You are on page 1of 12

‫اتجاهات االقتصاد األملاني‬

‫تقريراقتصادي دوري‬

‫تصدره‬

‫غرفة التجارة والصناعة العربية األملانية‬

‫برلين‪ ،‬ديسمبر‪2022‬م‬
‫االقتصاد األملاني‪ :‬تحسن مناخ األعمال وتراجع في نسب الركود االقتصادي املتوقع‬

‫تحسن مناخ العمال للشركات الملانية خالل شهر ديسمبر بشكل ملحوظ‪ ،‬حيث ارتفع مؤشر ‪Ifo‬‬
‫ملناخ العمال إلى ‪ 88.6‬نقطة بعد ان كان قد سجل ‪ 86.4‬نقطة في شهر نوفمبر املاض ي‪ .‬ويعود هذا‬
‫التحسن الى ان الشركات قيمت مستوى أعمالها الحالي بشكل أفضل مرة أخرى‪ .‬كما تحسنت توقعاتها‬
‫بمستوى العمال خالل الشهر القادمة‪ ،‬وهو ما رفع اآلمال بأداء أفضل لالقتصاد الملاني خالل‬
‫الشتاء الحالي والربع الول من العام ‪2023‬م‪.‬‬

‫في قطاع الصناعة‪ ،‬تحسن مستوى املؤشر بشكل كبير حيث سجل في شهر ديسمبر مستوى (‪5.6 -‬‬
‫نقطة) بعد ان كان عند مستوى (‪ 11.5-‬نقطة) في الشهر السابق‪ .‬وقد تحسن مناخ العمال في جميع‬
‫فروع الصناعة ً‬
‫تقريبا‪ ،‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬تحسنت توقعات العمال في الشهر الستة القادمة‪،‬‬
‫كما كانت الشركات أكثر رضا عن مستوى العمال الحالي‪.‬‬

‫في قطاع الخدمات‪ ،‬تحسن مناخ العمال في شهر ديسمبر بشكل ملحوظ مسجال مستوى (‪1.2 -‬‬
‫نقطة) بعد ان كان عند مستوى (‪ 5.3 -‬نقطة) في شهر نوفمبر املاض ي‪ .‬ويرجع ذلك بشكل رئيس ي إلى‬
‫تراجع التشاؤم فيما يتعلق بالعمال في الشهر الستة املقبلة‪ .‬كما صنفت شركات قطاع الخدمات‬
‫مستوى أعمالها الحالي بشكل أفضل‪.‬‬

‫كما ارتفع مؤشر مناخ العمال في قطاع التجارة في ديسمبر إلى أعلى مستوى له منذ يونيو ‪2022‬م‪،‬‬
‫مسجال مستوى (‪ 20 -‬نقطة)‪ ،‬بينما كان قد سجل املؤشر مستوى (‪ 26.9 -‬نقطة) في الشهر السابق‪.‬‬
‫وقد قيمت الشركات وضع أعمالها الحالي بشكل إيجابي وذلك لول مرة منذ أغسطس‪ .‬كما تراجع‬
‫تشاؤم الشركات بالنسبة لتوقعات العمال في الفترة القادمة‪ .‬في قطاع البناء‪ ،‬تراجع مناخ العمال‬
‫ً‬
‫بشكل طفيف حيث سجل املؤشر (‪ 22.2 -‬نقطة) متراجعا من مستوى (‪ 21.5 -‬نقطة) املسجل في شهر‬
‫نوفمبر املاض ي‪ .‬وكانت الشركات أقل رضا عن مستوى العمال الحالية‪ .‬وعلى الرغم من تحسن‬
‫التوقعات بمستوى العمال في الشهر القادمة اال انها ظلت في املجمل غير إيجابية‪.‬‬

‫في سياق متصل‪ ،‬تحسن مؤشر مناخ العمال لشركات التصدير في أملانيا خالل شهر ديسمبر ليصل‬
‫الى املستوى العلى له منذ ستة أشهر‪ ،‬حيث سجل املؤشر مستوى ‪ 1.6‬نقطة‪ ،‬بينما كان املؤشر في‬
‫‪2‬‬
‫شهر نوفمبر املاض ي عند مستوى ‪ 0.9‬نقطة‪ .‬ويعد هذا التحسن في مناخ أعمال التصدير الثالث على‬
‫التوالي‪.‬‬
‫ً ً‬
‫وفي هذا املجال‪ ،‬تتوقع صناعة السيارات نموا كبيرا في الصادرات وإن كان أقل بقليل مما كان عليه‬
‫في الشهر السابق‪ .‬من جانبها ترى الشركات العاملة في صناعة اإللكترونيات املزيد من الفرص في‬
‫العمال التجارية الجنبية‪ .‬وكذلك الحال مع الشركات املصنعة للمشروبات‪ .‬على العكس من هذا‬
‫االتجاه تتوقع شركات صناعة الكيماويات أن صادراتها سوف تنخفض خالل الفترة القادمة‪ ،‬وهو‬
‫المر الذي تنتظره أيضا شركات قطاع صناعة املعادن‪ ،‬فيما ال تزال صناعة الثاث متشائمة ً‬
‫أيضا‬
‫بشأن العمال الجنبية‪.‬‬

‫كما يتوقع معهد ‪ Ifo‬أن يتباطأ نمو الصادرات الملانية بشكل كبير في العام املقبل ‪2023‬م‪ ،‬حيث‬
‫يتوقع ان تنمو الصادرات بنسبة ‪ 3.9‬في املئة فقط مقارنة بنمو الصادرات الملانية خالل العام الجاري‬
‫‪2022‬م‪ ،‬والذي قد يصل الى ‪ 14.8‬في املئة‪ .‬ويرى خبراء املعهد ان ارتفاع أسعار الفائدة في جميع أنحاء‬
‫العالم‪ ،‬وأزمة الطاقة وارتفاع معدالت التضخم لها تأثير سلبي على مستوى العمال والنمو في العديد‬
‫من أسواق املبيعات الرئيسية للسلع والبضائع الملانية‪.‬‬

‫في جانب توقعات النمو االقتصادي للعام الحالي والعام القادم يرى باحثو معهد ‪ Ifo‬ان االقتصاد‬
‫الملاني يتجه نحو الدخول في حالة ركود في هذا الشتاء كنتيجة مباشرة الرتفاع معدالت التضخم‬
‫وارتفاع تكاليف الطاقة وانقطاع سالسل التوريد‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬يتوقع املعهد أن هذا الركود سيكون على‬
‫الرجح أقل مما كان متوقعا في البداية‪ .‬كما ال ُيتوقع حدوث نمو اقتصادي حتى عام ‪2024‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫وفقا لتوقعات معهد ‪ ،Ifo‬سينكمش االقتصاد الملاني بنسبة ‪ 0.1‬في املئة فقط في العام ‪2023‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫بينما كانت توقعات معهد االقتصاد الملاني (‪ )IW‬أكثر تحفظا إلى حد ما بشأن النمو في العام القادم‬
‫إذ يتوقع أن ينخفض الناتج املحلي اإلجمالي بنسبة ‪ 0.75‬في املئة‪ .‬اما البنك املركزي الملاني‬
‫(‪ )Bundesbank‬فيرى أن الناتج املحلي اإلجمالي في أملانيا سينخفض في العام ‪2023‬م‪ ،‬بنسبة ‪ 0.5‬في‬
‫املئة‪ .‬وبالرغم من ان جميع التوقعات تشير الى حدوث ركود اقتصادي في العام املقبل اال ان نسب‬
‫هذه التوقعات قد تحسنت باملقارنة مع التوقعات الصادرة قبل بضعة أشهر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويشير ‪ ،Timo Wollmershäuser‬رئيس قسم البحاث االقتصادية في معهد ‪ ،Ifo‬الى ان الطلب‬
‫ً‬
‫املرتفع حتى اآلن على السلع والخدمات‪ ،‬سيكون له أثر في جعل الركود في فصل الشتاء أكثر اعتداال‬
‫ً‬
‫إلى حد ما مما كان متوقعا‪ ،‬كما أنه من املرجح أن ينخفض معدل التضخم في العام القادم إلى ‪ 6.4‬في‬
‫املئة بسبب تطبيق برنامج السقف العلى لسعار الكهرباء والغاز الذي أقرته الحكومة االتحادية‪.‬‬
‫وقال ‪ Wollmershäuser‬إن االقتصاد سجل ً‬
‫اداء "أفضل بكثير مما كان متوقعا" مع تسجيل نمو‬
‫طفيف في الربع الثالث من العام ‪2022‬م‪ .‬حيث اعتمد املستهلكون بشكل كبير على مدخراتهم للتعامل‬
‫مع ارتفاع السعار‪ ،‬كما تم دعم االستهالك الخاص من خالل املساعدات الحكومية ورفع الحد الدنى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لألجور وزيادة الرواتب‪ .‬لذلك يتوقع باحثو معهد ‪ Ifo‬اآلن نموا اقتصاديا بنسبة ‪ 1.8‬في املئة لعام‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪2022‬م‪ ،‬بدال من النسبة املتوقعة سابقا والبالغة ‪ 1.6‬في املئة‪.‬‬

‫في جانب أخر‪ ،‬وفي ظل اإلنفاق الحكومي الهائل على التعامل مع أزمة كورونا والطاقة‪ ،‬سيتعين على‬
‫الحكومة االتحادية جمع أكثر من نصف تريليون يورو من اسواق رأس املال خالل العام املقبل‪ .‬وذلك‬
‫ً‬
‫وفقا لوكالة املالية املسؤولة عن إدارة الديون الحكومية ‪ ،Finanzagentur‬حيث من املقرر إصدار‬
‫أوراق مالية اتحادية (سندات حكومية) بمبلغ ‪ 539‬مليار يورو‪ ،‬وهو ما سيعني تجاوز الرقم القياس ي‬
‫السابق البالغ ‪ 483‬مليار يورو املسجل في عام ‪2021‬م‪ .‬اما في العام الجاري ‪2022‬م‪ ،‬فقد طرحت‬
‫الحكومة سندات مالية بقيمة ‪ 449‬مليار يورو في السواق املالية‪.‬‬
‫ً‬
‫وبحسب خبراء ماليين فإنه من الواضح أن االحتياجات املالية للحكومة االتحادية ستحقق أرقاما‬
‫قياسية في ظل اإلنفاق الهائل لتخفيف أزمة الطاقة‪ .‬وال ترجع هذه االحتياجات املالية للحكومة الى‬
‫برامج املساعدات املختلفة‪ ،‬خصوصا برنامج مكابح أسعار الغاز والكهرباء وحسب‪ ،‬بل أيضا بسبب‬
‫العجز املتوقع ان يظهر في امليزانية االتحادية في العام القادم‪ ،‬باإلضافة إلى ان السندات الحكومية‬
‫ً‬
‫والوراق املالية االتحادية الخرى التي يزيد حجمها عن ‪ 325‬مليارا سوف تستحق السداد في عام‬
‫‪2023‬م‪ ،‬وهو ما يجبر الحكومة على إعادة تمويلها‪.‬‬

‫ومن املتوقع ان تلفت السندات الحكومية الملانية نظر العديد من املستثمرين الذين سينجذبون‬
‫إلى ارتفاع أسعار الفائدة‪ .‬خصوصا ان كثير من كبار املستثمرين في الوراق املالية‪ ،‬مثل شركات‬
‫‪4‬‬
‫التأمين ومديري الثروات من الوراق املالية ذات الدخل الثابت‪ ،‬قد انسحبوا في فترة سابقة من أسواق‬
‫الوراق املالية بسبب انخفاض العوائد‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬تخطط وكالة املالية ‪ً Finanzagentur‬‬
‫أيضا لتوسيع مجال السندات االتحادية‬
‫ُ‬
‫الخضراء في العام القادم‪ ،‬وهي السندات التي تستخدم لتمويل اإلنفاق الصديق للبيئة‪ .‬ويتراوح حجم‬
‫هذه السندات ما بين ‪ 15‬و‪ 17‬مليار يورو‪.‬‬

‫سوق العمل‪ :‬استقرارسوق العمل وعودة ارتفاع املسجلين في برنامج الدوام املختصر‬

‫انخفضت البطالة في نوفمبر ‪2022‬م‪ ،‬بنحو ‪ 8‬االف شخص مقارنة بالشهر السابق‪ ،‬ليصل اجمالي‬
‫عدد العاطلين عن العمل في أملانيا إلى ‪ 2434000‬شخص‪ ،‬اال ان هذا العدد من العاطلين يظل أعلى‬
‫من العدد املسجل في شهر نوفمبر من العام املاض ي بمقدار ‪ 117‬ألف شخص‪ .‬كما بلغ معدل البطالة‬
‫في نوفمبر ‪2022‬م‪ 5.3 ،‬في املئة وهو نفس املعدل املسجل في شهر أكتوبر‪ ،‬اال انه يظل أيضا أعلى من‬
‫معدل البطالة املسجل في نفس الشهر من العام ‪2021‬م بنحو ‪ 0.2‬درجة مئوية‪.‬‬

‫اما في إطار عدد املسجلين في برنامج الدوام املختصر الحكومي فقد بلغ عدد املسجلين الجدد في‬
‫البرنامج خالل الفترة من ‪ 1‬إلى ‪ 24‬نوفمبر‪2022‬م‪ ،‬نحو ‪ 82‬ألف شخص‪ .‬وبشكل اجمالي بلغ عدد‬
‫املوظفين الذين حصلوا على تعويضات البرنامج بحسب أخر البيانات الصادرة عن وكالة العمل‬
‫االتحادية في شهر سبتمبر حوالي ‪ 157‬ألف موظف وموظفة‪ .‬اما في جانب الطلب على املوظفين الجدد‪،‬‬
‫وعلى الرغم من أن الطلب ال يزال مرتفعا‪ ،‬إال أنه قد ضعف مؤخرا بشكل ملحوظ‪ ،‬حيث تم تسجيل‬
‫‪ 823‬ألف وظيفة شاغرة في وكالة العمل االتحادية خالل شهر نوفمبر‪ ،‬بزيادة ‪ 15‬ألف وظيفة باملقارنة‬
‫مع نفس الشهر من العام املاض ي‪ .‬اال انه وباملقارنة مع الشهر السابق قد انخفض بحوالي ‪ 7‬االف‬
‫وظيفة‪.‬‬

‫في سياق متصل اظهر تقرير صادر عن مكتب اإلحصاء االتحادي (‪ )Destatis‬ان عدد العاملين في‬
‫ً‬
‫شركات قطاع الصناعة التي توظف ‪ 50‬شخصا او أكثر قد وصل في نهاية شهر أكتوبر ‪2022‬م‪ ،‬الى ما‬

‫‪5‬‬
‫يقرب من ‪ 5.5‬مليون موظف وعامل‪ ،‬وهو ما يمثل زيادة بأكثر من ‪ 60‬ألف موظف او ما نسبته ‪ 1.1‬في‬
‫املئة مقارنة بشهر أكتوبر ‪2021‬م‪ .‬وهذا يعني أن عدد املوظفين في هذا القطاع قد زاد للمرة العاشرة‬
‫على التوالي‪.‬‬

‫وارتفع عدد العاملين في صناعة املعدات الكهربائية بنسبة ‪ 4.4‬في املئة وفي صناعة معدات معالجة‬
‫البيانات واملنتجات اإللكترونية والبصرية بنسبة ‪ 3.7‬في املئة وهو ما يعد ارتفعا بنسبة فوق املتوسط‬
‫في أكتوبر ‪2022‬م‪ ،‬مقارنة بنفس الشهر من العام السابق‪ .‬كما كان النمو في عدد املوظفين والعاملين‬
‫أعلى من املتوسط في صناعة املعادن ومعالجتها بنسبة ‪ 2.1‬في املئة‪ ،‬وفي صناعة املعدات واآلالت بنسبة‬
‫‪ 1.2‬في املئة‪ .‬وفي صناعة الغذية والعالف الحيوانية‪ ،‬كانت الزيادة في عدد املوظفين أقل بقليل من‬
‫املتوسط عند ‪ 0.9‬في املئة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬انخفض عدد العاملين في صناعة السيارات وقطع غيارها‬
‫بنسبة ‪ 0.8‬في املئة‪.‬‬

‫عالوة على ذلك انخفض عدد ساعات العمل في قطاع الصناعة في أكتوبر ‪2022‬م‪ ،‬بنسبة ‪ 2.5‬في‬
‫املئة مقارنة بأكتوبر ‪2021‬م‪ ،‬إلى ‪ 661‬مليون ساعة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن شهر أكتوبر ‪2022‬م‪ ،‬كان‬
‫لديه يوم عمل واحد أقل من نفس الشهر في العام السابق‪ ،‬وفي بعض الواليات الفيدرالية حتى يومين‬
‫عمل أقل‪ .‬كما بلغ اجمالي الرواتب التي دفعتها شركات قطاع الصناعة ملوظفيها في شهر أكتوبر‬
‫‪2022‬م‪ ،‬حوالي ‪ 24‬مليار يورو‪ .‬في االثني عشر ً‬
‫شهرا املاضية‪ ،‬أي من نوفمبر ‪2021‬م إلى أكتوبر‬
‫‪2022‬م‪ ،‬ارتفع إجمالي الجور بنسبة ‪ 4.5‬في املئة مقارنة بالشهر االثني عشر السابقة‪.‬‬

‫ارتفاع مساهمة الفحم والغازالطبيعي في انتاج الكهرباء‬

‫على الرغم من االرتفاع الكبير في أسعار الغاز في السواق العاملية‪ ،‬ارتفعت مساهمة الغاز الطبيعي‬
‫في انتاج الكهرباء في أملانيا بشكل كبير في أشهر الصيف من العام الحالي ‪2022‬م‪ .‬كذلك كانت الزيادة‬
‫ً‬
‫وضوحا‪ ،‬حيث أتى أكثر من ثلث انتاج‬ ‫في توليد الطاقة الكهربائية من املحطات التي تعمل بالفحم أكثر‬
‫الكهرباء في أملانيا من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم‪ ،‬وهو ما يجعله أهم مصدر لتوليد الكهرباء‬
‫في أملانيا‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ً‬
‫وفقا لبيانات مكتب اإلحصاء االتحادي‪ ،‬بلغت نسبة مساهمة الفحم في توليد الطاقة الكهربائية‬
‫خالل الفترة املمتدة من شهر يوليو وحتى سبتمبر ‪2022‬م‪ ،‬نحو ‪ 36.3‬في املئة‪ ،‬وهو ما يمثل زيادة‬
‫بنسبة ‪ 13.3‬في املئة مقارنة بنفس الفترة من العام املاض ي‪ .‬كما ساهم الغاز الطبيعي في نفس الفترة‬
‫بنسبة ‪ 9.2‬في املئة من الطاقة الكهربائية املنتجة وبارتفاع بلغت نسبته ‪ 4.5‬في املئة مقارنة بالربع‬
‫الثالث من العام ‪2021‬م والذي بلغت مساهمة الغاز خالله ‪ 8.8‬في املئة‪.‬‬

‫كما جاء ‪ 7.4‬في املئة من الكهرباء املنتجة في الربع الثالث من العام ‪2022‬م‪ ،‬من محطات الطاقة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النووية‪ ،‬وهو ما يمثل انخفاضا كبيرا باملقارنة بالربع الثالث من العام املاض ي حين بلغت نسبة‬
‫مساهمة املحطات النووية في توليد الكهرباء نحو ‪ 14.1‬في املئة‪ .‬ويعود السبب في هذا االنخفاض الكبير‬
‫الى إيقاف ثالث من محطات الطاقة النووية الست التي ال تزال قيد التشغيل نهاية العام ‪2021‬م‪،‬‬
‫كجزء من سياسة التخلي عن الطاقة النووية‪.‬‬
‫ً‬
‫ونظرا للعدد الكبير غير املعتاد لساعات الشمس املشرقة‪ ،‬زادت نسبة الكهرباء املولدة عبر الطاقة‬
‫الشمسية في الربع الثالث ‪2022‬م‪ ،‬الى ‪ 16‬في املئة مقارنة بنسبة ‪ 13.3‬في املئة املسجلة في نفس الفترة‬
‫من العام السابق‪ .‬كما ارتفعت نسبة مساهمة الرياح في انتاج الكهرباء خالل الربع الثالث من العام‬
‫الحالي لتصل الى ‪ 16.8‬في املئة‪ ،‬وان كانت هذه الزيادة غير كبيرة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق‬
‫والتي بلغت ‪ 16.5‬في املئة‪ .‬كذلك ساهمت الطاقة الكهرومائية بنحو ‪ 2.9‬في املئة من انتاج الكهرباء في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املانيا في الربع الثالث من العام الحالي وهو ما يمثل انخفاضا كبيرا مقارنة بنفس الفترة من العام‬
‫املاض ي والتي بلغت مساهمة الطاقة الكهرومائية فيه ‪ 4.4‬في املئة‪ .‬ويعود هذا االنخفاض بدرجة‬
‫رئيسية الى الجفاف الذي عانت منه أملانيا وبقية الدول الوروبية خالل الصيف وانخفاض منسوب‬
‫مياه النهار والبحيرات الرئيسية‪.‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬وعلى الرغم من زيادة حصة الفحم والغاز الطبيعي كمصادر إلنتاج الكهرباء‪ ،‬انخفض‬
‫إجمالي كمية الكهرباء املنتجة من مصادر الطاقة التقليدية في أملانيا بنسبة ‪ 3‬في املئة على أساس‬
‫سنوي‪ .‬ويعود ذلك بشكل أساس ي إلى االنخفاض الكبير في الطاقة النووية والتي تراجع انتاجها من‬

‫‪7‬‬
‫الكهرباء خالل العام الجاري بحوالي النصف (‪ 47.8‬في املئة)‪ .‬هذا وما تزال ‪ 55.6‬في املئة من الطاقة‬
‫الكهربائية املنتجة في أملانيا مولدة بواسطة مصادر الطاقة التقليدية (الوقود االحفوري)‪.‬‬

‫ويدعو الخبراء االقتصاديين إلى التنوع والتوسع بشكل أكبر في استخدام مصادر الطاقات املتجددة‬
‫في توليد الكهرباء‪ ،‬وكذلك وفي نفس الوقت التوسع في بناء محطات توليد الكهرباء بواسطة الغاز‬
‫الطبيعي التي يمكن مستقبال استبداله بالهيدروجين الخضر‪ .‬باإلضافة الى زيادة خطوط أنابيب نقل‬
‫الغاز داخل دول االتحاد الوروبي وكذلك زيادة االنابيب القادرة على نقل الغاز الطبيعي او الهيدروجين‬
‫من املوردين املهمين مثل النرويج وبريطانيا أو دول جنوب البحر البيض املتوسط‪.‬‬

‫لم تقتصر الزيادة في استخدام الفحم في توليد الكهرباء على أملانيا بل ارتفع االستهالك العاملي‬
‫للفحم هذا العام الى أعلى مستوياته على اإلطالق‪ .‬وهو االمر الناتج بدرجة رئيسة عن نقص االمدادات‬
‫وارتفاع أسعار الطاقة بسبب حرب أوكرانيا‪ .‬كما ال ُيتوقع أن ينخفض الطلب على الفحم في السنوات‬
‫القادمة ً‬
‫أيضا‪ ،‬حيث قد يصل استهالك الفحم العاملي إلى مستوى قياس ي جديد‪ .‬فبحسب تقديرات‬
‫وكالة الطاقة الدولية ‪ ،IEA‬يتوقع الخبراء أن يتجاوز استهالك الفحم ‪ 8‬مليارات طن لول مرة في عام‬
‫‪2022‬م وبالتالي يكون أعلى بنسبة ‪ 1.2‬في املئة ً‬
‫تقريبا عن العام املاض ي‪ ،‬ووفقا لذلك أيضا يكون حجم‬
‫استهالك الفحم في العام الحالي قد تجاوز الرقم القياس ي السابق املسجل في العام ‪2013‬م‪.‬‬

‫ارتفاع استثمارات الشركات األملانية في البحث العلمي واالبتكار‬

‫عاد إنفاق أملانيا على البحث العلمي واالبتكار الى االرتفاع مرة أخرى خالل العام ‪2021‬م‪ ،‬سواء كان‬
‫هذا االنفاق من قبل الحكومة الملانية او شركات القطاع الخاص‪ .‬حيث زادت استثمارات البحث‬
‫والتطوير بنسبة ستة في املئة ً‬
‫تقريبا في عام ‪2021‬م‪ ،‬لتصل إلى إجمالي ‪ 101.3‬مليار يورو‪ ،‬منها ‪75.2‬‬
‫مليار يورو تم انفاقها في املؤسسات داخل أملانيا‪ ،‬باإلضافة الى ‪ 26.1‬مليار يورو تم انفاقها على برامج‬
‫ومشاريع التطوير واالبتكار في مؤسسات البحث العلمي خارج أملانيا‪ .‬ويأتي هذا االرتفاع في نفقات‬
‫البحث العلمي بعد التراجع الذي تم تسجيله في هذا املجال خالل عام كورونا‪ ،‬اذ بحسب منظمة‬
‫التعاون االقتصادي والتنمية (‪ ،)OECD‬قامت جميع الدول الصناعية في العام ‪2020‬م‪ ،‬بزيادة‬
‫‪8‬‬
‫االستثمارات في مجال البحث العلمي واالبتكار ما عدا دولتان هما أملانيا وإيطاليا والتي انخفضت فيها‬
‫االستثمارات في هذا الجانب‪.‬‬

‫اجماال بلغت قيمة إنفاق أملانيا على البحث العلمي خالل العام ‪2021‬م‪ ،‬ما نسبته ‪ 3.13‬في املئة من‬
‫الناتج املحلي اإلجمالي‪ .‬ساهمت الدولة بنحو الثلث‪ ،‬واتى ثلثاها من الشركات الخاصة‪ .‬وبالرغم من ان‬
‫هذه النسبة تعتبر عالية‪ ،‬اال انها في بلدان أخرى أعلى بشكل ملحوظ‪ ،‬ف ً‬
‫وفقا ملنظمة التعاون‬
‫االقتصادي والتنمية‪ ،‬تبلغ نسبة االنفاق على البحث العلمي من الناتج املحلي اإلجمالي في كوريا‬
‫الجنوبية ‪ 5‬في املئة‪ .‬وفي الواليات املتحدة االمريكية ‪ 3.5‬في املئة وفي اليابان ‪ 3.3‬في املئة‪ .‬اما بالنسبة‬
‫ً‬
‫الى ترتيب اهم مواقع البحاث الصناعية على مستوى العالم‪ ،‬فوفقا للمعهد الملاني للبحوث‬
‫االقتصادية (‪ )DIW‬كانت الصين أهم موقع لألبحاث الصناعية في العالم في عام ‪2020‬م‪ ،‬تليها‬
‫الواليات املتحدة ثم اليابان‪ ،‬فيما جاءت أملانيا في املركز الرابع‪ .‬وفي مجال عدد العاملين في مجال‬
‫البحث والتطوير في أملانيا فقد بلغ عددهم نهاية العام ‪2021‬م‪ ،‬نحو ‪ 477‬ألف موظف وموظفة بدوام‬
‫ً‬
‫كامل‪ .‬وهو ما يمثل زيادة قدرها ‪ 2.1‬في املئة مقارنة بالعام الذي سبق‪ ،‬كما يشكل هذا الرقم ايضا رقما‬
‫ً‬
‫قياسيا في عدد الباحثين واملطورين في الشركات الملانية‪.‬‬
‫ً‬
‫في سياق متصل‪ ،‬ووفقا لبيانات اتحاد املانحين للعلوم الملانية ( ‪Stifterverband für die‬‬
‫‪ )Deutsche Wissenschaft‬سجلت بعض القطاعات االقتصادية في أملانيا خالل العام ‪2021‬م‪ ،‬زيادة‬
‫في نفقات البحث العلمي بنسبة أكثر من غيرها من القطاعات حيث استثمرت شركات تطوير‬
‫اللقاحات في العام ‪2021‬م‪ ،‬أكثر من ‪ 3.5‬مليار يورو على البحث والتطوير وبنسبة ‪ 14‬في املئة أكثر‬
‫باملقارنة بالعام السابق‪ .‬كما استثمرت صناعة السيارات مرة أخرى أكثر من ‪ 25‬مليار يورو في البحث‬
‫والتطوير‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 1.4‬مليار يورو عن العام السابق‪ .‬اال انه بالرغم من هذه الزيادة فان صناعة‬
‫السيارات لم تصل بعد الى مستوى انفاقها على البحث العلمي املسجل بالعام ‪2019‬م‪ ،‬حيث ما تزال‬
‫نفقات البحث العلمي في ‪2021‬م‪ ،‬أقل بنحو ‪ 2.4‬مليار يورو‪ .‬وهو ما يؤثر على مجال البحث العلمي‬
‫بأكمله بالنظر الى أن ‪ 34‬في املئة من ميزانية البحث والتطوير التي تنفقها شركات القطاع الخاص في‬
‫أملانيا تأتي من صناعة السيارات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وبشكال عام‪ ،‬وعلى الرغم من الزيادة الخيرة في اإلنفاق على البحث والتطوير‪ ،‬يعتقد رئيس اتحاد‬
‫املانحين للعلوم الملانية‪ ،Michael Kaschke ،‬أنه يصعب على الحكومة االتحادية تنفيذ تعهدها‬
‫بزيادة االنفاق على البحث العلمي الى مستوى ‪ 3.5‬في املئة من الناتج املحلي االجمالي بحلول عام‬
‫ً‬
‫‪2025‬م‪ ،‬موضحا انه "لم تعد هناك مخاوف من حدوث مزيد من الركود في عام ‪2022‬م‪ ،‬على عكس‬
‫ما هو متوقع في العام ‪2023‬م‪ ،‬إذ من املحتمل أن الشركات التي ستمر بحالة ركود ستقلل ً‬
‫أيضا من‬
‫اإلنفاق على البحث والتطوير مرة أخرى"‪.‬‬

‫ومن أجل رفع كفاءة النفاق على البحث العلمي‪ ،‬يدعو ‪ ،Kaschke‬رئيس اتحاد املانحين‪ ،‬الى‬
‫استثمار فعال لألموال املتاحة التي تقدمها الشركات الخاصة والحكومة للبحث العلمي في أملانيا‬
‫وتجنب االستثمارات املزدوجة وضرورة االعتماد على التعاون املشترك‪ ،‬ويضيف ‪ ،Kaschke‬انه وعلى‬
‫سبيل املثال " ليس من املنطقي‪ ،‬ان تقوم مختلف شركات صناعة السيارات‪ ،‬كل على حده‪ ،‬بتطوير‬
‫حلول برمجية ال حصر لها والتي تستهلك غالبية ميزانية البحث والتطوير"‪ ،‬حيث تدرس وتطور‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫شركات صناعة السيارات ً‬
‫مختلفا لنظمة التشغيل‪.‬‬ ‫حاليا ما يصل إلى ‪ 60‬برنامجا‬

‫من جانبها وصفت وزيرة التعليم والبحث العلمي االتحادية ‪ ،Bettina Stark-Watzinger‬زيادة‬
‫استثمارات الشركات الملانية في البحث والتطوير بأنها "أخبار جيدة"‪ .‬اال انها شددت أيضا على ضرورة‬
‫ً‬
‫عدم االكتفاء بهذا املستوى من االنفاق‪ ،‬بل يجب ان يكون ذلك "حافزا لزيادة الجهود املالية في البحث‬
‫العلمي‪ ،‬خصوصا في الوقات الصعبة"‪.‬‬

‫مبادرة أوروبية ملواجهة التمدد االقتصادي العاملي للصين‬

‫يعمل االتحاد الوروبي على مواجهة مبادرة طريق الحرير الصينية‪ ،‬والتي تهدف الى مد النفوذ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫االقتصادي العاملي للصين‪ ،‬حيث تمتلك بكين ضمن هذه املبادرة طرقا سريعة وموانئ وخطوطا‬
‫للسكك الحديدية مبنية في جميع أنحاء العالم‪ ،‬كما تقوم بتطوير هذه املبادرة حتى الوصول الى أوروبا‬
‫عبر شراء مواني وشركات نقل ودعم لوجستي تعمل في الدول الوروبية‪ .‬وفي هذا اإلطار أطلقت‬
‫املفوضية الوروبية منذ عام مبادرة اقتصادية عاملية تحت عنوان "البوابة العاملية"‪ .‬تهدف الى توحيد‬
‫‪10‬‬
‫جهود املفوضية والدول العضاء والقطاع الخاص لتشكيل "فريق أوروبا"‪ ،‬وتوفير ‪ 300‬مليار يورو‬
‫لتمويل مشاريع بنية تحتية كبرى في عدد من مناطق ودول العالم وخصوصا في افريقيا‪.‬‬
‫ً‬
‫تعتبر أملانيا من أكثر الدول الوروبية دعما ملبادرة "البوابة العاملية"‪ ،‬حيث أكدت وزيرة الخارجية‬
‫الملانية أنالينا بربوك "انه في إطار منافسة الصين‪ ،‬ال يكفي وجود حجج جيدة لنموذجنا الديمقراطي‬
‫الليبرالي"‪" .‬علينا ً‬
‫أيضا أن نظهر للدول الخرى أنه بإمكاننا‪ ،‬بصفتنا االتحاد الوروبي‪ ،‬تقديم عروض‬
‫أفضل‪ ،‬وعلى قدم املساواة ودون عقود ملزمة‪ ".‬كما شددت الوزيرة الملانية على ان أهمية املبادرة‬
‫الوروبية متعلقة باملستقبل "خاصة عندما يتعلق المر بالقضايا املستقبلية الرئيسية مثل حماية‬
‫املناخ‪ ،‬والتحول في الطاقة والرقمنة"‪ .‬معتبرة ان "الفكار واملفاهيم موجودة‪ ،‬لكن االمر يرتبط أكثر‬
‫بالتنفيذ السريع ملشاريع استراتيجية رائدة"‪.‬‬

‫وقد أرسلت الحكومة الملانية الى مفوضية االتحاد الوروبي‪ ،‬وبصورة غير علنية‪ ،‬قائمة باملشاريع‬
‫ً‬
‫االستراتيجية املقترح تنفيذها في إطار مبادرة "البوابة العاملية"‪ ،‬والتي بلغ مجموعها ‪ 20‬مشروعا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نموذجيا مبتكرا ورائدا‪ ،‬والتي "يجب أن تكون كبيرة بالدرجة التي يتم مالحظتها وتقوم بأحداث فرق‬
‫على ارض الواقع‪ .‬على عكس التعاون اإلنمائي الصغير السائد في الوقت الحاضر"‪ .‬ومن ضمن هذه‬
‫املشاريع دعم بوتسوانا وناميبيا في بناء محطات طاقة شمسية كبيرة‪ ،‬الى جانب ربط دولة بوركينا‬
‫فاسو‪ ،‬التي ال تمتلك منفذا على البحر‪ ،‬بمواني غانا بواسطة خطوط السكك الحديدية‪ ،‬من اجل‬
‫املساهمة في "االستقرار والتكامل االقتصادي لغرب إفريقيا"‪.‬‬

‫ويعد انشاء مزرعة لتوربينات الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية بالقرب من العاصمة الغانية أكرا‪،‬‬
‫أحد أبرز املشاريع االستراتيجية ملبادرة "البوابة العاملية"‪ ،‬ليس فقط في مجال دعم التحول في الطاقة‬
‫ً‬
‫وحماية املناخ والبيئة ولكن أيضا لوجود منافسة من الصين لتنفيذ املشروع‪ ،‬ونتيجة ايضا الى ان‬
‫الغانيين يفضلون الشركاء الوروبيين على الصينيين‪.‬‬

‫كما يدخل ضمن قائمة هذه املشاريع دعم استخراج الليثيوم في صربيا من أجل تعزيز إنتاج‬
‫البطاريات الوروبية وتقليل االعتماد على الصين في الحصول على املواد الخام‪ .‬وفي نفس اإلطار تقترح‬
‫أملانيا ان تكون منطقة البلقان احدى املناطق التي تركز عليها مبادرة "البوابة العاملية"‪ ،‬عبر بناء مزرعة‬
‫‪11‬‬
‫رياح في جمهورية البوسنة والهرسك من اجل تعزيز "فرص االنتقال إلى إنتاج الطاقة النظيفة"‪،‬‬
‫خصوصا ان الصين تخطط لبناء محطات كهربائية تعتمد على الوقود االحفوري "مما يؤدي إلى‬
‫ً‬
‫التبعية ويشكل خطرا على حقوق العمال والبيئة"‪.‬‬

‫كما دعت الرسالة الملانية الى املفوضية الوروبية الى تعزيز تأثير االتحاد الوروبي في آسيا‪ ،‬والتي‬
‫يدخل من ضمنها أن تعمل أوروبا على تحسين روابط النقل بين الوس وفيتنام وتايالند‪ ،‬حيث "يمكن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مناسبا ملبادرة الحزام والطريق (‪ ،" )BRI‬االسم الرسمي ملشروع طريق‬ ‫أوروبيا‬ ‫أن يكون املشروع بديال‬
‫الحرير الصيني‪.‬‬

‫باإلضافة إلى مشاريع البنية التحتية الكالسيكية ومشاريع الطاقة الخضراء‪ ،‬تريد الحكومة الملانية‬
‫أيضا االستثمار في الرقمنة‪ .‬حيث يمكن أن تحصل املبادرة الوروبية على حصة في مشروع مد كابل‬ ‫ً‬

‫تحت البحر يربط بين شيلي وأستراليا‪ ،‬والذي من املتوقع أن يبدأ تشغيله في عام ‪2025‬م‪ ،‬وسيؤدي‬
‫ً‬
‫الى نمو هائل في حجم البيانات املتبادلة عامليا‪.‬‬

‫وتأتي الرسالة الملانية بخصوص مبادرة "البوابة العاملية" لالتحاد االوروبي في مجال النقد لطريقة‬
‫تعامل بعض دول االتحاد مع املبادرة‪ ،‬خصوصا انه تم ادراج مشاريع التنمية التي كان االتحاد الوروبي‬
‫ً‬
‫قد خطط للقيام بها سابقا‪ ،‬تحت شعار املبادرة وهو ما حذرت الرسالة الملانية منه معتبرة انه "من‬
‫الهمية بمكان ملصداقية االتحاد الوروبي والدول العضاء فيه أال نعيد تسمية مشاريع التعاون‬
‫ً‬
‫اإلنمائي القائمة أو املخطط لها بالفعل"‪ .‬وبدال من ذلك‪ ،‬يتعين على االتحاد الوروبي "تحديد املشاريع‬
‫الرئيسية الجديدة وتعبئة أموال القطاع الخاص لتنفيذها في أسرع وقت ممكن"‪.‬‬

‫واعتبرت الحكومة الملانية أن "مبادرة البوابة العاملية هي أداة لها أهمية كبيرة في تعزيز التأثير‬
‫االستراتيجي والعاملي لالتحاد الوروبي‪ ،‬خاصة في ضوء التنافسية الكبيرة السائدة في العالم في الوقت‬
‫الحالي "‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like