Professional Documents
Culture Documents
مختار ٌ
يني ال َقديم
الص ِّ
من الشِّ عر ِّ
أرست تانغ َو سونغ الَملَك َّي َتني )
(يف َ
1
الصني “
ال َّنارش :مجلَّة “ بناء ِّ
الصني
عامرة واي ون ـ بكِّني ـ ِّ
الصني
املوزِّع :دار املنشورات يف ِّ
الصني
ص .ب 399 .بكني ـ ِّ
طُب َِع يف جمهوريَّة ِّ
الصني الشَّ عب َّية
2
كلم ُة املح ِّرر
3
ُاملتـــــرجم
ِ كلمــــــ ُة
يقف عىل قدمني إحداهام املوسيقا والثاني ُة املعنى أو املعاين ،ولهذا كانت الِّشع ُر ُ
ظل لسانُ كسيح ،وإن َّ ٌ ترجم ُة الشِّ ع ِر تحرمه من إحدى ساقيه فإذا هو شع ٌر أعرج أو
ِ
الحاالت . معباً يف ِ
بعض العاهات فصيحاً ِِّ ذوي
وهذه املجموع ُة ُ من القصائ ِد الصين َّي ِة القدمي ِة التي ن ُِش أكرثها تباعاً يف مجلَّ ِة بناء
الصني بني عامي ( 1981ـ ) 1982ليست سوى محاولة متواضعة ِ
للفت انتباه ق َّراء
أكثها مجهوالً زمناً ظل َ ُ هذه املجلَّة العرب إىل هذه الكنو ِز الضَّ خم ِة من ِ
األدب والتي َّ
تستحق منهم الدراسة واالهتامم ،وق ِد اعتمدت هذه الرتجم ُة بالدرج ِة ُّ طويالً والتي
وساعد يف
َ القسم العريب يف املجلّة ،
ِ صوص الشعري َة التي اختارتها إدار ُة األوىل ال ّن َ
الزميل خليق لوى شيوى ده مدرس اللغ ِة العربي ِة يف ُ الصين ّي ِة مبارش ًة
ترجمتها من َ ِّ
ثم كانت االستعان ُة ببعض املراجعِ الفرنسي ِة و اإلنكليزي ِة وهي جامع ِة بكِّني ،ومن ّ
اجع ق ِّيم ٌة إجامالً .
مر ُ
وتركت بعضَ ها
ْ بعض املُختار ِ
ات حاولت الرتجم ُة أن تسب َغ املوسيقا الشعريَّة عىل ِ ِ
ات ونقائص َّإل أن الرتجم َة حاولت جاهد ًة أن “شعراً منثوراً “ .ولكال الطَّريقتني ميز ٌ
يل قد َر إمكانها َ ،و لهذا ظل َِّت املعاين سليم ًة غالباً ،أ َّما خسارة تكونَ أمين ًة لل َّن ِّص األص ِّ
ُ موسيقا الشِّ ع ِر األصلية فخسار ٌة ال تع َّوض ،ألنَّ الشِّ ع َر الصيني ميتاز ُ بد ّق ِة موسيقاه
بحد ِ ذاتها أي بلفظها ذاته ِ عن ِ املعاين واملشاعر ِ حزين ًة أو املعبة ّخاص ًة بكلامته ِّ َّ ،
فرِح ًة ً ،قويَّ ًة صاخبة ً أو سلِ َسة ً ناعم ًة .
اض التي تناولها الشعر الصيني القديم ..؟ أهم ُ املعاين أ ِو األغر ُ
واآلن ،ما هي ّ
شك َ يف أنّ َ الطَّبيع َة هي أغزر مناهل هذا الشعر ،فالصني بال ُد األنهار امللونة ال ّ
والجبال املرتاكبة امللتفعة أبدا ً بربد ٍة خرضاء املع َّممة غالبا ًبعاممة ٍ بيضا َء ،املنتصبة
ِ جروفا ً مهيبة ً فوق َ أودية ٍ سحيقة ٍ تتناثر فيها املقاصري ُ واملعابد ُ وتلوذ بجنباتها
القرى الريف ّية ،تتدرج بيوتها املسقوفة بالقرميد الداكن كأنها لوحة رسمتها يد فنان
عبقري .
ويف الصني سهول ٌ متتد بساطا ً سندس َّياً بعض الوقت ،ثم بحراً متاموجا ً من َ الذهب
4
ِ يف أكرث ِ الوقت ِ وفيها املراعي الشاسعة املزركشة بالزهور وقطعان املاشية والطيور
ًبالسحب الشفَّافة كغالئل الحريرالجوادة بغيثها
الربية .وفيها السامء املربقعة غالبا ُّ
مدرارا ً وبال حساب .
وخاصة من َ الليل املقمر
كل ِ هذا يستلهم الشاعر القديم قصيدته أو مقطوعته َّ من ّ
والربيع الطلق والبحرية الساحرة والريف الهادئ ،وقد ميزج ب َني الواقع والخيال أو
بني َ الواقع واألسطورة ولكن بأسلوب الومضات الخاطفة واإليجاز البليغ املوحي ،أو
الجنوب مع نسامت الخريف هي ِ يلجأ إىل ال َّرمز ،فالوزَّة ُ الربيّة العائدة إىل وطنها يف
قادم
مغيب ٍ ٍ واألصيل هو الشيخوخ ُة املنحدر ُة نحو َ
ُ املشوق إىل مسقط الرأس ، ُ الشاعر
لرتمتي يف
َ ٍ
توقف والجبل العنفوانُ والشموخُ والتحدي ،والنه ُر مص ُري الحياة تعرب ُ بال ُ ،
بح ٍر ال عود َة منه .
يربط الشاعر بني الطبيعة واملناسبة لتشاركه هذه الطبيع ُة أحزانه وأشواقه ُ
وكثرياً ما ُ
أو أفراحه ُ ول َّذاته :
الصبح ِ الرىب
سكرت ْ من مطر ِ َّ
َوزها الصفصاف ُ يف ال ُّنزل القديم
كأسك مثنى فغداً
َ فأدر
الكأس وال تلقى ال َّنديم
َ تجد
وكلهم يف نظر شاعر آخر ذئاب ٌ وضباع ٌ يأكلون لحم الشعب ويرشبون َ دمه ............
الصيني ّ القديم الحنني إىل الوطن ِ أو باألحرى إىل ومن بني األغراض ِ الها ّمة ِ يف الشعر ِ ِّ
مسقط الرأس إىل مالعب الطفولة ِ وذكريات الشباب ،حنني الطائر إىل عشه والحبيب
إىل حبيبه وأكرث ما يالحظ اتجاه هذا الحنني نحو َ الجنوب فقد كانت العاصمة يف شامل
الصني أوشاملها الغريب ِّ تجتذب إليها األدباء والشعراء والفنانني باعتبارها مركزا ً لكل ِّ
نشاط ٍ فكري أو علمي ،ولكن ّ العاصمة َ مل تستطع أن تطفئ َ يف القلوب ِ الشاعرية
6
ِ الحنني َ إىل مسقط ِ الرأس ِ وإىل األهل يف الجنوب غالبا ً بل زادته رضاما ً وتأججا ً ،
هذا الحنني الذي يذكرنا بقصائد ِ الشعراء املهجرريني العرب وخاصة ً اللبنانيني منهم يف
مطلع هذا القرن .
فإذا الحت سحابة ٌ تتجه نحو َ الجنوب ِ هتف َ :
فيا ليت أين بأذيالها
أثبت كفي عند َ الغروب
فتحملني نحو َ بيتي الحبيب
وإذا أطل ّ البدر ُ سا َءلَه ُ :
فمتى درب ُ إيايب
نحو َ بيتي
أيها البدر ُ تنري ؟ !
وإذا جاء الخريف وبدأ اإلوز ُّ الربّي ُّ عودته إىل دياره يف الجنوب ازداد الشاعر ُ تشوقا
ً إىل األهل ِ والبلد ِ فح َّمله ُ السالم ومتنى لو كانت له أجنحة مثله لريافقه يف طريانه “
فحنينه أبدا ً ألول منزل “ .
ومن األغراض املشرتكة ِ بني أكرث شعراء الصني القدمية :الخمرة يبارون فيها أبا نواس
والخ َّيام فتتوحد معانيهم وحاالتهم جميعا ً يف إطار وحدة ِ املوضوع ِ ،ولعل ّ َ شهرة َ
الخ َّيام العامل َّية لن تطغى إىل األبد عىل شهرة ِ دو فو وىل باي .
أما أغراض الشعر األخرى كالغزل واملديح والرثاء .....فاملجال ُ يف هذه املقتطفات ال
يسعها .
وأخريا ً يبدو الشاعر الصيني القديم شجاعا ً طموحا ً ملتزما ً بالشعب ِ عاشقا ً لوطنه
ِ ّ
يتحل بالشفافية ِ والنظرة ِ البعيدة إىل غد ٍ مرشق ٍ تحقق بعد َ نضال ٍ طويل ٍ مرير ٍ
وتضحيات ٍ ال تحىص ودماء ٍ ودموع ٍ عرب َ قرون ٍ طويلة ٍ .
7
الفهرس
8
أمام َ جبل تايشان ............................دو فو
أغنية املركبات الحربية
ليل ٌة مقمرة
الربيع يف األطالل
غيث ٌ يف ليلة ٍ ربيعية
خواطر يف ليل ٍة مقمرة
يف الريف
أغنية ريح الخريف وكوخ القصب
متفرقات
الفحام العجوز ..................باى جيوى يى
من وحي املروج
أغنية للنهر ِ عند الغروب
نزهة ٌ ربيعية يف البحرية ِ الغربية
من وحي الحصاد
س ّجادة ُ الحرير األحمر
رشاء ُ الزهور
ببغاء ُ أرسة تسني
موكب املامليك
سؤال ٌ إىل الصديق ليو
لغة ٌ أحببتها ....................كامل
ولدي والكتاب
9
شكوى من الضباع والذئاب
رباعية القينة املغنية ............................دو مو
نزهة ٌ يف الجبل
رباع ّية قرص هواتشني
الوزة ُ الربيَّة ُ الشَّ اردة
رباعية الربيع يف جنوب النهر
أغنية ُ الوداع
الغروب .........................ىل شانغ ين
قصيدة ٌ بال عنوان
هموم ُ اإلمرباطور
الزيز
إمرباطور يلهو وشعب ٌ يشقى
الحثالة ُ للشعب ...................................أو يانغ شيو
الجامل الغارب
عازف القيثار
أهايل شامل النهر ...........................وانغ آن ىش
حنني ٌ إىل مسقط ِ الرأس
فوق َ الق ّمة الطائرة
تأوهات فالحة ..............................سو ىش
فوق َ البحرية
يف عيد البدر
10
البحرية الغربية
جبل لوشان
ليلة ٌ يف القارب
خاطرة
املساء ُ الحزين ............................يل تشينغ تشاو
ترنيمة املرشدة
أشواق ٌ إىل الراحل ِ بعيد ا ً
التشوق ُ إىل املعركة .......................يويه ىف
أرق ُ املحارب
نزهة ٌ يف القرية الغربية ..................لو يو
ترنيمة ُ الفجر ِ الحزينة
إىل ولدى
زهرة ُ امليهوا
العجوز الحارس
املساء ُ ......................شني تىش جى
بني َ عهدين
حرسة ُ القائد
11
شاعر ٌ من أرسة تانغ امللكية
وانغ وى
شاب ناقد ٌ َو شيخ ٌ زاهد ٌ
( 701ـ ) 761
معارص ٌ للشاعرين الكبريين دو فو َو ىل باى ،توىل منصب مستشار اإلمرباطور ومندوبه املتجول ويف
األربعني من عمره اضطر َّ ألسباب ٍ سياسية إىل االعتزال يف بعض ِ الجبال مع االحتفاظ اسميا ً مبنصبه
السابق .ويف أواخر حياته أنعم َ عليه مبنصب وزير امليمنة .أتقن َ فن َّ املوسيقا ورسم الطبيعة ،وهكذا
جاءت قصائده غنية ً بالجرس املوسيقي واللوحات ِ الفنية ،حتى قيل َ فيه “ قصائد ه لوحات ٌ منظومة ٌ
“
له ديوان اسمه “ ديوان وانغ وزير امليمنة “ .
يف الجبل
12
وادي الطّـ ُّـيور املغ ِّردة
13
غروب خريفي ٌ يف الجبل
ٌ
14
ّفلحو وادي ويتشوان
16
وداع ُ املسافر
الصبح ِ الرىب
سكرت ْ من مطر ِ ُّ
الصفصاف ُ يف ال ُّنزل ِ القديم
وزها َّ
فأدر ْ كأسك َ مثنى ،فغدا ً
تجد الكأس َ وال تلقى ال َّنديم .
17
شاعر ٌ من أرسة ِ تانغ امللكية
ىل باى
شعره خمرة ٌ ما زادها الزمن ُ ّإل جودة ً
( 701ـــــ ) 762
أقدم وأشهر الشعراء الرومنطيقيني الصينيني ،عاش حياة الجوالة الرحالة فانطبعت آثار أقدامه عىل أشهر
الجبال واألودية وانطبعت صورته عىل أشهر األنهار والبحريات .
يف عام 742أنعم عليه اإلمرباطور بلقب “ هان لني “ أي شاعر القرص ولك ّنه ما لبث أن غادر القرص بعد
رشدا ً بائسا ً .
الحساد والوشاة ضده وهكذا قىض شيخوخته م ّ
تألب ّ
له ُ ديوان يحمل اسمه ويحتوي عىل ما يقرب من تسعامئة ٍ و تسعني قصيدة .
18
زفوين إليك .
اِستبد َّ يب الحياء ،
فأحنيت رأيس ،
وانزويت ُ يف ركن ٍ مظلم ،
وألف نداء منك
ظلت بال جواب .
يف الخامسة عرش ،
عرفت ُ السعادة ،
ومتنيت ُ أن نظل َّ معا ً
كاملاء والخمر ،
وأن ِ
نف بعهدنا
وفاء حاضن الركيزة * ......
ومل يدر يف خلدي ذات يوم
فوق مسطبة ِ الشوق **،
أرقب ُ عودتك َ من بعيد .
ويف السادسة عرش ,
بعيدا ً أقلعت .
صخور املضيق
املختفية تحت َ املاء يف مايو ،
تشيع ُ يف السفينة الخوف ،
وعويل َ القرود
19
يف عنان ِ السامء ،
يبعث ُ الحزن ُ يف النفوس .
وهنا أمام َ بابنا
قد غطَّت الطَّحالب
أثار َ أقدامك القدمية .
وريح ُ الخريف ِ املبكرة
نرثت فوقها أوراق الشجر ،
فكيف َ أكنسها ؟ !
الصيف ِ
ويف َّ
ِ
أقبلت الفراشات ُ
زوجني زوجني
ترتاقص فوق َ املرج ِ األخرض .
وزوجتك َ يلفُّها الحزن ُ ،
ويذبل ُ يف وجنتيها الورد ُ .
قلبي يحدثني بأنك عائد ،
فهال رسالة منك ،
فأطري الستقبالك ،مئات األميال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*حاضن الركيزة :إشارة إىل قصة قدمية تعترب رمزاً للوفاء ،تروي أن حبيبني تواعدا أن يلتقيا تحت الجرس .
وظل الحبيب ينتظر رغم ارتفاع مياه النهر بسبب الفيضان وهو يحضن ركيزة الجرس حتى غمرته املياه ّ
** مصطبة الشوق :إشارة إىل أي مكان مرتفع يقف فوقه الشخص الذي ينتظر عودة حبيب أو قريب .
20
وداع ُ صديق
21
السخرة
عمل ّ
حداء ّ
22
رحلة ٌ يف جبال الجن
23
وعويل السعادين
تحدق ُ به ............
ِّ
لبست ُ حذاء الشيخ ،
وتسلقت ُ سالمل َ السحب الساموية .
رأيت ُ الشمس َ تنبثق ُ من صدر البحر ،
وسمعت ُ صياح الديك الساموي
يرتدد يف أجواء الفضاء .
آالف الصخور تشمخ ُ بأنفها ،
والدرب ُ منعطفات ٌ ال تحىص .
أسندت ُ ظهري إىل صخرة ،
مسحورا ً بفتنة ِ الزهور ،
وفجأة ً هجم َ الظالم .
الدب ُ يزمجر ُ ،
وال ِّت ّنني ُ يزأر ُ ،
والينابع ُ صخابة ً تهدر ،
فالغابة ُ الكثيفة ُ مذعورة ترتعش ُ ،
والجبال ُ الشاهقة ُ من خوفها متيد ُ .
السحب ُ الداكنة ُ مثقلة ٌ باملطر .
واملياه تتواثب ُ ،رذاذها دخان .
الرعد يدوي والربق ُ يشتعل ،
والصواعق ُ تدك ُّ الجبال .
24
بوابة ُ الكهف ِ الصخرية
اِنفتحت بقرقعة ٍ هادرة ،
كاشفة ً عن عامل ٍ رحب ٍ بال نهاية ٍ ،
شموسه تسطع ُ عىل قصور ٍ
من ذهب ٍ وفضّ ة .
ومن فضائه تتنزل متالحقة مواكب الجن .
أرديتهم السحب ُ امللونة ،
وجيادهم الرياح املتدافعة .
النمور تعزف عىل أعوادها ،
والعنقاوات تجر ُّ عربات العودة ،
تشابكت صفوفهم تشابك الخيوط يف النسيج ،
اِرتجفت روحي فجأة ،
وارتعش َ بدين .
نهضت خائفا ً بني بني ،
وفؤادي يخفق ُ بالدهشة .
وبدأ الحلم ُ يتبدد ،
فتالشت السحب ُ امللونة
والضباب واملواكب ،
ومل يبق َ يل
غري الوسادة والحصري ،
وهكذا مباهج الدنيا
25
منذ الزمان الغابر الغابر
متيض كامء النهر ال تنثني ،
وترمتي يف عامل آخر .
أصدقايئ ودعتهم ،
َّ
فأن نلتقي ؟
وحيدا ً أرعى الغزال األبيض ،
علَّه يحملني يوما ً إىل جبل الجن ّ.
.......................
كيف َ أطأطئ رأيس
يف خدمة ِ الحكَّام ،
وأحني ظهري .
إن أفعل ،
خيم يف عيني الحزن ُ و يف صدري !
26
وداع ُ ال َّذاهبني بال رجوع
27
وشحب َ الضياء .
وعندما تالشت الدموع ،
تقاطرت دموعهم دماء .
قلوبهم كسرية ،
ال صوت إال النوح والنشيج .
كأنَّهم أيائل ،
يف دربها املسدود تقاوم النمور .
كالسمك املرهق
تجري خلفه الحيتان .
من كل ألف ال يعود واحد ،
وهل يرجى الجسد املرمي يف النريان
أن يعود .......
يا حبذا لو يرقص الجنود
هناك بالرماح والرتوس ،
فيغسلوا بالحب ّ والغناء
ضغائن َ النفوس .
28
أنشودة ُ تشيو بو
29
حنني ٌ إىل مسقط ِال َّرأس
30
يف جبل لوشان
31
شاعر ٌ من أرسة تانغ امللكية
تسن سان
شاعر ُ الخيل ِ والليل ِ والبيداء
( 715ـ ) 770
تول عدة مناصب مرموقة وعاش َ فرتاتقمة من قمم األدب يف العرص الذهبي يف أرسة ِ تانغ امللكية َّ .
طويلة يف مناطق الحدود بحكم ِ وظيفته فخرب حياة َاملعسكرات الحدودية ومتتع مبناظر هذه املناطق
النائية ،فانطبع َ كل ذلك يف قصائده التي تنترش بشكل ٍ خاص يف مناطق الحدود ،له ديوان باسمه يشتمل
عىل ثالمثائة وستني قصيدة .
يوم عاصف ٍ
وداع ٌ يف ٍ
32
تجمدت قوس ُ القائد ،
فال ميكن ُ توتريها .
وقميصه ُ املرسودة ُ من حديد
يصعب ُ ارتداؤها .
بحر ُ الرمال مدثَّر
بألف ِ ذراع ٍ من الجليد ،
والغيوم الداكنة الحزينة
تلبدت عىل مدى آالف األميال
بذل القائد ُ الخمر َ
إلرواء ِ الضيف ِ املسافر .
وعزفت آالت السامع
القانون والعود واملزمار البلدي .
ومع الغروب
تزاحمت رقع الثلج عىل باب املعسكر .
والريح تعجز عن تحريك الراية املتجمدة .
أشيع الصديق املسافر
حتى البوابة الرشقية .
ومن بعيد تلوح الدروب الجبلية
ويف منعطفاتها يختفي طيفه املبتعد ،
وال يشء
غري آثار من حوافر حصانه .
33
وداع عند جبل النار
34
رسال ٌة إىل األهل
35
الصحراء الغرب َّية
يف َّ
36
شاعر من أرسة تانغ امللكية
دو فو
شاعر نب َذه ُ القرص وخلَّده الكوخ
( 712ـ ) 770
ٌّعظيم واسع ُاملعرفة أذىك يف نفسه طموحات ٍسياس ّية ً مل يخمدها ّإل املوت ،لك ّنه مل يوفق
ٌ شاعر ٌ واقعي
الحصول عىل وظيف ٍة بسيطة ٍيف الخدمات العسكريّة وهو يف الثالثة
ِ بسبب ِالظُّروف السائدة آنذاك ّإل يف
سنوات حتى انترشت الفوىض يف البالد وهكذا أتيح له أن يخترب َ بنفسه آالم َ الشعبٌ واألربعني .ومل متض ِ
ِوآماله .وصل َ إلينا من شعره حوايل 1400قصيدة طبعت يف ديوان يحمل ُ اسم َ الشاعر .
37
أغني ُة املركبات ِالحرب َّية
38
هل سمعت َ بأن َّ مائتي والية وآالف القرى
خلف َ الجبال الرشق َّية
تنبت ّإل الهشيم .
ال ُ
واألرض ُالتي تولت النساء زراعتها ،
تشعثت وتنافرت أثالمها .
أشداء بواسل يف املعارك ،
أجل ،هؤالء ال ّرجال ّ
ولكن ضباطهم يسوقونهم سوق َ الكالب أو الفراخ .
وسؤال ُ العجوز عن أحوالهم ظل ّ
بال جواب ،
فمن يجرؤ منهم عىل بث ِّشكواه امل َّرة .
الشِّ تاء عا َد ،
واملرابطون عىل ب َّوابة البالد الغرب ّية
ملَّا يُ َّ
رسحوا .
يشددون َ يف جمع ِ الرضائب ،
والحكام ُ ّ
الدفع ؟
ومن يقدر عىل ّ
علّمتنا األ ّيام ،
الصبي ،
أن نحزن َ لوالدة َّ
رش بالبنت .
وأن نستب َ
البنت ُ قد تتز ّوج من ابن ِ الجريان ،
أما الولد ُ فأكفانه ُ أعشاب ُ الربِّ .
أال ترى العظام َ ال ّنخرة
39
منثورة ًعىل شواطئ البحرية ِ ال ّزرقاء ،
وال من يدفنها .
أشباح قتىل اليوم
يعولون مع أشباح قتىل األمس ،
ونشيجهم يرتد ُد أعىل فأعىل
يف اليوم ِ العاصف ِ املطري .
40
ليل ٌة ُمق ِمرة
41
ال َّربيع ُ يف األطالل
42
غيث ٌ يف ليلة ٍ ربيع َّية
43
خواط ُر يف ليلة ٍ ُمقمرة
44
يف ال ِّريف
45
أغني ُة ريحِ الخريف ِوكوخُ القصب ِ
46
باردا ً كالحديد وهو حطام
تحت أقدام صبيتي األشقياء
السقف ِ وابل الوكف يهمي
ومن ّ
فهو َ يبدو كالقنب املبلول
كل ُّ غصن ٍ فيه يسح ُّ ويهمي ..........
لست ُ أدري كم طال َ ُم ُّر سهادي
بعد َ أن لف َّ ثورة اإلعصار
معطف الليل ِ ،فاستعدت رجايئ
وتهادت يف خاطري األحالم ............
أمن املستطاع ِ تشييد دار
بألوف من املساكن تزهو ؟ ! ....
حيث ُ يلقى الرتحيب َ كل ُّ فقري ٍ
للدفء مأوى
ويالقي املحتاج ُ ِّ
منزل راسخ ٌ رسوخ َ الجبال ِ
ياح واألمطارا ! ؟ ....
ال يهاب ُ ال ِّر َ
راضيا ً ،راضيا ً سألقى مصريي
أن يحقق لذيذ حلمي ال ّزمان
ولو ّأن رأيت كوخي حطاما ً
ولو أين قضيت ُ جوعا ً و َ بردا ! ....
47
متف ّرقات
ـ1ـ
رص للقرص ِ الحرير ،
ولقد يهدي جباة ُ الق ِ
غصبوه ُ بسياط الظلم ِ من بيت ٍ فقري .
ـ2ـ
القص ِ الوسيع ،
فسد اللّحم و خم َّ الخمر ُ يف ْ
َ
الدرب ِ ميوت ُ ال ّناس من برد ٍ وجوع .
وعىل َّ
ـ3ـ
وتقدمت س ِّني فرصت ُ ببسمة ٍ
ّ
ألقى لذيذ َ الحادثات ِ وم َّرها .
ـ4ـ
48
شاع ٌر من أرس ِة تانغ امللك َّية
أغزر شعراء عرصه إنتاجا ً ومن أبرز املساهمني يف الحركة ِاألدب َّية التي ظهرت يف أواخر أرسة ِتانغ ،والرامية
إىل تبسيط اللغة وتعميمها وال َّتجديد يف األسلوب واألغراض .
ّ
تول بعض املناصب ِالعالية .
يحمل اسمه يحتوي عىل أكرثَ من ثالثة آالف ِقصيدة .
ُ له ديوان
الفحام ُ العجوز
الحطب ،
ُ َالسفح الجنويب يقطع ُ
فوق َّ
ويصنع ُ منه الفحم .
بالتاب وال ّرماد وجهه املغطَّى ّ
السخام ِ وال َّنار .
يبدو بلون ِ ُّ
شعر ُ َفو َديه صار أبيض ،
وأنامله العرش اسو ّدت .
ملاذا يبيع ُ الفحم َ ؟
لرشاء ِ ما يقي َبدنه الربد
وبط َن ُه الجوع .
49
مسك ٌني !
ثيابُه خفيفة ٌ،
ومع ذلك يتمنى أن يشتد َّ الربد ُ،
يك ال يكسد َ فحمه .
هذه الليلة
سقط َالثلج ُ نصف َ ذراع
خارج َ أسوا ِر املدينة
ها هو َ منذ ُ الفجر ،
يسوق ُ عربته
رص وتتهاوى
تَ ُّ
بني َ الحفر ِ الجليد َّية .
الثّوران ِ مرهقان .
وال ّرجل جائع .
ومع ارتفاع ِ الشَّ مس
توقف يسرتيح
أمام َ الب َّوابة ِ الجنوب َّية
يف الطَّريق ِ املوحل .
ول ِكن ْ ،
من هذان الخياالن القادمان بزهو ٍ ؟
ضابط ٌ ببزة ٍ صفراء وصبي بقميص أبيض .
هتفا وهام يلوحان بوثيقة رسم َّية :
50
“ أم ٌر إمرباطوري ّ “ !
زجر الخياالن الثو َرين ،
و ساقا العربة َنح َو الشّ امل .
العرب ُة مثقلة ٌبالفحم .
ُ
الضابط يصاد ُر الفحم .
وما جدوى الشَّ كوى ؟
اش األحمر
نصف قطعة من الشَّ ِ
ُ
وعرشة ُأقدام ٍمن الحرير املزيَّن بالزهور
ُربطت عىل قرون الثورين .
مثن الفحم !
كل ِهذا ّ
51
من َوحي املروج
52
نزهة ٌ ربيعية يف البحرية ِ الغرب َّية
53
أغنية ٌ لل َّنهر عند َ الغروب
54
من وحي الحصاد
العاملون يف الحقول
أيامهم ال تعرف الراحة والكسل ،
لكنهم يف مطلع الصيف
يضاعفون الجهد يف العمل .
تهب ُّ يف الليل رياح الجنوب ،
فتغمر ُ السنابل ُ السفوح بالذهب ،
قوافل ُ الصبايا يحملن يف السالل
أغدية العامل يف الحقول .
ويحمل ُ الرشاب يف الجرار
الصبية ُ الصغار .
ينترش ُ الرجال ُ يف السفوح ،
أقدامهم عارية ،
واألرض ُ مثل الجمر .
ظهورهم تحرقها أشعة ٌ من نار .
أنساهم ُ التعب ُ حرارة النهار ،
واليوم رغم طوله
وح ِّره ِ الشديد
يرونه مييض رسيع َ الخطى
وخلفهم أرملة ٌ تسري أو فقرية
55
طفل عىل ذراعها ،
بكفها اليمنى
تلملم السنابل َ النثرية ،
والسلَّة الرثة فوق َ العاتق اليسار .
سمعت من حديثهن نتفا ً ،
فأي ُّ قلب ليس تدميه
األحاديث الحزينة :
“ حقولنا بيعت لتسديد الرضائب الفظيعة
ليس لنا إال التقاط الحب للجياع ”..
عندئذ ٍ تساءلت نفيس :
لِ َم أنت ال تتعب ُ يف الحقول ،
ال همك القز وال أرهقك الحصاد .
فأي ُّ فضل ٍ لك ؟
يفيض ُ يف مطبخك َ الرشاب ُ َو الطعام
والراتب ُ الكبري ُ يأتيك َ بانتظام .
عندئذ ٍ أحسست ُ بالخجل ِ ،
وظل ّ طول اليوم يندى بالحيا جبيني .
56
َس َّجادة ُ الحرير ِ األحمر
57
جديدة الطراز دقيقة الصنع ،
زاعام ً أنه و ّيل اإلمرباطور ،
واملتفاين يف خدمته .
مائة خادم يحملونها إىل القرص ،
ألنها ضخمة ال تطوى .
هل تعرف ُ أيها الوايل ؟
أن َّ يف كل عرشة أذرع من هذه السجادة
ألف ُ النغ * من خيوط الحرير
وأن ّ األرض َ ال يعوزها الدفء ُ
لكن اإلنسان هو املحتاج إليه .
فال تسلب مالبس َ الناس
لتكس َو بها وجه َ األرض !
58
رشاء ُ الزهور
60
السنونو تفر ُّ خائفة
عندئذ
األول يلتهم ُ البيض
واآلخر ُ الفراخ .
أين َ العقبان ُ والنسور ؟
بطونها متخمة
ال يقدرون عىل وقف هذه الفوىض ،
وأرساب ُ العنقاوات والكرايك
يرقدن كساىل فوق َ األرض
أو يحلقن َ عاليا ً يف السامء
وال من يسمع !
آه ،يا ببغاء تسني
أنت الطائر القادر عىل الكالم
أال ترى املظامل
التي يشكو منها الدجاج والسنونو ؟ !
فإذا أنت ال تبدي الشكوى
أمام السادة الحكام
فام جدوى رصاخك َهذا
وكالمك َ الفارغ ؟ !
61
موكب املامليك
ُ
62
سؤال ٌ إىل الصديق ليو
63
شاع ٌر من أرسة تانغ امللك َّية
كمــــال
كنز أديب مازال دفينا ً
شاعر ٌ شعبي من قومية هوى هوه الصينية املعروفة اليوم باسم القومية الويغورية ،معارص للشاعر باى
جيوى يى .اكتشف موظفو شينجيانغ ذات الحكم الذايت “ مخطوط قصائد كامل” يف سنة 1959يف أطالل
مدينة مى الن يف شينجيانغ .كانت أوراق ُ املخطوط قد التصق بعضها ببعض فبدت عىل الوجهني كتابة
بالعربية والويغورية .
ولكنهم مل يفتحوا األوراق َ امللتصقة إال يف سنة 1962عندما قاموا برتتيب وتصنيف التحف األثرية .
وعندئ ٍذ وجدوا عىل الصفحات امللتصقة ثالث قصائد َ بالصين ّية .
ولدي والكتاب
64
لغة ٌ أحببتها
65
شكوى من الضِّ باع وال ِّذئاب
66
شاع ٌر من أرسة تانغ امللكية
دو مو
دو فو الصغري
( 803ــــ ) 853
بعيد ا ً ،بعيدا ً
عاليا ً ،عاليا ً
يف الجبل ِ البارد ِ
وعىل الدرب ِ الصخري ِّ
ِالسحب البيضاء
يف منابت ُّ
بيت ٌ ينتصب .
وقفت عربتي ،
ورحت ُ أتأ َّمل
غابات الدلب
امللتفع ِة بالضباب
أورا ُقها املخضَّ بة بح َّناء َّ
الصقيع
أشد حمرة ً
ُّ
من زهور ال َّربيع .
68
رباع ّية قرص هواتشني*
•قرص هواتشني :قرص إمرباطوري فوق بعض الجبال املرشفة عىل تشانغآن
عاصمة أرسة تانغ الحاكمة .
69
الوزة ُ الربِّيَّة الشَّ اردة
70
جنوب ال َّنهر
ِ رباع َّية ُال َّربيع يف
71
أغنية ُ الوداع
فيض ٌ من املشاعر
قد يفقد الشعور
وهكذا يف زحمة ِ الكؤوس
يحول دون بسمتي
ضباب أحزاين .
والشمعة ُ الرقيقة
عزت عليها ليلة ُ الوداع
وهذه دموعها
نيابة ً عن أدمع ِ الرفاق ِ
واحدة ً واحدة
الصباح .
تقط ُر حتى مطلع ِ َّ
72
شاع ٌر من أرسة تانغ امللك ّية
من أبرز شعراء الفرتة املتأخرة من أرسة التانغ امللكية ،ل ِق َب بىل باى الصغري .
يف تلك َ الفرتة بدأت أرسة تانغ امللكية تودع ُ عرصها الذهبي ،وأخذ األباطرة يهملون شؤون الدولة
فيزداد األغوات والوالة استبدادا ً بالشعب وتفردا ً بالسلطة والتكتل يف فئات متناحرة .آملت هذه
الحالة الشاعر فنقدها ومتنى عودة عهود الدولة الزاهرة فتعرض للنقمة وظل مبعدا ً خارج َ العاصمة
موظفا ً بسيطا ً .
له ديوان يحمل اسمه .
الغروب
73
قصيدة ٌ بال عنوان
ما أعرس َ اللقاء ،
وما أمر َّ ساعة َ الفراق ،
الصبا قدرة
وليس يف ريح ِ ّ
تجنب األزاه َر الذبول .
ودودة الحرير
تظل حتى ال َّنفس األخري
ُ
تنسج ُمن لعابها الحرير .
والشّ معة ُ الوضيئة
ال ت ْنضُ ُب الدموع يف مقلتها
إال إذا أدركها الفناء .
وإنني أخىش
الصباح
أن تفضح َ املرآة يف ّ
يف شعرها بواد َر املشيب .
سهدها
وأن تطيل َ َ
تالوة ُالقصائد
والليلة القمراء باردة الضياء .
والدرب نحو َ بيتها
َّ
يا هدهدي ال ّرسول
ال يرهق الجناح ،
فهل تكرمت َ
بنقل ِ أشواقي وأخباري .
74
ال ّزيز
75
همو ُم اإلمرباطور
ِ
منتصف الليل يف
استدعى اإلمرباطو ُر العامل جيا شينغ
العامل الذي ال ند له وال نظري .
تربّع َ يصغي إليه
ولكن ما الجدوى ؟ وا أسفاه !
مل يسأله عن أحوال ال ّرع ّية ،
بل عن ِ الشياطني ِ واآللهة .
76
إمرباطور ٌ يلهو وشعب ٌ يشقى
بفرحٍ وبهجة
ال يحظر ال ّتجول
منطلقا يف رحلة ٍ نهر ّية
نحو جنان الخلد يف الجنوب .
ويختفي يف قرصه املح ّرم ،
أىن له أن يسمع النصيحة ،
أو يقرأ الوارد من والته ؟ !
ويف الربيع
ال ينشط الفدان يف الحقول ،
املقص يف الحرير
بل ينشط ُ ُّ
نصف ُ حرير الشعب
مراشح ُ الخيول ،
ونصفه ُ أرشعة ٌ لسفن ِ القصور .
77
شاعر ٌ من أرسة سونغ امللك َّية
78
الدنان تتكدس
فال يخىش للخمر نفادا ً .
شتان ما بني الخمرتني
خمرة الحاكم الثقيلة
َو خمرة ُ الفالح الرقيقة .
خمرة الحاكم لذة للشاربني .
َو لكن ،أال ترى هؤالء الكادحني
يزرعون األر َّز
َو تظل ُّ قدورهم محرومة من الحساء
يف الشتاء والربيع ،
يقصدون َ الحاكم ليشرتوا منه
حثالة َ األرز ،
َو الحاكم ُ يتفضَّ ل ُ بالبيع
يتصدق ُ !
َّ َوكأنه
أف ٍّ ،لهؤالء الحكام ،
كيف َ يزعمون َ أنهم رؤساء الشعب ،
يأكلون ويلبسون
دون أن يتعبوا
يف تربية الحرير أو فالحة ِ األرض .
تعلموا العدل َ ولكنهم مل ميارسوا العدل ،
تعلموا الرب َّ دون َ أن يكونوا أبراراً.
79
تستطيع ُ أصواتهم الوصول إىل الطبقات ِالعليا ،
و َ سلطاتهم قادرة عىل اإلحسانِ إىل الشعب ،
و َلكنهم مل يستطيعوا أن يغنوا خزينة َ الدولة
فوق
ومل يشبعوك َ أنت الذي تحيا تحت .
أنا أرشب ُ الخمر ،
و َ أنت تأكل ُ الحثالة ،
أنت َ مل توجه إيل َّ اللوم ،
و َ لكني ال أستطيع ُ أن أته َّرب من املسؤول ّية ! .
80
الجامل ُ الغارب
81
عازف ُ القيثار
82
شاعر من أرسة سونغ امللكية
وانغ آن ىش
ذو الوزارتني شاع ٌر ومرشع ٌ
( 1021ـ ) 1086
84
و َ ال ّربيع
عاد َ يكسو الشط َّ
باألزهار ِ والعشب ِ النضري .
فمتى درب ُ إيايب
نحو َ بيتي
أيها البدر ُ تنري ؟ !
85
فوق الق َّمة ِالطَّائرة
86
شاعر ٌ من أرسة سونغ امللك َّية
سو ىش
شاعر ٌ مبدع ٌ و َ سيايس ٌ عاثر
( 1037ـ ) 1101
الر ّز مل ينضج ْ
يف موسم الحصاد ِ هذا العام .
و َ عادت الرياح
قارسة ً تهب
نذيرة مبقدم الخريف ،
مصحوبة بالغيم واملطر .
ينصب ُّ كالطوفان ،
87
فاكتست الفؤوس واملناجل
غاللة نسيجها العفن .
تقرحت جفوننا ،
و الدمع ُ يف محاجر السامء
ال يعرف ُ النضوب .
حزينة ً رأيتها السنابل الصفراء
تنام ُ يف الوحول !
سقيفة ً بنيت للحراسة ،
أبيت فيها طيلة الشهر .
ُ
َو عندما تقشعت جوانب السامء
نقلت ُ بالعربة الرز
لبيعه يف السوق .
كلَّلني العرق ُ ،
َو احمر ّمنكبي .
توسيل ،
ما فادين ُّ
فالرز ال يسام ُ
كأنه الزوان َو النخالة .
بقريت أرخصتها ،
أسد ُد الرضيبة َ .
ِّ
و َ سقف غرفتي
أطعمته املوقد .
88
عازفة عن كل تفكري
يف الجوع ِ َو الحرمان
يف عامي اآليت .
َو السادة ُ الحكَّام
ال يقبلون أرزَّنا رضيبة ً ،
بل فض ًة يهدونها
للناقمني َ يف مناطق الحدود .
أكلام تكاثر األبرار
يف القصور ،
تزايد الشقاء يف األكواخ .
خري من الحياة
لو أنني أزف
*! إىل إله األنهر الغاضبة
89
فوق البحرية
90
يف عيد ِ البدر ِ
91
للناس يف الدنيا أ َّيام ُ أترا ٍح و َ أفراح ٍ
ولحظة الفراق َو اللقاء .
َو القمر ُ الفيض يف احتجاب
حينا ً َو حينا ً باسم سافر ،
مكتمل ٌ يف سريه تارة ً
َو تارة ً يف نقصه سادر .
َو هكذا الحياة
ال تعرف الكامل َ َو الثبات .
وددت ُ لو أيامنا ُ
تطول يف هذه الدنيا ،
تجمعنا يف قرصها آلهة األقامر ،
َو إن نأت عن بعضها
الجسوم ُ َوالديار .
92
البحرية ُ الغرب َّية
93
جبل ُ لوشان
94
ليلة ٌ يف القارب
النسيم ُ يهمس ُ
خفيفا ً لطيفا ً بني َ القصب .
أفتح الباب َ
شالل ٌ من ضوء ِ القمر
يغم ُر البحرية .
املراكبية ُ َو طيور ُ املاء
يحلمون جميعا ً .
َو األسامك ُ الكبرية
تف ُّر فرار الثعالب ِ الرشيقة .
يف هذه الليل ِة العميقة
حيث ُ تختلِط ُ األشباح ُ باألشباح ،
َو حيث ُ يرتاقص ُ جسدي َوحيدا ً مع َ ظله ِ .
َو األمواج الليل ّية تتل ّوى ثعابني
صاخبة عىل الساحل .
َو القمر ُ الهاوي يتشبث بالصفصاف
كالعنكبوت املعلّق .
يف هذه الحياة الخاطفة
املرسعة عربَ ضجيج العامل ،
قد تلمح ُ عيوننا
95
طيف َ صورة ٍ لذيذة
َو لكنها متر ُّ مرو َر الشبح الهارب .
فجأة ً صاح الديك ،
َو رن َّ جرس ٌ بعيد .
فتف َّر ِ
قت الطيور فزعة ً ،
َو من بعيد تسمع طبول َ الصيادين
تتنادى للعودة .
96
خاطرة
97
شاع ٌر من أرسة ِ سونغ امللك َّية
املساء ُ الحزين
98
ما أصعبها و َ ما أقساها .
َأن يل أن أقاوم َ الريح َ الهوجاء
بثالثة ِ أقداح ٍ من الخمرة الخفيفة !
و َ أرساب ُ اإلو ِّز الربي
الذي طاملا ح َّملته أشواقي
مي ُّر مثرياً بحفيفه ذكريات ِ املايض .
الزهور ُ الصفراء تتك َّوم ُ عىل األرض ِ
ذابل ًة نثرية ،
أين َ الرفيق الذي يقطفها معي ؟
و َ ها أنا واقفة ٌ بجانب ِ الشباك ،
َف َّأن يل القدرة
عىل مجابهة الظلامت ِ وحدي !
أشجار الدلب الشاحبة
و َ هذا املطر الناعم ُ الناعم
املتساقط مع املساء قطرة قطرة ،
يف مثل هذه الحالة
أحزاين تعجز عن إدر ِ
اك معانيها
كلامت الحزن !
99
ملرشدة
ترنيمة ُا َّ
101
انتهى .
يف هذه املرة ارتحل َ بعيدا ً ،
و ال أقدر عىل إبقائه ،
و لو توسلت
بألف ِأغنية من أغاين الوداع .
و َ ها أنا يف أواخر ِ الربيع ،
أطري ُ بأفكاري إليه
من َ املقصورة العالية سجينة َ السحب .
و أمام بيتي الجدول ُ الرقراق
يظل ُّ الشاهد ُ الوحيد
عىل تلك َ األيام الطويلة ،
يتس َّمر ُ فيها نظري
يف البعيد البعيد ،
و هناك َ حيث يتس َّمر ُ نظري ،
هناك َ مج ّمع ُ أشواقي وأشجاين .
102
شاعر ٌ من أرسة سونغ امللك َّية
يو يه ىف
شاعر ٌ فذ ٌّ َوبطل ٌ أسطوري
( 1101ـ )1141
104
أرق ُ املحارب
105
شاعر ٌ من أرسة سونغ امللك َّية
107
ترنيمة ُ الفجر ِ الحزينة
هناك َ يف الرشق
جدا ً
الرشق ِ البعيد ِ ّ
يصب ُّ النهر ُ األصفر ُ
يف البحر ِ .
و هنا يف األعايل
املقدسة
تنتصب ُ القمة ُ َّ
تعانق ُ السامء .
و الشعب ُ بال نصري ،
يبلل بدموعه
ُ
غبار َ خيل ِ الغزاة .
عام ٌ جديد ٌ مير ُّ ،
و َ الناس ُ يرقبون
دون َ جدوى
إطاللة الجيش ِ
من َ الجنوب .
108
إىل ولدي
بعد َ مويت
أنا أدري
أنني أميس رمادا ً ،
إنَّ ا يؤمل ُ نفيس
أن أغيب َ
قبل َ أن أشهد َ توحيد َ بالدي .
فإذا ما ارتفعت فوق الرىب
و َ السهول الخرض يف قلب ِ بالدي
راية الجيش الشاميل املظفر ،
و َ إذا ما جئت ُبالقربان
تكرميا لسكان ِ القبور ،
فاحمل البرشى ،
وال تنس َ
إىل روح ِ أبيك .
109
زهرة ُ امليهوا
110
العجوز ُ الحارس ُ
هامدا ً مستلقيا ً
يف قرية ٍ نائية ،
لكنني ال أعرف ُ الحزن َ .
آليت ُ رغم َ الشيب ِ
أن أظل َّ حارس َ الحدود .
يلفني الظالم ،
و َ تعصف ُ الرياح ُ واملطر .
و َ عندما أغفيت ،
أحسست ُ أين
أدخل ُ املنام
عىل جواد ٍ مرسج ٍ بالحديد
وفوق َ نهر ٍ شاسع ٍ من جليد .
111
شاعر ٌ من أرسة سونغ امللكية
شني تىش جى
شباب من نار ٍ و َ كهولة ٌ من ثلج
( 1140ـ ) 1207
املساء
هذا املسا
ريح ُ الصبا
فتحت الزهور َ
يف الغوطة ِ الوسيعة ،
و َ نرثتها مطرا ً من شهب ِ السامء
َو املركبات الفارهات
تج ُّرها ضوامر ُ الجياد ،
تنرث ُ يف الدروب
روائع َ العطور ِ والطيوب ,
112
و الناي و املزمار
تضج ّباللحون .
و َ البدر ُ يف السامء
صين َّية من فضة ٍ
تسبح ُ فوق َ املاء .
تراقص ُاألسامك َوال ِّتنني
ح َّتى مرشق ِالضياء .
مررن َبني َ شجر ِ الصفصاف
املكتيس غالئل َ القمر
مثل فراشات تردين
الحرير َ والذهب
يهمسن َ أو يضحكن
يف العش َّية األريجه
بحثت عنها بينهن ّ
ألف م َّرة و َ م َّرة
َو فجأة ً ملحتها هناك
نعم هناك
حيث ُ الفوانيس بدت
أمامها شاحبة َ الضياء .
113
بني َعهدين
يف شبايب
كنت ُ ال أعرف معنى الهم
والحزن ِ الكئيب .
كنت ُ أميض
أطلب ُ اإللهام َ
يف أعىل مقاصري ِ التالل
يف املقاصري ِ ال َّرفيعة .
أنظم ُ األشعار
ألحانا ً حزينة
َو شج َّية .
و أنا اليوم
وقد ذقت ُ
مرارات ِ الكآبة
ال أغني الحزن َ
ال أغني الحزن َ .
لكني أقول
إنه جو ٌ بهيج ،
آه ِ ،ما أجمله ُ فصل ُ الخريف .
114
حرسة ُ القائد ِ
115