You are on page 1of 3

‫منهجية كتابة موضوع مقالي في مادتي التاريخ والجغرافيا‬

‫منهجية كتابة موضوع مقالي في مادة الاجتماعيات‬


‫مكون الجغرافيا نموذج‪.‬‬
‫‪-‬تتكون فروض المراقبة المستمرة والامتحانات الجهوية والوطنية في السلك الثانوي التأهيلي في مادة الاجتماعيات ‪ ،‬من وضعيتين‬
‫اختباريتين‪:‬‬

‫أ=سؤال مقالي في أحد المكونين (تاريخ أو جغرافيا)‬

‫ب= سؤال تطبيقي في المكون الآخر (الاشتغال على الوثائق‪ :‬خرائط – مبينات – احصائيات‪-‬خطاطات – نصوص تاريخية أو جغرافية‬
‫‪)...-‬‬

‫ونظرا للأهمية التي تحتلها المواضيع المجالية في التقويم بمادة الاجتماعيات‪ ،‬ونظرا للصعوبات المنهجية والتقنية التي تواجه‬
‫التلاميذ فيها يسعدني أن أضع بين أيديكم أعزاءي التلاميذ هذه الوريقة المنهجية لاستئناس بها فقط‪ ،‬وعيا مني بأن الممارسة داخل‬
‫الفصول وتحت إشراف ومتابعة وتقويم السادة الأساتذة هي الكفيلة بتجاوز الصعوبات والعوائق التي تطرحها واكتساب منهجية‬
‫التعامل معها‪.‬‬

‫‪-‬السؤال المقالي ليس كما يتبادر للكثير من التلاميذ أنه مجرد متن معرفي محصور بين مقدمة وخاتمة ‪ ،‬وليس مجرد مقال للإسهاب‬
‫في استظهار المعلومات والمعارف‪ ،.‬بل هو عمل منظم خاضع لضوابط منهجية وتقنية محددة‪ ،‬وفيه يتم اختبار الممتحن‪-‬ة‪-‬معرفيا‬
‫ومهاراي وقيميا‬

‫من خلال مدى قدرته على الفهم والإشكال والتحليل والتفسير والمقارنة والنقد والتركيب والتقييم‪ ...‬ثم مدى قدرته على التنظيم‬
‫والتخطيط وتدبير المعارف وانتقاء المعلومات وتوظيفها في وضعيات محددة‪ ،...‬ومن تم تبقى الوضعية الاختبارية المجالية ذات‬
‫أهمية في تقويم حصيلة التعليمات‪ ،‬ويمكن أثناء الاشتغال عليها الاستئناس بالتوجيهات التالية‪:‬‬

‫‪-‬مرحلة الإعداد‪:‬‬
‫‪-‬لابد من الثقة في النفس أثناء التعامل مع السؤال و التخلص من هاجس الخوف الذي يرتاب الكثيرين أثناء الامتحانات‪ ,‬فالتقويم‬
‫ليس فرصة لتعجيز التلميذ أو تحديه ‪ ....‬بل وسيلة لتقويم حصيلة تعليماته وقياس مكتسباته في درس أ ووحدة دراسية معينة أو‬
‫برنامج دراسي ‪ ،...‬وهو مناسبة لإثبات الذات وتفجير الطاقات الخلاقة الكامنة فيك‪ ،‬وأحسن مدخل لكل ذلك حسن الاستعداد وتدبير‬
‫الوقت والتخطيط الجيد للعمل وتحديد ا لأهدافك بدقة والتشبع بثقافة النجاح والأمل‪.‬‬

‫‪-‬تجدر الإشارة إلى أن الوضعية الاختبارية المجالية تقوم – خاصة في الباكالوريا‪ -‬على الاختيار بين سؤالين ( أجب عن أحد السؤالين)‬
‫مما يستوجب قراءة إعادة قراءة متأنية ورصينة ورزينة للسؤالين قبل الجواب بعيدا عن أي تسرع أو تهور في الإجابة ‪ ،‬ثم أقوم بتحد‬
‫الكلمات المفتاح والتسطير عليها وتفكيك السؤال قصد فهمه و تأطيره ضمن المقرر ( هل يتعلق بدرس بعينه أو بوحدة دراسية أو‬
‫مجزؤه بأكملها ‪....‬هل يتعلق بموضوع للمقارنة بين ظواهر أو تصنيف لها أو تفسير لظاهرة ودراسة للعلاقة بينها أو تحليل لها ‪ )..‬ثم‬
‫أقوم بتحديد إشكالياته‪ ،‬لأن نجاحي في الإجابة يتوقف على مدى فهمي للسؤال وضبط حدوده وتحديد إشكاليته‪ ، ...‬ثم أطرح على‬
‫تفسي السؤال التالي‪ :‬أي سؤال أنسب لي للاختيار؟؟؟‬

‫أي سؤال أجد فيه راحة أكبر للجواب ؟؟؟ أي سؤال يمكن لي الحصول فيه على أكبر نقطة ممكنة ؟؟أكيد سوف تكون مرحلة حرجة‬
‫وصعبة لكن لابد من قرار شجاع وبدون تردد وبثقة كبيرة في النفس وبصرامة في الحسم‪ ،‬بعد التخلص من ضغط السؤال الآخر آخذ‬

‫مسودتي وأعيد قراءة السؤال وفهمه وتفكيكه وتأطيره وتحديد إشكاليته (ما هو مطلب السؤال ؟؟؟ ماذا يريد مني بالضبط؟؟؟)‪.‬‬
‫‪-‬فبقدر ما يتم النجاح في ضبط الإشكالية ‪ ،‬بقدر ما يتم النجاح في التخطيط للموضوع وضبط عناصر إجابته ودقة تصميمه‪ .‬بعد‬
‫كتابة الإشكاليات على مسودتي أنتقل الى مرحلة أخرى وهي استنفار كل مكتسباتي المعرفية القبلية الضرورية مع حسن انتقاءها‬
‫بما يتماشى مع التصميم الذي وضعته حسن توزيعها حسب محاور الموضوع مع ضرورة تعزيزها بمعطيات إحصائية ومؤشرات‬
‫وأرقام وأمثلة‪ ...‬ويستحن الاقتصار هنا على رؤوس أقلام تدبيرا للوقت فقط‪ ،‬مع كتابة أي فكرة تخطر ببالي لها علاقة بالموضوع‬
‫على المسودة‪ ،‬ومن بعد أنظر في مدى أهميتها ومجال استغلالها‪ .‬ثم أنتقل للتحرير‪ ،‬ولابد في السؤال المقالي من الالتزام بهيكلة‬
‫محددة ‪ :‬تقديم إشكالي ‪ /‬عرض ‪ /‬خاتمة‪.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫‪-‬خلالها يتم تقديم الموضوع المطروح بشكل مختزل دون الخوض في التفاصيل ‪،‬مع طرح إشكاليته على شكل أسئلة دقيقة ومركزة‬
‫بما يتناسب ومطلب السؤال مع مراعاة تسلسلها ( من العام اللخاص )وسقيتها وتكامل هافي الإحاطة بالمحاور الرئيسية للموضوع‬
‫الذي خططت له‪ ،‬فهي تمثل الخيط الناظم للموضوع والموجه لعناصر الإجابة و المهيكلة للتصميم‪.‬‬

‫‪-‬لا يجب الاستهانة بالمقدمة ولا استعمال نماذج نمطية تصلح لكل المواضيع‬

‫‪-‬عدم الإطالة أو الدخول في التفاصيل أو إصدار أحكام أو استعمال أساليب إنشائية أو طرح أسئلة مبتذلة لا تمت للإشكالية بصلة‬

‫‪-‬من خلال تقديمك للموضوع تقوم بشد انتباه المصحح وتشوقه لقراءة الموضوع ‪ ،‬وتعطيه فكرة أولية عن مدى قدرتك على فهم‬
‫السؤال وضبط إشكاليته‪.‬‬

‫‪-‬العرض ‪:‬‬
‫مرحلة وسطى بين المقدمة والخاتمة‪ ،‬وهو يمثل إجابة مفصلة عن التساؤلات المهيلكة للإشكالية المطروحة في المقدمة‪ ،‬ولابد‬
‫من مراعاة بعض الضوابط من بينها‪:‬‬

‫‪-‬نوعية الموضوع المعالج تحدد نوعية المقاربة المعتمدة في التحليل‪ ،‬وغالبا ما تنحصر المواضيع في الأصناف التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الموضوع التفسيري يهم ظاهرة جغرافية‪ -‬أو أكثر‪ -‬ويمتحن مدى قدرتك على توظيف المنهج الجغرافي في الوصف والتفسير‪,‬‬
‫والتعميم‪،‬‬

‫فيتطلب منك الدقة في وصف المظاهر المميزة للظاهرة المدروسة والإلمام بمختلف العوامل المفسرة لها ( طبيعية ‪ +‬بشرية‪+‬‬
‫تاريخية ‪ +‬تقنية ‪ +‬تنظيمية ‪ +‬علمية ‪ +‬عقارية ‪ )....‬طبعا حسب الظاهرة المدروسة‪.‬‬

‫مثلا ‪:‬تعد الولايات المتحدة الأمريكية قوة فلاحية عظمى‪.‬‬

‫أبرز‪-‬ي‪-‬مظاهر قوتها الفلاحية‪ ،‬وفسر –ي‪-‬ذلك‪.‬‬

‫ب= موضوع المقارنة‪ :‬يتطلب منك المقارنة بين ظاهرتين جغرافيتين‪-‬أو أكثر‪-‬وذلك بإبراز أوجه التشابه والاختلاف بينهما (مثال‪:‬‬
‫قارن بين الانطلاقة الاقتصادية لكوريا الجنوبية واليابان)‪.‬‬

‫ج=الموضوع التصنيفي‪ :‬اعتمادا عن معايير ومؤشرات كمية أو نوعية أو خصائص متشابهة‪ ...‬يتم التمييز بين ظواهر جغرافية‬
‫وتصنيفها على أساسها‬

‫(مثال ‪ :‬صنف‪-‬ي‪ -‬بلدان العالم حسب مؤشر التنمية البشرية أو يتميز المجال العالمي في ظل العولمة بعدم تجانسه‪ ،‬أبرز أهم‬
‫المجالات مبرزا معايير تصنيفها)‬

‫‪-‬الموضوع التحليلي ‪ :‬يتناول بالتحليل موضوعا عاما بمقاربة جغرافية مثل (التحديات السكانية والبيئية التي يوجهها المجال العالمي‬
‫في ظل العولمة)‬
‫‪-‬موضوع دراسة العلاقة بين ظاهرتين جغرافيتين أو اكثر وذلك بدراسة مختلف علاقات التأثير والتأثر بينهما (الانعكاسات المترتبة‬
‫عن اختلال التوازن بين المجالات العالمية في ظل العولمة‪ .‬أو التحولات الديمغرافية للساكنة العالمية والتحديات السوسيو مجالية‬
‫و البيئية التي تطرحها)‪.‬‬

‫هذه نماذج فقط من الأمثلة المبسطة للاستئناس‪ ،‬لكن وكيف ما كانت طبيعة الموضوع ونوعية المقاربة لابد من التقيد بمجموعة‬
‫من الضوابط التقنية والمنهجية من بينها‪:‬‬

‫‪-‬الحرص على الارتباط بمطلب السؤال‬

‫‪-‬توخي الدقة في تقديم المؤشرات والإحصائيات‬

‫‪-‬استعمال لغة تقريرية ومصطلحات ومفاهيم تنتمي لحقل الخطاب الجغرافي‬

‫‪-‬لابد ان يتضمن العرض فقرات تبعا للتصميم المحدد مع حسن الانتقال من فقرة إلى أخرى ‪ ،‬والحرص على التماسك العضوي‬
‫للموضوع‬

‫‪-‬كل فقرة من الموضوع تتضمن جزء من الإجابة عن الإشكالية قيد الدراسة‪.‬‬

‫‪-‬تجنب الحشو والإقحام للأفكار التي ليست لها علاقة بالموضوع‬

‫‪-‬الحرص على أن تكون الفقرات متوازنة بما يضمن جمالية مورفولوجيا الموضوع والإحاطة بمختلف جوانب الإشكالية‬

‫‪-‬تجنب التشطيب أو الوسخ‪ ,‬ولا تنسى علامات الترقيم‬

‫‪-‬عندما تشعر على أنك استنفذت الموضوع‪ ،‬توقف لا تكتب من اجل فقط ملأ ورقة التحرير‪.‬‬

‫‪-‬لا تبالي بالمراقبين ولا بمن يدخل أو يخرج‪ ،‬كل تركيزك ينصب على موضوعك‪.‬‬

‫‪-‬لا تتعجل الخروج‪ ،‬استغل كل وقتك (‪ 3‬ساعات في الاجتماعيات في الامتحان الوطني)‬

‫‪-‬لا تنسى تخصيص جزء من الوقت للمراجعة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫لا تتركها للوقت الميت‪ ،‬ولا تجعلها الحلقة الضعيفة في الموضوع فلها أهميتها كباقي العناصر الأخرى‪.‬‬

‫‪-‬ضمنها الخلاصات المركزة التي توصلت إليها‬

‫‪-‬افتح من خلالها آفاق أخرى للإشكالية التي درست‪.‬‬

‫‪-‬تأكد من كتابة اسمك على ورقة التحرير ورقمك‬

‫‪-‬عندما تخرج من حصة لا تناقش مع أحدا ماذا كتبت وماذا لم تكتب‪ ،‬حتى لا تشوش على تفكيرك أو المادة المقبلة‬

‫‪-‬تجنب المراجعة الاعتباطية في الفترات البينية‬

‫‪-‬ثق بنفسك وبمقدراتك الخلاقة ‪ ،‬لا تفكر أبدا في النقل ‪ ،‬كن شجاعا ‪،‬ثمن الاجتهاد واحتقر الغش اعتبره فعلا ذميما يتنافى مع تكافؤ‬
‫الفرص والأخلاق والقيم التي تعد المدرسة مشتلا لإنتاجها‬

‫في الأخير أتمنى حظ سعيد للجميع‬

You might also like