Professional Documents
Culture Documents
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الباب الثاني
-3-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
الفصل االول
ولعل اهم ما يتحقق من خالله ذلك البناء العلمي التطبيقي والذي يشغل
المتخصصين في تكنولوجيا التعليم أو ما يشار اليه ب ـ ـ ـ "التصميم التعليمي للموقف
التدريسي او التدريبي" لذا فإن اهتمام علم تكنولوجيا التعليم ينصب على التخطيط والتطوير
والتقييم واالدارة للعملية التعليمية بهدف الوصول لتعليم مشوق وفعال ،وأن هذا التصميم
التعليمي يجب أن يشتمل على مجموعة من الخطوات واإلجراءات المنهجية المنظمة
لتطبيق المعرفة العلمية في مجال التعلم اإلنساني ،مع تحديد الشروط والمواصفات
التعليمية الكاملة للمنظومة التعليمية بما تتضمنه من مصادر ومواقف وبرامج ودروس
-4-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ومقررات ،وأن يتم ذلك على الورق قبل البدء في العملية التعليمي ،كما أن هذا التصميم
التعليمي يجب أن يهتم بتحديد الشروط والخصائص والمواصفات التعليمية الكاملة ألحداث
التعليم ،ومصادره ،وعملياته ،وذلك من خالل تطبيق مدخل النظم القائم على حل
المشكالت والذي يضع في االعتبار جميع العوامل المؤثرة في فعالية التعليم والتعلم من
أجل تعليم مشوق وفعال.
ولذا فإن طرق الباب على هذه النظريات ،يعد ضرورة تستهدف الوصول إلى المبادئ
واألساليب التي تحقق تعلما أفضل للمتعلم في مواقف مختلفة ،كما تهدف إلى مساعدة
العاملين على العملية التعليمية للسعي بإيجاد أفضل الظروف لتحقيق تعلم مشوق وفعال.
تعددت ميادين علم النفس ومدارسها لفهم نظريات التعلم وطبيعة التعلم وأنماطه
السلوكية المتنوعة ،وشروطه ،وكيفية حدوثه وتفسير أسبابه والتنبؤ به ،ومن أهـ ـم هذه
النظريات :السلوكية والمعرفية ،واالجتماعية ،والبنائية ،وفيما يلي توضيح لهذه النظريات:
-5-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
ويالحظ أن النظرية السلوكية فسرت عملية التعلم من الناحية الكمية ،وقد انعكس ذلك
على ممارسات التصميم التعليمي في الفترة التي انتشر فيها التصميم التعليمي وفقا للنظرية
السلوكية.
وقـد ساهمت النظرية السلوكية كثي ار في إنشاء علم التصميم التعليمي ونموه ،حيث
صمم أصحابها العديد من النماذج واالستراتيجيات التعليمية ،التي استفاد منها المصممين
التعليميين ،حيث اعتمدت برامجهم على تحديد أهداف سلوكية ،وتحليل المحتوى الذي
يحقق تلك االهداف ،واستخدمت االستراتيجيات المناسبة بهدف تقديم المحتوى الذي يسمح
للمتعلم بالخطو الذاتي في عملية التعلم ،إال أن حرية المتعلم كانت محدودة في اختيار
مساره اثناء تعلمه ،بجانب توفير مواقف لممارسة ما تعلمه ،والتعرف على ما تحقق من
اهداف وتقويم نفسه.
وقد انتجت المدرسة السلوكية عدد من القوانين كان لها األثر األكبر في التصميم
التعليمي منها:
-قانون األثر:
إن عامل االرتياح الناتج عن تحقيق االستجابة يعمل على تقوية الروابط بين
المثير واالستجابة ،ويشير ذلك إلى مبدأ التعزيز الذي أشار اليه "سكنر" Skaner
بانه االثر الذي يصاحب السلوك والذي يقوم به المتعلم ليقوي االداء ،علما بأن
مضى ثوان بين االستجابة وتعزيزها يحجب هذه النتيجة.
-6-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
والذي اتفق معه (جثرى) بان تقوية الروابط نتيجة التمرين (االستعمال) ،وأن
التمرين يجب أن يكون موجها ومصاحب له التغذية الراجعة ؛ حتى يكتشف
المتعلم أخطاءه.
-قانون االستعداد:
يشير إلى أنه كلما كانت الوحدات العصبية التوصيلية جاهزة للتوصيل،
أي لديها القدرة على أداء سلوك ما ،فسيكون هذا األداء مريحا ومرضيا ويحقق
المطلوب.
يهتم هذا القانون بدراسة قدرة المتعلم على انتقاء اهم العناصر داخل
الموقف حتى يصل لحل المشكلة ،حتى يصل لتحقيق أهدافه.
-7-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
-قانون التجميع:
يعتد هذا القانون على أن يسلك المتعلم سلوك مشابه لما قدمه في موقف
تعليمي سابق.
-قانون اليسر:
تقوم فكرة هذا القانون على أنه كلما كانت االستجابة في متناول المتعلم،
فإن الموقف يجعله يضيف جديد ،بينما كلما كان في غير متناوله ،أصابه
باإلحباط ،ولذا فأن النضج عنصر أساسي لنجاح دور المتعلم في الموقف
التعليمي.
ومن أبرز مالمح النموذج السلوكي لعملية التصميم التعليمي التعلم المبرمج
حيث تناول في اهدافه:
-تحديد المحتوى وتحليله الى مهام صغيره ،بحيث تقسم إلى سلسلة متتابعة من
االداءات الفرعية الممكنة ولكل مهمة أهدافها ومتطلباتها السابقة لتعملها.
-وصف السلوك المطلوب تعلمه بدقة ،وتحديد السلوك النهائي ،والشروط التي
يحدث في ظلها هذا السلوك ،ومحكات االداء الجيد لتحقيق االهداف.
-8-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-تقويم التعلم في ضوء المحكات النهائية حتى يمكن الحكم على نجاح الموقف.
-حصر الخبرات السابقة للمتعلمين ،والوقوف على سلكوهم المدخلي ،حتى يمكن
ربط متطلبات السلوك المطلوب في الموقف التعليمي الجديد بالسلوك المدخلي.
-إعطاء فرصة للمتعلم للتعلم على السلوك المطلوب ،وممارسته وتك ارره لحفظه
وبقاء أثره من خالل تقديم أنشطة وتدريبات مناسبة.
-تزويد المتعلم بالتعزيز والرجع المناسبين لمساعدته على اختيار الطريق الصحيح،
أو تعديل سلوكه.
وقد وجهة بعض االنتقادات للنظرية السلوكية ،إذ لوحظ فقط في اعتمادها على المثير
واالستجابة في التعلم ،دون مراعاة لما يحدث داخل العقل االنساني ،إذ أن حكمهم على
تحقيق عملية التعلم ال يقتصر على االستجابة فقط وإنما يدرك حقائق ويفهمها ويكتسب
معلومات ومعارف مع المهارات ،كما أن هذه المدرسة ال تضع اهمية للعمليات المعرفية
المعقدة كالتفكير واالستدالل الالزمة لحدوث التعلم والتي يصعب تفسيرها في ضوء مفاهيم
النظرية السلوكية.
يعتقد المعرفيون أن االهتمام بالسلوك الجزئي كما أشار اليه السلوكيون يؤدي إلى
إهمال العالقات التي تنظم األجزاء والربط بينها ،وأن فكرة السلوكيون التي تشير الى ان
-9-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
التعلم المعتمد على المثير واالستجابة وتكوين العادات والحفظ الصم والتكرار من
خصائص السلوك الحيواني ،مما يعني أن دراسة كيفية استقبال المعلومات من خالل
المدخالت الحسية كاإلحساس ،واإلدراك ،والتخيل ،والتذكر ،واالستدعاء ،والتفكير ،
وغيرها من العمليات األخرى والمرتبطة باألداء العقلي ومستوياته داخل العقل اإلنساني،
يـ ـع ـد من المتطلبات الضرورية لنجاح الموقف التعليمي.
ولذا فقد تبنت تكنولوجيا التعليم فكر هذه المدرسة ووظفتها في العديد من
االستراتيجيات التعليمية والوسائل التعليمية ،فعلى سبيل المثال وظفت هذه النظرية في
تصميم خرائط المفاهيم اإللكترونية ،حيث يتصف هذا التطبيق بالسماح للمتعلم بعرض
األفكار والحقائق أو المفاهيم ،ثم الربط بينها مع إظهار العالقات بينها في صورة تكاملية
يمكن ادراكها بصريا ،مما يجعل الربط بينها وبين األسلوب المعرفي للمتعلم محل بحث،
مما يزيد من فاعلية المتعلم وقدرته على تحقيق اهدافه وينظم أفكاره داخل الموقف
التعليمي.
-10-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وال يقف توظيف اراء هذه المدرسة عند هذا الحد بل تعدى ذلك بجعل التعلم ذات
معنى ،حيث ركزت على ربط المتعلمين للمفاهيم أكثر من التركيز على الكلمات نفسها،
كما تطلب التعلم ذو المعنى تنظيم المحتوى جيدا في مخطط تحت إشراف المعلم وبتوجيه
منه دون تدخل اال بغرض التصحيح ثم التوجيه لالستعداد لمرحلة الحقة.
-11-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
وتذكرها عند الحاجة إليها ،ولذا فإن تكنولوجيا التعليم استفاد كثي ار من هذه النظرية حيث
وضع عدد من القوانين اعتبرها التي تفسر عملية اإلدراك عند تفسير التعلم ،ومنها:
-قانون التنظيم :يتم إدراك األشياء إذا تم تنظيمها وترتيبها في أشكال وقوائم ،بدال
من بقائها متناثرة على الخلفية.
-مبدأ الشكل واألرضية :يعتبر هذا القانون أساس عملية اإلدراك ،إذ ينقسم المجال
اإلدراكي إلى الشكل وهو الجزء السائد الموحد المركز لالنتباه ،ولذا يجب أن يكون
دور األرضية ابراز الشكل.
-مبدأ البساطة :يشير هذا المبدأ إلى الطبيعة التبسيطية التي يمتاز بها والنظام
اإلدراكي اإلنساني ،اعتمادا على هذا المبدأ ،فإننا نسعى إلى إدراك المجال على أنه
كل منظم يشمل على أشكال منتظمة وبسيطة فهو يعكس الميل إلى تكوين ما يسمى
بالكل الجيد الذي يمتاز باالنسجام واالنتظام واالتساق.
-قانون التقارب :إن العناصر تميل إلى تكوين مجموعات إدراكية تبعا لوضعها في
المكان.
-12-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-قانون االنغالق :تميل المساحات المغلقة إلى تكوين وحدات معرفية بشكل أيسر من
المساحات المفتوحة ويسعى المتعلم إلى غلق األشكال غير المتكاملة للوصول إلى
حالة االستقرار اإلدراكي.
-قانون التشابه :وهي العناصر المتماثلة المتجمعة معا ،ويرجع ذلك نتيجة التفاعل
فيما بينها.
-13-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
-مبدأ التشارك في االتجاه :إدراك مجموعة األشياء التي تسير في نفس االتجاه تعني
أنها مستمرة ووحدة واحدة ،في حين األشياء التي ال تشترك معها باالتجاه تدرك على
أنها خارج نطاق هذا االستمرار وبالتالي خارج هذه الوحدة.
-14-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ال يختلف مفهوم الذاكرة عند الجشطلت عما هو عند أرسطو حيث يرى أن
االنطباع الحسي المدرك يتقاطع مع األثر الذاكري المخزن ،لذلك ترى النظرية أن
االنطباعات الحسية تخزن في الذاكرة على نحو مماثل ،أي بنفس الصيغة والشكل التي
تتواجد عليها األثر الذاكري ،ويختزن بنفس اآلليات العصبية.
---------------------------------------------------
وقد استند أصحاب هذه النظرية على تفسير ما يحدث داخل نظام المعالجة االنسانية
للمعلومات على نحو مماثل لما يحدث في أجهزة الكمبيوتر من حيث تحويل عمليات
الطاقة المستقبلة من شكل الى اخر ،خاصة أن المعلومات أثناء معالجتها تمر في مراحل
تتمثل في االستقبال والترميز والتخزين واالسترجاع ،وفي كل مرحلة من هذه المراحل يتم
تنفيذ عدد من العمليات المعرفية.
وتعتمد نظرية معالجة المعلومات على استقبال المعلومات الخارجية من خالل
الحواس ،وتحويلها الى تمثيالت معينة ليتمكن النظام من معالجتها الحقا ،وتسمى هذه
بمرحلة االستقبال والترميز ،ثم تأتي بعد ذلك مرحلة اتخاذ بعض الق اررات حول مدى أهمية
بعض المعلومات ومدى الحاجة اليها بحيث يتم االحتفاظ بالبعض منها بعد ان يتم
معالجتها وتحويلها الى تمثيالت عقلية معينة يتم تخزينها في الذاكرة وتسمى بمرحلة
التخزين.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
يتألف نظام /نظرية معالجة المعلومات لدى االنسان من ثالث مكونات (أنظمة)
رئيسية هي :الذاكرة الحسية ،والذاكرة قصيرة المدى ،والذاكرة طويلة المدى.
الذاكرة الحسية:
تمثل الذاكرة الحسية المستقبل األول للمدخالت الحسية من العالم المحيط بالكائن
الحي ،إذ يتم استقبال المعلومات المعبرة عن خصائص المثيرات لكي يتفاعل معها وقد
تكون هذه المستقبالت الحسية بصرية او سمعية او لمسية او شمية او ذوقية ،وهذا يتوقف
عن طبيعة المثير.
وتمتاز المستقبالت الحسية في االنسان الطبيعي بالسرعة العالية لنقل المثي ارت
الخارجية وتكوين الصورة النهائية لها وفق عملية التوصيل العصبي ،كما تمتاز أيضا
بقدرتها الكبيرة على استقبال كميات هائلة من هذه المدخالت الحسية في ذات اللحظة ،وقد
تتالشى هذه السرعة وتتباطأ وفق طبيعة المثير وخبرة المتعلم في استقبال مثيرات مشابهة
سابقة ،ولذا غالبا ما يصعب في الذاكرة الحسية تفسير جميع المدخالت الحسية
واستخالص اية معاني منها لعدة أسباب اهمها:
-عدم القدرة على االنتباه في ذات اللحظة الى جميع المدخالت الحسية نظ ار لكثرتها
وزمن بقائها في الذاكرة.
-عدم أهمية بعض المثيرات الحسية تدفعه للتجاهل وعدم االنتباه لها.
-غموض بعض المدخالت الحسية أو تعقيدها ،يجعلها ال تظل في ذاكرته.
---------------------------------------------------
هي ما تلي الذاكرة الحسية وتعد المخزن المؤقت لحفظ المعلومات ،حيث تستقبل
المعلومات التي يتم االنتباه اليها فقط ،وذلك وفق قدرتها االستيعابية المحدودة ،والتي ال
تستمر ثوان ،ومع ذلك فتشكل حلقة الوصل بين الذاكرة الرئيسية والذاكرة طويلة المدى.
يطلق على الشكل الذي يتم فيه التواصل بين البشر مصطلح الترميز وتعتبر رموز
اللغة هي أكثر النظم الرمزية شيوعا في األنماط المختلفة فعلي سبيل المثال هناك اللغة
اللفظية ومنها تتفرع اللغة اللفظية الشفهية المنطوقة والمكتوبة وكذلك هناك الرسوم
التوضيحية والعروض المنطقية ،باإلضافة إلى ذلك هناك النظم الرمزية الخاصة مثل
األعداد والقوانين.
وينظر علم النفس إلى كافة نظم الترميز سواء اللفظية وغير اللفظية بصفتها مواد
تعليمية مثيرة ،واعتبر االهتمام بها جوهر الربط بين مجال الوسائل المتعددة وعلم النفس،
كما أكد كثير من الباحثين عن وجود بعض االرتباطات البنائية لشكل الوسيلة المعروضة ـ
بما تحتويه من لغة مسموعة ومرئية ـ والسمات الخاصة بوحدات االستقبال داخل المخ،
وظهر هذا في البحوث التي اهتمت بالترابط بين ترميز العروض والبناء العقلي ،والذي
-18-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
علي أساسه حدد أنسب الطرق الستخدام العروض التعليمية إلعداد البيانات حتى يمكن
إدراكها علي الوجه األمثل ومن ثم يمكن استرجاعها كاملة دون نقصان.
وقد أهتم علم النفس المعرفي كثي ار بمشكلة تمثيل المعلومات داخل المخ ،ويعتبر
من أكثر الباحثين تناوال لذلك بافيو( ) Paivio, 1986عندما أثار موضوع وجود وحدتين
على األقل داخال المخ ،إحداهما مسئولة عن المعلومات اللفظية واألخرى عن المعلومات
الصورية.
والذي يستحق االهتمام في ذلك بأن ليس هناك شيء مؤكد بين ترميز المثيرات
القادمة من خالل الحواس والترميز الموجود لنفس المعلومات داخل المخ ،فالمثيرات
البصرية مثال علي حد تعبير أحد األبحاث الحديثة ،ليس أمامها إال اتجاه واحد للتخزين
وهو المتعلق بترميز المصورات ،إذا يأمر المخ هذه الوحدة باستقبال هذه النوعية فقط دون
غيرها ،إال أن هذه األوامر أحيانا قابلة للمرونة ،وفي السطور القادمة سنحاول إلقاء الضوء
على النظريات والفروض المتعلقة بين الوسائل التعليمية داخل العقل.
-19-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
قبل أو بعد المصورات بأنماطها المختلفة أو حتى اللذين سيدرس لهم بالمصورات على حدا
بدون اللغة اللفظية.
-20-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وغالبا ما تبني دراسات الترميز المزدوج معتمدة علي نظرية " بافيو " للترميز المزدوج
Dual coding theoryالتي تولى عناية لالزدواج حتى في اللغة اللفظية وحدها كأن
يقدم المثير اللفظي و المثير اللفظي المرادف له مثل ( ترابيزة /منضدة ) ( ،سيارة /
عربية ) ،والتي تتم في تعلم اللغات األجنبية ووجد أن االزدواج في تقديم المثيرات يخلق
االقتران الذي يرفع درجة التعرف حتى في حاالت االقتران الزائف مثل ( مقعد /منضدة )
مثال ،باعتبار أن أحد المثيرين سيكون منبها Cueالستعادة اآلخر ،مما دعي " تولنج "
عام 1973أن يسمي الترميز المزدوج بالترميز المميز .
لذا تعد هذه الدراسات في غاية األهمية لميدان تصميم الوسائل المتعددة إذا أنها
تلقي الضوء على كيفية تسجيل المواد التعليمية في مخزن الذاكرة وأحسن حاالت هذا
التسجيل التي تتيح استعادة عالية ،ويعتقد أنه حتى اآلن لم يعرف كيف يتم التسجيل؟ هل
يأخذ ومضات ضوئية أو صدمة تحرك خاليا المخ بشكل معين ،ويشك كثي ار في أن
يستطيع أحد أن يبين له كيف ترمز رائحة األشياء مثال وكيف تستعاد هذه الرائحة ،
ويعتقد أن كل مثير يسجل بطريقتين مختلفتين لفظية وغير لفظية ،والدليل على ذلك أننا
كثي ار ما نتذكر شكل إنسان وننسى اسمه ،وهذا يعني أن اسمه سجل بطريقة تختلف عن
شكله ،وهكذا نالحظ أن مجرد تقديم صورة تعليمية يتبعه عمليات متعددة من التسجيل أو
الترميز ثم االستدعاء أو التعرف وهي عمليات تتم في ال زمن في أحيان كثيرة مما جعل "
ويكجلرين " يقول ليس هناك في الوقت الحالي أجهزة قادرة علي القياس الذي يتطلب سرعة
قياس زمني يكاد ينعدم بين االستعادة واالستدعاء مثال .
وقد تناولت نظرية الترميز الثنائي لـ " بافيو" Paivioهذا الموضوع بدقة بالغة حيث
افترضت أن المتعلمين يمكنهم بناء مفهوم عقلي يربط بين المثيرات اللفظية وغير اللفظية
(المصورات) التي يتلقونها ،وذلك من خالل عمليات رئيسية مركبة:
-21-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
العملية األولى :يقوم فيها المتعلمون ببناء روابط بين المثيرات اللفظية والتمثيل اللفظي لها
داخل العقل،
والعملية الثانية :يقوم فيها المتعلمون ببناء روابط بين المثيرات غير اللفظية والتمثيل غير
اللفظي لها داخل العقل،
والعملية الثالثة :يقوم فيها المتعلمون ببناء مدلول لما تكون لديهم من مفهوم لفظي وما
تكون لديهم من مفهوم غير اللفظي ،ثم يصدرون حكما موحدا عن موضوع التعلم ككل.
وهذه النتائج تقترح بأن هناك تأثير عند استخدام الكلمات مع المصورات بأنماطها
المختلفة على فهم التفسـيرات العلمية مما يتطلب تخطيط مكاني وزمني للعالقة بين
الكلمات والصور.
نخرج من ذلك بأن هناك مميزات للمصورات وأخري للغة اللفظية هي التي تحدد
تأثيرات كل منهما وهي التي تعلن عن مدي الترابط سواء بين الكلمات وتعبيراتها الصورية
وبين سهولة تخزينها في الذاكرة واسترجاعها ،مما يؤكد أهمية استخدام الوسائل المتعددة
وعدم االقتصار على وسيط واحد ،ولذا يمكن اإلشارة إلى ثالث نتائج جوهرية:
يفضل أن تصاحب العروض البصرية لغة لفظية عن وجودها على حده. -
يعتبر وجود الكلمات مع العروض المصورة وصف ال يمكن االستغناء عنه لهذه -
المصورات.
-من الصعب على اللغة اللفظية عند تكرارها وحدها أن تساعدنا على فهم المحتوي
التعليمي.
يوضح الشكل ( )100نظرية الترميز الثنائي لبافيو ،حيث ترسل المثيرات اللفظية
القادمة وفق الحافز اللفظي (يمينا) والمثيرات غير اللفظية القادمة وفق الحافز غير اللفظي
-22-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(يسا ار) ،فتتجه النظام الحسي ،ثم تمر وفق روابط تمثيلية عبر وحدتين فرعيتين داخل
المخ ،إال انه يالحظ وجود روابط مرجعية بين كال النظاميين ،بشرط أن يكون هناك
تشابه بين معنى كال النظاميين ،وهذا ما يشار إليه باألسهم في الوسط ،إلى أن تصل
إلي ما يسمي باالستجابة .Reactionسواء جاءت لفظية او غير لفظية.
---------------------------------------------------
-نـــظـــريـــة برودبيند : Broadbend
رغم اختالف أنماط الوسائل التي استخدمتها هذه النظرية إال أن صحتها محل ثقة
كبيرة من الباحثين ،فمن خالل التفحص للجوانب المتعلقة بالوسائل التعليمية في نظرية
"بروادبيند" ) (Broadbend, 1958نالحظ أنه أثناء نقل المعلومات من خالل العروض
المرئية والعروض المسموعة في برامج الوسائل المتعددة ،غالبا ما يحدث حجب لبعض
المعلومات ،إذ أحيانا يلتفت المتعلم إلي المعلومات المرئية ،والعكس صحيح ،بل ويحدث
هذا حتى لو كان محتوي كالهما واحد.
وقد أشار "بروادبيند "Broadbendفي ذلك أن هناك نقطة هامة ترتبط بسرعة
استقبال المعلومات واالحتفاظ بها في المخ ،وانها تختلف حسب نوع القناة الحسية الناقلة،
بل وأن ترميز المعلومات البصرية يأخذ طريق أخر عن المعلومات المسموعة" ،ومن ثم
فإنه يمكن التنبؤ في ضوء هذه النظرية أن مجال الوسائل المتعددة ،أن رؤية المصورات
التي تخص المحتوي السمعي قد تحد من توجيه االهتمام به عندما تأتي قبله ،ويعلل
السبب بأن طبيعة اللغة اللفظية هي الرموز ومن ثم يجب علي المستمع أو القارئ أن يقوم
بتحويل هذه الرموز إلي معني في ضوء الصوت ودرجته وكذلك خبرته ،ولذا فإن هذه
الدرجة من التعقيد تزيد صعوبة الموقف حتى يحاول المتعلم الخروج من هذه العملية
والرجوع إلي نوع أخر من الترميز -وهو الترميز البصري للمعلومات المصورة .
-24-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المعرفية ،والعامل الرئيس الذي يشكل العبء المعرفي هو عدد العناصر التي يتوجب
االنتباه إليها.
وترتبط نظرية العبء المعرفي بنظرية معالجة المعلومات ،فهي تتناول أهم ما
قدمته نظرية معالجة المعلومات وبشكل خاص ما يتصل بالذاكرة وأنواعها ،فالذاكرة العاملة
التي تنتبه إلى المعلومات وتقوم بمعالجتها إلى عناصر سمعية وبصرية فقط ،كما تتصف
بمحدودية الزمن التي تحتفظ به المعلومات ،مما يعد سبب جوهري كعائق في ضعف
التعليم ، ،وهذا ما قام به "سويلر" في منتصف الثمانينات من القرن الماضي بالبحث عن
استراتيجيات لمواجهتها ،خاصة وأن الذاكرة الطويلة المدى هي التي تخزن المعلومات
والمعارف التي عولجت والمهارات التي تعلمها الفرد ،وسعتها غير محددة ،وبحاجة
للوصول لوسائط واستراتيجيات تعليمية تتغلب على سمة هذه السعة.
ويعرف عن العبء المعرفي المناسب ،أنه ذلك العبء الذي يتولد عن طريق تطور
المخطط المعرفي الذي يتطلب سعة إضافية في الذاكرة العاملة ،بحيث تنظم الذاكرة
الحسية مرور المعلومات من الحواس ،كما تسمح الذاكرة قصيرة المدى بنقل حوالي أربع
إلى خمس وحدات معرفية في الوقت الواحد ،والوحدة المعرفية قد تكون كلمة أو حرف أو
صورة أو جملة ،وال تقوم هذه الذاكرة بأي معالجة معرفية للمعلومات بل تبدأ المعالجة في
الذاكرة قصيرة المدى.
لذا يشار أن العبء المعرفي به مقدار ما يعانيه المتعلم عند استقباله للمعلومات
في الموقف التعليمي ،وهذا العبء الزائد يرجع ـ ـ كما أشار "جون سويلر "John Swellerـ ـ
لخصائص ضمنية (سيمانتية) وخارجية (فيزيقية) حيث ترتبط بطريقة عرض المادة
العلمية ،ويقصد بالخصائص الضمنية (السيمانتية) كل ما يخص المادة العلمية نفسها وما
تتضمنها من عدد العناصر الموجودة فيها وترابطها مع بعضها البعض من كلمات ومعاني
وأفكار من حيث التشابه والتضاد بينهم وما تتضمنه من عمليات معرفية مليئة بالتحليل
-25-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
والبحث ،ويكون العبء المعرفي الضمني منخفضا إذا كانت المادة غير معقدة ويسهل تعلم
كل عنصر فيها بشكل منفصل ،والعكس صحيح.
بينما يقصد بالخصائص الخارجية (الفيزيقية) طريقة تصميم االستراتيجية التعليمية
والوسائل التعليمية داخلها؛ من حيث تنسيق المادة وعرضها ،فإذا كان تنسيقها سيئ انهمك
المتعلمون في محتوياتها لفترة أطول مما سيزيد من العبء المعرفي عندهم ،وإذا كان
تصميمها جيدا فإن العبء سيكون ضئيال ،ويسهل التعرف على محتوى الويب.
ووفقا لنظرية "العبء المعرفي" فإن الجهد المعرفي الفيزيقي قد يزداد عند مشاهدة
وسيلة تعليمية ذات محتوى كثيف بالمعلومات ،من منطلق أن زيادة التلميحات داخل هذه
الوسيلة التعليمية ،قد يصعب على المتعلم تخزين كافة المعلومات الناتجة في الذاكرة
قصيرة المدى خاصة بسبب تنوع مصادر الحصول عليها مما يزيد من صعوبة انتقالها
للتخزين في الذاكرة طويلة األجل؛ ولذا فإن تقليل كثافة عناصر الوسيلة التعليمية قد يحد
من عدد المثيرات مما يقلل من فرص اإلحساس بالعبء لدى المتعلم.
-26-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لذا يعتقد في ذلك أن العبء المعرفي واإلدراكي ربما يـقـل وتسهل مهمة المتعلم في
الوسائل المعدة جيدا وتتبع المعايير التربوية والفنية والتقنية ،وهذا ما سعى إليه كثير من
الباحثين بالتدخل في اختيار أفضل الوسائل التعليمية لتقليل العبء االدراكي الناتج عن
إجهاد العين ،خاصة أن الشعور بالتعب البصري او السمعي غالبا ما يكون عبء أولي
على المتلقي ،مما يجعل ادراج أي تكنولوجيا جديدة بحاجة لتقنين تربوي وفني وتقني،
ويصبح استخدام هذه التكنولوجيا قائم على المقايضة بين الجوانب اإليجابية والسلبية،
للوقوف على أنسب االستراتيجيات والوسائل التعليمية لتحقيق أهدافهم التربوية المطلوبة.
---------------------------------------------------
عن غيره ،وأخي ار "العبء المعرفي الدخيل "Extraneous Cognitive Loadوهو
المصنف سابقا "بالنمط الفيزيقي" والذي ينتج عن األساليب التي عرضت بها المعلومات
التي تم تعلمها ،وهو ما يمكن التحكم فيه عن طريق التصميم التعليمي بعدة طرائق متنوعة
منها؛ دقة التنظيم ،وأساليب عرض المعلومات .
ويرتبط العبء المعرفي الدخيل أو الفيزيقي بدرجات االختالف بين المثير
المستهدف والمثيرات غير المستهدفة في البرنامج التعليمي من حيث اللون والحجم والبروز
أو العمق والتضاد أو التشابه ،مما يتطلب من المتعلم جهدا إدراكيا ،للوصول إلى هذا
المثير ،وقد أشار "جوزيف" ) )Joseph, 2011نقال عن "ليفي" ) )Lavie,1995أن
التلميحات الفيزيائية يمكن تجهيزها والتحكم فيها لتمييز المثيرات داخل الرسالة التعليمية في
زمن صغير وبنسبة خطأ أقل بالمقارنة بالتلميحات السيمانتية سواء كانت فعلية أو مرتبطة.
إن اي سلوك يقدم اليه الفرد ،سواء كان ذو غرض واضح او غير واضح ،ايجابي
ام سلبي ،يشير الى القوة التي تدفع هذا الفرد الى االستمرار في تحقيق غايته حتى يصل
الى هدفه ،كما انه حالة داخلية نفسية او جسمية تثير السلوك في ظروف معينة وتحدده
وتواصله حتى تحقيق غاية محددة ،أي أن الدوافع ترتبط بسببية السلوك ،وهي التي تساعد
في تفسير لماذا يتصرف الشخص في موقف ما بطريقة معينة ،وينشط عندما تستثار
دوافعه ،ثم يهدأ عندما تشبع دوافعه ،ولذا هناك وظيفتين أساسيتين للدافعية:
-1التنشيط :إذ يمكن من خالل الدافع؛ التنشيط البدني والنفسي والمعرفي
واالجتماعي...الخ.
-2التوجيه :أي أن النشاط اإلنساني الواعي هو نشاط موجه نحو هدف محدد ،فال
دافعية من دون هدف يوجه السلوك ونحو جهة محددة.
-28-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من هذا المنطلق فإن فهم دوافع المتعلمين مسالة مهمة في تكنولوجيا التعليم لكي
يحسن المصمم؛ التخطيط والتنفيذ للبرامج التعليمية المقدمة للمتعلمين.
-29-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
وتعتبر دافعية االنجاز بمثابة سعي الفرد للنجاح الدائم والتفوق على اآلخرين في
منافسات الحياة والتغلب على الصعوبات ،وقد اهتم بدراسة هذا الدافع كل من (ماك ليالند)
و(اتكنسون) وأشارت دراساتهما الى ان هذا الدافع يؤثر على العديد من سلوكيات الفرد
فيجعلها في وضع الجاهزية النفسية ،ومن خصائص السلوك المتصف بدافعية االنجاز ما
يأتي:
01األداء الممتاز:
حيث يتفوق األفراد ذوو الدافعية العالية في االنجاز على األفراد ذوو الدافعية
المنخفضة في أداء األعمال مختلفة المستويات.
02االلتزام والتكامل:
هناك ارتباط قوي بين ارتفاع دافعية االنجاز وبين االلتزام والتكامل في أداء
األعمال ،وغالبا ما يتصف األشخاص ذوو الدافعية العالية لإلنجاز باألنانية ويكون الفشل
بالنسبة لهم شيء كارثي ،وهم يميلون لألعمال الفردية لتحقيق انجازاتهم ،كما إنهم يتسمون
بالمبادأة والسلوك الريادي وتحسين األداء واإلنتاج الدقيق في أعمالهم ،ولذا ينظر لدافعية
االنجاز بطريفتين :إما انه دافع نمو إن كان الفرد مهتما بإشباع إمكانياته وإظهار قدراته ،
أو انه دافع اجتماعي ان كان الفرد مهتما بالتنافس مع اآلخرين ،كما تتأثر دافعية االنجاز
بعدد من العوامل هي :
-توقعات النجاح والفشل المرتبطة باألداء.
-اآلثار الناجمة سلبية او ايجابية ،مباشرة او غير مباشرة.
-الذكريات واالنفعاالت العالقة باألداء السابق.
-مدى تأكيد البيئة االجتماعية واألسرية على االنجاز الفردي المرتفع
وتعزيزها له.
-30-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أسس كيلر نظريته وفق النظريات البيئية التي تهتم بمبادئ التكييف وبالدوافع
الفسيولوجية مثل "هال وسكينر" وكذلك بناء على النظريات اإلنسانية التي تضع الرغبة
الحرة قاعدة للدافع مثل روجرز ،وكذلك نظريات التعليم االجتماعي التي تبحث في التفاعل
بين الفرد والبيئة وباإلضافة إلى ذلك ،فإن نظرية كيلر عن الدافع تستخدم مجموعة أخرى
كبرى من األفكار ،خاصة نظرية قيمة التوقع والتي ترى أن الدافع يعد وظيفة تكاثرية من
التوقعات والقيم .
وقد وسع كيلر نظريته الوصفية بتطوير المواصفات لتصميم الدافع للتدريس ،وتقسم
هذه المواصفات إلى أربعة أنواع من مطالب الدافع تبدأ بالحروف ، ARCSوهي
اختصار ألربع خطوات لتعزيز والحفاظ على دافعية المتعلم في عملية التعلم:
-االنتباه : Attention
-31-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
يمكن الحصول على انتباه المتعلم بطريقتين ،هما :اإلثارة اإلدراكية،
كاستخدام األحداث المفاجئة وغير المؤكدة أو اإلثارة االستفسارية ،حيث يحفز
فضول المتعلم من خالل طرح األسئلة الصعبة أو المشاكل التي يتعين حلها.
-الثقة : Confidence
-الرضا : Satisfaction
يتطلب عنصر الرضا داخل الموقف تيسر سبل التقييم الذاتي ،وهذا
يحدث من خالل التدريبات توفير تغذية راجعة بناءة ،وغالبا ما يتحقق الرضا من
خالل اإلرشاد األكاديمي وأخير يمكن تدعيم شعور المتعلم بالرضا بتقديم التغذية
االسترجاعية الموجبة.
-32-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-نـــظـــريـــة "مــــيـــرل":
وتعود لـ "ميرل" وهي من النظرية المسئولة عن تنظيم محتوى المادة التعليمية على
المستوى المصغر ،حيث تنظم المفاهيم ،أو المبادئ ،أو اإلجراءات التعليمية المزمع
اجتيازها في الموقف التعليمي ،وقد اعتمدت هذه النظرية على فرضيتين أساسيتين هما:
األولى :أن عملية التعليم تتضمن إطارين :األولى هي عرض المادة التعليمية أو شرحها أو
توضيحها أو تعليمها ،والثانية هو السؤال عن هذه المادة التعليمية واختبارها.
الثانية :أن نتائج عملية التعلم يمكن تصنيفها بناء على بعدين هما :نوع المحتوى التعليمي
المراد تعلمه (حقائق ،ومفاهيم ،ومبادئ ،وإجراءات) ،ومستوى األداء التعليمي المتوقع من
المتعلم إظهاره بعد عملية التعلم.
وتتكون نظرية العناصر التعليمية كما حددها "ميرل" من أربعة أنواع رئيسية
للمحتوى التعليمي هي:
-33-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
-الحقائق والمفاهيم والمبادئ واإلجراءات:
وهي كافة المعلومات واالسس والعمليات التي يجب أن تتوفر قبل الشروع المراحل
التالية.
-طرائق التعليم الرئيسية:
وهي األساليب المتعلقة بتعليم المحتوى ،ويمكن أن تشمل الطريقة التي تعرض بها
الفكرة العامة واألمثلة التي توضحها.
-مستوى األداء التعليمي:
ويعرف بأنه السلوك الذي يتوقع من المتعلم أن يقوم به بعد عملية التعليم.
-طرائق التعليم الثانوية:
وتعرف بأنها جملة المعلومات اإلضافية المساعدة للمتعلم عند تعلم المعلومات
األساسية التي عرضت في طرائق التعلم الرئيسة ،ولذا فطرائق التعلم الثانوية
تستعمل من أجل التوضيح أو التوسع أو اإلضافة لمعلومات جديدة لما تدرج في
طرائق التعلم الرئيسة.
-شروط عينة األمثلة الممثلة للفكرة العامة:
إن لكل فكرة عامة أمثلة توضحها ،ولذا يجب أن يراعي المعلم الشروط والمواصفات
التي يجب أن تتمتع بها هذه األمثلة بحيث تكون متنوعة وممثلة لموضوع التعلم ،أو
أن تتسم بالتدرج من السهل للصعب.
-تحديد األهداف التعليمية:
وقد تحددت في تجزئتها الى اهداف فرعية ومتدرجة.
-تحديد فقرات االختبار:
إذ يجب أن يتمتع بالصدق والثبات والموضوعية.
-34-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وقد استفاد مجال تكنولوجيا التعليم وخاصة التصميم التعليمي من هذه النظرية في
طريقة عرض المادة التعليمية وفي صياغة االختبارات وتوظيف الوسائل المتعددة ،عالوة
على تحديد مستوى األداء التعليمي المتوقع من المتعلم إظهاره بعد عملية التعلم.
وقد سميت النظرية بالتوسعية ألنها تتناول كافة مستويات المعرفة من تذكر ،وفهم،
وتطبيق ،وتحليل ،وتركيب ،وتقويم من وجهة نظر بلوم ،وتتناول كذلك مستويات التعلم من
تذكر وتطبيق ،واكتشاف من وجهة نظر ميرل .
وقد وضع "جونسون وفاو" أربعة أسس نظرية إلجراء عملية التعلم:
-التعلم الهرمي وفق نموذج "جانييه وبرجيز وويجز" والذي يركز على التدرج في التعلم
من اإلشاري وينتهي بتعليم المشكالت.
-النموذج الحلزوني الذي يركز على أهمية بناء روابط بين المفهوم الجديد والمفاهيم
السابقة.
-أن الخبرات الجديدة على حد "أوزبل" يمكن اكتسابها إذا كانت ذات معنى وترتبط مع
األجزاء األخرى المتضمنة لما تم تعلمه ،وذلك من خالل تنظيم الخبرات بشكل
مبدئي في ذاكرة المتعلم وذلك وفق نموذج التضمين المعرفي ".
-35-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
وقد تكونت النظرية التوسعية من ثالثة نماذج تعليمية بناء على نوع المحتوى
التعليمي المراد تصميمه هي :
تهتم هذه النظرية بتتابع وتسلسل المحتوى الدراسي الموسع ،وتستند إلى
استراتيجية تتلخص فيما يلي :
-اختيار المحتوى التعليمي المراد تنظيمه من "مفاهيم ،إجراءات ،مبادئ ،حقائق ".
-وضع األفكار الرئيسة في المقدمة بحيث تندرج من البسيط إلى المركب ،ومن
العام إلى الخاص ،حتى تصل بالمتعلمين إلى المعلومات األكثر تعقيد.
-عرض األفكار التي وردت في المحتوى التعليمي بصورة مختصرة دون تقديم
أمثلة.
-مناقشة المفاهيم لمساعدة المتعلمين على ربط المحتوى الذي تم تعليمه بالمعلومات
السابقة
-اكتشاف المحتوى المناظر للمحتوى الذي تم تعليمه ،ويتم ذلك من خالل ربط
المفاهيم السابقة بالحالية للوصول لتعميمات.
-دعم المتعلمين في تكوين ترميز للمعلومات بحيث يكونوا صو ار ذهنية أو خرائط
مفاهيمية لتقوية ذاكرتهم.
-36-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-دعم المتعلم بسيطرته على محتوى المادة المتعلمة ،مما يزيد من ثقته بنفسه،
وترتفع كفايته .
-الــنــظــريـــات الـبـنـائــيـة:
وقد استفادت تكنولوجيا التعليم من مبادئ هذه المدرسة في تصميم المواقف التعليمية،
وبالتحديد في نماذج التصميم التعليمي وخاصة فيما يتعلق ب ـ ـ:
-وصف األهداف:
حيث يستند في هذا الجانب على تحليل األهداف وتصنيفها وفق جوانبها المعرفية
والوجدانية والنفسحركية ،ولكن اعتمادا مدخل الخبرة ،حيث ترفض البنائية تحديد كل المهام
التعليمية النهائية والفرعية الممكنة مقدما ،وتقتصر فقط على وصفها.
-تحليل المحتوى:
-37-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
هذا الجانب عند تصميم الموقف التعليم على أن المتعلم هو المسئول عن الوصول
للمعرفة بنفسه وبطريقته الخاصة ،أي ال ينبغي تحديد المحتوى له مسبقا وبشكل تفصيلي،
بل يكتفي اإلشارة الى األفكار الرئيسية في المحتوى ،ويترك للمتعلم البحث عن المعلومات
التفصيلية من خالل المصادر التعليمية المناسبة له ،والتي غالبا ما ترتبط بحياته الواقعية،
وبتواصل مع من حوله من االقران ،حتى تكون ذات قيمة وظيفية في حياته.
-التقويم:
تربط البنائية عند تقويم األشخاص بين ما تعلمه وبين ما اكتسبه ممن حوله من
مهام في سياق البيئة المحيطة به.
ولذا فقد تبنت تكنولوجيا التعليم هذه النظرية في العديد من االستراتيجيات التعليمية
وتوظيف الوسائل التعليمية كالواقع االفتراضي ،والرحالت المعرفية ،حيث تستند هذه
الوسائل على تبني المتعلم للمعارف بنفسه ثم يخضعها للتجريب ،كما تتيح فرصة للتك ارر
مرة بعد مرة بطريقة تناسب قدرات المتعلم وخطوه الذاتي ،.مما يدفعه إلثارة المستويات
العليا من التفكير
ومع ذلك فإن ما يعاب على المدرسة البنائية أن كل األهداف التعليمية ال تتحقق،
فمثال عندما ال يتوفر لدى المتعلم الخلفية المعرفية التي تعينه على حل مهمة التعلم ،فأنه
يجد صعوبة بالغة في تحقيق المهام المكلف بها.
-38-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كما يجد المتعلم أيضا بعض الصعوبات في بناء المعرفة داخل الموقف التعليمي،
وخاصة بعض أنواع المعرفة التقريرية؛ حيث يصعب أو يستحيل تنميتها من خالل هذا
المنظور البنائي ،كما أن هناك مشكلة في التقويم ،حيث لم تقدم هذه المدرسة حلول
متكاملة عن التقويم ،حيث إذ ال يقبل البنائيون نمطي التقويم ،مرجعي المحك ،أو معياري
المحك.
-39-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
ومع ذلك يعد "ألبرت باندو ار “Albert Banduraصاحب نظرية التعلم
االجتماعي التي اهتمت بالربط بين المدرسة السلوكية والمعرفية ،خاصة أن التعلم السلوكي
يؤكد على أن البيئة المحيطة بالمتعلم هي المسئولة عن سلوكه ،بينما التعلم المعرفي هو
المؤثر في هذا السلوك ،ولذا فإن الجمع بين التعلم االجتماعي هو المسبب للتكامل بين
بين العوامل االجتماعية والنفسية.
ولذا فإن ما يشغل تكنولوجيا التعليم في ذلك هو ما أشار اليه "باندورا" عن مفهوم
النمذجة او التعلم بالوكالة حيث وظف الوكيل الذكي كشكل من اشكال التعلم االجتماعي
داخل البيئات اإللكترونية ،مما سيؤثر على ردود فعل المتعلمين عند اختيار نمط الوكيل.
كما أضاف "باندورا" مفاهيم أخرى مثل التحديد التبادلي والكفاءة الذاتية والتنظيم
الذاتي واالختالفات الزمنية بين السبب والنتيجة ،وكذلك التحول من التعلم بالمالحظة في
العمليات المعرفية الى التعلم المباشر من خالل األداء الفعلي ،او غير المباشر أي باإلنابة
من خالل مالحظة االخرين.
وقد توسع "جوليان روتر" عام 1916في نظرية التعلم االجتماعي حيث تناول
ضمنا التعلم السلوكي واإلدراكي ،وافترض أن التعلم السلوكي هو ما يدفعه للتصرف
بطريقة معينة ،أما التعلم اإلدراكي فيشير الى أن العوامل النفسية مهمة في التأثير على
سلوك المرء ،واشا ار "روتر" أن هناك ضرورة للجمع بين العوامل البيئة والعوامل النفسية،
مما يتطلب تعلم وتقليد سلوك معين وفـق ثالثة أمور :التذكر (تذكر ما الحظه الشخص)،
اإلنتاج (القدرة على القيام بسلوك معين) ،والدافع (السبب الكافي الذي يرغبك في تبني
سلوك معين) ،ولذا فتتكون نظرية التعلم االجتماعي عنده من القوة السلوكية ،والتوقع،
وقيمة التعزيز ،والحالة النفسية.
وتعرف القوة السلوكية بانها احتمالية المشاركة في سلوك معين في ظرف معين،
ويتوفر لإلنسان عدة خيارات سلوكية عندما يوضع تحت ظرف من الظروف ،ولكل خيار
-40-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من هذه السلوكيات طاقة كامنة تجعل اإلنسان يخلص إلى تلك التي تحوي أكبر طاقة
منها ،بينما يعني التوقع؛ ما يتوقعه اإلنسان من نتائج يحتمل أن يعود بها سلوك معين.
السؤال المطروح هنا هو :ما هي احتمالية أن ينتج عن هذا السلوك نتائج إيجابية؟
تعتمد ثقة اإلنسان في انتهاج سلوك معين على مقدار احتمالية ظهور نتائج
إيجابية عنه ،فإن كان هذا االحتمال عاليا ،زادت التوقعات بحصول التعزيز بناء على هذا
السلوك ،أما عن مصدر التنبؤ بحصول التعزيز ،فهو خبرات اإلنسان السابقة ،ولهذا نراه
يختلف من شخص آلخر لدرجة يفتقر بها أحيانا إلى المنطق ،في حين يقصد بقيمة
التعزيز ذلك الناتج الذي يعود به سلوك معين ،أما قيمة التعزيز فتشير إلى مقدار رغبة
اإلنسان في هذه النتائج ،فاألشياء التي نحبها ،ونرغب فيها تحظى بقيمة تعزيز عالية ،اما
الحالة النفسية فيعتقد "روتر" أن الموقف ذاته قد يعني أشياء مختلفة لكل شخص ،فالحالة
النفسية أيضا تختلف من شخص آلخر ،فتؤثر على سلوكهم.
-41-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
-نظرية باندو ار Banduraفي التعلم االجتماعي
تركز هذه النظرية على أهمية التفاعل االجتماعي والمعايير االجتماعية والسياق
والظروف االجتماعية في حدوث التعلم ،ويعني ذلك أن التعلم ال يتم في فراغ بل في محيط
اجتماعي.
وقد أشار "باندورا" الى أن المالحظة من اهم ما يحقق التعلم ،وقد افترض في
نموذجه أن اإلنسان كائن اجتماعي يتأثر باتجاهات اآلخرين ومشاعرهم وتصرفاتهم
وسلوكهم ،وانه يستطيع أن يتعلم منهم نماذج سلوكية عن طريق المالحظة والتقليد ،ويشير
التعلم بالمالحظة إلى إمكانية التأثر بالثواب والعقاب على نحو بدلي أو غير مباشر،
ويقترح "باندو ار" ثالثة أساليب للتعلم بالمالحظة وهي:
-الكــف والتحرير:
أي أن معاقبة المعلم ألحد تالميذه على مرأى من اآلخرين ،يجعلهم
ينتبهون لعدم الوقوع في هذا الخطأ ،ويمتنعون عن أداء السلوك الذي كان سببا في
عقاب زميلهم ،وقد يلجأ البعض اآلخر إلى تحرير االستجابات المكفوفة أو
المقيدة ،وخاصة عندما ال يواجه النموذج عواقب سيئة أو غير سارة.
-42-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-التسهيل:
حيث أن التسهيل يتناول االستجابات المتعلمة غير المكفوفة والمقيدة
والتي يندر حدوثها بسب النسيان ،والترك ،أما تحرير السلوك ،فيتناول االستجابات
المكفوفة التي ترفضها البيئة أو تنظر إليها على أنها سلوك سلبي.
كما أشار "باندروا" الى أن هناك أربع مراحل للتعلم من خالل النموذج
وخصائصها على النحو التالي:
-43-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
تتشابه مع نظرية االشتراط اإلجرائي وذلك ألهمية التعزيز
والعقاب وتأثرهما على الدافعية في أداء السلوك .يمل المتعلم
إلى تكرار السلوك المعزز وتجنب السلوك المعاقب عليه. مرحلة الدافعية
-44-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-45-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
األسس التي تقوم عليها البنائية االجتماعية:
-46-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-التعلم الفردي يقتصر دوره على المعرفة بينما اغلب ما يكتسبه الفرد من مها ارت
ترجع لما حوله بين بيئة اجتماعية.
-الــنـظــريــة الموسوعية:
نادى اصحاب هذه النظرية بأن على كل انسان يتعلم تعليما كامال ويتم تشكيله
بصورة صحيحة ،يجب أن يتم تعلمه بجميع االساليب والوسائل المتنوعة لكي يستنير
بالمعرفة والحكمة الحقيقية ،وندى اصحاب هذه النظرية بسمو العقل واعتقدوا أن الدين
يربط العقل بسالسل الجهل وأن سعادة االنسان تكمن في تطوير ذهنه ليكتشف الحقيقة
واعتبر نشر المعرفة وتطوير العقل البشري عامالن ضروريان لتقدم الجنس البشري.
-47-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
كما رأى اصحاب هذه النظرية أن كل معارف العالم الحقيقي مفيدة وينبغي ان
يتضمنها المنهج وذلك من منطلق انه لو ترك االمر للعقل وحده الضطرد التقدم والرقي
ولوصل االنسان لمبتغاه.
لذا يجب أن يتم تدريب المعلمين على الطرق التي يعبؤون بها رؤوس الصغار
بالمعلومات ،حتى ال تتحول المدارس الى مراكز للمعرفة فقط ،ويتحول المعلمون الى
عمال فيها ،وتصبح المناهج مزدحمة بالمواد الدراسية دون فائده.
وقد انعكس ذلك على فكر المجتمع واوالء األمور بأن المعرفة قوة لذاتها دون
االهتمام بربطها بحياة التالميذ اليومية ودون عناية بتوجيههم الى ما قد يكون لها من فائدة
في مواجهة مشكالت حياتهم.
اال أن انفجار المعرفة واالبحاث التخصيصية اوجدت مشكلة كبيرة في البالد التي
ما زالت تطبق النظرية الشاملة للمنهج حيث شعر الناس بحاجة ماسة الى دراسات اكثر
عمقا في الصفوف الثانوية في تلك الموضوعات التي سيدرسها الطالب في الجامعة او
المعاهد اخرى للتعليم العالي ،كما يحاول المربون في تلك البالد التي ورثت منهج الدوائر
المعرفية تطبيق تعليم عريض القاعدة وفي الوقت نفسه يقللون من عدد المقررات الدراسية.
-48-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وعملية التعلم والقدرة على نقل الحقائق الى الجيل االحدث ومعرفة االصول التاريخية
والفلسفية للتربية وأن يكون ذلك المعلم مهتما وجادا ومخلصا في اداء واجبه التعليمي .
وقام بتعريف هذه النظرية 1938حيث راي أن هناك جوانب اساسية معينة يجب
االبقاء عليها كما يجب أن يعرفها كل الناس اذا ما اعتبرناهم متعلمين وتلك الجوانب
الجوهرية.
ولذا فأي مجتمع يعتنق النظرية الجوهرية يعتبر المدرسة مؤسسة ذات وظيفة عملية
تتمثل في نقل اساسيات المعارف والمهارات المختلفة الى الطلبة ويمكن ايجاز موقف
النظرية الجوهرية بأربعة مبادئ اساسية هي
-أن التعلم يتضمن في ذاته العمل الشاق ،ألن االهتمام بموضوع معين يحتاج الى
جهد من اجل اتقان هذا الموضوع .
-يجب على المدرسة المحافظة على الطرق التقليدية لالنضباط العقلي كما يجب
تعليم التلميذ المفاهيم االساسية حتى وأن كان البد من تطويعها وفقا للمستوى
السيكولوجي والفكري للمتعلم .
-أن دور المعلم يتوسط بين عالم الكبار وعالم االطفال ومن ثم يجب أن تكون
المبادأة في التربية بيد المعلم اكثر مما بيد التلميذ ألن المعلم قد تم اعداده بصورة
مسيطر على كل مكونات
ا متخصصة لمهمة ارشاد تالميذه وتوجيههم ويكون المعلم
الموقف التعليمي.
-أن جوهر العملية التربوية يتمثل في استيعاب المادة الدراسية المحددة من قبل ،كما
ينبغي على التربية اتاحة الفرصة للفرد لتحقيق امكاناته الكامنة فيه ،ويجب أن يتم
تقديم المعرفة في المادة الدراسية وفقا للتنظيم المنطقي لها ،كما يجب التركيز على
اهمية التراث االجتماعي ووضعه فوق الخبرة الفردية وذلك من منطلق ان هذا
التراث يلخص خبرات الماليين في محاولتهم التوافق مع بيئتهم.
-49-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
تشير هذه النظرية الى عملية تحويل محتوى التربية الى اتجاه الفنون التطبيقية
المتعددة وذلك من منطلق وجوب النظر الى كل جانب من جوانب المدرسة في ضوء
عالقته بالحياة االنتاجية وتتمثل اهداف التربية وفقا لهذه النظرية في تزويد التالميذ
بالمعرفة في الفروع الرئيسية لإلنتاج وكذلك المبادئ العملية التي تعتمد عليها واكسابهم
عادة التعامل مع االت العمل ومساهمتهم في تنمية القدرات الفنية المنتجة واكسابهم حب
العمل اليدوي وتقديره وامدادهم بخلفية تقنية او فنية واسعة واعطاء الشباب فرصة اختيار
العمل المناسب واالبداع في نوعية من االعمال التي يتطلبها االنتاج أي أن مبدا التربية
التطبيقية يتطلب تحقيق اقصى نمو ممكن لقدرة الفرد على تطبيق معرفته في موقف عملي
وأن يكتسب عالقاته في نظام االنتاج االجتماعي .
كما يتطلب ايضا استعداده وقدرته على المشاركة في االنتاج وقد انعكست تلك
المفاهيم االيديولوجية على تنظيمات المنهج لتحقيق الوحدة بين التعليم والعمل النافع
اجتماعيا وبذلك وجدت النظرية التطبيقية للمنهج مكانها في النظام التعليمي السوفيتي كما
جذب المحتوى واساليب او طرق التدريس المستخدمة في التطبيق العلمي والعملي للتربية
التطبيقية اهتمام المربين السوفييت بعد الثورة البلشفية عام 1917وهكذا اصبحت
البوليتكنيكية مبدا او موقف نظريا يتخلل جميع المواد الدراسية ويوجه تدريسها ويشمل
العلوم االنسانية والطبيعية والدراسات العملية وهو ال يهدف الى اعطاء التالميذ معلومات
-50-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ومهارات علمية تتعلق بالصناعة والزراعة فقط بل ويهدف كذلك الى غرس وتكوين عادات
عقلية وخلقية تتعلق بعمليات االنتاج المختلفة وعموما فان تنظيم المنهج المدرسي وفقا
لتلك النظرية يتم بطريقة تمكن التالميذ من التعود على المبادئ النظرية االساسية والمبادئ
العملية لإلنتاج الحديث والمشاركة في العمل النافع اجتماعيا لذا يتم تنظيم المواد االجبارية
والمقررات االختيارية وانواع النشاط الزائد بحيث تحقق الوحدة بين النواحي النظرية والعملية
لإلنسانيات وبين العلوم والتكنولوجيا .
وتعتبر الورش التعليمية من اهم وايسر الوسائل المتاحة لتطبيق النظرية التطبيقية
في المدرسة بشرط أن تكون تلك الورش مرتبطة باإلنتاج االقتصادي للمصانع والمزارع في
المجتمع اضافة الى انواع اخرى من النشاط والمتمثلة في الحلقات الدراسية التكنولوجية
والمراكز التكنولوجية لألطفال وقراءة كتب تكنولوجية وزيارة المتاحف ويتم تنفيذ النظرية
التطبيقية في االنظمة التعليمية االشتراكية كالصين على سبيل المثال ،حيث يعتمد التعليم
على االنتاج وترتبط النظرية بالتطبيق ،هذا باإلضافة الى عدم اقتصار التعليم على
المدرسة فقط بل يتعداه الى المصانع والمزارع ووحدات الجيش في المناطق المجاورة الى
جانب ذلك تم تأسيس مصانع صغيرة في المدارس االساسية والثانوية ويدعى العمال
والفالحون والجنود للتدريس فيها على اساس جزء من الوقت.
-الــنـظــريــة الــبـرجـمـاتـيـة:
يرجع اصل هذه النظرة الى ديوي ،ويرى احد فالسفة التربية أن افكار ديوي جيدة
ومناسبة لمنهج المدرسة االبتدائية اما بالنسبة للمرحلة الثانوية فيجب أن يؤدي التعليم الى
مستوى عالي من التمكن من المحتويات التي لها صلة بالحياة وذلك ألنها تمثل األدوات
الضرورية للقوى االجتماعية للشعوب.
-51-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
وتم تطبيق البرجماتية على التربية من خالل الحركة التربوية التقدمية التي
عارضت جمود التربية التقليدية واعلنت الحركة التقدمية بان التربية في عملية تطور دائم
ولذلك يجب على المربين أن يكونوا مستعدين لتعديل المنهج في ضوء تغيرات المعرفة
والبيئة وتنظر البرجماتية الى المتعلم على انه فرد يمر بخبرات كما انه مفكر ومستكشف
وأن االهتمام والفضول لديه يدفعه الى التعلم لذا يجب أن نجعل ما يتعلمه الفرد متعلقا
بحاجاته واهتماماته الخاصة بدال من تزويدهم بمعلومات مختارة لهم من االخرين .
لذا تقدم البرجماتية للتالميذ المنهج الدراسي الذي يحتوي على الخبرات والدراسات
البحثية االجتماعية والمشروعات والمشكالت والتجارب والتي اذا ما تم تطبيقها بطريقة
علمية وعملية دقيقة فأنها ستؤدي الى تحقيق وظيفة المعرفة بالنسبة لكل مجاالت المادة
الدراسية ويجب على المعلم البرجماتي أن يوجه ويساعد وأن ينصح المتعلمين وأن يبني
الموقف التعليمي حول مشكالت معينة ذات اهمية حقيقية بالنسبة لهم بحيث تؤدي الى فهم
افضل لبيئتهم االجتماعية والطبيعية مع اعطاء اهتمام اكبر في الوقت نفسه لميول الفرد.
تقترح نظرية المنهج البرجماتي أن يتم تنظيم محتوى التربية وفقا لمشكالت التي
يواجهها التالميذ بحيث يكون المنهج المدرسي ال يعتمد على الكتاب المدرسي بل صورة
مصغرة من المجتمع هدفها الرئيسي تدريب التالميذ على الحياة التعاونية ذات النفع
المتبادل واالسهام في اصالح المجتمع من خالل مسؤولياتها .
وهنا يجب أن يحل التعلم من خالل تطبيق اسلوب حل المشكالت محل التلقين
للمادة الدراسية ،وعليه فان المرونة من اهم خصائص تصميم المنهج البرجماتي.
كما يركز المنهج البرجماتي على التجريب دون التركيز على جزء من المحتوى
اكثر من االجزاء االخرى وكما ينادي بالتركيز حول المتعلم بدال من المادة الدراسية عند
تنظيم المنهج ،كما يعد منهج النشاط احد التنظيمات المنهجية الحديثة
-52-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من أبرز النظريات الحديثة في اإلدارة التعليمية والتي تؤثر في تكنولوجيا التعليم
هي :نظرية اإلدارة كعملية اجتماعية ،ونظرية اإلدارة كعالقات إنسانية ،ونظرية اإلدارة
كعملية اتخاذ قرار ،ونظرية المنظمات ،ونظرية اإلدارة كوظائف ومكونات ،ونظرية القيادة،
ونظرية الدور ،نظرية األبعاد الثالثة ،ونظرية النظم ،ونظرية تصنيف الحاجات لماسلو،
ونظرية االحتماالت أو الطوارئ ،ونظرية التبادل في تقرير القيادة لهومان ،نظرية البعدين
في القيادة ،وفيما يلي توضيح الهم هذه النظريات:
-53-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
تؤمن بأن السلطة ال تورث وهي ليست من التركيب البيولوجي للقائد ،بل هي انعكاس
للواقع المحيط وهي نابعة بالتالي من القائد ألتباعه في المدرسة ،يعني ذلك أن سلطة القائد
نظرية يكتسبها اإلداري والمدير من أتباعه من خالل إدراكهم للمؤهالت التي يمتلكها هذا
القائد.
وليس المطلوب أن ينخرط اإلداري في عالقات شخصية مباشرة مع العاملين
بحيث تلغي المسافة االجتماعية التي تفصل بين اإلداري والمرؤوسين ،حيث أن جهد
اإلداري سوف يتبعثر بعيدا عن الهدف اإلنتاجي للمؤسسة.
إن ما تطالب به هذه النظرية ،هو مراعاة األبعاد النفسية واالجتماعية التي تجعل
العاملين يؤدون دورهم بالتزام تام ،ألن العاملين يتطلعون دائما إلى نوع من الفهم المشترك
يجعل السلطة تشعرهم بأن مصلحتها أن تنظر في شأنهم بعناية مثلما تولي متطلبات
العمل عنايتها.
-54-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وفيما يتعلق بالطريقة فيتمثل في كيفية اختيار الطريقة التي تسمح لواضعي المناهج بإشراك
غيرهم في اتخاذ القرار ،يقول سيمون إن الق اررات تقوم على أساسين :
-مجموعة الحقائق والمعلومات ،وهذه يجب أن تكون خاضعة لالختبار ،لبيان
صدقها أو زيفها.
-مجموعة القيم ،وهي تخضع لالختبار ألنها تتعلق بعملية االختيار األحسن أو
األفضل ،وكذلك بالصورة المثالية التي يجب أن يكون عليها موضوع القرار .
-55-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
-وفي عملية التنظيم يحتاج إلى أن يضع القوانين واألنظمة والتعليمات على صورة
ترتيبات في الموارد البشرية والمادية ،بما يسهل عمليات تنفيذ األهداف المتوخاة
على المنظمة أو التنظيم الذي ينشأ عن الترتيبات.
-وفي عملية التوجيه ينشط اإلداري إجراءات التنفيذ بالتوفيق بين السلطة التي يكون
مؤهال لها من خالل صالحيات مركزه والسلطة المستمدة من ذكائه ومعلوماته
وخبراته المتمثلة في إدراكه الشامل ألهداف المنظمة ،وطبيعة العمل المناط بها،
وإمكانياتها المادية والبشرية ،والقوى والظروف االجتماعية المؤثرة عليها.
-وفي عملية التنسيق ،يحتاج اإلداري إلى جعل كل عناصر التنظيم وعملياته تسير
بشكل متكامل ال ازدواجية فيه وال تناقض ،بحيث توجه الجهود بشكل رشيد نحو
األهداف المرسومة في نطاق اإلمكانيات المتوفرة ،وفي حدود ما تسمح به القوى
االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية في بيئة التنظيم.
-أما الرقابة :فهي متابعة مباشرة أو غير مباشرة للمؤسسة لتقييم نظام عملها ،ومدى
جدواها على ضوء األهداف المنتظرة منها.
-56-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وأعضاء المدرسة .إن هذه النظرية تقترب من أفكار نظرية العالقات اإلنسانية في كونها
تركز على بلوغ الهدف الطبيعي لإلنسان .
-57-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
وكل النظم الفرعية المكونة للنظام الواحد ،وكذلك عبر النظم المزاملة له ،فالنظام أكبر من
مجموعة األجزاء.
وقد شاع استعمال هذه النظرية في العلوم البيولوجية والطبيعية ،وكذلك شاع
استخدامها في العلوم االجتماعية األخرى ،والتي من بينها علم اإلدارة التعليمية والتعليمية،
وتفسر هذه النظرية النظم المختلفة بأنها تتكون من تركيبات منطقية بواسطة تحليلها لتفسر
الظواهر المعقدة في المنظمات أو المؤسسات في قالب كمي بالرغم من أن البحوث
التطبيقية المتعلقة بالتغير في المواقف أو الدراسات االجتماعية تكون أحيانا غير عملية أو
غير دقيقة ،تقوم هذه النظرية على أساس أن أي تنظيم اجتماعي أو بيولوجي أو علمي
يجب أن ينظر إليه من خالل مدخالته وعملياته ومخرجاته ،فاألنظمة التربوية تتألف من
عوامل وعناصر متداخلة متصلة مباشرة وغير مباشرة وتشمل :أفراد النظام ،جماعاته
الرسمية وغير الرسمية ،االتجاهات السائدة فيه ودافع النظام والعاملين فيه ،طريقة بنائه
الرسمي ،التفاعالت التي تحدث بين تركيباته ومراكزها ،والسلطة التي يشتمل عليها.
أما مسيرة النظام فإنها تعتمد على المعلومات الكمية والمعلومات التجريبية واالستنتاج
المنطقي ،واألبحاث اإلبداعية الخالقة ،وتذوق للقيم الفردية واالجتماعية ومن ثم دمجها
داخل إطار تعمل فيه بنسق يوصل المؤسسة إلى أهدافها المرسومة .
-58-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وينبغي أن ندرك بأن الحاجة المشبعة ليست محف از ،ولكن تظهر حاجة أخرى محلها
كمحفز ،وحاجات الفرد متشابكة ومعقدة ويميل الفرد إلى السلوك الذي يؤدي إلى
تحقيق حاجاته المحفزة
-نظرية االحتماالت:
-59-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
تركز نظرية التبادل في تقرير القيادة لهومان على المردود الذي سيناله القيادي إذا
ما أتخذ موقفا قياديا في مشكلة ما قد تواجهه ،ثم يدرك وبشكل واعي وحقيقي ماذا سيحدث
إذا فقد القيادي تقبل الجماعة له ،أو إذا لم يبذل مزيدا من الجهد والعمل.
أيضا تقارن هذه النظرية بين المردود والتكاليف من أجل تبرير العمل القيادي
وأهمية المبادرة في العمل وأهمية أن يكون قائدا ناجحا بدال من أن يكون منقادا من قبل
اآلخرين.
تستند تكنولوج يا التعليم في كثير من جوانبها وخاصة فيما يتعلق بالتعلم االلكتروني
بتكنولوجيا المعلومات ،على اعتبار أن علم المعلومات هو المسئول عن دراسة خواص
المعلومات وسلوكها ،والعوامل التي تحكم تدفقها ،ووسائل تجهيزها لتيسير االفادة منها إلى
اقصى حد ممكن ،كما تشمل انشطة تجهيز انتاج المعلومات وبثها وتجميعها وتنظيمها
واختزانها واسترجاعها وتفسيرها واستخدامها".
-60-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وتتعلق تكنولوجيا المعلومات بالكمبيوتر ،وقد أدى اختراعه الى تطور هذا العلم
لدرجة كبيرة إذ أمكن لإلنسان التواصل مع غيره عبر اإلنترنت في جميع انحاء العالم ،مما
جعل االست ناد عليها في تكنولوجيا التعليم من الضروريات في ظل ادخال المستحدثات في
التعليم.
وقد تعددت نظريات المعلومات وكان ل ـ "شانون" الفضل في ذلك ،وقد اخذ منحى
التطور في هذا العلم يزداد بعد الربط بالذكاء االصطناعي خاصة في فترة الخمسينات من
القرن الماضي ،حيث طور منذ بزوغ فكرة فأرة شانون أو ثيسوس ،وهي فأرة توضع في
متاهة وتتحكم بها موجهات مغناطيسية وتحاول أن تصل للنهاية من خالل التجربة
والخطأ ،بعد ذلك إذا وضعت في مكان سبق أن كانت فيه ستعرف طريقها مباشرة بسبب
خبرتها السابقة ولكن لو وضعت في مكان جديد ستعيد محاولة التجربة والخطأ حتى تصل
للنهاية وتضيف هذا الطريق الجديد إلى ذاكرتها ،وتعتبر فأرة شانون أول تطبيق عملي
للتعلم الذاتي في الذكاء االصطناعي ،واحد تطبيقات علم المعلومات.
وقد عمل شانون على دراسة الحدود النظرية إلرسال المعلومات من النقطة أ
(المصدر) إلى النقطة ب (المستقبل) من خالل وسيط (القناة) ،كما تطلب االمر أن
المعلومات المرسلة تحتاج أن يتم ترميزها Encodingقبل إرسالها في القناة والتي قسمها
شانون إلى قسمين:
-قناة متواصلة :Continuous Channelتستطيع حمل إشارات مستمرة مثل
صوت اإلنسان.
-قناة غير مترابطة :Discrete Channelتستطيع حمل إشارات متقطعة مثل
األحرف التي تكتب عن طريق لوحة المفاتيح.
-61-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
والمعروف أن في العالم المثالي ،تصل المعلومات إلى جهة المستقبل تماما كما
خرجت من عند المرسل ،ولكن واقعيا القناة مليئة بأنواع كثيرة من الضجيج مما يؤدي
لحدوث أخطاء لبعض البتات عند استقبالها ،فبعض األصفار عند إرسالها قد تتغير إلى
آحاد والعكس صحيح.
ومن الطرق المستخدمة لتصحيح الخطأ إضافة بت Parityإلى نهاية كل حزمة
من البتات يتم إرسالها ويقوم البت المضاف بجعل عدد اآلحاد واألصفار متساويا.
وال فإن علم تكنولوجيا التعليم استفاد كثي ار من علم المعلومات وخاصة في توظيفه
في تصميم البيئات االلكترونية واالفتراضية في التعلم االلكتروني عند ارسال المعلومات
وحفظها ،وقد تركز ذلك من خالل تناوله لنظرية المعلومات Information Theory
وذلك بدراسة االتصاالت من خالل الرسائل ،باعتبارها أساس نظام االتصاالت ،وهذا األمر
تطلب مقياس المعلومات التي يتم نتاجها من هذا النظام ،وتقسم النظرية نظام
) (Information contentإلى أن محتوى المعلومات االتصاالت إلى مصدر
للمعلومات ،ومرسل ،وقناة االتصال ،ومستقبل المعلومات ،ووجهة المعلومات ،إضافة لذلك،
نظام االتصاالت إلى ثالثة أنواع فقد قسم "شانون وويفر (Shannon and Weaver,
هي :المتقطع ،والمتصل ،والمختلط ،وكان لهذا التقسم أدوار كثيرة في توظيف علم
المعلومات في تكنولوجيا التعليم.
وقد تعددت تطبيقات نظرية المعلومات األساسية لخدمة علم تكنولوجيا التعليم حيث
تضمنت :ضغط البيانات غير المنقوص lossless data compression :مثال (صيغة
Lossy compression المنقوص البيانات ملفات) ، ZIPضغط
مثل إم.بي.ثري ، MP3وتشفير قنوات نقل البيانات وسعاتها channel capacityمثل
خطوط دي.إس.إل ، DSL .حيث يقع هذا الفرع عند حدود الرياضيات واإلحصاء ،وعلوم
-62-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحاسب و الفيزياء والنيوروبيولوجيا والهندسة الكهربائية ،وقد كانت لتطبيقاتها دور أساسي
في نجاح مهمات فوياجير الفضائية ،واختراع سي.دي ، CDوتطبيقات الهاتف المحمول ،
وتطور اإلنترنت ،وحتى دراسة اللسانيات واالستشعار اإلنساني ،وغيرها من الحقول
والتطبيقات العلمية التي اثرت كثي ار في تكنولوجيا التعليم.
كما تعددت نظريات المعلومات والمصادر التي لعبت أدوا ار هامة في تكنولوجيا
التعليم ومنها:
-63-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
ويضيف تصحيح الخطأ بيانات بت إضافيه لجعل نقل البيانات أكثر قوة
لالضطرابات الحالية في قناة اإلرسال .المستخدم العادي قد ال يكون على بينة من العديد
م ن التطبيقات التي تستخدم تصحيح الخطأ .تستخدم اسطوانات الموسيقى المدمجة
النموذجية رمز ريد سولومون لتصحيح الخدوش واألتربة .في هذا التطبيق قناة اإلرسال
هي األسطوانة المدمجه نفسها.
أيضا استخدام الهواتف المحمولة تقنيات التكويد لتصحيح التالشي والضوضاء من
البث ا إلذاعي عالي التردد .تستخدم كل من أجهزة المودم للبيانات ،اإلرسال عبر الهاتف،
و وكالة ناسا تقنيات تكويد القناه للحصول على البتات من خاللها ،على سبيل المثال
كود توربو و اكواد. LDPC .
-64-
الفصل األول الباب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وفقا لهذه النظرية ،هناك عدد من المحددات لكيفية قيام نظام الكشف عن إشارة
بعمله ،وأين سيبدأ مستوى العتبة (أقل إشارة يمكنها تنبيه الكاشف) .ويمكن أن تفسر هذه
النظرية كيف أن تغيير العتبة سوف يؤثر في القدرة على التمييز ،كما توضح في كثير من
األحيان مدى مالئمة النظام لمهمته ،والغرض أو الهدف الذي صمم من أجله.
عندما يكون نظام الكشف هو اإلنسان ،فإن التوقعات ،والحالة الفسيولوجية (على
سبيل المثال التعب أو اإلرهاق) وعوامل أخرى يمكنها أن تؤثر على العتبة المستخدمة..
وتستخدم نظرية الكشف تطبيقات في العديد من المجاالت التعليمية مثل التشخيص
للمتعلم قبل البدء في التعلم ،وفي مراقبة جود المنتج النهائي بعد عملية التعلم ،واالتصاالت
بين المتعلمين ،وتطيق اختبارات علم النفس.
-65-
الفصل األول الباب الثاني
---------------------------------------------------
ويتحدد دور المقدر Estimatorفي وضع قيم تقريبية للمعلمات المجهولة باستخدام
القياسات.
وفي نظرية التقدير ،يفترض أن البيانات المقاسة تكون عشوائية مع توزيع احتمالي
معتمد على المعلمات ذات االهتمام .على سبيل المثال ،في نظرية االتصال الكهربائية،
غالبا ما ترتبط القياسات التي تحتوي على معلومات تتعلق المعلمات ذات االهتمام مع
إشارة ضوضاء بدون العشوائية ،أو الضجيج ،فإن المشكلة تكون حتمية ولن تكون هناك
حاجة تقدير .
-66-