يلبي معيار املساواة في النتائج
التعليمية.
املكون الرابع :احتياجات موقع املدرسة :وحدة التمويل اخلاصة باملكون الرابع ،خالفا
للمكونات الثالثة األول��ى ،هي موقع املدرسة .وطبقا لهذا املكون يتم تخصيص مبالغ
مالية إضافية للمدارس التي لها تكاليف مرتفعة مرتبطة بوقعها كاملدارس ذات املباني
التي حتتاج إلى تكاليف تدفئة أو صيانة مرتفعة ،أو املدارس التي تقع أبنيتها في أكثر من
مكان مما يزيد من تكاليف املواصالت أو املدارس التي تقع في أماكن بعيدة عن العمران.
وهذه التكاليف املرتبطة باملوقع حتتاج إلى أن يتم حسابها من خالل إعداد دليل لألسعار
التعليمية ( ،)42-Ross and Levacic, 1999, P.39حيث أن هذه العوامل تعتبر عوامل
بنائية وال ميكن تغييرها عن طريق اإلدارة املدرسية .إن التوزيع املتساوي للموارد املالية
لكل طالب بالنسبة جلميع املدارس يعني أن الطلبة الذين يدرسون في مدارس ترتفع فيها
تكلفة الوحدة لكل طالب سوف يتلقون خدمات تعليمية أقل جودة .ولذلك فإن معايير
الكفاءة التعليمية واملساواة تبرر تعديل عقود األسعار الثابتة لتتماشى مع الفروق البنائية
بني املدارس في التكاليف املرتبطة باملوقع.
ثالثاً :اإلنفاق حسب طبيعة النفقات:
ميكن أيضا التفريق في امليزانية احلكومة املخصصة للتعليم بني التكاليف الرأسمالية
والتكاليف اجلارية وكذلك بني أنواع مختلفة من النفقات .ومن بني طرق تقييم املعايير
املستخدمة في توزيع موارد للتعليم حتليل طريقة توزيع ميزانية التعليم على األنواع
املختلفة من النفقات ،السيما بني مختلف املدخالت املستخدمة في إنتاج اخلدمات التعليمية.
فتحليل تكاليف امل��دخ�لات ال�لازم��ة لألنشطة التعليمية يحدد حصة كل من املرتبات،
وغيرها من التكاليف اجلارية ،والتكاليف الرأسمالية .وميكن للتصنيف أن يكون أكثر أو
أقل تفصيال ،استنادا إلى البيانات املتاحة ،والغرض من التحليل .لكن التمييز األساسي
93
اقتصاديات التعليم
يتم بني النفقات اجلارية والنفقات الرأسمالية .وفي إطار النفقات اجلارية ،من املفيد فصل
رواتب املوظفني عن البنود أخرى.
وفيما يلي نقدم مثاال للتصنيف حسب طبيعة النفقات التعليمية:
-1النفقات اجلارية
•الرواتب
•رواتب الهيئة التدريسية
•رواتب املوظفني اإلداريني
•رواتب موظفي اخلدمات
-2من النفقات اجلارية األخرى:
•اإليجار
•املياه ،والكهرباء ،والهاتف ،وما إلى ذلك
•اللوازم الصغيرة
•الكتب املدرسية واملواد التعليمية
-3النفقات الرأسمالية
• األرض وتوصيل املرافق
• أعمال البناء
• الترميمات واإلصالحات األساسية
إن التعرف على حصة كل نوع من هذه النفقات من تكاليف التعليم ميكن أن يساعد
في فهم أولويات السياسة احلكومية بشأن تطوير التعليم .فعندما ت��زداد حصة رأس
املال واالستثمار في البنية التحتية من نفقات التعليم في بلد ما ،فإن هذا قد يعكس اجلهد
املبذول من قبل احلكومة في توسيع النظام التعليمي .وعندما يوجه اإلنفاق إلى تدريب
املعلمني أثناء اخلدمة ،فقد يشير ذلك إلى تركيز اجلهود على حتسني نوعية التعليم .ولذلك،
فعندما يتم حتليل هيكل وبنية التكاليف من خالل طبيعة النفقات ،فإن ذلك يقدم معلومات
94
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
هامة عن معايير توزيع املوارد داخل النظام التعليمي .ويظهر الرسم البياني التالي توزيع
النفقات في التعليم ما قبل اجلامعي في البحرين عام .2004
ويبني الرسم البياني أن رواتب املوظفني تشكل أهم عنصر في النفقات ،حيث متثل
٪57.5ألعضاء هيئة التدريس و ٪ 20.8للموظفني من خارج هيئة التدريس .وميثل
اإلنفاق على استثمارات رأس املال واألصول ٪ 8.4من مجموع النفقات.
وميثل اإلنفاق على امل��واد التعليمية مثل الكتب والوثائق املطبوعة نسبة هامشية ال
تزيد عن ٪ 0.4من مجموع النفقات .أما النفقات التشغيلية األخ��رى (املياه والكهرباء
والنقل واخلدمات األخرى) فتمثل ٪ 12.9من اإلنفاق على التعليم ما قبل اجلامعي في
عام .2004إن هياكل اإلنفاق على التعليم االبتدائي والتعليم الثانوي العام والتعليم
الثانوي التقني مختلفة متاما عن بعضها البعض ومختلفة عن الرسم املبني أعاله حيث
تختلف نسبة الطلبة إلى املعلمني من مرحلة إلى أخرى في النظام التعليمي .فحصة رواتب
املعلمني في التعليم الثانوي التقني أو الفني ،على سبيل املثال ،أكبر بكثير من مثيلتها في
املراحل التعليمية األخرى.
شكل رقم ()3
توزيع النفقات في التعليم ما قبل اجلامعي في البحرين عام 2004
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ – ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻭﺍﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء
95
اقتصاديات التعليم
لقد أوضحت هذه املناقشة املختصرة للمداخل املختلفة حول العوامل املؤثرة في أنظمة
توزيع املوارد أنه برغم استمرار تأثير نظرية رأس املال البشري في سياسات التمويل
العام للتعليم ،إال أن قضية املساواة في متويل التعليم قد أصبحت على رأس أولويات هذا
اخلطاب .ومن ثم فقد مت حتديد العديد من االستراتيجيات وتطبيقها لضمان أن جميع
األطفال تتاح أمامهم فرص متكافئة للحصول على التعليم بصرف النظر عن خلفياتهم
الثقافية واالجتماعية وطبقتهم وقدراتهم وجنسهم .وم��ن بني ه��ذه االستراتيجيات
التمويل اعتمادا على تقدير االحتياجات والتي ظهرت كآلية فعالة لتلبية احتياجات الطلبة
واملدارس حتقيقا لألهداف الوطنية للتعليم.
96
اجلزء األول :االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء
خامتــة
تتمثل األهداف األساسية لهذه الدراسة في :مراجعة املفاهيم االقتصادية املختلفة التي
تطبق على حتليل قطاع التعليم ،وخاصة تلك املفاهيم اخلاصة بتمويل التعليم؛ ودراسة
اجتاهات متويل التعليم في عدد من دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية وفي الدول
األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج وعقد مقارنة بينهما حول بعض العناصر.
وقد مت استخدام دراسات حالة حول أربع من الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول
اخلليج كمصادر للمعلومات اخلاصة بالتحليل املقارن.
وقد أظهرت تلك التحليالت األهمية الكبيرة التي توليها الدول األعضاء مبكتب التربية
العربي لدول اخلليج للتعليم على مدار العقدين املاضيني والتي انعكست على الزيادة في
معدالت القيد في جميع مراحل التعليم .وفي احلقيقة ،فإنه بحلول عام 2005فإن جميع
الدول السبع ،فيما عدا اليمن وعمان ،قد حققت أو كادت أن حتقق االستيعاب الكامل في
التعليم االبتدائي.وتراوحت نسب القيد الصافي في املرحلة الثانوية في هذه البلدان ما بني
%55و ( % 90.1ما عدا اليمن) ،وبذلك فقد جتاوزت املتوسط العاملي الذي يبلغ %53.4
بالنسبة للدول النامية .كما أن جميع نسب القيد الصافي لهذه الدول (ما عدا اإلمارات
العربية املتحدة واليمن) تتجاوز متوسط نسب القيد الصافي في العالم العربي والذي
يبلغ .% 59.4
كما أظهرت الدراسة أن الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج ،مقارنة
ببعض دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ،تنفق على التعليم في املتوسط كنسبة
من الناجت امللي اإلجمالي أقل من دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية؛ ومع ذلك فإن
دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية تخصص نسبة أقل من ميزانياتها العامة للتعليم
مقارنة بالدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج.
املوارد العامة في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول اخلليج ،كما هو احلال
في دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ،تشكل املصدر األساسي لتمويل التعليم
االبتدائي والثانوي .ومن جهة أخرى ،ففي الوقت الذي جند فيه أن مصادر متويل التعليم
العالي في دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية تتميز بالتنوع ،حيث تشمل األسر
97
اقتصاديات التعليم
98
االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء:اجلزء األول
99
اقتصاديات التعليم
15. Munoz, M. A. (2001). Class size reduction in a large urban school district:
A mixed methodology evaluation research study. Louisville, KY: Jefferson
County Public Schools.
16. Pan, Diane; Zena H. Rudo; Cynthia L. Schneider; Lotte Smith-Hansen (2003).
Examination of Resource Allocation in Education: connecting Spending
to Student Performance, Southwest Educational Development Laboratory,
Austin, Texas.
100
االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء:اجلزء األول
101
اقتصاديات التعليم
26. Ross, N Kenneth; Farish Stephen and Plunkett Michael (1988) Indicators of
Socio-Economic Disadvantage for Australian Schools, Deakin Institute for
Studies in Education, Geelong, Victoria, Australia
27. Saint- Paul & Verdier (1992): “Education, Democracy and Growth”.
Discussion Paper, No 613, February 1992, Center for Economic Policy
Research (CEPR), London, United Kingdom
30. Sigdel, Shailendra Prasad (2004): “Formulae for allocating public resources
to primary schools in Nepal”, Unpublished Master's thesis, IIEP/UNESCO,
Paris.
32. Stoddard, Christiana (2005) “Adjusting teachers' salaries for costs of living:
the effects of salary comparisons and policy conclusions”. Economics of
Education review, Vol. 24 no3, January 2005 pp.323 - 340.
33. UNESCO (2003), EFA Global Monitoring Report, 2003 - 4, Gender and
Education for All: The Leap to Equality.
35. N.V Varghese (2003). “Eeducation and development” The Changing perception
(Research series). Paris: IIEP-UNESCO.
102
االجتاهات العاملية فى متويل التعليم وواقعه فى الدول األعضاء:اجلزء األول
36. World Bank (2001), Nepal Priorities and Strategies for Education Reform,
Human Development Unit, South Asia Region
38. Zhang, Lei (2002) Income Distribution and Political Economy of Allocation of
Public Education Spending, Department of Economics, Stanford University,
November 2002.
103
اجلزء الثاني
إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله
واالستثمار فيه في الدول األعضاء مبكتب
التربية العربي لدول اخلليج
اقتصاديات التعليم
106
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
مقدمة:
ينطلق هذا اإلطار االسترشادي من عدة مرتكزات مهمة ،لعل من أبرزها ما يلي:
1 .1األهداف اإلستراتيجية املنشود حتقيقها في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي
لدول اخلليج ،وهى تعكس رغبة حقيقية لنهضة شاملة على أساس من التعليم
عالي اجلودة ،والتنمية الشاملة املتكاملة للمواطن في هذه الدول .وتعكس هذه
األهداف أيضا ً النظرة إلى التعليم على أنه استثمار ال يقل عن غيره من مجاالت
االستثمارات األخرى.
2 .2االنطالق مما انتهت إليه الدراسات اخلاصة باقتصاديات التعليم في هذه الدول،
من تشخيص دقيق لواقع اإلنفاق على التعليم ومتويله فيها ،خاصة الدراستان
التاليتان:
•مشغل اقتصاديات التعليم بعنوان« :متويل التعليم واإلنفاق عليه في الدول
األعضاء :دراسات حالة» ،املنظم من قبل املركز العربي للبحوث التربوية
ل��دول اخلليج ،واملنعقد في الفترة ( )8-6ربيع األول 1430ه �ـ ،املوافق
( )5-3مارس 2009م ،في املنامة ،مملكة البحرين.
•االجتاهات العاملية في متويل التعليم ،وواقعه في الدول األعضاء ،املركز
العربي للبحوث التربوية لدول اخلليج بالكويت.
3 .3املنظور الشمولي والعقالني في التعامل مع تكلفة التعليم ومتويله ،بحيث تتجاوز
حدود الزيادات العشوائية إلى الزيادة العلمية ،املقرونة بدقة االستثمار األمثل،
وحتسني املخرجات التربوية القريبة والبعيدة ،على مستوى الفرد واملجتمع.
4 .4تكافؤ الفرص التعليمية بني كل من:
• جميع مراحل التعليم وأنواعه.
•الذكور واإلناث.
•املناطق اجلغرافية داخل البلد الواحد.
•الفئات االجتماعية واالقتصادية املتعددة داخل البلد الواحد.
107
اقتصاديات التعليم
5 .5دعم التنوع varietyوالوحدة unityبني الدول األعضاء .ونقصد بالتنوع أن
نراعى خصوصيات كل دولة والتي متيزها عن جاراتها وأخواتها العربيات ،وفى
الوقت نفسه نعظم من األرض املشتركة واأله��داف والطموحات املشتركة بني
جميع هذه الدول ،وهذا ما نقصده بالوحدة.
6 .6تعظيم االستفادة من مبادئ علم اقتصاديات التعليم ،خاصة فيما يتعلق بتحديد
التكلفة حاضراً ،ومستقبالً ،ومتويلها ،واستثمارها.
7 .7األخذ في االعتبار ما يتطلبه ضمان اجلودة واالعتماد التربوي والتنافسية على
املستوى الوطني ،والعربي ،والعاملي ،من متطلبات بشرية ومادية ،خاصة مع
تزايد وقع وتأثير العوملة ،Globalizationوتزايد احلاجة أيضا ً إلى العاملية
.Internationalization
8 .8التعاون بني القطاعني احلكومي واخلاص في اإلنفاق على التعليم ومتويله ،خاصة
في التعليم الفني والعالي ،وفق ضوابط تضمن حتقيق كل املرتكزات السابقة.
9 .9مراجعة هذا اإلطار من وقت إلى آخر ،ونقترح أن يكون ذلك كل خمسة أعوام في
املتوسط.
واستنادا ً إلى هذه املنطلقات يسير اإلطار وفق ما يلي:
108
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل األول
حتديد تكلفة حتقيق األهداف التربوية في ضوء
الناجت احمللي اإلجمالي
109
اقتصاديات التعليم
110
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل األول
حتديد تكلفة حتقيق األهداف التربوية في ضوء الناجت احمللي اإلجمالي
نأمل أن تكون البداية احلقيقية لتعظيم اقتصاديات التعليم في الدول األعضاء ،إجراء
دراسات علمية دقيقة لتحديد التكليفات املطلوبة إلجناز األهداف املنشودة بعيدة املدى،
وقريبة املدى ،في كل مرحلة تعليمية على حدة.
وبعد إمتام هذه العمليات -التي نراها ملحة -نحسب التكلفة اإلجمالية ،ثم نفكر في
مرحلة التمويل ،خاصة دور احلكومات في حتديد احلد األقصى لنسبة املخصص للتعليم
إلى الناجت احمللي اإلجمالي.
ويعود هذا االقتراح إلى عديد من األسباب ،منها:
-1عادة ما تظهر مشكلة في عديد من الدول مؤداها التنافس الشديد بني قطاع
التعليم وغيره من القطاعات ،خاصة التسليح واألمن القومي ،والصناعة،
والزراعة ،وغيرها:
ونسارع بالقول بأننا ال نرى تعارضا ً بني التعليم وهذه القطاعات ،ولكن املالحظ
سهولة حتديد التكلفة في هذه القطاعات بالقياس إلى قطاع التعليم ،وسرعة بروز العوائد
من هذه القطاعات بالقياس إلى عوائد التعليم ،التي ال تقل شأناً ،ولكنها تأخذ وقتا ً أطول
في الظهور في اإلنسان ،بل إن عوائد التعليم وثمراته تؤدي إلى نهضة بكل القطاعات
وامل�ج��االت األخ��رى ،وه��ذا ما تؤكده عديد من ال��دراس��ات ،ال يتسع املجال لذكرها ،بل
نقتصر هنا على ما أكده إعالن أوسلو Oslo Declarationاملعبر عن أهم ما توصل
إليه االجتماع الثامن للمجموعة رفيعة املستوى بخصوص التعليم للجميع Eighth
،Meeting of High Level Group on Education for Allفي اجتماعها
مبدينة أوسلو بالنرويج في الفترة ( )18-16ديسمبر ،2008برعاية من اليونسكو
ودولة النرويج ،حيث أكد اإلعالن على أن:
«يعد التعليم من أكثر األدوات تأثيرا ً في حتقيق النمو االقتصادي ،واحلد من الفقر،
111
اقتصاديات التعليم
واجل��وع ،وعمالة األطفال ،وكذلك حتسني الصحة ،والدخل ،ومستوى املعيشة .وعليه
فإن الدعم الثابت لتحقيق أهداف التنمية املتفق عليها دولياً ،مبا في ذلك التعليم للجميع،
وأهداف التنمية في األلفية الثالثة ،قد أصبح أكثر أهمية عما كان عليه قبل اآلن»(.)1
-2املشاكل املرتبطة بالنسبة املئوية املخصصة للتعليم من الناجت احمللي اإلجمالي:
فخالل الستينيات والنصف األول من السبعينيات من القرن العشرين كانت «الكفاية»
التمويلية للتعليم ت�ع��رف ب��دالل��ة النسبة املئوية م��ن ال�ن��اجت احمل�ل��ي اإلج�م��ال��ي ،وكانت
نسبة ( )%8غالبا ً هي املناسبة ،ومب��ا يعادل تقريبا ً ( )%20من ميزانيات احلكومات
املركزية(.)2
ولم يكن هذا املقياس مرضيا ً عبر التاريخ؛ ألنه كان يهمل أحيانا ً التعليم اخلاص،
والدخول املتعددة التي تدفعها السلطات احمللية ،والهبات واملعونات ،واتسم مثل هذا
املقياس أيضا ً بالغموض؛ ألنه فشل في معاجلة السؤال املتعلق بالكفاءة ،خاصة فيما
يتعلق باالستخدام األمثل للموارد ،كما أنه أغفل التباين الكبير بني الدول في حجم كل
من الناجت احمللي اإلجمالي وامليزانية املركزية .فنسبة ( )%1من الناجت احمللي اإلجمالي
لدولة متقدمة قد تزيد عن ( )%20من الناجت احمللي اإلجمالي لدولة نامية ،حسبما تشير
اإلحصاءات والتقارير الدولية.
ومن األمثلة التاريخية على هذا التباين أن نسبة النفقات اإلجمالية على التعليم في
الواليات املتحدة -على سبيل املثال -بلغت نسبتها ( )%6.7من الناجت القومي اإلجمالي
عام 1980م ،انخفضت إلى ( )%5.0عام ،1985وبلغت حوالي( )%5.3عام 1989م؛
مما أدى إلى أن نسبة هذه النفقات إلى ميزانية الدولة تنخفض من( )% 15.5عام 1985
م إلى ( )%12.4عام 1989م ،على الرغم من أن الزيادة النسبية في إجمالي اإلنفاق على
التعليم في الواليات املتحدة وصلت إلى حوالي ( )%38بني عامي 1985م 1989 ،م .ولم
يختلف احلال كثيرا ً في اململكة املتحدة؛ حيث انخفضت نسبة إجمالي اإلنفاق على التعليم
112
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
من الناجت القومي اإلجمالي من ( )%5.6عام 1980م إلى ( )%4.9عام 1988م ،على
الرغم من أن الزيادة النسبية في إجمالي اإلنفاق وصلت (.)3()%72.3
والالفت للنظر أنه في عام 2002م انخفضت نسبة اإلنفاق على التعليم في الواليات
املتحدة إلى ( )%2.7من الناجت القومي اإلجمالي ،بينما زادت في العام نفسه إلى ()%5.9
في اململكة املتحدة.
ومن األمثلة األحدث في هذا الشأن ما نالحظه في دولة اإلمارات العربية املتحدة -
على سبيل املثال -فقد انخفضت نسبة اإلنفاق العام على التعليم العام من الناجت احمللي
اإلجمالي من ( )%2عام 2000م إلى ( )%1.5عام ،2004وعلى الرغم من ذلك ،فإن نسبة
اإلنفاق على التعليم العام زادت بنسبة (.)4()%16.52
وش� ��يء مم��اث��ل جن ��ده ف��ي دول� ��ة ال �ك��وي��ت؛ ح �ي��ث ان�خ�ف�ض��ت ن�س�ب��ة اإلن� �ف ��اق على
التعليم احلكومي من الناجت احمللي من ( )%4.6ع��ام 2000/1999م إل��ى ( )%4عام
2004/2003م ،وفى املقابل زادت امليزانيات املعتمدة للوزارة بنسبة ( )%18.48بني
العامني املذكورين(.)5
-3املشاكل املرتبطة بالتناظر بني الناجت احمللي اإلجمالي ،وامليزانية املركزية
للحكومات عبر الدول:
وهذه مشكلة أخرى؛ حيث ال توجد قاعدة ثابتة عبر الدول لتحويل نسبة اإلنفاق على
التعليم من الناجت احمللي اإلجمالي إلى نظيراتها املتمثلة في نسبة اإلنفاق على التعليم من
امليزانية احلكومية؛ الختالف منابع حسابات كل منهما ،ففي الواليات املتحدة األمريكية
-على سبيل املثال -بلغت نسبة اإلنفاق العام على التعليم ( )%2.7من الناجت احمللي
اإلجمالي عام 2002م ،ومبا يعادل ( )%11.2من امليزانية احلكومية ،وفى املقابل ارتفعت
نسبة اإلنفاق العام على التعليم في أملانيا في العام ذات��ه إلى ( )%5.3ولكن مبا يعادل
113
اقتصاديات التعليم
( )%9.8من امليزانية احلكومية .وشيء مماثل جنده في الدول األعضاء في عام 2004م،
فقد بلغت نسبة اإلنفاق على التعليم في دولة اإلمارات العربية املتحدة ( )%1.5من الناجت
احمللي اإلجمالي ،ومبا يعادل ( )%18من امليزانية احلكومية ،وفى املقابل ارتفعت هذه
النسبة في دولة الكويت في العام ذاته ( )2004إلى ( )%4من الناجت احمللي إجمالي ولكن
مبا يعادل ( )%13من امليزانية احلكومية(.)6
-4الفروق الكبيرة التي تظهر في عدد من الدول بني كل من الناجت احمللي إجمالي
والناجت القومي اإلجمالي و الدخل القومي:
يسود عادة مفهوم أن الناجت القومي اإلجمالي GNPيتعلق بجميع دخول عناصر
اإلنتاج القومية ،س��واء كانت مقيمة بالداخل أو اخل��ارج .وف��ى املقابل يفضل كثير من
املتخصصني رؤي��ة الناجت احمللي اإلجمالي على أنه كل الدخول التي تتولد في النطاق
اجلغرافي للدولة ،سواء كانت مملوكة للدولة أو ألجانب ،بينما يحسب الدخل القومي
على أساس الفرق بني الناجت القومي اإلجمالي مطروحا ً منه صافي الضرائب .أما املوازنة
املركزية فهي ببساطة عبارة عن إيرادات عامة ونفقات عامة .وتختلف الدول فيما بينها
في مقادير ونوعيات كل ما سبق ،بل وطرائق احلساب أحياناً.
اخلالصة:
إنه لهذه األسباب األربعة السابقة وغيرها ،فإن االسترشاد في متويل التعليم واإلنفاق
عليه ال يكون باالتفاق أوالً على حتديد نسبة ما من الناجت احمللي اإلجمالي ،أو من امليزانية
املركزية للحكومة ،تخصص للتعليم ،وإمنا نركز على اخلطوات التالية:
.أحتديد األه��داف اإلجرائية املنبثقة من األه��داف اإلستراتيجية التي اتفقت عليها
دولة ما ،وفق خطة إستراتيجية معينة للتعليم ،تتسق مع األهداف اإلستراتيجية
للخطة الوطنية للدولة .وهذا عمل يقوم به في املقام األول مجموعة من التربويني
114
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
115
اقتصاديات التعليم
116
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
.د توزيع املوارد املتاحة للتعليم – بخاصة املوارد املالية – توزيعا ً عادالً ومنطقيا ً
بني مراحل التعليم ،وأنواعه املختلفة ،في ضوء معايير متعددة ،رمبا من أبرزها:
األهداف املنشودة من كل مرحلة تعليمية ،وأعداد الطالب املسجلني في كل منها،
وخصائصهم ،وطبيعة املناهج املقررة ،وغير ذلك من املعايير .وما ينسحب على
املراحل التعليمية ميكن أن ينسحب أيضاً ،وبشيء من التعديل على أنواع التعليم
في كل مرحلة.
.هالتأكد من أن األجهزة التعليمية جتيد استغالل امل��وارد التي تخصص لها في
األوق��ات احمل��ددة ،وف��ى ه��ذا يقرر «ليونز» Lyonsأيضا ً أن حتليل الكلفة لكل
طالب ،ولكل فصل ،يزودنا بحافز لتطوير كفاءة التعليم.
واجلدير بالذكر أيضا َ أن االجتاه املفضل في اآلونة األخيرة لدى عديد من الدول هو
التأكيد على االستغالل األمثل للموارد املتاحة للتعليم ،قبل التفكير في زيادة حجمها؛ نظرا ً
لتزايد تكلفة التعليم بشكل كبير ،مع اشتداد وقع األزمات االقتصادية احمللية والعاملية.
117
الفصل الثاني
ضوابط حتديد تكلفة التعليم
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل الثاني
ضوابط حتديد تكلفة التعليم
من األمور املهمة عند حتديد تكلفة التعليم في الدول األعضاء مبكتب التربية العربي
لدول اخلليج أن تكون على أعلى درجة من التفصيل؛ قبل اإلجمال ،حتى تتضح األمور
إيجابا ً وسلباً.
ونرى أن احلد األدنى من التفصيل هو على النحو التالي:
-1تظهر التكلفة املطلوبة باألسعار الثابتة Constant Pricesوليست باألسعار
اجلارية Current Prices؛ حتييدا ً لعامل الغالء أو التضخم االقتصادي:
ونقترح أن تكون بداية اخلطة اإلستراتيجية للتعليم في كل دولة هي سنة األساس
لباقي سنوات اخلطة في الدولة ذاتها.
وال�لاف��ت للنظر ع��امل�ي�ا ً ه��و وج ��ود شبه إج �م��اع -إن ل��م يكن إج�م��اع�ا ً ك��ام�لاً -من
املتخصصني في مجالي االقتصاد واقتصاديات التعليم وغيرهما على ضرورة استخدام
مخفض (مع ّدلٍ ) Deflator
ٍ األسعار الثابتة بدالً من األسعار اجلارية ،من خالل استخدام
مناسب للسعر ،وذلك على الرغم من اعترافهم بأن أي «مع ّدل» قد يعتريه بعض النقص
في حتديده ،ولكنهم يعتقدون أن استخدام مثل هذه املعدالت – على الرغم من عيوبها -
أفضل بكثير من املقارنات املطلقة؛ والتي عادة ما تكون مضللة.
-2توزيع التكلفة بني التكلفة اجلارية والتكلفة الرأسمالية:
من األهمية أن نحدد ما إذا كانت أرق��ام النفقات تشمل تكلفة رأسمالية Capital
،Costأو تغطى كلها تكلفة جارية .Current Costويعتبر التمييز بينهما مهما ً جداً،
وذلك على الرغم من أنه ُي َعد إلى حد ما اختيارياَّ ،ويعتمد على طول مدة خدمة مدخالت
املوارد املختلفة.
121
اقتصاديات التعليم
122
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
باملرتبات ،على فرض أن احلجم احلالي للقوة التدريسية واإلداري��ة مناسب وال يعاني
تضخماً.
-3أهمية التعامل بتكلفة الوحدة وباألسعار الثابتة ومن املنظور النوعي:
وقد حتدثنا من قبل عن أهمية األسعار الثابتة ،وهنا نؤكد على أهمية أخذ مفردات
التعامل في االعتبار ،وهو ما يسمى بتكلفة الوحدة .Unit Cost
والوحدة هنا قد تكون الطالب ،أو الفصل ،أو املدرسة ،أو املعلم ،أو أي وحدة قابلة
للتعريف ،املهم أن نعرف بدقة ما الوحدة موضع القياس ،وأن ندرك جيدا ً أن متوسط
كلفة الوحدة قد ال يكون صحيحا ً بدقة ألي مفردة (وحدة) من مفردات املجموعة .ولعل
هذا عيب يتعلق عامة باملتوسط احلسابي ،سواء كان متوسط كلفة أو متوسط درجة ،أو
متوسط دخل ،أو أي متوسط .ويظهر هذا العيب جلًّيا عندما تشتد الفروق بني املفردات،
والعكس بالعكس .وتعتبر وحدة الكلفة لكل طالب من أكثر تكلفة الوحدات انتشاراً ،وهى
تعد مقياسا مالئما ً لعدة أغراض ،من مثل :مقارنة الكلفة بني مستويات تربوية مختلفة ،أو
بني مؤسسات مختلفة ،أو بني مناطق جغرافية ،أو فترات زمنية مختلفة.
وكلفة الطالب هي ببساطة خارج قسمة النفقات اإلجمالية في فترة معينة ،إما للنظام
التعليمي ككل ،أو في الغالب جلزء منه ،على عدد الطالب في النظام ككل ،أو على عدد
الطالب في هذا اجلزء.
أما كلفة الطالب املسجل في مقابل كلفة الطالب الناجح ،فتعبَّ ُر في الغالب األعم عن
كلفة الوحدة بداللة كل طالب مسجل ،Enrolledولكن لبعض األغراض يكون من املفيد
أن حتسب تكلفة الوحدة لكل خريج .ومتثل اإلضافة األخيرة جوهر اهتمام عديد من
املتخصصني في مجاالت اقتصاديات التعليم في اآلون��ة األخ�ي��رة؛ حيث ترتبط تكلفة
املدخالت عادة باملخرجات ،وليس بأعداد املسجلني ،Enrollmentsوذلك لتوضيح الفاقد
التعليمي (من :رس��وب ،وتسرب ،وحتصيل متدن) لدرجة أن باحثا ً متمرسا ً من مثل:
«براين نايت» B. Knightيقرر أنه في املجال التجاري ُت َعد تكلفة املدخالت غير ذات قيمة
123
اقتصاديات التعليم
إلى حد كبير ،إذا لم ترتبط باملخرجات )11( .ويضرب الباحث األمثلة في مجال الصناعة،
ثم ينتقل إلى جوهر اهتمامه وهو التعليم ،الذي يختلف في رأى كاتب هذه السطور من
حيث الوظيفة والطبيعة عن مجرد مصنع ،ولكن دون شك ،فإن تكلفة الطالب املسجل قد
تكون مضللة في حالة ارتفاع نسب الرسوب ،والتسرب ،والتحصيل املتدني.
ولتوضيح النقطة السابقة نفترض أن ألفا ً من طالب الصف الثالث الثانوي قد تكلفوا
( )50000خمسني ألفا من عملة بلد ما باألسعار الثابتة .إذا ً يكون متوسط التكلفة لكل
طالب مسجل هو ( )50خمسني من وح��دات هذه العملة .ولكن لو كانت نسبة النجاح
بني هؤالء %50مثالً ،فيكون متوسط التكلفة لكل خريج مساويا ً ( )100مائة وحدة،
أي الضعف .وقد يعترض بعض الباحثني على أساس أن الراسب قد تعلم شيئاً ،وهذا
صحيح من منظورهم ،ولكن دون شك أن للرسوب أض��رارا ً مادية واجتماعية ،واألمر
يزداد صعوبة في حالة أخذ نسب التسرب ،أو التحصيل املتدني في احلسبان.
وحتى في حالة استخدام متوسط تكلفة الطالب املسجل ،فإن هذا املتوسط ميكن أن
يكشف عن مدى الزيادة احلقيقة في امليزانية ،بشرط استخدام األسعار الثابتة.
ولتوضيح ذلك نفترض أن ميزانية التعليم الثانوي الفني قد بلغت عشرة ماليني من
عملة إحدى ال��دول عام 2007م ،وكان عدد الطالب ( ،)20000فيكون متوسط تكلفة
الطالب املسجل في عام 2007م هو ( )500من عملة هذا البلد .فإذا وصلت ميزانية عام
2008م إلى الضعف ،وتضاعف أيضا ً عدد املسجلني ،فإن تكلفة الوحدة تظل ثابتة دون
زيادة في العامني ،على الرغم من أن امليزانية تضاعفت ظاهر ًّيا.
أما إذا تعاملنا مع نسب النجاح من منظور اجل��ودة وليس الكم ،فإن األمر سيكون
مختلفا ً متاماً .ونقصد بذلك :نسبة النجاح املعبرة عن الكم هي النسبة العادية خلارج
قسمة عدد الناجحني (على الرغم من تباين مستوى جناحهم) على إجمالي الداخلني
لالمتحان ،وعلى هذه املعادلة حتفظات رياضية ،سوف نشير إليها في الفصل السابع،
وكيفية ربطها بتكلفة الوحدة من املنظور النوعي.
124
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
125
اقتصاديات التعليم
املربعة ،وإجمالي أدوات الكتابة ذات حجم معني ،وعدد الكتب ملقرر معني ومبواصفات
جودة معينة( ،)14وغير ذلك من العوامل الكمية والنوعية.
-6نحتاج إلى وحدات املوارد وتكلفتها النقدية أيضاً:
قد يعبر عن املدخالت التربوية بلغة كلفة املوارد احلقيقة ،Real Resource Costوذلك
عندما تقاس بوحدات طبيعية ،من مثل :أعداد املدرسني ،أو ساعات عمل املدرسني ،وعدد
الكتب املدرسية وغير ذلك ،وميكن أن تقاس هذه املدخالت التربوية بداللة قيمتها املالية
،Monetary Valueويعبر عنها ككلفة مالية أو متويلية .ونحتاج عادة لكلتا الطريقتني
للتعبير عن تكلفة املدخالت ،وذلك ألغراض حتليل الكلفة التعليمية.
-7التعبير عن التكلفة العامة في مقابل التكلفة اخلاصة:
التكلفة العامة Public Costهي التي ُتدفع أو متول بواسطة احلكومة ،ويتم توفيرها
عادة من الضرائب والقروض وغيرهما من مصادر الدخل احلكومية ،أما التكلفة اخلاصة
Private Costفهي تلك التي يتحملها الطالب وأسرهم في شكل مصاريف مدرسية،
وشراء زى املدارس والكتب وغير ذلك من املستلزمات .وتشمل التكلفة اخلاصة أيضا ً
الهبات واملنح والهدايا لكل من التعليم النظامي وغير النظامي .واجلدير بالذكر أن منح
الدعم احلكومي للكليات واملدارس اخلاصة املعانة تدخل في حسابات النفقات العامة ،وال
يجب ضمها للنفقات اخلاصة؛ حتى ال حتدث ازدواجية في احلسابات(.)15
-8النفقات اإلجمالية :Total Expenditures
وهذه تشمل عادة النفقات اجلارية والرأسمالية لفترة موازنة معينة .ويجب أن تعكس
كل أو جل الدروس املستفادة من املصطلحات املفتاحية للتكلفة السابق عرضها ،فيجب
أن توزع بنود اإلنفاق على املدخالت التربوية بأنواعها املختلفة ،ويفضل التعبير عنها
126
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
في شكل أسعار ثابتة ،وليست أسعارا ً جارية مع استخدام تكلفة الوحدة ،أو الوحدات
املختلفة ،وأن نأخذ في االعتبار قدر اإلمكان التكلفة غير املباشرة مبحاذيرها املتعددة ،مع
رصد الفارق أو الفروق بني املوازنات املرصودة واإلنفاق الفعلي ،وغير ذلك من إجراءات
التعامل مع النفقات مبوضوعية وعلمية قد تغيب عن بعض الباحثني.
-9توزيع التكلفة عبر مراحل وأنواع التعليم املختلفة:
وهذا ما سنفرد له الفصل التالي.
وخالصة الرأي أنه عند االلتزام على األقل بهذه الضوابط التسعة عند حتديد تكلفة
التعليم في ال��دول األعضاء ،فإن التكلفة تتسم باملزيد من الشفافية دون الغموض أو
الضبابية ،ويعد ذلك خطوة نحو حتقيق عدد من األهداف ،لعل من أهمها:
األول :يتعلق بتزايد احتمال حصول املسئولني عن التعليم على النصيب العادل من الناجت
احمللي اإلجمالي ،أو امليزانية احلكومية ،بالقياس لقطاعات اإلنتاج واخلدمات األخرى.
الثاني :تيسير التوزيع العادل مليزانية التعليم على مراحل وأنواع التعليم املختلفة ،وكذلك
املناطق اجلغرافية ،وغير ذلك من العوامل.
الثالث :وضوح الرؤية عند متابعة وتقومي مدى االستثمار لهذه التكلفة على أرض الواقع،
وبالتالي العدالة في احملاسبية.
الرابع :تيسير احلسابات املتعلقة باملقارنات بني العوائد والتكلفة.
127
الفصل الثالث
التوازن بني اإلنفاق على التعليم العام والتعليم العالي
اقتصاديات التعليم
130
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل الثالث
التوازن بني اإلنفاق على التعليم العام والتعليم العالي
يعد التوسع الكمي والكيفي في التعليم العالي أكثر مراحل التعليم تكلفة؛ نظرا لطبيعة
الدراسة فيه وألهدافه املتميزة؛ مما قد يؤثر على باقي مراحل التعليم العام .ومن هنا
تشير إحدى الدراسات إلى أن تكلفة الطالب في التعليم العالي في الدول النامية تساوي
اثنتي عشرة مرة تكلفة الطالب في املرحلة الثانوية ،وترتفع إلى ثمان وثمانني ضعفا ً
بالنسبة ملتوسط تكلفة في املدرسة االبتدائية( .)16وهناك بالطبع فروقً بني الدول النامية
في هذه النسب ،ولكن االستنتاج السابق يكاد يكون صحيحا ً بشكل عام بالنسبة لغالبية
الدول النامية ،حيث تشير دراسة أخرى إلى أن أفريقيا – التي كانت في املرحلة األخيرة
بالنسبة ملتوسط التكلفة اجلارية للطالب في املرحلة االبتدائية – جاءت في املرتبة األولي،
بالنسبة ملتوسط تكلفة الطالب في التعليم العالي .وتشير الدراسة أيضا ً إلى أن متوسط
التكلفة لطالب التعليم العالي في أفريقيا تعادل ستني مرة تكلفة طالب املرحلة االبتدائية،
ومن الصعب – على حد تعبير الدراسة – استنتاج أن جودة التعليم في هذه القارة تفوق
ما هو عليه في املناطق األخرى(.)17
ورمبا تفسر التباينات السابقة في تكلفة الوحدة بني مراحل التعليم املختلفة ،في الدول
النامية ،حرص بعض املتخصصني البارزين في اقتصاديات التعليم على ضرورة إعادة
جزء من التوازن املنشود بني هذه املراحل في تكلفة الوحدة .ورمبا نلمح ذلك في التعليق
املوضوعي املثير «جل��ورج سكاروبولس» ( )G.Psacharopoulos, 1996ال��ذي حمل
عنوانا ً الفتا ً للنظر «اإلنفاق احلكومي على التعليم العالي في الدول النامية :أكثر من الالزم
وليس أقل من الالزم» ر ًدا على دراسة «نانسي برد سول» ( ،)N.Birdsall, 1996والتي
131
اقتصاديات التعليم
جاء عنوانها في تساؤل« :اإلنفاق احلكومي على التعليم العالي :أهو أكثر من الالزم أم أقل
من الالزم ؟» .ويدور رأى «سكاروبولس»حول أنه ضد التوسع في متويل التعليم العالي
على حساب التعليم االبتدائي؛ خاصة في ال��دول النامية التي لم تصل بعد لالستيعاب
الكامل في التعليم االبتدائي وال إلى مستوى اجلودة املطلوب .ويدلل على ذلك بأدلة كثيرة
ال يتسع املجال لعرضها وتقوميها ،ولكنها تدور حول املقارنة بني العوائد املتوقعة من
التوسع في التعليم االبتدائي ،ورفع مستوى جودته وبني العوائد املتوقعة في حالة زيادة
نسبة متويل التعليم العالي على حساب التعليم االبتدائي ،وهو يرى أن التعليم االبتدائي
هو األفضل بالنسبة ألبعاد كثيرة من العوائد ،بالقياس إلى نظائرها في التعليم العالي.
وباإلضافة إلى ذلك ،فقد استشهد بأمثلة من بعض الدول ،حيث يعتقد أن بناء هرم
تعليمي من القاعدة فصاعدا ً هو الذي أدى إلى حدوث املعجزة االقتصادية في عدد من
ال��دول األسيوية .ورمبا شجعته أدلته هذه على أن يختم تعليقه برأي جرئ م��ؤداه أنه
من سوء توزيع املوارد مبكان أن يتم إنشاء ،ولو معشار كلية للدراسات العليا في دولة
نامية تعدادها خمسة ماليني نسمة ،وال يسجل في هذه الدولة في التعليم االبتدائي سوى
( )%50من عدد األطفال في الفئة العمرية ( )12-6سنة(.)18
وفي حدود اإلحصاءات املتاحة لنا عن الدول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول
اخلليج جند أن دراسة احلالة املقدمة من اجلمهورية اليمنية تتطلب وقفة؛ فعلى الرغم من
التحسن امللحوظ في استيعاب الطالب في مراحل التعليم قبل العالي ،فإن مرحلة التعليم
األساسي ال تعاني فقط من ضعف قدرتها على استيعاب جميع األطفال في الفئة العمرية
( )14-6سنة ،بل أيضا ً ضعف قدرتها على االحتفاظ باألطفال حتى نهاية املرحلة،
مما يشكل معينا ً ال ينضب لألمية في هذا البلد؛ فلقد زاد عدد األميني من 4.550.202
أميا ً ( %65.26منهم من اإلن��اث) عام ،1994إلى 6.195.039أميا ً ( %66.76منهم
132
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
من اإلن��اث) عام ،2004أي بزيادة قدرها 1.644.837خالل عشرة أع��وام ،ومبعدل
164.474أميا ً إضافيا ً كل عام ،ومبعدل نحو %36.15خالل هذه الفترة(.)19
وعلى الرغم من التحسن في معدالت االلتحاق في التعليم األساسي (أي قبول األطفال
اجلدد في بداية املرحلة) من %63.2عام 2002/2001إلى %75.8عام 2006/2005
( %87ذك��ور %63.7 ،إن��اث) فال ي��زال هناك %36.3من اإلن��اث في سن بداية التعليم
األساسي خارج املدارس في مقابل %13من الذكور.
ويعاني التعليم األساسي في اليمن من تدني الكفاءة الداخلية ،على الرغم من أن
املؤشرات توضح حتسنا ً في هذا اجلانب ،فاملراجعة السنوية لتنفيذ اإلستراتيجية عام
2006/2005قد أفادت أن نسبة من يصلون إلى الصف التاسع وصلت إلى %70من
كل مائة يلتحقون بالصف األول ،بعد أن كانت هذه النسبة %51في العام السابق له.
وبقدر التفاؤل بالتحسن في معدالت الكفاءة الداخلية ،إال أن %30من امللتحقني ال يصلون
إلى الصف التاسع ،مما ال ميثل هدرا ً اقتصاديا فقط ،بل يشكل حتديا ً تربويا ً واجتماعيا
أيضا ً(.)20
وبالرجوع إلى اإلح�ص��اءات الدالة على نصيب امللتحق (تكلفة الطالب) في مراحل
التعليم املختلفة من اإلنفاق اجل��اري خالل الفترة ()2006/2005 – 2002/2001
جند املوقف كاألتي:
متوسط نصيب امللتحق في التعليم األساسي خالل الفترة املذكورة هو 20878ريال
ميني بينما يرتفع إلى 30638في حالة التعليم الثانوي ،وإلي 69067في حالة التعليم
اجلامعي احلكومي ،أي بنسبة )1 :3.309( :في حالة مقارنة التعليم اجلامعي باألساسي،
وإلي ( )1 :2.255في حالة مقارنة التعليم اجلامعي بالثانوي ،وإلي ( )1 :1.467في
حالة مقارنة التعليم الثانوي باألساسي(.)21
133
اقتصاديات التعليم
اخلالصة:
يعد التوازن املنشود في اإلنفاق على مراحل التعليم قبل العالي في مقابل التعليم
العالي ،وكذلك التوازن في اإلنفاق على التعليم من ناحية والقطاعات األخ��رى خاصة
التسليح والدفاع من ناحية أخ��ري من األم��ور املهمة التي تتطلب حكمة وموضوعية.
ونرى أنه من األفضل تركيز اجلهود لتوفير تعليم أساسي عالي اجلودة يغطي مراحل
التعليم العام (ملدة 12عاما ً في املتوسط وليكن من سن 6إلى 18عاماً) ويتسع ليشمل
جميع األفراد في هذه الفئة العمرية املهمة ،ويعد تعليما ً إلزاميا ً مجانيا ً تخصص له نسبة
دالة من امليزانيات احلكومية ،دون غلبة من التعليم العالي ،على أساس أن هذه املرحلة
اإللزامية املجانية كفيلة بإعداد املواطن الصالح املستنير ،والقادر على مواصلة تعليمه
العالي ،أو االنخراط في سوق العمل واحلياة لفترة ما ،ويعود ملواصلة تعليمه العالي
متى شاء وبطريقة تناسب ظروفه ،من خالل تنوع مؤسسات التعليم العالي لتخرج عن
النطاق التقليدي إلى التعلم اإلليكتروني واجلامعات التخيلية ،وغيرها.
ونؤكد في نهاية هذا احملور أننا لسنا ضد التعليم العالي أو التوسع فيه ،إمنا ضد أن
يكون ذلك على حساب التعليم العام الذي يجب أن يكون إلزاميا ً مجانيا ً عالي اجلودة.
وتترك احلرية لكل دول��ة في حتديد صيغ التناسق التمويلي بني التعليم العالي وقبل
العالي.
134
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل الرابع
دور دالة اإلنتاج التربوي في اتخاذ قرارات توزيع املوارد
135
اقتصاديات التعليم
136
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل الرابع
دور دالة اإلنتاج التربوي في اتخاذ قرارات توزيع املوارد
137
اقتصاديات التعليم
ورمبا جند من املناسب أن نشير إلى إحدى النتائج املهمة التي توصل إليها كل من
«تشب وم��و» ( ،Chubb & Moe (1990والتي فحواها أن امل��دارس ذات األداء العالي
High Performanceتنفق أمواالً بنسبة %20أكثر على كل طالب بالقياس إلى املدارس
ذات األداء املنخفض(.)24
وإذا كنا نؤيد الباحثني الذين توصلوا إلى عالقات إيجابية بني مستوى اإلنفاق لكل
طالب ،وبني املستوى التحصيلي ،فإننا لسنا مع اإلنفاق غير الرشيد ،وغير املستخدم
بحكمة ،بل نؤيد استغالل كل اإلمكانات املادية االستغالل الذي يثري العائد منها .وإذا
كانت بعض األبحاث توصلت إلى عكس االجتاه الذي نفضله ،فإن هذا يعني – تكامليا ً
كاف في حد ذاتهورياضيا ً – أن مستوى اإلنفاق شرط أو مطلب ضروري ،ولكنه غير ٍ
بالنسبة للتحصيل األكادميي؛ فالعبرة باستخدام املال استخداما ً حسناً ،لتحقيق أهداف
تربوية معينة ،وليست العبرة مبجرد اإلنفاق.
وإذا كنا نعبر عن رضانا في اجتهاد ال��دول األعضاء مبكتب التربية العربي لدول
اخلليج في توفير م��وارد مالية إضافية للتعليم مبراحله املختلفة ،فإننا نستحث هذه
ال��دول على تخصيص املزيد ،بشرط أن يتم تقييم املوقف بداللة تكلفة الطالب ،وليس
التكلفة اإلجمالية ،واستخدام األسعار الثابتة وليست اجلارية ،ويفضل أيضا استخدام
تكلفة العوامل وغيرها من الضوابط التي عرضناها سابقاً ،مع وضع كافة الضمانات
لالستغالل األمثل لهذه امل��وارد اإلضافية ،وتقومي فعالية استخدامها بشكل مستمر،
بحيث تسهم بشكل أكثر فعالية في رفع مستويات جودة التربية وعوائدها.
- 2املباني املدرسية:
هناك تباين ملحوظ بني األبحاث في هذا الشأن ،فتشير نتائج بعض األبحاث إلى أن
جودة املبنى الطبيعي للمدرسة ال يعد محددا ً مهما للتعلم الطالبي .وهناك أبحاث أخرى
138
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
تشير إلى العكس ،بل تخطو خطوة إضافية نحو حتديد نسبة التحسن في التحصيل
الطالبي ،ناهيك عن املكاسب التربوية األخ��رى في شخصية الطالب ومن��وه املتكامل،
فيقرر «كريستوفر» - Christopherعلى سبيل املثال – أن اللجنة اخلاصة بعمارة
التعليم التابعة للمعهد األمريكي للمهندسني املعماريني ،قد بحثت مسألة كيفية تأثير
العمارة Architectureفي التعليم .ومن بني النتائج التي توصلت إليها اللجنة تلك
النتيجة القائلة بأن تطورا ً حدث بنسبة ( )%20في نتائج االمتحانات في العام األول ،الذي
مت فيه افتتاح هذه املباني ،مقارنة بالعام السابق في مرفق آخر(.)25
ورمبا يعود االختالف بني الباحثني إلى عدد من العوامل ،رمبا يأتي من أهمها :درجة
التخطيط والتنفيذ لالستغالل األمثل لهذه املباني ،فضالً عن التباين بني الدراسات في
قياس متغير جودة املبنى ذاته ،واألساليب اإلحصائية املستخدمة ،وغير ذلك.
ونعتقد ،من ناحية أخ��رى ،أنه لو مت التخطيط اجليد للمباني اجلديدة ،ومبستويات
جودة محددة ،مع االستغالل األمثل إلمكاناتها ،ألثر ذلك بالتأكيد في التحصيل الطالبي،
وفى النمو الشامل املتكامل للطالب.
وعليه ،فإننا مع إج��راءات اإلنفاق لرفع مستوى جودة املباني املدرسية ،مع حسن
التخطيط والتنفيذ الستغاللها ،ون��رى أن التخفيض الكبير إم��ا في ج��ودة اإلمكانات
املدرسية ،أو في مستوى اإلن�ف��اق ،ميكن أن تكون له تأثيرات عكسية على معنويات
وإمكانات املعلمني وال�ط�لاب ،األم��ر ال��ذي قد ي��ؤدى مباشرة إل��ى تدهور في مخرجات
التعليم ،على الرغم من التباين البحثي في هذا املجال ،وإن كنا نغلب كفة األبحاث التي
تشير إلى األثر اإليجابي جلودة املباني املدرسية في التحصيل.
- 3حجم املدرسة :School Size
قد حظي احلجم املناسب أو األكثر مناسبة للمدرسة – السيما الثانوية – باهتمام
كبير من جانب عدد من الدراسات عن التربية ،باإلضافة إلى التقارير التي توضح األفكار
139
اقتصاديات التعليم
اخلاصة بإصالح املدارس وتطويرها .ونالحظ تفضيل هذه اآلراء بشكل عام لألحجام
الصغيرة من امل��دارس الثانوية ،التي حددها بعض الباحثني على أنها تتراوح من 500
إلى 600طالب ،واستند هؤالء إلى مبررات متعددة ،منها :سهولة الرعاية االجتماعية
والتربوية للطالب ،مبا في ذلك تنمية العالقات االجتماعية األقوى بني كل املعنيني بالعملية
التربوية ،وغير ذلك من األسباب(.)26
وقد كشفت دراسة «فاليرى لى ،وجوليا سميث» V.Lee & J.Smith 1997عن أن
احلجم املثالي للمدرسة الثانوية بداللة الفعالية – أي تعلم الطالب – يتراوح ما بني ،600
900طالب ،وتقل فعالية املدرسة الثانوية إذا قل العدد عن هذا املتوسط ،وتقل أكثر إذا زاد
العدد عن ( )2100طالب (.)27
واجلدير بالذكر أن الدراسة قد قسمت أعداد الطالب في املدرسة (حجم املدرسة) إلى
ثمانية تقسيمات ،هي 300( :أو أقل)،)1200- 901( ،)900 – 601( ،)600 – 301( ،
(( ،)2100 – 1801( ،)1800 – 1501( ،)1500- 1201أكبر من ،)2100فكأن
احلجم املثالي الذي كشفت عنه الدراسة هو األصغر نسب ٌيًا؛ حيث جاء التقسيم الثالث
( )900 – 6001من بني هذه التقسيمات.
وقد كشفت الدراسة أيضا ً عن أن التعلم يعتبر أكثر عدالة (في توزيعه بني الطالب)
في املدارس الصغيرة جداً ،وذلك وفق تعريف الدراسة للعدالة بالعالقة بني تعلم الطالب
واحل��ال��ة االقتصادية واالجتماعية لهم .وتعد إح��دى النتائج املهمة ف��ي ه��ذه الدراسة
هي أن تأثير حجم املدرسة في التعلم الطالبي يعد مختلفا ً في امل��دارس التي بها طالب
متفاوتون في اخللفية االقتصادية االجتماعية ،وفى املدارس التي بها مجموعات مختلفة
من األقليات ،فحجم املسجلني له تأثير أقوى في التعلم في املدارس التي بها طالب ذوى
خلفيات اقتصادية اجتماعية أكثر انخفاضاً ،وأيضا في املدارس التي بها جتمعات عالية
من طالب األقليات.
140
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
وخلصت الدراسة إلى توصية مهمة ،مؤداها أن املدارس الثانوية يجب أن تكون أصغر
مما هي عليه اآلن .ولعل ذلك يرجع لعديد من األسباب ،منها :أن العالقات االجتماعية في
املدارس الصغيرة عادة ما تكون أكثر شخصية ومتيزاً .ومن هنا فضلت الباحثتان احلجم
املثالي على أنه 600طالب في املدرسة الثانوية الواحدة ،أو في املدى ()900 – 600
طالب؛ وفقا العتبارات التعلم الطالبي والرعاية االجتماعية لهم.
وتتفق هذه الدراسة بشكل عام مع دراسة «جرينوالد ،وهيدجز ،والن» ( ،)1997التي
كان متغير حجم املدرسة فيها أحد متغيرات مدرسية سبعة ،ركزت عليها في عالقاتها
بالتحصيل ال��دراس��ي ،وتوصلت إلى أن امل��دارس األصغر ترتبط إيجابيا ً وبشكل دال
بالتحصيل الطالبي.
وعليه ،فوفقا ً ملا بني أيدينا من دراسات ،فإننا نوصى بالتخطيط جلعل أحجام املدارس
بني الصغيرة واملتوسطة،أو امل��دى ( )900 – 600طالب ،واالبتعاد ق��در اإلمكان عن
اإلحجام الكبيرة ،السيما التي يزيد عدد طالبها عن ألفى طالب؛ إثرا ًء للنمو االجتماعي
والتربوي والتعليمي للطالب مبا في ذلك األهداف التحصيلية.
- 4حجم الفصل :Class Size
نقصد عادة بحجم الفصل أو كثافة عدد الطالب الذين يدرسون بداخله .ويعد هذا املتغير
املهم من أكثر املتغيرات أو العوامل املدرسية التي حظيت بالكثير من دراسات دوال اإلنتاج
التربوي إن لم يكن أكثرها على اإلط�لاق ،لدرجة يصعب بالفعل حصرها عامليا ،ورمبا
يرجع ذلك لالرتباط الشديد بني حجم الفصل ومقادير التكلفة املالية املطلوبة للتعليم،
فأبسط زيادة في حجم الفصل توفر الكثير من املال ،والعكس بالعكس .وعلى الرغم من
ذلك ،فهو يعد أيضا ً من أكثر العوامل املدرسية التي تضاربت األبحاث بخصوصها ،وذلك
على الرغم من أن املتوقع هو زي��ادة التحصيل الطالبي كلما قلت كثافة الفصل ،ورمبا
يرجع ه��ذا التضارب الكبير في نتائج األبحاث اخلاصة بهذا العامل ،وضعف اتساق
نتائجها وعدم حسمها إلى عديد من األسباب ،لعل من أهمها:
(أ) عدم االتفاق على مفهوم الفصل «الصغير» في مقابل «الكبير» .وباستعراض عديد
141
اقتصاديات التعليم
من أبحاث هذا املجال ،جند بعضها قد اعتبر الفصل الصغير هو الذي يحوى أقل من ()25
تلميذاً ،في مقابل أبحاث أخرى رأت أنه هو الذي يحتوى على أقل من ( )20تلميذاً ،بل أقل
من ( )15تلميذا ً وف ًقا لرؤية بعض األبحاث .وبتباين مماثل اعتبرت بعض األبحاث الفصل
الكبير هو الذي يحتوى على أكثر من ( )30تلميذاً ،وأبحاث أخرى رأت أن مدى الفصل
الكبير ،هو ( ،)35 -30وفى مجموعة ثالثة من األبحاث كان املدى هو ( ،)40 – 35مع
اإلشارة إلى أن بعض األبحاث قسمت الفصول إلى صغيرة ،ومتوسطة ،وكبيرة.
وبالطبع ،فإن التباين السابق يرجع إلى عوامل متعددة ،لعل منها :طبيعة الطلبة
ونوع املرحلة التعليمية واملناهج الدراسية ،وغير ذلك من العوامل ،إال أن هناك أمرين قد
يكون من املفيد اإلشارة إليهما :يتعلق األول منهما بأن الفصول التي قد اعتبرتها هذه
األبحاث كبيرة ،قد تعتبر صغيرة ،ورمبا جداً ،بالنسبة لبعض الدول النامية .ويتعلق
األمر الثاني بأن التباين السابق قد يجعل من الصعب ،ورمبا من املستحيل ،املقارنة بني
النتائج.
(ب) عدم االتفاق على مدى أثر كثافة الفصل على جودة العملية التعليمية ،فهناك
دراس��ات ترى أن املعلمني األكفاء يدرسون للفصول الكبيرة ،والطالب الضعفاء رمبا
يحدد لهم فصول معينة عادة ما تكون صغيرة ،وتكون النتيجة اإلجمالية هي دحض
Confoundوتشويه أثر حجم الفصل كمتغير مستقل في حالة وجوده( .)28واألمر
أيضا ً يتوقف على إمكانات املعلمني واجتاهاتهم ،فقد ال يتحمس املعلم – على سبيل املثال
– للتفاعل مع األعداد الصغيرة ،وال يستغل هذه الفرصة للتدريس بشكل أفضل ،وقد
يحدث العكس في حالة الفصول الكبيرة نسبياً ،حيث قد يتبع املعلم طرقا ً علمية للتغلب
على هذه األعداد الكبيرة نسبياً ،أو قد يستعني ببعض املساعدين ،أو غير ذلك من األساليب
العالجية التي قد كشفت عنها بعض الدراسات.
142
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
(ج �ـ) تركيز معظم األب�ح��اث على قياس امل�خ��رج املعرفي ،وإه�م��ال املخرجات غير
املعرفية ،Noncognitiveوإذا كانت النواجت األخيرة غير متضمنة في التحليل ،يكون
من الصعب حتديد األثر الفعلي حلجم الفصل(.)29
وإذا أخذنا في االعتبار أن أكثر من دراسة – عندما استخدمت عينات أكبر مت جتميعها
بطرق نظامية – قد توصلت إلى نتائج تدعم الفرض ال��ذي م��ؤداه أن الزيادة في حجم
الفصل تقلل التحصيل التربوي واملكاسب املستقبلية للطالب( ،)30وإذا أخذنا في االعتبار
أي�ض�ا ً إح��دى نتائج دراس��ة «تشب وم��و» ( ،Chubb & Moe )1990التي م��ؤداه��ا أن
املدارس ذات األداء العالي High Performanceلديها حجم فصل أقل نسبيا ً من املدارس
ذات األداء املنخفض مبقدار طالبني لكل فصل( ،)31ومع تقديرنا لألبحاث التي كشفت عن
نتائج ،قد تختلف بدرجة أو بأخرى مع النتائج السابقة ،ومع إمياننا املتزايد بأن العبرة في
التربية بالتعلم Learningوليس التعليم ،Instructionومن هنا حتمية استخدام أسلوب
التعلم الذاتي Self-Learning Approachو ما يتطلبه من كثافة في الفصول متوسطة أو
صغيرة ،ومع تزايد أهمية املخرجات غير املعرفية دون تقليل من أهمية املخرجات املعرفية
وألسباب منهجية وعلمية يطول شرحها ،فإننا منيل إلى ترجيح كفة مجموعة األبحاث
التي وصلت إلى أن زيادة حجم الفصول يؤثر سلبيا ً في التحصيل الطالبي ،والعكس
بالعكس.
وعليه ،فإننا نشجع كل اجلهود املبذولة إلنقاص حجم الفصول ،ولو بالتدريج عبر
الزمن ،ووفق اإلمكانات .ونأمل أن تصل الكثافات في املرحلتني االبتدائية والثانوية إلى
مدى يتراوح من 25إلى 35طالباً ،مع زيادة تدريب املعلمني على طرق التعليم الفردي،
ودعم إمكاناتهم ،واجتاهاتهم نحو تفاعل أفضل بينهم وبني الطالب (جماع ًة وأفراداً)،
السيما إذا علمنا أن الدراسات -التي أوضحت أن نقصا ً في حجم الفصل رمبا يؤدى
143
اقتصاديات التعليم
بشكل أفضل إل��ى تدريس متفرد ،وإل��ى تفاعل أفضل بني املعلم والطالب ،وإل��ى تعدد
طرق التدريس -قد أوضحت أيضا ً أن هذه التأثيرات غالبا ً ما تعتمد على إدارة املعلمني
واجتاهاتهم.
والالفت للنظر أن الدول األعضاء تلتزم عادة باملدى املفضل وهو ( )30 – 25طالبا ً
في الفصل الواحد ،إال أنه تبقى مالحظة مهمة مؤداها أن األحجام املتوسطة والصغيرة
للفصول م��ع وج��ود معلمني أك�ف��اء ذوي إرادة قوية ل�لإص�لاح ،وم��زودي��ن باجتاهات
وممارسات تربوية حديثة ،ومحاطني ببيئة تربوية وإدارية مشجعة ،هو أمل يراودنا؛
لألخذ بأيدي أبنائنا في رحلة التعلم (وليس التعليم) والتنمية الشاملة ،التي تتجاوز بكثير
جدا ً مرحلة التحصيل املعرفي ،إلى دعم قدرة الطالب على التفكير البناء ،والتعلم الذاتي،
والنقد املوضوعي ،والتفاعل اإليجابي ،وغير ذلك من األمور التي نحن في أشد احلاجة
إليها في رحلة االستثمار البشري الشامل في أبنائنا في القرن احلادي والعشرين.
ومن ناحية أخرى ،فلسنا مع األعداد الصغيرة جداً ،والتي عادة ما تقل عن عشرين
طالب في الفصل الواحد؛ ألن ذلك ميثل هدراً ،السيما مع وجود معلمني أكفاء.
- 5بعض املتغيرات اخلاصة بجودة املعلم :Quality of Teacher
بغض النظر عن التباين في نتائج األبحاث في هذا املجال – والتي منها أبحاث «هانوشيك»
،Hanushekوأبحاث الفريق البحثي الثالثي «جرينوالد ،وهيدجز ،والن» Greenwald,
Hedges, and Laineودراسة «كوبر وكون» ( ،Copper and Cohn )1997وغير ذلك
من الدراسات التي استخدمت دوال اإلنتاج التربوي ،فإننا منيل إلى تغليب اجتاه األبحاث
التي كشفت عن عالقات قوية جدا ً بني التحصيل الدراسي كمتغير تابع ،وعدد من املتغيرات
املعبرة عن جودة املعلمني Quality of Teachers؛ خاصة قدرات املعلمني ،وخبراتهم
وإعدادهم.
وحتى لو كانت كفتا األبحاث املتعارضة متساويتني ،فإننا منيل إلى ترجيح الكفة
التي جاءت لصالح جودة املعلم؛ ألنها األقرب إلى املنطق ،واألقوى ارتباطا ً مع النظريات
التربوية في هذا الشأن ،في ظل تعدد أدوار املعلم وتعقيدها وكونها أكبر بكثير جدا ً من
مجرد حتقيق مستويات حتصيلية مرتفعة ،وتتطلب ه��ذه األدوار املتعددة واملتنامية
144
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
145
اقتصاديات التعليم
«كون وتيل» – Cohn & Teelعلى سبيل املثال – تأثير احلوافز املقدمة للمعلمني في
مستويات أداء الطالب ،وقد توصال إلى أن مشاركة املعلمني في برنامج املكافآت هذه
حتقق مستويات أعلى في درجات طالبهم في مادتي الرياضيات والقراءة ،بالقياس
باملعلمني غير املشاركني في هذا البرنامج .وفي حتليل أكثر شموالً وعمقاً ،قام «كوبر
وكون» ( Copper and Cohn )1997بتضمني نظام مبتكر للحوافز في والية جنوب
كارولينا ،ضمن عوامل أخ��رى متعددة في حتليالت دال��ة اإلنتاج التربوي ،وتشير
النتائج إلى األثر اإليجابي الكبير ألنظمة احلوافز املستخدمة(.)33
واجلدير بالذكر أن عديدا من الباحثني قد ركزوا على أهمية التفكير اجلدي في نظام
احلوافز ،حتى أولئك الذين أسفرت أبحاثهم املستمرة عن ضعف العالقة بني املوارد
املدرسية والتحصيل الطالبي ،رأوا في أنظمة احلوافز طوق النجاة .ويأتي في قمة هؤالء
«إيريك هانوشيك» ،Eric Hanushekالذي ركز في إحدى دراساته بشكل متعمق على
«أنظمة احل��واف��ز» ،ويعتقد أن «هياكل احلوافز» سوف تشكل العمود الفقري للتطوير
الكبير ،الذي يتوقع حدوثه في السياسة التربوية ،ومبا يشبه الثورة احملتملة ،كما أنه
يرى أننا نحتاج إلى وقت طويل لوضع نظام معرفي متكامل عن احلوافز.
وإذا كنا لم نتحمس كثيرا ً لنتائج أبحاثه باستخدام دوال اإلنتاج ،والتي أسفرت على
الدوام عن ضعف العالقة بني املدخالت املدرسية واألداء الطالبي ،وذلك ألسباب منهجية
وإحصائية ،فإننا نتحمس هنا بشدة ألفكاره اخلاصة باحلوافز ،والتي متثل توصيات
بأبحاث مستقبلية؛ خاصة فيما يتعلق بأهمية جتريب أنظمة جديدة للحوافز املادية وغير
املادية ،والضمانات التي يجب أن تراعى في هذا الشأن(.)34
ويبدو أنه يحبذ توسيع نطاق احلوافز وتعميق أثرها في كافة أبعاد العملية التربوية.
فحتى لو أدخلنا أنظمة تكنولوجيا تعليمية متقدمة في العملية التعليمية ،فمن الواجب
146
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
أن يواكب ذلك :التفكير في هيكل للحوافز والتدريب يرتبط بهذه التكنولوجيا اجلديدة
ويساعد على إجناحها؛ فقد يرجع ضعف استخدام املعلمني ألجهزة الكمبيوتر – على
سبيل املثال -إلى خلل في أنظمة احلوافز والتدريب.
ونعتقد بالفعل أننا ما زلنا في حاجة إل��ى بناء معرفي متكامل ح��ول احل��واف��ز .فما
أكثر عناصر احلوافز أهمية؟ وما التأثيرات التي متارسها املداخل البديلة؟ وكيف تتباين
احلوافز بتباين وظائف املعنيني بالعملية التعليمية ،وخصائصهم وأعمارهم وغير ذلك من
املتغيرات؟ أعتقد أن تلك أسئلة من األهمية اإلجابة عنها ،في السياق العربي بشكل عام.
147
الفصل اخلامس
دور دراسات اجلدوى في املشاريع والبدائل التربوية
اقتصاديات التعليم
150
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل اخلامس
دور دراسات اجلدوى في املشاريع والبدائل التربوية
151
اقتصاديات التعليم
152
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل السادس
ترشيد اإلنفاق على التعليم وتنويع مصادر متويله
153
اقتصاديات التعليم
154
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل السادس
ترشيد اإلنفاق على التعليم وتنويع مصادر متويله
تؤكد معظم الدراسات في هذا املجال على ضرورة ترشيد اإلنفاق ،قبل البحث عن
صيغ جديدة لتمويل التعليم .وقد أصبح ،بالتالي ،موضوع «خفض التكلفة أو استثمارها»
موضوعا ً ال ينضب لعديد من األبحاث والدراسات ،بل منبعا ً لعديد من الدراسات املمولة
من قبل بعض الهيئات واملنظمات الدولية )36(،والتي تستهدف إمداد املخطط التربوي،
وصانع القرار ،ومتخذه ،بتوجيهات مفيدة في كيفية تفسير املشكالت في مجال تكلفة
التعليم ومحاولة التغلب عليها ،والسيما في الدول النامية.
وهناك مداخل متعددة ملواجهة مشكالت التكلفة ،منها ما يتعلق بزيادة كفاءة التعليم
وإنتاجيته ،وهذا اجتاه يلقى كثيرا ًمن التأييد؛ السيما في اآلونة األخيرة ،فيشير «ماثيوس»
- Mathewsعلى سبيل املثال – إلى أن على التربويني أن يهتموا بفاعلية النفقات التربوية
بالنسبة لألغراض املنشودة ،على األقل قدر محاولتهم زيادة مستوى هذه النفقات(.)37
ويتفق «سنل» Snellمع «ماثيوس»؛ حيث يؤكد وجوب ترحيب التربويني ورجال اإلدارة
باالهتمام املتزايد من جانب املجتمع بصفة عامة ،والذي يستهدف التأكد من أن املوارد
التي خصصت للتعليم تكون مستخدمة ألقصى حد ممكن من الفاعلية .ويحدث خاصة
هذا في أوقات األزمات املالية ،حيث توجد ضغوط متزايدة على املوارد احلقيقية املتاحة
ملؤسسات املجتمع(.)38
ولم يجد «والبرج» Walbergغضاضة في اإلشارة إلى أن أسئلة اإلنتاجية املتزايدة،
ميكن أن تؤدي ،ليس فقط إلى تكلفة منخفضة ،بل إلى تعليم أفضل وتوفير للوقت ،فهي
قيمة ال يستعاض عنها في احلياة البشرية .وعالوة على ذلك ،فإنه حتى في حاالت الزيادة
155
اقتصاديات التعليم
النسبية البسيطة في اإلنتاجية ،فإن ذلك سوف يؤدي إلى وفر كبير في املوارد اخلاصة
()39
مبجهود ال�ط�لاب وامل��رب�ين ،وال�ت��ي تشمل ك��ل ال�ن��اس ف��ي بعض ال��وق��ت م��ن حياتهم.
فاالستثمار األمثل للنفقات ،وكم املخرجات التعليمية ،ونوعها ،عادة ما تعطي الكلفة املعني
احلقيقي لها.
وملزيد من اإليضاح ،سنعالج هذا احملور في جزأين رئيسني:
األول :طرائق ترشيد اإلنفاق على التعليم.
الثاني :تنوع مصادر متويل التعليم ،خاصة العالي.
أوال :طرائق ترشيد اإلنفاق على التعليم:
وميكن أن نركز على طريقتني رئيستني ميكن استخدامهما معا ً لترشيد اإلنفاق
وخفض تكلفة التعليم ،وهما:
(أ) الطريقة غير املباشرة:
تهتم ه��ذه الطريقة مبجموعة األساليب التي ميكن ع��ن طريقها زي��ادة ك�ف��اءة التعليم
وإنتاجيته ،وتفيد كلمة «غير املباشرة» هنا أن��ه قد يكون من وسائل تخفيض التكلفة
وترشيدها هو زيادتها على املدى القريب ،في مقابل مزيد من الفائدة على املدى البعيد،
وتتمثل األساليب املتضمنة في هذه الطريقة في عديد من األساليب ،لعل من أهمها:
1 .1االهتمام بربط خطط التعليم العالي – كما وكيفا – بخطط التنمية االقتصادية
واالجتماعية مبا يجعل هذا التعليم أداة فعالة في إحداث التنمية .وعادة ما يؤدي ذلك
إلى زيادة نفقات التعليم على املدى القريب ،حيث قد يستلزم إعطاء مزيد من االهتمام
للكليات العملية ذات التكلفة املرتفعة ،ولكن على املدى البعيد يتم تعويض هذه النفقات
عن طريق العائد املرتفع خلريجي هذه الكليات ،وقضية الربط هذه تختلف من مجتمع
إلى آخر ،وميكن إجراؤها بأكثر من أسلوب.
2 .2تكثيف اجلهود للحد من الفاقد بصوره املختلفة ،فالرسوب – مثالً – ميثل أحد صور
الفاقد اخلطيرة من حيث تأثيره على رفع التكلفة وزيادة النفقات .ويعد التحصيل
املتدني صورة خطيرة من صور الهدر ،فقد ترتفع نسب النجاح ملدرسة أو كلية ما،
ولكن مبستويات متدنية من التحصيل.
156
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
3 .3االهتمام بعوامل اجل��ودة في التعليم ،مثل التنمية املهنية للمعلمني ورفع جودتهم
وحوافزهم ،وإطالة اليوم الدراسي أو العام الدراسي ،واالهتمام باملكتبات واألنشطة
والتطبيقات التربوية ،وغير ذلك.
(ب) الطريقة املباشرة:
تتضمن هذه الطريقة عشرات األساليب ،لعل من أهمها:
1 .1تشكل املباني و التجهيزات التعليمية عنصرا ً من عناصر التكلفة الرأسمالية ،ولقد
أجريت دراسات عديدة من أجل تخفيض تكاليف األبنية مع حتسني شروطها ،وتبني
هذه الدراسات أنه من املمكن احلصول على وفر هام عن طريق حسن اختيار املكان،
وتوفير الشروط الهندسية والتربوية املالئمة ،كما يجب أن يوضع في االعتبار
اختيار املوقع حيت ينخفض سعر األرض.
2 .2ميكن تخفيض التكلفة أيضا ً عن طريق استخدام املباني ألغراض أخرى قد تدر على
املؤسسة التربوية موارد مالية أخري ،أو قد توفر عليها تكلفة إضافية.
3 .3االلتزام بنسب متفق عليها نسبيا ً حلجم الفصل ،أو نسب الطالب لكل معلم .وميكن
االسترشاد باملعدالت العاملية في هذا الشأن .وتشير اإلحصاءات املتوافرة عن الدول
األعضاء إلى أنها تناظر تقريبا ً معدالت الدول املتقدمة فيما يتعلق بنسب الطالب لكل
معلم في مراحل التعليم العام .وهذا شيء جيد نأمل أن يستغل لدعم اجلودة التربوية
من خالل باقي العوامل ،خاصة املعلم.
4 .4وجت��در اإلش��ارة إل��ي التفكير في إمكان الدمج والتكامل بني اجلامعات في الدول
األعضاء ،أو حتى بني األقسام املتناظرة داخل الدولة الواحدة؛ لقلة الطالب في بعض
األقسام العلمية؛ األمر الذي يؤدي إلى ارتفاع التكلفة بشكل ميثل هدراً.
5 .5وإذا كان البعض يتحدث عن تعاون أو دمج أو تكامل على املستوي العاملي ،فإنه من
األجدى التفكير فيه على مستوى األقسام املتناظرة في جامعات الدولة الواحدة ،أو
جامعات الدول األعضاء؛ توفيرا ً للتكلفة ،وإثرا ًء للخبرات ،ودعما ً للترابط والتآخي.
6 .6تدلنا اخلبرة العادية في عديد من جامعات دول العالم املتقدم على حرص املسئولني
في هذه الدول على استخدام أثاث بسيط ورخيص ،في حني قد نرى أثاثا ً ترفيا ً غالي
157
اقتصاديات التعليم
الثمن بدرجة كبيرة في بعض اجلامعات العربية؛ مما يستنزف أمواالً مضاعفة ميكن
توفيرها وتوجيهها لرفع جودة العملية التعليمية.
7 .7احلد – قدر اإلمكان – من التكدس الواضح ملوظفي اجلامعات من غير أعضاء هيئة
التدريس ،الذين قد تتزايد أعدادهم بدرجة كبيرة عن متطلبات العمل الوظيفي داخل
اجلامعة ،خاصة مع تزايد التوجه نحو استخدام التقنية احلديثة ،في إنهاء كثير من
األمور اخلاصة بشئون أعضاء هيئة التدريس والشئون األخرى ،مبا في ذلك كثير
من أعمال االمتحانات.
ثانيا :تنوع مصادر متويل التعليم:
وجنمع هنا بني عرض موجز ألحد عشر من هذه املصادر اآلخذة في االنتشار عامليا ً مع
شرح خلمسة منها:
(أ) عرض موجز لتسعة من املصادر اآلخذة في االنتشار عاملياً:
1 .1التفكير في ضريبة خاصة تدفعها الشركات واملؤسسات اخلاصة التي ع��ادة ما
تستفيد من خريجي اجلامعات دون أن تشارك في تكلفة تعليمهم ،وميكن أن يطلق
عليها «تكلفة دعم التعليم» ،ونقترح املعايير التالية:
•أن تكون في تناسب طردي مع عدد خريجي اجلامعات احلكومية الذين
يعملون في كل من هذه الشركات.
•أن تكون في تناسب طردي أيضا ً مع حجم كل شركة وحجم استثماراتها.
•ميكن أن ي��ؤخ��ذ ف��ي االع�ت�ب��ار أي �ض �ا ً م��ؤه�لات اخل��ري�ج�ين العاملني بهذه
الشركات ،فتتزايد قيمة الوحدة (للخريج) إذا ك��ان من خريجي التعليم
العالي ،وتقل نسبيا ً في حالة خريجي املؤهالت املتوسطة.
2 .2أن يتحمل الطالب اجلزء األكبر من تكلفة الدراسة في حالة البقاء لإلعادة أول مرة
في نفس الصف الدراسي ،على أن يتحمل التكلفة كلها إذا رسب مرة ثانية في هذا
الصف.
158
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
3 .3أن يتحمل طالب الدراسات العليا جزءا ً من تكلفة الدراسة التي ترتفع بشكل ملحوظ
بالقياس إلى تكلفة الطالب في املراحل السابقة.
4 .4في ضوء ارتفاع تكلفة اإلسكان الطالبي والتغذية ،ميكن أن يعاد النظر فيما يدفعه
الطالب للسكن في املدن اجلامعية ،على أن ُيعفى الطالب املتفوقون وغير القادرين
من هذه الزيادة.
5 .5توفير نظام إقراض الطالب في التعليم العالي.
6 .6التفكير في إمكان استخدام نظم الدعم (الكفاالت أو الكوبونات) لدعم نشر التعليم
قبل العالي.
7 .7استخدام مؤسسات التعليم ،وبخاصة التعليم العالي ،كمكاتب استشارية.
8 .8استخدام مؤسسات التعليم ،وبخاصة التعليم العالي ،كمراكز إنتاج.
9 .9تطبيق نظام التعليم اجلامعي احلكومي املدعم.
(ب) شرح موجز خلمسة منها:
وسوف نتحدث عن الطرق اخلمس األخيرة بشيء من التفصيل:
1 .1نظام إقراض الطالب في التعليم العالي:
ففي حالة زيادة الرسوم الدراسية ،يفضل تقدمي قروض للطالب احملتاجني؛ بحيث
تغطي رسوم الدراسة ونفقات املعيشة والدراسة ،مما يفتح الباب أمام ذوي الدخول
احمل��دودة الستكمال تعليمهم العالي واجلامعي ،على أن تسدد هذه القروض فيما بعد
التخرج ،وفق نظم متفق عليها.
وعلى الرغم من تزايد أعداد الباحثني املهتمني بنظم إقراض الطالب ،وظهور اجتاهات
وتطبيقات جديدة ،بل وتوقعات مستقبلية مثل تلك التي احتوتها دراسة «ساندى بوم»
( )40(S.Baum )1996إن «مورين ووده��ول» M. Woodhallتعد من أبرزهم في هذا
159
اقتصاديات التعليم
املجال ،السيما دراساتها في املوسوعات الدولية باإلضافة إل��ى تلك التقارير الثالثة
الشهيرة عن قروض الطالب في التعليم العالي ،والتي نشرت من خالل املعهد الدولي
للتخطيط التربوي IIEPبباريس( ،)41وهي على النحو التالي:
التقرير األول ونشر عام 1990م :عالج نظم إقراض الطالب بشكل أساسي في -
ال��والي��ات املتحدة األمريكية ،وخمس دول من أوروب ��ا ،وه��ي :ال��دمن��رك ،وأملانيا
االحتادية ،وهولندا ،والسويد ،واململكة املتحدة.
التقرير الثاني ونشر عام 1991م :ركز بشكل أساسي على إحدى عشرة دولة هي: -
الصني ،وهوجن كوجن ،والهند ،وإندونيسيا ،واليابان ،وكوريا ،وماليزيا ،والفلبني،
وسنغافورة ،وتايالند ،باإلضافة إلي أستراليا.
التقرير الثالث ونشر عام 1991م :ركز على ثماني دول أفريقية ،ناطقة باللغة -
اإلجنليزية ،وهي :بتسوانا ،وغانا ،وكينيا ،وليسوتو ،ومالي ،ونيجيريا ،وأوغندا،
وزميبابوي.
وال يتسع املجال لتلخيص أبرز ما توصلت إليه تلك الدراسات والتقارير ،لكن هذا
املجال يعد مجال بحث خصب في عديد من الدول ،ويجب أن يكون محل اهتمام الباحثني
العرب ،ورمبا يكون من املفيد اإلش��ارة إلى بعض إيجابياته ،حيث يطبق إق��راض نظام
الطالب في عديد من الدول التي فيها التعليم اجلامعي مبصروفات ،ويقدم مؤيدوه بعض
البراهني ذات الطابع االقتصادي واالجتماعي والتربوي نذكر منها:
-أن هذا النظام يضع على عاتق املنتفعني جزءا ً من تكلفة اإلعداد.
أن هذا النظام ميكن أن يؤدي إلى حتسني جودة التعليم مبقدار ما يحث املستفيدين -
منه على إنهاء دراستهم في أقصر وقت ممكن.
أن هذا النظام من شأنه أن يسمح لكل فرد مبتابعة دروسه حسب قدراته ومؤهالته. -
160
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
ويخضع منح القروض بوجه عام العتبارات تختلف من دولة إلى أخرى ،وعلى كل دولة أن
حتدد الصيغة التي تناسبها .وعلى الرغم من وجود بعض الصعوبات في هذا النظام ،السيما
عند بدء العمل به ،فإننا ال ننكر أن له بعض احلسنات التي تدعونا على األقل إلى التفكير فيه.
2 .2التفكير في إمكان استخدام نظم الدعم (الكفاالت أو الكوبونات )Vouchers
لدعم التعليم قبل العالي:
وهي كوبونات تقدم للوالدين في تناسب عكسي مع مستويات دخولهم؛ وذلك لتعليم
أبنائهم في املدارس التي يختارونها بأنفسهم .وتستخدم هذه الكفاالت لدفع املصاريف
املطلوبة ،كلها أو بعضها ،وفقا ً لقيمة الدعم ونوعية املدرسة .ومن هنا تتركز وظيفة الدولة
في املساعدة في متويل مصاريف التعليم ،بدال من توفير التعليم نفسه(.)42
3 .3استخدام مؤسسات التعليم وبخاصة العالي كمكاتب استشارية:
ف��اجل��ام�ع��ات – على سبيل امل �ث��ال – تضم ص�ف��وة العلماء وال�ب��اح�ث�ين ف��ي مختلف
التخصصات ،وميكن االستفادة منهم خلدمة رجال األعمال وقطاعات اإلنتاج اخلاص
والعام من خالل إجراء الدراسات والبحوث ،وتقدمي املشورة ،ومبا قد يعود على اجلامعة
وأساتذتها بدخول إضافية ،فضالً عن إظهار وظيفية اجلامعة ،واإلعالء من تأثيرها في
املجتمع احمللي( .)43وهذا االجتاه قد بدأ منذ فترة طويلة ،وهو آخذ في التنامي بشكل كبير
ج��داً ،وبخاصة بعدما أنشأت عديد من اجلامعات العربية والعاملية قطاعا ً رئيسا ً يعنى
بقطاع شؤون البيئة وخدمة املجتمع.
والالفت للنظر أن قدرة اجلامعات على خدمة املجتمع احمللي والقومي بل والعاملي
أصبحت اآلن من املعايير املهمة لتصنيف اجلامعات محليا ً وعاملياً.
4 .4استخدام مؤسسات التعليم وبخاصة العالي كمركز إنتاج:
ويرتبط هذا املصدر بسابقه ،وإن كنا قد فضلنا التأكيد عليه هنا في بند مستقل تأكيدا ً لتزايد
أهميته ،حيث متتلك اجلامعات مستشفيات تعليمية ومزارع وورشاً ،وغيرها من املراكز ،التي
161
اقتصاديات التعليم
ميكن أن تستغل كمراكز إنتاج متقدم ،توظف فيها اجلامعة معطيات العلم احلديث؛ السيما في
العلوم التطبيقية لتطوير اإلنتاج الزراعي بأنواعه املختلفة ،وميكن للجامعات أن تدخل مجال
الصناعة والتصنيع بالتدريج ،مستغلة إمكاناتها البشرية في هذا الشأن.
وما ينسحب على اجلامعات والتعليم بشكل عام ،ميكن أن ينسحب إلى حد ما على
التعليم الفني قبل اجلامعي ،ونرى أن هذا املجال يعد جديرا ً باالهتمام كمصدر للتمويل
الذاتي ،وطريقة فعاله لربط النظرية بالتطبيق.
وتخضع هذه الطريقة وغيرها منذ فترة للتجريب في عديد من الدول املتقدمة والنامية،
ووصلت في بعض منها إلي الثبات النسبي ،لدرجة أن بعض مؤسسات التعليم العالي في
الصني – على سبيل املثال – قد جنحت منذ فترة طويلة في إنتاج طائرات صغيرة من إبداع
الباحثني ،ناهيك عن مشروعات التخرج لطالب الكليات التقنية ،حتت إشراف أساتذتهم.
وتعد التجارب السابقة وغيرها ،مثار جدل علمي واسع نتمنى أن يشارك فيه مزيد
من الباحثني في الدول األعضاء بدراسات تقوميية وتخطيطية ،السيما أن اجتاه األبحاث
واخلبرات في هذا اجلانب في تزايد.
5 .5نظام التعليم اجلامعي احلكومي املدعم:
ميكن التفكير في قبول نسبة من الطالب خريجي الثانوية العامة بالتعليم اجلامعي
احلكومي مبجموع أقل قليالً من احلد األدن��ى ال��ذي يحدده مكتب التنسيق ،في مقابل
دفعهم مصاريف دراسية تخصص لتحسني جودة العملية التعليمية.
فإذا افترضنا – على سبيل املثال – أن كلية الطب في إحدى اجلامعات احلكومية في بلد ما
قد قبلت طالبا ً مستجدين بالفرقة األولي (أو اإلعدادية) بحد أدنى ( )%95من املجموع الكلي
للثانوية العامة ،فإننا نقترح التفكير في إمكان السماح بقبول نسبة من الطالب احلاصلني على
( )%94على األقل بدخول هذه الكلية في العام ذاته ،في مقابل دفع نصف القيمة املتوسطة
للمصاريف التي حتصلها كليات الطب في اجلامعات اخلاصة في هذا البلد في هذا العام ،على
أن تخصص هذه املصروفات لرفع جودة العملية التعليمية في هذه الكلية احلكومية.
وميكن أن يعمم املثال السابق على بقية الكليات ،خاصة تلك التي ُتسمى بكليات القمة،
وميكن أن نطلق عليه تسمية مناسبة من مثل« :نظام التعليم اجلامعي املدعم» ،أو «نظام
التعليم املوازى» ،أو أي تسمية أخرى مناسبة.
162
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل السابع
أدوار القطاع اخلاص في متويل التعليم واإلنفاق عليه
163
اقتصاديات التعليم
164
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل السابع
أدوار القطاع اخلاص في متويل التعليم واإلنفاق عليه
توجد على مستوى العالم أجمع ضغوط طالبية متزايدة على التعليم بكافة مراحله
وأنواعه ،السيما التعليم العالي واجلامعي .ومن ناحية أخ��رى ،تزايدت تكلفة التعليم
بدرجات مضاعفة ،وأصبحت تشكل عبئا ً كبيرا على ميزانيات معظم دول العالم ،خاصة
الدول النامية ،وإن كان عديد من الدول املتقدمة ليس مستثنى من هذا األمر .ومن ناحية
ثالثة ،حالت ظروف بعض الدول النامية دون توفير التعليم اإللزامي املجاني لكافة أبنائها،
خاصة في املناطق النائية.
وم��ن هنا ،ظهرت احلاجة املاسة إل��ى توسيع مظلة التخطيط التعليمي ليكامل بني
اجلهود احلكومية وغير احلكومية في مجال نشر التعليم واالرتفاع مبستواه في جميع
مراحل التعليم ،مما بلور اجتاها ً معاصرا ً في التخطيط التعليمي ،انعكس بدوره على بعض
األبحاث ،التي قدمت للمؤمترين الدوليني احلادي والثالثني والثاني والثالثني للجمعية
الدولية للتخطيط التعليمي في أطالنطا بوالية جورجيا بالواليات املتحدة األمريكية
(أكتوبر ،)2001وفي اسطنبول بتركيا (أكتوبر )2002على الترتيب ،التي نذكر منها
على سبيل املثال« :ال مركزية التعليم احلكومي :دروس من التعليم اخلاص في العالم
النامي» ،و»الدعم املجتمعي للتعليم في مصر :دراسة تقوميية»(.)44
وميكن القول إن هذا اخلط التكاملي ظل سائدا ً في مؤمترات هذه اجلمعية الدولية،
حتى مؤمترها التاسع والثالثني املنعقد في سافانا Savannahبوالية جورجيا في
أكتوبر .2009
وجت��در اإلش��ارة إل��ى أن العرض السابق ال يعني أب��دا ً سهولة تطبيق ه��ذا التكامل
املنشود؛ نظرا ً لتعدد املتغيرات احمليطة بهذا املوضوع ،خاصة قضايا املساواة والعدالة،
واألمن القومي ،والعوامل السياسية واالجتماعية احمللية والعاملية ،ومدى توافر اإلمكانات
البشرية واملدربة ،وغير ذلك من العوامل التي تبرز في الوقت نفسه احلاجة إلى التخطيط
165
اقتصاديات التعليم
الفعال لتحقيق هذا التكامل ،والذي ميثل أيضا ً معادلة صعبة يحاول املخططون التربويون
التصدي لها اآلن ،وفي املستقبل القريب ،ورمبا البعيد أيضاً.
وفيما يلي بعض مما ميكن أن يؤديه القطاع اخل��اص ،مصحوبا ً بضوابط تضمن
الشفافية والعدالة واملوضوعية.
- 1إقرار ضريبة خاصة للتعليم على القطاع اخلاص:
وقد سبق احلديث عن هذه الضريبة في البديل األول من بدائل «تنوع مصادر متويل
التعليم ،خاصة العالي» ،وهنا نؤكد على أن هذه الضريبة حق للدولة والتي ترعى كل
مواطنيها ،ومن العدل واملنطق التفكير في إمكان حتصيل مثل تلك الضريبة ،شأن دول
أخرى مثل فرنسا.
وفي الوقت الذي نرى فيه أهمية ذلك ،فإننا نؤكد أيضا ً على أهمية ضمان حقوق هؤالء
اخلريجني لدى القطاع اخلاص ،وتقنني نسبتهم إلى غيرهم من العمالة الوافدة ،وبشكل
يضمن التوطني التدريجي للوظائف في كل بلد من دول املنطقة.
وم��ن ناحية أخ��رى ،فمن األهمية تتبع ه��ؤالء اخلريجني في س��وق العمل بالقطاع
اخل��اص؛ ملعرفة إيجابيات إع��داده��م في مراحل التعليم قبل العمل ،والصعوبات التي
يقابلونها في عملهم بسبب إعدادهم في أثناء التعليم ،خاصة اجلامعي ،وغير ذلك من
مشاكلهم وصعوباتهم ،والعمل على تأكيد اإليجابيات وعالج السلبيات والصعوبات.
- 2املشاركة في نشر التعليم اخلاص ورفع جودته:
وهذا مجال خصب إلسهام القطاع اخلاص في متويل التعليم بشكل غير مباشر ،وهو
آخذ في التزايد في ُجل الدول العربية والعاملية ،إن لم يكن كلها على مستوى التعليم قبل
العالي (اإللزامي املجاني في بعض الدول) ،وأيضا ً على مستوى التعليم العالي واجلامعي،
الذي أخذ في االنتشار السريع في معظم الدول األعضاء أيضاً.
ونرى اآلن أن هذا من االجتاهات املرحب بها تعليميا ً وسياسيا ً واقتصاديا ً واجتماعياً،
بشرط توافر عديد من الشروط والضمانات ،لعل من أبرزها ما يلي:
.أاخلضوع إلشراف وزارتي التربية والتعليم ،والتعليم العالي ،ومبا يضمن اإلشراف
166
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
على عديد من األم��ور من أهمها :املناهج ،بحيث تكون هي ذاتها في حالة التعليم
األساسي (اإللزامي املجاني) ،وإن سمح باملزيد من املوضوعات في واحدة أو أكثر
من اللغات األجنبية ،دون املساس باللغة العربية .أما في حالة اجلامعات اخلاصة،
فاألمر يتطلب االتفاق على الئحة معتمدة باملواد الدراسية.
.بوضع الضوابط التي ال جتعل الهدف األسمى من مؤسسات التعليم اخل��اص هو
التربح فقط ،وعليه نرى ض��رورة االتفاق على سقف للمصروفات الدراسية ،مع
إعطاء نصيب للطالب املتفوقني للدراسة بهذه املؤسسات مبصروفات أقل ،ورمبا
باملجان.
.ج ونوصى أيضا ً مبراجعة التبرعات التي قد متنح لبعض هذه املدارس أو اجلامعات من
بعض أولياء األمور ،بحيث ال تكون بابا ً خلفيا ً لزيادة املصروفات ،أو لتحقيق مآرب
غير مشروعة لولي األمر أو ولده باملدرسة ،وخاصة فيما يتعلق بالتجاوز في سن
القبول ،أو احلد األدنى للمجموع ،أو غير ذلك من املآرب الشخصية.
.دعدم الترخيص أو التنازل في مؤهالت هيئة التدريس ،خاصة في مرحلة التعليم
األساسي ،بحيث ال تقل عن نظائرهم في التعليم احلكومي.
.هالتأكد من أن املعلمني في املدارس اخلاصة يحصلون على رواتب تكافئ إلى حد ما
زمالئهم في التعليم احلكومي ،إن لم تكن أفضل ،ووضع حدود دنيا وعليا لألعباء
التدريسية لهيئة التدريس بهذه املدارس.
.وجعل الفرق بني احلد األدنى لقبول خريجي املرحلة الثانوية باجلامعات احلكومية
متقاربا ً إلى حد ما مع نظيره في حالة اجلامعات اخلاصة ،ف��إذا كانت كلية الطب
احلكومية في إحدى الدول تقبل طالبا ً بحد أدني %95من املجموع الكلي للدرجات،
فنرى أن كليات الطب اخلاصة بهذه ال��دول ال تقبل مجموعا يقل عن ،%90ونرى
أال يزيد الفارق عن %5بني الكليات املتناظرة؛ حتقيقا ً ملبدأ تكافؤ الفرص التعليمية،
والعدالة االجتماعية.
.زعدم اتخاذ هذه املدارس أو اجلامعات لدعم أي نوع من التمييز الديني ،أو العرقي ،أو
167
اقتصاديات التعليم
168
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل الثامن
اجلودة التربوية وحساب تكلفة التعليم
169
اقتصاديات التعليم
170
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
الفصل الثامن
اجلودة التربوية وحساب تكلفة التعليم
على الرغم من تعدد تعريفات اجل��ودة في التربية؛ إال أننا منيل إل��ى رؤيتها على
أنها(:)45
«مجموعة اخلصائص أو السمات التي تعبر بدقة وشمولية عن جوهر التربية وحالتها
مبا في ذلك كل أبعادها :مدخالت ،وعمليات ،ومخرجات قريبة وبعيدة ،وتغذية راجعة،
وكذا التفاعالت املتواصلة ،التي تؤدي إلى حتقيق األهداف املنشودة واملناسبة ملجتمع
معني .وعلى قدر سالمة اجلوهر تتفاوت مستويات اجلودة».
ومن املالحظات املفسرة لهذا التعريف ،واملكملة ،ورمبا املؤيدة له ،ما يلي:
.أاتسام التعريف بالشمولية النسبية ،فلم يربط اجلودة باألهداف فقط ،وإمنا ركز
أيضا ً على املكونات األخرى.
.بطاملا أن اخلصائص ه��ي ال��وج��ه اآلخ��ر للجوهر ،فعلى ق��در تعدد اخلصائص
وشمولها ودقتها يكون وضوح اجلوهر أو حالة التربية.
.جميكن تكييف هذا التعريف العام ليالءم اجلودة حسب مستويات متدرجة :نظام
التعليم في بلد ما ،التعليم في مرحلة معينة ،التعليم في منطقة مدرسية ،فصل
دراسي ،وأيضا ً طرائق التدريس ،الخ.
.دعلى قدر قرب املخرجات من األهداف ،وعلى قدر سالمة املدخالت والعمليات (في
ضوء معطيات األبحاث العلمية) تكون جودة التربية (عالية اجلودة ،متوسطة،
ضعيفة ،)...،وذلك على الرغم من االقتران الشائع بني جودة الشيء وكونه جيداً،
أو ربط اجلودة عادة بالرتب العالية من االمتياز.
171
اقتصاديات التعليم
عدد الناجحني
× 100 نسبة النجاح العادية =
عدد املتقدمني
فهناك اعتراض رياضي مؤداه أن البسط (وهو عدد الناجحني) يعد غير متجانس؛ ألنه
يضم مستويات شديدة التباين في النجاح ،رغم أن جميعهم ناجحون.
ونعرض البدائل التالية.)46( :
172
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
(أ) استخراج نسبة كل مستوى من مستويات النجاح إلى إجمالي عدد املتقدمني:
نسبة احلاصلني على ممتاز ( %85فأكثر) إلى إجمالي املتقدمني.
نسبة احلاصلني على جيد جدا ً فقط ( %75إلى أقل من )%85إلى إجمالي املتقدمني.
نسبة احلاصلني على جيد فقط ( %65إلى أقل من )%75إلى إجمالي املتقدمني.
نسبة احلاصلني على مقبول فقط ( %50إلى أقل من )%65إلى إجمالي املتقدمني.
وميكن تعديل النسب السابقة مبا يجعلها أكثر متاشيا ً مع طبيعة التعليم قبل اجلامعة ،وإن
كانت النسب السابقة تبدو مقبولة.
(ب) استخدام نظام األوزان النسبية للتحويل بني مستويات النجاح السابقة أو غيرها وفقا ً
للهدف املنشود (عادة ما يتخذ الهدف اخلاص بالتعلم لإلتقان .)Mastery Learning
٭ فإذا كان الهدف املنشود هو أن يحصل كل طالب على % 85على األقل من املجموع
الكلي ،فيمكن أن حتدد نسبة حتقق الهدف املنشود باملعادلة التالية:
حيث إن:
(م)( ،ج ج)( ،ج)( ،ل) أع��داد الطالب احلاصلني على تقديرات :ممتاز ،جيد ج��داً ،جيد،
ومقبول على الترتيب.
األوزان ( )0.25( ،)0.50( ،)0.75أوزان نسبية مقترحة لتحويل التقديرات األقل من
ممتاز إلى التقدير املطلوب وهو في هذه احلالة تقدير (ممتاز).
وبالطبع تعتبر األوزان النسبية محل اجتهاد وهي قابلة للتعديل ،واملهم أن أي نسبة من
هذا النوع ستكون أفضل من مجرد النسبة التقليدية املستخرجة من قسمة عدد الناجحني
(على الرغم من تباينهم) على جملة أعداد املتقدمني لالمتحان.
173
اقتصاديات التعليم
٭ أما إذا كان الهدف املنشود هو جيد جدا ً على األقل ،فإن:
× 1.25م ( × 1 +جـ جـ) ( × 0.75 +جـ) ( × 0.50 +ل) نسبة حتقق هدف التعليم
× 100
إجمالي عدد املتقدمني لإلتقان (جيد جدا ً على األقل) =
٭ وفق هذا التعديل ،عادة ما يتوفر لنا ثالث نسب للنجاح:
األولى :هي النسبة التقليدية.
الثانية :على اعتبار أن املنشود هو التعلم لإلتقان مبستوى جيد جداً.
الثالثة :على اعتبار أن املنشود هو التعليم لإلتقان مبستوى ممتاز.
وعادة ما تنخفض النسب من األولى إلى الثانية ثم الثالثة ،وعادة أيضا ً ما يكون االنخفاض
كبيرا ً في حالة جناح معظم الطلبة ،ولكن مبستويات جناح متدنية.
فإذا ما نسبنا التكلفة إلى العدد احلقيقي للناجحني مبستوى متكن ممتاز ،أو جيد جداً،
يتضح لنا مدى الهدر احلقيقي للتكلفة.
وه��ذا اجت��اه نأمل التفكير فيه في ال��دول األعضاء مبكتب التربية العربي ل��دول اخلليج
لتكون رائدة في املنطقة العربية.
إن مالمح ه��ذا اإلط��ار املقترح قد جتعل منه إط��ارا ً موجها ً ومفيدا ً في رس��م سياسات
اإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه ،حاولنا فيها معاجلة األمور بدرجة وسط
بني اإلسهاب واإلجمال ،وميكن أن يكيف هذا اإلطار حسب ظروف كل دولة من الدول
األعضاء.
174
اجلزء الثاني :إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء
(1) UNESCO, Oslo Declaration, Eighth Meeting of High Level Group on
Education for all. Oslo, Norway, (16 - 18) December 2008.
(3) See: UNESCO, Statistical Yearbook, 1992, Paris: UNESCO, 1992, PP. 4 - 21.
( )4املركز العربي للبحوث التربوية لدول اخلليج ،مشغل اقتصاديات التعليم عن «متويل
التعليم واإلنفاق عليه في الدول األعضاء -دراسات حالة» ،املنامة مملكة البحرين،
( )8-6ربيع األول 1430ه �ـ ،املوافق ( )5-3م��ارس ،2009دراس��ة حاله دولة
اإلمارات العربية املتحدة ،ص.27
( )5املرجع السابق ،دراسة حالة دولة الكويت ،جدول (.)17
( )6يرجى مراجعة كالً من:
(أ) املرجع السابق ،دراسة حالة دولة اإلمارات العربية املتحدة ،ص.27
(ب) املركز العربي للبحوث التربوية ل��دول اخلليج ،برنامج اقتصاديات التعليم،
االجتاهات العاملية في متويل التعليم وواقعه في ال��دول األعضاء ،الكويت،
املركز العربي للبحوث التربوية لدول اخلليج ،ص.42
(7) Lyons, R., “Economics of Education”, International Review of Education,
Vol. 25, No. 3, 1979, p. 421.
( )9املركز العربي للبحوث التربوية لدول اخلليج ،برنامج اقتصاديات التعليم ،االجتاهات
العاملية في متويل التعليم وواقعه في الدول األعضاء ،مرجع سابق ،ص.41
( )10محمود عباس عابدين ،علم اقتصاديات التعليم احلديث ،ط ،2004 ،2ص.54
175
اقتصاديات التعليم
(11) Knight, B., Managing School Finance, London: Heine – Mann Educational
Books, 1983, p.96.
(12) Coombs, p. & Hallak, J., Cost Analysis in Education: A Tool for Policy and
Planning, London: Johns Hopkins University Press, 1987, p.13.
(13) Fielden, J., & Pearson, P.K., Costing Educational Practice, Leicester (G.B.):
Council For Educational Technology, 1978, p.30.
(16) Psacharopouls, G. & Sanyal, B.C., Higher Education and Employment: The
IIEP Experience in Five Lass Developed Countries, Paris: UNESCO/ IIEP,
1981, p.24.
،» دراسة إحصائية عاملية: «تخصيص املوارد املالية للتعليم، أوريفل. ف، أيشر.) ج17(
) أبريل/ (يناير، السنة السابعة،)19( العدد، التربية اجلديدة،ترجمة أنطون خوري
.129 -114 من ص،1980
: يرجى مراجعة،) ملزيد من التفاصيل بخصوص هذا الرأي والرأي اآلخر18(
(a) Birdsall, Nancy, “Public Spending on Higher Education in Developing
Countries: Too Much or Too Little”, Economics of Education Review,
Vol. 15, NO40, 7/ 29/ 2009, pp. 407 - 412.
مرجع، مشغل اقتصاديات التعليم،) املركز العربي للبحوث التربوية لدول اخلليج19(
.4 ص، دراسة حالة اليمن،سابق
.9 ص،) املرجع السابق20(
176
إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء:اجلزء الثاني
(24) See. Chubb, J.E.and Moe, T.M., Politics, Markets and America’s Schools,
Washington, DC.: The Brookings Institution, 1990.
(a) Goodlad, J.I., A Place Called School: Prospects for the Future, New York:
McCraw – Hill, 1984, p.310.
(b) Lee,V.E., and Smith, J.B., “High School Size: Which Works Better and
for Whom?”, Educational Evaluation and Policy Analysis, Vol.19, No.3,
Fall 1997, pp. 217 - 227.
(a) Finn, J.D. & Achihles, C.M., “Answers and Questions about Class Size:
A Statewide Experiment“, American Educational Research Journal,
Vol. 27, 1990, pp.557 - 577.
177
اقتصاديات التعليم
(b) Card, D.& Krueger, A.B., “Does School Quality Matter? Returns to
Education and the Characteristics of Public Schools in the United
States”, Journal of Political Economy, Vol.10, 1992,pp.1 - 40.
(d) Lewin, K., Education in Austerity: Options for Planners. Paris. IIEP
1987.
واملرجع الرابع بدعم،املراجع الثالثة األولى بدعم من البنك الدولي مبؤسساته املتعددة
.من هيئة التنمية الدولية السويدية
(37) Mathews, R.L., “Patterns of Educational Finance“, Australian Economic
Papers, Vol.12, 1973, p.145.
178
إطار مرجعي لإلنفاق على التعليم ومتويله واالستثمار فيه في الدول األعضاء:اجلزء الثاني
(41) See:
(d) ”Students Loans in Higher Education: Western Europe and the USA“,
Educational Forum No.1, Paris: IIEP, 1990.
179
اقتصاديات التعليم
(44) See:
180