You are on page 1of 37

‫ماسـتــر قــــانـــون المقاولة‬

‫الفوج ‪2023/2022 :‬‬


‫مــادة العقود التجارية الدولية‬

‫عرض بعنوان ‪ :‬القواعد العامة للتحكيم التجاري الدولي‬

‫تـــأطير‪ :‬د‪.‬سمير الستاوي‬ ‫من إعداد الطالب ‪ :‬حسن بومعزة‬

‫السنة الجامعية ‪2023 /2022 :‬‬

‫‪1‬‬
‫مقـــدمة‪:‬‬
‫يعتبر التحكيم أول وأقدم وسيلة عرفها اإلنسان في المنازعات‪ ،‬بجانب القضاء والصلح‬
‫وكأليات بديلة لفض المنازعات‪ ،‬وقد تطور الى ان أصبح ظاهرة للفصل في المنازعات‬
‫سواء كانت تجارية او إدارية‪ ،‬حيث صاحب االنسان منذ عهود قديمة‪ ،‬وتطور بتطور‬
‫التجارة الدولية‪ ،‬حتى أصبح عادة اصلية مترسخة في نفوس الناس‪ ،‬فقد اعتبروه وظيفة‬
‫للعدل والقضاء وسيلة لحسم النزاعات‪ ،‬وذلك لبساطة اجراءاته وسرعة الفصل في منازعاته‬
‫وسرية الجلسات‪ ،‬بخالف القضاء الذي يتسم بتعقيد اجراءاته وكذا بطء الفصل في النزاعات‬
‫التي تأخذ طابع الدولية‪.‬‬

‫وبالنظر إلى األهمية التي أصبح يكتسيها نظام التحكيم في العصر الحاضر ال سيما على‬
‫مستوى عقود التجارة الدولية وذلك بما يمتاز به من خاصية السرعة والمرونة والسرية‪،‬‬
‫لدى أصبحت الحاجة ملحة الى االعتماد على هدا النظام الذي يكون محررا من روابط‬
‫القوانين الدولية بحيث يعتمد على مصادر خاصة ‪ ،‬وقد اعتبر هدا النظام بمثابة إحياء لقانون‬
‫الشعوب أو قانون التجار‪ ،‬فقد حضي التحكيم التجاري الدولي باهتمام بالغ أبرمت بشأنه‬
‫العديد من االتفاقيات الدولية‪ ،‬واستعمل مصطلح التحكيم التجاري الدولي اول مرة في مؤتمر‬
‫األمم المتحدة للتحكيم التجاري الدولي سنة ‪ 1958‬بشأن االعتراف وتنفيد مقررات التحكيم‬
‫األجنبية‪ ،‬واذا كان ما يميز التحكيم عن القضاء هو سلطان اإلرادة إذ ال يتحقق وجود التحكيم‬
‫إال اذا توفرت إرادة وحرية الطرفين معا‪ ،‬فقد يقع تشابه بين نظام التحكيم وغيره من األنظمة‬
‫أخري البديلة و المتمثلة في الوساطة و الصلح الى غير ذلك لحل النزاع والتي بدورها تقوم‬
‫على اإلرادة‪.‬‬

‫ويعد هذا األخير في الوقت الحاضر اهم الية رغب متعاملو التجارة الدولية في اللجوء اليها‬
‫لحسم خالفاتهم الناتجة عن تعامالتهم‪ ،‬فال يكاد يخلوا عقد من عقود التجارة الدولية من‬
‫شرط التحكيم ويلجأ بموجبه الى التحكيم عند نشوء نزاع مصدره العقد‪ ،‬وذلك ان العقود‬

‫‪2‬‬
‫الدولية تختلف عن العقود الخاصة بالتعامل الداخلي‪ ،‬فاألخيرة تحكمها قواعد القانون‬
‫الداخلي‪ ،‬اما العقود الدولية فتكون في الغالب بين اطراف تنتمي الى دول مختلفة‪ ،‬تختلف‬
‫قوانينها في معالجة المسائل الناجمة عن النزاع‪ ،‬ففي الوقت الحالي نجد قواعد التحكيم على‬
‫الصعيد الدولي قد أصبحت وسيلة لفض نزاعات التجارة الدولية وكذا تعتبر الية من اليات‬
‫تطوير قواعد قانون التجارة الدولية‪.‬‬

‫وأيضا يمتاز التحكيم بخصوصيات من حيث مصادره عن باقي األنظمة األخرى مما جعل‬
‫هدا النظام يمتاز ب مبادئ خاصة به جعلت منه نظاما قويا وفعاال‪.‬‬

‫فالتحكيم التجاري الدولي يعتبر وسيلة فعالة لتسوية النزاعات فهو يقوم على مبدأ سلطان‬
‫اإلرادة من حيث استقالل التحكيم بنظامه عن باقي المؤسسات األخرى وقد ساعده في ذلك‬
‫ظهور قواعد خاصة به وتدعيم هدا االستقالل بمبادئ معينة الهدف منها الحد من تدخل‬
‫القضاء‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تستمد الدراسة أهميتها من كونها تتناول موضوع هام يتمثل في دور التحكيم التجاري‬
‫الدولي في توحيد قواعد قانون التجارة الدولية نظرا التساع وتطو هذه األخيرة‪ ،‬وزيادة‬
‫قيمتها العالمية‪ ،‬كما يعتبر التحكيم من القضايا المهمة في الوقت الراهن والذي حظي باهتمام‬
‫كبير من جانب الفقه كما تربع على قمة الموضوعات ذات القيمة القضائية التي شغلت‬
‫اذهان الباحثين وجذب األنظار‪ ،‬مما أدى الى انعقاد عدة اتفاقيات بشأنها‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫أصبح موضوع التحكيم التجاري الدولي اهم وسيلة يلجا اليها المتعاملون في التجارة الدولية‬
‫لحل النزاعات الناجمة عن تعامالتهم‪ ،‬حيث ال يكاد عقد من العقود المتصلة بهذا النوع من‬

‫‪3‬‬
‫التجارة من شرط يحيل بموجبه االطرف جميع الخالفات التي تدفع بينهم بشان تفسير او‬
‫تنفيذ العقد المبرم بينهم الى قضاء التحكيم للفصل فيها‪.‬‬

‫من خالل ما قدمناه من قبل يمكن ان نحصر إشكالية هذا الموضوع في‪:‬‬

‫ماهي القواعد العامة للتحكيم التجاري الدولي؟‬

‫لإلجابة عن هاته اإلشكالية البد ان التصميم االتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التحكيم التجاري الدولي و عالقته بمبدأ سلطان اإلرادة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استقالل التحكيم التجاري الدولي بمصادره ومبادئه‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التحكيم التجاري الدولي و عالقته بمبدأ سلطان اإلرادة‪.‬‬

‫حظي موضوع التحكيم باهتمام على كافة المستويات‪ ،‬فعلى المستوى الدولي ثم ابرام العديد‬
‫من االتفاقيات المتعلقة به‪ ،‬و على الصعيد الفقهي حضي موضوع التحكيم باهتمام من جانب‬
‫الفقه وتربع على قمة الموضوعات التي شغلت اذهان الباحثين و جذب االهتمام اليه‪.‬‬

‫لذلك توجب علينا التطرق الى ماهية التحكيم التجاري الدولي وغالبية الطبع التعاقدي عليه‬
‫كمطلب اول و كذلك الى خضوع التحكيم التجاري الى مبدأ سلطان اإلرادة كمطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ : :‬ماهية التحكيم التجاري الدولي و غالبية الطبع التعاقدي عليه‬

‫يعتبر التحكيم أداة فعالة لتسوية المنازعات‪ ،‬حيث يتم إسناد مهمة الفصل في هذه النازعات‬
‫إلى أشخاص يسود المحكمين ‪ ،‬و يكون هؤالء األشخاص محل اختيار األفراد ‪،‬و من‬
‫األوصاف التي يأخذها األفراد في اختيارهم للمحكمين الخبرة والدارية بالمسائل المراد‬
‫االحتكام فيها‪ ،‬هذا ما جعلنا نسعى إلى تحديد تعريفه و معرفة مدى أهميته في التجارة‬
‫الدولية ‘ باإلضافة إلى مشروعيتة في هذه المعامالت من خالل ما يلي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف التحكيم التجاري الدولي‪،‬أهميته و مشروعيتة وفقا لقواعد التجارة‬
‫الدولية‬

‫‪4‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬غالبية الطبع التعاقدي على التحكيم التجاري‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف التحكيم التجاري الدولي‪.‬‬

‫لمعرفة تعريف التحكيم وجب التطرق إلى التعريف اللغوي واالصطالحي نظرا الختالفهما‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي للتحكيم‬

‫التحكيم مصدره تفويض األمر إلى الغير‪ ،‬وإطالق اليد في الشيء‪ ،‬يقال‪ :‬حكمته في األمر‬
‫والشيء‪ :‬أي جعله حكما‪ ،‬فوض الحكم إليه‪ ،‬واستحكم فالن في مال فالن‪ ،‬إذا جاز فيه‬
‫حكمه‪.‬‬

‫و من معاني التحكيم و مشتقاته‪ :‬الدعوة إلى الفصل في الخصومة نقول‪ :‬حاكمته إلى‬
‫الحاكم‪ ،1‬أي دعوته إلى حكمه‪ ،‬و حاكمته إلى اﷲ تعالى‪ ،‬دعوته إلى حكمه سبحانه و منه‬
‫قوله تعالى‪ } :‬يريدون أن يتحاكموا إلىالطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان‬
‫أن يضلهم ضالال بعيدا‪.{2‬‬

‫ويعرفه ابن خلدون في مقدمته بأنه‪ :‬اتخاذ الخصمين حكما برضائهما للفصل في خصومتهما‬
‫‪3‬‬
‫ودعواهما‪.‬‬

‫‪ - 1‬أبي الفاضﻞ جﻤال الﺪيﻦ مﺤﻤﺪ بﻦ مﻨﻈﻮر‪" ،‬لﺴان العﺮب"‪ ،‬بﯿﺮوت‪ ،‬لﺒﻨان‪ ،‬الﺠﺰء‬
‫األول‪ ،‬طﺒعة ‪ ،1990‬ص‪.141‬‬

‫سﻮرة الﻨﺴاء‪ ،‬اﻵية ‪.60‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪, http://www.law-arab.com/2014/11/maheat-althkeem.html - 3‬‬


‫‪2017/03/15‬‬

‫‪5‬‬
‫وخالصة القول‪ ،‬أن معنى التحكيم في اللغة إطالق اليد في الشيء محل التحكيم للغير و‬
‫تفويضه بنظر النزاع و يسمى حكما أو محكما‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي للتحكيم‬

‫تباينت وتعددت التعاريف الخاصة بالتحكيم نظرا الختالف اﻵراء فيما بينها و فيما يلي‬
‫نستعرض أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬التعريف في الشريعة اإلسالمية‬


‫التحكيم هو اختيار الخصمين شخصا أو أكثر غير قاض من الرعية‪،‬ويكون اهال لذلك أي‬
‫ما يصلح للقضاء للحكم بينهما برضائهما فيما تنازعا فيه‪ ،‬و يطبق حكم الشرع‪.4‬‬

‫و قد عرفه الماوردي‪ 5‬في كتابه آداب القاضي بأن " يتخذ الخصمان رجال من الرعية‬
‫ليقضي بينهما فيما تنازعا"‬

‫‪ -2‬التعريف التشريعي‪:‬‬

‫عرفته المادة العاشرة من قانون التحكيم التجاري المصري الجديد‪ ،‬ضمن الفقرة األولى‬
‫بأنه‪ :‬اتفاق التحكيم هو اتفاق الطرفين على االلتجاء إلى التحكيم‪ ،‬لتسوية كل أو بعض‬
‫المنازعات التي تنشأ بينها‪ ،‬لمناسبة عالقة قانونية معينة‪ ،‬عقدية كانت أو غير عقدية‪6.6‬‬

‫‪ - 4‬سﯿﺪ أحﻤﺪ مﺤﻤﻮد‪" ،‬نﻈام الﺘﺤﻜﯿﻢ‪ ،‬دراسة مقارنة بﯿﻦ الﺸﺮيعة اإلسالمية و القانون‬
‫الﻮطﻨي الﻜﻮيﺘي و الﻤﺼﺮي"‪ ،‬اإليﻤان للﻄﺒاعة‪ ،‬مﺼﺮ‪،2000 ،‬ص‪20‬‬

‫‪ - 5‬سﯿﺪ أحﻤﺪ مﺤﻤﻮد‪ ،‬الﻤﺮجع الﺴابق‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫الﻤﺘﻤﻦ قانﻮن الﺘﺤﻜﯿﻢ الﻤﺼﺮي‬ ‫‪ - 6‬قانون رقﻢ ‪ 27‬لﺴﻨة ‪،1994‬‬


‫‪6‬‬
‫‪ -3‬التعريف الفقﻬي‪:‬‬

‫يعرفه الفقه بأن‪ " :‬التحكيم عقد بمقتضاه يتفق شخصان أو أكثر على إحالة نازع نشأ بينهما‪،‬‬
‫أو ما ينشأ بينهما من ن ازع في تنفيذ عقد معين‪ ،‬على محكمين للفصل فيه بدال من اللجوء‬
‫إلى القضاء المختص‪."7‬‬

‫كما يعرفه البعض اﻵخر بأنه‪" :‬نظام قضائي خاص‪ ،‬يختار فيه األطراف قضاؤهم‬
‫و يعهدون إليه بمقتضى اتفاق مكتوب بمهمة تسوية المنازعات التي قد تنشأ أو نشأت‬
‫بالفعل بينهم‪ ،‬بخصوص عالقاتهم التعاقدية أو غير تعاقدية و التي يجوز حسمها بطريق‬
‫لتحكيم وفقا لمقتضيات القانون و العدالة‪ ،‬بﺈصدار قرار قضائي ملزم لهم‪."8‬‬

‫و نستخلص من هذين التعريفين أن الفكرة التي يقوم عليها التحكيم تستند أساسا إلى مبدأ‬
‫سلطان اإلاردة‪ ،‬وفق الشكل الذي يجيزه القانون بخصوص عالقاتهم القانﻮنﯿة و هناك من‬
‫يذهب إلى أن التحكيم هو تولية الخصمين حاكما يحكم بينهما و بالتالي يعتبر التحكيم طريقة‬
‫إليجاد حل لقضية تخص عالقة بين شخصين أو أكثر دون تدخل القضاء باعتبار التحكيم‬
‫قضاء خاص‪.‬‬

‫ب‪ :‬أهمية التحكيم ومشروعيته وفقا لقواعد التجارة الدولية‪.‬‬


‫أوﻻ‪ :‬أهمية التحكيم‬

‫األصل أن القضاء كسلطة من سلطات الدولة يختص بالفعل في المنازعات التي تنشأ بين‬

‫‪ - 7‬د‪ .‬سﺮا حﺴﯿﻦ مﺤﻤﺪ أبﻮ زيﺪ‪" ،‬الﺘﺤﻜﯿﻢ ي عقود الﺒﺘﺮول"‪ ،‬الﻄﺒعة األولى‪ ،‬دار الﻨشر‬
‫العﺮبﯿة‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪ - 8‬د‪ .‬ﻮزي مﺤﻤﺪ سامي‪" ،‬الﺘﺤﻜﯿﻢ الﺘﺠاري الﺪولي"‪ ،‬دراسة مقارنة ألحﻜام الﺘﺤﻜﯿﻢ‬
‫الﺘﺠاري‪ ،‬الﻄﺒعة األولى‪ ،‬دار القاهرة للﻨﺸﺮ و الﺘﻮزيع‪ ،‬األردن‪ ،200 ،‬ص‬
‫‪7‬‬
‫أطرا ف العالقة التجارية سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي‪ ،‬إال أن‬
‫طبيعة المعامالت و العقود التجارية )خاصة الدولية( القائمة على الثقة و السرعة‪ ،‬قد جعلت‬
‫القائمين عليها يفرضون نظاما بديال لحل المنازعات التي تنشأ في مجال التجارة الدولية‪،‬‬
‫إنه نظام التحكيم التجاري الذي يواكب ما وصلت إليه التجارة الدولية من تطور و يساهم‬
‫في ازدهارها و ذلك لما يتمتع به من مزايا عديدة كالمرونة و السرعة و بساطة اإلجراءات‬
‫و سهولتها و االقتصاد في الجهد و الوقت و النفقات و السرية و المحافظة على العالقة بين‬
‫الودية بين الخصوم‪.9‬‬

‫و لقد شهد التحكيم الدولي في العصر الحديث قفزة نوعية‪ ،‬من خالل اتفاقية الهاي سنة‬
‫‪1899‬م‪ ،‬حيث سعت الدول جديا إلى إنشاء محكمة تحكيمية دولية‪ ،‬حيث تضمنت هذه‬
‫االتفاقية اصد صراحة على إنشاء محكمة دولية دائمة للتحكيم من أجل فض النازعات‬
‫التجارية بما يرضي طرفي العالقة التجارية و من هذا فﺈن التحكيم يعتبر بمثابة الخيار‬
‫األول أمام المتعاملين في حقل التجارة الدولية لكونه يعد الوسيلة المثالية األكثر مالئمة مع‬
‫متطلبات الدول و تكمن أهمية التحكيم في تحقيق العديد من المزايا و الفوائد التي كانت‬
‫السبب في كثرة اللجوء إليه في المنازعات بدال من القضاء‬

‫العادي وأهﻢ هذه المميزات‪:‬‬

‫‪ -‬السرعة‪ :‬حيث يلعب عامل الوقت دوار هاما في تحديد و مدى نجاعة نظام التحكيم لذا‬
‫يوجد في مقدمة ما يوفد على القضاء المدة التي يستغرقها في الفصل في القضايا هذا ما‬

‫‪ - 9‬مﺤﻤﺪ ولﯿﺪ العﺒادي‪ " ،‬أﻤﯿة الﺘﺤﻜﯿﻢ و جﻮاز اللﺠﻮء الى مﻨازعات العقود اإلدارية"‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬مقال‪ ،‬دراسات علﻮم الﺸﺮيعة و القانون‪ ،‬الﻤﺠلﺪ ‪ ،34‬العﺪد رقﻢ ‪ ،2‬الﺪراسات الفقﯿة‬
‫القانﻮنﯿة‪ ،‬جامعة ل الﺒﯿﺖ الﻤفﺮق‪ ،‬األردن‪2007 ،‬‬

‫‪8‬‬
‫‪10‬‬
‫يجعل حقوق األطراف تبقى عالقة المدة طويلة‪ ،‬و بالتالي تنامي األضرار‪.‬‬

‫‪ -‬السرية‪ :‬تمتاز السرية في التحكيم بضمان حقوق األطراف و الحفاظ على أسرار الحياة‬
‫الخاصة‪ ،‬و بالتالي يتيح للمتخاصمين فرصة لعدم معرفة اﻵخرين بوجود نزاع بينهما والذي‬
‫من شأنه أن يؤثر على مكانتهما دينيا و اجتماعيا و تجاريا‪.‬‬

‫‪ -‬المحافظة على استمرار العالقات بين األطراف‪ :‬يرسﺦ العالقات بين األطراف ألنهم‬
‫اتفقوا على اللجوء إلى التحكيم بﺈرادتهم الحرة‪ ،‬و قبلوا مسبقا من يصدره المحكم من قرارات‬
‫و يقومون بتنفيذها طواعية واختيارا منهم‪ ،‬و هو ما يجعل حكم المحكم و كأنه صادر من‬
‫مجلس العقد‪ ،‬و من ثم يترتب عليه إحالل الوئام محل الخصام و يكون له أثر فعال في‬
‫تحقيق السلم االجتماعي و استمرار المعامالت و استقرارها مستقبال‪ ،‬كما تتطلب إجراءات‬
‫التحكيم الحضور الشخصي ألطراف النزاع‪ ،‬و مشاركتهم في كافة اإلجراءات و‬
‫بالتالي النفوذ إلى جوهر النزاع في جول أقل عدوانية و لقد أظهر التحكيم تطويرا كبيرا‬
‫اعتبارا لمميزاته العديدة ولئن كان القضاء الوطني لم تعد له القدرة على التصدي لفض‬
‫نزاعات التجارة الدولية بالكفاءة و الحسم الالزمين ألنه مقيد بالقواعد الجامدة التي تختلف‬
‫اختالفا تاما من دولة ألخرى‪ ،‬إضافة إلى إمكانية عرقلة التجارة الدولية عند النزاع لذا‬
‫أصبح التحكيم ذو مكانة هامة و كذا فضاءا أصيال للمعامالت الداخلية و الخارجية بصفة‬
‫عامة و التجارة الدولية بصفة خاصة نتيجة للتطور الحاصل‪ ،‬و تختلف أهمية التحكيم‬
‫باختالف الزاوية التي ينظر إليها‪ ،‬و مجال التعامل الذي أملته الظروف االقتصاد و‬
‫الصناعية من خالل تجسيد أحكامها في التعامالت الدولية بين كافة الدول‪ ،‬ولعل ذلك يبرز‬
‫من تطور مفاهيم التجارة الدولية و توسعها مما جعل القضاء ضيقا للبت فيها‪ ،‬و عدم‬

‫‪ - 10‬د‪.‬حفﯿﻈة الﺴﯿﺪ الﺤﺪاد‪" ،‬الﻤﻮجﺰي الﻨﻈﺮية العامة ي الﺘﺤﻜﯿﻢ الﺘﺠاري الﺪولي"‪ ،‬الﻄﺒعة‬
‫األولى‪ ،‬مﻨﺸﻮرات الﺤلﺒي الﺤقﻮقﯿة‪ ،2004 ،‬ص‪.33‬‬

‫‪9‬‬
‫استبعادها و من هنا ظهرت أهمية التحكيم‪.‬‬

‫إن تطور فكرة أهمية التحكيم وازدهار أسلوبه قد واكبه و ساعد على تحقيقه نشاط الحركة‬
‫التشريعية في بعض الدول‪ ،‬من أجل سن قوانين ترمي من ناحية إلى التخفيف من على‬
‫كاهل القضاء الوطني إلى تحرير التحكيم من رقابة القوانين و رقابة األجهزة القائمة‪.11‬‬

‫ثانيا‪ :‬مشروعية التحكيم‬


‫ليس هناك اختالف في مشروعية التحكيم‪ ،‬فقد عرفته البشرية منذ أوائل عصورها كشكل‬
‫من أشكال إرساء العدالة‪ ،‬فقد عرفه اإلنسان في المراحل األولى لتكوين الفكر‬
‫القانوني ففي المجتمع البدائي لم تكن هناك سلطة عامة تقوم بتأمين العدالة للمجتمع‪،‬‬
‫فقد كان األفرا د أو العشيرة أو القبيلة يلجئون بأنفسهم إلى تحصيل حقوقهم عن طريق‬
‫القوة و مع مرور الزمن تحول هذا النظام إلى أعراف وتقاليد‪ ،‬صار بمقتضاها تخلي‬
‫أفراد المجتمع عن تحصيل حقوقهم بأيديهم و أصبحوا يلجئون إلى شخص ثالث للفصل في‬
‫الخالف الناشﺊ بينهم يختار المتخاصمون بأنفسهم بناءا على مواصفات معينة‪ ،‬فقد يكون‬
‫الشخص من ذوي النفوذ أو كاهنا أو من المشهود لهم بحسن الخلق‪.‬‬

‫ومن هنا كان التحكيم هو الوسيلة الوحيدة الممكنة لحل الخالفات بالطرق السلمية و ذلك‬
‫لعدم وجود سلطة عامة تقوم بالفصل في المنازعات التي تنشأ بين األفراد‪ ،‬و تقيم العدل‬
‫عن طريق تنفيذ ما تصدره من أحكام‪.12‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬غالبية الطبع التعاقدي على التحكيم التجاري‬

‫يقوم التحكيم بكونه نظاما خاصا على مبدأ أساسي و هو مبدأ سلطان اإلرادة ويتجلى‬
‫دلك من خالل حرية األطراف في اللجوء إلى هدا النمط في فض نزاعاتهم وتمتد هذه‬
‫الحرية إلى كيفية اختيار الهيئة التحكيمية‪ ,‬هذه الحرية المتمثلة في مبدأ سلطان اإلرادة قد‬

‫‪ - 11‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.40‬‬

‫‪ - 12‬د‪ .‬ﻮزي مﺤﻤﺪ سامي‪ ،‬الﻤﺮجع الﺴابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪10‬‬
‫تتشابه مع بعض الوسائل البديلة في حل المنازعات من حيت الحرية في اللجوء إلى هدا‬
‫النمط وأيضا قد تتقلص هذه الحرية في أنواع أخرى من التحكيم خصوصا المؤسساتي منها‬

‫أ_ اشتراك التحكيم مع بعض المؤسسات المشابﻬة له في الخضوع لمبدأ سلطان اإلرادة‬

‫وإذا كان التحكيم صاحب الصدارة من بين الوسائل البديلة لحل المنازعات فﺈنه ال يمكن‬
‫إغفال أو تجاهل الدور الذي تملكه باقي الوسائل األخرى البديلة خصوصا منها‪ :‬الوساطة‬
‫والصلح والتوفيق فهذه األشكال من العدالة‪-‬أيضا‪-‬قديمة جدا ‪ ,‬وسنحاول اإلحاطة بأهم نقاط‬
‫االختالف‪ ،‬التي تميز التحكيم عن غيره‬

‫أوﻻ‪ :‬الوساطة‬

‫الوساطة هي‪ :‬المساعي التي يقوم بها شخص محايد بين أطراف النزاع أو محاميهم من‬
‫أجل الوصول إلى حل ودي لهذه الخصومة(‪ )1‬أو هي طريق ودي لفض المنازعات الناشئة‬
‫بين األطراف عن طريقه يقوم الخصوم أنفسهم أو بواسطة شخص من الغير باالجتماع‬
‫والتشاور للوصول لحل ينهي النزاع ويرضى عنه األطراف وتكون إما قضائية إذ يحيل‬
‫القاضي إلى وسيط معين ضمن قائمة أسماء الوسطاء وقد تكون كذلك قانونية وذلك حين‬
‫يحيل النص التشريعي إلى اتباع طريق الوساطة قبل المرور إلى المحاكمة وبالمقابل قد‬
‫تكون اتفاقية حين يتفق األطراف على إحالة النزاع إلى الوسيط المتفق عليه اما في عقد‬
‫سابق أو الحق لنشوء النزاع‪.‬‬

‫لكن رغم التشابه من حيث الهدف وطريقة االتفاق‪ ،‬أي عبر التعاقد مسبقا‪ .‬إال أن االختالف‬
‫يبقى واضحا بين التحكيم والوساطة من حيث الشكل والنتيجة‪ .‬فالوسيط يقتصر على محاولة‬
‫التسوية‪ ,‬بتقريب وجهات النظر وذلك دون االستناد على قوة الزامية في مواجهة‬
‫المتخاصمين بل أن القرار النهائي بتطبيق ما توصل إليه يبقى لألطراف أنفسهم الحد فﺈن‬
‫المحكم أعطي أكثر من ذلك‪ ،‬فﺈذا تم تعيين المحكم فﺈنه يباشر عمله التحكيمي وفقا للقواعد‬

‫‪11‬‬
‫المنظمة لسير المحاكمة التي ذكرها أهل العلم بخصوص التحكيم والفصل في النزاع‬
‫بالقواعد الموضحة في كتب القضاء فيتولى النظر في القضية بصفته حاكما‬

‫وبذلك يكون للمحكم سلطات أوسع وأشمل عما هي عليه لدى الوسيط الذي يبقى شخصا‬
‫محايدا أوال يملك أي سلطة إللزام الطرفين‬

‫ثانيا ‪ :‬الصلح‬

‫ويعد الصلح نظاما مترسخا في المجتمع المغربي‪ ,‬وفي المجتمع اإلسالمي بصفة عامة‬
‫فاألساس الذي نبع منه هذا النظام هو الشريعة االسالمية‪,‬فعرف في الشؤون األسرية‬
‫والعائلية‬

‫والمشرع المغربي في الفصل‪ 1098‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على ان الصلح عقد يحسم بمقتضاه‬
‫الطرفان نزاعا قائما او يتوقيان قيامه‪ ،‬وذلك بتنازل كل منهما لألخر عن جزء مما يدعيه‬
‫لنفسه‪ ،‬أو بﺈعطائه ماال معينا او حقا‬

‫ومن حيث طبعة الصلح او تكيفه يعتبر عقدا ومن تم يخضع من حيث شرط االنعقاد والصحة‬
‫والبطالن واﻵثار الى المبادئ العامة للعقود‬

‫وبذلك يمكن أن يغير التحكيم وهو نظام قانوني اختياري بمثابة حل مجدي وفعال مقارنة‬
‫بالصلح حيث ال يمكن أن يتعرض التحكيم هذه المخاطرة التي قد يتعرض لكون التحكيم ال‬
‫يترك لألطراف المتنازعة سلطة واسعة وعريضة في مجال التنازالت التي هم مستعدون‬
‫لها حيث ال كلمة تذكر للتنازل عن الدين أو لإلجراء منه‪ ،‬بل الكلمة هي لقوة الشيء المقضي‬
‫التي قد يتمتع بها المقررالتحكيمي بعد تذيليه بالصيغة التنفيذية‪.‬‬

‫أما في الصلح ف ينتهي النزاع بمجرد التنازل المتبادل ويكون االتفاق قابال بذاته للتنفيذ‬
‫كما تنفذ العقود وينطبق هذا االتفاق على ما ينطبق على االتفاقات األخرى من قواعد ومبادئ‬
‫ومن أهمها قاعدة أن العقد شريعة المتعاقدين وال يتولد عن الصلح أي حكم إال إذا طعن في‬

‫‪12‬‬
‫عقد الصلح وصدر حكم في دعوى بطالن أو نسﺦ هذا العقد من قضاء الدولة وف التحكيم‬
‫يقوم الطرف الثالث أو المحكم بأعمال للقواعد القانونية على النزاع المعروف أمامه‪-‬فيمنح‬
‫الحق لصاحبه وفق لهذه القواعد في الصلح فﺈن دوره الطرق الثالث وهو المصلح يقتصر‬
‫لهته األمور بين الطرفين ومحاولة تقريب وجهات النظر وإزالة أسباب النزاع وتحقيق حدة‬
‫التوتر‬

‫ب_ تفاوت مبدأ سلطان اإلرادة في كل من التحكيم الخاص والتحكيم المؤسساتي‬

‫إن اتفاق التحكيم‪ ،‬سواء أبرم قبل وقوع النزاع أو بعده‪ ،‬وسواء كان في صيغة شرط تحكيم‬
‫أو عقدا ‪ ،‬قد يرد في صورة تحكيم منظم‪ ،‬وهو ما يطلق عليه التحكيم المؤسساتي‪ ،‬أو صورة‬
‫تحكيم حر أو ما يسمى بالتحكيم الطليق أو الخاص‪.‬‬

‫وتلعب مؤسسات التحكيم الدائمة‪ ،‬سواء سميت غرفا أو مراكز أو غير ذلك‪ ،‬دورا أساسيا‬
‫في وضع حد للتدخل القضائي ومن هنا تم تقسيم التحكيم إلى تحكيم مؤسساتي ‪I‬وتحكيم‬
‫غير مؤسساتي أو حر‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬التحكيم الخاص‬

‫قد يتفق الطرفان على إحالة نزاعهما إلى التحكيم فحسب‪ ،‬دون اإلشارة إلى مؤسسة تحكيم‪.‬‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬نكون أمام ما يمكن تسميته بالتحكيم الطليق أو الحر‪ .‬فمعيار التفرقة بين‬
‫نوعي التحكيم إذن‪ ،‬شكلي من حيث وجود أو عدم وجود إشارة في اتفاق التحكيم‪ ،‬إلحدى‬
‫مؤسسات التحكيم‪ .‬ففي الحالة األولى يكون التحكيم مؤسساتيا‪ .‬وفي الحالة الثانية يكون حرا‪.‬‬
‫وهذا يقودنا إلى القول‪ ،‬بأن األصل في التحكيم أنه حر‪ ،‬ما لم يتبين من اتفاق الطرفين غير‬
‫ذلك‪ ،‬أي أنه مؤسساتي‪ ،‬وفي هذا النوع من التحكيم يحدد أطراف النزاع المواعيد والمهل‬
‫ويعينون المحكمين ويقومون بعزلهم أو ردهم ‪ ،‬ويقومون بتحديد اإلجراءات الالزمة للفصل‬
‫في قضايا التحكيم ‪ ،‬ويعتبر التحكيم خاصا ولو تم االتفاق بين طرفي النزاع على تطبيق‬
‫إجراءات وقواعد منظمة أو هيئة تحكيمية طالما أن التحكيم يتم خارج إطار تلك المنظمة‬

‫‪13‬‬
‫أو الهيئة ‪ .‬فالعبرة في هذا النوع من التحكيم بما يختاره طرفا النزاع من إجراءات وقواعد‬
‫تطبق على التحكيم وخارج أية هيئة أو منظمة تحكيمية حتى وإن استعان الطرفان‬
‫باإلجراءات والقواعد والخبرات الخاصة بتلك الهيئة أو المنظمة‪.‬‬

‫ومن أبرز قواعد التحكيم الحر أو الخاص في الوقت الحاضر‪ ،‬في المجال الدولي‪ ،‬القواعد‬
‫لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي )‪ )UNCITRAL‬أو (‬ ‫التي وضعتها‬
‫‪ ) CNUDCI‬فبدال من قيام األطراف أو هيئة التحكيم بﺈعداد قواعد إجرائية إلتباعها في‬
‫التحكيم الحر‪ ،‬سهلت اللجنة المهمة عليهم بأن وضعت تلك القواعد إلتباعها إذا رغب‬
‫األطراف بذلك‪ .‬وقد انتشرت هذه القواعد انتشارا واسعا في إطار التحكيم الدولي‪ ،‬حتى أن‬
‫بعض مؤسسات التحكيم تبنتها واعتبرتها كنظام تحكيم للمؤسسة‪ .‬بل أن بعض الدول تبنتها‬
‫في تشريعاتها الداخلية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحكيم المؤسساتي‬

‫لقد فرض التحكيم أهميته وجدواه بل ضرورته خصوصا في مجال عالقات التجارة الدولية‬
‫‪ ،‬مما اقتضى قيام مؤسسات وهيئات ومراكز متخصصة في مجال التحكيم بما تملكه من‬
‫إمكانيات علمية وفنية مادية وعملية ولوائحها الخاصة في إجراءات التحكيم ‪.‬‬

‫ولقد أنشئت العديد من تلك الهيئات سواء على المستويات اإلقليمية أو الدولية كما ذكرنا‬
‫آنفا‪ .‬و يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪-‬هيئة التحكيم لغرفة التجارة الدولية (‪)CCI.‬‬

‫‪-‬هيئة التحكيم األمريكية (‪)A.A.A‬‬

‫‪-‬محكمة لندن للتحكيم الدولي‪) LCIA (:‬‬

‫‪-‬الهيئة العربية األوروبية للتحكيم التجاري التابعة لغرفة التجارة العربية األوروبية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ففي التحكيم المؤسساتي‪ ،‬تختص المؤسسة المحال لها التحكيم بنظر النزاع دون غيرها‪ .‬فلو‬
‫تقدم أحد الطرفين بطلب تحكيم أمام مؤسسة أخرى‪ ،‬فﺈنه يجوز للطرف اﻵخر أن يرد على‬
‫ذلك الطلب بعدم االختصاص‪ .‬و من الناحية العملية‪ ،‬فان تلك المؤسسة األخرى تغلق ملف‬
‫التحكيم‪ ،‬بل يجب عليها ذلك‪ .‬فلو فرضنا أنها استمرت بالتحكيم بالرغم من ذلك‪ ،‬فان النتيجة‬
‫العملية لذلك هو عدم قابلية القرار الصادر للتنفيذ خاصة إذا لم يحضر الطرف اﻵخر‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫وإذا كان التحكيم مؤسساتيا‪ ،‬يجب التقيد بقواعد التحكيم المطبقة لدى المؤسسة‪ ،‬باعتبارها‬
‫أصبحت جزءا من اإلتفاق ‪ ،‬وإال جاز ألطراف النزاع الطعن بأي مخالفة بهذا الخصوص‬
‫‪.‬‬

‫وفي التحكيم المؤسسي‪ ،‬تختص المؤسسة المحال لها النزاع بنظر هذا النزاع وتسويته‬
‫تحكيما دون غيرها‪ .‬فلو تقدم أحد الطرفين بطلب تحكيم لدى مؤسسة أخرى‪ ،‬فﺈنه يجوز‬
‫للطرف األخر أن يرد على ذلك الطلب بعدم االختصاص أو حتى ال يرد مطلقا‪ .‬ومن الناحية‬
‫العملية‪ ،‬فﺈن تلك المؤسسة األخرى تغلق ملف التحكيم في هذه الحالة‪ ،‬بل يجب عليها ذلك‪.‬‬
‫ولو فرضنا أنها استمرت بالتحكيم بالرغم من ذلك‪ ،‬يكون حكم التحكيم عرضة للطعن به‬
‫أمام القضاء‪ ،‬بالبطالن أو االستئناف أو غير ذلك‪،‬‬

‫المطلب الثاني اآلثار المترتبة على الطابع التعاقدي للتحكيم في مجال التجارة الدولية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬القوة الملزمة ﻻتفاق التحكيم بالنسبة لألطراف‬

‫يعني مبدأ القوة الملزمة التفاق التحكيم هنا‪ ،‬أن اتفاق التحكيم الذي ابرم صحيحا يلزم طرفيه‪،‬‬
‫وال يجوز ألي منهما التراجع عنه انفراديا‪ ،‬وإنما يجب عليهما في حالة حدوث النزاع المبدأ‬
‫في اتخاذ إجراءات التحكيم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ويجد هذا المبدأ سنده في المادة ‪ 25‬من اتفاقية واشنطن لعام ‪ 1965‬الخاصة بتسوية‬
‫منازعات االستثمارات بين الدول و رعايا الدول األخرى‪ ،‬حيث جاء فيها ''إذا اتفق طرفا‬
‫النزاع كتابة‪ ،‬على إحالة أي خالفات قانونية تنشا مباشرة عن استثمار بين دولة متعاقدة‬
‫وبين مواطن من دولة أخرى غير متعاقدة‪ ،‬إلى المركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار‬
‫بطريق التحكيم‪،‬أو بأي طريق آخر‪،‬فانه ال يحق ألي من الطرفين أن يسحب هذه الموافقة‬
‫دون قبول الطرف األخر''‪.‬‬

‫ولم يتقاعس قضاء التحكيم في تأكيد ما سبق ومن أمثلة ذلك الحكم الصادر في قضية ‪Elf-‬‬
‫‪ Aquitain‬ضد الشركة الوطنية اإليرانية للبترول سنة ‪ 1986‬جاء فيه ''من المبادئ‬
‫المعترف بها‪ ،‬أن الدولة المرتبطة بشرط تحكيم منصوص عليه في اتفاق أبرمته الدولة‬
‫ذاتها‪،‬أو من خالل شركة تابعة لها‪ ،‬ال تستطيع بﺈرادتها المنفردة في تاريﺦ الحق‪،‬أن تمنع‬
‫الطرف األخر معها من االلتجاء إلى الوسيلة المتفق عليها لتسوية المنازعات الناشئة عن‬
‫العقد المبرم بينهما''‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القوة الملزمة ﻻتفاق التحكيم بالنسبة للقضاء‬

‫يقضي هذا المبدأ بان تمتنع المحاكم عن البث في دعوى تتعلق بوجود شرط تحكيم أو‬
‫صحته‪ ،‬أو في موضوع النزاع مباشرة بالرغم من صحة وجود هذا الشرط ظاهريا قبل أن‬
‫يقول المحكمون كلمتهم فيها‪.‬‬

‫وتؤكد مختلف القوانين العصرية للتحكيم هذا المبدأ‪ ،‬فالقانون النموذجي للتحكيم التجاري‬
‫الدولي للجنة االونيسترال ينص في مادته الثامنة على ما يلي' ‘على المحكمة التي ترفع‬
‫أمامها دعوى في مسالة ابرم بشأنها اتفاق تحكيم‪:‬‬

‫‪-1‬أن تحيل‪ ،‬الطرفين إلى التحكيم‪ ،‬إذا طلب منها ذلك احد الطرفين في موعد أقصاه تاريﺦ‬
‫تقديم بيانه األول في موضوع النزاع‪ ،‬ما لم يتضح لها أن االتفاق باطل والغ‪ ،‬أو عديم‬
‫األثر أو ال يمكن تنفيذه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪-2‬إذا رفعت دعوى من النوع المشار إليه في الفقرة األولى من هذه المادة فيظل من الجائز‬
‫البدء أو االستمرار في إجراءات التحكيم ويجوز أن يصدر قرار التحكيم و الدعوى ال تزال‬
‫عالقة أمام المحكمة''‪.‬‬

‫هذا كما نصت المادة الثانية من اتفاقية نيويورك لعام ‪''1958‬على محكمة الدولة المتعاقدة‬
‫التي يطرح أمامها النزاع حول موضوع كان محل اتفاق تحكيم من األطراف بالمعنى الوارد‬
‫في هذه المادة‪ ،‬أن تحيل الخصوم‪ ،‬بناءا على طلب احدهم إلى التحكيم وذلك ما لم يثبت‬
‫للمحكمة أن هذا االتفاق باطل و ال اثر له أو غير قابل للتطبيق''‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى التشريع المغربي نجد المشرع ينص في الفصل ‪ 327‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية انه' ‘عندما يعرض نزاع مطروح أمام هيئة تحكيمية عمال باتفاق تحكيم على نظر‬
‫إحدى المحاكم وجب على هذه األخيرة إذا دفع المدعى عليه بذلك قبل الدخول في جوهر‬
‫النزاع أن تصرح بعدم القبول إلى حين استنفاذ مسطرة التحكيم أو إبطال اتفاق التحكيم''‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الدفع الذي تثيره المحكمة أثار خالفا بخصوص نوعه‪ ،‬أهو دفع بعد‬
‫القبول أم دفع بعدم االختصاص؟‬

‫من خالل المادة ‪ 327‬من قانون المسطرة المدنية نجد أن المشرع المغربي استعمل مصطلح‬
‫الدفع بعدم القبول في حين أن الدفع بعدم القبول حدد المشرع الحاالت التي يمكن الدفع فيها‬
‫بعدم القبول‪ ،‬وعليه يكون الصواب هو اعتباره دفعا بعدم االختصاص كما نصت على ذلك‬
‫معظم التشريعات كالتشريع الفرنسي في مادته ‪ 1458‬من قانون المسطرة المدنية الفرنسي‬
‫والمشرع المصري في المادة ‪ 13‬من قانون التحكيم المصري‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ضوابط التحكيم التجاري في تحديد ابعاد قواعد قانون التجارة الدولية‬

‫لقد عرف التحكيم التجاري الدولي تطورا كبيرا على المستوى الدولي خاصة في مجال‬
‫التجارة الدولية و ذلك الدور الذي لعبه في تطوير هذه األخيرة و السهر على حل كل‬
‫نزاعاتها إضافة إلى تجلي عنصر اإلاردة بين طرفي النزاع وعليه فقد كان و البد من‬
‫أن نتطرق إلى مصادر التحكيم التجاري الدولي في مجال التجارة الدولية كمطلب أول ثم‬
‫الضوابط الالزمة لصحة التحكيم التجاري الدولي باعتباره وسيلة من وسائل توحيد قواعد‬
‫التجارة الدولية المطلب الثاني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مصادر التحكيم في عقود التجارة الدولية كضابط لتحديد أبعاد قواعد التجارة‬
‫الدولية‬

‫تعتبر مصادر التحكيم التجاري الدولي بمثابة األحكام العامة التي يستقي منها التحكيم في‬
‫عقود التجارة الدولية بنظمه و حجية أحكامه و تنقسم هذه المصادر إلى مصادر عامة تشمل‬
‫مصادر ذات طبيعة وطنية و أخرى ذات طبيعة دولية و على هذا االساس سيتم التطرق‬
‫اليها وفقا لما يلي ‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المصادر العامة للتحكيم وفقا لقواعد التجارة الدولية‬

‫إن المصادر العامة للتحكيم في عقود التجارة الدولية يمكن القول عنها أنها بمثابة مصادر‬
‫رسمية منظمة للتحكيم وجعل مجال التجارة الدولية وقواعده ذات صدى واسع خاصة فيما‬
‫يتعلق بمحاولة وضع قواعد موحدة لها‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬المصادر الوطنية للتحكيم في عقود التجارة الدولية‬

‫و تتمثل هذه المصادر فيما تضعه القوانين الداخلية للدول من أحكام خاصة بنظم التجارة‬
‫الدولية والتحكيم التجاري الدولي‪ ،‬حيث صدرت العديد من التشريعات الحديثة بشأن التحكيم‬

‫‪18‬‬
‫من أهمها القانون الفرنسي للتحكيم الدولي الصادر في ‪ 12‬ماي ‪ 1981‬و القانون اإلسباني‬
‫لسنة‪ 1988‬ولقد عملت التشريعات على توفير إطار قانوني مستقل لتنظيم التحكيم التجاري‬
‫الدولي في عقود التجارة الدولية بصفة خاصة و بالتالي أصبح هذا القانون مصدرا معتبرا‬
‫في التحكيم التجاري الدولي‪.‬‬

‫ولق تم حصر معايير دولية التحكيم في عقود التجارة الدولية في أول معيار هو"المعيار‬
‫االقتصادي" الذي يبحث في موضوع النزاع‪ ،‬و هو نفس المعيار الذي اعتمده القانون‬
‫‪13‬‬
‫النموذجي‬

‫و منه فقد تم ربط هذا المعيار بﺂخر جغرافي أال و هو أن يكون ألحد األطراف في النزاع‬
‫موطن على األقل أو أن يكون المكان الذي يجب أن تنفذ فيه جزء مهم من االلتزامات خارج‬
‫الدولة الموجود بها مؤسسة األطراف‪ ،‬ثم نصت على معيار اإلرادة لتحديد دولية منازعة‬
‫عقود التجارة الدولية و بالتالي إخضاعها للتحكيم الدولي‪ ،‬و بطبيعة الحال هذا ما تجسد من‬
‫خالل بعض نصوص القانون النموذجي للتحكيم ‪ .14‬و تجدر اإلشارة إلى أن المصادر‬
‫الوطنية للتحكيم في عقود التجارة الدولية يمتد أيضا للقوانين الخاصة حيث أنه تم النص‬
‫في معظم التشريعات على إمكانية اللجوء إلى التحكيم بخصوص النازعات المتعلقة‬
‫باالستثمار و ترجع أهمية القوانين الوطنية باعتبارها مصدر قوي للتحكيم في عقود التجارة‬
‫الدولية في كون إذا عين األطراف إحدى القوانين الوطنية في اتفاق التحكيم ليفصل على‬
‫أساسه في المنازعة فيأخذ هذا القانون بعين االعتبار سواء من قبل المحكم أو األطراف‬
‫تحت طائلة بطالن الحكم التحكيمي في حالة عدم احترامه‪.‬‬

‫‪ - 13‬بﺮاﯿﻢ العﺴﺮي‪" ،‬دراسة تﺤلﯿلﯿة لبعض مقتضيات القانون رقﻢ‪ 0/05‬الﻤﺘعلق بالﺘﺤﻜﯿﻢ و الﻮساطة‬
‫االتفاقية"‪ ،‬مقال مﻨﺸﻮر بﺴلﺴلة دراسات و أبﺤاث‪ ،‬العﺪد األول‪ ،‬طﺒعة األولى‪ ،‬دار األق‪،‬‬
‫الﺮباط‪ ،‬ص ‪.42.40‬‬

‫‪ - 14‬الﻤﺮجع نفس ‪ ,‬ص ‪50‬‬


‫‪19‬‬
‫ثانيا المصادر الدولية للتحكيم في عقود التجارة الدولية‬
‫و تنقسم هذه االتفاقيات إلى اتفاقيات ثنائية و أخرى متعددة األطراف و هي كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬البروتوكول المتعلق بشروط التحكيم(جنيف ‪ ) 1923‬و اتفاقية تنفيذ أحكام التحكيم‬


‫األجنبية (جنيف ‪.)1927‬‬

‫أقرت عصبة األمم هذا البروتوكول في ‪ 24‬سبتمبر ‪ ،1923‬و قد صادقت عليه ‪ 53‬دولة‪،‬‬
‫و أهﻢ ما ورد في البروتوكول هو ما جاء في المادة األولى منه حيث نصت على أن كل‬
‫من الدول المتعاقدة تعترف بصحة أي اتفاق سواء كان متعلق بالخالفات الحاضرة أو‬
‫بالخالفات التي ستحدث مستقبال بين طرفين خاضعين ألحكام هذه االتفاقية على أن يحال‬
‫إلى حسم النزاع عن طريق التحكيم‪.‬‬

‫يظهر في هذا النص أن أحكام البروتوكول تطبق فقط بالنسبة ألطراف العقد الذين‬
‫يكونون من موطني الدول المصادقة على هذا البروتوكول و أن أحكامه يمكن أن يطبق‬
‫سواء على المنازعات الخاصة بالتجارة أوغير تجارية كما أجازت أن يكون التحكيم في بلد‬
‫ليس طرفا فيه‪ ,‬كما ألزم البروتوكول في مادته الرابعة محاكم الدولة المنضمة إليه أن تحيل‬
‫األطراف المتنازعة إلى التحكيم إذا رفعت دعوى إلى المحاكم المذكورة و كان هناك اتفاق‬
‫على حل النزاع بطريقة التحكيم التجاري الدولي ‪.‬‬

‫وهذا هو أهﻢ ما جاء في هذا البروتوكول الحتوائه على ثمانية مواد ذكرنا أبرز مادتين و‬
‫لم تكتفي عصبة األمم بما أعدته من قواعد في بروتوكول جنيف ‪ 1924‬فقد وجدت أن‬
‫الحاجة تقتضي إيجاد قواعد مكملة للبروتوكول الﺴابق و على هذا االساس أقرت في ‪27‬‬
‫ديسمبر ‪ 1927‬اتفاقية لتنفيذ أحكام التحكيم األجنبية و تتألف هذه االتفاقية من ‪ 11‬مادة و‬
‫قد وضعت هذه االتفاقية عدة شروط لالعتراف وتنفيذ الحكم الخاص بالتحكيم حيث جاءت‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬أن يكون الحكم قد صدر بناءا على مشاركة تحكيم أو شرط تحكيم صحيح طبقا للقانون‬
‫الواجب التطبيق‪ - .‬أن يكون موضوع النزاع من األمور التي يمكن حسمها بالتحكيم وفقا‬
‫لقانون الدولة المراد االعتراف و تنفيذ الحكم المذكورة فيها‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون الحكم قد صدر من قبل هيئة تحكيمية تم تشكيلها طبقا لمشارطة التحكيم أو شرط‬
‫التحكيم أو تشكيلها باتفاق األطراف وفقا لقانون المختار‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون الحكم قد أصبح نهائيا في البلد الذي صدر فيه و غير قابل للطعن فيه‪.‬‬

‫‪ -‬أن ال يكون االعتراف و تنفيذ الحكم مخالفا للنظام العام أو لمبادئ القانون العام في الدولة‬
‫المراد االعتراف بها أو التنفيذ فيها‪ ,‬كما نصت المادة الثانية على الحاالت التي يرفض فيها‬
‫القاضي تنفيذ الحكم و ولعل أبرز مادة فيه هي المادة السادسة التي نصت صراحة‬
‫على أن هذه االتفاقية ال تطبق إال على أحكام التحكيم الصادر بعد نفاذ البروتوكول‬
‫المتعلق بشروط التحكيم )جنيف‪.(1923‬‬

‫‪ -2‬اتفاقية اﻻعتراف و تنفيذ أحكام التحكيم األجنبية )نيويورك ‪(1957‬‬

‫مع كثرة و زيادة التعامل التجاري الدولي بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى‬
‫إيجاد نظام للتحكيم أكثر مالئمة لمتطلبات العصر و إليجاد حل أهﻢ مشكلة في التحكيم و‬
‫هي كيفية تنفيذ الحكم و رغم أن كال من البروتوكول و اتفاقية جنيف قد تناوال هذه المسألة‬
‫إلى أن أحكامهما لم تكن تتميز بسهولة التطبيق‪ ،‬حيث كانت تتطلب لكي يكون التحكيم قابال‬
‫لالعتراف به و تنفيذه أن يكون نهائيا غير قابل للطعن كما أن الدول المصادقة لم تكن بذلك‬
‫العﺪد الكبير‪.‬‬

‫و من أجل إيجاد قواعد دولية جديدة لالعتراف و لتسهيل تنفيذ أحكام التحكيم األجنبية‬
‫أعدت الغرفة التجارية الدولية مشروعا أقرته في مؤتمرها الرابع عشر الذي عقد‬

‫‪21‬‬
‫في فينا عام ‪1953‬و تبنى المجلس االقتصادي و االجتماعي الﺴابق لألمم المتحدة طرح‬
‫هذا المشروع للمناقشة‪ .‬و في عام ‪ 1957‬قرر المجلس المذكور عقد مؤتمر دولي للنظر‬
‫في إقرار اتفاقية جديدة حول االعتراف و تنفيذ أحكام التحكيم‪ ،‬و بعد مناقشته‬
‫تمت في ‪ 20‬يوم توصل المؤتمر إلى إقرار اتفاقية خاصة لالعتراف و تنفيذ أحكام التحكيم‬
‫األجنبية و أصبحت نافذة المعمول منذ ديسمبر‪929.15‬‬

‫و قد احتوت هذه االتفاقية على ست عشر مادة و هي ال تعالﺞ جميع المساءل التي تتعلق‬
‫بالتحكيم وانما اقتصرت على محاولة مسألة االعتراف و تنفيذ أحكام التحكيم األجنبية في‬
‫إقليم الدول المنضمة إليها‪.‬‬

‫ولقد اخترنا المادة األولى منها بقولها "ينطبق هذا الميثاق على األمور التي تتناول‬
‫االعتراف بقرارت التحكيم الصادرة في الدول غير الدولة التي يراد تنفيذ تلك القرارات‬
‫فيها و الناشئة عن المنازعات القائمة بين األفراد كما أن عبارة قرارات التحكيم ال‬
‫تشمل فقط القرارت التي يصدرها المحكمون و إنما القرارات التي تصدرها هيئات‬
‫التحكيم الدائمة"‪.‬‬

‫وكذلك المادة الثالثة التي تنص "على كل دولة من الدول المتعاقدة أن تعترف بصحة ق ار‬
‫ارت التحكيم وتنفيذها و ذلك وفقا لقانون البلد المراد التنفيذ فيه وفقا للشروط القبيلة في هذه‬
‫التفاقية‪ " 16‬وعلى الرغم أن اتفاقية نيويورك لعام ‪ 1957‬تعتبر من أحسن ما توصل إليه‬
‫المجتمع الدولي في مجال االعتراف و تنفيذ أحكام التحكيم األجنبية من خالل أحكامها و‬
‫كذا األحكام التي تم االعتراف بها و تنفيذها في سبيل هذه األخيرة و المقدرة ب )‪(250‬‬

‫د‪.‬أحﻤﺪ بلقاسﻢ‪ ،‬الﺘﺤﻜﯿﻢ الﺪولي"‪ ،‬دار ﻮمة‪ ،‬الﻄﺒعة االنﯿة‪،‬الجزار‪2004،‬ص‪55‬‬ ‫‪- 15‬‬

‫‪ - 16‬بﺮاﯿﻢ العﺴﺮي‪ ،‬الﻤﺮجع الﺴابق‪ ،‬ص‪.70‬‬


‫‪22‬‬
‫حكما إال أن بعض نصوصها تركت مجاال رحبا لتفسيرات عديدة من قبل الدول و من بين‬
‫‪17‬‬
‫هذه األمور معرفة )مكان اصدار الحكم( و كذلك متى يعتبر الحكم ملزما‪.‬‬

‫‪ -3-‬اتفاقية موسكو ‪1972‬‬

‫‪ - 17‬أحﻤد ملﻮ‪" ،‬اتفاق الﺘﺤﻜﯿﻢ أسلﻮب لﺘﺴﻮية نﺰاعات عقود الﺘﺠارة الدولية"‪ ،‬دار الﻨشر‬
‫العﺮبﯿة‪ ،‬القاهرة‪.90،2001 ،‬ص‬
‫‪23‬‬
‫عقدت هذه االتفاقية في مارس ‪1972‬بين دول مجلس التعاضد االقتصادي المتبادل‬
‫وأصبحت نافذة‪ 13‬ابريل ‪ 1973‬و تختلف هذه االتفاقية عن االتفاقيات الدولية التي سبق‬
‫ذكرها في أنها ال تعالﺞ مساءل االتفاق الخاصة بالتحكيم أو صحته أو تنفيذ حكم التحكيم و‬
‫إنما تقرر تحكيما اجباريا لجميع المنازعات التي تنشأ عن العالقات الخاضعة بالتعاون بين‬
‫الدول األعضاء‪ ،‬و عليه يجب عرض جميع القضايا على التحكيم دون اللجوء إلى القضاء‪،‬‬
‫و عليه توجد محكمة تحكيمية في كل دولة من الدول األعضاء ويكون اختصاصها في‬
‫المنازعات السالفة الذكر ‪،‬وقد وضعت في عام‪ 1973‬قواعد موحدة إلجراءات التحكيم‬
‫في جميع هيئات التحكيم في بلدان مجلس التعاون االقتصادي وأصبحت هذه‬
‫القواعد متبعة من قبل هذه الهيئات‪.18‬‬

‫و يجوز هذا بموجب تلك القواعد ألطراف النزاع إختيار مكان آخر يجرى فيه‬
‫التحكيم غير مكان األطراف المتنازعة أي في محكمة تحكيم أخرى في بلد ثالث و يتعين‬
‫على هيئات التحكيم أن تصدر أحكاما متجانسة وفقا للشروط المحددة بين المنظمات للدول‬
‫تم تعديلها‬ ‫األعضاء في مجلس التعاون االقتصادي المتبادل‪ ،‬علما أن هذه الشروط قد‬
‫عدة مرات و آخرها كان من قبل اللجنة التنفيذية المجلس في ‪ 1979‬و تنص المادة ‪53‬‬
‫من هذه الشروط "جميع الخالفات التي تنشأ عن االتفاق يجب عرضها على هيئة التحكيم‬
‫في غرفة التجارة لبلد المدعي عليه‪ ،‬أو في بلد ثالث مشارك في االتفاقية الخاصة‬
‫لحسم النزا عات بالتحكيم في القضايا التي تنشأ عن العالقات االقتصادية و العلمية و التعاون‬
‫الفني‪ ،‬و من خالل"‪ ،‬و من أجل االطالع على مختلف القضايا التي تعرض على التحكيم‬
‫في تلك الدول‪ ،‬و يبدو أن عدد القضايا التي تحال سنويا لتسويتها بطرق التحكيم في تلك‬
‫الدول يزيد عن ‪ 20‬قضية لكن يعاب عن نظام التحكيم الذي أقرته اتفاقية موسكو‬
‫أن األطراف المتعاقدة‪ ،‬ليس لها حرية انتقاء المحكمين لكونهم أشخاصا يتم تعيينهم‬

‫‪ - 18‬الﻤﺮجع نفس‪ ,‬ص ‪.92‬‬


‫‪24‬‬
‫من قبل الجهات الرسمية و هذا ما يجعل األشخاص و المؤسسات في الدول العربية تتردد‬
‫في وضع شرط التحكيم وفقا التفاقية موسكو في عقودها عند التعامل مع مؤسسات‬
‫الكوميكون‪.‬‬

‫وتتجلى أهمية هذه االتفاقيات المنظمة للتحكيم التجاري الدولي باعتبارها مصدر أساسي‬
‫للتحكيم في عقود التجارة الدولية خصوصا في الحالة التي يعين فيها األطراف في اتفاق‬
‫التحكيم‪ ،‬كون القانون الواجب التطبيق يخضع في تحديده التفاقية معينة‪ ،‬حيث تعتبر هذه‬
‫األخيرة بمثابة ضابط أساسي في تحديد القانون المختص بحل النزاع إلى جانب هذا تنفيذ‬
‫أحكام التحكيم لهذا النوع من العقود التجارية يخضع دائما التفاقية نيويورك‪.195819‬‬

‫‪ -4-‬اتفاقية واشنطن لتسوية المنازعات المتعلقة باالستثمار بين الدول و مواطني الدول‬
‫ألخرى ‪1965‬‬

‫أعدت هذه االتفاقية عام‪ 1965‬من قبل البنك الدولي لإلنشاء و التعمير لتشجيع االستثمارات‬
‫في الدول النامية و نقل رؤوس األموال في الدول المتقدمة ألنهم يخشون من تأمين أموالهم‬
‫المستثمرة في تلك الدول‪ ،‬لذا فﺈنهم يحاولون الحصول على ضمانات لحماية استثماراتهم‬
‫من اإلجراءات التي قد تتخذها حكومات الدول النامية و منه يخشى أصحاب األموال‬
‫من عرض موضوع خالفاتهم في حالة النزاع على المحاكم الوطنية‪ ،‬لهذه األسباب كان‬
‫من المالئم أن يصار إلى حسم النزاع التحكيم‪ ،‬حيث تتقبل الدول بصورة أسهل‬
‫‪20‬‬
‫عرض خالفاتهم مع المستثمر األجنبي على التحكيم بدال من محاكم ذلك البلد‪.‬‬

‫‪. - 19‬أحمد بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق الصفحة ‪.57‬‬

‫‪ - 20‬مﺤﻤﺪ شاب‪" ،‬أساسﯿات الﺘﺤﻜﯿﻢ الﺘﺠاري و الﺪولي و القﻮانﯿﻦ و االتفاقﯿات الﻤﻨﻈﻤة‬


‫للﺘﺤﻜﯿﻢ"‪ ،‬مﻜﺘﺒة الواء القانونية مصر‪ ،2009‬ص ‪.60‬‬

‫‪25‬‬
‫وقد وجد أنه من األفضل إنشاء مركز للتحكيم يبت في مساءل المنازعات الناشئة‬
‫عن االستثمارات و على هذا األساس عقدت في ‪ 18‬مارس ‪ 1965‬و بﺈشراف البنك‬
‫الدولي لإلنشاء و التعمير االتفاقية موضوع الدراسة و بموجبها تم انشاء المركز المذكور‬
‫في واشنطن و يطلق عليه اسم المركز الدولي لحسم المنازعات المتعلقة باالستثمار‪ ،‬و كما‬
‫أشار أحد الباحثين العرب فﺈن المركز المذكور قد أحدث وضعا جديدا في مجال‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المصادر الخاصة للتحكيم وقفا لقواعد التجارة الدولية‬

‫تعتبر المصادر الخاصة للتحكيم في عقود التجارة الدولية أحد األسس المرجعية في تنظيم‬
‫و تدبير الدعوى التحكيمية في هذا النوع من العقود وهي تتحدد في اتفاقيات التحكيم‬
‫النموذجية و نظمة التحكيم واالجتهادات التحكيمية و ذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اتفاقيات التحكيم النموذجية وأنظمة التحكيم‬

‫تعتبر اتفاقيات التحكيم النموذجية وأنظمة التحكيم مصدرا مهما في تنظيم خالفات عقود‬
‫التجارة الدولية في إطار التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬فبخصوص األولي نجد أهميتها في‬
‫اعتمادها من قبل مجموعة من مراكز التحكيم الدولية كما هو الحال بالنسبة للمنظمة العالمية‬
‫للتجارة والتي تضع اتفاقيات تحكيم نموذجية رهن إشارة األطراف المتنازعة‪ ،‬و كذلك‬
‫غرفة التجارة بباريس و لجنة األمم المتحدة حول القانون التجاري الدولي"‪."CNUDCI‬‬

‫وفي سبيل الطرح األخير أخذنا بمثال عملي تجلي في القانون النموذجي لقواعد األمم‬
‫المتحدة حيث أن هذا األخير ينطبق على التحكيم التجاري‪ ،‬لكن كان البد من تحديدنا‬
‫المصطلح "التجاري" فيه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫والواقع أن ال يمكن حصر إصطالح )تجاري(على المفهوم الضيق له‪ ،‬بقصره على‬
‫معامالت التجار وحدها فيما بينهم‪ ،‬بل ينبغي كما أوضح القانون النموذجي ذاته‬
‫تفسير هذا المصطلح تفسيرا واسعا بحيث يشمل المساءل الناشئة عن جميع العالقات‬
‫التجارية تعاقدية كانت أو تعاقدية‪ ،‬والعالقات ذات الطبيعة التجارية تشمل دون حصر‬
‫المعامالت التالية‪ :‬أي معاملة تجارية لتوريد السلع أو الخدمات أو تبادلها‪ ،‬إدارة الحقوق‬
‫لدى الغير‪ ،‬التأجير الشرائي‪ ،‬إصدار تراخيص االستثمار‪ ،‬التمويل‪ ،‬التأمين‪ ،‬وغيرها‬
‫من أشكال التعاون الصناعي أو التجاري أو نقل البضائع‪.‬‬

‫على أي حال يجب إعتناق معيار موسع للتجارية في هذا الخصوص‪ ،‬إذ يعتبر تجاريا كل‬
‫تحكيم دولي يواجه مشروعات في شأن نزاع من طابع اقتصادي أي النزاع ينشأ عن‬
‫عملية اقتصادية و بالتالي فﺈنه ال يتصور أن يتم حصر األعمال التجارية التي تتطور‬
‫بسرعة كبيرة في مدة قصيرة ‪ ,‬و األصل أن التحكيم يعتبر دوليا إذا نصب النزاع عالقة‬
‫تنطوي على عنصر أجنبي أو أكثر‪ ،‬ذلك أن طبيعة المنازعة الدولية تعتبر أحد‬
‫الضوابط األساسية لدولية التحكيم التجاري‪ ،‬و مع ذلك فﺈن قواعد القانون النموذجي للتحكيم‬
‫التجاري الدولي التي أقرتها الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 1975/12/11‬توسعت في‬
‫معيار دولية التحكيم‪ ،‬فاعتبرت التحكيم دوليا طبقا لنص المادة األولي منها متى كان‬
‫موضوعه يتعلق بالتجارة الدولية‪:‬‬

‫‪-‬إذا كان مقر عمل طرفي اتفاق التحكيم وقت ذلك االتفاق واقعين في دولتين مختلفتين و‬
‫هنا اتخذت قواعد القانون النموذجي من اختالف مقر عمل الطرفين وقت اإلنفاق معيارا‬
‫لدولية التحكيم‪ ،‬و ال عبرة باختالف جنسية األطراف أو كانت نفسها‪.‬‬

‫‪-‬إذا وجد أكثر من مقر عمل ألحد األطراف‪ ،‬يعد بمقر العمل األكثر صلة بشرط أو اتفاق‬
‫التحكيم‪ ،‬وفي حالة عدم وجود مقر عمل معروف يؤخذ بمعيار محل اإلقامة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪-‬إذا كان مكان التحكيم المحدد في االتفاق واقعا خارج الدولة الكائن بها مقر عمل الطرفين‪،‬‬
‫من هنا إعتد به القانون النموذجي كمعيار لتحديد القانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اﻻجتﻬادات التحكيمية‬


‫تعتبر االجتهادات التحكيمية مصدرا خاصا أساسيا في تدبير خصوصية التحكيم في عقود‬
‫التجارة الدولية نظرا لمساهمتها في تحديد القواعد الموضوعية الخاصة لجميع مراحل‬
‫التحكيم التجاري الدولي ابتداءا باتفاق التحكيم و انتهاء بصدور الحكم التحكيمي‪ .‬و تعتبر‬
‫االجتهادات التحكيمية مصدرا مهما تلجأ إليه بالخصوص الهيئة التحكيمية في حالة‬
‫غياب اتفاق خاص من األطراف في تحديد مسألة تخص تنظيم اجراءات التحكيم‪،‬‬
‫حيث ترجع الهيئة المذكورة إلى االجتهادات التحكيمية السابقة التي تتعلق بنفس‬
‫المسألة باعتبارها مرجعا في ايجاد القرار المناسب‪ ،‬إال أن هذا ال يعني أن االجتهاد‬
‫التحكيمي يتميز باالستقرار لكنه متغير بتغير الزمان و ظروف أخرى شأنه شأن االجتهاد‬
‫القضائي‪ .‬حيث أن في الكثير من األحيان نجد االجتهادات تحكيمية تم التراجع عنها لفائدة‬
‫أخرى و من أمثلة ذلك نجد تحديد القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم في‬
‫حالة غياب اتفاق األطــراف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضوابط الﻼزمة لصحة التحكيم التجاري الدولي باعتبارﻩ وسيلة من‬
‫وساﺋل توحيد قواعد التجارة الدولية‪.‬‬

‫إن اتفاق التحكيم سواء كان عقدا أو شرطا‪ ،‬فﺈنه يقوم على أساس مبدأ سلطان اإل‬
‫اردة‪ ،‬الذي يشكل أساس مشروعيته التجاء األط ارف إلى التحكيم و منه يستمد المحكم‬
‫سلطته في الفصل في الن ازع و يترتب على عدم وجود هذا االتفاق انعدام حكم التحكيم كما‬
‫يستند على اتفاق التحكيم الذي اختلت شروطه‪ ،‬و عليه فمناط اختصاص القضاء هو صحة‬
‫أو عدم صحة اتفاق التحكيم و هذا بالطبع ما يتجلى في شروطه والتي سنتناولها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪28‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الشكلية ﻻتفاق التحكيم‬

‫إذا كان اتفاق التحكيم يختلف من حيث أشكاله شرطا كان أم عقدا فﺈنهما يلتقيان لكليهما‬
‫حول ضرورة توفر شرط شكلي استلزمه المشرع لقيام اتفاق التحكيم صحيحا منتجا إلثارة‬
‫ويتعلق األمر بشرط الكتابة‪.‬‬

‫إذ البد أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا فاالتفاق الشفوي ال يعتد به في هذا الصدد و هذا ما‬
‫استقرت عليه جل التشريعات حيث نصت المادة الثانية من اتفاقية نيويورك بشأن اإلعت‬
‫ارف باألحكام التحكيمية األجنبية و تنفيذها على أنه البد من أن يكون اتفاق التحكيم‬
‫مكتوبا حتى تقره الدول األعضاء و تعترف به بمعنى أن الدول ال تكون ملزمة باالعت‬
‫ارف باتفاق التحكيم إذا لم يكن هذا االتفاق مكتوبا‪ ،‬و مع ذلك فقد أضفت االتفاقية‬
‫‪21‬‬
‫مرونة كبيرة على الكتابة المطلوبة حيث أنها ال تشترط الكتابة وفقا لشكل معين‪.‬‬

‫و بالنسبة التفاقية البنك الدولي لتسوية المنازعات االستثمار‪ ،‬فقد اكتفت بالنص على أن‬
‫يكون اتفاق األط ارف في الخضوع للتحكيم لدى المركز الدولي مكتوبا دون بيان بشكل‬
‫الكتابة المطلوبة‪ ،‬فقد تطلبت الئحة التحكيم الصادر عن لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري‬
‫الدولي عام‪ 1976‬أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا دون التطرق إلى شكل معين أيضا‪.‬‬

‫كما نجد موقف القوانين الوطنية على أنها اشترطت أن يكون اتفاق التحكيم مكتوبا لكن‬
‫اختلفت فيما بينها حول شكل الكتابة المطلوبة وما إذا كانت رسمية أو عرفية أم إذا كانت‬

‫‪ - 21‬واﻞ أنﻮر بﻨﺪق‪" ،‬مﻮسﻮعة الﺘﺤﻜﯿﻢ‪ ،‬االتفاقﯿات الﺪولﯿة و قﻮانﯿﻦ الﺪول العﺮبﯿة"‪ ،‬دار‬
‫الفﻜﺮ الﺠامعي‪ ،‬طﺒعة ‪ ،2004‬ص‪.403‬‬

‫‪29‬‬
‫الكتابة شرط لصحة اتفاق التحكيم أم أنها لمجرد اإلثبات‪.22‬‬

‫و يبدو أن غالبية القوانين الوطنية لم تتطلب أن تكون الكتابة رسمية و اكتفت بأن تكون‬
‫عرضية كما هو الحال في بريطانيا و أمريكا غير أنه هناك بعض القوانين من اشترطت‬
‫الكتابة الثبات و ليس شرطا لصحة اتفاق التحكيم كما هو الحال في الو‪.‬م‪.‬أ و في القانون‬
‫الفرنسي نجد نص المادة ‪ 1443‬من قانون الم ارفعات تنص على أنه يجب أن يكون شرط‬
‫التحكيم مكتوبا في العقد األصلي أو في مستند يحيل إلى هذا العقد‪ ،‬و إال كان باطال ولم‬
‫يتضمن هذا القانون أي نص بخصوص اتفاق التحكيم الدولي‪ .‬و منه فهل هذا النص يطبق‬

‫كذلك على التحكيم الدولي أم ال؟‬

‫بقولها ‪ :‬عندما يكون التحكيم الدولي خاضعا للقانون‬ ‫اإلجابة كانت في المادة ‪1415‬‬
‫الفرنسي ال تطبق نصوص الباب األول و الثاني و الثالث من هذا الكتاب‪ ،‬إال إذا اتفق األط‬
‫ارف على خالف ذلك" و عليه فﺈن الشرط السالف الذكر ال يجيز التحكيم الدولي إال إذا‬
‫اتفق األطراف على غير ذلك‪ .23‬وفي القانون المصري كان يتطلب الكتابة كشرط إلثبات‬
‫حسب نص المادة ‪ 501‬من قانون الم ارفعات‪ ،‬لكنه في القانون الجديد منه ‪ ،1994‬رتب‬
‫على الكتابة البطالن في حال تخلفها‪ .‬و بالعودة للقانون النموذجي للتحكيم التجاري الدولي‬
‫فﺈنه اتجه إلى توحيد شكل اتفاق التحكيم‪ ،‬فأوجب الكتابة شرط النعقاد االتفاق‪ .‬وهو ما‬
‫رددته المادة ‪ 32‬من قانون التحكيم التجاري ‪ 1950‬وذلك إن دل على شيء فأنما يدل على‬
‫العمل على تسهيل ظروف التجارة الدولية‪ ،‬و تحررها من القيود لم تحدد هذه النصوص‬
‫شكال كتابيا معينا‪ ،‬فاكتفت بتضمين هذا االتفاق في صورة مراسالت أو برقيات بين‬
‫الطرفين أو غيرها من وسائل االتصال السلكي و الالسلكي طالما كانت قاطعة في‬

‫‪ - 22‬مﺤﻤﻮد اشﻢ‪" ،‬الﻨﻈﺮية العامة للﺘﺤﻜﯿﻢ ي الﻤﻮاد الﻤﺪنﯿة و الﺘﺠارية"‪ ،‬الﺠﺰء األول اتفاق‬
‫الﺘﺤﻜﯿﻢ‪ ،‬دار الفﻜﺮ العﺮبي‪ ،‬طﺒعة ‪ 1990 1‬ص ‪.107 .106‬‬

‫‪ - 23‬أنﻮر بﻨﺪق‪ ،‬الﻤﺮجع الﺴابق‪ ،‬ص‪.410‬‬


‫‪30‬‬
‫الداللة على إ را دة اللجوء إلى التحكيم من الطرفين كما يؤكد الفقه مسألة مهمة جدا‬
‫أال و هي التوقيع حيث اعتبره غير ملزم في هذه األحوال‪ .‬و خالصة القول أن االتفاقيات‬
‫الدولية و كذا القواعد ذات الطبيعة الدولية تتطلب أن يكون التحكيم مكتوبا‪ ،‬غير أن ال‬
‫يشترط أن يتم اتفاق التحكيم في شكل معين إذ أنها أجازت أن يتخذ اتخاذ التحكيم صورة‬
‫شرط تحكيم وارد في العقد أو أن يتخذ صورة اتفاق موقع عليه من األطراف‪.‬‬

‫الفقرة الثانية الشروط الموضوعية ﻻتفاق التحكيم‬

‫البد لصحة اتفاق التحكيم أن تكون الشروط الموضوعية متوفرة و هذه الشروط تتمثل في‬
‫ثالثة عناصر سنحاول التطرق إليها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬التراضي‪:‬‬

‫حيث يعد الت ارضي أول شرط موضوعي لصحة اتفاق التحكيم و يعني تطابق إ اردتين في‬
‫ترتيب أثار قانونية تبعا لمضمون االتفاق فال بد أن يطابق االيجاب قبوال إلختبار التحكيم‬
‫وسيلة لحسم المنازعات التي تثور بين طرفي العالقة فيجب أن تتقابل إ اردة طرفي االتفاق‬
‫على اتخاذ التحكيم وسيلة لفض الن ازع الناشﺊ أو الذي يمكن أن ينشأ بينهما‪ ,‬باإلضافة‬
‫إلى اتفاق التحكيم سواء كان شرطا أو مشارطة‪ ،‬فﺈنه قد يخضع لقانون غير القانون الذي‬
‫يخضع له االتفاق األصلي و بالتالي يكون المرجع في كافة ما يتعلق بهذا االتفاق للقانون‬
‫الذي يخضع له االتفاق األصلي و بالتالي يكون المرجع في كافة ما يتعلق بهذا االتفاق‬
‫القانون الذي يخضع له اتفاق التحكيم‪ ،‬و هو إما قانون اإل اردة أو الموطن المشترك‪ ،‬أو‬
‫‪24‬‬
‫قانون بلد محل إبرام االتفاق‪.‬‬

‫‪ - 24‬حﻤﺰة أحﻤﺪ حﺪاد‪ ،‬الﻤﺮجع نفﺴ ‪ ,‬ص ‪. 141‬‬

‫‪31‬‬
‫والتراضي أيضا يخضع لقانون اإلرادة و اال خضع لقانون بلد الذي يصدر فيه حكم التحكيم‬
‫و بما أن الرضا من قبل طرفي االتفاق يعتبر شرطا موضوعيا لصحته وينطبق عليه القانون‬
‫المطبق على اتفاق التحكيم‪ ،‬و منه فﺈن عيوب التراضي في هذا االتفاق و نطاقه و تفسيره‬
‫تكون محكومة بالقانون الذي يحكم اتفاق التحكيم كما يخضع لنفس القانون السبب غير‬
‫المشروع و جزاءهم عدم المشروعية‪ .‬والمالحظ أن األحكام الفرنسية إلى قانون معين أو‬
‫حتى إلى المتعلقة بالتحكيم التجاري الدولي‪ ،‬و التي صدرت بشأن عيوب االرادة التستند‬
‫إلى قانون معين أو إلى حتى إلى القانون الفرنسي ولكنها تستند إلى عادات وأعراف التجارة‬
‫الدولية‪.25‬‬

‫‪ - 2‬المحل‪:‬‬

‫من خالل هذا الشرط فﺈن المحل يعني أن يكون النزاع قابال للتسوية بطريقة التحكيم حيث‬
‫نصت المادة ‪ 11‬من قانون التحكيم المصري "ال يجوز التحكيم في المساءل التي ال يجوز‬
‫فيها الصلح"‪.‬‬

‫بينما نص قانون التحكيم الفلسطيني في المادة ال اربعة منه "ال تخضع ألحكام هذا القانون‬
‫المساءل التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المساءل المتعلقة بالنظام العام‪.‬‬

‫‪ -‬المساءل التي ال يجوز فيها الصلح قانونا‪.‬‬

‫‪ - 25‬بﻮدودة سعاد‪ ،‬الﻤﺮجع الﺴابق‪ ،‬ص‪.69‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬المنازعات المتعلقة باألحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكال القانونين حدد محل التحكيم بشكل واضح ال لبس فيه حيث أورد االستثناء على سبيل‬
‫الحصر الحاالت التي ال يجوز فيها اللجوء إلى التحكيم ما عدا هذه الحاالت يجوز فيها لألط‬
‫ارف اللجوء إلى التحكيم و اتخاذه وسيلة لحل المنازعات التجارية التي تثور بينهم‪.26‬‬

‫و بالتالي فمحل اتفاق التحكيم هو موضوع المنازعات التي يشملها اتفاق التحكيم و التي‬
‫ينص على حلها بطريق التحكيم‪ ،‬و في بعض األحيان ال يتضمن االتفاق اإلشارة فقط إلى‬
‫الن ازع في موضوع معين‪ ،‬كأن يقال أن الخالفات التي تنشأ بين الطرفين بالنسبة لنوعية‬
‫البضاعة يصار إلى حلها التحكيم أو القول أن جميع المنازعات التي تنشأ عن تنفيذ العقد‬
‫تحل عن طريق التحكيم هذا بطبيعة الحال في حال وضع شرط التحكي "مشارطة التحكيم"‬
‫يتم بعد نشوء الخالف أو النزاع و في هذه الحالة يكون موضوع الن ازع معروفا و يمكن‬
‫تحديده بدقة‪.‬‬

‫فموضوع االتفاق أو محله يثير مسألتين أساسيتين‪ :‬أولهما القابلية الشخصية للتحكيم التي‬
‫تتعلق بأهلية الدول أو الدولة التي تخضع للمجموعات العامة و األشخاص المعنوية للقانون‬
‫العام في اإللتجاء إلى التحكيم و هذه يحكمها سواء القانون الشخصي للدولة الطرف في‬
‫االتفاق أو الشخص المعنوي في القانون العام‪ ،‬و سواء لقانون العقد األصلي الممتد التفاق‬
‫التحكيم مع مراعاة أن أهلية الدولة لألشخاص المعنوية في القانون العام تعتبر قاعدة قانونية‬
‫دولية مادية‪ ،‬أما القابلية الموضوعية التي تتعلق بموضوع الن ازع فﺈنها تتحدد طبقا للقانون‬

‫المطبق على اتفاق التحكيم للمسألة المتنازع عليها إذا كانت تخرج عن نطاق العقد‪.‬‬

‫‪ - 26‬حﻤﺰة أحﻤﺪ حﺪاد‪ ،‬الﻤﺮجع الﺴابق‪ ،‬ص‪.147‬‬

‫‪33‬‬
‫وطالما أن اتفاق التحكيم و هو عقد كسائر العقود فﺈن محله يجب أن تتوفر فيه الشروط‬
‫العامة المتطلبة في مجال االلتزامات التعاقدية والتي تقصد من خاللها على أن يكون هذا‬
‫المحل‪:‬‬

‫‪ -‬موجودا‪.‬‬

‫‪ -‬ممكنا ومعينا أو قابال للتعيين‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون مشروعا‪.‬‬

‫وإضافة إلى الشروط السابقة البد أن ينصب محل اتفاق التحكيم على ن ازع مالي‬
‫في إطار القانون الخاص بين طرفي العالقة القانونية‪ ،‬و الذي يفترض فيه أن يقبل الصلح‬
‫أما إذا كان ال يقبله فقد اتفقت كل التشريعات بما في ذلك التشريع الوطني على عدم جواز‬
‫التحكيم فيه وهذه المسألة تعتبر من النظام العام و يترتب على مخالفتها بطالن اتفاق‬
‫التحكيم‪.27‬‬

‫‪ -3‬السبب‬

‫و هنا يجب أن يكون السبب مشروع‪ ،‬حيث أنه من الضروري والزم لتكوين اتفاق‬
‫التحكيم حاله حال العقود األخرى فاتفاق األط ارف يجد سببه في إ اردتهم في استبعاد طرح‬
‫الن ازع على القضاء و تفويض األمرللمحكمين‪ ،‬و يعد هذا السبب مشروعا إال إذا اثبت أن‬

‫‪ - 27‬أحﻤﺪ أبﻮ ال ﻮاء‪" ،‬الﺘﺤﻜﯿﻢ االﺘﯿاري و الﺘﺤﻜﯿﻢ اإلجﺒاري"‪ ،‬دار الﻤعار اإلسﻜﻨﺪرية‪،‬‬
‫طﺒعة ‪ ،199،5‬ص ‪.1‬‬

‫‪34‬‬
‫المقصود منه التهرب من أحكام القانون الذي كان سيطبق في حال طرح النزاع على القضاء‬
‫نظرا لوجود قيود معينة يرغب األطراف في التخلص منها و هو ما يمثل حالة من حاالت‬
‫الغش نحو القانون فيكون التحكيم وسيلة غير مشروعة ي ارد بها االستفادة من حرية‬
‫األطراف أو حرية المحكم في تحديد القانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫وال يختلط السبب غير المشروع بالمحل غير الممكن أو غير المشروع‪ ،‬فاألول‬
‫يقتضي البحث عن إجابة السؤال لماذا لجأ األطراف للتحكيم‪ ،‬أما الثاني فيتعلق بتحديد‬
‫الموضوع المراد تسويته بطريق التحكيم و هل مشروع أم ال‪ .‬فنظ ار لكون التحكيم هو‬
‫طريق استثنائي لحل المنازعات بين األط ارف فال بد أن يكون السبب مشروعا حتى يحقق‬
‫التحكيم الهدف المنشود منه‪ .‬وأن ال يكون وسيلة لدى األطراف للتهرب من الخضوع الحكام‬
‫القضاء‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الخــــاتمة‬
‫تطرقنا في موضوعنا هذا الى دور التحكيم في توحيد قواعد التجارة الدولية‪،‬‬
‫بحيث أصبح ظاهرة مسلما بها في ميدان التجارة الدولية‪ ،‬في األخير يمكننا القول انه‬
‫بزيادة أهمية التجارة الدولية‪ ،‬وكثرة و كثرة مشاكلها أصبح االهتمام بمحاولة البحث‬
‫عن حلول قانونية لها‪ ،‬أمر يشغل بال الباحثين و المشرعين في مختلف الدول سواء‬
‫على المستوى الوطني أو باألخص على المستوى الدولي‪ ،‬أمر جعل مختلف المنظمات‬
‫و الهيئات الدولية تسعى إلى خلق قواعد موحدة تحكم النشاط التجاري الدولي بغض‬
‫النظر عن طبيعة النظام االقتصادي الذي يسود في دولة من الدول‪ ،‬و دون اعتبار‬
‫لطبيعة النظام القانوني الذي تتبعه هذه الدول‪ ،‬و عليه أخذ التحكيم التجاري الدولي‬
‫باعتباره أهﻢ آلية لتسوية النازعات التجارية حيزا كبيرا من حيث مساهمته و لو بطريقة‬
‫غير مباشرة في محاولة خلق قواعد قانونية موحدة يتم اللجوء إليها في حالة وقوع نزاع‬
‫في إطار التجارة الدولية‪ ،‬و يتجلى ذلك من خالل مجموع األحكام التحكيمية التي صدرت‬
‫بشأن عقود تجارية ثارت بسببها خالفات أدت إلى استخالص أحكام تجارية‪ ،‬خاصة في‬
‫مجال تنازع القوانين بالدرجة األولى من خالل تحديد القانون الواجب التطبيق على‬
‫مختلف النازعات وفقا لقواعد قانون التجارة الدولية‪.‬‬

‫فالتحكيم و إن لم يحقق ذلك التوحيد الذي تسعى إليه مختلف الدول‪ ،‬فﺈنه كان‬
‫بمثابة طريق للوصول إلى بعض األحكام الموحدة و ذلك تجسد بصورة واضحة من‬
‫خالل القانون النموذجي التحكيم التجاري الدولي سنة ‪.1958‬و بالتالي يمكن اعتبار هذه‬
‫اﻵلية هي المبدأ الرئيسي الذي يحكم العالقات التجارية في الوقت الراهن لكثرة تداوله‬
‫بين المتعاقدين‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفهـــــرس‬
‫مقـــدمة‪1............................................................................................................................................ :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التحكيم التجاري الدولي و عالقته بمبدأ سلطان اإلرادة‪4......................................................... .‬‬

‫المطلب األول‪ : :‬ماهية التحكيم التجاري الدولي و غالبية الطبع التعاقدي عليه ‪4..................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف التحكيم التجاري الدولي‪5..................................................................................... .‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬غالبية الطبع التعاقدي على التحكيم التجاري ‪10 ...................................................................‬‬

‫المطلب الثاني اآلثار المترتبة على الطابع التعاقدي للتحكيم في مجال التجارة الدولية ‪15 ...........................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬القوة الملزمة ﻻتفاق التحكيم بالنسبة لألطراف ‪15 ................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القوة الملزمة ﻻتفاق التحكيم بالنسبة للقضاء ‪16 ..................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ضوابط التحكيم التجاري في تحديد ابعاد قواعد قانون التجارة الدولية ‪18 ......................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مصادر التحكيم في عقود التجارة الدولية كضابط لتحديد أبعاد قواعد التجارة الدولية ‪18 .......................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المصادر العامة للتحكيم وفقا لقواعد التجارة الدولية ‪18 .........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المصادر الخاصة للتحكيم وقفا لقواعد التجارة الدولية‪25..........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضوابط الﻼزمة لصحة التحكيم التجاري الدولي باعتبارﻩ وسيلة من وساﺋل توحيد قواعد التجارة الدولية‪.‬‬

‫‪28 ................................................................................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الشكلية ﻻتفاق التحكيم ‪29 ...................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية الشروط الموضوعية ﻻتفاق التحكيم ‪31 .............................................................................‬‬

‫الخــــاتمة ‪36 ........................................................................................................................................‬‬

‫‪37‬‬

You might also like