You are on page 1of 13

‫‪Définitions et généralités‬‬

‫يشير مصطلح التفاعل السلبي تجاه الطعام إلى جميع ردود الفعل تجاه األطعمة أو المضافات الغذائية‬
‫والتي تكون آليتها إما عدم تحمل (الحالة األكثر شيوًعا) أو حساسية حقيقية‪ .‬تشكل حساسية الطعام مصدر‬
‫قلق كبير في علم الحساسية بسبب زيادة حدوثها خالل العقد الماضي والعديد من الخالفات الناشئة عن‬
‫الخلط بين الحساسية الحقيقية وعدم تحمل الطعام‪ .‬نحن نميز بين كيانين متميزين للغاية‪ :‬حساسية الطعام‬
‫التي يتم تعريفها على أنها جميع المظاهر السريرية الهضمية وخارج الجهاز الهضمي الحادة أو المزمنة‬
‫المرتبطة باالستجابة المناعية التحسسية ضد مسببات الحساسية الغذائية وعدم تحمل الطعام (الحساسية‬
‫الزائفة أو الحساسية الكاذبة للطعام) والتي تتوافق مع األعراض‪ .‬أخذ مظهر رد الفعل التحسسي وبعد‬
‫تناول الطعام‪ ،‬بشكل مستقل عن تفاعل مناعي حقيقي وفي أغلب األحيان يتعلق بآلية غير محددة لظهور‬
‫الهستامين (الشكل ‪ .]1،2[ )1‬على عكس عدم التحمل‪ ،‬فإن رد الفعل التحسسي يتبع حساسية مسبقة من‬
‫مسببات الحساسية‪ ،‬وبالتالي يمكن أن يحدث فقط عند االتصال الثاني به‪ .‬وهو أكثر شيوًعا في حاالت‬
‫التضاريس التأتبية التي ُتعرف بأنها قدرة الجهاز المناعي على إنتاج كميات زائدة من الغلوبولين المناعي‬
‫من النمط )‪ E (IgE‬استجابًة لتحفيز الحساسية‪ .‬غالًبا ما يتجلى التأتب في شكل التهاب األنف أو التهاب‬
‫الملتحمة أو حتى الربو [‪ .]3‬ويقدر تواتر ردود الفعل السلبية تجاه الطعام‪ ،‬والتي تم تقييمها تقريًبا باستخدام‬
‫االستبيانات والخلط بين عدم التحمل وظواهر الحساسية الحقيقية‪ ،‬بين ‪ 15‬و‪ .%33‬يقدر معدل انتشار‬
‫الحساسية الغذائية بوساطة الجلوبيولين المناعي ‪ E‬بين ‪ %8-6‬لدى األطفال أقل من عامين و‪ %1.5‬لدى‬
‫البالغين في الواليات المتحدة وبين ‪ 1.4‬و‪ %3.8‬في جميع األعمار مجتمعة في أوروبا (الشكل ‪)2‬‬
‫[‪ .]4‬وفي فرنسا‪ ،‬لدينا بيانات من ‪Cercle d'Investigations Cliniques et‬‬
‫)‪ ،Biologique en Allergologie Alimentaire (CICBAA‬الذي أجرى قبل بضع‬
‫سنوات دراسة وبائية كبيرة على ما يقرب من ‪ 33‬ألف شخص‪ .‬يقدر معدل انتشار الحساسية‬
‫الغذائية في فرنسا بين ‪ 2.1‬و‪ .]5،6[ %3.8‬إن الطبيعة الوراثية للحساسية‪ ،‬مثل تلك الخاصة‬
‫بالحساسية التأتبية‪ ،‬راسخة من خالل تحديد عدد معين من الجينات التي تتحكم في االستجابة‬
‫لـ ‪ .IgE‬وبالتالي فإن خطر اإلصابة بحساسية الطعام يصل إلى ‪ 5‬إلى ‪ %15‬عندما ال يكون‬
‫أي من الوالدين أو أي فرد من األشقاء مصاًبا بالحساسية بينما يمكن أن يصل هذا الخطر إلى‬
‫‪ %40-20‬أو ‪ %60-40‬عندما يكون أحد الوالدين أو كليهما على التوالي مصاًبا بالحساسية‪.‬‬
‫تاريخ التأتب‪ .‬يمكن أن يصل هذا الخطر إلى ‪ %75‬إذا كان أحد األشقاء مصاًبا بالحساسية‬
‫أيًض ا باإلضافة إلى الوالدين المصابين بالحساسية [‪.]7‬‬

‫‪1‬‬
‫? ‪Allergie et intolérance : quelles sont les différences‬‬

‫من بين ردود الفعل تجاه الطعام‪ ،‬فإن الحساسية الحقيقية فقط هي التي تنطوي على آلية‬
‫مناعية تتميز بانهيار القدرة على تحمل الفم مع استجابة مفرطة للمناعة الخلوية والخلطية‬
‫لمستضد معين [‪ .]8‬الحساسية الزائفة أو عدم تحمل الطعام لها أصل يمكن أن يكون دوائًيا أو‬
‫ساًم ا أو أيضًيا (الشكل ‪ .)1‬تنتج حساسية الطعام من غياب أو تأخير أو انهيار القدرة على‬
‫تحمل الطعام عن طريق الفم والتي تتوافق مع ظاهرة فسيولوجية تتمثل في عدم االستجابة‬
‫المناعية لمستضد يتم تناوله عن طريق الفم بينما يمكن لهذه المستضدات أن تسبب استجابة‬
‫مناعية إذا تم إدخالها بطريقة أخرى‪ .‬تشارك كل من المناعة الخلوية والخلطية في حساسية‬
‫الطعام [‪ .]9‬وبالتالي‪ ،‬استجابة للتعرف على مسبب الحساسية الذي تقدمه الخاليا المقدمة‬
‫للمستضد‪ ،‬يتم تنشيط الخاليا الليمفاوية التائية المساعدة ‪ Th2‬وتنتج السيتوكينات (‪ IL-4‬و‬
‫‪ ،)IL-5‬وهي سمة من سمات منطقة الحساسية [‪ .]10‬تعمل هذه السيتوكينات على تعزيز‬
‫إنتاج ‪ ،IgE‬ونضج الحمضات متعددة األشكال النووية وتجنيدها في أنسجة الخاليا البدينة‬
‫التي تلعب دوًرا رئيسًيا في االستجابة التحسسية‪ .‬تنقسم حساسية الطعام إلى تفاعالت مناعية‬
‫تعتمد على ‪( IgE‬األكثر دراسًة واألكثر تكراًر ا) وتفاعالت أقل شهرة غير معتمدة على ‪IgE‬‬
‫(الشكل ‪ .)3‬الحساسية المعتمدة على ‪ IgE‬هي رد فعل فوري لفرط الحساسية من النوع األول‬
‫(وفًقا لتصنيف ‪ )Gell and Coombs‬بينما تظل حساسية الطعام غير المعتمدة على ‪IgE‬‬
‫غير مفهومة بشكل جيد ويمكن أن تتوسطها ‪ IgA‬و‪ IgD‬والمجمعات المناعية أو عن طريق‬
‫المناعة الخلوية‪.‬‬
‫على عكس حساسية الطعام‪ ،‬فإن عدم تحمل الطعام يجمع بين العديد من الكيانات السريرية‬
‫التي يمكن أن يكون أصلها إنزيمي (نقص السكاريداز مثل الالكتاز على سبيل المثال‪ ،‬أو‬
‫الجاالكتوز في الدم‪ ،‬أو بيلة الفينيل كيتون‪ ،‬أو التفضيل بسبب نقص ‪ ،G-6PD‬المرتبط‬
‫الدوائي بوجود المضافات الغذائية مثل الكبريتات والتارترازين وغلوتامات الصوديوم‪ ،‬أو‬
‫األطعمة الغنية باألمينات النشطة في األوعية مثل الهيستامين أو التيرامين أو فينيل إيثيل أمين‬
‫أو حتى األطعمة المحررة للهستامين (الجدول ‪ .]11[ )1‬على عكس عدم التحمل‪ ،‬تتطلب‬
‫حساسية الطعام أول اتصال مع المستضد (يسمى التحسس) المرحلة األولية) قبل إثارة رد‬
‫الفعل التحسسي‪ .‬هذه الخطوة األولية ضرورية (الشكل ‪ .)4A‬خالل مرحلة التحسس‪ ،‬سوف‬
‫يرتبط ‪ IgE‬الخاص بمستضد معين بمستقبالت ‪ FceRI‬عالية األلفة المعبر عنها على سطح‬
‫الخاليا القاعدية متعددة النوى والخاليا البدينة في الغشاء المخاطي‪ .‬أغشية الجهاز الهضمي‬
‫والقصبات الهوائية والممرات الهوائية وفي الجلد‪ .‬مرحلة التحسس هذه عديمة األعراض‬
‫‪2‬‬
‫وتستمر من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬يوًم ا عند البشر [‪ .]12‬يؤدي هذا التحسس المسبق إلى إثارة رد‬
‫الفعل التحسسي المعتمد على ‪ IgE‬في حالة التعرض الجديد للمستضد (الشكل ‪ .)4B‬يبدأ هذا‬
‫عن طريق اإلطالق السريع والواسع النطاق للوسائط القابلة للذوبان‪ ،‬إما المتكونة مسبًقا مثل‬
‫الهيستامين أو السيروتونين أو بعض البروتياز أو التريبتاز الموجودة في الحبيبات داخل‬
‫الهيولى (الشكل ‪4‬ب) في أصل المظاهر المباشرة للحساسية‪ ،‬إما حديًثا‪ .‬تتشكل مثل الوسائط‬
‫الدهنية (البروستاجالندين‪ ،‬الليكوترين‪ ،‬الثرومبوكسان)‪ ،‬السيتوكينات أو الكينينات التي‬
‫تشارك في المظاهر المتأخرة لرد الفعل التحسسي وفي التجنيد الثانوي للخاليا االلتهابية في‬
‫موقع رد الفعل التحسسي [‪ . ]13‬كل هذه الوسائط القابلة للذوبان تزيد من نفاذية األمعاء مما‬
‫يعزز التحسس الغذائي المتكرر لدى هؤالء المرضى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن أن يحدث تنشيط‬
‫الخاليا البدينة‪ ،‬بشكل مستقل عن التفاعل المناعي‪ ،‬في حالة التحفيز‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬عدد‬
‫معين من المستقبالت المعبر عنها على سطحها (مستقبالت ‪ Toll‬التي يتم تنشيطها بواسطة‬
‫المنتجات البكتيرية‪ ،‬مستقبالت األنافيالتوكسين ‪ ،C5a‬وما إلى ذلك) ( الشكل ‪)5‬‬
‫يصاحب هذا التنشيط غير المحدد لمستضد للخلية البدينة‪ ،‬كما هو الحال في رد الفعل‬
‫التحسسي‪ ،‬إطالق وسائط قابلة للذوبان تسبب زيادة في نفاذية األوعية الدموية المسؤولة عن‬
‫الوذمة‪ ،‬وتقلص العضالت الملساء المسؤولة عن انقباض القصبات الهوائية وتسارع األمعاء‬
‫العبور وحدوث الشرى [‪ .]14‬في حين أن المظاهر السريرية لعدم تحمل الطعام سوف‬
‫تحدث بشكل عشوائي وغير متوقع‪ ،‬فإن مظاهر حساسية الطعام ستكون منتظمة مع كل‬
‫تعرض لمسبب الحساسية لدى مريض سبق أن تعرض للحساسية‪ ،‬بغض النظر عن جرعة‬
‫مسبب الحساسية المبتلع‪ .‬حتى لو كانت تفاعالت عدم تحمل الطعام شديدة في بعض األحيان‬
‫(تفاعالت تأقانية‪ ،‬وذمة وعائية)‪ ،‬فهي في أغلب األحيان ال تهدد الحياة‪ ،‬على عكس تفاعالت‬
‫الحساسية الخطيرة التي يمكن أن تكون مميتة‪ .‬تختلف طبيعة األطعمة المسببة للحساسية‬
‫الغذائية حسب العمر والعادات الغذائية‪ .‬تعتمد مناعة األطعمة بشكل خاص على تحضيرها‬
‫للطهي (التقشير‪ ،‬الطهي)‪ ،‬وطريقة حفظها وهضمها تحت تأثير اإلنزيمات الهاضمة‪ .‬كل هذه‬
‫العوامل يمكن أن تسبب تعديالت على األطعمة التي تكشف بعض المستضدات المناعية‬
‫المتفاعلة‪ ،‬وبالتالي تجعل الغذاء مناعًيا [‪ .]15‬تم تلخيص طبيعة األطعمة الرئيسية المتورطة‬
‫في حساسية الطعام في فرنسا في الشكل ‪ 6‬والجدول ‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Quelles sont les manifestations cliniques d’une allergie alimentaire :‬‬
‫? ‪quand et comment évoquer le diagnostic‬‬

‫تتجلى حساسية الطعام المعتمدة على ‪ IgE‬في صورة سريرية متنوعة تجمع بين األعراض‬
‫الرئيسية أو الثانوية أو غير العادية‪ .‬إحدى الخصائص الرئيسية هي حدوثها في معظم‬
‫الحاالت من بضع دقائق إلى ‪ 4‬ساعات بعد التعرض لمسببات الحساسية‪ .‬وفي حاالت نادرة‪،‬‬
‫يتأخر ظهور األعراض لعدة ساعات‪ ،‬مما يزيد من صعوبة تحديد مسببات الحساسية المعنية‪.‬‬
‫يختلف التعبير السريري لحساسية الطعام حسب العمر [‪ .]16‬وهكذا‪ ،‬في حين تسود المظاهر‬
‫الجلدية (الشرى الحاد‪ ،‬التهاب الجلد التأتبي) أو المظاهر الهضمية (مغص الرضع) أثناء‬
‫حساسية بروتين الحليب‪ ،‬فإن المظاهر الجلدية المخاطية والهضمية والقصبية الرئوية هي‬
‫السائدة في مرحلة البلوغ‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن بعض أنواع الحساسية الغذائية‪ ،‬مثل حساسية‬
‫بروتينات حليب البقر‪ ،‬تختفي في معظم الحاالت بعد ‪ 18‬شهًر ا‪ ،‬بينما تستمر أنواع أخرى‬
‫طوال الحياة (الفول السوداني والجوز)‪ .‬المظاهر الجهازية في شكل صدمة الحساسية هي‬
‫األشكال السريرية األكثر خطورة وتتميز بالظهور السريع لألعراض وسرعة تطورها‬
‫واإلصابة المتزامنة للعديد من األعضاء‪ :‬الحكة تليها الشرى المعمم‪ ،‬وذمة وعائية‪ ،‬صعوبات‬
‫في التنفس (مع تشنج الحنجرة و‪/‬أو الربو)‪ ،‬آالم في البطن‪ ،‬قيء‪ ،‬انخفاض ضغط الدم‪،‬‬
‫ضعف الوعي أو حتى صدمة ثم غيبوبة‪ .‬في فرنسا‪ ،‬هناك ما يقدر بنحو ‪ 250‬حالة من‬
‫صدمة الحساسية الشديدة المرتبطة بحساسية الطعام كل عام‪ .‬هذه التفاعالت الشديدة ال يمكن‬
‫التنبؤ بها ويمكن أن تبدأ في بعض األحيان برد فعل موضعي (حكة موضعية في األطراف‪،‬‬
‫متالزمة الفم‪ ،‬اضطرابات الجهاز الهضمي) والذي يعمم بشكل ثانوي ولكن يمكن أن يبدأ‬
‫أيًضا فوًرا باالنهيار [‪ .]17،18‬الحساسية تجاه األسماك والمحار والفول السوداني هي‬
‫مسببات الحساسية الثالثة األكثر شيوًعا في تفاعالت الحساسية المرتبطة باألغذية‪.‬‬
‫المظاهر الجلدية والغشاء المخاطي في شكل شرى حاد أو مزمن‪ ،‬موضعي أو منتشر‪ ،‬مرتبط‬
‫أو غير مرتبط بالوذمة الوعائية‪ ،‬هي األكثر مالحظة خالل حساسية الطعام (موجود في ≈‬
‫‪ ٪70‬من الحاالت) (الشكل ‪ 7‬أ)‪ .‬يتم عزل هذه المظاهر الجلدية المخاطية في نصف الحاالت‬
‫تقريًبا أو يتم دمجها مع مظاهر سريرية أخرى مثل المظاهر القصبية الرئوية أو الجهاز‬
‫الهضمي أو األعراض التي تؤثر على المجال البلعومي‪ .‬تختلف المظاهر التنفسية في شدتها‪،‬‬
‫بدًء ا من نوبة الربو البسيطة إلى التشنج القصبي الشديد المقاوم للعالجات التقليدية [‪.]20‬‬
‫يمكن أن يحدث ذلك عن طريق استنشاق البروتينات الغذائية البسيطة (طهي البخار من‬
‫األسماك أو المحار)‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن بعض المرضى الذين يعانون من حساسية تجاه ريش‬
‫‪4‬‬
‫الطيور قد يتعرضون لحوادث تنفسية عند تناول البيض‪ ،‬مما يؤدي إلى ظهور متالزمة‬
‫"طائر البيض" الكالسيكية‪ .‬في بعض الحاالت‪ ،‬يتم التعبير عن حساسية الطعام في المجال‬
‫البلعومي في شكل قالع فموي‪ ،‬التهاب ملتحمة األنف أو حتى وذمة وعائية حنجرية في‬
‫الحاالت األكثر شدة [‪ .]21،22‬تتجلى متالزمة الفم "ليسوف" المزعومة في حكة في الشفتين‬
‫والفم‪ ،‬وذمة شفوية أو شرى وإحساس بالوخز الشراعي الحنكي‪ ،‬أو حتى تضيق البلعوم‪.‬‬
‫تحدث هذه المظاهر النموذجية في كثير من األحيان أثناء تفاعالت الحساسية المتبادلة بين‬
‫مسببات الحساسية الرئوية (حبوب لقاح البتوال على سبيل المثال) والفواكه أو الخضروات‬
‫(الجدول ‪ .)3‬تظهر بسرعة كبيرة بعد مالمسة بسيطة أو بعد تناول الفواكه أو الخضار النيئة‬
‫المعنية [‪ .]23‬من بين مسببات الحساسية األكثر شيوًعا الكرفس والتفاح والخوخ والمشمش‬
‫والكرز والطماطم‪ .‬المظاهر الهضمية شائعة أيًض ا في حساسية الطعام (≈ ‪ %50‬من‬
‫الحاالت) وغالًبا ما ترتبط بأعراض أخرى‪ ،‬خاصة الجهاز التنفسي أو الجلدي المخاطي [‬
‫‪.]24‬‬
‫في ثلثي الحاالت‪ ،‬تظهر أعراض الحساسية الهضمية على شكل آالم في البطن وفي ثلث‬
‫الحاالت على شكل إسهال‪ .‬األعراض الهضمية لحساسية الطعام ليست محددة وغالًبا ما تشبه‬
‫أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإن المظاهر السريرية لعدم تحمل‬
‫الطعام تشبه تلك التي لوحظت في حساسية الطعام‪ .‬ولذلك ليس من الممكن التمييز بين هذين‬
‫الكيانين على أساس المظاهر السريرية وحدها‪ ،‬وحتى بعض األشكال الشديدة من عدم تحمل‬
‫الطعام (المعروفة باسم التفاعالت التأقانية) يمكن أن تحاكي صدمة الحساسية‪ .‬وفي حاالت‬
‫أكثر ندرة‪ ،‬تم اإلبالغ أيًض ا عن مظاهر سريرية أخرى مرتبطة بحساسية الطعام مثل السعال‬
‫المزمن أو التهاب األذن الوسطى المصلي أو الصداع النصفي أو المتالزمة الكلوية‪ ،‬ولكنها‬
‫ال تزال مثيرة للجدل‪.‬‬
‫يعد تشخيص حساسية الطعام أمًرا صعًبا ويتطلب نهًجا تشخيصًيا صارًم ا يهدف إلى الجمع‬
‫بين مجموعة من العناصر السريرية والبيولوجية المثيرة للذكريات من خالل االستجواب‬
‫الدقيق وإظهار التحسس تجاه واحد أو أكثر من مسببات الحساسية الغذائية المرتبطة بتاريخ‬
‫سريري متوافق‪ .‬ستؤدي هذه العناصر بعد ذلك إلى أداء اختبار االستفزاز الشفهي [‪.]25‬‬
‫إيجابية اختبار االستفزاز الفموي لمسبب الحساسية لدى مريض تأتبي لديه حساسية لهذا‬
‫المسبب للحساسية والذي يكون تاريخه السريري موحًيا يؤدي إلى قرب اليقين التشخيصي‬
‫(الشكل ‪ .)8‬وبالتالي فإن النهج التشخيصي لحساسية الطعام يشمل ثالث مراحل رئيسية‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫مرحلة سريرية أساسية‪ ،‬ومرحلة بيولوجية‪ ،‬وأخيًر ا مرحلة االختبارات والفحوصات‬
‫اإلضافية‪.‬‬
‫‪Etape clinique‬‬
‫المرحلة السريرية مع االستجواب أساسية‪ .‬إنه يجعل من الممكن البحث عن التأتب وتاريخ‬
‫الحساسية الشخصي والعائلي من أجل تحديد المرضى المعرضين للخطر‪ .‬التاريخ السريري‬
‫وخاصة طبيعة األعراض‪ ،‬ووقت ظهورها بالنسبة للوجبات‪ ،‬وتكرارها‪ ،‬وقابليتها للتكاثر‬
‫فيما يتعلق بالطعام‪ ،‬والسياق المرتبط بها (تناول الدواء أو الكحول بشكل متزامن‪ ،‬وممارسة‬
‫الرياضة البدنية)‪ .‬إن المعرفة الجيدة بالحساسية المتصالبة التي تتوافق مع مظاهر الحساسية‬
‫الناجمة عن مسببات الحساسية المختلفة دون أن يكون هناك‪ ،‬مسبًقا‪ ،‬اتصال تحسسي أولي مع‬
‫كل من هذه المواد المسببة للحساسية (على سبيل المثال في الحساسية الغذائية لشعر الخنزير‬
‫وشعر القطط أو ريش الطيور والبيض) تكون مفيدة إذا لم تظهر مسببات الحساسية على‬
‫الفور (الجدول ‪ .)3‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن االحتفاظ بمذكرات غذائية أو مسح فئوي يحدد‬
‫األطعمة المستهلكة وطبيعة وشدة ردود الفعل التحسسية المرتبطة بها على مدى فترة تتراوح‬
‫من أسبوع إلى أسبوعين من النظام الغذائي العادي يمكن أن يكون بمثابة مساعدة قيمة في‬
‫تحديد الطعام المسؤول‪ .‬إنه يجعل من الممكن تصنيف األطعمة التي يتم تناولها وخصائصها‬
‫وتكرار استهالكها ويمكن أن يشير أيًض ا إلى عدم التحمل (االستهالك المفرط لألطعمة الغنية‬
‫بالهيستامين أو محررات الهيستامين) (الجدول ‪ .)1‬جميع األطعمة من المحتمل أن تكون‬
‫مسببة للحساسية‪ ،‬ولكن بعضها لديه إمكانات تحسسية متزايدة مثل الفول السوداني أو الحليب‬
‫أو البيض أو األسماك أو المكسرات أو المحار‪ .‬من الواضح أن خطر اإلصابة بحساسية‬
‫الطعام يعتمد على عادات األكل‪ .‬لذلك‪ ،‬بينما تشيع حساسية األرز في اليابان‪ ،‬فإن حساسية‬
‫البيض والفول السوداني هي السائدة في الواليات المتحدة‪ ،‬بينما في تايالند‪ ،‬تعد األسماك‬
‫والمحار أكثر مسببات الحساسية شيوًعا‪ .‬كالسيكًيا‪ ،‬تسود مسببات الحساسية من أصل‬
‫حيواني في الحساسية الغذائية لدى األطفال بينما تكون مسببات الحساسية من أصل نباتي هي‬
‫األكثر شيوًعا عند البالغين (الجدول ‪ .)2‬الفحص السريري ليس محدًدا ألنه غالًبا ما يكون‬
‫طبيعًيا بعد الحدث‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Etape biologique‬‬
‫ستتكون الخطوة البيولوجية الثانية من البحث عن التحسس تجاه واحد أو أكثر من مسببات‬
‫الحساسية من خالل إثبات وجود األجسام المضادة ‪ IgE‬الخاصة بالطعام المشتبه به في الدم‬
‫وعلى الخاليا البدينة في الجلد‪ .‬في حين أن تحديد إجمالي ‪ IgE‬ليس مهًم ا‪ ،‬فإن تحديد ‪IgE‬‬
‫في مصل معين بواسطة تقنية اإلنزيمات المناعية يظل الطريقة المرجعية مع اختبارات‬
‫الحساسية المتعددة مثل ‪ ®RAST Fx5‬المفيد لألطفال ألنه يقيم وجود األجسام المضادة‬
‫‪ IgE‬في المصل ضد ‪ 6‬مسببات حساسية شائعة ( الفول السوداني والقمح والحليب والبيض‬
‫واألسماك وفول الصويا) [‪ .]26‬يمكن أيًض ا أن تكون اختبارات الحساسية المتعددة األخرى (‬
‫‪ )®TrophaTop‬التي تقيم بطريقة شبه كمية التفاعل المصلي الشامل تجاه األطعمة التي‬
‫غالًبا ما تكون مفيدة عند البالغين‪ .‬هناك ‪ ®TrophaTop 4‬متاحة اعتماًدا على ما إذا كنت‬
‫تستهدف طفًال أو شخًصا بالًغ ا (‪( TrophaTop® 1‬البيض‪ ،‬الحليب‪ ،‬السمك‪ ،‬القمح‪،‬‬
‫الصويا‪ ،‬الفول السوداني)‪( 2 ،‬البندق‪ ،‬الروبيان‪ ،‬الكيوي‪ ،‬الموز) و‪( 4‬السمسم‪ ،‬خميرة‬
‫البيرة‪ ،‬والثوم‪ ،‬والكرفس) مناسبة بشكل خاص لفحص التحسس لدى البالغين)‪ .‬تجمع بعض‬
‫اختبارات مسببات الحساسية المتعددة بين مسببات حساسية الجهاز التنفسي ومسببات‬
‫الحساسية الغذائية‪ .‬إن االرتباط بين هذه االختبارات البيولوجية واختبارات الوخز جيد بشكل‬
‫عام‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تفسيرها صعب نظًر ا ألن حوالي ‪ %30‬من األفراد الذين لديهم مستوى‬
‫كبير من ‪ IgE‬النوعي ليس لديهم مظاهر سريرية مرتبطة‪ ،‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فإن‬
‫‪ %30‬من المرضى الذين لديهم اختبار استفزاز فموي إيجابي لمستضد ليس لديهم ‪ IgE‬محدد‬
‫يمكن اكتشافه‪ .‬تشير البيانات السريرية إلى أن مستوى األجسام المضادة ‪ IgE‬المحددة‬
‫المنتشرة يمكن أن يكون له قيمة تنبؤية إيجابية وسلبية مثيرة لالهتمام لبعض مسببات‬
‫الحساسية‪ :‬وبالتالي فإن مستوى ‪ IgE‬الخاص ببياض البيض < ‪ 0.6‬كيلو وحدة ‪ /‬لتر يلغي‬
‫تشخيص حساسية الطعام بنسبة يقين تصل إلى ‪ ٪95‬بينما كان مستوى ‪ IgE‬الخاص بالفول‬
‫السوداني > ‪ 9‬كيلو وحدة ‪ /‬لتر ينبئ بشكل كبير بوجود حساسية حقيقية وهو ما تم تأكيده من‬
‫خالل اختبار االستفزاز [‪ .]27،28‬يعد تعداد الدم الذي يبحث عن كثرة اليوزينيات مفيًدا‬
‫أيًضا‪.‬‬
‫ال يزال يتعين توضيح مكان األبحاث البيولوجية المناعية األخرى في المختبر (جرعة‬
‫التريبتاز والهيستامين في المصل‪ IgG4 ،‬في المصل‪ ،‬البروتين الكاتيوني اليوزيني‪ ،‬في‬
‫اختبارات إزالة التحبب القاعدي في المختبر) وليس لها أي اهتمام واضح حالًيا‪ .‬اختبارات‬
‫الجلد (اختبارات الوخز) هي الطريقة األسهل واألسرع والموثوقة وغير الخطرة وغير‬
‫‪7‬‬
‫المؤلمة إلثبات وجود حساسية تجاه أحد مسببات الحساسية ويجب أن تشكل فحص االختيار‬
‫إلثبات التحسس تجاه أحد مسببات الحساسية الغذائية‪ ]29[.‬يتم اختيار المواد المسببة‬
‫للحساسية التي سيتم اختبارها بناًء على البيانات المستمدة من المقابلة‪ .‬يتم إجراء اختبارات‬
‫الوخز عادة على الجزء األمامي من الساعدين أو على الظهر‪ .‬في الممارسة العملية‪ ،‬يتم‬
‫وضع قطرة من مستخلص مسبب للحساسية موحد على الجلد ثم يتم وخزها بمشرط ينتهي‬
‫بمشط من خالل قطرة مسبب الحساسية الختراق مسبب الحساسية في البشرة (الشكل ‪7‬ب)‪.‬‬
‫تتم قراءة االختبار بعد ‪ 15‬إلى ‪ 20‬دقيقة ويتم تفسير نتائج االختبار وفًقا لنتائج اختبار التحكم‬
‫السلبي (استخدام محلول الجليسيرو الملحي بدًال من المستضد لتجنب تصوير الجلد) والتحكم‬
‫اإليجابي (اختبار باستخدام قطرة من الهيستامين والكودايين الكبريتات وهي مادة مزيلة‬
‫للحبيبات غير محددة للخاليا البدينة من أجل استبعاد حساسية الجلد بسبب استخدام مضادات‬
‫الهيستامين مؤخًر ا‪ ،‬على سبيل المثال) [‪ .]30‬يتناسب حجم التفاعل الحطاطي الحمامي‬
‫الثانوي مع اختبار الجلد اإليجابي بشكل عام مع مستوى الحساسية حتى لو اختلف من مسبب‬
‫للحساسية إلى آخر‪ .‬تتميز اختبارات الوخز التي تستخدم طعاًم ا محلًيا طازًجا بحساسية‬
‫ممتازة (‪ )%90-80‬متفوقة على المستخلصات التجارية المسببة للحساسية‪ .‬يمكن أن يوفر‬
‫قياس ‪ IgE‬في عينة البراز في المستقبل طريقة موثوقة وغير جراحية وفعالة من حيث‬
‫التكلفة للكشف عن التحسس الغذائي‪.‬‬
‫لكن توفر هذا االختبار البديل ال يزال منخفًضا حالًيا‪ .‬على الرغم من األداء الجيد لهذه‬
‫االختبارات في الكشف عن التحسس‪ ،‬يجب أن يوضع في االعتبار أن التحسس ليس مرادًفا‬
‫للحساسية ألن إثبات التحسس لمسبب الحساسية ال يحكم بأي حال من األحوال على مسؤولية‬
‫هذا المسبب للحساسية في المظاهر السريرية المالحظة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن ظهور ‪ IgE‬المضاد‬
‫للبندق في الدم قد يتوافق ببساطة مع حساسية الجهاز التنفسي تجاه حبوب لقاح البندق أو‬
‫يعكس ندبة بيولوجية من حساسية سابقة للبندق‪ ،‬وهو طعام ربما أصبح المريض متسامًحا‬
‫معه‪.‬‬
‫‪Tests de provocation‬‬
‫ولهذا السبب‪ ،‬بعد جمع جميع العناصر السريرية والمناعية والبيولوجية المتوافقة ومراعاة‬
‫عواقب اتباع نظام غذائي للتخلص من الطعام‪ ،‬ينبغي تأكيد تشخيص حساسية الطعام بشكل‬
‫مثالي عن طريق اختبار التحدي الفموي (‪ .)OPT‬ومع ذلك‪ ،‬في بعض الحاالت‬
‫الكاريكاتورية أو في الحاالت الشديدة من الحساسية المفرطة أو التشنج القصبي‪ ،‬ال يوصى‬

‫‪8‬‬
‫بإجراء ‪ .TPO‬تتوفر ثالثة ‪ TPOs‬متميزة‪ ،‬أبسطها هو اختبار استفزاز الشفاه‪ ،‬والمرجع‬
‫المتبقي هو ‪ TPO‬مزدوج التعمية وأخيًرا ‪ TPO‬مع القياس المتزامن لمعلمات الوظيفة‬
‫المعوية‪ .‬يتكون اختبار استفزاز الشفة من وضع خالصة الطعام المراد اختباره على الزاوية‬
‫الخارجية للشفة السفلية ومالحظة النتيجة بعد ‪ 20-15‬دقيقة على شكل انفتاح مماثل للشفة مع‬
‫اختفاء األخاديد‪ .‬الوذمة المخاطية تشير إلى إيجابيتها [‪ .]31‬من الناحية العملية‪ ،‬ال يتطلب‬
‫هذا االختبار الوصول الوريدي حتى لو كانت التفاعالت المحلية أو الموضعية ممكنة مع‬
‫الوذمة التي تمتد إلى الشفة بأكملها أو حتى المنطقة فوق وتحت الشفة‪ .‬يتكون ‪ TPO‬من‬
‫تناول طعام محلي مطحون مشتبه به مخبأ في دعامة محايدة بجرعات متزايدة تدريجًيا على‬
‫مدار ‪ 4‬ساعات إما منفردة أو مزدوجة التعمية مع الدواء الوهمي‪ .‬يجعل من الممكن تأكيد‬
‫الحساسية في حالة استنساخ طبيعة وتسلسل أعراض الحساسية األولية ويجعل من الممكن‬
‫تحديد الحد األدنى للجرعة التي يتفاعل معها المريض‪ .‬من الناحية العملية‪ ،‬يتم إجراء هذا‬
‫االختبار في بيئة المستشفى‪ ،‬ويتطلب الوصول الوريدي اآلمن ومراقبة المريض لمدة ‪24‬‬
‫ساعة بسبب رد فعل متأخر محتمل [‪ .]32 ،25‬وأخيرا‪ ،‬يمكن توعية ‪ TPO‬عن طريق‬
‫اقتران معلمتين موضوعيتين لالختبار‪ :‬قياس نفاذية األمعاء وقياس وقت عبور الفم واألعور‪.‬‬
‫في الواقع‪ ،‬تكاثر األعراض المرتبطة بتسريع وقت العبور المعوي (يتم قياسه عن طريق‬
‫اختبار الجهاز التنفسي بعد تناول الالكتولوز) وزيادة نفاذية األمعاء (يتم تقييمها من خالل‬
‫نسبة التصفية البولية لسكرين من أحجام مختلفة‪ ،‬مانيتول والكتولوز يتم قياسهما بواسطة‬
‫كروماتوجرافيا الغاز)‪ ) .‬بعد تناول الطعام المشتبه به يجعل من الممكن تأكيد تشخيص‬
‫حساسية الطعام [‪]33,34‬‬
‫تعتبر ‪ TPOs‬هذه مرهقة نسبًيا في اإلعداد وبصرف النظر عن ‪ TPO‬مزدوج التعمية أو مع‬
‫قياس وظيفة األمعاء‪ ،‬فإن ‪ TPO‬المفتوح أو المفرد التعمية له حدوده الخاصة (ذاتية‬
‫األعراض أو التقييم غير الموضوعي للنتائج)‪ .‬هذا هو السبب في أن ‪ TPO‬مزدوج التعمية‪،‬‬
‫على الرغم من ثقله النسبي‪ ،‬يظل الطريقة المرجعية ويجب إجراؤه بشكل مثالي في معظم‬
‫المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بحساسية غذائية من أجل تجنب تجنب الطعام بشكل غير‬
‫مبرر‪.‬‬

‫من الناحية العملية‪ ،‬تكون نتائج اختبارات الوخز وجرعات ‪ IgE‬المنتشرة المحددة والموجهة‬
‫باستجواب صارم كافية في مواقف معينة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض الحساسية المفرطة بسرعة بعد تناول طعام واحد‬
‫تتميز حساسيته بشكل جيد بإيجابية اختبارات الوخز والغلوبيولين المناعي (‪ )IgE‬المعين في‬
‫الدورة الدموية؛‬
‫المرضى الذين يعانون من متالزمة الفم عند تناول الفواكه والخضروات ومرض التلقيح‪.‬‬
‫المرضى الذين اختفت لديهم المظاهر السريرية للحساسية تماًم ا بعد تجنب طويل األمد لمدة‬
‫‪ 6‬أشهر‪.‬‬
‫‪L’hypersensibilité au gluten ou intolérance au gluten sans maladie‬‬
‫? ‪cœliaque : quand et comment l’évoquer‬‬

‫إلى جانب مرض االضطرابات الهضمية الذي يتوافق مع اعتالل األمعاء االلتهابي المزمن‬
‫الناتج عن تناول الغلوتين جليادين (جزء من بروتين الحبوب)‪ ،‬فإن فرط الحساسية للجلوتين‬
‫هي كيان تم وصفه مؤخًر ا على أنه جميع المظاهر واألعراض السريرية التي تحدث بعد‬
‫تناول الغلوتين في مريض خاٍل من االضطرابات الهضمية‪ .‬المرض (مستبعد بسبب عدم‬
‫وجود نقل النمط الفرداني ‪ HLA DQ2 / DQ8‬وغياب التشوهات النسيجية في خزعات‬
‫األمعاء الدقيقة)‪ .‬وينتج هذا الكيان السريري الجديد عن مالحظة تحسن ملحوظ في أعراض‬
‫عدد معين من المرضى الذين يعانون من متالزمة القولون العصبي (‪ )IBS‬عند تجنب‬
‫الغلوتين‪ .‬ولذلك فهو يربط‪ ،‬بغض النظر عن مرض االضطرابات الهضمية‪ ،‬تناول الغلوتين‬
‫بتطور األعراض‪ .‬يمكن أن يحدث فرط الحساسية للجلوتين في جميع األعمار ولكنه أكثر‬
‫شيوًعا عند البالغين منه عند األطفال الذين يبلغ متوسط أعمارهم حوالي ‪ 40‬عاًم ا ويؤثر على‬
‫النساء أكثر من الرجال (نسبة الجنس ‪ .]37 ،36[ )2.5/1‬دراسة عشوائية مزدوجة التعمية ‪،‬‬
‫قامت دراسة مضبوطة بالعالج الوهمي بتقييم تأثير النظام الغذائي المستبعد للجلوتين على‬
‫المرضى الذين يعانون من القولون العصبي (المحدد بمعايير روما الثالثة) والذين تم‬
‫تشخيص إصابتهم بمرض االضطرابات الهضمية‪ .‬تم اختيار أربعة وثالثين مريًض ا على‬
‫أساس تحسن أعراضهم الهضمية (االنتفاخ‪ ،‬وآالم البطن‪ ،‬والرضا عن اتساق البراز‪ ،‬وما إلى‬
‫ذلك) على نظام غذائي باستثناء الغلوتين‪ .‬هؤالء المرضى الذين يتبعون نظاًم ا غذائًيا خالًيا‬
‫من الغلوتين تلقوا تجربة مزدوجة التعمية لمدة ‪ 6‬أسابيع إما مكمالت الغلوتين (‪ 16‬جم ‪ /‬يوم)‬
‫أو دواء وهمي خالي من الغلوتين‪ .‬وصفت نسبة متزايدة بشكل ملحوظ من المرضى‬
‫أعراضهم بأنها غير خاضعة للرقابة بشكل كاٍف في المجموعة التي تتلقى الغلوتين مقارنة‬
‫بأولئك الذين يتلقون العالج الوهمي [‪.]35‬‬

‫‪10‬‬
‫ومن المثير لالهتمام‪ ،‬أنه لم تتحسن أعراض الجهاز الهضمي (االنزعاج‪ ،‬وانتفاخ البطن‪،‬‬
‫وعدم الرضا عن قوام البراز‪ ،‬وما إلى ذلك) في ظل النظام الغذائي المستبعد للجلوتين‬
‫فحسب‪ ،‬بل تحسن أيًض ا التعب‪ ،‬وهو أحد األعراض الشائعة في القولون العصبي‪ .‬لم يتم‬
‫تعديل المعلمات االلتهابية مثل ‪ CRP‬فائق الحساسية والالكتوفيرين البرازية‪ .‬إن نفاذية‬
‫األمعاء التي تم تقييمها عن طريق إفراز نسبة الالكتولوز ‪ /‬المانيتول في البول والتي تزداد‬
‫في مرض االضطرابات الهضمية لم تتأثر بالنظام الغذائي مع أو بدون الغلوتين‪ .‬يستحق هذا‬
‫العمل المقنع التأكيد في سلسلة أكبر وإعادة إنتاجه من قبل فرق أخرى ولكنه يشكل أول دليل‬
‫على أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين يمكن أن يكون مفيًدا لمجموعة فرعية من‬
‫المرضى الذين يعانون من القولون العصبي‪ .‬فرط الحساسية للجلوتين (في حالة عدم وجود‬
‫مرض االضطرابات الهضمية يتجلى من خالل أعراض هضمية متعددة األشكال‬
‫(اضطرابات هضمية‪ ،‬وانتفاخ البطن‪ ،‬واضطرابات العبور) وأعراض خارج الجهاز‬
‫الهضمي (الوهن‪ ،‬آالم المفاصل‪ ،‬الشعور بالتنميل في األطراف‪ ،‬طفح جلدي أو أكزيما‪،‬‬
‫صداع)‪ .‬اقترح المؤلفون مؤخًر ا تصنيف التفاعالت الضائرة الثالثة الرئيسية للجلوتين وفًقا‬
‫آللية كل منها‪ ،‬مع التمييز بين تفاعالت الحساسية تجاه الغلوتين‪ ،‬ومظاهر المناعة الذاتية‬
‫استجابًة للجلوتين (بما في ذلك مرض االضطرابات الهضمية‪ ،‬والتهاب الجلد الحلئي الشكل‪،‬‬
‫وترنح الغلوتين) وفرط الحساسية للجلوتين‪ .‬اآللية التي يمكن أن تتوسط فيها المناعة الفطرية‬
‫ال تزال غير مفهومة بشكل جيد [‪( ]38‬الشكل ‪)9‬‬
‫تظل فرط الحساسية للجلوتين في غياب األدلة لصالح االعتالل المعوي االضطرابات‬
‫الهضمية بمثابة تشخيص للتخلص من الغلوتين والذي ال يمكن تأكيده إال عن طريق إجراء‬
‫اختبار أعمى للتخلص من الغلوتين‪ .‬ال توجد عالمة بيولوجية متاحة حالًيا للمساعدة في‬
‫تشخيص فرط الحساسية للجلوتين غير االضطرابات الهضمية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تم اقتراح عدد‬
‫معين من معايير التشخيص‪ :‬حدوث أعراض هضمية أو أعراض خارجة عن الهضم بسرعة‬
‫بعد تناول كمية من الغلوتين؛ االختفاء السريع لألعراض في حالة اتباع نظام غذائي للتخلص‬
‫من الغلوتين؛ عودة ظهور األعراض عند إعادة إدخال الغلوتين؛ غياب ‪ IgE‬الذي يمكن‬
‫اكتشافه والخاص بالجلوتين أو القمح في المصل‪ ،‬وسلبية اختبارات وخز الغلوتين؛ غياب‬
‫األجسام المضادة للجلوتاميناز المضادة لألنسجة والتي يمكن اكتشافها وغياب التشوهات‬
‫المرضية في الغشاء المخاطي لالثني عشر [‪ .]36‬ال تزال اآلليات التي يحدث بها تحسن‬
‫األعراض مع استبعاد الغلوتين غير معروفة‪ ،‬وكذلك العواقب المحتملة للتعرض الطويل‬
‫للجلوتين في هذه الحالة المرضية‪ .‬يمكن أن يكون اختبار التنشيط القاعدي في المختبر مفيًدا‬
‫‪11‬‬
‫في تحديد المرضى الذين يعانون من القولون العصبي والذين لديهم فرط الحساسية للجلوتين‬
‫مع أداء اختبار يصل إلى ‪ .٪87‬قدرت دراسة حديثة أن انتشار فرط الحساسية للجلوتين غير‬
‫االضطرابات الهضمية يمكن أن يؤثر على ثلث المرضى الذين يعانون من القولون العصبي‪.‬‬
‫المرضى الذين يعانون من فرط الحساسية للجلوتين غالًبا ما يكون لديهم تاريخ من الحساسية‬
‫التأتبية والحساسية الغذائية في مرحلة الطفولة‪ .‬وقد لوحظ في كثير من األحيان تسلل‬
‫الحمضات متعددة النوى إلى الغشاء المخاطي في االثني عشر والقولون [‪ .]39‬نظًرا للقيود‬
‫المرتبطة بتجنب الغلوتين‪ ،‬يبقى وصف أفضل لملف المرضى الذين يعانون من فرط‬
‫الحساسية للجلوتين ومن المحتمل أن يستفيدوا من تجنب الغلوتين وما إذا كان التأثير المفيد‬
‫لهذا التجنب يتم الحفاظ عليه بمرور الوقت‪.‬‬
‫? ‪Quand prescrire un régime d’éviction alimentaire‬‬

‫إن العالج الوقائي الوحيد الفعال والمنطقي وغير المكلف لحساسية الطعام هو التجنب‬
‫الصارم والمستهدف للطعام (األطعمة) المخالفة‪ .‬يتضمن هذا أوًال إنشاء تشخيص قوي‬
‫لتجنب وصف أنظمة غذائية مقيدة بشكل مفرط وغير متوازنة‪ ،‬وهي مصدر لنقص حاد‪ ،‬في‬
‫المرضى الذين يعانون من حساسية متعددة دون حساسية حقيقية [‪ .]40‬إن تجنب عدد معين‬
‫من مسببات الحساسية الموجودة في تركيبة العديد من األطعمة (مثل الفول السوداني والحليب‬
‫والبيض) يكون صعبًا في بعض األحيان من الناحية العملية وقد تكون نصيحة اختصاصي‬
‫تغذية متخصص مفيدة في إنشاء نظام غذائي فعال للتخلص من المواد المسببة للحساسية مع‬
‫الحفاظ على نظام غذائي متوازن‪ .‬نظام عذائي‪ .‬يتطلب تجنب الطعام تحديًدا دقيًقا لمسببات‬
‫الحساسية المعنية أثناء التحسس المتكرر‪ .‬وعلى هذا فإن اإلخالء يقتضي أوًال إثبات إمكانية‬
‫إسناده‪ .‬أحياًنا يكون التجنب التام لعدد معين من مسببات الحساسية الشائعة في العديد من‬
‫المستحضرات (أحياًنا على شكل أطعمة مخفية) أمًرا مستحياًل ويتطلب من المريض إيالء‬
‫اهتمام خاص لقراءة الملصقات الخاصة بالمنتجات‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ال تشترط اللوائح أن‬
‫تذكر صناعة المواد الغذائية أي طعام يحتوي على كميات صغيرة جًدا في المنتج النهائي‪،‬‬
‫مما يعني أن وضع العالمات ال يضمن بالضرورة معلومات كافية لمرضى الحساسية‪.‬‬
‫باستثناء بعض مسببات الحساسية مثل الفول السوداني التي تكون الحساسية ضدها طويلة‬
‫األمد‪ ،‬يستمر النظام الغذائي للتخلص منها لمدة عام‪ ،‬ثم يمكن النظر في تقييم مناعي جديد‬
‫للحساسية قبل إعادة إدخال األطعمة المستبعدة عن طريق الفم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫? ‪Quels traitements medicamenteux peuvent être utilees‬‬

‫باإلضافة إلى نظام اإلقصاء الغذائي‪ ،‬يجب تزويد المرضى الذين عانوا من أعراض حادة‬
‫وشديدة لحساسية الطعام‪ ،‬وهي الحساسية المفرطة أو الوذمة الوعائية أو التشنج القصبي‪،‬‬
‫بمجموعة أدوات األدرينالين المحمولة القابلة للحقن الذاتي‪ .‬مخزنة في درجة حرارة الغرفة‬
‫وبطاقة الحساسية‪.‬‬
‫تم اقتراح عالجات دوائية طويلة األمد من خالل تناول مضادات الهيستامين يومًيا أو‬
‫كيتوتيفين أو مثبتات غشاء الخاليا البدينة (الكرومونات‪ :‬كروموغليكات الصوديوم (لم تعد‬
‫ُتعوض!)) بدرجات متفاوتة من النجاح للحد من عواقب التعرض العرضي لمسببات‬
‫الحساسية المعنية‪.‬‬
‫‪Conclusions‬‬

‫تعتبر حساسية الطعام لدى البالغين كياًنا سريرًيا كان موضع جدل منذ فترة طويلة بسبب‬
‫الخلط بينها وبين تفاعالت عدم تحمل الطعام‪ .‬تشخيصه صعب ويجب أن يعتمد على نهج‬
‫صارم يجمع بين التاريخ السريري المتوافق والمظاهر الشبيهة بالحساسية (الشرى والربو‬
‫وما إلى ذلك) و‪/‬أو اضطرابات الجهاز الهضمي التي يتخللها الطعام‪ ،‬وهي حالة تأتبية‬
‫مؤهبة‪ .‬يجب أن تقود هذه العناصر طبيب الجهاز الهضمي إلى مناقشة التشخيص‪ .‬يشكل‬
‫اكتشاف التحسس تجاه أحد األطعمة الخطوة األولى التي يتبعها تأكيد التشخيص‪ ،‬وأفضل‬
‫طريقة ممكنة من خالل إجراء اختبار استفزاز شفهي يسمح بالتجنب المستهدف لمسببات‬
‫الحساسية المعنية‪ .‬إن خطر ظهور مسببات حساسية جديدة مرتبطة بتطور الكائنات المعدلة‬
‫وراثيا في الغذاء وكذلك مرتبطة بتقنيات إنتاج وتصنيع األغذية الجديدة هو أمر محل نقاش‬
‫ويستحق رصد إمكاناتها المسببة للحساسية‪ .‬تعد إدارة عدم تحمل الطعام أمًرا صعًبا نظًرا ألن‬
‫التفاعالت عشوائية وال يمكن التنبؤ بها وتعتمد على الجرعة‪ .‬قد تكون النصائح الغذائية التي‬
‫تهدف إلى تقليل كمية بعض األطعمة التي تؤدي في كثير من األحيان إلى عدم التحمل مفيدة‪.‬‬

‫‪13‬‬

You might also like