Professional Documents
Culture Documents
إعداد
الدكتور /أحمـد بن محمـد الفـاضل
أستاذ إدارة الترويح المشارك
قسم التربية البدنية وعلوم الحركة
كلية التربية /جامعة الملك سعود
حينما يدور الحديث عن النشاط المدرسي يتبادر إلى الذهن بعض التساؤالت والتي منها:
-هل تقدم مدارسنا نشاط فعال يتماشى مع سرعة عجلة التطور والتغيير التي نعيشها في هذا العصر
؟
-وهل مدارسنا تحقق بالفعل ما تعلنه وزارة التربية والتعليم وإ دارة المدرسة حول النشاط المدرسي
والطموح الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه ؟
ولعل اإلجابة على هذه التساؤالت وغيرها ليست باألمر اليسير ،فلكل بلد ولكل منطقة به ،بل
ولكل مدرسة خصوصيتها فيما يتعلق بالنشاط ,وذلك نظرًا لكونه متعلق بالفهم والوعي بمعنى وأسس
النشاط الفّعال وأثره على حاضر ومستقبل اطفالنا وشبابنا.
وال أحد ينكر أهمية النشاط لكونه يمثل أحد المحاور الهامة لتحقيق أهداف العملية التربوية
والتعليمية العامة ،وذلك من خالل تحقيق األهداف المعرفية والوجدانية والمهارية وتنمية وتحقيق
ميول ورغبات الطالب وإ ثرائهم بالقيم السامية والنبيلة وباإلتجاهات المرغوبة بما يتناسب مع
استعداداتهم وقدراتهم وميولهم خالل المراحل التعليمية المختلفة.
فالمؤسسات التربوية من خالل ما تقدمه من خبرات وفعاليات يتوجب عليها اإلهتمام الشامل
بالتالميذ في كل ما يحقق التفاعل بين التعليم الناتج عن المنهج المدرسي وحياة المتعلمين ،وهذا
يتحقق من خالل اإلهتمام بالجوانب المعرفية والنفسية واالجتماعية والبدنية التي توفر خبرات تتناسب
مع ما يحتاجه المتعلمين في حياتهم اليومية .فالمنهج المدرسي بمفهومه الحديث يهتم بجميع األنشطة
والخبرات التي تقدم للتالميذ تحت إشراف تربوي سواء كانت داخل المدرسة أم خارجها بما يحقق
النمو الشامل للمتعلمين بما يتناسب مع مراحل النمو المختلفه ،مع مراعاة الميول واالهتمامات
والفروق الفردية بين المتعلمين.
وفي مجتمعنا السعودي ،نالحظ أن حرص المسئولين عن التربية والتعليم أدى إلى إدراج حصة
خاصة بالنشاط المدرسي ضمن البرنامج المدرسي اليومي ،تأكيدًا على أهمية هذا النشاط وقيمته
التربوية الفاعلة والمؤدية إلى تحقيق األهداف التعليمية العامة (وإ ن لم يرقى مستوى ما يقدم للتالميذ
خاللها إلى المستوى المطلوب) .وذلك نتيجة طبيعية للتطور في النظريات التربوية التي تجاوزت
االهتمام فقط بالمعارف والمعلومات داخل الفصول الدراسية إلى الشمولية باالهتمام بجميع جوانب
شخصية الفرد ،وذلك عن طريق الخبرات التربوية التي يتعامل معها الطالب داخل المدرسة وتكون
في الغالب من خالل النشاطات الالصفية والتي تؤدي إلى تكوين وتعزيز االتجاهات والسلوكيات
اإليجابية.
2
تعريف النشاط المدرسي:
تعرف دائرة المعارف األمريكية النشاط المدرسي بأنه " تلك البرامج التي تنفذ بإشراف المدرسة
وتوجيهها ،والتي تتناول كل ما يتصل بالحياة المدرسية وأنشطتها المختلفة ذات اإلرتباط بالمواد
الدراسية أو الجوانب االجتماعية والبيئية أو األندية ذات االهتمامات الخاصة بالنواحي العملية أو
العلمية أو الرياضية أو الموسيقية أو المسرحية أو المطبوعات المدرسية" ( Taylor,G.
.)Secondary Education. P. 682
ويعرف محمود ( 1998م ) النشاط المدرسي على أنه " خطه مدروسة ووسيلة إثراء المنهج
وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليمية يتكامل مع البرنامج العام يختاره المتعلم ويمارسه برغبة وتلقائية
بحيث يحقق أهداف تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي أوخارجه ،داخل الفصل أو
خارجه خالل اليوم الدراسي أو خارج الدوام مما يؤدي إلى نمو المتعلم في جميع جوانب نموه
التربوي واالجتماعي والعقلي واالنفعالي والجسمي واللغوي ...مما ينجم عنه شخصية متوافقة قادرة
على اإلنتاج " ( ص . )18
فيما عرف الدخيل (1423هـ) النشاط المدرسي على أنه " عبارة عن مجموعة من الخبرات
والممارسات التي يمارسها التلميذ ويكتسبها ،وهي عملية مصاحبة للدراسة ومكملة لها ،ولها أهداف
تربوية متميزة ،ومن الممكن أن تتم داخل الفصل أو خارجه" (ص .)11
ومن الممكن وصف النشاط المدرسي على أنه جزء متكامل مع المنهج المدرسي يمارسه التالميذ
اختياريًا ( بدافع ذاتي ) لتناسبه مع ميولهم وقدراتهم المختلفة ويشمل مجاالت متعدده ليشبع حاجاتهم
البدنية والعقلية والنفسية واالجتماعية ،ومن خالله يتمكن التالميذ من إكتساب العديد من الخبرات ،كل
حسب مرحلة نموه.
3
الغزالي) أكدوا على أهمية إعطاء النشء الفرصة لممارسة العديد من النشاطات بعد اإلنتهاء من
التعليم.
في عام 1774م أسس جان بيسداو مدرسة حب اإلنسانية في المانيا وخصص ثالث ساعات
يوميًا لألنشطة التعليمية والترويحية والبدنية ،وساعتان لألعمال اليدوية.
وفي عام 1869م تم إنشاء أول مدرسة تجريبية في مدينة شيكاغو بالواليات المتحدة األمريكية،
والتي أسسها المفكر التربوي جون ديوي على أساس التعليم باألداء من خالل النشاط والفاعلية ،وذلك
بغرض إزالة الملل الذي يصيب التالميذ والناجم عن التركيز على الدراسة النظرية الجافة ،باإلضافة
إلى أهمية النشاط البدني .وقد كان يطلق على هذا النشاط ( نشاط خارج المنهج ) ،ولكنه وفي فترة
وجيزة إتسعت مجاالته ليضم العديد من األنشطة المختلفة وأصبحت له العديد من األهداف الثقافية
واالجتماعية والنفسية والروحية والبدنية ( الزيد1406 ،هـ).
لقد مر النشاط المدرسي خالل تطوره بمراحل أربع هي:
( )1مرحلة التجاهل :كان التركيز على الجوانب العقلية من خالل المواد الدراسية النظرية ،وتم
تجاهل النشاطات المدرسية إال ما ندر.
( )2مرحلة المعارضة :كان هناك معارضة شديدة للنشاط من قبل إداراة المدرسة ،لإلعتقاد بأن
تلك األنشطة تهدد الجو األكاديمي وهي عبارة عن وسائل إلبعاد التالميذ عن مهمتهم األساسية
والمتمثلة في التحصيل العلمي ( .تزامن ذلك مع زيادة في عدد النشاطات وزيادة في اإلقبال عليها
من قبل التالميذ ).
( )3مرحلة التقبل :كان هناك تقبل محدود لتلك النشاطات مع إعتبارها مناشط خارج المنهج ولكنها
أعتبرت جزءًا من وظيفة المدرسة ،وهذا ساعد على إيجاد مكانة لتلك األنشطة داخل المدرسة.
( )4مرحلة االهتمام :كان لتطور النظريات التربوية من مرحلة االهتمام بالمعلومات إلى مرحلة
االهتمام بالنمو الشامل للتالميذ يمثل مرحلة اإلهتمام بالنشاط المدرسي .حيث أعتبر النشاط ذو قيمة
تربوية وله تأثير على نمو وتكوين شخصية التلميذ من خالل ما يقدمه من خبرات ،وبناءًا على ذلك
إزداد االهتمام بالتعليم عن طريق الممارسة وأدمجت العديد من تلك األنشطة في المناهج الدراسية.
الجدير بالذكر أن تطور النشاط المدرسي في ضوء المفهوم الشامل للمنهج ال يعد فكرة حديثه،
فقد أشار محمود (1998م) إلى أن النشاط المدرسي قديم قدم التعليم حتى في الفترة التي لم يراعي
المنهج فيها ميول التالميذ وال يعبأ بحاجاتهم وال يلتفت إلى اهتماماتهم ،فهو ليس نتاجًا لخبرة المتعلم
وإ نما تنظيم قائم على تطور العلوم ،وعليه نادت فئة من المربين التربويين بمنهج النشاط مما أدى إلى
4
صراع بين مؤيديه ومؤيدي منهج المادة الدراسية ،واستمر هذا النزاع حتى أصدر جون ديوي كتابه "
( ألن أنصار منهج المادة الطفل والمنهج " والذي من خالله برهن على خطأ طرفي الصراع
التقليدي أغفلوا حاجات الطفل الطبيعية وقدموا ما يرونه مناسبًا من وجهة نظرهم ،في حين أسرف
مؤيدو منهج النشاط في االهتمام بالقدرات الذاتيه التلقائية للطفل وأهملوا دور النمذجة السلوكية وما
يمكن أن يستفيده الطفل من خبرات ومشاركات اآلخرين ).
والمالحظ أن وجهتي النظر غير متعارضتين وإ نما متكاملتين حيت تضعا في اإلعتبار كًال من
الطفل والخبرة ،وعليه اتخذ منهج النشاط مجالين أحدهما قائم على ميول التالميذ واآلخر قائم على
المواقف اإلجتماعية
)1منهج النشاط القائم على ميول التالميذ:
يركز على نشاط التالميذ الذاتي ويصدر عن حاجه يشعر بها المتعلم ،ولكنه ال يهمل المواد
الدراسية ولكن يؤكد على ان يكون تعلمها مرتبطًا بألوان النشاط المختلفه والذي يحقق مبدأ الفروق
الفردية بين التالميذ حيث يحصلها التالميذ متى احتاجوا إليها.
خصائصه:
-ال يوضع مسبقًا وإ نما يستند على ميول التالميذ وحاجاتهم التي تحدد محتوى المنهج.
-المعلم والتالميذ يقومون بتخطيط وتنفيذ وتقويم البرنامج وأوجه النشاط.
-وظيفة المعلم تتمثل في التوجيه واإلرشاد.
-المواد الدراسية ال تعتمد على الحفظ واإلستذكار وإ نما عن طريق ارتباطها بألوان النشاط.
-إكتساب المعلومات يتم عن طريق الخبرة والنشاط.
-تستبدل الدروس اإللقائية التقليدية بالرحالت وورش العمل والقراءة وإ جراء البحوث...الخ.
عيوبه:
-المبالغة في تركيز العملية التعليمية حول التلميذ نفسه على حساب القيم االجتماعية والثقافية.
-االهتمام بحاجات التالميذ على حساب حاجات الجماعة.
-يعمل على تفريد العملية التربوية بدال من كونها عامة وجماعية.
-يحتاج إلى معلم متميز ومؤهل للتعامل مع مجاالت النشاط وملمًا بخصائص النمو ومتطلباتها.
5
ظهر كردة فعل للمنهج المتمركز حول التالميذ ،وذلك إنطالقًا من فكرة أن المدرسة مؤسسة
اجتماعية أنشأها المجتمع لصالح المجتمع الذي يحدد بدوره مستقبله من خالل ما تقدمه المدرسة
لتالميذها من خبرات تمكنهم من القيام بمسؤلياتهم للنهوض بالمجتمع ،وهذا يتطلب أن يكون المنهج
المدرسي ذو صبغة اجتماعية .وفيه يقوم المعلم بإعداد أوجه النشاط المختلفة التي تتصل
بالموضوعات المطلوبة وإ ثارة ميول واهتمامات التالميذ لدراسة الموضوع ويتم توزيع النشاطات
على التالميذ والتي تؤدي إلى جمع المعلومات المساعدة على توضيح وتفسير الموضوع ليتم
استيعابه.
مميزاته:
-يحقق الوظيفة االجتماعية للتربية.
-المتعلم يصبح اكثر إيجابية في عملية التعلم.
-يساعد على تكامل الخبرات التعليمية من خالل تنظيمه للمعارف والمعلومات حول المواقف
االجتماعية.
-المواد الدراسية وسيلة يلجأ إليها التالميذ للحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها أثناء
دراستهم.
-يقوم على مواقف اجتماعية تمد التالميذ بخبرات تعليمية تتصل بحياتهم ومجتمعهم الذي يعيشون
فيه.
6
" النشاط الخارج عن المنهج " " ،النشاط المصاحب للمنهج " " ،النشاط الآلمنهجي " " ،النشاط
الآلصفي " " ،النشاط الزائد عن المنهج " " ،النشاط اإلضافي " ...الخ ( المنيف.)1416 ،
ويالحظ على هذه التعبيرات أن مدلوالتها تشير إلى أنه نشاط منفصل عن التعليم ،أو كذا تبدو،
على الرغم من أن جميع النشاطات التي يمارسها الطالب داخل أو خارج الفصل الدراسي وداخل
المدرسة هي جزء متكامل مع المنهج المدرسي ومندمج معه ،وتعتبر إحدى الجوانب التربوية المتممه
للعملية التعليمية .فالمفهوم الحديث للتربية والتعليم يجب ان يضع النشاط الآلصفي مشتق من النشاط
الصفي (المنهجي) كمكمل له ويؤدي إلى تنميته وتغذيته بشكل مستمر .وقد أشار محمود (1998م)
إلى أن النشاط المدرسي شأنه شأن المواد الدراسية حيث يحقق أهدافًا تربوية عالوة على أنه مجال
للخبرات المنتقاه ولذلك يفوق أحيانًا أثر التعليم في بيئة الفصل أو قاعة الدراسة نظرًا لما له من
خصائص تؤدي إلى تحقيق األهداف المرجوة بجهد ووقت أقل.
فاألنشطة الطالبية يمكن إعتبارها مواد مصاحبة للتعليم الصفي وتهدف إلى إشباع ميول الطالب
واإلستجابة لهواياتهم وميولهم وقدراتهم الخاصة واكتشاف استعداداتهم وتوجيهها ،وهي عبارة عن
خبرات في الحاضر تعد الطالب للمستقبل وتعتبر ضرورية لتكامل النمو اإلنساني ،وحتى ال يكون
النمو معرفيًا فقط فمن خالل تلك األنشطة يتمكن الطالب من تحقيق النمو البدني (الجسمي) والحركي
واالنفعالي والوجداني والنفسي واالجتماعي كما يتمكن الطالب من خالل تلك األنشطة من التعبير عن
ذاته وخبراته الشخصية من خالل اإلبتكار واإلبداع ( كالشعر واألدب...إلخ).
ويمكن تعريف النشاط المدرسي على أنه جميع الجهود العقلية والحركية والنفسية واالجتماعية
التي يقوم بها التالميذ بفاعلية وفق قدراتهم وميولهم واستعداداتهم داخل الفصل وخارجه أثناء اليوم
( المتخصصين) الدراسي ،وذلك من خالل برامج تنظمها المدرسة تحت إشراف المعلمين
وتعتبر متكاملة مع البرنامج التعليمي ،ويقبل عليها الطالب تلقائيًا وتحقق أهداف تربوية معينة تؤدي
إلى نمو التالميذ وتنمية خبراتهم وقدراتهم وهواياتهم وتوجيهها نحو االتجاهات التربوية المرغوبة( .
في مجملها هي عبارة عن تربية ترويحية )
والنشاط يعني أن يكون الفرد فعاًال وايجابيًا ،وهذه صفات السلوك الهادف الذي يبذل فيه الفرد
جهد وطاقة وله أثر مرئي .إذًا يتضح من ذلك أن النشاط يعبر عن القدرات والمواهب التي يتوفر قدر
منها لدى جميع البشر وإ ن اختلفت المقادير .وفي هذا أشار ضاهر ( 2004م) إلى أن النشاط
يتنازعه صفتين اساسيتين هما :صفة اإلغتراب وصفة الآلإغتراب ،ففي النشاط المغترب ال يشعر
الممارس بنفسه فاعًال للنشاط وال بنتائجه ألنه غير مرغوب أو غير متالئم مع القدرات
7
واالستعدادات ،ولذا يكون الفرد منفصل عن النشاط .أما في النشاط غير المغترب فالممارس يشعر
بالفاعلية واالنتاجية وقوة العالقة بالنشاط ألنه يعبر عن طاقات وقدرات الفرد الممارس ،أي أنه نشاط
مثمر من الناحية النفسية لشخصية الفرد .وهذا يجسد ما نصت عليه نظرية الفيض أو اإلنسياب
لشيكزنت ميهالي ( ) Csikszentmihalyiوالتي ترتبط بشكل مباشر بالدوافع الداخلية وحالة الفرد
النفسية والذهنية أثناء الممارسة ،كما هو موضح بالشكل التالي:
قلق
إضطراب
فرص األداء
( التحديات ) ترويح
ملل
انسيابية
ضجـر
إنهماك
وبنظرة سريعة على واقع النشاط الآلصفي في بعض المدارس ،نالحظ وجود منهج قائم على
الفصل بين النشاط والمواد المقررة ،حيث يتم وضع النشاط في منزلة أقل من المقررات الدراسية،
وعلى ذلك فقد تم تغييب النشاطات إلى وقت غير معروف .فالمناهج الدراسية مثقلة بالمواد النظرية
الكثيرة والمكثفة والتي ال تترك وقت للمعلم الذي ال يشغله سوى هاجس إنهاء المنهج الرسمي المقرر،
وال يستطيع العمل مع الطالب لتطبيق ما تعلموه من معلومات ومعارف.
وفي بعض المدارس يأخذ النشاط شكًال سطحيًا ال يعتني بالمضمون بقدر العناية بما يتم وضعه
على الورق كأداة زينة مدرسية تلحق بالمنهج العام ،فما زالت مواد دراسية مقررة تعتمد على النشاط
كالتربية البدنية والتربية الفنية تعتبر مواد مكمله والكل يجتازها بكل يسر .فإذا كان هذا الحال بالنسبة
لتلك المواد الدراسية فحال النشاط ربما يكون اكثر سوءًا ،على الرغم من كونه جزء ال يتجزاء من
المنهج الذي يشمل ما يجري داخل الصف وخارجه ،فالمدرسة الجيدة هي التي لها تأثيرات إيجابية
على شخصية التلميذ وسلوكياته.
8
سمات النشاط المدرسي:
تتسم النشاطات المدرسية بالصفات أو الميزات التالية:
)1يقبل عليها التلميذ ( الطالب ) برغبته.
)2يزاولها بدافع ذاتي ( بشوق وميل تلقائي ).
)3تحقق العديد من األهداف التربويه سواء كانت تلك األهداف مرتبطة بالمواد الدراسية
المقررة أو إكتساب المهارات والخبرات واإلتجاهات العلمية والعملية.
)4تنفذ تلك النشاطات داخل أو خارج الفصل وأثناء اليوم الدراسي أو بعده.
)5تحقق النمو في العديد من خبرات التلميذ وهواياته وقدراته المتعلقة باالتجاهات التربوية
واالجتماعية المرغوبة.
ولكي تتضح سمات النشاط المدرسي نعرض الجدول التالي للمقارنة في بعض العناصر بين
النشاطات المدرسية والمقررات الدراسية:
9
تغيير حتى نهاية العام الدراسي لجميع الطالب
ال تحظى بنفس الدرجة من القبول أو االقبال 5تحظى بقبول الطالب واقبالهم على المشاركة
ألنها مفروضة على الطالب فيها بدافعيه وشوق وحماس
6تتسم باألداء الحسي والحركي (الطالب يؤدي) ال تتسم باألداء (الطالب متلقي)
تقتصر على جانب النمو المعرفي 7تتناول جميع جوانب النمو لدى الطالب
(بدني ،انفعالي ،مهاري ...الخ)
10
واآلثار اإليجابية للنشاطات على العملية التعليمية والتربوية بشكل عام وعلى سلوكيات التالميذ بشكل
خاص ،ومن تلك النماذج نذكر ما يلي:
لألنشطة المدرسية أثر ايجابي على احترام الذات والرضا عن الحياة والعمل:
أشارت نتائج الدراسة التي قام بها قولن ( ) Gullen,2000الى أن الطالب الذين يشاركون في
( األنشطة المدرسية يزداد عندهم احترامهم لذواتهم وثقتهم بأنفسهم .كما أن دراسة إلدن ورفاقه
،) Elden, etal.1980التي أجريت على 351طالبًا وطالبة في المرحلة الثانوية ،توصلت إلى أن
اإلشتراك في النشاطات المدرسية يعزز االتجاه اإليجابي نحو قيمة العمل.
لألنشطة المدرسية أثر ايجابي على التحصيل الدراسي:
أشارت نتائج الدراسات التي اجراها كل من بوركمان ورفاقه ( ) Bureckman, etal. 1997
وبراوس وودز ( ) Brighouse and Woods, 2000أشارت النتائج الى تميز الطالب
المشاركين في األنشطة المدرسية بالقدرة على تحقيق النجاح واإلنجاز األكاديمي ،باإلضافة الى
إيجابيتهم مع زمالئهم وأساتذتهم ،وتمتعهم بروح القيادة والتفاعل االجتماعي السوي والمثابرة
والجدية ،كما أنهم يميلون الى اإلبداع والمشاركة الفَّعالة ولديهم االستعداد لخوض تجارب جديدة بثقة.
وفي دراسات إدوارد ( ،) Edward, 1994و سيلكر وكويرك ()Silliker and Quirk, 1997
أشارت النتائج الى أن التالميذ الذين يقضون أوقات فراغهم في أنشطة حرة موجهه كانوا ،مقارنة
باآلخرين ،متفوقين دراسيًا وهم من األوائل في مدارسهم.
لألنشطة المدرسية أثر على المشاركة في األعمال التطوعية لدى الجمعيات األهلية:
أشارت نتائج دراسة أندروز ( ) Andrews, 2001الى أن المشاركة في األنشطة المدرسية
ساعدت الطالب وبشكل فَّعال على المشاركة في الجمعيات األهلية والتعاون معهم في مجاالت
عديدة .كذلك اشارت نتائج دراسة هانكس ورفاقه ( ،) Hanks, etal 1978والتي كانت عبارة عن
دراسة طولية تتبعية لعدد 1887من طلبة الثانوية العامة والذين وصلوا الى سن الثالثين ( )30في
عام ،1970الى أن المشاركة في األنشطة الالصفية في المرحلة الثانوية لها تأثير مباشر على
المشاركة في الجمعيات االهلية في الكبر باإلضافة الى التأثيرات األخرى غير المباشرة كالتحصيل
الدراسي.
لألنشطة المدرسية أثر ايجابي على تحقيق العديد من الفوائد التي اثبتتها الدراسات والبحوث
العلمية في العالمين العربي والغربي ،ومن األمثلة على تلك الفوائد إعادة تكيف التالميذ
المتسربين الذين تركوا الدراسة ،وكذلك المساعدة في عالج بعض جوانب القصور المتعلقة
11
بأفراد الفئات الخاصة ( المعاقين ) من خالل األنشطة التدريبية الموجهه ،باإلضافة إلى أثر تلك
األنشطة في تعديل الكثير من الجوانب السلوكية لدى التالميذ .ولكن يجب مالحظة أن تحقيق تلك
الفوائد يعتمد وبشكل كبير على نوعية األنشطة المدرسية التي يتم تقديمها وعلى جودة التخطيط
لها وتنفيذها.
األنشطة المدرسية تحقق األهداف التربوية داخل المدرسة ( كالشعور باإلنتماء للجماعة ،اظهار
روح التنافس المنظم والشريف بين الجماعات ،واإلهتمام بتحقيق نتائج ايجابية ،وتحقيق
اإلستقرار النفسي ،و ....الخ ) واألهداف التربوية خارج المدرسة ( كالتطبيق الفعلي للمعلومات
والخبرات المستفادة من النشاط ،واإلستفادة من ايجابيات المشاركة في النشاطات المدرسية حسب
نوعيتها مثل :تطبيق روح المواطنه الصالحة وخدمة المجتمع والقدرة على الخطابة والمواجهة
من خالل النشاطات المسرحية والمعسكرات والرحالت ....الخ ).
لألنشطة المدرسية دور رئيس في حل مشكالت التالميذ النفسية واالجتماعية والتربوية :فمن
خالل النشاط من الممكن تشخيص المشاكل التي يعاني منها التالميذ وبناءًا على ذلك يتم تحديد
وسائل العالج والتي من الممكن أن تشمل بعض برامج النشاط المدرسي الموجه .فمثًال هناك
بعض التالميذ ممن يعانون من الخجل واالنطواء والعزلة ...الخ ،بينما هناك تالميذ يعانون من
طاقة زائدة تؤدي الى كثرة الحركة ،وغير ذلك الكثير من المشكالت .ولكن لكل حالة يجب
اختيار النشاط المدرسي المالئم الذي يساعد كل تلميذ على التخلص مما يعانيه ويلبي حاجاته
النفسية واالجتماعية والتربوية.
لألنشطة المدرسية دور رئيس في اكتشاف مواهب وقدرات التالميذ المتميزة وتنميتها :فالنشاط
المدرسي يوفر المناخ المناسب إلكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها من خالل اتاحة الفرصة
للبروز واالبداع ومن ثم الرعاية وتهيئة البيئة المناسبة لهؤالء التالميذ من خالل النشاط المدرسي
الذي يلبي احتياجاتهم وينمي قدراتهم ومواهبهم.
وأهمية النشاطات المدرسية تكمن في أنها تعتبر وسيلة لتحقيق العديد من الفوائد ،وذلك حسب
نوع النشاط الممارس ،حيث أن تلك األنشطة تؤدي إلى:
)1توجيه ومساعدة الطالب على إكتشاف قدراتهم ومواهبهم وميولهم والعمل على تنميتها
وصقلها.
)2تعميق قيم ديننا االسالمي الحنيف وترجمتها سلوكيًا.
12
)3تنمية وتعزيز القيم االجتماعية الهادفة كالتعاون والتسامح وخدمة اآلخرين والمنافسة
الشريفه.
)4بناء الشخصية المتكاملة مع تعزيز القيم االسالمية وتطبيقها والتحلي بآدابها.
)5المساعدة على حسن استخدام أوقات الفراغ بما يعود على الممارسين بالفائدة ،والقدرة على
التفريق بين أنواع النشاطات واختيار ما يعزز ويخصب حياتهم.
)6تحقيق النمو البدني والعقلي من خالل توسيع الخبرات في مجاالت متعددة.
)7إتاحة الفرص للموهوبين وتشجيعهم على التفوق واالبتكار.
)8إشباع حاجات التالميذ النفسية واالجتماعية.
)9مساعدة التالميذ على التخلص من بعض المشاكل النفسية واالجتماعية كالقلق والتوتر
واالنطواء والضغوط النفسية والخجل واإلكتئاب ...الخ.
)10اإلسهام في تنمية العديد من الصفات الشخصية والعادات السلوكية الحميدة كالثقة بالنفس،
واإلتزان اإلنفعالي ،والتعاون ،والتحدي ،والمثابرة ،والمنافسة الشريفة ،وتحمل المسئولية،
وإ نكار الذات.....إلخ.
)11تنمية قدرة الطالب على التفاعل مع المجتمع وتحقيق التكيف االجتماعي.
)12تنمية سمات القيادة والتبعية لدى الطالب.
)13تهيئة مواقف وإ تاحة فرص تربوية للطالب ليتفاعلون فيها ومعها الكتساب خبرات مفيدة
تتالئم مع متطلبات النمو لكل مرحلة عمرية.
)14اتاحة الفرص للقائمين على النشاط للتعرف على العديد من جوانب شخصيات التالميذ.
)15امكانية استخدام النشاط كوسيلة لتنفيذ المنهج المدرسي وكمصدر من مصادر الوسائل
التعليمية.
)16تقدير قيمة العمل اليدوي واالستمتاع به واحترام العمل والعاملين من خالل الممارسة الحسية
والحركية.
)17تثبيت المادة العلمية من خالل التطبيقات واستخدام الحواس إلستيعابها.
)18االرتباط بتاريخ األمة االسالمية واالقتداء بسيرة السلف الصالح.
)19تعزيز القدرة على إستيعاب وفهم المواد العلمية من خالل التطبيق الميداني.
13
ومن الممكن أن نجم ــل أهمي ــة النش ــاطات المدرس ــية ،إذا م ــا أحس ــن اختياره ــا
وتنفيذها ،في كونها تلبي رغبات المشاركين وتشبع حاجاتهم األساسية ،كما هو موضح
بالشكل التالي:
14
األكل /النوم /المأوى
الوظيفة التربوية:
15
تتيح تلك األنشطة فرص للتعلم ألنها جزء من البرنامج التعليمي ،فمن خاللها يتم توسيع مدارك
الطالب وتعديل سلوكهم وتوجيهه نحو اإلتجاه المرغوب ،كما أنها تساعد الطالب للتعرف على
قدراتهم وميولهم ورغباتهم ومن ثم تنميتها ليتم توسيع مجاالت تلك الخبرات.
ومن األمثلة على ذلك ما يلي:
.1تحقيق مفهوم التعلم الذاتي والتعلم المستمر.
.2توفير الخبرات الحسية والحركية المباشرة خالل التعليم.
.3اكساب العديد من االتجاهات المرغوبة ،كاالتجاه الى الدقة – النظافة – احترام
اآلخرين...الخ.
.4الكشف عن الميول والقدرات المتميزة وتنميتها.
.5تنمية العديد من المهارات المعرفية ،كاالستنتاج – التفسير – الربط – التحليل ...الخ.
.6المساعدة على تفهم المناهج واستيعابها.
.7توفير الفرص لإلتصال بالبيئة والمجتمع والتعامل معهم.
.8تقوية العالقة بين الطالب والمدرسة وتكوين صداقات مع الطالب والمدرسين.
.9الوعي بأهمية وقيمة أوقات الفراغ.
الوظيفة االجتماعية:
تتيح تلك األنشطة الفرص الخصبة للمشاركة والتعاون والتعامل مع اآلخرين مما يؤدي إلى
مساعدة الطالب على التكيف مع الحياة ،فهي جزء من اإلعداد للحياة بشكل عام ،إضافة إلى أهميتها
في تكوين العالقات االجتماعية واالبتعاد عن التفرقة ( العنصرية أوالعرقية أو ) ...واألنانية وذلك
من خالل العمل الجماعي والتفاعل مع الجماعة.
ومن األمثلة على ذلك ما يلي:
.1تقوية العالقة بين المدرسة والمجتمع.
.2المساهمة في التوفيق بين البيئة والمجتمع.
.3التدريب على الخدمة العامة.
.4التدريب على التعامل مع اآلخرين.
.5التشجيع على األعمال الجماعية.
.6احترام آراء اآلخرين وحرية التعبير عن الرأي.
.7تعلم التوفيق بين الصالح الخاص ( الفردي ) والعام ( الجماعة ).
16
وهنا يجب التأكيد على أن النشاط المدرسي ذو المردود المفيد واإليجابي هو الذي يكون مناسبًا
لقدرات واستعدادات التالميذ ويكون مالئمًا وملبيًا لميولهم ورغباتهم ومشبعًا لحاجاتهم األساسية.
فنالحظ مثًال الحاجة إلى النشاط البدني والحركي لدى األطفال في المراحل التعليمية األساسية ال يتم
إشباعها بدرجة مالئمة ،حيث تشير نتائج االبحاث العلمية في مجال التربية البدنية والرياضة إلى أن
حصة تربية بدنية واحدة اسبوعيًا ال تلبي سوى %4من الحاجة الحركية اليومية للطفل ،وحصتين
اسبوعيًا ال يقدمان سوى %11من النشاط الضروري للتنمية البدنية ( على افتراض جودة الدرس
من حيث النشاط ) ،علمًا بأن الطفل من الممكن أن يحقق ما يقارب من %20من احتياجاته الحركية
بطريقة عفوية خارج الدرس .وهذا في مجمله ( )%31ال يغطي احتياجات الطفل الحركية بكفاية
تعود عليه بالفائدة ،مما يؤكد أهمية النشاط الآلصفي في اشباع الحاجات األساسية.
17
مجاالت النشاطات المدرسية وأنواعها:
تتعدد مجاالت األنشطة المدرسية بتعدد األهداف واألغراض المراد تحقيقها ،وكذلك بحسب
اإلمكانات المتاحة والقدرات المتوفرة لدى المشاركين والقائمين على تلك األنشطة .واألنشطة في
مجملها تشمل جميع المجاالت التي تشبع حاجات التالميذ البدنية والنفسية واالجتماعية والتي يمكن أن
تكون مشوقة ومرغوبة لدى التالميذ وتحقق في الوقت ذاته األهداف التربوية المنشودة .فاألنشطة
المدرسية تتحدد على ضوء ميول الطالب ومواهبهم وواقع وظروف المدرسة والبيئة المحيطة ،ولذا
فبرامج النشاط متغيرة ومتطورة حسب ما تتطلبة الحاجة لتستجيب للتطور في حاجات الطالب
وميولهم.
ولكن يجب التنويه هنا إلى أن هناك جوانب تعليمية قبل الجوانب التطبيقية في األنشطة ،والذي
من الممكن أن ال يكون معروفًا لدى كثير من التالميذ ،فالنشاط ال يمكن أن يكون مرغوبًا ومشوقًا إذا
لم يكن لدى التلميذ المهارات األساسية لممارسة النشاط.
ومن مجاالت األنشطة المدرسية نذكر على سبيل المثال ال الحصر ما يلي:
.1مجال األنشطة البدنية والرياضية :ويشمل جميع الرياضات واألنشطة الحركية التي تتناسب
مع قدرات واستعدادات التالميذ ،وكذلك الجوانب العلمية والنظرية للحركة وللنشاط البدني
والرياضي.
.2مجال األنشطة الثقافية :وتشمل اإلذاعة وصحف الحائط واإلعالم واستخدامات المكتبة
المدرسية والمعارض والكتابة والقراءة والخطابة والندوات وكل ما يرتبط باالتنمية الثقافية.
.3مجال األنشطة الفنية :ويشمل الجوانب الفنية في مجملها كالرسم والتمثيل المسرحي واألشغال
والتصوير والنحت واألعمال اليدوية ....إلخ.
.4مجال األنشطة االجتماعية :ويشمل جميع األنشطة التي يكون الهدف منها التنمية االجتماعية
ويشترك بها أكثر من تلميذ ،كالحفالت والزيارات واألعمال التطوعية وجميع المجاالت
األخرى.
.5مجال األنشطة البيئية :ويشمل األنشطة ذات العالقة المباشرة بالبيئة كالرحالت الخلوية
وتربية الطيور والحيوانات وحمالت التوعية بالنظافة والمحافظة على البيئة....إلخ.
.6مجال األنشطة العلمية :ويشمل التجارب في جميع المجاالت العلمية وزيارة المصانع
والمسابقات العلمية.
18
.7مجال أنشطة الحاسب اآللي :ويشمل جميع استخدامات الحاسب اآللي وبرامجه المتعددة.
.8مجال أنشطة التربية االسالمية :ويشمل األنشطة الدينية المتعددة كالدعوة واإلرشاد والعناية
بالمساجد ومكتباتها وقراءة القرآن الكريم وتجويده وترتيله ودراسة السنة النبوية
الشريفة.....إلخ.
.9مجال النشاط الكشفي :ويشمل األنشطة ذات العالقة بالمخيمات وحياة الخالء والخدمة العامة
وخدمة المجتمع ،باالضافة الى أنشطة الميول والهوايات الخاصة.
تنظيم النشاط المدرسي:
التخطيط والتنظيم للنشاط المدرسي يجب أن يخضع لحاجة ورغبة إدارة المدرسة التي رأت
ضرورة وجود النشاط لتحقيق األهداف التربوية المنشودة من خالل مساعدة التالميذ لإلستفادة من
تلك األنشطة .ولهذا يجب أن تتعدد الوان النشاط المدرسي حتى يتمكن كل تلميذ من وجود النشاط
الذي يالئم ميوله ورغباته ويتناسب مع قدراته ،ولكن يجب أن يتم اختيار تلك األنشطة بناءًا على
اإلمكانيات المتاحة لكل مدرسة.
والنشاط المدرسي لكي يحقق أهدافه ويظهر بالمظهر التربوي البناء والهادف يتطلب جهد وعمل
إداري متكامل يشمل جميع عناصر العملية اإلدارية والتي تشمل على التخطيط والتنظيم والتنفيذ
واإلشراف والمتابعة والتقويم ،وحيث أن هذه العناصر اإلدارية من المسئوليات المباشرة لمدير
المدرسة ،فيجب أن تؤخذ موافقة مدير المدرسة عن كل مجال ولون من ألوان النشاط المدرسي قبل
تنفيذه .وعلى مدير المدرسة ومساعديه مراعاة بعض النقاط المبدئية والعامة في عملية التخطيط قبل
اتخاذ أي قرار بشأن أي نشاط مدرسي ( موافقه أو رفض ) ،ومن تلك النقاط ما يلي:
-التأكد من الفوائد التي يمكن أن تتحقق من النشاط.
-مساهمة النشاط في تحقيق التنمية الشاملة للتلميذ.
-إمكانية تنفيذ النشاط باإلمكانات المدرسية المتاحة.
-مالئمة النشاط مع مراحل نمو التالميذ وقدراتهم واستعداداتهم.
-قدرة النشاط على اشباع حاجات التالميذ وتلبية الميول والرغبات.
-قدرة النشاط على إبراز مواهب وقدرات التالميذ المتميزة.
-مدى تحقيق النشاط لألهداف المنشودة من األنشطة المدرسية.
-مدى خدمة النشاط للبيئة المحلية.
-مالئمة النشاط للمجتمع المحلي وعدم التعارض معه.
19
أسس تنظيم النشاط المدرسي:
-أن تتولى إدارة المدرسة اإلشراف الكامل على كل نواحي النشاط المدرسي ( على الرغم من أن
اإلشراف أمر أساسي إال أن مستواه يعتمد على مرحلة نمو التالميذ ،ودرجة وعيهم ،وخبرتهم
السابقة ،ونوع النشاط ...الخ ).
-أن تكون جميع النشاطات المدرسية خاضعة للنظام المدرسي ( تؤدي إلى تحقيق األهداف التربوية
العامة ).
موافقة مدير المدرسة ،أو من ينوب عنه ،على كل نشاط مدرسي قبل تنفيذه ( يجب التأكد من أن -
النشاط يحقق الهدف المنشود ،و يالئم اهتمامات وميول التالميذ ،وأنه يتوفر بالمدرسة المدرس
المؤهل الراغب والمتحمس إلدارة النشاط ).
-أن يتم تحديد أنواع النشاط بناءًا على اإلمكانيات المتاحة بالمدرسة ( مادية ،ومالية ،وبشرية ) وعلى
حجمها واحتياجاتها وطاقاتها.
-أن تعدد وتنوع األنشطة بقدر اإلمكان ،لتالئم احتياجات وميول واهتمامات اكبر عدد ممكن من
التالميذ ،ولكن دون مبالغة ،وذلك حسب اإلمكانيات المتوفرة.
-أن يتم تحديد األنشطة التي يسمح للطالب الواحد المشاركة فيها خالل الفصل الدراسي/العام الدراسي
الواحد ،وذلك وفقًا إلحتياجاته الفعلية ( لكي يتم اتاحة فرصة المشاركة ألكبر عدد ممكن من التالميذ،
وكذلك حماية التالميذ المتحمسين والالمعين والطموحين والمتميزين من المشاركة التي ربما تؤثر
عليهم سلبًا ).
-أن يختار التالميذ أنواع األنشطة المختلفة حسب ميولهم وقدراتهم وحاجاتهم ،ويتم تسجيلهم دون
تمييز ( يتم وضع مستويات لبعض األنشطة حسب المستوى المهاري ).
-أن تتم مزاولة جميع األنشطة داخل أسوار المدرسة ،كلما أمكن ذلك ،ويجب موافقة إدارة المدرسة
وأولياء األمور على ما يقام خارج المدرسة من أنشطة ( مع التأكيد على أهمية اإلدارة واإلشراف
عليها وضبط المشاركين بها ).
-أن يتم وضع برنامج زمني ( توقيت زمني ) لجميع األنشطة المدرسية ( وذلك لتالفي التعارض أو
التداخل بينها واالستفادة القصوى من اإلمكانيات المتاحة ).
20
على الرغم من أهمية النشاط وقيمته التربوية وأثره الفعال على سلوك التالميذ ،إال أن هناك العديد
من الصعوبات أو المعوقات التي تحول دون تحقيق النشاط لألهداف التربوية التي يفترض أن يحققها.
ويمكن اإلشارة إلى بعض من تلك الصعوبات في النقاط التالية:
oعدم اقتناع أولياء األمور بممارسة /مشاركة أبنائهم في النشاط المدرسي وتركيز اهتمامهم على
التحصيل الدراسي ،ولذا ال يشجعون أبناءهم على االشتراك.
oقلة أو عدم توفر اإلمكانيات الضرورية (المالية – المادية – البشرية) لممارسة النشاط بفاعلية.
oعدم توفر المشرف المتخصص في النشاط المدرسي ،وإ ذا توفر فإن العبء التدريسي ال يسمح له
باإلشراف على النشاط كما ينبغي.
oعدم تسهيل مهمة المعلمين لإلشراف على النشاط وريادته ،فجداولهم المثقلة بنصاب كامل من
الحصص ال يساعدهم على اإلعداد الجيد لحصة النشاط.
oنظرة المعلمين للنشاط نظرة دونية تقلل من قيمته وذلك إلعتباره عبئًا إضافيًا.
oعدم جدية مديري المدارس بالنشاط المدرسي وحصصه ،وعدم المتابعة والتوجيه.
oعدم وضوح أهداف النشاط للمعلمين وللطالب.
oعدم إدراج حصة النشاط واإلشراف عليه ضمن نصاب المعلم.
oعدم وضع النشاط المدرسي ضمن عناصر تقويم المعلمين والتالميذ مما يقلل من اهتمامهم.
oقلة الدورات المتخصصة للنشاط المدرسي.
oعدم توفر خطة واضحة للنشاط أو دليل يساعد المعلمين على التخطيط والتنفيذ.
oعدم تخصيص ميزانية لألنشطة المدرسية.
oعدم وجود نظام يجبر جميع تالميذ المدرسة على االشتراك في األنشطة.
oضعف إعداد المعلمين ( أثناء الدراسة ) لتنظيم وريادة األنشطة المدرسية.
oعدم توفر الوقت الكافي لممارسة النشاط.
oازدحام الفصول الدراسية بالتالميذ.
وللتغلب على تلك الصعوبات وتخفيف أثر تلك المعوقات فإنه يجب عمل ما يلي:
* إعداد دورات تدريبية لمعلمي ومشرفي وموجهي النشاط المدرسي.
* توفير االمكانيات الالزمة لتنفيذ النشاط بشكل يؤدي إلى تحقيق أهدافه التربوية.
* توعية الطالب وأولياء أمورهم بأهداف النشاط وأهميته.
* تعيين مشرف للنشاط متخصص في كل مدرسة بعد تخفيض نصابه التدريسي.
21
* التخطيط الجيد للنشاط واإلبتعاد عن العشوائية /االرتجالية ليصبح جزء من العملية التعليمية.
* تعدد وتنوع األنشطة ليجد كل طالب النشاط الذي يتالئم مع ميوله وقدراته.
* اتاحة الفرصة للتالميذ للمشاركة في وضع خطط النشاط وتنفيذها.
* ربط األنشطة بالبرامج واألهداف التربوية وممارستها في بيئة ترويحية تتسم بروح الهواية
والمتعة.
* تحفيز أولياء األمور لتشجيع ابنائهم على االشتراك في األنشطة وذلك من خالل دعوتهم لإلطالع
على أنشطة أبنائهم وانتاجهم.
توعية جميع التالميذ بأهمية النشاط وأهدافه وأنواعه وكيفية اختيار ما يتالئم مع ميولهم
ورغباتهم.
الموافقة على األنشطة التي تم اختيارها من قبل اللجنة المختصة والتي يرأسها هو أو من
ينوب عنه.
تهيئة البيئة التربوية المناسبة التي تساعد مشرفي النشاط والمعلمين والتالميذ على تنفيذ
األنشطة المختلفة وتحقيق األهداف المرجوة.
اختيار المعلمين المشرفين على األنشطة بناءًا على خبراتهم وميولهم ورغباتهم ومهاراتهم.
توفير اإلمكانيات الضرورية لتنفيذ األنشطة وتوزيعها بشكل مالئم.
رئاسة اجتماعات مجلس مشرفي النشاط وتذليل العقبات بالطرق المالئمة.
رئاسة اللجان الخاصة بتقويم األنشطة التي تتوالها مدرسته.
المتابعة المستمرة لألنشطة والمشرفين عليها ليتمكن من:
معرفة نقاط الضعف والقوة في تنفيذ األنشطة. -
-استغالل جميع اإلمكانيات المتاحة.
-التقويم المستمر لجميع األنشطة.
22
-تحفيز وتشجيع المشرفين على األنشطة والمشاركين فيها.
-رفع التقارير المتعلقة بالنشاط المدرسي لإلدارة المعنية.
المـــراجع
23
مجاالته، أهدافه ووظائفه، ما هيته وأهميته: النشاط المدرسي.)م1998( .حمدي شاكر محمود
المملكة العربية: حائل، دار األندلس للنشر والتوزيع. تنفيذه وتقويمه، إدارته وتخطيطه،ومعاييره
.السعودية
دار، الرياض. النشاط المدرسي وعالقة المدرسة بالمجتمع.)هـ1423( محمد عبد الرحمن،الدخيل
.الخريجي للنشر والتوزيع
تقويم برامج النشاط المدرسيللمرحلة اإلبتدائية في المنطقة.)هـ1406 (. إبراهيم عبد اهلل،الزيد
. مكة المكرمة، جامعة أم القرى، رسالة ماجستير غير منشورة.الغربية بالمملكة العربية السعودية
24
Silliker, A. and Quirk, J. ( 1997 ). The effect of extra curricular activity
participation on academic performance of male and female high school
.students. The School Counselor, vol.: 44
Andrews, K. (2001). Extra learning new opportunities for the out of school
.hours. 1st ed. London
25
الورقة الدراسية
( الجزء األول /الخبرة السابقة )
الدراسية...................................... / المرحلة االســم.................................................. /
من خالل عملك كمدير مدرسة اجب على التساؤالت التالية في المكان المحدد ( بإختصار ):
ما هي النشاطات المدرسية التي تم تقديمها في مدرستك خالل العام الدراسي المنصرم وماذا كان الهدف من تلك
األنشطة؟
الهدف النشاط
............................................... .......................................................................... )1
................................................................................................................................................... .
................................................................................................................................................... .
................................................................................................................................................... .
................................................................................................................................................... .
................................................................................................................................................... .
................................................................................................................................................... .
................................................................................................................................................... .
.................................................................................................................................................. .
.................................................................................................................................................. .
توزيع الدرجات:
ورقة دراسية ( 15درجة ) ( خبرة سابقة +تقديم +تطوير )
اختبار فصلي ( 20درجة )
حضور ومشاركة ( 5درجات )
اختبار نهائي ( 60درجة )
27