Professional Documents
Culture Documents
عبد الحميد الثاني
عبد الحميد الثاني
عبد الحميد الثاني (بالتركية العثمانية :عبد حميد ثانی؛ وبالتركية الحديثة Sultan Abdülhamid II :أو II.
.)Abdülhamidهو خليفة المسلمين الثاني بعد المائة والسلطان الرابع والثالثون من سالطين الدولة العثمانية ،والسادس
والعشرون من سالطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخالفة والسلطنة ،وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم ،تقسم فترة
حكمه إلى قسمين :الدور األول وقد دام مدة سنة ونصف ولم تكن له سلطة فعلية ،والدور الثاني وحكم خالله حكمًا فرديًا،
يسميه معارضوه "دور االستبداد" وقد دام قرابة ثالثين سنة .تولى السلطان عبد الحميد الحكم في ( 10شعبان 1293هـ -
31أغسطس ،)1876و ُخ لع بانقالٍب في ( 6ربيع اآلخر 1327هـ 27 -أبريل ،)1909فُو ضع رهن اإلقامة الجبرَّية حّت ى
وفاته في 10فبراير 1918م ]4[.وخلفه أخوه السلطان محمد الخامس .أطلقت عليه عدة ألقاب منها "الُس لطان المظلوم"،
بينما أطلق عليه معارضوه لقب "الُس لطان األحمر" ،ويضاف إلى اسمه أحيانًا لقب الـ "غازي" .وهو شقيق كٍل من :السلطان
مراد الخامس والسلطان محمد الخامس والسلطان محمد السادس.
عبد الحميد الثاني
الحكم
السلطان المظلوم ،الغازي ،الخاقان الكبير ،خادم المسلمين ]1[،السلطان األحمر (كما يلقبه لقب2
أعدائه)
معلومات شخصية
مراد الخامس ،ومحمد الخامس العثماني ،ومحمد برهان الدين أفندي ،ومحمد السادس إخوة وأخوات
العثماني ،وأحمد كمال الدين
الحياة العملية
بناء سكة حديد الحجاز[بحاجة لمصدر] ،بناء سكة حديد بغداد[بحاجة لمصدر] ،الحرب الروسية حدث بار
([)1897بحاجة لمصدر]، الحرب العثمانية اليونانية ([)1878–1877بحاجة لمصدر]، العثمانية
العثمانية[بحاجة لمصدر] انفصال إمارة بلغاريا عن الدولة
حاكم المهنة
الجوائز
الطغراء
استمر تحديث اإلمبراطورية العثمانية خالل فترة حكمه ،بما في ذلك إصالح البيروقراطية ،وتمديد سكة حديد روميليا
وسكة األناضول ،وبناء سكة حديد بغداد وسكة الحجاز .باإلضافة إلى ذلك ،تأسست أنظمة التسجيل السكاني والسيطرة
على الصحافة ،إلى جانب أول مدرسة محلية في عام ُ .1898أ نشئت العديد من المدارس المهنية في عدة مجاالت بما في
ذلك القانون والفنون والمرفقات والهندسة المدنية والطب البيطري والجمارك ،على الرغم من أن عبد الحميد الثاني أغلق
جامعة إسطنبول في عام ،1881إال أنه أعاد فتحها في عام ،1900وُم ددت شبكة من المدارس الثانوية واالستدالية
والعسكرية في جميع أنحاء اإلمبراطورية .لعبت الشركات األلمانية دورًا رئيسيًا في تطوير أنظمة السكك الحديدية
والتلغراف ]5[.أشرف عبد الحميد على حرب فاشلة مع اإلمبراطورية الروسية ( )1878-1877تلتها حرب ناجحة ضد مملكة
اليونان في عام .1897خالل فترة حكمه ،رفض عبد الحميد عروض تيودور هرتزل لسداد جزء كبير من الدين العثماني
( 150مليون جنيه إسترليني من الذهب) مقابل ميثاق يسمح للصهاينة باالستقرار في فلسطين .يتردد أنه قال لمبعوث
يمكنهم تقسيمها»]6[. هرتزل «ما دمت على قيد الحياة ،لن أقسم أجسادنا ،فقط جثتنا هي ما
ولد عبد الحميد الثاني يوم األربعاء في شعبان 1258هـ 21/سبتمبر 1842في "قصر جراغان" في إسطنبول ابنًا للسلطان
عبد المجيد األول[ ]7والسلطانة "تيرُم جگان" الشركسية األصل التي ماتت وهو في العاشرة من عمره ]8[،فاحتضنته (كبيرة
المحظيات) "برستو هانم" وتعهدت بتربيته ،فصارت أمه معنويًا وتقلدت مقام السلطانة األم لمدة ثمان وعشرين سنة عند
حكمه ]9[.درس الموسيقى في شبابه ودرس الخط وتعلم اللغتين العربية والفارسية[ ]10باإلضافة إلى الفرنسية[ ]11واألدب
العثماني والعلوم اإلسالمية وتعمق في التصوف [ ،]12ونظم بعض األشعار باللغة التركية العثمانية ودرس على يد علماء
عصره بدًء ا من عام 1266هـ 1850/م ،وأتم دراسة صحيح البخاري في علم الحديث ،وتعلم السياسة واالقتصاد على يد
وزير المعارف ]10[.وذهب عبد الحميد في فترة تولي السلطان عبد العزيز األول العرش مع وفد عثماني في زيارة إلى مصر
ثم إلى أوروبا استغرقت رحلة أوروبا من 21يونيو إلى 7أغسطس عام 1867زار فيها فرنسا وإنكلترا وبلجيكا
وألمانيا]13[. واإلمبراطورية النمساوية المجرية
امتهن عبد الحميد النجارة وقد بدأ شغفه بها على أيام والده السلطان عبد المجيد األول الذي كان أيضًا محبا لها ،وكان إلى
جانب والده رجل اسمه خليل أفندي تعلم على يده ]14[.وكان محبًا للرياضة والفروسية .عرف السلطان بتدينه وتقول ابنته
عائشة بخصوص هذا الموضوع « كان والدي يؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها ،ويقرأ القرآن الكريم ،وفي شبابه سلك
مسلك الشاذلية ،وكان كثير االرتياد للجوامع ال سيما في شهر رمضان ]14[».انتسب إلى جمعية العثمانيين الجدد في بداية
تأسيسها لكنه تركها بعد أن اكتشف نواياهم المضرة بالدولة ]10[.وبعد مذابح األرمن في عهده أطلق عليه معادوه لقب
األرمن"]15[. "السلطان األحمر" و"قاتل
تولى عبد الحميد الحكم في 11شعبان 1293هـ 31/أغسطس 1876م خلفًا ألخيه السلطان مراد الخامس ]16[]7[.،وتوجه
في الموكب الملكي إلى ضريح أبي أيوب األنصاري ،وهناك تقلد السيف السلطاني وفق العادة المتوارثة مذ أن فتح
العثمانيون القسطنطينية ،ومنه سار لزيارة قبر والده السلطان عبد المجيد األول ،ثم ضريح محمد الثاني فاتح إسطنبول ،ثم
األول]17[. قبر جده محمود الثاني مبيد االنكشارية ،ثم قبر عمه عبد العزيز
فترة حكمه
عبد الحميد في صغره.
بويع عبد الحميد الثاني بالخالفة وعرش السلطنة ،عندما كانت البالد تمر في أزمات حادة ومصاعب مالية كبيرة ،وتشهد
ثورات عاتية في البلقان تقوم بها عناصر قومية تتوثّب لتحقيق انفصالها ،وتتعرض لمؤامرات سياسية بهدف اقتسام تركة
"الرجل المريض" .ومنذ اليوم األول الرتقائه العرش ،واجه السلطان عبد الحميد موق ًف ا دقي ًق ا وعصيًب ا ،فقد كانت األزمات
تهدد كيان الدولة ،وازدادت سرعة انتشار األفكار االنفصالية ،وأصبح للوطنية معنى جديد أخذت فكرته تنمو وتترعرع في
واالضطراب]18[. الواليات العثمانية ،ووجد السلطان نفسه مشبع بالثورة
دامت هذه الفترة مدة سنة ونصف من 31أغسطس 1876م حتى 13فبراير 1878م وهذا الدور لم يكن فيه للُس لطان عبد
الحميد القول الفصل وإنما كان لمدحت باشا ومن معه واستمر فيه عبد الحميد بمداراتهم ،وخالل هذه الفترة استقال
رشدي باشا من منصب الصدر األعظم فعين السلطان مدحت باشا محله ،وكانت حركات العصيان قد انتشرت في أرجاء
الدولة ،وعقد مؤتمر ترسانة[ ]20[]19الذي كان هدفه الوصول إلى حل بين الدولة العثمانية والمشكلة الصربية بحضور
مرخصين من الدول األوروبية وروسيا وكرر كبير المرخصين اإلنكليز اللورد سالزبوري رفضه لحرب روسية عثمانية ،وكذلك
القيصر الروسي ألكسندر الثاني الذي مال إلى السلمية ،ولكن مدحت باشا ناصر إعالن الحرب على روسيا ولم يبال
األساسي]22[]21[.بالسلطان الذي كان رافضًا .بإصرار من مدحت باشا أعلنت الدولة المشروطية األولى ونشرت القانون
ثورات البلقان
تجددت الثورة في إقليمّي البوسنة والهرسك ،واستمرت في بلغاريا ،وكان الصرب والجبل األسود في حالة حرب مع
الدولة ]18[.ولهذه األسباب تدخلت الدول األوروبية الستغالل الموقف بغية تحقيق مصالحها بحجة إحالل السالم .فشجعت
روسيا والنمسا الصرب والجبل األسود على حرب العثمانيين ،حيث رغبت النمسا بضم البوسنة والهرسك ،بينما رغبت
روسيا بضم األفالق والبغدان وبلغاريا ،ووعدت روسيا النمسا والصرب والجبل األسود بالوقوف بجانبهم إذا قامت حرب
بينهم وبين العثمانيين ]23[.وبالفعل قامت الحرب بين الدولة العثمانية وتلك الدول ،إال أن الجيوش العثمانية استطاعت
[]23
االنتصار ووصلت إلى مشارف بلغراد ،غير أن تدخل أوروبا أوقف الحرب.
أرسلت الدول األوروبية الكبرى الئحة للدولة العثمانية تقضي بتحسين األحوال المعيشية لرعاياها النصارى ،وإجراء
إصالحات في البوسنة والهرسك وبالد البلغار ،وتعيين الحدود مع الجبل األسود ،ومراقبة سفراء الدول األوروبية تنفيذ
هذه الالئحة ،وعندما وصلت الالئحة للسلطان عرضها على مجلس المبعوثان (الذي كان رافضًا جر البالد للحرب بسبب تردي
األحوال الداخلية والخارجية) ،فرفض المجلس الالئحة؛ ألن هذا يعتبر تدخًال صريًح ا في شؤونها باسم حماية النصارى،
وحتى لم ُت ستشار الدولة بخصوصها ولم تشارك في مناقشتها ،فاستغلت روسيا رفض الالئحة واعتبرته سببًا كافيًا للحرب،
وقطعت عالقاتها السياسية مع الدولة العثمانية ،وأعلنت الحرب ،وفي هذه المرة تركت أوروبا روسيا لتتصرف كيفما تشاء
إسطنبول]23[، مع العثمانيين ،فاحتلت األفالق والبغدان وبلغاريا ووصلت أدرنة وأصبحت على بعد 50كيلومتًر ا فقط من
كذلك دخلت جيوشها األناضول ]24[،وعادت الصرب والجبل األسود لتعلن الحرب على الدولة العثمانية ،فاضطرت األخيرة
[]26[]25
إلى طلب الصلح ،وأبرمت معاهدة سان ستيفانو مع روسيا.
طلب السلطان عبد الحميد من الروس ،على أعقاب حرب 93معاهدة إليقاف الحرب[ ]34وهي معاهدة سان ستيفانو ،وتنص
على أن تعترف الدولة باستقالل الصرب والجبل األسود واألفالق والبغدان وبلغاريا ،وتنازلت أي ًض ا عن عدة مدن في آسيا،
ويتعهد الباب العالي بحماية األرمن النصارى من األكراد والشركس ،وإصالح أوضاع النصارى في كريت ،ويبقى مضيقي
البوسفور والدردنيل ،ث ّم ت ّم تعديل هذه المعاهدة في مؤتمر ُع قد في برلين ت ّم بموجبه سلخ المزيد من األراضي عن الدولة
العثمانية[ ]36[]35أقيم مؤتمر برلين في 13رجب 1295هـ 13/يوليو 1887م وبحث بهذا المؤتمر تعديل معاهدة سان
ستيفانو التي عقدت بين الدولة العثمانية واإلمبراطورية الروسية ،وهذا بسبب معارضة (إنكلترا ،فرنسا ،ألمانيا ،النمسا)
لهذه المعاهدة ألنها ال تتفق مع مصالحها االستراتيجية ]37[.فعقدت معاهدة برلين ،وكان من أبرز نتائجها ،استقالل بلغاريا،
وضم البوسنة والهرسك للنمسا ،واستقالل الجبل األسود والصرب ،وضم قاْر ص وأرداهان وباطوم لروسيا ،والموافقة على
مادة]39[]38[. تحسين أوضاع النصارى في جزيرة كريت .تضمنت المعاهدة 64
كشفت قرارات مؤتمر برلين عن ضعف الدولة العثمانية ،فاستغلت الكيانات السياسية والقومية هذا الضعف ،وقامت
بانتفاضات على الحكم المركزي بهدف الحصول على االستقالل الكامل ،ودعمتها أوروبا في سبيل تحقيق ذلك ،وهكذا
توالت األزمات السياسية في وجه السلطان عبد الحميد الثاني بعد الحرب العثمانية الروسية ومؤتمر برلين .انضمت تونس
إلى قائمة األقاليم التي فقدتها الدولة العثمانية لصالح أوروبا في عهد عبد الحميد الثاني عندما احتلتها فرنسا التي أجبرت
باي تونس على توقيع معاهدة قصر سعيد ،وأدخلت فرنسا إيالة تونس المستقلة ذاتيًا تحت حمايتها ،ولم تعترف الدولة
حتى معاهدة لوزان 1923م باالحتالل الفرنسي وكانت تعبرها إيالة عثمانية تحت االحتالل الفرنسي غير الشرعي .ولم
تقتنع بريطانيا بما حصلت عليه في قبرص فاستغلت تراكم الديون على الحكومة بعد فتح قناة السويس فاحتلت مصر في
1882بعد أن انتصرت على قوات أحمد عرابي ،وقامت الثورة المهدية في السودان فسيطرت على البالد ،بحجة حماية
[]42[]41[]40
الدولة العثمانية من أي اعتداء .وتقاسمت مع فرنسا وإيطاليا شرق إفريقيا والحبشة.
في 1320هـ 1321 -هـ1902/م 1903 -م اندلعت اضطرابات في الواليات الثالث (قوصوة وسالنيك ومناستر) المختلفة
األعراق واألديان والمذاهب وكانت المادة 23من معاهدة برلين تجبر العثمانيين على إجراء إصالحات في مقدونيا ،ولكن
عبد الحميد كان يرفضها ويجابهها ألنه لو قام بها ستؤدي إلى استقاللها .وفي 1893أسس البلغار جمعية ثوار مقدونيا
وكان األعضاء فيها من العصابات وشكل بقية األعراق (اليونانيون ،والصربويون ،والرومانيون) في المنطقة عصابات
ليواجهوا خطرهم ألن هدفهم إزاحة هؤالء عن الطريق ليتفرغوا لألتراك وساند الباب العالي األعراق الثالثة األخيرة
لمواجهة البلغار ،وفي 1902م بدأ هؤالء عملهم ،فبدأوا بقتل إخوتهم البلغاريين الذين لم ينضموا لهم ،ووزعوا القنابل في
كل ناحية وفي أواخر عام 1902م تحولت حربهم إلى ثورة حقيقية ،وخالل شهر واحد أخمد الجيش الهمايوني الثالث
ثورتهم في 21سبتمبر 1902م ،وقبل مرور سنة في 2أغسطس 1903م قام البلغاريون مرة أخرى بعصيان .وزادت
ضغوط الدول األوروبية إلجراء اإلصالحات فيها .وأرسل الباب العالي والي اليمن حسين حلمي باشا إلى هذه الواليات
الثالث باسم "مفتش عام الواليات الثالث" .وُأ لفت لجنة إلصالح أحوال الواليات الثالث برئاسة والي إيالة قونية آفلونيالي
ًا []46[]45
محمد فريد باشا الذي أصبح الحقًا صدرًا أعظم .
حادثة القنبلة
مراسم تحية الجمعة أمام جامع يلدز؛ التقطت الصورة في أواخر القرن التاسع عشر.
في عام 1905م حاول األرمن اغتيال الُس لطان عبد الحميد ،حيث خّط طوا مؤامرتهم هذه في سويسرا؛ ويذكر بعض
المؤرخين احتمااًل لوجود بريطانيا خلفها ،وكان هدفهم شد انتباه الدول األوروبية وقتل الُس لطان العثماني ،فاتفقوا مع
خبير بلجيكي مختص بهذه األمور يدعى "جوريس" الذي لم يكن لُه عالقة ال باألرمن وال بقضيتهم ولكنه كان أجيرًا .وكان
الُس لطان فيما سبق قد شّد د على األمن واتخذ تدبيرات أمنية قوية بح ّق هم؛ إضافة ألسباب أخرى كهزيمة اليونانيين في
حربهم مع العثمانيين ورفض عبد الحميد إسكان اليهود في فلسطين ،وبعد أن قمع ثورة األرمن ،ش ّكل هؤالء جميعًا جبهة
واحدة ضد الُس لطان .أتى جوريس إلى العاصمة إسطنبول كسائح وخالل مراقبة السلطان تأكد أنه ال يمكن االقتراب منه إال
خارج مراسم صالة الجمعة وأن المدة الزمنية التي يخرج فيها من الجامع قصيرة ومحددة وال تتغير أبدًا ،فعزم على تنفيذ
خّط ته في هذا الوقت ،فوضع القنبلة في عربة ثم ُت ركت على الطريق في اللحظة األخيرة عند خروج السلطان من الجامع.
في هذه األثناء خالفًا للعادة قام شيخ اإلسالم جمال الدين أفندي باعتراض طريق السلطان ليحدثه ببعض األمور ،فانفجرت
القنبلة ولم يتضرر السلطان لوقوفه على عتبات الجامع ،ومات في الحادثة مربيان اثنان من مرّبي األمراء والكثير من
الجنود .تصرف عبد الحميد براحة تامة بعد الحادثة فاستقّل عربة قادها بنفسه إلى القصرُ .ق بض على منفذي العملية
وعوقبوا ،وقبض على جوريس أيضًا لكن السلطان منحه 500ليرة ذهبية وتركه ،وُي ذكر أن جوريس هذا أرسل لعبد الحميد
[]47[]46
معلومات مهمة من أوروبا في السنوات التالية.
خارطة تعود لعام 1907م ُت ظهر الحدود القديمة بين سوريا العثمانية والخديوية المصرية على الرغم من تعديلها في 1906م
أرادت بريطانيا أن تتمكن من البحر األحمر من الجنوب ولم تتمكن من ذلك؛ وحاولت مرة أخرى من الشمال فافتعلت مشكلة
من ال شيء ،مّد عية أن العقبة التي تدخل ضمن لواء الكرك (األردن) أرض مصرية ،واألصل في هذا أن العثمانيين سمحوا في
السابق بتواجد جماعات من الجيش المصري بغرض مراقبة الحجاج المصريين .فأرسلت بريطانيا جيشًا إلى هناك على أن
هذه األرض أرض مصرية ،وأرادت السيطرة على رأس خليج العقبة ،فظهر قصدها الذي يحتمل أن يكون قطع طريق الحج
أو قطع طريق سكة حديد الحجاز .على أثر ذلك بعث الُس لطان عبد الحميد العقيد رشدي بك مع سريتين من الجنود ومدفع
واحد إلى العقبة ودخل القلعة وأخبر الجنود المصريين بأن الُس لطان سمح لهم بالعودة إلى مصر وأرسلهم إلى بالدهم.
وقام باحتالل قصبة طابا بالقرب من العقبة ،على الرغم من هجوم خيالة البدو من العشائر العربية المحّر ضة من قبل
بريطانيا بالذهب .وفي هذه األثناء قام الشعب في القاهرة وغيرها من المدن بمظاهرات أثنت فيها على السلطان .وأرسلت
بريطانيا إلى الباب العالي بإخالء قصبتي العقبة وطابا خالل عشرة أيام وإال ستقوم الحرب بين البلدين ،فأجاب الباب
العالي بأن احتالل بريطانيا لمصر غير شرعي ومؤقت ،وأن تعديالت الحدود ستجري بين الضباط المصريين والعثمانيين
وأنه ال يحق لهم االشتراك في هذه المفاوضات ،الحقًا تم تعديلها بين الضباط العثمانيين والمصريين في 1أكتوبر 1906
م]48[]46[.
تشكيل جمعية االتحاد والترقي وتطورها وإعالن المشروطية الثانية وافتتاح مجلس المبعوثان
1908
السلطان عبد الحميد على عربته بعد إعالن المشروطية الثانية 1908م.
في عام 1889م وفي الذكرى المائة للثورة الفرنسية ُش كلت جمعية سرية تسمى "جمعية االتحاد والترقي" على أيدي
طالب المدرسة الحربية والمدرسة الطبية العسكرية وهدفها الوحيد هو عزل السلطان عبد الحميد الثاني ،وإعادة الحياة
الدستورية للدولة ،وكان وراء التشكيل ماسوني ألباني يدعى "إبراهيم تيمو" أو أدهم كما يدعى أحيانًا ،أخذت أفكار هذه
الجمعية تنتشر بين طالب المدارس الُع ليا في العاصمة ،وانتشرت خارج البالد بين المنفيين األتراك في باريس وجنيف
والقاهرة ،وأصدرت مجلة "عثمانلي" في جنيف لبث أفكارها والترويج لها ،وأخذت الحركة تتطور بشكل سريع داخل الدولة
وخارجها ،فقامت الدول األوروبية والمنظمات الماسونية واليهودية باحتضانها حسب تعبير المؤرخين ،وبداية من هذا
الوقت بدأ الصهاينة بالتحرك لخلع الُس لطان عبد الحميد ،وكان للسفارات الخارجية الدور األكبر في دخول الصحف
والمنشورات المعادية للسلطان لداخل الدولة وتوزع على التشكيالت الداخلية بسرية ،اكتشفت هذه الجماعة في 1897م
فتم نفي الكثير من أعضائها وفر بعضهم إلى باريس ،فأرسل السلطان مدير األمن العام الفريق األول أحمد جالل الدين باشا
الستمالتهم للعودة فأقنع أكثريهم ومنحهم عبد الحميد مناصب كبيرة في الدولة ،إال أن "أحمد رضا بك" أصر على البقاء
في باريس مع حفنة من مؤيديه ،ولم يترك السلطان المحاولة في استمالة هؤالء ،فأمر سفرائه في الدول األجنبية بالضغط
على الحكومات التي تساعد المنظمة ،وأرسل أناس لها بهدف عمل االنقسامات الداخلية فيها .انضم "داماد محمود جالل
الدين باشا" صهر الُس لطان هو وابنيه "صباح الدين" (الذي أشاع الحقًا لقب "السلطان األحمر" قاتل األرمن على السلطان عبد
الحميد للصحافة األوروبية) وابنه "لطف اهلل".
مجلس المبعوثان في ديسمبر 1908م.
انتشرت الجمعية في واليات الدولة منها مصر التي كانت بريطانيا قد احتلتها في وقت سابق ،وأصبحت مالذًا ألفرادها
الهاربين .إال أن سالونيك ظلت المركز األساسي لنشاطات الجمعية السياسية والعسكرية .أثارت هذه شعارات االتحاديين عن
"الحرية ،العدالة ،المساواة" بعض الجماعات العربية وساعدتهم على قلب نظام الحكم .ما بين 4إلى 9فبراير 1902م أقيم
في مدينة باريس "مؤتمر العثمانيين األحرار" ،وحضره جميع المناهضين ضد حكم عبد الحميد على رأسهم جمعية االتحاد
والترقي ،خالل هذه األيام اتخذوا العديد من القرارات أبرزها :تقسيم حكومات مستقلة استقالًال ذاتيًا على أساس قومي،
رفض "أحمد رضا بك" هذه الفكرة إال أن األغلبية قامت بتأييد القرار ،رفض أحمد رضا بك رئيس المؤتمر وعلي حيدر بك بن
مدحت باشا قرارات المؤتمر ولم يوقعا عليها ،بعد ذلك انقسمت المعارضة ،وقرر االتحاديون العمل وحدهم في مقدونيا
والحصول على تأييد الجيش الثالث المرابط هناك ،ترك هؤالء باريس كونها مركزهم السابق ،وأسسوا مركزًا صغيرًا في
سالونيك ،وتبعته شعبة في مناسطر ،ومع مرور الوقت انضم الكثير من المدنيين للجمعية ،وتبعهم أشخاص ذوي مراكز عليا.
اشتد أنصار الجمعية بالضغط على عبد الحميد من أجل تطبيق القانون األساسي كامًال( ،أقيم مؤتمر آخر ما بين 27إلى 29
ديسمبر 1907م حضره ممثلون عن الشعوب النصرانية التابعة للدولة العثمانية ،وقد قرر فيه :إجبار الُس لطان على التنحي،
والتغيير الجذري إلدارته) ،في شهر يوليو 1908م أعلنوا الثورة التي سميت "بثورة الشباب األتراك" ،وفي 23يوليو تمرد
الجيش الثالث في سالونيك بقيادة أحمد نيازي وأعلن الثورة ،وقاموا في صباح اليوم التالي بإلقاء الخطب هاتفين "إما
الحرية وإما الموت" ،وانضم لهم أنور باشا ومصطفى كمال ،واحتلوا مدينة مناستر التي فيها مقر الجيش األول ،وأرسل
الُس لطان "شمسي باشا" لتتبع أثر نيازي الذي كان قد عمل هو وجماعة أنور باشا ورائف وجماعته على مقاومة أعمال
الحكومة المركزية ،وإخماد الثورة ،فقتل شمسي باشا قبل أن يبدأ مهمته على يد عاطف بك ،فأرسل عبد الحميد ثالثين
فرقة من "فرق الرديف" إال أنها انضمت لهم وكان ذلك عامًال على تقوية صفوفهم .ونتيجة هذه الضغوط أعلن السلطان
[]51[]50[]49
العمل بالقانون األساسي ،في 24جمادى اآلخرة 1326هـ 23/يوليو 1908م.
غالف صحيفة لو بوتي جورنال الفرنسية في 1908م ،تصور فرديناند األول ملك بلغاريا وفرانتس يوزف األول إمبراطور النمسا وهما ينتزعان األراضي
العثمانية وذلك بعد ُأ علن استقالل بلغاريا وضم اإلمبراطورية النمساوية المجرية للبوسنة والهرسك وعبد الحميد الثاني سلطان الدولة العثمانية يقف بال
حيلة.
ارتكب االتحاديون خطأ بعدم تخصيصهم مكانًا في البروتوكول لممثل أمير بلغاريا ،فاستفادت بلغاريا من هذا وأعلنت
انفصالها عن الدولة وكان ذلك في 5أكتوبر 1908م ،وفي نفس اليوم أعلنت اإلمبراطورية النمساوية المجرية ضمها
للبوسنة والهرسك مستفيدين جميعًا من هذه األزمات التي مرت بها الدولة .وفي اليوم التالي 6أكتوبر 1908م بلغ مجلس
إيالة كريت انفصاله عن الدولة العثمانية والتحاقه باليونان ،لكن كريت لم تتمكن من ذلك حتى عام 1913م .في معاهدة
إسطنبول بتاريخ 26فبراير 1909م ،تركت الدولة البوسنة والهرسك للنمسا مقابل تعويضات قدرها 2,5مليون ليرة
إسطنبول]52[]50[. ذهبية .وُم نحت بلغاريا االستقالل لقاء 5ماليين ليرة ذهبية 19أبريل 1909م في معاهدة
القضية األرمنية
ر ي ي
كرتون فرنسي معاصر للسلطان يصوره كجزار .أطلق األرمن على عبد الحميد "السلطان األحمر".
تنص المصادر العثمانية واإلسالمية أو المؤيدة للعثمانيين على أن األرمن تجرأوا بعد معاهدة برلين حيث تضمنت المادة 61
من المعاهدة إصالح أوضاع األرمن في الواليات الست الموجودين فيها وهي :أرضروم وديار بكر وسيواس وخربوط ووان
وبدليس ولم يطيق العثمانيون هذه المادة ،فأمنت الدول األوروبية وروسيا األسلحة لهؤالء األرمن فبدأوا بالذبح والتقتيل
في شرق األناضول منادين باستقاللهم وتشكيل "أرمينيا" مستقلة ،فقاموا بمهاجمة القرى المسلمة التي يتحدث سكانها
اللغة الكردية فبدأوا باإلرهاب فيها ،وقام العثمانيون بالرد على هذه الثورة والمجازر التي فعلوها بتشكيل الخيالة الحميدية
المشكلة من األكراد أنفسهم إلى مناطق الثورة حيث دّم روا العديد من القرى األرمنية وقتلوا كثيًر ا من الثّو ار ومن ساندهم،
فيما أصبحت هذه الحادثة ُت عرف باسم "المجازر الحميدية" .وبعد هذا الحادث األخير قام األرمن بعصيان في ديار بكر قتل
فيه منهم .1190وقام الحقًا أمام الكل في عاصمة الدولة إسطنبول بطريق األرمن أزميرليان بتسليح بضع مئات من األرمن
وكان قصدهم الذهاب إلى الباب العالي والقيام بمظاهرات معادية للحكومة ولكن ُق طع طريقهم ،فانسحبوا إلى منطقة يكثر
فيها األرمن في إسطنبول وهي "قادرغة" .وأما شغبهم الثاني في العاصمة في تاريخ 26أغسطس 1896م فقد كانوا قد
عزموا على تفجير المصرف العثماني ولكن اكتشفوا من قبل األمن السري ،واعترفوا بعزمهم على التفجير المصرف وكذلك
[]53
الباب العالي ،وُع زل أزميرليان ونفي إلى مدينة القدس.
بالمقابل تنص المصادر المؤيدة لألرمن والمصادر األرمنية على أن األرمن بدأوا بالمطالبة بتفعيل اإلصالحات السياسية في
الدولة العثمانية والتي نص عليها مؤتمر برلين ]54[،وقاموا بمظاهرات داعية إلى مزيد من الحرية واإلصالح ،غير أنها
جوبهت بعنف من قبل السلطان عبد الحميد ،وحدثت سلسلة من المجازر وإبادة شبه جماعية بحق األرمن القاطنين شرق
األناضول بين عامي (1894م 1896 -م) .وكانت قد ابتدأت باندالع صراع وقع في صيف عام 1894م في مدينة ساسون
فيما سمي بمقاومة ساسون ،1894وواجه األرمنيون في ساسون الجيش العثماني وأدى انضمام القوات غير النظامية
الكردية "الخيالة الحميدية" إلى جانب الجيش الستسالم أعداد كبيرة من المقاومة األرمنية .كما قام السلطان بتحريض
سكان بعض المدن من األكراد واألتراك بالقيام بعمليات إبادة شملت قرى بأكملها في جنوب وغرب األناضول ]55[.وأسفر
الحادث السابق عن احتجاجات أرمنية قوية ضد سياسات السلطان الوحشية ،وتدخلت الدول األوروبية إلقناع الحكومة
العثمانية إلى تبني إصالحات للمحافظات التي يسكنها األرمن .في بداية شهر أكتوبر 1895م تجمع ألفين من األرمن
متظاهرين في العاصمة إسطنبول لتنفيذ إصالحات بخصوصهم ،ولكن الشرطة العثمانية قمعتهم بعنف .وبعد فترة قصيرة،
اندلعت مذابح األرمن في العاصمة وتلتها بقية الواليات العثمانية التي يسكنها األرمن والية بدليس ووالية ديار بكر ووالية
أرضروم ،ووالية معمورة العزيز ووالية سيواس ووالية طرابزون ووالية فان ،وقتل اآلالف على أيدي جيرانهم المسلمين
والجنود العثمانيين ،ولقي الكثير مصرعهم خالل فصل الشتاء البارد من (1895م .)1896 -ولم يكن ضحايا "المجازر
الحميدية" األرمن فقط بل شملت اآلشوريين/السريان/الكلدان .وقد راح ضحية هذه المجازر حسب المصادر الغربية
[]57[]56
واألرمنية 300,000 - 80,000من األرمن و 25،000من اآلشوريين/السريان/الكلدان.
عالقاته مع اليهود
تيودور هرتزل في 1904م.
نشط اليهود منذ ثمانينات القرن التاسع عشر إلى تهجير اليهود المتشتتين في أنحاء العالم وطالبوا بإنشاء دولة لهم في
فلسطين .وكانت أول محاوالتهم في عام 1293هـ1876/م إذ عرض "حاييم گوديال" على السلطان شراء مساحات من
األراضي في فلسطين إلسكان المهاجرين اليهود فيها إال أنه رفض عرضه ]58[.واستعان اليهود الروس بالسفير األمريكي في
إسطنبول أيضًا ولم ينجح بذلك ]60[]59[.ولم تنقطع الهجرات الفردية ،وكانت هناك هجرات جماعية بين ( 1285هـ 1298 -
هـ1868/م 1881 -م) و( 1299هـ 1314 -هـ1882/م 1896 -م) وكانت هذه األكثر فعالية .وعلى أثر اغتيال القيصر
الروسي ألكسندر الثاني وإتهام منظمة "أحباء صهيون" في 1298هـ1881/م تعرض اليهود إلى حملة مذابح واضطهادات،
فطلبوا من القنصل العثماني في أوديا منحهم تصريحات لدخول فلسطين إال أن الحكومة رفضت هذا ،ورحبت بهم في أي
إقليم آخر من أقاليم الدولة ]62[]61[.ونتيجة الزدياد شعور السلطان بالتحرك اليهودي ،أبلغ المبعوث اليهودي "أوليڤانت" أن
باستطاعة اليهود العيش بسالم في أية بقعة من أراضي الدولة العثمانية إال فلسطين ،وأن الدولة ُت رحب بالمضطهدين،
ولكنها ال ُت رحب بإقامة دولة دينية يهودية فيها .وقد حاول بعض اليهود تحدي قرار الباب العالي بالنزول في يافا ،لكن
السلطات العثمانية منعت دخولهم إلى مدينة القدس .لكن هجرتهم استمرت بشكل بطيء وبشكل غير رسمي عن طريق
التحايل على القانون ،ورشوة الموظفين ،وبمساعدة قناصل الدول األجنبية ،وأرسلت الحكومة إلى متصرف القدس "رؤوف
[]61
باشا" أن يمنع دخول اليهود من الجنسيات الروسية والرومانية والبلغارية من دخول القدس ،والروس بشكل خاص.
تدخلت الدول األوروبية بعد إلحاح اليهود عليها ،فأصدرت الحكومة العثمانية تعليمات جديدة سمحت لليهود بسكن
القدس لمدة شهر واحد فقط ]63[.في 1305هـ1888/م وبعد مرور ثالثة أعوام ،تدخلت بريطانيا وبذلت جهودها للتخفيف
من شرط اإلقامة الزمني ،فرضخ الُس لطان لتلك الضغوط وخفف المدة إلى ثالثة أشهر ]64[.واتخذ الباب العالي قرارًا بتحويل
سنجق القدس التابع لوالي دمشق إلى متصرفية حيث أن المتصرفيات تتبع الباب العالي مباشرة وذلك لتشديد المراقبة.
وأرسل أعيان مدينة القدس إلى السلطان شكوى يطلبون فيها إجراء فعال يمنع دخول اليهود ويمنعهم من شراء األراضي،
فأصدر فرمانًا في ( 10جمادى اآلخرة 1310هـ 30/ديسمبر 1892م) يحرم فيه بيع األراضي الحكومية لليهود حتى لو
الدولة]65[. كانوا عثمانيين من رعايا
في أواخر القرن التاسع عشر برز "تيودور هرتزل" وهو صحفي يهودي نمساوي استطاع قيادة الحركة الصهيونية وسعى
إلى إيجاد وطن قومي لليهود ،وحاول هرتزل بكل الطرق لمحاولة إقناع الُس لطان عبد الحميد ،فاستغل "القضية األرمنية"
وعرض عليه بذل الجهود من أجل تسوية المشكلة ولقيت فكرته ترحيبًا من السلطان ،وعهد إليه وإلى صديقه الصحفي
النمساوي "نيولنسكي" بمطالبة لجان األرمن في أوروبا بالطاعة ألن السلطان سيحقق مطالبهم التي رفض تحقيقها تحت
الضغوطات ،وبذال جهودهما في أقناع األرمن والطلب من بريطانيا لوقف تحركاتهم ،إال أنهم فشلوا فيما يسعون إليه .عندها
قرر تيودور هرتزل بالسفر إلى إسطنبول ولقاء السلطان ،إال أنه لم يتمكن من ذلك وتركها بعد عشرة أيام في 1314
هـ1896/م ،وبعد حوالي الشهرين اتصل باألوساط العثمانية محاوًال إعطاء الدولة مساعدات مالية وغيرها وقوبل
[]66
بالرفض.
عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني األول في مدينة بال السويسرية برئاسة تيودور هرتزل مابين ( 30-29ربيع اآلخر و1
جمادى األولى 1315هـ 31-29/أغسطس 1897م) ،واتخذوا عدة قرارات أطلق عليها "برنامج بال" أو "البرنامج
الصهيوني" ،وكان أهم قرار اتفقوا عليه تأسيس وطن قومي في فلسطين ،وبعد أن كانوا يطمحون أن يكونوا فيها تحت
سيادة الدولة العثمانية أصبحوا بعد هذا المؤتمر يطمعون بالسيطرة على فلسطين .راقب الُس لطان عبد الحميد المؤتمر
ومقرراته عن قرب ،واتخذ قرارًا جديدًا هو منع اليهود من السكن في فلسطين ومنع اليهود األجانب من دخول مدينة
القدس ]67[.ولم تتوقف المؤتمرات الصهيونية عن االنعقاد وكانت في كل مرة تزيد عددًا وقوة ،ولم تتوقف جهود "تيودور
هرتزل" لالجتماع بالُس لطان عبد الحميد الثاني وسافر للعاصمة إسطنبول في ( 24محرم 1319هـ 13/مايو 1901م)
وقابل السلطان بعد أربعة أيام ثم قابله مرتين أخريين وعرض عليه إصدار فرمان يجيز لليهود األجانب الهجرة إلى فلسطين
ومنحهم حكمًا ذاتيًا ،مقابل دفعهم ثالثة ماليين جنيه وفي بعض المصادر مليوني جنيه ،وبعدها بدفع الجزية ،لكن السلطان
كان على موقفه رافضًا إال أنه وافق على هجرتهم إلى آسيا الصغرى والعراق لقاء دفع الديون المترتبة على الدولة ولم يكن
هرتزل راضيًا عن هذا ،عندها حاول عرض رشوة كبيرة على عبد الحميد تقدر بمليون جنيه مقابل حصولهم على فلسطين.
عندها قال السلطان كلمته الشهيرة للصدر األعظم «انصحوا الدكتور هرتزل بأال يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع،
فإني ال أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من األرض ،فهي ليست ملك يميني ،بل ملك األمة اإلسالمية التي جاهدت في
سبيلها وروتها بدمائها ،فليحتفظ اليهود بماليينهم ،وإذا مزقت دولة الخالفة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا
فلسطين بال ثمن ،أما وأنا حّي ،فإن عمل المبضع في بدني ألهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من الدولة اإلسالمية،
وهذا أمر ال يكون .إني ال أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة ]68[».على الرغم من جهود السلطان
في حد دون هجرة اليهود فقد استمرت الحركة الصهيونية بإنشاء أجهزة تشرف على شراء األراضي وتنظيم عملية
االستيطان وطلب هرتزل من السلطان في (محرم 1320هـ/مايو 1902م) األذن إلنشاء جامعة عبرية في مدينة القدس
للشبان األتراك ،إال أن السلطان رده بعكس ما يريد .وفي ( 1321هـ1903/م) حاول اليهود عقد أول مؤتمر صهيوني في
فلسطين ،فحظر الُس لطان نشاطهم السياسي الدولي .وفي ( 1322هـ1904/م) توفي تيودور هرتزل ولم يتخلف أتباعه من
[]69
تحقيق ما يريدون ،في ( 1336هـ1917/م) وافقت بريطانيا بعد وعد بلفور على تأسيس وطن قومي يهودي.
اعتلى عبد الحميد عرش السلطنة والعالم العربي يشهد قيام فكرتين كانتا ردة فعل ضد االستعمار والسيطرة األجنبية،
إحداهما فكرة "الجامعة اإلسالمية" ،والثانية "القومية العربية" والوحدة العربية وكانت قد انتشرت في البلدان العربية
وخاصة بين نصارى الشام .وعندما أصبح العالم اإلسالمي هدفًا للدول االستعمارية ،استيقظت فكرة إحياء الوحدة
اإلسالمية لتوحيد الجهود ضد هذه الدول .فتزعم السلطان عبد الحميد إبان حكمه هذه السياسة نظرًا للظروف الداخلية
والخارجية ،ألنه وجدها عالج دولته ،ولم ير أن الوحدة الداخلية وحدها كافية بل أن يمتد تأثيرها نحو كل مسلمي العالم.
بدأ السلطان بتطبيق هذه السياسة ،وأخذ ينفذها ،وأخذ من نامق كمال في البيئة العثمانية ،وجمال الدين األفغاني في
البيئة اإلسالمية والعربية ،لتنفيذ سياسته في الداخل وفي الخارج ،ففي الداخل كان تنفيذ مبادئ الحركة يعني االلتزام
بحدود الشريعة اإلسالمية ،وفي الخارج يعني التفاف المسلمين حول الخالفة .بعد أن بدأ بتطبيق "حركة الجامعة
اإلسالمية" استطاع أن يحتفظ بوالء األقوام غير التركية في الدولة ،وكسب جميع المسلمين إلى جانبه .وللمحافظة على ما
تبقى من األقاليم العربية بعد ضياع تونس ومصر أخذ يقرب عددًا من الشخصيات العربية كعزت باشا العابد وأبو الهدى
الصيادي وغيرهم ،وكون فرقة عسكرية أدخلها في حرسه الخاص ،واهتم بالمقدسات اإلسالمية الثالث التي جميعها بحوزة
العرب وخصص لها األموال ،وعمد إلى مصاهرتهم فزوج أميرتين من آل عثمان بشابين عربيين .وعمد إلى دعوة الزعماء
والمفكرين من غير العرب ليظهر اهتمامه برعاية العلم والعلماء فقام بدعوة جمال الدين األفغاني إلى إسطنبول ،مما يذكر
أن السلطان استعان بجملة من العلماء على رأسهم جمال الدين األفغاني محاوًال التقريب بين المذاهب اإلسالمية والتقرب
من إيران .من الوسائل التي لجأ إليها السلطان لدعم الحركة إحياء مركز الخالفة اإلسالمية الستمالة المسلمين حول العالم
من غير رعاية الدولة حوله وحرص على إقران األسماء الدينية مثل "أمير المؤمنين" و"خادم الحرمين الشريفين" .وعمد
على إضافة مظاهر الزهد وممارسة الشعائر الدينية عالنية وأحاط نفسه بعلماء الدين ،وغيرها .وأدخل اللغة العربية على
برامج الدروس في المعاهد وحاول جعلها مساوية لّل غة التركية اللغة الرسمية للدولة .وكان أهم منجزاته لدعم حركة
الجامعة اإلسالمية مشروع خط حديد الحجاز .كانت هذه الحركة نجاحًا تأرجح بين القوة والضعف ،وانتشر صداها في
العالم اإلسالمي والعالم العربي ،وبرزت دعوات رافضة لحركة الجامعة اإلسالمية كفكرة دينية في العالم العربي وتركيا
وأوروبا ،ففي العالم العربي برزت القومية العربية خاصة بين النصارى ،ودور عبد الرحمن الكواكبي الذي هو أحد رواد
الحركة اإلسالمية إال أنه رسخها بصورة مغايرة عن حركة السلطان عبد الحميد وقد أراد أن تكون الخالفة عربية وفي قريش
ومركزها مكة المكرمة وإبعادها عن آل عثمان ،وفي تركيا الحركة الطورانية ،وأما أوروبا فقد عملت على تشويه صورة
[]72[]71[]70
السلطان أمام رعاياها المسلمين بوصفه حاكمًا استبداديًا يتسم بالظلم.
نهاية السلطان
مدينة سالونيك في 1917م المدينة التي نفي إليها السلطان عبد الحميد بعد خلعه.
يجمع الكثير من المؤرخين أن هذه الواقعة "واقعة 31مارت" مدبرة بالكامل وأن أهدافها محددة من قبل االتحاديين
وبمساعدة من بريطانيا بالرغم من أن المطالب ال تجعل أحدًا يشك أنها كانت منهم وبهدف إثارة القالقل والفوضى]74[]73[.
فرتبوا شعارات دينية أثناء الحوادث التي افتعلوها مثل" :الشريعة تنتهك" أو "ُض يعت الشريعة" ،وألصقوا هذا كله
بالمسلمين واتهموهم "بالرجعية" .كانت األسباب التي دفعت االتحاديين إلى تدبير هذه الحوادث هي إقدامهم على فعل
خطوات حساسة مثل قتل "إسماعيل ماهر باشا" والصحفيين المعارضين لهم "أحمد صميم بك" وحسن فهمي بك ،وفي
نفس الوقت ارتفعت معدالت الجريمة وتزايدها يومًا بعد يوم ،وأيضًا قلق الشعب بسبب زيادة الجرائم ،وظهور من يرغب
بإعادة زمام األمور إلى الُس لطان عبد الحميد مرة أخرى ،ودخول الجيش في السياسة ،وتسريح العديد من الضباط والجنود
المخالفين أثار قلقًا واسعًا]75[.
"قصر أالتيني" حيث احتجز الُس لطان وعائلته عند نفيه إلى سالونيك.
صورة حديثة لقصر بكلربكي في مدينة إسطنبول ،القصر الذي ُن قل إليه السلطان بعد أن كان في مدينة سالونيك.
وتحت هذه األجواء انطلق الجنود القادمين إلى إسطنبول من الجيش الثالث وهتفوا "نطالب بالشريعة" وأعلنوا التمرد
وهذا كله بغياب الضباط وبرئاسة عرفاء ،وطالبوا أمام جامعي آيا صوفيا والسلطان أحمد بعزل الصدر األعظم حسين حلمي
باشا ورئيس مجلس المبعوثان "أحمد رضا بك" ونفي االتحاديين وانضم لهم حشود من أصناف الشعب وخاصًة
الحمالين ]76[.يظهر أن هدف هذه المؤامرة هو كبح جماح جمعية االتحاد والترقي ونصرة الُس لطان عبد الحميد والشريعة
كما يهتفون .قاموا بقتل وزير العدل "ناظم باشا" ظانين أنه "أحمد رضا بك" وقتلوا "األمير شكيب أرسالن" أحد المبعوثين
ظانين أنه الصحفي "حسين جاهد" .قام السلطان عبد الحميد باستدعاء قائد الفرقة الثانية وأمره بإخماد التمرد لكنه رفض
قائًال أنه ينتظر األمر من قائد الجيش ]77[.أنضم في الفترة إلى حركة التمرد معارضي جمعية االتحاد والترقي وبعض علماء
الدين .وساقت جمعية االتحاد والترقي جيشًا سمي "بجيش الحركة" من مدينة سالونيك إلى العاصمة إسطنبول وكان يقال
أن هدفه األساسي "نجدة السلطان" تحت قيادة "محمود شوكت باشا" ،وطلب قائد الجيش األول "ناظم باشا" من الُس لطان
التدخل لردعه ،لكنه رفض قائًال بأنهم مسلمون مثلكم ،دخل "جيش الحركة" إلى إسطنبول في 6رجب 25/أبريل وسيطر
عليها وأعلن الطوارئ وأعدم اآلالف ونهب قصر يلدز مقر السلطان ]79[]78[]73[.وفي اليوم التالي 7ربيع اآلخر 1327هـ27/
أبريل 1909م دعا "محمود شوكت باشا" مجلسي النواب واألعيان لمجلس مشترك ُس مي "بالمجلس الوطني المشترك"
واستصدروا فتوى بخلعه بالضغط على شيخ اإلسالم ،وقيل أنه رفض وحصلوا على توقيع أحد العلماء اآلخرين ،وقيل أنهم
عرضوا على "أمين الفتوى" الحاج نوري أفندي إال أنه رفض .واتهم السلطان عبد الحميد الثاني بعدة تهم ،تدبير "واقعة 31
مارت" ،وباإلسراف ،وبالظلم وسفك الدماء ،وتحريق المصاحف والكتب الدينية ،انكر جل المؤرخون هذه التهم التي وجهت
للسلطان .استدعى المجلس الصدر األعظم "توفيق باشا" ليبلغ السلطان بقرار الخلع إال أنه رفض ،فكلفوا وفدًا من أربعة
أشخاص هم" :عارف حكمت باشا" و"آرام األرمني" و"أسعد طوطاني" و"قره صو عمانوئيل اليهودي" ،وقرأ الوفد الفتوى
على الخليفة .ونصب محمد الخامس أخ عبد الحميد األصغر محله .ونفي إلى مدينة سالونيك مع مرافقيه وعائلته عبر
القطار ،ولم ُي سمح ألحد منهم بأخذ حاجياته وصودرت كل أراضيه وأمواله ،وبقى في قصر "أالتيني" تحت الحراسة
[]82[]81[]80
المشددة.
تعرف السلطان عبد الحميد الثاني على الشيخ الشاذلي محمود بن محيي الدين بن مصطفى أبو
الشامات ،عند زيارته إلسطنبول عن طريق مدير القصر السلطان "راغب رضا بك" الذي كان من تالميذ
الشيخ ،ومن بعد تعرفه عليه اتبع عبد الحميد الطريقة الشاذلية .وفي ديسمبر 1972م نشر المحرر
سعيد األفغاني في مجلة العربي في العدد رقم 169رسالة مترجمة من اللغة العثمانية إلى اللغة
العربية ذكر أنها كانت بحوزة أحفاد محمود أبو الشامات ،وقد أرسلها السلطان إليه عندما كان منفي ًا
في مدينة سالونيك عن طريق أحد الجنود الذي كان من تالميذ أبو الشامات ،الرسالة:
الحمد هلل رب العالمين وأفضل الصالة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول رب العالمين وعلى آله
وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين.
أرفع عريضتي إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية ،إلى مفيض الروح والحياة ،إلى شيخ أهل عصره
الشيخ محمود أفندي أبي الشامات ،وأقبل يديه المباركتين راجي ًا دعواته الصالحة.
بعد تقديم احترامي أعرض أنني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22مايس في السنة الحالية ،وحمدت
المولى وشكرته أنكم بصحة وسالمة دائمتين.
سيدي
انني بتوفيق اهلل تعالى مداوم على قراءة األوراد الشاذلية ليًال ونهارًا .وأعرض أنني ما زلت محتاج ًا
لدعواتكم القلبية بصورة دائمة.
بعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة المسألة المهمة
اآلتية كأمانة في ذمة التاريخ:
انني لم أتخل عن الخالفة اإلسالمية لسبب ما ،سوى أنني ـ بسبب المضايقة من رؤساء جمعية
االتحاد المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم ـ اضطررت وأجبرت على ترك الخالفة.
إن هؤالء االتحاديين قد أصروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في األرض
المقدسة (فلسطين) ،ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف ،وأخيرا وعدوا بتقديم
( )150مائة وخمسين مليون ليرة إنكليزية ذهبا ،فرفضت بصورة قطعية أيضا وأجبتهم بهذا الجواب
القطعي اآلتي:
«إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهب ًا ـ فضًال عن ( )150مائة وخمسين ليرة إنكليزية ذهبا فلن أقبل
بتكليفكم هذا بوجه قطعي .لقد خدمت الم ّلة اإلسالمية واألمة المحمدية ما يزيد عن ثالثين سنة فلم
أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السالطين والخلفاء العثمانيين .لهذا لن أقبل بتكليفكم
بوجه قطعي أيض ًا».
وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي ،وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى سالونيك فقبلت بهذا التكليف
األخير.
هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم اإلسالمي بهذا العار
األبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في األراضي المقدسة :فلسطين ..وقد كان بعد ذلك
ما كان .ولذا فاني أكرر الحمد والثناء على اهلل المتعال .وأعتقد أن ما عرضته كاف في هذا الموضوع
الهام ،وبه أختم رسالتي هذه.
ألثم على يديكم المباركتين وأرجو واسترحم أن تتفضلوا بقبول إحترامي وسالمي إلى جميع اإلخوان
واألصدقاء.
يا أستاذي المعظم ،لقد أطلت عليكم التحية ،ولكن دفعني لهذه اإلطالة أن أحيط سماحتكم علم ًا ،
وتحيط جماعتكم بذلك علم ًا أيض ًا ،والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته.
خادم المسلمين
عبد الحميد عبد المجيد["]84[]83
وفاته
الضريح الذي دفن فيه السلطان عبد الحميد وجده السلطان محمود الثاني (1785م 1839 -م) وعمه السلطان عبد العزيز األول (1830م 1876 -م).
نفي عبد الحميد إلى مدينة سالونيك وبقي هناك تحت الحراسة المشددة وفي أحوال سيئة ]85[،كان لعبد الحميد أموال
مودعة في البنوك األلمانية ،ضغط االتحاديون على السلطان فترة طويلة حتى تنازل لهم عنها ،إال أنه شرط عدة شروط
عليهم ألخذها وهي عودة ابنه عبد الرحيم أفندي إلى إسطنبول ليتحصل على العلم ،وعودة بناته ليتزوجن ،ومنح بعض
العمال معه الحرية ،وتخصيص قدر كافي من النقود له وشراء قصر الالتيني وغيرها من الشروط ]86[،وبقي هناك في
سالونيك من 1908م وحتى اندالع حرب البلقان األولى عام 1912م ألن مدينة سالونيك أصبحت معرضة للخطر وبهذا ُق رر
نقله إلى العاصمة إسطنبول وقد خصصت له السفارة األلمانية باخرتها ،ووصل إليها في 1نوفمبر 1912م واستقر في
قصر بكلربكي ]87[.تدهورت صحة عبد الحميد وأصبح يشكو من اإلرهاق ومن مشاكل في الجهاز الهضمي.
وفي 9فبراير 1918م شعر بألم في جسمه بعد أن نهض من مائدة الطعام ،وكان طبيبه الخاص قد حصل على أذن ،فقام
أحد من كانوا معه وهو "راسم بك" باستدعاء طبيب أخيه األصغر محمد وحيد الدين الذي أصبح سلطانًا الحقًا ،وعندما
فحصه أبلغهم بأن مرضه بوادر سل خطير ،فابلغ راسم بك السلطان محمد الخامس ،وفحصه الدكتور "عاطف بك" وتوصل
لنفس األمر ،واستدعوا طبيًب ا مشهور وهو "نشأت عمر بك" ليفحصه وعند الصباح التالي أصر على االستحمام على غير
رغبة الطبيب وعند خروجه منه بدأ يتصبب عرًق ا ،وأرسل أخوه السلطان محمد رشاد األطباء ودخلوا عليه وقالوا أنه من
الممكن أن هذا نتيجة اإلفراط في الطعام في الليلة السابقة .واستدعي ابنه محمد سليم أفندي وأحمد أفندي وقبل
إسطنبول]88[. دخولهم عليه توفي وكان ذلك في 10فبراير 1918م يوم األحد ودفن في مدينة
ورثاه الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي ،بقصيدة عن العهد الحميدي قال فيها:
إلى الناس إن اهلل للناس يرحم وقد بعث اهلل الخليفة رحمة
فليست على رغم العدى تتهدم دينه أركان الديان أقام به
به إزدان من خود الحكومة معصم وصاغ النهى منه سوار عدالة
بهن صنوف الناس تدري وتعلم مآثر المؤمنين ألمير وكم
فكيف يسيء الظن من هو مسلم ويشهد حتى األجنبي بفضله
[]89
ألسعد عهد في الزمان وأنعم سالم على العهد الحميدي إنه
اإلسالمية]91[]90[: وكذلك رثاُه الشاعر أحمد شوقي قائاًل عنه في بعض قصيدته التي رثا بها الخالفة
وَن واٍح ممالٌك عليِك وبكت وَم ناِب ٌر مآِذ ٌن َض َّج ت عليِك
َت بكي عليِك حزينٌة وا ِل هٌة ال ِه نُد
سحاِح بمدمِع وِم صُر
َة
َم حى من اَألرِض الِخ الف ماٍح
َأ والَّش اُم َت سَأ ُل والِع را ُق وفارٌس
وأتت لِك الُج مُع الجالئُل
َم أَت ًم ا
اَألنواِح مقاعَد فيه فقعدَن
ُق تلت موؤوَد ٌة َلُح َّر ٌة للِّر جاِل
وجناِح َج ريرٍة ِب غير يا
ِج راِح ِب َغ يِر َس لُم ُه ُم َق َت َلتِك إَّن الذين َأ َس ت ِج را َح ك َح رُب هم
ال َف َّت اح بمواهِب ُم َو شيًة َه َت كوا بأيديهم مالَء َة َف خِر هم
َو َنُض وا عن األعطاِف خير ِو شاِح خيَر ِق الَد ٍة َنَز عوا عن األعنا ِق
قد طاَح بين َع ِش َّي ٍة وصباِح َح ْس ٌب َأ تى طوُل الليالي د وَن ُه
عليه سرائر ا لُّنزاِح جمعت جمعت على الِب ِّر الحضوَر وُر َّبما
ِّل َنَظ مت صفوَف المسلمين َو َخ ط َو هم
في ُك َغ د َو ِة ُج معٍة وَر واِح
بالَّش رع عربيد ال َق ضاِء َو قاِح بكت الّص الة وتلك ِف تنُة عاِب ٍث
اإلصالحات
افتتاح مستشفى األطفال في 5يونيو 1899م.
بلغت الدولة العثمانية الذروة في عهد أفولها خالل عهد السلطان عبد الحميد الثاني في مجال اإلصالحات الداخلية ،تشمل
النهوض بالزراعة ،وتحديث الصناعة ونتشيط التجارة ،وإصالح القضاء ،والتعليم المدني والعسكري والفني ،واالهتمام
بالسلك الصحي ،والمواصالت الحديدية والبحرية والبرقية والبريدية ]92[.عندما تولى عبد الحميد الخالفة كانت الديون
العثمانية قد بلغت 2,528,010,885ليرة عثمانية فاستطاع تخفيضها إلى 106,437,234ليرة عثمانية وذلك باستقدام
خبراء ماليين أوربيين ]93[.من أهم إصالحات عبد الحميد هي اإلصالحات العسكرية وذلك عندما بدأ التقارب العثماني-
األلماني ،فاستقدم جنراالت ألمان لتدريب الجيش العثماني منهم :فون دركولج ،وفون هوفز ،وكامب هوفز .وأرسلت بعثات
عسكرية ،واستقدمت األسلحة من هناك ]95[]94[.وبنى من ماله الخاص مستشفى األطفال في حي شيشلي في مدينة
إسطنبول ودارًا للعجزه .وافتتح مركز البريد العام ودار النفوس العامة ،والغرف التجارية والزراعية والصناعية ،وافتتاح
معمل للخرف ،وجرى توسيع معمل الطرابيش ،وقام بمد أنابيب المياه «مياه الحميدية» التي ال تزال موجودة وأصبحت
تابعة ألمانة مدينة إسطنبول ]97[]96[.بدأت مرحلة اإلصالحات القضائية في عهد عبد الحميد الثاني بافتتاح "مدرسة
الحقوق الُس لطانية" في 1295هـ1878/م ،وكان المتخرجون يتم تعيينهم في المحاكم النظامية ،وأعاد تنظيم وزارة
العدل ،فأصبحت تشرف على القضائين المدني والجنائي ،وظلت المحاكم الشرعية تابعة لشيخ اإلسالم .ووضع برنامجًا
لإلصالح القضائي ،وطلب الُس لطان من وزارة العدل اتخاذ اإلجراءات لوضع قوانين تشمل عمل المحاكم المدنية وتحديد
اختصاصاتها ،وإعداد لوائح لتنفيذ األحكام القضائية ،وتعيين مفتشين قضائيين لكل والية ،ومدعين عامين في محاكم
االستئناف في الواليات والفصل بينها وبين المحاكم االبتدائية .وأنشأت محكمة التمييز ،والمحاكم النظامية والتجارية
خاصة في الواليات ذات النشاط التجاري الكثيف ،وُأ صدرت قوانين تنفيذية تتعلق بالقضاء]98[.
صورة حديثة لمحطة حيدر باشا في إسطنبول التي تم
بنائها لتكون المحطة الرئيسية الغربية لكل من سكة
حديد بغداد وسكة حديد الحجاز.
المواصالت
لم يكن للدولة العثمانية شبكة من الخطوط الحديدية تناسب مركزها كدولة كبرى ،وكانت قد بدأت بإدخالها في (1268
هـ1852/م) بمد 452كيلو متر في عهد السلطان عبد المجيد األول كلها في قارة أوروبا .وفي ( 1278هـ1861/م) ُو قع
عقد مع شركة فرنسية-بلجيكية لمد خطوط في أراضي الدولة إال أنها توقفت بعد خسارة فرنسا أمام ألمانيا في عامي
1870م 1871 -م.
وفي عهد السلطان عبد الحميد وصل أول قطار يربط المدن األوروبية ببعضها وانطلق من مدينة فيينا إلى مدينة إسطنبول
العاصمة وهو "قطار الشرق السريع" في 1305هـ1888/م .أبدى السلطان اهتمامًا بالغًا بتوسيع إنشاء شبكة من الخطوط
الحديدية بهدف ربط أجزاء الدولة المترامية األطراف ،واستخدامها عسكريًا ،حتى أن طول الخطوط الحديدية في عهده
بلغ 5883كيلو متر بين ( 1325هـ 1326 -هـ1907/م 1908 -م) ،وكان أهم إنجاز في عهده هو سكة حديد الحجاز
الذي بدأ إنشائه في عام 1900م ويصل بين مدينة دمشق في الشام حتى المدينة المنورة في الحجاز ،وكان لهذا المشروع
عدة أهداف أولها خدمة الحجاج المسلمين ،واألهداف األخرى تتنوع بين عسكرية وسياسية ،ونشر السلطان بين المسلمين
في أرجاء األرض بيانًا يناشدهم فيه بالمساهمة وبالتبرع حتى أصبحت هذه التبرعات التي ُج معت هي ثلث نفقات وتكاليف
المشروع .وتم االنتهاء منه في أغسطس 1908م وكان هذا الشهر الذي وصل فيه أول قطار إلى المدينة المنورة .وكان من
المقرر أن تصل الخطوط حتى مدينة مكة المكرمة إال أنها توقفت بسبب أن شريف مكة حسين بن علي الهاشمي قام بعرقلة
المشروع خوفًا على سلطانه .وعند قيام الثورة العربية الكبرى قام الثوار بتخريب السكة بقيادة ابنه فيصل بن الحسين بن
علي وبمعاونة االستخبارات البريطانية ،وال زالت السكة معطلةُ ]100[]99[.ي ذكر أن من المشاريع الكبيرة التي لم تكتمل هو
المشروع]102[]101[. مشروع مد خط سكة حديد في اليمن إال أن السلطان قد خلع قبل تنفيذ
التعليم
[]103
مدرسة العشائر السلطانية ،أنشئت في سنة 1892على يد السلطان عبد الحميد الثاني وأغلقت في سنة .1907
إن عبد الحميد الثاني أبرز السالطين الذين تطور التعليم في عهدهم ،أنشأ المدارس المتوسطة والعليا والمعاهد الفنية
لتخريج الشباب العثماني .واهتم اهتماًم ا بالًغ ا بالمدرسة التي أنشأت عام 1859م على عهد السلطان عبد المجيد األول،
فأعاد تنظيمها وفق خطة علمية ،وتحديثها بمناهج دراسية جديدة ،وفتح أبوابها للطالب القائمين في العاصمة ،والوافدين
من مختلف األقاليم العثمانية .وأنشأ السلطان بدًء ا من عام 1878م ،المدرسة السلطانية للشؤون المالية ،ومدرسة الحقوق
التي تخرج القضاة وتخرج الطالب للوظائف اإلدارية ،ومدرسة الفنون الجميلة ،ومدرسة التجارة ،ومدرسة الهندسة المدنية،
ومدرسة الطب البيطري ،ومدرسة الشرطة ،ومدرسة الجمارك ،كما أنشأ مدرسة طب جديدة في عام 1898م ]104[،ومدرسة
الزراعة ،ومدرسة التجارة البحرية ،ومدرسة اللغات ،ومدرسة األحراج والمعادن ،ومدرسة المعوقين ،ودار المعلمات ومدرسة
[]106[]105
الفنون النسائية .وافتتح متحفي اآلثار القديمة والمتحف العسكري ،ومكتبتي يلدز وبايزيد ،وثانوية حيدر باشا.
وقام السلطان عبد الحميد الثاني بتطوير "مدرسة إستانبول الكبرى" ،التي أنشئت في عهد السلطان محمد الفاتح،
وأصبحت جامعة إسطنبول ،وضّم ت ،في أول أمرها ،أربع كلّي ات هي ]107[:العلوم الدينية ،والعلوم الرياضية ،والعلوم
الطبيعية ،والعلوم األدبية ،وُع ّد ت مدرستا الحقوق والطب كليتين ملحقتين بالجامعة .وتطلبت المدارس الملكية ،أو المدنية،
بدورها إنشاء عدد من دور المعلمين لتخريج معلمين أكفاء يتولون التدريس فيها ،وكانت أول دار للمعلمين في الدولة
أنشئت ،في عام 1848م ،على عهد السلطان عبد المجيد األول ،وأضحى عددها في عام 1908م ،ثمان وثالثين داًر ا منتشرة
في العاصمة وحواضر الواليات والسنجقيات ،وأنشأ السلطان عدًد ا كبيًر ا من المدارس الرشدية التي كانت بمثابة مدارس
متوسطة]109[]108[.
حياته الشخصية
عينة من شعر السلطان عبد الحميد باللغة الفارسية وترجمته هيَ« :يا إلهي أني أعرف أنَك العزيُز َ..و ليَس أحٌد سواَك إنك الواحُد وليَس سواَك َيا إلهي ُخ ذ
[]83
بيدي في هذِه المحنِة َيا إلهي ُكن عوني في هذِه الساعة الحاسمة».
أ
أسرته
زوجاته
[]110
.1نازك إدا.
عثمان]110[. .2بدر فلك تم دفنها في إسطنبول بعد نفي أسرة آل
[]110
.3نور أفسون الزوجة الثالثة .طلقها السلطان وزوجها من األثوابجي الثاني صفوت بك ،وتوفيت وهي على ذمته.
عثمان]110[. .4بيدار .تم دفنها في إسطنبول بعد نفي أسرة آل
دلبسند]110[. .5
[]110
.6مزيدة.
عثمان]110[. .7نور أمثال أو أمثال نور .تم دفنها في إسطنبول بعد نفي أسرة آل
إسطنبول]110[. .8مشفقة .توفت عام 1961ودفنت في مقبرة يحيى أفندي
[]110
.9سازكار .تم دفنها في الشام بعد نفي أسرة آل عثمان.
عثمان]110[. .10بيوسته .تم دفنها في باريس بعد نفي أسرة آل
[]110
.11فاطمة بسند .تم دفنها في إسطنبول بعد نفي أسرة آل عثمان.
أفندي]110[. .12بهيجة .عاشت في نابولي في إيطاليا ،وتوفت عام 1969ودفنت في مقبرة يحيى
.13صالحة ناجية .توفيت قبل صدور قرار نفي آل عثمان بشهر واحد ،وتم دفنها في ضريح السلطان محمود في 4
]110[.1924 فبراير
أوالده
قبر األمير أحمد نور الدين ()1945-1900
للسلطان عبد الحميد سبعة عشر ولًد ا ،ثمانية ذكور ،وتسعة إناث ،هم:
.1األميرة علوية ولدت في إسطنبول في قصر دولمة باهجة عام 1868م ،وتوفيت عام 1875م عقب حادثة اشتعال
[]111
النيران في جسدها.
.2محمد سليم أفندي ولد في إسطنبول في قصر دولمة باهجة عام 1870م ،وتوفي عام 1937م في جونيه بيروت
[]111
ودفن في الشام في ضريح جامع السلطان سليم.
.3األميرة زكية ولدت في إسطنبول في قصر دولمة باهجة عام 1872م ،وتوفيت عام 1950م في مدينة بو الفرنسية
ومكان دفنها ليس معلومًا]111[.
.4األميرة نعيمة ولدت في إسطنبول في قصر دولمة باهجة عام 1876م ،غادرت ديارها إلى مدينة تيران في ألبانيا،
أرملة]111[. توفيت في تاريخ غير معلوم أثناء الحرب العالمية الثانية ،تزوجت مرتين وماتت
.5محمد عبد القادر أفندي ولد في إسطنبول في قصر يلدز عام 1878م ،غادر دياره إلى بلغاريا ،طلق زوجتين وبعد
خلع والده حظي من زوجته الثالثة (مهربان) بمولود أسماه أورخان ،وتوفي هناك من الرعب أثناء غارة جوية أثناء
[]111
الحرب العالمية الثانية ودفن هناك.
.6أحمد نوري أفندي ولد في إسطنبول في قصر يلدز عام 1878م ،غادر تركيا إلى فرنسا وتوفي ودفن هناك بعد أن
والعوز]112[. عانى من الضيق
1957م]113[. .7األميرة نائلة ولدت في إسطنبول في قصر يلدز عام 1884م ،غادرت ديارها إلى بيروت وتوفيت عام
.8محمد برهان الدين أفندي ولد في إسطنبول في قصر يلدز عام 1885م خرج في رحلة إلى أوروبا وعندما ُأ علنت
سليم]113[. الجمهورية التركية حال ذلك دون عودته ،توفي في نيويورك ودفن في ضريح السلطان
.9األميرة شادية ولدت في إسطنبول في قصر يلدز عام 1886م ،توفيت عام 1977م ودفنت في ضريح السلطان
محمود]113[.
.10األميرة عائشة ولدت في إسطنبول في قصر يلدز عام 1887م ،تزوجت بفخري بك عام 1910م ثم بأحمد نامي ثم
ُط لقت منه وتزوجت بأحمد علي بك وغادرت معه إلى فرنسا ثم ترملت منه عام 1937م توفيت في 10أغسطس
أفندي بإسطنبول]114[. 1960م ودفنت في مقبرة يحيى
.11األميرة رفيعة ولدت في إسطنبول في قصر يلدز عام 1891م ،توفيت عام 1938م في بيروت ودفنت في ضريح
سليم]114[. جامع السلطان
.12عبد الرحيم خيري أفندي ولد في إسطنبول في قصر يلدز عام 1894م ،مات في باريس في 20يناير 1952م ودفن
المسلمين]114[. في مقبرة
.13األميرة خديجة ولدت في إسطنبول في قصر يلدز عام 1897م ،توفيت قبل أن تكمل عامًا ودفنت في مقبرة يحي
أفندي .وقد أقيم مستشفى األطفال (مستشفى شيشلي لألطفال حاليًا) تخليدًا لذكراها]115[.
.14األمير أحمد نور الدين توأم األمير محمد بدر الدين ولد في إسطنبول في قصر يلدز عام 1901م ،توفي مريضًا في
[]115
باريس عام 1945م ودفن في مقبرة المسلمين.
.15األمير محمد بدر الدين توأم األمير أحمد نور الدين ولد في إسطنبول في قصر يلدز عام 1901م ،توفي نتيجة مرض
[]115
أصابه 1903م.
.16األمير محمد عابد أفندي ولد في إسطنبول في قصر يلدز عام 1905م ،توفي بيروت عام 1972م ودفن في ضريح
[]115
جامع السلطان سليم بدمشق.
أفندي]115[. .17األميرة سامية آخر أنجال السلطان ،توفيت وهي طفلة صغيرة دفنت في مقبرة يحيى
قالوا عنه
السلطان عبد الحميد الثاني
أرنولد توينبي:
( إن السلطان عبد الحميد كان يهدف من سياسته اإلسالمية ،تجميع مسلمي العالم تحت راية واحدة ،وهذا ال يعني إال
هجمة مضادة ،يقوم بها المسلمون ضد هجمة العالم الغربي التي استهدفت عالم المسلمين ).
( عبد الحميد الثاني ،واحد من أعظم الشخصيات المفترى عليها في التاريخ ).
( رحم اهلل عبد الحميد .لم يكن في مستواه وزراء ،وال أعوان وال شعب .لقد سبق زمنه .وكان في كفايته ودرايته وسياسته
وبعد نظره ،بحيث استطاع وحده بدهائه وتصرفه مع الدول ،تأجيل انقراض الدولة ثلث قرن من الزمان .و لو وجد األعوان
األكفياء واألمة التي تفهم عنه لترك للدولة بناء من الطراز األول ).
رضا توفيق:
حياء )]116[. ( أيها السلطان العظيم ،لقد افترينا عليك دون
انظر أيًض ا