You are on page 1of 6

‫هناك أشياء أكبر من كلمة شكًر ا‪ ،‬واشياء ال تصلحها كلمة آسف‪ ،‬دائًما هناك الكذبة التي ال تغتفر‪ ،‬واللحظة

التي ال تنسى‪ ،‬والنظرة التي‬


‫غيرت القلب‪ ،‬والجرح الذي ال تبرؤه األيام‪ ،‬هناك شك حتى في كلمة أعدك والكثير من الخوف وراء كلمة أحبك أو عبارة أنت أفضل‬
‫أصدقائي لكن نوايا البشر ال تتشابه‪.‬‬

‫وقف نيرو من مكانه وقال بصوت يعشق الشر‪:‬‬


‫ترن‪...‬ترن‪...‬ترن‪ ،‬فلتبدؤا اللعبة أيها القاتلون ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في الخامس من يونيو كان ريو ذاهًبا الى المدرسة وهو متعب ألنه لم ينم باكًر ا البارحة فلقد كان لديه تحضيرات بشأن إمتحان قبوله في‬
‫جامعة فانزل المرموقة وبينما هو يسير ببطئ كعادته في احد اإلنعطافات يجد فتاة واقفة أمامه وتنظر للمنزل الذي يقع على يساره‪ ،‬لم يعر‬
‫لها إنتباها فلقد كان جل تفكيره في الجامعة وبهذا أكمل طريقه دون اإللتفات‪ .‬مر يوم ريو كباقي األيام وحينما وصل لنصف الطريق بين‬
‫مدرسته ومنزله حيث تقع حديقة تيفاست قرر الجلوس بداخلها قليال والتفكير ماذا سيفعل ان تم قبوله‪ ،‬جلس على كرسي وفي لحظة تفكيره‬
‫جلس شخص ما بجانبه بهدوء وقال‪:‬‬
‫مرحبا ريو‪ ،‬انا متأكد أنك تفكر في جامعة فانزل…‬ ‫‪-‬‬
‫إلتفت ريو بسرعة من شدة الخوف فهذا الشخص قد عرف ما يفكر فيه دون سؤاله‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬من أنت؟‬
‫كان شابا في السادسة والعشرين من عمره إبتسم وقال‪ - :‬أنا ماتسودا صانع ألعاب واخ مدير جامعة فانزل‬
‫اندهش ريو بعد معرفته من يكون ووقف من مكانه احتراما له وكان يتملقه ويجامله بالحديث لربما يكون واسطته مع المدير ليتم قبوله‬
‫دون معاناة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬انا ضعيف في دراستي وال اعلم ان كنت سأنجح في اختبار القبول او ال فهكذا سيتحدد مصير عائلتي ومصيري‪..‬‬
‫ماتسودا‪ - :‬ال تقلق سأساعدك لتنجح‬
‫لم يصدق ريو ما سمعه وطار بالفرحة من مكانه وكان يتلعثم في كالمه لشدة انه لم يالحظ كالم ماتسودا الباقي وفي لحظة من الغفلة قال ‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬انا موافق على جميع شروطك او ما تطلبه مني‬
‫ماتسودا‪ - :‬اذا لنلتقي بعد ثالثة ايام من االن وراء مدرستك لتطبيق الشرط الوحيد لنجاحك ‪.‬‬
‫اتفقا وعاد ريو سعيًد ا الى منزله‪ ،‬وضع رأسه على الوسادة وهو ينتظر مرور هذه األيام الثالثة ليخبر اهله بنجاحه‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬سأنجح مهما كلفني االمر وسأجعل حالتنا المادية افضل وسأفرح عائلتي واجعل لهم مكانة في المجتمع‪ ،‬لن يقف شيء في طريقي‬
‫كانت كالمته مليئة بالعزيمة واإلصرار على تحقيق ما يرمي له منذ البداية‬
‫انتهى انتظاره ومرت األيام الثالث وبعد انتهائه من الدراسة وقف وراء المدرسة ينتظر ماتسودا‪ ،‬بعد وقت قصير حيث اشارت الساعة‬
‫الى ‪ 6:15‬وقفت سيارة سوداء بجانب ريو وطلب منه سائقها الركوب فسأله‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬أين ماتسودا؟ أليس معكم!‬
‫لم يحصل على اي رد من السائق فركب وهو خائف ولكن اصراره على تحقيق حلمه زرع فيه الكثير من الشجاعة‪ ،‬انطلق السائق وبينما‬
‫هو يسوق طلب من ريو ان يخفض رأسه قليال سيجد ورقة تحته مباشرة؛ انحنى ووجد الورقة وحملها بين يديه وهم بفتحها وقلبه يدق‬
‫ببطئ ‪:‬‬
‫ترن‪...‬ترن‪...‬ترن… اصبحت…‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اغمي على ريو بسبب المخذر الذي وضعه شخص له من الوراء بعدما انقض عليه دون ان يالحظه‬
‫فتح ريو عيناه على حائط عليه رموز كثيرة متجاورة لكن أثر المخذر ال يزال ظاهًر ا عليه فهو يكاد يفتح عينيه بصعوبة‪ ،‬بعد ساعتين‬
‫وثالث دقائق انفتح باب الغرفة ودخل منها شخص يرتدي بذلة رمادية وقناع ابيض ووقف في الجهة المقابلة للباب وحمل صفارة وبدأ‬
‫يطلقها فاستيقظ ريو من الصوت العالي‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬جبناء وحمقى تختطفونني وتربطونني وترتدون اقنعة‪ ،‬انتم حقا جبناء‬
‫ينطلق صوت شخص من مكبر الصوت المعلق على السقف ‪ - :‬مرحبا بكم ايها القاتلون معكم نيرو مقدم العاب الصداقة‪ ،‬سيشرح لكم‬
‫الخادم كيف تسير المرحلة االولى‬
‫تكلم ريو مع نفسه متسائًال‬
‫ريو ‪ - :‬ماذا يقصد بقاتلون؟! هل هناك غيري هنا!!‬
‫الخادم ‪ - :‬اسمعوا جيدا في هذه المرحلة ستكون بمثابة اختبار للدخول في اللعبة الرسمية‪ ،‬هناك خمس قوانين من يخالف واحًد ا منها‬
‫سيعاقب‪.‬‬
‫في هذه اللحظة صاح نيرو بجملته الشهيرة والمخيفة‬
‫نزع الخادم التقيود عن ريو وبدأ يتسائل ما هي هذه اللعبة ؟ او ماذا يجب ان يفعل ليخرج من هنا؟ كان تائها في افكاره وفكر في سؤال‬
‫الخادم فأخبره ان يدله عن اي تلميح ليفهم‬
‫الخادم ‪ - :‬ال يسمح بالكالم يمكنك البحث لتخرج من الغرفة‬
‫فكر ريو وعلم ان كل شيء داخل الغرفة وبدأ البحث دون ان يتفوه بحرف فالحظ بعض الرموزعلى الحائط كانت تبدو مألوفة له اي أنه‬
‫رآها سابقا‪ ،‬لمح شيًئ ا على يساره تحت الكرسي فٱذ بها ورقة‪ .‬فتحها بسرعة ‪:‬‬
‫ان كنت الصديق الحقيقي لي فلتجعلني اتأكد‬ ‫‪-‬‬
‫ريو‪ - :‬ماذا يقصد بهذا الكالم!! سوف أفقد عقلي‬
‫اقترب ريو من الباب ليحاول فتحه فوجد بجانبه مكان لكتابة كلمة سر لفتح الباب وهنا تأكد ان اي شيء بجوراه قد يكون الحل للخروج؛‬
‫تنهد ريو بعمق ليزرع الثقة بنفسه وبدأ التحقيق وحل اللغز‬
‫كان ينظر للرموز بتمعن ويضع نقاط مشتركة بينها‪:‬‬
‫ريو ‪ - :‬مثلث وفي وسطه رقم ‪ 3‬وكتاب بجانبه عالمة زائد (‪ )+‬ورقم ‪ 9‬فوق دائرة… اين هي النقطة المشتركة بينهم!! انها صعبة حقا‬
‫استغرق ريو ساعتين ونصف من التفكير المتواصل وبدأ يتعب وينتابه شعور الجوع فطلب من الخادم ان يحضر له بعض الطعام فلم ينل‬
‫اي رد منه فعلم ان األمر متوقف على اجتياز الباب او الموت بالداخل‬
‫كان الغضب يعتلي مالمح ريو ألنه لم يجد اي دليل لحد االن وصرخ بقوة قائًال‪:‬‬
‫ريو ‪ - :‬ماذا يحصل هنا؟ الى اين تريدون الوصول؟‬
‫انفتح مكير الصوت مرة ثانية‪:‬‬
‫نيرو ‪ - :‬هذا كاٍف لقد اجتزتم المرحلة األولى‪ ،‬افتح الباب ايها الخادم‬
‫تقدم الخادم نحو الباب وفتحه من دون استعمال اي مفاتيح او رموز‪ ،‬فرح ريو ألنه سيخرج من هنا ولم يفكر بأي شيء اخر سوى العودة‬
‫الى المنزل فإتجه نحو الباب وهو يركض واذ به يجد نفسه في غرفة اخرى ومعه اشخاص اخرين وكلهم في حال سيئة مثله تماما متعبين‬
‫ويحتاجون للطعام والراحة‬
‫كان من في الغرفة جميعًا يعرفونه بعضهم فهم يرتادون نفس المدرسة ونفس القسم؛ ريو ولينا وبانك وسوناري ‪:‬‬
‫لينا‪ - :‬كيف… من اين أتيتم يا اصدقاء؟‬
‫سوناري ‪ - :‬لقد اختطفوني ووجدت نفسي هنا‬
‫بانك ‪ - :‬انهم عصابة ويحاولون قتلنا‬
‫ريو ‪ - :‬يا اصدقاء ال اصدق انكم هنا حقا‪ ،‬ماذا حصل حتى اختطفونا؟ هل فعلنا اي شيء خاطئ!‬
‫كانوا في بحر من األسئلة التي ال تجد لها اجابة‪ ،‬ألغاز كثيرة ومحيرة وانتهوا من المرحلة االولى من دون فهم ما حدث معهم‬
‫وقف بانك وقال ‪:‬‬
‫بانك ‪ - :‬هل وجدتم انفسكم في غرفة بها رموز و ورقة مكتوب فيها ( ان كنت الصديق الحقيقي لي فلتجعلني اتأكد)؟‬
‫اجاب الجميع بنعم وعلى وجوههم دهشة وصدمة من حدوث نفس االختبار لهم‬
‫لينا ‪ - :‬كيف سنخرج من هنا؟‬
‫نظر لها ريو بنظرة حادة وقال‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬ال اريد التفكير في شيء فقط احتاج للقليل من الطعام والراحة‬
‫عم الصمت في الغرفة لبضع دقائق وفجأة دخل اربعة من الخدم ووقفوا في اماكن مختلفة وانفتح مكبر الصوت ؛‬
‫نيرو‪ - :‬اعتقد انكم مستعدون للعبة الحقيقية ايها القاتلون…‬
‫بانك‪ - :‬ال اريد إكمال هذه السذاجة لقد اكتفيت‬
‫نيرو‪ - :‬انا لم أجلبك هنا عن خطأ انت من وافقت وبكامل إرادتك حينما قلت ( أوافق على شروطك بأكملها)‬
‫هنا عاد الجميع بذكرياتهم وكان ريو أولهم و قال‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬ان كنت تعلم ما تحدثته مع ماتسودا فأنت لست نيرو فقط هذا اسم مستعار‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫نيرو‪ :‬هه اضحكتني… ييدو انكم لم يتقرأولورقة التي اعطاها لكم ماتسودا في بداية االمر‪ ،‬فقط واحد منكم اطلع عليها‪.‬‬
‫سوناري‪ - :‬اي ورقة!! ال تلعب بعقولنا ارجوك‬
‫لينا‪ - :‬اصبحت ال استطيع التفكير من الخوف‬
‫بانك‪ - :‬على ماذا تحتوي الورقة!‬
‫بدأ يعتلي الغرفة قلق كبير وكل واحد منهم يفكر لوحده في كيفية الخروج وبدأو سألون بعضهم عن ماذا تحتوي الورقة ولكن ال احد منهم‬
‫قام باإلطالع عليها‪:‬‬
‫نيرو‪ - :‬فلتصمتوا‪ ،‬انتم حقا اغبياء فتلك الورقة كانت تحتوي على كل المعلومات والقوانين لهذه المراحل‪.‬‬
‫سقط ريو على االرض وهو مصدوم ويلوم نفسه لما لم يالحظ ماتسودا وهو يعطيه الورقة واكمل نيرو كالمه‪:‬‬
‫نيرو‪ - :‬سأشرح لكم فلقد تأخرنا عن بداية اللعبة؛ في المرحلة السابقة كانت معقدة قليال وهذا بالنسبة لكم بما أنكم ال تعرفون ما اسمها لهذا‬
‫اصبتم بالجنون فلو تمعنتم لوهلة ستجدون الحل امامكم فالخادم فتح الباب دون استعمال اي شيء وهذا يعني…‬
‫لينا‪ - :‬كان الباب مفتوحا منذ البداية…‬
‫نيرو ‪ - :‬اجل‪ ،‬ال يوجد اي نقاط مشتركة بين الرموز والرسالة وهنا نعلم انه ال عالقة لكلمة السر مع الباب؛ كل ذلك كان إلختبار تحملكم‬
‫ودهائكم وهذا كان اسم المرحلة االولى‬
‫سوناري‪ - :‬اذا اللعبة األولى بعنوان التحمل والدهاء‬
‫ريو كان واقفا ويسمع فقط لم يقم بأي حركة ويحاول تحليل ما يحدث معه وهنا توصل لألهم وقال بنبرة صوت هادئة‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬اسمعوني يا اصدقاء‪ ،‬هناك شخص بيننا يعلم بالقوانين ولكنه يخفي عنا األمر حتى وان سألت فلن يخبرني‬
‫بانك‪ - :‬قف عندك ولما تشك فينا لربما تكون انت‬
‫سوناري‪ - :‬صحيح صحيح ربما انت‬
‫ريو‪ - :‬علمت انكم ستقولون هذا لذلك وضعت خطة لجعله يعترف‬
‫وبينما كان االصدقاء في محاولة معرفة الخائن يينهم كان نيرو في غرفة القيادة يستمتع بالعرض‪:‬‬
‫نيرو‪ - :‬لقد بدأ الحماس الحقيقي ايتها القائدة‬
‫احضر الخدم الطعام للجميع لكن كل شخص حصل على شيء مختلف‪ ،‬فصاحت سوناري بغضب‪:‬‬
‫سوناري ‪ - :‬هذا ليس بعدل لما احصل على الطعام األسوء هنا!!‬
‫الخادم‪ - :‬هكذا هي األوامر‬
‫بانك‪ - :‬انظروا يا اصدقاء لينا لديها لحم مشوي ونحن ال نملك سوى القليل من الخبز‬
‫ريو‪ - :‬ماذا فعلتم في لعبة التحمل والدهاء فليشرح كل واحد منكم ما فعله بالتفصيل من فضلكم‬
‫بانك‪ - :‬ما هذا ااسؤال!! هل يهم هذا االن؟؟‬
‫لينا ‪ - :‬اعلم ما تحاول الوصول إليه ريو سأبدأ أنا‬
‫وقفت لينا وبدأت تشرح ما فعلت في الغرقة السابقة والبقية يستمعون لها وريو كان يتبع كلماتها بحذر وعندما اوشكت على اكمال كالمها‬
‫بدأت تبكي ألنها لم تتحمل شك ريو بها فهذا هو مقصده من ذاك السؤال‪:‬‬
‫بانك‪ - :‬هاي ريو هل كنت تشك في لينا ؟! ألست أحمق!! كيف لهذه البريئة ان تفعل شيء مخزي كالخيانة؟‬
‫ريو‪ - :‬ال تنخدع بالمظاهر يجب ان تضع كل اإلحتماالت في الحسبان‬
‫سوناري‪ - :‬انه انت‪ ،‬ريو خائن ويفعل هذا ليبعد التهمة عنه‬
‫بانك‪ - :‬من اول لقاء بيننا يا ريو لم ارتح ابدا‪ ،‬منذ ان رايتك مع ماركو لم اقتنع بك كصديق لكلينا فعيناك تحمالن الشر بداخلها‬
‫تفرق االصدقاء الى مجموعتين بعد كالم بانك األخير وكان ريو لوحده بينما لينا وسوناري وبانك مع بعض…‪.‬‬
‫تشتت الوضع كثيرا ولم تعد توجد اي رابطة او ثقة بين هؤالء وهم ينتظرون اعالن بداية اللعبة‬
‫فتح نيرو مكبر الصوت‪:‬‬
‫نيرو‪ - :‬ايها الخدم ابدؤا التحضيرات‪..‬‬
‫احضر الخدم صندوق خشبي صغير ووضعوه فوق الطاولة واعطوا لكل واحد ورقة وقلم‪:‬‬
‫نيرو‪ - :‬ستقومون بالتصويت واختيار من سيخرج من هذه اللعبة ويعود لمنزله‪.‬‬
‫خاطب نيرو نفسه ‪ - :‬كيف سيكون تفكيرهم بعد كل هذه البلبلة!‪ ...‬اشك في بقائهم اصدقاء‪ ،‬ستبدأ الدراما التي لطالما أحببتها‬
‫كل شخص كان يحمل الورقة في يده اليسرى وينظر إليها وسارح في التفكير على خالف لينا فلقد وضعت الورقة داخل الصندوق اي انها‬
‫قامت بالتصويت وهنا لم يتحمل بانك وسوناري فعلها؛ قالت سوناري بصوت منكسر وحزين‪:‬‬
‫سوناري‪ - :‬لما فعلت ذلك يا لينا ؟ ألم تفكري في سؤالنا عن االمر!! نحن ال نعلم ما هي قوانين اللعبة او انك…‪.‬‬
‫قاطعتها لينا بسرعة‪:‬‬
‫لينا‪ - :‬ال ال اعلم بشأن القوانين فقط اريد ان نخرج من هنا من غير ان يتأذى احد‬
‫بانك‪ - :‬من وضعت اسمه في الورقة؟‬
‫لينا‪ - :‬بما ان من يصوت عليه يخرج اذا فلنصوت على بعضنا البعض‪ ،‬لقد كتبت اسم ريو وانت قم بكتابة اسمي وسوناري ستكتب اسمك‬
‫وريو سيكت اسم سوناري‬
‫ريو‪ - :‬انت داهية يا لينا‪ ،‬ومن قال انني سأكتب إسمك!!‪ ...‬لن افعل شيء ما دمت ال اعرف القوانين او عواقبها‬
‫بانك‪ - :‬ايها االناني سأضربك‬
‫غضب بانك وحاول ضرب ريو وهنا تدخلت سوناري بينهم واوقفتهم‪:‬‬
‫بانك‪ - :‬ابتعدي ألبرحه ضربا عن ما يتفوه به من حماقات‬
‫سوناري‪ - :‬وماذا بعد ضربه!! ربما سيقتلونك ان القوانين‬
‫بانك‪ - :‬هل انت من يعلم بالقوانين!؟‬
‫سوناري‪ - :‬ال لست انا‬
‫بانك‪ - :‬ال اعلم ان كنت استطيع تصديق اي احد منكم هنا‪ ،‬اتركوني لوحدي فقط‬
‫نال منهم اليأس وفقدوا األمل من قلوبهم وجعلوا من بعضهم اعداء‪ ،‬هنا كان نيرو والطاقم يشاهدون دون الحراك‪ ،‬انفتح مكبر الصوت‪:‬‬
‫لم يتبقى سوى ثمانية دقائق على انتهاء اللعبة‬ ‫‪-‬‬
‫كان صو ا جديًد ا لم يسبق ان سمعوه‪ ،‬وقف ريو وتوجه نحو بانك؛ وقف بجانبه وطلب منه الوقوف ليخبره بأمر مهم‪:‬‬ ‫ًت‬
‫بانك‪ - :‬ان كنت تمزح لن تفلت هذه المرة‬
‫ريو‪ - :‬قف ولن تندم‬
‫وشوش ريو لبانك في اذنه بشيء لم يستطع احد سماعه واعاد نفس االمر مع سوناري ولينا وبعد ذلك اتجه نحو الصندوق ووضع ورقته‬
‫وفعل البقية نفس األمر‪ ،‬اقترب خادم وحمل الصندوق وخرجوا من الغرفة وتوجهوا نحو القاعدة وبعد ربع ساعة فتح نيرو المكبر‪:‬‬
‫نيرو‪ - :‬شكرا لكم على إتمام اللعبة لقد أبليتم حسنا سيأتي الخدم االن ليعلنوا لكم عن الفائز‪.‬‬
‫فرح الجميع وابتسموا ألن ريو وضع خطة ليخرجهم جميعا‪ ،‬دخل الخادم من الباب بخطوات ثابتة ووقف مقابال لهم واخرج ورقة كبيرة‬
‫من جييه وفتحها فأندهش الجميع ‪:‬‬
‫ريو ‪ - :‬اذا كنت انت…‬
‫سوناري‪ - :‬ال اصدق انه انت‬
‫وقفت لينا من مكانها واتجهت نحو الباب بهدوء تام وابتسمت ابتسامة شريرة‪:‬‬
‫لينا‪ - :‬فلتموتوا جميعا‬
‫بانك ‪ - :‬ال تخدعك المظاهر… كان ريو محقًا بشأنك‪ ،‬يالها من خيية‪.‬امل كبيرة لن تنسى ابدا‬
‫خرجت لينا وبقي الثالثة االخرون مع اسألة كثيرة‬
‫اخذ ريو يضرب الحائط وهو يقول ‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬كنت على بعد بضعة ثواني للخروج‪ ،‬ما الذي فاتني؟!‪...‬لقد فعلت االمر الصحيح وهو ان يصوت كل شخص لآلخر و هكذا ننجو‬
‫جميعنا‪ ...‬ال بد ان هناك احجية ما‬
‫نيرو ‪ - :‬بعد انتهاء اللعبة سأجيب عن كل اسئلتكم‬
‫بانك‪ - :‬ماذا تريدون منا؟‬
‫سوناري‪ - :‬هل ارتكبنا جريمة!‬
‫نيرو ‪ - :‬هذه اللعبة مخصصة لمعرفة من قتل ماركو فأنتم اعز اصدقائه واقربهم له‬
‫في لحظة شعر ريو بأن رئتيه تتقلصان وبدأ قلبه ينبض بجنون ‪:‬‬
‫ريو ‪ :‬انهم يعرفون!‬
‫ثم انقضى الشعور فجأة كما اتى‬
‫نيرو‪ - :‬تبدين شاحبة سوناري‪ ،‬كان يجدر بك ان ال تقتربي منه وتحبيه‬
‫اجابت كأنها صبية وهي تجاهد للسيطرة على توترها‬
‫سوناري‪ - :‬انا بخير‪ ....‬سأخرج عند اللعبة التالية‬
‫نيرو ‪ - :‬ظننتك تخطيت ذلك‪.‬‬
‫شعرت بالخجل والخوف ألنه انكشف امر لم يكن عليه الظهور ابًد ا‬
‫قال بانك وقد بدا عليه االرتباك‪:‬‬
‫بانك‪ - :‬ريو ال اقصد االهانة ولكن ألست اخر من إلتقى بماركو!؟‬
‫تردد ريو ثم اجابه هاًز ا رأسه‪.‬‬
‫ريو‪ - :‬لقد اخبرتنا انك ستجيب عن كل اسألتنا يا نيرو‪ ،‬اذا انا اريد معرفة ماذا كتبنا في االوراق االخيرة‬
‫نيرو‪ - :‬ايها الخادم اعطه الصندوق‬
‫كانت يدا ريو تهتزان من التوتر وامسك الصندوق وفتحه‪ ،‬اصدم بصخرة فوالذية من الندم ألنه وضع ثقته بمن كان الخائن‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬لقد كنِت ذكية وبارعة التمثيل‪ ،‬ستخسرين اعز ما لديك حينما اخرج من هنا‪.‬‬

‫كان ماركو صديًقا رائعا ومع انه ال يكبر ريو وبانك سوى بثالث سنوات اال انه كان بمثابة اًخ ا لهم منذ لقائهم االول في المدرسة‪ ،‬صنع‬
‫الخمسة دائرة صداقة متينة حيث انهم ال يفترقون ابدا سوى عند عودتهم للمنزل‪.‬‬
‫سألت سوناري ريو بشغف‪:‬‬
‫سوناري‪ - :‬هل كان ماركو مع فتاة اخرى!‪ ...‬اعني حبيبة‬
‫ريو‪ - :‬لم نتحدث ابًد ا عن حياته الخاصة ولم اره مع اي فتاة اخرى‪ ،‬ولما تسألين؟‬
‫غمزه بانك قائال‪ - :‬انهما متقاربان اكثر مما تظن يا ريو‪.‬‬
‫اخذ ريو نفسا عميًق ا ثم قال‪ - :‬كما تعلمون على األرجح يستضيف فتاة في منزله فلقد كان يعود باكًر ا وال يحبذ الخروج معنا في ايام‬
‫العطلة‪..‬‬
‫كانت سوناري تعلم ان ماركو شخص ناضج لن يفعل مثل هذه االمور الى حد تصنيفه من نخبة المثقفين واالناس المثاليين ولكنها تساءلت‬
‫ما اذا كان ماركو يفعل ذلك حقا على اي حال‪.‬‬
‫ًا‬
‫تابع ريو قائال‪ - :‬قبل موت ماركو بيومين وكعادته وجدته يغادر فندق سولومون مسرع وقد حالفه الحظ واختفى قبل ان ألحق به‬
‫قال بانك في نفسه‪ - :‬انه افضل فندق في المدينة‪ ،‬كيف انسى الغرف ‪ 309‬و ‪ 512‬تقطن فيهما فتاتان في غاية الجمال‪.‬‬
‫اكمل ريو كالمه‪ - :‬المشكلة ان ماركو كان سيلتقي بلينا في الحديقة العامة في ذلك الوقت ومع اسراعه يبدو انه قد تأخر عن موعده…‪.‬‬
‫لم يكن بانك واثقا الى حد كبير ولكنه تكلم وقال‪:‬‬
‫بانك‪ - :‬حسبما اذكر تلك اليلة اتصلت بسوناري واخبرتها ان تحضر لينا لنقيم حفال في منزلي‪.‬‬
‫سوناري‪ - :‬بالضبط كما تعلم لقد جليت لينا ولم أتأخر ولو دقيقة‪.‬‬
‫انفجر نيرو ضاحًك ا ‪ - :‬لهذا السبب نحن في وضع محموم هنا هذا اليوم فالجريمة وقعت وانتم في مأزق محرج جًد ا…‬
‫سوناري‪ - :‬ريو هل بيت ماركو قريب من منزلك ؟‬
‫اجاب ريو مكرهًا‪ - :‬اجل‪ ،‬ال عجب انني امر عليه كل صباح لنتجه نحو المدرسة‪.‬‬
‫وهنا تذكر ريو شيئا مهما وقال‪ - :‬في ذلك اليوم الذي إلتقيت فيه ماتسودا شاهدت فتاة واقفة امام منزل ماركو محدقة في نافذت غرفته‪.‬‬
‫بانك‪ - :‬من هي تلك الفتاة؟ صفها لنا‬
‫ريو‪ - :‬ال اتذكر شكلها فلقد كنت افكر في كيفية الحصول على الموافقة في جامعة فانزل‬
‫صرخت سوناري قائلة‪ - :‬احمق…‬
‫ونم صوتها عن غضب عميق ثم اخرجت من جيبها صورة لتلك الفتاة كانت واقفة مع ماركو بجانب فندق سولومون‬
‫تساءل الجميع من يكون القاتل وعادوا ليتابعوا تحليل االحداث والتوصل الى دليل قاطع…‪.‬‬
‫تحدثت سوناري بحماس يثير القلق بعض الشيء‪:‬‬
‫سوناري‪ - :‬اسمعوا يا رفاق‪ ،‬لينا خرجت وبعض االمور الغامضة والشكوك تدور حولها وكانت سعيدة ببقائنا هنا واتضحت بعض االمور‬
‫ولكن الحقيقة لم تظهر بعد ومقتل ماركو لم يكن من دون سبب‬
‫ريو‪ - :‬أظن أن األمر متعلق بالحب والخيانة وأنت اعلم منا بذلك يا سوناري‪ ،‬أليس كذلك؟ لكن السؤال الذي يشغل بالي من ولما صنعت‬
‫هذه اللعبة!!‬
‫قال بانك ضاحكا‪ - :‬شكًر ا على التلميح ريو‪ ،‬لنفكر االن من وضع هذه اللعبة وهكذا سنصل للقاتل الحقيقي‪.‬‬
‫ابتسم نيرو متحدثا مع نفسه‪ - :‬إنتباه ريو إلى التفاصيل هو احدى اهم مزاياه ال يترك مجاال للخطأ‪ ،‬لتبدإ اللعبة الثانية ولنرى كيف ستتعامل‬
‫معها‬
‫دخل الخادم على االصدقاء ببعد خمسة أمتار من مكان جلوسهم وقال‪ - :‬لننتقل الى اللعبة الموالية وقبل ذلك سأشرح لكم القوانين‪ ،‬اوال ال‬
‫يسمح بإستعمال العنف (القتال) وثانيا سيدخل كل شخص على حدى وفي مرات متتالية الى الغرفة وفي المرة الثالثة ستدخلون جميعا‬
‫وثالثا وأخيًر ا ال يسمح بتجاوزخمس دقائق في كل مرة تدخلون فيها الى الغرفة‪.‬‬
‫فكر ريو بما اننا سندخل الى الغرفة مرتين منفصلين فهي كإستجواب لشخص ما ومحاولة معرفة امر مهم… سأنتبه أكثر‬
‫ضغط ريو على يده اليمنى وتنهد عند وقوفه وقرر الدخول أوًال؛ فتح الخادم الباب وخطى بانك خطواته بثبات نحو الغرفة ودخل‪ ،‬وجد‬
‫فتاة جالسة على كرسي ومرتدية قناع وقال في نفسه‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬انها مخبأة هناك‪ ،‬الحقيقة مدفونة في مكان ما…‪ .‬شخص واحد فقط رأى ماركو يموت وذلك قبل ثالثة أسابيع‪ ،‬سأجده‬
‫مرت دقيقتان من دون حديث ولم يبادر اي منهما بكلمة واقفان من دون حركة‪ ،‬احنى ريو رأسه ليلقي نظرة مائلة على جسد الفتاة‪ ،‬رأى‬
‫دائرة صغيرة تلمع‪ .‬كانت قالدة مثل التي رآها في الصورة سابقًا فعلم ان هذه الفتاة هي نفسها التي كانت مع ماركو امام فندق سولومون‪.‬‬
‫بعثت تلك الرؤية نشوة في نفسه وراح يشعر منذ االن بقوته تتضاعف واعاد ربط مئزره واقترب الى الفتاة وقال‪:‬‬
‫ريو‪ - :‬كان ماركو يهتم بك كثيرًا حتى انه لم يعد يجلس او يحادثنا مثلما كنا سابًق ا‪.‬‬
‫اندهش ريو ألن حديثه عن ماركو لم يجعل الفتاة تتكلم وخاصة انه يعلم بأن عالقتها به عالقة تحمل مشاعر كبيرة‪ ،‬اعاد تركيزه الى‬
‫المهمة التي بين يديه وفكر في سؤالها عن عالقتها بماركو ولكن تيقن انها لن تجيبه ابًد ا وهنا فتح الخادم الباب واخبر ريو ان وقته انتهى‬
‫وعليه الخروج ‪ ،‬خرج ريو وهو يعد نفسه للحدث الذي سيهز قريبًا قلوب الجميع‪.‬‬
‫كانت سوناري مشغولة بمراجعة مالحظاتها في المراحل السابقة‪ ،‬نظرت وقد فوجئت لرؤية ريو خارجا من الغرفة من عبوًس ا وحزيًن ا من‬
‫دون ان يتحدث ‪:‬‬
‫بانك‪ - :‬هاي ريو ماذا وجدت بالداخل؟‬
‫ريو‪ - :‬مجرد فتاة ترتدي قناع وال تتكلم‬
‫بانك‪ - :‬كيف ال تتكلم؟!‬
‫ريو‪ - :‬ربما هي صماء او لديها رهاب اجتماعي‬
‫بانك‪ - :‬رهاب اجتماعي!! ال اعتقد ذلك‪ ،‬ربما هي فقط خائفة مثلنا…‬
‫قاطعته سوناري‪:‬‬
‫سوناري‪ - :‬سأدخل للتحقق من ذلك وسأعرف من تكون ولما هي هنا‬
‫قال ريو ساخرا‪ - :‬ادخلي ايتها المحققة لنرى مدى براعتك في تحليل الشخصيات‬

You might also like