You are on page 1of 62

‫ألفصل األول‬

‫فلسـفة التربية‪،‬دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم فلسفة التربية وأهميته‬


‫المبحث الثاني‪ :‬تاريخ فلسفة التربية‬
‫المبحث الثالث‪:‬أثر جون لوك في تأسيس فلسفة التربية‬
‫المبحث الرابع‪ :‬العصر الذي عاش فيه جون لوك ‪ :‬سياق تأريخي‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫الفصل األول‬
‫فلسفة التربية‪ ،‬دراسة في مفهومها وتاريخها‬
‫المبحث األول‬
‫مفهوم فلسفة التربية واهميته‬
‫قبل ان نعرف ماهو مفهوم فلسفة التربية البد لنا ان نقدم توضيحا بسيطاعن‬
‫مفهوم الفلسف ف ف ف ف ف فففة ومفهوم التربيفة والعنقفة التن ترب بينه فا من خنل ذلف ال فهوم‬
‫الذي يج ع الفلسفة والتربية معا‪.‬‬

‫مفهوم الفلسفه‪:‬‬
‫النريد الخوض فن تعريف الفلسف ف ف فففة وتطورها النة؛ أصف ف ف ففب متداوال ولكن‬
‫يع الفنسف ف ففة فلو اطلعنا‬ ‫البد من إ الشف ف ففارا الف ان مفهوم الفلسف ف فففة ليج وا دا عند‬
‫علف مفهوم الفلس فففة عند الفنس فففة لو دناه يتغير ويتبدل من فيلس ففوف الف خر ومن‬
‫عص ففر الف خر لذل نجد من الص ففعوبة تحديد مجال الفلس فففة أو مفهومها بص ففورا‬
‫عامة فكل فيلسوف يرسم أهداف الفلسفة ووظيفتها ك ا يراها هو ‪.‬‬
‫و بالرغم من ان وظيفة الفلسف فففة هن البحث عن الحقيقة أو الوصف ففول الف الحقيقة‬
‫إال ان (( التقففدم العل ن قففد قطع مر لففة كبيرا تغيرت علف اثرهففا النظرا الف كثير من‬
‫من صف يم موضفوا الفلسففة ويترتب علف هذا البد للفلسففة ان‬ ‫ال شفالنت التن كان‬
‫(‪)1‬‬
‫تتغير وظيفتها))‬
‫وبالتالن فإن العلم الحديث رسف ففم لنا صف ففورا عن العالم تختلو عن الصف ففورا التن‬
‫لنا فن العلم القديم فن بد من أن تتغير ماهية الفلسفة‪.‬‬ ‫رس‬

‫(‪ )1‬مح د لبيب النجيحن ‪ .‬مقدمة فن فلسف ف فففة التربية ‪ .‬مالتبة االنجلو ال ص ف ف فرية ‪.1967 .2 .‬‬
‫القاهرا ‪.‬ص‪.20‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫اما عن اهت ام الفلس فففة فن ال جال التربوي فهو قديم قدم ظهور الفكر الفلس فففن‬
‫تخدم وظيفة ا ت اعية بالنسف ف ففبة‬ ‫((فالفلسف ف فففة صف ف ففدت لتيارات ا ت اعية مختلفة وكان‬
‫يع العصور )) (‪.)1‬‬ ‫لج يع الفلسفات فن‬

‫ولتحديد مفهوم فلس فففة التربية أرت من الض ففروري تس ففلي الض ففوم علف مفهوم‬
‫التربية ‪-:‬‬
‫تعففد ت و هففات النظر فن مفهوم التربيففة وتعففد ت تعريففاتهففا بتعففد البففا ثين‬
‫فن التربيفة فكفل بفا فث أعطف تعريففا من و هفة نظره فلو ر عنفا الف معنف مفهوم‬
‫وُرفُوُربنُ فاالصف ف ف ف ففل األول‬
‫ا‬ ‫التربية لغويا لو دناه يعو الف ثنثة اصف ف ف ف ففول هنُرباُ‬
‫رفُ ومعناه نش ففر وترعرا واالص ففل الثالث ُربنُ‬
‫ُرباُ يربو ب عنف ن ا ين و واألص ففلُ ا‬
‫(‪.)2‬‬
‫ب عنف ‪:‬أصلحة وتولف أمره ورعاه ُ‬

‫وبهففذا ي الن تعريف التربيففة بففاالتن هن (( ع ليففة الن و وع ليففة الرعففايففة‬


‫واالصفن وهذا هو ال عنف األسفاسفن للفظة تربية من النا ية اللغوية وهذا ايضفا لب‬
‫التربية)) (‪. )3‬‬

‫‪..‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫اما التعريف الفلسفن للتربية فهو ‪ ((:‬بلوغ الشنم الف ك الة))‬
‫للتربية مفهومان مختلفان أوله ا التربية ب عناها العام (( نش ف ففا ييثر فن تكوين الفر‬
‫وسففلوكة سففلبا او إيجابا أيا كان مصففدر هذا التاثير وهن وسففيلة االسففت رار اال ت اعن‬
‫وثانيه ا مفهوم التربية ب عناه الخاص فهو (( الع لية ال و هة ال قصففو ا‬ ‫(‪.)5‬‬
‫للحياا ))‬

‫(‪ )1‬مح د لبيب النجيحن ‪ .‬مقدمة فن فلسفة التربية ص‪.20‬‬


‫(‪)2‬إبن منظور‪:‬لسف ف ف ففان العرف(ال حي ) قدم لة الشف ف ف ففيل عبدي العنيلن إعدا وتصف ف ف ففنيو يوسف ف ف ففو‬
‫الخيا ونديم مرعشن ار لسان العرف بيروت ال جلد أالول(من االلو الف الرام) ص‪.1101‬‬
‫(‪) 3‬أ‪ .‬ال ة عبد ي البزاز ‪ .‬ابراهيم مهدي الشف ف ففبلن ‪ .‬مدخل الف التريية ‪ .‬مطبعة ال ج ع العل ن‬
‫‪ .‬العراق ‪ .‬بغدا ‪ . 2002 .‬ص‪.6‬‬
‫يل صليبا ‪ :‬ال عجم الفلسفن ار الكتاف اللبنانن بيروت لبنان ج‪ 1‬ص‪.266‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫(‪ ) 5‬ال ة عبد ي البزاز و ابراهيم مهدي الشبلن ‪ :‬مدخل الف التربية ص‪.7‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫من ا ل ا داث تغيرات مرغوف فيها علف سف ففلوف الفر أو الج اعة ‪ .‬وهذا النوا من‬
‫التربية يحدث عا ا فن ال درسف ف ففة وفن بعس ال يسف ف فسف ف ففات ذات األغراض ال اثلة أو‬
‫ال و هة بقصد)) (‪.)1‬‬
‫‪1‬‬

‫اما عنقة التربية بالفلسف ف فففة فهن عنقة وثيقة ولها ترريل طويل منذ أفنطون‬
‫تف يومنا هذا و السي ا اذ قارناها بعنقة التربية بالعلوم اال ت اعية والعلوم الطبيعية‬
‫إذ يتفداخفل اهت فام هفذه العلوم بفالتربيفة بحالم طبيعفة اشف ف ف ف ف ف ففتغفاالتهفا والسف ف ف ف ف ف ففي فا العلوم‬
‫االنسف ف ففانية‪ .‬أما اهت ام العلوم الطبيعية بالتربية قليل بالنسف ف ففبة للعلوم االنسف ف ففانية لذل‬
‫نجد الفلس ف فففة هن ال ص ف ففدر األهم الذي تنظر إلية التربية من أ ل التدعيم ؛ فنس ف ففتنت‬
‫إنة ال تو د دو فاصف ف ف ف ف ف فلفة بين البحفث التربوي والبحفث الفلسف ف ف ف ف ف فففن مثفل الحفدو التن‬
‫تفص ف ففل التربية عن العلوم األاخرت‪ (( .‬إن الفكر التربوي يتخلل البيئة الواقعية للفلس ف فففة‬
‫ليو للتربية ك ا هو الحال فن‬ ‫تف مضف ففف البعس ميكدا ان الفلسف فففة ليسف ف مجر‬
‫علم النفج ان ا هن ت ثل النظرية العامة للتربية)) (‪. )2‬‬
‫هنفالف إرتبفا وثيي بين الفلسف ف ف ف ف ف فففة والتربيفة فن الفلسف ف ف ف ف ف فففة اليونفانيفة ف ثن نجفد‬
‫الس فففس ففطا يون هم أول من رب بين الفلس فففة والتربية فقد امت فلس فففتهم تعبي ار قويا‬
‫عن نزعتهم الفر يفة أي‪ :‬إنهم اهت وا بفالفر اهت فامفا واضف ف ف ف ف ف فحفا فلقفد و فة النظر الف‬
‫فغيروا بففذلف مجرت الفكر الففذي كففان متجهففا فن عهففد الطبيعين‬ ‫والف الففذات‬ ‫الفر‬
‫من طففاليج وانكسف ف ف ف ف ف ف نففدريج وهيرقلي فدس الففذين كففانوا اهت ففامهم عن اص ف ف ف ف ف ف ففل الكون‬
‫((وااللتزام بال وض ف ف ففوعية الكاملة وأ ل الس ف ف فففس ف ف ففطا يون محل هذه ال وض ف ف ففوعية فكرا‬
‫النسفبية لذل نجد أن للسففسفطا ين الفضفل االببر فن تو ية النظر الف ارسفة الطبيعة‬
‫االنس ف ف ف ف ف ف ففانيفة من نوا يهفا العقليفة واالخنقيفة واثفارا اهت فام ال فكرين ب ش ف ف ف ف ف ف ففابفل الحيفاا‬
‫(‪.)3‬‬
‫الع لية))‬

‫(‪ )1‬نبية ياسين ‪ :‬ابعا متطورا للفكر التربوي مالتبة الخانجن مصر ص‪.36‬‬
‫(‪ )2‬ال صدر نفسة ص(‪.)37-36‬‬
‫(‪ )3‬ينظر مح د علن ابو ريان‪:‬تاريل الفكر الفلس ف ف ف ف ف فففن الفلس ف ف ف ف ف فففةالحديثة ار الكتب الجامعية‬
‫‪ 1969 1‬ص‪.41‬‬ ‫القاهرا‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫إن فقدان األخنق القا ة علف أسف ففاس ينن (( شف ففجع الفنسف فففة علف الخوض‬
‫الفلسف ف ف فففة محل الدين فن وضف ف ف ففع القيم االخنقية‬ ‫ل‬ ‫فن ال شف ف ف ففابل األ خنقية وبذل‬
‫(‪. )1‬‬
‫لحياا فاضلة))‬
‫التربية فن الفلس ف ف فففة اليونانية امت نتيجة للتطور الذي دث فن الحيااالعقلية‬
‫((فقففد تنففاول الفنسف ف ف ف ف ف ففففة اليونففان بففالنقففد الحر ال حففايففد نظ هم الففدينيففة التن تت ثففل فن‬
‫مج وعة األسففاطير الخرافية هن معظ ها من نس ف الخيال وتعرض فوا ايضففا لتقاليدهم‬
‫وأخنقهم وعا اتهم ونظ هم السياسية وأ لوا محلها نظ ا محال ة اليخضع إال لدواعن‬
‫(‪)2‬‬
‫وبهففذا ف فإ ن هففدف التربيففة عنففد اليونففان هو (( اتبففاا الخير عنففد‬ ‫ال نطي والعقففل))‬
‫(‪. )3‬‬
‫اإل نسان يعنن اتباا العقل وترف الشر الذي يعنن االبتعا عن العقل ))‬
‫فعرف سف ف ف ف ففق ار التربية هن (( صف ف ف ف ففياغة النفج االنسف ف ف ف ففانية وطبعها علف الحي‬
‫(‪.)4‬‬
‫والخير والج ال وتحقيي مجت ع افضل))‬

‫ام ففا تعريف التربي ففة عن ففد افنطون هن (( معرف ففة الخير وتن ي ففة ه ففذه ال عرف ففة‬
‫(‪)5‬‬
‫وطبع النفج االنسانية علف الحي والخير والج ال))‬

‫(‪ ) 1‬ينظر مح د علن ابو ريان‪:‬تاريل الفكر الفلس ف ف ف ف ف فففن الفلس ف ف ف ف ف فففةالحديثة ار الكتب الجامعية‬
‫‪ 1969 1‬ص‪.12‬‬ ‫القاهرا‬
‫(‪ )2‬ال صدر نفسة ص‪.11‬‬
‫(‪ )3‬مح د علن ابو ريان‪:‬تاريل الفكر الفلسفن الفلسفة الحديثة ص‪.11‬‬
‫(‪ )4‬ال وسفوعة الفلسففية معن زيا ا ‪ .‬ال جلد االول ‪ .‬ال صفطلحات وال فاهيم معهد االن ام العربن‬
‫‪ .‬ص‪.249‬‬
‫(‪ )5‬ال صدر نفسة ‪ .‬ص‪249‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫اما مفهوم التربية عند ال سف ف ففيحية فقد ام م ار فا للدين ب عنف اتباا التعاليم‬
‫الدينية أي ‪:‬إن (( اسففتقامة الفعل البشففري تقاس ب دت اتفاقة مع اال ار ا االلهية وكذل‬
‫مدت اتفاقة مع العقل البشري ))(‪.)1‬‬

‫فعنفدمفا يع فل اإلنسف ف ف ف ف ف ففان الخير أوالحي ففإنفة (( علف اتففاق مع القفانون االلهن أو‬
‫والبد من‬ ‫القاعدا التن وضف ففعها ي و ين تفعل الشف ففر فإن تعصف ففن هذا القانون ))‬
‫(‪)2‬‬

‫توظيو العقل من أ ل الوصفول الف ي أو اإلي ان فان العقل البشفري هو ال شفرا‬


‫لل سفا ل التربوية واالخنقية وذل (( ب قدار مايسفتلهم القانون االلهن بالل ر اتة ك ا‬
‫هو الحفال مثن فن االلهفام الطبيعن ين يسف ف ف ف ف ف ففير العقفل وفقفا للنور الطبيعن أو ين‬
‫يسف ففتلهم العقل الفكر الدينن أو النظريات ال قدسف ففة أو ين يندم العقل البشف ففري مع‬
‫العقل اإللهن ويتشرف منة كل الفضا ل )) (‪.)3‬‬
‫‪1‬‬

‫فإ ن عصففيان العقل هو عصففيان ي نفسففة وكل خطيئة تبقف فن خرق للقانون‬
‫اإللهن وأبدت التربية ال س ف ففيحية علف العدالة؛ وذل ليس ف ففو النظام فن الطبيعة فيقول‬
‫القديج أوغسف ف ف ففطين (( القانون األبدي هو العقل اإللهن أو هو إ ار ا يُ الذي يطلب‬
‫منا أ ن نحافظ علف نظام الطبيعة وي نع اضطرابها )) (‪.)4‬‬
‫التربية فن الفلس ف فففة الوس ف ففيطة تابعة للدين ذل الن ((الفلس ف فففة فن ذل العص ف ففر‬
‫(‪)5‬‬
‫ال سا ل الفلسفية تطر عن قدر االنسان))‬ ‫تابعة برمتها للحياا الدينية فبات‬

‫(‪ )1‬ينظر لسففون اثين ‪ :‬رو الفلسفففة ال سففيحية فن العصففر الوسففي ‪.‬تر ة امام عبد الفتا امام‬
‫‪ . 2 .‬ار الثقافة للطباعة والنشر ‪ .‬القاهرا ‪. 1974.‬ص‪.413‬‬
‫(‪ )2‬ال صدر نفسة ص‪.413‬‬
‫(‪ )3‬ال صدر نفسة ص(‪.)415-414‬‬
‫(‪ )4‬ال صدر نفسة ‪.421‬‬
‫(‪ )5‬ال صدر نفسة ص‪.421‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫تربية مالتس ف ففبة وليج بالوراثة وذل الن ي خلي‬ ‫التربية فن الفلس ف فففة الوس ف ففيطة كان‬
‫االنسفان خي ار وليج فية شفر فانهم (( وكان هذا معناه تصفوير صفنع ال سفي علف انة‬
‫صنيع معلم أوفقية يضرف لنا ويعطينا القدرا ))(‪.)1‬‬
‫اما التعليم فن العصففر الوسففي فقد كان فن الكنا ج فانها تقوم بتعليم ُ نوعين‬
‫من ال عارف ‪ :‬ال عارف الدنيوية الخالصف ف ففة وعلم اإللهيات وتيلو ال عارف الدنيوية‬
‫لة تل الفنون الحرا التن علوها ت هيدا للفلسففة وتنقسفم علف مج وعتين ‪ :‬وا دا‬
‫يع‬ ‫ثنثية وأاخرت رباعية فاالولف تشف ف ف ف ف ل النحو والص ف ف ف ففرف والخطابة والجدل اي‬
‫فنون القول والخطابة والجدل والثانية تضم العلوم االربعة التن علها أفنطون مقدمة‬
‫للفلس فففة ‪ :‬الحس ففاف والهندس ففة والفل وال وس ففيقف و يع هذه ال عارف التك ن غايتها‬
‫فن ذاتها فهن المبرر لها فن نظر ر ل الدين الذي يعل ها لسا ر ر ال الدين االبقدر‬
‫فففال ج وعففة الثنثيففة تجففد مبررهففا فن‬ ‫مففاي الن أن تكون ذات فففا ففدا لعلم االلهيففات‬
‫ا تها لقراما الكتاف ال قدس وتعاليم بام الكنيسف ففة وشف ففر ها وتعليم أاصف ففول العقيدا‬
‫وال ج وعة الرباعية الغنف عنها للطقوس و سف ف ف ففاف االعيا الدينية وأزام اسف ف ف ففتع ال‬
‫محد الف هذا الحد الت ج الحا ة الف تكثير ال عارف ال س ف ف ف ففتفا ا والالف تش ف ف ف ففجيع‬
‫تل العلوم والع ل علف ترقيتها بحد ذاتها وان ا ب حسف ف ف ف ف ف ففب ال وسف ف ف ف ف ف ففوعات ال تفاوتة‬
‫مشف ف ف ف ف ف ف وال ان تجر تراث ال اض ف ف ف ف ف ففن وهالذا اليالون لهذه ال عارف علف الرغم من‬
‫طابعها العقلن الصرف أي لها استقنل ذاتن اذ ليج علف ر ل الدين ان يحصل‬
‫إال ماهو مقرر من قبل وعلف قدر القس الذي ي الن ان يبذلة فن خدمة الكنيسة (‪.)2‬‬
‫‪1‬‬

‫(‪ )1‬اميل برهيية ‪ :‬تاريل الفلسفة ‪ .‬تر ة ‪ .‬ورج طرابيشن ‪.‬ج‪.3‬العصر الوسي والنهضة ‪1 .‬‬
‫‪. 1988. 2 . 1983‬ص‪8‬‬
‫(‪ )2‬ال صدر نفسة ص (‪.)20-19‬‬

‫(‪ )1‬اميل بريهيية‪:‬ترريل الفلسفة ج‪ 3‬ص‪.40‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫بان الجدل يحتل فن التربية ال س ففيحية مس ففا ة كبيرا ؛ وذل النهم الي تلكون فن هذا‬
‫العصفر سفوت هوامو وشفرو و من ((أشفهر واضفعن هذه الشفرو اري االوكسفيري ُ‬
‫ال توفف س ف ففنة ‪ 876‬وري ن االوكس ف ففيري الذي رس فن ش ف ففارتر نحوعام ‪ 862‬وبوفو‬
‫الس ف ف ففابس ف ف ففن فن مطلع القرن العاش ف ف ففر وهربرت االوريابن الذي ص ف ف ففار بابا (‪-999‬‬
‫‪ ) 1003‬باسف ف ففم سف ف ففلفسف ف ففترس الثانن وفولبرت الذي افتت مدرسف ف ففة فن شف ف ففارتر سف ف ففنة‬
‫‪.)1())990‬‬
‫اما فن العص ف ف ف ف ففر الحديث نجد التربية والتعليم بدم يتطور ع ا كان فن العص ف ف ف ف ففر‬
‫ركة تجديد أو تحديث فن أنظ ة التعليم ومناه الدراسة أبان عصر‬ ‫دث‬ ‫الوسي‬
‫مركز إشعاا عل ن إبان القرنين الخامج‬ ‫النهضة – ف ثن نجد فن إيطاليا التن كان‬
‫عشفر والسفا س عشفر ف نهم أاولئ من كان طالبا يسفعف الف تحصفيل العلم ومنهم‬
‫من كان أاستاذا يعطن العلم للدارسين(‪.)2‬‬
‫وفن أواس ف ف ف ف القرن الخامج عشف ف ف ففر ظهر مذهب االنسف ف ف ففانية وهو (( مذهب مفكري‬
‫النهض ف ففة االوربية فن ا يام اآ اف القدي ة اليونانية والرومانية القدي ة واالنس ف فانية هو‬
‫العالم بهذه اآ اف القدي ة ))(‪.)3‬‬
‫وفن القرن الس ففا س عش ففر رت ترس ففيج معهد فرنس ففا*و ((لم يالن الغرض منة‬
‫خنفا للجامعات تصففنيو ال عرفة ال سففتفا ه ال توارثة بل تشففجيع البحوث وال عارف‬
‫الجديدا )) (‪.)4‬‬
‫‪1‬‬

‫(‪) 2‬عبف ففدي الع ر‪:‬ظف ففاهرا العلم الحف ففديف ففث( ارس ف ف ف ف ف ف ف ففة تحليليف ففة تف ففاريخيف ففة) عف ففالم ال عرفف ففة الكوي ف ف‬
‫‪ 1983‬ص‪.135‬‬
‫(‪)3‬اميل بريهيية‪:‬ترريل الفلسفة ج‪ 3‬ص‪. 267‬‬
‫(*) معهد فرنس ف ففا ‪ .‬وهن ميسف ف فس ف ففة تعلي ية انشف ف ف فن باريج س ف ففنة ‪ 1529‬خارج إطار الجامعة‬
‫برمر من فرانسفوا االول وباقت ار من غليوم بو ا والف اليوم اليزال يعلم فيها ال ع االختصفاصفات‬
‫‪ .‬اميل برهيية ‪ .‬تاريل الفلسفة ج‪ . 3‬ص‪.267‬‬
‫(‪)4‬اميل برهيية ‪ .‬تاريل الفلسفة ‪.‬ج‪.3‬ص ‪.268‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫التربية فن العصف ف ففر الحديث نجدها تدعو الف انفصف ف ففال التعليم عن نطاق الكنيسف ف ففة‬
‫اشفراف الحالومة وليج‬ ‫عف فنسفففة العصففر الحديث إلف ان يالون التعليم تح‬ ‫لذل‬
‫الكنيسففة وبذل فرن الفنسفففة ال حدثون يدعون الف تحرير العقل تحري ار تاما‪ .‬فنجد‬
‫هو ا للفنسففة فن إصفن نظام التعليم فن العصفر الحديث ع ا كان سفابقا‬ ‫هنال‬
‫(( فن عجب أن رأينا أ ثر تل الجهو واض ف ففحا علف خط التعليم الجامعن ك ا وكيفا‬
‫‪.‬فكان هنال اوال زيا ا فن عد ال حاض ف فرين فن موا الد ارس ف ففات االنس ف ففانية ك ا ظهر‬
‫واضحا فن مدرسة بولونيا اضو الف ذل زيا ا أنصار النزعة االنسانية الذين تو هوا‬
‫الف الجامعة واتخذوا من التدريج فيها مهنة لهم ‪ .‬وأمر خر عدا هذا وذاف هوانشففام‬
‫االنسف ف ف ففانيين عد ا من ال دارس الثانوية التن طغف فيها تعليم ال وا االنسف ف ف ففانية والتن‬
‫غالبا مابان الطنف فيها يواصلون راستهم الجامعية بعد ذل ))(‪.)1‬‬
‫تطوير فن وسففا ل التعليم وابتكار الجديد بقصففد تحسففين مناه‬
‫ا‬ ‫و لو ظ أن هناف‬
‫تعليم الطلبة انذاف – علف عالج الطلبة اليوم لم يسففعوا الف ال عارضففة أو اال تجاج‬
‫باهض ففة الف ر ة عل‬ ‫ض ففد اس ففلوف التلقين فن الد ارس ففة؛ الن أس ففعار الكتب كان‬
‫من ال تعذر دا أن لم يالن من ال سففتحيل عليهم أن يتعل وا أو يحصففلوا علف معرفة‬
‫بوسف ف ففا ل أاخرت لم يالن امام الطلبة غير الرضف ف ففا براسف ف ففلوف التلقين و فظ ال ا ا فظا‬
‫الطبفاعفة تف رأينفا أنهفا‬ ‫ومن غير الفهم الجيفد لبعس االمور أ يفانفا ومفا أن أاخترعف‬
‫تغير ف ففذري فن مجرت االمور وتبف ففدل عظيم فن طبيعف ففة التعليم ومنف ففاه‬ ‫أ ف ففدثف ف‬
‫الدراسة(‪.)2‬‬

‫من أهم أهداف التربية فن الفلس ف ف فففة الحديثة هن تعلم رفة للر ل وبذل تت يز‬
‫التربية فن هذا العصف ف ف ففر بالحيوية والع لية فنبد من أن (( يالون الر ال الع ليون من‬
‫س ف ففاس ف ففة وفنانين وص ف ففناا وتقنيين من كل نوا هم الذين تبيوا مالانة الص ف ففدارا علف‬

‫(‪ )1‬عبد ي الع ر‪ :‬ظاهرا العلم الحديث ص‪.140‬‬


‫(‪)2‬ال صدر نفسة ص‪.143‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫س ففاف اهل الترمل والنظر فالتص ففور الجديد لننس ففان وللطبيعة تص ففور يحقي أبثر‬
‫م ا يتعقل ))(‪.)1‬‬
‫‪1‬‬

‫لذل نجد فن القرنين السف ف ففابع عشف ف ففر والثامن عشف ف ففر ت ار عا ملحوظا فن العناية‬
‫تف ان ُ لم تعد مناه التربية مشف ف ف ف ف ففت لة عليها فقد كان هناف‬ ‫بالد ارسف ف ف ف ف ففة اليونانية‬
‫تخوف من ان يتسف ف ف ف ف ف ففرف مع اللغفة اليونفانيفة الرو الوثنن ‪ .‬ولم يفدر هفا ال ربن الكبير‬
‫بومانيوس (‪1592‬م ‪1670‬م) فن خطة التدريج ((ولكنة ش ف ف ف ف ففا أيض ف ف ف ف ففا عن الكتب‬
‫الألتينية باسففتثنام سففنكا وافنطون واقران لهم من معل ن الفضففيلة والشففرف كان يحلم‬
‫الذي‬ ‫بان تسف ف ف ففد أ بواف ال دارس ال سف ف ف ففيحية امام سف ف ف ففا ر الكتاف الوثنيين ‪ .‬وفن الوق‬
‫اقتصف ففرت فية ارسف ففات العصف ففور القدي ة او كا ت علف النتينية مبتغاها الو يد تن ية‬
‫الفذوق اال بن واألخفذ بعنفاصف ف ف ف ف ف ففر التربيفة الخلقيفة بحالم بليغفة الوقع وتعويفد الطفالفب‬
‫علف اللغفة العل يفة ال ار جفة وهفذا بفالتحفديفد مفا فظفة يالفارت من روس ف ف ف ف ف ف ففة فن ثقفاففة‬
‫اليون ففان والروم ففان ل ففدت اليسف ف ف ف ف ف ففوعين اي الشف ف ف ف ف ف ففنم مع ففا ي الن ان يفي ففد فن الت فرهي ففل‬
‫الفلسفن))(‪.)2‬‬

‫ت تاز فلس ف فففة التربية فن العص ف ففر الحديث برنها تس ف ففعف الف (( ال س ف ففاواا والحرية‬
‫والسف ففياسف ففة و ي الشف ففعوف فن االسف ففتقنل والحرية االقتصف ففا ية والتسف ففام الدينن‬
‫وشف ف ففجب الت ييز العنصف ف ففري وال نا اا بحرية الفكر والنشف ف ففر واإلي ان بالقومية وإمالان‬
‫التقدم اال ت اعن ))(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬اميل بريهيية‪:‬تاريل الفلسفة ج‪ 3‬ص‪.271‬‬


‫(‪ )2‬اميل بريهيية‪:‬تاريل الفلس ف ف ف فففة ج‪ ( 4‬القرن الس ف ف ف ففابع عش ف ف ف ففر تر ة ورج طرابيش ف ف ف ففن ‪ .‬ار‬
‫الطليعة للطباعة والنشر ‪.‬بيروت‪. 1983. 1 .‬ص‪.24‬ص‪.25‬‬
‫(‪)3‬مح د علن ابو ريان‪ :‬الفلسفة الحديثة ص‪.115‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫وبذل تبلور مفهوم فلس فففة التربية ش ففيئا فش ففيئا فن الفلس فففة الحديثة وهذا ماس ففوف‬
‫نوض ف ف ف ف ف ففحة فن ال بحث الثانن من الفص ف ف ف ف ف ففل االول عند ارس ف ف ف ف ف ففتنا اآرام التربوية عند‬
‫الف ذروتها عند ون يوي الذي عرف الفلسففة برنها‬ ‫الفنسففة ال حدثين تف وصفل‬
‫فالتربية عند يوي (( الحياا بالاملها وأ ار من الفلسف ف ف فففة‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ ((:‬النظريةالعامة للتربية ))‬
‫ان ترسم أهداف التربية وتنفذ مناهجها وط ار ي التدريج ))(‪.)2‬‬

‫وتر ع أه ية فلس ف ف فففة التربية الف الوظيفة التن تقوم بها فوظيفتها تطبيي النظرا‬
‫الفلس فففية والطريقة الفلس فففية هن ميدان الخبرا االنس ففانية الذي يس ف ف بفلس فففة التربية‬
‫إذ تع فل فلسف ف ف ف ف ف فففة التربيفة علف نقفد الع ليفة التربويفة وتعفديلهفا والع فل علف اتسف ف ف ف ف ف ففاقهفا‬
‫تف تتن م هذه الخبرا االنسف ففانية مع الحياا ال عاص ف فرا وفلسف فففة التربية‬ ‫وتوضف ففيحها‬
‫تتضف ن (( البحث عن ال فاهيم تتن م االتسفاق بين ال ظاهر ال ختلفة للع لية التربوية‬
‫فن خطة متكاملة شففاملة وتتض ف ن ايضففا توضففي ال عانن التن تقوم عليها التعبيرات‬
‫التربوية وتعرض الفروض االس ففاس ففية التن تعت د عليها ال فاهيم التربوية وتن ن عنقة‬
‫(‪. )3‬‬
‫التربية بغيرها من ميا ين االهت ام اإلنسانن))‬

‫(‪ )1‬ون يوي‪ :‬ال ففدي قراطي ففة والتربي ففة‪ .‬تر ففة متن العقراوي وزكري ففا ميخ ففا ي ففل‪ .‬لجن ففة الت ففاليو‬
‫والتر ة‪.1952 .2 .‬ص‪.340‬‬
‫(‪ )2‬ا د س ف ففن ر يم ‪ :‬الفلس ف فففة فن التربية والحياا ‪.‬مطبعة اال اف فن النجو االش ف ففرف ‪1977.‬‬
‫‪.‬ص‪.5‬‬
‫(‪)3‬مح د لبيب النجيحن ‪ :‬مقدمة فن فلسفة التربية ‪.‬ص‪.31‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫المبحث الثاني‬
‫تاريخ فلسفة التربية‬
‫امتد تاريل فلس ف ف ف ف فففة التربية منذ ظهور الفلس ف ف ف ف فففة تف يومنا هذا وكل منه ا لة‬
‫وتطور مسف ف ف ففت ار لة ؛‬
‫ا‬ ‫الف التربية منهجا وتنظي ا‬ ‫نظرياتة وافكار ة ال فلسف ف ف فففية اضف ف ف ففاف‬
‫لذل سف ففوف نحاول ان نتتبع التطور التاريخن لفلسف فففة التربية ‪ .‬وذل بالبحث اوال عن‬
‫أه ية التربية فن الفلسفة اليونانية‪.‬‬

‫بنا قد أ شف ف ف ف فرنا الف عنقة الفلسف ف ف ف فففة بالتربية عند اليونان فن ال بحث األول وهنا نريد‬
‫تسلي الضوم علف اه ية مبحث التربية وفلسفتها عندهم‪.‬‬

‫أوال‪:‬التربية في الفلسفة اليونانية ‪:‬‬

‫تحتففل ال رتبففة األولف فن تفاريل التربيففة وذلف‬ ‫ومفا ازلف‬ ‫التربيففة عنففد اليونفان كفانف‬
‫يع‬ ‫لت يزها (( فاليونان قد فسف ف ف ففحوا ال جال الواسف ف ف ففع نحو الشف ف ف ففخصف ف ف ففية الفر ية فن‬
‫مظاهرها السياسية منها والخلقية والعل ية والفنية و علوا غاية التربية لديهم ان يصل‬
‫االنسان الف الحياا السعيدا الج يلة )) (‪.)1‬‬

‫ومن ابرز اعنم الفنسف ف ف ف ف فففة الذين اهت وا بال جال التربوي ولهم منه فلسف ف ف ف ف فففن فن‬
‫معالجة مشف ف ف ففاللة التربية هم‪ :‬سف ف ف ففق ار والسف ف ف فففسف ف ف ففطا يون وأفنطون وأرسف ف ف ففطو والرواقية‬
‫واالبيقورية‪.‬‬

‫‪ 1‬بيروت لبنففان ‪1973‬‬ ‫ار العلم لل نيين‬ ‫(‪) 1‬عبففد ي عبففد الففدا م ‪ :‬التربيففة عبر التففاريل‬
‫‪ 3‬ص‪. 23‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫أ‪-‬سقراط واراءه التربوية‪:‬‬

‫قام سففق ار بالرب بين الفلسفففة والتربية؛ وذل من خنل التو يد بين الفضففيلة‬
‫وال عرفة فكان هنال م ار فة بين نظريتة ال عرفية والفضيلة بل أبد (( إن الفضيلة‬
‫والعلم شفنم وا د يسفتحيل ان تعرف الخير معرفة صفحيحة مالم تع لة ك ا يسفتحيل‬
‫ان تع ل الخير والتعرفة )) (‪.)1‬إذ يقول ‪ (( :‬إن الفضيلة علم والرذيلة هل ))(‪.)2‬‬

‫فالش ف ف ف ف ف ففر يرتن من هل العقل والخير يرتن من معرفة العقل معرفة ص ف ف ف ف ف ففحيحة‬
‫للفضيلة اذ البد من تعليم االنسان وتعويده علف أع ال الفضيلة‪.‬‬
‫لذل ليج من السف ففهل أن تعلام الفضف ففيلة؛ ولكن يصف ففعب تعل ها ألنها تعت د علف‬
‫عوامل عديدا منها ‪ :‬الوراثة والتجربة واثر البيئة علف االنس ففان ك ا من الص ففعوبة أن‬
‫تجد معل ا يعرف معنف الفض ففيلة بش ففالل يد فالفض ففيلة هن (( ال عرفة وإن ش ففئ‬
‫فس ف ها الحال ة وليج غيرها من الفضففا ل كالشففجاعة والعفة والعدل ماهو إال مظهر‬
‫من مظاهرها ))(‪.)3‬‬

‫اقتنع سق ار برن (( العلم أ ن ا هو العلم بالنفج من أ ل تقوي ها واتخذ شعا ار لة‬


‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫بل ة قرأها فن معبد لو هنُ اعرف نفس بنفس ))‬

‫(‪ ) 1‬ا د امين زكن نجيب مح و ‪ .‬قص ف ف ف ف ف ففة الفلس ف ف ف ف ف فففة اليونانية ‪ .4 .‬القاهرا ‪ .‬مطبعة لجنة‬
‫التاليو والتر ة والنشر ‪ . 1958 .‬ص‪.13‬‬
‫(‪ )2‬فت ي خليو ‪ .‬محاض فرات فيتاريل الفلس فففة اليونانية ( من طاليج الف افنطون) ج‪ . 1‬ار‬
‫الجامعات ال صرية باالسالندرية ‪ . 1979 .‬ص‪.88‬‬
‫(‪ ) 3‬ا د امين زكن نجيب مح و ‪ .‬قصة الفلسفة اليونانية ‪.‬ص‪.133‬‬
‫(‪ )4‬يوس ف ف ف ف ف ففو كرم ‪ :‬تاريل الفلس ف ف ف ف ف فففة اليونانية مطبعة لجنة التاليو والتر ة والنش ف ف ف ف ف ففر القاهرا‬
‫‪.1936‬ص‪.64‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫كان يس ففاعد الش ففباف علف تربية أنفس ففهم برنفس ففهم وعلف اغتراف كل‬ ‫إن س ففق ار‬
‫(‪)1‬‬
‫قوتهم من معين انفسهم‬
‫اهتم سففق ار بالتربية اهت اما كبي ار تف انة وصففو نفسففة وكرنة امعلم او مصففل‬
‫تربوي إذ يقول‪ (( :‬ان أ ار ا األلهف ففة او ف ف اليف ففة ان يعظ مواطنيف ففة ويحثهم علف‬
‫الص ف ف ف ف ف ففن وبعث فيهم مه ا از يحفزهم فهو نورهم وهدايتهم وال حس ف ف ف ف ف ففن اليهم بتعالي ة‬
‫الدنيا)) (‪ .)2‬بذل‬
‫‪3‬‬ ‫ونصففا حة يبذلها لهم ليي ي وا با واليبغن عرضففا من اعرض‬
‫فان هدف التربية عنده هو علف االنسفان ان (( يغالب ( إالنسفان) م از ة الحا ويقسفو‬
‫علف س ة القوي ليروضة علف طاعة العقل))(‪.)3‬‬
‫ومن ك ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففل ما قلناه ي الن القول ان غاية الفلس ف ف فففة عند س ف ف ففق ار هن غاية تربوية‬
‫وأخنقية فانة بحث فن ال جال االنسفانن وعنن ب شفابل االنسفان وسفعف الف م ار فة‬
‫ال عرفة بالفضيلة والعالج صحي ‪.‬‬

‫ب‪-‬السفسطائية واراءه التربوية‪:‬‬

‫ياعد السفففسففطا يون (( اصففحاف فلسفففة انسففانية ب عنف‪ :‬إنهم علوا االنسففان محور‬
‫تفكيرهم ور وا اليفة االشف ف ف ف ف ف فيفام يعفا فهو و فده الفذي يعرف والفذي ينكر وهو و فده‬
‫الذي يحالم علف أفعالة خيرها وش ف ف ف ففرها فكل ش ف ف ف ففنم ان ا هو بالقياس إلية ي مايراه‬

‫‪1982 1‬‬ ‫ار الطليعفة بيروت لبنفان‬ ‫(‪ ) 1‬اميفل برهييفة تر فة ورج طرابيشف ف ف ف ف ف ففن ج‪1‬‬
‫ص‪.126‬‬
‫(‪ ) 2‬يوسو كرم ‪:‬تاريل الفلسفة اليونانية ‪.‬ص‪.71‬‬
‫(‪ )3‬ال صدر نفسة ص‪.64‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ش ف ففر‬ ‫قا والباطل مايراه باطن‪ .‬والخير بالقياس الية والش ف ففر هو الذي يحالم برنة‬
‫(‪)1‬‬
‫)) ‪.‬‬

‫تعتبر‬ ‫ل الس ف فففس ف ففطا يون ش ف ففعار ان االنس ف ففان مقياس االش ف ففيام وبناما علف ذل‬
‫مطلقة ولكنها نسف ف ف ف ففبية فإن (( لكل من ال رأا والر ل والطفل‬ ‫التربية واال خنق ليس ف ف ف ف ف‬
‫وال راهي والعبد الحر لكل منهم فضففيلتة الخاصففة بة فكرنة ليج هنال مفهوم عام‬
‫للفضيلة فهن نسبية ))(‪.)2‬‬

‫أما معنف التربية عند السفففسففطا يين فهو وسففيلة الصففن الناس فهم يرون‬
‫(( إن القانون سف ف ف ف فوام أبان عا ال أ م غير عا ل لن يص ف ف ف ففح من امر الناس ويجعلهم‬
‫اخنقيين وبالتالن لن يوصف ففلهم الف مرتبة أعلف و التربية مالتسف ففبة عند السف فففسف ففطا يين‬
‫ليسف ف فطرية فإن االنس ففان ليج منس ففاقا بطبعة إلف التج ع والعيو فن مجت ع بل‬
‫انففة قففد يتعففاقففد مع غيره من األف ار بنظففام ا ت ففاعن معين؛ الن يففاا ال جت ع تجلففب‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫لل شاركين فيها منافع أبثر من تل التن تجلبها لهم الحياا الفر ية))‬

‫نجد من خنل افكار الس ف ف ف ف ف فففيطا ين هنال بذور ل با ا العقد اال ت اعن التن‬
‫نا وا بها فنسفة العصر الحديث عن هوبز ولوف وروسو‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬فت ي خليو ‪ :‬محاض ف ف فرات فن تاريل الفلسف ف فففة اليوناينة ُ طاليج – افنطون ُ ار‬
‫الجامعات ال صرية االسالندرية ج‪ 1977 1‬ص‪.85‬‬
‫الحال ة‬ ‫( عرض ونقد ) بي‬ ‫(‪ ) 2‬مح د سف ف ف ف ففين النجم ‪:‬السف ف ف ف فففسف ف ف ف ففطا ية فن الفكر اليونانن‬
‫‪. 1‬ص‪. 131‬‬ ‫بغدا‬
‫(‪ )3‬ال صدر نفسة ‪.‬ص‪.131‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫اما عن هدف التربية عندهم هو االهت ام (( باالنس ف ف ف ف ف ففان ال من يث النا ية‬


‫الجس ف ية ولكن من يث التفكير العقلن لهذا كان ال طلوف من كل من يقوم بالتربية‬
‫فن ذل ان يربف ال واطن علف فضف ف ففا ل الدولة ولكن مه ة السف ف فففسف ف ففطا يين لم تكن‬
‫يعفا لكن يي ي كفل مواطن مفاعليفة بفل كفان الغرض ان‬ ‫مه فة تربيفة ر فال الفدولفة‬
‫الدولة ))(‪.)1‬‬ ‫تكون متجهة الف أيجا طبقة من القا ا تستطيع أن تسير أمور‬

‫من خنل اطنعن علف كتاف اس ففتاذي الدكتور مح د النجم و دت ان الفض ففيلة‬
‫ففضف ف ففيلة‬ ‫علف أ ام وظيفتة فن الدولة بالفاية ونجا‬ ‫عندهم هن ‪ ((:‬قدرا الشف ف ففخ‬
‫الطبيب معالجة ال رضففف وفضففيلة ال ار س تدريب الخيول ول ا كان السفففسففطا يون‬
‫يدربون الشفباف ليجعلوا منهم مواطنين صفالحين للظروف السفياسفية التن تحي بهم‬
‫ك ا ابد السف فففسف ففطا يون علف افضف ففل مايجب ((‬ ‫(‪)2‬‬
‫عنف)) ‪.‬‬ ‫فهم معل و فضف ففيلة بهذا ال‬
‫يربف علية االنسففان هو الخطابة والقدرا علف الترثير فن الناس أي‪ :‬النا ية الشففاللية‬
‫فن الرو االنسففانية لذا سففيالون الغرض األصففلن للتربية متجها الف النا ية الصففورية‬
‫الذي تكون فية)) (‪.)3‬‬ ‫فن الر ل فهن اذا مبدأ صوري فن الشخ‬

‫أما من نا ية التعليم فكان الس ف فففس ف ففطا يون يعل ون الش ف ففباف (( الخطابة والفل‬
‫والرياضف ف ف ف ففيات والشف ف ف ف ففعر وذل الف انب ال نطي الذي ييهلهم ألقتحام الخصف ف ف ف ففوم ال‬
‫تففدفعهم الف‬ ‫فلم يالن يه هم الففدفففاا عن الحي بقففدر مففابففانف‬ ‫للوصف ف ف ف ف ف ففول الف الحي‬
‫مه ا يالن الث ن‬ ‫الرغبة الخالصة ال للوصول الف الحي بل لننتصار علف الخصم‬

‫(‪ )1‬مح د سين النجم ‪ .‬السفسطا ية فن الفكر اليونانن ‪.‬ص‪.131‬‬


‫(‪ )2‬ال صدر نفسة ‪ .‬ص‪.13‬‬
‫ار القلم بيروت‬ ‫(‪)3‬عبد الر ن بدوي ربيع الفكر اليونانن وكالة ال طبوعات ‪ .‬الكوي‬
‫‪ .5 . 1979‬ص‪.168‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫وذلف ف عن طريي الغ وض ال ففذي يعتري اللغ ففة فن اثن ففام الحوار واسف ف ف ف ف ف ففتع ففال ه ففذا‬
‫الغ وض فن التنعب باأللفاظ))(‪.)1‬‬
‫‪1‬‬

‫وبهذا فإن للس فففس ففطا يين الفض ففل الكبير فن تعليم الص ففغار وتو ية الناس لذل‬
‫بانوا بحي هم اول معل ين فن تاريل اليونان يزامنهم سق ار علف الرغم من االختنف‬
‫في ا بينه ا ‪.‬‬

‫ج‪-‬افالطون واراءه التربوية‪:‬‬


‫يعد افنطون أ د أهم الفنس ف ف فففة األوا ل الذين وض ف ف ففعوا أاس ف ف ففج الفكر التربوي‬
‫هورية افنطون ُ تضف ف ف ن أغلب رامه وأفكاره فن‬ ‫فرلو كتابا تربويا مش ف ففهو ار وهو ُ‬
‫التربية وقام بد ارس ففة ال ال جت ع وتفس ففيره للنفج البش فرية ولألوض ففاا القا ة نذاف‬
‫بحيث وض ف ف ف ف ففع نظاما تربويا متكامن (‪ .)2‬علف الرغم من ص ف ف ف ف ففعوبة تحققة فن عال نا‬
‫الواقعن ‪.‬‬
‫اما أهم ار ة التربوية فرنة ييكد علف و وف أن تحلن النفج البش فرية بالفضففا ل‬
‫لكن يالون اإلنس ف ففان عا ال فن الحالم ويقول افنطون ‪:‬إن االنس ف ففان العا ل اليختلو عن‬
‫وكانة يعيد رام‬ ‫الدولة العا لة فن كل مايتعلي بصف ف ف ف ف فففة العدالة وإن ا يشف ف ف ف ف ففبهها فن ذل‬
‫أاستاذه سق ار فن ال ار فة بين الفضيلة والتربية والعدالة وال عرفة‪.‬‬
‫هوريتفة فقفال(( إذن ففن إمالفاننفا علف االقفل‬ ‫أبفد أفنطون علف التربيفة الخلقيفة فن‬
‫أن نقول‪ :‬إن القففدرا علف أ ام ال ه ففة التن يفرضف ف ف ف ف ف فهففا ال جت ع علف كففل فر تقو فن‬
‫اسهامها فن ك ال ال دينة علف قدم ال ساوا مع الحال ة واالعتدال والشجاعة ))(‪.)3‬‬
‫التربية الجس ف ية فكان رأية (( ان التربية التن تقوم علف ال وسففيقف‬ ‫اما ما يخ‬
‫والرياض ف ف ف ففة البدنية هدفها ك ا ش ف ف ف ففاا االعتقا تن ية الجس ف ف ف ففم الثانية وتهذيب النفج‬

‫‪3‬‬ ‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬مح د علن ابو ريان تاريل الفكر الفلسف ف فففن من طاليج الف افنطون ج‪1‬‬
‫ار ال عارف ب صر ص‪.104‬‬ ‫‪1968‬‬
‫(‪ )2‬عباس عبد ال هدي ‪ . .‬سعا مجيد سهيل ‪ .‬ماهر فاضل القيسن ‪.‬اسج التربية ‪.‬ص‪.38‬‬
‫هوريفة افنطون ارسف ف ف ف ف ف ففة وتر فة ‪ . .‬فيا زكريفا ‪ .‬الهيئفة ال ص ف ف ف ف ف ف فريفة العفامة‬ ‫(‪ )3‬افنطون ‪:‬‬
‫للكتاف ‪.1974‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫أن‬ ‫االولف)) (‪ .)1‬وك ا ابد االنسف ففجام بين الرياضف ففة وال وسف ففيقف إذ قال (( لقد ال ظ‬
‫أاولئ الذين يقتص ففرون علف الرياض ففة البدنية و دها يالتس ففبون منها قس ففوا مفرطة‬
‫وان اؤلئ الذين اليعتنون اال بال وسف ف ف ف ف ف ففيقف و دها تكون فيهم نعومة غير مسف ف ف ف ف ف ففتحبة‬
‫))(‪.)2‬‬

‫ك فا ابفد افنطون علف التربيفة العقليفة أمفا أريفة فن التفدريج فقفد ذهفب الف‬
‫ان يبدأ الطفل فن التعلم فن سف ف ف ففن السف ف ف ففا س ف ف ف فة من ع ره واتباا طريقة الترغيب فن‬
‫التدريج فربد علف ان اسف ف ف ففاس التعلم هو الرغبة فن التعليم بقولة‪ (( :‬يجب ان تقدم‬
‫الن‬ ‫مبففا ا العلوم الف العقففل أبففان الطفولففة ولكن علف شف ف ف ف ف ف ففر اال تكون إ بففاريففة‬
‫الر ل الحر يجب ان يالون ار كذل فن تحصف ف ففيل ال عرفة والعلم الذي يحصف ف ففلة‬
‫فن الففذهن طوين فن تلزموا أ ففدا بففل ا علوا التربيففة فن‬ ‫الطففالففب قصف ف ف ف ف ف ف ار اليثب ف‬
‫م ار لها االولف ا نف ال ف التسف ف ف ف ففلية منها الف الجد فذل أنفع وأ دت وهن الوسف ف ف ف ففيلة‬
‫التن تعرف بها ميول الطفل الطبيعية )) (‪.)3‬‬
‫‪3‬‬

‫ي الن القول طريقة التعليم بين افنطون وس ف ف ف ف ففق ار كنه ا كان بال جانن ‪ .‬اال‬
‫ان س ففق ار كان يتجول فن االرقة والطرقات وافنطون قدم للعلم فلس فففة منس ففقة امعة‬
‫ويلتزم مالان معين واليحاول اال من كان يسعف الية‪.‬‬
‫ان فشف ف ف ففل الدي قراطية فن بن اليونان والحروف ال سف ف ف ففت را الف ابثر من اربع‬
‫فن اثينا واس ف ف ف ف ففبارطة ُ ا ت الف فع افنطون‬ ‫قرن ( الحرف البيلويونية التن نش ف ف ف ف ففب‬
‫ك ا نجد فن‬ ‫بالتعلي ب ثل اعلف للعدالة‪.‬و هورية افنطون ليل واضف ف ف ف علف ذل‬
‫تسف ففعف الف تربية الفر‬ ‫هوريتة عنقة بين الفلسف فففة والتربية فرؤيتة الفلسف فففية كان‬
‫هورية‬ ‫تربية سففدية وخلقية وعل ية ليالون مواطن صففال لة أثر فن بنام ولة أو‬
‫صالحة وعا لة وقوية ‪.‬‬
‫د‪-‬أرسطو واراءه التربوية‪:‬‬

‫هورية افنطون ص‪.292‬‬ ‫(‪ ) 1‬افنطون ‪:‬‬


‫(‪) 2‬ال صدر نفسة ص‪.292‬‬
‫(‪ ) 3‬ا د امين ‪ .‬زكن نجيب مح و ‪.‬قصة الفلسفة اليونانية ‪.‬ص‪.137‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫تناول موضفوا التربية فن كتابة السفياسفة وكذل فن كتاف األخنق وكان ييكد‬
‫علف أثر الدولة والحالومة فن الع لية التربوية فروض ف ف ف ف علف الحالومة تتبع ط ار ي‬
‫لتنشئة أف ار الشعب مبنية علف الفضيلة تف يصلوا الف السعا ه ‪.‬‬
‫يرت أرسف ففطو أن نشف ففرا الطفل تسف ففير فن ثنثة م ار ل أو ثنث مراتب ‪ :‬وهن‬
‫‪ ((:‬ال رتبة األولف‪ -:‬انب شففاللن النشففرا الجسف انية وهن أسففبي ال راتب الثنث فن‬
‫زمنها ال رتبة الثانية‪ -:‬نش ف ففرا القوت النزوعية أو نش ف ففرا النفج غير الناطقة وال رتبة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الثالثة‪ -:‬نشرا النفج الناطقة التن هن خر النشئات الثنثة ظهو ار))‬

‫وعلف هذا األساس قسم أرسطو التربية علف ثنثة أقسام هن‪-:‬‬

‫القسف ففم االول ‪ -:‬التربية البدنية التن تسف ففبي التربية الخلقية والعل ية ‪ .‬ابد أرسف ففطو‬
‫علف االهت فام بن و الجسف ف ف ف ف ف ففم؛ وذلف من خنل التغفذيفة الجيفدا ك فا فث علف تعويد‬
‫األوال علف ا ت ال البرو ا وان تكون منبسهم خفيفة ‪.‬‬
‫تحتفل مالفانفة كبيرا ففإن هفدف أو غفايفة التربيفة عنفده‬ ‫أمفا عن التربيفة الخلقيفة فكفانف‬
‫ومنهففا مفاهن خلقيففة ‪:‬‬ ‫األخنق أو الفضف ف ف ف ف ف ففيلففة والفض ف ف ف ف ف ف ففا فل (( منهففا مفاهن فكريفة‬
‫فالحال ة والفهم والعقل ‪ :‬فكرية والحرية والعفة ‪ :‬خلقية فإننا اذا وض ففعنا خلي االنس ففان‬
‫لم نقفل‪ :‬إنفةا اليم أو فهيم ل فا نقول‪ :‬أنفة ليم أو عفيو وقفد ي فد الحاليم بفالهيئفة‬
‫التن لة ومابان من الصفات م دو ا س يناه ‪ :‬فضا ل )) (‪.)2‬‬
‫طبيعية (( وإن ا الطبيعن فينا قوت‬ ‫الفضف ف ف ف ف ف ففيلة فن نظر أ رسف ف ف ف ف ف ففطو ليسف ف ف ف ف ف ف‬
‫واسف ف ففتعدا ت وتكتسف ف ففب الفضف ف ففيلة ب عاونة الطبيعة أي‪ :‬بطبعها علف االت معينة ‪.‬‬
‫وتاتعلم ك فا ياتعلم أي فن بفإتيفان أفعفال مطفابقفة لك فال ذلف الفن ‪ .‬وتفقفد بفإتيفان افعفال‬
‫مض ف ف ف ف ف ف ففا ا واألفعففال ال طففابقففة تخلي ملكففات أو قوت فعليففة تجعلنففا أقففدر علف إتيففانهفا‬
‫وبهذا يبدو ما للتربية من أه ية )) (‪.)3‬‬

‫(‪)1‬ا د امين ‪ .‬زكن نجيب مح و ‪.‬قصة الفلسفة اليونانية ‪.‬ص‪.137‬‬


‫(‪ ) 2‬ارسففطو طاليج ‪ .‬االخنق ‪ .‬تر ة اسففحي بن نين ‪ .‬ققة وشففر ة وقدم لة ‪ .‬عبد الر ن‬
‫‪. 1979 .1 .‬ص‪. 84‬‬ ‫بدوي وكالة ال طبوعات ‪ .‬الكوي‬
‫(‪)1‬يوسو كرم ‪.‬تاريل الفلسفة اليونانية‪ .‬ص‪.246‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫وال و و للفضف ف ف ففيلة إال (( اذا صف ف ف ففارت ملكة أو عا ا وصف ف ف ففدرت عن ال لكة‬
‫ب ثل مايص ف ففدر بة الفعل عن الطبيعة من س ف ففهولة واليعد الر ل عدال أو عفا قا إال‬
‫اذا كففان عففدل او عو من غير عنففام بففل بلففذا؛ نعم بلففذا فففإن عنمففة التخط علف‬
‫مبلغ اسف ففتعدا ال رم للفضف ففيلة هو ما يشف ففعر بة من لذه او ألم ين يرتن أفعاال مطابقة‬
‫اللذات واآالم خار ة عن الفض ف ف ففيلة مه ا يظن البعس أنها ترش ف ف ففدنا فن‬ ‫لها‪ .‬ليس ف ف ف‬
‫افعالنا وتصفا ب هذه االفعال وال ي بون يحرصفون علف اسفتخدامها بوصففها وسفيلة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫للتهذيب ))‬

‫التربية الخلقية عند أ رسف ف ف ففطو مالتسف ف ف ففبة عند االنسف ف ف ففان فالفضف ف ف ففيلة عنده هن‬
‫قيقن‬ ‫واليالون و و‬ ‫(( اسف ف ف ففتعدا مالتسف ف ف ففب وابتسف ف ف ففابة يالون باإل ار ا؛ النة مح و‬
‫وهن ال التسففبة أع اال بسففهولة م اثلة‬ ‫للفضففيلة إال متف صففارت عا ا اي متف انتج‬
‫لتل التن ينتخبها االسفتعدا الفطري فاالنسفان اليالون عا ال قا إال اذا كان اليعانن‬
‫اي مشف ف ف ف ف ف فقفة بفل يشف ف ف ف ف ف ففعر علف العالج لفذا ين فا ينجز ع ن عفا ال وهفذه العفا ا‬
‫نفس ف ف ف ف ففة أش ف ف ف ف ففد زما ‪ .‬كل مافن االنس ف ف ف ف ففان من‬ ‫ال تولدا عن اال ار ا تجعلها فن الوق‬
‫فضا ل نابع اذن من اختياره اال ار ي )) (‪.)3‬‬
‫فففالتربيففة عنففده هن ((التن‬ ‫و عففل وظيفففة التربيففة أخنقيففة أبثر منهففا عل يففة‬
‫يفترض منهففا أ ن تزرا فن فيا الطفففل ففب الفضف ف ف ف ف ف ففيلففة ال ففدنيففة والتربيففة التن تنجفب‬
‫مواطنين صف ف ففالحين هن التن تحاذر ان تن ن وظيفة علف سف ف ففاف الوظا و األاخرت‬
‫والتن تعرف كيو تحفافظ علف الت ارتفب الهرمن لهفذه الوظفا و وعلف قي فة كفل وظيففة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫منها ))‬

‫(‪)2‬ال صدر نفسة ص ‪.247‬‬


‫(‪)3‬اميل برهيية ‪ .‬تاريل الفلسفة ‪.‬ج‪.1‬ص‪.248‬‬

‫(‪ )1‬اميل برهيية ‪ .‬تاريل الفلسفة ‪.‬ج‪ .1‬ص‪.323‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫اما عن تعريف الفض ف ف ف ففيلة عند أرس ف ف ف ففطو فهن(( اذا ال معتا ا مو و ا فن‬
‫التوس ف الذي هو عندنا متوس ف محد بالقول ك ا يجدها العاقل ‪ .‬وهن متوسففطة في ا‬
‫بين خسف ففيسف ففتين إ داه ا بالزيا ا واألاخرت بالنقصف ففان ويعرض ذل لبعس الخسف ففا ج‬
‫عن الوا ب فن العوارض واالفعال وبعضف ففها بالزيا ا فيها فرما الفضف ففيلة فإنها‬ ‫بنق‬
‫الفضففيلة من يث الجوهر والحد الذي يعبر‬ ‫تسففتخرج ال توس ف وتختاره فلذل كان‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫عن ال اهية توسطا ولكنها من يث الفضل والك ال غاية ))‬
‫التربية العل ية فيقول أرس ف ففطو فن هذا الش ف ففرن (( و وف تعلم مابان‬ ‫اما مايخ‬
‫ض ف ف ففروريا من األامور النافعة ليج بحقيقة غامض ف ف ففة ولكن ما من اا مو ب الف تعلم‬
‫بل االمور النافعة )) (‪.)3‬‬
‫تنقسف ف ف ف ف ففم ال عارف عند أرسف ف ف ف ف ففطو علف اربعة هن (( اال ف والعلوم ثم الرياضف ف ف ف ف ففة‬
‫وال وس ف ف ففيقف وأض ف ف ففاف بعض ف ف ففهم التص ف ف ففوير ك ا ا رابعة ‪ .‬وقد عل وا األ ف والتص ف ف ففوير‬
‫ل نفعته ا فن الحياا وكثرا اسفتخدامه ا وعلم الرياضفة النها تهدف الف الشفجاعة‪ .‬اما‬
‫ال وسف ف ف ف ف ف ففيقف فيحار ال رم فن أمرها‪ .‬فابثر الناس يقبلون اآن علف تلقنها ابتغام اللذا ‪.‬‬
‫مع انهم مجوها من البدم فن نظام التربية ؛ لكون الطبيعة نفسف ف ففها التطلب فق شف ف ففغن‬
‫قويا بل تل ج ايضففا امالانية الت تع بفراغ ال ي والطبيعة إن كان البد من تكرار هذه‬
‫(‪.)4‬‬
‫الحقيقة مبدأ كل شنم))‬
‫يرت أرسف ف ف ف ف ف ففطو أن القيفام علف التربيفة والتعليم اليحسف ف ف ف ف ف فنفة إال الفدولفة؛ ألنهفا هن‬
‫الحاصفلة علف العلم بالخير الكلن الذي تصفدر عنة القوانين فيجب أن يالون فن الدولة‬
‫قوانين تنظيم تربية النش ف ف ففنم وس ف ف ففيرتهم بل البالغين ايض ف ف ففا طول ياتهم أ ل أن للتربية‬
‫مزيففا فهن تقوم علف ال حبففة بين األبنففام واآبففام وتراعن الطبففا ع الفر يففة بففدقففة‬
‫ال نزليففة ا‬

‫(‪ )2‬ارسطو طاليج ‪ .‬االخنق ‪.‬ص‪.97‬‬


‫ج‪1977 2 1‬‬ ‫(‪)3‬مح د ناصف ففر ‪ :‬قرامات فن الفكر التربوي وكالة ال طبوعات الكوي‬
‫ص‪.193‬‬
‫(‪ )4‬ال صدر نفسة ص‪.194‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫أبثر ولكنهفا مع ذلف أ نف من تربيفة الفدولفة ؛الن القوانين من القوا ال ار عفة مفا ال يتفي‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬‫‪1‬‬ ‫لألف او لغيره والن الوالدين غالبا ما يالونان عاطلين عن العلم النزم‬

‫وض أرسطو أن من وا ب األف تربية أاسرتة وذل برن(( يو ة تل النفوس‬


‫الناقص ف ففة التن هن نفوس النس ف ففام واالوال ولكن ذار من أن نحس ف ففب هذه النفوس‬
‫لنقصف ففها نفوس عبيد أو أن نظن سف ففلطان رف االس ف فرا هذا سف ففلطانا مطلقا فالزوج‬
‫يففرمر الزو ففة ك ففا يففرمر الوالن من ولن عليهم واألف يففرمر األوال ك ففا يففرمر ال ل ف‬
‫؛الن ذل م ا يفسد التربية ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رعاياه ))‬

‫العدالة وال حبة من الضف ف ففروريات التن البد ان تتوا د فن تربية الفر وال جت ع‬
‫لذل وضف ف ففع أرسف ف ففطو أه ية كبيرا للعدالة والعدالة عند ارسف ف ففطو كصف ف ففورتان ه ا ‪-1‬‬
‫((ُعدالة ت ييزية او عدالة التوزيع ُ وهن التن تعطن بها لكل إنسففان بحسففب م يزاتة‬
‫وإلف ‪ُ -2‬عدالة تعويض ف ف ف ففية ُ وهن التن يعوض فيها ماهناف من فروق اقتض ف ف ف ففتها‬
‫العدالة الت ييزية ‪ ُ -3‬عدالة متبا لة او عدالة التبا لُ ويقصف ف ففد بها أرسف ف ففطو تبا ل‬
‫فهن أقرف مففا تكون الف العففدالففة‬ ‫النففاس الخيرات أ و ال نففافع بعضف ف ف ف ف ف ففهم مع بعس‬
‫‪.‬وكذل ال حبة مه ة عند ارسفطو فهن (( فضفيلة من فضفا لنا وهن‬ ‫(‪)1‬‬
‫االقتصفا ية ))‬
‫(‪. )2‬‬
‫من األشيام ال ضطرا الضرورية ))‬
‫عل أرسف ف ف ففطو التربية مالتسف ف ف ففبة عند الطفل وليج فطرية فالتربية والفضف ف ف ففيلة‬
‫ترتن بالتعلم وليج طبيعا فينا‪.‬‬

‫ار الجامعات‬ ‫(‪ ) 1‬فت ي خليو ‪ :‬محاضرات فن تاريل الفلسفة اليونانية ارسطو الجزم الثانن‬
‫ال صرية االسالندرية ‪ 1979‬ص‪.90‬‬
‫(‪ )2‬اميل برهيية ‪ :‬تاريل الفلسفة ج‪ 1‬ص‪.321‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫هـ‪-‬الرواقية وارائهم التربوية ‪:‬‬


‫كان للرواقيين أثر مهم فن تاريل فلسف ف فففة التربية تف ان تعريفهم للفلسف ف فففة يدل‬
‫علف أن التربيفة واالخنق فن ال الفان األول فقفد قفالوا‪(( :‬إن الفلسف ف ف ف ف ف فففة م فارسف ف ف ف ف ف ففة‬
‫الفضف ففيلة والفضف ففيلة صف ففناعة وا دا التتج أز وهن أشف ففرف الصف ففناعات منزلة وهن‬
‫تن م طبيعة البشر منممة خاصة ‪ .‬وقال سينكا‪ ُ:‬الفلسفة منه مستقيم فن الحياا‬
‫وعلم يعدنا الن نحيا علف الفض ففيلة وص ففناعة نس ففل بها من الس ففبل أقومها ‪ .‬ولم‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫(‪)3‬‬
‫يلة فاضلة))‬ ‫يخطفم من قال ‪ :‬الفلسفة ناموس ياا‬
‫البد من تربية االنس ف ف ف ف ففان تربية عقلية و الي ة وانهم يرون أن أهم نقطة لتحص ف ف ف ف ففيل‬
‫السف ففعا ا هن ان يتحلف االنسف ففان بخصف ففال الحاليم ((فالحاليم فن نظرهم أشف ففبة الناس‬
‫يع مايفعل وأتفة أفعالة ديرا بالثنام وهو ش ففخ‬ ‫معص ففوم ‪ :‬يحس ففن‬ ‫بشف فخ‬
‫قدمية‬ ‫الس ففلطان لألهوام واالنفعاالت علف نفس ففة وان س ففهام الحوا ث لتنكس ففر تح‬
‫فهو إذن اليترثر بشف ففنم واليحج أل ا واليسف ففتشف ففعر شف ففجنا واليعرف ه ا واليسف ففاور‬
‫قلبفة و ل وال أسف ف ف ف ف ف ففو وال ر ام ‪ .‬هو الغنن من غير مال وال لف من غير م لكفة‬
‫يعيو فن أ ب ل سفعا ا ويعرف و ده ماينبغن فن عنقات الناس بعضفهم ببعس‬
‫وا ففد ‪ .‬وهو الحففابم‬ ‫يففل فن وق ف‬ ‫ر‬ ‫وفن عنقففاتهم بففاآلهففة ‪ :‬فهو غنن‬
‫والقاضففن والقج وهوأيضففا الخطيب والشففاعر وال وسففيقار والنحوي بل ان شففئ‬
‫فقفل هو القبطفان والحفا ف واالسف ف ف ف ف ف فالفاف الف خر مفاهنفالف ‪ -:‬وهو بفاال فاا ال فر‬
‫بالعلم الذي يحي بالل فن ويتقن كل ص ف ف ف ف ف ففنعة ويعلم االمور اإللهية واإلنس ف ف ف ف ف ففانية‬
‫يعا))(‪.)2‬وهذه الصورا للحاليم تكون مثالية فن اغلب اال يان ‪.‬‬

‫‪1980 .2‬‬ ‫ار القلم بيروت وكالة ال طبوعات الكوي‬ ‫(‪)1‬عبد الر ن بدوي ‪ :‬ارسف ف ف ف ففطو‬
‫‪.‬ص‪.262‬‬
‫(‪ )2‬ارسطو طاليج ‪ :‬االخنق ‪.‬ص‪.272‬‬
‫(‪ )3‬عث ان امين ‪:‬الفلسفة الرواقية مالتبة االنجلو ال صرية ‪ 1971‬ص‪.198‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫وقالوا‪ :‬إن أهم زم فن االنسف ففان عقلة و(( صف ففوروا الحياه ياه رف بين‬
‫العقل والشف ف ففهوات يجب فيها ان ينتصف ف ففر العقل ويظفر بالشف ف ففهوات يعدمها ومن ثم‬
‫نظراتهم تنتهن بالتقشو والزهد وعدم التوازن بين قوت االنسان))(‪.)1‬‬ ‫بان‬
‫ك ا نا ت الرواقيون ُ بالجامعة االنسانية ُ التن يجب أن تقوم قبل كل شنم‬
‫علف و فدا ال عرففة واإل ار ا ففإن ال فد ينفة الففاضف ف ف ف ف ف فلفة أو ال فدينفة اإللهيفة أو الجفامعفة‬
‫اإلنس ف ف ففانية فن نظر الرواقيين (( إن ا هن مجت ع تحل فية الو دا العقلية محل الو دا‬
‫(‪.)2‬‬
‫السياسية وتقوم فية ال حبة بين الناس مقام القانون))‬
‫ان تلقن‬ ‫وفن نهاية القول إن افكار الرواقيين لها أثر بعيد ال دت فقداسف ف ففتطاع‬
‫عند مشفرعيهم مصفدر الهام ك ا‬ ‫طابعا قويا علف فكرا القانون عند الرومان وبقي‬
‫ان تيثر فن تو ية الدعوا ال س ف ف ففيحية إلف ال حبة والر ة وان تو ف الف‬ ‫اس ف ف ففتطاع‬
‫ُ ان اف روسف ففو ُ وفنسف فففة القرن الثامن عشف ففر فن فرنسف ففا نظراتهم إلف اإلخام بنن‬
‫اإلنسان و قوقهم فن الحرية وال ساواا‪.‬‬

‫و‪-‬االبيقورية وارائهم التربوية ‪:‬‬

‫االبيقوريففة فن فلسف ف ف ف ف ف فففتهففا الرب بين االخنق والتربيففة القففا ففة علف‬ ‫ففاولف‬
‫تن ية اللذا الرو ية والعقلية فرس ف ف ف ف ففاس األخنق عندهم اللذا (( واللذا و دها غاية‬
‫اإلنس ف ف ف ففان وهن و دها الخير ‪ .‬واأللم و ده هو الش ف ف ف ففر الذي يفر منة االنس ف ف ف ففان‬

‫(‪ )1‬عث ان امين ‪:‬الفلسفة الرواقية مالتبة االنجلو ال صرية ‪ 1971‬ص‪.210‬‬


‫(‪ )2‬ا د امين ‪ :‬زكن نجيب مح و ‪ .‬قصة الفلسفة اليونانية ص‪. 209‬‬
‫(‪)3‬ال صدر نفسة ص‪.210‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫لهفا قي فة ذاتيفة ان فا قي تهفا في فا تشف ف ف ف ف ف ففت فل عليفة من‬ ‫ويتجنبفة والفضف ف ف ف ف ف ففيلفة ليس ف ف ف ف ف ف ف‬
‫اللذا)) (‪.)1‬‬
‫و د االبيقوريون لذا عقلية بجانب اللذا الجسففدية وذل ؛ الن الجسففم اليحج إال‬
‫باللذا الحاضف ف ف ف ف ف فرا اما العقل فيس ف ف ف ف ف ففتطيع ان يتلذذ بذكرت لذا ماض ف ف ف ف ف ففية وبرمل لذا‬
‫مستقبلية فالسعا ا (( ال تتم لإلنسان إال بالحال ة والتعقل والت س بالفضيلة خاصة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫فن ال س ف ف ف ففتقبل))‬ ‫األمانة والعدالة لذل تقاس ا ا ب ا ي ترتب عليها من نتا‬
‫وذهب االبيقوريون الف أن أهم اللذا ذ العقلية هن (( لذا الصفداقة؛ الن مدرسفتهم لم‬
‫‪ .‬ان التحلن‬ ‫(‪)3‬‬
‫تكن مجر تنميذ فن مدرس ف ف ف ف ففة بل كانوا –فوق ذل – أص ف ف ف ف ففدقام))‬
‫باالخنق الح يدا أهم الوسف ف ف ف ف ففا ل التن توصف ف ف ف ف ففلنا الف السف ف ف ف ف ففعا ا فرنهم يحثون علف‬
‫االعتدال والبسفاطة وقالوا‪ (( :‬تاحسفن خير من ان ياحسفن إلي واليد العليا خير من‬
‫اليد السفلف )) (‪.)4‬‬
‫وأبدوا انة البد للفر من ان يتص ف ف ففو بص ف ف فففات الحاليم وهن ‪ ((:‬ان يس ف ف ففيطر‬
‫تف ال تدفع بة إلف طريي الضف ف ف ف ف ف ففنل وكثي ار ما كان‬ ‫سف ف ف ف ف ف ففيطرا تامة علف رغباتة‬
‫يصف ف ففو نفج الحاليم بهدوم البحر او بالس ف ف ف ام الصف ف ففافية ال ش ف ف ف سف ف ففة وهو اليخير‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫اي ظرف من الظروف ان يرضف لنفسة الذل والهوان))‬ ‫لننسان تح‬
‫يرت االبيقوريون ان للفدولفة أث ار فن تربيفة الفر لفذلف البفد للفدولفة من أن تقوم علف‬
‫فايفة ال جت ع من الظفال ين والح قف وان تكون ولفة عفا لفة وان تقوم هفذه الفدولفة‬
‫علف مبدأ القوانين التن تنظم ال جت ع فان الدولة (( بقوانينها قد نش ففرت با يم األمر‬
‫وان نطيعففة مففا‬ ‫ولففذا فيجففب علينففا ان نحترم القففانون‬ ‫بففالتعففاقففد بين أف ار ال جت ع‬

‫بغدا ‪ 1971‬ص‪.261‬‬ ‫(‪) 1‬بريم متن ‪ :‬الفلسفة اليوناية مطبعة االرشا‬


‫ار النهضةالعربية القاهرا ‪ 1974‬ص‪.387‬‬ ‫(‪) 2‬اميرا ل ن مطر‪ :‬الفلسفة عند اليونان‬
‫(‪) 3‬ا د امين ‪ .‬زكن نجيب مح و ‪ .‬قصة الفلسفة اليونانية ‪.‬ص ‪. 217‬‬
‫(‪ )4‬ال صدر نفسة ص‪.217‬‬
‫(‪ )5‬ال صدر نفسة ص‪.318‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫(‪)1‬‬
‫وبهذا فإن فلسفة االبيقوريين هن طريقة تي ي إلف غاية‬ ‫ترام)) ‪.‬‬ ‫وسعتنا الطاعة واال‬
‫ورامها هن الحياا الع لية أي‪ :‬االهت ام باإلنسان وسعا تة وأن السعا ا التحدث إال‬
‫عن طريي االخنق الحسففنة وال ترتن إال عن طريي تربية الفر تربية صففحيحة وبذل‬
‫نجدهم من أ وا ل الذين ربطوا بين الفلس ف ف ف فففة والتربية وكان هدف فلس ف ف ف فففتهم هدفا تربوي‬
‫انسانن والي الن فصل الفلسفة عن التربية عند القراما أو الكتابة عن فكرهم ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التربية في العصور الوسطى‬

‫اصففدرت االمبراطورية الرومانية قانونا كن تصففب ال سففيحية هن الدين الرس ف ن‬


‫ال يسسة الو يدا‬ ‫وهذا يعنن ان الكنيسة قد اخذت تحتل السلطة العليا وأصبح‬
‫التربيفة أخفذت‬ ‫فن هفذا العصف ف ف ف ف ف ففر التن تو فة ال جت ع وتحالم عليفة ‪ .‬وبهفذا ففإن‬
‫(( الففدين‬ ‫طففابعفا ينيفا وملتزمفا كففل االلتزام بففال ثافل العليففا ال سف ف ف ف ف ف ففيحيففة أي ‪:‬إن‬
‫ال سف ف ف ف ف ف ففيحن قفد نفل فن التربيفة رو فا فديفدا وو فة ال جت ع تو يهفا فديفدا كفان من‬
‫العناية الف السلوف أبثر من العقل و ل الترويس االخنقن محل‬ ‫نتا جة ان و ه‬
‫الفلسفة االخنقية ))(‪.)2‬‬
‫اما عن هدف التربية فن العصف ف ففور الوسف ف ففطف فهو نابع من الظروف اال ت اعية‬
‫الف خدمة الرف والكنيس ف ف ففة والخلي والنفج ‪ .‬وبهذا يالون للتربية غرض مز وج‬ ‫فهدف‬
‫ميكدا علف مطالب الكنيسة من هة ومطالب الحياا من هة أاخرت‪.‬‬
‫والتربية فن العصور الوسطف ثنثة أنواا سدية وعقلية وخلقية إال أن كل هذه األنواا‬
‫ترويضففية وقد كان هدف التربية تحضففير‬ ‫(( التن ت يزت العصففور الوسففطف بها كان‬
‫الفر بطرق قاس ف ف ففية والغاية من هذا تحض ف ف ففير الفر الف العالم الثانن وعدم االبتراث‬
‫(‪)3‬‬
‫وهذه الغاية التن ذكرناها نفسها عند الرهبانية لها أه ية كبيرا‬ ‫بهذا الع ففالم الف ففانن ))‬
‫ال عفاهفد التهفذيبيفة الو يفدا فن‬ ‫فن تفاريل التربيفة لسف ف ف ف ف ف ففببين ‪ :‬أوال ‪ :‬ألن األ يرا كفانف‬

‫(‪ )1‬ا د امين ‪ .‬زكن نجيب مح و ‪ .‬قصة الفلسفة اليونانية ص‪.318‬‬


‫‪ .1981 1974 1‬ص‪.7‬‬ ‫ار العلم لل نيين‬ ‫(‪ ) 2‬فاخر عاقل ‪ :‬التربية قدي ها و ديثها‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫الغرف ال س ف ف ففيحن فن أثنام العص ف ف ففور ال ظل ة وثانيا الن التربية فن األ يرا تشف ف ف ف ل‬
‫عد ا من االبحاث الدينية ال سيحية وعلومها ‪.‬‬
‫اشف ف فراف الكنيسف ف ففة ت ثل ذل فن (( إشف ف فرافها علف‬ ‫اما نظام التعليم فقد كان تح‬
‫مدارس األ يرا ومدارس الكتد ار يات وفن قيام ر ال الدين بالتدريج فن غالبية أنواا‬
‫(‪.)1‬‬
‫فن العصور الوسطف))‬ ‫ال دارس االخرت التن قام‬
‫لهم رؤت تربوية منض ف ف ف ففوية فن طرو اتهم‬ ‫من أش ف ف ف ففهر الفنس ف ف ف فففة الذين كان‬
‫الفلسف ف فففية ه ا‪ :‬القديج أوغسف ف ففطين وتوما االبوينن و سف ف ففوف اقتصف ف ففر علف ارسف ف ففته ا‬
‫أله يته ا بالقياس لغيرهم من فنسفة العصور الوسطف ‪.‬‬

‫أ‪-‬القديس أوغسطين واراءه التربوية ‪-:‬‬


‫ان غاية الفلسف ف فففة عند اوغسف ف ففطين هن السف ف ففعا ا والسف ف ففعا ا ترتن بالتقرف الف ي‬
‫واذ نطلب السف ف ف ففعا ا نطلب ي عل نا بذل أو لم نعلم‪ .‬ان تكون أع النا وأفعالنا هن‬
‫الغاية الف الوصفول الف ي وبهذا يصفر أوغسفطين علف ان(( النفج اذا مابدأت ترقف‬
‫من شهوات الجسد))(‪.)3‬‬ ‫الف ي فإنها يجب ان تتخل‬
‫وان غاية التربية عنده الوصف ف ففول الف اإلي ان با لذل رب أوغسف ف ففطين بين العقل‬
‫واإل ي ان فعندما ييمن االنس ف ف ففان يص ف ف ففل الف التعقل فهو يقول من كن تتعقل فإن‬
‫تربية العقل ترتن باالي ان با ‪ .‬يسفعف أوغسفطين فن فلسففة التربية الف الوصفول الف‬
‫ُ مدينة يُ؛ الن السعا ا التتحقي اال فن الحياا اآ لة أو فن الحياا اآخرا‪.‬‬

‫و أبد أوغسطين علف أننا بواساطة الفضيلة نصل الف مدينة ي ف عنف الفضيلة‬
‫عنده (( محبة ي واضف ف ف ف ففع النظام وال عين نفسف ف ف ف ففة غاية لنا وهن تتض ف ف ف ف ف ن سف ف ف ف ففا ر‬

‫‪ 1926‬ص‪.69‬‬ ‫(‪ )1‬عبد ي منشوق ‪ :‬تاريل التربية مطبعة الفرات بغدا‬


‫ار ال عارف ب ص ف ف ففر ‪1962‬‬ ‫(‪ )2‬وهيب سف ف ف ف عان ‪ :‬الثقافة والتربية فن العص ف ف ففور الوس ف ف ففطف‬
‫ص‪.146‬‬
‫تر ففة متري امين م ار عففة وتقففديم زكن‬ ‫(‪ )3‬هنري تومففاس ‪ :‬اعنم الفنس ف ف ف ف ف ف ففففة كيو نفه هم‬
‫ار النهضة العربية ‪ 1964‬ص‪.178‬‬ ‫نجيب مح و‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫الفضا ل فهن الحال ة من يث إنها الوصول إلف ق ة الخير وهن الفطنة من يث‬
‫إ نهفا تجعلنفا تحفذر كفل مفا خن ي وهن الشف ف ف ف ف ف فجفاعفة بفضف ف ف ف ف ف ففل قوا اتحفا نفا بفا وهن‬
‫العفدالة من يفث إنهفا فوز النظفام فهو يهتو طوال يفاتة ال جفد مدينفة ي الذي يقفابلة‬
‫سق ال تاا فن مدن الناس مدن أهل الدنيا)) (‪.)1‬‬
‫كتب أوغسففطين عن مدينة ي وذل نتيجة طبيعية ل ا كان يعاصفره من ظروف‬
‫مس ففر ا‬ ‫س ففياس ففية فكان الرومان هم الذين يس ففيطرون علف مدينة االنس ففان (( فكان‬
‫ونهبهم؛ لذا كان لفلسف فففتة أه يتها بل قي تها الع لية أمام الناس الذين‬ ‫لسف ففلب القو‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫يعيشون فن ايامة فقال‪ :‬إن مدينة اإلنسان ماهن إال صورا عابرا ل دينة ي ))‬
‫فرخذ اوغسففطين ير ‪ (( :‬إننا ضففيوف ي فن مدينة إالنسففان ولكننا مواطنون فن‬
‫مدينة ي ‪ .‬ومن ال الن أن يدمر االعدام مدينة اإلنسف ف ف ف ف ففان ك ا دث فعن ان مروا‬
‫االعدام مدينة روما ‪ .‬اما مدينة ي ‪ .‬ماهن اال ملكوت الس ف ف ف ف ف وات فإنها باقية خالدا‬
‫)) ‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الف األبد ال يقتح ها أو يتعدت عليها ا د‬

‫أبد أوغسطين علف رية اإل ار ا (( فا خلي الكا نات العاقلة خيرها ب ا فن‬
‫ذل الشيطان وأعطاها رية اال ار ا ‪ .‬وال خلوقات را إال ار ا هن ال سيولة عن‬
‫بيفية استع الها لحريتها ‪ .‬وقد نت الشر عن عدم االختيار ال خلوق للخير ‪ .‬أي‪:‬‬
‫وبهذا فإن الشر هو‬ ‫‪2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عن اساما استع ال ال خلوق لحرية إال ار ا ال نو ة لة ))‬
‫االبتعا عن ي ك ا ان الخير هو اتحا االنسان مع ي ‪.‬‬

‫وبهذا فإن الخير الذي يقوم بة االنسف ف ف ففان (( لن يسف ف ف ففعف الف ان يصف ف ف ففنع ياا‬
‫سفعيدا لكنة سفوف يسفعف الف ان يصفنع ياا سفعيدا لكونة ليسفعف الف ي لكن يهبة‬

‫(‪ )1‬هنري توماس ‪ :‬اعنم الفنسفة كيو نفه هم تر ة متري امين م ار عة وتقديم زكن‬
‫ار النهضة العربية ‪ 1964‬ص‪.178‬‬ ‫نجيب مح و‬
‫(‪ )2‬ال صدر نفسة ‪ .‬ص‪.178‬‬
‫(‪ )3‬ال صدر نفسة ‪ .‬ص‪.178‬‬

‫(‪ ) 1‬عبده فراج ‪ :‬معالم الفكر الفلسف فففن فن العصف ففور الوسف ففطف ( فلسف فففة اسف ففنمية ومسف ففيحية )‪.‬‬
‫‪ 1969 1‬ص‪.33‬‬ ‫مالتبة االنجلو ال صرية القاهرا‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫الحياا الس ف ف ففعيدا هو القا ر ان ي نحة إياها ‪ .‬وبالنس ف ف ففبة الية و ده س ف ف ففوف تكون هناف‬
‫أفعفال منفاسف ف ف ف ف ف فبفة علف االطنق بفل ومفاهو أهم من ذلف سف ف ف ف ف ف ففوف تكون هنفالف افعفاال‬
‫(‪)1‬‬
‫سعيدا)) ‪.‬‬ ‫ضرورية ‪ .‬ف ن سواه سبحانة يستطيع ان يجعل االنسان‬

‫هنال ارتبا وثيي بين التربية والفسففلفة وكل منه ا غايتها الوصففول الف محبة‬
‫ي تعالف‪.‬‬
‫ب‪-‬القديس توما االكويني واراءه التربوية ‪:‬‬

‫فلسف ف ف ف فففتة قا ة علف النهوت فنجد فن فلسف ف ف ف فففتة رؤت تربوية فهو يحث االنسف ف ف ف ففان‬
‫ال يمن علف األع ال الحسففنة والفضففيلة والخير لكن يصففل الف محبة ي فب حبة‬
‫ي يصففل االنسففان الف السففعا ا فهو ييكد (( السففعا ا الكاملة القا ة كلها برؤية ي‬
‫وهن ال تتحقي إال فن الحياا اآ لة ‪.‬أ ما فن الحياا العا لة فالسف ف ف ف ففعا ا ال يسف ف ف ف ففورا لنا‬
‫س ف ف ففعا ا ناقص ف ف ففة تقوم أوال أص ف ف ففالة ب عرفة ي ومحبتة وثانيا ب زاولة الفض ف ف ففا ل وأخي ار‬
‫بص ف ف ففحة الجس ف ف ففم وبالخيرات الخار ية إن امالن من مال وكرامة تاس ف ف ففتخدم كوس ف ف ففا ل‬
‫للحياا الفاضلة ))(‪.)3‬‬

‫وهذا يعنن ان السففعا ه عند توما االبوينن هن الوصففول الف ي فيقول ((أ ل‬
‫إننا نسففعف نحو الخير والسففعا ا ولكن الناس يختلفون فن معرفة قيقة هذه السففعا ا‬
‫ف نهم من يظنهف ففا الثروا ومنهم من يظنهف ففا اللف ففذات ومنهم من يظنهف ففا ي فليج‬
‫بصففحي إذن أن مجر و و الرغبة فن السففعا ا يي ي بضففرورا اإلي ان بو و ي ))‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪2‬‬

‫القاهرا ‪ 1974‬ص‪.453‬‬ ‫(‪ ) 1‬لسون ثين ‪ :‬رو الفلسفة ال سيحية فن العصر الوسي‬
‫(‪ )3‬يوسو كرم ‪:‬تاريل الفلسفة االوربية ص‪.169‬‬
‫‪1969 2‬‬ ‫(‪ )1‬عبد الر ن بدوي ‪ :‬فلس ف فففة العص ف ففور الوس ف ففطف مالتبة النهض ف ففة ال صف ف فرية‬
‫ص(‪.)138-137‬‬
‫(‪)2‬ال صدر نفسة ‪.‬ص‪.169‬‬
‫(‪ )2‬يوسو كرم ‪ .‬تاريل الفلسفة االوربية فن العصر الوسي ‪.‬ص‪. 155‬ص‪156‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫إذ يقول‪ (( :‬فاذا كان فعل‬ ‫أما فن موقفة من العقل فنجده موافقا ل وقو سق ار‬
‫ما موافقا لحالم العقل كان خي ار واذا كفان منافيا لحالم العقل كفان شري ار)) ( ‪.)1‬‬
‫أبد توما االبوينن ان االنسان مدنيا بالطبع وذل يبين لنا ان ي هو الذي او ده فن‬
‫الطبيعة فن بد من ان يالون خي ار وبذل فهو يقرر (( ان االنسفان يتشفوق‬
‫(‪.)3‬‬
‫السعا ا بطبعة وي سعا ه االنسان ومايتشوق بالطبع يعرف بالطبع ))‬

‫بالدين وان االنسففان‬ ‫اخي ار نسففتطيع القول ان التربية فن العصففور الوسففطف ارتبط‬
‫الخير هو االنس ف ففان ال يمن الذي يعرف طريي ي عبر رب العقل واإلي ان والتربيد‬
‫فضففن عن ذل نجد‬ ‫علف ان االنسففان العاقل هو االنسففان ال يمن والعالج صففحي‬
‫الجسف ف ف ففد او اإلنسف ف ف ففان من ملذات الدنيا‬ ‫أن التربية تتحرف برتجاه اآخرا‪ .‬فكل ا تخل‬
‫الفانية ونظ ار الف الس ام كان أقرف الف الحي والخير وأقرف الف الك ال ‪.....‬الل ‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬التربية في الفلسفة االسالمية ‪-:‬‬

‫ام الدين االسففنمن والعرف فن وضففع متدهور ا ت اعيا وعل يا فوضففع أهم‬
‫األساسيات اال ت اعية واالخنقية والعل ية فجام الدين مصلحا لل جت ع العربن ‪.‬‬
‫ونجد أن القرن الكريم قد تناول موض ف ف ف ففوا التربية واالخنق ويرمرنا ي تعالف بالتحلن‬
‫بالخصف ف ف ف ف ففال وال زايا الشف ف ف ف ف فريفة وأنذر ال خالفين بعذاف أليم و د عنقة أف ار العا لة‬
‫(طلب العلم ) فوضف ف ففع الدين االسف ف ففنمن‬ ‫ووضف ف ففع لل راا قوقا ووا بات اما مايخ‬
‫العلم فن منزلفة سف ف ف ف ف ف ففاميفة فنجفد فن القرن الكريم ثفا علف العلم وطلفب ال عرففة وإليف‬
‫وقولة تعالف ‪((:‬‬ ‫‪2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بعس اآيات (( قتل هل يست تتالذ ن ييل ين ولل ين ييل مين ولل ))‬

‫(‪ )1‬الزمر ية (‪.)9‬‬


‫(‪)2‬ال جا لة ية (‪)11‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫يرفع هللا ن تييل منل منكم ين تييل أ يتلن ن ن م درجتت )) (‪ )2‬وقولففة (( يقتتل ري زدن‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ع وت))‬
‫كان هدف التربية عند ال سف ففيحيون فن العصف ففور الوسف ففطف إعدا أو تحضف ففير الفر‬
‫الف اآخرا وهن غاية التربية ال سفيحية وبال قابل ايضفا الفسففة االسفنمية تريد وتيكد‬
‫علف مثل هذا االعدا فنجعل من الدنيا مدخل لفهم االخرا‪.‬‬
‫ظهر فن العصف ف ففر االسف ف ففنمن عد كبير من مفكري االسف ف ففنم والفنسف ف فففة اهت وا‬
‫برمور التربية واشهرهم ( الفارابن وابن سينا و الغزالن وابن خلدون)‪.‬‬
‫أ‪-‬الفارابي واراءه التربوية‪.‬‬
‫فن كتابة ( رام أهل ال دينة الفاض ف ففلة) نجد أن هنال تطبيقا آ ار ة الفلس ف فففية فن‬
‫ميدان التربية ‪.‬‬
‫فلقد اقتر الفارابن برنامجا الصف ف ف ف ففن ال دينة كان يعت د علف التربية بوصف ف ف ف فففها‬
‫وس ففيلة إلص ففن ة ‪ .‬أبد علف القدوا الحس ففنة وص فففات الحابم الجيد؛ وذل الن ر يج‬
‫صفففاتة فقد ق نا برصففن ال دينة وأصففبح‬ ‫ال دينة هو أهم أ زام ال دينة فإذا ك ا ل‬
‫فاضف ف ففلة ‪ .‬ولنقو بعس الشف ف ففنم علف التطبيقات التربوية لنظريتة الفلسف ف فففية من خنل‬
‫أ ن ا التربية التن يسعف الف تحقيقها فن شخصية القدوا‪.‬‬
‫‪ -1‬ييكد الفارابن علف أن يتص ففو س ففم الحابم بقوا األعض ففام فيقول‪ :‬أن يالون((تام‬
‫األعضام ‪ .‬قواها مياتية اعضامها علف االع ال التن شرنها ان يالون بها ‪ .‬ومتف هم‬
‫عضفو ما بين أعضفا ة بع ل يالون بة التن علية بسفهولة)) (‪ .)1‬ومن خنل هذه الفقرا‬
‫يتبين لنا أن الفارابن ييكد التربية الجس ية ‪.‬‬

‫(‪ )3‬طة ية (‪.)114‬‬

‫ار العرف بيروت ‪. 1955.‬ص‪.91‬‬ ‫‪ ) 1‬الفارابن ‪.‬ارام اهل ال دينة الفاضلة‬


‫(‪ )2‬ال صدر نفسة ص‪.91‬‬
‫(‪ )3‬ال صدر نفسة ‪.‬ص‪.90‬‬
‫(‪ )4‬ال صدر نفسة ‪.‬ص‪.92‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫‪ -2‬ان يالون الحابم (( بالطبع يد الفهم والتص ف ف ففور لكل مايقال لة فيلقاه بفه ة علف‬
‫مايقصف ف ففده القا ل وعلف سف ف ففب االمر فن نفسف ف ففة ‪ .‬ثم أن يالون يدا الحفظ ل ا يفه ة‬
‫ول ا يراه ول ا يسف ف عة ول ا يدركة وفن الج لة اليالا ينسف ففاه ‪ .‬ثم ان يالون يد الفطنة‬
‫ذكيفا اذا رأت الشف ف ف ف ف ف ففنم بفر نف ليفل فطن لفة علف الجهفة التن ل عليهفا الفدليفل ثم ان‬
‫وبهذه يالون‬ ‫(‪)2‬‬
‫يالون سف ف ففن العبارا يياتية لسف ف ففانة علف ابانة كل مايضف ف فره إبانة تامة))‬
‫الفارابن ييكد علف تن ية القدرات العقلية وتدريبها وهذا يدل علف التربية العقلية ‪.‬‬
‫‪-3‬و أبففد ع لف التربيففة الخلقيففة من خنل صف ف ف ف ف ف ففففات الحففابم فقففال (( ان يالون محبففا‬
‫للكرامة‬ ‫للصففدق وأهلة مبغضففا للكذف واهلة ‪ .‬ثم ان يالون كبير النفج محبا‬
‫تكبر نفسة بالطبع عن كل ما يشين من االمور وتس و نفسة بالطبع الف االرفع منها‬
‫ثم ان يالون الفدرهم والفدنيفار وس ف ف ف ف ف ف ففا ر اعراض الفدنيفا هينفة عنفده ثم ان يالون بفالطبع‬
‫(‪. )3‬‬
‫محبا للعدل واهلة ومبغضا لجور والظلم واهله ا))‬
‫‪ -4‬وأبد الفارابن علف ان يالون الحابم (( محبا للتعلم واالس ف ف ف ففتفا ا‪ .‬منقا ا لة س ف ف ف ففهل‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫القبول الييل ة تعب التعليم والييذية الكد الذي ينالة منة ))‬
‫ومن خنل هذه الصف فففات و دنا اهم الجوانب التربوية فن فلسف فففة الفارابن فن كتابة‬
‫ارام اهل ال دينة الفاضلة ‪.‬‬
‫امفا فن كتفابفة ُ إ صف ف ف ف ف ف ففام العلوم ُ اهنفاف رام تربويفة من خنل تقسف ف ف ف ف ف ففي فة للعلوم‬
‫واهت امة بالتعليم فقام بتقس ففيم العلوم الف ((خ س ففة فص ففول ‪ :‬االول فن علم اللس ففان‬
‫وا از ففة والثففانن فن علم ال نطي وا از ففة والثففالففث فن علوم التعليم ‪ .‬والرابع فن العلم‬
‫الطبيعن وا از ففة وفن العلم االلهن وا از ففة والخففامج فن العلم ال ففدنن وا از ففة وفن‬
‫علم الفقة وعلم الكنم )) (‪.)1‬‬
‫‪1‬‬

‫تحفدث عن تن يفة قفدرات العقفل وتربيتفة تربيفة صف ف ف ف ف ف ففحيحفة فقفال ان العلوم العقليفة‬
‫هن اربعففة (( االول علم ال نطي وهو لففة العلوم ثم النظر بعففد ذل ف عنففدهم امففا فن‬

‫(‪ )1‬سفام الدين األلوسفن ‪ .‬ارسفات فن الفكر الفلسففن االسفنمن ‪ .‬ار الشفيون الثقافية العامة ‪.‬‬
‫بغدا ‪. 1992.‬ص‪210‬‬
‫(‪ )2‬ال صدر السابي ص‪.215‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ال حس ف ف ففوس ف ف ففات وهذا العلم الطبيعن وهو الثانن منها واما ان يالون النظر فن االمور‬
‫التن ورام الطبيعففة من الرو ففانيففات ويسف ف ف ف ف ف ف ونففة العلم اإللهن وهو الثففالففث منهففا والعلم‬
‫الرابع هو الناظر فن ال قا ير ويش ف ف ف ففت ل علف أربعة علوم وتسف ف ف ف ف ف التعاليم أولها علم‬
‫الهندسة وثانيها علم االرن اطبقن وثالثها علم ال وسيقف ورابعها علم الهيئة )) (‪.)1‬‬
‫ومن خنل هذه الجوانب االخنقية التن و دناها فن ثنايا كتابة ارام اهل ال دينة‬
‫الفاضف ف ف ف ف ففلة وا صف ف ف ف ف ففام العلوم و دناه ييكد علف البعد التربوي واه يتة فن بنام مجت ع‬
‫متكامل فاضل وسعيد‪.‬‬
‫ب‪-‬ابن سينا واراءه التربوية‬
‫كتب ابن سف ف ف ف ففينا رسف ف ف ف ففالة تح ل فن أثنا ها افكا ار تربوية وهن ُ رسف ف ف ف ففالة فن تدابير‬
‫ال نازل أو الس ف ف ف ففياس ف ف ف ففات األهلية ُ يو د ابن س ف ف ف ففينا فن كتابة هذا بين البحث بالتربية‬
‫واالخنق والسف ففياسف ففة فيرت أ ن للر ل سف ففياسف ففة مع نفسف ففة وهو ما س ف ف اه ( تدبير الر ل‬
‫نفسف ففة أو سف ففياسف ففة الر ل نفسف ففة وكذل فإن للرؤسف ففام طريقة فن السف ففلوف واالخنق فن‬
‫سياساتهم مع الناس‪.‬‬
‫أما عن أهم األفكار التربوية التي اكدها وتتعلق بفكره الفلسفي فهي‪:‬‬
‫‪ -1‬االهت ام والعناية بالنفج ويسففعف إلف معرفة الفر نفسففة فإن الفر البد من ان يالون‬
‫قا ار علف تربية نفس ففة علف أ س ففن و ة ثم يص ففب لة القدرا علف ال ش ففاركة فن س ففياس ففة‬
‫ال دينة فيقول ابن سف ففينا ‪ ((:‬إن أول ما ينبغن ان يبدأ بة االنسف ففان من أصف ففناف السف ففياسف ففة‬
‫‪.‬سياسة نفسة )) (‪.)2‬‬
‫‪-2‬ابد ابن س ف ففينا ش ف ففخص ف ففية ال ربن؛ لذل (( و دناه ييكد ان العقل هو ال و ة األس ف ففاس‬
‫لسف ف ففلوف الفر علف األصف ف ففعدا ال ختلفة ويطلبة ان يعرف ان لة نفسف ف ففا أمارا بالسف ف ففوم كثيرا‬

‫بغدا ‪ 1929‬ص‪14‬‬ ‫(‪ ) 1‬ابن سينا تدابير ال نازل او السياسات االهلية مطبعة الفن‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫فإن ال ربن إن اسفتطاا إصفن‬ ‫‪2‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ة ال سفاوتم فن طبعها واصفل خلقها))‬ ‫ال عايب‬
‫نفسة يستطيع التحرف إلصن اآخرين ‪.‬‬
‫فن انقيفا هفا‬ ‫‪ -3‬البفد من تعزيز الع فل االخنقن الفذي تقوم بفة النفج وذلف اذا نجحف‬
‫بخلي كريم أو منقبة ش ف فريفة قد‬ ‫فتنج نحو الفضف ففا ل وتبتعد عن الرذا ل ‪ .‬وهن اذا أت‬
‫مستحقة للح د والثنام وأهن للت تع بالسرور والت الن من اللذات)) (‪.)3‬‬
‫‪3‬‬ ‫أصبح‬
‫يحث ابن سففينا علف تربية الصففبيان‬ ‫ب ا ييكد معاقبة النفج ُ ين ا تسففوم طاعتها‬
‫منذ الوال ا مع والده وأن يتعلم مهنة من ال هن ‪.‬‬
‫‪-4‬ب فا ان التربيفة تكون قبفل التعليم ففالتربيفة فن السف ف ف ف ف ف ففنين االولف ثم تفرتن بعفد ذلف‬
‫مر لة التعليم فنبد من تربية الطفل بعد س ف ففن الفطام وتعل ة االخنق الح يدا قبل أن‬
‫تهجم علية االخنق السف ف ف ف ف ففيئة(( وتفا ئة الشف ف ف ف ف ففيم ال ذمومة فإن الصف ف ف ف ف ففبن تتبا ر الية‬
‫غلب‬ ‫مس ف ف ف ففاويم االخنق وتنثال علية الضف ف ف ف ف ار ب الخبيثة معا تكون منة من ذل‬
‫علية فلم يستطيع لة مفارقة والغنة نزوعا ))(‪.)4‬‬
‫‪-5‬يرت ابن س ف ف ف ف ف ففينا االس ف ف ف ف ف ففلوف فن التربية باللين مرا والش ف ف ف ف ف ففدا مرا ك ا ابا العقاف‬
‫الجسدي ولكن ليج بالثرا‪.‬‬
‫‪-6‬اما ع لية التعليم فتبدأ بعد ان تشففتد عو الطفل (( ويسففتوي لسففانة وتهير للتلقين‬
‫ووعف س عة أخذ فن تعليم القرن))(‪.)4‬‬
‫وبذل فإ ن ابن س ففينا يهدف من كتابة الس ففياس ففة اال هن التربية وألن بنام أي‬
‫الن االنسففان هو الذي يقوم ببنام‬ ‫ولة البد من أن تقوم علف اسففاس تربوي صففحي‬
‫ثم ليالون لة ور فن ترسف ففيج‬ ‫الدولة فنبد من ترسف ففيسف ففة علف نظام تربوي صف ففحي‬
‫الدولة ‪.‬‬

‫(‪ )2‬مح د لوف فر ان ‪ .‬راسات فن فلسفة التربية ‪.‬ص‪.197‬‬


‫(‪)3‬تيسير شيل االرض ‪ .‬ابن سينا ‪.‬ص‪.155‬‬
‫(‪ )4‬مح د لوف فر ان ‪ .‬راسات فن فلسفة التربية ‪.‬ص‪.197‬‬

‫(‪ ) 4‬مح د لوف فر ان ‪ .‬راسات فن فلسفة التربية ‪.‬ص‪.197‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ج‪-‬الغزالي واراءه التربوية‬

‫الو الغزالن ابثر من ‪ 70‬كتابا كان ن اقدا للفلس ف ف فففة مدافعا عن الدين وأش ف ف ففهر‬
‫ميلفاتة التن تتض ف ف ف ف ن فيها اآرام التربوية هن ‪ (-:‬إ يام علوم الدين) (رسف ف ف ففالة أيها‬
‫الولد) ‪.‬‬
‫كثير من‬
‫ان مج ل ارام الغزالن التربوية نجدها فن رسفالة (أيها الولد) ولكنة أخذ ا‬
‫اآرام وال با تم التربوية ال ه ة من كتاف ُإ يام علوم الدينُ‪.‬‬
‫إن غاية العلم عند الغزالن ليج إال مرض ف ف ف ف ففاا ي تعالف فيقول فن رس ف ف ف ف ففالة (أيها‬
‫الولد) اعلم ان العلم الذي اليبعدف اليوم عن ال عاصف ففن واليح ل علف الطاعة لن‬
‫يبعفدف غفدا عن نفار هنم واذا لم تع فل بعل ف اليوم ولم تفدارف األيفام ال فاضف ف ف ف ف ف فيفة‬
‫تقول غفدا يوم القيفامفة ‪(( -:‬ففرر عنفا نع فل صف ف ف ف ف ف ففالحفاُ فيقفال ‪ ُ:‬يفاأ ي أنف من هنفاف‬
‫تجنم )) (‪.)1‬‬
‫اهم ايضففا فن ال عرفة العل ية ووضففع ان العلم يرتن من ي يقذفة بالقلب فيقول‪:‬‬
‫يع العلوم من الشف ف ف ار ع والدين والهندسف ف ففة والحسف ف ففاف‬ ‫(( إ ن ي يعطية قوه يدرف بها‬
‫والطب والنجوم وأنواا الصنا ع والحرف)) (‪.)2‬‬

‫أمففا هففدف التربيففة عنففد الغزالن وفه ففا الفضف ف ف ف ف ف ففيلففة والتففدين إذ يقول‪(( :‬الخلي‬
‫الحسفن صففة سفيد ال رسفلين وأفضفل أع ال الصفديقين وهو علف التحقي شفطر الدين‬

‫(‪) 2‬الغزالن ‪ :‬رسالة ايها الولد اللجنة الدولية لتر ة الروا ع االنسانية بيروت ‪ 1951‬ص‪.17‬‬

‫ار الكتب والوثا ي ‪1990‬‬ ‫(‪ )1‬الغزالن‪ :‬رسف ف ففالة فن ال عرفة تحقيي مهند االع سف ف ففم بغدا‬
‫ص‪.18‬‬
‫(‪ )2‬فاخر عاقل ‪ :‬التربية قدي ها و ديثها ص‪.58‬‬
‫(‪ )3‬الغزالن ‪ :‬ايها الولد ص‪.23‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫وث را مجاهدا ال تقين ورياضففة ال تعبدين ويقول ‪((:‬علف ال علم أن ينبهة ال تعلم علف‬
‫ان الغرض من طلب العلوم التقرف الف ي تعالف ون الرياسة وال باهاا )) (‪. )2‬‬

‫وهفذا مفا أبفده الغزالن ففن رسف ف ف ف ف ف ففالتفة أيهفا الولفد بقولفة‪ )):‬خنصف ف ف ف ف ف ففة العلم أن تعلم‬
‫الطاعة والعبا ا ماهن ‪ .‬اعلم أن الطاعة والعبا ا متابعة الش ف ففارا فن االوامر والنواهن‬
‫بالقول والفعل ‪ .‬يعنن ‪:‬بل ماتقول وتفعل وتترف يالون باقتدام الشف ففرا ك ا لوص ف ف‬
‫فن ثوف مغصف ففوف وإن كان‬ ‫يوم العيد وأيام التش ف فريي تكون عاصف ففيا أو صف ففلي‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫صورا عبا ا ترثم ))‬

‫وص ف ففو الغزالن ص ف ففناعة التعليم برنها أش ف ففرف الص ف ففناعات ؛ لذل فال علم أو‬
‫ال ربن هو الذي ينقو علف عقل الطفل مايراه شف ف ف ار أو خي ار ألن عقل الطفل صف ف فففحة‬
‫بيض ف ف ف ففام ويقول فن هذا االمر‪ :‬إن((الص ف ف ف ففبن أما أنة عند والدية وقلبة الطاهر وهرا‬
‫نفيسف ففة سف ففاذ ة خالية من كل نفج وصف ففورا وهو قابل لكل ماينقو علية وما ل الف‬
‫‪.‬وكرننا هنا فن أقوال الغزالن هذه ماقالة في ا بعد ون لوف‬ ‫(‪)1‬‬
‫بل ماي ال بة الية))‬
‫عل لل علم أه ية كبيرا من النا ية التربوية ((‬ ‫من ان العقل صفففحة بيضففام ‪ .‬لذل‬
‫فال ربن يخرج االخنق السيئة منة بتربيتة ويجعل مالانها خلقا سنا ومعنف التربية‬
‫يشف ففبة فعل الفن الذي يقلع الشف ففوف ويخرج النباتات اال نبية من بين الزرا ليحسف ففن‬
‫نباتة ويال ل ريعة وال بد للسال من شيل يي بة ويرشده الف سبيل ي تعالف الن ي‬
‫ارسل للعبا رسوال لنرشا الف سبيلة))(‪.)2‬‬
‫د‪-‬ابن خلدون واراءه التربوية‪-:‬‬

‫(‪ )1‬مصطفف امين ‪:‬تاريل التربية القاهرا ‪ 1925‬ص‪. 177‬‬


‫(‪ )2‬الغزالن ‪ :‬ايها الولد ص‪.23‬‬
‫(‪ )3‬ابن خلدون مقدمة ابن خلدون ‪ .‬ال طبعة اال بية ‪ .‬بيروت‪ .1900.‬ص‪-536‬ص‪.537‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ياعد ابن خلدون من أهم الفنس فففة الذين عنوا بال جت ع ومش ففالنتة فهو من اش ففهر‬
‫ميس ف ف فسف ف ففن علم اال ت اا أو علم الع ران الذي عف الية فن أهم كتبة ُ مقدمة ابن‬
‫خلدون ُ‬
‫وضف ف ف ف ف ف ففع ابن خلفدون للتربيفة والتعليم مالفانفة كبيرا عنفده ان العلم والتعليم هو امر‬
‫طبيعن لكفل انسف ف ف ف ف ف ففان؛ النفة ي تفاز من الحيوان (( بفالفكر الفذي يهتفدي بفة لتحصف ف ف ف ف ف فيفل‬
‫معاشة والتعاون علية مع أبنام نسة واال ت اا ال هير واتباا صن أاخراه)) (‪.)1‬‬
‫تحف ففدث ابن خلف ففدون فن ال قف ففدمف فة عن أنواا العلوم ومالف ففانتهف ففا (( فيرت أن العلوم‬
‫ال تعارفة بين أهل الع ران علف صف ف ففنفين ‪ :‬علوم مقصف ف ففو ا بالذات كالشف ف ففرعيات من‬
‫التفسفير والحديث والفقة وعلم الكنم وكالطبيعيات وااللهيات من الفلسففة والعلوم‬
‫هن وسففيلة لية لهذه العلوم كالعربية والحسففاف وغيره ا للشففرعيات وكال نطي للفلسفففة‬
‫ورب ا كان لة لعلم الكنم وألصف ف ف ففول الفقة علف طريقة ال ترخرين فرما العلوم التن‬
‫هن لة لعلم الكنم والصول الفقة علف طريقة ال ترخرين ‪.‬‬
‫فاما العلوم هن مقاصف ف ففد فن رج فن توسف ف فعة الكنم فيها والتفرا ال سف ف ففا ل‬
‫وابتشف ف ف ف ف ف ففاف األ لفة واالنظفار ففان ذلف طفالبهفا ت النفا فن ملكتفة وايضف ف ف ف ف ف ففا فا ل عفانيهفا‬
‫ال قصف ف ف ف ففو ا اما العلوم التن هن لة لغيرها مثل العربية وال نطي وامثالها فنينبغن‬
‫ان ينظر فيها اال من يث هن لة لذل الغير فق )) (‪.)1‬‬
‫‪2‬‬

‫طر ي التدريج فرولها البدم من السهل الف الصعب اي التدرج فن التعليم ‪ .‬وكان‬
‫اما ا‬
‫يعت د علف طريقة (( البدم من االمثلة الحس ف ففية ذل ان ال بتدا ض ف ففعيو الفهم فنبد‬
‫‪3‬‬

‫من أمثلة سية تعينة علف فهم ما يلقف إلية)) (‪.)2‬‬


‫علف ال علم أن يتخذ أاس ف ف ففلوف اللين مع الطفل ال تعلم ؛ ذل الن الش ف ف ففدا علف‬
‫الطفل مض ف ففرا بة وفن ذل قال ابن خلدون (( ومن كان مرباها بالعس ف ففو والقهر من‬

‫(‪ )1‬ابن خلدون مقدمة ابن خلدون ص‪.537‬‬


‫(‪ )2‬فاخر عاقل ‪ :‬التربية قدي ها و ديثها ‪.‬ص‪14‬‬
‫(‪ )3‬ابن خلدون‪:‬ال قدمة ص‪.540‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ال تعل ين او ال الي أو الخدم سف ف ف ففطا بة القهر وضف ف ف ففيي عن النفج فن انبسف ف ف ففاطها‬
‫وذهب بنشف ففاطها و عاه الف الكسف ففل و ل علف الكذف والخبث وهو التظاهر بغير‬
‫مافن ض ف ف ف ف ف ف يره خوفا من انبسف ف ف ف ف ففا االيدي بالقهر علية وعل ة ال الر والخديعة لذل‬
‫ص ف ف ففارت لة هذه عا ا وخلقا وفس ف ف ففدت معانن االنس ف ف ففانية التن لة من يث اال ت اا‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫والت رن وهن الح ية وال دافعة عن نفسة او منزلة))‬
‫وكفان أريفة فن تهفذيفب االطففال علف القفدوا الحسف ف ف ف ف ف فنفة ذلف الن االطففال يفرخفذون‬
‫بالتقليد وال حاباا ابثر م ا يرخذون بالنص ف ف واالرشف ففا ومن أ سف ففن مانختم بة كنمنا‬
‫علف رام ابن خلدون التربوية هو قول الرش ففيد ل علم ولده االمين والذي أاعجب بة‬
‫ابن خلدون وو د فية مثاال يدا فن التربية‪ .‬فيقول ابن خلدون (( من أ سف ف ففن مذاهب‬
‫التعليم ماتقدم بة الرشف ف ف ففيد ل علم ولده قال خلو اال ر‪ :‬بعث الف الرشف ف ف ففيد فن تر يب‬
‫ولده مح د االمين فقالُ ياأ ر إن أمير ال يمنين قد فع الي مهجة نفسف ففة وث را‬
‫قلبة فيص ف ف ففير يدف علية مبس ف ف ففوطة وطاع تة ل وا بة فكن لة بحيث وض ف ف ففع أمير‬
‫ال يمنين اقر ة القرن وعرفة األخبار وروه األش ف ففعار وعل ة الس ف ففنن وبصف ف فره ب واقع‬
‫الكنم وبد ة وامنعة من الضف ففح إال فن أوقاتة وأخذها بتعظيم مشف ففايل بنن هاشف ففم‬
‫إذ خلوا علية ورفع مجالج القوا اذا ض ف ففروا مجلس ف ففة ؛ والت رن ب س ف ففاعة اال وان‬
‫ذهنفة وال ت عن فن مس ف ف ف ف ف ف ففامحتفة‬ ‫مغتنم ففا فدا تفيفده ايفاهفا من غير ان تحزنفة فت يف‬
‫بالشف ففدا‬ ‫بالقرف وال نينة فإن أباه ا فعلي‬ ‫فيسف ففتحلن الفراغ ويرلفة وقومة مااسف ففتطع‬
‫والغلطة )) (‪.)1‬‬
‫‪1‬‬

‫ثالثا‪-‬التربية في العصر الحديث أوالفلسفة الحديثة ‪-:‬‬


‫فن اوربا فن القرنين الخامج عش ففر والس ففا س عش ففر‬ ‫كان للنهض ففة التن دث‬
‫التربيفة ذات مففاهيم‬ ‫اثر كبير فن تغيير مفهوم التربيفة وأهفدافهفا بحيفث (( أصف ف ف ف ف ف ففبحف‬

‫(‪ )1‬ابن خلدون‪:‬ال قدمة‪. .‬ص‪541‬‬


‫(‪)2‬عبفد الجبفار توفيي ‪ :‬بفاسف ف ف ف ف ف ففل امين عبفد القفا ر ‪ .‬ال فة عبفد ي البزاز ‪ .‬مبفا ا التربيفة مطبعفة‬
‫‪. 1978. 1‬ص‪.23‬‬ ‫يل ‪ .‬بغدا‬
‫(‪)3‬عبد ي عبد الدا م ‪ :‬التربية عبر التاريل ‪.‬ص‪. 270‬ص‪.271‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫وأهداف ديدا تاعد انقنبا ش ف ففامن علف ما كان يس ف ففو اوربا فن العص ف ففر الوس ف ففي من‬
‫مفاهيم واهداف للتربية تركزت علف التعليم الدينن وترسف ف ففيل النظام الطبقن االقطاعن‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الذي كان سا دا انذاف ))‬
‫فن القرن الس ففا س عش ففر وض ففع معنف ديدا للتربية فن العص ففر الوس ففي هن‬
‫((من الو هة النظرية علف األقل أوس ف ففع من وأر ب وأبثر تحر ار تقيم وزنا للص ف ففحة‬
‫الجسف ففدية والنفسف ففية وتعنن بتدريب الجسف ففم ك ا تعنن باطنق سف ف ار العقل وتحريره من‬
‫وتتوافرعلف إيقاظ القوت ال عنوية‬ ‫قيو ه بعد ان ظل بيج فن العص ف ف ف ف ف ففر الوس ف ف ف ف ف ففي‬
‫لأل ف ار بدال من ان نكبتها وتسف ف ففتبدل باالبحاث اللفظية الجدلية ابحاثا واقعية فتقدم‬
‫األشيام علف االلفاظ وتنزا الف ان تكون االنسان كالل وفن س ة وعقلة وفن ذوقة‬
‫وفن قلب ففة وإ ار تففة بففدال من ان تن ن ملك ففة وا ففدا لففديففة هن ملك ففة البرهففان‬ ‫وع ل ففة‬
‫العقلن وبدال من ان تجعل االنسان لة دل )) (‪.)3‬‬

‫ظهر فن هذا القرن ابحاث نظرية فن التربية نجدها فن ميلفات ايراس ف ف ف ف ف ف ف ففوس‬
‫‪ * Erasmus‬ورابلن‪ **Rabelais‬ومونتينن ‪***Montigne‬‬
‫هنال ابحاث ع لية فن التربية التن نجدها ُ اوال فن ن و النزعة االنسف ف ف ف ف ففانية والر وا‬
‫الف اآ اف القدي ة علف نحو ما نلقن ذل خاصففة فن الكليات االولف التن انشففرتها‬
‫الج اعات اليسفوعية وفن الكليات البروتسفتانية من قبل والسفي ا كلية ُسفت ارزيورا التن‬
‫بان يديرها ُشتورم‪Sturm‬الشهير ‪ 1589-1537‬ونجدها بعد هذا فن التجديد الذي‬
‫ط أر علف التعليم العالن والذي يظهر بخاصف ف ففة فن انشف ف ففام كلية فرنسف ف ففا (‪ 1530‬وفن‬
‫الففدروس ال ار عففة التن كففان يلقيهففا راموس ‪ Ramus‬ونجففدهففا اخي ار فن التقففديم الففذي‬
‫إ صف ففابة التعليم االبتدا ن بفضف ففل ال حاوالت التن قام بها ال صف ففلحون البروتسف ففتان‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫والسي ا ُلوثرُ‬

‫* الذي يعتبر م ثن للنهض ففة فن عهدها الثانن وقد قض ففف ياتة الطويلة فن التبش ففير برن التربية‬
‫الجدية ضرورية فن االصن االخنقن والدينن والتربوي الذي تحتا ة اوربا اشد الحا ة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫اما فن القرن الس ف ففابع عش ف ففر فحص ف ففل تطورملحوظ فن فلس ف فففة التربية وذل بس ف ففبب‬
‫ا ت الف ظهور الكثير من العل ففام وتطور ال نه التجريبن ‪.‬‬ ‫النهض ف ف ف ف ف ف ففة العل يففة‬
‫اتجاها واقعيا وتنقسف ف ففم الفلسف ف فففة الواقعية او التربية الواقعية‬ ‫وبهذا فرن التربية اتجه‬
‫علف ثنثة اقسام ‪-:‬‬
‫‪-1‬االتجاه الواقعي االنســـــاني ‪ -:‬كان أص ف ف ففحاف هذا االتجاه الفلس ف ف فففن قد ((س ف ف ففل وا‬
‫بره ية اللغات القدي ة و ابها ولكنهم نظروا اليها كواس ف ففطة ال كغاية أي أنهم إعتبروا‬
‫اللغات القدي ة و ابها العالية وسف ف ففيلة يصف ف ففلون بها الف تطبيي تل ال با يم واالفكار‬
‫التن ام بها االقدمون فن ياتهم الحاض فرا )) (‪ .)1‬ومن أهم ال ربين فن هذا االتجاه‬
‫‪1‬‬

‫هو ال ربن االنكليزي مليتون وضف ف ف ف ففع تعريفا للتربية ينطبي علف رو التربية فن كل‬
‫العصف ف ف ف ف ف ففور وإليف هفذا التعريف‪ ((:‬التربيفة الصف ف ف ف ف ف ففحيحفة الكفاملفة التن تعفد الر فل للقيفام‬
‫بوظا و الحياا الخاصة والعامة فن السلم والحرف بشرف وعقل وبراعة ))(‪.)2‬‬
‫‪-2‬االتجاه االجتماعي الواقعي ‪ -:‬ينظر اص ف ف ففحاف هذا االتجاه الفلس ف ف فففن الف التربية‬
‫علف أنها (( وس ففيلة العدا الفر للحياا اال ت اعية النا حة )) (‪ .)3‬فإنهم يربدون أن‬
‫أهم ع ل تربوي عندهم هو (( الر لة والسف ف فففر فن سف ف ففبيل اختيار العالم والتعرف علف‬

‫** وهو خير عفال فا واس ف ف ف ف ف ف فتفاذ فامعفة وهجفام ذا ميول انسف ف ف ف ف ف ففانيفة ‪ .‬واعظم اع فالفة محفاربتفة لحيفاا‬
‫معاصرية الشاللية الضحلة غير الصحيحة فن الدولة والكنيسة وال درسة‪.‬‬
‫*** هو اول واشف ف ف ف ف ف ففهر م ثفل للواقعيفة اال ت فاعيفة وقفد كتفب فن التربيفة مقفاالت عفديفدا‪ .‬عبفد ي‬
‫عبد الدا م ‪ :‬التربية عبر التاريل ص‪.272‬‬
‫(‪) 1‬عبد ي عبد الدا م ‪ :‬التربية عبر التاريل ص‪.272‬‬

‫(‪ )1‬عبد ي مشنوق ‪ :‬تاريل الترية ص‪.176‬‬


‫عبد ي البزاز مبا ا التربية ‪.‬ص‪.26‬‬ ‫ال‬ ‫(‪ )2‬عبد الجبار توفيي ‪ :‬باسل امين عبد القا ر‬
‫(‪ )3‬فاخر عاقل ‪ :‬التربية قدي ها و ديثها ص‪.112‬‬
‫(‪)4‬ال صدر نفسة ص‪.114‬‬
‫(‪)5‬مح د ك ال يوسو عالية ‪:‬الفكر التربوي ص‪.118‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫الناس إ ذ بالس ف ف ف فففر يحص ف ف ف ففل االنس ف ف ف ففان علف معرفة ع لية وثقافة ع يقة مص ف ف ف ففدرها‬
‫اال تكاف ال باشفر بالبن األاخرت والناس اآخرين الذين التعرف بهم الد ارسفة األ بية‬
‫االتعريفا سطحيا )) (‪.)4‬‬
‫من أ برز ال ربين فن هذا االتجاه هو ال ربن الفرنسف ف ف ففن ُ ميشف ف ف ففال ي مونتاتنُ‬
‫(‪)1592- 1523‬وقفد كتفب فن التربيفة مقفاالت عفديفدا‪ .‬امفا راؤه التربويفة فهو كفان ((‬
‫ميمنفا بقي فة الريفاضف ف ف ف ف ف ففة البفدنيفة وتفدريفب الحواس ويوافي القفدمفام علف اعتقفا هم بفرن‬
‫العقل السف ف ففليم فن الجسف ف ففم السف ف ففليم ويقول البدم بتعليم اللغة القومية وبط ار ي طبيعية‬
‫ولذل كثي ار ما كان ياعد من الواقعين ولكن هذا خطر النة اليشفد فن ضفرورا ارسفة‬
‫الحوا ث الطبيعية وال يعتقد برن ال عرفة هن غاية التربية )) (‪. )5‬‬

‫‪ -3‬االتجاه الواقعي الحسي ‪-:‬‬


‫هو االتجاه الفلس ف ف ف ف فففن التربوي الذي ييكد علف ا ترام العلوم واس ف ف ف ف ففتخدام طريقة‬
‫عل يفة فن التفكير وأصف ف ف ف ف ف فحفاف هفذه ال فدرسف ف ف ف ف ف ففة يعتقفدون ((إن ال عرففة تفرتن أوال إلف‬
‫ويرون االهت ففام بففالتربيففة والتعليم عن طريي الخبرا‬ ‫االنس ف ف ف ف ف ف ففان عن طريي الحواس‬
‫الحسف ف ففية ومن ظة األشف ف ففيام فن واقعها وترسف ف ففيسف ف ففها علف النشف ف ففا الحسف ف ففن أبثر من‬
‫والتعليم‬ ‫اعت ا ها علفف نشا الفذابرا)) (‪ .)1‬وبذل فإن الهدف من فن التريية‬
‫‪1‬‬

‫عنفد ال فدرسف ف ف ف ف ف ففة الواقعيفة هو (( تزويفد التل يفذ بفال عرففة التن يحتفا هفا للحيفاا فن العفالم‬
‫الطبيعن ‪ .‬ومثفل هفذه ال عرففة سف ف ف ف ف ف ففتوفر لفة ال هفارات الضف ف ف ف ف ف ففروريفة لتحقيي يفاا امنفة‬
‫وسف ف ف ف ف ف ففعيفدا ‪ .‬ان هفدف التربيفة لفدت الواقعن ليج بفالفدر فة األاولف تحويفل كفل طففل الف‬

‫(‪)1‬مح د منير مرسف ‪ :‬فلسفة التربية اتجاهاتها ومدارسها عالم الكتب ‪ 1993‬ص‪.180‬‬
‫(‪)2‬مح د مح د ك ال يوسو عالية ‪ :‬الفكر التربوي ص‪.118‬‬
‫‪1‬‬ ‫ار ع ار للنشف ف ف ف ف ففر والتوزيع ع ان‬ ‫(‪)3‬عبد ي زاهن الرشف ف ف ف ف ففدان ‪ :‬علم اال ت اا التربوي‬
‫‪ 1984‬ص‪.84‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫شف ف ففنم نا ر وفر ي إن ا تع ل التربية علف ت الينة من ان يصف ف ففير شف ف ففخصف ف ففا متوافقا‬
‫والثقافية )) (‪.)2‬‬ ‫سنا ‪ .‬وان يالون منسج ا عقليا و س يا مع البيئة ال ا ية‬
‫و من إنص ف ف ف ففار هذا ال ذهب هو فرنس ف ف ف ففيج بيالون الذي نا ت باس ف ف ف ففتع ال طريقة‬
‫االس ففتقرام وهذه الطريقة هن (( التن ي الن التوص ففل بها الف ال عرفة ورأت ان العالم‬
‫ينبغن عليفة ان ين ظ الطبيعفة ويقوم بج يع ال علومفات الكثيرا ويصف ف ف ف ف ف ففل الف التع يم‬
‫من ال علومفات الجز يفة عن طريي أ و فة التش ف ف ف ف ف ف ففابفة بينهفا))(‪.)3‬وهنفالف اتجفاه خر فن‬
‫التربية الحديثة يسف ف ف التربية التشف ففاليلية أو التهذيبية أو الترويضف ففية وياعد الفيلسف ففوف‬
‫االنكليزي ون لوف واضفع هذا ال ذهب فن التربية وسفوف نوضف فلسففتة التربوية فن‬
‫ال با ث الن قة من الرسالة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫المبحث الثالث‬
‫دور جون لوك في تأسيس فلسفة التربية‬
‫ون لوف من أبرز م ثلن ُ النزعة التهذيبية ُ * فن القرن الس ف ف ففابع عش ف ف ففر‬
‫ب ا اش ف ف فرنا سف ف ففابقا التن تقوم علف مبدأين ر يسف ف ففين ه ا ‪ :‬النظره الف التربية علف انها‬
‫عامة واعتبار شفالل الع لية التربوية اهم من الشفنم ال تعلم‬ ‫تهذيب ل لكات الشفخ‬
‫نفسة وأشهر الفنسفة التربويين الذين فعوا عجلة التطور التربوي أو النظرية التربوية‬
‫الف االمام (( فقد اسف ففتطاا لوف أن يضف ففع األسف ففاس الفلسف فففن لهذه النزعة التهذيبية‬
‫ويحدث توس ف ففعا فن مفهومها ويقتر من األهداف وال ناه الد ارس ف ففية والطرق التعلي ية‬
‫مايت شف مع مبا ها )) (‪.)1‬‬
‫وقففد‬ ‫تهففذيففب العقففل وتن يففة ال ففدارف أولف وأ ففدر بففالعنففايففة من الفففا ففدا الع ليففة‬
‫ذهب هيالم الف كل ماتقدم ارسففتة من عقل االنسففان وتسففاعد علف تن ية قواه الفكرية‬
‫م ا يسففوغ إ خالة فن مناه الد ارسففة وإن لم تكن لة منفعة ع لية فن الحياا واشففياا‬
‫هذا الرأي يس ون أنصار ال ذهب التهذيبن فن التربية ‪.‬‬

‫قفام لوف بتطوير مفهوم فلسف ف ف ف ف ف فففة التربيفة الفذي كفان س ف ف ف ف ف ف ففا فدا فن القرن الخفامج‬
‫والسففا س عشففر وذل (( بر خال عنصففر ديد أال وهو مفهومة عن طبيعة ال تعلم‪-‬‬
‫وهو ال فهوم الذي يعرف بف ُ الصفحة البيضام ُ‪ ُ Tabul aresa‬والذي يقوم علف ان‬
‫وسففوف أاوض ف أبثر عن‬ ‫(‪)2‬‬
‫مين ه عبارا عن صفففحة بيضففام ))‬ ‫عقل االنسففان وق‬
‫عنقة التربية بنظريتة الفلسفية بتفصيل فن الفصل الثانن ال بحث األول ‪.‬‬

‫(*) ان اص ففل كل ة تهذيب من الفعل (هذف) والتهذيب كالتنقية هذف الش ففنم يهذبة هذبا وهذبة‬
‫النقن من العيوف ور ل مهذف اي‬ ‫نقاه واخلص ف ف ف ف ففة وقيل اص ف ف ف ف ففلحة وال هذف من الر ال ال خل‬
‫مطهر االخنق واصل التهذيب تنقية الحنظل من شح ة ومعالجة بة تف يذهب م اررتة وبطيب‬
‫أبلاة‪.‬ع ر مح د التومن‪:‬تطور النظريات واألفكار التربوية ص‪.119‬‬
‫(‪)1‬ع ر مح د التومن الشيبانن ‪ :‬تطور النظريات واالفكار التربوية ‪ .‬ص‪.126‬‬
‫(‪)2‬سعد التل‪:‬ال ر ع فن مبا يم التربية م ار عة ‪ .‬موسف بريل ع ان االر ن ‪ .‬ص‪.41‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫بعس ال يرخين والبا ثين منهم بول منرو يضف ف ف ف ففعون لوف ض ف ف ف ف ف ن ال درسف ف ف ف ففة‬
‫الواقعية الحس ف ف ف ففية فهو يعتبر من روا هذا االتجاه ولة ور كبير فن ترس ف ف ف ففيج هذه‬
‫ال درسة‪.‬‬
‫بالرغم من انة اليتفي مع بعس ارام اصف ف ف ف ففحاف الحركة الواقعية مثل ميشف ف ف ف ففيل ي‬
‫عنهم فن ال بحففث‬ ‫مونتين وفرنسف ف ف ف ف ف ففيج بيالون و ون اي ون كومنيوس ولقففد تحففدث ف‬
‫االول فن ال درسففة الواقعية الحسففية إال أنة هناف أشففيام يتفي فيها معهم ونا ت بها‬
‫لوف ولكن هففذا االتفففاق ليج وهريففا ولكن ثففانوي ف ثن (( يتفي لوف مع ُ مونتينُ‬
‫فن أشففيام كثيرا ونوا متعد ا فكنه ا عارض الجزم االعظم من التربية القا ة فن‬
‫العص ففور الوس ففطف وكنه ا نا ت برن تكوين االخنق الص ففالحة للحياا فن ال جت ع‬
‫القفا م هو الغرض الحقيقن للتربيفة وليج هو التفدريب العقلن ك فا كان يرت غيره فا ‪.‬‬
‫وكل منه ا يفض ف ففل نظام التل يذا علف مرف خاص ال فن مدرس ف ففة وكنه ا ينص ف ف‬
‫بالسففبا ة بوصفففها إ دت الوسففا ل ال ه ة للتربية ويعارض فكرا الحفظ عن ظهر قلب‬
‫وان اللغة النتينية يجب ان تكون زما من ال نه ؛ الن معرفة تل امر ض ف ف ف ففروري‬
‫للر ل الكامل ال هذف وان التربية ينبغن ان تكون ع لية وان تجعل ال تعلم صف ففالحا‬
‫لحياا عصره الواقعية)) (‪.)1‬‬
‫يس ف ف ففلم الواقعيون ب ا ذهب إلية لوف من(( ان االنس ف ف ففان عند مين ه وعقلة ص ف ف فففحة‬
‫االنسفان‬ ‫بيضفام وباتصفالة بالواقع تنطبع فن ذهنة ا اسفيج ومشفاعر وهالذا يتعلم‬
‫)) (‪ .)2‬وبهذا ياعد لوف ض ف ف ن ميس ف فس ف فن الحركة الواقعية الحسف ففية ؛الن ار ة الفلسف فففية‬
‫التربوية تعد ال صدر الر يج لهذه ال درسة ‪.‬‬

‫(‪)1‬ب ول منرو ال ر ع فن تاريل التربية ‪ .‬تر ة ص ففال عبد العزيز ‪ .‬م ار عة امد عبد القا ر ‪.‬‬
‫مالتبة النهضة العربية ‪ .‬مصر ‪ .‬ص‪. 202‬‬
‫‪(2)John Locke: Essay Concerning Humane Understanding, Edited by,p.h.‬‬
‫‪Nidditch,Oxford,1965,Bk1,Ch2,Sec1,p48.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫البففد من االش ف ف ف ف ف ف ففارا إلف ان لوف ا ففد م ثلن النزعففة الطبيعيففة *للتربيففة وذلف الن‬
‫روسو يقرر فن كثير من ال واضع أنة مدين لة ب ذهبة (‪. )1‬‬
‫امتدا ا ُ‬ ‫ك ا اننا نجد لة ور فن ُ ال درس ف ف ف ففة الترابطية البريطانية ُ** التن كان‬
‫لنظرية ارس ف ف ف ففطو الترابطيةُ فقد أتف بعد هوبز فن قا ة الترابطيين االنكليز وص ف ف ف ففرف‬
‫ا ل اهت امة فن كتابة ( مقالة فن الفهم البشري سنة) ‪ 1690‬بين فية أفكاره الترابطية‪.‬‬
‫قام ون لوف فن ابعا فلسف ف فففة التربية عن نظريات ماورام الطبيعة و و هها نحو‬
‫التجارف العل ية فقد اسف ف ف ففتطاا بذل ان يفصف ف ف ففل الد ارسف ف ف ففة السف ف ف ففيالولو ية عن البحوث‬
‫ال يتافيزيقية ‪.‬‬

‫تهففدف الف اخففذ الطفففل ب ففا يوافي طبففاعففة وين م‬ ‫(*) النزعففة الطبيعيففة ‪ :‬وهن نوا من التربيففة‬
‫ميولة ورغباتة وبحث علف تش ف ف ففجيع غ ار زه واعطامه اببر نص ف ف ففيب مس ف ف ففتطاا من الحرية ويع ل‬
‫علف ت جيد الطبيعة وتقوية صففلة النشففنم بها وب ا وتة من يوان ونبات و ا ُ‪ .‬تاريل التربية‬
‫مصطفف امين ص‪274‬‬
‫(‪)1‬بول منرو‪ .‬ال ر ع فن تاريل التربية‪ .‬ص‪.204‬‬
‫** ال درسفة الترابطية البريطانية هن امتدا لنظرية ارسفطو الترابطية وابرز الترابطيين البريطانيين‬
‫تس ف ف ف ف ف ف فعف ففة هم‪ .‬هوبز ( ‪1588‬م‪1679-‬م ) ولوف (‪1632‬م‪1704 /‬م) و ورج بركلن (‪1685‬م‪-‬‬
‫‪1753‬م وهيوم (‪1711‬م‪1776-‬م) وهف ففارتلن (‪1705‬م‪1757 -‬م) وبروان ( ‪1778‬م‪1820-‬م )‬
‫و ي ج مففل (‪1773‬م‪1836-‬م ) ون مففل ( ‪1806‬م‪1873 -‬م) – والكس ف ف ف ف ف ف فنففدربين (‪1818‬م‪-‬‬
‫‪ 1903‬م ) ‪ .‬ولقد اقتفف التسف ف ف ف ف ف ففعة اثر ارسف ف ف ف ف ف ففطو وقالوا مثلة بقوانين االرتبا وان الع ليات العقلية‬
‫اسففاسففها التنبهات الحسففية وانها ركة ذهنية تشففبة الحركة الحسففية وتضففاهيها تسففتثار علف شففالل‬
‫افكار سف ففتبقف بعد ان تزول ال يثرات الحسف ففيةُ‪ .‬عبد ال نعم الحفنن موسف ففوعة مدارس علم النفج‬
‫مالتبة ال دبولن ‪ .‬مصر‪ 1940.‬ص‪.265‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ومنذ عهده أخذت ارس ففة ا وال النفج تتكون علف ش ففالل علم قا م بذاتة ذي موض ففوا‬
‫معين ومنفاه ثفابتفة فن كتفابفةُ بعس االفكفار عن التربيفة (( عفال موضف ف ف ف ف ف ففوعفا مه فا‬
‫يرتب بفلسف ف ف ف ف فففة التربية ارتباطا وثيقا وهو اهداف التربية ك ا عا فن كتابة الف تطبيي‬
‫نظام تربوي ينطلي من الوقا ع ويرتكز علف علوم الطبيعة)) (‪.)1‬‬
‫باصف ف ف ففدار هذا الكتاف اصف ف ف ففب لة اه ية ومالانة كبيرتين فن تطور النظرية التربوية‬
‫فن النظرية‬ ‫فن عصف ف ف ف فره ويصف ف ف ف فففة ُ يوران ُ (( بانة أع ي الد ارسف ف ف ف ففات التن كتب‬
‫التربوية فن عصر لويج الرابع عشر واعظ ها نفوذا )) (‪.)2‬‬
‫‪1‬‬

‫تنصب فن ثنثة محاور أو ثنثة او ة ‪.‬‬ ‫اما أهم ار ة التربوية فن كتابة فكان‬
‫‪ .1‬التربية البدنية‬
‫‪ .2‬التربية الخلقية‬
‫‪ .3‬التربية العقلية‬
‫وسوف نفصل هذه االو ة الثنثة فن ا ناه‬
‫تف تش ف ف ف ل‬ ‫وبهذا فإ ن يس ف ف ففعف الف تحقيي ن و متكامل الش ف ف ففخص ف ف ففية للتل يذ‬
‫س ة وعقلة وخلقة‪:‬‬
‫‪ -1‬التربية البدنية‪ -:‬عل لوف التربية البدنية فن ال رتبة االولف اله ية صحة‬
‫الجس ففم ويقول‪ :‬إن(( الص ففحة ض ففرورية الع النا والس ففعا ا والكيفية ال طلوبة لجس ففم‬
‫قوي قا ر علف تح ل ال شاق والتعب ))(‪.)3‬‬
‫وقال عن التربية البدنية (( العقل السف ف ففليم فن الجسف ف ففم السف ف ففليم وصف ف ففو قصف ف ففير‬
‫ولكنة تام لتحقيي السعا ا فن هذا العالم ))(‪.)4‬‬
‫ان اهم االشيام التن تقوم علف صحة االنسان وخصوصا االطفال هن الهوام الطلي‬
‫وك ا ييكدعلف تعويد الطفل علف الح اررا‬ ‫واللعب فن الري والش ج وبدون قبعة‬

‫(‪ )1‬رونن ايلن الفا ‪.‬موسف ففوعة اعنم الفنسف فففة العرف واال انب ‪ .‬م ار عة ورج نحل ‪.‬ج‪ . 2‬ار‬
‫الكتب العل ية ‪ .‬بيروت ‪ .‬لبنان ‪.1920. 1 .‬ص‪.380‬‬
‫(‪)2‬مح د منير مرسف ‪ .‬تاريل التربية فن الشرق والغرف ‪ .‬عالم الكتب ‪ .‬الكوي ‪ .‬ص‪.394‬‬
‫‪(3) John Locke: Some Thoughts Concerning Education,New‬‬
‫‪York,1909, p1.‬‬
‫‪(4) Locke:opcit .Ibid. p5‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫والبرو ا ‪ .‬فضن عن تربيده ضرورا أال تكون منبج الطفل ضيقة وخاصة عند الرضاعة‬
‫فان ال نبج الضيقة سوف تتسب بضيي الصدر والر تان‪.‬‬
‫و يحث لوف علف عدم ارتدام ال نبج الثقيلة او شديدا الح اررا فن الشتام‬
‫ب ا ينص بعدم تغطية الرأس فيقول‪ (( :‬إن أبثر األمراض مثل الصداا والبر والسعال‬
‫( ‪)1‬‬
‫الحار)) ‪.‬‬ ‫والعديد من االمراض االخرت تاتن من فظ ال أرس‬
‫و ييكد أيضا ضرورا استح ام االطفال ((وليج فق من اقدامهم ولكن بالامل الهيئة‬
‫مرا وا دا فن اليوم‬ ‫فن مام بار )) (‪.)2‬وتحدث عن الطعام فهو ينص بطعام بسي‬
‫من اللحم وان يالون بدون صلصة وان يربل الخبز بشالل وفير فن الغذام اما الفطور‬
‫والعشام فينص بالحليب والحسام واللبن والخبز و يحذر من عدم االبثار من ال ل‬
‫يع التوابل ‪.‬‬ ‫واستخدام‬
‫للطفل الشرف ون االبل ب ا ذر من ال شروبات الرو ية‬ ‫والبد من اال يس‬
‫فهو يحث علف االبثار من ابل الفابهة‬ ‫و عل الفابهة من أهم االشيام للصحة‬
‫وبخاصة التفا ‪ .‬اما النوم فلة أثر كبير فن ال ساه ة فن ن و االطفال وصحتهم و‬
‫مبالر وذل من ا ل تحسين‬ ‫يحبذ تعويد الطفل علف الذهاف الف الفراش فن وق‬
‫وضعهم الصحن‪ .‬من خنل ماقالة عن التربية البدنية يتبين لنا ان ون لوف بحث بحثا‬
‫منظ ا ذا خطة فن الطعام وااللبسة ونوم الطفل‪.‬ال ش انة يقسو علف االطفال قسوا‬
‫ببيرا ولكن هذا ير ع لصال األطفال و بة لهم ؛ الن للجسم اإلنسان يجب أن يعتا‬
‫علف كل شنم وهناف مثال بسي لبطرس الكبير* ين أرت ذات يوم ان من النزم ان‬
‫يقضن بان اليشرف‬ ‫يع ال ن ين شرف ال ام ال ال (( فرصدر ام ار بذل‬ ‫يعتا‬

‫‪(1) John Locke:some thoughts concerning Education .p.5‬‬


‫‪(2) Locke:opcit .Ibid .7‬‬
‫* هو قيص ف ف ف ففر روس ف ف ف ففيا (‪ ) 1725- 1682‬امتاز ببطولتة ‪ .‬فت قلعة ازوف التركية ‪ 1696‬ومدن‬
‫الش ففعوف ال س ففالوبية ونظم الجيو وال نف اال اري و رر ال را ‪ .‬نقل عاصف ف تة الف س ففان بطرس‬
‫س ف ف ففبورغ واس ف ف ففج ابا ي ية العلوم ‪.‬الغف البطريريالية وا ل محلها الس ف ف ففيندوس ال قدس ‪ .‬ال نجد فن‬
‫اللغة واالعنم‪ .‬ار ال شرق ‪ .‬بيروت‪.1986. 27 .‬ص‪.135‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫النتيجة ذل ان مات الج يع‬ ‫ال ن ون ال بتد ون غير مام البحر بعد اليوم ‪ .‬فكان‬
‫التجربة عند ذل الحد))(‪.)1‬‬ ‫الفتيان وان وقف‬
‫‪ -2‬التربية الخلقية‬
‫فرق لوف بين التربيفة والتعليم وهفذا مفايفرقفة عن معفاصف ف ف ف ف ف فريفة من ال ربين الفذين كفانوا‬
‫هن التعليم فق‬ ‫ييمنون ان التربية هن التعليم بحيث كان يعتقد لوف ان التربية ليس ف‬
‫وان ا التعليم ليج االهو طريقة التربية العقلية وبطريقة ترويض ف ف ف ففية وهدف التربية عنده‬
‫هو تكوين االخنق او الخلي وس ف ف ف ففوف نرخذ موض ف ف ف ففوا االخنق ابثر تفص ف ف ف ففين فن‬
‫الفصل الثانن ُ عنقة التربية باالخنقُ‪.‬‬
‫‪ -3‬التربية العلمية ‪-:‬‬
‫يصف ففر لوف علف ان التعليم يرتن بعد الفضف ففا ل ويقول (( رب ا تسف ففتغربون من وضف ففعن‬
‫العلم فن االخير وخاصف ف ففة اذا ما اخبرت برنن اعتقد برنة اقل قسف ف ففم من اقسف ف ففام التربية‬
‫وقد يبدو هذا االمر غريبا من ر ل قضف ياتة بين الكتب))(‪.)2‬‬
‫نقد لوف التعليم فن ال اض ف ف ف ففن الذي كان يعت د علف تعلم اللغة النتينية واليونانية‬
‫النة ييثر علف شف ففخصف ففية الطفل فقال فن هذا الصف ففد ((من اللفظ ان ا لوا كل هذا‬
‫ول تعلم الطفل النتينية واليونانية وكيو مض ف ف ف ف ف ففف س ف ف ف ف ف ففنوات عديدا فن‬ ‫الض ف ف ف ف ف ففجي‬
‫تعل هففا‪.‬وان الضف ف ف ف ف ف ففجي اليجففدي اي نفع او غرض الاسف ف ف ف ف ف ففتطيع ان امنع تفكير ابففام‬
‫االطفال الذين اليزالون يعيش ف ف ففون فن خوف عص ف ف ففا ال علم والتن تبدو علف نحو اال اا‬
‫الو يدا لتعلم لغة او لغتين هن مه تهم الو يدا ))(‪.)3‬‬
‫يوصن لوف برن تكوين عنقة بين ال علم والطالب عنقة و ية بعيدا كل البعد عن‬
‫العنو والخوف وعدم اللجوم الف العقاف الجسدي ويقول لوف بهذا الصد ُ‬
‫برننن الاسففتطيع صففاب ار ان اعتقد برنة من الضففروري وضففع سففيد‬ ‫اعذرونن اذا ما قل‬
‫ش ف ف ففاف فن القطيع وس ف ف ففوقة بس ف ف ففو و لدا ك ا لو كان يجتاز العقبات خنل الفص ف ف ففول‬

‫(‪) 1‬عبد ي عبد الدا م ‪ .‬التربية عبر التاريل‪.‬ص‪ 360‬ص‪.361‬‬


‫‪(2) .John Locke:some Thoughts Concerning Education .p147‬‬
‫‪(3). Locke:opcit .Ibid 147‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ال تعففد ا‪ .‬قففد تقولون ‪ (( -:‬هففل هففذا معنففاه ان ف التريففد للطفففل ان يبففدأ التعلم بففالقرما‬
‫ليج بهذه السف ففرعة ار وكم ‪ .‬انن اسف ففلم برن القراما‬ ‫والكتابة ؟ الجواف ‪ ..‬ليج كذل‬
‫(‪)1‬‬
‫فرن طريقة‬ ‫ال ه ة الر يسية للتربية ))‬ ‫والكتابف ف ف ف ففة وال عرفة ضروريف ف ف ف ففة ولكنها ليس‬
‫العص ف ف ففا الي الن لها بنام الجنتل ان لذل البد من و و قدوا س ف ف ففنة نبدأ من االبوين‬
‫طويل ‪ .‬وايض ف ف ف ف ففا البد للقدوا ان يتبع‬ ‫فيجب ان يالون الطفل فن ص ف ف ف ف ففحبة ابوية لوق‬
‫والقواعد والعقاف‬ ‫اسف ف ففلوف م ارسف ف ففة ع لية بدال من اللجوم الف التعلي ات والنصف ف ففا‬
‫ويقول فن هففذا االمر(( أنن اقول هففذا عنففدمففا تفكر فن تربيففة ابن ف وتبحففث عن معلم‬
‫خففاص لففة لن يالون ك ففا هو ال عتففا التفكير فق يتعلم النتينيففة وال نطي ولكن يجففب‬
‫ان يالون التعليم فن ال قام الثانن وفتو عن معلم يعرف ان يالون عا ات ابن بحال ة‬
‫وان تضفعة فن ايدي تسفتطيع بقدر االمالان االط ئنان الف انها سفتصفون برامتة وتقدر‬
‫وتربن ماهو يد فية ال عا ات الجيدا‪ .‬هذه هن النقطة االس ف ف ف ففاس ف ف ف ففية واذا ماتوفرت هذه‬
‫الشف ففرو فرن ال عرفة سف ففتحصف ففل –ب ا اعتقد بسف ففرعة يسف ففيره وبطرق ي الن التفكير بها‬
‫(‪.)2‬‬
‫))‬

‫يرت لوف ان التربية العقلية تقتص ف ف ففر فن تكوين العا ات الفكرية عن طريي الت رين‬
‫ك ا ان خير مايسففتع ل لهذه الغاية هو الرياضففيات وهنال قول لة ييكد‬ ‫واالنضففبا‬
‫علف ذل فيقول ((اننا نس ف ف ن انفسف ففنا عاقلين الننا نسف ففتطيع ان نكون عاقلين اذا ار نا‬
‫ولكننا نسف ففتطيع القول برن الطبيعة الت نحنا ابثر من البذور النزمة لذل وان الت رين‬
‫ضروري لكن ننال صفة العقل ‪.‬‬

‫‪(1)John Locke:Some Thouhghts Concerning Education .p147‬‬


‫‪(2) Locke.opcit .p147.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫بو وف ارسف ففة الرياضف ففيات فن سف فبيل تكوين عا ا ال حاباا العقلية ال اعتقا ا‬ ‫لقد قل‬
‫يعهم ان يصبحوا رياضيين ان ينقلو هذه القابلية الف ا زام ال عرفة‬ ‫منن برن الناس‬
‫االخرت))‬
‫(‪.)1‬‬

‫كان لوف لة ور فن وض ف ففع ال ناه الد ارس ف ففية التن تيكد علف مبدأين اس ف ففاس ف ففين‬
‫ال ففذي يج ففب ان يالون ال نه‬ ‫ه ففا ُ مب ففدأ الته ففذي ففب ومب ففدأ ال نفع ففة (( ففن الوقف ف‬
‫الدراسن فية مساعدا علف تدريب وتهذيب اخنق التل يذ وملكاتة العقلية وقواه الجس ية‬
‫نفسة‬ ‫وعلف تكوين العا ات الصحيحة ال قبولة فن هذه النوا ن كلها – فرنة فن الوق‬
‫يجفب ان يالون ذو قي فة نفعيفة فن الحيفاا وان يالون متصف ف ف ف ف ف ففن بحفا فات التل يفذ كر فل‬
‫بامل فن ال سقبل وعامن مساعدا علف خلي ال واطن ال عد للحياا ال قبلة ))(‪.)2‬‬
‫عففارض ون لوف (( بش ف ف ف ف ف ف ففدا تففدريج اللغففة اليونففانيففة فن ال ففدارس االبتففدا يففة‬
‫والثفانوية يفث يغلفب علف منفاه هذين النوعين من ال فدارس فن الصف ف ف ف ف ف ففيغفة العفامة ‪.‬‬
‫اذا مفاا ار ان يالون عفال فا بحفاثفا ففانفة ي النفة ان يفدرس اللغفة‬ ‫وفن نظره ان الشف ف ف ف ف ف ففخ‬
‫اليونانية النتينية فن الجامعة وهو اذا كان قد ابقف علف اللغة فن مناه الش ف ف ف ف ففباف‬
‫فانة قد ابد قي تها النفعية ولم يرم من ورام ارس ف ففتها س ف ففوت اعدا الش ف ففباف لقراما وفهم‬
‫مفابتفب بهفا من تراث فهو اليريفد من الشف ف ف ف ف ف فبفاف منفة ان يالون قفا ار علف قراما بهفا‬
‫وعلف فهم مقاصفد كتابها ‪ .‬وبتحقيي هذا الغرض النفعن من ارسفة اللغة النتينية فانة‬
‫نا ت بعدم التركيز علف ارسف ف ف ففة قواعدها النحوية وقواعد نطقها واسف ف ف ففاليبها وعلف فظ‬
‫(‪.)3‬‬
‫نصوصها ))‬

‫‪(1) Locke Ibid .p148‬‬


‫(‪ )2‬ع ر مح د التومن الش ففيبانن النظريات واالفكار التربوية ‪ .‬الدار العربية للكتاف ‪ .‬ليبيا ‪3 .‬‬
‫‪.‬ص‪.140‬‬
‫‪(3).Frederic Eby .the Development of Modren‬‬ ‫‪Education‬‬
‫‪.1960London.p.301-p302.‬‬
‫‪(4). John Locke:Some Theoughts Concerning Eduction.p.178.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ك ا نا ت ‪ )):‬بابعا اللغة اليونانية من مناه الشف ف ف ف ف ففباف فانة نا ت ايضف ف ف ف ف ففا بابعا‬
‫قد اصف ففب‬ ‫ارسف ففة ال نطي والبنغة من مناهجهم النة فن نظره لم ين ظ اي شف ففخ‬
‫عليها‬ ‫ماه ار فن التعليل العقلن او متحدثا بليغا ل جر ارسف ف ف ففتة للقواعد التن اشف ف ف ففت ل‬
‫هفاتفان ال فا تفان ‪ .‬وقفد اعترض ايضف ف ف ف ف ف ففا علف اشف ف ف ف ف ف ففت فال ال نفاه الفد ارسف ف ف ف ف ف فيفة علف فن‬
‫ال نف ففاظرا ‪ disphation‬الف ففذي كف ففان ضف ف ف ف ف ف ف ن موا الف ففد ارسف ف ف ف ف ف ف ف ففة فن منف ففاه القرون‬
‫الوسفطف(((‪.)3‬‬
‫اعطف لوف مجاال للد ارسفات الع لية والنفعية وال فيدا قا كالجغرافية فيقول ((الجغرافيا‬
‫س ف ف ف ففوت م ارس ف ف ف ففة او ت رين‬ ‫انا اعتقد ينبغن ان تكون فن ال حل االول فهن ليس ف ف ف ف‬
‫(‪.)1‬‬
‫للعينين والذابرا ))‬
‫فيقول (( يسف ف ففتطيع الطفل يعيو فن ال نزل مع‬ ‫ويسف ف ففتطيع تعلم الجغرافيا فن البي‬
‫والدتة وان يعرف الحدو االربعة وا زام العالم بالل سف ف ف ف ف ففهولة ‪ .‬ويجري ويتكلم عن اي‬
‫بلد فن الكرا االرضف ففية أو اي مقاطعة فن خريطة انكلت ار ويعرف كل االنهار الكبرت‬
‫والنتيات والخلجان وال ض ففايي فن العالم وي الن العثور علف خطو الطول وخطو‬
‫سنفوات))(‪.)2‬‬ ‫العرض من اي مالان ‪ .‬قبل ان يالون ع فره س‬
‫كذل اعطف اه ية للحسف ف ف ففاف فيقول (( هو سف ف ف ففهل وبالتالن فرنة نوا من ال نطي‬
‫(‪)3‬‬
‫يع انحام الحياا واالع ال التجارية))‬ ‫ال و ز ‪ .‬وايضف ف ففا هو االسف ف ففتخدام العام فن‬
‫و عل لعلم التاريل مالانة كبيره البد ان يدرس التاريل مع الجغرافية وك ا يعتبر من‬
‫انفع العلوم وا لها ‪.‬‬
‫امفا عن االخنق فيجفب ان تفدرس للطففل وهن عبفارا عن (( قواعفد م فارسف ف ف ف ف ف ففة او‬
‫محبة السف ف عة بدال من اش ففباا ش ففهية لة وتبديل ال عتا لة )) (‪ .)4‬لعلم االخنق عند‬
‫لوف اه ية لبنام شخصية الجنتل ان ‪.‬‬

‫‪(1). John Locke: Some Theoughts Concerning Eduction.p.178.‬‬


‫‪(2). Locke.opcit .Ibid p180.‬‬
‫‪(3). Locke. Ibid p185.‬‬
‫‪(4). Locke. Ibid p185.‬‬
‫‪(5). Locke.Ibid p185.‬‬
‫‪(6). Locke.Ibid p190.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ك ا ابد علف ارسففة القانون والتش فريع فيقول (( سففيالون من الغريب لر ل محترم ان‬
‫يعرف االنكليزية ويجهل قانون بلده ))‬
‫(‪.)5‬‬

‫ك فا عفل لوف الفلسف ف ف ف ف ف فففة الطبيعيفة من ضف ف ف ف ف ف ف ن العلوم النفعيفة التن البفد ان تفدرس‬
‫االشف ف ففيام ك ا‬ ‫للطالب فيقول (( ان الفلسف ف فففة الطبيعية هن معرفة مبا يم وخصف ف ففا‬
‫هن فن ذاتها ))(‪.)6‬‬

‫فنبففد لل تعلم ان يتعلم مهنففة وا ففدا او‬ ‫عففل ال هنففة اليففدويففة هن تففاج للعلوم‬
‫اثنتين علف االقل فيقول (( ان البسف ف ف ف ف ف ففتنفة وتربيفة الحيوانات والع فل فن الخشف ف ف ف ف ف ففب اي‬
‫راسة))(‪.)1‬‬ ‫بوصفة نجار‪ .‬ويجري هذا لصال الطالب النة استج ام صحن وكذل‬
‫اتبع طريقة اللعب والتسفلية فن تعليم الق ارما للطفل وكذل اسفتخدم طريقة التشفويي‬
‫ا ا اقول ان‬ ‫وال حاباا فيقول (( و و نفور من اشف ففيام كثيرا تفرض لنا لذل كن‬
‫لهم الرغبة‬ ‫التعلم قد يالون تقديم مس ف ف ف ف ففر ية او بطريقة ترفيهية لنطفال فانها قد لب‬
‫ونجففد ان اهففداف التربيففة ثنثففة‬ ‫ومن خنل هففذه االو ففة للتربيففة‬ ‫(‪)2‬‬
‫فن ان يتعلم ))‬
‫ايض ففا هن قوه س ففد وفض ففيلة ومعرفة وان االولف هامة كاس ففاس فاذا ص ففل الطفل‬
‫علف القوا الجس ف ف ف ف ف ف ففديفة كفان البفد من تحقيي االهفداف التفاليفة‪ -:‬الفضف ف ف ف ف ف ففيلفة والحال فة‬
‫ال عرفة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫العصر الذي عاش فيه ‪ :‬سياق تاريخي‬
‫من الناحية السياسية والدينية‪:‬‬
‫ي تفاز نظفام الحالم فن انكلت ار ب يزتين ر يسف ف ف ف ف ف ففتين األولف (( انتقفال العرش الف ملف‬
‫ي ج االول بعد وفاا ال لكة اليزابيث * س ف ف ف ف ف ففنة ‪ 1603‬فتو دت انكلت ار‬ ‫اس ف ف ف ف ف ففالتلنده‬

‫‪(1). John Locke: Some Theoughts Concerning Eduction.p204.‬‬


‫‪(2) Locke.opcit .Ibid p148.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫الم ل س ف ف ف ف ففتبورات‪ .‬أما ال يزه‬ ‫واس ف ف ف ف ففالتلنده لتظهر الف الو و الدولة البريطانية تح‬
‫الثفانيفة فهن الصف ف ف ف ف ف فراا ال حتفدم بين ملوف ل سف ف ف ف ف ف ففتيورات والبرل فان البريطفانن فقفد‬
‫تفدهورت العنقفة بينه فا الف الفدر فة التن فل فيهفا شف ف ف ف ف ف ففارل االول البرل فان ل فدا إ فدت‬
‫(‪.)1‬‬
‫عشرا سنة ))‬
‫ا ت ذلف الف ظهور العففديففد من الصف ف ف ف ف ف ف ارعففات الطففا فيففة بين الكففاثوليف م ثلين بف ل‬
‫م ثلين بفالبرل فان ال عروف بفرسف ف ف ف ف ف ففم مجلج الع وم‬ ‫سف ف ف ف ف ف ففتيورات وبين البروتسف ف ف ف ف ف فتفانف‬
‫البريطانن وال نتخب من الشعب أو الذي إنتخبة الشعب‪.‬‬
‫إمتاز الم ي ج االول الذي الم البن من سف ف ف ف ف ففنة ‪1625-1603‬م بال حاولة‬
‫لننف ار بالحالم واص ففب لة الحي فن إص ففدار القوانين من ون اس ففتش ففارا البرل ان وقد‬
‫وض ف ففع ي ج كتابا س ف ففطر فية افكاره هذه التن تقول‪ :‬إن ال ل اليس ف ففت د س ف ففلطتة من‬
‫وكففان انبيففام بنن‬ ‫الشف ف ف ف ف ف فعففب بففل ((منحففدرا من ي فففرن ي عين ال لوف ليحال وا‬
‫ال سفيحين بطاعة‬ ‫وقد اوصفف القديج بطرس وبول‬ ‫اسف ار يل يباركون ملوف اليهو‬
‫اسيا هم فك ا يي ف االف ابنا ة يي ف ال ل رعاياه فال ل يدير ال جت ع السياسن‬
‫ب ا يدير الرأس اعضف ف ففام الجسف ف ففم ؛ ولذا فان السف ف ففلطة ال لكية شف ف ففنم طبيعن واهم قوه‬
‫ميثرا فن القض ففام علف الفوض ففف واالض ففطرابات ‪ .‬هنا يالون ال ل غير مس ففيول امام‬
‫(‪.)2‬‬
‫البرل ان والشعب بل امام ي الذي هو فق يحاسبة ))‬

‫العنقة بين اليزابيث البروتسف ف ف ففتانية ابنة عم ملكة اسف ف ف ففالتلنده ماري سف ف ف ففتورات الكاثوليالية‬ ‫(*) كان‬
‫النزاا بين ال لكة وبين‬ ‫متوتره وبعد وفاه زوج ملكة اس ف ففالتلنده فرانسف ف فوا الثانن مل فرنس ف ففا تا‬
‫خصففومها من ر ال الدين والنبنم فثار االسففالتلنديون عليها فالتجامت الف اليزابيث ‪ .‬وبعد اقامتها‬
‫فن انكلت ار عدا اعوام غدرت بها ال لكةاليزابيث واعدمتها سف ف ف ف ف ف ففنة ‪ 1587‬الن فن بقا ها خطر يهد‬
‫عرشها ‪ .‬ومع ذل فقد انتقل العرش الف ابن ماري بعد وفاا اليزابيث التن لم تلد وريثا للعرش ‪.‬‬
‫(‪)1‬مح د مظفر اال ه ن ‪ :‬تاريل اوربا الحديث ( عصفر النهضفة الثورا الفرنسفية القرون ‪18-16‬‬
‫مين ية ‪ .‬مطبعة التعليم العالن‪ .‬العراق ‪. 1989.‬ص‪.90‬‬
‫(‪)1‬مح د مح د ص ف ف ففال ‪ :‬تاريل اوربا من (عص ف ف ففر النهض ف ف ففة الثورا الفرنس ف ف ففية) ‪1500‬م ‪1779‬م‬
‫مطبعة ار الجا ظ للطباعة والنشر بغدا ‪ 1982‬ص‪.351‬‬
‫(‪)2‬مح د مظفر اال ه ن ‪ :‬تاريل اوربا الحديث ( عصر النهضة ‪ .‬الثورا الفرنسية ق( ‪17-16‬م)‬
‫‪ .‬ص‪.91‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫وكان موقففة هذا ي ثفل تقليفدا اسف ف ف ف ف ف ففالتلنفديا عرفة ل سف ف ف ف ف ف ففتيورات ايام ال هم فالحالم‬
‫اإللهن ال طلي مو و فن فرنسف ف ف ف ف ففا واسف ف ف ف ف ففبانيا والن سف ف ف ف ف ففا ولكن هذا النوا من الحالم‬
‫الينطبي علف انكلت ار لكونة اهن بالشعب االنكليزي والدستور االنكليزي‪.‬‬
‫وقو الشففعب االنكليزي والبرل ان ضففد ي ج االول لسـببين ‪ -1‬انة كان يسففير وفقا‬
‫لحالم ال طلي فاص ف ف ففطدم ب جلج الع وم عندما (( اول فرض ضف ف ف ف ار ب ديدا ول ا‬
‫وبففدأ يلجففر الف‬ ‫و ففد عوا من ال جلج ففاول تجنففب عوتففة لن ت ففاا مففاامالن ذلف‬
‫القروض وال سف ف ف ف ف ف ففاعدات ال فاليفة الخفار يفة بدال من طلفب اعت فا ات من مجلج الع وم‬
‫واخضف ف ف ففاعة لرغباتة و قرر ل وتعطيل ال جلج سف ف ف ففنة ‪1614‬م ولم تجرت انتخابات‬
‫ديدا تف سففنة ‪ 1621‬ولم تسفففر تل االنتخابات عن اق اررال جلج بإطاعة لل ل ))‬
‫(‪.)2‬‬

‫اما الســـبل الثاني فهو تقرف ال ل ومصف ففالحة من مل أسف ففبانيا وشف ففعبة لت تين‬
‫ولكن ي ج االول ت ار ع عن‬ ‫العنقففة معه ففا فففر ت الف زيففا ا كراهيففة االنكليز لففة‬
‫نفس ف ف ففة اول التحالو مع فرنس ف ف ففا كن ترس ف ف ففل‬ ‫ق ارراتة وقام بحل البرل ان وفن الوق‬
‫لويج‬ ‫يشف ففا الف البنتينا ضف ففد اسف ففبانيا وان يزوج ابنة شف ففارل من هنريتا ماريا اخ‬
‫الثالث عشففر مل فرنسففا (‪ .)3‬ومع ان فرنسففا لم تضففع وعدا قاطعا بارسففال ي ج الف‬
‫انكلت ار‬ ‫ي ج برنها س ف ف ففتفعل ذل إذا ماع ل‬ ‫البنتينات ض ف ف ففد اس ف ف ففبانيا لكن ماقنع‬
‫سف ف ار ال س ففا ين الكاثولي وقد انجز ي ج ماوعد‬ ‫الكاثولي معاملة س ففنة وأطلق‬
‫ولكن فرنسفا لم تعلن الحرف واسفت ر الوضفع بهذا الشفالل لحين وفاا ي ج سفنة‪1625‬م‬
‫ي ج ام بعده ابنة ال ل شف ف ف ف ف ف ففارل االول ُالذي تزوج من هنربيث‬ ‫‪ .‬فبعد وفاا ال ل‬
‫معتنقة ال ذهب الكاثوليالن وكان ((من شف ففر الزواج الس ف ف ا‬ ‫ي فرانجُ التن كان‬
‫للعففديففد من ر ففال الففدين الكففاثولي ف بففالع ففل فن انكلت ار فقففام وكنم بففابويون عففديففدون‬
‫بف ففدعوت انهم سف ف ف ف ف ف فففرام لف ففدت بن ال لكف ففة وذل ف ف فن الفترا من‬ ‫يقي ون فن لنف ففدن‬

‫تر ة ‪ .‬عبدالر ن بدوي مركز ارس ففات فلس فففة الدين‬ ‫(‪ )3‬ون لوف ‪ :‬رس ففالة فن التس ففام‬
‫‪ 2006 1‬ص‪.21‬‬ ‫بغدا‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫(‪)1‬‬
‫الكاثوليالية والبروتس ف ف ففتانية فن البلد علف قدم‬ ‫تف اص ف ف ففبح‬ ‫‪ 1634‬تف ‪))1641‬‬
‫ال ساواا بينهم ‪.‬‬
‫نت شف ففارل األ ول العسف ففالرية الفاشف ففلة علف اسف ففبانيا وفرنسف ففا ا ت الف‬ ‫وبسف ففبب‬
‫ازمات مالية فن الخزينة م ا علة بفرض (( الضف ار ب والقروض بدون موافقة مجلج‬
‫الع وم وامر بسف ف ف ف ف ففجن كل من ي تنع عن اقراض ال ل ال ال ال فروض علية ))(‪.)2‬‬
‫وبدم النزاا بين ال ل والبرل ان‬ ‫فاغتاض وغض ف ف ففب الش ف ف ففعب االنكليزي ض ف ف ففد ال ل‬
‫البلد الف قس ف ف ف ف ين او زبين(( زف ال ل وترلو من عامة الشف ف ف ففعب الذي‬ ‫وانقس ف ف ف ف‬
‫ثارت فية رو الحرية فهب الول مرا يطالب بحقوقة ال هضومة))(‪.)3‬‬
‫ولقف لغيض ففة هذا ((اس ففتجابة فن مجلج الع وم الذي ا ت ع اعض ففاؤه س ففنة ‪1628‬‬
‫ُ ملت ج الحقوق ُ طالبوا فيها ‪-:‬‬ ‫واعدوا وثيقة س ي‬
‫أ ‪ /‬أال تجبف القروض والض ار ب والهبات من ون موافقة مجلج الع وم ‪.‬‬
‫ف ‪ /‬أال يسجن أي مواطن إال وفقا لقوانين البن ‪.‬‬
‫ج ‪ /‬أال يجبرابن ففام الشف ف ف ف ف ف فع ففب علف إيوام الجنو والبح ففارا فن من ففازلهم مه ففا ك ففان ف‬
‫(‪. )4‬‬
‫‪2‬‬ ‫األ وال‬
‫وقع ال ل علف وثيقة الحقوق بالرغم من انة عدها تدخن فن شففيونة ولكن از ا ت‬
‫االزمة عندما شاا ان ال ل وزو تة يعتنقون ال ذهب الكاثوليالن وأن الكنيسة ور ال‬
‫الدين يييدون ال ل ؛ وذل الن ال ل كان علف اتص ف ف ف ففال مع بابا روما عندما اندلع‬

‫ص‪.21‬‬ ‫(‪ )1‬ون لوف ‪ :‬رسالة فن التسام‬


‫(‪)2‬مح د مظفر اال ه ن ‪ :‬تاريل اوربا الحديث ص‪.92‬‬
‫(‪)3‬بشارا كنعان ‪ :‬كتاف العالم االنكليزي مطبعة هندية ب صر (بن‪.‬ت) ج‪ 1‬ص‪.59‬‬
‫(‪)4‬مح د مظفر اال ه ن ‪ :‬تاريل اوربا الحديث ص‪.92‬‬
‫(‪ )1‬روبرت بال ر ‪ :‬تاريل العالم الحديث ُ اوربا من القرن االولف تف س ف ف ف ف ف ففنة ‪ 1740‬م‪ .‬تر ة‬
‫سف ف ف ف ففين االمين م ار عة عفر خصف ف ف ف ففباف تقديم مرغريب مالية مالتبة الوفام ‪1964‬‬ ‫مح و‬
‫نيويورف ج‪ 1‬ص‪261‬‬ ‫نشر بال شاركة مع ميسسة فرانكلين للطباعة والنشر بغدا‬
‫(‪ )2‬ون لوف‪ :‬رسالة فن التسام ‪.‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )3‬روبرت بال ر ‪ :‬تاريل العالم الحديث ص‪.262‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫الحرف االهلية بينة وبين البرل ان وقد (( امت الحروف الف الص ف ف ف ففدارا بر ل غير‬
‫معروف اسف ف ف ف ف ة اوليفر كرومل الذي كان بيورتانيا ورعا فنظم قوا عس ف ف ف ففالرية ديدا‬
‫مص ف ف ف ف ف ف ففد ار‬ ‫التن كفانف‬ ‫بفالحفديفديفة ‪Ironside‬‬ ‫ذات فعفاليفة كبيرا عرفف‬
‫للتفاخر ال تطرف بالبروتسفتانتية قاعدا للقوت ال عنوية والضفب واال ار ا علف القتال))‬
‫(‪.)1‬‬
‫والغفام النظفام ال لكن فن انكلت ار‬ ‫الحرف فن سف ف ف ف ف ف فنفة ‪ 1649‬بفاعفدام ال لف‬ ‫وانتهف‬
‫وتولف االحالم أوال مجلج الففدولففة وثم تولف الحالم (( اوليفركرومففل بوصف ف ف ف ف ف ففففة لور ا‬
‫واعدام اثني ن من القسف ف ف ففاوسف ف ف ففة الكاثولي ‪.‬‬ ‫اميا ‪ Lord Protector‬منف الكاثولي‬
‫لكن كرومويل كان من النا ية الع لية متسامحا مع الكاثولي الف د غير قليل))(‪.)2‬‬
‫هذه الع لية ب ف ف (( تطهير برايد‬ ‫قام كرومل بتطهير أعضام البرل ان وقد س ي‬
‫بعس‬ ‫نسف ف ف ف ف ف فبفة الف الكولونيفل ب اريفد الفذي قفا الجنو وهفد بهم البرل فان وقفد عرفف‬
‫هذه الفضف ف ففلة البرل انية ال تخلفة وال ل شف ف ففارل سف ف ففنة‬ ‫اال يان فضف ف ففنت ‪ .‬وقد اعدم‬
‫‪1649‬م )) (‪.)3‬‬
‫الج هورية وكان كرومل ر يسف ف ف ففا للج هورية وي تاز برنة ازم‬ ‫وباعدام ال ل اعلن‬
‫و سف ف ف ف ففن التدبير طيلة الخ ج األعوام التن الم فيها فلقد سف ف ف ف ففن فيها ش ف ف ف ف ف ار ع امت‬
‫لة األيام ولم يعد من ي از ة‬ ‫مطابقة ل قتض ف ف ففيات األامة فن ذل العهد ول ا ص ف ف ففف‬
‫انظاره الف االس ف ف ف ففتئثار بال ل بيد انة لم يعلن رغبتة هذه لعل ة‬ ‫فن س ف ف ف ففلطتة‪ .‬ط ح‬
‫ب يففل الجنففد الف الج هوريففة التن أ خ ففدت فن مففدتهففا الثورات والحروف االهليففة وعظم‬
‫توفن كرومل س ف ف ففنة ‪ 1658‬م فلم يس ف ف ففتطيع‬ ‫(‪)2‬‬
‫ش ف ف ففرن انكلت ار فهابتها ال الي العظي ة‬
‫اية البن بوص ف ف فففة الس ف ف ففيد الحامن إذ أاعيدت بعد س ف ف ففنتين ال لكية‬ ‫اال تفاظ بحي‬

‫(‪ )1‬بشارا كنعان‪ :‬كتاف العالم االنكليزي ص‪.69‬‬


‫(‪)2‬روبرت بال ر ‪ :‬تاريل العالم الحديث ص‪264‬‬
‫(‪)3‬مح د صال ‪ :‬تاريل اوربا من عصر النهضة الثورا الفرنسية(‪)1779-1500‬ص‪.393‬‬
‫(‪ )4‬ون لوف رسالة فن التسام ‪ .‬ص‪.42‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ب حس رضفا الج يع وأصفب شفارل الثانن ابن شفارل األول ال عدم ملكا علف انكلت ار‬
‫ال لكية للحالم فن انكلت ار س ف ف ف ف ف ففنة ‪ 1660‬م هن عا لة‬ ‫واس ف ف ف ف ف ففالوتلنده (‪ .)2‬بذل ر ع‬
‫سففتيورات وكان شففارل الثانن فن الظاهر بروتسففتانيا اال انة فن الباطن كان كاثولياليا‪.‬‬
‫فانة كان ش ف ف ف ف ففديد الحذرمن البرل ان النة يعرف مص ف ف ف ف ففيروالده وي تاز باللياقة والتلون‬
‫وعلف الرغم من ت س ف ف ففالة بالحالم ال طلي كان يعلم الف أي د يس ف ف ففت ر فن ذل من‬
‫ون ان يصف ف ف ف ف ف فطفدم بفالبرل فان وقفد و فد بفالتجربفة ان ي لم يتفدخفل فن انقفاذ والفده فن‬
‫تفربيفده علف نظريفة الحي االلهن ولهفذا كفان يفذعن عنفدمفا كفان يتففاقم األمر بينفة وبين‬
‫البرل ان وقد ص ف ف ف ففر م ار ار بانة ال يرغب فن النفن واالس ف ف ف فففار فن البلدان اال نبية مرا‬
‫اخرت واصب ملكا ستوريا برل انيا ك ا تبين ذل من تصريحاتة م ار ار (‪.)3‬‬
‫ر وا الحالم ال لكن فن س ف ف ف ف ف ففنة ‪ 1660‬اثرت هذه اال داث س ف ف ف ف ف ففالفة الذكر علف‬
‫افكار ون لوف فاصف ف ففب موقفة مييد للحالم ال طلي وبدم يالتب ضف ف ففد التسف ف ففام و ار‬
‫(‪)4‬‬
‫((ينكر مطالب االصول الض ير والحرية))‬
‫ب ا قرر لوف ان (( ما يطالب بة البعس من رية الض ف ف ير ما هو الض ف ف ير ما‬
‫فن الواقع اال مطففالبففة بحريففة الفعففل ‪ .‬وهففذا يي ي الف مخففالفففة الحففابم والف اش ف ف ف ف ف ف ففاعففة‬
‫االضطراف ويحذر لوف من الس ا بهذهالحرية للشعب ويتسامل ‪ :‬لو اتحنا للشعب‬
‫رية غير محدو ا فن م ارس ف ففة الدين فاين س ف ففيت وقو ؟ ان الش ف ففعب اليص ف ففبر علف‬
‫‪1‬‬
‫القيو مثل البحر ولهذا هو اليقنع ابدا بل سينساق فن فوضف ال دو لها))‬
‫اال أنة بعد ث انية عش ففر عاما من الحالم واعا ا ال لكية أص ففب البرل ان بين طرفن‬
‫ال ش ف ف ف ففاللة هن الدين ولكن تفجر ال وقو بينه ا عندما بدأ ش ف ف ف ففارل‬ ‫نقيس فقد كان‬
‫الثانن يظهر علنا انحيازه للكاثوليالية وقد أصففدر ُ مرسففوم التسففام ُ بهدف تشففجيع‬
‫الكثلكة إال أ ن مجلج الع وم رفضف ففة فت ار ع ال ل عنة وبال قابل اصف ففدر مجلج‬

‫(‪ )1‬ال صدر السابي ‪ .‬ص‪.42‬‬


‫ص ‪.23‬‬ ‫(‪ )2‬ون لوف ‪:‬رسالة فن التسام‬
‫(‪ )3‬ال صدر نفسة ص‪.23‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫الع وم ُ قانون االختبار ُ الذي فرض علف موظفن غير انصففار االنجليالانية وأصففدر‬
‫قانونا خر بإبعا الكاثولي عن عضف ف ف ف ففوية مجلج الع وم ومجلج اللور ات الذي عا‬
‫مع عو ا ال ل ‪.‬‬
‫بقن شف ف ف ف ف ففارل الثانن محافظا علف العرش تف وفاتة سف ف ف ف ف ففنة‪ 1685‬م بالرغم من‬
‫تفرزم ال وقو بينفة وبين البرل فان ‪ .‬بعفد وففاا ال لف ش ف ف ف ف ف ف ففارل خلو اخوه ي ج الثفانن‬
‫وق يوف الفذي كفان يعتني الكفاثولياليفة ؛ لفذا من الطبيعن ان يالون للكفاثولياليفة عنفدهم‬
‫((فعين بعس الكففاثولي ف فن ال جلج الخففاص‪Privy council‬‬ ‫مالففانهففا فن الحالم‬
‫ووكفل الف كفاث وليالين مه فات فن الجيو والبحريفة واسف ف ف ف ف ف ففتع فل العفو ال لكن إلعففام‬
‫لر يج كليففة الجففامعففة فن‬ ‫الكففاثوليف من العقوبففات ال فروض ف ف ف ف ف ف ففة بففالقففانون ‪ .‬وسف ف ف ف ف ف ف‬
‫أوكس ف ف فففور باال س ف ف ففت رار فن منص ف ف ففبة بعد تحولة الف الكاثوليالية‪.‬وعين كاثولياليا ع يدا‬
‫األزمفة‬ ‫لكليفة ال جفدليفة فن أوكسف ف ف ف ف ف فففور علف الرغم من اعتراض زمن فة))(‪ .)2‬ووقعف‬
‫ي ج سنة ‪ 1688‬م ق ار ار بالتسام بين ال ذاهب الدينية ال ختلفة‬ ‫عندما اصدر ال ل‬
‫‪.‬فقد رفس هذا القرار االسفاقفة االنجليالان (( فعاقبهم اذ اسفرا فاو ا فن سفجن برج‬
‫وبهذا القرار فإنة‬ ‫(‪)3‬‬
‫لندن ر يج اسف ف ففاقفة كنتربري وسف ف ففتة من االسف ف ففاقفة االنجليالان ))‬
‫ظهرت ركفة عنيففة فن البرل فان‬ ‫يبين لنفا أن قفام ب جفاهرا الكثلكفة بطريقفة علنيفة لفذلف‬
‫وكان هيالم‬ ‫(‪)1‬‬
‫ي ج قانونيا عن العرش وأطلي علف ال سف ف ف ففتثنين او ال بعدين‬ ‫البعا‬
‫عففا ا ابثر النففاس شف ف ف ف ف ف فالففا بففال لف والكففاثوليف والفرنسف ف ف ف ف ف ففيين – لقففب الويف ‪ُ Whigs‬‬
‫ال ار يالاليون واطلي الناس علف ال ييدين لل ل اسف ففم التوريين ‪ ُ Tories‬ال حافظون‬
‫تدع ة الطبقة الوس ف ف ف ف ففطف والتجار فن لندن قوتهم‬ ‫واس ف ف ف ف ففت د ال ار يالاليون الذين كان‬
‫الر يس ففية من الطبقة االرس ففتقراطية العليا والس ففي ا من بعس النبنم العظام الذين كانوا‬
‫يتوقعون ان يلعبوا و ار مه ا فن الم البن وا ارتها اذا ماضعو سلطان ال ل وقوتة‬
‫(‪.)2‬‬
‫وفضفن عن ذل فقد شفاا أنة (( ولد لة صفبن يرثة اطبي أثفي رأي االنكليز وقتئذ‬
‫يوا فن بن هم لي لكوه عليهم فسف ف ف ف ف ف ففافر بح ار‬ ‫علف خلعة وطلبوا الف وليم برنج اوران‬
‫لة أبواف البن بن نزاا‬ ‫من هوالندا بجيو ترلو من خ سف ف فة عش ف ففر ألو مقاتل فتح‬
‫وركن ي ج الف الفرار وا ت ف بلويج الرابع عش ف ف ف ف ففر مل فرنس ف ف ف ف ففا وبايع األش ف ف ف ف فراف‬

‫‪60‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫لقب ال ل ُ وليف ف ف ف ف ف ف ف ف ف ففم الثالث وال لكة‬ ‫واألعيان وليم وتو وه وزو تة سنة ‪ 1689‬تح‬
‫ماري )) (‪.)3‬‬
‫‪1‬‬

‫ويعرف هذا التغيير بالتاريل االنكليزي بثورا سف ف ف ف ف ففنة ‪ 1688‬ال جيدا والجليلة ‪.‬‬
‫ولقففد قففام وليم بففاالصف ف ف ف ف ف ففن و(( ففد مففانففدثر من قوانين البن وأطلي الحريففة التففامففة‬
‫لفة مفاوضف ف ف ف ف ف فعفة من القوانين التن التزال متبعفة الف‬ ‫للفديفانفات وال طبوعفات وكفان من‬
‫(‪.)4‬‬
‫اآن أال يتولف مل علف انكلت ار إال اذا كان بروتستانتن ال ذهب ))‬
‫ان هذه اال داث سفاعدت علف تغيير موقو لوف ضفد التسفام ‪ .‬فان موقفة لم يسفت ر‬
‫والسف ف ف ف ف ف فبفب ير ع (( فن تغيير فكرا فن هفذا‬ ‫زمنفا طوين وبفدم يبحفث فن التسف ف ف ف ف ف ففام‬
‫االتجاه هو انة ل ا ترف انجلت ار وسف ف ففافر الف ال انيا ومالث فن مدينة كلو عد اشف ف ففهر‬
‫وقد عبر عن هذا ال عنف فن رس ف ف ف ف ف ففالتة الف روبرت بويل ص ف ف ف ف ف ففديقة يخبره فيها (( انة‬
‫الكلفانيين واللوتريين والكاثولي ي ارسون عبا اتهم بحرية ويح ل بعضها بعضا)(‪.)2‬‬
‫بنشفر افكاره فن التسفام والحرية من خنل رسفالتة فن‬ ‫وبذل قام لوف فن ذل الوق‬
‫التس ف ف ففام ‪ .‬ونا ت بالحالم ال دنن وفص ف ف ففل الدين عن الحالومة فص ف ف ففن ا ا فالدولة‬
‫ليج لها الحي علف ال رأا اي ا د علف اعتناق عقيده بعينها أول ع ل ل جلج الع وم‬
‫وهو ((ُ ال حة الحقوق ُ التن‬ ‫إصف ف ف ففدار قرار لح اية سف ف ف ففلطاتة ولتقييد سف ف ف ففلطة ال ل‬
‫صفدرت سفنة ‪1689‬وتعد من الوثا ي األسفاسفية ال دونة للدسفتور البريطانن يث تقرر‬

‫(‪ )1‬ال صدر السابي ص‪.23‬‬


‫ص ‪.23‬‬ ‫(‪ )2‬ون لوف ‪:‬رسالة فن التسام‬
‫(‪ )3‬بشارا كنعان ‪ :‬كتاف العالم االنكليزي ص‪.98‬‬
‫(‪ )4‬ال صدر نفسة ص‪.98‬‬

‫(‪ )1‬رسالة فن التسام ‪ .‬ص‪.43‬‬


‫(‪ ) 2‬روبرت بال ر ‪ :‬تاريل العالم الحديث ص‪.271‬‬
‫(‪ )3‬ال صدر نفسة ص‪.272‬‬
‫(‪ )4‬مح د مح د صال ‪ :‬تاريل اوربا من عصر النهضة – الثورا الفرنسية ص‪.400‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫ب و بها انة ال يجوز لل ل الغام أي قانون أو زيا ا الضف ف ف ف ار ب او فرض الضف ف ف ف ار ب‬


‫الن حة سف ف ف ففجن أي مواطن‬ ‫ديدا او تشف ف ف ففاليل يو إال ب وافقة ال جلج ‪ .‬ك ا منع‬
‫من غير محاب ة قانونية ))(‪.)2‬فقد وافي وليم الثالث علف هذه الق اررات بوصفففها شففرطا‬
‫‪.‬‬
‫لتسليم التاج لة‬
‫وفن س ف ففنة ‪1701‬م ش ف ففرا البرل ان قانون التس ف ففوية الذي ا توت علف (( ش ف ففرو‬
‫برنة اليجوز لغير الكاثوليالن ان يالون ملكا علف انكلت ار وبذل اسففتبعد‬ ‫اخرت نصف‬
‫ي ج الثف ففانن عن العرش وهم الف ففذين عرفوا فن القرن الن ي بف ففاسف ف ف ف ف ف ففم ال ف ففدعين‬
‫علف (( السف ف ا‬ ‫بالعرش)) (‪. )3‬ب ا اصف ففدر البرل ان قانون التسف ففام الدينن الذي ن‬
‫الخوارج ب زاولة طقوس ف ف ف ف ففهم الدينية ولكنة اس ف ف ف ف ففتبقاهم بعيدين عن الحياا‬ ‫للبروتس ف ف ف ف ففتان‬
‫السياسة والخدمة العامة )) (‪. )4‬‬
‫و ار مه ففا فن تطوير الحيففاا ونظففام الحالم فن انكلت ار ك ففا كففان لهففا‬ ‫الثورا‬ ‫لعب ف‬
‫ترثي ار علف الفنسفة واأل بام الذين عاصروا اال داث وفقد كتبوا عن اسباف هذه الثورا‬
‫ونتففا جهففا و(( لعففل أبرز من كتففب فن هفذا ال جففال هو ُ ون لوف ُ يففث عفال فن‬
‫عليها الثورا ك ا د ال با ا االس ففاس ففية لها‬ ‫بتاباتة النظريات الس ففياس ففية التن قام‬
‫مثل ان كل فر لة قوق طبيعية فن الت تع بحريتة وم تلكاتة وان الهدف من و و‬
‫الحالومة فن القيام ب ه تها هذه او‬ ‫الحالومة هو لح اية هذه الحقوق واذا مافشففل‬
‫وبهففذا يالون‬ ‫منهففا‬ ‫عنهففا فففان للشف ف ف ف ف ف فعففب الحي فن الثورا عليهففا والتخل‬ ‫انحرف ف‬
‫الشعب هو السيد الحقيقن ومصدر السلطات والقوا التن تسند العرش ‪ .‬اما فن مجال‬
‫الدين فقد ابد لوف عدم تدخل الحالومة فن األمور الدينية وقد كان لهذه االرام ترثيرها‬
‫راؤه قاعده ل عظم الدسف ففاتير فن‬ ‫علف ر ال الثورتين االمريالية والفرنسف ففية وأصف ففبح‬
‫العالم ))(‪.)1‬‬

‫‪ ) 1‬نل يحيف ‪ :‬تاريل الفكر اال ت اعن ال التب الجامعن الحديث ال طبعة العصفرية مصففر‬
‫االسالندرية ‪ 1984‬ص‪.185‬‬
‫(‪ )2‬ال صدر نفسة ‪ .‬ص‪.185‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫أعطف لوف للثورا لونا تربويا وقانونيفا فال جت ع من و هفة نظره ُ انشف ف ف ف ف ف ففر للفدفاا‬
‫وبففال ثففل علف سف ف ف ف ف ف ففلطففة‬ ‫كففان يبنن علف ريففة تعففاقففد ال واطنين‬ ‫عن ريففة الفر‬
‫الحالومة القا ة علف التعاقد بين الشف ف ف ف ففعب صف ف ف ف ففا ب السف ف ف ف ففيا ا وبين من ي ثلة و من‬
‫الوا ب علية اال يستخدم سلطانة إال من ا ل التابيد علف ا ترام الحقوق التن منحتها‬
‫الس ام للفر ‪.‬‬
‫والواقع ان االمرياليين والفرنسف ف ف ف ف ف ففيين قد طالبوا بحقوق االنسف ف ف ف ف ف ففان أمام ُ الكا ن‬
‫األعلفُ ول ا كان الحي الطبيعن اليفرق بين ال جت عات االنسففانية فرنة كان امتدا ا‬
‫وبهذا فإن رامه السف ف ف ففياسف ف ف ففية‬ ‫(‪)2‬‬
‫للجانب العال ن من التفكير القديم والتفكير ال سف ف ف ففيحن‬
‫أثرت علف رامه التربويففة فكففان يهففدف فن ُ كتففابففة بعس األفكففار عن التربيففة ُ ريفة‬
‫االنسان وكرامتة ‪.‬‬

‫ومن النا ية العل ية شففهدت انكلت ار فن عصففر ون لوف نهوضففا كبي ار للعلم فظهر‬
‫لة‬ ‫مايس ف ف ف ف ف ُالفلسف ف ف فففة الجديدا أو الفلسف ف ف فففة الفعالة ‪ Effectiv Philosophy‬اي‬
‫عية‬ ‫العنمات البارزا فن هذا التطور ترسيج‬ ‫العلوم التجريبية فن الطبيعة وكان‬
‫لندن ال لكية نحو عام ‪ 1645‬واالع تراف بها رسف ف ف ف ف ف يا س ف ف ف ف ففنة ‪ 1662‬وكش ف ف ف ف ففوف عالم‬
‫الطبيعيات روبرت بويل (‪ )1691-1627‬وال سف ف ف ففي ا كشف ف ف ففوف نيوتن (‪)1642،1727‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫علف‪ ُ :‬ان الج عية لن تتبنف أي فرض ف ف ف ففية‬ ‫هذه الج عية ملتزمة بقاعدا تن‬ ‫وكان‬
‫أو أي نظرية وأي مذهب فن مبا ا الفلسفة الطبيعية يقتر ها أو يزكيها فيلسوف من‬
‫الفنسففة قدي ا كان ام ديثا وأول مايصفبوا إلية أعضفام تل الج عية ان يحاذروا من‬
‫أن يقففدموا للنففاس أ فكففارهم الخففاص ف ف ف ف ف ف ففة علف انهففا افكففار عففامففة فففالتجربففة و ففدهففا هن‬
‫(‪.)2‬‬
‫صا بة القول الفصل ))‬

‫ار الطليعة‬ ‫(‪ )1‬اميل برهيبة ‪ :‬تاريل الفلسفة القرن السابع عشر تر ة ورج طرابيشن‬
‫‪ 1،1983‬ج‪ 4‬ص‪.185‬‬ ‫للطباعة والنشر بيروت‬
‫(‪)2‬اميل برهيبية ‪ :‬تاريل الفلسفة ج‪ 4‬ص‪27‬‬
‫مصر ‪ 1963‬ص‪.216‬‬ ‫(‪ )3‬عزمن اسنم ‪ :‬ون لوف ار ال عارف‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول‪ :‬فلسفة التربية دراسة في مفهومها وتأريخها‬

‫فالتفكير العل ن هو التفكير السف ف ففا د فن عصف ف ففره وكان ال نه العل ن هو الذي اثر‬
‫علف لوف ترثي ار كبي ار فإننا نسف ففتنت من ذل ان تطبيي ال نه االسف فتق ار ن فن الفلسف فففة‬
‫بان نتيجة لترثره بالتفكير العل ن وصفبغتة التن سفا ت الفكر اإلنسفانن فن ذل الوق‬
‫(‪.)3‬‬
‫فترثير الجانب العل ن علف افكاره التربوية كان واضف ف ف ففحا فإنة كان يرغب فن إعطام‬
‫تشف ف ف ف ف ف ففير الف التقفدم ال لحوظ فن‬ ‫التنميفذ فن ال فدارس ُ العلوم الطبيعيفة ُ التن كفانف‬
‫العلوم فن القرن الس ف ف ف ففابع عش ف ف ف ففر فنجده فن كتابة ُبعس االرام عن التربية يدعو فيها‬
‫الف نظام تربوي ينطلي من الوقا ع التن تثبتها التجربة ويركز علف العلوم الطبيعية‪.‬‬

‫‪64‬‬

You might also like