‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻛﻭﻓﺔ‬

‫ﻛﻠﻳﺔ ﺍﻟﻬﻧﺩﺳﺔ‬
‫ﻗﺳﻡ ﻫﻧﺩﺳﺔ ﺍﻟﻌﻣﺎﺭﺓ‬

‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ‬

‫ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻳﻥ ﺗﺣﺕ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻻﺟﻧﺑﻲ‬

‫ﺍﻟﻣﺣﺎﺿﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﺭﺓ‬
‫ﻡ‪ .‬ﻧﻘﺎء ﻧﺿﺎﻝ ﺧﺿﻳﺭ‬
 ‫ﺍﻻﺧﻤﻴﻨﻴﻮﻥ –ﺍﻟﻔﺮﺱ‪-‬‬
‫ﻟﻘﺩ ﺍﻧﺗﻬﻰ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ ﻭﺩﺧﻝ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻋﻬﻭﺩ ﺍﻻﺣﺗﻼﻝ ﺍﻻﺟﻧﺑﻲ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻬﺩ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻲ ﻣﻧﺫ ﻋﺎﻡ ‪ ٥٣٩‬ﻕ‪ .‬ﻡ ‪ .‬ﺣﻳﺙ ﺃﺻﺑﺢ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻻﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺣﻛﻡ ﺍﻻﺟﻧﺑﻲ ﺣﺗﻰ ﺗﺣﺭﻳﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻳﺩ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺳﺎﺑﻊ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ‪.‬‬
‫ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﻳﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺑﺎﺋﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻳﺔ ﺍﻟﻬﻧﺩﻭ–ﺍﻭﺭﺑﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﻓﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻳﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻁﻠﻊ ﺍﻷﻟﻑ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ‬ ‫•‬
‫ﻭﺍﺳﺗﻘﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻟﺟﻧﻭﺑﻲ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ ﻣﻥ ﺍﻳﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺟﺯء ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻌﺭﻑ ﺑﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ﺳﻣﻳﺕ ﺍﻟﺳﻼﻟﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ‬
‫ﻧﺳﺑﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺅﺳﺳﻬﺎ ﺍﻻﻭﻝ ﻫﺎﺧﻣﺎﻧﻳﺵ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﺗﻣﻛﻧﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺳﻼﻟﺔ ﺧﻼﻝ ﻓﺗﺭﺓ ﻗﺻﻳﺭﺓ ﻣﻥ ﺗﺄﺳﻳﺱ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻭﻳﺔ ﺷﻣﻠﺕ‬
‫ﻣﻌﻅﻡ ﺃﻧﺣﺎء ﺍﻳﺭﺍﻥ ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﻗﺿﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻣﻳﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺷﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ ﻣﻥ ﺍﻳﺭﺍﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻳﻼﻣﻳﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺟﻧﻭﺏ ﺍﻳﺭﺍﻥ ﻭﺗﻣﻛﻧﺕ ﺑﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻳﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻅﻡ ﺃﻧﺣﺎء ﺍﻟﺷﺭﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ‪.‬‬
‫ﺗﻣﻛﻥ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﻭﻥ ﻣﻥ ﺇﻧﺷﺎء ﺍﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﻣﺗﺭﺍﻣﻳﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ‪ ،‬ﺍﺫ ﺍﻧﻬﻡ ﺣﻛﻣﻭﺍ ﻛﻝ ﻣﻥ ﺑﺎﺑﻝ ﻭﻣﺻﺭ‬ ‫•‬
‫ﻭﺍﻳﺭﺍﻥ ﻭﻓﻠﺳﻁﻳﻥ ﻭﻟﻳﺑﻳﺎ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﺍﻣﺗﺩﺕ ﺍﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺗﻬﻡ ﺣﺗﻰ ﻭﺻﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺷﺭﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ‪ ،‬ﻭ ﺗﻣﻛﻧﺕ ﺃﻳﺿﺎ ﻣﻥ‬
‫ﻋﺑﻭﺭ ﺍﻟﺑﺣﺭ ﺍﻟﻣﺗﻭﺳﻁ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺩ ﺍﺳﺗﻐﻝ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺯﻋﻳﻣﻬﻡ ﻛﻭﺭﺵ ﺍﻟﻌﻅﻳﻡ –ﻛﻭﺭﺵ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ‪ -‬ﺗﺭﺩﻱ ﺍﻻﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﻭﺳﻳﺎﺩﺓ‬ ‫•‬
‫ﺍﻻﺭﺗﺑﺎﻙ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻳﺔ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻛﺫﻟﻙ ﻛﺎﻥ ﻟﻭﺟﻭﺩ ﺍﻟﻳﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻝ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﺧﺎﻧﻭﺍ ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻳﻳﻥ ﻭﺳﺎﻋﺩﻭﺍ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﻳﻥ ﻭﺃﺭﺷﺩﻭﻫﻡ ﺍﻟﻰ ﻣﺳﺎﻟﻙ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻳﻧﺔ ﻭﻗﺎﻣﻭﺍ ﺑﺩﻭﺭ ﺩﻋﺎﺋﻲ ﻟﻼﺧﻣﻳﻧﻳﻳﻥ ﻭﻫﻳﺄﻭﺍ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺟﻭ ﺍﻟﻣﻧﺎﺳﺏ ﻭﺑﺫﻟﻙ ﻣﻬﺩ ﺍﻟﻁﺭﻳﻖ ﻟﻠﻐﺯﺍﺓ ﺍﻷﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﺫﻳﻥ‬
‫ﺗﻭﺟﻬﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺑﺎﺑﻝ ﺑﻌﺩ ﺃﻥ ﻧﻘﺽ ﻣﻠﻛﻬﻡ ﻛﻭﺭﺵ ﺍﻟﺣﻠﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻳﻧﻪ ﻭﺑﻳﻥ ﻣﻠﻙ ﺑﺎﺑﻝ ﻧﺑﻭﻧﺎﺋﻳﺩ ﻭﺃﻧﻬﻰ ﺣﻛﻡ‬
‫ﺩﻭﻟﺔ ﺑﺎﺑﻝ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ ﻋﺎﻡ ‪ ٥٣٩‬ﻕ‪ .‬ﻡ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺑﺫﻟﻙ ﺗﺣﺕ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ‪.‬‬
‫ﻗﺎﻡ ﻛﻭﺭﺵ ﺑﻣﻛﺎﻓﺄﺓ ﺍﻟﻳﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋﺩﺗﻬﻡ ﻟﻪ ﻭﺧﻳﺎﻧﺗﻬﻡ ﻟﻠﺑﺎﺑﻠﻳﻳﻥ ﺑﺄﻥ ﺃﺟﺯﻝ ﺍﻟﻌﻁﺎء ﻋﻠﻳﻬﻡ ﻭﺳﻣﺢ ﻟﻬﻡ‬ ‫•‬
‫ﺑﺎﻟﺭﺟﻭﻉ ﺍﻟﻰ ﺃﻭﺭﺷﻠﻳﻡ ﺍﻥ ﻫﻡ ﺭﻏﺑﻭﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ‪.‬‬
‫ﺍﻥ ﺍﻟﺳﻳﻁﺭﺓ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻁﺭ ﻟﻡ ﻳﻛﻥ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ‪-‬ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻳﺔ ﺍﻻﺷﻭﺭﻳﺔ‪ -‬ﺑﻝ ﻅﻠﺕ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ‪-‬‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻳﺔ ﺍﻻﺷﻭﺭﻳﺔ‪ -‬ﻣﺯﺩﻫﺭﺓ ﺑﻝ ﺳﺎﻋﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻓﻲ ﺍﻧﺗﺷﺎﺭ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﻘﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ ﺍﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ ﺍﻻﺧﺭﻯ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺗﺣﺕ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻲ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺃﺣﻭﺍﻟﻪ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﺻﻠﺕ ﺍﻟﻰ‬ ‫•‬
‫ﻗﻣﺔ ﻣﺟﺩﻫﺎ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ‪ ،‬ﻟﻡ ﺗﺗﻐﻳﺭ ﺗﻐﻳﺭﺍ ً ﺟﻭﻫﺭﻳﺎ ً ﺑﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻛﻳﺎﻥ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻳﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﻻﻥ ﺣﺿﺎﺭﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻳﻥ ﻛﺎﻧﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺑﻳﺭﺓ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺭﻗﻲ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬
‫ﺑﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺱ‪.‬‬
‫ﺑﻝ ﺍﻥ ﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻳﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ ﻛﺎﻧﺕ ﺃﻗﻝ ﺗﻘﺩﻣﺎ ً ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺿﻣﺎﺭ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻱ ﻣﻥ ﺣﺿﺎﺭﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻳﻥ ﺑﻝ‬ ‫•‬
‫ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻲ ﻗﺩ ﺍﻗﺗﺑﺳﻭﺍ ﺍﻟﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﻅﻡ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻧﻳﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺳﺎﺋﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺩ ﺍﺗﺑﻌﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻭﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻗﺎﻟﻳﻡ ﺍﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ ﺍﻵﺷﻭﺭﻱ ﻓﻛﺎﻥ‬ ‫•‬
‫ﻳﺣﻛﻡ ﻛﻝ ﻭﻻﻳﺔ ﺣﺎﻛﻡ ﻓﺎﺭﺳﻲ ﻳﻌﻳﻧﻪ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺳﺅﻭﻻً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺍﺗﺑﻊ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻲ ﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺑﺭﻳﺩ ﺍﻻﺷﻭﺭﻱ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﻭﺗﻣﻳﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺻﺭ ﺑﺎﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻵﺭﺍﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﺧﻁ ﺍﻵﺭﺍﻣﻲ ﻭﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻣﻬﺎ ﻛﻠﻐﺔ ﺭﺳﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻵﺭﺍﻣﻳﺔ ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻓﻲ ﺃﺻﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻧﻔﺱ ﺍﻷﺻﻝ ﺍﻟﺫﻱ ﺗﻧﺗﻣﻲ ﺍﻟﻳﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻛﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻭﻅﻝ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻛﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺧﻁ ﺍﻟﻣﺳﻣﺎﺭﻱ ﺳﺎﺋﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺻﺭ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻛﺗﺑﺔ‬
‫ﻭﻋﻠﻣﺎء ﺍﻟﻔﻠﻙ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺩﻳﻥ ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻳﻳﻥ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ‪.‬‬
‫ﻭﻛﺫﻟﻙ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﻳﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻳﺔ ﻭﺍﻟﺧﻁ ﺍﻟﻣﺳﻣﺎﺭﻱ ﺣﻳﺙ ﺗﻡ ﺍﻟﻌﺛﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﻁﻭﻁﺔ‬ ‫•‬
‫ﻣﺳﻣﺎﺭﻳﺔ ﻣﻥ ﺯﻣﻥ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺩﺍﺭﺍ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﺣﻭﺗﺎﺕ ﺍﻟﺟﺑﻠﻳﺔ ﺍﻟﻣﺷﻬﻭﺭﺓ ﺑﺎﺳﻡ ﺣﺟﺭ ﺑﻬﺷﻭﺍﻥ ﺍﻟﻣﻁﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻳﻖ‬
‫ﺑﻳﻥ ﻛﺭﻣﻧﺷﺎﻩ ﻭﻫﻣﺩﺍﻥ ﻭﻳﻅﻬﺭ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﺧﻁ ﺍﻟﻣﺳﻣﺎﺭﻱ ﻛﺗﺏ ﺑﺛﻼﺙ ﻟﻐﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻛﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﻳﻼﻣﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺩ ﺍﺳﺗﻣﺭﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﻟﻧﻣﻭ ﻭﻻﺳﻳﻣﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻔﻠﻙ ﻭﺍﻟﺭﻳﺎﺿﻳﺎﺕ ﻭﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻳﺔ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺑﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺩ ﺑﺩﺃ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﻧﻘﻭﺩ ﺍﻟﻣﺳﻛﻭﻛﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺭﺓ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺑﺎﺑﻝ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻬﺩ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﺃﻣﺎ ﺑﻼﺩ ﺑﺎﺑﻝ ﻓﻘﺩ ﻅﻠﺕ ﺗﺣﻛﻡ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭﻫﺎ ﻭﻻﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﻳﻥ ﻣﻥ ‪ ٥٣٩‬ﻕ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﻡ ﺍﻟﻰ ‪ ٣٣١‬ﻕ‪ .‬ﻡ ﻭﻗﺩ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺣﻛﺎﻡ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺧﻼﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﻛﺳﺏ ﻭﺩ ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻳﻳﻥ‪:‬‬
‫ﺍﺫ ﻗﺎﻡ ﻛﻭﺭﺵ ﺑﺎﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺩﻳﻥ‪ ،‬ﻭﻗﺭﺏ ﺍﻟﻘﺭﺍﺑﻳﻥ ﻟﻼﻟﻬﻳﻥ ﻣﺭﺩﻭﺥ ﻭﺳﻥ‪،‬‬ ‫•‬
‫ﻭﺍﻋﻁﻰ ﺍﻟﻳﻬﻭﺩ ﺣﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺩﺱ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺩﺍﺭﺍ ﺑﺗﺟﺩﻳﺩ ﻣﻌﺑﺩ )ﺍﻱ –ﺍﻧﺎ( ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺭﻛﺎء‪ ،‬ﻭﺍﺗﺧﺫ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺑﺎﺑﻝ ﻣﻘﺭﺍ ﺷﺗﻭﻳﺎ ﻟﻪ‬ ‫•‬
‫ﻓﻲ ﺑﻌﺽ ﺍﻻﺣﻳﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺷﻳﺩ ﻓﻳﻬﺎ ﺩﺍﺭﺍ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ ﻭﻗﺻﺭﺍ ﻟﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﺍﺧﺭ ﻟﺳﻛﻧﺎﻩ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺑﻧﺎﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﻳﻁﻠﻖ ﻋﻠﻳﻬﺎ –ﺍﺑﺎﺩﻧﺎ‪ -‬ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﻣﺣﺎﺫﺍﺓ ﻗﺻﺭ ﻧﺑﻭﺧﺫﻧﺻﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻣﻧﻪ‬
‫ﻛﻣﺎ ﻟﺟﺄﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻝ ﻭﻛﻬﻧﺗﻬﻡ ﺍﻟﻣﺟﻭﺱ ﻭﺃﻋﻁﻳﺕ ﻟﻬﻡ ﺍﻣﺗﻳﺎﺯﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ‬ ‫•‬
‫ﺣﻳﻥ ﻓﺭﺿﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﻛﺎﻥ ﺍﻟﻣﺣﻠﻳﻳﻥ ﺍﻟﺿﺭﺍﺋﺏ ﺍﻟﺑﺎﻫﺿﺔ‪.‬‬
‫ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻷﺣﻭﺍﻝ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻝ ﺗﺯﺍﺩ ﺳﻭءﺍ ﺳﻧﺔ ﺑﻌﺩ ﺃﺧﺭﻯ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻧﺗﺎﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ ﺿﻌﻑ‬ ‫•‬
‫ﻋﺎﻡ ﻭﺗﺭﺩﺕ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺩ ﺻﺎﺩﻑ ﺍﻟﺿﻌﻑ ﻭﺍﻻﺭﺗﺑﺎﻙ ﻭﺍﻟﺗﺩﻫﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻳﺔ‪ ،‬ﻅﻬﻭﺭ‬ ‫•‬
‫ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻥ ﻭﻗﻳﺎﻡ ﺍﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻳﺔ ﺑﺯﻋﺎﻣﺔ ﻓﻳﻠﻳﺏ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻲ ﻭﺍﺑﻧﻪ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﻗﺎﺋﺩﻫﺎ ﺍﻟﺷﻬﻳﺭ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺟﻪ ﻫﻣﻪ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ ﺣﻳﺙ ﻗﺎﻡ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻲ ﺑﻣﺣﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻣﻠﻙ‬
‫ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻲ ﺩﺍﺭﺍ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﻓﻲ ﻛﻭﻛﻣﻳﻠﺔ ﻭﺍﻧﺗﺻﺭ ﻋﻠﻳﻪ ﻋﺎﻡ ‪ ٣٣١‬ﻕ‪ .‬ﻡ ﺣﻳﺙ ﺗﻭﺟﻪ‬
‫ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻲ ﺑﻌﺩ ﺍﻧﺗﺻﺎﺭﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺑﻝ ﻓﺎﺳﺗﺳﻠﻡ ﻟﻪ ﺣﺎﻛﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻭﺑﺫﻟﻙ ﺗﻣﻛﻥ‬
‫ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ ﻭﺳﻳﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻝ ﻋﺎﻡ ‪ ٣٣١‬ﻕ‪ .‬ﻡ‪.‬‬
 ‫ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﻗﺩ ﺍﻋﺗﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻲ ﺑﻌﺩ ﺍﻏﺗﻳﺎﻝ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﻓﻳﻠﻳﺏ ﺍﻻﻭﻝ ﻭﺫﻟﻙ ﻋﺎﻡ‬ ‫•‬
‫‪ ٣٣٦‬ﻕ ‪.‬ﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻧﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﺳﻥ ﺍﻟﻌﺷﺭﻳﻥ ﻭﻗﺩ ﺍﺧﺫ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗﻧﻔﻳﺫ ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻉ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺑﺩﺍ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﻭﻫﻭ‬
‫ﻏﺯﻭ ﺍﻟﺷﺭﻕ ﻭﺍﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺩﺍ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺣﻣﻠﺗﻪ ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻳﺷﻪ ﻳﺿﻡ ﺣﻭﺍﻟﻲ ﺛﻼﺛﻳﻥ ﺍﻟﻔﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺷﺎﺓ ﻭﺧﻣﺳﺔ ﺍﻻﻑ ﻣﻥ ﺍﻟﻔﺭﺳﺎﻥ‬ ‫•‬
‫ﻓﻘﻁ‪ ،‬ﺑﻳﻧﻣﺎ ﺗﺟﺎﻭﺯ ﻋﺩﺩ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﺟﻳﺵ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻲ ﺍﻟﻧﺻﻑ ﻣﻠﻳﻭﻥ ﺭﺟﻝ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﻫﺫﺍ ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻣﺣﻳﻁﺔ‬
‫ﺑﺣﻣﻠﺔ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ ﺍﻧﺗﺻﺎﺭﻫﺎ‪ ،‬ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻗﻭﺓ ﺷﺧﺻﻳﺔ ﻭﻗﻳﺎﺩﺓ ﻭﺣﺳﻥ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﻧﻔﺳﻪ ﻭﻗﻭﺓ‬
‫ﻗﻭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻳﺔ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﻣﺗﺣﺩﺓ‪ ،‬ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻣﻌﻧﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺟﻳﺵ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﺭﺗﻔﻌﺔ ﺟﺩﺍ ﺑﻌﺩ ﺍﻥ‬
‫ﺣﻘﻘﺕ ﺍﻧﺗﺻﺎﺭﺍﺕ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺿﺩ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻟﻠﻳﻭﻧﺎﻥ ﻭﺑﻌﺩ ﺍﻥ ﺗﻣﺭﺱ ﺍﻟﺟﻳﺵ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺟﻳﺵ‬
‫ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻭﺗﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻭﺍﻁﻥ ﺿﻌﻔﻪ ﻭﻗﻭﺗﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺍﻣﺗﺎﺯ ﺍﻟﺟﻳﺵ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻲ ﺑﺗﻧﻅﻳﻣﻪ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩ‪ ،‬ﻭﺗﺩﺭﻳﺑﻪ ﻭﻓﺎﻋﻠﻳﺔ‬
‫ﺍﺳﻠﺣﺗﻪ‪ ،‬ﻳﻘﺎﺑﻝ ﺫﻟﻙ ﺿﻌﻑ ﻭﺗﺩﻫﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ ﺑﺻﻭﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺍﻧﻐﻣﺎﺱ ﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺭﻑ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﻔﺎﺳﺩ ﻭﺍﻟﺩﺳﺎﺋﺱ ﻭﺍﻟﻣﺅﺍﻣﺭﺍﺕ ﻭﺍﻧﻬﻳﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺟﻳﺵ ﻭﺛﻭﺭﺍﺕ ﻭﺗﻣﺭﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﺭﺟﺎء‬
‫ﺍﻻﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ‪ .‬ﺍﺩﺕ ﻛﻝ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﺗﺻﺎﺭ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ‬
‫ﺿﺩ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﻥ‪.‬‬
‫ﻋﺎﺩ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺍﻟﻰ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺑﺎﺑﻝ ﺑﻌﺩ ﺗﺳﻊ ﺳﻧﻭﺍﺕ ﻣﻥ ﻓﺗﺣﻬﺎ ﻭﺍﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﺟﻌﻝ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﻣﻌﻅﻣﺔ ﻭﻣﺭﻛﺯﺍ ﻣﻥ‬ ‫•‬
‫ﻣﺭﺍﻛﺯ ﺍﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺗﻪ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭﺓ ﻭﺑﺎﺷﺭ ﻓﻲ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ﻏﻳﺭ ﺍﻧﻪ ﻣﺭﺽ ﻣﺭﺿﺎ ﻣﻔﺎﺟﺋﺎ ﻟﻡ ﻳﻣﻬﻠﻪ ﻁﻭﻳﻼ ﺗﻭﻓﻲ‬
‫ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻗﺻﺭ ﻧﺑﻭﺧﺫﻧﺻﺭ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ‪ ١٣‬ﺣﺯﻳﺭﺍﻥ ‪ ٣٢٣‬ﻕ ‪ .‬ﻡ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺳﻥ ﺍﻟﺛﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺛﻼﺛﻳﻥ‪.‬‬
‫ﺗﻭﻓﻲ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﺑﻌﺩ ﺍﻥ ﺳﻳﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ ﻭﺍﻻﻗﺎﻟﻳﻡ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻳﺔ‬ ‫•‬
‫ﻭﺯﺍﺩ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺑﻣﺩ ﻓﺗﻭﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻗﺎﻟﻳﻡ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﺍﺧﺭﻯ ﻭﻟﻡ ﻳﺧﻠﻑ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﻭﺭﻳﺛﺎ ﻳﺗﻣﻛﻥ ﻣﻥ ﺍﻋﺗﻼء ﻋﺭﺵ‬
‫ﺍﻻﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﻛﻣﺎ ﻟﻡ ﺗﻛﻥ ﺍﻟﺳﻧﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻳﻠﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺿﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﻔﺗﻭﺡ ﺍﻟﻌﺳﻛﺭﻳﺔ ﻛﺎﻓﻳﺔ ﻻﻥ ﻳﺿﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﺳﺱ‬
‫ﻭﺩﻋﺎﺋﻡ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻺﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﺳﺳﻬﺎ ﻓﻛﺎﻧﺕ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﺟﺎﺋﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﺳﺑﺎﺏ ﺗﻣﺯﻕ ﺍﻻﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻧﻘﺳﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻭﻣﺣﺎﻭﻟﺔ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺍﻻﺳﺗﻘﻼﻝ ﻛﻝ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﻠﻳﻡ ﺍﻭ ﺍﻟﺑﻠﺩ ﺍﻟﻣﻌﻳﻥ ﻓﻳﻪ‪.‬‬
 ‫ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻗﻲ‬
‫ﺑﻌﺩ ﺣﺭﻭﺏ ﻗﺎﺳﻳﺔ ﻭﺻﺭﺍﻉ ﻁﻭﻳﻝ ﺍﺳﺗﻣﺭ ﺣﻭﺍﻟﻲ ﺍﺭﺑﻌﻳﻥ ﺳﻧﺔ ﻣﻥ ﺑﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺍﻗﺗﺳﻡ ﺍﻻﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫•‬
‫ﻣﻥ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻣﺷﻬﻭﺭﻳﻥ ﺍﺳﺳﻭﺍ ﺛﻼﺙ ﻣﻣﺎﻟﻙ ﺍﻭ ﺩﻭﻝ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻏﻳﺭ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﺗﻧﺎﺣﺭﺓ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺳﻭﺭﻳﺎ‬
‫ﻭﺍﻳﺭﺍﻥ ﻭﺑﻌﺽ ﺍﺟﺯﺍء ﺍﺳﻳﺎ ﺍﻟﺻﻐﺭﻯ ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﺗﺣﺕ ﺳﻳﻁﺭﺓ ﺳﻠﻭﻗﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻗﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺑﻳﻧﻣﺎ ﻭﻗﻌﺕ ﻣﺻﺭ ﺗﺣﺕ ﺳﻳﻁﺭﺓ ﺑﻁﻠﻳﻣﻭﺱ ﺍﻣﺎ ﺍﻧﺗﻳﻛﻭﻧﺱ ﻓﻘﺩ ﺍﺧﺫ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻥ ﻭﻣﻘﺩﻭﻧﻳﺎ ﻭﺍﻻﺟﺯﺍء ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ ﻣﻥ‬ ‫•‬
‫ﺍﺳﻳﺎ ﺍﻟﺻﻐﺭﻯ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺗﺩﺕ ﻣﻣﻠﻛﺔ ﺳﻠﻭﻗﺱ ﻣﻥ ﺗﺧﻭﻡ ﺍﻟﻬﻧﺩ ﺍﻟﻰ ﺣﺩﻭﺩ ﻣﺻﺭ ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺑﺫﻟﻙ ﺍﻫﻡ ﻭﺍﻭﺳﻊ ﺍﻟﺩﻭﻝ ﺍﻟﺛﻼﺙ ﺍﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﺕ‬ ‫•‬
‫ﺍﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻡ ﻳﺳﺗﺗﺏ ﺍﻻﻣﺭ ﻟﺳﻠﻭﻗﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺣﺗﻰ ﻋﺎﻡ ‪ ٣١١‬ﻕ‪.‬ﻡ‪ ،‬ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺣﺗﻰ ﻋﺎﻡ ‪١٢٦‬‬ ‫•‬
‫ﻕ‪.‬ﻡ ﺍﻱ ﺍﻧﻪ ﺩﺍﻡ ﻣﺎ ﻳﻘﺭﺏ ﻣﻥ ﻣﺎﺋﺗﻲ ﻋﺎﻡ‪.‬‬
‫ﻧﻅﺭﺍ ﻻﺗﺳﺎﻉ ﺭﻗﻌﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻳﺔ ﻭﺻﻌﻭﺑﺔ ﺍﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﻣﺭﻛﺯ ﻭﺍﺣﺩ ﻓﻘﺩ ﺍﻧﻘﺳﻣﺕ ﻣﻧﺫ ﻧﺷﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻗﺳﻣﻳﻥ‬ ‫•‬
‫ﺭﺋﻳﺳﻳﻥ ﺿﻡ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻻﻗﺎﻟﻳﻡ ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﺳﺳﺕ ﻟﻪ ﻋﺎﺻﻣﺔ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﻫﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺳﻠﻭﻗﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺭ ﺩﺟﻠﺔ ﺑﻳﻧﻣﺎ‬
‫ﺿﻡ ﺍﻟﻘﺳﻡ ﺍﻻﺧﺭ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺷﺎﻡ ﻭﺑﻌﺽ ﺍﺟﺯﺍء ﺍﺳﻳﺎ ﺍﻟﺻﻐﺭﻯ ﻭﺍﺳﺳﺕ ﻟﻪ ﻋﺎﺻﻣﺔ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﺍﺧﺭﻯ ﻫﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺍﻧﻁﺎﻛﻳﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﺳﺗﻘﺭ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺳﻠﻭﻗﺱ ﻓﻲ ﺍﻧﻁﺎﻛﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ ﺑﻳﻧﻣﺎ ﻋﻳﻥ ﺍﻧﻁﻳﻭﺧﺱ ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻻﻗﺎﻟﻳﻡ ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ‪.‬‬
‫ﺗﻭﺍﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻲ ﻣﻥ ﺑﻌﺩ ﺍﻏﺗﻳﺎﻝ ﺳﻠﻭﻗﺱ ﺍﻻﻭﻝ ﺛﻣﺎﻧﻳﺔ ﻋﺷﺭ ﻣﻠﻛﺎ ﺣﻣﻝ ﻣﻌﻅﻣﻬﻡ ﺍﺳﻡ ﺳﻠﻭﻗﺱ ﺍﻭ‬ ‫•‬
‫ﺍﻧﻁﻳﻭﺧﺱ ﻭﻛﺎﻡ ﻣﻌﻅﻣﻬﻡ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻠﻭﻙ ﺍﻟﺿﻌﻔﺎء ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻟﻡ ﻳﺗﻣﻛﻧﻭﺍ ﻣﻥ ﺗﺛﺑﻳﺕ ﺳﻠﻁﺎﻧﻬﻡ ﻭﻻ ﺳﻳﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺎﻟﻳﻡ‬
‫ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺻﺭﺍﻉ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻳﻳﻥ ﻭﺍﻟﺑﻁﺎﻟﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺷﺩﻩ ﺣﺗﻰ ﺍﺳﺗﻁﺎﻉ ﺍﻧﻁﻳﻭﺧﺱ‬
‫ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﺍﻥ ﻳﺿﻡ ﺍﻟﺳﺎﺣﻝ ﺍﻟﻔﻳﻧﻳﻘﻲ ﻭﺑﻼﺩ ﻓﻠﺳﻁﻳﻥ ﺍﻟﻰ ﻣﻣﻠﻛﺗﻪ ﻭﻳﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺛﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺎﻟﻳﻡ‬
‫ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﻭﻳﻧﺗﺻﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﺍﺭﺷﺎﻕ ﻣﺅﺳﺱ ﺍﻟﺳﻼﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻭﺑﻌﺩ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺩﺏ ﺍﻟﺿﻌﻑ ﻭﺍﻻﻧﺣﻼﻝ ﻓﻲ‬
‫ﺟﺳﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻳﺔ ﻭﻭﻗﻌﺕ ﺍﻻﺟﺯﺍء ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣﺕ ﻧﻔﻭﺫ ﺍﻟﺳﻼﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﺍﻟﺟﺩﻳﺩﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻣﻥ‬
‫ﺍﻻﻗﺎﻟﻳﻡ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﺗﺣﺕ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﻣﺎ ﺑﻳﻥ ‪ ١٣٩‬ﻕ‪.‬ﻡ ﻭ‪ ١٢٦‬ﻕ‪.‬ﻡ‪.‬‬
 ‫ﺍﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺗﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻗﻲ‬
‫ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺗﺣﺕ ﺍﻟﻧﻔﻭﺫ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻲ ﻭﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻫﻣﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺗﻳﻥ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ‬ ‫•‬
‫ﻭﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻻﻭﻝ ﻣﺭﺓ ﺗﺣﺕ ﺳﻳﻁﺭﺓ ﺍﻻﻗﻭﺍﻡ ﺍﻻﻏﺭﻳﻘﻳﺔ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ ﻭﺗﺑﻊ ﺫﻟﻙ ﺗﻐﻳﻳﺭﺍﺕ ﺳﻳﺎﺳﻳﺔ‬ ‫•‬
‫ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻑ ﺍﻧﺣﺎء ﺍﻟﺷﺭﻕ ﺍﻻﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ‪.‬‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻳﺔ ﻓﻛﺎﻥ ﺍﻟﺗﺎﺛﻳﺭ ﺍﻛﺛﺭ ﻋﻣﻘﺎ ﻭﻭﺿﻭﺣﺎ ﻟﻳﺱ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﺣﺳﺏ ﺑﻝ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺍﺕ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﺑﺻﻭﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻘﺩ ﺷﻬﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﺻﺭﺍﻋﺎ ﺣﺿﺎﺭﻳﺎ ﻋﻧﻳﻔﺎ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻻﻏﺭﻳﻘﻳﺔ ﺍﻟﻬﻠﻳﻧﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ‬
‫ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﻭﺧﻠﻔﺎﺅﻩ ﻭﺑﻳﻥ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﺍﻟﻌﺭﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻣﺻﺭ ﻭﺳﻭﺭﻳﺎ ﻭﺍﻳﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺍﻣﺗﺩﺕ ﺟﺫﻭﺭﻫﺎ‬
‫ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻑ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻧﻳﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻥ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺻﺭﺍﻉ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻱ ﺍﻟﻁﻭﻳﻝ ﺍﺫ ﺍﻣﺗﺯﺟﺕ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺑﻳﺔ ﺑﺎﻟﺣﺿﺎﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﻭﻋﻣﺕ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﺔ ﺣﺿﺎﺭﺓ ﻣﺭﻛﺑﺔ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﻋﺭﻓﺕ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻣﺅﺭﺧﻳﻥ ﺑﺎﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻠﻧﺳﺗﻳﺔ ﺍﻱ ﺍﻟﺷﺑﻳﻬﺔ ﺑﺎﻟﻬﻳﻠﻳﻧﻳﺔ‬
‫ﺍﻋﺗﻣﺩﺕ ﺍﻻﺳﺱ ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﻭﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻻﺳﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻛﺗﺳﺑﺕ ﻁﺑﻌﺎ ﻳﻭﻧﺎﻧﻳﺎ ﺟﺩﻳﺩﺍ‪.‬‬
‫ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻛﺎﻧﺕ ﻓﺗﺭﺓ ﺍﻟﺳﻳﻁﺭﺓ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺍﻟﺟﺳﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺑﺭﺕ ﻣﻥ ﺧﻼﻟﻪ ﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ‬ ‫•‬
‫ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ ﻭﺍﻟﻣﺻﺭﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﺳﻡ ﺍﻟﻐﺭﺑﻲ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ ﻓﻛﺎﻧﺕ ﺍﺳﺎﺳﺎ ﻣﺗﻳﻧﺎ ﻗﺎﻣﺕ‬
‫ﻋﻠﻳﻪ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﺑﻌﺩﻫﺎ ﻭﻗﺩ ﺍﺳﻬﻡ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻁﻭﻳﺭ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ‬
‫ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺏ ﺟﺩﻳﺩ ﺣﺗﻰ ﻧﺳﺑﻬﺎ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﺍﻟﻳﻬﻡ ﺧﻁﺄ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺎﺕ ﺍﻻﺛﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ ﺍﺛﺑﺗﺕ ﺍﺻﻭﻝ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ‬
‫ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺷﺭﻗﻳﺔ ﺳﻭﺍء ﺍﻛﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻟﻛﻳﻣﻳﺎء ﻭﺍﻟﺭﻳﺎﺿﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻠﻙ ﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻭﻥ ﻭﺍﻟﻧﻅﻡ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﺍﻭ ﻏﻳﺭﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺧﻠﻑ ﻟﻧﺎ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻣﺳﻣﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻣﻬﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﻛﺗﺷﻔﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺩﻥ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬ ‫•‬
‫ﻭﺿﻣﺕ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻭﻧﺻﻭﺻﺎ ﺍﺩﺑﻳﺔ ﻭﻟﻐﻭﻳﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻏﻳﺭ ﺍﻥ ﺍﻫﻡ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻲ‬
‫ﻫﻲ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﺭﻳﺎﺿﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﻛﻳﺔ ﻭﺗﺷﻳﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻰ ﺗﻘﺩﻡ ﻛﺑﻳﺭ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺭﻳﺎﺿﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻠﻙ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻫﺗﺩﺍء‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﻳﻥ ﺍﻟﻘﺩﻣﺎء ﺍﻟﻰ ﻁﺭﻳﻘﺔ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﺻﻔﺭ ﻻﻭﻝ ﻣﺭﺓ‪.‬‬
‫ﻣﻥ ﺍﻫﻡ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﺍﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻟﻧﺎ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻲ ﻫﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺳﻠﻭﻗﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺭ ﺩﺟﻠﺔ ﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺍﻟﻳﻭﻡ ﺑﺗﻝ ﻋﻣﺭ ﻣﻘﺎﺑﻝ‬ ‫•‬
‫ﻣﺩﻳﻧﺔ ﻁﻳﺳﻔﻭﻥ –ﺍﻟﻣﺩﺍﺋﻥ‪ -‬ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺳﻠﻭﻗﻳﺔ ﻣﻥ ﻛﺑﺭﻯ ﻣﺩﻥ ﺍﻟﺷﺭﻕ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ ﻭﺍﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﺔ ﻟﻣﺩﻳﻧﺔ ﺑﺎﺑﻝ ﻭﻗﺩ ﻭﺻﻝ‬
‫ﻋﺩﺩ ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻧﺻﻑ ﻣﻠﻳﻭﻥ ﻧﺳﻣﺔ ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﻣﺩﻳﻧﺔ ﻗﺩ ﺷﻳﺩﺕ ﻭﻓﻖ ﻣﺧﻁﻁﺎﺕ ﻫﻧﺩﺳﻳﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻻﺗﻘﺎﻥ‬
‫ﻭﺍﻧﺷﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺍﻟﻣﺩﻥ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻳﺔ ﻛﺑﻘﻳﺔ ﺍﻟﻣﺩﻥ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﻧﺷﺎﻫﺎ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻳﻳﻥ ﻓﻲ ﺳﻭﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ‪.‬‬
 ‫ﺍﻟﻣﻠﻌﺏ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﻥ ﺍﺛﺎﺭ ﺍﻻﺳﻛﻧﺩﺭ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺑﺎﺑﻝ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﺗﺷﻳﻳﺩﻩ ﻣﻥ ﺍﻧﻘﺎﺽ ﺑﺭﺝ‬
‫ﺑﺎﺑﻝ‪ .‬ﻳﺗﺎﻟﻑ ﺍﻟﻣﻠﻌﺏ ﻣﻥ ﻣﺩﺭﺟﺎﺕ‬
‫ﺍﺣﺩﻫﺎ ﺍﻋﻠﻰ ﻣﻥ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻫﻳﺋﺔ ﻧﺻﻑ ﺩﺍﺋﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻣﺎﻣﻬﺎ ﺳﺎﺣﺔ‬
‫–ﺍﻻﺳﺗﻭﺩﻳﻭ‪ .-‬ﻭﻗﺩ ﺍﻋﻳﺩ ﺑﻧﺎء‬
‫ﺍﻟﻣﻠﻌﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻲ ﻭﻣﺭﺗﻳﻥ‬
‫ﻓﻲ ﺯﻣﻥ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻳﻥ‪.‬‬
 ‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻠﻮﻗﻴﺎ‬

‫• ﺑﺩﺍ ﺳﻠﻭﻗﺱ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﺎﻧﺷﺎء ﻋﺎﺻﻣﺔ ﺟﺩﻳﺩﺓ ﻟﻪ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ‬

‫ﻧﻬﺭ ﺩﺟﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺩ ‪٩٠‬ﻛﻡ ﺷﻣﺎﻝ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺑﺎﺑﻝ ﻭﻣﻘﺎﺑﻝ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﺍﺋﻥ ﺍﻟﺣﺎﻟﻳﺔ‪ .‬ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪٣٠٧‬ﻕ‪.‬ﻡ ﻭﻓﻲ ﺣﺩﻭﺩ‬
‫‪٢٧٥‬ﻕ‪.‬ﻡ ﺍﺻﺩﺭ ﺍﻧﻁﻭﺧﻳﻭﺱ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻭﺍﻣﺭﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺳﻛﺎﻥ‬
‫ﻟﻼﻧﺗﻘﺎﻝ ﺍﻟﻳﻬﺎ‪ .‬ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺗﻌﺗﺑﺭ ﻣﻳﻧﺎء ﻣﻬﻣﺎ ﻳﺭﺗﺑﻁ ﻋﺑﺭ‬
‫ﺍﻟﻧﻬﺭ ﺑﺎﻟﺧﻠﻳﺞ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ‪.‬‬
‫• ﻛﺎﻧﺕ ﺳﻠﻭﻗﻳﺎ ﻣﻧﺗﻅﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﻁﻁﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺗﺿﻣﻥ ﺷﻭﺍﺭﻉ‬
‫ﻣﺳﺗﻘﻳﻣﺔ ﻣﺗﻘﺎﻁﻌﺔ‪ .‬ﺗﺣﻳﻁ ﺑﻬﺎ ﺍﺳﻭﺍﺭ ﻗﻭﻳﺔ ﻣﻊ ﺗﺣﺻﻳﻧﺎﺕ‬
‫ﻋﺳﻛﺭﻳﺔ ﺗﺗﻣﺛﻝ ﺑﺎﺑﺭﺍﺝ ﻣﺭﺑﻌﺔ‪ .‬ﻭﻟﻬﺎ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻛﻭﺭﺍ‬
‫ﻭﻣﻠﻌﺏ ﻭﻣﺳﺭﺡ‪.‬‬
‫• ﻛﻣﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﺣﺗﻭﺕ ﻋﻠﻰ ﺯﻗﻭﺭﺓ ﺣﺳﺏ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ‪ ،‬ﻭﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻌﺎﺑﺩ ﺑﺗﺧﻁﻳﻁ ﺑﺎﺑﻠﻲ‪.‬‬
 ‫ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﺛﻲ‬
‫• ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻭﻥ ﻣﻥ ﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﻬﻧﺩﻳﺔ ‪ -‬ﺍﻻﻭﺭﺑﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﻘﻁﻥ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻟﺳﻬﻭﺏ ﺑﻳﻥ ﺑﺣﺭ ﻗﺯﻭﻳﻥ‬
‫ﻭﺑﺣﺭ ﺃﻭﺭﺍﻝ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﺯﺣﺕ ﺍﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻳﺭﺍﻥ ﻭﺍﺳﺗﻘﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﻠﻳﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺭﻑ ﺑﺎﺳﻡ‬
‫ﺑﺎﺭﺗﻭﺍ ﺍﻭ ﻓﺭﺛﻳﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﻣﺛﻠﻪ ﺍﻻﻥ ﺍﻗﻠﻳﻡ ﺧﺭﺍﺳﺎﻥ ﺗﻘﺭﻳﺑﺎ ً‪ .‬ﻭﻣﻥ ﻫﻧﺎ ﺟﺎء ﺍﺳﻡ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻳﻥ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫ﺳﻣﻲ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻭﻥ ﺑﺎﻻﺭﺷﺎﻗﻳﻳﻥ ﻧﺳﺑﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺭﺷﺎﻗﺔ ﻣﺅﺳﺱ ﺍﻟﺳﻼﻟﺔ ﺍﻟﻣﻠﻛﻳﺔ ﺍﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻗﺿﺕ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻳﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ‪.‬‬
‫• ﻭﻗﺩ ﺍﺳﺗﻣﺭﺕ ﺍﻟﺣﺭﻭﺏ ﻭﺍﻟﺻﺩﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩﺓ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻳﻥ ﻭﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻳﻳﻥ ﺣﺗﻰ ﺑﻌﺩ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻳﻥ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻳﺭﺍﻥ‪ ،‬ﻓﺄﻧﻬﻛﺕ ﺍﻟﺣﺭﻭﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺗﻣﺭ ﺑﻔﺗﺭﺓ ﺿﻌﻑ ﻭﺗﺩﻫﻭﺭ ﺑﺳﺑﺏ‬
‫ﺣﺭﻭﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺑﻁﺎﻟﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺻﺭ ﻭﺣﺭﻭﺑﻬﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻥ ﻭﻣﻁﺎﻣﻌﻬﻡ ﻓﻲ ﺳﻭﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻓﺗﻣﻛﻥ‬
‫ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻭﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻳﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ‪ ١٢٦‬ﻕ‪.‬ﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﻟﻠﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺳﺗﻣﺭ ﺣﺗﻰ ﻋﺎﻡ ‪ ٢٢٦‬ﺑﻌﺩ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﺣﻳﺙ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺗﺣﺕ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻲ‬
‫ﻭﺑﺫﻟﻙ ﻳﻛﻭﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻗﺩ ﺍﺳﺗﻣﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺭﻭﻥ ﻭﻧﺻﻑ ﺗﻘﺭﻳﺑﺎ ً‪.‬‬
‫• ﺍﻥ ﺍﻟﺣﺭﻭﺏ ﺍﻟﻣﺳﺗﻣﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﺗﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻥ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﻥ ﺍﻷﺳﺑﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺿﻌﻑ ﻭﺍﻧﻬﻳﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﺃﺿﻑ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺗﻧﺎﻓﺱ ﻭﺍﻟﺗﻧﺎﺣﺭ ﺑﻳﻥ‬
‫ﺍﻷﻣﺭﺍء ﻭﺍﻟﻧﺑﻼء ﻻﻋﺗﻼء ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﻓﻘﺎﻣﺕ ﺑﺎﻟﺩﺳﺎﺋﺱ ﻭﺍﻟﻣﺅﺍﻣﺭﺍﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧﺕ ﺳﺑﺑﺎ ً‬
‫ﺁﺧﺭ ﻓﻲ ﺿﻌﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻣﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻬﻳﺎﺭﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﻳﻥ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﻭﻧﻬﺎﻳﺗﻬﺎ‬
‫ﻭﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺗﺣﺕ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ ‪٢٢٦‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻳﻥ ﻟﻡ ﻳﺗﻣﺗﻌﻭﺍ ﺑﺣﺿﺎﺭﺓ ﻧﺎﺿﺟﺔ ﺗﺿﺎﻫﻲ ﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻠﻧﺳﺗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺍﻧﺗﺷﺭﺕ‬ ‫•‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻣﻘﺩﻭﻧﻲ ﻭﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻲ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺩﻫﺎ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﺍﻟﻁﻭﻳﻠﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻭﻥ ﻭﺳﻳﻁﺭﻭﺍ ﺧﻼﻟﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻗﺩ ﺗﺭﻛﺕ ﺍﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻭﺍﺿﺣﺔ‪.‬‬
‫ﺍﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﺍﻫﻡ ﻣﺭﻛﺯ ﻣﻥ ﻣﺭﺍﻛﺯ ﺍﻻﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻭﻣﺳﺭﺣﺎ ﺷﻬﺩ ﺍﻟﺻﺭﺍﻉ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ‬ ‫•‬
‫ﻭﺍﻟﻌﺳﻛﺭﻱ ﺍﻟﻌﻧﻳﻑ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻣﻥ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﺳﻠﻭﻗﻳﻳﻥ ﺛﻡ ﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻥ ﻣﻥ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺩ ﺗﺑﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺻﺭﺍﻉ ﺗﻣﺎﺯﺝ ﺣﺿﺎﺭﻱ ﻭﺗﺎﺛﻳﺭﺍﺕ ﺳﻛﺎﻧﻳﺔ ﻭﻟﻐﻭﻳﺔ ﻭﺍﺿﺣﺔ ﻓﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﺳﻛﺎﻧﻳﺔ ﺍﻣﺗﺯﺟﺕ ﺍﻻﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ‬ ‫•‬
‫ﺑﺎﻻﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻭﺍﻻﻏﺭﻳﻘﻳﺔ ﻭﺍﺛﺭﺕ ﻛﻝ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻻﺧﺭﻯ‪.‬‬
‫ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻳﺔ ﻓﻘﺩ ﺷﻬﺩﺕ ﻓﺗﺭﺓ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻛﺩﻳﺔ ﻭﺧﻁﻬﺎ ﺍﻟﻣﺳﻣﺎﺭﻱ ﺑﻌﺩ ﺍﻥ ﺷﺎﻉ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﺭﺍﻣﻳﺔ ﻭﺧﻁﻬﺎ ﺍﻻﺑﺟﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻏﺭﻳﻘﻳﺔ ﻭﻳﺭﻗﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺧﺭ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻣﺳﻣﺎﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻓﺔ ﺣﺗﻰ ﺍﻻﻥ ﺍﻟﻰ ﻋﺎﻡ )‪ ٧٥‬ﻣﻳﻼﺩﻳﺔ( ﻭﻫﻭ ﻧﺹ ﻓﻠﻛﻲ ﺣﻳﺙ ﺍﻗﺗﺻﺭ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻛﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺧﻁ ﺍﻟﻣﺳﻣﺎﺭﻱ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻻﺧﻳﺭﺓ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻭﺣﺗﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺧﺭ ﻧﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻔﻠﻛﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﻳﺎﺿﻳﺔ ﻓﺣﺳﺏ ﻭﻗﺩ ﺗﻡ ﺍﻟﻌﺛﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ‬
‫ﻗﻠﻳﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﻣﺳﻣﺎﺭﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﺑﻳﻧﻬﺎ ﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺭﺏ ﻣﻥ ﻣﺎﺋﺗﻲ ﻧﺹ‬
‫ﻓﻠﻛﻲ ﻭﻋﺩﺩ ﻗﻠﻳﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺻﻭﺹ ﺍﻟﺗﺎﺭﻳﺧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻭﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻳﺎﺓ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻳﺔ ﻓﻘﺩ ﺍﺻﺎﺑﻬﺎ ﻧﺷﺎﻁ ﻛﺑﻳﺭ ﺑﻌﺩ ﺍﻥ ﺳﻳﻁﺭﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺭﺋﻳﺳﺔ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺭﺑﻁ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺷﺭﻕ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﺍﻗﺎﻣﺕ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻻﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻫﺗﻡ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻭﻥ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﺑﺗﻧﻅﻳﻡ ﻁﺭﻕ‬
‫ﺍﻟﻣﻭﺍﺻﻼﺕ ﻭﺗﺣﺳﻳﻥ ﻭﺳﺎﺋﻝ ﺍﻟﻧﻘﻝ ﻭﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻣﺣﻁﺎﺕ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻳﺔ ﻭﺍﻟﺩﺍﺧﻠﻳﺔ ﻓﺗﺩﻓﻘﺕ ﺍﻻﺭﺑﺎﺡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺑﻼﺩ ﻭﻧﺷﻁﺕ ﺍﻟﺣﺭﻛﺔ ﺍﻟﻌﻣﺭﺍﻧﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻟﻣﺩﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ ﻭﺍﻗﻳﻣﺕ ﺍﻟﻘﺻﻭﺭ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺑﺩ ﻭﺍﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭﻋﺭﻓﺕ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﻳﺔ ﺑﻁﺭﻳﻖ ﺍﻟﺣﺭﻳﺭ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺷﻳﺩﺕ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﻁﻳﺳﻔﻭﻥ ﻭﻣﺩﻳﻧﺔ ﺍﻟﺣﺿﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﻛﺎﻥ ﺗﺧﻁﻳﻁ ﺍﻟﻣﺩﻥ ﺑﺻﻭﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺷﺑﻪ ﺩﺍﺋﺭﻱ ﻣﻣﺎ ﻳﺷﻳﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﺻﻭﻝ ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻣﺩﻥ ﻛﺎﻧﺕ ﻣﺧﻳﻣﺎﺕ ﻋﺳﻛﺭﻳﺔ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﺗﻣﻳﺯﺕ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺑﺎﻟﺗﺳﺎﻫﻝ ﺍﻟﺩﻳﻧﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺑﺩﺍﻩ ﺍﻟﻣﻠﻭﻙ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻭﻥ ﺣﻳﺙ ﺳﻣﺣﻭﺍ ﻟﻼﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﺗﻲ ﺳﻳﻁﺭﻭﺍ ﻋﻠﻳﻬﺎ‬ ‫•‬
‫ﺍﺗﺑﺎﻉ ﻁﻘﻭﺳﻬﻡ ﺍﻟﺩﻳﻧﻳﺔ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﺣﺗﻰ ﺍﻧﻧﺎ ﻧﺟﺩ ﻓﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﻭﺍﺣﺩﺓ ﻣﻌﺎﺑﺩ ﺍﻏﺭﻳﻘﻳﺔ ﻭﺍﺭﺍﻣﻳﺔ ﻭﻛﻧﺎﺋﺱ ﻳﻬﻭﺩﻳﺔ ﻭﻧﺻﺭﺍﻧﻳﺔ ﺍﻟﻰ‬
‫ﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﻣﻌﺎﺑﺩ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻥ ﺍﻫﻡ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﻭﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﻫﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺍﻟﺣﺿﺭ ﺍﻟﺷﻬﻳﺭﺓ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺎﺳﺳﺕ ﻓﻲ ﺣﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﺍﻭ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ ﻗﺑﻝ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩ ﻭﻅﻠﺕ ﻣﺯﺩﻫﺭﺓ ﺣﺗﻰ ﻣﻧﺗﺻﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﺍﻟﻣﻳﻼﺩﻱ ﻋﻧﺩﻣﺎ ﺩﻣﺭﻫﺎ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻲ ﺳﺎﺑﻭﺭ ﺍﻻﻭﻝ‪.‬‬
 ‫ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﺛﻲ‬
‫ﺍﻟﺻﻔﺔ ﺍﻟﻣﻣﻳﺯﺓ ﻟﻠﻌﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻫﻲ ﺭﺩﺍءﺓ ﺍﻻﻧﺗﺎﺝ ﻭﺃﺳﺎﻟﻳﺑﻪ ﻓﻘﺩ ﻛﺎﻥ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎ ﻫﺟﻳﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﻌﻣﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻔﻧﻭﻥ ﻓﻘﺩ ﺍﻋﺗﺎﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺗﺑﺎﺱ ﻭﺍﻻﺳﺗﻌﺎﺭﺓ‪.‬‬
‫ﺗﺄﺛﺭﻭﺍ ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻣﻌﻣﺎﺭﻳﺔ ﻟﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻳﻥ ﺍﻟﻘﺩﻳﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﺃﻗﺗﺑﺎﺱ ﺍﻻﻳﻭﺍﻥ ﺍﻟﻣﺳﻘﻑ ﺑﺎﻟﻘﺑﻭ ﺍﻟﻧﺻﻑ‬ ‫•‬
‫ﺍﺳﻁﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﺿﺧﻡ ﻭﻫﻭ ﺃﻧﺟﺎﺯ ﻣﻌﻣﺎﺭﻱ ﺟﺩﻳﺩ ﻟﻠﻌﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻥ‪ :‬ﺃﺣﺗﻝ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻭﻥ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺳﻠﻭﻗﻳﺎ ﻛﻣﺎ ﺃﻗﺎﻣﻭﺍ ﻣﻌﺳﻛﺭﺍﺕ ﻟﻠﺟﻧﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺿﻔﺔ ﺍﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﻲ‬ ‫•‬
‫ﻣﺩﻳﻧﺔ ﻁﻳﺳﻔﻭﻥ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺷﻳﺩﺕ ﻭﻓﻖ ﻧﻣﻁ ﺍﻟﺗﺧﻁﻳﻁ ﺍﻟﺩﺍﺋﺭﻱ ﻭﻳﻣﺛﻝ ﺃﺣﻳﺎء ﻟﺗﺧﻁﻳﻁ ﺍﻟﻣﻌﺳﻛﺭﺍﺕ‬
‫ﺍﻻﺷﻭﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻣﻌﺎﺑﺩ‪ :‬ﻳﺗﻛﻭﻥ ﻣﻥ ﺻﻭﻣﻌﺔ ﻣﺳﺗﻌﺭﺿﺔ ﻳﺗﻘﺩﻣﻬﺎ ﻣﺎﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﺳﺗﻌﺭﺽ‪ ،‬ﻟﻛﻥ ﺍﻟﻣﻌﺎﺑﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺻﺭ‬ ‫•‬
‫ﻛﺎﻧﺕ ﺻﻐﻳﺭﺓ ﻭﻻ ﺗﺣﺗﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻓﻧﺎء ﻭﺳﻁﻲ ﻭﻣﻧﻬﺎ ﻣﻌﺑﺩ )ﺍﻧﻭ‪ -‬ﺍﻧﺗﻡ( ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺭﻛﺎء ﻭﻣﻌﺑﺩ ﻛﺎﺭﻳﻭﺱ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺭﻛﺎء ﻭﺃﻥ ﺃﻫﻡ ﻣﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﻣﺷﺎﻫﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻌﺎﺑﺩ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻣﺯﺝ ﺑﻳﻥ ﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﺗﺧﻁﻳﻁ‬
‫ﺍﻟﺑﺎﺑﻠﻲ ﻭﻁﺭﺍﺯ ﺍﻟﺗﺧﻁﻳﻁ ﺍﻟﻬﻠﻧﺳﺗﻳﻧﻲ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﺻﻭﺭ‪ :‬ﻗﺻﺭ ﺳﻠﻭﻗﻳﺎ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻁﻭﺭﻩ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﻭﻥ ﻳﻌﻁﻲ ﻓﻛﺭﺓ ﻋﻥ ﺃﻧﻣﺎﻁ ﺍﻟﻘﺻﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﺗﺭﺓ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺻﺭ ﻳﺗﺄﻟﻑ ﻣﻥ ﻭﺣﺩﺍﺕ ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﺗﺗﻭﺯﻉ ﻓﺿﺎءﺍﺗﻬﺎ ﺣﻭﻝ ﻓﻧﺎءﺍﺕ ﻭﺳﻁﻳﺔ ﻳﺣﻳﻁ‬
‫ﻛﻝ ﻣﻧﻬﺎ ﺻﻑ ﻣﻥ ﺍﻻﻋﻣﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﺭﻳﺔ ﻭﻟﻛﻝ ﻭﺣﺩﺓ ﻓﺿﺎء ﺍﺳﺗﻘﺑﺎﻝ ﺭﺋﻳﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻳﺗﻘﺩﻣﻪ ﻋﻣﻭﺩﺍﻥ ﺃﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﻓﻘﺩ ﺃﻋﺎﺩﻭﺍ ﺗﻧﻅﻳﻡ ﻓﺿﺎءﺍﺗﻬﺎ ﻭﻗﺎﻣﻭﺍ ﺑﺎﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻣﺳﺎﺣﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻣﻔﺗﻭﺣﺔ ﻛﻣﺎ ﺣﻭﻟﻭﺍ ﺍﻟﻌﻧﺎﺻﺭ ﺍﻻﻧﺷﺎﺋﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻﺭ ﺯﺧﺭﻓﻳﺔ ﻓﻘﻁ ﻭﺍﺳﺗﺑﺩﻟﻭﺍ ﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺗﺳﻘﻳﻑ ﺑﺄﻗﺑﻳﺔ‬
‫ﻧﺻﻑ ﺃﺳﻁﻭﺍﻧﻳﺔ ﻭﻫﻭ ﺗﻘﻠﻳﺩ ﻟﻠﻧﻅﺎﻡ ﺍﻻﻧﺷﺎﺋﻲ ﺍﻟﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺿﺭ‪ ،‬ﻣﻥ ﺃﻫﻡ ﻣﺎ ﻳﻣﻛﻥ ﻣﻼﺣﻅﺗﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻗﺻﺭ ﺳﻠﻭﻗﻳﺎ ﻫﻭ ﺧﻠﻖ ﺍﻻﻳﻭﺍﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺻﺑﺢ ﻧﻣﻁﻳﺎ ﻓﻲ ﻗﺻﻭﺭ ﺍﻟﺣﺿﺭ ﻭﺍﺷﻭﺭ ﻭﻛﺫﻟﻙ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ‬
‫ﺍﻟﺟﺩﺭﺍﻥ ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻳﺔ ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺍﻋﺗﻣﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﻣﺩﺓ ﺍﻟﻧﻣﻭﺫﺟﻳﺔ ﺍﻟﻣﻧﺩﻣﺟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺻﻣﺎء‪.‬‬
 ‫ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻲ‬
‫ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﻭﻥ ﺍﺣﺩﻯ ﻋﻭﺍﺋﻝ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﺍﻟﻛﺑﻳﺭﺓ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﻧﺳﺑﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺟﺩﻫﻡ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺳﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻫﻧﺎ ً ﺃﻋﻠﻰ‬ ‫•‬
‫ﻓﻲ ﻣﻌﺑﺩ ﺍﻟﻬﺔ ﺍﻟﻧﺎﺭ ﺍﻧﺎﻫﻳﺗﺎ ﻓﻲ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺍﺻﻁﺧﺭ ) ﺑﺭﺳﻳﻠﻭﺱ ( ﻟﻘﺩ ﺧﻠﻑ ﺳﺎﺳﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﻅﻳﻔﺗﻪ ﺍﻟﻛﻬﻧﻭﺗﻳﺔ ﺑﻌﺩ‬
‫ﻭﻓﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺍﺑﻧﻪ ﺑﺎﺑﻙ ﻭﻳﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﻣﺅﺭﺧﻭﻥ ﺑﺎﺑﻙ ﺍﻟﻣﺅﺳﺱ ﺍﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻟﻠﺳﻼﻟﺔ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ‪ .‬ﻋﻳﻥ ﺑﺎﺑﻙ ﺍﺑﻧﻪ ﺍﺭﺩﺷﻳﺭ‬
‫ﻗﺎﺋﺩﺍ ً ﻋﺳﻛﺭﻳﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺩﺭﺏ – ﺟﺭﺩ‪ ،‬ﺣﻳﺙ ﺳﻳﻁﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺩﻥ ﺍﻟﻣﺟﺎﻭﺭﺓ ﻭﻗﺿﻰ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﻛﺎﻣﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺩ ﺃﺛﺎﺭ ﺗﻌﺎﻅﻡ ﺧﻁﺭ ﺍﺭﺩﺷﻳﺭ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﺍﺭﻁﺑﺎﻥ ﺍﻟﺧﺎﻣﺱ ﻓﺄﻭﻋﺯ ﺍﻟﻰ ﻣﻠﻙ ﺍﻻﻫﻭﺍﺯ )ﻋﻳﻼﻡ( ﺍﻥ ﻳﻘﺿﻲ‬ ‫•‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺩﺷﻳﺭ‪ ،‬ﻏﻳﺭ ﺍﻥ ﺍﺭﺩﺷﻳﺭ ﻫﺯﻡ ﻣﻠﻙ ﺍﻻﻫﻭﺍﺯ ﻭﺍﺳﺗﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻻﻫﻭﺍﺯ‪ .‬ﻓﺑﺩﺃ ﺍﺭﺩﺷﻳﺭ ﺑﻣﺣﺎﺭﺑﺔ‬
‫ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﻭﺧﺎﺽ ﻋﺩﺓ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻋﺳﻛﺭﻳﺔ ﻣﺗﺗﺎﻟﻳﺔ ﺳﻘﻁ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﺍﺭﻁﺑﺎﻥ ﺍﻟﺧﺎﻣﺱ‬
‫ﻗﺗﻳﻼً ﻭﻫﻛﺫﺍ ﺗﻣﻛﻥ ﺍﺭﺩﺷﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻧﻬﺎء ﺣﻛﻡ ﺍﻟﺳﻼﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻳﺭﺍﻥ ﺑﻣﻘﺗﻝ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﻟﻔﺭﺛﻲ ﺍﺭﻁﺑﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﺧﺎﻣﺱ‪ .‬ﺛﻡ ﺗﻭﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻁﻳﺳﻔﻭﻥ )ﺍﻟﻣﺩﺍﺋﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺳﻳﻁﺭ ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻭﺗﻭﺝ ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻠﻛﺎ ً ﺷﺭﻋﻳﺎ ً‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﻋﺎﻡ ‪ ٢٢٦‬ﻣﻳﻼﺩﻳﺔ‪ .‬ﻭﻋﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺩﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ‪.‬‬
‫ﺍﺳﺗﻣﺭ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﻳﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺃﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﻗﺭﻭﻥ ﺍﻧﺗﻬﻰ ﺑﺯﺣﻑ ﺍﻟﺟﻳﻭﺵ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻳﺔ ﺍﻟﻰ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻳﺭﺍﻥ ﻭﺍﻧﺗﺻﺎﺭﻫﺎ ﻋﺎﻡ ‪ ٦٣٧‬ﻡ ﻓﻲ ﻣﻭﻗﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻳﺔ ﺍﻟﺷﻬﻳﺭﺓ‪.‬‬
‫ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﺍﺳﺗﻣﺭﺍﺭﺍ ﻟﻠﺣﺿﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻭﺗﺟﺩﻳﺩﺍ ً ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫•‬
‫ﺗﻌﺗﺑﺭ ﻓﺗﺭﺓ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﻳﻥ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﻣﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺷﺭﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺩﻳﻡ ﻭﺫﻟﻙ‬ ‫•‬
‫ﻟﻸﺣﺩﺍﺙ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺣﺩﺛﺕ ﺧﻼﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﻭﻣﺎ ﺷﻬﺩﺗﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﻣﻥ ﺗﻐﻳﺭﺍﺕ ﻓﻛﺭﻳﺔ ﻭﺩﻳﻧﻳﺔ‬
‫ﻓﻛﺎﻧﺕ ﻓﺗﺭﺓ ﺣﻛﻡ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﻳﻥ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺣﺭﻭﺏ ﻭﺍﻟﺻﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺳﻛﺭﻳﺔ ﺑﻳﻧﻬﻡ ﻭﺑﻳﻥ ﺣﻛﺎﻡ ﻭﻣﻠﻭﻙ‬
‫ﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ ﻭﺍﻷﻗﺎﻟﻳﻡ ﺍﻟﻣﺟﺎﻭﺭﺓ‪ .‬ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺣﺭﻭﺑﻬﻡ ﺍﻟﻣﺳﺗﻣﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻥ ﻭﻣﻣﻠﻛﺔ ﺗﺩﻣﺭ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻭﺭﻳﺎ‪.‬‬
‫ﻛﺫﻟﻙ ﺷﻬﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺗﺭﺓ ﻅﻬﻭﺭ ﺩﻭﻳﻠﺔ ﺍﻟﺣﻳﺭﺓ ﻗﻭﺓ ﺣﺎﺟﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺩﻭﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﻭﻗﻭﻉ ﻣﺩﻳﻧﺔ‬
‫ﺍﻟﺣﺿﺭ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﻳﻥ ﺍﻟﻔﺭﺱ‪ ،‬ﻓﺑﻌﺩ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺛﻳﺔ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺃﺭﺩﺷﻳﺭ ﻗﻳﺎﻡ‬
‫ﺍﺗﺣﺎﺩ ﻗﻭﻱ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﻣﺎﻟﻙ ﺍﻟﻣﺟﺎﻭﺭﺓ ﻭﻣﺭﻛﺯﻩ ﻣﻣﻠﻛﺔ ﺍﺭﻣﻳﻧﻳﺎ‪ .‬ﻭﻗﺩﻣﺕ ﺭﻭﻣﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻻﺗﺣﺎﺩ ﺍﻟﻣﺳﺎﻋﺩﺍﺕ ﺣﻔﺎﻅﺎ ً‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺷﺭﻕ ﻏﻳﺭ ﺍﻥ ﺍﺭﺩﺷﻳﺭ ﺗﻣﻛﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺗﺣﺎﺩ ﻭﺗﺛﺑﺕ ﺳﻠﻁﺎﻥ ﺩﻭﻟﺗﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻣﻠﻙ ﻛﺳﺭﻯ ﺍﻻﻭﻝ )‪ ٥٧٩ – ٥٣١‬ﻡ( ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻑ ﺑﻛﺳﺭﻯ ﺍﻧﻭﺷﺭﻭﺍﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻬﺩﻩ ﻣﻥ ﺃﺯﻫﻰ ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ‬ ‫•‬
‫ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺎﺣﻳﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺳﻛﺭﻳﺔ ﺣﻳﺙ ﺗﻣﻛﻥ ﻣﻥ ﺗﺛﺑﻳﺕ ﺳﻠﻁﺎﻥ ﺩﻭﻟﺗﻪ ﻭﺗﻧﻅﻳﻡ ﺍﻟﺟﻳﺵ ﻭﺗﺣﺳﻳﻥ ﺍﻟﻭﺿﻊ‬
‫ﻭﻧﻅﻡ ﺟﻳﻭﺷﻬﺎ ﻭﻋﺩﱠﻝ ﺍﻟﺷﺭﺍﺋﻊ ﺍﻟﺗﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺃﺭﺩﺷﻳﺭ ﺍﻷﻭﻝ‪ ،‬ﻓﺯﻫﺕ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻓﺄﺻﻠﺢ ﺃﻣﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ‬
‫ً‬
‫ﺣﺎﻓﻼ ﺑﺎﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣﻥ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﺑﻼﺩ ﺍﻷﺻﻠﻳﻳﻥ‬ ‫ﺍﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻳﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺩ َﱠﻡ »ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ« ﻧﺣﻭ ﺍﻟﻣﺩﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻣﺭﺍﻥ ﺣﺗﻰ ﺃﺻﺑﺢ‬
‫ﻭﺍﻟﻔﺭﺱ ﻭﻏﻳﺭﻫﻡ‪ ،‬ﻭﻧﺑﻎ ﻓﻳﻪ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﺻﺎﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺛﺭﻭﺓ ﺃﺑﻧﺎء ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻳﻥ ﻭﺳﻌﺩﻭﺍ‬
‫ﺑﺭﻗﻲ ﺑﻼﺩﻫﻡ‪ ،‬ﻓﺑﻠﻐﺕ ﺟﺑﺎﻳﺔ »ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ« ﻓﻲ ﻋﻬﺩﻩ ﻣﺎﺋﺗﻳﻥ ﻭﺳﺑﻌﺔ ﻭﺛﻣﺎﻧﻳﻥ ﻣﻠﻳﻭﻥ ﺩﺭﻫﻡ؛ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻠﻙ ﺑﺫﻝ ﺟﻬﺩﻩ‬
‫ﱠ‬
‫ﻭﺑﺙ‬ ‫ﻛﺛﻳﺭﺍ ﻓﻲ ﺗﻧﺷﻳﻁ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺓ ﻭﺗﻭﺳﻳﻊ ﺃﻣﻭﺭ ﺍﻟﺭﻱ ﻭﺍﻟﻣﻌﺎﺭﻑ‪ ،‬ﻭﻧﺷﺭ ﺍﻟﻌﺩﻝ‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻲ ﺇﻧﻣﺎء ﺛﺭﻭﺓ ﺍﻟﺑﻼﺩ‪ ،‬ﻭﺍﺟﺗﻬﺩ‬
‫ﺍﻷﻣﻥ‪ ،‬ﻭﺭﻏﺏ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻓﺎﻧﺗﺷﺭﺕ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺍﻟﻳﻭﻧﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺣﻔﺭ ﺍﻻﻧﻬﺎﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﺗﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﺟﺗﻬﺩ ﻓﻲ ﻣﺣﻭ ﺍﻟﺷﻳﻭﻋﻳﺔ ﺣﺗﻰ ﺃﺯﺍﻟﻬﺎ ﻣﻥ ﻣﻣﻠﻛﺗﻪ‪ ،‬ﻭﻋﺩﻝ ﻗﺎﻧﻭﻥ ﺍﻟﺟﺯﻳﺔ ﺃﻱ ﺃﻧﻘﺻﻬﺎ ﻋ ﱠﻣﺎ‬
‫ﻛﺎﻧﺕ ﻋﻠﻳﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺳﻼﻓﻪ ﺗﺭﻓﻳ ًﻬﺎ ﻟﺭﻋﺎﻳﺎﻩ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣﻧﻬﺎ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﺑﺎﺩﻳﺔ ﻭﻫﻡ ﻋﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ‪ ،‬ﺃﻱ ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺟﺯﻳﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺿﺭﻳﺑﺔ ﺍﻟﺳﻧﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻝ ﺍﻟﻣﺩﻥ ﻓﻘﻁ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺩ ﺳﺎءﺕ ﺍﺣﻭﺍﻝ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﺑﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﻛﺳﺭﻯ ﺍﻧﻭﺷﺭﻭﺍﻥ ﻭﻗﺎﻣﺕ ﻋﺩﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺛﻭﺭﺍﺕ ﺿﺩ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﻳﻥ‬ ‫•‬
‫ﻭﻧﺻﺏ ﻛﺳﺭﻯ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﺍﺑﺭﻭﻳﺯ ‪٦٢٨-٥٩٠‬ﻡ ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺣﻣﻠﺔ ﻋﺳﻛﺭﻳﺔ ﻧﺣﻭ ﺃﺭﻣﻳﻧﻳﺎ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﺷﺎﻡ‬
‫ﻭﻓﻠﺳﻁﻳﻥ ﻭﻣﺻﺭ ﻭﻭﺻﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺣﺑﺷﺔ ﻭﺣﻘﻖ ﺍﻧﺗﺻﺎﺭﺍﺕ ﺳﺭﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﻓﺗﺭﺓ ﻗﺻﻳﺭﺓ ﻏﻳﺭ ﺍﻥ ﺍﻧﺗﺻﺎﺭﺍﺗﻪ ﻫﺫﻩ ﻟﻡ‬
‫ﺗﺳﺗﻣﺭ ﺣﻳﺙ ﺗﻣﻛﻥ ﺍﻻﻣﺑﺭﺍﻁﻭﺭ ﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻧﻲ ﻫﺭﻗﻝ ﻣﻥ ﺍﻟﻬﺟﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺍﻥ ﻳﺗﺟﻪ ﻧﺣﻭ ﺁﺳﻳﺎ‬
‫ﺍﻟﺻﻐﺭﻯ ﻭﻳﻁﺭﺩ ﺍﻟﺟﻳﻭﺵ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻳﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺛﻡ ﺗﻭﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻁﻳﺳﻔﻭﻥ ﻭﺣﺎﺻﺭﻫﺎ ﻭﻗﺗﻝ ﻓﻲ ﺃﺛﻧﺎء ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻣﻠﻙ‬
‫ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻲ ﻛﺳﺭﻯ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻳﺯﺩﺟﺭﺩ ﺍﻟﺛﺎﻧﻲ ﺷﻬﺩﺕ ﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺗﻬﺎ ﺍﻟﻣﺣﺗﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺩﻱ ﺍﻟﺟﻳﻭﺵ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ‬ ‫•‬
‫ﺍﻻﺳﻼﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺭﻛﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻳﺔ ﺍﻟﺷﻬﻳﺭﺓ ﻋﺎﻡ ‪٦٣٧‬ﻡ ﻗﺭﺏ ﺍﻟﺣﻳﺭﺓ ﺑﻘﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺩ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﺳﻌﺩ ﺑﻥ ﺍﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ‬
‫ﻭﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺟﻳﻭﺵ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﺑﻘﻳﺎﺩﺓ ﺭﺳﺗﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﻗﺗﻳﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻌﺭﻛﺔ ﻭﻫﻛﺫﺍ ﺍﻧﺗﻬﻰ ﻛﻳﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﻭﺩﺧﻝ‬
‫ﺟﻣﻳﻊ ﺍﻻﻗﻁﺎﺭ ﻭﺍﻟﺑﻠﺩﺍﻥ ﺗﺣﺕ ﻟﻭﺍء ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﻳﻥ‪.‬‬
‫ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺛﺎﻧﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺣﻛﻡ ﺍﻟﻭﻁﻧﻲ ﺑﻌﺩ ﺗﺣﺭﻳﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻳﺩ ﺍﻟﺟﻳﻭﺵ ﺍﻟﻌﺭﺑﻳﺔ ﺍﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﺑﺣﺭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻳﺔ ﻣﻥ ﺑﻌﺩ‬ ‫•‬
‫ﻓﺗﺭﺓ ﺩﺍﻣﺕ ﺍﻛﺛﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻑ ﺳﻧﺔ ﻅﻝ ﻳﺣﻛﻣﻪ ﻓﻳﻬﺎ ﺳﻼﻻﺕ ﻭﺍﻗﻭﺍﻡ ﺍﺟﻧﺑﻳﺔ ﻣﻧﺫ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻻﺧﻣﻳﻧﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻋﺎﻡ ‪٥٣٩‬‬
‫ﻕ‪ .‬ﻡ ﺣﺗﻰ ﺳﻘﻭﻁ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺳﺎﺳﺎﻧﻳﺔ ﻋﺎﻡ ‪٦٣٧‬ﻡ ﺑﺣﺭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﺳﻳﺔ ﺍﻟﺷﻬﻳﺭﺓ ﺳﻧﺔ ‪ ١٦‬ﻟﻠﻬﺟﺭﺓ‪.‬‬
 ‫ﺇﻳﻭﺍﻥ ﻛﺳﺭﻯ ﺃﻭ ﻁﺎﻕ‬
‫ﻛﺳﺭﻯ ﻛﻣﺎ ﻳﻌﺭﻑ ﻣﺣﻠﻳﺎ ً‬
‫• ﻫﻭ ﺍﻷﺛﺭ ﺍﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣﻥ ﺃﺣﺩ‬
‫ﻛﺳﺭﻯ‬ ‫ﻗﺻﻭﺭ‬
‫ﺁﻧﻭﺷﺭﻭﺍﻥ‪ ،‬ﻳﻘﻊ ﺟﻧﻭﺏ‬
‫ﻣﺩﻳﻧﺔ ﺑﻐﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﻣﻭﻗﻊ‬
‫ﻣﺩﻳﻧﺔ ﻁﺳﻳﻔﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻟﻣﺩﺍﺋﻥ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓﻅﺔ ﺑﻐﺩﺍﺩ‬
‫ﻭﺗﻌﺭﻑ ﻣﺣﻠﻳﺎ ﻭﻟﺩﻯ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺏ )ﺳﻠﻣﺎﻥ ﺑﺎﻙ(‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻡ ﺍﻟﺻﺣﺎﺑﻲ‬
‫ﺍﻟﺷﻬﻳﺭ ﺳﻠﻣﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﺩﻓﻭﻥ ﻫﻧﺎﻙ‪.‬‬
‫• ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺛﺭ ﻳﻣﺛﻝ ﺃﻛﺑﺭ‬
‫ﻗﺎﻋﺔ ﻹﻳﻭﺍﻥ ﻛﺳﺭﻯ‬
‫ﻣﺳﻘﻭﻓﺔ ﺑﺎﻷﺟﺭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺷﻛﻝ ﻋﻘﺩ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ‬
‫ﺩﻋﺎﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺳﻠﻳﺢ ﻣﺎ‪.‬‬