Professional Documents
Culture Documents
هناك أشياء أكبر من كلمة شكرًا، واشياء لا تصلحها كلمة آسف، دائمًا هناك الكذبة التي لا تغتفر، واللحظة التي لا تنسى، والنظرة التي غيرت القلب، والجرح الذي لا تبرؤه الأيام، هناك شك حتى في كلمة أعدك والكثير من الخوف ور
هناك أشياء أكبر من كلمة شكرًا، واشياء لا تصلحها كلمة آسف، دائمًا هناك الكذبة التي لا تغتفر، واللحظة التي لا تنسى، والنظرة التي غيرت القلب، والجرح الذي لا تبرؤه الأيام، هناك شك حتى في كلمة أعدك والكثير من الخوف ور
كان ماركو صديًقا رائعا ومع انه ال يكبر ريو وبانك سوى بثالث سنوات اال انه كان بمثابة اًخ ا لهم منذ لقائهم االول في المدرسة ،صنع
الخمسة دائرة صداقة متينة حيث انهم ال يفترقون ابدا سوى عند عودتهم للمنزل.
سألت سوناري ريو بشغف:
سوناري - :هل كان ماركو مع فتاة اخرى! ...اعني حبيبة
ريو - :لم نتحدث ابًد ا عن حياته الخاصة ولم اره مع اي فتاة اخرى ،ولما تسألين؟
غمزه بانك قائال - :انهما متقاربان اكثر مما تظن يا ريو.
اخذ ريو نفسا عميًق ا ثم قال - :كما تعلمون على األرجح يستضيف فتاة في منزله فلقد كان يعود باكًر ا وال يحبذ الخروج معنا في ايام
العطلة..
كانت سوناري تعلم ان ماركو شخص ناضج لن يفعل مثل هذه االمور الى حد تصنيفه من نخبة المثقفين واالناس المثاليين ولكنها تساءلت
ما اذا كان ماركو يفعل ذلك حقا على اي حال.
ًا
تابع ريو قائال - :قبل موت ماركو بيومين وكعادته وجدته يغادر فندق سولومون مسرع وقد حالفه الحظ واختفى قبل ان ألحق به
قال بانك في نفسه - :انه افضل فندق في المدينة ،كيف انسى الغرف 309و 512تقطن فيهما فتاتان في غاية الجمال.
اكمل ريو كالمه - :المشكلة ان ماركو كان سيلتقي بلينا في الحديقة العامة في ذلك الوقت ومع اسراعه يبدو انه قد تأخر عن موعده….
لم يكن بانك واثقا الى حد كبير ولكنه تكلم وقال:
بانك - :حسبما اذكر تلك اليلة اتصلت بسوناري واخبرتها ان تحضر لينا لنقيم حفال في منزلي.
سوناري - :بالضبط كما تعلم لقد جليت لينا ولم أتأخر ولو دقيقة.
انفجر نيرو ضاحًك ا - :لهذا السبب نحن في وضع محموم هنا هذا اليوم فالجريمة وقعت وانتم في مأزق محرج جًد ا…
سوناري - :ريو هل بيت ماركو قريب من منزلك ؟
اجاب ريو مكرهًا - :اجل ،ال عجب انني امر عليه كل صباح لنتجه نحو المدرسة.
وهنا تذكر ريو شيئا مهما وقال - :في ذلك اليوم الذي إلتقيت فيه ماتسودا شاهدت فتاة واقفة امام منزل ماركو محدقة في نافذت غرفته.
بانك - :من هي تلك الفتاة؟ صفها لنا
ريو - :ال اتذكر شكلها فلقد كنت افكر في كيفية الحصول على الموافقة في جامعة فانزل
صرخت سوناري قائلة - :احمق…
ونم صوتها عن غضب عميق ثم اخرجت من جيبها صورة لتلك الفتاة كانت واقفة مع ماركو بجانب فندق سولومون
تساءل الجميع من يكون القاتل وعادوا ليتابعوا تحليل االحداث والتوصل الى دليل قاطع….
تحدثت سوناري بحماس يثير القلق بعض الشيء:
سوناري - :اسمعوا يا رفاق ،لينا خرجت وبعض االمور الغامضة والشكوك تدور حولها وكانت سعيدة ببقائنا هنا واتضحت بعض االمور
ولكن الحقيقة لم تظهر بعد ومقتل ماركو لم يكن من دون سبب
ريو - :أظن أن األمر متعلق بالحب والخيانة وأنت اعلم منا بذلك يا سوناري ،أليس كذلك؟ لكن السؤال الذي يشغل بالي من ولما صنعت
هذه اللعبة!!
قال بانك ضاحكا - :شكًر ا على التلميح ريو ،لنفكر االن من وضع هذه اللعبة وهكذا سنصل للقاتل الحقيقي.
ابتسم نيرو متحدثا مع نفسه - :إنتباه ريو إلى التفاصيل هو احدى اهم مزاياه ال يترك مجاال للخطأ ،لتبدإ اللعبة الثانية ولنرى كيف ستتعامل
معها
دخل الخادم على االصدقاء ببعد خمسة أمتار من مكان جلوسهم وقال - :لننتقل الى اللعبة الموالية وقبل ذلك سأشرح لكم القوانين ،اوال ال
يسمح بإستعمال العنف (القتال) وثانيا سيدخل كل شخص على حدى وفي مرات متتالية الى الغرفة وفي المرة الثالثة ستدخلون جميعا
وثالثا وأخيًر ا ال يسمح بتجاوزخمس دقائق في كل مرة تدخلون فيها الى الغرفة.
فكر ريو بما اننا سندخل الى الغرفة مرتين منفصلين فهي كإستجواب لشخص ما ومحاولة معرفة امر مهم… سأنتبه أكثر
ضغط ريو على يده اليمنى وتنهد عند وقوفه وقرر الدخول أوًال؛ فتح الخادم الباب وخطى بانك خطواته بثبات نحو الغرفة ودخل ،وجد
فتاة جالسة على كرسي ومرتدية قناع وقال في نفسه:
ريو - :انها مخبأة هناك ،الحقيقة مدفونة في مكان ما… .شخص واحد فقط رأى ماركو يموت وذلك قبل ثالثة أسابيع ،سأجده
مرت دقيقتان من دون حديث ولم يبادر اي منهما بكلمة واقفان من دون حركة ،احنى ريو رأسه ليلقي نظرة مائلة على جسد الفتاة ،رأى
دائرة صغيرة تلمع .كانت قالدة مثل التي رآها في الصورة سابقًا فعلم ان هذه الفتاة هي نفسها التي كانت مع ماركو امام فندق سولومون.
بعثت تلك الرؤية نشوة في نفسه وراح يشعر منذ االن بقوته تتضاعف واعاد ربط مئزره واقترب الى الفتاة وقال:
ريو - :كان ماركو يهتم بك كثيرًا حتى انه لم يعد يجلس او يحادثنا مثلما كنا سابًق ا.
اندهش ريو ألن حديثه عن ماركو لم يجعل الفتاة تتكلم وخاصة انه يعلم بأن عالقتها به عالقة تحمل مشاعر كبيرة ،اعاد تركيزه الى
المهمة التي بين يديه وفكر في سؤالها عن عالقتها بماركو ولكن تيقن انها لن تجيبه ابًد ا وهنا فتح الخادم الباب واخبر ريو ان وقته انتهى
وعليه الخروج ،خرج ريو وهو يعد نفسه للحدث الذي سيهز قريبًا قلوب الجميع.
كانت سوناري مشغولة بمراجعة مالحظاتها في المراحل السابقة ،نظرت وقد فوجئت لرؤية ريو خارجا من الغرفة من عبوًس ا وحزيًن ا من
دون ان يتحدث :
بانك - :هاي ريو ماذا وجدت بالداخل؟
ريو - :مجرد فتاة ترتدي قناع وال تتكلم
بانك - :كيف ال تتكلم؟!
ريو - :ربما هي صماء او لديها رهاب اجتماعي
بانك - :رهاب اجتماعي!! ال اعتقد ذلك ،ربما هي فقط خائفة مثلنا…
قاطعته سوناري:
سوناري - :سأدخل للتحقق من ذلك وسأعرف من تكون ولما هي هنا
قال ريو ساخرا - :ادخلي ايتها المحققة لنرى مدى براعتك في تحليل الشخصيات