You are on page 1of 10

‫نماذج من اإلنتاجات الكتابية للدرجتين الثانية و الثالثة‬

‫وضع البداية‬
‫ـ الموضوع‬

‫صغير وذهبت لقضاء بعض الشؤون ولكنّ أخاك استيقظ من نومه وجعل يصيح‪ .‬فاحترت في‬
‫ـ تركتك أ ّمك مع أخيك ال ّ‬
‫أمره‪ ،‬ولم تعرف ما تفعله‬
‫ـ تحدّث مبيّنا حيرتك وما قمت به وما آل إليه األمر‬
‫ـ اإلنتاج‬

‫‪……………………………………………………………………………………………………………..‬‬
‫………………………………………………………………………………………………………………‬

‫صة من يدي وقفزت مسرعا‪ ،‬اتجهت نحو غرفته فإذا به‬ ‫صغير‪ .‬رميت الق ّ‬
‫ـ تعالى صوت بكاءفي المنزل‪ .‬إنه بكاء أخي ال ّ‬
‫يصرخ بأعلى صوته‪ .‬رابني أمره‬
‫ضاعة‪ .‬ولكنه لم يحفل بها‪ .‬احترت‬ ‫ر‬
‫ّ ّ‬ ‫ال‬ ‫له‬ ‫فجلبت‬ ‫’‬ ‫جائع‬ ‫لعله‬ ‫’‬ ‫فقلت‬ ‫جدوى‪.‬‬ ‫دون‬ ‫ولكن‬ ‫تهدئته‬ ‫وقلت ’لعله خائف’ حاولت‬
‫‪،‬في أمره‪ ،‬ليتني كنت أفهم ما يريد وأعرف حاجته‪ .‬ازداد صياحه وازدادت معه حيرتي‬
‫كنت أهدئه تارة وأذرع الغرفة جيئة وذهابا تارة أخرى‪ ،‬وفجأة تبادرت إلى ذهني فكرة‪ :‬فقد استنجدت بجارتنا ورويت لها‬
‫ما حصل‪ ،‬فلبت طلبي وأسرعت ألخي تستطلع أمره ث ّم ضحكت وغيّرت له حفاظته وقدّمت له‬
‫صتي‬‫صعداء وشكرت جارتنا وعدت ألكمل مطالعة ق ّ‬ ‫ضاعته‪ .‬هدأ أخي وعاد إلى نومه فتنفست ال ّ‬
‫ر ّ‬
‫ـ عادت أ ّمي فرويت اها ما حصل وبيّنت لها صعب المسؤولية مادحا جارتنا‪ .‬حقا لقد صدق من قال ‪ :‬الجار قبل الدّار‬
‫بعض المحاوالت في إنتاج وضع بداية‬
‫‪ ‬ـ ‪1‬ـ ذات يوم اضط ّرت أ ّمي للخروج من المنزل لقضاء بعض الشؤون وتركتني مع أخي‬
‫صغير‬
‫ـ ‪2‬ـ ذات يوم اضط ّرت أ ّمي للخروج من المنزل لقضاء بعض الشؤون وعهدت إل ّي االعتناء بأخي ال ّ‬
‫ـ ‪3‬ـ إن نسيت فلن أنسى ذلك اليوم … يوم اضط ّرت أ ّمي للخروج من المنزل لقضاء بعض الشؤون وتركتني ألعتني بأخي‬
‫ـ ‪4‬ـ ما زلت أتذ ّكر ذلك اليوم …يوم خرجت أ ّمي من المنزل لقضاء بعض الشؤون وتركتني ألعتني بأخي ال ّ‬
‫صغير‬
‫صغير‪ .‬أخي الـّذي تركته أ ّمي معي في المنزل ألعتني به وخرجت‬
‫ـ ‪5‬ـ تعالى صوت بكاء في المنزل‪ .‬إنه بكاء أخي ال ّ‬
‫لقضاء بعض الشؤون‬
‫ـ ‪6‬ـ المسؤولية هي أن يكلفك أحد ما بمه ّمة واضعا ثقته فيك وهذا ما حصل لي فقد تركتني أ ّمي مع أخي الصغبر ألعتني‬
‫به وخرجت لقضاء بعض‬
‫الشؤون‬
‫سرد غير الخطّي)‬
‫سرد الخطّي ‪ ‬ـ ال ّ‬
‫سردية (ال ّ‬
‫المفارقة ال ّ‬
‫ـ الموضوع‬
‫‪ ‬ـ لك صديق تعزّه كثيرا ولكنّه أخبر أصدقاءك ذات م ّرة بكالم قال لهم بأنّه صدر عنك م ّما جعلهم يجافونك‬

‫ـ ‪           ‬ـ تحدّث مبيّنا ما حصل‪ ،‬وما قمت به إزاء ذلك‪ ،‬وما آل إليه األمر‪  ‬‬
‫ـ األحداث‬
‫ـ ّ‬
‫الذهاب إلى المدرسة‬
‫ـ عدم اهتمام أصدقائك بك وجفاؤهم لك‬
‫ـ التّفكير فيما حصل‬
‫سبب‬
‫ـ التّع ّرف على ال ّ‬
‫ـ الشّعور بالحيرة والتّفكير في ح ّل‬
‫ـ ‪ ‬الح ّل‬
‫ـ النّتيجة والعبرة‬
‫سرد الخطّي‬
‫ـ ال ّ‬
‫سردي في العادة بزمن يخضع إلى التّرتيب المنطقي (الواقعي) لألحداث الواردة به وإذا اتّبع ال ّراوي في سرده نفس‬ ‫ـ يتميّزالنّ ّ‬
‫ص ال ّ‬
‫طي‬‫التّرتيب المنطقي لهذه األحداث فإنّنا نقول أنّنا بصدد سرد خ ّ‬

‫ـ ‪                                                 ‬ـ اإلنتاج‬


‫ـ أخذت محفظتي في صبيحة هذا اليوم‪ ،‬واتّجهت نحو المدرسة‪ ،‬وأنا أمنّي نفسي بلقاء أع ّز أصدقائي‪ ،‬ألمضي معه أحلى األوقات في‬
‫طلب العلم‪ ،‬والنّهل منه‬
‫ساحة‪ ،‬فاقتربت منهم مبتسما‪ ،‬وألقيت التحيّة‪ ،‬وسألتهم عن صديقي نذير‪ ،‬ولكنّهم‬ ‫ـ وصلت‪ ،‬فرأيت ثلّة من أصدقائي مجتمعين وسط ال ّ‬
‫ّ‬
‫ي منهم حتّى التّحية‪ ،‬م ّما جعلني أندهش‪ ،‬وأشعر بالمرارة والذ ّل‪ .‬تحاملت‬
‫ي اهتمام‪ ،‬بل لم ير ّد أ ّ‬
‫قابلوني بجفاء‪ ،‬ولم يعيروني أ ّ‬
‫وابتعدت شاعرا بالمهانة‪ ،‬مشتّة األفكار‪ ،‬ال أعرف ما أفعل‪ .‬بسرعة ف ّكرت وحاولت معرفة سبب ما حصل‪ ،‬إلى أن أخبرني أحد‬
‫األصدقاء أنّ صديقي نذير قد أخبر الجميع بكالم قيل أنّه صدر عنّي في حقّهم‪ .‬لم أصدّق…ولم أصدّق أنّه فعل ذلك…ولم أصدّق حتّى‬
‫سمعت نفس اإلفادة من ك ّل األصدقاء‪ .‬شعرت بأسف كبير‪ ،‬وتملّكتني شياطين الغضب‪ ،‬فسرت لذلك قشعريرة‪ ،‬اهت ّز لها كامل جسمي‪،‬‬
‫وهاجت نفسي‪ ،‬ودون تفكير‪ ،‬بحثت عنه في ك ّل مكان‪ ،‬حتّى وجدته‪ ،‬فعاتبته‪ ،‬ووبخته‪ ،‬وق ّررت أن أقطع عالقتي به نهائيا‪ ،‬رغم ما‬
‫سف والتماس للعذر‬‫أبداه من تأ ّ‬
‫صمت‪ ،‬وأعيد التّفكير في صداقاتي‪ ،‬إذ أنّ‬
‫صباحية‪ ،‬عدت إلى المنزل‪ ،‬وقد ق ّررت أن ألجم لساني‪ ،‬وألتزم ال ّ‬
‫صة ال ّ‬
‫ـ‪ ‬بعد انتهاء الح ّ‬
‫صداقة رابط متين‪ :‬يربط بين النّاس‪ ،‬مبدؤه الثّقة والوفاء‪ ،‬ومصدره صدق المشاعر‪ ،‬واإلخالص في المودّة‬ ‫ال ّ‬
‫سردية‬
‫ـ المفارقة ال ّ‬
‫صة‪ ،‬وذلك‬
‫صة عند تقديمها شفويّا‪ ،‬أو كتابيا‪ ،‬بحيث يختلف التّرتيب عن التّرتيب الحقيقي للق ّ‬‫ق في إعادة ترتيب أحداث الق ّ‬ ‫لل ّراوي الح ّ‬
‫سردية‪ ،‬وهي نوعان‪ :‬إ ّما استرجاع‪ ،‬أو استباق‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫بالمفارقة‬ ‫ريقة‬ ‫ّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫هذه‬ ‫ى‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫وتس‬ ‫ّشويق‪،‬‬ ‫قصد الت‬
‫ـ االسترجاع‬
‫ـ يستطيع ال ّراوي اإلبقاء على األحداث مرتّبة ترتيبا خطّ يا مع إحداث فقرة يقع فيها استرجاع أحداث قريبة أو بعيدة من حيث الزّمن‬
‫ـ ‪                                                              ‬ـ اإلنتاج‬
‫ـ أخذت محفظتي في صبيحة هذا اليوم‪ ،‬واتّجهت نحو المدرسة‪ ،‬وأنا أمنّي نفسي بلقاء أع ّز أصدقائي‪ ،‬ألمضي معه أحلى األوقات في‬
‫طلب العلم‪ ،‬والنّهل منه‬
‫ساحة‪ ،‬فاقتربت منهم مبتسما‪ ،‬وألقيت التّحية‪ ،‬وسألتهم عن صديقي نذير‪ ،‬ولكنّهم‬ ‫ـ وصلت‪ ،‬فرأيت ثلّة من أصدقائي مجتمعين وسط ال ّ‬
‫ّ‬
‫ي منهم حتّى التّحية‪ ،‬م ّما جعلني أندهش‪ ،‬وأشعر بالمرارة والذ ّل‪ .‬تحاملت‬‫ي اهتمام‪ ،‬بل لم ير ّد أ ّ‬‫قابلوني بجفاء‪ ،‬ولم يعيروني أ ّ‬
‫وابتعدت شاعرا بالمهانة‪ ،‬مشتّة األفكار‪ ،‬ال أعرف ما أفعل‪ .‬بسرعة ف ّكرت وحاولت معرفة سبب ما حصل‪ ،‬إلى أن أخبرني أحد‬
‫األصدقاء أنّ صديقي نذير قد أخبر الجميع بكالم قيل أنّه صدر عنّي في حقّهم‪ .‬لم أصدّق…ولم أصدّق أنّه فعل ذلك…ولم أصدّق حتّى‬
‫سمعت نفس اإلفادة من ك ّل األصدقاء‪ .‬شعرت بأسف كبير‪ ،‬وتملّكتني‪ ‬شياطين الغضب‪ ،‬فسرت لذلك قشعريرة‪ ،‬اهت ّز لها كامل جسمي‪،‬‬
‫وهاجت نفسي‪ ،‬فصديقي نذير‪ ،‬هو أع ّز أصدقائي‪ ،‬كنّا ال نفترق إالّ في اللّيل‪،‬ونعود ليجمعنا النّهار‪ ،‬فيجمع معنا المرح واللّهو‪ ،‬وننسى‬
‫شدّة‪ ،‬ويساعد الواحد منّا اآلخر عند الحاجة‪ ،‬فكم م ّرة ساعدته‪ ،‬وكم م ّرة أعنته على تعدّي األزمات‪،‬‬ ‫األحزان واألتراح‪ .‬نتعاون عند ال ّ‬
‫وكم م ّرة صالحته مع بقية األصدقاء‪ .‬ودون تفكير‪ ،‬بحثت عنه في ك ّل مكان‪ ،‬حتّى وجدته‪ ،‬فعاتبته‪ ،‬ووبخته‪ ،‬وق ّررت أن أقطع عالقتي‬
‫سف والتماس للعذر‬ ‫به نهائيا‪ ،‬رغم ما أبداه من تأ ّ‬
‫صمت‪ ،‬وأعيد التّفكير في صداقاتي‪ ،‬إذ أنّ‬
‫صباحية‪ ،‬عدت إلى المنزل‪ ،‬وقد ق ّررت أن ألجم لساني‪ ،‬وألتزم ال ّ‬
‫صة ال ّ‬
‫ـ‪ ‬بعد انتهاء الح ّ‬
‫صداقة رابط متين‪ :‬يربط بين النّاس‪ ،‬مبدؤه الثّقة والوفاء‪ ،‬ومصدره صدق المشاعر‪ ،‬واإلخالص في المودّة‬ ‫ال ّ‬
‫ـ االستباق‬
‫سرد عن أحداث سابقة لها في المسار الزّمني‪ ،‬كذكر النّتيجة في مقدّمة اإلنتاج أو‬‫ـ هو أن يقدّم ال ّراوي حدثا أو بعض األحداث عند ال ّ‬
‫كالبداية من سياق التّح ّول ث ّم العودة لوضع البداية…‪.‬ـ‬
‫ـ ‪                                                 ‬ـ اإلنتاج‬
‫صمت‪ ،‬وأعيد التّفكير في صداقاتي‪،‬‬
‫قررت أن ألجم لساني‪ ،‬وألتزم ال ّ‬
‫صباحية‪ ،‬عدت إلى المنزل‪ ،‬وقد ّ‬‫صة الدّراسية ال ّ‬
‫ـ‪ ‬بعد انتهاء الح ّ‬
‫صداقة رابط متين‪ :‬يربط بين النّاس‪ ،‬مبدؤه الثّقة والوفاء‪ ،‬ومصدره صدق المشاعر‪ ،‬واإلخالص في المودّة‪ .‬اتّخذت هذا‬ ‫إذ أنّ ال ّ‬
‫القرار‬
‫في صبيحة هذا اليوم بعد أن‪ ‬أخذت محفظتي ‪ ،‬واتّجهت نحو المدرسة‪ ،‬وأنا أمنّي نفسي بلقاء أع ّز أصدقائي‪ ،‬ألمضي معه أحلى‬
‫األوقات في طلب العلم‪ ،‬والنّهل منه‬
‫ساحة‪ ،‬فاقتربت منهم مبتسما‪ ،‬وألقيت التّحية‪ ،‬وسألتهم عن صديقي نذير‪ ،‬ولكنّهم‬ ‫ـ وصلت‪ ،‬فرأيت ثلّة من أصدقائي مجتمعين وسط ال ّ‬
‫ي منهم حتّى التّحية‪ ،‬م ّما جعلني أندهش‪ ،‬وأشعر بالمرارة ّ‬
‫والذ ّل‪ .‬تحاملت‬ ‫ي اهتمام‪ ،‬بل لم ير ّد أ ّ‬
‫قابلوني بجفاء‪ ،‬ولم يعيروني أ ّ‬
‫وابتعدت شاعرا بالمهانة‪ ،‬مشتّة األفكار‪ ،‬ال أعرف ما أفعل‪ .‬بسرعة ف ّكرت وحاولت معرفة سبب ما حصل‪ ،‬إلى أن أخبرني أحد‬
‫األصدقاء أنّ صديقي نذير قد أخبر الجميع بكالم قيل أنّه صدر عنّي في حقّهم‪ .‬لم أصدّق…ولم أصدّق أنّه فعل ذلك…ولم أصدّق حتّى‬
‫سمعت نفس اإلفادة من ك ّل األصدقاء‪ .‬شعرت بأسف كبير‪ ،‬وتملّكتني شياطين الغضب‪ ،‬فسرت لذلك قشعريرة‪ ،‬اهت ّز لها كامل جسمي‪،‬‬
‫وهاجت نفسي‪ ،‬ودون تفكير‪ ،‬بحثت عنه في ك ّل مكان‪ ،‬حتّى وجدته‪ ،‬فعاتبته‪ ،‬ووبخته‪ ،‬وق ّررت أن أقطع عالقتي به نهائيا‪ ،‬رغم ما‬
‫سف والتماس للعذر‬‫أبداه من تأ ّ‬
‫ـ ‪                                                ‬ـ اإلنتاج‬
‫ساحة‪ ،‬فاقتربت منهم مبتسما‪ ،‬وألقيت التّحيّة‪ ،‬وسألتهم عن صديقي‬ ‫ـ وصلت إلى المدرسة‪ ،‬فرأيت ثلّة من أصدقائي مجتمعين وسط ال ّ‬
‫ي منهم حتّى التّحية‪ ،‬م ّما جعلني أندهش‪ ،‬وأشعر بالمرارة ّ‬
‫والذ ّل‪.‬‬ ‫نذير‪ ،‬ولكنّهم قابلوني بجفاء‪ ،‬ولم يعيروني أ ّ‬
‫ي اهتمام‪ ،‬بل لم ير ّد أ ّ‬
‫تحاملت وابتعدت شاعرا بالمهانة‪ ،‬مشتّة األفكار‪ ،‬ال أعرف ما أفعل‪ .‬بسرعة ف ّكرت وحاولت معرفة سبب ما حصل‪ ،‬إلى أن أخبرني‬
‫صديق الّذي منّيت نفسي في صبيحة هذا‬‫أحد األصدقاء أنّ صديقي نذير قد أخبر الجميع بكالم قيل أنّه صدر عنّي في حقّهم‪ .‬هذا ال ّ‬
‫ّ‬
‫اليوم‪ ،‬بعد أن أخذت محفظتي‪ ،‬واتّجهت نحو المدرسة‪ ،‬بلقائه وتمضية أحلى األوقات معه في طلب العلم‪ ،‬والنهل منه‪ .‬لم أصدّق…‬
‫ولم أصدّق أنّه فعل ذلك…ولم أصدّق حتّى سمعت نفس اإلفادة من ك ّل األصدقاء‪ .‬شعرت بأسف كبير‪ ،‬وتملّكتني شياطين الغضب‪،‬‬
‫فسرت لذلك قشعريرة‪ ،‬اهت ّز لها كامل جسمي‪ ،‬وهاجت نفسي‪ ،‬ودون تفكير‪ ،‬بحثت عنه في ك ّل مكان‪ ،‬حتّى وجدته‪ ،‬فعاتبته‪ ،‬ووبخته‪،‬‬
‫سف والتماس للعذر‬ ‫وق ّر رت أن أقطع عالقتي به نهائيا‪ ،‬رغم ما أبداه من تأ ّ‬
‫صمت‪ ،‬وأعيد التّفكير في صداقاتي‪ ،‬إذ أنّ‬
‫صباحية‪ ،‬عدت إلى المنزل‪ ،‬وقد ق ّررت أن ألجم لساني‪ ،‬وألتزم ال ّ‬
‫صة ال ّ‬
‫ـ‪ ‬بعد انتهاء الح ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫صداقة رابط متين‪ :‬يربط بين الناس‪ ،‬مبدؤه الث قة والوفاء‪ ،‬ومصدره صدق المشاعر‪ ،‬واإلخالص في المودّة‬ ‫ال ّ‬
‫ـ االسترجاع االستباق‬
‫ـ ‪                                                      ‬ـ اإلنتاج‬
‫صمت‪ ،‬وأعيد التّفكير في صداقاتي‪،‬‬
‫قررت أن ألجم لساني‪ ،‬وألتزم ال ّ‬
‫صباحية‪ ،‬عدت إلى المنزل‪ ،‬وقد ّ‬‫صة الدّراسية ال ّ‬
‫ـ‪ ‬بعد انتهاء الح ّ‬
‫صداقة رابط متين‪ :‬يربط بين النّاس‪ ،‬مبدؤه الثّقة والوفاء‪ ،‬ومصدره صدق المشاعر‪ ،‬واإلخالص في المودّة‪ .‬اتّخذت هذا‬ ‫إذ أنّ ال ّ‬
‫القرار‬
‫في صبيحة هذا اليوم بعد أن‪ ‬أخذت محفظتي ‪ ،‬واتّجهت نحو المدرسة‪ ،‬وأنا أمنّي نفسي بلقاء أع ّز أصدقائي‪ ،‬ألمضي معه أحلى‬
‫األوقات في طلب العلم‪ ،‬والنّهل منه‬
‫ساحة‪ ،‬فاقتربت منهم مبتسما‪ ،‬وألقيت التّحيّة‪ ،‬وسألتهم عن صديقي نذير‪ ،‬ولكنّهم‬ ‫ـ وصلت‪ ،‬فرأيت ثلّة من أصدقائي مجتمعين وسط ال ّ‬
‫ي منهم حتّى التّحية‪ ،‬م ّما جعلني أندهش‪ ،‬وأشعر بالمرارة ّ‬
‫والذ ّل‪ .‬تحاملت‬ ‫ي اهتمام‪ ،‬بل لم ير ّد أ ّ‬‫قابلوني بجفاء‪ ،‬ولم يعيروني أ ّ‬
‫وابتعدت شاعرا بالمهانة‪ ،‬مشتّة األفكار‪ ،‬ال أعرف ما أفعل‪ .‬بسرعة ف ّكرت وحاولت معرفة سبب ما حصل‪ ،‬إلى أن أخبرني أحد‬
‫األصدقاء أنّ صديقي نذير قد أخبر الجميع بكالم قيل أنّه صدر عنّي في حقّهم‪ .‬لم أصدّق…ولم أصدّق أنّه فعل ذلك…ولم أصدّق حتّى‬
‫سمعت نفس اإلفادة من ك ّل األصدقاء‪ .‬شعرت بأسف كبير‪ ،‬وتملّكتني شياطين الغضب‪ ،‬فسرت لذلك قشعريرة‪ ،‬اهت ّز لها كامل جسمي‪،‬‬
‫وهاجت نفسي‪ ،‬فصديقي نذير‪ ،‬هو أع ّز أصدقائي‪ ،‬كنّا ال نفترق إالّ في اللّيل‪،‬ونعود ليجمعنا النّهار‪ ،‬فيجمع معنا المرح واللّهو‪ ،‬وننسى‬
‫شدّة‪ ،‬ويساعد الواحد منّا اآلخر عند الحاجة‪ ،‬فكم م ّرة ساعدته‪ ،‬وكم م ّرة أعنته‪ ‬على تعدّي األزمات‪،‬‬ ‫األحزان واألتراح‪ .‬نتعاون عند ال ّ‬
‫وكم م ّرة صالحته مع بقية األصدقاء‪  .‬ودون تفكير‪ ،‬بحثت عنه في ك ّل مكان‪ ،‬حتّى وجدته‪ ،‬فعاتبته‪ ،‬ووبخته‪ ،‬وق ّررت أن أقطع عالقتي‬
‫سف والتماس للعذر‬ ‫به نهائيا‪ ،‬رغم ما أبداه من تأ ّ‬

‫‪ ‬‬
‫أنماط وضع النّهاية‬
‫ـ وضع النّهاية هو الحدث الّ ذي يغلق مسار األحداث المتتالية الواردة بوضع االنطالق وسياق التّح ّول إ ّما بالنّجاح أو بالفشل‪،‬‬
‫ويرفق‪ ‬بحكمة أو بيت شعر كلّ ما أمكن ذلك‪ ،‬كما يمكن أن يكون حدثا مفتوحا على أحداث أخرى‪ ،‬وذلك باستعمال أسئلة‪ ،‬أو بعدم ذكر‬
‫النّتيجة النّهائية لإلنتاج‬
‫إنتاج كتابي‬

‫ظهر ذات يوم‪ ،‬اضطرّت أ ّمي للخروج من المنزل لقضاء بعض ال ّشؤون‪،‬فطلبت مني أن أقوم برعاية ‪ ‬‬
‫‪     ‬‬

‫أختي الصّغرى فترة غيابها خاصّة‪ ‬وأنّنا ‪ ‬نقطن بعيدا عن بقيّة المنازل‪ .‬فلم أرفض ولم أخيّب ظنها‬
‫‪،‬ورحّبت بالتكليف دون وعي منّي ‪،‬فقد خيّل إل ّي أنها أرادت أن تح ّملني هذه المسؤولية لتختبرني وترى إن‬
‫كنت أهال لثقتها بي ‪.‬أحسست بشيء غامض‪ ‬يكتنفني‪،‬قد يكون مزيجا من الشعور بالرضا والحرج معا أو‬
‫هو أبعد من ذلك وأعمق ‪.‬فأ ّمي توسّمت في الخير وح ّملتني مسؤولية قد ال أكون في مستواها‬
‫خرجت أ ّمي وهي مطمئنة ‪ .‬وبقيت أنا وأختي نلهو في فرح وسعادة‪ .‬وبينما أنا كذلك إذ تذكرت أنه يجب‬
‫عل ّي الذهاب إلى منزل صديقتي إلنجاز البحث الذي كلّفنا به المعلم‪ ،‬اضطربت‪ ‬ووجدت نفسي بين‬
‫المطرقة والسّندان‪ .‬وأخذت أح ّدث نفسي “ماذا ستفعلين أيّتها البنت الغبية ؟ كيف ستحلين هذه المشكلة؟‬
‫ماذا ستقولين أل ّمك أو ماذا ستقولين للمعلّم؟”‪.‬وبعد تر ّدد كبير جعلت أختي تنام وانطلقت‪ ‬إلى منزل‬
‫‪ ‬صديقتي بعد أن اطمأننت عليها غير مبالية بالعواقب‬
‫الذهن بين أختي الّتي تركتها في المنزل وبين البحث الذي كنت‬‫كنت أنجزالبحث مغ صديقتي وأنا مشتّتة ّ‬
‫أنجزه‪ .‬فقد طرقت مئات الهواجس رأسي وأل ّمت بي التّخيالت ‪ .‬وما أن أنهينا‪ ‬إنجاز البحث حتى أطلقت‬
‫رجلي للرّيح عائدة إلى المنزل‪ .‬وصلت‪ ،‬دخلت فإذا بأ ّمي في انتظاري ‪ .‬رمقتني بنظرة لن أنساها كانت‬
‫مزيجا من العقاب وخيبة األمل وشعرت أن صمتها انتزع مني تاج الثقة انتزاعا وهي التي‪ ‬لطالما منحتني‬
‫إياها‪،‬فاعتراني ارتجاف ربما من ش ّدة الخوف أو من خيبة أمل أ ّمي في ‪ .‬اشت ّد غضب أ ّمي وانبرت شفتاها‬
‫في لهجة صارمة وهي تقول بأنها وجدت أختي الصّغرى تصيح وتبكي ‪ .‬استرسلت أ ّمي في‬
‫توبيخي‪ ‬ولومي واسترسلت معها دموعي على خديّ‪ .‬لم تكن دموع ألم أحسّ به وإنما دموعا أريد بها أن‬
‫أضع ح ّدا للوم أ ّمي ث ّم رفعت رأسي ونظرت لها أمال في نظرة عطف وصفح‬
‫‪…………………………………………………………………………..‬‬
‫‪…………………………………………………………………………..‬‬
‫نماذج من وضع النّهاية‬
‫ـ‪ ‬وضع نهاية يمثّل حدثا يغلق مسار األحداث المتتالية الواردة بوضع البداية وسياق‪ ‬التّحوّل‬
‫ـ‪ )1‬تفهّمت أ ّمي وضعيتي وسامحتني‪ ،‬ولكنّها عابت عل ّي عدم اهتمامي بدروسي إذ أنّي لو تذ ّكرت واجباتي المدرسية منذ الصّباح‬
‫لما حصل‪ ‬ذلك‬
‫ـ‪ )2‬تفهّمت أ ّمي وضعيتي وسامحتني‪ ،‬ولكنّها عابت عل ّي عدم اهتمامي بدروسي إذ أنّي لو تذ ّكرت واجباتي المدرسية منذ الصّباح‬
‫لما حصل ذلك‪ .‬ولهذا يجب على اإلنسان العمل بالمثل “التؤ ّجل عمل اليوم إلى الغد”ـ‬
‫ـ‪ )3‬تفهّمت أ ّمي وضعيتي وسامحتني‪ ،‬ولكنّها عابت عل ّي عدم اهتمامي بدروسي إذ أنّي لو تذ ّكرت واجباتي المدرسية منذ الصّباح‬
‫لما حصل ك ّل هذا‪ .‬ومنذ ذلك الوقت تح ّو لت إلى بنت مطيعة أقوم بواجباتي المدرسية في مواعيدها المح ّددة‪ ،‬وأطيع أ ّمي‪ ،‬وال‬
‫أرفض لها طلبا‬
‫ـ‪ )4‬عاقبتني أ ّمي‪ ،‬فتعلّمت درسا لن أنساه ما دمت حيّة‪ ،‬وتح ّولت إلى بنت مطيعة‪ ،‬أنفّذ ما يأمرني به والداي‪ ،‬وال أخالف وعدا‬
‫قطعته على‪ ‬نفسي‬
‫ـ‪ )5‬ومنذ ذلك الوقت تحوّلت إلى بنت مطيعة‪ ،‬تهت ّم بمواعيدها‪ ،‬والتخلف عهدا قطعته على نفسها‬
‫ـ وضع نهاية يمثّل حدثا يغلق مسار األحداث المتتالية الواردة بوضع البداية وسياق التّح ّول‪ ،‬ويفتح مسار أحداث‪ ‬جديدة‬
‫ـ‪ )1‬يستطيع التّلميذ الوقوف عند آخر حدث بسياق التّح ّول وال يذكر النّتيجة‪ .‬كالوقوف في هذا اإلنتاج عند ( أمال في نظرة‬
‫عطف‪ ‬وصفح)ـ‬
‫ـ‪ )2‬طأطأت رأسي‪ ،‬وانصرفت‪ ،‬وأنا أتساءل”ـ هل ستسامحني أ ّمي؟ ماذا ستفعل معي يا ترى؟”ـ‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫سرد‬
‫ال ّ‬
‫صة أو حكاية أو‪ ‬رواية‬ ‫سرد هو الطّريقة الّتي يختارها ال ّراوي أو الكاتب ليقدّم بها أو يص ّور الظروف التّفصيلية ألحداث وأزمات ق ّ‬
‫ـ ال ّ‬
‫صة معيّنة‬
‫سرد لق ّ‬
‫تتّسم بالتّرابط والتّتابع والتّعاقب وفقا لترتيب معيّن وزمن معيّن ومكان أو أمكنة معيّنة‪ .‬ومن هنا نستخلص أنّ ال ّ‬
‫يمكن أن يختلف من سارد آلخر‪ ،‬ونجد‬
‫سرد‪ ‬الخطّي)ـ‬
‫سرد التّقليدي‪( ‬ال ّ‬
‫ـ‪1‬ـ‪ ‬ال ّ‬
‫سارد التّسلسل الزّمني الخطّي والتّتابع المنطقي لوقوع األحداث ويرد حسب ال ّرسم‪ ‬التّالي‬
‫وهو سرد يتّبع فيه ال ّ‬
‫ـ البداية (وضع االنطالق)ـ‬
‫ـ الوسط (سياق التّح ّول)ـ‬
‫ـ النّهاية (وضع الختام)ـ‬
‫ـ‪ ‬البداية=>‪ ‬تد ّل أحداثها على‪ ‬االستقرار والهدوء‪ ،‬وتقدّم فيها الشّخصيات وال ّزمن ومكان انطالق األحداث واآلراء‪ ،‬كما يقع فيها‬
‫التّمهيد للوسط‪ ‬ـ‬
‫ـ‪ ‬الوسط=>‪ ‬يبدأ بالحدث المح ّول‪ ،‬وهو الحدث الطّارئ‪ ‬الّذي يحدث تح ّوال في حالة الهدوء الّتي عرفتها البداية‪ ،‬ومن ث ّم تتواتر‬
‫األحداث وتتعاقب لتصل إلى ح ّد التّأ ّزم (العقدة)‪ ،‬وهي المشكلة الّتي ستواجهها الشّخصيّة ال ّرئيسية أو مجموعة من‬
‫ي وبذلك نصل إلى النّتيجة (الح ّل) الّتي ال تكون دائما سعيدة‪ ،‬وال يقع‬‫ي ونفسان ّي وماد ّ‬
‫الشّخصيات‪ ،‬وتتفاعل معها محدثة صراع فكر ّ‬
‫فيها دائما الوصول إلى ح ّل للمشكلةـ‬
‫و تبرز في الوسط عوامل مساعدة أو معرقلة لألحداث نجد منها الشّخصيات وال ّزمان والمكان الّذي ال يمكن فصله عن الزّمان‪ ،‬ألنّ‬
‫الحديث‪ ‬عن أحدهما يستدعي الحديث عن اآلخر‪ ،‬وهو الفضاء الّذي وقعت فيه األحداث‪ ،‬ويذكر في بعض األحيان انطالقا من البداية‪،‬‬
‫وقد نجد مكانا واحدا أو أكثر‪ ،‬وقد يكون مفتوحا (الطّبيعة…) أو مغلقا‪( ‬المنزل…) ‪ ‬ليساهم إ ّما في عرقلة ‪ ‬الشّخصيّة‪ ‬ال ّرئيسية‬
‫وتأزّم‪ ‬األحداث‪ ،‬وإ ّما في مساعدتها للوصول إلى ح ّل‪ ‬ـ‬
‫ـ‪ ‬النّهاية=>‪ ‬وهي إ ّما العودة إلى حالة االستقرار‪ ،‬وإ ّما البقاء في حالة الالّ استقرار وبذلك تكون مفتوحة على أحداث أخرى‪ ،‬كما‬
‫تستخلص في النّهاية العبرة من ك ّل ما حصل‬

‫ـ ‪                                        ‬ـ اإلنتاج‬


‫ـ أخذت محفظتي في صبيحة هذا اليوم‪ ،‬واتّجهت نحو المدرسة‪ ،‬وأنا أمنّي نفسي بلقاء أع ّز أصدقائي‪ ،‬ألمضي معه أحلى األوقات في‬
‫طلب العلم‪ ،‬والنّهل منه‬
‫ساحة‪ ،‬فاقتربت منهم مبتسما‪ ،‬وألقيت التحيّة‪ ،‬وسألتهم عن صديقي نذير‪،‬‬ ‫ـ وصلت‪ ،‬فرأيت ثلّة من أصدقائي مجتمعين وسط ال ّ‬
‫ي منهم حتّى التّحية‪ ،‬م ّما جعلني أندهش‪ ،‬وأشعر بالمرارة ّ‬
‫والذ ّل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ير‬ ‫لم‬ ‫ولكنّهم‪ ‬قابلوني بجفاء‪ ،‬ولم يعيروني أ ّ‬
‫ي اهتمام‪ ،‬بل‬
‫ّ‬
‫تحاملت وابتعدت شاعرا بالمهانة‪ ،‬مشتّة األفكار‪ ،‬ال أعرف ما أفعل‪ .‬بسرعة فكرت‪ ‬وحاولت معرفة سبب ما حصل‪ ،‬إلى أن أخبرني‬
‫أحد األصدقاء أنّ صديقي نذير قد أخبر الجميع بكالم قيل أنّه صدر عنّي في حقّهم‪ .‬لم أصدّق…ولم أصدّق أنّه فعل ذلك…ولم أصدّق‬
‫حتّى سمعت نفس اإلفادة من ك ّل ‪ ‬األصدقاء‪ .‬شعرت بأسف كبير‪ ،‬وتملّكتني شياطين الغضب‪ ،‬فسرت لذلك قشعريرة‪ ،‬اهت ّز لها كامل‬
‫جسمي‪ ،‬وهاجت نفسي‪ ،‬ودون تفكير‪ ،‬بحثت عنه في ك ّل مكان‪ ،‬حتّى وجدته‪ ،‬فعاتبته‪ ،‬ووبخته‪ ،‬وق ّررت أن أقطع عالقتي به‪ ‬نهائيا‪،‬‬
‫سف والتماس للعذر‬‫رغم ما أبداه من تأ ّ‬
‫صمت‪ ،‬وأعيد التّفكير في صداقاتي‪ ،‬إذ أنّ‬
‫صباحية‪ ،‬عدت إلى المنزل‪ ،‬وقد ق ّررت أن ألجم لساني‪ ،‬وألتزم ال ّ‬
‫صة ال ّ‬
‫ـ‪ ‬بعد انتهاء الح ّ‬
‫صداقة رابط متين‪ :‬يربط بين النّاس‪ ،‬مبدؤه‪ ‬الثّقة والوفاء‪ ،‬ومصدره صدق المشاعر‪ ،‬واإلخالص في المودّة‬ ‫ال ّ‬
‫سرد غير الخطّي)ـ‬
‫سردية‪( ‬ال ّ‬
‫ـ‪2‬ـ‪ ‬المفارقة ال ّ‬
‫سرد الخطّي) هو عبارة عن تسلسل زمني خطّي وتتابع منطقي لألحداث حسب الواقع‪ ،‬فإنّ‬ ‫سرد التّقليدي (ال ّ‬
‫سرد في ال ّ‬ ‫ـ إذا كان ال ّ‬
‫سرد غير الخطّي) هو عبارة عن التّح ّكم في ال ّزمن من خالل التّداخل واالسترجاع واالستذكار‬ ‫سردية (ال ّ‬ ‫سرد‪ ‬في المفارقة ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫واالستباق‪ ،‬حيث تتداخل األزمنة واألمكنة‪ .‬وهو زمن يصنعه ال ّراوي مخالفا به الزّمن ‪ ‬الطّبيعي لألحداث فيطير بك ّل سهولة إلى‬
‫المستقبل (االستباق) أو يعود إلى الماضي (االسترجاع ـ االستذكار)‪ .‬فيبدع ويضيف للنّ ّ‬
‫ص جمالية ولمسة فنيّة مش ِّوقة تد ّل على‬
‫وعي ال ّراوي وتفاعله بما‪ ‬يسردـ‬
‫ـ ‪                                     ‬ـ اإلنتاج‬
‫صمت‪ ،‬وأعيد التّفكير في صداقاتي‪،‬‬
‫قررت أن ألجم لساني‪ ،‬وألتزم ال ّ‬
‫صباحية‪ ،‬عدت إلى المنزل‪ ،‬وقد ّ‬‫صة الدّراسية ال ّ‬
‫ـ‪ ‬بعد انتهاء الح ّ‬
‫صداقة رابط متين‪ ،‬يربط بين النّاس‪ ،‬مبدؤه الثّقة والوفاء‪ ،‬ومصدره صدق المشاعر‪ ،‬واإلخالص في المودّة‪ .‬اتّخذت هذا‬ ‫إذ أنّ ‪ ‬ال ّ‬
‫القرار‬
‫في صبيحة هذا اليوم بعد أن‪ ‬أخذت محفظتي ‪ ،‬واتّجهت نحو المدرسة‪ ،‬وأنا أمنّي نفسي بلقاء أع ّز أصدقائي‪ ،‬ألمضي معه أحلى‬
‫األوقات في طلب العلم‪ ،‬والنّهل منه‬
‫ساحة‪ ،‬فاقتربت منهم مبتسما‪ ،‬وألقيت التّحيّة‪ ،‬وسألتهم عن صديقي نذير‪ ،‬ولكنّهم‬ ‫ـ وصلت‪ ،‬فرأيت ثلّة من أصدقائي مجتمعين وسط ال ّ‬
‫ّ‬
‫ي منهم حتّى التّحية‪ ،‬م ّما جعلني أندهش‪ ،‬وأشعر بالمرارة والذ ّل‪ .‬تحاملت‬‫ي اهتمام‪ ،‬بل لم ير ّد أ ّ‬‫قابلوني بجفاء‪ ،‬ولم‪ ‬يعيروني أ ّ‬
‫وابتعدت شاعرا بالمهانة‪ ،‬مشتّة األفكار‪ ،‬ال أعرف ما أفعل‪ .‬بسرعة ف ّكرت وحاولت معرفة سبب ما حصل‪  ،‬إلى أن أخبرني أحد‬
‫األصدقاء أنّ صديقي نذير قد أخبر الجميع بكالم قيل أنّه صدر عنّي في حقّهم‪ .‬لم أصدّق…ولم أصدّق أنّه فعل ذلك…ولم أصدّق حتّى‬
‫سمعت نفس اإلفادة من ك ّل األصدقاء‪ .‬شعرت بأسف كبير‪ ،‬وتملّكتني شياطين الغضب‪ ،‬فسرت لذلك قشعريرة‪ ،‬اهت ّز لها كامل جسمي‪،‬‬
‫وهاجت نفسي‪ ،‬فصديقي نذير‪ ،‬هو أع ّز أصدقائي‪ ،‬كنّا ال نفترق إالّ في اللّيل‪،‬ونعود ليجمعنا‪ ‬النّهار‪ ،‬فيجمع معنا المرح واللّهو‪ ،‬وننسى‬
‫شدّة‪ ،‬ويساعد الواحد منّا اآلخر عند‪ ‬الحاجة‪ ،‬فكم م ّرة ساعدته‪ ،‬وكم م ّرة أعنته‪ ‬على تعدّي األزمات‪،‬‬ ‫األحزان واألتراح‪ .‬نتعاون عند ال ّ‬
‫وكم م ّرة صالحته مع بقية‪ ‬األصدقاء‪  .‬ودون تفكير‪ ،‬بحثت عنه في ك ّل مكان‪ ،‬حتّى وجدته‪ ،‬فعاتبته‪ ،‬ووبخته‪  ،‬وق ّررت أن أقطع‬
‫سف والتماس للعذر‬ ‫عالقتي به نهائيا‪ ،‬رغم ما أبداه من تأ ّ‬

‫‪ ‬‬
‫عالمات التّنقيط‬
‫ـ‪ ‬تستعمل عالمات التّنقيط‪ :‬لتنظيم الكتابة‪ ،‬وتيسير قراءتها‪ ،‬وفهم معانيها‪ .‬يجب ترك فراغ بعد ك ّل استعمال لعالمة من هذه العالمات‪ ‬ـ‬

‫ـ من هذه العالمات‪ ،‬نجد‪ :‬الفاصلة‪ ،‬حيث تستعمل بكثرة في النّصوص العربية‪ ،‬ويت ّم استخدامها كاآلتي في النّصوص النّثرية‪:‬‬
‫المثال‬ ‫استخدام الفاصلة‬

‫صباح‪ ،‬ذهبت إلى المدرسةـ‬


‫ـ في ال ّ‬ ‫ـ بعد كلمة أو عبارة تم ّهد لجملة رئيسية‬
‫ـ ذات يوم‪ ،‬ذهبت إلى المدرسةـ‬
‫ـ وأخيرا‪ ،‬وصلت إلى المدرسةـ‬
‫ـ وفجأة‪ ،‬رأيت أصدقائي‪ ‬ـ‬
‫أصدقائي‪ ‬ـ‬ ‫ـ وعند الوصول‪ ،‬وجدت‬

‫صباح‪ ،‬استيقظت‪ ،‬وهيّأت نفسي‪ ،‬ث ّم ذهبت إلى‬‫ـ بين الجمل القصيرة أو أشباه الجمل الّتي يتك ّون من ـ في ال ّ‬
‫المدرسةـ‬ ‫مجموعها كالم تام‬
‫سماء صافية‪ ،‬والهواء‬
‫ـ الشّمس مشرقة‪ ،‬وال ّ‬
‫عليل‪ ،‬فخرجت للنّزهةـ‬

‫ـ اشترى أبي غالال‪ :‬تفّحا‪ّ  ،‬‬


‫وإجاصا‪،‬وعنباـ‬ ‫ـ بين أنواع الشّيء‬
‫ـ الحيوانات ثالثة أنواع‪ :‬الحمة‪،‬وعاشبة‪ ،‬وكالشةـ‬

‫ـ اشتريت من المكتبة كتابا‪،‬وك ّراسا‪ ،‬وقلماـ‬ ‫ـ بين الكلمات المعطوفة‬

‫ـ جاء صديقي‪ ،‬وهو مبتسماـ‬ ‫ـ قبل الجملة الحالية أو الوصفية‬


‫ـ جاء صديقي‪ ،‬وجهه مشرق‪ ‬ـ‬

‫ـ وصلت إلى المدرسة‪ ،‬لكنّي نسيت كتابي‪ ‬ـ‬ ‫ـ بين جملتين تربط بينهما لكنّ‬

‫ـ جاء صديقي‪ ،‬سامي‪ ،‬من منزلهمـ‬ ‫ـ قبل البدل وبعده في المر ّكب البدلي‬

‫ـ كتبت كتابة جميلة مثل‪ ،‬صالح‪ ‬ـ‬ ‫ـ بعد كلمة (مثل)ـ‬

‫‪ ‬‬
‫ـ أ ّما في األقوال فتستخدم كاآلتي‪:‬‬
‫نادتني أ ّمي قائلة‪:‬‬ ‫ـ بعد المنادى‬

‫ـ يا سامي‪ ،‬راجع دروسك‪ ‬ـ‬

‫قلت مقسما‪:‬‬ ‫ـ بين القسم وجوابه‬

‫ـ وهّللا ‪ ،‬سأطيع والد ّ‬


‫ي دائماـ‬

‫قالت أ ّمي‪:‬‬ ‫ـ بعد اإلجابة عن سؤال ب (نعم) أو (ال)ـ‬

‫ـ يا سامي‪ ،‬هل أتممت مراجعة دروسك؟‬


‫فأجبتها‪:‬ـ‬
‫ـ ال‪ ،‬مازال واجب القراءةـ‬

‫قال المعلّم ل ّما أحطأت‪:‬‬ ‫تعجب‬


‫ـ بعد عبارة ّ‬

‫ـ عجبا‪ ،‬كيف أخطأت؟‬

‫‪ ‬‬
‫ـ كما نجد‪ ‬الفاصلة المنقوطة‪ ،‬وتستخدم كما يلي‪:‬‬
‫األمثلة‬ ‫استخدام الفاصلة المنقوطة‬
‫ـ أسرعت في ّ‬
‫الذهاب إلى المدرسة؛‪ ‬فنسيت أغلب‬ ‫ـ بين جملتين تكون إحداهما سببا لألخرى‬
‫أدواتي‪ ‬ـ‬
‫ـ سقطت عندما كنت أجري؛‪ ‬ألنّي لم أنتبه‪ ‬ـ‬

‫صلت على عالمة جيّدة؛‪ ‬أ ّما سامي فكانت عالمته‬‫ـ تح ّ‬ ‫ـ بين جملتين تربط بينهما (أ ّما(‬
‫ضعيفةـ‬

‫‪ ‬‬
‫ـ والنّقطة‪ ،‬حيث يقع الوقوف عندها وقوفا تا ّماـ‬

‫ـ عند نهاية جملة تا ّمة غير قصيرة‪ ،‬وال ترتبط بجمل ـ دخلت القسم‪ .‬آمل أن يكون االمتحان سهال هذا‬
‫اليوم‪ ‬ـ‬ ‫أخرى‬

‫‪ ‬‬ ‫ـ عند نهاية ك ّل فقرة‬

‫‪ ‬‬
‫ـ ونقطة االستفهام‪ ،‬نجدها عند نهاية ك ّل جملة استفهاميةـ‬
‫ـ ‪1‬ـ قالت أ ّمي‪:‬‬
‫ـ يا سامي‪ ،‬هل أتممت مراجعة دروسك؟‬
‫ـ‪2‬ـ كنت أمشي‪ ،‬وأف ّكر هل ستعاقبني أ ّمي أم ال؟‬

‫ّعجب‪ ‬وتستخدم كما يلي‪:‬‬


‫ـ ونقطة الت ّ‬

‫‪ ‬ـ‪  ‬ما أقسى قلب الكافر!‬ ‫ّعجبية‬


‫ـ في نهاية الجملة الت ّ‬

‫ـ‪ ‬وا فرحتاه!‬ ‫ـ الفرح‬

‫ـ‪ ‬وا حسرتاه!‬ ‫ـ الحزن‬

‫ـ‪ ‬ربّي اهدني!‬ ‫ـ الدّعاء‬

‫ـ‪  ‬يا لجمال الطّبيعة!‬ ‫ـ الدّهشة‬

‫ـ‪  ‬وا أسفاه!‬ ‫سف‬


‫ـ التّأ ّ‬

‫ـ‪ ‬ليتني أنجح!‬ ‫ـ التّمنّي‬


‫ـ التّرجي‬
‫ـ لع ّل المطر ينزل!‬
‫‪ ‬‬
‫ـ والنّقطتان‪ ،‬وتستخدم كما يلي‪:‬‬
‫قالت أ ّمي‪:‬‬ ‫ـ بعد قول‬

‫ـ هل أتممت واجباتك؟‬

‫ـ الحيوانات ثالثة أنواع‪ :‬الحمة‪ ،‬عاشبة‪ ،‬كالشةـ‬ ‫ـ بعد الشّيء وأقسامه‬

‫‪ ‬‬
‫سكوت أو كالم ناقص‪ ‬ـ‬
‫مالحظة‪ :‬عالمة التّنقيط (…) تد ّل على ال ّ‬

‫الحبكة في اإلنتاج الكتابي‬


‫ـ‪ ‬هي كيفيّة تقديم ال ّراوي إلنتاجه سوى أكان هو البطل نفسه‪ ،‬أو هو ال ّراوي المالحظ الخارجي‪ ،‬وهي‬
‫صراعات الّتي تقدّم بها الشّخصيّة ال ّرئيسبة قصد تحقيق هدف معيّن في مجال من‬
‫األنشطة‪ ،‬والحركات‪ ،‬وال ّ‬
‫الدّوافع‪ ،‬والمؤثّرات‪ ،‬والتّشويق‪ ،‬والمفاجأة‪ ،‬واالتفعاالت‪ ،‬واالكتشافات‪ ،‬واالحتماالت‬
‫سرديّة (الشّخصيات‪ ،‬ال ّزمان‪ ،‬المكان‪،‬‬ ‫ولبلوغ الحبكة المرج ّوة فإتّه على الكاتب تسخير ك ّل المك ّونات ال ّ‬
‫األحداث) لخدمة إ ّما التّأ ّزم‪ ،‬أو االنفراج‪ ‬‬
‫ـ لبناء العقدة يجب أن تكون ك ّل األحداث‪ ،‬واألفعال متماسكة في خطّ تصاعدي طبيعي مع الحرص على حذف‬
‫ك ّل ما ليس جوهريا‪ ،‬وال ضروريا‪ ،‬واليخدم الوصول إلى التّأ ّزم أو يطيله دون فائدة ترجى‪ .‬أ ّما إذا تحقّقت‬
‫ط تنازلي طبيعي يوصل إلى‬ ‫ق ّمة التّأ ّزم‪ ،‬فإنّه على ال ّراوي أن يعمل على تماسك األحداث‪ ،‬واألفعال في خ ّ‬
‫النّتيجة‬
‫ـ لبناء التّأ ّزم يكون الدّور الف ّعال في ال ّ‬
‫صراع لألحداث‪ ،‬والشّخصيات والعوامل المعرقلة حتّى الوصول إلى‬
‫العقدة‬
‫ـ ولبناء االنفراج يكون الدّور الف ّعال للشّخصيّة ال ّرئيسية و َمن حولها من شخصيات وعوامل مساعدة‬
‫للوصول للح ّل‬
‫ـ‪ ‬الموضوع‬
‫تأخر الوقت في إحدى اللّيالي‪ ،‬وتذ ّكرت األ ّم حاجتها للحليب‪ ،‬فطلبت من ابنها حمدي ّ‬
‫للذهاب للعطّار‪ ،‬ولكنّ خوفه الشّديد جعله يتخيّل‬ ‫ـ ّ‬
‫أشياء أرعبته‬

‫قص فيه مغامرة حمدي الخيالية‪ ،‬وأغنه بمقاطع وصفيّة وتوجيهية ‪    ‬‬
‫صا سرديّا ّ‬
‫اكتب ن ّ‬
‫ـ‪ ‬الحبكة‬
‫التّأ ّزم (العوامل المعرقلة)‪ ‬ـ‬

‫ـ الشّخصيات ـ األخ األصغر ‪ :‬احتياجه للحليب‪                                ‬‬


‫ـ ‪                ‬األ ّم ‪ :‬إصرارها على الحصول على الحليب‪                                                      ‬‬
‫ـ الزّمان ــ اللّيل‪                                ‬‬
‫ـ المكان ــ المنزل ـ الشّارع‪      ‬‬
‫ـ العوامل ــ الظّالم ـ البرد ـ الشّارع المقفر ـ ولولة ال ّرياح ‪                              ‬‬
‫ـ ‪ ‬العوامل النّفسيّة ـ الخوف ـ مشاهدة أشرطة ال ّرعب ‪                              ‬‬
‫اشتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداد الخوف‬ ‫العقدة‬

‫‪                                   ‬االنفراج (العوامل المساعدة)ـ‬


‫ـ الزّمان ــ نفس الزّمان‬

‫ـ المكان ــ الشّارع ـ العطّار ـ المنزل‪                                   ‬‬


‫ـ العوامل ــ نفس العوامل ‪  ‬‬
‫ـ الشّخصيات ـــ الما ّرة ‪                                  ‬‬
‫ـ العوامل النّفسية ـــ التّحلّي بالشّجاعة ـ طرد الهواجس ـ االستعاذة باهّلل ‪                                  ‬‬
‫ـ‪ ‬العناصر‬
‫ـ االستقرار ـــ مراجعة الدّروس في طمأنينة‬
‫صغير‬
‫ـ بداية التّأزّم ــ بكاء األخ ال ّ‬

‫ـ ‪     ‬ـ تد ّكر األ ّم حاجتها للحليب ‪                                  ‬‬


‫ـ ‪     ‬ـ الخروج إلى الشّارع المقفر ‪                                  ‬‬
‫ـ ‪     ‬ـ الشّعور بالخوف والتّخيّالت المل ّمة به ‪                                  ‬‬
‫ـ العقدة ــ ‪   ‬ـ االنفعاالت ‪ :‬اشتداد الخوف بالطّفل والتّوزّع بين ال ّرجوع والمواصلة‬

‫ـ ‪      ‬ـ التّساؤالت ‪                                  ‬‬


‫ـ بداية االنفراج ـ مشاهدة أحد ال ّمارة‬

‫ـ ‪      ‬ـ الشّعور بالخجل ‪                                  ‬‬


‫ــ ‪     ‬ـ التّركيز على طرد المخاوف والتّخيّالت ‪                                  ‬‬
‫ـ ‪      ‬ـ التّحلّي بالشّجاعة ‪                                  ‬‬
‫ـ ‪      ‬ـ استرجاع الثقة بالنّفس ‪                                  ‬‬
‫ـ ‪      ‬ـ مواصلة الطّريق والتّز ّود بالمطلوب ‪                                  ‬‬
‫ـ االستقرار ‪ ‬ـ ال ّرجوع إلى المنزل وتوجيه لعدم الخوف‬
‫اإلنتاج‬
‫ـ ح ّل فصل الشّتاء بلياليه المظلمة‪ ،‬وبرده القارس م ّما جعل النّاس يلزمون بيوتهم طلبا للدّفء في وقت مب ّكر‪ .‬وبينما كان حمدي‬
‫صغير‪ ،‬الوحيد يرتفع معلنا عن جوعه‬ ‫يراجع دروسه‪ ،‬وينعم بالطّمأنينة إذ بصوت بكاء أخيه ال ّ‬

‫ــ ‪                                                                                                                                            ‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طار‪ .‬انتعل حمدي حذاءه‪ ،‬وارتدى معطفه‪ ،‬وخرج على‬ ‫ـ تذ ّكرت األ ّم حاجتها للحليب‪ ،‬ونادت حمدي لتطلب منه ّ‬
‫الذهاب إلى أقرب ع ّ‬
‫مضض مو ّزعا بين طاعة أ ّمه وشعوره بالخوف‪ .‬فالشّارع مقفر‪ ،‬خال من ال ّمارة‪ ،‬والظّالم حالك‪ ،‬دامس‪ .‬وال ّرياح تولول‪ ،‬تعبث بك ّل ما‬
‫يعترضها محدثة خشخشة‪ ،‬وأصواتا هنا وهناك‪ ،‬وهذا ما جعل مقاطع من أشرطة ال ّرعب تم ّر بذهن حمدي‪ ،‬فاقشع ّر لها بدنه‪،‬‬
‫صده‪ .‬فكثرت تلفّتاته يمنة ويسرة‪ ،‬وتشابكت رجاله حتّى كاد‬ ‫واهتّ ّزت أوصاله‪ ،‬وشاجت نفسه‪ ،‬وتخيّلها أشباحا ترافقه‪ ،‬وتتبعه‪ ،‬وتتر ّ‬
‫يسقط طريح األرض‪ ،‬وزاد على ارتعاشه من شدّة البرد‪ ،‬اضطرابه من الخوف‪ ،‬وأصبح يتص ّور ك ّل حركة‪ ،‬أو صوت هو عفريت‪،‬‬
‫يريد االنقضاض عليه‪ ،‬واستبدّت به وسوسة الشّيطان اللّعين‪.‬توقّف حمدي وسط الطّريق‪ ،‬مصف ّر الوجه‪ .‬فرجاله لم تعد قادرة على‬
‫حمله‪ ،‬وبقي مطرقا‪ ،‬يف ّكر‪ ،‬أيرجع إلى المنزل‪ ،‬أم يواصل؟ وكيف سيواجه أ ّمه؟ وماذا سيقول لها وهي الّتي وضعت ثقتها به؟‪ .‬وبينما‬
‫هو كذلك إذ به يسمع صوت خطى تقترب منه‪ ،‬ث ّم يرى شبحا يم ّر‪ ،‬وكلّه ثقة بالنّفس‪ .‬تثبّت حمدي جيّدا وكاد يصرخ‪ ،‬لوال أنّه تيقّن أنّه‬
‫أحس حمدي بالخجل‪ ،‬واستعوذ من الشّيطان‪ ،‬وبسمل‪ ،‬ث ّم طرد الهواجس من رأسه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫طفل مثله ربّما خرج لقضاء بعض الشّؤون‪.‬‬
‫وتحامل على نفسه‪ ،‬وتمالك أعصابه‪ ،‬وتحلّى بالشّجاعة‪ ،‬وانطلق بك ّل ثقة في خطى راسخة إلى أن وصل إلى العطّار‪ ،‬وتز ّود‬
‫بالمطلوب‪ ،‬ث ّم عاد‪ ،‬وقدّم الحليب أل ّمه‪ ،‬وكأتّه يقول‪”:‬ابنك أصبح رجال‪ ،‬تستطيعين التّعويل عليه في ك ّل األمور‬

‫‪                                                                                                                                 ‬‬
‫ــ ‪                    ‬ــــــــــــــــــــــــــ‬
‫دخل حمدي غرفته‪ ،‬وواصل مراجعة دروسه‪ ،‬وكأّنه يقول‪ ”:‬ال يوجد ما يخيفنا‪ ،‬وإنّما الخوف نابع من داخلنا‪ ،‬لذلك وجب عليك أيّها‬
‫الطّفل تجنّب مشاهدة أشرطة ال ّرعب‪ ،‬وطرد الهواجس المل ّمة بك‪ ،‬وتشجيع نفسك‪ ،‬وتعويدها على الحزم والثّبات‬

You might also like