You are on page 1of 10

‫بحث حول التضخم‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪:‬‬

‫المطلب ‪ : 1‬تعريفـه‬

‫المطلب ‪ :2‬أنواع التضخم‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب التضخم وعالقته بالبطالة‬

‫المطلب ‪:1‬أسباب التضخم‬

‫المطلب ‪ :2‬عالقته بالبطالة‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أثار وسياسة عالج التضخم‬

‫مطلب ‪ : 1‬أثار التضخم‬

‫مطلب ‪ : 2‬سياسات عالج التضخم‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫إن السياســات الحديثــة تســعى لتحقيــق تنميــة كبــيرة واســعة المجــال غــير أن الواقــع يفــرض وجــود‬
‫إختالالت تمس كــل ميــادين الحيــاة العمليــة ( البحث ) ويعتــبر التضــخم من أهم هــذه اإلختالالت‬
‫التي يعاني منها بلدان العالم كله خاصة في الوقت الراهن ‪ .‬وبالغم من التركيز و االهتمام بهــذه‬
‫الطاهرة من قبل االقتصاديين خاصة بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫بدراســة أســبابها وأثارهــا االقتصــادية على النظــام االقتصــادي الكلي وكــذا السياســات الــتي يتعين‬
‫إتباعهــا للقضــاء عليهــا ‪ ,‬والمــدى الــذي يتعين اللجــوء إليــه في اســتخدام هــذه السياســات لكن يبقى‬
‫التحكم فيها والسيطرة عليها أمر صعبًا ‪.‬‬

‫فــإلى أي مــدى يــؤثر التضــخم على االقتصــاد الكلي ؟ ومــا هي محــددات انتشــارها ؟ وهــل يمكن‬
‫القضاء عليه خاصة مع تطور العالم السريع وتقدمه ‪.‬‬
‫ومن خالل بحثنـ ــا هـ ــذا تطرقنـ ــا في الفصـ ــل األول للتعريـ ــف بالظـ ــاهرة محـ ــل الدراسـ ــة وتحديـ ــد‬
‫أنواعها‪،‬أما الفصل الثاني فقد شمل معيار القياس التضــخم ‪،‬وكــذا األســباب األساســية المنشــئة أمــا‬
‫في الفصل (‪ )3‬فقد تناول أثاره االجتماعية واالقتصادية ‪ ,‬والسياسات المنتهجة لعالجه ‪.‬‬

‫مطلب ‪ :1‬تعريف أنواع التضخم ‪.‬‬

‫يوجد هناك عدة تعاريف للتضخم منها الذي وصفه الدكتور نبيل الــروبي بأخــذ " أداة للتحليــل" و‬
‫اســتند فيــه على معيــار ارتفــاع األســعار فقــال ‪ " :‬التضــخم هــو حركــة صــعودية لألســعار تتصــف‬
‫باالستمرار الذاتي الناتج عن فائض الطلب الزائد عن قدرة العرض "(‪)1‬‬

‫ومن التعـ ــاريف األكـــثر شـ ــيوعاً أن التضـ ــخم يتمثـ ــل في اإلرتف ــاع المسـ ــتمر في المسـ ــتوى العـ ــام‬
‫ألسعار السلع والخدمات عبر الزمن (‪ )2‬وبتــالي فالتضــخم ينطــوي على عنصــرين أساســين همــا‬
‫إرتفاع المستوى العام لألسعار ‪ ,‬وإ رتفاع مستمر في األسعار‬

‫‪ 1‬ـ ارتفاع المستوى العام لألسعار ‪:‬‬

‫ال يعتــبر تضــخما مجــرد إرتفـاع في ســعر ســلعة واحــدة أو ســلعتين ‪ ,‬ذلــك ألن اإلرتفـاع قــد يقابلـه‬
‫انخفاض في أسعار سلع أخرى األمر الذي يترتب عليـه بقـاء المسـتوى العـام لألسـعار ثابتـًا غـير‬
‫أن التضخم هو اإلرتفاع العام في أسـعار أغلبيـة السـلع والخـدمات أو االرتفـاع الكبـير في أسـعار‬
‫أغلبيــة الســلع و الخــدمات أو االرتفــاع الكبــير في أســعار الســلع األساســية الــتي تمثــل نســبة كبــيرة‬
‫من ميزانية المستهلك‬

‫‪2‬ـ اإلرتفاع المستمر في األسعار ‪:‬‬

‫يعتــبر التضــخم ظــاهرة ديناميكيــة تمكن خطورتــه في كونــه مســتمر ونفــرق في هــذا الصــدد بين‬
‫اإلرتفاع المؤقت لمرة واحدة واإلرتفاع الدائم لمرة واحدة‬

‫كما قد تؤدي بعض األزمــات السياســية مثــل الحــروب أو الــثروات أو االضــطرابات العالميــة إلى‬
‫حــدوث إرتفــاع في أســعار بعض المــداخالت كأســعار الطاقــة واألجــور األمــر الــذي يــترتب عليــه‬
‫حدث إرتفاع في أسعار المنتجات الصناعية ‪.‬‬

‫أمــا اإلرتفــاع في األســعار والــذي يمكن اعتبــاره تضــخما فهــو اإلرتفــاع المســتمر ‪ 2‬عــبر الــزمن‬
‫ولفترة طويلة ‪.‬‬
‫مما سبق فإن التضخم هو كل زيادة في التداول النقدي يترتب عليه زيادة في الطلب الكلي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ حسب تحكم الدولة في الجهاز االئتمان ‪:‬‬

‫أ ـ التضخم الطليق (المكشوف)‪ :‬يتسم هذا النوع من التضــخم بارتفـاع األسـعار واألجـور ويكـون‬
‫دون أي تدخل من قبل السلطات الحكومية للحد من هذه اإلرتفعــات ‪ .‬ممــا يــؤدي إلى تفشــي هــذه‬
‫الظــواهر التضــخمية فــترتفع المســتويات العامــة لألســعار بنســبة أكــبر من ازديــاد التــداول النقــدي‬
‫إضافة إلى تدخل من قبل السلطات الحكوميـة للحـد من هـذه االرتفاعـات ‪ ,‬ممـا يـؤدي إلى تفـتيش‬
‫هذه الظواهر التضخمية فترتفع المستويات العامة لألسعار بنسبة أكبر من ازدياد التداول العامة‬
‫لألسعار‬

‫ب ـ التضــخم المكبــوب ( المقيــد ) ‪ :‬ويتجلى هــذا النــوع من التضــخم بالتــداخل من قبــل الســلطات‬
‫الحكومية في سير حركات االئتمان بالتحكم في الجهاز االئتمان‬

‫ج ـ التضــخم الكــامش ‪ :‬يتمثــل هــذا النــوع بارتفــاع ملحــوظ في الــدخول النقديــة دون أن تجــد لهــا‬
‫منفذًا لإلنفاق بفضل تدخل الدولة ‪ ,‬كم انه يمكن تدخل عوامــل اقتصــادية تجــبر الدولــة على الحــد‬
‫من ظهور الظواهر التضخمية ‪.‬‬

‫‪ )2‬حس ـ ــب تع ـ ــدد القطاع ـ ــات االقتص ـ ــادية ‪ :‬بتن ـ ــوع القطاع ـ ــات االقتص ـ ــادية تتن ـ ــوع االتجاه ـ ــات‬
‫التض ــخمية فالتض ــخم الــذي يفتش في قطــاع الص ــناعات االســتهالكية يختلــف عنــه في القطاعــات‬
‫االستثمارية‬

‫*‪ .‬التضخم السـلعي ‪ :‬هـو تضـخم الـذي يحصـل في قطـاع صـناعات االسـتهالك حيث يعتـبر عن‬
‫زيادة نفقة إنتاج السلع االستثمار ‪.‬‬

‫* التضــخم الـربعي ‪ :‬يعـبر عن زيـادة االســتثمار على االدخـار بصــفة عامـة بحيث تتحقـق أربـاح‬
‫في قطاعي صناعات سلع االستهالكية واالستثمار ‪.‬‬

‫* التضخم الدخلي ‪ :‬ويحصل نتيجة ارتفاع وتزايد نفقات اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ )3‬حسب مدح حدة الضغط التضخيمي ‪:‬‬


‫* التضخم الجامع ‪ :‬أشد أنواع التضخم أثار وأضــرارا على االقتصــاد حيث تتــوالى االرتفاعـات‬
‫لألسعار دون توقف ‪.‬وبتالي تفقد النقـود قوتهـا الشـرائية وقيمتهـا توسـيط للتبـادل وبتـالي اسـتغالل‬
‫النقود في قطاعات غير إنتاجية مبددة للثروة وانخفاض في المدخرات القومية‬

‫‪ )4‬حسـ ــب الظـ ــواهر الجغرافيـ ــة والطبيعيـ ــة ‪ :‬تتحـ ــدث بعض أنـ ــواع التضـ ــخم بحـ ــدوث ظـ ــواهر‬
‫جغرافية وطبيعية ليس لها صفة الدوام ‪.‬‬

‫أ) التضخم الطبيعي ‪ :‬غير اعتيـادي ينشـا نتيجـة الظـروف طبيعيـة فاصــلة نتيجـة الـزالزل ‪ ،‬فهي‬
‫حافز لظهور التضخم ‪.‬‬

‫ب) التض ــخم الح ــركي ‪ :‬ه ــو س ــمة من س ــمات النظ ــام الرأس ــمالي فيع ــبر عن حرك ــات الظ ــواهر‬
‫الرأسمالية كاألزمات االقتصادية المتجددة ‪.‬‬

‫فتحدث هنا عن أسعار السلع وارتفاعها العام والمتواصل‬

‫أما في االقتصاد المفتوح للمبادالت فــإن المهم مقارنــة االرتفـاع الــداخلي لألســعار وهــذا االرتفـاع‬
‫في االقتصاديات األجنبية‬

‫· توازن نسب التضخم معناه منافسة االقتصاد الوطني في األسواق العالمية‬

‫· قياس التضخم معقدة ‪ ,‬ولكن تستعمل األرقام القياسية لقياس التضخم خاصة المتعلقة باألسعار‬
‫والرقم القياس للناتج الداخلي اإلجمالي‪.‬‬

‫وال ــرقم القياس ــي لألس ــعار ه ــو الوس ــيلة إحص ــائية يتم إع ــدادها ش ــهريا وهي تحت ــوي على بعض‬
‫النقائص ‪ ،‬فمثال كيف يمكن األخر بعين االعتبار التغيرات الحاصلة في سلوكات االستهالكية ؟‬
‫وكيف ندمج المنتوجات الجديدة ؟‬

‫ومع هذا فإن الرقم القياسي يعتبر مرجع أساسي للتحليل االقتصادي‬

‫ـ نسبة التضخم تمثل نسبة التغير األسعار االستهالك بين فترتين على سبيل المثال إذا كان‬

‫الرقم القياسي للسنة األول ‪ I1= 145‬والسنة الثانية ‪I2=150‬‬

‫فإن نسبة التضخم للسنة الثانية هي‪:‬‬

‫‪I2-I1 100 150-145 100 = 3.45‬‬


‫‪I1 145‬‬

‫ـ ويمكن حساب نسبة التضخم بطريقتين‪:‬‬

‫أ)‪ -‬حساب نسبة التضخم باالنزالق ‪:‬أي مقارنة الرقم القياسي لألسعار بالنسبة لفترتين‬

‫ب)‪ -‬حســـاب نســـبة التضـ ــخم بالمتوســـط الحســـابي ‪:‬أي مقرن ــة الوس ــط الحس ــابي الس ــنوي للـــرقم‬
‫القياسي ‪.‬‬

‫عالقة الطلب الكلي الفعلي بالتضخم ‪:‬‬

‫بمقتضـ ــى التحليـ ــل اليسـ ــترب فـ ــإن الطلب الكلي الفعلي يعتـ ــبر عـ ــامال رئيسـ ــيا وفعـ ــاال في تحديـ ــد‬
‫مســتويات التوظيــف الــدخل اإلنتــاج يفــترض االقتصــادي كبــيرا أن مســتويات الطلب الكلي الفعلي‬
‫أنمــا يتحــد عنــد مســتوى يقــل عن مســتوى االســتخدام الكامــل وحســبه إيضــافا لتضــخم هــو الفجــوة‬
‫الموج ـ ــودة بين الطلب الكلي الفعلي وبين الحجم الكلي من الس ـ ــلع والمنتج ـ ــات المعروض ـ ــة عن ـ ــد‬
‫مستوى من االستخدام الكامل بحيث تتمثل تلك الفجوة بارتفاع في مستويات األسعار السائدة‪.‬‬

‫ويمكن إرجــاع األســباب الدافعــة للطلب الكلي للزيــادة إلى األســباب الدافعــة لالتفــاق الكلي للزيــادة‬
‫إلى أنهــا كــل العوامــل الدافعــة لإلنتــاج الكلي والــدخل القــومي نحــو الزيــادة واالرتفــاع وأهم هــذه‬
‫األسباب‬

‫‪ )1‬زي ــادة االتف ــاق االس ــتهالكي واالس ــتثماري ‪:‬إذا م ــا ارتف ــاع حجم االتف ــاق الع ــام ارتف ــاع يف ــوق‬
‫إرتفاع المنتجات والثروات الكلية الموجودة في المجتمـع مـع فـرض الوصـول إلى حالـة التشـغيل‬
‫االشل فإنه سيؤدي ال محالة إلى التضخم ‪.‬‬

‫‪ )2‬التوس ــع في فتح اإلعتم ــادات من قب ــل المص ــاريف ‪ :‬ق ــد ت ــرغب الدول ــة في تنش ــيط األعم ــال‬
‫العامـ ــة وزيـ ــادة اإلنتـ ــاج فتشـ ــجع المصـ ــاريف على فتح العمليـ ــات االئتمـ ــان بوسـ ــائلها المعروفـ ــة‬
‫وتخفيض سعر الفائدة ‪ ,...‬فتحاول إستمالة المنتجين‪.‬‬

‫وأصحاب األعمال لتنفيذ مـا تصـبو إليـه فيزيـد اسـتثمارهم ويصـبح هـذا االسـتثمار زائـد من حيث‬
‫طلبة على المنتجات الحقيقية الموجودة في المجتمع وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفــاع األســعار منبــأ‬
‫عن ظاهرة تضخمية حلت بالمجتمع‬

‫‪ )3‬التوقعات النفسية ‪:‬‬


‫ق ــد يرج ــع االرتف ــاع في الطلب الكلي إلى ع ــوام نفس ــية تقدوي ــة أك ــثر من عوام ــل تقديري ــة أك ــثر‬
‫عوامل اقتصادية [‪ ]1‬ثانيا ‪:‬‬

‫العوامــل الدافعــة للعــرض الكلي نحــو التضــخم‪:‬باإلضــافة إلى أن التضــخم يكــون ســببه هــو ارتفــاع‬
‫الطلب الكلي عن االس ـ ــتخدام األمث ـ ــل ق ـ ــد يك ـ ــون أيض ـ ــا س ـ ــببه انخف ـ ــاض الع ـ ــرض عن مس ـ ــتوى‬
‫االســتخدام األمثــل وقــد يعــود عــدم مرونــة الجهــاز اإلنتــاجي في كفايــة الطلب الكلي الفعلي ألمــور‬
‫كثيرة منها ‪:‬‬

‫‪)1‬تحقي ـ ــق مس ـ ــتوى االس ـ ــتخدام الكام ـ ــل‪ :‬فق ـ ــد يص ـ ــل االقتص ـ ــاد الق ـ ــومي لمرحل ـ ــة من االس ـ ــتخدام‬
‫والتشــغيل الشــاملة لجميــع العناصــر اإلنتــاجي عــاجزا ‪ ,‬في مســتوى دون المســتوى المتوقــع لــذلك‬
‫الطلب الكلي الفعلي المرتفع ‪.‬‬

‫‪)2‬عــدم كفايــة الجهــاز اإلنتــاجي‪:‬فقــد يتصــف الجهــاز اإلنتــاجي بعــدم المرونــة ‪ ,‬والكفايــة في تزايــد‬
‫السوق بالمنتجات والسلع الضرورية ذات الطلب المرتفع ‪.‬‬

‫‪ )3‬النقص في العناصـ ــر اإلنتاجيـ ــة‪ :‬كالعمـ ــال ‪ ,‬المـ ــوظفين المختصـ ــين ‪ ,‬المـ ــواد الخـ ــام ‪ ,‬المـ ــواد‬
‫األولية‪.‬‬

‫‪ )4‬النقص في رأس الم ــال العي ــني‪:‬ق ــد تع ــود ع ــدم مرون ــة الجه ــاز اإلنت ــاجي إلى نقص في رأس‬
‫المال العين المستخدم عند مستوى االستخدام الكامل‬

‫عالقة التضخم بالبطالة ‪:‬‬

‫تعريـف البطالـة ‪:‬بعـد التعـرض لظـاهرة التضـخم بصـفة مفصـلة وبعـد التعـرض ألثـاره وسياسـات‬
‫عالجــه يتضــح أن للتضــخم عالقــة بالبطالــة أن كالهمــا يتــأثر بــاألخر وقبــل التعــرض وشــرح هــذه‬
‫العالقــة نتطــرق إلى البطالــة بصــورة مــوجزة فالبطالــة تعــرف بأنهــا تعطــل جــانب من قــوة العمــل‬
‫المنتج اقتصاديا تعطًال اضطراريا رغم رغبتهم فيه ‪ ,‬وتشمل كافة األشـخاص الـذين هم في سـن‬
‫العمل وراغبين في العمل وباحثين عنه ولكنهم ال يجدون عمًال ويحدد سن العمــل بين ‪ 16‬ـ ‪60‬‬
‫سنة ‪.‬‬

‫ويميز االقتصاديون بين عدة أنوا ع للبطالة أبرزها‬

‫‪ /1‬بطالــة انتقاليــة (إمكانيــة) ‪ :‬وتنشــأ نتيجــة الطبيعــة الديناميكيــة أو الحركيــة لالقتصــاد واألفــراد‬
‫على حد سواء وتمثل عـادة األفــراد الـذين يـدخلون سـوق العمـل ألول مـرة خالل فــترة بعثهم عن‬
‫العم ــل وك ــذلك األف ــراد ال ــذين ي ــدخلون س ــوق العم ــل ألول م ــرة خال ف ــترة بعثهم عن عم ــل ك ــذلك‬
‫األف ــراد الــذين يتنقلــون من عمــل ألخــر ومن مهنــة ألخــرى أو يض ــطرون للتعطــل بعض الــوقت‬
‫لحين إيجاد العمال بديل‬

‫‪ /2‬البطالـة الهيكليـة ‪:‬وتنشـا نتيجـة حـدوث إختالالت هيكليـة في االقتصـاد أو سـوق العمـل وتمثـل‬
‫األفــراد الــذين يفقــدون وظــائفهم بســب التكنولوجيــا الحديثــة أو المتعطلين بســب الجنســية أو العمــر‬
‫أو نقص الثقافة أو التدريب ‪.‬‬

‫وتنشأ نتيجة التغيرات في أي برامج النشاط االقتصادي في فترات الكساء‬

‫وتعت ــبر البطال ــة من الظ ــواهر تغ ــير مرغ ــوب فيه ــا في أي مجتم ــع كم ــا له ــا من أث ــار اقتص ــادية‬
‫واجتماعيـــة ســـلبية على المجتمـــع أو تنجم اآلثـــار االقتصـ ــادية من خالل عملي ــة المبع ــري وعـــدم‬
‫اسـ ــتغالله على الوجـ ــه األكمـ ــل ‪ ,‬وضـ ــياع اإلنتـ ــاج والـ ــدخل الـ ــذي كـ ــان يمكن أن ينتج ‪ ,‬وكـ ــذلك‬
‫التراجع أو التآكل في قيمة رأس المال البشري والخبرات المكتسبة ‪.‬‬

‫أما اآلثار االجتماعيـة فمردهـا أن المتعطلـون يعيشـون علـة على إنتـاج غـيرهم ‪ ,‬وفي هـذا مـدعاة‬
‫بزيــادة البــؤس اإلنســاني والمعانــاة ‪ ,‬كمــا أنهــا مــدعاة لتفتش البحريــة وزيــادة معــدالتها وتنوعهــا ‪,‬‬
‫وإ لى تفشي األمراض وزيادة معدالت اإلختالالت النفسية والعقلية ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أثاره وسياسات عالج التضخم‬

‫المطلب ‪ :1‬أثار التضخم‬

‫يرجع القلق الشديد من تواجد التضخم من اآلثار االقتصادية و االجتماعية والــتي يمكن إنجازهــا‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬ي ــترتب على التض ــخم إض ــعاف ثقــة األف ــراد في العمل ــة وإ ض ــعاف الح ــافز على االدخ ــار ف ــإذا‬
‫انخفضت قيمة النقود أدى ذلك إلى فقدان وظيفتهــا كمســتودع للقيمــة وهنــا يزيــد التفضــيل الســلعي‬
‫على التفض ـ ــيل النق ـ ــدي وبت ـ ــالي يلج ـ ــأ األف ـ ــراد إلى تحوي ـ ــل م ـ ــا بقي لدي ـ ــه من أرص ـ ــدة إلى ذهب‬
‫وعمالت أجنبية مستقلة تقريبا إلى شراء سلع معمرة فقارات‬

‫‪ )2‬اختالف ميزان المدفوعات وذلك بزيادة الطلب على إستراد و انخفاض حجم الصادرات‬

‫‪ )3‬يؤدي التضخم إلى توجيه رؤوس األموال إلى فروع النشاط االقتصادي‬
‫‪ )4‬يترتب على استمرار تصاعد األسعار ارتباك في تنفيذ المشروعات واستحالة تحديد تكــاليف‬
‫إنشائها‬

‫‪ )5‬يترتب على التضخم ظلم اجتماعي بحيث يؤثر على أصحاب الــدخول الثابتــة وعملــة األســهم‬
‫ويستفيد أصحاب الدخول من التغير ‪.‬‬

‫‪ )6‬يعيـ ــق التضـ ــخم التوزيـ ــع في الـ ــدخول والـ ــثروات يغلـ ــق موجـ ــة التـ ــوتر والتـ ــذمر االجتمـ ــاعي‬
‫والسياسي الضروري لدفع عجلة التنمية االجتماعية واالقتصادية ‪]2[.‬‬

‫المطلب ‪:2‬‬

‫سياسات عالج التضخم ‪:‬‬

‫يمكن عالج التضخم إما بواسطة السياسة المالية بأدورتها المختلفة وعن طريــق السياســة النقديــة‬
‫بأدواتهــا المختلفــة ويمكننــا إيجــاز هــذه اإلجــراءات كلمن السياســات الســابقة بعــدما تعــرف الساســة‬
‫النقدية والسياسة المالية‬

‫طريقة ‪ )1‬السياسة النقدية وأدواتها ‪:‬‬

‫تعريــف السياســة النقديــة بأنهــا تلــك السياســة ذات عالقــة بــالنقود والجهــاز المصــرفي والــتي تــؤثر‬
‫على عرض النقود إما بزيادة حجمها أو اإلقالل منها‬

‫والسياس ــة النقدي ــة المض ــادة إلى التض ــخم هي ال ــتي تق ــوم على تقليص كمي ــة النق ــود انكم ــاش في‬
‫االئتمان المصرفي بواسطة األدوات التالية‪:‬‬

‫‪1‬ـ سعر أو معدل الفائدة ‪ :‬وهو السـعر الـذي تتعامـل فيـه البنـوك التجاريـة مـع األفــراد أي مـا هـو‬
‫يحصل عملية األفراد مقابل مدخراتهم لدى البنوك التجارية ‪.‬‬

‫تلتزم البنوك التجاريـة بالحـد األعلى لسـنة الفائـدة الـتي يحـدده البنـك المركـزي وهـو الوحيـد الـذي‬
‫لــه الصــالحية (الحــق) في تغــير هــذا الســعر في حالــة التضــخم حيث يتم امتصــاص الكتلــة الزائــدة‬
‫من السيولة عن طريق أسعار الفائدة على الودائع ألفراد أفراد أو المؤسسات إليداع أموالهم‬

‫‪ 2‬ـ ســعر أو معــدل الخصــم ‪ :‬وهــو الســعر الــذي تتعامــل بــه البنــوك المركزيــة مــع التجاريــة وهــو‬
‫أعلى بقليل من معدالت الفائدة حتى تستطيع البنوك التجارية تحقيق بعض الربح المادي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نسبة االحتياط القانوني‪ :‬وهي النسبة التي البـد أن يحتفـظ بهـا البنـك التجـاري من كـل وديعـة‬
‫تداع فيه وهي على شكل نقود سائلة لدى البنك المركزي وال يحصل مقابلها على فائدة‬

‫‪ 4‬ـ عملية السوق المفتوحة‪ :‬ويتمثل ذلك في قيام البنك المركـزي شـراء أو بيـع سـندات الحكومـة‬
‫من البن ــوك التجاري ــة به ــدف الرف ــع من احتياطاته ــا النقدي ــة لتمكينه ــا من االق ــتراض أم ــا إذا أداع‬
‫البنـك المركـزي السـاندات إلى البنـوك التجاريـة ممـا يـؤدي إلى تقليص احتياطاتهـا النقديـة وبتـالي‬
‫امتصاص الكتلة الزائدة = تسـاعد أدوات السياسـة النقديـة بتحكم في كميـة النقـود المعروضــة إمـا‬
‫بزيادتهــا في حالــة االنكمــاش أو تقليصــها في حالــة التضــخم إذن تعتــبر وســيلة هامــة من وســائل‬
‫التحكم في التضخم‬

‫ثانيا ‪ :‬الطريقة الثانية لعالج التضخم والتي تتمثل في السياسة المالية وأدواتها‪.‬‬

‫يقصد بسياسة المالية سياسة الحكومــة في تحديــد المصــادر المتلفـة لألدوات العامــة لدولــة وتحديــد‬
‫أهميـة هـذه المصــادر من جهـة وتحديـد الكيفيـة الـتي تسـتخدم بهـا من جهـة أخـرى لتمويـل اإلنفـاق‬
‫العام بحيث تحقق األهداف االقتصادية و االجتماعية لدولة وأهم أدواتها هي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ الضــرائب بكافــة أنواعهــا ‪ :‬مثــل ضــرائب الشــركات والرســوم الجمركيــة الغــير المباشــرة على‬
‫السلع المحلية أو المستوردة وتحد سياسة الحكومة الضريبة وما يتناسب مع أهدافها العامـة الـتي‬
‫تعكس إستراتجية الحكومة ‪.‬‬

‫فالجــداول المختلفــة لضــريبة الــدخل تعتــبر من األدوات الهامــة الــتي يمكن أن تلعب دورًا ممــيزا‬
‫في إع ــادة توزي ــع ال ــدخل الق ــومي باإلض ــافة إلى اعتباره ــا أداة هام ــة لحماي ــة المنتج ــات المحلي ــة‬
‫والصناعات الوطنية الناشئة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ اإلنفاق الحكومي‪ :‬فحجم اإلنفاق الحكــومي وكيفيــة توزيــع مســتوى النشــاط في كــل القطاعـات‬
‫االقتصادية ومـا يرتبـط بـه من نشـاطات إنتاجيـة أخـرى أي تحويـل النفقـات الحكوميـة عن طريـق‬
‫زي ــادة الض ــرائب أو لتقلي ــل النفق ــات الحكومي ــة بالق ــدر ال ــذي يض ــر بنش ــاط االقتص ــادي أو تأجي ــل‬
‫ببعض مشروعات االقتصادية‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الدين العام ‪ :‬تعتبر السياسة الدولة اتجاه الدين العام من حيث حجمــه ومعــدالت نمــوه وســبيل‬
‫الحصــول عليــه من الوســائل المهمــة في تــأثير على مســتوى النشــاط االقتصــادي ‪ ,‬أمــا إذا كــانت‬
‫الموازنة العامة تتحقق فائض فإن حجم هذا الفائض يمكن أن يؤثر بصفة مختلفة على االقتصاد‬
‫الوطني ‪.‬‬

‫توجد إجراءات أخرى معالجة لتضخم منها‪:‬‬

‫*الرقابــة المباشــرة على أســعار بوضــع حــد أقصــى وحــد أدنى لهــا و اســتخدام نظــام البطاقــات في‬
‫توزيع السلع الضرورية‬

‫* إنتاج بعض السلع الضرورية على حساب بعض السلع الكمالية‬

‫* الرقاب ــة على األج ــور فهي ض ــرورية إلنف ــاق األس ــعار واألج ــور وك ــذلك تخفيض القي ــود على‬
‫الـ ـ ــواردات يسـ ـ ــاعد في زيـ ـ ــادة عـ ـ ــرض السـ ـ ــلع األساسـ ـ ــية وتخفيض الضـ ـ ــغوط التضـ ـ ــخمية ومن‬
‫اإلج ــراءات ال ــتي تس ــاعد على عالج التض ــخم رف ــع اإلنتاجي ــة بش ــكل ع ــام وزي ــادة حجم االدخ ــار‬
‫القومي[‪.]3‬‬

‫الخـاتـمة‪:‬‬

‫إن معظم الدول حـاربت الظـاهرة ووجهتهـا من ظهورهـا ومـازلت إلى اآلن تحـاول التخفيـف من‬
‫ح ــدة أثاره ــا الس ــلبية والقض ــاء عليه ــا وه ــذا على اعتب ــار أن التض ــخم ظ ــاهرة ت ــأثر عكس ــيًا على‬
‫اقتص ــاديات ال ــدول فه ــل يمكن فعال تخلص من ــه بش ــكل نه ــائي والقض ــاء على ك ــل أث ــاره الس ــلبية‬
‫تماشــيا مــع اســتقرار النظم االقتصــادية وفي حالــة عــدم القضــاء عليــه فهــل كــان البــد من التعــايش‬
‫أوال والبحث م ــا إذا ك ــان فعال ظ ــاهرة يمكن الترك ــيز عليه ــا والبحث فيه ــا إن وج ــدت من أج ــل‬
‫الوصول إلى حلول لمشاكل اقتصادية أخرى ‪.‬‬

‫مراجع‬

‫[‪ ) ]1‬د‪ :‬غازي حسين عبابة ‪ :‬التضخم المالي مصر ‪ ,‬مؤسسة شباب الجامعة ‪ 2004‬ص‪92‬‬

‫[‪ ]2‬الـ ــدكتور إس ـ ــماعيل عب ـ ــد الرحم ـ ــان ودح ـ ــوبي موس ـ ــى عريقـ ــات ك مفـ ــاهيم اساس ـ ــية في علم‬
‫اإلقتصاد الكلي عمان االردن ‪ 1999‬الطبيعة األول ص ‪ 154‬ـ‪155‬‬

‫[‪ ]3‬الــدكتور ‪ :‬إســماعيل عبــد الرحمــان ‪ ,‬الــدكتور عــربي موســى عريقــات ‪ ,‬مرجــع ســابق ص(‬
‫‪ 156‬ـ‪)160‬‬

You might also like