You are on page 1of 294

‫المحتويات‬

‫مجلة عدالة‬

‫للدراسات القانونية والقضائية‬


‫‪.............................................................................................................................................................‬‬ ‫تقديم العدد ‪:‬‬

‫مجلة عدالة‬
‫للدراسات القانونية والقضائية‬ ‫‪........................................................................................................................................‬‬ ‫األبحاث باللغة العربية‬
‫وظيفة المؤسسة السجنية في ظل عصر الرقمنة ‪ .........................................‬عبد الجليل عينوسي‬
‫اإلطار القانوني للشركات التجارية اإللكترونية ‪ ............................................................‬يونس الحكيم‬
‫سلطة التشريع الجنائي في ضبط استخدام التكنولوجيا الحديثة ‪ ................‬عبد اللطيف أكدي‬
‫الرقمنة كآلية لتحقيق العلم الواسع بالقانون‪................................................................‬رضوان الطريبق‬
‫رقمنة إجراءات العدالة الجنائية ‪.........................................................................................‬يوسف تملكوتان‬
‫نزع الصفة المادية عن مساطر الصفقات العمومية بين كيفيات التجريد وإشكاالت‬
‫التنفيذ ‪ ...................................................................................................................................................................‬رشيد زيان‬
‫قراءة في القانون رقم ‪ 43.20‬بشأن خدمات الثقة في المعامالت اإللكترونية‪.............................‬‬

‫‪.............................................................................................................................................................‬إبراهيم أيت وركان‬


‫المواقع والتطبيقات الرقمية الرسمية بالمغرب وسؤال تشجيع اإلستثمار‪ ...‬حمزة الرندي‬

‫‪Des études juridique et judicaires‬‬


‫تنظيم الطب عن بعد‪ ،‬المزايا المتاحة واإلكراهات المطروحة ‪......................‬محمد السامري‬
‫حكامة التدبير الرقمي لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها ‪ .‬حمزة أمزيل‬

‫األبحاث باللغة الفرنسية‬

‫‪Revue Adala‬‬
‫‪.....................................................................................................................................‬‬

‫‪Confiance et sécurité numérique : Nouveaux principes régissant‬‬


‫مؤلف جماعي‬ ‫‪les liens juridiques. ......................................................................... Zaynab MAKNOUN‬‬
‫‪La dimension numérique de la violence à l’égard des femmes........‬‬
‫‪................................................................................................................................................. TOUISSI Ouafae‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪La fonction RH entre l’utilisation du digital et le défi de la‬‬
‫الدكتور يوسف تملكوتان‬ ‫الدكتور رضوان الطريبق‬ ‫‪protection des données personnelles .....................................Hajar DAOUDI‬‬

‫‪32‬‬
‫مؤلف جماعي العدد ‪ /32‬السنة ‪ 6‬لسنة ‪2023‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫مؤلف جماعي‬

‫الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫العدد ‪ / 32‬السنة السادسة ‪2023‬‬

‫تنسيق‪:‬‬

‫الدكتور يوسف تملكوتان‬ ‫الدكتور رضوان الطريبق‬

‫الطبعة‪ :‬األولى ‪2023‬‬


‫العدد‪ :‬الثاني والثالثون من مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية‬
‫اإليداع القانوني ‪20019PE0031 :‬‬
‫‪ISSN : 2665-8232‬‬ ‫ردمد ‪:‬‬
‫توزيع‪ :‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ‪ -‬الرباط‬
‫مالحظة‪ :‬المواد المنشورة في المجلة تعبر عن آراء أصحابها‪ ،‬وال تمثل رأي المجلة‪.‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة ‪2023‬‬

‫لمجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية‬

‫‪3‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫مـجلة عدالة‬
‫للدراسات القانونية والقضائية‬
‫رئيس التحرير‬ ‫مدير المجلة‬

‫الدكتور إبراهيم اشويعر‬ ‫الدكتور المصطفى الغشام الشعيبي‬


‫استاذ التعليم العالي مساعد دكتور في‬ ‫استاذ التعليم العالي مؤهل دكتور في‬
‫الحقوق ‪ -‬جامعة القاضي عياض بمراكش‬ ‫الحقوق ـ جامعة محمد األول بوجدة‬

‫اللجنة العلمية للمؤلف الجماعي‬


‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بالرباط (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬عبد السالم فيغو‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بوجدة (القانون الخاص)‬ ‫د‪ .‬ادريس الفاخوري‬
‫أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة (القانون الخاص)‬ ‫دة‪ .‬وداد العيدوني‬
‫أستتتتتتاذة التعليم العتالي بكليتة العلوم القتانونيتة واالقتصتتتتاديتة واالجتمتاعيتة‬ ‫دة‪ .‬جميلة العماري‬
‫بطنجة‪.‬‬
‫أستتاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصتادية واالجتماعية أكدال‬ ‫د عالل فالي‬
‫الرباط‬
‫أستتتتتتاذة التعليم العتالي بكليتة العلوم القتانونيتة واالقتصتتتتاديتة واالجتمتاعيتة‬ ‫دة‪ .‬بشرى النية‬
‫أكدال الرباط‬
‫أستاذة التعليم العالي بكلية الشريعة بفاس‬ ‫دة‪ .‬نادية النحلي‬
‫أستتاذ التعليم العالي مؤهل بكلية العلوم القانونية واالقتصتادية واالجتماعية‬ ‫د‪ .‬زكرياء العماري‬
‫بالدار البيضاء‬
‫أستتاذ التعليم العالي مؤهل بكلية العلوم القانونية واالقتصتادية واالجتماعية‬ ‫د‪ .‬نور الدين الفقيهي‬
‫بتطوان‬
‫أستتتتتتتاذة التعليم العتتالي مؤهلتتة بكليتتة العلوم القتتانونيتتة واالقتصتتتتتاديتة‬ ‫دة‪ .‬فاطمة آيت الغازي‬
‫واالجتماعية بمكناس‬
‫أستتاذ التعليم العالي مؤهل بكلية العلوم القانونية واالقتصتادية واالجتماعية‬ ‫د‪ .‬عبد الجليل عينوسي‬
‫السويسي الرباط‬
‫أستتاذ التعليم العالي مؤهل بكلية العلوم القانونية واالقتصتادية واالجتماعية‬ ‫د‪ .‬يونس الحكيم‬
‫بفاس‪.‬‬
‫أستتاذ التعليم العالي مؤهل بكلية العلوم القانونية واالقتصتادية واالجتماعية‬ ‫د‪ .‬حسن الرحية‬
‫بفاس‪.‬‬
‫أستاذ التعليم العالي مؤهل بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية‬ ‫د‪ .‬حميد اليسسفي‬
‫أستاذ التعليم العالي مؤهل بكلية العلوم القانونية والسياسية بالقنيطرة‬ ‫د‪.‬بدر اسريفي‬
‫أستاذ مؤهل بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بأكادير‬ ‫د‪.‬محمد لشقار‬

‫‪4‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫قواعد النشر‬

‫‪ -‬مجلة عدالة للدراستتتات القانونية والقضتتتائية‪ ،‬مجلة علمية أكاديمية محكمة تهتم باوبحار والدراستتتات‬
‫القانونية والقضائية بأسلوب علمي أكاديمي موثق‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن ترستل المقاالت وجوبا في شتكل مرفق عبر البريد اإللكتروني للمجلة المدون أدناو ويشتترط أن‬
‫يكون المقتال مكتوبتا ببرنتام ‪ Microsoft Word‬بنستتتتق ‪( RTF‬نوع الخط بتالعربيتة ‪Traditional‬‬
‫‪ Arabic‬مقاست‪ ، 15 :‬أما اللغة اوجنبية فنوع الخط ‪ Times New Romain‬مقاست‪ ،)12 :‬ويجب‬
‫ان ترقم الصفحات ترقيما تسلسليا‪.‬‬
‫‪ -‬ترفق المادة المقدمة للنشتتر بنبذة عن الستتيرة الذاتية للباحض متضتتمنة أستتم‪ :‬باللغة العربية وبالحروف‬
‫الالتينية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن توثق مادة النشر كما يلي‬
‫‪ -‬بالنستتبة للكتب استتم المؤلع ‪ ،‬عنوان الكتاب‪ ،‬دار النشتتر (الناشتتر)‪ ،‬مكان النشتتر وستتنة النشتتر‪ ،‬ورقم‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنستتبة للمجالت إستتم المؤلع‪ ،‬عنوان المقال‪ ،‬عنوان المجلة‪ ،‬العدد‪ ،‬مكان النشتتر وستتنة النشتتر‪ ،‬ورقم‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنستتبة لمراجع اونترني إستتم المؤلع‪ ،‬اعنوان المقالا‪ ،‬تاريت التصتتفن‪ ،‬العنوان اإللكتروني كامال‬
‫(يشمل الملع)‬
‫‪ -‬يجب أال يكون البحض المراد نشتتتترو قد ستتتتبق نشتتتترو في مجلة أخرب وأن يتميز بالجدة واو تتتتالة‬
‫واحترام‪ :‬لمنهجية البحض العلمي اوكاديمي وأ ول‪ :‬العلمية المتعارف عليها‬
‫‪ -‬االهتمام بالمقال المراد نشتترو وذلب بتصتتحين اوخطاء اإلمالئية واللغوية والتقنية تح طائلة عدم قبول‬
‫المادة المقدمة للنشر‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة وضع الهوامش أسفل كل فحة وكل مقال وردت هوامش‪ :‬في آخرو يعد غير مقبول للنشر‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن للمجلة إذا رأت ضتترورة لذلب إجراء بعا التعديالت الشتتكلية علا المادة المقدمة دون المستتاس‬
‫بجوهرها‪ ،‬والمجلة غير ملزمة برد المقاالت غير المقبولة للنشر‪.‬‬
‫‪ -‬تعبر مضامين المواد المنشورة في المجلة عن آراء أ حابها‪ ،‬وال تمثل رأي المجلة‪.‬‬
‫‪ -‬تخضتتتتع جميع المقاالت المرستتتتلة للمجلة للتقييم والتحكيم مع التنبي‪ :‬علا أن كل مقال يخالع شتتتتروط‬
‫النشر‪ ،‬لن يؤخذ ب‪ ،:‬والمجلة غير معنية بإعالم احب المقال بذلب‪.‬‬
‫‪ -‬ترستل جميع المقاالت والمواد القانونية والقضتائية العلمية المراد نشترها وتوج‪ :‬المراستالت عن طريق‬
‫البريد اإللكتروني للمجلة ‪.revueadala@gmail.com‬‬

‫‪5‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫المحتويات‬

‫تقديم العدد ‪7 ..................................................................................................... :‬‬


‫األبحاث باللغة العربية ‪10 ...........................................................................................‬‬

‫وظيفة المؤسسة السجنية في ظل عصر الرقمنة ‪11 ................................................................‬‬

‫اإلطار القانوني للشركات التجارية اإللكترونية ‪30 ..................................................................‬‬

‫سلطة التشريع الجنائي في ضبط استخدام التكنولوجيا الحديثة ‪59 ...........................................‬‬

‫الرقمنة كآلية لتحقيق العلم الواسع بالقانون‪78 ....................................................................‬‬

‫رقمنة إجراءات العدالة الجنائية ‪108 ...................................................................................‬‬

‫نزع الصفة المادية عن مساطر الصفقات العمومية بين كيفيات التجريد وإشكاالت التنفيذ ‪141 .......‬‬

‫قراءة في القانون رقم ‪ 43.20‬بشأن خدمات الثقة في المعامالت اإللكترونية‪176 ......................‬‬

‫المواقع والتطبيقات الرقمية الرسمية بالمغرب وسؤال تشجيع اإلستثمار ‪187 ...............................‬‬

‫تنظيم الطب عن بعد‪ ،‬المزايا المتاحة واإلكراهات المطروحة ‪209 ..............................................‬‬

‫حكامة التدبير الرقمي لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها ‪227 ............................‬‬

‫األبحاث باللغة الفرنسية ‪247 .......................................................................................‬‬

‫‪Confiance et sécurité numérique : Nouveaux principes régissant les liens‬‬


‫‪juridiques. ...................................................................................................... 248‬‬
‫‪La dimension numérique de la violence à l’égard des femmes ....................... 260‬‬
‫‪La fonction RH entre l’utilisation du digital et le défi de la protection des données‬‬
‫‪personnelles ................................................................................................... 273‬‬

‫‪6‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تقديم العدد ‪:‬‬

‫إن المتتأمتل في كتل فترة يمنيتة‪ ،‬وفي كتل ألفيتة تمر علا اإلنستتتتتانيتة‪ ،‬يمكن أن ير تتتتتد‬
‫خصو يات ومميزات تطبع كل فترة من الفترات‪ ،‬وإذا أردنا أن نسقط اومر علا هذو اولفية‬
‫الثالثة التي نعيشها‪ ،‬لقلنا بأنها ألفية الرقمنة بامتياي‪.‬‬

‫لقد أ تتبن العالم اليوم يعيش علا وقع التطورات التكنولوجية والرقمية المتستتارعة‪ ،‬منصتتتا‬
‫تتبال لم قد يظهر في ستتاعات‪ :‬اوولا من مستتتجدات واختراعات وابتكارات في المجال‬ ‫كل‬
‫الرقمي‪ ،‬تغير بشتتتكل جدري نمط الحياة والصتتتناعة والتفكير واإلبداع وغيرها‪ ،‬بل والتنظيم‬
‫والتقنين‪ ،‬فقتانون اولفيتة الثتالثتة‪ ،‬لن يكون محققتا للعتدالتة وال لامن القتانوني إن هو لم يتأختذ بعين‬
‫االعتبار المجال الرقمي الموايي لمجال العالم الواقعي‪.‬‬

‫وإذا كان الرقمنة استتتطاع أن تنقل العديد من اونشتتطة اإلنستتانية التوا تتلية واالجتماعية‬
‫والمهنيتة والفكريتة بتل وحتا الستتتتيتاديتة في بعا اوحيتان من المجتال الواقعي الميتداني إلا‬
‫المجال االفتراضتي الرقمي‪ ،‬واستتطاع بذلب أن تستهل وتطور وتعزي ممارستة تلب اونشتطة‬
‫والو تتتتول إليها واالستتتتتفادة منها‪ ،‬فإن القضتتتتية اإلشتتتتكالية المطروحة اليوم علا الباحثين‬
‫والممتارستتتتين القتانونين‪ ،‬هي موقع القتانون من الرقمنتة‪ ،‬والعكا‪ ،‬موقع الرقمنتة من القتانون‪،‬‬
‫أي بمعنا هتل المطلوب اليوم هو مواكبتة القتانون للرقمنتة‪ ،‬ومحتاولتة تقنين وتنظيم مختلع‬
‫اوستتتاليب الرقمية في المجال المدني بمفهوم‪ :‬الواستتتع‪ ،‬وتجريم مختلع اونشتتتطة اإلجرامية‬
‫تتعوبة تلب المواكبة الشتتاملة‪،‬‬ ‫المرتبطة بالمجال الرقمي وترتيب الجزاء الجنائي عليها‪ ،‬مع‬
‫تدق اوستتاذ إدريا المشتيشتي العلمي عندما و تفها بتتتتتت الهض القانون وراء العلم‬ ‫والتي‬
‫والتكنولوجيتاا في أحتد كتتابتاتت‪ :‬البحثيتة القيمتة‪ ،‬أم أن هتذا ليا مطلوبتا من المشتتتترع وال من‬
‫الفاعلين في العمل التشتتتريعي والتنظيمي ببالدنا‪ ،‬بقدر ما هو مطلوب محاولة االستتتتفادة من‬
‫اإلمكتانتات التي تتيحهتا الرقمنتة لتعزيز فرص تحقيق العتدالتة واومن القتانوني كتأستتتتما غتايتات‬
‫القاعدة القانونية‪ ،‬بل وتركيز االستتتفادة فقط في أفضتتل الستتبل والوستتائل الرقمية التي تحقق‬
‫نجاعة وفعالية المراكز القانونية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫قد يقول قائل‪ ،‬بأن القانون عندما يواكب الرقمنة‪ ،‬فهو بالتبع يستتتتفيد من الوستتتائل التي تتيحها‬
‫هتذو الرقمنتة‪ ،‬وبتالتتالي فتإن الحتديتض عن موقع القتانون من الرقمنتة‪ ،‬وموقع الرقمنتة من القتانون‪،‬‬
‫قد يكون من باب الترف والتكرار والمعالجة المزدوجة لقضتتتية إشتتتكالية واحدة‪ ،‬والحق‪ ،‬أننا‬
‫تتتحيحة وقائمة‬ ‫نعقد بأن مواكبة القانون للرقمنة تكون بمعنا أشتتتمل وأوستتتع‪ ،‬وهي مقاربة‬
‫ومطلوبتة‪ ،‬قتد تعني محتاولتة تقنين مختلع اونشتتتتطتة والممتارستتتتتات التي تظهر في المجتال‬
‫الرقمي‪ ،‬خا تة بالنستبة للتجارب واونظمة القانونية التي تنهل من النظام التشتريعي الالتيني‪،‬‬
‫القائم علا التدوين‪ ،‬ومنها النظام القانوني المغربي‪ ،‬الذي أ تتبن موغال في التقنين والتدوين‪،‬‬
‫ونظرا لصتتتتعوبتهتا وجستتتتامتهتا‪ ،‬ولكونهتا قتد تتحول إلا مواكبتة غير عميتاء غير عتاقلتة‪ ،‬بتل‬
‫اهوسا قانوني بالرقمنة‪ ،‬وقد تخاطر بصتتتحة القانون وجودت‪ ،:‬والتي إن بقي ايلهضا طويال‬
‫قد ينتهي ب‪ :‬اومر بتتتتتت ت استتتكتة قلبيةا بالنظر لحجم وستتترعة التطورات التي يعرفها العالم‬
‫الرقمي‪ ،‬وهي بذلب مقاربة تختلع عن مقاربة تركيز المشترع علا االستتفادة فقط من الوستائل‬
‫واإلمكتانتات التي تتيحهتا الرقمنتة لتعزيز ونجتاعتة وفعتاليتة المراكز القتانونيتة‪ ،‬تحقيقتا للعتدالتة‬
‫واومن القانوني‪ ،‬وحري بالبيان‪ ،‬أن هذو المقاربة اوخيرة هي نراها اوكثر برويا ً في التجربة‬
‫القانونية المغربية‪.‬‬

‫ويأتي هذا المؤلع الجماعي‪ ،‬من أجل تستتتتليط الضتتتتوء علا هذو المقاربة اوخيرة في تناول‬
‫القضتتية اإلشتتكالية المتعلقة بموقع القانون من الرقمنة‪ ،‬والعكا‪ ،‬وبالتالي محاولة اإلجابة عن‬
‫سؤال مدب مساهمة الرقمنة في فعالية المراكز القانونية ؟‬

‫وقد انطلق الباحثون في محاولة معالجتهم لهذو القضتية اإلشتكالية وفقا للمقاربة المذكورة‪ ،‬إلا‬
‫التطرق للعتديتد من المراكز القتانوني‪ ،‬بتدءا ً من المركز القتانوني للمختاطتب بتالقتاعتدة القتانونيتة‪،‬‬
‫وحق‪ :‬في العلم بالقانون‪ ،‬وكيع تستتتاهم الرقمنة في تعزيز فرص هذا العلم‪ ،‬والمركز القانوني‬
‫للشتتركة في ممارستتة التجارة اإللكترونية‪ ،‬والمركز القانوني للمستتتثمر بشتتكل عام‪ ،‬وكذا في‬
‫مجال الصتتفقات العمومية‪ ،‬والمركز القانوني لطالب التحفيظ أو لصتتاحب حق الملكية بشتتكل‪،‬‬
‫والمركز القتتانوني للطبيتتب والمريا‪ ،‬مع مختلع المراكز القتتانونيتتة اوخرب التي تثيرهتتا‬
‫مجاالت الشتتتركات والصتتتفقات العمومية واالستتتتثمار والتحفيظ العقاري وممارستتتة الطب‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وغيرها‪ ،‬ناهيتب عن المتادة الجنتائية‪ ،‬وما تتثيرو من مراكز قانونية في القانون الجنائي والعدالة‬
‫الجنائية‪ ،‬والمؤسسة السجنية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وقد ستتتتاهم في إعداد هذو اوبحتار والدراستتتتات‪ ،‬ثلتة من البتاحثين‪ ،‬والذين وإن كانوا قد‬
‫ستتاهموا بصتتفاتهم العلمية ودرجات شتتواهدهم اوكاديمية‪ ،‬فإنهم يشتتكلون ترستتانة متنوعة من‬
‫اوستتتاتذة الباحثين الجامعيين‪ ،‬ودكاترة وباحثين في ستتتلب الدكتوراو‪ ،‬يمارستتتون في كل من‬
‫اومانة العامة للحكومة والوكالة القضتائية للمملكة والوكالة الوطنية للتأمين الصتحي‪ ،‬والوكالة‬
‫الوطنيتة للمحتافظتة العقتاريتة والمستتتتن العقتاري والخرائطيتة‪ ،‬والمحتامتاة‪ ،‬وجمعيتات المجتمع‬
‫المدني وشتتركات االستتتشتتارة القانونية‪ ،‬وقد جرب تصتتنيع وترتيب اوبحار الواردة في هذا‬
‫المؤلع الجمتاعي وفق الترابيتة العلميتة واوكتاديميتة المعمول بهتا في مجتال البحتض العلمي‪،‬‬
‫سواء بالنسبة لابحار المكتوبة باللغة العربية‪ ،‬أو بالنسبة لابحار المقدمة باللغة الفرنسية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫األبحاث باللغة العربية‬

‫‪10‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وظيفة المؤسسة السجنية في ظل عصر الرقمنة‬

‫الدكتور عبد الجليل عينوسي‬


‫أستاذ بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي‪ -‬جامعة محمد الخامس‬
‫بالرباط‪-‬‬

‫مقدمة‬

‫من المستلم ب‪ :‬أن التنفيذ العقابي أ تبن يستتلزم وجود نشتاط إداري‪ ،‬يتم بواستطت‪ :‬تطبيق‬
‫مختلع برام المعاملة العقابية التي يخضتتع لها المحكوم عليهم‪ .‬ولعل هذا اومر هو ما يفستتر‬
‫االهتمام بتنظيم إدارة الستجون‪ ،‬ووضتع قواعد تهم اختيار العاملين في المؤستستات الستجنية‪،‬‬
‫انستتتجاما مع التحول الذي طرأ علا وظيفة هذو اإلدارة ‪ ،‬حيض لم تعد تقتصتتتر علا حراستتتة‬
‫المحكوم عليهم‪ ،‬بل أ تتبح تتمثل أيضتتا في استتتغالل ستتلب حريتهم قصتتد تهذيبهم‪ ،‬تمهيدا‬
‫لتتأهيلهم بكتل متا يفترضتتتت‪ :‬ذلتب من تطبيق أستتتتاليتب تقنيتة‪ ،‬و االستتتتتعتانتة بتالعتديتد من الخبراء‬
‫المتخصصين‪.1‬‬

‫وقد نجم عن هذا التحول من جهة نوع من التعقيد و التشتعب في وظيفة اإلدارة الستجنية‪،‬‬
‫كما أبري من جهة ثانية اوهمية االجتماعية لهذو اإلدارة و قيمة الدور الذي تضتتتطلع ب‪ :‬داخل‬
‫تتتتتار ينظر إليهتا بتاعتبتارهتا أحتد المرافق‬ ‫المجتمع في مجتال مكتافحتة اإلجرامب وبتالتتالي‬
‫تراحة الفقرة ‪ 2‬من القاعدة ‪74‬‬ ‫االجتماعية اوستاستية داخل الدولة‪ ،2‬و هذا ما نصت علي‪:‬‬
‫من قواعد اومم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة الستجناء ( قواعد نيلستون مانديال)‪ 3‬التي جاء‬
‫فيها ا تستتهر إدارة الستتجون باستتتمرار علا ب و ترستتيت القناعة لدب موظفيها ولدب الرأي‬

‫‪ -1‬محمود نجيب حسني‪ ،‬علم العقاب‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1973 ،‬ص‪.245 .‬‬
‫‪ -2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬نفا المرجع‪ ،‬ص‪.245 .‬‬
‫‪ -3‬نشير إلا أن هذو القواعد قد اعتمدتها لجنة اومم المتحدة بشأن منع الجريمة والعدالة الجنائية في اجتماعها المنعقد بفيينا خالل الفترة‬
‫المتراوحة ما بين ‪ 18‬و ‪ 22‬ماي ‪.2015‬‬

‫‪11‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫العتام علا الستتتتواء‪ ،‬بتأن هتذو المهمتة هي ختدمتة اجتمتاعيتة بتالغتة اوهميتة‪،‬وعليهتا‪ ،‬تحقيقتا لهتذا‬
‫الغرض‪ ،‬أن تستخدم جميع الوسائل المناسبة لتنوير الجمهورا‪.1‬‬

‫و تأستيستا علا ذلب‪ ،‬ال تتوانا مختلع التشتريعات في إستناد مهمة رستم الستياستة العقابية‬
‫العامة للدولة إلا إدارة الستتجون‪ ،‬ناهيب عن اضتتطالعها كذلب باإلشتتراف علا المؤستتستتات‬
‫الستجنية المختلفة ومراقبة تنفيذها لهذو الستياستة‪ .‬ومن ثم فقد أضتح الحاجة ماستة إلا وجود‬
‫جهاي إداري و تقني يسهر علا التطبيق اومثل لاغراض المنوطة بالمؤسسات السجنية‪.‬‬

‫و ال جدال في أن إدارة الستجون تخضتع في تطورها‪ ،‬شتأنها في ذلب شتأن باقي اوجهزة‬
‫اإلدارية للدولة‪ ،‬لمختلع التحوالت التي يعرفها العالم‪ ،‬والستيما في المجال التكنولوجي‪ .2‬وهو‬
‫ما أفضتتتتا إلا بروي مفهوم إداري جديد هو ما يعرف ب ا االمرفق العام اإللكترونيا‪ ، 3‬و‬
‫الذي يجتد أستتتتاستتتت‪ :‬فيمتا يصتتتتطلن علي‪ :‬ب ا الرقمنة ا التي تعتمد من جهة علا تكنولوجيا‬
‫المعلومات‪ ،‬بمعنا جميع اودوات و التقنيات التي تستتتتخدم في بناء شتتتبكات االتصتتتاالت‪ ،‬و‬
‫حمتايتة البيتانتات و المعلومتات‪ ،‬وإنشتتتتاء قواعتد البيتانتات الكبيرة و التحكم فيهتا‪ ،‬من قبيتل أجهزة‬
‫الكمبيوتر و الكاميرات‪ .‬و من جهة ثانية علا تكنولوجيا االتصتتتاالت و التي تشتتتمل و ستتتائل‬
‫االتصال بين اوجهزة و التقنيات التي تحتفظ بالمعلومات‪ ،4‬ومن أمثلتها شبكة اإلنترن ‪.‬‬

‫‪ -1‬وهو نفا المقتضا الذي أقرت‪ :‬القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء السابقة التي اعتمدها مؤتمر اومم المتحدة اوول لمنع الجريمة‬
‫و معاملة المجرمين المنعقد في جنيع عام ‪ 1955‬في الفقرة ‪ 2‬من القاعدة ‪ 46‬التي ورد فيها ا علا إدارة السجون أن تسهر باستمرار‬
‫علا إيقاظ و ترسيت القناعة‪ ،‬لدب موظفيها و لدب الرأي العام‪ ،‬بأن هذو المهمة هي خدمة اجتماعية بالغة اوهمية‪ ،‬وعليها‪ ،‬طلبا لهذا‬
‫الهدف‪ ،‬أن تستخدم جميع الوسائل المناسبة لتنوير الجمهورا‪.‬‬
‫‪ -2‬نشير إلا أن الرقمنة ظهرت مع بداية منتصع القرن العشرين‪ ،‬و تعزيت خالل فترة السبعينات و الثمانينات من هذا القرن بسبب‬
‫توظيع تقنيات الحاسب اآللي لخدمة العمليات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -3‬تجدر اإلشارة إلا أن أولا مالمن رقمنة اإلدارة ببالدنا بدأت بإحدار بوابة إلكترونية خا ة بويارة االتصال‪ ،‬و إدارة الجمارك و‬
‫الضرائب غير المباشرة‪ .‬و أعقب ذلب تشكيل لجنة أطلق عليها اسم ا اللجنة الوطنية لتكنولوجيا المعلوماتا سنة ‪ 1997‬التي كان هدفها‬
‫يتمثل في شرل و تفسير قواعد رقمنة اإلدارة و أوجهها‪ .‬ثم تنظيم المناظرة الوطنية إلستراتيجية إدماج المغرب في مجتمع المعرفة و‬
‫اإلعالم سنة ‪ ،2001‬و كذا المناظرة الوطنية اوولا لإل الل اإلداري سنة ‪ 2002‬التي جعل من التكنولوجيا المعلوماتية أساس تجويد‬
‫التسيير اإلداري بالمغرب‪ .‬و وال إلا الخطة الوطنية إل الل اإلدارة ‪ 2021-2018‬التي جعل من رقمنة المرافق العمومية محور‬
‫هذا اإل الل ‪ .‬وأيضا خطة العمل الوطنية للفترة الممتدة من سنة ‪ 2021‬إلا سنة ‪ .2023‬لمزيد من التوسع‪ ،‬راجع‬
‫‪ -‬عبد هللا ساعع‪ ،‬أحاديض في السياسة المغربية‪ ،‬منشورات الزمن‪ ،2002 ،‬ص ‪.157.‬‬
‫‪ -‬محمد المودن‪ ،‬التأسيا القانوني للمرفق العام اإللكتروني‪ ،‬مساهمة منشورة في مؤلع التحوالت الكبرب للقانون اإلداري‪ ،‬المستجدات‬
‫المفاهيمية و القانونية‪ ،‬الخلفية السوسيو – سياسية و االقتصادية‪ ،‬اإلكراهات التدبيرية‪ -‬الرقمنة‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة دار السالم للطباعة و النشر‬
‫و التوييع ‪ ،‬الرباط‪ ،2012 ،‬ص‪. 330 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Bruno Hénocque, Appropriation des messageries électroniques dans les entreprises en réseau, Presses‬‬
‫‪Universitaire de Bordeaux, 2002, p 37‬‬

‫‪12‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫و علا هتذا اوستتتتاس‪ ،‬يمكن تعريع الرقمنتة بتأنهتا منظومتة برمجيتة متكتاملتة تعتمتد علا‬
‫تقنيتات االتصتتتتاالت و المعلومتات لتحويتل العمتل اإلداري اليتدوي إلا أعمتال تنفتذ بواستتتتطتة‬
‫التقنيات الرقمية الحديثة من أجل تحقيق أهداف اإلدارة بأحسن الوسائل و أقل التكاليع‪.1‬‬

‫و عموما‪ ،‬فإذا كان الرقمنة تعد في الوق الحاضتتر ضتترورة حتمية لتحقيق التنمية‪،2‬‬
‫فإنها تعتبر كذلب وستيلة أستاستية لتكريا مبدأ المستاواة بين اوفراد من خالل ضتمان حصتولهم‬
‫علا الختدمتات بصتتتتورة آليتة أو إلكترونيتة دون أي تمييز‪ .‬وهو اومر التذي ينستتتتحتب بتدرجتة‬
‫أستتاستتية علا اوشتتخاص المودعين داخل المؤستتستتات الستتجنية ‪ ،‬حيض يتعين تجستتيم مواكبة‬
‫اعتقالهم و حقوقهم بالوستتط الستتجني للتحول الرقمي‪ ،‬ستتعيا إلا تحقيق المصتتلحة المشتتتركة‬
‫بينهم و بين إدارة الستتجنب و بالتالي الو تتول إلا تواين معقول بين استتتعماالت الرقمنة في‬
‫مجال حفظ النظام و اومن داخل المؤستتستتة الستتجنية من جهة ‪ ،‬و بين استتتخدامها في مجال‬
‫التأهيل و إعادة اإلدماج‪.3‬‬

‫و من الجدير بالمالحظة أن استتعمال الرقمنة في المؤستستات الستجنية قد حظي باهتمام‬


‫المواثيق الدولية المتعلقة بالستجناء‪ ،‬والستيما القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة الستجناء (قواعد‬
‫نيلستتتتون متانتديال)‪ ،‬حيتض خولت إلدارة الستتتتجون من جهتة إمكتانيتة االعتمتاد في تتدبير ملفتات‬
‫الستجناء علا قاعدة بيانات إلكترونية للستجالت (القاعدة ‪ .)6‬ومن جهة ثانية استتخدام وستائل‬
‫االتصال و الوسائل اإللكترونية و الرقمية و غيرها (القاعدة ‪.)58‬‬

‫وهكذا يتضتتتن أن هذو القواعد النموذجية‪ ،‬و التي تمثل في مجملها الشتتتروط الدنيا التي‬
‫تعترف بصتتتتالحيتهتا اومم المتحتدة ‪ 4‬قتد أشتتتتارت إلا إمكتانيتة استتتتتختدام الرقمنتة في المجتال‬
‫اإلداري‪ ،‬وخا تتتة فيما يتعلق بتدبير ملفات الستتتجناء‪ ،‬وكذا في مجال تستتتهيل عملية إدماج‬
‫السجناء من خالل ضمان توا لهم مع العالم الخارجي‪.‬‬

‫‪ -1‬حمزة الجبالي‪ ،‬تنمية اوداء الوظيفي و اإلداري ‪ ،‬منشورات دار الثقافة ‪ ،2016،‬ص‪.90 .‬‬
‫‪ -2‬وردت الرقمنة في لب تقرير النموذج التنموي الجديد الذي أكد علا تفعيل التحول الرقمي باإلدارة المغربية‪.‬‬
‫‪ -3‬أول المندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج اهتماما خا ا بالرقمنة‪ ،‬حيض تم تثبي نظم معلوماتية شمل مجاالت تدبير‬
‫الساعات اإلضافية و الليلية لموظفي المؤسسات السجنية‪ ،‬وتدبير تنقالت الموظفين باإلدارة المركزية و الؤسسات السجنية‪ ،‬إضافة إلا‬
‫الشروع في تثبي نظام تدبير أموال المعتقلين‪ .‬وكذا نظام التقنية البيومترية لضبط هوية السجناء‪ .‬راجع تقرير اونشطة الصادر عن هذو‬
‫المندوبية برسم سنة ‪ ،2020‬ص‪.115 .‬‬
‫‪ -4‬المالحظة التمهيدية ‪ 1‬الواردة في القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ( قواعد نيلسون مانديال)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫لكن إذا متا أختذنتا بعين االعتبتار أن القواعتد المتذكورة تتنتاول ميتدانتا يخضتتتتع لتطور‬
‫مستتتتتمر‪ ،1‬فمن البتديهي أن الرقمنتة يمكن أن تمتتد إلا مجتاالت أخرب داختل المؤستتتتستتتتات‬
‫السجنية‪ ،‬شريطة أن يتفق ذلب مع المبادئ و المقا د النابعة من هذو القواعد‪.2‬‬

‫و من ثم‪ ،‬فتإن اإلشتتتتكتاليتة التي تثور في معرض موضتتتتوعنتا هي كتالتتالي هتل واكبت‬
‫المؤستستة الستجنية تحديات عصتر الرقمنة في نطاق اختصتا تها القائم علا مراعاة الهاجا‬
‫اومني و متطلبات البعد اإلدماجي؟‬

‫إن معالجة موضتتوع بحثنا هذا تقتضتتي اإلشتتارة إلا أن إدارة الستتجون قد تبن مقاربة‬
‫تدريجية فيما يخص االستفادة من منجزات الثورة التقنية في تدبير المؤسسات السجنية‪ ،3‬حيض‬
‫تم التركيز بتدايتة علا الوظيفتة اومنيتة‪ ،‬مع العمتل علا توستتتتيع مجتاالت االستتتتتفتادة منهتا‪ .‬ثم‬
‫استتتتتبع ذلب خالل اآلونة اوخيرة اهتمام متزايد بوظيفة التأهيل و إعادة اإلدماج‪ .‬من هنا كان‬
‫اهتمامنا مويعا في نطاق اإلجابة عن اإلشكالية المذكورة بين المحورين التاليين‬

‫الرجوع إلا المظاهر المجستدة الستتعمال الرقمنة في تحقيق الوظيفة اومنية للمؤستستة‬
‫الستتتجنية من جهة (الفرع األول)‪ ،‬ثم التعرض الستتتتخدامها في نطاق الوظيفة التأهليلية لهذو‬
‫المؤسسة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور الرقمنة في تحقيق الوظيفة األمنية للمؤسسة السجنية‬

‫من المستلم ب‪ :‬أن اومن يعد من الوظائع اوستاستية داخل الدولة‪ ،‬لما ل‪ :‬من دور مهم في‬
‫توفير الحماية و الطمأنينة و االستتتقرار داخل المجتمع‪ .‬و هذا اومر ال يقتصتتر علا المجتمع‬
‫الحر‪ ،‬بل إن‪ :‬يشتمل أيضتا ما يعرف بمجتمع الستجن‪ .‬فإلا جانب الدور الذي يضتطلع ب‪ :‬اومن‬

‫‪ -1‬الفقرة ‪ 2‬من المالحظة التمهيدية ‪ 1‬الواردة في القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء( قواعد نيلسون مانديال)‪.‬‬
‫‪ -2‬نفا الفقرة من المالحظة التمهيدية ‪ 1‬الواردة في القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء( قواعد نيلسون مانديال)‪.‬‬
‫‪ -3‬يتفاوت مجال االستفادة من الرقمنة في مجال حقوق السجناء‪ ،‬حيض تسمن بعا الدول للسجين باستعمال جهاي التلفاي داخل الزنايين‪،‬‬
‫و االطالع علا الحساب االسمي بطريقة إلكترونية‪ ،‬وتوجي‪ :‬ملتمسات إلا دارة السجن بنفا الطريقة من أجل اختيار وجبة اوكل‪ ،‬وهو‬
‫ما جعل البعا يطلق علا ذلب اسم ا المقصع اإللكترونيا‪.‬‬
‫و لإلشارة فإن المندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج قد أطلق مؤخرا منصة إلكترونية لتدبير مواعيد الزيارة و اقتناء المشتريات‬
‫لفائدة السجناء‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫في ضتمان الستكينة و حفظ االنضتباط و النظام و تيانة ستالمة اوشتخاص و الممتلكات داخل‬
‫المؤستستة الستجنية‪ ،‬فإن‪ :‬يعد أيضتا عنصترا رئيستيا لتحقيق وظيفة المؤستستة التأهيلية‪ ،‬و مرد‬
‫ذلب أن‪ :‬بدون أمن ال يمكن أن يكون هناك إدماج‪.‬‬

‫و لعل ما يجستتد أهمية اومن داخل المؤستتستتات الستتجنية أن ظهور هذو اوخيرة اقترن‬
‫تتارمة‪ ،‬كان الهدف منها التحفظ علا الستتجناء ومنع فرارهم تمهيدا لمحاكمتهم‬ ‫بتدابير أمنية‬
‫أو لتنفيذ اوحكام عليهم‪ ،1‬وذلب اعتمادا علا أدوات تقليدية من قبيل تقييد الستتجناء بستتالستتل‬
‫حديدية أو تكبيتل أرجلهم بكرات حديدية‪ ،‬وأيضتتتتا علا موظفين يتوفرون علا بنيتة جستتتتميتة‬
‫ضخمة و يتحلون بأعلا درجة من الشدة و القسوة‪.2‬‬

‫بيتد أن هتذا اومر تغير في العصتتتتر الحتديتض بفعتل التطور التذي عرفتت‪ :‬المجتمعتات‬
‫اإلنستتتانية عموما‪ ،‬و خصتتتو تتتا في المجال التكنولوجي‪ ،‬و الذي أدب إلا بروي ما أ تتتبن‬
‫يصتتتتطلن عليت‪ :‬ب ا الستتتتجن الرقميا ‪ ،3La prison numérique‬و التذي يعتمتد علا‬
‫استتخدام نظم تكنولوجيا المعلومات و االتصتال‪ ،‬و خا تة شتبكة اإلنترن في جميع العمليات‬
‫اومنية‪.‬‬

‫والواقع أن استتتتتعمتال التكنولوجيتا في المجتال اومني لم يعتد يقتصتتتتر علا دول بعينهتا‪،‬‬
‫وإنما امتد ليشمل مختلع الدول‪ ،‬ومن بينها المغرب‪ ،‬مع فارق أساسي وطبيعي في اإلمكانيات‬
‫البنيوية والمادية و البشرية المتوفرة‪.‬‬

‫وبصتتورة عامة‪ ،‬فإن رقمنة المؤستتستتات الستتجنية علا المستتتوب اومني تشتتمل الجانب‬
‫المادي الخارجي لهذو المؤستستات ( الفقرة اوولا)‪ ،‬و الجانب المتعلق بالتجهيزات و المعدات‬
‫المستعملة ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ -1‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬سامي عبد الكريم محمود‪ ،‬أ ول علمي اإلجرام و العقاب‪ ،‬ط ‪ ،1‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪2010،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.293 .‬‬
‫‪ -2‬محمود سليمان موسا‪،‬علم العقاب و معاملة المذنبين‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‪.239.‬‬
‫‪ -3‬لمزيد من التوسع‪ ،‬راجع‬
‫‪Charles Perez et Karina Sokolova, Prison numérique : Mise en lumière de quelques nuances sombres‬‬
‫‪de notre société numérique, L’harmattan ,Paris 2020.‬‬

‫‪15‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مظاهر الرقمنة على مستوى األمن المادي الخارجي‬

‫يرتبط اومن المادي‪ 1‬للمؤسسات السجنية بكيفية عامة بالجانب البنيوي لهذو المؤسسات‪،‬‬
‫و الذي يحيل بكيفية أستاستية إلا بناياتها و التي تشتمل الجدران و الحواجز و اإلنارة و اوقفال‬
‫و غير ذلب‪.‬‬

‫تتتنفين اثنين هما أمن مادي داخلي‪ ،‬و يهدف إلا ضتتتمان‬ ‫و يصتتتنع هذا اومن إلا‬
‫تتحية ستتليمة ستتواء من حيض المستتاحة أو التهوية أو اإلضتتاءة أو‬ ‫إيواء الستتجناء في بي ة‬
‫المرافق الصتتتتحيتة أو النظتافتة ‪ .2‬و أمن متادي ختارجي‪ ،‬و تكمن غتايتت‪ :‬في الحفتاظ علا أمن‬
‫المجتمع عن طريق منع هروب الستجناء من الستجن‪ ،‬و هو يستتلزم اعتماد معايير دقيقة تكفل‬
‫تحقيق مراقبة دائمة للستجناء‪ ،‬ستواء من حيض اختيار الموقع الجغرافي للمؤستستة الستجنية أو‬
‫من حيض تصميمها في الداخل أو الخارج‪.‬‬

‫و الحقيقة أن تصتتميم الستتجون يعد من أ تتعب التصتتاميم علا اإلطالق‪ ،‬لكون‪ :‬يستتتلزم‬
‫توفر مجموعتة من المعتايير اومنيتة التي يجتب أن تواكتب التطور التكنولوجي‪ .‬ومن أهم هتذو‬
‫المعايير مراعاة كتل المبنا‪ ،‬وحجم الخدمات‪ ،‬ومواد التشتتتييد و البناء‪ ،‬و مقر إدارة الستتتجن‬
‫من خالل توفرها علا نظام للتحكم اومني يشتتمل المؤستتستتة الستتجنية ككل‪ .3‬و ال شتتب بأن‬
‫استتتعمال التكنولوجيا من أجل المحافظة علا اومن الستتجني يزداد إلحاحا حينما يتعلق اومر‬
‫من جهة بأبراج المراقبة ( أوال)‪ ،‬و من جهة ثانية بأبواب الدخول (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬أبراج المراقبة‬

‫توضتع هذو اوبراج علا أركان أستوار المؤستستات الستجنية من أجل التحكم في عملية‬
‫المراقبة‪ .‬ويتم تزويدها بمعدات المستتتاعدة الحستتتية لامن‪ ،‬مثل الكاميرات و أجهزة اإلنذار و‬

‫‪ -1‬يطلق علا هذا اومن كذلب ا اومن الحسيا ‪ ،‬و ااومن الثاب ا‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر القواعد من ‪ 12‬إلا ‪ 17‬من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء( قواعد نيلسون مانديال)‪ .‬و أيضا المادتين ‪ 113‬و ‪ 114‬من‬
‫القانون المتعلق بتنظيم و تسيير المؤسسات السجنية‪ ،‬ج‪.‬ر ج‪ .‬ر عدد ‪ 4726‬بتاريت ‪ ، 1999/9/16‬ص‪ .2283 .‬و المادة ‪ 84‬من‬
‫مرسوم‪ :‬التطبيقي‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 4848‬بتاريت ‪ ،2000/11/16‬ص‪.3029 .‬‬
‫‪ -3‬هشام حسين عزمي‪ ،‬وائل علي عبدو محمد العبيدي‪ ،‬المعايير و المحددات التصميمية للمباني العقابية ( السجون) في مصر‪ ،‬مجلة‬
‫اويهر‪ ،‬كلية الهندسة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬عدد ‪ ،40‬يوليوي ‪ ،2016‬ص‪.1147 .‬‬

‫‪16‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫الراديو وغيرها ‪ .1‬و غير خاف أنها تتين للمراقب رؤية جميع الشتبابيب و الممرات الخارجية‬
‫و الواجهات و اوسطن‪ ،‬وهو ما يساعدو علا ر د أي حركة أو حالة فرار خارج السجن‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬أبواب الدخول‬

‫تعد أبواب الدخول الوستتيلة الوحيدة لولوج المؤستتستتات الستتجنية‪ ،‬فهي أداة للربط بين‬
‫مجتمع الستتتتجن و بين محيطت‪ :‬الختارجي‪ ،‬ومن ثم فتإن هتذو اوبواب تحظا بتاهتمتام كبير علا‬
‫المستتوب اومني‪ ،‬حيض يتم تجهيزها بكاميرات المراقبة قصتد التحقق من هوية اوشتخاص قبل‬
‫الستمال لهم بدخول الستجن‪ .‬كما يتم تزويد الموظفين بأجهزة إلكترونية‪ ،‬من أجل كشتع جميع‬
‫اوشتياء التي من شتأن إدخالها إلا المؤستستة الستجنية أن يشتكل خطرا علا أمن اوشتخاص و‬
‫الممتلكات‪.3‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مظاهر الرقمنة على مستوى التجهيزات‬

‫لم يعد تحقيق اومن في الوستتتط الستتتجني يرتهن فقط بالمباني و أجزائها‪ ،‬وإنما يتوقع‬
‫أيضتتتتا علا ضتتتترورة توفير اوجهزة اإللكترونية الكافية و المناستتتتبة التي تمكن من التدخل‬
‫لتجنب كل ما من شتأن‪ :‬أن يما بأمن المؤستستة الستجنية‪ ،‬و ستالمة الموظفين والستجناء علا‬
‫حد سواء‪.‬‬

‫وبصتتتتورة عامة‪ ،‬فإن هذو اوجهزة تنقستتتتم إلا نوعين‪ ،‬هما أجهزة خا تتتتة بعمليات‬
‫( أوال)‪ ،‬وأجهزة معدة لر د حاالت الخطر ( ثانيا)‪.‬‬ ‫المراقبة‬

‫افار‪ ،‬المركز الدولي لدراسات السجون‪ ،‬لندن‪،‬‬


‫‪ -1‬أندرو كويل‪ ،‬منهجية حقوق اإلنسان في إدارة السجون‪ ،‬ط ‪ ،2‬ترجمة وليد المبروك‬
‫ص‪.58 .‬‬
‫‪ -2‬سجل المجلا اوعلا للحسابات قصورا علا مستوب البنيات التحتية اوساسية الخا ة باومن في بعا المؤسسات السجنية‪ ،‬تهم‬
‫أساسا ضعع تغطية السجون بأبراج المراقبة وعدم مطابقتها للمعايير الدولية‪ ،‬راجع تقريرو السنوي برسم سنة ‪ ،2018‬ص‪.204 .‬‬
‫‪ -3‬سجل المجلا اوعلا للحسابات نقصا في تجهيزات المراقبة اإللكترونية لمحاربة تسريب الممنوعات في معظم المؤسسات السجنية‪.‬‬
‫راجع تقريرو السنوي برسم سنة ‪ ،2018‬ص‪.204 .‬‬

‫‪17‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫أوال‪ -‬األجهزة الخاصة بعمليات المراقبة‬

‫أ تتبن استتتعمال هذو اوجهزة‪ ،‬وخا تتة أنظمة المراقبة بالكاميرات‪ 1‬من المستتتلزمات‬
‫الرئيستية لتحقيق الوظيفة اومنية للمؤستستة الستجنية‪ ،‬حيض تستاعد علا توفير التغطية المرئية‬
‫للعديد من المرافق داخلها‪ ،2‬الستيما اوماكن المشتتركة التي يجتمع فيها الستجناء كفناء الستجن‬
‫و أماكن تناول الطعام و أماكن الشغل‪.‬‬

‫و تزداد أهمية هذو اونظمة بدرجة خا تة بستبب قلة الموظفين المكلفين بالحراستة من‬
‫جهة‪ ،‬ثم تعذر تواجدهم في كافة اومكنة في وق واحد من جهة ثانية‪.‬‬

‫و هكتذا‪ ،‬يبتدو أن اوجهزة المتعلقتة بعمليتات المراقبتة لهتا وظيفتة وقتائيتة‪ ،‬حيتض يكمن‬
‫الهدف منها في مراقبة أي نشتاط أو حركة مشتبوهة من طرف الستجناء‪ ،‬مما يمكن من التدخل‬
‫في الوق المناستب قبل قيامهم بأي فعل يعرض أمن المؤستستة الستجنية للخطر‪ .‬هذا باإلضتافة‬
‫إلا توثيق و جمع اودلة التي يمكن االستتتتناد إليها ستتتواء أمام المجلا التأديبي إذا كان الفعل‬
‫يشتتكل خطأ تأديبيا أو أمام الجهات القضتتائية المختصتتة إذا كان الفعل يشتتكل جريمة معاقب‬
‫عليها‪.3‬‬

‫و تتعين اإلشتتتارة في هذا الصتتتدد إلا أن االستتتتعانة بأنظمة المراقبة بالكاميرات داخل‬
‫المؤستتتتستتتتات الستتتتجنية قد أثارت اختالفا فقهيا حول مدب إمكانية استتتتتخدامها في الزنايين‬
‫تتتتارخا لحق‬ ‫الفردية‪ ،‬حيتض بري في هذا اإلطار تيتاران اثنتان اوول يرب أنها تمثل انتهاكا‬
‫الستتجناء في الخصتتو تتية باعتبارو حقا من الحقوق اوستتاستتية المقررة لإلنستتان في المواثيق‬

‫‪ -1‬تتوفر ‪ 29‬مؤسسة سجنية ببالدنا علا نظام رقمي متطور للمراقبة بالكاميرات‪ .‬كما يوجد نظام عادي للمراقبة بالكاميرات في‪33‬‬
‫مؤسسة سجنية‪ .‬راجع المندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج‪ ،‬تقرير اونشطة برسم سنة ‪ ، 2021‬ص‪.65 .‬‬
‫و لإلشارة فقد سبق للمجلا اوعلا للحسابات أن سجل اختالالت علا مستوب أنظمة المراقبة بالكاميرات في عدد مهم من المؤسسات‬
‫السجنية ‪ .‬راجع تقريرو السنوي برسم سنة ‪ ،2018‬ص‪.204 .‬‬
‫‪ -2‬نشير إلا أن المندوبية العامة إلدارة السجون و إعادة اإلدماج قد أحدث قاعة مركزية للتتبع و المراقبة المباشرة للكاميرات المثبتة‬
‫بمختلع المؤسسات السجنية ‪ .‬راجع تقرير اونشطة الصادر عن هذو المندوبية برسم سنة ‪ ،2018‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -3‬نشير إلا أن مدة االحتفاظ بالتسجيالت المرئية في فرنسا قد نظمها منشور ادر بتاريت ‪ 15‬يوليوي ‪ 2013‬يتعلق بكيفية تطبيقمعالجة‬
‫المعطيات ذات الطابع الشخصي لفيديو المراقبة الذي يوضع بالمؤسسة السجنية‪ ،‬إذ أنها ال تتجاوي شهرا واحدا‪ ،‬و يتم بعد هذو المدة‬
‫حذف جميع التسجيالت التي ال تشكل موضوع بحض إداري أو متابعة جنائية أمام الجهات القضائية المختصة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫التدوليتة‪ .‬و الثتاني يقول بجواي اللجوء إليهتا من طرف إدارة الستتتتجون‪ ،‬متادام أن الهتدف منهتا‬
‫يتمثل في ضمان سالمة السجناء‪.1‬‬

‫و في اعتقادنا‪ ،‬فإن الحق في احترام الحياة الخا ة يعد حقا أ يال من حقوق اإلنسان ال‬
‫يستتوا انتهاك‪ :‬كمبدأ عام‪ ،‬و ال يستتتثنا من ذلب ستتوب الحالة التي تقوم فيها عنا تتر جدية‬
‫حول إمكانية أن يعرض الستتتجين نفستتت‪ :‬أو غيرو للخطر ستتتواء من خالل الما بالحق في‬
‫الحياة أو االعتداء علا السالمة الجسدية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬األجهزة المعدة لرصد حاالت الخطر‬

‫تتنوع المعدات المخصتتصتتة لمواجهة حاالت الخطر داخل المؤستتستتات الستتجنية ‪ ،‬ومن‬
‫بينها السالل و او فاد‪.‬‬

‫بيتد أن متا يهمنتا في هتذا اإلطتار هو اوجهزة التي تستتتتتعمتل في مجتال مكتافحتة الحرائق‬
‫داختل المبتاني المعتدة للستتتتجون‪ ،‬لمتا لهتا من خطر كبير علا حيتاة الموظفين و الستتتتجنتاء و‬
‫الممتلكتات‪ ،‬حيتض أدب التطور التكنولوجي الهتائل إلا إمكتانيتة ربطهتا بنظتام ذكي يتم التحكم فيت‪:‬‬
‫عن بعد‪ .‬و في حالة اندالع حريق ترستتتل إشتتتارة تنبي‪ :‬بصتتتورة تلقائية‪ ،‬كما ترستتتل اونظمة‬
‫إنذارات في أي من أنظمة السالمة‪ ،‬وهو ما من شأن‪ :‬أن يمكن من التدخل العاجل و في الوق‬
‫المناسب‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور الرقمنة في تحقيق الوظيفة التأهيلية للمؤسسة السجنية‬

‫تأتي الوظيفة التأهيلية للمؤسسة السجنية في مرتبة ثانية بعد الوظيفة اومنية‪ ،‬حيض تكمن‬
‫الغاية منها في تحقيق االستتتتتغالل اومثل لطاقات وإمكانيات الستتتتجناء‪ ،‬علا نحو يكفل إعادة‬
‫إدماجهم في المجتمع بعد خروجهم من السجن‪.3‬‬

‫‪ - 1‬لمزيد من التوسع‪ ،‬راجع‬


‫‪Benjamin Docquir , Le droit de la vie privée , Editions Larcier, Bruxelles, 2017, p. 51.‬‬
‫‪ -2‬أشار المجلا اوعلا للحسابات إلا محدودية أجهزة الوقاية و مكافحة الحرائق في معظم المؤسسات السجنية ببالدنا‪ ،‬راجع تقريرو‬
‫السنوي برسم سنة ‪ ،2018‬ص‪.204 .‬‬
‫‪ -3‬عبد الجليل عينوسي‪ ،‬تشغيل السجناء في المغرب بين القانون و الواقع‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة و النشر‪ ،‬الرباط‪ ، 2012 ،‬ص‪.104.‬‬

‫‪19‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫والمراد بتأهيل الستتتتجناء بصتتتتورة أولية إعدادهم لمواجهة الحياة العامة‪ .‬وعرف‪ :‬بعا‬
‫الفقت‪ :‬الجنتائي بتأنت‪ :‬ا خلق إرادة المشتتتتاركتة لتدب المحكوم عليت‪ :‬في الحيتاة االجتمتاعيتة علا‬
‫الوجت‪ :‬التذي تحتددو القيم و النظم التي تحكمهتاا‪ .1‬و يرب جتانتب آخر من الفقت‪ :‬أن التتأهيتل هو‬
‫تلب العملية المتعددة الجوانب و النشاطات التي ترمي إلا إحدار تغيير في سلوك السجين‪ ،‬و‬
‫تعزيز مؤهالتت‪ :‬و قتدراتت‪ :‬و إدراكت‪ :‬لتذا ت‪ ،:‬و لتدورو في المجتمع‪ ،‬و تنميتة ثقتت‪ :‬في نفستتتت‪ ،:‬و‬
‫اعتمادو مفاهيم سلوكية جديدة عوض تلب التي قادت‪ :‬إلا اإلجرام‪. 2‬‬

‫والمالحظ أن الوظيفة التأهيلية للمؤستتتستتتة الستتتجنية تتستتتع وفقا لما جاءت ب‪ :‬القواعد‬
‫النموذجية الدنيا لمعاملة الستجناء ( قواعد نيلستون مانديال) لتشتمل برام متعددة‪ ،‬بما يتناستب‬
‫مع شتخصتية المحكوم علي‪ ،:‬وبصتورة تحقق الغرض اوستاستي منها‪ ،‬حيض تشتتمل علا برام‬
‫تربوية‪ ،‬و برنام العمل‪ ،‬وبرام للرعاية الصحية‪ ،‬وبرام للرعاية االجتماعية‪.‬‬

‫غير أن ما يالحظ أن التعامل مع الوستتتائل التكنولوجية في نطاق هذو البرام ظل محل‬


‫تردد كبير من طرف العتديتد من التدول‪ ،‬و من بينهتا المغرب‪ ،‬و ذلتب بستتتتبتب الخشتتتتيتة من أن‬
‫يؤدي استعمالها من طرف السجناء إلا تهديد اومن و النظام داخل المؤسسات السجنية‪.3‬‬

‫و بكيفية عامة‪ ،‬يمكن االستفادة من الرقمنة في تطوير برنامجين مهمين من برام إعادة‬
‫إدماج الستتجناء‪ ،‬الستتيما في ظل النتائ المستتتخلصتتة من تأثير جائحة كورونا علا الوستتط‬
‫الستتجني‪ .‬و يتعلق اومر بالبرام التربوية‪ ،‬و خصتتو تتا التعليم ( الفقرة اوولا) ‪ ،‬والبرام‬
‫االجتماعية‪ ،‬و السيما حق السجين في االتصال بالعالم الخارجي ( الفقرة الثانية)‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد نجيب توفيق حسن الديب‪ ،‬الخدمة االجتماعية مع الف ات الخا ة‪ ،‬منشورات كلية الخدمة االجتماعية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1989‬ص‪.74 .‬‬
‫‪ -2‬مصطفا العوجي‪ ،‬اإل الحات الجنائية والعقابية من أجل إعادة االندماج االجتماعي للمحكوم عليهم بعقوبات جزائية‪ ،‬أشغال الندوة‬
‫العربية اإلفريقية حول موضوع ا العدالة الجنائية و اإل الحات السجنيةا‪ ،‬المنظمة من طرف المعهد العربي لحقوق اإلنسان و الرابطة‬
‫التونسية للدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬و المنظمة الدولية لإل الل الجنائي بتونا خالل الفترة الممتدة من ‪ 29‬نونبر‪ 1997‬إلا ‪ 02‬دجنبر‬
‫‪ ،1997‬منشورات المعهد العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬ط‪ ،1‬تونا‪ ،1996 ،‬ص‪.175 .‬‬
‫‪ -3‬علا خالف ذلب‪ ،‬فقد اتجه بعا الدول إلا الترخيص للسجناء باستعمال شبكة اإلنترن ‪ ،‬علا غرار المملكة المتحدة و الدول‬
‫االسكندنافية ‪ .‬لمزيد من التوسع‪ ،‬راجع‬
‫‪Rapport de la Fédération des associations réflexion action, prison et justice, L’informatique et l’accès‬‬
‫‪a internet en prison, 2012, p. 14.‬‬
‫‪ -4‬تبري مظاهر االستفادة من الرقمنة علا مستوب الوظيفة التأهيلية للمؤسسات السجنية في عددد من الدول ‪ ،‬ومن بينها فرنسا في تمكين‬
‫السجناء من لوج قاعات مجهزة بالمعلوميات من أجل االطالع علا المنشورات اإللكترونية‪ ،‬و أيضا الترخيص لهم باستعمال اإلنترن‬
‫في مجال التعليم و أوراش العمل و التكوين المهني و المكتبيات كمعالجة النصوص‪ .‬مع اإلشارة إلا أن استخدام الحواسيب يخضع دائما‬

‫‪20‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬أهمية الرقمنة في صيانة حق السجين في التعليم‬

‫يعتبر التعليم حقتا لكتل إنستتتتان‪ ،‬فال يجوي حرمتان أحتد من هتذا الحق ستتتتوء كتان حرا أم‬
‫ستتجينا‪.1‬لذا يالحظ أن االهتمام ب‪ :‬بدأ في الماضتتي منذ عهد الستتجون الكنستتية من خالل تلقين‬
‫الستتتتجناء مبادئ القراءة والكتابة‪ .‬و استتتتتمر أيضتتتتا هذا االهتمام في ظل الستتتتجون المدنية‪،‬‬
‫باعتبارو إحدب وسائل المعاملة العقابية التي تساهم في تأهيل المحكوم علي‪ :‬وإ الح‪.:‬‬

‫كما حظي الحقا باهتمام المواثيق الدولية‪ ،‬وعلا رأسها القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة‬
‫السجناء (قواعد نيلسون مانديال) التي تعرض ل‪ :‬في القاعدة ‪. 2104‬‬

‫و ال مراء في أنا لتعليم ل‪ :‬دور مهم في مقاومة الجريمة وإعادة إدماج الستتتجناء‪ .‬و يبري‬
‫ذلب من خالل مستاهمت‪ :‬في تقل شتخصتية المتعلم‪ ،‬وذلب بتزويدو بالقيم والستلوكيات الستليمة‬
‫التي تباعد بين‪ :‬وبين طريق اإلجرام‪ .‬هذا باإلضتتتافة إلا تنمية حب النظام والطاعة في النفا‬
‫واحترام القوانين واونظمة داخل المؤستستات الستجنية‪ .‬وكذا القضتاء علا المعتقدات الخاط ة‬
‫التي تدفع باإلنستان أحيانا إلا اإلجرام‪ .‬ناهيب عن شتغل وق فراا المحكوم علي‪ :‬بما هو نافع‬
‫ومفيد ل‪ . :‬و أيضا فسن المجال أمام‪ :‬للحصول علتتتا متتتورد ريقتتت‪ :‬بوسيلة مشتتتروعة بعد‬
‫اإلفراج عن‪ ،:‬وهو اومر الذي من شتأن‪ :‬أن يكفل ل‪ :‬االستتتتتتتقرار االجتماعي بعد الخروج من‬
‫السجن‪.3‬‬

‫وبالرغم من هذا الدور الهام الذي يضتتتطلع ب‪ :‬التعليم في تأهيل الستتتجناء‪ ،‬فالمالحظ أن‬
‫نظتام التعليم العتادي المعمول بت‪ :‬داختل الوستتتتط الستتتتجني في العتديتد من التدول‪ ،‬و من بينهتا‬
‫المغرب قد أبان عن محدوديت‪ ( :‬أوال)‪ ،‬و لذلب فإن الضتتترورة تقتضتتتي تعزيزو بنمط التعليم‬
‫عن بعد ( ثانيا)‪.‬‬

‫لرقابة موظفي السجن‪ .‬كما بوسع السجناء أيضا التو ل بالوثائق و المعلومات المرسلة إليهم من طرف محاميهم‪ .‬لمزيد من التوسع ‪،‬‬
‫راجع‬
‫‪Observatoire international des prisons (OIP), Informatique et numérique, 2021, p.217- 225.‬‬
‫‪ -1‬المادة ‪( 26‬فقرة ‪ ) 1‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -2‬تعرض المشرع المغربي للتعليم في الفقرة الثالثة من الفرع اوول من الباب التاسع من المرسوم التطبيقي ( المواد من ‪ 114‬إلا ‪.)121‬‬
‫‪ -3‬فتول الشاذلي‪ ،‬علم العقاب‪ ،‬دار الهدب للمطبوعات‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1993 ،‬ص‪.257.‬‬

‫‪21‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫أوال‪ -‬قصور نمط التعليم العادي‬

‫تنص القاعدة ‪ 104‬المذكورة من القواعد النموذجية لمعاملة السجناء علا ما يلي‬

‫ا ‪ -1‬تتخذ ترتيبات لموا تلة تعليم جميع الستجناء القادرين علا االستتفادة من‪ ...:‬و يجب‬
‫أن يكون تعليم الستتتجناء من اوميين و اوحدار إلزاميا‪ ،‬وأن يحظا بعناية خا تتتة من إدارة‬
‫السجن‪.‬‬

‫‪ -2‬يجعل تعليم الستتجناء‪ ،‬في حدود المستتتطاع عمليا‪ ،‬متناستتقا مع نظام التعليم العام‬
‫في البلد‪ ،‬بحيض يكون في مقدورهم‪ ،‬بعد إطالق سراحهم‪ ،‬أن يوا لوا الدراسة دون عناءا‪.‬‬

‫يتضتتن من خالل هذو القاعدة أن التعليم هو مكفول لكافة الستتجناء الذين تتوفر لديهم‬
‫القدرة علا االستتتتفادة من‪ ،:‬بل إن‪ :‬يكتستتتي طابعا إلزاميا بالنستتتبة لف تي الستتتجناء اوميين و‬
‫اوحتدار‪ .‬كمتا يتعين أن يكون هتذا التعليم منستتتتجمتا مع نظتام التعليم العتام‪ ،‬من أجتل تيستتتتير‬
‫استكمال السجناء لدراستهم بعد مغادرتهم السجن‪.‬‬

‫لكن يالحظ في العديد من الدول‪ ،‬كما هو الشتتأن بالنستتبة لبالدنا أن ضتتمان حق التعليم‬
‫للستتجناء بمختلع أنواع‪ :‬أي محو اومية والتربية اوستتاستتية‪ ،‬و التعليم االبتدائي ‪ ،‬والثانوي‪،‬‬
‫والجامعي‪ ،‬تعترضتت‪ :‬عقبات كثيرة بستتبب عدم توفر العدد الكافي من اوخصتتائيين لإلشتتراف‬
‫علي‪ ،:‬و ضتتعع اإلمكانيات المادية‪ ،‬و محدودية التعليم عن طريق المراستتلة‪ .‬أضتتع إلا ذلب‬
‫أن الهاجا اومني يحول في أحيان كثيرة دون الترخيص للستتتتجناء بالحضتتتتور خالل بعا‬
‫الحصص الدراسية خارج المؤسسة السجنية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تبني نمط التعليم عن بعد بجانب التعليم العادي‬

‫تطور المجتال‬ ‫يعتبر نظتام التعليم عن بعتد من اوشتتتتكتال الحتديثتة للتعليم التي واكبت‬
‫الرقمي‪ .1‬وقد عرف الجمعية اومريكية هذا النظام بأن‪ :‬عملية اكتستتاب المعارف و المهارات‬

‫‪ -1‬ظهر نظام التعليم عن بعد خالل نهاية السبعينيات من القرن ‪ 20‬في الجامعات اومريكية و اووروبية‪ ،‬و منها انتقل إلا باقي الجامعات‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫بواستتطة وستتيط لنقل معلومات التعلم‪ ،‬متضتتمنا في ذلب جميع أنواع التكنولوجيا و اوشتتكال‬
‫الحديثة و المختلفة للتعليم‪ ،‬وهو تلب العملية التعليمية التي يكون فيها المتعلم بعيدا عن المعلم‪.1‬‬

‫و هكتذا‪ ،‬يعتد هذا النظتام اختيتارا تربويا مكمال للتعليم الحضتتتتوري بكافة مستتتتتويات‪ :‬من‬
‫االبتدائي إلا الجامعي‪ .‬و هو ينبني علا استتتتتعمال تكنولوجيا المعلومات و االتصتتتتاالت في‬
‫مختلع أشتتتكال التعليم‪ .2‬و من أهم خصتتتائصتتت‪ :‬أن‪ :‬يتستتتم بالمرونة‪ ،‬حيض يتين التعلم في أي‬
‫وق ‪ ،‬كما أن‪ :‬يعزي االنضتتتباط الذاتي لدب الستتتجين‪ ،‬و أكثر من ذلب فإن‪ :‬يتين ستتتد جوانب‬
‫النقص علا مستتوب اوشتخاص المكلفين بالتعليم‪ ،‬أضتع إلا ذلب أن‪ :‬يراعي الهاجا اومني‬
‫من خالل االحتفاظ بالسجناء داخل السجن من أجل تلقي الدروس‪.‬‬

‫غير أن هتذا التعليم ال يمكن أن يحقق غتايتت‪ :‬إال إذا تم اتختاذ مجموعتة من التتدابير‪ ،‬لعتل‬
‫أهمها توفير البنية التحتية الاليمة‪ ،‬من قبيل شتتتبكات االتصتتتال و البرمجيات الحديثة‪ ،‬و كذا‬
‫التجهيزات و المعدات الضرورية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أهمية الرقمنة في ربط السجين بالعالم الخارجي‬

‫يعد تدعيم الصتلة بين الستجين و العالم الخارجي عامال أستاستيا في تحقيق عملية اإلدماج‬
‫االجتماعي‪ ،‬لما يترتب علا ذلب من نتائ إيجابية‪ ،‬تتمثل أستتاستتا في المحافظة علا استتتقرار‬
‫حالت‪ :‬النفستية و البدنية داخل وستط مغلقب وبالتالي المستاهمة بكيفية ملموستة في سترعة تكيف‪:‬‬
‫بالمجتمع الحر بعد اإلفراج عن‪.3:‬‬

‫و علا هذا اوستاس‪ ،‬أ تبن الحق في االتصتال بالمحيط الخارجي‪ ،‬و خا تة اوستري‪،‬‬
‫حقا أساسيا من حقوق السجين و التزاما علا عاتق إدارة السجون في نفا الوق ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Philipe Marhic, Le défi de l’enseignement à distance : Réflexions et modalités pratiques,‬‬
‫‪L’Harmattan, Paris, 2021, p. 30.‬‬
‫‪ -2‬ذهب بعا الدول‪ ،‬ومن بينها ألمانيا و سويسرا و النروي و السويد إلا السمال للسجناء باالستفادة من التعلم اإللكتروني ‪.E-learning‬‬
‫كما بادرت إدارة السجون ببالدنا إلا إطالق برنام التعليم عن بعد ابتداء من سنة ‪ ،2020‬وذلب لفائدة الطلبة من خالل استضافة مجموعة‬
‫من اوساتذة الجامعيين إللقاء محاضراتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬محمود سليمان موسا‪ ،‬المرجع المذكور‪ ،‬ص‪.347 .‬‬

‫‪23‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫(‬ ‫و في هذا الصدد‪ ،‬أكدت القاعدة ‪ 106‬من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء‬
‫قواعد نيلستتتون مانديال) علا بذل ا عناية خا تتتة للحفاظ علا استتتتمرار عالقات الستتتجين‬
‫تتالن كال الطرفين ا‪ .‬كما نصتت القاعدة ‪107‬‬ ‫بأستترت‪ :‬و تحستتينها‪ ،‬بقدر ما يكون ذلب في‬
‫علا ما يلي ا يوضتع في االعتبار‪ ،‬منذ بداية تنفيذ عقوبة الستجن‪ ،‬مستتقبل الستجين بعد إطالق‬
‫ستراح‪ ،:‬و يشتجع و يستاعد علا أن يصتون أو يقيم من العالقات باوشتخاص أو الهي ات خارج‬
‫الستتجن كل ما من شتتأن‪ :‬أن يستتاعدو علا إعادة تأهيل‪ :‬و يخدم مصتتالن أستترت‪ :‬علا أفضتتل‬
‫وج‪:‬ا‪.1‬‬

‫و بالرجوع إلا التشتتتتريعات الستتتتجينة‪ ،‬يالحظ أن معظمها ال يال وفيا لمظاهر تقليدية‬
‫لصتلة الستجين بالعالم الخارجي ( أوال)‪ ،‬و بالمقابل هناك تشتريعات قليلة وستع من نطاق هذو‬
‫تتورا جديدة تواكب التقدم التكنولوجي الذي طال تقنية المعلومات‬ ‫المظاهر‪ ،‬و أضتتاف إليها‬
‫و االتصاالت ( ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬مظاهر الصلة التقليدية بين المحكوم عليه و المجتمع‬

‫تعرف النظم الستتجنية عدة وستتائل لكفالة الصتتلة بين المحكوم علي‪ :‬و العالم الخارجي‪،‬‬
‫ومن أهمها المراسالت و الزيارات‪.‬‬

‫‪ -1‬المراسالت‪:‬‬

‫يحق للمحكوم علي‪ :‬تبادل الرستتائل مع الغير‪ ،‬بما يجعل‪ :‬علا اتصتتال دائم بأهل‪ ،:‬و علا‬
‫علم بما يحيط بهم من ظروف يرب ضتترورة إخبارو بها‪ ،‬و مشتتاركتهم في حل ما قد يواجههم‬
‫من مشتتاكل‪ ،‬مما يستتهم في تدعيم العالقة المعنوية بين الستتجين و أستترت‪ ،:‬و ينعكا بالتالي‬
‫إيجابا علا نفسيت‪ :‬و يحفزو علا االلتزام بأساليب إعادة التأهيل‪.2‬‬

‫‪ -1‬وهو نفا التوج‪ :‬الذي سلكت‪ :‬مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع اوشخاص الذين يتعرضون وي شكل من أشكال االحتجاي أو‬
‫السجن الصادرة بتاريت ‪ 09‬دجنبر ‪ ،1998‬حيض نص في المبدأ ‪ 15‬علا ما يلي ا ‪...‬ال يجوي حرمان المحتجز أو المسجون من‬
‫االتصال بالعالم الخارجي‪ ،‬وخا ة بأسرت‪ :‬أو محامي‪ ،:‬لفترة تزيد عن أياما‪.‬‬
‫‪ -2‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬سامي عبد الكريم محمود‪ ،‬المرجع المذكور‪ ،‬ص‪.399.‬‬

‫‪24‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫و قد نصت ت علا هذا الحق القاعدة ‪ 58‬من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة الستتتجناء (‬
‫قواعد نيلستتتتون مانديال) التي جاء فيها ا يستتتتمن للستتتتجناء‪ ،‬في ظل الرقابة الضتتتترورية‪،‬‬
‫باالتصال بأسرتهم و أ دقائهم علا فترات منتظمة علا النحو التالي‬

‫أ‪ -‬بالمراسلة كتابة‪."...‬‬

‫و إذا كان نظم الستجون الحديثة تعترف للستجين بهذا الحق‪ ،‬فالمالحظ أنها تختلع فيما‬
‫و‬ ‫بينها في عدد الرستائل التي يجوي ل‪ :‬إرستالها‪ ،‬وكذا القيود التي يخضتع لها حق التراستل‪.‬‬
‫مرد ذلتب أن هتذو الرقتابتة تحقق فتائتدة مزدوجتة‪ ،‬فهي من نتاحيتة تكفتل الحفتاظ علا النظتام داختل‬
‫المؤستستة الستجنية‪ ،‬كما تحمي من جهة ثانية المجتمع ضتد مخاطر اإلجرام‪ .‬و آية ذلب أن هذو‬
‫المراسالت قد تنطوي علا تحريا علا الشغب أو محاولة الهروب أو غير ذلب من الوسائل‬
‫اإلجرامية‪.1‬‬

‫‪ -2‬الزيارات‬

‫تشتكل الزيارات عنصترا مهما لتوطيد أوا تر العالقات االجتماعية بين الستجناء و أفراد‬
‫أستترهم و أ تتدقائهم‪ ،‬حيض تستتمن لهم بااللتقاء داخل المؤستتستتة الستتجنية و تبادل أطراف‬
‫الحتديتض دون أيتة عوائق أو حواجز‪ .‬لتذلتب فقتد حظيت بتاهتمتام القواعتد النموذجيتة التدنيتا لمعتاملتة‬
‫الستجناء ( قواعد نيلستون مانديال) التي نصت في القاعدة ‪ 58‬علا ما يلي ا يستمن للستجناء‪،‬‬
‫في ظل الرقابة الضترورية‪ ،‬باالتصتال بأسترتهم و أ تدقائهم علا فترات منتظمة علا النحو‬
‫التالي‬

‫أ‪...-‬‬

‫ب‪ -‬باستقبال الزياراتا‪.‬‬

‫و علا غرار الرستتتتتائتل‪ ،‬فتإن نظم الستتتتجون المختلفتة تحتدد القواعتد التي تحكم هتذو‬
‫الزيارات‪ ،‬ستواء من حيض اوشتخاص الذين لهم الحق فيها أو من حيض عددها أو مدتها‪ ،‬و كذا‬

‫‪ --1‬محمود سليمان موسا‪ ،‬المرجع المذكور‪ ،‬ص‪.347 .‬‬

‫‪25‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫من حيض أوج‪ :‬الرقابة المفروضتتتتة عليها من طرف إدارة الستتتتجن‪ ،‬و ذلب حتا ال تستتتتتغل‬
‫كوسيلة لتهديد اومن أو النظام بالمؤسسة السجنية أو تضر بمصالن المجتمع‪.1‬‬

‫ثانيا‪-‬مظاهر الصلة الحديثة بين المحكوم عليه و المجتمع‬

‫لم يعد ربط الصتتلة في الوق الحاضتتر بين اوفراد داخل المجتمع يعتمد كما كان ستتائدا‬
‫في الماضتي القريب علا الزيارات و المراستالت‪ ،‬و إنما علا وستائل أخرب حديثة ستاهم‬
‫فيها الرقمنة بدرجة أساسية‪.‬‬

‫لذلب ينبغي استتتثمار هذا التطور التكنولوجي في الوستتط الستتجني قصتتد تدعيم عالقات‬
‫الستتجين بأستترت‪ :‬و أ تتدقائ‪ .:‬و هذا اومر هو الذي تنبه ل‪ :‬القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة‬
‫السجناء ( قواعد نيلسون مانديال) حيض نص في القاعدة ‪ 58‬علا ما يلي ا‪...‬‬

‫أ‪ ... -‬وحيثما يكون متاحا‪ ،‬باستتتتخدام وستتتائل االتصتتتال و الوستتتائل اإللكترونية و‬
‫الرقمية و غيرهاا‪.‬‬

‫و ال شتب بأن استتعمال الوستائل الرقمية يكتستي أهمية كبيرة من أجل المحافظة علا‬
‫الروابط اوستترية للستتجناء‪ ،‬خا تتة بالنستتبة لاميين منهم‪ ،‬وأيضتتا أول ب الذين تعيش أستترهم‬
‫بعيدا عن مكان وجود المؤسسة السجنية‪.2‬‬

‫و لعل من أهم هذو الوسائل الرقمية الهاتع‪ ،‬و تقنية المحادثة المرئية عن بعد‪.‬‬

‫‪ -1‬التواصل عن طريق الهاتف‬

‫يعد الهاتع أداة مهمة لتستتهيل التوا تتل بين اوفراد‪ ،‬و تعزيز الروابط االجتماعية فيما‬
‫بينهم‪ .‬لذلب فقد حظي باهتمام العديد من تشتريعات الستجون التي ستمح باستتعمال‪ :‬من طرف‬
‫الستجناء‪ ،‬ومن بينها قانون الستجون الفرنستي الصتادر بتاريت ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2009‬الذي نص في‬
‫المادة ‪ 39‬علا ما يلي ا يحق للسجناء االتصال بواسطة المكالمات الهاتفية بأفراد أسرهم‪ ،‬أو‬

‫‪ - 1‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬سامي عبد الكريم محمود‪ ،‬المرجع المذكور‪ ،‬ص‪.401-400 .‬‬
‫‪ -2‬تجدر اإلشارة إلا أن القاعدة ‪ 59‬من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ( قواعد نيلسون مانديال) تنص علا ما يلي ا يويع‬
‫السجناء‪ ،‬قدر المستطاع‪ ،‬علا سجون قريبة من منايلهم أو أماكن إعادة تأهيلهم اجتماعياا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫دورهم في إعتادة اإلدمتاج‪ ،‬و في جميع اوحوال‪ ،‬فتإن المعتقلين‬ ‫بتأشتتتتختاص آخرين إذا ثبت‬
‫االحتياطيين يجب عليهم الحصول علا إذن من السلطة القضائيةا‪.1‬‬

‫كمتا نص قتانون تنظيم الستتتتجون وإعتادة اإلدمتاج االجتمتاعي للمحبوستتتتين الجزائري‬


‫الصتتتتتادر في ‪ 06‬فبراير ‪ 2005‬في المتادة ‪ 72‬علا متا يلي ا يمكن أن يرخص للمحبوس‬
‫االتصال عن بعد باستعمال الوسائل التي توفرها ل‪ :‬المؤسسة العقابية‪...‬ا‪.‬‬

‫و يتضتن من ذلب أن المشترع الجزائري كان موقف‪ :‬جد متقدم مقارنة بالتشتريع الفرنستي‪،‬‬
‫حيض نص علا استتخدام وستائل التوا تل عن بعد‪ ،‬و لم يقتصتر علا الهاتع فقط‪ ،‬مما يعطي‬
‫إلدارة السجون الحق في استعمال أي وسيلة من هذو الوسائل‪.‬‬

‫و علا خالف التشتريعين المذكورين‪ ،‬لم تنص عدد من التشتريعات العربية‪ ،2‬ومن بينها‬
‫قانون الستتتتجون المغربي علا حق الستتتتجين في االتصتتتتال الهاتفي‪ .‬و هو اومر الذي ينبغي‬
‫تدارك‪ :‬انستتجاما مع ما ذهب إلي‪ :‬القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة الستتجناء ( قواعد نيلستتون‬
‫مانديال)‪ ،3‬و لما ينطوي علي‪ :‬من دور أستتتتاستتتتي في توطيد أوا تتتتر العالقات العائلية لفائدة‬
‫السجين من جهة‪ ،‬و إعادة إدماج‪ :‬اجتماعيا من جهة ثانيا‪.‬‬

‫و مهما يكن من أمر‪ ،‬فإن معظم المؤستستات الستجنية علا المستتوب الدولي ترخص فقط‬
‫للسجناء باستخدام الهاتع الثاب ‪ ،‬حيض يمنع عليهم حياية الهاتع المحمول أو استخدام‪ :‬داخل‬
‫الزنايين‪ .4‬كما يستوا لهذو المؤستستات حتا بالنستبة للهاتع القار رفا الترخيص باستتخدام‪:‬‬
‫أو تعليق هذا االستخدام كلما تبين أن ذلب يهدد اومن و النظام‪.‬‬

‫‪ -1‬إن نص هذو المادة او لي هو كالتالي‬


‫‪« Les personnes détenues ont le droit de téléphoner aux membres de leur famille. Elles peuvent être‬‬
‫‪autorisées à téléphoner à d’autres personnes pour préparer leur réinsertion. Dans tous les cas, les‬‬
‫» …‪prévenus doivent obtenir l’autorisation de l’autorité judiciaire‬‬
‫‪ -2‬من بين هذو التشريعات نظام السجون التونسي المؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪. 2001‬‬
‫‪ -3‬تجدر اإلشارة إلا أن المشرع المغربي رغم أن‪ :‬لم ينص راحة علا حق السجين في استعمال الهاتع‪ ،‬فإن‪ :‬في الواقع العملي يستفيد‬
‫من الهاتع الثاب ‪ ،‬راجع المندوبية العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج‪ ،‬تقرير اونشطة برسم سنة ‪ ،2019‬ص‪.76 ,‬‬
‫‪ -4‬كما هو الشأن بالنسبة للمؤسسات السجنية الفرنسية ‪ ،‬والمؤسسات السجنية بالدول العربية‪ ،‬ومن بينها المغرب‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫‪ -2‬التواصل عن طريق المحادثة المرئية عن بعد‬

‫تعد تقنية المحادثة المرئية عن بعد ‪ Vidéoconférence‬أو االتصتتال بواستتطة الفيديو‬


‫أحدر أنواع االتصتال التكنولوجي المرئي المستموع‪ .‬و يقصتد بها اتصتال ستمعي مرئي يجمع‬
‫بين شتخصتين أو أكثر رغم بعد المستافة‪ .‬كما تعرف أيضتا بأنها نظام اتصتال تفاعلي ينقل في‬
‫وت اوشخاص في مكانين أو أكثر في نفا الوق ‪.1‬‬ ‫ورة و‬ ‫نفا الوق‬

‫وال جدال في أن اللجوء إلا هذو التقنية من شتأن‪ :‬أن يستاهم كثيرا في تأهيل الستجين عن‬
‫طريق التخفيع من الضتغوط التي يعاني منها داخل المؤستستة الستجنية‪ ،‬بستبب بعدو عن أسترت‪:‬‬
‫و أ دقائ‪ ،:‬وما ينجم عن ذلب من آثار اجتماعية و نفسية سي ة‪.‬‬

‫كمتا أن أهميتة هذو التقنيتة تكمن في تقوية الحق في الزيارات‪ ،‬حيتض تتين للستتتتجين رؤيتة‬
‫أفراد أستتتترتت‪ :‬و التحتدر معهم مبتاشتتتترة‪ ،‬ممتا قتد يغنيهم في بعا اوحيتان عن ييتارتت‪ :‬داختل‬
‫المؤستتستتة الستتجنية‪ ،‬و إعفائهم بالتالي من تكاليع و أعباء التنقل‪ .‬هذا دون إغفال الدور الذي‬
‫تلعبت‪ :‬في خفا معتدل الزيتارات‪ ،‬و متا يستتتتتتبع ذلتب من التقليتل من المختاطر اومنيتة المتعلقتة‬
‫بها‪.‬‬

‫و الواقع أن التقنية المذكورة‪ ،‬و التي تستب علا اتصتال الستجين بأسترت‪ :‬طابعا افتراضتا‪،‬‬
‫قد أخذت بها بعا الدول بجانب الزيارة‪ ،‬كما هو الشتتأن بالنستتبة الستتكتلندا منذ ستتنة ‪،2014‬‬
‫حيض تم وضتتع نظام خاص بها في العديد من المؤستتستتات الستتجنية‪ .2‬كما شتترع أيضتتا في‬
‫تطبيقها في معظم المؤسسات السجنية الفرنسية ابتداء من سنة ‪.32020‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jérôme Bossan , La visioconférence dans le procès pénal : un outil à maitriser, Revue de science‬‬
‫‪criminelle et de droit pénal comparé, N 4, octobre- décembre 2011,Dalloz, p.802.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- OIP, Numérique en détention : vers de petites améliorations pour les détenus, article publié dans le‬‬
‫‪site Internet https / /oip.org .Consulté le 17/03/2023.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Laure Anelli, Les prisons, une « zone blanche », article publié dans le site Internet https / /oip.org‬‬
‫‪.Consulté le 17/03/2023.‬‬

‫‪28‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫نخلص مما ستبق‪ ،‬أن الرقمنة قد عرف انتشتارا ملحوظا داخل المؤستستات الستجنية علا‬
‫المستتتوب الدولي‪ ،‬حيض تم استتتثمارها في بادئ اومر من أجل المحافظة علا اومن‪ ،‬ثم انتقل‬
‫استعمالها في مرحلة تالية إلا مجال حقوق السجناء‪ ،‬و بعا برام إعادة اإلدماج‪.‬‬

‫غير أن هذا االستعمال ظل محدودا في عدد كبير من هذو المؤسسات‪ ،‬نظرا لإلكراهات‬
‫اومنية التي تستوجب مراعاة مقتضيات حفظ النظام‪ ،‬لكن ذلب لم يمنع بعا الدول من تجاوي‬
‫االعتبارات اومنية‪ ،‬و الستمال للستجناء باالستتفادة من تكنولوجيا االتصتاالت و المعلومات في‬
‫برام إعادة اإلدماج اوستاستية كالتعليم‪ ،‬وكذا بالنستبة لبعا حقوق الستجناء الهامة كالحق في‬
‫االتصتتال بالعالم الخارجي‪ .‬و هو اومر الذي من شتتأن‪ :‬أن يشتتكل عامل تحفيز للستتجناء علا‬
‫التعاطي بشتتكل إيجابي مع مختلع أستتاليب المعاملة العقابية‪ .‬لذلب فإن إدارة الستتجون ببالدنا‬
‫مدعوة الستتتتكمال ورش رقمنة الستتتجون المغربية لكي يشتتتمل مجال التأهيل‪ ،‬حتا يتأتا لها‬
‫مواكبة التطور السائد في الدول المتقدمة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫اإلطار القانوني للشركات التجارية اإللكترونية‬

‫يونس الحكيم‬
‫أستاذ باحث بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل بفاس‪-‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫شتهد العالم أواخر القرن العشترين ثورة معلوماتية أفريت مستتجدات لم تكن في الحستبان‬
‫من بينها والدة الشتتتتبكة اإللكترونية‪ 1‬للمعلومات وتأثيرها علا مختلع نواحي الحياة بما فيها‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬بصفة عامة والتجارة اإللكترونية بصفة خا ة‪.2‬‬

‫فأدب هذا التطور التكنولوجي إلا إنشتتتاء بي ة افتراضتتتية تضتتتاهي الواقع الملموس في‬
‫شتتتا الميادين‪ ،‬هذو البي ة التي أضتتح قادرة علا استتتيعاب جل اونشتتطة التي تمارس عن‬
‫في جميع المجتاالت‪ ،‬حقق مزايتا كثيرة لمختلع المؤستتتتستتتتات‬ ‫‪3‬‬
‫بعتد‪ ،‬فتاستتتتتختدام االنترنيت‬
‫التجتاريتة‪ ،‬ستتتتواء بينهتا وبين عمالئهتا أو بينهتا وبين أشتتتتختاص غير معروفين لتديهتا‪ ،4‬حيتض‬
‫استتطاع تقديم خدماتها علا مدار الستاعة‪ ،‬مما كستر االرتباط الزمني بدوام العمل الرستمي‬
‫ولم يعد لعنصتر المكان االعتبار الذي كان ل‪ :‬ستابقا‪ ،‬مما أدب إلا انتعاش المعامالت التجارية‬
‫وستتتهل إنجايها في أقصتتتا ستتترعة ممكنة‪ ،‬وهذا ما مكن من تزايد االعتماد علا الشتتتركات‬

‫‪ -1‬االلكترونيتات‪ ،‬فرع من الفيزياء والهنتدستتتتة يتنتاول التحكم في انستتتتيتاب شتتتتحنتات كهربائيتة معينتة لتحقيق أغراض مفيتدة‪ ،‬وقد ايداد‬
‫االعتماد علا المنتوجات اإللكترونية في عصرنا الحالي إلا درجة أن هذا العصر أ بن يسما بالعصر اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -2‬ويمكن تعريع التجارة اإللكترونية بأنها اكل معاملة تجارية تتم عن بعد‪ ،‬باستتتتعمال وستتتيلة إلكترونية وذلب حتا إتمام العقدا ‪.‬عبد‬
‫الفتال بيومي حجايي التجارة اإللكترونية العربية‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ 2003‬ص ‪.27‬‬
‫‪-3‬انشتأت شتبكة اإلنترني أول ما أنشتأت كشتبكة معلومات سترية خا تة باالستتخدامات العستكرية للقوات المستلحة في الواليات المتحدة‬
‫اومريكية ثم انتقل ملكية الشتتتبكة إلا القطاع المدني وتم توستتتعتها وييادة قدرتها وإمكانياتها واستتتتحدار استتتتخدامات جديدة لها مثل‬
‫البريد اإللكتروني والمواقع اإللكترونية المتخصتصتة علا الشتبكة وقد أتال إنشتاء المواقع اإللكترونية والبريد اإللكتروني علا الشتبكة‬
‫ستهولة ويستر في االتصتاالت بين مختلع المناطق الجغرافية في العالم‪ ،‬مما لف نظر الشتركات التجارية إلا أهمية استتخدام الشتبكة في‬
‫اتستتتتاع حجم التجتارة االلكترونيتة ا‪ .‬منير محمتد الجنبيهي وممتدول محمتد الجبيهي الشتتتتركتات االلكترونيتة‪ ،‬الطبعتة اوولا‪،‬دار الفكر‬
‫الجامعي اإلسكندرية ‪ 2008‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -4‬فقد جاء في مذكرة للمندوبية الستتتتامية للتخطيط بالمغرب حول إدماج تقنيات المعلومات الجديدة علا مستتتتتوب الشتتتتركات بالمغرب‬
‫الصتتدرة ‪ 2022‬ا أن الصتتناعات الكهربائيةواإللكترونية تعد أكثر انخراطا في عملية إدماج تكنولوجيا المعلوميات واالتصتتال قبل بدء‬
‫أيمة كوفيد ‪ ،19‬وا تتل إستتتراتيجيتها لتعزيز تطورها الرقمي عبر تخصتتيص ‪ %21‬من االستتتثمارات المتوقعة خالل عام ‪2021‬ا‪.‬‬
‫للمزيد أنظر‬
‫‪https://www.hcp.ma/Integration-des-TIC-au-niveau-entreprises-au-Maroc_a2809.html‬‬

‫‪30‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫التجارية اإللكترونية‪ ،‬لتستهيل التعامل التجاري خا تة في التجارة الدولية من خالل الو تول‬
‫إلا قاعدة عريضة من العمالء‪.‬‬

‫الستتتترعتة هي رول التجتارة في العقود التجتاريتة العتاديتة‪ ،‬فتإنهتا في العقود‬ ‫وإذا كتانت‬
‫اإللكترونية تشتتتكل الرول والجستتتد‪ ،‬خا تتتة وأنهاتتم عبر الوستتتائل واآلليات التي تعمل عن‬
‫طريق اإللكترون وأهمهتا التعتاقتد بطريق االنترنيت ‪ ،‬بتاعتبتارو من حيتض او تتتتل تعتاقتدا بين‬
‫حاضرين من حيض الزمان وغائبين من حيض المكان‪.1‬‬

‫وما يميز كذلب الشتتركات التجارية اإللكترونية أنها نشتتأت إلكترونيا و تتعامل بموجب‬
‫عقود إلكترونية تختلع عن العقود التقليدية في ظل ثورة رقمية مستت مختلع مجاالت الحياة‬
‫االقتصتتتادية والتجارية‪ ،‬ومن بين اونشتتتطة الممارستتتة من طرفهذو الشتتتركات هناك إنشتتتاء‬
‫وتستتتتجيتل المواقع اإللكترونيتة الختا تتتتة بتالشتتتتركتات والمقتاوالت الفرديتة للتعتامتل التجتاري‬
‫اإللكتروني للسلع والخدمات واإلشهار‪.‬‬

‫هكذا ومما ستتتتبق‪ ،‬يمكن تعريفالشتتتتركات التجاريةاإللكترونية‪2‬بالمقاوالت التي تمارس‬


‫نشتتاطها كامال عن طريق شتتبكة االنترني أي أن الزبناء يستتتطيعون القيام بكافة أعمالهم مع‬
‫تلب الشركة عن طريق موقعها علا شبكة االنترني ‪.3‬‬

‫علما أن ممارستة النشتاط التجاري في الفضتاء الرقمي تختلع عن ممارستت‪ :‬في الفضتاء‬
‫التقليتتدي الملموس‪ ،‬فمثال اختالف مفهوم المحتتل التجتتاري عن المقر االجتمتتاعي‪ ،‬كمتتا أن‬
‫االستتتعمال المتزايد للتقنيات الرقمية‪ ،‬وخا تتة االنترني في النشتتاط االقتصتتادي أثر بشتتكل‬
‫واضتتتن علا القواعد القانونية الثابتة المنظمة للمجال التجاري‪ ،‬حيض أ تتتبح في بعضتتتها‬
‫متجاوية وقا ترة عن استتيعاب ومستايرة ما تأتي ب‪ :‬هذو التقنيات من مستتجدات تؤثر بشتكل‬

‫‪ -1‬عبد هللا الكرجي‪ ،‬ليحة حجي اإلثبات الرقمي‪ ،‬الطبعة اوولا‪ ،‬مطبعة اومنية الرباط ‪ 2015‬ص‪.24‬‬
‫‪ -2‬المقصتود بالشتركات التجارية هي المقاوالت التي تمارس اونشتطة التجارية المنصتوص عليها في المادتين ‪ 6‬و‪ 7‬من مدونة التجارة‬
‫المغربية لستنة‪ ،1996‬والمقاوالت الممارستة لانشتطة المماثلة لانشتطة المحددة في المادتين ‪ 6‬و‪ 7‬إن تعلق باوغراض التجارية (المادة‬
‫‪ 8‬من هذو المدونة)‪.‬‬
‫‪ -3‬منير محمد الجنبيهي وممدول محمد الجنبيهي الشركات االلكترونية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.12‬‬

‫‪31‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫كبير علا ما يستتتتمقباالقتصتتتتاد الرقمي والتي تعتبر الشتتتتركات التجارية اإللكترونية من أهم‬
‫الفاعلين في‪.:‬‬

‫لهتذا فموضتتتتوع اإلطتار القتانوني للشتتتتركتات التجتاريتة اإللكترونيتة يثير العتديتد من‬
‫اإلشتتكاليات ستتواء علا مستتتوب تأستتيستتها وممارستتةنشتتاطها أو علا مستتتوقاالختصتتاص‬
‫القضتائي أو تحديد المحكمة المختصتة للنظر في نزاعاتها وكذلكالقانون الواجب التطبيق‪ ،‬علا‬
‫هذو النزعات وغيرها‪.‬‬

‫لذلب‪ ،‬ومن أجالإلحاطةبهذا الموضتتوع نقترل دراستتت‪ :‬في مبحثين كما يلي نخصتتص‬
‫المبحض اوول للحديض عن خصو ية تأسيا الشركات التجارية اإللكترونية واآلثار المترتبة‬
‫عنها‪ ،‬والمبحض الثاني نتناول في‪ :‬القانون الواجب التطبيق واالختصتاص القضتائي الدولي في‬
‫هذا النوع من الشركات‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المبحث األول‪ :‬خصوصية تأسيس الشركات التجارية اإللكترونية‬

‫ستنتحدر عن خصتو تية تأستيا الشتركات التجارية اإللكترونية من جانبين اوول من‬
‫حيض اإلجراءات المتبعة لتأستيستها (المطلب اوول) ومن جانب اكتستاب الشتركات اإللكترونية‬
‫للشخصية االعتبارية(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إجراءات تأسيس الشركات التجارية اإللكترونية‬

‫يعد عقد تأستيا الشتركة اإللكترونية من العقود اإللكترونية عن بعد‪،‬ال يختلع من حيض‬
‫الموضتوع أو اوطراف عن العقد العادي لتأستيستشتركة التقليدية‪ ،‬ولكن‪ :‬يختلع فقط من حيض‬
‫طريقة إبرام‪ :‬وكون‪ :‬يتم باستخدام وسائط إلكترونية‪.1‬‬

‫فعقد الشتتتركة التجارية اإللكتروني كستتتائر العقود اوخرب ينبغي كتابت‪ ،:‬وأن تتوفر في‪:‬‬
‫كافة اوركان الموضتوعية العامة وهي التراضتي والمحل والستبب‪ ،‬وشتروط لصتحت‪ :‬تتمثل في‬
‫اوهلية الكاملة‪ 2‬وخلو هذا العقد من عيوب الرضا وخا ة التدليا والغبن واإلكراو‪،‬‬

‫وأركان موضتوعية خا تة تتمثل في تعدد الشتركاء والمشتاركة في الرأستمال‪ 3‬واقتستام‬


‫اوربال والخستتائر ونية المشتتاركة‪ ،‬باإلضتتافة إلا توفر أركان شتتكلية خا تتة وهي الكتابة‬
‫والشهر القانوني‪. 4‬‬

‫‪ -1‬لم يعرف المشترع المغربي عقد الشتركة في قوانين الشتركات التجارية)وهما القانون ‪ 17-95‬المتعلق بشتركات المستاهمة‪ 1‬والقانون‬
‫‪ 96-5‬المتعلق بشتتركة التضتتامن والشتتركة التو تتية البستتيطة و شتتركة التو تتية باوستتهم و الشتتركة ذات المستتؤولية المحدودة( لكن‬
‫بالرجوع لقانون االلتزامات والعقود ‪ 1913‬نجدو عرف‪ :‬بأن‪ :‬بأن‪ :‬ا عقد بمقتضتاو يضتع شتخصتان أو أكثر أموالهم أو عملهم أو هما معا‬
‫لتكون مشتركة بينهم بقصد تقسيم الربن الذي ينشأ عنها ا‪.‬‬
‫‪ -2‬فيما يتعلق باوهلية فإنها مقرونة بستتن الرشتتد في المغرب وهي ‪ 18‬ستتنة شتتمستتية كاملة طبقا للمادة ‪ 209‬من مدونة اوستترة‪،‬يصتتعب‬
‫الوقوف علا أهلية المتعاقدين في عقد تأستتيا الشتتركة التجارية اإللكتروني النعدام التعا تتر المادي بين المتعاقدين‪ ،‬وإن جاي االعتماد‬
‫علا سلطة المصادقة اإللكترونية للتحقق من أهلية المتعاقدين والذي يسما بمقدم خدمة المصادقة اإللكترونية مثال‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن مكونات رأستمال الشتركات االلكترونيةب هناك الحصتص النقدية وهي عبارة عن أموال إلكترونية ويتم حمايتها من طرف البنب‬
‫الذي يعطيها قيمة محددة تضاف إلا شفرة سرية خا ة والتي قد يتم استخدامها فيما بعا من أجل اقتناء السلع والخدمات عن طريق‬
‫شتتبكة اونترني ‪ ،‬وإن كان بعا التشتتريعات المقارنة قد منع إمكانية المستتاهمة في الشتتركات اإللكترونية بحصتتص عينية كما هو‬
‫الشأن في القانون التونسي رقم ‪ 89‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر‪ 2004‬والمتعلق بإجراءات تأسيا الشركات عن بعد‪.‬‬
‫‪ -4‬للمزيد أنظر يونا الحكيم الموجز في قانون الشركات التجارية المغربي‪ ،‬مطبعة الجزيرة الرشيدية ‪ 2018‬ص‪ 5‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫و إن كان كتابة عقد الشتتتركة التجارية االلكتروني ينبغي أن يقترن بعنصتتتر آخر وهو‬
‫التوقيع باعتبارو وستتيلة لإلفصتتال عن شتتخصتتية الموقع والذي يمضتتي‪ :‬بخط يدو‪ ،‬حتا يكون‬
‫مقروءا أو مرئيا‪ ،‬ودليال علا موافقت‪ :‬ورضاو بما وقع علي‪ :‬والتزم ب‪.1:‬‬

‫والمقصتود بالتوقيع هنا هو التوقيع اإللكتروني‪signature électronique‬ا‪،2‬والذي قد‬


‫يكون حال قانونيا لمعرفة مدب أهلية الشتتريب في الشتتركة التجارية اإللكترونية‪ ،‬حيض أن‪ :‬في‬
‫بعا اوحيان قد يكون هذا اوخير قا ترا‪ ،‬والذي قد يخل بعملية تأستيستها وفقا للقانون‪ ،‬لهذا‬
‫تتتتاحب التوقيع وموافقت‪ :‬علا مضتتتتمون الستتتتند‬ ‫فالتوقيع اإللكترونيإذا كان يعبر عن إرادة‬
‫احب‪ :‬وأهليت‪ :‬ومحدد لشخص‪.:‬‬ ‫الموقع علي‪ ،:‬فهو كذلب كاشع لهوية‬

‫ومن أجل حماية هذا التوقيع‪ ،‬فإن‪ :‬يترتب علا تزويرو تطبيق الجزاءات الجنائية في حق‬
‫مرتكتب الفعتل اإلجرامي‪ ،‬ختا تتتتتة وأن المشتتتترع اعتبر أن الكتتابتة المحررة علا دعتامتة‬
‫إلكترونية لها نفا قوة اإلثبات التي تتمتع بها الوثيقة المحررة علا الورق‪.3‬‬

‫وييادة في توفير اومن القانوني والثقة في مجال المعامالت الصتتتتادرة عن الشتتتتركات‬


‫تتدقية موقع االنترن المستتتعمل في التعاقد‪ ،‬نص المشتترع‬ ‫التجارية اإللكترونية وخا تتة‬
‫المغربي في المتادة ‪ 30‬من القتانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بختدمتات الثقتة بشتتتتتأن المعتامالت‬
‫من‬ ‫اإللكترونية الصتتتادر في ‪ 31‬ديستتتمبر ‪ 4 2020‬علا أن‪ :‬ا يتم التيقن من موقع االنترن‬
‫خالل شتتتتهادة مؤهلة للتيقن من الموقع المذكور‪ ،‬وتستتتتمن الشتتتتهادة اإللكترونية بالتحقق من‬
‫تدقية موقع االنترن وربط‪ :‬بالشتخص الذاتي أو االعتباري المستلمة إلي‪ :‬الشتهادة وال يمكن‬
‫تسليمها إال من لدن مقدم خدمات ثقة معتمد ا‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد ادريوش تأمالت حول قانون التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية ‪،‬الطبعة اوولا‪ ،‬مطبعة اومنية الرباط ‪2009‬ص‪.65‬‬
‫‪ -2‬عرف مشتروع قانونرقم ‪ 27.21‬المنظم لرقمنة اإلجراءات القضتائية في المجالين المدني والجنائي بالمغرب التوقيع اإللكتروني في‬
‫متادتت‪ :‬اوولا بتأنت‪ :‬ا عبتارة عن مجموعتة من المعطيتات والبيتانتات المنجزة في شتتتتكتل إلكتروني يستتتتتعملهتا الموقع من أجتل التوقيع وفق‬
‫الفقرة الثالثة من المادة ‪ 2-417‬من قانون االلتزامات والعقود‪...‬ا‪.‬‬
‫‪ -3‬الفصل ‪ 417.1‬من قانون االلتزامات والعقود المغربي‪.‬‬
‫‪ -4‬ظهير شتتريع رقم ‪ 1.20.100‬الصتتادر بتاريت ‪ 16‬جمادب اوولا ‪ 31( 1442‬ديستتمبر ‪ )2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق‬
‫بخدمات الثقة بشتتأن المعامالت اإللكترونية والذي عدل وتمم القانون ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية ‪ ،‬منشتتور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6911‬بتاريت ‪ 27‬جمادب اوولا ‪ 11( 1442‬يناير ‪ )2021‬ص‪.271‬‬

‫‪34‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫باإلضتتافة إلا هذا العقد الشتتركة التجارية اإللكترونية خصتتو تتيات منها خصتتو تتية‬
‫اإلثبات واإلبرام وطريقة عمل الوستتتائط اإللكترونية وكذلب توييع المستتتؤولية‪ ،‬باعتبار هذا‬
‫التصترف استتثناءا من قاعدة كفاية التراضتي إلنشتاء العقد‪ ،‬حيض هناك شتكلية مباشترة فرضتها‬
‫القانون وشتتكلية غير مباشتترة لم يتطلبها النعقاد العقد وإنما إلثبات‪ :‬فقط‪ ،‬وكذلب هناك شتتكلية‬
‫يفرضها اوطراف فيما بينهم ضمانا لتنفيذ إلتزاماتهم‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يطرل تستتتاؤل مهم‪ ،‬هل الكتابة وستتتيلة انعقاد عقد الشتتتركة التجارية‬
‫اإللكترونية أم وسيلة إثبات‪:‬؟‬

‫لقد أكد المشترع الفرنستي بمقتضتا القانون رقم ‪ 2000-230‬بشتأن تطوير قانون اإلثبات‬
‫وعالقتت‪ :‬بتالتوقيع اإللكتروني الصتتتتادر بتتاريت‪ 13‬متارس‪2000‬المعتدل للقتانون المتدني حيتض‬
‫ستتتتوب بين الكتتابتة علا التدعتامتة الورقيتة والكتتابتة علا التدعتامتة اإللكترونيتة كمتا علا ذلتب في‬
‫المتادة ‪ 1-1316‬منت‪ :‬أن ا للكتتابتة علا دعتامتة إلكترونيتة نفا القوة في اإلثبتات للكتتابتة التي‬
‫تكون علا ورق ا ‪ 1‬وبالتالي ليا هناك اختالف بين الشتركات التجارية التقليدية والشتركات‬
‫التجارية اإللكترونية إال في دعامة التأستيا‪ ،‬وهذا ما ستلك‪ :‬المشترع المصتري كذلب بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 15‬لستنة ‪ 2004‬بتنظيم التوقيع االلكتروني وبإنشتاء هي ة تنمية تناعة تكنولوجيا‬
‫المعلومتات‪،‬والتذي أقر أن الكتتابتة المطلوبتة بتاعتبتارهتا ركنتا في العقتد تتحقق مع الكتتابتة‬
‫اإللكترونيتة حيتض جتاء في المتادة ‪ 15‬من هتذا القتانون ا للكتتابتة اإللكترونيتة وللمحررات‬
‫اإللكترونيتة في نطتاق المعتامالت المتدنيتة والتجتاريتة واإلداريتة ذات الحجيتة المقررة للكتتابتة‬
‫والمحررات الرستتتتميتة والعرفيتة في أحكتام قتانون اإلثبتات في المواد المتدنيتة والتجتاريتة‪ ،‬متا‬
‫استتوف الشتروط المنصتوص عليها في هذا القانون وفقا للضتوابط الفنية والتقنية التي تحددها‬
‫الالئحة التنفيذية لهذا القانون ا‪ ،‬ونفا التوج‪ :‬ستتتلك‪ :‬كذلب المشتتترع التونستتتي الذي نص في‬
‫المادة ‪ 453‬مكررة من مجلة االلتزامات والعقود والمعدلة بموجبالقانون عدد ‪ 57‬لستنة ‪2000‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Article 1316-1 Du Droit Civil Français )Loi N° 2000-230 Du 13 Mars 2000 Portant Adaptation Du Droit De La‬‬
‫‪Preuve Aux Technologies De L'information Et Relative A La Signature Electronique( « L'ecrit Sous Forme‬‬
‫‪Electronique Est Admis En Preuve Au Meme Titre Que L'ecrit Sur Support Papier, Sous Reserve Que Puisse Etre‬‬
‫‪Dument Identifiee La Personne Dont Il Emane Et Qu'il Soit Etabli Et Conserve Dans Des Conditions De Nature‬‬
‫‪A En Garantir L'integrite ».‬‬

‫‪35‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫المؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪ 2000‬من أن ا الوثيقتة اإللكترونيتة هي الوثيقتة المتكونتة من مجموعتة‬


‫أحرف وأرقام أو أي إشتتارات رقمية أخرب‪ ،‬بما في ذلب تلب المتبادلة عبر وستتائل االتصتتال‬
‫تكون ذات محتوب يمكن فهمت‪ ،:‬ومحفوظتة علا حتامتل إلكتروني يؤمن قراءتهتا والرجوع إليهتا‬
‫عند الحاجة ا‪.‬‬

‫ويتوافق هذا مع مقتضتيات التشتريع المغربي وبالضتبط الفصتل‪ 417 .1‬من القانون رقم‬
‫‪ 53.05‬المتعلق بتالتبتادل اإللكتروني للمعطيتات القتانونيتة الصتتتتادر في‪ 30‬نونبر ‪ 1 2007‬كمتا‬
‫عتدل‪2‬والتذي جتاء فيت‪ :‬ا تتمتع الوثيقتة المحررة علا دعتامتة إلكترونيتة بنفا قوة اإلثبتات التي‬
‫تتمتع بها الوثيقة المحررة علا الورق ا‪.3‬‬

‫وهذا ما أشتتتارت إلي‪ :‬المادة الخامستتتة من قانون اوونستتتترال «» ‪uncitral‬النموذجي‬


‫بشتتتتأن التجتارة اإللكترونيتة والتذي تبنتت‪ :‬الجمعيتة العتامتة لامم المتحتدة بمقتضتتتتا القرار رقم‬
‫‪162/51‬يتتاريت‪16‬ديستتتتمبر‪ ،1996‬المعتمتد من طرف لجنتة اومم المتحتدة للقتانون التجتاري‬
‫تتتتحتهتا أو قتابليتهتا للتنفيتذ‬ ‫التدولي والتي جتاء فهتا اال تفقتد المعلومتات مفعولهتا القتانوني أو‬
‫لمجرد أنها في شكل رسالة بيانات ا‪.4‬‬

‫فالشتركة التجارية ستواء كان تقليدية أو إلكترونية تنظيم إرادي مرجع‪ :‬عقد يستعقلتنظيم‬
‫العالقتات داخلهتا وختارجهتا‪ ،‬وهتذا فيت‪ :‬رجحتان لمبتدأ ستتتتلطتان اإلرادة في مجتال الشتتتتركتات‬
‫التجارية‪ ،‬وإن كان مقاربة الشركة‪-‬نظام‪ -‬قد فرض نفسها في السنوات اوخيرة لعدة عوامل‬
‫منها التدخل التشتتريعي المتوا تتل في تنظيم الشتتركات التجارية بشتتكل مستتتقل عن القانون‬
‫المدني وبدرجات متفاوتة بالنستتبة وشتتكال هذو الشتتركات‪ ،‬فتحول الشتتركة من تنظيم إرادي‬

‫‪ -1‬ظهير شتتتتريع رقم‪ 1.07.129‬تتتتادر في ‪ 19‬من ذي القعتدة ‪ 30( 1428‬نونبر ‪ ) 2007‬بتنفيتذ القتانون‪ 53.05‬المتعلق بتالتبتادل‬
‫اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5584‬بتاريت ‪ 6‬ديسمبر ‪ 2007‬ص‪.3879‬‬
‫‪ -2‬تم تعديل القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات اإللكترونية بمقتضتتا الظهير الشتتريع رقم ‪ 1.20.100‬بتاريت‬
‫‪ 16‬من جمادب اوولا ‪ 31( 1442‬ديستمبر ‪ ،)2020‬منشتور بالجريدة الرستمية عدد ‪ 6951‬بتاريت ‪ 27‬جمادب اوولا ‪ 11( 1442‬يناير‬
‫‪ )2021‬ص‪.271‬‬
‫‪ -3‬ينص الفصتتل ‪ 426‬من قانون االلتزامات والعقود المغربي لستتنة ‪ 1913‬علا أن‪ :‬ا يستتوا أن تكون الورقة العرفية مكتوبة بيد غير‬
‫الشخص الملتزم بها بشرط أن تكون موقعة بشرط أن تكون موقعة من‪ :‬ويلزم أن يكون التوقيع بيد الملتزم نفس‪ :‬وأن يرد في اسفل الورقة‬
‫وال يقوم الطابع والخاتم مقام التوقيع ويعتبر وجودو كعدم‪ :‬ا‪.‬‬
‫‪ -4‬للمزيد أنظر الموقع اإللكتروني‬
‫‪https://uncitral.un.org/sites/uncitral.un.org/files/media-documents/uncitral/ar/ml-ecomm-‬‬
‫‪a_ebook_1.pdf‬‬

‫‪36‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫مبني علا العقتد إلا تنظيم قتانوني مصتتتتدرو التشتتتتريع‪ ،‬ويستتتتتنتد علا قواعتد آمرة ال يجوي‬
‫مخالفتها تح طائلة توقيع عدة جزاءات جنائية لضمان احترامها‪.‬‬

‫لذلب فالشتركات التجارية اإللكترونية مثلها مثل الشتركات التجارية التقليدية يمكنها تقديم‬
‫كافة الخدمات التجارية أو بيع كافة أنواع الستلع‪ ،‬دون أن يؤثر اعتبارها شتركة الكترونية علا‬
‫قتدرتهتا التجتاريتة أو علا الحتد من قتدرتهتا علا المنتافستتتتة التجتاريتة وتقتديم الختدمتات والستتتتلع‬
‫التجارية‪ ،‬وإن كان الشتركات التجارية اإللكترونية تمتاي عن الشتركات التقليدية في أنها تقدم‬
‫تلتب الختدمتات التجتاريتة أو الستتتتلع التجتاريتة بصتتتتورة ستتتتريعتة طبقتا لمتا تمتتاي بت‪ :‬التجتارة‬
‫اإللكترونيةا‪ Electronic-Commerce‬ا السائدة في العالم حاليا‪.1‬‬

‫باإلضتتتافة إلا هذا تمتاي الشتتتركات التجارية اإللكترونية عن الشتتتركات العاديةبغياب‬


‫العالقتة المبتاشتتتترة بين أطراف العقتد‪ ،‬والختالف الطبيعتة القتانونيتة للشتتتتركتة اإللكترونيتة عن‬
‫الشركات العادية رغم التشاب‪ :‬بينهما‪.‬‬

‫لهذا فإلبرام العقد التأسيسيللشركة اإللكترونية ينبغي توفر اوركان والشروط التالية‬

‫❖ اإليجتاب والقبول بطريقتة إلكترونيتةأي طبقتا للمتادة ‪ 2‬من قتانون ‪ 43.20‬المتعلق‬


‫بخدمات الثقة بشتتأن المعامالت اإللكترونية الصتتادر في ‪ 31‬ديستتمبر ‪ 2020‬الستتابق الذكر ‪،‬‬
‫عبر كل وستتتيلة ترتبط بتقنية ذات قدرات كهربائية أو رقمية أو مغناطيستتتية أو الستتتلكية أو‬
‫بصتترية أو كهرومغناطيستتية أو أي قدرات أخرب مماثلة‪ ،‬يكون موضتتوعها إبداء اإليجاب أو‬
‫ريحة أو ضمنية‪.2‬‬ ‫القبول بطريقة‬
‫كمتا ينص الفصتتتتل ‪ 65.3‬من القتانون رقم ‪ 53.05‬الستتتتابق التذكر علا أنت‪ :‬ا يمكن‬
‫استتتخدام الوستتائل اإللكترونية لوضتتع عروض تعاقدية أو معلومات متعلقة بستتلع أو خدمات‬
‫رهن إشتتتارة العموم من أجل إبرام عقد من العقود‪....‬ا‪ .‬كما جاء كذلب في الفصتتتل ‪ 65.4‬من‬

‫‪ -1‬منير محمد الجنبيهي وممدول محمد الجنبيهي الشركات االلكترونية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬ينص الفصتتل ‪65.5‬من القانون المغربي رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية علا أن‪:‬ايشتتترط لصتتحة إبرام‬
‫العقد أن يكون من أرستل العرض إلي‪ :‬قد تمكن من التحقق من تفا تيل اإلذن الصتادر عن‪ :‬ومن الستعر اإلجمالي ومن تصتحين اوخطاء‬
‫المحتملة‪ ،‬وذلب قبل تأكيد اإلذن المذكور ألجل التعبير عن قبول‪. :‬يجب علا تتاحب العرض اإلشتتعار بطريقة إلكترونية‪ ،‬ودون تأخير‬
‫غير مبرر‪ ،‬بتستلم‪ :‬قبول العرض الموج‪ :‬إلي‪. :‬يصتبن المرستل إلي‪ :‬فور تستلم العرض ملزما ب‪ :‬بشتكل ال رجعة في‪. :‬يعتبر قبول العرض‬
‫وتأكيدو واإلشعار بالتسلم متو ال بها إذا كان بإمكان اوطراف المرسلة إليهم الولوج إليها ا‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫هذا القانون ا يتعين علا كل من يقترل‪ ،‬بصتفة مهنية وبطريقة الكترونية‪ ،‬توريد سلع أو تقديم‬
‫خدمات أو تفوي أ تتول تجارية أو أحد عنا تترها أن يضتتع رهن إشتتارة العموم الشتتروط‬
‫التعاقدية المطبقة بشكل يمكن من االحتفاظ بها واستنساخها‪...‬ا‪.1‬‬
‫❖ كمتا يحتتاج العقتد إلا التوقيع الكتروني المؤمن والتذي لت‪ :‬حجيتة التوقيع العتادي‪ ،‬لكن‬
‫يجب طبقا للفصتتل ‪ 417.2‬من القانون‪ 53.05‬الستتالع الذكر أن ا يتين التوقيع الضتتروري‬
‫إلتمتام وثيقتة قتانونيتة التعرف علا الشتتتتخص الموقع ويعبر عن قبولت‪ :‬لاللتزامتات النتاتجتة عن‬
‫الوثيقة المذكورة‪...‬عندما يكون التوقيع إلكترونيا‪ ،‬يتعين استتتتعمال وستتتيلة تعريع موثوق بها‬
‫تضمن ارتباط‪ :‬بالوثيقة المتصلة ب‪:‬ا‪.‬‬
‫❖ والمصتتتادقة علا التوقيع اإللكتروني‪ ،‬وذلب باستتتتعمال التشتتتفير‪ 2‬ذي المفتال العام‬
‫والذي يرمي إلا ضتمان نستبة التوقيع إلا تاحب‪ :‬ومن تم المصتادقة علي‪ ،:‬وهذو المهمة تستند‬
‫إلا طرف ثالض أجنبي عن المعاملة أو العقد يستما مقدمخدمات ثقة معتمد‪ ،3‬يستتعمل مستاطر‬
‫وتكنولوجيتات تستتتتمن بتمتديتد موثوقيتة التوقيع اإللكتروني المؤهتل إلا متا بعتد الصتتتتالحيتة‬
‫التكنولوجية‪ ،‬وذلب بارتباط التوقيع بالوثيقة المتعلقة ب‪ :‬عبر شهادة التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫وتتجلا أهميتة التوقيع اإللكتروني في اعتبتار الوثيقتة اإللكترونيتة بمثتابتة عقتد عرفي حتا‬
‫تكتسب القوة اإلثباتية التي يحظا بها هذا النوع من العقود‪.4‬‬

‫‪ -1‬وهذا ما أكدو المشتتترع المغربي كذلب في الفصتتتل‪ 65.5‬من قانون‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية من أن‪ :‬ا‬
‫يشترط لصحة إبرام العقد أن يكون من أرسل العرض إلي‪ :‬قد تمكن من لتحقق من تفا يل اإلذن الصادر عن‪ :‬ومن السعر اإلجمالي ومن‬
‫تصتتتتحين اوخطتاء المحتملتة‪ ،‬وذلتب قبتل تتأكيتد اإلذن المتذكور وجتل التعبير عن قبولت‪ .:‬يجتب علا تتتتاحتب العرض اإلشتتتتعتار بطريقتة‬
‫إلكترونية‪ ،‬ودون تأخير غير مبرر‪ ،‬بتستلم‪ :‬قبول العرض الموج‪ :‬إلي‪.:‬يصتبن المرستل إلي‪ :‬فور تستلم العرض ملزما ب‪ :‬بشتكل ال رجعة‬
‫في‪ :‬ا‪.‬‬
‫‪ -2‬وطبقا للمادة ‪ 45‬من قانون ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشتتتتأن المعامالت اإللكترونية الصتتتتادر في ‪ 31‬ديستتتتمبر ‪ 2020‬اتتجلا‬
‫وستيلة التشتفير وتحليل الشتفرات في كل معدات أو برمجيات مصتممة أو معدلة من أجل تحويل معطيات إلكترونية‪ ،‬ستواء كان عبارة‬
‫عن معلومات أو إشارات أو رموي استنادا إلا اتفاقيات سرية أو من أجل إنجاي العملية العكسية‪ ،‬بموجب اتفاقية سرية أو بدونها ا‪.‬‬
‫كما يعد التشتفير كتابة مرموية (عن طريق يامزة) تهدف إلا ضمان سالمة تبادل المعطيات القانونية بطريقة إلكترونية أو تخزينها أو‬
‫هما معا‪ ،‬بكيفية تمكن من ضمان سريتها و دقيتها محتواها أو تماميتها ا‪ leur intégrité‬ا‪.‬‬
‫أحمد شتتتكري الستتتباعي الوستتتيط في النظرية العامة في قانون التجارة والمقاوالت التجارية والمدنية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة الرباط‪ 2011‬ص‪.601‬‬
‫‪ -3‬ويشتترط في مقدم خدمات الثقة ضترورة اتخاذ شتكل شتركة خاضتعة للقانون المغربي‪ ،‬وأن يكتتب تأمينا لتغطية اوضترار التي يمكن‬
‫أن تلحق كل شتتخص ذاتي أو اعتباري بستتبب خط ‪ :‬المهني(المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشتتأن المعامالت‬
‫اإللكترونية)‪.‬‬
‫‪ -4‬العربي جنان التعاقد اإللكتروني في القانون المغربي( دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة اوولا‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪2‬ص‪.80‬‬

‫‪38‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫واستتتتتنتادا لمتا جتاء في القتانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بختدمتات الثقتة بشتتتتأن المعتامالت‬
‫اإللكترونية الصتادر في ‪ 31‬ديستمبر ‪ ،2020‬فإن التوقيع اإللكتروني إما بستيطا أو متقدما أو‬
‫مؤهال ‪1‬‬

‫• فاالتوقيع اإللكتروني البساااايط هو توقيع يتجلا في استتتتتعمتال طريقتة ذات موثوقيتة‬


‫تتاحب‬ ‫للتعريع اإللكتروني تضتتمن ارتباط التوقيع بالوثيقة المتعلقة ب‪ ،:‬ويعبر عن رضتتا‬
‫التوقيع ‪.2‬‬
‫• التوقيع اإللكتروني المتقدم وهو توقيع إلكتروني بستيط‪ ،‬طبقا للتعريع الستابق الذكر‬
‫علا أن يستوفي الشروط التالية‬
‫‪ -‬أن يكون خا ا بصاحب التوقيعب‬
‫‪ -‬أن يسمن بتحديد هوية الموقعب‬
‫‪ -‬أن يتم إنشتتتاؤو بواستتتطة معطيات إنشتتتاء التوقيع اإللكتروني التي يمكن أن يستتتتعملها‬
‫تتاحب التوقيع تح مراقبت‪ :‬بصتتفة حصتترية وبدرجة عالية من الثقة تحدد من قبل الستتلطة‬
‫الوطنية لخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونيةب‬
‫‪ -‬أن يرتكز علا شهادة إلكترونية أو بكل وسيلة تعتبر معادلة لهاب‬
‫‪ -‬وأن يكون مرتبطتا بتالمعطيتات المتعلقتة بهتذا التوقيع بكيفيتة تمكن من كشتتتتع كتل تغيير‬
‫الحق يطرأ عليها‪.3‬‬
‫• التوقيع اإللكتروني المؤهال وهو توقيع إلكتروني متقتدم يجتب إنتتاجت‪ :‬بواستتتتطتة آليتة‬
‫إلنشتاء التوقيع اإللكتروني المؤهلة والمثبتة بشتهادة للمطابقة مستلمة من لدن الستلطة الوطنية‬
‫السابقة الذكر ‪ ،‬والذي يستند إلا شهادة مؤهلة للتوقيع اإللكتروني‪.4‬‬

‫‪ -1‬ومن أنواع التوقيع اإللكتروني كذلب هناك نوعان التوقيع الرقمي وذلب عن طريق استتتعمال عدة أرقام ستترية يتم تركيبها لتكون في‬
‫النهتاية ا كودا يتم التوقيع ب‪:‬ا‪ ،‬ويعتد هذا التوقيع دليال علا الحقيقتة بدرجة تفوق التوقيع التقليتدي أو العتادي‪ ،‬والنوع الثتاني من التوقيع هو‬
‫التوقيع البيومتري والذي يعتمد علا نظام البصتتتتمة االلكترونية‪ ،‬فهو عبارة عن رقم أو كتابة بالقلم اإللكتروني ‪.‬أنظر عبد الفتال بيومي‬
‫حجايي النظام القانوني لحماية التجارة اإللكترونية‪ ،‬الطبعة اوولا‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلستكندرية ‪ 2002‬ص‪.181‬أنظر كذلب حستن‬
‫عبد الباسط جميعي إثبات التصرفات القانونية التي يتم إبرامها عن طريق اونترني ‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة ‪ 2000‬ص‪.42‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ويستتتتاعد التوقيع اإللكتروني علا إبرام عقود الشتتتتركات التجارية اإللكترونية والقيام‬
‫بمجموعة من التصرفات القانونية وإبرام الصفقات دون تواجد مادي أوجسدي‪ ،‬باالستناد إلا‬
‫تقنيات التشتفير والتي ال يقتصتر مفعولها علا غاية التوقيع فحستب‪ ،‬وإنما يضتمن كذلب سترية‬
‫المبادالت‪ ،‬ومن تم فإن تشتفير وثيقة يؤمن ستالمة المحمول أو المضتمون‪ ،‬وستالمة الحامل أي‬
‫الوثيقة نفسها‪.1‬‬

‫❖ تحتديتد طريقتة تستتتتتديتد الشتتتتركتاء ونصتتتتبتهم في الرأس المتال‪ ،‬علمتا أن البنوك‬


‫اإللكترونيتة أ تتتتبحت اآلن مفتوحتة في وجت‪ :‬كتل المتعتاملين في التجتارة اإللكترونيتة والتي‬
‫ساهم بشكل كبير في تطوير هذو التجارة‪.‬‬
‫❖ ستهولة جمع العديد من الشتركاء ويستر المعاملة مع هذو الشتركة‪ ،‬مما يجعل أطرافها‬
‫متنوعة ومختلفة القوانين التي يمكن تطبيقها في حالة قيام نزاع‪.‬‬

‫فتالشتتتتركتة التجتاريتة اإللكترونيتة ال يكون لهتا موقع علا اورض تمتارس من خاللت‪:‬‬
‫من أجل‪ ،:‬حيض تنشتتم موقعا علا شتتبكة االنترني كنوع من اإلشتتهار‬ ‫الغرض الذي أنشتت‬
‫لمنتوجتات وختدمتات علا اورض‪،‬فتجلتب كثيرا من العمالء‪،‬ومن الختدمتات المقتدمتة في هتذا‬
‫اإلطتار هنتاك عقتد اإليواء (‪ )contrat d’hébergement‬ويتمثتل في التزام مقتدم الختدمتة بتأن‬
‫يضتتتع تح تصتتترف المشتتتترك جانبا من إمكانيت‪ :‬الفنية الستتتتعمالها في تحقيق مصتتتالح‪:‬‬
‫وبتالطريقتة التي تنتاستتتتبت‪ ،:‬ويحتدر ذلتب من خالل إتتاحتة انتفتاع الشتتتتخص بجزء من إمكتانيتات‬
‫تتلب ‪Espace disque dure‬‬ ‫اوجهزة واودوات المعلوماتية‪ ،‬كتخصتتيص مستتاحةقرص‬
‫))‪2‬أو عقد إنشتاء موقع بشتبكة اونترني )‪ ،)contrat de création de site web‬وهو عقد‬
‫تقتديم الختدمتات‪ ،‬حيتض يلتزم مقتدم الختدمتة المعلومتاتيتة بتإنشتتتتاء موقع العميتل من خالل جهتاي‬
‫الكمبيوتر المملوك ل‪ :‬والمتصتتل بشتتبكة اونترني ‪ ،‬بحيض يتمكن من التعامل عبر هذا الموقع‬
‫من خالل هذا الجهاي‪.3‬‬

‫‪ -1‬علما أن‪ :‬في المجال اإللك تروني فإن‪ :‬ال مجال للرابطة المادية بين التوقيع وشتخصتية تاحب‪ ،:‬حيض يجد المتعاقد نفست‪ :‬ملتزما بمجرد‬
‫نقرة علا لوحة المفاتين أو الفأرة دون أي حركة شكلية تساعدو علا االطم نان لما سوف يقدم علي‪ :‬مما يستوجب الحيطة والحذر‪.‬‬
‫‪-2‬منصور محمد حسين المسؤولية اإللكترونية‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪2006‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتال الزيتوني تنايع االختصاص في العقد االلكتروني‪ ،‬الطبعة اوولا‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية مراكش ‪ 2010‬ص‪.184‬‬

‫‪40‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تتتتتادق علا القتانون رقم ‪ 88.17‬في‪ 9‬ينتاير ‪2019‬‬ ‫علمتا أن المشتتتترع المغربي قتد‬
‫والمتعلق بإحدار المقتاوالت بطريقتة إلكترونيتة ومواكبتهتا‪ ،1‬في انتظتار الو تتتتول إلا إحدار‬
‫المقاوالت التجارية اإللكترونية‪ ،‬ويتم هذا اإلحدار عن طريق منصتة إلكترونية يتولا المكتب‬
‫المغربي للملكية الصتتناعية التجارية تدبيرها واستتتغاللها ومستتب قاعدة المعطيات المتعلقة بها‬
‫حسب ما جاء في المادة اوولا من هذا القانون‪.‬‬

‫ويتعين استتنادا للمادة‪ 3‬من القانون‪ 88.17‬الستالع الذكر أن تباشتر وجوبا عبر المنصتة‬
‫اإللكترونيتتةجميع اإلجراءات القتتانونيتتة المطلوبتتة إلحتتدار المقتتاوالت والتقييتتدات الالحقتتة‬
‫المتعلقتة بهتا في الستتتتجتل التجتاري‪ ،‬وكتذا إجراءات نشتتتتر البيتانتات والوثتائق لمتعلقتة بهتا طبقتا‬
‫للتشتريع الجاري ب‪ :‬العمل‪ ،‬وهذا ما يتوافق مع بعا التشتريعات مثال التشتريع التونستي في‬
‫الفصتل الثاني من القانون عدد‪ 89‬لستنة‪ 2004‬المتعلق بتأستيا الشتركات عن بعدالمؤرخ في‬
‫‪ 31‬ديستتتتمبر‪ 2004‬أكد علا أن‪ :‬ا يعفي القيام بتأستتتتيا الشتتتتركات بالوستتتتائل اإللكترونية‬
‫المنصتوص عليها بالفصتل اوول من هذا القانون من تقديم الوثائق الضترورية لتأستيستها علا‬
‫ورق‪...‬ا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اكتساب الشركات التجارية اإللكترونية للشخصية االعتبارية‬

‫تعد الشتخصتية االعتبارية أو المعنوية آلية قانونية منحها المشترع للشتخص غير الذاتي‬
‫لالعتراف بأهليت‪ :‬الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات والتمتع بهوية خا ة من تسمية و مقر‬
‫و جنسية وذمة مالية خا ة ب‪ :‬كالشخص الذاتي أواإلنسان‪.‬‬

‫‪ -1‬ظهير شتتتتريع رقم ‪ 1.18.109‬تتتتتادر في ‪ 2‬جمتادب اوولا ‪ 9( 1440‬ينتاير‪ )2019‬بتنفيتذ القتانون رقم ‪ 8817‬التعلق بتإحتدار‬
‫المقتاوالت بطريقتة إلكترونيتة ومواكبتهتا‪ ،‬منشتتتتور بتالجريتدة الرستتتتميتة عتدد ‪ 6745‬بتتاريت ‪ 14‬جمتادب اوولا ‪ 21(1440‬ينتاير‪)2019‬‬
‫ص‪.140‬‬

‫‪41‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ومن اآلثار التي تترتب عن اكتستتاب الشتتركة للشتتخصتتية االعتبارية أو المعنوية‪ ،‬أنها‬
‫تكتستب هوية خا تة بها من تستمية وجنستية‪ 1‬ومقر اجتماعي‪ 2‬وذمة مالية‪3‬وأهلية مستتقلة عن‬
‫اوشخاص المؤسسين لها‪.4‬‬

‫وإذا كان الشتتخصتتية االعتبارية للشتتركة العادية هي مستتألة افتراضتتية أو وهمية في‬
‫الماضتي‪،‬فقد أ تبح في الوق الراهن مستألة واقعية لما تقدم‪ :‬من خدمة للتجارة والصتناعة‬
‫والمشتتتاريع الضتتتخمة التي تقوم بها من طرف شتتتركات عمالقة‪ ،‬لكن في الستتتنوات اوخيرة‬
‫رجع مسألة الشخصية االعتبارية للشركات اإللكترونية للنقاش والدراسة‪.‬‬

‫وتكتستب الشتركة التجاريةب ستواء العادية أو االلكترونية الشتخصتية االعتبارية‪،‬بمجرد‬


‫تستتتجيل نظامها التأستتتيستتتي في الستتتجل التجاري ستتتواء العادي أوااللكتروني‪ ،‬إال أن هناك‬
‫اختالف يثتار بينهمتا ويتمثتل في اآلثتار القتانونيتة المترتبتة عن اكتستتتتاب الشتتتتركتات التجتاريتة‬
‫اإللكترونية للشخصية االعتبارية‪.‬‬

‫وهذا االختالف نات من كون إنشتاء الشتركة هنا تم بموجب عقد إلكتروني‪ ،‬والذي يتميز‬
‫بغياب العالقة المباشتترة بين أطراف العقد‪ ،‬ووجود وستتيط إلكتروني يستتاهم في إنجاي وإتمام‬
‫اوعمال اإللكترونية كما ستبق‪ ،‬وهنا يتم البحض عن وجود قانوني لشتركات ليست واقعية وإنما‬
‫لشركات افتراضية‪.5‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ينبغي التأكيد أن الشتتركة التجارية اإللكترونية في طور التأستتيا‪ -‬أي‬
‫قبل قيدها في الستجل التجارياإللكتروني‪ -‬ال تتمتع بالشتخصتية االعتبارية‪ ،‬مما يجعل العالقات‬

‫‪ -1‬ينص الفصتتل الستتابع من ظهير ‪ 12‬غش ت من ‪ 1913‬المنظم للوضتتعية المدنية للفرنستتيين واوجانب في المغرب علا أن " جنستتية‬
‫الشركة تحدد بمقتضا قانون البالد الذي تتخذ من‪ :‬الشركة بال اختيال مركزها االجتماعي الشرعي ''‪.‬‬
‫‪ -2‬يقضتي الفصتل ‪ 522‬من قانون المستطرة المدنية المغربي بأن‪ :‬ا يكون موطن شتركة هو المحل الذي يوجد ب‪ :‬مركزها االجتماعي ما‬
‫لم تكن هناك مقتضيات قانونية تنص حلا خالف ذلب ا‪.‬‬
‫‪ -3‬وتتكون الذمة المال ية للشتتتركة عموما من الحقوق التي لها وااللتزامات التي عليها في وق معين وبالتالي فهي تضتتتم شتتتقا ايجابيا‬
‫يسما باو ول أي الحصص التي يقدمها الشركاء عند التأسيا واوربال بعد ذلب وشقا سلبيا يسما بالخصوم أي الديون‪.‬‬
‫‪ -4‬وهي اوهلية الاليمة الكتستاب الحقوق وتحمل االلتزامات وأن تقوم بكافة التصترفات القانونية التي يتطلبها نشتاطها في حدود ما هو‬
‫مقرر في نظامها اوستاستي‪ ،‬فهي لها أهلية التملب والتعامل مع اوغيار‪ ،‬فتصتبن دائنة و مدينة وتستأل مدنيا عن اوضترار التي يتستبب‬
‫فيها ممثلوها للغير‪ ،‬كما أنها تسأل جنائيا عن اوفعال الجرمية التي تصدر عن مسيريها وأعضاء إدارتها وممثليها القانونين‪.‬‬
‫‪ -5‬يينتة غتانم عبتد الجبتار الصتتتتفتار الشتتتتركتات اإللكترونيتة وطبيعتهتا القتانونيتة‪ ،‬مجلتة الرافتدين للحقوق‪ ،‬المجلتد‪ ،11‬العتدد‪2009-39‬‬
‫ص‪.120‬‬

‫‪42‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫بين مؤستستي الشتركة في طور التأستيا وطبقا للمادة ‪ 8‬من قانون‪ 117 .95‬المتعلق بشتركات‬
‫المستاهمةتخضتع لعقد الشتركة وللمبادئ العامة للقانون في قانون االلتزامات والعقود من جهة‪،‬‬
‫ويجعل العالقات ما بين الشتركاء واوغيار تخضتع للمادة ‪ 27‬من نفا القانون والتي جاء فيها‬
‫ا يستأل اوشتخاص الذين قاموا بعمل باستم شتركة في طور التأستيا وقبل اكتستابها الشتخصتية‬
‫المعنوية‪ ،‬علا وج‪ :‬التضتتتامن بصتتتفة مطلقة‪ ،‬عن اوعمال التي تم باستتتمها إال إذا تحمل‬
‫الجمعية العامة اوولا العادية أو غير العادية للشتركة االلتزامات الناشت ة عن هذو اوعمال بعد‬
‫تأستتيستتها وتقييدها بشتتكل قانوني‪ .‬يعتبر حين ذ هذو االلتزامات كما لو قام بها الشتتركة منذ‬
‫البداية ا‪.‬‬

‫لذلب فالشتتركة التجاريةاإللكترونية وكذلب التقليدية تبقا غير مستتؤولة عن تصتترفات‬


‫المؤستستين إلا حين مصتادقة الجمعية العامة علا تلب التصترفات والتي تخضتع للقواعد العامة‬
‫للقانون المدني أو قانون االلتزامات والعقود خا تتة وأن الشتتركة لم تكتستتب بعد الشتتخصتتية‬
‫االعتبارية‪.‬‬

‫وإذا كان الشتتخصتتية االعتبارية للشتتركة العادية تكتستتب ابتداء من تاريت تقييدها في‬
‫الستتتتجل التجاري فنفا اإلجراء ينبغي احترام‪ :‬من طرف مؤستتتتستتتتي الشتتتتركات التجارية‬
‫اإللكترونية حيض يجب تستتتتجيلها في السااااجل التجاري االلكتروني والذي أحدر في المغرب‬
‫‪2‬‬
‫بموجتب القتانون رقم ‪ 89.17‬المغير والمتمم للقتانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمتدونتة التجتارة‬
‫الصتتتتادر في ‪ 9‬ينتاير‪32019‬والتذي جتاء في متادتت‪ :‬اوولاا يحتدر ستتتتجتل تجتاري إلكتروني‬
‫تمستب من خالل‪ :‬الستجالت التجارية المحلية والستجل التجاري المركزي الستالع ذكرها وفقا‬
‫لمقتضتتيات المادتين ‪ 28‬و‪ 31‬أدناو‪ ،‬وذلب عبر المنصتتة اإللكترونية المحدثة بموجب القانون‬
‫رقم‪ 88.17‬المتعلق بإحدار المقاوالت بطريقة إلكترونية ومواكبتهاا‪.‬‬

‫‪ -1‬ظهير شتتتتريع رقم ‪ 1.96.124‬تتتتادر في ‪ 14‬من ربيع اآلخر ‪ 30( 1417‬أغستتتتطا‪ )1996‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق‬
‫بشركات المساهمة ‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4422‬بتاريت ‪ 17‬أكتوبر‪ 1996‬ص ‪.2321‬‬
‫‪-2‬ظهير شتريع رقم ‪ 1.96.83‬تادر في ‪ 15‬من ربيتتتتتتع اوول ‪) 1417‬فاتن أغستطا ‪ 1996‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة‬
‫التجارة‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4418‬الصادرة بتاريت ‪ 19‬جمادب اوولا ‪ 3) 1417‬أكتوبر ‪ )1996‬ص ‪.2187‬‬
‫‪ -3‬ظهير شتريع رقم ‪ 1.18.110‬تادر في ‪ 2‬جمادب اوولا ‪ 9( 1440‬يناير‪ )2019‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 89.17‬بتغيير وتتميم القانون‬
‫رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمتدونتة التجتارة‪ ،‬منشتتتتور بتالجريتدة الرستتتتميتة عتدد ‪ 6745‬الصتتتتتادرة بتتاريت ‪ 14‬جمتادب اوولا ‪21( 1440‬‬
‫يناير‪ )2019‬ص‪.142‬‬

‫‪43‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وفي هتذا الصتتتتتدد‪ ،‬فقتد تم تعتديتل المتادة ‪ 30‬من متدونتة التجتارة المغربيتة بموجتب هتذا‬
‫القتانون والتي جتاء فيهتا ا كتل تقييتد‪ ...‬يجتب أن يتم بطريقتة إلكترونيتة من خالل النتافتذة‬
‫المخصتصتة في المنصتة اإللكترونية المذكورة‪ ،‬لكتابة الضتبط بالمحكمة التي يقع بدائرة نفوذها‬
‫المركز الرئيسي للتاجر أو المقر االجتماعي للشركة ا‪.‬‬

‫ولهذا الستتتتجل عدة أدوار من بينها تأطير هذو الشتتتتركات قانونيا عن طريق التستتتتجيل‬
‫وتحتديتد القتانون المطبق عليهتا لكي يكون لهتا وجود قتانوني تتابع لقتانون دولتة معينتة‪ ،‬كتذلتب‬
‫يستتاهم هذا الستتجل في فرض الضتترائب علا هذو الشتتركات‪ ،‬ستتواء المفروضتتة علا الستتلع‬
‫والخدمات أو علا الدخل‪.‬‬

‫حا تتتتل القول أن الشتتتتركات التجارية اإللكترونية ال تختلع عن الشتتتتركات التجارية‬


‫التقليدية‪ ،‬ستتوب في طريقة اإلنشتتاء وممارستتة الغرض الذي أنشتتأت من أجل‪ ،:‬لذلب فكالهما‬
‫يتمتعان بالشتخصتية االعتبارية‪ ،‬ولكل منهما ذمة مالية مستتقلة عن الذمة المالية للشتركاء‪ ،‬وأن‬
‫كل منهما لها حق التقاضتي بأن تكون كمدعية أو مدعا عليها‪ ،‬وفيما يخص الموقع فلشتركات‬
‫العادية مواقع اجتماعية واقعية‪ ،‬أما الشتركات التجارية اإللكترونية فلها مواقع افتراضتية غير‬
‫عادية‪ ،‬كما أن التعامل مع الشتتتتركات العادية شتتتتيء ملموس بخالف التعامل مع الشتتتتركات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬فهو شيء افتراضي غير ملموس يعتمد علا شبكة اونترني ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االختصاااال القياااائي والتشاااريعي الدولي في الشاااركات التجارية‬


‫اإللكترونية‬

‫تحدد قواعد االختصتتتاص القضتتتائي الدولي الحاالت التي بتوافرها يثب االختصتتتاص‬
‫للمحاكم الوطنية للنظر في المنايعات التي تشتتتمل علا عنصتتتر أجنبي‪ ،‬بينما تشتتتير قواعد‬
‫االختصتتاص التشتتريعي الدولي أو تنايع القوانين إلا القانون الواجب التطبيق علا مثل هذو‬
‫المنايعات‪.‬‬

‫لذلب من أجل الفصل في هذا التنايع‪ ،‬وإيجاد حل للقضية ذات الطابع الدولي ينبغيمعرفة‬
‫القانون الواجب التطبيق(المطلب الثاني)‪ ،‬لكن قبل ذلب يجب معرفة المحكمة المختصتة للنظر‬
‫في النزاع (المطلب األول)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختصال القيائي الدولي في نزاعات الشركات التجارية اإللكترونية‬

‫ينبغي التأكيد بداية علا عدم التطابق دائما بين االختصتتتاص القضتتتائي واالختصتتتاص‬
‫التشتتتتريعي في إطتار القتانون التدولي الختاص‪ ،‬فقتد تختص محكمتة دولتة من التدول بتالنظر في‬
‫القضتية ذات العنصتر اوجنبي‪ ،‬إال أنها تطبق عليها قانونا أجنبيا‪ ،‬وأستاس هذا االختالف يرجع‬
‫من جهة العتبارات تتعلق بالستتتيادة واومن حيض تصتتتبن المحكمة مختصتتتة‪ ،‬ومن جهة ثانية‬
‫فقواعد العدالة قد تكون ستتتببا لمنن االختصتتتاص لمحكمة أجنبية ونها أكثر مالءمة للنظر في‬
‫النزاع ذا عنصر أجنبي‪.‬‬

‫لذلب‪ ،‬فإن أول عمل يقوم ب‪ :‬القاضتتتي يتمثل في التحقق من كون الستتتلطات القضتتتائية‬
‫لدولت‪ :‬مختصتتتة أو ال بالنظر في‪ ،:‬لذلب فإن تعيين المحكمة المختصتتتة يستتتبق تطبيق القانون‬
‫المختص من حيض التعاقب الزمني‪ ،‬علما أن مسطرة التقاضي تخضع لقانون القاضي‪.1‬‬

‫‪ -1‬موسا عبود الوجيز في القانون الدولي الخاص‪،‬الطبعة اوولا‪ ،‬المركز الثقافي العربي ‪ 1994‬ص‪.328‬‬

‫‪45‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وتختلع قواعد االختصتتاص القضتتائي الدولي عن قواعد االختصتتاص الداخلي‪ ،‬ويكمن‬


‫هتذا االختالف في منبع هتذو القواعتد حيتض تعتبر القواعتد اوخيرة ملزمتة بتالطبيعتة‪ ،‬أمتا قواعتد‬
‫االختصاص القضائي الدولي فهي ملزمة بالمصادقة عليها‪.1‬‬

‫وفي هذا الصتدد‪،‬إذا كان المدعي برفع‪ :‬لدعواو أمام قضتاء دولة ما‪ ،‬إنما يعبر عن إرادت‪:‬‬
‫الخضتوع لحكم‪ ،:‬كان المدعا علي‪ :‬هو طرف الدعوب الذي يجري التستاؤل في شتأن‪ :‬عما إذا‬
‫كان يخضتتع لقضتتاء الدولة المقامة أمام‪ ،:‬فتثب ل‪ :‬والية نظرها‪ ،‬أم اليخضتتع ل‪ ،:‬فتنتفي عن‪:‬‬
‫هذو الوالية‪.2‬‬

‫لذلب فيالنزاع بين الشتتتركة التجارية اإللكترونية وغيرها من الشتتتركات أو المقاوالت‪،‬‬


‫فإن‪ :‬تمنن جنستتية المدعا علي‪ :‬محاكم دولت‪ :‬أحقية الفصتتل في النزاع المثار في مواجهت‪ :‬ولو‬
‫لم يكن لت‪ :‬موطن أو محتل إقتامتة‪ ،3‬وهتذا متا نص عليت‪ :‬المشتتتترع المغربي في الفصتتتتل‪ 27‬من‬
‫قتانون المستتتتطرة المتدنيتة المغربي‪ 4‬من أنت‪ :‬ا يكون االختصتتتتاص المحلي لمحكمتة الموطن‬
‫الحقيقي أو المختتار للمتدعا عليت‪- :‬إذا لم يكن لهتذا اوخير موطن في المغرب ولكن يتوفر‬
‫علا محل إقامة كان االختصتتاص لمحكمة هذا المحل‪ -.‬إذا لم يكن للمدعا علي‪ :‬ال موطن وال‬
‫محل إقامة بالمغرب‪ ،‬فيمكن تقديم الدعوب ضتدو أمام محكمة موطن أو إقامة المدعا أو واحد‬
‫منهم عنتد تعتددهم‪ -.‬إذا تعتدد المتدعا عليهم جتاي للمتدعي أن يختتار محكمتة موطن أو محتل‬
‫إقامة أي واحد من‪:‬ا‪.‬‬

‫وهذا ما أشتتار إلي‪ :‬مشتتروع قانون المستتطرة المدنية المغربي لستتنة‪2015‬والذي اعتبر‬
‫معيار الجنستية الوطنية للمدعا علي‪ :‬كأستاس لعقد االختصتاص الدولي للقضتاء الوطني حيض‬
‫جتاء في المتادة‪ 31- 21‬منت‪ :‬ا تختص محتاكم المملكتة بتالنظر في التدعتاوي التي ترفع علا‬

‫‪ -1‬هشام علي ادق تنايع االختصاص القضائي الدولي‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية ‪ 1982‬ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬أحمد يوكاغي االختصتاص الدولي للقضتاء الوطني علا ضتوء مستودة مشتروع قانون المستطرة المدنية‪ ،‬الطبعة اوولا‪ ،‬دار الستالم‬
‫للطباعة والنشر والتوييع الرباط ‪ 2021‬ص‪.20‬‬
‫‪ -3‬فهد بن عبد العزيز الداود االختصتاص القضتائي في عقد التجارة اإللكترونية‪ ،‬مجلة العدل‪ ،‬العدد ‪ ،60‬شتوال ‪ ،1434‬الستنة الخامستة‬
‫عشرة ص‪.218‬‬
‫‪ -4‬ظهير شتريع بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريت ‪ 11‬رمضتان ‪ 28( 1394‬شتتنبر ‪ )1974‬بالمصتادقة علا نص قانون المستطرة‬
‫المدنية‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد‪ 3230‬مكرر‪ ،‬بتاريت ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬ص‪.2741‬‬

‫‪46‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫مغربي‪ ،‬ولو لم يكن ل‪ :‬موطن أو محل إقامة في المغرب‪ ،‬عدا بالنستبة للدعاوي المتعلقة بعقار‬
‫يوجد في الخارج ا‪.‬‬

‫ويتوافق هذا مع مقتضتتيات المادة ‪ 28‬من قانون المرافعات المصتتري والتي جاء فيها ا‬
‫تختص محاكم الجمهورية بنظر الدعاوي التي ترفع علا المصتتتتري ولو لم يكن ل‪ :‬موطن أو‬
‫محل إقامة في الجمهورية ا‪.‬‬

‫علما أن قواعد االختصتتاص القضتتائي الدولي عبارة عن قواعد مادية‪ ،‬مباشتترة وليس ت‬
‫قواعد إستناد والتي تدل علا القاعدة الواجب إتباعها إليجاد حل للنزاع‪ ،‬والمشترع الوطني هو‬
‫الذي يتولا وضتتتعها و تتتياغتها وتحديد نطاقها في الزمان والمكان تبعا للمصتتتلحة والحكمة‬
‫التي يراها‪. 1‬‬

‫هذا فيما يتعلق باالختصتاص القضتائي الدولي في حالة وجودنزاع بين الشتركة التجارية‬
‫اإللكترونيتة وغيرها من الشتتتتركات أو المقتاوالت‪ ،‬أما فيمتا يتعلق باالختصتتتتاص القضتتتتائي‬
‫الخاص بالنزاع بين هذو الشتتتركة والمستتتتهلب في عقد مبرم علا الخط يطرل تستتتاؤل عن‬
‫المحكمة التي ستتينعقد لها االختصتتاصب هل محكمة الشتتركة التجارية اإللكترونية أم محكمة‬
‫المستهلب أو قانون آخر؟‬

‫وإذا كان المشتترع المغربي لم يشتتر لمستتألة االختصتتاص القضتتائي الدولي في قانون‬
‫المستتتتطرة المتدنيتة‪ ،‬فتإنت‪ :‬بتالرجوع إلا القتانون رقم‪ 31.08‬المتعلق تحتديتد تتدابير حمتايتة‬
‫المستتهلب وبالضتبط المادة ‪ 202‬نجد المشترع قد أشتار لهذا االختصتاص حيض جاء فيها ا في‬
‫حالة نزاع بين المورد والمستتهلب ورغم وجود أي نشتاط مخالع فإن المحكمة المختصتة هي‬
‫محكمة موطن أو محل إقامة المستتهلب أو محكمة المحل الذي وقع في‪ :‬الفعل المتستبب للضترر‬
‫باختيار هذا اوخير ا‪.‬‬

‫‪ -1‬أبو العال النمر االختصتاص القضتائي الدولي وتنفيذ اوحكام اوجنبية وأحكام التحكيم في مصتر‪ ،‬دار النهضتة العربية القاهرة ‪2006‬‬
‫ص ‪.6‬‬

‫‪47‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وعلا النقيا نجد أن المشتترع قد نص في الفصتتل ‪ 27‬قانون المستتطرة المدنية المتعلق‬


‫باالختصاص القضائي المحلي علا أن‪ :‬ا يكون االختصاص المحلي لمحكمة الموطن الحقيقي‬
‫أو المختتار للمتدعا عليت‪.:‬إذا لم يكن لهتذا اوخير موطن في المغرب ولكن يتوفر علا محتل‬
‫إقامة كان االختصتتتاص لمحكمة هذا المحل‪.‬وإذا لم يكن للمدعا علي‪ :‬ال موطن والمحل إقامة‬
‫بالمغرب‪ ،‬فيمكن تقديم الدعوب ضتتتدو أمام محكمة موطن أو إقامة المدعي أو واحد منهم عند‬
‫تعددهما‪.‬‬

‫فاستتتناد لهذا الفصتتل اوخير فإن المدعي هو الذي يجب أن يستتعا إلا المدعا علي‪ :‬في‬
‫محكمت‪ ،:‬وذلب مراعاةالعتبارات العدالة وتوفير الرعاية للمدعا علي‪ :‬بمقاضتتات‪ :‬أمام محكمة‬
‫موطن‪.:‬‬

‫ونظرا لكون المستتتتتهلتب يعتد طرفتا ضتتتتعيفتا في العالقتة المتنتايع بشتتتتأنهتا وون تمتديتد‬
‫االختصتاص الترابي المحلي المنصتوص علي‪ :‬في الفصتل ‪ 27‬من قانون المستطرة المدنيةإلا‬
‫الصتتعيد الدولي ليا مطلقا وال أولويا‪ ،1‬فقد منن للمستتتهلب الحرية في اختيار مكان مقاضتتاة‬
‫الشتتتتركتة أمتام محكمتة موطنت‪ :‬أو محكمتة محتل إقتامتت‪ :‬أو محكمتة المحتل التذي وقع فيت‪ :‬الفعتل‬
‫المتسبب للضرر‪.‬‬

‫وإذا كان هذا ينطبق علا االختصتتتاص القضتتتائي للمنايعات العادية‪ ،‬فإن‪ :‬بخصتتتوص‬
‫المنايعات اإللكترونية فاومر يعد في غاية الصتعوبة‪2‬بستواء منن االختصتاص لمحكمة موطن‬
‫المدعا علي‪ :‬أو المدعي أو مكان المال موضتوع النزاع‪ ،‬وقد يعود االختصتاص أيضتا لمحكمة‬
‫مكان نشتوء أو تنفيذ االلتزامات‪ ،‬وفي هذو الحالة ال ينظر إلا جنستية المتداعين إذ ال فرق بين‬
‫وطنيين أو أجانب‪.3‬‬

‫‪ -1‬العياشتي المستعودي محاولة تقييم قانون المستطرة المدنية الحالي من ياوية القانون الدولي الخاص‪ ،‬مجلة القانون واالقتصتاد‪ ،‬العدد‪-6‬‬
‫‪ 1990‬ص‪.185‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Thibault Verbiest : La Protection Juridique Du Cyber- Consommateur, Edition Litec Groupe Lexis‬‬
‫‪Nexis Paris 2002 p 103.‬‬
‫‪ -3‬جاء في الفصتل ‪ 9‬من ظهير الوضتعية المدنية للفرنستيين واوجانب بالمغربلستنة ‪ 1913‬ا تتحدد جنستية الشتركات بمقتضتا قانون‬
‫البالد التي أقيم علا أرضتتها دون تحايل‪ ،‬مركز اإلدارة الرئيستتي ا‪ .‬وحستتب المادة الخامستتة من القانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشتتركات‬
‫المساهمة المغربي ا تخضع شركات المساهمة الكائن مقرها االجتماعي في المغرب إلا التشريع المغربيا‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫و ينبغي التأكيد في هذا الصتتتتدد أن‪ :‬إذا أبرم عقد بشتتتتكل إلكتروني من طرف شتتتتركة‬
‫إلكترونيتة‪ ،‬اختصتتتت محكمتة محتل االلتزام بتالتدعوب النتاشتتتت تة عن العقتد ولو كتان تنفيتذو في‬
‫الخارج‪ ،‬كما ينعقد االختصتتاص لمحكمة محل تنفيذ االلتزام العقدي‪ ،‬ستتواء نفذ بالفعل أو كان‬
‫يتعين تنفيذو‪ ،‬خا تة إذا كان دولة القاضتي هي مكان التنفيذ‪ ،‬علما أن‪ :‬إذا تضتمن العقد شترطا‬
‫يفيد وجوب تنفيذو في دولة معينة‪ ،‬فإن االختصاص ينعقد لمحكمة تلب الدولة‪.‬‬

‫رغم أن إستتناد الرابطة العقدية لقانون مكان اإلبرام أو محل التنفيذ إذا كان مالئما للعقود‬
‫التقليدية‪ ،‬فإن‪ :‬لم يعد مناستبا للمعامالت التي تتم عبر شتبكة اونترني ‪ ،‬التي ال تستمن طبيعتها‬
‫بتركيز المعامالت تركيزا مكانيا‪ ،‬باإلضتتتافة إلا مشتتتكل اختالف النظم القانونية حول المكان‬
‫الذي يعتد ب‪:‬ب هل مكان المستضيع للموقع أم مكان إقامة البائع أم مكان إقامة المشتري؟‬

‫لتذلتب تعترف النظم القتانونيتة المقتارنتة بتاختصتتتتاص محتاكم دولتة محتل االلتزام أو تنفيتذو‪،‬‬
‫باعتبارو معيار موضتتوعي يكفي لعقد االختصتتاص بصتترف النظر عن جنستتية المتقاضتتين‪،‬‬
‫وهذا ما نص علي‪ :‬المشتتترع المغربي في الفقرة الثانية من الفصتتتل ‪ 28‬من قانون المستتتطرة‬
‫المدنية علا أن‪ :‬ا تقام الدعاوي خالفا لمقتضتتتيات الفصتتتل الستتتابق أمام المحاكم التالية في‬
‫الدعوي المختلطة المتعلقة في آن واحد بنزاع في حق شتخصتي أو عيني‪ ،‬أمام محكمة الموقع‬
‫أو محكمة موطن أو إقامة المدعا علي‪:‬ا‪.‬‬

‫وإذا كان المشتتترع المغربي قد حدد يمان انعقاد العقد اإللكتروني في الفصتتتل‪65 .5‬من‬
‫قانون التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية الستتالع الذكر بأن‪ :‬ا يصتتبن المرستتل إلي‪ :‬فور‬
‫تتاحب العرض اإلشتتعار بطريقة‬ ‫تستتلم العرض ملزما ب‪ :‬بشتتكل ال رجعة في‪ . :‬يجب علا‬
‫الكترونية ودون تأخير غير مبرر‪ ،‬بتستلم‪ :‬قبول العرض الموج‪ :‬إلي‪ :‬ا‪ ،‬إال أن المشترع هنا لم‬
‫يحتدد مكتان هتذا العقتد ممتا يفرض الرجوع للقواعتد العتامتة وهي قتانون االلتزامتات والعقود‬
‫المغربي والذي جاء في الفصتتتل ‪ 24‬من‪ :‬ا يكون العقد الحا تتتل بالمراستتتلة تاما في الوق‬
‫والمكان اللذين يرد فيهما من تلقا اإليجاب بقبول‪ .:‬والعقد الحا تل بواستطة رستول أو وستيط‬
‫يتم في الوق والمكان اللذين يقع فيهما رد من تلقا اإليجاب للوسيط بأن‪ :‬يقبل‪ :‬ا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫حاصال القول أن العقد اإللكتروني الصتادر عن الشتركة التجارية اإللكترونية ال يعترف‬


‫بالحدود الجغرافية فتحديد المحكمة المختصتة للنظر في النزعات المثارة بشتأن‪ :‬يثير الكثير من‬
‫اإلشتتتكاالت القانونية‪ ،‬نتيجة لعدم وجود مستتتتندات ورقية وانتقال العملية عبر الحدود‪ ،‬وتنوع‬
‫جنستتتتيتات العالقتة العقتديتة وارتبتاطهتا بتأكثر من دولتة في الغتالتب ومن ذلتب مثال العقتد المبرم‬
‫بشتتكل الكتروني لكن تنفيذو يتم خارج الخط أو الفضتتاء الرقمي‪،‬لذلب من اوفضتتل االتفاق بين‬
‫الطرفين بصفة قبلية علا المحكمة المختصة للنظر في النزاع‪.‬‬

‫وإذا كان المشتترع المغربي قد اعترف بخدمات الثقة بشتتأن المعامالت اإللكترونية التي‬
‫تتم بتالختارج‪ ،‬كمتا جتاء في المتادة ‪36‬من القتانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بختدمتات الثقتة بشتتتتأن‬
‫المعامالت اإللكترونية الصتتادر في ‪ 31‬ديستتمبر ‪ 2020‬ا تتمتع خدمات الثقة المؤهلة المقدمة‬
‫من قبتل مقتدم ختدمتات ثقتة مستتتتتوطن بتالختارج بنفا القيمتة القتانونيتة التي تتمتع بهتا الختدمتات‬
‫المؤهلتة المقتدمتة من قبتل مقتدم ختدمتات ثقتة يوجتد مقرو داختل التراب الوطني إذا كتان معترف‬
‫بختدمتة الثقتة أو مقتدم ختدمتة الثقتة في إطتار اتفتاق متعتدد اوطراف تعتبر المملكتة المغربيتة طرفتا‬
‫فيت‪ :‬أو اتفتاق ثنتائي يتعلق بتاالعتراف المتبتادل بين المملكتة وبلتد إقتامتة مقتدم الختدمتات ا‪ ،‬فتإنت‪:‬‬
‫يؤخذ علي‪ :‬عدم تحديدو لالختصاص القضائي الدولي في هذا النوع من المعامالت‪.‬‬

‫وهكذا فإن‪ :‬بمجرد ثبوت االختصتاص الدولي لمحكمة دولة معينة‪ ،‬فإن القاضتي الوطني‬
‫ستتتتيقوم بإجراء التكييع القانوني للدعوب وفقا لقانون‪ ،:‬كما أن‪ :‬ستتتتيطبق قواعد إستتتتنادو التي‬
‫ترشتتتدو إلا القانون الواجب التطبيق‪ ،‬والذي قد يكون قانون‪ :‬الوطني نفستتت‪ :‬أو قانونا أجنبيا قد‬
‫يستبعد إذا كان مخالفا لمقتضيات النظام العام‪ ،‬ويطبق بذلب قانون‪ :‬مع العلم بأن قواعد التكييع‬
‫واإلسناد تختلع من بلد آلخر‪.‬‬

‫هذا فيما يتعلق باالختصتتاص القضتتائي الدولي المطبق في نزاعات الشتتركات التجارية‬
‫اإللكترونية‪ ،‬فماذا عن القانون الواجب تطبيق‪ :‬علا هذو النزاعات؟‬

‫‪50‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القانون الواجب التطبيق في نزعات الشركات التجارية اإللكترونية‬

‫إذا كان هناك ستتهولة في إنشتتاء الشتتركات التجارية اإللكترونية كما ستتبق‪،‬فإن اختيار‬
‫القانون الواجب التطبيق في النزعات التي تثار بشأنها يثير الكثير من الصعوبة‪.‬‬

‫وفي هتذا الصتتتتدد‪ ،‬فتإن الفقت‪ :‬القتانوني نتاقش مستتتتألتة القتانون الواجتب التطبيق في عقود‬
‫التجارة اإللكترونية والتي تتعامل بها الشتتتركات اإللكترونية‪ ،‬وانتها إلا خضتتتوع هذا النوع‬
‫من العقود إلا إرادة اوطرافب ون الستتتبيل الوحيد لتجاوي المتاهات والصتتتعوبات في تحديد‬
‫ا لقانون الواجب التطبيق هو اللجوء إلا ستلطان اإلرادة‪ ،‬وال يتم اللجوء إلا قواعد اإلستناد إال‬
‫في حالة عدم تحديد اوطراف للقانون الواجب التطبيق‪.1‬‬

‫وهنا يثار تستتاؤل مهم حول القانون الذي يحكم النزاع هل القانون المتفق عليهأم القانون‬
‫المختص لتأسيا الشركة؟‬

‫لهذا ستتتتنتناول في هذا المبحض كل من القانون الواجب التطبيق في نزاعات الشتتتتركات‬


‫التجتاريتة اإللكترونيتة فيمتا بينهتا (الفقرة اوولا) والقتانون الواجتب التطبيق في نزاعتات هتذو‬
‫الشركات مع عمالئها والعاملين بها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬القااانون الواجااب التطبيق في النزاعااات بين الشااااركااات التجاااريااة‬


‫اإللكترونية‬

‫يعتد الستتتتبيتل الوحيتد لتجتاوي إشتتتتكتاليتة تنتايع القوانين في النزاع القتائم بين الشتتتتركتات‬
‫التجارية هو احترام المقتضتيات القانونية المنظمة للشتركة اإللكترونية خا تة بعد تستجيلها في‬
‫السجل التجاري االلكتروني‪.2‬‬

‫لكن إذا كان هذا النزاع قائما بين شتتركتين يختلع القانون المعين لكل شتتركة علا حدة‪،‬‬
‫فإن إشكالية القانون الواجب التطبيق علا نزاعات الشركات اإللكترونية تظهر من جديد‪.‬‬

‫‪ -1‬هشام علي ادق قانون واجب التطبيق علا عقود التجارة اإللكترونية الدولية‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪ 1995‬ص‪.426‬‬
‫‪ -2‬ينبغي التأكيد أن شكل العقد يخضع لقانون البلد الذي تم في‪ :‬أو قانون الموطن المشترك لطرفي االلتزام أو قانون جنسيتهما المشتركة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ومن الحلول التي يتم اللجوء إليهتا للفصتتتتل في هتذا النوع من النزاعتات هنتاك االحتكتام‬
‫ترين أو ضتمني‪ ،‬كما جاء في الفصتل ‪ 13‬من ظهير الوضتعية المدنية‬ ‫لقانون اإلرادة بشتكل‬
‫للفرنستيين واوجانب بالمغرب ا تعين الشتروط الجوهرية للعقود وآثارو بمقتضتا القانون الذي‬
‫تراحة أو ضتمنيا الخضتوع ل‪ :‬ا‪ ،‬وهذا ماأشتار إلي‪ :‬المشترع المصتري في‬ ‫قصتد اوطراف‬
‫المادة ‪ 19‬من القانون المدني ا يستتتري علا االلتزامات التعاقدية قانون الدولة التي يوجد فيها‬
‫الموطن المشتتترك للمتعاقدين إذا اتحد الموطن‪ ،‬فإن اختلع الموطن ستترب قانون الدولة التي‬
‫تم فيهتا العقتد متا لم يتفق المتعتاقتدان أو يتبين من الظروف أن قتانون آخر هو التذي يراد تطبيقت‪:‬‬
‫ا‪ .‬وكذلب نص المشتترع التونستتي في الفصتتل ‪ 62‬من مجلة القانون الدولي الخاص من أن ا‬
‫يخضع العقد للقانون الذي تعين‪ :‬اوطراف ا‬

‫ويحيلنا دور ضتتابط اإلرادة في اختيار القانون الواجب التطبيق علا نزعات الشتتركات‬
‫اإللكترونيتة ذات الطبيعتة التجتاريتة إلا آليتة إتفتاق التحكيم‪ ،1‬حيتض تكون الشتتتتركتات التجتاريتة‬
‫اإللكترونية ملزمة لالحتكام لقانون معين‪ ،‬يكون واجب التطبيق علا النزاعات التي تنشتتأ فيما‬
‫بينهتا‪ ،‬وهتذا متا نصتتتت عليت‪ :‬المتادة ‪ 74‬من قتانون التحكيم والوستتتتاطتة اإلتفتاقيتة رقم‪95.17‬‬
‫الصتادر في ‪ 24‬ماي ‪ 22022‬بأن‪ :‬ا يمكن التفاق التحكيم أن يحدد مباشترة أو استتنادا إلا نظام‬
‫للتحكيم‪ ،‬المستتتطرة الواجب اتباعها خالل ستتتير التحكيم‪ ،‬كما يمكن‪ :‬إخضتتتاع التحكيم لقانون‬
‫المستتتتطرة المحدد في‪ .:‬إذا لم يحدد اتفاق التحكيم المستتتتطرة واإلجراءات الاليمة تتولا هي ة‬
‫التحكيم تحديدها تلقائيا أو بالرجوع إلا قانون أو نظام تحكيم معين ا‪.‬‬

‫علمتا أن هنتاك اتفتاقيتة دوليتة بشتتتتتأن االعتراف وتنفيتذ أحكتام المحكمين وهي اتفتاقيتة‬
‫تتتادق عليها‬ ‫نيويورك الخا تتتة باالعتراف بأحكام المحكمين وتنفيذها لستتتنة‪ 1958‬والتي‬
‫أكثر من ‪ 166‬دولتة بمتا فيهتا معظم التدول العربيتة‪ ،3‬والتذي جتاء في متادتهتا الثتانيتة ا علا‬
‫المحكمة في أية دولة متعاقدة‪ ،‬عندما يعرض عليها نزاع في مستألة أبرم الطرفان بشتأنها اتفاقا‬

‫‪ -1‬جاء في المادة ‪ 2‬من قانون ‪ 95.17‬المتعلق بالتحكيم والوستتاطة اإلتفاقية أن ا اتفاق التحكيم هو التزام اوطراف باللجوء إلا التحكيم‬
‫قصد حل نزاع نشأ أو قد ينشا عن عالقة قانونية‪ ،‬تعاقدية أو غير تعاقدية ا‪.‬‬
‫‪ -2‬ظهير شتتتتريع رقم ‪ 1.22.34‬تتتتادر في ‪ 23‬من شتتتتوال ‪ 24( 1443‬متاي ‪ )2022‬بتنفيتذ القتانون رقم ‪ 95.17‬المتعلق بتالتحكيم‬
‫والوساطة اإلتفاقية‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 7.99‬بتاريت ‪ 13‬ذو القعدة ‪ 13( 1443‬يونيو ‪ )2022‬ص ‪.3579‬‬
‫‪https://www.international-arbitration-attorney.com/ar/arbitration/new-‬‬ ‫‪-3‬أنظر الموقع اإللكتروني‬
‫‪york-convention/‬‬

‫‪52‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫بتالمعنا المستتتتتختدم في هتذو المتادة‪ ،‬أن تحيتل الطرفين إلا التحكيم بنتاء علا طلتب أيهمتا متا لم‬
‫يتبين لها أن هذا االتفاق الا وباطل أو غير منفذ أو غير قابل للتنفيذ ا‪.‬‬

‫لهذا فخصتتتو تتتية المعامالت اإللكترونية التي تتم بواستتتطة شتتتبكة اونترني أدت إلا‬
‫ابتكار آليات جديدة لحل النزاعات الحا تتلة بين الشتتركات التجارية اإللكترونية العاملة علا‬
‫هذو الشبكة‪.‬‬

‫خال تتتتة القول أنت‪ :‬لتعيين القتانون الواجتب التطبيق في نزعتات الشتتتتركتات التجتاريتة‬
‫اإللكترونية يمكن الرجوع لقانون بلد إنشتتتاء هذو الشتتتركة اإللكترونية‪ ،‬والذي قد يكون مبدئيا‬
‫هو اوستاس في تعيين القانون الواجب التطبيق في نزاعات هذو الشتركةب ستواء في العالقة بين‬
‫الشتتتتركتاء أو في مواجهتة اوغيتار‪ ،‬متا لم يتفق علا اللجوء للتحكيم‪ ،‬أنتداك يكون االتفتاق علا‬
‫قانون دولة معينة باعتبارو واجب التطبيق‪.‬‬

‫الفقرة الثاانياة‪ :‬القاانون الواجاب التطبيق في نزعاات الشااااركاات التجاارياة اإللكترونياة‬


‫وعمالئها واألجراء العاملين بها‬

‫في حالة نشتوء نزاعات بين الشتركات التجارية اإللكترونية وعمالءها‪،‬فقد يثار التستاؤل‬
‫عن كيفية إيجاد حلول لها؟‬

‫ينبغي التأكيد أن المستتهلب المتعامل مع الشتركة التجارية اإللكترونية هو نفست‪ :‬المستتهلب‬


‫في عملية تعاقدية تقليدية‪ ،‬لكن‪ :‬فقط يتعامل من خالل وستائط إلكترونية‪ ،‬وحماية المستتهلب في‬
‫هتذا المجتال ذو أهميتة كبرب ختا تتتتة في حتالتة حتدور نزاع بين هتذا اوخير وهتذا النوع من‬
‫الشركات‪.‬‬

‫لتذلتب للمتعتاقتدين الحريتة في اختيتار القتانون التذي يحكم نزاعتاتهم المستتتتتقبليتة بصتتتتفتة‬
‫تريحةب أي استتنادا للعبارات المستتعملة في العقد أو بصتفة ضتمنيةب أي اعتمادا علا ظروف‬

‫‪53‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫التعاقد التي تبين بشتكل ال يدعو مجاال للشتب قانون اإلرادة كاللغة التي حرر بها العقدأو العملة‬
‫‪1‬‬
‫التي اتفق علا الوفاء بها مثال‪.‬‬

‫وهذا ما أكدت‪ :‬اتفاقية روما الخا تتتتة بالعقود الدولية المبرمة في ‪ 19‬يونيو ‪1980‬والتي‬
‫نصتت في مادتها الثالثة علا حرية اوفراد في اختيار قانون عقودهم‪ ،‬ولم تضتتع أي قيد علا‬
‫هذو الحرية‪.‬‬

‫بينمتا جتاء في المتادة ‪ 3‬من اتفتاقيتة الهتاي الختا تتتتة بتالبيوع التدوليتة للمنقوالت المتاديتة‬
‫الصتتادر في ‪ 15‬يونيو ‪ 1955‬بأن‪ :‬إذا لم يتفق اوطراف علا اختيار القانون الواجب التطبيق‪،‬‬
‫فإن البيع يحكمت‪ :‬من حيتض المبتدأ‪ ،‬قانون الدولة التي يوجد بهتا محتل اإلقامة المعتتاد للبتائع‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن اوداء يقع في دولة البائع‪.‬‬

‫وكمثتال علا ذلتب أن جميع العقود التي تبرمهتا شتتتتركتة ‪ Apple‬المعروفتة في مجتال‬
‫اوجهزة اإللكترونية‪ ،‬تخضتتتع للقانون اومريكي ونها تنص في موقعها علا شتتتبكة اونترن‬
‫علا أن‪ :‬ا تخضتتع كل عقود البيع التي تكون ‪Apple‬طرفا فيها للقانون اومريكي وبالضتتبط‬
‫تتتترين‪ ،‬وال‬ ‫لقانون فلوريدا ا‪ 2‬وبذلب فهي تحدد القانون الواجب التطبيق علا العقد بشتتتتكل‬
‫يخفا الدور الكبير الذي يلعب‪ :‬هذا بالنستبة للمتعاقدين ونهم عادة يرغبون بمعرفة القانون الذي‬
‫سيطبق عليهم قبل الدخول في العالقة التعاقدية‪.‬‬

‫الن المستهلب اإللكتروني باعتبارو الطرف‬ ‫إال أن تطبيق قانون اإلرادة قد ال يكون في‬
‫الضتتتتعيع في هتذا النوع من العقود‪ ،‬ممتا قتد يتدفع بتالمحكمتة إلا اختيتار قتانون محتل اإلقتامتة‬
‫المعتادة للمستتتهلب وذلب تماشتتيا مع اتفاقية روما لستتنة ‪1980‬الستتابقة الذكر‪،‬والتي نص ت في‬
‫مادتها ‪ 2/5‬أن ا قانون اإلرادة يمكن استبعادو إذا كان من شأن‪ :‬أن يحرم المستهلب من الحماية‬
‫التي تقررها ل‪ :‬النصوص اآلمرة في قانون الدولة التي يوجد بها محل إقامت‪ :‬العاديةا‪.3‬‬

‫‪ -1‬الن المنزالوي القانون الواجب التطبيق علا العقود اإللكترونية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية ‪ 2006‬ص‪.261‬‬
‫‪ -2‬أنظر الموقع اإللكتروني ‪https://www.apple.com/legal/privacy/law-enforcement-guidelines-us.pdf‬‬
‫‪ -3‬ويترتب عن ذلب أن المحكمة المختصتة للنزاع الذي يكون المستتهلب طرفا في‪ :‬ستتكون تابعة لمحل إقامت‪ :‬كما ستبق‪ .‬للمزيد أنظر خالد‬
‫ممدول ابراهيم إبرام العقد اإللكتروني دراسة مقارنة ‪،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ 2011‬ص‪.449‬‬

‫‪54‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وهتذا يتوافق مع متا جتاء بعتد ذلتب فيتالمتادة ‪ 6‬من تنظيم رومتا المتعلق بتالقتانون الواجتب‬
‫التطبيق علا االلتزامتات التعتاقتديتة الصتتتتتادر بتتاريت ‪ 17‬يونيو ‪ 2008‬ا علا الرغم من‬
‫المقتضتتتتيتات الواردة في البنتد اوول فتإن اوطراف لهم حق اختيتار القتانون المطبق علا العقتد‬
‫والذي يستتجيب للشتروط الواردة في البند اوول‪ ،‬لكن هذا االختيار يجب أال ينجم عن‪ :‬حرمان‬
‫المستتتهلب من الحماية التي تؤمنها ل‪ :‬المقتضتتيات اآلمرة المنصتتوص عليها في القانون الذي‬
‫كان سيطبق في او ل لو لم يتم هذا االتفاق ا‪.‬‬

‫فالشتركات التجارية اإللكترونية تستتخدم اإلعالن أو اإلشتهار عبر شتبكة االنترني من‬
‫أجتل تستتتتويق منتجتاتهتا وختدمتاتهتا‪ ،‬وهنتا ينبغي توفر كتافتة الضتتتتمتانتات القتانونيتة لحمتايتة‬
‫المستتتتهلب‪،‬فاإلشتتتهار أو اإلعالن الحاشتتتد من خالل اونترني قد يمثل ضتتتغطا علي‪ ،:‬يدفع‪:‬‬
‫للتعاقد‪ ،1‬لذلب فإن اإلخالل بإعالم المستتتهلب بكافة البيانات الجوهرية للمنت المقدم أو الخدمة‬
‫المعروضتة يترتب علي‪ :‬إخالال بالتزام تعاقدي‪ ،‬قد يؤدي إلا فستت العقد والمطالبة بالمستؤولية‬
‫العقدية بما يستتوجب‪ :‬اومر من تعويا‪ ،‬وهذا ما أكد علي‪ :‬المشترع المغربي في المادة ‪ 26‬من‬
‫قانون رقم ‪ 31.08‬المتعلق بتحتديد تدابير لحمتاية المستتتتتهلتب‪ 2‬والذي جاء فيهتا ا يعتبر المورد‬
‫مستؤوال بقوة القانون تجاو المستتهلب علا حستن تنفيذ االلتزامات الناتجة عن العقد المبرم عن‬
‫بعتد‪ ،‬ستتتتواء كتان تنفيتذ االلتزامتات المتذكورة علا عتاتق المورد التذي أبرم العقتد أو مقتدمين‬
‫آخرين للخدمات دون اإلخالل بحق المستهلب في الرجوع عليهم ا‪.‬‬

‫لذلب يجب مراعاة الصتتتدق واومانة قبل المستتتتهلب حماية لحقوق هذا اوخير‪ ،‬وحفاظا‬
‫علا العقد الذي يربط‪ :‬مع الشتتتركة اإللكترونية من اإلبطال استتتتنادا لعيب من عيوب اإلرادة‬
‫يكون لحق إرادة المستهلب‪.3‬‬

‫وإذا كان بعا الشتتركات التجارية اإللكترونية تشتتترط االحتفاظ بملكية البضتتاعة إلا‬
‫أن يتم الوفتاء الكتامتل بثمنهتا‪ ،‬بتل تطتالتب بتالتعويا في حتالتة تتأخير هتذا التستتتتديتد عن الوقت‬

‫‪ -1‬دنيا مباركة الحماية القانونية لرضا مستهلكي السلع والخدمات‪ ،‬المجلة المغربية لالقتصاد والقانون‪ ،‬العدد ‪ 2001-3‬ص‪.49‬‬
‫‪ -2‬ظهير شتتتريع رقم ‪ 1.11.03‬تتتادر في ‪ 14‬من ربيع اوول ‪ 18( 1432‬فبراير‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 31.08‬القاضتتتي بتحديد‬
‫تدابير لحماية المستهلب‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5932‬بتاريت ‪ 3‬جمادب اوولا ‪ 7( 1432‬أبريل‪ )2011‬ص ‪.1072‬‬
‫‪ -3‬الحستين بلحستاني االلتزام بتبصتير المستتهلب بين قواعد اوخالق ومقتضتيات القانون‪ ،‬مجلة طنجيا للقانون واالقتصتاد‪ ،‬العدد اوول‬
‫‪ 2001‬ص‪.32‬‬

‫‪55‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫المحدد أو المتفق علي‪ ،:‬فإن‪ :‬بالمقابل قد يتم الوفاء بثمن البضتتاعة من طرف المستتتهلب بشتتكل‬
‫مستتتبق لكن يتأخر تستتتليمها من طرف الشتتتركة‪ ،‬هنا فإن‪ :‬يرجع إلا القانون المتفق علي‪ :‬بين‬
‫الطرفين كما سبق‪.‬‬

‫هتذا من جهتة ومن جهتة أخرب فتإن اختيتار القتانون الواجتب التطبيق في العقتد التجتاري‬
‫اإللكتروني الرابط بين الشتتتتركتة اإللكترونيتة و أحتد مستتتتتهلكيهتا بنتاءا علا قتانون هتذا اوخير‬
‫باعتبارو الطرف الضتتتتعيع في العملية التعاقدية‪ ،‬من شتتتتأن‪ :‬المستتتتاس بمبدأ اومن القانوني‬
‫الواجب توفيرو وطراف العقد‬

‫ويخل بتوقعاتهم في هذا الصتتتدد‪ ،‬باإلضتتتافة إلا أن‪ :‬يصتتتعب تحديد القانون او تتتلن‬
‫للطرف الضتتتعيع بطريقة مجردة‪ ،‬ون القانون الواحد قد يتضتتتمن بعا القواعد التي تكون‬
‫أ تلن وحد اوطراف وبعا القواعد اوخرب التي تكون أستوء ل‪ ،:‬بل اإلستناد الموضتوعي‬
‫للقانون او لن للعاقد الضعيع قد يؤدي إلا تجزئة العقد وإخضاع‪ :‬وكثر من قانون‪.1‬‬

‫لتذلتب ينبغي الحفتاظ علا مبتدئي التواين العقتدي واومن القتانوني بين الشتتتتركتة التجتاريتة‬
‫اإللكترونية ومستتتتهلب منتجاتها أو خدماتها‪ ،‬و حماية المتعاقد الضتتتعيع من تعستتتفها‪ ،‬حفاظا‬
‫علا هذا التواين المكرس لامن القانوني‪ ،‬خا تتة وأن المعاملة تتم هنا بشتتكل إلكتروني‪ ،‬بما‬
‫يحمل‪ :‬اومر في بعا اوحيان من ضغط علا المستهلب القتنائ‪ :‬منتوجا أو خدمة معينة‪.2‬‬

‫كما ينبغي علا الشتتركة التجارية اإللكترونية احترام خصتتو تتية المستتتهلب لمنتوجاتها‬
‫وخدماتها‪ ،‬وهذا يفرض عليها عدم التصترف في البيانات الشتخصتية والخا تة بعمالئها وعدم‬
‫تتريحة من المعني‬ ‫االحتفاظ بها إال لمدة محددة‪ ،‬وعدم نشتتر هذو البيانات إال بموافقة كتابية‬
‫باومر وإال استتتوجب تطبيق الجزاءات القانونية الاليمة‪ ،‬وهذا ما أش تار ل‪ :‬المشتترع المغربي‬

‫‪ -1‬للمزيد أنظر محمد بويالفة الحماية القانونية للمتعاقد الضتعيع في القانون الدولي الخاص‪ -‬دراستة في العقد الدولي‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫دكتوراة الدولة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة ستيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصتاديةواالجتماعية بفاس‪ ،‬الستنة الجامعية‬
‫‪ 2002-2001‬ص‪.252‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Vincent Gautrais : Le Contrat électronique International-Encadrement Juridique Bruylant Academia‬‬
‫‪Bruxelles 2002 p 156.‬‬

‫‪56‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫بموجب القانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحماية اوشتتتخاص الذاتيين تجاو معالجة المعطيات ذات‬
‫الطابع الشخصي الصادر بتاريت ‪ 18‬فبراير‪.12009‬‬

‫و يفرض هذا علا الشتتركات التجارية اإللكترونية استتتعمال أحدر اونظمة اإللكترونية‬
‫وأكثرهاأمنا‪ ،‬حماية ونظمة الشتتتتركات من االختراق من جهة‪ ،‬وحفاظا علا ستتتترية البيانات‬
‫الخا ة بعمالئها من جهة ثانية‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بالقانون الواجب التطبيق في النزعات التي تكون بين الشتتتتركات التجارية‬
‫اإللكترونية واوجراء العاملين بها‪ ،‬ينبغي التأكيد بأن هذا النوع من الشتتركاتال يحتاج وجراء‬
‫أكثر مقتارنتة بتالشتتتتركتات التقليتديتة‪ ،‬وفيمتا يخص القتانون الواجتب التطبيق في هتذا المجتال‪،‬فتإنت‪:‬‬
‫يطبق علا هذو النزعات قانون الدولة التي يمارستتتون فيها اوجراء عملهم‪ ،‬ستتتواء كان تلب‬
‫الدولة هي موطنهم او تلي أم لم تكن‪ ،‬ون‪ :‬ال يعتد بجنستية الشتركة في هذو الحالة‪ ،‬ما لم تكن‬
‫هنتاك مقتضتتتتيتات مختالفتة في عقتد الشتتتتغتلب والتذي غتالبتا متا يتم فيت‪ :‬التنصتتتتيص علا القتانون‬
‫الواجب التطبيق بما في‪ :‬التحكيم‪ ،‬حيض إذا تم النص علا شتترط التحكيم في عقد الشتتغل‪ ،‬فإن‪:‬‬
‫يتم تطبيق القتانون المنصتتتتوص علا وجوب تطبيقت‪ :‬في حتالتة حتدور نزاع بين المستتتتتختدم‬
‫والشركة التجارية اإللكترونية‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫مما ستتبق‪ ،‬يتضتتن بأن الشتتركات التجارية اإللكترونية تتميز بستترعة إنشتتائها و خفا‬
‫تكلفة تأستيستها و تشتغيلها وعدم خضتوعها لمخاطر التشتغيل كتعويضتات حوادر الشتغل مثال ‪،‬‬
‫كما هو الشتتتأن في الشتتتركة التجارية العادية‪ ،‬كما ال يتطلب اومر إنشتتتاء فروع لها‪ ،‬فإنشتتتاء‬
‫الشركة اإللكترونية يبين امكانية الولوج إليها في العالم االفتراضي من جميع دول العالم‪.‬‬

‫‪ -1‬ظهير شتتتتريع رقم ‪ 1.09.15‬تتتتادر في ‪ 22‬من تتتتفر ‪ 18(1430‬فبراير‪ )2009‬بتنفيتذ القتانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحمتايتة‬
‫اوشتخاص الذاتيين تجاو معالجة المعطيات ذات الطابع الشتخصتي‪ ،‬منشتور بالجريدة الرستمية عدد ‪ 5711‬بتاريت ‪ 27‬من تفر ‪1430‬‬
‫(‪ 23‬فبراير‪ )2009‬ص‪.552‬‬

‫‪57‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫كما أن عقد الشتركة التجارية اإللكترونية يخرج في بنائ‪ :‬وأنواع‪ :‬ومضتمون‪ :‬عن ستياق‬
‫العقد العادي للشتتتركة التقليدية‪ ،‬ومن تم فهو يخضتتتع في تنظيم‪ :‬لاحكام الواردة في النظرية‬
‫العامة للعقد من جهة‪ ،‬وللقوانين الخا ة من جهة أخرب‪.‬‬

‫لذلب يمكن تعريع الشتركة التجارية اإللكترونية بأن‪ :‬ا عقد يبرم بين شتخصتين أو أكثر‬
‫إلنجاي مشتتروع تجاري محدد‪ ،‬بهدف تحقيق الربن وذلب باتباع وستتائل إلكترونية عبر شتتبكة‬
‫اونترني ا ‪.‬‬

‫كما تكتستب هذو الشتركات شتخصتية اعتبارية تستاعدها علا ممارستة أعمالها التجارية‬
‫بمجرد تستتجيل نظامها التأستتيستتي في الستتجل التجاري اإللكتروني مع بعا الخصتتو تتيات‬
‫التي تتميز بها هذو الشركات والتي تتخذ موقعا افتراضيا لها كمقر اجتماعي للشركة ‪.‬‬

‫ومعتامالت الشتتتتركتات التجتاريتة اإللكترونيتة في الغتالتب تكون معتامالت دوليتة تتم عن‬
‫طريق شتتبكة االنترني التي ال تعترف بالحدود‪ ،‬لذلب فإن معرفة المحكمة المختصتتة بتستتوية‬
‫المنتايعتات اإللكترونيتة والقتانون الواجتب التطبيق في هتذا النوع من المنتايعتات في غتايتة‬
‫اوهميتة‪ ،‬ونت‪ :‬يعطي االختصتتتتاص لمحكمتة موطن المتدعا عليت‪ :‬أو المتدعي أو مكتان المتال‬
‫موضوع النزاع‪ ،‬وقد يعود االختصاص أيضا لمحكمة مكان نشوء أو تنفيذ االلتزامات‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫سلطة التشريع الجنائي في ضبط استخدام‬


‫التكنولوجيا الحديثة‬

‫عبد اللطيف أكدي‬


‫أستاذ باحث بكلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية أكادير‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن التخلع هو نتيجة حتمية لمجموعة من الظروف واالكراهات داخل المجتمع‪ ،‬سواء‬
‫اقتصاديةب تتمثل في عدم وجود استراتيجيات واضحة يكون هدفها اوول واوخير هو‬ ‫كان‬
‫تنمية الوعي االستثماريب وذلب بتحسين وضعية اوفراد‪ ،‬أو حتا اجتماعية تعكا المظاهر‬
‫الحياتية داخل المجتمع في بعدها التنموي‪ ،‬وخا ة وسائل االعالم والذي يعتبر المرآة العاكسة‬
‫لوجود عجز أو نمو في خلق ومعالجة وتحويل وحتا التوييع العادل لالعالم المنت ‪ ،‬من تم‬
‫فإن الحاجة إلا تكنولوجيا االعالم والتوا ل أ بح أكثر طلبا في وقتنا الراهن علا اعتبار‬
‫التطورات التي قد تلحق المجتمع‪.‬‬

‫ويحدر تطور التكنولوجيا بسرعة كبيرة‪ ،‬نظرا لحاجة االنسان لها والذي أ بن يتنفا‬
‫بنفسها ويتغدب بموادهاب وهو ما نعيش‪ :‬في يومنا هذا‪ ،‬بحيض أ بح الدول المنتجة لالعالم‬
‫متموقعة كقوة منتجة‪ ،‬والدول التي تنتظر ما تجود ب‪ :‬عليها غيرها نجدها فقدت الكثير من‬
‫سيادتها مما جعلها بلدان مستهلكة إعالميا وتابعة للبلدان المصدرة للتكنولوجيا‪ ،‬من دون العودة‬
‫لتفا يل هات‪ :‬التكنولوجيا وخطورتها المستقبلية علا عقول اوفراد‪ ،‬لكون الجهل في طريقة‬
‫االستعمال يؤدي إلا الوقوع في جرائم قد ال يدركها المرء إال بعد فوات اووان‪.‬‬

‫وذكر المفكر المغربي المهدي المنجرة أن الطفرات التكنولوجية لإلعالم والتوا ل‪،‬‬
‫تغييرات تتجاوي نوعيا وكميا‪ ،‬كل التصورات التكنولوجية اوخرب التي عرفتها‬ ‫أحدث‬
‫البشرية لحد اآلن‪ ،‬فهي تما كل مظاهر الحياة‪ ،‬وهي اليوم العلة اوساسية لتزايد الهوة بين‬

‫‪59‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫البلدان المصنعة وبلدان العالم الثالض‪ ،‬ومن اآلن فصاعدا‪ ،‬ال يمكن تصور أية استراتيجية‬
‫للتنمية‪ ،‬بدون سياسة طويلة المدب في مجاالت تكنولوجيات االعالم والتوا ل‪.1‬‬

‫وأكد أحد الفالسفة أن الثورة الحقيقية‪ ،‬عندما تمر من مجتمع االنتاج إلا مجتمع المعرفة‪،‬‬
‫تحدر علا مستوب آليات االنتاج الذي يصبن أكثر أهمية من المنتوج نفس‪ ،:‬بالتالي فإذا كان‬
‫لديب هذو اآلليات‪ ،‬فإنب تملب رأسماال هائال‪.2‬‬

‫من تم فإن االستعمال الخاطم لوسائل االعالم والتكنولوجيا بشكل عام‪ ،‬يشكل نوع من‬
‫التخوف علا مستعملها باعتبارو قد يقترف جرائم وهو غير مدرك لها‪ ،‬ثم إن‪ :‬حتا وإن كان‬
‫عالم بالجريمة فإن‪ :‬يكون غير مدرك لخطورتها سواء علا نفس‪ :‬أو حتا علا محيط‪ ،:‬اومر‬
‫الذي أ بن مع‪ :‬لزاما علا المشرع التدخل لوضع حد أوالب لكافة الممارسات الخارجة عن‬
‫نطاق القانون يكون موضوعها وسائل التكنولوجيا‪ ،‬وثانيا من أجل تبيان الوسائل واآلليات‬
‫والسبل لكيفية استعمالها بالتالي الحيلولة دون السقوط في تصرفات تضع اوشخاص في تماس‬
‫مع القانون‪.‬‬

‫بالتالي فدور التكنولوجيا اليوم أ بن ينافا ويناقش اوسرة في التنش ة والتربية والتعليم‬
‫وبض القيم والمثل لدب اوفراد داخل المجتمع‪ ،‬قا علا ذلب مساهمتها في مكافحة الجريمة‬
‫واستتباب اومن داخل المجتمع‪ ،‬اومر الذي أ بن مع‪ :‬لزاما علا المشرع التدخل كي يشعر‬
‫اوفراد بوجود سلطة تعمل علا ضبط سبل وآليات استخدام هات‪ :‬التكنولوجيا‪.‬‬

‫وعلي‪ :‬فإلا أي حد استطاع التكنولوجيا الحديثة تحقيق اومن داخل المجتمعات؟وكيع‬


‫بسط المشرع الجنائي المغربي سلطت‪ :‬علا استعماالت التكنولوجيا الحديثة؟‬

‫‪ -1‬المهدي المنجرة‪ ،‬قيمة القيم‪ ،‬التوا ل والتطور‪ ،‬مطبعة النجال الجديدة الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2008‬ص ‪ 57‬وما بعدها‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫‪ -2‬المنتوج هو الحاسوب واالنترني ‪ ،‬والمعرفة هي كيفية استعمال هذا المنتوج‪.‬‬
‫‪ -‬المهدي المنجرة‪ ،‬ستحمل شبكة المعلومات انترني للمغرب ما يحمل المغرب للشبكة‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 72‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المطلب األول‪ :‬دور التكنولوجيا الحديثة في تحقيق الثورة الرقمية‬

‫أ بن اليوم لزاما علا كل المجتمعات توفرها علا سلطة تعمل علا نقل اوخبار‬
‫والمعلومات‪ ،‬لما يشكل ذلب من انتشار واسعوتطور جذاب للنموذج التنموي‪ ،‬إال أن‪ :‬يجب أن‬
‫يكون ذلب تح رقابة اوجهزة المكلفة بذلب داخل المجتمع‪ ،‬من أجل ضبط طريقة استعمالها‬
‫وكذا تطوير استعمالها لما يخدم المجتمع ككل‪ ،‬بالتالي فوسائل االعالم اليوم ال يمكن أن ينكر‬
‫دورها أحد في تحقيق اومن المعلوماتي وكذا في تطوير الثقافة العامة لافراد‪.‬‬

‫جميع مجاالت‬ ‫في عصر المعلومات الذي نعيش‪ :‬اليوم نجد أن تقنية المعلومات دخل‬
‫الحياة‪ ،‬وقد ساعد دخول شبكة اإلنترن وييادة أعداد المستخدمين لهذو التقنية علا انتشار تقنية‬
‫المعلومات بشكل كبير خالل السنوات القليلة الماضية‪ ،‬وما كان لهذو التقنية أن تنتشر بهذو‬
‫السرعة لوال اإلمكانات الهائلة لهذو التقنية والمعلومات الواسعة التي تقدمها شبكة اإلنترن ‪.‬‬

‫بالتالي فكيع تقوم الصحافة بدورها داخل المجتمع‪ ،‬وماذا يمكنها أن تفعل من أجل تطوير‬
‫هذا المجتمع؟ وما هي أبعاد ثورة االتصاالت علا اوفراد والمجتمعات؟اومر الذي سوف‬
‫نعالج‪ :‬بنوع من التفصيل في هذا المطلب‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ماذا تستطيع الصحافة أن تفعل؟‬

‫نعلم جميعا أن ميادين الصحافة ‪-‬بكسر الصاد‪ -‬متعددة‪ ،‬وتتجلا في االذاعة والتلفاي‬
‫والصحع‪ ،‬ثم المجالت فوكاالت اونباء‪ ،‬وإلا جانبها الصحافة االلكترونية والتي ظهرت‬
‫بشكلها الحالي سنة ‪ ،2008‬عندو ول اوخبار والمعلومات لسكان أمريكا بشكل إلكتروني بدال‬
‫من الصحع والمجالت الورقية‪ ،‬وأن ما ياد من سرعة انتشار هذا النوع من الصحافة ظهور‬
‫الهواتع الذكية‪ ،‬والصحافة كآلية رائدة لتكريا نمو وتطور المجتمعات وذلب بإخراج‪ :‬من‬
‫واقع‪ :‬التصوري للواقع الوجودي الملموس من طرف باقي المجتمعات‪ ،‬بالتالي فال يمكن وي‬
‫حافة‪ ،‬ودون وجود قوانين تعمل علا حماية الصحافة‬ ‫مجتمع حداثي اليوم من وجودو دون‬
‫والصحفيين وتكرس حرية الرأي والتعبير‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن المشرع المغربي كرس هذا‬

‫‪61‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وذلب في العديد من النصوص القانونية‪ ،‬بل إن‪ :‬أكدها في القاعدة الدستورية باعتبارها أسما‬
‫وثيقة قانونية‪.‬‬

‫و تلعب الصحافة دورا هاما في الطريقة التي تعرض بها أعمال الهمجية ونهاياتها‬
‫القانونية‪ ،‬فهي تنشط اهتمام الجماهير بمشكلة اجتماعية خطيرة‪ ،‬ولكن يوجد دائما الخطر الذي‬
‫حفي إلا االثارة التي قد تضخم اوحدار‪ ،‬وتجعل بعا القراء‬ ‫يتمثل في أن يميل مقال‬
‫يميلون إلا المناداة بتكرارها‪.‬‬

‫كما أن للصحافة دور محوري ومركزي في استقرار اومن داخل المجتمعات علا اعتبار‬
‫أن هذو السلطة لها من القوة ما يكفي‪ ،‬سواء إلثارة أو إخماد العمليات االحتجاجية داخل المجتمع‪.‬‬

‫الجميع يدرك أن للصحافة أدوار مهمة في رقي وتطور الذوق الفكري لافراد‪ ،‬ثم تطوير‬
‫الذات الباحثة في المجال العلمي بمفهوم‪ :‬الواسع‪ ،‬بالتالي فال غنا للمجتمعات عن الصحافة‬
‫باعتبارها القاطرة المهمة للرقي والتطور‪ ،‬ويمكن أن تقدم الصحافة مساعدتها أيضا بوسائل‬
‫أخرب مثل االشادة بالهدوء الذي ساد هذو أو تلب من المناسبات‪ ،‬أو بنشر مقال‪ ،‬يو ي اوفراد‬
‫بأن يتصرفوا تصرفا سليما‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ثورة االتصاالت وأبعادها األيديولوجية‬

‫الراهن نتيجة ما شهدو العالم من تقدم هائل في مجال‬ ‫موايين القوب في الوق‬ ‫اختلف‬
‫تكنولوجيا المعلومات والتقنيات االتصالية الجديدة التي أ بح جوهر السلطة التي تقوم عليها‬
‫الدولة‪ ،‬ومن أبري هذو التقنيات شبكة ااإلنترن ا التي وجدت في او ل لخدمة ويارة الدفاع‬
‫اومريكية‪ ،‬وتحول فيما بعد إلا استخدام عام لمختلع أنحاء العالم‪.‬‬

‫وكلمة ‪ internet‬تتكون من كلمتين ‪ network ،interconnecting‬وقد أوجدو الجيش‬


‫اومريكي بقصد إيجاد وسيلة اتصال موايية مستقلة وسريعة‪.‬‬

‫‪ -1‬ج ج‪ .‬كيالند‪ ،‬العنع والتظاهرات الرياضية الدولية‪ ،‬المجلة العربية للدفاع االجتماعي‪ ،‬مطبعة فضالة المحمدية‪ ،‬العدد السابع عشر‪،‬‬
‫يناير ‪ ،1984‬ص ‪ 382‬وما يليها‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫انتشر هذا المشروع في منتصع السبعينيات وتبنت‪ :‬هي ات التدريا في الجامعات لتبادل‬
‫كافة البيانات العلمية والفنية حيض كان يسما وقتها ‪ ARPA NET‬وهو اختصار اوكالة‬
‫مشروعات البحور المتقدمةا ‪.Advanced‬‬

‫حدر عام ‪ 1980‬تبعا ً لتطوير اوجهزة اإللكترونية‬ ‫إال أن االنتشار الحقيقي لإلنترن‬
‫وانتشارها في المشاريع ولدب اوفراد‪ ،‬ومنذ ذلب التاريت ما يال ينتشر ويتطور يوما ً بعد يوم‪،‬‬
‫أو انتمائ‪ :‬إلا أحد‪ ،‬حيض يجري تبادل المعلومات‬ ‫ويساعد علا ذلب عدم انتساب اإلنترن‬
‫واونشطة االقتصادية علا المستوب العالمي‪ ،‬باستخدام الكتابة واالتصاالت الصوتية والمرئية‬
‫والمؤتمرات‪.‬‬

‫يقول ابيل غيتاا في كتاب‪ :‬الطريق إلى األمام اسيفضي اإلنترن إلا تغيير جذري في‬
‫شكل العالم من حيض أوجه‪ :‬المختلفةا‪ ،‬ومن المالحظ أن الواليات المتحدة قد وظف اإلنترن‬
‫لخدمة شؤونها االستراتيجية والسياسية‪ ،‬وقد أشار يعيم اليمين المحافظ في الواليات المتحدة‬
‫انيوت غينغرشا في كتاب‪ :‬نهوض أمريكا إلا اأن التفوق المعلوماتي سيضمن لبالدو السيطرة‬
‫علا العالم والتحكم ب‪:‬ا‪.‬‬

‫وكان نتيجة هذا التقدم ظهور العولمة التي ظهرت في شتا مجاالت الفكر اإلنساني‬
‫واالقتصادي والسياسي واالجتماعي والثقافي‪ ،‬اومر الذي أدب للدعوة بضرورة تقنين استخدام‬
‫شبكة اإلنترن ‪.‬‬

‫وال يقل خطر اإلعالم الفضائي عن اإلنترن ‪ ،‬حيض إن‪ :‬لم يعد يهتم بتغطية اوحدار‬
‫فحسب‪ ،‬بل أ بن أكثر ميالً للصور الخاطفة التي أشار إليها المفكر الفرنسي ارجيا دوبريةا‬
‫بما سماو اثقافة الصورةا‪ ،‬وقد سيطرت السلطات السياسية واالقتصادية في الدول الغربية علا‬
‫اإلعالم لمعرفتها بمدب تأثيرو وخطرو علا الثقافات اوخرب‪.‬‬

‫وقد تنبه المجتمعات العربية ‪-‬ومنها المغرب‪ -‬إلا خطر اإلعالم الفضائي‪ ،‬حيض نالحظ‬
‫في اآلونة اوخيرة جرأة هذا اإلعالم في طرل الموضوعات الحساسة والساخنة‪ ،‬وفي الوق‬

‫‪63‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ذات‪ :‬تنبهوا إلا خطر ما يسما ابالعولمةا الذي أ بن يخترق الحضارة والثقافة العربية من‬
‫أجل انخراطها ضمن الثقافة اوحادية المتمثلة بالواليات المتحدة‪.1‬‬

‫ثم أن‪ :‬عبر اإلنترن تتابع الهجمات الثقافية‪ ،‬والحضارية التي قد تزعزع اومن الفكري‪،‬‬
‫والعقدي للشعوب المغلوبة علا أمرها‪ ،‬وتنشر عبرها القوب الغالبة فكرها‪ ،‬ولغتها‪ ،‬وقيمها‪.‬‬

‫شبكة علمية ومعلوماتية‪ ،‬تعتمد علا تقنية فائقة الدقة‪ ،‬والكفاءة تمثل‬ ‫وتعتبراإلنترن‬
‫المنجز الحضاري لمختلع شعوب اورض‪ ،‬سواء في مجال هندسة عتاد الشبكة أو المساهمة‬
‫في تقنياتها‪ ،‬أو في مجال المساهمة في المحتوب المطرول أمام ماليين المستخدمين حول العالم‪،‬‬
‫وفي هذا المنتدب العلمي تتجلا أهمية إظهار المساهمة اإلسالمية‪ ،‬والعربية بصورة نا عة‬
‫تعلي من شأن الشخصية المسلمة وتضع لامة بصماتها في مضمار التحدي الحضاري بين أمم‬
‫اورض‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلقأن‪ :‬مع انتشار الوسائل التقنية الحديثة بات التحدي المطرول اليوم علا‬
‫شكل سؤال ربما يرددو بعا العاملين في أجهزة اومن‪ ،‬وهو هل بدأ فعالً عصر الجريمة‬
‫الذكية غير العنيفةب خا ة مع مؤشرات تراجع استخدام بعا المجرمين للوسائل ذات الطابع‬
‫المسلن‪ ،‬أو العنيع‪ ،‬وتنامي توظيع التقنية الخا ة فيما يختص بجرائم اوموال؟ ولم يقتصر‬
‫القلق علا اوجهزة الرسمية المعنية بمتابعة الجرائم التي ظهرت مع مستحدثات التقنية‪ ،‬حيض‬
‫تزايد القلق ليشمل الجميع‪.‬‬

‫وربما يحسن في هذو المرحلة النظر عند تقييم هذو القضايا من ياوية أن ما نشاهدو ‪-‬‬
‫اليوم‪ -‬في مسرل الجريمة التقنية ما هو إال عبء جديد يضاف إلا كاهل مؤسسات اومن‪.‬‬
‫وربما يصن هذا الزعم إذا علمنا أن أنماطا ً إجرامية جديدة تمارس إلكترونيا ً عن طريق وسائط‬
‫التقنية الحديثة‪ ،‬مدفوعة بإغراء االتجاو العالمي بتحويل بعا اونظمة المالية حتا علا‬
‫المستوب الجماهيري إلا أنظمة الدفع اإللكتروني‪.‬‬

‫واف‪ ،‬العولمة‪ ،‬الواقع واإلمكانات‪( ،‬قراءة في كتاب اتجاهات العولمةوإشكاالت اولفية الجديدة لت السيد ولد أباو)‪.‬‬ ‫‪ -1‬باسمة‬

‫‪64‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدخل التشريع الجنائي لمعالجة الجرائم المعلوماتية‬

‫يتسم التشريع الجنائي بطابع‪ :‬االجتماعي ون قواعدو تهدف إلا تنظيم سلوك اوفراد في‬
‫المجتمع من خالل إلزامهم باالمتناع عن أفعال معينة أو القيام ببعا اوفعال‪ ،‬وذلب تح‬
‫التهديد بفرض الجزاء علا من يخالع ذلب‪ ،‬والمشرع الحكيم ال يحدد اوفعال المعاقب عليها‬
‫بصورة اعتباطية ومن دون أية ضوابط بل يحددها من خالل تقديرات موضوعية مستمدة من‬
‫الواقع تبري مدب تعارض هذو اوفعال مع أهداف المجتمع ومدب إضرارها بمصلحة الجماعة‬
‫ومسارات تطورها وارتقائها‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن أن نستشع أبعاد العالقة بين القواعد العقابية وبين الواقع االجتماعي‬
‫واالقتصادي والسياسي للمجتمع‪ ،‬إذ أنها انعكاس لهذا الواقع وهي محكومة بحدودو وامتدادات‪،:‬‬
‫فما يعتبر فعال إجرامياوفقا لمعايير الواقع االجتماعي أو االقتصادي أو السياسي في مجتمع‬
‫معين قد ال يعتبر كذلب وفقا لمعايير هذا الواقع في مجتمع آخر‪ ،‬وما يعتبر فعال معاقبا علي‪ :‬في‬
‫وق معين قد ال يعتبر كذلب في وق آخر وهكذا‪.1‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬صور مرتكبي الجرائم المعلوماتية‬

‫يتج‪ :‬الباحثون إلا اإلقرار بأن أفضل تصنيع لمجرمي التقنيات الحديثة هو التصنيع‬
‫القائم علا أساس أغراض االعتداء‪ ،‬حيض تم تصنيع مجرمي المعلوميات إلا ثالثة طوائع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المخترقون‬

‫‪ -1‬الهاكرز‪les hackers :‬‬

‫الهاكر (‪ )hacker‬أو المتسلل هو شخص بارع في استخدام الحاسب اآللي وبرامج‪:‬‬


‫ولدي‪ :‬فضول في استكشاف حسابات اآلخرين بطرق غير مشروعة‪.2‬‬

‫‪ -1‬مصبال الخيرو‪ ،‬دور مراكز البحور في مجال دراسة ظاهرة الجريمة ورسم السياسة الجنائية‪ ،‬المجلة العربية للدفاع االجتماعي‪ ،‬م‬
‫س‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ -2‬محمد بن عبد هللا بن علي المنشاوي‪ ،‬االنترني في المجتمع السعودي‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم الشرطية‪ ،‬أكاديمية نايع العربية‬
‫للعلوم اومنية‪ ،‬الرياض‪ ،2003 ،‬ص ‪ 55‬وما يليها‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫فالهاكري‪ ،‬وكما يدل علا ذلب اسمهم‪ ،‬هم متطفلون يتحدون إجراءات أمن نظم الشبكات‪،‬‬
‫لكن ال تتوفر لديهم في الغالب دوافع حاقدة أو تخريبية وإنما ينطلقون من دوافع التحدي وإثبات‬
‫الذات‪ ،1‬وتتألع هذو الطائفة أساسا من مراهقين وشباب (طلبة وتالميذ ثانويات) وشباب عاطل‬
‫عن العمل‪.2‬‬

‫‪ -2‬طائفة الكراكرز‪les crackers:‬‬

‫الكراكري أو المقتحم هو شخص يقوم بالتسلل إلا نظم الحاسوب لالطالع علا المعلومات‬
‫المخزنة فيها أو إللحاق الضرر أو العبض بها أو سرقتها‪ ،‬ولقد تم استعمال هذا المفهوم سنة‬
‫‪ 1985‬من طرف الطائفة اوولا‪ ،‬طائفة الهاكري للرد علا االستعمال السيم للصحفيين‬
‫لمصطلن الهاكري‪ ،3‬وأن هذو الطائفة استفادت كثيرا من التقنيات التي طورتها ف ة الهاكري‬
‫وبدؤوا يستخدمونها استخداما سي ا في اعتداءات تنم عن ميوالت إجرامية‪.‬‬

‫والسمة المميزة اوخرب للمقتحمين تبادلهم للمعلومات فيما بينهم‪ ،‬وفي تطور حديض‪،‬‬
‫تنظم هذو الطائفة نفسها بعقد مؤتمرات لمخترقي الكمبيوتر يدعا ل‪ :‬الخبراء منهم للتشاور حول‬
‫وسائل االختراق ووسائل تنظيم عملهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مجرمي الحاسوب المحترفون‬

‫إن هذو الطائفة تعد اوخطر من بين مجرمي الكمبيوتر واإلنترني حيض تهدف اعتداءاتهم‬
‫باوساس إلا تحقيق الكسب المادي لهم أو للجهات التي كلفتهم وسخرتهم الرتكاب جرائم‬
‫الحاسوب‪ ،‬كما تهدف اعتداءات بعضهم إلا تحقيق أغراض سياسية والتعبير عن موقع فكري‬
‫أو نظري أو فلسفي‪.‬‬

‫‪Mohammed Bozobar, la criminalité informatique sur l’Internet, journal of Law ñ 1- val 26, mars 2002, -1‬‬
‫‪p 45.‬‬
‫‪ -2‬فحسب دراسة قام بها المكتب الفيدرالي اومريكي (‪ )fédéral bureau of investigation FBI‬غالبية الهاكري اوكثر خطورة هم‬
‫الشباب المتراوحة أعمارهم بين ‪ 35 -18‬سنة‪.‬‬
‫‪Bouchaib RMAIL, la criminalité informatique, criminalité a double dimension :internationale, thèse - 3‬‬
‫‪pour l’obtention du grade de docteur en droit privé- option: droit des affaires, faculté des sciences‬‬
‫‪juridiques, économiques et sociales- Fès, 2005, p 82.‬‬

‫‪66‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫ثم أن أفراد هذو الطائفة يتسمون بالتكتم خالفا للطائفة اوولا‪ ،‬فال يتبادلون المعلومات‬
‫بشأن أنشطتهم بل يطورون معارفهم الخا ة ويحاولون ما أمكن عدم كشع طرقهم التقنية‬
‫الرتكاب جرائمهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحاقدون‬

‫هذو الطائفة يغلب عليها عدم وجود أهداف وأغراض الجريمة المتوفرة لدب الطائفتين‬
‫ال يسعون إلا‬ ‫المتقدمتين‪ ،‬فهم ال يسعون إلا إثبات القدرات التقنية والمهارية وبنفا الوق‬
‫احب‬ ‫مكاسب مادية أو سياسية‪ ،‬إنما يحرك أنشطتهم الرغبة باالنتقام والثأر كأثر لتصرف‬
‫العمل معهم أو لتصرف المنشأة المعنية معهم عندما ال يكونوا موظفين فيها‪ ،‬ولهذا فإنهم‬
‫ينقسمون إما إلا مستخدمي النظام بوضعهم موظفين أو مشتركين أو علا عالقة ما بالنظام‬
‫محل الجريمة‪ ،‬وإلا غرباء عن النظام تتوفر لديهم أسباب االنتقام من المنشأة المستهدفة في‬
‫نشاطهم‪.‬‬

‫وال يتسم أعضاء هذو الطائفة بالمعرفة التقنية االحترافية‪ ،‬ومع ذلب يشقا الواحد منهم‬
‫في الو ول إلا كافة عنا ر المعرفة المتعلقة بالفعل المستهدف الذي ينوي ارتكاب‪ ،:‬وتغلب‬
‫علا أنشطتهم من الناحية التقنية استخدام تقنيات الفيروسات والبرام الضارة وتخريب النظم‬
‫أو إتالف كل أو بعا معطيات‪ ،:‬أو نشاط إنكار الخدمة تعطيل النظام أو الموقع المستهدف إن‬
‫كان من مواقع اإلنترني ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تدخل التشريع الجنائي ضد جرائم التكنولوجيا‬

‫إن استعمال الحاسوب داخل المؤسسات وكذلب من طرف اوشخاص الذاتيين خا ة‬


‫المؤلفين والمخترعين وغيرهم‪ ،‬وارتباط هذو الحواسب بالشبكة العنكبوتية ‪internet‬أتال‬
‫الفر ة لمجموعة من المقتنصينبللسطو واالحتيال علا اوموال والمؤلفات والبرام وغيرها‬
‫ريحة تحمي هذو النظم‪ ،‬اومر‬ ‫من اوموال الفكرية المشفرة‪ ،‬وفي غياب نصوص قانونية‬
‫الذي دفعنا بداية لمناقشة الموضوع في هات‪ :‬الورقة البحثية‪ ،‬ثم البحض والتنقيب عن النصوص‬
‫المجرم ة لهذو الجرائم المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة من خالل التشريع الجنائي المغربي‪،‬‬

‫‪67‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وبطبيعة الحال اقتصرنا علا معالجة بعا هذو الجرائم لما تشكل‪ :‬أوال من خطورة علا الحياة‬
‫اليومية لافراد‪ ،‬وثانيا النتشارها المتسارع داخل المجتمع المغربي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة السرقة ونظام المعالجة اآللية للمعطيات‬

‫ينص الفصل ‪ 505‬من ق علا أن‪ :‬كل امن اختلا عمدا ماال مملوكا للغير يعد سارقا‪،‬‬
‫ويعاقب بالحبا من سنة إلا خما سنوات وغرامة من مائتين إلا خمسمائة درهما‪.‬‬

‫من خاللهيمكن تقسيمأركان جريمة السرقة إلا ثالثة أركان جاءت علا المنوال التالي‬

‫‪ -1‬الركن القانوني‬

‫ينص الفصل الثالض من القانون الجنائي علا أن‪ :‬اال يسوا مؤاخذة أحد علا فعل ال يعد‬
‫جريمة بصرين القانون وال معاقبت‪ :‬بعقوبات لم يقررها القانونا‪.‬‬

‫بالتالي فأساس الركن القانوني لجريمة السرقة هي الفصول من ‪ 505‬إلا ‪ 539‬من‬


‫القانون الجنائي المغربي‪.‬‬

‫‪ -2‬الركن المادي (االختالس)‬

‫احب‪ :‬بدون‬ ‫يعرف الفق‪ :‬االختالس بأن‪ :‬انتزاع (أو إخراج) المال أو الشيء‪ ،‬من حياية‬
‫رضاو‪ ،‬ومن هنا يتبين أن االختالس كركن مادي في جريمة السرقة ل‪ :‬عنصرين‪.1‬‬

‫احب‪ :‬وإضافت‪ :‬لحيايت‪:‬ب‬ ‫‪ -‬سلب الجاني المال أو الشيء‪ ،‬بإخراج‪ :‬من حياية‬

‫‪ -‬أن يتم هذا السلب بدون رضا المجني علي‪.:‬‬

‫من تم فإن محل االختالس يعتبر ذلب المال المملوك للغير وكي يتحقق فعل االختالس‬
‫يلزم أن يكون‬

‫‪ -‬المال مما يمكن نقل حيايت‪ :‬إلا المختلاب‬

‫‪ -1‬عبدالواحد العلمي‪ ،‬القانون الجنائي المغربي القسم الخاص‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2000‬ص ‪.281‬‬

‫‪68‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫راحةب‬ ‫‪ -‬المال منقوال وليا عقارا رغم أن المشرع لم يشر إلا ذلب‬

‫‪ -‬المال مملوك لغير الذي يستولي علي‪.:‬‬

‫‪ -3‬القصد الجنائي‬

‫القصد الجنائي هو اتجاو إرادة الجاني إلا ارتكاب اوفعال المكونة للجريمة مع علم‪:‬‬
‫بحقيقة اوفعال وخطورتها‪.‬‬

‫هذا بخصوص جريمة السرقة المنصوص عليها في القانون الجنائي‪ ،‬إال أن السؤال‬
‫المطرول وبشدة هو هل يمكن تطبيق هذا النص في حالة سرقة البرام المعلوماتية؟‬

‫لبسط الجواب بخصوص هذا التساؤل‪ ،‬البد من التمييز بين الشق المادي للمعلوميات أي‬
‫(الحاسب اآللي واوجهزة التابعة ل‪ ):‬والشق المعنوي ويتمثل في البيانات والبرام والمعلومات‬
‫التي يتضمنها الحاسب اآللي‪ ،‬فبخصو الشق اوول فإن‪ :‬ال يثور بخصو ‪ :‬أي خالفب ون‬
‫إمكانية وقوع فعل االختالس متوفرة كباقي اوموال المنقولة المادية‪ ،‬أما الشق الثاني فقد انقسم‬
‫الفق‪ :‬حول‪ :‬إلا اتجاهين‬

‫االتجاه األول‪ :‬أقر بأن االعتداء علا البرام والمعلومات التي توجد بداخل الحاسب‬
‫اآللي يشكل جريمة السرقة‪ ،‬فإذا قام شخص بالدخول إلا جهاي الحاسب اآللي واطلع علا‬
‫البرام أو المعلومات الموجودة بداخل‪:‬ب أو قام بعملية نست لهذو البرام أو المعلومات فإن هذا‬
‫الفعل يشكل جريمة السرقة‪ ،‬ون‪ :‬يمثل اعتداء علا حق الملكية ويستند هذا االتجاو لتأكيد رأي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫علا ما يلي‬

‫* أن البرام والمعلومات لها كيان مادي كونها يمكن رأيتها علا الشاشة مترجمة إلا‬
‫أفكار‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد أمين الرومي‪ ،‬جرائم الكومبيوتر واالنترن ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية االسكندرية‪ ،‬سنة ‪.2003‬‬

‫‪69‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫* يمكن االستحواذ علا هذو البرام والمعلومات عن طريق نسخها بشتا الطرق المتاحة‬
‫حاليا‪.‬‬

‫* القول بعدم قابليتها لالستحواذ يجردو من الحماية القانونية الاليمة‪.‬‬

‫* يمكن قياس سرقة البرام والمعلومات علا سرقة الكهرباء وخطوط الهاتع‪.‬‬

‫* أن كلمة المال الواردة في الفصل ‪ 505‬من ق ج هو شيء مادي‪ ،‬وكلمة‬


‫الشيءالمستعملة من طرف المشرع الفرنسي في المادة ‪ 379‬من قانون العقوبات‪ ،‬بحيض الشيء‬
‫قد يكون مادي أو غير مادي‪ ،‬والمعلوم أن الحياية قد تقع علا اوشياء غير المادية مثل حق‬
‫االرتفاق واالنتفاع‪،‬بالتالي فيمكن حياية المعلومات والبرام كما يمكن سلب هذو الحيايةب‬
‫فنكون أمام جريمة سرقة البرام والمعلومات‪.‬‬

‫* اختالس المعلومات يتحقق بالنشاط المادي الصادر من الجاني سواء بتشغيل‪ :‬للجهاي‬
‫للحصول علا المعلومات أو البرام أو االستحواذ عليها‪ ،‬وهو ليا في حاجة إلا استعمال‬
‫العنع النتزاع الشيء‪ ،‬فمجرد تشغيل‪ :‬للجهاي واطالع‪ :‬علا المعلومات تتحقق النتيجة‬
‫االجرامية‪ ،‬فرابطة السببية متوفرة بين نشاط‪ :‬المادي ونتيجت‪ :‬اإلجرامية‪.‬‬

‫* استعمال المنطق يجرنا للقول أن‪ :‬كيع يمكن تجريم االستيالء علا بعا المكونات‬
‫المادية للحاسوب‪ ،‬بالرغم من قيمتهاالبسيطةب وال يمكن تجريم االستيالء علا البرام‬
‫والمعلومات وهي لها قيمة مالية كبيرة‪.‬‬

‫االتجاه الثاني‪ :‬هذا االتجاو يفرق بين عدة حاالت من السرقة علا المعلومات جاءت علا‬
‫الشكل التالي‬

‫الحالة األولى‪ :‬حالة اختالس بعا المكونات المادية للحاسوبالمسجل عليها برام‬
‫ومعلومات في هذو الحالة تتحقق جريمة السرقة‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬حالة نست ‪ CD‬أو‪ USB‬أو أي مكون يستعمل لتسجيل البرام‬
‫والمعطيات‪ ،‬يشكل الفعل جريمة تقليد للمصنع تدخل ضمن حقوق المؤلع‪ ،‬أما االطالع علا‬

‫‪70‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المعلومات والبرام التي توجد داخل الحاسوب أو نسخها ال يشكل جريمة سرقة ولكن‪ :‬يشكل‬
‫جريمة إفشاء اوسرار‪.‬‬

‫ويستند االتجاو الذي ينفي إسقاط جريمة السرقة علا المعلومات الحج التالية‬

‫* االختالس الاليم لوقوع السرقة بمعناو المعروف غير متحقق في حالة سرقة‬
‫المعلومات والبرام ‪ ،‬ون‪ :‬ال ينطوي علا تبديل للحيايةب بل إن‪ :‬ينحصر في الحصول علا‬
‫منفعة الشيء فقط‪،‬من تم فللقول بوجود سرقة المنفعة يجب أن يجرمها القانون الجنائي‪ ،‬وما‬
‫دام أن اومر غير منصوص علي‪ :‬حاليا فال يعتبر ذلب سرقة‪.‬‬

‫* ال يمكن قياس سرقة البرام والمعلومات علا سرقة التيار الكهربائي حيض أن القياس‬
‫يتعارض مع مبدأ الشرعية‪ ،‬خا ة وأن المادة الزجرية ال يمكن التوسع بخصو ها وحتا ال‬
‫يمكن إعمال القياس بشأنها‪.‬‬

‫* التجريد من الحياية لصاحبها او لي غير موجودة في حالة النست‪.‬‬

‫* ال يمكن اعتبار البرام والمعلومات المتوفرة في الحاسب اآللي مال‪.‬‬

‫خال ة القول فيمكننا أن نتفق مع االتجاو الثاني‪ ،‬علا اعتبار أن جريمة السرقة ال يمكن‬
‫إسقاطها علا سرقة المعلوميات إال في حاالت محددة وخا ة جداب تتمثل في الجانب المادي‬
‫للمعلوميات علا اعتبار أن القانون الجنائي إنما ينص علا حماية اوموال المادية‪ ،‬والدليل علا‬
‫ذلب الفصول المتعلقة بتشديد العقوبة وتخفيضها واالعفاء منها وحتا سقوطها‪ ،‬ثم أن القياس‬
‫كما أسلف ال يمكن إعمال‪ :‬في المادة الزجرية حماية للمبادئ اوساسية الكونية المتعارف عليها‬
‫من قبيل عدم التوسع في القانون الجنائي‪ ،‬وأن الشب يفسر لصالن المتهم‪.‬‬

‫إال أن‪ :‬ومع ذلب نطالب المشرع الجنائي المغربي التدخل بشكل عاجل وحايم من أجل‬
‫إيجاد وتجريم اوفعال المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬بغا النظر عن طبيعة االستعمال أو حتا‬
‫اآلليات‪ ،‬فكل شخص استعمل هات‪ :‬الوسائل من أجل االضرار واالعتداء علا حقوق اوشخاص‬
‫االعتبارية والذاتية يجب معاقبت‪ :‬علا فعل‪ :‬ذلب‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة النصب ونظام المعالجة اآللية للمعطيات‬

‫ينص الفصل ‪ 540‬من ق علا أن‪ :‬ا يعد مرتكبا لجريمة النصب‪ ،‬ويعاقب بالحبا من‬
‫سنة إلا خما سنوات وغرامة من خمسمائة إلا خمسة آالف درهم‪ ،‬من استعمل االحتيال‬
‫حيحة أو استغالل ماكر لخطأ وقع‬ ‫ليوقع شخصا في الغلط بتأكيدات خادعة أو إخفاء وقائع‬
‫في‪ :‬غيرو ويدفع‪ :‬بذلب إلا أعمال تما مصالح‪ :‬أو مصالن الغير المالية بقصد الحصول علا‬
‫منفعة مالية ل‪ :‬أو لشخص آخر‪.‬‬

‫وترفع عقوبة الحبا إلا الضعع والحد اوقصا للغرامة إلا مائة ألع درهم‪ ،‬إذا كان‬
‫مرتكب الجريمة أحد اوشخاص الذين استعانوا بالجمهور في إ دار أسهم أو سندات أو أذونات‬
‫ناعيةا‪.‬‬ ‫أو حصص أو أي أوراق مالية أخرب متعلقة بشركة أو مؤسسة تجارية أو‬

‫باستقرائنا للفصل ‪ 540‬من ق ج‪ ،‬يتضن أن‪ :‬للقول بجريمة النصب يجب توافر اوركان‬
‫المكونة لها والتي ال تخرج عن سابقتها وهي‬

‫‪ -1‬الركن المادي لجريمة النصب‬

‫اعتمادا علا هذا الفصل‪،‬فإن الركن المادي لجريمة النصب يتمثل في‬

‫* إتيان الجاني لفعل االحتيال‪ ،‬ونجد أن المشرع الجنائي المغربي لم يعرف االحتيال‬
‫وإنما حصر الوسائل التي يتحقق بها في ثالثة أمور وهي‪ ،‬تأكيدات خادعةب إخفاء وقائع‬
‫حيحةب استغالل ماكر لخطأ وقع في‪ :‬الغير‪.‬‬

‫* تحقق الضرر أو النتيجة‪،‬وتتمثل في دفع المجني عليهالرتكاب أفعال تما بمصالح‪:‬‬


‫أو مصالن غيرو المالية‪ ،‬وتتحقق هذو النتيجة بغا النظر عما إذا كان الجاني قد تسلم المال‬
‫بالفعل من طرف المجني علي‪ :‬أم لم يحصل ذلب‪.1‬‬

‫‪ -1‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القانون الجنائي المغربي القسم الخاص‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.337‬‬

‫‪72‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫‪ -2‬الركن المعنوي لجريمة النصب‬

‫يتمثل الركن المعنوي من خالل توفر الجاني علا القصد الجنائي وذلب ب‬

‫* أن يكون عالما بأن‪ :‬يستعمل وسائل احتيالية إليقاع المجني علي‪ :‬في الغلط الذي ما‬
‫مصالح‪ :‬أو مصالن غيروب‬

‫* اتجاو نية الجاني إلا تحقيق منفعة مالية ل‪ :‬أو لغيرو‪.‬‬

‫هذا بخصوص جريمة النصب في شكلها العادي‪ ،‬فماذا عن جريمة النصب المعلوماتي؟‬

‫بخصوص جريمة النصب المعلوماتي انقسم الفق‪ :‬إلا ثالر اتجاهات بخصو فعل‬
‫االحتيال‬

‫‪ -‬االتجاه األول‪ :‬يرب أن جريمة النصب ال تقوم إال إذا خدع شخصا مثل‪ ،:‬وأن يكون‬
‫الشخص المخدوع مكلفا بمراقبة البيانات وعلا ذلب ال يتصور خداع الحاسب اآللي بو ف‪:‬‬
‫آلة‪ ،‬ومن تم ال يطبق النص الجنائي الخاص بالنصب واالحتيال الفتقادو أحد العنا ر الاليمة‬
‫لتطبيق‪ ،1:‬هذا االتجاو أخذت ب‪ :‬م جموعة من التشريعات كمصر وألمانيا والدنمارك وفنلندا‬
‫واليابان والنروي والسويد ولكسمبورج وايطاليا‪.2‬‬

‫وهناك في الفق‪ :‬المصري من يرب أن غش العدادات (كعد الماء والكهرباء) واوجهزة‬


‫الحاسبة هو نوع من تجسيد الكذب الذي تتحقق ب‪ :‬الطرق االحتيالية ضمن السلوك اإلجرامي‬
‫في جريمة النصب‪ ،3‬ويتفق هذا الرأي مع رأي الفق‪ :‬الفرنسي والفق‪ :‬البلجيكي‪.‬‬

‫‪ -‬االتجاه الثاني‪ :‬وتتبناو الدول اونجلوسكسونية ومنها بريطانيا واستراليا وكندا وهو‬
‫اتجاو يوسع من النصوص المتعلقة بالعقاب علا جريمة النصب‪ ،4‬ويمكن تطبيق هذو النصوص‬

‫‪ -1‬محمد سامي الشوا‪ ،‬ثورة المعلومات وانعكاساتها علا قانون العقوبات‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة لسنة ‪ ،2000‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -2‬محمد سامي الشوا‪،‬ثورة المعلومات وانعكاساتها علا قانون العقوبات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتال بيومي حجايي‪ ،‬النظام القانوني لحماية التجارة اإللكترونية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار الفكر الجامعي باإلسكندرية سنة ‪،2002‬‬
‫ص ‪ 219‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -4‬عوض محمد عوض‪ ،‬جرائم اوشخاص واوموال‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية اإلسكندرية‪،‬الطبعة الثالثة لسنة ‪ ،1984‬ص ‪.1990‬‬
‫‪ -‬أحمد فتحي سرور الوسيط في قانون العقوبات – القسم الخاص‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة ‪ ،1979‬ص ‪.892‬‬

‫‪73‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫علا النصب المعلوماتي‪ ،‬ولقد تدخل المشرع اإلنجليزي سنة ‪ ،1983‬واعتبر خداع اآللة بنية‬
‫ارتكاب غش مالي هو من قبيل االحتيال الذي يجب العقاب علي‪ :‬جنائيا وبذلب تطبق نصوص‬
‫تجريم النصب علا ذلب الغش أو االحتيال بطرق معلوماتية‪ ،‬ولقد سار علا ذلب النه القضاء‬
‫الكندي واوسترالي‪.‬‬

‫‪ -‬االتجاه الثالث‪ :‬وتمثل‪ :‬الواليات المتحدة اومريكية حيض تطبق النصوص المتعلقة بالغش‬
‫في مجال البنوك والبريد والتلغراف‪ ،‬واالتفاق اإلجرامي لغرض الغش علا حاالت النصب‬
‫المعلوماتي‪.1‬‬

‫بل أن بعا القوانين المحلية في بعا الواليات اومريكية ‪ ، 2‬أ درت قوانين بهذا‬
‫الخصوص وأضاف تعريفا موسعا لاموال بأن‪( :‬كل شيء ينطوي علا قيمة)‪ ،‬ومن تم يندرج‬
‫هذا التعريع‪ ،‬اوموال المعنوية والبيانات المعالجةب حيض تعاقب هذو القوانين علا‬ ‫تح‬
‫االستخدام غير المسمول ب‪ :‬للحاسب اآللي بغرض اقتراف أفعال الغش أو االستيالء علا‬
‫اوموال‪.‬‬

‫در قانون سنة ‪ 1984‬يعاقب علا االولوج غير المشروع‬ ‫وعلا المستوب الفيدرالي فقد‬
‫أو المصطنع في الحاسب اآلليا‪ ،‬ونص في‪ :‬علا عقاب كل من ول عمدا ً في حاسب آلي بدون‬
‫ل‪ :‬عن طريق هذا الولوج‬ ‫إذن‪ ،‬أو كان مسموحا بالولوج من‪ :‬واستغل الفر ة التي سنح‬
‫وغراض لم يشملها اإلذن‪ ،‬وقام عمدا عن طريق هذو الوسيلة باستعمال أو تعديل أو إتالف أو‬
‫إفشاء معلومات مختزنة في الحاسب متا كان هذا اوخير يعمل باسم ولصالن الحكومة‬
‫اومريكية‪ ،‬وطالما أثرت هذو اوفعال علا أداء وظيفت‪ :‬ولهذا يرب الفق‪ :‬إمكانية تطبيق هذا‬
‫النص وبشروط محددة علا النصب المعلوماتي‪.‬‬

‫من خالل كل ما سبق ومانص عليهالفصل ‪ 540‬ق ج‪ ،‬فإن جريمة النصب يمكن أن يكون‬
‫تستعمل للقيام بمجموعة من‬ ‫محلها الجانب المعلوماتي‪ ،‬خصو ا وأن هذو اوخيرة أ بح‬
‫العمليات التعاقدية‪ ،‬وخا ة في مجال التحويالت المالية وغيرها من العمليات التبادلية‬

‫‪ -1‬محمد سامي الشوا‪ ،‬ثورة المعلومات وانعكاساتها علا قانون العقوبات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -2‬من تلب الواليات أريزونا‪ ،‬كاليفورنيا‪ ،‬وفلوريدا وجورجيا وميتشغان ومونتانا‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫للمعلومات‪ ،‬فأي تحايل يقع عن طريق المعلوميات وتم ضبط هذا المتحايل يمكن إدانت‪ :‬وفقا ل‪،:‬‬
‫علا اعتبار أن المشرع المغربي اليال لم ينظم أي قانون خاص بهذا الجانب من التحايل‪،‬‬
‫باإلضافة إلا أن النصب يقع فقط إذا كان التحويل من شخص غير مؤتمن علا هذا المال ون‪:‬‬
‫إذا وقع من هذا اوخير تعتبر خيانة اومانة وليا النصب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬جريمة خيانة األمانة‬

‫ينص الفصل ‪ 547‬من ق ج علا أن‪ :‬امن اختلا أو بدد بسوء نية‪ ،‬إضرارا بالمالب أو‬
‫واضع اليد أو الحائز‪ ،‬أمتعة أو نقودا أو بضائع أو سندات أو و والت أو أوراقا من أي نوع‬
‫تتضمن أو تنشم التزاما أو إبراء كان سلم إلي‪ :‬علا أن يردها‪ ،‬أو سلم إلي‪ :‬الستعمالها أو‬
‫استخدامها لغرض معين‪ ،‬يعد خائنا لامانة ويعاقب بالحبا من ستة أشهر إلا ثالر سنوات‬
‫وغرامة من مائتين إلا ألفي درهم‪.‬‬

‫وإذا كان الضرر النات عن الجريمة قليل القيمة‪ ،‬كان عقوبة الحبا من شهر إلا سنتين‬
‫والغرامة من مائتين إلا مائتين وخمسين درهما مع عدم اإلخالل بتطبيق الظروف المشددة‬
‫المقررة في الفصلين ‪ 549‬و‪550‬ا‪.‬‬

‫باستقرائنا للنص أعالو يتبين أن‪ :‬لقيام جريمة خيانة اومانة‪ ،‬يجب أن تتوفر اوركان التالية‬
‫والتي سوف نعالجها بنوع من االسهاب والتسلسل وهي‬

‫‪ -‬تسليم المال إلا الجاني علا سبيل اومانةب‬

‫‪ -‬فعل مادي هو االختالس أو التبديد من خالل االستعمال غير المشروع للمالب‬

‫‪ -‬وقوع هذا الفعل علا مال منقول للغيرب‬

‫‪ -‬أن يلحق المجني علي‪ :‬ضررب‬

‫‪ -‬توافر القصد الجنائي‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫بالرجوع للركن اوول لخيانة اومانة يمكن الوقوف علا أن‪ :‬يشترط لتطبيق جريمة خيانة‬
‫اومانة علا جريمة التحويل اإللكتروني غير المشروع لاموال شرطين‬

‫الشرط األول‪ :‬أن يكون تسليم المال قد تم علا أساس اإلرجاع أو االستعمال لغرض‬
‫محدد‪ ،‬فإذا كان االستالم علا غير هذا اوساس وتم االستيالء علي‪ :‬فاومر ال يشكل جريمة‬
‫خيانة اومانة‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن يتم االستيالء من الجهة المسلم إليها المال‪ ،‬فإذا تم التحويل اإللكتروني‬
‫لاموال من شخص يعد من الغير فإن ذلب وكما سبق اإلشارة إلا ذلب ال يشكل جريمة خيانة‬
‫اومانة‪ ،‬وإنما يمكن أن يشكل جريمة سرقة أو جريمة نصب حسب ظروف الحال‪.‬‬

‫أما بالنسبة للركن الثاني وهو االختالس أو التبديد أو االستعمال‪ ،‬فاالختالس يتمثل في‬
‫كل فعل يعبر ب‪ :‬اومين عن إضافة الشيء إلا ملك‪ :‬دون أن يخرج‪ :‬من حيايت‪ ،:‬ويتحقق ذلب‬
‫في جريمة التحويل االلكتروني غير المشروع لاموال بأن يضيع موظع البنب ر يد العميل‬
‫إلا ر يدو الشخصي‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫خال ة القول فإن‪ :‬لوسائل االتصال عدة أدوار داخل المجتمعات‪ ،‬فباإلضافة لدورها‬
‫الريادي في استتباب اومن داخل المجتمع‪ ،‬فلها القدرة كذلب علا إخراج أمن هذو المجتمعات‬
‫من دائرت‪ :‬الطبيعية لدائرة الفوضا‪ ،‬اومر الذي يجعل القانون الجنائي يتدخل من أجل ضبط‬
‫وإرجاع القواعد لنصابها علا اعتبار أن‪ :‬الضابط الموضوعي الذي يعمل علا تبيان الجرائم‬
‫والتنصيص علا عقوباتها‪.‬‬

‫وباستقرائنا لمجموعة من النصوص القانونية نجد أن التشريع المغربي قد تدخل عن‬


‫طريق قانون رقم ‪ 03.07‬بتجريم‪ :‬لمجموعة من اوفعال المتعلقة بنظم المعالجة اآللية‬
‫للمعطيات كالدخول عمدا أو عن طريق الخطأ والبقاء في الداخل من خالل الفصول ‪3/607‬إلا‬
‫‪ 11 /607‬ق ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫من تم فإن التشريع الجنائي المغربي واعتبارا لدورو في الحفاظ علا التواينات داخل‬
‫المجتمع‪ ،‬وكذا عمل‪ :‬علا حماية اوشخاص سواء الذاتية أو حتا االعتبارية من كل اعتداء قد‬
‫تطالها من جراء سوء االستعمال أو حتا االستعمال المفرط لوسائل التكنولوجيا‪ ،‬أ بن اليوم‬
‫مطالبا بإيجاد حلول كبيرة وتكون أكثر دقة للحيلولة دون خروج اوشخاص عن نص التطبيق‬
‫السليم للحقوق والحريات‪ ،‬ومن أجل جلب وخلق استثمارات تكون مفيدة للمجتمع‪.‬‬

‫كل هذا وذلب يبين بجالء الدور الكبير الذي يقوم ب‪ :‬التشريع الجنائي المغربي من خالل‬
‫ب سط سلطت‪ :‬علا كل من تهاون في احترام الضوابط القانونية واالجتماعية وكذا االقتصادية‬
‫داخل المجتمع‪ ،‬وهذا من دون أن ننسا أن للتكنولوجيا دور كبير في رقي وتطور المجتمعات‬
‫إال أن‪ :‬يجب أن تكون اونظمة القانونية موافقة لهذو التطورات‪ ،‬وهو ما نصبو تحقيق‪ :‬من خالل‬
‫دراستنا هات‪.:‬‬

‫‪77‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الرقمنة كآلية لتحقيق العلم الواسع بالقانون‬

‫‪1‬‬
‫الدكتور رضوان الطريبق‬
‫أستاذ باحث بكلية العلوم القانونية واالقتصادية االجتماعية بمكناس‬
‫‪-‬جامعة موالي اسماعيل‪-‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫إذا كتان أختذ العلم بتالقتانون ذلتب الواجتب المفترض التحقق في جتانتب مختلع المختاطبين‬
‫بتالقتاعتدة القتانونيتة‪ ،‬وال يعتذرون عليت‪ :‬طبقتا لقتاعتدة اال يعتذر أحتد بجهلت‪ :‬للقتانونا‪ ،‬مع كتل‬
‫المالحظات التي قد تثار علا هذو القاعدة خا تة في الوق الحاضتر‪ ،‬وفي ظل خصتو تيات‬
‫المنظومة القانونية المعا تتترة‪ ،‬والستتتيما ضتتتمن التشتتتريعات الوطنية التي تنهل من النظام‬
‫القتانوني الالتيني القتائم علا التتدوين والتقنين‪ ،‬فتإن اوختذ بتلتب القتاعتدة ضتتتتمن هتذا الستتتتيتاق‬
‫المعا ر‪ ،‬يتطلب مع‪ :‬تقديم ضمانات تعزي فرص العلم بالقانون‪.‬‬

‫وربمتا تزداد الحتاجتة لتوفير ضتتتتمتانتات معزية للعلم بتالقتانون‪ ،‬ختا تتتتة في ظتل تطور‬
‫القانون المغربي المعا تتر‪ ،‬وتضتتخم أعداد نصتتو تت‪ ،:‬واتستتاع‪ :‬وتشتتعب نطاق‪ :‬باتستتاع‬
‫مجاالت تدخل‪ ،:‬اومر الذي أ تتبن يصتتعب مع‪ :‬علا المخاطبين بالقاعدة القانونية أخذ العلم‬
‫التلقائي بمختلع النصتتوص القانونية الستتارية المفعول‪ ،‬والتعديالت التي تلحقها‪ ،‬بتغييرها أو‬
‫إلغائها أو نستخها‪ ،‬والمستتجدات التي تعرفها‪ ،‬اومر الذي يجعل من ضترورة تمكين المخاطبين‬
‫بتالقتاعتدة القتانونيتة من الحق في الولوج إلا القتانون‪ ،‬مطلبتا أستتتتاستتتتيتاً‪ ،‬بمتا قتد يعنيت‪ :‬من توفير‬
‫مختلع اآلليتات والمتطلبتات اوستتتتاستتتتيتة لتحقيق القتدرة واإلمكتانيتة علا أختد العلم بتالقتانون‪،‬‬
‫وحسن التعامل مع نصو ‪ ،:‬والسيما حسن تطبيقها‪.‬‬

‫‪-1‬رضتتتتوان الطريبق‪ ،‬دكتور في القانون الخاص‪ ،‬إطار ستتتتابق باومانة العامة للحكومة‪ ،‬أستتتتتاذ القانون الخاص بكلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصتتادية واالجتماعية بمكناس –جامعة موالي استتماعيل‪ ،‬عضتتو مؤستتا وعامل بالعديد من المؤستتستتات البحثية‪ ،‬أهمها رئيا‬
‫المركز اوكاديمي لتبستيط القانون وتعميم الثقافة القانونية‪ ،‬نائب رئيا المر تد الوطني للدراستات الوقفية‪ ،‬منستق وحدة القانون المدني‬
‫لدب المركز الوطني للدراسات القانونية‪tribakbakhat@gmail.com .‬‬

‫‪78‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫ويعتبر انشتتتتر القانونا من أهم المبادئ العملية التي تستتتتتند عليها قاعدة اال يعذر أحد‬
‫بجهلت‪ :‬للقتانونا‪ ،‬وهي نفستتتتهتا تعتبر متدخال عمليتا ً لتحقيق الولوج إلا القتانون‪ ،‬ولو علا اوقتل‬
‫في جانب‪ :‬المادي‪ ،‬الذي يعني توفير وإتاحة النصتتتتوص القانونية وإمكانية وستتتتهولة اإلطالع‬
‫علا محتواها‪ ،‬دونما االلتفات إلا الجانب المعنوي والفكري في الولوج إلا القانون‪ ،‬بما يعني‪:‬‬
‫تتياغة نصتتوص قانونية بستتيطة غير معقدة‪ ،‬وواضتتحة غير غامضتتة‪ ،‬وبلغة مفهومة‬ ‫من‬
‫ومعا رة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫وتزداد أهمية نشتر القانون‪ ،‬كمدخل عملي لتحقيق الولوج إلي‪ ،:‬إذا تم باستتخدام ما تتيح‪:‬‬
‫الرقمنة من خصتتائص تتماشتتا مع عصتترنا الحالي‪ ،‬ذلب أن الرقمنة كطريقة من طرق نشتتر‬
‫القانون‪ ،‬تتين ستتترعة واتستتتاع نطاق و تتتول‪ ،:‬بما يجعلنا نتحدر عن الولوج الواستتتع إلا‬
‫القانون‪ ،‬من قبل مختلع الف ات االجتماعية وفي مختلع مناطق المملكة المغربية‪.‬‬

‫وهو متا يجعلهتا نتستتتتاءل في ظتل هتذو اوهميتة التي تحظا بهتا الرقمنتة عن متدب فعتاليتة‬
‫الرقمنة في تحقيق الولوج الواستع إلا القانون ؟ وعن الكيفية التي يتم بها استتخدام الرقمنة في‬
‫عملية النشر ؟ وعن الجهود المبذولة والنتائ المحققة في هذا الجانب ؟‬

‫ولإلجابة علا الستتتتؤال المطرول أعالو‪ ،‬فإنني ستتتتأقستتتتم هذا المحور من هذا المؤلع‬
‫الجماعي‪ ،‬إلا مبحثين‪ ،‬سأخصص المبحض اوول للنشر القانوني االستباقي‪ ،‬بينما سأتناول في‬
‫المبحض الثاني ما يتعلق بالنشتر االلكتروني النهائي للنصتوص القانونية والمعلومات المرتبطة‬
‫بها‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬النشر القانوني االلكتروني االستباقي‬

‫يعتبر النشر اإللكتروني االستباقي‪ ،‬من أهم الخطوات العملية لو ول المعلومة القانونية‬
‫المتعلقة بالنصتتوص القانونية في الوق المعا تتر‪ ،‬وهي اآللية التي من شتتأنها أن تستتاهم في‬
‫و تتتتول تلتب المعلومتة إلا علم جميع المختاطبين بتالقتاعتدة القتانونيتة علا اختالف مواقعهم‪،‬‬
‫ويعتبر بحق خطوة جد متقدمة في اتجاو اعتماد الشفافية والوضول في تطبيق الحق الدستوري‬
‫في الحصول علا المعلومة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وهو الذي النشتتتر الذي أكد علا أهميت‪ ،:‬بل وأوجبت‪ ،:‬مقتضتتتيات المادة ‪ 10‬من القانون‬
‫رقم ‪ 31.13‬المتعلق بالحق في الحصتتول علا المعلومة‪1،‬ويشتتتمل النشتتر االستتتباقي للقانون‬
‫تتتورتين واستتتعتين‪ ،‬الصتتتورة اوولا تتمثل في نشتتتر جداول أعمال وملخصتتتات المجالا‬
‫الويارية ومجالا الحكومة (المطلب اوول)‪ ،‬وكذا نشتتتتر مشتتتتاريع ومقترحات النصتتتتوص‬
‫القانونية (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلاب األول‪ :‬النشاااار االلكتروني لجاداول أعماال وملخصاااااات المجاالس الوزارياة‬
‫ومجالس الحكومة‬
‫يعتبر نشتتتر جداول أعمال وملخصتتتات المجالا الويارية ومجالا الحكومة‪ ،‬وإن كان‬
‫تتتميم‬ ‫يبدوا من الوهلة اوولا أن‪ :‬بعيد عن نشتتتر القانون‪ ،‬إال أن‪ :‬في حقيقة اومر يعتبر من‬
‫النشتر القانوني‪ ،‬ذلب أن كال المجلستين‪ ،‬وباختصتا تات متباينة‪ ،‬يتباحثان في قضتايا ومشتاريع‬
‫‪3‬‬
‫نصتوص قانونية تدخل في مجاالت متعددة حددتها بالتفصتيل مقتضتيات الفصتلين ‪249‬و ‪92‬‬
‫من الدستور‪.‬‬
‫ويتم االضتتتطالع بمهمة نشتتتر جداول أعمال وملخصتتتات المجلا الويارية ومجالا‬
‫الحكومتة‪ ،‬من قبتل اومتانتة العتامتة للحكومتة‪ ،‬وذلتب انطالقتا من كونهتا الجهتة المحتددة والمعنيتة‬

‫‪-1‬حيض جاء في المادة ‪ 10‬المذكورة ما يلي ايجب علا المؤستستات والهي ات المعنية‪ ،‬كل واحدة في حدود اختصا اتها‪ ،‬أن تقوم‪ ،‬في‬
‫حدود اإلمكان‪ ،‬ينشتر الحد اوقصتا من المعلومات التي في حويتها والتي ال تندرج ضتمن االستتثناءات الواردة في هذا القانون‪ ،‬بواستطة‬
‫جميع وسائل النشر المتاحة خا ة اإللكترونية منها بما فيها البوابات الوطنية للبيانات العمومية‪ ،‬وال سيما المعلومات المتعلقة بت‬
‫‪ -‬االتفاقيات التي تم الشروع في مسطرة االنضمام إليها أو المصادقة عليهاب‬
‫‪ -‬النصوص التشريعية والتنظيميةب‬
‫‪ -‬مشاريع القوانين ب‬
‫‪ -‬مشاريع قوانين المالية والوثائق المرفقة بها ب‬
‫‪ -‬مقترحات القوانين التي يتقدم بها أعضاء البرلمانب‬
‫‪...‬ا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -2‬يتداول المجلا الوياري في القضايا والنصوص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التوجهات االستتراتيجية لستياستة الدولةب ‪ -‬مشتاريع مراجعة الدستتورب ‪ -‬مشتاريع القوانين التنظيميةب ‪ -‬التوجهات العامة لمشتروع قانون‬
‫الماليةب ‪ -‬مشتتتاريع القوانين ‪ -‬اإلطار المشتتتار إليها في الفصتتتل ‪( 71‬الفقرة الثانية) من هذا الدستتتتورب ‪ -‬مشتتتروع قانون العفو العامب ‪-‬‬
‫مشتاريع النصتوص المتعلقة بالمجال العستكريب ‪ -‬إعالن حالة الحصتارب ‪ -‬إشتهارالحربب ‪ -‬مشتروع المرستوم المشتار إلي‪ :‬في الفصتل‬
‫‪ 104‬من هتذا التدستتتتتورب ‪ -‬التعيين بتاقترال من رئيا الحكومتة‪ ،‬وبمبتادرة من الويير المعني‪ ،‬في الوظتائع المتدنيتة الثتاليتة والي بنتب‬
‫المغرب‪ ،‬والستتتفراء والوالة والعمال‪ ،‬والمستتتؤولين عن اإلدارات المكلفة باومن الداخلي‪ ،‬والمستتتؤولين عن المؤستتتستتتات والمقاوالت‬
‫العمومية االستراتيجية‪ .‬وتحدد بقانون تنظيمي الئحة هذو المؤسسات والمقاوالت االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -3‬ويتداول مجلا الحكومة‪ ،‬تح رئاسة رئيا الحكومة‪ ،‬في القضايا والنصوص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الستياستة العامة للدولة قبل عرضتها علا المجلا الوياريب ‪ -‬الستياستات العموميةب ‪ -‬الستياستات القطاعيةب ‪ -‬طلب الثقة من مجلا‬
‫النواب‪ ،‬قصتد موا تلة الحكومة تحمل مستؤوليتهاب ‪ -‬القضتايا الراهنة المرتبطة بحقوق اإلنستان وبالنظام العامب ‪ -‬مشتاريع القوانين‪ ،‬ومن‬
‫بينها مشتروع قانون المالية‪ ،‬قبل إيداعها بمكتب مجلا النواب‪ ،‬دون إخالل باوحكام الواردة في الفصتل ‪ 49‬من هذا الدستتورب ‪ -‬مراستيم‬
‫القوانينب ‪ -‬مشتاريع المراستيم التنظيميةب ‪ -‬مشتاريع المراستيم المشتار إليها في الفصتول ‪( 65‬الفقرة الثانية) و‪ 66‬و‪( 70‬الفقرة الثالثة) من‬
‫هذا الدستورب ‪ -‬المعاهدات واالتفاقيات الدولية قبل عرضها علا المجلا الوياريب‬

‫‪80‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫قتانونتا ً بتإعتداد وتتبع جتداول أعمتال المجتالا الحكوميتة والمجتالا الوياريتة ومحتاضتتتتر‬
‫‪1‬‬
‫اجتماعاتها‪.‬‬

‫وانطالقتا من ذلتب‪ ،‬تعتبر اومتانتة العتامتة للحكومتة‪ 2،‬هي القطتاع الحكومي المكلع بمهمتة‬
‫ذلب النشتتر االلكتروني‪ ،‬وتتكلع بهذو المهمة من خالل موقعها اإللكتروني الرستتمي‪ 3،‬والتي‬
‫ترتكز فيمتا يخص المجتالا الوياريتة علا نشتتتتر ملخصتتتتات اجتمتاعتات المجتالا‪ ،‬والتي‬
‫خصتتتصتت لها نافذة فرعية مستتتتقلة‪ 4‬تح استتتم المجلا الوياري وتتضتتتمن أرشتتتيفا لبيان‬
‫اجتماعات المجلا منذ ‪ 06‬نوفمبر ‪ ،2007‬بينما يشتتمل النشتتر فيما يتعلق بمجالا الحكومة‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫جتداول أعمتال المجلا وكتذا ملخصتتتتاتت‪ ،:‬ويتوفر هو اآلخر علا نتافتذة فرعيتة ختا تتتتة بت‪،:‬‬
‫ويتضمن أرشيع لجداول أعمال وملخصات يعود لسنة ‪. 2007‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نشر مشاريع ومقترحات القوانين‬

‫من المعلوم أن لكتل من الحكومتة والبرلمتان‪ ،‬الحق في التقتدم بتاقترال القوانين أو متا‬
‫يستتتما بالمبادرة التشتتتريعية‪ 6،‬وتستتتما مشتتتاريع قوانين إذا تقدم بها الحكومة‪ ،‬ومقترحات‬
‫قوانين إذا تقدم بها أعضتاء البرلمان‪7،‬وتختلع ستياستة وطريقة النشتر االستتباقي بين الحكومة‬
‫والبرلمان‪ ،‬فطريقة نشتتر مشتتاريع القوانين من قبل الحكومة (الفقرة اوولا)‪ ،‬ونطاق‪ :‬وآثارو‪،‬‬
‫تختلع عن نشر مقترحات القوانين من قبل البرلمان (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ -1‬وذلب حستتتب ما جاء في المادة ‪ 2‬من المرستتتوم رقم ‪ 2.09.677‬الصتتتادر في ‪ 4‬جمادب اآلخرب ‪ 19( 1431‬ماي ‪ )2010‬المتعلق‬
‫بتنظيم ااالمانة العامة للحكومة‪ / ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5869‬بتاريت ‪ 19‬من رمضان ‪ 30( 1431‬أغسطا ‪.)2010‬‬
‫‪ -2‬وبالضتتبط مصتتلحة أنشتتطة المجالا الحكومة والويارية‪ ،‬بقستتم الشتتؤون العامة‪ ،‬التابع للكتابة العامة لامانة العامة للحكومة‪( ،‬المادة‬
‫السابعة من قرار اومين العام للحكومة رقم ‪ 2690.10‬ادر في ‪ 22‬من محرم ‪ 28( 1432‬ديسمبر ‪ )2010‬بإحدار اوقسام والمصالن‬
‫التتابعتة للمتديريتات المركزيتة لامتانتة العتامتة للحكومتة – الجريتدة الرستتتتميتة عتدد ‪ 5922‬بتتاريت ‪ 27‬من ربيع اوول ‪ 3( 1432‬متارس‬
‫‪.)2011‬‬
‫‪ -3‬لالطالع ‪http://www.sgg.gov.ma‬‬
‫‪ -4‬لالطالع ‪http://www.sgg.gov.ma/arabe/Legislations/ConseilMinistres.aspx‬‬
‫‪http://www.sgg.gov.ma/arabe/Legislations/ConseilGouvernement.aspx5‬‬
‫‪ -6‬تنص الفقرة اوولا من الفصتتتل ‪ 78‬من الدستتتتور علا أن‪ :‬الرئيا الحكومة ووعضتتتاء البرلمان علا الستتتواء حق التقدم باقترال‬
‫القوانينا‪.‬‬
‫‪ -7‬ويستتشتع ذلب من مجموعة من فصتول الدستتور التي ميز فيما بين مشتاريع القوانين ومقترحات القوانين‪ ،‬حيض نص في الفصتل ‪80‬‬
‫علا أن‪ :‬اتحال مشتتتاريع ومقترحات القوانين وجل ‪...‬ا‪ ،‬كما نص الفصتتتل ‪ 82‬علا أن‪ :‬ا يضتتتع ‪ . ...‬ويتضتتتمن هذا الجدول مشتتتاريع‬
‫القوانين ومقترحات القوانين‪... ،‬ا‪ ،‬وكذا ينص الفصل ‪ 84‬بأن‪ :‬يتداول بالتتابع في كل مشروع أو مقترل قانون‪ ... ،‬ا‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الفقرة األولى‪:‬النشر االلكتروني لمشاريع القوانين من قبل الحكومة‬

‫يعتبر نشتر مشتاريع القوانين من قبل الحكومة‪ ،‬من أهم تور النشتر االستتباقي للمعلومة‬
‫القانونية التي نصتتت عليها المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 31.13‬المتعلق بالحق في الحصتتتول‬
‫تتور نشتتر مشتتاريع القوانين من قبل الحكومة وقطاعاتها الويارية‪،‬‬ ‫علا المعلومة‪ ،‬وتتعدد‬
‫تتفة رستتمية‪ ،‬والستتيما نشتتر مشتتاريع القوانين من قبل‬ ‫فهو نشتتر قد يتم بشتتكل نظامي يأخذ‬
‫اومانة العامة للحكومة‪ ،‬باعتبارها جهاي تقني يضتبط هذو المهمة‪ ،‬وبالتالي يقوم بنشتر مشتاريع‬
‫القوانين فور توييعها علا أعضتاء الحكومة (أوال)‪ ،‬كما يقوم بنشتر مشتاريع القوانين من أجل‬
‫عرضتتها والتعليق عليها (ثانيا)‪ ،‬ونفا الحكم يمكن إطالق‪ :‬علا نشتتر مشتتاريع قوانين المالية‬
‫تتور أخرب والستتيما الذي يتم من‬ ‫والتقارير المصتتاحبة لها (ثالثا)‪ ،‬كما قد يتخذ ذلب النشتتر‬
‫قبل الويارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان والمجتمع المدني (رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النشر االلكتروني لمشاريع النصول فور توزيعها على أعياء الحكومة‬

‫من المعلوم أن مجلا الحكومة ينعقد من أجل البض والمصتادقة في مجموعة من القضتايا‬
‫واومور كما نظمها الفصتل ‪ 92‬من الدستتور المشتار إلي‪ :‬ستابقاً‪ ،‬وتبعا لذلب‪ ،‬فإن اومانة العامة‬
‫للحكومة تتكلع بمهمة توييع مختلع النصتتوص التشتتريعية والتنظيمية ونصتتوص االتفاقيات‬
‫والمعتاهتدات التدوليتة‪ ،‬علا مختلع أعضتتتتتاء الحكومتة‪ ،‬وذلتب طبقتا للمتادة ‪113‬من القتانون‬
‫‪2‬‬
‫التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني وعضائها‪.‬‬

‫وتبعا لمهمة اومانة العامة للحكومة في توييع النصتتتتوص التشتتتتريعية والتنظيمية علا‬
‫أعضتتتتتاء الحكومتة قبتل انعقتاد مجلا الحكومتة‪ ،‬فتإنهتا تقوم من خالل موقعهتا اإللكتروني‬
‫الرستتتمي‪ ،‬بنشتتتر مشتتتاريع النصتتتوص التشتتتريعية والتنظيمية‪ ،‬فور توييعها علا أعضتتتاء‬
‫الحكومة‪ ،‬وتوفر من أجل هذا الغرض علا نافذة خا تة بذلب‪3،‬تنشتر فيها نستخة من مشتروع‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 13‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال الحكومة والوضع القانوني وعضائها‪ ،‬علا ما يلي‬
‫ايتولا اومين العامة للحكومة‪ ،‬قبل انعقاد مجلا الحكومة‪ ،‬توييع مشتاريع النصتوص التشتريعية والتنظيمية‪ ،‬والمعاهدات واالتفاقيات‬
‫الدولية المعروضتة علا مستطرة المصتادقة أو االنضتمام إليها‪ ،‬علا أعضتاء الحكومة داخل أجل يحدد بنا تنظيمي‪ ،‬قبل عرضتها علا‬
‫مجلا الحكومة للتداول في شأنها‪.‬ا‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعلق بتنظيم وتستتيير أشتتغال الحكومة والوضتتع القانوني وعضتتائها‪ ،‬الصتتادر بشتتأن تنفيذو الظهير‬
‫الشتتريع رقم ‪ 1.15.33‬الصتتادر في ‪ 28‬من جمادب اوولا ‪ 19( 1436‬مارس ‪ ،)2015‬الجريدة الرستتمية عدد ‪ 12 – 6348‬جمادب‬
‫اآلخرة ‪ 2( 1436‬أبريل ‪.)2015‬‬
‫‪ -3‬لالطالع انظر الرابط ‪http://www.sgg.gov.ma/arabe/projetsdetexteslegislatifsetreglementaires.aspx‬‬

‫‪82‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫النص‪ ،‬كمتا تعلم من خاللهتا بموعتد عرض النص علا المجلا الوياري أو مجلا الحكومتة‪،‬‬
‫أو موعتدهمتا معتاً‪ ،‬بتالنستتتتبتة للنصتتتتوص التي تتطلتب المرور من مجلا الحكومتة والمجلا‬
‫ً‪1‬‬
‫الوياري معا‪.‬‬

‫ورغم اوهميتة الكبرب لهتذو اآلليتة االستتتتتبتاقيتة في النشتتتتر‪ ،‬بتاعتبتارهتا تمكن العموم من‬
‫اإلطالع علا مشتاريع النصتوص التشتريعية والتنظيمية‪ ،‬ومعرفة مختلع المعلومات المتعلقة‬
‫بها‪ ،‬حتا قبل المصتتتادقة عليها من قبل مجلا الحكومة‪ ،‬فيكون اوكاديمي والفقي‪ :‬والقاضتتتي‬
‫والمهني واإلداري والبتاحتض والمواطن العتادي علا إطالع وتتبع لمتا يصتتتتتاا ويعرض من‬
‫قوانين علا مجلا الحكومتتة‪ ،‬ويتحقق لهؤالء جميعتتا العلم بهتتا والتهيم القبلي لمحتواهتتا‬
‫ومستتجداتها‪ ،‬ولكن يالحظ أن هذو اآللية ال تفعل في جميع أنواع النصتوص القانونية‪ ،‬وإنما قد‬
‫تشمل بعا النصوص دون أخرب‪ ،‬كما أن‪ :‬لوحظ مؤخرا ً عدم انتظام عملية النشر هذو‪ ،‬وهي‬
‫المالحظة التي أشتار إليها أحد الفاعلين في العمل التشتريعي البرلماني مؤخراً‪ 2،‬إال أن‪ :‬بستبب‬
‫غيتاب المقتضتتتتيتات القتانونيتة التي تنظم أو تضتتتتبط بكيفيتة معيتاريتة محتددة طريقتة النشتتتتر‬
‫اإللكتروني لمشتتتاريع تلب النصتتتوص‪ ،‬فإن مهمة القطاع الوياري المتمثل في اومانة العامة‬
‫للحكومة في توييع مشتتتتاريع تلب النصتتتتوص علا أعضتتتتاء الحكومة‪ ،‬ال يقابلها من الناحية‬
‫المبدئية التزام قانوني بضتتترورة نشتتترها اإللكتروني وخذ العلم ب‪ :‬من قبل الكافة‪ ،‬ويبقا لها‬
‫كامل الصتالحية والحرية في تقدير النصتوص اووجب واوحق بالنشتر من عدم‪ ،:‬وكذا تقدير‬
‫الوتيرة والطريقة التي تراها مناستتتتبة في ذلب النشتتتتر‪ ،‬فربما كان هناك إكراهات إدارية أو‬
‫تقنيتة أو قتانونيتة هي من تفرض ضتتتتعع تفعيتل أو انتظتام هتذو الطريقتة في النشتتتتر بتالشتتتتكتل‬
‫المطلوب‪.‬‬

‫‪-1‬وذلب كمشتتروع قانون المالية الستتنوي‪ ،‬فإن‪ :‬يعرض علا المجلا الوياري من أجل التداول بشتتأن توجهات‪ :‬العامة (الفصتتل ‪ 49‬من‬
‫الدستور)‪ ،‬ثم يعرض بعد ذلب علا المجلا الحكومي‪ ،‬للتداول بشأن‪( :‬الفصل ‪ 92‬من الدستور)‪.‬‬
‫‪ -2‬وذلب ضتمن االجتماع المنعقد بتاريت ‪ 11‬نوفمبر ‪ 2020‬بمناستبة مناقشتة الميزانية الفرعية لامانة العامة للحكومة برستم الستنة المالية‬
‫‪ ،2021‬ضتتمن لجنة العدل والتشتتريع وحقوق اإلنستتان بمجلا النواب‪ ،‬وتحديدا ً ضتتمن كلمة الستتيدة ممثلة فريق او تتالة والمعا تترة‪،‬‬
‫والتي جرب البض المباشتر لمجرياتها‪ ،‬وجرب اإلطالع علا الكلمة ضتمن تستجيل االجتماع‪ ،‬وبالضتبط في توقي ‪ 1 :46 :00‬من يمن‬
‫تسجيل االجتماع‪ ،‬اطلع علي‪ :‬بتاريت ‪ 11‬نونبر ‪ 2020‬علا الساعة ‪ ،5 00‬علا الرابط المباشر اآلتي‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=Izxbz62I0yI&feature=youtu.be‬‬

‫‪83‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وتبعتا لتذلتب‪ ،‬وإمعتانتا في توفير أكبر قتدر ممكن من الولوجيتة إلا القتانون‪ ،‬بمتا يكفتل‬
‫تطوير وستتتتائل وطرق النشتتتتر اإلستتتتتباقي اإللكتروني‪ ،‬فإن هذا يجعلنا نرب بأهمية إخراج‬
‫مقتضيات قانونية تنظم وتضبط عملية النشر اإللكتروني لمشاريع النصوص القانونية التي يتم‬
‫توييعهتا علا أعضتتتتتاء الحكومتة‪ ،‬في اتجتاو جعلهتا عمليتة أكثر شتتتتموليتة لمختلع مجتاالت‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬وأكثر تنظيما ً واستمرارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العرض االلكتروني لمشاريع القوانين قصد اإلطالع والتعليق عليها‬

‫لعل من أهم آليات النشتتتتر اإلستتتتتباقي للقانون‪ ،‬ما يتعلق بمستتتتطرة عرض مشتتتتاريع‬
‫النصتوص التشتريعية والتنظيمية قصتد التعليق عليها‪ ،‬فهذو اآللية تتعدب تحقيق العلم بالقانون‪،‬‬
‫إلا تحقيق الولوج إلا المساهمة في توجي‪ :‬وبلورة القانون‪.‬‬

‫وحستتب مقتضتتيات المرستتوم رقم ‪ 2.08.229‬المتعلق بإحدار مستتطرة لنشتتر مشتتاريع‬


‫النصتتتوص التشتتتريعية والتنظيمية‪1،‬فإن االختصتتتاص في هذا النشتتتر‪ ،‬منوط باومانة العامة‬
‫‪3‬‬
‫للحكومة‪2،‬هذو اوخيرة التي وفرت لهذا الغرض نافذة خا تتتتة ضتتتتمن موقعها االلكتروني‪،‬‬
‫تتضتمن مجموعة من البيانات حول مشتروع النص‪ ،‬ونستخة من‪ ،:‬وإمكانية التعليق علي‪ ،:‬وكذا‬
‫إمكتانيتة اإلطالع علا جميع التعليقتات الواردة عليت‪ ،:‬ثم كتذلتب إمكتانيتة اإلطالع علا التعقيبتات‬
‫عن كل تعليق بخصوص مشروع النص‪.‬‬

‫وإذا كتان نطتاق هتذو المستتتتطرة‪ ،‬يتعلق تحتديتدا ً بتالقطتاعتات والمجتاالت الواردة في إطتار‬
‫اتفتاقيتة التبتادل الحر المبرمتة بين المملكتة المغربيتة والواليتات المتحتدة اومريكيتة‪ ،‬والستتتتيمتا‬
‫مجال التجارة والصتفقات العمومية واالستتثمار والتجارة اإللكترونية والحقوق الملكية الفكرية‬
‫والبي تة والشتتتتغتل‪4،‬فتإنت‪ :‬ونظرا وهميتهتا الكبرب في تحقيق الولوجيتة إلا القتانون‪ ،‬فتإنت‪ :‬من‬

‫‪ -1‬وذلب حستب المرستوم رقم ‪ 2.08.229‬الصتدر في ‪ 25‬من جمادب اوولا ‪ 31( 1430‬ماي ‪ )2009‬بإحدار مستطرة لنشتر مشتاريع‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية‪ / ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 24 – 5744‬جمادب اآلخرة ‪ 18( 1430‬يونيو ‪.)2009‬‬
‫‪ -2‬وذلب حسب المادة الثانية من المرسوم رقم ‪ 2.08.229‬المذكور‪ ،‬حيض جاء فيها اعالوة علا االختصا ات المخولة لامانة العامة‬
‫للحكومة بموجب المرستوم المشتار إلي‪ ،:‬حيض جاء فيها اعالوة علا االختصتا تات المخولة لامانة العامة للحكومة بموجب المرستوم‬
‫المشتتتتار إلي‪ :‬أعالو رقم ‪ 2.83.365‬تقوم هذو اوخيرة بنشتتتتر المشتتتتاريع المذكورة في المادة اوولا أعالو في موقعها اإللكتروني طبقا‬
‫لمقتضيات هذا المرسوما‪.‬‬
‫‪ -3‬لالطالع انظر الرابط‬
‫‪http://www.sgg.gov.ma/arabe/Legislations/ListesAvantProjets.aspx‬‬
‫‪ -4‬تنص الفقرة الثانية من المادة اوولا من المرستوم رقم ‪ 2.08.229‬المحدر لهذو المستطرة في النشتر اإللكتروني المشتار إلي‪ :‬ستابقاً‪،‬‬
‫وهي كاآلتي‬

‫‪84‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المطلوب اليوم العمتل علا توستتتتيع نطتاقهتا لتشتتتتمتل كتافتة مجتاالت النصتتتتوص التشتتتتريعيتة‬
‫والتنظيمية‪ ،‬وحتا يتمكن المواطنات والمواطنين من التعليق والمشتتاركة في مختلع مشتتاريع‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية‪.‬‬

‫ورغم أن هذو المستطرة تعتبر هي اوخرب غير ملزمة بشتكل معياري ضتمن إجراءات‬
‫المستتتطرة التشتتتريعية‪ ،‬وإنما يتوقع علا موافقة اللجنة الخا تتتة المكلفة بالبض في مشتتتاريع‬
‫النصتتوص القانونية التي ستتتعرض للتعليق‪1،‬والستتيما قرار تقدير مجال النص ومدب اندراج‪:‬‬
‫ضتتتتمن المجتاالت المحتددة في االتفتاقيتة من عتدمت‪ ،:‬ولعتل ذلتب متا يجعتل عتدد النصتتتتوص التي‬
‫عرضت علا مستطرة العرض االلكتروني جد ضت يل بالمقارنة مع عدد النصتوص القانونية‬
‫الذي يصتتتدر كل ستتتنة‪ ،‬والذي بل خالل الوالية التشتتتريعية التاستتتعة (‪ )2016 – 2011‬ما‬
‫مجموع‪ 389 :‬نص تشتتتتريعي‪ ،‬وخالل الوالية التشتتتتريعية العاشتتتترة (‪ )2021 – 2016‬ما‬
‫قدرو‪ 336‬نص تشتتريعي‪ 2،‬دونما احتستتاب عدد النصتتوص التنظيمية من مراستتيم وقرارات‬
‫ومقررات الذي يفوق‪ :‬بطبيعتة الحتال‪ ،‬في حين لم يتجتاوي عدد النصتتتتوص المعروضتتتتة طبقتا ً‬
‫لمستتتتطرة العرض والتعليق االلكتروني ‪ 240‬نص قانوني يشتتتتمل النصتتتتوص التشتتتتريعية‬
‫والتنظيمية معاً‪ ،‬وذلب خالل مدة ‪ 12‬ستتتنة من إعمال المستتتطرة‪ ،‬أي منذ ستتتنة ‪ 2010‬وإلا‬
‫حتدود ينتاير ‪ 3،2023‬فتإنت‪ :‬بتالنظر لتذات اوهميتة‪ ،‬إمعتانتا ً في توفير أفضتتتتتل الفرص لتحقيق‬
‫وتطوير الولوج إلا القتانون في المغرب‪ ،‬نعتقتد بتأهميتة أن يتم جعتل اللجوء إلا مستتتتطرة‬

‫‪ -1‬تجارة البضائع بما فيها تجارة المنتوجات الفالحية ومنتوجات النسي ب‬


‫‪ -2‬تجارة الخدمات بما فيها الخدمات المالية والموا التب‬
‫‪ -3‬جميع اإلجراءات التجارية بما فيها اإلجراءات الصتحية والستالمة النباتية وقواعد المنشتأ واإلدارة الجمركية والعوائق التقنية للتجارة‬
‫واإلجراءات الحمائية والمعايير والموا فات القياسيةب‬
‫‪ -4‬الصفقات العمومية واالستثمار والتجارة اإللكترونية وحقوق الملكية الفكرية والبي ة وقانون الشغل‪.‬‬
‫‪ -1‬تنص المتادة الرابعتة من المرستتتتوم رقم ‪ 2.08.229‬المتذكور‪ ،‬علا متا يلي ايعرض قرار تقتدير متا إذا كتان المشتتتتروع يتعلق بتأحتد‬
‫القطاعات أو المجاالت المشتتتتار إليها في المادة اوولا أعالو علا رأي لجنة تحدر لهذا الغرض‪ .‬تتألع اللجنة التي يرأستتتتها ممثل عن‬
‫اومين العام للحكومة ‪-‬ممثل عن الويارة المكلفة بالشؤون الخارجية والتعاونب ‪ -‬ممثل عن الويارة المكلفة بالتجارة الخارجيةب ‪ -‬ممثل‬
‫عن الويارة المكلفة بالماليةب ‪-‬ممثل عن كل قطاع من القطاعات المعنية بالمشروعا‪.‬‬
‫‪ -2‬للتوستع أكثر حول تفا تيل النصتوص ونوعيتها خالل كل والية تشتريعية‪ ،‬انظر الموقع االلكتروني الرستمي للويارة المكلفة بحقوق‬
‫اإلنستتان والعالقات مع البرلمان‪ ،‬اطلع علا تتيغت‪ :‬االلكترونية بتاريت ‪ 18‬يناير ‪2023‬م‪ ،‬علا الستتاعة ‪ 10 36‬تتباحا‪ ،‬علا الرابط‬
‫المباشر اآلتي‬
‫‪http://www.mcrp.gov.ma/Bilan.aspx‬‬
‫‪ -3‬من خالل االطالع علا النافذة االلكترونية المخصتصتة لمشتاريع النصتوص المخصتصتة للعرض والتعليق بالموقع االلكتروني لامانة‬
‫العامةللحكومة قد عرف ستنوات تفعيل هذو اآللية أرقام متقاربة من حيض معدل إعمالها‪ ،‬وكان عدد النصتوص التي عرضت خالل تلب‬
‫الستتنوات كما يلي‪ 6 ،‬نصتتوص خالل ستتنة ‪ 24 ،2010‬نص خالل ستتنة ‪ 15 ،2011‬نص خالل ستتنة ‪ ،2012‬و‪ 39‬نص خالل ستتنة‬
‫‪ ،2013‬و‪ 33‬نص خالل ستنة ‪ ،2014‬و‪ 25‬نص خالل ستنة ‪ ،2015‬و‪ 10‬نصتوص خالل ستنة ‪ ،2016‬و‪ 8‬نصتوص خالل ستنة ‪،2017‬‬
‫و‪ 21‬نص خالل سنة ‪ ،2018‬و‪ 18‬نص خالل سنة ‪ ،2019‬و‪ 4‬نصوص خالل سنة ‪.2020‬‬

‫‪85‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫العرض اإللكتروني قصتتتد التعليق‪ ،‬يؤخذ شتتتكل معياري ملزم ضتتتمن إجراءات المستتتطرة‬
‫التشريعية‬

‫كما أن‪ :‬في نفا الستتياق‪ ،‬وتطويرا ً لهذو المستتطرة‪ ،‬فإن‪ :‬من المهم كذلب أن يتم اعتمادها‬
‫ستواء علا مستتوب مشتاريع النصتوص القانونية المعدة من قبل الحكومة أو تلب المعدة من قبل‬
‫البرلمان‪ ،‬وأن يتم تخصتيص نافذة الكترونية مشتتركة تخصتص لمشتاريع القوانين المعروضتة‬
‫للتعليق‪ ،‬مع تكليع لجنتة تقنيتة مشتتتتتركتة بين الحكومتة والبرلمتان لضتتتتبط هتذو المستتتتطرة‪،‬‬
‫وتسييرها‪ ،‬ورفع المالحظات والتقارير التي تتلقاها إلا مختلع المعنيين بها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النشر االلكتروني لمشروع قانون المالية السنوي والتقارير المصاحبة له‬

‫بمقتضتتا االختصتتاص الرستتمي الموكول لويارة االقتصتتاد والمالية وإ تتالل اإلدارة‪،‬‬


‫فيمتا يتعلق بتإعتداد مشتتتتروع قتانون المتاليتة‪ ،‬حستتتتب القتانون التنظيميتة رقم ‪ 130.13‬لقتانون‬
‫الما لية‪ ،‬فإن الويارة المذكورة‪ ،‬تعمل علا مواكبة اختصتتتتا تتتتها بعملية النشتتتتر اإللكتروني‬
‫االستتتتباقي لمشتتتروع قانون المالية ومجموعة من الوثائق المرافقة ل‪ ،:‬وذلب ضتتتمن بوابتها‬
‫االلكترونيتة الرستتتتميتة‪ ،‬حيتض تخصتتتتص لهتذا الغرض نتافتذة الكترونيتة معتدة لهتذا الغرض‪،‬‬
‫متضمن لمحرك بحض يمكن من البحض واإلطالع علا مختلع مشاريع قوانين المالية ووثائقها‬
‫المصاحبة منذ سنة ‪ 2006‬وإلا اليوم‪.‬‬

‫وتبعا لذلب تقوم ويارة االقتصتاد والمالية وإ تالل اإلدارة‪ ،‬بنشتر نص مشتروع قانون‬
‫المالية‪ ،‬مصتتحوبا ً بعدد من التقارير المتعلقة ب‪ ،:‬التي حددتها بالتفصتتيل مقتضتتيات المادة ‪48‬‬
‫من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون المالية‪1،‬ويتعلق اومر أساسا ً بالتقرير اإلقتصادي و‬
‫المتالي‪ ،‬وتقرير حول النفقتات الجبتائيتة‪ ،‬وتقرير حول المؤستتتتستتتتتات العموميتة و المقتاوالت‬

‫‪ -1‬جاء في المادة ‪ 48‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬المتعلق بقانون المالية‪ ،‬ما يلي ا يودع مشتروع قانون المالية للستنة باوستبقية‬
‫بمكتب مجلا النواب في ‪ 20‬أكتوبر من الستنة المالية المالية الجارية علا أبعد تقدير‪ .‬ويرفق بالوثائق التالية ‪ -1‬مذكرة تقديم لمشتروع‬
‫قانون المالية والتي تتضتتتمن معطيات حول استتتتثمارات الميزانية العامة وحول اآلثار المالية واالقتصتتتادية للمقتضتتتيات الضتتتريبية‬
‫والجمركية المقترحةب ‪ -2‬التقرير االقتصتتتتادي والماليب ‪ -3‬تقرير حول المؤستتتتستتتتات العمومية والمقاوالت العموميةب ‪ -4‬تقرير حول‬
‫مرافق الدولة المستيرة بصتورة مستتقلةب ‪ -5‬تقرير حول الحستابات الخصتو تية للخزينةب ‪-6‬تقرير حول النفقات الجبائيةب ‪-7‬تقرير حول‬
‫التدين العموميب ‪ -8‬تقرير حول الميزانيتة القتائمتة علا النتتائ من منظور النوعب ‪ -9‬تقرير حول الموارد البشتتتتريتةب ‪ -10‬تقرير حول‬
‫المقا تتتةب ‪-11‬مذكرة حول النفقات المتعلقة بالنفقات المشتتتتركةب ‪-12‬تقرير حول العقار العمومي المعبأ لالستتتتثمارب ‪ -13‬مذكرة حول‬
‫التوييع الجهوي لالستثمار‪... .‬ا‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫العمومية‪ ،‬وتقرير حول الحستابات الخصتو تية للخزينة‪ ،‬وتقرير حول مرافق الدولة المستيرة‬
‫بصتتورة مستتتقلة‪ ،‬وتقرير حول الميزانية القائمة علا النتائ من منظور النوع‪ ،‬وتقرير حول‬
‫الدين العمومي‪ ،‬وتقرير حول المقا تتة‪ ،‬وتقرير حول الموارد البشتترية‪ ،‬وتقرير حول العقار‬
‫العمومي المعبأ لالستتتثمار‪ ،‬ومذكرة حول التوييع الجهوي لالستتتثمار‪ ،‬ومذكرة حول النفقات‬
‫المتعلقة بالتكاليع المشتركة‪.‬‬

‫فضتتال عن ذلب‪ ،‬يتضتتمن النشتتر المذكور‪ ،‬إيراد العديد من الوثائق اوخرب التي ال تقل‬
‫أهمية‪ ،‬والستتتتيما منشتتتتور رئيا الحكومة بمثابة المذكرة التوجيهية إلعداد مشتتتتروع قانون‬
‫المالية‪ ،‬كما يتضمن الوثائق المتعلقة بعملية المناقشة البرلمانية للمشروع‪ ،‬وأهمها مذكرة تقديم‬
‫مشتتتروع النص‪ ،‬وكلمة ويير االقتصتتتاد والمالية وإ تتتالل اإلدارة أمام مجلستتتي البرلمان‬
‫بمنتاستتتتبتة تقتديم مشتتتتروع قتانون المتاليتة‪ ،‬وكتذا جواب ويير المتاليتة علا تتدخالت الفرق‬
‫والمجموعة النيابية خالل المناقشة العامة لمشروع قانون المالية لسنة ‪ 2021‬بمجلا النواب‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النشر االلكتروني القطاعي لمشاريع القوانين‬

‫باإلضتتافة إلا النشتتر اإللكتروني االستتتباقي لمشتتاريع النصتتوص التشتتريعية والتنظيمية‬


‫الذي يتخذ شتكل تنظيمي رستمي‪ ،‬وتتكلع ب‪ :‬اومانة العامة للحكومة كما تقوم ب‪ :‬ويارة المالية‬
‫بتالنستتتتبتة لقتانون المتاليتة الستتتتنوي‪ ،‬فتإنت‪ :‬هنتاك مبتادرات أخرب لتذلتب النشتتتتر‪ ،‬تتختذهتا بعا‬
‫القطاعات الويارية‪ ،‬والستتتيما الستتتلطة الحكومة المكلفة بالعالقات مع البرلمان والتي تعرف‬
‫حاليا باستم الويارة المنتدبة المكلفة بالعالقات مع البرلمان‪ ،‬حيض يقدم الموقع اإللكتروني لهذو‬
‫اوخيرة نافذة غنية حول التشتتتريع‪ 1،‬تتضتتتمن مختلع النصتتتوص التي تمر من الحكومة إلا‬
‫البرلمان في إطار مستتتطرة المصتتتادقة‪ ،‬ويقدم نصتتتو تتتها ومختلع المعلومات والمعطيات‬
‫الدقيقة بخصو ها‪.‬‬

‫وباإلضتافة إلا ويارة الدولة المكلفة بحقوق اإلنستان والعالقات مع البرلمان‪ ،‬فإن هناك‬
‫العديد من الويارات تقوم بنشتتر مشتتاريع القوانين الخا تتة بقطاعها‪ ،‬أو التي قام بإعدادها‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-http://www.mcrpsc.gov.ma/Loi.aspx‬‬

‫‪87‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫والستتتتيمتا ويارة العتدل‪ ،‬حيتض تعرف متديريتة التشتتتتريع بهتا نشتتتتاطتا إيجتابيتا ً ملحوظتا ً في هتذا‬
‫‪1‬‬
‫الجانب‪ ،‬وجوانب أخرب‪ ،‬أهمها توفير بنب النصوص القانونية المحينة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬النشر االلكتروني لمقترحات القوانين من قبل البرلمان‬

‫يقوم البرلمان‪ ،‬شتتأن‪ :‬في ذلب شتتأن الحكومة‪ ،‬باالنخراط ضتتمن جهود النشتتر االستتتباقي‬
‫اإللكتروني لمشتاريع النصتوص التشتريعية‪ ،‬ستواء قبل المصتادقة عليها أو بعدها‪ ،‬وهو النشتر‬
‫التذي يتم في الموقعين اإللكترونيين لكتل من مجلا النواب‪ 2‬ومجلا المستتتتتشتتتتارين‪ ،3‬فكتل‬
‫مجلا لت‪ :‬نتافتذتت‪ :‬اإللكترونيتة الختا تتتتة‪ ،‬ويقوم بنشتتتتر مقترحتات القوانين التي تروج داختل‬
‫مجلستت‪ ،:‬ويتم نشتتر نص تلب المقترحات كما تم إحالتها علا مكتب المجلا‪ ،‬مع معلومات‬
‫إضتتافية حول‪ :‬تتعلق بمصتتدر النص وتاريت إحالت‪ :‬واللجنة التي أحيل عليها‪ ،‬مع اإلشتتارة إلا‬
‫كون النص في إطار قراءة أولا أو قراءة ثانية‪.‬‬

‫كما أن‪ ،:‬وباإلضتتافة إلا نشتتر مقترحات القوانين يتم نشتتر النصتتوص المصتتادق عليها‪،‬‬
‫هتذو اوخيرة التي يتم معهتا نشتتتتر مجموعتة من المعلومتات حول المصتتتتتادقتةوتقرير اللجنتة‬
‫بخصتتو تت‪ ،:‬وتاريت المصتتادقة ونتيجة التصتتوي وغيرها‪ ،‬وكذا‪ ،‬يتم نشتتر حتا مشتتاريع‬
‫القوانين التي تتأتي من الحكومتة في النتافتذين االلكترونيتين الختا تتتتتين بكتل من مجلا النواب‬
‫ومجلا المستشارين‪.‬‬

‫ويعتبر النشتتتتر االلكتروني االستتتتتبتاقي التذي يقوم بهتا البرلمتان‪ ،‬غتايتة في اوهميتة‪،‬‬
‫فباإلضتافة إلا عنصتر االنتظام والتواتر واالستتمرار في تفعيل‪ :‬لعملية النشتر‪ ،‬فإن ما يتم نشترو‬
‫من وثائق إضتتافية معزية مرتبطة بمشتتاريع النصتتوص التشتتريعية‪ ،‬من تقارير مفصتتلة حول‬
‫الحيتاة التي قطعهتا النص أثنتاء مرحلتة المصتتتتادقتة البرلمتانيتة‪ ،‬لت‪ :‬دور كبير في تعزيز وتقويتة‬
‫فرص الولوج إلا القانون‪ ،‬وكل ما يرتبط بالنصتوص القانونية من وثائق قانونية‪ ،‬أي أن‪ :‬نشتر‬
‫يمكن من الولوج إلا النصتتوص القانونية وأعمالها التحضتتيرية‪ ،‬وهو أمر وإن كان أهميت‪:‬‬

‫‪ -1‬وذلب عبر ما يعرف ببوابة اعدالةا البوابة القانونية والقضائية لويارة العدل بالمملكة المغربية‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Legislation/TextesJuridiques.aspx‬‬
‫‪ -2‬يمكن االطالع علي‪ :‬علا الرابط اآلتي‬
‫‪/http://www.chambredesrepresentants.ma‬‬
‫‪ -3‬يمكن اإلطالع علي‪ :‬علا الرابط اآلتي‬
‫‪http://www.chambredesconseillers.ma/ar‬‬

‫‪88‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫قد ال تظهر بالنستتبة للمواطن العادي‪ ،‬إال أن‪ :‬مهم بالنستتبة للفاعلين في تطبيق القانون‪ ،‬ستتواء‬
‫من جتانتب اإلدارة أو القضتتتتاء‪ ،‬بتل وحتا بتالنستتتتبتة للبحتض العلمي القتانوني‪ ،‬بمتا يجعلنتا نرب‬
‫بأهمية أن يتم اتخاذ هذو المبادرة من جانب الحكومة‪ ،‬وأن تقوم بالمواياة مع نشترها لمشتاريع‬
‫النصتتتوص التشتتتريعية والتنظيمية‪ ،‬ستتتواء من‪ :‬النشتتتر الذي يتم فور توييع النصتتتوص علا‬
‫أعضتتاء الحكومة وقبل انعقاد مجلا الحكومة‪ ،‬أو النشتتر الذي يتم بمناستتبة مستتطرة العرض‬
‫قصتتد التعليق‪ ،‬أن تقوم بنشتتر مختلع الوثائق القانونية المكونة لاعمال التحضتتيرية لمشتتاريع‬
‫النصتوص التشتريعية والتنظيمية‪ ،‬بل إن هذو المستألة من شتأنها أن تستاعد البرلمان في عمل‪،:‬‬
‫وأن تستاهم في اختصتار الزمن التشتريعي‪ ،‬حيض بتفعيلها ستيتمكن البرلمان من اإلطالع علا‬
‫مختلع النقتاشتتتتتات القتانونيتة التي عرفتهتا فترة إعتداد النص‪ ،‬ومن ثم قتد ال يعيتد فتن بعا‬
‫النقاشتات القانونية المحستوم فيها قانونياً‪ ،‬وهي المالحظة نفستها التي وجدنا بعا الفاعلين في‬
‫‪1‬‬
‫العمل التشريعي البرلماني يشير إليها‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬النشر االلكتروني للنصول القانونية والمعلومات المرتبطة بها‬

‫إن النشتتتر النهائي لمختلع تلب النصتتتوص القانونية‪ ،‬التشتتتريعية منها والتنظيمية‪ ،‬وهو‬
‫نشر يتم من حيض او ل في الجريدة الرسمية للمملكة المغربية (المطلب اوول)‪ ،‬مع ما يمكن‬
‫أن يتم من نشر للمعلومات القانونية المرتبطة بها (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النشر القانوني النهائي للنصول القانونية‬

‫باإلضتتافة إلا النشتتر االستتتباقي لمشتتاريع ومقترحات النصتتوص القانونية‪ ،‬فإن النشتتر‬
‫المعول علي‪ :‬في أخد العلم بالقانون وتطبيق‪ ،:‬هو نشتتر النصتتوص القانونية بالجريدة الرستتمية‬
‫للمملكة المغربية (الفقرة اوولا)‪ ،‬علا أن هناك جانب غير رستتتمي يقوم بنشتتتر النصتتتوص‬
‫القانونية بشكل الكتروني يثير العديد من اإلشكاالت (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ - 1‬وذلب ضتمن االجتماع المنعقد بتاريت ‪ 11‬نوفمبر ‪ 2020‬بمناستبة مناقشتة الميزانية الفرعية لامانة العامة للحكومة برستم الستنة المالية‬
‫‪ ،2021‬ضتتمن لجنة العدل والتشتتريع وحقوق اإلنستتان بمجلا النواب‪ ،‬وتحديدا ً ضتتمن كلمة الستتيدة مينة الطالب ممثلة فريق االتحاد‬
‫االشتتتتتراكي‪ ،‬والتي جرب البض المباشتتتتر لمجرياتها‪ ،‬وجرب اإلطالع علا الكلمة ضتتتتمن تستتتتجيل االجتماع‪ ،‬وبالضتتتتبط في توقي‬
‫‪02:07:06‬من يمن تسجيل االجتماع‪ ،‬اطلع علي‪ :‬بتاريت ‪ 12‬نونبر ‪ 2020‬علا الساعة ‪ ،5 00‬علا الرابط المباشر اآلتي‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=Izxbz62I0yI&feature=youtu.be‬‬

‫‪89‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬نشاار النصااول التشااريعية والتنظيمية في الجريدة الرساامية للمملكة‬


‫المغربية‬

‫يحظا نشتتر القانون في الجريدة الرستتمية بأهمية قصتتوب‪ ،‬كون نشتتر القانون هو عماد‬
‫تطبيق‪ ،:‬فالقوانين الغير منشتورة في الجريدة الرستمية ال تنفذ‪ ،‬أي أن العبرة في تطبيق القوانين‬
‫والعمل بها هي بنشرها في الجريدة الرسمية‪ ،‬وبتاريت ذلب النشر من حيض او ل‪.‬‬

‫وهي اوهمية التي أكد عليها المشترع الدستتوري المغربي لستنة ‪ ،2011‬حيض جعل من‬
‫نشتتتتر القانون مبدأ ملزم من خالل المادة ‪ 6‬من الدستتتتتور التي جاء فيها اتعتبر دستتتتتورية‬
‫القواعد القانونية‪ ،‬وتراتبيتها‪ ،‬ووجوب نشرها‪ ،‬مبادئ ملزمةا‪.‬‬

‫تنشتر مختلع النصتوص التشتريعية والتنظيمية بالجريدة الرستمية للمملكة‪ ،‬وهو نشتر في‬
‫مدلول‪ :‬يعتبر او تل في عملية النشتر (أوال)‪ ،‬ويترتب علي‪ :‬آثار جد هامة في تحقيق الولوجية‬
‫إلا القانون‪ ،‬بل وتحقيق جودة تلب الولوجية (ثانيا)‪ ،‬خا تة مع استتعمال الوستائل التكنولوجية‬
‫الحديثة التي مكن من رقمنة الجريدة الرستتتتمية‪ ،‬مع ما يطرح‪ :‬اومر من إشتتتتكاالت قانونية‬
‫تتعلق بالحجية القانونية لالعتداد بتلب الصيغة الرقمية (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدلول نشر النصول القانونية في الجريدة الرسمية للمملكة المغربية‬

‫إن نشتتر النصتتوص التشتتريعية والتنظيمية في الجريدة الرستتمية للمملكة المغربية‪ ،‬هو‬
‫النشتتتتر الرستتتتمي التذي تتكلع بت‪ :‬التدولتة‪ ،‬وهو النشتتتتر المعتبر والمعول عليت‪ :‬في أختذ العلم‬
‫بالقانون‪ ،‬بل وتطبيق‪ ،:‬ويعتبر التزام من التزامات الدولة‪ ،‬وحق من حقوق المواطن‪.‬‬

‫وتبعا لذلب‪ ،‬فمهما توفرت طرق و تور للنشتر القانوني‪ ،‬فال يتحقق الولوج إلا القانون‬
‫بشتكل رستمي‪ ،‬إال بتحقق نشتر النصتوص القانونية في الجريدة الرستمية‪ ،‬كوستيلة وآلية تشتكل‬
‫مدخالً أساسيا ً إلمكانية العلم ب‪.:‬‬

‫ويحظا نشتتتر القانون بأهمية قصتتتوب‪ ،‬كون نشتتتر القانون هو عماد تطبيق‪ ،:‬فالقوانين‬
‫الغير منشتورة في الجريدة الرستمية‪ ،‬ال تنفذ‪ ،‬أي أن العبرة في تطبيق القوانين والعمل بها هي‬
‫بنشرها في الجريدة الرسمية‪ ،‬وبتاريت ذلب النشر من حيض او ل‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وقد أكد المشتترع الدستتتوري المغربي لستتنة ‪ ،2011‬علا أهمية ذلب النشتتر‪ ،‬ورستتخ‪:‬‬
‫كمبدأ قانوني ملزم‪ ،‬وذلب من خالل المادة ‪ 6‬من الدستتتتور التي جاء فيها اتعتبر دستتتتورية‬
‫القواعد القانونية‪ ،‬وتراتبيتها‪ ،‬ووجوب نشرها‪ ،‬مبادئ ملزمةا‪.‬‬

‫وهو النشتر الذي يتم في النشترة العامة للجريدة الرستمية خا تة‪ ،‬التي تصتدرها مديرية‬
‫المطبعتة الرستتتتميتة‪ 1،‬بشتتتتكتل دوري منتظم‪ 2،‬بجتانتب أربع‪ 3‬نشتتتترات أستتتتتاستتتتيتة أخرب‬
‫متبقية‪4،‬فالنشتترة العامة للجريدة الرستتمية‪ ،‬تتضتتمن وتدرج فيها جميع النصتتوص التشتتريعية‬
‫والتنظيمية الموضتتتوعة باللغة العربية‪ 5،‬وكذا جميع المقررات والوثائق القانونية التي تفرض‬
‫النصتوص القانونية العمل نشرها بالجريدة الرسمية‪ ،‬من قبيل بعا التقارير السنوية الصادرة‬
‫عن الهي ات والمؤستستات الدستتورية‪ ،‬كمؤستستة الوستيط‪ ،‬والمجلا االقتصتادي واالجتماعي‬
‫والبي ي‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫وتتوفر النشترة العامة للجريدة الرستمية‪ ،‬تستهيال للتعرف علا محتوياتها‪ ،‬علا فهرس‪،‬‬
‫ينقستتم إلا نصتتوص عامة‪ ،‬ونصتتوص خا تتة‪ ،‬تتبعها نصتتوص موظفي اإلدارات العمومية‪،‬‬
‫وقرارات المحكمة الدستتتورية (المجلا الدستتتوري ستتابقاً)‪ ،‬ثم بعا القرارات أو اإلعالنات‬
‫والبالغات الصادرة عن هي ات دستورية أو مؤسسات عمومية‪.‬‬
‫وتوجد النشتترة العامة للجريدة الرستتمية‪ ،‬بصتتيغتين‪ ،‬اوولا ورقية والثانية شتتب‪ :‬رقمية‪،‬‬
‫وتعتبر مبادرة رقمنة أعداد النشتتترة العامة من الجريدة الرستتتمية‪ ،‬مجهودا ً ضتتتخما ً يحستتتب‬
‫للذاكرة القانونية المغربية‪ ،‬حيض أن‪ :‬تم العمل علا رقمنة أعدادها الصتتادرة منذ ستتنة ‪،1913‬‬
‫تتدور أول جريدة رستتمية تح مستتتوب الجريدة الرستتمية للدولة المغربية الشتتريفة‬ ‫أي منذ‬
‫المحمية‪ ،‬بتاريت ‪ 1‬فبراير ‪.1913‬‬

‫‪ -1‬حيتض جتاء في المتادة ‪ 5‬من المرستتتتوم المنظم اومتانتة العتامتة للحكومتة‪ ،‬بتأنت‪ :‬ا تتولا متديريتة المطبعتة الرستتتتميتة مهمتة طبع الجريتدة‬
‫الرسمية للمملكة وتنفيذ جميع أعمال الطبع لحساب اإلدارات العموميةا‪.‬‬
‫‪ - 2‬وذلب يومي اإلثنين والخميا من كل أستبوع‪ ،‬الفصتل اوول من قرار اومين العام للحكومة رقم ‪ 37.80‬بتاريت ‪ 6‬ذي الحجة ‪1400‬‬
‫(‪ 16‬أكتوبر ‪ )1980‬يتعلق بتحديد الفترات الدورية لصدور نشرات الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ -3‬وهي نشتترة اإلعالنات القانونية والقضتتائية‪ ،‬ونشتترة إعالنات التحفيظ العقاري‪ ،‬ونشتترة الترجمة الرستتمية‪( ،‬مرستتوم رقم ‪2.80.52‬‬
‫بتاريت ‪ 6‬ذي الحجة ‪ 16( 1400‬أكتوبر ‪ )1980‬يتعلق بنشرات الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ -4‬ذلب أن‪ :‬كان هناك نشترتين أخرتين كانتا تدران في الجريدة الرستمية‪ ،‬وهما نشترة مداوالت مجلا النواب‪ ،‬ونشترة مداوالت مجلا‬
‫المستتشتارين‪ ،‬توقفتا عن الصتدور‪ ،‬تفعيال للفصتل ‪ 68‬من الدستتور الذي ينص علا إحدار جريدة رستمية للبرلمان‪ ،‬وستنتحدر في هذو‬
‫النقطة بالتفصيل بعدو ‪.‬‬
‫‪ -5‬ذلب أن النشترة الرستمية هي نشترة باللغة العربية‪ ،‬باعتبارها اللغة الرستمية للمملكة المغربية‪ ،‬والنصتوص التي تكون بلغة غير اللغة‬
‫العربية يمكن العمل علا ترجمتها ونشرها بنشرة الترجمة الرسمية التي تصدر يومي الخميا اوول والثالض من كل شهر‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وانستتجاما ً مع اوهمية الكبرب التي أوالها المشتترع الدستتتوري المغربي‪ ،‬في تصتتدير‬
‫دستتتتور ‪ 1،2011‬لالتفاقيات الدولية‪ ،‬حيض جعلها تستتتمو علا القوانين الوطنية‪ ،‬فقد تم العمل‬
‫‪2‬‬
‫مؤخرا ً علا إخراج نشرة خا ة مستقلة‪ ،‬تتعلق باالتفاقيات والمعاهدات الدولية‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬أثر رقمنة الجريدة الرسمية على تحقيق جودة الولوج إلى القانون‬

‫إن رقمنة الجريدة الرستمية يستاهم بحق في تحقيق العلم بالقانون‪ ،‬بما يحقق الولوج إلي‪،:‬‬
‫وهو أمر غتايتة في اوهميتة بتالنستتتتبتة لكتافتة المختاطبين بت‪ ،:‬وأثر تلتب الرقمنتة ال يقع عنتد هتذا‬
‫المستتوب فحستب‪ ،‬بل يتعاظم أثرها حتا يصتل إلا تحقيق جودة العلم بالقانون‪ ،‬والجودة التي‬
‫نقصتتدها هنا تكمن في إمكانية الفاعلين في تطبيق القانون خا تتة الو تتول إلا النصتتوص‬
‫يغتها في الجريدة الرسمية‪ ،‬ومن غير أن‬ ‫القانونية من مصادرها او لية‪ ،‬كما هي منشورة‬
‫يكون قد لحقها أي تغيير في بنيتها جراء نقل أو نستتتتت محتواها إلا حامل ورقي أو الكتروني‬
‫آخر‪.‬‬

‫وقتد يتبتادر للتذهن‪ ،‬أن هتذو المستتتتألتة عتاديتة وكتانت متحققتة ستتتتابقتاً‪ ،‬بتاعتبتار أن إمكتانيتة‬
‫الوقوف علا الجريدة الرسمية كان متاحة حتا قبل رقمنة أعدادها‪ ،‬من خالل الحصول علا‬
‫تتتتيغتهتا الورقيتة‪ ،‬وهو دفع منطقي معقول‪ ،‬ولكنت‪ :‬مردود عليت‪ ،:‬ذلتب أن‬ ‫أعتداد الجريتدة في‬
‫واقع الو تول واإلطالع علا تلب الجرائد ورقيا ً كان يعرف الكثير من الصتعوبات والمشتاكل‬
‫العملية‪ ،‬فقد كان لزاما ً علا مختلع اإلدارات والمؤستستات العمومية والمحاكم‪ ،‬والمهنيين من‬
‫محتامين وغيرهم‪ ،‬وأكتاديميين‪ ،‬ورجتال القتانون بصتتتتفتة عتامتة‪ ،‬في حتالتة الو تتتتول إلا تلتب‬
‫عوبات‪،‬‬ ‫الجرائد‪ ،‬القيام بحفظ أعدادها وأرشفتها‪ ،‬وكثيرا ً إن لم يكن دائما ً تعرف هذو المسألة‬
‫تجعتل من عمليتة الحفظ تلتب ال تتم‪ ،‬وإن تمت فهي ال تتم بتانتظتام‪ ،‬وإن تمت بتانتظتام فتإن تلتب‬
‫اوعداد الورقية غالبا ً ما كان تتعرض للضتتياع واالندثار‪ ،‬كما أن‪ :‬يستتتحيل علا أية إدارة أو‬

‫‪ -1‬حيض جاء في البند التاستتتع واوخير من الفقرة الرابعة من تصتتتدير الدستتتتور ما يلي اجعل االتفاقيات الدولية‪ ،‬كما تتتادق عليها‬
‫المغرب‪ ،‬وفي نطاق أحكام الدستور‪ ،‬وقوانين المملكة‪ ،‬وهويتها الوطنية الراسخة‪ ،‬تسمو‪ ،‬فور نشرها‪ ،‬علا التشريعات الوطنية‪ ،‬والعمل‬
‫علا مالءمة هذو التشريعات‪ ،‬مع ما تتطلب‪ :‬تلب المصادقةا‪.‬‬
‫‪ -2‬وقد أضيف سنة ‪ 2018‬نشرة االتفاقيات الدولية بمقتضا المرسوم رقم ‪ 2.18.576‬بتاريت فاتن ذي الحجة ‪ 13( 1439‬أغسطا‬
‫‪ ،)2018‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6703‬بتاريت ‪ 15‬من ذي الحجة ‪ 27( 1439‬أغسطا ‪.)2018‬‬

‫‪92‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تعبة‪ ،‬ولو فقط بالنستبة للقوانين‬ ‫مكتب حفظ أرشتيع الجريدة الرستمية كامالً فهذو مستألة جد‬
‫اوكثر استعماالً‪.‬‬

‫ومن‪ :‬فقد كان الفاعلين في تطبيق القوانين خا تة‪ ،‬يجدون مشتاكل جمة في الوقوف علا‬
‫تيغتها في الجريدة الرستمية‪ ،‬وكانوا‬ ‫تادرة‬ ‫الصتيغة او تلية للنصتوص القانونية كما هي‬
‫يعتمتدون علا متا يتم توفيرو من نصتتتتوص في شتتتتكتل كتيبتات ومطبوعتات من قبتل المطتابع‬
‫والشتتتتركات المتخصتتتتصتتتتة في الطبتاعة‪ ،‬مع ما كان تعرف‪ :‬هذو اوخيرة من أخطاء ماديتة‬
‫ومطبعية جستتتتيمة‪ ،‬من قبيل تغيير في ترتيب الفقرات وحذف بعا الكلمات أو اوستتتتطر أو‬
‫الفصتتتتول الكتاملتة‪ ،‬ولطتالمتا فوجم المهنيين داختل قتاعتات المحتاكم وهم بصتتتتدد االستتتتتتدالل‬
‫تحيحة‪ ،‬وأن التفستير والبناء التي اعتمدوا‬ ‫تيغة هذو اوخيرة ليست‬ ‫بنصتوص قانونية‪ ،‬أن‬
‫تتتتيغتها‬ ‫علي‪ :‬في تناولهم للقضتتتتايا والملفات ذهب في اتجاو ال تقول ب‪ :‬تلب النصتتتتوص في‬
‫او تتتلية كما هي واردة في الجريدة الرستتتمية‪ ،‬ولمعالجة هذو اإلشتتتكالية دائما كان ويارة‬
‫العدل خا تتة تجد نفستتها مضتتطرة إلخراج مذكرات تحض الستتادة الموظفين والقضتتاة علا‬
‫اعتمتاد النصتتتتوص القتانونيتة من الجريدة الرستتتتميتة‪ ،‬أو من دالئل النصتتتتوص القانونية التي‬
‫تصدرها الويارة‪.‬‬

‫ومنت‪ ،:‬فإن رقمنتة الجريدة الرستتتتميتة اليوم‪ ،‬أ تتتتبن يمكن من البحتض في أعداد الجريدة‬
‫الرستمية الصتادرة منذ ستنة ‪ 1913‬وإلا حين‪ ،:‬ستواء في أعداد النشترة العامة باللغة العربية‪،‬‬
‫أو في أعتداد نشتتتترة الترجمتة الرستتتتميتة‪ ،‬أو في غيرهمتا من النشتتتترات التي جرب رقمنتهتا‬
‫مؤخراً‪ 1،‬هو ما مكن المتخصتصتين في مجال القانون أوال من فر تة جد قيمة لإلطالع علا‬
‫النص القتانوني‪ ،‬بتل ومن جودة ذلتب اإلطالع والولوج وتحقق العلم‪ ،‬حيتض يتحقق لهم التثبت‬
‫من تحتها ومصتداقيتها‪ ،‬وذلب بالوقوف علا أ تولها كما هي تادرة تورتها في الجريدة‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫‪ -1‬حيض أن‪ :‬جرب العمل علا ترقيم كل من النشرات اآلتية‬


‫‪ -‬نشرة االتفاقيات الدولية والمعاهداتب‬
‫‪ -‬نشرة إعالنات التحفيظ العقاريب‬
‫‪ -‬نشرة اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ثالثا‪ :‬إشكالية الحجية القانونية للجريدة الرسمية الرقمية‬

‫تطرل مستألة رقمنة الجريدة الرستمية إشتكالية أستاستية‪ ،‬تتعلق بمدب اكتستاب تلب الصتيغة‬
‫الرقمية للحجية القانونية في العمل بها‪ ،‬وتبعا لذلب فإن دراستتتتة أ تتتتل هذو اإلشتتتتكالية (أ)‪،‬‬
‫يقتضتتتتي محتاولتة معتالجتهتا‪ ،‬والستتتتيمتا في اتجتاو إيجتاد الحلول والمتطلبتات الكفيلتة بعزيز تلتب‬
‫الحجية القانونية (ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬أصل إشكالية الحجية القانونية للجريدة الرسمية الرقمية‪:‬‬

‫إذا كان الوستتتائل التكنولوجية الحديثة مكن من رقمنة الجريدة الرستتتمية‪ ،‬وإذا كان‬
‫تلب الرقمنة تمكن من ضتمان سترعة واتستاع نطاق العلم بالقانون‪ ،‬فإن الشتق الثاني في الولوج‬
‫إلا القانون هو إمكانية تطبيق‪ ،:‬فهل يمكن االعتداد بالصتتتتيغة الرقمية من الجريدة الرستتتتمية‬
‫للمملكتة‪ ،‬للقول بتطبيق القتانون ؟ أو بتعبير آخر متا هي الحجيتة القتانونيتة للصتتتتيغتة الرقميتة أو‬
‫اإللكترونية للجريدة الرسمية؟‬

‫ذلب أن تلب الحجية قد تطرل بعا اإلشتتتكاالت ضتتتمن بعا الحاالت‪،‬فبستتتبب الوق‬
‫التذي قتد يتطلبت‪ :‬و تتتتول الجريتدة الرستتتتميتة الورقيتة إلا بعا المنتاطق أو المتدن أو القرب‪،‬‬
‫وضتتتمن الحاالت التي تنشتتتر في الجريدة نصتتتوص تشتتتريعية أو تنظيمية تدخل حيز التنفيذ‬
‫مباشتترة بصتتدورها‪ ،‬وتتضتتمن إعفاءات أو فرض ضتترائب أو تقيم مراكز قانونية جديدة‪ ،‬أو‬
‫تضتتع آجال منشتتأة أو مستتقطة لحقوق أو مستتاطر‪ ،‬أو غيرها من المقتضتتيات القانونية‪ ،‬فهل‬
‫ستتتتنفذ من قبل الفاعلين في تطبيق القانون بمجرد اإلطالع علا الصتتتيغة الرقمية للجريدة أو‬
‫يتعين االنتظار لحين تدور النستخة الورقية‪ ،‬وإذا طبق في حين‪ :‬وتم ستحب النستخة الرقمية‪،‬‬
‫ما مصتتتير التصتتترفات التي قام بها الجهات الفاعلة في تطبيق القانون ؟ وحتا دون وقوع‬
‫هذو المشتاكل‪ ،‬فإن االستتناد علا الصتيغة الرقمية للجريدة الرستمية‪ ،‬البد ل‪ :‬من أستاس قانوني‪،‬‬
‫يعطي الحجية القانونية للعمل بتلب الصيغة الرقمية وتفعيلها‪.‬‬

‫وبالرجوع إلا المنظومة القانونية المغربية‪ ،‬نجد أن المشتتتترع المغربي لم يضتتتتع نص‬
‫قانوني خاص يحدد الوضتعية القانونية للصتيغة الرقمية من الجريدة الرستمية‪ ،‬بل إن النصتين‬

‫‪94‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تتدورها‪ 1،‬لم يتناوال تلب الصتتيغة بالذكر وال‬ ‫المنظمين لنشتترات الجريدة الرستتمية وفترات‬
‫التنظيم‪.‬‬

‫وبالبحتض ضتتتتمن باقي نصتتتتوص المنظومة القتانونيتة المغربيتة‪ ،‬عن مقتضتتتتيات يمكن‬
‫اإلستتعانة بها لتلما تأ تيل قانوني يضتمن التغطية القانونية إلكستاب الصتيغة الرقمية للجريدة‬
‫الرستتتتميتة حجيتة قتانونيتة‪ ،‬وبتالوقوف علا القتانون رقم ‪ 53.08‬المتعلق بتالتبتادل اإللكتروني‬
‫للمعطيات القانونية‪ 2،‬المعدل لمقتضتتيات وفصتتول ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬والستتيما فرع‬
‫ااإلثبتات بتالكتتابتةا‪3،‬نجتد أن هتذا اوخير أعطا للوثيقتة اإللكترونيتة حجيتة قتانونيتة كتاملتة في‬
‫اإلثبات‪ ،‬شتأنها في ذلب شتأن المحرر الورقي‪ ،‬وذلب إذا ما توفرت علا شتروط محددة‪ ،‬حيض‬
‫رستتتخ مقتضتتتيات المادة ‪ 417-1‬مبدأ التستتتاوي في الحجية القانونية بين المحرر الورقي‬
‫والرقمي‪،‬فنصتتتت علا أنت‪ :‬اتتمتع الوثيقتة المحررة علا دعتامتة إلكترونيتة بنفا قوة اإلثبتات‬
‫المتادة المتذكورة إقرارهتا‬ ‫التي تتمتع بهتا الوثيقتة المحررة علا الورقا‪ ،‬وتبعتا لتذلتب اقرنت‬
‫بمبدأ التستتتاوي في الحجية القانونية بشتتترط إمكانية التعرف علا جهة المصتتتدرة للوثيقة وأن‬
‫تكون معدة ومحفوظة بوا تتتفات تضتتتتمن تماميتها‪ ،‬حيض جاء في الفقرة الثانية منها اتقبل‬
‫الوثيقة المحررة بشتتكل إلكتروني لإلثبات‪ ،‬شتتأنها في ذلب شتتأن الوثيقة المحرر علا الورق‪،‬‬
‫تتدرت عن‪ :‬وأن‬ ‫شتتريطة أن يكون باإلمكان التعرف‪ ،‬بصتتفة قانونية‪ ،‬علا الشتتخص الذي‬
‫تكون معدة ومحفوظة وفق شروط من شأنها ضمان تماميتهاا‪.‬‬

‫وتبعا لذلب‪ ،‬فإن تيغة رقمنة الجريدة الرستمية‪ ،‬يمكن اعتبارها تدخل ضتمن المبدأ العام‬
‫الذي أقرت‪ :‬المادة ‪ 1-417‬في فقرتها اوولا‪ ،‬والقاضتي بتستاوي الحجية القانونية بين المحرر‬
‫الورقي والرقمي‪ ،‬كما أن تلب الصتتيغة تستتتجيب للشتتروط الواردة في الفقرة الثانية من المادة‬

‫‪ -1‬وهما‬
‫‪ -‬المرستتتتوم ‪ 2.80.52‬بتتاريت ‪ 6‬ذي الحجتة ‪ 16( 1400‬أكتوبر ‪ )1980‬يتعلق بنشتتتترات الجريتدة الرستتتتميتة‪ ،‬كمتا تم تغييرو وتتميمت‪:‬‬
‫بالمرستتتوم رقم ‪ 2.18.576‬بتاريت فتال ذي الحجة ‪ 13( 1439‬أغستتتطا ‪ ،)2018‬الجريدة الرستتتمية عدد ‪ ،6703‬بتاريت ‪ 15‬من ذي‬
‫الحجة ‪ 27( 1439‬أغسطا ‪)2018‬ب‬
‫‪ -‬قرار اومين العام للحكومة رقم ‪ 3693.18‬تادر في ‪ 22‬من محرم ‪ 2( 1440‬أكتوبر ‪ )2020‬يتعلق بتحديد الفترات الدورية لصتدور‬
‫نشرات الجريدة الرسمية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 22 – 6722‬سفر ‪( 1440‬فاتن نوفمبر ‪)2018‬ب‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات اإللكترونية‪ ،‬الصتتدر بتنفيذو الظهير الشتتريع رقم ‪ 1.07.129‬تتادر في‬
‫‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ ،)2007‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 25 – 5584‬ذو القعدة ‪ 6( 1428‬ديسمبر ‪ ،)2007‬ص ‪.3880‬‬
‫‪ -3‬الفرع الثاني المعنون باإلثبات بالكتابة‪ ،‬من الباب اوول المستما باوحكام العامة‪ ،‬من القستم الستابع المعنون بإثبات اإللتزامات وإثبات‬
‫البراءة منها‪ ،‬من الكتاب اوول الموسوم بااللتزامات بوج‪ :‬عام‪ ،‬من قانون اإللتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫تتيغة تضتتمن التعرف علا الجهة المصتتدرة للمحرر‪ ،‬باعتبار أن النشتتر يتم‬ ‫‪ ،1-417‬فهي‬
‫حصتتتتريتا ً علا الموقع االلكتروني لامتانتة العتامتة للحكومتة‪ ،‬كمتا أن النشتتتتر يتم وفق نموذج‬
‫تصتتفيع وشتتكلية أعمدة وفهرستت الجريدة الرستتمية للمملكة المغربية التي تحتفظ بعالمتها‬
‫الخا ة المودعة والمسجلة حصرا ً لامانة العامة للحكومة‪.‬‬

‫ومن حيض شتروط الحفظ‪ ،‬فإن الصتيغة المعمول بها في رقمنة الجريدة الرستمية‪ ،‬ال تنشتأ‬
‫محرر رقمي يستتغني عن المحرر الورقي‪ ،‬وإنما هي فقط مستن ضتوئي يضتمن نقل المحتوب‬
‫المادي إلا الصتتيغة الرقمية‪ ،‬مع بقاء هذا او تتل المادي محفوظا ضتتمن اورشتتيع الورقي‬
‫للجريدة الرستتمي الذي تمستتب مديرية المطبعة الرستتمية‪ ،‬وكذا ضتتمن قاعدة البيانات ومحرك‬
‫البحض اإللكتروني للجريدة الرستتتمية الذي يوفرو الموقع اإللكتروني الرستتتمي لامانة العامة‬
‫للحكومة‪ ،‬حيض يتضتتمن قاعدة بيانات مختلع أعداد الجريدة الرستتمية‪ ،‬ضتتمن النشتترة العامة‬
‫باللغة العربية‪ ،‬ونشرة الترجمة الرسمية منذ سنة ‪ 1912‬وإلا اليوم‪.‬‬

‫إمكانية التعرف علا الوثيقة متحققة‪ ،‬كما أن كيفية وشروط الحفظ‬ ‫ومن‪ ،:‬وما دام‬
‫متحققة‪ ،‬فإن هذا يجعل من الصيغة الرقمية للجريدة الرسمية تامة من حيض او ل‪ ،‬إال أن‬
‫مقتضيات المادة ‪13-417‬التي تحدث عن مبدأ الوثوقية في المحرر‪ ،‬والذي يجعل من التوقيع‬
‫اإللكتروني المؤمن كضمان لتلب الوثوقية‪ ،‬ويسمن بالتأكد من هوية مصدر الوثيقة ومن سالمة‬
‫مضمونها‪ ،‬والحقيقة أن هذو المسألة تتطلب منا وقفة متأنية‪ ،‬وتحيلنا علا بعا الفرضيات‬
‫والهواجا التي يمكن أن تطرل بخصوص الصيغة الرقمية للجريدة الرسمية‪ ،‬وإمكانية‬
‫تعرضها للمخاطر الرقمية المعا رة‪ ،‬وخا ة المتعلقة بالقر نة والهجمات اإللكترونية‪ ،‬التي‬
‫قد تستهدف محتوب تلب الجريدة‪ ،‬وتحاول تغيير بنيتها أو تعييبها أو إتالفها‪ ،‬فهل الصيغة‬
‫الرقمية للجريدة الرسمية تحتاج إلا تفعيل مبدأ الوثوقية بما يجعلنا تحتاج إلا التوقيع‬
‫اإللكتروني المؤمن ؟‬

‫‪ -1‬ينص الفصتتل ‪ 3-417‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬كما تم تغييرو وتتميم‪ ،:‬علا ما يلي ايفترض الوثوق في الوستتيلة المستتتعملة‬
‫في التوقيع اإللكتروني‪ ،‬عنتدما تتين استتتتتختدام توقيع الكتروني مؤمن إلا أن يثبت ما يختالع ذلب‪ .‬يعتبر التوقيع اإللكتروني مؤمنتا إذا تم‬
‫إنشاؤو وكان هوية الموقع مؤكدة‬

‫‪96‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫يغة رقمنة الجريدة‬ ‫الحقيقة‪ ،‬يمكن الحديض عن هذو الفرضية في حالة ما إذا كان‬
‫الرسمية‪ ،‬تقوم علا تعب ة وتحرير و ناعة ذلب المحتوب رقمياً‪ ،‬وأن يظل هذا المحتوب‬
‫الرقمي هو او ل في االعتداد بالجريدة‪ ،‬وهو عماد حفظها وتمامها‪ ،‬فهنا نكون في حاجة‬
‫ضرورية إلا التوقيع اإللكتروني للتأكد المستمر من سالمتها‪ ،‬والتحقق منها‪ ،‬وإمكانية القول‬
‫بوثوقيتها من عدم‪ ،:‬أما الصيغة المعمول ب‪ :‬والتي تقوم كما سبق وأشرنا علا مجرد نقل‬
‫يغة‬ ‫المحتوب المادي للجريدة الورقية الذي يعتبر او ل‪ ،‬ومسح‪ :‬ضوئيا ً وتحويل‪ :‬إلا‬
‫رقمية‪ ،‬ففي اعتقادنا ال تحتاج هذو الصيغة إلا إعمال التوقيع اإللكتروني‪ ،‬فإمكانية تغيير بنيتها‬
‫عبة التحقق‪ ،‬وحتا في حالة تحققها فإن او ل الورقي يبقا محفوظا ويمكن الرجوع إليها‬
‫كلما اقتض الضرورة‪ ،‬والعمل ب‪ ،:‬وإعادة تحويل‪ :‬إلا الصيغة الرقمية‪ ،‬بل يمكن اعتبارها هو‬
‫او ل في االعتداد واالحتجاج بالنصوص القانونية‪.‬‬
‫ب‪ -‬متطلبات تعزيز الحجية القانونية للجريدة الرسمية الرقمية‪:‬‬
‫إال‪ ،‬أن‪ :‬إمعانا في تقوية الحجية القانونية للجريدة الرسمية اإللكترونية للمملكة المغربية‪،‬‬
‫فإن‪ :‬ال ضير من العمل علا تفعيل مبدأ الوثوقية وتذييل الصيغة الرقمية للجريدة الرسمية‬
‫بالتوقيع اإللكتروني المؤمن‪ ،‬ولتفعيل هذو المسألة فإن المشرع المغربي أوكل بمقتضا القانون‬
‫رقم ‪ 129.06‬المغير والمتمم للقانون رقم ‪ 24.96‬المتعلق بالبريد والموا الت‪ 2،‬إلا الوكالة‬
‫الوطنية لتقنين الموا الت مهمة اعتماد ومراقبة المصادقة اإللكترونية من خالل الترخيص‬
‫لمقدمي هذو الخدمات‪ ،‬وقد تم بالفعل الترخيص وول مقدم لهذو الخدمة أال وهو مؤسسة بريد‬
‫المغرب بمقتضا قرار لمدير الوكالة الوطنية لتقنين الموا الت رقم ‪ 02.11‬بتاريت ‪ 6‬أبريل‬
‫‪ ،2011‬بعد ذلب أسندت مهمة السلطة الوطنية العتماد ومراقبة المصادقة اإللكترونية إلا إدارة‬
‫الدفاع الوطني طبقا للمرسوم رقم ‪ 2.11.509‬المتعلق بإحدار المديرية العامة ومن نظم‬
‫‪3‬‬
‫المعلومات‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 29.06‬المغير والمتمم بموجب‪ :‬القانون رقم ‪ 24.96‬المتعلق بالبريد والموا تالت‪ ،‬الصتادر بشتأن تنفيذو الظهير الشتريع‬
‫رقم ‪ 1.07.43‬تتتادر في ‪ 28‬من ربيع اوول ‪ 17( 1428‬أبريل ‪ ،)2007‬الجريدة الرستتتمية عدد ‪ 8 – 5520‬ربيع اآلخر ‪26( 1428‬‬
‫أبريل ‪ ،)2007‬ص ‪.1319‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 24.96‬المتعلق بالبريد والموا تتتالت‪ ،‬الصتتتادر بتنفيذو الظهير الشتتتريع رقم ‪ 1.97.162‬الصتتتادر في ‪ 2‬ربيع اآلخر‬
‫‪ 7( 1418‬أغسطا ‪ ،)1997‬الجريدة الرسمية عدد – ‪ 15‬جمادب اوولا ‪ 18( 1418‬سبتمبر ‪ ،)1997‬ص ‪.3721‬‬
‫‪ -3‬المرستتوم رقم ‪ 2.11.509‬تتادر في ‪ 22‬من شتتوال ‪ 21( 1432‬ستتبتمبر ‪ )2011‬بتتميم المرستتوم ‪ 2.82.673‬الصتتادر في ‪ 28‬من‬
‫ربيع اوول ‪ 13( 1403‬يناير ‪ )1983‬بتنظيم إدارة الدفاع الوطني وإحدار المديرية العامة ومن نظم المعلومات‪ ،‬الجريدة الرستتمية عدد‬
‫‪ 19 – 5987‬ذو القعدة ‪ 17( 1432‬أكتوبر ‪ ،)2011‬ص ‪.5102‬‬

‫‪97‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إشكالية نشر النصول القانونية من قبل الخوال‬

‫إذا كان نشر النصوص التشريعية والتنظيمية في الجريدة الرسمية للمملكة يعتبر عمال‬
‫دستوريا ً وقانونيا ً وسياديا ً تقوم ب‪ :‬الدولة‪ ،‬تبعا لإللزام الدستوري الوارد في الفصل ‪ 6‬من دستور‬
‫‪ 2011‬م‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬فإذا كان نشر النصوص التشريعية والتنظيمية يمر بمسطرة معقدة‪ ،‬تعرف‬
‫محطات للمراقبة والتصحين والتدقيق‪ ،‬ويمكن معها تصحين اوخطاء التي قد تنشر بالجريدة‬
‫الرسمية للمملكة‪ ،‬وتتحمل الدولة مسؤوليتها عن محتوب النص بمجرد نشرو في الجريدة‬
‫الرسمية للمملكة‪.‬‬

‫فإن اإلشكال يقوم عند نشر النصوص القانونية من قبل الخواص‪ ،‬أي من قبل دور النشر‬
‫والمطابع والشركات‪ ،‬بل وبعا المواقع االلكترونية الغير رسمية‪ ،‬فهؤالء يعمدون إلا جعل‬
‫النصوص القانونية مجاال لنشاطهم االتجاريا‪ ،‬وهو أمر وإن كان يساهم بشكل أو بآخر في‬
‫توفير النصوص القانونية وسهولة اإلطالع عليها‪ ،‬إال أن‪ :‬ال يخلو من مخاطر قد تما باومن‬
‫حة محتواها‪،‬‬ ‫القانوني للمواطنين‪ ،‬فالسؤال يطرل حول موثوقية تلب النصوص‪ ،‬ومدب‬
‫ومدب إمكانية االعتماد عليها من قبل الباحثين والمستثمرين والمواطنين‪ ،‬خا ة إذا علمنا‬
‫حساسية النص القانوني‪ ،‬والقيمة القانونية للنقطة والفا لة والحرف والكلمة ضمن بنية النص‬
‫القانونية‪ ،‬ومدب قدرتها علا تغيير نية المشرع من عدمها‪.‬‬

‫للقطيعة مع هذو الممارسة‪ ،‬وجعل نشر النصوص القانونية عمال‬ ‫وربما حان الوق‬
‫رقمنة الجريدة الرسمية للمملكة‪ ،‬وهي متوفرة علا الموقع‬ ‫تحتكرو الدولة‪ ،‬مادام أن‪ :‬تم‬
‫االلكتروني الرسمي لامانة العامة للحكومة‪ ،‬ويسهل الو ول إلا محتوب الجريدة الرسمية‬
‫باللغتين العربية والفرنسية‪.‬‬

‫قديما بعا اإلدارات والويارات ومكاتب المحامين والمهنيين والباحثين‬ ‫فإذا كان‬
‫وغيرهم‪ ،‬تعتمد علا شركات متخصصة في تزويدهم باشتراكات شهرية وسنوية تمكنهم من‬
‫الو ول إلا قاعدة بيانات النصوص القانونية المغربية بصيغة رقمية‪ ،‬فإن هذو النصوص‬
‫اليوم متواجدة بشكل رسمي مجاني‪ ،‬ومن مصدرها كما هي منشورة في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫هذا‪ ،‬وإذا كان ما يضعع االعتماد فقط علا الجريدة الرسمية ‪ ،‬كون النصوص القانونية‬
‫تصدر في هذو اوخيرة علا أ لها دونما تحيينها‪ ،‬خا ة بالنسبة للتعديالت التي تلحق‬
‫النصوص التي سبق نشرها في الجريدة الرسمية‪ ،‬فإن السلطات العمومية المختصة مدعوة‬
‫مضا لبذل مختلع الجهود الحميدة من أجي تبني خطة واضحة لتحيين‬ ‫أكثر من أي و ق‬
‫المنظومة القانونية الوطنية‪ ،‬وتوفيرها بشكل الكتروني مجاني لجميع المواطنين والمخاطبين‬
‫بالقاعدة القانونية‪.‬‬
‫ولعل بالدنا وسلطاتنا العمومية المختصة لديها من الخبرة والقدرة ما تستطيع مع‪ :‬القيام‬
‫بهذا التحدي‪ ،‬خا ة ونحن نعلم أن بالدنا قام من خالل اومانة العامة للحكومة برقمنة أعداد‬
‫النشرة العامة ونشرة الترجمة الرسمية منذ سنة ‪ 1912‬وإلا يومنا هذا‪.‬‬
‫قد ظهرت تفيد الرغبة في القيام بهذا التحدي‪،‬‬ ‫ولعل هناك بعا البوادر التي كان‬
‫والسيما ما يتعلق بااللتزام الواردة ضمن البرنام الحكومي للوالية التاسعة ‪2021-2016‬م‪،‬‬
‫الذي تضمن في محور تأهيل وتجويد المنظومة التشريعية الوطنية واستكمال تنزيل الدستور‪،‬‬
‫التنصيص في بندو اوول علا امراجعة التشريعات القائمة والعمل علا تحيينها وفق مقاربة‬
‫جديدة‪ ،‬من خالل إحدار لجنة عليا لتحيين وتدوين التشريعات‪ ،‬بالتنسيق مع القطاعات المعنية‬
‫بها‪ ،‬وفق برام سنوية ومتعددة السنواتا‪ ،‬وهو المقتضا الذي لم يعرف بعد طريق‪ :‬للتفعيل‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬أنماط نشر مختلفة للنصول والمعلومات القانونية‬

‫إلا جانب نشر النصوص التشريعية والتنظيمية بالجريدة الرسمية للمملكة‪ ،‬والذي هو‬
‫او ل في نشر القانون والعلم ب‪ :‬وتطبيق‪ :‬من حيض او ل‪ ،‬فهناك أنماط أخرب شبيهة أو قريبة‬
‫من نشر القانوني في الجريدة الرسمية ويتعلق اومر بنشر نصوص ذات طبيعة خا ة (أوال)‪،‬‬
‫ثم هناك نشر المعلومة باختالف أنواعها ومصادرها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أنماط نشر قريبة من نشر النصول القانونية في الجريدة الرسمية‬

‫ويتعلق اومر أساسا ً بنشر نصوص الجماعات الترابية الذي يتم في الجريدة الرسمية‬
‫للجماعات الترابية (أ)‪ ،‬كما أن هناك نشر ال يتعلق بالنصوص القانونية وإنما بالمداوالت‬

‫‪99‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫دور تلب النصوص‪ ،‬ويتعلق اومر نشر مداوالت مجلا البرلمان‬ ‫والمناقشات التي تسبق‬
‫بالجريدة الرسمية االلكترونية للبرلمان (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬نشر نصول الجماعات الترابية في الجريدة الرسمية للجماعات الترابية ‪:‬‬
‫وهو النشر الذي يتم في الجريدة الرسمية للجماعات الترابية‪ ،‬التي تم إحداثها سنة ‪،2006‬‬
‫تفعيال للقانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات‪ ،‬الذي ينص في مواده ‪ 32‬و‪ 52‬و‪ 55‬و‪70‬‬
‫على إلزامية نشر ملخصات ومقررات المجالس الجهوية وقرارات التفويض المتخذة من‬
‫طرف رؤسائها وكذا القرارات التنفيذية الصادرة عن عامل العمالة أو اإلقليم مركز الجهة‪،‬‬
‫والذي على أساسه صدر المرسوم رقم ‪ 2.05.688‬المتعلق بإحدار جريدة رسمية للجماعات‬
‫المحلية (الترابية حسب مستجدات دستور ‪.)2011‬‬
‫وطبقا للمرسوم المذكور تصدر الجريدة الرسمية للجماعات الترابية في‬
‫طبعة واحدة باللغة العربية‪ ،‬وتعنى بنشر النصول العامة المتعلقة بالجماعات الترابية‪،‬‬
‫واألعمال الصادرة عنها‪ ،‬وخاصة‪:‬‬
‫‪ .‬األعمال المتخذة من قبل األجهزة المختصة للجماعات الترابية؛‬
‫‪ .‬القرارات الصادرة عن سلطة الوصاية والتي تهم الجماعات الترابية؛‬
‫‪ .‬كل األعمال أو الوثائق التي تفرض النصول التشريعية أو التنظيمية الجاري بها‬
‫العمل نشرها بالجريدة الرسمية للجماعات الترابية‪.‬‬
‫ب‪ -‬نشر مداوالت مجلسي البرلمان في الجريدة الرسمية االلكتروني للبرلمان‪:‬‬
‫وهو النشر الذي يتم حاليا في الجريدة الرسمية االلكترونية للبرلمان‪ ،‬والذي تم إعمال‪:‬‬
‫بمقتضا التنصيص الدستوري الوارد في الفصل ‪ 68‬من الدستور‪،‬حيض جاء في‪ :‬اجلسات‬
‫مجلسي البرلمان عمومية‪ ،‬وينشر محضر مناقشات الجلسات العامة برمت‪ :‬في الجريدة الرسمية‬
‫در من أجل تفعيل الفصل ‪ 68‬المذكور‪ ،‬قرار مشترك لمكتبي مجلا النواب‬ ‫للبرلمانا‪ ،‬وقدر‬
‫ومجلا المستشارين يتعلق بالجريدة الرسمية للبرلمان‪.‬‬
‫وبناء علا القرار المذكور‪ ،‬فإن أعداد الجريدة الرسمية للبرلمان تصدر مرة في منتصع‬
‫كل شهر خالل انعقاد الدورات البرلمانية‪ ،‬ومرة في الشهر خارج تلب الدورات‪ ،‬كما أنها تصدر‬

‫‪100‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫بصيغة الكترونية فقط‪ ،‬وتنشر علا الموقع االلكتروني للبرلمان‪1،‬حيض ال توجد نسخة ورقية‬
‫لهذو الجر يدة‪ ،‬وهو عكا ما كان معموال ب‪ :‬سابقا‪ ،‬عندما كان محاضر الجلسات تصدر في‬
‫نشرتي مجلا النواب ومجلا المستشارين في الجريدة الرسمية للمملكة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلا أن‪ :‬رغم كون التنصيص الدستوري تم سنة ‪ 2011‬إال أن أول عدد‬
‫للجريدة الرسمية للبرلمان لم يصدر إال بعد سنة ‪ ،2015‬وتحديدا ً بتاريت ‪ 23‬أبريل ‪ ،2015‬وقد‬
‫يالحظ تشاب‪ :‬كبير بين شكل الجريدة الرسمية للبرلمان‪ ،‬مع شكل الجريدة الرسمية للمملكة‬
‫المغربية التي تصدرها المطبعة الرسمية‪ ،‬وذلب راجع لكون اومانة العامة للحكومة ومديرية‬
‫المطبعة الرسمية ساهمتا في الترتيبات القانونية واإلدارية والتقنية إلحدار الجريدة الرسمية‬
‫‪2‬‬
‫للبرلمان‪ ،‬وذلب بناءا علا اتفاق بين اومانة العامة للحكومة والبرلمان‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نشر المعلومة القانونية ذات المصدر القيائي‬
‫تعتبر المعلومة القانونية واستتعة المصتتادر‪ ،‬ويمكن اعتبار المعلومة القضتتائية شتتكل من‬
‫أشتتتكال المعلومة القانونية بمفهومها العام‪ ،‬وبالتالي من شتتتأن توفير المعلومة القضتتتائية من‬
‫تحقيق الولوج الواستتع إلا القانون‪ ،‬ويمكن اعتبار المعلومة القانونية ذات المصتتدر القضتتائي‬
‫تتمثل أستتتاستتتا ً في قرارات المحكمة الدستتتتورية (أ)‪ ،‬ثم اوحكام والقرارات المشتتتكلة للعمل‬
‫واالجتهاد القضائي (ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬النشر االلكتروني لقرارات المحكمة الدستورية‪:‬‬

‫عمل المحكمة الدستتورية من خالل موقعها االلكتروني الرستمي‪ 3،‬علا رقمنة مختلع‬
‫القرارات والمقررات المرتبطة بالمادة الدستتورية‪ ،‬ستواء منها المقررات الصتادر عن الغرفة‬

‫‪ -1‬يمكن اإلطالع عليها‪ ،‬علا الرابط اآلتي‬


‫‪http://www.chambredesrepresentants.ma/sites/default/files/bulletins_officiels/b.o-cdr-1-23042015.pdf‬‬
‫‪ -2‬وهو ما جاء منصتتتتوص علي‪ :‬في البناءات الواردة في مطلع القرار المشتتتتترك بين مكتبي مجلستتتتي النواب والبرلمان حول الجريدة‬
‫الرسمية للبرلمان‪ ،‬كما تم اإلشارة إلا هذو المسألة ضمن حصيلة عمل اومانة العامة للحكومة ضمن الوالية التشريعية التاسعة ‪2012‬‬
‫– ‪ ،2016‬ومما جاء في هذو اوخيرة اوواكب اومانة العامة للحكومة اوعمال التي بوشتترت لبلورة هذا المشتتروع‪ ،‬إذ ستتاهم في‬
‫تأهيل المصتالن المختصتة للمجلستين وعقدت لهذا الغرض منذ ‪ 16‬يناير ‪ ،2015‬اجتماعات تحضتيرية مكثفة تلتها دورات تكوينية بمقر‬
‫المطبعة الرستتمية لفائدة مهندستتين وتقنيين يزاولون مهامهم بالبرلمان من اجل تعريفهم بآليات اإلنتاج الرقميا‪ .‬اومانة العامة للحكومة‪،‬‬
‫حصتتيلة نشتتاط اومانة العامة للحكومة خالل الوالية التشتتريعية التاستتعة وآفاق عملها‪ ،‬ص ‪ .41‬اطلع علا نستتختها الرقمية بتاريت ‪11‬‬
‫نونبر ‪ ،2020‬علا الموقع اإللكتروني الرسمي لامانة العامة للحكومة‪ ،‬علا الرابط اآلتي‬
‫‪http://www.sgg.gov.ma/Portals/1/actualite/hassila2012-2016.pdf?ver=2017-10-10-110842-883‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-https://www.cour-constitutionnelle.ma /‬‬

‫‪101‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الدستتورية أو القرارات الصتادرة عن المجلا الدستتوري ستابقاً‪ ،‬وكذا القرارات الصتادر عن‬
‫المحكمة الدستورية حالياً‪.‬‬

‫فباإلضتافة إلا نشتر تلب القرارات في النشترة العامة للجريدة الرستمية للمملكة‪ ،‬كإجراء‬
‫قانوني ملزم‪ ،‬ورغم رقمنة أعداد النشترة العامة للجريدة الرستمية كما ستبق واطلعنا‪ ،‬والتي يتم‬
‫فيها نشتر قرارات المحكمة الدستتورية ضتمن أعمدتها‪ ،‬فإن المحكمة الدستتورية لم تكتفي بهذا‬
‫النشتتر القانوني الممكن و تتف‪ :‬بالكالستتيكي‪ ،‬وإنما عمدت إلا جمع ورقمنة مختلع القرارات‬
‫الدستورية ووفرتها بشكل رقمي يسهل الو ول إليها واالطالع علا محتواها‪.‬‬

‫ويتوفر الموقع االلكتروني للمحكمتة التدستتتتتوريتة علا محرك بحتض متطور يمكن من‬
‫البحض وفق مجموعة من المعايير‪ ،‬وذلب بحستب ماذا إذا كان المقرر أو القرار يرتبط بالغرفة‬
‫الدستتورية أو بالمجلا الدستتوري أو بالمحكمة الدستتورية‪ ،‬وكذا بحستب الستنة ورقم القرار‪،‬‬
‫وكذا بحستب الموضتوع بحيض ما إذا كان يتعلق بالمراقبة الدستتورية أو بالمنايعات االنتخابية‬
‫أو بغيرها من المواضيع المتعلقة باختصا ات المحكمة‪.‬‬

‫ويعتبر نشتتتر قرارات المحكمة الدستتتتورية خطوة هامة في تحقيق الولوج الواستتتع إلا‬
‫القانون‪ ،‬ويعين الستتتلطات ومختلع الفاعلين والباحثين في مجال القانون والقضتتتاء‪ ،‬ومختلع‬
‫المواطنين‪ ،‬من اإلطالع علا هذو القرارات واالستتتت ناس بها‪ ،‬واعتمادها في مختلع مجاالت‬
‫العمل والحياة القانونية‪ ،‬خا تتتتة ما يتعلق بالقرارات المرتبطة بالمطابقة الدستتتتتورية‪ ،‬والتي‬
‫علا أستاستها تعرف النصتوص القانونية طريقها لإل تدار والنشتر والتطبيق‪ ،‬وكذا القرارات‬
‫المرتبطة بالمجال االنتخابي باعتبار تهم الحياة العامة للمواطنين‪ ،‬وغيرها من المجاالت‪.‬‬

‫ب‪ -‬النشر االلكتروني للعمل واالجتهاد القيائي للمحاكم‪:‬‬


‫ظل نشتر العمل القضتائي لفترة طويلة يتم بطرق كالستيكية‪ ،‬بحيض لم يؤخذ طابع رستمي‬
‫منتظم‪ ،‬فنشتتتر العمل القضتتتائي بمختلع أنواع‪ :‬ودرجات‪ ،:‬ستتتواء أوامر أو أحكام أو قرارات‬
‫تتادرة عن محاكم االستتت ناف أو محكمة النقا‪ ،‬ال يعتبر ملزما ً من الناحية القانونية‪ ،‬إال أن‪:‬‬
‫كان هناك مجموعة من المبادرات المتمثلة في إ تتدار مجالت علمية متخصتتصتتة في نشتتر‬

‫‪102‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تتادرة عن جهات رستتمية مثل المعهد العالي للقضتتاء‪ ،‬أو‬ ‫العمل القضتتائي‪ ،‬ستتواء مجالت‬
‫محكمة النقا (المجلا اوعلا سابقا)‪.‬‬

‫وتبعتا لتذلتب فهو نشتتتتر لطتالمتا تم من قبتل بعا المجالت التي كتان يصتتتتدرهتا المجلا‬
‫اوعلا ستتتتابقتا ً كمجلتة اقضتتتتاء المجلا اوعلاا ومجلتة انشتتتترة المجلا اوعلاا ومجلتة‬
‫ااوحكام الصتتادر عن مجلا االستتت ناف الشتترعي اوعلاا وهو ما استتتمرت علي‪ :‬محكمة‬
‫النقا حاليا ً حيض تصتتدر بعا المجالت مثل مجلة ادفاتر محكمة النقاا‪ ،‬وكذا استتتمرت‬
‫محكمة النقا علا عمل المجلا اوعلا ستتتابقا ً في إ تتتدار أهم االجتهادات القضتتتائية في‬
‫تقريرها الستتتنوي‪ ،‬وإلا جانب هذا النشتتتر الذي يتم من قبل محكمة النقا‪ ،‬فإن ويارة العدل‬
‫لطالما عمل علا إ تدار مجالت قانونية متخصتصتة تعمل فيها علا نشتر العمل القضتائي‪،‬‬
‫مثل مجلة االقضتاء والقانونا‪ ،‬ومجلة االمحاكم اإلداريةا‪ ،‬ومجلة اقضتاء اوسترةا وغيرها‪،‬‬
‫باإلضتتافة إلا ما يوجد في الستتوق من مجالت متخصتتصتتة في المجال القانوني والقضتتائي‬
‫تخصص حيزا هاما أو أعدادا ً كاملة لنشر العمل أو اإلجتهادات القضائية‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فقد كان شتتكل هذا النشتتر انتقائي غير شتتامل لمختلع اوحكام والقرارات‪ ،‬وكان‬
‫نشتتتترا ً ورقيتا ً في الغتالتب‪ ،‬رغم أنت‪ :‬ظهرت بعا المبتادرات التي عملت علا رقمنتة بعا‬
‫اوحكتام والقرار ات القضتتتتائيتة ولكن آثتار تلتب الرقمنتة ظلت محتدودة‪ ،‬ولم تتستتتتم بتالشتتتتمول‬
‫والمجانية‪ ،‬كمبادرة مركز النشتتتتر والتوثيق القضتتتتائي التابع لمحكمة النقا‪ ،‬الذي كان يوفر‬
‫أقراص مدمجة تتضمن عدد هاما ً من القرارات الصادرة عن محكمة النقا‪.‬‬
‫وهو ما تدارك‪ :‬المجلا اوعلا للستلطة القضائية‪ ،‬بحيض عمل علا إحدار منصة رقمية‬
‫خا تة بقرارات محكمة النقا تحتوي حاليا ً علا ما يقارب ‪ 11450‬قرارا ً لمحكمة النقا‪،‬‬
‫مع تزويد المنصتتة بمحرك بحض متطور‪ ،‬يمكن المستتتعملين من البحض عن قرارات محكمة‬
‫النقا وفق مجموعة من الخيارات والمعايير‪ ،‬منها البحض بحا الغرفة أو الموضتتوع‪ ،‬وكذا‬
‫بحسب رقم الملع أو رقم القرار‪ ،‬وكذا بحسب الموضوع‪.‬‬
‫وبالتالي فهي خطوة جد هامة‪ ،‬في اتجاو نشتتر وتعميم العمل القضتتائي المغربي‪ ،‬خا تتة‬
‫في مرحلتهتا اوولا قرارات محكمتة النقا‪ ،‬مع متا تحظا بت‪ :‬هتذو القرارات من‬ ‫أنهتا همت‬

‫‪103‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫أهمية‪ ،‬وستتمكن الباحثين والفاعلين في المجال القانوني‪ ،‬والمواطنين بشتكل عام‪ ،‬من الو تول‬
‫‪1‬‬
‫واإلطالع علا المعلومة القضائية‪ ،‬وهو ما سبق لنا أن طالبنا ب‪.:‬‬
‫ثالثا‪ :‬النشر االلكتروني للمعلومة القانونية ذات الطبيعة االستشارية‬
‫باإلضافة إلا المعلومات القانونية المتعلقة بالنصوص القانونية والمعلومات ذات او ل‬
‫القضتتائي‪ ،‬هناك نوع من المعلومات القانونية ذات الطبيعة االستتتشتتارية‪ ،‬والتي تصتتدر في‬
‫تميم النشتر القانوني الواستع‪ ،‬ويتم‬ ‫شتكل آراء واستتشتارات تهم المجال القانوني‪ ،‬وتعتبر من‬
‫نشتتر تلب اآلراء بشتتكل الكتروني من قبل الجهات المقدمة لها‪ ،‬منها علا ستتبيل المثال اآلراء‬
‫االستتشتارية التي تقدم في مجال الطلبيات العمومية (أ)‪ ،‬وكذا نشتر اآلراء االستتشتارية المتعلقة‬
‫بمشاريع القوانين (ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬نشر اآلراء االستشارية في مجال الطلبيات العمومية ‪:‬‬

‫تقوم اللجنتة الوطنيتة للطلبيتات العموميتة‪ ،‬التي خلفت لجنتة الصتتتتفقتات قتديمتا ً بتالنشتتتتر‬
‫االلكتروني لمختلع اآلراء التي تقدمها في مجال الطلبيات العمومية‪ ،‬أي في مجال الصتتتفقات‬
‫العمومية ومجال عقود الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص‪.‬‬

‫ويتم نشتتر تلب اآلراء علا نافدة خا تتة معدة لهذا الغرض‪ ،‬ضتتمن الموقع االلكتروني‬
‫لامتانتة العتامتة للحكومتة‪ ،‬بتاعتبتارهتا القطتاع الحكومي التذي يحتضتتتتن اللجنتة الوطنيتة للطلبيتات‬
‫العمومية‪ ،‬وتحظا عملية نشر هذو اآلراء االستشارية بأهمية قصوب‪ ،‬كونها تعين المستثمرين‬
‫ختا تتتتة علا اإلطالع علا آراء اللجنتة بخصتتتتوص مجموعتة من المعتامالت والصتتتتفقتات‬
‫والمعطيات القانونية والتقنية‪.‬‬

‫ب‪ -‬نشر اآلراء االستشارية ذات العالقة مع مشاريع القوانين‪:‬‬


‫تضتطلع مجموعة من المؤستستات والهي ات ذات الطبيعة االستتشتارية بمهمة إبداء الرأي‬
‫في مشتتتتتاريع القوانين وأوراش اإل تتتتالحتات القتانونيتة الكبرب‪ ،‬وذلتب من قبتل المجلا‬
‫اإلقتصتتتادي والبي ي‪ ،‬وتقوم هذو الهي ات بنشتتتر آرائها االستتتتشتتتارية وتقاريرها عبر موقعها‬

‫‪ -1‬انظر رضتوان الطريبق‪ ،‬تأثير الفق‪ :‬والقضتاء علا التشتريع المدني المعا تر –التشتريع الوقفي نموذجا‪-‬ا‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراو‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بطنجة‪ ،‬جامعة عبد المالب السعدي بتطوان‪ ،‬ص ‪.339‬‬

‫‪104‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫االلكتروني‪ ،‬بمتا يتين للستتتتلطتات العموميتة ولجميع الفتاعلين والبتاحثين اإلطالع علا هتذو‬
‫المعلومات‪ ،‬والتي تكون في الكثير من الحاالت موجهة للنصوص القانونية‪.‬‬
‫ولعل من أهم تلب المؤستستات الدستتورية نجد المجلا االقتصتادي واالجتماعي والبي ي‪،‬‬
‫حيض يقوم بمهام‪ 1‬تتعلق بإنجاي اوبحار والدراستتتات في الميادين المرتبطة باختصتتتا تتتات‪،:‬‬
‫وكذا إبداء الرأي االستتتتشتتتاري في مشتتتاريع ومقترحات القوانين التي تضتتتع إطارا لاهداف‬
‫اوستتاستتية للدولة في الميادين االقتصتتادية واالجتماعية والبي ية‪ ،‬وذلب من خالل آليات عديدة‬
‫‪3‬‬
‫يمارس بها اختصتتتا تتتات‪ ،:‬وعمال بذلب يصتتتدر المجلا مجموعة من اآلراء‪ 2‬والدراستتات‬
‫والتقارير‪ ،4‬وينشرها بشكل رقمي علا موقع‪ :‬االلكتروني الرسمي‪.‬‬
‫ثم هناك مجموعة من المؤستتستتات الدستتتورية اوخرب التي تضتتطلع بمهام استتتشتتارية‬
‫مماثلة‪ ،‬تتعلق بإبداء الرأي والقيام بدراستتتات وأبحار‪ ،‬ويتعلق اومر بكل من المجلا اوعلا‬
‫للتربيتة والتعليم والبحتض العلمي‪ 5،‬والمجلا االستتتتتشتتتتاري لاستتتترة والطفولتة‪ 6،‬والمجلا‬

‫‪ -1‬حستب المادتين ‪ 2‬و ‪ 3‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 128.12‬الصتادر بشتأن تنفيذو الظهير الشتريع رقم ‪ 1.14.124‬الصتادر في ‪ 3‬شتوال‬
‫‪ 31( 1435‬يوليو ‪ ،)2014‬المنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 6282‬بتاريت ‪ 17‬شوال ‪ 14( 1435‬أغسطا ‪.)2014‬‬
‫‪ -2‬وقد أ در المجلا مجموعة من اآلراء االستشارية في مجموعة من مشاريع القوانين‪ ،‬نذكر منها علا سبيل المثال‬
‫‪.‬رأي بخصوص مشروع قانون رقم ‪ 89.15‬المتعلق بالمجلا االستشاري للشباب والعمل الجمعويب‬
‫‪.‬رأي بخصوص مشروع القانون رقم ‪ 79.14‬المتعلق بهي ة المنا فة ومكافحة كل أشكال التمييزب‬
‫‪.‬رأي بخصوص مشروع القانون رقم ‪ 78.14‬المتعلق بالمجلا االستشاري لاسرة والطفولةب‬
‫‪.‬رأي بخصوص مشروع القانون‪-‬اإلطار رقم ‪ 97.13‬المتعلق بحماية حقوق اوشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بهاب‬
‫‪.‬رأي بخصوص مشروع القانون ‪ 131-13‬المتعلاق بمزاولة مهنة ا‬
‫الطب‪.‬‬
‫اطلع عليها بتاريت ‪ 23‬أكتوبر ‪ ،2019‬علا الساعة ‪ ،12 51‬علا الرابط اآلتي‬
‫‪،http://www.ces.ma/ar/Pages/saisine.aspx‬‬
‫الرأستتتتمتال غيمر المتادي عتامتل لخلق الثروة الوطنيتة‬
‫‪ -3‬ومن تلتب اوبحتار‪ ،‬نتذكر االثروة اإلجمتاليتة للمغرب متا بين ‪ 1999‬و ‪ - 2013‬ا‬
‫وتوييعها المنصتتتع‪ -‬ا‪ ،‬ودراستتتة حول االنموذج التنموي الجديد لاقاليم الجنوبيةا‪ ،‬ودراستتتة حول اتقييم فعلية الحقوق اإلنستتتانية في‬
‫اوقاليم الجنوبيةا‪.‬‬
‫‪ -4‬حيض أ تدر المجلا مجموعة من التقارير‪ ،‬نذكر منها تقرير حول المقاربة النيابية للنموذج التنموي الجديد للمملكة المغربيةبوتقرير‬
‫فوض للمرافِق العُ ُمومياة في خدمة المرتفقب وتقرير‬ ‫حول مبادرة وطنية جديدة ُمندَمِ جة لفائدة الشتتتباب المغربيبو تقرير حول التدبير ال ُم َّ‬
‫حول دراسة التأثيرات المترتبة عن االستثناءات في مجال التعميرب‬
‫اطلع علي‪ :‬بتاريت ‪ 23‬أكتوبر ‪ 2019‬علا الساعة ‪ 18 03‬علا الرابط المباشراآلتي‬
‫‪http://www.ces.ma/ar/Pages/saisine.aspx‬‬
‫‪ -5‬بحيض يطلع المجلا اوعلا للتربية والتعليم والبحض العلمي‪ ،‬حسب المادة الثانية من القانون رقم ‪ 104.12‬المنظم ل‪ ،:‬بالمهام اآلتية‬
‫‪ -‬إبداء الرأي في كل قضتية من القضتايا المتعلقة بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحض العلمي‪ ،‬التي يعرضتها علي‪ :‬الملب من أجل‬
‫ذلبب‬
‫‪ -‬إبداء الرأي فيما تحيل‪ :‬الحكومة من القضتتايا ذات الصتتلة باالختيارات الوطنية الكبرب‪ ،‬والتوجهات العامة‪ ،‬والبرام والمشتتاريع ذات‬
‫اوهمية الخا ة المتعلقة بقطاعات التربية والتكوين والبحض العلميب‬
‫‪ -‬إبداء الرأي لفائدة الحكومة والبرلمان‪ ،‬بشتتأن مشتتاريع ومقترحات القوانين والقوانين التنظيمية والنصتتوص التنظيمية‪ ،‬التي يعرضتتها‬
‫علي‪ :‬من أجل ذلب رئيا الحكومة أو رئيا مجلا النواب أو رئيا مجلا المستتتشتتارين حستتب كل حالة‪ ،‬الستتيما مشتتاريع ومقترحات‬
‫القوانين التي تضع إطارا لاهداف اوساسية للدولة في ميادين التربية والتكوين والبحض العلميب‬
‫‪ -‬إعداد دراستتات وأبحار بمبادرة من‪ ،:‬أو بناء علا طلب من الحكومة‪ ،‬بشتتأن كل مستتألة تهم التربية والتكوين والبحض العلمي أو تتعلق‬
‫بتسيير المرافق العمومية المكلفة بها‪.‬‬
‫‪ -6‬حيض تنص المادة الثانية من القانون رقم ‪ 78.14‬المتعلق بالمجلا االستتشتاري لاسترة والطفولة‪ ،‬علا اختصتا تات المجلا لعل أهم‬
‫ما يهمنا فيها‬

‫‪105‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫االستتتشتتاري للشتتباب والعمل الجمعوي‪1،‬والهيأة المكلفة بالمنا تتفة‪ 2،‬والهيأة العليا لالتصتتال‬
‫‪4‬‬
‫السمعي البصري‪ 3،‬والهيأة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة‪.‬‬
‫فهذو الهي ات والمؤستتستتات جميعها‪ ،‬تقوم بنشتتر مختلع آرائها وتقاريرها بشتتكل رقمي‬
‫علا مواقعها االلكترونية الرستتتتمية‪،‬بما يستتتتاهم في توفير المعلومة القانونية بشتتتتكل واستتتتع‬
‫لعمومية الفاعلين والباحثين والمواطنين‪.‬‬

‫‪ -‬إبتداء الرأي في جميع القضتتتتايتا المحتالتة عليت‪ :‬من قبتل الملتب‪ ،‬وإبتداء الرأي بطلتب من الحكومتة أو البرلمتان في مشتتتتاريع ومقترحتات‬
‫القوانين واالتفاقيات الدولية ذات الصلة بمجال اختصا ات المجلاب‬
‫‪ -‬إ تدار تو تيات إلا الستلطات العمومية‪ ،‬بهدف ضتمان الحماية القانونية واالجتماعية واالقتصتادية لاسترة‪ ،‬وكذا توفير حماية قانونية‬
‫متساوية‪ ،‬واعتبار اجتماعي متساو لجميع اوطفال بصرف النظر عن وضعيتهم العائليةب‬
‫‪ -‬إعداد الدراسات واوبحار ذات الصلة بمجال اختصا ‪.:‬‬
‫‪ -1‬حيض تنص المادة الثانية من القانون رقم ‪ 89.15‬المتعلق بالمجلا االستتشتاري للستباب والعمل الجمعوي‪ ،‬علا اختصتا تات المجلا‬
‫المتعلقة بإبداء الرأي والقيام بالدراسات‪ ،‬ويمكن تلخصيها فيما يلي‬
‫‪ -‬إبداء الرأي في كل القضتتتايا المحالة علي‪ :‬من قبل الملب‪ ،‬وفي تلب التي بطلب من الحكومة في مشتتتاريع االستتتتراتيجيات وفي جميع‬
‫القضتتتتايا والنصتتتتوص التشتتتتريعية والتنظيمية والبرام المتعلقة بالشتتتتباب والعمل الجمعوي‪ ،‬وكذا في تلب التي بطلب من أحد مجلا‬
‫البرلمان ‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاي الدراستتتات أو اوبحار التي تهم ميادين الشتتتباب والقضتتتايا المتصتتتلة بها‪ ،‬وكذا إنجاي الدراستتتات أواوبحار التي تهم العمل‬
‫الجمعوي‪.‬‬
‫‪ -‬إ تدار كل تو تية إلا الجهات المختصتة من أجل النهوض بأوضتاع الشتباب والعمل الجمعوي علا الصتعيد الوطني أو الجهوي أو‬
‫المحلي‪.‬‬
‫‪ -2‬حيض تضطلع هي ة المنا فة بمجموعة من المهام حسب المادة الثانية من القانون رقم ‪ 79.14‬المنظم لها‪ ،‬نذكر منها ما يتعلق بت‬
‫‪ -‬إبداء الرأي في مقترحات ومشتتاريع القوانين‪ ،‬تقديم كل اقترال أو تو تتية‪ ،‬والعمل علا نشتتر وإشتتاعة القيم والممارستتات الفضتتلا‬
‫المرتبطة بالمساواة ‪..‬ب‬
‫‪ -‬جمع ومعالجة المعطيات النوعية والكمية حول المستاواة والمنا تفة ومكافحة التمييز وإعداد ونشتر الدراستات واوبحار ذات الصتلة‬
‫بالمجال‪.‬‬
‫‪ -3‬والمحدثة بنص الفصتتل ‪ 164‬من دستتتور ‪ 2010‬الذي ينص علا أن‪ :‬اتتولا الهيأة العليا لالتصتتال الستتمعي البصتتري الستتهر علا‬
‫احترام التعبير التعددي لتيارات الرأي والفكر‪ ،‬والحق في المعلومة في الميدان السمعي البصري‪ ،‬وذلب في إطار احترام القيم الحضارية‬
‫اوستاستية وقوانين المملكةا‪ ،‬وتتولا الهيأة بمقتضتا المادة الخامستة من القانون رقم ‪ 11.15‬المتعلق بإعادة تنظيم الهيأة العليا لالتصتال‬
‫الستتمعي البصتتري‪ ،‬مجموعة من االختصتتا تتات ذات الطابع االستتتشتتاري‪ ،‬حيض جاء فيها ما يلي ايتولا المجلا اوعلا بصتتفة‬
‫استتتشتتارية أو اقتراحية‪ ،‬القيام بالمهام اآلتية ‪-1‬إبداء الرأي في كل مستتألة تحال إلي‪ :‬من لدن جاللة الملب‪ ،‬فيما يتعلق بقطاع الستتمعي‬
‫البصتتريب ‪ -2‬إبداء الرأي للحكومة والبرلمان في كل قضتتية يحيلها إلي‪ :‬رئيا الحكومة أو رئيستتا البرلمان‪ ،‬فيما يتعلق بقطاع االتصتتال‬
‫الستتمعي البصتتريب ‪ -3‬إبداء الرأي وجوبا لرئيا الحكومة‪ ،‬في شتتان مشتتاريع القوانين أو مشتتاريع المراستتيم المتعلقة بقطاع االتصتتال‬
‫الستتمعي البصتتري‪ ،‬قبل عرضتتها علا الحكومةب ‪ -4‬إبداء الرأي وجوبا لرئيستتي مجلستتي البرلمان في شتتأن مقترحات القوانين المتعلقة‬
‫بقطاع االتصتتال الستتمعي البصتتري‪ ،‬قبل عرض تها علا المجلا المعني باومرب ‪ -5‬تقديم كل اقترال أو تو تتية إلا الحكومة في شتتأن‬
‫التغييرات ذات الطبيعة التشتتريعية أو التنظيمية التي يستتتلزمها التطور التكنولوجي واالقتصتتادي واالجتماعي والثقافي ونشتتطة قطاع‬
‫االتصال السمعي‪-‬البصريبا‪.‬‬
‫‪ 4‬تضطلع الهي ة حسب المادة الثالثة من ‪ 113.12‬المنظم ل‪ ،:‬بمجموعة من المهام نذكر منها‬
‫‪ -‬إبداء الرأي بطلب من الحكومة‪ ،‬بخصوص كل برنام أو تدبير أو مشروع أو مبادرة ترمي إلا الوقاية من الفساد أو مكافحت‪:‬ب‬
‫‪ -‬إبداء الرأي بطلب من الحكومةأو أحد مجلستتي البرلمان في مشتتاريع ومقترحات القوانين ومشتتاريع النصتتوص التنظيمية ذات الصتتلة‬
‫بمجال الوقاية من الفساد ومكافحت‪ ،:‬كل فيما يخص‪:‬ب‬
‫‪ -‬تقديم كل اقترال أو تو تتية إلا الحكومة أو إلا مجلستتي البرلمان‪ ،‬تهدف إلا نشتتر وتعزيز قيم النزاهة والشتتفافية وترستتيت مبادئ‬
‫الحكامة الجيدة وثقافة المرفق العام وقيم المواطنة المسؤولةب‬
‫‪ -‬تقديم كل مقترل أو تو ية إلا الحكومة بشأن تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية الرامية إلا الوقاية من الفساد ومكافحت‪:‬ب‬
‫‪ -‬دراستتة التقارير الصتتادرة عن المنظمات الدولية واإلقليمية والوطنية المتعلقة بوضتتع المغرب في مجال الفستتاد‪ ،‬واقترال اإلجراءات‬
‫المناسبة وتتبعهاب‬
‫‪ -‬إنجاي دراسات وتقارير موضوعاتية حول مظاهر الفساد وسبل الوقاية من‪ :‬ومكافحت‪ :‬ونشرهاب‬

‫‪106‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫إن تنتاول مختلع المراحتل والمحطتات والتمظهرات التي تلعبهتا الرقمنتة في عالقتهتا مع‬
‫الولوج إلا القتانون‪ ،‬يمكن معت‪ :‬القول أن الرقمنتة تلعتب دورا كبيرا ً في تحقيق الولوج المتادي‬
‫للقتانون‪ ،‬من خالل آليتة النشتتتتر‪ ،‬بحيتض عرفت مبتادرات وجهود لتفعيتل النشتتتتر االلكتروني‬
‫االستتباقي وكذا النهائي للنصتوص القانونية ومختلع المعلومات المرتبطة بها‪ ،‬وهي الخال تة‬
‫التي مكنتنا من الوقوف علا النتائ اآلتية‬
‫‪ -‬أهمية وفعالية النشر االلكتروني في تحقيق الولوج الواسع إلا القانونب‬
‫‪ -‬أهمية الجهود المبذولة في النشر االلكتروني االستباقيب‬
‫‪ -‬أهمية رقمنة نشرات الجريدة الرسمية للمملكة‪ ،‬والسيما النشرة العامةب‬
‫‪ -‬أهمية جهود النشتتر االلكتروني للنصتتوص القانونية القطاعية من قبل مختلع الفاعلين‬
‫الرسميين‪ ،‬والسيما تجربة ويارة العدلب‬

‫وهي النتائ التي تجعلنا نقترل ما يلي‬

‫‪ -‬تعزيز جهود توظيع واستخدام الرقمنة في نشر القانون بمختلع أشكال‪:‬ب‬


‫‪ -‬تعزيز وتقوية وتنظيم جهود النشتتتتر االلكتروني االستتتتتباقي للقانون‪ ،‬ستتتتواء من قبل‬
‫الحكومة أو البرلمانب‬
‫‪ -‬جعل النشتتتر االلكتروني للنصتتتوص القانونية المنشتتتورة في الجريدة الرستتتمية مهمة‬
‫حصرية للدولةب‬
‫‪ -‬تعزيز جهود تحيين المنظومة القانونية وتوفيرها بشكل رقمي ومجاني واسعب‬

‫‪107‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫رقمنة إجراءات العدالة الجنائية‬

‫يوسف تملكوتان‬
‫دكتور في القانون الخاص‬
‫أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال ‪ -‬جامعة‬
‫محمد الخامس الرباط‪-‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫أدت تطورات العصتر الرقمي والتكنولوجيا واستتخدام الوستائل التقنية الحديثة إلا نتائ‬
‫إيجابية وشتكل تحوال حضتاريا في شتتا المجاالت‪،‬وكان من أهم هذو المجاالت مجال العدالة‬
‫الجنائية وخا ة اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫ومما ال شتتب في‪ :‬أن هذا التحول أ تتبن ضتترورة لتطوير القواعد اإلجرائية عن طريق‬
‫استتتتتخدام الرقمنة لضتتتتمان الستتتترعة والنجاعة في المعالجة والتبادل اآللي للمعطيات بهدف‬
‫الو تتتتول إلا العتدالتة النتاجزة‪ 1‬في القضتتتتايتا الجنتائيتة‪ ،‬التي بتدأ ينظر إليهتا علا نحو متزايتد‬
‫كقضية مهمة في العديد من أنظمة العدالة في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫لقتد تبنت العتديتد من دول العتالم نظتام الرقمنتة في مجتال اإلجراءات الجنتائيتة عن طريق‬
‫استتخدام تكنولوجيا المعلومات في أنظمتها القضتائية لتجاوي الصتعوبات التي أفريتها القواعد‬
‫اإلجرائيتة الجنتائيتة التقليتديتة في البحتض الجنتائي‪ ،‬واإلثبتات‪ ،‬والتحقيق والمحتاكمتة الجنتائيتة‪،‬‬
‫والتنفيتذ العقتابي‪ ،‬هتذا التوجت‪ :‬التذي طتالمتا طتالبت بت‪ :‬العتديتد من اإلتفتاقيتات التدوليتة‪2‬ومؤتمرات‬

‫‪ -1‬العدالة الناجزة هي تحقيق العدل ورد الحق لصاحب‪ :‬بصورة معجلة عن طريق اللجوء للمحاكم‪ ،‬ويمكن تعريع العدالة الناجزة بكونها‬
‫وضتع قواعد إجرائية من شأن تطبيقها تحقيق العدالة بشكل ناجز أمام المحاكم‪ ،‬وبشكل أوضن يمكن تعريفها بأنها إعطاء القضاء كل ذي‬
‫حق حق‪ :‬وفق ما يتيح‪ :‬القانون من ستلطة للقاضتي ووفقا للظروف المحيطة بالدعوب وموضتوعها في أسترع وق ممكن بحكم قطعي في‬
‫الموضتتوع ال مجال للطعن في‪ .:‬ستتهيل أحمد نبيل إبراهيم‪ ،‬العدالة اإلجرائية الناجزة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دراستتة مقارنة‪ ،‬المقالة ‪،8‬‬
‫المجلد ‪ ،53‬العدد ‪ ،2‬ماي ‪ ،2021‬ص ‪.361‬‬
‫‪ -2‬من أهم هذو اإلتفاقيات نجد اإلتفاقية اوممية لمكافحة الجريمة عبر الوطنية لستنة ‪ ،2000‬واتفاقية اومم المتحدة لمكافحة الفستاد المالي‬
‫لستنة ‪ ،2003‬وكذلب البروتوكول اإلضتافي الثاني لإلتفاقية اووروبية للمستاعدة القضتائية في المادة الجنائية الموقع علي‪ :‬في ستتراستبورا‬
‫بتاريت ‪ 08‬نونبر ‪ ،2001‬والذي دخل حيز التنفيذ بتاريت ‪ 01‬فبراير ‪.2004‬‬

‫‪108‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫اومم المتحدة‪1‬في مجال مكافحة الجريمة وتستتتتهيل التعاون الدولي لرفع كفاءة العدالة الجنائية‬
‫وتطوير أداءها لتحقيق السرعة في التقاضي‪.‬‬

‫والمغرب بتدورو وفي ظتل التحوالت الرقميتة التي عرفتهتا مختلع اونظمتة المقتارنتة‬
‫تتدور ميثاق إ تتالل منظومة العدالة‪،‬‬ ‫عرف تحوال رقميا في مجال العدالة‪ ،‬خصتتو تتا بعد‬
‫الدعوة إلا استتتتتعمال التكنولوجيا الحديثة في تصتتتتريع القضتت تايا أمام‬ ‫الذي من خالل‪ :‬تم‬
‫‪2‬‬
‫المحاكم ونزع التجسيد المادي عن اإلجراءات والمساطر القضائية‪.‬‬

‫ولم يكن هتذا التحول الرقمي في مجتال العتدالتة مقتصتتتترا علا متا تمت التدعوة إليت‪ :‬من‬
‫خالل اإل تتتتالل إال أن الظروف الوبائية التي فرضتتتتتها جائحة فيروس كورونا اكوفيد ‪19‬‬
‫بتنزيتل مجموعتة من آليتات الرقمنتة في مجتال العتدالتة الجنتائيتة‪ ،‬وتبقا‬ ‫المستتتتتجتدا عجلت‬
‫المحتاكمتة عن بعتد أهم مستتتتتجتد في مجتال رقمنتة اإلجراءات الجنتائيتة‪ ،‬والتي تم اعتمتادهتا‬
‫لتصتريع قضتايا المعتقلين وفي نفا الوق الحفاظ علا اومن الصتحي للمتقاضتين‪ ،‬باإلضتافة‬
‫إلا تقنية التشكي عن بعد‪ ،‬وغيرها من اإلجراءات المصاحبة للظرفية‪.‬‬

‫إن اوهمية التي تكتستتتتيها الرقمنة في الو تتتتول إلا العدالة الناجزة تفرض التفكير في‬
‫آفتاق توستتتتيعهتا وتعميمهتا علا مختلع اإلجراءات الجنتائيتة‪ ،‬وبغيتة تحقيق ذلتب بتادر المغرب‬
‫إلا وضتتتتع مجموعة من مشتتتتاريع القوانين يبقا الهدف منها تطوير اإلجراءات الجنائية بما‬
‫يتماشا مع التحوالت الرقمية التي يشهدها العالم في مجال التقاضي‪.‬‬

‫إذن علا ضتتتتوء متا ستتتتبق متا هي التوجهتات الجتديتدة التي نهجهتا المغرب نحو رقمنتة‬
‫إجراءات العدالة الجنائية ليواكب بذلب التطور الرقمي الذي عرف‪ :‬العالم في هذا المجال؟‬

‫‪ -1‬خا تتة مؤتمر اومم المتحدة الثالض لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين المنعقد في الدوحة في دورت‪ :‬الثالثة عشتتر ستتنة ‪ ،2015‬والذي‬
‫أكد عل ا أهمية التقنيات المبتكرة للتحقيق في الجرائم المالية‪ ،‬واستخدام التقنيات الحديثة من التكنولوجيا في المجال الجنائي‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر التو تية رقم ‪ 188‬ضتمن الهدف الرئيا الستادس الخاص بتحديض اإلدارة القضتائية وتعزيز حكامتها‪ ،‬ميثاق إ تالل منظومة‬
‫العدالة‪ ،‬الهي ة العليا إل تتتتالل منظومة العدالة‪ ،‬المملكة المغربية‪ ،‬يوليوي ‪ ،2013‬ص ‪ .137‬منشتتتتور علا الموقع الرستتتتمي لويارة‬
‫العدل‪ ،‬بواسطة الرابط اإللكتروني التالي‬
‫‪ .file:///C:/Users/HP/Downloads/e_reforme_justicear.pdf‬أطلع علي‪ :‬بتاريت ‪ 16‬يناير ‪.2023‬‬

‫‪109‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ولإلجابة عن هذا التستتتاؤل يقتضتتتي اومر تقستتتيم الموضتتتوع إلا مبحثين‪ ،‬نتناول في‬
‫المبحتض اوول كتل متا يتعلق بتاإلطتار النظري والمرجعيتة التدوليتة لنظتام رقمنتة اإلجراءات‬
‫الجنائية‪ ،‬في حين نتناول في المبحض الثانيرقمنة اإلجراءات الجنائية في التشريع المغربي‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار النظري ومرجعيات نظام رقمنة اإلجراءات الجنائية‬

‫مما ال شتب في‪ :‬أن لنظام رقمنة اإلجراءات الجنائية أستست‪ :‬النظرية ومنطلقات‪ :‬التشتريعية‬
‫بما يتالءم مع تطورات العصر الرقمي والتكنولوجي‪ ،‬ولبيان هذو اوسا والمنطلقات سأتناول‬
‫في (المطلتب اوول) اإلطتار النظري لنظتام رقمنتة اإلجراءات الجنتائيتة‪ ،‬أمتا في (المطلتب‬
‫الثاني) ستتتأستتتتعرض في‪ :‬لإلطار التشتتتريعي الدولي وبعا التشتتتريعات المقارنة في مجال‬
‫الرقمنة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلطار النظري لنظام رقمنة اإلجراءات الجنائية‬

‫تعددت مفاهيم وتعاريع مصتتتطلن الرقمنة واختلف باختالف المجاالت التي تستتتتعمل‬
‫تتورو تعددت بحستتب الغايات المرجوة من‪ ،:‬ولبيان اإلطار النظري لهذا النظام‬ ‫في‪ ،:‬كما أن‬
‫ستوف أتناول في هذا المطلب من خالل (الفقرة اوولا) لمفهوم رقمنة اإلجراءات الجنائية من‬
‫تتتتور‬ ‫حيتض التعريع اللغوي واإل تتتتطالحي‪ ،‬أمتا في (الفقرة الثتانيتة) ستتتتأتطرق لبعا‬
‫رقمنةاإلجراءات الجنائية علا اعتبار تنوعها وتعددها‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم رقمنة اإلجراءات الجنائية‬

‫بري مفهوم الرقمنة مع التطورات التي عرفتها تكنولوجيا اإلتصتتال والتوا تتل خا تتة‬
‫علا مستتوب اونترني ‪ ،‬هذا اوخير عرف تقدما كبيرا جعل مضتامين‪ :‬أكثر مرونة وديناميكية‬
‫التفاعل واإلنتاج التي أ تتبح متاحة للجميع‪ ،1‬ويرجع هذا المفهوم إلا تطورات تاريخية في‬
‫مرافق ومؤستستات المعلومات لتستيير بعا اونشتطة المكتبية بعد إدخال الحاستب اآللي فيها‬
‫في كل من الواليات المتحدة اومريكية‪،‬وبريطانيا‪ ،‬منذ الخمستتتتينات من خالل النتائ المحققة‬

‫‪ -1‬استتماعيل أوحديدو‪ ،‬موقع الرقمنة في النموذج التنموي المنشتتود بعد جائحة كوفيد ‪ ،19‬رؤب شتتبابية لمغرب ما بعد جائحة كورونا‪،‬‬
‫كتاب جماعي‪ ،‬حكومة الشباب الموايية‪ ،‬مطبعة شما برن سال‪ ،‬طبعة ‪ ،2021‬ص ‪.36‬‬

‫‪110‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫الختفاء الستجالت البطائقية الورقية لتحل محلها الستجالت اإللكترونية والتي تستمن للمكتبيات‬
‫‪1‬‬
‫المشاركة في شبكات السجالت وتبادلها في مجال الفهرسة التعاونية‪.‬‬

‫ولتحديد مفهوم رقمنة اإلجراءات الجنائية (ثانيا) ال بد من تعريع مصتتطلن الرقمنة لغة‬
‫وإ طالحا (أوال)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف الرقمنة لغة واصطالحا‬

‫يمكن تعريع الرقمنتة‪ 2‬لغتة‪ ،‬علا أنهتا عمليتة تمثيتل اوجستتتتام والصتتتتور والملفتات أو‬
‫اإلشتارات باستتخدام مجموعة متقاطعة مكونة من نقط منفصتلة‪ ،‬أي أنها عملية تحويل البيانات‬
‫والمعلومات إلا شتتتتكل رقمي الذي تستتتتتطيع مع‪ :‬اوجهزة وأدوات التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬من‬
‫كمبيوتر وآالت التصتوير ومستجالت الصتوت والصتورة فهمها ومعالجتها وتخزينها والتعامل‬
‫‪3‬‬
‫معها للحصول علا المعلومات والبيانات‪.‬‬

‫تتتنع من الوثائق أي (من الورقي) إلا النمط‬ ‫والرقمنة ا تتتطالحا هو عملية نقل أي‬
‫الرقمي وبذلب يصتتبن النص والصتتورة الثابتة أو المتحركة والصتتوت أو الملع مشتتفرا إلا‬
‫أرقتتام‪ ،‬ون هتتذا التحويتتل هو التتذي يستتتتمن للوثيقتتة أيتتا كتتان نوعهتتا بتتأن تصتتتتير قتتابلتتة‬
‫‪4‬‬
‫لإلستقبالواإلستعمال بواسطة اوجهزة المعلوماتية‪.‬‬

‫وبتعبير آخر‪،‬الرقمنتة هي المجهود التذي يبتغي تطبيق التقنيتات والتكنولوجيتات الحتديثتة‬


‫لإلتصتال والتوا تل لتقديم خدمات بستيطة ومبتكرة‪ ،‬ولعل أبريها تحويل مصتادر المعلومات‬

‫‪ -1‬حلواجي عبد الفتال‪ ،‬الرقمنة كمدخل لتحستين الخدمة العمومية‪ ،‬رستالة لنيل شتهادة الماستتر في العلوم الستياستية تخصتص ستياستة عامة‬
‫وإدارة محلية‪ ،‬جامعة الوادي كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2017-2016‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -2‬مصتطلن الرقمنة حستب ريمي ريفيل هي ترجمة لكلمة ‪ Digitalisation‬من النع الالتيني ‪ digitus‬والذي يعني أ تبع‪ ،‬لكن‪ :‬يشتير‬
‫أيضتتتتا إلا أن المصتتتتطلن الفرنستتتتي يتج‪ :‬نحو كلمة ‪ Numérisation‬من النع الالتيني ‪ Numéris‬والذي يعني الرقم‪ .‬استتتتماعيل‬
‫أوحديدو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫ويدل مصطلن رقم في المعاجم اللغوية العربية علا جملة من المعاني أهمها التعجيم والتبيين والكتابة والقلم والخط‪ ،‬ويقول ابن منظور‬
‫الرقم والترقيم تعجيم الكتتاب‪ ،‬ورقم الكتتاب يرقمت‪ :‬رقمتا أعجمت‪ :‬وبينت‪ ،:‬وكتتاب مرقوم أي قتد بينت حروفت‪ :‬بعالمتاتهتا من التنقيط وقولت‪ :‬عز‬
‫وجتلا كتتاب مرقوما كتتاب مكتوب والمرقم القلم ‪ ..‬والرقم الكتتابتة والختم والرقم ضتتتترب المخطط الوشتتتتي ورقم الثوب يرقمت‪ :‬رقمتا‬
‫خطط‪ .:‬حلواجي عبد الفتال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -3‬ياستتتر محمد اللمعي‪ ،‬إ تتتالل العدالة الجنائية عن طريق رقمنة اإلجراءات الجنائية (دراستتتة تحليلية مقارنة)‪ ،‬مجلة كلية الشتتتريعة‬
‫والقانون بطنطا‪ ،‬العدد ‪ ،36‬الجزء الثاني‪ ،‬السنة ‪ ،2021‬ص ‪.1376‬‬
‫‪ -4‬حلواجي عبد الفتال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪111‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫علا اختالف أشتكالها من العالم الواقعي أو المادي إلا الفضتاء اإلفتراضتي‪ ،‬ويشتكل اونترني‬
‫‪1‬‬
‫واإلعالميات أهم الوسائل التي تتين ذلب‪.‬‬

‫وتشتتتير شتتتارلوت بيرستتتي ا‪CharletteBuresi‬ا إلا الرقمنة علا أنها منه يستتتمن‬
‫بتحويتل البيتانتات والمعلومتات من النظتام التنتاظري إلا النظتام الرقمي‪ ،‬كمتا يقتدم دوج هودجز‬
‫ا‪Doug Hodges‬ا مفهومتا أخر للرقمنتة‪ ،‬وهو تلتب العمليتة أو اإلجراء لتحويتل المحتوب‬
‫الفكري المتتتال علا وستتتتيط تخزين فيزيتتائي تقليتتدي مثتتل ( مقتتاالت التتدوريتتات‪ ،‬الكتتتب‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫المخطوطات‪ ،‬الخرائط ‪ )..‬إلا شكل رقمي‪.‬‬

‫إذن من خالل هتذو التعتاريع يمكن القول أن الرقمنتة هي تلتب العمليتة التي تقوم بتحويتل‬
‫كل ما هو مادي ورقي ملموس إلا ما هو افتراضتتي عن طريق وستتائل اإلتصتتال المعلوماتية‬
‫لنصبن أمام ما هو إلكتروني‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف رقمنة اإلجراءات الجنائية‬

‫يمكن تعريع رقمنتة اإلجراءات الجنتائيتة بتأنهتا تحول من اوستتتتاليتب التقليتديتة المتبعتة في‬
‫اإل جراءات الجنتائيتة من أجتل تجتاوي البطء في ستتتتير اإلجراءات إلا نظم رقميتة حتديثتة تعمتل‬
‫علا حل المشتتاكل المعا تترة في اإلجراءات الجنائية في ظل التوج‪ :‬إلا اإلدارة اإللكترونية‬
‫تتتتورة‬ ‫للحكومتات‪ ،‬أي أنهتا عمليتة تحويتل ونقتل اإلجراءات الجنتائيتة المتاديتة التقليتديتة إلا‬
‫‪3‬‬
‫إجراءات جنائية رقمية الستخدامها الحقا بطريقة أكثر فاعلية‪.‬‬

‫ويمكن تعريع رقمنتة اإلجراءات الجنتائيتة أيضتتتتا بتأنت‪ :‬هي تلتب العمليتة التي يمكن من‬
‫خاللها استتخدام المعلومات واإلتصتال وخا تة شتبكة اونترني ‪ 4‬في اإلجراءات الجنائية بغية‬

‫‪ -1‬اسماعيل أوحديدو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ -2‬حلواجي عبد الفتال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬ياسر محمد اللمعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1376‬‬
‫‪ -4‬مثتال علا ذلتب‪ ،‬تنستتتتيق الصتتتتورة التي تم الحصتتتتول عليهتا عن طريق جهتاي )‪ (Ocerization OCR‬التذي يقوم بتالتعرف علا‬
‫اوحرف‪ ،‬أي استتتبدال الوستتائط المادية الستتابقة بتستتجيل البيانات والمعلومات علا أجهزة الكمبيوتر المتاحة في ستتلستتلة من إجراءات‬
‫المعالجة بشتتتكل عام‪ ،‬باإلضتتتافة إلا ذلب فإن عملية الرقمنة تفترض مستتتن المستتتتندات والملفات التقليدية ضتتتوئيا وتتطلب هذو العملية‬
‫معالجة خا تتتتة من خالل التنستتتتيق والتدريب والتجانا ‪...‬إلت‪ ،‬من اإلجراءات اوخرب والتي نستتتتتطيع إجمالها في جميع اونشتتتتطة‬
‫واوستتاليب والحلول التي تعزي التبادل غير الملموس بين اونظمة اإلجرائية التقليدية‪ .‬ياستتر محمد اللمعي‪ ،‬نفا المرجع الستتابق‪ ،‬ص‬
‫‪.1376‬‬

‫‪112‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تحستتتتين العمليتة اإلنتتاجيتة وييتادة كفتاءة وفعتاليتة أداء العتدالتة الجنتائيتة‪ 1،‬فهي عمليتة معتالجتة‬
‫إجرائيتة تقوم علا رقمنتة جميع اإلجراءات والوثتائق والطلبتات بكتافتة اإلجراءات الجنتائيتة من‬
‫أجل إ تالل العدالة الجنائية‪ ،‬بحيض يتم تحويل الوثائق واووراق واإلجراءات الجنائية العادية‬
‫التقليتديتة إلا وثتائق وإجراءات جنتائيتة رقميتة‪ ،‬بتنستتتتيق نصتتتتي عن طريق برام التعرف‬
‫الضتوئي علا اوحرف والملفات وغيرها من البرام اوخرب‪ ،‬وذلب من أجل تحستين وتنظيم‬
‫العمتل في جميع مراحتل التدعوب الجنتائيتة‪،‬بمتا فيهتا التنفيتذ العقتابي وغيرهتا من اإلجراءات‬
‫‪2‬‬
‫الجنائية‪.‬‬

‫إذن من خالل التعاريع الستتتابقة‪ ،‬يمكن تعريع رقمنة اإلجراءات الجنائية بأنها منهجية‬
‫جديدة تقوم علا استتتتخدام تقنية المعلومياتواإلتصتتتال في ممارستتتة اإلجراءات الجنائية أمام‬
‫المحاكم‪ ،‬بهدف تحسين فعاليتها ونتائجها وكذلب جودتها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬صور رقمنة اإلجراءات الجنائية‬

‫إن التطور العلمي والتكنولوجي في مجال اإلتصتتتتال والمعلوميات دفع العديد من الدول‬
‫إلا اإلهتمام بالتكنولوجيا في مجاالت عدة من بينها مجال التقاضتتتي في المادة الجنائية‪ ،‬وذلب‬
‫بستبب الفوائد المرجوة من هذو التقنيات‪ ،‬بحيض أ تبن ينظر إلا التكنولوجيا علا أنها الوستيط‬
‫المحتمل للو ول إلا العدالة الناجزة خصو ا فيما يتعلق بتطوير أداء العدالة الجنائية‪.‬‬

‫ور الرقمنة في مجال العدالة اإلجرائية ونذكر منها‬ ‫وعلا هذا النحو بريت العديد من‬
‫رقمنتتة اإلجراءات الجنتتائيتتة في مرحلتتة البحتتض والتحري عن الجرائم (أوال)‪،‬والتحقيق‬
‫والمحتاكمتة الجنتائيتة الرقميتة‪ ،‬أو متا يطلق عليت‪ :‬بتالتحقيق والمحتاكمتة عن بعتد (ثتانيتا)‪ ،‬والجزاء‬
‫الجنائي الرقمي (رابعا)‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد مصتتعب‪ ،‬أهمية الرقمنة اإللكترونية في تحستتين أداء العدالة الجنائية‪ ،‬أطروحة لنيل شتتهادة الدكتوراو‪ ،‬جامعة الكوي ‪ ،‬الستتنة‬
‫الجامعية ‪ ،2020-2019‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -2‬ياسر محمد اللمعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1377-1376‬‬

‫‪113‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫أوال ‪ :‬رقمنة اإلجراءات الجنائية في مرحلة البحث والتحري عن الجرائم‬

‫يجوي استتتخدام رقمنة اإلجراءات الجنائية في القضتتايا الجنائية في جميع المراحل التي‬
‫تمر بهتا التدعوب الجنتائيتة‪ ،‬أي حتا في مرحلتة البحتض والتحري وجمع اودلتة‪ ،‬وقتد تبنت العتديتد‬
‫من دول العالم استتتتتخدام تكنولوجيا المعلومات أثناء مرحلة البحض عن الجرائم وجمع اودلة‪،‬‬
‫إذ تبقا عمليتة تطوير كفتاءة اونظمتة واإلجراءات الجنتائيتة أمر تستتتتعا إليت‪ :‬جتل التدول بهتدف‬
‫تستريع عملية التقاضتي وتعزيز الثقة بأداء العدالة الجنائية‪ ،‬والمستاهمة في تحستين اوداء العام‬
‫للجهاي القضتائي‪ 1،‬ولهذا توجه بعا الدول إلا المفهوم الواستع لرقمنة اإلجراءات الجنائية‬
‫من خالل رقمنتة متكتاملتة إلدارة العتدالتة‪2،‬ومن بين أهم هتذو التدول مثتل فرنستتتتا حيتض اعتمتدت‬
‫معالجة اإلجراءات الجنائية للو ول إلا الرقمنة في مرحلة البحض عن الجرائم والتحري عن‬
‫الجرائم من خالل ما يلي‬

‫‪ -‬اعتمتاد تطبيقتات وظيفيتة تتعلق بتالتنفيتذ الرقمي لإلجراءات الجنتائيتة علا ستتتتبيتل المثتال‬
‫ورة إلكترونية أو رقميةب‬ ‫تقديم الشكوب أو اإلبالا في‬
‫‪ -‬اعتمتاد المعلومتات والبيتانتات للبحتض والتحري في مرحلتة البحتض بتالطرق الرقميتة أو‬
‫اإللكترونية من أجل تعزيز الملع الرقمي أو اإللكتروني للقضيةب‬
‫‪ -‬تطبيق الرقمنتة المتكتاملتة لمرحلتة البحتض بنظتام )‪ ،(Icare‬وهو نظتام متكتامتل لصتتتتيتاغة‬
‫اإلجراءات الجنتائيتة في مرحلتة البحتض والتحري‪ ،‬ومن خالل هتذا النظتام تم اعتمتاد مجموعتة‬
‫من اومور‪ ،‬من بينهتا تطوير أدوات رقميتة وإلكترونيتة في البحتض الجنتائي مثتال عل ذلب‪ ،‬نظتام‬
‫‪3‬‬
‫)‪ (Ariane- Stic‬وغيرها من البرام اوخرب‪.‬‬

‫ولما كان إجراءات البحض والتحري عن الجرائم مستتندة إلا الجهة المكلفة باستتتقصتتاء‬
‫الجرائم وجمع اودلة فإن استتتخدام تقنية الرقمنة في هذو اإلجراءات مخولة لهذو الف ة‪ ،‬ويدخل‬

‫‪ -1‬خالد ممدول إبراهيم‪ ،‬إجراءات التقاضتتتي عن بعد في المواد المدنية والجزائية في القانون اإلتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة اوولا‪ ،‬السنة ‪ ،2019‬ص ‪.215 - 210 – 209‬‬
‫‪ -2‬وهو التوج‪ :‬الذي ستلكت‪ :‬مقاطعة كيبب بكندا فقد أطلق في عام ‪ 1999‬نظام معلومات العدالة المتكاملة بهدف تسهيل إدارة العدالة عن‬
‫طريق اإلدارة اإللكترونية للعدالة باستتتتخدام شتتتبكة إلكترونية تستتتمن للجهات واوفراد الفاعلين في التوا تتتل والتفاعل وتبادل الملفات‬
‫والمستتتتتنتدات‪ .‬وهنتاك توجت‪ :‬أخر لبعا البلتدان مثتل إنجلترا وإيرلنتد‪،‬ا وقتد ذهتب هتذا اإلتجتاو إلا مفهوم الرقمنتة اإلجرائيتة تتعلق بتالربط‬
‫الشتبكي لتبادل المعلومات والبيانات بين المشتتغلين وبين مؤستستات العدالة وإنفاذ القانون‪ ،‬وهناك توج‪ :‬لبعا الدول اوخرب التي ذهب‬
‫إلا استتتخدام رقمنة اإلجراءات الذي يتم عن طريق الرفع أو التخلي عن اإلستتتخدام الورقي في المحاضتتر واإلجراءات الجنائية‪ ،‬مثال‬
‫علا ذلب دولة هولندا محكمة روتردام‪.‬‬
‫‪ -3‬ياسر محمد اللمعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1371‬‬

‫‪114‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫في عداد هؤالء اوشتتخاص‪ ،‬رجال الشتترطة والنيابة العامة ورجال القضتتاء‪1،‬إذ يمكن لهؤالء‬
‫تلقي الشتتتتكتايتات والتبليغتات الجنتائيتة الرقميتة‪ 2‬عن الجرائم من طرف المواطنين وأطراف‬
‫العتدالتة الجنتائيتة‪ ،‬اومر التذي يمكن أن يستتتتاعتد في تحقيق العتدالتة الجنتائيتة النتاجعتة عن طريق‬
‫تقريتب منظومتة العتتدالتة الجنتتائيتتة من المواطنين‪ ،‬وذلتب من خالل التوا تتتتتل الرقمي أو‬
‫اإللكتروني بين المجني علي‪ :‬أو الضتتتحية‪ ،‬وبين الشتتترطة والنيابة العامة‪ ،‬مما يستتتاعد علا‬
‫تحقيق النجتاعتة في إثبتات الجرائم والو تتتتول إلا مرتكبيهتا‪ ،‬هتذا بتاإلضتتتتافتة إلا استتتتتفتادة‬
‫المواطنين وأطراف العتتدالتتة الجنتتائيتتة من التقليص الزمني لإلجراءات الجنتتائيتتة المتعلقتتة‬
‫‪3‬‬
‫بالدعوب الجنائية‪.‬‬

‫باإلضتتتتافة إلا الشتتتتكاية اإللكترونية أو التبلي الجنائي الرقمي عن الجرائم هناك نظام‬
‫رقمي آخر يستتعمل في مرحلة البحض التمهيدي‪ ،‬وهو ما يطلق علي‪ :‬بنظام المراقبة الرقمية أو‬
‫اإللكترونيتة من أجتل جمع اودلتة الجنتائيتة الرقميتة‪ ،‬وهو إجراء من إجراءات جمع البيتانتات‬
‫والمعلومتات عن الجريمتة المرتكبتة وفتاعلهتا من أجتل التو تتتتل إلا الكيفيتة التي ارتكبت بهتا‬
‫الجريمة‪ ،‬بحيض يقوم المكلفون بإجراءات البحض باستتتتخدام تقنيات وبرام رقمية وإلكترونية‬
‫ووضتتع ترتيبات تقنية لمراقبة اإلتصتتاالت اإللكترونية‪ ،‬وتجميع وتستتجيل محتواها في حينها‬
‫‪4‬‬
‫والقيام بإجراءات التفتيش والحجز داخل منظومة معلوماتية‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬التحقيق والمحاكمة الجنائية الرقمية‬

‫علا غرار إجراءات البحتض والتحري عن الجرائم فقتد امتتدت الرقمنتة إلا إجراءات‬
‫التحقيق والمحتاكمتة‪ ،‬ولعتل أهم تطبيقتاتت‪ :‬هو إمكتانيتة القيتام بتإجراءات التحقيق والمحتاكمتة عبر‬

‫‪ -1‬كما هو الحال بالنستبة لقانون اإلمارات اإلتحادي رقم ‪ 5‬لستنة ‪ 2017‬في شتأن استتخدام تقنية اإلتصال عن بعد في اإلجراءات الجنائية‪،‬‬
‫إذ نصت المادة اوولا من هذا القانون علا أن المقصتود بالجهة المختصتة هي الجهة المكلفة باستتقصتاء الجرائم وجمع اودلة أو التحقيق‬
‫أو المحاكمة‪ ،‬خالد ممدول إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪ -2‬التبلي اإللكتروني أو الشتكاية اإللكترونية وهو إجراء أو مجموعة من اإلجراءات التي يقوم بها المجني علي‪ :‬أو الضتحية أو من ينوب‬
‫عنهم قانونا بهدف إعالم الستتتلطات المختصتتتة بالجريمة التي وقع ونستتتبتها إلا شتتتخص محدد أو مجهول‪ ،‬وذلب من خالل الوستتتائل‬
‫التكنولوجية الرقمية وعبر اونترني من أجل تحقيق العدالة الجنائية‪ .‬أحمد مصعب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -3‬ياسر محمد اللمعي‪ ،‬ص ‪.1373‬‬
‫‪ -4‬نص المشتترع اومريكي في قانون المراقبة الستتلكية والالستتلكية الفيدرالي علا تعريع المراقبة اإللكترونية لادلة الجنائية علا أنها‬
‫اإللتقاط الستمعي أو أي التقاط لمحتويات أي اتصتال ستلكي أو الكتروني أو شتفوي باستتخدام أي جهاي إلكتروني أو ميكانيكي أو أي جهاي‬
‫آخر‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫تقنيتة اإلتصتتتتتال عن بعتد ا ‪ Vidéoconférence‬ا‪ 1،‬وقتد بري التحقيق الجنتائي الرقمي‬


‫والمحاكمة الجنائية الرقمية نتيجة قصتتور أو بطء اإلجراءات الجنائية التقليدية‪ ،‬إذ تبن بعا‬
‫النظم القانونية‪ 2‬استتتخدام تقنيات التحقيق والمحاكمة عن بعد لتجاوي الصتتعوبات التي أفريها‬
‫الواقع العملي التي تواجت‪ :‬أجهزة العتدالتة الجنتائيتة‪ ،‬من أبريهتا عتدم قتدرة اوجهزة علا تعقتب‬
‫المتهمين في حتال وجودهم ختارج الحتدود اإلقليميتة التذي يلزم ستتتتلطتات التدولتة بمبتاشتتتترة‬
‫اختصتا تها داخل حدود الدولة‪ ،‬فضتال عن مشتكلة ترحيل المتهمين وما أفريت‪ :‬من إشتكالية‬
‫هروب المتهمين أثنتاء عمليتة الترحيتل وعزوف بعا الشتتتتهود عن اإلدالء بشتتتتهتاداتهم أثناء‬
‫التحقيق والمحاكمة في القضتتتايا المهمة‪ ،‬نظرا لخشتتتيتهم علا أنفستتتهم من تهديدات المتهمين‬
‫وأقاربهم من اإلعتداء عليهم في حالة الشتتتهادة ضتتتدهم‪ ،‬وهو ما دعا اوجهزة القضتتتائية إلا‬
‫‪3‬‬
‫اإلستعانة بتقنية اإلتصال عن بعد‪.‬‬

‫ولعتل هتذا النوع من التحقيق والمحتاكمتة يعتد خروجتا عن الطريقتة التقليتديتة المعتمتدة في‬
‫المحاكم التي تتم في نطاق جغرافي واحد بحضتتور المتهمين والشتتهود أو غيرهم من أطراف‬
‫الخصتتتومة الجنائية‪ ،‬وباللجوء إلا استتتتخدم تقنية التحقيق عن بعد أ تتتبن من الممكن امتداد‬
‫نطاق جلستتتة التحقيق والمحاكمة‪،‬بحيض يشتتتمل عدة أماكن داخل الدولة الواحدة أو أماكن في‬

‫‪ -1‬يقصتد بتقنية المحاكمة عن يعد ا ‪ Vidéoconférence‬ا أنها وستيلة لإلتصتال المرئي المستموع الجتماع شتخصتين أو عدة أشتخاص‬
‫في أماكن مختلفة يستطيعون المشاركون في اجتماع بالمناقشة بصورة إيجابية وفعالة تمكن جميع اوطراف من رؤية اآلخرين وسماعهم‬
‫والحتديتض معهم في الوقت ذاتت‪ ،:‬كمتا يعرفهتا البعا بتأنهتا تقنيتة تيستتتتر اإلجتمتاعتات المرئيتة من النتاحيتة الفنيتة وذلتب بتاستتتتتختدام تقنيتات‬
‫الصتوت والصتورة لعقد اتصتال بين اثنين أو أكثر عبر شتبكة اإلنترني من خالل شتاشتات عرض تلفزيونية مو تلة بشتبكة اتصتاالت‬
‫لرؤيتة جميع المعنيين بمستتتتألتة معينتة بحيتض يرب كتل منهم اآلخر ويتبتادل معت‪ :‬كتافتة اآلراء والمنتاقشتتتتات وكتأن الجميع يجلا في مجلا‬
‫واحد‪ ،‬رامي متولي القاضي‪ ،‬إجراءات التحقيق والمحاكمة عن بعد‪ -‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم القانونية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،19‬العدد ‪ ،2‬يونيو ‪ ،2022‬ص ‪.368‬‬
‫كما عرف المشترع اإلماراتي في المادة اوولا من قانون اإلمارات االتحادي رقم ‪ 5‬لستنة ‪ 2017‬في شتأن استتخدام تقنية اإلتصتال عن‬
‫بعد في اإلجراءات الجزائية ابأنها محادثة مستتموعة ومرئية بين طرفين أو أكثر بالتوا تتل المباشتتر مع بعضتتهم البعا عبر وستتائل‬
‫اإلتصتال الحديثة لتحقيق الحضتور عن بعدا‪ ،‬كما عرفها ذات القانون ابأنها هي اإلجراءات الجزائية في استتقصتاء الجرائم وجمع اودلة‬
‫أو التحقيق أو المحاكمة التي تتم عبر استتخدام تقنية اإلتصتال عن بعدا‪ ،‬أما قرار ويير العدل اإلماراتي رقم ‪ 260‬لستنة ‪ 2019‬في شتأن‬
‫الدليل اإلجرائي لتنظيم التقاضتتي باستتتخدام الوستتائل اإللكترونية في اإلجراءات القضتتائية فقد عرف اإلتصتتال عن بعد بأن‪ :‬ااستتتخدام‬
‫وستائل التوا تل المرئي والمستموع بين طرفين أو أكثر في المحاكمة عن بعدا‪ ،‬أما الفق‪ :‬فقد عرف تقنية اإلتصتال عن بعد بأنها اوستيلة‬
‫أو آلية حديثة لمباشترة إجراءات التحقيق أو المحاكمة الجنائية عن بعد‪ ،‬يتم اإلستتعانة بها في بعا الحاالت‪ ،‬لستماع الشتهود والمتعاونين‬
‫مع العتدالتة لكشتتتتع غموض الجرائم الخطيرة ال ستتتتيمتا المنظم منهتا وكتذلتب محتاكمتة المتهمين أمتام محكمتة جنتائيتة رغم تواجتدهم داختل‬
‫المؤسسة العقابيةا‪ .‬خالد ممدول إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫‪ -2‬ومن بين هذو النظم القانونية التي تبن التحقيق الجنائي الرقمي نجد المشترع الفرنستي فقد أ تدر في ‪ 24‬أبريل ‪ 2017‬المرستوم رقم‬
‫‪ 212‬الخاص بإنشاء هي ة ذات اختصاص قضائي وطني لتقنيات التحقيق الجنائي الرقمي وهي الوكالة الوطنية لتقنيات التحقيق القضائي‬
‫الرقمي‪ ،(Agence national des techniques d’enquête numérique judiciaires ) ،‬باإلضتتافة إلا إنشتتاء لجنة توجيهية‬
‫لتقنيات التحقيق القضتتائي الرقمي وذلب وفقا للتعديالت اوخيرة الصتتادرة في ‪ 26‬مايو ‪ 2019‬والتي دخل حيز النفاذ في ‪ 23‬ديستتمبر‬
‫‪ 2019‬والتي ينص في المتادة اوولا منت‪ :‬علاا أن تنشتتتتيء الوكتالتة الوطنيتة لتقنيتات التحقيق القضتتتتائي الرقمي لتقتديم ختدمتات ذات‬
‫اختصاص قضائي لتقنيات التحقيق القضائي الرقميا‪ .‬ياسر محمد اللمعي‪ ،‬ص ‪.1400‬‬
‫‪ -3‬رامي متولي القاضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.365‬‬

‫‪116‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫دول متعتددة‪ ،‬وتكون ستتتتلطتة التحقيق في دولة والمتهم في دولة أخرب الذي يتم التحقيق معت‪،:‬‬
‫‪1‬‬
‫وقد يكون الشهود في دولة ثالثة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الجزاء الجنائي الرقمي‬

‫في ظل اويمة التي أبان عليها الستياستة العقابية في مجال العقوبات الستالبة للحرية لم‬
‫تتردد اونظمة العقابية الحديثة في اعتماد بدائل العقوباتواإلستتفادة من التطور التكنولوجي من‬
‫أجل تحديض آليات التنفيذ العقابي‪ ،‬ولعل أهم بديل جاءت ب‪ :‬هذو اونظمة هو إخضتتاع المحكوم‬
‫‪2‬‬
‫علي‪ :‬لنظام المراقبة اإللكترونية‪.‬‬

‫والوضتع تح المراقبة اإللكترونية هو أحد اوستاليب الحديثة والمبتكرة في اتجاو رقمنة‬


‫الجزاء الجنتائي‪ ،‬وهو بديل للعقوبة الستتتتالبتة للحرية‪ ،‬ويطلق عليت‪ :‬الستتتتجن في محتل اإلقامة‪،‬‬
‫ويقوم هتذا اوستتتتلوب علا الستتتتمتال للمحكوم عليت‪ :‬البقتاء في منزلت‪ :‬ولكن بشتتتترط أن تكون‬
‫تحركات‪ :‬محدودة‪ 3،‬والمراقبة هذو تتم بواستتطة جهاي إلكتروني شتتبي‪ :‬بالستتاعة أو الستتوار في‬
‫معصتم اليد أو في الستاق‪4،‬ويرستل إشتارات للجهة القائمة علا التنفيذ فيدل تلب الجهة علا أن‬
‫المتهم أخل باإللتزام الملقا علا عاتق‪ ،:‬وهو عدم التحرك خارج المستتتاحة المستتتمول بها في‬
‫منزل‪5،:‬لذلب أطلق علا هذا النظام بالستوار اإللكتروني كما يستمي‪ :‬بعا العاملين في المجال‬
‫‪6‬‬
‫العقابي‪.‬‬

‫وقتد أبتانت هتذو التقنيتة عن أهميتة كبيرة في تجتاوي أيمتة العقوبتات الستتتتالبتة للحريتة في‬
‫اونظمتة العقتابيتة التي اعتمتدتهتا‪ 7،‬وتتجلا هذو اوهميتة في النتتائ اإليجتابيتة المحققتة منهتا‪ ،‬ولعتل‬

‫‪ -1‬يواتين يوستتتتع‪ ،‬تقنية المحادثة عن بعد في اإلجراءات الجنائية في ظل المحاكمة العادلة‪ ،‬مذكرة لنيل شتتتتهادة الماستتتتتر في القانون‬
‫الجنائي والعلوم الجنائية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بادس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2022-2021 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -2‬يعني هذا التدبير خضتتوع المحكوم علي‪ :‬لنظام المراقبة اإللكترونية الذي يقيد حريت‪ :‬خارج أستتوار الستتجن عن طريق وضتتع ستتوار‬
‫إلكتروني شتبي‪ :‬بالستاعة في معصتم المحكوم علي‪ :‬يرستل إشتارات للمصتالن المكلفة بالمراقبة‪ .‬أنا ستعدون‪ ،‬تأمالت حول بدائل العقوبات‬
‫السالبة للحرية في القانون الدنمركي‪ ،‬المجلة المغربية للحكامة القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السنة ‪ ،2016‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -3‬خالد ممدول إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -4‬فاطمة الزهراء العواني‪ ،‬إشتكالية العقوبة الستالبة للحرية قصتيرة المدة‪ ،‬بحض لنيل شتهادة الماستتر في العدالة الجنائية والعلوم الجنائية‪،‬‬
‫جامعة ستتتيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصتتتادية واإلجتماعية ظهر المهراي فاس‪ ،‬الستتتنة الجامعية ‪،2014-2013‬‬
‫ص ‪.81‬‬
‫‪ -5‬أنا سعدون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -6‬خالد ممدول إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -7‬ياسر محمد اللمعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1442‬‬

‫‪117‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫أهمها تقليص نفقات الدولة في ستتبيل اإلنفاق علا الستتجون وتجاوي ستتلبيات‪ ،:‬باإلضتتافة إلا‬
‫أهمية إبقاء الستتتجين في بي ة عائلت‪ :‬مما يؤدي ذلب إلا الحفاظ علا روابط‪ :‬العائلية‪ ،‬وحمايت‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫من الو م اإلجتماعي‪.‬‬

‫ولم تقتصتتتتر رقمنتة الجزاء الجنتائي علا اعتمتاد الستتتتوار اإللكتروني في مجتال بتدائتل‬
‫العقوبتات بتل امتتد ذلتب إلا متا يستتتتما بتالتصتتتتنيع الرقمي للمحكوم عليهم قبتل إيتداعهم في‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسات العقابية‪ ،‬وكذلب استخدام السجالت الجنائية الرقمية للمسجونين‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلطار التشريعي الدولي لنظام رقمنة اإلجراءات الجنائية‬

‫ستتاهم اإلتفاقيات الدولية في تأستتيا اورضتتيات التشتتريعية لنظام رقمنة اإلجراءات‬


‫الجنائية وذلب عبر ستتنها لمجموعة من المقتضتتيات الخا تتة بهذا النظام‪ ،‬لتعبد الطريق أمام‬
‫مختلع التشريعات الداخلية في سن عبر قوانينها قواعد رقمنة اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫إذن كيع اهتمت اإلتفتاقيتات التدوليتة بنظتام رقمنتة اإلجراءات الجنتائيتة؟ وكيع اعتمتدت‬
‫مختلع التشريعات المقارنة هذا النظام؟ وهذا ما سأحاول اإلجابة عن‪ :‬في الفقرتين المواليتين‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬رقمنة اإلجراءات الجنائية في ظل اإلتفاقيات الدولية‬

‫اتجه العديد من اإلتفاقيات الدولية في مجال مكافحة الجريمة وتستتتهيل التعاون الدولي‬
‫في هتذا المجتال نحو اتختاذ مجموعتة من التتدابير لرفع كفتاءة العتدالتة الجنتائيتة‪ ،‬وتطوير أداءهتا‬
‫وتحقيق السترعة في التقاضتيدون الحاجة إلا انتقال الشتهود أو المتهمين وأطراف الخصتومة‬
‫الجنتائيتة بين التدول‪ ،‬وكتان اإلعتمتاد علا الوستتتتائتل التكنولوجيتة الحتديثتة التدور اإليجتابي في‬
‫تتور هذو اوخيرة هو االستتتعانة بتقنية‬ ‫التوج‪ :‬نحورقمنة اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ولعل من أهم‬
‫اإلتصتتتتال عن بعد‪ ،‬التي نصتتت عليها اإلتفاقيات الدولية وأقرت مشتتتتروعيتها في إجراءات‬
‫التحقيق الجنائي والمحاكمة الجنائية‪.‬‬

‫‪ -1‬فاطمة الزهراء العواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪ -2‬ياسر محمد اللمعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1441‬‬

‫‪118‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫ولعتل أهم اتفتاقيتة في هتذا الشتتتتأن هي اإلتفتاقيتة اومميتة لمكتافحتة الجريمتة المنظمتة عبر‬
‫الوطنية لستتنة ‪ 1،2000‬إذ نصتت في الفقرة ‪ 18‬من المادة ‪ 18‬علا أن‪ :‬اعندما يتعين ستتماع‬
‫أقوال شتخص موجود في إقليم دولة طرف بصتفة شتاهد أو خبير أمام الستلطات القضتائية لدولة‬
‫طرف أخرب‪ ،‬يجوي للتدولتة الطرف اوولا أن تستتتتمن بنتاء علا طلتب التدولتة اوخرب بعقتد‬
‫جلستة استتماع عن طريق الفيديو إذا لم يكن ممكنا أو مستتصتوبا مثول الشتخص المعني بنفست‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫في إقليم الدولة الطرفا‪.‬‬

‫إذن متا يمكن مالحظتت‪ :‬من خالل هتذو المتادة أن هنتاك إمكتانيتة استتتتتمتاع بواستتتتطتة تقنيتة‬
‫التوا تتل عن بعد للشتتخص الموجود في إقليم دولة طرف في اإلتفاقية بصتتفة شتتاهد أو خبير‬
‫أمام الستتلطة القضتتائية لدولة أخرب طرف‪ ،‬في حالة إذا لم يكن ممكنا مثول الشتتخص المعني‬
‫بنفس‪ :‬في إقليم الدولة الطرف الطالبة‪.‬‬

‫وتضيع المادة ‪ 24‬من هذو اإلتفاقية إلا إمكانية توفير قواعد خا ة باودلة تتين اإلدالء‬
‫بالشتهادة علا نحو يكفل ستالمة الشتاهد‪ ،‬كالستمال مثال باإلدالء بالشتهادة باستتخدام تكنولوجيا‬
‫‪3‬‬
‫اإلتصاالت‪ ،‬ومنها مثال و الت الفيديو‪ ،‬أو غيرها من الوسائل المالئمة‪.‬‬

‫كمتا اقترل مؤتمر اومم المتحتدة الثتالتض لمنع الجريمتة ومعتاملتة المجرمين المنعقتد في‬
‫الدوحة‪ 4،‬استتتتخدام أشتتتكال جديدة من التكنولوجيا بما في ذلب المنصتتتات اإللكترونية حستتتب‬

‫‪ -1‬اعتمتدت الجمعيتة العتامتة لامم المتحتدة في قرارهتا رقم ‪ 55/25‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2000‬اإلتفتاقيتة اومميتة لمكتافحتة الجريمتة‬
‫المنظمة عبر الوطنية‪.‬‬
‫‪ -2‬رامي متولي القاضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.380‬‬
‫‪ -3‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نفا المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.380‬‬
‫‪ -4‬وهو مؤتمر تنظم‪ :‬اومم المتحدة كل خما ستنوات حيض يجتمع تناع الستياستات والعاملون في مجال منع الجريمة والعدالة الجنائية‬
‫من أجل المستاهمة في تياغة جدول أعمال اومم المتحدة ومعاييرها بشتأن منع الجريمة والعدالة الجنائية‪ ،‬ويعتبر مؤتمر اومم المتحدة‬
‫لمنع الجريمة المحفل اوكبر واوكثر تنوعا علا مستتتوب العالم الذي يجمع الحكومات والمجتمع المدني واووستتاط االكاديمية والخبراء‬
‫في مجال منع الجريمة والعدالة الجنائية‪ ،‬وكان لدورات انعقاد هذا المؤتمر أثرها علا مدار ستتتتين عاما في وضتتتع ستتتياستتتات العدالة‬
‫الجنائية‪ ،‬وفي تعزيز التعاون الدولي للتصدي للمخاطر التي تهدد العالم من جراء الجريمة المنظمة العابرة للحدود‪ ،‬وقد بدأت المؤتمرات‬
‫التدولتة التي تبحتض المستتتتائتل ذات الصتتتتلتة بمكتافحتة الجريمتة في عتام ‪ ،1872‬وكتانت هتذو المؤتمرات تعقتد تحت رعتايتة اللجنتة التدوليتة‬
‫للستجون‪ ،‬التي أ تبح فيما بعد اللجنة الدولية للشتؤون الجزائية واإل تالحية‪ ،‬وكان المؤتمر المنعقد في الدوحة بقطر في دورت‪ :‬الثالثة‬
‫عشتتتر ستتتنة ‪ ،2015‬إذ قررت الجمعية العامة لامم المتحدة أن يكون الموضتتتوع الرئيستتتي للمؤتمر الذي يشتتتارك في‪ :‬أكثر من ‪5000‬‬
‫شتتتخص من ‪ 142‬دولة بينهم اعدد قياستتتي من رؤستتتاء الويراءا‪ ،‬إدماج منع الجريمة والعدالة الجنائية في جدول أعمال اومم المتحدة‬
‫اووستع من أجل التصتدي للتحديات االجتماعيةواالقتصتادية‪ ،‬وتعزيز ستيادة القانون علا الصعيدين الوطني والدولي ومشاركة الجمهور‪،‬‬
‫وتطرق المؤتمر إلا قضتتتتايا كثيرة مثل تمويل اإلرهاب وغستتتتل اوموال وستتتترقة الهويات والستتتتطو علا الممتلكات الثقافية‪ ،‬ودور‬
‫المواطنين في إنفاذ القانون‪ ،‬والجرائم اإللكترونية‪ ،‬وأهمية التقنيات المبتكرة للتحقيق في الجرائم المالية‪ ،‬وقد تزامن انعقاد مؤتمر الدوحة‬
‫مع استتتتتكمال اإلستتتتتعدادات إلطالق خطة أممية جديدة تمتد حتا ‪ ،2030‬وترتكز أستتتتاستتتتا علا ربط مكافحة اإلهاب بتحقيق التنمية‬

‫‪119‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫اإلقتضتاء‪ ،‬من أجل تعزيز قدرات تلب الدول اوعضتاءعلا تبادل المعلومات علا نحو مؤمن‬
‫‪1‬‬
‫لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والفساد واإلرهاب‪.‬‬

‫وال تختلع اتفاقية اومم المتحدة لمكافحة الفستتتاد لستتتنة ‪ 22003‬عن هاتيناإلتفاقيتين‪ ،‬إذ‬
‫نصت هي كذلب علا إمكانية اللجوء إلا تقنية اإلتصتال عن بعد بموجب المادة ‪ 24‬منها التي‬
‫جاء فيها‪ ،‬اعندما يكون شتخص ما موجود في إقليم طرف ويراد ستماع أقوال‪ :‬كشتاهد أو خبير‬
‫أمام الستلطات القضتائية لدولة طرف أخرب‪ ،‬يجوي للدولة الطرف اوولا أن تستمن بناء علا‬
‫طلب الدولة اوخرب بعقد جلستتة اإلستتتماع عن طريق اإلتصتتال بواستتطة الفيديو‪ ،‬إذا لم يكن‬
‫ممكنتا مثول الشتتتتخص المعني شتتتتخصتتتتيتا في إقليم الدولة الطرف الطتالبتة‪ ،‬ويجوي للتدولتين‬
‫الطرفين أن تتفقا علا أن تتولا إدارة جلستتة اإلستتتماع ستتلطة قضتتائية تابعة للطرف الطالبة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وأن تحضرها سلطة قضائية تابعة للدولة الطرف متلقي الطلب‪.‬‬

‫وفي مقابل آخر أو تتا المجلا االقتصتتاديواالجتماعي التابع لامم المتحدة‪ 4‬في قرارو‬
‫رقم ‪ 22.1997‬بتاريت ‪ 21‬يوليوي ‪ 1997‬بشتأن متابعة إعالن نابولي الستياستي وخطة العمل‬
‫العتالميتة لمكتافحتة الجريمتة المنظمتة عبر الوطنيتة بتأنت‪ :‬ا ينبغي للتدول أن تنظر في إمكتانيتة‬
‫اعتماد تدابير مالئمة لضتمان حماية الشتهود خالل اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ويمكن أن تشتمل تلب‬
‫التدابير أستاليب متنوعة‪ ،‬منها اإلدالء بالشتهادة عن طريق أجهزة االتصتال الستلكية والالستلكية‬
‫‪5‬‬
‫أو تقييد اإلفصال عن عناوين الشهود أو إعطاء تفا يل عنهم‪.‬ا‬

‫ومواجهة الفستتتاد‪ ،‬ووضتتتع خبراء اومم المتحدة أستتتا الخطة الجديدة بناء علا تقييم الخطة الستتتابقة التي امتدت بين عامي ‪ 2000‬و‬
‫‪ ،2015‬واهتم بمكافحة الفقر والسعي للحد من وفيات اوطفال والنساء الحوامل ومواجهة اومراض الفتاكة‪.‬‬
‫‪ -1‬يواتين يوسع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26-25‬‬
‫‪ -2‬تعتبر اتفاقية اومم المتحدة لمكافحة الفستتتتاد هي الصتتتتب العالمي الوحيد الملزم قانونيا لمكافحة الفستتتتاد‪ ،‬ونه اإلتفاقية البعيد المدب‬
‫والطابع اإللزامي للعديد من أحكامها يجعالن منها أداة فريدة لوضتع استتجابة شتاملة عالمية‪ ،‬وتغطي االتفاقية الخما المجاالت الرئيستة‬
‫التتاليتة التتدابير الوقتائيتة‪ ،‬والتجريم وإنفتاذ القتانون‪ ،‬والتعتاون التدولي‪ ،‬واستتتتترداد المحجويات‪ ،‬والمستتتتاعتدة التقنيتة‪ ،‬وتبتادل المعلومتات‪،‬‬
‫وتغطي اإلتفاقية العديد من أشتكال الفستاد المختلفة مثل الرشتوة‪ ،‬والمتاجرة بالنفوذ‪ ،‬وإرستاء استتغالل الوظائع‪ ،‬ومختلع أفعال الفستاد في‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬ومن أبري ما يميز اإلتفاقية إدراج فصتتل خاص بشتتأن استتترداد المحجويات بهدف إعادة المحجويات إلا أ تتحابها‬
‫الشتترعيين بما في ذلب البلدان التي أخذت منها بطريقة غير مشتتروعة‪ ،‬والغالبية العظما من الدول اوعضتتاء في اومم المتحدة أطراف‬
‫في هذو اإلتفاقية‪.‬‬
‫‪ -3‬هشام البالوي‪ ،‬المحاكمة عن بعد وضمانات المحاكمة العادلة‪ ،‬مجلة رئاسة النيابة العامة‪ ،‬العدد اوول‪ ،‬يونيو ‪ ،2020‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -4‬المجلا االقتصتتتتاديواالجتمتاعي هو قلتب منظومتة اومم المتحتدة لتحقيق اوبعتاد الثالثتة للتنميتة المستتتتتتدامتة االقتصتتتتاديتةواالجتمتاعيتة‬
‫والبي ية‪ ،‬وهو المنبر الرئيستي لتشتجيع النقاش واوفكار المبتكرة‪ ،‬و تياغة التوافق للستير قدما‪ ،‬وتنستيق الجهود لتحقيق اوهداف المتفق‬
‫عليها دوليا‪ ،‬وهو مستتؤول أيضتتا عن متابعة مؤتمرات اومم المتحدة الرئيستتية ومؤتمرات القمة‪ ،‬وقد أنشتتأ ميثاق اومم المتحدة للمجلا‬
‫االقتصاديواالجتماعي في عام ‪ 1946‬بو ف‪ :‬أحد اوجهزة الرئيسية لامم المتحدة‪.‬‬
‫‪ -5‬رامي متولي القاضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.380‬‬

‫‪120‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫كما نص البروتوكول اإلضتافي الثاني لإلتفاقية اووروبية للمستاعدة القضتائية في المادة‬


‫الجنائية‪ 1،‬علا توستتيع نطاق آليات ووستتائل التعاون القضتتائي فيما بين الدول اووروبية بغية‬
‫اإلستتتفادة من اإلمكانيات والوستتائل التكنولوجية الحديثة في التحقيق والبحض الجنائي‪ ،‬لما لها‬
‫من فعتاليتة أكبر وستتتترعتة ومرونتة في تحقيق التعتاون‪ 2،‬وبطبيعتة الحتال فيمتا ال يتعتارض مع‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان وسيادة القانون‪.‬‬

‫ولم تغفل المحكمة الجنائية الدولية‪ 3،‬التنصتتيص علا استتتعمال وستتائل التكنولوجيا في‬
‫إجراءاتها الجنائية حيض أقرت في المادة ‪ 69‬من نظامها اوستتاستتي بإمكانية إدالء الشتتاهد في‬
‫المحاكمة بشتتتهادت‪ :‬شتتتخصتتتيا وفق التدابير المنصتتتوص عليها في المادة ‪ 68‬أو في القواعد‬
‫اإلجرائية وقواعد اإلثبات‪ ،‬ويجوي للمحكمة أيضتا أن تستمن باإلدالء بإفادة شتفوية أو مستجلة‬
‫من الشتتاهد بواستتطة تكنولوجيا العرض المرئي أو الستتمعي فضتتال عن تقديم المستتتندات أو‬
‫المحاضر المكتوبة‪ 4،‬ويبقا الهدف الرئيسي من هذو اإلجراءات هو حماية الشهود المعرضين‬
‫للمخاطر بسبب إدالئهم بشهادتهم أمام المحكمة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬رقمنة اإلجراءات الجنائية في ظل بعض التجارب المقارنة‬

‫إن التقتدم العلمي للتكنولوجيتا دختل جميع مجتاالت الحيتاة وأ تتتتبن ثورة علميتة كبيرة‪،‬‬
‫أحدث تطورا تقنيا معلوماتيا هائال‪ ،‬ولعل من أبري ستماتها تكنولوجيا الحاستوب التي اقتحم‬
‫جميع الميادين بما فيها اإلجراءات القضائية الجنائية‪.‬‬

‫ونتيجتة لهتذا التطور عرفت بعا التجتارب التدوليتة المقتارنتة تقتدمتا ملموستتتتا في مجتال‬
‫رقمنتةاال جراءات الجنتائيتة‪ ،‬وانقستتتتمت التطبيقتات المعتا تتتترة لبعا التدول في هتذا المجتال‬

‫‪ -1‬يعتد البروتوكول اإلضتتتتافي الثتاني لالتفتاقيتة اووروبيتة للمستتتتاعتدة القضتتتتائيتة في المتادة الجنتائيتة من أهم المواثيق التدوليتة التي تعنا‬
‫بموضتوع استتعمال الوستائل اإللكترونية في المجال الجنائي خصتوص استتعمال وستائل التوا تل عن بعد في مجال التحقيق والمحاكمة‪،‬‬
‫وقد تم التوقيع علي‪ :‬في ستراسبورا بتاريت ‪ 08‬نونبر ‪ 2001‬ودخل حيز التنفيذ بتاريت ‪ 01‬فبراير ‪.2004‬‬
‫‪ -2‬يواتين يوسع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬أنشتتتأت المحكمة الجنائية الدولية بموجب المادة اوولا من نظام روما‪ ،‬وهي هي ة دائمة لها الستتتلطة لممارستتتة اختصتتتا تتتها علا‬
‫اوشخاص المرتكبين أشد الجرائم خطورة موضوع اإلهتمام الدولي‪ ،‬وذلب علا النحو المشار إلي‪ :‬في نظامها اوساسي‪ ،‬وتكون المحكمة‬
‫مكملة للواليات القضتائية الجنائية الوطنية‪ ،‬ويخضتع اختصتاص المحكمة وأستلوب عملها وحكام نظامها اوستاستي‪ ،‬وتنظم العالقة بينها‬
‫وبين اومم المتحتدة بموجتب اتفتاق تعتمتدو جمعيتة التدول اوطراف‪ ،‬ويبرمت‪ :‬بعتد ذلتب رئيا المحكمتة نيتابتة عنهتا‪ ،‬ويقع مقر المحكمتة في‬
‫الهاي بهولندا‪.‬‬
‫‪ -4‬هشام البالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪121‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫بتاختالف توجهتاتهتا‪ ،‬ومن أهم هتذو التطبيقتات هو متا ذهبت إليت‪ :‬ويارة العتدل الكنتديتة من خالل‬
‫رقمنتها إلدارة العدالة بصتتتفة متكاملةومن بينها اإلجراءات الجنائية‪ ،‬فقد أطلق ستتتنة ‪1999‬‬
‫نظتام معلومتات العتدالتة المتكتاملتة بهتدف تستتتتهيتل إدارة العتدالتة عن طريق اإلدارة اإللكترونيتة‬
‫للعدالة باستتتتخدام شتتتبكة إلكترونية تستتتمن للجهات واوفراد الفاعلين في التوا تتتل والتفاعل‬
‫‪1‬‬
‫وتبادل الملفات والمستندات‪.‬‬

‫أما الواليات المتحدة اومريكية فكان لها الدور الرائد في هذا المجال‪ ،‬بحيض تم استتعمال‬
‫برام ونظم الحاستتوب من خالل القيام بأعمال حوستتبة المحاكم ومشتتروعات ملفات المحاكم‬
‫اإل لكترونيتة‪ ،‬وتنظيم اإلجراءات الجنتائيتة عن طريق الربط اإللكتروني بين المحتاكم ودوائر‬
‫‪2‬‬
‫اإلدعاء العام والمراكز اومنية والسجون‪.‬‬

‫ففي واليتة بنستتتتلفتانيتا اومريكيتة فتإن تطوير اإلجراءات القضتتتتائيتة في محكمتة متدينتة‬
‫ستتتتكرانتون يشتتتتهتد مبنا جامعتة اوليتام أند جي نلستتتتون الفيتديراليا محكمتة مجهزة بأحدر‬
‫الوستتتتائتل التقنيتة لتتم في هتذو المحكمتة إجراءات التقتاضتتتتي اإللكتروني‪ ،‬وذلتب بتجهيز هتذو‬
‫المحكمتة بنظتام مرئي متطور لمستتتتتقبالت أجهزةالحتاستتتتوب أطلق عليهتا (الكروت روم ‪)2‬‬
‫يودت هتذو المحكمتة بوستتتتائتل تكنولوجيتة متطورة تمكن اإلدعتاء العتام وشتتتتهود التدفتاع من‬
‫إحضتتتار الشتتتهود إلكترونيا‪ ،‬وجهزت هذو المحكمة بمونيترات في كل أرجاء قاعة المحكمة‪،‬‬

‫‪ -1‬ياسر محمد اللمعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1387‬‬


‫‪ -2‬ستتتتاهمت واليتة كتاليفورنيتا اومريكيتة بتطوير اإلجراءات القضتتتتائيتة علا ثالر مراحتل ففي المرحلتة االولا بتادر المكتتب اإلداري‬
‫للمحتاكم في تلتب الواليتة بمشتتتتروع محتاكم الملفتات اإللكترونيتة والتقنيتة المعيتاريتة‪ ،‬بو تتتتفت‪ :‬برنتام لتطوير آليتات التقتاضتتتتي ومعتاييرو‬
‫بواستتطة استتتحدار الملفات اإللكترونية للمحاكم في ستتنة ‪ ،2000‬بحيض أ تتبن هذا البرنام خدمة استتتقبال وإرستتال بعا اإلجراءات‬
‫القضتائية في دعاوب معينة عن طريق موقع مستتحدر علا شتبكة اونترني لكل محكمة‪ ،‬وكذلب أ تبن باإلمكان الحصتول علا بعا‬
‫المعلومات عن الدعاوب بواستطة هذو المواقع‪ ،‬ومنذ ذلب التاريت أخذت المحاكم تكتستب الخبرات من تجارب بعضها في عمليات المكننة‬
‫للملفات اإللكترونية‪ ،‬وقد واجه المحاكم بعا المشتاكل التقنية والبرمجية إال أن العمل استتمر في التطوير والتحديض‪ .‬وفي عام ‪2002‬‬
‫انطلقت المرحلتة الثتانيتة من التطوير فقتد قدم مكتتب إدارة المحتاكم في الوالية نفستتتتهتا مشتتتتروع الربط التقني بين المحتاكم مخططتا لتبتادل‬
‫المعلومات بين هذو المحاكم بطريقة موثوقة وآمنة بواستطة نظام (‪ )Xml‬وهي لغة تصتميم وثائق تفحات الن ‪ ،‬وهي لغة متطورة عن‬
‫اللغة او تلية لتصتميم تفحات الن (‪ )htmi‬ولغة )‪ (xhtml‬أ تبح لغة توفيقية بين اللغتين وفي الوق نفست‪ :‬متطورة عنهما‪ ،‬ولقد‬
‫وفر هذا الربط آليات لتبادل المعلومات والطلبات والملفات بين المحاكم وأ تتتتبن اإلتصتتتتال بين المحاكم في كاليفورنيا وتبادل البيانات‬
‫أكثر يسترا وأمانا‪ ،‬من ذي قبل‪ ،‬أما المرحلة الثالثة فكان في عام ‪ ،2003‬إذ تبنا المجلا القضتائي في تلب الوالية مجموعة من القواعد‬
‫القانونية أعدت‪ :‬اللجنة اإلستتشتارية لتكنولوجيا المحاكم التابعة للمجلا القضتائي لهذو الوالية‪ ،‬وقد حددت وبين في هذا القانون كيفية دفع‬
‫الرستوم الكترونيا كما ستمح للمحاكم باستتقبال تستجيل الدعاوب والرد علا الطلبات‪ ،‬وقد أطلق علا هذا القانون إستم (‪-rules2050‬‬
‫‪ )2060‬وقد كان هذا القانون نقلة نوعية في إجراءات المحاكم في كاليفورنيا‪ ،‬بحيض أ تتتتبن بعد تنفيذو بإمكان المحامين والمواطنين في‬
‫كاليفورنيا وعموم الواليات المتحدة الحصتتول علا المعلومات كلها التي يحتاجونها والمتعلقة بالدعاوب وآليات تستتجيلها ومراحل النظر‬
‫فيها‪ ،‬وكذلب الحصتول علا معلومات بشتأن القضتايا التي تم استت نافها بواستطة الربط التقني لمحاكم الوالية‪ ،‬وال تزال عمليات التطوير‬
‫تمضتتتي قدما في الوالية‪ ،‬بحيض يشتتتمل هذا التطوير نظام الدعوب وتطبيق تكنولوجيا المحاكم من خالل إدارة الدعوب‪ .‬نصتتتيع جاستتم‬
‫محمد عباس الكرعاوي‪ ،‬التقاضتتتي عن بعد‪ ،‬دراستتتة مقارنة‪ ،‬منشتتتورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة اوولا‪ ،2017 ،‬ص‬
‫‪.251-252‬‬

‫‪122‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وكذلب لكل عضتتتتو هي ة المحلفين في وستتتتط قاعة المحكمة جهاي عرض التمثيل المرئي أو‬
‫العرض الرقمي للتداللتة التذي من خاللت‪ :‬يتم عرض اودلتة المقتدمتة من النيتابتة العتامتة بوستتتتائتل‬
‫وأشتتكال متعددة‪ ،‬ويستتتطيع اوطراف التحادر مع القاضتتي بواستتطة هذو التقنية‪ ،‬وبالنستتبة‬
‫للشتتتهود الغائبين المستتتجلة شتتتهادتهم علا أشتتترطة فيديو يستتتتطيع الكتاب عرض الشتتتريط‬
‫وا لتفحص والتمعن في شتهادة الشتاهد ووقع التستجيل وإعادت‪ ،:‬كما أن منصتة الشتهود مزودة‬
‫بنظام حاستوبي متطور‪ ،‬فأمام الشتاهد يتم عرض اودلة والبيانات الموجودة في الشتكوب علا‬
‫جهاي الحاستتوب المعروض أمام‪ ،:‬ويستتتطيع الشتتاهد في حال حضتتورو إلا المحكمة التعبير‬
‫عن شتتهادت‪ :‬بالكتابة علا جهاي الحاستتوب وعلا الشتتاشتتة‪ ،‬ليظهر ما كتب علا الوثائق علا‬
‫‪1‬‬
‫شاشة العرض الرئيسية وعلا شاشة المنتور لكل من الحاضرين في المحكمة‪.‬‬

‫نحو الرفع أو التخلي عن اإلستتتتتختدام الورقي في المحتاضتتتتر‬ ‫أمتا هولنتدا فقتد توجهت‬
‫واإلجراءات الجنائية‪ ،‬وذلب باستتتبدالها باوجهزة اإللكترونية والرقمية‪ ،‬مثل شتتاشتتات عرض‬
‫‪2‬‬
‫الجلسات‪ ،‬وجلسات اإلستماع عن بعد باستعمال الوسائل السمعية البصرية الحديثة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لبلجيكا فقد بدأت ويارة العدل البلجيكية في نهاية عام ‪ 2001‬مشروع لرقمنة‬
‫العدالة تح ما يستتتتما ‪ (Phenix)،‬حيض يتم إنشتتتتاء ملع إلكتروني أو رقمي مع بداية أول‬
‫إجراء من اإلجراءات القتانونيتة المتعلقتة بالدعوب‪ ،‬ويتم إثراء هذا الملع بالمعلومات والبيتانات‬
‫التي تتعلق بتالقضتتتتيتة أو التدعوب‪ ،‬ويمكن للمحققين الرجوع إلا هتذو المعلومتات والبيتانتات‬

‫‪ -1‬نصيع جاسم محمد عباس الكرعاوي‪ ،‬نفا المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.253-252‬‬
‫‪ -2‬وقد اعتمدت هولندا في ذلب بمحكمة روتردام‪ ،‬بحيض تعتبر هولندا من الدول اووروبية اوكثر تقدما علا مستتتوب إعمال التكنولوجيا‬
‫الحديثة في مجال العدالة‪ ،‬حيض يستتفيد العاملون فيها من قضتاة وموظفين ومحامين من نظام متطور لإلتصتاالت والولوج الرقمي‪ ،‬يتوفر‬
‫علا كافة أشتكال التوا تل اإللكتروني (المنصتات اإللكترونية‪ ،‬البريد اإللكتروني ‪ )..‬وقد أ تدرت الستلطات الهوالندية مرستوما مؤرخا‬
‫في ‪ 8‬مايو ‪ 2006‬حول استتتخدام تقنية التوا تتل عن بعد في المحاكمة وينص هذا المرستتوم علا مجموعة من المقتضتتيات التي تنظم‬
‫اللجوء إلا هذو التقنية ومنها ما يلي‬
‫‪ -‬ال يتم استتتخدام تقنية التوا تتل عن بعد إال بعد موافقة المتهم أو دفاع‪ :‬في القضتتايا الرائجة أمام قاضتتي التحقيق أو خالل جلستتات‬
‫المحاكمةب‬
‫‪ -‬ال يتم استتخدام تقنية التوا تل عن بعد إذا كان الشتخص المراد اإلستتماع إلي‪ :‬يعاني من ضتعع الستمع أو ضتعع البصتر بشتكل يمكن‬
‫أن يؤثر استخدام‪ :‬علا موقف‪ :‬في القضية‪ ،‬أو علا حقوق باقي اوطرافب‬
‫‪ -‬يمكن استخدام تقنية التوا ل عن بعد إذا قررت المحكمة أن استعمال‪ :‬ضروري لمصلحة أمن الجلسةب‬
‫‪ -‬إذا تم استتدعاء الشتخص المراد اإلستتماع إلي‪ :‬كتابيا فيجب أن يتضتمن اإلستتدعاء ما إذا كان ستيتم استتخدام تقنية الفيديو أثناء جلستة‬
‫اإلستماع‪ ،‬كما يجب أن يوضن كيفية اإلستخدام وتوقيت‪ :‬وموافقة الشخص المراد اإلستماع إلي‪ :‬علا استخدام التقنية المشار إليهاب‬
‫‪ -‬يجب أن يعبر الشخص المراد اإلستماع إلي‪ :‬أو عند اإلقتضاء المدعي العام عن رفضهم الموافقة علا استخدام تقنية الفيديو كتابة مع‬
‫تعليل طلب الرفا ويوج‪ :‬الطلب إلا المحكمةب‬
‫‪ -‬يتم اتخاذ القرار بشتتأن الطلب المشتتار إلي‪ :‬أعالو في أقرب وق ممكن ويبل إلا الشتتخص المراد اإلستتتماع إلي‪ :‬ومحامي‪ ،:‬أو إلا‬
‫المدعي العام‪ ،‬عند اإلقتضاء في موعد أقصاو ‪ 24‬ساعة قبل بدء الجلسة‪ .‬هشام البالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20-19‬‬

‫‪123‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الموجودة في الملع اإللكتروني أو الرقمي أو القضية‪ ،‬وكذلب للمحكمة أو مؤسسات اإل الل‬
‫العقابي‪ ،‬ويمكن إرستال تقرير للشترطة ومحضتر مأمور الضتبط القضتائي إلكترونيا علا كل‬
‫‪1‬‬
‫إجراء من إجراءات الملع اإللكتروني‪.‬‬

‫وفي إطار المحاكمة الجنائية اعتمدت محاكم فرنستتتا علا وستتتيلة التوا تتتل الستتتمعي‬
‫البصتري عن بعد‪ ،‬وذلب بعدما نصت المادة ‪ 71-706‬من قانون المستطرة الجنائية الفرنستية‬
‫كمتا تم تعتديلت‪ :‬بموجتب القتانون رقم ‪ 222-2019‬بتتاريت ‪ 23‬متارس ‪ ،2019‬علا أنت‪ :‬الغرض‬
‫حستن إدارة العدالة يمكن خالل ستريان مستطرة جنائية‪ ،‬إذا وجد القاضتي المكلع بالمستطرة أو‬
‫رئيا الهي تة مبررا لتذلتب‪ ،‬وفي الحتاالت ووفق اوشتتتتكتال المنصتتتتوص عليهتا في هتذو المتادة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫اللجوء إلا وسيلة للتوا ل السمعي البصري عن بعدا‪.‬‬

‫وفي ستتتتتابقتة فريتدة من نوعهتا فقتد تم التخلي في المحتاكمتات الجنتائيتة ووول مرة في‬
‫التاريت علا القاضتي‪،‬وذلب في إقليم اشتاندون ا بجمهورية الصتين الشتعبية بحيض ال يوجد في‬
‫هذو المحكمة قاض بشتري يصتدر اوحكام‪ ،‬وإنما تم اإلستتعاضتة عن القاضتي بجهاي حاستب‬
‫آلي يحتوي علا قاعدة بيانات من القوانين الجنائية وبعا الظروف المخففة‪ ،‬ويقتصتتتر عمل‬
‫هذو المحكمة علا تقديم المشتتتتتب‪ :‬ب‪ :‬بعد التحقيق مع‪ :‬من الشتتتترطة‪ ،‬وجمع اودلة أمام جهاي‬
‫الحاستتتتوب ليقوم المعاون القضتتتتائي بإدخال البيانات واودلة كافة‪ ،‬وكذلب الظروف المحيطة‬
‫بالجرم‪ ،‬وبعدها يقوم المشتتب‪ :‬ب‪ :‬أو المشتتكي بتقديم الدفوع عن نفست‪ :‬بالذات‪ ،‬أو بتوكيل محام‬
‫ليقوم المحتامي بتجهيز التدفتاع وتستتتتليمت‪ :‬للعون القضتتتتائي التذي يتدختل مضتتتتمونت‪ :‬إلا قتاعتدة‬
‫البيتانتات‪ ،‬ليقوم البرنتام التذي يعمتل عليت‪ :‬نظتام المحكمتة بتإ تتتتدار الحكم في نهتايتة الشتتتتكوب‬
‫ويكون الحكم مقروءا أو مستتتموعا‪ ،‬ويستتتتطيع المشتتتتكا ب‪ :‬استتتت ناف هذا الحكم لدب محاكم‬
‫الطعن التابعة لإلقليم‪ ،‬وتقتصتتتتر هذو التجربة علا المخالفات والجنن البستتتتيطة التي يرتكبها‬
‫‪3‬‬
‫مواطني اإلقليم‪.‬‬

‫‪ -1‬ياسر محمد اللمعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1379‬‬


‫‪ -2‬هشام البالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -3‬نصيع جاسم محمد عباس الكرعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.262‬‬

‫‪124‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وعلا مستتتتتوب التدول العربيتة فنجتد تجربتة دولتة اإلمتارات العربيتة المتحتدة‪ ،‬إذ أطلقت‬
‫النيابة العامة في إمارة دبي النظام اإللكتروني الخاص بشتكاوي المتقاضتين الذي يقوم بإعطاء‬
‫عناية خا تتتتة وستتتتريعة لجميع الشتتتتكاوب الواردة علا النيابة العامة‪ ،‬ويستتتتمن هذا النظام‬
‫اإللكتروني الجديد للمتعامل بتسجيل أي شكوب قضائية من خالل موقع النيابة العامة‪ ،‬ويرتبط‬
‫هذا النظام بنظام إدارة القضتتايا الجزائية اإللكتروني‪ ،‬حيض يتم تحويل الشتتكوب بصتتورة آلية‬
‫إلا قستتتتم خدمة المتعاملين الذي يختص بتحويل الشتتتتكاوب إلا جهة اإلختصتتتتاص بطريقة‬
‫‪1‬‬
‫الكترونية ويتم إشعار المشتكي إلكترونيا عند اتخاذ أي إجراء بخصوص الشكوب المقدمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬رقمنة اإلجراءات الجنائية في التشريع المغربي‬

‫في ظتل التحول الرقمي التذي عرفتت‪ :‬مختلع التشتتتتريعتات الجنتائيتة المقتارنتة‪ ،‬عرف‬
‫تتتدور ميثاق‬ ‫المغرب بدورو تحوال رقميا في مجال إجراءات‪ :‬القضتتتائية‪ ،‬خصتتتو تتتا بعد‬
‫إ تتتالل منظومة العدالة وما تضتتتمن من تو تتتيات تهم رقمنة العدالة الجنائية باالعتماد في‬
‫إجراءاتها علا الوستائل التكنولوجية الحديثة لمستايرة التقدم العلمي والتحوالت الجديدة في هذا‬
‫المجتال بهتدف التطوير والتحتديتض المنشتتتتودين من اإل تتتتالل‪ ،‬وتنفيتذا لتذلتب بريت بعا‬
‫تطبيقتات الرقمنتة في المجتال الجنتائي (المطلتب اوول) في أفق تطويرهتا في مختلع القوانين‬
‫المزمع إ دارها في المستقبل القريب (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تطبيقات الرقمنة في التشريع الجنائي المغربي‬

‫إلبراي تطبيقات الرقمنة في التشتريع الجنائي المغربي ستأتطرق في هذا المطلب آلليات‬
‫التوا تتتل الحديثة التي تم اعتمادها لحماية الشتتتهود والمبلغين في التشتتتريع المغربي (الفقرة‬
‫اوولا)‪ ،‬وإلا المحتاكمتة عن بعتد كتأهم تطبيقتات الرقمنتة التي تم اعتمتادهتا مؤخرا بمحتاكم‬
‫المملكة في (الفقرة الثانية)‪ ،‬وفي اوخير سأتناول في (الفقرة الثالثة) خدمة الشكاية اإللكترونية‬
‫كنموذج لرقمنة اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫‪ -1‬خالد ممدول إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49-48‬‬

‫‪125‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اعتماد آليات التواصل الحديثة لحماية الشهود والمبلغين‬

‫تمتاشتتتتيتا مع التوجهتات التدوليتة‪ 1‬في مجتال حمتايتة الشتتتتهود والمبلغين اتجهت مختلع‬
‫التشتتتتريعتات المقتارنتة‪ 2‬إلا اعتمتاد تتدابير لتوفير الحمتايتة لهؤالء من التعرض لإلنتقتام من‬
‫مرتكبي الجريمة والعصتتتابات اإلجرامية الخطيرة في حالة إذا ما قدموا شتتتهادات أو تبليغات‬
‫ضدهم‪.‬‬

‫وعلا غرار التشتتتتريعتات المقتارنتة في هتذا اإلطتار اتجت‪ :‬المشتتتترع المغربي بتدورو إلا‬
‫إقرار تتدابير حمتائيتة لفتائتدة الشتتتتهود والمبلغين وذلتب من خالل المتادة ‪ 31-347‬من قتانون‬
‫المستطرة الجنائية‪ ،‬والتي نصت علا أن‪ :‬ا إذا كان هناك أستباب جدية تؤكدها دالئل علا أن‬
‫حضتور ا لشتاهد لإلدالء بشتهادت‪ :‬أو مواجهت‪ :‬مع المتهم من شتأنها أن تعرض حيات‪ :‬أو ستالمت‪:‬‬
‫الجستدية أو مصتالح‪ :‬اوستاستية أو حياة أفراد أسترت‪ :‬أو أقارب‪ :‬أو ستالمتهم الجستدية للخطر أو‬

‫‪ -1‬من أجل توفير حماية للمبلغين حتا يستتطيعوا القيام بدورهم في إبالا الستلطات المختصتة بأي وقائع تتعلق باوفعال اإلجرامية وذات‬
‫خطورة وفقا للقوانين الجاري بها العمل‪ ،‬ستتواء كانوا أفراد عاديين أو موظفين عموميين‪ ،‬وذلب وفق المادة ‪ 32‬من اتفاقية اومم المتحدة‬
‫لمكافحة الفساد علا حماية الشهود والخبراء والضحايا بحيض ايجب علا الدول أطراف هذو اإلتفاقية أن تتخذ كافة التدابير المناسبة وفقا‬
‫لنظامها القانوني الداخلي وضتتمن حدود إمكانياتها لتوفير حماية فعالة للشتتهود والخبراء الذين يدلون بشتتهادة تتعلق بأفعال إجرامية وفقا‬
‫لهذو االتفاقية‪ ،‬وكذلب وقاربهم وستتائر اوشتتخاص الوثيقي الصتتلة بهم عند اإلقتضتتاء من أي إنتقام أو ترهيب محتمل‪ ،‬ودون المستتاس‬
‫بحقوق المدعا علي‪ :‬ومنها حق‪ :‬في المحاكمةا‪ ،‬وتشمل هذو التدابير ما يلي‬
‫‪ -‬القيام باإلجراءات الاليمة لتوفير الحماية الجستتتدية للشتتتهود والخبراء والضتتتحايا‪ ،‬كالقيام مثال‪ ،‬بالقدر الاليم والممكن عمليا بتغيير‬
‫أماكن إقامتهم والسمال عند اإلقتضاء بعدم إفشاء المعلومات المتعلقة بهويتهم وأماكن تواجدهم أو بفرض قيود علا إفشائهاب‬
‫‪ -‬القيام بتوفير القواعد الخا ة باودلة الرقمية أو اإللكترونية والتي تتين للشهود والخبراء أن يدلوا بأقوالهم علا نحو يكفل سالمة أول ب‬
‫اوشتخاص كالستمال مثال باإلدالء بالشتهادة باستتخدام تكنولوجيا اإلتصتاالت‪ ،‬مثل و تالت الفيديو أو غيرها من الوستائل المالئمة التي‬
‫تسمن باإلتصال عن بعدب‬
‫‪ -‬حماية المبلغين من خالل أن تنظر كل دولة طرف في أن تدخل في تتلب نظامها القانوني الداخلي تدابير مناستتبة لتوفير الحماية من‬
‫أي معاملة ال مستوا لها وي شتخص يقوم بحستن نية ووستباب وجيهة بإبالا الستلطات المختصتة بأي وقائع تتعلق بأفعال إجرامية وفقا‬
‫لهذو اإلتفاقيةب (المادة ‪ 33‬من اتفاقية اومم المتحدة لمكافحة الفساد علا حماية الشهود والخبراء والضحايا)‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن هذو التشتريعات نجد المشترع الفرنستي الذي نص في المادة ‪ 57-707‬من قانون المستطرة الجنائية المعدل بالقانون رقم ‪204-4‬‬
‫الصتتتادر في ‪ 4‬مارس ‪ 2004‬علا إمكانية إخفاء هوية المتعاون مع العدالة وذلب باستتتتخدام وستتتائل تكنولوجية حديثة من اإلتصتتتاالت‬
‫الستتلكية والالستتلكية بما يضتتمن ستترية اإلتصتتال واإلرستتال‪ ،‬وكذلب يمكن ستتماع شتتهادة المجرم المتعاون مع العدالة مع إخفاء هويت‪:‬‬
‫باستتخدام تقنيات توتية ال تستمن بالتعرف علا شتخصتيت‪ ،:‬ومن خالل هذا المقتضتا فإن المشترع الفرنستي وضتع شتروط من أجل توفير‬
‫الحماية لفائدة الشهود والمبلغين كما يلي‬
‫‪ -‬أن يتم تقديم طلب الحماية بإخفاء الهوية من قبل النائب العام أو قاضي التحقيقب‬
‫‪ -‬أن يصدر قرار بإخفاء هوية المتعاون مع العدالة من قاضي التنفيذ والحريات وأن يكون هذا القرار معللب‬
‫‪ -‬أال يكون في استتخدام هذو الوستائل ما يتعارض مع المبادئ اوستاستية لحقوق اإلنستان‪ ،‬كما جاء في اإلتفاقية اووروبية لحقوق اإلنستان‬
‫والتي أكدت علا شتروط قبول اإلستتماع عبر تقنية الفيديو كونفرنا‪ ،‬من بينها عدم تعارض هذو الوستيلة مع الحقوق اوستاستية لإلنستان‬
‫المنصوص عليها في هذو اإلتفاقيةب‬
‫كما نصتت المادة ‪ 60-706‬من قانون المستتطرة الجنائية الفرنستتي علا أن‪ :‬يجوي تعليق إجراءات الكشتتع عن هوية الشتتاهد علا أن‬
‫يستتطيع المتهم مواجهة الشتخص الخاضتع لتدبير الحماية في حالة رفا الكشتع عن هويت‪ :‬من خالل وستيط فني باستتخدام أجهزة تقنية‬
‫تستمن باإلستتماع إلا الشتخص الخاضتع لتدبير الحماية عن بعد أو عن طريق محامي‪ ،:‬وفي هذو الحالة يتم تقديم توت الشتخص الخاضتع‬
‫لتدبير الحماية بدون الكشع عن هويت‪ :‬من خالل أجهزة تقنية مناسبة لذلب‪.‬‬
‫‪ -3‬أضتيف هذو المادة بالقانون رقم ‪ 37.10‬المنشتور بالجريدة الرستمية عدد ‪ 5988‬بتاريت ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،2011‬كما أضتيف بموجب هذا‬
‫القانون المادة ‪ 2-374‬والتي نصتت علا أن‪ :‬ا تطبق أمام هي ة الحكم مقتضتتيات القستتم الثاني المكرر من الكتاب اوول من هذا القانون‬
‫المتعلقة بحماية الضحايا والشهود والخبراء والمبلغين‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫مصتالحهم اوستاستية‪ ،‬جاي للمحكمة بناء علا ملتما النيابة العامة أن تأذن بتلقي شتهادت‪ :‬بعد‬
‫إخفاء هويت‪ :‬بشتكل يحول دون التعرف علي‪ ،:‬كما يمكنها اإلذن باستتعمال الوستائل التقنية التي‬
‫تتوت‪ ،:‬أو اإلستتتماع إلي‪ :‬عن طريق‬ ‫تستتتعمل في تغيير الصتتوت من أجل عدم التعرف علا‬
‫تقنية اإلتصال عن بعدا‪.‬‬

‫إذن من خالل التمعن في مقتضتيات هذو المادة يتضتن لنا أن المشترع المغربي اعتمد في‬
‫حمتايتة الشتتتتهود والمبلغين علا تقنيتات التكنولوجيتا الحتديثتة‪،‬وذلتب من خالل إقرارو إلمكتانيتة‬
‫تلقي الشتهادة عن طريق وستائل اإلتصتال عن بعد‪ ،‬وكذا اعتماد تقنيات تغيير الصتوت من أجل‬
‫عتتدم التعرف عليهم‪ ،‬ممتتا يمكن القول معتت‪ :‬أن المشتتتترع المغربي بتتدأ يتوجتت‪ :‬نحو رقمنتتة‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬علا اعتبار أن‪ :‬ووول مرة يتم التنصتتيص علا اعتماد تقنيات التوا تتل‬
‫الحديثة في اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫وتم التأكيد علا هذا التوج‪ :‬من خالل تو تتتيات ميثاق إ تتتالل منظومة العدالة‪ ،‬حيض‬
‫نصت التو تية رقم ‪ 91‬ضتمن الهدف الرئيستي الثالض المتعلق بتعزيز حماية القضتاء للحقوق‬
‫والحريتات التدعوة إلا اعتمتاد وستتتتتائتل اإلتصتتتتتال عن بعتد في تنفيتذ اإلنتابتات القضتتتتتائيتة‬
‫واإلستماعإلا الشهود‪.1‬‬

‫إن بالتنصتتيص علا إمكانية استتتعمال تقنيات التوا تتل عن بعد من خالل المقتضتتيات‬
‫المذكورة يكون المشتتترع قد نظم هذو التقنية لفائدة الشتتتهود والمبلغين والضتتتحايا‪ ،‬فماذا عن‬
‫إجراءات المحاكمة عن بعد بالنسبة للمتهم؟‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المحاكمة عن بعد كأهم تطبيقات الرقمنة بالمحاكم‬

‫او تتل في المحاكمات في التشتتريع الجنائي المغربي أنها تكون حضتتورية‪ ،2‬إال أن‪ :‬في‬
‫ظل الظروف الوبائية التي اجتاح العالم بستتتتبب تفشتتتتي فيروس كورونا المستتتتتجد فرض‬

‫‪ -1‬أنظر ميثاق إ تتالل منظومة العدالة‪ ،‬الهي ة العليا إل تتالل منظومة العدالة‪ ،‬المملكة المغربية‪ ،‬يوليوي ‪ ،2013‬ص ‪ .137‬منشتتور‬
‫علا الموقع الرسمي لويارة العدل‪ ،‬بواسطة الرابط اإللكتروني التالي‬
‫‪ .file:///C:/Users/HP/Downloads/e_reforme_justicear.pdf‬أطلع علي‪ :‬بتاريت ‪ 23‬دجنبر ‪.2022‬‬
‫‪ -2‬باستتتتثناء حاالت محدودة نص عليها قانون المستتتطرة الجنائية إذ تنص المادة ‪ 311‬من قانون المستتتطرة الجنائية علا أن‪ :‬ا يحضتتتر‬
‫المتهمون شتخصتيا ما لم تعفهم المحكمة من الحضتور طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 314‬بعدوا‪ ،‬وتنص المادة ‪ 312‬من نفا القانون علا‬

‫‪127‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫المغرب حالة الطوارئ الصتتحية‪ ،1‬وعلا إثرها تم اتخاذ مجموعة من التدابيراالستتتعجالية في‬
‫مجتال العتدالتة من بينهتا وقع عقتد جلستتتتات المحتاكمتة‪ 2،‬اومر التذي أدب إلا التخلي عن مبتدأ‬
‫الحضتتتتوريتة واإلعتمتاد علا تقنيتة التنتاظر المرئي‪ ،‬حيتض تتم المحتاكمتة عن بعتد عبر محتادثتة‬
‫مستتموعة ومرئية بين الهي ة القضتتائية والمتهم المعتقل الذي وافق هو ودفاع‪ :‬علا الخضتتوع‬
‫‪3‬‬
‫للمحاكمة عن بعد‪ ،‬بما يضمن التوا ل المباشر رغم التواجد في أماكن مختلفة‪.‬‬

‫ويعتبر هتذا التوجت‪ :‬الجتديتد بمثتابتة اختبتار حقيقي لويارة العتدل ورئتاستتتتة النيتابتة العتامتة‬
‫والمجلا اوعلا للستلطة القضتائية في مجال رقمنة اإلجراءات الجنائية واستتعمال التكنولوجيا‬
‫الحديثة في محاكمة المتهمين‪.‬‬

‫وإذا كان المشتترع الجنائي المغربي أقر ضتتمن قانون المستتطرة الجنائية إمكانية اعتماد‬
‫وستائل وتقنيات اإلتصتال عن بعد فيما يخص اإلستتماع إلا الشتهود والضتحايا كما رأينا‪ ،‬فإن‪:‬‬

‫أن‪ :‬ا يتعين علا كل متهم أن يحضتر في الجلستة باستتثناء الحاالت المنصتوص عليها في المادة ‪ 311‬والفقرة الثانية من المادة ‪ 314‬بعدو‬
‫‪...‬ا وتنص المادة ‪ 314‬من القانون المذكور علا أن‪ :‬ا إذا لم يحضتتتتر الشتتتتخص المستتتتتدعا قانونيا في اليوم والستتتتاعة المحددين في‬
‫اإلستدعاء حوكم غيابيا ما عدا في اوحوال اآلتية‬
‫‪ -‬إذا طلب المتهم شتخصتيا أو بواستطة محامي‪ :‬أن تجرب المناقشتات في غيبت‪ ،:‬وارتأت المحكمة عدم ضترورة حضتورو شتخصتيا فإنها‬
‫تستغني عن حضورو ويكون حكمها بمثابة حضوريب‬
‫‪ -‬ال يمكن أن يقبل من أي شخص اعتبارو غائبا إذا كان حاضرا في الجلسةب‬
‫‪ -‬إذا تستلم المتهم اإلستتدعاء شتخصتيا بصتفة قانونية وتغيب عن الحضتور من غير أن يبرر تخلف‪ :‬بعذر مشتروع‪ ،‬يمكن أن يحكم علي‪:‬‬
‫ويكون الحكم الصادر بمثابة حضوريب‬
‫‪ -‬إذا ترل المتهم بعد تدور حكم تمهيدي حضتوري قضتا برفا مطالب‪ :‬في نزاع عارض بأن‪ :‬يعتبر نفست‪ :‬متغيبا قبل اإلستتماع‬
‫إلا النيابة العامة فإن الحكم الذي يصدر في جوهر الدعوب يكون حضورياب‬
‫‪ -‬يستري نفا الحكم في حالة المتابعة بعدة تهم إذا قبل المتهم حضتور المناقشتة في شتأن تهمة واحدة أو عدة تهم‪ ،‬و ترل بأن‪ :‬يعتبر‬
‫نفس‪ :‬بمثابة المتغيب فيما يتعلق بالتهم اوخرب‪ ،‬وكذلب إذا أعلم بتأجيل القضية قصد النطق بالحكم لجلسة محددة التاريت‪...‬ا‪.‬‬
‫‪ -1‬وفي هذا اإلطار تتتدر المرستتتوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬بتاريت ‪ 23‬مارس ‪ 2020‬المتعلق بستتتن أحكام خا تتتة بحالة الطوارئ‬
‫الصتتتحية وإجراءات اإلعالن عنها‪ ،‬والذي تم المصتتتادقة علي‪ :‬بمقتضتتتا القانون رقم ‪ 23.20‬الصتتتادر بتنفيذو الظهير الشتتتريع رقم‬
‫‪ 1.20.60‬بتاريت ‪ 28‬ماي ‪ ،2020‬ومن خالل هذا المرستتوم القانون أعلن الحكومة حالة الطوارئ الصتتحية بواستتطة مرستتوم باقترال‬
‫من الستتلطتين الحكوميتبن المكلفتين بالداخلية والصتتحة‪ ،‬وذلب للحفاظ علا حياة اوشتتخاص وستتالمتهم التي تكون مهددة جراء انتشتتار‬
‫أمراض معدية أو وبائية‪ .‬وبتاريت ‪ 24‬مارس ‪ 2020‬در المرسوم رقم ‪ 2.20.293‬الذي تم نشرو بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6867‬مكرر‬
‫بتاريت ‪ 24‬مارس ‪ 2020‬ص ‪ ،1783‬الذي من خالل‪ :‬تم اإلعالن عن حالة الطوارئ الصتتحية بستتائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة‬
‫تفشتتتي فيروس كورونا كوفيد ‪ 19‬إلا غاية ‪ 20‬أبريل ‪ 2020‬والتي تم تمديدها في ما بعد بعدة مراستتتيم متوالية غط ستتتنة ‪ 2020‬إلا‬
‫متمهتا وامتتد ذلب حتا ستتتتنتة ‪ .2021‬ومن بين التتدابير التي تضتتتتمنهتا المرستتتتوم رقم ‪ 2.20.293‬واتختذتهتا الستتتتلطتات العموميتة‪ ،‬منع‬
‫اوشتخاص من مغادرة محل ستكناهم إال في حاالت الضترورة القصتوب‪ ،‬مع اتخاذ اإلحتياطات الوقائية الاليمة طبقا لتوجيهات الستلطات‬
‫الصتحية‪ ،‬ومنع التجمهر أو اجتماع مجموعة من اوشتخاص وغراض غير مهنية إضتافة إلا إغالق المحالت التجارية والمؤستستات التي‬
‫تستقبل العموم‪.‬‬
‫‪ -2‬تدرت في هذا الشتأن دورية رئيا النيابة العامة رقم ‪ 10‬بتاريت ‪ 16‬مارس ‪ ،2020‬ومذكرة للستيد الرئيا المنتدب للمجلا اوعلا‬
‫للستلطة القضتائية عدد ‪ 1/151‬بتاريت ‪ 16‬مارس ‪ ،2020‬وذلب بعد التشتاور بين المجلا المذكور ورئاستة النيابة العامة ويارة العدل‪ ،‬إذ‬
‫تقرر تعليق جميع الجلسات بمختلع محاكم المملكة‪.‬‬
‫‪ -3‬تقرير رئاسة النيابة العامة لسنة ‪ ،2020‬ص ‪.29-28‬‬

‫‪128‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫بالقابل لم ينظم إجراءات المحاكمة عن بعد ضتمن نصتو ت‪ :‬التشتريعية بالنستبة للمتهم‪ ،‬وهو ما‬
‫أدب إلا معارضة البعا لهذا التوج‪ ،:‬فيما تم تأييدو من طرف البعا اآلخر‪.‬‬

‫ويتمستتتب المعارضتتتون للمحاكمة عن بعد بالتطبيق الصتتتارم وحكام قانون المستتتطرة‬


‫الجنائية وبضترورة الحضتور شتخصتيا للمتهم في قاعة المحاكمة وفق ما تقتضتي‪ :‬المواد ‪311‬‬
‫و ‪ 312‬و ‪ 318‬و ‪ 423‬من نفا القتتانون‪ 1،‬إذ يعتبر هتتذا الفريق أن للمحتتاكمتتة عن بعتتد‬
‫انعكاستتتات علا ضتتتمانات المحاكمة العادلة‪ ،‬من بينها عدم تمكين المتهم من حق‪ :‬في الدفاع‪،‬‬
‫ويستتندون في ذلب علا أن‪ :‬في حالة انعقاد جلستات المحاكمة عن بعد فإن الدفاع لم يتمكن من‬
‫ممارستتتتة مهام‪ :‬بالشتتتتكل المطلوب وذلب بستتتتبب الصتتتتعوبات التقنية والعملية التي تثيرها‬
‫‪2‬‬
‫المحاكمة عن بعد‪.‬‬

‫فيمتا ذهتب فريق آخر من المعتارضتتتتين إلا أن المحتاكمتة عن بعتد ال توفر ضتتتتمتانتات‬
‫المحتاكمتة العتادلتة علا اعتبتار أنهتا تتعتارض مع مبتدأ التواجهيتة التذي يتين للمتهم الحضتتتتور‬
‫الجستتدي بالمحكمة وتمكين‪ :‬من اإلطم نان بتواجد دفاع‪ :‬إلا جانب‪ :‬والتأثير بتقاستتيم وجه‪ :‬في‬
‫نفا دفاع‪ :‬وفي االقتناعالصميمي للهي ة القضائية التي تتولا استجواب‪ ،:‬وتكوين قناعتها أثناء‬
‫النطق بتالحكم‪ ،‬بخالف المحتاكمتة عن بعتد التي يفتقتد فيهتا الحمتاس واإلحستتتتاس لتدب التدفتاع‬
‫والمحكمتة معتا‪ ،‬وذهتب بعا أنصتتتتار هتذا الرأي إلا القول بتأن المحتاكمتة عن بعتد كمحتاكمتة‬
‫‪3‬‬
‫الطيع ليا إال‪ ،‬الذي ال تستقيم معها المحاكمة العادلة‪.‬‬

‫‪ -1‬هشام البالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪ -2‬ويرب هذا الفريق أن من بين اوسباب التي تحول دون تمكن الدفاع من ممارسة مهام‪ :‬كالتالي‬
‫‪ -‬انقطاع التوا تتتل في بعا اوحيان بين الهي ة القضتتتائية والمؤستتتستتتات الستتتجنية نظرا لضتتتعع التغطية أو النقص في الوستتتائل‬
‫المستعملةب‬
‫‪ -‬غياب الهدف المتوخا من المؤايرة عند عدم حضتتور المحامي إلا جانب المتهم‪ ،‬وهو ما تستتعا إلي‪ :‬هي ة الدفاع من مرافعة جدية‬
‫وليس الشكلية في الجناياتب‬
‫عوبة حضور الشهود والمصرحين وعرض كل الوسائل الممكنة لنفي الجريمة أو إثباتها ومواجهة المتهم بهاب‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬منع المحامي من التوا تل مع المتهم في الستجن بشتكل مباشتر‪ .‬عبد الرياق قهواشتي‪ ،‬تأثير قانون الطوارئ الصتحية علا ضتمانات‬
‫التقاضتتتي‪ ،‬مؤلع جماعي‪ ،‬بعنوان قوانين الطوارئ الصتتتحية بالمغرب‪ ،‬التداعيات القانونية واالقتصتتتادية‪ ،‬مجلة فطواكة للدراستتتات‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬مطبعة دار السالم الرباط‪ ،‬السنة ‪ ،2020‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -3‬الصتتتديق نشتتتاط‪ ،‬تداعيات جائحة كورونا علا مهنة المحاماة والعدول‪ ،‬مؤلع جماعي‪ ،‬بعنوان القانون والقضتتتاء في يمن الجائحة‬
‫والطوارئ‪ ،‬مجلة الباحض للدراستات واوبحار القانونية والقضتائية وستلستلة أبحار قانونية جامعية معمقة‪ ،‬الجزء اوول‪ ،‬مطبعة الرشتاد‬
‫سطات‪ ،‬السنة ‪ ،2021-2022‬ص ‪.129-128‬‬

‫‪129‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وفي مقابل أخر هناك من اعتبر أن المحاكمة عن بعد عبر استتتعمال تقنية التوا تتل عن‬
‫بعتد ليا فيهتا أي خرق لضتتتتمتانتات المحتاكمتة العتادلتة‪ ،‬طتالمتا أن المحكمتة تحرص علا تطبيق‬
‫هذو الضتمانات كما هي مقررة في العهد الدولي للحقوق المدنية والستياستة بما يقتضتي‪ :‬ذلب من‬
‫تمتع المتهم بحق التواجهية والدفاع ومناقشتتتة وستتتائل اإلثبات وغيرها‪ ،‬وهي كلها ضتتتمانات‬
‫تتحقق في المحتاكمتة عن بعتد‪ ،‬فال فرق بين هتذو اوخيرة والمحتاكمتة التي تقع داختل قتاعتات‬
‫‪1‬‬
‫المحاكم سوب في اختالف الشكل الذي تتم ب‪.:‬‬

‫وينضتتتتاف إلا مؤيتدي المحتاكمتة عن بعتد رأي آخر التذي اعتبر أنت‪ :‬متا دامت إمكتانيتة‬
‫التوا تتتتل عن بعتد تفي بالغرض في حدو اودنا وتغليبهتا لحق اوفراد في التمتع بفوائد التقتدم‬
‫التعتلتمتي و تطتبتيتقتتاتتت‪ :‬كتمتتا جتتاء فتي التمتتادة ‪ 14‬متن التعتهتتد التتدولتي التختتاص بتتالتحتقتوق‬
‫االقتصتتتتاديتةواالجتمتاعيتة والثقتافيتة‪ ،‬فتإن المحتاكمتة عن بعتد تبقا الستتتتبيتل اووحتد إلنصتتتتاف‬
‫المعتقلين حتا ال تبقا حقوقهم معلقتة إلا حين القضتتتتاء علا الجتائحتة التي حتالت دون انعقتاد‬
‫الجلستتات بالمحاكم وضتتربا لحقهم في المحاكمة في أجل معقول كما تم التنصتتيص علا ذلب‬
‫‪2‬‬
‫دستوريا‪.‬‬

‫وحتا نكون حيتاديين وغير منحتايين وي جهتة دون اوخرب فتالمحتاكمتة عن بعتد من‬
‫وجهة نظرنا تعد وستتيلة ناجعة لتصتتريع القضتتايا وتستتريع وتيرة المحاكمات في ظل وجود‬
‫ظروف ال تستمن بعقد الجلستات الحضتورية خصتو تا في مرحلة الطوارئ الصتحية بستبب‬
‫الجتائحتة‪ ،‬فبواستتتتطتهتا تم ضتتتتمتان الحق في المحتاكمتة في أجتل معقول‪ ،‬وتم التقليص من متدة‬
‫اإلعتقتال لتدب المتهمين‪ ،‬فبهتذا يمكن الجزم بتأن المحتاكمتة عن بعتد وستتتتيلتة ال تتعتارض مع‬
‫ضتتمانات المحاكمة العادلة‪ ،‬وستتندنا في ذلب هو النتائ المبهرة التي تم تحقيقها من خالل هذو‬
‫‪3‬‬
‫التقنية‪.‬‬

‫‪ -1‬هشام البالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ -2‬الصديق نشاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -3‬لقد مكن اعتماد تجربة المحاكمة عن بعد من تحقيق العديد من النتائ اإليجابية نذكر منها‬
‫‪ -‬تجنيب نزالء المؤسسات السجنية خطر العدوبب‬
‫‪ -‬تسريع وتيرة المحاكمات واستمرار جلسات الب في قضايا المعتقلينب‬
‫‪ -‬التقليص من الوافدين علا المحاكمب‬
‫‪ -‬ترشيد استغالل الموارد البشرية واللوجيستيب‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫إذن من خالل ما تقدم فالمحاكمة عن بعد عبر وستتائل التوا تتل المرئية تعد من بين أهم‬
‫تطبيقتات الرقمنتة في مجتال اإلجراءات الجنتائيتة التي اعتمتدهتا المغرب في مجتال تصتتتتريع‬
‫القضتتايا الجنائية وتستتريع وتيرة المحاكمة في ظل فترة الطوارئ الصتتحية التي شتتل حركة‬
‫المحاكم‪ ،‬فهي وستيلة فعالة في عقد المحاكمة عن بعد بما يضتمن حقوق المتهمين‪ ،‬فبواستطتها‬
‫يكون المشترع الجنائي قد أستا لتقنية جيدة للمضتي قدما نحو الرقمنة التي طالما أكدت عليها‬
‫التو تية رقم ‪ 188‬ضتمن الهدف الرئيا الستادس الخاص بتحديض اإلدارة القضتائية وتعزيز‬
‫حكامتها‪ ،‬وذلب من خالل الدعوة إلا استتعمال التكنولوجيا الحديثة في تصتريع القضتايا أمام‬
‫المحاكم ونزع التجستتيد المادي عن اإلجراءات والمستتاطر القضتتائية‪ ،‬فهذو الوستتيلة من بين‬
‫الوستتائل التي ستتتراهن عليها اإلدارة القضتتائية في رقمنة إجراءات المحاكمة العادلة في أفق‬
‫إ دار النصوص التشريعية الناظمة لها‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬خدمة الشكاية اإللكترونية كنموذج لرقمنة اإلجراءات الجنائية‬

‫مما ال شتب في‪ :‬أن الشتكوب الرقمية أو اإللكترونية تحقق أهداف العدالة الناجزة والفعالة‬
‫حيض تقتضتتي هذهاوخيرةتحقيق النجاعة في اإلجراءات القضتتائية باعتماد تقنيات تكنولوجية‬
‫حديثة لتلقي الشكايات والب فيها في آجال معقولة إلنهاء الخصومة الجنائية‪ ،‬وذلب بما يتوافق‬
‫‪1‬‬
‫مع اإلتفاقيات الدولية في هذا اإلطار‪.‬‬

‫ومن أجتل ذلتب‪ ،‬بتدأ توجت‪ :‬رئتاستتتتة النيتابتة منتذ إحتداثهتا إلا التفكير في اعتمتاد التكنولوجيتا‬
‫الحديثة إلنجاي اوشتغال واستتقبال شتكايات المواطنين بطريقة إلكترونية حر تا علا السترعة‬
‫والفعتالية‪2،‬وهو ما تم المبادرة إلي‪ :‬من خالل مقتضتتتتيات دورية رئيا النيابة العامة عدد ‪4‬‬

‫وكحصتتيلة لهذو التجربة والتي تم اعتمادها لتصتتريع قضتتايا المعتقلين‪ ،‬فقد تم ما بين تاريت ‪ 27‬أبريل ‪ 2020‬ومتم الستتنة عقد ‪14161‬‬
‫جلستتتتة والبت في ‪ 88079‬قضتتتتيتة تهم المعتقلين التذين مثلوا أمتام المحكمتة عن بعتد حوالي ‪ 267200‬مرة‪ .‬وقتد تم اإلفراج علا حوالي‬
‫‪ 8000‬معتقال مباشتترة بعد الجلستتات‪ .‬ومن أجل تمكين المتهمين المعتقلين من التخابر مع محاميهم لغاية إعداد الدفاع‪ ،‬أ تتدرت رئاستتة‬
‫النيتابة العتامة الدورية عدد ‪ 19‬بتتاريت ‪ 29‬أبريل ‪ ،2020‬تتمحور حول تستتتتهيتل تختابر المعتقلين مع دفاعهم لتجهيز المحتاكمتات عن بعتد‬
‫خالل فترة الحجر الصتتتحي‪ ،‬وقد تضتتتمن الدورية المذكورة‪ ،‬توجيهات لقضتتتاة النيابة العامة تروم تمكين الستتتجناء الذين ستتتتعرض‬
‫قضتاياهم علا المحاكم عبر تقنية التوا تل عن بعد من التحدر هاتفيا مع محاميهم قبل الجلستة‪ ،‬وهو ما مكن ‪ 2727‬معتقال من التوا تل‬
‫مع دفاع‪ :‬عن بعد تسهيال لمحاكمتهم‪ .‬تقرير رئاسة النيابة العامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -1‬المادة ‪ 9‬و ‪ 14‬من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪ -2‬ورد في تقرير رئاسة النيابة العامة لسنة ‪ 2017‬علا أن‪ :‬من أبري المجاالت التي يتعين عصرنتها تطوير استقبال مرتفقي العدالة ذلب‬
‫أن تجستيد شتعار ا القضتاء في خدمة المواطنا يقتضتي بالضترورة تحستين وتطوير ظروف استتقبال مرتفقي العدالة‪ ،‬ومن بينهم الذين‬
‫ينشتدون خدمات بالنيابة العامة‪ ،‬وذلب بالحرص علا راحة المتقاضتين‪ ،‬واختيار أحستن العنا تر البشترية من قضتاة النيابة العامة التي‬
‫تمتلب حستتتا إنستتتانيا عاليا ولديها القدرة الكافية لإلستتتتماع للمشتتتتكين واإلهتمام بتظلماتهم‪ ،‬فضتتتال عن الكفاءة المهنية الاليمة للب في‬

‫‪131‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫س‪ /‬ر‪.‬ن‪.‬ع المؤرختة في ‪ 02‬نونبر ‪ 2017‬الموجهتة للستتتتادة الوكالء العتامين ووكالء الملتب‪،‬‬
‫وذلب بتنصتيصتها علا ضترورة إيالء عناية خا تة لشتكايات المواطنين واإللتزام بالعمل علا‬
‫إشتعار المشتتكين بمآل شتكاياتهم واإلجراءات المتخذة فيها في ستائر المراحل باعتماد وستائل‬
‫‪1‬‬
‫التوا ل الحديثة‪.‬‬

‫ولعتل من بين أهم وستتتتائتل التوا تتتتل الحتديثتة التي يمكن اعتمتادهتا في هتذا الجتانتب هو‬
‫البريد اإللكتروني أو الرستتتائل الهاتفية القصتتتيرة وغيرها‪ ،‬وهي الوستتتائل الواردة في دورية‬
‫رئيا النيابة العامة رقم ‪ 5‬س‪ /‬ر‪.‬ن‪.‬ع بتاريت ‪ 12‬يناير ‪ ،2018‬والتي أشتتتارت إلا اعتمادها‬
‫في تبلي متآل الشتتتتكتايتات التي يتقتدموا بهتا المتقتاضتتتتون في القضتتتتايتا الزجريتة عنتد ولوجهم‬
‫‪2‬‬
‫للعدالة‪.‬‬

‫ولم يقتصر اومر علا توظيع وسائل التوا ل الحديثة في إطار التوا ل مع المشتكين‬
‫وذلب بتبليغهم بمآل شتكاياتهم بواستطة البريد اإللكتروني أو الرستائل اإللكترونية‪3،‬بل امتد إلا‬
‫التفكير في برمجة مشتتروع يتعلق بالتوا تتل عبر البريد اإللكتروني مع المرتفقين ستتواء فيما‬
‫يتعلق بتلقي الشتتتكايات أو إشتتتعارهم بالمآل واإلجراءات المتخذة بشتتتأنها‪ ،‬إضتتتافة إلا فستتتن‬
‫المجال أمام المرتفق من أجل تتبع إلكتروني لمختلع أطوار شتتتتكايت‪ :‬عبر البوابة اإللكترونية‬
‫الخا تتتة برئاستتتة النيابة العامة‪ 4،‬وهو ما تحقق من خالل إحدار خدمة الشتتتكاية اإللكترونية‬
‫التي تخول للمواطنين واوجانب ستواء من داخل الوطن أو خارج‪ :‬إمكانية تقديم الشتكاية عبر‬
‫تطبيقية معلوماتية بالبوابة اإللكترونية لرئاستتة النيابة العامة‪ ،‬أو ما ستتمت‪ :‬هذو اوخيرة ببوابة‬

‫القضتايا والتظلمات‪ ،‬والستعي نحو تذليل كافة الصتعاب التي تعترض هذو المستؤوليات‪ ،‬بالتوا تل المستتمر مع المحاكم وكتابة الضتبط‬
‫وهي ات الدفاع ومصتتالن الشتترطة القضتتائية‪ ،‬وباقي الجهات التي يتوقع قرار خدمة المتقاضتتين علا إنجايها لعمل معين‪ .‬ولهذو الغاية‬
‫يتعين التفكير في اعتماد التكنولوجيا الحديثة في إنجاي اوشتتغال واستتتقبال شتتكايات المواطنين بطريقة إلكترونية‪ .‬تقرير رئاستتة النيابة‬
‫العامة لسنة ‪ ،2017‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -1‬دورية رئيا النيابة العامة عدد ‪ 4‬س‪ /‬ر‪.‬ن‪.‬ع المؤرخة في ‪ 02‬نونبر ‪ ،2017‬منشتتورة بالموقع اإللكتروني الرستتمي لرئاستتة النيابة‬
‫العامة علا الرابط اإللكتروني التالي ‪/https://www.pmp.ma‬‬
‫‪ -2‬دورية رئيا النيابة العامة رقم‪ 5‬س‪ /‬ر‪.‬ن‪.‬ع بتاريت ‪ 12‬يناير ‪ ،2018‬منشتتتورة بالموقع اإللكتروني الرستتتمي لرئاستتتة النيابة العامة‬
‫علا الرابط اإللكتروني التالي ‪/https://www.pmp.ma‬‬
‫‪ -2‬دورية رئيا النيابة العامة رقم ‪ 5‬س‪ /‬ر‪.‬ن‪.‬ع بتاريت ‪ 12‬يناير ‪.2018‬‬
‫‪ -3‬لقد شتتكل توظيع وستتائل التوا تتل الحديثة في إطار التوا تتل مع المرتفقين وذلب بإشتتعار كل مشتتتب بواستتطة رستتائل نصتتية عبر‬
‫الهاتع المحمول (‪ )SMS‬بمراجع تستتجيل شتتكايت‪ :‬مباشتترة عقب اإلنتهاء من تستتجيلها بالنظام التطبيقي‪ ،‬كما يتم إشتتعارو بصتتفة دورية‬
‫بمراجع إحالتها علا النيابة العامة المعنية أو الجهة المختصتة‪ ،‬وذلب تفاديا لتكبيد المرتفق مشتاق التنقل‪ .‬تقرير رئاستة النيابة العامة لستنة‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.161‬‬
‫‪ -4‬تقرير رئاسة النيابة العامة‪ ،‬نفا المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬

‫‪132‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫التشتكي عن بعد‪ 1،‬حيض يمكن تقديم الشتكاية عن بعد من خالل العنوان اإللكتروني المخصتص‬
‫لذلب‪ 2‬بملء الخانات المتعلقة بالمعلومات الشتتتخصتتتية وكذا المعطيات الخا تتتة بموضتتتوع‬
‫الشتكاية‪ ،‬ليتم إحالتها إلكترونيا علا النيابة العامة المختصتة قصتد معالجتها‪ ،‬وبعدها يتم إشتعار‬
‫المعني باومر بشتتكل آني باإلجراءات المتخذة في جميع مراحل المعالجة ومآلها عبر رستتالة‬
‫نصتية قصتيرة أو عبر بريدو اإللكتروني‪ ،‬كما يمكن للمشتتكي تتبع الشتكاية عن بعد عبر نفا‬
‫‪3‬‬
‫الموقع لإلطالع علا مدب التقدم في معالجتها‪.‬‬

‫إذن من خالل ما ستتتبق يمكن القول أن خدمة الشتتتكاية اإللكترونية تعتبر من أهم نماذج‬
‫الرقمنتة في مجتال اإلجراءات الجنتائيتة التي أقتدمت عليهتا رئتاستتتتتة النيتابتة العتامتة في تتدبير‬
‫الشتتكايات المعروضتتة عليها‪ ،‬وبهذا تكون هذو اوخيرة شتتيدت طريقها نحو الرقمنة والتحديض‬
‫الذي رسم‪ :‬ميثاق إ الل منظومة العدالة ببالدنا‪ ،‬سيما في الجانب المتعلق بالتجسيد الالمادي‬
‫للوثائق واإلجراءات من داخل المحاكم‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬آفاق رقمنة اإلجراءات الجنائية في التشريع المغربي‬

‫بتالرغم من اإلنجتايات والنتتائ المبهرة التي تم تحقيقهتا من نظتام الرقمنتة في مجتال‬


‫العدالة الجنائية بمحاكم المملكة‪ ،‬إال أن المشتتترع المغربي لم يقع عند هذا الحد‪ ،‬بل بادر إلا‬
‫ستتتن مجموعة من مشتتتاريع القوانين بهدف تعزيز الرقمنة في المجال الجنائي‪ ،‬ولعل من بين‬
‫أهم مشتاريع القوانين هو ما جاءت ب‪ :‬مستودة مشتروع قانون المستطرة الجنائية من مستتجدات‬
‫في هذا المجال بهدف توستتيع الرقمنة ضتتمن هذا القانون (الفقرة اوولا)‪ ،‬كما جاء بمشتتروع‬
‫قانون آخر يتعلق بالوسائط اإللكترونية يصب في نفا اإلتجاو (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬توسيع الرقمنة في ظل مسودة مشروع قانون المسطرة الجنائية‬

‫تضتتمن مستتودة مشتتروع قانون المستتطرة الجنائية مجموعة من المستتتجدات القانونية‬


‫المتعلقتة بمحور تحتديتض المنظومتة القتانونيتة‪ ،‬التذي يعتبرمن أهم محتاور تحقيق المشتتتتروع‬

‫‪ -1‬تقرير رئاسة النيابة العامة لسنة ‪ ،2019‬ص ‪.34-23‬‬


‫‪ -2‬العنوان اإللكتروني المخصص لخدمة الشكايات عن بعد أو خدمة الشكاية اإللكترونية هو ‪.https:/plaintes.pmp.ma‬‬
‫‪ -3‬تقرير رئاسة النيابة العامة لسنة ‪ ،2020‬ص ‪.25‬‬

‫‪133‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الشتتامل والعميق إل تتالل منظومة العدالةالوارد في ميثاق هذا اإل تتالل‪،‬وذلب بهدف تعزيز‬
‫ضتتتتمتانتات المحتاكمتة العتادلتة ومكتافحتة الجريمتة‪ ،‬بمتا يتالءم مع المواثيق التدوليتة وتو تتتتيتات‬
‫ومالحظات هي ة اومم المتحدة في مجال مكافحة الجريمة واحترام شروط المحاكمة العادلة‪.‬‬

‫ولعل من بين أهم هذو المستتتتجدات هو ما ورد في المستتتودة بخصتتتوص المقتضتتتيات‬


‫المتعلقة باستتعمال الوستائل التكنولوجية الحديثة في اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وقد نصت المستودة‬
‫علا اعتماد هذو الوسائل سواء علا مستوب إجراءات البحض التمهيدي (أوال) أو علا مستوب‬
‫إجراءات التحقيق والمحاكمة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬على مستوى إجراءات البحث التمهيدي‬

‫بهدف مراجعة اإلطار القانوني إلجراءات البحض التمهيدي بما يضتمن تعزيز ضتمانات‬
‫المحاكمة العادلة التي أقرها الدستتتور المغربي بما يتوافق مع المواثيق الدولية جاءت مستتودة‬
‫مشتتروع قانون المستتطرة الجنائية بمجموعة من المستتتجدات ولعل أهم هذو المستتتجدات تلب‬
‫المرتبطة بمراقبة ظروف الوضتتتع تح الحراستتتة النظرية‪ ،‬والتي ستتتيتم اإلعتماد فيها علا‬
‫الوسائل التكنولوجية الحديثة في اتجاو الرقمنة‪ ،‬ومن بين هذو اإلجراءات ما يلي‬

‫أ‪ -‬التساجيل السامعي البصاري الساتجوابات األشاخال الموضاوعين تحت الحراساة‬


‫النظرية‬

‫بريت في كثير من اوحيتان أثنتاء قيتام مستتتتطرة البحتض التمهيتدي إشتتتتكتاليتة الطعن في‬
‫تتادرة عن‬ ‫محاضتتر الشتترطة القضتتائية بدعوب استتتنادها علا اعترافات أو تصتتريحات‬
‫المتهمين تح اإلجبار واإلكراو‪ ،‬ومن أجل الحد من هذو اإلشتكاالت جاءت مستودة مشتروع‬
‫قانون المستطرة الجنائية بمستتجد يتعلق بالتستجيل الستمعي البصتري الستتجوابات اوشتخاص‬
‫الموضتوعين تح الحراستة النظرية‪ ،‬حيض نصت المادة ‪ 67-1‬من المشتروع علا أن‪ :‬ايقوم‬
‫ضتابط الشترطة القضتائية بتستجيل ستمعي بصتري الستتجوابات اوشتخاص المودعين تح‬
‫الحراستتة النظرية المشتتتب‪ :‬في ارتكابهم جنايات أو جنن‪ ،‬ويرفق ضتتابط الشتترطة القضتتائية‬
‫المحضر بنسخة من التسجيل توضع في غالف مختوم وتضم وثائق الملع‪...‬ا‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫إذن من خالل هذو المقتضتيات يتضتن أن مستودة مشتروع قانون المستطرة الجنائية تتج‪:‬‬
‫نحو رقمنة إجراءات البحض التمهيدي بالتنصتتتيص علا تقنية التستتتجيل الستتتمعي البصتتتري‬
‫الستتتجوابات اوشتتخاص الموضتتوعين تح الحراستتة النظرية‪ ،‬وبهذا المستتتجد يمكن تجاوي‬
‫اإلشتتكاالت المطروحة المتعلقة بمحاضتتر ضتتباط الشتترطة القضتتائية وفي نفا الوق حماية‬
‫المتهم من بعا التجتاويات التي يمكن أن تطتال حقوقت‪ :‬أثنتاء قيتام المستتتتطرة‪ ،‬ومن هنتا يمكن‬
‫القول أن للرقمنة دور في تطوير اإلجراءات الجنائية وحماية حقوق وحريات اوفراد‪.‬‬

‫ب‪ -‬المعالجة اإللكترونية للمحاضر‬

‫تطرق مستودة مشتروع قانون المستطرة الجنائية لمستألة منن الستلطة الحكومية المكلفة‬
‫تالحية تحديد نموذج للمحضتر من أجل المعالجة اإللكترونية للمحاضتر‪ ،‬فقد نصت‬ ‫بالعدل‬
‫المستتتودة من خالل المادة ‪ 24‬وفق التعديل الوارد عليها علا أن‪ :‬ايمكن لضتتترورة المعالجة‬
‫المعلومتاتيتة للمحتاضتتتتر أن يقوم ويير العتدل بنتاء علا اقترال من رئيا النيتابتة العتامتة بتحتديتد‬
‫نموذج المحضتتتتر‪ ،‬ويمكن لهتتذا الغرض أن يكون المحضتتتتر متتذيال بتتالتوقيع اإللكتروني‬
‫‪1‬‬
‫لمحرروا‪.‬‬

‫ومن أجل تطوير إجراءات البحض التمهيدي ستتيتم إحدار ستتجل إلكتروني وطني وآخر‬
‫جهوي للحراستتتة النظرية‪ ،‬حيض نصتتت المادة ‪ 66-3‬في فقرتها الستتتادستتتة علا أن‪ :‬اتنقل‬
‫محتويات الستتتتجل فورا إلا ستتتتجل إلكتروني وطني أو جهوي للحراستتتتة النظرية إذا كان‬
‫الوستتتائل التقنية تستتتمن بذلب‪ ،‬ويتم اإلطالع علا هذا الستتتجل من طرف رئيا النيابة العامة‬
‫‪2‬‬
‫والجهات التي يعينها القانون‪.‬ا‬

‫إن هذا التنظيم القانوني لمعالجة المحاضتر بطريقة إلكترونية بطبيعة الحال ستيستاهم في‬
‫تحقيق نجاعة عمل ضتباط الشترطة القضتائية‪ ،‬وستيستاعد جهاي النيابة العامة في القيام بمراقبة‬
‫مهام هؤالء بخصتتتوص اوشتتتخاص الموضتتتوعين تح الحراستتتة النظرية‪ ،‬وذلب في إطار‬

‫‪ -1‬نص ت الفقرة اوخيرة من مقتضتتبات المادة ‪ 24‬من مستتودة مشتتروع قانون المس تطرة الجنائية علا أن‪ :‬اوستتيتم تحديد بنص تنظيمي‬
‫اإلجراءات المتعلقة بالمعالجة المعلوماتية للمحاضرا‪.‬‬
‫‪ -2‬ونص الفقرة السابعة من المادة ‪ 66-3‬كذلب علا أن‪ :‬اسيتم تحديد تنظيم السجل اإللكتروني بمقتضا نص تنظيميا‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫تكريا نظام الرقمنة الذي ستتتتيمكن أجهزة العدالة الجنائية أن تعتمدو في ستتتتير عملها‪ ،‬وذلب‬
‫نظرا لما يوفرو من إيجابيات في السرعة والنجاعة والفعالية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على مستوى إجراءات التحقيق والمحاكمة‬

‫علا غرار إجراءات البحض التمهيدي تطرق مستودة مشتروع قانون المستطرة الجنائية‬
‫لمجموعتة من التعتديالت فيمتا يخص إجراءات التحقيق اإلعتدادي والمحتاكمتة‪ ،‬وفي عالقتة‬
‫برقمنة اإلجراءات الجنائية جاءت المستتتتودة بمقتضتتتتيات جديدة تنص علا اعتماد الوستتتتائل‬
‫اإللكترونية في مرحلة التحقيق والمحاكمة ومن أهم هذو الوسائل ما يلي‬

‫أ‪ -‬اعتماد نظام المراقبة اإللكترونية في مرحلة التحقيق‬

‫تتتتور رقمنتة الجزاء‬ ‫تطرقنتا من خالل هتذا البحتض إلا نظتام المراقبتة اإللكترونيتة كتأهم‬
‫الجنائي باعتبارو أحد اوستاليب الحديثة والمبتكرة الذي اعتمدت‪ :‬التشتريعات المقارنة في اتجاو‬
‫رقمنة الجزاء الجنائي‪ ،‬وهو بديل لالعتقال داخل المؤستستات الستجنية‪ ،‬إذ يستمن للمتهم البقاء‬
‫في منزل‪ :‬ولكن بشرط أن تكون تحركات‪ :‬محدودة‪.‬‬

‫وبهدف مواكبة المشتتترع المغربي للتجارب المقارنة وترشتتتيد نظام االعتقاالالحتياطي‬


‫أضتاف مستودة المشتروع الوضتع تح المراقبة اإللكترونية للتدابير واإللتزامات التي يمكن‬
‫أن يقررها قاضتي التحقيق أثناء إ تدارو ومر وضتع المتهم تح المراقبة القضتائية‪ 1،‬بحيض‬
‫يتم وضتتع قيد إلكتروني بمعصتتم المعني باومر أو ستتاق‪ :‬أو علا جزء آخر من جستتم‪ :‬بشتتكل‬
‫‪2‬‬
‫يسمن ر د تحركات‪ :‬داخل الحدود الترابية الذي يحددها ل‪ :‬قاضي التحقيق‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 161‬من مسودة مشروع قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬


‫‪ -2‬الفقرة اوولا من المادة ‪ 174-1‬من مستودة مشتروع قانون المستطرة الجنائية‪ .‬وأضتاف في فقرتها الثانية والثالثة علا أن‪ :‬اال يمكن‬
‫وضتتع الشتتخص تح هذا التدبير إذا كان ستتن‪ :‬يقل عن ‪ 18‬ستتنة‪ .‬ويحدد نص تنظيمي شتتروط وشتتكليات وضتتع القيد اإللكتروني‪ ،‬كما‬
‫أضتاف أيضتا المادة ‪ 174-2‬من المستودة علا أن‪ :‬ا يعهد لضتباط الشترطة القضتائية بوضتع القيد اإللكتروني علا جستم المتهم وتتبع‪،:‬‬
‫ويمكن لضتباط الشترطة القضتائية اإلستتعانة في هذو العملية بذوي اإلختصتاص‪ ،‬وينجز محضتر بهذو العملية يوج‪ :‬إلا قاضتي التحقيق‬
‫الذي يضتم‪ :‬إلا ملع المعني باومر‪ .‬ويحرر ضتابط الشترطة القضتائية المكلع بوضتع وتتبع عملية المراقبة اإللكترونية تقارير يرفعها‬
‫إلا قاضتي التحقيق كلما دع الضترورة إلا ذلب أو إذا طلبها القاضتيا‪ .‬كما نصت المادة ‪ 174-3‬علا أن‪ :‬ا يمكن لقاضتي التحقيق بناء‬
‫علا طلب المعني باومر أن يخضع هذا اوخير لفحص طبي للتحقق من تأثير القيد اإللكتروني علا حت‪:‬ا‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫ب‪ -‬التنصيص صراحة على استعمال تقنية اإلتصال عن بعد في عملية التحقيق‬
‫والمحاكمة‬

‫نصت المادة ‪ 193-1‬علا أن‪ :‬إذا كان هناك أستباب جدية تحول دون حضتور الضتحية‬
‫أو المتهم أو الشتتتاهد أو الخبير أو المطالب بالحق المدني أو لبعدو عن المكان الذي يجري في‪:‬‬
‫التحقيق‪ ،‬أمكن لقتاضتتتتي التحقيق تلقتائيتا أو بنتاء علا ملتما النيتابة العامة أو أحد اوطراف أو‬
‫من ينوب عنهم أن يقرر تلقي تصتتتريحات‪ :‬أو اإلستتتتماع إلي‪ :‬أو مواجهت‪ :‬مع الغير عبر تقنية‬
‫لإلتصال عن بعد تضمن سرية البحض‪.‬‬

‫كما نصتتت المادة ‪ 347-4‬علا أن‪ :‬إذا كان هناك أستتتباب جدية تحول دون حضتتتور‬
‫المتهم أو الضتتحية أو الشتتاهد أو الخبير أو المطالب بالحق المدني أو لبعدهم عن المكان الذي‬
‫تجرب فيت‪ :‬المحتاكمتة‪ ،‬أمكن للمحكمتة تلقتائيتا أو بنتاء علا ملتما النيتابة العتامة أو أحد اوطراف‬
‫أو من ينوب عنهم تطبيق مقتضيات المادة ‪ 193-1‬من هذا القانون‪.‬‬

‫رين بخصوص‬ ‫بالتمعن في مقتضيات المادتين أعالو‪ ،‬يتضن أن هناك إقرار تشريعي‬
‫اإلعتماد علا تقنية التوا تل عن بعد في إجراءات التحقيق والمحاكمة‪ ،‬وبالتالي بهذا المستتجد‬
‫ستيتم ستد الفراا القانوني الذي يعرف‪ :‬نظام التوا تل عن بعد في المجال الجنائي‪ ،‬ومن ثم سيتم‬
‫تجتاوي كتذلتب النقتاش التدائر حول عتدم مشتتتتروعيتة إجراءات التحقيق والمحتاكمتة التذي تم فيهمتا‬
‫اإلعتماد علا تقنية التوا ل عن بعد دون وجود أي نص قانوني ينظمها‪.‬‬

‫ولم يقتصتر اومر فقط حول إضتفاء المشتروعية علا إجراءات التحقيق والمحاكمة عن‬
‫بعد وإنما ستتيمتد ذلب إلا تعزيز نظام رقمنة اإلجراءات الجنائية أمام المحاكم بما ستتيمكن من‬
‫تطوير وتحديض اإلدارة القضائية في اتجاو النجاعة والفعالية المرجوين من العدالة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬توسااايع رقمنة اإلجراءات الجنائية في ظل مشاااروع قانون الوساااائط‬


‫اإللكترونية‬

‫عرف اإل تتتالل في مجال العدالة في مختلع محطات‪ :‬بأهمية خا تتتة وتجستتتدت هذو‬
‫اوهمية فيما جاء ب‪ :‬ميثاق إ تتالل منظومة العدالة ليجستتد ذلب عبر أهداف محورية من بينها‬

‫‪137‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫تحديض القضتاء بارتكايو علا استتخدام التكنولوجيا الحديثة كخيار استتراتيجي من أجل تحقيق‬
‫العدالة الرقمية والحوسبة الشاملة لإلجراءات والمساطر القضائية‪.‬‬

‫ولم يتجاهل المغرب التحول الرقمي الذي شتهدو العالم في مجال اإلتصتال والتكنولوجيا‪،‬‬
‫حيض بدأ بخطوات ليست بالهينة في تعزيز بنية التقاضتي عن بعد‪ ،1‬إلرستاء مقومات المحكمة‬
‫الرقمية التي تفا منايعاتها في إطار جلستتتتات يباشتتتتر خاللها القضتتتتاة النظر في الدعاوب‬
‫والفصل فيها بواسطة مجموعة من التقنيات المعلوماتية ووفق تشريعات تخول لهم ذلب‪.‬‬

‫إن بلوا هتذا الهتدف يتطلتب نجتال التحتديتض والرقمنتة التذي راهن عليت‪ :‬ميثتاق إ تتتتالل‬
‫منظ ومة العدالة‪ ،‬وهو ما أكدو الرئيا المنتدب للمجلا اوعلا للسلطة القضائية علا ضرورة‬
‫إرستتاء المحكمة الرقمية كمدخل أستتاستتي للحكامة القضتتائية في كلمة الفتتال مؤتمر مراكش‬
‫الدولي حول العدالة‪ ،‬والذي جاء فيها ا‪ ...‬علينا اليوم دعم استتتقالل الستتلطة القضتتائية وتأهيل‬
‫عنا تتترها وتطوير اإلدارة القضتتتائية وتعزيز حكامتها‪ ،‬بإرستتتاء مقومات المحكمة الرقمية‬
‫‪2‬‬
‫وتحديض خدماتها وتيسير انفتاحها علا محيطها ‪...‬ا‬

‫وكما تم اإلشتتتتارة إلي‪ :‬ستتتتابقا فإن‪ :‬في ظل جائحة كوفيد ‪ 19‬التي شتتتتهدها العالم فإن‬
‫ويارة العدل ورئاستتة النيابة العامة بتنستتيق مع المجلا اوعلا للستتلطة القضتتائية تم إطالق‬
‫مجموعتة من اإلجراءات المستتتتتعجلتة في مجتال العتدالتة من بينهتا التحقيق والمحتاكمتة عن بعتد‪،‬‬
‫وتقنية التشتتتتكي عن بعد‪ ،‬وغيرها من التدابير التي تروم إلا رقمنة اإلجراءات الجنائية‪ ،‬لكن‬
‫الظرفية اإلستتعجالية التي اتستم بها المرحلة تم اعتماد هذو التدابير دون وجود أستاس قانوني‬
‫يقرها‪.‬‬

‫‪ -1‬وفي هذا اإلطار أعدت ويارة العدل خيارا استتراتيجيا في تحديض اإلدارة القضتائية من خالل بوابة المحاكم التي تتين الولوج ومتابعة‬
‫ستتتير مراحل الملفات والقضتتتايا المدنية والزجرية‪ ،‬وبإمكان اإلطالع علا مآل الملفات والقضتتتايا دون الحاجة إلا اإلنتقال إلا فضتتتاء‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫‪ -2‬ولضتتتتمتان نجتال ورش التحتديتض والرقمنتة أكتد ويير العتدل أن مشتتتتروع التحول الرقمي التذي ينكتب علا تنزيلت‪ :‬يرتكز علا أربعتة‬
‫محاور‬
‫‪ -‬حوسبة كافة إجراءات تدبير القضايا و ناعة القراراتب‬
‫‪ -‬التداول الحديض للمعلومات بين الفاعلين في مجال العدالةب‬
‫‪ -‬تطوير الخدمات عبر الخط لفائدة المواطنين والفاعلين اإلقتصاديينب‬
‫‪ -‬توفير البنيتة التحتيتة المعلومتاتيتة القتادرة علا تخزين وحفظ المعطيتات المتزايتدة في اإلضتتتتطراد وضتتتتمتان انستتتتيتابيتة الختدمتات‬
‫واستمراريتهاب‬
‫‪ -‬توفير كتتافتتة ضتتتتمتتانتتات اومن المعلومتتاتي لانظمتتة والمعطيتتات‪ .‬مقتطع من كلمتتة الرئيا المنتتتدب للمجلا اوعلا للستتتتلطتتة‬
‫القضائية‪،‬العدالة واإلستثمار‪،‬المؤتمر الدولي مراكش‪ ،‬يوم ‪ 22-21‬أكتوبر ‪.2019‬‬

‫‪138‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫الشتتتيء الذي دفع ويارة العدل إلا إعداد مشتتتروع قانون يتعلق باستتتتعمال الوستتتائط‬
‫اإللكترونية في اإلجراءات القضتتائية لتنظيم رقمنة اإلجراءات الجنائية عبر وستتائل إلكترونية‬
‫حديثة‪.‬‬

‫ولعل من بين أهم اومور التي راهن عليها المشتترع من خالل مشتتروع هذا القانون هو‬
‫مواكبة التطور الستريع الذي فرضت‪ :‬استتعمال التكنولوجيا في العمل القضتائي وتنفيذ مقتضتيات‬
‫ميثاق إ تتتتالل منظومة العدالة في إطار التحديض والرقمنة‪ ،‬هذا باإلضتتتتافة إلا ملم الفراا‬
‫التشريعي لتأمين المساطر القضائية‪.‬‬

‫وباإلطالع علا مقتضتيات مشتروع القانون المتعلق باستتعمال الوستائط اإللكترونية في‬
‫اإلجراءات القضتتائية‪ ،‬نجد أن‪ :‬يتمم في نصتتو تت‪ :‬أحكام القانون رقم ‪ 22.01‬المتعلق بقانون‬
‫المستتتتطرة الجنائية‪ ،‬وبالتمعن في هذو التعديالت نجد أن‪ :‬جاء بنفا المقتضتتتتيات التي وردت‬
‫علا مستتودة مشتتروع المستتطرة الجنائية التي تم التطرق إليها فيما يخص رقمنة اإلجراءات‬
‫الجنائية ال سيما رقمنة إجراءات التحقيق والمحاكمة عن بعد‪.‬‬

‫إن هذو المقتضتتيات الواردة في مشتتروع قانون المتعلق باستتتعمال الوستتائط اإللكترونية‬
‫في اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وكما تم اإلشتتتارة إلا ذلب ستتتابقا ستتتتمكن باوستتتاس إلا رقمنة‬
‫اإلجراءات الجنتائيتة وتجستتتتيتد تكنولوجيتا المعلوميتات في مجتال العتدالتة‪ ،‬لكن بتالرغم من هتذو‬
‫اوهمية لمشروع هذا القانون إال أن‪ :‬من اوفضل اإلقتصار علا رقمنة اإلجراءات الجنائية في‬
‫ظل مستتتتودة مشتتتتروع قانون المستتتتطرة الجنائية‪ ،‬ما دام المشتتتتروعين ينصتتتتان علا نفا‬
‫المقتضيات وعلا نفا التوجهات في مجال رقمنة اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫من خالل ما تقدم يتضتتتتن أن هناك تجارب دولية رائدة في مجال رقمنة العدالة الجنائية‬
‫بما يتوافق مع اإلتفاقيات والمعاهدات الدولية التي نادت في مختلع محطاتها بضترورة اعتماد‬
‫الوسائل التكنولوجية الحديثة في مجال العدالة الجنائية ومعاملة المجرمين‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وفي ظتل هتذا التحول المغرب بتدورو توجت‪ :‬نحو رقمنتة إجراءات العتدالتة الجنتائيتة منتذ‬
‫إطالق مخطط إ تالل منظومة العدالة الذي تم من خاللها التأكيد علا ضترورة رفع التجستيد‬
‫المادي عن اإلجراءات والمستتاطر القضتتائية لتصتتريع القضتتايا أمام المحاكم‪ ،‬وهو ما تم من‬
‫خالل اعتمتاد مجموعتة من اإلجراءات في هتذا المجتال بغيتة تجستتتتيتد الرقمنتة داختل المحتاكم‬
‫المغربية‪.‬‬

‫وإذا كتانت تو تتتتيتات ميثتاق إ تتتتالل منظومتة العتدالتة ألحت علا ضتتتترورة رقمنتة‬
‫اإلجراءات الجنتائيتة فتإن وبتاء كورونتا فرض العتديتد من اإلجراءات التي تروم بتاوستتتتاس إلا‬
‫اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة في مجال تصريع القضايا وتدبير مجال العدالة الجنائية‪.‬‬

‫ولعتل من بين أهم اإلجراءات التي فرضتتتتتهتا الجتائحة في مجال رقمنة إجراءات العدالة‬
‫الجنائية هو نظام التشتتتكي عن بعد ونظام المحاكمة عبر تقنية التوا تتتل عن بعد بالرغم مما‬
‫أفريت‪ :‬من نقاش حول مشروعيتها وعدم مالءمتها للضمانات المحاكمة العادلة‪.‬‬

‫إن هتذا النقتاش بطبيعتة الحتال يبين لنتا أن التجربتة المغربيتة في مجتال رقمنتة إجراءات‬
‫الجنائية هي تجربة ما يال في مهدها وهو ما تفطن إلي‪ :‬المشتترع من خالل توجه‪ :‬نحو ستتن‬
‫مجموعتة من مشتتتتتاريع القوانين بهتدف توستتتتيع نظتام الرقمنتة في مختلع إجراءات العتدالتة‬
‫الجنائية بدءا من إجراءات البحض والتحقيق و توال إلا إجراءات المحاكمة وحتا إلا مرحلة‬
‫التنفيذ العقابي‪.‬‬

‫وفي ظتل هتذو المشتتتتتاريع التي تروم نحو تحقيق العتدالتة النتاجزة عن طريق رقمنتهتا‬
‫واعتمتاد الوستتتتائتل التكنولوجيتة الحتديثتة في تصتتتتريع القضتتتتايتا الجنتائيتة‪ ،‬ونحن نعلم حجم‬
‫اإلمكانيات المادية والتنظيمية التي تتطلبها مثل هذو المشتتتاريع‪ ،‬فهل يمكن لبالدنا في ظل هذو‬
‫التحديات الو ول إلا العدالة الجنائية الناجزة عن طريق رقمنة إجراءاتها‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫نزع الصفة المادية عن مساطر الصفقات العمومية بين‬


‫كيفيات التجريد وإشكاالت التنفيذ‬

‫ذ‪.‬رشيد زيان‬
‫دكتور في القانون الخاص‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫ال تعتد الصتتتتفقتات العموميتة مجرد أداة لتتدبير اإلقتنتاءات العموميتة‪ ،‬وتلبيتة حتاجيتات‬
‫اإلدارة فحستتتتتب‪ ،‬بتل تعتد رافعتة قويتة لتحقيق التنميتة من خالل تشتتتتجيع المقتاولتة وتحفيز‬
‫اإلستتثمار‪ ،‬وإعادة توييع الموارد‪ ،‬وتنشتيط الحركة اإلقتصتادية‪ ،‬واإلستهام في إحدار فرص‬
‫الشتغل‪ ،‬فضتال عن كونها آلية لتنفيذ مختلع البرام اإلجتماعية التي تلبي حاجيات المواطنين‬
‫في مجاالت التعليم والصحة والسكن والنقل ‪ ...‬إلت‪.‬‬

‫لذلب فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بحستتتتن إستتتتتعمال المال العام‪ ،‬والحفاظ علا مصتتتتالن‬
‫اإلدارة‪ ،‬والقطاع الخاص في إطار شتتتراكة متواينة‪ ،‬يتوخا منها إنجاي أعمال بجودة عالية‪،‬‬
‫وتكلفة مناستتبة‪ ،‬وهي القاعدة التي أ تتبح ملزمة بعد تكريستتها تشتتريعيا‪ ،‬ضتتمانا للشتتفافية‬
‫والحكامة الاليم توفرهما في مسطرة إسناد وتدبير الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وهكذا وقصتتد الحرص علا إحاطة هذو اآللية الهامة بكافة الضتتمانات القانونية الاليمة‬
‫لضتمان شتفافيتها ونجاعتها‪ ،‬فقد أوالها المشترع الدستتوري بمقتضتا الفصتل ‪ 36‬من‪ ،:‬أهمية‬
‫ختا تتتتة حينمتا نص علا وجوب أن تقوم الستتتتلطتات العموميتة طبقتا للقتانون‪ ،‬الوقتايتة من كتل‬
‫أشكال اإلنحراف المرتبطة بنشاط اإلدارات والهي ات العمومية‪ ،‬وباستعمال اوموال الموجودة‬
‫تح تصتترفها‪ ،‬وبإبرام الصتتفقات العمومية وتدبيرها والزجر عن هذو اإلنحرافات‪ ،‬كما نص‬

‫‪141‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫في الفصتتتتتل ‪ 154‬الوارد في إطتار البتاب المتعلق بتالحكتامتة الجيتدة علا خضتتتتوع المرافق‬
‫العمومية لمعايير الجودة‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والمحاسبة‪ ،‬والمسؤولية‪.‬‬

‫وفي نفا الستياق‪ ،‬نص المشترع في مرستوم الصتفقات العمومية علا وجوب أن يخضتع‬
‫إبرام الصتتتفقات العمومية لعدة مبادئ تهدف إلا تأمين الفعالية في الطلبية العمومية‪ ،‬وحستتتن‬
‫إستتعمال المال العام‪ ،‬من بينها الشتفافية في إختيارات تاحب المشتروع‪ ،‬وكذا لقواعد الحكامة‬
‫الجيدة‪.1‬‬

‫وعلا الرغم من أهمية التنصتتتتيص التشتتتتريعي علا هذو المبادئ‪ ،‬ستتتتواء بمقتضتتتتا‬
‫الدستتتور‪ ،‬أو بمقتضتتا مرستتوم الصتتفقات العمومية‪ ،‬إال أن المالحظ علا مستتتوب الممارستتة‬
‫العملية وجود العديد من اإلختالالت‪ ،‬والتي هي ليس ت حكرا علا مجال الصتتفقات العمومية‪،‬‬
‫وإنمتا تعتاني منهتا المرافق العموميتة‪ 2‬بشتتتتكتل عتام والتي تتأختذ بعتدين أولهمتا أخالقي مرتبط‬
‫ببعا الظواهر الستلبية‪ ،‬وثانيهما تقني وتدبيري يتعلق أستاستا بعصترنة هذو المرافق وقدرتها‬
‫علا التحديض ومواكبة التقنيات الجديدة والتي تشتكل تقنيات اإلعالم والتوا تل الرقمية إحدب‬
‫تجلياتها‪.‬‬

‫وهكتذا مع تطور التكنولوجيتا الرقميتة‪ ،3‬ومتا أحتدثت‪ :‬من تتأثير كبير في مختلع منتاحي‬
‫الحياة بما في ذلب الجانب القانوني‪ ،‬والستتيما ما يتصتتل بالمجال اإلداري‪ ،‬تعزيت الرغبة في‬
‫نقتل العمتل اإلداري من واقعت‪ :‬التقليتدي إلا الواقع اإللكتروني‪ ،‬وإحالل العمتل اإللكتروني محتل‬
‫الورقي‪ ،‬ضتتتمانا لتدبير أفضتتتل للعمل اإلداري‪ ،‬وهو ما شتتتكل إيذانا ببدء ميالد نظام اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪.4‬‬

‫‪ - 1‬أنظر المادة اوولا من المرسوم رقم ‪ 2.12.349‬الصادر في ‪ 8‬جمادب اوولا ‪ 20( 1434‬مارس ‪ )2013‬المتعلق بالصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6140‬الصادرة بتاريت ‪ 23‬جمادب اوولا ‪ 4 ( 1434‬أبريل ‪ )2013‬ص ‪.3023‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬عبد الرحيم الشرقاوي‪ ،‬المرفق اإلداري الرقمي مدخل للشفافية والتحديض‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬العدد ‪ ،132‬يناير‪ -‬فبراير ‪ ،2017‬ص ‪.82‬‬
‫‪ - 3‬هناك من حدد مفهوم الرقمنة في المجهود الذي يبتغي تطبيق التقنيات والتكنولوجيات الحديثة لإلتصال والتوا ل لتقديم خدمات بسيطة‬
‫ومبتكرة‪ ،‬لعل أبريها تحويل مصادر المعلومات علا إختالف أشكالها من العالم الواقعي أو المادي إلا الفضاء اإلفتراضي‪ ،‬ويشكل‬
‫اونترني واإلعالميات أهم الوسائل التي تتين ذلب‪ .‬هذو الخصائص تجعل من الرقمنة عملية تحول نوعي في أنماط إنتاج ومعالجة وتقاسم‬
‫المعلومة بمختلع أنواعها‪ ،‬بدأت عبر الحواسب لتشمل اليوم حوامل أخرب‪ ،‬ميزتها التنقل كالهواتع الذكية واللوحات اإللكترونية‪ .‬ذ‪.‬‬
‫إسماعيل احديدو‪ ،‬البعد الرقمي في النموذج التنموي الجديد أية أهمية؟‪ ،‬منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬مطبعة دار‬
‫القلم‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -4‬ذ‪ .‬محمد سليمان نايع شبير‪ ،‬النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري ‪ -‬دراسة تطبيقية مقارنة –‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراو‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫جامعة عين شما‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015‬ص ‪.6‬‬

‫‪142‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وقد طرح في مجال الصتفقات العمومية أيضتا نفا الرغبة في إستتغالل التكنولوجيا‬
‫الرقميتة من خالل التتدبير الالمتادي للطلبيتات العموميتة‪ ،‬وذلتب بهتدف تستتتتهيتل الولوج إلا‬
‫الصتفقات العمومية‪ ،‬وضتمان تبستيط المستاطر وشتفافيتها‪ ،‬وتكريا المستاواة بين المتنافستين‪،‬‬
‫احب المشروع‪.‬‬ ‫وتعزيز الثقة بينهم وبين‬

‫وفي هذا اإلطار خصتص مرستوم الصتفقات العمومية الباب الستابع لتجريد المستاطر من‬
‫الصتفة المادية‪ 1‬وتضتمن عدة محاور هم تحديد الوثائق الواجب نشترها في بوابة الصتفقات‬
‫العمومية‪ ،2‬وإيداع وستتتتحب وفتن أظرفة المتنافستتتتين وتقييم عروضتتتتهم بطريقة إلكترونية‪،‬‬
‫وتوطين قتاعتدة للمعطيتات اإللكترونيتة للمقتاولين والموردين والختدمتاتيين في الخزينتة العتامتة‬
‫للمملكة‪ ،‬كما نظم مسطرة المناقصات اإللكترونية المعكوسة‪.‬‬

‫وقتد أحتال هتذا المرستتتتوم بشتتتتأن تفصتتتتيتل المحتاور المتذكورة أعالو علا قرار لويير‬
‫تتتتدرت عدة قرارات في هذا الستتتتياق في مرحلة الحقة‬ ‫اإلقتصتتتتاد والمالية‪ ،‬وهو ما تم‪ ،‬إذ‬
‫ومتوالية‪ ،‬منها القرارات التالية‬

‫أوال‪ :‬قرار ويير اإلقتصتتتتاد والمتاليتة رقم ‪ 1872.13‬الصتتتتادر في ‪ 4‬شتتتتعبتان ‪1434‬‬


‫الموافق ل ‪ 13‬يونيو ‪ ،2013‬والمتعلق بنشر الوثائق في بوابة الصفقات العمومية‪.3‬‬

‫‪ - 1‬وذلب من خالل المواد من ‪ 147‬إلا ‪ .151‬علما أن المشرع اهتم بنزع الصفة المادية عن المساطر قبل دور المرسوم الحالي‪ ،‬إذ‬
‫كان مرسوم سنة ‪ 2007‬سباقا إلا إحدار بوابة لصفقات الدولة‪ ،‬وتنصيص‪ :‬علا تبادل المعلومات بطريقة إلكترونية بين احب المشروع‬
‫والمتنافسين‪.‬‬
‫‪ - 2‬وتجدر اإلشارة هنا إلا المرسوم المغير والمتمم لمقتضيات مرسوم الصفقات العمومية‪ ،‬والذي نست وعوض بموجب مادت‪ :‬اوولا‬
‫أحكام المادة ‪ 148‬من المرسوم رقم ‪ ،2.12.349‬إذ جاء في هذو المادة مايلي‬
‫ا تنست وتعوض‪ ،‬علا النحو التالي‪ ،‬أحكام المادة ‪ 148‬من المرسوم المشار إلي‪ :‬أعالو رقم ‪2.12.349‬‬
‫المادة ‪148‬‬
‫إيداع أظرفة المتنافسين وسحبها بطريقة إلكترونية‪.‬‬
‫يتم إيداع أظرفة وعروض المتنافسين وسحبها بطريقة إلكترونية في بوابة الصفقات العمومية‪.‬‬
‫تحدد بقرار للويير المكلع بالمالية‪ ،‬بعد استطالع رأي اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية‪ ،‬شروط وكيفيات إيداع أظرفة وعروض‬
‫المتنافسين وسحبها ا‪.‬‬
‫أنظر المرسوم رقم ‪ 2.20.801‬الصادر في فاتن رمضان ‪ 14 ( 1442‬أبريل ‪ ) 2021‬بتغيير وتتميم المرسوم رقم ‪2.12.349‬‬
‫الصادر في ‪ 8‬جمادب اوولا ‪ 20 ( 1434‬مارس ‪ ) 2013‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6979‬بتاريت‬
‫‪ 19‬أبريل ‪ ،2021‬ص ‪.2376‬‬
‫‪ - 3‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،6173‬بتاريت ‪ 29‬يوليوي ‪ ،2013‬ص ‪.5602‬‬

‫‪143‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ثاانياا‪ :‬قرار ويير اإلقتصتتتتاد والمتاليتة رقم ‪ 20.14‬الصتتتتادر في ‪ 8‬ذي القعتدة ‪1435‬‬
‫الموافق ل ‪ 4‬شتتتنبر ‪ 2014‬والمتعلق بتجريد مستتاطر إبرام الصتتفقات العمومية من الصتتفة‬
‫المادية‪.1‬‬

‫ثاالثاا‪ :‬قرار وييرة اإلقتصتتتتاد والمتاليتة رقم ‪ 1982.21‬الصتتتتادر في ‪ 9‬جمتادب اوولا‬


‫‪ 1443‬الموافق ل ‪ 14‬دجنبر ‪ 2021‬والمتعلق بتجريد مستاطر الصتفقات العمومية والضتمانات‬
‫المالية من الصفة المادية‪.2‬‬

‫والمالحظ من خالل هتذو المقتضتتتتيتات أن المشتتتترع قتد اعتمتد مقتاربتة تتدريجيتة في تنفيتذ‬
‫برنام تجريد مساطر الصفقات العمومية من الصفة المادية‪ ،‬وذلب من خالل مستويين اوول‬
‫يهم التتدرج فيمتا يخص الوثتائق الواجتب نشتتتترهتا في بوابتة الصتتتتفقتات العموميتة‪ ،‬بتدءا من‬
‫المرستوم‪ ،‬مرورا بالقرار رقم ‪ 1872.13‬المتعلق بنشتر الوثائق في بوابة الصتفقات العمومية‪،‬‬
‫وانتهاء بالقرار رقم ‪ 1982.21‬الذي لم يكتع بتجريد مستاطر الصتفقات العمومية من الصتفة‬
‫المادية بل أضاف أيضا الضمانات المالية‪.‬‬

‫أما المستتوب الثاني فيهم التدرج بشتأن تواريت ستريان مفعول اوحكام المتعلقة بوجوب‬
‫‪3‬‬
‫إيداع وستتحب أظرفة المتنافستتين وعروضتتهم بطريقة إلكترونية‪ ،‬وذلب في إنتظار تعميمها‬
‫إبتداء من تاريت فاتن غش ‪.2023‬‬

‫وتكمن دوافع إعتماد آلية المعالجة المعلوماتية للصتتفقات العمومية‪ ،‬في ضتتمان ترستتيت‬
‫أمثتل لمبتادئ حريتة الولوج إلا الطلبيتة العموميتة‪ ،‬والمستتتتاواة في التعتامتل مع المتنتافستتتتين‪،‬‬
‫وضتمان حقوقهم‪ ،‬والشتفافية في إختيارات المشتترين العموميين‪ ،‬كما تكمن في تعزيز دينامية‬
‫تنفيذ المساطر المنظمة للصفقات العمومية‪ ،‬وتكريا الحكامة الجيدة‪ ،‬مع تقليص تدخل العامل‬

‫‪ - 1‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،6298‬بتاريت ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،2014‬ص ‪.7234‬‬


‫‪ - 2‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،7104‬بتاريت ‪ 30‬يونيو ‪ ،2022‬ص ‪.4072‬‬
‫‪ - 3‬أنظر المادة ‪ 41‬من قرار وييرة اإلقتصاد والمالية رقم ‪.1982.21‬‬

‫‪144‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫البشتري قدر اإلمكان في إبرامها‪ ،‬مما ستيمكن من الحد من بعا الممارستات الال أخالقية في‬
‫إطار الصفقات العمومية‪.1‬‬

‫إلا جانب دوافع أخرب خارجية‪ ،‬متمثلة أستتتاستتتا في التحديات التي تفرضتتتها العولمة‬
‫واإلنفتال اإلقتصتتتادي‪ ،‬وكذا التقدم التكنولوجي والمعلوماتي علا المستتتتوب الدولي‪ ،‬والتوج‪:‬‬
‫العام نحو جعل إستخدام التقنيات الحديثة ضمن أولويات تدبير السياسات العامة‪.2‬‬

‫وإذا كان اومر كذلب‪ ،‬فإلا أي حد ستيستاهم برنام تجريد المستاطر من الصتفة المادية‬
‫في تعزيز حريتة الولوج إلا الطلبيتات العموميتة‪ ،‬وتقويتة الضتتتتمتانتات المقتدمتة للمتنتافستتتتين‪،‬‬
‫وإضتفاء مزيد من الشتفافية وتكافؤ الفرص والمستاواة فيما بينهم؟‪ ،‬وما هي كيفيات إيداع وفتن‬
‫أظرفة المتنافستين وتقييم عروضتهم بطريقة إلكترونية‪ ،‬وكذا كيفيات تجريد الضتمانات المالية‬
‫من الصتفة المادية؟‪ ،‬ثم ما هي كيفيات اللجوء إلا المناقصتات اإللكترونية وإجرائها؟‪ ،‬وما هي‬
‫الصعوبات التي تواج‪ :‬عملية نزع الصفة المادية عن المساطر؟‪.‬‬

‫هذا ما ستتتتم مقاربت‪ :‬من خالل التطرق إلا كيفيات تجريد المستتاطر من الصتتفة المادية‬
‫(المبحتض اوول)‪ ،‬ثم التعرض لإلشتتتتكتاالت التي تواج‪ :‬نزع الصتتتتفتة المتادية عن المستتتتاطر‬
‫(المبحض الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬كيفيات تجريد المساطر من الصفة المادية‬

‫ستتتتاهم تطور التكنولوجيا الرقمية في إيدهار المعامالت اإللكترونية في مختلع مناحي‬


‫الحياة‪ ،‬وفي العديد من المجاالت‪ ،‬ومن ضتمنها مجال الصتفقات العمومية‪ ،‬والتي انعكا عليها‬
‫هتذا التطور الرقمي بشتتتتكتل إيجتابي من خالل تستتتتهيتل إبرام عقودهتا عبر بوابتات إلكترونيتة‪،‬‬
‫وتجريد مساطرها من الصفة المادية‪.‬‬

‫‪ - 1‬الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬المعالجة المعلوماتية للصفقات العمومية نحو نجاعة أفضل في تدبير الشراء العمومي‪ ،‬مجلة المالية لويارة‬
‫االقتصاد والمالية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 2‬ذ‪ .‬مصطفا غيري‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية دعامة لحكامة الصفقات العمومية – برنام نزع الصفة المادية عن الصفقات العمومية‬
‫نموذجا ‪ ، -‬دار المنظومة‪ ،‬العدد ‪ ،8‬سنة ‪ ،2019‬ص ‪.184‬‬

‫‪145‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وتتم عملية نزع الطابع المادي عن مستتتاطر إبرام الصتتتفقات العمومية عبر عدة آليات‬
‫رامية إلا تعزيز شتفافيتها ونجاعتها‪ ،‬وأولها إحدار بوابة لصتفقات الدولة تنشتر فيها مجموعة‬
‫من الوثائق المحددة‪ ،‬باإلضتتتافة إلا توطين قاعدة للمعطيات اإللكترونية للمقاولين والموردين‬
‫والخدماتيين ( المطلب اوول )‪.‬‬

‫كما تم تحديد إجراءات تجريد المستتتاطر من الصتتتفة المادية‪ ،‬ستتتواء من خالل ضتتتبط‬
‫شتتروط وكيفيات إيداع أظرفة المتنافستتين وعروضتتهم وستتحبها بطريقة إلكترونية‪ ،‬وكذا بيان‬
‫شتتتروط وكيفيات فتن اوظرفة وتقييم عروض المتنافستتتين بطريقة إلكترونية أيضتتتا‪ ،‬أو من‬
‫خالل وضع شروط وكيفيات اللجوء إلا المناقصات اإللكترونية وإجرائها ( المطلب الثاني )‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إحداث بوابة إلكترونية‬

‫عمد المشتترع إلا إحدار بوابة للصتتفقات العمومية‪ ،‬تتولا الخزينة العامة للمملكة مهمة‬
‫اإلشتراف عليها وكذا تستييرها‪ ،‬كما حدد أيضتا الوثائق التي يجب نشترها في هذو البوابة‪ ،‬وكذا‬
‫الفاعلون المتدخلون فيها ( الفقرة اوولا)‪.‬‬

‫كمتتا تم توطين قتاعتدة للمعطيتتات اإللكترونيتتة للمقتتاولين والموردين والختتدمتاتيين في‬


‫الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬تسير من طرف مصالحها ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إحداث بوابة الصفقات العمومية‬

‫تم إحدار بوابة لصتتفقات الدولة تنشتتر فيها النصتتوص التشتتريعية والتنظيمية المتعلقة‬
‫بالصفقات‪ ،‬إضافة إلا وثائق أخرب سيتم ذكرها فيما سيأتي‪.‬‬

‫وبوابة الصتتفقات العمومية هي منصتتة وطنية لتجريد مستتاطر إبرام الصتتفقات العمومية‬
‫من الصفة المادية‪.‬‬

‫ويتولا عملية اإلشتتراف وتستتيير هذو البوابة‪ ،‬الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬ويعد فاعلوا هذو‬
‫البوابة كل فاعل يتدخل بصتتتورة مباشتتترة أو غير مباشتتترة في مستتتار الصتتتفقات العمومية‬

‫‪146‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تتاحب المشتتروع‪ ،‬والمتنافا‪ ،‬و تتاحب الصتتفقة‪ ،‬والمحاستتب العمومي‪ ،‬والهي ة‬ ‫والستتيما‬
‫المعتمدة ( الهي ة التي تتولا تسليم الضمانات المالية)‪ ،‬واوعوان المؤهلون لهذا الغرض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وتتولا الخزينة العامة للمملكة بإعتبارها مسيرة للبوابة مايلي‬

‫‪ -‬توطين البنية التحتية التقنية ( العتاد والبرمجيات) المتعلقة بالبوابة‪،‬‬

‫‪ -‬الصيانة الوقائية والتطورية لهذو البوابة‪،‬‬

‫‪ -‬إحدار وتدبير حستتابات المستتتعملين الخا تتة بأ تتحاب المشتتاريع التي تمكنهم من‬
‫الولوج لهذو البوابة‪،‬‬

‫‪ -‬السهر علا إحترام إستعمال البوابة‪،‬‬

‫‪ -‬ضمان اومن التقني والتشفيري للبوابة‪،‬‬

‫‪ -‬تدبير الشواهد اإللكترونية المستعملة من طرف أ حاب المشاريع في إطار البوابة‪.‬‬

‫وقد حددت المادة ‪ 147‬من مرستوم الصتفقات العمومية الوثائق الواجب نشترها في بوابة‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬وهي كالتالي‬

‫‪ -‬النصوص التشريعية والتنظيمية المنظمة للصفقات العمومية‪،‬‬

‫‪ -‬البرام التوقعية للمشتريات وتحيينها عند اإلقتضاء‪،‬‬

‫‪ -‬إعالنات اإلشهار المتعلقة بمايلي‬

‫‪ .‬طلبات العروض المفتوحة‪،‬‬


‫‪ .‬طلبات العروض باإلنتقاء المسبق‪،‬‬
‫‪ .‬المباريات‪،‬‬
‫‪ .‬المساطر التفاوضية‪،‬‬

‫‪ - 1‬أنظر قرار ويير اإلقتصاد والمالية رقم ‪ 13.1872‬المشار إلا مراجع‪ :‬سابقا‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫‪ .‬اإلستشارات المعمارية‪،‬‬
‫‪ .‬المباريات المعمارية‪،‬‬
‫‪ .‬اإلستشارات المعمارية التفاوضية‪،‬‬

‫‪ -‬إعالنات التصحين‪،‬‬

‫‪ -‬إعالنات طلب إبداء اإلهتمام‪،‬‬

‫‪ -‬إعالنات المناقصات اإللكترونية المعكوسة‪،‬‬

‫‪ -‬الرسالة الدورية المتعلقة بطلبات العروض المحدودة‪،‬‬

‫‪ -‬ملع الدعوة إلا المنافسة وكذا التغييرات المرتبطة ب‪،:‬‬

‫‪ -‬محضر اإلجتماع أو ييارة المواقع‪،‬‬

‫‪ -‬مستخرجات من محاضر جلسات فحص العروض‪،‬‬

‫‪ -‬نتائ طلبات العروض والصتتتفقات التفاوضتتتية مع إشتتتهار مستتتبق وإجراء منافستتتة‪،‬‬


‫واإلستشارة المعمارية والمباراة المعمارية واإلستشارات المعمارية التفاوضيةب‬

‫‪ -‬مقرر إلغاء المسطرة‪،‬‬

‫‪ -‬تقارير إنتهاء تنفيذ الصفقات‪،‬‬

‫‪ -‬مقررات اإلقصتتاء من المشتتاركة في الصتتفقات العمومية أو عقود الهندستتة المعمارية‬


‫المتخذة تطبيقا لهذا المرسوم‪،‬‬

‫‪ -‬مقررات ستتتتحتب شتتتتواهتد تصتتتتنيع وترتيتب المقتاوالت وشتتتتهتادة اإلعتمتاد المتعلقتة‬


‫باإلشراف علا العمل وبالترخيص بمزاولة مهنة المهندسين المعماريين‪،‬‬

‫‪ -‬ملخص تقارير المراقبة والتدقيق‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وقد طرل التستتاؤل في ظل مرستتوم الصتتفقات العمومية لستتنة ‪ 2007‬حول ما إن كان‬


‫الوثائق المحددة للنشر في بوابة الصفقات العمومية‪ ،‬واردة علا سبيل المثال أو الحصر‪.‬‬

‫رأب أحد الباحثين‪ 1‬أن هذو الوثائق قد وردت علا ستتتبيل التعداد المفيد للحصتتتر‪ ،‬وليا‬
‫بصتيغة التعميم التي آثرها واضتع المدونة الفرنستية للصتفقات العمومية بهذا الشتأن‪ ،‬مبررا ذلب‬
‫تتتفقات‬ ‫بضتتترورة التدرج في إنجاي مشتتتروع إعتماد وستتتائل اإلدارة اإللكترونية في تدبير‬
‫الدولة‪.‬‬

‫وقد نصت الفقرة اوخيرة من المادة ‪ 147‬من مرستوم الصتفقات العمومية لستنة ‪2013‬‬
‫علا إمكانية تغيير أو تتميم الئحة هذو الوثائق بقرار للويير المكلع بالمالية بعد استتتتتشتتتتارة‬
‫لجنة الصفقات‪ .‬ويحدد هذا القرار شروط نشر هذو الوثائق في البوابة المذكورة‪.‬‬

‫وتطبيقا لذلب جاء في قرار ويير اإلقتصتتتتاد والمالية رقم ‪ 13.1872‬المشتتتتار إلي‪ :‬فيما‬
‫تتتاحب المشتتتروع أن ينشتتتر في بوابة الصتتتفقات العمومية‬ ‫تقدم‪ ،‬علا أن‪ :‬يتعين كذلب علا‬
‫الوثائق التالية‬

‫‪ -‬طلبات التوضيحات أو المعلومات وكل وثيقة توضع رهن إشارة المتنافسين‪،‬‬

‫‪ -‬مقررات الفستت المنصتوص عليها في الفقرة ب‪ 2‬من المادة ‪ 138‬من مرستوم الصتفقات‬
‫لسنة ‪.2013‬‬

‫ونشير هنا أيضا إلا منشور السيد رئيا الحكومة‪ 3‬حول تفعيل بعا مقتضيات مرسوم‬
‫الصتتتفقات العمومية‪ ،‬والذي أكد علا ضتتترورة الحرص علا نشتتتر ملخص تقارير المراقبة‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬الجياللي أمزيد‪ ،‬الحماية القانونية والقضائية للمنافسة في فقات الدولة‪ ،‬بحض لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصاديةواالجتماعية السويسي‪ ،‬جامعة محمد الخاما الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬الصفحة ‪.35‬‬
‫‪ -2‬جاء في هذو الفقرة مايلي‬
‫ا ب) بمقرر للسلطة المختصة‪ ،‬فست الصفقة‪ ،‬متبوع أو غير متبوع بإبرام فقة جديدة علا نفقة ومع مخاطر احب الصفقة‪ .‬تخصم‬
‫مبال النفقات اإلضافية الناجمة عن إبرام فقة جديدة بعد الفست من المبال التي قد تكون مستحقة للمصرل بغا النظر عن الحقوق‬
‫التي يجب مطالبت‪ :‬بها في حال الخصاص‪ .‬وتبقا التخفيضات المحتملة في النفقات كسبا لصاحب المشروع‪.‬‬
‫تنشر هذو المقررات في بوابة الصفقات العمومية ا‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر منشور السيد رئيا الحكومة‪ ،‬رقم ‪ ،11-2017‬بتاريت ‪ 22‬غش ‪.2017‬‬

‫‪149‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫والتتدقيق المتذكورة في بوابتة الصتتتتفقتات العموميتة تعزيزا للشتتتتفتافيتة‪ ،‬وإتتاحتة المجتال لعموم‬
‫المواطنات والمواطنين لإلطالع علا هذو التقارير‪.‬‬

‫وتشتير بعا اإلحصتائيات‪ 1‬إلا بلوا عدد المشتترين العموميين المستجلين إلا غاية ‪31‬‬
‫دجنبر ‪ ،2016‬ببوابة الصتتفقات العمومية ‪ 3.902‬مويعين كمايلي ‪ 1.827‬مؤستتستتة دولة‪،‬‬
‫‪ 1.678‬جماعة ترابية و‪ 397‬مؤسسة عمومية‪.‬‬

‫وخالل سنة ‪ 2016‬تم نشر ‪ 33.320‬إعالن طلب عروض في بوابة الصفقات العمومية‪.‬‬
‫فحة مقروءة وحوالي ‪ 60.000‬يائر‪.‬‬ ‫كما سجل البوابة معدال شهريا يناهز ‪ 6‬ماليين‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬توطين قاعدة للمعطيات اإللكترونية‬

‫نصت ت المادة ‪ 150‬من مرستتتوم الصتتتفقات العمومية لستتتنة ‪ 2013‬علا أن‪ :‬يتم توطين‬
‫قتاعتدة للمعطيتات اإللكترونيتة للمقتاولين والموردين والختدمتاتيين في الخزينتة العتامتة للمملكتة‪،‬‬
‫وتسير من طرف مصالحها‪.‬‬

‫وتحتوي قتتاعتتدة المعطيتتات علا المعلومتتات والوثتتائق اإللكترونيتتة المتعلقتتة بهؤالء‬


‫المقاولين والموردين والخدماتيين وبمؤهالتهم القانونية والمالية والتقنية وكذا بمراجعهم‪.‬‬

‫ونص ت نفا المادة علا أن تحدد بقرار للويير المكلع بالمالية كيفية مستتب واستتتغالل‬
‫قاعدة المعطيات اإللكترونية المذكورة‪.‬‬

‫وهذا ما تم بموجب قرار الستيدة وييرة اإلقتصتاد والمالية رقم ‪ 1982.21‬والذي من بين‬
‫ما تضتتمن‪ :‬تحديد كيفيات مستتب واستتتغالل قاعدة المعطيات اإللكترونية للمقاولين والموردين‬
‫والخدماتيين‪.‬‬

‫وقتد حتددت الفقرة و) من المتادة الثتانيتة من القرار المتذكور المقصتتتتود بقتاعتدة المعطيتات‬
‫اإللكترونية للمقاولين والموردين والخدماتيين النظام المركزي لتستتجيل المقاولين والموردين‬

‫‪ - 1‬الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪150‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫والختدمتاتيين علا مستتتتتوب بوابتة الصتتتتفقتات العموميتة‪ .‬يتين هتذا النظتام تجميع المعلومتات‬
‫الخا ة بهم وفقا آللية مهيكلة‪ ،‬ومنظمة‪ ،‬وشفافة وآمنة‪.‬‬

‫يتوفر المتنافا المستجل في بوابة الصتفقات العمومية علا فضتاء خاص ب‪ :‬علا مستتوب‬
‫قاعدة المعطيات اإللكترونية للمقاولين والموردين والخدماتيين‪.‬‬

‫ويحتوي هتذا الفضتتتتتاء‪ ،‬عالوة علا المعلومتات المتعلقتة بمؤهالتت‪ :‬القتانونيتة والتقنيتة‬
‫والمالية‪ ،‬علا جميع الخدمات التي تخولها ل‪ :‬بوابة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ويمكن للجنة اإلستتتتتشتتتتارة اإلطالع علا المعلومات الواردة في الوثائق المكونة للملع‬
‫اإلداري والتقني للمتنافا الموجودة في اونظمة اوخرب‪ ،‬وذلب طبقا لشتتروط إستتتعمال بوابة‬
‫الصفقات العمومية (المادة الرابعة من قرار السيدة وييرة اإلقتصاد والمالية رقم ‪.)1982.21‬‬

‫وقتد تم تستتتتجيتل‪ 1‬حتا متم دجنبر ‪ ،2016‬حوالي ‪ 7.852‬مقتاولتة وطنيتة وأجنبيتة في‬
‫القاعدة اإللكترونية للخدماتيين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تجريد المساطر من الصفة المادية‬

‫هنتاك مجموعتة من اإلجراءات المرتبطتة بشتتتتروط وكيفيتات إيتداع أظرفتة المتنتافستتتتين‬


‫وعروضتتهم وستتحبها بطريقة إلكترونية‪ ،‬وكذا شتتروط وكيفيات فتن اوظرفة وتقييم عروض‬
‫المتنافسين بطريقة إلكترونية ( الفقرة اوولا )‪.‬‬

‫تتتاحب المشتتتروع‪ ،‬إمكانية اللجوء إلا مستتتطرة المناقصتتتة‬ ‫كما أن تخويل المشتتترع‬
‫اإللكترونية‪ ،‬يقتضي منا معرفة ضوابط إعتماد هذو المناقصة وإجراءاتها ( الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬كيفية إيداع وسحب وفتح أظرفة المتنافسين وتقييم عروضهم إلكترونيا‬

‫حدد المشترع كيفية إيداع وستحب أظرفة المتنافستين بطريقة إلكترونية ( أوال ) كما حدد‬
‫أيضا كيفية فتن أظرفة المتنافسين وتقييم عروضهم بطريقة إلكترونية ( ثانيا )‪.‬‬

‫‪ - 1‬الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪151‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫أوال‪ :‬كيفية إيداع وسحب أظرفة المتنافسين بطريقة إلكترونية‬

‫حستتب مقتضتتيات المادة ‪ 148‬من مرستتوم الصتتفقات العمومية لستتنة ‪ 2013‬يتم إيداع‬
‫أظرفة وعروض المتنافسين وسحبها بطريقة إلكترونية في بوابة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وقد أحال نفا المادة علا قرار لويير اإلقتصتاد والمالية ليحدد شتروط وكيفيات إيداع‬
‫أظرفة وعروض المتنافسين وسحبها‪.‬‬

‫وهذا ما تم ستواء بموجب قرار ويير اإلقتصتاد والمالية رقم ‪ ،20.14‬أو بموجب القرار‬
‫اوخير لوييرة اإلقتصاد والمالية رقم ‪.1982.21‬‬

‫وحستب مقتضتيات القرار اوخير تودع أظرفة المتنافستين وعروضتهم وتستحب بطريقة‬
‫إلكترونيتة‪ ،‬ولهتذا الغرض تتين بوابة الصتتتتفقتات العموميتة مجموعة من الخدمات لفاعلو بوابة‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬وكذا للجنة اإلستشارة‪ ،‬وفق مايلي‬

‫أ‪ -‬بالنسبة لصاحب المشروع تتيح له بوابة الصفقات العمومية مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬عرض ملع اإلستتتتتشتتتتارة علا أعضتتتتاء لجنة اإلستتتتتشتتتتارة من أجل اطالع‪ :‬علا‬
‫مالحظاتهم في شأن‪ :‬عند اإلقتضاء‪،‬‬

‫‪ -‬تحديد محتوب اوظرفة اإللكترونية المطلوبة طبقا وحكام نظام اإلستشارة‪،‬‬

‫‪ -‬تحديد المفاتين المزدوجة للتشتفير وفب تشتفير اوظرفة اإللكترونية المتعلقة باإلستتشتارة‬
‫طبقا لشروط إستعمال بوابة الصفقات العمومية‪،‬‬

‫‪ -‬نشر نتائ جلسة فتن اوظرفة وتقييم العروض‪،‬‬

‫‪ -‬إخبار نائل الصتتتفقة بقبول عرضتتت‪ :‬وإخبار المتنافستتتين اللذين تم إقصتتتاؤهم برفا‬
‫عروضهم مع بيان أسباب إبعادهم‪،‬‬

‫‪ -‬نشر الوثائق المنصوص عليها في المادة ‪ 147‬من مرسوم الصفقات العمومية‪،‬‬

‫‪152‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫‪ -‬معالجة كل وثيقة أو معطا ل‪ :‬عالقة بإبرام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وعلا تاحب المشتروع أن يضتع رهن إشتارة المتنافستين علا بوابة الصتفقات العمومية‬
‫ملع اإلستتتتتشتتتتارة والوثائق والمعلومات واإلرشتتتتادات التكميلية‪ ،‬كما يوضتتتتن كيفيات الرد‬
‫اإللكتروني علا هذو اإلستشارة‪.‬‬

‫ب‪ -‬بالنسبة للمتنافس تتيح له بوابة الصفقات العمومية مايلي‪:‬‬

‫احب المشروع يتعلق بملع اإلستشارة‪،‬‬ ‫‪ -‬طلب كل معلومة أو توضين من‬

‫‪ -‬إيداع أظرفت‪ :‬وعرض‪ :‬بطريقة إلكترونية‪،‬‬

‫‪ -‬ستتتتحتب أظرفتت‪ :‬المودعتة في بوابتة الصتتتتفقتات العموميتة بطريقتة إلكترونيتة قبتل اليوم‬
‫والساعة المحددين لجلسة فتن اوظرفة‪،‬‬

‫‪ -‬إستكمال ملف‪ :‬اإلداري‪ ،‬عند اإلقتضاء‪،‬‬

‫‪ -‬عند اإلقتضتتتاء‪ ،‬تأكيد تصتتتحين اوخطاء المادية المثارة من لدن لجنة اإلستتتتشتتتارة‪،‬‬
‫وتستتتتويتة عتدم التطتابق المثبت في مختلع الوثتائق المكونتة لملفت‪ ،:‬وتبرير عرضتتتت‪ :‬إذا اعتبر‬
‫منخفضتتتتتا بكيفيتة غير عتاديتة أو تبرير الثمن أو اوثمتان اوحتاديتة إذا اعتبرت هتذو اوثمتان‬
‫منخفضة بكيفية غير عادية أو مفرطة‪.‬‬

‫‪ -‬معالجة كل وثيقة أو معطا ل‪ :‬عالقة بإبرام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ج‪ -‬بالنسبة للجنة اإلستشارة تتيح لها بوابة الصفقات العمومية مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬فب تشفير الترشيحات والعروض اإللكترونية المودعة من لدن المتنافسين‪،‬‬

‫‪ -‬فتن أظرفة المتنافسين وتقييم عروضهم‪،‬‬

‫‪ -‬تدبير قبول المتنافستتين وإطالعهم علا نتائ تقييم العروض أثناء ستتريان أشتتغال لجنة‬
‫اإلستشارة‪،‬‬

‫‪153‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫‪ -‬حصر النتائ النهائية بعد نهاية أشغال لجنة اإلستشارة‪،‬‬

‫‪ -‬دعوة المتنتافا التذي تقتدم بتالعرض اوكثر أفضتتتتليتة من أجتل إستتتتتكمتال ملفت‪ :‬اإلداري‬
‫بطريقة إلكترونية‪ ،‬وتأكيد تصتتتحين اوخطاء المادية المثارة‪ ،‬عند اإلقتضتتتاء‪ ،‬وتستتتوية عدم‬
‫التطابق المثب في مختلع الوثائق المكونة لملف‪ ،:‬وتبرير عرضتت‪ :‬إذا اعتبر منخفضتتا بكيفية‬
‫غير عادية أو تبرير الثمن أو اوثمان اوحادية إذا اعتبرت هذو اوثمان منخفضتتتتة بكيفية غير‬
‫عادية أو مفرطة‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بأي مهمة مسندة إليها بموجب مرسوم الصفقات العمومية‪.‬‬

‫د‪ -‬بالنسبة للمحاسب العمومي تتيح له بوابة الصفقات العمومية مايلي‪:‬‬

‫احب المشروع بمالحظات‪ :‬عند اإلقتضاء‪،‬‬ ‫‪ -‬دراسة مشاريع ملفات اإلستشارة وموافاة‬

‫‪ -‬تتبع مساطر إبرام الصفقات العمومية الخاضعة لمراقبت‪،:‬‬

‫‪ -‬معالجة‪ ،‬في حدود المهام الموكولة إلي‪ ،:‬كل وثيقة أو معطا ل‪ :‬عالقة بإبرام الصتتفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫وحستب مقتضتيات المادة ‪ 10‬من القرار المذكور أعالو‪ ،‬فإن الوثائق المدلا بها من لدن‬
‫المتنتافا تتدرج بصتتتتورة فرديتة في الملع اإللكتروني الختاص بت‪ ،:‬ويوقع إلكترونيتا علا كتل‬
‫وثيقة من الوثائق المذكورة من قبل المتنافا أو الشتتتتخص المؤهل لتمثيل‪ ،:‬بإستتتتتثناء الوثائق‬
‫اإلدارية والتقنية التي تم تجريدها من الصفة المادية‪.‬‬

‫ويتم تشتتتتفير أظرفتة المتنتافستتتتين عبر بوابتة الصتتتتفقتات العموميتة قبتل ايتداعهتا بطريقتة‬
‫إلكترونية‪ ،‬وتتم عملية اإليداع بواستتطة شتتهادة التصتتديق اإللكترونية‪ ،‬كما يستتحب كل ظرف‬
‫بواسطة نفا الشهادة التي استخدم إليداع‪.:‬‬

‫وتجدر اإلشتارة في ستياق الحديض عن التوقيع اإللكتروني للوثائق‪ ،‬إلا الشتكاية المقدمة‬
‫أمتام اللجنتة الوطنيتة للطلبيتات العموميتة في ظتل قرار ويير اإلقتصتتتتاد والمتاليتة رقم ‪،20.14‬‬

‫‪154‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تتاحب‬ ‫موضتتوعها المنايعة في قرار اإلقصتتاء من المشتتاركة في طلب للعروض‪ ،‬معتبرا‬


‫الشتكاية إياو مخالفا لمقتضتيات مرستوم الصتفقات العمومية‪ ،‬وكذا لشتروط اإليداع اإللكتروني‬
‫في بوابتة ا لصتتتتفقتات العموميتة‪ ،‬ختا تتتتتة فيمتا يتعلق بتالتوقيع اإللكتروني لوثتائق وملفتات‬
‫المتنافسين‪.‬‬

‫وقد جاء رأي هذو اللجنة‪ 1‬وفق مايلي‬

‫ا وحيض إن المادتين ‪ 148‬و ‪ 149‬اللتين استتند عليهما المشتتكي لتبرير موقف‪ :‬قد أشتارتا‬
‫في فقرتيهما الثانيتين إلا كيفية إيداع وستتحب وكذا تقييم عروض المتنافستتين تحدد بقرار عن‬
‫الويير المكلع بالمالية‪،‬‬

‫وحيتض إن المتادة ‪ 8‬من قرار ويير اإلقتصتتتتاد والمتاليتة رقم ‪ 20.14‬بتتاريت ‪ 4‬شتتتتتنبر‬
‫‪ 2014‬والمتعلق بتجريد مستتتتاطر إبرام الصتتتتفقات العمومية من الصتتتتفة المادية تنص علا‬
‫مايلي‬

‫(تجمع كل الوثائق التي يحتوي عليها كل غالف من اوغلفة المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 29‬من المرسوم رقم ‪ ... 349.12.2‬في ملع إلكتروني طبقا لشروط إستعمال بوابة الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫يوقع إلكترونيتا علا الوثتائق المبينتة أعالو كتل واحتدة علا حتدة‪ ،‬من طرف المتنتافا أو‬
‫من يؤهل‪ :‬لتمثيل‪ ،:‬قبل إدراجها في الملع اإللكتروني)‪،‬‬

‫وحيض إن البند أ من الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 29‬من المرستوم رقم ‪ 349.12.2‬الستالع الذكر‬
‫ينص علا أن الغالف اوول يتضتمن وثائق الملفين اإلداري والتقني ودفتر الشتروط الخا تة‬
‫موقع بتاوحرف اوولا وموقع عليت‪ :‬من طرف المتنتافا أو الشتتتتخص المؤهتل من طرفت‪ :‬لهتذا‬
‫الغرض ‪،...‬‬

‫‪ - 1‬أنظر رأي اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية رقم ‪ 57‬بتاريت ‪ 28‬شتنبر ‪ ،2021‬بشأن شكاية متعلقة بإقصاء عرض لعدم إحترام‬
‫مسطرة اإليداع اإللكتروني للوثائق في بوابة الصفقات العمومية‪ ،‬موقع اومانة العامة للحكومة‪ ،‬تاريت ييارة الموقع ‪ 17‬نونبر ‪.2022‬‬

‫‪155‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وعليت‪ ،:‬واحترامتا لمقتضتتتتيتات المتادة ‪ ،29‬فتإن التوقيع بتاوحرف اوولا والتوقيع علا‬
‫دفتر الشروط الخا ة هو واجب علا كل متنافا قبل القيام بالتوقيع اإللكتروني طبقا لشروط‬
‫إستعمال بوابة الصفقات العمومية‪،‬‬

‫وحيتض إن الشتتتتركتة المنتافستتتتة قتد أغفلت التوقيع بتاوحرف اوولا والتوقيع علا دفتر‬
‫الشتروط الخا تة قبل أن توقع‪ :‬إلكترونيا‪ ،‬فإنها تكون قد خالف مقتضتيات البند أ من الفقرة ‪2‬‬
‫من المادة ‪ 29‬من مرستوم الصتفقات العمومية المذكور ستالفا‪ ،‬وبالتالي فإن شتكايتها ال ترتكز‬
‫علا أساس قانوني ا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬كيفية فتح أظرفة المتنافسين وتقييم عروضهم بطريقة إلكترونية‬

‫نصتت ت المادة ‪ 149‬من مرستتتتوم الصتتتتفقات العمومية علا أن يتم فتن اوظرفة وتقييم‬
‫العروض المودعة بطريقة إلكترونية من طرف المتنافستين وفق مقتضتيات المواد من ‪ 36‬إلا‬
‫‪.45‬‬

‫كما أحال أيضتا علا قرار لويير اإلقتصتاد والمالية لتحديد شتروط وكيفية فتن اوظرفة‬
‫وتقييم العروض بطريقة إلكترونية‪.‬‬

‫تتدر هذا القرار الذي نص في مضتتمون المادة ‪ 15‬من‪ :‬علا أن يباشتتر فتن‬ ‫وبالفعل قد‬
‫اوظرفتة وتقييم العروض المودعتة بطريقتة إلكترونيتة طبقتا للشتتتتروط المنصتتتتوص عليهتا في‬
‫المواد من ‪ 36‬إلا ‪ 40‬من مرستتتتوم الصتتتتفقتات العموميتة‪ ،‬إلا حين انتهتاء أشتتتتغتال لجنتة‬
‫اإلستشارة‪.‬‬

‫تتعوبات تقنية تعزب إلا عدم توفر خدمات بوابة الصتتفقات العمومية‬ ‫وفي حالة وجود‬
‫أو إختالالت تحول دون فتن العروض المودعتتة بطريقتتة إلكترونيتتة وتقييمهتتا في التتتاريت‬
‫والستتاعة المحددين لفتن اوظرفة‪ ،‬يقوم رئيا لجنة اإلستتتشتتارة بإرجاء فتن اوظرفة بثمانية‬
‫وأربعين ‪ 48‬ستاعة وإبالا المتنافستين وأعضتاء لجنة اإلستتشتارة بالمكان والتاريت والستاعة‬
‫المحددة الست ناف أشغال الجلسة العمومية لفتن اوظرفة‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وعلا المتنتافا المزمع إستتتتنتاد الصتتتتفقتة إليت‪ :‬تكملتة ملفت‪ :‬اإلداري بطريقتة إلكترونيتة‪،‬‬
‫بتإستتتتتثنتاء الوثتائق التي لم تجرد بعتد من الصتتتتفتة المتاديتة‪ .‬وتحتدد الئحتة هتذو الوثتائق في بوابتة‬
‫الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وتبرم الصتفقة علا أستاس ملع إلكتروني‪ ،‬بإستتثناء الوثائق التي لم تجرد بعد من الصتفة‬
‫المادية (المادة ‪ 17‬من قرار السيدة وييرة اإلقتصاد والمالية رقم ‪.)1982.21‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة المناقصات اإللكترونية‬

‫المناقصتتتة اإللكترونية المعكوستتتة مستتتطرة الختيار العروض تنجز بطريقة إلكترونية‬


‫بحيض تمكن المتنافستين من مراجعة اوثمان التي يقترحونها بالتخفيا طيلة ستريان المناقصتة‬
‫وذلب في حدود التوقي المحدد للمناقصة‪.‬‬

‫تتتاحب المشتتتروع عند نهاية المناقصتتتة‪ ،‬عرض المتنافا اوقل ثمن الذي يتم‬ ‫ويقبل‬
‫تعيين‪ :‬نائال للصفقة المزمع إبرامها‪.‬‬

‫ولهذو المستطرة عدة أهداف منها تعزيز المنافستة‪ ،‬وتبستيط المستاطر وتقريب اإلدارة من‬
‫المتنافسين‪.1‬‬

‫وال يمكن اللجوء إلا المناقصتتة اإللكترونية المعكوستتة إال بالنستتبة لصتتفقات التوريدات‬
‫العادية المتعلقة بشراء منتجات موجودة في السوق ال تتطلب خصائص مميزة‪.‬‬

‫وقد عمل قرار وييرة اإلقتصتتاد والمالية رقم ‪ 1982.21‬المشتتار إلي‪ :‬ستتابقا علا تحديد‬
‫شروط وكيفيات اللجوء إلا المناقصات اإللكترونية وإجرائها‪.‬‬

‫ويقوم تاحب المشتروع حستب مقتضتيات المادة ‪ 19‬من هذا القرار بنشتر إعالن وملع‬
‫المناقصة اإللكترونية في بوابة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ - 1‬ذ‪ .‬عبد الرحيم أضاوي‪ ،‬حكامة فقات الجماعات الترابية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراو في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2019-2018‬الصفحة ‪.55‬‬

‫‪157‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وعلا كتل متنتافا أن يقتدم‪ ،‬بطريقتة إلكترونيتة‪ ،‬غالفتا يتضتتتتمن ملفتا إداريتا يحتوي علا‬
‫تصترين بالشترف‪ ،‬الضتمان المؤق أو شتهادة الكفالة الشتخصتية والتضتامنية التي تقوم مقام‪:‬‬
‫عند اإلقتضتتتاء‪ ،‬وملفا تقنيا يضتتتم مذكرة تبين الوستتتائل البشتتترية والتقنية التي يتوفر عليها‬
‫المتنافا‪.‬‬

‫وتجرب هذو المناقصة وفق ثالر مراحل‬

‫‪ -‬تتمثل المرحلة اوولا في دراستتة الئحة المتنافستتين المقبولين للمشتتاركة في المناقصتتة‬


‫وحصرها‪.‬‬

‫‪ -‬تمكن المرحلتة الثتانيتة المتنتافستتتتين من المشتتتتاركتة في المنتاقصتتتتة بطريقتة إلكترونيتة‪،‬‬


‫بصتورة آنية‪ ،‬أثناء ستريان المناقصتة اإللكترونية ومراجعة اوثمان التي يقترحونها عن طريق‬
‫التقدم بعروض ذات ثمن أقل‪.‬‬

‫‪ -‬تتعلق المرحلة الثالثة بإسناد الصفقة وإعداد محضر المناقصة اإللكترونية‪.‬‬

‫وستتتمكن هذو المستتطرة الجديدة من تخفيا تكاليع التوريدات الجارية‪ ،‬وربن الوق ‪،‬‬
‫وترسيت الشفافية وتكافؤ الفرص في الولوج للطلبية العمومية‪.‬‬

‫وقد ستتتتجل ‪ 1‬ستتتتنة ‪ 2016‬اإلعالن عن ‪ 93‬مناقصتتتتة إلكترونية بثمن تقديري إجمالي‬


‫يستتتاوي ‪ 47.732.166،63‬درهم‪ ،‬وتم إستتتنادها بثمن إجمالي يستتتاوي ‪33.438.022،90‬‬
‫درهم‪ ،‬مما مكن من تقليص مهم في تكلفة التوريدات بنستبة ‪ %21،75‬أي ‪10.381.746،26‬‬
‫درهم‪ ،‬كما تم تقليص بعا المناقصتات اإللكترونية المبرمة ستنة ‪ 2016‬بشتكل غير مستبوق‬
‫ناهز ‪.%60،60‬‬

‫وإذا كتان المشتتتترع من خالل كتل متا تقتدم علا مستتتتتوب هتذا المبحتض‪ ،‬قتد بين كتل هتذو‬
‫الشتتروط‪ ،‬والكيفيات‪ ،‬واإلجراءات المرتبطة بتجريد مستتاطر الصتتفقات العمومية من الصتتفة‬

‫‪ - 1‬الخزينة العامة للمملكة‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪158‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المادية‪ ،‬فإن التستتاؤل هو حول واقع تطبيقها‪ ،‬والستتيما إشتتكاالت تنفيذها‪ .‬هذا ما ستتنراو من‬
‫خالل المبحض الموالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إشكاالت تجريد المساطر من الصفة المادية‬

‫هناك مجموعة من اإلشتتكاالت التي واجه عملية تجريد مستتاطر الصتتفقات العمومية‬
‫والضتتتمانات المالية من الصتتتفة المادية‪ ،‬منها ما يهم إشتتتكاالت ذات طابع قانوني‪ ،‬ومنها ما‬
‫يرتبط بإشكاالت أخرب غير قانونية‪.‬‬

‫ومن اإلشتكاالت القانونية التي أثيرت بشتأن تجريد المساطر من الصفة المادية‪ ،‬تحديد ما‬
‫إن كان إيداع الملفات بطريقة إلكترونية أمرا إلزاميا أو أن‪ :‬من حق المتنافا اإلختيار بين هذو‬
‫تتتتاحتب‬ ‫الطريقتة وبين إعتمتاد الحتامل الورقي‪ ،‬وكذا تحتديد طبيعتة اإللتزام الملقا علا عاتق‬
‫المشتتتروع فيما يخص إخبارهم بذلب‪ ،‬وهل يعد عدم تقيدو بهذا اإلجراء عيبا مستتتطريا مؤثرا‬
‫علا طلب العروض‪ ،‬أو ال يعد كذلب‪.‬‬

‫وينضتاف إلا ما تقدم‪ ،‬وأخذا بعين اإلعتبار أهمية الضتمانات المالية التي تر تد لضتمان‬
‫تنفيذ اإللتزامات التعاقدية‪ ،‬فإن اإلشتتكال الذي طرل بشتتأنها هو حول مدب إلزامية تقديمها في‬
‫إطتار المنتاقصتتتتات اإللكترونيتة‪ ،‬والحلول الممكنتة لمواجهتة إخالل المتنتافستتتتين وأ تتتتحتاب‬
‫الصتفقات بتعهداتهم وإلتزاماتهم التعاقدية‪ ،‬والستيما في حال عدم تقديمهم للضتمانات المذكورة‬
‫( المطلب اوول )‪.‬‬

‫كما واجه عملية نزع الصتتتفة المادية عن المستتتاطر إشتتتكاالت أخرب غير قانونية‪،‬‬
‫والسيما إشكاالت ذات طابع إداري ومالي وتقني وأمني ( المطلب الثاني )‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلشكاالت القانونية‬

‫أثارت عملية تجريد المستتاطر من الصتتفة المادية عدة إشتتكاالت قانونية علا مستتتوب‬
‫الممارستتة العملية من قبيل تحديد طبيعة اإلجراء المتعلق بإيداع وستتحب أظرفة المتنافستتين‬
‫إلكترونيتا‪ ،‬ومتا إن كتان للمتنتافستتتتين الحق في اإلختيتار بين إيتداع ملفتاتهم بطريقتة إلكترونيتة أو‬

‫‪159‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫تتتتاحتب المشتتتتروع ( الفقرة‬ ‫علا حتامتل ورقي‪ ،‬وكتذا متدب إلزاميتة إخبتارهم بتذلتب من قبتل‬
‫اوولا)‪.‬‬

‫فقة عمومية مبرمة‬ ‫وقد أثير نفا اومر‪ ،‬بشأن مدب إلزامية تقديم الضمانات في إطار‬
‫عن طريق مناقصتتتة إلكترونية‪ ،‬والوستتتائل الممكن إعتمادها لحمل المتنافستتتين وأ تتتحاب‬
‫الصفقات للوفاء بتعهداتهم وإلتزاماتهم التعاقدية ( الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مدى إلزامية إيداع وسحب أظرفة المتنافسين إلكترونيا‬

‫نصت ت الفقرة اوولا من المادة ‪ 148‬من مرستتتوم الصتتتفقات العمومية‪ 1‬علا أن‪ :‬يمكن‬
‫إيداع وسحب أظرفة وعروض المتنافسين بطريقة إلكترونية في بوابة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وقتد أعيتدت هتذو الصتتتتيتاغتة بموجتب المتادة ‪ 4‬من قرار ويير اإلقتصتتتتاد والمتاليتة رقم‬
‫‪ 20.14‬حينما نصتتت علا أن إيداع وستتتحب أظرفة وعروض المتنافستتتين وكذا فتن وتقييم‬
‫العروض يمكن أن يتم بطريقة إلكترونية‪.‬‬

‫وقد توضتتتح هذو الصتتتياغة أكثر بموجب المادتين ‪ 6‬و ‪ 7‬من نفا القرار‪ ،‬فالمادة ‪6‬‬
‫نصت علا أن‪ :‬باإلضتافة إلا البيانات المضتمنة في إعالن طلب العروض كما هو منصتوص‬
‫تتاحب المشتتروع في اإلعالن‬ ‫علي‪ :‬في المادة ‪ 20‬من مرستتوم الصتتفقات العمومية‪ ،‬يشتتير‬
‫المذكور إما إلا إمكانية اإلستتتتالم اإللكتروني للعروض‪ ،‬وإما إلا تقديم العروض علا حامل‬
‫ورقي‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 7‬فنص ت علا أن‪ :‬يمكن للمتنافستتين إما أن يرستتلوا ملفاتهم بطريقة إلكترونية‬
‫احب المشروع أو أن يودعوها علا حامل ورقي‪.‬‬ ‫إلا‬

‫إذن الواضتتتن من خالل هذو المقتضتتتيات أن للمتنافستتتين كامل الحرية في اإلختيار بين‬
‫إيداع ملفاتهم بطريقة إلكترونية أو علا حامل ورقي‪.‬‬

‫‪ - 1‬وذلب قبل أن يتم نسخها وتعويضها بموجب المرسوم رقم ‪ 2.20.801‬المشار إلي‪ :‬سابقا‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وقتد أنتقتد هتذا الموقع‪ ،‬بمبرر أنت‪ :‬بتالرغم من كون المشتتتترع قتد جتاء بمجموعتة من‬
‫المستتتجدات التي تهدف إلا حكامة إبرام الصتتفقات‪ ،‬إال أن هذو المستتتجدات تحمل في طياتها‬
‫أستتتتباب ضتتتتعفها‪ ،‬في ظل ما خول لإلدارة من حق اإلختيار بين إبرام الصتتتتفقات العمومية‬
‫بطريقة تقليدية أو إلكترونية‪.1‬‬

‫وهناك أيضتتتا من أدرج نزع الصتتتفة المادية عن المستتتاطر ضتتتمن المجاالت المعنية‬
‫بستتتتيرورة اإلنتقتال التتدريجي من اإلدارة الورقيتة إلا اإلدارة اإللكترونيتة‪ ،‬معتبرا أن نشتتتتر‬
‫المعلومات ببوابة تفقات الدولة ال يعدو أن يكون وستيلة إضتافية لوستائل النشتر اوخرب ذات‬
‫الصفة المادية التي تم اإلحتفاظ بوظيفتها اإلجرائية كاملة‪.2‬‬

‫وقد أثارت هذو الوضتعية لبستا علا مستتوب الممارستة العملية‪ ،‬ليا فحستب فيما يخص‬
‫تحتديتد متدب حق المتنتافستتتتين في اإلختيتار بين إيتداع ملفتاتهم بطريقتة إلكترونيتة أو علا حتامتل‬
‫تتاحب المشتتروع للمتنافستتين بإمكانية إيداع‬ ‫ورقي‪ ،‬وإنما أيضتتا بشتتأن مدب إلزامية إخبار‬
‫ملفاتهم بطريقة إلكترونية في بوابة الصفقات العمومية‪ ،‬أو علا حامل ورقي‪.‬‬

‫وفي هذا الستياق جاء في رأي اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية‪ ،‬بأن تاحب المشتروع‬
‫ملزم‪ ،‬طبقا للنصتتوص التنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬بإخبار المتنافستتين بإمكانية إيداع ملفاتهم‬
‫بطريقتة إلكترونيتة في بوابتة الصتتتتفقتات العموميتة أو علا حتامتل ورقي‪ ،‬وأن من شتتتتأن هتذا‬
‫اإلخبار دعم وتعزيز مبدأ المنافسة ومبدأ حرية الولوج إلا الصفقات العمومية‪.‬‬

‫واعتبر بالمقابل عدم تقيد تاحب المشتروع بما تنص علي‪ :‬النصتوص التنظيمية الجاري‬
‫بها العمل من ضتتترورة تمكين المتنافستتتين من إيداع ملفاتهم بطريقة إلكترونية أو علا حامل‬
‫ورقي يعتد إخالال بمبتدأ حريتة الولوج إلا الطلبيتات العموميتة‪ ،‬وعيبتا مستتتتطريتا يترتتب عليت‪:‬‬
‫إلغاء طلب العروض‪.3‬‬

‫‪ - 1‬ذ‪ .‬عبد الرحيم أضاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.59‬‬


‫‪ -2‬ذ‪ .‬الجياللي أمزيد‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 3‬أنظر رأي اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية رقم ‪ 2019-15‬بتاريت ‪ 26‬فبراير ‪ ،2019‬بشأن تمكين المتنافسين من إيداع أظرفتهم‬
‫وعروضهم بطريقة إلكترونية‪ ،‬موقع اومانة العامة للحكومة‪ ،‬تاريت ييارة الموقع ‪ 17‬نونبر ‪.2022‬‬

‫‪161‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫والمالحظ أن طبيعة المقتضتتتتيات أعالو‪ ،‬قد تغيرت ستتتتواء بموجب المرستتتتوم المغير‬
‫والمتمم لمقتضتتيات مرستتوم الصتتفقات العمومية‪ ،‬والذي نستتت وعوض بموجب مادت‪ :‬اوولا‬
‫أحكام المادة ‪ 148‬من المرستتوم رقم ‪ ،2.12.349‬أو بموجب قرار وييرة اإلقتصتتاد والمالية‬
‫الجديد رقم ‪ 1982.21‬مقارنة مع مقتضيات القرار رقم ‪.20.14‬‬

‫وهكذا نصت المقتضتتيات الجديدة الواردة في القرار الحديض والستتيما في المادة ‪ 6‬علا‬
‫أن تودع أظرفة المتنافستين وعروضتهم وتستحب بطريقة إلكترونية‪ .1‬بخالف مقتضتيات المادة‬
‫‪ 4‬من قرار ويير اإلقتصتاد والمالية رقم ‪ 20.14‬المذكورة أعالو‪ ،‬والتي نصت علا أن إيداع‬
‫وسحب أظرفة وعروض المتنافسين وكذا فتن وتقييم العروض يمكن أن يتم بطريقة إلكترونية‬
‫يغة اإلمكانية‪.‬‬ ‫أي استعمل‬

‫ويظهر الفرق أيضتا فيما بين المقتضتيات السابقة والالحقة أيضا علا مستوب المادتين ‪6‬‬
‫و ‪ 7‬من القرار رقم ‪ 20.14‬وكذا مقتضيات المادة ‪ 9‬من القرار رقم ‪.1982.21‬‬

‫تتاحب المشتتروع أن يشتتير طبقا للمادة ‪ 6‬في إعالن‬ ‫وهكذا قد ستتبق أن رأينا بأن‪ :‬علا‬
‫طلب العروض إما إلا إمكانية اإلستتتالم اإللكتروني للعروض‪ ،‬وإما إلا تقديم العروض علا‬
‫حامل ورقي‪ .‬كما أشتترنا إلا ما خولت‪ :‬المادة ‪ 7‬للمتنافستتين من إمكانية في أن يرستتلوا ملفاتهم‬
‫احب المشروع أو أن يودعوها علا حامل ورقي‪.‬‬ ‫بطريقة إلكترونية إلا‬

‫وبخالف هذو المقتضتيات فالمادة ‪ 9‬من القرار الجديد قد أت بصتيغة الوجوب‪ ،‬إذ نصت‬
‫علا وجوب أن يتضتتتتمن إعالن اإلستتتتتشتتتتتارة وجوب إيتداع اوظرفتة والعروض بطريقتة‬

‫‪ -1‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 41‬من نفا القرار التي نص علا مايلي ا يدخل هذا القرار حيز التنفيذ عشرة أيام بعد تاريت نشرو في‬
‫الجريدة الرسمية وينست‪ ،‬ابتداء من التاريت نفس‪ ،:‬قرار ويير اإلقتصاد والمالية رقم ‪ 20.14‬الصادر في ‪ 8‬ذي القعدة ‪ 4- 1435‬شتنبر‬
‫‪ -2014‬المتعلق بتجريد مساطر إبرام الصفقات العمومية من الصفة المادية‪.‬‬
‫غير أن اوحكام المتعلقة بوجوب إيداع أظرفة المتنافسين وعروضهم وسحبها بطريقة إلكترونية وكذا تجريد الضمانات المالية من‬
‫الصفة المادية تدخل حيز التنفيذ وفق الكيفيات المنصوص عليها أدناو‬
‫أ‪ -‬إبتداء من فاتن نوفمبر ‪ 2022‬بالنسبة إلا الصفقات التي يساوي أو يفوق مبلغها التقديري خمسة ماليين ‪ 5.000.000‬درهم مع‬
‫إحتساب الرسوم‪،‬‬
‫ب‪ -‬إبتداء من فاتن فبراير ‪ 2023‬بالنسبة إلا الصفقات التي يساوي أو يفوق مبلغها التقديري مليوني ‪ 2.000.000‬درهم مع احتساب‬
‫الرسوم‪،‬‬
‫ت‪ -‬إبتداء من فاتن أغسطا ‪ 2023‬بالنسبة إلا جميع الصفقات مهما كان مبلغها التقديري ا‪ .‬مع مراعاة أيضا مقتضيات المادة ‪ 42‬التي‬
‫نص علا مايلي ا في إنتظار تعميم وجوب إيداع أظرفة المتنافسين وعروضهم وسحبها بطريقة إلكترونية إبتداء من تاريت فاتن‬
‫أغسطا ‪ ،2023‬يظل إيداع أظرفة المتنافسين وعروضهم وسحبها بصورة مادية ساري المفعول بالنسبة إلا الصفقات التي يقل ثمنها‬
‫التقديري عن العتبتين المحددتين في البندين أ‪ -‬و ب‪ -‬من المادة ‪ 41‬أعالوا‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫إلكترونيتة‪ ،‬طبعتا مع مراعتاة أحكتام المتادة ‪ 41‬من هتذا القرار والتي حتددت كيفيتات وتواريت‬
‫ستريان مفعول اوحكام المتعلقة بوجوب إيداع وستحب أظرفة المتنافستين وعروضتهم بطريقة‬
‫إلكترونية‪.‬‬

‫وهذو المقتضتتتيات تؤكد أخذ المشتتترع في الحستتتبان ضتتترورة التدرج في عملية تجريد‬
‫مستتتاطر الصتتتفقات العمومية من الصتتتفة المادية منذ بدايتها وإلا حين تمام تعميمها‪ ،‬تعزيزا‬
‫لمبدأ الشتفافية وتكريستا لمبدأ المنافستة الذي ما فتم القضتاء اإلداري يتدخل لحمايت‪ :‬والتعويا‬
‫عن خرق‪.:‬‬

‫وفي هذا الستتتياق قضت ت المحكمة اإلدارية بالرباط‪ 1‬باوحقية في التعويا عن عرض‬
‫ملع شتتركة منافستتة علا الموقع اإللكتروني لصتتاحبة المشتتروع قبل إنعقاد الجلستتة العمومية‬
‫الخا تة بفتن اوظرفة‪ ،‬وهو ما اعتبرت‪ :‬خرقا لمبدأ المنافستة‪ ،‬وفق ما يظهر من خالل الحيثية‬
‫التالية‬

‫ا ( ‪ ) ...‬فقتد تبين للمحكمتة أن الطلتب يهتدف في حقيقتت‪ :‬إلا التعويا عن خرق مبتدأ‬
‫المنتافستتتتة بتالنظر إلا أن عرض البرنتام الثقتافي الختاص بشتتتتركتة منتافستتتتة علا الموقع‬
‫اإللكتروني الرسمي ل ‪ ---‬قبل التاريت المقرر إلنعقاد اللجنة للب في مشاريع العروض‪.‬‬

‫وحيض لما كان الغاية من إقرار نظام طلب العروض هي ترستتيت الشتتفافية في التعامل‬
‫مع المترشتحين وحستن إستتعمال المال العام والحفاظ علا مصتالن اإلدارة والقطاع الخاص في‬
‫إطار شتتتتراكة متواينة يتوخا منها إنجاي أعمال بجودة عالية وتكلفة مناستتتتبة‪ ،‬وهي القاعدة‬
‫التي أ تتبح ملزمة بعد تكريستتها تشتتريعيا ضتتمانا للشتتفافية والوضتتول الاليم توفرهما في‬
‫مستتطرة إستتناد الصتتفقات العمومية بما يتين تحقيق مبادئ المنافستتة والمستتاواة في التعامل مع‬
‫المتنافستتتين‪ ،‬فإن عرض الملع الكامل لشتتتركة منافستتتة علا الموقع اإللكتروني لصتتتاحبة‬
‫المشتروع قبل إنعقاد الجلستة العمومية الخا تة بفتن اوظرفة يشتكل خرقا لمبدأ المنافستة الذي‬
‫ستعا المشترع الدستتوري من خالل تكريست‪ :‬إلا المواينة بين ترستيت الشتفافية والحفاظ علا‬

‫‪ -1‬الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط رقم ‪ 4383‬بتاريت ‪ 2020/12/30‬موضوع الملع عدد ‪ ( 2020/7110/84‬غير‬
‫منشور)‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫مصتتتالن الفاعلين اإلقتصتتتاديين بالقطاع الخاص‪ ،‬وخروجا عن القواعد المشتتتار إليها‪ ،‬بغا‬
‫النظر عما آل إلي‪ :‬نتائ الجلستتة العمومية وما تمخا عنها من إختيار الشتتركة التي ستتبق‬
‫النتيجتة تزيتد في تتأكيتد الخرق المتذكور‪،‬‬ ‫عرض برنتامجهتا الثقتافي قبتل إنعقتادهتا‪ ،‬وإن كتانت‬
‫وبصتترف النظر كذلب عن أحقية المدعية في نيل الصتتفقة من عدم‪ :‬أو أن عرضتتها استتتوفا‬
‫شتروط قبول‪ :‬أم ال‪ ،‬مادام موضتوع الدعوب تم تكييف‪ – :‬كما أشتير إلا ذلب ستابقا – في طلب‬
‫التعويا عن اإلخالل بمبدأ المنافستة المشتروعة وإن تم عملية المنافستة وفتن اوظرفة وفق‬
‫القانون واحترم في اختيار الشركة نائلة الصفقة المعايير المتطلبة‪.‬‬

‫وحيض إن عمل اإلدارة وفق الموضتن أعالو يرتب مستؤوليتها بما يخول للمدعية بصتفتها‬
‫معنية بالمنافستة حق التعويا في إطار القواعد العامة للمستؤولية اإلدارية كما ينظمها الفصتل‬
‫‪ 79‬من ق ل ع‪ ،‬دون أن يفهم من ذلب أحقيتها في نيل الصتفقة بالنظر إلا ما خلص إلي‪ :‬تقرير‬
‫اللجنة المنظمة‪ ،‬وأن مستايرة المدعية في ملتمستها يعني التستليم بأولويتها في نيل الصتفقة دون‬
‫ستتتتواهتا وهو متا يقتدل في محضتتتتر اللجنتة التذي لم يكن محتل طعن مبتاشتتتتر‪ ،‬والتي تبقا لهتا‬
‫تتالحية تحديد مقاييا قبول المتنافستتين مع مراعاة الضتتمانات والمؤهالت القانونية والتقنية‬
‫والمالية وكذا مراجعهم المهنية عند اإلقتضاء‪.‬‬

‫وحيض علا هدي ما ذكر‪ ،‬فإن المدعية تستتحق تعويضتا جبرا للضترر الالحق بها جراء‬
‫خرق المدعا عليها لمبدأ المنافستتة‪ ،‬والذي ارتأت المحكمة تحديدو في شتتكل تعويا جزافي‬
‫دون الحاجة للمرور عبر الخبرةا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إشكالية تقديم اليمانات في إطار المناقصات اإللكترونية‬

‫مادام أن تجربة نزع الصتتفة المادية عن مستتاطر إبرام الصتتفقات العمومية بشتتكل عام‪،‬‬
‫واعتماد المناقصتتات اإللكترونية بشتتكل خاص‪ ،‬تعد تجربة فتية‪ ،‬فمن الطبيعي أن يواج‪ :‬تنفيذ‬
‫مقتضياتها بعا اإلشكاالت العملية‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تتتفقة عمومية مبرمة عن‬ ‫ومن ذلب ما يتعلق بمدب إلزامية تقديم الضتتتمانات في إطار‬
‫طريق مناقصتتة إلكترونية؟ وما هي الحلول والوستتائل الممكن إعتمادها لحمل الطرف اآلخر‬
‫علا الوفاء بإلتزامات‪:‬؟‪.‬‬

‫هذا ما سأناقش‪ :‬من خالل نقطتين اثنتين إعتمادا علا المقتضيات ذات الصلة‪ ،‬سأبين من‬
‫خاللهما مدب إلزامية تقديم الضتمانات في إطار المناقصتات اإللكترونية ( أوال ) وكذا مناقشتة‬
‫الحلول الممكنة لمواجهة اإلمتناع عن تكوين الضمان النهائي ( ثانيا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدى إلزامية تقديم اليمانات في إطار المناقصات اإللكترونية‬

‫أثار الشتتروع في إعتماد المناقصتتة اإللكترونية المعكوستتة كمستتطرة إلبرام الصتتفقات‬


‫العموميتة تطبيقتا لقرار اإلقتصتتتتاد والمتاليتة رقم ‪ 20.14‬المحتال عليت‪ :‬بموجتب المتادة ‪ 151‬من‬
‫مرستتوم الصتتفقات العمومية‪ ،‬إشتتكاال حول مدب إشتتتراط المشتترع تقديم المتنافستتين للضتتمان‬
‫المؤق بالنسبة لهذو المسطرة من عدم‪.:‬‬

‫تتفقتين اوولا تم برستتم‬ ‫وفي هذا اإلطار ستتبق أن أبرم إحدب المرافق العمومية‬
‫ستتتنة ‪ 2018‬وتهم توريد عتاد مكتبي‪ ،‬والثانية تم برستتتم ستتتنة ‪ 2019‬وتتعلق بتوريد عتاد‬
‫معلوماتي‪ ،‬غير أن‪ :‬بعد تبلي الشتتتركتين الفائزتين بهاتين الصتتتفقتين‪ ،‬فوجم المرفق المذكور‬
‫بإمتناعهما عن تكوين الضتمان النهائي أو تقديم إلتزام الكفالة الشتخصتية والتضتامنية التي تقوم‬
‫مقام‪ ،:‬وعن تقديم الشتتتهادات والوثائق المثبتة لتوفرهما علا تأمين يغطي المخاطر المرتبطة‬
‫بتنفيذ الصفقتين‪ ،‬كما رفضتا القيام بتسجيل الصفقتين‪.‬‬

‫احبة المشروع وجدت نفسها دون وسيلة‬ ‫واعتبارا لعدم إشتراط الضمان المؤق ‪ ،‬فإن‬
‫يمكن استعمالها لحمل الشركتين علا الوفاء بإلتزاماتهما‪ ،‬وهو ما اضطرت مع‪ :‬إلا إستطالع‬
‫رأي اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية بهذا الخصوص‪.‬‬

‫وقتد ذهتب رأي هتذو اوخيرة‪ ،‬في إتجتاو القول بتأن المشتتتترع وإن نص علا اوحكتام‬
‫المنظمة للضتمانات المالية المطلوب تقديمها في إطار الصتفقات العمومية ستواء من المتنافستين‬
‫– الضتمانة المؤقتة – وذلب لضتمان جدية عروضتهم‪ ،‬أو من أ تحاب الصتفقات – الضتمانة‬
‫‪165‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫النهائية واإلقتطاع الضتتامن – لضتتمان تام وحستتن تنفيذ إلتزاماتهم‪ ،‬وما يمكن أن يقوم مقامها‬
‫من كفاالت شتتخصتتية وتضتتامنية‪ .‬فإن‪ :‬لم يجعل من تقديم هذو الضتتمانات أمرا واجبا واليما‪،‬‬
‫احب المشروع‪.1‬‬ ‫وإنما أناط اوخذ ب‪ :‬أو ترك‪ :‬كليا أو جزئيا إلرادة‬

‫ورأي هذو اللجنة يبقا مدعما ومعزيا بالعديد من المقتضتتتيات القانونية‪ ،‬والستتتيما تلب‬
‫المطبقتة والستتتتاريتة المفعول علا هتذو الحتالتة وقت استتتتتطالع رأي اللجنتة الوطنيتة للطلبيتات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ومن ذلب مقتضتتتيات الفقرة اوولا من الفصتتتل اوول من الظهير المتعلق بالضتتتمانات‬
‫المتاليتة المطلوبتة من المشتتتتاركين في الستتتتمستتتترات العموميتة والتذين نزل عليهم المزاد‪ ،‬إذ‬
‫‪2‬‬
‫تضمن هذو الفقرة مايلي‬

‫ا إن كنانيش التحمالت المتعلقة بالستمسترات وعقود الصتفقات التي تمضتا بإستم الدولة‬
‫والجماعات أو المؤستتتستتتات العمومية تعين فيها أهمية الضتتتمانات المالية المفروضتتتة علا‬
‫الراغبين في المشتاركة في الستمسترات لتقبل مشتاركتهم في الستمسترات بصتفة ضتمانات مؤقتة‬
‫كما تفرض علا الراستتي عليهم المزاد أو أ تتحاب العقود للقيام بما التزموا ب‪ :‬وذلب بصتتفة‬
‫ضتتتتمانة نهائية واقتطاع الضتتتتمان ويمكن عند اإلقتياااااء أن يقع اإلعفاء بموجب كناني‬
‫التحمالت من إحدى اليمانات المذكورة أو أكثر ا‪.‬‬

‫وقتد تم تتأكيتد نفا اومر بموجتب دفتر الشتتتتروط اإلداريتة العتامتة المطبقتة ستتتتواء علا‬
‫فقات اوشغال أو الخدمات‪.‬‬

‫وهكذا فقد تضمن الدفتر اوول‪ 3‬في مادت‪ 14 :‬مايلي‬

‫‪ - 1‬أنظر رأي اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية رقم ‪ 75-2020‬بتاريت ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،2020‬بشأن إخالل المتنافا الذي رس علي‪:‬‬
‫الصفقة بإلتزامات‪ :‬في إطار فقة مبرمة عن طريق مسطرة المزاد اإللكتروني المعكوس‪ ،‬موقع اومانة العامة للحكومة‪ ،‬تاريت ييارة‬
‫الموقع ‪ 17‬نونبر ‪.2022‬‬
‫‪ - 2‬الظهير الشريع رقم ‪ 1.56.211‬الصادر بتاريت ‪ 8‬جمادب اوولا ‪ 11 – 1376‬دجنبر ‪ – 1956‬بشأن الضمانات المالية المطلوبة‬
‫من المشاركين في السمسرات العمومية والذين نزل عليهم المزاد‪ ،‬والمنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 2308‬بتاريت ‪ 16‬جمادب الثانية‬
‫‪ 18 – 1376‬يناير ‪ ،– 1957‬الصفحة ‪.128‬‬
‫‪ -3‬المرسوم رقم ‪ 2.14.394‬الصادر بتاريت ‪ 6‬شعبان ‪ 13 ( 1437‬ماي ‪ ) 2016‬بالمصادقة علا دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة‬
‫علا فقات اوشغال‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6470‬بتاريت ‪ 2‬يونيو ‪ 2016‬ص ‪.4111‬‬

‫‪166‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫ا طبقا للمادة اوولا من الظهير الشتتتتريع ‪ 1.56.211‬الصتتتتادر في ‪ 8‬جمادب اوولا‬


‫‪ 1376‬المتعلق بتالضتتتتمتانتات المتاليتة الواجبتة علا المتعهتدين ومن رستتتت عليهتا الصتتتتفقتات‬
‫العمومية‪ ،‬تكمن الضتتمانات الواجب تقديمها برستتم الصتتفقة في الضتتمان المؤق والضتتمان‬
‫النهائي واإلقتطاع الضتتامن‪ .‬ويحدد دفتر الشتتروط الخا تتة أهمية الضتتمانات المالية الواجب‬
‫اإلدالء بها‪ ،‬ويمكن أن يعفى المقاول من اإلدالء بها كال أو بعيا"‪.‬‬

‫وقد تضمن الدفتر الثاني في البند ‪ 4‬من المادة ‪ 12‬من‪ 1:‬مايلي‬

‫ا طبقتا للتشتتتتريع والتنظيم الجتاري بهمتا العمتل‪ ،‬يمكن لادفتر الشااااروط الخااصااااة عناد‬
‫اإلقتيااء‪ ،‬أن يعفي المتنافساين وأصاحاب الصافقات من تكوين اليامانات المنصاول عليها‬
‫في هذه المادة "‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحلول الممكنة لمواجهة اإلمتناع عن تكوين اليمان النهائي‬

‫ل ن أجاي المشتترع إعفاء المتنافستتين وأ تتحاب الصتتفقات من تقديم الضتتمانات المالية‪،‬‬


‫فتإنت‪ :‬حرص في نفا الوقت علا التنصتتتتيص علا اوحكتام واإلجراءات الممكن إعتمتادهتا‬
‫تاحب الصتفقة إلا‬ ‫لمواجهة إحتماالت لجوء المتنافا الذي رست علي‪ :‬الصتفقة أو المقاول‬
‫اإلخالل بإلتزامات‪ :‬أو التنصتل منها علا غرار اإلمتناع عن تكوين الضتمان النهائي‪ ،‬وبالتالي‬
‫فما العمل في مثل هذو اوحوال؟‪.‬‬

‫ستتتبق اإلشتتتارة إلا ما تقدم ب‪ :‬إحدب المرافق العمومية من إستتتتطالع لرأي اللجنة‬
‫الوطنيتة للطلبيتات العموميتة بشتتتتأن الحلول الممكن إعتمتادهتا لتفتادي مختاطر إخالل المتنتافا‬
‫فقة عمومية مبرمة عن طريق مسطرة المزاد اإللكتروني المعكوس‪.‬‬ ‫بإلتزامات‪ :‬في إطار‬

‫تتتاحب الصتتتفقة والمبرمة عن طريق‬ ‫وقد حددت مظاهر اإلخالالت المرتكبة من قبل‬
‫المزاد اإللكتروني المعكوس وفق ما تم اإلشارة إلي‪ :‬كما يلي‬

‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ 2.01.2332‬الصادر في ‪ 22‬من ربيع اوول ‪ 4 ( 1423‬يونيو ‪ ) 2002‬بالمصادقة علا دفتر الشروط اإلدارية العامة‬
‫المطبقة علا فقات الخدمات المتعلقة بأعمال الدراسات واإلشراف علا اوشغال المبرمة لحساب الدولة‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5010‬بتاريت ‪ 6‬يونيو ‪ 2002‬الصفحة ‪.1800‬‬

‫‪167‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫‪ -‬اإلمتناع عن تكوين الضتمان النهائي أو تقديم الكفالة الشتخصتية أو التضتامنية التي تقوم‬
‫مقام‪،:‬‬

‫‪ -‬عدم تقديم الوثائق المثبتة لتوفر تأمين يغطي المخاطر المرتبطة بتنفيذ الصفقة‪،‬‬

‫‪ -‬رفا تسجيل الصفقة‪.‬‬

‫وقد كان رأي اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية‪ 1‬وفق مايلي‬

‫أ – فيما يتعلق بالمخالفة المرتبطة باإلمتناع عن تكوين اليمان النهائي‪:‬‬

‫حيض إن هذو الحالة تم معالجتها بمقتضتتتتا البند ‪ 3‬من المادة ‪ 18‬من دفتر الشتتتتروط‬
‫فقات اوشغال المشار إلي‪ :‬أعالو‪ ،‬والتي نص علا أن‪:‬‬ ‫اإلدارية العامة المطبقة علا‬

‫ا إذا لم ينص دفتر الشتتروط الخا تتة علا ضتتمان مؤق في حين أن الضتتمان النهائي‬
‫كان مفروضتا‪ ،‬ولم ينجز المقاول هذا الضتمان داخل اوجل المنصتوص علي‪ :‬في الفقرة ‪ 4‬من‬
‫المتادة ‪ 15‬من هتذا التدفتر‪ ،‬تطبق علا المقتاول غرامتة واحتد في المتائتة ‪ -%1-‬من المبل‬
‫او لي للصفقةا‪.‬‬

‫وحيض إن هذو المقتضتتيات هي نفستتها المنصتتوص عليها في البند ‪ 3‬من المادة ‪ 15‬من‬
‫تتتتفقات الخدمات المتعلقة بأعمال الدراستتتتات‬ ‫دفتر الشتتتتروط اإلدارية العامة المطبقة علا‬
‫واإلشراف علا اوشغال المبرمة لحساب الدولة‪.‬‬

‫وحيض تبعا لذلب‪ ،‬فإن‪ :‬في حالة إمتناع الشتتتركة التي رستتت عليها الصتتتفقة عن تكوين‬
‫الضتتتمان النهائي أو لم تعمد إلا تكوين‪ :‬داخل اوجل المنصتتتوص علي‪ ،:‬فإن‪ :‬يحق لصتتتاحب‬
‫المشتتروع تطبيق غرامة في حقها بمقدار واحد في المائة ‪ -%1-‬من المبل او تتلي للصتتفقة‪،‬‬
‫ويحق ل‪ :‬خصتم مبل هذو الغرامة من المبال المستتحقة لها إذا كان هناك مبال مستتحقة لها‪،‬‬
‫تتاحب المشتتروع إ تتدار أمر بالمداخيل في‬ ‫وإذا لم تكن هناك مبال مستتتحقة لها فإن علا‬

‫‪ - 1‬أنظر رأي اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية رقم ‪ ،75-2020‬مشار إلا باقي مراجع‪ :‬سابقا‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫حتدود مبل الغرامتة المطبقتة في مواجهتة تلتب الشتتتتركتة والعمتل علا تحصتتتتيلت‪ :‬طبقتا للقوانين‬
‫والمساطر الجاري بها العمل في مجال تحصيل الديون العمومية‪.‬‬

‫وقد ستتبق للقضتتاء اإلداري ‪-‬ولو في ستتياق آخر‪ -‬أن قضتتا بأحقية اإلدارة في اإلحتفاظ‬
‫بالضتمانات المالية عن التأخر في تنفيذ اوشتغال‪ ،‬ومن ذلب علا ستبيل المثال ال الحصتر حكم‬
‫ادر عن المحكمة اإلدارية بمكناس‪ 1‬ورد في‪ :‬مايلي‬

‫ا وحيض إن‪ :‬فيما يخص طلب إرجاع مبال الضتتتتمانات المالية المتعلقة بالصتتتتفقة‪ ،‬فإن‪:‬‬
‫بثبوت وضتتعية التأخير المحتستتبة علا المدعية في تنفيذ أشتتغال الصتتفقة‪ ،‬حتا مع تمديد فترة‬
‫اإلنجاي المحددة بالخبرة القضتتائية بالشتتكل الذي أفضتتا إلا فستتت الصتتفقة قبل اإلنتهاء من‬
‫اوشتغال‪ ،‬يرتب القول بأحقية المدعا عليها في اإلحتفاظ بالضتمانات المالية للمشتروع – حجز‬
‫الضتمان النهائي واإلقتطاع الضتامن – عمال بمقتضتيات المادة ‪ 70‬من دفتر الشتروط اإلدارية‬
‫العامة‪ .‬ومعلوم أن اإلجتهاد القضتتتائي اإلداري في الموضتتتوع مستتتتقر علا أن إرجاع مبل‬
‫اإلقتطاع الضتتامن ومبل الكفالة النهائية رهين بإنهاء اوشتتغال وإنجايها وفق المطلوب‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدم تنفيذ المقاولة نائلة الصفقة إللتزاماتها‪ ،‬يمكن فست الصفقة مع حجز ما ذكر ا‪.‬‬

‫كما رفضت محكمة اإلستت ناف اإلدارية بالرباط‪ 2‬رفع اليد عن الضتمانة واستترجاع مبل‬
‫اإلقتطاع الضامن‪ ،‬للمبررات التالية‬

‫ا وحيض بخصتتوص ما تمستتك ب‪ :‬المستتتأنفة فرعيا من عدم إستتتناد الحكم علا أستتاس‬
‫فيما قضتا ب‪ :‬من رفا رفع اليد عن الضتمانة واستترجاع مبل اإلقتطاع الضتامن‪ ،‬فإن مناط‬
‫إستترجاعهما من طرف المقاولة هو تحرير محضتر التستليم النهائي لاشتغال طبقا للمادة ‪16‬‬
‫فقات اوشغال‪ ،‬والحال أن اوشغال موضوع‬ ‫من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة علا‬
‫تاحبة المشتروع قد فستخ‬ ‫الصتفقة لم يتم تحرير بشتأنها المحضتر المذكور‪ ،‬لكون اإلدارة‬

‫‪ -1‬الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية بمكناس رقم ‪ 106‬بتاريت ‪ 2020/11/24‬موضوع الملع عدد ‪ ( 2019/7110/38‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ -2‬القرار الصادر عن محكمة اإلست ناف اإلدارية بالرباط عدد ‪ 3830‬بتاريت ‪ 2022/07/18‬موضوع الملع رقم ‪2022/7207/108‬‬
‫( غير منشور )‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫عقد الصتفقة قبل إستتكمال اوشتغال وهو ما حال دون تقديم شتركة التأمين للمقاولة نائلة الصتفقة‬
‫شهادة التأمين العشري مادام اوشغال موضوع الصفقة لم تكتمل ا‪.‬‬

‫ب – فيما يخص المخالفات األخرى المرتكبة‪:‬‬

‫ممتا ال شتتتتب فيت‪ :‬أن المختالفتات المرتكبتة من قبتل الشتتتتركتة هي مختالفتات علا قتدر من‬
‫الجستتتامة‪ ،‬بإعتبار أنها تكشتتتع بشتتتكل واضتتتن عن تنصتتتل الشتتتركتين من كافة إلتزاماتهما‬
‫التعاقدية‪.‬‬

‫وثبوت إرتكاب مثل هذو اإلخالالت الجستتتيمة تخول لصتتتاحب المشتتتروع اللجوء إلا‬
‫تطبيق اإلجراءات القستتترية المنصتتتوص عليها في مختلع النصتتتوص المنظمة للصتتتفقات‬
‫العمومية بعد إستتنفاذ كافة المستاطر الواجب إتباعها ومراعاة مبدأ تناستب العقوبة مع خطورة‬
‫اإلخالل المرتكب‪.‬‬

‫وهتذو اإلجراءات القستتتتريتة تتجلا في تلتب المنصتتتتوص عليهتا في المتادة ‪ 79‬من دفتر‬
‫الشتروط اإلدارية العامة المطبقة علا تفقات اوشتغال أو المنصوص عليها في المادة ‪ 52‬من‬
‫تتتتفقات الخدمات المتعلقة بأعمال الدراستتتتات‬ ‫دفتر الشتتتتروط اإلدارية العامة المطبقة علا‬
‫واإلشتراف علا اوشتغال‪ ،‬ستيما ما يتعلق منها بتطبيق أحد أنواع الفستت المنصتوص عليها في‬
‫حق المقاول المخل بإلتزامات‪ ،:‬كما تتجلا كذلب في اإلجراء المنصتتوص علي‪ :‬في المادة ‪159‬‬
‫من المرستوم رقم ‪ 2.12.349‬المتعلق بالصتفقات العمومية‪ ،‬والمتعلق بعقوبة اإلقصتاء المؤق‬
‫أو النهائي من الصفقات التي يعلن عنها هذا المرفق‪.‬‬

‫وعالوة علا ذلب‪ ،‬فإن تطبيق اإلجراءات القستتترية المشتتتار إليها ال يحول دون إمكانية‬
‫احب المشروع‪ ،‬عند اإلقتضاء‪ ،‬إلا مقاضاة المقاولة المخلة بإلتزاماتها‪.‬‬ ‫لجوء‬

‫وعلا الرغم من أهمية تفعيل هذو المقتضيات المتعلقة بالجزاءات الضاغطة في مواجهة‬
‫تتفقة‬ ‫إخالل المتنافستتين وأ تتحاب الصتتفقات بتعهداتهم وإلتزاماتهم التعاقدية المترتبة عن‬
‫عمومية‪ ،‬إال أن لهذو اإلجراءات وعلا أهميتها بعا اإلنعكاستات الستلبية علا الستير العادي‬
‫للمرفق العمومي‪ ،‬وهو ما يقتضتي تدخال تشتريعيا لمعالجة مثل هذو اووضتاع‪ ،‬ومواكبة عملية‬

‫‪170‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تجريد المستتاطر من الصتتفة المادية بشتتكل عام‪ ،‬بما فيها تجريد الضتتمانات المالية من الصتتفة‬
‫المادية علا وج‪ :‬التحديد‪.‬‬

‫وفي هذا الستتتياق جاء قرار وييرة اإلقتصتتتاد والمالية في وق الحق عن وقائع النايلة‬
‫أعالو‪ ،‬رقم ‪ 1982.21‬والمتعلق بتجريد مستتاطر الصتتفقات العمومية والضتتمانات المالية من‬
‫الصفة المادية‪ .‬والذي حدد كيفيات تجريد الضمانات المالية من الصفة المادية‪.‬‬

‫وهكذا قد نصت ت المادة ‪ 14‬من‪ ،:‬علا أن يباشتتتر تكوين الضتتتمانات المالية وإرجاعها‪،‬‬
‫بطريقة إلكترونية‪ ،‬طبقا لشروط إستعمال بوابة الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ولهذا الغرض‪ ،‬تتين بوابة الصفقات العمومية‬

‫أ‪ -‬للهيئات المعتمدة‪:‬‬

‫‪ -‬معال جة طلبات تكوين الضمانات المالية الصادرة عن المتنافسين وأ حاب الصفقات‪،‬‬

‫‪ -‬تسليم الضمانات المالية‪،‬‬

‫تتتاحب المشتتتروع‪ ،‬حستتتب الحالة‪ ،‬بطلبات رفع اليد أو‬ ‫‪ -‬التو تتتل من المتنافا أو‬
‫استرجاع الضمانات المالية‪،‬‬

‫ب‪ -‬للمتنافسين‪:‬‬

‫‪ -‬إيداع طلبات تكوين الضتمان المؤق أو شتهادة الكفالة الشتخصتية والتضتامنية التي تقوم‬
‫مقام‪ :‬لدب الهي ات المعتمدة‪،‬‬

‫‪ -‬إيداع طلبات رفع اليد أو استتترجاع الضتتمان المؤق ‪ ،‬أو شتتهادة الكفالة الشتتخصتتية‬
‫والتضامنية التي تقوم مقام‪ :‬لدب الهي ات المعتمدة‬

‫‪171‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ج‪ -‬ألصحاب الصفقات‪:‬‬

‫‪ -‬إيداع طلبات تكوين الضتتمان النهائي وعند اإلقتضتتاء اإلقتطاع الضتتامن لدب الهي ات‬
‫المعتمدة‪،‬‬

‫‪ -‬إيداع طلبات رفع اليد عن الكفالة الشتتتخصتتتية والتضتتتامنية التي تقوم مقام الضتتتمان‬
‫احب المشروع‪.‬‬ ‫النهائي واإلقتطاع الضامن لدب‬

‫د‪ -‬ألصحاب المشاريع‪:‬‬

‫‪ -‬إرجاع الضتمان المؤق للمتنافا الذي لم يقبل عرضت‪ :‬و تاحب الصتفقة الذي أودع‬
‫الضمان النهائي في اوجل المحدد‪،‬‬

‫‪ -‬تستتليم شتتهادة رفع اليد عن الكفالة الشتتخصتتية والتضتتامنية التي تقوم مقام الضتتمان‬
‫النهائي واإلقتطاع الضامن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلشكاالت غير القانونية‬

‫يتعلق اومر بإشتتتكاالت إدارية ومالية‪ ،‬تهم قلة الموارد البشتتترية المختصتتتة في المجال‬
‫ا لرقمي‪ ،‬وضتعع التكوين المستتمر في المجال المعلوماتي‪ ،‬باإلضتافة إلا ما تقتضتي‪ :‬الرقمنة‬
‫من إعتمادات مخصصة لها ( الفقرة اوولا )‪.‬‬

‫وينضتتاف إلا ما ستتبق إشتتكاالت أخرب تقنية وأمنية‪ ،‬والستتيما ما يهم الحماية اومنية‬
‫للمعامالت الرقمية ( الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إشكاالت إدارية ومالية‬

‫الشتتتتب أن عمليتة تحويل العمتل اإلداري من واقعت‪ :‬التقليتدي إلا واقع إلكتروني بشتتتتكتل‬
‫عام‪ ،‬وتجريد المستاطر من الصتفة المادية في مجال الصتفقات العمومية بشتكل خاص‪ ،‬رهين‬
‫بتوفير الموارد البشتتتترية المؤهلة والمكونة في هذا المجال‪ ،‬بإعتبارها المحرك الحقيقي للفعل‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫لكن الواقع العملي يفيد وجود عدة إشكاالت بسبب النقص الحا ل علا مستوب الموارد‬
‫البشتترية المؤهلة في مجال المعلوميات‪ ،‬إما بستتبب قلة اوطر البشتترية المختصتتة في المجال‬
‫الرقمي‪ ،‬وإما بسبب ضعع التكوين المستمر في المجال المعلوماتي‪.1‬‬

‫وهذا الواقع يستري علا اإلدارة‪ ،‬كما يستري علا المتنافستين‪ ،‬خا تة بالنستبة للمقاوالت‬
‫الصغيرة والمتوسطة التي ال تتوفر علا اوطر المتخصصة في اإلعالميات‪.2‬‬

‫كما تشتتهد المرافق العمومية بدورها قلة في اوطر المتخصتتصتتة في المجال المعلوماتي‬
‫مع تفتاوت فيمتا بينهتا‪ ،‬اومر التذي يؤثر علا عمليتة اإلنخراط في برنتام نزع الصتتتتفتة المتادية‬
‫عن مساطر الصفقات العمومية‪.3‬‬

‫واوكيد أن من عوامل نجال هذا البرنام ‪ ،‬تحديض وعصتترنة اإلدارة خا تتة فيما يتعلق‬
‫بمتطلبات اإلدارة الرقمية من إعتمادات مالية كبيرة لإلستتتتثمار في هذا المجال‪ ،‬والستتتيما من‬
‫أجل تحديض اآلليات اللوجيستيكية ومواكبة تقنية المعلوميات التي تعرف تطورا بإستمرار‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إشكاالت تقنية وأمنية‬

‫ستبق اإلشتارة إلا أن تزيل برنام نزع الصتفة المادية عن الصتفقات العمومية يقتضتي‬
‫توفير بنية تحتية تواكب التطور الرقمي من جهة‪ ،‬وضتمان الحماية اومنية للمعامالت الرقمية‬
‫من جهة ثانية‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار أثار أحد الباحثين‪ 4‬في سياق الحديض عن اإلنعكاسات والتدابير المواكبة‬
‫تاحب المشتروع بإلتزام مراعاة المستاواة في‬ ‫تعوبة التأكد من وفاء‬ ‫للتوا تل اإللكتروني‪،‬‬
‫تتتاحب‬ ‫التوا تتتل مع المتنافستتتين‪ ،‬طالما أن الطرق العادية لتبادل المعلومات تقتضتتتي من‬
‫المشتتروع تستتليم الوثائق تستتليما ماديا‪ ،‬وبثبوت تاريخ‪ :‬بالستتجالت المعدة لهذا الغرض‪ ،‬بينما‬

‫‪ - 1‬ذة‪ .‬بدرية الطريبق‪ ،‬دور الرقمنة في تحديض وعصرنة اإلدارة العمومية بالمغرب‪ ،‬مجلة استشراف للدراسات واوبحار القانونية‪،‬‬
‫العدد ‪ 3‬و ‪ ،4‬أبريل ‪ ،2018‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -2‬ذ‪ .‬عبد الرحيم أضاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ - 3‬ذة‪ .‬دنيا مرياق‪ ،‬دور الرقمنة في تطور العمل اإلداري بالمغرب‪ ،‬مؤلع جماعي تكريما لرول اوستاذ محمد انكا ي سقوط‪ ،‬تح‬
‫عنوان التحوالت الكبرب للقانون اإلداري المستجدات المفاهيمية والقانونية الخلفية السوسيو ‪ -‬سياسية واإلقتصادية اإلكراهات التدبيرية‬
‫‪ -‬الرقمنة‪ ،‬مطبعة دار السالم‪ ،‬الطبعة اوولا‪ ،‬سنة ‪ ،2021‬ص ‪.378‬‬
‫‪ - 4‬ذ‪ .‬الجياللي أمزيد‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪173‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫تتتتاحب المشتتتتروع ببعض اإلرستتتتال بنفا التاريت‬ ‫في حالة التوا تتتتل اإللكتروني يكتفي‬
‫للمتنافسين المعنيين بإبرام الصفقة‪ ،‬دون أن يكون ملزما بضمان تو لهم جميعا في تزامن تام‬
‫بهذا اإلرستتتال‪ .‬مع ما يرتبط بذلب من إكراهات تتصتتتل بمحدودية اإلمكانيات التقنية التي تهم‬
‫شبكات التوا ل اإللكتروني أو حتا للتفاوت الحا ل بشأنها حسب المناطق المختلفة‪.‬‬

‫تتتتعوبتة ضتتتتمتان اومن المعلومتاتي للمعطيتات والوثتائق‬ ‫وينضتتتتاف إلا متا ستتتتبق‪،‬‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والذي يفرض توفير حماية أكبر لتجنب تهديد أنظمة المعلومات‪.1‬‬

‫وهنتاك من يرب‪ 2‬إختالف الجهتة التي يلقا عليهتا عتبء القيتام بواجتب حمتايتة ستتتتريتة‬
‫تتتتتاحتب‬ ‫المعلومتات المتعلقتة بوثتائق الترشتتتتين والعروض بتإختالف الطرق‪ ،‬معتبرا أن‬
‫المشتتتتروع هو من يكون ملزما بحماية ستتتترية هذو الوثائق بمجرد إستتتتتالمها بإحدب الطرق‬
‫العادية‪ ،‬بينما قد يتحمل المتنافستون أنفستهم عبء حماية سترية إرسالهم عن طريق آلية التشفير‬
‫في حالة بعث‪ :‬بالطريقة اإللكترونية‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫نخلص من خالل كل ما تقدم إلا القول‪ ،‬بأن الرقمنة أو نزع الصتفة المادية عن مستاطر‬
‫الصتفقات العمومية آلية هامة في تدبير الشتراء العمومي‪ ،‬تروم تعزيز الشتفافية وتكافؤ الفرص‬
‫في الولوج إلا الطلبيات العمومية والتعامل المبني علا المستتاواة وشتتفافية المستتاطر‪ ،‬وذلب‬
‫عبر الحد من تعقيدات وبطء المستتاطر المنظمة للصتتفقات العمومية من جهة‪ ،‬وتقليص مجال‬
‫تدخل العامل البشري من جهة ثانية‪.‬‬

‫وتنضتتتاف هذو اآللية إلا إجراءات ستتتابقة‪ ،‬هم تحديض آليات وإجراءات الصتتتفقات‬
‫العمومية‪ ،‬في إتجاو إضتتفاء مزيد من الشتتفافية وتعزيز حرية الولوج إلا الطلبيات العمومية‪،‬‬
‫والتي ستستكمل من دون شب بمحاور أخرب إل الل منظومة الصفقات العمومية علا غرار‬
‫إعتماد مقاربة حديثة‪ ،‬وأستتتاليب جديدة للمشتتتتريات العمومية‪ ،‬وهو ما تم التفطن ل‪ :‬من خالل‬
‫اإل تتتتالل المرتقتب لإلطتار القتانوني المنظم للصتتتتفقتات العموميتة عبر إتتاحتة إمكتانيتة لجوء‬

‫‪ -1‬ذ‪ .‬مصطفا غيري‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.209‬‬


‫‪ -2‬ذ‪ .‬الجياللي أمزيد‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪174‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫احب المشروع إلقتناء توريدات عن طريق قوائم إلكترونية من شأنها تعزيز نجاعة الشراء‬
‫العمومي من خالل تسريع وتبسيط مسلسل الشراءات العمومية وتقليص تكلفتها‪.‬‬

‫وفي إنتظار ذلب ال مناص من القيام بمايلي‬

‫‪ -‬تدارك اإلشكاالت التي أبان عنها واقع تطبيق عملية تجريد مساطر الصفقات العمومية‬
‫من الصفة المادية‪ ،‬لضمان نجاعة أفضل في تدبير الشراء العمومي‪.‬‬

‫‪ -‬تقليص الهوة الرقميتة‪ ،‬وتعميم الولوج إلا التكنولوجيتات الحتديثتة‪ ،‬ستتتتواء من قبتل‬
‫المقتاوالت أو من قبتل المرافق العموميتة‪ ،‬ومضتتتتاعفتة جهود تتأهيتل الموارد البشتتتتريتة لتقويتة‬
‫الخبرة المعلوماتية‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز إستتتتتختدام تكنولوجيتات المعلومتات واإلتصتتتتال الحتديثتة في مجتال الصتتتتفقتات‬


‫العمومية ضمانا للمزيد من الشفافية‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫قراءة في القانون رقم ‪ 43.20‬بشأن خدمات الثقة في‬


‫المعامالت اإللكترونية‬

‫إبراهيم أيت وركان‬


‫دكتور في العلوم القانونية والسياسية‬

‫مقدمة‬

‫ال يختلع اثنان علا أن المعامالت اإللكترونية قد ايدهرت وتطورت بشكل ملحوظ في‬
‫اآلونة اوخيرة لتتخذ مسارا جديدا مستصحبة معها التكنولوجيا الحديثة ومتأثرة بها‪،‬لتظهر‬
‫موضوعات جديدة أثرت في مسار وتطور التجارة الدولية‪،‬ومن أبري هذو الموضوعات ما‬
‫يسما بالمعامالت اإللكترونية والتجارة اإللكترونية التي بدا القانون التجاري التقليدي حيالها‬
‫عاجزاعن تنظيم هذو التجارة‪ ،1‬ذلب لما تختلع ب‪ :‬التجارة اإللكترونية عن التجارة التقليدية من‬
‫حيض طبيعتها وشكلها وخصائصها‪ ،‬وبالتالي فقد أ بن واضحا وسرة القانون عجز القواعد‬
‫الكالسيكية الخا ة بتنظيم التجارة عن تنظيم مثل هذا النوع من المعامالت الذي يتسم بطابع‬
‫السرعة‪.2‬‬

‫وتأسيسا علا ذلب‪ ،‬فقد كان اليما علا التشريعاتأن تضع قواعد قانونية لتنظيم المعامالت‬
‫عوبات ومسائل قانونية ال تجد‬ ‫اإللكترونية خا ة وأن تطبيقات التجارة اإللكترونية تكتنفها‬
‫لها‪ ،‬كما أسلفنا القول‪ ،‬تنظيما في القواعد التقليدية المتعلقة بتنظيم التجارة‪ ،‬بحيض أ بن التفكير‬
‫منصبا علا إيجاد ضوابط تشريعية تخدم القانون واالقتصاد علا حدسواء‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Corinne Bouthier. Le droit comme outil de développement du commerce électronique.‬‬
‫‪Thèse de doctorat, Droit, Université de Lyon, 2019, p 208.‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬محمد اإلدريسي المشيشي العلمي‪ ،‬مقالة في موضوع ا لهض القانون وراء تهاف العلم والتكنولوجياا‪ ،‬منشورة بمجلة المحاكم‬
‫المغربية عدد ‪ 156‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -3‬عبد المجيد غميجة‪ ،‬مبدأ اومن القانوني وضرورة اومن القضائي‪ ،‬عرض مقدم في إطار الندوة المنظمة من طرف الودادية الحسنية‬
‫للقضاة بمناسبة المؤتمر الثالض عشر للمجموعة اإلفريقية لالتحاد العالمي للقضاة‪ ،‬الدار البيضاء‪ 28 ،‬مارس ‪.2008‬‬

‫‪176‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫والبد من اإلشارة في هذا المقام‪ ،‬إلا أن المعامالت اإللكترونية تعتبر حديثة في مجال‬
‫القانون إذ لم تظهر لتنظيمها قواعد واضحة إال بعد أن تصدت لجنة القانون التجاري الدولي‬
‫(اوونيسترال) ‪ 1‬بوضع اتفاقية اومم المتحدة الخا ة بالتجارة اإللكترونية سنة ‪1996‬التي‬
‫تهدف ‪-‬إلا جانب المؤسسات الدولية اوخرب كمنظمة التجارة العالمية والمنظمة العالمية‬
‫لحقوق الملكية الدولية ولجنة اومم المتحدة لقوانين التجارة الدولية ومنظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية وغيرها من المؤسسات الدولية المتدخلة‪ -‬إلا وضع التسهيالت لتنشيط التجارة الرقمية‬
‫الدولية والعمل علا تشجيع انضمام الدول إلا منظمة التجارة العالمية تسهيال لتحرير التجارة‬
‫الدولية والتخلص من كافة قيودها التعريفية والجمركية بين البلدان‪.2‬‬

‫وسيرا علا هذا المنوال‪،‬ورغبة من‪ :‬في تحقيق مبدأ المالءمة مع القواعد الدولية في مجال‬
‫تنظيم المعامالت اإللكترونية‪ ،‬أ در المشرع المغربي القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل‬
‫اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ 3‬الذي سعا من خالل‪ :‬إلا تهي ة بي ة قانونية تناسب التطور‬
‫الحا ل في مجال المعامالت اإللكترونية‪ ،‬ووضع اللبنة اوساسية للتبادل اإللكتروني ومعادلة‬
‫الوثائق المحررة علا الورق وتلب المعدة علا دعامة إلكترونية‪ ،‬تشفير البيانات‪ ،‬كيفية إبرام‬
‫دور القانون المشار إلي‪:‬‬ ‫العقود اإللكترونية وكذا التوقيع اإللكتروني‪ ،4‬لكن وعلا الرغم من‬
‫أعالو رقم ‪ 553.05‬فإن واقع تطبيق‪ :‬أفري العديد من االشكاالت من أبريها غياب المرونة التي‬

‫‪ -1‬هي الهي ة القانونية الرئيسية التابعة لمنظومة اومم المتحدة في مجال القانون التجاري الدولي‪ .‬وهي هي ة قانونية ذات عضوية عالمية‬
‫متخصصة في إ الل القانون التجاري علا النطاق العالمي منذ ما يزيد علا ‪ 50‬سنة‪ .‬وتتمثل مهمة اوونسيترال في عصرنة ومواءمة‬
‫القواعد المتعلقة باوعمال التجارية الدولية‪ .‬لمزيد من التفا يل أنظر ‪.https://uncitral.un.org/ar/about‬‬
‫‪ -2‬عبد الخالق الن عبد هللا معز‪ ،‬اإلطار القانوني للمعامالت اإللكترونية في التجارية الدولية دراسة قانونية وفقا لالتفاقيات الدولية‬
‫المتعلقة بالقانون التجاري الدولي‪ ،‬منشورات المركز الديموقراطي العربي للدارسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬الطبعة‬
‫اوولا‪.2019 ،‬‬
‫‪-3‬ظهير شريع رقم ‪ 1.07.129‬ادر في ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل‬
‫اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5584‬ص‪.3879‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬أحمد أدريوش تأمالت حول قانون التبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬منشورات سلسلة المعرفة القانونية‪ ،‬مطبعة اومنية‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة اوولا ‪ ،2009 / 1430‬فحة ‪.13‬‬
‫‪ -5‬لقد شكل القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية أول إطار قانوني الستعمال المصادقة اإللكترونية تم‬
‫اعتمادو ببالدنا سنة ‪ ،2007‬إال أن‪ :‬وبالرغم من إقرار هذا اإلطار القانوني ونتيجة للتغيرات السريعة التي يعرفها مجال المعامالت‬
‫االلكترونية‪ ،‬أضح المصادقة اإللكترونية غير متطورة بالمستوب المطلوب ولم تعد ترقا إلا تطلعات واحتياجات المواطنين واإلدارات‬
‫واالقتصاد الوطني حيض إن التشريع المؤطر لالستعماالت المرتبطة بالمصادقة اإللكترونية‪ ،‬رغم سعي‪ :‬لتوفير أكبر قدر من الحماية‬
‫الممكنة للمستعملين‪ ،‬لم يكن مرنا بالشكل الذي يسمن بتطوير شامل للمصادقة اإللكترونية‪ ،‬ولم يكن يتوفر علا آليات متعددة تغطي‬
‫استعماالت مختلفة‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫تسمن باعتماد التصديق اإللكتروني علا نطاق واسع وهذا ما جعل‪ :‬يتعرض لمجموعة من‬
‫االنتقادات من لدن الفاعلين االقتصادين واإلدارات العمومية‪.1‬‬

‫وفي خضم هذا التطور وذاك‪ ،‬أ بح المعامالت الرقمية في مجالي التبادل والخدمات‬
‫تحظا بأهمية كبرب‪ ،‬ومن أجل مسايرة التنمية االقتصادية واالجتماعية الناتجة عن هذا التطور‬
‫ومواكبة إ الل االدارة وتبسيط المساطر‪ ،2‬أضحا من الضروري تهيم مناخ للثقة يشمل‬
‫جميع الخدمات الرقمية‪ ،‬ويوفر للفاعلين االقتصاديين واإلدارات والهي ات العمومية بي ة قانونية‬
‫الحماية القانونية للمواطنين‬ ‫تساعد علا إطالق خدمات جديدة مما سيضمن في نفا الوق‬
‫وتشجيعهم علا اإلقبال المتزايد علا المعامالت الرقمية‪ .3‬ولتحقيق الغاية السالفة الذكر‪ ،‬ورغبة‬
‫من المشرع المغربي في تطوير وتجويد اإلطار القانوني المنظم للمعامالت اإللكترونية تم‬
‫إعداد مشروع قانونمن لدن إدارة الدفاع الوطني بعد القيام بدراسة تقييمية للقانون رقم ‪53.05‬‬
‫والتي حددت معالم اإل الل الجديد‪ ،‬كما تم إجراء المشاورات واالستشارات الاليمة مع‬
‫مختلع المتدخلين والفاعلين لمعرفة متطلباتهم واحتياجاتهم في مجال معامالت الثقة‬
‫اإللكترونية‪.4‬‬

‫وبمحاولة منا لإلحاطة بمستجدات هذا القانون ومقاربت‪ :‬من شتا جوانب‪،:‬تتبادر إلينا‬
‫إشكالية في غاية اوهمية‬

‫هل استطاع المشرع المغربي من خالل أحكام القانون رقم‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة‬
‫بشأن المعامالت اإللكترونية‪ ،‬مواكبةالتحوالت في مجال المعامالت المبرمة بشكل إلكتروني؟‬

‫‪-1‬المذكرة التقديمية المرفقة بمشروع القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪ ،‬كما تم إحالت‪ :‬علا مجلا‬
‫النواب بتاريت ‪ 2‬نوفمبر ‪ 2020‬الذي تم إحالت‪ :‬علا لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون اإلسالمية والمغاربة المقيمين في الخارج‬
‫في اوربعاء ‪ 11‬نونبر ‪2020‬و ادق علي‪ :‬المجلا باإلجماع في الجلسة العامة يوم الثالثاء ‪ 8‬ديسمبر ‪.2020‬‬
‫‪ -2‬بشرب النية‪ ،‬الحماية القانونية لبرام الحاسوب‪ ،‬منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية‪ ،‬سلسلة الدراسات واوبحار‪،‬‬
‫العدد ‪ ،10‬مارس ‪ ،2009‬الرباط‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪-3‬عبد المجيد غميجة‪ ،‬أبعاد اومن التعاقدي وارتباطات‪ ،:‬عرض مقدم في اللقاء الدولي المنظممن قبل الهي ة الوطنية للموثقين في الصخيرات‬
‫يومي‪18‬و‪ 19‬فبراير ‪ .2014‬حول موضوع ااومن التعاقديوتحديات التنميةا‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -4‬تم إعداد مشروع هذا القانون بناء علا دراسة قام بها إدارة الدفاع الوطني خريطة طريق تهدف إلا تطوير العرض المتعلق‬
‫بالمصادقة اإللكترونية هذا الصدد‪ ،‬الحرص أثناء المراحل يجمع االحتياجات وو وال إلا الطريق علا إجراء لقاءات عدة فاعلين‬
‫اقتصاديين‪ ،‬وذلب من أجل تقييم االستخدامات الرقمية والتعرف بصورة محددة علا احتياجاتهم الخا ة وتطلعاتهم الرقمية‪ .‬مكن هذو‬
‫اللقاءات من االطالع عن قرب علا تصورهم للتطور الحالي للمصادقة االلكترونية في المغرب والعوائق التي تواجههم وكذا مختلع‬
‫االحتياجات المستقبلية في هذا المجال‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وتتفرع عن هذو اإلشكالية مجموعة من التساؤالت‪:‬‬

‫ما هي المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي في القانون رقم ‪43.20‬؟‬

‫هل توفق الم شرع المغربي في تجاوي االشكاالت التي يطرحها القانون رقم ‪53.05‬‬
‫المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية؟ وماهي التجارب الدوليةالتي استعان بها إبان‬
‫ياغة أحكام القانون السالع الذكر رقم ‪43.20‬؟‬

‫لإللمام بجميع جوانب هذا الموضوع سنعتمد إلا التصميم التالي‪:‬‬

‫أوال قراءة في الجوانب الشكلية للقانون رقم ‪.43.20‬‬

‫ثانيا المضامين التفصيلية للقانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قراءة في الجوانب الشكلية للقانون رقم ‪43.20‬‬

‫تضمن القانون رقم ‪43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪ 84‬مادة‪،‬‬
‫مقسمة إلا باب تمهيدي و‪ 3‬أقسام‪ ،‬القسم اوول يتعلق باوحكام المطبقة علا خدمات الثقة بشأن‬
‫المعامالت اإللكترونية وعلا وسائل وخدمات التشفير وتحليل الشفرات والقسم الثاني تم‬
‫بمقتضاو تغيير أحكام الفصلين ‪( 2.1‬الفقرة ‪ )3‬و‪( 417-3‬الفقرة ‪ )3‬من الظهير الشريع بمثابة‬
‫قانون االلتزامات والعقود الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطا ‪ ،)1913‬فيما خصص‬
‫القسم الثالض لاحكام االنتقالية والمختلفة والسيما المادة ‪ 83‬التي تم بموجبها نست الباب‬
‫التمهيدي والقسم الثاني من القانون رقم ‪ 53-05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية‬
‫الصادر بتنفيذو الظهير الشريع رقم ‪ 1.07.129‬بتاريت ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر‬
‫‪ ،)2007‬كما تم التنصيص ضمن هذو اوحكام علا أن الشهادات اإللكترونية المؤمنة المسلمة‬
‫وفقا للقانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية بمثابة شهادات‬

‫‪179‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الحيتها وتعويضها طبقا وحكام القانون رقم ‪43.20‬‬ ‫إلكترونية مؤهلة إلا حين انتهاء‬
‫ومرسوم‪ :‬التطبيقي‪. 1‬‬

‫والبد من التذكير بأن المشرعالمغربي قد تبنا تقنية‪،‬في الصياغة التشريعية‪،‬مختلفة عن‬


‫تلب التي تبنها من خالل القانون السالع الذكر ‪ ،53.05‬هذو التقنية الجديدة تستحضر مبدأ‬
‫المالءمة مع الالئحة التنظيمية الصادرة عن االتحاد اووربي المتعلقة بخدمات تحديد الهوية‬
‫وتوفير الثقة بالنسبة للمعامالت اإللكترونية ‪، 2‬حيض تم سن قانون خاص يؤطر المعامالت‬
‫الرقمية بعيدا عن إدراج تعديالت علا مستوب قانون االلتزامات والعقودالصادر في ‪ 9‬رمضان‬
‫‪ 12( 1331‬أغسطا ‪ ،)1913‬ومن جهة أخرب فإن المغرب يسعا منذ تسعينيات القرن‬
‫الماضي إلا مالئمة تشريعات‪ :‬الوطنية مع مختلع التغيرات‪ ،‬وقد ايداد هذا االهتمام في ظل‬
‫تقارير البنب الدولي خا ة في إطار ما يعرف “بمؤشر ممارسة اوعمال ‪doing business‬‬
‫الذي يقوم علا تصنيع الدول علا مستوب مناخ اوعمال وفق عدة مؤشرات‪ ،‬والتي من بينها‬
‫ضرورة تبني البعد التكنولوجي علا مستوب مناخ اوعمال‪ ،‬وتتجلا أهمية هذو التقارير في‬
‫كونها يتم تداولها علا نطاق واسع‪ ،‬كما أنها تشكل إحدب أبري المعايير المعتمدة في منن‬
‫االئتمان‪ ،‬وبا لتالي استحضارا لهذا المعطا تم تكريا هذا البعد الرقمي من خالل القانون رقم‬
‫‪ 43.20‬الذي سيشكل ال محاال وسيلة جوهرية للرفع من قيمة التعاقدات المحررة علا دعامة‬
‫إلكترونية وذلب باالعتراف بها كأداة فعالة لتبادل المعطيات القانونية بين شخصين غائبين عن‬
‫مجلا العقد باست عمال وسائل تقنية حديثة غير الرسالة أو المبعور أو المكالمة التلفونية‬
‫العاديةوباعتماد آليات للخاتم والتوقيع اإللكتروني أكثر حماية وضامنة لحقوق كافة اوطراف‬
‫التعاقدية‪.‬‬

‫وناحية أخرقيالحظ أن القانون رقم ‪ 43.20‬استعمل مفاهيم غير مألوفة علا مستوب‬
‫المنظومة القانونية الوطنية‪ ،‬مصطلحات ومؤسسات تتسم بطابع تقني يصعب في كثير من‬

‫‪-1‬مرسوم رقم ‪ 2.22.687‬ادر في ‪ 21‬من ربيع اآلخر ‪ 16( 1444‬نوفمبر ‪ )2022‬بتطبيق القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة‬
‫في شان المعامالت اإللكترونية ‪ ،43.20‬در في الجريدة الرسمية عدد ‪ 1760‬بتاريت ‪ 12‬يناير ‪ .2023‬جريدة رسمية عدد ‪1760‬‬
‫بتاريت ‪ 12‬يناير ‪.2023‬‬
‫‪ -2‬من أجل التعمق بشأن المقتضيات المتعلقة بالتعاقد اإللكتروني‪ ،‬أنظر بهذا الشأن‪ ،‬اوستاذ عبد القادر العرعاري‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬مطبعة‬
‫اومنية‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ 2017‬ص من‪ 80‬إلا ‪.92‬‬

‫‪180‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫اوحيان علا القانوني فهم مدلولها إال من خالل االستعانة بالخبرة الرقمية‪ ،1‬وهو اومر الذي‬
‫يدفعنا للقول‪ ،‬دون تردد‪ ،‬بتغير المفهوم التقليدي لوظيفة القانون‪ ،‬بحيض لم يعد يكتشع الواقع‬
‫و"يضبط‪ ،":‬مثلما تعتقد النظرية الكالسيكية للقانون‪ ،‬بل يبدع‪ :‬ويخلق‪ :‬ويساهم في إنشائ‪،:‬‬
‫ويتحول من غاية اجتماعية إلا مجرد وسيلة عمل أو قاعدة عمل يوفر حكمها تقنين التقنية في‬
‫حد ذاتها من حيض كونها وقائع نافعة أو ضارة‪،‬وكونها تصرفات قانونية معينة‪.2‬‬

‫ختاما لهذا المحور يمكن القول يثار التساؤل حول كيفية تأثير التقنية في القانون‪ ،‬وكيع‬
‫يؤثر القانون في التقنية‪ ،‬وبتعبير آخر‪ ،‬ما هي أبعاد العالقة الجدلية الرابطة بين ال انسق الرقمي‬
‫والنسق القانوني‪،‬فهل نحن في حاجة فعلية إلا تصور قانوني‪ 3‬جديد لمقار َبة الظواهر القانونية‬
‫الرقمية الجديدة‪،‬أم أن التوج‪ :‬المادي التقليدي ال يال متماسكا وقادرا علا التأقلم مع خصو ية‬
‫الفضاء الجديد وما يتسم ب‪ :‬من تقنية وخبرة وسرعة وجاذبية يصعب علا القانون مواكبتها‬
‫حتا ولو تم تغييرو وتتميم‪ :‬ونسخ‪ :‬وتعويض‪ :‬لمرات ومرات‪.‬‬

‫من المعلوم أيضا أن وضع القانون وتطبيق‪ :‬واستيعاب‪ :‬يتطلب مرور يمن معين‪ .‬لكن‬
‫سرعة الوتيرة الناتجة عن سرعة التطور وجهل نتائج‪ :‬تتموقع في منظور يمني آخر‪ ،‬ويصبن‬
‫الخطر كامنا في سرعة تعرض كل قانون جديد للتجاوي والنقد والتعديل واإللغاء حسب درجة‬
‫دقة التفا يل والجزئيات التي يعنيها‪ .‬ويجبر هذا اومر علا التساؤل عن مضمون تغيير أو‬
‫تتميم أو نست التشريع القائم؟ وعن كيفية االقتصار علا المبادئ العامة القارة مع إمكانية‬
‫جودة واستقرار اوحكام القانونية ضرورية لامن القانوني‬ ‫تطويرها مستقبال؟ وإذا كان‬
‫والقضائي‪ ،‬فإنها سرعان ما تضعع بسبب لهض القانون ثم وهن‪ :‬وعجزو عن مسايرة وتيرة‬
‫التطور بل التطاير أو التهاف التكنولوجي والعلمي‪.‬ولعل خير مؤشر علا هذو الخا ية توارد‬
‫مقتضيات جديدة تلزم بالمراجعة والمالءمة الدورية والسهر علا فعلية تطبيق القانون‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Droit, science et technique, quelles responsabilités ? Travaux du colloque international du réseau‬‬
‫‪Droit, Sciences et Techniques, (GDR, CNRS 3178 du 25/26 mars 2011, p231.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- J-PAILLUSSEAU, Le Droit moderne de la personnalité morale، revue Droit civil, Paris, 1993,‬‬
‫‪p750.‬‬
‫‪ -3‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬خمسون سنة من القانون الخاص‪،‬مجلة البحور‪ ،‬عدد ‪ ،2009 ،9‬ص‪.19‬‬
‫‪-4‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬له القانون وراء العلم والتكنولوجيا‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ص‪.29‬‬

‫‪181‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ثانيا‪ :‬الميامين التفصيلية للقانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت‬
‫اإللكترونية‬

‫بالرجوع إلا مقتضيات القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة في مجال المعامالت‬
‫اإللكترونية‪ 1‬يتضن أن المشرع قد حدد النظام المطبق علا خدمات الثقة في شأن المعامالت‬
‫اإللكترونية حيض أكدت المادة اوولا من‪ :‬علا أن‪ :‬يهدف هذا إلا تحديد النظام المطبق علا‬
‫خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪ ،‬وعلا وسائل وخدمات التشفير وتحليل الشفرات‬
‫وكذا علا العمليات الم نجزة من قبل مقدمي خدمات الثقة والقواعد الواجب التقيد بها من لدن‬
‫هؤالء ومن لدن أ حاب الشهادات اإللكترونية‪.‬كما أن‪ :‬يحدد كذلب اختصا ات السلطة‬
‫الوطنية لخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية المعينة بنص تنظيمي والمشار إليها في هذا‬
‫القانون ابالسلطة الوطنية‪ ،".‬وفي هذا الصدد نشير إلا أن النص التنظيمي الذي ورد في المادة‬
‫اوولا من القانون هو المرسوم رقم ‪ 2.22.678‬القاضي بتطبيق القانون رقم ‪ 43.20‬الصادر‬
‫بتاريت ‪ 12‬يناير ‪2023‬حيض أكد فيالمادة اوولا علا أن‪ :‬يراد بالسلطة الوطنية لخدمات الثقة‬
‫بشأن المعامالت اإللكترونية في مدلول القانون رقم ‪ 43.20‬المشار إلي‪ :‬أعالو‪ ،‬المديرية العامة‬
‫ومن نظم المعلومات التابعة إلدارة الدفاع الوطني‪.2‬‬

‫ومن أبري المضامين التي جاء بها القانون رقم ‪ 43.20‬وضع مجموعة من التعاريع‬
‫أكثر دقة حيض ستساهم في وضع حد للجدل التي أثارت‪ :‬في ظل القانون المذكور سالفا رقم‬
‫‪ ،53.05‬ونخص بالذكر أحكام المادة ‪ 2‬من القسم التمهيدي حيض نجد المشرع المغربي قد‬
‫عرف المعامالت اإللكترونية واكد علا أن كل تبادل أو مراسلة أو عقد أو وثيقة‪ ،‬أو أي معاملة‬
‫أخرب تبرم أو تنفذ بطريقة إلكترونية بشكل كلي أو جزئي تعد معاملة إلكترونية‪ ،‬عالوة علا‬
‫ذلب تم تعريع الطريقة اإللكترونية علا انها كل وسيلة ترتبط بتقنية ذات قدرات كهربائية أو‬
‫رقمية أو مغناطيسية أو السلكية أو بصرية أو كهرومغناطيسية أو أي قدرات أخرب مماثلة‪،‬‬
‫يد علا ذلب تحديد مدلول كل من التعريع اإللكترون وكذا تحديد المقصود التيقن باعتبارو‬

‫‪ -1‬ظهير شريع رقم ‪ 1.07.129‬ادر في ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 53.05‬المتعلق بالتبادل‬
‫اإللكتروني للمعطيات القانونية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،5584‬ص‪.3879‬‬
‫‪-2‬المادة اوولا من المرسوم التطبيقي للقانون رقم ‪.43.20‬‬

‫‪182‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫سلسلة م ن العمليات اإللكترونية تسمن بتأكيد التعريع اإللكتروني لشخص ذاتي أو اعتباري ‪،‬‬
‫أو أ ل المعطيات في شكل إلكتروني وتماميتها‪.1‬‬

‫ريحا وواضحا من خالل حصر‬ ‫والبد من التذكير علا ان المشرع المغربي كان‬
‫خدمات الثقة التي تتمثل في خدمة إنشاء التوقيعات اإللكترونية ‪ ،‬أو اوختام اإللكترونية ‪ ،‬أو‬
‫الختم الزمني اإللكتروني ‪ ،‬أو خدمات اإلرسال اإللكتروني المضمون‪ ،‬عالوة علا خدمات‬
‫إنشاء الشهادات المتعلقة بالتوقيعات اإللكترونية ‪ ،‬أو باوختام اإللكترونية ‪ ،‬أو بالختم الزمني‬
‫حة التوقيعات اإللكترونية‬ ‫اإللكتروني أو بالتيقن من مواقع اونترني ‪ ،‬وكذا خدمات إثبات‬
‫أو اوختام اإللكترونية‪ ،‬وأخيرا خدمات حفظ التوقيعات اإللكترونية أو اوختام اإللكترونية أو‬
‫الشهادات المتعلقة بهاتين الخدمتين‪ ،2‬وفي نفا السياق وسيرا علا نفا النه المكرس في‬
‫العديد من التشريعات المقارنة أضفا المشرع المغربي علا الخدمات المذكورة في المادة ‪3‬‬
‫من القانون نفا قوة اإلثبات التي تتمتع بها الوثيقة الورقة المحررة علا دعامة ورقية حيض تم‬
‫التأكيد علا ذلب في مجموع من مواد القانون‪ 3‬التي أكدت علا ان‪ :‬ال يمكن ال يمكن رفا‬
‫اوثر القانوني لخدمات الثقة كحجة أمام القضاء أو عدم قبولها لمجرد تقديمها في شكل‬
‫إلكتروني‪.‬‬

‫والبد من اإلشارة إلا أن القانون رقم ‪ 43.20‬قد عهد للسلطة الوطنية المنصوص عليها‬
‫في المادة اوولا من مرسوم‪ :‬التطبيقي‪ ،4‬بمهام تتمثل في تحديد المعايير والدالئل المرجعية‬
‫المطبقة علا خدمات الثقة‪ ،‬ومنن االعتماد للشركات المقدمة لهذو الخدمات ومراقبة أنشطتها‪،‬‬
‫واقترال مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بهذو الخدمات‪ 5‬وذلب بهدف ضمان‬
‫تطبيق وتنزيل سليم وحكام القانون رقم ‪.43.20‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪.‬‬
‫‪-3‬المواد ‪ 7‬و‪ 16‬و‪ 25‬و‪.29‬‬
‫‪ -4‬مرسوم رقم ‪ 2.22.687‬ادر في ‪ 21‬من ربيع اآلخر ‪ 16( 1444‬نوفمبر ‪ )2022‬بتطبيق القانون رقم ‪ 43.20‬المتعلق بخدمات الثقة‬
‫في شان المعامالت اإللكترونية ‪ ،43.20‬در في الجريدة الرسمية عدد ‪ 1760‬بتاريت ‪ 12‬يناير ‪.2023‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 53‬من القانون رقم ‪.43.20‬‬

‫‪183‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ومن ناحية أخرب فإن القانون رقم ‪43.20‬قد وضحالمقتضيات المنظمة للتوقيع‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وكيفية إنشائ‪ :‬وشهادت‪ ،:‬إضافة إلا الخاتم اإللكتروني ومعطيات إنشائ‪ :‬وشهادت‪،:‬‬
‫والتزامات مقدمي خدمات الثقة وإثبات الصحة في مجال المعامالت اإللكترونية مع التأكيد علا‬
‫احب الخدمة‪ ،‬فور إحدار المعطيات المرتبطة بإنشاء التوقيع اإللكتروني المؤهل‬ ‫أن يكون‬
‫أو الخاتم اإللكتروني المؤهل‪ ،‬يكون مسؤوال وحدو عن سرية وتمامية المعطيات خا ة عندما‬
‫تكون هذو المعطيات موجودة في آليت‪ :‬المؤهلة إلنشاء التوقيع أو الخاتم المذكورين‪ .‬كما ان‬
‫المشرع أكد علا أن‪ :‬يعد كل استعمال لتلب المعطيات ناتجا عن فعل‪ :‬ما لم يثب خالف ذلب‪.1‬‬

‫وغني عن البيان ان القانون رقم ‪ 43.20‬أقر قواعد خا ة بالمسؤولية عند إخالل مقدم‬
‫الخدمات وأ حاب الشواهد والتوقيعات بالتزامهم المنصوص علي‪ :‬في القانون مع مختلع‬
‫اوطراف المتدخلة في خدمة الثقة في المعاملة الرقمية‪ ،‬حيض أقر عقوبات مشددة من خالل‬
‫أحكام الباب الرابع من القسم الثاني من القانون الذي خصص للبحض عن المخالفات ومعاينتها‬
‫والعقوبات المطبقة عليها والسيما المواد من ‪ 59‬إلا ‪ 75‬حيض قد تصل العقوبات إلا الحبا‬
‫من ستة أشهر إلا سنتين وبغرامة من ‪ 10.000‬إلا ‪ 100.000‬درهم‪ ،2‬كما هو الشأن في‬
‫الحيتها أو تم إلغاؤها‪،‬‬ ‫مدة‬ ‫احب شهادة إلكترونية انته‬ ‫الحالي التي يقوم فيها كل‬
‫باالستمرار في استعمالها أو في استعمال المعطيات المتعلقة بإنشاء التوقيع اإللكتروني أو الخاتم‬
‫اإللكتروني المطابقة لهذو الشهادة‪ ،‬ومن أبري العقوبات المشددة التي تضمنها القانون رقم‬
‫علا ان‪ :‬دون اإلخالل بالعقوبات الجنائية اوشد‬ ‫‪ 43.20‬نجد المادة ‪ 65‬من‪ :‬التي نص‬
‫المنصوص عليها في التشريع الجاري ب‪ :‬العمل‪ ،‬يعاقب بالحبا من سنة إلا خما سنوات‬
‫وبغرامة من ‪ 100.000‬إلا ‪ 500.000‬درهم‪ ،‬كل من أدلا عمدا بتصريحات كاذبة أو سلم‬
‫وثائق مزورة إلا مقدم خدمات الثقة من أجل الحصول علا خدمة ثقة وكذا المادة ‪ 68‬التي‬
‫تعاقب كل من استعمل‪ ،‬بوج‪ :‬غير قانوني‪ ،‬معطيات إنشاء التوقيع اإللكتروني أو إنشاء الخاتم‬
‫اإللكتروني التي تخص الغير بالحبا من سنة إلا خما سنوات وبغرامة من ‪ 10.000‬إلا‬
‫‪ 100.000‬درهم‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر احكام القسم الثاني كمن القانون والسما الفرع الثالض من‪ :‬الخاص بالتزامات أ حاب الشهادات‪.‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 71‬من القانون رقم ‪.43.20‬‬

‫‪184‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وحر ا علا التقيد بأحكام القانون والبحض في مختلع المخالفات وحكام‪ ،:‬أكدت المادة‬
‫‪ 59‬علا أن‪ :‬عالوة علا ضباط الشرطة القضائية وأعوان إدارة الجمارك والضرائب غير‬
‫المباشرة العاملين وفق اختصا اتهم‪ ،‬يؤهل أعوان السلطة الوطنية المفوضون لهذا الغرض‬
‫والمحلفون وفق التشريع الجاري ب‪ :‬العمل‪ ،‬للبحض عن المخالفات وحكام القانون رقم ‪43.20‬‬
‫والنصوص المتخذة لتطبيق‪ :‬ومعاينتها بواسطة محاضر‪.‬مع التأكيد علا ضرورة إحالة محاضر‬
‫معاينة المخالفات إلا النيابة العامة المختصة داخل أجل أقصاو ثمانية (‪ )8‬أيام ابتداء من تاريت‬
‫إنجايها‪.‬‬

‫ختاما لهذا المقال يمكن القولعلا الرغم من المضامين التي حملها القانون رقم ‪43.20‬‬
‫المتعلق بخدمات الثقة في شأن المعامالت االلكترونية إال أن التساؤل يظل مطروحا حول آليات‬
‫تفعيل‪ :‬وفهم‪ :‬وتفسيرو‪ ،‬السيما من ياوية الصياغة التشريعية التي يغلب عليها الطابع التقني‬
‫(المادة ‪ 33‬من‪ :‬أنموذجا)‪ ،‬كما يصن التساؤل دون تقديم أجوبة قاطعة نظرا لما يكون فيها من‬
‫مغالة هي أقرب السبل إلا الوقوع في الخطأ لكن دون نتروع للتأكيد هنا أن مثل هذا النص‬
‫يطرل سؤال الولوج إلا القاعدة القانونية وفهم مدلولها وقصد المشرع من سنهاأي تفسيرها‪،‬‬
‫وهو منطق كان مكرسا في ظل القانون رقم ‪ 53.05‬الذي تم نست باب‪ :‬التمهيدي والقسم الثاني‬
‫من‪ ،:‬وبالتأكيد فهو غير سليم‪ ،‬وتتجلا عدم سالمت‪ :‬من ياويتين علا اوقل الزاوية اوولا‬
‫لغوية قانونية محضة (جودة الصياغة القانونية وضوابطها المرتبطة أساسا بالمفهومية وتيسير‬
‫الولوج إلا القانون) والزاوية الثانية واقعية ترتبط بالمخاطب بالقاعدة القانونية ومدب قدرت‪:‬‬
‫علا استيعاب وفه م مضمونها قصد الحرص علا التقيد بحكمها‪ ،‬كل ذلب يجعل من التفكير‬
‫قائما حول ضرورة البحض عن سبل فهم نصوص تقنية بحمولة قانونية ومعيارية‪.‬‬

‫ويجب التأكيد علقأن بنية البراديغم القانوني التقليدي بدأت تصطدم بظواهر‬
‫ومؤسساتقانونياة جديدة مختلفة من حيض الطبايعة عن الظواهر والمؤسسات القانونية المألوفة‪،‬‬
‫الرقمي الجديد الذي‬
‫لهذا كان البد من إعادة مراجعة هذا التوج‪ :‬في ضوء معطيات الفضاء ا‬
‫أ بن يفرض نفس‪ :‬كواقع جديد يُلقا بتأثيرات‪ :‬علا نسي الحياة االجتماعية واالقتصادية‬
‫والسياسية‪ ،‬حيض حان وق التحرر من االعتقاد السائد بأن هذا الفضاء الرقمي ال يشكل تَحديا‬

‫‪185‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫بالنسبة للقانون‪ ،‬وحان الوق للوعي الجماعي بأن آليات اإلسقاط والتأويل والقياس ولي أعناق‬
‫النصوص لن تكفي لتطبيق القواعد التقليدية علا الفضاء الرقمي‪.‬‬

‫وال يصن إغفال أن هناك حقيقية ال ينبغي السكوت عنها وتتجلا في ضرورة إدماج‬
‫واقعي وبراغماتي لجميع معطيات التكنولوجيا ضمن القانون مع مراعاة خصو ية هذا‬
‫عوبة ذلب ورغم تأثيرو علا مضمون وشكل القاعدة القانونية‪ .‬وال شب أن وق‬ ‫اوخير‪ ،‬رغم‬
‫عب التحديد لضرورة مناسبت‪ :‬أي ابتعادو عن التسرع وعن التأخير‪ ،‬خا ة وأن‬ ‫هذا القرار‬
‫ار سريع التجاوي مما يفرض استمرار مراجعت‪ :‬وفقا لمدة استقرار محددة وتبعا‬ ‫القانون‬
‫لحصيلة معينةتستتبع التصحين‪ .‬يصبن اإلنتاج القانوني شبيها بإنتاج البرام المعلوماتية‬
‫يغا متتابعة بسرعة كبيرة‪.1‬‬ ‫يقتضي‬

‫‪ -1‬د‪.‬محمد اإلدريسي المشيشي العلمي‪ ،‬ا لهض القانون وراء تهاف العلم والتكنولوجياا‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪186‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المواقع والتطبيقات الرقمية الرسمية بالمغرب وسؤال تشجيع‬


‫اإلستثمار‬

‫حمزة الرندي‬
‫جامعة عبد المالك السعدي طنجة‬

‫تقديم‪:‬‬

‫يعتبراإلستخدام اومثل للتكنولوجيا ودمجها في خطط التنمية الوطنية واإلنعاش‬


‫االقتصادي والتطوير اإلجتماعي ماليما لتقدم الدول وإيدهارإقتصاداتها‪ ،‬ويعد من اودوار‬
‫المهمة في تحقيق مختلع اوهداف التنموية‪ ،‬ويمكن أن يساعد في تقديم الخدمات بشكل أكثر‬
‫نجاعة وشفافية‪1،‬وإن المغرب ومن أجل مسايرة التطورات التي يعرفها العالم في هذا المجال‪،‬‬
‫فقد عرففي السنوات اوخيرة طفرة مهمة في إستخدام التكنولوجيا‪ ،‬حيض عزي مجال الرقمنة‬
‫في مختلع تصورات‪ :‬اإلستراتيجية‪ ،‬وعمل علا دمجها في إعداد وتنفيذ مجموعة من البرام‬
‫االجتماعية واالقتصادية واإلدارية وغيرها‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تم إحدار العديد من المواقع والتطبيقات الرقمية الرسمية‪ ،‬حيض تعتبر‬
‫هذو المواقع والتطبيقات من اوساليب الحديثة لتسهيل الحياة اليومية وتوفير الخدمات للمواطنين‬
‫والمستثمرين‪ ،‬ومن بين اودوات والوسائل الحديثة والفعالة للو ول إلا المعلومات والخدمات‬
‫بكل سهولة‪ ،‬وتساهم في تحقيق العديد من اوهداف االجتماعية واالقتصادية وتقريب المعطيات‬
‫والمعلومة من المستثمر والتعريع بمناخ اوعمال‪ ،‬وتقوية أسا التوا ل مابين مختلع‬
‫المؤسسات المعنية باإلستثمار والمستثمر‪.‬‬

‫وبناء علا هذو اوهمية‪ ،‬واوهداف الكبرب التي أنشأت من أجلها المواقع والتطبيقات‬
‫الرسمية‪ ،‬واعتبار أن أي مستثمر خا ة من‪ :‬اوجنبي عندما يقرر اإلستثمار في أي دولة فإن‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jonathan Glennie: «global public investment five paradigm shifts for a new era of aid»,joep lange‬‬
‫‪institute, september 2019, foreword by rthonhelenclark, p: 32.‬‬

‫‪187‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫يبحض بجميع الطرق عن جميع المعطيات واورقام والمعلومات المتعلقة بموضوع استثمارو‬
‫والدولة التي سيستثمر فيها‪ ،‬وون المجال التكنولوجي في الوق الرهن سهل هذو العملية‪ ،‬من‬
‫خالل إمكانية اللجوء إلا المواقع والتطبيقات لمعرفة هذو المعلومات‪ ،‬اومر الذي يطرل إشكالية‬
‫أساسية في المغرب تتعلق حول مدب المساهمة الفعلية لهذو المواقع والتطبيقات الرقمية خا ة‬
‫الرسمية منها في تشجيع اإلستثمار بالمغرب‪ ،‬وهو اومر الذي سنعمل علا تحليل‪ :‬في هذا‬
‫الموضوع من خالل معالجة بعا من التساؤالت التي تتعلق بتحديد أهم هذو المواقع‬
‫والتطبيقات الرقمية الرسمية‪ ،‬ودراسة المنافذ اوساسية المستعملة من خاللها في تشجيع‬
‫اإلستثمار‪ ،‬وعن الحدود والتحديات التي تواجهها في تشجيع اإلستثمار واوسا الكفيلة بتحقيق‬
‫فعاليتها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التوجه الرقمي للدولة في تشجيع اإلستثمار بالمواقع والتطبيقات‬


‫الرسمية‬

‫الدولة علا تكريا التدبير الرقمي في العديد من المجاالت االقتصادية‬ ‫عمل‬


‫واالجتماعية واإلدارية وغيرها‪ ،‬حيض أن‪ :‬وإيمانا منها بأهمية الرقمنة وما تحقق‪ :‬من أهداف‬
‫وأثار‪ ،‬ومن أجل مواجهة مختلع التحديات المرتبطة ببطم وتعقيد المساطر اإلدارية وتشعب‬
‫المسالب وطول اآلجال التي تشكل عائقا أمام اإلستثمار‪ ،‬فقد تم وضع إستراتيجية وطنية للمغرب‬
‫الرقمي‪ 1،‬ترتكز باوساس علا تقليص الفجوة الرقمية من خالل تطوير محتوب مالئم وتعميم‬
‫البنية التحتية الرقمية لالتصاالت وضمان ولوج سهل للخدمات وتحسين تموقع المغرب علا‬
‫‪2‬‬
‫المستوب الدولي‪.‬‬

‫من المساهمة في تحقيق العديد من المنجزات علا جميع‬ ‫وإن هذو السياسة مكن‬
‫المستويات‪ ،‬جسدت طابع الحداثة التي تسعا إلي‪ :‬الدولة من أجل تقريب الخدمة للمواطنين‬
‫والمستثمرين وتعزيز شفافية ووضول المعلومات والمعطيات‪ ،‬حيض ساهم في تطوير البنية‬

‫‪ -1‬أطلق المغرب مبادرات عديدة ومتنوعة لدعم وتطوير إستعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬أهمها استراتيجية المغرب الرقمي‬
‫‪ 2013‬والتي تم إطالق‪ :‬في سنة ‪ 2009‬لمدة ‪ 5‬سنوات بميزانية قدرها ‪ 5.2‬مليار درهم‪.‬‬
‫‪ -2‬كلمة رئيا الحكومة في إفتتاحأشغال إجتماع المجلا الوطني لتكنولوجيا المعلومات واإلقتصاد الرقمي‪ ٬‬لمناقشة تطبيق مخطط‬
‫االمغرب الرقميا‪ ،‬يوم ‪ 27‬نونبر ‪ ،2012‬بمقر رئاسة الحكومة بالرباط‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫التحتية الرقميةللدولة وإدماج المجتمع في المجال المعلوماتي‪ ،‬وفي تقوية أسا تشجيع‬
‫اإلستثمار‪.‬‬

‫وإن‪ :‬وفي ظل هذا التوج‪ ،:‬ومع تزايد اإلعتماد علا التقنيات واوساليب الرقمية في الحياة‬
‫اليومية من طرف جميع المؤسسات والمواطنين‪ ،‬فقد عرف المغرب طفرة مهمة علا مستوب‬
‫إحدار المواقع والتطبيقات اإللكترونية الرسميةوالتي تهدف إلا تلبيةإحتياجات ومتطلبات‬
‫من خاللها علا‬ ‫المستخدمين في مختلع المجاالت ومنها المتعلق باإلستثمار‪ ،‬والتي عمل‬
‫إحدار مواقع وتطبيقات رسمية متنوعة لتشجيع اإلستثمار (الفقرة األولى)‪ ،‬والعمل علا وضع‬
‫في هذو المواقع والتطبيقات منافذ أساسية ذات أهداف متعددة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العمل على إحداث مواقع وتطبيقات متنوعة لتشجيع اإلستثمار‬

‫عمل المغرب ومنذ سنوات علا إحدار العديد من المواقع والتطبيقات اإللكترونية‬
‫علا تقريب‬ ‫إطارا مهما لتنزيل العديد من السياسات الوطنية وعمل‬ ‫الرسمية‪ ،‬حيض شكل‬
‫وجهة البحض عن المعلومة عند العديد من‬ ‫الخدمات اإلدارية من المواطنين‪ ،‬وأضح‬
‫المستثمرين في مختلع دول العالم‪ ،‬ويمكن تصنيع أهم هذو المواقع والتطبيقات الرسمية إلا‬
‫مايتعلق منها بالمواقع اإللكترونية التي تهدف للتعريع بالمغرب أوال‪ ،‬وكذا منها ما يتعلق‬
‫بالجانب المسطري واإلجرائي من خالل تبسيط المساطر واإلجراءات ثانيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إحداث مواقع إلكترونية رسمية للتعريف بالمغرب‬

‫المواقع اإللكترونية الرسمية التي تهدف للتعريع بالمغرب‪ ،‬البوابة الرسمية‬ ‫شكل‬
‫للمملكة‪ ،‬حيض تعد هذو المواقع نافذة للتعريع بكل مايخص المغرب سواء من الناحية التشريعية‬
‫أو المؤسساتية وكذا من ناحية الحصول علا المعطيات واورقام والتعريع بالمشاريع‬
‫والمنجزات وسياسات الدولة وغيرها‪ ،‬وبالنظر إلا أهمية هذاالتعريع في إتخاذ قرار‬
‫االستثمار‪ ،‬خا ة بالنسبةللمستثمر اوجنبي الذي يسلب طريق التساؤل لمعرفة جميع المعطيات‬
‫حول الدولة التي ينوي فيها االستثمار ومناخ اوعمال فيها والتشريعات التي تنظمها‪،‬فقد عمل‬
‫المغرب علا إحدار مواقع إلكترونية رسمية متعددة يمكن تحديد أهما في‬

‫‪189‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫موقع وتطبيق البوابة الوطنية‪ 1 ،‬تعد هذو البوابة بمثابة المدخل الرسمي للمواقع‬
‫اإللكترونية للحكومة المغربية‪ ،‬حيض تتين باوساس التعريع بالمغرب وبالسياسات العمومية‬
‫واالستراتيجيات الكبرب المتعلقة ب‪ ،:‬كما أنها تشكل نافذة للتعريع بمختلع المؤسسات الوطنية‬
‫الدستورية وتتين اإلضطالع علا مختلع الخطب والرسائل الملكية‪ ،‬وتهدف إلا نشر بشكل‬
‫لة بكل مايتعلق بالمغرب من لقاءات ومؤتمرات وإنجايات وغيرها‪.‬‬ ‫محينالمعلومات ذات‬

‫موقع برنامج الحكومة اإللكترونية‪2،‬يهدف هذا الموقع إلا اإلخبار عن برنام الحكومة‬
‫اإللكتروني‪ ،‬حيض يسمن بالولوج لكل الخدمات ومشاريع الحكومة اإللكترونية‪ ،‬ويعتبر هذا‬
‫الموقع فضاء تفاعليا يسمن لكل مستطلع بإعطاء رأي‪ :‬حول أهمية المشاريع العمومية التي تم‬
‫إنجايها والتي في طور اإلنجاي‪،‬ويعمل علا توفير أخبار حول خدماتاإلدارة المغربية‪ ،‬ويتين‬
‫اإلضطالع علا جميع الخدمات اإللكترونية المفعلة بالمغرب وروابط الو ول إليها‪.‬‬

‫الموقع الرسمي المغرب اآلن (‪ 3،)morocconow‬تم إطالق هذا الموقع الرسمي سنة‬
‫‪ 2021‬وذلب من طرف الوكالة المغربية لتنمية االستثمارات والصادرات‪ 4،‬حيض يبري هذا‬
‫ناعية وتصديرية‪ ،‬بغية تسريع االستثمارات الخارجية‪،‬‬ ‫الموقع مكانة المغرب كمنصة‬
‫وتزويد المستثمرينبجميع المعلومات والمعطيات حوالالستثمار بالمغرب‪ ،‬وإن هذو المنصة‬
‫تقوم علا أربعة مكاسب تتجلا في االستدامة والتنافسية وضمان النجال‪ ،‬والمرونة‪ ،‬كما أنها‬
‫تعد بوابة للتعريع بمختلع المنجزات واالستثمارات الكبرب للمغرب والمعطيات واورقام‬
‫المتعلقة ب‪.:‬‬

‫موقع المعطيات المفتوحة وبيانات المغرب‪ 5،‬تم إطالق هذا الموقع وول مرة سنة ‪2011‬‬
‫من طرف القطاع المكلع بالصناعة والتجارة واالقتصاد الرقمي‪ ،‬وقد تم إسناد تدبير هذا الموقع‬
‫لوكالة التنمية الرقمية‪ ،‬التي أطلق نسخة جديدة من البوابة الوطنية للمعطيات المفتوحة وذلب‬

‫‪1‬‬
‫‪- https://www.maroc.ma.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- http://www.egov.ma.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- https://www.morocconow.com.‬‬
‫‪ -4‬تم إطالق هذا الموقع بالمواياة مع إطالق المغرب لعالمت‪ :‬الخا ة باإلستثماروالتصديرا‪MoroccoNow‬ا‪ ،‬وذلب علا هامش‬
‫مشاركت‪ :‬في معرض ‪ Expo 2020‬المقام بمدينة دبي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- https://data.gov.ma.‬‬

‫‪190‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫من أجل الرفع من أثر فتن وتقاسم المعطيات العمومية علا المستوب الوطني وتعزيز شفافية‬
‫اإلدارة إتجاو المرتفقين‪.‬‬

‫ويهدف هذا الموقع تمكين العموم من مختلع المعطيات والمعلومات سواء كان دراسات‬
‫أو أبحار‪ ،‬أو إحصائيات أو مؤشرات عمومية‪ ،‬أو معطيات جغرافية التي تنتجها الهي ات‬
‫والمؤسسات العمومية المعنية بشكل مجاني‪ ،‬والتي تغطي مجموعة من المجاالت ذات الطبيعة‬
‫السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية أو الديموغرافية أو المناخية أو السياحية والتي من شأنها‬
‫‪1‬‬
‫أن تساهم في تحسين الخدمات المقدمة للمرتفقين وتطوير االقتصاد الرقمي‪.‬‬

‫اوكيد إن هذو المواقع والتطبيقات الرقمية الرسمية وغيرها والتي تهدف للتعريع‬
‫العموم من مختلع‬ ‫مدخال مهما لواجهة المغرب اإلستثماربة‪ ،‬ومكن‬ ‫بالمغرب شكل‬
‫المعطيات والمؤشرات‪ ،‬حيض يمكننا إعتبارهارأسماال غير مادي يمكن توظيف‪ :‬لفائدة مختلع‬
‫المستعملين من باحثين و حفيين‪ ،‬ومؤسسات ومقاوالتومستثمرين‪ ،‬وباإلضافة إلا هذو‬
‫الدولة كذلب علا إحدار مواقع وتطبيقات أخرب تتعلق برقمنة المساطر‬ ‫المواقع عمل‬
‫واإلجراءات اإلدارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إحداث مواقع وتطبيقات رسمية لرقمنة المساطر واإلجراءات اإلدارية‬

‫إلا التعريع بالمغرب والتشجيع علا االستثمار في‪،:‬‬ ‫باإلضافة إلا المواقع التي هدف‬
‫تمإحدار كذلكالعديد من المواقع والتطبيقات الرسمية اوخرب‪،‬وذلب من أجل تبسيط المساطر‬
‫واإلجراءات اإلدارية وتعزيز الشفافية في مختلع الخدمات‪،‬وإرساء عالقة جديدة بين اإلدارة‬
‫والمرتفق قوامها الشفافية والثقة‪ ،‬والتقليص من مختلع المعامالت التي تشوبها ممارسات‬
‫الأ خالقية تأثر علا اإلستثمار‪ ،‬حيض من بين أهم هذو المواقعالتي تم إحداثها في هذا اإلطار‬
‫نجد‬

‫‪ -1‬جاء تنزيل هذا الموقع في إطارتنزيل خطة العمل الوطنية المنبثقة عن دراسة ‪( ODRA‬تقييم جاهزية البيانات المفتوحة) حول تطوير‬
‫المعطيات المفتوحة في المغرب‪ ،‬والتي تو ي باعتماد م نصة وطنية موحدة للمعطيات المفتوحة مع إعطاء اإلمكانية للهي ات والمؤسسات‬
‫التي ترغب في اعتماد بوابتها الخا ة‪ ،‬وتندرج هذو المبادرة أيضا في إطار تنفيذ التزامات المغرب المتعلقة بالحكومة المفتوحة‪ ،‬وال‬
‫سيما االلتزام المتعلق بتعزيز نشر وإعادة استخدام المعطيات المفتوحة‪ ،‬والذي تتولا وكالة التنمية الرقمية تنفيذو‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫البوابة اإللكترونية إدارتي‪ 1 ،‬تفعيال لمقتضيات القانونرقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط‬


‫المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ 2،‬تم في ‪ 21‬أبريل ‪ 2021‬إعطاء اإلنطالقة الرسميةلعمل هذو‬
‫البوابة والتي تعدالبوابة الرسميةللمساطر واإلجراءات اإلدارية بالمغرب‪ 3،‬حيض تعتبر واجهة‬
‫معلوماتية موحدة ومتكاملة ومتعددة الفضاءات‪ ،‬تضع رهن إشارة المرتفق كل المعلومات‬
‫الاليمة حول المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬ويشكل الفضاء اإلخباري للبوابة المرجع الوطني‬
‫الرسمي للمرتفق من أجل االطالع علا المساطر واإلجراءات اإلدارية التي يتعين علي‪ :‬القيام‬
‫بها لدب اإلدارات والمؤسسات والمقاوالت العمومية والجماعات الترابية وكل شخص معنوي‬
‫خاضع للقانون العام‪.‬‬

‫البوابة الوطنية الموحدة للشكايات‪4،‬تهدف هذو البوابة إلا إستقبال شكايات وتظلمات‬
‫المواطنين وجميع المستثمرين وتأمين تتبعها واإلجابة عليها وتقديم حلول لمشاكلهم وكذا تلقي‬
‫مالحظاتهم وإقتراحاتهم‪ ،‬وتعد هذو البوابة أداة لتعزيز قنوات التفاعل بين اإلدارة والمرتفق‬
‫باعتبار رأي‪ :‬أولوية ووسيلة لتقويم أداء اإلدارة وتحسين جودة خدماتها‪.‬‬

‫بوابة الحصول على المعلومات‪5،‬تم إطالق هذو البوابة بتاريت ‪ 13‬مارس ‪ 2020‬حيض‬
‫تعدآلية حكومية موحدة لتيسير تدبير طلبات الحصول علا المعلومات ومعالجتها والرد عليها‬
‫من طرف مختلع القطاعات الويارية والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪،‬وتتين هذو‬
‫البوابة إمكانية إيداع طلبات الحصول علا المعلومات‪ ،‬وكذا الشكايات المرتبطة بهذو الطلبات‬
‫ومعالجتها والرد عليها حسب الشروط والكيفيات واآلجال المحددة بالقانون رقم ‪ 31.13‬المتعلق‬
‫‪6‬‬
‫بالحق في الحصول علا المعلومات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- https://www.idarati.ma.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ ،‬الصادر بتنفيذو الظهير الشريع رقم ‪1.20.06‬‬
‫بتاريت ‪ 11‬من رجب ‪ 6( 1441‬مارس ‪ ،)2020‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6866‬الصادرة بتاريت ‪ 06‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪ -3‬تم إنجاي هذو البوابة في إطار شراكة بين ويارة الداخلية‪ ،‬والقطاع المكلع بإ الل اإلدارة‪ ،‬والقطاع المكلع بالصناعة والتجارة‪،‬‬
‫ووكالة التنمية الرقمية والوكالة الوطنية لتقنين الموا الت‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- http://www.chikaya.ma.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- http://www.chafafiya.ma.‬‬
‫‪ -6‬تندرج هذو البوابة في إطار تفعيل مقتضيات المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 31.13‬المتعلق بالحق في الحصول علا المعلومات الصادر بتنفيذو‬
‫الظهير الشريع رقم ‪ 1.18.15‬بتاريت ‪ 5‬جمادب اآلخرة ‪ 22( 1439‬فبراير ‪ ،)2018‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6655‬الصادرة بتاربت ‪ 22‬فبراير‬
‫‪ ،2018‬وكذا المنشور رقم ‪ 2020/05‬الصادر بتاريت ‪ 17‬يونيو ‪ 2020‬في شأن تفعيل الحق في الحصول علا المعلومات‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وإن‪ :‬باإلضافة إلا هذو المواقع الرسمية‪ ،‬تم إحدار كذلب العديد من المواقع والتطبيقات‬
‫اوخرب ذات اوهمية والتي تشكل بنية مهمة للمستثمر ‪،‬حيض أن‪ :‬علا مستوب التدبير المالي‪،‬‬
‫تم إحدار البوابة االلكترونية لويارةاإلقتصادوالمالية وتفعيل من خاللهاخدمات كثيرةللمواطنين‬
‫والمقاولة كخدمة آداء الرسوم المحلية إلكترونيا‪ ،‬وخدمة التصرين بالضريبةوأدائها إلكترونيا‪،‬‬
‫وإن‪ :‬علا المستوب العقاري‪ ،‬تم اإلعتماد علا التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري‬
‫والخدمات المرتبطة بها‪ ،‬وعلا مستوب الجمركي‪ ،‬تم إدخال مجموعة من التحسينات علا‬
‫الخدمات المقدمة للمستثمرين‪ ،‬كطلب اإلعفاء عبر الجمارك اإللكترونية وإقرار التسديد‬
‫اإللكتروني وأداء الرسوم الجمركية بواسطة البطاقة البنكية‪ ،‬والتصريحات الجمركية‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫ومن خالل تحديد أهم المواقع والتطبيقات الرقمية الرسمية التي تم إحداثها في المغرب‪،‬‬
‫يمكن إعتبار ه ذو الطفرة المهمة في اإلحدار‪،‬شكل محطة مهمة في تعزيز البنية المعلوماتية‬
‫للمغرب وعزيت الثقافة المعلوماتية المجتمعية‪ ،‬وساهم في تقريب العديد من الخدمات لفائدة‬
‫المرتفق والمستثمر‪ ،‬وقد تم من خاللهاوضع العديد من المنافذ اوساسية لتشجيع اإلستثمار‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬وضع منافذ أساسية لتشجيع اإلستثمار في المواقع والتطبيقات الرسمية‬

‫شكل إحدار مختلع المواقع والتطبيقات الرسمية بالمغرب من فتن العديد من‬
‫المنافذاوساسية في وج‪ :‬المرتفقين وكذا المستثمر‪ ،‬حيض أن هذو المواقع والتطبيقات شكل‬
‫إطارا مهما لإلضطالع علا مختلع المعلومات والمعطيات واإلجراءات المسطرية المتعلقة‬
‫بالمساطر واإلجراءات وبمناخ اوعمال بالمغرب‪ ،‬كما أنها تعتبر بمثابة إجابة علا العديد من‬
‫التساؤالت التي يطرحها المستثمر‪ ،‬والمحفز علا إتخاد قرار اإلستثماربالمغرب أم ال‪ ،‬وتتجسد‬
‫هذو المنافذ باوساس في‬

‫‪193‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫• تمكين المستثمر من المعطيات المتعلقة بوضعية المغرب ووضع رهن إشارته‬


‫مختلف التقارير‬

‫لقد إنخرط المغرب خالل السنوات اوخيرة‪ ،‬في ورش المعطيات المفتوحة‪ ،‬حيض بذل‬
‫في ذلب جهودا مهمة لضمان بروي منظومة رقمية وطنية‪ ،‬وضمان تطويرها بهدف السمال‬
‫لإلدارة والمقاولة والمواطن والمستثمر من االستفادة من اآلثار اإليجابية لهذو المعطيات‪.‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪،‬يمكن إعتبار أن هذو المواقع الرسميةتوفر خدمات متنوعة من خالل توفير‬
‫المعلومات والمعطيات المهمة واودوات الاليمة إلجراء مختلع المعامالت بسهولة وسرعة‪،‬‬
‫كما أنها تتين اإلضطالع علا مختلع التقارير المتعلقة بوضعية المغرب والتي من شأنها أن‬
‫تفيذ المستثمر في العديد من المجاالت‪.‬‬

‫حيض علا سبيل المثال في ذلب‪ ،‬تتين علا المستوب اإلقتصادباالضطالع علا معدالت‬
‫النمو بالمغرب ووضعية التشغيل في‪ ،:‬ومعدل النات الداخلي الخام‪ ،‬والنات الفردي اإلسمي‪،‬‬
‫كما أنها تتين تتبع نظام الصرف وقيمة العملة وغيرها‪ ،‬وعلا المستوب اإلجتماعي تتين‬
‫اإلضطالع علا معدالت البطالة والفقر‪ ،‬ووضعية التشغيل علا المستوب المجالي كما تتين‬
‫معرفة نسبة التمدرس والتخصصات الموجودة ونظام الحماية اإلجتماعية في‪ :‬وغيرها‪.‬‬

‫• تعريف المستثمر بمختلف السياسات العمومية واإلستثمارات الكبرى بالمغرب‬

‫عمل الدولة ومنذ سنوات علا وضع سياسات عمومية وإستراتيجيات كبرب في مختلع‬
‫المجاالت االقتصاديةواالجتماعية‪ ،‬حيض من خاللها تم إنجاي العديد من المشاريع والبرام‬
‫العمومية تتعلق بالمجال الطرقي كالخطوط العريضة للطرق السيارة والمجال السككي كالقطار‬
‫الفائق السرعة وعلا مستوب الموانم من خالل إنجاي الميناء المتوسطي طنجة‪ ،‬وكذا عمل‬
‫علا وضع إستراتيجيات تنموية متنوعة تتعلق بالفالحة والصناعة والسياحة وغيرها‪،‬وإن هذو‬
‫في تعزيز البنية التحتية الوطنية والرأس المال الالمادي وتعزيز جاذبيت‪:‬‬ ‫السياسات ساهم‬
‫لإلستثمار‪.‬‬

‫وإنطالقا من مختلع هذو اإل الحات‪ ،‬والتي كان لها دور كبير في تعزيز عائدات‬
‫سنة ‪ 2021‬إلا ‪ 31.9‬مليار‬ ‫اإلستثمارات اوجنبية المباشرة بالمغرب والتي و ل‬

‫‪194‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫العديد من الشركات والمجموعات االقتصادية العالمية الكبرب علقإتخاذ‬ ‫درهم‪ 1 ،‬عمل‬


‫قراراإلستثمار بالمغرب‪،‬حيض أن‪ :‬علا سبيل المثال تعتبر مجموعةرونولصناعة السيارات‬
‫وشركة بوين وشركة إيربوسلصناعة الطائرات وشركة فايزرلصناعة اودوية ومجموعة‬
‫أوميغا للنسي من أهم المستثمرين بالمغرب‪ ،‬وإن وجود هذا النوع من المستثمرين يعد حافزا‬
‫مهما لجلب إستثماراتلشركات ومجموعات عالمية كبرب أخرب‪ ،‬وهو اومر الذي تحاول‬
‫توضيح‪ :‬بعا نوافذ المواقع الرسمية خا ة منها المتعلق بموقع مغرب اون‪ ،‬والذي يطلع‬
‫الزائر علا مختلع البيانات واإلستثمارات والمؤشرات واورقام المختلفة‪.‬‬

‫• تمكين المستثمر من اإلطار التشريعي والمؤسساتي المنظم لإلستثمار بالمغرب‬

‫تتين المواقع والتطبيقاتالرسمية للمستثمر إمكانية البحض في مختلع النصوص القانونية‬


‫والتنظيمية المتعلقة بالترسانة التشريعية للمغرب‪ ،‬حيض تتين ل‪ :‬تحميل مختلع هذو النصوص‬
‫خا ة منها المتعلقة بمناخ اوعمال من قانون اإلستثماروقانون الشغل ومدونة التجارة وقانون‬
‫الشركات وغيرها من النصوص اوخرب والتي تعد لبنة أساسية إلنشاء وتسيير وتدبير أي‬
‫مشروع إستثماري بالمغرب‪.‬‬

‫باإلضافة إلا ذلب‪ ،‬تتين هذو المواقع إمكانية اإلضطالع علا الضمانات اوخرب‬
‫لإلستثمار خا ة منها مايتعلق بالخطب والرسائل الملكية والتي مافتأت تأكد علا حر ها‬
‫علا النهوض باإلستثمارات وتشجيعها وخلق جميع الضمانات إلستقرارها بالمغرب‪ ،‬كما تتين‬
‫الحكومي وأهداف‪ :‬المتعلقة باإلستثمارات واإلجراءات‬ ‫إمكانية اإلضطالع علا البرنام‬
‫الحكومية في هذا اإلطار‪ ،‬وكلمايخص الضمانات التي تتيحها الدولة للمستثمرين‪.‬‬

‫ومن جانب أخر‪ ،‬فإن هذو المواقع توفر إمكانية التعرف علا مختلع المؤسسات‬
‫واإلدارات المكلفة مباشرة بتدبير االستثمار وعناوين االتصال بها والتوا ل معها والمواقع‬
‫اإللكترونية الخا ة بها سواء تعلق اومر بالمستوب المركزي وأيضا علا المستوب الترابي‬
‫كما تتين إمكانية التعرف علا المهامواالختصا ات التي تقوم بها‪.‬‬

‫‪ -1‬التقرير السنوي لبنب المغرب لسنة ‪.2021‬‬

‫‪195‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫• تمكين المستثمر من الخدمات اإلدارية اإللكترونية ومن آلية التشكي‬

‫إن تنزيل المغرب لبعا المواقع والتطبيقات الرسمية المتعلقة بتبسيط المساطر اإلدارية‬
‫في إطار تنفيذ برنام تطوير اإلدارة علا المستوب الرقمي‪ ،‬مكن من إطالق عدد من الخدمات‬
‫في خلق بوابات إلكترونية ومواقع مستقلة‪ ،‬ورقمنة مجموعة من التدابير واإلجراءات‬ ‫تمثل‬
‫اإلدارية‪ ،‬وفي وضع هندسة جديدة لتدبير الشأن العام وتقديم الخدمات الخا ة بالمرفق العام‪.‬‬

‫وإن هذا التنزيل وهذو المواقع‪،‬ساهمتفي توفير الوق والجهد علا الشركات والمرتفقين‪،‬‬
‫حيض مكن الولوج إلا هذو المواقع من إجراء بعا المعامالت والخدمات اإلدارية بسهولة‬
‫وسرعة عن بعد‪ ،‬دون الحاجة إلا اإلنتظار في طوابير طويلة في المكاتب والتنقل نحو اإلدارة‪،‬‬
‫في تقليص تكاليع إنجاي الخدمات اإلدارية وتعزيز الشفافية وتسهيل عملية‬ ‫كما ساهم‬
‫دور القانون ‪ 59.11‬المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات‬ ‫اإلتصال والتفاعل‪ ،‬وإن‪ :‬مع‬
‫المواقع والتطبيقات الرسمية اورضية أمام المرتفقينوالستثمرين لطلب‬ ‫اإلدارية‪ ،‬فقد فتح‬
‫وتقديم العديد من الوثائق والقيام باإلجراءات علا المستوب اإللكتروني خا ة في إطار بوابة‬
‫إدارتي‪.‬‬

‫وإن‪ :‬مع وفرة الخدمات واإلجراءات اإللكترونية المقدمة للمرتفق‪،‬ومن أجل تعزيز‬
‫الضمانات المتعلقة بحقوق اوفراد في سلب المساطر القانونية عن المخالفات اإلدارية سواء‬
‫الرقمية أو التي تتم داخل اإلدارة‪ ،‬وضمان الحق في التشكي وتعزيز الشفافية في مختلع‬
‫الدولة علا وضع آليات مختلفة لسلب مساطر التشكي سواء علا‬ ‫الخدمات اإلدارية‪ ،‬عمل‬
‫المستوب العام من خالل البوابة اإللكترونية للتشكي أو علا المستوب الخاص من خالل إمكانية‬
‫التشكي الرقمي لدب القطاع المعني‪ ،‬حيض تهدف النوافذ المتعلقة بتقديم الشكاياتإلا تعزيز‬
‫الشفافية وانفتال اإلدارة علا محيطها‪ ،‬وتقريب اإلدارة من المرتفقين وتجويد الخدمات المقدمة‪،‬‬
‫وتيسير عملية إيداع وتتبع والرد علا جميع الطلبات‪.‬‬

‫ومن خالل ماسبق‪ ،‬يمكن إعتبار أن المغرب في إحداث‪ :‬للعديد من المواقع والتطبيقات‬
‫اإللكترونية الرسمية فيجميع المجاالت‪ ،‬أطر تدخل مختلع القطاعات الويارية وبعا‬
‫المؤسسات والمقاوالت العمومية من خالل توفر ها علا مواقع إلكترونية رسمية تجسد أدوارها‬

‫‪196‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫ومهامها وتوضن الخدمات التي تقدمها‪ ،‬وإن هذا التأطير والتدخل يمكن إعتبارو ساهم في‬
‫تكريا طابع التقدم الرقمي والعمل علقتقريب الخدمات من مختلع المرتفقين والتعريع‬
‫بالممملكة علا المستوب اإلقليمي والدولي‪ ،‬وساهم في تشجيع التعامل الرقمي لدب المواطنين‬
‫متاحة للجميع‪ ،‬وعمل علا تشجيع‬ ‫وقلل من نمط اإلنغالق علا المعلومة التي أ بح‬
‫اإلستثمار بالمغرب سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر‪.‬‬

‫غير أن‪ :‬وبالرغم من أهمية هذو المواقع والتطبيقات الرقمية‪ ،‬واودوار المهمة التي تلعبها‬
‫علا جميع المستويات‪ ،‬يمكن مالحظة وجود العديد من اإلشكاالت المتعلقة بها والتيتعد عائقا‬
‫أمامتحفيز المستثمرالذي يبحض عن السهولة والليونة‪ ،‬وعلا التحفيز واإلغراء اإلستثماري‪،‬‬
‫وعن جميع الضمانات من أجل نجال مشروع‪ :‬أو مشاريع‪ :‬االستثمارية‪،‬وهو اومر الذي‬
‫يستدعي منا البحض أكثر في التحديات واإلشكاالت التي تعرفهاهذو المواقع والتطبيقات‬
‫اإللكترونية والبحض عن بعا الحلول لتجاويها وهو اومر الذي سنعمل علا تحليل‪ :‬في‬
‫المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحديات وآفاق تشجيع اإلستثمار في تدبير المواقع والتطبيقات الرسمية‬

‫يعتبر تحفيزاإلستثمار وتشجيع‪ ،:‬من الرهانات الكبرب بالمغرب‪ ،‬خا ة مع إ دار‬


‫القانون اإلطار ‪ 03.22‬المتعلق باإلستثمار‪ 1،‬والذي كرسمجموعة من المرتكزات والمفاهيم‬
‫الجديدة تتعلق بأنظمة الدعم وتعزيز ضمانات اإلستثماروالتي أ بن من الضروري من خاللها‪،‬‬
‫العمل علا تحديض اونظمة الرقمية لمعالجتها‪ ،‬وإ الل جميع المداخل الرقميةلتوضين الرؤية‬
‫للمستمثرفي جميع اإلجراءات والمساطر والمعلومات التي يتطلبهااإلستثمار بالمغرب‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬ومن أجل مواكبة هذو الرهانات واوهداف الكبرب‪ ،‬يتعين باوساس‬
‫معالجة بعا التحديات خا ة منها المتعلقةبتدبير المواقع والتطبيقات الرسميةالتي لها عالقة‬
‫بتشجيع اإلستثمار والتي سنعمل علا تحديد أهم اإلشكاالت المتعلقة بها (الفقرة األولى)‪ ،‬مع‬

‫‪ -1‬ظهير شريع رقم ‪ 1.22.76‬ادر في ‪ 14‬من جمادب اوولا ‪ 9( 1444‬ديسمبر ‪ )2022‬بتنفيذ القانون اإلطار رقم ‪ 03.22‬بمثابة‬
‫ميثاق اإلستثمار‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 7900‬الصادر بتاريت ‪ 12‬ديسمبر ‪.2022‬‬

‫‪197‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ضرورة البحض عن المنطلقات الكفيلة بتحقيق الفعالية في تدبير هذو المواقع والتطبيقات (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وجود تحديات في تدبير المواقع والتطبيقات الخاصة بتشجيع اإلستثمار‬

‫بالرغم من الطفرة المعلوماتية والرقمية التي عرفها المغرب‪ ،‬والتي غزت المجتمع‬
‫ومختلع المؤسسات والقطاعات‪،‬والسهولة واإليجابيات التي حققتها من خالل معرفة إحدار‬
‫العديد من المواقع والتطبيقاتالرسميةخا ة منها التي لها عالقة بتشجيعباإلستثمار‪،‬يمكن إعتبار‬
‫أن هذو الطفرة تعرف بعا من التحديات واإلشكاالت ال تساهم بشكل كبير في تحفيز‬
‫المستثمر‪ ،‬ولعل أبريها يتجلا باوساس في‬

‫• عدم وجود بوابة موحدة وخاصة بكل ما يتعلق باإلستثمار‬

‫إن المستثمر خا ة اوجنبي عندما يفكر في اإلستثمار في وجهة أو مجال معين‪ ،‬فإن في‬
‫وتسهل علي‪ :‬الو ول إلا جميع‬ ‫الغالب يختاروجهة واحدة للبحض‪،‬تقلص علي‪ :‬الوق‬
‫المعلومات واإلجراءات التي يريدها‪ ،‬غير أن في المغرب وفي وجود العديد من المواقع التي‬
‫تم إحداثها لهذا الغرضوبقدر إبيجابياتها‪ ،‬فإنها تعتبر عائقا أمام المستثمر‪ ،‬حيض يجد نفس‪ :‬أمام‬
‫العديد من المواقع اإللكترونية والتطبيقات المشتتة والتي في بعا اوحيان تختلع المعطيات‬
‫المتوفرة فيها وهو اومر الذي اليساهم في توحيد وجهت‪ ،:‬حيض يجد من خاللها المستثمر نفس‪:‬‬
‫ينتقل مابين العديد من المواقع والتطبيقات‪ ،‬وأخد معلومات من موقع واإلنتقال إلا موقع أخر‬
‫وخد معلومة أخرب‪ ،‬وهو اومر الذي يجسد طابع التباعدواإلختالففي المعلومات والمعطيات‬
‫واإلجراءاتالمتعلقة باإلستثمارمما ينقص من منسوب الثقة‪.‬‬

‫حيض أن‪ :‬في ذلب وعلا سبيل المثال‪ ،‬توجد العديد من المواقع اإللكترونية للمراكز‬
‫الجهوية لإلستثمار خا ة بكل جهة‪ ،‬وتوجد منصات متعددة لإلستثمار تختلع مابين المنصة‬
‫المتعلقة بالقطاع المكلع بالصناعة والتجارة ومابين منصة الوكالة المغربية لتنمية اإلستثمارات‬
‫والصادرات وتوجد العديد من البوابات اإللكترونية للتعريع بالمغرب‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫• وجود العديد من المواقع والتطبيقات التنسجم مع الطفرة المعلوماتية العالمية في‬


‫التحديث‬

‫تعرف العديد من المواقع الرسمية بالمغرب نوافذ كالسيكية من خاللها لم تستجب لطفرة‬
‫التحديض العالمية‪ ،‬حيض باوساس هذو المواقع تكرس بعا المشاكل المتعلقةبصعوبة التنقل‬
‫مابين نوافذها و فحاتها‪ ،‬وعدم التنظيم المعلوماتي فيها وعدم جاذبيتها‪ ،‬كما أن بعا المواقع‬
‫وتصميماتها ال تتوافق مع مختلع اوجهزةوالتتضمن ترجمة المحتويات إلا اللغات اوجنبية‬
‫خا ة اللغة اإلنجليزية بإعتبارها اللغة الرسمية العالمية‪ ،‬وحتا أن بعا المواقع التتضمن‬
‫اللغة العربية بإعتبارها اللغة الرسمية للدولة‪.‬‬

‫باإلضافة إلا ذلب‪ ،‬فإن بعا هذو المواقع التتوفر علا خرائط الموقع التي تنص عليها‬
‫المعايير الدولية‪ 1،‬وذلب من حيض تصميم الموقع‪ ،‬وتحديد الشكل واالنطباع العام ل‪ :‬بشكل يسهل‬
‫عملية التصفن‪ ،‬والو ول إلا المعلومة والخدمة المطلوبة‪ ،‬وبالتالي يمكن إعتبارأن بعا هذو‬
‫المواقع والتطبيقات لم تعرف أي تحديض منذ إنشائها وظل الشكل التقليدي و عوبة‬
‫التنقلو عوبة البحض عن المعلومة من خصائصها‪.‬‬

‫• عدم إمكانية اإليداع اإللكتروني لملفات إحداث المقاولة‬

‫عرف المغرب إ دارالقانون ‪ 88.17‬المتعلق بإحدار المقاوالت بطريقة إلكترونية‬


‫ومواكبتها‪2،‬والذي يكتسي أهمية قصوب في خلق فرص الشغل وتحسين مناخ اوعمال وتحسين‬
‫ترتيب المغرب في تقارير الهي ات الدولية السيما مؤشر إحدار المقاولة المعتمد من طرف‬
‫البنب الدولي‪ ،‬وبحكم إرتباط‪ :‬بما يتعلق بتبسيط مساطر إنشاء المقاوالت والتقليص من اآلجال‬
‫المتعلقة بمختلع مراحل إحداثها وتشجيعها وإنعاشها‪ ،‬حيض نص هذا القانون علا إحدار منصة‬

‫‪ -1‬معايير الشبكة العالمية لإلتحاد العالمي لشبكة ويب (‪ ،) W3C‬للمزيد أنظر تقرير حول اإطار عمل معياري لتروي البي ة التمكينية‬
‫لتطوير الخدمات اإللكترونية العربيةا‪ ،‬اومم المتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكوا)‪.2011 ،‬‬
‫‪ -2‬الظهير الشريع رقم ‪ 1.18.109‬ادر في ‪ 2‬جمادب اوولا ‪ 9( 1440‬يناير ‪ )2019‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 88.17‬المتعلق بإحدار‬
‫المقاوالت بطريقة إلكترونية ومواكبتها‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6745‬الصادرة بتاريت ‪ 21‬يناير ‪.2019‬‬

‫‪199‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫إلكترونية إلحدار المقاوالت بطريقة إلكترونية ومواكبتها‪ 1 ،‬وإحدار لجنة وطنية ‪ 2‬للتتبع‬
‫والتنسيق فيما يتعلق بعمليات اإلحدار والمواكبة بطريقة إلكترونية‪.‬‬

‫وبالرغم من أهمية هذو المنصة في تحسين معالجة الطلباتوفي تشجيع المستثمر علا‬
‫اإلستثمار بالمغرب‪،‬والتي ستتولا جميع اإلجراءات القانونية المطلوبة إلحدار المقاوالت‬
‫والتقييدات الالحقة المتعلقة بها في السجل التجاري‪ ،‬وكذا إجراءات نشر البيانات والوثائق‬
‫المتعلقة بها‪ ،‬وإمكانية إيداع فيها جميع التصارين والعقود والقرارات والتقارير والقوائم‬
‫التركيبية ومحاضر المداوالت والوثائق وكذا المستخرجات من المقررات القضائية عند‬
‫االقتضاء‪ 3،‬إال أن المغرب اليال يدرس إيجاد الحلول المعلوماتية العملية لتنزيل هذو المنصة‬
‫علا المستوب التقني‪ ،‬وهو مايطرل إشكال السرعة في إ دار التشريعات دون توفير الظروف‬
‫والمتطلبات المالئمة لتنزيلها‪ ،‬اومر الذي يما بمبدأ ضرورة إستقرار القاعدة القانونية الذي‬
‫‪4‬‬
‫يعد من أبري ركائزها اومن القانوني‪.‬‬

‫• تحديات متعلقة بصعوبة تحقيق األمن المعلوماتي‬

‫عمل المغرب وتنزيال لتو يات مختلع التقارير ‪5‬علا تأطير العديد من المقتضيات‬
‫المتعلقة بالجانب الرقمي‪ ،‬حيض إعتمد علا قانون الحق في الحصول علا المعلومات في ‪6‬‬
‫فبراير ‪ 2018‬مما مكن‪ :‬من إستيفاء معايير اإلنضمام إلا الشراكة من أجل الحكومة المنفتحة‬
‫وأ بن الشريب ‪75‬في ‪ 26‬أبريل ‪ 2018‬بعدما قدم ‪ 18‬إلتزاما يتعلق نصفها باإلدارة‬
‫اإللكترون ية‪ ،‬كما عمل علا التأطير القانونيلحماية المعطيات الشخصية من خالل إ دار‬
‫القانون رقم ‪ 09.08‬المتعلق بحماية اوشخاص الذاتيين تجاو معالجة المعطيات ذات الطابع‬
‫الشخصي‪ ،‬وكذا تعزيز اومن المعلوماتي من خالل إ دار قانون رقم ‪ 05.22‬المتعلقباومن‬
‫السيبراني‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة اوولا من القانون رقم ‪ 88.17‬المتعلق بإحدار المقاوالت بطريقة إلكترونية ومواكبتها‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الحكيم يروق االتنظيم القانوني للمغرب الرقميا‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬سطات‪ ،‬الطبعة اوولا‪ ،2013 ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ - 3‬المادة الثانية من القانون رقم ‪ 88.17‬المتعلق بإحدار المقاوالت بطريقة إلكترونية ومواكبتها‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد بومديان ادور الرقمنة في جلب اإلستثمار بالمغربا‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،156‬يناير فبراير‪.2021‬‬
‫‪ -5‬خا ة التقرير السنوي للمجلا االقتصادي واالجتماعي والبيني برسم سنة ‪ 2016‬حول االتحول الرقمي في خدمة المواطن ومن أجل‬
‫تحقيق تنمية اقتصادية مستدامةا‪ ،‬وكذا تقرير المجلا اوعلا للحسابات المتعلق بتقييم الخدمات عبر اإلنترني ‪ ،‬الصادر في ماي ‪.2019‬‬

‫‪200‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وبالرغم من هذ و اوهمية التشريعية ومن تأطير أسا الحماية للمعامالت والمعلومات‬


‫اإللكترونية‪ ،‬فإن إشكال تحقيق اومن والحماية المعلوماتية للمواقع والتطبيقات الرسميةيتجسد‬
‫بشدة‪ ،‬خا ة مع توفر المغرب علا العديد من المعلومات المتعلقة بالمواطنين وباإلقتصاد‬
‫وبالجانب اإلجتماعي والمعلومات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬ومعلومات متعلقة بالشركات‬
‫والمقاوالت الكبرب المستثمرة بالمغرب‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تعرف المواقع والتطبيقات الرسمية بالمغرب العديد من الصعوبات‬
‫عوبة حمايتها مناإلختراق و عوبة إتالف بيانات التخزين‪ ،‬وإن‬ ‫خا ة منها المتجلية في‬
‫هذا التحدي يظل قائمامع ضعع توفر بعا القطاعات الحيوية علا اوطر البشرية الكافية‬
‫لحماية هذو اونظمة وضعع الوسائل اللوجستيكية الكفيلة بمسايرة وتدبير مختلع المعطيات‬
‫واورقام والمؤشرات التي تتوفر عليها‪.‬‬

‫• التأخر في دعم التكنولوجيا لتسهيل حصول المستثمر على جميع الخدمات العمومية‬

‫تعتبر الرقمنة تلب الحلقة اوساسية في بناء التصور الحديض لمفاهيم الخدمة‬
‫العمومية‪1،‬وإن‪ :‬وبالرغممن وجود العديد من المواقع الرسمية اإللكترونية والتطبيقات‪ ،‬إال أن‬
‫المواقع والتطبيقات الرسمية في المغرب لم تساهم بشكل‬ ‫المالحظ بالمواياة مع ذلب اليال‬
‫كبير في التقليص من المعامالت الورقية وأن العديد من اإلجراءات اليال يضفا عليها الطابع‬
‫الورقي والحضوري باإلدارة‪ ،‬وهو اومر الذي يجسد بعا التأخير في رفع الطابع المادي‬
‫للمساطر‪.‬‬

‫وباإلضافة إلا ذلب‪ ،‬يالحظ أن مختلع القطاعات الرسمية لم تعتمد بشكل كبير علا‬
‫التطبيقات في الهواتع النقالةالخا ة بالمساطر واإلجراءات اإلدارية بالرغم من أهميتها‬
‫وبالرغم مما تتيح‪ :‬من سهولة في البحض والولوج‪ ،‬وإن‪ :‬علا مستوب اإلستثمار لم يعرف‬
‫المغرب إحدار أي تطبيق رسمي شامل خاص بالمستثمر يسهل علي‪ :‬القيام بجميع اإلجراءات‬

‫‪ -1‬محمد بومديان ادور الرقمنة في جلب اإلستثمار بالمغربا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪201‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫والمساطر اإلدارية عبر هاتف‪ :‬النقال ويتين إلي‪ :‬اإلضطالع علا جميع المطيات واورقام‬
‫واإلحصاءات التي ستفيذو في إنشاء مشروع‪ :‬اإلستثماري‪.‬‬

‫وإن‪ :‬مع وجود هذو التحديات وغيرها‪ ،‬والتأثيرات والتي تطرحبالنسبة لتشجيع اإلستثمار‬
‫تهتم بالجانب الرقمي‬ ‫بالمغرب خا ة وأن العديد من الدول العربية واإلفريقية أضح‬
‫وبالمواقع التطبيقات اإللكترونية كعنصر أساسي في سياسة تحفيز اإلستثمار في بلدانها‪ ،‬فإن‪:‬‬
‫أضحا علا المغرب أن يهتم بهذا المجال وأن يعمل علا تحقيق الفعالية في تدبير مختلع‬
‫المواقع والتطبيقات الرسمية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬منطلقات فعالية تشجيع اإلستثمار في تدبير المواقع والتطبيقات الرسمية‬

‫يحتاج تدبير المواقع والتطبيقات الرقمية الرسمية بالمغرب إلا المزيد من الفعالية من‬
‫أجل تحقيق الغايات واوهداف الكبرب لتشجيع اإلستثمار‪ ،‬حيض إن تدبير هذو المواقع وبالرغم‬
‫من الطفرة التي عرفها إحدار العديد منهاإال أناإلهتمام بها واإلستثمار في تحديثها وتطويرها‬
‫كنعصر مهم في عملية دعم وتشجيع اإلستثمار اليال غائبا‪ ،‬وفي هذا اإلطار يتعين العمل علا‬
‫إرساء العديد من المنطلقات خا ة منها‬

‫• ضرورة تكريسا لمواقع والتطبيقات الرقمية لتعزيز التواصل اإلداري‬

‫تساعد الرقمنةفي تسهيل إجراءات اإلتصال بين مختلع المصالن داخليا وخارجيا‪ ،‬حيض‬
‫إن اإلعتماد عليها من خالل إدخال تقنيات حديثة وعصرية داخل اإلدارة خا ة إستعمال مواقع‬
‫وتطبيقات حديثة‪،‬ستوفر إمكانيات مهمة لتحقق إنفتال اإلدارة علا محيطها‪ ،‬وتعزيز التوا ل‬
‫مابين جميع الهياكلوستساهم في الحد من البيروقراطية وستعمل علا إشباع حاجيات‬
‫المرتفقين‪ 1 ،‬وستعزي الثقة بين اإلدارة ومحيطها الخارجي‪ 2 ،‬في إطار بي ة إدارية تطبعها‬
‫الشفافية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحكيم يروق االمعلوميات ورهان تحقيق التحديض اإلداري والتنافسية اإلقتصادية بالمغرب دراسة في ظل النظام القانوني‬
‫للمعلوميات في التشريعا‪ ،‬الشركة العامة لتوييع الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2014 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -2‬خالد بوشمال اتطوير وتحديض أنماط التدبير اإلداري والمالي باإلدارة المغربيةا‪ ،‬المجلة الدولية للمالية‪ ،‬العدد ‪ ،8‬دجنبر ‪،2021‬‬
‫ص ‪.18-17‬‬

‫‪202‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وإن‪ :‬حتا يتم تقوية التوا ل اإلداري في مختلع المواقع والتطبيقات الرسمية‪ ،‬يتعين‬
‫باوساس العمل علا توضين المعلومات والمعطيات المتوفرةوتوحيدها مابين جميع هذو‬
‫المواقع‪ ،‬والعمل في هذا اإلطار علا إحدار المنصات الرقمية المشتركة للبيانات والخدمات‬
‫لتمكين اإلدارات من دم خدماتها‪ ،‬وكذا العمل علا فتن نوافذ خا ة باإلتصال اإللكتروني‬
‫من خالل اإلجابة اإللكترونية علا جميع التساؤالت واإلشكاالت التي يطرل المستثمر‬
‫والمرتفق بصفة عامة وأن تكون اإلجابة سريعة التنتظر الشهر أو اوشهر‪ ،‬وهو ما سينعكا‬
‫ال محالة علا توفير مناخ مشجع للمستثمرين‪.‬‬

‫• ضرورة العمل علىتعزيز المساطر والخدمة اإلدارية في المواقع والتطبيقات الرسمية‬

‫تشكل المواقع والتطبيقات الرسمية الحلول الواضحة لذا المرتفق في تعزيز المساطر‬
‫والخدمة اإلدارية‪ ،‬حيض أن تعزيز هذا اإلطار الرقمي يمثل عقلنة للتدبير المكاني والزمني‬
‫للمرفق العام عن طريق القطع مع التزاحم واإلنتظار من أجل الحصول علقالخدمة‪1،‬وإن‪ :‬من‬
‫خاللها يتضن للمرتفق أهمية الرقمنة اإلدارية خا ة عندما يستفيد من الخدمة بالسرعة وبأقل‬
‫مجهود‪ ،‬وهو اومر الذي يتعين علقمختلع اإلدارات والمؤسسات العموميةالسعيإلا تحقيق‪.:‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ومن أجل التسريع في تنزيل هذا الرهان وحتا تساهم هذو اآلليات في‬
‫تشجيع اإلستثمار بشكل أكبر‪ ،‬يتعين تحسين اوداء الداخلي لإلدارات وتيسير تبادل المعطيات‬
‫والتنسيق فيما بينها‪ ،‬وتحويل العديد من الخدمات والمساطر اإلدارية المتعقةباإلستثمار إلا‬
‫الجانب اإلكتروني والتخفيع من اووراق وكثرة اإلجراءات التي يتعين المصادقة عليها ورقيا‪.‬‬
‫وفي ذلب يتعينالتنزيل الكامل لمشروع المنصة الحكومية للتبادل الرقمي للبيانات والمعلومات‪،‬‬
‫والتي ستساهم في تيسير وتقريب وتجويد الخدمات العمومية المقدمة للمرتفقين وضمان‬
‫شفافيتها‪.‬‬

‫ومن جانب أخر‪ ،‬يتعين علا اإلدارة اإلمان بأن الرقمنةهي البديل اونسب للتقدم والتطور‪،‬‬
‫وهي رهان جلب العديد من اإلستثمارات‪ ،‬وفي ذلب يتعين عليهاالحد من تكدس الملفات الورقية‬

‫‪ -1‬محمد المودن االتأسيا القانوني للمرفق العام اإللكترونيا‪ ،‬مؤلع جماعي حول موضوع التحوالت الكبرب للقانون اإلداري‪،‬‬
‫المستجدات المفاهيمية والقانونية الخلف ية السوسيو سياسية واالقتصادية االكراهات التدبيرية الرقمنة‪ ،‬مكتبة دار السالم للطباعة والنشر‬
‫والتوييع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة اوولا ‪ ،2021‬ص ‪.343‬‬

‫‪203‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫من خالل التقليل من نظام الحفظ الورقي والتوج‪ :‬إلا الحفظ المعلوماتي اوكثر أمانا في‬
‫التخزين والتوثيق‪1،‬وكذا التخفيع من عبم المسؤولية علا الموظفين والمسؤولين في بعا‬
‫الملفات التي التكرس الطابع الرقمي‪.‬‬

‫• العمل على تعزيز الحماية المعلوماتية في المواقع والتطبيقات الرسمية‬


‫في ظل وجود العديد من التحديات التي قد تواج‪ :‬الحماية المعلوماتية لمختلع المعطيات‬
‫والمعلومات والبيانات المتوفرة في مختلع التطبيقات والمواقع الرسمية‪ ،‬خا ة التحديات‬
‫المتعلقة باإلختراقوباإلتالف اإللكترونية للبيانات والمعطيات و عوبة التخزين‪ ،‬يتعين علا‬
‫الدولة تكريا الحماية المعلوماتية من خالاللعمل علا تأمين سرية المعطيات الشخصية وعلا‬
‫رأسها التوقيع االلكتروني من أية إختراقات عبر غلق منافذ الولوج عن اإلعتداءات المحتملة‬
‫ووضع نظام لإلنذارونظام ضد الفيروسات اإللكترونية‪ ،‬وتتوي ذلب بالمصادقة علا تشريع‬
‫‪2‬‬
‫يتصدب للجرائم االلكترونية وباوخص تلب المتعلقة بالتحويالت والمعامالت المالية والبنكية‪.‬‬
‫كما يتعين عليها إرساء القواعد والضوابط اوساسية للتحول الرقمي للخدمات اإلدارية‬
‫والتعامالت المرتبطة بها والتبادالت البينية بين اإلدارة والمرتفقين من جهة‪ ،‬وبين اإلدارات‬
‫الحية تقديم‬ ‫فيما بينها من جهة أخرب‪ ،‬وتبسيط اإلجراءات اإلدارية بتخويل اإلدارات‬
‫الخدمات إلا المرتفقين بطريقة رقمية تضمن أمن المعلومات وموثوقيتها وتراعي الحقوق‬
‫المتعلقة بحماية المعطيات ذات الطبيعة الشخصية‪.‬‬
‫باإلضافة إلا ذلب‪ ،‬يتعين عليها التنزيل السليم لمختلع المقتضيات القانونية المتعلقة‬
‫باومن السيبراني‪ ،‬وتحمل المسؤولية كضامن للحماية المعلوماتية لجميع المعطيات والبيانات‬
‫المتعلقة باإلستثمار والمستثمر وذلب من أجل تشجيع اإلستثمار‪ ،‬حيض أن المستثمر وحتا يثق‬
‫في مختلع التطبيقات والمواقع الرسمية وحتا يحمل جميع معلومات‪ :‬ومعلومات مشروع‪:‬‬
‫اإلستثماري يتعين توفير ل‪ :‬جميع الضمانات المتعلقة باومن المعلوماتي في مختلع البرام‬
‫والتطبيقات وكذا ضمان السرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mohamed Harakat: « Gouvernance et nouvelle mesure publique au Maroc »,Management stratégique,‬‬
‫‪vol 6, Maarif al Jadida, 2004, p:47.‬‬
‫‪ -2‬موالي محمد البوعزاوي اتحديض االدارة المحلية بالمغربا‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراو في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية أكدال‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2013-2012‬ص ‪.188‬‬

‫‪204‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫• تنمية اإلستثمار في دعم وتطوير المواقع والتطبيقات الرقمية‬

‫من أجل دعم وتطوير المواقع والتطبيقات الرقمية الرسمية بالمغرب‪ ،‬يتعين علا الدولة‬
‫وضع سياسة لهذا التشجيع من خالل اإلستثمار في تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‪1،‬وتعزيز‬
‫سرعة شبكة اإلتصال وتوفر البنية التحتية الاليمة للدعم المالي والتقني لهذو المواقع والتكوين‬
‫لجميع اإلدارات في هذا المجال وذلب لتحسين مستوب الجودة واالبتكار‪.‬‬

‫كما يتعين عليها تخصيص ميزانية مهمة لإلستثمار في مجال الرقمنة‪ ،‬وتخصيص‬
‫اإلعتمادات المالية الاليمة للصيانة ومسايرة التكنولوجيا‪2،‬والتنزيل السليم لمذكرة التوجهات‬
‫العامة للتنمية الرقمية‪ ،‬وتشجيع القطاع الخاص علا اإلستثمار في تنمية وتطوير المواقع‬
‫الرسميةوتعزيز التعاون والشراكات في هذا المجال‪ ،‬كما يتعين عليهااإلستثمار في إطالق‬
‫ورش الجيل الرقمي الذي يمكن أن يشكل دعامة أساسية لتطوير الرأسمال البشري الضروري‬
‫لمواكبة التطورات التي يشهدها العالم في جميع المجاالت‪.‬‬

‫باإلضافة إلا ذلب‪ ،‬يتعين عليها اإلستثمار في تحديض المواقع والتطبيقات الرسمية وذلب‬
‫حتا تواكب متطلبات العصر والوثيرة السريعة التي يعرفها المجال الرقمي‪ ،‬من خالل أن‬
‫تكون هذو المواقع والتطبيقات سهلة اإلضطالع وتوفر جميع المعلومات والمعطيات والخدمات‬
‫التي قد يحتاجها المرتفق بصفة عامة والمستثمر باوخص‪ ،‬ونقترل في هذا وضع وإحدار‬
‫بوابة إلكترونية وتطبيق هاتفي خا ة باإلستثمار بالمغرب (علا غرار موقع اإلستثمار‬
‫االمغرب او نا) في‪ :‬جميع اإلجراءات والمعلومات والمعطيات والشؤون القانونية التي‬
‫يحتاجها المستثمر من أجل إحدار مشروع‪ :‬ومواكبت‪ ،:‬وذلب من خالل اإلستفادة من بعا‬
‫التجارب العربية في هذا المجال كتجربة اإلماراتالتي تضع منصة خا ة باإلستثمار وجميع‬
‫اومور المتعلقة ب‪.:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Rapport OCDE : « stimuler l’investissement pour une croissance plus forte et durable », perspectives‬‬
‫‪économiques de l'ocde, volume 2015/1, version préliminaire, p : 226.‬‬
‫‪ -2‬محمد المودن االتأسيا القانوني للمرفق العام اإللكترونيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.360‬‬

‫‪205‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫• تعزيز األدوار المؤسساتية واإلطار التشريعي لتدبير المواقع والتطبيقات الرسمية‬

‫من أجل أن تحضا المواقع والتطبيقاتالرسمية بالمغرب بأهمية واسعة وأن تساهم بشكل‬
‫أكبر في تقرب الخدمات للمرتفقين والتشجيع علا اإلستثمار‪ ،‬يتعين أن تكون محط مراقبة‬
‫وتوجي‪ :‬وتتبع مؤسساتي واحد‪ ،‬حيض في هذا اإلطار يتعين تعزيز أدواروإختصا ات وكالة‬
‫التنمية الرقميةوذلب حتا تواكب مختلع الرهانات الرقمية لهذو المواقع وتمكينها من‬
‫اإلعتمادات والوسائل القانونيةواللوجستيكية والتقنية الاليمة للتتبع والمراقبة وأيضا التوجي‪:‬‬
‫والدعم‪.‬‬

‫ومن جانب أخر‪ ،‬يتعينإحدار مر د للحكومة اإللكترونية حيض سيشكل لوحة قيادة من‬
‫شأنها توجي‪ :‬التجربة الرقمية بالمغرب إنطالقا من جمع المؤشرات ودراستها‪ ،‬وسيمكن من‬
‫تحسين الخدمة الرقمية بالمغرب والرفع من جودتها وذلب لمواجهة بعا التحديات المتعلقة‬
‫بالكم الهائل في حجم المعلومات الذي قد يؤخر معالجتها‪ ،‬و مواجهة التوقع الغير متوقع لعملية‬
‫‪1‬‬
‫االتصال‪ ،‬وحماية المعلومات والمعطيات من أي تحريع في مضمونها‪.‬‬

‫أما علا المستوب التشريعي‪ ،‬يتعين مواكبة المواقع والتطبيقات الرسمية والخدمات‬
‫والمعلومات والمعطيات التي توفرها‪ ،‬بإطار تشريعي مناسب يمكن اإلدارات والمؤسسات‬
‫العموم ية من تصميم وتطوير خدمات رقمية مندمجة وفعالة‪ 2 ،‬وهو اومر الذي يتعين من‬
‫خاللهالتسريع بتنزيل اإلطار القانوني الخاص باإلدارة الرقمية حتا يواكب مختلع المستجدات‬
‫المتعلقة برقمنة المرفق العام وأن يشمل في موادهتأطير عمل المواقع والتطبيقات اإللكترونية‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫كم ا يتعينفي موادو كذلب‪،‬العمل علا تحديد القواعد المتعلقة بالبيانات المفتوحة وتلب‬
‫المتعلقة بتبادل البيانات المشتركة‪ ،‬وتيسير الولوج للخدمات الرقمية بالنسبة لاشخاص ذوي‬

‫‪ -1‬تستطيع اإلدارة العمومية في أية دولة أن تستعين بأدوات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال لتعزيز الشفافية والمساءلة والكفاءة في تقديم‬
‫الخدمات العامة للمواطنين كما تساعد اإلدارة االلكترونية المواطنين علا الحصول علا خدماتهم بفعالية في أي وق ممكن وبأقل كلفة‬
‫ومجهود بدال من المعاناة والبيروقراطية‪ ،‬للمزيد من التفا يل أنظر‬
‫‪- Maisl (H) et Chatillon (G) :« la citoyen et l'administration », ouvrage collectif collection des guides‬‬
‫‪généraux de services public, éditions de l'imprimerie nationale, sans anneé, p : 1.‬‬
‫‪ -2‬تو ية تقرير المجلا اوعلا للحسابات المتعلق بتقييم الخدمات عبر اإلنترني ‪ ،‬الصادر في ماي ‪.2019‬‬

‫‪206‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫االحتياجات الخا ة أو الذين ال يستطيعون اإلستفادة من الخدمات بسبب وضعهم الخاص‪،‬‬


‫وإعتماد هوية رقمية وإسناد رمز تعريفي موحد لتمكين المرتفق من التسجيل وتحديد هويت‪:‬‬
‫للولوج إلا الخدمات الرقمية‪ ،‬وإحدار حساب رقمي للمرتفق يمكن‪ :‬من تبادل بيانات‪ :‬اإلدارية‬
‫المشتركة مع اإلدارات في إطار اإلستفادة من الخدمات‪.‬‬

‫وإن‪ :‬من خالل ماسبق‪ ،‬يمكن إعتبار أن مختلع اإلشكاالت التي تما تدبير المواقع‬
‫والتطبيقات الرسمية والتي تحد بشكل أو بأخر من مساهمتها في تشجيع وتحفيز اإلستثمار‬
‫بالمغرب‪ ،‬هي تحديات ذات أبعاد مختلفة يندم فيها الشق التقني والبشري وجانب عدم اإلهتمام‬
‫لدب بعا المسؤولين بأهمية هذو المواقع والتطبيقات‪ ،‬وإن معالجة هذو التحديات ينطلق من‬
‫ضرورة توفير اإلمكانات البشرية والمادية واللوجستيكية إل الحها وتحديثها‪ ،‬وإعتبارها من‬
‫اآلليات المهمة في تشجيع وتحفيز اإلستثمار بالمغرب‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫اوكيد إن المغرب ومنذ سنوات عمل علا وضع ترسانة مهمة لبناء المعالم الكبرب للمجال‬
‫الرقمي‪ ،‬كان من بين تجلياتها إحدار العديد من المواقع والتطبيقات الرسمية‪ ،‬حيض شكل هذو‬
‫الطفرة المحدد اوساسي للتطور التكنولوجي‪،‬ودعامة أساسية لتحديض الدولة في طرق إشتغالها‬
‫وحكامتها‪ ،‬وكان من بين حسناتها أنها ساهم في تقريب الخدمة اإلدارية من المرتفقين وفي‬
‫تسهيل عمل المقاوالت‪ ،‬وشكل أداة مهمة للتعامل مع مختلع المستثمرين‪ ،‬وشجع الشركات‬
‫علا تنزيل العديد من البرام والمشاريع اإلجتماعية واإلقتصادية‬ ‫علا االستثمار‪ ،‬وعمل‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫ومما الشب في‪ ،:‬يمكن إعتبار أن هذو المواقع والتطبيقات الرسمية محدد أساسي ومهم في‬
‫تحفيز وجذب اإلستثمارات‪ ،‬خا ة مع اإلهتمام العالمي بالمجال التكنولوجي والرقمي وكثرة‬
‫لجوء اوفراد والشركات إلا التطبيقات والمواقع الرقمية‪ ،‬والتي تستدعي من المغرب ترسيت‬
‫اإليمان بأهميتها لدب القيادات اإلدارية والوعي بأهمية أدوارها واإلستفادة من البحض العلمي‬
‫في هذا المجال والتجارب والخبرات التي يتمتع بها العديد من اوطر والكفاءات الوطنية‬

‫‪207‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫والمبرمجين والخبراء في تقنية المعلومات‪ ،‬والذي يمكنهم تطوير المنصات والمواقع‬


‫والتطبيقات الرقمية بطريقة متميزة وفي مختلع القطاعات‪،‬‬

‫وإيجاد الحلول الاليمة إلغراء المستثمرين ووضع رهن إشارتهم مختلع المتطلبات التي‬
‫يحتاجونها وذلب في إطار تعزيز التشجيع اإللكتروني لإلستثمار‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫تنظيم الطب عن بعد‪ ،‬المزايا المتاحة واإلكراهات‬


‫المطروحة‬

‫محمد السامري‬
‫طالب باحث بسلك الدكتوراه‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل – فاس‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن ملكة العقل التي يمتاي بها اإلنسان علا باقي كائنات المعمور‪ ،‬جعلت‪ :‬في بحض مستمر‬
‫راع‪ :‬اوبدي مع متغيرات‬ ‫وغير متناو في محاولة إدراك أنسب السبل للعيش وتأمين البقاء في‬
‫محيط‪ :‬من ظواهر الطبيعة واووب ة والمخاطر‪.‬‬

‫ومما راهن علي‪ :‬االنسان في مسار انشاء الحضارات‪ ،‬تطويرو أعمال الطب واالستشفاء‪،‬‬
‫السيما وأن التاريت يشهد بأن كثير من الحضارات واومم قد أبادتها اووب ة واومراض‪ ،‬مما‬
‫جعل مجال البحض في علوم الطب من أولويات المجتمعات القديمة والحديثةعلا السواء‪.‬‬

‫ومن بين المجاالت التي نالها التطور في القرنين اوخيرين‪ ،‬نجد الكيفيات والطرائق التي‬
‫ناعة‬ ‫يتوا ل بها الطبيب مع مريض‪ ،:‬حيض بفعل التطورات الهائلة التي عرفتها‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬تم التفكير في استثمار تلب التكنولوجيا في المجال الطبي ليا فقط علا مستوب‬
‫الصناعة الدوائية الطبية ولكن أيضا علا مستوب العملية التوا لية أو التدخلية التي يمكن أن‬
‫تجمع بين الطبيب وبين المريا‪ ،‬والتي أ بح اليوم من الممكن أن تتم بواسطة رقمية وعن‬
‫بعد في إطار ما يطلق عن‪ :‬حاليا االطب عن بعدا‪.‬‬

‫ويرجع تاريت ظهور بعا مالمن هذا الصنع من الممارسة الطبية إلا الستينات‪ ،‬حين‬
‫أسا الدكتور اومريكي كينيض بيرد في مستشفا ماساتشوستا‪ ،‬أولا عيادات الطب عن بعد‪،‬‬
‫لما قام بتقديم الخدمات الصحية المستعجلة للموظفين والمسافرين علا بعد أميال من المستشفا‪،‬‬

‫‪209‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫باستخدام دائرة الموجات الصوتية المرئية ذات االتجاهين‪ ،1‬بالمواياة مع هذو المجهودات كان‬
‫وكالة الفضاء اومريكية قد طورت أدوات لتتبع ودراسة التغيرات الفيزيولوجية لرواد الفضاء‬
‫آنذاك العلماء بتلب الوكالة أن‪ :‬من الممكن مراقبة‬ ‫عن بعد في رحالتهم الفضائية‪ ،‬حيض أثب‬
‫الوظائع الفيزيولوجية كضغط الدم وسرعة ضربات القلب وحرارة الجسم بواسطة اوطباء‬
‫من اورض‪ ،‬وقد مهد هذا اومر لفتن إمكانية إجراء التشخيص عن بعد ونقل البيانات الطبية‬
‫مع الحفاظ علا النوعية والتفا يل‪.2‬‬

‫كما يسجل في هذا السياق بان اعتماد اعمال الطب عن بعد‪ ،‬قد عرف رواجا كبيرا في‬
‫المجال العسكري الذي بالمناسبة طور أدوات متقدمة لالستثمار التكنولوجيا في تقديم الخدمات‬
‫الطبية لفائدة الجنود واوطر العسكرية‪.3‬‬

‫وبذلب تكون الخدمات الطبية قد انتقل من االرتكاي علا التواجد المادي والفعلي لطرفي‬
‫الخدمة الطبية(الطبيب والمريا)‪ ،‬في مكان واحد(مستو ع‪ ،‬مستشفا‪،‬مصحة‪،‬عيادة‪،‬‬
‫منزل)‪ ،‬إلا فتن اإلمكانية لتقديم الخدمة الطبية عن بعد وبنفا ضمانات الخدمة الطبية‬
‫الحضورية‪ ،‬وذلب اعتمادا علا التكنولوجية الرقمية التي سهل هذو الممارسة بشكل كبير‪.‬‬

‫لمفهوم الطب عن بعد (‪ ،)Télémédecine‬فهناك‬ ‫وقد تعددت التعاريع التي تطرق‬


‫من يعتبرو بمثابة نقل للبيانات الطبية من مكان إلا آخر‪ ،‬أو باوحرب هو استخدام تقنيات‬
‫االتصال السلكية والالسلكية لتوفير الخدمات والمعلومات الطبية التي يتم تبادلها التي يمكن أن‬
‫ور اوشعة‬ ‫وتي‪ ،‬سجالت المريا اإللكترونية‪،‬‬ ‫ور‪ ،‬فيديو مباشر‪ ،‬تسجيل‬ ‫تتخذ شكل‬
‫السينية‪ ،‬أو أي مخرج لاجهزة الطبية‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد المغيض الشاوي ا التطبيب عن بعد في المغرب واقع وتحدياتا‪ ،‬المجلة الصحية المغربية‪ ،‬عدد‪ ،32‬أبريل ‪ ،2022‬ص ‪55‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Alexis Astruc ; Samuel Sarfati ; Bruno Halioua : « Télémédecine :les débuts de l’histoire »,article‬‬
‫‪disponible sur le lien suivant : https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2666479820301865.‬‬
‫‪(Consulté le 19/02/2023).‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Voir M.kadiri, Y, othman ; M.Gartoum ; J.Mehssani ; M.Z.Bichra : « Télémédecine évolution d’un‬‬
‫‪concept », Maroc médical, Tome 34, n°4,décembre,2014, p :277-278.‬‬
‫‪ -4‬لينى مصطفى مراد االتطبيقات البرمجية للعناية الصحية عن بعد باستخدام اوجهزة النقالة الذكيةا‪ ،‬رسالة ماجستير في المعلوماتية‪،‬‬
‫كلية العلوم‪ ،‬جامعة البعض‪ ،‬سوريا‪ ،2011،‬ص ‪.7‬‬

‫‪210‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وحسب التعريع الذي أ درت‪ :‬منظمة الصحة العالمية سنة ‪ ،1998‬فقد تم التمييز بين‬
‫مفهوم الطب عن بعد اإلكلينيكي وبين مفهوم الطب عن بعد المعلوماتي‪ ،‬بحيض يعتبر طب عن‬
‫بعد إكلينيكي ا كل نشاط مهني يتم من خالل اعتماد واستخدام وسائل االتصال الرقمية من قبل‬
‫اوطباء وباقي مكونات الجهاي الطبي عن بعد للقيام بأعمال طبية لفائدة مرضاا ‪ ،‬وبالمقابل‬
‫يعتبر طبا عن بعد معلوماتي تلب الخدمة التوا لية السمعية البصرية البينية التي تنظم تقسيم‬
‫المعرفة الطبية وبروتوكوالت التكلفة بالنسبة للمرضا واالستشفاء‪ ،‬وذلب بهدف دعم وتحسين‬
‫‪1‬‬
‫النشاط الطبي‪.‬ا‬

‫كما قدم اللجنة اووربية بواسطة أشغالها بتاريت ‪ 8‬نونبر‪ 2008‬تعريفا لخدمات الطب‬
‫عن بعد معتبرة إياوا التوريد عن بعد لخدمات االستشفاء عبر واسطة تكنولوجيا المعلومات‬
‫والتوا ل في وضعيات ال يكون في‪ :‬مهني الصحة والمريا (أو مهنيين للصحة) متواجدين‬
‫وت‪،‬‬ ‫في مكان واحد‪ ،‬ويتطلب اومر نقل بشكل آمن بيانات ومعلومات طبية إما عبر نص‪،‬‬
‫ورة أو غيرها من الوسائل الضرورية الكفيلة بتأمين الوقاية والتشخيص‪ ،‬فضال عن المعالجة‬
‫وتتبع وضعية المرياا‪. 2‬‬

‫وال ريب أن تمييز منظمة الصحة العالمية في التعريع السالع الذكر بين الطب عن بعد‬
‫االكلينيكي والطب عن بعد المعلوماتي‪ ،‬ل‪ :‬ما يبررو بالنظر لآلثار المترتبة عن مزاولة كل‬
‫منهما في عالقة بالخدمة الصحية‪ ،‬وبالنظر كذلب للضوابط القانونية والتنظيمية التي تخص كل‬
‫نع علا حدة‪ ،‬حيض إن خدمات الطب عن بعد المعلوماتي تعتبر بمثابة خدمات محكومة‬
‫راحة التوجيهية اووروبية سنة ‪ 1998‬و‬ ‫بضوابط قانون المنافسة‪ ،‬وهو ما أشارت إلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Pierre Simon «Pratiques de télémédecine et politique actuelle», adsp, n°101, decembre2017, p :10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Communication de la Commission au Parlement européen, au Conseil, au Comité économique et‬‬
‫‪social européen et auComité des régions du 4 novembre 2008 concernant latélémédecine au service‬‬
‫‪des patients,dessystèmesdesoinsensantéetdelasociété(COM2008689).‬‬
‫‪http://europa.eu/legislation_summaries/public_health/european_health_strategy/sp0003_fr.htm‬‬

‫‪211‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫‪ 2000‬حول التجارة اإللكترونية‪ ،1‬في حين تخضع ممارسة الطب عن بعد اإلكلينيكي لضوابط‬
‫قانون الصحة العمومية‪.2‬‬

‫وعلي‪ ،:‬سنحاول مقاربة تيمة الطب عن بعد من ياوية التأطير التشريعي القائم والتحديات‬
‫التي يمكن أن تطرحها الممارسة العملية في عالقة بالمقتضيات القانونية التي تؤطر عالقة‬
‫الطبيب بالمريا ومدب تأثيرها علا مركزيهما القانونيين‪ ،‬فضال عن محاولة ر د اوفق‬
‫والمزايا التي تتيحها هذو الممارسة الطبية علا المديين المتوسط والبعيد‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلا أن هذو الدراسة ستتم في ضوء القياس والمقارنة مع ما تجري ب‪:‬‬
‫العمل في بعا التجارب المقارنة‪ ،‬السيما التشريع والتجربة الفرنسيين‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬التأطير القانوني لممارسة الطب عن بعد‪.‬‬

‫علا غرار ما يجري ب‪ :‬العمل في بعا التشريعات المقارنة‪ ،‬السيما في التشريع‬


‫الفرنسي‪ ،‬الذي اختار تنظيم الطب عن بعد‪ ،‬معتبرا إياو بمثابة أداة لتقديم خدمة طبية عن بعد‪،‬‬
‫وهي في أ لها خدمة ذات مصلحة عامة‪ ،3‬وهو مشروع كبير اتخذت‪ :‬فرنسا يهم جعل مختلع‬
‫الخدمات الصحية متاحة عن بعد ‪ ،Télésanté4‬قام المشرع المغربي بدورو بتنظيم أعمال‬
‫الطب عن بعد‪ ،‬ضمن مقتضيات القانون رقم ‪ 131.13‬المتعلق بمزاولة مهنة الطب كما وقع‬
‫تغييرو وتتميم‪ ،:‬حيض وردت أحكام مزاولة الطب عن بعد ضمن بنود المواد ‪ 99‬و‪100‬و‪101‬‬
‫و‪ 102‬من القانون رقم ‪ 131.13‬السالع الذكر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Directive 2000/31/CE du parlement européen et du Conseil du 8 juin 2000 relative‬‬
‫‪àcertainsaspectsjuridiquesdesservices‬‬
‫‪de la société de l’information, et notamment du commerce électronique dans le‬‬
‫‪marchéintérieur(“directivesurlecommerce‬‬
‫‪électronique”).‬‬
‫‪http://eur-lex.europa.eu/LexUriServ/LexUriServ.do?uri=OJ:L:2000:178:0001:0016:FR:PDF‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 131.13‬المتعلق بمزاولة مهنة الطب كما وقع تغييرو وتتميم‪ ،:‬فضال علا مقتضيات مدونة اوخالقيات الطبية‪.‬‬
‫بالنسبة للتشريع الفرنسي‪ ،‬مدونة الصحة العمومية هي اإلطار القانوني المنظم للمنظومة الصحية الفرنسية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Olivier Renaudie : « télémédecine et téléservice public », revue française d’administration‬‬
‫‪publique », 2013, n°146, p :385-386.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Voir Loi Buzyn n°2019-774 du 24 juillet 2019 relative à l’organisation et à la transformation du‬‬
‫‪système de santé.‬‬

‫‪212‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫مقتضيات المادة ‪ 99‬المقصود بالطب عن بعد كون‪ :‬يتمثل في ااالستعمال‬ ‫وقد عرف‬
‫عن بعد للتكنولوجيات الحديثة في اإلعالم واالتصال أثناء مزاولة الطب‪ ،‬ويربط بين مهني أو‬
‫مجموعة من مهنيي الصحة يكون من بينهم وجوبا طبيب‪ ،‬أو بين هؤالء وبين مريا‪ ،‬وعند‬
‫االقتضاء بين هؤالء ومهنيين آخرين يقدمون عالجات للمريا تح مسؤولية طبيب‪ :‬المعال ‪.‬‬

‫يمكن الطب عن بعد من وضع تشخيص أو طلب رأي متخصص أو التحضير لقرار‬
‫عالجي أو إنجاي خدمات أو أعمال عالجية أو تتبع حاالت المرضا‪ ،‬أو التأطير والتكوين‬
‫‪1‬‬
‫السريري لمهنيي الصحة‪ ،‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 102‬أدناو‪.‬ا‬

‫علي‪ :‬مقتضيات المادة ‪ 102‬من القانون رقم‬ ‫وبموجب النص التنظيمي الذي أحال‬
‫‪ 131.13‬السالع الذكر‪ ،2‬تم تحديد أعمال الطب عن بعد والشروط التقنية إلنجايها وكذا‬
‫الكيفيات الضرورية لتطبيق أحكام الفرع المتعلق بالطب عن بعد‪.‬‬

‫وعلي‪ ،:‬سنتطرق بالحديض عن أعمال الطب عن بعد (أوال) علا أن نعرج بالحديض عن‬
‫الجهات المؤهلة بموجب القانون للقيام بتلب اوعمال (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬أعمال الطب عن بعد‬

‫انطالقا من التعريع التشريعي للطب عن بعد الوارد ضمن مقتضيات المادة ‪ ،99‬يتبين‬
‫أن اومر يتعلق بممارسة طبية مفتوحة تربط إما بين مهني أو مجموعة من مهنيي الصحة يكون‬
‫من بينهم وجوبا طبيب‪ ،‬أو بين هؤالء وبين مريا‪ ،‬أو بين هؤالء ومهنيين آخرين يقدمون‬
‫عالجات للمريا تح مسؤولية طبيب‪ :‬المعال ‪ ،‬وبالتالي يتعلق اومر بثالر فرضيات متاحة‬

‫‪ -‬بين طبيب ومهني أو مجموعة مهنيين للصحة آخرينب‬

‫‪ -1‬تماثل مقتضيات المادة ‪ 99‬من القانون رقم ‪ 131.13‬المغربي مقتضيات المادة ‪ L6316-1‬من مدونة الصحة العمومية الفرنسية التي‬
‫جاء فيها‬
‫‪. « Une forme de pratique médicale à distance utilisant les technologies de l’information et de la‬‬
‫‪communication qui met en rapport, entre eux ou avec un patient, un ou plusieurs professionnels de santé,‬‬
‫‪parmi lesquels figure nécessairement un professionnel de santé médical et, le cas échéant, d’autres‬‬
‫‪professionnels apportant leurs soins au patient ».‬‬
‫‪ -2‬تنص مقتضيات المادة ‪ 102‬من القانون رقم ‪ 131.13‬المتعلق بمزاولة مهنة الطب كما وقع تغييرو وتتميم‪ :‬علا ما يلي ا تحدد بنص‬
‫تنظيمي أعمال الطب عن بعد والشروط التقنية إلنجايها وكذا الكيفيات الضرورية لتطبيق احكام هذا القسم‪.‬ا‬

‫‪213‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫‪ -‬بين طبيب ومرياب‬


‫‪ -‬بين طبيب ومريا مؤاير بمهني أو مهنيين للصحة‪.‬‬

‫غير أن المشرع المغربي لما قام بإ دار النص التطبيقي‪ 1‬للمادة ‪ ،102‬أسقط الحالة‬
‫المتعلقة بإمكانية ممارسة الطب عن بعد بشكل مباشر بين الطبيب ومريض‪ ،:‬واستلزم المشرع‬
‫الفقرة اوولا من المادة‬ ‫وجوب مؤايرة المريا من قبل أحد مهنيي الصحة‪ ،‬حيض نص‬
‫اوولا من المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬الصادر في ‪ 25‬يوليو‪ 2018‬في شأن الطب عن بعد علا‬
‫أن‪ :‬اتعتبر أعماال للطب عن بعد‬

‫‪ -1‬االستشارة الطبية عن بعد ويكون الغرض منها تمكين طبيب من إعطاء استشارة‬
‫طبية عن بعد لشخص مريا‪ .‬ويجب أن يكون أحد مهنيي الصحة حاضرا بجانب المريا‬
‫وعند االقتضاء‪ ،‬أن يساعد الطبيب أثناء االستشارة الطبية عن بعدب ‪.........‬ا وهو أمر يتنافا‬
‫مع ما نص علي‪ :‬المادة ‪ 99‬من القانون‪ .‬والتي ترك االمكانية متاحة ولم تستلزم حضور أحد‬
‫مهنيي الصحة مع المريا‪.‬‬

‫وقد استدرك المشرع هذا اومر وقام بتغيير المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬السالع الذكر‬
‫ادر بتاريت ‪ 22‬يناير ‪ ، 22021‬حيض تم تغيير‬ ‫بموجب مرسوم جديد رقم ‪2.20.675‬‬
‫مقتضيات الفقرة اوولا من المادة اوولا لتصبن منسجمة مع مقتضيات المادة ‪.99‬‬

‫وبتحليل المقتضيات الواردة في المادة اوولا من المرسوم السالع ذكرو كما وقع تغييرو‬
‫وتتميم‪ ،:‬يعتبر عمال من أعمال الطب عن بعد ما يلي‬

‫االستشارة الطبية عن بعد ويكون الغرض منها تمكين طبيب من إعطاء استشارة طبية‬
‫عن بعد لشخص مريا‪ ،‬ويمكن أن يكون أحد مهنيي الصحة حاضرا بجانب المريا‪ ،‬وعند‬
‫االقتضاء‪ ،‬ان يساعد الطبيب أثناء االستشارة الطبية عن بعد‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬ادر في ‪ 11‬من ذي القعدة ‪ 25( 1439‬يوليو‪ )2018‬في شأن الطب عن بعد‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪6694‬‬
‫بتاريت ‪ 12‬ذو القعدة ‪ 26( 1439‬يوليو‪.)2018‬‬
‫‪ -2‬المرسوم رقم ‪ 2.20.675‬ادر في ‪ 8‬جمادب اآلخرة ‪ 22( 1442‬يناير‪ )2021‬بتغيير وتتميم المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬الصادر في‬
‫‪ 11‬من ذي القعدة ‪ 25( 1439‬يوليو‪ )2018‬في شأن الطب عن بعد‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6957‬بتاريت ‪ 18‬جمادب اآلخرة ‪1442‬‬
‫(فاتن فبراير‪.)2021‬‬
‫وبموجب مقتضيات هذا المرسوم أ بن وجود مهنيي الصحة رفقة المريا أثناء االستشارة الطبية عن بعد ليا الزاميا‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫وفي هذا الصدد يسجل أن‪ :‬بالنسبة للتجربة المغربية في مجال التوا ل الرقمي بين‬
‫دور المرسوم ‪2021‬‬ ‫الطبيب ومريض‪ ،:‬سبق لويارة الصحة والحماية االجتماعية‪ ،‬وقبل‬
‫المنظم وعمال الطب عن بعد‪ ،‬أن أطلق خدمة تطوعية تعتمد االستشارة الطبية المجانية عن‬
‫بعد عبر المنصة االلكترونية ‪ ،www.tbib24.com‬بغاية تعزيز اإلجراءات االحترايية‬
‫والتخفيع من الضغط علا المراكز الصحية والمستشفيات العمومية والخا ة‪ .‬كما تم وضع‬
‫مسما ا‪santé connect‬ا وتطبيق آخر‬ ‫تطبيق هاتفي لالستشارة الطبية عن بعد تح‬
‫اوقايتناا لإلشعار باحتمال التعرض لعدوب الفيروس‪.‬‬

‫وبالنسبة للتجربة الفرنسية‪ ،‬فبدورها فأبري تطبيقات الطب عن بعد تتمثل في االستشارة‬
‫الطبية عن بعد‪ ،‬السيما في إطار االمساعدة في البحرا‪ ،‬حيض تم احدار مركز طبي لالستشارة‬
‫الطبية البحرية )‪ (CCMM‬تعمل ‪ 24/24‬ساعة لتقديم االستشارة الطبية والمساعدة الطبية عن‬
‫بعد لكل بحار أو أي شخص يركب البحر عبر السفن الفرنسية أو اوجنبية‪ ،‬وذلب تطبيقا‬
‫لمقتضيات المرسوم المتعلق بالطب عن بعد‪.1‬‬

‫كما استرسل فيما بعد عدة تطبيقات لاعمال الطب عن بعد في مجاالت أخرب كما هو‬
‫الشأن فيما يتعلق بحاالت السرطان وطب الفحص باوشعة وطب القلب‪.2‬‬

‫ومن الحقيق البيان أن الطب عن بعد اإلكلينيكي مفهوم واضن الداللة لدب مهنيي الصحة‪،‬‬
‫وفي هذا الصدد ال يعتبر المجلا الوطني لهي ة اوطباء الفرنسي أن ممارسة االستشارة الطبية‬
‫ممارسة طبية ما لم يتعلق اومر بعملية مرخصة منضبطة وخالقيات مهنة‬ ‫عبر اإلنترني‬
‫الطب كما هي منظمة بموجب المقتضيات القانونية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫من قبل بعا اوطباء ولو‬ ‫وعلي‪ :‬ال تقوم االستشارة المطروحة علا شبكة االنترني‬
‫كان محددة اوجر معنية بأعمال الطب عن بعد المنظم قانونا في منظمة الصحة العالمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Décret n°2010-1229, du 19 octobre2010 relatif à la télémédecine.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Haute Autorité de santé. Note de cadrage. Efficience de la télémédecine : état des lieux de la‬‬
‫‪littérature internationale et cadre d’évaluation. Paris : Has-juin 2011.‬‬

‫‪215‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫طلب الخبرة عن بعد ويقصد ب‪ :‬تلب العملية التي تستهدف تمكين مهني طبي من أن‬
‫يلتما عن بعد رأي مهني آخر أو عدة مهنيين بالنظر إلا تكوينهم أو كفاءتهم الخا ة‪ ،‬وذلب‬
‫بناء علا المعلومات الطبية المتعلقة بالتكفل بالمريا‪.‬‬

‫وعمليا يتم طلب خبرة عن بعد عبر التراسل عن بعد بين شخصين أو أكثر من مهنيي‬
‫الصحة لتأكيد تشخيص علا ضوء المعطيات السريرية‪ ،‬البيولوجية و‪/‬أو اإلشعاعية‪ ،‬ويتخذ‬
‫عادة طلب الخبرة الطبية عن بعد‪ ،‬شكل اجتماع تشاوري متعدد االختصا ات‪ ،‬وقد جعلت‪:‬‬
‫الهي ة العليا للصحة الفرنسية إجباريا فيما يتعلق بحاالت السرطان‪ ،‬وذلب بناء علا التوجي‪:‬‬
‫الذي أ درت‪ :‬في هذا الصدد‪.1‬‬

‫مراقبة طبية عن بعد‪ :‬ويقصد بهاتلب العملية التي يكون الغرض منها تمكين مهني طبي‬
‫من أن يؤول عن بعد المعلومات الضرورية للتتبع الطبي لمريا ما‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬اتخاذ‬
‫ا لقرارات المتعلقة بالتكفل ب‪ .:‬ويمكن أن تسجل المعلومات وترسل بكيفية أوتوماتيكية أو من‬
‫قبل المريا نفس‪ :‬أو مهني الصحة‪ .‬وبهذا المعنا تكون المراقبة الطبية عن بعد عملية تسمن‬
‫بتحليل وتفسير المعطيات السريرية‪ ،‬البيولوجية و‪/‬أو االشعاعية للمرضا‪ ،‬وو ع العالج‬
‫المناسب إذا اقتضا الحال‪.‬‬

‫حي آخر‬ ‫أماالمساعدة الطبية عن بعد‪ ،‬فمؤداها تمكين مهني طبي من مساعدة مهني‬
‫عن بعد خالل إنجاي عمل ما سواء تعلق اومر بالتدخل الطبي أو التدخل الجراحي‪.‬‬

‫ثم أخيرا اإلجابة الطبية عن بعد‪ ،‬التي تنجز في إطار الضبط الطبي علا مستوب مصالن‬
‫المساعدة الطبية االستعجالية‪.‬‬

‫‪- Jean Louis Arné: «Ethique jurisprudence et télémédecine» Bulletin Académique nationale de‬‬
‫‪1‬‬

‫‪médecine , 2014, 198, n°1, p :122‬‬

‫‪216‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫ثانيا‪ :‬الجهات المؤهلة للممارسة أعمال الطب عن بعد وصيغ الترخيص بذلك‪.‬‬

‫طبقا لمقتضيات الفقرة اوولا من المادة ‪ 99‬السالفة الذكر‪ ،1‬تعتبر مزاولة الطب عن بعد‬
‫إمكانية مفتوحة في إطار عرض العالجات والخدمات الصحية لفائدة الجهات التالية‬

‫‪ -‬اوطبا ء المزاولين بالمصالن العمومية (المراكز االستشفائية الجامعية‪ ،‬المستشفيات‬


‫العمومية‪ ،‬المستو فات‪)..... ،‬ب‬
‫‪ -‬اوطباء المزاولين في القطاع الخاص (اوطباء المزاولين بالعيادات الطبية‪)،‬ب‬
‫‪ -‬المصحات والمؤسسات المماثلة لهاب‬
‫‪ -‬المؤسسات الصحية الخا ة (المختبرات الخا ة للتحاليل الطبية البيولوجية)‪.‬ا‪.‬‬

‫ويختلع الترخيص بالقيام بأعمال الطب عن بعد‪ ،‬بينما إذا تعلق اومر بممارسة تلب‬
‫اوعمال بالقطاع العام أو بالقطاع الخاص‪ ،‬حيض يكفي لممارسة احدب أعمال الطب عن بعد‬
‫في القطاع العام‪ ،‬الحصول علا موافقة ويير الصحة والحماية االجتماعيةالذي يقوم قبل‬
‫الترخيص بذلب باستطالع رأي لجنة الطب عن بعد‪ ،2‬بالمقابل تتوقع ممارسة إحدب أعمال‬
‫الطب عن بعد بالقطاع الخاص علا الحصول علا موافقة مسبقة تسلم بناء ملع معزي بوثائق‬
‫ومعطيات محددة‪ 3‬وموافقة نهائية عند استيفاء شروط الحصول عليها‪.4‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلا أن‪ :‬بالرجوع إلا المادة ‪ 8‬من المرسوم نجدها تحدد تأليع لجنة الطب‬
‫عن بعد علا الشكل التالي‬

‫‪ -‬ممثالن عن ويير الصحة من بينهما رئياب‬


‫‪ -‬ممثل عن وكالة التنمية الرقميةب‬

‫‪ -1‬تنص مقتضيات المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬الصادر في ‪ 25‬يوليو‪ 2018‬في شأن الطب عن بعد كما وقع تغييرو وتتميم‪:‬‬
‫علا أن‪:‬ا وجل تطبيق الفرع الرابع من الباب الثالض بالقسم الثاني من القانون رقم ‪ ،131.13‬يمكن أن يلجأ إلا الطب عن بعد كل من‬
‫المصالن العمومية للصحة والمراكز االستشفائية الجامعية ومؤسسات الصحة التي ال تهدف إلا تحقيق ربن‪ ،‬والمؤسسات الصحية الخا ة‬
‫وكذا المؤسسات المماثلة للمصحات‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص مقتضيات المادة ‪ 9‬من المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬الصادر في ‪ 25‬يوليو‪ 2018‬بشأن الطب عن بعد كما وقع تغييرو وتتميم‪ :‬علا‬
‫أن‪:‬ا تزاول أعمال الطب عن بعد بالمصالن العمومية للصحة في احترام لمقتضيات هذا المرسوم باستثناء المواد ‪3‬و‪4‬و‪5‬و‪6‬و‪7‬و‪ 14‬من‪.:‬‬
‫يحدد ويير الصحة قائمة المصالن العمومية للصحة التي تزاول بها اوعمال المذكورة بعد استطالع رأي لجنة الطب عن بعد‪ ،‬المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 8‬أعالو‪.‬ا‬
‫‪ -3‬انظر مقتضيات المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬الصادر في ‪ 25‬يوليو‪ 2018‬بشأن الطب عن بعد كما وقع تغييرو وتتميم‪.:‬‬
‫‪ -4‬تتم بعد استكمال المشروع و دور تقرير إيجابي للجنة المطابقة التي يعينها ويير الصحة وتضم ممثال عن الهي ة الوطنية للطبيبات‬
‫واوطباء (انظر مقتضيات المادة ‪ 5‬من المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬كما وقع تغييرو وتتميم‪.):‬‬

‫‪217‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫‪ -‬ممثل عن اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي‪.‬‬

‫وحسب المعطيات الحالية فإن هذو اللجنة لم يتم تأليفها لحد الساعة‪ ،‬علما أن‪ :‬قد تم تعيين‬
‫ممثالن عن ويارة الصحة كما تم طلب تعيين ممثل عن وكالة التنمية الرقمية اومر الذي‬
‫استجاب ل‪ :‬هذو اوخيرة‪ ،‬في حين رفض اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع‬
‫الشخصي طلب تعيين ممثال عنها في لجنة الطب عن بعد المذكورة‪ ،‬وذلب بعلة أن‪ :‬ال يمكن‬
‫للجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي أن تكون خصما وحكما في آن‬
‫واحد‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬األفق والتحديات المطروحة بشأن ممارسة أعمال الطب عن بعد‪.‬‬

‫من المعلوم أن المجال الطبي يعرف تطورات متسارعة سواء علا مستوب االكتشافات‬
‫المرتبطة بالعالج أو علا مستوب الممارسات الطبية التدخلية والتشخيصية أو حتا علا‬
‫مستوقاعتماد التكنولوجيا في التوا ل مع المريا‪.‬‬

‫وحيض إن ظهور بعا اووب ة‪ ،‬عجل بضرورة تطوير قنوات التوا ل بين الطبيب‬
‫ومريض‪ ،:‬وذلب في إطار يهدف إلا التقليص من حجم العدوب وتسريع استفادة المريا من‬
‫الخدمة الصحية المطلوبة‪ ،‬وهو االمر الذي تكفل‪ :‬أعمال الطب عن بعد كما هي منظمة حاليا‪.‬‬

‫وبحكم أن أعمال الطب عن بعد ترتكز علا اجراء توا لي بين شخصين فأكثر ال‬
‫يجمعهما مكان واحد‪ ،‬فإن القواعد واوحكام التي تترتب عن هذو العملية‪ ،‬بالرغم من أنها‬
‫مشمولة بالمبادئ العامة لمزاولة مهنة الطب وممارسة المهن الصحية علا وج‪ :‬العموم‪ ،‬تظل‬
‫هذو اوعمال تستفرد ببعا الخصو يات وتنشأ بشأنها جملة من التحديات التي تفريها‬
‫ممارسة أعمال الطب عن بعد‪.‬‬

‫وعلي‪ ،:‬لتسليط الضوء علا هذا اومر‪ ،‬سنعرض للمزايا واوفق التي تتيحها أعمال الطب‬
‫عن بعد (أوال) علا أن نتطرق بعد ذلب للتحديات المطروحة بشأن مزاولة هات‪ :‬اوعمال سواء‬
‫علا المستوب التقني أو القانوني(ثانيا)‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫أوال‪ :‬األفق والمزايا التي تتيحها أعمال الطب عن بعد في تأمين الخدمات الطبية‬
‫الصحية‪.‬‬

‫من الواجب البيان بادئ ذي بدء‪ ،‬بأن أعمال الطب عن بعد ال تعتبر تخصصا طبيا وال‬
‫بديال منافسا للطب السريري والمباشر‪ ،‬وإنما وسيلة تكميلية للممارسة الطبية‪ ،‬يتوخا من‬
‫خاللها مايلي‬

‫عوبة‬ ‫• تحسين الرعاية الصحية اوولية للسكان في المناطق النائية الذين يواجهون‬
‫في الو ول إلا االختصا ات الطبية‪.‬‬
‫• سهولة الو ول إلا الشبكة الطبية من طرف المرضا وذوي االحتياجات الخا ة‬
‫منهم بمنتها الراحة من المنزل‪.‬‬
‫بحيض يتوا ل المريا مع اوطباء بأمان‪ ،‬دون الحاجة إلا أوقات‬ ‫• توفير الوق‬
‫االنتظار واالرتباط بمواعيد الو ول والمغادرة‪.‬‬
‫• تتبع المرضا المصابين بأمراض مزمنة (كالسكري‪ ،‬ارتفاع الضغط الدموي‬
‫والكولسترول‪ )...‬بصفة منتظمة وأكثر فعالية وتقييم مدب التزامهم بأخذ الدواء‪.‬‬
‫• تقليل التكلفة بتقليل عبء وعدد الزيارات غير الضرورية للمستشفا‪.‬‬
‫• المساهمة في التقليل من عدوب انتشار الفيروسات خالل تدبير اويمات الصحية‪.‬‬
‫• تأمين أفضل توييع لعروض الرعاية الصحية من خالل تعزيز التغطية الطبية إلا‬
‫المناطق النائيةب‬
‫• تحسين رعاية وتحمالت المرضا‪ ،‬من خالل ضمان استفادتهم من أراء طبية‬
‫متخصصةب‬
‫• التقليص من التنقالت المرتبطة بتأويل وتفسير النتائ واالختبارات الطبية‪.‬‬

‫كما تساهم أعمال الطب عن بعد‪ ،‬السيما من خالل تبادل المعارف والخبرات بين مهنيي‬
‫الصحة في تحسين جودة التكوين الصحي‪ ،‬وبالتالي الرفع من نجاعة التدخالت الطبية‪ ،‬وما‬
‫ينجم عن‪ :‬من آثار فيما يتعلق بالتحكم في النفقات وتحمالت المريا‪ ،‬ومن شأن ذلب تحقيق‬

‫‪219‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫نوع من التكامل بين عدة مهنيين للصحة وهو ما يؤدي الا امتالك فهم شامل للحالة الصحية‬
‫للمريا وبالتالي ضبط حجم التحمل المطلوب‪.1‬‬

‫وفي إطار توفير السبل الكفيلة بتبادل المعارف واوراء الطبية بين اوطقم الطبية‪ ،‬فتن‬
‫المشرع المغربي‪ ،‬إمكانية طلب رأي وخبرة أطباء عن بعد‪ ،‬ليا علا مستوب المحلي أو‬
‫الوطني‪ ،‬ولكن أيضا علا المستوب الدولي‪ ،‬بحيض جاءت مقتضيات المادة ‪ 100‬من القانون‬
‫ريحة من حيض فتن إمكانية طلب رأي أطباء يزاولون بالخارج‬ ‫رقم ‪ 131.13‬السالع الذكر‪،‬‬
‫أو التعاون معهم في القيام بأعمال عالجية‪.2‬‬

‫ويبدو أن أعمال الطب عن بعد في مجملها قادرة علا تغيير مستقبل مقدمي العالج‬
‫والرعاية الصحية بالنظر لإلمكانيات التي توفرها هذو اوعمال في الو ول إلا كبار السن‪،‬‬
‫والحاالت المزمنة وذوي االعاقات الحركية‪ ،‬وقاطني المناطق الريفية والحضرية المزدحمة‪.3‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلا مستقبل الطب عن بعد يسير نحو تكريا ممارسة طبية جد متقدمة تتمثل‬
‫في الجراحة عن بعد‪ ،‬السيما بعد اختراع روبوتات ذكية متخصصة ومعدلة للقيام بمهمة‬
‫الجراحة الطبية‪.4‬‬

‫مما سلع يمكن القول أن اعتماد تكنولوجيا المعلومات والتوا ل في خدمات الصحة في‬
‫إطار الطب عن بعد‪ ،‬يجسد تطورا مهما في مسار تحديض الممارسة الطبية‪ ،‬حيض إن ذلب يسمن‬
‫حية ذات جودة‪ .5‬ويساهم في التقليص من‬ ‫بتمكين المريا من ولوج سريع إلا خدمات‬

‫‪1‬‬
‫‪- Laure Garbacz: «les problèmes éthiques et juridiques de la prise en charge du patient face à‬‬
‫‪l’émergence de nouvelles pratiques médicales» , thèses du doctorat en droit privé, Université René‬‬
‫‪Descartes, Paris V, 2014, p :112.‬‬
‫‪ -2‬تنص مقتضيات المادة ‪ 100‬من القانون رقم ‪ 131.13‬علا أن‪ :‬ا يمكن لاطباء المزاولين بالمغرب‪ ،‬في إطار الطب عن بعد وتح‬
‫مسؤوليتهم طلب رأي أطباء يزاولون بالخارج أو التعاون معهم في القيام بأعمال عالجية‪.‬‬
‫يجب علا المؤسسات الصحية العمومية والخا ة وعلا اوطباء المزاولين بالقطاع الخاص الذين ينظمون نشاطا في الطب عن بعد أن‬
‫يتأكدوا من أن مهنيي الصحة المدعوين للمشاركة يتوفرون علا التكوين والمؤهالت التقنية المطلوبة الستعمال اآللية المستخدمة في‪ ،:‬كما‬
‫يجب أن تدون في الملع الطبي للمريا كل اوعمال المنجزة لفائدت‪ :‬في إطار الطب عن بعد وهوية اوطباء المتدخلين ومؤهالتهم‪.‬ا‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد حمدان عابدين ا المسؤولية المدينة عن التطبيب عن بعد في ظل جائحة كوروناا مجلة حقوق دمياط للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمياط‪ ،‬العدد الخاما‪ ،‬يناير‪ ،2022،‬ص ‪.414‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Pour plus information, Voir : Emmanuel Alain Cabanis ; Jean de Kervasdoué et‬‬
‫‪collaborateurs : « Informatique et santé, du numérique aux technologies de l’information et de la‬‬
‫‪communication (TIC) », Bulletin Académique nationale de médecine, 2014, 198, n°1, p :131-144.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Robert. P. Kouri et Sophie Brisson : « les incertitudes juridictionnelles en télémédecine, ou est posé‬‬
‫‪l’acte médical ? », R.D.U.S, 2005, 35, p :523.‬‬

‫‪220‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫مخاطر انتشار العدوب عندما يتعلق اومر بوباء أو جائحة كما وقع بالنسبة لجائحة كورونا‬
‫كوفيد‪ 19‬التي شكل مرحلة فا لة في مسار اعتماد تكنولوجيا التوا ل في اقتضاء الخدمات‬
‫و تقديمها‪ ،‬بما فيها مجال العالجات والخدمات الصحية‪ ،‬حيض أدرك معظم الدول بأن الحاجة‬
‫قائمة وملحة في اعتماد تكنولوجيا التوا ل من أجل الحد من الوباء‪ ،‬ومن اجل تيسير ولوج‬
‫مواطنيها للخدمة الصحية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التحديات المطروحة بشأن أعمال الطب عن بعد‪.‬‬

‫إذا كان اووضاع العادية والتقليدية للممارسة الطبية‪ ،‬تقوم علا الوجود المادي وطراف‬
‫العقد الطبي في مكان واحد‪ ،‬فإن التحوالت الكبيرة التي عرفتها تكنولوجيا االتصال‬
‫العملية التوا لية بين الطبيب ومريض‪ :‬متاحة عن بعد‪ ،‬وذلب شريطة‬ ‫والموا الت‪ ،‬جعل‬
‫مراعاة حزمة الحقوق والواجبات التي تقع علا كال طرفي العقد‪ ،‬السيما من حيض سالمة‬
‫المعلومات والبيانات ذات الصلة بالحالة الصحية للمريا وحق‪ :‬في االختيار و ون كرامت‪:‬‬
‫وحماية حيات‪ :‬الخا ة وبيانات‪ :‬ملف‪ :‬الطبي‪.‬‬

‫ويرجع سبب وجود جملة من الخصو يات علا مستوب أعمال الطب عن بعد‪ ،‬إلا من‬
‫جهة أولا تدخل وسطاء في الخدمة الطبية من غير اوطباء وهو ما يستلزم احترام نطاق‬
‫اختصاص كل مهني علا حدة فضال عن واجب التعاون الذي يتعين أن يتم بين كافة مهنيي‬
‫الصحة‪ ،‬ومن جهة ثانية مشاركة متدخل جديد في العملية‪ ،‬ويتعلق اومر بالشخص المكلع‬
‫بالجانب التقني المعلوماتي الرقمي التكنولوجي في العملية التوا لية بين الطبيب والمريا أو‬
‫ما يطلق علي‪ :‬مقدم الخدمة التقنية‪.‬‬

‫وعلي‪ ،:‬يمكن توييع التحديات التي يمكن أن تواج‪ :‬مزاولة أعمال الطب عن بعد‪ ،‬بين‬
‫تحديات ذات طابع تقني (أ) وأخرب ذات طابع قانوني (ب)‪.‬‬

‫أ) التحديات المطروحة على المستوى التقني والثقافي‪.‬‬

‫يختلع حجم التحديات التي تالقي ممارسة أعمال الطب عن بعد علا المستوب التقني‬
‫بين الدول المتقدمة والدول النامية‪ ،‬ويرتبط ذلكأساسا بارتفاع تكلفة معدات االتصاالت السلكية‬

‫‪221‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وانقطاعها‪،1‬‬ ‫والالسلكية وإدارة البيانات‪ .‬وكذا العوارض التقنية المرتبطة بشبكة االنترني‬
‫وغياب ثقافة التعامل مع الوسائل التقنية الجديدة في مجال االتصال‪ ،‬فضال عن تعذر العالج‬
‫الفوري كإعطاء اودوية عبر الحقن وانتشار اومية والفقر في الدول النامية‪.‬‬

‫كما أن‪ :‬من التحديات التي تالقي مزاولة الطب عن بعد هي حاالت خرق سرية المعطيات‬
‫الطبية للمريا والتداعيات المنجرة عن ذلب‪ ،‬وقد سبق لمحكمة العدل اووربية في مناسبات‬
‫عدة التنبي‪ :‬إلا وجوب التقيد بضابط حماية المعطيات الشخصية‪ ،‬السيما منها المتعلقة بالبيانات‬
‫ميم معطيات الحياة الخا ة التي تكفلها‬ ‫الطبية للمريا التي تجتل أهمية قصوب وتعتبر من‬
‫القوانين بالحماية‪ ،‬السيما مقتضيات المادة ‪ 8‬من االتفاقية اووربية لحقوق اإلنسان‪.2‬‬

‫ومعلوم ان واجب مراعاة والحفاظ علا سرية البيانات الطبية للمريا‪ ،‬يتعين أن يتم‬
‫التقيد ب‪ :‬علا مستويين اثنين‪ ،‬اوول يرتبط بالبنيات التحتية الرقمية التي تستعمل في تقديم‬
‫الخدمة الطبية عن بعد‪ ،‬ثم الثاني مستوب المزاولة التي يضطلع بها مهني الصحة المؤهل‪.3‬‬

‫ومن الناحية الثقافية يسجل أن‪ :‬في البلدان المتقدمة بشكل أقل وفي البلدان النامية بشكل‬
‫أكبر هناك احجام بعا المرضا عن سلوك أعمال الطب عن بعد‪ ،‬وذلب بالنظر لتخوفهم من‬
‫كشع خصو يتهم‪ ،‬باإلضافة إلا المشاكل التقنية التي تدفعهم إلا االعتذار عن الزيارات‬
‫االفتراضية‪ ،‬نظرا لعدم توافر اتصال جيد باإلنترن ‪ ،‬فضال عن انتشار معدالت اومية بالدول‬
‫النامية‪ ،‬مما ال يزال يفرض التعريع بمزايا ومحاسن الطب عن بعد من خالل تنظيم ملتقيات‬
‫وندوات في هذا الصدد‪ ،‬فضال عن تحفيز اوطقم الطبية للقيام بهذو اوعمال علا أوسع نطاق‬
‫عبر تمكينهم من الوسائل واوليات الاليمة لذلب‪.‬‬

‫‪ -1‬منيرة جربوعة ا التطبيب عن بعد ضرورة فرضتها جائحة كوروناا‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪،58‬‬
‫العدد‪ ،2021 ،02‬ص ‪.128‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Voir premier paragraphe du L’article 8 du convention Européenne du droit de l’homme‬‬
‫‪dispose: «Droit au respect de la vie privée et familiale.‬‬
‫‪1-Toute personne a droit au respect de sa vie privée et familiale de son domicile et de sa correspondance.‬‬
‫» ‪2-…….‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean Hervez : « confidentialité et sécurité pour les applications de télémédecine en droit européen »,‬‬
‫‪Lex Electronica,Vol.12, n°1, printemps/spring, 2007, p :5.‬‬

‫‪222‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫ب) تحديات ذات طابع قانوني‬

‫تتطابق الواجبات الرئيسة التي تقع علا الطبيب الذي يزاول أعمال الطب عن بعد‪ ،‬مع‬
‫تلب التي تقع علي‪ :‬عند ممارسة أعمال الطب الحضورية وفقا للقواعد والضوابط المنصوص‬
‫عليها في مدونة اوخالقيات الطبية‪ ،1‬وعلي‪ :‬يتعين علي‪ :‬ضمان سرية البيانات والمعلومات‬
‫المتعلقة بمرضاو‪ ،‬وكذا بعدم استخدامها في اية اغراض بحثية أو غيرها أو تداولها مع جهات‬
‫ريحة من المريا‪.2‬‬ ‫أخرب دون الحصول علا موافقة‬

‫وعلي‪ ،:‬يتعين علا الطبيب إعالم المريا بالعمل الطبي عن بعد الذي سيقوم ب‪ ،:‬كما هو‬
‫الحال في الوضع الحضوري العادي‪ ،‬علا أن‪ :‬قبل شروع الطبيب في أعمال الطب عن بعد‬
‫اتجاو مريض‪ ،:‬يتوجب تو ل‪ :‬بموافقة المريا الصريحة والحرة علا قبول‪ :‬االستفادة من‬
‫العرض الصحي عن بعد‪ .‬وفيما عدا حالة االستعجال‪ ،‬يتحمل الطبيب عبء اثبات أن‪ :‬قام بإعالم‬
‫المريا وحصل علا موافقت‪ :‬بشأن الفعل الطبي‪ ،3‬وهي موافقة غالبا ما تتم بشكل رقمي عبر‬
‫التطبيق المعتمد إلنجاي عملية الطب عن بعد‪.‬‬

‫وفي حالة رفا المريا تلقي العرض الصحي عن بعد‪ ،‬يتعين علا الطبيب احترام‬
‫اختيار المريا‪ ،‬ويجب علي‪ :‬في هذو الحالة إعالم المريا بنتائ هذا الرفا وأن ينصح‪:‬‬
‫بإدراج رفض‪ :‬ضمن ملف‪ :‬الطبي مع إحالت‪ :‬علا سلوك مسطرة طبية أخرب حضورية‪ 4.‬وعلا‬
‫سبيل المقارنة نفا اومر يجري ب‪ :‬العمل في التشريع الفرنسي‪.5‬‬

‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ 2.21.225‬الصادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 17( 1442‬يونيو‪ )2021‬يتعلق بمدونة أخالقيات مهنة الطب‪ ،‬منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،7002‬الصادرة بتاريت ‪ 8‬يوليو‪.2021‬‬
‫‪ -2‬تنص مقتضبات المادة ‪ 11‬من المرسوم رقم ‪ 2.21.225‬الصادر في ‪ 6‬ذي القعدة ‪ 17( 1442‬يونيو‪ )2021‬يتعلق بمدونة أخالقيات‬
‫مهنة الطب‬
‫ايلزم الطبيب بكتمان السر المهني حماية لمصالن المرضا‪ ،‬وذلب وفق الشروط وتح طائلة العقوبات التي ينص عليها القانون‪.‬‬
‫ويشمل السر المهني المفروض علا الطبيب‪ ،‬كل المعلومات التي قد تبل إلا علم‪ :‬أثناء مزاولة مهنت‪ ،:‬وليا فقط ما قد يتم البول ب‪،:‬‬
‫وكل ما قد يراو أو يطلع علي‪ :‬أو يعاين‪ :‬أو يكتشف‪ :‬أو يفاجأ ب‪ :‬بمناسبة مزاولة مهنت‪.:‬‬
‫ال يسقط واجب كتمان السر المهني بوفاة المريا‪.‬ا‪.‬‬
‫‪ -3‬انظر مقتضيات المادة ‪ 40‬من مدونة أخالقيات مهنة الطب‪.‬‬
‫‪ -4‬انظر مقتضيات المادة ‪ 12‬من المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬ادر في ‪ 11‬من ذي القعدة ‪ 25( 1439‬يوليو‪ )2018‬في شأن الطب عن‬
‫بعد‪ ،‬كما وقع تغييرو وتتميم‪.:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Voir les dispositions du l article R4127-36 du code de la santé publique.‬‬

‫‪223‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وإذا كان من المفترض أن تقوم عالقة الطبيب بالمريا علا مبدأ الثقة‪ ،‬والسيما في‬
‫ض وء اعتبار أن الرابطة بين الطبيب والمريا بمثابة عهد وميثاق تحالع بين المريا‬
‫والطبيب ضد العدو المشترك المتمثل في المرض‪ .1‬فإن‪ :‬في أعمال الطب عن بعد تزيد حدة‬
‫بروي بعا اووضاع تسائل قواعد المسؤولية المدنية من قبيل مثال في حالة تعلق اومر بطلب‬
‫الخبرة عن بعد‪ ،‬ونشأ ارتكاب غلط في التشخيص مثال‪ ،‬من يتحمل المسؤولية الطبيب المعال‬
‫ام الطبيب الذي قدم خبرت‪:‬؟‪ ،‬حيض في حالة قيام دعوب‪ ،‬يتم تشطير المسؤولية بين اوطراف‪.‬‬

‫در عن المحكمة اإلدارية بكرونوبل بفرنسا حكما قضائيا بتاريت ‪21‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫ماي‪2 2010‬موضوع‪ :‬قضية تتعلق بخبرة طبية عن بعد قام بها طبيب إياء مريض‪ :‬المصاب‬
‫بصدمة علا مستوب الرأس تعرض لها علا اثر حادثة طيران شراعي‪ ،‬حيض بعدما أجرب ل‪:‬‬
‫الطبيب مسحا ضوئيا للرأس والدماا‪ ،‬قام بعدو بطلب خبرة طبية واستطالع رأي مصلحة‬
‫جراحة المت واوعصاب علا مستوب المركب االستشفائي الجامعي‪ ،‬بعدما راسل اوطباء بهذو‬
‫المصلحة عبر مراسلة مرئية بواسطة تقنية الفيديو ووافاهم بالصور الطبية المنجزة للمريا‪،‬‬
‫وقد جاء رأي أطباء المصلحة السالفة الذكر‪ ،‬بأن حالة المريا تحتمل االنتظار إلجراء عملية‬
‫تصريع ورم دموي‪ ،‬بيد أن‪ :‬بعد اليوم الموالي‪ ،‬دخل المريا في غيبوبة نقل علا اثرها الا‬
‫حية أخرب حيض توفي بها‪.‬‬ ‫مؤسسة‬

‫وعلا اثر قيام عائلة المتوفا بتقديم شكوب ضد المؤسسة الصحية والمركب االستشفائي‬
‫الجامعي إلثارة مسؤوليتهما علا الحادر‪ ،‬قض المحكمة اإلدارية بقيام مسؤولية المصلحة في‬
‫ور الفحو ات المرسلة إليها‪ ،‬كما قام بإثارة مسؤولية كذلب الطبيب‬ ‫التشخيص وفي تأويل‬
‫المرسل لتلب الفحو ات الذي كان في عالقة مباشرة مع المريا ون‪ :‬هو المسؤول عن تلب‬
‫احب القرار النهائي في اختيار الشكل العالجي المناسب‪.‬‬ ‫المعلومات وهو‬

‫كما يثار علا مستوب القانوني بالنسبة للتشريع المغربي وعمال الطب عن بعد‪ ،‬مسألتين‬
‫مهمتين تتعلق اوولا بعدم استكمال تشكيل لجنة الطب عن بعد المنصوص علا تأليفها في‬

‫‪1‬‬
‫‪- Verspieren P : « Malade et Médecin, Partenaires », Etudes, 2005, 402 :24-38.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jugement du Tribunal Administrative de Grenoble du 21 mai 2010, numéro 0600648.‬‬

‫‪224‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المادة ‪ 8‬من المرسوم رقم ‪ 2.18.378‬السالع الذكر‪ ،‬وبالتالي عدم تأهيلها الستطالع رأيها‬
‫بخصوص الطلبات المودعة وجل الحصول علا الترخيص بمزاولة احدب اعمال الطب عن‬
‫وتتعلق ا لثانية بعدم تحديد كيفيات التعويا عن أعمال الطب عن بعد‪ ،‬بحيض لم يتم‬ ‫بعد‪.‬‬
‫وضع رمز تعريع لخدمات الطب عن بعد في المصنع العام لاعمال المهنية‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫يوجد أي تعويا‪ ،‬حيض يتوجب علا سلطة الضبط المختصة المتمثلة في الوكالة الوطنية‬
‫للتأمين الصحي أن تدرج ضمن المصنع السالع الذكر‪ ،‬أعمال الطب عن بعد حتا يتم‬
‫التعويا عنها علا غرار الخدمات الطبية الحضورية‪ ،‬وهو اومر الذي يجري ب‪ :‬العمل في‬
‫فرنسا‪ ،‬بحيض إن تسعيرة االستشارات الحضورية هي نفسها بالنسبة لالستشارات عن بعد‪.‬‬

‫منظمة في‬ ‫و نخلص بالقول في هذا المضمار‪ ،‬بأن أعمال الطب عن بعد أ بح‬
‫مجموعة من الدول وتلقا اقباال متفاوت بين كل دولة وأخرب‪ ،‬ومع مرور الوق سيتم تدويل‬
‫هذو اوعمال‪ ،‬وسيثار بشأن ذلب عدة مخاطر قانونية من قبيل سؤال السيادة وسرية المعطيات‬
‫وحمايتها‪ ،‬والقانون الواجب التطبيق‪ ،‬وبالتالي القضاء المختص في حالة المنايعة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫العشر سنوات اوخيرة طفرة كبيرة في تقديم الخدمات عن بعد‪ ،‬وذلب بفعل‬ ‫لقد عرف‬
‫التطورات الهائلة التي عرفتها تكنولوجيا االتصال والموا الت‪ ،‬ولم تنأ خدمات االستشفاء‬
‫والعالج عن هذا المسار‪ ،‬بل أ بح ضرورة وليا اختيار في مرحلة انتشار جائحة كورونا‪،‬‬
‫بحيض تفاديا من انتشار الوباء‪ ،‬تم التشجيع إلا اعتماد أعمال الطب عن بعد‪ ،‬خصو ا‬
‫االستشارة الطبية عن بعد‪ ،‬والتي في الدول المتقدمة أ بح تجرب ماليين االستشارات الطبية‬
‫عن بعد‪ ،‬في ظل تنظيم تلب اوعمال بموجب القانون‪.‬‬

‫وما يمكن قول‪ :‬بالنسبة للتجربة المغربية في مجال الطب عن بعد‪ ،‬هو أن التنظيم القانوني‬
‫لهذو االعمال تشوب‪ :‬نقائص وغير متكامل‪ ،‬مما جعل‪ :‬يظل في حالة سكون ولم يفري اقباال من‬
‫لدن اوطباء علا االنخراط في مزاولة أعمال الطب عن بعد كما هي منظمة حاليا‪ ،‬بالمقابل‬
‫أ بح بعا الممارسات غير القانونية هي التي تجد لها مناخا ومجاال في تقديم االستشارات‬

‫‪225‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫الطبية من خالل تطبيقات وبوابات افتراضية دون ان تكون منضبطة وحكام ممارسة أعمال‬
‫الطب عن بعد‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫حكامة التدبير الرقمي لعمليات التحفيظ العقاري‬


‫والخدمات المرتبطة بها‬

‫حمزة أمزيل‬
‫باحث في القانون العقاري وإطار بالمحافظة العقارية‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫إن الريادة التي يلعبها المغرب في جميع اووراش الكبرب علا المستتوب الدولي‪ ،‬جعلت‪:‬‬
‫ستباقا لورش الرقمنة الذي أ تبن من متطلبات التنمية المستتدامة وعنوانا للدولة الحديثة‪ ،‬نظرا‬
‫لاهمية التي يلعبها هذا الورش في حكامة التدبير اإلداري والمرفقي والمؤستتتتستتتتاتي‪ ،‬تح‬
‫القيادة الرشيدة لجاللة الملب محمد السادس‪ ،‬لترسيت ثقافة التحول واالنتقال الرقمي علا جميع‬
‫المستتويات‪ ،‬واستتثمار الفرص التي تتيحها لفتن آفاق جديدة للدفع قدما بعجلة التنمية المستتدامة‬
‫ببالدنتا‪ ،‬وكتذا للتدور التذي تلعبت‪ :‬التكنولوجيتا الرقميتة في تعزيز النجتاعتة‪ ،‬واإلرتقتاء بجودة‬
‫الخدمات العمومية‪.‬‬

‫وقتد تم التتأكيتد علا هتذا التوجت‪ :‬الرقمي بموجتب النموذج التنموي الجتديتد التذي وضتتتتعت‪:‬‬
‫المغرب ستنة ‪ 2019‬الذي نص علا ضترورة استتثمار كل اإلمكانات التحويلية للتكنولوجيات‬
‫الرقمية وجعلها ركيزة أستاستية ومحفزا لتستريع التنمية‪ ،‬وتمكين شترائن واستعة من المواطنين‬
‫من جني ثمارها‪ .‬كما جعل منها أحد ركائز تحستين عالقة اإلدارة بالمرتفقين وإعادة بناء الثقة‬
‫بين المواطن واإلدارة العمومية‪.‬‬

‫الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري‬ ‫وعلا المستوب الوطني كان‬
‫والخرائطية‪ ،‬باعتبارها مؤسسة عمومية يسيرها المدير العام ويديرها مجلا اإلدارة الذي‬
‫يرأس‪ :‬رئيا الحكومة‪ ،1‬سباقة لورش الرقمنة‪ ،‬في تدبير المهام المنوطة بها وكذا الخدمات‬

‫‪-1‬ظهير شريع رقم ‪ 1.02.125‬ادر في فاتن ربيع اآلخر ‪ 13( 1423‬يونيو ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 58.00‬القاضي بإحدار الوكالة‬
‫الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية المنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 5032‬بتاريت ‪ 13‬جمادب اآلخرة ‪22( 1423‬‬
‫أغسطا ‪ )2002‬الصفحة ‪.2405‬‬

‫‪227‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫المقدمة من طرفها‪ ،‬بجميع مكوناتها‪ ،‬باعتبارها مؤسسة تتكون من ثالر مديريات‪ ،‬وهي‬
‫مديرية المحافظة العقارية‪ ،‬ومديرية المسن العقاري ومديرية الخرائطية‪ ،‬كل فيما يخص‪.:‬‬

‫احب الجاللة الملب محمد السادس‪ ،‬الذي دعا‬ ‫وتماشيا مع التوج‪ :‬الدولي العام‪ ،‬ونداء‬
‫إلا االنخراط في هذا الورش الرقمي في جميع الميادين عامة‪ ،‬وميدان العقار خصو ا‪ ،‬ولعل‬
‫التوجيهات الملكية السامية التي وجهها جاللت‪ :‬في رسالت‪ :‬إلا المشاركين ضمن المناظرة‬
‫الوطنية حول السياسة العقارية المنعقدة يومي ‪ 08‬و‪ 09‬دجنبر ‪ 2015‬بالصخيرات لخير دليل‬
‫علا أهمية التكنولوجيا المعلوماتية في تحريب الهياكل المنظمة للملكية العقارية ببالدنا‪ ،‬حيض‬
‫جاء فيها اوعمال على تعزيز األمن العقاري وتحصين الملكية العقارية والرفع من قيمتها‬
‫االقتصادية واالئتمانية‪ ،‬فإنه يتعين العمل على مياعفة الجهود‪ ،‬من أجل الرفع من وثيرة‬
‫التحفيظ العقاري‪ ،‬في أفق تعميمه على كافة التراب الوطني‪ ،‬كما ينبغي استثمار التكنولوجيا‬
‫الرقمية التي يشهدها العالم اليوم‪ ،‬في مجال ضبط البنية العقارية‪ ،‬وتأمين استقرارها‬
‫وتداولها‪ .....‬اوانخراط الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية‪ ،1‬في‬
‫دور‬ ‫هذا الورش ليا وليد اليوم‪ ،‬بل إن هذو اوخيرة انخرط في‪ :‬منذ سنوات مض ‪ ،‬قبل‬
‫قوانين جوهرية تنص علا هذا التوج‪ :‬الرقمي‪ ،‬وذلب بموجب المذكرات والدوريات الصادرة‬
‫االنطالقة لمجموعة من‬ ‫عن السيد المدير العام والمدراء وكذا المحافظ العام‪ ،‬التي أعط‬
‫التطبيقات ا لمعلوماتية‪ ،‬والخدمات الرقمية‪ ،‬لتيسير الولوج إلا مرفق المحافظة العقارية‪،‬‬
‫وتبسيط المساطر في وج‪ :‬المرتفقين‪ ،‬وضمان اومن العقاري‪ ،‬مرتكزة في ذلب علا بعا‬
‫النصوص المتفرقة في القانون‪ ،‬في مقدمتها الفصل ‪ 106‬من ظهير التحفيظ العقاري المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬والذي نص علا أن‪ :‬ايمكن للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري‬
‫والخرائطية أن تؤسس‪ ،‬بأساليب إلكترونية‪ ،‬مطالب التحفيظ والرسوم العقارية ونظائرها‬
‫والشواهد الخاصة بالتقييد والسجالت المنصول عليها في هذا القانون وذلك وفق الشروط‬
‫والشكليات المحددة في نص تنظيميا‪.2‬وكذا الفقرة اوخيرة من الفصل ‪ 24‬من مرسوم ‪2014‬‬

‫‪ -1‬وذلك بواسطة مجموعة من المذكرات والدوريات الصادرة عن السيد المدير العام والمدراء والمحافظ العام‪.‬‬
‫‪-2‬الظهير الشريع الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطا ‪ )1913‬المتعلق بالتحفيظ العقاري كما وقع تغييرو وتتميم‪ :‬بالقانون رقم‬
‫‪ 14.07‬الصادر بتنفيذو الظهير الشريع رقم ‪ 1.11.177‬في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر ‪ ،)2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪5998‬‬
‫بتاريت ‪ 27‬ذو الحجة ‪ 24( 1432‬نوفمبر ‪ ،)2011‬ص ‪5575‬‬

‫‪228‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫في شأن إجراءات التحفيظ العقاري التي جاء فيها ايمكن للمحافظ على األمالك العقارية تدبير‬
‫هذو النصوص بصدور مرسوم ‪ 24‬ديسمبر‬ ‫السجالت بأساليب إلكترونيةا ‪ ، 1‬وقد توج‬
‫‪ 2018‬المتعلق بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات‬
‫المرتبطة بها‪ ،2‬والمعدل والمتمم بموجب مرسوم ‪ 30‬نوفمبر‪ ،3 2021‬وكذا مرسوم ‪ 30‬نوفمبر‬
‫‪ 2021‬بتغيير مرسوم ‪ 14‬يوليو ‪ 2014‬في شأن إجراءات التحفيظ العقاري‪،4‬وبصدور هذو‬
‫القوانين التي ارتكزت علا مجموعة من الدوريات والمذكرات المصلحية الصادرة عن إدارة‬
‫الوكالة‪ ،‬أ بن تفعيل مقتضيات رقمنة إدارة الوكالة‪ ،‬مبني علا نصوص قانونية تضفي الصفة‬
‫القانونية علا هذو الخدمات الرقمية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن‪ :‬سواء تعلق اومر بالمذكرات والدوريات المصلحية‪ ،‬أو تعلق‬
‫بالنصوص القانونية الصادرة والمنشورة في الجريدة الرسمية‪ ،‬أو تعلق كذلب بإشراك الشركاء‬
‫إدارة‬ ‫والمهنيين في هذا الورش‪ ،‬فإن تنزيلها جاء بشكل تدريجي‪ ،‬وعلا سبيل المثال‪ ،‬قام‬
‫الوكالة بإشراك المهندسين المساحيين‪ ،‬والموثقين‪ ،‬بتخويلهم مجموعة من الخدمات اإللكترونية‬
‫في التعامل مع الوكالة‪ ،‬في انتظار إشراك باقي الشركاء من محامين وعدول‪ ،‬ورغم أن هذا‬
‫الورش الرقمي الذي انخرط في‪ :‬إدارة الوكالة ال يزال في بدايت‪ ،:‬إال أن‪ :‬حقق نتائ مبهرة‪،‬‬
‫وأبان عن نجاح‪ ،:‬فبلغة اورقام كما جاء علا لسان السيد المفتش العام للوكالة‪ ،5‬فإن ‪ 85‬بالمائة‬
‫من مداخيل الوكالة يتم تحصيلها بطريقة إلكترونية‪ ،‬كذلب يتم تسليم مليونان شهادة إلكترونية‬
‫سنويا عن طريق المنصة‪ ،‬كما أن ‪ 34‬ألع ملع تقني يتم تدبيرو ومراقبت‪ :‬بطريقة إلكترونية‬
‫بعد إيداع‪ :‬بالمنصة من طرف المهندسين المساحين الطبوغرافيين‪ ،‬بما في ذلب ملفات التجزئة‬

‫‪-1‬مرسوم رقم ‪ 18.13.2‬الصادر في ‪ 16‬من رمضان ‪1 )14 1435‬يوليو ‪ ) 2014‬في شأن إجراءات التحفيظ العقاري منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6277‬بتاريت ‪ 30‬رمضان ‪ 28 (1435‬يوليو ‪.)2014‬‬
‫‪-2‬مرسوم رقم ‪ 2.18.181‬ادر في ‪ 2‬ربيع اآلخر ‪ 10( 1440‬ديسمبر ‪ )2018‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات‬
‫التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 16-6737‬ربيع اآلخر ( ‪ 24‬ديسمبر ‪.)2018‬‬
‫‪ -3‬مرسوم ‪ 2.21.604‬ادر في ‪ 24‬من ربيع اآلخر ‪ 30( 1443‬نوفمبر ‪ )2021‬بتغيير وتتميم المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬الصادر في‬
‫‪ 2‬ربيع اآلخر ‪ 10( 1440‬ديسمبر ‪ ) 2018‬المتعلق بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات‬
‫المرتبطة بها‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 27 ،7051‬ديسمبر ‪ 2021‬الصفحة ‪.11439‬‬
‫‪ -4‬مرسوم رقم ‪ 2.21.605‬ادر في ‪ 24‬من ربيع اآلخر ‪ 30( 1443‬نوفمبر ‪ )2021‬بتغيير المرسوم رقم ‪ 2.13.18‬الصادر في ‪16‬‬
‫شأن إجراءات التحفيظ العقاري‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 27 ،7051‬ديسمبر ‪2021‬‬ ‫من رمضان ‪ 14( 1435‬يوليو ‪ )2014‬في ا‬
‫الصفحة ‪..11441‬‬

‫‪ -5‬التصرين جاء علا إذاعة ‪ mfm radio‬في حلقة أذيع في يوم الخميا ‪ 2022/06/02‬علا برنام ديكريبتاج‪ ،‬الحلقة موجودة كذلب‬
‫علا قناة يوتوب ‪ mfm radio‬بتاريت ‪ 05‬يونيو ‪.2022‬‬

‫‪229‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫والتقسيم والملكية المشتركة واإلحدار‪ ،‬كذلب فإن ‪ 1706‬موثق من أ ل ‪ 1749‬علا المستوب‬


‫الوطني يتعاملون بالمنصة الرقمية‪.‬‬

‫وانطالقا مما سلع‪ ،‬سنحاول الوقوف علا أهم التطبيقات المعتمدة من إدارة المحافظة‬
‫العقارية‪ ،‬والخدمات المقدمة من طرفها‪ ،‬دون التوسع في باقي الخدمات المقدمة من طرف باقي‬
‫المديريات بإدارة الوكالة‪ ،‬كخدمة حساب المساحة و التصميم العقاري و خرائط‪ ،‬وتبعا لذلب‬
‫سوف نقسم موضوعنا هذا للحديض عن التطبيقات المعلوماتية لعمل المحافظة العقارية (المبحث‬
‫األول)‪ ،‬والخدمات اإللكترونية المقدمة من طرفها(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التطبيقات المعلوماتية لتدبير عمل المحافظة العقارية‬

‫وعيا من الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية بأهمية المعلومة‬
‫العقارية في سلسلة اإلنتاج‪ ،‬بادرت منذ سنوات إلا تبني استراتيجية المعالجة المعلوماتية‬
‫ونشطة المحافظات العقارية‪ ،‬و التي اعتبرتها طليعة أولوياتها‪.‬‬

‫وتبعا لذلب فإن أهمية التطبيقات المعلوماتية المعتمدة من طرف هذو الوكالة‪ ،‬والتي خول‬
‫المشرع المغربي العمل بها بموجب الفقرة اوولا والثانية من المادة الثالثة من المرسوم المتعلق‬
‫بتحديد شروط وكيفيات التدبير االلكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪،‬‬
‫تكمن في تسريع إجراءات التحفيظ والعمليات الالحقة ل‪ :‬من جهة وكذا تكريا اومن العقاري‬
‫من جهة ثانية‪ ،‬وتنقسم هذو التطبيقات إلا تطبيقات معتمدة ما قبل تأسيا الرسم العقاري‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬وتطبيقات معتمدة في مرحلة ما بعد تأسيا الرسم العقاري (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التطبيقات المعلوماتية المعتمدة ما قبل تأسيس الرسم العقاري‬

‫تتمحور التطبيقات أو البرام التي تم اعتمادها من طرف الوكالة الوطنية للمحافظة‬


‫العقارية‪ ،‬مواكبة الحتياجات العصر الراهن‪ ،‬والمعتمدة ماقبل تأسيا الرسم العقاري في‬

‫‪230‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫أ‪ -‬تلقي الوثائق من أجل الدراسة بواسطة برنامج تدبير إيداع الوثائق من أجل الدراسة‬
‫‪ ،R11‬وهو المعمول به حاليا‪ ،‬و ي َمكن هذا البرنامج المحافظ من ‪:‬‬
‫‪ -‬استخراج و ل لتسليم‪ :‬للمعني باومر مقابل إيداع طلب للتحفيظ طبقا للفصل ‪ 13‬من‬
‫القانون ‪.14.07‬‬
‫‪ -‬استخراج و ل من أجل تسليم‪ :‬لكل طالب إجراء طبقا للفصل ‪ 76‬من نفا القانون‬
‫أعالو‪.‬‬
‫‪ -‬استخراج سجل إيداع الوثائق المودعة للدراسة من أجل مسك‪ :‬طبقا للفصل ‪ 76‬من‬
‫نفا القانون‪.‬‬
‫ب‪ -‬تصفية واستخالل الوجيبات المستحقة على الطلبات المقدمة للمحافظة العقارية‬
‫بواسطة برنامج استخالل الرسوم‪ ،‬ويمكن هذا البرنامج المحافظ من‪: 2‬‬
‫‪ -‬استخراج و ل من أجل تسليم‪ :‬لكل طالب إجراء مقابل أداء الوجيبات المستحقة‪،3‬‬
‫وذلب إعماال بمقتضيات الفصل ‪ 32‬من المرسوم المتعلق بإجراءات التحفيظ الصادر في ‪14‬‬
‫يوليو ‪.20144‬‬
‫‪ -‬استخراج الوثائق المحاسباتية اليومية والشهرية والسنوية المتعلقة بمداخيل المحافظة‪.‬‬
‫‪ -‬التدبير اإللكتروني للسجالت المحاسباتية الممسوكة من طرف المحافظ‪.‬‬
‫ت‪ -‬متابعة إجراءات المسطرة المتعلقة بالعقارات في طور التحفيظ بواسطة برنامج‬
‫"مطلب"‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫و تتمثل هذو اإلجراءات فيما يلي‬

‫‪ -1‬حيض جاء في مذكرة المحافظ العام عدد ‪ 5364‬المؤرخة في ‪ 17‬أبريل ‪ 2019‬ا استكماال لبرنام تطوير وتجويد الوكالة الوطنية‬
‫للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية لخدماتها المقدمة لكافة المرتفقين‪ .‬تم إعداد برنام إلكتروني جديد لتدبير الوثائق المودعة‬
‫للدراسة ( ‪ )R1‬سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من ‪ 22‬أبريل ‪ 2019‬ليعوض سجل اإليداع الورقي المعمول ب‪ :‬حاليا ا‬
‫وكذا المواد ‪ 5‬و ‪ 11‬من المرسوم المتعلق التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫‪-2‬علي العطري ا قواعد البيانات العقارية في خدمة نظام التحفيظ العقاري ا دفاتر محكمة النقا العدد ‪ ،26‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -3‬كما نص المادة ‪ 36‬من المرسوم المتعلق بالتدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري علا أن‪ :‬ا تؤدب وجيبات المحافظة العقارية‬
‫وباقي الوجيبات اوخرب المتعلقة بالخدمات التي تقدمها الوكالة بكافة وسائل اوداء اإللكتروني المعتمدة من قبل الوكالة والمحددة بقرار‬
‫لمديرها‪ ،‬وذلب في حساب أو حسابات خا ة مفتوحة لهذا الغرضا‪.‬‬
‫‪ -4‬المرسوم رقم ‪ 18.13.2‬الصادر في ‪14‬يوليو ‪ 2014‬في شأن إجراءات التحفيظ العقاري‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪6277‬‬
‫بتاريت ‪ 30‬رمضان ‪ 28 ،1435‬يوليو ‪.2014‬‬
‫‪ -5‬علي العطري‪ ،‬م‪,‬س ص ‪.92‬‬

‫‪231‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫‪ -‬النشر والتعليق يمكن برنام امطلبا المحافظ من استخراج خال ات المطالب‪،‬‬


‫والخال ات اإل الحية‪ ،‬وإعالنات انتهاء التحديد‪ ،‬وإعالنات جديدة عن انتهاء التحديد من‬
‫أجل نشرها بالجريدة الرسمية‪ ،‬و تعليقها بعد ذلب لدب الجهات المعنية‪ ،‬وذلب تطبيقا لمقتضيات‬
‫الفصول ‪ 17‬و ‪ 18‬و ‪ 23‬و ‪ 37‬و ‪ 83‬من ظهير التحفيظ العقاري المغير والمتمم بموجب‬
‫القانون رقم ‪ ،14.07‬وكذلب الفصل ‪ 2‬من المرسوم المشار إلي‪ :‬أعالو‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه االستدعاءات يستخرج المحافظ من قاعدة البيانات الخا ة بمطلب التحفيظ‪،‬‬
‫مختلع االستدعاءات الموجهة للمتدخلين في مسطرة التحفيظ لحضور عمليات التحديد والتحديد‬
‫التكميلي‪ ،‬و ذلب عمال بمقتضيات الفصلين ‪ 19‬و ‪ 23‬من قانون التحفيظ‪ ،‬والفصل ‪ 02‬من‬
‫المرسوم الصادر بتاريت ‪ 14‬يوليو ‪.2014‬‬
‫تتين قاعدة البيانات المتعلقة بمطالب التحفيظ‪ ،‬إمكانية استخراج‬ ‫‪ -‬توجيه اإلنذارات‬
‫مختلع اإلنذارات المرتبطة بمسطرة التحفيظ والموجهة لطالب التحفيظ أو المتعرض‪ ،‬سواء‬
‫من أجل است ناف عمليات التحديد‪ ،‬أو إلبداء رأي‪ :‬في التعرضات‪ ،‬أو من أجل متابعة المسطرة‬
‫بالنسبة لاول‪ ،‬ومن أجل اإلدالء بالحج وأداء الرسوم القضائية وحقوق المرافعة‪ ،‬وعند‬
‫االقتضاء وجيبات التحديد التكميلي بالنسبة للمتعرض‪ ،‬وتنظم هذو اإلنذارات بموجب الفصول‬
‫‪ 23‬و ‪ 25‬و ‪ 31‬و ‪ 50‬من قانون التحفيظ العقاري المذكور‪.‬‬
‫‪ -‬اإليداعات أثناء سريان مسطرة التحفيظ‪ ،‬قد ترد علا مطلب التحفيظ تعرضات‪ ،‬أو‬
‫حقوق خاضعة لإلشهار‪ ،‬بحيض يقوم المحافظ علا معالجتها ببرنام امطلبا‪ ،‬الذي يمكن‪ :‬من‬
‫استخراج بيانات اإليداعات والتعرضات والتي تشكل مضمون سجل التعرضات‪.‬‬
‫المادة ‪ 34‬من المرسوم المتعلق بالتدبير‬ ‫‪ -‬مسك سجالت مسطرة التحفيظ خول‬
‫الحية التدبير االلكتروني لسجل‬ ‫اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري ‪ ، 1‬للمحافظ‬
‫التعرضات‪ R3‬والسجل الترتيبي الخاص باإلجراءات السابقة للتحفيظ‪ ،R2 biss‬و ستمكن‬
‫ق اعدة البيانات الخا ة بمطالب التحفيظ‪ ،‬المحافظ من استخراج هذين السجلين بطريقة‬

‫‪ -1‬تنص الماادة‪ 34‬من المرسوم المتعلق بالتدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري أن‪ :‬ا يمكن للوكالة مسب السجالت المتعلقة بعمليات‬
‫التحفيظ العقاري بطريقة إلكترونية‪ ،‬بكيفية موثوقة ومؤمنة تضمن دقية المعطيات والمعلومات التي تتضمنها وسبالمتهاوتماميتها‪.‬‬
‫يتم االستغناء عن السجالت الورقية وتعويضها بالسجالت اإللكترونية المذكورة‪ ،‬بكيفية تدريجية‪ ،‬وفق الكيفيات المحددة بقرار لمدير‬
‫الوكالةا‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫إلكترونية تطبيقا للفصول ‪ 25‬و ‪ 76‬و ‪ 84‬من قانون التحفيظ العقاري و التي تلزم‪ :‬بمسكها و‬
‫تدبيرها‪ ،‬فضال عن الفصل ‪ 24‬من المرسوم المؤرخ في ‪ 14‬يوليو ‪.2014‬‬
‫‪ -‬ارسال البيانات التي تستوجب النشر في الجريدة الرسمية إلى المصالح المركزية‪،‬‬
‫التي تقوم بإرسالها إلا اومانة العامة للحكومة التي تقوم بنشرها في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التطبيقات المعلوماتية المعتمدة ما بعد تأسيس الرسم العقاري‬

‫أ‪ -‬بعد تأسيس الرسم العقاري تأتي مرحلة تيمين البيانات الخاصة في برنامج خال‬
‫لهذه الغاية أطلق عليه برنامج تدبير الرسوم العقارية )‪: (LOGCF‬‬
‫يتين برنام تدبير الرسوم العقارية‪ ،‬مجموعة من االمكانيات التي تيسر عمل المستخدمين‬
‫بالمحافظة العقارية‪ ،‬وتسرع مختلع المساطر المنجزة ما بعد تأسيا الرسم العقاري‪ ،‬وعلا‬
‫الخصوص‬
‫‪ -1‬تيمين البيانات المتعلقة بالحقوق العينية والشخصية المنصول عليها‪،‬‬
‫والتحمالت العقارية المنصبة على العقارات المحفظة‪:‬‬

‫حيض يمكن برنام تدبير الرسوم العقارية )‪ ،(LOGCF‬من معالجة جميع الوقائع و‬
‫التصرفات التي ترد علا الرسوم العقارية‪ ،‬و كذا جميع العمليات الالحقة للتحفيظ التي تتطلب‬
‫النشر بالجريدة الرسمية أو تلب التي تتوقع علا إجراء عملية هندسية‪.‬‬

‫فبواسطة هذا البرنام يستطيع المحافظ من إنجاي كل تقييد ببيانات موجزة‪ ،‬تقييدا‬
‫بمقتضيات الموادة ‪ 65‬و ‪ 75‬و ‪ 91‬و ‪ 95‬من قانون التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و بناءا علا هذو المعالجة‪ ،‬يستطيع المحافظ استخراج‬

‫‪ -‬مسودات التقييداتب‬
‫‪ -‬الوضعيات الراهنةب‬
‫‪ -‬بطائق المراقبةب‬
‫‪ -‬الرسوم العقارية‪ ،‬و نظائرها‪.‬‬

‫‪ -1‬علي العطري‪ ،‬م‪,‬س ص ‪.93‬‬

‫‪233‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫و سيكون بإمكان‪ :‬مستقبال استخراج‬

‫‪ -‬ملخص طلب تغيير اسم العقار من أجل نشرو بالجريدة الرسمية‪ ،‬بناءا علا الفصل ‪52‬‬
‫مكرر من قانون التحفيظ العقاري‪.‬‬
‫‪ -‬ملخص طلب تسليم نظير جديد‪ ،‬أو نسخة شهادة التقييد الخا ة‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 101‬من‬
‫نفا القانون‪.‬‬
‫‪ -‬إنذار من أجل إيداع نظير الرسم العقاري عند االقتضاء‪.‬‬

‫كما يمكن هذا التطبيق من إحدار التنبيهات من قبيل انظير مسلما حتا يكون نستخدم‬
‫التطبيق علا دراية بكون النظير لم يودع باعتبارو شرطا لقبول التقييدات الواردة علا الرسوم‬
‫العقارية‪ ،‬للحد من ظاهرة االستيالء علا اومالك العقارية‪ ،‬كما يقوم هذا التطبيق بالعمليات‬
‫الحسابية من قبيل حساب آجال التقييدات االحتياطية‪ ،‬حيض يقوم بإعالم المستخدم بكون أجل‬
‫التقييد االحتياطي قد استنفد أجل‪ ،:‬حتا يقوم المحافظ بالتشطيب علي‪ :‬تلقائيا‪ ،‬كما يقوم كذلب في‬
‫إطار العمليات الحسابية بحساب الحصص في حالة إيداع إراثات أو تفويتات ومالك ذي رسوم‬
‫عقارية مملوكة علا الشياع‪.‬‬

‫‪ -2‬مسك سجالت التقييدات ‪:‬‬

‫يلزم الفصل ‪ 76‬من قانون التحفيظ العقاري‪ ،‬والفصل ‪ 24‬من المرسوم المؤرخ في ‪14‬‬
‫يوليو ‪ ،2014‬المحافظ بمسب سجل اإليداع والسجل الترتيبي الخاص باإلجراءات الالحقة‬
‫الحية التدبير‬ ‫للتحفيظ‪ ،‬كما منن الفصل ‪ 106‬من قانون التحفيظ العقاري‪ ،‬للمحافظ‬
‫اإللكتروني لهذين السجلين‪ ،‬وتم تكريا هذا المقتضا بموجب المادة ‪ 34‬من المرسوم المتعلق‬
‫بالتدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري ومذكرة المحافظ العام عدد ‪ 2017/22‬الصادرة‬
‫بتاريت ‪.2017/10/17‬‬

‫فقد مكن قاعدة البيانات‪ ،‬التي دخل حيز التنفيذ الخا ة بالرسوم العقارية في قادم اويام‬
‫المحافظ من استخراج هذين السجلين قصد مسكهما طبقا للمقتضيات المذكورة أعالو‪ ،‬ومن بين‬
‫مميزات هذا السجل االلكتروني‬

‫‪ -‬ربن الوق وتخفيع العبء علا المستخدمينب‬

‫‪234‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫‪ -‬حفظ السجل من خالل وسيلتين دعامة الكترونية وأخرب ورقية مع سهولة استخراج‬
‫السجل في حالة الضياع أو التلعب‬
‫‪ -‬ضمان التحيين اليومي لقاعدة المعطيات العقاريةب‬
‫‪ -‬سهولة التتبع والمراقبة وكذا حصر القضايا المودعة يوميا من قبل المحافظ‪.‬‬
‫‪ -3‬تسليم الشهادات‪:‬‬

‫تسلم مصالن المحافظة العقارية أنواعا مختلفة من الشهادات ‪ ، 1‬تستخرج من قواعد‬


‫البيانات العقارية‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 28‬من المرسوم الصادر بشأن إجراءات التحفيظ العقاري‬
‫الشهادات فيما يلي‬

‫‪ -‬شهادة تثب الوضعية القانونية و المادية للعقارب‬


‫‪ -‬شهادة خا ة بالتقيدب‬
‫‪ -‬شهادة خا ة بتقييد الرهنب‬
‫‪ -‬شهادة تتعلق بتقييد أو تقييدات معينةب‬
‫‪ -‬شهادة عدم التقييد بالسجل العقاريب‬
‫‪ -‬شهادة تثب المطابقة بين الرسم العقاري و نظيرو‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلا أن المستجدات التي جاء بها مرسوم ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2021‬الذي عدل‬
‫هذو المادة ‪ ،‬سوب بين تسليم هذو الشواهد بطريقة يدوية أو إلكترونية‪.‬‬

‫‪ -4‬ضبط العقارات المهملة ‪:‬‬

‫الوكالة الوطنية‬ ‫في إطار الحد من ظاهرة االستيالء علا اومالك العقارية عمل‬
‫للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية بتعاون مع ويارة الداخلية علا إطالق حملة‬
‫لجرد العقارات المهملة‪ ،‬وهي العقارات التي لم يتم استغاللها منذ مدة طويلة ويكون مالكوها‬
‫في الغالب مجهولين أو غائبين أو متوفين وال يعرف لهم وارر سواء كان مملوكة لمغاربة‬
‫ادرة عن المحافظ العام عدد يحض فيها‬ ‫درت مذكرة‬ ‫أو أجانب‪ ،‬وتبعا لهذو العملية فقد‬

‫‪ -1‬هذا ويمكن طلب هذو الشهادات إلكترونيا عبر المنصة اإللكترونية‪ ،‬طبقا للفقرة اوولا من المادة ‪ 14‬من المرسوم المتعلق بالتدبير‬
‫اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري الذي ينص علا أن‪ :‬ا يمكن تقديم طلب الحصول علا الشهادات العقارية عبر المنصو اإللكترونيةا‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫المحافظين علا اومالك العقارية‪ ،‬بعد تنقين االستمارات المقدمة لهم والتي تتضمن العقارات‬
‫المهملة والتحقق من مدب مطابقتها لما هو مضمن بالرسم العقاري المعني‪ ،‬العمل علا وضع‬
‫عبارة اعقار مهملا بآخر ملع فرعي للرسم العقاري مع الحرص علا مواكبة هذو العملية‬
‫بطريقة الكترونية بتطبيق ا‪LOGCF‬ا‪ ،‬بوضع تنبي‪ :‬اعقار مهملا بالخانة المخصصة للتنبي‪،:‬‬
‫حتا يتم التعامل بحذر مع هذو العقارات بمناسبة أي عملية ترد علي‪ ،:‬ورقيا والكترونيا‪.‬‬

‫‪ -5‬نسخ الوثائق والرسوم الملحقة بالرسوم العقارية بواسطة تطبيق "‪:" LA GED‬‬

‫يتين تطبيق نست الوثائق حفظ الربائد والوثائق والرسوم والعقود الملحقة بالرسوم‬
‫العقارية‪ ،‬للمحافظة عليها معلوماتيا‪ ،‬تحسبا لكل خطر خارج عن التوقع‪ ،‬كما الشأن بالنسبة‬
‫للفيضانات والزاليل وتالشي وثائق الرسوم العقارية‪ ،‬أو اشتعال حرائق داخل أرشيع‬
‫المصالن الخارجية للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية‪ ،‬ولعل هذا‬
‫ما نص علي‪ :‬المادة ‪ 35‬من مرسوم التدبير اإللكتروني لمعمليات التحفيظ العقاري والخدمات‬
‫علا أن‪ :‬ايمكن للوكالة اعتماد مختلع طرق المعالجة والتدبير‬ ‫المرتبطة بها‪ ،‬حيض نص‬
‫االلكتروني في حفظ كافة الوثائق والسندات المتعلقة بملفات مطالب التحفيظ والرسوم العقارية‬
‫ونظائرها‪ ،‬ووثائق المسن العقاري والخرائطية‪ ،‬وباقي الوثائق اوخرب التي لها عالقة بذلبا‪،‬‬
‫فقات مع القطاع الخاص‪ ،‬الذي يلتزم بالقيام بهذو‬ ‫وفي هذا اإلطار تعتمد الوكالة علة ابرام‬
‫المهمة داخل مدد محددة‪ ،‬وتبعا لذلب ومواياة مع تضمين البيانات ببرنام تدبير الرسوم‬
‫العقارية‪ ،‬يتم كذالب نست العقود بواسطة نظام ا‪LA GED‬ا وذلب لقيمة هذو الوثائق وأهميتها‬
‫في مجال اومن العقاري وكذا حماية للمالك من االستيالء علا ممتلكاتهم في حالة ضياع‬
‫وثائقهم وعقودهم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الخدمات اإللكترونية المقدمة من طرف الوكالة الوطنية للمحافظة‬


‫العقارية والمسح العقاري والخرائطية‬

‫الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية‪ ،‬للمالك‬ ‫لقد أتاح‬
‫والمهنيين مجموعة من الخدمات اإللكترونية‪ ،‬تفعيال لسياسة القرب‪ ،‬في إطار اإلدارة‬
‫إشراف السادة‬ ‫المعلوماتية‪ ،‬بهدف حماية الملكية العقارية‪ ،‬الهدف اوسما لهذو الوكالة تح‬

‫‪236‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المحافظين علا اومالك العقارية‪ ،‬ويمكن حصر هذو الخدمات في خدمة اوداء االلكتروني‬
‫لمختلع الخدمات المقدمة من طرف هذو المؤسسة‪ ،‬وكذا إحدار منصة خا ة بالمهندسين‬
‫المساحيين‪ ،‬من أجل تمكينهم من إيداع الملفات التقنية بهذو المنصة‪ ،‬وكذا تمكين الموثقين من‬
‫إيداع العقود المحررة من طرفهم و الوثائق المرفقة بها إلكترونيا بالمنصة‪ ،‬في انتظار إشراق‬
‫باقي الشركاء لتمكينهم من الخدمات االلكترونية للوكالة‪ ،...‬كذلب تم إحدار خدمة خا ة‬
‫بحساب المساحة‪ ،‬واالطالع علا الخرائط‪ ،‬وكذا توفير االستمارات االلكترونية بالمنصة‬
‫االلكترونية للوكالة‪ ،‬وهي نماذج وهم الطلبات المستعملة لدب مصالن المحافظة العقارية‪ ،‬وكذا‬
‫المعالجة االلكترونية للشكايات والتظلمات عبر هذو المنصة االلكترونية‪ ،‬وكذا خدمة محافظتي‬
‫التي تعتبر خدمة‪ ،‬أحدث لحل المشاكل التي أبان عنها المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية‪.‬‬

‫وبما أن موضوعنا يتمحور حول الخدمات المقدمة علا مديرية المحافظة العقارية‪،‬‬
‫سنقع في هذو الفقرة علا مفهوم خدمة تدبير عمليات التحفيظ العقاري والعمليات المرتبطة بها‬
‫بطريقة إلكترونية‪ ،‬كما جاء في مرسوم ‪( 2018‬المطلب اوول)‪ ،‬ثم سنعرج للحديض عن خدمة‬
‫تتبع التقييدات واإليداعات المضمنة بالسجالت العقارية (المطلب الثاني)‪،‬وبعدها خدمة اإلشهار‬
‫العقاري وااليداع االلكتروني للعقود والوثائق المحررة من طرف الموثقين (المطلب الثالض)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬خدمة تدبير عمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها بطريقة‬
‫إلكترونية‬

‫إن الحديض عن خدمة تدبير عمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها إلكترونيا‬
‫يستوجب تناول‪ :‬في فقرتين حيض سنتحدر عن مفهوم التدبير االلكتروني لعمليات التحفيظ‬
‫العقاري والخدمات المرتبطة بها (أ) ثم سنعرج للحديض عن وسائل التدبير االلكتروني لهذو‬
‫العمليات (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬مفهوم التدبير االلكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪:‬‬

‫يقصد بعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها التي يمكن تدبيرها بطريقة‬
‫إلكترونية حسب ما هو منصوص علي‪ :‬في المادة الثانية من المرسوم المتعلق بتحديد شروط‬

‫‪237‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫وكيفيات التدبير االلكتروني لعمليات التحفظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪ ،‬اإلجراءات‬
‫والمساطر المتعلقة بالتحفيظ العقاري والمسن العقاري والخرائطية المنصوص عليها في‬
‫المقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬والسيما‬

‫‪ -‬تلقي مطالب التحفيظ والتعرضات والقيام بجميع االجراءات المتعلقة بمسطرة التحفيظ‬
‫العقاري وباقي المساطر اوخرب الخا ة بالتحفيظب‬
‫‪ -‬تأسيا الرسوم العقارية ونظائرهاب‬
‫‪ -‬إشهار الحقوق العينية والتحمالت العقارية المنصبة علا العقارات المحفظة أو التي في‬
‫طور التحفيظب‬
‫‪ -‬طلب وتسليم الشهادات ونست الوثائق العقاريةب‬
‫‪ -‬المساطر المتعلقة بالسندات المنجمية وفقا للتشريع المنظم لهاب‬
‫‪ -‬إيداع الملفات التقنية الطبوغرافية ومعالجتها وتتبعهاب‬
‫‪ -‬إنجاي تصاميم المسن العقاري ووثائق المسن الوطني وحفظهاب‬
‫‪ -‬إنجاي الخريطة الطبوغرافية للمملكة بجميع مقاييسها والخرائط المبحثةب‬
‫‪ -‬إنجاي أشغال البنية اوساسية المتعلقة بالشبكة الجيوديزية وقياس االرتفاعب‬
‫‪ -‬استيفاء وجيبات المحافظة العقارية وباقي الوجيبات اوخرب المتعلقة بخدمات المسن‬
‫العقاري والخرائطيةب‬
‫‪ -‬التبادل االلكتروني للمعطيات والوثائق مع االدارات والمهنيين والهي ات المعنية‬
‫بعمليات التحفيظ العقاري والمسن العقاري والخرائطيةب‬
‫‪ -‬حفظ الربائد والوثائق العقارية‪ ،‬ووضع المعلومات المضمنة بها رهن إشارة المهنيين‬
‫والمعنيين بها بناء علا طلبهم‪ ،‬حسب الحالة وفق المساطر والشروط المقررة من قبل إدارة‬
‫الوكالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وسائل التدبير االلكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪:‬‬

‫لتفعيل التدبير االلكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪ ،‬نص‬
‫المشرع في المرسوم المنظم لهذو العمليات‪ ،‬في الفقرة الثالثة من المادة الثالثة علا إحدار‬
‫منصة إلكترونية خا ة‪ ،‬يتم من خاللها إنجاي اإلجراءات وتقديم الخدمات المرتبطة بهذو‬

‫‪238‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫الوكالة‬ ‫العمليات‪ ،‬والعمل علا تدبيرها واستغاللها وتأمينها و يانتها وتطويرها‪ ،‬وقد قام‬
‫الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية بإحدار هذو المنصة وإحدار تطبيق‬
‫خاص لمتابعة هذو الطلبات من داخل مصالن الوكالة‪ ،‬وتفعيل مجموعة من الخدمات بها‪ ،‬كما‬
‫نص علا ذلب المادة الخامسة من نفا المرسوم‪ ،‬والتي نظم كيفية تقديم الطلبات وشروطها‬
‫وآجالها‪ ،‬حيض نص في الفقرة اوولا من هذو المادة علا أن تحدر بهذو المنصة جميع نماذج‬
‫الطلبات التي يمكن مل ها وتحميلها‪ ،‬والمحددة من طرف إدارة الوكالة الوطنية للمحافظة‬
‫العقارية والمسن العقاري والخرائطية‪ ،‬وعلا سبيل المثال ما جاء في المادة ‪ 11‬و ‪ 27‬من نفا‬
‫المرسوم وهي‬

‫‪ -‬طلب إيداع مطلب التحفيظب‬


‫‪ -‬طلب إيداع أو تقييد السندات والوثائق بالسجالت العقاريةب‬
‫‪ -‬طلب التعرض أو رفع اليدب‬
‫‪ -‬طلب است ناف عملية التحديدب‬
‫‪ -‬طلب انجاي التحديد التكميلي أو است ناف‪:‬ب‬
‫‪ -‬طلب الحصول علا نسخة من التصميم العقاري أو جدول المساحة‪.‬‬

‫تقديم الطلب إلا مصالن‬ ‫ويسلم للمتعامل مع هذو الخدمة و ل يتضمن تاريت وتوقي‬
‫الوكالة‪ ،‬ويتم احتساب اوجل القانوني المتعلق بالطلبات المقدمة‪ ،‬تاريت تقديم الطلب عبر‬
‫المنصة خالل أوقات العمل النظامية‪ ،‬وفي حالة تقديم‪ :‬خارج هذو اووقات‪ ،‬يسري اوجل‬
‫المذكور من بداية التوقي اإلداري لنفا اليوم أو يوم العمل الموالي‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬ويجب أن‬
‫تكون هذو الطلبات المقدمة بالمنصة مستوفية للشروط واآلجال المحددة في القانون‪ ،‬كما تتين‬
‫هذو المنصة حفظ البيانات والوثائق واستكمال إجراءات تقديم الطلب أو تغييرو في وق الحق‪،‬‬
‫مع مراعاة اآلجال والشروط القانونية‪ ،‬غير أن‪ :‬في الحاالت التي تستوجب اإلدالء بالوثائق‬
‫المطلوبة علا حامل ورقي‪ ،‬وجب الستكمال االجراءات بعد المرحلة االلكترونية‪ ،‬وتتمتع‬
‫اإلجراءات واوداءات واإلشعارات والرسوم العقارية والسجالت والتصاميم والخرائط وغيرها‬
‫من الوثائق المسلمة عبر المنصة اإللكترونية‪ ،‬بنفا القيمة القانونية التي تحضا بها تلب‬
‫المنجزة علا دعامة ورقية‪ ،‬وفق التشريع الجاري ب‪ :‬العمل‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫ولتيسير عمل المهنيين مع الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‪ ،‬نص المادة ‪ 31‬من نفا‬
‫المرسوم علا أن‪ :‬يحدر علا المنصة اإللكترونية فضاء خاص بالمهنيين المتدخلين في عمليات‬
‫التحفيظ العقاري والمسن العقاري والخرائطية‪ ،‬قصد تمكينهم من التبادل اإللكتروني للوثائق‬
‫والمعلومات مع مصالن الوكالة‪ ،‬ويجب علا المهنيين المعنيين توقيع التزام يتضمن الشروط‬
‫اوساسية للولوج إلا الفضاء الخاص بهم‪ ،‬والسيما االلتزام باالستعمال الشخصي للحساب‬
‫وضمان سرية المعلومات المحصلة من قبلهم‪ ،‬وكذا استعمال هذو المعلومات وغراض مهنية‬
‫رفة‪ ،‬حيض تعمل الوكالة علا تأسيا حساب خاص بالمهني المعني بناء علا طلب‪ ،:‬وتضع‬
‫رهن إشارت‪ :‬اسم المستعمل وكلمة المرور الخا ة ب‪ ،:‬علا أن يتحمل مسؤوليت‪ :‬الشخصية‬
‫عن ذلب‪ ،‬وتحدد بقرار لمدير الوكالة ف ات المهنيين المعنيين باإلجراءات والخدمات المرتبطة‬
‫بعمليات التحفيظ العقاري والمسن العقاري والخرائطية المتاحة عبر المنصة‪ ،‬من محامين‬
‫وموثقين وعدول ومهندسين مساحين طبوغرافين‪. ...‬‬

‫أما بالنسبة للوجيبات فتؤدب بكافة وسائل اوداء اإللكتروني المعتمدة من قبل الوكالة‬
‫والمحددة بقرار لمديرها‪ ،‬وذلب في حساب أو حسابات خا ة مفتوحة لهذا الغرض‪ ،‬حسب‬
‫المادة ‪ 36‬من نفا المرسوم‪ ،‬كما أتال كذلب المشرع من خالل نفا المرسوم بموجب المادة‬
‫‪ ، 27‬إحدار خدمة خا ة باإلطالع علا دليل القيم التجارية للعقارات‪ ،‬قصد تمكين المتعاملين‬
‫من معرفة القيم التجارية المطبقة علا العقارات حسب المناطق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خدمة تتبع التقييدات واإليداعات الميمنة بالسجالت العقارية ‪-‬‬
‫محافظتي‪-‬‬

‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 23‬من مرسوم ‪ 10‬ديسمبر ‪ ، 2018‬بتحديد شروط‬ ‫نص‬


‫وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪ ،‬ا علا أن‪:‬‬
‫يمكن لاشخاص المقيدين بالسجالت العقارية تتبع التقييدات واإليداعات التي ترد علا الرسوم‬
‫العقارية أو مطالب التحفيظ‪ ،‬الخا ة بهم بطريقة إلكترونيةا‬

‫وهكذا يمكن للمالكين معرفة جميع التصرفات التي قد تلحق بعقاراتهم‪ ،‬سواء كان هذو‬
‫العقارات في طور التحفيظ أو كان محفظة‪ ،‬انسجاما مع توفير عنصر اإلخبار واإلعالم‪ ،‬حتا‬
‫‪240‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫يستطيع طالب التحفيظ‪ ،‬أو المالب المقيد بالرسم العقاري‪ ،‬تتبع وضعية عقارو عن بعد‪ ،‬وذلب‬
‫بعد االنخراط بهذو الخدمة‪.1‬‬

‫غير أن خدمة اإلشعارات التلقائية التي تقوم بها الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‬
‫والمسن العقاري والخرائطية‪ ،‬مايال لم تفعل بالنسبة لمطالب التحفيظ‪ ،‬واقتصرت هذو الخدمة‬
‫إسم امحافظتيا‪ ،‬والتي‬ ‫هذو اوخيرة هذو الخدمة تح‬ ‫علا الرسوم العقارية‪ ،‬حيض أطلق‬
‫دور المرسوم المتعلق بالتدبير اإللكتروني‬ ‫حيز التطبيق بشكل استعجالي‪ ،‬حتا قبل‬ ‫دخل‬
‫لعمليات التحفيظ العقاري‪ ،‬الذي كرس هذو الخدمة في المادة ‪ 23‬من‪ :‬كما أشرنا أعالو ‪.‬‬

‫ويرجع سبب التفعيل االستعجالي لهذو الخدمة‪ ،‬لدورها الفعال في محاربة ظاهرة‬
‫االستيالء علا أمالك الغير‪ ،‬وما يترتب عن هذو الظاهرة من آثار وخيمة علا حق الملكية‬
‫العقارية بصفة عامة وعلا اومالك المحفظة بصفة خا ة‪ ،‬فإذا كان المادة الثانية من مدونة‬
‫الحقوق العينية ‪ ،‬تنص علا أن الحقوق المقيدة بالرسم العقاري تكتسب الحجية المطلقة في‬
‫مواجهة المقيد حسن النية‪ ،‬بعد مرور أربع سنوات من تاريت تقييدها‪ ،‬خصو ا وأن هذو‬
‫التقييدات المدرجة بالرسم العقاري والتي آل للمقيد حسن النية من عمليات تدليا أو تزوير‪،‬‬
‫لو علم بها المالب المقيد بالرسم العقاري داخل أجل أربع سنوات لما اكتسب الحجية المطلقة‪،‬‬
‫حتها ولمدخلها غير الشرعي‪،‬‬ ‫حيض كان سيقوم بالتشطيب عليها بموجب أمر استعجالي‪ ،‬لعدم‬
‫تطبيقا لمقتضيات المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية‪ ،‬اومر الذي يجعل خدمة محافظتي‬
‫التي تقوم بإشعار المالب المقيد بالرسم العقاري بكل تصرف وقع برسم‪ :‬العقاري‪ ،‬ذا أهمية‬
‫قصوب في حماية حق‪ :‬العقاري من كل مساس ب‪.:‬‬

‫وترجع أولا دوافع التفكير في هذو الخدمة‪ ،‬إلا الرسالة الملكية التي وجهها الجناب‬
‫الشريع إلا ويير العدل بتاريت ‪ 30‬دجنبر ‪ 2016‬بشأن التصدي الفوري والحايم لظاهرة‬
‫االستيالء علا عقارات الغير‪ ،‬حيض تم تأسيا لجنة خا ة لر د مظاهر هذو الظاهرة وإقرار‬

‫‪ -1‬تنص الفقرة الثانية من مرسوم ‪ 10‬ديسمبر ‪ ، 2018‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات‬
‫المرتبطة بها علا ما يلي ا ومن أجل إشعار المعني باومر بالتقييدات واإليداعات‪ ،‬يتعين علي‪ :‬االنخراط في الخدمة المذكورة عبر‬
‫المنصة اإللكترونية أو اإلدالء برقم هاتف‪ :‬المحمول وعنوان بريدو اإللكتروني عند االقتضاء‪ ،‬بمناسبة قيام‪ :‬بأي إجراء لدب مصالن‬
‫الوكالةا‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫حلول لها‪ ،‬وتبعا لذلب جاء في الكلمة االفتتاحية لويير العدل بمناسبة اجتماع هذو اللجنة بالرباط‬
‫بتاريت ‪ 5‬مايو ‪ ،2017‬اضرورة إنجاز إشهار رقمي من طرف الوكالة الوطنية للمحافظة‬
‫العقارية لكافة الرسوم العقارية‪ ،‬تتيح للمالك تتبع وضعية عقاراتهم من خالل االطالع على‬
‫البيانات المسجلة بالرسوم العقارية التي تعنيهم عبر البوابة اإللكترونية دون تحمل عناء‬
‫التنقل إلى المحافظة العقاريةا‪.‬‬

‫مذكرات ‪ 1‬المدير العام والمحافظ العام للوكالة الوطنية للمحافظة‬ ‫وتبعا لذلب توال‬
‫العقارية والمسن العقاري والخرائطية‪ ،‬والتي أكدت علا إلزامية المحافظين علا اومالك‬
‫العقارية ومستخدمي المصالن الخارجية للمحافظة العقارية‪ ،‬بتحسيا المالك بأهمية االنخراط‬
‫بهذو الخدمة‪ ،‬والحرص علا تتبعها‪ ،‬فبدأت هذو الخدمة بتخصيص شباك خدمة محافظتي‬
‫بالمصالن الخارجية للمحافظة العقارية‪ ،‬لتلقي طلبات االنخراط بعد التحقق من هوية طالبي‬
‫الخدمة‪ ،‬وبعثها للمصالن المركزية للوكالة لتفعيل هذو الخدمة‪ ،‬لكن ضعع االنخراط بهذو‬
‫الخدمة‪ ،‬دفع بهذو الوكالة إلا جعلها خدمة مجانية‪ ،‬واالنخراط فيها بدون طلب‪ ،‬بل جعل‬
‫االنخراط فيها تلقائيا بمناسبة قدوم المالب المقيد بالرسم العقاري إلا المحافظة العقارية‪ ،‬بغا‬
‫النظر عن سبب قدوم‪ ،:‬وكذا إلزام المهنيين المكلفين بتوثيق العقود علا تضمين هذو العقود‬
‫رقم الهاتع والبريد اإللكتروني إذا تعلق اومر بتصرفات منصبة علا هذو العقارات لتسهيل‬
‫انخراط المستفيدين في هذو الخدمة‪ ،2‬حتا يتم تعميم هذو الخدمة علا جميع المالك المقيدين‬
‫بالرسوم العقارية‪ ،‬كما رافق هذو الخدمة إشهار ورقي سمعي بصري واسع‪.‬‬

‫‪ -1‬المذكرو عدد ‪ 9156‬بتاريت ‪.217/07/28‬‬


‫المذكرة عدد ‪ 309‬بتاريت ‪.2019/01/07‬‬
‫المذكرة عدد ‪.2019/06‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 24‬من المرسوم المتعلق بالتدبير االلكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‪ ،‬تنص علا ايتعين علا المهنيين‬
‫بمناسبة القيام باإلجراءات القانونية والتقنية المتعلقة بطلبات اإليداع أو التقييد بالسجالت العقارية‪ ،‬تضمين الطلبات المذكورة أو السندات‬
‫المرفقة بها‪ ،‬رقم الهاتع المحمول وعنوان البريد اإللكتروني للمعنيين باومر عند االقتضاء‪ ،‬بهدف تمكينهم من تتبع التقييدات واإليداعات‬
‫التي ترد علا الرسوم العقارية أو مطالب التحفيظ‪ ،‬الخا ة بهم‪.‬‬
‫يتعين علا المعنيين باومر إشعار مصالن الوكالة بأي تغيير في رقم هاتفهم المحمول أو عنوان بريدهم اإللكترونيا‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خدمة اإلشهار العقاري واإليداع االلكتروني‬

‫تختلع خدمة اإلشهار العقاري (أ)‪ ،‬عن خدمة اإليداع االلكتروني للعقود والوثائق‬
‫الصادرة عن الموثقين (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬خدمة اإلشهار العقاري‪:‬‬

‫في إطار التوج‪ :‬المعلوماتي للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري‬
‫والخرائطية بهدف تقريب الخدمات إلا المواطن وتسهيل الولوج إلا المعلومة وتيسير عنصر‬
‫هذو اوخيرة علا إحدار خدمة إلكترونية سمي‬ ‫العلم لدب المالكين حماية ومالكهم‪ ،‬عمل‬
‫بخدمة اإلشهار العقاري‪ ،‬حيض تمكن هذو الخدمة من اإلطالع علا خال ات مطالب التحفيظ‪،‬‬
‫والخال ات اإل الحية واإلعالنات بانتهاء التحديد وإعالنات جديدة عن انتهاء التحديد‪،‬‬
‫وتسليم نظائر جديدة للرسوم العقارية والشهادات الخا ة وتغيير تسمية العقارات المحفظة‬
‫وكذا اإلعالنات المتعلقة بمساطر التحفيظ الخا ة المنشورة في الجريدة الرسمية والتي ال‬
‫يال اآلجال المتعلقة بها جارية‪ ،‬وذالب عبر منصة إلكترونية‪ 1‬تم اعتمادها من طرف الوكالة‬
‫الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية‪.‬‬

‫درت مذكرة للمحافظ العام‪ ،2‬في شأن خدمة اإلشهار العقاري بالبوابة‬ ‫وفي هذا الصدد‬
‫اإللكترونية للوكالة‪ ،‬حيض حث المحافظين علا اومالك العقارية علا تحيين قواعد البيانات‬
‫بمطالب التحفيظ والرسوم العقارية‪ ،‬حتا تؤخذ بعين االعتبار من أجل برمجتها للنشر‪ ،‬هذا‬
‫النشر سيواكب‪ :‬نشر مصاحب بالمنصة اإللكترونية للوكالة‪ ،‬حيض يمكن لكل شخص تتبع جميع‬
‫العمليات الالحقة لمطلب تحفيظ‪ ،:‬وكذا الالحقة لتأسيا رسم‪ :‬العقاري‪ ،‬بما في ذلب اإلعالنات‬
‫المنشورة في الجريدة الرسمية‪ ،‬حتا يكون علا دراية بوضعية عقارو‪ ،‬واإلجراء المتخذة‬
‫بخصو ‪.:‬‬

‫هذو الخدمة قانونا بموجب إ دار المرسوم المتعلق بالتبادل اإللكتروني‬ ‫وقد تكرس‬
‫لعمليات التحفيظ العقاري‪ ،‬والذي نص في الفقرة الثالثة من المادة الثالثة من‪ :‬علا إحدار منصة‬

‫‪1‬‬
‫‪-www .ancfcc.gov.ma .‬‬
‫‪ -2‬مذكرة المحافظ العام عدد ‪ 7279‬مؤرخة في ‪.2017/06/08‬‬

‫‪243‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫إلكترونية خا ة‪ ،‬يتم من خاللها إنجاي اإلجراءات وتقديم الخدمات المرتبطة بالعمليات الواردة‬
‫في المادة الثانية من‪ ،:‬كما تم التنصيص في المادة ‪ 18‬من نفا المرسوم ‪ ،‬علا أن‪ :‬ا يتم عبر‬
‫المنصة اإللكترونية إشهار جميع اإلعالنات المتعلقة بالتحفيظ العقاري المنشورة في الجريدة‬
‫كذلب المادة ‪ 19‬من‬ ‫الرسمية‪ ،‬والتي ال تزال اآلجال المتعلقة بها سارية المفعول‪ ،‬كما نص‬
‫نفا المرسوم علا أن‪ :‬ا يمكن االطالع علا اإلعالنات المذكورة في المادة السابقة عبر‬
‫المنصة اإللكترونية‪ ،‬من خالل اختيار المحافظة العقارية الواقع بدائرة نفوذها العقار المعني‬
‫والولوج إلا باقي االختيارات المتاحة‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫ب‪ -‬االيداع االلكتروني للعقود والوثائق الصادرة عن الموثقين‪:‬‬

‫في إطار الجهود المبذولة من طرف الوكالة الوطنية لمحافظة العقارية والمسن العقاري‬
‫والخرائطية‪ ،‬وتنزيال لمقتضيات مرسوم ‪ 10‬دسنمبر‪ 2018‬المتعلق بالتدبير االلكتروني‬
‫لعمليات التحفيظ العقاري‪ ،‬والسيما المواد ‪31‬و ‪ 39 ،37 ،36 ،33 ،32‬من‪ ،:‬أ در المحافظ‬
‫العام مذكرة‪1‬تالها قرار للمدير العام‪2‬يقضي باالستغناء عن اإليداع المادي للعقود والوثائق‬
‫المتعلقة بطلبات التقيد بالنسبة للرسوم العقارية أو اإليداع بالنسبة لمطالب التحفيظ بالسجالت‬
‫العقارية المقدمة من قبل الموثقين عبر الفضاء الخاص بهم بالمنصة اإللكترونية للوكالة‪،‬‬
‫واالقتصار فقط وبصفة حصرية علا االيداع االلكتروني للعقود والوثائق المعنية شريطة أن‬
‫تكون موقعة بطريقة إلكترونية‪ ،‬ابتداء من ‪ 15‬شتنبر ‪ ،2021‬وتبعا لذلب لم يبقا مجال لإليداع‬
‫المادي للعقود والوثائق المتعلقة بطلبات التقيد أو اإليداع بالسجالت العقارية من طرف‬
‫الموثقين‪ ،‬عكا ما كان معمول ب‪ :‬فيما قبل في فترت التجربة‪ ،‬بموجب مذكرة المحافظ العام‬
‫علا تحديد فترة تجريبية تمتد من ‪ 15‬يوليوي إلا غاية ‪ 14‬شتنبر‬ ‫رقم ‪ ،7512‬والتي نص‬
‫‪ ، 2021‬من أجل االنتقال للعمل باإليداع اإللكتروني للعقود والوثائق المحررة من طرف‬
‫الموثقين‪ ،‬مع االحتفاظ باإليداع المادي لهذو العقود والوثائق بالمحافظة العقارية‪ ،‬بعد التأشير‬
‫عليها من طرف المحافظ‪.‬‬

‫‪ -1‬مذكرة عدد ‪ 2021/12‬مؤرخة في ‪ 13‬شتنبر ‪ 2021‬في شأن االيداع االلكتروني للعقود والوثائق الصادرة عن الموثقين‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار المدير العام للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية رقب ‪ 010425‬بتاريت ‪ 14‬شتنبر ‪.2021‬‬

‫‪244‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫مذكرة المحافظ العام الصادرة بتار يت ‪ 13‬شتنبر ‪2021‬‬ ‫وتبعا لذلب فقد اشترط‬
‫مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في هذو العملية من بينها‬

‫‪ -‬أن تكون النسخة المطابقة و ل العقد التوثيقي معدة علا دعامة إلكترونية وموقعة من‬
‫طرف الموثق بطريقة إلكترونيةب‬
‫‪ -‬بالنسبة للوثائق المرفقة بالعقد التوثيقي‪ ،‬غير المحررة من طرف الموثق والتي تم‬
‫االستناد اليها في تحرير العقد التوثيقي كالوكاالت‪ ،‬يجب أن تكون مصورة بطريقة الكترونية‬
‫وموقعو بطريقة الكترونية من طرف الموثق ومشهود بمطابقتها لتلب المودعة لدي‪ ،:‬ومشار‬
‫فيها إلا أنها ملحقة بالعقد التوثيقي المعنيب‬
‫‪ -‬اذا كان طلب التقييد يقتضي اإلدالء بنظير الرسم العقاري‪ ،‬فإن المحافظ ال يمكن‪ :‬اتخاذ‬
‫قرار بكون الطلب المذكور جاهزا لاداء‪ ،‬والتأشير علي‪ :‬إال بعد تحقق‪ :‬من أن الموثق المعني‬
‫رل أثناء اإليداع اإللكتروني لطلب التقييد الصادر عن‪ :‬بتوفرو علا النظير المذكور‪.‬‬ ‫قد‬

‫الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسن العقاري والخرائطية‬ ‫وتبعا لذلب أضاف‬
‫وظيفة جديدة ببرنام تدبير الوثائق المودعة من أجل الدراسة‪ ،‬تمكن المحافظ أو نائب‪ :‬من‬
‫التوقيع االلكتروني للوثائق الموقعة من طرف الموثقين بطريقة إلكترونية متا توفرت فيها‬
‫الشروط‪ ،‬وتمكين الموثقين عبر فضاء خاص بالبوابة من تبادل المالحظات واالستفسارات‬
‫بينهم وبين المحافظين بخصوص العقود والوثائق المودة من طرفهم‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد ‪ - 32‬السنة السادسة ‪2023 /‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫ختاما‪ ،‬يظهر بالملموس الدور الريادي الذي تلعب‪ :‬الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‬
‫والمسن العقاري والخرائطية في المنظومة المعلوماتية التي انفتن عليها بالدنا‪ ،‬تماشيا مع‬
‫المنظور الجديد للدولة الحديثة‪ ،‬لتجويد خدمات المرفق العام عموما ومصلحة المحافظة‬
‫العقارية خصو ا‪ ،‬والحد من ظاهرة االستيالء علا اومالك العقارية‪ ،‬غير أن التحدي الذي‬
‫يبقا أمام اإلدارة للتحكم في هذو الخدمات‪ ،‬هو ضرورة العمل علا تكوين العنصر البشري‬
‫الذي يبقا دورو مهما لحسن التعامل مع هذو اونظمة من جهة أولا‪ ،‬ومن جهة ثانية لمواكبة‬
‫هذو اونظمة‪ ،‬بأنظمة معلوماتية لحمايتها من القر نة والتشويش عليها‪ ،‬كما أن عنصراإلشهار‬
‫والعالنية وتكثيع الحمالت اإلعالمية علا كافة المواطنين بمزايا هذو الخدمات الرقمية‪ ،‬يبقا‬
‫ل‪ :‬الدور الكبير من أجل انخراط جميع المواطنين والشركاء والمهنيين في هذا الورش الرقمي‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

‫األبحاث باللغة الفرنسية‬

‫‪247‬‬
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

Confiance et sécurité numérique : Nouveaux principes

régissant les liens juridiques.

Zaynab MAKNOUN

Doctorante en droit privé à l’Université Mohammed 5-


Fsjes Souissi.
Consultante juridique indépendante.

Introduction:

Nouvelles technologies, digitalisation, numérisation, transformation digitale,


sécurité informatique, tokenisation et plusieurs autres termes qui ont tous une seule
devise, l’ouverture sur le monde digitale. Cette ouverture qui a commencé depuis de
longues années a touché tous les domaines et tous les secteurs sans aucune exception, y
compris le domaine juridique. En effet, le domaine juridique, bien qu’il soit l’un des
domaines les plus traditionnels, n’a pas pu échapper à la mondialisation ni à la
digitalisation qui ont fait, ou au moins tentent de faire, dudit domaine avec ses
différentes composantes, un domaine simple, fluide, sûr, fiable et surtout accessible.

Le législateur marocain, suivant la vague universelle de digitalisation, n’a cessé de


déployer le maximum d’efforts pour adapter la législation nationale aux exigences
actuelles. Sécuriser les relations contractuelles est au cœur des préoccupations majeures
du législateur, et ce pour diverses raisons notamment la nécessité d'être en parfaite
harmonie avec le marché des affaires national et international qui avec l’évolution de la
loi ou pas il évolue, l’exigence de protéger les droits du consommateur, l’encouragement
de l'investissement, la protection des données à caractère personnel, la garantie d’une
concurrence loyale , le renforcement du contrôle fiscal et la lutte contre la
cybercriminalité. Toutefois, le législateur marocain ne s’est pas contenté de sécuriser et
digitaliser les relations contractuelles entre personnes physiques et/ou morales, mais il
s’est intéressé également à la relation entre l’administration marocaine et le citoyen qui
elle aussi constitue un pilier fondamental pour une digitalisation juridique globale.

248
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

Pour toutes ces raisons et bien d’autres, le législateur marocain a adopté de


nombreuses lois dont on peut citer: la loi 53-05 relative à l’échange électronique de
données juridiques1, la loi 43-02 relative aux services de confiance pour les transactions
électroniques2, la loi 09-08 relative à la protection des personnes physiques à l’égard
du traitement des données à caractère personnel3, la loi 31-08 édictant des mesures de
protection du consommateur4, la loi 55-19 relative à la simplification des procédures et
des formalités administratives5, etc.

Dans cet article, on va essayer de répondre à la problématique suivante : Comment


le législateur marocain a digitalisé les relations juridiques et par quels moyens?

En vue de répondre à cette problématique et étant donné que les liens juridiques
englobent les relations contractuelles, la relation entre l’administration et le citoyen et
bien d’autres, il s’est avéré utile de répartir cet article en deux grandes parties: la
première partie sera réservée à l’étude de la digitalisation dans la relation contractuelle
ainsi que dans la relation entre l’administration marocaine et le citoyen, dans une
deuxième partie on va recenser les moyens de digitalisation mise en place par le
législateur et par l'administration marocaine.

I- Le numérique en faveur des liens juridiques :

a) La numérisation de la relation contractuelle:

Par relation contractuelle on entend l'existence d’un contrat valide et valable qui
produit tous ses effets juridiques à l’égard des contractants et à l’égard des tiers.

Le contrat est défini par la doctrine comme étant un accord de deux ou plusieurs
volontés qui a pour finalité de produire des effets juridiques6 et de créer des droits et des

1
Dahir n°1-07-129 du 30 novembre 2007,B.O n° 5584.
2
Dahir n°1-20-100 du 31 décembre 2020,B.O n° 6970.
3
Dahir n°1-09-15 du 18 février 2009,B.O n° 5714.
4
Dahir n°1-11-03 du 18 février 2011,B.O n° 5932.
5
Dahir n°1-20-06 du 06 mars 2020,B.O n° 6988.
6
Saâd MOUMMI, Droit civil- Droit des Obligations, Edition EL BADII, 2ème édition, 2015,p.19.

249
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

obligations 1 . Le contrat constitue le pilier fondamental et le point de départ dans la


relation contractuelle.

En vue de simplifier le processus de formation de contrat, rendre la conclusion de


ce dernier plus fluide et accessible à tous, le législateur marocain a légalisé la conclusion
du contrat de manière électronique.

Le contrat électronique ,bien qu’il n’est pas défini clairement par la législation
nationale, fait partie des transactions électroniques conformément aux dispositions de
l’article 2 de la loi 43-20 relative aux services de confiance pour les transactions
électroniques. Lesdites transactions englobent tout échange, correspondance, contrat,
acte ou toute autre transaction conclue ou exécutée, en tout ou en partie, par voie
électronique. Cette dernière est tout moyen lié à une technologie avec des capacités
électriques, numériques, magnétiques, sans fil, optiques, électromagnétiques ou toutes
autres capacités similaires.

Le contrat électronique est donc considéré ainsi du moment qu’il est conclu par
voie électronique.

Connu par sa vigilance, le législateur marocain bien qu’il a ouvert la voie à la


digitalisation, n’a pas omis de mettre en place de nombreuses conditions2 de validité du
contrat électronique. En effet, pour qu’un contrat électronique soit valide le destinataire
de l’offre doit avoir eu la possibilité de vérifier le détail de son ordre et son prix total et
de corriger d’éventuelles erreurs, et ce avant de confirmer ledit ordre pour exprimer son
acceptation, de même l’auteur de l’offre doit accuser réception par voie électronique de
l’acceptation de l’offre qui lui a été adressée sans délai injustifié 3.

En cas de respect des conditions susmentionnées, le contrat électronique est


considéré comme étant valide, produits tous ses effets juridiques et l’écrit sur support

1
Farid EL BACHA, Droit des Obligations -Actes juridiques et faits juridiques, 2éme édition, 2016,
p.23.
2
L’article 3 de loi 53-05 relative à l’échange électronique de données juridiques.
3
Il est à noter que l’acceptation de l’offre, sa confirmation et l’accusé de réception sont réputés reçus
lorsque les parties auxquelles ils sont adressées peuvent y avoir accès.

250
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

électronique aura la même force probante que l’écrit sur support papier 1 , et ce
conformément aux dispositions de l’article 4 de la loi 53-05 relative à l’échange
électronique de données juridiques.

b) La digitalisation de la relation entre l'administration et le citoyen :

Pour faciliter l’accès du citoyen à l’administration publique et afin de bâtir une


relation de confiance entre les deux, et suivant les hautes instructions de Sa Majesté le
Roi Mohammed VI qui avait appelé à recourir aux technologies digitales, avait précisé
dans ses discours que l’utilisation des nouvelles technologies contribue à améliorer
l’accessibilité et la qualité des services rendus au citoyen et a insisté sur la nécessité de
généraliser l’administration électronique selon une approche intégrée permettant aux
différents départements et aux divers services un accès commun aux informations 2, le
Royaume du Maroc a adopté le 6 mars 2020 la loi n ° 55-19 relative à la simplification
des procédures et des formalités administratives.

La loi 55-19 a posé plusieurs principes sur lesquels se fonde la relation entre
l’administration et le citoyen tel que la confiance, la transparence, la fixation des délais,
le rapprochement de l’administration à l’usager etc. Ladite loi a pour principaux
objectifs de définir des principes généraux et des fondements encadrant les procédures
et les formalités relatives aux actes administratifs rendus aux usagers sur la base de leurs
demandes, de préciser des délais maximums pour la réponse de l’administration aux
demandes des usagers, de garantir le droit de l’usager au recours dans les cas du silence
de l’administration ou de réponse négative de sa part, de l’adoption de l’échange des
données et des documents entre les administrations publiques et de digitaliser les
procédures et les formalités relatives aux actes administratifs3.

1
L’écrit sous forme électronique est admis en preuve au même titre que l’écrit sur support papier, sous
réserve que puisse être dûment identifiée la personne dont il émane et qu’il soit établi et conservé dans
des conditions de nature à en garantir l’intégrité.
2
Site officiel du Ministère de la transition numérique et de la réforme de l’administration-
L’administration numérique.
https://www.mmsp.gov.ma/fr/nos-metiers/l%E2%80%99administration-num%C3%A9rique , Consulté
le 21/01/2023.
3
Ministère de l’économie, des finances et de la réforme de l’administration, Extraits des discours
Royaux relatif à l’état de l’administration et au besoin de sa réforme, Fiche 2,p.10.
Disponible en ligne sur:

251
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

La digitalisation prévue par la loi 55-19 concerne les procédures et formalités liées
au traitement et à la délivrance des actes administratifs relevant du domaine de
compétence de l’administration ainsi que celles relatives au paiement des frais
administratifs y afférents.

Dans le cadre de l’application de cette disposition, le décret n°2-22-047 relatif aux


modalités d'attestation de la légalisation de la signature par les communes et les
arrondissements adopté le 08 juin 2022, dispose dans son article 11 que le recours au
traitement et à la gestion électroniques pour l’opération d’attestation de la légalisation
de signature se fera de manière progressive en prenant en considération les dispositions
législatives et réglementaires en vigueur et en particulier celles relatives à la protection
des personnes physiques à l’égard du traitement des données à caractère personnel.

De son côté, la loi 54-191 portant Charte des services publics prévoit dans son
article 27 que les services publics doivent simplifier et numériser leurs procédures et
formalités administratives, conformément aux textes législatifs et réglementaires en
vigueur, notamment en ce qui concerne la réception et le traitement des demandes des
usagers ainsi que la délivrance des prestations objet de ces demandes. Les services
publics adoptent un identifiant unifié attribué à chaque usager, utilisé dans tous leurs
systèmes d’information, et qui permet de faciliter l’échange de données entre eux et
d’améliorer la qualité de prestations qu’ils délivrent.

II- Les mécanismes de mises en œuvre de la digitalisation:

a) Les services de confiance numérique:

Afin de sécuriser les transactions électroniques y compris le contrat électronique,


plusieurs moyens appelés services de confiance électronique ont été mis en place par la
loi marocaine.

https://www.mmsp.gov.ma/sites/default/files/2022-06/DossierPresse_Loi_55-
19_SimplificationProceduresFormalitesAdministratives_18012021_Fr.pdf
1
Dahir n° 1-21-58 du 3 hija 1442 (14 juillet 2021) portant promulgation de la loi n° 54-19 portant
Charte des services publics. B.O n°7106.

252
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

La signature électronique qui figure parmi les principaux services de confiance fait
l’objet d’une réglementation assez rigoureuse.

Selon les dispositions du Code des Obligations et des contrats, celles de la loi 53-
05 relative à l’échange électronique des données juridique et de la loi 43-20 relative aux
services de confiance pour les transactions électroniques, le législateur marocain prévoit
plusieurs types de signatures électroniques, notamment :

- La signature électronique simple qui consiste en l’usage d’un procédé fiable


d’identification électronique garantissant le lien avec l’acte auquel la signature s’attache
et qui exprime le consentement du signataire.

- La signature électronique qualifiée est une signature électronique avancée qui


doit être produite par un dispositif qualifié de création de signature électronique.

- La signature électronique sécurisée considérée comme telle lorsqu’elle est créée,


l'identité du signataire assurée et l'intégrité de l'acte juridique garantie.

Pour qu’une signature soit considérée comme étant une signature électronique
sécurisée, elle doit être propre au signataire1 , créée par des moyens que le signataire
puisse garder sous son contrôle exécutif ,garanti avec l’acte auquel elle s’attache un lien
tel que toute modification ultérieure dudit acte soit détectable et enfin être produite par
un dispositif de création de signature électronique, attesté par un certificat de
conformité.

Lorsque la signature électronique est produite par un dispositif de création de


signature électronique, qui est un matériel et/ ou un logiciel destiné à mettre en
application les données de création de signature électronique comme la clé
cryptographique privée, utilisée par lui pour créer une signature électronique, la
signature doit être attestée par un certificat de conformité.

1
Conformément aux dispositions de la loi 53-05 précitée, et dans le cadre de la signature électronique,
le signataire est défini comme étant toute personne physique, agissant pour son propre compte ou pour
celui de la personne physique ou morale qu’elle représente et qui met en œuvre un dispositif de création
de signature électronique.

253
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

Ledit certificat de conformité est délivré par l'autorité nationale d'agrément et de


surveillance de la certification électronique, lorsque le dispositif de création de signature
électronique garantit par des moyens techniques et des procédures appropriés que les
données de création de signature électronique :

₋ ne peuvent être établies plus d'une fois et que leur confidentialité est assurée ;
₋ ne peuvent être trouvées par déduction et que la signature électronique est
protégée contre toute falsification ;
₋ peuvent être protégées de manière satisfaisante par le signataire contre toute
utilisation par des tiers.

De même, le dispositif de création de signature électronique ne doit pas entraîner


une altération ou modification du contenu de l'acte à signer et ne doit pas faire obstacle
à ce que le signataire en ait une connaissance exacte avant de le signer. Le lien entre les
données de vérification de signature électronique et le signataire est attesté par un
certificat électronique, qui consiste en un document établi sous forme électronique. Ce
certificat électronique peut être simple ou sécurisé.

Le certificat électronique est considéré comme étant un certificat électronique


sécurisé, lorsqu'il est délivré par un prestataire de services de certification électronique
agréé par l'Autorité nationale d'agrément et de surveillance de la certification
électronique et qu'il comporte les données suivants:

- une mention indiquant que ce certificat est délivré à titre de certificat


électronique sécurisé ;

- l'identité du prestataire de services de certification électronique, ainsi que la


dénomination de l'état dans lequel il est établi;

- le nom du signataire ou un pseudonyme lorsqu'il existe, celui-ci devant alors


être identifié comme tel, titulaire du certificat électronique sécurisé;

- le cas échéant, l'indication de la qualité du signataire en fonction de l'usage


auquel le certificat électronique est destiné ;

254
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

- les données qui permettent la vérification de la signature électronique sécurisée ;

- l'identification du début et de la fin de la durée de validité du certificat


électronique ;

- le code d'identité du certificat électronique ;

- la signature électronique sécurisée du prestataire de services de certification


électronique qui délivre le certificat électronique ;

- le cas échéant, les conditions d'utilisation du certificat électronique, notamment


le montant maximum des transactions pour lesquelles ce certificat peut être utilisé.

S'agissant des modalités de délivrance du certificat électronique ,Barid Al Maghrib


est la seule autorité agréée par l’Etat pour délivrer les certificats électroniques, il agit
comme prestataire de service de certification.

Pour exercer ses missions, Barid Al Maghrib a créé la Plateforme « Barid e-Sing »
qui propose deux types de certificats à savoir : Le Certificat Classe 2 et Le Certificat
Classe 31.

En ce qui concerne l’effet juridique et la recevabilité de la signature électronique,


ces derniers ne peuvent être refusés au seul motif que cette signature se présente sous
une forme électronique ou qu’elle ne satisfait pas aux exigences de la signature
électronique qualifiée.

Outre la signature électronique, nombreux sont les services de confiance qui ont
été mis en place par le législateur marocain afin de sécuriser toute relation contractuelle
établie de manière électronique.

Parmi les services de confiance on peut citer le cachet électronique qui est soit
simple, avancé ou qualifié. Le cachet électronique consiste en des données sous forme
électronique, créées par une personne morale, qui sont jointes ou associées logiquement
à d’autres données sous forme électronique pour garantir l’origine et l’intégrité de ces

1
Pour plus de détails veuillez consulter le site:https://online.baridesign.ma/

255
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

dernières. Le cachet électronique est avancé lorsqu’il est un cachet électronique simple
mais en plus il est propre au créateur du cachet de manière univoque, il permet
d’identifier le créateur du cachet, il a été créé à l’aide de données de création de cachet
électronique que le créateur du cachet peut utiliser sous son contrôle, avec un niveau de
confiance élevé défini par l’autorité nationale, repose sur un certificat électronique ou
tout procédé jugé équivalent fixé par voie réglementaire et soit lié aux données
auxquelles il est associé de telle sorte que toute modification ultérieure des données soit
détectable. Le cachet électronique qualifié, quant à lui, est un cachet électronique avancé
qui doit être produit par un dispositif qualifié de création de cachet électronique et qui
repose sur un certificat qualifié de cachet électronique.

Le dispositif qualifié de création de cachet électronique est un dispositif de création


de cachet électronique attesté par un certificat de conformité délivré par l’autorité
nationale. Ce dispositif doit garantir par des moyens techniques et des procédures
appropriés que les données de création du cachet électronique ne peuvent être trouvés
par déduction et que le cachet électronique est protégé de manière fiable contre toute
falsification par des moyens techniques disponibles, garantir par des moyens techniques
et des procédures appropriés que les données de création du cachet électronique ne
peuvent être établies plus d’une fois et que leur confidentialité est assurée et être
protégées de manière satisfaisante par le créateur du cachet électronique contre toute
utilisation par des tiers , n’entraîner aucune altération ou modification du contenu du
document électronique à cacheter et ne pas faire obstacle à ce que le créateur du cachet
en ait une connaissance exacte avant de le cacheter.

L’effet juridique et la recevabilité d’un cachet électronique simple ou avancé


comme preuve en justice ne peuvent être refusés au seul motif que ce cachet se présente
sous une forme électronique ou qu’il ne satisfait pas aux exigences du cachet
électronique qualifié.

L’horodatage électronique fait partie également des services de confiance


électronique, et comme la signature électronique et le cachet électronique, l’horodatage
peut être simple ou qualifié. L’horodatage électronique simple consiste en des données
sous forme électronique qui associent d’autres données sous forme électronique à un

256
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

instant particulier et établissent la preuve que ces dernières données existaient audit
instant.

L’horodatage électronique qualifié est un horodatage électronique simple qui


satisfait aux conditions suivantes :

- lier la date et l’heure aux données de manière à exclure la possibilité de


modification indétectable des données ;

- être fondé sur une horloge exacte liée au temps universel coordonné et ;

- être signé au moyen d’une signature électronique avancée ou cacheté au moyen


d’un cachet électronique avancé du prestataire de services de confiance agréé.

Un autre service de confiance électronique peut être soulevé , il s’agit de


l’authentification d’un site internet est assurée à travers un certificat qualifié
d’authentification dudit site. Ce certificat électronique permet de s’assurer de la

véracité du site internet et de l’associer à la personne physique ou morale à laquelle


le certificat est délivré.

Le certificat qualifié d’authentification du site internet contient les catégories de


données relatives notamment au prestataire de services de confiance agréé délivrant le
certificat qualifié, à la personne physique ou morale à qui le certificat a été délivré et le
ou les noms de domaine exploités par cette personne et au code d’identité et à la validité
du certificat qualifié.1

b) Les moyens déployés par l’administration marocaine en vue de digitaliser


ses services:

Dans le cadre de l’application de la loi 55-19 relative à la simplification des


procédures et formalités administratives, l’administration marocaine a digitalisé
plusieurs de ses services en faveur du citoyen. La digitalisation des services rendus par

1
Pour plus de détails sur les services de confiance électronique, veuillez consulter les dispositions de
la loi n° 43-20 relative aux services de confiance pour les transactions électroniques.

257
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

l’administration marocaine constitue un pas d’une importance majeure qui confirme


l’engagement du Royaume du Maroc dans le rapprochement de l’administration du
citoyen et la simplification des procédures et démarches administratives.

Parmi les principaux services digitaux mis en place par l’administration, on peut
citer le Portail national des procédures et des formalités administratives “Idarati”, qui
a vu le jour en 2021. Idarati est une interface d'information unifiée, intégrée et multi-
espaces, qui met les informations administratives à la disposition du citoyen1.

Le portail national des réclamations ‘Chikaya’ est aussi l’une des principales
initiations qui a pour but de recevoir les réclamations des citoyens et d’assurer leur
traitement et suivi, ainsi que d’accueillir leurs observations et propositions à cet égard2.

Le portail de transparence et d'accès à l'information “Chafafiya” est également


une plateforme gouvernementale unifiée qui facilite la gestion, le traitement et la
réponse aux demandes d'accès à l’information par les différents départements
ministériels, les établissements publics et les collectivités territoriales.3ledit portail a
pour finalité de renforcer la transparence, la démocratie participative et l'ouverture de
l'administration sur son environnement, accompagner le chantier de la digitalisation des
services administratifs, rapprocher l'administration aux usagers et améliorer les services
rendus, simplifier le dépôt, suivi et réponse aux demandes d'accès à l’information en
temps réel et par voie électronique4.

Un autre service digital est également rendu par l’administration marocaine en


faveur du citoyen, il s’agit du Centre d’appel et d’orientation administrative5 qui a pour
objectif de traiter les différentes requêtes des citoyens transmises par téléphone,

1
Pour plus de détails, veuillez visiter le site officiel de Idarati:https://www.idarati.ma/
2
Pour plus de détails, veuillez visiter le site officiel de Chikaya:http://www.chikaya.ma
3
Pour plus de détails, veuillez visiter le site officiel de Chafafiya:http://www.chafafiya.ma/
4
Site officiel du Ministère de la transaction numérique et de la réforme de l’administration- Portail de
Transparence et accès à l’information (Chafafiya).
Disponible en ligne sur:https://www.mmsp.gov.ma/fr/nos-services/portail-de-transparence-et-
acc%C3%A8s-%C3%A0-l%E2%80%99information-chafafiya
5
Le centre d’appel et d’orientation administrative est joignable par e téléphone, via le numéro court
(37 37) et le numéro économique (080 200 37 37) à partir du Maroc, au prix d’un appel local et
depuis l’étranger, en appelant le numéro (+212 537 67 99 06), du lundi au vendredi, de 09h00 à
15h00.

258
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

messagerie électronique et Facebook. Le Centre d’appel répond aux requêtes dans un


délai n’excédant pas 3 jours à partir du jour de leur réception1.

L’administration marocaine a également mis en place plusieurs facilités qui


s’inscrivent dans le cadre de la simplification des procédures et démarches
administratives, parmi lesquelles figure la légalisation électronique de signature.

La légalisation de signature d’une façon digitale est désormais possible à travers


la plateforme “Wraqi” qui offre au citoyen l’accès à distance aux services de
légalisation de signature avec un seul signataire ou plusieurs signataires et de
certification de copies conformes2.

Conclusion:

En guise de conclusion, l’on peut dire que la digitalisation des relations


contractuelles et la digitalisation des services rendus par l'administration marocaine
figurent parmi les nombreux efforts et initiatives mis en place par le Royaume du Maroc
en faveur du citoyen en vue de lui permettre de jouir de l’ensemble de ses droits en lui
garantissant un accès sûr, fiable et rapide à ses derniers. Toutes ces initiatives
concrétisent la volonté du Maroc de suivre la vague de la digitalisation et de pouvoir
assurer une numérisation globale.

1
Site officiel du Ministère de la transaction numérique et de la réforme de l’administration-Centre
d’appel et d’orientation administrative.
Disponible en ligne sur:
https://www.mmsp.gov.ma/fr/nos-services/centre-d%E2%80%99appel-et-d%E2%80%99orientation-
administrative
2
Pour plus de détails, veuillez consulter le site:https://www.wraqi.ma/

259
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

La dimension numérique de la violence à l’égard des

femmes

TOUISSI Ouafae
Doctorante chercheuse en droit privé à
Université Abedlmalek Essaadi –FSJES Tanger
Avocate stagiaire au barreau de rabat

Introduction :

La Déclaration sur l’élimination de la violence à l’égard des femmes définit celle-


ci comme : « Tous actes de violence dirigés contre le sexe féminin, et causant ou
pouvant causer aux femmes un préjudice ou des souffrances physiques, sexuelles ou
psychologiques, y compris la menace de tels actes, la contrainte ou la privation arbitraire
de liberté, que ce soit dans la vie publique ou dans la vie privée » .1

La violence à l’égard des femmes est une pratique qui continue d’être répandue
dans presque toutes les cultures et les civilisations, partout et tout au long de leur vie,
des femmes quel que soit leur statut, leur âge, ou leur religion continuent d’être
régulièrement victime d’atteintes à leurs droits humains les plus élémentaires.

Pourtant ; depuis des années la communauté internationale a mené un combat


acharné pour la lutte contre toutes formes de violences à l’égard des femmes ; et
nombreux sont les pays qui ont procédé au renforcement de leurs systèmes juridiques
pour l’amélioration de la situation des femmes.

Au Maroc d’importantes résolutions ont été prises au cours des dernières années
en faveur d’une meilleure protection des femmes ; le pays a choisi outre les textes
internationaux de miser sur les réformes ; par les amendements apportés au Code pénal
sur plusieurs étapes et par la promulgation d’une loi à part entière dédiée aux violences
faites aux femmes.

1
ONU, Convention sur l’élimination de toutes les formes de discrimination à l’égard des femmes.

260
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

Toutefois la lutte contre les violences faites aux femmes semble être un combat à
deux vitesses au sein de la société marocaine ou la culture patriarcale se veut encore
garante de « L’ordre moral » pour protéger l’inégalité des droits, vider les textes de
leurs contenus marquer un recul par rapport aux avancées.

Au Maroc une nouvelle étape de protection des droits des femmes a été entamée
à travers une série de réformes apportées au Code pénal marocain ; ledit Code a introduit
des mesures pour la protection des femmes et la non-discrimination par l’aggravation et
alourdissant de certaines sanctions; et surtout par l’instauration d’une loi propre à la
violence de genre.

Il est important de noter que la loi 103.13, qui est venue renforcer l’arsenal
juridique national dans le domaine de la lutte contre les violences faites aux femmes et
la protection et prise en charge des victimes, a défini la violence psychologique comme
étant «toute agression verbale, contrainte, menace, négligence ou privation soit pour
porter atteinte à la dignité de la femme, sa liberté et sa tranquillité, soit pour l’intimider
ou la terroriser». C’est un pas important vers la reconnaissance de ces violences et leur
incrimination.

Toutefois, on relève que la loi n’a pas abordé de manière suffisamment claire et
explicite la cyber violence sexiste et le fait de ne pas tenir compte du schéma sexiste
général associé à la cyberviolence1 entraîne le risque de ne pas reconnaître la réalité
sociale de la violence à l’égard des femmes, laquelle est liée à la conception de
l’infériorité des femmes et aux rôles stéréotypés des femmes et des hommes.

la législation en matière de violence à l'égard des femmes n'a pas encore


pleinement pris en compte la dimension numérique de la violence. Les lois actuelles
sont souvent insuffisantes pour protéger les femmes contre les formes émergentes de
violence en ligne et ne tiennent pas compte de la dimension genrée de cette violence.

1
Veuillez noter que les termes « cyberviolence », « violence facilitée par les TIC (technologies de
l’information et des communications) » et « violence en ligne » seront utilisés de manière
interchangeable dans le présent document, bien que ces termes puissent présenter de minimes
différences

261
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

En outre, il est important de reconnaître que la violence numérique à l'égard des


femmes est étroitement liée aux stéréotypes de genre et à la discrimination sexuelle. Les
femmes sont souvent ciblées par des comportements violents en ligne qui cherchent à
les dévaloriser, les intimider ou les humilier en raison de leur sexe.

Il est donc essentiel que les lois et les politiques en matière de violence à l'égard
des femmes reconnaissent la dimension de genre de cette violence et prennent en compte
les schémas sexistes qui sous-tendent ces comportements. Cela nécessite une approche
intersectionnelle qui prenne en compte les multiples formes de discrimination
auxquelles les femmes peuvent être confrontées.1

Depuis de nombreuses années, les actes de violence fondée sur le genre auxquels
sont confrontées les femmes et les filles sont amplifiés ou facilités par la technologie,
en particulier la technologie utilisée dans les systèmes en ligne et numériques. Les
technologies de l’information et de la communication (TIC) ont ouvert la possibilité de
commettre des violences à l’égard des femmes à une échelle sans précédent.
L’apparition de la pandémie de Covid-19 en 2020 a encore amplifié ce phénomène : la
violence à l’égard des femmes qui s’exerce en ligne ou à l’aide de la technologie s’inscrit
dans le prolongement des multiples formes de violence à l’égard des femmes ; elle
entraîne une exacerbation des violences subies par les femmes et les filles à des niveaux
alarmants.2

I. La dimension numérique de la violence à l’égard des femmes : concept et


terminologie
La dimension numérique de la violence à l’égard des femmes couvre un large
éventail d’actes commis en ligne ou facilités par la technologie, qui s’inscrivent dans le
continuum de violence auquel sont confrontées les femmes et les filles du fait de leur
appartenance au genre féminin, y compris dans la sphère domestique, en ce sens qu’il

1
ONU, Convention sur l’élimination de toutes les formes de discrimination à l’égard des femmes.
2
conseil de l’Europe (2011a), «Rapport explicatif de la Convention du Conseil de l’Europe sur la
prévention et la lutte contre la violence à l’égard des femmes et la violence domestique», Série des
traités du Conseil de l’Europe – n° 210, paragraphe 359, disponible sur:
https://rm.coe.int/16800d383a.

262
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

s’agit d’une manifestation légitime et tout aussi néfaste de la violence fondée sur le
genre à laquelle les femmes et les filles sont confrontées hors ligne .
Le concept de violence à l’égard des femmes dans sa dimension numérique couvre
à la fois les actes préjudiciables visant des femmes et des filles qui sont commis en ligne
(c’est-à-dire les activités menées et les données mises à disposition sur internet, y
compris les intermédiaires d’internet) et ceux qui sont facilités par les technologies
(c’est-à-dire les activités menées à l’aide des technologies et des moyens de
communication, y compris le matériel informatique et les logiciels). Les intermédiaires
d’internet désignent les entités qui facilitent les interactions sur l’internet entre les
personnes physiques et morales en offrant et en exécutant une variété de fonctions et de
services. Ils comprennent les fournisseurs de services internet (ISP), les moteurs de
recherche et les plateformes de médias sociaux. Les outils technologiques qui peuvent
être utilisés abusivement par les auteurs pour traquer, harceler, surveiller et contrôler les
victimes comprennent les smartphones, les caméras et autres appareils d’enregistrement,
les systèmes de positionnement global (GPS) ou les navigateurs par satellite, d’autres
appareils connectés à l’internet tels que les montres intelligentes, les trackers de fitness
et les appareils domestiques intelligents, ainsi que des logiciels tels que les logiciels
espions ou d’autres applications mobiles qui peuvent faciliter la violence. 1

Le terme «dimension numérique de la violence à l’égard des femmes » est employé


pour souligner que ce comportement préjudiciable vise de manière disproportionnée les
femmes et les filles et forme un élément central de la violence fondée sur le genre qui
s’exerce sur elles. C’est une violence contre les femmes qui s’inscrit dans le même
contexte que la non-égalité des femmes et le sentiment des hommes d’être dans leur bon
droit, de même que la violence psychologique, sexuelle et physique que subissent les
femmes et les filles dans le monde réel.2

1
Recommandation générale n° 1 du GREVIO sur la dimension numérique de la violence à l’égard
des femmes adoptée le 20 octobre 2021
22
ONU, Assemblée générale, Conseil des droits de l’homme, Rapport de la Rapporteuse spéciale sur
la violence contre les femmes, ses causes et ses conséquences concernant la violence en ligne à l’égard
des femmes et des filles du point de vue des droits de l’homme,18 juin 2018.

263
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

Les différentes formes de violence à l’égard des femmes et de violence domestique


qui s’exercent dans l’espace numérique et celles qui se produisent dans le monde
physique ne s’excluent pas mutuellement mais se chevauchent fréquemment, ce qui
renforce encore davantage l’impact traumatisant de ces actes et conduit parfois même à
mettre en péril la sécurité physique de la victime. C’est pourquoi il est essentiel de ne
pas négliger la dimension numérique de la violence lorsque des agressions physiques et
sexuelles ont été commises, notamment dans les cas de violences entre partenaires
intimes. La violence numérique peut être un précurseur ou un prolongement de la
violence physique et sexuelle, du harcèlement et de la traque. Toutefois, elle peut aussi
être une forme de maltraitance sexiste et fondée sur le genre visant à punir, réduire au
silence, humilier ou traumatiser d’une autre façon une femme ou une fille, y compris
dans le contexte de la violence entre partenaires. En effet, la technologie peut être
utilisée à mauvais escient par les auteurs pour intensifier les comportements coercitifs
et dominateurs, ainsi que la manipulation et la surveillance exercées, ce qui accroît la
peur, l’anxiété et l’isolement progressif des victimes de leurs amis et famille ;
Parallèlement à l’utilisation de plus en plus répandue d’appareils, de réseaux sociaux et
de technologies connectés à internet, la violence à l’égard des femmes prend une
ampleur croissante dans l’espace en ligne et numérique. Plusieurs enquêtes et études
révèlent l’étendue du problème: par exemple, selon un rapport de la Commission « Le
large bande au service du développement durable » des Nations Unies, les femmes
âgées entre 18 et 24 ans sont plus susceptibles d’être victimes de toute forme de
cyberviolence. Au sein de l’Union européenne, on estime que 18 % des femmes ont subi
une forme de cyberviolence après l’âge de 15 ans. Au Canada, parmi les jeunes âgés de
15 à 29 ans, les femmes sont plus susceptibles de déclarer avoir été victimes de
cyberviolence que les hommes (7 % comparativement à 5 %)

L’enquête du HCP a également mesuré pour la première fois la prévalence de la


cyber-violence ou la violence numérique/électronique qui touche 1,5 million de femmes
au Maroc, soit un taux de prévalence de 13,8% et permis en alertant dessus d’orienter
l’action de plusieurs acteurs institutionnels.

264
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

Enfin, 14 000 femmes âgées de 15 à 25 ans et originaires de 22 pays ont été


interrogées dans le cadre d’une récente enquête menée par Plan International, ONG
spécialisée dans la lutte contre les violences entraque ou d’abus en ligne, ou avoir reçu
des messages et des images explicites. Ces chiffres donnent un aperçu de différents
aspects du problème, mais force est de constater qu’en l’absence d’efforts pour recueillir
des données globales et précises dans ce domaine, l’information disponible est
fragmentaire. Les actes de violence à l’égard des femmes dans l’espace numérique sont
donc beaucoup plus fréquents que ne le montrent les statistiques. La nécessité de
collecter des données solides sur la violence fondée sur le genre qui s’exerce contre les
femmes, y compris en ligne et au moyen des technologies, a été clairement mise en
évidence par l’apparition de la pandémie de Covid-19, qui montre qu’il faut redoubler
d’efforts; plus de la moitié des femmes interrogées ont déclaré avoir été victimes de
traque ou d’abus en ligne, ou avoir reçu des messages et des images explicites.

A. LES FORMES DE CYBER VIOLENCE LES PLUS FRÉQUENTES:


LA TRAQUE EN LIGNE : La traque en ligne réfère au « harcèlement répété des
individus, perpétré au moyen de téléphones mobiles ou d’applications de messagerie,
sous la forme d’appels bidons ou de conversations privées sur des applications en ligne
(telles que WhatsApp) ou dans des groupes de discussion en ligne ». Certaines
applications peuvent être facilement installées sur des téléphones portables afin de
suivre les déplacements d’une personne, de la localiser, de surveiller ses
communications, etc. Des refuges pour femmes victimes de violence ont indiqué que
cette situation les mettait en danger, car des partenaires violents pouvaient utiliser les
applications installées sur les téléphones cellulaires de leur partenaire pour les localiser1

LE DOXING : Le terme doxing décrit la pratique de publier des informations


personnelles et privées sur une personne sans son consentement sur l’Internet, et ce dans
l’intention de causer des torts à la victime. Les informations divulguées peuvent
contenir, par exemple, les coordonnées personnelles de la victime . Des recherches
identifient plusieurs types de doxing, catégorisées selon leur objectif, notamment le

1
UNICEF, L’intimidation en ligne : qu’est-ce que c’est et comment y mettre fin ? Réponse aux dix
questions que se posent les jeunes sur l’intimidation en ligne.

265
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

doxing dans le but d’éliminer l’anonymat, de pouvoir localiser ou de délégitimiser une


personne. Selon une étude menée aux États-Unis, les informations les plus fréquemment
publiées dans les cas de doxing sont l’adresse, le numéro de téléphone, des informations
concernant la famille, l’adresse courriel et la date de naissance des victimes.1
Cette forme de cyberviolence peut avoir des conséquences directes dans le monde
« réel » pour les victimes, car elles deviennent souvent identifiables et localisables. De
plus, le doxing rend l’information personnelle publique pour un plus grand nombre de
personnes, ce qui a pour effet d’élargir le bassin d’auteurs potentiels de violence.
LA SEXTORSION ET LA VENGEANCE PORNOGRAPHIQUE : Les
nouvelles TIC permettent la diffusion rapide et à grande échelle d’une photo, ce qui était
plus difficile à accomplir dans les médias traditionnels. Cette situation a provoqué une
augmentation du nombre de personnes qui partagent des photos intimes via les réseaux
sociaux ou d’autres applications de partage d’information. La sextorsion et la vengeance
pornographique sont deux formes de cyberviolence similaires qui sont basées sur la
diffusion, ou la menace de diffusion, non consensuelle d’images intimes. D’un côté, le
terme sextorsion réfère « à l’utilisation des TIC pour faire chanter une victime. Dans de
tels cas, l’auteur menace de diffuser des photographies intimes de la victime pour
extorquer d’elle d’autres photos ou vidéos explicites ou la contraindre à de nouveaux
actes ou rapports sexuels ». De l’autre côté, le terme vengeance pornographique « réfère
l’acte de diffuser en ligne sans consentement préalable d’une ou des images intimes,
obtenues avec ou sans consentement, dans le but « d’humilier, de stigmatiser la victime
ou de lui nuire » La vengeance pornographique peut avoir plusieurs conséquences
néfastes pour les victimes. Par exemple, la publication non consensuelle des images
intimes des femmes sur Internet peut nuire à la réputation de ces dernières.
B. LA PANDÉMIE DE LA COVID-19 ET LA CYBERVIOLENCE
La pandémie de la COVID-19 a eu des conséquences négatives sur la prévalence
de certaines formes de violence faite envers les femmes, notamment sur la prévalence
de la cyberviolence envers les femmes et les enfants. Selon ONU Femmes, une des
conséquences de la pandémie est l’augmentation de l’utilisation d’Internet, notamment

1
David M. Douglas, « Doxing: a conceptual analysis », Ethics and Information Technology, vol. 18,
no 3, septembre 2016, p. 204

266
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

en raison des mesures sanitaires comme les quarantaines et l’autoisolement. ONU


Femmes affirme que les personnes ayant des connaissances numériques limitées sont
donc plus à risque de subir de la cyberviolence durant la pandémie. Plusieurs exemples
de cyberviolence envers les femmes, ou de violence sexiste qui vise tous les utilisateurs
d’Internet, ont été enregistrés depuis le début de la pandémie. Une forme particulière de
cyberviolence est la diffusion non contrôlée et non sollicitée de matériel sexuellement
explicite, pornographique ou raciste durant des événements sociaux en ligne (rencontres
de travail, cours, etc.), un acte communément décrit comme étant du «
Zoombombing ».1

II - RENFORCEMENT DES SYSTÈMES JUDICIAIRES ET DES LOIS


POUR CONTRER LA CYBERVIOLENCE

Les États ont plusieurs obligations face aux violations des droits des femmes en
raison de cyberviolences. Selon la Rapporteuse spéciale des Nations Unies sur la
violence contre les femmes, ses causes et ses conséquences, les États ont le devoir de
protéger les victimes de cyberviolence, notamment par « la mise en place de procédures
pour l’effacement immédiat des contenus préjudiciables fondés sur le genre en
supprimant le matériel original ou en bloquant sa diffusion » et « la prestation de services
accessibles aux victimes, tels que des services d’aide juridique ».2
Les femmes qui vont de l’avant et qui signalent aux forces de l’ordre la
cyberviolence dont elles sont victimes font aussi face à des obstacles au sein de
l’appareil judiciaire : par exemple, elles peuvent mal connaître le fonctionnement de
l’appareil judiciaire et ne pas être en mesure de couvrir les coûts afférents à leur cas.
Les États ont également l’obligation d’enquêter et de poursuivre les auteurs de
cyberviolence.
Toutefois, les représentants des forces de l’ordre « tendent en général à banaliser
la violence en ligne à l’égard des femmes et leur comportement est malheureusement

1
Conseil de l’Europe (2018a), «Etude cartographique sur la cyberviolence», Comité de la Convention
sur la cybercriminalité, Groupe de travail sur la cyberintimidation et les autres formes de violence en
ligne, en particulier contre les femmes et les enfants (CBG); disponible sur: https://rm.coe. int/t-cy-
2017-10-cbg-study-fr-v2/1680993e65.
2
Secrétariat de l’Organisation pour la sécurité et la coopération en Europe, « Bringing Security Home:
Combatting Violence Against Women in the OSCE Region. A Compilation of Good Practices »,
Bureau du Secrétaire général, Section du genre, juin 2009, p. 20

267
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

souvent empreint d’un ton de reproche à l’égard des victimes quand ils traitent ce type
d’affaires », ce qui entraîne un sous-signalement des cas de cyberviolence.
Les États ont également le devoir de punir les auteurs de crimes « par des peines
nécessaires et proportionnées aux infractions commises. » Ceci est important, car cela
envoie un signal comme quoi la cyberviolence envers les femmes n’est pas tolérée.
Plusieurs États ne possèdent pas de cadre juridique permettant de prévenir et de
combattre la cyberviolence à l’égard des femmes.
Dans certains États, les lois en place permettent de couvrir les infractions
commises à l’aide des TIC, mais ce n’est pas le cas partout.
Par exemple, Au Maroc aucune loi spécifique ne réprime la violence en ligne, les
victimes se voient contraintes de poursuivre les auteurs en invoquant diverses infractions
connexes qui ne correspondent pas toujours aux actes commis.
Selon le rapport concernant la violence en ligne à l’égard des femmes et des filles,
la Rapporteuse spéciale des Nations Unies sur la violence contre les femmes, ses causes
et ses conséquences recommande que les États adoptent « de nouvelles lois et mesures
visant à interdire les nouvelles formes de violence en ligne fondée sur le genre » et
veillent « à ce que leurs cadres juridiques protègent de façon adéquate tous les droits
fondamentaux des femmes en ligne, dont le droit à une vie exempte de violence, le droit
à la liberté d’expression et à l’accès à l’information, et le droit au respect de la vie privée
et à la protection des données ».1
A. L’arsenal juridique international dans le domaine de la lutte contre les
violences faites aux femmes

⎯ Dans certains pays la cyber violence envers les femmes est criminalisée
sur leur territoire. Par exemple :

• Andorre : Le Code pénal reconnaît et pénalise la cyberviolence.

1
Mettre fin à la violence à l’égard des femmes Des paroles aux actes Etude du Secrétaire général
Nations Unies 2006

268
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

• Belgique (Communauté française/Wallonie-Bruxelles) : L’article 442 du Code


pénal pénalise le harcèlement. L’article 132(2) pénalise l’usage abusif d’un moyen de
communication électronique. 1

• Canada : La cyberviolence ne fait pas l’objet d’une disposition du Code criminel.


Dans les cas de cyberviolence, d’autres dispositions du Code criminel peuvent
s’appliquer comme les infractions de harcèlement criminel, proférer des menaces,
extorsion, publication non consensuelle d’une image intime, communications
indécentes, communication harcelante et libelle diffamatoire.

• France : La France a notamment renforcé son dispositif répressif en matière de


cyberviolence2 .Par exemple, la notion de harcèlement sexuel ou moral a été étendue à
des actions non répétées, mais menées de concert par un ensemble d’auteurs à l’encontre
d’une même personne. Cette loi permet de punir les cyberharceleurs à l’origine de raids
numériques menés contre une personne et de punir la « captation d’image impudique ».

• Ontario : La cyberviolence ne fait pas l’objet d’une disposition du Code criminel.


Dans les cas de cyberviolence, d’autres dispositions du Code criminel peuvent
s’appliquer comme les infractions de harcèlement criminel, proférer des menaces,
extorsion, publication non consensuelle d’une image intime, communications
indécentes, communication harcelante et libelle diffamatoire.3
• Polynésie française et Nouvelle-Calédonie : L’article 222(33)(3) du Code
pénal applicable en Polynésie française sanctionne l’acte d’enregistrer des images de la
commission de certaines atteintes à l’intégrité physique ou psychologique de la personne
et l’acte de diffuser ces images. L’article 2226(2)(1) criminalise les actes de vengeance
pornographique.

1
la Loi du 13 juin 2005 relative aux communications électroniques
2
Avec la Loi n° 2018-703 du 3 août 2018 renforçant la lutte contre les violences sexuelles et sexistes.
3
En 2016, la Cour supérieure de justice de l’Ontario a reconnu un nouveau délit civil intitulé «
divulgation publique de faits personnels embarrassants».

269
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

• Québec : La cyberviolence ne fait pas l’objet d’une disposition du Code criminel.


Dans les cas de cyberviolence, d’autres dispositions du Code criminel peuvent
s’appliquer comme les infractions de harcèlement criminel, proférer des menaces,
extorsion, publication non consensuelle d’une image intime, communications
indécentes, communication harcelante et libelle diffamatoire.

• Roumanie : Pénalise les actes de cyberviolence commis dans le cadre de


violence entre partenaires intimes 1 . Le Code pénal et le Code de procédure pénale
transposent dans le droit interne roumain les provisions de la Convention sur la
Cybercriminalité du Conseil de l’Europe.

• Sénégal : Le Code pénal criminalise « l’insulte commise par le biais d’un système
informatique envers une personne en raison de son appartenance à un groupe qui se
caractérise par la race, la couleur, l’ascendance, l’origine nationale ou ethnique ou la
religion ou envers un groupe de personnes qui se distingue par une de ces
caractéristiques ».
Par ailleurs, la fabrication, l’affichage, l’exposition ou la distribution, par un
moyen de communication électronique, de « tous imprimés, tous écrits, dessins,
affiches, gravures, peintures, photographies, films ou clichés, matrices ou reproductions
photographiques, emblèmes, tous objets ou images contraires aux bonnes mœurs » est
criminalisé.
• Suisse : La cyberviolence ne fait pas l’objet d’une norme pénale spécifique et les
cas de cyberviolence sont généralement jugés en relation avec d’autres normes du Code
pénal comme l’extorsion et chantage, diffamation, calomnie, injure, menaces,
contraintes et violation du domaine secret ou du domaine privé au moyen d’un appareil
de prises de vues. Au moment de remplir son questionnaire, la Section suisse a indiqué
que la Commission des Affaires juridiques du Conseil national avait lancé une initiative
parlementaire dans le but d’améliorer l’arsenal juridique en matière de cyberviolence.

1
La Loi no 106/2020 pour la modification et la complétion de la Loi no 217/2003 pour la prévention
et pour la lutte contre la violence domestique et entrée en vigueur en juillet 2019 et

270
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

B. L’arsenal juridique national dans le domaine de la lutte contre les violences


faites aux femmes
Au Maroc : Il est important de noter que la loi 103.13, qui est venue renforcer
l’arsenal juridique national dans le domaine de la lutte contre les violences faites aux
femmes et la protection et prise en charge des victimes, a défini la violence
psychologique comme étant «toute agression verbale, contrainte, menace, négligence ou
privation soit pour porter atteinte à la dignité de la femme, sa liberté et sa tranquillité,
soit pour l’intimider ou la terroriser». C’est un pas important vers la reconnaissance de
ces violences et leur incrimination.
Le ministère de la Solidarité et de l’inclusion sociale et de la famille, qui a décidé
de consacrer sa vingtième campagne nationale contre la violence faite aux femmes et
aux filles à la cyber-violence, de même que la DGSN organisera en partenariat avec
ONU Femmes une journée d’étude sur les défis de la prise en charge des femmes et des
filles victimes de violence avec un focus sur la cyber-violence. Enfin, la Commission
nationale de contrôle de la protection des données à caractère personnel (CNDP) avec
sa plateforme «Koun3labal», dédiée à la sensibilisation des enfants, des adolescents, des
parents/tuteurs, ainsi que des enseignants et chercheurs à la vie privée numérique,
s’inscrit dans le cadre de ses efforts.

Compte tenu de ce qui précède, il faut attirer l’attention sur la nécessité de


reconnaître que la violence à l’égard des femmes dans sa dimension numérique forme
un continuum avec la violence à l’égard des femmes dans le monde réel, et fait partie
intégrante de la violence à l’égard des femmes fondée sur le genre. les États doivent
reconnaître la dimension de genre de la violence et des abus commis en ligne et au
moyen de la technologie, qui nécessitent une réponse globale. En vue d’assurer la mise
en œuvre d’une telle réponse, il est recommandé aux États de prendre les mesures dans
les domaines de la prévention, de la protection, des poursuites et des politiques
coordonnées.1

1
Comité sur l’élimination de la discrimination à l’égard des femmes, « Recommandation générale no
19: Violence à l’égard des femmes », Recommandations générales adoptées par le comité pour
l’élimination de la discrimination à l’égard des femmes, 1992.

271
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

Enfin, il est important de souligner que la législation ne peut être qu'un élément
d'une réponse globale à la violence numérique à l'égard des femmes. Il est également
nécessaire de sensibiliser le public, de fournir des ressources et un soutien aux femmes
victimes de violence numérique, et de travailler avec les entreprises de technologie pour
améliorer la sécurité en ligne pour les femmes.1

1
par exemple, l’objectif de développement durable 5 « Égalité entre les sexes » a pour cible de «
Renforcer l’utilisation des technologies clefs, en particulier l’informatique et les communications, pour
promouvoir l’autonomisation des femmes ». Voir Organisation des Nations Unies (ONU), « Objectif 5
: Parvenir à l’égalité des sexes et autonomiser toutes les femmes et les filles », Objectifs de
développement durable.

272
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

La fonction RH entre l’utilisation du digital et le défi de

la protection des données personnelles

Hajar DAOUDI
Doctorante à l’Université Mohammed V à Rabat, Maroc

Introduction :

À la différence des biens corporels qui présentent une valeur économique aisément
identifiable, les informations et connaissances vitales de l’entreprise constituent des
actifs immatériels fragiles, dont l’évaluation est difficilement perceptible, mais dont la
perte constitue le plus souvent un sinistre dommageable sérieux pour sa
compétitivité,1son image sur le marché du travail et sa fiabilité vis-à-vis de ses salariés
et collaborateurs.

Cet actif immatériel peut être illustré non seulement dans les informations
confidentielles de l’entreprise mais aussi dans les données personnelles de ses salariés
et collaborateurs. Cette quantité non négligeable d’informations est mise entre les mains
de la Direction des Ressources Humaines, qui doit en faire bon usage dans des
conditions fixées par la loi et dans le respect total des droits des personnes dont les
informations sont manipulées, un vrai défi auquel fait face tout gestionnaire des
Ressources Humaines.

La révolution industrielle ainsi que l’automatisation des fonctions ont fait qu’un
nombre d’activités effectuées autrefois par choix requièrent aujourd’hui des moyens
humains qui dépassent l’offre de travail, ce qui a poussé les entreprises à se faire aider
par les Nouvelles Technologies de l’Information et de la Communication (NTIC).

On assiste actuellement à l’ère d’une culture d’entreprise plus connectée, en effet,


les entreprises ont connu une digitalisation de plusieurs de leurs fonctions phares, dont

1
Claude MATHON, La protection du Secret des Affaires : Enjeux et propositions, Rapport du groupe
de travail, le 17 avril 2009, p. 7

273
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

la fonction des Ressources Humaines, qui suite au nombre massif de données traitées,
ainsi qu’à la sensibilité de ces données a pu être pleinement informatisée.

Pour se faire, le monde des Ressources Humaines a bien changé depuis la vision
très simpliste que pouvait avoir les gestionnaires du personnel du siècle dernier. Afin
d’être toujours plus compétitives, les Gestionnaires des Ressources Humaines se doivent
d’innover et de se transformer pour rester alignées avec les exigences de ses salariés. Au
même titre, ces derniers doivent eux embrassé le changement afin de correspondre aux
attentes de l’organisation. Du recrutement à la rétention salariale en passant par le
développement des compétences, les nouveaux enjeux des Ressources Humaines pèsent
de plus en plus lourd sur les organisations. Parallèlement l’évolution technologique de
ces dernières décennies a profondément modifié les manières de travailler en entreprise.
1

La fonction Ressources Humaines, autrefois nommée gestion du personnel, trouve


son fondement dans les restructurations économiques des 18ème et 19ème siècles.
Aujourd’hui, les grandes entreprises se dotent de services de Gestion des Ressources
Humaines (GRH) performants afin de toujours mieux répondre aux enjeux économiques
et humains de leur organisation.

Tout d’abord, le rôle principale de la Direction des Ressources Humaines est le


recrutement de nouveau salarié. Même si cela peut sembler évident et peu intéressant à
relever, il n’en est pas. L’employé fait partie du capital de l’entreprise, ce qui en fait
donc un enjeu stratégique qui mobilise de nombreux métiers, des outils et du temps.
Pour n’importe quelle entreprise, chaque embauche est un petit challenge à elle seule.
Les résultats opérationnels en découlent, notamment lorsqu’il s’agit d’un apport à une
fonction stratégique : marketing, commercial, production, etc. Si le salarié ne possède
pas les compétences nécessaires, s’il ne s’adapte pas à l’esprit de l’entreprise, s’il ne
s’intègre pas aux équipes, alors l’organisation sera moins efficace pour intégrer de

1
https://memsic.ccsd.cnrs.fr/mem_02904795/document ,consulté le 13/02/2023 à 23h14

274
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

nouveaux marchés ou honorer ses clients actuels. Les demandeurs d’emploi cherchent
quant à eux des conditions de travail les plus avantageuses possibles. 1

L’informatique, véritable merveille de ce siècle, a profondément bouleversé le


paradigme de la gestion Ressources Humaines traditionnelle. On parle désormais de
trillions d’octets de données générés par jour par les entreprises à travers le monde ! Des
données de recrutement aux données provenant d’applications professionnelles pour
smartphone, en passant par la gestion de la formation... Cette profusion d’information
force les DRH à revoir leurs outils, leurs processus et leur philosophie.2

Les Ressources Humaines sont aujourd’hui autant génératrices que demandeuses


de données destinées à l’amélioration de la gestion quotidienne et à l’orientation des
décisions stratégiques. Nous avons vu dans la partie précédente que notre époque a
fortement changé la manière dont les entreprises abordent leur Ressources Humaines.
De nouveaux enjeux, aussi bien sociétaux que technologiques se sont imposés aux
grandes entreprises. Au cœur de ces défis se trouve la capacité de l’entreprise à maîtriser
ses données, et par rétroaction la bonne ou mauvaise qualité de son information de
gestion des Ressources Humaines. 3 Décidément, la gestion des Ressources Humaines
et la protection des données personnelles sont étroitement liées, car la Direction des
Ressources Humaines collecte et gère souvent des informations sensibles sur les
employés, il est donc crucial que ces informations soient traitées de manière responsable
et conforme aux réglementations en matière de protection des données.

Dans le domaine des Ressources Humaines, on parle de plusieurs types de données


à savoir des données de gestion administrative permettant d’identifier chaque individu :
nom, adresse mail, numéro de téléphone, statut, numéro de sécurité sociale, contrat,
poste, etc. des données de gestion de la paie, dont la maitrise est un prérequis pour
alimenter les modules du SIRH ; des bases de données financières et sociales de
l’entreprise ; des données de gestion des temps et des activités (GTA), contenant le
planning horaire de tous les collaborateurs de l’entreprise ; des données de la gestion de

1
https://memsic.ccsd.cnrs.fr/mem_02904795/document ,consulté le 13/02/2023 à 23h14
2
https://memsic.ccsd.cnrs.fr/mem_02904795/document ,consulté le 13/02/2023 à 23h14
3
https://memsic.ccsd.cnrs.fr/mem_02904795/document ,consulté le 13/02/2023 à 23h14

275
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

la formation, qui connait aussi une grande ouverture sur le monde du digital via de
nouveaux supports comme le e-learning, qui se fait sur une plateforme de Learning
Management System (LMS) et le social Learning, permettant une certaine interaction
entre les utilisateurs et dont l’exemple le plus connu est le Mooc ; des données de la
compensation and benefits, un concept assez récent qui travaille sur l’attractivité de
l’entreprise, il est fortement lié au système de paie, et enfin, des données de gestion de
recrutement, qui regorgent de données personnelles de personnes ne faisant pas encore
partie de l’entreprise et dont la protection et la bonne gestion est crucial.

Ce flux de données que traite la Direction des Ressources Humaines de toute


entreprise, fait que la frontière entre vie privée et vie professionnelle devient poreuse,
ce qui impose un certain nombre de mesures qui doivent être prisent en considération,
afin de gérer et protéger les données des employés, des collaborateurs, des candidats
postulants pour des postes dans l’entreprise et de toute autre personne dans les données
privées circulent dans l’entreprise. De ce fait, l’enjeu qui se présente, est comment la
Direction des Ressources Humaines peut compenser entre la digitalisation de ses
fonctions et la gestion des données personnelles dans le respect total de la règle de
Droit ?

En partant de ce constat, un rappel des règles de Droit protégeant les données


personnelles des personnes s’impose. En effet, la protection des données personnelles
est une obligation légale pour toutes les entreprises qui collectent, stockent ou utilisent
des informations personnelles sur leurs employés ou sur d'autres individus. Ainsi, les
responsables RH doivent veiller à ce que les informations personnelles des employés
soient protégées conformément aux réglementations en vigueur.

Au Maroc, plusieurs textes de loi confirment la protection de la vie privée des


citoyens, ceci est patent dans la plus haute règle juridique du pays qui est la constitution,
et ce dans son article 24 qui dispose que «Toute personne a droit à la protection de sa
vie privée», ainsi que dans l’article27 « … Le droit à l’information ne peut être limité
que par la loi, dans le but d’assurer la protection de tout ce qui concerne la défense
nationale, la sûreté intérieure et extérieure de l’Etat, ainsi que la vie privée des

276
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

personnes, de prévenir l’atteinte aux droits et libertés énoncés dans la présente


Constitution … ».

Ceci-dit, l’influence des technologies de l’information et de la communication


(TIC) sur la gestion des ressources humaines a alimenté une réflexion abondante depuis
le début de la décennie tant de la part des juristes que des gestionnaires. Les juristes ont
été invités à se prononcer sur les conditions de conciliation des mécanismes de
cybersurveillance et du droit fondamental des salariés à la vie privé (Antonmattéi, 2002 ;
Radé, 2002).1

I. Gestion des Ressources Humaines : combiner entre digitalisation et gestion


des données personnelles :

Il est clair que les avantages de la digitalisation sont nombreux pour l’entreprise et
ce en termes de flexibilité, d’efficacité et de gestion, mais les inquiétudes des employés
sont toujours présentes quant au danger de fuite et d’exploitation illégitime de leurs
données personnelles, par exemple : en recrutement, la Direction RH brasse des mines
d’informations, on parle ici de Curriculum Vitae contenant une masse non négligeable
d’informations sur le candidat, des formulaires, etc.

1/Digitalisation des Ressources Humaines :

Selon Jean-Marc LE GALL (1992), Direction des Ressources Humaines


représente une fonction de l'entreprise « qui vise à régir, à obtenir une adéquation
efficace et maintenue dans le temps entre ses ressources (ses salariés) et ses emplois, en
termes d'effectif, de qualification et de motivation. Elle a pour objet l'optimisation
continue des compétences au service de la stratégie de l'entreprise, dans la définition de
laquelle elle intervient »2.Le terme gestion des ressources humaines comprend donc la

1
Christine NOËL, La cybersurveillance au travail, une nouvelle version du panoptisme managerial
?,2007/5 n° 285 | pages 49 à 64, https://www.cairn.info/revue-humanisme-et-entreprise-2007-5-page-
49.htm.
2
LE GALL J.M., (1992) , '' La gestion des ressources humaines '' . P.120-140

277
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

gestion des relations individuelles de travail ainsi que collectives de travail, impliquant
tous les employés, les groupes d'employés et les organisations représentatives.

De leur côté, DOLAN et al. (2002), définissent la GRH comme « l'ensemble des
activités qui visent la gestion des talents et des énergies des individus dans le but de
contribuer à la réalisation de la mission, de la vision, de la stratégie et des objectifs
organisationnels ».

Selon Peretti, le Directeur des Ressources Humaines est considéré comme un «


partenaire d'affaires ». Il peut aider les entreprises à relever tous les défis, à s'adapter à
leur environnement, à devenir agiles et compétitives. Il s'assure que les compétences des
collaborateurs sont développées et mobilisées selon la stratégie de l'entreprise, tout
comme il accompagne les changements et les transformations. On le considère
également de "partenaire humain". Il examine la motivation, l'implication et
l'engagement des employés. Il représente la clé du développement durable et le garant
du contrat social entre les salariés et l'organisation.1

Durant les années 60, l’informatique s’est développée dans le domaine


scientifique ainsi que dans celui de la recherche chimique et pétro- lière et ce, pour
permettre l’automatisation de certains calculs (Carré & Vétois, 2016).2

François Cazals (2015), identifie cinq périodes d’innovations technologiques


majeures. De 1785 à 1845, est la période des forces hydrauliques, du textile et du fer ;
de 1845 à 1900, est la période de la machine à vapeur, les chemins de fer et l’acier ; de
1900 à 1950, est l’électricité, le moteur à explosion et la chimie ; de 1950 à 1990, est la
période de la pétrochimie, l’électronique et l’aviation qui sont les secteurs innovants ; et
enfin, à partir des années 90, est la période de l’informatique, internet et des télécoms
qui sont les secteurs innovants. 3

Afin de faire face à l'élargissement de son champ d'action et aux évolutions rapides
de la législation, la fonction ressources humaines doit faire face à de nouvelles

1
Peretti J.M.,(2016) '' Gestion des Ressources Humaines '' 21e édition, p. 248.
2
Carré D. & Vétois J. (2016), Contrôle social et techniques numériques, TIC & Société, 10 (1), 1-13.
3
Cazals F. (2015), Stratégies digitales : La méthode des 6C, Paris, Deboeck Supérieur.

278
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

exigences. Ceci a donné lieu à la naissance des Système d’Information des Ressources
Humaines (SIRH), son objectif principal consiste à optimiser les fonctions RH et à
permettre également la décentralisation de certaines activités de ressources humaines et
à l'externalisation d'activités non stratégiques auprès des prestataires spécialisés,
permettant à Direction des Ressources Humaines de se focaliser sur des activités
créatrices de valeur ajoutée.

Dans le livre '' RH les meilleures pratiques des entreprises du CAC 40 '' (F.
Bournois, J. Rojot, et J-L.Scaringella, 2003) Kovach et Cathcart définissent le SIRH
comme « une procédure de collecte, stockage, restauration et validation des données sur
les ressources humaines, les activités du personnel et les caractéristiques des unités
organisationnelles dont une entreprise a besoin. » 1

Dans le livre '' Management des systèmes d'information '', Laudon K. et Laudon J.
définissent le SI comme « un ensemble de composantes interreliées qui recueillent de
l’information, la traitent, la stockent et la diffusent afin d’aider à la prise de décisions, à
la coordination et au contrôle au sein de l’organisation »2. De son côté, Robert REIX,
s’est inspiré des théories de management pour présenter sa propre définition du système
d’information comme un: « Ensemble organisé de ressources (matériel, logiciel,
personnel, données, procédures...) permettant d’acquérir, de traiter, de stocker des
informations (sous forme de données, textes, images, sons, etc.) dans et entre des
organisations ». Il ajoute, que le but d’un système d’information consiste à « Apporter
un soutien aux processus de travail dans l’organisation selon trois modalités principales
: fournir de l’information, assister le travail humain et automatiser le travail »3.

Le Système d'Information ne doit pas être considéré juste comme un Système


Informatique mais comme tout système pouvant collecter, stocker et traiter des
informations. Comme le mentionne ANGOT H. un Système d'Information (SI) renvoie
à : d'une part, un ensemble d'éléments organisés qui permettent de regrouper, classer,

1
Gilles Exbrayat , Nathalie Fisteberg et Ronan Fouesnant dans '' Le Système d’Information des
Ressources Humaines (SIRH) : un atout dans l’optimisation de la GRH au service de l’entreprise ''
mémoire présenté en Octobre 2010 P.7
2
Laudon K. et Laudon J., Management des systèmes d'information, France 2006, p. 13
3
REIX, R., Systèmes d’information et management des organisations , 4eme édition P.85-90

279
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

traiter et diffuser des informations sur un phénomène spécifique ; et d'autre part, à un


réseau complexe de relations structurées où interviennent hommes, machines et
procédures, qui est conçu pour générer un flux ordonné d'informations connexes
provenant de différentes sources de façon à l'utiliser comme base pour la prise de
décision.1 Nous pouvons dès lors en déduire, que le Système d'Information correspond
à un ensemble structuré de ressources humaines, matérielles, de logiciels, de données et
de réseaux qui peuvent collecter, transformer et diffuser des informations au sein de
l'organisation.

En ce qui est du SIRH il correspond à un système qui, entre autres fonctions,


permet de mieux gérer et automatiser la plupart des tâches liées à la gestion des
ressources humaines dans l'entreprise. Il permet à chaque employé d'accéder à tous ses
documents administratifs (contrats, formation, solde de congés, etc.) de manière
indépendante et instantanée. Cela réduit considérablement les exigences liées à
l'administration au sein de l'entreprise. Ce gain de temps se ressent à tous les niveaux de
l'entreprise : salariés, managers, acteurs des ressources humaines,...Tout le monde y
gagne. C'est pourquoi la plupart des services de ressources humaines souhaitent mettre
en place un SIRH afin de consacrer plus de temps à des activités à plus forte valeur
ajoutée. Selon Laval et Diallo (2007), le SIRH possède un triple impact sur
l’organisation : opérationnel, relationnel et l'impact transformationnel.

Mettre en place un SIRH peut modifier un système d'information obsolète tout en


respectant toutes les contraintes légales et sociales. La surveillance et le soutien des
managers et des salariés ne peuvent être réalisés qu'en disposant d’une base de données
fiable avec des informations claires et pertinentes. De plus, la constitution de dossiers
historiques de données internes représente également l'un des éléments importants pour
l'entreprise lui permettant d'avoir une vision stratégique à long terme. De ce fait,
l'efficacité du SIRH dépend de quatre qualités2 : premièrement, sa rapidité, le système
d'information doit diffuser rapidement les informations car il s’agit d’une denrée très

1
Angot H. (2005), '' Système d’information de l’entreprise '', 5ème édition De Boeck Management P.85-
120.
2
'' L’implication du SIRH et son influence sur le changement organisationnel au sien de l’entreprise
Cas pratique SARL Ramdy -Akbou-Bejaia '' MEMOIRE DE FIN DE CYCLE P.25

280
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

périssable. Le gestionnaire de données permet de fournir à tous les utilisateurs une


grande quantité d'informations pouvant être mises à jour de façon simultanée via les
réseaux locaux et publics.

La deuxième qualité renvoie à sa fiabilité, les informations devant être conformes


à la réalité. La pertinence constitue la 3ème qualité : le système d'information doit
fournir à chaque agent toutes les informations dont il a besoin, rien de plus. Et
finalement, la quatrième qualité a trait à la confidentialité des informations, le mot
« confidentiel » est défini comme étant « le caractère d’une information confidentielle,
secret ».

En sécurité de l’information de terme « confidentialité » signifie qu’une


information, une donnée n’est accessible que par des personnes autorisées. Plus la
donnée, plus l’information est de caractère sensible, plus la liste des personnes
autorisées à y accéder doit être restreinte1, en effet, la confidentialité peut être un outil
légal protecteur des droits de l’entreprise ou un outil contractuel également garant du
secret des affaires.2

Certaines entreprises souhaitent tout savoir sur leurs salariés pour faire des
rapprochements de données, des profils, des tris, postulant que les informations relatives
à la vie familiale, sentimentale, le mode de vie, de présentation extérieure et les goûts,
la santé (y compris le code génétique), le passé scolaire, universitaire ou pénal, les
habitudes de consommation, les réactions face à une situation donnée, les activités en
dehors de l'entreprise, les comportements vis-à-vis des collègues ou du supérieur
hiérarchique, les opinions, convictions et appartenances diverses, la nature des
communications, etc... Sont de la plus haute utilité pour administrer le personnel.3

De leur part, les salariés ont un accès croissant à des systèmes informatiques
d’information et de communication, que ce soit au sein même du réseau de l’entreprise

1
https://www.cybersecura.com/post/integrite-confidentialite-disponibilite-definitions-1, consulté le
14/02/2023, à 21h04.
2
https://www.village-justice.com/articles/Confidentialite-secret-des,21674.html, consulté le
16/02/2023, à 10h41.
3
Jean Frayssinet, « Nouvelles technologies et protection des libertés dans l'entreprise », in Revue du
Droit social 1992, p. 596

281
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

ou en dehors. Cela n’est pas sans poser quelques difficultés pour certains salariés ainsi
qu’en témoigne une jurisprudence abondante traitant à la fois de licenciement, de liberté
d’expression et de cybersurveillance.1

2/Direction des Ressources Humaines et gestion automatisée des données


personnelles :

Aujourd’hui, les procédés de surveillance du salarié se sont diversifiés et leur


efficacité s’est démultipliée avec l’essor de l’informatique : pointage, badgeage,
vidéosurveillance, gestion automatisée des accès et du contrôle des présences, écoute et
enregistrement des conversations téléphoniques avec les équipements de l’entreprise,
géolocalisation des salariés circulant à l’extérieur, et aujourd’hui la localisation des
téléphones portables, etc .2

La Direction RH gère d’une part une masse importante de données, contrôle des
horaires, transactions économiques et financières, messagerie électronique, transferts de
données à l’étranger, dossiers personnels, etc, et d’autre part, met en place des
mécanismes de protection afin de mieux gérer les violations de données lorsqu’elles ont
lieu, ceci permet de mettre en place, en amont des mesures techniques et
organisationnelles comme le reporting immédiat, les modalités de la communication au
public sur l’incident, etc.

De ce fait l’employeur soit obligatoirement informer de façon individuelle chaque


salarié des droits (droit d’accès, d’opposition...) et ce conformément à la loi 09-08 qui
énonce l'obligation de porter à la connaissance du salarié le dispositif qui collecte une
information le concernant personnellement.

L’employeur ne doit pas se contenter à porter à la connaissance du salarié de


l’existence de cette mesure, mais il faut aussi lui rappeler ses droits (rectification,
accès,...) tout en mentionnant la durée de la conservation des données personnelles
imposée par la loi 09-08. Aussi, lorsqu’un traitement de données à caractère personnel

1
Jean-Emmanuel RAY. À propos de la révolution numérique. Droit social, 2012, no 10, p. 934.
2
Henri PESCHAUD, « Pouvoir de surveillance de l'employeur et dénonciation de salariés », in Petites
affiches - 30/07/2010 - n° 151, p. 13.

282
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

est envisagé, il faut qu'il soit effectué suivant les formalités préalablement édictées par
la loi 09-08 et dont toute violation entraine des sanctions mentionnées dans le chapitre
VII de ladite loi, sachant que la preuve issue du traitement de données personnnelles est
irrecevable.

Pour gérer au mieux les salariés la Direction RH fait usage d’une panoplie de
technologies mises en place pour contrôler l’activité des salariés, ces moyens de gestion
et de contrôle constituent une vraie base de données personnelles, puisqu’ils se basent
sur des images, des empreintes, etc pour identifier les salariés, parmi ces moyens on
trouve la cybersurveillance, biométrie, la vidéosurveillance,etc.
Pour la cybersurveillance c’est un mécanisme de surveillance de personnes, d'objets ou
de processus qui repose sur les nouvelles technologies et qui s'exerce à partir et sur des
réseaux d'information, tel Internet. Elle vise à faciliter la surveillance, compte tenu de la
quantité, de la rapidité ou de la complexité de l'information à traiter. Tout comme la
surveillance, elle renvoie à des activités de collecte et d'analyse d'informations
poursuivant diverses finalités, notamment prévenir certains risques, orienter les
conduites humaines et trouver des responsables en cas de problème (Commis- sion de
l'éthique de la science et de la technologie, 2008; Cahen, s.d.; Boudreau, 2006). 1 En
effet, la cybersurvaillance permet de surveiller et de lire ou intercepter les documents et
les messages circulant dans un réseau, il est possible à travers cet outils de garder une
trace des données qui circulent sur ce même réseau, ce qui rend la tâche très difficile
pour le salarié qui compte effacer ses traces des serveurs de l’entreprise.

Dans ce cas, la Direction RH doit nommer un délégué à la protection des données ou


DPO (Data Protection Officer), qui combine compétences juridiques en matière de
données personnelles et indépendance hiérarchique, du fait qu’il n’est pas membre de
l’équipe de management, celui-ci veille sur le respect des règles de manipulation des
données personnelles, parmi ses missions la formation des responsables de traitement et
des employés dans le domaine de la protection des données, le contrôle du respect des

1
https://dictionnaire.enap.ca/dictionnaire/docs/definitions/defintions_francais/cybersurveillance.pdf,
consulté le 16/02/2023 à 11H00

283
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

internes de traitements des données, la coopération et la communication avec l’autorité


de contrôle CNDP, l’élaboration d’un audit de conformité aux normes juridiques afin de
relever les points d’écarts, la réalisation d’étude d’impact (PIA : Privacy Impact
Assessment), sur le traitements à risques des données les plus sensibles comme les
empreintes des salariés, la formalisation d’un référentiel de sécurité sous forme de charte
ou de PSSI ( politique de sécurité des systèmes d’information).

En ce qui est de la biométrie, elle consiste en une analyse des caractéristiques d’un
individu, qui peuvent être physiques, physiologiques ou même comportementales, et ce,
à l’aide d’un dispositif automatisé permettant l’identification ultérieure de cet
individu.1Les données biométriques peuvent prendre la forme de signature manuscrite,
frappe sur un clavier qui rentrent dans la classe des attitudes, ou prendre la forme de
prélèvements sur le corps humains, comme l’ADN, ou prennent la forme de
représentations numériques comme l’empreinte digitale, les empreintes rétiniennes, la
reconnaissance faciale.

De ce fait la CNDP a adopté la Délibération n° 478-2013 du 1er novembre 2013


« consciente de l’impact des techniques biométriques sur la vie privée des personnes et
les risques de violation des libertés et droits humains fondamentaux »2, portant sur les
conditions nécessaires à l’utilisation des dispositifs biométriques pour le contrôle
d’accès. Enfin , il convient de noter que quel que soit le secteur d’activité de l’entreprise
et avant d’installer tout type de dispositif biométrique, celle-ci doit d’une part effectuer
préalablement une demande d’autorisation auprès de la CNDP conformément aux
conditions citées dans la Délibération n° 478-2013 et d’autre part porter à la
connaissance des salariés de l’installation de ces dispositifs en vue d’éviter tout abus.

La vidéosurveillancedésigne le système conçu pour surveiller à distance un espace


déterminé à l’aide de caméras. Toutes sortes d’équipements sont disponibles : caméra
fixe, pivotante, miniaturisée, munie d’un zoom ou d’un intensificateur de lumière, etc.
Les configurations techniques peuvent prendre les formes les plus diverses, de la caméra

1
https://avocat-jawhari.com/2021/10/27/lutilisation-de-la-biometrie-et-la-protection-des-donnees-a-
caractere-personnel/, consulté le 16/02/2023 à 14h00
2
Délibération de la CNDP n° 478 du 01/11/2013, portant sur les conditions nécessaires à l’utilisation
des dispositifs biométriques pour le contrôle d’accès.

284
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

unique reliée à un moniteur et un magnétoscope, au poste de commande vidéo capable


de visualiser les images de plusieurs dizaines de caméras différentes. 1 puisque la
vidéosurveillance consiste en un ensemble d’images captés par un dispositif de
vidéosurveillance, sa mise en place doit faire l’objet d’une déclaration préalable auprès
de la CNDP et se conforme aux règles imposées par la Délibération n°350-2013 du 31
Mai 2013 portant sur les conditions nécessaires à la mise en place d’un système de
vidéosurveillance dans les lieux de travail et dans les lieux privés communs.

Un système de géolocalisation par exemple ne peut être utilisé par l'employeur


pour d'autres finalités que celles qui ont été déclarées auprès de la CNDP, et portées à
la connaissance des salariés en vue d’éviter tout abus. Le système de géolocalisation ne
doit donc pas être un système de surveillance de sa personne, mais seulement de contrôle
du temps de travail, et encore par défaut, lorsqu'aucune autre méthode ne peut être
utilisée, principe de proportionnalité oblige.2

II. Cadre Légal de la protection des données personnelles gérés par Direction
des Ressources Humaines

Parmi les problématiques les plus marquantes qu’à connu le monde du travail est
celle de la prise en compte de la vie privée du salarié à savoir le traitement de ses données
personnelles. Ceci s'explique par plusieurs raisons telles que les documents des salariés,
dossier de santé, les échanges électroniques, le pointage ainsi que l’utilisation des
nouvelles technologies d’informations et de communication au sein de l’entreprise.3

Afin de protéger au mieux les Droits des employés, le législateur marocain a mis
en place un arsenal juridique à la disposition des personnes manipulant ces données
d’une part et d’autre part, aux personnes dont les données privées font l’objet de cette
manipulation, d’où vient l’existence de la loi 09-08 relative à la protection des personnes
physiques à l’égard du traitement des données à caractère personnel a été promulguée

1
Éric Heilmann, La vidéosurveillance, un mirage technologique et politique,
https://www.cairn.info/publications-de-Éric-Heilmann--27850.htm, consulté le 12.02.2023 à 20 :30
2
Délibération de la CNDP n°17 du 01/01/2014 portant sur les conditions nécessaires à l’utilisation des
dispositifs de la mise en place de la géolocolisation dans les véhicules des employés de l’entreprise.
3
Brahim ATROUCH,La protection des données personnelles du salarié, Journal of Integrated Studies
In Economics, Law, Technical Sciences & Communication, vol (1), No (1), 2021

285
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

par le Décret N° 2-09-165 en date du 21 mai 2009 et publiée au B.O N° 5744 du 18 juin
2009. Elle a été inspirée essentiellement de la loi française n°2004-801 du 6 août 2004,
qui modifie la loi du 06 janvier 1978 relative à l’informatique, aux fichiers et libertés.1

Pour ce faire et éviter l’immixation entre le droit du travail et la loi sur la protection
des données personnelles, l’entreprise doit veiller à ne pas porter atteinte à la vie privée
du salarié et faire la différence entre données de l’entreprises et données privées des
employés et collaborateurs. Il faut savoir que le droit relatif à la protection des données
et le droit du travail se cherchent sans pour autant se croiser. Le champ d'application de
ces deux règlementations est distinct: l'une consacre les droits individuels des salariés
face aux traitements informatisés, sans peut être tenir suffisamment compte de la relation
de travail, l'autre établit des processus de négociation pour l'introduction de nouvelles
technologies sans faire référence au respect de la vie privée et de l'identité humaine.2

1/Protection des données des salariés vis-à-vis du droit du travail

Au niveau du droit du travail, le législateur marocain a mis en garde l’employé


concernant toute divulgation du secret professionnel, qui oblige le salarié sous peine
d’une sanction pénale de garder le secret et de ne pas révéler les informations de nature
confidentielle dont il est dépositaire que ce soit par état ou par profession ou même en
raison d'une fonction ou mission. Ainsi, l’article 39 du code travail (loi n° 65.99 formant
code du travail marocain) dispose que : « Sont considérées comme fautes graves pouvant
provoquer le licenciement du salarié : "… la divulgation d'un secret professionnel ayant
causé un préjudice à l'entreprise" …».

Dans le cas où la fuite des données concerne non pas des données traitant de
l’activité de la société mais touche les données de ses salariés, dans ce cas la Direction
RH, noyau principal rassemblant les données des salariés est mise en cause. Ainsi, la
Direction RH devra puiser dans les textes de droit pour connaitre ses droits et ses
obligations vis-à-vis de ces données, tout de même, la fonction ressources humaines
comporte un fondement juridique important basé sur le droit social, car vu sa nature le

1
Ali EL AZZOUZI, la cybercriminalité au Maroc, 2010, p. 112
2
Ariane Mole, « Informatique et libertés du travail : les nouveaux enjeux », in Droit social n° 1 du
10/01/1990, p. 59

286
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

droit du travail traverse beaucoup de domaines de la gestion des ressources humaines,


comme : le recrutement, la paie, le pointage.

En vertu de l’article 24 du code du travail, l’employeur doit prendre toutes les


mesures nécessaires afin de préserver la sécurité, la santé et la dignité des salariés, dans
l’exécution de leurs tâches, sous sa subordination. L’employeur est obligé également,
d’informer le travailleur sur les dispositions légales et les mesures de protection mise en
place concernant la préservation de la santé et de la sécurité vis-à-vis des risques, de ce
fait la Direction RH, doit informer les salariés du traitement de toute donnée privée du
salarié même dans le cas où ces données sont traités pour préserver la sécurité (vidéo
surveillance,…) et la santé (tableau de vaccination,..).

Aussi, l’article 9 du Code du travail dispose qu’«est interdite, à l’encontre des


salariés, toute discrimination fondée sur la race, la couleur, le sexe, le handicap, la
situation conjugale, la religion, l’opinion politique, l’affiliation syndicale, l’ascendance
nationale ou l’origine sociale, ayant pour effet de violer ou d’altérer le principe d’égalité
des chances ou de traitement sur un pied d’égalité en matière d’emploi ou d’exercice
d’une profession, notamment, en ce qui concerne l’embauchage, la conduite et la
répartition du travail, la formation professionnelle, le salaire, l’avancement, l’octroi des
avantages sociaux, les mesures disciplinaires et le licenciement».

Aussi, loin des données dont dispose la Direction RH, l’employeur ne peut pas
prendre connaissance des messages personnels, émis et reçu par le salarié, via un outil
informatique dont il dispose pour des raisons de travail, à l’exception du cas où
l’employeur aurait interdit une utilisation non professionnelle ou personnelle de l’outil
informatique en question.

Ceci a été évoqué par Maître Nkaira, Avocat au barreau de Casablanca, agréé à la
cour de cassation, l’employeur ne peut pas consulter les conversations d’un salarié sur
une messagerie instantanée personnelle sans méconnaître le secret des correspondances
(Cass. soc., 23/10/2019 n°17-28.448).

287
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

Une salariée engagée en qualité de secrétaire est licenciée pour faute grave.
L’employeur lui reprochait d’avoir, au moyen d’une messagerie instantanée installée sur
son ordinateur professionnel, communiqué à une autre salariée des documents
confidentiels à propos de collègues. Elle n’aurait dû ni consulter ni divulguer les
documents en question.

La salariée conteste son licenciement, jugeant que l’employeur a accédé à ces


échanges en violation du secret des correspondances. Et en effet, les juges du fond
reconnaissent une violation par l’employeur du secret des correspondances de la
salariée. En effet, il s’agissait d’une messagerie instantanée personnelle. Les faits se sont
déroulés en 2006 et la salariée utilisait « MSN ».

La Haute Juridiction donne raison à la salariée (Cass. soc., 23/10/2019 n°17-


28.448). Elle applique le raisonnement déjà adopté à propos des courriels adressés ou
reçus sur une messagerie personnelle, distincte de la messagerie professionnelle. Ces
derniers étant nécessairement à caractère privé et couverts par le secret des
correspondances (Cass. soc. 26/01/2016 n°14-15.360 ; Cass. soc. 7/04/2016 n°14-
27.949).

Il en résulte que l’employeur ne peut valablement ni les consulter ni s’en prévaloir


devant le juge. Et ce, même si cette messagerie personnelle a été installée ou consultée
par le salarié sur l’ordinateur mis à sa disposition par l’employeur.1

En effet, l’employeur doit faire preuve de beaucoup d’attention quand il entend


utiliser ou examiner des correspondances émises ou reçues par un salarié, car il existe
une présomption de caractère professionnel quant à l’usage de l’outil mis à la disposition
du salarié, sauf que celle-ci ne peut pas être opposée au salarié si les correspondances
proviennent d’une messagerie instantanée utilisées à titre personnel par le salarié et
ouverte sur un poste de travail professionnel.

1
http://nkairalawfirm.com/le-contenu-des-messages-echanges-entre-salaries/, consulté le 13/02/2023, à
21h30

288
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

Ainsi, pour assurer son rôle correctement et dans le respect total de la règle de droit
la Direction RH doit mentionner dans les chartes informatiques de l’entreprise les règles
relatives à l’utilisation des outils informatiques pour des fins personnelles.

Par ailleurs, la loi 65.99, portant Code du travail, prévoit, dans son article 466, que
« Le comité d'entreprise est chargé dans le cadre de sa mission consultative des
questions suivantes : Les transformations structurelles et technologiques à effectuer dans
l'entreprise…Sont mis à la disposition des membres du comité d'entreprise toutes les
données et tous les documents nécessaires à l'exercice des missions qui leur sont
dévolues. »

En ce qui concerne la notion de «transformations technologiques», le législateur


entend en donner l’acception la plus large pour englober toute mesure d’automatisation,
d’information, de robotisation, ainsi que toute mesure prise en matièred’audiovisuel et
de biotechnologie.
Le comité d’entreprise doit être informé dans le cadre de sa mission consultative de ces
projets de transformations technologiques pour qu’il puisse émettre son avis. Il en
découle qu’une mise en place d’un système de contrôle d’accès par biométrie, de
vidéosurveillance ou de cybersurveillance, sans avis préalable du comité d’entreprise,
peut être dénoncée par les salariés ou remise en cause lors d’un contrôle effectué par la
CNDP.1

Finalement, le droit du travail Marocain traite du principe du contrôle judiciaire


sur les décisions prises par le chef d'entreprise, une difficulté souveraine concernant les
critères permettant au juge d’apprécier de telle décision peut porter atteinte aux données
personnelles du salarié.

Autrement dit, la nature personnelle ou professionnelle d’un élément de la vie


privée est une question de fait laissé au pouvoir d’appréciation des juges. Une autre
technique fondamentale contribuant à la réalisation effective des droits est celle de la
preuve qui joue un rôle dans l'application du droit interne par les juges. La preuve

1
https://lematin.ma/donnees-a-caractere-personnel_quelle-protection-pour-les-salaries/187743.html,
consulté le 12.02.2023 à 20:30

289
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

conditionne l'exercice effectif des droits conférés et constitue en même temps un moyen
efficace de l'effectivité du droit applicable. C'est-à-dire, si le juge constate que
l’administration de la preuve par le demandeur est impossible, en raison du principe
d'effectivité, il peut d'ordonner des mesures d'instruction et d'imposer à une partie ou un
tiers de produire des pièces.1

2/Protection des données personnelles vis-à-vis de la loi 09-08

Au Maroc, l’organe chargé de veiller sur la protection des données personnelles au


Maroc est la CNDP, La Commission Nationale de contrôle de la protection des Données
à caractère Personnel (CNDP), qui a vu le jour par la loi n°09-08 du 18 février 2009
relative à la protection des personnes physiques à l’égard du traitement des données à
caractère personnel. Cet organe vérifie que les traitements des données personnelles au
niveau des établissements étatiques, des entreprises, dans les lieux d’habitats, lieux de
commerce… sont licites, légaux et ne portent pas atteinte à la vie privée, aux libertés et
droits fondamentaux des citoyens, son objectif principal est de veiller au respect des
libertés et droits fondamentaux des personnes physiques quant au traitement des données
à caractère personnel les concernant.

Le législateur a doté cette commission de plusieurs pouvoirs pour exercer ses


fonctions dans les meilleures conditions. En revanche, les décisions prises par cette
commission, comme toutes les décisions administratives, peuvent être contestées devant
le tribunal administratif.2

Les données personnelles sont celles qui comprennent toutes les informations
permettant d'identifier ou de reconnaître, directement ou indirectement une personne
physique. 3 L’article 1 alinéa 1 de la loi 09-08 définit comme « donnée à caractère
personnel », «toute information, de quelque nature qu’elle soit et indépendamment de
son support, y compris le son et l’image, concernant une personne physique identifiée

1
Brahim ATROUCH,La protection des données personnelles du salarié, Journal of Integrated Studies
In Economics, Law, Technical Sciences & Communication, vol (1), No (1), 2021
2
Bouchaib Rmail, criminalité informatique ou liée aux nouvelles technologies de l’information et de
communication, Imprimerie Somagram, 2005.
3
Raymond GASSIN, « Informatique et libertés », in Répertoire de droit pénal et de procédure pénale-
Janvier 2015, p. 21

290
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

ou identifiable». La suite du texte mentionne aussi que «Est réputée identifiable une
personne qui peut être identifiée, directement ou indirectement, notamment par
référence à un numéro d’identification ou à un ou plusieurs éléments spécifiques de son
identité physique, physiologique, génétique, psychique, économique, culturelle ou
sociale».

En effet, une donnée à caractère personnel peut être un nom qui apparaît sur un
fichier, prénom, adresse, une photo, courrier, numéro d’identification, un numéro de
téléphone ou même une empreinte digitale.

En ce qui est du traitement des données personnelles, l’article 1 de la loi 09-08


dans son alinéa 2, le défini comme étant « toute opération ou ensemble d’opérations
effectuées ou non à l’aide de procédés automatisés et appliquées des données à
caractère personnel, telle que la collecte, l’enregistrement, l’organisation, la
modification, l’extraction, la consultation, l’utilisation, la communication, par
transmission, diffusion ou toute autre forme de mise à disposition, le rapprochement ou
l’interconnexion, ainsi que le verrouillage, l’effacement ou la destruction », Le simple
fait de collecter les données sans même les communiquer ou les diffuser, suffit à
caractérise un traitement1

Néanmoins, la loi 09-08 s'applique aux seules personnes physiques. Le législateur


n'a pas entendu protéger les personnes morales. Toutefois, la Commission nationale de
protection des données à caractère personnel considère comme entrant dans le champ
d'application de la loi les fichiers des entreprises, dès lors qu'y sont mentionnés les noms
de personnes physiques. La conception large de la notion « données à caractère
personnel » se manifeste encore en ce qu'il n'est pas nécessaire que l'information soit
relative à des éléments de la vie privée ; les éléments qui se rattachent à des activités
publiques d'une personne physique (activités politiques, syndicales, etc.) sont également
protégés. Il n'est pas nécessaire non plus que les informations soient confidentielles pour
bénéficier de la protection de la loi 09-08. Ce qui est visé par celle-ci, en effet, c'est le

1
Myriam QUEMNER et Joël FERRY, cybercriminalité : défi mondial, Edition Economica, 2009,
p.106

291
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

fait même de l'informatisation et non la protection directe du secret de la vie privée.


Aussi, l'enregistrement de données nominatives parfaitement connues du public, ou
aisément reconstituables à partir de documents imprimés, tombe aussi sous le coup de
la loi.1

On peut notamment citer son application dans les sites web, les réseaux intranet,
les réseaux sociaux, les photographies ou bien les images des salariés. Toutes les
personnes qui font l’objet d’un traitement de données à caractère personnel, que les
données aient été recueillies par une surveillance sur le lieu de travail ou par d’autres
moyens, sont protégées par la loi.2

La délibération n° 298du 11/04/2014 portant modèle de demande d’autorisation


type relative au traitement de données à caractère personnel mis en œuvre par le secteur
privé ou assimilé en vue de la gestion des Ressources Humaines, délimite le champ
d’action des Directions des Ressources Humaines, concernant les règles à suivre pour
une gestion légale des données personnelles des salariés, des collaborateurs, des
stagiaires, etc. en effet, cette délibération décide des responsables du traitement, comme
est mentionné dans son article premier3 , elle précise aussi que les personnes concerné
par le traitement sont, les personnes employées par les employeurs définis par l’article
1, et ce qu’ils aient un contrat à durée indéterminée (CDI), un contrat à durée déterminée
(CDD), un contrat temporaire, intérim, etc. en incluant aussi les stagiaires, les apprentis
et les candidats à l’embauche. L’article 3 de la délibération limite les finalités du
traitement en sept grandes parties, à savoir :

1. La gestion du recrutement ;

2. La gestion administrative des personnes concernées ;

1
Raymond GASSIN, « Informatique et libertés », in Répertoire de droit pénal et de procédure pénale-
Janvier 2015, p. 29
2
Brahim ATROUCH,La protection des données personnelles du salarié, Journal of Integrated Studies
In Economics, Law, Technical Sciences & Communication, vol (1), No (1), 2021.
3
Article 1 : Responsables de traitement :
Peuvent bénéficier du présent modèle de demande d’autorisation les organismes et les entreprises
privées, les professions libérales, les coopératives, les associations, les syndicats, les sociétés civiles et
tout autre employeur assujetti aux dispositions du code du travail et ses textes d’application procédant
au traitement manuel et/ou automatisé relatif à la gestion des ressources humaines.

292
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـــ الرقمنة وفعالية المراكز القانونية‬

3. La gestion des carrières ;

4. La gestion de la formation ;

5. L’organisation du travail ;

6. La gestion des outils informatiques ;

7. La gestion des données de santé.

Ensuite vient l’article 4 pour fixer les types de données traités, qui indique que
conformément au principe de proportionnalité1, il ne faut collecter et traiter, parmi les
données citées ci-dessous, que celles strictement nécessaires à la réalisation des finalités
poursuivies par le responsable du traitement.

En effet, la question du traitement des données à caractère personnel est assez


délicate et doit faire en aval l’objet d’une procédure administrative, lorsque la Direction
RH envisage un traitement de données à caractère personnel, il faut qu'il soit soumis aux
formalités préalables prévues par la loi 09-08 qui impose une déclaration préalable
auprès de la Commission nationale de contrôle de la protection des données à caractère
personnel (CNDP) de tout traitement automatisé d’informations nominatives. En
revanche, Les données qui n'ont pas fait l'objet d'un traitement automatisé ou informatisé
n'ont pas à être déclarées à la CNDP. Toutefois, selon l’article 2 de la loi 09-08 « la
présente loi s’applique au traitement des données à caractère personnel, automatisé en
tout ou en partie, ainsi qu’au traitement de données à caractère personnel contenues ou
appelées à figurer dans des fichiers manuels ».

La CNDP a fait en sorte de publier plusieurs délibérations au fur et à mesure, qui


viennent compléter la loi 09-08, et ce afin d’accompagner l’évolution technologique et
juridique que connait le Maroc. A cet égard, la CNDP a diffusé la délibération n°298-
AU-2014 du 11/04/2014 portant modèle de demande d’autorisation type relative au
traitement de données à caractère personnel mis en œuvre par le secteur privé ou assimilé

1
C’est un principe de droit international, qui impose une obligation d’appréciation du contexte afin de
pouvoir décider du caractère licite ou illicite d’une action.

293
2023 / ‫ السنة السادسة‬- 32 ‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ مؤلف جماعي ـ ـ العدد‬

en vue de la gestion des ressources humaines, elle prévoit dans son article 2 que les
personnes concernées par le présent traitement sont les salariés (CDI, CDD, les salariés
temporaires), les apprentis, les stagiaires, les candidats à l’embauche.

En contrepartie, les salariés ont des droits prévus par la loi de 09-08, comme les
droits d'accès, à l’information, d’opposition et de rectification, d’une part, et d’autre part
vient le droit d’être informé individuellement par l’employeur de leurs droits concernant
la connaissance des salariés de l’existence d’un dispositif de collecte d’informations,
ainsi que de la durée de conservation de ses données.

En guise de conclusion, Le digitale continu à faire l’objet d’une évolution


consécutive que le droit est appelé à s’adapter avec, cette adaptation constitue ainsi un
enjeu, tant pour celui qui fabrique le droit, à savoir législateur, pouvoir réglementaire ou
juge, que pour celui qui doit l’analyser, comme le cas de la Direction RH qui suite à son
rapprochement du personnel imposé par sa mission et son accès aux informations
sensibles, celle-ci doit équilibrer entre digitalisation, gestion des données à caractère
personnel et respect de la règle de droit.

Ainsi, la Direction des RH doit prendre des mesures à la fois techniques, juridiques
et organisationnelles pour s’assurer de la confidentialité de tout traitement de données
personnelles, aussi pour préserver les données à caractères personnelles des salariés
ainsi que des collaborateurs et même de toute personne dont l’once d’une information
personnelle existe dans l’entreprise, la Direction des RH doit veiller à mettre en place
des politiques de sécurité adéquates, de former le personnel sur les pratiques de
protection des données privées, mettre en place les processus adéquat pour gérer les
demandes de confidentialité et surtout s’assurer que les personnes dont les données
privées sont traitées au niveau de l’entreprise soient informées de leurs droits et
obligations dans ce sens.

294

You might also like