You are on page 1of 332

‫المقدمة‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يع د العم ل من أهم األولوي ات يف حي اة الف رد واجلماع ة على ح د س واء‪ ،‬كم ا أنّ احلص ول على‬
‫األجر هو أحد دوافع للعمل وحوافزه‪ ،1‬وذلك لتغطية املتطلبات االقتصادية فاألجر هو املصدر األساسي‬
‫ملعيش ة الغالبي ة العظمى من النّاس‪ ،‬كم ا أنّه أهم س بيل إلش باع احلاج ات الض رورية لألف راد‪ ،2‬كم ا يعت رب‬
‫عنص را من عناص ر تكلف ة اإلنت اج بالنّس بة للمؤسس ة‪ ،‬إض افة إىل كون ه احملرك األول لعملي ة التط ور وحتقي ق‬
‫التقدم والرخاء لبين البشر‪.‬‬

‫ومن الناحية الصّحية والنّفسية فإّن العمل يعد عنصرا من عناصر حتقيق التوازن اجلسدي واالستقرار‬
‫ّالنفسي للفرد نتيجة شعوره بالرضا والقناعة عن مستوى احلياة اليت يعيشها‪ .‬أمّا من اجلانب االجتماعي ف إّن‬
‫قيمة العمل متثل قيمة اإلنسان يف جمتمعه‪ ،‬وكون أنّ اهلدف من وراء العمل احلصول على مقابل الذي يتمثل‬
‫يف األج ر‪ ،‬فأمهي ة العم ل هي نفس ها أمهي ة األج ر‪ ،‬فه و تقريب ا املص در الوحي د لس د خمتل ف حاجي ات احلي اة‬
‫اليومية كاألكل واملسكن وامللبس‪....‬‬

‫أمّا من الناحية القانونية يتميز األجر بالصفة املزدوجة يف عالقة العمل‪ ،‬إذ أنّه يشكل حقا للعامل مقابل‬
‫عمله‪ ،‬ومقابل ذلك فهو التزام على رب العمل لقاء متتعه بالعمل أو اخلدمة اليت مت اجنازها‪ ،‬إنّ هذه الصّفة‬
‫املزدوج ة ال يت يتمت ع هبا الأج ر باعتب اره حق ا وواجب ا يف ال وقت نفس ه هي ال يت تط رح يف احلقيق ة خمتل ف‬
‫اإلشكاالت القانونية سواء حني القيام بدراساهتا نظريا‪ ،‬أو عند التطبيق العملي وتنفيذ عالقة العمل‪.‬‬

‫كما أنّ مسألة حتديد األجور من املسائل التّقليدية اليت تناوهلا الفقهاء بالدراسة حيت ظهرت بشأهنا عدّة‬
‫نظريات فلسفية حتاول ك ل منها تربير األسس ال يت جيب اعتماده ا عند حتديد وتق دير األجور‪ ،‬النّظريات‬
‫إن البحث يف هذه ّالنظريات‪ ،‬سيبني مدى جتدر فكرة األجر‬
‫والنظريات اجلربية املعاصرة‪ّ .‬‬
‫ّالتقليدية اجلربية‪ّ ،‬‬
‫يف التاريخ‪ ،‬ويف خمتلف العلوم االجتماعية عرب مراحل التطور احلضاري لإلنسان‪.3‬‬

‫‪. 1‬قادري حليمة‪ ،‬مقال جودة الحياة في ظل ارتفاع األجور لدى أساتذة التعليم الثانوي‪ ،‬مجلة القانون االجتماعي‪ ،‬العدد‪ ،2013 ،04‬ص ‪.44‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila .Le salaire constitue la source essentielle de revenu pour n’importe‬‬
‫‪quel travailleur ». V. Article « Le salaire entre fonction sociales et compétitivité économique », la‬‬
‫‪revue de Laboratoire de Droit Social, N°4, 2013, P. 11.‬‬

‫إن النظريات اليت قيلت يف هذا اجملال كثرية ومتعددة خاصة عند علماء االقتصاد‪ ،‬ولكن أهم هذه النّظريات هي‪:‬‬
‫‪ّ .3‬‬

‫أ‪ -‬نظرية حد الكفاف لألستاذ ريكاردو‪ :‬هذه النّظرية تفرض أن متن العمل مبعىن األجر يتوقف على كفاف العامل‪ ،‬فاألجور تساوي‬
‫مقدار السلع الالزمة لتغذية وكساء العامل وأسرته ومتثل ما يتكلفه اجملتمع من أجل متكني العمال من البقاء وختليد جنسهم =‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫حظي األج ر بعناي ة املش رع اجلزائ ري يف أعلى درج ة من النص وص القانوني ة أال وه و الدس تور‪ ،11976‬إذ‬
‫نص يف مادت ه ‪ 59‬على ح ق العام ل يف حص ته من ال دخل الق ومي‪ ،‬وإخض اع األج ور إىل املب دأ القائ ل‪" :‬‬
‫التساوي يف العمل يستلزم التساوي يف األجر"‪.‬‬

‫كما جاء يف مصف احلقوق الواردة يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان الذّي تبنته اجلمعية العامة لألمم‬
‫املتحدة مبوجب الالئحة رقم ‪ 217‬بتاريخ ‪ ،210/12/1948‬حيت نص هذا اإلعالن يف مادته ‪ 23‬على‬
‫حق العامل يف األجر دون متييز لكل عمل مساو‪،‬كما أكد على ضرورة كون هذا األجر جدير من أن يؤمن‬
‫للعام ل وألس رته وج ودا يلي ق بش رف اإلنس ان‪ ،3‬ولق د أب رمت ب ذلك ع دة اتفاقي ات دولي ة ح ول موض وع‬
‫األجر‪ ،‬نذكر منها على سبيل املثال االتفاقية رقم ‪ 99‬لسنة ‪ 1951‬بشأن حتديد املستويات الدنيا لألجور‪،‬‬
‫واالتفاقية رقم ‪ 131‬لسنة ‪ ،1970‬يف نفس املوضوع وخاصة بالبلدان النامية‪ ،‬االتفاقية الدولية رقم ‪100‬‬
‫املتضمنة املساواة يف األجور بني الرّجال والّنساء الصادرة يف سنة ‪.1951‬‬

‫ولقد مر تطور األجور يف اجلزائر بالعديد من املراحل منها األجر في الفترة االستعمارية حيت تعترب هذه‬
‫بالنسبة للتاريخ اجلزائر من أجل فهم التطور الذي وصلت إليه حاليا‪.‬‬
‫الفرتة هامة جدا ّ‬

‫انقس مت لف رتة االس تعمارية إىل مرحل تني األوىل‪:‬بل غ فيه ا الظلم والالعدال ة يف األج ور أقص ى م داه‬
‫والثانية‪:‬متيزت بارتفاع أصوات السياسيني والنقابني للمطالبة بتحقيق العدالة واملساواة يف األجور‪.‬‬

‫ب‪ -‬نظري ة رص يد األج ور لألس تاذ ج ون أس تيوارت‪ :‬ه ذه النظري ة ق امت على األس س ال يت أخ ذت هبا نظري ة ح د الكف اف من حيت‬
‫االعتماد على عرض العمل‪ ،‬وقانون مالتس للسكان ولكن هذه النظرية أقرت بوجود معدل متغري لألجور‬

‫ت‪ -‬نظرية املساومة اجلماعية ‪ ،‬لألستاذ ماركس‪ :‬حسب هذه النظرية فإن النقابات هي اليت حتدد املرتبات بطريق مباشر كما هو احلال يف‬
‫فرنسا وبلجيكا‪ ،‬وإما بطريق غري مباشر كما هو احلال يف أمريكا وبريطانيا‪.‬‬

‫للمزيد من الشرح حول نظريات حتديد األجور‪ ،‬راجع محاد حممد شاطا‪ ،‬النظرية العامة لألجور واملرتبات‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،1982‬ص ‪.142-133‬‬
‫‪ . 1‬راجع نص املادة ‪ 59‬من دستور ‪ ،1976‬الصادر مبوجب األمر رقم ‪ ، 97-76‬املؤرخ يف ‪ 22‬نوفمرب ‪ ،1976‬ج‪.‬ر ‪،‬عدد ‪ ،94‬الصادرة‬

‫يف ‪( 1976‬امللغى)‬

‫‪2‬‬
‫?انضمت الجزائر لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بموجب المادة ‪ 11‬من دستور ‪( 1963‬الملغى)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.AMOURA Amar, Droit du travail et Droit Social , Guide pratique, El Maarifa édition, Alger,‬‬
‫‪2002, p2.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫مرحلة التمييز الصارخ يف األجور‪ :‬فلقد انقسمت الطبقة العمالية يف الفرتة االستعمارية إىل فئتني‬
‫فئة العمال اجلزائريني‪ 1‬والعمال الفرنسيني ه ذا التقس يم أدى إىل التم يز يف معاملة كل فئة‪،‬فكانت وضعية‬
‫الفئة العمال اجلزائرية االقتصادية واالجتماعية مزرية ودلك راجع إىل تدين األجور اليت كانوا يتقاضوهنا‬
‫حبيث ك انت تق در ب‪1‬فرن ك إىل ‪ 150‬فرن ك يف الي وم خالل الف رتة املمت دة من س نة ‪ 1870‬إىل ‪1914‬‬
‫وكانت مدة العمل بني ‪ 12‬ساعة إىل ‪ 14‬ساعة يوميا يف حني العامل الفرنسي كان يتقاضى أجرا أساسيا‬
‫ليساوي ما يتقاضاه العامل بفرنسا‪ ،‬وكانت متنع له زيادة على ذلك عالوات حتت تسميات خمتلفة‪ .‬فقد‬
‫صدر قانون املالية الفرنسي بتاريخ ‪ 26/12/1880‬الذي منح للموظفني الفرنسيني باجلزائر منحة تعويض‬
‫مسية "بالريع االستعماري" وتقدر بنسبة ‪ 25%‬من األجر األساسي وهي مبثابة مكافأة التعمري‪ 2‬هذا القانون‬
‫عارضه املوظفون الفرنسيون املولودون باجلزائر ألنّه استثناهم من التعويض بعد كثرة الضغوط اليت استمرت‬
‫إىل س نة ‪ ،1919‬بع د م داوالت ص وتت على منح التع ويض هلم ق در ب ‪ % 25‬مسي ب التعويض اجلزائ ر‬
‫وكان بتاريخ ‪.10/1919/ 30‬‬
‫مت ص در ق رار بت اريخ ‪ 28/01/1917‬ال ذي منح تع ويض أخ ر للم وظفني الفرنس يني الع املني‬
‫باخلدم ة املدني ة مسي بتع ويض اجلزائ ر وق در نس بة ‪ % 8‬من األج ر األساس ي وه ذه الق وانني م ا هي إال‬
‫حماوالت لتوسيع اهلوة بني األجور العمال الفرنسيني واجلزائريني‪.‬‬
‫فجاءت مرحلة املطالبة باملساواة‪ :‬يف ظل التفاوت الصارخ يف األجور وازدياد الوعي وظهور‬
‫احلركة التحريرية لدى اجملتمع اجلزائري‪ ،‬تعالت األصوات املنادية باملساواة فلم خيلو أي مؤمتر من املطالبة‬
‫بذلك فنجد مثال ‪:‬‬
‫‪ -‬املؤمتر التأسيسي الحتادية املنتخبني املسلمني املنعقد بتاريخ ‪ 4/9/1927‬كانت من أهم مطالبة املساواة‬
‫يف املراتب والتعويضات يف األعمال اإلدارية اليت يلتحق هبا كل من األوروبيني واجلزائريني بنفس الشروط‬
‫كم ا طلب ح زب جنم مشال إفريقيا يف م اي ‪ 1933‬ب ان الوظيف ة املتس اوية الب د من أن يتبعه ا التساوي يف‬
‫الراتب‪.‬‬

‫‪ . 1‬كما كان يطلق يف احلقبة االستعمارية تسمية األهايل‪.‬‬

‫‪ .‬هذا ما جاء يف مذكرة فرحات عب اس املقدمة إىل حاكم اجلزائر بتاريخ ‪ 31/03/1943‬اليت وردة فيها ما يلي "بعد جتريد االستعمار‬ ‫‪2‬‬

‫اجلزائريني من ممتلكاهتم أصبحوا يف بلداهنم كبؤساء وأجانب"‪ .‬راجع دامي بلقاسم‪ ،‬اتفاقيات منظمة العمل الدولية والتشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجيسرت‪،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،1995-1994 ،‬ص‪.109‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ويف جوان ‪ 1936‬انعقد املؤمتر اإلسالمي نفس املطلب قد قدم أي أن العمل املتساوي يستدعي األجر‬
‫املتس اوي‪ ،‬وبالت اريخ ‪ 26‬م اي ‪ 1943‬ص در امللح ق اإلض ايف للبي ان الع ام للش عب اجلزائ ري وك انت‬
‫تتمحور مطالبه يف ما يلي‪" :‬طلب دخول املسلمني يف كل وظائف العامة بنفس الشروط التوظيف والرتقية‬
‫الراتب واإلحالة على املعاش كاملوظفني الفرنسيني‪ .‬باإلضافة إىل مساواة يف األجر ويف الرتقية‪...‬يف املنح ويف‬
‫التقاعد"‪.1‬‬
‫‪ -‬كم ا ناض ل النق ابيون اجلزائري ون داخ ل املركزي ات النقابي ة الفرنس ية عمومي ا للقض اء على الال عدال ة يف‬
‫اجملال الشغل والالعدالة األجور خصوصا ‪،2‬ورغم املطالبة املتكررة من النقابني اجلزائريني إال أنّ املستعمر‬
‫يف تكريس الالمساواة يف األجور‪.‬‬
‫أمّا بع د االس تقالل ف إن سياس ة األج ور م رت هي ب دورها مبرحل تني متيزت مرحل ة االوىل بع دم االهتم ام‬
‫الكايف باألجور‪ ،‬مع استقالل اجلزائر مل يعطي املشرع االهتمام الكايف ملسائل األجور‪ ،‬سوى أنّه قام بتمديد‬
‫العم ل ب القوانني الفرنس ية إال م ا يع ارض الس يادة الوطني ة وذل ك بإص دار ق انون رقم ‪ ،3157-62‬ومتث ل‬
‫اإلج راء الوحي د ال ذي اختذت ه احلكوم ة آن ذاك ه و رف ع األج ر األدىن امله ين املض مون لبعض الفئ ات األك ثر‬
‫تض ررا وال ذي اس تثناهم ق رار ‪ 15‬ابري ل ‪ ،1951‬فص در املرس وم ‪ 159-63‬بت اريخ ‪ 25‬ابري ل ‪1963‬‬
‫املتعلق برفع األجر األدىن املهين املضمون بنسبة ‪.4% 3‬‬
‫كما أحالت املادة ‪ 3‬من نفس املرسوم السالف الذكر على الفئات املعنية برفع األجر األدىن املهين املضمون‪.‬‬
‫باستثناء هذا اإلجراء وبإضافة إىل إلغاء بعض االمتيازات اليت كانت ممنوحة ملوظفي احلكومة وحتديد سقف‬
‫أعلى لألجور يف حدود مبلغ ‪ 2000.00‬دج فإّن ّالنظام املورث ساد إىل غاية هناية الستينات‪.‬‬
‫كم ا ب دأت تظه ر النص وص األوىل يف س نة ‪ 1963‬مبوجب املرس ومني رقم ‪ 63/95‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 22‬م ارس ‪ 1963‬املتض من تنظيم وس ري املؤسس ات الص ناعية املنجمي ة احلرفي ة واملس تثمرات الزراعي ة‬

‫‪ . 1‬امللحق اإلضايف للبيان العام للشعب اجلزائري الصادر بالتاريخ ‪ 26‬ماي ‪ 1943‬ويقصد باملسلمني هم العمال اجلزائريني‪،‬‬

‫‪ .‬كتب "علي تام غوت"‪ ،‬يف جريدة اجلزائر احلرة بتاريخ ‪ 22/09/1951‬مقال بعنوان (ضد ارستقراطية العمل)خماطبا نقابات املوظفني ب أّن‬ ‫‪2‬‬

‫ليس هناك عدالة يف األجور وطابت بتحديد األهداف األصلية لألجور‪ .‬وكتب يف مقال أخر بتاريخ ‪ 6‬أكتوبر ‪ 1951‬يف جريدة اجلزائر احلرة‬
‫العدد ‪ 34‬حتت عنوان "املعركة من اجل أجرة مضمونة ملا بني القطاعات املهنية"‬

‫‪ . 3‬القانون رقم ‪ 157-62‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،1962‬املتضمن متديد العمل بالتشريع الفرنسي إال ما تعارض منه مع السيادة الوطنية‪.‬‬

‫‪ . 4‬الزيادة كانت تقدر كما يلي‪:‬‬

‫‪ 13570 -‬فرنك جديد للمنظمة األوىل‪ 12450 - .‬فرنك جديد للمنظمة الثانية‪ 11315 -.‬فرنك جديد للمنظمة الثالثة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الشاغرة‪ ،‬يكرس هذا النّص نظام ّالتسيري الذايت الذي مسح للعمال بتسيري املؤسسات واالستفادة من نشاط‬
‫املؤسس ات‪ ،‬واملرس وم رقم ‪ 63/153‬املؤرخ يف ‪ 25‬أفري ل ‪ 1963‬املتعل ق برقاب ة التش غيل وتوظي ف الي د‬
‫العاملة‪ ،‬هذا النص يدخل ألول مرة رقابة الدولة اجلزائرية على ميدان التشغيل بينما يف النصوص الفرنسية‬
‫ال يت ك انت تطب ق س ابقا ك ان ه ذا اجملال من اختص اص املس تخدمني إذن انطالق ا من ه ذا املرس وم وض عت‬
‫بعض القواع د ال يت تل زم املس تخدم باحرتامه ا وهي ك انت أول النص وص ال يت بينت اخلي ار السياس ي للدول ة‬
‫اجلزائرية‪.‬‬
‫فجاءت مرحلة مث إعطاء األولوية ملوض وع األجور‪ ،‬فبدأ االهتم ام باجملال األجور م ع بداية‬
‫‪2‬‬
‫املخطط الرباعي األول يف سنة ‪ 11970‬اختذت الدولة إجراءات هامة جتسدت يف توحيد مناطق األجور‬
‫وتأسس األجر األدىن الوطين ملضمون املطبق على كافة النّشاطات حىت اجملال الزراعي حيت نصت املادة‬
‫‪ 1‬من األمر رقم ‪ 74/2‬يف ‪16‬بناير‪ 31974‬على ما يلي‪" :‬حيقق أجر وطين أدىن مضمون لكل عامل من‬
‫كال اجلنس ني‪ .‬يف القط اع ال زراعي وغ ري ال زراعي العم ومي واخلاص واملس ري ال ذايت ومت اس تخدام ألول م رة‬
‫تعبري "وطين" بدال عن" املهين" الذي كان يفيد التمايز خاصة بني القطاع الفالحي وغريه من القطاعات‪،‬‬
‫وق د ح دد يف القط اع الغ ري ال زراعي مع دل األج ر الوط ين األدىن املض مون بالس اعة أمّا يف القط اع ال زراعي‬
‫فيحدد معدل األجر الوطين املضمون على أساس اليوم‪.4‬‬
‫مت جاءت فرتة تطبيق اإليديولوجية االشرتاكية‪ ،‬هذه املرحلة تعترب مرحلة ثرية بالنصوص يف اجملال االجتماعي‬
‫فهذه املرحلة بدأت مع احلكومة األوىل يف اجلزائر فصدرت العديد من النصوص التشريعية أمهها األمر رقم‬
‫‪ 74-71‬املؤرخ يف ‪ 16/11/1971‬املتعلق بالتسيري الاشرتاكي للمؤسسات‪ ،‬وقانون رقم ‪12-78‬‬
‫املتعلق بالقانون األساسي العام للعامل‪ ،‬ليضع خطة وطنية موحدة لألجور بني خمتلف القطاعات‪ ،‬واختذ يف‬

‫‪ .1‬املرسوم رقم ‪ 107-70‬املتضمن توحيد مناطق األجور ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،64‬املؤرخة يف ‪ ،20/07/1970‬ص ‪.717‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit di travail, BERTI Éditions, Alger, 2014, P.416.‬‬

‫‪.‬أم ر رقم ‪ 2-74‬املؤرخ يف ‪16‬ج انفي‪ 1974‬املتعل ق بتأس يس األج ر الوط ين األدىن املض مون‪ ،‬ج‪.‬ر‪،‬ج‪.‬ج‪،‬ع‪8‬الص ادرة بت اريخ‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،25/01/1974‬ص ‪.78‬‬

‫‪ .‬تنص املادة ‪ 2‬من أمر رقم ‪ 2-74‬السالف الذكر على ما يلي‪" :‬حيدد األجر الوطين األدىن املضمون على أساس ألفني و ثمانية ساعة من‬ ‫‪4‬‬

‫العمل الفعلي يف السنة"‪.‬‬

‫حيدد يف القطاع غري الزراعي معدل األجر الوطين األدىن املضمون بالساعة‪ ،‬أما يف القطاع الزراعي فيحدد معدل األجر الوطين األدىن املضمون‬
‫على أساس اليوم الكامل وحيسب كما يلي‪ :‬املعدل اليومي = املعدل بالساعة ‪."x 2080÷260‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫سبيل ذلك القيام بتصنيف مناصب الشغل على أساس طريقة موحدة‪ ،‬مع احلرص يف رفع األجور وفقا‬
‫لتطور اإلنتاج وإنتاجية العمل‪ ،‬دون تناسي محاية القدرة الشرائية للعامل‪،1‬وقانون ‪ 82/06‬املؤرخ يف‬
‫‪ 27/02/1982‬املتعلق بالعالقات الفردية للعمل‪.‬‬
‫فبعدما أن سيطرت الدولة خالل هذه الفرتة على تنظيم األجر‪ ،‬جاء التعديل الدستوري سنة‬
‫‪ 1989‬فك رة التعددي ة احلزبي ة ويض ع ح دا للحقب ة االش رتاكية‪ ،2‬فش رعت الدول ة يف إص الحات سياس ية‬
‫واقتصادية شاملة مست بالدرجة املنظومة القانونية ومنها القوانني املنظمة لعامل الشغل فصدر القانون رقم‬
‫‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل‪ ،3‬ليواكب النهج االقتصادي الرأمسايل‪ ،‬فكان من أهم أهدافه تكريس احلرية‬
‫التعاقدية كوسيلة لتنظيم عالقات العمل وذلك بإحياء دور عقد العمل يف تنظيم هذه العالقات‪.‬‬

‫ونظرا لكون موضوع األجر من أدق موضوعات قانون العمل‪ ،4‬وأشدها تشعبا و تعقيدا‪ ،‬واكرتها إثارة‬
‫للج دل واخلالف‪ ،‬وباعتب اره أهم املوض وعات ال يت تش غل ب ال العم ال وأص حاب األعم ال واحلكوم ات‬
‫والنقابات‪ ،‬فاألجر بالنسبة للعامل‪ ،‬ميثل دخال ويهم العامل أن حيافظ على مستوى هذا الدخل‪ ،‬بل أن يزيد‬
‫منه أمال يف رفع مستوى معيشته ورغبة منه يف إشباع حاجاته من السلع واخلدمات اليت يقدمها اجملتمع له‪،‬‬
‫وبالنسبة لصاحب العمل‪ ،‬فمن مصلحة العمل أن مينح العامل أجرا معقوال غري مغال فيه‪ ،‬حبيث حيصل على‬
‫ّ‬
‫أكرب إنتاج ممكن بأقل أجر ممكن‪ ،‬كما أن الزيادة فيه تزيد من أعباء املؤسسة اليت قد تضعها بعيدا عن جمال‬
‫املنافس ة واىل االفالس يف بعض االحيان‪ ،5‬أمّا الدول ة فهي تنظ ر إىل األجر على أنّه عنص ر ي ؤثر يف السياسة‬
‫االقتصادية اليت تتبعها‪ ،‬ولذلك فيهمهما أن يتحدد األجر يف املستوى الذي حيقق حياة الئقة للعمال‪ ،‬الذي‬
‫يس مح بتحقي ق ف ائض يع اد اس تثماره‪ ،‬يف زي ادة ق درة الدول ة على اإلنت اج‪ ،‬ومن جه ة أخ رى فإنّه م ا يهم‬

‫‪1‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P. 415.‬‬

‫‪.‬راج ع أحك ام دس تور ‪ 28‬فيف ري‪ ،1989‬املنش ور مبوجب املرس وم الرئاس ي رقم ‪ 18-89‬املؤرخ يف ‪ ،28/02/1989‬ج‪.‬ر ع دد‪09‬‬ ‫‪2‬‬

‫الصادرة سنة ‪.1989‬‬

‫‪. 3‬راجع قانون رقم ‪ 11-90‬املؤرخ يف ‪ 21‬أفريل ‪ ،1990‬يتعلق بعالقات العمل‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ ،17‬الصادرة يف ‪ ،1990‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila « Le salaire constitue l’axe fondamental autour duquel s’est‬‬
‫‪construit le droit du travail » V. article « EVOLUTION DES FONCTION SOCIALES DU‬‬
‫‪SALAIRE» , Op. cit, P. 13.‬‬
‫‪.5‬سيد حممود رمضان‪ ،‬الوسيط يف شرح قانون العمل وقانون الضمان االجتماعي‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،2010 ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الدولة هو استقرار عالقات العمل‪ ،‬لأّن استقرار العالقات يشجع على زيادة النشاط االقتصادي‪ ،‬هذا ما‬
‫يؤدي إىل وجود معادلة متناقضة بني مصلحتني أحدمها اقتصادية وأخرى اجتماعية‪ ،‬ويف املقابل يظل األجر‬
‫عنصرا متأثرا بالتطورات احلاصلة يف عامل الشغل‪ ،‬هلذا فان اإلشكالية اليت تطرح ‪:‬‬

‫ما هي العالقة التي تربط كل من األجر بالعمل التي يمكن من خاللها تحقيق االستقرار في عالقات‬
‫العمل؟‬

‫إن موض وع األج ر يع د احللق ة الرئيس ة جلمي ع عالق ات العم ل‪ ،‬وحبت ا عن معدل ة لتحقي ق الت وازن‬
‫ّ‬
‫يف عالقة العمل وبالتايل حتقيق استقرارها‪ ،‬هلذا سوف حناول حل هذه اإلشكالية ودراسة هذا املوضوع من‬
‫خالل بابني‪ :‬خصصنا الباب األول لدراسة أجر كحق للعامل والباب الثاين خصصناه لدراسة األجر كالتزام‬
‫على عاتق املستخدم وذلك حسب التفصيل التايل ففي الباب األول ‪ :‬خصصناه لدراسة األجر كحق للعامل‬
‫وذل ك من خالل فص لني‪ ،‬فتطرقن ا يف الفص ل األول لدراس ة األس اس الق انوين والإتف اقي ال ذي يكتس ب من‬
‫خالله العامل احلق يف األجر‪ ،‬أمّا الفصل الثاين فخصصناه لدراسة لضمانات القانونية املقررة حلماية‪ ،‬أّم ا‬
‫يف الب اب الث اين‪ :‬خصص ناه لدراس ة األج ر ك التزام على ع اتق اهليئ ة املس تخدمة من خالل فص لني ك ذلك‪،‬‬
‫يتناول الفص ل األول‪ :‬التزام ات املستخدم أتناء سريان عالقة العمل‪ ،‬أمّا الفص ل الثاين فخصص ناه لدراسة‬
‫االلتزامات عند هناية عالقة العمل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الباب االول‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫نتعرض من خالل هذا الباب إىل الأجر كحق للعامل‪ ،‬ولتحديد مىت يعترب الأجر كحق للعامل‪ ،‬البد‬
‫من معرفة األساس الذي من خالله يكتسب العامل احلق يف األجر‪ ،‬ه ذا األساس الذي يتميز باالزدواجية‬
‫فينقسم إىل أساس قانوين واتفاقي‪ .‬وبعدما يستحق العامل يف األجر البد من ضمانات قانونية حلماية هذا‬
‫احلق من أي مساس به‪ .‬لذا سنقسم هذا الباب إىل فصلني خنصص الفصل األول لدراسة الأساس الذي من‬
‫خالله يكتسب العامل احلق يف األجر وخنصص الفصل الثاين لدراسة الضمانات القانونية حلماية األجر‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬أساس اكتساب العامل الحق في األجر‬


‫نتناول من خالل هذا الفصل الأساس الذي من خالله يكتسب العامل حقه يف استحقاق الأجر‪،‬‬
‫ف إذا ك ان احلق مص لحة ذات قيم ة مالي ة حيميه ا الق انون‪ ،‬ف إّن احلق يف األج ر يعت رب من احلق وق الشخص ية‪،‬‬
‫وبالتايل فهو رابطة مابني شخصني دائن ومدين‪ ،‬مبقتضاها يطالب الدائن املدين بإعطاء شيء أو القيام بعمل‬
‫أو االمتناع عن عمل‪ ،1‬فيعترب أداء العمل املتفق عليها الأساس الق انوين الكتساب العامل احلق يف الأجر‪،‬‬
‫غري أّن املشرع والعتبارات خمتلفة أقر حاالت أخرى يستحق فيها الأجر دون أداء العمل‪.‬‬

‫كما أّن الّنهج الرأمسايل‪ ،‬الذي من أهم أهدافه تكريس احلرية التعاقدية كوسيلة لتنظيم عالقات العمل فيعترب‬
‫كل من عقد العمل واالتفاقية اجلماعية الأساس الإتفاقي الذي يكتسب من خالله العامل احلق يف الأجر‪ ،‬لذا‬
‫سنقس م ه ذا الفص ل إىل مبح ثني‪ ،‬يتن اول املبحث الأول القي ام بالعم ل كأس اس الكتس اب احلق يف الأج ر‬
‫كأساس قانوين‪ ،‬وخنصص املبحث الثاين لالتفاق كأساس الكتساب احلق يف الأجر‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬القيام بالعمل كأساس الكتساب الحق في األجر‬


‫تنص املادة ‪ 80‬من قانون ‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل‪ 2‬على أّن‪ ":‬للعامل احلق يف أجر مقابل‬
‫العمل املؤدى‪ ،‬ويتقاضى مبوجبه مرتبا أو دخال يتناسب ونتائج العمل"‪ ،‬يتجلى من خالل نص املادة أعاله‬
‫أن اس تحقاق العام ل حلق ه يف األج ر يك ون مقاب ل العم ل ال ذي مت تنفي ذه وليس لس بب أخ ر غ ري العم ل‪،3‬‬
‫وتعت رب ه ذه القاع دة هي األص ل‪ ،‬وجتد عل ة اس تحقاق األج ر أساس ا يف مب دأ دوري ة العم ل واألج ر وج ودا‬

‫‪ .1‬عب د ال رزاق أمحد الس نهوري‪ ،‬مص ادر احلق يف الفق ه اإلس المي‪ ،‬دراس ة مقارن ة بالفق ه الغ ريب‪ ،‬ط‪ 2‬جدي دة‪ ،‬منش ورات احلل يب احلقوقي ة‪،‬‬
‫‪ ،1998‬لبنان‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ . 2‬قانون رقم ‪ 11 -90‬مؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪ ،1990‬يتعلق بعالقات العمل‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،17‬الصادرة بتاريخ ‪ 25‬أفريل ‪ ،1990‬ص ‪.562‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P.419‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وعدما أي كلما مت أداء العمل كان ذلك سببا الستحقاق األجر وعدم أدائه حيرم صاحبه منه‪ ،1‬إال أّن هلذه‬
‫القاعدة استثناء حيت أن املشرع حماية ومراعاة لظروف العامل والعتبارات أخرى أقر له حاالت يستحق‬
‫فيه ا األج ر دون أداء العم ل‪ ،‬ل ذا سنقس م ه ذا املبحث إىل مطل بني‪ ،‬يتن اول املطلب األول احلق يف األج ر‬
‫كمقابل للعمل الفعلي‪ ،‬وخنصص املطلب الثاين األجر كحق للعامل دون أداء العمل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحق في األجر كمقابل للعمل الفعلي‬

‫تقتضي فكرة السبب مبفهومها املدين‪ ،‬وجود ارتباط وثيق بني األجر والعمل‪ ،‬فالعامل ال يستحق‬
‫أج را م امل ي ؤد عمال‪ ،‬فعق د العم ل من عق ود املعاوض ة‪ ،2‬وم ىت أخ ل أح د الط رفني ب أداء التزام ه‪ ،‬ال يك ون‬
‫الط رف األخ ر ملزم ا بتنفي ذ التزام ه املقاب ل‪ ،3‬وب الرجوع إىل القواع د العام ة يف العق ود ف إّن املادة ‪ 60‬من‬
‫الق انون املدين اجلزائري تنص على‪" :‬املدين ملزم بتنفيذ ما تعهد به" وبتطبيق هذا النص على عالقة العمل‬
‫يس تدعي أن العام ل مل تزم بالقي ام بالعم ل املن وط ب ه وال ذي مت االتف اق على طبيعت ه وزمان ه ومك ان تنفي ذه‪،‬‬
‫وه ذا م ا أكدت ه املادة ‪ 7‬يف فق رتني ‪1‬و ‪ 2‬من ق انون ‪ 490/11‬وباملقاب ل تنفي ذ العام ل اللتزام ه ف إّن‬
‫املستخدم يلتزم بدفع أجرا للعامل كمقابل ألدائه العمل حمل العقد وفقا ملا جاء يف املادة ‪ 80‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم العمل الفعلي وارتباطه باألجر‬
‫اكتفى املش رع ب النص يف املادة ‪ 2‬من ق انون ‪90/11‬على أن ه يعت رب ع امال ك ل من يق دم عمال ي دويا أو‬
‫فكريا مقابل مرتب حلساب املستخدم‪ 5‬وملا كانت فكرة العمل واسعة جدا وأّن الإمجاع على مفهوم واحد‬
‫بعيد املنال‪ 6‬فسنقرتح جمموعة من التعاريف للمفهوم العمل ‪:‬‬

‫‪ . 1‬عصام أنور سليم‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬ط‪ ،2‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص ‪.555-554‬‬
‫‪ . 2‬يصنف عقد العمل من عقود املعاوضة ميثل فيه األجر سببا اللتزام العامل‪ ،‬والعمل سببا اللتزام صاحب العمل أو بتعبري آخر ف إّن اآلجر هو‬
‫االلتزام املقابل ألداء العمل‪ ،‬أي ما يلتزم صاحب العمل بدفعه للعامل مقابل التزام األخري بأداء خدمات معينة إليه‪.‬‬
‫‪ . 3‬بوخالفة غريب‪ ،‬عنصر األجر يف عالقة العمل‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،1987،‬ص ‪36‬‬
‫‪. 4‬تنص املادة ‪ 7‬من ق ‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل علال أنه‪ ":‬خيضع العمال يف إطار عالقات العمل للواجبات األساسية التالية‪:‬‬
‫‪-‬أّن يؤذوا بأقصى ما لديهم من قدرات‪ ،‬الواجبات املرتبطة مبنصب عملهم ويعملوا بعناية ومواظبة يف إطار تنظيم العمل الذي يضعه‬
‫املستخدم‪ -.‬أّن يسامهوا يف جمهودات اهليئة املستخدمة لتحسني التنظيم واإلنتاجية"‬
‫‪ .‬تنص املادة ‪ 2‬من قانون ‪ 90/11‬على ما يلي‪" :‬يعترب عماال أجراء يف مفهوم هدا القانون‪ ،‬كل األشخاص الذين يؤدون عمال يدويا أو‬ ‫‪5‬‬

‫فكريا مقابل مرتب‪ ،‬يف إطار التنظيم‪ ،‬وحلساب شخص أخر‪ ،‬طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص‪ ،‬يدعى املستخدم"‪.‬‬

‫‪. 6‬مصطفى القريشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪96‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫فيعرف من الناحية القانونية بأّنه‪":‬كل نشاط بدين أو فكري أو حىت فين يقوم به العامل بصفة شخصية وفق‬
‫توجيهات وأوامر صاحب العمل‪ ،‬فيتخذ اجملهود صورة اجيابية تتمثل يف شروع العامل باجناز أو صنع شيء‬
‫أو السهر على احلراسة بتوظيف حسه املرهف يف احلفاظ على الشيء على حاله من كل ما من ش أنه التأثري‬
‫على سالمته أو وجوده على الوجه الذي وظف العامل لغرضه"‪ .‬كما ميكن تعريفه بأّنه‪" :‬اجلهد املبذول من‬
‫جانب اإلنسان العامل‪ ،‬يشغل من وقته جزءا مقدرا ويواصله العامل على امتداد هذا الوقت وهو يريد به‬
‫غاي ة معلوم ة ول ه في ه مقاص د معين ة"‪ 1‬يف حني عرف ه األس تاذ فري دمان‪" :‬أنّه جمموع ة األفع ال ال يت يزاوهلا‬
‫اإلنس ان على املادة مبعون ة عقل ه ويدي ه واألدوات واآلالت ألغ راض عملي ة‪ ،‬أو أفع ال تفع ل ب دورها فعله ا‬
‫املعاكس على اإلنسان فتغريه"‪.2‬‬

‫إّن العمل ملتزم بتقدميه‪ ،‬والذي يعترب حمل عقد العمل أّنه خيضع للقواعد اليت خيضع هلا احملل العقد يف الشريعة‬
‫العام ة‪ ،‬فم ؤدى ذل ك أّن العم ل يك ون ممكن ا وال م انع من أن يك ون ممكن ا مس تقبال‪ ،‬فاالس تحالة املطلق ة‬
‫وحدها تبطل العقد عمال باملبدأ ال احد يتقيد باملستحيل‪ ،‬بينما االستحالة النّسبية ال تؤثر يف صحة العقد‪،‬‬
‫ويلزم املدين بااللتزام بأداء العمل‪ ،‬ويف حالة عدم وفائه يلتزم بالتعويض‪.‬‬

‫أّم ا من جهة مشروعية العمل‪ ،‬فمن الواجب أن ال يكون العمل حمل العقد غري حمضور قانونا‪ ،‬وال خمالفا‬
‫للنظ ام الع ام واآلداب العام ة‪ ،‬كالتج ارة يف املخ درات أو معاجلته ا وإال ك ان العق د باطال‪ ،‬ويف ه ذا الص دد‬
‫تقتضي املادة ‪ 96‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أّنه‪ ":‬إذا كان حمل االلتزام خمالفا للنظام العام‪ ،‬واآلداب العامة كان العقد‬
‫ب اطال"‪ .‬ويف ه ذا الص دد وض عت الش ريعة اإلس المية للعم ل ض وابط تنظيمي ة‪ ،‬فك ل عم ل حيق ق مص لحة‬
‫لصاحبه واجملتمع وفق األصول واملبادئ الشرعية‪ ،‬فهو عمل مشروع‪ ،‬وكل عمل خبالف ذلك فهو عمل‬
‫غري مشروع وإن كان فيه مصلحة لصاحبه‪ ،‬فقد حرم اإلسالم النتاج الضار والغش‪ ،‬وكل ما يؤدي إىل‬
‫أكل أموال الناس بالباطل‪ ،‬فالعمل املشروع يف اإلسالم هو كل أوجه النشاط االقتصادي سواء كان عمال‬
‫فكريا أو بدنيا أو حىت أليا‪ ،‬وكل ما هو ضروري لعمارة األرض ورقي احلياة‪.3‬‬

‫‪. 1‬مصطفى الفياليل‪،‬جمتمع العمل‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،2006 ،‬ص‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Georges Fridman et Pierre Naville, traité de sociologie du travail, Dalloz, 1961, p11.12‬‬

‫‪.‬الطيب حممد حامد التكينة‪ ،‬العمل وعائده يف االقتصاد اإلسالمي والوضعي ‪،‬جملة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬ع ‪،5‬‬ ‫‪3‬‬

‫ماي ‪ ،1991‬ص ‪.239‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫كما أوجب اإلسالم على العامل إتقان العمل واإلحسان فيه‪ .1‬أّم ا وضعية العمل الفعلي فهي ما يعرب عنها‬
‫وضعية النشاط وهي الطبيع ة العادية ألية عالقة عمل اليت يهدف من ورائها صاحب العمل إىل استخدام‬
‫العامل بصورة فعالة وناجحة‪ ،‬قصد بلوغ األهداف املسطرة يف املخطط اإلنتاجي السنوي‪ ،‬فهو يعتمد على‬
‫العام ل كعنص ر نش يط يف أداء واجناز األعم ال والنش اطات املطلوب ة من ه كوح دة ض من سلس لة اإلنت اج‬
‫اجلماعي ة‪ ،‬ويش كل ذل ك ال واجب امللقى على ع اتق العام ل بص فته املقاب ل ملا يأخ ذه ك أجر والتعويض ات‬
‫املختلف ة‪ ،‬باعتب ار أن عق د العم ل عق د تب اديل‪ ،‬مع ىن ذل ك أن أداء العم ل فعلي ا ه و المقاب ل الل تزام الق انوين‬
‫والعقدي اجتاه صاحب العمل‪ ،‬الذي جيب أن يكون تنفيذه تنفيذا عينيا لاللتزام وفقا ملا تقتضيه طبيعة عالقة‬
‫العم ل‪ ،‬وليس نتيج ة لتحم ل أعب اء ناجتة عن ختم ل تبع ات املس ؤولية مثال كالتعويض ات ال يت متنح للمتض رر‬
‫وفقا للمادة ‪ 124‬من القانون املدين‪.‬‬

‫ويف صدد التدقيق يف العالقة بني األجر وأداء العمل حيدد مناط استحقاق العامل لألجر بقيامه بوضع نفسه‬
‫حتت تصرف املستخدم وذلك باحلضور إىل مقر العمل أو بإظهار االستعداد ملباشرة العمل وهدا يعين أداء‬
‫العمل فعال وهذا ما استقر عليه القضاء اجلزائري على أن األجر ال يكون إال مقابل العمل املؤدى‪ ،‬وأخذا‬
‫هبذا املبدأ ال ميكن أن يتقاضى العامل أجرا عن فرتة مل يعمل فيها ولو حتقق فعال حق للعامل يف تلك الفرتة‬
‫فه و تع ويض وليس ب أجر‪ ،2‬كم ا قض ت بنفس احلكم يف قض ية أخ رى ك ان قض اة االس تئناف ق د أم روا‬
‫بإرجاع العامل إىل منصب عمله األصلي مع دفعه كافة أجوره بالرغم من أن العامل لم يلتحق باملنصب‬
‫الذي حول إليه وبالتايل مت كذلك نقض القرار املطعون ضده‪.3‬‬

‫سَن ِفِيه"‪.‬‬ ‫‪ . 1‬ويف هذا الصدد أحاديث كثرية وأشهرها قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ":‬إَّن اهللَ يُِح ُب ِمن َ‬
‫العِامل‪ ،‬إَِذا عَِمَل‪َ ،‬أْن ُيحْ ِ‬

‫ال َأْن ُيِتقَنهُ"‪ .‬رواه البيهيقي‪ ،‬وأبو بعلي وابن عاكر‪.‬‬


‫حب ِإَذا عَِمَل َأَحُدكُْم َعَم ً‬
‫وقوله كذلك‪"ِ :‬إَّن اهللَ ُي ُ‬

‫‪.‬قرار الغرفة االجتماعية للمحكمة العليا‪ ،‬رقم ‪ 129628‬بتاريخ ‪ ،12/3/1996‬جملة القضائية سنة ‪ ،1997‬عدد خاص مبنازعات العمل‬ ‫‪2‬‬

‫واألمراض املهنية‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪.185‬‬

‫ق‪.‬غ‪.‬إ‪.‬م‪.‬ع‪ .‬رقم ‪ 56179‬بتاريخ ‪ ،25/06/1990‬م‪.‬ق‪ ،‬سنة ‪ ،1991‬ع‪ ،03‬ص ‪.135‬‬

‫ق‪.‬غ‪.‬إ‪.‬م‪.‬ع‪ .‬رقم ‪ 340921‬بتاريخ ‪ ،14/03/1995‬ن‪ .‬ق‪ ،‬سنة‪ ،1999‬ع‪ ،55‬ص ‪.193‬‬

‫ق‪.‬غ‪.‬إ‪.‬م‪.‬ع‪ .‬رقم ‪ 134407‬بتاريخ ‪ ،24/9/1996‬ن‪ .‬ق‪ ،‬سنة‪ ،1999‬ع‪ ،54‬ص‪.89‬‬

‫‪ . 3‬ق‪.‬غ‪.‬إ‪.‬م‪.‬ع‪ ،‬ملف رقم ‪ ،56179‬الصادر بتاريخ ‪ ، 1990-06-15‬م‪.‬ق‪ ،‬ع‪ ،03‬س ‪ ،1991‬اجلزائر‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ولق د أك دت حمكم ة النقض يف ب اريس يف ق رار ص ادر عنه ا بت اريخ ‪ 7‬ديس مرب ‪ ،1957‬على نفس احلكم‬
‫وه و ع دم اس تحقاق األج ر عن عم ل مل يتم أداؤه‪ ،1‬ولق د س ببت رأيه ا على أس اس أّن عق د العم ل عق د‬
‫معاوضة‪ ،‬وأّن األجر ميثل مقابل العم ل‪،‬كما أكد القضاء املقارن أيضا أن سبب التزام صاحب العمل بأداء‬
‫األجر هو التزام العامل بأداء العمل حمل العقد ف إن مل يقم العامل بأداء العمل املتفق عليه امتنع عليه املطالبة‬
‫باألجر‪ ،‬ويقع على العامل إثبات أدائه العمل املطالب باألجر عنه‪.2‬‬

‫أوال‪:‬شروط تجسيد العمل الفعلي‬

‫من خالل التعريفات السابقة نالحظ لتحقيق العمل الفعلي البد من توافر شروط‪ ،‬فلتجس يد العمل‬
‫الفعلي البد من أن يلتزم العام ل شخص يا للقيام بالعم ل‪ ،‬وأن يلتزم بالعناي ة املطلوب ة من ه‪ ،‬وهي األمور اليت‬
‫سنتناوهلا إتباعا‪:‬‬

‫‪ .1‬االرتباط الشخصي للعمل ‪:‬‬

‫وفق ا ملا تنص علي ه املادة ‪ 1‬من ق انون رقم ‪ 90/11‬إذ جيب على العام ل تنفي ذ وأداء العم ل املتف ق‬
‫علي ه بص فة شخص ية دون اللّج وء إىل مس اعدة أي ش خص أو أش خاص آخ رين‪ ،‬وتتجلى أمهي ة ش خص‬
‫العام ل يف عق د العم ل يف ك ون مميزات وم ؤهالت العام ل هي ال دافع إىل التعاق د بالنس بة لص احب العم ل‪،‬‬
‫حيت تكون حمل نظر عند التوظيف كالتجربة واخلربة واالجنازات والدراسات اليت قام هبا العامل‪ ،‬هذا ما‬
‫ي ربر خض وع عالق ة العم ل لف رتة جتريبي ة للتأك د من ص حة املواص فات املدرج ة يف بي ان س رية العم ل وم ا‬
‫أظهره احلوار الذي سبق توظيفه‪ ،‬كما أّن التزام العام ل ال يكون التزام العمل بل التزام بعمل‪ 3‬أي أنّه ال‬
‫يتسىن له يف هذه الوضعية الثانية التعهد لصاحب العمل باجناز عمل معني ميكن له أن يوكل هذا العمل إىل‬
‫أشخاص آخرين يعملون حبسن الجناز العمل املتعهد به‪ ،‬يف هذه احلالة حنن بصدد العقود الواردة على العمل‬
‫كالعقد املقاولة مثال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. BEDOURA Jean, Salaire définition, forme, répertoire de droit du travail, Encyclopédie, Dalloz,‬‬
‫‪Paris,1989, p04.‬‬

‫‪.‬حكم حمكمة التمييز بالبحرين يف الطعن رقم ‪ ،101/1998‬جلسة ‪ ،27/9/1998‬انظر حممود سالمة جرب‪ ،‬احلماية القانونية لألجور‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وفقا لقانون العمل العماين وقوانني العمل بدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية ومعايري العمل الدولية (دراسة مقارنة)‪ ،2007،‬دار الكتب‬
‫القانونية‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪ . 3‬مصطفى القريشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫تظهر كذلك أمهية شخصية العامل يف عقد العمل السيما يف حالة وفاة العامل‪ 1‬إذ تعترب من بني األسباب‬
‫القانوني ة العادي ة لإهناء عالق ة العم ل‪ ،‬وال يت ال ي رتتب عنه ا يف ذم ة ص احب العم ل بالنّس بة ل ذوي حق وق‬
‫العامل‪ ،‬إال ما أقره القانون اخلاص بالتأمينات االجتماعية والضمان االجتماعي حين ال حيق هلم استخالفه يف‬
‫منص ب عمل ه ول و ت وفرت فيهم ش روط ش غل منص ب العم ل‪ ،‬وإن مت ذل ك فيك ون يف إط ار السياس ة‬
‫االجتماعي ة املنتهجة ببعض املؤسسات االقتصادية‪،‬كما أن عقد العمل اجلديد يسري من تاريخ إبرامه وال‬
‫حيق أن يكون امتداد العقد العمل ألحد أصوله املباشرين أي أن التوظيف اجلديد ال صلة له بالعالقة السابقة‬
‫للعامل املتويف‪.‬‬

‫‪ .2‬العناية الالزمة ‪:‬‬

‫أداء العامل لعمله الفعلي يرتتب عليه التزام ببدل العناية املعتادة‪ ،‬ورد هذا املبدأ يف املادة ‪ 172‬من‬
‫قانون مدين جزائري‪ ،‬إذ تنص على ما يلي‪ ":‬يف االلتزام بعمل إذا كان املطلوب من املدين أن حيافظ على‬
‫الشيء أو أن يقوم بإرادته أو أن يتوخى احليطة يف تنفيذ التزامه‪ ،‬ف إن املدين يكون قد وىف بااللتزام إذا بدل‬
‫يف تنفيذه من العناية كل ما يبدله الشخص العادي ولو مل يتحقق الغرض املقصود‪ ،‬هذا ما مل ينص القانون‬
‫أو االتفاق على خالف ذلك"‪.‬‬

‫إّن التزام العامل بأداء العمل يكمن يف بدله جهد معني بدين أو فكري ليحقق اإلنتاج‪ ،2‬ويكون هذا االلتزام‬
‫ببدل عناية أي عناية الرجل املعتاد‪ ،‬وهو التزام بوسيلة من دون ضمان النتيجة ‪ ،‬أي أنّه إذا مل يبلغ النتيجة‬
‫أو اهلدف فإّنه ال حياسب عليه‪ ،‬بل أكثر من ذلك فإّن هذا العامل يستحق األجر وإن كانت النتيجة عكسية‬
‫أي سلبية من ناحية اإلنتاجية‪ ،‬ال يعين ذلك أنّه يكتفي ببدل جهد متوسط بل عليه أن ينهض بأعباء عمله‬

‫فإن ها ال تؤثر يف استمرارية وسريان عقد العمل إذا ما وفته املنية إال يف حالة اإلفالس أو التصفية القضائية‬
‫‪. 1‬على عكس شخصية صاحب العمل ّ‬
‫للشركة واحنالهلا سواء بقوة القانون أو حبكم قضائي وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 74‬من قانون ‪ 90/11‬حيت جاء فيها‪" :‬إذا حدت تغيري يف‬
‫الوضعية القانونية للهيئة املستخدمة‪ ،‬تبقى مجيع عالقات العمل املعمول هبا يوم التغيري قائمة بني املستخدم اجلديد والعمال"‪.‬‬

‫ال ميكن أن يط رأ أي تع ديل يف عالق ات العم ل إال ض من األش كال وحس ب الش روط ال يت ينص عليه ا ه ذا الق انون وعن طري ق املفاوض ات‬
‫اجلماعي ة" من خالل نص املادة أعاله يظه ر جلي ا أن خمتل ف التص رفات القانوني ة والتع ديالت ال يت ميكن أن تلح ق باهليئ ة املس تخدمة ك البيع‬
‫واالندماج وانتقال امللكية لشخص أخر مبناسبة اإلرث أو اهلبة أو اإلدماج ‪ ،‬فااللتزامات اليت ابرمها املستخدم السابق تبقى نافدة يف حق ما يليه‬
‫عمال باملب دأ املع روف يف جمال التس يري وال ذي يتلخص ب أّن اخلل ف يتحم ل األص ول واخلص وم نس تنج من ه ذا الق ول انتق ال اآلث ار وااللتزام ات‬
‫الواقعة على صاحب العمل السابق إىل صاحب العمل اجلديد‪.‬‬

‫‪ . 2‬الطيب حممد حامد التكينة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.242‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫بك ل م ا أتي ا من ق وة وه ذا م ا تش ري علي ه املادة ‪ 7‬فق رة ‪ 1‬و ‪ 2‬من ق انون رقم ‪ 90/11‬املتعل ق بعالق ات‬
‫العمل‪ ":‬أن يؤذوا‪ ،‬بأقصى ما لديهم من قدرات‪ ،‬الواجبات املرتبطة مبنصب عملهم ويعملوا بعناية ومواظبة‬
‫يف إط ار تنظيم العم ل ال ذي يض عه املس تخدم‪ .‬إن يس امهوا يف جمه ودات اهليئ ة املس تخدمة لتحس ني التنظيم‬
‫واإلنتاجية"‪.‬‬

‫ولعل هذه املادة أكرت وضوحا عن طريقة اليت يتعني هبا على العامل النهوض باألعباء املسندة إليه بأقصى ما‬
‫ّ‬
‫لدي ه من ق درات‪ ،‬ويعم ل بعناي ة ومواظب ة يف إط ار تنظيم العم ل ال ذي يض عه املس تخدم‪ ،‬كم ا أهّن ا تفي د أن‬
‫العام ل ليس ح را يف أداء ه ذا العم ل لأّن رابط ة التبعي ة االقتص ادية والقانوني ة لص احب العم ل تف رض على‬
‫العامل بصفته كتابع إن يتوىل تنفيذ عمله وفقا لتوجيهات واألوامر اليت حيدده له صاحب العمل بوصفه‬
‫املتبوع‪.‬‬

‫ومفاد ذلك باملقابل أن صاحب العمل ال ميلك على جهد العامل حقا مباشرا ‪،‬بل حقه يقتصر على املطالبة‬
‫بالتعويض عند إخالل العامل بتنفيذ التزاماته‪ ،‬من دون أن حيق لصاحب العمل أن يستدعي عامال آخر ألداء‬
‫العمل على نفقة العامل ألنه يف عقد العمل ال يقبل الوفاء من غري املدين‪ ،‬إذ يرتكز عقد العمل على االعتبار‬
‫الشخصي حيت أن العامل املعني هو حمل االعتبار‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬ارتباط األجر بوقت العمل‬

‫يرتبط العمل الفعلي بالزمن‪ ،‬إذ أّن املادة ‪ 80‬من قانون ‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل تدل على‬
‫أّن ق در األجر يرتبط بوف اء بالتزام ه ويف ح دود ه ذا الوفاء ال ذي يؤديه العام ل أو يتناسب وم ردود العم ل‬
‫املقدم‪ ،‬وعليه يفقد العامل جزء من أجره يف حدود ختلفه عن أداء جزء من التزاماته‪.‬‬

‫إّن هذا اخلصم من األجر املرتبط بقدر العمل يقره تشريع العمل اجلزائري يف النفي الوارد يف نص‬
‫املادة ‪ 53‬ال يت تنص على‪" :‬ال ميكن أن يتقاض ى العام ل أج ر ف رتة مل يعم ل فيه ا مهم ا تكن وض عيته يف‬
‫ال رتتيب الس لمي‪ ،‬ماع دا يف احلاالت ال يت ينص عليه ا الق انون أو التنظيم ص راحة‪ ،‬وذل ك دون اإلخالل‬
‫بالتدابري التأديبية الواردة يف النظام الداخلي"‪.‬انطالقا من هذه املادة يتبني أن األجر ال يقبل االنفصال عن‬
‫تنفيذ العمل إال يف حاالت خاصة‪ ،‬لأّن ذلك يعد خطا تأديبيا يستحق عليه العقوبة املقررة قانونا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫بالتايل فإّن العمل الفعلي مرتبط بأن خيصص العامل فرتة من الزمن يكون فيها حتت تصرف رب العمل‪ ،‬إّن‬
‫هذه الفرتة حمددة قانونا مبوجب املادة ‪ 2‬من األمر الرئاسي ‪ 197/03‬على أن ال تتجاوز احلد األقصى ملدة‬
‫العمل ليومي الفعلي‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم األجر‬

‫إّن البحث عن تعريف ومعىن موحد لألجر العمل أمر مهم وضروري نظرا لألمهية البالغة اليت يلعبها‬
‫ه ذا األخ ري لكن يص عب الوص ول إلي ه‪ ،‬فيقص د ب األجر لغ ة‪ :‬اَألْج ُر وه و اجلزاء على العم ل واجلم ع ُأج ور‬
‫واإلجارة من َأَج ر َيْأِج ٌر وهو ما أعطيت من َأْج ر يف عمل واَألْج ر الثواب وقد َأَج َر ه اهلل ي ْأُج ُر ه وي ْأِج ُر ه َأْج َر ا‬
‫وأَج َر ه اهلل ِإجياًر ا وْأَجَتَر الرج ل تص دق وطلب اَألج ر ويف احلديث يف اَألض احي ُك ُل وا وادخ روا وْأِجَت روا أي‬
‫تصدقوا طالبني لَألْج ِر ‪ .3‬أّم ا اصطالحا‪ 4‬فبالرغم حماوالت كل من الفقه والقضاء والتشريع مجيعا يف وضع‬
‫تعريف ات متقاربة لكن االختالف مازال قائما‪ ،‬ويرجع ذلك إىل اختالف النمط االقتص ادي واالجتماعي‬
‫الذي ينظر منه لألجر‪ .‬هذا ما يفسر تغري تلك النظرة املادية الرأمسالية البحتة لألجر الذي طاملا اعتربته جمرد‬
‫متن مقاب ل العم ل يتح دد مبوجب ق انون الع رض والطلب فأص بحت النظ رة احلديث ة لألج ر تأخ ذ يف عني‬
‫االعتبار إىل جانب األهداف االقتصادية احتياجات العامل وظروف املعيشة العامة‪.‬‬

‫أوال‪:‬تعريف األجر في المعاهدات الدولية والعربية للعمل‪:‬‬

‫لقد احتلت فكرة تعريف األجر مكانا هاما يف خمتلف االتفاقيات الدّولية والعربية املتعلقة مبجال‬
‫والشؤون االجتماعية‪ ،‬وباعتبار هذه األخرية مصدرا من مصادر التشريع سوف نتطرق يف هذه النقطة‬
‫العمل ّ‬
‫ألهم املعاهدات اليت عاجلت مفهوم األجر‪.‬‬

‫‪ .1‬تنص املادة ‪ 2‬من األم ر الرئاس ي رقم ‪ 97/03‬املؤرخ يف ‪ 11/01/1997‬احملدد للم دة القانوني ة للعم ل‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،3‬املؤرخ ة يف‬
‫‪ 12‬يناير ‪ ،1997‬ص ‪ .7‬على ما يلي‪ ":‬حتدد املدة القانونية األسبوعية للعمال بأربعني(‪ )40‬ساعة يف ظروف العادية‪ ،‬توزع هذه املدة علة‬
‫مخس(‪ )5‬أيام عمل على األقل"‬

‫‪. 2‬تنص املادة ‪ 7‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 97/03‬السالف الذكر‪" :‬ال تتجاوز مدة العمل اليومي الفعلي يف أي حال من األحوال اثنيت عشرة‬
‫‪ 12‬ساعة"‪.‬‬

‫‪. 3‬اإلمام ابن منظور اإلفريقي‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬اجمللد األول‪ ،‬وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف‪ ،2010 ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪ .‬األجر من الالتينية ‪ ،salarium‬بالضبط رصيد لشراء امللح "‪ " sal‬وهي املكافأة اليت يقبضها الش غيل مقابل تقدمي عمله‪ ،‬انظ ر جريار‬ ‫‪4‬‬

‫كورنو‪ ،‬معجم املصطلحات القانونية‪ ،‬ترمجة منصور القاضي‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.60‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬في المعاهدات الدولية ‪:‬‬

‫يف ص دارته ديباج ة دس تور املنظم ة الدولي ة للعم ل وال يت أق رت ض رورة ض مان أج ر ع ادل يكف ل‬
‫للعامل وأسرته حياة كرمية والئقة بكرامة اإلنسان‪ ،‬ويعترب هذا اهلدف من األهداف األساسية اليت تسعى‬
‫املنظمة إىل حتقيقها‪ ،‬وهو ما أكد عليه كذلك اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان لسنة ‪.11948‬‬

‫كم ا ع رفت االتفاقي ة الدولي ة للعم ل رقم ‪ 95‬لع ام ‪1949‬بش أن محاي ة األج ور يف مادهتا األوىل األج ر‬
‫بقوهلا‪:‬‬
‫" يقصد بكلمة األجور يف هذه االتفاقية بغض النظر عن طريقة حساهبا ما يقدر نقدا من مرتب أو كسب‬
‫وحتديد قيمته بالرتاضي أو عن طريق اللوائح القومية أو يستحق الدفع مبوجب عقد خدمة ‪-‬مكتوب أو غري‬
‫مكتوب ‪ -‬ابرم بني صاحب العمل والعامل نظري عمل مت اجنازه أو جيرى اجنازه"‪.2‬‬

‫بأنه كل ما مينح للعامل مقابل عمله‪ ،‬مهما‬


‫لقد حاولت هذه املادة إعطاء تعريفا جامعا لألجر حيت اعتربته ّ‬
‫ك انت الوس يلة ال يت أنش أت هبا عالق ة العم ل س واء أك انت ب إرادة الط رفني أو بت دخل الدول ة أو ك ان ه ذا‬
‫التحديد مبقتضى اللوائح العمل داخل املؤسسة‪،‬ويالحظ أن أهم فكرة حيملها هذا التعريف هو التقابل بني‬
‫أداء العمل والوفاء باألجر هذا ما أدى إىل اعتبار أن األجر هو مبثابة سلعة حيدد متنه كأية سلعة أخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬في المعاهدات العربية ‪:‬‬

‫فقد احتل األجر موقعه الالئق يف دستور منظمة العمل العريب ومعايري العمل اليت أصدرهتا‪ ،‬حيث‬
‫يؤكد يف ديباجته بان الدول العربية قد أقرت هذا الدستور إميانا منها ب أّن العمل ليس سلعة وأن من حق‬
‫القوى العاملة يف الوطن العريب أن تعمل يف ظروف وشروط مالئمة‪.3‬‬

‫فق د ع رفت املادة األوىل من االتفاقي ة العربي ة رقم ‪ 15‬لس نة ‪ 1982‬األج ر بأنّه‪" :‬ك ل م ا يتقاض اه العام ل‬
‫مقابل عمله مبا فيه العالوات واملكافأة واملنح واملزايا وغري ذلك من متمات األجر"‪.4‬‬

‫‪ .‬تنص املادة ‪ 23‬ف ‪ 3‬من اإلعالن الع املي حلق وق اإلنس ان لس نة ‪ 1948‬على م ا يلي‪ ":‬لك ل ف رد يق وم بعم ل احلق يف أج ر ع ادل م رض‬ ‫‪1‬‬

‫يكفل له وألسرته عيشة الئقة بكرامة اإلنسان تضاف إليه عند اللزوم وسائل أخرى للحماية االجتماعية"‬
‫‪ .‬املادة األوىل من االتفاقية الدولية رقم ‪ 96‬بشان محاية األجور الصادرة عن منظمة العمل الدولية لسنة ‪ ،1949‬وقد صادقت اجلزائر على‬ ‫‪2‬‬

‫هذه االتفاقية سنة ‪.1962‬‬


‫‪ . 3‬حممود سالمة جرب‪ ،‬احلماية الدستورية والقضائية للحقوق األساسية يف العمل‪،‬منشورات مكتب اإلعالم ملنظمة العمل العريب‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يتضح من هذا التعريف بأنّه وسع من مفهوم األجر حبيث مل جيعله مقابل العمل املؤدى وإنّما يشمل مجيع‬
‫االمتيازات واللواحق مهما كان شكلها أو التسمية اليت تطلق عليها‪.‬‬

‫باعتبار أّن األجر من القضايا اجلوهرية يف عالقة العمل فقد تعددت وتكررت بشأنه التوصيات واإلعالنات‬
‫الدولي ة والعربي ة‪ ،‬إال أّن مجيعه ا يبقى جمرد مب ادئ عام ة‪ ،‬فظه رت احلاج ة إىل وج ود وص نع ق انون عم ل‬
‫موحدا دوليا‪ ،‬وخاصة من أجل توحيد مفهوم األجور وحتديد قيمته املالية‪ ،‬إال أّن ذلك يتعذر بسبب عدم‬
‫وجود معطيات سياسية واقتصادية واجتماعية موحدة‪.1‬‬

‫ثانيا ‪:‬تعريف األجر في تشريعات العمل‬

‫ال خيلو تشريع العمل ألي دولة من ختصيصه مادة لتعريف األجر‪ ،2‬إال أن هذه التعريفات ختتلف‬
‫من حيت املص طلحات املس تعملة ويف بعض املع ىن‪ ،‬إال أهنا تلتقي يف جوهره ا يف أن األج ر يك ون مقاب ل‬
‫العمل املؤدى وهذا ما سوف نتطرق إليه‪:‬‬

‫‪ .1‬في التشريعات الوطنية المقارنة‪:‬‬

‫لقد عرفت املادة الثانية من قانون العمل األردين‪ 3‬األجر وهو نفس املفهوم الذي تبنته حمكمة التمييز‬
‫األردني ة‪ ،4‬ويتنب من خالل ه ذا التعري ف أن املش رع والقض اء األردين أعطى مفه وم واس ع لألج ر ليتس ع‬
‫ليشمل "األجر األساسي وأيضا كل االستحقاقات األخرى اليت يفرض على صاحب العمل دفعها سواء‬
‫‪ .‬املادة األوىل من االتفاقية العربية رقم ‪ 15‬املتعلقة بتحديد ومحاية األجور الصادرة عن منظمة العمل العربية سنة ‪،1982‬مل تصادق اجلزائر‬ ‫‪4‬‬

‫على هذه االتفاقية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪.VALTICOS NICOLAS, Droit du travail, Droit International du travail, Dalloz, 2ème édition,‬‬
‫‪Paris, 1983, p324‬‬
‫‪. 2‬قانون العمل العماين رقم ‪ 33/2003‬عرف األجر يف الباب األول الفصل األول‪ ،‬املادة األوىل يف الفقرتني ‪ 12‬و ‪.13‬‬
‫قانون العمل الفلسطيين رقم ‪ 2010/ 7‬عرف األجر يف مادته األوىل‪ .‬ماعدا القانون املغريب الذي مل يقم بتعريف األجر يف مدونة الشغل‬
‫أي يف قانون رقم‪ 65–99‬املنفذ بظهري الشريف رقم‪ 194.03.1‬يف ‪ 11‬سبتمرب ‪ 2003‬لكن املغرب صادقت على االتفاقية العربية رقم ‪15‬‬
‫لسنة ‪ 1983‬اليت أعطت تعريف لألجر السابق الذكر‪ ،‬ميكن أن يفهم منه أن املشرع املغريب تبين نفس التعريف‪.‬‬
‫‪ . 3‬قانون العمل للمملكة األردنية رقم ‪ 8‬لسنة ‪ ،1996‬املعدل برقم (‪ )12‬سنة ‪ ،1997‬واملعدل بقانون رقم (‪ )51‬لسنة ‪.2002‬‬
‫‪ . 4‬قرار محكمة التمييز األردنية في قضية رقم ‪ 2240/2009‬والصادرة بتاريخ ‪ 11/11/2009‬منشورات العدالة‪.‬‬
‫وقرار أخر لنفس المحكمة في قضية رقم ‪ 4557/2003‬الصادر بتاريخ ‪ 16/08/2004‬الذي أتى بنفس مفهوم المادة الثانية ف ‪ 13‬من القانون‬
‫السابق الذكر حيت قضت ‪":‬بان األجر كل ما يستحقه العامل لقاء عمله نقدا أو عينا مضافا إليه سائر االستحقاقات األخرى أيا كان نوعها ‪ ،‬إذا نص القانون‬
‫أو عقد العمل أو النظام الداخلي أو استقر التعامل على دفعها باستثناء األجور المستحقة عن العمل اإلضافي"‪،‬للمزيد أنظر منال سالم شوق الرشيدي ‪ ،‬الحماية‬
‫القانونية لألجور فبقانون العمل األردني والكويتي ‪،‬مذكرة ماجستير ‪،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ ،2010 ،‬ص ‪47‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أك انت عيني ة أو نقدي ة‪ .‬ولكن ه دا التعري ف انتق د بش دة ألنّه مت اس تبعاد األج ور عن العم ل اإلض ايف من‬
‫مفه وم ه ذا األج ر واعت ربوه بأنّه ليس ع ادال‪ ،‬حبج ة أن أج ور العم ل اإلض ايف يتقاض اها العام ل لق اء جه د‬
‫إضايف يبدله العمل ملص لحة العمل‪ ،‬وبالتايل فان املنطق الق انوين والواقعي يفرض إدخاهلا يف مفهوم األجر‬
‫وامتيازها بنفس احلماية املقررة له‪.1‬‬

‫يف حني عرف املشرع الكوييت األجر يف املادة ‪ 55‬من قانون العمل الكوييت‪ ،2‬واملالحظ على هذا التعريف‬
‫أنّه ج اء أمشل يف حتدي ده للمقص ود ب األجر‪،‬كم ا أنّه ق ام بتحدي د العناص ر ال يت ت دخل يف مفه وم األج ر‬
‫كالعالوة االجتماعية وعالوة األوالد‪ .‬ولكن هذا التعريف انتقد ذلك ب أّن العناصر اليت عددها املشرع يف‬
‫املادة السالفة الذكر هي على سبيل احلصر يف حني هنالك عناصر أخرى تدخل يقينا من تكوين األجر‪ ،‬إذا‬
‫مل تص لح هي ب ذاهتا أن تك ون أج را كاملزاي ا العيني ة مثال‪ ،‬وه ذا فعال م ا قض ت ب ه حمكم ة االس تئناف العلي ا‬
‫الكويتي ة ال يت أدخلت املزايا العيني ة كعنص ر تكميلي يف األجر بشرط أن تكون أعطيت له لف رتة طويل ة من‬
‫الزمن وعلى حنو مطرد ومستقر وثابت‪.3‬‬

‫أّم ا املشرع الفرنسي عرف يف املادة ‪ 2-140‬من قانون العمل الفرنسي األجر على أنّه‪" :‬كل أجرا ومرتب‬
‫أساسي أو أدىن وكل االمتيازات وامللحقات املدفوعة بصورة مباشرة أو غري مباشرة نقدا أم عينا من طرف‬
‫صاحب العمل للعامل بسبب عمل هذا األخري"‪.4‬‬

‫أّم ا الفقه الفرنسي فعرف األجر مبفهومني األول مفهوم ضيق والذي عرب عنه بأجر أو املرتب األساسي‬
‫واللواحق‪.5‬‬
‫وهو يتجسد يف أجر املنصب‪ ،‬أّم ا املفهوم الواسع فهو أجر املنصب مضافا إليه مجيع االمتيازات ّ‬

‫‪. 1‬امحد عبد الكرمي أبو شنب‪ ،‬شرح قانون العمل اجلديد‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ،1999‬ص ‪.166‬‬
‫‪.‬املشرع الكوييت عرف األجر يف الباب الرابع من قانون العمل رقم ‪ 06‬لسنة ‪ 2010‬يف املادة ‪ 55‬على أنّه‪" :‬هو كل ما يتقاضاه العامل‬ ‫‪2‬‬

‫من أجر أساسي أو ينبغي له أن يتقاضه لقاء عمله وبسببه مضافا إليه كافة العناصر املنصوص عليها يف القانون ولوائح صاحب العمل ودون‬
‫اإلخالل بالعالوة االجتماعية وعالوة األوالد كما يدخل يف حساب األجر ما يتقاضه العامل بصفة دورية من عالوات أو مكافأة أو بدالت‬
‫أو هبات أو مزايا نقدية"‪.‬‬
‫‪.‬قرار حمكمة االستئناف الكويتية‪ ،‬الدائرة العمالية‪ ،‬القضية رقم ‪ 1/19984‬جبلسة ‪ ،5/7/1984‬املرجع منال سامل شوق الرشيدي‪ ،‬املرجع‬ ‫‪3‬‬

‫السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬


‫‪4‬‬
‫‪L’art l140-2 c.trav.fr « par rémunération….il faut entendre le salaire ou traitement ordinaire de‬‬
‫‪base ou minimum et tous les autres avantages et accessoires payés, directement ou indirectement‬‬
‫‪en espèces ou en nature, par l’employeur au travailleur en raison de l’emploi de ce dernier ».‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.PELISSIER JEAN,SUPIOT ALAIN–JEAMMAUD ANTOINE, droit du‬‬ ‫‪travail ,20éme‬‬
‫‪édition ,Dalloz,2000, p1000.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬في قانون العمل الجزائري‪:‬‬

‫ملعرفة ما إذا املشرع اجلزائري قد عرف األجر أم ال سنقوم مبقاربه بني القانون العمل احلايل ‪90/‬‬
‫‪ 11‬والق انون الس ابق ‪ 78/12‬الم ؤرخ يف ‪ 5‬أوت ‪ 1978‬املتض من الق انون األساس ي الع ام للعام ل‪،1‬‬
‫الملغى مبوجب القانون رقم ‪ ،90/11‬وهذا ما سوف نتطرق إليه إتباعا‪:‬‬

‫في ظل قانون ‪(78/12‬الملغى)‪:‬‬


‫نصت املادة ‪ 133‬من الفانون األساسي العام للعامل على ما يلي"يتقاضى العامل أجرا مقابل العمل‬
‫الذي يؤديه‪ ،‬ويشارك يف نتائج املؤسسة ويستفيد من اخلدمات االجتماعية واحلماية االجتماعية"‬
‫وإنما قد اكتفى بإقرار مبدأ األجر كحق للعامل‬
‫‪ -‬يتبني من خالل هذه املادة أن املشرع مل يعرف اآلجر ّ‬
‫وهو يعترب كحق مقابل للعمل املؤدي‪ ،‬وربط األجر مبشاركة يف نتائج املؤسسة أي حتقيق خمططات التّنمية‬
‫االقتصادية وهذا أمر بديهي نتيجة للنظام االشرتاكي الذي كان سائد يف تلك الفرتة‪.‬‬
‫أّما في ظل قانون ‪:90/11‬‬
‫فنص ت املادة ‪ 80‬من ه على أنّ للعام ل احلق يف األج ر ال ذي ه و مقاب ل العم ل املؤدي ويتقاض اه‬
‫يف شكل مرتب أو دخل يتناسب نتائج العمل‪ .‬وما يستنتج من هذا القانون أن مشرع اجلزائري لم يتدارك‬
‫فرصة إصدار قانون جديد إلعطاء تعريف لألجر وإنّما جاء لتأكيد على حق العامل يف األجر مبجرد قيامه‬
‫بعمل وترك اجملال واسعا ملفهوم األجر بأن يشمل مجيع العناصر املالية النقدية والعينية اليت يقدمها صاحب‬
‫العمل‪ .‬وبالتايل عدم إعطاء املشرع تعريف دقيق وواضح لألجر يفتح اجملال للفقه وحملاولة إعطاء تعريفات‬
‫لألج ر ومن بينه ا تعري ف لألس تاذ عب د الس الم ذيب‪" :‬ب أنّ األج ر ه و مبل غ م ايل يتأس س على دين دوري‬
‫واجب‪ ،‬وهو بعبارة أخرى األداء الذي يقدمه صاحب العمل مقابل العمل املقدم من قبل العامل‪."2‬‬
‫كم ا ي رى أمحي ة س ليمان بأنّه األج ر ه و ذل ك املبل غ املايل احملدد واملعني ال ذي يتف ق علي ه الط رفني‬
‫مس بق وي دفع بوس ائل نقدي ة من ط رف العم ل إىل العام ل كلم ا ح ل موع د أو أج ل ال دفع‪ ،‬مقاب ل العم ل‬
‫املؤدى‪.3‬‬

‫‪ .‬ق انون‪ 78/12‬املؤرخ يف ‪ 5‬أوت ‪ 1978‬املتض من الق انون األساس ي الع ام للعام ل‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،32‬الص ادرة يف‪ 8‬أوت ‪،1978‬‬ ‫‪1‬‬

‫امللغى مبوجب القانون رقم ‪ 90/11‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ . 2‬عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.273‬‬

‫‪ . 3‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.143‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ :‬األنظمة المشابهة لألجر والمتعلقة به‬
‫لقد جاء يف املادة ‪ 80‬من قانون ‪ " :90/11‬للعامل احلق يف أجر مقابل العمل املؤدى‪ ،‬ويتقاضى‬
‫مبوجب ه مرتب ا أو دخال يتناس ب ونت ائج العم ل"‪ ،‬وفق ا هلذه املادة فإن ّه تع ددت وتن وعت املص طلحات‬
‫والتسميات اليت تطلق على األجر‪ ،‬فهناك مصطلح أجر وهناك مصطلح الراتب أو املرتب‪ ،‬كما توجد إىل‬
‫ّ‬
‫جانب هذه املصطلحات‪ ،‬تسمية الدخل‪ ،‬فيا ترى هل هذه املصطلحات اليت استخدمها املشرع اجلزائري يف‬
‫املادة ‪ 80‬من القانون ‪ 90/11‬هلا نفس املعىن؟‬
‫هذا ما سوف حناول اإلجابة عليه بالتعرف على كل من مصطلح املرتب والدخل كل على حدا‪ ،‬مع إجراء‬
‫مقارنة بينهما وبني األجر‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف المرتب‪:1‬‬
‫إّن التعريف املرتب عرفا تطورا يف املفهوم فبعدما كان يعرف بأنّه ليس مقابل العمل أو عاند اخلدمة‬
‫مثل األجر‪ ،‬ولكنه وسيلة تسمح للموظف بأن حيتفظ باملكانة االجتماعية املقابلة للوظيفة‪.2‬‬
‫بأنه‪ " :‬نصيب وحق املوظف يف الدخل القومي الذي ساهم يف تكوينه‪ ،‬ويتحدد هذا احلق‬
‫انتقل إىل تعريفه ّ‬
‫وفق ا للس لم اإلداري ال ذي يص نف في ه املوظ ف كم ا أنّه ال ذي املبل غ ال ذي يق رره الق انون لت امني معيش ة‬
‫املوظف وأسرته ألسباب مربرة قانونا‪.‬‬
‫األجر والمرتب‪:‬‬
‫لقد جرت العادة على أن يطلق مصطلح األجر على ما يتقاضاه العامل يف املؤسسات االقتصادية‬
‫واخلاضع للقانون اخلاص‪ ،‬بغض النظر عن طبيعة ومدة عالقة العمل‪ ،‬ومهما كانت طبيعة صاحب العمل‪،‬‬
‫شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬يف حني أن املرتب يطلق على أجرة املوظف يف اإلدارة العمومية واخلاضع لقواعد‬
‫وقانون الوظيف العمومي‪.‬‬

‫وإنما أثار الباب اخلامس يف املادة ‪ 32‬من األمر ‪ 03-06‬املؤرخ يف‬


‫‪ .‬املشرع اجلزائري مل يعرف الراتب يف القانون األساسي للوظيفة العامة ّ‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 15‬جويلي ة ‪ 2006‬املتض من الق انون األساس ي للوظيف ة العمومي ة‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،46‬س ‪ ،2006‬حتت عن وان –"التص نيف –ال راتب "‬
‫وأشار أنّ للموظف احلق يف الراتب بعد أداء اخلدمة‪.‬‬

‫‪ . 2‬محاد حممد الشطا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫نالح ظ إذن أّن املرتب يبتع د عن كون ه مقاب ل العم ل لأّن العم ل ال ذي يق وم ب ه املوظ ف ال ميكن اعتب اره‬
‫بضاعة تباع وتشرتى‪ ،‬وأّن الراتب يدفع للموظف باعتباره ممثال للدولة أو إحدى أجهزهتا أوال مت مقابل‬
‫للعمل الذي يؤديه‪.‬‬

‫كم ا أن ال راتب ه و نص يب وح ق املوظ ف يف ال دخل الق ومي ه ذا ال دخل ال ذي يع ود الفض ل يف تكوين ه‬


‫للموظف‪ ،‬يف حني أنّ األجر هو حق العامل يف نتائج وأرباح املؤسسة اليت ساهم هو بدوره يف تكوينها‪.‬‬

‫يف الوقت احلايل زالت التفرقة بني املصطلحني‪ ،‬تلك التفرقة القائمة بينهما املبنية على أسس حتكمية وتكمن‬
‫‪1‬‬
‫يف إعالء ومسو مكان ة املوظ ف على مكان ة العام ل ‪،‬الن املوظ ف يعني يف حني العام ل ي ؤجر‪ ،‬واحلقيق ة أّن‬
‫كل منهما يعترب عامل منتج سواء كان ذلك يف جهاز الدولة أو يف النشاط اخلاص‪ ،‬وأّن هذه التفرقة ليست‬
‫هلا أي أمهية خصوصا من ناحية القيمة املالية لألجر‪ ،‬وليس هلا أي أساس قانوين أو علمي والدليل على ذلك‬
‫أّن الكثري من التشريعات ال تأخذ هبا ومن بينها املشرع اجلزائري الذي يوظف كال املصطلحني للتعبري عن‬
‫نفس املعىن‪.2‬‬

‫‪ .2‬الدخل‪:‬‬

‫‪ . ? 1‬هذه التفرقة من نتائجها السلبية اشتداد الصراع بني فئة العمال األجراء واملوظفني وتسبب يف نشوء اخلالفات بينهما‪.‬‬

‫‪ . 2‬أمحية سليمان املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬

‫باللغة‬
‫‪ -‬املالحظ إن كل من املرتب واألجر يدخالن ضمن مصطلح امشل منهما وهو ما يطلق عليه مصطلح األجر أو ‪ّ rémunération‬‬
‫األجنبية اليت تعرب ّإما على األجر أو املرتب أو على كليهما معا باعتباره أوسع وأمشل‪.‬‬

‫‪ -‬املادة ‪ 80‬من ق ‪ 90/11‬تنص على ما يلي‪" :‬للعامل احلق يف األجر مقابل العمل املؤدى ويتقاضى مبوجبه مرتبا أو دخال يتناسب ونتائج‬
‫العمل" ويقابله النص الفرنسي على النحو التايل ‪:‬‬

‫‪Art-80 de la loi 90 -11 ; « en contrepartie du travail fourni ;le travailleur a droit à une rémunération‬‬
‫‪au titre de laquelle il perçoit un salaire ou un revenu proportionnel aux résultats du travail .‬‬

‫وقد اعترب األس تاذ بن ع زوز الصابر بان املشرع اجلزائ ري وقع يف خلط للمصطلحات عند الرتمجة باللغة العربية إىل اللغة الفرنسية‪ ،‬فعرب عن‬
‫مص طلح األج ر ‪ rémunération‬هي الرتمجة الس لمية‪ ،‬كم ا ت رجم مص طلح أج ر إىل ‪ salaire‬وهي الرتمجة األنس ب‪ ،‬بينم ا ت رجم‬
‫طلح املرتب‬ ‫مص‬
‫إىل ‪ ،salaire‬واألصل أن يرتجم املرتب إىل ‪. traitement‬انظر بن عزوز الصابر‪ ،‬نشأة عالقة العمل الفردية يف التشريع اجلزائري واملقارن‪،‬‬
‫دار احلامد‪ ،‬ط‪ ،2011 ،1‬ص ‪.82‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫بالنس بة لتعري ف مص طلح ال دخل‪ ،3‬فهن اك اختالف يف تعريف ه فهن اك من عرف ه بأنّه ‪":‬املبل غ املايل‬
‫ّ‬
‫ال ذي يق رره الق انون لت امني معيش ية العام ل أو املوظ ف وأس رته يف احلاالت ال يت ال يس تطيع فيه ا العام ل‬
‫ألس باب خارجي ة عن إرادت ه كحال ة املرض أو ح وادث العم ل واعت رب ك ذلك أّن ال دخل مينح للفئ ات‬
‫اجتماعي ة معني ة توج د يف ظ روف مزري ة فيك ون واجب على الدول ة الت دخل لت أمني معيش ية ه ذه الفئ ات‬
‫كحالة البطالني وكبار السّن والعجزة وأسر ضحايا اإلرهاب‪.‬‬

‫يف حني عرف ه أخ ر بأنّه ك ل م ا يوج د يف ذم ة من إي رادات أي مكون ات األج رة من األج ر األساس ي‬
‫والتعويض ات أو العالوات واملكاف آت وخمتل ف احلوافز األخ رى‪ ،‬وال يت ختتل ف ب اختالف املنص ب املش غول‪،‬‬
‫حسب كل هيئة مستخدمة‪.‬‬

‫م ا ميكن مالحظت ه على ه ذا التع ريفني ب أّن كال منه ا ينظ ر إىل ال دخل من الزاوي ة خمتلف ة فهن اك من يعت ربان‬
‫الدخل يطلق يف احلاالت خاصة وتتكفل هيئات الت أمني بدفعه‪ ،‬ولكن بالرجوع إىل نص املادة‪ 80‬من قانون‬
‫‪ 90/11‬جند أّن املشرع مل يقصد هذا املعىن فقط من وراء مصطلح الدخل‪ .‬يف حني أّن التعريف األقرب‬
‫للفحوى نص املادة السالف الذكر هو اعتبار أن مفهوم الدخل كل ما يدخل يف ذمة العامل سواء يف احلالة‬
‫العادية من أجر ث ابت وخمتلف التعويضات واحلوافز ليتسع ليشمل األجر الذي يدفع للعامل حىت يف حالة‬
‫عدم تقدميه ألي عمل كالعطل املدفوعة األجر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حالة استحقاق األجر دون أداء العمل‬

‫متث ل فك رة اس تحقاق األج ر دون أداء العم ل االس تثناء على القاع دة الس الفة ال ذكر‪ ،‬فب الرغم من‬
‫اعتبار عقد العمل من عقود املعاوضة يتقابل فيه التزامان أساسيان مها العمل واألجر‪ ،‬إال أّنه يقضي القانون‬
‫أو العقد أو االتفاقات اجلماعية أيضا على تسديد للعامل أجرا مقابل فرتات مل يعمل فيها فعال ومن هذه‬
‫احلاالت ما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حالة العطل والغيابات المدفوعة األجر‬

‫‪ .‬الدخل اسم مصاغ من ‪ revenir‬مبعىن عاد إىل‪ ،‬من الالثنية ‪ revenir‬وهي موارد دورية لشخص ما‪ ،‬نتائج شغله (كسب‪ ،‬أجر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مرتب‪ ،‬مكافأة)‪. ،‬الدخل البديل‪ :‬تكون موارد معدة للحلول حمل األجر الذي استوفاه عامل حرم سابقا عن غري قصد من وظيفته‪ ،‬تدفع استنادا‬
‫إىل القانون بصفة مساعدة يف شكل تقدميات مؤقتة ومتنوعة"تعويضات أساسية‪ ،‬تعويضات خاصة‪ ،‬تعويضات ضمان املوارد‪ "...‬للعام ل الذي‬
‫يبحث عن وظيفة جديدة‪ ،‬انظر‪ ،‬جريار كورنو‪ ،‬معجم املصطلحات القانونية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.775‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ميثل وقت الراحة حقا دستوريا‪ ،‬حيت أقرت املادة ‪ 52‬من دستور ‪ 1989‬حق العامل يف الرّاحة‪،‬‬
‫وأيضا نصت املادة ‪ 55‬من دستور ‪ 1996‬على هذا احلق بقوهلا‪" :‬احلق يف الراحة مضمون‪ ،‬وحيدد القانون‬
‫كيفيات ممارسته"‪.‬فما هي العطل اليت لو استفاد منها العامل يبقى حقه يف تقاضي أجرا قائما؟‬

‫أوال‪ :‬المقابل المالي في حالة العطل‬

‫لق د نص املش رع يف املادة ‪ 5‬من ق انون ‪ 90/11‬على أن الراح ة هي من احلق وق األساس ية ال يت‬
‫يتمتع هبا العامل بالرغم من أن فرتات الراحة القانونية وأيام العطل تؤدي إىل عدم تنفيذ عالقة العمل نتيجة‬
‫توق ف العام ل عن أداء العم ل‪ ،‬إال أنّه يتلقى خالهلا أج را كأّن ه ي ؤدي عمل ه فعال ومن بني ه ذه العط ل‬
‫املدفوعة األجر‪:‬‬

‫‪ .1‬الراحة األسبوعية‪:‬‬

‫إّن اس تمرار العام ل يف العم ل طيل ة األس بوع‪ ،‬ق د ي ؤدي إىل خفض قدرت ه على اإلنت اج‪ ،‬وتعرض ه‬
‫إىل املرض نتيج ة اإلره اق يف العم ل وهلذا س عى املش رع اجلزائ ري إىل منح العام ل احلق يف ي وم راح ة‬
‫أسبوعية‪ 1‬باجر كامل‪ ،‬إّن العطلة األسبوعية حيكمها أساسني ومها ‪:‬‬

‫الراحة‪ :‬القانون يضمن الراحة مدهتا يوم يف كل أسبوع وجيب أال تقل عن ‪ 24‬ساعة متتابعة وال‬
‫جيوز تقسيمها‪ .2‬األسبوعية‪ :‬إذ مينع تشغيل العامل أكثر من ‪ 6‬أيام‪ ،‬واألصل أن تكون العطلة كل يوم مجعة‬
‫يف الظروف العادية‪ ،3‬ويف حاالت خاصة قد تكون يف يوم أخر‪.4‬‬

‫‪. 1‬تنص املادة ‪ 33‬ف ‪ 1‬من قانون ‪ 11-90‬على ما يلي ‪ ":‬حق العامل يف الراحة يوم كامل يف الأسبوع"‬
‫بالراحات القانونية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‪ 20‬الصادرة بتاريخ ‪ 18‬ماي‬
‫‪.‬تنص املادة ‪ 2‬من املرسوم ‪ 184-82‬املؤرخ يف ‪ 18/05/1982‬املتعلق ّ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1982‬ص ‪ 1056‬على ‪ ":‬كل عامل له احلق يف راحة أسبوعية مدهتا أربع وعشرون ساعة (‪ )24‬متواصلة كل أسبوع"‬
‫‪.‬املادة ‪ 33‬ف‪ 1‬من قانون ‪ 11-90‬اليت تنص على‪" :‬وتكون الراحة األسبوعية العادية يف ظروف العمل العادية يوم اجلمعة"‪ ،‬ونفس األمر‬ ‫‪3‬‬

‫نصت عليه املادة ‪ 60‬من قانون العمل األردين الذي نصت على‪ ":‬يكون يوم اجلمعة من كل أسبوع‪ ،‬يوم العطلة األسبوعية للعامل‪ ،‬إال إذا‬
‫اقتضت طبيعة العمل غري ذلك"‬
‫‪.‬تنص املادة ‪ 37‬من ق ‪11-90‬على أن‪ :‬ميكن تأجيل الراحة األسبوعية أو التمتع هبا يف يوم أخر إذا استدعت ذلك الضرورات االقتصادية‬ ‫‪4‬‬

‫أو ضرورات تنظيم اإلنتاج‪= .‬‬

‫وحيق للهيئات واملؤسسات األخرى أن جتعل الراحة األسبوعية تناوبيه‪ ،‬إذا ك ان التوقف عن العمل فيها يوم العطلة األس بوعية يتعارض مع‬
‫طبيعة نشاط اهليئة أو املؤسسة أو يضر العموم" ومث ال األعمال اليت تقتضي طبيعة العمل استمرار العمل فيه ا طيلة أيام األسبوع‪ ،‬ك األفران‬
‫للراحة األسبوعية‪.‬‬
‫واملطاعم واحملال التجارية الكبرية‪ ،‬فيضطر صاحب العمل إىل تقسيم عماله إىل فئات‪ ،‬مينح كل فئة يوما معينا ّ‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬العطلة السنوية‪:‬‬

‫إّن املادة ‪ 39‬من قانون املتعلق بعالقات العمل متنح للعام ل احلق يف عطلة سنوية مدفوعة األجر مينحها‬
‫له رب العمل‪،‬كما أن كل تنازل عنها من قبل العامل يعد أمرا باطال وعدمي األثر‪.1‬‬

‫إّن املش رع ينظ ر إىل العطل ة الس نوية كض رورة حتتمه ا املص لحة العام ة وليس جمرد مص لحة العام ل‬
‫الشخصية‪ .‬وملا كان املستخدم هو املستفيد من قوة العامل واجلهد الذي يبدله طوال السنة فكان البد من‬
‫منح هذه العطلة لتجديد الطاقة واجلهد واالستجمام والراحة البدنية والفكرية‪ ،‬وكنتيجة لذلك فإنّه ربط‬
‫العطلة السنوية بالنظام العام‪ ،‬وجعلها تتناسب طردا مع املدة الفعلية‪ ،‬اليت قضاها يف خدمة رب عمله‪ ،2‬وقرر‬
‫البطالن املطلق ألي تنازل عنها أو عن جزء منها ولو باتفاق الطرفني‪.3‬‬

‫يتقاضى العامل أتناء عطلته السنوية تعويضا حددته املادة ‪ 52‬من قانون ‪ 90/11‬بنصها‪ " :‬تعويض العطلة‬
‫السنوية يساوي اجلزء الثاين عشر من األجر الذي يتقضاه العامل خالل السنة املرجعية للعطلة أو يف ضوء‬
‫الس نة الس ابقة للعطل ة" فمن خالل ه ذه املادة جند أّن املش رع ق اس األج ر خالل العطل ة الس نوية متل ه مث ل‬
‫األج ر يف بقي ة الش هور‪ ،‬وجع ل األج ر خالل العطل ة كأّن ه أج ر خالل أي ام العم ل‪ ،‬فيم ا ل و اس تمر العام ل‬
‫بالنسبة للمشرع الفرنسي فان حتديد األجر يكون على أساس العشر( ‪ )1/10‬خالل املدة‬
‫بالعمل فعليا‪ ،‬أّم ا ّ‬
‫ال يت يس تحق العام ل عنه ا العطل ة حيت تس مى ه ذه القاع دة قاع دة (‪ ،)1/10‬أّم ا عن د املش رع املص ري مل‬
‫ينص على قواعد مماثلة فالعربة دائما باألجر األخري الذي كان يتقضاه العامل قبل العطلة‪ ،‬فإذا كان أجره‬

‫‪ .‬املادة ‪ 39‬من ق انون ‪ 11-90‬ال يت متنح لك ل عام ل احلق يف عطل ة س نوية مدفوع ة األج ر لك ل العم ال دون اس تثناء‪ ،‬إال أن ص در مرس وم‬ ‫‪1‬‬

‫التنفيذي حيدد قائمة ّالنشاطات اخلاضعة للعطلة السنوية املدفوعة األجر‪ ،‬األمر الذي يوحي بعدم تطبيق نفس احلق على املشتغلني يف النشاطات‬
‫ال يت ال تتض منها ه ذه القائم ة‪ ،‬املادة ‪ 2‬من املرس وم التنفي ذي رقم ‪ ،48-97‬املؤرخ يف ‪ 04‬فيف ري ‪ ،1997‬حيدد قائم ة املهن والف روع‬
‫وقطاعات النشاط اخلاضعة للعطل املدفوعة األجر‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،8‬الصادرة يف‪ 5‬فرباير ‪ ،1997‬ص ‪.13‬‬

‫‪ .‬املادة ‪ 40‬من قانون‪ 11-90‬تنص على‪ ":‬يعتمد احلق يف العطلة السنوية على أساس العمل املتمم خالل فرتة سنوية مرجعية متتد من أول‬ ‫‪2‬‬

‫يوليو للسنة السابقة للعطلة إىل غاية ‪ 30‬يونيو من سنة العطلة‪.‬‬

‫وحتسب الفرتة املرجعية للعمال اجلديد توظيفهم ابتداء من تاريخ التوظيف" على أساس هذه املادة فإنّه يتم حساب العطلة املدفوعة األجر على‬
‫أساس يومني ونصف يوم يف كل شهر عمل دون أن تتعدى املدة اإلمجالية ثالثني ( ‪ )30‬يوما تقومييا عن سنة العمل الواحدة‪ .‬راجع كذلك‬
‫املواد ‪ 41‬و‪ 42‬و‪ 43‬و‪ 44‬من قانون ‪ 90/11‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪.3‬تنص املادة ‪ 39‬من ق انون ‪":11-90‬لكل عامل احلق يف عطلت ه الس نوية مدفوعة األج ر مينحه ا إي اه املس تخدم‪ ،‬وك ل تن ازل من العامل عن‬
‫عطلته أو عن بعضها يعد باطال وعدمي األثر"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫شهريا‪ ،‬اعترب الشهر ثالثني يوما‪ ،‬وإذا كان أجره بالساعة‪ ،‬أو حبسب حاصل العمل‪ ،‬قدر أجره اليومي على‬
‫أساس متوسط ما تناوله عن أيام العمل الفعلية يف السنة األخرية‪.1‬‬

‫واملالحظ على نص املادة ‪ 52‬السالفة الذكر أن املشرع استخدم مصطلح التعويض ومل يستعمل مصطلح‬
‫األج ر ه ذا م ا يؤك د أن املش رع ال مينح ص فة األج ر إال ملا ه و مقاب ل للعم ل املؤدى فعال‪ ،‬أّم ا م ا يعطى‬
‫للعامل يف هذه احلالة ليس أجرا باملعىن الصحيح‪.‬‬

‫لكن إذا اعت رب أّن ه تعويض ا ف إّن ه ذا األخ ري ي دفع جلرب الض رر م ا‪ ،‬وبالت ايل ف إّن إدخ ال فك رة التع ويض ال‬
‫تس مح بتفس ري كث ري من األحك ام اخلاص ة بالعطل ة الس نوية‪ ،‬يف حني اعت رب أن التكي ف الص حيح ه و أن م ا‬
‫حيصل عليه العمال هو تعويض يف حدود األجر املعلوم‪.2‬‬

‫فلقد قضت احملكمة الدستورية العليا يف مصر أن ما حيصل عليه العامل هو أجر باملعىن الكامل‪ ،3‬ولقد اظهر‬
‫ما ميكن أن يؤسس عليه إلعطاء صفة األجر ملا حيصل عليه العامل خالل إجازته هو‪:‬‬

‫اعتب ار ف رتة العطل ة الس نوية وقت حكمي رغم ع دم أداء العم ل فعال‪،‬واعتب ار األج ر املدفوع للعام ل خالل‬
‫عطلته هو مقابل ما أداه من العمل الفعلي خالل السنة كلها‪ ،‬وبالتايل ينظر إىل نظام العطلة السنوية على‬
‫ضوء التنظيم العام لوقت العمل السنوي فكأنه اجر مقتطع منه عن فرتة عمل سابقة ليصرف للعامل يف فرتة‬
‫‪4‬‬
‫عطلته‬

‫مع ىن ذل ك أن العام ل يس تحق التع ويض عن عطلت ه وي دخل في ه األج ر األساس ي واملنح العائلي ة ومنح غالء‬
‫املعيشة وكل املنح اليت يفرتض أن يتقاضاه فيما لو استمر يف عمله‪ ،‬عمال بقاعدة استمرار صرف ما يستحقه‬
‫العام ل ب ذات قواع ده وحبس ب ص ورته‪.‬لق د دهب القض اء الفرنس ي إىل ع دم اعتب ار املكاف آت واملردودي ة‬
‫حتسب ضمن تعويض العطلة‪.5‬‬

‫‪ ?.1‬أنور سليم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬

‫‪. 2‬إمساعيل غامن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬

‫إن احلق يف العطلة‬


‫‪ .‬حممد لبيب شنب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،135‬قررت حمكمة النقض الفرنسية يف قرار الصادر بتاريخ ‪ّ 19/3/1954‬‬ ‫‪3‬‬

‫السنوية بأ جر كامل يكتسبه العامل شهرا بشهرا ويعترب جزء من األجر مؤجل السداد انظر كذلك نقض فرنسي دوائر جمتمعة ‪11/03/1953‬‬
‫دالوز ‪.282.1953‬‬

‫‪. 4‬مهدي خبده‪،‬التنظيم القانوين ألوقات العمل يف التشريع اجلزائري‪.‬دراسة مقارنة‪.‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،2013 ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.Soc.10/7/1991.dr.soc1992.102‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أّم ا املزايا العينية‪ ،‬فالقاعدة أّن العامل حيصل عليها أثناء اإلجازات‪ ،‬إذا كانت ال تربط بالقيام بالعمل مثل‬
‫املس كن والعالج الط يب‪ ،‬فال يعق ل أن ي رتك العام ل مس كنه أتن اء اإلج ازة أو أن حيرم من العالج‪ ،‬أّم ا إذا‬
‫كانت امليزة العينية ترتبط مبباشرة العمل‪ ،‬مثل نقل العامل بسيارات الشركة إىل مقر العمل ومنه إىل مكان‬
‫إقامته‪ ،‬فال يلتزم هبا صاحب العمل أثناء اإلجازة‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالطعام الذي يوفره صاحب العمل للعامل جمانا أو مبقابل متن منخفض‪ ،‬وما إذا كان صاحب‬
‫العمل يلتزم بتوفريه أثناء إجازة‪ ،‬ذهب البعض إىل أن العامل من حقه أثناء اإلجازة أن حيص ل على مقابل‬
‫نق دي هلذا الطع ام‪ ،‬يق در على أس اس م ا يتكلف ه ص احب العم ل‪ ،‬باعتب ار أن املزاي ا العيني ة ج زء من األج ر‬
‫وبدوهنا ال يكون األجر كامال‪.1‬‬

‫وذهب البعض األخ ر إىل أّن العام ل يس تحق الطع ام عين ا أثن اء اإلج ازة‪ ،‬حبيث يك ون ل ه أن يط الب ب ه إذا‬
‫ذهب لتناول ه يف املوع د واملك ان احملددين لتقدميه‪ ،‬كم ا أّن أج ر س اعات العم ل اإلض افية‪ ،‬ال ي دخل ض من‬
‫األجر إذا كان ذو صفة الطارئة‪ ،‬أّم ا إذا كان العمل اإلضايف قد اكتسب صفة الدوام واالستقرار الكايف‪،‬‬
‫فيجب احتسابه أجر ساعات هذا العمل ضمن األجر املستحق للعامل يف اإلجازة‪ ،‬إذ هبذا الدوام واالستقرار‬
‫للعمل اإلضايف أصبح أجره جزءا من األجر املعتاد‪ ،‬الذي حيصل عليه العامل والذي جيب أال ينتقص منه‬
‫أتناء العطلة‪.2‬‬

‫‪ .3‬األعياد المدفوعة األجر‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 34‬من ق انون ‪ 90/11‬على أن‪":‬حيدد الق انون أي ام األعي اد والعط ل املدفوع ة األج ر"‬
‫نص ه ذه املادة حيلين ا إىل ق انون رقم ‪ 278-63‬املؤرخ يف ‪ 26‬ج وان ‪ 1963‬املع دل بالق انون ‪05/06‬‬
‫احملدد لقائمة األعياد الرمسية وخاصة املادة ‪ 1‬منه اليت تنص على‪":‬تعترب أعياد قانونية كل سنة األيام التالية‪:‬‬
‫‪1‬ماي (عيد العمال)يوم واحد‪ 19،‬جوان يوم واحد‪ 5،‬جويلية (عيد االستقالل وجبهة التحرير الوطين) يوم‬
‫واحد‪ 1،‬نوفمرب (عيد الثورة) يوم واحد‪،‬عيد الفطر(عيد الصغري) يومني‪ ،‬عيد األضحى( عيد الكبري) ي ومني‪،‬‬
‫أول حمرم (رأس الس نة اهلجري ة)‪ ،‬عاش وراء(‪ 10‬حمرم) ي وم واح د‪ ،‬املول د النب وي (‪ 12‬ربي ع األول) ي وم‬

‫‪ . 1‬السيد عيد نايل‪ ،‬الوسيط يف شرح نظامي العمل والتأمينات االجتماعية يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬مطابع جامعة امللك سعود‪ ،‬ص‪.166‬‬

‫‪ . 2‬السيد عيد نايل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪167‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫واحد‪ ،‬أول جانفي (رأس السنة امليالدية)يوم واحد"‪ ،1‬كما تنص املادة ‪ 2‬من نفس القانون السالف الذكر‬
‫‪2‬‬
‫على أّن هذه األعياد تعترب عطل قانونية ومدفوعة األجر‪.‬‬

‫إّن هذه األعياد متنح لكل العمال واملوظفني املتواجدين على الرتاب الوطين مهما كانت جنسياهتم وديانتهم‬
‫‪ -‬سواء عمال أجانب أو غري مسلمين ‪ -‬احلق يف عطلة مدفوعة األجر‪.3‬‬

‫ثانيا‪:‬المقابل المالي في حالة الغيابات‬

‫إىل جانب العطل هناك الغيابات‪ ،‬لكن ليس كل الغيابات يستحق العامل فيها مقابال ماليا‪ ،‬فهناك‬
‫من تكون مبقابل مايل‪ ،‬وهناك من تكون استثناء على ذلك وتكون بدون مقابل مايل‪.‬‬

‫‪ .1‬الغيابات المدفوعة األجر‪:‬‬

‫وفقا لنص املادة ‪ 54‬من قانون رقم ‪ 490/11‬فإّن املشرع أقرّ حاالت ميكن للعامل أن يتغيب فيها‬
‫دون أن يؤدي ذلك إىل أن يفقد أجره وهي ‪:‬‬

‫التمثيل النقابي‪:‬‬

‫يس مح الق انون للممثل النق ايب من أن يس تفيد من تغيب ات خاص ة مدفوع ة األجر‪ ،‬يف إط ار ممارس ة‬
‫مهمته‪ ،‬وذلك عندما يتعني عليه املشاركة يف االجتماعات النقابية واجلمعيات ولقد نصت عليه املادة ‪46‬‬

‫‪ .‬وفقا حملتوى املادة ‪ 01‬من املرسوم ‪ 63/278‬السالف الذكر أنّ عدد أيام األعياد يقتصر على اثين عشر (‪ )12‬يوما تتوزع بني مناسبات‬ ‫‪1‬‬

‫دينية ووطنية ودولية‪ ،‬ونشري هنا إىل أن يوم‪ 19‬جوان مت إلغاؤه‪.‬‬


‫?‬
‫‪2‬املادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ 278-63‬املؤرخ يف ‪ 26‬جوان ‪ 1963‬املعدل بالقانون ‪ 05/06‬احملدد لقائمة الأعياد الرّمسية‪.‬‬

‫‪ . 3‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪.‬تنص املادة ‪ 54‬من ق انون ‪ 90/11‬على م ا يلي‪ ":‬زي ادة على ح االت الغي اب لألس باب املنص وص عليه ا يف التش ريع املتعل ق بالض مان‬ ‫‪4‬‬

‫االجتماعي ‪،‬ميكن للعامل أن يتغيب‪ ،‬دون فقدان األجر‪،‬إذا اعلم املستخدم بذلك وقدم له تربيرات‪ ،‬مسبقا‪ ،‬لألسباب التالية‪:‬‬

‫ـ تأدية مهام مرتبطة بتمثيل نقايب أو متثيل املستخدمني‪ ،‬حسب املدة اليت حددهتا األحكام القانونية أو التعاقدية‪،‬‬

‫ـ متابعة دورات التكوين املهين أو النقايب اليت يسمح هبا املستخدم واملشاركة يف امتحانات أكادميية أو مهنية‪.‬‬

‫=ـيستفيد العامل ثالثة (‪ )3‬أيام كاملة مدفوعة األجر‪،‬مبناسبة حدث من األحداث العائلية اآلتية‪:‬‬

‫زوج العامل ووالدة مولود له‪،‬أو زواج احد فروع العامل‪،‬او وفاة احد األصول أو الفروع أو احلواشي من الدرجة األوىل للعامل أو لزوجه‪ ،‬أو‬
‫وفاة زوج العامل‪ ،‬أو ختان ابن العامل‪.‬غري أّنه يف حاليت الوالدة أو الوفاة يكون التربير الحقا"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫من ق انون ‪190/14‬على م ا يلي‪ ":‬حيق للمن دوبني النق ابني التمت ع حبس اب اج ر ‪ 10‬س اعات يف الش هر‬
‫مدفوعة األجر كوقت عمل فعلي ملمارسة مهمتهم النقابية‪.‬‬

‫ويك ون للمن دوبني النق ابني أن جيمع وا أو يقتس موا فيم ا بينهم جمم وع حس اب الس اعات الش هري املمن وح‬
‫إياهم بعد موافقة املستخدم"‪.‬‬

‫الواض ح مما س بق أن م دة ه ذه العطل ة هي ‪ 10‬س اعات من ك ل ش هر مدفوع ة األج ر يش رتك فيه ا ك ل‬


‫مندوب‪ ،‬فهي هبذا الشكل أنشئت لفائدة اهليئة النقابية بكل أعضائها وليست خاصة بكل ممثل على حدى‪.‬‬

‫متابع ة دورات التك وين المه ني أو النق ابي ال تي يس مح به ا المس تخدم والمش اركة في امتحان ات‬
‫أكاديمية أو مهنية‪:‬لكل عامل مدعو ملتابعة تكوينا أو تدريبا‪ ،‬أن يستفيد من تغيبات خاصة مدفوعة األجر‪،‬‬
‫تكون مدهتا مساوية ملدة هذه التدريبات‪ ،‬ويتعني على العامل‪ ،‬قبل تغيبه‪ ،‬أن يعلم اهليئة املستخدمة‪ ،‬ويقدم‬
‫هلا كل الوثائق املربرة لتغيبه‪ ،‬وخاصة الشهادات أو االستدعاءات املسلمة من قبل اجلهات املعينة‪2‬وان ينتظر‬
‫موافقة اهليئة املستخدمة على طلبه‪ ،‬فإذا توفرت هذه الشروط يستحق العامل أجره كما لو قدم عمال فعليا‬
‫خالل الساعات اليت يغيب فيها ألجل متابعة دوراته التكوينية‪.‬‬

‫عطلة تأدية فريضة الحج‪:‬‬

‫نص املش رع اجلزائ ري يف املادة ‪ 54‬من ق انون ‪ 90/11‬على م ا يلي‪":‬زي ادة على ح االت الغي اب‬
‫لألس باب املنص وص عليه ا يف التش ريع املتعل ق بالض مان االجتم اعي‪،‬ميكن العام ل أن يتغيب‪،‬دون فق دان‬
‫األجر‪،‬إذا اعلم املستخدم بذلك وقدم له تربيرات ‪،‬مسبقا‪ ،‬لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬املادة ‪ 47‬من ق انون ‪ 90/14‬املؤرخ يف ‪ 21/6/1990‬املتعل ق بكيفي ات ممارس ة احلق النق ايب ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬ع ‪23‬ـ‪،‬املؤرخ ة‬
‫يف ‪ 06/06/1990‬املع دل واملتمم مبوجب الق انون رقم ‪ 91/30‬املؤرخ يف ‪ 21‬ديس مرب ‪،1991‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ع ‪ ،68‬املؤرخ ة‬
‫يف ‪ 25/12/1991‬ومبوجب الأمر رقم ‪ 96/12‬املؤرخ يف ‪10‬يونيو ‪ ،1996‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،36‬املؤرخة يف ‪.12/06/1996‬‬

‫‪ . 2‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫تأدية فريض ة احلج إىل البق اع املقدسة مرة واحدة خالل احلياة املهنية للعام ل"‪ ،‬اكتفى املشرع بالنص على‬
‫منح احلق للعامل يف هذه العطلة مرة واحدة يف حياة العامل املهنية‪ ،‬دون فقدان األجر وبالتايل يقع عبء‬
‫دفع هذا األجر على املستخدم طوال فرتة أداء مناسك احلج ‪ ،‬ولكنه مل حيدد مدة هذه فرتة بدقة‪.‬‬

‫لكن اإلشكال املطروح يف نص املادة‪ :‬مرة واحدة خالل احلياة املهنية للعامل‪ ،‬هل يقصد هبا حياته املهنية‬
‫بصفة عامة ولو اشتغل عند عدة مستخدمني‪ ،‬أم عند مستخدم واحد‪ ،‬ويف احلالة العكسية يف حالة العمل‬
‫لدى عدة مستخدمني هل يستفيد من هذا احلق لدى مستخدم يشتغل عنده وباملقابل يتقاضى أجرا يف كل‬
‫مرة‪ ،‬أم يستفيد منه مرة واحدة يف حياته املهنية بصفة عامة؟‬

‫‪ .2‬الغيابات الغير مدفوعة األجر‪:‬‬

‫هناك حاالت اليت ال يستحق فيها العامل أجرا‪ ،‬ألن ه ال يقدم عمال خالل هذه الفرتات وهي وفقا للمادة‬
‫‪ 64‬من قانون ‪: 190/11‬‬

‫اتفاق الطرفين‪:‬‬

‫هذه احلالة أوردها املشرع ألول مرة يف املادة ‪ 64‬السالفة الذكر‪ ،‬وهي حالة تنتج عن اتفاق طريف‬
‫عقد العمل‪ ،‬بأن يتم توقيف عالقة العمل بصفة مؤقتة نتيجة ألسباب خاصة بالعامل متنعه من تنفيذ التزامه‬
‫بأداء أو تقدمي العمل لصاحل املستخدم‪ ،‬وملا كان نتيجة اتفاق فالبد من موافقة صاحب العمل على طلب‬
‫العم ل بتعلي ق عالق ة العم ل‪ ،‬وينتج كمقاب ل ل ذلك تعلي ق ال تزام املس تخدم ب أداء األج ر للعام ل م ادام أنّه ال‬
‫يتلقى يف املقابل عمال منه‪ 2‬وتوقيف استفادته من احلقوق املتعلقة بالأقدمية والرتقية والتقاعد‪.‬‬

‫‪ . 1‬تعلق عالقة العمل قانونا لألسباب التالية‪:‬‬


‫‪ -‬اتفاق الطرفني املتبادل‬
‫‪ -‬عطل مرضية أو ما مياثلها كتلك اليت ينص عليها التشريع والتنظيم املتعلقني بالضمان االجتماعي‪،‬‬
‫‪ -‬أداء التزامات اخلدمة الوطنية وفرتات اإلبقاء ضمن قوات االحتياط أو التدريب يف إطارها‪،‬‬
‫‪ -‬ممارسة مهمة انتخابية عمومية‪،‬‬
‫‪ -‬حرمان العامل من احلرية ما مل يصدر ضده حكم قضائي هنائي‪،‬‬
‫‪ -‬صدور قرار تأدييب يعلق ممارسة الوظيفة‪،‬‬
‫‪ -‬ممارسة حق اإلضراب‪،‬‬
‫‪ -‬عطلة بدون اجر"‪.‬‬
‫‪. 2‬أمال بطاهر‪ ،‬النظام القانوين حلماية األجور يف القانون اجلزائري‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪،2013،‬ص ‪45‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إّن القوانني السابقة امللغاة‪1‬نصت على حالة االستيداع اليت تقابل اتفاق الطرفني‪ ،2‬وقد قسمها إىل حالتني‬
‫احلالة االستيداع القانوين اليت يستفيد العامل فيها من التفرغ بصفة آلية وقانونية في احلاالت التالية‪:‬‬

‫ـ حالة مرض خطري أو حادت أصاب الزوج أو أحد األوالد‬

‫ـ السماح للعامل االلتحاق بزوجه إذا اضطر إىل حتويل إقامته املعتادة حبكم مهنته إىل مكان بعيد عن املكان‬
‫الذي يعمل فيه العامل املعين باألمر‪.‬‬

‫ـ السماح للمرأة العاملة برتبية ولد يقل عمره عن ‪ 5‬سنوات أو مصاب بعاهة تتطلب عالجا متواصل‪.3‬‬

‫أّم ا حاالت االستيداع األخرى‪ ،‬فهي تقديرية وامتيازا تركها املشرع للمؤسسة املستخدمة‪ ،‬حيت ميكن هلا‬
‫قب ول‪ ،‬أو رفض طلب اإلحال ة يف ظ رف الش هر املوايل الس تالم الطلب‪ ،4‬وك ان املش رع ق د ح دد م دة‬
‫االستيداع بسنة واحدة قابلة للتجديد وفقا ملا نصت عليه القوانني السابقة‪ ،‬أما يف التشريع احلايل فلم حيدد‬
‫املشرع مدة قصوى لتعليق عالقة العمل اليت تنتج عن اتفاق الطرفني وتركها لالتفاقيات اجلماعية‪.5‬‬

‫العطل مرضية أو ما يماثلها كتلك التي ينص عليها التشريع والتنظيم المتعلقين بالضمان االجتماعي‪:‬‬

‫هذه احلالة نصت عليها املادة ‪ 64‬ف ‪ 2‬من قانون ‪ 90/11‬اليت تعرب من بني احلاالت اليت تؤدي‬
‫إىل توقيف عالقة العمل وتعلقها نتيجة استحالة التنفيذ الفعلي للعمل من قبل العامل بسبب العجز البدين‬
‫الناتج عن حالة مرضية كاملرض الطويل األمد أو عطلة األمومة‪ ،‬وسواء كان املرض مهين كحادث عمل‬
‫‪6‬‬
‫أو مرض عادي‬

‫‪.‬ق انون رقم ‪ 82/06‬املؤرخ يف ‪ 27‬ف رباير ‪ 1982‬املتض من عالق ة العم ل الفردي ة‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،09‬املؤرخ ة يف ‪ 2‬م ارس ‪ ،1982‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.457‬‬
‫‪ .‬ع رفت املادة ‪ 51‬من ق انون ‪ 06-82‬الس الف ال ذكر حال ة على االس تيداع على أنّه ا‪ ":‬هي اإليق اف املؤقت لعالق ة العم ل لعام ل مرس م‬ ‫‪2‬‬

‫يف منصب عمله‪ ،‬ويرتتب عنها الكف عن أجره‪ ،‬وتوقيف استفادته من احلقوق املتعلقة باألقدمية والرتقية والتقاعد‪ ،‬إال أنّ العامل املعين باألمر‬
‫حيتفظ باحلقوق املكتسبة يف الرتبة اليت يكون يوم قبول اإلحالة على االستيداع"‪.‬‬
‫‪. 3‬املادة ‪ 52‬من قانون ‪ 06-82‬السالف الذكر ‪،‬واملادة ‪ 113‬من املرسوم رقم ‪..59-85‬‬
‫‪ . 4‬بن عزوز بن صابر‪ ،‬االتفاقيات اجلماعية للعمل بني اإلطار القانوين والواقع العملي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪212‬‬
‫‪ . 5‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪95‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.Mesaoud Mentri, Essai d’analyse de la législation et de la réglementation du travail en Algérie,‬‬
‫‪OPU, Alger,1986, p35‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ومن أهم اآلثار المترتبة على ذلك هو توقف المستخدم أو الهيئة المستخدمة عن دفع األجر نتيجة عدم تلقيها‬
‫العمل المؤدى من طرف العامل‪ ،‬فرغم أن العامل يتلقى خالل هذه الفترة تعويضا يعادل األجر الذي يتقاضاه‬
‫والذي سماه الفقيه "جيرارد ليون" ‪ " Gérard Lyon-Caen‬بأجر الالعمل أو اجر الالنشاط ‪.1‬‬

‫غري انه ال يعترب أجرا مادام انه ليس املقابل املدفوع لقاء عمل مقدم أو جهد مبذول مىن طرف العامل وإمنا‬
‫هو تعويض يسمح للعامل مبواصلة العيش واحلفاظ على كرامته هو وعائلته ويكون مدفوعا من قبل هيئات‬
‫الضمان االجتماعي‪، 2،‬وهذا ما أكدته احملكمة يف قرار هلا الصادر بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 1998‬والذي رفض‬
‫منح أجور العامل لعطلة مرضية جتاوزت مخسة عشر يوما ذلك أّنه خالل هذه الفرتة تكون هيئة الضمان‬
‫االجتم اع ملزم ة ب دفع أداءات تس اوي األج ر الن األج ور ال تس تحق مب دئيا لف رتة مل يعم ل هبا العام ل مما‬
‫يعرض قرار قضاة اجمللس للنقض على هذا األساس اجلزئي ملخالفته املادة ‪ 14‬من قانون رقم ‪ 83/11‬حىت‬
‫يقضي باالداءات وليس باألجور‪ ،"3‬وبالرجوع إىل النص القانوين الذي استندوا اليه قضاة احملكمة العليا يف‬
‫تأس يس حكمهم أي املادة ‪ 14‬من الق انون رقم ‪ 11-83‬الص ادر بت اريخ ‪ 2‬جويلي ة ‪ 1983‬واملتعل ق‬
‫بالتأمينات االجتماعية‪ 4‬جند أن املشرع قد خصص للعامل الذي يعاين من املرض بتعويض يومي يصل إىل‬
‫‪ %100‬من أج ر املنص ب الص ايف الي ومي إذا زادت م دة املرض عن ‪ 15‬يوم ا ويف حال ة املرض الطوي ل‬
‫األمد‪.‬‬

‫ومن بني احلاالت اليت تؤدي إىل تعليق عالقة العمل مايلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Gérard Lyon-Caen, le salaire , op.cit.p332‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Pierre Bouloc, Manuel de droit du travail et de droit social, Edition d’organisation,1977, p 8.‬‬

‫‪. 3‬قرار احملكمة العليا ‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬صادر يف ‪ 10‬فيفري‪ ،1998‬منشور يف عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪294‬‬
‫‪ .‬تنص املادة ‪ 14‬من ق انون ‪ 11-83‬املؤرخ يف ‪ 02/07/1983‬املتعل ق بالتأمين ات االجتماعي ة ‪،‬ج‪،‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪،‬الع دد ‪ ،28‬الص ادرة‬ ‫‪4‬‬

‫يف ‪5‬جويلية‪ ،1983‬ص ‪1792‬املعدل واملتمم‪.‬على ما يلي‪":‬العامل الذي مينعه عجز بدين أو عقلي مثبت طبيا عن مواصلة عمله أو استئنافه‬
‫احلق يف تعويض يومي يقدركما يلي‪:‬‬
‫_ من اليوم األول إىل اليوم ‪ 15‬لتوقفه عن العمل ‪ %50‬من اجر املنصب الصايف‪.‬‬
‫_ اعتبارا من اليوم ‪ 16‬املوايل لتوقفه عن العمل ‪ %100‬من األجر املذكور أعاله‪.‬‬

‫_ يف حالة املرض الطويل أو الدخول إىل املستشفى تطبيق بنسبة ‪ %100‬اعتبارا من اليوم األول من توقفه عن العمل"‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫عطلة األمومة ‪:‬اليت تستفيد منها املرأة العاملة حبكم القانون ملدة تقدر ب ‪ 14‬أسبوعا متتالية تنقطع‬
‫فيها املرأة عن العمل‪،‬حيت تعلق عالقة العمل نتيجة عدم قدرة املرأة على تقدمي أو أداء عملها وااللتزامات‬
‫املهنية املطلوبة منها وكأثر لعدم تقدمي للعمل املقرتن مبنصب العمل الذي تشغله أو العمل الذي تؤديه‪.‬‬

‫وفق ا لنص املادة ‪ 28‬من ق انون ‪ 83/11‬الس الف ال ذكر أن املرأة خالل عطل ة األموم ة ال تتقاض ى أج را‬
‫وإمنا تعويضا تدفعه هيئات الضمان االجتماعي يقدر بنسبة ‪ 100%‬من اجر املنصب الذي تشغله‪.1‬‬

‫اخلدم ة الوطني ة‪:‬وه ذا م ا نصت عليه املادة ‪ 64‬ف ‪ 3‬من ق انون ‪ 90/11‬اليت تعترب من األسباب‬
‫القانونية لتعليق عالقة العمل هبدف إمتام العامل اللتزاماته اجتاه اخلدمة الوطنية‪ ،‬ويوضع العامل مبجرد التحاقه‬
‫باجليش يف حالة تعليق عالقة العمل بقوة القانون مع االحتفاظ حبقه بالعودة إىل منصب عمله بعد االنتهاء‬
‫اخلدمة الوطنية وله احلق يف امتيازاته ماعدا األجر الذي يعلق نتيجة لتعليق العمل‪ ،‬ويفقد حقه يف احلصول‬
‫على أجر رغم أّن املدة املمضاة يف اجليش حتتسب يف مدة الأقدمية‪.‬‬

‫ممارسة مهمة انتخابية‪ :‬وفقا لنص املادة ‪ 64‬ف ‪ 4‬من قانون ‪ 90/11‬السالف الذكر اعترب املشرع‬
‫هذه احلالة من احلاالت اليت تعلق عالقة العمل ‪،‬وي رتتب عنها نفس اآلثار من عدم استحقاق العامل ألجر‬
‫لعدم قيامه بعمل ذلك لكون مثل هذه املهام النيابية أي االنتخابية تتطلب تفرغا من العامل بصفة كلية هلذه‬
‫املهام واالنقطاع عن ممارسة عمله‪ ،‬كوهنا تتطلب احلضور الدائم واملستمر سواء كان ذلك على املستوى‬
‫الوط ين أو على مس توى حملي‪،‬حيت يق وم بتخص يص وقته وجه ده للقي ام بامله ام النيابي ة املوكل ة له من قبل‬
‫الناخبني‪ ،‬وباملقابل ذلك يتوقف عن تقدمي العمل املوكل إليه من قبل املؤسسة املستخدمة اليت يربطه هبا عقد‬
‫عمل‪ ،‬وبالتايل تعلق عالقة العمل ويتوقف دفع اجر العمل‪.‬‬

‫حرمان العامل من احلرية ما مل يصدر ضده حكم قضائي هنائي‪:‬وفقا للمادة ‪ 64‬ف ‪ 5‬تعلق وتوقف‬
‫مؤقت ا عالق ة العم ل‪ ،‬يف حال ة اختاذ بعض الت دابري االحتياطي ة عن د خمالف ة الق وانني وتقتض ي وض ع العام ل يف‬
‫احلبس االحتي اطي أتن اء التحقي ق مع ه‪ ،‬قب ل ص دور حكم هنائي إّم ا باإلدان ة أو ال رباءة أو عن د متدي د احلبس‬
‫االحتي اطي ونتيج ة ملن ع العام ل من ممارس ة حريته يف ه ذه احلال ة فإنّه غ ري ق ادر على الوف اء بالتزام ه بالعم ل‬
‫طوال مدة احلرمان من احلرية بالتايل تعلق عالقة العمل‪ ،‬وقد نص املشرع على أنّه ال ميكن إهناء عقد العمل‬

‫‪.1‬تنص املادة ‪ 28‬من قانون ‪ 83/11‬السالف الذكر على ما يلي‪ ":‬تستحق التعويض اليومي عن الفرتة اليت انقطعت املرأة العاملة أثناءها عن‬
‫عملها وذلك ملدة ‪ 14‬أسبوعا متتاليا"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫خالل هذه الفرتة‪ 1‬كما جاء يف قرار احملكمة العليا رقم ‪ 335859‬أن املستخدم يتحمل دفع تعويض وليس‬
‫أجرا ‪ ،‬عن فرتة تعليق عالقة عمل العامل‪ ،‬نتيجة تسببه يف حتريك دعوى عمومية منتهية برباءته"‪.2‬‬

‫صدور قرار تأدييب يعلق ممارسة الوظيفة‪ :‬وهذا وفقا للمادة ‪64‬ف ‪ 6‬من قانون ‪ 90/11‬السالف‬
‫الذكر وتتحقق هذه احلالة بوقف العامل ملدة معينة عن العمل كعقوبة تأديبية توقع عليه من طرف املستخدم‬
‫حال ارتكابه أخطاء مهنية أثناء أدائه لعمله‪ ،‬ومينع من االلتحاق بعمله وتبعا لذلك فإنّه ال يتمكن من الوفاء‬
‫بالتزاماته بأداء عمل وحيرم تبعا لذلك من األجر‪ ،‬ويعترب العامل يف فرتة تعليق عالقة العمل ملدة تساوي مدة‬
‫العقوبة املقررة على العامل ويتوقف املستخدم طوال هذه املدة عن دفع األجر‪.3‬‬

‫ممارسة احلق يف اإلضراب‪ :‬يعترب احلق يف اإلضراب حقا معرتف به دستوريا‪4‬وأكده املشرع يف املادة ‪5‬‬
‫اللج وء إىل اإلض راب من احلق وق األساس ية ال يت يتمت ع هبا العام ل‪،‬‬
‫من ق انون ‪ 90/11‬عن دما نص على أّن ّ‬
‫وكرسه أكثر عندما أصدر القانون رقم ‪ 90/02‬املتعلق بتسوية النزاعات اجلماعية وممارسة حق اإلضراب‪.‬‬

‫ويقصد به حق التوقف الالإرادي للعمال بصفة شرعية يلجأ إليه عادة يف حالة فشل املفاوضات بني العمال‬
‫واملس تخدم‪ ،‬يتق رر بع د تش اور العم ال من أج ل الض غط على املس تخدم للموافق ة على طلب اهتم موض وع‬
‫اخلالف‪.5‬‬

‫وتبقى عالقة العمل قائمة لكنها تعلق وتوقف بصفة مؤقتة خالل مدة اإلضراب‪ ،‬وإّن عدم الوفاء املستخدم‬
‫باألجر ال يعترب كعقوبة تأديبية وإمّن ا هو نتيجة مباشرة لتعليق العمل‪ ،‬ف إّن التزام املستخدم بدفع األجر ينعدم‬
‫بسب انعدام تقدمي العامل للعمل‪ ،6‬وهذا ما أقرته حمكمة النقض الفرنسية ولكن التّسبيب القرارات كان‬

‫‪.‬تنص املادة ‪ 65‬من ق انون‪ 90/11‬املتعل ق بعالق ة العم ل بأن ه‪ ":‬يع اد أدراج العم ال‪ ،‬املش ار إليهم يف املادة ‪ 64‬أعاله‪ ،‬يف مناص ب عملهم‬ ‫‪1‬‬

‫أو يف مناصب ذات أجر مماثل‪ ،‬بعد انقضاء الفرتات اليت تسببت يف تعليق عالقة العمل"‪.‬‬

‫‪. 2‬ق‪ .‬م‪ .‬ع‪ .‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم ‪ 335859‬مؤرخ يف ‪ ،07/06/2006‬م‪ .‬ق‪ ،‬س ‪ ،2006‬ع ‪ ،01‬ص ‪.285‬‬

‫‪.‬كانت املادة ‪ 74‬من املرسوم رقم‪ 302-83‬مؤرخ يف ‪ 11/9/82‬حيدد هذه املدة ب‪ 8‬أيام‪ ،‬أّا يف ظل التشريع احلايل فيرتك تنظيمها إمّا‬ ‫‪3‬‬

‫للنظام الداخلي أو إما لالتفاقيات اجلماعية‪.‬‬

‫‪. .‬املادة ‪ 57‬من دستور سنة ‪ 1996‬الصادر موجب املرسوم الرئاسي رقم‪ 438-96‬مؤرخ يف ‪ 7‬ديسمرب‪ ،1996‬والذي يتعلق بإصدار‬ ‫‪4‬‬

‫نص تعديل الدستور‪.‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،76‬املؤرخة يف ‪ 08‬ديسمرب ‪.1996‬‬


‫‪5‬‬
‫‪.Tayeb Belloula, Droit de travail, Dahleb, Alger, 1994, p55.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪BORSALI HAMDAN Leila , « en cas de refus volontaire du travailleur d’effectuer sa‬‬
‫‪prestation ….il est privé de son droit au salaire pour le temps ou il n’a pas fourni ses service »Droit‬‬
‫‪du travail, Op. cit, P.419‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫خيتلف من قرار ألخر فبتاريخ ‪ 01/06/1951‬ويف القرار الصادر عن الغرفة االجتماعية سببت ب أّن عدم‬
‫ال دفع بس بب اإلض راب يرج ع إىل ط ابع املعوض ة يف عق د العم ل‪ ،‬ويف ق رار أخ ر لنفس احملكم ة الص ادر يف‬
‫‪ 05/03/1953‬سببت أن عدم الدفع األجر بسب اإلضراب راجع إىل أن تعليق عقد العمل‪.1‬‬

‫كم ا تتوق ف ك ل املنح وملحق ات األج ر األخ رى ‪ ،‬حيت ق ررت نفس اهليئ ة يف ق رار ص در يف ‪ 31‬م اي‬
‫‪ 1965‬ب أّن العام ل ال يس تحق تع ويض الوجب ة الغذائي ة املتعلق ة بالعم ل إذا مت توق ف عالق ة العم ل بس بب‬
‫اإلضراب‪.2‬‬

‫كما ميكن للعمال احلصول على أجورهم إذا قاموا بتعويض ساعات العمل اليت توقفوا فيها عن اإلضراب‬
‫غ ري أهنم حيرم ون من منح ة املواظب ة‪.‬لكن اإلش كال ال ذي يط رح يف ه ذا الص دد أّن ه يتم حرم ان العام ل من‬
‫األج ر نتيج ة تعلي ق عالق ة العم ل بس بب اإلض راب‪ ،‬ولكن ح ىت وان تبت مش روعية اإلض راب فكي ف مننح‬
‫‪3‬‬
‫للعمال حقا مت يعاقب عليه خصوصا إذا مت استعماله بطريقة قانونية؟‬

‫يف حني ذهب القض اء الفرنس ي يف الق رار الص ادر بت اريخ ‪ 29‬ج انفي ‪ 1975‬إىل اس تحقاق العم ال‬
‫ألج ورهم عن م دة اإلض راب ‪ ،‬إذا ك ان ت وقفهم عن العم ل راج ع إىل س بب جس يم من ص احب العم ل‪،‬‬
‫كتسببه يف تأخري وصول املواد األولية للمشروع لعدم متكني العمال من تنفيذ القطع‪ ،4‬وهناك حالة استثنائية‬
‫أخرى ميكن على أساسها أن يستحق العمال املضربني أجورهم عن مدة اإلضراب‪ ،‬يف حالة توقيع اتفاق‬
‫بني صاحب العمل والعمال املضربني لتسوية النزاع بينهم والدي كان سببا لتوقف العمال عن العمل‪ ،‬فقد‬
‫يتضمن هذا االتفاق نصا يقضي بدفع األجر للعمال طوال مدة اإلضراب‪ ،‬وطاملا االتفاق شريعة املتعاقدين‪،‬‬
‫وأّن هذا الشرط حيقق مصلحة أفضل للعمال وحقوقا مالية فالتايل يطبق هذا االتفاق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Bedoura Jean ,salaire (définition-forme)، répertoire de droit du travail, Encyclopédie,‬‬
‫‪Dalloz , Paris,1989,p5.‬‬

‫‪. 2‬أمال بطاهر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪51‬‬

‫لقد أكد القرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬رقم ‪،132207‬الصادر بتاريخ‪ ،07/05/1996‬اجمللة القضائية‪ ،‬عدد خاص مبنازعات‬ ‫‪3‬‬

‫العمل واألمراض املهنية‪ ،‬اجلزء الثاين لسنة ‪،1997‬ص ‪" 191‬أن تقدير شرعية اإلضراب هي من سلطة التقديرية للجهات القضائية وليس بأمر‬
‫مرتوك لرب العمل "‬

‫‪. 4‬حكم حمكمة النقض الفرنسية ‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬يناير ‪ ،1975‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪18‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫عطلة بدون اجر‪:‬هذه احلالة مت إدراجها ألول مرة يف املادة ‪ 64‬ف ‪ 7‬من قانون‪ 90/11‬كحالة‬
‫تؤدي إىل تعليق عالقة العمل‪ ،‬ويقتضي حصول العامل على عطلة بدون اجر اليت تؤدي إىل تعليق عالقة‬
‫العمل موافقة املستخدم ذلك حىت يتمكن العامل من احلصول على احلق العودة و إدراجه يف منصب عمل‬
‫أم منصب ذو اجر مماثل‪.1‬‬

‫ولق د ترك املشرع تنظيم كيفيات والشروط واألسباب واملدة اليت تؤدي إىل تعليق عالقة العمل ألطراف‬
‫عالقة إما عن طريق االتفاقيات اجلماعية أو النظام الداخلي للمؤسسة املستخدمة‬

‫الغياب الغري مربر‪ :‬وهذا وفقا لنص املادة ‪ 53‬من قانون ‪ 90/11‬السالفة الذكر حيت أن العامل‬
‫ال يستحق اجر إذا توقف عن العمل دون مربر شرعي أو قانوين‪ ،‬وهذا تأكيدا للمبدأ ارتباط بني األجر‬
‫والعم ل‪،‬وك ذلك نص ت املادة ‪ 77‬ف ‪ 2‬من ق انون ‪ 90/11‬على ‪":‬ينتج عن تغ ييب العام ل إلغ اء أجرت ه"‬
‫وبالت ايل ف ان العام ل ال يتقاض ى اج ر إال يف ح دود ع دد س اعات العم ل الفعلي ة ال يت ق دم فيه ا العم ل فعال‬
‫ويف حال ة غيابه ب دون س بب ق انوين ينعكس ذل ك على مبل غ األجر ال ذي يتم اإلنق اص منه ع دد س اعات‬
‫الغياب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬حالة تقصير من رب العمل‬

‫يقوم العامل بواجبه املهين طبقا ملا ينص عليه العقد املربم مع رب العمل‪ ،‬فهذا األخري هو املوجه‬
‫واملش رف للعام ل‪ ،‬وبتعب ري أخ ر أن األج ري ال ي زاول نش اطه حبري ة ذاتي ة‪ ،2‬فتق ع مهم ة اإلش راف والتوجي ه‬
‫وتنظيم العمل داخل املنشأة على عاتق رب العمل ‪،‬كما أن قيام العامل بعمل مل يطلب منه أداؤه يعفي رب‬
‫العمل من دفع اجر ذلك العمل‪ ،‬ولكن قد حيضر العامل إىل منصب العمل ويبدي استعداده ألداء العمل‬
‫ولكن بسبب ال يد له مينع من القيام العمل املتفق عليه‪ .‬فما هو مصري األجر يف هذه احلالة؟ ولكي يطالب‬
‫العامل حبقه يف األجر البد من توافر شرطني لقيام التزام املستخدم املقصر بدفع األجر وهي‪:‬‬

‫أوال‪:‬حضور العامل لمقر العمل‬

‫‪ .‬حيث نصت املادة ‪ 65‬من قانون ‪ 11-90‬املتعل ق بعالقات العمل‪" :‬يعاد إدراج العم ال‪ ،‬املش ار إليهم يف املادة ‪ 64‬أعاله‪ ،‬يف مناصب‬ ‫‪1‬‬

‫عملهم أو يف مناصب ذات اجر مماثل‪ ،‬بعد انقضاء الفرتات اليت تسببت يف تعليق عالقة العمل"‪.‬‬

‫‪ . 2‬جالل مصطفى القريشي‪ ،‬شرح قانون العمل اجلزائري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫انطالق ا من عنص ر التبعي ة يظه ر جلي ا أن العام ل يس تحق أج ره م ىت حض ر إىل املنش أة وك ان على‬
‫اس تعداد للقي ام بعمل ه‪ ،‬ولكن ق د تط رأ ظروف ا معين ة حتول بني العام ل وبني مزاول ة نش اطه‪.‬لكن ه ل ك ل‬
‫الظروف أو األسباب تعطي للعامل حقا يف استيفاء أجره؟‬

‫أنّه البد من التمييز بني هذه األسباب أو الظروف‪ ،‬فهناك منها ما يعود إىل العامل نفسه‪ ،‬وهناك عوامل‬
‫أخرى تعود إىل صاحب العمل‪ ،‬وأخرى تعود لظروف خارجة عن الطرفني‪.1‬‬

‫فبالنسبة لألسباب الراجعة إلى صاحب العمل واليت تعطي العامل احلق يف استيفاء األجر برغم عدم قيامه‬
‫ّ‬
‫بالعمل فعال‪ ،2‬ويكفي العتبار أّن سبب راجع إىل رب العمل أن يكون وثيق الصلة بنشاط املشروع متصال‬
‫به أو منبعثا عنه‪ ،‬أو من الوسائل املستخدمة يف ممارسته فيستحق العامل يف هذه احلالة أجره عن املدة اليت مل‬
‫يعم ل فيه ا م ادام أن املش رع اجلزائ ري مل يض ع مع امل لتحديد مس ؤولية رب العم ل يف دفع األجر يف ه ذه‬
‫احلالة‪ ،‬على خالف املشرع البحريين الذي نص صراحة يف املادة ‪ 71‬من قانون العمل البحرين على أنّه‪":‬‬
‫إذا حضر العامل ملزاولة عمله يف الفرتة اليومية اليت يلزمه هبا عقد العمل أو أعلن أنّه مستعد ملزاولة عمله يف‬
‫هذه الفرتة ومل مينعه عن العمل إال سبب راجع إىل صاحب العمل كان له احلق يف أجر ذلك اليوم" وهو‬
‫نفس احلكم الذي قضت به حمكمة التمييز بالبحرين‪.3‬‬

‫ثانيا‪:‬االستعداد التام ألداء العمل‬

‫من خالل املادة أعاله يتض ح أنّه يش رتط ش رطني الس تيفاء العام ل أج ره‪ ،‬فالش رط األول يتمث ل‬
‫‪4‬‬
‫يف استعداد العامل وحضوره للقيام بالعمل ومعىن ذلك أن يضع العامل نفسه حتت تصرف صاحب العمل‬
‫وهذا يستلزم أال يكون العامل قد التحق بعمل أخر فرتة عدم تقدمي صاحب العمل‪ ،‬فإذا كان التحق بعمل‬
‫أخ ر‪ ،‬فإنّه ال يك ون مس تعدا ألداء عمل ه األول ومن مت ي زول أس اس إل زام ص احب العم ل بك ل أو بعض‬
‫األجر‪ ،‬فاألجر مقابل العمل أو االستعداد للعمل‪.5‬‬

‫‪ .‬السبب األجنيب قد يتمثل يف القوة القاهرة كالفيضان أو الزلزال أو اضطرابات عامة أو حنو ذلك يثور اإلشكال هنا عن تأثري هذا السبب‬ ‫‪1‬‬

‫األجنيب عن التزامات الناشئة عن عقد العمل وخاصة اآلجر والعمل‪.‬‬

‫‪ . 2‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪ . 3‬الطعن رقم ‪ 47/1998‬جلسة ‪ ،26/4/1998‬راجع حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P.419‬‬

‫‪ . 5‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ :‬ارتكاب رب العمل خطأ عمدي أو غير عمدي‬
‫إّن حاالت تقصري رب العامل كثرية كأن مينع العامل من الرجوع إىل منصبه بعد انتهاء وقف عقد‬
‫العمل‪ ،‬أو أن ميتنع بتكليف العامل بعمل ما‪ ،‬وال ميكن توقع مجيعها ومع ذلك‪ ،‬مثلما جاء يف القرار الصادر‬
‫بت اريخ ‪ 11945-07-12‬حيث مت إل زام املؤسس ة ب دفع أج ور ثالث ة أش هر ال يت مت إغالقه ا من ط رف‬
‫السلطات اإلدارية طوال فرتة الغلق‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األساس اإلتفاقي الستحقاق األجر‬


‫يتم يز النظ ام االرأمسايل بتق ديس إرادة األش خاص عن د إب رام خمتل ف العق ود املدني ة ف األمر ك ذلك‬
‫بالنسبة لعقود العمل‪ ،‬حيت يعترب عقد العمل من األساليب املعتمدة يف حتديد األجر‪ ،‬فيكتسب العامل حقه‬
‫يف األجر من عقد العمل‪ ،‬باعتبار أن العقد شريعة املتعاقدين‪،‬كما مت استحداث االتفاقيات اجلماعية اليت تعىن‬
‫بتنظيم شروط العمل والتشغيل‪ ،‬فبموجب املادة ‪ 120‬من قانون ‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل‪ ،‬اعرتف‬
‫املشرع بفعالية وجناعة هذه الوسيلة يف تنظيم األجور‪ ،‬حيت ميثل هذا االجتاه األسلوب العملي األكثر مرونة‬
‫الذي يستجيب للظروف واملتغريات االقتصادية واملالية اخلاصة بصاحب العمل أو املؤسسة‪.2‬‬

‫وتظه ر أمهي ة حتدي د األج ر يف معرف ة م ا يعت رب أج را ومن مث خيض ع للنظ ام الق انوين لألج ر واحلماي ة‬
‫املقررة له وماال يعترب أجرا ‪.‬كما أن حتديد األجر له أمهية كبرية يف بيان حقوق أخرى للعمال مثل حتديد‬
‫مبلغ التامني الذي يستحقه العامل املصاب أثناء العمل‪ ،‬وكذلك حتديد حقوقه اجتاه صاحب العمل عند‬
‫انتهاء عالقة العمل ومعاش الشيخوخة أو العجز الذي يستحقه العامل‪.3‬‬

‫مضمون التفاوض الفردي أو اجلماعي‪ ،‬ونتائج اتفاقية مجاعية أو عقد عمل يكون أساسا لتنظيم شروط‬
‫التشغيل و العمل ومن بينها شرط األجر‪ ،‬فيتم االتفاق عن العناصر اليت تدخل يف تكوين قيمة األجر‪ ،‬كما‬
‫يتم االتفاق عن الوسائل املعتمدة يف حساب األجر‪ .‬لذا سنقسم دراسة هذا املبحث كاأليت‪:‬‬

‫وسائل االتفاقية لتحديد األجر( املطلب األول)‪ ،‬مت نتائج االتفاق فيما خيص األجر( املطلب الثاين)‬

‫المطلب األول‪ :‬الوسائل االتفاقية لتحديد األجر‬

‫‪1‬‬
‫‪. Bedoura Jean, salaire définition-forme, OP.CIT.p7.‬‬
‫‪ . 2‬بن عزوز بن صابر‪ ،‬االتفاقيات اجلماعية بني اإلطار القانوين والواقع العملي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪. 3‬سيد محمود رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أدى ص دور ق انون ‪ 11-90‬س الف ال ذكر إىل ظه ور وس ائل وأس اليب اتفاقي ة لتحدي د األج ر‪،‬‬
‫تتمث ل يف عق د العم ل واالتفاقي ة اجلماعي ة‪ ،‬فيعت رب عق د العم ل اإلط ار املناس ب لتحدي د األج ر‪ ،‬حبيث تلتقي‬
‫إرادة الطرفني بعد التفاوض حول املسائل األجر‪ ،‬إال أن إحالة هذه املسألة إىل التفاوض يف إطار عقد العمل‬
‫تظل عملية حمفوفة باملخاطر على مصاحل العمال الذين قد يكونوا ضحايا استغالل املستخدم‪ ،‬يف هذه احلالة‬
‫يت دخل ممثلي العم ال وتنظيم اهتم النقابي ة عن طري ق التف اوض اجلم اعي م ع أرب اب العم ل أو ممثليهم إلب رام‬
‫ات‬ ‫اتفاقي‬
‫أو اتفاقات مجاعية متنح حقوقا أنفع للعامل على أن ال تقل عن احلدود الدنيا اليت حيددها القانون‪.‬‬

‫هلذا س نتطرق يف هذا املبحث إىل وسائل االتفاقية لتحديد األجر سواء مبوجب عقد العمل(الفرع األول)‬
‫أو مبوجب االتفاقيات اجلماعية(الفرع الثاين)‬

‫الفرع األول ‪ :‬عقد العمل كأساس الستحقاق األجر‬

‫يعترب عقد العمل من العقود الرّضائية‪ ،‬ولذلك يغلب أن يتفق املتعاقدان على مجيع عناصره ومنها‬
‫عنص ر األج ر‪ ،‬ال ذي يعت رب عنص را جوهري ا من عناص ر عق د العم ل وركن ه ام من أركان ه‪ ،‬ال تس تقيم أي‬
‫عالقة عمل إال به‪ ،‬فضال عن عنصر العمل وعنصر التّبعية‪ .‬يتمثل عقد العمل يف اتفاق طرفيه على أن يقوم‬
‫العامل بأداء خدمة أو تقدمي عمل حتت سلطة رب العمل وإشرافه مقابل أن يقدم هذا األخري أجر‪ ،1‬وككل‬
‫عقد فإّن عقد العمل يولد التزامات تقع على أطراف العالقة التعاقدية من أمهها أن يدفع رب العمل األجر‬
‫املتفق عليه يف عقد العمل‪.‬‬

‫ويتض ح ب أن عق د العمل من عق ود املعاوض ة‪ ،‬األجر فيه سببا الل تزام العام ل والعمل سببا إللزام صاحب‬
‫العمل مبع ىن أن األجر هو االلتزام املقابل لصاحب العمل‪ ،2‬أي ما يلتزم ص احب العمل بدفعه إىل العامل‬

‫‪ .‬تنص املادة ‪ 8‬من قانون ‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل على أنّ ‪ ":‬تنشأ عالقة العمل بعقد كتايب أو غري كتايب وتقوم هذه العالقة ‪ ،‬على‬ ‫‪1‬‬

‫أية حال مبجرد العمل حلساب مستخدم ما‪.‬‬

‫وتنشا عنها حقوق املعنيني وواجباهتم وفق ما حيدده التشريع والتّنظيم واالتفاقيات أو االتفاقات اجلماعية وعقد العمل"‬
‫‪2‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , « Le contrat de travail constitue la source juridique de l’obligation‬‬
‫‪de l’employeur de versé un salaire en contrepartie du travail accompli par le travailleur » Droit du‬‬
‫‪travail, Op. cit, P.419‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫مقابل التزام العامل بأداء خدمات معينة إليه ولذلك فإّن ختلف هذا العنصر يغري الطبيعة القانونية هلذا العقد‪،1‬‬
‫فال يكون العقد عقد عمل‪ ،‬بل يكون عقدا أخر من عقود التربعات‪.‬‬

‫وعلي ه ف إّن مصدر التزام صاحب العمل بدفع األجر هو عقد العمل وهذا العقد هو الذي حيدد من حيث‬
‫املب دأ مق دار األج ر وطبيعت ه وطريق ة احتس ابه‪ ،‬ف األجر مرتب ط ارتباط ا عض ويا بفك رة عق د العم ل فال أج ر‬
‫خارج نطاق عقد العمل وال وجود لعقد العمل بدونه‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬األجر عنصر جوهري في عقد العمل‬

‫إّن عنص ر األج ر يعت رب عنص را مميزا ليس ك أي عنص ر أخ ر فه و بالت ايل عنص را جوهري ا تظه ر في ه‬
‫الصفة اجلوهرية من خالل ضرورة وجوده لتكيف العقد بأنّه عقد عمل كما تظهر من خالل إعطاء طريف‬
‫العقد حرية يف حتديد مقداره‪.‬‬

‫‪ .1‬مدى لزوم تحديد األجر في عقد العمل‪:‬‬

‫يلعب األجر دورا مهما يف تكييف عقد العمل‪ ،‬فبدونه لما اعترب عقد العمل من عق ود المعاوضة‪،‬‬
‫فلقد أكد اجمللس الدستوري يف فرنسا على اعتبار مسالة حتديد األجور من أولويات عقد العمل وذلك يف‬
‫رأي أص دره بت اريخ ‪ 11‬ج وان‪ ،31963‬ل ذلك يش رتط النعق اد عق د العم ل أن تتج ه إرادة الطرف ان إىل‬
‫االتفاق على األجر الذي حيصل عليه العامل يف مقابل ما يؤديه من عمل‪ ،‬ويف هذا الشأن ينبغي مراعاة ما‬
‫تقرره القواعد العامة‪ ،‬من أن يكون األجر ممكن وغري خمالف للنظام العام واآلداب وإال ما كنا أمام عقد‬

‫‪ . 1‬جالل مصطفى القريشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪ .‬ال يتصور وجود عقد عمل بدون وجود اجر‪ ،‬كما ال يتصور أن يكون عقد العمل حينما ال يكون منفعة العمل سوى التزاما ثانويا نامجا‬ ‫‪2‬‬

‫عن عقد أخر‪ ،‬أو حينما يهدف النشاط إىل شيء غري الدخل –كمعاجلة مريض يف مستشفى حني يكون هذا النشاط حتت شعارات دينية أو‬
‫بنية اإلحسان‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. RIVERO Jean- SAVATIER Jean «Le principe que la fixation des rémunérations salariales ainsi‬‬
‫‪leurs accessoires de toute nature relève de contrats librement passés entre employeur et‬‬
‫‪salariés »V., droit du travail, P U F, Paris, 1993, p615.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫عم ل وإمّن ا عق د من ن وع أخ ر‪ .4‬ولكن حتدت ح االت اس تثنائية يغف ل فيه ا الطرف ان حتدي د األج ر فه ل يتم‬
‫إعادة تكيف عقد العمل إىل عقد أخر جمانيا جملرد عدم ذكر األجر فيه؟‬

‫إّن العقد اجملاين‪ ،‬يستلزم أن تكون لدى العامل نية التربع بعمله‪ ،‬والنية إحساس ال ميكن افرتاضه‪ ،‬إذن يكمن‬
‫احلل هنا يف أمرين مها‪:‬‬

‫إذا مل ينص العقد على مقدار األجر فانه يقدر ب أجر املثل‪ ،‬وهو األجر الذي يتقاضاه العمال االخرون لدى‬
‫نفس رب العم ل عن أعم ال من نفس الن وع‪ ،1‬وه و يقيم ب ذلك قرين ة بس يطة قابل ة للنقض على ال تزام‬
‫صاحب العمل بدفع األجر املستحق إىل العامل وإن مل يشرتط ذلك يف عقد العمل‪ .‬هذا يعين انعقاد عقد‬
‫العمل وان مل يشرتط األجر صراحة‪ ،‬أو حيدد مبوجب العرف أو العادة يف املهنة املعينة أو يف منطقة العمل أو‬
‫يف املشروع احتماال أو مبوجب أحكام القوانني اليت تنظم عالقات العمل‪.2‬‬

‫اللجوء إىل القاضي كما هو معمول به يف النظام القانون املصري‪ ،‬حيث تدخل املشرع لسد هذا‬
‫أو يتم ّ‬
‫الف راغ يف العق د وذل ك يف املادة ‪ 682‬من التق نني املدين املص ري‪ ،‬حيت مسح للقاض ي بتحدي د األج ر‬
‫بالرجوع إىل اجر املثل‪ ،‬أي األجر املقدر لعمل من ذات النوع‪ ،‬وان مل يوجد فيحدد األجر وفقا ألعراف‬
‫املهنة‪ ،‬إال أّن سلطة القاضي يف تعديل األجر ال تتدخل إال يف حالة‪...":‬اختالل التوازن االقتصادي يف الفرتة‬
‫م ابني إبرام ه وتنفي ذه‪ ،‬نتيج ة لظ روف االس تثنائية ال يت ت رى خالل ه ذه الف رتة‪ ،"..‬بالت ايل ف إّن القاض ي ال‬
‫يتدخل إال يف حالة اليت يكون االلتزام فيها‪ ،‬التزاما مثقال إذ يتحول األجر مرهقا للعامل فيطالب بزيادة فيه‪.‬‬

‫‪ .2‬األجر في حالة بطالن عقد العمل‬

‫إذا كان البد من وجود عقد عمل‪ ،‬فالبد أن يكون األجر مترة جهد العامل وناشئا عن عقد عمل‬
‫صحيح‪ .‬ولكن ما أثر بطالن عقد العمل على األجر؟‬

‫اعتربت التشريعات املقارنة أن ما يستحقه العامل عن عقد عمل باطال بطالنا نسبيا أو مطلقا‪ ،‬يعترب دينا‬
‫عاديا خيضع للقواعد العامة باعتباره تعويضا عن اإلثراء بال سبب‪ ،3‬ومثال ذلك التشريع العماين الذي يبطل‬

‫‪ .‬السيد حممد السيد عمران‪ ،‬شرح قانون العمل رقم ‪ 137‬لسنة ‪ ،1981‬ومشروع القانون اجلديد‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2001‬ص ‪.201‬‬
‫‪. 1‬سيد محمود رمضان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪136‬‬

‫‪ . 2‬جالل مصطفى القريشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.110‬‬

‫‪ . 3‬أنور العمروسي‪ ،‬قضاء العمل‪ ،‬ط‪ ،1971 ،2‬بدون دار النشر‪ ،‬ص‪.153‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫العقد ملخالفة القيود املتعلقة بتشغيل العمال غري العمانيني املنصوص عليها يف املادة ‪ 18‬من قانون العمل‪،‬‬
‫ال يت تنص على ض رورة احلص ول على ت رخيص لتش غيل العم ال غ ري العم انيني وحظ رت على غ ري العم اين‬
‫العم ل قب ل احلص ول على بطاق ة عم ل‪ .‬وتطبيق ا ل ذلك قض ت حمكم ة التمي يز ب البحرين ببطالن عق د العم ل‬
‫بطالنا مطلقا واعتباره معدوما مىت انطوى على خمالفة قيود تشغيل األجانب املنصوص عليها يف قانون العمل‬
‫وخلصت احملكمة إىل أّن هذا العقد الباطل ال يرتب حقوقا ألطرافه‪ ،‬فال يستحق العامل أجرا مبوجبه وإن‬
‫كان جيوز احلكم له بتعويض معادل للعمل الذي قام به دون باقي اآلثار املرتتبة على العقد الصحيح‪.1‬‬

‫ويف حكم أخر نفت احملكمة عن هذا التعويض وصف األجر و رتبت على ذلك عدم متتعه باحلماية‬
‫اليت يتمتع هبا األجر وقضت ب أنّ‪" :‬ما حيصل عليه العامل معادال للعمل الذي قام به يف حالة إبطال عقد‬
‫عمل ه أو بطالن ه ليس أج را يتمت ع باحلماي ة ال يت يس بغها املش رع على األج ر‪ ،‬ه و تع ويض أساس ه املس ئولية‬
‫التقصريية ويقع على العامل عبء إثبات أركاهنا من خطأ و ضرر وعالقة سببيه بينهما"‪ ،2‬وإسناد التعويض‬
‫املقض ي ب ه نتيج ة إبط ال أو بطالن عق د عم ل العام ل األجن يب إىل قواع د املس ئولية التقص ريية فإنّه ميكن‬
‫اإلنقاص التعويض املستحق على صاحب العمل بقدر مسامهة العامل األجنيب يف اخلطأ‪.‬‬

‫وتطبيق ا ل ذلك قض ت حمكم ة التمي يز ب البحرين ب ان مس امهة الطاعن ة يف اخلط أ ال ذي أدى إىل ع دم‬
‫استخراج بطاقة عمل هلا وانتهاء حمكمة الدرجة الثانية إىل إنقاص من مبلغ التعويض احملكوم به ترتيبا على‬
‫‪3‬‬
‫ذلك جيعل النعي على حكمها غري سديد‬

‫‪ . 1‬لقد جاء يف حيثيات احملكمة‪ " :‬أنّ املشرع وضع قيدا حول تشغيل األجانب بالبحرين فلقد حظرت املادة الثالثة من قانون العمل يف القطاع‬
‫األهلي الصادر باملرسوم بقانون رقم ‪ 23‬لسنة ‪ 1976‬على صاحب العمل استخدام عمال غري حبرينيني ما مل يكن حاصال على تصريح من‬
‫وزارة العمل والشئون االجتماعية‪ ،‬ورتب جزاء جنائيا على خمالفة هذا احلظر ‪....‬كما حظرت املادة الرابعة على األجنيب االلتحاق بأي عمل‬
‫قبل احلصول على بطاقة عمل تصرف له بناء على سبق التصريح لصاحب العمل باستخدامه‪ ،‬وملا كان هذا احلظر الذي فرضه املشرع بنصوص‬
‫أمرة يتعلق بالنظام العام ألنّه يهدف إىل حتقيق مصاحل عامة هي محاية األيدي العاملة الوطنية‪ ،‬ف إّن خمالفته تؤدي إىل عدم مشروعية عمل العامل‬
‫األجنيب بالبحرين وبالتايل بطالن عقد العمل الذي يربم رغم قيامه بطالنا مطلقا ‪...‬ويستتبع ذلك اعتباره معدوما وزوال أثاره كعقد عمل"‬
‫طعن رقم ‪ ،65/1990‬جلس ة ‪ 24/2/1991‬ق رار منش ور يف حمم ود س المة ج رب‪ ،‬احلماي ة القانوني ة لألج ور‪ ،‬وفق ا لق انون العم ل العم اين‬
‫وقوانني العمل بدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية ومعايري العمل الدولية(دراسة مقارنة)‪ ،2007،‬دار الكتب القانونية‪.‬ص ‪.33‬‬

‫‪ . 2‬طعن رقم ‪ ،111/1993‬جلسة‪ ،20/2/1993‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.34‬‬

‫‪ .‬جاء يف حيثيات القضية أن الطاعنة دخلت بصحبة زوجها الذي يعمل بإحدى الوزارات وبكفالتها وإّن تأشرية دخوهلا البحرين متنعها من‬ ‫‪3‬‬

‫العمل فيها وأّنه كان متعينا عليها تقدمي ما يفيد السماح هلا بالعمل يف البحرين ليتسىن نقل كفالتها إىل املطعون ضدها واستصدار بطاقة عمل‬
‫هبا وقد نقضت حمكمة االستئناف بالبحرين التعويض احملكوم به وقدره ‪ 1778‬دينارا إىل ‪ 700‬دينار وأيدهتا يف ذلك حمكمة التمييز"‪.‬طعن رقم‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫في حين أن المشرع الجزائري أورد حكما خاصا يف املادة ‪ 135‬فقرة ‪ 2‬من قانون ‪ 90/11‬على أنّه‪:‬‬
‫"غري أّنه ال ميكن أن يؤدي بطالن العمل إىل ضياع األجر املستحق عن عمل مت أداؤه"‪.‬‬

‫من خالل املادة يتضح أن بطالن عقد العمل ال يؤدي إىل ضياع األجر ذلك بالنظر إىل الفائدة اليت حتصل‬
‫عليها املستخدم‪ ،‬فإذا كان بطالن العقد ال يولد أي اثر طبقا للقواعد العامة‪ ،‬وخصوصا املادة ‪ 103‬فق رة ‪1‬‬
‫من الق انون املدين اجلزائ ري ال يت تنص على م ا يلي‪ ":‬يع اد املتعاق دان إىل احلال ة ال يت كان ا عليه ا قب ل العق د‬
‫يف حالة بطالن العقد أو إبطاله‪ ،‬فان كان هذا مستحيال جاز احلكم بتعويض معادل"‪ .‬من خالل نص املادة‬
‫يتضح بأن عند بطالن العقد يرجع األطراف إىل احلالة اليت كانا عليها قبل التعاقد‪ ،‬ويسرتد كل طرف ما‬
‫أخده فان هذا من الصعب تطبيقه على عقد العمل واملربر يف ذلك هو عدم قابلية العمل املؤدى لالسرتداد‪،‬‬
‫فباعتبار عالقة العمل عالقة من نوع خاص‪ ،‬ومحاية ملصاحل العامل الذي غالبا ما يكون غري مسؤول عن‬
‫بطالن العق د‪ ،‬فإنّه يتم اس تبعاد األث ر ال رجعي للبطالن كم ا ه و مع روف يف قواع د الق انون املدين‪ ،‬فبالت ايل‬
‫يتحصل العامل على أجر معادل للعمل الذي قام بأدائه استنادا لصفة االستمرار والتتابع لعقد العمل‪ 1‬كما‬
‫يستفيد كذلك من االمتيازات واالداءات املقررة بقوانني الضمان االجتماعي املتعلقة بالتأمينات االجتماعية‬
‫وحوادث العمل واألمراض املهنية‪.2‬‬

‫ثانيا‪:‬تعديل األجر في عقد العمل‬

‫يعترب عقد العمل من العقود امللزمة جلانبني‪ ،‬وختضع ملبدأ القـوة امللزمـة للعقـد‪ ،‬إذ يلتزم أطرا ف‬
‫العقد بتنفيذ بنوده‪ ،‬وأهم بند يف عقد العمل البند املتعلق األجر‪ ،‬حسب ما مت االتفاق عليه على أساس العقد‬
‫شريعة املتعاقدين‪ ،‬ومن مت ال جيوز نقضه أو تعديله إال باتفاق الطرفني‪.‬‬

‫‪ .1‬القاعدة العامة‪:‬‬

‫‪ ،77/93‬جلسة ‪ ،9/10/1993‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬


‫‪. 1‬هذا ما أكدنه المادة ‪ 135‬ف‪ 2‬من قانون عالقات العمل‪.‬‬

‫‪ . 2‬بشري هديف‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪ ،‬عالقات العمل الفردية واجلماعية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يقصد بتعديل العقد إجراء تغيري جزئي على عنصر من عناصره أو بند من بنوده بالزيادة أو النقصان‬
‫وإذا ك ان األص ل يف العق ود امللزم ة جلانبني ه و ع دم إمكاني ة تع ديلها إال مبوافق ة الط رفني تطبيق ا لنص املادة‬
‫‪ 106‬من الق انون املدين واملادة ‪ 63‬من ق انون عالق ات العم ل ‪ ،90/11‬إال أنّ طبيع ة عق د العم ل ختتل ف‬
‫عن بقية العقود األخرى وتقتضى انفراد املستخدم بتعديل بعض بنوده مىت اقتضت مصلحة العمل ذلك‪،‬‬
‫رغم أن الواقع العملي يؤكد بأن عقد العمل كثريا ما يكون من ص نع إرادة املستخدم املنف ردة‪ ،‬وال ميلك‬
‫بالشروط اليت وضعها املستخدم بسبب ضغط الظروف االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ورغم‬
‫العامل سوى القبول ّ‬
‫ذلك ال ميكن ألي طرف أن يتنصل مما ألتزم به‪.‬‬

‫وال شك أن تطبيق قاعدة العقد شريعة املتعاقدين على عالقة العمل تشكل ضمانة قوية الستقرار‬
‫عالقة العمل‪ ،‬ومحاية العامل من تعسف املستخدم يف تعديل البنود املتفق عليها يف العقد‪ ،‬غري أنّها تشكل‬
‫يف نفس الوقت عقبة يف طريق تطور املشروع وانطالقه لكوهنا حتول دون قيام املستخدم بأي تعديل يف عقد‬
‫العمل يف الوقت الذي تقتضي فيه مصلحة العمل إجراء هذا التعديل‪ ،‬خاصة إذا تغريت الظروف اليت كانت‬
‫سائدة وقت إبرام العقد واليت كانت حمل اعتبار املتعاقدين‪ ،‬كون أن عقد العمل غري احملدد املدة من العقود‬
‫الزمني ة ال يت يس توجب بقاؤه ا م دة زمني ة طويل ة‪ ،‬وخالل ه ذه املدة ق د تط رأ تط ورات فني ة وعلمي ة‪ ،‬وق د‬
‫ّ‬
‫تتع رض املؤسس ة إىل ص عوبات اقتص ادية أو مالي ة‪ ،‬وق د تتع رض ص حة العام ل إىل الت دهور‪ ،‬مما يس توجب‬
‫تع ديل عق د العم ل ملواجه ة ه ذه الظ روف‪ ،‬وعلى ه ذا األس اس فإنّ إعم ال قاع دة العق د ش ريعة املتعاقدين‬
‫حتول دون قيام املستخدم بأي تعديل يف عقد العمل ما مل يوافق عليه العامل‪ ،‬وما يرتتب عن ذلك من هتديد‬
‫فإن‬
‫حلياة املشروع وعدم مسايرته للتقدم‪ ،‬وعدم قدرته على منافسة غريه من املشروعات املماثلة‪ ،‬وباملقابل ّ‬
‫انفراد املستخدم بتعديل عناصر عقد العمل قد يرتتب عليه املساس حبقوق العمال ومكاسبهم‪ ،‬لذلك جند أنّه‬
‫من مص لحة العام ل التمس ك ب القوة امللزم ة للعق د ورفض أي تع ديل ي رى في ه انتقاص ا من حقوق ه‪ ،‬ومن‬
‫نظيمية وإجراء أي تعديل تفرضه مصلحة العمل‪.‬‬
‫مصلحة املستخدم التمسك بسلطته ّالت ّ‬

‫لم يتعرض المشرع الجزائري إلى تعديل األجر بالزيادة أو بالنقصان بصورة مباشرة‪ ،‬وإّنما تعرض إليه بصورة‬
‫ضمنية من خالل نص المادة ‪ 62‬من قانون ‪ 11-90‬التي تنص على ما يلي‪":‬يعدل قانون العمل إذا كان القانون‬
‫أو الّتنظيم أو االتفاقيات الجماعية تملي قواعد أكثر نفعا للعمال من تلك التي نص عليها عقد العمل"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫من خالل هذا الّنص يظهربأن موقف املشرع اجلزائري مييل ملصلحة العمال‪ ،‬فسمح بالتعديل يف األجر إذا‬
‫كان التعديل بالزيادة على ما هو متفق عليه أو يف حالة االتفاق الطرفني‪.1‬‬

‫‪ .1‬حالة تعديل األجر باإلرادة منفردة لرب العمل‪:‬‬

‫ميثل العقد شريعة‪ ،‬إال أّنه قد تطرأ على مشروع املؤسس ة ظروفا‪ ،‬إجيابية أو سلبية يستند إليها رب‬
‫العمل يف تعديل األجر سواء بالزيادة أو بالنقصان‪ ،‬فالسؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬هو ما مدى سلطة رب‬
‫العمل يف تعديل األجر بالزيادة أو بالنقصان بإرادته املنفردة؟‬

‫يف األص ل ال جيوز أن يق وم رب العم ل على تع ديل باإلنق اص من األج ر‪ ،‬ولكن ق د يك ون ص حيحا ه ذا‬
‫التخفيض يف حال ة موافق ة العام ل الص رحية (يف ش كل كت ايب أو لفظ ا)أو الض منية(كحال ة الس كوت‬
‫أو الش روع يف العم ل دون اع رتاض‪ ،)...‬م ا مل يكن رض ا العام ل مش وبا بعيب من عي وب الرض ا كعيب‬
‫اإلك راه والت دليس‪ .‬ف اإلكراه مف رتض يف جمال العم ل الن العام ل ال يتمت ع بك ل حري ة نظ را للظ روف‬
‫االقتص ادية واالجتماعية‪ ،‬فيقوم صاحب العمل بتعديل األجر مبفرده واليت ال يستطيع العامل مناقشة هذا‬
‫التعديل خوفا من فقدانه منصب عمله الذي قد ال حيصل على غريه‪ ،‬فيقبل بذلك التعديل رغم عدم رضاه‬
‫به‪ ،‬وبالتايل فإّن حريته ومهية‪.2‬‬

‫إّم ا عن تعديل رب العمل بالزيادة‪ ،‬فبموجب املادة ‪ 62‬من ق ‪ 90/11‬السالفة الذكر فإّن املشرع قد مسح‬
‫هبا ألهنا من القواعد اليت حتمل نفع ومصلحة أفضل للعامل‪ ،‬ولكن رب العمل غري ملزم بأي زيادة ما مل‬
‫ينص قانون أو اتفاق مجاعي على ذلك‪.‬‬

‫كم ا يك ون ه ذا التع ديل بالزي ادة إذا ص در من إرادة رب العم ل فيجب أن يك ون مبش ورة العام ل وإذن ه‪،‬‬
‫حيت ي رى األس تاذ"‪ " RADE Christophe‬يف مع رض تعليق ه على ق رار أص درته حمكم ة النقض‬
‫االجتم اعي بت اريخ ‪ 23/10/2001‬ض رورة أخ ذ إذن العام ل‪ ،‬احرتام ا للعق د املربم بين ه وبني العام ل من‬
‫جهة‪ ،‬وحفاظا على شرف العامل من جهة أخرى‪.3‬‬

‫‪ . 1‬راجع املادة ‪ 63‬من قانون ‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل‪.‬‬


‫‪ .‬حسان نادية‪ ،‬عالقات العمل الفردية يف القانون اجلزائري ‪:‬تكريس تنائيه حرية التعاقد و التأطري القانوين‪ ،‬جملة دراسات قانونية‪ ،‬ع‪ ،04‬س‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2007‬جامعة تلمسان‪ ،‬ص ‪.150‬‬


‫‪3‬‬
‫‪. Rade Christophe, Rémunération, prime, conventionnelle intégration dans le salaire mensuel,‬‬
‫‪accord nécessaire du salarié, RDS, N°06, 200, Paris.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫كما أّن المشرع الجزائري قد تعرض إلمكانية التعديل الجوهري في حالة مرور المؤسسة بظروف اقتصادية‬
‫ص عبة‪ ،‬وذل ك في إط ار نص المرس وم التش ريعي رقم ‪ 09-94‬الص ادر بت اريخ ‪ 26‬م اي ‪ 1994 1‬ال ذي س مح‬
‫للمس تخدم ب إجراء ع دة تع ديالت جوهري ة تمس األج ر وذل ك اس تنادا إلى إج راءات اللج وء إلى تقليص ع دد‬
‫العمال‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االتفاقيات الجماعية كأساس الستحقاق األجر‬

‫حني يغفل عقد العمل الفردي عن تنظيم ظروف العمل أو األجر فان االتفاقية اجلماعية يف هذه احلالة حتل‬
‫حمل ه‪ ،‬وأس لوب االتفاقي ات اجلماعي ة لم يكن معروف ا يف ظ ل التس يير االش رتاكي للمؤسس ات‪ ،‬فه و أم ر‬
‫مستحدث أملته ظروف االنتقال إىل اقتصاد السوق‪ ،2‬فجاءت أليه االتفاقية اجلماعية نتيجة لشعور العمال‬
‫وأص حاب العم ل على ح د الس واء حباج ة إىل إجياد آلي ات تنظيمي ة نابع ة من إرادهتم تأخ ذ بعني االعتب ار‬
‫خصوص يات ومس تلزمات ك ل قط اع‪،‬ك ل فئ ة عمالي ة وك ل مؤسس ة‪ ،‬آلي ات حتق ق هلم ن وع من االس تقرار‬
‫يف العالقات املهنية واالجتماعية‪ ،‬وتوفق بني مصاحلهم املتضاربة‪ ،‬خاصة أمام عجز اآلليات الّتنظيمّي ة الّر مسية‬
‫عن حتقيق هذه األهداف واملهام‪ ،‬حبكم بعدها عن امليدان العملي‪ ،‬واستحالة إحاطتها مبتطلبات وخصوصية‬
‫كل مهنة وكل قطاع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهمية اتفاقية العمل الجماعية‬

‫تظهر أمهية االتفاقية من الناحية القانونية ومن الناحية اقتصادية وهذا ما سنبينه كاأليت ‪:‬‬

‫‪ .1‬من الناحية القانونية‪:‬‬

‫‪ .‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/09‬املؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪ 1994‬املتضمن احلفاظ على الشغل ومحاية األجراء الذين يفقدون مناصب عملهم‬ ‫‪1‬‬

‫بصفة ال إرادية وألسباب اقتصادية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،34‬املؤرخة يف ‪01‬جوان ‪.1994‬‬


‫‪ .‬في بداية الرأسمالية وأمام التنافس الشديد بين المستثمرين خاصة في مجال غزل القطن‪ ،‬أدى ذلك إلى ضخ استثمارات عالية لشراء اآلالت الجديدة‬ ‫‪2‬‬

‫وبناء المصانع التي أدت إلى زيادة كبيرة في إنتاج غزل القطن‪ ،‬ومن تم انخفضت أسعارها مع هبوط معدل األرباح إلى أدنى مستوياته في عقد تال تينات‬
‫القرن التاسع عشر‪ ،‬ولتحقيق أعلى مستوى من الربح كان البد من تحقيق ذلك على حساب العنصر البشري عن طريق خفض معدالت األجر وإحالل‬
‫عم ال ص بية وب دون خ برة مح ل العم ال المح ترفين ذوي الخ برة لخفض تكلف ة الي د العامل ة‪ ،‬حيت س اعد اخ تراع اآلالت اآللي ة على ذل ك‪ .‬بتط ور‬
‫الرأسمالية الصناعية‪ ،‬أصبح الصراع بسبب األجور أكثر تنظيما ودافع عمال الغزل عن مصالحهم ضد اتجاهات أصحاب العمل لخفض أجورهم بإقامة‬
‫اتحادات عمالية ‪ ،‬رغم مساعي كل أصحاب العمل إلحباط هذه االتحادات العمالية بمساعدة أجهزة الدولة األمنية التي قامت بالقبض على المضربين‪،‬‬
‫وسجنت رؤساء االتحادات العمالية‪ ،‬ووضعوا قوائم سوداء تضم أسماء تضم أسماء قادة االتحادات العمالية ليحرموهم من العمل في مصانعهم‪ .‬بالرغم‬
‫من ذلك نجحت اتحادات عمال الغزل في المحافظة على معدل األجور دون خفضها‪ ،‬بالرغم من تدني أرباح الشركات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫تربز أمهية اتفاقية العمل اجلماعية من الناحية القانونية من وجهتني‪ :‬فمن جهة أوىل جند أهّن ا تؤدي‬
‫إىل ت وازن بني العم ال وأص حاب العم ل يف عالق ات العم ل الفردي ة‪ ،‬وذل ك ملا يف اش رتاك النقاب ة العمالي ة‬
‫يف إبرامها من أثر هام‪ ،‬حيت متلك هذه املنظمة اليت متثل املصاحل املهنية للعمال التابعني هلا قدرة تفاوضية‬
‫أفضل جتاه أصحاب األعمال أو املنظمات اليت متثل مصاحلهم‪.1‬‬

‫ومن جه ة أخ رى ف إن اتفاقي ة العم ل اجلماعي ة تف رز قواع د اتفاقي ة تكف ل محاي ة العم ال خاص ة وأهّن ا تتعل ق‬
‫بالنظام العام االجتماعي مبا مينع الطرفني من خمالفتها‪ ،‬إال إذا كان اخلروج عليها حيقق مصلحة العامل أو‬
‫يعطيه مزايا أفضل‪.2‬‬

‫‪ .2‬من الناحية االقتصادية‪:‬‬

‫على الص عيد االقتص ادي ي رتتب على اتفاقي ة اجلماعي ة توحي د ش روط العم ل‪ ،‬مبا ي ؤدي إىل تقلي ل‬
‫املنافسة بني العمال‪ ،‬مبا يؤدي إىل تقليل املنافسة بني العمال‪ ،‬وبالتايل بتجنيب العمال أضرار هذه املنافسة‬
‫وأبرزه ا اخنف اض األج ور‪ ،‬كم ا أهّن ا متن ع املنافس ة أيض ا بني أص حاب العم ل وتض من حتقي ق املس اواة بني‬
‫العمال وهو اهلدف الذي كافحت الطبقة العاملة طويال من أجله‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف االتفاقية الجماعية‬

‫للوص ول إىل اتف اق الب د من املرور مبرحل ة أولي ة وهي الّتف اوض ويقص د بالتف اوض لغ ة‪ :‬التش اور‬
‫واملناقشة وتبادل اآلراء واملواقف واملطالب والتفاوض حول موضوع أو مواضيع معينة تعرف مبضمون أو‬
‫حمتوى التفاوض اجلماعي أو االتفاقية اجلماعية‪ ،‬وذلك للوصول إىل اتفاق مشرتك حول مسائل ومواضيع‬
‫ال يت عرض ت للمناقش ة والتف اوض حوهلا ومن بينهم ا األج ور‪ ،4‬الب د من تق دمي تن ازالت متبادل ة من ك ل‬
‫طرف‪ ،‬قصد تقريب وجهات النظر واملواقف‪.‬‬

‫ع رف املش رع اجلزائ ري االتفاقي ة اجلماعي ة مبوجب املادة ‪ 114‬من ق انون‪ 90/11‬بأهّن ا عب ارة عن اتف اق‬
‫مكت وب يتض من ش روط التش غيل والعم ل فيم ا خيص فئ ة أو ع دة فئ ات مهني ة ويك ون أطرافه ا املس تخدم‬

‫‪ . 1‬عصام أنور سليم‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬منشأة املعارف اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ . 2‬كمال مخلوف‪ ،‬اإلطار التنظيمي التفاقية العمل الجماعية في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة المعارف‪ ،‬ع ‪ ،6‬جوان ‪ ،2009‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ . 3‬السيد عيد نايل‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬منشأة املعارف اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪ . 4‬بشري هديف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وممثلي النقاب ات العمالي ة كم ا ميكن أن تأخ ذ ه ذه االتفاقي ة ش كال أك رب لت ربم م ا بني ع دة مس تخدمني من‬
‫ناحي ة م ع تنظيم واح د أو ع دة تنظيم ات نقابي ة من ناحي ة أخ رى‪.‬من خالل ه ذا التعري ف ف إّن االتفاقي ة‬
‫اجلماعية تتميز خبصائص تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الصفة التعاقدية لالتفاقية الجماعية‪:‬‬

‫إلب رام اتفاقي ة عم ل مجاعي ة جيب تواف ق إرادة أطرافه ا‪ ،‬وهم منظم ة نقابي ة أو نقاب ة عمالي ة من ناحي ة‪،‬‬
‫وصاحب عمل أو منظمة متثله من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬الصفة الجماعية لالتفاقية الجماعية‪:‬‬

‫تظهر الصفة اجلماعية لالتفاقية اجلماعية للعمل‪ ،‬من خالل أطراف العقد‪ ،‬فتربم اتفاقية العمل اجلماعية‬
‫بني منظم ة نقابي ة أو أك رت‪ ،‬وبني ص احب عم ل أو أك ثر‪ ،‬أو منظم ة ممثل ة ألص حاب العم ل‪ ،‬ويس تفاد من‬
‫ذلك أن متثيل العمال يف هذه االتفاقية يكون عن طريق نقابة أو أكثر من الّنقابات العمالية‪.‬‬

‫أّم ا من جانب صاحب العمل فال يشرتط توافر الصفة اجلماعية فيه‪ ،‬إذ ميكن أن يقوم صاحب عمل واحد‬
‫بإبرام اتفاقية مجاعية مع نقابة عمالية‪.‬على أّنه ال يوجد ما مينع أن يتم إبرام هذه االتفاقية بواسطة إحدى‬
‫نقابات أصحاب العمل‪.1‬‬

‫إّن االتفاقيات اجلماعية جاءت لتسد الفراغات اليت قد حيدثها عقد العمل خصوصا حماولة التخفيف‬
‫من حدة املركز االقتصادي للمستخدم‪ ،‬الذي يقرتح تقديره لألجر‪ ،‬وما على العامل إال أن يقبل أو يرفض‬
‫أو يقرتح أجرا أخرا بينما ال يكون العامل إال القبول املقدار الذي يقرتحه املستخدم‪ .‬فأصبحت االتفاقيات‬
‫اجلماعي ة اإلط ار األمث ل للتف اوض اجلم اعي خاص ة بالنس بة لألج ور‪ ،‬ويت وجب على رب العم ل أن حيرتم‬
‫مضمون هذه االتفاقيات واالتفاقات اليت كان ابرمها من قبل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مضمون االتفاق حول األجر‬

‫عن د جناح االتف اق اجلم اعي أو الف ردي يكل ل ذل ك ب إبرام عق د العم ل أو االتفاقي ة اجلماعي ة ح ول‬
‫جمم وع النق اط املتف ق عليه ا‪ ،‬فيتمرك ز االتف اق غالب ا ح ول جمم وع ش روط التش غيل والعم ل بتكيفه ا م ع‬

‫‪. 1‬حممد رفعت الصباحي‪ ،‬حماضرات يف التشريعات االجتماعية العمالية‪ ،‬ج‪ ،2‬مطبعة خميمر القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2000-1999 ،‬ص‪.101‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الشروط اخلاصة بكل مؤسسة‪.1‬إّن األحكام املتعلقة بشروط العامة للعمل كثرية‪ ،‬أمهها احلقوق املالية اليت‬
‫يتمتع هبا العمال‪ ،‬فما هي املسائل املتعلقة باألجر اليت ميكن التفاوض وإبرام اتفاق بشأهنا؟‬

‫الفرع األول‪ :‬تحديد أشكال األجر‬


‫إن مشكلة األجر تنحصر يف الوصول إىل الطريقة اليت متكن من قياس قيمة العمل تقنيا بشكل‬
‫ع ادل يرض ي العام ل وص احب العم ل‪ ،‬وب ذلك يطمئن العام ل إىل أن جمه وده يع ود عليه بالفائ دة مباش رة أي‬
‫زيادة يف أجره مع زيادة جمهوداته‪ ،‬كما يطمئن صاحب العمل غلى أّن أي زيادة يف األجور املدفوعة تعود‬
‫عليه بالفائدة أيضا‪ ،‬ولتحقيق ذلك مت احلث على ابتكار طرق لدفع األجر تراعى فيها هذه احلقيقة‪.2‬‬
‫ولتحقيق الطريقة املثلى لدفع األجر البد من أن تتوافر فيها الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬البد أن ختلق التوازن بني مصلحتني أقل ما يقال عنهما أهنما متعارضتني‪.‬فتمكن العامل من احلصول على‬
‫أكرب أجر ممكن يتناسب مع نتائجه ودون اإلضرار بصاحل العمل يف الوقت نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن تكون بسيطة حىت يسهل تطبيقها عمليا ويفهمها العامل‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن تكون عادلة ودقيقة يف قياس انتاج العامل حىت ال يشعر بالالعدالة األجر‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن تدور حول مبدأ تكافئ اجملتهد وحترم غري اجملتهد‪.3‬‬
‫األص ل أن املتعاق دين حيددان يف العق د الطريق ة ال يت حيتسب األج ر على أساسها وه ذا م ا نص ت‬
‫عليه املادة ‪ 14‬من اتفاقية العمل الدولية رقم ‪ .495‬هلذا سوف نقوم بدراسة األسس والضوابط املعتمدة يف‬
‫حتديد األجر‪ ،‬وقد تعددت واختلفت تصنيفات املقدمة لطرق حتديد األجر وذلك حسب الزاوية اليت ينظر‬
‫منها وبالتايل التساؤل الجوهري الذي يثور هو على أي أساس يحدد األجر؟‬
‫أوال ‪ :‬حساب األجر وفقا لمعيار الوقت‬
‫منية هي أساس وقاعدة حتديد األجر فيتحدد وفق مدة معينة من الوقت قد تكون قصرية‬
‫إن املدة الزّ ّ‬
‫ّ‬
‫كالساعة واليوم وقد تكون متوسطة كاألسبوع أو األسبوعني أو طويلة نسبيا كالشهر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P.419‬‬
‫كذلك بن عزوز بن صابر‪ ،‬االتفاقيات اجلماعية بني اإلطار القانوين والواقع العملي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ . 2‬عبد السالم حبيب‪ ،‬مشاكل العمل والعمال‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية‪ ،1951 ،‬ص‪56‬‬
‫‪ . 3‬عبد السالم حبيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪56‬‬
‫‪ . 4‬املادة‪ 14‬من اتفاقي ة العم ل الدولي ة رقم ‪ 95‬املتعلق ة حبماي ة األج ور حبيث ت وجب بص فة عام ة ان ه جيب اختاذ ت دابري فعال ة إلعالم العام ل‬
‫بصورة مناسبة ومفهومة عن شروط األجرة من حيث مواعيد تأديتها وحق العامل يف معرفة الشكل الذي مت عليه حساب أجرته‪ ،‬وذلك قبل‬
‫استخدامه يف عمل ما أو عند كل تغري يف هذه الشروط‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫فيتحدد األجر على أساس الزمن الذي أنفق يف العمل أيا كانت حصيلة‪ ،‬أي دون األخذ بعني اعتبار كمية‬
‫اإلنتاج أو مقدار العمل اليت حيققها العامل خالل الوحدة الزمنية املختارة حلساب األجر‬
‫لكن ال ينبغي اخللط بني طريقة حساب األجر بالزمن على النحو املبني سابقا وبني وقت الوفاء باألجر‪ ،‬فقد‬
‫يتقاضى العامل أجره كل أسبوع بينما يكون األجر حمسوبا على أساس الساعة أو القطعة‪.‬‬
‫كما ال ينبغي اخللط كذلك بني هذه الطريقة حلساب األجر وبني املدة املقررة للعقد إذ قد يكون العقد حمدد‬
‫املدة بشهرين أو السنة ويكون األجر حمددا بالساعة أو اليوم أو الشهر‪.1‬‬
‫طريقة حساب األجر بالزمن هي الطريقة األكثر شيوعا وذلك ملا متتاز به من بساطة السيما يف عقود العمل‬
‫غري احملددة املدة‪ ،‬فتكفل للعامل أجر تابت ال يتأثر بتقلبات اإلنتاج وتضمن له عدم اإلرهاق يف العمل‪.2‬‬
‫اللجوء إىل هذا املعيار يف احلاالت اليت يصعب فيها ربط اإلنتاج باألداء كوحدات كمية مثل األعمال‬
‫ويتم ّ‬
‫اإلدارية وأعمال املراقبة واهلندسية واالستشارية‪.3‬‬
‫وك ذلك يف األعم ال ال يت يك ون االهتم ام فيه ا ب اجلودة أق ل من كمي ة أو حتت اج لدق ة كب رية يف العم ل أو‬
‫استخدام فيها آالت معقدة وغالية الثمن‪.‬‬
‫نظرا للفائدة اليت حيققها النظام األجر الزّمين للعمال ف إّن ّالنقابات العمالية حترص كثريا على تطبيقه‪ ،4‬فلقد‬
‫ح اء يف االتف اق اإلحص ائي املربم بفرنس ا يف س نة ‪ 1970‬ال ذي مجع أرب اب العم ل واحلكوم ة والنقاب ات‬
‫العمالية على ضرورة تعميم الضمانات اليت حيظى هبا املوظفون العموميون لشمل الطبقة العمال يف القطاع‬
‫اإلنتاج واالستفادة من خمتلف االمتيازات املمنوحة هلم وخاصة منها استفاء األجر كل هناية شهر‪.5‬‬
‫‪ .1‬موقف المشرع الجزائري من معيار المدة لحساب األجر‪:‬‬

‫‪.‬مهام حممد حممود زهران‪ ،‬ق العمل‪ ،‬عقد العمل الفردي‪ ،‬ق ‪ 137‬لسنة ‪ 1981‬ومشروع القانون اجلديد فقها وقضاء‪1998-1997،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ديوان املطبوعات اجلامعية‪.‬‬


‫‪ . 2‬بوخالفة غريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫بوقربين عابد‪ ،‬ضوابط حتديد أج ر العامل يف ظل العوملة االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة عبد احلميد ابن باديس‪ ،‬مستغامن‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2011/2012‬ص ‪.13‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila: « Les conventions collectives des grand entreprise optent pour le‬‬
‫‪salaire au temps , la rémunération mensuelle est la plus fréquemment utilisée », Droit du travail,‬‬
‫‪Op. cit, P422‬‬
‫‪5‬‬
‫‪BEDOURA-JEZN « salaire (définition, forme) ». Répertoire de travail encyclopédie, Dalloz,‬‬
‫‪Paris 1989, p. 09.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إّن هذه العبارة ليست مكرسة بصفة صرحية من طرف املشرع اجلزائري يف التشريع احلايل‪ ،‬ولكن‬
‫ما يفهم ضمنيا من املادة ‪ 88‬من قانون ‪ 90/11‬اليت تلزم املستخدم بدفع أجور العمال بانتظام عند حل ول‬
‫أجل استحقاقها‪ ،‬هذا يعين أن العمل مرتبط مبدة زمنية معينة‪.1‬‬
‫وب الرجوع ك ذلك إىل املادة ‪ 3‬من املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 2 96/98‬جنده يؤك د على ض رورة أن يتض من‬
‫دفرت األجور جمموعة من العناصر من بينها " فرتة العمل " وهذا ما يربط ولو بصفة غري مباشرة فكرة األجر‬
‫مبدة العمل‪.3‬‬

‫نظرا ألمهية عنصر الزمن يف حتديد طبيعة عالقة العمل وباعتباره من املسائل املشكلة لنظام العام االجتماعي‪،‬‬
‫وه و إح دى احلق وق ال يت تناض ل من أجله ا النقاب ات العمالي ة‪ ،‬لأّن معرف ة حجم س اعات العم ل أم ر ب الغ‬
‫األمهية‪ ،‬لمعرفة مدى تناسب تلك املدة مع ما يتقاضاه العامل من أجر‪ ،‬ويف حالة خمالفة املستخدم للحد‬
‫األقصى للمدة املقررة للعمل فإنّها ترتتب على عاتق ة عقوبات مق ررة قانونا‪ ،‬ويف خص وص املدة القانونية‬
‫املقررة للعمل فإّن املشرع قد اصدر عدة قوانني لتحديدها‪ ،4‬أّم ا النسبة للمعمول هبا حاليا نظمها األمر رقم‬
‫‪ 03-97‬حيث تقدر النسبة األقصى للعمل هي ‪ 40‬ساعة يف األسبوع موزعة على مخسة أيام على األقل‪،‬‬
‫حبيث ال ميكن أن تتجاوز بأي حال ‪ 12‬ساعة يف اليوم‪.5‬‬

‫‪ .2‬تقيم معيار المدة لحساب األجر‪:‬‬

‫لق د انقس م الفق ه يف تقيم معي اره املدة حلس اب األج ر‪ ،‬فهن اك اجتاه ذهب إىل اعتب ار أن العم ال‬
‫يفضلون نظام األجر الزمين ألنّه حيقق هلم استقرار يف دخلهم ألنّه حيدد جزافيا دون أن يؤخذ يف االعتبار‬
‫أيام العملي الفعلي خالل الشهر‪ ،‬وبالتايل ف إّن األجر لا يتأثر بأي خفض لساعات العمل خالل العمل ألي‬

‫‪ . 1‬تنص املادة ‪ 88‬من قانون ‪ 90/11‬على ما يلي‪" :‬جيب على املستخدم دفع األجور لكل عامل بانتظام‪ ،‬عند حلول أجل استحقاقه"‪.‬‬
‫‪ . 2‬تنص املادة ‪ 3‬من املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 98-96‬ال ذي حيدد قائم ة ال دفاتر والتح ويالت اخلاص ة ال يت يل زم هبا املس تخدمون وحمتواه ا‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪ 17‬املؤرخة يف ‪ ،13/03/1996‬على ما يلي‪":‬يتضمن دفرت األجور العناصر التالية‪ ...:‬فرتة العمل‪."..‬‬
‫‪ 3‬بوقربين عابد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ .‬اصدر املشرع اجلزائري أول قانون حيدد املدة القانونية للعمل سنة ‪ 1975‬مبوجب األمر رقم ‪ ،30-75‬املؤرخ يف ابريل ‪ 1975‬تتضمن‬ ‫‪4‬‬

‫املدة القانونية للعمل األسبوعي ‪.‬ج‪ .‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع ‪( 39‬امللغى) حيث كانت تقدر املدة ب ‪ 44‬ساعة يف األسبوع‪ ،‬وتطبق على كافة قطاعات‬
‫النشاط اإلداري واالقتصادي مع إمكانية تقرير مدى ثقل عنها بالنسبة لبعض النشاطات املرهقة يف املؤسسة مث جاء قانون رقم ‪ 81/03‬مؤرخ‬
‫يف ‪ 02‬فيفري ‪ 1981‬املتعلق باملدة القانونية للعمل‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع ‪ 08‬الصادرة يف ‪( 1981‬امللغى) ذلك ليعيد تكريس نفس املدة‪.‬‬
‫‪ .5‬راج ع املادتني ‪ 2‬و ‪ 7‬التش ريع احلايل من أم ر رقم ‪ ،97/03‬املؤرخ يف ‪ 11‬ج انفي ‪ 1997‬يتعل ق باملدة العم ل القانوني ة للعم ل‪،‬‬
‫ج‪..‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع ‪ 03‬الصادرة يف سنة ‪.1997‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫سبب ال يرجع للعامل ويف حني أن أصحاب العمل يفضلون دفع األجور حسب اإلنتاج ألنّه يف اعتقادهم‬
‫أن نظ ام األج ر الزم ين يش جع العم ال على التكاس ل والتب اطؤ‪ 1‬وبالت ايل ال يه دف إىل حتس ني املردودي ة وال‬
‫ألنه يساوي بني مجيع العمال بدون النظر إىل كفاءهتم وقدرهتم على اإلنتاج‪.‬‬
‫يدفع العمال لتحقيق ذلك‪ّ ،‬‬

‫ويف حني ذهب اجتاه أخر اعتبار أّن األجر باملدة يعترب أفضل تعبري عن مثن العمل أو عن قيمة قوة العمل‪ ،‬إذ‬
‫يضع العامل نفسه حتت تصرف رب العمل للقيام بأعمال حمددة يف مدة زمنية معينة لقاء اجر حمدد‪ ،‬ويتم‬
‫حتديد أجر ساعة العمل مث حيسب أجر العامل بقدر الوقت املتفق عليه قضائه يف العمل‪ ،‬وهذا النّظام يالءم‬
‫أصحاب العمل من عدة نواحي ألنّه ميكنهم من التحكم بالوقت الذي يدفعون مقابله أجرا حبسب حاجتهم‬
‫وهذا ما يسهل الأمر يف حساب األجر عندما يشتغلون العمال بالتوقيت اجلزئي‪ ،2‬كما ميكنهم من إطالة يوم‬
‫العمل إذا أرادوا‪ ،‬وحصول العمال على دخل يف العمل ساعات إضافية‪،‬كما أّن هذا النظام حيمي العمال‬
‫وق وة عملهم من االس تغالل‪ ،‬وذلك عن طريق وض ع حد أعلى لع دة الساعات العمل املق ررة يوميا وعدد‬
‫الس اعات اإلض افية ال يت جيوز تش غيل العم ال فيه ا‪،‬كم ا يس نح ه ذا الش كل من األج ر حتقي ق التكي ف م ع‬
‫مقتضيات اإلنتاج وظروف الوقت ‪،‬الن صاحب العمل يتمكن من زيادة ساعات العمل يف حالة الضرورة‬
‫مما يتالءم مع حاجات اإلنتاج كما خيفض أعباء املؤسسة يف األوقات الركود‪.‬‬

‫وذهب مكتب العمل الدويل ب أّن نظام األجر الزمين ال يعين بأنّه نظام حجم العمل يكون ب دون نتائج بل‬
‫بالعكس لأّن كل األنظمة املعتمدة يف قياس األجر تأخذ بعني االعتبار الربح والنتائج‪ ،‬ومن بينهم نظام األجر‬
‫باملدة الذي يرتكز على فريضة بأّن العامل يقدم على األقل جهد من العمل‪ ،‬لكن لو افرتض أن ذلك صحيح‬
‫ف إّن اس تقرار العام ل م رارا حتت ه ذا احلد األدىن يعرض ه للخط ر تلقي عقوب ات ال يت ق د تص ل‬
‫إىل الطرد من منصب عمله‪ ،‬وبالتايل فالعامل مدركا جيدا أن التقدم الذي يقدمه يف مستوى عمله ميكنه‬
‫يف الرتقي ة إىل مناص ب أعلى والأج ر‪ .‬هلذا فإنّه وج د يف نظ ام األج ر باملدة هن اك أنظم ة الأج ر احملدد مبردود‬
‫مقرب ا‪ ،‬وال يت تتض من مالحظ ة مع ايري حمددة املردودي ة وتطب ق عقوب ات عن دما ال يتم اح رتام ه ذه املع ايري‬
‫(كالتخفيض يف املنصب العمل أو تغريه أو حىت التسريح) وبالتايل فإّن العامل وقبل بداية سيعلم باملبلغ الأجر‬

‫‪ . 1‬حممود سالمة جرب‪ ،‬احلماية القانونية لألجر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪.2‬نظم املشرع اجلزائري فئة العمال الذين يشغلون بالتوقيت اجلزئي بنصوص خاصة وذلك مبوجب مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،473-97‬مؤرخ يف‬
‫‪ 08‬ديسمرب ‪ 1997‬يتعلق بالعمل بالتوقيت اجلزئي ‪،‬ج ‪ .‬ر ع ‪.82‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ال ذي سيحص ل علي ه عن د هناي ة املدة وكم من قطع ة من واجب ه أن ينتجه ا وم ا ه و مع رض ل ه إذا مل حيق ق‬
‫ذل ك‪ 1‬وي رى عب د الس الم ذيب أّن ق انون العم ل احلديث يتواج ه حنو توس ع الأج ر الش هري على حس اب‬
‫الأجر بالساعة واليوم‪.2‬‬
‫ثانيا‪:‬حساب الأجر وفقا لمعيار الإنتاج‬
‫يتم حس اب الأج ر وفق ا هلذا املعي ار بن اء على كمي ة ونوعي ة الإنت اج املتحص ل عليه ا دون النظ ر‬
‫إىل الزمن أو املدة اليت استغرقت يف حتقيقها‪ ،‬حبيث حيدد لكل قطعة أو وحدة إنتاجية أجرا معينا‪ ،‬فيحسب‬
‫الأجر على أساس عدة القطع أو الوحدات اليت أنتجتها‪،‬حيث يتناسب اجر العامل طبقا هلذا النظام تناسب‬
‫طرديا مع إنتاجه فيزيد بزيادته وينقص بنقصانه ويف حدود نفس النسب‪ ،3‬لذلك يطبق هذا ّالنظام عادة يف‬
‫الص ناعات واألعم ال ال يت يسهل فيه ا قي اس كمية إنتاج العام ل أو جمموع ة من العم ال بدق ة ومثال ذلك‪:‬‬
‫حماسبة عامل البناء على أساس عدة الأمتار املربعة اليت ينجزها‪ ،‬أو حتديد أجر عامل الأحذية وفقا إلنتاجه‬
‫لكل زوج من الأحذية‪،‬كما يعترب هذا املعيار أكثر استعماال يف جمال النسيج على أساس ما يتم إنتاجه باملرت‪.‬‬

‫بالنسبة ملكتب العمل الدويل فإّنه ميكن ألنظمة الأجر املرتبطة بالنتائج أن تكون مضيفة بكيفيات خمتلفة دون‬
‫ّ‬
‫أن تكون هن اك طريق ة عام ة وموح دة لتص نيف فيكون التص نيف أمّا بن اءا على أج ر العام ل املرتبط بنت ائج‬
‫عمله الفردي "الأجر بالقطعة أو املردود "‪ ،‬ويف أنظمة أخرى بناء على عمل اجملموعة حبيث تكون إنتاجية‬
‫اجلماعية هي اليت تأخ ذ بعني االعتبار أو ابعد من ذلك فقد يكون عمل املؤسسة أو الشركة ونتاجها هو‬
‫املعىن‪.4‬‬

‫‪ .1‬موقف المشرع الجزائري من معيار المردودية‬

‫‪1‬‬
‫‪. FC les systèmes de rémunération lies aux résultats, bureau international du travail, organisation‬‬
‫‪internationale du travail 1985 première édition 1985, p 01-02.‬‬

‫‪ . 2‬عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -.276‬حممود عالمة جرب‪ ،‬احلماية القانونية ألجور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ . 3‬هديف بشري‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪ ،‬عالقات العمل الفردية واجلماعية‪ ،‬دار الرحيانة‪ ،‬اجلزائر‪ ،202 ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ . 4‬للمزيد من التفاصيل هو أنظمة الأجر املرتبطة بالنتائج‪ ،‬راجع بوقربين عابد‪ ،‬ضوابط بتحديد األجر‪ ،‬املرجع السابق ص ‪ 14‬اىل ‪20.‬‬

‫‪c.f les système de rémunération lies aux résultats, op .cit ,p 19-20 et suive‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫لقد نص املشرع اجلزائري على هذا املعيار يف املادة ‪ 82‬من قانون ‪ ،11-90‬واعترب أّن الأجر باإلنتاج‬
‫قد حيسب على أساس االلتزام أو القطعة أو العمل باحلصة أو حسب رقم الأعمال‪ .5‬ما يتضح من هذه‬
‫املعايري اليت سبق ذكرها أّن املشرع قد تبىن معيار حساب الأجر وفقا لمعيار املردودية ولكنّه مل يقم‬
‫بتوضيح املقصود من كل معيار بل تركها يف العموم‪ ،‬كما أنّه ربط كل هذه املعايري بالدخل املتناسب‬
‫مع نتائج العمل‪.‬‬

‫ومن خالل م ا تق دم فإنّنا قمنا بش رح معيار الأجر ال ذي يتم حس ابه وفق ا للقطع ة‪ ،‬لكن م ا س نقوم به ه و‬
‫شرح املقصود من الأجر الذي يتم حسابه أساس احلص ة فهو الأجر الذي قد يتخذ كله أو بعضه صورة‬
‫حص ة مما حتقق ه املؤسس ة من ربح‪ ،‬لكن دون أن يأخ ذ وص ف الش ريك طاملا حتق ق عنص ر التبعي ة يف عالق ة‬
‫ص احب العمل‪ ،‬ه ذا يعين عدم املشاركة يف حتمل اخلسارة ألنه ال جيوز أن يتقاض ى العام ل أجرا أدىن من‬
‫الأجور احملددة قانونا مهما كان املعيار املستعمل أمّا املقصود مبعيار الأجر حسب رقم الأعمال فيتم حسابه‬
‫على أساس ما أجنزه العامل من مبيعات أو ما حققه من إنتاج أو ما استجلبه من طلبيات‪ ،‬كما قد يتخذ‬
‫صورة نسبة مؤدية من قيمة الصفقات اليت يربمها العامل حلساب رب العمل‪.2‬‬

‫‪ .2‬تقييم معيار اإلنتاج لحساب األجر‪:‬‬

‫لق د تع رض معي ار الإنت اج حلس اب األج ر إىل العدي د من االنتق ادات ب الرغم من وج ود ش به إمجاع‬
‫فقهي على وجود اجيابيات إال أّن له سلبيات سنتطرق إليها إتباعا ‪:‬‬

‫فقد رأى مصطفى جالل القريشي بأّن حساب األجر على أساس اإلنتاج حيقق مصلحة لصاحب العمل لأّن‬
‫العام ل يس عى جاه دا إىل زي ادة اإلنت اج‪ ،‬بف رض الزي ادة يف دخل ه وه و الش يء ال ذي ق د ي ؤدي إىل إره اق‬

‫‪ .‬نص املادة ‪ 82‬من القانون ‪ 11-90‬املتعلق بعالقات العمل على أنّه‪ " :‬يفهم من عبارة الدخل املتناسب مع نتائج األجرة حسب املردود‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫السيما العمل بااللتزام أو بالقطعة أو العمل باحلصة حسب رقم الأعمال "‪.‬‬

‫‪ . 2‬بوقربين عابد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫العامل وإصابته بإضرار بصحته كما أنّه يؤدي إىل هتديد العامل دائما وتناقص أجره بتناقص قدرته البدنية‬
‫خاصة مع مرور الوقت‪.‬‬

‫وتطبيق هذا النمط ال يتناسب مع بعض أنواع العمل اليت يفضل فيها نوعية الإنتاج على كمية أو عندما‬
‫يتطلب العم ل عناي ة وانتباه ا خاص يتني أو عن دما تك ون املواد س ريعة العطب‪ ،‬مما جيعله ا عرض ة لس وء‬
‫االستعمال نتيجة سرعة العمل مع قلة العناية طمعا يف زيادة الأجر‪.1‬‬

‫يف حني ذهب أمحية سليمان إىل اعتبارا أّن هذا املعيار ينتج عنه عدم االستقرار يف الأجر من الناحية الكمية‬
‫حيث أّنه يتغري بتغري مستوى املردود الذي هو أساس حتديده‪.2‬‬

‫بأنه يشجع على ال إنسانية وتعسف أصحاب‬


‫هلذا فإّن ّالنقابات العمالية تنتقد كثريا هذا ّالنمط و تأخذ عليه ّ‬
‫اللجوء إليه‪ ،‬فتفرض أجر‬
‫العمل وانتقادي ما ينجو عنه من متاعب للعمل تنظم االتفاقيات اجلماعية طرق ّ‬
‫أدىن للعمال مهما كان املردود املتحصل عليه‪.3‬‬

‫ونظرا للسلبيات السابقة الذكر ف إّن املشرع تدخل لبسط نوعا من احلماية للعامل الذي يتقاضى أجرا يتم‬
‫حسابه وفقا ملعيار الإنتاج و املرد ودية‪.‬‬

‫السنوية‪ ،‬الأعي اد‬


‫فنجد املشرع املصري من أجل محاية هذه الفئة من العمال أقر حاالت معنية مثل اإلجازات ّ‬
‫والّر احة الأسبوعية‪ ،‬احلاالت حيث ألزم املستخدم بأن يدفع للعمال أجرا يتم احتسابه على أساس متوسط ما‬
‫يتقاض اه العام ل عن أي ام العم ل الفعلي ة من الس نة الأخ رية أو عن املدة ال يت اس تغلها أن ك انت أق ل من س نة‬
‫مقسومة على عدد الأيام الفعلية عن ذات الفرتة‪.4‬‬

‫كما ذهب املشرع البحريين يف بسطة للحماية من هذا النمط حبيث حضر تشغيل الأحداث بنظام األجر‬
‫بالقطعة‪،‬ألن ذلك يؤدي إلى تعريض حياهتم للخطر نتيجة الإجهاد‪.5‬‬

‫‪. 1‬جالل مصطفى القرشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬


‫‪. 2‬امحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪. 3‬عبد السالم ديب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪ . 4‬املادة ‪ 7‬من القانون العمل املصري‪ ،‬راجع كذلك مهام حممد حممود زهران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.662‬‬
‫‪ . 5‬املادة ‪ 67‬من القانون العمل للبحريين‪ ،‬راجع كذلك حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وبالنس بة للمش رع اجلزائ ري فان ه مهم ا ك ان املعي ار املس تعمل ال جيب أن يق ل عن الأج ر الأدىن‬
‫ّ‬
‫املضمون‪ ،1‬لهذا فإّنه عادة ما يستعمل هذا املعيار ليس لتحديد الأجر ّ‬
‫وإنما لتحديد بعض املكافآت واحلوافز‬
‫التشجيعية لتحسني املردودية سواء الفردية منها أو اجلماعية وهذا حتفيز للعمال على وزيادة أجورهم من‬
‫جه ة‪ ،‬وعمال على حتقي ق مص لحة املؤسس ة وحتقي ق ف ائض يف الإنت اج ال ذي يع ود بالفائ دة على العم ال من‬
‫الأرباح اليت حققوها بفضل جهودهم‪ ،‬ويعترب الأسلوب الأمثل إلقامة عالقات متكافئة وسليمة تسودها روح‬
‫التف اهم بني الط رفني يف ح دود اح رتام مص احل املادي ة واملعنوي ة لك ل ط رف‪ 2‬ويبقى العم ل حلس اب أج ور‬
‫العمال الذين يشتغلون يف املنزل مالئما أكثر من تطبيقه على العمال يف املؤسسات‪.3‬‬

‫م ا جيب الوق وف علي ه بع د ك ل م ا س بق ذك ره يف موض وع إش كال الأج ر ه و أنّه ال ميكن التأك د وبص فة‬
‫اليقني على وجود شكل الأجر بالوقت أو املردود يف مفهومه القطعي‪.‬‬
‫‪Salaire au temps et salaire au rendement ne peuvent existe à l’état pur.‬‬

‫ثالثا‪:‬المعيار مزدوج لحساب األجر‬

‫ونظرا لالنتقادات السلبية اليت وجهت لكل املعياريني املدة واإلنتاج حلساب الأجر ظهر معيار ثالث‬
‫أطلقت عليه العديد من التسميات‪ 4‬من أجل التوفيق واجلمع بني مزايا كل معيار فهو يعترب معيار مزدوج‬
‫فيتم اجلم ع بني مص احل العام ل ومص احل ص احب العم ل املتناقض ة‪ ،‬حيث يع د ه ذا النم ط الس بيل األجن ع يف‬
‫‪ . 1‬املادة ‪ 87‬من القانون ‪ 11-90‬املتعلق بعالقات العمل‪.‬‬
‫‪. 2‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ .‬نظم املشرع اجلزائري عمل املنازل مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 473-97‬املؤرخ يف ‪ 8‬ديسمرب ‪ 1997‬املتعلق بالعمل بالتوقيت اجلزئي‬ ‫‪3‬‬

‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع ‪ 82‬الصادرة يف السنة ‪ ،1997‬راجع كذلك سعودي عمر‪ ،‬عنصر الأجر يف عقد العمل ‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪ .‬لقد أطلق على هذا معيار املزدوج عدة تسميات منها "الأجر بالطرحية‪ ،‬الأجر باملقطعية " رغم اختالف املصطلحات إال أّنها تتفق يف املعىن‬ ‫‪4‬‬

‫راجع غالب الداودي‪ ،‬شرح قانون العمل‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،2011 ،‬ص ‪ .190‬وكذلك جالل مصطفى القريشي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.213 .‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫اعتم اده ش كل من أش كال الأج ور‪ ،‬فيعتم د على حتدي د اج ر ث ابت م ع بعض ملحقات ه على أس اس ال زمن‬
‫وحتفيزا للمردود الفردي أو اجلماعي مينح له مكافآت وحوافز تقدر على أساس مردوده كما ونوعا وحتقيق‬
‫دخل إضايف‪ ،1‬ويتم ذلك بعدة طرق‪.‬‬

‫‪ .1‬طرق حساب األجر وفقا لمعيار المزدوج‪:‬‬

‫لقد تعددت الطرق املستعملة يف حساب األجر‪ 2‬وفقا ملعيار املزدوج فقد حيسب كالتايل ‪:‬‬

‫أجر العامل على أساس الزمن مع إعطائه مقابال عن كل وحدة إنتاجية حيققها ومثال ذلك أن حيدد للعامل‬
‫أجر يومي قدره ‪ 800‬دج على أن حيصل مقابل كل وحدة إنتاجية على ‪ 10‬دج فإذا أنتج عشرون وحدة‬
‫إنتاجية استحق مبلغ ألف دينار جزائري يف اليوم منها مثانية مائة دج أصليا وعشرون أخرى مقابل ما أنتج‬
‫من وحدات‪.‬‬

‫وقد حيدد للعامل أجر على أساس حد أدىن من الوحدات يف زمن معني‪ ،‬حبيث إذا زاد إنتاجه على هذا احلد‬
‫اس تحق مبلغ ا إض افيا مقاب ل ك ل وح دة زائ دة ومث ال ذل ك‪ :‬أن حيدد للعام ل اج ر ي ومي ق دره ‪ 800‬دج‬
‫مبراعاة إنتاجه يف اليوم ثالثني وحدة إنتاجية على الأقل‪ ،‬على أن حيصل عن كل وحدة زائدة على ‪ 10‬دج‪،‬‬
‫فإذا أنتج هذا العامل يف اليوم مخسني وحدة استحق ألف دينار جزائري ‪،‬منها ‪ 800‬دج أصليا يف اليوم عن‬
‫الثالثني وحدة الأوىل و ‪ 200‬دج عن الوحدات العشرين الزائدة‪.‬‬

‫وقد حيدد للعامل أجر مقابل زمن أقصى لإلنتاج‪ ،‬عدد معني من الوحدات حبيث إذا أنتجه يف اقل من هذا‬
‫الزمن حصل على مقابل إضايف عما وفره من زمن ومثال ذلك‪ :‬أن حيدد للعامل أجر قدره ‪ 800‬دج مقابل‬
‫احلصول على عشرين وحدة إنتاجية يف سبع ساعات‪ ،‬على أن يستحق ‪ 50‬دج مقابل كل ساعة يوفرها‪،‬‬
‫فإذا أنتج العامل الوحدات املطلوبة يف أربع ساعات فيستحق يف هذا اليوم مبلغ ‪ 950‬دج‪ ،‬منها ‪ 800‬دج‬
‫مبلغ أصليا ومخسني دينار مقابل الوفرة يف ثالث ساعات‪.‬‬

‫كم ا ق د حيدد للعام ل أج ر مقاب ل ع دد معني من الوح دات يف زمن معني على أن ينقص من ه تبع ا لنقص‬
‫الإنتاج وهذه هي احلالة العكسية مثال ذلك‪ :‬أن حيدد للعامل مبلغ ألف دينار جزائري إلنتاج عشرين وحدة‬

‫‪ . 1‬بشري هديف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪ . 2‬راجع السيد عيد نايل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134-133‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يف سبع ساعات على أن ينقص منه مبلغ ‪ 50‬دج عن كل وحدة ناقصة‪ ،‬فإذا مل ينتج العامل سوى عشر‬
‫وحدات‪ ،‬فإّنه يستحق مبلغ ‪ 500‬دج فقط‪.‬‬

‫‪ .2‬هل أخذ المشرع الجزائري بمعيار المزدوج؟‬

‫بالرجوع إىل نص املادة ‪ 150‬من الأمر املتعلق بالشروط العامة للعالقات العمل يف القطاع اخلاص جنده‬
‫نص على املدة الزمنية املس تعملة يف حساب الأجر ال يت غالبا م ا تك ون الشهر‪ 1‬كم ا نص على املدة الزمني ة‬
‫لدفع أجور العمال املؤهلني‪ ،‬اليت تدفع أجورهم يف هناية الأسبوع سواء بالنسبة للعاملني بالساعة أو اليوم‬
‫ويف حالة وجود أشغال لأقل من أسبوع يف هناية مدة العمل‪.2‬‬

‫أمّا الق انون الأساس ي الع ام للعم ال وق انون ‪ ،90/11‬فإنّه مل ينص ص راحة على اعتم اد م دة زمني ة معين ة‪،‬‬
‫ولكنه اكتفى يف املادة ‪ 82‬من قانون ‪ 11-90‬على وجوب دفع الأجر املستحق للعامل عند حلول الأجر‬
‫فقط‪ ،‬وكان األمر مفهوم مبجرد النظر إىل املدة القانونية للعمل اليت يقابلها مقدارا معينا من الأجر‪.‬‬

‫أمّا بالنسبة للعالوات واملكافآت فتحدد اغلبها على أساس املعيار املرد ودية وهذا ما نص عليه املادة ‪139‬‬
‫من القانون األساسي العام للعمال‪ 3‬ونفس احلق أي االستفادة العامل من بعض املكافآت األخرى وإنتاجية‬
‫العمل كرسه قانون عالقات العامل مبوجب املادة‪ 82‬من قانون ‪.90/11‬‬

‫ما ميكن استخالصه من اعتماد املعيار املزدوج‪ ،‬ه و أّن املشرع قد قصد بذلك‪ ،‬منح اكرب ضمان‬
‫واك رب محاي ة للعم ال من اج ل احلص ول على اك رب ق در ممكن من ال دخل‪ ،‬حيث تقض ي ه ذه الطريق ة على‬
‫املساواة الشكلية لعمال بالنسبة لألجور‪ ،‬وبالتايل القضاء على التسوية بني العمال الذين هلم مردودية عالية‬
‫والذين هلم مرد ودية ضعيفة وهو ما من شأنه أن جيازي العامل اجملد وغري اجملد بالطريقة املناسبة لكل حالة‪،‬‬
‫م ع ض مان الأج ر األساس ي للجمي ع‪،‬كم ا أّن ه ذه الطريق ة ك ذلك جتنب ص احب العم ل دف ع عالوات‬

‫‪ . 1‬املادة ‪ 150‬من األمر رقم ‪ 31-75‬املؤرخ يف ‪ 29‬فرباير ‪ 1975‬يتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل يف القطاع اخلاص‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع ‪39‬‬
‫صادرة يف ‪ ( 1975‬امللغى) اليت تنص على "جيب أن تدفع األجور والتعويض والكافات من أي نوع كانت إىل العاملني بالشهر‪ ،‬مرة واحدة‬
‫يف الشهر على األقل ومرتني يف الشهر إىل العمال الدائمني الذين يتقاضون أجورهم بالساعة‪ ،‬أو اليوم مع فاصل ستة عشر يوم على األكثر‪،‬‬
‫بني املرة األوىل واألخر‪.‬‬

‫‪ . 2‬املادة ‪ 11‬ق ‪ 1‬و ‪ 2‬من األمر السابق الذكر‪.‬‬

‫‪ .‬املادة ‪ 139‬من قانون رقم ‪ 78/12‬املؤرخ يف ‪ 08/08/1978‬املتضمن القانون الأساسي العام للعمال‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع ‪ ،32‬الصادرة بتاريخ‬ ‫‪3‬‬

‫‪( .08/08/1978‬امللغى)‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ادات‬ ‫آت وزي‬ ‫ومكاف‬
‫يف األجور دون مقابل إنتاجي يقضى هذه الكتلة األجرية‪ ،1‬وبالتايل فانه هو املعيار املناسب للتحقيق التوازن‬
‫بني مصاحل املستخدم والعامل يف نفس الوقت‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد العناصر التي تدخل في مكونات اآلجر‬

‫من خالل التعريفات السابقة املقدمة لألجر جند أّن خمتلف التعريفات سواء التشريعية أو القضائية‬
‫أو الفقهية قد وسعت من مفهوم اآلجر فلم يعد يقتصر على مفهوم الضيق‪ -‬متن العمل‪ -‬و إمنّا اتسع ليش مل‬
‫كل ما يتحصل عليه العامل ويدخل يف ذمته املالية ‪.‬ولكن هل كل ما يتقاضاه العامل مبوجب عالقة العمل‬
‫يعترب أجرا؟‬

‫هلذا فإن اغلب االتفاقيات اجلماعية تنص على مكونات اآلجر من تعويضات ومنح يف حالة إغفال حتديدها‬
‫يف عق د العم ل‪.‬لق د ح اولت التش ريعات تك ييف العناص ر املكون ة لألج ر من ع دمها ونس تنج من خالهلا أّن‬
‫األجر غالبا م ا يتض من عنص را أساسيا ثابت ا وعنص را متغ ريا حيسب العنص ر الث ابت ليض من للعام ل احلد‬
‫الأدىن ملعيشته أو ملا يستحقه من تعويض يتناسب مع جهده املبذول‪ ،‬ويضاف إليه العنصر املتغري لتمكني‬
‫العام ل من احلص ول على عيش أفض ل‪ ،‬وه دف ه دا العنص ر املتغ ري ه و حتف يز مهة العم ل جبعل ه ينتف ع من‬
‫الربح الذي يكسبه صاحب العمل أو املؤسسة بفضل جمهوداته‪.2‬‬
‫أوال‪.‬األجر الثابت ‪:‬‬
‫يتك ون األج ر من عناص ر ثابت ة ال ميكن أن ختتفي من بيان ات قس يمة األج ر وال ميكن أن نس تبعدها من‬
‫حساب األجر وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ .1‬الأجر الوطني الأدنى المضمون‪ :‬لقد حظي األجر بعناية كبرية على املستوى الدويل والوطين على‬
‫حد سواء‪:‬‬
‫‪ 1.1‬على المستوى الدولي ‪:‬‬

‫سبق وأن ذكرنا ب أّن موضوع الأجر بصفة عام ة ومستويات الأجور الدنيا خاص ة حظي باهتمام‬
‫كبري على املستوى الدويل فلقد أصدرت منظمة العمل الدولية العديد من االتفاقيات وتوصيات لتنظيم احلد‬

‫‪ . 1‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.218‬‬


‫‪ . 2‬مصطفى القريشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫األدىن لألجور‪،1‬كما أن ه ال يزال حيتل مكانا متميزا من أشغال اللجان الصناعية واملماثلة وقد أرست هذه‬
‫اجملهودات الدولية العديد من املبادئ واألحكام اليت من شاهنا توفري احلماية ألجور العمال مما يف ذلك حتديد‬
‫احلد األدىن هلا‪ .‬وب الرغم من حماول ة منظم ة العم ل الدولي ة يف وض ع أج ور ال دنيا موح دة يف مجي ع من اطق‬
‫الع امل‪ ،‬إال أّن ك ل تل ك احملاوالت غ ري جمدي ة وتلقى العدي د من املش اكل وذل ك راج ع للف روق الواس عة‬
‫يف مستويات الأجور من بلد لألخر‪.2‬‬

‫هلذا ارت أى م ؤمتر العم ل ال دويل وض ع الأس س العام ة وط رق تنظيم احلدود ال دنيا لألج ور بش كل يتص ف‬
‫باملرونة‪ ،‬لكي تكون قابلة التطبيق يف كل بلد وبالوسائل املناسبة لظروفه‪.3‬‬

‫االتفاقي ة رقم (‪)26‬والتوص ية رقم (‪)30‬بش ان أجه زة الح د األدنى لألج ور (في الص ناعة والتج ارة )لع ام‬
‫‪1927‬‬

‫حيث مبوجب االتفاقية رقم (‪ )26‬تتعهد الدولة عضو تصادق على هذه االتفاقية بإنشاء أو احلفاظ‬
‫على األجهزة اليت تس مح بتحدي د احلد األدىن لألجور بالنس بة للعم ال ال ذين يعملون يف الص ناعات وذلك‬
‫بعد التشاور مع منضمات أصحاب العمل والعمال يف تلك الص ناعات وان يكون هذا احلد األدىن ملزما‬

‫‪. 1‬لقد أسفرت مؤمترات منظمة العمل الدويل إىل إبرام العديد من الاتفاقيات والتوصيات خبصوص احلد األدىن لألجور وتتمثل أمهها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الاتفاقية رقم (‪ )26/1927‬اخلاصة بطرق حتديد احلد األدىن لألجور‪.‬‬
‫‪ -‬التوصية رقم (‪ )30/1927‬اخلاصة بتطبيق طرق حتديد احلد األدىن لألجور واملكملة لالتفاقية السابقة‪=.‬‬
‫=‪ -‬االتفاقية رقم (‪ )99/1951‬اخلاصة بأداة حتديد احلد األدىن لألجور يف الزراعة‪.‬‬
‫‪ -‬التوصية رقم (‪ )79/1951‬اخلاصة بأداة حتديد احلد األدىن لألجور يف الزراعة و املكملة للاتفاقية السابقة‪.‬‬
‫‪-‬االتفاقية رقم (‪ )131/1970‬بشأن حتديد احلد األدىن لألجور‪.‬‬
‫‪ -‬التوصية رقم (‪ )135/1970‬بشأن حتديد احلد األدىن لألجور‪.‬‬

‫‪ .‬بالرغم من اجملهودات اليت قامت هبا منظمة العمل الدولية يف مسالة الأجور الدنيا إال أّن موضوع الأجر العادل‪ ،‬سوف يبقى شديد التعقيد‬ ‫‪2‬‬

‫وسيضل معضلة لصناع السياسة االقتصادية والعمالية يصعب حلها وذلك التصاله الوثيق بقضية السلم والعدل االجتماعي يف خمتلف البلدان‪،‬‬
‫راجع حممود سالمة جربن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪ .‬االتفاقية رقم (‪ )26/1927‬واالتفاقية رقم (‪ )99/1951‬ال تضعان القواعد بشان مستوى األجور يف حد ذاته ولكنهما تقتصران على‬ ‫‪3‬‬

‫وضع طرق تعيني احلد األدىن لألجور‪ ،‬ومع ذلك ف إّن التوصيتني (‪ )30/1927‬والتوصية رقم (‪ )79/1951‬التني تكمالن هاتني االتفاقيتني‬
‫تضعان عدد املعايري الواجب استلهامها يف حتديد هذه األجور من طرف الدول الأعضاء‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫لألط راف وع دم ج واز ختفيض ه‪ ،‬كم ا تتعه د الدول ة املص ادقة باحتاد اإلج راءات الض رورية عن طري ق نظ ام‬
‫للرقابة والعقوبات على تطبيق الفعلي لألجر الأدىن يف الأوساط العمالية‪.1‬‬

‫فإنه ا تس تلزم إش راك‬


‫أمّا فيم ا يتعل ق بالتوص ية رقم (‪ )30/1927‬فإهنا تش تمل العناص ر االتفاقي ة الس ابقة ّ‬
‫العمال وأصحاب العمل اشرتاكا مباشرا وعلى قدم املساواة يف مناقشات واختاذ قرارات األجهزة املختصة‬
‫بتحديد الأجور‪.‬‬

‫االتفاقي ة رقم (‪ )99‬والتوص ية رقم (‪)89‬بش ان طرائ ق تحدي د الح د األدنى لألج ور ( في الزراع ة) لع ام‬
‫‪.21951‬‬

‫كرست االتفاقية رقم (‪ )99‬الصفة اإللزامية للحد األدىن لألجور مع تأكيدها على ضرورة التشاور‬
‫مع منضمات العمل والعمال الأكثر متثيال إذا وجدت يف تقرير طرق حتديد احلد األدىن لألجور‪.‬‬

‫أّم ا فيما يتعلق بالتوصية رقم (‪ )89‬اليت تكمل االتفاقية (‪ )99‬فإهنا تأكد ضرورة متكني العمال باالحتفاظ‬
‫مبس توى مناسب للمعيش ة وت بني التوص ية الأسس ال يت جيب أخ ذها بعني االعتب ار عن د حتديد الفئ ات الدنيا‬
‫لألجور ‪ ،‬كما تبني احلاالت اليت يكون العمال يف وضع ال يستطيعون معه اسرتداد أجورهم املستحقة طبقا‬
‫للفئات الدنيا املقررة فإّن التوصية تأكد على انه جيب على الدول األعضاء هتيئة تدابري أخرى كاإلجراءات‬
‫القضائية وسهولة اللجوء إليه لتحقيق هذا الغرض‪.3‬‬

‫االتفاقية رقم (‪)131‬والتوصية رقم (‪)135‬لعام ‪ 1970‬بشان تحديد الحد األدنى لألجور والمسائل‬
‫‪4‬‬
‫المرتبطة بها وخاصة فيما يتعلق بالبلدان النامية‬

‫تش ري ديباج ة االتفاقي ة رقم (‪ 131‬إىل أن أحك ام االتف اقيتني لع امي ‪ 1926‬و‪ 1951‬ق د أمترت‬
‫بنتائج اجيابية يف تقرير محاية للعمال البسطاء‪ ،‬وأّنه حان الوقت العتماد وثيقة جديدة‪.‬‬

‫راجع املادة ‪ 1‬و ‪ 2‬من االتفاقيات رقم ‪ 26‬لسنة ‪ 1927‬السالفة الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬تعترب هذه االتفاقية الوحيدة يف اجملال الأجر الأدىن اليت صادقت عليها اجلزائر سنة ‪.1962‬‬
‫‪. 3‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ .‬بالرغم من أحكام االتفاقية رقم (‪ )131‬والتوصية رقم (‪ )135‬ذات طابع عام وتسري على مجيع دول العامل‪ ،‬إال أّنها تأخذ بعني االعتبار‬ ‫‪4‬‬

‫حاجات الدول النامية بوجه اخلصوص‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫نص ت املادة الأوىل من االتفاقي ة رقم (‪ )131‬ب التزام الدول ة بوض ع نظ ام للح د األدىن لألج ور يكف ل محاي ة‬
‫لكل فئات العمال الدين يتقاضون أجورا منخفضة‪.‬كما أشارت على أنّه يتوجب على كل دولة وضع‬
‫تقريرها حول جمموعة العمال غري املشمولني باحلماية مع بيان أسباب هذا االستبعاد‪.‬كما تقضي االتفاقية‬
‫بأّن احلد الأدىن لألجور البد من أن يطبق بقوة القانون‪ ،‬وال جيوز ختفيض هده اجلور عن احلد املقرر ويرتتب‬
‫على عدم تطبيق هذا احلد إىل توقيع عقوبات مناسبة على املسؤولني على ذلك‪.1‬‬

‫فإنها تتناول بشيء من التفصيل ما يلي أهداف حتديد احلد الأدىن لألجور‪ ،‬املعايري‬
‫أمّا التوصية رقم (‪ّ )135‬‬
‫املتص لة بتحدي د مس توى احلد الأدىن لألج ور‪،‬نط اق نظ ام احلد الأدىن لألج ور‪،‬ط رق حتدي د احلد الأدىن‬
‫للجور ‪،‬تصحيح احلد الأدىن لألجور و إجراءات التطبيق‪.2‬‬

‫‪ 2.1‬على المستوى العربي‪:‬‬

‫منظمة العمل العربية هي بدورها أولت عناية خاصة ملسالة األجور الدنيا‪ ،‬وهلذا نص امليثاق العريب‬
‫للعمل يف مادته الثامنة على ضرورة وضع حد ادين ملستويات األجور يف الدول العربية‪ ،‬فأصدرت العديد‬
‫من االتفاقيات منها‪:‬‬

‫االتفاقية العربية رقم (‪ )1‬لسنة ‪ 1966‬بشان مستويات العمل واالتفاقية العربية رقم (‪ )6‬لسنة‬
‫‪ 1986‬ملستويات العمل‪( 3‬املعدلة) ‪:‬حيث نصت على وجوب وضع كل دولة الأنظمة لتحديد احلد الأدىن‬
‫للأجور يضمن سد حاجات العمال األساسية ويراعي االختالفات القائمة بني الصناعات واملناطق كما ينص‬
‫على تشكيل جلان تضم ممثلني عن العمال وأصحاب العمل واجلهات اإلدارية لوضع احلد األدىن لألجور مع‬
‫‪4‬‬
‫مراجعته دوريا‬

‫‪ . 1‬راجع املادة ‪ 2‬ف ‪ 1‬من االتفاقية رقم ‪ 131‬السالفة الذكر ‪.‬‬


‫‪ . 2‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ .‬لق د خصص ت ك ل من االتف اقيتني إح دى عش رة م ادة من املادة ‪ 34‬إىل املادة ‪ 44‬حيث أك دت من خالهلم على وج وب ال تزام ال دول‬ ‫‪3‬‬

‫العربية بتحديد احلد األدىن لألجور‪.‬‬


‫‪ . 4‬حممود سالمة جرب‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪115‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫االتفاقية رقم(‪ )15‬لسنة ‪ 1973‬بشان احلد األدىن لألجور‪ :1‬جتيز االتفاقية للدول األعضاء األخذ‬
‫بنظ ام احلد األدىن لألج ور حبيث ال جيوز أن ي نزل اج ر العم ل عن ه‪،‬كم ا أهنا وس عت من دائ رة املعن يني ب ه‬
‫‪2‬‬
‫ليشمل مجيع العمال دون استثناء‪،‬‬

‫وكما أوجبت على اللجان املختصة بتحديد احلد األدىن لألجور مراعاة حركة األسعار ومستوى تكاليف‬
‫املعيشة مع تأكيد حتمية مراجعة احلد األدىن بصفة دورية‪.3‬‬

‫‪ 3.1‬تكريس الأجر الوطني الأدنى المضمون في التشريعات الداخلية‬

‫يف قانون العمل اجلزائري‪ :‬مبوجب املادة ‪ 28‬من قانون املالية لسنة ‪ ،1974‬تأسس نظام يعترب‬
‫أول تشريع جزائري تطبيقي مؤسس لتسمية "الأجر الوطين املضمون ‪." SNMG‬ويف نفس السنة صدر‬
‫ق انون ‪ 74/71‬اخلاص بالتس يري االش رتاكي للمؤسس ات نص يف مادت ه العاش رة على أنّه‪":‬يض من للعام ل‬
‫دخال أدىن حيدد مبوجب ق انون‪ ،‬تبع ا حلاجات ه الأساس ية وتط ور الإنت اج الوط ين والسياس ة الوطني ة املتعلق ة‬
‫باملوارد"‪.‬ولقد قام بالتحديد القانوين للحد الأدىن املضمون لألجور يف الأمر رقم ‪ 31-75‬املتعلق بالشروط‬
‫العامة لعالقات العمل يف القطاع اخلاص‪ ،‬كما نص يف القانون الأساسي العام للعامل على املعايري اليت على‬
‫أساسها يوضع الأجر الوطين املضمون واملطبق يف كل قطاعات النشاط والذي حيدد مبوجب مرسوم تبعا‬
‫لالحتياجات احليوية للعامل و الإمكانات االقتصادية للبالد‪.‬‬

‫مت صدر قانون العمل لسنة ‪ 1990‬املتعلق بعالقات العمل الذي سار على نفس النهج الذي كان‬
‫س ائد حبيث نص مبوجب املادة ‪ 87‬من ه على أّن هن اك أج ر أدىن مض مون يطب ق على كاف ة العم ال وكاف ة‬
‫النشاطات مع مراعاة تطور بعض املعايري ثم أضيفت املادة ‪ 87‬مكرر مبوجب املرسوم رقم ‪ 94/03‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 11‬أفريل ‪ 1994‬مكونات الأجر الوطين الأدىن املضمون مت ألغيت هده املادة مبوجب املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 15/59‬املؤرخ يف ‪ 8‬ف رباير ‪ 2015‬لتعي د ه ذه املادة هيكل ة عناص ر املكون ة ألج ر‪ ،‬أمّا القيم ة املالي ة‬
‫لألج ر الوط ين الأدىن املض مون حتدد مبوجب مرس وم تنفي ذي ولق د ص درت ع دة مراس يم تنفيذي ة يف ه ذا‬
‫الشأن‪.‬‬

‫‪.‬االتفاقية العربية قم ‪ 15‬لسنة ‪ 1983‬بشان حتديد ومحاية األجور خصصت الباب الث الث كله لتنظيم موضوع احلد األدىن لألجور وذلك‬ ‫‪1‬‬

‫من خالل ختصيص له ‪ 5‬مواد‪.‬‬


‫‪ . 2‬املادة ‪ 17‬من االتفاقية رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 1983‬السالفة الذكر‬
‫‪ . 3‬راجع املواد ‪ 19، 18‬و‪ 20‬من االتفاقية السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أما يف التشريعات املقارنة‪:‬بداية مع املشرع الأردين فإّن أول قانون عمل صدر سنة ‪ 1960‬حيث ألزم‬
‫أص حاب العم ل ب دفع أج را ال يق ل عن الأج ر الأدىن احملدد‪ ،‬ثم ألغى ه ذا الأخ ري و اص در الق انون رقم‬
‫‪1‬‬
‫‪ 70/21‬لسنة ‪ 1970‬حيث أعطى صالحيات حتديد الأجر الأدىن جمللس الوزراء وترك املسالة جوازية‬
‫ولكن ه ذا القانون مل يطبق فعليا‪ ،‬إذ أنّه مل يصدر جملس الوزراء الأردين أي قرار‪ .‬وتدخل املشرع الأردين‬
‫بتعديل يلغي قانون ‪ 1970‬وذلك مبقتضى القانون رقم ‪ 96/08‬لسنة ‪ 1996‬ومالحظ على ه ذا القانون‬
‫أنّه سار على نفس النهج قانون امللغى أي أنّه ترك مسألة حتديد الأجور الدنيا مسالة جوازية‪ ،‬إال أنّه أتى‬
‫بشيء جديد متثل يف إشراك ممثلي العمال وممثلي أصحاب العمل يف حتديد احلد الأدىن لألجور‪.2‬‬

‫أمّا املشرع الكوييت فإّن أول قانون عمل صدر رقم (‪ )38‬لسنة ‪ 1964‬مل يتطرق إىل ملوضوع‬
‫احلد الأدىن لألجور وترك مسألة تنظيمه لألعراف وتقاليد كل مهنة‪ ،‬ولكنه تدارك األمر يف القانون العمل‬
‫رقم (‪ )6‬لسنة ‪ 2010‬حيت ألزم الوزير أن يصدر قرار يف مدة كل مخس سنوات كحد أقصى ليحدد فيه‬
‫احلد األدىن لألجور وفقا لطبيعة كل مهنة‪.‬‬

‫كذلك جند بريطانيا من الدول الرائدة يف ميدان حتديد الأجور فتدخلت يف تحديد الأجور بالقرار‬
‫الصادر عن اجمللس العموم يف ‪ 13‬فرباير ‪ 1891‬الذي يلزم السلطات احلكومة بان يضع للمقاولني شرطا‬
‫يسمى شرط عدالة الأجر‬

‫‪»THE FAIR WAGES CLAUSE« 3‬‬

‫‪ 3.1‬تعريف الأجر الوطني الأدنى المضمون‪:‬‬

‫وإنما اكتفى‬
‫إن املشرع اجلزائري مل يقم بتعريف الأجر الوطين الأدىن املضمون يف قانون ‪ّ 90/11‬‬
‫ّ‬
‫بنص ه على اإلج راءات ال واجب إتباعه ا لتحديده واملع ايري ال يت جيب احرتامه ا عند وض ع ه ذا احلد الأدىن‪،4‬‬

‫‪.‬نصت املادة ‪ 24‬ف‪ 1‬من قانون العمل الأردين لسنة ‪ 1970‬على ما يلي‪ " :‬جيوز جمللس الوزراء‪ ،‬بناء على اقرتاح من وزير العدل‪ ،‬أّن يعني‬ ‫‪1‬‬

‫احلد الأدىن للأجور اليت تدفع للعمال يف أية منطقة معينة‪ ،‬أّما تعينا عاما أو لأية حرفة‪".....‬‬
‫‪ .‬بومساحة الش يخ‪ ،‬تنظيم عالق ات العم ل داخ ل املن اطق االقتص ادية احلرة لل دول املغاربي ة ودول اخلليج الع ربي‪ ،‬دراس ة مقارن ة‪ ،‬م ذكرة‬ ‫‪2‬‬

‫ماجستري‪ ،‬كلية وهران‪ ،‬ص ‪.197‬‬


‫‪ .‬وفقا هلذا الشرط يلتزم املقاول ب أن يدفع إىل عماله أجورا ال تقل عن الأجور السائدة يف منطقة العمل‪ ،‬راجع‪ ،‬بوخالفة غريب‪ ،‬املرجع‬ ‫‪3‬‬

‫السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬


‫‪ .4‬إّن املشرع مل يعطي تعريفا لألجر الوطين الأدىن املضمون‪ ،‬ولكن بالرجوع إىل قانون رقم ‪ 12-78‬املتضمن بالقانون الأساسي العام للعامل‬
‫يف مادته ‪ 129‬نص على أّنه‪ " :‬الأ جر الذي حيدد تبعا الحتياجات احليوية للعامل ويرتبط أساسا مبتطلبات التنمية واألهداف االقتصادية والثقافية‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ولكن ب الرجوع إىل االتفاقي ة رقم ‪ 15‬لس نة ‪ 1973‬ع رفت األج ر الوط ين األدىن املض مون‪ 1‬على أن ّه‪:‬‬
‫"املستوى املقدر لألجر ليكون كافيا إلتباع احلاجات الضرورية للعامل وأسرته كاملأكل والتغذية والسكن‬
‫والعيش مبستوى إنساين الئق"‪ .‬من خالل هذا التعريف تظهر جمهودات العمل الدولية يف ربط مفهوم احلد‬
‫الأدىن لألجور بتوفري احلاجات الضرورية والالزمة للعمال لتمكنه من العيش الكرمي الذي يتفق مع كرامة‬
‫الإنسان‪.‬‬

‫كما عرفه املشرع الفرنسي على أنّه‪" :‬احلد الأدىن الذي يتضمن العمال ذوي الأجور املتدنية قدرة شرائية‬
‫ومسامهة يف التنمية االقتصادية لألمة"‪.2‬‬

‫هناك شبه إمجاع فقهي على تعريفه على أّنه‪" :‬احلد األدىن لألجر املطبق على كافة العمال وكافة القطاعات‬
‫والنشاطات دون استثناء (صناعي ‪،‬خدمات‪،‬ومتتد لتشمل القطاع الفالحي)‪.3‬‬

‫حبيث يتم حتدي ده من قب ل احلكوم ة مبقتض ى نص وص تنظيمي ة ‪ -‬مراس يم‪ -‬ويعتم د حتدي ده على ع دة‬
‫اعتبارات مالية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬ويتم حساب األجر األدىن على أساس األجر احملدد قانونا أي األجر‬
‫املمن وح مقاب ل ع دد الس اعات املؤداة بن اء على أربعني س اعة يف األس بوع مبا قيمت ه ‪4500‬دج للس اعة‬
‫الواح دة أي ‪ 18000‬دج يف الش هر طبق ا ألخ ر مرس وم‪ ،4‬وال ميكن يف أي ح ال من األح وال أن يتف ق‬
‫‪5‬‬
‫العام ل وص احب العمل على دفع اجر اقل من الأجر األدىن املض مون الرتباط هذا األخري بالنظام الع ام‬

‫واالجتماعية اليت تسعى الأمة إىل حتقيقها‪.‬‬


‫‪ . 1‬املادة ‪ 16‬من االتفاقية رقم ‪ 15‬لسنة ‪.1973‬‬
‫‪Art 141-2: « le salaire minimum de croissance assure aux salariés dont les rémunérations sont .2‬‬
‫‪les plus faible la garanties de leur pouvoir d’achat et une participation au développement‬‬
‫‪.» économique de la nation‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P.425‬‬
‫‪.‬املرسوم الرئاسي رقم ‪ ،11/407‬املؤرخ يف ‪ 29‬نوفمرب‪ ،2011‬الذي حيدد األجر الوطين األدىن املضمون‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،66‬املؤرخة يف‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 4‬ديسمرب ‪ ،2011‬ص‪.4‬‬
‫إذا كان عدد الساعات العمل الفعلي اقل من ‪ 400‬ساعة يف األسبوع ال ميكن للعامل االحتياج واملطالبة باحلد األدىن لألجر بل يتقاضى أجرا‬
‫مالئم للساعات العمل املؤدى ويف احلالة العكسية إذا استغل العامل أكثر من عدد الساعات املقررة قانونا أّن أكثر من ‪ 402‬ساعة يف الأسبوع‬
‫فهنا يتقاضى الأجر األدىن باإلضافة إىل تعويضات عن الساعات العمل الإضافية حبيث ال تدخل يف احلساب الأجر الوطين الأدىن‪.‬‬
‫‪ .5‬إّن هذا قرار "أن ذهب إليه قضاه اجمللس بعد صوابا ذلك أهنم اخذوا مبا هو مقرر قانونا اعتمادا على احلد األدىن لألجر الوطين املعمول به‬
‫يومه ا وه ذا اق ل تق دير منهم يف ح ق العام ل "انظ ر عب د س الم ذيب‪ ،‬املرج ع الس ابق‪ ،‬ص ‪ .290‬ق رار رقم ‪ 156288‬املؤرخ يف‬
‫‪ ،9/12/1997‬حيث‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وأض فى على الفع ل املخ الف للح د الأدىن للأج ور الط ابع الإج رامي باعتب اره خمالف ة ي رتتب علبه ا توقي ع‬
‫عقوبات مدنية وأخرى جزائية‪.‬‬

‫اجلزاء املدين ‪ :‬يتجس د يف البطالن الق انوين ألي اتف اق من ش انه منح العام ل أج را اق ل من احلد األدىن‬
‫املعمول به‪ ،‬أّن املشرع اجلزائري قرر البطالن عام لكل عالقة عمل خمالفة وغري مطابقة ألحكام التشريع‬
‫املعمول به‪ 1.‬ومن أمثلة ذلك اتفاق صاحب العمل مع العامل يف عقد العمل أجرا أقل من األجر الوطين‬
‫األدىن احملدد‪.‬‬

‫قي حني أّن املشرع املغريب كان أكثر دقة وصراحة يف تقرير بطالن عالقة العمل بسبب تقاضي العامل اجر‬
‫اقل من اخلد األدىن املضمون‪.2‬‬

‫أّن البطالن املق رر يف ق انون العم ل خيتل ف عن البطالن يف الق انون املدين فقواع د البطالن كقاع دة عام ة‬
‫يرتتب عليه رجوع املتعاقدين إىل احلالة اليت كانا عليها قبل التعاقد‪ ،‬ولكن نظرا خلصوصية عقود العمل‪ ،‬ف إن‬
‫هذا البطالن ال يكون له أث ر رجعي‪ ،‬ومن مت فان هذا البطالن ال يؤدي إىل ضياع األجر املستحق للعامل‬
‫عن العمل الذي قام به ‪ ،3‬باعتبار أّن جهده غري قابل لالسرتجاع‪.4‬‬

‫أما اجلزاء اجلزائي‪ :‬فقد رتب املشرع اجلزائري عقوبة جزائية‪ ،‬تلحق كل مستخدم يدفع إىل العامل أجرا‬
‫يقل عن احلد األدىن الوطين املضمون‪ ،‬تتمثل يف غرامة مالية ترتاوح ما بني ‪ 1000‬دج إىل ‪ 2000‬دج ويف‬
‫حالة العود تصل الغرامة املالية إىل ‪ 2000‬دج إىل ‪ 5000‬دج وتضاعف حسب عدد املخالفات‪.5‬‬

‫‪ . 1‬املادة ‪ 135‬فقرة ‪ 1‬من القانون ‪ 9011‬اليت تنص‪" :‬تعد باطلة وعدمية األثر كل عالقة عمل غري مطابقة إلحكام التشريع املعمول به "‬
‫‪.‬املادة ‪ 360‬من مدونة الشغل املغربية ‪ ":‬يكون باطال بقوة القانون كل اتفاق فرديا كان أو مجاعيا‪ ،‬يرمي إىل ختفيض األجر‪ ،‬إىل ما دون‬ ‫‪2‬‬

‫احلد األدىن القانوين لألجر"‬


‫‪. 3‬املادة ‪ 135‬ف ‪1‬من قانون ‪ ":90/11‬غري أّنه ال ميكن أّن يؤدي بطالن العمل إىل ضياع األجر عن عمل مت أداؤه"‬
‫‪. 4‬قرار اجمللس األعلى بتاريخ ‪ 1‬نوفمرب ‪،1987‬ملف رقم ‪ ،43266‬م‪.‬ق‪ ،‬ع ‪ ،1‬س ‪،1991‬ص‪.95‬‬
‫‪ .‬تنص املادة ‪ 149‬من القانون ‪ 90/11‬السالف الذكر ‪":‬يعاقب بغرامة مالية ترتاوح من ‪ 1000‬دج إىل ‪ 2000‬دج كل مستخدم يدفع‬ ‫‪5‬‬

‫لعامل أجرا يقل عن األجر الوطين األدىن املضمون أو األجر احملدد يف اتفاقية مجاعية أو اتفاق مجاعي للعمل وذلك دون اإلخالل باألحكام‬
‫األخرى الواردة يف التشريع املعمول به‪ ،‬وتضاعف العقوبة حسب عدد املخالفات ‪.‬ويف حالة العود‪،‬ترتاوح الغرامة املالية من ‪ 2000‬دج‬
‫إىل ‪ 5000‬دج وتضاعف حسب عدد املخالفات"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ويرى الأس تاذ بن ع زوز بن ص ابر أن ه ذه العقوب ات غ ري ردعي ة تس تلزم ت دخل املش رع للنظ ر يف األحك ام‬
‫اجلزائية يف جمال قانون العمل لتكييفها مع حتوالت االقتصادية واالجتماعية‪ ،1‬وحىت تكون مطابقة جلسامة‬
‫‪2‬‬
‫اخلطأ وخطورته‪.‬‬

‫‪ .2‬األجر القاعدي‪:‬‬

‫يسمى كذلك ب "اجر املنصب واألجر األساسي"‪ ،‬وهو املقابل املايل الذي يتلقاه العامل مقابل ما‬
‫قدمه من عمل يف ظروف عادية لصاحب العمل وخالل فرتة زمنية معينة‪.‬وهو يتمث ل كذلك يف ذلك األجر‬
‫املرتبط بالتصنيف املهين ملناصب العمل داخل املؤسسة‪.3‬‬

‫إّن عملية التص نيف ه ذه ما هي إال جمرد إدراج مناصب العمل وف ق اجلدول اخلاص باألجور‪ ،‬ومينح لكل‬
‫منصب نقطة استداللية اليت حتددها عوامل خاصة ختتلف من منصب ألخر‪ ،‬وتتلخص هذه العوامل أساسا‬
‫يف درج ة الّتأهي ل‪ ،‬املس ؤولية‪ ،‬اجله د املتطلب‪ ،‬إىل ج انب ظ روف العم ل وخمتل ف الض غوطات واملتطلب ات‬
‫املتعلقة بكل منصب عمل مت حيدد لكل نقطة استداللية قيمة مالية معينة متثل متن أو سعر هذه النقطة‪ .‬وعليه‬
‫فإّن األجر األساسي هو حاصل ضرب الرقم االستداليل للمنصب يف القيمة ّالنقدية للنقطة االستداللية‪.4‬‬

‫لقد كانت عملية تصنيف مناصب العمل يف قوانني العمل السابقة تتميز باملركزية‪ 5‬عن طريق جلان خاصة‪،‬‬
‫ومت وضع أول سلم وطين لألجور سنة ‪ 1985‬هذا السلم مقسم إىل عشرين( ‪ )20‬صنف وهذه األصناف‬
‫مقس مة إىل جمموع ات‪ ،‬وك ل جمموع ة تش مل على ال رقم االس تداليل األدىن وال رقم االس تداليل األقص ى‪.6‬‬

‫‪ . 1‬بن عزوز بن ناصر‪ ،‬مقال األجر الوطين األدىن املضمون ‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P.419‬‬
‫وكذلك بن عزوز بن ناصر‪ ،‬مقال األجر الوطين األدىن املضمون ‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪.‬ش ريفي فري د‪ ،‬نظ ام األجور يف التش ريع اجلزائ ري‪ ،‬مذكرة هناية الرتبص‪ ،‬ختصص ق انون العم ل‪ ،‬املعه د الوطين للعم ل‪ ،‬اجلزائ ر‪-2002 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2003‬ص ‪15‬‬
‫‪. 4‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪.‬تطبيق ا للم ادة ‪ 211‬من الق انون رقم ‪ 78/12‬املؤرخ يف ‪ 05/8/1978‬امللغى ص در املرس وم ‪ 80/118‬املؤرخ يف ‪12/4/1980‬‬ ‫‪5‬‬

‫املتضمن تنظيم اللجنة الوطنية لألجور‪،‬ج‪.‬ر‪،‬ع ‪ ،16‬الصادرة سنة ‪( 1980‬امللغى) فحسب هذا املرسوم ف إّن هذه اللجنة تتشكل من أعضاء‬
‫ميثلون خمتلف الوزارات باإلضافة اىل ممثلني عن املنظمات اجلماهريية والقطاعات احلساسة‪ ،‬ويرأس هذه اللّجنة وزير العدل وتقوم هذه اللجنة‬
‫بدراسة املسائل التالية‪ّ - :‬النظام العام لألجور‪ -.‬تطور القدرة الشرائية لألجور وارتباطه باألسعار‪ - .‬دراسة جداول األجور‪ - .‬دراسة كيفية‬
‫تصنيف مناصب العمل‪ -.‬كما تقوم هذه اللجنة بإعداد تقرير سنوي ترفعه إىل احلكومة كما تقدم اقرتاحاهتا املتعلقة بالسياسة الوطنية لألجور‪.‬‬
‫‪. 6‬املرسوم رقم ‪ 85/03‬املؤرخ يف ‪ 05/01/1985‬احملدد للسلم الوطين لألجور ‪،‬ج‪.‬ر‪ ،‬ع ‪ ،02‬املؤرخة يف ‪.6/01/1985‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ولكن أمام التحوالت االقتصادية اليت بدأت تعرفها املؤسسات االقتصادية العمومية‪ ،‬وخاصة اخلوصصة‪،‬‬
‫انتقلت العملي ة إىل اختص اص جلان خاص ة تتش كل على مس توى املؤسس ة نفس ها‪ .‬ثم أح ال املش رع ه ذا‬
‫اص‬ ‫االختص‬
‫إىل االتفاقي ات اجلماعي ة للعم ل مبوجب املادة ‪ 120‬من ق انون ‪ 1 90/11‬واعت رب مرحل ة تص نيف امله ين‬
‫ملختلف املناصب العمل داخل املؤسسة من أهم مراحل التفاوض اجلماعي‪.2‬‬

‫هلذا قد خصصت خمتلف االتفاقيات اجلماعية فصال خاصا مبوضوع التصنيف املهين وقامت برتتيب مناصب‬
‫العمل ترتيبا سلميا‪ 3‬ويتم تصنيف مناصب العمل وفقا للعديد من املعايري منها القدرات الفيزيائية و العقلية‪،‬‬
‫شروط العمل ‪ ،‬املسؤولية‪.4..‬‬

‫لكن اإلشكال الذي يطرح يف ظل قانون ‪ 90/11‬هو يف حالة عدم تنظيم االتفاقية اجلماعية لتصنيف املهين‬
‫وحتديد األجور؟‬

‫يف حال ة إغف ال االتفاقي ة اجلماعي ة لتص نيف امله ين وحتدي د األج ور األساس ية للعم ال‪ ،‬يرج ع قض اة‬
‫القس م االجتم اعي يف حال ة نش وء ن زاع إىل تط بيق األحك ام ال واردة يف املرس وم رقم ‪ 86/179‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 05/08/1986‬املتعلق بتصنيف‪ ،‬بالرغم من أّن قانون رقم ‪11 /90‬ألغى أحكام هدا املرسوم‪ ،‬ومنح‬
‫ح ق التّص نيف وحتدي د األج ور ألط راف التف اوض اجلم اعي ه ذا م ا تض منه الق رار رقم ‪ 174546‬املؤرخ‬
‫‪5‬‬
‫يف ‪12/10/1999‬‬

‫تعويض الخبرة‪:‬‬

‫‪.‬تنص املادة ‪ 120‬من قانون ‪ 90/11‬على ما يلي ‪ ":‬تعاجل االتفاقيات اجلماعية اليت تربم حسب الشروط اليت حيددها هدا القانون‪،‬شروط‬ ‫‪1‬‬

‫التشغيل و العمل وميكنها أّن تعاجل خصوصا العناصر التالية‪ :‬التصنيف املهين"‪.‬‬
‫‪ 2‬بن عزوز بن صابر‪،‬االتفاقيات اجلماعية للعمل يف التشريع اجلزائري واملقارن‪ ،‬دار احلامد‪ ،‬ط ‪ ،2011 ،1‬ص ‪.172‬‬
‫كم ا نص ت املادة ‪ 53‬من االتفاقي ة اجلماعي ة ملؤسس ة البن اء واألش غال العمومي ة الك ربى وال ري ‪ ،‬ص ‪ 19‬على أّن ‪ ":‬يش كل التص نيف امله ين‬
‫ملناصب العمل بالنسبة للمؤسسة األداة املضلة لسياسة األجور"‪.‬‬
‫‪. 3‬املادة ‪ 55‬من االتفاقية اجلماعية السالفة الذكر‪،‬ص ‪ 20‬صنفت مناصب العمل إىل ‪ 4‬جمموعات مهنية هي‪:‬‬
‫‪-‬وظائف التنفيذ للعمال بدون مؤهل‪ ،‬وظائف التنفيذ املؤهلة للعمال ذو التأهيل العايل‪ ،‬وظائف الكفاءة للعمال ذو مؤهل تقين وتقين سامي‪،‬‬
‫الوظائف اخلاصة باإلطارات واإلطارات السامية‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit,.P 420.‬‬
‫‪. 5‬قرار رقم ‪ 174546‬املؤرخ يف ‪ ،10/1999 /12‬عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪277-276‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يهدف هذا التعويض إىل مكافأة العامل عن خربته املهنية اليت اكتسبها عن طريق الأقدمية يف شغله‬
‫للمنصب أو عن طريق التكوين املهين أو بالتعليم‪.‬واملبدأ أن تكون املكافأة عن اخلربة عن طريق الرتقية املهنية‬

‫يف السلم املهين‪ 1‬ولكن إذا تعذر دلك كان يكون املنصب املرقى إليه هناك من يشغله مثال‪ ،‬فهنا تتخذ الرتقية‬
‫شكل تعويض يتم حسابه يف شكل نسبة مئوية لألجر القاعدي تزيد هذه النسبة م ع تزايد عدد سنوات‬
‫الأقدمية خالل املسار املهين سواء باملؤسسة أو خارجها‪ ،‬حيت اعترب األستاذ منرتي مسعود أّن اخلربة مبثابة‬
‫الشهادة اليت ال جيب أن تضيع‪.2‬‬
‫ّ‬

‫إّن املشرع اجلزائري يف قانون ‪ 11/ 90‬أقر حق العامل يف تعويض الأقدمية‪ ،3‬ولكنه مل يتضمن أي تعريف‬
‫هلذه الفك رة وال كيفي ة حس اهبا‪ ،‬وه ذا على خالف م ا ك ان س ائد يف الق انون امللغى رقم ‪ 78/12‬حيت‬
‫عرف تعويض الأقدمية‪ 4‬وحدد شروط اكتساهبا‪ ،5‬كما حددت املادة الأوىل النسب املقررة ّللرتقية مبوجب‬
‫املرسوم رقم ‪ 85/58‬املتعلق بتعويض اخلربة احلد األقصى لتعويض اخلربة بنسبة ‪ % 50‬من األجر األساسي‬
‫يف قطاع اإلدارة العمومية و ‪ % 25‬من األجر األساسي يف مجيع القطاعات األخرى‪.6‬‬

‫وب الرجوع إىل ق انون ‪ 90/11‬ألغى ك ل ه ذه النص وص القانوني ة ص راحة ومنح اختص اص حتدي د تع ويض‬
‫الأقدمية لالتفاقية اجلماعية للعمل‪.7‬‬

‫‪. 1‬املادة ‪ 61‬من قانون ‪ 90/11‬تنص على " تتجسد التّرقية يف التّدرج داخل سلم التّأهيل أو داخل التّرتيب السّلمي املهين‪".‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Mentri Messaoud , « …..l’indemnité d’expérience à été instituée dans ce but, celle-ci est‬‬
‫‪entendue comme un diplôme que l’on ne perd pas », op.cit, p57.‬‬
‫‪. 3‬راجع املادة ‪ 81‬من قانون ‪90/11‬‬
‫‪ .‬املادة ‪ 160‬من قانون ‪ 78/12‬املتعلق بالقانون األساسي للعامل (امللغى) اليت تنص على‪":‬أّن تعويض الأقدمية يهدف إىل مكافأة الأقدمية‬ ‫‪4‬‬

‫املولدة للخربة وتتغري طرق التقييم فيها تبعا لطبيعة قطاع النشاط"‪.‬‬
‫‪. 5‬راجع املادة ‪ 161‬من قانون ‪ 78/12‬امللغى السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ . 6‬املادة األوىل من املرسوم رقم ‪ 85/58‬املؤرخ يف ‪ 23‬مارس ‪ 1985‬املتعلق بتعويض اخلربة ‪،‬ج‪.‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،‬ع ‪ ،13‬س ‪( 1985‬امللغى)‬
‫‪.‬املادة ‪ 120‬ف ‪ 4‬من ق ‪ ": 90/11‬تع اجل االتفاقي ات اجلماعي ة‪ -4.........‬التعويض ات املرتبط ة باألقدمي ة‪."....‬أطلقت االتفاقي ات‬ ‫‪7‬‬

‫اجلماعية على تعويض الأقدمية عدة تسميات منها ‪ :‬تعويض اخلربة املهنية – منحة الأقدمية‪.‬‬
‫‪Indemnité d’expérience professionnelle(IEP Prime d’ancienneté‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إّال أنه من الناحية العملية جند أّن قضاة القسم االجتماعي ال يزالون يعتمدون على املرسوم ‪ 85/58‬املتعلق‬
‫بتع ويض اخلربة امللغى يف ح ل النزاع ات املعروض ة أم امهم واملرتبط ة بتع ويض الأقدمي ة‪ 1‬وذل ك لالس تئناس‬
‫بأحكامه يف استنباط املفاهيم اليت يشوهبا الغموض أو عدم املصداقية االتفاقية اجلماعية ‪ ،2‬هذا ما يدفعنا‬
‫للتس اؤل م ا ك ان ه دف املش رع من منح ص الحية حتدي د تع ويض الأقدمي ة للش ركاء االجتم اعني إذا ك ان‬
‫قض اة املوض وع يطبق ون الق وانني امللغ اة ؟ كم ا أّن املش رع مل ي بني ج زاء امتن اع ص احب العم ل عن دف ع‬
‫تعويض الأقدمية؟‬

‫تعويض الضرر‪:‬‬

‫إّن بعض األعم ال أو املناص ب العم ل تظه ر فيه ا بعض املش اق واألخط ار أو عناص ر غ ري ص حية‬
‫أو خطرية تؤثر سلبا على حياة العمل وصحته مما يستحق تعويضا عن الضرر الناتج عن هذه الظروف‪.3‬‬

‫كما أن جمرد احتمال وقوع اخلطر ‪ -‬املخاطر املهنية‪-‬كافية لدفع تعويض الضرر ولذلك ف إّن الضّرورة حتتم‬
‫التكفل حبماية العامل من هذه املخاطر وذلك بالعمل على حتسني ظروف العمل كأن يلتزم صاحب العمل‬
‫بتوف ري الرقاب ة الطبي ة للعم ال‪ .4‬وللقي ام ب ذلك ال ب د من اإلحاط ة مبختل ف املخ اطر ال يت يتع رض هلا العام ل‬
‫وذل ك بتش كيل أجه زة خصيص ا لتق وم بتص نيف مناص ب العم ل املعني ة هبذا التع ويض واملعرض ة ملختل ف‬
‫األخطار وقد أسندت هذه املهمة إىل املؤسسة عن طريق مشاركة جلان خاصة بالوقاية والص حة واألمن على‬
‫مس تواها‪ ،‬املالح ظ أّن عم ل ه ذه األجه زة يبقى ناقص ا لص عوبة اإلحاط ة بك ل العناص ر املادي ة والنفس ية‬
‫واملهنية لك ل منص ب عمل‪ ،‬هل ذا يأيت ه دا التّص نيف غ ري كامل وغ ري شامل‪ .5‬إّن ق انون ‪ 90/11‬مل يأت‬
‫مبفهوم العمل املضر أو العمل اإللزامي بل اقر كالعادة هذا احلق مبوجب املادة ‪ 81‬من قانون ‪ 90/11‬وترك‬
‫كالعادة تنظيمها وحتديدها لالتفاقيات اجلماعية‪.6‬‬

‫‪. 1‬قرار رقم ‪ 193781‬املؤرخ يف ‪ ،11/04/2000‬عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪ 2‬شريفي فريد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪. 3‬تليل مربوك‪ ،‬احلماية القانونية للعامل من املخاطر املهنية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص ‪98‬‬
‫‪. 4‬شريفي فريد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،17‬راجع كذلك املادة ‪ 7‬من قانون ‪ 90/11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪.‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،205-204‬إن الواقع العملي يدل أّن املؤسسات ال تأخ ذ عنصر الضرر يف عملية تصنيف مناصب‬ ‫‪5‬‬

‫العمل‪.‬‬
‫‪ . 6‬املادة ‪ 120‬من قانون ‪90/11‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ولكن املالحظ هل ذه االتفاقيات أّنها نسخت تعريف وتقدير التعويض عن الضرر من األحكام القانونية‬
‫امللغاة‪.1‬‬

‫مع اإلشارة أّنه يف حالة إزالة هذه األضرار فهذا ال مينع من ختفيض أو إلغاء التعويض بالشكل نفسه الذي‬
‫أدى ملنحه‪ ،2‬كما أّن تعويض اخلطر خيتلف من عمل ألخر فقد يتحمل عامل من األخطار م ا ال يتحمله‬
‫عامل أخر هلذا وحتقيقا للعدالة فإّنه يدفع لكل عامل تعويض بقدر ما يتحمله من خماطر كالتعويضات اليت‬
‫متنح لعم ال املن اجم والع املون حتت األرض ويف ظ روف ح رارة مرتفع ة أو منخفض ة ال تتس اوى م ع‬
‫تعويضات من يشتغل يف منصب عمل ال حيتوي على هذا القدر من املخاطر وبالتايل فان هذه التعويضات‬
‫‪3‬‬
‫غري موحدة إّنما مطابقة لكل حالة على حدا‪.‬‬

‫تعويض المنطقة‪:‬‬

‫وه و املبل غ ال ذي يتق رر للعام ل حني مزاولت ه لعم ل معني يق ع يف منطق ة جغرافي ة خاص ة توص ف‬
‫بالنائي ة أو الص عبة أو البعي دة عن مق ر الس كىن أو يف وح دة اقتص ادية أو يف مؤه ل معني حيظى باألولوي ة يف‬
‫الربامج االقتصادية واالجتماعية للدولة وفقا ملخططات التنمية‪.4‬‬

‫لقد نظم املشرع اجلزائري فكرة التعويض عن املنطقة يف إطار القانون األساسي العام للعامل امللغى حيت‬
‫خص ص له فص ال ك امال وحدد من خالله طريق ة منح ه ذا احلق إىل جانب وض ع قائمة املناطق ومناصب‬
‫العمل املعزولة وأماكنها وقطاعات النشاط واملشاريع والوحدات االقتصادية واملؤهالت اليت متنح احلق يف‬
‫احلص ول على تع ويض املنطق ة‪، 5‬كم ا نظمه ا مبوجب املرس وم ‪ 82/183‬فق د وض ع ه ذا النص التنظيمي‬
‫ختطيطا دقيقا للكيفيات منح هذا التعويض‪ ،6‬وحدد املعايري اليت تأخذ بعني االعتبار حلساب تعويض املنطقة‬
‫ومن بني هذه املعايري ‪ :‬املنطقة اجلغرافية‪ ،‬قطاع النشاط‪ ،‬قطاع النشاط‪ ،‬الوحدات االقتصادية‪ ،‬طبيعة ومكان‬

‫‪.‬املادة ‪ 152‬من الق انون األساس ي الع ام للعام ل الس الف ال ذكر‪ ،‬واملرس وم رقم ‪ 81/58‬املؤرخ يف ‪ 28‬م ارس ‪ 1981‬يتض من كيفي ات‬ ‫‪1‬‬

‫اب تع ويض الض رر ‪،‬ج‪.‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪ ،‬ع‪ ،13‬س ‪ 1981‬املع دل واملتمم مبوجب املرس وم ‪ 88/219‬املؤرخ يف ‪ 2‬نوفم رب‬ ‫حس‬
‫‪، 1988‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،.‬ع ‪ ،46‬س ‪(1988‬امللغى)‪.‬‬
‫‪. 2‬راجع املادة ‪ 3‬من املرسوم رقم ‪ 81/58‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪. 3‬بوخالفة غريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪ . 4‬املادة ‪ 163‬من القانون األساسي العام للعامل امللغى‪ ،‬راجع كذلك أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ . 5‬املادتني ‪ 163‬و‪ 164‬من القانون األساسي العام للعامل السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ . 6‬املرسوم رقم ‪ 82/183‬املؤرخ يف ‪ 15‬ماي ‪ 1982‬املتعلق بكيفيات حساب تعويض املنطقة‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪ ، 20‬س‪ (1982‬امللغى)‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫منص ب العم ل وك ذلك معي ار ع دد العم ال ومعي ار العزل ة عن العائل ة‪ ،1‬ولق د ج اء يف ق رار رقم ‪15610‬‬
‫بأنه يف بناء احلكم ال جيب على قضاة املوضوع االعتماد على معيار واحد فقط‬
‫املؤرخ يف ‪ّ 10/3/1998‬‬
‫ملنح تعويض املنطقة ولكن جيب أّن يتأكد القاضي من توافر عدة معايري جمتمعة‪. 2‬‬

‫يتقاضى العامل تعويض عن املنطقة على أساس أيام العمل الفعلية ويدفع له دوريا بصفة مكملة لألجر‪،‬‬
‫ويطبق على العمال الناشطني داخل الرتاب الوطين فقط ويستبعد األشخاص الذين يزاولون عملهم خارج‬
‫الوطن‪.3‬‬

‫إّن قانون ‪ 90/11‬ألغى القوانني السّابقة املنظمة ّلتعويض املنطقة لكن يف ظل القانون احلايل مل يعرف هذا‬
‫تع ويض‪ ،‬ب ل اكتفى باإلش ارة إلي ه وإب رازه كعنص ر من عناص ر املكون ة لألج ر‪ ،4‬ولكن ه مل ي أيت ب أي إل زام‬
‫للمستخدم بدفع هذا التعويض بل اكتفى بإحالة املسالة تقدير التعويض إىل التفاوض يف إطار االتفاقيات‬
‫اجلماعي ة للعم ل‪ ،5‬املالح ظ أّن ه ذه األخ رية اختلفت يف حتدي دها ّللمنطق ة ال يت تس تحق التّع ويض‪ ،‬فبعض‬
‫االتفاقي ات منحت ّالتع ويض للعم ال ال ّذ ين ميارس ون عملهم يف من اطق جغرافي ة حمددة أو يف ظ روف عزل ة‬
‫خاص ة‪ ،‬غ ري أّن البعض منه ا حص ر التع ويض لفائ دة العم ل ال ذين ميارس ون نش اطهم يف اجلن وب‪ ،‬فق امت‬
‫بتحدي د املن اطق املعني ة ب التعويض مت منحت تعويض ا خ اص بك ل منطق ة فه و يرتف ع كلم ا ابتع دت املنطق ة‬
‫وينخفض كلما اقرتبت‪.6‬‬

‫بل أكرت من ذلك ف إّن االتفاقية اجلماعية للعمل أصبحت تقرر فائدة أفضل للعمال وبصورة أحسن‪ ،‬من‬
‫تلك النصوص امللغاة فباإلضافة إىل منح العمال ّالتعويض املايل الذي مينح للعمال الذين ميارسون نشاطا يف‬

‫‪. 1‬راجع املواد ‪ 5-3-2‬من املرسوم ‪ 82/183‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪. 2‬جاء يف منطوق القرار رقم ‪ 15610‬املؤرخ يف ‪ ..."10/3/1998‬إّن قضاة املوضوع يف قضائهم ارتكزوا على عنصر واحد متعلق باملنطقة‬
‫اجلغرافية وهي أّن بلدية الدروع تابعة لوالية بسكرة تستفيد من منطقة املنحة متجاهلني العناصر األخرى املهمة واليت جيب توفرها حىت يستفيد‬
‫العام ل من ه ذه املنح ة وتتمث ل يف وج ود املس تفيد منه ا مبف رده مع زوال عن عائلت ه‪.......‬وإهنم اعتم دوا معي ار غ ري ك اف مما يفق د قض ائهم‬
‫لألسباب واألساس الصحيحني ويرتتب عن ذلك نقض القرار"‪ ،‬راجع عبد السالم ديب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ . 3‬بوخالفة غريب‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.284‬‬
‫‪. 4‬راجع املادة ‪ 81‬من قانون ‪.90/11‬‬

‫‪. 5‬راجع املادة ‪ 120‬من قانون ‪.90/11‬‬


‫بن عزوز بن صابر‪ ،‬االتفاقيات اجلماعية للعمل‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪199‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫مناطق اجلنوب‪ ،‬ترك املشرع اجلزائري لالتفاقية اجلماعية تقدير عطلة إضافية لعمال ه ذه املناطق بشرط أّن‬
‫ال تقل عن ‪ 10‬أيام عن سنة العمل الواحدة‪.1‬‬

‫تعويض المنح العائلية والدراسية واألجر الوحيد‪:‬‬

‫أق ر املش رع اجلزائ ري على غ رار التش ريعات احلديث ة املنح العائلي ة ال يت تتمث ل يف التعويض ات ال يت‬
‫تصرف للعامل ملواجهة أعبائه العائلية‪ ،‬تتجسد يف تقدمي مبالغ مالية حمددة له‪ ،‬على أساس عدد األبناء الذين‬
‫هم يف كفالته إىل غاية بلوغ سن الرّشد وطوال املرحلة الدّراسية‪ ،‬ويعترب هذا التعويض جزء من أجر العمل‪.‬‬

‫ولقد عرفت هذه املنح نوعا من اجلمود منذ االستقالل إىل غاية ‪ 1991‬حيت يف هذه السنة مت رفع قيمتها‬
‫من ‪ 40‬دج إىل ‪ 140‬دج لالبن الواحد‪ ،‬مت طرأت عدة تطورات يف رفع مبلغها‪ .2‬لكن ما مييز مقدار هذه‬
‫املنح أهّن ا ق د تتغ ري من مرحل ة إىل أخ رى ومن عام ل لألخ ر حس ب اختالف العوام ل واألس باب واملق اييس‬
‫"كع دد األبن اء‪ ،‬دخ ل العام ل الش هري اخلاض ع لالش رتاكات الض مان االجتم اعي" ال يت ت دخل يف حس اهبا‬
‫وتقديرها‪.3‬‬

‫‪.‬املادة ‪ 42‬من ق انون ‪ 90/11‬الس الف ال ذكر تنص على ‪ " :‬مينح العام ل يف والي ات اجلن وب عطل ة إض افية ال تق ل عن ‪ 10‬أي ام عن س نة‬ ‫‪1‬‬

‫العمل الواحدة ‪ ،‬حتدد االتفاقيات أو االتفاقات اجلماعية كيفيات منح هذه العطلة "‪.‬‬
‫‪. 2‬أحكام التشريعية املتعلقة برفع املنح العائلية وردت يف قوانني املالية‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 93/18‬املؤرخ يف ‪ 29‬ديسمرب ‪، 1993‬يتضمن قانون املالية س‪،1994‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪ ،33‬س‪.1994‬‬
‫‪-‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/08‬املؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪ ،1994‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 1994‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪ ،33‬س‪.1994‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 96/31‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،1996‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،1997‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،85‬س‪.1996‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 98/12‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،1998‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪،1999‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،98‬س‪.19 98‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك جاءت العديد من املراسيم لرفع املنح العائلية وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 94/326‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،1994‬حيدد مبلغ املنح العائلية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪ ،68‬س‪.1994‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 289 /95‬املؤرخ يف ‪ 8‬سبتمرب ‪ ،1995‬يتضمن رفع مبلغ املنح العائلية ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬ع ‪ ،56‬س‪.1995‬‬
‫‪ -‬املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 96/298‬املؤرخ يف ‪ 8‬س بتمرب ‪ ،1996‬يتض من رف ع مبل غ املنح العائلي ة ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،.‬ع ‪ ،52‬س ‪ 1996‬املتمم‬
‫مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪، 97/330‬املؤرخ يف ‪ 10‬سبتمرب ‪، 1997‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪ ،60‬س‪.1997‬‬
‫‪. 3‬راجع املواد ‪ 6-5-4-2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 96/298‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬راجع املادة ‪ 7‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،97/330‬السالف الذكر ‪.‬‬
‫‪ -‬انظ ر أحك ام الق رار ال وزاري املش رتك ‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 2‬ج انفي ‪ ، 1999‬ال ذي حيدد كيفي ات دف ع املنح العائلي ة وعالوة الدراس ة ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪ ،7‬س‪.1999‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ولكن ه ل تعترب املنح ة الشهرية املق درة ب ‪ 600‬دج ال يت مت حتديدها مند ‪ 1996‬إىل حد الساعة كافية‬
‫ملواجهة األعباء العائلية خصوصا يف ظل االرتفاع املستمر لألسعار اليت يشهدها سوق العمل ؟‬

‫كما حدد املبلغ السّنوي للمنحة الدراسية ب ‪ 800‬دج عن كل طفل متمدرس يف حدود ‪ 5‬أطفال‪ ،‬بينما‬
‫ال يس تفيد األج راء ال ذين يتقاض ون أج را يتج اوز مبل غ ‪ 15000‬دج و ال ذين يتج اوز ع دد أطف اهلم‬
‫املتمدرسني ‪ 6‬أطفال‪ ،‬سوى من نصف املنحة الدراسية أي ‪ 400‬دج‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس اإلشكال يطرح هل هذه التعويضات كافية لتغطية مصاريف الدخول املدرسي؟‬

‫مبا أّن املشرع منح االتفاقيات اجلماعية صالحية حتديد املنح الدراسية فالبد من أّن تقرر مبالغ مالية تغطي‬
‫تلك املصاريف ولو جزئيا وتواكب تطورات األسعار‪ ،‬وهلذا فقد جند بعض االتفاقيات تكون أكثر امتيازا‬
‫من األحك ام ّالتش ريعية ال يت متت از ب اجلمود األم ر ال ذّي يس توجب تط بيق األحك ام ال واردة يف االتفاقي ة‬
‫اجلماعية‪.3‬‬

‫فإنها مل متسها أية زيادة من ذ ‪ 1‬جانفي ‪ 2004‬فحددت قيمة هذه املنحة‬


‫أّم ا خبصوص منحة األجر الوحيد ّ‬
‫الش هرية ب ‪ 400‬دج‪ ،‬غ ري أّن ه ذه املنح ة ال ت دفع إال لزوج ة واح دة مهم ا تع ددت الزوج ات‪ .4‬ولق د‬
‫نظمت االتفاقيات اجلماعية هذا التعويض فأقرت قيمة مالية تفوق القيمة احملددة قانونا حيت منحة االتفاقية‬
‫اجلماعي ة ملؤسس ة البن اء واألش غال العمومي ة لوالي ة عناب ة مبل غ ‪ 500‬دج يف الش هر كمنح ة لألج ر الوحي د‬
‫وبذلك تكون بعض االتفاقيات تقرر مصلحة أفضل للعمال عن تلك املكرسة قانونا‪.5‬‬

‫‪ . 1‬راجع املادتني ‪ 4‬و ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 96/298‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ .‬لقد أق رت السلطات العامة إىل جانب ذل ك منح ة دراس ية متنح للتالميذ تقدر ب ‪ 3000‬دج عند ك ل دخول مدرس ي تسمى "مبنح ة‬ ‫‪2‬‬

‫التمدرس" ولكن بشروط كان يكون أولياء هذا التلميذ يتقاضون أجورا ضعيفة ال تتعدى األجر الوطين األدىن املضمون وهذا كله حماولة‬
‫التخفي ف من األعب اء الدراس ية ف ادا ك انت ه ده املنح ة مت رفعه ا من ‪ 2000‬اىل ‪ 3000‬دج ‪ .‬فلم اذا النص وص القانوني ة مل ت واكب تط ورات‬
‫األسعار؟ وملاذا تقرر االتفاقيات اجلماعية قيمة اقل من القيمة املقررة قانونا؟‬
‫بن عزوز بن صابر ‪ ،‬االتفاقيات اجلماعية للعمل‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬ ‫‪3‬‬

‫لقد أطلقت بعض االتفاقيات على هذه املنحة تسمية منحة املرأة املاكثة بالبيت وحسب األستاذ بن ع زوز بن صابر ف إّن هذه التّسمية غري‬
‫سليمة لأّن هذه املنحة ال يستفيد منها العامل الذي تكون امرأته املاكثة بالبيت فقط‪ ،‬بل حىت املرأة اليت ال ميارس زوجها أي نشاط مأجور‪،‬‬
‫وكذلك األرملة العاملة املربية لألبناء‪ ،‬واملطلقة العاملة احلاضنة املسندة هلا احلضانة مبوجب حكم قضائي‪.‬‬
‫‪ .‬املرس وم التنفيذي ‪ ،04/28‬املؤرخ يف ‪ 14‬فرباير ‪ ،2004‬املعدل للمرسوم ‪ ،65/75‬املؤرخ يف ‪ 23‬مارس ‪ ،1965‬املتعل ق ب املنح ذات‬ ‫‪4‬‬

‫الطابع العائلي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪:‬األجر المتغير‬

‫إىل جانب العناصر املكونة لألجر الثابت السالفة الذكر توجد جمموعة من العناصر متغرية من حيت‬
‫القيم ة املالي ة ومن حيت دميومته ا واس تقرارها‪ ،‬أّنه ا عناص ر مكون ة لألج ر لكنه ا غ ري دائم ة ألهّن ا ختض ع‬
‫ملعطيات وشروط متغرية حسب ظروف اخلاصة لكل منصب عمل‪ .‬إّن ه ذه العناصر تنري عدة إشكاالت‬
‫قانونية يف طرق حساهبا ويف مدى اعتبارها من عناصر املكونة لألجر أم ال؟ ولتوضيحها بأكرب قدر ممكن‬
‫نرى بان نقسمها إىل جمموعتني‪:‬‬

‫‪ .1‬التعويضات‪:‬‬

‫ختتلف التعويضات وتتعدد باختالف خصوصية كل منصب عمل وظروفه وتتجسد أهم هذه التعويضات‬
‫يف‪:‬‬

‫تعويض الساعات اإلضافية‬

‫مينح ه ذا التع ويض للعام ل مقاب ل أدائ ه لعم ل إض ايف زي ادة عن املدة القانوني ة للعم ل‪ 1‬س واء بص فة‬
‫دائم ة أو متقطع ة‪،‬كم ا ال ميكن حتديد الس اعات اإلض افية مس بقا يف عق د العم ل ألنّه ال يلج أ إليه ا إال إذا‬
‫اس تدعت الض رورة املطلق ة يف اخلدم ة‪ ، 2‬ويش رتط ان ال تتج اوز ع دد الس اعات اإلض افية احلد املعني يف‬
‫االتفاقي ات اجلماعي ة ودون أن تتع دى هي ب دورها ويف يف مجي ع احلاالت نس بة ‪ % 20‬من املدة املق ررة‬
‫قانونا‪ ،3‬أي ال يتجاوز اثين عشر ساعة مدة العمل الفعلي يف اليوم‪ ،‬ويتم حساب تعويض الساعات اإلضافية‬
‫على أس اس زي ادة ال تق ل عن قيم ة ‪ % 50‬من األج ر الع ادي للس اعة الواح دة‪ ،4‬وتك ريس املش رع لع دد‬
‫الساعات اإلضافية وقيمتها قانونا ما هو إال حماولة تقرير محاية للعمال من استغالل أرباب العمل‪.‬‬

‫‪.‬نص ت املادة ‪ 58‬من االتفاقي ة الس الفة ال ذكر‪" :‬مينح التع ويض عن األج ر الوحي د للعام ل املتزوج ال ذي ال ميارس زوج ه أي نش اط م دفوع‬ ‫‪5‬‬

‫األجر قيمة هذه املنحة حمددة مببلغ (‪ 500.00‬دج) يف الشهر وال تدفع يف حالة تعليق عالقة العمل مدة تفوق الشهر"‬
‫‪.‬حدد املشرع اجلزائري املدة القانونية األسبوعية للعمل بأربعني (‪ )40‬ساعة يف ظروف العمل العادية‪ ،‬وذلك مبوجب األمر رقم ‪03-97‬‬ ‫‪1‬‬

‫املؤرخ يف ‪ 11‬جانفي‪ 1997‬احملدد للمدة القانونية للعمل‪ ،‬السابق الذكر‪.‬‬


‫‪. 2‬بشري هديف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ . 3‬راجع املادة ‪ 31‬من قانون ‪.90/11‬‬
‫‪ .‬املادة ‪ 32‬من قانون ‪ 90/11‬تنص على‪":‬خيول أداء ساعات إضافية احلق يف زيادة ال تقل بأي حال من األحوال عن ‪ % 50‬من األجر‬ ‫‪4‬‬

‫العادي للساعة"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫لق د س بق املش رع اجلزائ ري وأّن نظم التع ويض عن الس اعات اإلض افية مبوجب املرس وم رقم‬
‫‪ 81/57‬املؤرخ يف ‪ 28‬م ارس ‪ 1981‬امللغى املتعل ق بتحدي د نس بة منح التع ويض اجلزايف عن اخلدم ة‬
‫‪1‬‬
‫الدائمة‪.‬‬

‫أمّا قانون العمل احلايل فقد منح االتفاقيات اجلماعية للعمل صالحية حتديد تعويض العمل اإلضايف‪ ،2‬ولكن‬
‫يف اح رتام الزي ادة ال دنيا احملددة قانون ا الرتباطه ا بالنظ ام الع ام االجتم اعي ال يت جيوز رف ع نس بتها اتفاقي ات‬
‫مبوجب االتفاقية اجلماعية إذا استدعت الضرورة القصوى ملصلحة املؤسسة‪.3‬‬

‫لق د اختلفت االتفاقي ات اجلماعي ة ملختل ف اهليئ ات املس تخدمة يف تق ديرها لنس بة التع ويض عن الس اعات‬
‫اإلضافية فالبعض منها منحت نسبة تعويض تقدر نسبته ‪ % 50‬من األجر عن أربع ساعات األوىل ومنح‬
‫نس بة ‪ % 75‬عن الس اعات اإلض افية املؤداة بع د ‪ 45‬س اعة‪ ،‬ومنحت ‪% 100‬عن الس اعات اإلض افية‬
‫املؤذاة ما بني الساعة ‪ 21‬و ‪ 5‬صباحا‪ ،‬ولكن بشرط أن ال يتم احتساهبا يف إطار املناوبة‪.4‬‬

‫تعويض العمل الليلي‪:‬‬

‫يدفع هذا التعويض عند قيام العامل بالعمل في األوقات الغير العادية للعمل‪ ،‬ذلك أّن العمل‬
‫ليال له ظ روف ومتطلب ات خاص ة تختل ف عن متطلب ات وظ روف العم ل نه ارا ‪ ،5‬ولق د ع رفت الم ادة‬
‫‪ 27‬من ق انون ‪ 90/11‬العم ل الليلي على أن ّه‪ " :‬ك ل عم ل ينف د م ا بين الس اعة التاس عة ليال‬
‫والخامسة صباحا " لقد اكتفى المشرع الجزائري بذلك دون أن يبين آليات تقدير هدا التعويض أو‬
‫كيفيات حسابه‪ ،‬أمام هذ ا الوضع ف إنّ تقدير تعويض العمل الليلي قد يتم بموجب االتفاق الحاصل‬

‫‪ .‬املرسوم رقم ‪ 81/57‬املؤرخ يف ‪ 28‬مارس ‪ ،1981‬حيدد نسبة منح التعويض اجلزايف عن اخلدمة الدائمة وشروطه فلقد حددت املادة ‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫منه نسبة التعويض عن الساعات اإلضافية تعويضا ال يقل عن ‪ 20‬من األجر األساسي للعامل املعين‪.‬‬
‫‪ .‬املادة ‪ 120‬من ق ‪ 90/11‬واملالح ظ أّن االتفاقي ات اجلماعي ة ق د نس خت األحك ام التش ريعية امللغ اة مبوجب ق ‪ 90/11‬الس يما املادة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 189‬من األمر ‪ 75/31‬املؤرخ يف ‪ 29‬افريل ‪ 1975‬املتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل يف القطاع اخلاص‪.‬‬
‫‪. 3‬عبد السالم ديب‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪281‬‬
‫‪ . 4‬املادتني ‪ 16- 15‬من االتفاقية اجلماعية ملؤسسة البناء واألشغال العمومية‪ ،‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ . 5‬امحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫بين صاحب العمل والعامل ضمن عقد العمل الفردي‪ ،‬وبين األطراف المتفاوضة في إطار االتفاقية‬
‫الجماعية للعمل التي تبقى الوسيلة األنجع لتحديد وتقدير التعويض عن العمل الليلي وإيجاد آلي ات‬
‫دفعه‪.‬‬

‫ونظ را لمحاول ة المش رع حماي ة العم ال أورد قي ود للج وء إلى ه ذا الن وع من العم ل‪ ،‬بحيث يقتص ر‬
‫تش غيل العم ال ال ذكور في العم ل الليلي كأص ل عام ا وبالت الي يمن ع تش غيل النس اء العمالت في‬
‫األعم ال الليلي ة‪ ،‬إال في الح االت االس تثنائية وذل ك بع د إخط ار مفتش العم ل المختص إقليمي ا‬
‫وب ترخيص من ه وذل ك عن دما ت برر طبيع ة النش اط وخصوص ية منص ب العم ل ‪ 1‬ومث ال ذل ك عم ل‬
‫الممرضات ليال في العيادات الخاصة‪،‬كما يمنع تشغيل من يقل أعمارهم عن ‪ 19‬سنة كاملة في أي‬
‫عمل ليلي ‪.2‬‬

‫بالرغم من هذه القيود إال أّن العمل الليلي يتميز بطابعه اإللزامي للفئات المعنية به حيث ألزمت‬
‫ك ل األنظم ة الداخلي ة لمختل ف الهيئ ات المس تخدمة‪ ،‬العم ال بالقي ام بالس اعات اإلض افية الليلي ة وال‬
‫يج وز رفض ه ذا االل تزام‪ ،‬وإال تع رض إلى عقوب ات تأديبي ة حس ب األحك ام ال واردة في النظ ام‬
‫الداخلي للمؤسسة ‪.3‬‬

‫يث ير ه ذا الن وع من العم ل إش كاال في طريق ة حس ابه‪ ،‬ولكن يمكن لألط راف إيج اد طريق ة خاص ة‬
‫لذلك تتمثل إّم ا في إبرام اتفاق جماعي في هذا الشأن‪ ،‬فمنحت بعض االتفاقيات الجماعية للعمل‬
‫زيادة في األجر تقدر بنسبة ‪% 100‬عن الساعات اإلضافية اللّيلية ‪ ،4‬أو إّم ا عن طريق االتفاق على‬
‫نس بة من النس ب المح ددة في النص وص التنظيمي ة والمتعلق ة بالتعويض ات األخ رى كاالتف اق على‬
‫االعتماد التعويض المقرر للعمل التناوبي مثال‪.‬‬

‫تعويض العمل التناوبي‪:‬‬

‫‪ . 1‬نصت املادة ‪ 29‬من قانون ‪ 90/11‬السالف الذكر ‪ ":‬مينع املستخدم من تشغيل العامالت يف األعمال اللّيلية‪.‬‬
‫غري انه جيوز ملفتش العمل املختص إقليميا أ ن مينح رخصا خاصة ‪ ،‬عندما تربر ذلك طبيعة النشاط وخصوصية منصب العمل "‬
‫‪ .‬نصت املادة ‪ 28‬من قانون ‪ 90/11‬على أنّه ‪ ":‬ال جيوز تش غيل العم ال من كال اجلنسني الدين يقل عم رهم عن تسع عش رة (‪ )19‬سنة‬ ‫‪2‬‬

‫كاملة يف أي عمل ليلي"‪.‬‬


‫‪ . 3‬بن عزوز بن صابر ‪ ،‬االتفاقيات اجلماعية للعمل‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪190.‬‬
‫‪ . 4‬نصت املادة ‪ 18‬ف ‪ 2‬من االتفاقية اجلماعية للمؤسسة البناء واألشغال العمومية السالفة الذكر على ما يلي‪ ":‬خيول العمل الليلي احلق فيما‬
‫يلي‪ -:‬زيادة يف األجر بنسبة ‪% 100‬عن الساعات اإلضافية"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫األصل أن ينجز العامل المطلوب به في األوقات العادية غير أنّه يجوز للمؤسسة المستخدمة‬
‫وألس باب مختلف ة تقني ة واقتص ادية يتم اللّج وء إلى تنظيم العم ل في ش كل آخ ر على أس اس أف واج‬
‫متعاقب ة‪ ،‬ذل ك بتقس يم م دة العم ل اليومي ة إلى أك ثر من مرحل ة واح دة متعاقب ة يعم ل فيه ا عم ال‬
‫مختلفون وفي أوقات مختلفة‪ ،‬وعلى هذا األساس قد يعمل عامل تارة في الصباح وتارة أخرى في‬
‫المساء وتارة قد تكون في الليل ‪.1‬‬

‫ولق د س بق ونظم المش رع تع ويض عن العم ل التن اوبي في الم ادة ‪ 153‬من ق انون رقم ‪78/12‬‬
‫وبم وجب المرس وم رقم ‪ 81/14‬الم ؤرخ في ‪2 1981 /31/11‬ويتم تحدي د التع ويض عن العم ل‬
‫التابع للمنصب بعد ضبط الهيئة المستخدمة قائمة مناصب العمل التي تخول الحق في هذا التعويض‬
‫بعد استشارة ممثلي العمال‪ ،‬وبين كيفية تحديد التعويض عن العمل التناوبي وأقر تعويضا جزافي ا عن‬
‫ذلك ‪.3‬‬

‫ولكن ق انون ‪ 90/11‬الح الي يجوز للمس تخدم أن ينظم العم ل التن اوبي على أساس ف رق متعاقب ة أو‬
‫عم ل تن اوبي إذ ا دعت ل ذلك حاج ات اإلنت اج أو الخدم ة ويخ ول ه ذا العم ل التن اوبي الح ق في‬
‫التع ويض ‪ 4‬وه ذا م ا أكدت ه الم ادة ‪ 81‬من نفس الق انون ‪ ،‬كم ا ت رك مس الة تنظيم العم ل التن اوبي‬
‫وتحديد نسب التعويض المقررة له إلى االتفاقيات الجماعية‪.5‬‬

‫والمالح ظ أن االتفاقي ات الجماعي ة لمختل ف الهيئ ات المس تخدمة ق د نس خت العم ل التن اوبي من‬
‫األحك ام التش ريعية الملغ اة بم وجب الق انون ‪ 90/11‬واعتم دت في تق ديرها للتع ويض عن العم ل‬

‫‪ . 1‬شريفي فريد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ .‬املرسوم رقم ‪ ،81/14‬املؤرخ يف ‪ 31‬جانفي ‪ ،1981‬يتعلق بكيفيات حساب تعويض العمل التناويب‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،5‬الصادرة سنة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 1981‬املعدل واملتمم مبوجب املرسوم رقم ‪ 88/220‬املؤرخ يف ‪ 2‬نوفمرب ‪، 1988‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،46‬الصادرة بتاريخ ‪09/11/1988‬‬
‫(امللغى)‬
‫‪ . 3‬املادة ‪ 6‬من املرسوم رقم ‪ 81/14‬امللغى "أقرت تعويضا جزافيا وزع على الشكل التايل‪:‬‬
‫‪ % 10 -‬من األجر األساسي يف حالة العمل بفوجني صباحا ومساء مع التوقف هناية األسبوع‪.‬‬
‫‪ 15% -‬من األجر األساسي يف حالة العمل بأفواج مع االستفادة من وقت فراغ يف حالة العمل املستمر بالتناوب‪.‬‬
‫‪ % 10 -‬من األجر األساسي يف حالة العمل بالنّظام الشبه املستمر بالتناوب‪.‬‬
‫‪ % 5 -‬من األجر األساسي للعمال املوزعني يف شكل أفواج يعملون بنظام تناوب متقطع"‪.‬‬

‫‪ . 4‬راجع املادة ‪ 30‬من قانون ‪ 90/11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ . 5‬انظر املادة ‪ 120‬من قانون ‪ 90/11‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫التناوبي على تحديد نسبة مئوية من األجر القاعدي وهي الطريقة نفسها التي اعتمدها المشرع في‬
‫‪1‬‬
‫النصوص القانونية الملغاة‬

‫التعويض عن مصاريف الخدمة ‪:‬‬

‫تقتضي ضرورة العمل أن يقوم بعض العمال بمهام وأعمال بعيدا عن المقر المعتاد لنشاطهم‬
‫المه ني‪ ،‬ه ذا م ا يس تدعي مص اريف خاص ة (باإلقام ة والنق ل واإلطع ام ‪ )....‬حس ب طبيع ة وم دة‬
‫المهمة وسواء أكانت داخل أو خارج الوطن‪ ،‬أن هذه النفقات والتكاليف يلتزم بها أصحاب العمل‬
‫ولهذا تلزمه مختلف القوانين العمالية الحديثة بتعويضها كاملة أّم ا بصفة مسبقة أو الحقة ‪ ،2‬ولهذا‬
‫نص ت علي ه الم ادة ‪ 83‬من الق انون ‪ 90/11‬على أنّه ‪ ":‬تس دد المص اريف حس ب تبع ات خاص ة‬
‫يفرض ها المس تخدم على العام ل مث ال مه ام الم أمورة‪ ،‬اس تعمال الس يارة الشخص ية ألداء الخدم ة‬
‫وتبعات مماثلة"‪.‬‬

‫تثير هذه المصاريف إشكالية في هل يمكن اعتبارها من عناصر المكونة لألجر أم ال؟‬

‫في ه ذه المس ألة قض ت غرف ة النقض االجتماعي ة بب اريس في قراره ا الص ادر س نة ‪ 1948‬أّن ه من‬
‫حيث المبدأ أن المصاريف ال تدخل في مكونات األجر ‪.3‬‬

‫بالرجوع إلى المشرع الجزائري فإنّ ه استثنى صراحة التعويضات المدفوعة لتسديد المصاريف التي‬
‫دفعها العامل من حساب األجر الوطني األدنى المضمون بموجب المادة ‪ 87‬مكرر المتممة بالمادة‬
‫الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 415/59‬وباالعتماد على القياس فإنّها تستبعد كذلك من عناصر‬
‫المكونة لألجر عموما‪.‬‬

‫‪ .2‬المكافأة والحوافز‪:‬‬

‫‪ . 1‬بن عزوز بن صابر‪ ،‬االتفاقيات اجلماعية للعمل‪ ،...‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ . 2‬امحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪ . 3‬القريشي جالل مصطفى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬

‫‪.‬نصت املادة ‪ 2‬من املرسوم رقم ‪ 15/59‬املؤرخ يف ‪ 8‬فرباير ‪ 2015‬املتضمن العناصر املكونة لألجر الوطين األدىن املضمون‪ ،‬ج‪.‬ر‪،‬ج‪،‬ج‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ع‪ ،8‬املؤرخ ة بت اريخ ‪ 15‬ف رباير ‪ 2015‬على أنّه ‪ ":‬يش مل األج ر الوط ين األدىن املض مون‪........‬باس تثناء تل ك املتعلق ة مبا يلي ‪ - :‬تع ويض‬
‫تسديد املصاريف اليت دفعها العامل‪".‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫هي أداة مالي ة تك ون غالب ا نقدي ة وفي بعض األحي ان عيني ة يمنحه ا ص احب العم ل للعام ل‬
‫نتيجة المجهودات الفردية أو الجماعية‪ ،‬يهدف من ورائها تحسين المردودية وتشجيع العامل على‬
‫بدل أ كبر جهد في العمل‪ ،‬أنّ هذ ه المكافأة تختلف عن باقي التعويضات التي تعرضنا إليهم سابقا‬
‫كونها ليست مرتبطة بصفة مباشرة بشروط العمل أو متطلباته‪ ،‬إنّما هي مرتبطة أصال بشروط تتعلق‬
‫أصال بنوعية وكمية العمل‪ ،‬كما أّنها تتحدد حسب اختالف قطاعات العمل ووفقا لبرامج وقواعد‬
‫معدة مسبقا‪.‬‬

‫مكافأة المردود الفردي و الجماعي‪:‬‬

‫تنص معظم التشريعات المعاصرة على مكافأة العمال فرديا وجماعيا على م ردودهم وذلك‬
‫بتمكينهم من الحص ول على مبالغ مالية يدفعها صاحب العمل إلى العامل أو مجموع ة من العمال‬
‫مقابل ما قاموا به من زيادة في جهد ترتب عليه زيادة في اإلنتاج أو توفير في النفقات المؤسسة أو‬
‫تفادي خسائر‪ ،‬والغرض من دفع المكافأة تشجيع العمال على االستمرار في بدل المزيد من الجهد‬
‫الذي يعود على العمل وعليهم بالنفع‪.‬‬

‫والمكافأة المردود تعتبر جزءا تكميليا لألجر ألنها مقابل جهد العامل أثناء العمل‪ ،‬وبالتالي تتمتع‬
‫بنفس الحماية القانونية الخاصة باألجور كما تخضع لنفس قواعده‪.‬‬

‫ه ذا م ا ورد في الم ادة ‪ 81‬الفق رة األخ يرة من ق انون ‪ 90/11‬وقبله ا الم واد ‪ 146‬و ‪ 165‬إلى‬
‫‪ 170‬من لقانون األساسي العام للعامل الملغى‪ ،‬ولقد تم تحديد قيمة هده لمكافأة وأكد على عدم‬
‫ج واز دف ع اك تر من ‪ 40‬من األج ر األساس ي لك ل عام ل‪ ،‬بم وجب المرس وم رقم ‪221 /88‬‬
‫المتضمن شروط تطبيق المكافآت على المردود وطرق ربط األجور باإلنتاج‪.‬‬

‫تختلف قيمة هذه المكافآت باختالف المردود الفردي أو الجماعي للعمال وكذلك مدى تحقيق‬
‫مس تويات الم ردود المتوق ع في البرن امج المس طر من قب ل المؤسس ة المس تخدمة وك ذا بالش روط‬
‫الخاصة بنوعية العمل والنتائج المتحصل عليها‪ ،‬كما تختلف باختالف قطاعات النشاط وفقا لبرامج‬
‫وقواعد محددة مسبقا‪.‬‬

‫ك انت ه ذه المكاف آت تع رف في الق وانين الس ابقة‪ ،‬بالمش اركة في الفوائ د واألرب اح المحقق ة في‬
‫المؤسسة المستخدمة انطالقا من المعايير والمقاييس التي اعتمدت لحساب لكل واحدة منهما في‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫حين وحد قانون ‪ 90/11‬هذين المكافأتين وحصرها في مكافأة المردود الفردي والجماعي وجعل‬
‫اختصاص تقدير نسبة هذه المكافأة يعود إلى االتفاقيات الجماعية‪.‬‬

‫لقد منحت االتفاقية لمنحة المرتبطة باإلنتاجية ونتائج العمل نسبة مئوية على أساس األجر األساس ي‬
‫لكن اختلفت هده النسبة من مؤسسة مستخدمة ألخرى‪ ،‬وبالرغم أن المشرع أقرّ حق االتفاقيات في‬
‫تقري ر ه ده المكاف أة إال أن قض اة القس م االجتم اعي الزال وا يعتم دون في ح ل ال نزاع على أحك ام‬
‫المرس وم رقم ‪ 88/221‬الس الف ال ذكر‪ ،‬ب الرغم من أن أحك ام ه ذا المرس وم ق د ألغيت بم وجب‬
‫قانون ‪.90/11‬‬

‫المنح الخاصة ببعض المناسبات‪:‬‬

‫هي مقابل نقدي أو عيني يحصل عليه العامل إضافة إلى أجره في مناسبات معينة‪ ،‬كاألعياد‬
‫الدينية والوطنية والمناسبات واألفراح (كحاالت الزواج أو الوالدة ) ‪ ،1‬واألحزان وأحيانا عند انتهاء‬
‫كل سنة مالية للمؤسسة‪ .‬ولقد اختلف في اعتبارها جزءا من األجر أم ال‪.‬‬

‫فدهب البعض العتبار المنحة في األصل تبرعا من صاحب العمل‪ ،‬ل ذلك فهي تبقى خاضعة لتقديره‪،‬‬
‫فيس تطيع ص رفها وتحديد مق دارها وأوقاته ا بحري ة تام ة‪ ،‬لقد ج اء في ق رار محكم ة التمييز األردنية‬
‫على أنّه‪" :‬اس تقر االجته اد على أّن كلم ة األج ر المنص وص عله ا في الق انون العم ل تش مل المنح‬
‫السنوية التي يقوم بعض أصحاب العمل بدفعها كمبالغ إضافية‪ ،‬وتعتبر كذلك إذا كانت مقررة في‬
‫عقد العمل أو اللّوائح الداخلية للعمل أو جرى العرف بها‪ ،‬حتى أصبح العم ال يعتبرونها جزءا من‬
‫األج ر وليس تبرع ا" ولكن هن اك اس تثناءات العتب ار ه ذه المنح ة من مكون ات األج ر‪ ،‬وذل ك في‬
‫حالتين هما ‪:‬‬

‫‪ .1‬حالة االتفاق على المنحة (المنحة االتفاقية ) ‪:‬‬

‫يكون االتفاق عليها في عقد العمل الفردي أو في االتفاقيات الجماعية‪ ،‬وبالت الي ال م انع من‬
‫اعتب ار المنح ة ج زءا من األج ر‪ ،‬وص احب العم ل يص بح ملزم ا ب دفعها إلى العام ل إذا م ا تم االتف اق‬
‫على ذلك‪ ،‬ويعتبر هذا تنفيذا ألحد بنود االتفاق الذي اكسب للعامل حقوق معينة ‪.2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P421‬‬
‫وكذلك بن عزوز بن صابر‪ ،‬اإلتفاقيات اجلماعية للعمل يف التشريع اجلزائري واملقارن‪ ،‬السابق الذكر‪،‬‬
‫‪ . 2‬توفيق حسن فرج‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬حالة سريان العرف بدفع المنحة ( المنحة العرفية) ‪:‬‬

‫يجوز إلزام صاحب العمل بدفع منحة لعماله باعتبارها جزءا من األجر في حالة اعتياده على‬
‫إعطائهم إيّها‪ ،‬على أّن أمر إلزامه يبقى مرهونا كذلك بتوافر الشروط التالية‪:‬‬

‫العموم‪ :‬فالبد أّن تكون المنحة عامة تصرف لجميع العمال في المنشاة أو على األقل تصرف لطائفة‬
‫منهم على ضوء شروط موضوعية منقطعة الصلة باالعتبارات الشخصية‪.‬‬

‫االستمرار‪ :‬إذ يجب أن تكون المنحة مستمرة تصرف بصفة دورية ومنتظمة لفترة زمنية كافية لنقي‬
‫تعليقه ا على س لطة ص احب العم ل‪ ،‬ويع ود أم ر تق دير اس تقرارها إلى الس لطة التقديري ة لقاض ي‬
‫الموضوع‪ ،‬وفقا لمالبسات وظروف كل حالة على حدا‪.‬‬

‫الثب ات‪ :‬يجب أن تك ون المنح ة ثابت ة ول و نس بيا‪ ،‬بحيث ي دل على أن حري ة ص احب العم ل لم تع د‬
‫ة‬ ‫مطلق‬
‫في تحديد مقدارها حتى تتكون قناعة لدى العمال بأنّ المنحة أصبحت جزء من أجرهم ‪.1‬‬

‫ومن أثار اعتبار المنحة أجرا أّن صاحب العمل ال يملك الرجوع عنها أو االنتقاص منها ولقد قضى‬
‫تطبيق ا ل ذلك ال تزام ص احب العم ل بأدائه ا ول و تحققت خس ارة أو انخف اض ربح المش روع طالم ا‬
‫تحقق االستقرار في صرف قيمتها‪.‬‬

‫في حين ذهب البعض باعتبار أّن المنحة الخاصة ببعض المناسبات تبرعا الن المكافأة العارضة وغير‬
‫الدائم ة ال تمثل حق ا ثابت ا للعام ل مهم ا تك ررت‪ ،‬كم ا ال يمكن له ذا األخير المطالب ة به ا باعتباره ا‬
‫حقا يحميه القانون لكونها مجرد عمل تبرعي من طرف صاحب العمل‪.‬‬

‫‪ .3‬المتيازات العينية ‪:‬‬

‫المقصود بها األموال غير النقدية التي يمنحها صاحب العمل للعمال فتشمل بدلك الطعام‬
‫والمسكن والكساء و البضائع مث ل‪ :‬كميات الحبوب التي تعطى للعمال المزارعين‪ ،‬فادا كان األصل‬
‫أن يتم دفع األجر نقدا ولكن قد يحدث وأ ن يقترن هذا المبلغ النقدي ببعض المكافآت العينية‪،‬كما‬
‫ه و األم ر بالنس بة لعم ال المط اعم أو الفن ادق ال ذين باإلض افة إلى األج ر النق دي ال ذي يتقاض ونه ‪،‬‬

‫‪ . 1‬توفيق حسن فرج‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪304‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يحص لون أيض ا على المأك ل والملبس والمس كن‪ ،‬فه ل يمكن أن تعت بر ه ذه الملحق ات العيني ة‬
‫أجرا؟‬

‫من خالل الم ادة ‪ 85‬من ق انون رقم ‪ 90/11‬ف إن المش رع الجزائ ري ي دفع نق دا‪ ،‬وبالت الي‬
‫فإن النقود هي الوسيلة الوحيدة للوفاء لألجر وأي وسيلة أخرى للدفع تعتبر باطلة وال يعتد بها ‪،1‬إال‬
‫أّن القض اء المص ري اس تقر على أنّه ال تعت بر ك ل االمتي ازات العيني ة ال تي يحص ل عليه ا العام ل أثن اء‬
‫عمله أجرا‪ ،‬سوى م ا يق دم للعام ل مقابل عمله‪ .‬وبذلك البد من توافر الش رطين التالين حتى تعتبر‬
‫المكافاة العينية أجراهما‪:‬‬

‫‪ .1‬أ ن ال يصرف االمتياز العيني على وجه التبرع‪:‬‬

‫لأنّه إذا ص رف االمتي از العي ني على أس اس ان ه ج زء من األج ر العام ل الم دفوع ل ه لق اء عمل ه‬
‫كان هذا األخير أجرا‪ ،‬أو إذا صرف له من قبل صاحب العمل على أساس استحقاق مفروض عليه‬
‫بم وجب الق انون أو بنص في العق د أو في النظ ام ال داخلي أو اس تقر التعام ل ب ه هن ا ي دخل أيض ا من‬
‫عناصر المكونة لألجر‪ ،‬ولهذا ذ هب قضاء محكمة النقض المصرية إلى أّن المسكن المجاني ال ذي‬
‫يقدمه صاحب العمل للعامل يعتبر من االمتيازات العينية التي يمكن اعتبارها أجرا شرط أن يكون‬
‫مقررا في العقد أو جرى العرف بمنحه‪.‬‬

‫‪ .2‬أ ن يصرف االمتياز العيني باعتباره مقابل للعمل ال كأداة من أدوات العمل‪:‬‬

‫لأنّه إذ ا منح امتي از عي ني للعام ل ك أداة من أدوات العم ل أو ذل ك لتمكين ه من أداء عمل ه على‬
‫أكمل وجه‪ ،‬فهنا ال ي دخل في مفهوم األجر ك المالبس ال تي تمنح لعم ل الفن ادق والمط اعم لظهور‬
‫بالمظهر الالئق أمام العمالء ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P423‬‬
‫‪ . 2‬توفيق حسن فرج‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪304‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الحماية القانونية األجر‬
‫يتعرض أجر العمال إىل أخطار تؤدي إىل عدم دفعها كليا أو جزئيا‪ ،‬وذلك ألسباب خمتلفة يعود‬
‫بعضها إىل رب العمل وبعضها األخر لدائنيه‪ ،‬يف حني هناك أخطار يكون مصدرها دائين العامل أو حىت‬
‫العام ل نفس ولتف ادي ذل ك ت دخل املش رع وأق ر ض مانات وأحك ام قانوني ة خاص ة حلماي ة األج ر باعتب اره‬
‫املصدر األساسي إن مل يكن الوحيد لدخل العامل لذلك ف إّن املشرع نزوال على االعتبارات االجتماعية‪،‬‬
‫هلذا األجر قد نص على القواعد الالزم ة حلمايته من ص احب العمل باعتباره طرف ا يف عالقة العمل ونظرا‬
‫للس لطات الواس عة ال يت يتمت ع هبا (املبحث األول)‪ ،‬ويف مواجه ة دائ نني اآلخ رين ال ذين يزامحون العام ل يف‬
‫استيفاء أجره( املبحث الثاين) وهذا ما سنتطرق له إتباعا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬حماية األجر في مواجهة صاحب العمل‬
‫نظ را لألمهي ة احليوي ة لألج ر بالنس بة للعام ل‪ ،‬حرص ت الدول ة على الت دخل بوض ع ح د ادين لألجر‬
‫كآلي ة للقض اء على الال عدال ة األج ور‪ ،1‬فه ذه اآللي ة تعت رب من أهم القي ود التش ريعية ال واردة على حري ة‬
‫األطراف يف حتديد األجر الرتباطها مبا يعرف بالنظام العام االجتماعي‪.2‬‬

‫فيعترب مبدأ املساواة وعدم التمييز أساسا من أسس العدل والسالم االجتماعي باعتباره الضمانة األساسية‬
‫لصون احلقوق واحلريات يف مواجهة صور التمييز اليت تنال منها أو تقييد ممارستها‪ .‬وهذا املبدأ وثيق الصلة‬
‫بتقرير احلقوق واحلريات‪ ،‬فال قيمة لتقري احلق أو احلرية إذا كان احلصول عليهما قائما على أساس التمييز‬
‫‪3‬‬
‫أو التفرقة وذلك جملافاته للكرامة اإلنسانية‪.‬‬

‫ونظرا ألمهية مبدأ املساواة يف صون احلقوق واحلريات‪ ،‬فقد نصت عليه وثائق وإعالنات الدولية‪ ،‬وأكدته‬
‫الدساتري الصادرة يف خمتلف الدول وأصبح من املبادئ القانونية والدستورية العامة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إقرار نظام عام اجتماعي لألجور‬

‫تعترب القواعد املتعلقة باألجر الوطين األدىن املضمون من القواعد الالئحية اليت صاغها املشرع بصيغة‬
‫األمر‪ ،‬وأضفى على الفعل املخالف هلا الطابع اإلجرامي (اعتبار خمالف ة)‪ ،‬بتوقيع على كل من خيالف كتل‬
‫تل ك األحك ام من أص حاب العم ل عن د منحهم أج را يق ل عن قيم ة األج ر الوط ين األدىن املض مون بعقوب ة‬
‫جزائية‪ ،‬أي أن حدوده الدنيا ال ميكن تعديلها يف كل األحوال‪ .‬ويتوىل مفتش العمل الرقابة على تطبيق تلك‬
‫القواعد‪.4‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األجر الوطني األدنى المضمون‬

‫‪1‬‬
‫‪. V, Michel Dollé, « Le SMIC est un instrument de lutte contre les inégalités salariales » . Entre le‬‬
‫‪salaire minimum et le revenu minimum ; faut –il une allocation compensatrice de revenu, R.D.S,‬‬
‫‪n˚4, 2000, p359.‬‬
‫‪ .2‬يعرف النظام العام االجتماعي هي تلك األحكام القانونية اآلمرة اليت يتضمنها تشريع العمل اخلاصة باحلماية لألجر واليت ال ميكن لعقد العمل‬
‫أو االتفاقيات اجلماعية أن خترقها‪،‬كان تقرر أجرا أدىن من األجر احملدد قانونا ويف حالة حدوت ذلك ترتتب جزاءات على ذلك وهذا كما‬
‫سنبينه الحقا‪.‬‬
‫‪. 3‬حممود سالمة جرب احلماية القانونية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P417‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يعترب األجر الوطين األدىن املضمون أهم ضمانة مقررة لألجر‪ ،‬حبيث ال ميكن ألي عامل أن يتقاضى‬
‫أج را يق ل عن األج ر الوط ين األدىن املض مون‪ ،‬أو أن يق رر س واء يف إط ار االتفاقي ات واالتفاق ات اجلماعي ة‬
‫أو عقد العمل أجرا منخفضا عما هو مقرر كحد أدىن‪.‬‬

‫لكن مبوجب ق انون ‪ 90/11‬أعطى االهتم ام الكب ري للاتف اق ال ذي أص بح مص در لتنظيم ظ روف وش روط‬
‫العمل‪ ،‬إال أن ضعف العامل يف العالقة اليت تربطه مع صاحب عمله‪ ،‬واعتبار عقد العمل أشبه بعقد إذعان‪،‬‬
‫األمر الذي جيعل املستخدم يفرض على العامل أجرا وما على هذا األخري إال اإلذعان له‪ ،‬وهذه القيمة قد‬
‫ال تستجيب البتة ليس فقط لقيمة العمل بل وملواجهة القدر األدىن للمعيشة‪.‬‬

‫وبالتايل فالغاية عند تقدير القانوين هلذا النوع من األجور توفري حصانة مفادها أبعاد من جمال التفاوض الدفع‬
‫ألجر أقل من األجر الوطين األدىن املضمون‪ .‬هذا ما جيعله خط أساس أو نقطة انطالق لسلم األجور ألي‬
‫هيئ ة مس تخدمة‪ .‬باعتب ار أن األج ر الوط ين األدىن املض مون ه و األج ر املطب ق على كاف ة قاع ات النش اط‬
‫"صناعي – خدمات‪ -‬زراعي"‪.‬‬

‫ه ذا ما من ش أّنه أن يؤدي إىل توحيد لقيمة األجر الوطين األدىن املضمون وإلغاء لكل متييز سواء حسب‬
‫قطاعات النشاط أو املناطق اجلغرافية‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬المعايير المعتمدة في تحديد الحد األدنى المضمون‬

‫لق د ج اء بنص املادة ‪ 87‬فق رة ‪ 2‬املعدل ة من ق انون ‪ 90/11‬أنّه‪" :‬لتحديد األجر الوط ين األدىن‬
‫املضمون‪ ،‬يؤخذ تطور ما يأيت بعني االعتبار‪:‬‬

‫‪.‬إّن املشرع اجلزائري قبل تأسيسه لنظام األجر الوطين األدىن املضمون يف سنة ‪ ،1974‬عرف االعتماد على التشريع الفرنسي‪ ،‬الذي كان‬ ‫‪1‬‬

‫مزدوجا يف التنظيم من جهة‪:‬‬


‫حس ب قطاع ات النش اط ‪ :‬فك ان هن اك ح د أدىن لألج ور يف القط اع الفالحي" األج ر األدىن الفالحي املض مون ‪le salaire‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،» minimum agricole garanti « S.M.A.G‬وحد أدىن آخر يف باقي قطاعات النشاط املهنية مسي باألجر األدىن املهين‬
‫املضمون ‪.» LE SALAIRE MINIMUM INTERPROFISSIONEL GARANTI » « S.M.I.G‬‬
‫حسب املناطق‪ :‬فكانت هناك حدود لألجر األدىن لقط اعي النشاط الفالحي وغ ري الفالحي ختص ثالث مناطق جهوية باإلضافة‬ ‫‪-‬‬
‫إىل منطقة الواحات والساورة‪.‬‬
‫وان كان التمييز حسب قطاعات النشاط مرجعه لالتفاقية الدولية اليت صادقت عليها اجلزائر سنة ‪ 1962‬املتعلقة باحلدود الدنيا لألجور‬
‫ّ‬
‫يف القطاع الفالحي اليت استمد منها التشريع اجلزائري أحكامه املتميزة بعمال القطاع الفالحي فيما يتعلق باحلدود الدنيا ألجر‪ .‬وكذلك‬
‫لطبيعة العمل يف القطاع الفالحي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬معدل اإلنتاجية الوطنية املسجلة‪.‬‬

‫‪ -‬مؤشر األسعار عند االستهالك‪.‬‬

‫‪ -‬الوضع االقتصادي العام"‪.‬‬

‫وبالتايل فإّنه جيب عند حتديد األجر الوطين األدىن البد من احرتام معايري عادلة يهدف من خالهلا‬
‫حتقيق املوازنة بني املصلحتني املتناقضتني‪ ،‬املصلحة االجتماعية للطبقة العاملة واملصلحة االقتصادية ألرباب‬
‫العمل‪ 1‬فالبد من مراعاة ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬معدل اإلنتاجية الوطنية المسجلة‪:‬‬

‫إن التقرير املنشور من طرف اجمللس االقتصادي واالجتماعي خبصوص اإلنتاجية املتوسطة الوطنية‬
‫املسجلة‪ ،‬بني الصعوبات إظهار العناصر اليت يعتمد عليها ملعرفة معايري متوسط اإلنتاجية‪.‬كما اظهر هذا‬
‫التقرير أن اإلنتاجية يتم قياسها بعدة أشكال‪.2‬‬

‫‪ .2‬مؤشر األسعار عند االستهالك‪:‬‬

‫يظهر الغرض من ذلك يف معرفة مدى كفاية أجر العامل مقرنة بأسعار االستهالك يف السوق‪ ،‬ومتكينه‬
‫من قدرة شرائية ملواجهة أعباء احلياة االجتماعية من مأكل وملبس‪.‬‬

‫لق د ج اء يف تقري ر للمجلس الوط ين االقتص ادي واالجتم اعي انه ق د س جل مؤش ر ارتف اع أجور ومرتب ات‬
‫األج راء غ ري املزارعني وعم ال اإلدارة بنس بة ‪ % 7‬ألواخ ر س نة ‪ ،1998‬ويف نفس ال وقت س جل مؤش ر‬
‫ارتفاع أسعار االستهالك بنسبة ‪.%1.5‬‬

‫كما يسجل يوميا تفاقم االضطرابات بسبب االهنيار والتدهور املستمر للقدرة الشرائية‪ ،‬خاصة لدى العمال‬
‫البسطاء ويف املقابل يالحظ استقرار األجور‪ ،‬ويف هذا اإلطار سجل اجمللس الوطين االقتصادي ما يلي‪... ":‬‬

‫‪. 1‬حسان نادية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.154‬‬


‫‪2‬‬
‫‪. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, Op. cit, P425‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يظه ر يف ه ذا املي دان أن وس ائل التنفي ذ والتنظيم متث ل نش اطات عرض ية اك رت مما تن درج ض من تص ور‬
‫اقتصادي‪.‬‬

‫ويف ه ذه احلاالت‪ ،‬تبقى الت وترات ح ول األج ور أساس ا من ص الحيات الق رارات املتخ ذة وال تق دم حلوال‬
‫للمطالب القطاعية أو الشاملة إال بعد أن تصبح هذه األخرية ال تطاق"‪.‬‬

‫ويف نفس التقرير قدم اجمللس الوطين االقتصادي االجتماعي توصيات على ضرورة اختاذ قرارات من ش أهنا‬
‫تدارك القدرة الشرائية‪ ،‬وذلك ضمن احلدود املعقولة‪ ،‬كما اقرتح وضع قوانني خاصة لوحدها باألجور مع‬
‫مرافقتها بالتنظيم اإلداري‪.‬‬

‫ت ويل الس لطات يف فرنس ا أمهي ة بالغ ة ملع دالت أرق ام االس تهالك أم ام ض غط النقاب ات العمالي ة ال يت تط الب‬
‫مبراجعة األجور باالرتفاع كلما ارتفعت أسعار االستهالك ومثل ذلك ما حدت سن‪.1984‬‬

‫‪ .3‬الوضع االقتصادي العام‪:‬‬

‫يويل املذهب الرأمسايل أمهية بالغة للوضع االقتصادي العام للدولة عند حتديد األجر األدىن‪ ،‬فهو ميثل‬
‫مبدأ ال جيب جتاوزه ولذلك جند أن املشرع ينشغل مبستوى تأثري األجور على األسعار‪ ،‬ألّنه فعال األجور‬
‫ت ؤثر على األس عار بوص فها من العناص ر املش كلة لتكلف ة اإلنت اج‪ ،‬وأّن جمم وع ه ذه األج ور حتدد ب دورها‬
‫حجم الطلب على سلع االستهالك‪.‬‬

‫إّن املشرع اجلزائري تبىن هذا املبدأ عند تأكيده يف املادة ‪ 87‬من القانون املتضمن عالقات العمل‪،‬‬
‫على ضرورة تكييف هذه األجور مع الوضع االقتصادي العام إال أن هذا األمر قد وضع السلطات أمام أمر‬
‫الواقع بعد أن ارتفعت مداخيل الدولة اجلزائرية مبوجب ارتفاع أسعار ّالنفط‪ ،‬واليت بلغت أعلى مستوياهتا‬
‫هناية عام ‪ 2005‬وبداية عام ‪ ،2006‬حيث وصلت إىل حدود ‪ 60‬دوالر للربميل‪.‬‬

‫يقاب ل ه ذا الوض ع اس تقرارا يف األج ور‪ ،‬وت دهورا يف الق درة الش رائية مما أدى إىل حترك النقاب ات للمطالب ة‬
‫بزي ادة األج ور‪ ،‬إال أّن احلكوم ة رفض ت ذل ك على أس اس أّن أي زي ادة ال ب د من أن تأخ ذ بعني االعتب ار‬
‫عامل اإلنتاج كي ال يقع هناك تضخما ماليا‪ ،‬تتحمل عواقبه اخلزينة العمومية لوحدها‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫هذا املوقف متناسبا والتوجه االقتصادي الذي تتبعه اجلزائر فعلى املؤسسات أن ترفع من إنتاجها وأن حتقق‬
‫نسبة منو أفضل‪ ،‬لتتمكن من إقرار هذه الزيادة يف األجور‪ ،‬وجيب أن تكون جمللس إدارة املؤسسة صالحيات‬
‫للقيام بذلك على أساس أن كون املؤسسات العمومية قد حصلت على استقالليتها‪.‬‬

‫كما أّن االقتصاد اجلزائري ما يزال يف بداية اإلصالحات‪ ،‬فاملؤسسات مل تقدر بعد على املنافسة فهي دائما‬
‫حتتاج إىل دعم الدولة‪ ،‬كما أّن رفض الزيادة يفقد مربره عندما يتعلق اآلمر برواتب الوظيف العمومي‪ ،‬لأن‬
‫ه ذا األخ ري ال ميكن إخض اعه ملقي اس اإلنت اج ب املفهوم االقتص ادي‪ ،‬فه و يبقى دائم ا قطاع ا تش رف علي ه‬
‫الدولة‪ ،‬لدلك البد من أن تكون هناك زيادة لأّن عمال الوظيف العمومي يف احلقيقة هم األكثر تدهورا من‬
‫حيث القدرة الشرائية نظرا لعدم توفر إمكانيات أخرى لتنمية رواتبهم الشهرية مقارنة بعمال النشاطات‬
‫األخرى يف التجارة والصناعة‪ ...‬اخل‪.‬‬

‫يستوجب األمر إذن يف املستقبل عند عقد لقاءات الثالثية بني اإلحتاد العام للعمال اجلزائرين ومنظمة أرباب‬
‫العمل واحلكومة‪ ،‬أن تأخذ بعني االعتبار عامل القدرة الشرائية وعامل النمو واإلنتاج على ضوء العائدات‬
‫النفطية املسجلة عند حتديد األجر الوطين املضمون‪ ،‬مع وجوب جتنب الفوارق الكبرية بني رواتب اإلداريني‬
‫وأج ور عم ال القط اع االقتص ادي‪ ،‬قص د جتنب ظ اهرة ذه اب املوظفني العموم يني إىل قط اع النش اط‬
‫االقتصادي ووضع حد هلذه الظاهرة‪.‬‬

‫كما قام املركز الوطين للعمل يف اهلند حبملة يف منتصف التسعينات حول قضية احلد األدىن لألجور بنشر‬
‫التقرير التايل‪ " :‬أخريا وبع د طول انتظ ار‪ ،‬قرر العم ال الزراعيون وعمال البناء وغريهم من العم ال الذين‬
‫ينتجون البضائع واخلدمات اليت تدير دواليب احلياة يف البالد‪...‬أن يطالبوا مبا يلي باعتباره "حقا"‪.‬‬

‫حبد ادين من األجور مكافأة منصفة عن العمل مثاين ساعات يف اليوم‪ ،‬مبا يتيح هلم أن يتغلبوا على‬ ‫‪-‬‬
‫سوء التغذية‪ ،‬وتشغيل األطفال‪ ،‬دون احلاجة إىل تلقي مساعدة من احد‪.‬‬

‫" ‪...‬ولكن قانون احلد األدىن لألجور ال يتضمن تعريفا للمعايري أو العناصر الالزمة‪ ،‬وإن كان احلد األدىن‬
‫لألجر قد سبق إن حددته "جلنة األجور العادلة" اليت أنشئت عام ‪...1949‬بأّنه احلد األدىن لألجر الالزم‬
‫لعيش الكف اف‪ ،‬ويس مى أيض ا األج ر الق ائم على احلاج ة‪ .‬وجيب أن يك ون كافي ا ال لإلبق اء على احلي اة‬
‫فحسب‪ ،‬بل أيض ا للحف اظ على كف اءة العام ل‪.‬كم ا جيب أن يوفر أيض ا قدرا معين ا من التعليم واحلاجات‬
‫الطبية واملرافق العامة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫" وقد أضاف مؤمتر العمل اهلندي‪ ،‬الذي عقد يف عام ‪ ،1957‬بعض التفاصيل إىل هذه املبادئ‪ ،‬فقال أن‬
‫حس اب احلد األدىن من األج ور يقتض ي اعتب ار أّن األس رة املتوس طة من اس ر الطبق ة العامل ة‪ ،‬ال يت تتك ون‬
‫من زوج وزوجة وطفلني‪ ،‬تضم ثالث وحدات استهالكية‪.‬وجيب حساب احلد األدىن من الطعام املطلوب‬
‫على أس اس ‪ 2700‬س عر ح راري يومي ا لك ل وح دة من الوح دات‪ ،‬وان تس تند احلاج ة إىل املالبس إىل‬
‫بالنسبة لإلسكان فيجب االستناد إىل حساب قيمة اإلجيار‬
‫استهالك الفرد لثماين عشرة ياردة سنويا‪ ،‬أّم ا ّ‬
‫حبيث تساوي إجيار احلد األدىن من املساحة املتوافرة مبوجب مشروع اإلسكان الصناعي للحكومة‪.‬‬

‫وجيب أن ميثل الوقود واإلضاءة وما سوامها من البنود نسبة ‪ 20‬من املائة من اجملموع الكلي للحد األدىن من‬
‫األجور‪ ،‬وقد أيدت احملكمة العليا يف اهلند هذه املعايري يف عام ‪ ،1961‬وأضافت يف عام ‪ 1991‬عنصرا‬
‫سادس ا يش مل تعليم األطف ال واالحتياج ات الطبي ة‪ ،‬واحلد األدىن الالزم للرتفي ه مبا يف ذل ك االحتف االت‬
‫واحلفالت‪ ،‬وما يلزم للشيخوخة‪ ،‬وهو يصل إىل ‪ 25‬يف املائة من جمموع احلد األدىن لألجر‪.‬‬

‫" ولقد بذلت احملاوالت على مر السنني لتميع هذه العناصر‪ ...‬وطالب املركز الوطين للعمل أن يكون احلد‬
‫األدىن لألج ور ه و احلد األدىن الق ائم على احلاج ة على حنو م ا مت اإلفص اح عن ه يف ع ام ‪ ،1957‬وأيدت ه‬
‫احملكمة العليا بعد ذلك‪ ،‬وبناءا على ذلك حدد املركز الوطين للعمل بصورة مؤقتة رقما هو ‪ 125‬رويبة‬
‫(أي ما يعادل ثالث ة دوالرات) باعتبار ذلك احلد األدىن ألجر يوم العمل‪ ،‬وذلك وفقا لتقديرات استندت‬
‫ألس عار ع ام ‪ .1996‬وبينم ا وص ل املرك ز املذكور إىل ذل ك ال رقم‪ ،‬جند أّن األج ور ال يت حتددها حالي ا‬
‫حكومات الواليات باعتبارها احلد القانوين األدىن للعمال الزراعيين ترتاوح بني ‪ 21‬روبية يف والية أندرا‬
‫ب راديش‪ ،‬و‪ 52‬روبي ة يف والي ة هاريان ا‪ .‬أم ا بالنس بة للعم ال يف القط اع غ ري الرمسي‪ ،‬ف ان األج ور الفعلي ة‬
‫املدفوعة ترتاوح بني مخس روبيات و‪ 22‬روبية ليوم العمل الذي يبلغ طوله ثماين ساعات‪.‬ولنا أن نفرتض‬
‫إذن أّن العم ال غ ري املنظمني يتقاض ون أج ورا تق ل بنح و ‪ 100‬روبي ة(عن احلد األدىن املذكور أعاله)‪ ،‬وإّن‬
‫الروبي ات ك ل س نة على ب رامج ختفي ف‬
‫أص حاب العم ل يس ألون على ه ذا الف ارق‪ ،‬وتنف ق احلكوم ة ماليني ّ‬
‫حدة الفقر لتعويض العمال غري املنظمني عما يكابدونه‪.‬‬

‫" وكل ما يقوله العمال غري املنظمني هو امنحونا هذه النقود حىت نشرتي هبا من األغذية ما يكفل لنا طعاما‬
‫كافي ا ومتوازن ا‪ ،‬وينق د أطفالن ا من س وء التغذي ة‪ ،‬والتخل ف‪ ،‬وض عف مس توى النم و‪ ،‬امنحون ا النق ود ح ىت‬
‫نرس ل أطفالن ا إىل املدرس ة ب دال من تش غيلهم‪ ،‬مما ي تيح هلم أن يعيش وا ف رتة الطفول ة احلقيقي ة‪ ،‬وخيرجهم من‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الدائرة املفرغة لالمية والفقر‪ ،‬امنحونا هذه النقود حىت نشرتي األدوية عندما منرض‪ ،‬وحىت ندفن أقاربنا‬
‫بصورة حتفظ كرامتهم عندما ميوتون‪ ،‬دون ان نضطر لنصبح عبيدا أرقاء ألصحاب األمالك واملرابني جيال‬
‫‪1‬‬
‫بعد جيل"‬

‫من خالل ه ذا التقري ر يتض ح ب أّن المش كالت الرّئيس ية ال تي تواج ه االع تراف ب الحق في ح د أدنى من األج ور‬
‫وإعماله فتتعلق باألساليب المستخدمة لتحديد هذا الحد األدنى‪ .‬فكثيرا ما تقوم حكومات عديدة بتحديده من‬
‫طرف واحد‪ .‬والواقع انه ال بد من تحديد الحد األدنى لألجر على نحو يتيح للشخص الذي يعمل العدد المعتاد‬
‫من الساعات في األسبوع أن يتمتع بمستوى معيشي كاف وكريم له وألسرته‪.‬أما التشريعات الخاصة بالحد‬
‫األدنى لألجر والقائمة فعال في بلدان كثيرة فكثيرا ما يحد من فاعليتها إلى درجة بعيدة ما يتهدد العمال من بطالة‬
‫إن هم أص روا على ع دم تقاض ي الح د األدنى لألج ور‪،‬و من المش كالت األخ رى ع دم تع ديل المس تمر للح د‬
‫األدنى لألجور حتى يتناسب مع ارتفاع التكاليف الحقيقية وعلى نحو يكفل التمتع بمستوى معيشي كاف‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬مكونات و مشتمالت األجر الوطني األدنى المضمون‬

‫إّن املادة ‪ 87‬مكرر من ق انون ‪ 90/11‬املتعل ق بعالقات العمل‪ 2‬حتدد العناص ر املكونة لألجر الوطين‬
‫األدىن املض مون حبيث تنص على م ا يلي‪" :‬يش مل األج ر الوط ين األدىن املض مون األج ر القاع دي‬
‫والتعويضات والعالوات مهما كانت طبيعتها باستثناء تلك املتعلقة مبا يأيت‪:‬‬

‫‪ -‬تعويض تسديد املصاريف اليت دفعها العامل‬


‫اخلربة املهنية أو أي تعويض يدفع بعنوان االقدمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫والساعات اإلضافية‬
‫تنظيم العمل واليت ختص العمل ّالتناويب واخلدمة الدائمة ّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الظروف اخلاصة بالعزلة‪.‬‬
‫املردودية أو احلوافز أو املسامهة يف النتائج ذات الطابع الفردي أو اجلماعي"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تندرج ضمن العناصر املكونة األجر الوطين األدىن املضمون العناصر التالية‪:‬‬

‫األجر األساسي أو اجر المنصب‪:‬‬

‫‪.. 1‬تقرير قدم عند انعقاد مؤمتر العمل اهلندي‪ ،‬الذي عقد يف عام ‪.1957‬‬
‫‪ .‬املادة ‪ 87‬مك رر من ق انون ‪ 90/11‬املتعل ق بعالق ات العم ل‪ ،‬املعدل ة مبوجب املرس وم الّتنفي ذي رقم ‪ 59-15‬املؤرخ يف ‪ 8‬ف رباير‪2015‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذي حيدد العناصر املكونة لألجر الوطين األدىن املضمون‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪ ،8‬بتاريخ ‪ 15‬فرباير ‪،2015‬ص ‪.11‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وهو األجر القاعدي الوارد حتديده ضمن جدول ّالتصنيف املهين وسلم األجور ّللهيئة املستخدمة‪.‬‬

‫وتكاد أجور العمال اليت هي مبقدار احلد األدىن لألجر الوطين املضمون‪ ،‬تقتصر فقط على األجر القاعدي‪،‬‬
‫دون أن يرتبط معه أي عنصر أخر من التعويضات أو املكافآت‪.‬‬

‫العناص ر التبعي ة‪ :‬مل حيددها الق انون وإّنم ا اكتفي ب ذكر أهنا تل ك التعويض ات والعالوات مهم ا ك انت‬
‫طبيعتها‪ ،‬ووفقا هلذا احلكم يعترب كتعويضات ومنح مدرجة كعنصر إمجايل يف األجر الوطين األدىن املضمون‪،‬‬
‫واليت ميكن أن يتقاضاها العامل دوريا أو استثنائيا‪ ،‬وهذا ضبط غري دقيق ملشتمالت ومكونات لألجر الوطين‬
‫األدىن‪.‬‬

‫العناصر المستبعدة من األجر الوطني األدنى المضمون‪:‬‬

‫من خالل املادة ‪ 87‬م رر املذكورة أعاله ‪،‬إّن املش رع ق د حس م يف اخلالف ال ذي ك ان ق ائم‬
‫خبص وص تع ويض املرتب ط ب اخلربة ال يت ك انت تعت رب من ض من العناص ر املكون ة لألج ر الوط ين األدىن‬
‫املضمون‪ ،1‬لكن مبوجب أخر تعديل مت إستبعادها صراحة من العناصر املكونة له‪ .‬هذا ما يؤدي إىل ارتفاع‬
‫األجر لذوي الدخول املتوسطة‪ ،‬كما استبعد صراحة من العناصر املكونة له‪ ،‬بإضافة إىل‪:‬‬

‫‪ -‬تعويض تسديد املصاريف اليت دفعها العامل‬


‫اخلربة املهنية أو أي تعويض يدفع بعنوان االقدمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫والساعات اإلضافية‬
‫تنظيم العمل واليت ختص العمل ّالتناويب واخلدمة الدائمة ّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الظروف اخلاصة بالعزلة‪.‬‬

‫املردودية أو احلوافز أو املسامهة يف النتائج ذات الطابع الفردي أو اجلماعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ المساواة‬

‫يعت رب مب دأ املس اواة من بني أهم املب ادئ القانوني ة ال يت حظيت باهتم ام العدي د من الدس اتري العربي ة‬
‫بشكل عام‪ ،‬فجاءت بعض هذه الدساتري لتنص على املساواة يف احلقوق والواجبات أمام القانون دون متييز‬

‫‪ . 1‬مضمون املادة‪ 87‬مكرر قبل التعديل سنة ‪ 2015‬كانت تنص علئ ما يلي‪ ":‬يشتمل األجر الوطين األدىن املضمون املذكور أعاله‪ ،‬األجر‬
‫القاعدي والعالوات والتعويضات مهما كانت طبيعتها بإسثثناء التعويضات املدفوعة لتسديد املصاريف اليت دفعها العامل"‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫بني اجلنس أو العرق أو الدين‪ ،1‬وذهب البعض األخر منها إىل أبعد من ذلك لينص على املساواة بني الرجل‬
‫‪2‬‬
‫واملرأة يف اجملتمع جبميع احلقوق السياسية ‪،‬املدنية ‪،‬االقتصادية ‪،‬االجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫هذا املبدأ الدستوري مكرس يف مجيع القوانني الداخلية بشكل عام‪ ،‬وقوانني العمل‪ 3‬بشكل خاص‪ ،‬إذ نص‬
‫املشرع يف املادة ‪ 17‬من قانون ‪ 11-90‬على ما يلي ‪ ":‬تعد باطلة وعدمية األث ر كل األحكام املنصوص‬
‫عليها يف االتفاقيات أو االتفاقات اجلماعية أو عقد العمل اليت من شاهنا أن تؤدي إىل متييز بني العمال كيفما‬
‫كان نوعه يف جمال الشّغل أو األجر أو ظروف العمل على أساس السن أو اجلنس أو الوضعية االجتماعية‬
‫أو النسبية ‪،‬والقرابة العائلية والقناعة السياسية واالنتماء إىل نقابة أو عدم االنتماء‪".‬‬

‫يالحظ من املادة أعاله أّن املشرع استعمل مصطلح "العمال" الذي هو مصطلح واسع ألنه من خالل املادة‬
‫الثانية من ق ‪ 490/11‬اعترب العامل هو كل شخص يؤدي عمال مهما كان نوعه مبقابل‪ ،‬وبالتايل فان جمال‬
‫تط بيق نص املادة ‪ 17‬الس الفة ال ذكر مين ع التمي يز بني مجي ع الفئ ات العمالي ة " الرج ال‪ ،‬النس اء‪ ،‬األج انب‪،‬‬
‫القصر"‪،‬ويف حالة حدوت أي انتهاك هلدا املبدأ فانه يؤدي إىل البطالن ألي اتفاق سواء مبوجب عقد عمل‬
‫أو اتفاقيات مجاعية اليت تتضمن يف حمتواها متييز سواء يف جمال الشّغل أو األجرة أو ظروف العمل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ عدم التمييز‬

‫إىل جانب من يواجهون التمييز من األقليات والنساء يف جمال العمل واألجر‪ ،‬يواجه التمييز آخرون‬
‫ممن يعتنق ون أراء سياس ية أو معتق دات ديني ة معين ة‪ ،‬وال ذين ينتم ون ألص ول اجتماعي ة معين ة‪ ،‬والنق ابيون‬
‫النش طاء‪ .‬وق د يتع رض ف رد واح د للتمي يز لع دة أس باب‪ ،‬وق د ال يتخ ذ التمي يز ص ورا ص رحية مما جيع ل من‬
‫العسري تق دمي األدل ة على وقوع ه‪ .‬ويص دق ه ذا الق ول أيض ا على التش ريعات ال يت تس مح ألص حاب العم ل‬
‫بالتحري عن اآلراء السياسية أو الدينية أو الثقافية ملن يتقدمون للعمل لديهم‪ ،‬بل والتحري عن موقفهم من‬

‫‪.‬املادة ‪ 14‬من دس تور الع راق ال دائم لس نة ‪ 2005‬تنص على م ا يلي‪":‬العراقي ون متس اوون أم ام الق انون دون متي يز بني اجلنس أو الع رق أو‬ ‫‪1‬‬

‫ة‬ ‫القومي‬
‫أو اللون أو الدين أو املذهب أو الوضع االقتصادي أو االجتماعي"‪.‬‬
‫‪ . 2‬املادة ‪ 11‬من دستور مصر لعام ‪ 1971‬تنص على ما يلي‪":‬تكفل الدولة التوفيق بني واجبات املرأة حنو األسرة وعملها يف اجملتمع ومساواهتا‬
‫بالرجل يف ميادين احلياة السياسية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية دون اإلخالل بأحكام الشريعة اإلسالمية"‪.‬‬
‫‪. 3‬املادة ‪ 88‬من قانون العمل املصري‪ ،‬املادة ‪ 93‬من قانون العمل القطري‪ ،‬املادة ‪ 143‬من نظام العمل السعودي‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 2‬من قانون ‪ 90/11‬السالف الذكر‪":‬يعترب عماال أجراء ‪ ،‬يف مفهوم هذا القانون‪ ،‬كل األشخاص الذين يؤدون عمال يدويا‬ ‫‪4‬‬

‫أو فكريا مقابل مرتب‪ ،‬يف إطار التنظيم وحلساب شخص أخر طبيعي أو معنوي أو خاص يدعى املستخدم"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫قض ايا ال متت بصلة ملهام الوظيفة اليت يتق دمون لشغلها‪ ،‬لذا فقد حدد املعايري ال يت ال جيوز على أساسها‬
‫التميز وإال مت خرق ملبدأ املساواة والتمييز وهي ‪:‬‬

‫التمييز على أساس السن‪:‬‬

‫وفقا للمادة ‪ 15‬من ق ‪ 190/11‬اعتمد املشرع سن ‪ 16‬سنة كحد أدىن للتشغيل وبالتايل فيمكن‬
‫ّللقاصر أن يلتحق مبنصب عمل ويطلق عليه تسمية "العامل القصر" وبالرجوع إىل مبدأ عدم التمييز فانه‬
‫جيب معاملة العامل القاصر معاملة على قدم املساواة مع العامل البالغ إذا كانوا يشتغلون منصب عمل ذاته‬
‫وحيوزون املردود ذات ه‪ ،‬ذل ك أن احلق يف األج ر من احلق وق الناجتة عن أداء العم ل ال غ ري‪ ،‬بغض النظ ر عن‬
‫سن العامل مادام يؤدي نفس العمل وبنفس املردود والفاعلية‪.2‬‬

‫التمييز على أساس الجنس‪:‬‬

‫تعترب املساواة يف األجور بني الرجال والنساء من ابرز مؤشرات تكافؤ الفرص‪ ،‬لذلك أصبح مبدأ‬
‫عاملي ا‪ 3‬أقرت ه معظم املعاه دات الدولي ة‪ ،‬وال يت ال ميكن استعراض ه وتفص يل ك ل م ا ج اء هبا خبص وص مب دأ‬
‫املساواة بني الرّجال والنّساء لأ ّن هناك هالة منها انصب اهتمامها على هذا املوضوع‪ ،‬ولكن أمهها املعاهدة‬
‫رقم ‪ 100‬اخلاص ة باملس اواة يف األج ور م ابني العم ال والع امالت عن د تس اوي العم ل‪ 4‬ال يت رك زت على‬
‫حماولة تكريس مساواة فعلية يف األجور بني اجلنسني وإلزام الدول املصادقة عليها بتحقيق ذلك يف تشريعاته‬
‫العمالي ة‪ ،‬وبالت ايل فالب د عن د حتدي د األج ر مس بقا جيب أن ينب ين على أس اس املنص ب ال ذي يش غله العام ل‬
‫وليس على أساس من يشغل هذا املنصب سواء رجل كان أو امرأة‪.5‬‬

‫‪. 1‬انظر املادة ‪ 15‬من قانون ‪ 90/11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ .‬ك ريواين ض اوية‪ ،‬احلماي ة القانوني ة للعم ال القص ر يف ظ ل ق انون عالق ات العم ل اجلزائ ري رقم ‪ ،90/11‬جمل ة النقدي ة للق انون والعل وم‬ ‫‪2‬‬

‫السياسية‪ ،‬ع‪ ،2‬س ‪ ،2014‬ص ‪.111‬‬


‫‪ .‬ميثاق منظمة العمل الدولية (م ‪ ،) 41‬اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان الصادر يف ‪ 10‬ديسمرب ‪ ( 1948‬املادة ‪ ،) 23/1‬االتفاقية الدولية‬ ‫‪3‬‬

‫رقم ‪ 113‬اخلاصة بإهناء كل أشكال التمييز ضد املرأة الصادرة سنة ‪ ( 1979‬املادة ‪.) 7‬‬
‫‪ . 4‬املعاهدة رقم ‪ ،100‬اخلاصة باملساواة يف األجور مابني العمال والعامالت عند تساوي العمل‪،‬الصادرة بتاريخ ‪ 20‬جوان ‪ ،1951‬دخلت‬
‫حيز النفاد يف ‪ 23‬ماي ‪ ،1953‬وصادقت عليها اجلزائر يف ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،1966‬املالحظ أّن هذه االتفاقية وضعت اخلطوط العريضة ملبدأ‬
‫املساواة يف األجر بني الرجال والنساء عند تساوي قيمة العمل‪ ،‬مما أدى مبنظمة العمل الدولية إىل إصدار التوصية املكملة هلا رقم ‪ 90‬يف ‪20‬‬
‫جوان ‪.1951‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.art L140-2: « tout employeur est tenue d’assurer pour même travail ou pour un travail de valeur‬‬
‫» ‪égale, l’égalités de rémunération entre les hommes et les femmes‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫النسبية أو القرابة العائلية‪:‬‬
‫التمييز القائم على أساس الوضعية االجتماعية أو ّ‬

‫بالنس بة هلذه املع ايري فال ميكن للمس تخدم أن يق دم على التمي يز بني العم ال على أس اس وض عيتهم‬
‫ّ‬
‫يف اجملتم ع أو على أس اس عالق ة املص اهرة أو ص لة قراب ة م ع املس تخدم لأّن ذل ك ق د يك ون على حس اب‬
‫العمال اآلخرون الذين ميارسون نفس األعمال أو يشغلون مناصب العمل ذاهتا‪ ،1‬كما ال ميكن للمستخدم‬
‫أن مييز بني العمال على أساس العرق‪.2‬‬

‫التمييز القائم على أساس االنتماء النقابي والسياسي‪:‬‬


‫ّ‬

‫باعتب ار أّن احلري ة النقابي ة‪ 3‬واملش اركة يف العم ل السياس ي‪ 4‬أص بح من املب ادئ املكرس ة يف دس تور‬
‫‪ ،1996‬ل ذلك ال ميكن من جه ة أن جنعله ا كح ق دس توري جلمي ع املواط نني ويف املقاب ل جنعله ا كمعي ار‬
‫لتمييز بني العمال بسبب انتماءاهتم النقابية أو قناعتهم السياسية‪.‬‬

‫هذه جمموعة من املعايري حمددة على سبيل املثال‪ ،‬مت النص عليها يف املادة ‪ 17‬السالفة الذكر‪ ،‬اليت ميكن أن‬
‫يق ام على أساس ها متي يز بني العم ال يف جمال األج ر لأّن هن اك مع ايري أخ رى وض عتها التش ريعات املقارن ة‪،‬‬
‫فاملش رع األردين على س بيل املث ال من ع التمي يز الق ائم على أس اس اجلنس ية‪ ،5‬فال جيب التفرق ة م ابني عام ل‬
‫وطين وأخر أجنيب يف األجر إال فيما يتعلق خبضوع العامل الوطين لنظام خاص تكفله دولته من حيت املزايا‬
‫ملواطنيها‪ ،6‬كما جند أّن املشرع املصري منع أي متييز يقوم على أساس الدّين أو املعتقدات الدينية وبالتايل‬
‫فإّن مبدأ املساواة يرتبط بالسياسة العامة لكل دولة وخصوصيتها يف تطبيقه يف تشريعاهتا‪.‬‬

‫كم ا أّن القض اء اجلزائ ري‪ 7‬والفرنس ي‪ 8‬ح دد ب دوره مع ايري أخ رى ال ميكن أن ينب ين على أساس ها متي يز بني‬
‫العم ال حيت أنّه س اوى بني العم ال املس تخدمني مبوجب عق ود عم ل حمددة املدة والعم ال املس تخدمني‬

‫‪ . 1‬أمال بطاهر‪ ،‬النظام القانوين حلماية األجور يف القانون اجلزائري‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬س ‪ ،2013‬ص ‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.La mention «BBR »(Bleu :Blanc : Roug) est un délit d’offre d’emploi discrimination.‬‬
‫‪. 3‬املادة ‪ 56‬من دستور ‪ 1996‬الصادر مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 96/438‬املؤرخ يف ‪ 7‬ديسمرب ‪ 1996‬املتعلق بالدستور‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ح‪.‬ج‪،‬‬
‫ع ‪ .76‬لسنة ‪ 8‬ديسمرب ‪ ،1996‬ص ‪ ،6‬تنص على أّن "احلق النقايب معرتف به جلميع املواطنني"‪.‬‬
‫‪ . 4‬انظر املادة ‪ 42‬من دستور اجلزائري لسنة ‪1996‬‬
‫‪. 5‬املادة ‪ 26‬من التشريع العمل األردين‪.‬‬
‫منال سامل شوق الرشيدي‪ ،‬احلماية القانونية لألجور يف قانون العمل األردين والكوييت‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة الشرق‬ ‫‪? 6‬‬

‫األوسط‪ ،2010 ،‬ص ‪.83‬‬


‫‪ . 7‬قرار احملكمة العليا صادر بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ ،1988‬م‪.‬ق ‪ ،‬س ‪ ،1991‬ص ‪.197‬‬
‫‪8‬‬
‫‪. Soc 18 FERV 1988 ;bull .civ n˚120,26 fév 1997.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫مبوجب عق ود غ ري حمددة املدة‪ ،‬و بالت ايل ال ميكن التمي يز بني ه اتني الفئ تني من العم ال يف األج ور املدفوع ة‬
‫هلم على أس اس ن وع عالق ة العم ل‪ ،‬كم ا أنّه س اوى بني العام ل املؤقت أو املومسي وبني العام ل ال دّائم يف‬
‫‪1‬‬
‫االستفادة من نتائج املؤسسة وبالتايل ال ميكن ّالتمييز بني العمال على أساس مدة عقد العمل‪.‬‬

‫يف ت دعيم مب دأ املس اواة بني العم ال أك د املش رع حرص ه على ض مان املس اواة يف األج ر بص ورة‬
‫أساسية‪ ،‬فنص يف املادة ‪ 84‬من ق ‪ 90/11‬على انه‪ " :‬جيب على مستخدم ضمان مبدأ املساواة يف األجور‬
‫بني العمال لكل عمل مساوي القيمة دون أي متييز"‪.‬‬

‫املالحظ أّن املشرع اعتمد على مبدأ تساوي قيمة العمل املقدم من طرف العمال لتساوي أجورهم‬

‫"‪ "le principe à travail égal ;salaire égal‬فمىت تساوت قيمة العمل املقدم التزم املستخدم بتقدمي‬
‫أجور متساوية لعماله‪.‬ولكن اإلشكال الذي يطرح ماذا قصد املشرع باملساواة يف األجور هل هي مساواة‬
‫شكلية أم مساواة قائمة على أسس موضوعية؟‬

‫ثانيا‪ :‬مضمون المبدأ‬

‫إّن مفهوم املساواة وفقا ملا جاء باملادة ‪ 84‬السالفة الذكر هي مساواة موضوعية‪ 2‬اليت تأخذ بعني‬
‫االعتب ار املؤهالت العلمي ة وامله ارات واخلربة املهني ة واألقدمي ة يف العم ل وحجم املس ؤولية ومس تواها‪،‬‬
‫وظ روف عمله ومؤثراهتا و مردوديته‪ ،‬وخمتلف املسائل اليت تدخل يف حساب وتق دير األجر بأي طريق ة‬
‫ك انت‪ ،‬بالت ايل ف ان املش رع اجلزائ ري مل يقص د املس اواة الش كلية‪ 3‬ال يت ال ت راعي االختالف وتف اوت‬
‫املؤهالت واخلربات واملهارات اخلاصة بكل عامل من جهة واملسؤوليات والضغوط احمليطة مبنصب العمل‬
‫الشكلية هي بالنّسبة لألجر الوطين األدىن املضمون‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬إال أّن هناك جمال وحيد لتطبيق املساواة ّ‬

‫‪. 1‬قرار صادر بتاريخ ‪ 9‬جوان ‪ ،1998‬املنشور يف عبد السالم ديب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪ . 2‬أمال بطاهر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪ .‬أمحية سليمان‪ ،‬التنظيم القانوين لعالقة العمل يف التشريع اجلزائري‪ :‬عالقة العمل الفردية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬اجلزء الثاين‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2002‬ص ‪. .249‬قرار رقم ‪ ،289675‬بتاريخ ‪ ،12/01/2005‬م‪.‬ق‪ ،2005 ،.‬ع‪ ،2‬ص ‪.235‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ألنّه يف ه ذه احلال ة فق ط مجي ع العم ال يتقاض ون أج را ش هريا مس اويا ل ذلك ال ذي يتقاض اه العم ال مهم ا‬
‫اختلفت ظروف العمل ومردوديتهم‪ ،‬دون األخذ بعني االعتبار املؤهالت واخلربات و املردودية اليت تزيد يف‬
‫أجر العامل ويف غياهبا تؤدي إىل نقصان األجر‪.‬‬

‫وهذا ما ذهبت إليه احملكمة العليا يف قرارها رقم ‪ 2896751‬صادر بتاريخ ‪ 12/05/2005‬فاعتربت بأنه‬
‫"ال ميكن أن نعترب ب أّن هناك متييز بني العمال ‪ ،‬مبفه وم املادة ‪ 17‬من ق ‪ ، 90/11‬إال إذا كان العمال يف‬
‫نفس احلالة و الوضعية وخيضعون لنفس الشروط املهنية"‪ .‬وبالتايل ال ميكن أن نعترب ب أّن هناك مساس مببدأ‬
‫املساواة على اإلطالق إذا متت مكافأة العامل صاحب املردود اجليد وذو خربة و مهارة مبنحه عناصر إضافية‬
‫للأجر وعدم منحها للعامل الذي حيتل نفس املنصب إال أنّه ال يقدم مردودية مماثلة لتلك اليت قدمها العامل‬
‫األول أوال يتمتع بنفس مهاراته أو خرباته‪.2‬‬

‫ويف نفس السياق قضت احملكمة العليا يف القرار رقم ‪ 501846‬الصادر بتاريخ ‪ 06/05/2009‬بأنّه ال‬
‫ميكن أن نعترب ب أّن هناك متي يز بني العم ال نفس املؤسس ة من حيت األجر إذا مت حتديده وفق ا ملع ايري ذات‬
‫صلة باملؤهالت العلمية واملهنية فجاء يف منطوق القرار بأنّه" فيما يتعلق باملادتني ‪ 17‬و ‪ 84‬من ق انون رقم‬
‫فإنها تشري إىل أّن كل عقد أو اتفاق من شأنه ّالتمييز بني العمال يعد باطال إذا انصب على السن‪،‬‬
‫‪ّ 90/11‬‬
‫اجلنس‪ ،‬العالق ات العائلي ة أو االخنراط السّياس ي وه ذه األم ور تنع دم يف دع وى احلال طاملا أن التعليم تني‬
‫الصادرتني من املؤسسة مل تضعا أي متييز بني العمال بل التعليمة فرقت بني اجر اإلطارات املتحصلني على‬
‫الش هادة والعم ال الت ابعني للفرق ة التقني ة الغ ري املتحص لني على ش هادة جامعي ة رغم خ ربهتم ‪....‬وتطبيق ا‬
‫للتعليم ة رقم ‪ 780‬ال يت تش ري ص راحة إمكاني ة االس تفادة من التص نيف س وى اإلط ارات التقني ة املتحص لني‬
‫على شهادة‪ ،‬وبالتايل فان املطعون ضدها‪ ،‬ال ميكنها االستفادة مبضمون التعليمة حمل النزاع ألهنا ال تتوفر‬
‫على هذا املؤهل اجلامعي"‪.3‬‬

‫‪. 1‬قرار رقم ‪ ،289675‬بتاريخ ‪ ،12/01/2005‬م‪.‬ق‪ ،2005 ،.‬ع‪ ،2‬ص ‪.235‬‬


‫‪. 2‬تاج عطا اهلل‪ ،‬عمل املرأة يف تشريع العمل اجلزائري واالتفاقيات الدولية والعربية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬س ‪ ،2000‬ص ‪ ،90‬و كذلك‬
‫عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.295‬‬

‫‪ .3‬قرار رقم ‪ ،501846‬الصادر بتاريخ ‪ ،06/04/2009‬م‪ .‬ق‪ ،.‬س ‪ ،2009‬ع‪.1‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫لق د نظم املش رع مب دأ املس اواة يف األج ور بأحك ام أم رة ورتب على خمالفته ا ج زاءات جزائي ة تس لط على‬
‫املستخدم وأخرى مدنية فيتمثل اجلزاء اجلزائي وفقا للمادة ‪ 142‬من ق ‪ 411-90‬يف غرامة مالية ترتاوح‬
‫مابني ‪ 2000‬دج إىل ‪ 5000‬دج يعاقب هبا كل من يوقع اتفاقية مجاعية أو اتفاق مجاعي للعمل من ش أن‬
‫أحكامها إقامة متييز بني العمال يف جمال الشغل أو الراتب وظروف العمل‪.‬‬

‫أما اجلزاء املدين فيتمثل يف البطالن التام‪2‬ألي بند أو فقرة يف عقد العمل أو االتفاقية اجلماعية تشكل خرقا‬
‫ملبدأ املساواة يف األجور بني العمال‪.‬‬

‫ولع ل أهم اإلش كاالت تتعل ق باملس اواة بني الي د العامل ة األجنبي ة والوطني ة‪ ،‬ف إن ك ان على مس توى االحتاد‬
‫األوريب هناك السعي بالوصول إىل قواعد موحدة لتحديد األجور على مستوى كل دول االحتاد األوريب‪،‬‬
‫حبيث أّن اهليئة املستخدمة اليت تشغل يد عاملة مبختلف هذه الدول‪ ،‬ملزمة بأّن تدفع لعماهلا أجورا متساوية‪،‬‬
‫فم ا يتقاض اه العام ل الفرنس ي من أج ر يف فرنس ا يتقاض اه العام ل بنفس الش ركة من جنس ية برتغالي ة س واء‬
‫ا‬ ‫بفرنس‬
‫أو الربتغال‪.‬‬

‫و لرمبا اإلشكال يف اجلزائر يطرح بشكل عكسي ولعل األمر يتعلق باليد العاملة املشتغلة يف قطاع احملروقات‬
‫والبناء‪ ،‬وظاهرة التمييز كثريا ما جتلب املتاعب للهيئات املستخدمة‪ ،‬حبيث أن هذا خيلق جوا مضطربا بني‬
‫خمتلف فئات العمال‪ ،‬وعلى سبيل املثال م ا تعلق باستفادة فئات من تعويضة خاصة باملنصب " التعويض‬
‫النوعي عن املنصب" "‪ "indemnité spécifique de poste‬والبعض األخر ال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات القانونية الستيفاء لدين األجر‬

‫‪ .‬تنص املادة ‪ 142‬من ق ‪ 90/11‬على أن‪ ":‬يعاقب بغرامة مالية ترتاوح من ‪ 2000‬إىل ‪ 5000‬دج كل من يوقع اتفاقية مجاعية أو اتفاقا‬ ‫‪4‬‬

‫مجاعيا للعمل يكون من شأهنا أحكامهما إقامة متييز بني العمال يف جمال الشغل أو الراتب وظروف العمل‪،‬كما وردت يف املادة ‪ 17‬من هذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫ويعاقب يف حالة العود بغرامة مالية ترتاوح من ‪ 2000‬اىل ‪ 10.000‬دج وباحلبس مدة ثالثة أيام أو بإحدى هاتني العقوبتني فقط"‬

‫‪. 2‬راجع املادة ‪ 17‬من قانون ‪ 90/11‬السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ا كان األجدر هو املصدر الرئيسي بالّنسبة للعامل‪ ،‬كان من الضروري إحاطته بضمانات كافية‬
‫ّمل‬
‫حىت يكفل للعامل احلق يف احلصول عليه ومن بني هذه الضمانات تقييد صفة صاحب العمل يف االقتطاع‬
‫واملقاصة (الفرع األول) ويف حالة تعدد املدنني أوجب تضامنهم لتسديد دين األجر (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تقييد صاحب العمل في االقتطاع والمقاصة‬

‫قد جيد العامل نفسه يف وضعية الدائن مببلغ أجره اجتاه صاحب العمل ومدينا اجتاه هذا األخري مببالغ‬
‫خمتلفة‪ ،‬ففي هذه احلالة تثور مسألة هل ميكن تطبيق القواعد املتعلقة باملقاصة واالقتطاع؟‬

‫أوال‪:‬حكم المقاصة واالقتطاع على األجر‬

‫من مصلحة املستخدم أن يستعمل طرق خمتلفة للتقليل من أجور العمال سواء بطريقة مباشرة أو‬
‫غري مباشرة وعادة ما تكون أهم وسيلة لتسهيل هذه العملية هي القرض وهذا هبدف االستيالء على أجرته‬
‫ا‬ ‫كلي‬
‫أو جزئيا وذلك عند حلول اجل استحقاقها‪.‬‬
‫كما قد يصبح رب العمل دائنا للعامل أتناء تنفيذ العقد ألسباب خمتلفة‪ ،‬كما انه قد يطلب منه اقتطاع‬
‫جزءا من اجر العامل لسبب أو ألخر‪ ،‬فهل يسمح لصاحب العمل باقتطاع أو حسم مثل هذه املبالغ من‬
‫األجر؟‬
‫‪ .1‬حكم المقاصة‬
‫لق د س بق اإلش ارة إىل أنّ املس تخدم ك ان يس تعمل خمتل ف الطّرق من أج ل حرم ان العم ال من‬
‫أجورهم سواء بطريقة مباشرة أو غري مباشرة واهم الوسائل هي تسهيل له عملية القرض حىت يتمكن من‬
‫االستيالء على أجرته كليا أو جزئيا وذلك عند حلول اجل استحقاقه وبوضع احملاالت واملخازن متكنهم من‬
‫اقتناء سلع ومنتجات تليب حاجاهتم‪.‬‬
‫إن املشرع اجلزائري يف ظل األمر ‪ 75/37‬ويف مادته ‪ 156‬منعت صراحة صاحب العمل من فرض‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫على العمال التزويد باآلالت واألدوات واملواد واألجهزة لتنفيذ عملهم‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫فكم ا نص ت على ع دم ج واز إج راء مقاص ة لفائ دة ص احب العم ل من مبل غ األج ور ال واجب أداؤه ا إىل‬
‫‪1‬‬
‫عماهلم واملبالغ الواجب دفعها مقابل اقتناؤهم لوازم خمتلفة‬

‫غري أّن املادة ‪ 157‬من نفس القانون أجازت صراحة إجراء مقاصة بعد ضبط نسبها حبيث ميكن للمستخدم‬
‫من اقتطاع بنسبة (واحد على عشرة) من أ جر العامل إذا كانت تقل أو تساوي أربعة أضعاف األجر الوطين‬
‫‪2‬‬
‫األدىن املضمون‪ ،‬أمّا إذا كانت تزيد عن ذلك قيمة يتم اقتطاع واحد على مخسة من األجر‪.‬‬

‫س عيا من املش رع للتوفي ق بني ك ل من مص لحة العام ل يف االق رتاض ومص لحة ص احب العم ل يف اس تيفاء‬
‫قرضه‪ ،‬قرر جواز املقاصة بني األجر والقرض ولكن يف حدود ‪ %10‬من األجر دون أن ينافسه أي دائن‬
‫أخر يف هذه النسبة ألنّها خمصصة له وحده‪ ،‬فهي ال ختتلط بنسبة األجر اليت جيوز احلجز عليها‪.‬ولصاحب‬
‫العمل أن يقتطع هذا اجلزء من األجر مقاصة مع دينه يف ذمة العامل دون أن يستصدر حكما من القضاء‪،‬‬
‫الن هذه املقاصة تقع بقوة القانون مىت توافرت شروطها‪.3‬‬

‫وتقع املقاصة بنسبة ‪%10‬على األجر الفعلي ال االمسي املتفق عليه يف العقد تبعا لكون العامل قد قام بعمل‬
‫إضايف أو فقد جزءا من أجره لسبب ما كالغياب مثال‪.4‬‬

‫‪.2‬الديون القابلة لالقتطاع‪:‬‬

‫األص ل ه و المن ع الاقتط اع من األج ر وم ع ذل ك فق د أج از المش رع األردني اس تثناءا ل رب‬


‫العم ل االقتط اع من األج ر العام ل في ح االت مح ددة حص را وهي على الوج ه اآلتي‪ :‬حال ة اق تراض‬
‫‪ .‬نص ت املادة ‪ 156‬من األم ر رقم ‪ ،75/31‬املتعل ق بش روط العم ل يف القط اع اخلاص (امللغى) على أن‪ ":‬ال جيوز إج راء مقاص ة لفائ دة‬ ‫‪1‬‬

‫أصحاب العمل بني مبلغ األجور الواجب أداؤها إىل عماهلم واملبالغ اليت يرتتب أداؤها من هؤالء اآلخرين إليهم عن لوازم خمتلفة مهما كان‬
‫نوعها‪.‬‬
‫فال جيوز لصاحب العمل أن يفرض على العامل الدائم أو املومسي التزود باآلالت أو األدوات أو املواد أو األجهزة لتنفيذ عمله"‬
‫‪.‬كما تنص املادة ‪ 157‬من نفس القانون السالف الذكر على ‪ ":‬كل صاحب عمل يقرض العامل نقدا ال ميكنه استيفاء قرضه إال باقتطاعات‬ ‫‪2‬‬

‫ال جتاوز عشر األجور الشهرية اليت تقل أو تساوي أربعة أضعاف احلد األدىن لألجر املضمون و ‪ %15‬بالنسبة القتطاعات من األجور اليت‬
‫تزيد عن أربعة إضعاف احلد األدىن لألجر املضمون‪"...‬‬
‫‪. 3‬بوخالفة غريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ . 4‬سعودي عمر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫العام ل مبل غ من الم ال من ص احب العم ل‪ ،‬والص ورة الثاني ة هي حال ة م ا إذا أص بح العام ل ملزم ا‬
‫بتع ويض رب العم ل عم ا أتلف ه أو دم ره أو فق ده من آالت أو منتج ات مملوك ة لص احب العم ل أو‬
‫كانت في عهدته ‪.1‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬االقتطاع لسداد القروض‬


‫فق د أق ر المش رع األردني لص احب العم ل االقتط اع من األج ر وف اء لق رض ك ان العام ل ق د‬
‫تحصل عليه‪ ،‬ويحكم هذا القرض مبدأن هما‪:‬‬
‫المب دأ األول ه و أن يك ون ب دون فائ دة س واء ك انت فوائ د تعويض ية أو تأخيري ة خروج ا على‬ ‫‪-‬‬
‫القواع د العام ة في الق رض ‪ ،2‬والحكم ة من ذل ك حماي ة العام ل ومن ع اس تغالله‪ ،‬وإن ك ان ه ذا‬
‫المبدأ يخدم مصلحة العامل أكثر ‪.3‬‬
‫والمبدأ الثاني هو أنّ ه ال يجوز لصاحب العمل أن يقتطع من اجر العامل لسداد القرض أك ثر من‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة ‪ %10‬من قيمة اجر العامل‪ ،‬حتى ال يرهق العامل في مصدر رزقه األساسي ‪.4‬‬

‫على أن المشكلة التي قد تث ار هي هل يمكن اعتبار تعجيل األجر للعامل قب ل اس تحقاقه من قبي ل‬
‫الق رض أم ال‪ ،‬وه ل يج وز لص احب العم ل إذا م ا ق ام ب دفع األج ر أو ج زءا من ه قب ل ميع اد‬
‫استحقاقه استيفاؤه كامال؟‬

‫بالنّس بة أقس اط األج ر المدفوع ة مس بقا أو كم ا تس مى دفع ة على الحس اب وتس مى باللغ ة‬
‫الفرنس ية " ‪ " les acomptes‬حيت ي دفع لص احب العم ل ج زاءا من األج ر إلى العام ل قب ل الموع د‬
‫المحدد للوفاء باألجر‪.‬‬

‫فلق د ذهب الفق ه إلى تب ني اتج اهين مختلف ة في ه ذا الص دد‪ ،‬ففي حين ق رر البعض اعتب ار األج ر‬
‫المعج ل من قبي ل الق رض الممن وح للعام ل وع دم ج واز اس تقطاع أك ثر من ‪ ،%10‬وذهب ج انب‬

‫‪ . 1‬راجع املادتني ‪ 47 -46‬من قانون العمل األردين‪.‬‬


‫‪ .‬لقد حظرت قوانني العمل لكل من دولة الكويت املادة ‪ ،31‬مملكة البحرين املادة ‪ ،74‬ودولة قطر املادة ‪ ،70‬تقاضي صاحب العمل ألية‬ ‫‪2‬‬

‫فوائد على ما اقرضه للعامل‪.‬‬


‫‪ . 3‬حممد السيد عمران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪450‬‬
‫‪ .‬هيتم حام د املص اور‪ ،‬املرج ع الس ابق‪ ،‬ص ‪ ،207‬وك ذلك غ الب علي ال داودي‪ ،‬املرج ع الس ابق ‪ ،‬ص ‪ ،149‬حيت أق رت مجي ع ق وانني‬ ‫‪4‬‬

‫العمل العربية اخلليجية جواز هذا االقتطاع من اجر العمل ولكن بنسبة جيب أن ال تزيد عن ‪ ، %10‬يف املواد ( م ‪ 119‬ق‪.‬ع سعودي)‪ ( ،‬م‬
‫‪ 60‬ق‪.‬ع إمارايت)‪( ،‬م ‪ 31‬من ق‪.‬ع كوييت)‪( ،‬م ‪ 133‬من ق‪.‬ع قطري)‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أخ ر إلى عكس ذل ك حيت ق رر أن األج ر إذا م ا دف ع قب ل ميع اد اس تحقاقه ال يع د من قب ل الق رض‪،‬‬
‫ويج وز لص احب العم ل ب دون قي د أو ش رط اقتطاع ه كلي ة من أج ر العام ل ‪ 1‬وذل ك لمن ع س د الطري ق‬
‫أمام العامل إذا ما واجهته ظروف تقتضي منه اللّجوء إلى طلب أجره قبل حلول ميعاده فقد يمتنع‬
‫صاحب العمل عن منحه إياه إذا ما علم بأنه سيعامل معاملة القرض‪ ،‬وبأنه ال يجوز له اقتطاع أك ثر‬
‫من تلك النسبة المحددة له قانونا ‪.2‬‬

‫ويترتب على هذا الوفاء بجزء من األجر قبل موعده االعتيادي انقضاء دين األجر بما يعادل ما دفع‬
‫للعامل على الحساب ‪.3‬‬

‫ولكن تثور صعوبة في التمييز بينها وبين القروض نظرا لتشابههما‪ ،‬لذلك وضع الفقه الفرنسي معيار‬
‫يقرر بموجبه انه إذا كان ما دفعه صاحب العمل يعتبر قرضا أو جزاءا من األجر‪ ،‬فكلما كان األجر‬
‫مقاب ل عم ل تم أداءه فعال‪ ،‬اعت بر دفع ة على الحس اب وك ل م ا زاد عن ذل ك اعت بر قرض ا من رب‬
‫العمل ‪.4‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬االقتطاع لسداد الديون‬

‫ح رص المش رع على تس يير اق تراض العام ل من ص احب العم ل وذل ك لمواجه ة ض رورات‬
‫الحي اة العاجل ة‪ ،‬وفي المقاب ل أج از المقاص ة بين اج ر العام ل وم ا ه و مس تحق لص احب العم ل فلق د‬
‫نصت المادة ‪ 57‬من قانون العقوبات العماني‪ " :‬ال يجوز لصاحب العمل أن يقتطع من اجر العامل‬
‫أك ثر من ‪ %15‬وف اء لم ا يك ون ق د اقرض ه من م ال أتن اء س ريان العق د‪ ،‬وال يتقاض ى عن ه ذه‬
‫القروض أية عوائد"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.Rivero Jean ; Savatier Jean, DROIT DU TRAVAIL, op.cit, p638.‬‬
‫‪.‬هيتم حام د املص اور‪ ،‬املرج ع الس ابق‪ ،‬ص ‪ ،207‬انظ ر ك ذلك املواد (م ‪ 76‬من ق‪.‬ع‪ .‬البحري ين‪ ،‬م ‪ 71‬من ق‪.‬ع‪.‬س عودي‪،‬م ‪ 71‬ق‪.‬ع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫قطري)‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Lyon. Coen, les salaires, p 310.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.Durand Paul et Vitus Andrés ; traité de droit du travail, tome2, Dalloz, paris, 1950, p540.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫والمقصود بالقرض في عالقة العمل هو العقد الذي يلتزم به المقرض "صاحب العمل" أن ينقل إلى‬
‫المق ترض" العام ل" ملكي ة مبل غ من النق ود أو أي ش يء مثلي على أن ي رد إلي ه المق ترض عن د نهاي ة‬
‫العقد شيئا مثله في مقداره ونوعه وصنفه ‪.5‬‬

‫وق د واج ه المش رع العم اني حال ة انته اء خدم ة العام ل قب ل س داد م ا علي ه من مس تحقات فنص على‬
‫أنّه‪... ":‬ف إذا انتهت خدم ة العام ل قب ل س داد م ا علي ه من مس تحقات الحكوم ة والمس تحقات ال تي‬
‫تثبت لصاحب العمل إن وجدت من مكافأة نهاية الخدمة ومن أية مستحقات أخرى" ‪.2‬‬

‫إن هذا النص يمثل خروجا على الحدود المنصوص عليها قانونا لالقتطاع على األجر‪ ،‬إال أنّه يأتي‬
‫تطبيقا للقواعد العامة في تقرير حق صاحب العمل بصفته دائنا في اتخاذ اإلجراءات القانونية الالزم ة‬
‫الستيفاء حقوقه بما فيها إجراءات المقاصة‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬االقتطاع للتعويض عن الخسائر‬

‫لقد نظمت هده الحالة المادة ‪ 49‬من قانون العمل األردني‪ ،‬حيت قضت بجواز االستقطاع من‬
‫اجر العامل لتعويض الخسائر التي تلحق بصاحب العمل ولكن وفقا للقيود اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يثبت ب ان العام ل ه و من تس بب في فق د أو إتالف أدوات وآالت أو منتج ات يملكه ا أو‬


‫يحوزها ص احب العم ل أو ك انت في عه دة العام ل‪ ،‬أم ا إذا ك انت مملوكة ألحد العم ال فيتبع‬
‫بشأنها القواعد العامة المتعلقة بالمديونية العامل بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون التلف ناشئا عن خطأ العامل سواء كان خطأ عمدي أو غير عمدي أو يكون ناتجا‬
‫عن مخالفته لتعليمات صاحب العمل ‪ ، 3‬في حين يشترط المشرع العماني أن يكون التلف ناشئا‬
‫عن تعم د العام ل وإهمال ه إهم اال جس يما‪ ،‬بحيث يس تبعد التل ف غ ير العم دي للقي ام به ذا‬
‫االستقطاع‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال يزيد ما يقتطعه صاحب العمل من اجل العامل على أخر خمسة أيام في الشهر الواحد‪.‬‬

‫‪ . 5‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.254‬‬


‫‪ . 2‬املادة ‪ 59‬من قانون العمل العماين‪.‬‬
‫‪ . 3‬راجع املادة ‪ 49‬من ق‪.‬ع‪ .‬األردين‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫والجدير بالذكر أن صاحب العمل يستطيع أن يقدر قيمة التلف والتعويض بإرادته المنفردة هذا ما‬
‫يعرض العامل لمخاطر المغاالة فيه‪ ،‬ولهذا فانه يجوز للعامل أن يتظلم من تقدير صاحب العمل أمام‬
‫اللجن ة المش ار إليه ا في الم ادة ‪ 77‬من العقوب ات األردني ‪ ،1‬وإذا ك ان ص احب العم ل يس تخدم اق ل‬
‫من خمس ين ع امال يك ون التظلم أم ام اللجن ة المش ار إليه ا في الم ادة ‪ 62‬من ق انون العقوب ات‬
‫األردني ‪ ،2‬ويك ون ق رار اللجن تين ق ابال للطعن في ه خالل ‪ 10‬أي ام من ت اريخ ص دوره أم ام المحكم ة‬
‫الجزائية الواقع في دائرتها محل العمل فإذا لم يقض لصاحب العمل بالمبلغ الذي قدره لإلتالف أو‬
‫قضي له بأقل منه وجب عليه رد ما اقتطعه دون وجه حق خالل سبعة أيام من تاريخ صدور الحكم‬
‫أو من تاريخ قبوله قرار اللجنة‪ ،‬وال يجوز لصاحب العمل أن يستوفي مستحقاته بطريق االقتطاع إال‬
‫إذا بل غ مجموع ه اج ر ش هرين ‪ ،3‬كم ا يمكن لص احب العم ل اللج وء أيض ا إلى المحكم ة المختص ة‬
‫للمطالبة بالتعويض عن األضرار التي تسبب العامل بها ‪.4‬‬

‫في حين اش ترط المش رع الفرنس ي موافق ة مفتش العم ل ح تى يمكن للمس تخدم المطالب ة ب التعويض‬
‫المستحق على العامل إلتالفه أدوات العمل أو تسبب في أضرار للمؤسسة وأثبت المستخدم ذلك ‪.5‬‬

‫‪ .‬تنص املادة ‪ 77‬من ق‪.‬ع‪ .‬األردين على ما يلي‪ ":‬أن تشكل جلان استشارية مشرتكة يف املنشات اليت تستخدم مخسني عامال فاكرت تتكون‬ ‫‪1‬‬

‫من ستة أعضاء تصفهم ممثلون املنشاة والنصف األخر ميثلون العمال ويكون اختيار ممثلي العمال من بني عمال املنشاة مبعرفة اللجنة النقابية يف‬
‫بداية كل سنة ويراعى متثليهم جلميع أقسام العمل على قدر اإلمكان‪.‬‬
‫وجيوز للجنة أو املندوب العمال أو املنشاة بدعوة مندوب عن اجلهة اإلدارية املختصة حلضور جلساهتا خالل نظر املوضوعات اليت خيتلف عليها"‬
‫‪ .‬تنص املادة ‪ 62‬من ق‪.‬ع‪ .‬األردين على ما يلي‪ ":‬إذا نسب إىل العامل ارتكاب خطأ تأدييب يستوجب معاقبته بالفصل وجب على صاحب‬ ‫‪2‬‬

‫العمل قبل أن يصدر قراره بالفصل أن يتقدم بطلب ذلك إىل اللّجنة ثالثة تتشكل على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬مدير مديرية القوى العاملة أو من ينويه رئيسا‪.‬‬
‫‪ -2‬ممثل للعمل ختتاره املنظمة النقابية املعينة عضوا‪.‬‬
‫‪ -3‬صاحب العمل أو من ميثله عضوا"‪.‬‬
‫‪ . 3‬حممد السيد عمران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،451‬وكذلك توفيق حسن فرج‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬قانون العمل اجلديد‪ ،‬ص ‪. 317‬‬
‫‪ . 4‬هيتم حامد املصاور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.Pierre Bouloc ; Manuel de droit du travail et de droit social, édition d’organisation, Paris, 1977, p 83.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬الديون المترتبة عن لوازم مختلفة‬

‫ال يجوز مبدئيا إجراء مقاصة بين األجر والديون المتعلقة بلوازم العمل لكن استثناءا يجوز‬
‫لرب العمل إجراء مقاصة مع لوازم ولكن يقتضي األمر أن تكون بحوزة العامل وت دخل في ممارسة‬
‫نشاطه ‪.1‬‬

‫ولقد أثيرت مسالة جواز المقاصة‪ ،‬ومدى تكييف التكوين الذي يتلقاه العامل في اعتباره من لوازم‬
‫العمل أم ال؟ وكان ذلك في قضية قام فيها رب العمل بإجراء مقاصة على كامل اجر شهرين لعامل‬
‫استفاد من تكوين‪ ،‬تم قدم هذا األخير استقالته مباشرة بعد انتهاء فترة ذلك التكوين‪ ،‬وعليه فصلت‬
‫محكم ة النقض بب اريس بج واز تط بيق المقاص ة ولكن في ح دود الج زء القاب ل للحج ز فق ط‪،‬‬
‫فاس تبعدت بالت الي الحظ ر الكام ل المؤس س على نص الم ادة ‪ 144‬ف ‪ 1‬من ق انون العم ل الفرنس ي‬
‫وبذلك رفضت طلب الطعن الموجه إليها في قرارها الصادر بتاريخ ‪ 21‬مارس ‪.22000‬‬

‫الحالة الرابعة‪ :‬مستحقات الضمان االجتماعي ومختلف المعاشات‬

‫ال يعتبر رب العمل دائنا بهذه المستحقات‪ ،‬إنّ ما هو الذي يقوم بخصمها واقتطاعها من اجر‬
‫العام ل بص ورة آلي ة‪ ،‬فه ذه المس تحقات عب ارة عن اش تراكات تف رض على العام ل ته دف إلى تق ديم‬
‫خ دمات اجتماعي ة ض رورية كالت أمين على الم رض وال والدة والوف اة ‪ ،.3‬ومس تحقات أخ رى لض مان‬
‫معاش ات العم ال بع د انته اء أو توق ف عالق ة العم ل لمختل ف األس باب ومنه ا التقاع د والح وادث‬
‫‪4‬‬
‫واألمراض المهنية والتامين على البطالة‪.‬‬

‫وك ذلك هنال ك االقتطاع ات لتحص يل الض ريبة على ال دخل وال تي تخص م بنس بة معين ة تختل ف‬
‫باختالف اجر منصب العمل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.art 144 de c.tra.fr‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Rade Christophe « a propos de la compensation des salaires et des dettes de responsabilité de‬‬
‫‪salarié, une pratique licite ; mais limité a la fraction saisissable du salaire »RDS. N°6, 2000, Paris,‬‬
‫‪p 596.‬‬
‫‪ . 3‬راجع قانون رقم ‪ 83/11‬املؤرخ يف ‪ 2‬جويلية ‪ ،1983‬يتعل ق بالتأمينات االجتماعية ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،28‬الصادرة بتاريخ ‪ 5‬جويلية‬
‫‪( 1983‬املعدل واملتمم)‬
‫‪ . 4‬نظمت املعاشات املذكورة أعاله مبوجب القوانني التالية‪:‬‬
‫ـ قانون رقم ‪ 12-83‬املؤرخ يف ‪ 2‬جويلية ‪ 1983‬يتعلق بالتقاعد‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ع ‪ ، 28‬الصادرة بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪( 1983‬املعدل واملتمم)‬
‫ـ ق انون رقم ‪13-83‬املؤرخ يف ‪ 2‬جويلي ة ‪ 1983‬يتعل ق حبوادث العم ل واألم راض املهني ة‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ع ‪ ، 28‬الص ادرة بت اريخ ‪ 5‬جويلي ة‬
‫‪( 1983‬املعدل واملتمم)‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وهذه االقتطاعات تتم بمقتضى القانون‪ ،‬وبالنسب التي ينص عليها القانون وليس لصاحب العمل إال‬
‫‪1‬‬
‫تطبيق أحكام القانون باقتطاعها من اجر العامل وتحويلها للجهة المعنية‪.‬‬

‫وقد حدد نسب اشتراك العمال في الضمان االجتماعي بموجب مرسوم التنفيذي الصادر سنة ‪201‬‬
‫‪ ،25‬حيت حدد قدر نسبة مجموع اشتراكات العمال بنسبة ‪ % 9‬باشتراكات العمال تتوزع كما‬
‫يلي‪ :‬نس بة ‪ 1.50%‬للتأمين ات االجتماعي ة‪ ،‬نس بة ‪% 6.75‬بالنس بة للتقاع د‪ ،‬ونس بة ‪%0.50‬‬
‫بالنسبة للتامين عن البطالة ونسبة ‪ %0.25‬للتقاعد المسبق‪.‬‬

‫كما كنت تستعمل هذه الطريقة من االقتطاعات لدفع اشتراكات العمال في التنظيمات النقابية والتي‬
‫‪3‬‬
‫حظرها المشرع الفرنسي صراحة‪.‬‬

‫الحالة الخامسة‪ :‬االقتطاع للغرامات‬

‫فضال عن االقتطاعات السابقة‪ ،‬يجوز لصاحب العمل أن يقتطع من أجر العامل كعقوبة على‬
‫مخالف ة لاللتزام ات ال تي رتبته ا على عاتق ه نص وص ق انون العم ل وفي ه ذا الص دد قض ت محكم ة‬
‫النقض المصرية بأنه‪ " :‬ولك ن الشارع قد نص في المادتين ‪ 51‬و ‪ 54‬من قانون العمل رقم ‪ 91‬لسنة‬
‫‪ . 1959‬الذي يحكم واقعة الدعوى‪ ،‬على حالتين تقع فيهما المقاص ة القانونية بين اجر العامل وبين‬
‫دين صاحب العمل الناشئ عن قروض أو تع ويض اإلتالف‪ ،‬وجعل لكل منهما حكما خاصا إال انه‬
‫فيما عدا هاتين الحالتين تظل هذه المقاصة ووفقا للقاعدة العامة المقررة بالمادة ‪ 364‬من القانون‬
‫المدني جائزة بين ديون صاحب العمل األخرى وبين اجر العامل بالقدر الالزم الحجز عليه من هذا‬
‫األجر‪ ،‬وذلك فيما ال يجاوز الربع الجائز الحجز عليه" ‪.4‬‬

‫غير أن المشرع العماني لم يشأ أن يطلق حق صاحب العمل في الخصم بما يخل بحق العامل في‬
‫أجره ويحول دون استفادته منه كمورد رزق له‪ ،‬لذلك وضع المشرع عدة قيود على حق صاحب‬
‫العمل في هذا الخصوص وتمثلت القيود التي وضعها المشرع في وضع حد أقصى لقيمة ما يمكن‬

‫‪ . 1‬عبد الواحد كرم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪147‬‬


‫‪.‬املادة ‪1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 236-15‬املؤرخ يف ‪ 03‬سبتمرب‪ ،2015‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬العدد ‪ ،49‬املؤرخة يف ‪ 16‬سبتمرب‪ ،2015‬ص‪9‬‬ ‫‪2‬‬

‫الذي يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪187-94‬املؤرخ يف ‪ 06‬جويلية ‪ ، 1994‬حيدد توزيع نسبة االشرتاك يف الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.art 412-4 de code tra FR. Pierre Bouloc, op.cit, p 83.‬‬
‫‪ . 4‬طعن رقم ‪ ،325/50‬جلسة ‪ ،23/6/1986‬منشور يف حممد سالمة جرب‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.258‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫اقتطاع ه من اج ر العام ل‪ ،‬وف اء للغرام ات الموقع ة علي ه في الش هر الواح د على اج ر خمس ة أي ام‪،‬‬
‫وكذلك حدا أقصى لما يقتطع كعقوبة عن المخالفة الواحدة غرامة تزيد على اجر خمسة أيام ‪.1‬‬

‫الحالة السادسة‪ :‬استرداد أي مبلغ دفع للعامل زيادة على استحقاقه‬

‫لم يح دد له ذا االس تقطاع نس بة معين ة‪ ،‬الن المب الغ ال تي يحص ل عليه ا العام ل زي ادة على‬
‫استحقاقه نتيجة خطا في الحساب ال يمكن أن يعتبر بمثابة السلف التي يتحصل عليها من صاحب‬
‫العمل وعليه إعادتها إليه‪.‬‬

‫ولكن هناك إشكال في حالة دفع للعامل أجرا اكبر مما يستحقه‪ ،‬لمدة طويلة مما يترتب عليه دفع‬
‫مبالغ كبيرة لصاحب العمل‪ ،‬ويعجز أ جر العامل عن اإليفاء به؟‬

‫قد تث ار في هذا الشأن مسالة المقاصة في هذا األجر ‪ ،‬بالرجوع إلى أحكام القانون ‪ 90/11‬ال نجد‬
‫تنظيما لموضوع المقاصة بل إن هذه األحك ام ألغيت بمقتضيات النصوص التشريعية السابقة والتي‬
‫تعرض ت للمس ألة في بعض جوانبه ا‪ ،‬وبالت الي أض حى موض وع المقاص ة يحتكم إلى المب ادئ العام ة‬
‫للقانون وعليه نجد أن القانون المدني نظم هذه المسألة في المواد ‪ 277‬إلى غاية ‪ 303‬وجعل لها‬
‫استثناءات إذ قضي بان المقاصة تقع مهما اختلفت مصادر الدّ يون ماعدا الحالة التي يكون فيها اح د‬
‫هذه الدّ يون غير قابل للحجز ‪.2‬‬

‫يفهم من ذلك بأنه ال يمكن لصاحب العمل إجراء مقاص ة أو اقتطاع لص الحه على األجر‪ ،‬ذلك إن‬
‫هذا األخير يعتبر قانونا غير قابل للحجز مهما كان السبب وهذا كما سنبينه الحقا‪.‬‬

‫ينص الق انون المتعلق بعالقات العمل لسنة ‪ 1990‬على عدم جواز االع تراض على األجور بالحجز‬
‫واالقتطاع إال أن ذلك يمكن اعتباره إجحافا في حق الدائنين في استيفائهم لديونهم‪ ،‬بالرغم من انه‬
‫‪ .‬تنص املادة ‪ 31‬من قانون العمل العماين على ما يلي‪":‬ال جيوز لصاحب العمل أن يوقع على العامل عن املخالفة واحدة غرامة تزيد قيمتها‬ ‫‪1‬‬

‫على أجر مخسة أيام أو أن يوقفه تأديبيا عن العمل مع حرمانه من األجر كله أو بعضه عن املخالفة الواحدة مدة تزيد على مخسة أيام‪ ،‬ويف‬
‫مجيع األحوال ال جيوز أن توقع على العامل أكث ر من عقوبة عن املخالفة الواحدة‪ ،‬أو أن يقتطع من أجره وفاء للغرامات اليت توقع عليه أكرت من‬
‫أجر مخسة أيام يف الشهر الواحد أو أن تزيد مدة وقفه عن العمل مع حرمانه من األجر كله أو بعضه على مخسة أيام يف الشهر الواحد"‪.‬‬
‫‪ . 2‬تنص املادة ‪ 299‬من ق‪.‬م‪.‬ج على ما يلي‪.":‬تقع املقاصة مهما اختلفت مصادر الديون فيما عدا احلاالت التالية‪:‬‬
‫إذا كان أحد الدينني شيئا نزع دون حق من يد مالكه وكان مطلوبا رده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان احد الدينني شيئا مودعا أو معارا لالستعمال وكان مطلوبا رده‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان أحد الدينني حقا غري قابل للحجز"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يحقق حماية كبيرة لتلك األجور إال أن القوانين السابقة له وموازاة مع ما يعمل به في التشريعات‬
‫المقارن ة فق د وض عت ح دودا وش روطا لعملي ة المقاص ة بين ال ديون واألج ور غ ير تل ك الح دود‬
‫المنصوص عليها في القواعد العامة‪.‬‬

‫لكن هدا المنع الوارد في قانون ‪ 90/11‬ألي اقتطاع على األجر قد يطرح العديد من المشاكل من‬
‫الناحية العملية فكيف نفسر السماح باالقتطاعات لفائدة الضمان االجتماعي والضرائب بالرغم من‬
‫الحضر القانوني فهل تعتبر هذه االقتطاعات غير قانونية؟‬

‫بالرجوع إلى قانون ‪ 83/14‬في مادته ‪ 18‬فقرة ‪ 2‬نصت على أنّ ه‪":‬ال يمكن للعامل أن يعترض على‬
‫ه ذا االقتط اع"‪ ،‬وك ذلك نص الم ادة ‪ 90‬ال تي منعت االقتطاع ات مهم ا ك ان س ببها ح تى ال يتض رر‬
‫العم ال‪ ،‬ولكن ه ذه االقتطاع ات فائ دتها أك ثر من ض ررها ألنّه ا تع ود ب النفع على العام ل س واء عن د‬
‫إصابته بمرض مهني أو عند انتهاء عالقة العمل يستفيد من معاش التقاعد‪...‬‬

‫ولغم وض نص الم ادة ‪ 90‬من ق ‪ 90/11‬وح تى ال يتض رر العم ال ك ان من األج در على المش رع‬
‫الت دخل إلزال ة ه ذا اإلبه ام وخاص ة وأنّ العدي د من المؤسس ات م ازالت تعم ل بقواع د المقاص ة‬
‫واالقتطاع عند منح مبالغ معينة للعمال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حدود المقاصة واالقتطاع على األجر‬

‫إنّ حماية األجر كانت محال لوثيقتين صادرتين عن مؤتمر العمل الدولي وذات تطبيق عام‬
‫وهما االتفاقية رقم ( ‪ )95/1949‬والتوصية رقم ‪ 95/1949‬وهذا ما سنوجزه فيما يلي‪:‬‬

‫لق د تن اولت اتفاقي ة العم ل الدولي ة رقم ‪ 95/1949‬بش ان حماي ة األج ور‪ ،‬تحدي د نط اق الحماي ة‬
‫المق ررة لألج ور وتنظيم االس تقطاعات من األج ور وع دم الحج ز أو التن ازل عن األج ر وتش مل أهم‬
‫القواعد الحمائية التي تضمنها االتفاقية في هذا الخصوص فيما يأتي‪:‬‬

‫يحظ ر على ص احب العم ل أن يح د ب أي طريق ة ك انت من حري ة العام ل في التص رف في أج ره‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫كما يشاء‬
‫ال يسمح باس تقطاعات من األجور إال بالش روط وفي الحدود التي ينص عليها التشريع الوطني‬ ‫‪-‬‬
‫أو التي يقررها اتفاق جماعي أو قرار تحكيم‬
‫‪ . 1‬املادة‪ 6‬من االتفاقية رقم ‪ 95‬لسنة ‪ 1949‬بشان محاية األجور السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يجب أن يطلع العمال بالشكل الذي تراه السلطة المختصة اكتر مالئمة على الحدود والشروط‬ ‫‪-‬‬
‫التي تم بمقتضاها هذه االستقطاعات ‪.1‬‬

‫كما أقرت االتفاقية الحظر على الحجز أو التنازل عن األجر إال بالطريقة وفي الحدود التي يرسمها‬
‫التشريع الوطني لكل دولة‪ ،‬كما انه يجب حماية األجر ضد الحجز أو التنازل بالقدر الذي يكون‬
‫الزما لضمان حياة العامل وعائلته ‪. 2‬‬

‫أم ّا التوص ية رقم ‪ 58‬لس نة ‪ 1949‬بش ان حماي ة األج ور فلق د أعطت تمدي دات إض افية ح ول‬
‫اإلجراءات المقترحة بشان الحجز على األجور وتوفير بيانات بشان األجر المستقطع ويمكن إيجاز‬
‫القواعد التي تضمنتها التوصية في هذا الشأن فيما يأتي‪:‬‬

‫اتخ اذ الترتيب ات الالزم ة للح د من اس تقطاعات األج ور بالق در ال ذي يض من العيش للعام ل‬ ‫‪-‬‬
‫وأسرته‪.‬‬
‫ال يسمح بإجراء استقطاعات يجب منح العامل فرصة لإلدالء باألسباب التي يرى أنها ال تبرر‬ ‫‪-‬‬
‫هذا اإلجراء‪.‬‬
‫فيما يخص االستقطاعات التي يفرضها صاحب العمل مقابل اآلالت التي تحت تص رف العامل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتخاذ الترتيبات المناسبة لقصر هذه االستقطاعات على األحوال التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان ذلك يتماشى مع ما هو معمول به عادة في الصناعة أو المهنة التي يمارسها العامل‪.‬‬

‫‪ -‬إذا نصت على ذلك اتفاقية جماعية أو صدر بشأنه قرار التحكيم‬

‫‪ -‬إذا سمح في غير هذه الحاالت إجراء ينص عليه التشريع الوطني‪.‬‬

‫إعالم العمال بالشروط التي تقم بمقتضاها االقتطاعات مع بيان أسبابها ومقدارها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أمّا على المس توى الع ربي فلق د نص ت االتفاقي ة العربي ة رقم ( ‪ )1‬لس نة ‪ 1966‬بش ان مس تويات‬
‫العم ل واالتفاقي ة العربي ة رقم ( ‪ )6‬لس نة ‪ 1976‬بش أن مس تويات العم ل المعدل ة على العدي د من‬
‫األحك ام الخاص ة بحماي ة األج ور وع دم ج واز الحج ز عليه ا أو التن ازل عنه ا إال في أض يق الح دود‪،‬‬
‫وك ذلك ع دم ج واز االقتط اع من األج ر إال بالش روط والح دود ال تي ينص عليه ا التش ريع الوط ني‪،‬‬

‫‪ . 1‬راجع املادة ‪ 8‬من نفس االتفاقية‬


‫‪ . 2‬راجع املادة ‪ 10‬من نفس االتفاقية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ويجب أن يتم تحديد هذه الحدود بنسب تصاعدية بحسب نوع الدين التي يتم الحجز من اجله‬
‫‪.1‬‬

‫كما نصت االتفاقية العمل العربية رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 1973‬بشان تحديد وحماية األجور على مجموعة‬
‫من األحك ام أهمه ا م ا ج اء في الم ادة ‪ 11‬من ع ص احب العم ل أن يقتط ع من اج ر العام ل وف اء لم ا‬
‫يكون قد اقرضه أو لدين مستحق له بنسبة تزيد على ‪ %10‬من األجر األساسي مع عدم احتساب‬
‫أي فوائد على تلك الديون‪.‬‬

‫كما تركت مسألة تحديد النسب التي يجوز الحجز أو التنازل عنها من اجر العامل المستحقة وفاء‬
‫لل ديون المترتب ة علي ه وأولوياته ا إلى التش ريعات الوطني ة م ع مراع اة كفاي ة م ا يبقى للعام ل من اج ر‬
‫‪2‬‬
‫لسداد حاجاته وحاجات أسرته األساسية‪.‬‬

‫كما ظهر نوع من التحايل لالقتطاع من أجر العامل في المجال البحري‪ ،‬حيت يعاني العمال بنوع‬
‫من االض طهاد في تمت ع بكام ل حقوق ه المالي ة‪ ،‬وه و م ا يظه ر من خالل النش اطات ال تي تمارس ها‬
‫الش ركات المتخصص ة في توف ير الي د العامل ة البحري ة ال تي تس مى " ‪Les sosiètès de‬‬
‫‪ ،" manning‬حيت تلعب ه ذه الش ركات دور الوس يط فتق وم ب البحت عن البح ارة ع بر الع الم‬
‫وتوظفهم لديها بموجب عقود عمل خاصة تسمى « ‪ "» Les contrats de manning‬التي تقوم‬
‫بذلك بتشغيلهم لدى المجهزين الذين يرغبون في عدم تكلف عناء البحت عن اليد العاملة ‪ ،‬وكذا‬
‫البحت عن اليد العاملة الرخيص ة خاص ة اآلتي ة من البلدان المتخلفة‪ ،‬وذلك به دف تقليص تكاليف‬
‫االستغالل ومنه زيادة حجم أرباحها ‪ ،‬وهذه الشركات التي تقوم بدفع األجور للبحارة بعد تلقيها‬
‫من المجه زين وحينه ا تق وم باقتط اع نس بة الفائ دة من ه ذه األج ور وغالب ا م ا تك ون تل ك النس ب‬
‫مرتفع ة فتح رم البح ارة من االس تفادة بالمقاب ل الكام ل لعملهم الم ؤدى مقارن ة م ع م ا يتقاض اه‬
‫‪3‬‬
‫نظرائهم‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت تضامن المدينين بأجر العامل‬

‫‪ . 1‬راجع املادتني ‪ 36‬و‪ 37‬من االتفاقية العربية رقم ‪ 6‬لسنة ‪ 1976‬بشان مستويات العمل املعدلة‪.‬‬
‫‪ . 2‬راجع املادة ‪ 12‬من االتفاقية العمل العربية رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 1973‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.J-P.Tanguy , Journée « RIPERT »,Pratique du contrat de manning, 29 Sep 2003.France,2003.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الأصل في االلتزام أ ن يكون بسيطا بمعنى أن يكون عالقة بين شخصين احدهما دائن والتاني‬
‫مدين‪ ،‬ولكن قد يتعدد الدائنون أو المدينون في االلتزام نفسه‪ ،‬كما أّن الدين ينقسم بين الدائنين أو‬
‫المدينين المتعددين حتى ولو كان التزامهم جميعا قد نشأ عن مصدر واحد ‪ ،4‬ولكن الدين ال ينقسم‬
‫في حال ة تع دد طرف ه إذا وج د اتف اق أو نص ق انوني على اعتب ار ال دائنين المتع ددين أو الم دينين‬
‫المتعددين بدين واحد في مصدره متضامنين‪.‬‬

‫ف إذا ك ان التض امن بين ال دائنين س مي التض امن االيج ابي‪ ،‬وإذا ك ان التض امن بين الم دينين س مي‬
‫التضامن السلبي‪ ،‬وعلى ذلك فالتضامن السلبي عبارة عن وصف يلحق االلتزام الذي تعدد المدينون‬
‫فيه بحيث يكون كل مدين ملتزما قبل الدائن بكل الدين‪ ،‬مبعىن أن هذا األخري ميكنه أن يطالب أي واحد‬
‫من املدينني املتضامنني بكل الدين‪ ،‬وجيوز للدائن كذلك أن يطالب مجيع املدينني بكل الدين‪ ،‬أو جبزء منه‪،‬‬
‫بدعوى واحدة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التضامن بين صاحب العمل ومن قام بإبرام عقد العمل نيابة عنه‬

‫هذه احلالة نص عليها املشرع األردين يف املادة ‪ 76‬من نظام العمل على ّ‪ ":‬إذا ابرم عقد العمل من‬
‫قب ل أي ش خص يعم ل نياب ة عن ص احب العم ل األص لي أو لحس ابه ف ان كال من ص احب العم ل وذل ك‬
‫الشخص يكونان مسؤولني بالتضامن عن أداء االلتزامات مبوجب هذا النظام"‪.‬‬

‫فاألص ل أن عالق ة العم ل تنش أ بني العام ل وص احب العم ل وهي عالق ة ت رتب احلق وق وااللتزام ات بني‬
‫الطرفني‪ ،‬ومن مت فان صاحب العمل هو الذي يتقيد بالعقد سواء أبرمه بنفسه أو عن طريق نائبه‪ ،‬وذلك‬
‫لأن العقد الذي يربمه النائب تنصرف آثاره إىل ذمة األصيل مباشرة وال يس أل النائب إال إذا كان قد جتاوز‬
‫حدود نيابته أو أخطأ يف إبرام العقد‬

‫ولكن خروجا عن هذا األصل وتوسيعا يف محاية حقوق العامل‪ ،‬ومنها محاية حقه يف األجر‪ ،‬فرض نظام‬
‫العمل السعودي تضامنا بني صاحب العامل ومن ابرم العقد نيابة عنه يف أداء االلتزامات اليت قررها نظام‬
‫العمل‪ ،‬وعلى ذلك فان العامل ميكنه مطالبة صاحب العمل حبقوقه كما ميكنه مطالبة من ابرم العقد نيابة عنه‬
‫أو حلسابه وميكن ابيضا مطالبتهما معا‪.‬‬

‫‪. 4‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 190‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وإذا أدى صاحب العمل للعامل حقوقه فليس له الرجوع هبا على النائب الن صاحب العمل هو املدين هبا‪.‬‬
‫أما إذا أدى النائب هذه احلقوق فله الرجوع بكل ما أداه على صاحب العمل وذلك لأن النائب ليس مدينا‬
‫هبا‪ ،‬وإذا كان النظام قد مسح للعامل مبطالبه فذلك ضمانا حلقوق العامل وال يغري من واقع انه ليس مدينا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التضامن بين صاحب العمل القديم وصاحب العمل الجديد‬

‫عقد العمل كما سبق أن بينا من العقود اليت تقوم على االعتبار الشخصي من جهة العامل ولكنها‬
‫ال تقوم على هذا االعتبار من جهة صاحب العمل‪ ،‬ويرتتب على ذلك أن عقد العمل يظل ساري املفعول‬
‫وتظ ل االلتزام ات الناش ئة عن ه قائم ة ب الرغم من تغ ري ش خص ص احب العم ل وذل ك بانتق ال املؤسس ة إىل‬
‫صاحب العمل جديد‪ ،‬وقد نص املشرع على هذه القاعدة يف املادة ‪ ،74‬الفقرة األوىل من قانون عالقات‬
‫العم ل وال يت نص ت على م ا يلي ‪ ":‬إذا ح دث تغي ري يف الوض عية القانوني ة للهيئ ة املس تخدمة‪ ،‬تبقى مجي ع‬
‫عالقات العمل املعمول هبا يوم التغيري قائمة بني املستخدم اجلديد والعمال‪ 1".‬وتطبيقا هلذه القاعدة القانونية‬
‫فق د ج اء يف منط وق ق رار احملكم ة العلي ا رقم ‪ 65773‬م ا يلي‪ ":‬من املق رر قانون ا أن ه إذا ط رأ تغي ري يف‬
‫الوضعية القانونية للهيئة املستخدمة تبقى كل عالقات العمل موجودة واحلق وق املكتسبة حىت يوم التغيري‬
‫س ارية بني اهليئ ة املس تخدمة اجلدي دة والعم ال‪ ،‬ومن مث ف إن النعي على الق رار املطع ون في ه بانع دام القاع دة‬
‫القانونية غري مؤسس‪.‬‬

‫وملا ك ان من الث ابت يف قض ية احلال أن املطع ون ض ده يعم ل كح ارس يف املس تودع ال ذي ح ول إىل دي وان‬
‫املدعي يف الطعن‪ ،‬وأن قضاة املوضوع بقضائهم إدماجه يف عمله األصلي ومتكينه من أجرته على أساس أن‬
‫تغيري الوضعية القانونية للهيئة املستخدمة ال تؤثر على حقوق العمال املكتسبة‪ ،‬قد أصابوا يف تطبيق القانون‪،‬‬
‫ومىت كان األمر كذلك استوجب رفض الطعن"‪.2‬‬

‫كما نصت احملكمة العليا يف قرار أخر‪ 3‬على أنه‪ ":‬من الثابت قانونا أن مجيع عالقات العمل املعمول هبا يوم‬
‫التغيري يف الوضعية القانونية للهيئة املستخدمة تبقى قائمة بني املستخدم والعمال‪.‬‬

‫‪ . 1‬يقابل هذا النص يف القانون الفرنسي املادة ‪ L.1224-1‬من قانون العمل الفرنسي‪.‬‬

‫ق‪.‬غ‪.‬إ‪ ،.‬رقم ‪ ،65773‬الصادر بتاريخ ‪ ،24/12/1990‬املنشور يف‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬يف ضوء املمارسة القضائية‪ ،‬ط ‪، 2006.2007‬‬ ‫‪2‬‬

‫منشورات بريت‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪ . 3‬ق‪.‬غ‪.‬إ‪ ، .‬رقم ‪ ،196348‬بتاريخ ‪ ،11/04/2000‬م ‪.‬ق‪ ،.‬س ‪ ،2001‬ع‪ ،2‬ص ‪.155‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وملا قضى قضاة املوضوع بأن حقوق العامل تبقى قائمة عند تغيري مسري املؤسسة مادام أهنا بقيت حمتفظة‬
‫بطابعها واستمرت يف نشاطها‪ ،‬وتضاف أقدمية العامل املكتسبة إىل تلك اليت اكتسبها عند املستخدم الس ابق‬
‫فإهّن م أحسنوا تطبيق القانون"‬

‫وق د اجته د القض اء والفق ه على ح د س واء الس يما يف فرنس ا‪ -‬يف اس تنباط تط بيق ه ذه القاع دة‪ ،‬وال يت‬
‫سنتطرق إليها بإجياز فيما يلي‪:‬‬

‫الش رط األول‪ :‬أن تك ون عق ود العم ال املعني ة باالس تمرار س ارية املفع ول وقت ح دود تغي ري يف اهليئ ة‬
‫املستخدمة‪ ،‬وعليه ال تنطبق القاعدة على العقود اليت أهنيت قبل هذا التغيري وال يتقيد هبا املستخدم اجلديد‪،‬‬
‫كما أن النص مل يفرق بني عقود العمل ال من حيت املدة وال من حيث النشاط‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬البد من حدوت تغيري يف الوض عية القانونية للمس تخدم ‪ ،‬أي تغيري يف املركز الق انوين له‬
‫بص فة عام ة‪ ،‬حبيث يش مل ه ذا التغي ري مجي ع احلاالت ال يت يتغ ري فيه ا املس تخدم س واء عن طري ق التص رفات‬
‫الناقلة للملكية أو غري الناقلة للملكية‪ ،‬فقد نصت املادة‪ 15‬من األمر املتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل‬
‫يف القطاع اخلاص على حاالت التصرف يف املؤسسة سواء مت ذلك عن طريق دجمها يف غريها‪ ،‬أو جتزئتها‬
‫أو انتقاهلا باهلبة أو اإلرث أو الوصية أو البيع أو املقايضة أو غري ذلك من طرق االنتقال‪ ،1‬والواضح ان هذه‬
‫احلاالت جاءت على سبيل املثال وليس احلصر‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬استمرار الكيان االقتصادي ‪،‬وقد شهد هذا الشرط تطورا كبيرا وعبر مراحل متالحقة ‪ ،‬ففي‬
‫مرحلة أولى كان القضاء يشترط استمرار الكيان نفسه( المؤسسة )‪ ،2‬وفي مرحلة أخرى صار يشترط استمرار‬
‫النشاط نفسه‪ ،3‬تم توسع بعد ذلك وأصبح يكتفي باستمرار نشاط مشابه‪ ،‬وال يشترط استمرار المؤسسة نفسها‪،‬‬

‫‪.‬تنص المادة ‪ 15‬من األمر المتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص على انه‪":‬إذا طرأ تعديل على الوضع القانوني لصاحب العمل‬ ‫‪1‬‬

‫والسيما بواسطة الإرث أو البيع أو التنازل أو التحويل أو إنشاء شركة فإن جميع عالقات العمل الجارية والحقوق المكتسبة ليوم التعديل تبقى قائمة بين‬
‫صاحب العمل الجديد والعمال"‪.‬‬
‫‪.‬لقد عبرت عن ذلك محكمة النقض الفرنسية سنة ‪ 1934‬بالقرار التالي‪ ":‬يشترط لتطبيق قاعدة استمرار عقود العمل أن يكون الكيان المس تمر هو‬ ‫‪2‬‬

‫الكيان نفسه‪ ،‬ولكن تحت إدارة جديدة" انظر‪:‬‬


‫‪Cas. Soc. 27 fev 1934.Grand arrêts de droit du travail, 2éme édition, n°104.‬‬
‫‪.‬يشترط القضاء الفرنسي الستمرار عقود العمل في حال تغير الوضعية القانونية للمستخدم استمرار المؤسسة بنشاطها المعهود قبل التغيير‪ ،‬وعليه يستبعد‬ ‫‪3‬‬

‫تطبيق هذه القاعدة متى توقف النشاط نهائيا كما في حالة اإلغالق النهائي للمؤسسة‪.‬انظر مداخلة مسعودان الياس‪ ،‬شرط وجود عالقة قانونية بين‬
‫المستخدمين المتعاقبين " المادة ‪ 74‬من قانون ‪ ،"90/11‬الملتقى الوطني الثاني‪ :‬حول الظروف االقتصادية للمؤسسة وأثرها على عالقات العمل في‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬يوما ‪10‬و ‪ 11‬مارس ‪ ،2010‬بالقطب الجامعي بجامعة جيجل‪ ،‬ص ‪.145‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وبناء على هذا التفسير الواسع لهذه القاعدة أصبحت محكمة النقض تقتضي باستمرار عقود العمل في حالة‬
‫تعاقب المستخدمين حتى في حالة عدم وجود أي عالقة قانونية بينهم ماداموا يقومون بنفس النشاط‪.1‬‬

‫بالت ايل م ىت ت وافرت ه ذه الش روط ف ان ص احب العم ل الق دمي وص احب العم ل اجلدي د يكون ان‬
‫مسؤولني على وجه التضامن فيما بينهما عن مجيع االلتزامات الناشئة عن عقد العمل قبل التصرف الذي‬
‫نقل ملكية املؤسسة إىل صاحب العمل اجلديد‪ ،2‬يف حني أن املشرع األردين مبوجب نص املادة ‪ 16‬من‬
‫قانون العمل حدد املدة تضامن صاحب العمل األصلي واجلديد بستة أشهر يكونان مسؤوالن بالتضامن‬
‫اجتاه العامل عن حقوقه مستحقة األداء قبل تاريخ االنتقال‪ ،‬ولكن االلتزامات اليت تنشأ بعد انتقال املؤسسة‪،‬‬
‫فان صاحب العمل اجلديد وحده هو الذي يتحملها وليس للعامل مطالبة صاحب العمل السابق بأي منها‬
‫والعربة يف تقدير ذلك هو بوقت نشوء احلق واستحقاقه وال دخل لتاريخ انتهاء العقد يف ذلك او بتاريخ‬
‫بدايت ه‪ ،‬مبع ىن ان ه اذا ك ان عق د العم ل ق د انتهى قب ل التغي ري ولكن احلق وق املس تحقة عن ه ظلت قائم ة ف ان‬
‫صاحب العمل اجلديد يضمن سدادها‪ ،‬وعكس ذلك اذا كان عقد العمل قد ابرم يف ظ ل صاحب العمل‬
‫القدمي واستمر ممتدا اىل اجلديد ولكن احلقوق قد نشأت بعد التغيري ف إّن صاحب العمل اجلديد وحده هو‬
‫الذي يتحملها دون صاحب العمل القدمي‪.3‬‬

‫والتض امن يش مل مجي ع االلتزام ات الناش ئة قب ل انتق ال امللكي ة س واء منه ا من ك ان لص احل العام ل‬
‫أو هليئات الضمان االجتماعي أو ألي شخص أخر‪،‬وهنا أيضا ميكن للعامل أن يرجع حبقوقه على صاحب‬
‫العمل القدمي أو صاحب العمل اجلديد أو أن يرجع عليهما معا‪.‬‬

‫‪ .‬تم تطور االجتهاد القضائي الفرنسي في االتجاه الموسع لتطبيق قاعدة استمرار عقود العمل‪ ،‬رغبة منه في الحفاظ على عالقات العمل واستقرار‬ ‫‪1‬‬

‫األوضاع االجتماعية للعمال‪ .‬وتطبيقا لذلك نقضت محكمة النقض الفرنسية حكما لمحكمة االستئناف لعدم تطبيقه لقاعدة المذكورة رغم وجود تماثل‬
‫في األنش طة فج اء في قراره ا‪ " :‬ك ان يجب على قض اة الموض وع‪ -‬بع د أن ت بين لهم أن الش ركة الجدي دة ال تي حلت مح ل الش ركة المفلس ة‪ ،‬ق د‬
‫استخدمت جميع األماكن التي كانت تستخدمها الشركة المفلسة‪ ،‬وأنها ضمت إلى خدمتها جميع العمال‪ ،‬األمر الذي يفيد استمرارها في مزاولة النشاط‬
‫السابق وبالعمال أنفسهم‪ ،‬أن يقضوا باستمرار عقود العمل"‪Cas.Soc.09 avr 1987. Bull.civ.V,p 127. n°198 .‬‬
‫‪ .‬لقد نص املشرع السعودي على هذه احلالة يف املادة ‪ 89‬من نظام العمل السعودي بقوله‪ ":‬جيب الوفاء جبميع االلتزامات بالرغم من حل‬ ‫‪2‬‬

‫املؤسسة أو تصفيتها أو إغالقها أو إدماجها يف غريها أو جتزئتها أو انتقاهلا بالإرث أو الوصية أو اهلبة أو البيع أو التنازل للغري أو غري ذلك من‬
‫التصرفات ‪ ،‬ويعترب عقد العمل ساري املفعول يف مجيع احلاالت السابقة ماعدا التصفية واإلفالس واإلغالق النهائي املرخص به‪".‬‬
‫‪.‬وقد نصت المادة ‪ 90‬من نظام العمل السعودي صراحة على انه‪ ":‬يكون صاحب العمل األصلي والجديد مسؤولين بالتضامن عن تنفيذ جميع‬ ‫‪3‬‬

‫االلتزامات الناشئة عن العقد والمستحقة قبل التصرف الناقل للملكية‪ ،‬أما االلتزامات الناشئة بعد ذلك فيتحملها صاحب العمل الجديد منفردا"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫فإذا أدى ص احب العمل اجلديد الدين كان له الرجوع بكل ما أداه على ص احب العمل القدمي ألّنه هو‬
‫املدين به‪ ،‬أما إذا أدى صاحب العمل القدمي هذا الدين فليس له الرجوع بشيء مما أداه على صاحب العمل‬
‫اجلديد‪ ،‬فهذا األخري ليس مدينا مبا نشأ قبل انتقال املؤسسة إليه‪.‬‬

‫والقانون هنا قد اعتد بعالقات العمل يف املؤسسة اكرت من اعتداده بشخص صاحب العمل‪ ،‬األمر الذي‬
‫يعين بقاء عقود العمل قائمة يف حالة استمرار نشاط املؤسسة حتت إدارة صاحب العمل اجلديد دون اعتبار‬
‫النتقاهلا إليه بتصرف ناقل أو غري ناقل امللكية‪ ،‬وعليه يستبعد تطبيق القاعدة مىت توقف النشاط هنائيا كما يف‬
‫حالة اإلغالق النهائي للمؤسسة فال ميكن وجود هذا التضامن ‪ ،‬ومن أسباب الغلق النهائي مثال ما قضت به‬
‫حمكم ة النقض الفرنس ية بع دم تط بيق القاع دة عندما أص بحت املؤسس ة من الناحي ة الواقعي ة غ ري ق ادرة على‬
‫االستغالل‪ ، 1‬سواء كان ذلك بسبب سوء إدارة صاحب العمل مثال‪ ،‬أو يف حالة وفاة صاحب العمل وقرر‬
‫الورثة إغالق املؤسسة والتوقف عن النشاط هنائيا‪ ،‬فالعمال يف مثل هذه احلالة يسرحون ويسأل صاحب‬
‫العمل عن كل اآلثار املرتتبة عن ذلك‪.2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حماية األجر في مواجهة الدائنين اآلخرين‬


‫قد يتعدد دائنني الدين يزامحون العامل يف األجر فقد يكون من بينهم دائنني صاحب العمل أو أي‬
‫دائن أخر (الغري) هلذا فان املشرع تدخل بإقرار محاية ألجر تسري يف مواجهة مجيع الدائنني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حماية األجر من دائني صاحب العمل‬

‫لقد منح املشرع لدين األجر مرتبة أعلى عن بقية الديون األخرى‪ ،‬كما خول للعامل جمموعة من‬
‫الوسائل واستيفاء أجرهم‪ ،‬كل هذا تكريسا حلماية األجر وضمان استيفائه هذا ما سنتطرق إليه إتباعا‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ضمان امتياز دين األجر على بقية الديون‬

‫قد تتدهور الوضعية املالية واالقتصادية للمؤسسة‪ ،‬فيؤدي هبا األمر إىل عدم القدرة على دفع ديوهنا‬
‫حبيث يصبح اجلانب السليب من ذمتها املالية اكرب من جانبها االجيايب‪ 3‬فيعلن بذلك عن إفالسها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.Cass.Soc. 24 oct 1989, Rev, Juris-soc 1989.n°909.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Cass.Soc. 05 oct1960.Bull. civ. IV ; n°816.‬‬
‫دمحاين حممد الصغري‪ ،‬مقال محاية العامل يف حالة إفالس صاحب املشروع‪ ،‬جملة احلجة‪،‬ع ‪ ،1،2007‬ص ‪.146‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يقص د ب اإلفالس قانون ا بأن ه ه و طريق ة للتنفي ذ على املدين ال ذي يتوق ف عن دف ع ديون ه التجاري ة‪ ،‬وهتدف‬
‫أحكامه إىل تصفية أموال املدين وتوزيع الثمن الناتج عنها بني الدائنني وتوزيعها عادال ال أفضلية فيه لدائن‬
‫على أخر ‪، 1‬ومن بني الدائنني غالبا ما يكون هناك عمال أجراء الذين مل يتقاضوا أجورهم ملدة زمنية معينة‪.‬‬

‫فانه تطبيقا للقواعد العامة فسوف يتدخل هؤالء العمال مع مجاعة الدائنني اآلخرين اليت سوف يتقامسون ما‬
‫سيتم حتصيله من بيع أصول املؤسسة املفلسة قسمة عادلة وال أفضلية لدائن على أخر سوى برتتيبهم حسب‬
‫ت اريخ تس جيله دي وهنم‪،‬غ ري أن فك رة العدال ة واملس اواة ال يت حنن بص دد التح دث عنه ا ال تتط ابق والص فة‬
‫املعيش ية اليت يتص ف هبا األجر‪ ،‬ل ذلك فان ع دم مالئم ة املدين ليس م ربرا لتط بيق مبدأ قس مة الغرم اء على‬
‫‪2‬‬
‫كافة دائنني وذلك استثنيت أجور العمال من هذا املبدأ وتقرر هلا مبدأ امتيازها عن بقية الديون‪.‬‬

‫إن مب دأ امتي از األج ور عن خمتل ف ال ديون األخ رى‪ ،‬اس تحوذ اهتم ام خمتل ف التش ريعات س واء املعاه دات‬
‫الدولي ة أو الق وانني فج اء يف االتفاقي ة دولي ة رقم ‪ 958‬لس نة ‪ 1949‬املتعلق ة حبماي ة األج ور بأن ه ‪":‬عن د‬
‫إفالس مؤسسة ما أو تصفيتها قضائيا يعامل عماهلا كدائنني ممتازين بالنسبة ملاهلم من أجور عن اخلدمة اليت‬
‫أدوها يف الفرتة السابقة على اإلفالس أو التصفية القضائية تدفع األجور اليت تشكل دينا ممتازا بالكامل قبل‬
‫أن يطالب الدائنون العاديون بنصيب من األصول حتدد القوانني واللوائح الوطنية االولوية بالنسبة لألجور‬
‫اليت تشكل دينا ممتازا ‪،‬وغريها من الديون املمتازة "‬

‫إذا كانت االتفاقية الدولية للعمل تركت للتشريعات العمالية احلرية يف حتديد رتبة أجور العمال باعتبارها‬
‫ديون ا ممت ازة ‪،‬ف ان االتفاقي ة العربي ة رقم ‪ 15‬لس نة ‪ 1983‬املتعلق ة بتحدي د ومحاي ة األج ر ‪،‬فجعلت األج ر‬
‫يتمتع بأعلى درجة االمتياز وستوىف كامال من أموال املنقولة وغري املنقولة لصاحب العمل باستثناء الديون‬
‫‪3‬‬
‫املقررة للحزبية الدولة ‪.‬‬

‫كما عرف املشرع اجلزائري حق االمتياز بأنه أولوية يقررها القانون لدين مدين مراعاة منه لصفته وال ميكن‬
‫أن تعت رب دين األج ر من دي ون املمت ازة إال عن د ص دور نص ق انوين ينص على ذل ك ص راحة‪ ،4‬وإن اتفقت‬
‫‪ . 1‬سعودي عمر‪ ،‬محاية العامل يف حالة إفالس صاحب املشروع‪ ،‬جملة احلجة‪،‬ع ‪ ،2007 ،1‬ص ‪.58‬‬
‫‪ .2‬راشد راشد‪ ،‬شرح عالقات العمل‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ .3‬المادة ‪ 8‬من االتفاقية العربية رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 1983‬المتعلقة بتحديد وحماية األجور على ‪":‬تعتبر األجور والمبالغ المستحقة للعامل الناشئة عن عقد‬
‫العمل دينا ممتازا ويتمتع بأعلى درجات االمتياز على ما عدله من ديون بما فيها ديون الدولة (على األموال المنقولة وغير المنقولة لصاحب العمل "‪.‬‬
‫‪ .‬تنص املادة ‪ 982‬من الق انون املدين اجلزائ ري ‪":‬االمتي از أولوية تقرره ا القانون ل دين معني مراع اة من ه لص فة وال يكون لل دين امتي از إال‬ ‫‪4‬‬

‫مبقتضى نص قانوين "‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫خمتلف التشريعات على اعتبار دين األجور من الديون املمتاز إال أّنها اختلفت يف حتديدها ملرتبة امتيازه بقية‬
‫عن ال ديون األخ رى وكم ا س بق الق ول ب ان االمتي از ال يتق رر إال مبوجب نص ق انوين هلذا ف ان خمتل ف‬
‫التش ريعات ومن بينه ا التش ريع اجلزائ ري أص درت نص وص قانوني ة تنظم امتي از األج ور حيث نص علي ه يف‬
‫القانون املدين والقانون العمل وحىت القانون التجاري ‪،‬فهل جاءت هذه القوانين بأحكام موحدة أم أن‬
‫هناك تبيان في أحكامها؟‬
‫أوال‪ :‬امتياز األجر المقرر في القانون المدني‬
‫محل االمتياز‬ ‫‪.1‬‬

‫أق رّ الق انون املدين اجلزائ ري امتي ازا عام ا على مجي ع أم وال املدين املنقول ة منه ا والعقاري ة‪ ،‬وف اء ملا‬
‫يستحقه العامل من اجر عن أتين عشر شهرا األخرية‪ ،‬املالحظ أن امتياز األجور يف القانون املدين يتميز بأنه‬
‫ي وازن بني مص لحة ط ريف عق د العم ل الن خ روج املش رع املدين عن القاع دة العام ة وتقري ره المتي از األجر‬
‫على باقي الديون فمن شأنه أن يؤدي إىل إضعاف الضمان الع ام للدائنني كان يف حدود ض يقة سواء من‬
‫حيث أمهية الديون املستحقة للعامل يف ذمة صاحب العمل أو من حيث ومقدار هذه الديون‪ 1.‬ولكن هل‬
‫كل ما يتقاضاه العامل يعتبر دينا ممتازا ؟‬

‫وفقا للمادة ‪ 993‬من قانون املدين اجلزائري فانه يكون للمبالغ املستحقة للخدم‪ ،‬والكتبة‪ ،‬والعمال‪ ،‬وكل‬
‫أجري أخر‪ ،‬من أجرهم ورواتبهم من أي نوع كان عن اثين عشر شهرا األخرية امتيازا على مجيع األموال‬
‫املدين سواء كانت منقول او عقار‪ ،2‬وبالتايل فان األشخاص املضمونة ديوهنم باالمتياز قد توسع ليشمل‬
‫ك ل أج ري‪ ،‬أي ك ل من يك ون يف عالق ة تبعي ة للغ ري بص رف النظ ر عن ن وع عمل ه وطبيعت ه فيش مل عم ال‬
‫املنازل أو عمال زراعيني‪ 3‬أو جتارين أو صناعيني وغريهم من يقدمون عملهم للغري‪.‬‬
‫‪ . 1‬بوخالفة غريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ . 2‬تنص املادة ‪ 993‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،.‬على ما يلي‪ ":‬يكون للديون التالية امتيازا على مجيع أموال املدين من منقول وعقار‪:‬‬
‫املبالغ املستحقة للخدم‪ ،‬والكتبة‪ ،‬والعمال وكل أجري أخر‪ ،‬من أجرهم ورواتبهم من أي نوع كان عن أثين عشر شهرا األخرية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫املبالغ املستحقة عما مت توريده للمدين وملن يعوله من مأكل وملبس يف الستة األشهر األخرية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫النفقة املستحقة يف ذمة املدين ألقاربه عن األشهر الستة األخرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتستويف هذه املبالغ مباشرة بعد املصاريف القضائية واملبالغ املستحقة للخزينة العامة ومصاريف احلفظ والرتميم‪ ،‬اما فيما بينها فتستويف‬
‫بنسبة كل منها"‪.‬‬
‫‪.‬قبل صدور قانون ‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل كان العمال الزراعيني يستفيدون من االمتياز املقرر يف القانون املدين يف حني كانوا ال‬ ‫‪? 3‬‬

‫يستفيدون من االمتياز املقرر يف قانون العمل لعديد خضوعهم ألحكامه‪ ،‬ام بعد صدوره فأصبح العمال الزراعيني خيضعون ألحكامه وبالتايل‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أما األجر املضمون باالمتياز فال اعتبار لشكله فقد يكون عينا أو نقدنا‪ ،‬كما ال يأخذ بعني االعتبار طرق‬
‫حسابه أو التسمية اليت تطلق عليه بذلك فهو يشمل كل املستحقات العامل من األجر األساسي وكل ما‬
‫يضاف إليه من تعويضات ومنح ومكافئات و تعويضات مهما كان نوعها‪.‬‬

‫لقد أثار هذا املوضوع خالفا بني القضاء والفقه يف فرنسا بشان املبالغ املشمولة باالمتياز فادخل بالتفصيل‬
‫املبالغ والتعويضات املضمونة هبذا االمتياز وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬أجور العمال املتمرنني أو املتدربني لستة أشهر األخرية‪.‬‬

‫‪ -‬أج ور أع وان اخلدم ة لس نة املاض ية واحلالي ة إض افة إىل تعويض ات العط ل املدفوع ة األج ر‪ ،‬تع ويض‬
‫اإلشعار املسبق ‪،‬وتعويض التسريح التعسفي وتعويض التسريح دون سبب جدي وحقيقي وتعويض فسخ‬
‫العالق ة العم ل بس بب م رض مع دي أو ح ادث العم ل‪ ،‬وتعويض ات إهناء عق د العم ل حمدد املدة قب ل انته اء‬
‫مدته وتعويضات هناية اخلدمة املؤقتني‪ ،‬وتستبعد من هذا االمتياز املصاريف املهنية ومنحة التقاعد املسبق‪.1‬‬

‫وذهب القضاء األردين إىل أن امتياز ال يقتصر على األجور العامل‪ ،‬بل ليشمل الفوائد القانونية املرتتبة على‬
‫هذه األجور من تاريخ مطالبة العامل برصيد رواتبه اليت حتققت له لدى الشركة اليت عمل لديها وامتناعها‬
‫عن أدائها‪ ،‬يلزمها بدفع هذا الرصيد باعتباره إلزاما مستحق عليها ‪،‬مع الفائدة القانونية من تاريخ املطالبة‬
‫‪2‬‬
‫القضائية‪ ،‬إذا مل يكن هناك اتفاق بشأهنا‪.‬‬

‫أمّا املشرع املغريب فقد أوضح وبشكل بارز أن االمتياز يشمل كل االداءات سواء كانت مصدرها تنفيذ‬
‫عقد العمل وما ينتج عنه من أجور وتعويضات أو عن إهنائه أو فسخه ليشمل تعويض عن اإلخطار والفصل‬
‫والضرر وهذا نفس ما تبناه املشرع األردين‪. 3‬‬

‫يستفيدون من االمتياز اخلاص املقرر يف ق ‪.11-90‬‬


‫‪.‬قد أثار موضوع امتياز األجر الذي يتخذ شكل مسامهة يف األرباح جدال بني الفقه والقضاء يف فرنسا فقي حني أنكر القضاء على املسامهة‬ ‫‪1‬‬

‫يف األرباح ضماهنا االمتياز املقرر يف املادة ‪ 2101‬مدين‪ ،‬جند ان الفقه ينتقد هذا القضاء ويرى ان املسامهة يف األرباح ماهي إال عوضا عن عمل‬
‫رغم خضوعها الحتماالت الربح واخلسارة وهي ال جتعل من العامل شريكا لصاحب العمل‪.‬‬
‫‪ 2‬حمكمة التمييز‪ ،‬متييز حقوق‪ ،‬رقم ‪ ،1178/91‬عبد الواحد كرم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ .‬فإّنه وفقا للمشرع األردين فان وعاء االمتياز ال يقتصر على األجر وإمنا ميتد ليشمل سائر حقوق العامل الناشئة عن عقد العمل مبا يف ذلك‬ ‫‪3‬‬

‫مكافآت هناية اخلدمة والتعويضات اليت تستحق للعامل عند انتهاء العقد دون مربر او دون مراعاة مهلة اإلخطار الواجبة أو قبل انتهاء مدته‬
‫وتعويض العطل حممودة سالمة جرب ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.251‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أما عن مدة األجور اليت يلحقها االمتياز فتختلف هي بدورها من تشريع لألخر فان املشرع اجلزائري اقر‬
‫امتياز لألجور العمال يف القانون املدين عن أتين عشر شهرا األخرية‪ ،‬يف حني أن املشرع األردين والفرنسي‬
‫اقر امتياز األجور عن األشهر الستة األخرية ‪.‬‬

‫ولكن ما المقصود بعبارة "األخيرة " فهل يقصد هبا األخرية من خدمة العامل اليت مل جيري الوفاء باجرها‬
‫أم ّأنه ا األش هر الس ابقة إلعالن احلكم ب اإلفالس أو حتق ق الوق ائع املوجب ة لتص فية أم وال املدين ‪،‬هلذا ف ان‬
‫حمكم ة النقض الفرنس ية ت رفض اعتب ار املقص ود باألش هر األخ رية من خدم ة العام ل وإمنا تتمس ك ب النفس‬
‫الصنف حلق االمتياز وترى ان املقصود هبا تلك املدة اليت تسبق حكم باإلفالس‪ 1‬أما ما زاد عن املدة احملددة‬
‫قانونا فيكون من الديون العادية‪.‬‬

‫مرتبة االمتياز‬ ‫‪.2‬‬

‫منح القانون املدين اجلزائري امتياز دين األجر املرتبة الرابعة ‪ 2‬بعد املصاريف القضائية (م ‪ 990‬من‬
‫الق انون املدين اجلزائ ري) والب الغ املس تحقة للحزبي ة العام ة (م ‪ 991‬من نفس الق انون ) ومص اريف احلف ظ‬
‫والرتميم ( م ‪ 992‬من نفس القانون ) ولكن يشرتك مع امتياز دين األجر يف هذه املرتبة امتيازات أخرى‬
‫كاالمتي از املق رر للمب الغ املس تحقة عم ا مت توري ده ل رب العم ل وملن يع وده من مأك ل وملبس ألقارب ه عن‬
‫األش هر الس نة األخ رية‪ ،‬حبيث إذا تزامحت ه ذه األنواع الثالث ة من احلق وق املمت ازة فيم ا بينه ا فإهنا تستويف‬
‫‪3‬‬
‫حسب نسبة كل منها‪.‬‬

‫يف حني أن املش رع األردين جع ل امتي از اس تيفاء األج ر يك ون بع د املص روفات القض ائية واملب الغ‬
‫املس تحقة للخزين ة ومص روفات احلف ظ واإلص الح‪ ،‬وف ق للم ادة ‪ 1435‬من الق انون املدين األردين‪ .4‬أمّا‬
‫املشرع الفرنسي فلقد فرض يف مرتبة االمتياز املقررة لدين أجور العمال ختتلف إذا ما كانت تقع على أموال‬

‫‪1‬‬
‫‪« Les sommes pour les quelle un privilège est établi vise les six mois des services qui ont recédé‬‬
‫» ‪l’ouverture de la faillite‬‬
‫راجع ‪.‬بوخالفة غريب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪Durand et vitu ,op cit,p658‬‬
‫‪ .‬راج ع املادة ‪ 993‬من الق انون املدين اجلزائ ري ويقابله ا املادة ‪ 1141‬من الق انون املدين املص ري(حبيث تع رب ه اتني املادتني نق ل حرفي ا عن‬ ‫‪2‬‬

‫بعضهما )‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 993‬ف‪ 2‬من ق‪.‬م‪.‬ج واملادة ‪ 1141‬ف ‪ 2‬من ق‪.‬م‪.‬م وكذلك حممود حممد حممود زهران‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪687‬‬
‫املادة ‪ 1435‬من القانون املدين األردين نص على "تستويف هذه املبالغ مباشرة بعد املصروفات القضائية واملبالغ املستحقة للحزبية ومصروفات‬ ‫‪4‬‬

‫احلفظ واإلصالح ‪".‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املدين املنقولة أو العقارية فإذا كان امتياز األجور يقع على منقوالت صاحب العمل ‪،‬فان أجور العمال تأيت‬
‫يف املرتبة اخلامسة فال تستويف إال بعد ديون احلزبية العامة يف حالة استحقاقها لضرائب واملصاريف القضائية‬
‫ومصاريف اجلنازة ومصاريف املرض األخرية للمستخدم ‪،‬إّن هذه الرتبة املمنوحة االمتياز لدين األجر شارك‬
‫فيها ديون املستحقة هليئات الضمان االجتماعي من طرف املستخدم أما اذا ورد هذا االمتياز على عقار فان‬
‫درجته هي الثانية بعد املصاريف القضائية مباشرة املادة ‪ 2106‬القانون املدين الفرنسي‪.‬‬

‫وب الرغم من منح دين األج ر امتي از ع ام يف ق انون املدين (باعتب ار ه الش ريعة العام ة) فق د خص ته خمتل ف‬
‫التشريعات إىل جانب ذلك حبماية خاصة مبوجب نصوص قانونية خاصة وذلك هبدف إبعاد التهديد الذي‬
‫يتعرض له دين األجر من وجود ديون أخرى تسبقه يف املرتبة مما يؤدي إىل خطر عدم كفاية الذمة املالية‬
‫لصاحب العمل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬امتياز دين األجر المقرر في قوانين خاصة‬

‫إىل ج انب أحك ام االمتي از املنص وص عليه ا يف الق انون املدين‪ ،‬لق د خص املش رع اجلزائ ري امتي از دين‬
‫األجر بأحكام خاصة يف القانون التجاري إىل جانب القانون العمل‪.‬‬

‫‪ .1‬االمتياز المقرر في قانون العمل‬

‫إن املش رع اجلزائ ري تط رق إىل موض وع امتي از دين األج ر عن بقي ة ال ديون ق وانني العم ل احلالي ة‬
‫ّ‬
‫والس ابقة‪ ،‬فلق د نص ت املادة ‪ 161‬من األم ر ‪ 31-75‬ص راحة على وج وب دف ع األج ور والتس بيقات‬
‫واملكافآت من كل نوع بطريق األفضلية على مجيع الديون مبا فيها ديون احلزبية والضمان االجتماعي ومهما‬
‫كانت عالقة العمل وسرعتها وشكلها وعليه فان املشرع اجلزائري مل يقتصر على محاية األجر وإمنا وسع‬
‫هذه احلماية لتشمل التسبيقات والتعويضات واملكفآت من كل نوع ‪.‬‬

‫ه ذا نفس األم ر ال ذي أك ده ق انون ‪ 12-78‬يف مادت ه ‪ 142‬ال يت نص ت على أّن ‪":‬ت دفع األج ور و‬
‫التسبيقات األجور ألفضلية على مجيع الديون األخرى ‪،‬مبا فيها ديون احلزبية والضمان االجتماعي ‪،‬ومهما‬
‫ك انت طبيع ة عالق ة العم ل وم دهتا وش كلها "وعلي ه ف إّن العام ل يتق دم على غ ريه من دائي ص احب العم ل‬
‫ويستويف يف حينه من أموال هذا األخري قبل الدائنني اآلخرين‪.1‬‬

‫‪ 1‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وهذا ما تضمنه التشريع احلايل يف مادته ‪ 89‬من القانون ‪ 11-90‬اليت نصت على‪ ":‬متنح األفضلية لدفع‬
‫األجور وتسبيقاهتا على مجيع الديون األخرى مبا فيها ديون اخلزين ة والضمان االجتماعي مهما كانت طبيعة‬
‫عالق ة العم ل وص حتها وش كلها " إّن ه ذه املادة تض منت محاي ة هام ة لألج ر‪،‬حبيث جعلت االمتي از كح ق‬
‫األجر واجب دفعه مهما كانت طبيعة عالقة العمل حمددة أو دائمة ومهما كانت صحتها يعين يبقى حق‬
‫امتياز دين اجر العمل قائم حىت ولو تبني عدم شرعية أو صحة هذه العالقة وبالتايل فهي واجبة حىت عند‬
‫بطالن العقد ‪.‬‬

‫كما ذهب إليه املشرع األردين يف املادة ‪ 51‬من القانون العمل حيث أقرت ألجر العمل امتيازا عاما‬
‫من الدرج ة األوىل فيتق دم ح ىت على الض رائب والرس وم واحلق وق األخ رى املس تحقة للحكوم ة‪ ،‬أي أن‬
‫املشرع رجح احلقوق اخلاصة للعمال على احلقوق العامة للدولة بل أن املشرع األردين خرج على احلقوق‬
‫املرهتن يف استيفاء دينه من العقار املرهون عند حلول اجل الدين وقدم أجر العامل على دين املرهتن ‪.1‬‬

‫مل يوضح املشرع اجلزائري يف املادة ‪ 89‬السالفة الذكر‪ ،‬مقدار تلك الديون اليت يشملها االمتياز‪ ،‬حبيث مل‬
‫بت حديد املدة اليت يكون دين األجر عنها ممتازا ‪،‬بل ظن ذلك إىل ديون األجر دون حتديد أي مدة ولوال ك ثر‬
‫من األثين عشر شهرا األخرية‪.‬‬

‫كم ا أنّه منح امتي از دين األج ر املرتب ة أفض ل بع دما ك ان الق انون املدين يض عه يف املرتب ة الرابع ة‪،‬كم ا أنّه‬
‫مبوجب املادة ‪ 90‬من ق انون ‪ 11-90‬س هلة من إج راءات األج ر حبيث من ع االع رتاض ال دائنني األخ ريني‬
‫على دف ع ه ذه األج ور لكن إذا ك انت املادة ‪ 89‬منحت االمتي از األج ور امتي ازا أعلى على مجي ع ل ديون‬
‫احلزبية العامة وديون هيئات الضمان االجتماعي وعلى مجيع الديون األخرى‬

‫اإلشكال يط رح بالنسبة ملرتبة الديون املص اريف القض ائية حبيث املشرع مل يش ري إليه ا مبوجب أي قانوين‬
‫خاص‪ ،‬هذا ما يدفعنا إىل الرجوع إىل النص العام املقرر يف القانون املدين يف مادته ‪ 993‬اليت متنح األولوية‬
‫ملص اريف القض ائية ال يت تس تويف قب ل الوف اء ب دين األج ر ‪،‬وبالت ايل يتمت ع دين املص روفات القض ائية ب أعلى‬
‫درجات االمتياز على ديون املمتازة مبا فيها امتياز دين األجر‪.‬‬

‫‪ 1‬نصت املادة ‪ 51‬من ق العمل األردين املعدل مبقتضى القانون رقم ‪ 51‬لسنة ‪": 2002‬على الرغم مما ورد يف قانون أخر تعترب األجور واملبالغ‬
‫املستحقة مبوجب هذا القانون للعمال أو املستخلفني بعد وفاته ‪،‬ديونا ممت ازة امتيازا عاما من الدرجة األوىل ويتقدم على ما عداها من س ائر‬
‫الديون األخرى ‪،‬مبا يف ذلك الضرائب والرسوم واحلقوق األخرى املستحقة للحكومة والديون املؤمنة بمرهونات عقارية أو تأمينات عينية" ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬االمتياز المقرر في القانون التجاري‬

‫نظ را إىل ض رورة محاي ة دين أج ور العم ال أم ام ال دائنني اآلخ رين‪ ،‬فلم يكتفي املش رع ب النص عليه ا‬
‫يف الق انون املدين والق انون العم ل وإمنا امت د دين اج ر ليحظى مبكان ة خاص ة يف ق انون اإلفالس ال وارد يف‬
‫القانون التجاري‬

‫لقد اقر هذا املبدأ صراحة يف اجلزء اخلاص بأحكام اإلفالس وجعل مرتبة دين األجر هلا األفضلية حىت أمام‬
‫احلزبية العامة و ضمان االجتماعي كما نصت املادة ‪ 294‬من القانون التجاري اجلزائري على انه ‪ ":‬جيب‬
‫على وكي ل النفس ية خالل ‪ 10‬أي ام من احلكم ش هر اإلفالس‪،‬أو التس وية القض ائية أن ي ؤدي األج ور‬
‫والتعويضات والتوابع من كل نوع الناشئة مبناسبة عقود العمل واليت ال زالت مستحقة للعمال املستخدمني‬
‫مباش رة من ط رف املدين وذل ك مبج رد أم ر ص ادر من القاض ي املنت دب ‪،‬وذل ك رغم وج ود أي دائن أخ ر‬
‫وبشرط وحيد وهو وجود األموال الالزمة هلذا الغرض"‪.‬‬

‫وبالتايل فإنّه وفقا هلذه املادة فان العمال يستوفون أجورهم يف مدة قصرية" ‪ 10‬أيام" بعد شهر اإلفالس‪،‬‬
‫وكما أنّه سهل من إجراءات دفع أجور العمال‪ ،‬حبيث أهنا تدفع هلم من طرف وكيل التفليسة بناءا على‬
‫أمر صادر من القاضي املنتدب دون املرور بإجراءات التنفيذ العادية اليت تتميز بالتعقيد ولكن بشرط وحيد‬
‫هو وجود األموال الكافية بني يدي وكيل التفليسة‪ ،‬وإذا مل توجد أموال كافية بني يدي هذا األخري فيجب‬
‫تسديد املبالغ املستحقة للعمال من حصيلة أول إيرادات‪.‬‬

‫لكن املالحظ يف هذا الصدد هو أّن تلك احلماية جاءت متفاوتة يف املقدار بني القانونني حيث جاء قانون‬
‫العمل ليضع العامل يف مركز أفضل مما هو عليه يف القانون املدين كما وضحنا سابقا وبالتايل وأمام تناقص‬
‫احلكمني‪،‬فأي قانون يطبق؟‬

‫وفق ا العتب ارين نطب ق الق انون العم ل ذل ك باعتب ار أّن نص ق انون عالق ات العم ل ج اء الحق ا على ق انون‬
‫املدين‪ ،‬وأيض ا أّن املادة ‪ 993‬من الق انون املدين من القواع د العام ة أم ا املادة ‪ 89‬هي من الق انون اخلاص‪،‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وفقا للقاعدة املعروفة القانون اخلاص بقيد القانون العام فبالتايل يطبق القانون اخلاص (قانون العمل والقانون‬
‫التجاري )وهذا ما أكدته احملكمة العليا يف قرارها رقم ‪ 1276‬بتاريخ ‪ 14/11/1982‬حيث قررت بأنه‬
‫"محاي ة لألج ور ‪...‬بالط ابع املعيش ي ج اءت النص وص املنظم ة لق انون العم ل والق انون األساس ي الع ام‬
‫للعامل‪.....‬مبدأ أفضليتها على مجيع الديون مبا فيها ديون احلزبية واجمللس القضائي الناظر يف املادة اإلدارية‬
‫الذي استبعد تطبيق أحكام املادة ‪ 993‬ق‪.‬م‪.‬ج اليت تعطي األفضلية للخزبية يف الدفع والتقنية تغري النصوص‬
‫القانوني ة ال يت تعطي تغ ري ذل ك ق د أل زام الق انون كم ا في ه التط بيق الس ليم مما ‪..‬التص ريح بع دم تأس يس‬
‫‪1‬‬
‫االستئناف ضد القرار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحقوق الخاصة المخولة للعامل‬

‫إّن ه ذه احلق وق اخلاص ة املع رتف هبا للعام ل‪ ،‬تعت رب من وس ائل ض مان حص ول العام ل على أج ره من‬
‫صاحب العمل‪ ،‬وهي مل تقرر يف تشريع العمل إال بعدما اقرها تشريع العام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحق في الحبس‬

‫إّن حق العامل يف احلبس معرتف به يف كل التشريعات املقارنة‪ ،‬وكذلك التشريع اجلزائري‪ ،‬حيث جند‬
‫املش رع ض منه يف األم ر رقم ‪ 31-75‬املتض من الش روط العام ة لعالق ات العم ل يف القط اع اخلاص امللغى‪،‬‬
‫والذي حييل إىل األمر رقم ‪ 58-75‬املتضمن القانون املدين اجلزائري بشان حتديد شروط وكيفيات ممارسة‬
‫احلق يف احلبس‪.‬‬

‫وقد أورد املشرع اجلزائري هذا احلق يف الباب املتعلق بضمان حقوق الدائنني‪ ،‬باعتباره تامني قانوين‪ ،‬ال‬
‫يثبت عليه أي امتياز‪ ،2‬ويقص د حبق احلبس أن ميتنع الب ائع رد ش يء مملوك ملدين ه طاملا انه مل يوف له‬
‫حبقه‪.‬‬

‫وق د ع اجل املش رع اجلزائ ري ح ق احلبس يف املادة ‪ 200‬من الق انون املدين اجلزائ ري‪ ،‬واملادة ‪ 171‬من‬
‫األم ر رقم ‪ 31-75‬وتناول ه املش رع املص ري يف املادة ‪ 247‬من الق انون املدين املص ري‪ ،‬واملادة ‪677‬‬
‫من ق انون املوجب ات اللبن اين واملادة ‪ 49‬من ق انون العم ل اللبن اين ال يت تنص على أنّه ‪ " :‬لألج ري ال ذي‬

‫‪ 1‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪.‬إ‪ ،.‬بتاريخ ‪ ،14/11/1982‬ملف رقم ‪ ،1276‬الصادر بتاريخ ‪ ،14/11/1981‬م‪ .‬ق‪،.‬ع ‪.1‬‬
‫‪. ?2‬راجع المادة ‪ 201‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫حبوزت ه ش يء من ص نعه أن يس تعمل ح ق احلبس ض من الش روط املق ررة باملادة ‪ 677‬من ق انون‬
‫املوجبات"‪.‬‬

‫وه و نفس م ا ذهب إلي ه املش رع اجلزائ ري ‪171‬من األم ر رقم ‪ 31-75‬امللغى ال يت تنص على ‪ ":‬أّن‬
‫العمال يف املنازل أو العمال بالصنع احلائزين للشيء املص نوع منهم‪ ،‬ميكنهم ممارسة حق احلجز ضمن‬
‫الش روط املنص وص عليه ا يف الق انون املدين"وب الرجوع إىل نص املادة ‪ 200‬ال يت تنص على أنّه‪ ":‬لك ل‬
‫من التزام بأداء شيء أن ميتنع عن الوفاء به مادام الدّائن مل يعرض الوفاء بالتزام املدين أو ما دام الدّائن‬
‫مل يقم بتقدمي تأمني كاف للوفاء بالتزامه هذا‪ ،‬ويكون ذلك بوجه خاص حلائز الشيء أو حمرزه‪ ،‬إذا هو‬
‫أنفق عليه مصروفات ضرورية أو نافعة‪ ،‬فله أن ميتنع عن رد هذا الشيء حىت يستويف ما هو مستحق له‪،‬‬
‫إال أن يكون االلتزام بالرد ناشئا عن عمل غري مشروع‪.‬‬

‫شروط الحق في الحبس‬ ‫‪.1‬‬

‫من خالل املادة ‪ 200‬من ق انون املدين اجلزائ ري‪ ،‬يت بني أّن ه ملمارس ة احلق يف احلبس يش رتط ثالث ة‬
‫شروط هي‪:‬‬

‫وج ود ال تزام يف ذم ة احلابس‪ :‬فح ق احلبس يف رتض إذا وج ود ال تزام يف ذم ة احلابس ب أداء ش يء‬ ‫‪-1‬‬
‫لش خص أخ ر‪ ،‬وق د يك ون أداء عم ل أو االمتن اع عن ه وبالنس بة للعام ل فل ه ممارس ة ح ق احلبس على م ا‬
‫يسلم له لتنفيذ التزامه بأداء عمل أو صنع شيء أو تصليحه‪.‬‬

‫ويرى املشرع اللبناين يف نص املادة ‪ 677‬من قانون املوجبات أن حق احلبس املمارس من طرف العامل ال‬
‫ميارس على األشياء املصنوعة وإمنا كل ما استلمه من صاحب العمل كاألدوات الالزمة للقيام بالعمل‪.‬‬

‫على عكس املادة ‪ 171‬من األمر ‪ 31-75‬املتضمن الشروط العامة لعالقات العمل يف القطاع اخلاص اليت‬
‫تنص على أنّه يكفي ملمارسة حق احلبس تسليم العامل أشياء منقولة لتنفيذ عمل و يستثىن من ممارسة حق‬
‫احلبس م ا ال جيوز احلجز عليه وك ذلك يس تثنى من ممارسة ح ق احلبس األشياء املص نوعة والض رورية لسري‬
‫املصاحل العامة أو تلك اليت يرتتب على حبسها تعطيل املصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون للحابس حق مستحق األداء يف ذم ة املدين‪ :‬ملا كان اهلدف من حق احلبس هو محل صاحب‬
‫العمل على تنفيذ التزامه الذي نشأ يف ذمته لصاحل العامل‪ ،‬وجيب أن يكون قد حل ميعاد الوفاء بالتزامه‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫لدفع أجر متأخر وال يشرتط التساوي بني قيمة األجر وقيمة الشيء احملبوس‪ ،‬بل جيوز حىت ولو كان‬
‫التفاوت كبريا بني القيمتني‪.‬‬

‫كما جيوز ممارسة حق احلبس بالنسبة جلزء فقط من األجر على جمموع األشياء املصنوعة أو املوضوعة حتت‬
‫تصرف العامل من قبل صاحب العمل‪ ،‬أما إذا كان العمل ذا أقسام مستقلة متميزة‪ ،‬فان حق احلبس ميارس‬
‫على اجلزء الذي انتهى صنعه ومل يتم دفع أجره‪.‬‬

‫‪.3‬أن يكون هناك ارتباط بني ح ق احلابس وبني التزامه‪ :‬وهو شرط ج وهري يف ممارسة حق احلبس‪ ،‬هذا‬
‫الارتباط قد يكون إما قانوين أو املادي‪ ،‬فبدونه ال جيوز استعمال حق احلبس‪ ،‬ويكون يف هذه احلالة قانوين‬
‫ناتج عن عالقة العمل الرابطة بني العامل واملستخدم الذي يلتزم بأداء حق العامل عن طريق الوفاء بأجره‪.‬‬

‫آثار الحق في الحبس‬ ‫‪.2‬‬


‫امتن اع م ؤقت عن تنفي ذ االل تزام من قب ل ال دائن وليس وس يلة النقض اء االل تزام وه و م ا ذهب إلي ه‬ ‫‪-‬‬
‫االجتهاد الفرنسي إىل أن حق احلبس مقرر بناءا على مبدأ عدم تنفيذ االلتزام التعاقدي‪.‬‬
‫وإذا مارس العامل حق احلبس يكون مسؤوال عن الشيء احملبوس كما يسال املرهتن عن الشيء الذي‬ ‫‪-‬‬
‫حتت يده وهو ما نصت عليه املادة ‪ 201‬فقرة ‪ 2‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫حق احلبس ضمان عام وليس حق عيين وال ضمان خاض وال يرتتب عليه أي امتياز أو حق األفضلية‬ ‫‪-‬‬
‫حيث جند املشرع اجلزائري ينص يف املادة ‪ 171‬فقرة ‪ 2‬من األمر ‪ 31-75‬امللغى على‪ ":‬أن األشياء‬
‫المنقول ة املعه ود هبا إىل العم ال لص نعها أو لتفص يلها أو تص ليحها وال يت مل جير س حبها ض من مهل ة‬
‫سنتني‪ ،‬ميكن أن جيري بيعها وفقا للشروط املنصوص عليها يف القانون"‪.‬‬

‫دون أن يك ون للعام ل أي ح ق أو أولوي ة يف اس تيفاء أجرت ه من متن بي ع الش يء احملب وس‪ ،‬وإمنا ي رتب على‬
‫أساس تاريخ الدين ويأخذ مرتبة تالية للدائنني السابقني له‪.‬‬

‫كما نصت املادة ‪ 171‬فقرة ‪ 2‬من األمر ‪ 31-75‬امللغى واملادة ‪ 201‬فقرة ‪ ،2‬واملادة ‪ 971‬فقرة ‪ 2‬من‬
‫الق انون املدين اجلزائري على أنّه يتم بيع الشّيء بطلب يقدمه العامل احلابس إىل القاضي لبيعه إما يف املزاد‬
‫العلين أو بسعره يف السوق‪ ،‬وينتقل حق العمل من الشيء احملبوس إىل متن الشيء احملبوس‪.‬‬

‫وهو نفس ما نص عليه املسرع اللبناين الذي ينص على أّن البيع يتم بناءا على أمر القاضي يرخص له بيع‬
‫األشياء احملبوسة لديه بعد مرور سنتني‪ ،‬حىت يستويف األجر املستحق له من متنه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وهي نفس اإلحكام اليت تناوهلا املشرع الفرنسي يف القانون املدين‪ ،‬غريان اإلشكال الذي يطرح أمام القضاء‬
‫الفرنسي حاليا هو أن يفقد العامل الشيء املصنوع واحملبوس لديه ‪ ،‬مت يعود حليازته بعد ذلك ليتم إصالحه‬
‫أو تنظيفه‪ ،‬فهل جيوز له حبسه إىل حني استيفاء أجره األول؟‬

‫وقد اوجد املشرع اللبناين احلل ل ذلك‪ ،‬حيت ينص على انه إذا سلم الص انع الشيء املص نوع إىل صاحب‬
‫العم ل‪ ،‬وأع اده إلي ه إلص الحه أو إدخ ال بعض التع ديالت علي ه‪ ،‬ج از للص انع أن حيس به من أج ل أج ر‬
‫االصطالحات أو التعديالت‪ ،‬دون األجر السابق املستحق عن صنع الشيء لأّن حق احلبس سقط بعد أن‬
‫سلم املصنوع لصاحب األمر برضاه‪.‬وذهب إىل اكرت من ذلك عندما اقر بأنه ضمان كايف لالحتجاج به إذا‬
‫تويف صاحب العمل يف وجه ورثته حبقه هذا يف احلبس‪ ،‬وكذلك يف وجه الدائنني العاديني واملمتازين‪.‬‬

‫وال ينقض حق احلبس إال إذا قام صاحب العمل بالوفاء باألجر‪ ،‬أو قدم تأمينا كافيا للعامل أو الصانع للوفاء‬
‫هبا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدعوى المباشرة‬

‫األصل أن يطالب عمال املقاول من الباطن بأجورهم منه هو‪،‬باعتباره الشخص الذي استخدمهم‪،‬‬
‫وليس هلم الرجوع على صاحب العمل إال عن طريق الدعوى غري املباشرة على أساس انه مدين مدينهم‬
‫وفقا ملا تقرره القواعد العامة‪.1‬‬

‫واستثناءا قرر املشرع لبعض الدائنني نتيجة للطبيعة اخلاصة لديوهنم اليت تقتضي محاية خاصة‪ ،‬ضمانا للوفاء‬
‫حبقوقهم هذه عن طريق الدعوى املباشرة‪ ،‬ومنهم فئة العمال األجراء نظرا اخلصوصية عالقة العمل والطابع‬
‫املعيشي الذي يتصف به األجر‪.‬‬

‫ويقصد بالدعوى املباشرة وفقا ملا نصت عليه املادة ‪ 565‬فقرة ‪ 1‬من القانون املدين اجلزائري‪ ":‬حق مطالبة‬
‫رب العمل مباشرة مبا جياوز القدر الذي يكون مدينا به للمقاول األصلي وقت رفع الدعوى‪ ،‬ويكون لعمال‬
‫املقاول الفرعي مثل هذا احلق جتاه كل من املقاول األصلي ورب العمل"‪.‬‬

‫‪. 1‬مهام حممد حممود زهران‪"،‬املرجع السابق"‪ ،‬ص ‪.594‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫كم ا تناوهلا يف املادة ‪ 163‬من األم ر ‪ 31-75‬امللغى غ ري ان ه أمهل ه ذا احلق‪ ،‬ال ذي م ازال قائم ا ومق ررا‬
‫مبوجب الق انون املدين‪ ،‬يف القوانني السارية املنظم ة لعالقات العمل وخاصة قانون رقم ‪ 11-90‬املتضمن‬
‫عالقات العمل‪.‬‬

‫وعرفه ا املش رع اللبن اين يف املادة ‪ 678‬من ق انون املوجب ات كالت ايل‪ ":‬إن ال ذين اس تخدموا يف إقام ة املنش أ‬
‫حق هلم أن يدعوا صاحب األمر مباشرة بقدر املبلغ الذي يكون مدينا به للمقاول وقت إقامة الدعوى‪".‬‬

‫وهو نفس ما عرف به املشرع الفرنسي الدعوى املباشرة يف املادة ‪ 2102‬من القانون املدين واملادة ‪-143‬‬
‫‪ 8‬من قانون العمل الفرنسي‪ ،‬واملشرع الفرنسي يف املادة ‪ 622‬من القانون املدين املصري‪ ،‬فتعرف الدعوى‬
‫املباش رة بأهنا ح ق عم ال املق اول‪ ،‬يف رف ع دع وى مباش رة ملطالب ة ص احب العم ل مبا هلم من أج ور يف ذم ة‬
‫املقاول‪ ،‬كما يكون لعمال املقاول من الباطن أو املقاول الفرعي مطالبة كل من املقاول وصاحب العمل مبا‬
‫هلم من أجور يف ذمة املقاول الفرعي يف حالة إعسار وإفالس أو إخضاعه للتسوية القضائية بالرغم من عدم‬
‫وج ود أي عالق ة مباش رة بني املق اول األص لي ورب العم ل م ع املق اول من الب اطن وه ذا م ا تض منته املادة‬
‫‪ 565‬من قانون املدين‪.1‬‬

‫واهلدف من ذلك أن يطالب العمال الدائنون بأجورهم العالقة يف ذمة مدينهم ( املقاول) من مدين مدينهم‬
‫(صاحب العمل)‪ ،‬وذلك بامسهم اخلاص وباعتبارهم أصالء عن أنفسهم‪ ،‬ال باسم املدين ونيابة عنه‪.2‬‬

‫‪ .1‬شروط رفع الدعوى المباشرة‬

‫ميكن من خالل النصوص القانونية استخالص جمموعة من الشروط ال يستقيم رفع الدعوى املباشرة‬
‫من طرف العمال األجراء بدوهنا‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون الدين الذي نشأ يف ذمة صاحب العمل أو املقاول األصلي مبقتضى عقد املقاولة‪ ،‬الذي ساهم‬
‫العمال مبوجبه يف تنفيذ العمل الذي أوكل القيام به من صاحب العمل إىل املقاول األصلي أو املقاول‬
‫الفرعي‪.‬‬
‫‪ -2‬إن هذا احلق يف رفع الدعوى املباشرة ال يضمن إال حقوق العمال اليت نشأت بسبب قيامهم باجناز‬
‫العمل موضوع املقاولة‪ ،‬أي إال األجور والتعويضات الناجتة عن تنفيذ العمل موضوع عقد املقاولة‪،‬‬

‫‪. 1‬أحمية سليمان‪ ،‬التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري‪،‬السالف الذكر‪ ،‬ص ‪.258‬‬

‫‪. 2‬مهام حممد حممود زهران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.594‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أما إذا انقضى حق املقاول لدى صاحب العمل قبل رفع الدعوى فتصبح دعوى العمال األجراء دون‬
‫موضوع وتعد باطلة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون موضوع الدعوى املطالبة باملبالغ املستحقة يف ذمة صاحب العمل مبقتضى عقد املقاولة الذي‬
‫اشرتك العمال يف تنفيذه دون أن تتعدى إىل كل املبالغ املستحقة للمقاول بذمة صاحب العمل ألسباب‬
‫أخرى‪ ،‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ 565‬فقرة ‪ 1‬من القانون املدين اجلزائري بقوهلا‪":‬يكون للمقاولني‬
‫الفرعيني‪ ،‬والعمال الذين يشتغلون حلساب املقاول يف تنفيذ العمل حق مطالبة رب العمل مباشرة مبا ال‬
‫جياوز القدر الذي يكون مدينا به للمقاول األصلي وقت رفع الدعوى"‪.‬‬

‫وذهب املشرع الفرنسي إىل ابعد من ذلك عندما نص على أّن صاحب العمل أو رئيس املؤسسة يلتزم بدفع‬
‫أجور عمال املقاول وكل ما ينشأ من عقد العمل كالتعويضات العطل املدفوعة األجر وتعويضات حوادث‬
‫العم ل واألم راض املهني ة واملنح العائلي ة زي ادة على االداءات املس تحقة هليئ ات الض مان االجتم اعي‪ ،1‬وه و‬
‫نفس ما أقرته املادة ‪ 163‬من األمر رقم ‪ 31-75‬امللغى‪ ،‬وال يشرتط أن يثبت العمال الدائنون أن استعمال‬
‫هذه احلقوق قد يسبب إعسار رب العمل املدين‪ ،‬كما ال يشرتط أن يقوم العمال مبطالبة املقاول من الب اطن‬
‫أو املقاول الفرعي أوال‪.2‬‬

‫وقد اشرتط كل من املشرع الفرنسي واملشرع اجلزائري يف نص املادة ‪ 164‬من األمر رقم ‪ 31-75‬امللغى‬
‫واملتض من الش روط العام ة يف القط اع اخلاص أن يق وم املق اول من الب اطن بوض ع إعالن أو إش هار يلص ق يف‬
‫مكان للعمال االطالع عليه يف أماكن العمل والورش واملخازن يبني اسم صاحب العمل الذي يتوىل عنه‬
‫تلك األشغال‪.‬‬

‫كما يشرتط قانون العمل العراقي نفس الشرط على املقاول الذي يشغل عمال يف مقاولة من الباطن‪ .‬وقد‬
‫ذهب املشرع اجلزائري حىت إىل حتديد حالتني ترفع فيهما الدعوى املباشرة‪،‬حيت تقوم مسؤولية صاحب‬
‫العمل أو رئيس املؤسسة أو صاحب املشروع عن دفع أجور عمال املقاول من الباطن ومها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يتعلق األمر بتنفيذ أشغال يف معامل أو خمازن أو ورش املقاول الرئيسي أو صاحب العمل‪ ،‬فانه حيل‬
‫حمل املقاول من الباطن بالنسبة للعمال الذين يستخدمهم هذا األخري يف حال إعساره‪.‬‬

‫‪ .1‬املادة ‪ 2-125‬من قانون العمل الفرنسي‬


‫‪. 2‬أمال بطاهر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.156-155‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬أن يتعلق األمر بأشغال تنفد يف غري معامل املقاول الرئيسي أو خمازنه أو ورشه‪ ،‬أو تنفذ من طرف‬
‫العمال يف املنازل لكن حلسابه‪.‬‬

‫وحيق للعامل املتضرر يف هاتني احلالتني رفع دعوى مباشرة ضد املقاول الرئيسي الذي مت العمل حلسابه وفقا‬
‫لنص املادة ‪ 164‬من األمر رقم‪ 31-75‬امللغى‪.‬‬

‫وال نكون أمام دعوى مباشرة إذا قام العمال األجراء برفع دعوى ضد صاحب العمل األصلي إذا كان من‬
‫تعاقد مع العمال نائبا عنه‪.‬‬

‫‪.2‬أثار الدعوى المباشرة‬

‫يرتتب على ممارسة العمال احلق يف رفع دعوى مباشرة ضد صاحب العمل األصلي للمطالبة بأجورهم‪،‬‬
‫عدة نتائج قانونية تتمثل أساسا يف‪:‬‬

‫انه مبجرد رفع دعوى مباشرة ضد رب العمل األصلي ميتنع هذا األخري عن الوفاء مبا يف ذمته للمقاول‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويتوجب عليه الوفاء مبا هو مستحق عليه للمقاول مباشرة ألجرائه بقدر ال جياوز ما يستحقه املقاول‪.‬‬
‫إن أي حوالة حلق املقاول املدين ال تكون نافذة يف مواجهة العمال إال إذا بلغت إىل رب العمل املدين‬ ‫‪-‬‬
‫باحلق وقبوله هلا قبوال تابت التاريخ قبل رفع الدعوى من طرف العمال‪.‬‬
‫إن تصرفات املقاول املدين يف حقه الذي يرفع العمال الدائنون عنه الدعوى املباشرة ال تنفذ يف حقهم‬ ‫‪-‬‬
‫وهو ما قررته املادة ‪ 662‬فقرة أخرية من قانون العمل املصري اليت نصت على انه‪":‬حقوق املقاولني‬
‫من الب اطن والعم ال املق ررة مبقتض ى ه ذه املادة مقدم ة على حق وق من يتن ازل ل ه عن دين ه قب ل رب‬
‫العمل‪".‬‬
‫ملا كانت الدعوى املباشرة ال متنع دائن صاحب العمل من مزامحة العمال رافعي الدعوى جعل املشرع‬ ‫‪-‬‬
‫اجلزائري مبوجب املادة ‪ 565‬فقرة ‪ 2‬من القانون املدين‪ ،‬امتيازا للعمال على املبالغ املستحقة للمقاول‬
‫من الباطن حتت تصرف صاحب العمل وقت توقيع احلجز وهذا نفس ما نص عليه املشرع املصري يف‬
‫املادة ‪ 662‬فقرة ‪ 2‬من القانون املدين املصري‪.‬‬

‫وقد تعرض الفقه إىل جواز اشرتاط دفع أجور العمال من قبل صاحب العمل يف املقاولة الفرعية‪ ،‬أو‬
‫مقاول ة من الب اطن‪ ،‬حيت يس تطيع ص احب العم ل ض مان مص لحة العم ال يف احلص ول على أج ورهم أن‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يشرتط على املقاول بدفرت الشروط صراحة أنّه هو من يدفع للعمال ما يستحقونه من أجور وعندئذ يرجع‬
‫العمال على صاحب العمل مباشرة‪ ،‬يف هذه احلالة ال يستطيع املقاول أن يدفع يف وجه صاحب العمل بأنه‬
‫دفع أجور العمال‪.‬‬

‫كما هناك حق أخر اقره املشرع الفرنسي ضمانا ألجور العمال وهو حق العامل يف التامني على أجره من‬
‫ط رف ص احب العم ل وذل ك مبوجب ق انون ص ادر يف ‪ 27‬ديس مرب ‪ 1973‬يف املواد ‪ 143-11‬إىل‬
‫‪ 143-11/6‬من قانون العمل الفرنسي‪.‬‬

‫وهتدف هذه النصوص إىل ضمان حصول العمال على أجورهم مبوجب الدفع سريع وكلي‪ ،‬وذلك يف حال‬
‫إعسار املستخدم عن طريق التامني على األجور من طرف املستخدم‪.‬‬

‫وقد شبه الفقه الفرنسي أحكام التامني على األجور مبثابة الضمان االجتماعي لألجور‪ ،‬ومقتضى ذلك أن‬
‫يتم إنشاء صندوق خاص لتأمني موارد مالية لتعويض مبالغ األجور اليت يعجز أصحاب العمل عن دفعها‪.1‬‬

‫وقد استعملت هذه الطريقة أوال من طرف مصانع "رونو" الفرنسية لصناعة الفرنسية‪ ،‬واقتبست الفكرة من‬
‫طرف رجال أعمال الواليات املتحدة األمريكية الذين اتفقوا على إنشاء صندوق جلمع أموال تستعمل فيما‬
‫بعد لدفع أجور عماهلم يف حال عدم قدرهتم على الوفاء هبا‪.‬‬

‫وألزم املشرع الفرنسي كل مستخدم شخص طبيعي كان أو معنوي خاضع للقانون اخلاص‪ ،‬بالت أمني على‬
‫أجور العمال من خماطر عدم دفع املبالغ املستحقة عند تنفيذ عقد العمل‪ ،‬قبل تاريخ النطق باحلكم املتضمن‬
‫اإلفالس أو التسوية القضائية‪.‬‬

‫ويسري هذا التأمني من طرف مجعية خاصة بتسيري نظام التأمينات لديوان األجراء واليت تغطي املبالغ التالية‪:‬‬

‫ك ل املب الغ املس تحقة للعم ال األج راء قب ل ت اريخ احلكم الص ادر بفتح إج راءات التس وية أو التص فية‬ ‫‪-‬‬
‫القضائية‪.‬‬
‫التعويض ات املس تحقة لألج راء عن العط ل مدفوع ة األج ر‪ ،‬وتل ك اخلاص ة بالتس ريح التعس في‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعويضات التكميلية‪.‬‬
‫تعويضات هناية عقود العمل حمددة املدة‬ ‫‪-‬‬
‫تعويضات هناية اخلدمة للعمال املتقاعدين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.GH.Camerylank ; « Tendances du droit du travail francais contemporain », Dalloz, 1978, p168.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫منح املشاركة يف اإلنتاج املستحق للعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مبالغ األجور املستحقة لألجانب املشغلني بطريقة غري شرعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومل جند يف أحكام خمتلف تشريعات العمل ما يتفق مع أحكام املشرع الفرنسي القاضية بت أمني على أجور‬
‫العمال ضد خطر عدم الدفع يف حالة اإلفالس أو التسوية القضائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حماية األجر من دائني العامل‬

‫العامل قد يكون مدينا لدائنني خارج إطار عالقة العمل أو ما يسمى قانونا بالغري الدائن للعامل‪،‬‬
‫هنا أيضا تدخل املشرع‪ ،‬وأقر جمموعة من املبادئ القانونية حلماية هذا األجر من هؤالء الدائنني وذلك من‬
‫خالل املبادئ التاليني‪:‬‬

‫مب دأ ع دم قابلي ة األج ر للحج ز واالع رتاض (الف رع األول)‪ ،‬ومب دأ من ع حوال ة األج ر والتن ازل عن ه وذل ك‬
‫لألخطار املرتتبة على ذلك (الفرع الثاين) وهذا ما سوف نتطرق إليه إتباعا‪:‬‬

‫الفرع األول ‪:‬عدم قابلية األجر للحجز واالعتراض‬

‫يعترب احلجز من وسائل التنفيذ وهو إجراء يلجأ إليه الدائن استفاءا لدين له على املدين وبالرجوع‬
‫إىل نص املادة ‪ 600‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية فإّنه يكفي أن يتوفر لدى الدائن على عقد رمسي‬
‫أو خاص كي يتمكن من احلجز على ما يوجد لدى الغري من أموال املدين‪.‬‬

‫يف هذه احلالة يكون العامل مدينا للغري‪ ،‬ويكون حمل الوفاء هو األجر‪،‬أن تطبيق هذه القواعد العامة للحجز‬
‫يشكل خطرا على األجر لذلت فان األصل هو عدم قابلية احلجز على الكتلة الأجرية‪ ،‬ولكن هناك االستثناء‬
‫بأّن عدم قابلية احلجز على األجر يكون جزئي وليس كلي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬موقف المشرع الجزائري‬

‫لق د نص ت املادة ‪ 90‬من ق انون ‪ 90/11‬املتض من عالق ات العم ل على أّن ه‪ ":‬ال ميكن االع رتاض‬
‫على األجور املرتتبة على املستخدم‪ ،‬كما ال ميكن حجزها أو اقتطاعها مهما ك ان السبب حىت ال يتضرر‬
‫العمال الذين يستحقوهنا"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫لقد كرس املشرع اجلزائري مبدأ عدم قابلية احلجز على الكتلة الأجرية بصفة كلية ومطلقة‪ ،‬وذلك راجع‬
‫ألس باب إنس انية ترج ع لل دور املعيش ي ال ذي يؤدي ه اج ر العام ل حيث يعت رب املص در الوحي د إلعال ة العام ل‬
‫وأس رته كك ل‪ ،‬واحلج ز علي ه يس بب أض رار بالعام ل وميت د الض رر للعائل ة ال يت يعيله ا بالكام ل ‪ ،‬وه ذا م ا‬
‫يستنتج من عبارة مهما كان السبب حىت ال يتضرر العمال الذين يستحقوهنا‪.‬‬

‫والضرر الذي يقصده املشرع هو عدم حتصيل العامل مقابل عمله الذي ميكنه من سد حاجياته ومتطلباته‬
‫ويقدر من خالله على تغطية مصاريفه ويغنيه عن االقرتاض‪.‬‬

‫وهذا املوقف اختذه املشرع اجلزائري مند قانون ‪ 12-78‬املتضمن القانون األساسي العام للعامل يف نص‬
‫‪1‬‬
‫املادة ‪ 143‬منه وهو نفس املوقف احلايل املكرس يف قانون ‪11-90‬‬

‫كما ال ميكن لأية جهة إدارية أو رقابية أن تعرتض على حجم املبالغ املخصصة لألجور أو على صرف جزء‬
‫من هذه االجور لصاحل العمال‪.‬‬

‫ونالحظ ان هذا املوقف جاء تراجعا من املشرع اجلزائري عن ما جاء به يف قانون رقم ‪ 09 -08‬املتضمن‬
‫ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة يف الفص ل الس ابع املتعل ق ب احلجز على األج ور و املداخيل واملرتب ات‪،‬‬
‫حيت أجاز احلجز على نسبة معينة من األجر وذلك تكريسا للمصادقة على االتفاقية الدولية رقم ‪ 95‬اليت‬
‫نصت على أمكانية احلجز على جزء من األجر يف حدود ما يسمح به القانون‪.‬‬

‫وعمد املشرع يف من خالل قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪:‬‬

‫حتديد النسب من األجور واملرتبات واليت ختتلف باختالف قيمته ومبلغ األجر املستحق عليه العامل‪ ،‬مراعيا‬
‫على ذلك أن يرتك للعامل عند حتديد النسبة القابلة للحجز عليها من املبلغ اإلمجايل لألجر‪ ،‬ترك له جزء‬
‫يسمح له باالستمرار يف املستوى املعيشي الذي تعود عليه‬

‫املالح ظ من خالل املادة ‪ 776‬ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة من أّن نس بة احلج ز تنخفض كلم ا‬
‫اخنفضت قيمة األجر وترتاوح هذه النسب كاأليت‪:‬‬

‫‪ 10%‬إذا كان املرتب الصايف يساوي أو يقل عن قيمة األجر الوطين األدىن املضمون‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪.‬نص املادة ‪ 143‬من قانون ‪ 78/12‬املتضمن القانون األساسي للعامل هو نفسه مضمون املادة ‪ 90‬من قانون ‪ 90/11‬املتضمن عالقات‬ ‫‪1‬‬

‫العمل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 15%‬إذا كان املرتب الصايف يفوق قيمة األجر الوطين األدىن املضمون ويساوي أو يقل عن ضعف‬ ‫‪-‬‬
‫قيمته‪.‬‬
‫‪ 20%‬إذا ك ان املرتب الص ايف يف وق ض عف األج ر الوط ين األدىن املض مون ويس اوي أو يق ل بثالث‬ ‫‪-‬‬
‫مرات عن قيمته‪.‬‬
‫‪ 25%‬إذا كان املرتب الصايف يفوق ثالث مرات قيمة األجر الوطين األدىن املضمون ويساوي أو يقل‬ ‫‪-‬‬
‫بأربع مرات عن قيمته‪.‬‬
‫‪ 30%‬إذا كان املرتب الصايف يفوق أربع مرات قيمة األجر الوطين األدىن املضمون ويساوي أو يقل‬ ‫‪-‬‬
‫خبمس مرات عن قيمته‪.‬‬
‫‪ 40%‬إذا كان املرتب الصايف يفوق مخس مرات قيمة األجر الوطين األدىن املضمون ويساوي أو يقل‬ ‫‪-‬‬
‫بست مرات عن قيمته‪.‬‬
‫‪ 50%‬إذا كان املرتب الصايف يفوق ست مرات قيمة األجر الوطين األدىن املضمون‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫لق د راعى املش رع عن د حتدي ده ه ذه النسب حجم األجور‪ ،‬كما ان الع ربة يف وض ع تلك النسب‬
‫فتع ود إىل األج ر الص ايف وليس الأج ر اخلام‪ ،‬كم ا راعى ك ذلك طبيع ة ال ديون فاس تثىن احلج ز على املنح‬
‫الغذائية من النسب اليت يقع عليها احلجز‪ ،‬كما مسح أن يكون احلجز على األجر بقيمة النفقة الغذائية إذا ما‬
‫تعل ق بنفق ة غذائي ة للقص ر أو الوال دين أو الزوج ة‪...‬اخل ‪1‬وه ذا نظ را ألمهيته ا‪ ،‬وطابعه ا اإلس تعجايل لص احل‬
‫مستحقيها‪ 2‬على أن ال يتجاوز احلجز نصف األجر يف مجيع األحوال‪.3‬‬

‫إّن مس الة احلج ز على األج ور غ ري واض حة يف الق انون اجلزائ ري غ ري واض حة ألن ه يعتم د على نص ني‬
‫متعارض ني متام ا فمن جه ة هن اك نص املواد من ‪ 775‬إىل ‪ 782‬من الق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة‬
‫الذي يسمح باحلجز على األجر مع احرتام النسب املقررة قانونا‪ ،‬ومن جهة أخرى أورد قاعدة من النظام‬
‫الع ام االجتم اعي يف املادة ‪ 90‬من ق انون ‪ ،90/11‬وال يت متن ع احلج ز وعلى األج ر أو أي مس اس بالكتل ة‬
‫األجرية‪ 4‬ففي حالة وجود نزاع سيجد القاضي نفسه أمام نصني متعارضني متاما فأي نص يطبق؟‪.‬‬

‫‪ . 1‬املادة ‪ 777‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬


‫‪ . 2‬بن قو أمال‪ ،‬مقال حول احلماية القانونية لألجر‪ ،‬جملة القانون االجتماعي‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ . 3‬املادة ‪ 777‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫‪ . 4‬عبد السالم ذيب‪ ،‬قانون العمل اجلزائري والتحوالت االقتصادية‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2003‬ص ‪.300 ،299‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫على عكس املوقف القائل بعدم قابلية احلجز على األجر كلية‪ ،‬فقد ذهبت جل التشريعات العمالية‬
‫احلديثة‪ 1‬إلى إقرار قابلية األجر جزئيا للحجز‪ ،‬وفقا لشروط معينة ونسب حمددة وإجراءات دقيقة‪.‬‬

‫وقد أمهلت قوانني العمل العربية النص على إجراءات خاصة متبعة لتوقيع احلجز على اجر العامل‪ ،‬إما عن‬
‫النسب احملددة للحجز فقد حددت ب‪ % 25‬أي الربع من أجر العامل الفعلي وفقا للمادة ‪ 41‬من قانون‬
‫العمل املصري ومنح الأولوية الستيفاء دين النفقة قبل غريها من الديون‪.‬‬

‫وق د أخ ذت بعض الق وانني العمالي ة يف املغ رب مبب دأ ت درج نس بة احلج ز حس ب قيم ة األج ر وت رتاوح بني‬
‫‪ %20‬و‪، 50%‬وهو كذلك املوقف احلايل للتشريع الفرنسي الذي أجاز احلجز على األجر ولكن يف جزء‬
‫من ه فق ط وترتف ع نس بة احلج ز م ع ارتف اع األج ر‪ ،‬ال يت ت رتاوح النس بة في ه بني ‪ 1/20‬إىل ‪ 2/3‬من الأج ر‬
‫الفعلي‪.‬‬

‫كما حدد املشرع الفرنس ي كيفية الوفاء بالنص‪ ،‬على انه يتم إرسال مبا يس اوي اجلزء من األجر املوافق‬
‫للدين إذا كانت قيمته منخفضة‪ ،‬أو النسبة احملددة للحجز إىل كتابة الضبط بواسطة شيك باسم احملجوز له‪.‬‬

‫وت ربأ ذم ة احملج وز لدي ه مبوجب خمالص ة يق دمها إىل كتاب ة الض بط املع ين‪ ،‬كم ا ميكن أن تكفي احلوال ة‬
‫املصحوبة بإشعار باالستالم لتربئة ذمة احملجوز لديه تكون موجهة لكتابة ضبط احملكمة املعنية‪.‬‬

‫وقد نص املشرع الفرنسي مبوجب املرسوم رقم ‪ 92/755‬الصادر يف ‪ 31‬جولية ‪ 1992‬على انه يف كل‬
‫احلاالت ي رتك لألج ر احملج وز علي ه قيم ة منح ة ال دخل األدىن لإلدراج ‪REVENU MINIMUM‬‬
‫‪.D’insertion‬‬
‫ثانيا‪:‬اإلجراءات المتبعة في الحجز على األجر وفقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫قبل الشروع يف إجراءات احلجز البد من أن يكون بيد احلاجز سند تنفيذي وفقا للمادة ‪ 775‬من قانون‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية‬

‫‪. 1‬تنص املادة ‪ 387‬من مدونة الشغل املغربية على أّنه‪ ":‬ميكن إجراء احلجز علال األجور املستحقة ألي أجري‪ ،‬مهما كان نوعها ومبلغها‪ ،‬إذا‬
‫كانت دينا له علال مشغل واحد أو اكرت على أال يتجاوز احلجز النسب التالية من األجر السنوي‪"...‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-1‬يتم احلج ز على األج ور و املداخيل بن اء على عريض ة من ط رف رئيس احملكم ة ال يت يوج د يف دائ رة‬
‫اختصاص ها املوطن أو املق ر االجتم اعي للمحج وز لدي ه أو مرك ز دف ع األج ر أو املرتب للمحج وز‬
‫لديه‪.2‬‬
‫‪-2‬التبليغ الرمسي ألمر احلجز‪ ،‬إىل احملجوز عليه"العامل" شخصيا أو أحد أفراد عائلته البالغني واملقيمني معه يف‬
‫موطنه احلقيقي‪ ،‬أو يف موطنه املختار‪.‬‬
‫‪-3‬التبلي غ الرمسي للمحج وز لدي ه" رب العم ل"‪ ،‬شخص يا إذا ك ان شخص ا طبيعي ا أو إىل املمث ل الق انوين‬
‫أو اإلتف اقي أو املف وض إذا ك ان شخص ا معنوي ا‪ ،‬م ع تس ليمه نس خة من أم ر احلج ز‪ ،‬واإلش ارة على‬
‫ذلك يف حمضر التبليغ الرمسي‪.2‬‬
‫‪ -4‬يتم استدعاء الدائن احلاجز واملدين احملجوز عليه للمثول أمام رئيس احملكمة‪.‬‬
‫‪ -5‬حتدد جلسة للحضور يف أجل أقصاه مثانية أيام من تاريخ التبليغ الرمسي ألمر احلجز‪.‬‬
‫‪ -6‬إجراء حماولة الصلح بني الطرفني يف أجل أقصاه شهر واحد‪ ،‬وحيرر حمضر يثبت فيه حضورمها أو غياهبما‬
‫‪ -7‬إذا تصاحل الطرفان" الدائن واملدين" يقيد رئيس احملكمة الشروط املتفق عليها ويأمر برفع احلجز تلقائيا‪ ،‬أما‬
‫إذا مل حيدث صلح بني اخلصوم فإن رئيس احملكمة يثبت ذلك يف حمضر ويصدر أمرا بالتحويل لفائدة‬
‫الدائن احلاجز‪.‬‬
‫‪-8‬يتضمن هذا احملضر بيانات متعددة أمهها‪:‬‬
‫اسم ولقب وصفة الدائن احلاجز وتاريخ امليالد ومكانه وموطنه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اسم ولقب املدين احملجوز عليه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اسم ولقب وصفة احملجوز لديه وعنوانه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مبلغ الدين احملجوز من اجله‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتديد النسبة احملجوزة وتقدير املبلغ املقتطع من املرتب أو األجر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمر احملجوز لديه بتسليم املبلغ املقتطع إىل الدائن احلاجز نقدا مقابل وصل أو دفعه يف حساب جار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أو حبوالة بريدية‪.‬‬

‫‪ . 2‬املادة ‪ 778‬ف ‪ 1‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪ . 2‬ملادة ‪ 778‬ف ‪ 2‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -9‬وجيب على احملجوز لديه أن ينفذ أمر التحويل لفائدة الدائن احلاجز ابتداء من الشهر املوايل لتاريخ التبليغ‬
‫الرمسي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حوالة األجر وبطالن التنازل عنه‬

‫إّن حوالة اجر العامل للدائن تعترب من األخطار اليت هتدد مورد عيش العامل ومتنعه من حتصيل دخله‬
‫املعتاد‪ ،‬لذلك فإن تقييد احلوالة األجر وبطالن التنازل عنه من قواعد محاية األجر املكرسة دوليا‪.‬‬

‫حيت نصت املادة ‪ 10‬الفقرة األوىل من االتفاقية الدولية رقم ‪ 95‬املتعلقة حبماية األجور على انه‪ ":‬ال ميكن‬
‫أن يكون األجر موضوع حجز أو حوالة إال وفقا للكيفيات املقررة مبوجب التشريع الوطين"‬

‫حكم حوالة األجر‬ ‫‪.1‬‬

‫يقصد باحلوالة اتفاق بني العامل املدين و دائنه‪ ،‬يقوم العامل على إث ره بنقل حقه يف األجر إىل طرف ثاين‪،‬‬
‫وينتج عن ذلك انتقال اجر العامل إىل دائنه إبراء ملا يف ذمته من دين وفاءا ملا عليه‪.‬‬

‫واملالحظ أن املشرع اجلزائري مل يتناول أحكام حوالة األجر يف تشريعات العمالية ماعدا تلك املنصوص‬
‫عليها يف األمر رقم ‪ 34-75‬املتعلق حبجز ما للمدين وبوقف دفع املرتبات امللغى‪.1‬‬

‫وعلى س بيل القي اس س نعتمد على األم ر رقم ‪ 34-75‬املتض من حوال ة مرتب ات املوظفني لدراس ة حوال ة‬
‫األج ر‪ ،‬وذل ك الن املش رع مل يف رق يف النص وص القانوني ة احلديث ة بني املرتب واألج ر م ع مقارن ة ه ذه‬
‫اإلجراءات مع ما جاء به املشرع الفرنسي‪.‬‬

‫أرسى املشرع اجلزائري يف إطار األمر رقم ‪ 34-75‬إجراءات مشددة حلوالة األجر من العمال إىل الغري‪.‬‬

‫فزيادة على تقييد حوالة أجور العمال ومرتبات املوظفني بالنسب احملددة يف املادة ‪( 01‬وهي نفسها النسب‬
‫من األج ر أو املرتب القاب ل للحج ز عليه ا)‪ ،‬ال يت أج از وتوقي ع احلج ز يف ح دودها‪ ،‬أخض عها إلج راءات‬
‫خاصة ال تصح احلوالة إال إذا متت وفقها وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬إن احلوال ة ال تتم إال مبوجب تص ريح مكت وب من ط رف العام ل أو املوظ ف احملي ل بنفس ه أم ام كتاب ة‬
‫ضبط حمكمة إقامته وهو نفس ما نص عليه املشرع يف املادة ‪ 145‬من قانون العمل الفرنسي‪.‬‬

‫‪.. 1‬على غرار املشرع املغريب الذي نص يف املادة ‪ 388‬من مدونة الشغل املغريب على ما يلي‪ ":‬ميكن‪ ...‬حوالة حصة أخرى من األجر‪ ،‬يف‬
‫حدود احلصة نفسها القابلة للحجز‪ ،‬وذلك مهما كان عدد الدائنني"‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ومل يشرتط املشرعان حضور احملال له‪ ،‬غري أن الفقه يرى ضرورة حضوره على أساس أّن احلوالة اتفاق‬
‫ملزم للطرفني‪ ،‬وبالتايل يستلزم موافقة وقبول الطرف الثاين وإال كانت احلوالة باطلة وال ميكن إمتامها‪،‬‬
‫كما يضيف أّنه البد من إعالن احملال له موافقته صراحة‪.‬‬

‫وجيوز أن ينوب عن احملال له وكيل وال يشرتط يف الوكالة إخضاعها لشكلية معينة‪ ،‬ونالحظ أن احمليل ال‬
‫ميكن أن ينوب عنه وكيل وهذا ما أكدته عليه املادة ‪ 3‬من األمر ‪ 34-75‬اليت نصت على ما يلي‪ ":‬ال‬
‫جيوز منح حوالة الدين املنصوص عليها يف املادتني ‪1‬و‪ 2‬أعاله مهما كان مبلغها‪ ،‬إال بتصريح مكتوب من‬
‫قبل احمليل بذاته أمام كاتب ضبط حمكمة إقامته" وبالتايل فان املشرع اجلزائري ينصب على حضور العامل‬
‫احمليل شخصيا أمام كتابة ضبط احملكمة‪.‬‬

‫‪ -2‬تسجيل التصريح باحلوالة يف دفرت خاص‪ ،‬وهو دفرت ميسكه كاتب ضبط احملكمة يرقم ويوقع من طرف‬
‫القاضي تسجل فيه كل العقود والقرارات النامجة عن تنفيذ أحكام األمر رقم ‪.34-75‬‬

‫وه و نفس موق ف املش رع الفرنس ي‪ ،‬ال ذي نص على أن التس جيل يتم يف دف رت خ اص ب احلواالت واحلج وز‬
‫الواردة على األجور‪.‬‬

‫‪ -3‬يبلغ التصريح بعد تسجيله وفقا ملا نصت عليه املادة ‪ 4‬من األمر رقم ‪ 34-75‬إىل املدين بالراتب أو‬
‫مندوب الدفع يف مقر عمل احمليل‪ ،‬وتسقط احلوالة قانونا مبرور سنة إذا مل يتم تبليغها إىل املدين بدفع‬
‫الراتب أو من ينوب عنه‪.1‬‬

‫ويتم التبلي غ إم ا بن اءا على طلب األط راف أو أح دمها فق ط وغالب ا م ا يك ون احملال ل ه ه و ال ذي يق وم‬
‫بالتبليغ‪ ،‬أّن التبليغ املشرتط للتصريح املكتوب يسمح بإجراء اعرتاضات يف حال وجود دائنني أخريني‪،‬‬
‫ويف ه ذه احلال ة يتوق ف املس تخدم املدين ب الراتب عن عملي ة دف ع النس بة من األج ر احملال ة للمح ال ل ه‬
‫‪2‬‬
‫ويدفعها مباشرة إىل كاتب الضبط‬

‫‪ -4‬ويتلقى احملال له النسبة احملددة من مبلغ األجر أو الراتب مباشرة من طرف املستخدم املدين بالراتب أو‬
‫من دوب ال دفع مبج رد تقدميه نس خة من بي ان التص ريح ال ذي يتم تقيي ده يف ال دفرت‪ ،‬ويق وم بن اءا علي ه‬
‫املستخدم باالقتطاع والوفاء للمحال دون أن يقدم أي وثيقة ‪.‬‬

‫‪. 1‬املادة ‪ 4‬الفقرة ‪ 2‬من األمر ‪ 34-75‬السالف الذكر‪،‬امللغى‪.‬‬


‫‪ . 2‬املادة ‪ 4‬الفقرة ‪ 3‬من األمر ‪ 34-75‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وجيب أن يتم الدفع إىل كاتب الضبط املكلف باإلجراء‪ ،‬مبالغ األجر املقتطعة خالل ‪ 15‬يوم التالية لكل‬
‫ثالثة أشهر أو خالل ‪ 15‬يوم التالية اليت ينتهي فيها القيام باالقتطاع‪.‬‬

‫وتربأ ذمة املستخدم أو املكلف أو مندوب الدفع بناءا على خمالصة يقدمها له كاتب الضبط وهذا ما نصت‬
‫عليه املادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪.34-75‬‬

‫وإذا ك ان املش رع اجلزائ ري مل حيدد يف التش ريع الس ابق كيفي ة تبلي غ التص ريح املكت وب حبوال ة األج ر أو‬
‫املرتب‪ ،‬فان التشريع الفرنسي يرى أن التبليغ يكون صحيحا ومنتجا لكافة الآث ار القانونية مىت مت بواسطة‬
‫رسالة مضمونة الوصول‪.‬‬

‫كما نص يف املادة ‪ 240‬من القانون املدين اجلزائري على أنّه‪ ":‬ال جيوز حوالة احلق إال إذا كان احلق قابال‬
‫للحجز"وملا كانت قابلية األجر للحجز حمددة بنسب معينة ف إّن هذه احلوالة تتم يف نفس هذه احل دود وهو‬
‫ما أكده املشرع يف املادة ‪ 18‬من األمر رقم ‪34-75‬السابق الذكر وهو نفس موقف املشرع الفرنسي يف‬
‫املادة ‪ 41‬من قانون العمل الفرنسي‪.‬‬

‫وذهب املشرع الفرنسي إىل ابعد من حتديد النسب التصاعدية القابلة للحجز عليها من األجور وتلك القابل ة‬
‫للحوالة‪ ،‬وذلك بتحديد التعويضات واملنح املكونة لألجر القابلة للحجز عليها ومثال ذلك‪:‬‬

‫تلك املنصوص عليها قانونا بعدم قابليتها للحجز‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫املنح العائلية‬ ‫‪-‬‬
‫التعويضات املقدمة لتغطية أعباء عائلية‬ ‫‪-‬‬

‫بطالن التنازل عن األجر‬ ‫‪.2‬‬

‫من بني املبادئ والقواعد املكرسة حلماية األجر وملحقاته‪ ،‬مبدأ البطالن القانوين أو التلقائي ألي تنازل‬
‫من العامل عن كامل أجره أو جزء منه‪ ،‬وذلك بغض النظر عن طبيعة هذا التنازل فيما إذا كان برضى أو‬
‫بدون رضى العامل‪ ،‬فليس للعامل إذن أن يتصاحل أو يتربأ من حق ناشئا له قانونا ‪.‬‬

‫وهذا ما ورد يف املادة‪ 172‬من األمر ‪ 31 /75‬املتضمن الشروط العامة لعالقات العمل يف القطاع اخلاص‬
‫اليت تقضي بأنه ‪ ":‬يعد باطال وعدمي املفعول كل تنازل من العامل عن كل أجره أو جزء منه" هذا النص‬
‫ال ذي مل تتناول ه بقي ة الق وانني األخ رى بنفس الص يغة الص رحية‪ ،‬واكتفى يف النص وص التش ريعية والتنظيمي ة‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الالحق ة ب النص على بطالن أي ش رط خمالف األحك ام القانوني ة والتنظيمي ة اخلاص ة بعالق ات العم ل ميكن‬
‫اعتب اره تص ريح ض مين هلذا املن ع‪ ،‬حيث ورد على س بيل املث ال يف املادة ‪ 136‬من ق انون ‪ 90/11‬بأنّه‪" :‬‬
‫يكون باطال وعدمي الأثر كل بند يف عقد العمل خمالفا لألحكام التشريعية والتنظيمية املعمول هبا وحتل حمله‬
‫أحكام هذا القانون بقوة القانون"‪.‬‬

‫وملا كان من بني نصوص هذا القانون وجوب دفع األجر بانتظام عند حلول األجل من قبل صاحب العمل‬
‫إىل العامل املادة ‪ 88‬من قانون ‪ ،90/11‬فأي تنازل من هذا األخري لفائدة األول فيما خيص األجر يعترب‬
‫أمرا وعمال خمالفا للقانون‪ ،‬وبالتايل باطال وعدمي األثر ولو كان برضى العامل‪ ،‬أو لقاء أي منفعة أو مصلحة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ويب دو من الص عب تص ور تن ازل العام ل عن أج ره س واء كل ه أو ج زءه س واء كل ه أو ج زءه ب دون مقاب ل‪،‬‬
‫لذلك فان التصور املعقول و املنطقي الذي يكون على شكل مقاصة لقاء انتفاع العامل خبدمة أو سلعة أو‬
‫أية مص لحة أخرى مقدم ة من طرف ص احب العمل كان يق رتض األول من الثاين مبلغ يساوي أو يفوق‬
‫مبلغ األجرة‪.‬‬

‫إال أن هذا املنع يثري إشكاال يف تطبيقه من الناحية الزمنية‪ ،‬فهل هذا املنع من التنازل عن األجر يقتصر فقط‬
‫أتناء سريان عالقة العمل أم ميتد إىل غاية ما بعد انتهاء هذه العالقة؟‬

‫هن اك ش به إمجاع فقهي على بطالن التن ازل عن األج ر قب ل اس تحقاقه على أس اس أن مب دأ دف ع األج ر من‬
‫النظام العام لألجور‪ ،‬ولكن هناك اختالف حول بطالن أو صحة التنازل عن األجر بعد حصول العامل عليه‬
‫وانقسم الفقه الغريب بشان ذلك إىل ثالثة اجتاهات‪:‬‬

‫االتج اه األول‪ :‬ي رى ان ه ال يك ون للعام ل احلق يف التن ازل عن األج ر قب ل اس تحقاقه إذ ان ه من املس تحيل‬
‫التنازل مسبقا عن حقوق العامل اليت جيهل مدهتا وتاريخ حتققها‪ ،‬وذلك الن الق انون يقدم محاية حلقوق‬
‫العامل قبل حصوله عليها‪ ،‬أّم ا بعد حصول العامل على حقه يف األجر فان هذه احلماية ال تصبح ضرورية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ويكون العامل أوىل بتحديد قيمة التنازل عن أجره‪.‬‬

‫االتجاه الثاني‪ :‬يرى من املستحيل التنازل عن اجر العامل أو أية حقوق أخرى مصدرها القانون أو االتفاقية‬
‫اجلماعية حىت ولو كانت مستحقة للعامل وحصل عليها فعال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.Gérard Lyon-Caen. Op cit.p479.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬يرى انه ملا كان مستحيال التنازل عن اجر العامل مىت كان مصدره القانون أو االتفاقية‬
‫اجلماعي ة‪ ،‬ولكن ميكن العام ل التن ازل عن بعض عناص ر أو مكون ات األج ر م ىت ك ان مص درها تعاق دي‬
‫أو اتفاقي الحق لعقد العمل‪.‬‬

‫كما ذهب جانب إىل ابعد من ذلك حني قرر بطالن التنازل عن األجر حىت ولو بعد فسخ عالقة العمل‪،‬‬
‫على عكس هناك من ذهب إىل اعتبار التنازل عن األجر صحيحا يف مرحلة انتهاء عقد العمل ذلك لأن‬
‫العامل اسرتد حريته وختلص من التبعية القانونية اليت تربطه برب العمل‪.‬‬

‫يف حني ك ان موق ف القض اء الفرنس ي ص رحيا ‪ ،‬حيت ذهبت حمكم ة النقض الفرنس ية اىل الق ول بض رورة‬
‫توافر شرطني أساسني حىت يكون التنازل صحيحا ومها‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون التنازل صحيحا‪:‬‬


‫يشرتط أن ال يكون التنازل ضمنيا يفهم من تصرفات العامل فقبول العامل دون نقاش أو اعرتاض‬
‫اجر حمدد مسبقا من قبل املستخدم يقل عن األجر املستحق فعال‪ ،‬ال يعترب تنازل عن ما بقي له من حقوق‪،‬‬
‫وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 4-143‬من قانون العقوبات الفرنسي‪.‬‬
‫كما رفض ت حمكم ة النقض الفرنسية اعتبار تنازال من العام ل عن جزء من أجره قبول حتويله إىل منصب‬
‫عمل حيصل فيه على اجر اقل من اجر منصبه‪.‬‬
‫‪ .2‬إن االعتراف بالتنازل ال يكون أال في حدود ضيقة‪:‬‬
‫إّن التنازل عن جزء من األجر ال ميكن اعتباره ذو اثر ملغي ألحد مكونات عناصر األجر أو ملنحة‬
‫أو تعويض معني أو عالوات قانونية أو اتفاقية مستحقة للعامل‪.‬‬

‫يف حني أقرت حمكمة النقض الفرنسية صحة التنازل الصادر من مسري زراعي عن أجره الذي ال يتناسب مع‬
‫منصبه‪ ،‬ذلك أن صاحب املنصب العايل كاملسري يستطيع معرفة حقوقه ومداها وضمان احرتامها‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. .Gérard Lyon-Caen. Op cit.p481.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الباب الثاين‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫كقاعدة عامة االلتزام هو الوجه السليب للحق‪ ،‬يكون مصدره إّم ا التصرف القانوين أو العمل املادي‬
‫وبالتايل فإّن عالقة العمل تنشأ التزامات متبادلة على عاتق طريف العالقة‪،‬كما تولد السلطات واسعة يتمتع‬
‫هبا املس تخدم‪ ،1‬إال إّن ه ذه الس لطات تول د على عاتق ه جمموع ة من االلتزام ات بغي ة احلد من الس لطات‬
‫املمنوح ة وتوف ري محاي ة أك رب للحق وق العام ل ومن بينه ا حق ه يف اس تيفاء حق ه يف األج ر‪ ،‬هلذا ف إّن املش رع‬
‫تدخل وقام بوضع جمموعة من التزامات متتد بامتداد عالقة العمل‪ ،‬فهناك التزامات تكون عند سريان عالقة‬
‫العمل 'الفصل األول' والتزامات عند هناية عالقة العمل' الفصل الثاين'‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التزامات المستخدم أتناء سريان عالقة العمل‬


‫رغب ة يف حتقي ق مزي د من احلماي ة لألج ور وتوف ري الض مانات الفعال ة هلا باعتباره ا املورد الرئيس ي‬
‫ملعيشة العامل وأسرته‪ ،‬واقتناعا بالرؤية العلمية لألجور‪ ،‬كمردود عادل للعمل املنتج‪ ،‬وكأداة جتسد نصيب‬
‫العمل من الدخل‪ ،‬فبعدما يكتسب العامل احلق يف األج ر مقابل العمل املؤدى يكون املستخدم ملزما بدفع‬
‫األج ر‪ ،‬إّن عملي ة ال دفع األج ر تف رض علي ه االلتزام ات تبعي ة‪ ،‬تنب ع من االل تزام األص لي املتمث ل يف الوف اء‬
‫والدفع السليم لألجر(املبحث األول)‪ ،‬وأتناء سريان عالقة العمل املشرع فرض على املستخدم التزامات‬
‫اجتاه هيئات إدارية هذا ما يولد على عاتق املستخدم التزامات إدارية ولكنها مرتبطة دائما بالتزامه األصلي‬
‫املتعلق بالدفع السليم والقانوين لألجر (املبحث الثاين)‪.‬‬

‫‪.‬مص طلح ص احب العم ل ‪ employeur‬يطل ق للدالل ة على من ي َؤ دى العم ل لحس ابه وتحت إش رافه ‪،‬فق د يك ون ص احب مش روع ‪Chef‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ d’entreprise‬أو صاحب المؤسسة ‪ Chef d’établissement‬أو رب عمل ‪ Patron‬أو سيد العمل ‪ Maitre‬أو مالك أدوات العمل‬
‫‪ Propriétaire‬أو صاحب رأس المال ‪ ، Capitaliste‬أو تاجرا ‪ Commerçant‬أو المتعاقد األخر ‪ Co-ONTRACTANT‬وهو في‬
‫جميع األحوال بمعنى واحد يمثل الطرف الذي يدخل في عالقات عمل مع تابعيه ويكون له عليهم حق إصدار األوامر واإلشراف والتوجيه‪ ،‬كما يتحمل‬
‫كافة االلتزامات التي فرضها القانون وعلى األخص فيما يتعلق بمنح األجور ومختلف التعويضات والمنح‪.‬‬
‫وقد يكون املستخدم شخصا طبيعي ا أو معنوي ا وقد يكون منتج ا أو قائم ا بأداء خدمات إذ ال أمهية للنش اط الذي ميارس ه وإمنا املهم ه و أن‬
‫يكون صاحب سلطة على من يعملون حتت إدارته‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التزام بالدفع السليم لألجر‬
‫وإنما وفر له احلماية الالزمة للوفاء‬
‫مل يكتفي القانون بالنص على أن األجر هو حق مقابل العمل‪ّ ،‬‬
‫به للعامل‪ ،‬باعتباره مورد رزقه ومصدر دخله‪،‬ومن هنا حترص تشريعات العمل يف خمتلف الدول وكذلك‬
‫اتفاقيات العمل الدولية والعربية على النص على إلزام املستخدم بالوفاء السليم له‪ ،‬ويكون ذلك بان باحرتام‬
‫املس تخدم لزم ان ومك ان الوف اء ب األجر (املطلب األول)‪ ،‬وك ذلك أن يتم ال دفع نق دا وبالعمل ة املتداول ة‬
‫(املطلب الثاين)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التزام المستخدم باحترام مكان وزمان دفع األجر‬

‫يك ون ال دفع س ليما لألج ر‪ ،‬عن دما يك ون يف ميع اد دقي ق ومك ان مع روف‪ ،‬وذل ك ح ىت ت ربأ ذم ة‬
‫املستخدم‪ ،‬وإن تدخل املشرع وفرض هذه االلتزامات على عاتق املستخدم‪ ،‬تبني مدى حرص هذا األخري‬
‫على محاية األجر من كل أشكال التبذير أو النصب أو االحتيال عليه‪ ،‬مما ميس مبورد العامل وأسرته‪ ،‬الذي‬
‫ميثل األجر بالنسبة هلؤالء أداة ووسيلة للعيش وضمان احلياة واالستقرار‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مكان دفع األجر‬

‫يستوجب األمر ليكون دفع األجر دفعا سليما‪ ،‬أن يلتزم املستخدم بان حيدد بدقة مكان دفع األجر‬
‫واألهم من ذل ك أن يل تزم باحرتام ه‪ ،‬وذل ك لتج نيب العام ل مش قة التنق ل إىل أم اكن بعي دة للحص ول على‬
‫مقاب ل عمله‪ ،‬فأفض ل مكان ل دفع األجر ه و مكان القي ام بالعم ل‪ ،‬خاص ة بالنّس بة للمؤسسات ال يت متتلك‬
‫فروع ا كث رية ع رب خمتل ف املن اطق يف القط ر الوط ين‪ ،‬وال يت غالب ا م ا جند أن مق ر إدارهتا الرئيس ي يك ون يف‬
‫عاصمة البالد أو مقراهتا اجلهوية اليت تكون عادة يف عاصمة الوالية‪ ،‬وذلك ما يسبب للعامل إرهاقا إضافيا‬
‫وضياعا يف وقته للتنقل إىل مكان أخر غري مكان العمل بقصد احلصول على أجره‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬موقف المشرع الجزائري‬

‫‪. 1‬عبد الواحد كرم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إن املشرع اجلزائري‪1‬مل يورد أي نص قانوين يف قانون ‪ 90/11‬املتضمن عالقات العمل حيدد من‬
‫ّ‬
‫خالله مكان دفع األجر‪ ،‬وال حىت من خالل قانون رقم ‪ 12-78‬املتضمن القانون األساسي العام للعامل‬
‫امللغى‪ ،‬والسبب يف ذلك قد يعود إما العتبار أن املسألة تدخل يف اختصاص العقد‪ ،‬أو االتفاقية اجلماعية‪،‬‬
‫أي أّنه أعطى لطريف عالقة العمل احلرية يف حتديد مكان الدفع‪ ،‬أو إمّا أّنه مل ينص على ذلك نتيجة تعميم‬
‫استعمال الدفع خاصة عن طريق الصكوك الربيدية أو البنكية‪.‬‬

‫على عكس األم ر ‪ 31-75‬امللغى املتعل ق بالش روط العام ة لعالق ات العم ل يف القط اع اخلاص‪ ،‬فبم وجب‬
‫املادة ‪ 152‬منه فإّنه نص على عدم جواز دفع أجور العمال يف احلانات أو خمازن أو أماكن اللهو‪ ،2‬إن الغاية‬
‫من هذا املنع مقصود منها هو حرص املشرع على محاية األجر من كل أشكال التبذير أو االحتيال‪ ،‬وذلك‬
‫لأّن ال دفع يف احلان ات واملالهي س يؤدي إىل أن تغ ري العام ل إىل االس تهالك الف وري والكلي لألج ر مبج رد‬
‫اس تحقاقه‪ ،3‬مما ق د ميس مبورد األس رة وأداة ووس يلة عيش ها واس تقرارها‪ ،‬وذل ك ي ؤدي إىل أن يفق د األج ر‬
‫وظيفته املعيشية واالجتماعية‪.‬‬

‫ومبا أن القوانني العمل السارية املفعول لن حتدد مكان دفع األجر‪ ،‬مما يدفعنا إىل الرجوع إىل القواعد العامة‬
‫املنص وص عليه ا يف الق انون املدين وال يت تنص على أن احلق مطل وب وليس حمم ول‪ ،‬وبتطبيقه ا ف ان العام ل‬
‫صاحب احلق يطلبه من املستخدم يف مكان تنفيذ عالقة العمل أي مكان العمل نفسه‪ ،‬واملستخدم يكون‬
‫ملزما بالوفاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬موقف التشريعات المقارنة‬

‫إّن املشرع الفرنسي اختذ نفس موقف املشرع اجلزائري يف نص املادة ‪ R243-1‬من قانون العمل‬
‫الفرنسي‪ ،‬اليت منعت الدفع يف أماكن اللهو واحلانات وحمالت البيع املختلفة باستثناء العاملني هبذه األماكن‪،‬‬
‫ولكن دون أن حيدد املش رع الفرنس ي ص راحة مك ان العم ل كمك ان لل دفع أج ر العم ل‪ ،‬وبالت ايل ف إّن رب‬

‫‪ . 1‬كذلك املشرع األردين مل ينص يف قانون العمل على املكان الالزم الوفاء األجر‪.‬‬
‫‪ .‬تنص املادة ‪ 151‬من األمر ‪ ،31-75‬املتعلق بشروط العامة لعالقات العمل يف القطاع اخلاص على ما يلي‪ " :‬ال جيوز أن يتم الدفع يف يوم‬ ‫‪2‬‬

‫يكون للعامل حق يف الراحة‪ ،‬سواء كان مبقتضى القانون أو مبقتضى اتفاقية كما ال جيوز الدفع يف احلانات أو املخازن البيع أو أماكن اللهو إال‬
‫لألشخاص املستخدمني فيها"‪.‬‬
‫‪ . 3‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.265‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫العمل حر يف حتديد مكان دفع األجر مادام انه حيرتم القاعدة اآلمرة بعدم الدفع يف احلانات وأماكن اللّهو‬
‫وحمالت البيع‪.1‬‬

‫في حين أن قضاء الفرنسي كرس التزام المستخدم بدفع األجر في مكان العمل من خالل قرارين‬
‫لمحكم ة النقض الفرنسية الص ادرين عن الغرف ة االجتماعية في ‪ 11‬افريل ‪ 1991‬و ‪ 50‬ديسمبر‬
‫‪ .21995‬بل ذهب إلى ابعد من ذلك عندما نص على أنّ الدفع يجب أن يتم في مكان العمل‪،‬‬
‫وليس في مقر المؤسسة المستخدمة‪ ،‬إذا كانا منفصلين وبعيدين عن بعضهما ‪.3‬‬

‫‪ -‬إن االتفاقي ة الدولي ة رقم ‪ 95‬المتعلق ة بحماي ة األج ر تنص في الم ادة ‪ 13‬على أن الوف اء ب األجر‬
‫يتم في مكان العمل أو مكان المجاور له‪ ،‬إال أنها قد أجازت مخالفة هذا النص إذا قرر التشريع‬
‫ال داخلي‪ ،‬أو االتفاقي ات الجماعي ة أو الق رارات التحكيمي ة عكس ذل ك‪ ،‬واش ترطت ل ذلك علم‬
‫العمال بمكان الدفع وإقرارهم بكونه أكث ر مالئمة لهم‪ ،‬كما حرمت تأديتها في أماكن التسلية أو‬
‫بيع المشروبات الكحولية وذلك باستثناء المستخدمين فيها‪.‬‬
‫‪ -‬أمّا االتفاقي ة العربية رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 1982‬بشان تحدي د وحماية األجور فنص ت على أن الوفاء‬
‫يتم في مكان ويوم العمل‪ ،‬مع جواز االتفاق على خالف ذلك إذا كان ال يتحمل العامل مشقة‬
‫أو جهد أو نفق ة مالية والمالحظ أن االتف اقيتين الدولي ة والعربية لم تجع ل من مكان دفع األجر‬
‫من النظ ام الع ام م ادام أنه ا أج ازت االتف اق على م ا يخ الف ذل ك‪ ،‬على عكس تش ريعات العم ل‬
‫العربية التي نصت صراحة على أن دفع اجر العمال يتم في مكان العمل‪.‬‬

‫وذل ك على غ رار المش رع المص ري ‪ 4‬و العم اني ‪ 5‬حيت نص على أن الوف اء ب األجر يك ون في‬
‫‪6‬‬
‫مكان العمل‪ ،‬وذلك بهدف حماية العامل‪ ،‬بل ذهب ابعد من ذلك عندما رتب الجزاء الجنائي‬
‫على مخالفة رب العمل ذلك وقيامه بالوفاء باألجر في غير مقر العمل‪ ،‬إال أنّه اعتبر هذا الوفاء‬

‫‪1‬‬
‫‪.Jean- Maurice verdier, Droit du travail, Dalloz, 1996, p274.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Francis Lefebvre. Op.Cit. p 1086.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Gérard Lyon-Caen, op. Cit. p 376.‬‬
‫‪ 4‬فنصت املادة ‪ 34‬من قانون العمل املصري على انه‪ ":‬تؤدى األجور‪...‬يف احد أيام العمل ويف مكانه‪"...‬‬
‫‪. 5‬راجع نص املادة ‪ 51‬من قانون العمل العماين‪.‬‬
‫‪.‬تنص املادة ‪116‬من ق‪.‬ع العماين على اجلزاء اجلنائي يف حالة دفع رب العمل األجر يف غري مقر العمل‪ ،‬املتمثل يف غرامة مالية ال تزيد عن‬ ‫‪6‬‬

‫مائة لاير ‪،‬وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت بشأهنم املخالفة‪ ،‬وتضاعف العقوبة يف حالة العود‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫مبرئا للمستخدم ‪ .1‬وتطبيقا لذلك فانه ال يجوز االتفاق بين رب العمل والعامل‪ ،‬على أن يكون‬
‫الوفاء باألجر في مكان أخر غير مكان العمل‪ ،‬ومثل هذا االتفاق ال يكون صحيحا بل باطال‪،‬‬
‫إال في حالتين هما‪:‬‬

‫‪ -‬حالة ما إذا كان هذا االتفاق المخالف فيه فائدة اكتر للعامل ‪ ،2‬كما لو طلب العامل تحويل‬
‫أج ره ومس تحقاته المالي ة إلى حس ابه في المص رف‪ ،‬حيت يع د مث ل ه ذا األم ر من قبي ل الش رط‬
‫األكثر فائدة للعامل ‪.3‬‬

‫‪ -‬وفي حال ة اس تحالة الوف اء لسبب أو ألخر في مك ان العم ل‪ ،‬ولكن إذا كانت ه ذه االس تحالة‬
‫ترج ع إلى فع ل ص احب العم ل فان ه يل تزم بتحم ل نفق ات االنتق ال العام ل من مك ان العم ل إلى‬
‫مكان أخر ليقتضي األجر ‪ ، 4‬مع إلزام صاحب العمل الوفاء به في اقرب مكان إلى مكان العمل ‪.5‬‬

‫والهدف من إلزام المستخدم بدفع اجر في مكان العمل هو التيسير على العامل حتى ال يتحمل‬
‫مشقة ونفقة االنتقال إلى مكان أخر الستالم أجره‪ ،‬والمقصود بمكان العمل‪ ،‬هو مكان المؤسس ة‬
‫التي يؤدي فيها العامل عمله فعليا‪ ،‬وال يجوز للمستخدم أن يدفع األجر في المركز الرئيسي أو‬
‫في فرع أخر ‪.6‬‬

‫وان ك ل ه ذه القواع د تطب ق في ح ال ك ان ال دفع النق دي لألج ر‪ ،‬أمّا في حال ة دف ع األج ر عن‬
‫طريق شيك أو صك بريدي فان التزام المستخدم بالوفاء باألجر ال يتم بمجرد تسليمه للعامل ‪،‬‬
‫وإنما تبرأ ذمة المستخدم أو رب العمل بتسلم العامل المال من المؤسسة المصرفية أو البنكية‪.‬‬
‫لهذا فإ ن األصل فيما يخص التزام بدفع األجر في مكان العمل أن مكان العمل يحدد باتفاق بين‬

‫‪.‬فتحي عبد الرحيم عبد اهلل‪ ،‬امحد شوقي حممد عبد الرمحن‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ،150‬وكذلك مهام حممد حممود زهران‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.587‬‬
‫‪. 2‬عصام أنور سليم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.562‬‬
‫‪ . 3‬هيثم أنور املصاورة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪. 4‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪. 5‬مهام حممد حممود الزهران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.670‬‬
‫‪. 6‬مهام حممد حممود الزهران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.587‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الط رفين‪ ،‬م ع اح ترام م ا يمس بالنظ ام الع ام من ع دم دفع ه في األم اكن المحظ ورة الم ذكورة‬
‫سابقا ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬زمان دفع األجر‬

‫يعترب حتديد ميعاد دقيق الستفاء األجر أمر يف غاية األمهية بالنسبة للعامل‪ ،‬وذلك ما يساعده بدون‬
‫شك يف تنظيم ميزانيته العائلية‪ ،‬فيكون على علم مسبق بتاريخ الذي يقبض فيه األجر‪ ،‬فيجنب نفسه مثال‬
‫صعوبات االستيدان من غريه‪ ،‬كما يساعده ذلك يف معرفة حجم القروض اليت سيجلبها يف حالة حصول‬
‫ضرورة لذلك‪.‬‬

‫ولقد تض منت املادة‪ 13‬فقرة ‪ 1‬من االتفاقية الدولية رقم ‪ 95‬املتعلق ة حبماية األجر‪ ,‬واملادة ‪06‬‬
‫من االتفاقية رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 1982‬املتعلقة بتحديد ومحاية األجور‪ ،‬أن التزام املستخدم بالوفاء باألجور يتم‬
‫يف أي ام العم ل القانوني ة‪ ،‬وه و م ا كرس ه املش رع الفرنس ي يف املادة ‪143R-1‬من ق انون العم ل الفرنس ي‬
‫وجعل هذا املبدأ من ّالنظام العام ورتب البطالن على كل شرط خمالف لذلك‪ ،‬واحلكمة من ذلك هو عدم‬
‫تكليف العامل احلضور إىل مكان العمل أو مكان الدفع يف أيام الراحة حىت ال تفوت على العامل اهلدف‬
‫اليت تقررت من اجله الرّاحة‪.2‬‬

‫أمّا املشرع اجلزائري مل ينص على معيار دقيق لوقت دفع األجر يف ظل قانون ‪ ،90/11‬إال أّنه كان ينص‬
‫يف املادة ‪ 151‬من األمر رقم ‪ 31-75‬املتضمن الشروط العامة لعالقات العمل يف القطاع اخلاص على انه‬
‫ال يتم دفع األجر يف يوم الراحة‪ ،‬غري انه بعد ذلك تراجع عن موقفه بعد ذلك يف قانون ‪ 12-78‬وقانون‬
‫‪ 90/11‬حيت انه مل يتطرق إىل األحكام القانونية والقواعد املنظمة لزمان الوفاء باألجر‪.‬‬

‫وه ذا على غ رار املش رع األردين‪ ،‬ال ذي ترك حتدي د مواعيد دفع األجر إىل اتف اق املتعاق دين‪ ،‬غ ري أّن ه ألزم‬
‫صاحب العمل على املبادرة على دفع األجر خالل سبعة أيام من تاريخ استحقاقه يف املواعيد املتفق عليها‪،‬‬
‫فإذا استحق األجر يف احد األيام األعياد والعطل الرمسية فعلى صاحب العمل أن يدفعه قبل تلك املناسبة أو‬

‫‪ . 1‬أمال بطاهر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬


‫‪ . 2‬عصام أنور سليم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪562‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫بعدها على أن ال يتأخر يف دفعها عن سبعة أيام‪ ،‬وإذا عمد صاحب العمل إىل دفع األجر خالل أيام العيد‬
‫أو العط ل الرّمسية‪ ،‬فيعت رب ذل ك عمال تعس فيا‪ ،‬ملا يكل ف ذل ك العام ل من جه د للحض ور إىل موق ع العم ل‬
‫لتسلم األجر‪.1‬‬

‫إّن املشرع اجلزائري ترك حتديد أجل استحقاق األجر التفاق الطرفني‪ ،‬وبالتايل يكون هلم احلرية الكاملة‬
‫يف حتدي ده‪ ،‬وم ىت مت االتف اق على ذل ك‪ ،‬فالب د من اح رتام األج ل احملدد س واء يف العق د أو يف االتفاقي ة‬
‫اجلماعية لكن ما جتدر اإلشارة إليه أن عقد العمل هناك شبه جدل فقهي على اعتباره من عقود اإلذعان‪،‬‬
‫وعادة ما ينفرد املستخدم بتحديد موعد استحقاق األجر بإرادته املنفردة‪ ،‬فحني يقبل العامل ذلك دون أية‬
‫مناقشة نظرا حلاجته للعمل‪ ،‬وعليه فقد حيدد املستخدم اجل بعيد لدفع األجر‪ ،‬فهل جيوز للعامل أن يلجأ إىل‬
‫القض اء ويط الب بتع ديل اج ل االس تحقاق؟ وم ا ه و األس اس الق انوين ال ذي ميكن للقاض ي االعتم اد علي ه‬
‫إلعادة حتديد ذلك؟‬

‫بالرجوع إىل قانون ‪ 90/11‬مل يضع املشرع أي نص قانوين ميكن للقاضي االستناد إليه حلل مثل‬
‫ه ذه النزاع ات‪ ،‬وعلي ه إذن اللج وء إىل القواع د العام ة وبالض بط إىل تط بيق أحك ام املادة ‪ 110‬من الق انون‬
‫املدين اجلزائري اليت نصت على ما يلي‪ " :‬إذا مت العقد بطريق اإلذعان‪ ،‬وكان قد تضمن شروطا تعسفية‬
‫جاز للقاضي أن يعدل هذه الشرط ا وان يعفي الطرف املذعن منها‪ ،‬وذلك وفقا ملا تقضي به العدالة‪ ،‬ويقع‬
‫باطال كل اتفاق على خالف ذلك"‪.‬‬

‫ب الرغم من أن ه ذا النص ج اء عام ا وش امال جلمي ع عق ود اإلذع ان‪ ،‬ومنح للقاض ي س لطة التقديري ة واس عة‬
‫لتقدير وتكييف الشروط التعسفية معتمدا يف ذلك على معايري التعسف يف استعمال احلق‪ ،‬وبالتايل إذا انطلق‬
‫القاضي من فكرة إن عقد العمل يدخل ضمن طائفة عقود اإلذعان‪ ،‬فمىت تبني أن املستخدم انفرد يف حتديد‬
‫اجل استحقاق األجر‪ ،‬وهذا األجل فيه ضرر بالعامل أو بنية احلصول املستخدم على مزايا جمحفة يف حق‬
‫العامل‪ ،‬كأن جيعل ميعاد استحقاق األجر بعيدا‪ ،‬بغرض ترك رب العامل ألمواله يف البنك للحصول على‬
‫فوائد بنكية رغم أن الوضعية املالية للمؤسسة تسمح له بدفع األجر يف أجال معقولة ختدم مصلحة العامل‬
‫واملستخدم معا‪ ،‬يف هذه احلالة ميكن للقاضي أن يكيف البند املتعلق بتحديد ميعاد الدفع بأنّه شرط تعسفي‪،‬‬

‫‪ . 1‬عبد الواحد كرم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.144‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 110‬من قانون مدين جزائري وبالتايل يتدخل لتعديله أي إنقاص من هذه املدة وجعلها‬
‫يف احلدود املعقولة وذلك متاشيا مع ما تقتضيه قواعد العدالة‪.‬‬

‫يف حني ذهبت العديد من القوانني العمالية العربية إىل منع الدفع صراحة يف أيام الراحة والعطل كالقانون‬
‫السوري‪ ،‬اللبناين واملصري‪.‬‬

‫واملقصود بأيام العمل هي أيام العمل باملؤسسة وليس أيام العمل بالنسبة للعامل‪ ،‬وعلى ذلك جيوز للعامل‬
‫املريض أو املوجود يف عطلة أن يتقاضى آجره يف يوم عطلته إذا رغب يف ذلك‪.1‬‬

‫أوال‪ -‬دورية دفع األجر‪:‬‬

‫مل ينص املش رع اجلزائ ري على زم ان وف اء ب األجر‪ ،‬لكن ه نص على وج وب ال دفع املنتظم لألج ور‬
‫عند حلول أجل استحقاقها مبوجب املادة ‪ 88‬من قانون ‪ 90/11‬ولكن بدون حتديد لموعد دقيق ل ذلك‪.‬‬
‫فهذا النص هو الذي اوجد القاعدة القانونية اليت تنشئ التزام ا حمددا بذم ة املستخدم‪ ،‬لكن مىت حيل أجل‬
‫استحقاق األجر؟‬

‫دراس ة أحك ام األج ر ت بني أّن املش رع أش ار ص راحة إىل وج وب أن ت دفع األج ور بانتظ ام‪ ،‬وه ذا يفي د أنّه‬
‫اعتمد فكرة دفع األجور بشكل دوري مستمر‪ ،‬حىت يتمكن العامل من معرفة مىت حيصل على أجره ومن‬
‫مثة تنظيم شؤونه املالية وفقا لذلك‪ ،‬كما اعتمد املشرع معيارا لتحديد حقوق والتزامات العامل هو" الزمن‬
‫الس اعي" لأّن اإلنس ان ميكن أن يعم ل ل دى الغ ري ملدة س اعة على أن ال يتج اوز ‪ 40‬س اعة يف األس بوع و‬
‫‪ 173.33‬ساعة يف الشهر‪ ،‬لذا فاألجر يقدر يف الغالب بالساعة أو باألسبوع أو الشهر‪ ،‬ومن ثمة فأقصى‬
‫مدة زمنية للعمل هي شهر‪ ،‬وإذا جتاوز ذلك كان خمالف للقانون‪ ،‬فيبطل هذا البند وفقا للمادة ‪ 136‬من‬
‫القانون ‪ 90/11‬وحتل حمله القواعد القانونية والتنظيمية السارية املفعول‪ ،‬ويف إطار هذه القاعدة ميكن لكل‬
‫من العامل واملستخدم أن يتفقا على أجال االستحقاق‪ ،‬حبيث ال تتجاوز الشهر حىت لو كان مقدار األجر‬
‫حمدد بالقطعة‪ ،‬أو بنسبة من الفائدة‪ ،‬أو بنسبة من رأس املال‪ ،‬الن ذلك فيه إضرار بالعامل وطاملا أن األجر‬
‫مقابل للعمل املؤدى‪ ،‬فهذا يفيد أن اجل استحقاق األجر يتحقق مباشرة بعد أداء العمل‪ ،‬ف إّن كان العمل‬
‫الذي مت أداؤه بالساعة فاألجر يستحق خالل نفس اليوم‪ ،‬لكن بعد انتهاء ساعة العمل‪ ،‬أّم ا إذا كان العمل‬
‫يوميا فاألجر يستحق منطقيا يف اليوم املوايل لليوم الذي مت فيه أداء العمل‪ ،‬أو بعد انتهاء العمل مباشرة‪ ،‬وإما‬

‫‪ . 1‬حممود سالمة جرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .218‬و كذلك علي عوض حسني‪ ،‬الوجيز يف شرح ق‪.‬ع‪ ،‬ص ‪.304‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إذا ك ان العم ل مش اهرة أو أس بوعيا‪ ،‬فالقاع دة هي أن األج ر يس تحق يف الي وم املوايل لنهاي ة األس بوع أو‬
‫الشهر‪ ،‬إذ يسدد األجر فورا مع الرتاخي‪.‬‬

‫وبالت ايل فاملس تخدم مل زم ب احرتام دوري ة األج ر‪ ،‬عن د حل ول اج ر دف ع ‪،‬فه و مقي د حبدود قص وى ال جيوز‬
‫جتاوزها وهو ما يسمى عادة التزام املستخدم بالدفع الدوري لألجر‪ ،‬حيث يستحق العامل األجر احملدد أو‬
‫املتف ق علي ه بص فة دوري ة منتظم ة كلم ا أمت الوح دة اإلنتاجي ة أو الزمني ة املتخ ذة كأس اس لتحدي د األج ر‪،‬‬
‫ويقصد بالدورية واالنتظام هو وجوب دفع األجر يف أجل حمدد وبصفة مستمرة باستمرار عالقة العمل‪،‬‬
‫وقد يكون هذا األجل حمدد قانونا أو باتفاق الطرفني‪.‬‬

‫وبالت ايل ال يكفي فق ط حتدي د ميع اد ل دفع األج ر لتك ون احلماي ة كامل ة يف ه ذا اجملال ب ل جيب أن تك ون‬
‫مواعيد الدفع متقاربة كي يتوفر العامل دوما على السيولة النقدية ملواجهة أعباء احلياة واإلنفاق على أسرته‬
‫وسد حاجياهتا‪.‬‬

‫غري أن القوانني العمالية احلديثة قد فرقت بني الدورية الواجب احرتامها لكل فئة عمالية وذلك مىت كانت‬
‫عالقة العمل مستمرة‪ ،‬حيت جند أن املشرع املصري يف املادة ‪ 34‬من قانون العمل الصادر سنة ‪،1981‬‬
‫إدراك ا منه لط ابع احليوي لألجر يف حياة العام ل وأسرته‪ ،‬أوجب على املس تخدم أن يدفع أجور الع املون‬
‫بالشهر مرة على األقل يف الشهر‪ ،‬أما بالنسبة للعاملني بالقطعة إذا استغرق العمل اقل من أسبوعني فإنّه ترك‬
‫حرية حتديد تاريخ دفع األجر‪ ،‬أمّا إذا زادت مدة اجناز العمل عن أسبوعني أوجب على رب العمل إمّا أن‬
‫يدفع للعامل تسبيق عن األجر ويدفع الباقي خالل األسبوع التايل لتسليم العمل‪.‬‬

‫واعترب املشرع املصري دورية الوفاء باألجر من قواعد النظام العام‪ ،‬حبيث ال جيوز االتفاق على خمالفة هذه‬
‫األحكام كاالتفاق على تأجيل الوفاء باألجر خارج املواعيد احملددة قانونا وإال يعاقب املستخدم عن ذلك‬
‫جزائي ا وفق ا ملا نص ت علي ه املادة ‪ 170‬من ق انون العم ل املص ري‪ ،‬كم ا ميكن للعام ل املطالب ة بتع ويض عن‬
‫فرتة التأخري‪.1‬‬

‫أم ّا يف الق انون اجلزائ ري ففي األم ر رقم ‪ 75/31‬الس الف ال ذكر امللغى يف املادة ‪ 150‬يف رق بني ع دة‬
‫أصناف من العمال على حنو التايل‪:‬‬

‫‪ . 1‬مهام حممد حممود زهران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.586‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬إذا كان العامل من عمال املشاهرة تدفع له األجور والتعويضات واملكافآت مرة واحدة على األقل‬
‫يف الشهر‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كان العامل من عمال اليومية الدائمني ‪ ،‬أو كان من العمال الدائمني الذين يتقاضون أجورهم‬
‫بالس اعة ت دفع ل ه األج ور والتعويض ات واملكاف آت مرت ان يف الش هر حبيث ال يزي د الفاص ل الزم ين بني‬
‫املرة األوىل واملرة الثانية عن ستة عشر يوما‪.‬‬
‫‪ -‬وبالنسبة للعمال املؤقتني املستخدمني باليوم أو بالساعة يفرق بني حالتني‪:‬‬
‫أ‪ .‬إّم ا أن يكون العامل املؤقت قد التحق بالعمل ملدة تزيد عن مثانية أيام فالبد حينئذ من إعطائه أجره‬
‫يف هناية األسبوع‪.‬‬
‫ب‪ .‬إّم ا أن يكون العامل املؤقت قد التحق بالعمل ملدة تقل عن مثانية أيام فالبد حينئذ من إعطائه أجره‬
‫يف هناية اليوم‪.‬‬
‫وبالنسبة للممثلني التجاريني فتمنح هلم عموالهتم ومكافأهتم كل ثالثة أشهر على األقل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫وبالنسبة لعمال بالقطعة جيوز أن يتم حتديد ميعاد الدفع بالرتاضي بينهم وبني صاحب العمل‪ ،‬إال‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫أنّه كمبدأ عام جيب أن متنح هلم دفعات من أجرهم (تسبيقات) كل مخسة عشر يوما إىل أن يتم‬
‫تص فية احلس اب عن د اجناز وإمتام العم ل‪ ،‬وأم ا املكاف آت املس تحقة هلم فيجب أن تق دم عن ثالث ة‬
‫أشهر ونصف السنة‪ ،‬أو السنة يف نفس الوقت الذي تدفع له أجرته عن الشهر املستحق أو خالل‬
‫‪1‬‬
‫الشهر التايل على األكثر‪.‬‬

‫وهو نفس املوقف لدي تبناه املشرع الفرنسي يف املادة ‪ L143-2‬من قانون العمل الفرنسي‪ 2،‬أما يف قانون‬
‫‪11 /90‬املتعلق بعالقات العمل‪ ،‬فقد نص على وجوب تسليم املستخدم لقسيمة األجر دوريا وان يتم دفع‬
‫األجر عن د حلول اجل اس تحقاقها‪ ،‬وبالت ايل فان املس تخدم مل زم بان يدفع األجر دوريا للعم ال وبانتظام‬
‫حسب النظام املعمول به‪.‬‬

‫ومهم ا ك انت الدوري ة املتبع ة يف الوف اء ب األجر ف ان ت اريخ اس تحقاق األج ر ه و الت اريخ ال ذي تنتهي في ه‬
‫الوحدة الزمنية اليت حيدد على أساسها األجر أو الوحدة اإلنتاجية الواجب إمتامها الستحقاق األجر‪.‬‬

‫‪ . 1‬راجع املادة ‪ 150‬من األمر املتعلق بالشروط عالقات العامة للعمال يف القطاع اخلاص للعمل‬
‫‪2‬‬
‫‪. L. 143-1er du C.T.FR: « le paiement ne peut avoir lieu dans les débit de boissons ou magasins de‬‬
‫‪vente, sauf pour les personnes qui y sont employées ».‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ولكن يظهر الواقع الذي يعيشه معظم العمال اجلزائريني‪ ،‬شيئا أخر فالعديد منهم يعانون التأخر يف استفاء‬
‫أج ورهم‪ ،‬ذل ك م ا جيعلهم ي دخلون يف إض رابات متتالي ة عن العم ل‪ ،‬ويف ه ذا الص دد أش ارت إحص ائيات‬
‫أجرهتا مص لحة النزاع ات االجتماعي ة بداي ة ‪ 2006‬على املس توى ال والئي لالحتاد الع ام للعم ال اجلزائ ريني‬
‫بوالي ة وه ران‪ ،‬ان ه هن اك جمم وع ‪ 1953‬عام ل مل يتقاض وا أج ورهم لف رتات تص ل ل دى البعض منهم إىل‬
‫أربعني شهرا متتالية‪ ،1‬وذلك بالرغم من أن املشرع قد نص على عقوبات يف هذا الصدد واليت سنعاجلها يف‬
‫حينها‪.‬‬

‫فبالنسبة ملسالة تأخري املستخدم عن دفع األجر فان املش رع األردين ظهر اكرت حرص ا من غ ريه‪ ،‬إذ انه ال‬
‫يس مح ل رب العم ل يف ت أخري دف ع األج ور إال يف ح دود س بعة أي ام من ت اريخ اس تحقاقها‪،2‬وبالت ايل ميكن‬
‫للمستخدم أن يتأخر عن تاريخ دفع األجر عند تاريخ استحقاقه ولكن بشرط احرتام انتظام دورية دفعه‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التزام المستخدم بتسليم الدوري لقسيمة األجر‪:3‬‬

‫يقع على رب العمل التزام أخر‪ ،‬يتمثل يف تسليم العامل كشف األجر‪ ،‬وأطلق عليه القانون اسم‬
‫قسيمة األجر‪ ،‬وتع د ه ذه القسيمة من الوسائل التبوتية واإلعالمية مع ا‪ ،‬اليت يتزود هبا العام ل‪ ،‬وحىت يربأ‬
‫صاحب العمل ذمته من دين األجر‪.‬‬

‫إّن املش رع نص على ه ذا االل تزام يف التش ريع الس ابق واحلايل‪ ،‬فنص يف املادة ‪ 86‬من ق انون ‪:90/11‬‬
‫"ي درج مبل غ األج ر ومجي ع عناص ره بالتّس مية يف قس يمة األج ور ال دوري ال يت يع دها املس تخدم‪ ،‬وال يطب ق‬
‫احلكم على تسديد املصاريف"‪.‬‬

‫وهو نفس احلكم الذي نصت عليه املادة ‪ 152‬فقرة أوىل من أمر ‪ 75/31‬امللغى بأكثر دقة واليت ورد فيها‬
‫أنّه‪ ":‬حيق لكل عامل مهما كانت صفته وأيا كان حمل عمله عند تقاضيه أي اجر له مهما كان مقداره‬
‫أو نوعه‪ ،‬ومهما كان شكل عالقة عمله وطبيعتها أو شرعيتها إن يستلم ورقة تبوتية تسمى قسيمة األجور‪،‬‬
‫ويع د الشخص املعنوي أو الطبيعي الذي يس تخدم العامل قسيمة األجر ويس لمها إىل هذا األخري" وأيض ا‬

‫‪ . 1‬درقي حممد‪"،‬عمال مل يتقاضوا أجورهم منذ ‪ 40‬شهرا متتالية"‪ ،‬يومية اخلرب‪ ،‬عدد‪ ،4646‬الصادرة يف ‪ ،08/03/2006‬ص ‪.4‬‬
‫‪ . 2‬غالب علي الداودي‪ ،‬شرح قانون العمل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ .‬ويس ميها املش رع التونس ي" بطاق ة اخلالص" إذ نص يف الفص ل ‪ 143‬من ق انون العم ل التونس ي رقم ‪ 27‬لس نة ‪ 1966‬أّن ه‪ ":‬جيب على‬ ‫‪3‬‬

‫املؤجر "صاحب العمل" أن يسلم لعملته مبناسبة دفع أجورهم حجة يعرب عنها ببطاقة اخلالص‪."...‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املادة ‪ 138‬فق رة أوىل من ق انون ‪ 78/12‬نص ت أّن ه‪ ":‬ي درج مبل غ األج ر ومجي ع عناص ره امسيا يف قس مة‬
‫األجر اليت تعدها اهليئة املستخدمة بصفة دورية"‪.‬‬

‫من خالل ه ذه النص وص القانوني ة ف ان قس يمة األج ر هي ورق ة عادي ة يع دها املس تخدم مهم ا ك ان نوع ه‬
‫شخص طبيعي أو معنوي وتثبت تقاضي العامل ألجره‪ ،‬ومقدار هذا األجر وملحقاته إن وجدت‪ ،1‬وهي يف‬
‫ذات الوقت دليل على وجود عالقة أو عقد عمل‪.‬‬

‫واملستخدم ملزم بأ ن يسلم لكل عامل قسيمة األجر‪ ،‬مهما كانت صفته ورتبته عامل بسيط أو إطار‪ ،‬وطين‬
‫أو أجن يب مميز أو راش د‪ ،‬ام رأة أو رجال‪ ،‬وأي ا ك ان حمل عمل ه(ليال أو هنارا)‪ ،‬ونوع ه (فك ري أو ي دوي)‪،‬‬
‫ومهما كان شكل العقد ( مكتوب أو غري مكتوب)‪ ،‬أو مدته (حمدد أو غري حمدد املدة)‪.‬‬

‫وبالت ايل ف إّن كش ف األج ر ه و وثيق ة يع دها املس تخدم‪ ،‬وتقي د فيه ا كاف ة عناص ر األج ر مبختل ف أش كاهلا‬
‫وأنواعها سواء أكانت عناصر ثابتة أو متغرية دائمة أو عارضة‪ ،‬باإلضافة إىل ذكر كافة البيانات األساسية‬
‫املتعلقة بالعامل وصاحب العمل‪.2‬‬

‫وهي يف نفس الوقت وثيق ة مهمة إلثبات األج ر من حيت دفع ه أو عدم دفع ه‪ ،‬ومن حيت قيمته‪ ،‬ووصفه‬
‫حيت تسمح بالتحقق من صحة البيانات التفصيلية لعناصر األجر‪ ،‬ومطابقتها للمبلغ املايل املدفوع‪ ،3‬و تفيد‬
‫أيضا يف إثبات عالقة العمل أو النشاط املهين للمدعي‪ ،4‬غري أن املشرع مل يبني شكلها وال ميعاد تسليمها‬
‫هل تكون أخر كل شهر أم تكون سنوية بل اكتفى بالنص بأهنا متنح بصفة دورية‪.‬‬

‫يف حني أّن املش رع الفرنس ي نص يف ق انون العم ل على أهنا متنح عقب دف ع األج ر يف املادة‪L02-03-‬‬
‫‪ 134‬ويف حالة عدم صحتها يعاقب صاحب العمل‪.5‬‬

‫البيانات الواجب إدراجها في قسيمة األجر‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ . 1‬حسني مصطفى حسني‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪110‬و‪.111‬‬


‫‪. 2‬أمحية سليمان‪ ،‬التنظيم القانوين لعالقات العمل‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Cass.Soc12/01/1989.D.1989.514.‬‬
‫وجاء يف قرار أخر حملكمة النقض أّنه ميكن لصاحب العمل أن يثبت دفع املكافآت رغم عدم ذكرها يف كشف الراتب‪.‬‬
‫‪Cass.soc05/06/1991.Dr Sos 1992.P16.Jean Pellissier et autres. Droit du travail. P1044.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.Tayeb belloula ; « droit du travail »,N°17,P183.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪. Cass.Crim17/09/1994,JCP 1995 < 22444‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫نص ت املادة ‪ 86‬من قانون ‪ 90/11‬منه على وجوب على املستخدم‪ ،‬ذكر قيمة األجر املدفوع‬
‫بدق ة يف قس يمة األج ر م ع كام ل العناص ر امللحق ة ب ه‪ ،‬م ع أنّه مل ينص على البيان ات ال واجب إدراجه ا يف‬
‫قسيمة األجر رغم أمهيتها يف اإلثبات‪ ،‬ولكن بالرجوع إىل األمر ‪ 75/31‬امللغى جنده كان اكرت دقة‪ ،‬فنص‬
‫يف املادة ‪ 152‬منه على وجوب ذكر عدة بيانات وهي‪:‬‬

‫‪ -‬العنوان التجاري لصاحب العمل وامسه وعنوانه‪،‬‬


‫‪ -‬اسم الصندوق الذي يدفع إليه صاحب العمل أقساط الضمان االجتماعي‪ ،‬وكذا رقم تسجيل هذه‬
‫األقساط لدى الصندوق املذكور‪،‬‬
‫‪ -‬اسم مستلم قسيمة األجور وبيان العمل الذي يقوم به‪،‬‬
‫‪ -‬مدة العمل‪ ،‬وساعات العمل املستحق عنها األجر سواء كانت أصلية أو إضافية‪،‬‬
‫‪ -‬نوع ومقدار املكافأة والتعويضات املضافة لألجر‪،‬‬
‫مبلغ األجر اإلمجايل املستحق للعامل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مبلغ حصة األرباح املستحقة للعامل مع ذكر املدة املطابقة هلا‬
‫‪ -‬مبلغ و نوع االستقطاعات املخصومة من األجر اإلمجايل‪،‬‬
‫مبلغ األجر الصايف الذي تقاضاه العامل فعال‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تاريخ دفع األجر‪.‬‬

‫إّن املشرع من خالل تع داد كل ه ذه البيان ات ‪ ،‬مل يدع أي جمال إلثارة الشكوك بني طريف عق د‬
‫العمل‪ ،‬فتعترب قسيمة األجر كأداة للتحري واثبات يف يد العامل‪ ،‬ليتمكن بواسطتها التحقق من مدى تنفيذ‬
‫رب العمل اللتزاماته العقدية‪ ،‬وتكون كذلك أداة لإلثبات ليتمكن العامل هبا من االحتجاج عند عرض أي‬
‫نزاع حول األجر أمام القضاء‪.‬‬

‫كم ا ي رتب تس ليم قس يمة األجر أث ارا اجيابي ة للعام ل‪ ،‬وذل ك بنص املش رع على ع دم ج واز مطالب ة العام ل‬
‫بالتوقيع على هامش إلثبات املبلغ املسلم له‪ ،‬كما انه ال يعد حبكم القانون استالم العامل لتلك القسيمة‪،‬‬
‫دون احتجاج أو حتفظ تنازال منه عن وفاء كل أو جزء من األج أو توابعه‪ ،‬أو التعويضات‪ ،‬وال ميكن أيضا‬
‫أن يكون ذلك القبول مبثابة حساب حمدود ومسدد‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إن املشرع األردين مل ينص على وس يلة معينة إلثبات تقاض ي األجر‪ ،‬وترك ذلك للقواعد العام ة‪ ،‬لكنه يف‬
‫املقابل اعترب أن أي توقيع على ورقة لدى رب العمل ال يسقط حق العامل يف املطالبة بأي زيادة مبوجب‬
‫انون‬ ‫الق‬
‫أو العقد‪.‬‬

‫الجزاء المترتب عن عدم تسليم قسيمة األجر‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫بالرغم من أن هذه الوثيقة ليست سوى شهادة عن مضمون األجر حيررها صاحب العمل بغض‬
‫النظر عن طبيعته القانونية‪ ،‬ويسلمها للعامل مهما كانت طبيعة ومدة وشكل عالقة العمل‪ ،‬إال أن املشرع‬
‫اجلزائري جعل منها التزاما أساسيا يقع على عاتق صاحب العمل حىت يربأ ذمته من دين األجر‪ ،‬لدرجة أن‬
‫قانون األساسي العام للعامل قانون ‪78/12‬جعل عدم تسليمها أو عدم احرتام القواعد اخلاصة هبا تشكل‬
‫خمالف ة وخرق ا للق انون‪ ،1‬أم ا ق انون عالق ات العم ل ق انون ‪ 90/11‬وفق ا للم ادة ‪ 148‬من ه فجعله ا وثيق ة‬
‫إثبات يرتتب على عدم تسليمها أو سوء حتريرها جزاء قانونيا ضد صاحب العمل واملتمثل يف غرامة مالية‬
‫ترتاوح مابني ‪ 500‬دج إىل ‪ 1.000‬دج‪ ،‬وتضاعف العقوبة حسب عدد املخالفات‪.‬‬

‫إضافة إىل املتابعة اجلزائية اليت ميكن أن يتعرض هلا صاحب العمل بسبب رفضه تسليم قسيمة األجر أو عدم‬
‫حتريره ا كم ا ه و مطل وب فان ه ميكن هلذا األخ ري "العام ل" زي ادة على ذل ك أن ين ازع يف األم ر ب ان يلج ا‬
‫إىل احملكمة الفاصلة يف املواد االجتماعية اليت تفصل ابتدائيا وهنائيا ‪ ،‬ولكن بعد استنفاذ طرق التسوية الودية‬
‫التظلم ال داخلي‪ ،‬واملرور على مكتب املص احلة حيت يش كل ع دم تس ليم قس يمة األج ر نزاع ا فردي ا للعم ل‬
‫يتوجب حله املرور على ّالنظام الداخلي وفق ما تنص عليه املادة ‪ 21‬فقرة ‪ 2‬من قانون ‪ 90/04‬املتعلق‬
‫بتسوية نزاعات العمل الفردية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات القانونية األخرى‬

‫ال تربأ ذمة املستخدم بالدفع السليم لألجر إال إذا احرتم االلتزامات القانونية األخرى عند الوفاء‬
‫ب األجر املس تحق للعام ل‪ .‬فيل تزم املس تخدم بال دفع الشخص ي واملباش ر لألج ر (الف رع األول)كم ا يل تزم‬
‫املستخدم بالدفع النقدي لألجر وبالعملة املتداولة قانونا (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫‪ . 1‬تنص املادة ‪ 138‬من قانون األساسي العام للعامل على أّنه‪ ":‬يدرج مبلغ األجر ومجيع عناصره‪ ،‬السيما يف قسيمة األجر اليت تعدها املؤسسة‬
‫املستخدمة بصفة دورية‪...‬ويعاقب القانون على كل خرق هلذه املادة"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التزام المستخدم بالدفع الشخصي والمباشر لألجر‬

‫يبقى أهم التزام ملقى على عاتق املستخدم‪ ،‬أن يثبت بان العامل استلم أجره شخصيا فال يعقل أن‬
‫يدفع رب العمل األجر لشخص غريب عن عقد العمل‪ ،‬ألنّه ال تربأ ذمته من األجر إال إذا قدم بيانات وأدلة‬
‫تفيد أنّه قد دفع األجر للعامل شخصيا‪ ،‬وهلذا فقد نصت االتفاقية الدولية رقم ‪ 95‬املتضمنة محاية األجور‬
‫ص راحة يف املادة ‪ 05‬على منح األج ر مباش رة للعام ل ال ذي يس تحقه‪ ،‬ومبج رد مص ادقة على ه ذه االتفاقي ة‬
‫تلتزم الدولة بتكريس هذه القواعد يف التشريع الوطين‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المبدأ العام‬

‫إن املش رع اجلزائ ري مل ينص يف ق انون العم ل احلايل على أي نص ي بني إلزامي ة أو وج وب أن يس لم‬
‫ّ‬
‫املستخدم األجر إىل العامل شخصيا‪.‬‬

‫لكن بالرجوع إىل القواعد العامة ومادام عقد العمل عقد ملزم لطرفني‪ ،‬تكون االلتزامات متبادلة يف العقد‬
‫وشخصية العامل تعترب عنصرا جوهريا يف عقد العمل‪ ،‬ذلك انه ملزم بتقدمي العمل بصفة شخصية‪ ،‬ويلزم‬
‫املس تخدم بتق دمي األج ر املس تحق مقاب ل العم ل املؤدى إىل العام ل‪ ،‬وبالت ايل ف ان للعام ل احلق دون غ ريه‬
‫يف استالم األجر املرتتب عن العمل الذي أداه شخصيا‪ ،‬وباملقابل يلتزم رب العمل بتقدمي األجر إىل العامل‬
‫بصفة شخصية ومباشرة دون االستعانة بشخص أخر أو وسيط أيا كان‪.‬‬

‫وهذه القاعدة العامة اليت أخذت هبا كل التشريعات العمالية احلديثة حيث نصت على وجوب تسلم العامل‬
‫ألجره بصفة شخصية ومباشرة‪.‬‬

‫إن إغفال املشرع عن تكريس هذا املبدأ يف قانون ‪ 90/11‬قد يكون راجع إىل أن اغلب العمال يتحصلون‬
‫على أجورهم بعد حتويله هلم إىل حساهبم البنكي أو الربيدي‪ ،‬غري أن األمر ليس كذلك يف مجيع األحوال‬
‫وه ذا م ا تؤك ده القض ية املرفوع ة أم ام حمكم ة حاس ي مس عود بت اريخ‪ 20/04/2000‬يف ن زاع ق ائم بني‬
‫السيد (ع‪.‬م) وشركة أجنبية والذي مبوجبه رفع املدعي دعوى يطالب بدفع له اجر شهرين عمل تعهدت‬
‫الشركة بدفعها له مبغادرته املؤسسة ‪ ،‬غري أهنا مل تقم بذلك‪.‬‬

‫كم ا أن املدعى عليه ا ادعت فعال أنّه ق د اش تغل ل ديها املدعي مبوجب عق د عم ل حمدد املدة‪ ،‬وعن د هناي ة‬
‫العقد غادر منصبه قبل تسلم أجرته‪ ،‬فأرسلت قيمة األجر املستحق عليها مع زميله الذي يسكن معه يف‬
‫نفس البل دة‪ ،‬وان زميل ه ش اهد على ذل ك‪ ،‬وبع د مساع زميل ه ال ذي أك د نفس أق وال املدعى عليه ا‪ ،‬فحني‬
‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أنك ر املدعي ص راحة ان ه ق د تس لم مبل غ األج ور املط الب هبا‪ ،‬فأص درت احملكم ة حكمه ا بت اريخ‬
‫‪ 18/08/2000‬يقضي بإلزام املدعي عليها بدفع مبلغ األجور املقدر ب‪ 23.000‬دج‪ ،‬وأسست احملكمة‬
‫منطوق حكمها باعتماد على املادة ‪ 268‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬اليت تنص صراحة أن الوفاء لشخص‬
‫غري الدائن أو نائبه ال يربئ ذمة املدين إال إذا اقر الدائن هذا الوفاء‪.1‬‬

‫من خالل هذا احلكم يظهر أن الفراغ القانوين خبصوص التزام املستخدم بدفع الشخصي لألجر يف قانون‬
‫‪ ،90/11‬دفع القاضي للجوء إىل القواعد العامة حلل مسألة غاية يف األمهية كان من باب أوىل أن ينظمها‬
‫تشريع العمل‪ ،‬خاصة وان النص الوحيد الذي كان ينص على هذه املسالة ‪ 75/31‬قد مت إلغاؤه‪.‬‬

‫كذلك إّن قاضي الدرجة األوىل حملكمة حاسي مسعود أسس حكمه مبادة قانونية حتمي مصلحة العامل لكن‬
‫كان من املمكن أن املدعى عليها أن تقوم باستئناف احلكم على أساس أهنا برئة ذمتها من األجر خصوص‬
‫وان هناك شاهد على هذه الواقعة‪ ،‬كما أن قانون اخلاص مل ينص على هذا االلتزام بالتايل فانه مبنح املبلغ‬
‫لزميل له يعترب مبثل الوفاء السليم لألجر‪.‬‬

‫بل أكثر من ذلك إن نفس املادة ‪ 268‬من القانون املدين اجلزائري تنص‪ " :‬الوفاء لشخص غري الدائن‪ ،‬ال‬
‫يربئ ذم ة املدين‪ ،‬إال‪...‬مت الوفاء حبسن نية للشخص كان الدين يف حيازته"‪ ،‬وبالتايل فعلى صعب إثبات‬
‫سوء نية املستخدم يف القضية احلالية‪.‬‬

‫‪ .1‬في حالة الوكالة‪:‬‬

‫ذلك أن األجر يعترب حقا شخصيا للعام ل‪ ،‬ال ميكن أن يؤول إىل غريه إال يف حدود ضيقة ووفقا‬
‫لقواع د قانوني ة معين ة وه ذا م ا نص علي ه املش رع اجلزائ ري يف الأم ر رقم ‪ 75/31‬املتعل ق بالش روط العام ة‬
‫لعالق ات العم ل يف القط اع اخلاص امللغى من خالل املادة ‪ 151‬فق رة ‪ 2‬ال يت نص فيه ا على أنّه‪ ":‬جيب أن‬
‫يتم الدفع مباشرة للعامل شخصيا إال يف حالة حصول مانع هلذا األخري‪ ،‬وعندئذ ميكن أن جيري الدفع إىل‬
‫أي شخص مفوض من طرفه مبوجب وكالة مكتوبة وصحيحة قانونا"‬

‫وفقا لنص املادة أعاله األصل أن يتم الدفع شخصيا للعامل‪ ،‬ولكن هناك استثناء على املبدأ العام القاضي‬
‫بأ ن املستخدم ملزم بالدفع األجر شخصيا للعامل‪ ،‬حيت نص على إمكانية تسليم األجر لغري العامل يف حال‬
‫حدوت مانع للعامل مينعه من تسلم األجر‪ ،‬ولكن بشرط انه أن مل يسلم األجر شخصيا للعامل‪ ،‬وجب أن‬

‫‪ . 1‬حكم حمكمة حاسي مسعود‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ ،18/8/2000‬حتت رقم ‪ 265/200‬من الفهرس‪ ،‬و‪ 302‬من اجلدول‪ ،‬غري منشور‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يسلمه املستخدم إىل الوكيل أو النائب القانوين للعامل‪ ،‬حبيث ال ميكن للمستخدم أن يدفع للغري إال مبقتضى‬
‫وكالة قانونية ومتوفرة على كل الشروط القانونية املتطلبة وهذه احلالة تطبق إذا كان العامل يتقاضى أجرته‬
‫نقدا أمّا إذا كانت تدفع له عن طريق التحويل إىل احلساب البنكي أو الربيدي‪ ،‬ال ميكن تصور أن يف هذه‬
‫احلالة أن يأيت الغري للمطالبة بتسليمه اجر العامل‪ ،‬أو مبقتضى حكم قضائي يف حالة ما إذا كانت مثال مطلقة‬
‫العامل الكافلة لألوالد قد حتصلت على حكم من احملكمة لالقتطاع من املنبع للوفاء بدين النفقة املدين هبا‬
‫العامل وذلك يف حدود ما يسمح به القانون‪.1‬‬

‫‪ .2‬في حالة العامل القاصر‪:‬‬

‫أن املشرع يؤكد على التزام املستخدم ب أن يسلم األجر إىل العامل بصفة شخصية ومباشرة‪ ،‬لكن‬
‫ّ‬
‫ميكن أن تث ري مس الة ال دفع الشخص ي لألج ر إش كاال بالنس بة للعام ل القاص ر أي ال ذي يق ل عم ره عن ‪16‬‬
‫سنة‪ ،‬حيت تؤدي به ظروف احلياة إىل العمل بعد احلصول على إذن من ولية‪ .‬فهل يدفع األجر إىل القاصر‬
‫أم‬
‫إىل الويل الذي وقع على الرخصة‪ ،‬مبعىن هل جيوز للويل أن يضع شرط عدم الدفع للقاصر يف هذه الرخصة‬
‫بالرغم من األجر حق شخصي للقاصر؟‬

‫إن املشرع اجلزائري مل يتخذ موقفا صرحيا بشان للدفع للعامل القاصر‪ ،2‬غري انه بالرجوع إىل املادة‬
‫ّ‬
‫‪ 15‬من ق انون رقم ‪ 90/11‬جند أهنا تس مح ب التوظيف يف س ن ‪ 16‬س نة وال جيوز توظي ف القاص ر إال‬

‫‪ . 1‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.263‬‬


‫‪ .2‬هناك العديد من الفرضيات اليت يصعب حلها على حسب كل حالة دفع األجر للقاصر‪:‬‬
‫الفرضية األولى‪ :‬إذا تسلم العمل القاصر أجره شخصيا‪ ،‬هنا ال يسلم من املخاطر كثرية نتيجة أن هذا القاصر يف مرحلة ال يدرك فيها أمهية‬
‫األجر الذي قبضه‪ ،‬مما جيعله يقع بسهولة ضحية استغالل ونصب من الغري هذا من جهة‪ ،‬كما قد ميهد له هذا األجر الطريق الدخول إىل عامل‬
‫اآلفات االجتماعية فيسهل عليه عملية احلصول املخدرات‪ ،‬الدخان‪...‬اخل من جهة أخرى ‪،‬وهذا طبعا ليس اهلدف من منحه األجر شخصيا‪.‬‬
‫الفرض ية الثانية‪ :‬إذا سلمنا بأنه ك ان من األفضل منح األجر إىل الويل باعتب ار أن قانون ‪ 90/11‬مل ينص على إلزام املستخدم بتسليم األجر‬
‫شخصيا للعامل هنا كذلك قد يقع العامل القاصر ضحية استغالل وسوء نية الويل‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة‪ :‬وإذا اعتربنا أن أفضل وسيلة حلماية العامل القاصر تتمثل يف دفع األجر إىل حسابه البنكي لغاية بلوغه سن الرشد مت يتصرف‬
‫فيه بعد ذلك‪ ،‬فهذا ليس احلل األمثل خاصة وان اغلب القصر الذين يلجئون إىل العامل ‪ ،‬حلاجتهم املعيشة هلذا األجر إلنفاقه على ضروريات‬
‫احلياة من األكل وملبس‪ ...‬نظرا الن األسرة مل تستطع توفري ذلك‪ ،‬بل اكرت من ذلك فقد يكون اجر هذا العمل القاصر يساهم يف اإلنفاق‬
‫على أسرته ككل‪ ،‬فان مت دفع األجر إىل العامل القاصر يف حسابه البنكي والسماح له بالتصرف ببلوغ سن الرشد‪ ،‬فقد يكون هذا احلل عائق‬
‫أمامه وال خيدم اهلدف الذي من اجله جلأ إىل العمل يف هذا السن ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫برخصة من وليه الشرعي‪ .‬كما انه نص يف املادة ‪ 10‬من قانون رقم ‪ 81/07‬املتعلق بالتمهني‪ ،3‬اليت تعطي‬
‫للعام ل املتمهن احلق يف تقاض ي أج ر مس بق‪ ،‬دون أن يتط رق أب دا إىل تس ليم اج ر العام ل القاص ر‪ ،‬فه ل يتم‬
‫الوفاء له مباشرة أو لوصيه الشرعي؟ وما أث ر الرخصة على دفع األجر للقاصر العامل‪ ،‬وهل حيق للويل عند‬
‫إمضاءه على هذه الرخص أن يفرض شروط لضمان محاية هذا القاصر كان يشرتط أن تدفع أجوره حلسابه‬
‫البنكي وال تسلم له نقدا؟ أو تشرتط وجوب تسلمها لويل شخصيا؟‬

‫فيعترب القاصر البالغ ‪ 16‬سنة شخصا مميزا أي ميكنه القيام بأعمال دائرة بني النفع والض رر‪ ،‬لكن املشكل‬
‫يكمن عندما يثبت الويل بأّن القاصر يصرف أجوره فيما يضره فهل جيوز للمستخدم أن يتوقف عن التسليم‬
‫الشخصي لألجر‪ ،‬وما هو األساس القانوين املعتمد للتصريح بذلك؟‬

‫ميكن للقاضي أن يربر حكمه على أساس أن قانون رقم ‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل‪ ،‬الذي مل يشرتط‬
‫وجوب التسليم الشخصي‪ ،‬وإذا سبب حكمه هبذه الفكرة فان ذلك سيفسح اجملال لرب العمل يف اإلضرار‬
‫مبصاحل القاصر خاصة عند حدوت تواطؤ مع ويل ذلك العامل القاصر‪.‬‬

‫إّن األمر ‪ 75/31‬رغم أنّه مل يشرتط رخصة الويل‪ ،‬ونص صراحة على أن العمال القصر يتمتعون بنفس‬
‫احلق وق ال يت تع ود على العم ال اآلخ رين‪ ،‬يف حني أن ق انون ‪ 90/11‬رغم ان ه اش رتط إذن ال ويل أثن اء‬
‫التشغيل‪ ،‬فقد نصت املادة ‪ 17‬على مبدأ عدم ّالتمييز بني العمال على أساس السن‪ ،‬تطبيقا لنص املادة ف إّن‬
‫دور ال ويل يقتص ر على إمض اء اإلذن ومبا أن القاص ر ه و ال ذي ي ؤذي عمل ه شخص يا ف إّن األج ر يس لم ل ه‬
‫شخصيا‪ ،‬وال تسلم للوايل حىت ولو اشرتط ذلك‪ ،‬ألّنه مبجرد إمضاء على اإلذن يكون القاصر كغريه من‬
‫العمال البالغني يتمتع بنفس احلقوق ويتحمل نفس االلتزامات‪ ،‬السيما وان القاصر البالغ ‪ 16‬سنة يكون‬
‫مميزا وبالتايل ميكنه القيام بأعمال دائرة بني النفع والضرر‪.‬‬

‫غري أن اإلشكال يبقى مطروح يف حالة ما إذا اثبت الويل أن العامل القاصر يستخدم أجوره مبا يضره فهل‬
‫ميكن منع املستخدم من تسليمها له شخصيا؟ وما هو األساس القانوين املعتمد عليه للتصريح بذلك؟‬

‫إذا تبني أن القاصر يضر فعال نفسه بسوء تصرفه يف أجره ‪ ،‬ومادام أن وليه هو املسؤول الشرعي عليه فالبد‬
‫من تقدمي األجر إىل الويل وذلك من أجل ضمان محاية القاصر‪ ،‬إذ استند القاضي على عدم اشرتاط ق انون‬

‫‪. 3‬القانون رقم ‪ ،07-81‬املؤرخ يف ‪ 27‬جوان ‪ ،1981‬املتعلق بالتمهني املعدل واملتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع‪.26‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 90/11‬لوجوب دفع األجر للعام ل شخص يا‪ ،‬فهنا قد ميس مبص لحة العام ل ويفتح اجملال إىل املستخدمني‬
‫لإلضرار بالعمال القصر وذلك بتواطئهم مع الويل السيئ النية واملستغل لضعف ونقص أهلية القاصر‪.‬‬

‫كذلك لو منحنا األجر للويل مباشرة على أساس أن العامل القاصر البالغ سن ‪ 16‬سنة يف حاجة إىل محاية‬
‫فهنا نكون قد وضعنا العامل القاصر يف وضعية احملجور عليه‪ ،‬يف حني أن احلجر له إجراءات خاصة‪.‬‬

‫ك ذلك يط رح اإلش كال عن دما يش رتط ال ويل ص راحة عن د إمض اءه إلذن على وج وب تس لم اج ر العام ل‬
‫القاصر له ( الويل شخصيا) فما مدى مشروعية هذا الشرط؟يف حالة خمالفة املستخدم لذلك فهل يستطيع‬
‫ال ويل س حب إذن ه‪ ،‬وبالت ايل اآلث ار املرتتب ة على عالق ة العم ل ال يت مجعت القاص ر باملس تخدم ك ل ه ذه‬
‫التساؤالت تبدو هامة‪.‬‬

‫إذا ط رحت مث ل ه ذه النزاع ات على القاض ي يل زم ب البحت على األس اس الق انوين‪ ،‬أي يك ون جمرب حبله ا‬
‫اللجوء إىل القواع د اخلاص ة‪ ،‬أو املب ادئ والق وانني العام ة‪ ،‬ونظ را لع دم وج ود أي ح ل يف القواع د‬
‫س واء ب ّ‬
‫اخلاصة يكون القاضي االجتماعي ملزم بتطبيق القواعد العامة‪ ،‬مبسالة كيفية الدفع اليت هلا أمهية كبرية خاصة‬
‫يف محاية العامل باعتباره الطرف الضعيف يف هذه العالقة العقدية‪.‬‬

‫كان من املنتظر أن املشرع اجلزائري سيعاجل مسألة اجر العامل القاصر وخصوصا بإصداره قانون حقوق‬
‫الطف ل مبوجب ق انون رقم‪ 12-15‬املؤرخ يف ‪ 15‬جويلي ة‪ 2015‬املتعل ق حبماي ة الطف ل‪ ،1‬ولكن ه اكتفى‬
‫بنص املادة ‪ 2‬نص على االستغالل االقتصادي الذي يتعرض إليه الطفل‪ ،‬السيما بتشغيله أو تكليفه بعمل‬
‫حيرمه من متابعة دراسته أو يكون ضارا بصحته أو سالمته البدنية و‪/‬أو املعنوية ولكنه مل يتطرق إىل مسألة‬
‫القاصر العامل‪ ،‬أو مصري األجر املرتتب عن عمله‪.‬‬

‫أمّا املشرع الفرنسي فقد اخذ عليه الفقه أيضا عدم تعرضه إىل كيفية الوفاء للقاصر صراحة‪ ،‬غري أنّه جرى‬
‫العرف يف ميدان عالقات العمل أّنه ميكن تسليم العامل القاصر أجره إذا صرح له بذلك وليه الشرعي واتفق‬
‫الفقه على أن التصريح يكفي أن يكون مبوجب رسالة عادية مكتوبة ميكن للمستخدم دفع األجر املستحق‬
‫بناءا عليها وتربا ذمته هبذا الوفاء‪ ،‬أما إذا انعدم التصريح يدفع األجر للويل الشرعي للعامل‪.‬‬

‫غري أن املشرع الفرنسي اختذ موقف خاص بشان القصر العاملني يف اجملال الفين‪ ،‬حيث جند أنّه يقيد مبوجب‬
‫املواد ‪ R211-9‬و‪ L211-8‬من قانون العمل الفرنسي‪ ،‬حق األولياء يف تسلم أجور أبنائهم يقل سنهم‬

‫‪ . 1‬قانون رقم‪ 12-15‬املؤرخ يف ‪ 15‬جويلية‪ 2015‬املتعلق حبماية الطفل?‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،39‬املؤرخ يف ‪ 19‬يوليو ‪ ،2015‬ص ‪.4‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫عن ‪ 16‬سنة‪ ،‬حبيث تتدخل جلنة خمتصة تقوم بتحديد األجر الذي يسلم لألولياء الشرعيني للطفل العامل‬
‫‪1‬‬
‫يف اجملال الفين أو األديب‪.‬‬

‫أمّا القاص ر املرش د للعم ل فال إش كال خبص وص دف ع األج ر ل ه‪ ،‬ذل ك ان ه يتمت ع حبق وق والتزام ات العم ال‬
‫اآلخرين‪ ،‬وبالتايل فإّن له احلق يف استالم أجره بصفة شخصية ومباشرة ويعد ذلك مربئا لذمة املستخدم‪.‬‬

‫ويعت رب الق انون املص ري األك ثر وض وحا واألش د دق ة وتفص يال يف أهلي ة قبض األج ر‪ ،‬حيث جنده ينص يف‬
‫املادة ‪ 143‬من ق انون العم ل املص ري على أنّه م ادام القاص ر الب الغ ‪ 14‬س نة من العم ر‪ ،‬وه و الس ن ال ذي‬
‫حدده املشرع املصري للدخول يف عالقات العمل‪ ،‬وبالتايل فهو أهال إلبرام عقد العمل ف إّن ذلك يستتبع‬
‫أهليته لتحمل احلقوق وااللتزامات املتولدة عن هذا العقد‪ ،‬فقد نص صراحة يف املادة ‪ 150‬من قانون العمل‬
‫املص ري على أنّه‪ ":‬ي وجب على ص احب العم ل أن يس لم احلدث نفس ه أج ره أو مكافأت ه وغ ري ذل ك مما‬
‫يستحقه ويعترب ذلك التسليم مربئا لذمته"‪.2‬‬

‫ثانيا‪:‬االستثناء‬

‫يتجسد االستثناء عن مبدأ دفع األجر شخصيا إىل العامل يف حالة وفاة العامل حيت يعود هذا احلق‬
‫إىل خلفه‪ ،‬أو يف حالة العامل البحار وهذا ما سنبينه كاأليت‪:‬‬

‫‪ .1‬مصير اجر العامل المتوفي‪:‬‬

‫يف حالة وفاة العامل‪ ،‬فهل جيوز للمستخدم الوفاء بالأجر للورثة العامل مبا يف ذمته من أجور مستحقة‬
‫للعامل املتوىف؟‬

‫وفقا لقواعد العامة فان األجور تكون واجبة الدفع للورثة العامل باعتبارهم اخللف العام للعامل‪ ،‬جند أن‬
‫املشرع اجلزائري مل يرد بشان وفاء املستخدم للورثة العامل باألجر أي نص قانوين‪ ،‬بالرغم من انه أسهب‬
‫يف ق انون الض مان االجتم اعي عن كيفي ة دف ع ه ذه التعويض ات ومع اش التقاع د خلل ف العام ل‪ ،‬وه و نفس‬
‫املوقف اختذه املشرع الفرنسي‪ ،‬أمّا الفقه يف فرنسا فقد قسم حاالت التزام املستخدم بدفع األجر إىل الورثة‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Catherine Giroudroux et Julien Dominique, Op. Cit, 391.‬‬
‫‪ . 2‬مهام حممد حممود زهران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.590‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الحال ة األولى‪ :‬إذا ك انت إج راءات اإلرث املتخ ذة متت من ط رف موث ق‪ ،‬فهن ا يس لم رب العم ل أو‬
‫املستخدم األجر أو األجور املستحقة يف ذمته للموثق الذي يتكفل بتوزيعها على الورثة‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬إذا مل تكن إجراءات املرياث متخذة من طرف املوثق فهنا يكون الورثة أمام حلني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إذا ك انت قيم ة األجر تق ل عن ‪ 10.000‬فرنك فرنس ي ال ب د من تق دمي ش هادة اإلرث املقدم ة من‬
‫طرف البلدية أو كاتب ضبط احملكمة املختصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إذا كانت قيمة األجر تزيد عن ‪ 10.000‬فرنك فرنسي‪ ،‬يلزم الورثة بإحضار أمر حيازة صادر عن‬
‫رئيس احملكمة املختصة حىت يسلم املستخدم هلم األجر‪.1‬‬

‫‪ .2‬أجر العامل البحار‪:‬‬

‫وفقا للمادة ‪ 48‬فقرة ‪ 2‬من املرسوم ‪2 05/102‬خولت حق قبض األجر ألشخاص آخرين وهم‬
‫ذوي حق وق املس تخدمني املالحني املبح رين ال ذين ميارس ون مالح ة غ ري حمدودة ولكن بش رط طلب من‬
‫املستخدمني املالحني أنفسهم على حتويل هذا احلق لذويهم‪.‬‬

‫كما اشرتطت ذلك اتفاقية سنة ‪ 2006‬هبذا اخلصوص أن يتخذ مالك السفن التدابري لتوفري وسيلة تكفل‬
‫للبحارة حتويل كل مكاسبهم أو جزء منها إىل عائلتهم أو إىل املعالني أو إىل املستفيدين القانونني ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزام المستخدم بالدفع النقدي لألجر وبالعملة المتداولة قانونا‬

‫باإلضافة إىل التزام املستخدم بالدفع الشخصي واملباشر لألجر املستحق للعامل‪ ،‬فإنّه ملزما كذلك‬
‫أن يدفع اآلجر نقدا و بالعملة املتداولة قانونا يف الدولة اليت تنفد فيها عالقة العمل‪.‬‬

‫أوال– االلتزام المستخدم بالدفع النقدي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Catherine Giroudroux et Julien Dominique, Op. Cit. P 391.‬‬
‫‪ .‬نص ت املادة ‪ 48‬ف ‪ 2‬من املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 05/102‬م ؤرخ يف ‪ 26‬م ارس ‪ ،2005‬ال ذي حيدد النظ ام الن وعي لعالق ات عم ل‬ ‫‪2‬‬

‫املستخدمني املالحني لسفن النقل البحري أو التجاري أو الصيد البحري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع ‪ ،22‬املؤرخة يف ‪ 27‬مارس ‪ ،2005‬ص ‪.3‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إّن هذا االلتزام جاء لتجنب استغالل رب العمل للعامل‪ ،‬فقد كان نظام األجور يف القرن املاضي‬
‫يق وم على ع دة أس اليب ومن بينه ا أس لوب "املقايض ة" ال ذي ظه ر يف بريطاني ا باس م "‪" truck-system‬‬
‫وفقا هلذا النظام يقوم أصحب العمل بدفع أجر العمل عينا‪ ،‬وذلك بتسليم العامل مقابل عمله سلع من إنتاج‬
‫املصنع وبأسعار عالية يعيد هو بيعها لقضاء احتياجاته من السلع واخلدمات األخرى‪ ،1‬أو عن طريق تسليمه‬
‫بطاقات أو بونات تعترب عملة اتفاقية بني العامل وصاحب العمل‪ ،‬يتمكن بواسطتها العامل من قضاء كافة‬
‫احتياجات ه من احملالت ال يت خيصص ها ص احب العم ل للتعام ل بتل ك البطاق ات‪ ،‬أو عن طري ق تس ليمه عمل ة‬
‫أجنبية يقوم العامل بتصريفها أو تبادهلا مع صاحب سلعة له عالقة بصاحب العمل‪ ،‬إىل غري ذلك من الطرق‬
‫واألساليب اليت أحلقت أض رارا بالعمال حبرماهنم من الس يولة النقدية اليت هم دائما حباجة إليها وألغراض‬
‫خمتلفة ( مثال لدفع اإلجيار‪ ،‬دفع فواتري الكهرباء والغاز‪ )..‬اليت ال عالقة هلا بالسلع اليت يقدمها هلم صاحب‬
‫العمل‪ ،‬ه ذا األمر جع ل العمال ينتفض ون على هذا الوضع وذلك عن طريق إضراباهتم املتكررة‪ ،‬مطالبني‬
‫الدول ة بالتدخل لفرض ووسيلة الدفع النق دي لألجر‪ ،‬وهذا ما حدت فعال يف أواخر القرن املاض ي‪ ،‬ففي‬
‫فرنسا مثال صدر بتاريخ ‪ 7‬ديسمرب ‪ 1909‬أول قانون ينص على وجوب تقدير ودفع أجور العمال نقدا‪.‬‬

‫إال أّن مثل هذه القوانني مل حتل اإلشكال‪ ،‬ومل تقضي على رغبة أصحاب العمل يف اسرتجاع األجور اليت‬
‫يدفعوهنا للعمال بأية وسيلة كانت‪ ،‬حيت استعملوا كل احليل لتحايل على القانون وذلك عن طريق إقامة‬
‫حمالت حتتوي على كل االحتياجات الالزمة للعمال‪ ،2‬واستعمال باملقابل كل الطرق جللب وإرغام العمال‬
‫على تلبي ة حاجي اهتم املعيش ية من ه ذه احملالت التابع ة هلم‪ ،‬ح ىت يفرض ون األس عار ال يت تناس بهم يف س بيل‬
‫اسرتجاع اكرب قدر ممكن من األجور املدفوعة هلم‪ ،‬سواء عن طريق التموين املسبق على احلساب‪ ،‬حيت ال‬
‫جيد العام ل يف هناي ة الش هر عن د حل ول موع د قبض األج ر أي ش يء من ه ذا األج ر ال ذي يك ون ص احب‬
‫العمل قد خصم منه ما قد أخذه أو اشرتاه العامل أتناء الشهر‪.‬‬

‫هذه الطريقة منعها املشرع الفرنسي بقانون ‪ 25‬مارس ‪ ،1910‬الذي منع فيه إقامة مث ل هذه احملالت‪،‬‬
‫وك ذلك من ع على أص حاب العم ل أن يفرض وا على العم ال إنف اق أج ورهم كله ا أو ج زء منه ا يف ه ذه‬
‫احملالت التابعة هلم‪.3‬‬

‫‪. 1‬بن عزوز بن صابر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪ . 2‬عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫‪ . 3‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.251 ،250‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫فيمكن جتنب استغالل رب العمل لعامل إذا كانت وسيلة دفع األجر متثل نقودا معدنية أو أوراقا مالية‪ ،‬فال‬
‫جيوز له إذن أن حيتم على العامل أخد أشياء أخرى بدل حصوله على السيولة النقدية اليت هو دائما حباجة‬
‫إليه ا‪ ،‬وم ا ق د يتع رض ل ه من نقص ان يف الأج ر وال دخول يف ص عوبات تق دير البض ائع ومقارنته ا مبا ك ان‬
‫يس تحق من أج ر نق دي‪ ،‬كم ا أن م يزة الأج ر النق دي تمكن العام ل من االدخ ار وه و من بني الأه داف‬
‫القومية‪ ،‬وهذا احلظر يتعلق بالنظام العام الذي ميس املصاحل االقتصادية العليا أي ال يقصد به فقط محاية‬
‫العامل‪.1‬‬

‫ف الأجر النق دي يكف ل احلري ة االجتماعي ة للعام ل حيت يق وم بش راء م ا يش اء ومن أي مك ان مما حيرره من‬
‫التبعية يف خارج إطار عالقات العمل‪ ،‬كما أن ه حيفظ حقوقه وميكنه من املسامهة يف الأهداف االقتصادية‬
‫للبالد‪.‬‬

‫كما جاء الدفع عن طريق الصك مكرسا يف االتفاقية الدولية رقم ‪ 95‬اليت تناولته صراحة يف املادة ‪ 3‬فقرة‬
‫‪ 2‬اليت أقرته كوسيلة لدفع األجر مىت كان عرفا متداوال يف املهنة أو استلزمته الظروف‪.‬‬

‫‪ .1‬موقف المشرع الجزائري‪:‬‬

‫جند أنّ املشرع اجلزائري قد حصر وسيلة دفع األجر يف األوراق النقدية والقطع املعدنية وذلك ما يتبني‬
‫من نص املادة ‪ 85‬من قانون ‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل " حتدد األجور بعبارات نقدية حمضة وتدفع‬
‫عن طريق وسائل نقدية حمضة"‪ ،‬ال جيوز ملستخدم خمالفة هذه القاعدة ألهنا قاعدة أمرة‪ ،‬ولكن استثناءا جيوز‬
‫أن يكون دفع جائزا بواسطة الشيك‪ .2‬هذا املوقف احلايل هو نفسه امتداد للقوانني السابقة ‪ ،‬حيت مت منذ‬
‫البداي ة اعتم اد مب دأ التق دير وال دفع النق دي لألج ور ح ىت يف ش كله العي ين‪ ،‬إذ تق در قيم ة األش ياء العيني ة‬
‫امللحق ة ب األجر بالقيم ة احلقيقي ة هلا يف وقت ال دفع‪ ،‬حيت نص يف املادة ‪ 149‬من األم ر احملدد لش روط‬
‫عالقات العمل يف القطاع اخلاص بأّنه‪ ":‬كل مبلغ يستحقه العمال أو العمال املتدربون‪ ،‬جيب أن يدفع هلم‬
‫بنقود معدنية أو ورقية هلا سعرها القانون رغم كل شرط خمالف‪ ،‬وذلك حتت طائلة البطالن"‪ ،‬وهو نفس‬
‫املب دأ ال ذي ج اء يف املادة ‪ 137‬من الق انون األساس ي الع ام للعام ل ال ذي نص على أنّه‪ ":‬يع رب عن األج ر‬
‫مببالغ نقدية فقط ويدفع بوسائل نقدية فقط"‪.‬‬

‫‪ . 1‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.252‬‬


‫‪ . 2‬علي عوض حسني‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.223‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫مقتضى ذلك ال جيوز أن يتفق الطرفان يف العقد ‪ ،‬أو يف اتفاق الحق على الوفاء بغري النقود‪ ،‬أي استبدال‬
‫األجر النقدي بصورة عينية كالبضائع مثال‪ ،‬وإال كان الوفاء باطال وبالتايل غري مربئ لذمة صاحب العمل‪،‬‬
‫حىت ولو أجازه العامل‪ ،‬وال يكون أمام صاحب العمل أمام حالة البطالن هذه السرتداد ما قبضه العامل من‬
‫تقدميات عينية إال عن طريق رفع دعوى اإلثراء بال سبب‪.1‬‬

‫بن اءا على ذل ك ف ان األج ر النق دي يمث ل الص ورة األعم ألن واع ال دفع‪ ،‬ويتم تأديت ه بالنق د المت داول‬
‫في البالد مقابل عمل أداه العامل‪ ،2‬فإذا كان األمر واضحا بالنسبة للعمال الجزائريين الذين يشتغلون في اإلقليم‬
‫الجزائري‪ ،‬أي أنهم يتقاضون أجورهم بالعملة الوطنية الدينار‪ ،‬فاألمر يختلف عندما يتعلق بوجود طرف أجنبي‬
‫في العقد‪ ،‬يستوجب األمر الرجوع إلى ذلك العقد لمعرفة العملة التي سيدفع بها األجر وذلك بحسب االتفاق‬
‫المبرم طبقا للنصوص القانونية المنصوص عليها في هذا المجال ومن أمثلة ذلك العقود نجد العقود التي تبرمها‬
‫الف رق الرياض ية لك رة الق دم وال تي ع ادة م ا تنص على ال دفع بالعمل ة األجنبي ة نظ ير اس تغالل خ دمات الالع بين‬
‫أجانب‪.‬‬

‫لقد منع املشرع اجلزائري على صعيد أخر فتح وإنشاء مؤسسات وخمازن توريدات تباع فيها سلع للعمال‬
‫بش كل مباش ر أو غ ري مباش ر‪ ،3‬وذل ك لتجنب اس تغالل العام ل وف رض الس لع علي ه ب دال من إعطائ ه األج ر‬
‫بوسيلة نقدية‪ ،‬أو بيعه تلك السلع بقيمة تفوق األسعار املعقولة هلا‪ ،‬غري أن هذا احلظر مل يكن مطلقا بدليل‬
‫أن املشرع قد مسح بفتح هذا النوع من احملالت‪ ،‬ولكن بشرط احلصول على ترخيص من وايل الوالية وبناءا‬
‫على ما اتفق عليه مجاعيا يف هذا الشأن‪ ،4‬أّم ا مبوجب النصوص القانونية السارية املفعول يف جمال العمل فلم‬
‫يعد هذا احلضر موجودا‪.‬‬

‫‪ .2‬موقف القضاء‪:‬‬

‫لقد أكد حكم صادر عن حمكمة حاسي مسعود على التزام املستخدم بدفع األجر نقدا وهذا ما تؤكده‬
‫وق ائع قض ية رفعت أم ام نفس اهليئ ة مفاده ا أن الس يد( ع‪.‬م) حماس ب ل دى الش ركة اجلزائري ة للفندق ة‬

‫‪. 1‬مهام حممد حممود زهران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.682‬‬


‫‪ . 2‬غالب علي الداوودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ .‬علي ع وض حس ني‪ ،‬الوج يز يف ش رح ق انون العم ل‪ ،‬املرج ع الس ابق‪ ،‬ص ‪ ،223‬وك ذلك املادة ‪ 159‬من األم ر رقم ‪ ،31-75‬املتعل ق‬ ‫‪3‬‬

‫بالشروط العامة لعالقات العمل يف القطاع اخلاص‪.‬‬


‫‪ . 4‬املادة ‪ 160‬من األمر رقم ‪ ،31-75‬املتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل يف القطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫والسياحة مل تدفع له أجور مخسة أشهر عمل‪ ،‬عند هناية عالقة العمل اليت كانت حمددة طلبها مبستحقاته‬
‫ومن بينها أجوره‪ ،‬فاقرتحت عليه تقدمي له جهاز كمبيوتر بدال من دفع هذه األجور نقدا مؤكدة له أن قيمة‬
‫هذا اجلهاز تقدر ب ‪ 70.000‬دج‪ ،‬أي أك ثر من قيمة أجوره املستحقة واملقدرة ب ‪ 60.000‬دج وبعد‬
‫مغادرته للمنصب اتضح له أن القيمة احلقيقية للجهاز أقل من مستحقاته‪ ،‬وطالبها بتكملة ما تبقى له من‬
‫حقوق‪ ،‬ورفع دعوى أمام احملكمة ملتمسا إلزام الشركة بدفع كل أجوره ومستحقاته املدونة يف السند‪ ،‬مع‬
‫إبداء استعداده برد جهاز الكمبيوتر للمدعى عليها‪.‬‬

‫اس تجابة احملكم ة لطلب املدعي ب دفع مبل غ ‪60.000‬دج نق دا مقاب ل أج وره املس تحقة‪ ،‬ورفض ب اقي‬
‫املستحقات املدونة يف سند تصفية كل احلسابات بعد تأكدها من تسليمها له" أسست احملكمة حكمه ا على‬
‫أساس املادة ‪ 85‬من ق‪ 90/11.‬اليت تضمنت قاعدة أمرة‪ ،‬تلزم املستخدم بدفع األجر نقدا وبوسيلة نقدية‪،‬‬
‫وال جيوز هلا خمالفة هذه القاعدة حىت ولو كان برضا العامل الصريح‪.1‬‬

‫كما أّن موقف احملكمة العليا اعتمد دفع األجر نقدا كمعيار لتمييز عقد العمل عن غريه من العقود وذلك‬
‫يف الق رار الص ادر بت اريخ ‪ ،20/01/1993‬ال ذي جاء فيه أن شخص ا قدم طعنا ب النقض يطلب فيه طرد‬
‫احد العمال من املسكن الذي سلمه له كمقابل أداء خدمة البستان‪ ،‬وأّن هذا األخري رفض املغادرة املسكن‬
‫رغم هناي ة األش غال ال يت وظ ف من اجله ا‪ ،‬فج اء يف تس بيب الق رار رفض الطعن على أس اس أن اآلج ر يف‬
‫عقد العمل يكون نقدا‪ ،‬وبالتايل فإّن العالقة اليت تربط الطرفني ليست بعالقة عمل بل هي عالقة إجيار‪.2‬‬

‫ثانيا ‪ -‬التزام المستخدم بدفع األجر بالعملة الوطنية‪:‬‬

‫يقع على رب العمل التزاما أخر‪ ،‬يتمثل يف دفع األجر بالعملة الوطنية‪ ،‬هذا االلتزام مت النص عليه‬
‫يف التشريع الوطين والتشريعات املقارنة‪.‬‬

‫موقف التشريعات المقارنة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يعترب الدفع بالعملة الوطنية من القواعد النصوص عليه يف تشريع العمل الدويل االتفاقية رقم ‪95‬‬
‫املتض منة محاي ة األج ور‪ ،‬كم ا نص ت املادة ‪ 02‬من االتفاقي ة العربي ة رقم ‪ 15‬لس نة ‪ 1982‬بش ان حتدي د‬

‫‪. 1‬حكم حمكمة حاسي مسعود الصادر بتاريخ ‪ 12/06/2000‬حتت رقم ‪ ،267‬غري منشور‪.‬‬
‫‪. 2‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،‬غ‪.‬إ‪ ،.‬بتاريخ ‪ 20/01/1993‬حتت رقم ‪ ،92942‬غري منشور‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ومحاية األجور على أّنه‪ ":‬يدفع األجر النقدي بالعملة املتداولة حمليا وجيوز االتفاق على غري ذلك يف حدود‬
‫التشريعات املعمول هبا"‪.‬‬

‫مت أك دت علي ه ك ل التش ريعات العمالي ة احلديث ة‪ ،‬ومنه ا التش ريع الفرنس ي وذل ك ص راحة يف املادة ‪L/1‬‬
‫‪ 143-1‬اليت نصت يف مضموهنا على دفع األجر النقدي بالعملة النقدية أو الورقية املتداولة قانونا‪.‬‬

‫وق د نص املش رع املص ري على نفس املب دأ يف املادة ‪ 33‬من ق انون العم ل املص ري بقول ه‪" :‬ت ؤدى األج ور‬
‫وغريها من املبالغ املستحقة للعامل بالعملة املتداولة قانونا"‪ ،1‬يتضح من خالل هذا النص أن املشرع املصري‬
‫مل يقصر حترمي الدفع بغري العملة الوطنية على األجر فقط‪ ،‬وإمنا يسري على كل ما هو مستحق للعامل لدى‬
‫صاحب العمل كالتعويض عن الفصل التعسفي ومكافأة هناية اخلدمة‪.2‬‬

‫وه و نفس م ا أقرت ه حمكم ة النقض الفرنس ية يف ق رار ص ادر يف ‪ 22‬ج وان ‪ 1993‬ال ذي مبوجب ه مت إل زام‬
‫املستخدم بان يدفع نقديا وبالعملة املتداولة قانونا ال يسري فقط على األجر وإمنا على كل ما هو مستحق‬
‫للعام ل ل دى رب العم ل كتعويض ات العط ل املدفوع ة األج ر‪ ،‬تع ويض اإلش عار املس بق وتع ويض التس ريح‬
‫التعسفي‪.3‬‬

‫واملبدأ الذي أمجعت عليه التشريعات العمالية احلديثة هو التزام املستخدم بدفع األجر بالعملة املتداولة قانونا‬
‫سواء كانت نقدية أو ورقية وسواء كان املستخدم أجنيب أو مواطن للدولة‪ ،‬ويهدف حترمي الدفع بغري العملة‬
‫املتداولة قانونا إىل جتنب ما قد يلحق باألجر من خسارة جراء حتويل العملة األجنبية يف حال عدم استقرار‬
‫‪4‬‬
‫سعر الصرف وبذلك ال يتحمل العامل فرق تغيري سعر العملة‪.‬‬

‫وق د رتبت ك ل الق وانني العمال ة البطالن يف ح ال خمالف ة املس تخدم التزام ه ب دفع األج ر بالعمل ة‬
‫املتداول ة قانون ا‪ ،‬وهب ذا الوف اء ال ت ربا ذمت ه وال يعت رب أداءه ص حيحا ح ىت ول و مت فعال‪ ،‬ولكن بغ ري العمل ة‬
‫املتداولة قانونا يف الدولة‪ ،‬كما يرتب عليه اجلزاء اجلنائي‪ ،‬حىت ولو ارتضاه العامل‪.‬‬

‫وقد ذهب املشرع املصري إىل إقرار التزام املستخدم بدفع األجر بالعملة املتداولة قانونا واالستثناء املنصوص‬

‫‪. 1‬مهام حممد زهران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.588‬‬


‫‪ . 2‬عبد الودود حيي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪222.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Francis Lefebvre.Op. Cit. P1085.‬‬
‫‪ . 4‬أمال بطاهر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.198‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يف االتفاقي ة العربي ة حيت ان ه نص على إمكاني ة ال دفع أو الوف اء بالعمل ة احلرة أو املتف ق عليه ا يف املش اريع‬
‫اخلاض عة لق انون االس تثمار وذل ك وفق ا للم ادة ‪ 30‬مك رر من املرس وم رقم ‪ 45-89‬الص ادر عن وزي ر‬
‫االقتصاد‪.1‬‬

‫ولكن حمكمة النقض املصرية قررت من أن حتديد اجر العامل بالعملة أجنبية وذلك يف احلاالت اليت ميكن‬
‫فيها ذلك‪ ،‬فإّن ذلك ال يعين االتفاق على تطبيق قانون بلد تلك العملة األجنبية‪.2‬‬

‫وقد حدد املشرع الفرنسي مبلغ ‪ 10.000‬فرنك فرنسي كاحلد األقصى الذي ال ميكن للمستخدم الوفاء‬
‫عن م ا يزي د عنه نق دا‪ ،‬وإنّم ا يل زم بدفع ه عن طري ق الص كوك الربيدي ة أو البنكي ة‪ ،‬إذا جتاوزت قيم ة األجر‬
‫املبلغ السابق‪ ،‬غري انه ابتداء من ‪ 1‬جانفي ‪ 1999‬نص على انه جيب على املستخدم حتويل قيمة ‪10.000‬‬
‫فرنك فرنسي إىل ما يقابلها بالعملة األوروبية (االورو) حلساب قيمة األجر اليت تدفع مبوجب الصك‪.‬‬

‫موقف المشرع الجزائري‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫رغم أّن املشرع اجلزائري يف تشريع العمل احلايل الصادر مبوجب قانون ‪ 90/11‬املتضمن عالقات‬
‫العمل اشرتط الدفع النقدي لألجر‪ ،‬إال أنّه مل يلزم املستخدم بدفع األجر بالعملة الوطنية‪ ،‬وال يف القانون‬
‫رقم ‪ 12-78‬املتضمن القانون األساسي العام للعامل‪ .‬رغم انه قد أقر يف املادة ‪ 149‬من األم ر رقم ‪-75‬‬
‫‪ 31‬امللغى على أنّه جيب أن يتم ال دفع بعمل ة ورقي ة أو نقدي ة هلا س عر ق انوين رغم ك ل ش رط خمالف حتت‬
‫طائلة البطالن‪.‬‬

‫كما تعرض يف الفقرة الثانية يف نفس املادة إىل إلزامية الوفاء باألجر بواسطة صكوك بريدية إذا فاق األجر‬
‫املقدار احملدد قانونا‪ ،‬غري أنّه مل ينص يف النصوص القانونية الالحقة على املقدار األجر الذي يلزم املستخدم‬
‫على أساس ه بالوف اء بواس طة الص كوك الربيدي ة‪ ،‬على خالف ذل ك اش رتط املش رع املغ ريب أن ي دفع األج ر‬
‫بالعمل ة املغربي ة‪ ،3‬واملش رع املص ري‪ 4‬واألردين‪ 5‬ال ذين أوجب وا على رب العم ل أن ي ؤذي األج ر بالعمل ة‬
‫‪ . 1‬مهام حممد حممود الزهران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.589‬‬
‫‪.‬طعن رقم ‪ 408‬لسنة ‪45‬ق‪ ،‬جلسة ‪ ":22/3/1982‬لقد انتهت احملكمة إىل أّنه‪...‬أن حتديد اجر املطعون عليه بالعملة السعودية ال يعين‬ ‫‪2‬‬

‫اتفاق الطرفني على تطبيق القانون السعودي‪ ،‬ف إّن النص على احلكم هبذا السبب يكون يف غري حمله" منشور يف خالد السيد حممد عبد اجمليد‬
‫موسى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.196‬‬
‫‪. 3‬تنص املادة ‪ 362‬مدونة الشغل املغربية‪":‬جيب أن تؤدى األجور بالعملة املغربية"‪.‬‬
‫‪. 4‬املادة ‪ 38‬من ق‪.‬ع‪.‬املصري‪":‬تؤدى األجور وغريها من املبالغ املستحقة للعامل بالعملة املتداولة قانونا"‪.‬‬
‫‪. 5‬راجع املادة ‪ 52‬من ق‪.‬ع ‪ .‬األردين‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املتداولة قانونا‪ ، 1‬واملقصود هبا العملة الوطنية‪ ،‬فال جيوز الوفاء هبذه األجور واملبالغ بأية عملة أجنبية‪ ،‬ولو‬
‫ك انت ه ذه العمل ة إلح دى ال دول العربي ة‪ ،2‬ك ذلك ال جيوز إجب ار العام ل على تقاض ي أج ره بعمل ة غ ري‬
‫املتداول ة قانون ا ألهنا ال تس اوي ش يئا إال القيم ة بالنس بة هلواة مجع العمالت‪ ،3‬واحلكم ة من ذل ك تكمن يف‬
‫محاي ة العمل ة الوطني ة من جه ة‪ ،4‬وع دم الرغب ة يف حتمي ل العام ل ف روق اس تبدال العمل ة الوطني ة بالعمل ة‬
‫األجنبي ة‪ ،‬وك ذلك تس هيل التص رف العام ل يف أج ره مبج رد قبض ه ح ىت يتمكن من قض اء حاجي ات‬
‫معيشته‪،5‬وأيضا جتنب العامل ما قد يلجأ إليه صاحب العمل من أساليب ملتوية للتحايل على احلد األدىن‬
‫لألجر‪.6‬‬

‫وباعتبار أن عقد العمل من العقود الرضائية‪ ،‬فيمكن أن يتفق الطرفان على حتويل جزء من األجر إىل عملة‬
‫األجنبي ة‪ ،‬وذل ك حتت رقاب ة مفتش يه العم ل ال يت تف رض عليهم تك وين مل ف‪ 7‬لالس تفادة من "عق د منوذجي‬
‫لتحويل األجر" « ‪» Contrat Spécifique de transfère des salaire‬‬

‫األجر في المنطقة الحرة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫نصت املادة ‪ 27‬من املرسوم التشريعي ‪ 93/12‬املتعلق برتقية االستثمار‪ ،8‬على أن األجر خيضع‬
‫لالتفاقات التعاقدية اليت تربم حبرية بني العامل واملستخدم‪ ،‬وذلك بغض النظر عن أي أحكام قانونية أخرى‬
‫خمالف ة أي اس تبعاد التش ريعات املنظمة لألجور‪ ،‬إّن م ا ميز األجر يف املنطق ة احلرة ه و حتديد قيمته بالعملة‬
‫الص عبة القابل ة للتحوي ل‪ ،‬مت يتم حتويل ه للعمل ة الوطني ة‪ ،‬حيت نص ت املادة ‪ 8‬من الق انون ‪ 94/17‬احملدد‬
‫لتنظيم الصرف يف املنطقة احلرة على أنّه‪ ":‬يدفع أرباب العمل األعباء احملتملة بالدنانري اجلزائرية فقط اآلتية‬

‫‪. 1‬املادة ‪ 38‬من ق‪.‬ع‪.‬املصري‪ ":‬تؤدى األجور وغريها من املبالغ املستحقة للعامل بالعملة املتداولة قانونا"‪.‬‬
‫‪. 2‬بن عزوز بن صابر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪. 3‬اهاب حسن امساعيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪. 4‬غالب علي داود‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪. 5‬سيد عيد نايل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪ . 6‬سيد حممود رمضان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.313‬‬
‫‪ . 7‬يتكون ملف حتويل األجور من ‪ :‬طلب حتويل ممضي من قبل املعين –نسخة من جواز او رخصة العمل‪ -‬بيان تصريح العامل بالضمان‬
‫االجتماعي –نسخو من قسيمة األجور‪ -‬ثالثة نسخ من عقد العمل النموذجي لتحويل أجر العمل‬
‫املصدر مفتشيه العمل لوالية مستغامن ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪. 8‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬املؤرخ يف ‪ 05‬اكتوبر‪ 1993‬املتعلق برتقية االستثمار‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع ‪.64‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫من تنازل عن العملة الصعبة القابلة للتحويل اليت يسعرها بانتظام بنك اجلزائر غري أنّه ميكن هؤالء العمال أن‬
‫يتقاضوا جزءا من أجورهم بالعملة الصعبة القابلة للتحويل وفقا لشروط حيددها بنك اجلزائر"‪.‬‬

‫وفقا هلذه املادة جند أّن املشرع اجلزائري فرق بني العامل اجلزائري والعامل األجنيب فالعامل األجنيب يتقاضى‬
‫أجره بالعملة الصعبة الن األصل يف دفع األجر يتم بالعملة الصعبة‪.‬بينما جند العامل اجلزائري ملزم بالتنازل‬
‫قانوني ا عن العمل ة الص عبة وحتويله ا للعمل ة الوطني ة وف ق الس عر ال ذي حيدده بن ك اجلزائ ر‪ ،‬إال أنّه ميكن أن‬
‫يتقاضى جزءا من أجره بالعملة الصعبة القابلة للتحويل غري أن التنظيم الذي حيدد شروط ونسبة أو قيمة‬
‫العملة الصعبة اليت يتقاضها العامل اجلزائري مل يصدر بعد‪.‬‬

‫كما أّن املشرع أجاز للمستخدم من اجل القيام بدفع األجور أن يفتح يف البنوك املتواجدة يف املنطقة احلرة‬
‫حس ابات بالعمل ة الص عبة و‪/‬أو حس ابات أجنبي ة بال دنانري اجلزائري ة القابل ة للتحوي ل ل دى البن وك الوس طية‬
‫املعتمدة‪.‬‬

‫وإذا رجعن ا للمرس وم رقم ‪ 93/12‬املتعل ق برتقي ة االس تثمار‪ ،‬ال جند أي نص ق انوين يتن اول إلزامي ة ال دفع‬
‫بالعمل ة الوطني ة‪ ،‬ب ل ان ه يس مح بإمتام املع امالت التجاري ة يف املن اطق احلرة بعمالت أجنبي ة قابل ة للتحوي ل‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫مسعرة من البنك املركزي اجلزائري‪.‬‬

‫غري أّنه بالرجوع إىل أحكام املنشور رقم ‪ .217-94‬املتعلق بتنظيم املعامالت اخلاصة يف املناطق احلرة جنده‬
‫ينص يف املادة ‪ 08‬على أن‪ " :‬األجور وأعباء أرباب العمل اخلاصة بالعمال اجلزائريني واليت تدفع من طرف‬
‫املتع املني يف املن اطق احلرة ت دفع فق ط بال دينار اجلزائ ري"‪.‬مق را ب ذلك املب دأ الع ام املتض من ال دفع بالعمل ة‬
‫الوطني ة‪ ،‬واس تثناءا جييز يف الفق رة الثاني ة من املادة الس ابقة دف ع ج زء من األج ر هلؤالء العم ال بعمل ة أجنبي ة‬
‫قابلة للتحويل بشروط حتدد الحقا من طرف البنك اجلزائري‪.‬‬

‫وبالت ايل جيب أن ي دفع األج ر بالعمل ة الوطني ة لأن التعام ل بالعمل ة الوطني ة ه و مظه ر من مظ اهر الس يادة‬
‫النقدية‪ ،‬هل ذا يعمل القضاء اجلزائري على تكريس مبدأ وجوب تغطية االلتزامات املتعاقدة بالعملة الوطنية‬
‫واعتربت أن كل خالف هلذا املبدأ يعد خرقا للقانون‪ ،‬حيت قضت احملكمة العليا يف قرار رقم ‪58799‬‬

‫‪ 1‬يوسفي حممد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪.‬منشور رقم ‪ 17 -94‬المؤرخ في ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،1994‬عن البنك الجزائري‪ ،‬المتعلق بتنظيم المعامالت الخاصة في المناطق الحرة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪..‬ج‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ع ‪.83‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 26‬مارس ‪ ،31990‬بنقض وإبطال القرار الص ادر عن جمس قضاء قسنطينة الذي قضى بتأييد‬
‫احلكم الصادر عن احملكمة الذي قضى باحلكم على "إدارة اجلسور والطرقات" بأن تدفع للسيدة "ب" إيرادا‬
‫سنويا قدره ‪ 74.42‬فرنك فرنسي‪.‬‬

‫حيت مت تسبيب قرار احملكمة العليا على أساس أن قضاة اجمللس القضائي عرضوا قرارهم للنقض عندما مل‬
‫يقوموا بتحويل املبلغ املفروض تسديده وتقدير دفعه بالعملة الوطنية‪ ،‬وذلك على أساس القانون الصادر‬
‫يف ‪ 10/04/1964‬املتعلق بالعملة الوطنية"‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الجرائم الماسة بالتزام بدفع األجر‬

‫إن ق انون ‪ 90/11‬ح دد النم وذج الق انوين للج رائم ال يت تق ع باملخالف ة الأحك ام املنظم ة لألج ر‬
‫ّ‬
‫بقواعد املوضوعية‪ ،‬فان نطاق هذه اجلرائم يكون حمل نقاش واختالف عند حتديد عنص ر الال مشروعية (ف‬
‫‪ )1‬ومكونات الركن املادي(فقرة‪ )2‬وتوافر القصد أو اخلطأ وهو الركن املعنوي (فقرة‪.)3‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الالمشروعية‬

‫إن تشريعات العمل املقارنة املختلفة تكاد تسلك نفس املنهج عند رمسها للنموذج القانوين جلرائم‬
‫العمل مع اختالف بسيط يف الصياغة‪ ،‬أو عدد الصور اليت حيصرها النص التشريعي وكثريا ما يتضمن النص‬
‫الذي جيرم سلوكا معينا على وضع قاعدة عامة‪ ،‬مثل كل من خالف أحكام املادة كذا ‪ ...‬يعاقب بغرامة‬
‫من ‪...‬إىل ‪ "...‬أو كل من خالف املواد من ‪ ...‬إىل ‪ ،...‬أو كل من خالف األحكام املتعلقة باألجر يعاقب‬
‫ب‪."...‬‬

‫فمث ل ه ذه الص ياغة ترس ي القاع دة العام ة غ ري ّأنه ا ال ت بني بش كل دقي ق مكون ات اجلرمية‪ ،‬خاص ة وبعض‬
‫األحكام املوضوعية اليت تنظم حقوق وواجبات كل من العامل واملستخدم غري معرفة بنص تشريعي‪ ،‬وهي‬
‫حمل خالف بني الفقه‪ ،‬وذلك اخلالف ميتد أثره إىل حتديد البنيان الق انوين هلذه اجلرمية أو تلك‪ ،‬وكل ذلك‬
‫يتعارض مع مبدأ املشروعية اجلزائية‪ ،‬وتتأكد هذه املالحظة حني حتلل النصوص واملواد القانونية اليت تضمنها‬
‫القانون ‪ 90/11‬اليت حتدد النموذج القانوين جلرائم العمل املاسة باألجر‪.‬‬

‫‪. 3‬ق‪.‬م‪.‬إ‪ ،.‬غ‪.‬إ‪ ،.‬رقم ‪ 58799‬الصادر بتاريخ ‪ ،26/03/1990‬م‪ .‬ق‪ ،.‬س ‪ ،1992‬ع‪ ،1‬ص ‪.106‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ومنها املادة ‪ 148‬اليت نصت على‪" :‬يعاقب بغرامة مالية ترتاوح من‪ 500‬دج إىل ‪ 1.000‬دج كل من‬
‫دفع أجرا لعامل دون أن يسلمه قسيمة الراتب املطابقة لألجر املقبوض‪ ،‬أو يغفل فيها عنصرا أو عدة عناصر‬
‫يتكون منها الراتب املقبوض‪ ،‬وتضاعف العقوبة حسب عدد املخالفات"‪.‬‬

‫فهذا النص عند حتليله يشري إىل إمكان ارتكاب املستخدم لثالث جرائم هي‪ ،‬دفع األجر دون قسيمة راتب‬
‫أساسا‪ ،‬وهي من جرائم االمتناع‪ ،‬ويقع على املستخدم عبء إثبات انه قدم قسيمة الراتب عند النزاع يف‬
‫وج ود أو ع دم وج ود ه ذه القس يمة طبق ا لقاع دة اإلثب ات املنص وص عليه ا باملادة ‪ 733‬من الق انون‬
‫‪ ،90/11‬ومنها دفع األجر مع تسليم العامل قسمة الراتب وهي شهادة الراتب‪-‬األجر‪ ،-‬وعدم مطابقة‬
‫الراتب املدفوع مع القسيمة املسلمة للعامل‪ ،‬فالواقعة اجملرمة ميكن االهتداء إليها بيسر‪.‬‬

‫خبالف واقعة إغفال عنصر أو أكثر من العناصر اليت يتكون منها األجر‪ ،‬فإنّها غري واضحة وغري دقيقة‪ ،‬كما‬
‫أحس ن الق انون حني نص باملادة ‪ 149‬على‪ " :‬يع اقب بغرام ة مالي ة ت رتاوح من ‪ 1.000‬دج إىل‬
‫‪2.000‬دج كل مستخدم يدفع لعامل أجرا يقل عن األجر الوطين األدىن املضمون أو األجر األدىن احملدد‬
‫يف اتفاقية مجاعية أو اتفاق مجاعي للعمل وذلك دون اإلخالل باألحكام األخرى الواردة يف التشريع املعمول‬
‫به‪ ،‬وتضاعف العقوبة حسب عدد املخالفات‪.‬‬

‫ويف حالة العود‪،‬ترتاوح الغرامة املالية من ‪2.000‬دج إىل ‪ 5.000‬دج وتضاعف حسب عدد املخالفات"إذ‬
‫ميكن للقاضي أن يهتدي بسهولة إىل الوقائع اليت ينطبق عليها هذا النص‪.‬‬

‫لكن هذا القانون نفسه ختلى عن هذا الوضوح عندما رسم النموذج القانوين جلرمية عدم دفع الراتب األجر‬
‫عن د اس تحقاقه حني نص ت املادة ‪ 150‬من ه على‪ ":‬يع اقب بغرام ة مالي ة ت رتاوح من ‪ 1.000‬دج إىل‬
‫‪ 2.000‬دج على كل خمالفة لوجوب دفع املرتب عند حلول اجل استحقاقه‪ ،‬وتضاعف العقوبة حسب‬
‫عدد املخالفات"‪.‬‬

‫فاحملكمة عليها أن تبحث عن األحكام اليت تبيت مىت يستحق األجر فعال‪ ،‬وهي بالتأكيد لن جتد ما يسعفها‬
‫الن املادة ‪ 88‬من نفس الق انون تق رر القاع دة ال يت ت وجب هي األخ رى دف ع األج ر عن د حل ول اج ل‬
‫استحقاقه وبالتايل يبقى اجل االستحقاق لألجر حمل خالف‪ ،‬وذلك اخلالف ينعكس على مبدأ املشروعية‪.‬‬

‫ومهما كانت الفراغات القانونية اليت احتوى عليها القانون ‪ 90/11‬حني رسم البيان القانوين للجرائم اليت‬
‫فإنها أك ثر دقة من القانون املصري رقم ‪ 12/03‬الذي مجع اجلرائم‬
‫تقع باملخالفة لألحكام املنظمة لألجر‪ّ ،‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ضمن نص املادة ‪ 247‬ألنّه استعمل صياغة " يعاقب صاحب العمل أو من ميثله عن املنشأة بغرامة ال تقل‬
‫عن مائة جنيه وال جتاوز مخسمائة جنيه إذا خالف أيا من أحكام املواد ‪،42 ،41 ،40 ،38 ،37 ،35‬‬
‫‪ "... 46 ،45 ،44‬والقانون التونسي رقم ‪.127/1966‬‬

‫ل ذا فمن اط العقوب ة هلذه اجلرائم ه و القواع د املوض وعية ال يت تنظم أحك ام األج ر‪ ،‬ومن مث ة على‬
‫احملكم ة أن ترج ع إىل تل ك القواع د لتح دد ه ل ه ذا النص ينطب ق على الواقع ة املعروض ة علي ه أم ال‪ ،‬وتل ك‬
‫القواعد املوضوعية نفسها غري متفق عليها‪ ،‬بل إن قاعدة تعدد العقوبات حسب تعدد األفراد الذين تقع‬
‫بشأهنم املخالفة حمل نقاش‪ ،‬فبعض الفقهاء يفرق بني حالة ما إذا كانت العقوبة غايتها محاية حقوق العمال‬
‫الناش ئة بس بب عالق ة العم ل‪ ،‬ففي ه ذه احلال ة تتع دد العقوب ات بتع دد العم ال‪ ،‬بينم ا إذا ك انت الغاي ة منه ا‬
‫حسن سري العمل واستتباب النظام باملؤسسة وضمان مراقبة السلطات املختصة تطبيق القانون على الوجه‬
‫الذي حيقق الغرض من إصداره فال تتعدد العقوبة بتعدد العمال‪.‬‬

‫فع دم رس م البي ان الق انوين للج رائم املاس ة ب األجر يف الق انون املص ري‪ 12/2003‬بش كل دقي ق اح د‬
‫االنتقادات اليت توجه إليه‪ ،‬وتوجه بشكل اكرت شدة للقانون الفلسطيين رقم ‪ 7‬لسنة ‪ 2000‬الذي نصت‬
‫املادة ‪ 132‬من ه على‪":‬يع اقب ص احب العم ل على خمالف ة أي من أحك ام الفص ل الث الث من الب اب اخلامس‬
‫وأي نظام صادر مبقتضاه بغرامة ال تقل عن ‪ 50‬دينار وال تزيد على ‪ 100‬دينار‪."...‬‬

‫واملادت ان ‪ 200 ،199‬من الق انون الس عودي رقم م ‪ 21‬الص در بت اريخ ‪ 06/09/1389‬هج ري إذ‬
‫استعمل عبارة كل من خالف نظام األجور ضمن نص املادة ‪ 199‬وعبارة إذا خالف أي حكم من أحكام‬
‫الفص ل الس ادس‪ ،‬ويعت رب الق انون األردين رقم ‪ 51/2000‬اق ل الق وانني العربي ة ال يت تق رر احلماي ة اجلزائي ة‬
‫ملخالفة أحكام األجر‪ ،‬إذ عاقب على جرمية واحدة مبوجب املادة ‪ 53‬وهي جرمية دفع اجر للعامل يقل عن‬
‫احلد األدىن املقرر لألجور‪.2‬‬

‫‪. 1‬نص الفصل ‪ 234‬جملة الشغل‪ " :‬يعاقب خبطية ترتاوح بني ‪ 24‬و ‪ 60‬دينار كل من خالف مقتضيات الفصول ‪ 5‬مرر و‪ 8‬و ‪ 9‬و ‪21‬و‪27‬‬
‫إىل ‪ 29‬و‪ 31‬و‪ 53‬إىل ‪ 56‬و‪ 61‬إىل ‪ 67‬و‪74‬اىل ‪80‬و‪ 88‬إىل ‪90‬و‪ 93‬اىل‪ 95‬و‪98‬و‪99‬و‪104‬و‪106‬و‪108‬و‪109‬و‪111‬‬
‫إىل ‪113‬و‪115‬و‪119‬اىل ‪123‬و‪ 127‬اىل‪129‬و‪ 132‬و‪133‬و‪139‬اىل‪144‬و‪149‬و‪150‬و‪153‬اىل‪157‬و‪159‬اىل‪166‬و‪.193‬‬

‫‪.‬تنص املادة‪ 53‬من القانون األردين‪ " :‬يعاقب صاحب العمل أو من ينوب عنه بغرامة ال تقل عن مخسة وعشرين دينارا وال تزيد مائة دينار‬ ‫‪2‬‬

‫عن كل حالة يدفع فيها ألي عامل أجرا يقل عن احلد األدىن املقرر لألجور‪ ،‬وذلك باإلضافة إىل احلكم للعامل بفرق األجر وتضاعف العقوبة‬
‫كلما تكررت املخالفة"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫فاجلرائم املاسة باألجر إذا نظر إليها من حيت ركنها الشرعي املعرب عنه أحيانا بالالمشروعية‪ ،‬فهي جرائم‬
‫تدخل ضمن اجلرائم املنصوص واملعاقب عليها بقوانني خاصة وهي قانون العمل ‪.90/11‬‬

‫وإذا نظ ر إليه ا من حيث اجلس امة وفق ا للمعي ار املعتم د يف ق انون اإلج راءات اجلزائي ة خاص ة املادة ‪328‬‬
‫واملواد ‪5‬و‪27‬و‪ 28‬من ق انون العقوب ات ت دخل ض من فئ ة املخالف ات ح ىت وان ارتفعت العقوب ة يف حال ة‬
‫العود‪ ،‬لأّن مقدار العقوبة األصلي ال يتجاوز ‪ 2000‬دج‪.‬‬

‫وإذا نظ ر إليه ا من حيث ركنه ا املادي ومكونات ه فهي جرمية بس يطة‪ ،‬الن الفع ل املادي يق ع دفع ة واح دة‪،‬‬
‫وليس من خصائصه التكرار‪.‬‬

‫وهي جرائم مستمرة الن عنصر الزمن متجدد فيها بإرادة الفاعل‪ ،‬وهي جرائم سلبية ألهنا تقوم على فكرة‬
‫االمتناع‪ ،‬أي إحجام املستخدم عن تنفيذ التزام منصوص عليه قانونا‪ ،‬أو مبوجب اتفاق أو اتفاقية مجاعية‪،‬‬
‫أو عقد عمل فردي‪ ،‬يرتب املشرع على اإلخالل به عقوبة جزائية‪.‬‬

‫وإذا نظر إليها من حيت ركنها املعنوي فهي جرائم عمدية‪ ،‬لأّن إرادة املستخدم تتجدد كلما مر جزء من‬
‫الزمن وظل الفاعل ممتنعا عم عدم تسليم قسيمة األجر املطابقة لألجر املقبوض‪ ،‬أو امتنع عن دفع األجر‬
‫األدىن الوطين املضمن‪ ،‬أو األجر املتفق عليه‪ ،‬أو امتنع عن تسديد األجر عند حلول أجل استحقاقه‪ ،‬ومهما‬
‫ك انت طبيع ة اجلرمية املاس ة ب األجر‪ ،‬ف ان األفع ال ختض ع ملب دأ املش روعية‪ ،‬وبالت ايل ال يس وغ معاقب ة أي‬
‫مستخدم إال إذا تطابق الفعل مع النموذج القانوين الذي رمسته القاعدة اجلزائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الركن المادي‬

‫الركن املادي جلرائم العمل اليت تقع من املستخدم‪":‬هو النشاط الذي يصدر عن صاحب العمل‪..‬‬
‫ويتخ ذ مظه را خارجي ا يت دخل من أجل ه الق انون بتقري ر العق اب" وه و إم ا فع ل أو امتن اع عن فع ل‪ ،‬ل ذا‬
‫فالركن املادي يف اجلرائم االجيابية هو اإلقدام على فعل معني ينهي القانون على القيام به‪ ،1‬واالمتناع هو‬
‫إحجام املستخدم عند تنفيذ التزام اوجب القانون القيام به‪.2‬‬

‫‪.‬ناه د العج وز‪ ،‬احلماي ة اجلنائي ة للحق وق العمالي ة يف ق انون العم ل املص ري وال دول العربي ة‪ ،‬منش اة املع ارف‪ ،‬ط ‪ ،1‬اإلس كندرية‪،1996 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.246‬‬
‫‪ . 2‬بوصنوبرة مسعود‪ ،‬احلماية اجلنائية للعمل‪ ،‬رسالة الدكتوراه‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2008/2009 ،‬ص ‪.329‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وال يتحق ق ال ركن املادي هلذا الن وع من اجلرائم إال إذا حتققت العناص ر األساس ية املكون ة ل ه‪ ،‬وهي النش اط‬
‫املادي س واء ك ان فعال أو امتناع ا عن فع ل‪ ،‬وص فة املس تخدم والعام ل‪ ،‬والض رر أو اخلط ر ال ذي حيي ط‬
‫باملص لحة أو يه ددها‪ ،‬وعملي ة اإلس ناد وفق ا ملا تنص علي ه املادة ‪ 364‬من ق انون اإلج راءات اجلزائي ة ال يت‬
‫نصت على"إذا رأت احملكمة أن الواقعة موضوع املتابعة ال تكون أي جرمية يف قانون العقوبات أو أهنا غري‬
‫ثابتة أو غري مسندة للمتهم قضت برباءته من املتابعة بغري عقوبة وال مصاريف"‪.‬‬

‫ونظرا للمنهج املتبع سواء من املشرع اجلزائري أو املصري أو الفرنسي أو التونسي أو غريهم يف حتديد البيان‬
‫الق انوين هلذا الن وع من اجلرائم‪ ،‬حبيث يض ع القاع دة العام ة مث ل‪ :‬ك ل من خ الف أحك ام الفص ل ك ذا‪،...‬‬
‫أو يع اقب على خمالف ة أي من أحك ام املواد من ‪ ..‬إىل ‪ ،...‬أو من خ الف أحك ام املادة ‪ ...‬يع اقب" فه ذا‬
‫األسلوب يف صياغة النصوص يتضمن عدة صور ميكن لكل صورة من تلك الصور والنشاطات أن تشكل‬
‫جرمية مستقلة‪.1‬‬

‫فاملش رع املص ري ع دد ص ور خمالف ة األحك ام املتعلق ة ب األجر مبوجب املادة ‪ 247‬من الق انون رقم‬
‫‪ "12/2003‬يعاقب صاحب العمل أو من ميثله‪ ..‬إذا خالف أيا من أحكام املواد‪،41 ،40 ،38 ،37..‬‬
‫‪ "...46 ،45 ،44 ،43‬وحصرها يف عشر صور هي‪:‬‬

‫‪ -‬جرمية التمي يز يف األج ور بني العم ال بس بب اختالف اجلنس أو األص ل أو اللغ ة أو ال دين أو العقي دة‪،‬‬
‫وهو االلتزام املنصوص عليه باملادة ‪ 35‬من نفس القانون‪ ،‬وخيرج عن ذلك االختالف يف األجر بسبب‬
‫االختالف يف السن واخلربة واملؤهل‪ ،‬واإلتقان‪ ،‬وطبيعة العمل ونوعه‪..‬اخل‪.‬‬
‫‪ -‬جرمية دفع اجر يقل عن احلد األدىن املتفق عليه‪ ،‬إذا مت االتفاق على حتديد األجر باإلنتاج أو العمولة‪،‬‬
‫وهو االلتزام املنصوص عليه باملادة ‪ 37‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -‬جرمية عدم أداء املستخدم املبالغ املستحقة للعامل بالعملة املتداولة قانونا‪ ،‬وهو التزام املنصوص عليه‬
‫باملادة ‪ 38‬من نفس القانون‪ ،‬وهي من جرائم العمد‪.‬‬

‫وتضمنت املادة ‪ 38‬املشار إليها أعاله اإلشارة إىل عدة صور هي األخرى تكون جرائم متس باألجر ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬أداء األجر يف غري أيام العمل ومكان العمل‪،‬‬

‫‪ . 1‬بوصنوبرة مسعود‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.329‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ومنها جرمية عدم أداء اجر العامل مشاهرة أي مرة على األقل يف الشهر‪ ،‬وهي يف الغالب اليوم‬
‫األخري من كل شهر أو اليوم األول من الشهر املوايل‪.‬‬

‫‪ -‬ومنها عدم دفع مبلغ حتت احلساب يسبق كأجر إذا كان التزام العمل ميتد ألكرت من أسبوعني‪.‬‬
‫‪ -‬ومنها عدم أداء األجر كل أسبوع يف غري احلالتني املنصوص عليهما يف الفقرتني أ و ب من نفس املادة‪.‬‬
‫‪ -‬ومنها عدم أداء مستحقات العامل فورا بعد انتهاء عالقة العمل بإرادة املستخدم‪ ،‬ودفعه خالل مثانية‬
‫أيام من تاريخ املطالبة به إذا كان إهناء هذه العالقة بإرادة العامل‪.‬‬

‫وتب دوا ني ة الق انون المص ري رقم ‪ 12/03‬واض حة‪ ،‬وهي إجب ار املس تخدم على منح األج ر دوري ا ح ىت‬
‫يتمكن العامل من تنظيم نفسه وحتديد كيفية الوفاء بالتزاماته‪.‬‬

‫خمالفة أحكام املادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 12/03‬وهلا صورتان مها‪:‬‬

‫‪ -‬نق ل العام ل من فئ ة العم ال ال ذين يعمل ون ش هريا إىل فئ ة من يعم ل أس بوعيا أو ب اليوم أو الس اعة أو‬
‫باإلنتاج‪ ،‬لكن بشرط عدم موافقة العامل على ذلك‪ ،‬وإذا وافق العامل فعلى املستخدم أن يقدم للعامل‬
‫مجي ع احلق وق املكتس بة حني ك ان يعم ل بالش هر‪ ،‬ف ادا خ الف ذل ك يك ون فعل ه جرمية‪ ،‬ت دخل ض من‬
‫النموذج القانوين الذي وضعته املادة ‪ 247‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -‬خمالف ة االلتزام ات املنص وص عليه ا باملادة ‪ 41‬وهي وج وب دف ع األج ر ك امال للعام ل ال ذي حض ر إىل‬
‫عمل ه‪ ،‬ووض ع نفس ه حتت تص رف املس تخدم‪ ،‬ومل يتمكن العام ل من أداء العم ل بس بب يرج ع إىل‬
‫املستخدم نفسه‪ ،‬أما إذا كان السبب قوة قاهرة فالتزام املستخدم يقتصر على دفع نصف األجر‪.‬‬

‫فإذا اخل املستخدم بذلك يرتكب اجلرمية املعاقب عليها باملادة ‪ 247‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪ -‬جرمية إل زام املس تخدم للعام ل بش راء س لع أو أغذي ة أو خ دمات يف حمالت خاص ة‪ ،‬أو مما ينتج ه ه و‬
‫شخصيا أو يقدمه من خدمات‪،‬وهو االلتزام املنصوص عليه باملادة ‪ 42‬من نفس القانون‪ ،‬والغاية جليه‬
‫وهي محاية العامل من عنصر اإلكراه الذي قد يسلطه عليه املستخدم‪.‬‬
‫‪ -‬جرمية االقتطاع جزء من أجر العامل يفوق نسبة ‪ 10‬باملائة‪ ،‬وهو االلتزام املنصوص عليه باملادة ‪ 43‬من‬
‫نفس القانون‪ ،‬بشرط أن يكون أصل الدين قرضا‪ ،‬واالقتطاع وفاء هلذا القرض أو كفائدة هلذا القرض‪.‬‬
‫‪ -‬جرمية االستقطاع أو احلجز أو قبول التنازل عن أجر العامل بسبب دين لغري املستخدم يف ذمته‪ ،‬بنسبة‬
‫تف وق ‪ 25‬باملائ ة بالنس بة لل ديون العادي ة‪ ،‬و‪ 50‬باملائ ة بالنس بة للنفق ة ‪،‬محاي ة الحق وق ال دائنني ومحاي ة‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫العام ل نفس ه‪ ،‬بإبق اء ج زء من ال دخل حتت تص رفه‪ ،‬وه و االل تزام املنص وص علي ه باملادة ‪ 44‬من نفس‬
‫الق انون‪ ،‬واملادة ‪ 76‬من القانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2000‬املتعلق بتنظيم بعض أوضاع وإجراءات التقاضي‬
‫يف مسائل األحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬جرمية ع دم إع داد س جل أو كش ف يتض من عناص ر ومف ردات األج ر‪ ،‬يوق ع علي ه العام ل عن د اس تالمه‬
‫األج ر‪ ،‬حبيث ال ت ربأ ذم ة املس تخدم إال هبذا التوقي ع يف ه ذا الس جل‪ ،‬أو على األق ل كش ف ال راتب‪ ،‬أو‬
‫التوقي ع على وص ل خ اص مع د هلذا الغ رض‪ ،‬وه و االل تزام املنص وص علي ه باملادة ‪ 45‬من الق انون رقم‬
‫‪.12/03‬‬
‫‪ -‬وأخريا جرمية عدم تسلم القصر أجورهم ومستحقاهتم بسبب العمل املؤدى وهو االلتزام املنصوص عليه‬
‫باملادة ‪ 46‬من نفس القانون‪.‬‬

‫إذا ك ان الق انون املص ري رقم ‪ 12/03‬ع اقب على اجلرائم املاس ة ب األجر مبوجب املادة ‪247‬‬
‫وح دد ص ور وح االت تل ك اجلرائم مبخالف ة االلتزام ات املنص وص عيه ا ب املواد‬
‫‪ ،37،38،40،41،43،44،45،46‬ف ان الق انون التونس ي رقم ‪ 27/1966‬املع دل بالق انون ‪29/94‬‬
‫ع اقب مبوجب الفص ل ‪ 234‬على خمالف ة أحك ام الفص ول ‪ 139‬املتعل ق ب دفع األج ر بالعمل ة الش رعية‪،‬‬
‫والفصل ‪ 140‬املتعلق بدفع األجر مرة كل أسبوع أو كل شهر أو كل ثالث ة أشهر‪ ،‬على تفصيل يف ذلك‪،‬‬
‫وفق ا للفص ول ‪ 141،142،143‬من نفس الق انون الس يما االل تزام املنص وص علي ه بالفص ل ‪ 45‬املتعل ق‬
‫بكت اب ال دفع‪ ،‬والفص الن ‪ 140‬املتعلق ان بع دم ج واز املقاص ة‪ ،‬والفص ل ‪ 150‬ال ذي مين ع املس تخدم من‬
‫اقتطاع ما يزيد عن العشر من املبالغ اليت سبقها املستخدم للعامل‪.‬‬

‫وعلى نفس النهج س ارت تش ريعات العم ل لك ل من فلس طني واألردن والك ويت والبح رين واليمن‬
‫والسعودية‪ ،‬إذ حدد كل تشريع جمموعة من االلتزامات القانونية اليت تقع على عاتق املستخدم‪،‬وقرر عقوبة‬
‫جزائية على خمالفتها‪.1‬‬

‫أما القانون اجلزائري‪ 90/11‬فقد عدد صور اجلرائم املاسة باألجر مبوجب املواد ‪.148،149،150‬‬

‫أوال‪:‬عدم تسليم األجر‬

‫هي اجلرمية املنصوص واملعاقب عليها باملادة ‪ 148‬من القانون ‪ 90/11‬وتتكون من عنصرين‪:‬‬

‫‪ . 1‬بوصنوبرة مسعود‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪332‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫العنصر األول هو قيام املستخدم بنشاط مادي يتمثل يف عدم تسليم العامل أجره خالل األجل املتفق عليه‪،‬‬
‫أو املنصوص عليه قانونا وهو اجل االستحقاق‪.‬‬

‫والعنصر الثاين هو امتناع املستخدم عن تسليم العامل قسيمة األجر املطابقة لألجر املسلم هلذا العامل‪ ،‬ومن‬
‫باب أوىل دفع اجر للعامل من غري تسليم قسيمة األجر هلذا العامل أصال‪ ،‬فكال السلوكيين يدخل ضمن‬
‫البنيان القانوين للجرائم املاسة باألجر‪ ،‬والغاية واضحة وهي متكني هيئات الرقابة من ممارسة سلطاهتا محاية‬
‫للعامل ذو املركز الضعيف يف مواجهة املستخدم‪ ،‬ومل يكتفي القانون هبذين العنصرين بل ادخل ضمن النص‬
‫الق انوين عنص ر إغف ال املس تخدم عم دا اح د عناص ر األج ر‪ ،‬مبع ىن أن املس تخدم وح ىت يتملص من العقوب ة‬
‫املق ررة مبوجب املادة ‪ 148‬يط ابق األج ر املدفوع للعام ل م ع قس يمة األج ر ال يت تس لم إلي ه إلثب ات اس تالم‬
‫األجر‪ ،‬لكن أن يتعمد إغفال عنصر أو عدة عناصر يتكون منها هذا األجر‪.1‬‬

‫من خالل هذا التحليل يتبني أن النشاط االجيايب العمد الذي يصدر عن املستخدم املتمثل يف تسليم اجر من‬
‫غري قسيمة‪ ،‬أو تسليم اجر مع قسيمة غري مطابقة هلذا األجر أو مطابقة لألجر املسلم للعامل مع تعمد إغفال‬
‫احد عناصر األجر املتغرية أو الثابتة‪ ،‬يكون العنصر األول من الركن املادي وهو الفعل االجيايب أو االمتناع‪،‬‬
‫ومها نش اطان يتحقق ان يف ه ذه اجلرائم من أي تن اقض بينهم ا‪ ،‬الن اإلخالل ب االلتزام يب دأ م ىت س لك‬
‫املس تخدم فع ل ه و دف ع األج ر‪ ،‬وه ذا نش اط اجيايب‪ ،‬لكن ينش ا نش اط س ليب حني ميتن ع عن تس ليم قس يمة‬
‫ال‪،‬‬ ‫ر أص‬ ‫األج‬
‫أو تس ليمها بش كل غ ري مط ابق لألج ر‪ ،‬أو مط ابق لألج ر م ع تعم د إغف ال عنص ر من العناص ر ال يت يتطلبه ا‬
‫القانون يف األجر‪ ،‬أو جيري االتفاق عليها بني املستخدم والعامل بواسطة عقد فردي‪ ،‬أو من خالل اتفاق‬
‫أو اتفاقية مجاعية‪ ،‬وهذا السلوك يتعارض مع قاعدة قانونية فيضر باملصلحة اخلاصة للعامل‪ ،‬واملصلحة العامة‬
‫للمجتمع‪ ،‬ومىت مت إسناد هذه األفعال إىل املستخدم طبقا ملفهوم املادة ‪ 364‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫ويتطابق هذا السلوك مع النموذج القانوين للفعل حمل التجرمي‪ ،‬بتوافر عالقة السببية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬دفع أقل من الأجر الوطني األدنى المضمون أو اإلتفاقي‬

‫‪.‬ح ددت املادة ‪ 81‬من ق انون ‪ 90/11‬عناص ر األج ر فنص ت على م ا يلي‪ .. ":‬األج ر األساس ي الن اجم عن التص نيف امله ين يف اهليئ ة‬ ‫‪1‬‬

‫املستخدمة‪ ،‬التعويضات املدفوعة حبكم أقدميه العامل أو مقابل الساعات اإلضافية‪ ،‬حبكم ظروف عمل خاصة السيما العمل التناويب والعمل‬
‫املضر واإللزامي‪ ،‬مبا فيه العمل الليلي وعالوة املنطقة‪ ،‬العالوة املرتبطة بإنتاجية العمل ونتائجه"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫هي اجلرمية املنصوص واملعاقب عليها باملادة ‪ 149‬من القانون ‪ 90/11‬وهي دفع املستخدم للعامل‬
‫أجرا يقل عن احلد الوطين األدىن املضمون‪ ،‬أو احلد األدىن احملدد يف اتفاقي ة مجاعية أو اتفاق مجاعي للعمل‪،‬‬
‫وه ذه اجلرمية من اجلرائم االجيابي ة القائم ة على ني ة العم د‪ ،‬إذ املس تخدم يعلم مبق دار احلد األدىن لألج ور‬
‫املنصوص عليه قانونا‪ ،‬حقيقة أو يفرتض علمه هبذه القاعدة اليت تبني احلد األدىن اعتمادا على مبدأ ال يعذر‬
‫أحد جبهل القانون‪ ،‬ومع ذلك يدفع أجرا يقل عن احلد األدىن‪ ،‬واحلد األدىن خيتلف من دولة إىل أخرى‪ ،‬بل‬
‫خيتلف داخل الدولة من زمن إىل زمن أخر ومىت منح العامل أجرا يقل عن هذا املبلغ اعترب السلوك فعال‬
‫يضر مبصلحة العامل ومصلحة اجملتمع‪ ،‬وبالتايل سلوك خمالف لقاعدة قانونية جزائية يعاقب كل من خالفها‪.‬‬

‫لكن جيوز أن حيدد ضمن اتفاق أو اتفاقية مجاعية مبلغ اجر شهري أو أسبوعي أو يومي أو بالساعة يزيد‬
‫على األجر الوطين األدىن املضمون‪ ،‬ورغم خمالفة هذه االتفاقية أو االتفاق للقانون‪ ،‬فانه يعترب اتفاقا صحيحا‬
‫وفق ا للم ادة ‪ 137‬من الق انون ‪ ،90/11‬الن يف ذل ك مص لحة للعام ل‪ ،‬وم ىت مت إب رام ه ذا االتف اق أو‬
‫االتفاقي ة طبق ا للق انون امتن ع على املس تخدم خمالفته ا‪ ،‬ألهنا تأخ ذ حكم الق انون‪ ،1‬وإذا وقعت خمالف ة ه ذا‬
‫االتفاق أو االتفاقية من قبل املستخدم أو من ميثله اعترب هذا السلوك نشاط مادي ميس مبصلحة العامل من‬
‫خالل استنقاص ه حلقوق ه املق ررة اتفاق ا‪ ،‬وميس باملص لحة العام ة‪ ،‬لأّن املش رع نظم كيفي ة منح األج ور‬
‫ومق دارها يف ح دود تس مح ب احرتام كرام ة العام ل‪ ،‬ومن خالل محاي ة مص لحة العام ل يتم محاي ة اجملتم ع‬
‫بتحقيق االستقرار فيه‪.2‬‬

‫لذا إذا تبث للمحكمة مبوجب احملضر الذي حرره مفتش العمل تسليم املستخدم أجرا يقل عن احلد األدىن‬
‫الوط ين املض مون‪ ،‬أو احلد األدىن ال ذي تض منته اتفاقي ة مجاعي ة أو اتف اق مجاعي والص فة املزدوج ة – عام ل‬
‫مستخدم‪ -‬قضى بتطابق هذا السلوك مع النموذج القانوين‪ ،‬وبالتايل معاقبة الفاعل وهو املستخدم مىت اسند‬
‫هذا الفعل إليه طبقا للمادة ‪ 364‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬عدم دفع األجر‬

‫ع دم دف ع األج ر عن د حل ول اج ل اس تحقاقه‪ ،‬ه و االل تزام ال ذي نص ت املادة ‪ 88‬من الق انون‬


‫‪ 90/11‬ص راحة‪ ،‬ف إذا ح ل اج ل اس تحقاق األج ر وت وافرت الص فة املزدوج ة" عام ل مس تخدم" وامتن ع‬

‫‪. 1‬املادة ‪ 127‬من قانون‪ 90/11‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ . 2‬بوصنوبرة مسعود‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.334‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املس تخدم عن أدائ ه يف اج ل اس تحقاقه‪ ،‬واثبت مفتش العم ل ه ذه املخالف ة‪ ،‬يعت رب املس تخدم مرتكب ا جلرمية‬
‫سلبية هي االمتناع عن دفع األجر خالل اجل استحقاقه‪،‬إخالال بالتزام قانوين الذي نصت عليه املادة ‪81‬‬
‫من القانون ‪.90/11‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الركن المعنوي‬

‫رغم اخلالف ال دائر يف الفق ه ح ول ال ركن املعن وي للج رائم املوص وفة بأهنا خمالف ات‪ ،‬ورغم أن‬
‫القانون الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 22/07/1992‬استبعد اشرتاط الركن املعنوي يف املخالفات حسب رأي‬
‫البعض‪ ،‬غري أن هناك رأي أخر يأخذ بضرورة توافر الركن املعنوي يف جرائم العمد واخلطأ " اجلرائم غري‬
‫العمدية" ‪،‬فهو مشرتط يف اجلنايات واجلنح وبعض املخالفات باعتبار القصد اجلنائي وفقا ملا عرفه القانون‬
‫االيط ايل مبوجب املادة ‪ 43‬ال يت نص ت على‪ ":‬تك ون اجلرمية عمدي ة حينم ا يتص ور اجلاين النت ائج اإلجرامي ة‬
‫الضارة أو اخلطورة النامجة عن فعله أو امتناعه ويريدها" وهو نفس املعىن الذي ذهب إليه قانون العقوبات‬
‫اللبناين حني نصت املادة ‪ 188‬منه على" النية –وهي إرادة ارتكاب اجلرمية على ما عرفها القانون"‪.‬‬

‫ل ذا فالق انون اجلزائ ري م ازال يأخ ذ بالنظري ة التقليدي ة ‪ ،‬حبيث يفهم القص د اجلن ائي بأّن ه‪ " :‬انص راف إرادة‬
‫اجلاين إىل ارتك اب اجلرمية م ع العلم بأركاهنا كم ا يتطلبه ا الق انون‪ ،‬وس واء ك ان قص دا حمددا أو غ ري حمدد‪،‬‬
‫قص دا بس يطا أو قص دا مش ددا‪ ،‬أو قص دا مباشرا أو غ ري مباش ر‪ ،‬فانه ميكن أن يك ون قص دا عام ا أو قص دا‬
‫خاصا‪.1‬‬

‫وعن د حتلي ل مكون ات القص د اجلن ائي يف اجلرائم املاس ة ب األجر بص ورها املختلف ة‪ ،‬ميكن االهت داء إىل ع دة‬
‫أوص اف هلذا القص د حبس ب تص وره الفع ل املادي ال ذي يق ع من الفاع ل‪ ،‬وحيدث أث را يف احملي ط‪ ،‬والع امل‬
‫اخلارجي وهو االلتزام الذي يرتبه القانون أو االتفاق يف ذمة املستخدم‪ ،‬وخيل املستخدم هبذا االلتزام تارة من‬
‫خالل نش اط م ادي اجيايب عم د‪ ،‬مث ل دف ع اج ر من غ ري تس ليم قس يمة األج ر املطابق ة لألج ر املقب وض من‬
‫العام ل‪ ،‬أو ع دم تس ليم ه ذه القس يمة أص ال‪ ،‬أو بتس ليمها مطابق ة لألج ر م ع تعم د إغف ال عنص ر أو ع دة‬
‫عناصر من األجر‪.‬‬

‫فإذا نظر إىل الفعل فهو نشاط اجيايب‪ ،‬وإذا نظر إىل نتيجة هذا النشاط فهو امتناع عن تنفيذ التزام قانوين‪،‬‬
‫وبالتايل فهو إحجام عن القيام بفعل وهو نشاط سليب‪ ،‬ويف كال الصورتني فان نية العمد تبدو أكيدة‪ ،‬وهو‬

‫‪. 1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز يف القانون اجلزائي العام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬ط‪ ،2006 ،2‬ص ‪.120‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫نفس التحليل الذي ينطبق على عدم تسليم األجر عند حلول اجل استحقاقه‪ ،‬بينما عنصر العمد يبدو بارزا‬
‫اكرت يف جرمية دفع املستخدم للعامل أجرا يقل عن احلد األدىن املنصوص عليه قانونا أو اتفاقا‪.‬‬

‫لذا وحىت تقوم هذه اجلرمية جيب أن تتوافر عناصر الركن املادي‪ ،‬وهي الفعل والضرر واإلسناد املادي‪ ،‬وإن‬
‫يتط ابق ذل ك م ع النم وذج الق انوين ال ذي رمسته القاع دة القانوني ة مبوجب املواد ‪ 148،149،151‬من‬
‫القانون ‪ ،90/11‬وإن تثبت عالقة العمل مبعىن توافر صفة العامل واملستخدم وان تتجه إرادة املستخدم إىل‬
‫املساس باألجر مع علمه بان فعله خمالف لقاعدة قانونية‪.1‬‬

‫وال يكفي ذلك بل البد من قصد خاص تتجه من خالله إرادة الفاعل‪ ،‬وهو املستخدم إىل املساس مبصلحة‬
‫العامل مع علمه ب أّن هذا الفرد عامل‪ ،‬وان القانون حيمي األجر الذي يسلم إليه‪ ،‬ومع ذلك يتعمد خمالفة‬
‫هذه االلتزامات والقوانني اليت تعاقب على ذلك مع علمه‪ ،‬مبعىن تنشأ لديه حالة ذهنية ختوله إدراك األمور‬
‫على النح و الص حيح املط ابق للواق ع‪ ،‬وهي جمم وع العناص ر الس ابقة واملعاص رة والالحق ة للفع ل اإلج رامي‪،‬‬
‫ويعلم مبوض وع احلق املعت دى علي ه‪ ،‬وه و مص لحة العام ل واجملتم ع‪ ،‬أي املص لحة العام ة واخلاص ة‪ ،‬وان ه ذا‬
‫الفعل يضر باملصلحة أو يشكل خطرا عليها ‪ ،‬ويعلم بصفته كمستخدم واملضرور له صفة العامل‪ ،‬وتوقعه‬
‫بأّن أفعاله هذه ماسة باألجر ويتعمد القيام بذلك‪.2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التزامات المستخدم اإلدارية‬


‫يرتب على املستخدم عند توظيفه لعمال واالتفاق على دفع اجر معلوم هلم‪ ،‬قيام مسؤوليته للقيام‬
‫بااللتزام ات عدي دة خترج عن نط اق عالق ة الض يقة ال يت ترب ط العام ل واملس تخدم للتس ع ال دائرة لتش مل‬
‫التزام ات اجتاه ك ل من هيئ ة الض مان االجتم اعي(املطلب األول)‪ ،‬و التزام ات اجتاه هيئ ة الض رائب( املطلب‬
‫الثاين)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬التزامات المستخدم اتجاه هيئة الضمان االجتماعي‬

‫إن املبدأ الرئيسي لتمويل الصندوق الوطين للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء باجلزائر يتم عن‬
‫ّ‬
‫طري ق االش رتاكات العمالي ة‪ ،‬ال ذي يعت رب نظ ام أص يل خ اص قاعدته ه و أجور العم ال‪ ،‬باإلض افة إىل مبالغ‬

‫‪ . 1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.124-123‬‬


‫‪ . 2‬بوصنوبرة مسعود‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.336‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الغرامات املالية اليت تفرضها هيئة الضمان االجتماعي على املخالفني لألحكام التشريعية والتّنظيميّة املتعلقة‬
‫بالضمان االجتماعي‪.‬‬

‫إن تقنية االشرتاكات مستمدة يف األساس من نظام التعاضديات فهي مؤسسة على اقتطاع مايل من‬
‫ّ‬
‫أجر العامل ليحول لضمان تغطية األخطار اليت أراد املعنيني احلماية منها‪ .‬أن حتول نظام التعاضديات إىل‬
‫نظام الضمان االجتماعي مل مينع يف االعتماد على تقنية االشرتاكات اليت تقتطع من أجور العمال كأساس‬
‫لتمويل الصندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬بل األكثر من ذلك فرض على أرباب العمل املسامهة أيضا يف هذا‬
‫التموي ل‪ ،‬رغم أهنم ال يس تفيدون بص فة مباش رة من اخلدمات ال يت تق دمها الص ناديق‪ ،1‬فاالش رتاكات نظ را‬
‫لطابعه ا الالئحي ال تقتط ع من األج ري فق ط ب ل إن أرب اب العم ل يس امهون بقس ط من م دا خي ل نش اطهم‬
‫يف متويل الصندوق‪ ،‬بل إّن املشرع فرض على رب العمل التصريح هبذه االشرتاكات املقتطعة من أجر وعليه‬
‫تقع االلتزامات املتعلقة بالتامني لدى الصندوق على عاتق املستخدم وحده باعتباره املكلف‪ 2‬ضمن عالقة‬
‫ذات طبيعة خاصة بني كل من الصندوق والمستخدم "املكلف"يف جمال الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫يعترب املستخدم مكلف يف مفهوم الضمان االجتماعي كل شخص طبيعي أو معنوي يشغل عامال‬
‫واحدا أو عدة عمال مهما كانت طبيعتهم القانونية‪ ،‬أو مدة وشكل عالقة العمل‪ .‬ويشمل هذا التعريف‬
‫مجي ع األش خاص الطبيعي ة مهم ا ك ان ن وع نش اطها‪ ،‬واألش خاص املعنوي ة مهم ا ك انت طبيعته ا ( مؤسس ة‬
‫عامة‪ ،‬إدارية ‪ ،‬جتارية ‪ ،‬حرفية‪)....‬ومهما كانت جنسيتها وطنية أو أجنبية‪ ،‬ويدخل يف هذا اإلطار حىت‬
‫الفنانون وأصحاب احلرف‪ ،‬وحراس املواقف و الصيادون‪ ،‬ومحال األمتعة وغريهم‪.3‬‬

‫كما حددت املادة ‪ 04‬من قانون ‪ 83/14‬الشبيهني باملستخدمني الذين قد يشغلون أشخاصا ملصلحتهم‬
‫اخلاصة مقابل اجر كعمال املنازل واملنظفات واملربيات‪.4‬‬

‫‪ .‬يستفيد أرب اب العم ل من ختفيضات ض ريبية مقابل االشرتاكات اليت يصرحون هبا لدى صناديق الضمان االجتم اعي عند التصريح ب رقم‬ ‫‪1‬‬

‫األعمال املسجل لدى مصاحل الضرائب‪.‬‬


‫‪.‬نص املش رع يف املادة ‪ 02‬يف ق انون ‪ 83/14‬وملتعل ق بالتزام ات املكلفني يف جمال الض مان االجتم اعي‪ ،‬إنّ مفه وم التكلي ف يف ص لب ه ذا‬ ‫‪2‬‬

‫القانون يقصد به جمموع االلتزامات اليت تقع على املستخدمني واملستفيدين من الضمان االجتماعي‪ .‬الصادر يف ‪ ،02/07/1983‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‬
‫رقم ‪ 28‬املعدل واملتمم مبوجب قوانني املالية والقانون رقم ‪.04/017‬‬
‫‪ . 3‬املادة ‪ 03‬من قانون ‪ 83/14‬املعدل واملتمم‬
‫‪.‬لقد حدد املرسوم رقم ‪ 85/33‬املؤرخ يف ‪.09/02/1985‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬رقم ‪ 09/1985‬املعدل واملتمم قائمة العمال امللحقني باألجراء‬ ‫‪4‬‬

‫حيت عدلت القائمة اكرت من مرة جمسدة توسع املشرع يف مفهوم املستخدم واألجري على السواء وذلك العتبارات اقتصادية واجتماعية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إن املستخدم الذي يشغل الغري تقع على عاتقه جمموعة من التزامات‪ ،‬جتد مصدرها هذه األخرية من عالقة‬
‫عمل اليت تربطهما‪ ،‬حىت ولو كان املستخدم ال ميلك أو حيوز سجال جتاريا أو تصرحيا مبمارسة النشاط‪،‬‬
‫وهو املخاطب بنصوص هذا القانون والذي يقع عليه االلتزام بدفع االشرتاكات‪،‬وينشا هذا االلتزام مبوجب‬
‫التصريح اإلرادي للمستخدم بالعمال وفرتة العمل‪ ،‬واألجر الذي يدفعه وهي جمموعة االلتزامات اإلرادية‬
‫تقع على املستخدم املكلف واليت حددها القانون مما جيعلها التزامات ذات طابع تنظيمي أو الئحي‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬االلتزامات السابقة لدفع االشتراكات‬


‫قبل التزام املكلف‪ -‬املستخدم‪ -‬بدفع االشرتاكات اليت تقتطع من األجر‪ ،‬بالتزام بالقيام مبختلف‬
‫التصرحيات وهي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬التصريح بالنشاط والعمال‪ :‬تنقسم التصرحيات اليت يلتزم املستخدم بأدائها إىل‪:‬‬

‫‪ .1‬التصريح بالنشاط‪:‬‬

‫إن املستخدم ملزم بالتصريح بنشاطه لدى الصندوق الوطين للضمان االجتماعي خالل ‪ 10‬أيام تلي بداية‬
‫عمله‪ ،‬فهذا التصريح هو مبثابة قيام املكلف باإلعالن عن مزاولته نشاط مأجور أو تشغيل الغري لدى هيئة‬
‫الضمان االجتماعي املختصة إقليميا خالل ‪ 10‬أيام من بداية النشاط أو تشغيل الغري‪.1‬‬

‫ولكن ماذا يقصد ببداية النشاط في مفهوم القانون المتعلق بالتأمينات االجتماعية للعمال األجراء؟‬

‫يقصد به بداية توظيف املستخدم ألول أجري‪ ،‬ذلك أن القانون رقم ‪ 83/14‬صدر يف املرحلة اليت كان‬
‫فيها الصندوق الوطين للضمان االجتماعي يضم املستخدمني الذين يشغلون إجراء واملستخدمني الذين ال‬
‫يشغلون أي أجري حيت كان انتساهبم يتم لدى نفس الصندوق لكن بشروط خمتلفة إىل أن مت الفصل الفئة‬
‫الثانية وختصيصها بنظام خاص يدعى بالصندوق الوطين للتأمينات االجتماعية للعمال غري األجراء‪ .2‬وبالتايل‬
‫فإّن نص املادة ‪ 06‬خيص كال الفئتني‪ ،‬ورغم أن نص القانون ‪ 83/14‬تعرض للتعديل أك ثر من مرة إال أنّه‬
‫مل يتم تعديل هذه املادة مبا يسمح بالفصل بني هذين النظامني املختلفني متاما‪ ،‬ذلك أن بداية النشاط هلا أثار‬

‫‪ . 1‬راجع نص املادة ‪ 6‬من قانون ‪ 83/14‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪.‬تأسست وانفصلت عن الصندوق الوطين للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 93/119‬املؤرخ يف ‪-15‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ، 1993-05‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬رقم ‪ 33‬واملتعلق بتنظيم الصندوق الوطين للتأمينات االجتماعية للعمال غري األجراء‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫فيما يتعلق مبدة سريان احلقوق وااللتزامات بالنسبة للمستخدم‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتطبيق العقوبات يف حالة‬
‫خمالفة التشريع والتنظيمات املتعلقة بالتصريح‪.‬‬

‫فال يعترب مستخدما حىت ولو كان ميارس نشاطا ملصلحته اخلاصة ما مل يشغل عامل واحدا على األقل‪ ،‬ويبدأ‬
‫التزام املستخدم من اليوم الذي يشغل فيه األجري األول ب أن يلزم بالتصريح بنشاطه مهما كانت طبيعته‬
‫لدى الصندوق بغرض تامني األجري أو األجراء املشغلني‪.‬‬

‫ف االلتزام متعل ق اك رت بتش غيل األج راء ال مبمارس ة النش اط ال ذي يعت رب حمل ال تزام ل دى الص ندوق الوط ين‬
‫للتأمينات االجتماعية لغري األجراء‪ ،‬فالتصريح بالنشاط ليس الغرض منه توفري احلماية االجتماعية للمستخدم‬
‫أو توفري ضمانات للنشاط املصرح به‪ّ ،‬إنما هو وسيلة للتعريف باملستخدم الذي سيؤمن اإلجراء‪.‬‬

‫ويقدم املستخدم هلذا الغرض طلبا لالنتساب للحصول على ترقيم تعريفي خاص به إىل الصندوق ابتداءً من‬
‫اليوم الذي شغل فيه األجري األول‪ ،‬بعد مال استمارة ميضي ويصادق عليها تضم املعلومات اخلاصة بنشاطه‬
‫رفق ة الوث ائق التبوتي ة‪ ،1‬ويتم ه ذا التص ريح م رة واح دة فق ط بالنس بة للمس تخدم‪ 2‬بينم ا يبقى على عاتق ه‬
‫التص ريح بالعم ال اجلدد‪ ،‬فيل تزم هلذا الغ رض بتق دمي مل ف الت امني لألج ري‪ ،‬أو األج راء املش غلني بع د ملئ‬
‫استمارة خاصة تضم املعلومات الشخصية لألجري والوثائق التبوتية وهو االلتزام الثاين للمستخدم‪.‬‬

‫‪ .2‬التصريح بالعمال‪:‬‬

‫وهو التزام رئيسي يسمح بإدخال األجري املصرح به يف منظومة التأمينات االجتماعية واالستفادة‬
‫من احلماي ة املق ررة‪ ،‬حيت يعت رب ه ذا االل تزام اهلدف األساس ي من التص ريح بالنش اط‪ ،‬فال ميكن لألج ري أن‬
‫ي ؤمن ل دى الص ندوق م ا مل يثبت تش غيله ل دى مس تخدم‪ ،‬ب ل أن األج ري ميكن أن ي ؤمن ل دى اك رت من‬
‫مس تخدم‪ ،‬حس ب نص املادة ‪ 8‬من ق انون ‪ 83/14‬ال يت أراد هبا املش رع التعري ف ب األجري ال ذي يل زم‬
‫التصريح به وتأمينه لدى الصندوق بأنه كل شخص مهما كانت جنسيته ميارس باجلزائر عمال مأجورا أو‬
‫شبيها ومهما كانت طبيعة األجر املتحصل عليه أو نوع وطبيعة عقد العمل‪.‬‬

‫‪.‬تسمى وثيقة التصريح بالنشاط اختصارا ‪ ،IM3‬متال وتقدم رفقة الوثائق الضرورية من أمهها وثيقة تبني طبيعة النشاط املمارس كالسجل‬ ‫‪1‬‬

‫التجاري أو قرار االعتماد أو رخصة ممارسة النشاط‪.‬‬


‫‪.‬لكن هذا ال مينع أن يكون لنفس املستخدم أك ثر من ترقيم لدى هيئات الضمان االجتماعي إذا كان ميارس عدة نشاطات منفصلة ( بناء‬ ‫‪2‬‬

‫مقهى) حيت يسجل كل نشاط برتقيم خاص مادام يشغل عامال أو اكرت يف كل نشاط‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫فاملادة ‪ 08‬ج اءت كتط بيق لنص املادة ‪ 02‬من ق انون العم ل من أن نتيج ة االع رتاف بص فة األج ري هي‬
‫ضرورة التامني لدى الصندوق الوطين للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‪ ،‬فالشرط األساسي الذي جيب‬
‫توفره يف العامل حىت يوصف باألجري هو ضرورة وضع األجري نفسه حتت تصرف شخص أخر لتقدمي عمل‬
‫ملصلحة هذا الشخص يدعى املستخدم‪ ،‬ومقابل اجر مهما كانت كيفية تسديده‪ ،‬أي خضوع العامل األجري‬
‫ألوامر املستخدم أو ما يسمى بالتبعية القانونية‪ ،‬وقد توسع املشرع يف مفهوم األجري من خالل تنظيم عالقة‬
‫العمل اليت تثبت بأي وسيلة كانت‪ ،‬وأّن مفهوم األجري مل يعد قاصرا فقط على العامل اليومي مع االختالف‬

‫يف طبيعة االداءات اليت يستفيد منها كل فئة‪.1‬‬

‫وحيدد القانون أجال التصريح املكلف باألجري يف ظرف ‪ 10‬أيام اليت تلي توظيفه‪ ،‬مبأل استمارة خاصة‬
‫رفقة الوثائق الضرورية خاصة منها شهادة امليالد األصلية لتمكني الصندوق من تسجيل األجري وحصوله‬
‫على رقم تامني وطين تابت ميكنه من االستفادة من اداءات الضمان االجتماعي له ولذوي حقوقه‪.‬‬

‫‪ .1.1‬التصريح بالعمال الخاضعين للبطالة بسبب الظروف المناخيةـ‪:‬‬

‫إذ يتعل ق ه ذا االل تزام بت أمني رب العم ل للعم ال ال ذين ق د يتعرض ون البطال ة الناجتة عن الظ روف‬
‫املناخية والطبيعية‪ ،‬فهو تامني خاص يقوم به رب العمل لتأمني عمال البناء واألشغال العمومية والري‪ ،‬الذين‬
‫يعملون يف الورشات خالل ‪ 48‬ساعة من التوقف عن العمل بسبب تلك الظروف‪ ،‬طبقا لألمر ‪01-97‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 11/10/1997‬املتعلق بتأسيس تعويض البطالة النامجة عن سوء األحوال اجلوية لعمال قطاعات‬
‫البناء واألشغال العمومية‪.‬‬

‫‪ 2.1‬االنتساب التلقائي‪:‬‬

‫نظرا لكون األجري هو أساس نظام التأمينات االجتماعية أجاز املشرع هليئة الضمان االجتماعي أن‬
‫تقوم بعملية االنتساب التلقائي لألجري يف حالة عدم قيام صاحب العمل بالتزامه وهذا بناء على طلب العامل‬
‫أو كل ذي مصلحة ممثال يف ذوي احلقوق أو أي شخص أخر‪ ،‬أو بناءا على تدخل نقابة عمالية أو مبوجب‬
‫تقرير عون املراقبة املكلف‪ ،2‬هذه املبادرة يقوم هبا عون من أعوان هيئة الضمان للقيام بالتحريات الالزمة‬
‫‪.‬حدد املشرع قائمة العمال الشبيهني مبوجب املرسوم رقم ‪ 85/33‬الصادر يف ‪،09/02/1985‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪ 09‬املعدل واملتمم مبوجب‬ ‫‪1‬‬

‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 92/274‬الصادر يف ‪ ،06/07/1992‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬رقم ‪.52‬‬


‫‪. 2‬املادة ‪ 12‬من قانون‪ 83/14‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إلثبات عالقة العمل ومن مت تامني األجري‪ .‬ويرتتب عن عدم تقدمي صاحب العمل طلب انتساب العامل لديه‬
‫يف املدة احملددة غرامة تأخري تقدر ب ‪ 500‬دج عن كل عامل ‪,‬إضافة ذلك زيادة تأخري بنسبة ‪% 20‬عن‬
‫كل شهر‪.1‬‬

‫ثانيا‪:‬التصريح باألجور‬

‫وهو االلتزام الثالث لرب العمل اجتاه هيئة الضمان االجتماعي‪ ،‬الذي يلتزم من خالله يف هناية كل‬
‫فرتة ثالثية أو شهرية حسب عدد العمال‪ ،‬بالتصريح باالشرتاكات اخلاصة بالعمال املشغلني لدى املستخدم‬
‫يف الفرتة املعينة‪.‬‬

‫‪ .1‬التصريح الشهري أو الفصلي‬

‫فيجب عليه القيام بالتصريح الشهري بالعمال‪ ،‬إذا كان يشغل عماال اكرت من عشرة (‪ ،)10‬ويتم‬
‫التص ريح الش هري خالل ثالثني(‪ )30‬يوم ا ال يت تلي الش هر‪ ،‬وه ذا م ا نص ت علي ه املادة ‪ 3 ،21/1‬من‬
‫القانون رقم ‪ 83/14‬املتعلق بالتزامات املكلفني يف جمال الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫أو يقوم صاحب العمل املكلف بالتصريح الفصلي إذا كان يشغل اقل من عشرة عمال‪ ،‬أي من عامل واحد‬
‫(‪ )1‬إىل تسعة(‪ )9‬عمال‪ ،‬ويتم التصريح الفصلي خالل ثالثني(‪ )30‬يوما اليت تلي الفصل‪.‬‬

‫ويتم هذا التصريح كامال مبأل استمارة خاصة معدة من طرف مصاحل الصندوق تسمى التصريح‬
‫باألجور " ‪ "DAC‬إن هذه الوثيقة ال يتم ذكر أمساء العمال وفرتة تشغيلهم وتاريخ دخوهلم وخروجهم‬
‫من العمل بل يتم فقط ذكر وع اء االشرتاك املعتمد حلس اب االقتطاع ات والنس بة احملددة (واليت هي مبالغ‬
‫األج ور اخلاض عة لالش رتاك)وقيم ة االش رتاكات( وه و املبل غ ال واجب دفع ه يف الف رتة املص رح هبا) وع دد‬
‫العم ال املعن يني‪ ،‬مت على املس تخدم تس ديد قيم ة االش رتاكات املثبت ة مبوجب التص ريح ال ذي يعت رب اع رتاف‬
‫صريح من املستخدم بأحقية الصندوق هبذا املبلغ‪.‬‬

‫‪ .2‬التصريح السنوي‪:‬‬

‫كما يستلزم على صاحب العمل أن يقدم هليئة الضمان االجتماعي خالل ثالثني يوما تلي هناية كل سنة‬
‫مدني ة كش فا امسيا ب األجور واألج راء ويطل ق على ه ذه الوثيق ة ب ‪ ،" » LA DAS‬حبيث ي بني من‬

‫‪. 1‬املادة ‪ 13‬من القانون ‪ 83/14‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫خالهلا األج ور املتقاض اة من أول ي وم عم ل إىل أخ ر ي وم عم ل من الس نة لك ل عام ل‪ ،‬ومبل غ االش رتاكات‬
‫املس تحقة على ك ل عام ل‪ ،‬وي ذكر رب العم ل يف ه ذه الوثيق ة أيض ا اس م ك ل عام ل ورقم ه للض مان‬
‫االجتماعي وتاريخ دخوله‪.‬‬

‫وبالتايل يلتزم املستخدم بالتصريح يف هناية كل سنة وابتداء من ‪ 01‬جانفي للسنة املوالية بتقدمي ملصلحة‬
‫الضمان االجتماعي تصرحيا امسيا سنويا يقدم يف قرص ممغنط والذي به ملف التصريح وملف األجور ووثيقة‬
‫االستالم ‪ bordereau de dépôt‬من ثالث نسخ هبا رقم املستخدم وامسه وعنوانه ونشاطه‪ .‬كما أن‬
‫هذا التصريح ال يكون حمل تسديد أي مبلغ إال فيما يتعلق بتطبيق غرامات التأخري يف حال جتاوزت مدة‬
‫التصريح احملددة بثالثون يوما من شهر جانفي‪.‬‬

‫ويق وم األع وان املكلف ون يف ه ذه املص لحة بعملي ة املراقب ة للكش ف الس نوي لألج ر واألج راء‬
‫‪ " » LA DAS‬ففي حال ة تط ابق املعطي ات املوج ودة على املل ف م ع تل ك املعلوم ات املوج ودة على‬
‫املطبوع ة ‪ bordereau de dépôt‬فإنّه متنح لص احب العم ل نس خة من املطبوع ة ممض اة وحتم ل ختم‬
‫املصلحة‪ ،‬أمّا يف حالة عدم تواجد تطابق فانه يطلب من صاحب العمل أن يعيد تصحيح األخطاء الواردة‬
‫وال يتم قبول ملفه إال بعد تصحيحه‪.‬‬

‫‪ .3‬أهمية التصريح باألجور‪:‬‬

‫حيت ل التص ريح ب األجور‪ ،‬خاص ة التص ريح الس نوي‪ ،‬أمهي ة خاص ة يف اجملال العملي من حيت ض مان‬
‫مصلحيت هيئة الضمان االجتماعي واملؤمنني اجتماعيا‪.‬‬

‫حماية مصلحة المؤمن اجتماعيا‪:‬‬

‫تظهر محاية مصاحل املؤمنني اجتماعيا‪ ،‬يف التصريح السنوي‪ ،‬يف التايل‪:‬‬

‫أّنه يعترب مرجعا أساسيا أتناء حساب معاشات العمال‪.‬‬

‫أّنه حيمي العمال من جتاوزات أرباب العمل‪ ،‬يف عدم التصريح هبم‪ ،‬يف التصرحيات الشهرية أو الفصلية‪.‬‬

‫حماية مصالح هيئة الضمان االجتماعي‪:‬‬

‫وتبدو محاية مصاحل هيئة الضمان االجتماعي يف التصريح الشهري او الفصلي والسنوي يف النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬والغرض منه حتديد بدقة حقوق األجراء يف االستفادة من اداءات الضمان االجتماعي واملتعلقة مبدة عم ل‬
‫األجري واألجر املصرح به خاصة بالنسبة للمنح العائلية؛‬

‫‪ -‬متكني هيئات الضمان االجتماعي‪ ،‬من وضع الفاتورة اخلاصة‪ ،‬اليت حتدد فيها مستحقاهتا؛‬

‫‪ -‬متكني هيئات الضمان االجتماعي‪ ،‬من وضع الفاتورة اخلاصة‪ ،‬اليت جتدد فيها مستحقاهتا؛‬

‫‪ -‬أّنه األساس حلساب وضبط ومراقبة التصرحيات الشهرية أو الفصلية لألجور واالشرتاكات؛‬

‫‪ -‬أّنه يعترب مرجعا لفتح احلقوق‪ ،‬يف جمال الضمان االجتماعي لالستفادة من االداءات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دفع االشتراكات‬

‫وتنقسم االشرتاكات يف جمال الضمان االجتماعي إىل صنفني رئيسني‪ :‬االشرتاكات املتعلقة بالعمال‬
‫األج راء واالش رتاكات املتعلق ة بالعم ال الش بيهني ( الفئ ات اخلاص ة)‪ ،‬حيت حيدد ك ل ص نف نس بة‬
‫االشرتاكات وقاعدة حساب هذه النسبة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االشتراكات المتعلقة بالعمال األجراء‬

‫وهي الن وع األهم لكوهنا تغطي اك رب فئ ة من املؤم نني وبالت ايل فهي متث ل النّس بة األك رب من حيت‬
‫التحصيل‪ ،‬وأساس احتساب اشرتاكات هذه الفئة هو األجر‪ ،‬لكن ليس كل األجر بل قسط منه يدعى وعاء‬
‫االشرتاك‪ ،‬فيحدد االشرتاك بتطبيق معيارين‪ّ :‬النسبة ووعاء االشرتاك‪.‬‬

‫‪ .1‬األجر كوعاء لالشتراك‪:‬‬


‫يتكون وعاء االشرتاك من أجر العمل اخلاضع لالشرتاكات الضمان االجتماعي‪ ،‬وهذا األجر كما‬
‫س بق اإلش ارة إلي ه خيض ع في تق ديره إىل االتف اق احلاص ل بني ص احب العم ل والعام ل أو خيض ع لالتفاقي ة‬
‫اجلماعية لكل قطاع نشاط حسب املنصب الذي يشغله العامل والذي هو حمل عقد العمل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫هو مبلغ الدخل اخلاضع للضريبة على الدخل اإلمجايل‪ ،‬يعترب احلد األدىن هلذا املبلغ هو املبلغ السنوي لألجر‬
‫الوط ين األدىن املض مون‪ ،1‬أمّا احلد األقص ى فه و مثاني ة أض عاف (‪ )08‬املبل غ الس نوي لألج ر الوط ين األدىن‬
‫املضمون‪.‬‬

‫كم ا أنّ اس تحقاق االش رتاكات مرتب ط باس تحقاق األج ر أي مقاب ل العم ل‪ ،‬ف إذا ك ان العام ل يف عطل ة‬
‫مرض ية‪ ،‬مما ي ؤدي إىل ختفيض أج ره‪ ،‬ك انت االش رتاكات منخفض ة‪ ،‬أم ا إذا ك ان يف عطل ة دون اج ر فهن ا‬
‫‪2‬‬
‫غياب األجر يعين غياب االشرتاك‬

‫ليس كل عناصر األجر معنية باالقتطاع لتغطية اشرتاكات الضمان االجتماعي‪ ،‬بل حدد املشرع العناصر‬
‫اخلاض عة لالقتط اع‪ ،‬وحيدد وع اء االش رتاك مفهوم ا خاص ا لألج ر يف جمال الض مان االجتم اعي خيتل ف عن‬
‫مفهومه يف قانون العمل‪ ،‬ذلك أن وعاء االشرتاك ال يضم كل عناصر األجر‪.3‬‬

‫وق د اص در املش رع املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 95/01‬املتعل ق بتحدي د وع اء االش رتاك ال ذي يعتم د ل دفع‬
‫االشرتاكات وحساب التعويضات‪ ،4‬حيت نصت املادة األوىل منه على أن‪ " :‬وعاء االشرتاك يؤسس على‬
‫جمموع ة عناص ر األج ر وم دا خي ل ن اتج العم ل‪ ،‬باس تثناء االداءات ذات الط ابع الع ائلي واملنح ذات الط ابع‬
‫التعويضي واملنح ذات الطابع االستثنائي واملتعلقة بشروط العمل‪ ،‬وأضافت املادة ‪ 03‬من نفس املرسوم أن‬
‫األجر املؤسس لوعاء االشرتاك هي اجر املنصب الذي نعين به األجر املطابق للعمل الفعلي‪.5‬‬

‫وعليه فإّن وعاء االشرتاك مؤسس أوال على اجر املنصب لألجري املؤمن‪ ،‬وأجر املنصب حسب املادة السابقة‬
‫يضم عدة عناصر غري حمددة لكن املشرع حدد طبيعتها بأهنا تلك العناصر من األجر اليت هلا عالقة بنشاط‬
‫األجري وبإنتاجيته‪.‬‬

‫‪ .‬إذا كان األجر اخلاضع القتطاع االشرتاك اقل من األجر الوطين األدىن فان مصلحة االشرتاكات حتيل امللف إىل مصلحة مراقبة أصحاب‬ ‫‪1‬‬

‫العم ل ملراقب ة األج ور املص رح هبا من ط رف رب العم ل‪ ،‬من خالل االطالع على وث ائق احملاس بة ل رب العم ل ومن خالل قي ام املراقب بزي ارة‬
‫مكان العمل وقيامه باستجواب العمال والتحقق من األجر الذين يتقاضونه‪.‬‬

‫‪. 2‬رمضان مجال كامل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫‪ . 3‬العناصر األجر اليت تطرقنا إليها بالتفصيل يف الباب األول عند دراسة مكونات األجر‪.‬‬
‫‪. 4‬املرسوم التنفيذي ‪ 01-95‬املؤرخ يف ‪ ،1995-01-21‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج رقم ‪.05/1995‬‬
‫‪. 5‬بشري هديف ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أن املشرع مل حيدد العناصر اخلاضعة لوعاء االشرتاك وذلك متاشيا أن األطراف عالقة العمل يف ظل‬
‫كما ّ‬
‫قانون ‪ 90/11‬أصبح هلم كامل احلرية التفاوض لتحديد العناصر املكونة لألجر‪ ،‬وبالتايل فليس هناك حدود‬
‫قصوى لألجر مما يعين عدم وجود حدود لعناصر األجر اليت تدخل يف وعاء االشرتاك ‪.‬‬

‫لكن رغم ذلك فقد حدد املشرع العناصر اليت ال ختضع لالقتطاع من وعاء االشرتاك مبوجب املرسوم رقم‬
‫‪ ،1 208/96‬وبالت ايل فك ل عنص ر مل ي ذكر يف ه ذا املرس وم معن اه ان ه خاض ع لالش رتاك‪ .‬كم ا أك د ه ذا‬
‫املرسوم إن عناصر األجر اخلاضعة لالشرتاك غري حمددة على سبيل احلصر وإمنا فقط على سبيل املثال بتحديد‬
‫طبيعتها فقط‪.‬‬

‫ورغم مبدأ حرية األجور فان املستخدم مقيد من ناحية حتديد عناصر الواجبة التصريح هبا يف وعاء االش رتاك‬
‫(كمنح ة املنطق ة بالنس بة لس كان اجلن وب) ومقي د من جه ة أخ رى بض رورة اح رتام احلد األدىن لألج ور‬
‫املصرح به يف وعاء االشرتاك‪ ،‬وهو متعلق أساسا بتشريع العمل مما يدل على أن تشريع الضمان االجتماعي‬
‫هو تطبيق للقانون االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .2‬نسبة االشتراك‪:‬‬

‫بالنسبة‬
‫إن االلتزام املتعلق بالتصريح باالشرتاك ال يتوقف عند حتديد وعاء االشرتاك والتصريح به ّ‬
‫ّ‬
‫للمستخدم‪ ،‬إنّما ال بد إن يستكمل بتسديد مبلغ االشرتاكات املستحقة يف اآلجال احملددة‪ ،‬ويعترب اشرتاك‬
‫أرباب العمل يف متويل صندوق الضمان االجتماعي قرينة على مسؤوليتهم االجتماعية اجتاه الضمان املايل‬
‫للعم ال‪ ،‬وتق در حالي ا نس بة االش رتاكات ب ‪ % 35‬من وع اء االش رتاك‪ ،‬حيت يل زم املس تخدم وح ده‬
‫بتسديدها حتت طائلة العقوبات‪ ،‬رغم انه يتحملها األجري ورب العمل معا وهي نسبة عامة وموحدة بالنسبة‬
‫جلميع اإلجراء وجلميع قطاعات النشاط خاص أو عام‪.‬‬

‫فقد حدد املشرع جمموع االقتطاع ‪ 34.50‬تتوزع كما يلي‪ :‬نسبة ‪ % 25‬من وعاء االشرتاك على عاتق‬
‫املستخدم‪ ،‬ونسبة ‪ 9%‬من وعاء االشرتاك ختصم من راتب األجري‪ ،‬وال جيوز أن يعرتض عن اقتطاع هده‬
‫النس بة من أج ره‪ ،‬كم ا أهنا ال ميكن ب آي ح ال من األح وال أن تك ون حمل مفاوض ات بني األج ري‬
‫واملستخدم‪.2‬‬

‫‪ . 1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 96/208‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫كما يض اف لنسبة االش رتاك املق درة ب ‪% 34.5‬بالنسبة لقطاع البناء واألشغال العمومية والري نسب‬
‫نص عليها املرسوم التنفيذي رقم ‪ 97/46‬وهي كما يلي‪:‬‬

‫فنص ت املادة األوىل من املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 97/46‬على أن ه‪ ":‬عمال بأحك ام املادة ‪ 52‬مك رر ‪ 2‬من‬
‫الق انون ‪ 90/11‬املؤرخ يف ‪ 21/04/1990‬املع دل واملتمم‪ ،‬أحك ام املادة ‪ 13‬من األم ر رقم‪97/01‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 11‬ين اير ‪ 1997‬واملذكورين أعاله‪ ،‬حيدد ه ذا املرس وم نس ب االش رتاكات الواجب ة ال دفع إىل‬
‫الصندوق الوطين لتعويض العطل املدفوعة األجر و البطالة النامجة عن سوء األحوال اجلوية يف قطاعات البناء‬
‫واألشغال العمومية والري‪ ،‬بعنوان العطل املدفوعة األجر والبطالة النامجة عن سوء األحوال اجلوية"‪.1‬‬

‫فتحدد نسبة االشرتاك يف العطل املدفوعة األجر مبقدار ‪ %12.21‬وحتسب على أساس وعاء اشرتاكات‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬ويتحمل صاحب العمل وحده هذا االشرتاك‪ ،‬وهذا وفقا ملا نصت عليه املادة ‪ 2‬من‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 97/46‬السالف الذكر‪.12‬‬

‫ونصت املادة ‪ 03‬من نفس املرسوم على انه حتدد نسبة االشرتاك يف البطالة النامجة عن سوء األحوال اجلوية‬
‫مبقدار ‪% 0.75‬على أساس وعاء االشرتاكات الضمان االجتماعي وتوزع كما يلي‪:‬‬

‫‪% 0.375‬من حصة صاحب العمل‬

‫‪% 0.375‬من حصة العمال‬

‫إال أنّ نسبة االشرتاكات اخلاصة بالعمال األجراء ثابتة وال تعكس الفروقات االقتصادية ومستوى األجور‬
‫يف ك ل فئ ة من النش اط االقتص ادي‪ ،‬فالنس بة العام ة لالش رتاكات تطب ق على مجي ع األج ور يف ح دود احلد‬
‫األدىن لألجر الوطين املضمون‪ .‬وكان على املشرع أن يستغل تطور اليد العاملة يف اجلزائر خاصة األجنبية‬
‫منه ا من أج ل املس امهة من جه ة يف حتس ني م رد ودي ة االش رتاكات خاص ة ب النظر الرتف اع أج ور العم ال‬
‫األجانب وعمال الشركات األجنبية‪ ،‬ومن جهة أخرى ختفيف العبء عن ذوي الدخل الضعيف‪ ،‬خبلق نوع‬
‫من الت وازن بني االش رتاكات يف القط اع اخلاص غ ري االقتص ادي أدت بكث ري من املعن يني يف ه ذه الفئ ة إىل‬
‫الته رب وع دم التص ريح س واء الكلي أو اجلزئي بالعم ال األج راء وال يت ق درت نس بته العام ة ‪ %14‬س نة‬

‫‪ .‬املادة األوىل من املرس وم التنفي ذي رقم ‪ ،236-15‬املتعل ق بتحدي د توزي ع نس بة االش رتاك يف الض مان االجتم اعي‪ ،‬ال ذي يع دل املرس وم‬ ‫‪2‬‬

‫التنفيذي يقم ‪ 187-94‬املؤرخ يف ‪ 6‬يويليو سنة ‪ ، 1994‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬ع ‪ ،49‬املؤرخة يف ‪ 16‬سبتمرب ‪.2015‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2009‬يف قطاع النشاطات الصغرية واملتوسطة ويف القطاع اخلاص وعليه ف إّن معاجلة هذه الظاهرة تنطلق‬
‫من إعادة النظر يف نسبة االشرتاكات بني فئات العمال األجراء‪.‬‬

‫تخفض نسبة االشتراك‪:‬‬

‫إن املش رع اجلزائ ري مبوجب الق انون رقم ‪ 06/021‬املؤرخ يف ‪.11/12/2006‬جري دة رمسية‬
‫ّ‬
‫رقم ‪ 06‬واملتعل ق بالت دابري التش جيعية ل دعم وترقي ة الش غل حيت يه دف املش رع من خالل ه ذا الق انون‬
‫حس ب مادت ه األوىل‪" :‬إىل وض ع ت دابري تش جيعية عن طري ق ختفي ف األعب اء االجتماعي ة ال يت يتحمله ا‬
‫املستخدمون‪ ،‬باإلضافة إىل حتديد كل أشكال املساعدة‪ ،‬وحددت املادة ‪ 04‬من القانون شروط االستفادة‬
‫من اإلعف اءات وذل ك عن ختفيف األعب اء االجتماعية ال يت يتحمله ا املس تخدمون‪ ،‬باإلض افة إىل حتديد ك ل‬
‫أشكال املساعدة‪ ،‬وحددت املادة ‪ 04‬من القانون شروط االستفادة من اإلعفاءات وذلك عن طريق ختفيض‬
‫نسبة االشرتاكات املتعلقة بقسط رب العمل فقط واملقدرة ب ‪ %26‬ولكن بشرط توافر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون املستخدم مستويف جلميع التزاماته اجتاه الضمان االجتماعي‪.‬‬


‫‪ -‬أن يكون العمال املشغلني مسجلني لدى وكاالت التشغيل احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تسريح أي عامل قبل االستفادة من إجراءات التخفيض بغرض توظيف العمال املعنيني بالتخفيض‬
‫يف نفس املنصب‪.‬‬
‫‪ -‬ع دم تسريح العام ل أو العم ال الذين مت االس تفادة بس ببهم من التخفيض قبل هناية م دة العم ل احملددة‬
‫يف العقد‪ ،‬وترتاوح هذه املدة يف حدها األدىن ‪ 12‬شهرا إىل ‪ 03‬سنوات كأقصى تقدير بالنسبة للعامل‬
‫الواحد‪.‬‬

‫وبغية تشجيع االستثمار يف املناطق النائية واهلضاب العليا واجلنوب وكذلك احلال بالنسبة لبعض القطاعات‬
‫اخلدماتية كالسياحة والصناعات التقليدية والفالحة أقر املشرع أيضا تدابري إضافية تتمثل يف ختفيض احلد‬
‫األدىن لعق د العم ل للعام ل املس تفيد بس ببه لالمتي از إىل ‪ 06‬أش هر‪.1‬كم ا مت إق رار إج راءات حتفيزي ة أخ رى‬
‫لصاحل املستخدمني الذين يشغلون أكثر من ‪ 09‬عمال ويقومون مبضاعفة عدد عماهلم‪ ،‬ويتم تطبيق االمتياز‬
‫ملدة سنة فقط‪.2‬‬

‫‪. 1‬املادة ‪ 13‬و‪ 14‬من القانون ‪.06/021‬‬


‫‪. 2‬املادة ‪ 15‬من قانون ‪.06/021‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ومبا أّن أموال االشرتاكات خمصصة قانونا لتغطية نفقات الص ندوق فإن الفارق الذي مت ختفيضه من نسبة‬
‫االشرتاكات يتكفل بتعويضه الصندوق الوطين للتأمني عن البطالة وفق للمادة ‪ 22‬من القانون ال ذي مل حيدد‬
‫مستويات التخفيض وأحالت املادة ‪ 21‬حتديد ذلك إىل التنظيم‪.‬‬

‫وكتأكيد على هذه اإلجراءات صدر املرسوم التنفيذي رقم ‪1 07/386‬واملتعلق بكيفيات منح االمتيازات‬
‫املنصوص عليها يف القانون السابق الذي يعترب كتطبيق له حيت نص على تدابري إجرائية فيما خيص نسبة‬
‫التخفيض وكيفيات تطبيقها على املستخدمني ‪ ،‬فقد نصت املادة ‪ 02‬منه على أن التخفيض يقدر ب‪%20‬‬
‫من قسط اشرتاك رب العمل عن كل طالب عمل يتم تشغيله ملدة ‪ 12‬شهرا على األقل‪ .‬وتضاعف نسبة‬
‫التخفيض إىل ‪ %28‬يف حالة كان طالب العمل جديد ومل يسبق له العمل لدى أي مستخدم أخر‪.‬‬

‫وبالنسبة لطاليب العمل يف القطاعات السياحة والبناء واألشغال العمومية والفالحة والذين يشتغلون أيضا‬
‫يف اجلن وب واهلض اب العلي ا ف ان م دة العم ل ال دنيا ختفض إىل ‪ 06‬أش هر باإلض افة إىل نس بة االش رتاكات‬
‫لطاليب العمل يف اجلنوب واهلضاب العليا تضاعف ختفيضها إىل ‪.2%36‬‬

‫كما مت اختاذ تدابري إضافية تدخل يف إطار ترقية الشغل بتشجيع املستخدمني على توظيف حاملي الشهادات‬
‫اجلامعي ة وك ذا حتف يز أرب اب العم ال على تك وين لعم اهلم‪.‬فق د نص ت املادة ‪ 08‬من املرس وم على إعف اء‬
‫املس تخدم كلي ا من دف ع االش رتاكات بالنس بة للعم ال ال ذين يوض عون يف وض عية تك وين وحتس ني املس توى‬
‫وذلك ملدة شهر إىل ‪ 03‬أشهر كحد أقصى بالنسبة للعامل الواحد وحسب فرتات تكوينه‪.‬‬

‫كم ا نص ت املادة ‪ 106‬من ق انون املالي ة ‪ 2009‬التكميلي رقم ‪ 09/01‬املؤرخ يف ‪ 22/07/2009‬على‬


‫مجلة من االمتيازات لّلمستخدمني الذين يشغلون أصحاب الشهادات اجلامعية بتخفيض نسبة االشرتاكات‬
‫تصل إىل ‪ %35‬عن كل عامل مشغل جديد ‪.‬‬

‫إّن اإلجراءات ال يت أقره ا املشرع لص احل املس تخدمني بتخفيض نس ب االشرتاكات وال يت يكلف الص ندوق‬
‫بإدارة وتسيري هذه اإلجراءات دون أن يكلف بتمويلها مادام أن الصندوق الوطين للبطالة تدخل مبس امهته يف‬
‫ترقية الشغل وتقليص البطالة‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬االشتراكات المتعلقة بالعمال الشبيهين‪:‬‬

‫‪ . 1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،07/386‬املؤرخ يف ‪. 05/12/2007‬ج‪.‬ج‪.‬ج‪.‬ر ‪.77‬‬

‫‪. 2‬املواد من ‪ 03‬إىل ‪ 06‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،07/386‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وهم جمموعة من الفئات اخلاصة ال تتوفر فيهم صفة العامل اليومي العادي نظرا لعدم وجود عمل‬
‫ت ابت وع دم وج ود اج ر حمدد‪ ،‬وق د ح ددها املش رع طبق ا للمرس وم رقم ‪ 85/34‬املع دل واملتمم واملتعل ق‬
‫بتحديد االشرتاكات للفئات اخلاصة وفصلها إىل صنفني‪:‬‬

‫فئة الذين ال يتجاوز دخلهم أو أجرهتم احلد األدىن لألجر الوطين املضمون‪ :‬كعمال املنازل‪ ،‬والطلبة حيت‬
‫يعتمد على احلد األدىن لألجر حلساب االشرتاكات اليت ختتلف نسبتها من فئة إىل أخرى‪ ،‬والفئة الثانية اليت‬
‫هلا دخل عبارة عن منحة كمنحة اجملاهدين حيث تعتمد هذه املنحة كوعاء اشرتاك‪.‬‬

‫إّن هذه الفئات ضعيفة من حيت التحصيل مقارنة بالعمال األجراء‪ ،‬نظرا العتمادها على وعاء اشرتاك تابت‬
‫ال يتناس ب وتط ور النش اط االقتص ادي‪ ،‬فهي تتعل ق اك رت بسياس ة تعميم احلماي ة االجتماعي ة جلمي ع فئ ات‬
‫اجملتمع حىت لو كانت هذه الفئات غري منتجة‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬دفع االشتراكات‬

‫يلتزم رب العمل بدفع االشرتاكات املستحقة‪ ،‬للضمان االجتماعي التابع هلا إقليميا بقسطيها قسط‬
‫رب العمل والعامل‪ ،‬ويتم الدفع بصفة موحدة للقسطني‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 21‬من القانون ‪ ، 83/14‬ويتم دفع‬
‫هذا االشرتاك حسب التايل‪:‬‬

‫بالنسبة لرب العمل الذي يشغل عشرة فاكرت من العمال ‪ ،‬يتم دفع االشرتاكات خالل ‪30‬يوما التالية لكل‬
‫شهر تستحق فيه‪.‬‬

‫بالنس بة رب العم ل ال ذي يش تغل اق ل من عش رة عم ال يتم دف ع االش رتاكات خالل ‪30‬يوم ا التالي ة لك ل‬


‫ّ‬
‫فصل‪.‬‬

‫وبالنس بة للت امني عن البطال ة فإنّه يتم حتدي د كيفي ة دف ع مس امهة ختوي ل احلق وق والف رتة ال يت تس تحق فيه ا‬
‫ّ‬
‫مبوجب اتفاقية تربم بني املستخدم املعين واهليئة املكلفة بتسيري نظام التامني على البطالة‪ ،‬مع وجوب أّن حتدد‬
‫االتفاقية العدد األقصى لألشهر اليت متتد خالهلا اجل االستحقاقات ويسري مفعول هذه االتفاقية ابتداء من‬
‫تاريخ التوقيع عليها‪ ،‬غري أّنه إذا فاقت هذه املدة مخسة عشر شهرا (‪ )15‬توجب على املستخدم دفع فائدة‬
‫تعادل نسبتها مخسني باملائة (‪ ) 50%‬من النسبة اليت تطبقها اخلزينة العمومية يف جمال مكافأة التوظيف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلخالل بااللتزامات اتجاه هيئة الضمان االجتماعي‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إنّ اإلخالل املستخدم بااللتزامات اجتاه هيئة الضمان االجتماعي يرتب عقوبات تتجسد فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪:‬غرامات وعقوبات التأخير‪:‬‬

‫‪ -‬إن عدم التصريح بالنشاط يرتتب على املستخدم عقوبة تصل إىل ‪ 2000‬دج وتكون مغرمة ب ‪%10‬‬
‫‪1‬‬
‫لكل شهر تأخري‬
‫‪ -‬إن عدم التبليغ باالخنراط يف اآلجال احملددة يرتتب عليه عقوبة تصدرها هيئة الضمان االجتماعي ضد‬
‫اهليئة املستخدمة تقدر ب ‪ 500‬دج لكل عامل غري منخرط‪.‬‬
‫‪ -‬مبلغ عقوبة التأخري تكون مغرمة ب ‪ %20‬لكل شهر تأخري املادة ‪ 13‬من قانون ‪14-83‬‬
‫إن عدم دفع اشرتاكات الضمان االجتماعي يؤدي إىل عقوبات تتمثل يف غرامة تصل إىل ‪ %5‬من مبلغ‬
‫‪ّ -‬‬
‫االشرتاك املستحقة‪.‬‬
‫‪ -‬وتغرم االشرتاكات الرئيسية بغرامة ‪ %01‬لكل شهر تأخري وجيري العمل بأجل جديد عدته شهر واحد‬
‫ابتداء من نفس التاريخ‪.2‬‬

‫أمثلة عن أجال دفع االشتراك‬

‫بالنس بة لألج ور املقبوض ة خالل ج انفي ‪ 2015‬إذا ك ان يتم ال دفع األج ور ش هريا فإنّه جيب دف ع‬
‫‪ّ -1‬‬
‫االشرتاكات على تقدير يف‪ 02‬مارس‪.2015‬‬
‫بالنس بة لألج ور املقبوض ة خالل الفص ل األول من س نة ‪ 2016‬إذا ك ان يتم دف ع األج ر فص ليا ف إّن‬
‫‪ّ -2‬‬
‫االشرتاكات جيب أن تدفع على أقصى تقدير يف ‪ 30‬افريل‪.2016‬‬

‫ثانيا‪:‬الضريبة الجزافية‬

‫يف حال ة ع دم التص ريح ب األجور من ط رف املس تخدم يف اآلج ال احملددة قانون ا‪ ،‬فإنّه حيق هليئ ة‬
‫الضمان االجتماعي أن حتدد وبصفة مؤقتة مبلغ هذه االشرتاكات على أساس اشرتاكات مدفوعة لكل شهر‬
‫أو لكل فصل أو للسنة املاضية على أساس جزايف حمسوب بداللة كل عناصر التقدمي السابقة‪ ،‬وعليه يغرم‬
‫مبلغ االشرتاك احملدد بصفة مؤقتة بغرامة مخسة‪.%5‬‬

‫‪ .1‬المادة ‪ 7‬من قانون ‪ 14-83‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ .2‬المادة ‪ 24‬من قانون ‪ 83/14‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات المستخدم اتجاه مصلحة الضرائب‬

‫يلتزم املستخدم وحده بجميع االلتزامات املرتبطة بالضريبة على األجر أمام هيئة الضرائب‪ ،1‬تسري الضريبة‬
‫على الدخل اإلمجايل على مجيع اإليرادات املتولدة عن العمل‪ ،‬ومتثل هذه اإليرادات ما يتحصل عليه األفراد‬
‫ألنه ا تف رض‬
‫ال ذين يرتبط ون م ع رب العم ل بعالق ة تبعي ة وإش راف من جانب ه عليهم‪ ،‬وهي ض ريبة مباش رة ّ‬
‫على الدخل حني احلصول عليه‪ ،‬وقبل التصرف فيه بأي وجه من وجوه التصرف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وعاء الضريبة‬

‫لق د س بق الق ول أّن الض ريبة حتج ز أساس ا من املنب ع‪ ،‬على أن يل تزم ص حاب العم ل ب دفع اإلي راد‬
‫اخلاض ع للض ريبة ب ان حيج زوا مما يك ون عليهم دفع ه من املب الغ ال يت تك ون وع اء الض ريبة "قيم ة الض ريبة‬
‫املستحقة الرواتب و األجور والريوع العمرية"‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص الضريبة على األجر ‪:‬‬

‫تتميز الضريبة على الدخل اإلمجايل على الرواتب‪ ،‬واألجور مبجوعة من اخلصائص أمهها أهّن ا‪:‬‬

‫مفروضة على دخل األشخاص الذين يرتبطون بالغري بعالقة عمل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫كما أهنا ضريبة مباشرة يتحملها الشخص بذاته‪ ،‬تقتطع من املنبع‪ ،‬حيث يلتزم أرباب العمل‬ ‫‪-2‬‬
‫باقتطاعها قبل تسديد األجور‪ ،‬وإعادة دفعها إىل قابض الضرائب املباشرة‪.‬‬

‫‪ -3‬أهّن ا تعترب أكرت عدال ة حبيث أهنا حتسب على أساس جدول تصاعدي‪ ،2‬مقسما إىل فئات املداخيل‬
‫والذي يسمح بتطبيق معدالت تصاعدية‪ .‬ولكن رغم أمهية السلم التصاعدي يف االقرتاب من العدالة‬
‫الضريبية‪ ،‬إال أن صياغته حتتاج إىل مراجعة كون األساس األدىن الذي يبدأ من خالله فرض الضريبة‬
‫ه و ‪ 120.001‬دج‪ ،‬ال ذي ه و أق ل من األج ر الوط ين األدىن املض مون‪ ،‬كم ا أن ه ذا اجلدول ال‬

‫‪1‬‬
‫‪. voir. YELLES CHAOUCHE Bachir, « La législation fiscale charge l’employeur, à lui seul, de‬‬
‫‪toutes les obligations liées à l’imposition des traitements et salaires » L’imposition des traitements‬‬
‫‪et salaires, Revue regards sur la droit social, N°04, 2013, p 24..‬‬
‫‪.‬املادة ‪ 5‬من قانون رقم ‪ 07/12‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،2007‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2008‬اليت تعدل وتتمم املادة ‪ 77‬من قانون‬ ‫‪2‬‬

‫الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪ ،82‬املؤرخة يف ‪ 31‬ديسمرب ‪.2007‬‬


‫اليت تنص على ما يلي‪ ":‬حتسب الضريبة على الدخل اإلمجايل تبعا للجدول التصاعدي األيت‪:‬‬
‫قسط الدخل الخاضع للضريبة "دج"نسبة الضريبة "‪"%‬ال يتجاوز ‪120.0000‬من ‪ 120.001‬إىل ‪360.00020‬من ‪ 360.001‬إىل ‪1.440.00030‬أكرت من‬
‫‪1.440.00035‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يراعي بعض املعايري التنظيمية مثل عدم مرونة التصاعدية املعتمدة‪ ،‬حبيث جند أن طول الشرحية األوىل‬
‫‪ 120‬ألف دج‪ ،‬يف حني طول الشرحية الثانية ‪ 360‬ألف دج أما الشرحية الثالثة فإن طوهلا يساوي‬
‫‪ 1‬مليون و‪ 44‬ألف دج‪ ،‬وهذا يف الواقع يصب يف مصلحة الدخول املرتفعة لذلك جيب أن تكون‬
‫الشرحية األوىل واسعة‪ ،‬حىت ميكن التخفيض من حدة التقلبات على الدخل‪.1‬‬

‫كما أهنا ضريبة إمجالية‪ :‬حيث ختص الدخل اإلمجايل الصايف الذي يتم احلصول عليه بعد طرح مجيع‬ ‫‪-4‬‬
‫األعباء اليت يسمح هبا القانون‪.‬‬

‫‪ -5‬ضريبة تص رحييه‪ :‬ألهنا حتصل بعد إع داد التصريح الذي يقوم به اخلاضع للض ريبة‪ ،‬ويقدمه إلدارة‬
‫الضرائب‪ ،2‬لكن غياب الوعي الضرييب لدى املكلفني وضعف اإلدارة الضريبية‪ ،‬جعل هذه الضريبة‬
‫تواجه إشكاال حول مدى التحكم يف تطبيقها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العناصر المكونة لألجر الخاضع للضريبة‬

‫من خالل املادتني ‪ 66‬و‪ 67‬من قانون الضرائب املباشرة‪ 3‬فأهنا حتدد املداخيل اخلاضعة للضريبة واليت تقتطع‬
‫من املصدر وهي‪:‬‬

‫‪ -‬املبالغ املقبوضة من قبل األشخاص يعملون يف بيوهتم بصفة فردية حلساب الغري ‪ ،‬وهذا مقابل عملهم؛‬

‫‪ -‬عالوات املردودية واملكافآت أو غريها اليت متنح لفرتات غري شهرية‪ ،‬ولكن تدفع بصفة اعتيادية من قبل‬
‫املستخدمني؛‬

‫‪ -‬املداخيل األساسية املرتبات‪ ،‬األجور‪ ،‬العالوات؛‬

‫‪. 1‬ناصر مراد‪ ،‬تقيم اإلصالحات الضريبية يف اجلزائر‪ ،‬جملة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬اجمللد ‪ ،25‬ع ‪ ،2009 ،2‬ص ‪.183‬‬
‫‪ . 2‬خالصي رضا‪ ،‬جباية األشخاص الطبيعيني واملعنويني ‪ ،‬ج‪ ،2‬دار هومة‪ ،‬ط‪ ،2‬اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ .‬األم ر رقم ‪ 76/101‬املؤرخ يف ‪ 09/12/1976‬املتض من ق انون الض رائب املباش رة والرس وم املماثل ة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪ ،102‬املؤرخ ة‬ ‫‪3‬‬

‫يف ‪ 22/02/1976‬املعدل مت شهد التشريع الضرييب إصالحات وذلك مبوجب القانون ‪ 90/36‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،1990‬واملتضمن‬
‫قانون املالية لسنة ‪ ،1991‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،.‬ع‪.57‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬اإلي رادات املماثل ة لألج ور‪،‬على س بيل املث ال‪:‬املزاي ا العيني ة (التغذي ة واملس كن واأللبس ة ‪ ،).....‬فيض اف‬
‫إىل املرتبات واألجور كافة ما حيصل عليه الشخص من مزايا نقدية أو عينية طاملا كانت هذه املزايا تعترب‬
‫جزءا متمما للمرتب‪4‬؛‬

‫‪ -‬املداخيل امللحقة كاإلكراميات والزيادة يف السعر مقابل اخلدمات؛‬

‫‪ -‬املداخيل املدفوع ة إىل الش ركاء واملس ريين لش ركات ذات مس ؤولية حمدودة والش ركاء األش خاص‬
‫والشركات املدينة املهنية وأعضاء شركات املسامهة؛‬

‫‪ -‬العالوات والتعويضات والتسديدات واملنح املدفوعة ملسريي الشركات؛‬

‫‪ -‬التعويضات املمنوحة يف إطار االستخالف املضمنة بشكل ثانوي؛‬

‫‪ -‬املنح الناجتة عن أي نشاط ظريف ذات طابع فكري؛‬

‫‪ -‬املنح والتعويضات مبختلف أشكاهلم‪ :‬تعويض اخلدمة الدائمة‪ ،‬الضرر‪ ،‬املردودية‪ ،‬املسؤولية‪....‬؛‬

‫‪ -‬املنح والعموالت املمنوحة يف إطار عالقة عمل مأجورة؛‬

‫‪ -‬املعاشات والريوع العمرية‪.‬‬

‫فاألص ل أّن جمي ع المب الغ المالي ة ال تي يتقض اها العام ل بمناس بة عمل ه تخض ع للض ريبة ‪ 2‬أي ا ك انت‬
‫طريقة حسابها أو دفعها ‪ ،‬فالضريبة تسري سواء تم الحساب على أساس الشهر أو األسبوع أو الي وم‬
‫أو الس اعة‪ ،‬أو على أس اس القطع ة‪ ،‬وس واء تم دف ع الم رتب أو األج ر نق دا أو عين ا( تس ري الض ريبة‬
‫على العمول ة ال تي يتقاض اها بعض الع املين عالوة على أج ورهم المح ددة في العق ود ‪.‬كم ا تس ري‬
‫الضريبة على ما يتقضاه وكالء التامين والشركات إذا ما تبين خضوعهم لرقابة هذه الشركات‪ ،‬ولو‬
‫حصل الوكيل على أتعابه في صورة عمولة أو اشتغاله لحساب اكتر من منشاة متى استبان خضوعه‬
‫لرقابة هذه المنشات وتوجيهها له في عمله‪.‬‬

‫‪ .‬تنص املادة ‪ 71‬من قانون الضرائب املباشرة على ما يلي‪":‬يقصد باالمتيازات العينية‪ ،‬التغذية واملسكن واأللبسة والتدفئة واإلنارة اليت تقدر‬ ‫‪4‬‬

‫من طرف املستخدم‪ ،‬حسب القيمة احلقيقية للعناصر املقدمة واخلاصة بكل ثالثة أشهر‪ ،‬أو بكل مخسة عشر (‪ 15‬يوما)‪ ،‬أو بكل يوم أو بكل‬
‫ساعة‪ ،‬حسب احلالة‪.‬كما ّأنه ميكن حتديد القيمة الواجب اعتبارها للتغذية ‪ ،‬مببلغ ‪ 50‬دج عن كل وجبة يف حالة عدم وجود إثباتات"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪YELLES CHAOUCHE Bachir ; op.cit.p 21.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ )1‬اإلعفاءات‪ :‬وفقا لنص املادة ‪ 68‬من قانون الضريبة املباشرة والرسوم املماتلة‪ ،‬فإنه يعفى من الضريبة‬
‫على املرتبات واألجور كل من ‪:‬‬

‫‪ -‬األشخاص من جنسية أجنبية الذين يعملون يف اجلزائر يف إطار مساعدة بدون مقابل‪ ،‬منصوص عليها‬
‫يف اتفاق دويل؛‬

‫‪ -‬األجور واملكافآت األخرى املدفوعة يف إطار الربامج الرامية إىل تشغيل الشباب‪ ،‬وفقا للشروط احملددة‬
‫عن طريق التنظيم؛‬

‫‪ -‬العمال املعوقون حركيا أو عقليا أو بصريا أو الصم البكم الذين تقل أجورهم أو معاشاهتم يف النظام العام‬
‫عن هذا املبلغ؛‬

‫‪ -‬تعويضات مصاريف التنقل واملهمة؛‬

‫‪ -‬تعويضات املنطقة اجلغرافية؛‬

‫‪ -‬املنح ذات الطابع العائلي اليت نص عليها التشريع االجتماعي مثل‪ :‬األجر الوحيد ومنحة األمومة‪1‬؛‬

‫‪ -‬املنح املؤقتة واخلدمات والريوع العمرية املدفوعة لضحايا حوادث العمل أو لذوي حقوقهم؛‬

‫‪ -‬منح البطال ة والتعويض ات واملنح املدفوع ة على أي ش كل ك ان من قب ل الدول ة واجلماع ات احمللي ة‬


‫واملؤسسات العمومية تطبيقا للقوانني واملراسيم اخلاصة باملساعدة والتأمني؛‬

‫‪ -‬الريوع العمرية املدفوعة كتعويضات عن الضرر مبقتضى حكم قضائي من أجل تعويض ضرر جسماين‬
‫نتج عنه بالنسبة للضحية‪ ،‬عجز دائم كلي ألزمه اللجوء إىل مساعدة الغري للقيام باألفعال العادية للحياة؛‬

‫‪ -‬املعاشات املدفوعة بصفة إلزامية على إثر حكم قضائي؛‬

‫‪ -‬تعويضات التسريح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. YELLES CHAOUCHE Bachir ; op.cit.p 27-28.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫احلاالت اخلاصة‪ :‬يعفى السفراء والقناصل واألعوان القنصليون من جنسية أجنبية من الضريبة عندما متنح‬
‫البل دان ال يت ميثلوهنا نفس االمتي ازات لألع وان الدبلوماس يني والقنص ليني اجلزائ ريني واألم ر نفس ه بالنس بة‬
‫لألشخاص الذين يرجع فرض الضريبة على دخلهم إىل بلد أخر مبوجب اتفاقية‪.1‬‬

‫‪ )2‬التخفيضات المطبقة‪:‬‬

‫تس تفيد املداخيل املذكورة يف املادة ‪ 66‬من ق انون الض رائب املباش رة والرس وم املماثل ة من ختفيض‬
‫نسيب على الضريبة اإلمجالية مبعدل يساوي ‪ ،%40‬غري أنه ال ميكن هلذا التخفيض أن يقل عن ‪12.000‬‬
‫يف السنة‪ ،‬أو يفوق ‪18.000‬دج يف السنة (أي مابني ‪ 1.000‬و‪1.500‬دج يف الشهر)‪.‬‬

‫يس تفيد العم ال املعوق ون حركي ا أو عقلي ا أو بص ريا أو الص م البكم وك ذا العم ال املتقاع دون ال ذين تق ل‬
‫أجورهم عن عشرين ألف دينار جزائري (‪20.000‬دج) شهريا يف النظام الع ام‪ ،‬من ختفيض إض ايف على‬
‫مبلغ الضريبة على الدخل اإلمجايل يف حدود‪ 1.000‬دج يف الشهر‪ ،‬يكون مساويا ل‪:‬‬

‫‪ % 80 -‬فيما خيص الدخل الذي يفوق أو يساوي ‪20.000‬دج ويقل عن ‪25.000‬دج‬

‫‪ 60% -‬فيما خيص الدخل الذي يفوق أو يساوي ‪ 25.000‬دج ويقل عن ‪30.000‬دج‪.‬‬
‫‪ 30% -‬فيما خيص الدخل الذي يفوق أو يساوي ‪ 30.000‬دج ويقل عن ‪35.000‬دج‬
‫‪ 10% -‬فيما خيص الدخل الذي يفوق أو يساوي‪35.000‬دج ويقل عن ‪40.000‬دج‬

‫كما يطبق ختفيض قدره ‪ %20‬على املرتبات املدفوعة على أساس اخلربة أو التكوين‪.‬‬

‫‪ )3‬األعباء القابلة للحسم‪ :‬حتسم من التعويضات اخلاضعة للضريبة‪:‬‬

‫‪ -‬املبالغ اليت يقتطعها املستخدم لتشكيل معاشات أو منح التقاعد؛‬

‫‪ -‬املسامهة العمالية يف التأمينات االجتماعية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬االقتطاع وتسديد الضريبة‬

‫جيب على ك ل ش خص ط بيعي أو معن وي‪ ،‬دف ع مرتب ات أو أج ورا أو تعويض ات أو معاش ات أو‬
‫ريوع عمرية أن يقدم ملفتش الضرائب املباشرة ملكان وجود مسكنه أو مقر مؤسسته أو مكتبه‪ ،‬على األكثر‬

‫‪. 1‬راجع المادة ‪ 68‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة المعدلة والمتممة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ي وم ‪ 30‬أفري ل من ك ل س نة‪ 2‬ج دوال مبا فيه ا على احلام ل املعلوم ايت يتض من األج ور والعالوات األخ رى‬
‫املسددة‪ ،‬االقتطاعات اليت متت وسددت بعنوان الضريبة‪ ،‬األلقاب واألمساء والعمل والعنوان واحلالة العائلية‬
‫للمستفيدين وكذا الفرتة املعنية‪،‬تقدم املطبوعة من قبل اإلدارة اجلبائية‪.‬‬

‫أوال‪:‬تسديد االقتطاع‬

‫‪ .1‬حساب وخصم االقتطاع من المصدر‬

‫حيسب االقتطاع من خالل تطبيق على املبالغ اخلاضعة للضريبة جدول الضريبة على الدخل اإلمجايل‬
‫الش هري املنص وص علي ه فيم ا خيص األج ور وختص م خالل ك ل دف ع يتم من ط رف املس تخدم أو املدين‬
‫بالراتب‪ ،‬غري أن نسبة االقتطاع هي‪:‬‬

‫فيما خيص ‪ %10‬ختصم من عالوات املردودي ة واملكافآت أو غريها اليت متنح لفرتات غري شهرية‪ ،‬بصفة‬
‫اعتيادية من قبل املستخدمني‪.‬‬

‫املب الغ املس ددة ألش خاص ميارس ون إض افة إىل نش اطهم األساس ي ك أجراء نش اط الت دريس أو البحت أو‬
‫املراقبة أو كأساتذة مساعدين بصفة مؤقته‪ ،‬وكذا املبالغ املسددة لألشخاص الذين ميارسون نشاط ظريف ذي‬
‫طابع فكري‪.‬‬

‫يعد هذا االقتطاع حمرر‪ ،‬ماعدا يف حالة تعويضات مصدرها نشطات ظرفية ذات طابع فكري يفوق مبلغها‬
‫اإلمجايل السنوي ‪200.000‬دج ‪.‬‬

‫االستدراكات اليت ختص األجور والتعويضات واملكافآت واملنح املذكورة أعاله‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬

‫يس تثىن تط بيق مع دل ‪ %10‬ربح التخفيض على الض ريبة املنص وص عليه ا لفائ دة األج راء أو أص حاب‬
‫املعاشات‪.‬‬

‫‪ .2‬تسديد االقتطاع‬

‫‪2‬‬
‫‪V. PHILLIPPE BONAFOUX, « .le code générale des impôt fait obligation aux employeurs de‬‬
‫‪déclarer chaque année le montant des salaires ; indemnités et remboursements de frais versés à‬‬
‫‪chaque salarié » taxe et Impôts sur les salaires ; répertoire de droit du travail, Encyclopédie, Dalloz.‬‬
‫‪Paris,1989, P6.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫التسديد الشهري‪:‬‬

‫جيب على املستخدم أّن يقتطع من األجر دوريا وأن يدفع هذه االقتطاعات خالل العشرين يوما(‬
‫‪ )20‬األوىل للشهر املوايل لدى صندوق قابض الضرائب‪ .‬وذلك ألّن الشهر الضرييب يساوي ‪ 26‬يوما أي‬
‫‪ 190‬ساعة‪ ،‬وإذا كانت األجور من الناحية الزمنية أقل من الشهر إىل صندوق قابض الضرائب وذلك من‬
‫خالل االستمارات اليت يبعثها احملاسب ملفتشيه الضرائب اليت يقوم مبراقبتها‪.‬‬

‫التسديد الثالثي‪:‬‬

‫ميكن أن تدفع املبالغ املستحقة عن مدفوعات السنة اجلارية‪ ،‬خالل العشرين (‪ )20‬يوما من كل‬
‫ثالثي مدين‪ ،‬بالنسبة للثالثي املنصرم‪ ،‬من قبل املستخدمني واملدنني بالرواتب اخلاضعني للضريبة وفقا للنظام‬
‫املبس ط املنص وص علي ه يف املواد من ‪ 20‬مك رر إىل ‪ 20‬مك رر‪ ،2‬واألش خاص اخلاض عني لنظ ام التص ريح‬
‫املراقب ال ذين يتحص لون على األرب اح غ ري التجاري ة على األرب اح غ ري التجاري ة املذكورة يف املادة ‪ 22‬من‬
‫قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪.‬‬

‫الحاالت الخاصة‪:‬‬

‫يتعني على املكل ف بالض ريبة ال ذي يقبض م داخيل من ه ذا الن وع من أش خاص طبيع يني ومعن ويني‬
‫غ ري املقيمني ب اجلزائر‪ ،‬حس اب بنفس ه الض ريبة ال يت ختص املب الغ ال يت دفعت ل ه وأن يس ددها ل دى ق ابض‬
‫االشرتاكات ملكان إقامته‪ ،‬بنفس الشروط واآلجال‪ ،‬ويكون كل دفع مصحوبا بوثيقة متنحها اإلدارة اجلبائية‬
‫ميلؤها وهي عبارة عن جدول إشعار مؤرخ وموقع من قبل الطرف الذي قام بالدفع ‪.‬‬

‫ينتج عن تغري النّطاق اإلقليمي لدائرة اختصاص القابضة أو التنازل أو توقف النشاط‪ ،‬الدفع الفوري للضريبة‬
‫املفروضة بسبب املرتبات واألجور األخرى اخلاضعة للضريبة‪.‬‬

‫ينتج عن وفاة املستخدم أو املدين بالراتب دفع الضريبة خالل العشرين (‪)20‬يوما التالية لتاريخ الوفاة‪.‬‬

‫يؤدي التوقف عن دفع الضريبة إىل القيام بتصريح معلل لتوقف هذا الدفع من طرف املستخدمون‪ ،‬خالل‬
‫الشهر املوايل للفرتة املعتربة‪ ،‬لدى مفتشية الضرائب املباشرة ملكان فرض الضريبة‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬الجزاء في حالة المخالفة‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يطبق الرسم تلقائيا على املكلفني بالضريبة‪ ،‬الذين مل ميتثلوا االلتزامات دفع اقتطاعات الضريبة على‬
‫الدخل اإلمجايل األجور‪.‬‬

‫حيسب فرض الضريبة بتطبيق نسبة ثابتة ب ‪ %20‬على أساس تق دره تلقائيا اإلدارة بعد شهر من خمالف ة‬
‫املكلف بالضريبة‪.‬‬

‫يف حالة بيع أو توقف املؤسسة كليا أو جزئيا أو التوقف عن ممارسة املهنة‪ ،‬جيب أن يقدم اجلدول املشار إليه‬
‫أعاله‪ ،‬خالل أجل مدته عشرة (‪)10‬أيام ابتداء من تاريخ البيع أو التوقف‪.‬‬

‫فإن التصريح باملرتبات واألجور واملعاشات والريوع العمرية اليت دفعها املتويف أتناء‬
‫يف حالة وفاة املستخدم‪ّ ،‬‬
‫السنة اليت تويف فيها‪ ،‬جيب أن يكتتبه الورثة خالل الستة أشهر التالية للوفاة ال ميكن بأي حال من األحوال‬
‫أن ميتد هذا األجل إىل ما بعد ‪ 31‬جانفي من السنة التالية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التزامات المستخدم عند نهاية عالقة العمل‬


‫وفقا لقواعد العامة فإّن االلتزامات يف خمتلف العقود تنتهي مبجرد تنفيذ مضمون العقد املتفق عليه‪،‬‬
‫لكن نظرا لتعسف أصحاب العمل بإهناء عالقة العمل ومساسهم باحلقوق املالية للعمال يف مرحلة سيادة‬
‫مبدأ س لطان اإلرادة يف التعاقد‪ ،‬ونظرا خلصوصية عقد العمل وما ميثله األجر بالنسبة للعامل فإّن املشرع‬
‫ت دخل لتمدي د احلماي ة لألج ر‪ ،‬ح ىت عن د هناي ة عالق ة العم ل‪ ،‬فتتع دد أس باب إهناء عق د العم ل وتتع دد‬
‫التعويض ات املرتتبة يف ذم ة املستخدم فيلتزم بتربئة ذمته من التزامه بدفع األجر(المبحث األول)‪ ،‬أو يلتزم‬
‫تخدم‬ ‫املس‬
‫أو بتدخل طرف جديد " هيئات الضمان االجتماعي" بدفع خمتلف التعويضات واملبالغ املالية املرتتبة عن هذا‬
‫اإلهناء(المبحث الثاني) ‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬تبرئة ذمة المستخدم من التزام بدفع األجر وملحقاته‪.‬‬


‫يرتب العامل مقابل عمله الفعلي أو احلكمي دينا يف ذمة صاحب العمل وه و األجر‪ ،‬وال تربأ ذمته‬
‫منه كقاعدة عام ة إال بالوفاء به فعال‪ ،‬وذلك ال يتم إال بإثبات تقاض ي العام ل ألجره كامال‪ ،‬وقد وض ع‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املش رع وس يلتني مكتوب تني إلثب ات الوف اء ب األجر أوهلم ا قس يمة األج ر‪ ،1‬وثانيهم ا س جل األج ور إلثب ات‬
‫قيمته‪ ،‬وإثبات الوفاء أو عدم الوفاء به(المطلب األول)‪.‬‬

‫كما أن عند هناية عالقة العمل املستخدم ملزم بتسليم العامل وثائق تبني انتهاء عالقة العمل من جهة وتبني‬
‫انه قد تقاضى كل حقوقه املالية من جهة ثانية (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب األول‪:‬إثبات الوفاء باألجر عن طريق دفتر أو سجل األجور‬

‫إّن ق انون ‪ 90/11‬حتدت عن س جل األج ور بص فة عام ة‪ ،‬وأح ال يف املادة ‪ 156‬من ه إىل تنظيم‬
‫الحق يبني حتديد السجالت والدفاتر اليت ينبغي على صاحب العمل أن ميسكها‪ ،‬وهو املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 96/98‬املؤرخ يف ‪ 06‬م ارس‪ ،31996‬وال ذي نص يف املادة الثالث ة على أن دف رت األج ر من ال دفاتر‬
‫اإلجبارية اليت يلزم املستخدم مبسكها‪ ،‬كما نص أيضا على البيانات الواجب إدراجها فيه وهي‪:‬‬

‫‪ -‬اسم العامل ولقبه؛‬

‫‪ -‬فرتة العمل؛‬

‫‪ -‬منصب العمل املشغول؛‬

‫‪ -‬األجر القاعدي؛‬

‫‪ -‬العالوات والتعويضات والزيادات مقابل ساعات العمل اإلضافية؛‬

‫‪ -‬االقتطاعات املستحقة قانونا السيما االقتطاعات املتعلقة بالضمان االجتماعي والضرائب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهمية دفتر األجر في اإلثبات وكيفية مسكه وتنظيمه‪:‬‬

‫إّن هذا االزدواج يف تسجيل البيانات اخلاصة يف القسيمة ويف السجل اخلاص باألجور يعترب حجة‬
‫يف الإثب ات‪ ،‬لأّن ك ل ط رف من ط ريف العالق ة لدي ه ص ورة من ه ذه البيان ات‪ ،‬ويف مقاب ل ه ذه اإللزامي ة‬

‫‪.‬لقد تطرقنا يف التزام املستخدم بدفع األجر دوريا‪ ،‬اللتزامه بتسليم قسيمة األجور كما بينا أمهيتها يف اإلثبات‪ ،‬راجع املبحث األول من الباب‬ ‫‪1‬‬

‫الثاين‪.‬‬
‫‪ .‬ويعرب عنه املشرع التونسي" بكتاب الدفع" إذ تنص املادة ‪ 199‬من قانون العمل التونسي أنّه‪ ":‬يتحتم ترسيم البيانات املنصوص عليها‬ ‫‪2‬‬

‫بالبطاقة املشار إليها بالفصل السابق بكتاب يعرب عنه"بكتاب الدفع" ميكن ملتفقدي الشغل مطالبة االطالع عليه يف كل وقت‪."..‬‬
‫‪.‬مرس وم تنفي ذي رقم ‪ ،98-96‬املؤرخ يف ‪ 6‬م ارس ‪ 1996‬ال ذي حيدد قائم ة ال دفاتر والس جالت اخلاص ة ال يت يل تزم هبا املس تخدمون‬ ‫‪3‬‬

‫وحمتواها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،.‬ع‪17‬ـ املؤرخة يف ‪.1996-03-13‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املفروضة على صاحب العمل بوجوب تسليم قسيمة األجر ومسك دفرت األجر فإّن املشرع أعفاه من رسوم‬
‫الدمغة طبقا للمادة ‪ 154‬من أمر ‪ ،75/31‬يف حني مل تنص القوانني والتنظيمات احلالية على ذلك‪.‬‬
‫ّ‬

‫كما نص املشرع على إلزامية املستخدم بأن ميسك دفرت األجور وكل الدفاتر األخرى يف أماكن العمل اليت‬
‫يشتغل فيها العمال واملتمهنون‪.1‬‬

‫كما أّن املادة ‪14‬من مرسوم ‪2 96/98‬نص أيضا على وجوب ترقيم وتسجيل دفرت األجر فقط لدى كتابة‬
‫الّض بط للمحكمة املختصة إقليميا‪ ،‬دون بقية الدّفاتر والسجالت األخرى‪ ،‬وهو ما يبني أمهية الكربى‪ ،‬بل إن‬
‫املادة ‪ 19‬من نفس املرسوم أوجبت على املؤسسات اليت تستعمل أجهزة اإلعالم اآليل يف تسيريها أن تكمل‬
‫دفرت األجور بغض النظر عن أحكام املادة الثالثة من هذا املرسوم بسندات اإلعالم اآليل‪ ،‬حبيث ال يتضمن‬
‫هذا الدفرت يف هذه احلالة إال املبلغ اإلمجايل بالنسبة هلذه املؤسسات‪ ،‬ولكل عنصر من عناصر األجر مبا فيها‬
‫االقتطاعات القانونية‪.‬‬

‫وق د أل زم الق انون ص احب العم ل باالحتف اظ هبذه ال دفاتر والس جالت ملدة معين ة ح ددهتا املادة ‪ 17‬من‬
‫املرس وم املذكور ب ‪ 10‬س نوات ابت داء من ت اريخ اختتامه ا‪ ،3‬يف حني يل زم الق انون الس ابق أم ر ‪75/31‬‬
‫امللغى صاحب العمل بان حيتفظ بالسجل ملدة ثالثة أعوام من تاريخ قفله‪ ،‬وإذا كان لصاحب العمل فروع‬
‫عم ل متع ددة وجب إع داد س جل األج ور يف ك ل ف رع أو وح دة‪ ،‬مت إع داد دف رت أخ ر يتض من البيان ات‬
‫اإلمجالية هلذه الدفاتر املوجودة يف الفروع التابعة له‪.‬‬

‫وقد حرصت غالبية التشريعات العمالية على إبراز دور السجالت يف اإلثبات‪ ،‬ومن ذلك املشرع املصري‬
‫ال ذي نص يف املادة ‪ 35‬من ق انون العمل رقم ‪ 187‬لسنة ‪ 1981‬أنّه‪ " :‬ال تربأ ذم ة رب العمل من اجر‬
‫العمل إال إذا وقع العامل مبا يفيد استالم األجر يف السجل املعد لذلك‪ ،‬أو يف كشوف األجور‪ ،‬أو إيصال‬
‫خاص معد هلذا الغرض على أن تشمل بيانات هذه املستندات مفردات األجر"‪.4‬‬

‫‪.‬املادة ‪ 18‬من مرسوم ‪ 96/98‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .2‬تنص املادة ‪ 14‬من مرسوم‪ 96/98‬السالف الذكر على ما يلي‪ ":‬يرقم ويسجل دفرت األجور كاتب ضبط احملكمة املختصة إقليميا"‪.‬‬
‫‪ .‬وهي نفس المدة التي تضمنها القانون التجاري في المادة العاشرة‪ ،‬ويذهب االجتهاد القضائي التجاري إلى عدم قبول دعوى المطالبة بتقديم الدفاتر‬ ‫‪3‬‬

‫التجارية التي ترفع بعد المدة المذكورة‪ ،‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬بتاريخ ‪ ،08/05/1988‬ملف رقم ‪ ،46728‬م‪.‬ق‪ ،‬ع ‪ ،02‬س ‪ ،1988‬ص ‪.85‬‬
‫‪. 4‬جالل علي العدوي وعصام أنور سليم‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬ص ‪.236‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ونفس األم ر أك ده القض اء املص ري فقض ت الغرف ة اجلزائي ة حملكم ة النقض املص رية أن‪ ":‬كش وف احلس اب‬
‫املخصص ة إلثب ات عملي ة ص رف أج ور العم ال بطري ق الوكال ة تع د يف حكم ال دفاتر التجاري ة تص لح‬
‫‪1‬‬
‫لالستدالل قبل كل من يعينه أمر البيانات اليت أعدت إلثباهتا‪ ،‬وكل تغيري فيها يعد تزويرا"‬

‫الفرع الثاني‪:‬الجزاء المترتب عن عدم مسك دفتر األجور‬

‫تنص املادة ‪ 22‬من املرسوم رقم ‪ 96/98‬انه‪ ":‬يعاقب على كل خمالفة ألحكام هذا املرسوم طيقا‬
‫للتشريع املعمول به"‪ .‬وبالرجوع إىل قانون ‪ 90/11‬جند املادة ‪ 154‬منه تعاقب صاحب العمل بغرامة مالية‬
‫‪ 2000‬دج إىل ‪ 4000‬دج عن ك ل خمالف ة يف مس ك ال دفاتر والس جالت اخلاص ة‪ ،‬وعن ع دم تق دميها‬
‫ملفتش العمل من أجل مراقبتها‪ ،‬ويف حالة العود ترفع الغرامة من ‪ 4000‬إىل ‪8000‬دج‪.2‬‬

‫ويالحظ أهّن ا عقوبة اشد من عقوبة عدم تسليم األجر املنصوص عليها يف املادة‪ 150‬من قانون ‪،90/11‬‬
‫لأّن دفرت ال يعين عامال واحدا بعكس قسيمة األجر‪ 3‬لكن كالمها يعد من النظام العام االجتماعي‪.‬‬

‫وهكذا جند أّن املشرع اجلزائري اهتم بتوفري الضمانات ووسائل احلماية الكافية لألجر‪ ،‬ورتب على خمالفة‬
‫األحكام اخلاصة بذلك عدة جزاءات‪.‬‬

‫وجت در اإلش ارة إىل أّن ج رائم العم ل ميكن التص احل فيه ا كم ا ه و احلال بالنس بة جلرائم املرور واحلوادث‬
‫اجلمركي ة مما يوق ف املتابع ة اجلزائي ة بش أهنا‪ ،‬حيت تنص املادة ‪ 155‬من ق انون ‪ 90/11‬ان ه‪ ":‬ميكن خمالفي‬
‫أحكام هذا القانون أن يضعوا حدا للدعوى اجلنائية املباشرة ضدهم بدفع غرامة الصلح تساوي احلد األدىن‬
‫للغرامة النصوص عليها يف هذا القانون‪.‬‬

‫‪.‬نقض جزائي مصري رقم ‪ 34‬لسنة ‪ ،29‬جلسة ‪،23/06/1956‬س‪ ،10.‬ص ‪ ،657‬املنشور عن عمرو عيسى الفقى‪ "،‬ضوابط اإلثبات‬ ‫‪1‬‬

‫اجلنائي"‪ ،‬منشأة املعارف اإلسكندرية‪ ،‬طبعة ‪ ،1999‬ص ‪.59‬‬

‫‪.‬طبق ا للم ادة ‪ 139‬ق ع ع‪ ،‬واملادة ‪ 58‬عقوب ات‪ ،‬ف ان حال ة الع ود تثبتت للعام ل إذا أدين املس تخدم بس بب خمالف ة مماثل ة خالل اث ين عش ر‬ ‫‪2‬‬

‫ش هرا الس ابقة للمخالفة‪ ،‬يثبت العود كغريه من املس ائل اجلنائية بكافة ط رق اإلثب ات‪ ،‬ومنه ا األوراق الرمسية‪ ،‬واع رتاف املتهم نفسه‪ ،‬وش هادة‬
‫الشهود‪ ،‬وعمليا يثبت عن طريق صفيحة السوابق العدلية(وثيقة رمسية)‪.‬‬

‫‪.‬نص أمر ‪ 75/31‬يف املادة منه انه‪ " :‬يرتتب عن عدم تقدمي دفرت األجرة‪ ،‬أو عدم وجوده‪ ،‬أو سوء إمساكه‪ ،‬أو عدم االحتفاظ به طيلة املدة‬ ‫‪3‬‬

‫املقررة عقوبة غرامة مالية من ‪250‬اىل ‪ 1000‬دج"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وال يزي ل دفع غرامة الصلح طابع العود يف املخالفة املتكررة وحيدد التنظيم إجراءات وكيفيات دفع غرامة‬
‫الص لح املذكورة" لكن هذا التنظيم مل يص در حلد اآلن‪ ،‬األمر الذي ال يسمح لنا مبعرفة حاالت التصاحل‪،‬‬
‫وأثاره‪ ،‬وإجراءاته‪ ،‬وملن تدفع هذه الغرامة؟‬

‫وإض افة إىل م ا س بق ذك ره ف ان ع دم مس ك ال دفاتر التجاري ة من ط رف املس تخدم ق د يش كل نزاع ا فردي ا‬


‫للعم ل‪ ،‬خاص ة يف حال ة م ا إذا ألزم ه الق انون بتس ليم نس خة منه ا إىل العام ل‪ ،‬ففي مث ل ه ذه احلال ة تن درج‬
‫ضمن سياق املادة ‪ 21‬من قانون ‪ ،90/04‬اليت أوردت يف فقرهتا الثانية عبارة‪" :‬أو الوثائق املنصوص عليه‬
‫قانونا إلثبات النشاط املهين للعامل"‪ ،‬ومن أمثلة ذلك الدفاتر املنزلية اخلاصة بالعمال يف املنازل‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬الوسائل األخرى إلثبات دفع األجر وملحقاته‬

‫إن إثب ات األج ر ال يرتب ط بقس يمة األج ر وب دفرت األج ور‪ ،‬إذ ميكن إثب ات الوف اء ب األجر بكاف ة‬
‫ّ‬
‫طرق‪ ،‬وهذا نظرا لطبيع ة عالقات العمل‪ ،‬ولذاتية قواعد قانون العمل‪ ،‬فطاملا أن املشرع جييز إثبات عقد‬
‫العم ل بكاف ة ط رق اإلثب ات فه ذا ال مين ع يف ذات ال وقت إثب ات بقي ة احلق وق العمالي ة املتفرع ة عن ه بنفس‬
‫الطرق‪ ،‬وخاصة وأّن األجر هو احد عناصر اجلوهرية لهذا العقد‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬مبدأ حرية إثبات األجر وملحقاته‪:‬‬

‫إّن لألجر أمهية بالغة يف احلياة املهنية للعامل باعتبارها سبب جلوءه إىل العمل‪ ،‬ولذا ف إّن إثباته اكرت‬
‫من حتمي بالنس بة للعام ل وذوي حقوق ه خاص ة إذا ادعى ص احب العم ل أن اتف ق مع ه العام ل على أداء‬
‫اخلدمة جمانا‪ ،‬ويقع على صاحب العمل عبء إثبات ذلك‪.‬‬

‫فاألجر باعتباره املورد األساسي الذي يعول عليه العامل يف كسب قوته‪ ،‬فإنّه حيظى حبماية قانونية مشددة‪،‬‬
‫وأّن أي تالعب باملرتب ات والعالوات من ش أهنا أّن تع رض الق درة املعيش ية للعام ل للخط ر‪ ،‬خاص ة وأّن‬
‫لألجر أبعادا اقتصادية واجتماعية كبرية هتم أسرة العامل بالدّرجة األوىل قبل أن تكون جمرد حق مايل للعمل‬
‫ناتج عن عالقة أو عقد العمل‪.‬‬

‫‪ .‬املادة السادسة من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،97/474‬املتعلق بعالقات العمل يف املنازل نصت أنّه‪" :‬يسجل املستخدم عند تسليم املنتوج‬ ‫‪1‬‬

‫موضوع الطلب على دفرت تسلم نسخة منه إىل العامل‪ ،‬بعد توقيع الطرفني عليها ما يأيت "تاريخ التسجيل‪ ،‬ومبلغ األجر املدفوع فعال‪ ،‬وعند‬
‫االقتضاء اللوازم املسرتدة" وهنا يشكل عدم تسليم نزاعا فرديا للعمل مادام أن القانون نص على تسليم العامل نسخة من هذا السجل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وتظهر أمهية األجر أيضا يف حتديد قيمة االشرتاكات لدى مؤسسات الضمان االجتماعي‪ ،‬ومن مت يف حتديد‬
‫قيمة التعويضات عن اخلطر املؤمن عنه‪ ،‬ألهنا حتسب على أساس اجر العامل وليس على أساس احلد الوطين‬
‫األدىن لألجور‪.‬‬

‫كمـا أّن إثبات قيمة األجر له أمهية كبرية يف تق دير التعويض ات من طرف القض اة يف حال تعرض العامل‬
‫حلادت مرور قد مينعه من العمل بسبب العجز املؤقت الذي قد حيدث له‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكيف على‬
‫أنّه ح ادث عم ل‪ ،‬والتع ويض ه ذا تدفع ه ش ركة الت أمني املؤمن ل ديها ص احب املركب ة املتس ببة يف ح ادت‪،‬‬
‫وحيسب على أساس األجر الذي يتلقاه املعين‪ ،‬وهذا ما يوضحه بدقة األمر ‪ 74/15‬املؤرخ يف ‪ 30‬جانفي‬
‫‪ ،1974‬واملتعلق بإلزامية التامني عن السيارات والتعويض عن حوادث املرور‪ ،‬واملعدل واملتمم بالقانون رقم‬
‫‪ 88/31‬املؤرخ يف ‪ 19‬جويلية ‪ 1988‬السيما يف ملحقه‪ ،‬وينص هذا القانون يف امللحق اخلاص أنّه إذا مل‬
‫يستطع املعين ( العامل املصاب)‪ ،‬إثبات لألجر أو كان دخله أقل من األجر الوطين األدىن املضمون‪ ،‬ف إّن‬
‫التعويض حيدد على أساس احلد الوطين األدىن لألجور وقت احلادث‪ ،‬أّم ا الضحايا احلاصلني على شهادات‬
‫املتمتعني بتجربة آو تأهيل وليس بإمكاهنم إثبات اجر أو دخل فيعوضون بالرجوع إىل احلد األدىن لألجر‬
‫األساسي هلذا املنصب 'وليس على أساس األجر الوطين األدىن املضمون‪ ،‬والذي يكون صافيا من التكاليف‬
‫الضريبية ومن أي اقتطاعات مهما كان نوعها‪.‬‬

‫مجال تطبيق هذا المبدأ‪:‬‬

‫تقتضي القاعدة العامة يف اإلثبات انه يف غري املواد التجارية إذا كان التصرف القانوين تزيد قيمته‬
‫البين ة يف إثب ات وج وده أو انقض ائه م ا مل يوج د نص‬
‫على ‪ 1000‬دج أو ك ان غ ري حمدد القيم ة فال جتوز ّ‬
‫يقضي خبالف ذلك‪ ،1‬فإذا عرفنا أن قيمة دين األجر ال تقل قانونا عن ‪18.000‬دج شهريا كحد وطين‬
‫أدىن لألجور‪ ،‬فهذا يؤدي بنا القول بوجوب تطبيق نص املادة ‪ 333‬مدين يف إثبات األجر باعتباره عنصرا‬
‫يف تصرف قانوين هو عقد العمل‪ ،‬أي أنّه ال يثبت إال بالكتابة‪ .‬خاصة إذا علمنا أن عقد آو عالقة العمل‬
‫ليس ذات طبيعة جتارية‪ .‬وأنّه توجد فوارق كبرية بني عقد العمل وعقد الشركة(م‪416‬مدين) وبني عقد‬
‫العمل وعقد اإلجيار (م ‪ 467‬مدين وما بعدها)‪ ،‬أي أن األمر ال يتعلق مبنازعة جتارية‪ ،‬ومن مت يفرتض أنّه ال‬
‫جيوز إثبات األجر إال بالدليل الكتايب مادام أن مقداره جياوز ‪1000‬دج‪.‬‬

‫‪ . 1‬املادة ‪ 333‬ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ويف الواقع إّن ذل ك جياوز ني ة املش رع يف محاي ة العام ل‪ ،‬يريد تس هيل مهم ة العام ل يف إثبات حقوقه وليس‬
‫تص عيب األمر‪ ،‬إضافة إىل أن املادة ‪ 333‬مدين نفسها حتل اإلشكال إذ تنص يف فقرهتا على االستثناء وهو‬
‫ما يفهم من عبارة " مامل يوجد نص خبالف ذلك"وهذا النص هو املادة ‪ 10‬من قانون ‪ 90/11‬اليت تعترب‬
‫مبثابة نص خاص للقانون املدين‪ ،‬والقاعدة تقتضي أن اخلاص يقد العام‪ ،‬ومن مت ميكن القول أن املادة ‪333‬‬
‫مدين ال تطبق يف جمال إثبات عقد العمل ويف إثبات األجر وكافة امللحقات املتعلقة به ولو جتاوز مقداره‬
‫نصيب البينة املقدر ب ‪1000‬دج‪ ،‬نظرا الختالف عقود العمل عن العقود املدنية‪ ،‬ولالعتبارات االجتماعية‬
‫واإلنس انية ال يت تض بط األج ور‪ ،‬وعق ود العم ل بص فة عام ة‪ ،‬وللمرك ز االقتص ادي واالجتم اعي الض عيف‬
‫للعامل مقارنة بصاحب العمل‪ ،‬ويكون هذا احلكم نتيجة التفسري األصلح للعامل‪.1‬‬

‫يستثىن من تطبيق هذا املبدأ املستخدم‪:‬‬

‫قاعدة حرية الإثب ات تسري على العامل وحده‪ ،‬يف حني يقيد صاحب العمل بالكتابة أو ما يقوم‬
‫مقامه ا طاملا أن املش رع ألزم ه حتت طائل ة تس ليط عقوب ات جزائي ة بتس ليم كش ف ال راتب و مبس ك دف رت‬
‫األجور‪ ،‬ومن مت عليه إن يلتزم اإلثبات هباتني الوسيلتني فقط‪ ،‬وهو نفس احلكم املطبق يف التشريع املصري‪،‬‬
‫فإذا ادعى العامل أّنه مل يتقاض أجره‪ ،‬فان نفي هذا االدعاء من صاحب العمل ال يكون إال بإحدى الوسائل‬
‫املش ار إليه ا يف املادة ‪ 30‬عم ل‪ ،‬أي ال جيوز هلذا األخ ري أن يثبت أن العام ل تقاض ى بوس يلة أخ رى غ ري‬
‫الكتاب ة املتمثل ة يف كش ف ال راتب أو س جل األج ور أو إيص ال اس تالم األج ر‪ ،‬ويك ون إب راء ذم ة ص احب‬
‫العمل من أدائه األجر حىت ولو مل يبني يف اإليصال أو الكشوف أو السجل مفردات األجر‪.2‬‬

‫إّن ما دفع اغلب التشريعات العربية إىل تبين هذه القاعدة الإثباتية اليت تتيح للعامل وحده إثبات‬
‫األجر على خالف صاحب العمل‪ ،‬هو أمهية األجر بالنسبة للعامل من جهة‪ ،‬واملشكالت الدقيقة واملعقدة‬
‫يف إثب ات األج ر من جه ة ثاني ة‪ .‬وخاص ة امتالك ص احب العم ل للوس ائل الفني ة لإلثب ات يف مقاب ل قص ور‬
‫إمكانات العامل عن ذلك‪ .‬وعلى األخص جهله بقواعد اإلثبات‪ ،‬وبعض التشريعات حتتم على رب العمل‬
‫الإثبات بالكتابة فقط‪ .‬ومنها التشريع املصري واملغريب والتونسي والسوري والعراقي‪ ،3‬كما أن العامل يعد‬

‫‪ .1‬مصطفى جالل القريشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬


‫‪ .2‬علي عوض حسن‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون العمل املصري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.308‬‬
‫‪ .3‬يوسف الياس‪ ،‬حماضرات يف قوانني العمل العربية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الطرف الضعف رغم أّنه الدائن‪ ،‬بعكس الغالب األحوال األخرى اليت يكون فيها الدائن هو الطرف القوي‬
‫كاملؤجر يف عقد اإلجيار مثال‪.‬‬

‫ونشري إىل أن املشرع املصري أورد يف الفقرة األخرية من املادة ‪ 30‬عمل حكما مهما بأّنه فرض‬
‫على صاحب العمل إعطاء العامل " إيصاال باألوراق والشهادات"‪ ،‬اليت أودعها لديه عند حترير عقد العمل‪.‬‬
‫وال يكفي يف ذلك إثبات بيانات هذه األوراق على ملف خدمة العامل أو إرفاقها به‪ ،‬وإمّن ا االلتزام بتحرير‬
‫العقد املكتوب منفصل عن االلتزام بإعطاء العامل اإليصال املشار إليه‪ ،‬وتتمثل هذه األوراق يف الشهادات‬
‫املهني ة والعلمي ة والثبوتي ة وش هادة اخلربة وغريه ا‪ ،‬وهي تن درج مجيعه ا حتت اس م " مس وغات التع يني"‪،‬‬
‫وكذلك يلتزم صاحب العمل ب أن يبني يف اإليصال ما تسلمه من أدوات العمل اخلاصة بالعامل‪ ،‬كمالبس‬
‫العم ل واألدوات اململوك ة للعام ل‪ ،‬فهي تعت رب مبثاب ة أمان ة ل دى ص احب العم ل‪ ،‬وي رتتب على خمالف ة ه ذا‬
‫احلكم األخري نفس العقوبة احملددة باملادة ‪ 170‬عمل مصري‪.‬‬

‫أوال‪:‬حرية إثبات األجر مبدأ من مبادئ حماية األجر‪:‬‬

‫إّن ارتب اط العام ل بص احب العم ل أو عق د عم ل ال مين ع األول(العام ل ) من إثب ات بعض حقوق ه‬
‫كاألجر والعالوات والعطل املدفوعة األجر‪ ،‬وغريها بكل طرق اإلثبات حىت ولو كان عقد العمل مكتوبا‪،‬‬
‫لان املادة العاش رة من ق انون ‪ 90/11‬تكلمت فق ط عن إثب ات عق د العم ل(غ ري مكت وب)‪،‬وال ذي يك ون‬
‫جبمي ع ط رق اإلثب ات‪ ،‬أّم ا أذا ك ان العق د مكتوب ا فان ه ال يثبت إال بالكتاب ة‪ ،‬وه ذا احلكم ال ميكن تطبيق ه‬
‫على بقية احلقوق العمالية املرتتبة عن عقد العمل اليت قد ال يتضمنها عقد العمل ولو كان تابتا بالكتابة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فانه ميكن للعامل أن يلجأ إىل إثبات حقوقه وخاصة األجر وملحقاته بالقرائن وباليمني‬
‫وبش هادة الش هود وبالس جالت ال يت ميلكه ا املس تخدم بغض النظ ر عن دف رت األج ور وقس يمة األج ور‪ ،‬وال‬
‫ينبغي أن نقي ده هباتني الوس يلتني إال إذا ادعى العام ل أجرا ال يتط ابق م ع المنص وص عليه ص راحة يف عق د‬
‫العمل أو حمدد مبوجب اتفاقية مجاعية أو اتفاق مجاعي للعمل‪ ،‬وهذا نظرا لطبيعة عالقة العمل وعناصرها‪،‬‬
‫ونظرا ألمهية هذه العناصر بالنسبة للعامل خصوصا عنصر األجر‪.‬‬

‫وي رى البعض أنّه إذا اش رتط الق انون الكتاب ة إلثب ات عق د م ا ف وجب إثب ات عناص ر ه ذا العق د‬
‫بالكتابة أيضا‪ ،‬وان كان ذلك قد يصح بش أن إثبات عنصر األجر حبيث ميكن إثباته جبميع وسائل اإلثبات‬
‫ولو كان عقد العمل مكتوبا فقد ال ينص عليه هذا العقد‪ ،‬وقد تكون عباراته غامضة‪ ،‬أو قد يطرأ عليه‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫تعديل الحق‪ ،‬أو أن يكون ظاهر العقد خيالف حقيقته‪ ،‬ثم إّن الوفاء باألجر هو عمل قانوين مستقل بذاته‬
‫عن التصرف المنشئ لاللتزام‪،‬وتظهر هذه الفكرة اكرت وضوحا يف حالة وجود دعوى مشتملة على عدة‬
‫طلبات تتضمن ديونا مرتتبة عن تصرفات ذات صبغة واحدة متت يف أوقات خمتلفة‪.‬‬

‫ومثال ذلك دين األجر الذي ينش أ عن عدة عقود حمددة املدة ومتوالية التنفيذ‪ ،‬قد يكون بعضها مكتوب‬
‫والبعض األخر غري مكتوب‪ ،‬وميكن اعتبار عقود العمل املكتوبة احملددة املدة يف هذه احلالة مبثابة مبدأ ثبوت‬
‫لوجود الدين( األجر) إذا كانت تشري إىل الواقعة املراد إثباهتا‪.‬‬

‫وما يؤكد هذا القول أن املشرع أوجب دفع األجر للعامل وحفظ حقوقه كاملة حىت يف حالة بطالن عالقة‬
‫العمل‪ ،‬لأّن بطالن هذه العالقة ال يعين حتما بطالن األجر أو زوال اآلثار املتولدة عنه‪ ،‬خالفا للقواعد العامة‬
‫للبطالن‪ ،1‬وتفسري ذلك أن الشروع يف تنفيذ العمل غري قابل لالسرتداد بالنظر إىل أن جهد العامل غري قابل‬
‫لالسرتجاع‪ ،‬وبالنظر إىل الفائدة اليت جناها رب العمل من وراء ذلك وكأنه أتري من غري سبب‪.‬‬

‫واملش رع اعت رب األج ر حق ا مكتس با‪ ،‬وذل ك من خالل الفق رة الثاني ة من املادة ‪ 135‬من ق انون عالق ات‬
‫العمل مما يعين أّن إثبات األجر ليس مرتبطا حتما بإثبات عقد العمل‪ ،‬وان كان ال يتصور دفع أجر دون‬
‫إبرام عقد عمل‪ ،‬وإال فال يصح أن نسميه عقد عمل‪.‬‬

‫إّن صاحب العمل كمدين يبقى ملزما بالوفاء بالتزامه بدفع األجر للعامل ( كدائن) عاجال أو آجال‪ ،‬وعند‬
‫عدم تنفيذه يعترب خطأ يرتب مسؤولية يف جانبه ال يدرؤه عنها إال اثبت وجود قوة قاهرة أو حالة إفالس‬
‫أو إعس ار من جانب ه منعت ه من الوف اء ب األجر بص فة هنائي ة طبق ا ألحك ام املادة ‪ 307‬من الق انون املدين‬
‫اجلزائ ري ال يت ج اء فيه ا أنّه‪ ":‬ينقض ي االل تزام إذا ثبت أن الوف اء أص بح مس تحيال علي ه لس بب أجن يب عن‬
‫إرادته"‪ ،‬والقاعدة تقتضي ب أّن املدين ملزم بإثبات احلادث اجلربي أو القوة القاهرة اليت يدعيها‪ ،‬ألّنه يدعي‬
‫خالف احلال ة الطبيعي ة‪ ،‬وليس بالزم أن يقيم املدين ال دليل الق اطع على حص ول احلادث اجلربي أو الق وة‬
‫القاهرة‪ ،‬إذ جيوز األخذ بوقوع هذه احلوادث عن طريق القرائن القانونية‪ ،‬ألهّن ا تعترب وقائع مادية ال أعماال‬
‫قانونية‪ ،‬فإذا أقام املدين الدليل على أنّه عين عناية رب األسرة بعمله‪ ،‬وتبت ذلك‪ ،‬ترتب عليه وجود قرينة‬
‫على وقوع حادت جربي أو قهري منعه من أداء األجر‪.‬‬

‫‪ . 1‬املادة‪ 99‬من ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وتقدير ما إذا كانت الواقعة املدعى هبا تعترب قوة قاهرة هو تقدير موضوعي خيضع لسلطة التقديرية حملكمة‬
‫املوضوع‪ ،‬مادامت قد أقامت قضائها على أسباب سائغة‪.1‬‬

‫ثانيا‪:‬عبء تبات األجر وملحقاته‪:‬‬

‫مل يتضمن القانون ‪ 90/11‬أي نص يتكلم عن مسألة عبء إثبات األجر‪ ،‬بعكس القانون السابق‬
‫حيت نص ت املادة ‪ 176‬من األم ر ‪ 75/31‬ان ه‪ " :‬جيب على ص احب العم ل أن يثبت قبض ه املب الغ املش ار‬
‫إليها يف املادة السابقة‪ ،‬وتسليمها ملستخدميه" وبناء عليه فإّن صاحب العمل هو املكلف بعبء إثبات مقدار‬
‫األجر‪ ،‬وبعبء إثبات تسليمه أو عدم تسليمه إىل العام ل‪ ،‬ولو كان طرفا مدعيا يف اخلصومة‪ .‬وهنا نرى‬
‫خمالفة هذا احلكم للقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬ويتم ذلك مبختلف وسائل اإلثبات مهما بلغت قيمة األجر‪.‬‬

‫والتساؤل الذي يطرح هبذا الشأن هو ما حكم االتفاقات اليت تعدل من عبء اإلثبات؟‬

‫يرى عبد الرزاق السنهوري أّنه جيوز صراحة أو ضمنا على نقل عبء اإلثبات قبل نظر النزاع ويف أثنائه‪،2‬‬
‫لأّن القواعد املتعلقة بعبء اإلثبات وتوزيعه بني املدعي واملدعى عليه ليست من النّظام العام‪.‬‬

‫ويرى القضاء الفرنسي أن مسالة توزيع عبء اإلثبات هي مسالة قانون يتعني على القاضي احرتامها حتت‬
‫طائل ة النقض‪ ،‬ويف ه ذا الص دد أيض ا قض ت حمكم ة النقض املص رية ب ان‪ ":‬األص ل أن العام ل غ ري مكل ف‬
‫بإثبات ما يدعيه من ت أخر يف األجر‪ ،‬وإمّن ا جيوز صراحة أو ضمنا على خمالفة ذلك‪ ،‬لأّن قواعد اإلثبات ال‬
‫تتعلق بالنظام العام‪ ،3‬وان إخفاق اخلصم يف اإلثبات يعد قرينة قضائية لصاحل خصمه‪،‬وحيكم له باملطلوب إذا‬
‫توافرت قرائن أخرى‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬دور بعض الوسائل األخرى في اإلثبات‬

‫أوال‪ :‬دور السجالت في إثبات األجر وملحقاته‬

‫نص املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 96/98‬املؤرخ يف ‪ 06‬م ارس ‪ 1996‬على مجل ة من ال دفاتر‬
‫والسجالت اليت يلزم املستخدم مبسكها بانتظام ‪،‬وقد حص رهتا املادة الثانية منه يف سبعة دفاتر وسجالت‬

‫‪. 1‬نقض مدين مصري ‪ ،‬طعن رقم‪،26‬سنة‪23‬ق‪.‬جلسة ‪ ،27/12/1956‬س‪ ،7‬ص‪.1022‬‬

‫‪. . 2‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين اجلديد‪ ،‬ج‪ ،2‬ف‪57‬‬
‫?‬
‫‪.3‬نقض مصري يف ‪ ،40/02/1970‬سنة‪،22‬رقم‪250‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وهي‪ :‬دف رت األج ور ‪ ،‬وس جل العط ل املدفوع ة األجر‪ ،‬وس جل العم ال‪ ،‬وس جل العم ال األج انب‪ ،‬وس جل‬
‫الفحص التق ين للمنش ات والتجه يزات الص ناعية‪ ،‬وس جل حف ظ الص حة واألمن وطب العم ل‪ ،‬وس جل‬
‫ح وادث العم ل‪ ،‬وق د س بق وان حتدتنا عن دف رت األج ر وم دى حجيت ه وأمهيت ه يف إثب ات األج ر‪،‬والتس اؤل‬
‫املطروح هنا هل تقبل السجالت األخرى يف إثبات األجر أيضا؟‬

‫يرى الفقه والقضاء املصرين على إمكانية االعتماد عليها أيضا كدليل إلثبات األجر خاصة يف حالة‬
‫غياب دفرت األجر لسبب ما(سرقة أو تلف)‪ ،‬أو لعدم وجوده أصال‪ ،‬وهذه السجالت ميكن تقدميها كدليل‬
‫إثبات يف أية مرحلة من مراحل الدعوى سواء أمام احملكمة االبتدائية أو أمام احملاكم الإستئنافية‪ ،‬غري أهّن ا ال‬
‫تقدم ألول مرة أمام حمكمة النقض باعتبارها حمكمة قانون ال حمكمة موضوع‪ ،‬على انه إذا قدم اخلصم ورقة‬
‫أو حمررا يف أية مرحلة من مراحل الدعوى فال جيوز له سحبه بغري رضاء خصمه إال بإذن كتايب من القاضي‬
‫أو رئيس احملكمة بعد أن حتفظ منه صورة يف ملف الدعوى‪ ،‬ويؤشر عليه كاتب الضبط مبطابقتها لألصل‪،1‬‬
‫وللقاضي سلطة مطلقة يف تقدير الوثائق املقدمة دون رقابة من احملكمة العليا‪.‬‬

‫وتطبيق ا ملا تق دم قض ت حمكم ة النقض املص رية أنّه‪ ":‬م ىت ك انت احملكم ة إذا رفض ت إجاب ة طلب الط اعن‬
‫وإلزام املطعون عليه بتقدمي دفاتر الوقف إلثباته وفائه لألجرة اليت ادعى أنّه قام بدفعها قد قررت باألدلة‬
‫املربرة ومبا هلا من سلطة التقدير املوضوعية يف هذا اخلصوص أنّه طلب غري جدي‪ ،‬فان النعي عليها مبخالفة‬
‫القانون يكون على غري أساس‪.‬‬

‫هل الوفاء بأجرة شهر معين قرينة على الوفاء باألجور السابقة؟‬

‫مل يتعرض قانون العمل اجلزائري هلذه املسالة‪ ،‬وان كان من احملتمل أن تعرض على القضاء واقعة‬
‫هبذا الشأن‪ ،‬حبيث يطالب فيها العامل بأجوره كاملة‪ ،‬غري أن صاحب العمل يدفع بأّنه سدد هذه األجور‬
‫وال يقدم سوى قسيمة تثبت دفعه اجر أخر شهر فقط‪ ،‬فهل ميكن اعتربها قرينة على وفائه ببقية األجور‬
‫السابقة؟‬

‫ال مانع من أن يتجه القضاء اجلزائري يف غياب النص القانوين إىل تطبيق هذه القاعدة االثباتية بشان عقود‬
‫العمل معتربا إياها قرينة قضائية‪ ،‬قد تتحول إىل قرينة قانونية‪.‬‬

‫‪ .1‬املادة ‪ 25‬من قانون اإلثبات املصري‪ ،‬وكذلك حممد حيى مطر‪ ،‬مسائل اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬القاهرة‪،‬ص ‪.98‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وهذا ما يتماشى مع منطق اإلثبات وروح قانون العمل الذي وفر محاية كافية لصاحل العامل على حساب‬
‫املستخدم‪ ،‬ذلك أن املبدأ السائد يف نطاق السياسة التشريعية لقوانني العمل هو إقامة توازن بني طريف عالقة‬
‫العمل‪ .‬على أنّه ميكن اعتبارها قرينة بسيطة ميكن إثبات عكسها بكل الطرق املمكنة‪ ،‬وعبء إثبات عدم‬
‫تسلم األجور السابقة يقع عليه بوصفه مدعيا‪ ،‬ألّنه يدعي خالف الظاهر أصال‪ ،1‬وقد يعتمد يف ذلك على‬
‫كش وف ال رواتب أو ص كوك بريدي ة أو بنكي ة‪ ،‬خصوص ا وأن الق انون ال ي رى مانع ا من دف ع األج ور عن‬
‫طريق صك أو حوالة بريدية‪ ،2‬والإثبات يف هذه احلالة قد يكون صعب أو حىت مستحيال على العامل إذا‬
‫طالت املدة وكثرة األجور غري املدفوعة مع انه من املفروض أن ال يتأخر دفع األجر عن شهر واحد‪ ،‬ويتعني‬
‫على العامل أن يوجه إنذارا مكتوبا إىل رب العمل قبل اللجوء إىل منازعته قضائيا‪.‬‬

‫وقد يثبت صاحب العمل انه دفع األجر ولكن العامل مل يستلمها‪ ،‬ومن مت فان دفعه لألجرة مضاعفة يعد‬
‫دفعا غري مستحق‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور البينة في إثبات األجر‪:‬‬

‫إّن لش هادة الش هود دور كب ري يف إثب ات األج ر واثب ات الوف اء ب ه‪ ،‬وخاص ة يف حال ة ع دم وج ود‬
‫كشف الراتب‪،‬أو عدم تسليمه للعامل أو يف حالة ضياعه‪ ،‬وكذا يف حالة عدم وجود بيانات أخرى يف عقد‬
‫العمل تتحدث عن األجر على انه ينبغي على العامل املعين أن يعتمد يف إثبات عدم تلقيه األجر على شهادة‬
‫ش هود من عم ال نفس اهليئ ة املس تخدمة أو من نفس الف رع من املؤسس ة املس تخدمة ذاهتا‪ ،‬ويف املقاب ل ال‬
‫ميكن لص احب العم ل دحض ه ذه البين ة بالبين ة‪ ،‬وإمنا علي ه تق دمي دلي ل كت ايب متمث ل يف كش ف األج ور أو‬
‫سجل األجور‪ ،‬على أن العامل قد تلقى أجره كامال كغريه من العمال‪.‬‬

‫واملشرع اجلزائري مل ينص يف قانون العمل على شهادة الشهود كوسيلة إلثبات الوفاء باألجر‪ ،‬ولكن هذا‬
‫ال ينفي االعتماد عليها باعتبارها من الوسائل العامة يف اإلثبات‪ ،‬وذلك بالرجوع إىل أحكام القانون املدين‬
‫يف م ادة البين ة‪ ،‬ومبقارن ة ذل ك م ع التش ريع التونس ي مثال‪ ،‬فإّنن ا جنده ينص يف الفص ل ‪ 2-144‬من ق انون‬
‫العمل رقم ‪ 28‬لسنة ‪ 1966‬أّنه‪ ":‬عند كل دفع ميضي العامل أمام امسه هبذا الكتاب" كتاب الدفع"‪ ،‬وإذا‬

‫‪ .1‬يوسف إلياس‪ ،‬حماضرات يف قوانني العمل العربية ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪ .2‬املادة ‪ 85‬من ق‪ 90/11.‬واملادة ‪ 164‬من االمر‪.75/31‬‬

‫‪ . 3‬ق‪.‬غ‪.‬إ‪ ،.‬بتاريخ‪ ،31/12/1990‬ملف رقم‪ ، 71015‬م‪.‬ق‪ ،‬ع‪ ،02‬س ‪،1992‬ص ‪.12‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫كان عاجزا عن اإلمضاء أو ال حيسنه جيب أن يثبت الدفع بشهادة شاهدين من اختياره"‪ .‬قد أحالت هذه‬
‫املادة صراحة على تطبيق األحكام العامة فيما خيص إثبات األجر‪ ،‬وهو ما تدل عليه املادة ‪ 146‬من قانون‬
‫العمل الفرنسي اليت تنص على‪ ":‬الصيغ القانونية اليت جيب مبقتضاها دفع العمال حقوقهم ال تكون عرضة يف‬
‫سبيل تطبيق القواعد اليت سنها قانون االلتزامات والعقود يف مادة البينة"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوثائق والمستندات التي يلزم المستخدم بتسليمها‬

‫عند انتهاء عالقة العمل يلتزم املستخدم بتسليم بعض الوثائق واملستندات إىل العامل هذه الوثائق قد‬
‫ينص عليه ا الق انون مث ل ش هادة العم ل‪ ،‬وق د يتم النص عليه ا عق د العم ل أو االتفاقي ة اجلماعي ة أو س رى‬
‫عرف املهنة بتسليمها للعامل‪ ،‬فقد فرض الواقع العملي على املستخدم تسليم سند تصفية احلسابات ليثبت‬
‫فعال أن عالقة العمل قد انتهت وبأن العامل قد حتصل على كل مستحقاته املالية‪.‬‬

‫هلذا سنقسم دراسة هذا املطلب إىل تسليم املستخدم لسند تصفية كل احلسابات يف الفرع األول‪ ،‬أّم ا الفرع‬
‫الثاين فخصصناه لدراسة شهادة العمل وعالقتها باألجر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزام المستخدم بتسليم العامل سند تصفية كل الحسابات‬

‫عند هناية كل عالقة العمل يلزم صاحب العمل بدفع مجيع احلقوق املالية والعينية للعامل وذلك من‬
‫أج ل تربئ ة ذمت ه اجتاه ه ذا األخ ري‪ ،‬وإلثب ات تربئ ة ه ذه الذم ة فالب د أن يوض ح يف س ند مكت وب احلق وق‬
‫املدفوع ة‪ ،‬وكم ا س بق اإلش ارة ف إّن ه ذا الس ند يس مى بس ند تص فية ك ل احلس ابات ‪solde de tout‬‬
‫‪..compte‬‬
‫إّن إهناء عالقة العمل خاصة إذا كان ذلك نتيجة لتسريح تتولد عنها نتائج وخيمة على العامل ومشاكل ال‬
‫متناهية‪ ،‬وعدم وضع القانون ألحكام تضبط هذا الوصل من شانه أن يشدد من النتائج السلبية إلهناء عالقة‬
‫العمل‪ ،‬فكان من األوىل أن يقوم املشرع اجلزائري بتنظيم هذا الوصل عن طريق نصوص قانونية لعدم ترك‬
‫حري ة واس عة للمس تخدم يف ه ذا اجملال‪ .‬وعلى العم وم ف ان ه ذه الوثيق ة تط رح ع دة مس ائل من حيت‬
‫مضموهنا‪ ،‬والشخص املؤهل لتحريرها ‪ ،‬وكذا اآلثار املرتتبة عنها؟‬

‫وإّن س ند تص فية ك ل احلس ابات ال يتض من فق ط األج ر‪ ،‬ب ل ح ىت التعويض ات عن األض رار النامجة عن‬
‫التسريح وكل املبالغ الواجب دفعها للعامل أتناء وعند هناية عالقة العمل‪ ،‬وتظهر أمهية هذا السند بالنّسبة‬
‫للعامل الذي قد حيرمه املستخدم من حقوقه املستحقة عند هناية عالقة العمل‪ ،‬كذلك بالنّسبة للمستخدم‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫حىت ال يرجع عليه العامل الذي يكون قد تسلم كافة احلقوق قبل مغادرته ملنصبه‪ ،‬ويطالبه حبقوق مت دفعها‬
‫له من أجل إثراء على حسابه‪.‬‬

‫ورغم أمهي ة الس ند ف إّن املش رع اجلزائ ري مل ينظم أحكام ه ب ل مل ي ذكره يف ظ ل ق انون ‪ ،90/11‬رغم أن‬
‫وص ل تص فية ك ل حس اب ال يق ل أمهي ة عن ش هادة العم ل‪ ،‬حبيث جند املادة ‪ 67‬نص ت ص راحة عن د هناي ة‬
‫عالقة العمل شهادة العمل‪ ،‬فحني مل تشري إىل سند تصفية كل احلسابات‪ ،‬فحني جند قرار احملكمة العليا قد‬
‫قرر صراحة على أن تسليم شهادة العمل وسند تصفية كل احلسابات دليل على هناية عالقة العمل‪.1‬‬

‫أوال‪:‬مضمونه وطريقة تحريره‪:‬‬

‫إّن وصل تصفية كل حساب هو وثيقة يسلمها العامل إىل صاحب العمل عند انتهاء عالقة العمل‪،‬‬
‫يع رتف فيه ا أنّه ق د تس لم ك ل مس تحقاته املالي ة وهي ك ل حق وق العام ل الناش ئة عن القواع د القانوني ة‬
‫أو االتفاقي ات اجلماعي ة‪ ،‬أو عق د العم ل ويك ون ذل ك س واء يف عق د العم ل حمدد املدة أو غ ري حمدد املدة‪،‬‬
‫ومهما كان سبب إهناء عالقة العمل سواء يرجع إىل تسريح تأدييب‪ ،‬اقتصادي‪ ،‬استقالة‪....‬اخل‪.‬‬

‫حيرر ه ذا الوص ل من نس ختني ويتم النص على ذل ك يف الوص ل‪ ،‬فيحتف ظ العام ل بنس خة ويس لم األخ رى‬
‫لص احب العم ل‪ ،‬وليس هن اك ش كل حمدد هلذا الوص ل‪ ،‬فيمكن أن يك ون مكتوب ا بالي د أو اآلل ة الكاتب ة‬
‫أو مطبوع ا‪ ،‬كم ا جيب أن ي ذكر يف الوثيق ة عب ارة" تص فية ك ل حس اب" خبط ي د العم ل وتك ون متبوع ة‬
‫بتوقيع ه‪ ،2‬كم ا جيب أن حيرر ه ذا الوص ل ب دون ش رط أو حتف ظ وإذا أب دى العام ل حتفظ ات علي ه فيك ون‬
‫لذلك أثرا على ذمة املستخدم اجتاهه‪.‬‬

‫‪.‬لقد اعترب االجتهاد القضائي أن مطالبة العامل بوصل تصفية كل حساب بدون حتفظ دليال على إهناء عالقة العمل‪ ،‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪.‬إ‪ ،.‬رقم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،75980‬املؤرخ يف ‪ ،17/02/1992‬م‪.‬ق‪ ،1993 ،.‬ع ‪ ،03‬ص ‪.89‬‬


‫ويف وقت الحق تراجعت احملكمة العليا عن هذا املوقف فاعتربت أن تسليم العامل حسابه النهائي ال يدل على إرادته يف إهناء عالقة العمل‪،‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم ‪ ،153681‬املؤرخ يف ‪.09/12/1997‬‬
‫‪.‬إذا كانت عبارة " تصفية كل حساب" مطبوعة أي غري مكتوبة خبط يد العامل فهذا يؤثر على مدى براءة ذمة املستخدم من املستحقات‬ ‫‪2‬‬

‫املالية للعامل‪ ،‬فذلك يدع جماال للشك حول ما إذا كان العامل قد تسلم فعال كل مستحقاته املالية‪ ،‬كما اعترب قضاة حمكمة النقض الفرنسية أن‬
‫عبارة " قراءة ووافقت" « ‪ » lu et approuve‬ال تعوض عبارة تصفية كل حساب ‪.‬راجع يف هذا الشأن‬
‫‪Gérard Lyon Caen, Jean Pélissier, Alain Supiot, Op.Cit, P804.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ويشرتط يف الوصل أن يكون مؤرخا‪ ،‬أي حيمل تارخيا معينا‪ ،‬ويذكر فيه املدة اليت حيق فيها للعامل أن يطعن‬
‫فيه‪ ،‬واليت يبدأ حساهبا من تاريخ التوقيع عليه‪ ،‬وتكون كتابة هذا األجل‪-LE Délais de forclusion‬‬
‫بشكل واضح ال يدع جمال للشك أو اللبس‪.1‬‬

‫وحيرر العام ل ه ذا الوص ل عن د مغادرت ه الفعلي ة للمؤسس ة‪ ،‬ومبا أّن عق د العم ل ال ينتهي إال بنهاي ة مهل ة‬
‫اإلخطار‪ ،‬فإذا حرر العامل وصل تصفية كل حساب أثناء تنفيذ مهلة اإلخطار فهذا ال يربئ ذمة املستخدم‬
‫من املستحقات املالية للعامل‪ ،‬أّم ا إذا مل ينفد العامل مهلة اإلخطار بإعفائه منها فيرتتب عن هذا الوصل كل‬
‫أث اره اجتاه املستخدم والعامل‪ ،2‬كما جيب أن يشمل الوصل على كل القيم واملستحقات املالية اليت دفعها‬
‫املستخدم للعام ل‪ ،‬بش كل واضح وص ريح‪،‬وال ميكن أن يشمل هذا الوص ل على الديون اليت مل تنشأ بعد‪،‬‬
‫فيمكن أن ينش أ حق ا للعام ل بع د التوقي ع على الوص ل مث ل التع ويض عن ع دم اح رتام قاع دة األولوي ة يف‬
‫‪3‬‬
‫تشغيل العامل املسرح‬

‫باإلض افة إىل م ا س بق جيب أن تت وفر يف الوص ل ش روط الص حة وفق ا للقواع د العام ة لص حة التص رف‬
‫الق انوين‪ ،4‬حيت جيب أن يتمت ع العام ل ال ذي حيرر الوص ل باألهلي ة‪ ،‬أن يك ون راش دا وأن يك ون العام ل‬
‫يعرف الكتابة‪ ،5‬ومبا أن هذا التصرف هو مضر بصاحبه‪ ،‬فال جيب أن يكون لعامل قاصرا‪ ،‬وإذا كان كذلك‬
‫البد من حضور ممثله الشرعي‪.‬‬

‫‪.‬حيث ميكن للمستخدم التمسك بالسقوط إذا مل يطعن العامل يف الوصل يف اآلجال احملددة من تاريخ توقيعه وهي مدة شهرين يف القانون‬ ‫‪1‬‬

‫الفرنسي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Jean Savatier, Revue de droit social 1989, p834.‬‬
‫‪ .‬إال أّن ه إذا اش تمل الوص ل على تع ويض مهل ة اإلخط ار واألج ور ومس تحقتها فه ذا ال مين ع العام ل من املطالب ة أم ام احملكم ة ب التعويض عن‬ ‫‪3‬‬

‫التسريح التعسفي مثال حىت بعد هناية األجل احملدد يف الوصل أي اجل السقوط‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.Yves Delamotte et Daniel Marchand, Op. Cit, P142.‬‬
‫‪ .‬يش رتط الق انون الفرنس ي أن تكون عب ارة تص فية ك ل حس اب مكتوب ة بالي د‪ ،‬أي خبط ي د العامل‪ ،‬ح ىت ولو ك انت ب اقي البيان ات ليست‬ ‫‪5‬‬

‫مكتوبة باليد مطبوعة مثال‪ ،‬كما ال ميكن مواجهة العامل مبا جاء يف الوصل إذا كانت هذه العبارة مكتوبة بيد شخص أخر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وجيب أن تك ون إرادة العام ل ح رة يف التوقي ع على الوص ل وال يوج د م ا جيربه على ذل ك‪ ،1‬والتوقي ع من‬
‫طرف العامل يفيد أن املستخدم قد دفع له كل مستحقاته‪ ،‬لكن رفض توقيع العامل هلذا الوصل ال يعين أن‬
‫املستخدم مل يدفع له مستحقاته‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلثار المترتبة عن تسليم وصل تصفية كل الحساب‬

‫إّن الوص ل احملرر بطريق ة ص حيحة وال ذي مل يقم العام ل ب االعرتاض واالحتج اج على م ا ج اء يف‬
‫األجل املينب فيه‪ ،‬ينجم عنه سقوط حق العامل يف االحتجاج على ما جاء بالوصل‪.‬‬

‫برائه ذمة المستخدم‬ ‫‪.1‬‬

‫إّن توقيع العامل على هذا الوصل يكون مبثابة اعرتاف منه‪ ،‬على برائه ذمة املستخدم من القيم املالية‬
‫املذكورة في ه وتش مل األج ر‪ ،‬التع ويض عن التس ريح‪ ،‬التع ويض عن مهل ة األخط ار‪ ،‬أي م ا يك ون يف ذم ة‬
‫املس تخدم للعام ل مبناس بة تنفي ذ عالق ة العم ل أو إهنائه ا‪ .‬أّم ا يف حال ة اس تقالة العام ل ال يت تتك ون غط اءا‬
‫للتس ريح‪ ،‬فهن ا الوص ل ال حيرر ص احب العم ل من دف ع تع ويض للعام ل‪ ،‬ومن أج ل برائ ه ذم ة املس تخدم‬
‫يش رتط أن حيت وي الوص ل بيان ات ص حيحة وموق ع من ط رف العام ل‪ ،‬ففي الق انون الفرنس ي إذا مل يش تمل‬
‫البيانات املنصوص عليها قانونا فال يكون الوصل باطال‪ ،‬وإمّن ا يكون له وظيفة إثبات أّن العامل قد تسلم‬
‫القيم املنصوص عليها يف « ‪» il a seulement un effet probatoire et non libératoire‬‬

‫جند التشريع الفرنسي قد ألزم املستخدم صراحة بتسليم للعامل سند تصفية كل احلسابات عند هناية عالقة‬
‫العم ل‪ ،‬والب د أن حيم ل ه ذا الس ند املكت وب عب ارة س ند تص فية ك ل احلس ابات‪ ،‬وأن حيدد في ه ك ل املب الغ‬
‫املستحقة للعامل‪ ،‬مع العلم أن هذا السند ال يسلم للعامل إال عند هناية عالقة العمل وبعد تبليغه بنهايتها‬

‫‪.‬جيب أن يكون العامل على دراية تامة مبا يوقع عليه‪ ،‬إال إن عند هناية عالقة العمل وخاصة يف حالة التسريح يكون العامل يف ظروف نفسية‬ ‫‪1‬‬

‫صعبة‪ ،‬حيت يتجه تفكريه إىل أثار البطالة وما ينجر عنها من عواقب‪ ،‬هذه الضغوط النفسية كلها قد تشكك يف حرية العامل يف التوقيع‪ ،‬راجع‬

‫يف هذا الشأن‪:‬‬


‫‪Daniel Boulmier ; Le Reçu pour solde de tout compte. Un acte de tous les dangers pour le seul‬‬
‫‪salarie, Revue du droit social, N°11, Novembre 1996, P927‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Halène Roux, Op. Cit. P.....‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إىل ج انب ذل ك الب د أن ميض ي العام ل بتوقيع ه على الس ند وبالنس بة للتوقي ع فق د اش رتط القض اء الفرنس ي‬
‫يوجب كتابة عبارة انه حتصل على كل ما دون يف السند‪ ،‬وذلك خبط يد العامل وليس بالة الراقنة‪.1‬‬

‫إذن ك ان على التش ريع اجلزائ ري أن ينظم أحك ام س ند تص فية ك ل احلس ابات بدق ة‪ ،‬نظ را ألمهيته يف محاي ة‬
‫العامل من كل تعسف أو حتايل من صاحب العمل‪ ،‬السيما عادة ما يكون هذا األخري يف ظروف نفسية‬
‫مض طربة عن د هناي ة العم ل فيمض ي على الس ند دون التأك د من احلق وق املدون ة في ه‪ ،‬أو ميض يه حتت ض غط‬
‫املستخدم‪ ،‬فهل يستطيع املطالبة بعد إمضاءه على احلقوق اليت مل يستلمها وعلى أي أساس؟‬

‫بالرجوع إىل التشريع اجلزائري اخلاص بتنظيم عالقة العمل جنده مل يورد أي نص حلل مثل هذا اإلشكال‪،‬‬
‫على خالف التش ريع الفرنس ي ال ذي منح للعام ل ح ق االع رتاض والرج وع على املس تخدم وذل ك خالل‬
‫شهرين ابتداء من تاريخ إمضاء السند وعليه فإذا طرح نزاع حول العناصر احملددة يف السند املوقع عليه من‬
‫قبل العامل‪ ،‬فكيف ميكن للقاضي الفصل يف هذا النزاع وذلك بعد التمييز بني حالتني‪:‬‬

‫‪ -‬حال ة م ا إذا أمض ى العام ل على الس ند حتت ض غط وهتدي د ص احب العم ل فهن ا يك ون العام ل مك ره‪،‬‬
‫وميكن للقاض ي االس تناد إىل نظري ة اإلك راه املنص وص عليه ا يف املادة ‪ 88‬من الق انون املدين م ىت أتبت‬
‫العامل عناصر اإلكراه‪ ،‬و أتبت للمحكمة أن رضاه كان معيبا عند إمضاء السند‪.‬‬
‫‪ -‬أمّا إذا ادعى العام ل ان ه امض ي على الس ند دون إثب ات وق وع ه ذا اإلك راه ف ان إمض اءه يش كل قرين ة‬
‫بسيطة على براءة ذمة املدين طبقا للمادة ‪ 332‬من القانون املدين‪ ،‬اليت نصت على أن التأشري على سند‬
‫مبا يستفاد منه براءة املدين حجة على الدائن إىل أن يثبت العكس‪.‬‬

‫وعليه بناء على هذه املادة ميكن للقاضي اعتبار أن جمرد إمضاء العامل على السند قرينة بسيطة على براءة‬
‫ذمة املستخدم واليت ميكن للعامل إثبات عكسها‪ ،‬وعلى القاضي أن يراعي عند تطبيق هذه املادة بنوع من‬
‫التحفظ‪ ،‬وجند القضاء الفرنسي قد ذهب ببسط محاية كبرية للعامل فيما خيص تسليم هذا السند واآلثار‬
‫املرتتبة عليه‪ ،‬حبيث اوجب أن يكون السند مكتوب على نسختني متنح نسخة للعامل ف إن مل يتم ذلك فان‬
‫السند يعد عدمي األثر‪.‬‬

‫وهنا نتساءل عن اآلثار املرتتبة عن تسليم العامل سند تصفية احلسابات‪ ،‬هل تسلم السند للعامل بعد توقيعه‬
‫يعين انه حتصل على املبالغ املستحقة؟‬

‫‪1‬‬
‫‪Antoine Mazeaud; Droit du travail ; Mont Chrestien. E.J.A. 1998.P..‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يف احلقيقة ال ميكن اعتبار تسلم العامل للسند بعد توقيعه انه قد استوىف حقوقه الن إمضاءه يؤكد على أن‬
‫العناصر املدونة يف السند متثل فعال احلقوق املطالب هبا‪ ،‬وبالتايل يكون للسند نفس األث ر املرتتب عند تسليم‬
‫قسيمة الراتب السابق بيانه‪.‬‬

‫واإلشكال يطرح كذلك بالنسبة للقاصر العامل‪ ،‬وكما سبق تبيانه فإنّه ال ميارس أي عمل إال بعد رخصة‬
‫من وليه‪ ،‬فعند هناية عالقة العمل البد من بسط احلماية له‪ ،‬فهل ميكن للعامل القاصر أن يوقع شخصيا على‬
‫سند تصفية احلساب‪ ،‬دون حضور وليه؟‬

‫نظ را للحماي ة ال يت يتمت ع هبا القاص ر العام ل ن اقص األهلي ة‪ ،‬ف إّن عن د تس ليم س ند تص فية احلس اب ف إّن‬
‫املستخدم ملزم بإحضار وليه عند إمضاء هذا األخري لسند وهذا ما ذهب إليه القضاء الفرنسي‪ ،‬حبيث اعترب‬
‫أن جمرد إمضاء القاصر على السند ال يكون له أي أثر إال حبضور وليه الشرعي‬

‫الطعن في وصل تصفية كل الحساب‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ميكن للعامل أن يطعن يف هذا الوصل خالل املدة احملددة فيه كأجل لالحتجاج حول ما جاء فيه‪،‬‬
‫ويبدأ حساب اجل الطعن يف الوصل من تاريخ التوقيع عليه‪ .‬وهذا الطعن يف الوصل الذي يقوم به العامل أو‬
‫من ميثله جيب أن يكون تصرفا الحقا إلبرام وصل تصفية كل حساب‪ ،‬كما جيب على العامل أن يسبب‬
‫ه ذا االحتج اج‪ ،‬فيذكر فيه احلق وق ال يت حيتج عليه ا إلعالم املستخدم حول م ا ه و مطلوب منه‪ ،‬فالطعن‬
‫ون‬ ‫يك‬
‫يف اجل حمدد‪ ،‬مكتوب‪ ،‬ومسبب‪ ،‬ويعترب القضاء الفرنسي أّنه إذا تضمن الوصل تارخيني األول مطبوع وثاين‬
‫مكت وب خبط الي د العام ل‪ ،‬ف العربة بالت اريخ الث اين‪ ،‬أّم ا إذا ج اء الوص ل خالي ا من أي ت اريخ‪ ،‬اعت رب القض اء‬
‫الفرنسي إن األجل احملدد قانونا واملقدر بشهرين‪ ،‬مل يبدأ بعد يف السريان‪.1‬‬

‫سقوط الحق في االحتجاج‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫عن د م رور األج ل احملدد يف الوص ل ال ميكن للعام ل أن حيتج ح ول م ا ج اء في ه‪ ،‬أي يس قط حق ه‬


‫يف ذلك‪ ،‬فيفرتض أن املستخدم دفع ما كان للعامل من ديون يف ذمته سواء تلك املتعلقة بتنفيذ عالقة العمل‬
‫كاألجور أو إهنائها كالتعويضات‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.G.H.Camerlynk, Op. Cit. P 473.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪. Gérard Lyon Caen, Jean Pélissier ; Alain Supiot, Op. Cit. P807.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ويف األخري ف إّن احلل األمثل حلماية العامل من النتائج السلبية املرتتبة عن تسليم هذا الوصل جيب أن يكون‬
‫عالجيا وليس وقائيا وذلك عن طريق منع تسليمه من العامل إىل املستخدم مبوجب نص قانوين صريح‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تسليم شهادة العمل ومدى ارتباطها باألجر‬

‫وفق ا للم ادة ‪ 90/11‬املتعل ق بعالق ات العم ل ف ان ص احب العم ل يل تزم بتس ليم ش هادة العم ل‬
‫إىل العامل‪.2‬‬

‫مل يش رتط الق انون عن د تس ليم ش هادة العم ل منوذج ا حمددا من حيت الش كل فه و خيتل ف من مؤسس ة‬
‫مس تخدمة إىل أخ رى‪ ،‬يف حني يش رتط الق انون إن تش تمل ش هادة العم ل من حيت املض مون على بيان ات‬
‫إلزامية حددهتا املادة ‪ 67‬من قانون عالقات العمل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لمضمون شهادة العمل‪:‬‬

‫تسلم شهادة العمل من طرف املستخدم يف شكل استمارة أو مطبوعة خاصة باملؤسسة‪ ،‬ويف حالة‬
‫عدم وجود هذه املطبوعة أو عدم وجود ختم املؤسسة أو صاحب العمل‪ ،‬فالبد أن يقوم املستخدم بوضع‬
‫إمضائه على شهادة العمل‪ ،‬وهذا اإلمضاء البد أن يكون مصادق عليه‪ ،‬والقانون مل يشرتط شكال معينا‪،‬‬
‫فيمكن أن تكتب شهادة العمل باليد –‪ -Manuscrite‬أو باآللة الكاتبة –‪ -dactylographie‬أو تكون‬
‫مطبوعة‪ ،-Imprimée-‬كما ميكن أن حيررها العامل ويوقعها املستخدم‪.‬‬

‫حتتوي شهادة العمل على بيانات إلزامية وكذلك بيانات اختاريه أو كمالية‪.‬‬

‫‪ .1‬البيانات اإللزامية‪:‬‬

‫حس ب املادة ‪ 67‬من ق‪.‬ع‪.‬ع الب د من أن ي ذكر يف ش هادة العم ل ت اريخ التوظي ف‪ ،‬ت اريخ إهناء‬
‫عالقة العمل‪ ،‬وكذلك املناصب اليت شغلت والفرتات املناسبة هلا‪ ،‬ولكن هذا ال يدع جمال للشك‪ ،‬أّن هوية‬
‫املستخدم والعامل جيب أن يظهرا يف شهادة العمل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.Daniel Boulmier, Op. Cit. P931.‬‬
‫‪ .‬تنص املادة ‪ 67‬من ق انون ‪ 90/11‬املتعل ق بعالقات العم ل‪ ":‬يسلم للعامل ‪ ،‬عند انته اء عالقة العم ل ش هادة عم ل ت بني ت اريخ التوظي ف‬ ‫‪2‬‬

‫وتاريخ انتهاء عالقة العمل‪ ،‬وكذا املناصب اليت شغلت والفرتات املناسبة هلا‪.‬‬

‫ال يرتتب عن تسليم شهادة العمل فقدان حقوق وواجبات املستخدم والعامل الناشئة عن عقد العمل أو عقود التكوين إال إذا اتفق الطرفان على‬
‫عكس ذلك كتابة"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1.1‬تاريخ التوظيف‪:‬‬

‫وهو التاريخ الذي بدأ فيه العامل نشاطه يف املؤسسة املستخدمة‪ ،‬ويف حالة العمل حتت التجربة‪،‬‬
‫يكون الطرفان مرتبطان بعقد عمل‪ ،‬فان تاريخ التوظيف البد أن حيدد عند بداية هذه الفرتة‪.1‬‬

‫ويف حال ة إذا م ا ط رأت تع ديالت على الوض عية القانوني ة للمؤسس ة املس تخدمة‪ ،‬ف ان مجي ع عالق ات العم ل‬
‫املعم ول هبا ي وم التغي ري تبقى قائم ة بني املس تخدم اجلدي د والعم ال‪2‬كمب دأ ع ام ف رغم التغي ريات املتتالي ة‬
‫ألصحاب العمل فمن املنطقي أن املستخدم األخري هو الذي يكون ملزما بتسليم شهادة عمل واحدة فيها‬
‫تاريخ التوظيف األول يف املؤسسة املستخدمة‪.‬‬

‫‪.2.1‬تاريخ إنهاء عالقة العمل‪:‬‬

‫وهو تاريخ خروج العامل من املؤسسة هو التاريخ الذي تنتهي فيه عالقة العمل‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫تنفيذ العامل ملهلة العطلة أو إعفائه منها‪.‬‬

‫‪.3.1‬المناصب التي شغلها العامل‪:‬‬

‫البد أن يذكر املستخدم املنصب الذي شغله العامل فعال‪ ،‬فال جيوز له مثال أن ال حيدد طبيعة العمل‬
‫الذي كان ميارسه العامل بشكل فعلي‪ ،‬مما يلحق ضررا بالعامل‪ ،‬كأن يذكر يف شهادة العمل أن العامل كان‬
‫يشغل منصب تقين‪ ،‬ويف احلقيقة هو عامل عادي أو كان يذكر أن العامل مهندس معماري بدل مهندس‬
‫مدين‪ ،‬فالبد من حتديد املنصب بشكل ال يرتك لبس أو جمال للشك حول املهام اليت كانت منوطة بالعامل‬
‫ونطاق هذه املهام‪.‬‬

‫إذا من حق العامل أن يذكر املستخدم املنصب الذي شغله فعال يف شهادة العمل‪ ،‬لكن هذا ال ينطبق على‬
‫املنصب الذي يشغله العامل بصفة مؤقتة الستخالف عامل أخر يكون يف عطلة‪.‬‬

‫‪.4.1‬فترات العمل لمناسبة لها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Hélène Roux, documents établis a la rupture du contrat du travail, juris Classeur, travail traité,‬‬
‫‪édition technique,1990, fascicule 32-10, p05.‬‬

‫‪ . 2‬املادة ‪ 74‬من ق رقم ‪.90/11‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وال يكفي ذكر منصب العمل وإمنا أيضا فرتات العمل املناسبة هلذا املنصب‪ ،‬وإذا شغل العامل عدة‬
‫مناصب عمل البد من حتديد طبيعة كل منصب والفرتة املناسبة له‪.‬‬

‫ففي حالة العامل املرتبط بعقد عمل غري حمدد املدة وبالعمل بتوقيت اجلزئي‪ ،‬فهنا املستخدم يسلمه شهادة‬
‫عمل عند انتهاء عقد العمل‪ ،‬أما يف حالة عقد عمل حمدد املدة يقوم املستخدم بتسليم العامل شهادة عند‬
‫جتديد كل عقد ويف حالة جتديد عدة مرات نكون أمام عدة عقود عمل حمددة املدة وعدة شهادات عمل‪.‬‬

‫أمّا يف حالة إعادة تكييف عقد العمل احملدد املدة إىل عقد عمل غري حمدد املدة من طرف احملكمة‪ ،‬فهنا البد‬
‫أن تشمل شهادة العمل‪ ،‬جمموعة املناصب اليت شغلها العامل كلها يف شهادة واحدة‪.1‬‬

‫وال يك ون من الض روري أن ي ذكر يف ش هادة العم ل‪ ،‬الف رتات ال يت علقت فيه ا ف رتت العم ل مهم ا ك ان‬
‫السبب أو املدة‪ ،‬وهدا ما أكدته احملكمة العليا يف قرارها رقم ‪ 3077682‬فجاء يف حمتواه أّنه‪ " :‬ال تعترب‬
‫الفرتة اليت مل يعمل فيها العامل‪ ،‬بسبب رفض املستخدم تنفيذ احلكم القاضي باإلرجاع فرتة عمل‪ ،‬مادام أّن‬
‫العامل مل يقم بأي نشاط مهين لدى املؤسسة املستخدمة وبالتايل ال تدرج يف شهادة العمل عند انتهاء عالقة‬
‫بالنسبة حلالة تعليق عالقة العمل نتيجة عطلة التكوين‪ ،‬فهي حتسب مبثابة فرتة عمل لتحديد‬
‫العمل"‪ ،‬أّم ا ّ‬
‫حقوق العامل‪ ،‬ويف حالة تغري صاحب العمل عدة مرات فيجب أن يذكر يف شهادة العمل املدة اليت شغلها‬
‫عند كل واحد منهم وطبيعة املنصب الذي كان يشغله يف كل فرتة‪.‬‬

‫‪.5.1‬ذكر هوية المستخدم والعامل‬

‫جيب حتديد هوية املستخدم بذكر امسه‪ ،‬فهو حيرر ويوقع على شهادة العمل‪ ،‬كما جيب أن حتمل‬
‫هذه الشهادة البيانات اخلاصة باملؤسسة املستخدمة بشكل ال يرتك جمال للشك حول شرعية وصحة هذه‬
‫الشهادة‪،‬باإلضافة إىل ضرورة حتديد هوية العامل بذكر امسه ولقبه‪.‬‬

‫‪ .2‬البيانات الكمالية أو االختيارية‪:‬‬

‫ال يفرض القانون على املستخدم أن يذكر يف شهادة العمل مثال أّن إهناء عالقة العمل مل يكن خبطأ من‬
‫العامل‪ ،‬كما أن صاحب العمل غري ملزم ب أن يذكر يف الشهادة رأيا يكون يف مصلحة العامل حول كفائتة‬
‫‪1‬‬
‫‪.Hèlène Roux, Op. Cit. P06.‬‬

‫‪ . 2‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪.‬إ‪ ،.‬رقم ‪ ،307768‬الصادر بتاريخ ‪ ،06/07/2005‬م‪.‬ق‪ ،.‬س ‪ ،2005‬ع ‪ ،02‬ص ‪.251‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املهنية واخلدمات اليت قدمها للمؤسسة‪ ،‬بالنسبة للقانون فهو ال يفرض ذكر عبارات التقدير وال عكسها‪،‬‬
‫لكن يف الواقع ميكن عن طريق اتفاق مسبق بني املستخدم والعامل أن يذكر يف شهادة العامل عبارات يف‬
‫مصلحة العامل‪.‬‬

‫أّم ا إذا كان العامل ملتزما بعدم منافسة املستخدم عند إبرام عقد العمل‪ ،‬فيمكن لصاحب العمل أن يدرج‬
‫ه ذا االل تزام يف ش هادة العم ل‪ ،‬الن ذل ك ال يلح ق ض ررا بالعام ل وال يقل ل حظوظ ه يف إجياد عم ل‪ ،‬مبا أن‬
‫واجب الوف اء يس تدعي من العام ل أن يوض ح للمس تخدم اجلدي د م دى نط اق حريت ه‪ ،‬يف التعاق د واح رتام‬
‫واجباته النامجة عن تعاقده السابق‪ ،‬وبالتايل فان إدراج املستخدم لشرط عدم منافسة العامل له بعد إهناء عقد‬
‫العمل ال يلحق أي ضرر بالعامل‪ ،‬مادام أن هذا االلتزام يقع على عاتقة حبكم العقد الذي كان قائما بينهما‪.‬‬

‫ويف حالة املستخدم الذي يذكر يف شهادة العمل تصرحيات ال تتناسب مع املؤهالت املهنية للعامل‪ ،‬واليت‬
‫تكون غري صحيحة أو مبالغا فيها‪ ،‬فيكون املستخدم يف هذه احلالة مسؤوال أمام الغري الذي يلحقه ضرر‪ ،‬إذا‬
‫أخ د بعني االعتب ار عب ارات التق دير ه ذه من اج ل تع يني العام ل‪ ،‬فه ذا الغ ري يك ون ق د وق ع يف غلط حيت‬
‫تكون هنا شخصية العامل حمل اعتبار يف التعاقد‬

‫ثانيا‪:‬حجية شهادة العمل في اإلثبات‬

‫تك ون لش هادة العم ل‪ ،‬ق وة ملزم ة ملا تتض منه من بيان ات س واء بالنس بة للمس تخدم أو العام ل‬
‫أو املس تخدم اجلدي د‪ ،‬كم ا تثبت ش هادة العم ل أن هن اك عالق ة عم ل ك انت قائم ة فعال‪ ،‬س واء يف وج ه‬
‫صاحب العمل أو بالنسبة للغري‪.1‬‬

‫‪ .1‬بالنسبة للمستخدم‪:‬‬

‫إّن عبارات التقدير اليت يذكرها املستخدم يف شهادة العمل تكون حجة عليه‪ ،‬فيمكن للعامل أن‬
‫يتمسك هبا إذا ادعى صاحب العمل أّنه ثم تسريح العامل نتيجة خطأ جسيم‪.‬‬

‫كما أّنه إذا التزم املستخدم بإعادة إدراج العامل يف وقت الحق يف منصب عمله‪ ،‬ويدرج دلك يف شهادة‬
‫العمل‪ ،‬عندها تكون له أولوية يف التوظيف‪ ،‬ففي حالة عدم تنفيذ هذا االلتزام من طرف املستخدم‪ ،‬ميكن‬
‫للعامل أن يطالبه بالتعويض عن الضرر الذي حلقه‪ ،‬كما أن البيانات اليت تذكر يف شهادة العمل تكون حج ة‬

‫‪ . 1‬تكون شهادة العمل حجة على الغري خاصة اهليئة املكلفة بتسيري التامني على البطالة ‪ ،‬التقاعد‪...‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫على املس تخدم مث ل ت اريخ التوظي ف‪ ،‬املناص ب ال يت ش غلها‪ ....‬اخل‪ ،‬والتص ريح ببيان ات خاطئ ة يف ش هادة‬
‫العمل تعرض صاحبها ملتابعة جزائية‪.1‬‬

‫‪ .2‬بالنسبة للمستخدم الجديد‪:‬‬

‫جيب على املس تخدم اجلدي د أن يتأك د من أن العام ل ق د حترر من عالق ة العم ل الس ابقة وإذا ك ان‬
‫املستخدم اجلديد ينافس املستخدم السابق يف نفس النشاط‪ ،‬فهدا جيعله مسؤوال بالتضامن مع العامل يف عدم‬
‫احرتام شرط عدم املنافسة‪ ،‬الذي يكون قد التزم به العامل عند إبرام عقد العامل السابق وال ميكنه التملص‬
‫من املسؤولية‪.‬‬

‫‪ .3‬بالنسبة للعامل‪:‬‬

‫البيانات املوجودة يف شهادة العامل تكون حجة على العامل‪ ،‬يفرتض أنّه قبل هبا صراحة أو ضمنا‪،‬‬
‫فادا ذكر املستخدم أن إهناء عالقة العمل كان بسبب خطأ ارتكبه العامل فإذا مل حيتج على ذلك عند استالم‬
‫شهادة العمل‪ ،‬ففي حالة وجود نزاع‪ ،‬ال ميكنه استنتاج أن هناك إرادة صرحية يف االستقالة‪.‬‬

‫إّن تسليم شهادة عمل ليس يف حد ذاته دليال على إهناء عالقة العمل‪ ،‬إال إذا اشتملت شهادة العمل على‬
‫عبارة معفي من كل التزامات ‪ ،libre de tout engagement‬والعكس غري صحيح‪ ،‬فاملستخدم الذي‬
‫مل يسلم تلقائيا بعد إهناء عالقة العمل شهادة عمل إىل العامل فهذا ال يعين أن املستخدم مل يكن يقصد إهناء‬
‫عالقة العمل‪.2‬كما أن تاريخ تسليم شهادة العمل ال يعين انه هو نفس تاريخ إهناء عالقة العمل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجزاءات الموقعة على المستخدم إذا امتنع عن تسليمها‪:‬‬

‫يقوم املستخدم بتسليم شهادة عمل إىل العامل عند انتهاء عالقة العمل‪ ،‬ويعترب هذا التسليم مطلوب‬
‫وليس حممول‪ ،‬ومىت امتنع املستخدم عن تسليم شهادة العمل سواء عن طريق الرفض أو التأخر يف التسليم‬
‫أو يف حال ة إدراج بيان ات غ ري ص حيحة إلحلاق ض ررا بالعام ل يتع رض بالعام ل يتع رض املس تخدم جلزاءات‬
‫حمددة قانونا‪.‬‬

‫‪ . 1‬وذلك من اجل جنحة التزوير واستعمال املزور املعاقب عليها مبوجب املادة ‪ 228‬قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.Hèlène Roux ; Op. Cit. P.09‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫كم ا يق وم ص احب العم ل بتس ليم ش هادة العم ل بص فة عام ة إىل العام ل س واء ك ان تابع ا للقط اع الع ام‬
‫أو اخلاص‪ ،‬والتزم املؤسسة املستخدمة بتسليم شهادة عمل يكون قائما مهما كانت طبيعة عالقة العمل ‪،1‬‬
‫وبغض النظر عن ظروف اإلهناء سواء إهناء عاديا أو إهناء نتيجة نزاع ما‪.2‬‬

‫كم ا ينتق ل ه ذا االل تزام إىل ورث ة املس تخدم يف حال ة وفات ه وك ذلك يق وم ب ه يف حال ة التس وية القض ائية‪،‬‬
‫املصفي أو وكيل التفليسة‪.3‬‬

‫وتس ليم ش هادة العم ل ه و ح ق مطل وب وليس حمم ول‪ ،‬وال يبح حق ا حمم وال إال يف حال ة احلكم على‬
‫املستخدم بتسليم شهادة العمل حتت غرامة هتديدية‪ ،‬فيجب على العامل أن يطلب من املستخدم أن يسلمه‬
‫شهادة العم ل‪ ،‬وإذا ادعى العام ل أّن ص احب العمل امتنع عن تسليمه إياها‪ ،‬يق ع عليه عبئ إثبات انه قد‬
‫طلبها منه‪.‬‬

‫كما ميكن للمستخدم أن يثبت أنّه قد سلم للعامل فعال شهادة العمل عن طريق وصل أو إشعار بالوصول‬
‫موقع من طرف العامل‪.‬‬

‫من أج ل تس ليم ش هادة عم ل من ص احب العم ل إىل العام ل‪ ،‬يف رتض أن يك ون هن اك عق د عم ل‬


‫موجود‪ ،‬فيحق لكل عامل أن يطلبها مهما كانت الفئة العمالية اليت ينتمي إليها‪،‬ويف حالة االستالم املتأخر‬
‫لشهادة العمل ميكن للعامل أن يطالب املستخدم بالتعويض عن الضرر الذي حلقه من جراء هذا التأخري‪،‬‬
‫بعدما أن يثبت أّنه طلبها منه فعال‪.‬‬

‫أّم ا يف حال ة وف اة العام ل ميكن لورثت ه أن يط البوا من ص احب العم ل احلص ول على ش هادة عم ل خاص ة‬
‫بالعامل املتويف‪.‬‬

‫‪.3‬وقت استحقاقها‪:‬‬

‫‪ .‬مل ينص املشرع اجلزائري على أن تسليم شهادة العمل هو إلزامي على عكس املشرع الفرنسي الذي جعل من تسليم شهادة العمل التزاما‬ ‫‪1‬‬

‫يقع على عاتق املستخدم‪ ،‬راجع يف هذا الشأن‪:‬‬


‫‪L122/6. « L’employeur doit a l’expiration du contrat du travail, délivrer au travailleur un‬‬
‫» ‪certificat..‬‬
‫‪ .2‬وتسليم شهادة العمل يكون حىت إذا كان العامل تاركا ملنصبه‪ ،‬فال جيوز يف هذه احلالة معاقبته حبرمانه من شهادة العمل‪ ،‬بل يكفي أن يقوم‬
‫املستخدم مبتابعة العامل قضائيا عن ما حلقه من ضرر إذا كان هناك جمال للتعويض‪ -‬ملزيد من التفاصيل انظر‪:‬‬
‫‪Nasri Hafnaoui , Op. Cit. P 80 et 81.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Catherine Puigelier. Op. Cit. P256.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يتم تس ليم ش هادة العم ل عن د انته اء عالق ة العم ل وفق ا ملا ج اء يف املادة ‪ 67‬من ق انون عالق ات‬
‫العم ل إال أّن العام ل يف حاج ة إليه ا من قب ل‪ ،‬عن دما يكون ل ه احلق يف ساعتني ك ل يوم أتناء مهل ة العطل ة‬
‫ليبحث فيهم ا عن عم ل آخ ر‪ ،‬وه و أتن اء ه ذه املرحل ة حباج ة إىل ش هادة العم ل‪ ،‬والق انون مل يع اجل ه ذه‬
‫املسألة‪ ،‬فيمكن يف هذه احلالة منح العامل شهادة عمل مؤقتة يذكر فيها تاريخ تسريح العامل‪ ،‬وبداية سريان‬
‫مدة مهلة العطلة‪.1‬‬

‫ومبا أّن القانون قد سكت عن املدة اليت ميكن للعامل أن يطلب خالهلا شهادة العمل فريجع حتديد هذه املدة‬
‫للعرف املعمول به‪ ،‬ويسقط حقه يف ذلك مبرور سنة طبقا للقواعد العامة يف القانون املدين‪.2‬‬

‫لكن يف غياب نص خاص‪ ،‬ف إّن حق العامل يف احلصول على شهادة عمل‪ ،‬خيضع للقواعد العامة للقانون‬
‫املدين‪ .‬وإذا ادعى العامل أّن صاحب العمل قد امتنع عن تسليمه شهادة العمل يقع عليه عبئ إثبات أنّه قد‬
‫طلبها منه‪ ،‬ويتقادم حق العامل يف رفع الدعوى مبرور ‪30‬سنة وفق القواعد العامة‪ ،‬وتصدر احملكمة حكمها‬
‫بصفة ابتدائية وهنائية فيما يتعلق بتسليم شهادة العمل‪.3‬‬

‫إن األم ر رقم ‪ 29/04/1975‬ك ان ي رتب على اإلخالل ب التزام املس تخدم تس ليم ش هادة عم ل ‪ ،‬دفع ه‬
‫لغرام ة مالي ة‪ ،‬كم ا ك رس ذل ك ق انون ‪ 27/02/1982‬نفس القاع دة يف املادة ‪ 95‬من ه ال يت ك انت تق رر‬
‫عقوبة جزائية تتمثل يف غرامة ترتاوح مابني ‪500‬و ‪1000‬دج يتحملها املستخدم الذي مل يسلم شهادة‬
‫عمل أو يكتب فيها ما يسئ للعامل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.Camerlynck. Op.Cit. P 490.‬‬

‫‪.‬علي عوض حسن‪ ،‬الفصل التأدييب يف قانون العمل‪ ،‬دراسة مقارنة للتشريع الفرنسي وتشريعات الدول العربية وعلى األخص اجلزائر‪ ،‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫الثقافة للطباعة والنشر‪،‬القاهرة‪ 1985،‬ص ‪.359‬‬

‫‪ .‬املادة ‪ 21‬من الق انون رقم ‪ 90/04‬املتعل ق بتس ويات النزاع ات الفردي ة يف العم ل املع دل واملتمم بالق انون ‪ 91/28‬املؤرخ يف‬ ‫‪3‬‬

‫‪.21/12/1991‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أّم ا قانون ‪ 21/04/1991‬استبعد العقوبة اجلزائية‪ ،‬كما أنّه مل يبني أن تسليم شهادة العمل هو التزام يقع‬
‫على ع اتق املس تخدم أي مل يش ر إىل الط ابع اإلل زامي لتس ليم ش هادة العم ل‪ 1‬لكن تبقي الس لطة التقديري ة‬
‫للقاضي للحكم ب‪:‬‬

‫‪.1.3‬الغرامة التهديدية ‪:‬‬

‫ميكن للقاضي الذي يصدر احلكم بضرورة تسليم شهادة العمل من املستخدم إىل العامل أن يرفق‬
‫ه ذا احلكم بغرام ة هتديدي ة‪ ،‬خاص ة يف حال ة ثب وت س وء ني ة ص احب العم ل يف ع دم تس ليم ش هادة‬
‫العمل‪ ،‬والغرامة التهديدية مستقلة عن التعويض عن الضرر احملتمل احلصول عليه‪.‬‬

‫‪.2.3‬التعويض عن الضرر‪:‬‬

‫ميكن للعام ل أن يرج ع على املس تخدم ب التعويض عن الض رر ال ذي حلق ه وف ق القواع د العام ة‬
‫للمس ؤولية املدني ة‪ ،‬حيت جيب أن يص در خط أ من املس تخدم ويتمث ل يف ع دم تنفي ذ التزام ه بتس ليم ش هادة‬
‫العمل سواء بعدم تسليم شهادة العمل أو التأخري يف تسليمها‪ ،‬آو كان تكون حمررة بشكل غري صحيح مبا‬
‫يلحق ضررا بالعامل‪.‬فعلى العامل الذي يدعي أن املستخدم قد امتنع عن تسليمه شهادة العمل أن يثبت انه‬
‫قد طلبها منه‪ ،‬وان يثبت كذلك أن هذا االمتناع آو التأخري يف التسليم قد تسبب له يف ضرر‪ ،‬كمواجهته‬
‫لص عوبات من أج ل تس جيله يف نظ ام الت أمني على البطال ة مثال‪.2‬ولكي حيكم القاض ي ب التعويض ال ب د أن‬
‫تك ون هن اك عالق ة س ببية بني الض رر ال ذي حلق العام ل وع دم تس ليمه ش هادة العم ل‪ ،‬ويرج ع تق دير ه ذا‬
‫التعويض للسلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬ومبا أّن هذه الوثيقة مطلوبة‪ ،‬فال حيق للعامل احلصول على تعويض إذا‬
‫مل يرفض املستخدم تسليمه إياها‪.‬‬

‫ويف األخ ري ميكن للعام ل أن يع رتض على أن ي درج ص احب العم ل بيان ات يف ش هادة العم ل من ش اهنا أن‬
‫تلحق ضررا به كان يذكر األجر الذي كان يتقاضاه‪ ،‬أو شروط قبول يف املنصب أو أسباب إهناء عالقة‬
‫العمل وبصفة عامة كل ما من شأنه أن جيعل حصول العامل على منصب شغل جديد أمرا صعبا‪.3‬‬

‫‪ .‬نشري إىل أّن ه يف التشريعات املقارنة ومنها القانون الفرنسي تكون العقوبة املقررة عند خمالفة املادة (‪ )122-16‬املتعلقة بالتزام تسليم شهادة‬ ‫‪1‬‬

‫العم ل هي الغرام ة احملددة للمخالف ات من الدرج ة الرابع ة‪ 4‬ويف حال ة الع ود تك ون العقوب ة هي احملددة للمخالف ات من الدرج ة اخلامس ة و‪/‬أو‬
‫احلبس ملدة ‪ 10‬أيام إىل شهر‪ .‬راجع يف هذا الشأن‪Jean Claude Javillier. OP.CIT.P 421 :‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.Catherine Puigelier .Op.Cit. P257.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Claude Lobry. Op.Cit. P 48.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬التزام بدفع مختلف المبالغ المالية عند نهاية العمل‬
‫لق د ح ددت املادة‪ 66‬من ق انون ‪ 90/11‬خمتل ف احلاالت ال يت تنتهي من خالهلا عالق ة العم ل‪،1‬‬
‫ومن غري املنطق أن تنتهي عالقة العمل ويفقد العامل األجر الذي مصدر رزقه وعيشه هو وأسرته‪ ،‬بدون‬
‫أن يكون هنالك بديل هلذا األجر خيتلف هذا البديل حسب سبب اإلهناء‪.‬‬

‫هلذا سنقوم دراسة خمتلف المبالغ املالية اليت سيمنحها له املستخدم وطبيعتها القانونية عند االنتهاء عالقة‬
‫العم ل(المطلب األول)‪ ،‬والقيم املالي ة ال يت متنحه ا هيئ ات الض مان االجتم اعي عن د هناي ة عالق ة العم ل‬
‫والتكييف القانوين املمنوح لهذه املبالغ وعالقتها باألجر( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التزام المستخدم بدفع التعويضات وعالقتها باألجر‬

‫باعتبار املستخدم طرفا يف عالقة العمل‪ ،‬فان إهناء عالقة العمل‪ ،‬تفرض عليه أن يدفع التعويضات الالزمة‬
‫جلرب الضرر الالحق بالعام ل نتيجة فقدانه مصدر عيشة‪ ،‬ختتلف قيمة هذا التعويض باختالف سبب اإلهناء‪،‬‬
‫سواء أكان التسريح ألسباب اقتصادية ( الفرع األول) أو التسريح التعسفي (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعويض النقدي في حالة التسريح االقتصادي‬

‫‪ -1‬حساب قيمة تعويض نهاية العمل‬

‫‪ . 1‬تنص املادة ‪ 66‬من ق‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل على انه‪":‬تنتهي عالقة العمل يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫البطالن أو اإللغاء القانوين؛‬ ‫‪-‬‬
‫انقضاء اجل عقد العمل ذي املدة احملدودة؛‬ ‫‪-‬‬
‫االستقالة؛‬ ‫‪-‬‬
‫العزل؛‬ ‫‪-‬‬
‫العجز الكامل عن العمل‪ ،‬كما ورد حتديده يف التشريع؛=‬ ‫‪-‬‬
‫التسريح للتقليص من عدد العمال؛‬ ‫‪-‬‬
‫إهناء النشاط القانوين للهيئة املستخدمة؛‬ ‫‪-‬‬
‫التقاعد؛‬ ‫‪-‬‬
‫الوفاة"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يستند حساب تعويض هناية العمل على متوسط األجر السنوي للسنة األخرية الذي يتقاضاه العامل ‪ ،1‬وهو‬
‫م ا ميث ل توس يعا يف دائ رة احلماي ة االقتص ادية املق ررة للعام ل بع د انته اء عالق ة عمل ه‪ ،‬إذ يؤخ ذ يف االعتب ار‬
‫الزيادة األخرية يف األجر جبميع عناصرها‪ .‬وبالتايل فان تعويض هناية العمل الذي قدره املشرع باجر ثالثة‬
‫أش هر من العم ل‪ ،‬حيس ب على أس اس متوس ط األج ر الش هري املتقاض ى خالل االث ىن عش ر(‪ )12‬ش هرا‬
‫األخرية قبل إهناء عالقة العمل‪.‬‬

‫وميثل األجر اخلام الذي حيسب على أساسه تعويض هناية العمل‪ ،‬األجر القاعدي ومجيع التعويضات واملنح‬
‫أي ا ك ان نوعه ا وال يت يثبت هلا ص فة األج ر‪ ،‬باس تثناء الس اعات اإلض افية إال إذا ك ان هلا ص فة ال دوام‬
‫واالس تمرار حبيث يعتم د عليه ا العام ل يف معيش ته‪ .‬وخيض ع تع ويض هناي ة العم ل على غ رار التعويض ات‬
‫األخرى املمنوحة يف إطار التسريح ألسباب اقتصادية دون تعويض العطلة مدفوعة األجر القتطاع الضريبة‬
‫على األج ور والض مان االجتم اعي‪ ،‬وميث ل ذل ك متكين ا للعام ل من احتس اب ه ذا التع ويض ض من منح ة‬
‫التقاعد عندما يستكمل شروطه سواء أتناء إحالته على نظام البطالة أو بعدها‪.‬‬

‫يستفيد العامل املسرح اقتصاديا يف إطار تقليص عدد العمال من تعويض مايل يساوي اجر ثالث (‬
‫‪ )03‬أشهر يدفعه له املستخدم‪ 2‬ويتم حساب هذا التعويض على أساس معدل األجر الشهري اخلام الذي‬
‫تقاضاه العامل خالل االثين عشر(‪ )12‬شهر اليت سبقت تسرحيه‪ ،3‬ولكي يتحصل العامل على هذا التعويض‬
‫جيب أوال أن يقبل االستفادة من نظام التامني على البطالة‪.‬كما يستفيد بعد مرور شهرين على تسرحيه من‬
‫اداءات التامني على البطالة‪.‬‬

‫وه ذا التع ويض يتم دفع ه للعام ل مباش رة بع د تس ليم ق رار التس ريح إض افة إىل اس تفادته من حق ه يف العطل ة‬
‫املدفوع ة األج ر‪.4‬أم ا بالنس بة للعم ال ال ذين يس تفيدون من ش غل جدي د ‪ ،‬أو العم ال ال ذين حيالون على‬

‫‪.‬تنص املادة ‪ 23‬من القانون املتعلق باحلفاظ على الشغل ومحاية األجراء الذين يفقدون عملهم بصفة ال إرادية على انه‪ ":‬حتسب التعويضات‬ ‫‪1‬‬

‫املشار إليها يف املادة ‪ 22‬أعاله (تعويض هناية العمل) على أساس معدل األجر الشهري اخلام املتقاضي خالل االث ين عشر(‪ )12‬شهرا قبل إهناء‬
‫عالقة العمل"‪.‬‬
‫‪ . 2‬انظر املادة ‪ 22‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/09‬املشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪ . 3‬انظر املادة ‪ 23‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/09‬املشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪ . 4‬أمحية سليمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.384‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫التقاعد‪ ،‬أو حيالون على التقاعد املسبق‪ ،‬فال يستفيدون من هذا التعويض من هدا التعويض بل هلم احلق فقط‬
‫يف التعويض عن العطلة املدفوعة األجر‪.1‬‬

‫أوال‪:‬التعويض عن مهله اإلخطار‪:‬‬

‫لم يهتم املش رع اجلزائ ري بتنظيم مهل ة اإلخط ار إال يف ح دود ض يقة ج دا وهي حال ة التس ريح‬
‫املنصوص عليه يف املادة ‪ 73‬مكرر ‪ 5‬من قانون عالقات العمل وترك أمر تنظيمها إىل االتفاقيات اجلماعية‪.‬‬

‫ويكون للعامل أتناء مهلة اإلخطار احلق يف ساعتني يف كل يوم قابلتني للجمع ومأجورتان حىت يتمكن من‬
‫البحث عن منصب عمل أخر‪.‬‬

‫كما يمكن للمستخدم أن يعفي العامل من البقاء في منصبه حتى نهاية مدة مهلة اإلخطار ويدفع له‬
‫مبلغ يساوي األجر الذي يكون قد تقاضاه لو بقي في عمله إلى غاية انتهائها أي اإلعفاء من تنفيذ‬
‫مهلة اإلخطار ‪.2‬‬

‫وبخص وص اج ر العام ل المعفى من تأدي ة خدمت ه فعلي ا أتن اء مهل ة العطل ة‪ ،‬فان ه يس تفيد من ه ومن‬
‫العناصر المرتبطة به ماعدا تعويض المصاريف المهنية ومن بين تلك العناصر المتعلقة باستمرار عقد‬
‫العمل لحين حلول أجل انتهاء مهلة العطلة نجد تلك العالوات المرتبطة بشرط الحضور أتناء مهلة‬
‫العطلة‪.‬‬

‫وإذا كان اجر العامل مركبا من جزء ث ابت وجزء متغير بحسب نتيجة العمل‪ ،‬فان المحكمة يمكنها‬
‫أن تلجأ إلى طريقة المعدل السنوي لألجر المقبوض للتمكن من حساب تعويض مهلة العطلة‪ ،‬وأنّ‬
‫الس اعات اإلض افية إذا ك انت على ش كل ت ابت ومدعم ة لراتب ه الش هري ال ذي ك ان العام ل األج ير‬
‫يع ول علي ه ف إنّ ه ذه الس اعات اإلض افية هي األخ رى تؤخ ذ بعين االعتب ار عن د حس اب المع دل‬
‫السنوي‪.‬‬

‫والج دير باإلش ارة أن ال راتب ال ذي يجب دفع ه ه و ال راتب الخ ام الخاض ع الش تراكات الض مان‬
‫االجتماعي‪ ،‬الذي كان العامل سيتقصاه لو انه أدى عمله فعليا في فترة مهلة العطلة‪.‬أاااااا‬

‫ثانيا‪ :‬تحديد طبيعة تعويض نهاية العمل‬


‫‪. ?.1‬انظر املادة ‪21‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/09‬املشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪ . 2‬راجع املادة‪ 6-73‬من ق‪ 90/11‬املتعلق بعالقات العمل السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫لم يغفل المشرع كخطوة أولى وقبل اإلقرار بحق العامل في التأمين عن البطالة‪ ،‬النص الذي‬
‫منحه تعويض نهاية العمل‪ ،‬وذلك ضمن القانون المتعلق بالحفاظ على الشغل وحماية األجراء الذين‬
‫يفقدون عملهم بصفة ال إرادية ‪ ،1‬وهو ما يمثل مقابل لتسريح العامل من خالل االستعمال المشروع‬
‫لحق اإلنهاء باإلرادة المنفردة‪.‬‬

‫إذا ك ان المش رع ق د ح دد‪ ،‬المس تفيدين من تع ويض نهاي ة العم ل وهم العم ال المس رحون في إط ار‬
‫التس ريح ألس باب اقتص ادية‪ ،‬وبين مق داره من حيث أّن ه تع ويض يساوي أجر ثالث ة أش هر من العمل‪،‬‬
‫فإنّه بالمقاب ل لم يوض ح ص راحة طبيع ة ه ذا التع ويض المحم ول على ص احب العم ل‪ ،‬فيم ا إذا ك ان‬
‫مكافأة تكميلية لألجر أم أنّ ه تعويض عن الضرر المترتب عن فقدان الوظيفة؟‬

‫وفي سبيل تحديد طبيعة تعويض نهاية العمل في تشريع العمل الجزائري يمكن االستعانة بآراء الفقه‬
‫ال ذي انقس م في ه ذا الش أن إلى قس مين‪ ،‬منهم من ي رى بأن ه مكاف أة تكميلي ة لألج ر ومن منهم من‬
‫يرى بأنه تأمينا عن فقدان الوظيفة‪.‬‬

‫‪ .1‬تعويض نهاية العمل مكافأة تكميلية لألجر‬

‫اجته موق ف حمكم ة النقض الفرنس ية إىل اعتب ار تع ويض هناي ة العم ل مبثاب ة تكمل ة لألج ر ال ذي‬
‫يتقاضاه العامل من صاحب العمل‪ ،‬ويدخل بالتايل ضمن ملحقات األجر‪ ،‬حيث يرى أّن السبب القانوين‬
‫هلذا التعويض يكمن يف أداء العمل باملنشأة‪ ،‬ويتعني بالتايل تشبيهها بكافة مستحقات العامل اليت تدخل يف‬
‫املفهوم الواسع لألجر‪ ،‬فال يقتصر على األجر الذي يتقاضاه العامل ليعول نفسه وعائلته‪ ،‬بل يتضمن جبانب‬
‫ذلك جزءا أخر يكفل للعامل تدبري حاجاته املستقبلية‪ ،‬طاملا أن املقصود منه هو مكافأة العمل الذي قام به‬
‫‪2‬‬
‫العامل يف املؤسسة‪.‬‬

‫‪.‬املرسوم التشريعي‪ 09-94‬املؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪ 1994‬املتضمن احلفاظ على الشغل ومحاية األجراء الذين يفقدون مناصب عملهم بصفة‬ ‫‪1‬‬

‫الإرادية وألسباب اقتصادية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج العدد‪ 34‬املؤرخة يف ‪ 01‬جوان ‪ ،1994‬معدل مبوجب القانون رقم ‪ 07-98‬املؤرخ يف ‪ 02‬أوت‬
‫‪ ،1998‬ج‪.‬ر عدد ‪ 57‬الصادرة يف ‪.1998‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫مييل جانب من الفقه إ ىل اعتبار تعويض هناية العمل مكافأة تكميلية لألجر‪ ،‬تستند على النشاطات واألعمال‬
‫ال يت ق ام هبا العام ل‪ ،‬ذل ك أن األج ر ال يقتص ر على املقاب ل املمن وح للعام ل بش كل دوري لس د حاجات ه‬
‫وإنما يشمل أيضا احلاجات املستقبلية ‪ ،‬فهو إذن اجر مؤجل الدفع‪ ،‬حيت يقتطع وجيمد له إىل‬
‫االجتماعية‪ّ ،‬‬
‫أن يتقاضاه بعد انقضاء خدمته باملؤسسة‪ ،‬وذلك بدل من أن حيصل العامل دوريا على أجر مرتفع‪.‬‬

‫ويضيف البعض األخر يف تأصيل هذه الفكرة‪ ،‬إىل أن العامل ال يكتسب احلق يف هذه املكافأة بالتدريج مع‬
‫خدماته مثل ما هو الشأن يف العطلة املدفوعة األجر‪ ،‬وإمنا يكتسب هذا احلق تعويضا عن خدماته الطويلة‬
‫لدى صاحب العمل ومكافأة عن إخالصه يف تنفيذ التزاماته املهنية‪.‬وهذا ما ذهب إليه قضاء حمكمة النقض‬
‫املصرية إىل أّن مكافأة مدة اخلدمة‪ ،‬متثل جزءا من األجر‪ ،‬سببه ما أداه العامل من خدمات لرب العمل بناء‬
‫على العقد الذي مت بينهما‪ ،‬أمّا بصفة جزءا مؤجال من كل أجرا يتلقاه العامل‪ ،‬أو باعتباره أجرا عن مجلة‬
‫العمل السابق‪.‬‬

‫لكن هذا االجتاه مل يسلم من النقد الذي وجه إليه‪ ،‬وذلك أن القواعد اخلاصة مبكافأة مدة اخلدمة تتعارض‬
‫مع الطبيعة القانونية اخلاصة باألجر‪ ،‬من حيث أن اعتبار مكافأة هناية العمل أجرا يقتضي حساب مبلغها‬
‫على أس اس نس بة مئوي ة من األج ر املدفوع للعام ل يف ك ل س نة من س نوات العم ل بينم ا يتم حتدي د قيم ة‬
‫املكافأة على أساس األجر الذي يتقاضاه العامل عند انتهاء عالقة العمل‪ ،‬وهو ما يستبعد معه اعتبار تعويض‬
‫هناية العمل أجرا تكميليا‪.‬‬

‫‪ .2‬تعويض نهاية العمل تعويض عن الضرر‬

‫ي ذهب ال رأي المخ الف من الفق ه‪ ،‬إلى تك ييف تع ويض نهاي ة العم ل على ان ه تع ويض عن‬
‫الض رر الم ترتب عن فق دان الوظيف ة‪ ،‬ذل ك أن التط ور الحم ائي ألحك ام ق انون العم ل أص بح ي رفض‬
‫السلطة المطلقة لحق اإلنهاء باإلرادة المنفردة لصاحب العمل‪ ،‬لذلك ف إنّ سلطته لم تعد مطلقة‪ ،‬بل‬
‫مقيدة باألحك ام اإلجرائي ة والموضوعية التي تهدف باألس اس إلى تحقيق األمن واالس تقرار الوظيفي‬
‫للعام ل‪ ،‬إذ أن ط ول م دة عمل ه أتبت كفاءت ه وحس ن نيت ه وإخالص ه في تنفي ذ العم ل‪ ،‬وبالت الي ف ان‬
‫تسريحه دون خطأ منه ينتج عنه ضررا محققا‪.‬‬

‫‪.‬امحد شوقي حممد عبد الرمحن‪ ،‬قواعد استحقاق مكافأة مدة اخلدمة‪ ،‬دراسة مقارنة يف قانوين العمل املصري والفرنسي‪ ،1978 ،‬بدون دار‬ ‫‪2‬‬

‫النشر‪ ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫غ ير أنّ ه ذا ال رأي ب دوره تع رض للنق د‪ ،‬ذل ك أن العام ل ال يس تحق التع ويض إال عن اإلنه اء غ ير‬
‫المش روع‪ ،‬إذ أن ص احب العم ل ال ذي ق ام بتس ريح العام ل وفق ا لم ا توجب ه األحك ام الش كلية‬
‫والموضوعية المقررة إنّ ما استعمل الرخصة التي يجيزها له القانون‪ ،‬بوضع حد للعالقة التعاقدية التي‬
‫تربطه بالعامل‪.‬‬

‫وتبعا لما سبق يالحظ أن مقصد المشرع من تقرير تعويض نهاية العمل هو تحقيق اعتبارات العدالة‬
‫تجاه العامل إذ ال يمكن تسريحه دون النظر إلى وضعه المادي الجديد وتمكينه من مواصلة معيشته‬
‫ولو لفترة معينة‪.‬وبالتالي فإنّ تكييف تعويض نهاية العمل وفقا للمشرع الجزائري هو تعويض يأخذ‬
‫شكل األجر طالما انه تقرر نتيجة فقدان العامل لوظيفته في إطار التسريح ألسباب اقتصادية‪ ،‬والدليل‬
‫على ذلك أن منحه متوقف على قبول العامل االستفادة من نظام التامين عن البطالة‪ ،‬وهو ما يعني أن‬
‫العامل الذي يجد عمال مباشرة بعد تسريحه يفقد حق االستفادة من هذا التعويض‪.‬‬

‫وفي ه ذا اإلط ار يالح ظ أيض ا أن الرب ط ال ذي أقام ه المش رع بين التع ويض عن نهاي ة العم ل بس بب‬
‫التس ريح ألس باب اقتص ادية‪ ،‬وبين قب ول االس تفادة من نظ ام الت امين عن البطال ة في غ ير محل ه‪،‬ألنّه‬
‫يستثنى العامل الذي ال يقبل االستفادة من هذا النظام‪ ،‬ويقلص بالتالي من مجال الحماية االقتصادية‬
‫المق ررة في ه ذا المج ال‪ ،‬ل ذلك من الالئ ق إلغ اء ه ذا االس تثناء لتعميم منح ه ذا التع ويض لجمي ع‬
‫العم ال طالم ا أنّه مق رر نتيج ة فق دان الوظيف ة ب الطريق المش روع‪ ،‬وأنّ تق ديره يأخ ذ في االعتب ار‬
‫األقدمية ومدة الخدمة لدى صاحب العمل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعويضات في حالة التسريح التعسفي‬

‫إّن الطبيع ة القانوني ة للتع ويض ك انت دائم ا حمل ج دل فقهي‪ ،‬فه ل هي على س بيل األج ر أم على‬
‫سبيل التعويض؟ والرأي الراجح هو أّنها على سبيل التعويض واحملكمة العليا سبق هلا أن حسمت املوقف‬
‫يف اجتهاداهتا القضائية‪ ،‬فاألجر يكون مقابل عمل فقط‪.1‬‬

‫سبق وأن بينا ذلك يف الباب األول عند دراسة األساس القانوين الكتساب العامل احلق يف األجر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫كما خيتلف هذا التعويض عن قواعد املسؤولية املدنية‪ ،‬فيكون التعويض بغض النظر عن خطأ املستخدم أم‬
‫ال‪ ،‬كم ا ال يق در التع ويض حس ب الض رر ال ذي أص اب العام ل ب ل حس ب االقدمي ة واألج ر ال ذي ك ان‬
‫يتقاضاه‪.‬‬

‫أوال‪:‬التعويض في حالة عقد العمل غير المحدد المدة‪:‬‬

‫يستحق العامل تعويضا إذا ثبت أّنه مت تسرحيه خمالفة القواعد اإلجرائية اإللزامية اليت يتطلبها القانون‬

‫أو االتفاقيات اجلماعية أو ّالنظام الداخلي أو عقد العمل أو يف حالة التسريح املخالف للقواعد املوضوعية‬
‫وذلك يف حالة التسريح‪.‬‬

‫‪ .1‬التعويض عن التسريح المخالف لإلجراءات‪:‬‬

‫وفق ا للم ادة ‪ 73/4‬فق رة أوىل ال يت تنص على م ا يلي‪ ":‬إذا وق ع تس ريح العام ل خمالف ة لإلج راءات‬
‫القانوني ة و‪/‬أو االتفاقي ة امللزم ة‪1‬تلغي احملكم ة املختص ة ابت دائيا وهنائي ا ق رار التس ريح بس بب ع دم اح رتام‬
‫اإلجراءات‪ ،‬وتلزم املستخدم بالقيام باإلجراء املعمول به‪ ،‬ومتنح العمل تعويضا ماليا على نفقة املستخدم ال‬
‫يقل عن األجر الذي يتقاضاه كما لو استمر يف عمله‪."...‬‬

‫وعلي ه فإنّه حيق للعام ل ال ذي يتع رض لتس ريح من ه ذا الش كل أن يلج أ إىل اجله ات القض ائية املختص ة‬
‫يف املسائل االجتماعية إللغاء قرار التسريح‪ ،‬فتقوم احملكمة بالفصل ابتدائيا وهنائيا بإلغاء التسريح بسبب عدم‬
‫اح رتام اإلج راءات وتل زم املس تخدم بالقي ام ب اإلجراءات املعم ول ب ه ومتنح العام ل تعويض ا مالي ا على نفق ة‬
‫املستخدم‪ ،2‬ال يقل عن األجر الذي كان سيتقاضاه العامل لو استمر يف عمله‪.‬‬

‫‪ 1.1‬ما هو التكييف القانوني لهذا المقابل المالي؟‬

‫وهذا التعويض املايل ما هو يف احلقيقة إال حيلة ابتداعها املشرع حىت ال يتناقض ومقتضيات نص‬
‫املادتني ‪ 53‬و‪ 80‬من الق انون ‪ 90/11‬املؤرخ يف ‪ 21/04/1990‬ال يت تنص على أن األج ر ه و مقاب ل‬

‫‪ . 1‬مل يشر املشرع إىل اإلجراءات اليت يفرضها النظام الداخلي‪.‬‬

‫وللتذكري ف إّن اجتهاد احملكمة العليا يتجه إىل اعتبار أن املادة ‪ 73/4‬فقرة أوىل تتعلق باإلجراءات الغري التأديبية كما سبق ش رحه وإمنا هي‬ ‫‪2‬‬

‫تتعلق باإلجراءات اخلاصة بتقليص عدد العمال أو اإلحالة على التقاعد‪ ،‬راجع ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم ‪ 235063‬صادر بتاريخ ‪.9/2/2002‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫العمل املؤدى ‪.‬إال أن حتديد هذا التعويض املايل يف كونه يعادل األجر الذي يتقاضاه العامل كما لو استمر‬
‫يف عمله ميكن أن يتعارض مع أحكام املادة ‪ 81‬من قانون عالقات العمل‪.‬‬

‫حيث ال ميكن منطقيا منح عالوات مرتبطة باإلنتاجية لفرتة مل يعمل فيها العامل‪ ،‬إال إذا كان املشرع يقصد‬
‫من تقرير جزاءات على العيب اإلجرائي منح تعويضات مل يرتك تقديرها للقاضي‪ ،1‬فهل يتم التعويض عن‬
‫الفرتة مابني قرار التسريح وصدور احلكم أو يشمل التعويض كذلك الفرتة املمتدة إىل غاية التنفيذ؟ اعتربت‬
‫احملكم ة العلي ا أن الف رتة ال يت متت د بني ق رار التس ريح واحلكم القض ائي هي وح دها ال يت تش ملها التعويض ات‬
‫املالية‪.2‬‬

‫كم ا ميكن للعام ل أن ينتف ع يف حال ة الغرام ة التهديدي ة إذا أتبت أن املس تخدم ق د رفض إع ادة إدماج ه يف‬
‫مرحل ة تنفي ذ احلكم بش رط أن يك ون احلكم ممه ورا بالص يغة التنفيذي ة وفق ا ملا ج اء يف املادة ‪ 39‬من ق انون‬
‫‪ 90/04‬التعلق بتسوية النزاعات الفردية يف العمل‪ ،3‬وقد منحت املادة ‪ 37‬من نفس القانون لرئيس القسم‬
‫االجتماعي صراحة االختصاص للنظر يف طلب الغرامة التهديدية‪.4‬‬

‫‪ .2‬التعويض عن التسريح التعسفي‪:‬‬

‫التس ريح التعس في ه و املتخ ذ خمالف ة ملقتض يات املادة ‪ 73‬من ق انون ‪ 90/11‬وه و التس ريح ال ذي‬
‫يؤسس على خطأ خارج النطاق القانوين املسطر هبذا النص أو خطأ داخل ضمن هذا النطاق لكن مل يثبت‬
‫ارتكابه من طرف العامل‪ ،‬فالتسريح التعسفي هو الذي ينفد خرقا لقواعد القانون املوضوعية اجلوهرية‪،5‬‬

‫‪ . 1‬راجع عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.517‬‬


‫‪ . 2‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم‪159386‬املؤرخ يف ‪ ،10/03/1998‬م‪.‬ق ‪ ، 1998‬ع ‪ ،02‬ص ‪.101‬‬
‫‪ . 3‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم ‪ ،181284‬املؤرخ يف ‪ ،07/12/1999‬م ق ‪،2000‬ع ‪ ،02‬ص ‪.105‬‬
‫وأيضا‪ :‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم‪ ، 214908‬املؤرخ يف ‪ ،21/03/2001‬م‪.‬ق ‪ ،2002‬ع ‪ ،02‬ص ‪.303‬‬
‫‪ . 4‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم‪ ، 240430‬املؤرخ يف ‪ ،11/07/2000‬م‪.‬ق ‪ ،2001‬ع ‪ ،01‬ص ‪.191‬‬

‫‪. 5‬وهذا ما يعرب عنه يف القانون الفرنسي بانعدام السبب الفعلي واجلدي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وهو التعريف الذي خلصت إليه املادة ‪ 73/4‬فقرة ‪ 2‬حيت اعتربت التسريح التعسفي هو ذلك التسريح‬
‫الذي يقع خرقا للمادة ‪ 73‬من قانون عالقات العمل‪.1‬‬

‫ومىت تبني للعامل أن تسرحيه كان تعسفيا‪ ،‬يلجا للجهة القضائية املختصة واليت تفصل حبكم ابتدائي‬
‫وهنائي إما بإعادة إدماج العامل مع احتفاظه باالمتيازات املكتسبة وهذا ما سوف نتناوله يف النقطة األوىل‪،‬‬
‫وإما مبنحه تعويضا يف حالة رفض احد الطرفني هلذا اإلدماج سواء العامل واملستخدم هذا التعويض الذي ال‬
‫يقل عن األجر الذي يتقاضاه العامل عن مدة ستة(‪ )06‬أشهر من العمل إضافة إىل تعويضات أخرى حمتملة‬
‫وهذا ما سوف نتطرق له يف النقطة التالية‪:‬‬

‫‪ 1.2‬إعادة إدماج العامل في المؤسسة مع االحتفاظ باالمتيازات المكتسبة‪:‬‬

‫إذا تبني للعامل أن تسرحيه جاء تعسفيا أقام دعوى أمام القسم االجتماعي للمحكمة قصد إلغاء‬
‫ق رار التس ريح املتخ ذ ض ده‪ ،‬حيت نص املادة ‪ 73/4‬فق رة ‪ 2‬ي رتب رج وع العام ل إىل منص به عن د معاين ة‬
‫الطابع التعسفي للتسريح مع احتفاظه باالمتيازات املكتسبة‪ ،‬وإن كان موضوع رجوع العامل إىل منصبه‬
‫أمرا واضحا‪ 2‬فان مفهوم االمتيازات املكتسبة يستدعي نوعا من التفصيل وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1.1.2‬تحد يد مفهوم االمتيازات المكتسبة‪:‬‬

‫أن مفه وم االمتي ازات املكتس بة مس تمد من الق انون الفرنس ي وه و مفه وم جدي د على التش ريع‬
‫اجلزائ ري وبالت ايل تعريف ه يقتض ي الرج وع إىل االجته اد القض ائي الفرنس ي يف ه ذا اجملال‪ .‬فم اذا نقص د‬
‫باالمتيازات املكتسبة وما عالقتها باألجر؟‬

‫‪ .‬غري أّنه يالحظ عند قراءة نص املادة ‪ 73‬مكرر ‪ 3‬من ق‪.‬ع‪.‬ع‪ ،‬فان املشرع اعترب كل تسريح فردي يقع خرقا هلذا القانون يعترب تسرحيا‬ ‫‪1‬‬

‫تعسفيا‪ ،‬وهذا يعين مهما كانت القاعدة القانونية اليت مت خرقها جوهرية كانت أو إجرائية‪.‬‬

‫‪ . 2‬هناك من يرى ان اعادة االدماج هو التزام ببذل عناية وليس حتقيق نتيجة انظر‪:‬‬

‫‪Gérard Lyon Caen, Le droit du travai.une technique réversible. Dalloz.1995. P58.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫لق د ع رف االجته اد القض ائي الفرنس ي االمتي ازات املكتس بة بأهنا جمموع ة االمتي ازات الفردي ة واجلماعي ة‬
‫املنص وص عليه ا إم ا يف الق انون أو التنظيم أو يف عق د العم ل‪ ،‬أو يف االتفاقي ة اجلماعي ة‪ ،‬وتعت رب امتي ازات‬
‫مكتسبة على سبيل املثال‪ ،‬تلك االمتيازات املرتبطة باحلاالت املرضية األمومة‪ ،‬وخمتلف العطل‪ ،‬العالوات‪،‬‬
‫استعمال سيارة املصلحة‪ ،‬االستفادة من مسكن وظيفي‪...‬اخل‪.‬‬

‫وال ميكن أن يكون التعداد شامال مانعا‪ ،‬وللتفرقة بني االمتيازات الفردية واجلماعية فان املعيار املعمول به‬
‫هو ذلك الذي يعترب االمتياز الفردي اعتمادا على القابلية لالستعمال اخلاص نظري االمتيازات اجلماعية اليت‬
‫تكون غري قابلة لالستعمال اخلاص‪.‬‬

‫هذا بالنّسبة ملفهوم االمتيازات املكتسبة‪ ،‬فمن الضروري أيضا حتديد مفهوم االكتساب وهذا ما يثري أيضا‬
‫صعوبات‪ ،‬نظرا لصعوبة حتديد الوقت الذي ميكننا فيه اعتبار االمتياز مكتسبا‪ ،‬فهل جيب أن يكون العامل‬
‫قد استفاد فعال من هذا االمتياز أو يكفي احتمال االستفادة منه؟ فاالجتهاد القضائي مييل إىل األخذ بالرأي‬
‫القائل بان االمتيازات املكتسبة هي تلك اليت استفاد منها العامل فعال‪.1‬‬

‫‪ 2.1.2‬مدى اعتبار األجور داخلة ضمن االمتيازات المكتسبة‪:‬‬

‫أن األجر هو مقابل العمل املؤدى‪ ،‬فال يصبح هذا األجر حقا إال إذا قام باجناز العمل‪ ،‬لكن‬
‫األصل ّ‬
‫بالرجوع إىل تفسري اجتهاد احملكمة العليا لفكرة احلقوق املكتسبة فهي ترى أهّن ا تشمل مجيع احلقوق املرتتبة‬
‫عن عالقة العمل القائمة حني التسريح مبا يف ذلك األجور اليت كان يتقاض اها العامل‪ ،2‬وجاء يف منطوق‬
‫القرار الصادر عن الغرفة االجتماعية للمحكمة العليا ما يلي‪ ":‬فيقصد باحلقوق املكتسبة حقوق قائمة وغري‬
‫احتمالية واليت كان يستفيد منها العامل خالل عالقة العمل قبل أن يتم قطعها تعسفيا من طرف املستخدم‬
‫واليت تفتح احلق يف األجور وملحقاهتا وكذا احلق يف االمتيازات العينية األخرى"‪.3‬‬

‫كما جاء يف قرار أخر للمحكمة العليا فيم ا خيص حتديد مفهوم االمتيازات املكتسبة بأنّها‪ ":‬االمتيازات‬
‫املكتسبة تعترب حقوقا قائمة غري احتمالية يستمدها العامل إّم ا من القانون وإما من النظام الداخلي‪ ،‬وأمّا من‬

‫‪.‬راجع عبد السالم ذيب‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪ ،522-521‬وترى حمكمة النقض الفرنسية منذ ‪ 1987‬ان االمتياز املكتسب هو ذلك الذي‬ ‫‪1‬‬

‫يعادل حقا قائما سواء كان مستمرا أو دوريا نظري احلقوق اليت هلا صلة بوقوع حادت عرضي غري متجدد مثل عطلة األمومة وتعويض التقاعد‪.‬‬

‫‪ . 2‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم ‪ 213253‬املؤرخ يف ‪.20/03/2001‬‬


‫‪ . 3‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم‪ 182539‬املؤرخ يف ‪ ،18/01/2000‬م‪.‬ق ‪ ،2001‬ع‪ ،02‬ص ‪.41‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫عقد العمل‪ ،‬أو االتفاقيات اجلماعية وكان يستفيد منها طيلة سريان عالقة العمل وعلى هذا األساس تعترب‬
‫االمتيازات املكتسبة مبثابة احلقوق املكتسبة"‪.1‬‬

‫ومما هو جدير باملالحظة أن هذا املوقف للمحكمة العليا فيما خيص األجور قد يتعارض مع أحكام املادة‬
‫‪ 81‬من قانون عالقات العمل اليت تبني معىن األجر حيث كيف ميكن منح عالوات مرتبطة باإلنتاجية لفرتة‬
‫مل يعمل فيها العامل كما إّن هذا التوجه اجلديد للمحكمة العليا والذي يعترب األجور تدخل ضمن احلقوق‬
‫املكتسبة جاء يعارض االجتهاد القضائي املستقر عليه وهو أّن األجر يكون مقابل عمل‪.‬‬

‫‪ 3.1.2‬دور القاضي في تحديد الحقوق المكتسبة‪:‬‬

‫جيب على القاضي أن يقوم بتحديد احلقوق املكتسبة اليت يستفيد منها العامل وحتديدها نقدا عندما‬
‫تكون قابلة للتقييم‪.‬‬

‫ولكي حيكم القاض ي بإعط اء احلق وق املكتس بة للعام ل‪ ،‬الب د على ه ذا األخ ري أن يط الب هبا وأن يق وم‬
‫بتع دادها‪ ،‬فالقاض ي ال يس تطيع أن مينحه ا للعام ل من تلق اء نفس ه ح ىت ول و ك ان منصوص ا عليه ا قانون ا‪،‬‬
‫فالقاضي ملزم بالبت يف حدود ما طلبه العامل وال حيق له أن حيل حمل األطراف للتعبري عن طلباهتم‪ ،‬حيت‬
‫جاء يف قرار صادر عن الغرفة االجتماعية للمحكمة العليا ما يلي‪":‬ومما ال جدال فيه أن القاضي ال يستطيع‬
‫أن يكتفي بعبارة " اإلبقاء على االمتيازات املكتسبة" ولكن وملنح هذه االمتيازات جيب تعدداها واملطالبة هبا‬
‫لأّن القاضي ال يستطيع منحها من تلقاء نفسه‪"...‬‬

‫‪ 2.2‬رفض إدماج العامل في منصبه ومنح التعويض‪:‬‬

‫ميكن ألحد أط راف عالقة العم ل أن يع رتض على اإلدم اج سواء كان العام ل أو املس تخدم مقابل‬
‫تع ويض ح دده الق انون‪ ،‬ويك ون ذل ك بن اءا على تقني ة التعس ف يف اس تعمال احلق من خالل منح العام ل‬
‫املس رح تعس فيا التع ويض املقاب ل والتع ويض عن األض رار الالحق ة ب ه من ج راء فق د منص ب عمل ه‪ ،‬ه ذا‬

‫‪ . 1‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم ‪ 235063‬المؤرخ في ‪ ،09/01/2002‬بن صاري ياسين‪ ،‬التسريح التأديبي في التشريع الجزائري‪،‬دار هومة‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫التعويض النقدي يدفعه املستخدم للعامل عندما يكون التعويض العيين مستحيال الن إرغام احد األطراف‬
‫قبول رجوع العامل يتناىف مع ما يقتضيه عقد العمل من تعاون مستمر بني األطراف داخل املؤسسة‪.‬‬

‫بالنسبة لرفض إدماج العامل في منصبه‪:‬‬


‫ّ‬

‫إن املادة ‪ 73‬مك رر‪ 4‬معدل ة ومتمم ة ب األمر رقم ‪ 96/21‬املؤرخ يف ‪ 6‬ج وان ‪ 1996‬متنح احلق‬
‫ّ‬
‫ألطراف عالقة العمل يف رفض احدمها إلعادة اإلدماج‪ ،‬هذا عكس ما كان معمول به سابقا‪ ،‬حيث كان‬
‫ي رتتب على إلغ اء ق رار التس ريح ع ودة العام ل إىل منص به‪ ،‬إال أّن التش ريع اجلدي د يعطى احلق للمس تخدم‬
‫وللعام ل على ح د الس واء يف رفض ه ذا اإلدم اج‪ ،‬ومن املنطقي أن ه ذا ال رفض ن ادرا م ا يص در من العام ل‬
‫نظرا لتمسكه دائما مبنصب شغله لصعوبة احلصول على شغل جديد‪ ،‬فاغلب األحيان يكون هذا الرفض‬
‫صادر عن صاحب العمل‪.‬‬

‫وعلى العموم فإّنه يتوجب على الطرف الذي يرفض اإلدماج أن يبدي ذلك الرفض بشكل صريح وواضح‬
‫ال لبس فيه حيث ال ميكن استنتاجه من طلبات أخرى‪.‬‬

‫فبالنسبة للمستخدم فان رفضه يكون عن طريق الطلب املقابل أو التعبري عنه يف املذكرات اجلوابية‪ ،‬فيكون‬
‫ّ‬
‫هذا التعبري عن الرفض أثناء سري دعوى وقبل قفل باب الرافعة‪ ،‬وال ميكن إثارته عند تنفيذ احلكم القضائي‪،‬‬
‫ذلك أّن إثارة املستخدم هلذا الرفض أتناء تنفيذ احلكم يعرضه لدفع غرامة هتديدية‪ ،‬ومىت عرب املستخدم عن‬
‫رفضه إلعادة إدماج العامل يف الوقت املالئم‪ ،‬ومتت معاينة هذا الرفض قانونا أثناء سري الدعوى‪ ،‬فهنا ال‬
‫بالنسبة للرفض الصادر من‬
‫ميكن للقاضي أن حيكم بإعادة العامل إىل منصبه وإال تعرض حكمه للنقض‪ ،‬هذا ّ‬
‫ج انب املس تخدم‪ ،‬أمّا إذا ك ان من ج انب العام ل‪ ،‬فال ب د من ثب وت ه ذا ال رفض وف ق نفس اإلج راءات‬
‫السابقة‪.‬‬

‫بالنسبة للتعويض المالي‪:‬‬ ‫‪1.2.2‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫عند التعبري عن رفض اإلدماج يف الوقت املالئم‪ ،‬فإّن القاضي حيكم مبنح العامل تعويضا ماليا ال يقل‬
‫عن ستة (‪ )06‬أشهر من األجر ودون اإلخالل بالتعويضات احملتملة األخرى وذلك وفقا ما جاء يف املادة‬
‫‪ 73/4‬فقرة ‪.2‬‬

‫‪ – 1‬منح العامل تعويض مايل ال يقل عن اجر ستة ‪ 6‬أشهر‪:‬‬

‫يف حالة رفض اإلدماج مينح القاضي تعويضا ماليا حدد املشرع حد أدين له وهو قيمة ‪ 6‬أشهر من األجر‪،‬‬
‫وسواء كان هذا الرفض من املستخدم أو من العامل نفسه‪.‬‬

‫والقاضي يكون مقيد بتطبيق هذا النص حىت ولو انصب الطلب على اقل من ‪ 6‬أشهر عمل‪ ،‬املشرع قد‬
‫حدد احلد األدىن للتعويض إال أنّه مل حيدد احلد األقصى له مما يصعب من مهمة القاضي يف تقدير التعويض‬
‫ومع ذلك ميكن للقاضي أن يأخذ بعني االعتبار اقدمية العامل‪ ،‬سنه‪ ،‬صعوبة إجياد عمل أخر‪....‬اخل‪.‬‬

‫وهذا التعويض خيضع للسلطة التقديرية لقاضي املوضوع دون مراقبة احملكمة العليا‪ ،‬فيكفي أن يعاين القاضي‬
‫الطابع التعسفي للتسريح ويقدر التعويض حسب الضرر الذي حلق العامل‪.‬‬

‫‪ 2.2.2‬بالنسبة للتعويضات األخرى المحتملة‪:‬‬

‫ميكن للقاضي إىل جانب التعويض عن التسريح التعسفي يف حالة إعادة إدماج العامل أن حيكم مبنح‬
‫العامل تعويضات أخرى حمتملة‪.‬‬

‫وب الرجوع إىل القواع د العام ة يف املس ؤولية ف ان احلق يف التع ويض ال يق وم إال بقي ام عناص رها وهي اخلط أ‪،‬‬
‫الض رر والعالق ة الس ببية بينهم ا وطاملا أّن التع ويض املدين ال ينص ب س وى على الض رر احلال‪ ،‬ف ان مفه وم‬
‫الضرر احملتمل الذي يقصده املشرع باملادة ‪73‬مكرر ‪ 4‬ينصرف إىل مفهوم تفويت الفرصة فهذه األخرية‬
‫وان كانت أمرا حمتمال فان تفويتها يعترب أمرا حمققا‪.‬‬

‫وبالتايل ميكن احلكم بالتعويض للعامل عن الضرر الذي يقدر على أساس اخلطأ الذي ارتكبه املستخدم عند‬
‫اختاذه قرار التسريح وإساءة استعمال احلق باعرتاضه على طلب إرجاع العامل لشغله‪ ،‬وكذلك الضرر الذي‬
‫حلقه من جراء صعوبة إجياد عمل جديد‪.‬‬

‫ويتعني على العام ل أن يثبت ه ذا الض رر ال ذي حلق ب ه حس ب القواع د العام ة يف الإثب ات وف ق املادة ‪182‬‬
‫ق‪.‬م وهذا التعويض مسألة واقع ختضع لتقدير قاضي املوضوع وال رقابة للمحكمة العليا عليه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 3.2.2‬عدم الجمع المحتمل بين اإلدراج في العمل والتعويض‪:‬‬

‫من خالل قراءة املادة ‪ 73‬مكرر ‪ 4‬فقرة ‪ 2‬نالحظ ان املشرع ألغى اجلمع احملتمل بني إعادة إدراج‬
‫العام ل يف منص به وحص وله على التع ويض‪ ،‬ف إذا ك ان نص املادة ‪ 73‬مك رر ‪ 4‬ال وارد يف الق انون رقم‬
‫‪ 91/29‬املؤرخ يف ‪ 21/12/1991‬مينح للعام ل املس رح تعس فيا احلق يف الرج وع إىل منص ب العم ل م ع‬
‫التعويض‪ ،‬فإّن التعديل الوارد على نفس النص يف األمر التشريعي رقم ‪ 96/21‬املؤرخ يف ‪09/07/1996‬‬
‫مينح للعامل عند التسريح التعسفي املطالبة حبق الرجوع إىل منصب عمله مع االحتفاظ باحلقوق املكتسبة‪،‬‬
‫دون ان يعطي ه احلق يف التع ويض‪ ،‬فم ا مينح للعام ل يف حال ة احلكم بإع ادة إدراج ه بس بب الط ابع التعس في‬
‫للتسريح ليس تعويض "وإنّما األجور املتعلقة بالفرتة اليت مل يعمل أثنائها العامل بسبب املستخدم إضافة إىل‬
‫ملحقات األجر واالمتيازات العينية واليت يكون قد استفاد منها‪.‬واجتهاد احملكمة غزير يف هذا اجملال‪.‬‬

‫حيث قامت احملكمة العليا بنقض احلكم املطعون فيه الذي منح أجورا للعامل جبانب التعويض عن مدة مل‬
‫يعمل فيها‪ ،‬يف حني إذا كانت إعادة اإلدماج فعلية فإهّن ا تفتح احلق يف األجور دون التعويض كما هو واضح‬
‫من نص املادة ‪ 73‬مك رر ‪ 4‬فق رة ‪ 2‬ال يت ألغت اجلم ع احملتم ل بني اإلدراج يف العم ل والتع ويض وك ذلك‬
‫اخليار بني هذين احللني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويض عن اإلنهاء غير المشروع لعقد العمل المحدد المدة‬

‫ينتهي عقد العمل احملدد املدة‪ ،‬حبلول األجل املتفق عليه يف العقد أو باجناز العمل املربم ألجله العقد‪،‬‬
‫ومل يتكلم املشرع اجلزائري عن أي تعويض مينح للعامل عند انتهاء العقد حبلول األجل‪.‬‬

‫كما قد ينتهي عقد العمل احملدد املدة قبل حلول أجله أو قبل اجناز العمل املتفق عليه وقد يكون هذا اإلهناء‬
‫مش روعا حيت يرج ع لس بب ال ي د للمس تخدم في ه‪ ،‬كحال ة الق وة الق اهرة‪ ،‬وف اة العام ل‪ ،‬أو ص دور خط أ‬
‫جس يم منه فهن ا ال جمال للتع ويض‪ ،‬كم ا ق د يك ون اإلهناء غ ري مش روع‪ ،‬ك ان يتعس ف املس تخدم يف إهناء‬
‫العقد قبل حلول أ جله ففي هذه احلالة البد من تعويض العامل حسب القواعد العامة للقانون املدين‪.‬‬

‫‪ .1‬تحديد التعويض‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫قد حيدد التعويض عن طريق القانون كما هو احلال بالنّسبة للمادة ‪ 09‬من األمر ‪ 96/21‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 09/07/1996‬املعدل ة للم ادة ‪73‬مك رر‪ 4‬من ق انون عالق ات العم ل حيت ق درت التع ويض ب‪06‬‬
‫مرات ما يقابل اجر العامل‪ ،‬كما قد جيد التعويض مصدره يف االتفاق وفق قواعد املسؤولية التعاقدية وهو‬
‫ما يسمى بالشرط اجلزائي‬

‫حيث جيوز للط رفني أن يق درا مبلغ التع ويض مق دما وال ذي يكون مس تحقا ألح د املتعاق دين نتيج ة إخالل‬
‫املتعاق د األخ ر بالتزام ه التعاق دي وذلك وف ق املادة ‪ 183‬من الق انون املدين وال يت تنص على م ا يلي‪ ":‬جيوز‬
‫للمتعاقدين أن حيددا مقدما قيمة التعويض بالنص عليها يف العقد أو يف اتفاق الحق وتطبق يف هذه احلالة‬
‫أحكام املواد من ‪ 176‬إىل ‪."181‬‬

‫‪ .2‬كيفية تقدير التعويض‪:‬‬

‫التعويض يقدره القانون‪ ،‬كما قد يقدره األطراف‪ ،‬لكن قد حيصل أن ال يكون التعويض مقدرا‬
‫يف القانون وال يف العقد‪ ،‬فهنا يكون للقاضي دورا يف تقدير التعويض وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 182‬من‬
‫القانون املدين‪.‬‬

‫واهلدف من التعويض يف قانون العمل‪ ،‬هو أن عقد العمل أنشأ حقا يف اجر طيلة مدة العقد‪ ،‬وحبرمانه منه‬
‫يلحق العامل ضررا ماديا ومعنويا‪ ،‬لذا التعويض يكون على أساس ما حلق من خسارة وما فاته من كسب‪.‬‬

‫ويتدخل القاضي أيضا من اجل ختفيض أو زيادة الشرط اجلزائي‪ ،1‬فيمكن للقاضي أن خيفض من التعويض‬
‫إذا نفذ املدين اجلزء األكرب من التزاماته ومل يبقى منها إال القليل‪ ،‬ويأخ ذ القاضي بعني االعتبار عند تقدير‬
‫التعويض املنافع اليت حرم منها العامل يف عمله اجلديد مقارنة مع عمله السابق‪ ،‬وعلى العموم فان القاضي‬
‫حرا يف تقدير التعويض بشرط أن يبني يف قراره األسباب اليت استند عليها يف تقدير هذا التعويض‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدخل هيئة الضمان االجتماعي لتسديد مختلف حقوق مالية عند نهاية عالقة العمل‬
‫وعالقتها باألجر‬

‫‪ . 1‬املادة ‪ 184/2‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إذا انطلقنا من فكرة أن االشرتاكات اليت مت اقتطاعها من اجر طيلة فرتة عمله هي عبارة عن اجر‬
‫مؤجل أو أجر تكميلي نظرا لتأسيسها على فكرة االحتياط اإلجباري من دخل األجري‪ ،‬والذي يوجه لتغطي ة‬
‫األخط ار االجتماعي ة ال يت يتع رض هلا العام ل عن د هناي ة عالق ة العم ل "كالش يخوخة والعج ز الكلي‪ "...‬أو‬
‫لذوي حقوقه‪.‬‬

‫كما تعرف أكرت التشريعات املعاصرة‪ ،‬أجرا يوصف باألجر االجتماعي أو األجر الثاين حيدد تبعا للحاجات‬
‫اخلاصة لألجري وعائلته‪ .‬مثال ذلك بعض املنافع تكمل أجر العامل أو تعوض عنه حينما يعجز العامل عن‬
‫اجناز واجب ه ت دفعها هيئ ات الض مان االجتم اعي‪ ،‬ال ريب أنّه ليس من الض روري أن ت دفع ه ذه املن افع‬
‫‪1‬‬
‫إىل العامل من قبل صاحب العمل مباشرة‪ ،‬إال أّن أغلبها جيد سببه القانوين يف العمل و األجر‪.‬‬

‫ظهر األجر االجتماعي‪2‬يف صورة قيم مالية جبانب األجر املباشر‪ ،‬كنتيجة لتغري طبيعة األجر‬
‫املباشر ذاته من كونه دخال ألحد عناصر اإلنتاج إىل صريورته دخل اإلنسان‪.‬فلم يعد العامل جمرد بائع لقوة‬
‫عمل ه ال يت يتح دد س عرها طبق ا لق انون الع رض والطلب‪ ،‬ولكن ه إنس ان بك ل متطلبات ه الشخص ية والعائلي ة‪،‬‬
‫يعمل للحصول على األجر ليشبع هذه االحتياجات بشقيها ‪ :‬شخصية وعائلية‪.‬‬

‫فظه رت جبانب األجر املباش ر م دفوعات أخ رى غ ري مرتبط ة بتق دمي العم ل‪ ،‬ومبا أن ه ده املدفوعات هتدف‬
‫إىل ضمان األمن للعامل واحملافظة على قدرته املستمرة على الكسب‪ ،‬ميكن أن نسميها األجر االجتماعي‪.3‬‬

‫إن هذه املبالغ غري مرتبطة بالعمل على عكس األجر‪ ،‬هذا ما يثري العديد من التساؤالت‪ :‬من الذي يتوىل‬
‫عبء متويل هذه املبالغ؟ هل هي احلكومة أو صاحب العمل‪ ،‬ويف هذه احلالة هل تدفع تفضال أم أن للعامل‬
‫حقا فيها؟‬

‫فيمكن تعري ف األج ر االجتم اعي بأن ه‪ ":‬ج زء من األج ر املباش ر يس تقطع مباش رة من اإلنت اج بواس طة‬
‫السلطات العامة أو اهليئات املهنية لكي ميكن توزيعه يف ظروف وأحوال معنية على العاملني وذويهم‪.‬بالتايل‬
‫‪ . 1‬مصطفى قريشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ SALAIRE SOCIALE. 2‬يتمثل يف تقدميات اجتماعية تعطى للعامل اجملرب على االنقطاع عن عمله لكي يؤمن له دخال تابت(بدل‬
‫حقيقي عن األج ر املس مى أحيان ا أج ر ع دم النش اط) ومرادف ه األج ر غ ري املباش ر ‪ ,SALAIRE INDIRECTE‬ج ريار كورن و‪ ،‬معجم‬
‫املصطلحات القانونية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.Le salaire indirect « le salaire proprement dit, lié au travail effectif du salaire, disparait avec la‬‬
‫‪suspension ou la cessation du travail, tout l’effort du droit social contemporain consiste à garantir‬‬
‫‪la continuité dès ressource au travailleur en congé, maladie, invalide, chômeur ou retraite, si le‬‬
‫‪salaire continue à être versé par l’employeur quoique sans travail correspondant(maladie, jours‬‬
‫‪fériés chômés )V. Jean Pèlissier, Alain Supiot, Antonie Jeammaud, Op.cit, p1004.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يتم اس تقطاع ه ذا اجلزء من األج ر املباش ر للع املني مت رده إليهم م رة ثاني ة‪.‬فنك ون أم ام ش يوخ كف وا عن‬
‫العمل‪ ،‬أو مرضى ال نستطيع أن ندخل املبالغ اليت متنح هلم يف نطاق األجر املباشر مبفهومه" األجر مقابل‬
‫العمل"‪.1‬‬

‫يهدف األجر االجتماعي إىل‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان استمرار الدخل عندما يقل الدخل أو ينقطع للعجز أو الشيخوخة أو الوفاة‬
‫‪ -‬اس تمرار ال دخل للمواط نني بع د التقاع د ي وفر هلم ق وة ش رائية تس اهم يف تنش يط حرك ة الس وق‬
‫ومواجهة الركود‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور باالطمئنان إىل املستقبل يعزز يف نفس اإلنسان العامل دواعي االستثمار ويستثري فيه طاقات‬
‫العمل املبدع ويغدو اكرت تفاؤال وإنتاجا‪.‬‬
‫‪ -‬كم ا تس اهم ب رامج التقاع د والض مان يف النم و االقتص ادي أي الت أثري على ال دخل من خالل‬
‫استقطاع جزء من دخل الفئة املخصوصة لتوزيعه من جديد بني املؤمنني عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬إن التأمينات االجتماعية ال تقتصر فقط على حتقيق األمن االجتماعي فحسب بل ميكن اعتبارها‬
‫وسيلة لتأثري على األزمات االقتصادية‪ ،‬حيث أهّن ا حتسن ظروف العمل وإطار املعيشة ومستواها‪،‬‬
‫كما حيقق العدالة االجتماعية‪ ،‬فإحساس الفرد باألمان يزيد من مرودية املؤسسة من خالله تتحقق‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬فهل ينبغي إعطاء هذه أقساط املسامهة يف الضمان االجتماعي ومنافع العمال منها صفة األجر؟‬
‫‪ -‬إّن املنافع الكثرية اليت متنحها صناديق الضمان‪ ،‬تؤلف بنظر بعض االقتصاديني أجرا مؤجال‪ ،‬إذ البد‬
‫من أن يعطي كل التعويض إىل األجري حاال ليتصرف به كيفما يشاء‪ ،‬يقتطع جزءا منه ويدفع إليه‬
‫احتم اال إذا حتققت بعض املخ اطر ال يت يتع رض هلا ك العجز والش يخوخة والعج ز والبطال ة‪...‬اخل‪،‬‬
‫بالنسبة لكثري من االعتبارات القواعد‬
‫فهل تعترب هذه املنافع أجورا بنظر القانون؟ ال ريب أهّن ا تتبع ّ‬
‫اليت حتكم األجور‪ .‬ومع هذا ال ميكن أن متنح نفس الطبيعة‪ ،‬وسبب ذلك يف الواقع‪ ،‬إّن هذه املنافع‬
‫ال تتصل بالعمل املؤدى مباشرة‪.‬‬

‫‪ .‬لألجر االجتماعي مفهومان‪ :‬مفهوم ائتمان ومفهوم تضامن األول اقتصادي‪ ،‬والتاين اجتماعي حبماية العامل من العوز والفقر‪،‬كما يعترب‬ ‫‪1‬‬

‫األجر االجتماعي حافز للعمل بدفع املستمر لالشرتاكات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مع ىن األجر توسع وتغ ري بس بب التغ ريات االقتص ادية ال يت ط رأت عليه‪ ،‬فلم يع د يف يومن ا مق ابال‬
‫للعمل املؤدى حقيقة ‪ ،‬بل انه جمموع الفوائد اليت يأمل األجري احلصول عليها من عمله مستقبال‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬التعويض عن التسريح االقتصادي وإنهاء نشاط المستخدم‬

‫يستفيد العمال املسرحون ألسباب اقتصادية أو بسبب إهناء نشاط املستخدم من تعويض يتمثل يف‪:‬‬

‫‪ -1‬شغل بتحويل العمال إىل أنش طة أو مؤسسات أخرى‪ ،‬ويف حالة الرفض يستفيدون من التعويض‬
‫عن التسريح؛‬
‫‪ -2‬إحالة على التقاعد؛‬
‫‪ -3‬إحالة على التقاعد املسبق؛‬
‫‪ -4‬االستفادة من نظام التامني على البطالة‪.‬‬

‫ولقد أحدت من اجل ذلك املشرع اجلزائري يف جمال عامل الشغل املرسوم التشريعي الصادر حتت‬
‫رقم ‪ 94/09‬واملتعلق باحلفاظ على الشغل ومحاية األجراء الذين يفقدون عملهم بصفة الإرادية وألسباب‬
‫اقتص ادية واملدعم باملرس وم التش ريعي الص ادر حتت رقم ‪ 94/10‬احملدث لنظ ام التقاع د املس بق وك ذلك‬
‫املرسوم التشريعي الصادر حتت رقم ‪ 94/11‬املتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬

‫وسوف نتطرق يف هذا الفرع إىل دراسة كل من نظام التقاعد املسبق ونظام التامني على البطالة (الفرع‬
‫األول) واىل التعويضات األخرى يف حالة العجز الكلي والتقاعد والوفاة ( الفرع الثاني)‬

‫أوال‪:‬التقاعد المسبق‬

‫لقد أحدت املشرع اجلزائري املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/10‬املؤرخ يف ‪ 26‬ماي ‪ 1994‬املتعلق‬
‫بالتقاع د املس بق ملواكب ة التط ورات االقتص ادية اجلدي دة يف اجلزائ ر واملرتبط ة بعالق ة العم ل‪ .‬فأص بح العام ل‬
‫بالنسبة حلالة تقليص عدد‬
‫يستطيع أن حيصل على تقاعد مسبق لتفادي اللجوء إىل تسرحيه وذلك يكون إّم ا ّ‬
‫العمال ألسباب اقتصادية أو حالة التوقف القانوين لنشاط املستخدم‪.‬‬

‫‪-1‬االداءات التي يستفيد منها األجير في إطار نظام التقاعد المسبق‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يستفيد العامل احملال على التقاعد املسبق واليت توافرت فيه الشروط القانونية من‪:‬‬

‫‪ -‬معاش تقاعد مسبق شهريا مع زيادة شهرية عن الزوج املكفول‪ ،‬كذلك األداءات العائلية للتأمني‬
‫على املرض‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة إىل االداءات العائلية حسب الشروط املنصوص عليها يف التشريع املعمول به ورأمسال الوفاة‬
‫واملعاش املنقول عند االقتضاء‪.1‬‬

‫‪ - 2‬حساب معاش التقاعد المسبق‪:‬‬

‫يس تفيد العام ل من مع اش تقاع د مس بق ي دفع ل ه ش هريا كم ا ل ه احلق يف زي ادة ش هرية عن ال زوج‬
‫املكف ول يق در مبلغه ا ب ‪ 12.5‬من األج ر الوط ين األدىن املض مون ش هريا ومتنح لك ل عام ل مس تفيد من‬
‫املعاش زيادة واحدة فقط على الزوج املكفول‪.2‬‬

‫حتسب ّالنسب و معاشات التقاعد املسبق ودورية دفعها بنفس الطريقة املعمول هبا يف طريقة حساب معاش‬
‫التقاع د‪ 3‬كم ا خيض ع مبل غ مع اش التقاع د املس بق إلنق اص يس اوي ‪ %1‬عن ك ل س نة تس بيق يس تفيد منه ا‬
‫العامل‪ ،‬ويعاد تقدير مبلغ معاش التقاعد املسبق مبرور ‪ 12‬شهر من تاريخ بداية االستفادة من املعاش‪ ،‬حبيث‬
‫تك ون الزي ادة مس اوية للمبل غ ال ذي مت إنقاص ه عن ك ل س نة تس بيق‪ ،4‬وتع د املب الغ ال دنيا والقص وى ملع اش‬
‫التقاعد املسبق هي نفسها املطبقة يف جمال التقاعد‪.5‬‬

‫وتعترب فرتات دفع معاش التقاعد املسبق فرتات عمل مأجور ويرتتب عليها دفع نظام التأمني على البطالة‬
‫لالش رتاك يف الض مان االجتم اعي اخلاص باملس تخدم يس اوي نس بة ‪ 14%‬من األج ر الوط ين األدىن‬
‫املضمون‪.6‬‬

‫‪ . 1‬راجع املادة ‪ 19‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ .2‬راجع املادة ‪18‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ . 3‬راجع املادة ‪ 14‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ .‬فمثال إذا استفاد العامل من ‪ 5‬سنوات تسبيق‪ ،‬فهنا نسبة اإلنقاص تكون ‪ %5‬فبمرور سنة أو ‪ 12‬شهر من االستفادة من املعاش فهنا يعد‬ ‫‪4‬‬

‫تقدير املعاش بالزيادة حيت تصبح نسبة اإلنقاص ‪ ،%4‬وهكذا إىل غاية انتهاء سنوات التسبيق‪ .‬راجع املادتني ‪15‬و‪ 16‬من املرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ . 5‬راجع املادة‪ 22‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ . 6‬راجع املادة ‪ 20‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وحيال املس تفيد من التقاع د املس بق عن د هناي ة ف رتة التس بيق على التقاع د‪،‬وتعت رب س نوات التس بيق س نوات‬
‫معتمدة تضاف إىل سنوات التقاعد واليت حيسب على أساسها معاش التقاعد‪.1‬‬

‫كما تعد القواعد املتعلقة بدفع معاشات التقادم املسبق وتقادمها وتوقفها وحجزها وإعادة حتويلها هي تلك‬
‫املطبقة يف جمال التقاعد ‪ ،2‬ونشري إىل أن معاش التقاعد املسبق يقدر من جديد حسب الشروط املعمول هبا‬
‫بالنسبة ملعاشات التقاعد‪ ،‬كما ان معاش التقاعد املسبق خيضع الشرتاكات الضمان االجتماعي والضريبة‪.3‬‬

‫ثانيا‪:‬نظام التامين على البطالة‪:‬‬

‫يس تفيد األج راء ال ذين يفق دون عملهم بص فة الإرادي ة وألس باب اقتص ادية من نظ ام الت امني عن‬
‫البطال ة احملدث باملرس وم التش ريعي رقم ‪ 94/11‬املؤرخ يف ‪ 26‬م اي ‪ ،1994‬ولق د ح دد ه ذا املرس وم‬
‫الشريعي فئة العمال اليت ميكن هلا أن تستفيد من هذا النظام‪ ،‬كما اشرتط توفر شروط خاصة لتخويل األجري‬
‫هذا احلق‪.‬‬

‫تعت رب اداءات التأمين ات عن البطال ة من أهم املزاي ا التعويض ية ال يت تص رف للعام ل بع د تس رحيه من وظيفت ه‬
‫لسبب اقتصادي‪ .‬فهي تستهدف توفري الدخل املناسب للعامل املؤمن عليه لفرتة معينة عن طريق التعويض‬
‫التأميين من ناحية‪ ،‬واملساعدة على توفري عمل أو وظيفة جديدة مناسبة تتفق مع قدراته البدنية والفكرية من‬
‫ناحية أخرى‪.‬‬

‫ل ذلك اخض ع املش رع ه ذا الن وع من التع ويض ألحك ام وش روط متم يزة تظه ر من خالل حتدي د طبيعت ه‬
‫القانونية‪ ،‬وكيفية تقديره‪ ،‬واألسباب املؤدية إىل وقف صرفه للعامل‪.‬‬

‫‪ .1‬طبيعة اداءات التعويض عن البطالة‪:‬‬

‫إذا كان املشرع قد نص صراحة على اعتبار اداءات التأمني عن البطالة‪ ،‬نظام تأميين يندرج ضمن‬
‫إطار نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬فان ذلك يعين متيز هذا النظام عن األجر الذي يتقاضاه العامل أتناء تنفيذ‬
‫عالقة العمل‪ ،‬وعن مكافأة هناية العمل السابق اإلشارة إليها‪:‬‬

‫‪ 1.1‬التمييز بين األجر وأداءات التامين عن البطالة‪:‬‬

‫‪ . 1‬راجع املادة ‪ 17‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ . 2‬راجع املادة ‪21‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ . 3‬راجع املادة ‪ 33‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ملا ك ان اس تحقاق أداءات الت أمني عن البطال ة يف رتض إهناء عالق ة العم ل لس بب اقتص ادي مرتب ط‬
‫باملؤسس ة وخ ارج عن إرادة العام ل‪ ،‬فال ميكن ب ذلك اعتب ار ه ذه االداءات أج را‪ ،‬ذل ك أن أس باب االل تزام‬
‫بدفع األجر هو أداء العمل املعهود للعامل‪ ،‬والذي يتم يف ظل قيام عالقة عمل بني الطرفني‪ ،‬واليت تشكل‬
‫مصدرها األساس التنظيمي لاللتزام بأداء األجر‪.‬‬

‫وإذا كانت اداءات التأمني عن البطالة ال تعترب أجرا‪ ،‬فهي ال تدخل يف حكم التعويضات امللحقات املرتبطة‬
‫ب األجر‪ ،‬الن س بب االل تزام هبا يف مجي ع احلاالت ه و تنفي ذ العم ل واحلص ول على خ دمات العام ل‪ ،‬خبالف‬
‫اداءات التأمني عن البطالة اليت تستند على األقساط التأمينية املدفوعة مسبقا لالنتساب لصندوق التأمني عن‬
‫البطالة‪.‬‬

‫‪ 2.1‬التمييز بين أداءات التأمين عن البطالة وتعويض نهاية العمل‬

‫رغم ارتباط احلق يف تعويض هناية العمل بقبول العامل االستفادة من نظام التامني على البطالة‪ ،‬فان‬
‫تع ويض هناية العم ل يص رف للعام ل ف ور إهناء العمل ويتحمله ص احب العم ل‪ ،‬خبالف اداءات الت أمني عن‬
‫البطالة اليت تصرف بعد انتهاء عالقة العمل‪ .‬وال يكفي الستحقاق هذه االداءات إهناء العمل‪ ،‬بل البد من‬
‫توافر بعض الشروط التأمينية من بينها االشرتاكات اليت يؤديها صاحب العمل عن العاملني لديه أثناء قيام‬
‫عالقة العمل‪ ،‬واملسامهة يف ختويل احلقوق‪.‬‬

‫‪ 3.1‬اداءات التامين عن البطالة تعويض تأميني‪:‬‬

‫وفق ا ملا أش ار إلي ه الق انون املتعل ق بالت امني عن البطال ة‪ ،‬ف إّن ه ذا النظ ام الت أميين ال يش مل مجي ع‬
‫وإنم ا اس تحدث لفائ دة العم ال املنتمني للقط اع االقتص ادي العم ومي واخلاص‪ ،‬ال ذين‬
‫الع اطلني عن العم ل‪ّ ،‬‬
‫يفقدون وظائفهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية أو بسبب إهناء نشاط صاحب العمل وذلك لتأمينهم‬
‫من أخط ار فق دان الوظيف ة‪ ،‬وتبع ا ل ذلك ف ان اداءات الت امني عن البطال ة عب ارة عن تع ويض ت أميين يرتب ط‬
‫أساسا بتحقق خطر البطالة‪ ،‬يصرف للعامل ملدة معينة يف شكل أقساط تدفع شهريا‪ ،‬ويراعى يف تقديرها‬
‫بعض املنافع املتناسبة مع األجر السابق قبل إهناء عالقة العمل‪ ،‬فهو هبذا الوصف ميثل تعويضا عن جزء من‬
‫األجر السابق‪ ،‬يرتتب على استحقاقه توفر الشرطني التالني‪:‬‬

‫أ) ال تقبل اداءات التأمني عن البطالة اجلمع مع أي نشاط مهين مأجور‪ ،‬إال يف حالة إبرام عقد حمدد املدة‬
‫حيت تعلق حقوق العامل يف االستفادة من االداءات إىل حني انتهاء مدة العقد‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫ال تقب ل اداءات الت أمني عن البطال ة اجلم ع م ع أداءات الت أمني عن املرض والت أمني عن ال والدة‬ ‫ب)‬
‫واألمومة والتقاعد والتقاعد املسبق واداءات العطل املدفوعة األجر على أساس اهنا أداءات ختضع لنظام‬
‫الض مان االجتم اعي‪ ،‬وترتب ط بوض عية العم ل الفعلي‪ .‬وم ع ذل ك جيوز للعام ل االس تفادة من االداءات‬
‫العيني ة للت أمني عن املرض واألموم ة مث ل األدوي ة واألجه زة االص طناعية املمنوح ة ل ذوي العاه ات‬
‫واالس تجمام يف احلمام ات املعدني ة‪ ،‬ويس تتبع ذل ك إمكاني ة اجلم ع بني اداءات البطال ة واإلعان ات ال يت‬
‫تقدمها النقابات العمالية أو اجلمعيات اخلريية‪.‬‬

‫‪ .2‬االداءات المالية التي يستفيد منها األجير في إطار التامين عن البطالة‪:‬‬

‫إن قبول العامل يف نظام التامني على البطالة يسمح له باالستفادة من اداءات الضمان االجتماعي واليت‬
‫تتمثل يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1.2‬حساب التعويض الشهري عن البطالة‪:‬‬

‫أخ د املش رع يف تق دير قيم ة اداءات الت أمني عن البطال ة‪ ،‬طريق ة النس بة املؤوي ة من متوس ط األج ر‪،‬‬
‫املتقاضى قبل التسريح‪.‬‬

‫يستفيد العامل من تعويض شهري عن البطالة حيسب على أساس اجر مرجعي يساوي نصف املبلغ احملصل‬
‫عليه جبمع متوسط الشهري اخلام الذي تقاضاه العامل طوال االثين عشر شهرا(‪ )12‬اليت سبقت تسرحيه‪.‬‬

‫وتك ون عناص ر املرتب ال يت ت دخل يف احلس اب هي ذات العناص ر ال يت حيس ب على أساس ها االش رتاك‬
‫يف الضمان االجتماعي‪ ،‬يضاف إليها األجر الوطين األدىن املضمون‪.1‬‬

‫وال ميكن أن يقل التعويض عن البطالة عن ‪ % 75‬من األجر الوطين األدىن املضمون‪ ،‬وال ميكن أن يكون‬
‫أكثر منه بثالث(‪ )03‬مرات‪ 2‬والبد أن يدفع هذا التعويض شهريا‪.3‬‬

‫‪. 1‬األجر املرجعي = متوسط األجر الشهري اخلام ل ‪ 12‬شهر قبل التسريح ‪ +‬األجر الوطين األدىن املضمون‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫راجع املادتني ‪10‬و ‪ 13‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 2‬راجع املادة ‪ 17‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 3‬راجع املادة ‪ 42‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وخيضع هذا التعويض القتطاع الضمان االجتماعي‪ 1‬كما يتقادم احلق يف تعويض التامني عن البطالة مبرور‪1‬‬
‫‪ 2‬اثن يت عش ر ش هرا ابت داءا من الي وم ال ذي اس توىف في ه العام ل ك ل الش روط الالزم ة لالس تفادة من‬
‫‪2‬‬
‫التعويض‪ ،‬كما يكون هذا التعويض قابال للتنازل واحلجز بتطبيق القواعد املتعلقة باألجور يف هذا اجملال‪.‬‬

‫ويف مقبل هذه التعويضات اليت يستفيد منها العامل‪ ،‬فيمكن أن جيرب على القيام بنشاط يف إطار تنظيم وإقام ة‬
‫ورشات أعمال ذلك منفعة عامة أو عمل مأجور ويكون ذلك حسب إمكانيات ومؤهالت العامل‪.3‬‬

‫‪ 2.2‬حساب مدة التكفل بالعامل وكيفية توزيعها‪:‬‬

‫لقد حدد املشرع كيفية حتديد مدة التكفل يف التأمني على البطالة وحتسب هذه املدة بقدر شهرين‬
‫‪ 2‬من ك ل س نة اش رتاك وتعت رب كس نوات اش رتاك‪ ،‬الأقدمي ة عن د أخ ر مس تخدم وتتمث ل ه ذه الأقدمي ة يف‬
‫سنوات العمل اليت عملها األجري عند أخر مستخدم‪ ،‬وعند االقتضاء سنوات العمل عند مستخدمني آخرين‬
‫يف حالة تغري املستخدم بسبب إعادة هيكلة أو إعادة توزيع العمال‪.4‬‬

‫وال ميكن أن تقل املدة الدنيا للتكفل اليت يتحملها نظام التأمني على البطالة عن اثين عشر(‪ )12‬شهرا‪.5‬‬

‫كم ا ال ميكن أن تتع دى م دة التكف ل ‪ 36‬ش هرا‪ ،6‬وت وزع ف رتة التكف ل على أرب ع (‪ )4‬ف رتات متس اوية‬
‫وتكون نسبة حساب التامني عن البطالة تنازلية بالنسبة لكل فرتة من الفرتات األربع من التكفل‪.7‬‬

‫وحيدد تعويض التامني على البطالة بتطبيق النسب التنازلية على األجر املرجعي ما يلي‪:‬‬

‫‪ 100% -‬من األجر املرجعي خالل الربع األول من مدة التكفل‪.‬‬


‫‪ 80% -‬من األجر املرجعي خالل الربع الثاين من مدة التكفل‪.‬‬
‫‪ 60% -‬من األجر املرجعي خالل الربع الثالث من مدة التكفل‪.‬‬
‫‪ .‬املادة ‪ 04‬من املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 94/189‬م ؤرخ يف ‪ 6‬ج وان ‪ ،1994‬وال ذي حيدد م دة التكف ل بتع ويض الت امني عن البطال ة و‬ ‫‪1‬‬

‫كيفيات حساب ذلك‪.‬‬


‫‪ . 2‬راجع املادتني ‪ 43‬و‪ 44‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 3‬راجع املادة‪ 23‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 4‬راجع املادة ‪ 14‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 5‬راجع املادة ‪ 16‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ .‬راجع املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 94/189‬مؤرخ يف ‪ 6‬جوان ‪ ،1994‬والذي حيدد مذة التكفل بتعويض التامني عن البطالة‬ ‫‪6‬‬

‫وكيفيات حساب ذلك‪.‬‬


‫‪ . ?.7‬راجع املادة‪ 05‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 50% -‬من األجر املرجعي خالل الربع الرابع من مدة التكفل‪.1‬‬

‫وال ميكن أن تقل هذه النسبة عن ‪ %50‬من األجر املرجعي‪ ،2‬وينتهي حق األجري يف االستفادة من تعويض‬
‫التامني على البطالة بانتهاء املدة القصوى احملددة ب‪ 36‬شهرا‪ ،‬وماذا تعذر بعد ذلك إدماج العامل يف احلياة‬
‫العملي ة ثاني ة‪ ،‬فان ه ميكن إحالت ه على التقاع د املس بق حس ب الش روط ال يت حيددها املرس وم التش ريعي رقم‬
‫‪ 94/10‬املتعلق بالتقاعد املسبق‪.‬‬

‫ويف ه ذه احلال ة يتكف ل نظ ام الت امني على البطال ة بااللتزام ات املرتتب ة على املس تخدم فيم ا خيص اش رتاكات‬
‫املستخدم يف الضمان االجتماعي وتقدر بنسبة ‪ %15‬من األجر الوطين األدىن املضمون عن كل عامل‪.3‬‬

‫‪ .3‬األحكام الخاصة بالتعويض عن البطالة‪:‬‬

‫لقد حدد املشرع احلاالت اليت ال ميكن فيها للعامل اجلمع بني تعويض التامني على البطالة وبعض‬
‫التعويض ات االخ رى املختلف ة‪ ،‬كم ا ح دد ح االت وق ف اس تفادة العام ل من تع ويض الت امني على البطال ة‬
‫وحاالت إلغائه‪ ،‬إضافة إىل هناية حق العامل يف هذا التعويض‪.‬‬

‫‪ 1.3‬عدم جواز الجمع بين تعويض التامين عن البطالة مع التعويضات أخرى‪:‬‬

‫العامل الذي يستفيد من اداءات التأمني على البطالة ال ميكنه اجلمع بني هذا التعويض مع حاالت حمددة‬
‫يف القانون على سبيل احلصر وهي‪:4‬‬

‫‪ -‬أي دخل ناجم عن نشاط مهين‪.‬‬


‫‪ -‬معاشات العجز والتقاعد و التقاعد املسبق‪.‬‬
‫‪ -‬تعويضات العطل املدفوعة األجر‬
‫‪ -‬اداءات التامني عن املرض والتامني عن األمومة املدفوعة نقدا‪.‬‬

‫‪ 2.3‬حاالت وقف التعويض عن البطالة‪:‬‬

‫‪ . 1‬املادة ‪ 02‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 94/189‬والذي حيدد مدة التكفل بتعويض التامني عن البطالة وكيفيات حساب ذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬راجع املادة‪ 17‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 3‬راجع املادة‪ 12‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬

‫‪ . 4‬راجع املادة‪ 22‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫هناك حاالت يتم فيها تعليق تعويض التامني عن البطالة وهي كالتايل‪:‬‬

‫إذا وج د العام ل أتناء ف ترة التكف ل به من نظ ام الت امين على البطال ة عمال بعق د مح دد المدة‬
‫ف إنّ حق ه في التع ويض يعل ق أو يتوق ف بن اءا على تص ريح من الهيئ ة المكلف ة بتس يير الت امين على‬
‫البطالة‪ ،‬فالتعويض يتوقف أتناء فترة العقد وبعد انتهائها يستأنف العامل االستفادة من هذا التعويض‬
‫للف ترة المتبقي ة م ع زي ادة ف ترة م ابين ش هر واح د كح د ادني إلى ‪ 03‬أش هر كح د أقص ى ‪ ،1‬إذ ف ترة‬
‫العم ل في إط ار مح دد الم دة ال تحس ب ض من ف ترة التكف ل ب ل ف ترة التكف ل تح دد بع د نهاي ة عق د‬
‫العمل المحدد المدة إذا بقي العامل بدون عمل‪ ،‬هذا بالنسبة لممارسة العامل لنشاط عن طريق عقد‬
‫عم ل مح دد الم دة‪ ،‬أّم ا في حال ة مارس ته لنش اط ذي منفع ة عام ة تكلف ه ب ه الهيئ ة المكلف ة بتس يير‬
‫التامين على البطالة‪ ،‬فهنا ال يعلق التعويض ‪.2‬‬

‫كما تعلق تعويض التامين عن البطالة في حالة عدم امتثال العامل عند إجباره بالقيام بنشاط في إطار‬
‫تنظيم وإقام ة ورش ات أو أعم ال ذات منفع ة عام ة أو عم ل م أجور يمنح ل ه حس ب إمكانات ه‬
‫ومؤهالته ‪.3‬‬

‫وتعل ق الهيئ ة المكلف ة بتس يير الت امين عن البطال ة منح التع ويض للعام ل إذا خ رق الم ادة ‪ 22‬من‬
‫المرس وم التش ريعي رقم ‪ 94/11‬وهي الجم ع بين التع ويض عن البطال ة والتعويض ات المح ددة في‬
‫هذه المادة السابقة‪.‬‬

‫‪ 3.3‬االداءات األخرى المرتبطة بالتامين على البطالة‪:‬‬

‫إض افة إلى اس تفادة العام ل من تع ويض ش هري كم ا س بق تفص يله فان ه يس تفيد من مجم وع‬
‫اداءات الضمان االجتماعي والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫يس تفيد العام ل من اداءات عيني ة للت امين عن الم رض والت امين عن األموم ة والمنح العائلي ة وإذا أنهى‬
‫حق العامل في التامين عن البطالة بانتهاء المدة القصوى المحددة في القانون وهي مدة ستة و ثالثين‬

‫‪ . 1‬راجع املادة‪ 25‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 2‬راجع املادة‪ 24‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 3‬راجع املادة‪ 26‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫( ‪)36‬ش هرا‪ ،‬ف إذا لم يس تطيع العام ل االن دماج في الحي اة العملي ة ثاني ة فهن ا يواص ل االس تفادة من‬
‫االداءات العينية للتامين عن المرض والمنح العائلية لمدة اثنى عشر شهرا ‪.1‬‬

‫كم ا تحس ب ف ترة التكف ل بالنس بة لنظ ام الت امين عن البطال ة كف ترة نش اط ل دى نظ ام‬
‫التقاعد‪.‬و االستفادة من رأسمال الوفاة لفائدة ذوي الحقوق عند االقتضاء ‪.2‬‬

‫كم ا يس تفيد العام ل من اداءات الخ دمات االجتماعي ة ال تي تؤديه ا المؤسس ة المس تخدمة األص لية‬
‫األخيرة‪ ،‬لمدة ‪ 12‬شهر كحد ادني ‪ ،‬كما يمكن أن ترفع لمدة اكبر تحددها االتفاقيات واالتفاقات‬
‫الجماعية ‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعويضات األخرى‬

‫إضافة إىل ما سبق فان العامل يستفيد عند انتهاء عالقة العمل من تعويضات أخرى تتمثل أساسا‬
‫يف معاش التقاعد‪ ،‬التعويض عن العجز‪ ،‬التعويض عن الوفاة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬في حالة التقاعد‬

‫هي ليس ت تعويض ات وإّنم ا معاش ات أو منح‪ ،‬وتش كل انتق ال من ق انون العم ل إلى ق انون الض مان‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫يستفيد املنخرطون يف نظام التقاعد مىت توافرت الشروط القانونية لمعاش تقاعد‪ ،‬فمعاش التقاعد مشتق‬
‫عما تكرس للعامل أتناء خدمته وبسببها فإن املعادلة الحتساب الراتب التقاعدي تقوم على عنصرين مها‬
‫األجر األصلي ومدة اخلدمة‪ ،‬ويؤمن هذا المعاش الصندوق الوطين للتقاعد"‪."CNR‬‬

‫‪ . 1‬راجع املادة‪ 19‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 2‬راجع املادة‪11‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ ،94/11‬واملتعلق بالتامني على البطالة‪.‬‬
‫‪ . 3‬راجع املادة ‪ 28‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/09‬رقم ‪ 94/09‬املؤرخ يف ‪ 26/05/1994‬املشار اليه سابقا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬منحة التقاعد‪:‬‬

‫وهو مبلغ مايل يطبق عليه نفس القواعد املتعلقة باملعاش التقاعد باستثناء قاعدة احلد األدىن‪ ،‬وقد‬
‫خصص املشرع منحة التقاعد للعمال األجراء وغري األجراء الذين مل يستوفوا شرط مدة اخلدمة لالستفادة‬
‫من مع اش التقاع د‪ ،1‬ويش رتط على العام ل ال ذي مل يكم ل ‪ 15‬س نة يف اخلدم ة‪ ،‬ليفتح ل ه احلق يف منح ة‬
‫التقاع د أن يثبت مزاولت ه للنش اط الفعلي ملدة ‪ 5‬س نوات أو ‪ 20‬ثالثي ا مدفوع ة االش رتاك على األق ل‪ ،‬وأن‬
‫يكون قد بلغ سن ‪ 60‬سنة للعامل األجري و ‪ 65‬سنة للعامل غري األجري‪.‬‬

‫وه ذا بغض النظ ر عن جنس العام ل والفئ ة ال يت ينتمي إليه ا‪ ،‬ح ىت يتمكن ه ؤالء من االس تفادة من منح ة‬
‫التقاعد بعد دفع االشرتاك التعويضي واملسامهة اجلزافية لألشخاص الذين مل يستوفوا شرط مدة اخلدمة‪.‬‬

‫وإذا حتصل األجري على منحة التقاعد واستمر يف ممارسة نشاط مهين واستوىف الشروط املطلوبة لالستفادة‬
‫من معاش التقاعد‪ ،‬ميكنه احلصول على هذا األخري على معاش التقاعد بدل منحة التقاعد‪ ،‬على أن يرجع‬
‫املبالغ اليت قبضها باسم منحة التقاعد باتفاق يربمه مع الصندوق الوطين للتقاعد‪.‬‬

‫‪ .2‬معاش التقاعد‬

‫يس تفيد العام ل عن د انته اء خدمت ه بإحالت ه على التقاع د‪ ،‬من مع اش يتم حس ابه على أس اس األجر‬
‫الذي كان يتقاضاه العامل ومدة اخلدمة‪ ،‬واألجر له أمهية بالغة يف قانون التقاعد الن أقساط االشرتاكات‬
‫تتحدد بنسبة من األجر‪ ،‬كما أن احلقوق التقاعدية اليت حيصل عليها العامل املتقاعد تتحدد على ضوء األجر‬
‫الذي يقتطع منه االشرتاك وحيسب املعاش بضرب املعدل اإلمجايل(احلاصل من ضرب عدد السنوات املعتمدة‬
‫يف نسبة االعتماد) يف الراتب الشهري املتوسط واألجر املرجعي‪.‬‬

‫‪ .3‬األجر كأساس لحساب معاش التقاعد‪:‬‬

‫عناص ر تص فية املع اش يص فى املع اش على أس اس ‪ 03‬عناص ر أساس ية وهي األج ر املرجعي‪ ،‬م دة‬
‫اخلدمة‪ ،‬ونسبة االعتماد لسنوات التامني ‪.%2,5‬‬

‫‪ 1.3‬األجر المرجعي‪:‬‬

‫‪. 1‬انظر املادة ‪ 47‬من قانون ‪ 83/12‬املتعلق بالتقاعد‪ ،‬املعدل بالقانون رقم ‪ 99/03‬املؤرخ يف ‪.22/03/1999‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫وهو األجر اخلاضع لالشرتاك يف الضمان االجتماعي‪ 1‬أي اخلاضع لالقتطاعات اخلاصة بالضمان االجتماعي‬
‫ومنها نسبة التقاعد والذي حيسب كما يلي‪":‬‬

‫‪ -‬إّم ا مبتوسط األجر الشهري للسنوات اخلمس األخرية اليت تسبق اإلحالة على التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬وإّم ا األج ر الش هري املتوس ط املق در على أس اس الس نوات اخلمس ال يت تقاض ى فيه ا املع ين ب األمر‬
‫األجر األقصى خالل حياته املهنية إذا كان ذلك اكرت نفعا له‪.2‬‬

‫ويعت رب األج ر املرجعي ه و الوع اء ال ذي جيم ع أس اس ك ل العوام ل ال يت ت دخل يف حس اب األج ر‪ ،‬باس تثناء‬
‫التعويضات ذات الطابع العائلي والتعويضات املتمثلة يف املصاريف اليت يفرزها العمل‪ ،‬كالتعويضات املتعلقة‬
‫بالشروط اخلاصة باإلقامة والبعد عن مكان العمل‪ ،‬والتعويضات ذات الطابع االستثنائي كالتسريح وغريها‪.3‬‬

‫‪ 2.3‬فترة التامين‪:‬‬

‫وهي سنوات العمل املعتمدة وتضم فرتات اخلدمة الفعلية ومضافة إليها الفرتات اليت تك ون يف حكم‬
‫ف رتات عم ل كم ا ح ددهتا املادة ‪ 11‬من ق انون التقاع د م ع األخ ذ بعني االعتب ار املادة ‪ 9‬و‪ 14‬من نفس‬
‫القانون‪.‬‬

‫حيث حتس ب ك ل س نة من م دد اخلدم ة القابل ة للتص فية بنس بة ‪ %2,5‬من عناص ر األج ر الش هري املك ون‬
‫لقاعدة تصفية املعاش‪.‬‬

‫‪ 3.3.‬كيفية حساب مبلغ المعاش للمتقاعدين‪:‬‬

‫‪ .‬يعت رب األج ر املرجعي ه و الوع اء ال ذي جيم ع أس اس ك ل العوام ل ال يت ت دخل يف حس اب األج ر باس تثناء التعويض ات ذات الط ابع الع ائلي‬ ‫‪1‬‬

‫والتعويضات املتمثلة يف املصاريف اليت يفرزها العمل‪.‬‬

‫‪ . 2‬راجع املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 03-99‬املؤرخ يف ‪ 22/03/1999‬املعدلة للمادة ‪ 13‬من قانون التقاعد ‪ 83/12‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ .‬من حماض رة املدير الع ام للص ندوق الوط ين للمعاش ات‪ ،‬الس يد ‪/‬حمم د دوي ري‪ ،‬ألقيت يف ن دوة تكويني ة نظمه ا املعه د الوط ين للدراس ات‬ ‫‪3‬‬

‫االجتماعية والبحوث النقابية يومي ‪29‬و‪ ،30/10/1997‬بعنوان املنظومة التقاعدية يف اجلزائر‪ ،‬نشر يف جريدة الثورة والعمل‪ ،‬الصادرة يف‬
‫‪ ،11/11/1997‬ع ‪.178‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫بالنس بة للمتقاع دين الأجراء حيص ر عناص ر تص فية املع اش‪ ،‬فتتك ون القاع دة ال يت حيسب على أساسها مبلغ‬
‫ّ‬
‫معاش التقاعد وفق اخلطوات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يقوم الصندوق حبساب عدد السنوات املعتمدة للعامل حسب مساره املهين؛‬
‫‪ -‬يضرب عدد السنوات احملصل عليها يف نسبة االعتماد وهي ‪ %2,5‬للحصول على نسبة معينة؛‬
‫‪ -‬حيسب مبلغ األجر املرجعي على النحو السابق ذكره؛‬
‫‪ -‬تضرب النسبة احملصل عليها يف مبلغ األجر املرجعي واحلاصل هو املعاش التقاعدي الذي تضاف له‬
‫عالوة عن الزوج املكفول؛‬

‫مثال‪ :‬عامل اشتغل ودفع اشتراكات ملدة ‪ 22‬سنة فمبلغ معاشه حيسب كما يلي‪:‬‬

‫‪ 55%=2.5×22‬من األجر اخلاضع لالشرتاك يف الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 4.3‬مبلغ معاش التقاعد‪:‬‬

‫من أجل حماية القدرة الشرائية للفئات الدنيا من المتقاعدين قد لجأ المشرع الجزائري إلى تحديد الحد‬
‫األدنى المض مون لمبل غ المع اش‪ ،‬بحيث ال يجب أن يق ل عن ‪ % 75‬من الح د األدنى لألج ر الوط ني‬
‫المضمون‪.1‬‬

‫بالنس بة للمبل غ األقص ى لمع اش التقاع د فه و يس اوي ‪ %80‬من اآلج ر الخاض ع الش تراك الض مان‬
‫أّم ا ّ‬
‫االجتم اعي‪ ،‬كم ا تم تحدي د س قف المبل غ الخ ام لمع اش التقاع د ب ‪ 15‬م رة األج ر الوط ني األدنى‬
‫المضمون‪.2‬‬

‫وتتكفل الدولة بدفع نفقات الدعم الوطين (الفروق التكميلية) إىل الذين يقل معاشهم عن املبلغ األدىن‬
‫املضمون من أجل محاية القدرة الشرائية للمتقاعدين‪.‬‬

‫وينتفع العامل بمعاش التقاعد من اليوم األول من الشهر الذي يبلغ فيه المعني باألمر سن التقاعد وذلك بتوافر‬
‫الشروط التي تخول له الحق في التقاعد وال يمنح المعاش إال باإلنهاء الفعلي لعالقة العمل‪.3‬كما يستفيد العامل‬

‫‪ . 1‬املادة ‪ 16‬من قانون التقاعد رقم ‪ 12-83‬السالف الذكر‪ ،‬معدل باألمر ‪ 96/18‬املؤرخ يف ‪.06/07/1996‬‬
‫‪ . 2‬املادة ‪ 17‬و‪ 17‬مكرر من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ . 3‬املادة ‪ 19‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫إض افة إلى مبل غ المع اش من زي ادة أو عالوة عن ال زوج المكف ول‪ ،‬وال تمنح إال عالوة واح دة في حال ة تع دد‬
‫الزوجات‪.4‬‬

‫كما تتم مراجعة معاش ومنحة التقاعد من اجل محاية القدرة الشرائية للمتقاعدين وترتبط هذه الزيادة يف‬
‫معاش التقاعد بالزيادة يف األجور وتكون هذه الزيادة ابتداء من أول شهر ماي من كل سنة بقرار صادر‬
‫عن الوزير املكلف بالضمان االجتماعي بناءا على اقرتاح جملس إدارة الصندوق الوطين للتقاعد‪.‬‬

‫وي دفع مع اش التقاع د ش هريا وي دفع االس تحقاق األول بع د ش هر من ت اريخ االنته اء الفعلي لعالق ة العم ل‪،‬‬
‫كما ال جيوز دفع معاش او منحة التقاعد خارج اجلزائر‪ ،‬إال يف حالة مصادقة اجلزائر على معاهدات دولية‬
‫تسمح بذلك يف إطار اتفاق املعاملة باملثل‪.‬‬

‫كما يستفيد من االداءات العينية لضمان االجتماعي كتعويضات املرض‪ ،‬األمومة‪ ،‬املنح العائلية‪ ،‬األدوية‪...‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويض عن العجز الكلي‬

‫يستفيد العامل املؤمن له من تعويض عن العجز الكلي الذي حلق به الذي يؤذي إىل إهناء عالقة العمل‪ ،‬مىت‬
‫توافرت فيه الشروط القانونية‪ ،‬وخيتلف هذا التعويض وطريقة حسابه حسب السب الذي أدى إىل العجز‪،‬‬
‫أي هل العجز يرجع ألسباب صحية أم ألسباب مهنية‪.‬‬

‫التعويض النقدي عن العجز الكلي ألسباب صحية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫التأمني على العجز يهدف أساسا إىل ضمان محاية اقتصادية للعامل عن طريق منحه معاش‪ ،‬نتيجة‬
‫نقص يص يب قدرات ه الفيزيائي ة‪ ،‬مما جيع ل دخل ه ينقص بنس بة معين ة‪ ،‬فيح ق للعام ل املؤمن ل ه االس تفادة من‬
‫اداءات نقدية تصل إىل ‪ %100‬إذا كان معاش العجز اقل أو يساوي األجر الوطين األدىن املضمون‪.‬‬

‫‪ 1.1‬األداءات النقدية للتامين على العجز‪:‬‬

‫الت أمين على العج ز يس مح للعام ل الم ؤمن ل ه من أن يس تفيد من االداءات النقدي ة للت امين على الم رض‬
‫واألمومة‪ ،‬وكذلك الحق في الحصول على معاش العجز وكذلك منحة الوفاة لذوي الحقوق إذا توفي المؤمن له‪.‬‬

‫‪. 4‬املادة ‪ 15‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يكون لصاحب معاش العجز وكذلك ذوي احلقوق احلق يف االداءات النقدية للتامني على املرض واألمومة‪،‬‬
‫كما يعفى هو وذوي احلقوق من ‪.le ticket modérateur‬‬

‫عن دما تك ون قيم ة املع اش اق ل أو تس اوي األج ر الوط ين األدىن املض مون طبق ا للم ادة ‪ 04‬من املرس وم‬
‫‪ 84/27‬املتعلق بالتأمينات االجتماعية‬

‫‪ 2.1‬معاش العجز‪:‬‬

‫اهلدف من معاش العجز هو منح مدخول بديل للمؤمن له املصاب بعجز ذهب بنصف قدرته على‬
‫العمل أو الكسب على األقل ويكون للمؤمن له احلق يف معاش العجز من أول يوم يص بح فيه تابع لنظام‬
‫التامني على العجز‪ ،‬ومعاش العجز له طابع مؤقت‪ ،‬وبالتايل البد من مرجعته‪ ،‬كما أن هذا املعاش غري قابل‬
‫للتنازل عنه أو احلجز عليه‪.1‬‬

‫‪ 3.1‬األجر كمرجع لحساب قيمة معاش العجز‪:‬‬

‫من اجل حتديد مبلغ املعاش لدينا ثالث أصناف من العجزة‪ ،‬حددهتم املادة ‪ 36‬من قانون التأمينات‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫الصنف األول‪ :‬وهم العجزة الذين مازالوا قادرين على ممارسة نشاط مأجور ويف هذه احلالة يساوي املبلغ‬
‫السنوي للمعاش ‪ % 60‬من األجر السنوي املتوسط للمنصب والذي حيسب بالرجوع إىل‪:‬‬

‫‪ -‬إمّا إىل أخر اجر سنوي مت تقاضيه‪ ،‬وإما إىل األجر السنوي املتوسط لثلاث سنوات حيت يكون قد بلغ‬
‫أ جر العامل أقصاه خالل حياته املهنية‪ ،‬إذا كان هذا األجر أحسن مالئمة له‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا مل تكتمل للعامل ‪ 03‬سنوات من التامني حيسب املعاش حسب األجر السنوي املتوسط لفرتات‬
‫العمل اليت أداها‪.2‬‬

‫أمّا بالنسبة للصنف الثاني‪ :‬فهم العجزة الغري قادرين إطالقا على القيام بأي نشاط مأجور ويساوي يف هذه‬
‫احلالة مبلغ املعاش السنوي ‪ %80‬من األجر السنوي املتوسط للمنصب‪.3‬‬

‫‪ . 1‬املادة ‪ 88‬من قانون ‪ 83/11‬املتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬


‫‪ . 2‬املادة ‪ 37‬من قانون الـتأمينات االجتماعية السالف الذكر‪.‬‬
‫‪. 3‬املادة ‪ 38‬من قانون الـتأمينات االجتماعية السالف الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أمّا الصنف الثالث‪ :‬فهم العجزة الغري قادرين إطالقا على القيام بأي نشاط مأجور وحيتاجون إىل مساعدة‬
‫من غريهم‪ ،‬ويساوي املبلغ السنوي للمعاش ‪ %80‬من األجر السنوي املتوسط للمنصب‪ ،‬ويضاعف بنسبة‬
‫‪ %40‬دون أن تقل الزيادة عن حد ادين حيدد عن طريق التنظيم‪.1‬‬

‫‪ -‬وال ميكن يف ك ل األح وال أن يق ل املبل غ الس نوي ملع اش العج ز من ‪ %75‬من املبل غ الس نوي لألج ر‬
‫الوطين األدىن املضمون‪ 2‬ويدفع معاش العجز واملعاشات املنقولة شهريا عند حلول اجل استحقاقها‪،3‬‬
‫كما ترفع قيمة األجور املعتمدة كأساس حلساب املعاشات وفق جداول العوامل السنوية املطبقة على‬
‫معاشات التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة ملعاش العمال غري األجراء‪ ،‬فيساوي املبلغ السنوي ملعاش العجز ‪ 80%‬من الدخل السنوي‬
‫اخلاضع لالشرتاك‪ ،4‬ويرفع مبلغ املعاش بنسبة‪ % 40‬عندما يكون العاجز ملزم باللجوء إىل مساعدة‬
‫الغري للقيام باألعمال اليومية العادية مثل القيام‪ ،‬األكل‪ ،‬الغسل‪ ،‬احلركة‪...،‬اخل‬

‫‪ 4.1‬مدة االستفادة من المعاش‪:‬‬

‫إّن معاش العجز له دائما طابعا مؤقتا‪ ،‬فيمكن أن يكون حمل مراجعة أو تعليق أو إلغاء‪.‬‬

‫‪ 1.2.1‬مراجعة المعاش‪:‬‬

‫ميكن مراجعة معاش العجز ألسباب طبية أو ألسباب إدارية‪:‬‬

‫األسباب ذات الطابع الطبي‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫تف رض املادة ‪ 44‬من املرس وم‪ 84/27‬أن خيض ع املؤمن ل ه لفحوص ات طبي ة ال يت تطلبه ا من ه هيئ ة‬
‫الض مان االجتم اعي وبع د املراقب ة الطبي ة ميكن للط بيب املستش ار أن يالح ظ تغي ريات يف احلال ة اجلس دية‬

‫‪ .1‬املادة ‪ 39‬من قانون الـتأمينات االجتماعية السالف الذكر‪.‬‬


‫‪. 2‬املادة ‪ 41‬من قانون التأمينات االجتماعية معدلة باملرسوم التشريعي رقم ‪ 04-94‬املؤرخ يف ‪.11/04/1994‬‬
‫‪. 3‬املادة ‪ 43‬من نفس القانون السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ .‬املادة ‪ 06‬من املرسوم رقم ‪ 35/85‬املؤرخ يف ‪ 09/02/1985‬املتعلق بالضمان االجتماعي لألشخاص غري األجراء الذين ميارسون عمال‬ ‫‪4‬‬

‫مهنيا‪ ،‬معدل ومتمم باملرسوم التنفيذي ‪ 434-96‬املؤرخ يف ‪.30/11/1996‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫للمؤمن له ويقرر بناءا على ذلك إما تغيري الصنف الذي ينتمي إليه العامل‪ ،‬سواء الصنف األول‪ ،‬الثاين‪ ،‬أو‬
‫الثالث كما ميكن أن يقرر تعليق معاش العجز أو إلغائه‪.‬‬

‫بالنسبة لتغيير الصنف‪:‬‬


‫ّ‬

‫ميكن للطبيب املعاجل أن يتقرح تغيري الصنف الذي ينتمي له املؤمن له بعد الفحص الطيب‪ ،‬إذا الحظ‬
‫تغي ريات على حال ة العام ل‪ ،‬وه ذا التغيري ي رتجم بالزي ادة يف املرتب ة يف حال ة اش تداد العجز‪ ،‬أو بالنقص ان يف‬
‫حالة حتسن حالة العجز وبالتايل تتم مراجعة املعاش إما بالزيادة أو النقصان حسب احلالة‪.‬‬

‫تعليق المعاش‪:‬‬ ‫‪2.2.1‬‬

‫يعل ق مع اش العج ز عن دما يالح ظ الط بيب املستش ار حتس ن يف حال ة املؤمن ل ه وذل ك من خالل‬
‫ارتفاع قدرته على ممارسة عمل بنسبة تزيد على األقل عن ‪ % 50‬من األجر الذي يتلقاه عامل ينتمي إىل‬
‫نفس النشاط املهين‪.‬‬

‫‪ 3.2.1‬إلغاء المعاش العجز‪:‬‬

‫يتم إلغاء معاش العجز عندما حيدث حتسن مهم ودائم للمؤمن له العاجز‪ ،‬عندما يسرتجع قدرته على‬
‫العمل بنسبة تفوق نصف األجر الذي يتقاضاه عامل ينتمي إىل نفس النشاط املهين‪.‬‬

‫األسباب ذات الطابع اإلداري‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫ميكن تعليق أو إلغاء معاش العجز ألسباب إدارية‪:‬‬

‫تعليق معاش العجز‪ :‬يعلق معاش العجز لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬حالة ذهاب املؤمن له ألداء واجب اخلدمة الوطنية‪،‬‬


‫‪ -‬يف حالة استحالة إجراء مراقبة طبية‪،‬‬
‫‪ -‬عندما يكون اجلمع بني املعاش واألجر يزيد عن األجر املمنوح لعامل ينتمي لنفس النشاط املهين‪.‬‬

‫إلغاء المعاش‪:‬‬

‫‪ -‬عندما يرفض العامل إجراء املراقبة الطبية‪،‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬حالة وفاة املؤمن له‪،‬‬
‫‪ -‬عندما يقوم العامل الذي ينتمي للصنف الثاين والثالث مبزاولة عمل من جديد سواء كان نشاطا‬
‫مأجورا أو غري مأجورا‪،1‬‬
‫‪ -‬عندما يقوم العاجز املؤمن له مبغادرة الرتاب الوطين هنائيا‪،2‬‬
‫‪ -‬كما يتم تعويض معاش العجز عند وصول العامل لسن التقاعد مبعاش تقاعد‪ 3‬يكون مساوي على‬
‫األقل ملعاش العجز مع زيادة عند الضرورة عن الزوج املكفول‪.‬‬

‫الجمع بين مبلغ المعاش وتعويضات أخرى‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ميكن اجلمع بني معاش العجز الذي يتعلق فقط بالصنف األول من العجزة كما يلي‪ :‬جيمع معاش‬
‫العجز مع األجر‪ ،‬م ع التعويض ات اليومية للتامني على املرض‪ ،‬وكذلك اداءات التامني على األموم ة لكن‬
‫يف احلدود املسموح هبا حبيث ال ميكن يف أي حال من األحوال أن يتجاوز األجر الذي يتقاضاه عامل ينتمي‬
‫لنفس النشاط املهين‪.‬‬

‫كما ميكن اجلمع بني معاش العجز وريع حادت عمل أو مرض مهين بشرط أن هذا اجلمع ال يتجاوز األجر‬
‫الذي حسب على أساسه هذا املعاش‪.4‬‬

‫‪ 2.2‬معاش العجز المنقول‪:‬‬

‫إذا ت ويف ص احب مع اش العج ز‪ ،‬فيس تفيد ذوي احلق وق‪ ،5‬منح ة وف اة تس اوي املبل غ الس نوي ملع اش‬
‫العجز‪.6‬‬

‫ويس تفيد ذوي احلق وق من مع اش عج ز منق ول إليهم‪ ،7‬بنفس الش روط احملددة يف الق انون رقم ‪83/12‬‬
‫واملتعلق بالتقاعد أي حيدد معاش ذوي احلقوق كما هو منصوص عليه يف املادة ‪ 34‬من قانون التقاعد‪.‬‬

‫‪ . 1‬املادة ‪ 45‬من قانون ‪ 83/11‬املتعلق بالتأمينات االجتماعية السالف الذكر‪.‬‬


‫املادة ‪ 83‬من قانون ‪ 83/11‬املتعلق بالتأمينات االجتماعية السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ . 3‬املادة ‪ 46‬من قانون ‪ 83/11‬املتعلق بالتأمينات االجتماعية السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ . 4‬املادة ‪ 70‬من قانون رقم ‪ 83/11‬املتعلق بالتأمينات االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ . 5‬ذوي احلقوق حددهتم املادة ‪ 67‬من قانون ‪ 83/11‬املتعلق بالتأمينات االجتماعية السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ . 6‬املادة ‪ 51‬من قانون ‪ 83/11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 7‬املادة ‪ 40‬من قانون رقم ‪ 83/11‬املتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫التعويض عن العجز الكلي الناجم عن حادت عمل او مرض مهني‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫للعامل املصاب بعجز دائم نتيجة حادت عمل أو مرض مهين احلق يف اداءات يف شكل ريع‬

‫‪ 1.3‬حساب مبلغ الريع‪:‬‬

‫للعامل املصاب بعجز دائم احلق يف احلصول على ريع حيسب على أساس األجر املتوسط اخلاضع‬
‫الشرتاكات الضمان االجتماعي الذي تتقاضاه العامل العاجز عند مستخدم واحد أو عند عدة مستخدمني‬
‫خالل ‪ 12‬شهر اليت تسبق التوقيف عن العمل نتيجة احلادث‪.1‬‬

‫أّم ا إذا عمل املصاب ملدة تقل عن ‪ 12‬شهرا وقت انقطاعه عن العمل نتيجة حادت عمل أو مرض مهين‬
‫فالريع حيسب على أساس إما‪:‬‬

‫‪ -‬أجر منصب عمل املصاب إذا عمل ملدة شهر واحد على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬أجر منصب عمل مطابق للفئة املهنية اليت ينتمي إليها املصاب إذا عمل ملدة تقل عن شهر واحد‪.‬‬
‫‪ -‬أّم ا إذا مل تظهر حالة العجز الدائم ألول مرة إال بعد انتكاس حالة املصاب أو تفاقمها‪ ،‬ففرتة ‪ 12‬شهرا‬
‫ال يت تعتم د حلس اب الري ع هي املدة ال يت تس بق إم ا ت اريخ االنقط اع عن العم ل نتيج ة ح ادت العم ل‬
‫أو املرض املهين وإما تاريخ االنقطاع عن العمل نتيجة انتكاس املصاب أو تفاقم حالته أو من تاريخ‬
‫التئام اجلروح أي حسب طريقة احلساب األكثر نفعا للعامل املصاب بعجز دائم‪.2‬‬
‫‪ -‬وحيسب مبلغ الريع على أساس اجر سنوي ال جيوز أن تقل قيمته عن ‪ 2300‬مرة قيمة معدل ساعات‬
‫األجر الوطين األدىن املضمون مهما كانت قيمة مبلغ األجر احلقيقي‪ 3‬كما ال مينح للعامل أي ريع إذا‬
‫كانت نسبة العجز اقل من ‪ % 10‬وإمنا حيق له احلصول فقط على رأمسال متثيلي‪.‬‬

‫‪ 2.3‬مبلغ الريع‪:‬‬

‫املادة ‪ 39‬من قانون املتعلق حبوادث العمل واألمراض املهنية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬راجع املادة ‪ 13‬و‪ 14‬من املرسوم رقم ‪ 84/28‬املؤرخ يف ‪ ،11/02/1984‬املتضمن كيفيات تطبيق العنوانني الثالث والرابع والثامن من‬ ‫‪2‬‬

‫القانون ‪ 83/13‬املؤرخ يف ‪.02/07/1983‬‬


‫‪ . 3‬املادة ‪ 41‬من قانون ‪ 83/13‬املشار إليه سابقا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬يساوي مبلغ الريع اجر املنصب املتوسطة اليت يتقاضاها املصاب خالل ‪ 12‬شهرا األخرية مضروبة‬
‫يف نسبة العجز‪ ،‬ويضاف مبلغ الريع بنسبة ‪ % 40‬إذا كان هذا العجز الدائم يضطر املصاب إىل‬
‫اللجوء ملساعدة الغري من اجل القيام بالشؤون العادية للحياة كاألكل‪ ،‬النهوض‪ ،‬اللباس‪..‬اخل‪.‬‬
‫‪ -‬ويف حال ة م ا إذا ك انت حال ة املص اب يش ملها الت امني عن العج ز واحلق يف مع اش العج ز من ب اب‬
‫التأمينات االجتماعية‪ ،‬ترفع قيمة الريع‪ ،‬حبيث تساوي قيمة معاش العجز إذا كانت أقل منها‪.‬‬

‫ويسدد مبلغ الريع للعامل املصاب شهريا عند اجل استحقاقه ويف مقر سكناه‪ ،‬كما ميكن اجلمع بني الريع‬
‫ومعاش التقاعد أو معاش العجز أو التعويضات اليومية عن التامني على املرض واألمومة‪.‬‬

‫كما يكون للعامل املصاب أو لذوي حقوقه احلق يف تعويضات إضافية يف حالة وقوع حادت مرور يكيف‬
‫يف نفس ال وقت كح ادث عم ل‪ ،‬إض افة إىل التع ويض ال ذي يدفع ه ص ندوق الض مان االجتم اعي فالعام ل‬
‫املص اب أو ذوي حقوق ه‪ ،‬ميكن أن حيص لوا على تع ويض يف نفس ال وقت يف إط ار ق انون‪ 88/31‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 19/06/1988‬املتعلق بنظام التعويضات عن حوادث املرور‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االداءات في حالة الوفاة‪:‬‬

‫إذا نتج عن ح ادت العم ل أو املرض امله ين وف اة العام ل فتمنح ل ذوي احلق وق كم ا مت حتدي دهم‬
‫يف قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬منحة وفاة وريع‪.‬‬

‫‪ .1‬عالقة األجر بمنحة الوفاة‪:‬‬

‫تدفع منحة الوفاة لذوي احلقوق اهلالك وتقدر مببلغ ‪ 12‬مرة مبلغ األجر الشهري للعامل وال جيوز‬
‫أن يقل هذا املبلغ عن ‪ 12‬مرة قيمة املبلغ الشهري لألجر الوطين األدىن املضمون‪ ،‬وتدفع هذه املنحة دفعة‬
‫واحدة كما ال ميكن اجلمع بينها وبني منحة الوفاة من باب التأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 2.1‬ريع ذوي الحقوق‪:‬‬

‫يستفيد ذوي احلقوق يف حالة وفاة العامل املصاب اثر احلادث‪ ،‬من ريع وفق املادة ‪ 34‬من قانون‬
‫‪ 83/12‬واملتعلق بالتقاعد‪ ،‬وال ميكن اجلمع بني هذا الريع ومعاش التقاعد املنقول بل يدفع املعاش األكثر‬
‫نفع ا‪ ،‬ويف حال ة وف اة عام ل ع اجز يس تفيد من ري ع عن ح ادت عم ل أو م رض مه ين‪ ،‬ف إّن ذوي احلق وق‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يس تفيدون من ري ع منق ول ويطب ق على ه ذا الري ع أحك ام من املواد ‪30‬اىل ‪40‬من ق انون ‪ 83/12‬املتعل ق‬
‫بالتقاعد‪.‬‬

‫‪ 3.1‬التعويض في حالة صدور خطأ من صاحب العمل أو الغير‪:‬‬

‫ميكن للعام ل املص اب أو ل ذوي حقوق ه املطالب ة بالتعويض ات اإلض افية عن األض رار النامجة عن‬
‫احلادث يف إط ار قواع د الق انون الع ام‪ ،1‬وذل ك يف حال ة ص دور خط أ غ ري مع ذور أو متعم د من ص احب‬
‫العمل‪ ،‬كما ميكن يف هذه احلالة أن حتل هيئة الضمان االجتماعي حمل العامل املصاب أو ذوي حقوقه من‬
‫أجل رفع الدعوى ضد املتسبب يف احلادث أمام حماكم القانون العام ويكون ذلك بناء على طلبهم‪ ،‬كما‬
‫ميكن للعامل أو لذوي حقوقه املطالبة كذلك بالتعويض عن الضرر وفق قواعد القانون العام يف حالة ما إذا‬
‫كان املتسبب يف احلادث شخص من الغري‪.2‬‬

‫‪ .2‬التعويض عن الوفاة‬

‫مبا أّن وفاة العامل املؤمن له اجتماعيا تشكل خسارة كبرية بالنّسبة لعائلته واألشخاص الذين كان‬
‫يعوهلم املتويف‪ ،‬باخلصوص يف اجلانب املادي‪ ،‬فالوفاة هو خطر اجتماعي يغطيه قانون التأمينات االجتماعية‪،‬‬
‫حيت يدفع إىل عائلة املتويف واألشخاص الذين هم يف عهدته عائدا يسمى منحة الوفاة يهدف إىل تعويض‬
‫ذوي احلقوق عن املصاريف النامجة عن وفاة املؤمن له واالنقطاع املفاجئ ألجره‪ ،‬ويستحق ذوي احلقوق‬
‫هذه املنحة مهما كان سن املتويف ومهما كان سبب الوفاة (وفاة طبيعية‪،‬جرمية‪ ،‬انتحارا‪ ،‬حادتث عادي أو‬
‫حادت عمل) ومهما كان مدخول ذوي احلقوق‪ ،‬املهم أن يكون للعامل املتويف صفة املؤمن به اجتماعيا‬
‫وان يكون ذوي احلقوق كما حددهم تشريع التأمينات االجتماعية‪ ،‬وتكون الوفاة إما طبيعية‪ ،‬وإّم ا نتيجة‬
‫مرض أو حادت مهين‪.‬‬

‫‪ 1.2‬التعويض عن الوفاة الطبيعية‪:‬‬

‫إذا ك انت الوف اة واقع ة طبيعي ة ليس هلا عالق ة بالعم ل‪ ،‬يس تفيد ذوي حق وق املت ويف من منح ة الوف اة‪،‬‬
‫ويقدر مبلغ رأمسال الوفاة ب‪ 12‬مرة مبلغ األجر الشهري األكثر نفعا املتقاضى خالل السنة السابقة لوفاة‬
‫املؤمن له واملعتمد كأساس حلساب االشرتاكات وال جيب أن يقل مبلغ رأمسال الوفاة عن قيمة ‪ 12‬مرة مبلغ‬

‫‪ . 1‬ق‪.‬م‪.‬ع‪ ،.‬غ‪ .‬إ‪ ،.‬رقم ‪ ،50879‬املؤرخ يف ‪ ،23/01/1989‬م‪.‬ق‪ ،1991 ،.‬عدد‪ ،02‬ص ‪.119‬‬
‫‪ . 2‬راجع الباب ‪ 5‬من قانون ‪ ،83/15‬املؤرخ يف ‪ 2/7/1983‬املتعلق مبنازعات العمال يف جمال الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫األجر الوطين األدىن املضمون‪ ،‬ويدفع دفعة واحدة فور وفاة املؤمن له‪ ،‬لذوي احلقوق ويف حالة تعددهم‬
‫توزع عليهم منحة بالتساوي‪.‬‬

‫أّم ا إذا كان العامل املتويف يستفيد من معاش عجز آو معاش تقاعد‪ ،‬أو معاش تقاعد مسبق أو ريع‬
‫حادت عمل املوافق لنسبة عجز عن العمل تساوي‪ % 50‬على األقل ‪،‬فيستفيد ذوي احلقوق من رأمسال‬
‫وفاة يساوي مبلغه املبلغ السنوي(‪ 12‬شهرا) ملعاش العجز أو معاش التقاعد أو معاش التقاعد املسبق أو ريع‬
‫ح ادت العم ل على أن ال يق ل ه ذا املبل غ عن ‪ %75‬من املبل غ الس نوي لألج ر الوط ين األدىن املض مون‪،1‬‬
‫واحلق يف منحة الوفاة مينح بدون شرط مدة معينة للعمل‪ ،‬فيستفيد ذوي احلقوق من منحة الوفاة مبجرد ان‬
‫يكون العامل املتوىف قد مارس نشاطا مهنيا حىت تاريخ وفاته‪ ،‬بشرط أن ال تكون عالقة العمل قد انتهت‬
‫قبل وفاته ولكي يدفع نظام التأمينات االجتماعية منحة الوفاة‪ ،‬البد على ذوي احلقوق احرتام الشكليات‬
‫التي يفرضها القانون بتقدمي الوثائق الالزمة لذلك‪.‬‬

‫كم ا أّن اآلث ار املرتتب ة عن عق د العم ل قب ل وف اة العام ل كحقوق ه يف األج ر والعالوات واملنح والرتقي ة ال يت‬
‫يرتتب عنها اثر مايل فتدخل يف الرتكة ويسوغ للورثة املطالبة هبا‪.‬‬

‫‪ 2.2‬التعويض عن الوفاة الناجمة عن حادت عمل أو مرض مهني‪:‬‬

‫إذا ك انت الوف اة ناجتة عن ح ادت عم ل آو م رض مه ين كم ا هي حمددة يف ق انون ح وادث العم ل‬


‫واألمراض املهنية‪ ،‬فهنا يستفيد ذوي احلقوق‪ 2‬من منحة الوفاة ومعاش منقول يتمثل يف ريع الوفاة‪.‬‬

‫‪ .3‬منحة الوفاة‪:‬‬

‫ويق در مبل غ منح ة الوف اة ب اثين عش ر م رة األج ر الش هري األك ثر نفع ا وال ذي حتص ل علي ه اهلال ك‬
‫خالل السنة السابقة للوفاة واملعتمد كأساس حلساب االشرتاكات‪ ،‬وال ميكن أن يقل هذا املبلغ عن ‪ 12‬مرة‬
‫قيمة املبلغ الشهري لألجر الوطين األدىن املضمون كما يدفع هذا املبلغ دفعة واحدة فور وفاة املؤمن له‪ ،‬وال‬
‫ميكن اجلمع بني هذه املنحة ومنحة الوفاة اليت تدفع من باب التأمينات االجتماعية‪.3‬‬

‫‪ . 1‬راجع املواد من ‪ 47‬إىل ‪ 51‬من القانون رقم ‪ 83/11‬املتعلق بالتأمينات الاجتماعية‪.‬‬


‫‪ . 2‬ذوي احلقوق حددهتم املادة ‪ 31‬ن قانون التقاعد‪ ،‬املشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪.‬املادة ‪ 52‬من الق انون رقم ‪ 83/13‬املؤرخ يف ‪ 02/07/1983‬املتعل ق حبوادث العم ل واألم راض املهني ة ‪ ،‬مع دل واملتمم ب األمر رقم‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 96/19‬املؤرخ يف ‪.06/07/1996‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 1.3‬ريع ذوي الحقوق‪:‬‬

‫ي دفع لك ل واح د من ذوي الحق وق ري ع‪ ،‬يحس ب على أس اس األج ر المتوس ط الخاض ع الش تراكات‬
‫الضمان االجتماعي الذي تقاضاه الضحية لدى مستخدم أو عدة مستخدمين خالل اثني عشر ‪ 12‬شهرا التي‬
‫تسبق التوقيف عن العمل‪ ،1‬ويحسب الريع مهما كانت قيمة مبلغ األجر الحقيقي على أساس اجر سنوي ال‬
‫يجوز أن تقل قيمته عن ‪ 2300‬ألفين وثالثمائ ة مرة قيمة معدل ساعات األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬وال‬
‫يمكن الجمع بين الريع المدفوع لذوي الحقوق ومعاش التقاعد المنقول ويدفع االمتياز األكثر نفعا‪.‬‬

‫وتطبق على ريع ذوي احلقوق أحكام املادة ‪30‬اىل ‪ 40‬من قانون رقم ‪ 83/12‬واملتعلق بالتقاع د‪ ،‬ويعترب‬
‫من ذوي احلقوق الزوج ولكي يستفيد من معاش منقول البد أن يكون زواجه شرعيا من اهلالك‪ ،‬وكذلك‬
‫األوالد املكفولني مثلما حددهتم املادة ‪ 67‬من قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬وهم األطفال الذين ولدوا قيل‬
‫وفاة اهلالك أو خالل ‪ 305‬أيام التالية لتاريخ وفاته على األكثر باإلضافة إىل األصول املكفولني من طرف‬
‫العامل املتويف أتناء حياته‪.‬‬

‫كم ا ي وزع ري ع ذوي احلق وق‪ ،‬وف ق النس ب احملددة قانون ا باملادة ‪ 34‬من ق انون التقاع د وهي نس ب تتم‬
‫مراجعته ا كلم ا تغ ري ع دد ذوي احلق وق‪ ،‬ويس تفيد ذوي احلق وق من املع اش من عن د ت اريخ الوف اة‪ ،‬أم ا يف‬
‫حالة ما إذا تويف املستفيد من ريع حادت عمل لسبب غري ناجم عن احلادث‪ ،‬فيستفيد ذو حقوقه من ريع‬
‫حيسب على أساس ريع املتويف‪.‬‬

‫أّم ا بالنسبة للعمال األجانب‪ ،‬فان ذوي احلقوق ال يتقاضون أي تعويض إال إذا كانوا مقيمني باجلزائر وقت‬
‫وقوع احلادث ومينح لذوي حقوق العامل األجنيب الذين يرحلون عن اجلزائر منحة تتمثل يف تعويض إمجايل‬
‫مق داره ثالث ‪ 03‬م رات املبل غ الس نوي ل ريعهم‪ ،‬إال أن ه ذه القاع دة ال تطب ق إال على الرعاي ا األج انب‬
‫الذين يشملهم اتفاق على التعامل باملثل مربم مع اجلزائر أو معاهدة دولية صادقت عليها اجلزائر‪.‬‬

‫رغم مجيع املنافع اليت مت ذكرها إال أن نظام الضمان االجتماعي ال يزال ينظر له البعض على أّنه أداة ضريبية‬
‫من طرف الدولة‪ ،‬وأّنه يشكل عائقا ضد الّتنمية‪ ،‬سواء بالنسبة لألرباب العمل الذين يرون يف اقتطاعات‬
‫االش رتاك إض رار مبداخليهم الرئيس ية‪ ،‬بينم ا ي رى العم ال أن أقس اط االش رتاك حترمهم من التمت ع ب أجرهم‬
‫ك امال‪ ،‬وه و م ا س هل عملي ة تواط أ العم ال م ع أرب اب العم ل يف الته رب من التص ريح ل دى الض مان‬

‫‪ . 1‬راجع املادة ‪ 54‬من القانون رقم ‪ 83/13‬املتعلق حبوادث العمل واألمراض املهنية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫االجتم اعي‪ ،‬غ ري أّن عملي ا يؤك د ال دور ل ذي يلعب ه الض مان االجتم اعي أثن اء س ريان عالق ة العم ل وعن د‬
‫هنايتها يف حتقيق االستقرار االقتصادي للعامل‪ ،‬ودور الذي يلعبه يف دعم التنمية االقتصادية بصفة عامة واليت‬
‫يس تفيد منه ا مس تخدم أو العام ل أو الدول ة على ح د س واء ‪ ،‬ش ريطة خل ق الت وازن بني وس ائل التنمي ة‬
‫االجتماعية ووسائل التنمية االقتصادية‪ ،‬ويرتكز دور الضمان االجتماعي من الناحية االقتصادية على إعادة‬
‫توزيع الدخل القومي على املستفيدين من أجل تنمية رأس املال البشري الذي هو أساس كل تنمية وضمان‬
‫املساواة االجتماعية بني األفراد‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫هتدف مجيع التشريعات االجتماعية عموم ا إىل التوفيق بني مصاحل املؤسسة االقتصادية‪ ،‬اليت تعترب‬
‫اللبن ة األساس ية يف ع امل االقتص اد‪ ،‬ومص احل العم ال‪ ،‬باعتب ارهم الط رف الض عيف يف عالق ة العم ل خاص ة‬
‫يف مس ألة األج ر‪،‬وإلجناح ه ذه املعادل ة الص عبة تع رف ق وانني العم ل تع ديالت متك ررة‪ ،‬خصوص ا أم ام‬
‫اقرتاحات أرباب العمل ومطالب العمال‪.‬‬

‫فعلى املس توى ّالتنظيمي لألج ر‪،‬س جل تراجع ا مفرط ا للدول ة لص احل األس اليب االتفاقي ة ومنه ا‬
‫أسلوب عقد العمل‪ ،‬فإّن كان ذلك مربرا بضرورة التكيف مع املعطيات اجلديدة لالقتصاد العاملي وضرورة‬
‫مواكبة اإلصالحات اليت شرع فيها منذ ‪ ،1989‬لكن هناك يف املقابل حقائق ال ميكن أن جنهلها‪ ،‬تتمثل‬
‫أساسا يف الضغوط اليت متارسها املؤسسات املالية الدولية الكربى كصندوق النقد الدويل‪ ،‬والبنك العاملي‬
‫خاصة بعد إبرام اتفاقيات إعادة جدولة الديون اخلارجية للجزائر سنوات ‪ ،1995-1994‬الشيء الذي‬
‫أدى إىل مجود أجور العمال‪ ،‬بل إىل تسريح اآلالف من العمال وغلق العديد من املؤسسات‪.‬هذا الرتاجع‬
‫الكب ري لت دخل الدول ة يف تنظيم عالق ة العم ل يعت رب تراج ع مف رط وفي ه خط ورة بالنس بة للعم ال نظ را لك ون‬
‫العام ل ه و الط رف الض عيف يف عق د العم ل‪ ،‬رغم م ا يظه ر لن ا من ك ون ه ذا العق د إط ار التق اء إرادتني‬
‫متس اويتني‪ ،‬فعق د العم ل بإعتب اره عق د إذع ان‪ ،‬ل ذلك ك ان على الدول ة أن ال تنس حب بالش كل ال ذي مت‬
‫جتسيده يف قانون ‪.90/11‬‬

‫ذلك ألّن األجر ليس كأي عنصر أخر يف عقد العمل‪ ،‬فهو العنصر الأك ثر حساسية ألنّه يلعب دورا حامسا‬
‫يف العقد من حيت وجوده وتكييفه‪ ،‬إضافة إىل كون أمر حتديده يشكل أولوية يف ذلك العقد بالرغم من‬
‫فرض قيود قانونية وأخرى اتفاقية على ذلك‪.‬‬

‫رغم ذلك فإّن املشرع قد ابتعد تدرجييا عن املفهوم االقتصادي لألجر الذي كان يعترب كأحد عناصر تكلفة‬
‫اإلنتاج‪ ،‬واقرتب من النظرة اإلنسانية لألجر اليت جيد فيها كل عامل نصيبه من خريات وطنه‪ ،‬يف حني أن‬
‫كثافة العناصر اليت تدخل يف تكوين األجر‪ ،‬جعلت من هذا األخري العنصر الأك ثر تعقيدا يف عقد العمل‪،‬‬
‫حيث أهّن ا تث ري مس ائل مالي ة يف كيفي ة حس ابه يف غاي ة من الدق ة ‪ ،‬وذل ك م ا يزي د يف ص عوبة فهم القواع د‬
‫القانوني ة املطبق ة يف ه ذا اجملال‪ .‬إّن النظ رة إىل األج ر ق د توس عت ج دا‪ ،‬فق د أص بح األج ر يتك ون من ع دة‬
‫عناص ر منه ا م ا يقاب ل العم ل املؤدي من ط رف العام ل ومنه ا م اال يقاب ل‪ ،‬وإن ك انت معظم ه ذه العناص ر‬
‫ترتجم لصاحل العمال إال أهّن ا أحيانا تكون ضدهم‪ ،‬مثل حالة احتساب اشرتاكات الضمان االجتماعي الذي‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫يقوم على أساس احتساب جمموعة من األجور تزيد كثريا عن التعويض الثابت‪ ،‬وتعويضات عوائد اإلنتاج‬
‫فهي ال تضاف إىل احلد الأدىن لألجر‪ ،‬ولكنها حتتسب لغرض تقدير االشرتاكات‪.‬‬

‫إّن األخذ باملفهوم الواسع لألجر ال يقتصر على األجر األساسي فقط‪ ،‬بل يعترب أجرا كل ما يقدم للعامل‬
‫من ملحقات سواء تقابل عمال مؤدى من طرف العامل أومل يتقابل‪ ،‬وهذا املفهوم الواسع يشكل ضرورة‬
‫ملحة أك ثر منها يف ظل قوانني الدول النامية اكرت منها يف ظل قوانني الدول املصنعة كالقانون الفرنسي‪،‬‬
‫ذلك ألّنه يف ظل قوانني هذه األخرية تتحمل جهات خمتلفة‪ ،‬غري صاحبة العمل‪ ،‬مسؤولية دفع بديل لألجر‬
‫إىل العام ل يف حال ة انقط اع أج ره األص لي‪ ،‬س واء بنص الق انون أو اتفاق ات اجلماعي ة‪ ،‬مما جع ل الفق ه يف‬
‫مش كلة خاص ة ب ه تتمث ل يف البحت يف طبيع ة م ا ي دفع من قب ل ه ذه اجله ات‪ ،‬وه ذا م اال يوج د يف ق وانني‬
‫ال دول النامي ة ومن بينه ا اجلزائ ر‪ ،‬باس تثناء بعض اإلعان ات البس يطة ال يت متنحه ا مؤسس ات الض مان‬
‫االجتماعي إىل العمال يف بعض احلاالت اليت يتوقف فيها األجر األصلي‪ ،‬إال أن عدد املنتفعني من خدمات‬
‫هذه املؤسسات الزال حمدودا‪.‬‬

‫إّن أج ر املنص ب يتك ون من عنص رين اح دمها ت ابت ويتمث ل يف األج ر األساس ي والت اين املتغ ري‬
‫ويتجس د يف خمتل ق التعويض ات مث ل التع ويض عن الض رر‪ ،‬والعم ل الت ابع ملنص ب‪ ،‬والس اعات اإلض افية‬
‫واخلربة‪ ،‬املنطقة‪ ،‬واملكافأت أو عقوبة املردود‪ ،‬وهذا العنصر املتغري الذي يأيت تطبيقا ملبدأ" من كل حسب‬
‫قدرته ولكل حسب عمله" ميكن للعامل من أن يستخدم بصفة فعالة وسائل اإلنتاج املتاحة له‪ ،‬ويشجعه‬
‫على حتسني مهارته ودخله‪ ،‬كما يساعد على تنفيذ سياسة التوازن اجلهوي وأولويات التخطيط‪.‬‬

‫كذلك إن املشرع حياول أن ينظم فكرة األجر‪ ،‬وحيددها ليضمن وصوله إىل العامل يف اقصر وقت وبدون‬
‫أية منازعة‪ ،‬ولكن اخلطر اجلسيم الذي يتهدد العامل يظل يالزمه أحيانا عندما تسوء حالة صاحب ذاته‪،‬‬
‫وعندما تتكاثر الديون عليه‪،‬هلذا تدخل املشرع ليبسط محاية على أجر العامل‪ ،‬سواء كان ذلك قبل دائين‬
‫صاحب العمل‪ ،‬أو قبل صاحب العمل أو من قبل دائين العامل‪.‬‬

‫كما أّن القواعد القانونية اليت حيملها قانون رقم‪ ،90/11‬يف جمال األجر قواعد ساكتة تفتقد إىل التفصيل‬
‫والش رح ه ذا م ا دف ع القض اة يف اغلب األحي ان اللج وء إىل تط بيق النص وص امللغ اة حلل خمتل ف النزاع ات‪،‬‬
‫وهذا كله راجع إىل اإلسراع يف مسار اإلصالحات الشاملة يف الداخل‪ ،‬قصد طمأنة الشركاء االقتصاديين‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫للجزائ ر يف اخلارج على ص دق نواي ا الدول ة يف اعتناقه ا للنهج الرأمسايل‪ ،‬وذل ك من خالل إحال ة املس ائل‬
‫املتعلقة بعامل الشغل إىل األساليب االتفاقية‪.‬‬

‫وبالرغم ما محله قانون ‪ 90/11‬من قواعد حتمي مصلحة العمل من خالل ما رأيناه من إقرار ملبادئ الدفع‬
‫النقدي لألجر وامتيازه على بقية الديون األخرى‪،...‬وغريها من املبادئ‪ ،‬وكذلك عدم تطبيق ه لنظرية العامة‬
‫للسبب ومبدأ التقابل بني االلتزامات‪ ،‬فقانون العمل يعرتف للعامل باستحقاقه ألجره على الرغم من عدم‬
‫أدائه الفعلي للعمل‪ ،‬عندما تتطلب ظروف العامل ذلك ولأن احتياجات العامل ال ختتلف يف فرتة توقفه عن‬
‫العمل عنها يف فرتة أدائه للعمل‪.‬‬

‫كما أقّر وجوب دفع األجر بوسائل نقدية فقط‪ ،‬وحظر على صاحب العمل تقييد حرية العامل يف التصرف‬
‫باجره‪ ،‬كما حظر عليه أن يلزم عماله بشراء أشياء من منتوجاته أو من أماكن حمددة هذا باإلضافة إىل أن‬
‫الوفاء النقدي يسمح للعامل بان يتحقق من مقدار ما تسلم من اجر من صاحب العمل حال تسلمه‪.‬إال أن‬
‫احلظر ال ميتد إىل الشراء االختياري‪ ،‬إذ ميكن للعامل أن يشرتي من منتوجات صاحب عمله دون أن يكون‬
‫يف ذلك خمالفة للقانون‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان عدم انقطاع األجر يف احلاالت اليت ال يؤدي فيها العامل عمال فعليا‪ ،‬وكذلك ضمان جزء‬
‫كبري من األجر املستحق للعامل بعيدا عن أيدي دائنيه لينفق منه على معيشته‪.‬‬
‫‪ -‬أن املش رع عن د نقل ه للقواع د املدني ة إىل نط اق ق انون العم ل‪،‬فه و ال ينقله ا حبذافريها‪ ،‬وإمنا ينقله ا‬
‫حبذر شديد‪ ،‬فمثال إن املشرع مل يطبق املقاصة بني ديون صاحب العمل واجر إال يف حدود نسب‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن التدرج للضريبة على املرتبات و األجور املرن يأخذ يف االعتبار قدرة املسامهة بالنسبة لكل‬
‫أجري‪ ،‬كما انه يستجيب ملبدأ عدالة الضريبة‪ ،‬ويقوم بتصحيح عيوب املقياس القدمي للضريبة على‬
‫الرواتب واألجور‪.‬‬

‫إال أّنه هنالك العديد من السلبيات والنقائص ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -‬ب الرغم من إق رار المش رع لمع ايير ايجابي ة في تحدي د األج ر مراع اة لمص الح الط رفين‪ ،‬إال أن االتفاقي ات‬
‫الجماعي ة عن دما تن اولت مس ألة تحدي د األج ر فإنه ا أع ادت التأكي د فق ط على م ا تم النص علي ه في ق انون‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 90/11‬والقوانين السابقة الملغاة بموجبه‪ ،‬وعليه البد من مراجعة هذه االتفاقيات لكي تلعب دورها كامال‬
‫في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ -‬أّنه ال مجال لتطبيق أحكام المادة ‪ 90‬من قانون ‪، 90/11‬الملغاة ضمنيا بموجب قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية الجديد‪ ،‬والذي أصبح بالنتيجة القانون الوحيد الواجب التطبيق في شأن الحجز على األجر‪ ،‬من خالل‬
‫ذلك يك ون التشريع الجزائري ق د تص الح م ع االتفاقي ة رقم ‪ 95‬للمنظم ة الدولي ة للعم ل‪ ،‬بحيث لم تمن ع ه ذه‬
‫األخيرة الحجز على األجور بصورة مطلقة وإنما قصرت المنع إال على الجزء الضروري لحياة العامل وأسرته‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن الحد األدنى المضمون لألجر الوطني المعمول به حاليا‪ ،‬لم يكن حصيلة تفاعل العوامل االقتصادية‬
‫لوحدها‪ ،‬بل هناك عوامل اجتماعية لها أهميتها في تحديد األجر‪ ،‬وعليه فان األجر ليس سعرا للعمل‪ ،‬ولا‬
‫يخضع في تحديده لعوامل السوق وحدها‪،‬كما أّنه وضع على مرجعي ة الزمن "القيام بمدة معينة من العمل"‪،‬‬
‫غير أن ذلك ال ينطبق على ما سماه المشرع " دخل متناسب مع نتائج العمل" وهو الدخل الذي يجب أن‬
‫يعتمد في مرجعيته على أساس القطعة‪ ،‬لذلك يجب وضع حد أدنى لفئة العمال الذين يشتغلون على أساس‬
‫القطعة‪.‬‬

‫‪ -‬إن إق رار محاي ة قانوني ة لألج ر‪ ،‬أم ر اجيايب‪ ،‬غ ري أنّه من الض روري توض يح النص وص القانوني ة املنظم ة‬
‫للحماي ة القانوني ة لألج ر وذل ك لتجنب اللج وء إىل نص وص الق انون املدين واىل نص وص قانوني ة ألغيت من‬
‫قبل السيما قانون رقم ‪ ،75/31‬و تعديل نص املادة ‪ 993‬من القانون املدين املتعلقة باالمتياز واليت تعطي‬
‫األولوية يف استيفاء دين األجر قبل ديون اخلزينة العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة توضيح دقيق للعناصر اليت جيب أن تشملها احلماية القانونية وفرزها عن العناصر الغري املشمولة‬
‫بتلك احلماية‪ ،‬كما مل ينظم سند تصفية كل احلسابات‪.‬‬

‫‪ -‬تطبيق قواعد التق ادم املنص وص عليه ا يف القواعد العام ة أي التق ادم خبمس عشر سنة بدل التق ادم بسنة‬
‫واحدة أو مخس سنوات‪ ،‬إلضفاء محاية اكرب حلق األساسي‪.‬‬

‫‪ -‬وبع د االطالع على أحك ام ال يت تض منها ق انون ‪ 90/11‬املتعل ق بعالق ات العم ل مل ي أيت بقواع د قانوني ة‬
‫تعاجل وحتكم مجيع املسائل اهلامة اليت متس األجر وذلك إما إغفال أو تعمد منه لرتك أكثر حرية لألطراف‬
‫والسيما أن هذا التشريع جاء بعد صدور دستور ‪ 1989‬الذي عرفت مبوجبه اجلزائر عدة الذي عرفت‬
‫مبوجب ه اجلزائ ر ع دة تغ ريات مس ت ع دة ج وانب االقتص ادية واالجتماعي ة والسياس ية‪ ،‬لكن ال ميكن ت رك‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫حري ة التعاقدي ة املطلق ة‪ ،‬ب ل الب د من الت دخل وض ع قواع د حتكم وتنظم ه ذه احلري ة ومن ع أي التعس ف‪،‬‬
‫باعتبار أن عقد العمل من عقود اإلذعان حيت حيرره رب العمل مسبقا وال يبقى أمام العامل إال اإلذعان له‬
‫وقبول شروطه دون أي مناقشة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تعزيز دور مفتشية العمل‪ ،‬وإعطائه صالحية توقيع عقوبات ردعية يف جمال محاية األجر‪ ،‬وإعطائه‬
‫وقتا كافيا للقيام بعمله قبل عرض النزاع على مكتب املصاحلة‪.‬‬

‫ض رورة خل ق آلي ات قانوني ة لض مان ف رض تط بيق أحك ام العدال ة يف جمال األج ور‪ ،‬ويف كاف ة القض ايا‬
‫االجتماعية األخرى‪.‬‬

‫ضرورة توسيع التمثيل يف لقاءات الثالثية إىل النقابات األخرى اليت مت اعتمادها وعدم االقتصار على احتاد‬
‫العام للعمال اجلزائريني كشريك اجتماعي وحيد‪ ،‬خاصة بعد ظهور مستويات متثيل عليا لتلك النّقابات‬
‫يف سلسلة اإلضرابات اليت عرفتها خمتلف القطاعات خالل السنوات األخرية‪.‬‬

‫مع ذلك يبقى حاليا‪ ،‬انتظار قانون العمل اجلديد الذي تتوعد به الوزارة املعنية‪ ،‬للنظر فيما إذا كان متفقا مع‬
‫ق انون اإلج راءات املدني ة واإلداري ة احلايل وق انون املدين‪ ،‬ب ل اك رت من ذل ك يتحتم األم ر أن حيرص املش رع‬
‫االجتماعي كل احلرص على تضمني قانون العمل اجلديد بأحكام تكون متفقة مع كل ما جاء به قانون‬
‫اإلج راءات املدني ة واإلداري ة يف ش أن احلج ز على األج ور‪ ،‬ويف نفس ال وقت مكمل ة ل ه يف ك ل م ا اغف ل‬
‫تنظيمه‪ ،‬خاصة منه مسألة حوالة األجر ومراعيا خصوصية الدولة من كل اجلوانب االقتصادي واالجتماعي‬
‫والسياس ي لتحقي ق سياس ة أج ور عادل ة حتق ق الت وازن واالس تقرار يف عالق ات العم ل ال يت تنعكس اقتص اد‬
‫املؤسسة ودولة ككل‪ .‬وباملقابل ضرورة مكافحة سوق العمل املوازية للقضاء على األجور الغري املطابقة‬
‫للق انون ووض ع ح د الس تغالل العم ال مقاب ل أج ور منخفض ة‪ ،‬ومن وراء ذل ك وض ع ح د حلرم ان خزين ة‬
‫الدولة من نصيبها من الضرائب املفروضة على األجور‪.‬‬

‫كم ا أن رب ط أي زي ادة يف األج ر باألس عار هي عملي ة مهم ة ج دا‪ ،‬ح ىت يبقى احلد األدىن لألج ر حمتفظ ا‬
‫بالقدرة الشرائية للعامل‪ ،‬وبإتباع الدولة ألسلوب ال دعم املايل لسلع االستهالك سيمكنها من عدم إجراء‬
‫تع ديل يف األج ر النق دي ملواجه ة حرك ة األس عار‪.‬و جيب أن خيض ع بالدرج ة األوىل إىل مؤش رات التحس ن‬
‫املايل لكل مؤسسة على انفراد‪ ،‬الن املؤسسة هلا كيان مايل مستقل عن أية وصاية من الدولة‪ ،‬غري أن ذلك‬
‫ال جيب أن يكون مربرا معيقا لزيادة أجور عمال الوظيف العمومي الذين هم خاضعني لوصاية الدولة‪.‬يف‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫حني أن التذبذب والإختالالت يف موقف املشرع اجتاه ملف األجور وجودها يدفع إىل القول بان الدولة‬
‫تفتقد إىل سياسة األجور وعدم استقرارها‪ ،‬ودليل على ذلك وجود مفارقات بني أجرين يف نفس املنصب‪،‬‬
‫وتراجع أجور الوظيف العمومي تراجعا كبريا مقارنة بأجور عمال القطاع االقتصادي‪.‬‬

‫املراجع‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫قائمة بأهم المراجع‬

‫الدساتير‪:‬‬

‫‪ .1‬دستور ‪ 1963‬املؤرخ يف ‪ 08‬سبتمرب ‪ 1963‬الصادر باجلريدة الرمسية عدد ‪.64‬‬


‫‪ .2‬دستور ‪ 1976‬المؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ 1976‬الصادر بموجب أمر رقم ‪ 97-76‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪.94‬‬
‫‪ .3‬دس تور ‪ 1989‬املؤرخ يف ‪ 28‬ف رباير ‪ 1989‬الص ادر مبوجب مرس وم رئاس ي رقم ‪ 18-89‬املتض من‬
‫نص التعديل املوافق عليه يف استفتاء ‪ 23‬فرباير ‪ 1989‬باجلريدة الرمسية عدد ‪09‬‬
‫‪ .4‬دس تور ‪ 1996‬املؤرخ يف ‪ ،1996-11-28‬املنش ور مبوجب املرس وم الرئاس ي رقم ‪438-96‬‬
‫املؤرخ يف ‪ ،07/12/1996‬ج‪.‬ر عدد ‪ 76‬املؤرخة يف ‪ ،08/12/1996‬املتمم بالقانون رقم ‪-02‬‬
‫‪ ،03‬املؤرخ يف ‪ ،10/04/2002‬ج‪.‬ر ع دد ‪ 25‬مؤرخ ة يف ‪ ،14/04/2002‬املع دل م وجب‬
‫القانون رقم ‪ 19-08‬املؤرخ يف ‪ ،15/11/200‬ج‪.‬ر العدد ‪ 63‬املؤرخة يف ‪.16/11/2008‬‬

‫االتفاقيات الدولية و العربية ‪:‬‬

‫‪ .1‬االتفاقي ة الدولي ة رقم ‪ 95‬املتعلق ة حبماي ة األج ور‪ ،‬الص ادرة عن منظم ة العم ل الدولي ة س نة ‪1949‬‬
‫واملصادق عليها من طرف اجلزائر سنة ‪.1962‬‬
‫‪ .2‬االتفاقي ة الدولي ة رقم ‪ 100‬املتعلق ة باملس اواة يف األج ور بني العم ال والع امالت‪ ،‬الص ادرة عن منظم ة‬
‫العمل الدولية سنة ‪ ،1952‬واليت صادقت عليها اجلزائر يف ‪ 19‬أكتوبر ‪.1966‬‬
‫‪ .3‬االتفاقية الدولية رقم ‪ 111‬لسنة ‪.1958‬‬
‫‪ .4‬االتفاقي ة الدولي ة رقم ‪ 131‬لس نة ‪ 1970‬اخلاص ة بتحدي د املس تويات ال دنيا لألج ور م ع إش ارة خاص ة‬
‫للدول النامية‪.‬‬
‫‪ .5‬االتفاقية العربية رقم ‪ ،15‬املتعلقة بتحديد ومحاية األجور‪.‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬أم ر رقم ‪ ،30-75‬م ؤرخ يف ‪ 29‬أفري ل ‪ ،1975‬حيدد املدة العم ل األس بوعي‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد‬
‫‪ ،39‬الصادرة يف ‪ ،1975‬ملغى مبوجب القانون رقم ‪ 03-81‬املؤرخ يف ‪ 21‬فيفري ‪ ،1981‬جريدة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،08‬الصادرة يف ‪.1981‬‬
‫‪ .2‬أم ر رقم ‪ 31-75‬م ؤرخ يف ‪ 29‬أفري ل ‪ ،1975‬يتعل ق بالش روط العام ة لعالق ات العم ل يف القط اع‬
‫اخلاص‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد ‪ 39‬الص ادرة يف ‪ ،1975‬ملغى مبوجب الق انون رقم ‪ ،90/11‬املؤرخ يف‬
‫‪ 21‬أفريل ‪ ،1990‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ، 17‬الصادرة يف ‪.1990‬‬
‫‪ .3‬أم ر رقم ‪ 32-75‬م ؤرخ يف ‪ 29‬أفري ل ‪ ،1975‬يتل ق بالعدال ة يف العم ل‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد ‪،39‬‬
‫الصادرة يف ‪.1975‬‬
‫‪ .4‬أم ر رقم ‪ 33-75‬م ؤرخ يف ‪ 29‬أفري ل ‪ ،1975‬يتعل ق باختصاص ات مفتش ية العم ل والش ؤون‬
‫االجتماعي ة‪ ،‬ج‪.‬ر ع دد ‪ 39‬الص ادرة يف ‪ ،1975‬ملغى مبوجب الق انون رقم ‪ ،90/03‬املؤرخ يف ‪08‬‬
‫فيفري ‪ ،1990‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 06‬الصادرة يف ‪.1990‬‬
‫‪ .5‬أمر رقم ‪ ،75/34‬املؤرخ يف ‪ 29‬أفريل ‪ ،1975‬يتعلق حبجز ما للمدين ويوقف دفع املرتبات‪ ،‬جريدة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد ‪ ، 39‬الصادرة يف ‪( 1975‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .6‬أم ر رقم ‪ 75/58‬م ؤرخ يف ‪ 26‬س بتمرب ‪ ،1975‬يتض من الق انون املدين‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬الص ادرة‬
‫بت اريخ ‪ 30/09/1975‬ع دد ‪ ،78‬املع دل واملتمم مبوجب الق انون رقم ‪ 10-05‬املؤرخ يف ‪ 6‬فيف ري‬
‫‪ ،2005‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 11‬الصادرة يف ‪.2005‬‬
‫‪ .7‬أمر رقم ‪ 59-75‬مؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ ، 1975‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد‪،78‬‬
‫الصادرة يف ‪ ،1975‬معدل ومتمم مبوجب القانون رقم ‪ 05/02‬املؤرخ يف ‪ 6‬فيفري ‪ ،2005‬جريدة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد ‪ 11‬الصادرة يف ‪.2005‬‬
‫‪ .8‬قانون رقم ‪ 12-78‬مؤرخ يف ‪ 5‬أوت ‪ 1978‬يتضمن القانون األساسي العام للعامل‪ ،‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫ع دد ‪ ،32‬الص ادرة يف‪ 8‬أوت ‪ ،1978‬ملغى مبوجب الق انون رقم ‪ ،90/11‬املؤرخ يف ‪ 21‬أفري ل‬
‫‪ 1990‬واملتعلق بعالقات العمل‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،17‬الصادرة يف ‪.1990‬‬
‫‪ .9‬ق انون رقم ‪ 03-81‬م ؤرخ يف ‪ 15‬فيف ري ‪ ،1981‬يتعل ق باملدة القانوني ة للعم ل‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد‬
‫‪ ،08‬الص ادرة يف ‪ ،1981‬ملغى مبوجب األم ر رقم ‪ 03-97‬املؤرخ يف ‪ 11‬ج انفي ‪ ،1997‬واملتعل ق‬
‫باملدة القانونية للعمل‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،03‬الصادرة يف ‪.1997‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .10‬ق انون رقم ‪ 82/06‬املؤرخ يف ‪ 27‬ف رباير ‪ 1982‬املتض من عالق ة العم ل الفردي ة‪ ،‬جري دة رمسية‪،‬‬
‫عدد‪ ،09‬املؤرخة يف ‪ 2‬مارس ‪ ،1982‬ص ‪.457‬‬
‫‪ .11‬قانون رقم ‪ 11-83‬مؤرخ يف ‪ 02‬جويلية ‪ ،1983‬يتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،28‬الصادرة يف ‪5‬جويلية ‪ ،1983‬ص ‪ 1792‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ .12‬ق انون رقم ‪ 12-83‬م ؤرخ يف ‪ 02‬جويلي ة ‪ ،1983‬يتعل ق بالتقاع د‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد ‪،28‬‬
‫الصادرة يف‪5‬جويلية ‪،1983‬ص‪ ،1803‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ .13‬ق انون رقم ‪ ،13-83‬م ؤرخ يف ‪ 02‬جويلي ة ‪ ،1983‬يتعل ق حبوادث العم ل واألم راض املهني ة‪،‬‬
‫جري دة رمسية‪ ،‬ع دد ‪ ،28‬الص ادرة يف‪5‬جويلي ة ‪ ،1983‬ص ‪ ،1403‬املع دل واملتمم مبوجب األم ر رقم‬
‫‪ 19-96‬املؤرخ يف ‪ 06‬جويلية ‪ ،1996‬ج‪.‬ر عدد ‪ .42‬الصادرة يف ‪.1996‬‬
‫‪ .14‬ق انون رقم ‪ 01-88‬املؤرخ يف ‪ 12‬ج انفي ‪ ،1988‬يتض من الق انون الت وجيهي للمؤسس ات‬
‫العمومية االقتصادية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬العدد ‪ ،02‬الصادرة يف ‪.1988‬‬
‫‪ .15‬قانون رقم ‪ 90/03‬مؤرخ يف ‪ 06‬فيفري ‪ ،1990‬يتعلق مبفتشية العمل‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪،06‬‬
‫الص ادرة يف ‪ ،1990‬مع دل ومتمم مبوجب مرس وم ‪ 96/11‬واملؤرخ يف ‪ 10‬ج وان ‪ ،1996‬جري دة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،36‬الصادرة يف ‪1996‬‬

‫‪ .16‬ق انون ‪ 90/14‬املؤرخ يف ‪ 21/6/1990‬املتعل ق بكيفي ات ممارس ة احلق النق ايب‪ ،‬جري دة رمسية‪،‬‬
‫العدد‪ 23‬املؤرخة يف ‪ 06/06/1990‬املعدل واملتمم مبوجب القانون رقم ‪ 91/30‬املؤرخ يف ‪ 21‬ديسمرب‬
‫‪ ،1991‬جري دة رمسية‪ ،‬الع دد‪ 68‬املؤرخ ة يف ‪ 25/12/1991‬ومبوجب األم ر رقم ‪ 96/12‬املؤرخ‬
‫يف ‪10‬يونيو ‪ ، 1996‬جريدة رمسية‪ ،‬العدد ‪ 36‬املؤرخة يف ‪.12/06/1996‬‬
‫‪ .17‬قانون رقم ‪ 04-90‬مؤرخ يف ‪ 21‬أفريل ‪ ،1990‬يتعلق بتسوية نزاعات العمل الفردية‪ ،‬جريدة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،06‬الصادرة يف ‪ ،1996‬معدل ومتمم مبوجب القانون رقم ‪ 28-91‬املؤرخ يف ‪ 21‬سبتمرب‬
‫‪ ،1991‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 68‬الصادرة يف ‪.1991‬‬
‫‪ .18‬ق انون رقم ‪ 11-90‬م ؤرخ يف ‪ 21‬افري ل ‪ ،1990‬يتعل ق بعالق ات العم ل‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد‬
‫‪ ،17‬الص ادرة يف ‪ 25‬أفري ل ‪ ،1990‬ص ‪ ،562‬املع دل واملتمم بالق انون ‪ 91/29‬املؤرخ يف‬
‫‪ ،12/12/1991‬جري دة رمسية‪ ،‬الع دد‪ 68‬لس نة ‪ ،1991‬ص‪ ،2654‬واملرس وم التش ريعي ‪94/03‬‬
‫املؤرخ يف ‪ ،11/04/1994‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد‪ ،20‬لس نة ‪ ،1994‬ص ‪ ،05‬واالم ر رقم ‪96/21‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املؤرخ يف ‪ ،9/7/1996‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد‪ 43‬س نة ‪ ،1996‬ص ‪ 06‬واألم ر رقم‪ 97/02‬املؤرخ يف‬
‫‪ 11/01/1997‬واألم ر ‪ 97/03‬املؤرخ يف ‪ ،11/01/1997‬ج‪.‬ر ع دد‪ 03‬لس نة ‪ ،1997‬ص‬
‫‪ ،2652‬والقانون رقم ‪ 14-10‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪.2014‬‬

‫‪.19‬قانون ‪ 90/36‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،1990‬واملتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،1991‬جريدة رمسية‪،‬‬


‫عدد‪.57‬‬
‫‪.20‬املرس وم التش ريعي رقم ‪ 94/09‬املؤرخ يف ‪ 26‬م اي ‪ 1994‬املتض من احلف اظ على الش غل ومحاي ة‬
‫األج راء ال ذين يفق دون مناص ب عملهم بص فة ال إرادي ة وألس باب اقتص ادية‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬الع دد‪،34‬‬
‫املؤرخة يف ‪01‬جوان ‪.1994‬‬
‫‪.21‬مرس وم تش ريعي رقم ‪ 11- 94‬م ؤرخ يف ‪ 26‬م اي ‪ ،1994‬حيدث الت أمني على البطال ة لفائ دة‬
‫األج راء ال ذين يفق دون عملهم بص فة ال إرادي ة ألس باب اقتص ادية‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد ‪ ،34‬الص ادرة‬
‫يف ‪ ،1994‬مع دل مبوجب الق انون رقم ‪ 07-98‬املؤرخ يف ‪ 02‬أوت ‪ ،1998‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد ‪57‬‬
‫الصادرة يف ‪.1998‬‬
‫‪ .22‬األم ر رقم ‪ 76/101‬املؤرخ يف ‪ 09/12/1976‬املتض من ق انون الض رائب املباش رة والرس وم‬
‫املماثلة‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬العدد‪ 102‬املؤرخة يف ‪22/02/1976‬‬
‫‪.23‬أم ر رقم ‪ 03-97‬م ؤرخ يف ‪ 11‬ج انفي ‪ ،1997‬يتعل ق باملدة القانوني ة للعم ل‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد‬
‫‪ ،03‬الصادرة يف ‪.1997‬‬

‫‪.24‬القانون رقم ‪ 06/021‬املؤرخ يف ‪ ،11/12/2006‬واملتعلق بالتدابري التشجيعية لدعم وترقية الشغل‪،‬‬


‫جريدة رمسية‪ ،‬رقم ‪ 06‬املؤرخة يف ‪ ،11/12/2006‬ص ‪.4‬‬
‫‪.25‬قانون رقم ‪ 08/07‬مؤرخ يف ‪ 25‬فرباير ‪ ، 2008‬يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬جريدة‬
‫رمسية‪ ،‬العدد ‪ 21‬املؤرخة يف ‪ 23‬أفريل ‪ 2008‬املعدل املتمم لألمر رقم ‪ ،66/154‬املؤرخ يف ‪ 08‬جوان‬
‫‪.1966‬‬

‫النصوص التنظيمية‪:‬‬

‫‪ .1‬مرس وم رقم ‪ 118-80‬م ؤرخ يف ‪ 12‬أفري ل ‪ ،1980‬يتض من عم ل وت دخل اللجن ة الوطني ة لألج ور‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد‪ ،16‬الصادرة يف ‪.1980‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬مرس وم رقم ‪ 14-81‬م ؤرخ يف ‪ 31‬ج انفي ‪ ،1981‬حيدد كيفي ات حس اب تع ويض العم ل التن اويب‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد‪ ،5‬الصادرة يف ‪ ،1981‬معدل ومتمم مبوجب املرسوم رقم ‪ ،220-88‬واملؤرخ يف‬
‫‪ 02‬نوفمرب ‪ ،1988‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،46‬الصادرة يف سنة ‪.1988‬‬
‫‪ .3‬مرسوم رقم ‪ 85-81‬مؤرخ يف ‪ 28‬مارس ‪ ،1981‬يتعلق بكيفيات حساب تعويض الضرر ومقداره‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،13‬الصادرة يف ‪ ،1981‬معدل ومتمم مبوجب املرسوم رقم ‪ 219-88‬املؤرخ يف‬
‫‪ 02‬نوفمرب ‪ ،1988‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 46‬الصادرة يف ‪.1988‬‬
‫‪ .4‬مرسوم رقم ‪ 356-82‬مؤرخ يف ‪20‬نوفمرب ‪ ،1982‬حيدد الضريبة الوطنية لتصنيف األجور‪ ،‬جريدة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد ‪ 47‬الصادرة يف ‪.1982‬‬
‫‪ .5‬املرس وم ‪ 82/184‬املؤرخ يف ‪ 18/05/1982‬املتعل ق بالراح ات القانوني ة‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد‪20‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 18‬ماي ‪،1982‬ص ‪.1056‬‬
‫‪ .6‬مرس وم رقم ‪ 58-85‬م ؤرخ يف ‪ 23‬م ارس ‪ ،1985‬يتعل ق بتع ويض اخلربة‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد ‪،13‬‬
‫الص ادرة يف ‪ ،1985‬مع دل ومتمم مبوجب املرس وم الرئاس ي رقم ‪ 334-02‬املؤرخ يف ‪ 16‬أكت وبر‬
‫‪ ،2002‬يتمم املرسوم رقم ‪ ،58-85‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 69‬الصادرة يف ‪.2002‬‬
‫‪ .7‬مرسوم رقم ‪ 52-86‬مؤرخ يف ‪ 18‬مارس ‪ ،1986‬يتضمن القانون األساسي النموذجي لعمال قطاع‬
‫البحت العلمي والتق ين‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد ‪ 12‬الص ادرة يف ‪،1986‬املع دل واملتمم مبوجب املرس وم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 195-04‬املؤرخ يف ‪ 15‬جويلية ‪ ،2004‬يعدل املرسوم رقم ‪ ،52-86‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،45‬الصادرة يف ‪.2004‬‬
‫‪ .8‬مرس وم رقم ‪ ،219-88‬م ؤرخ يف ‪ 02‬نوفم رب ‪ ،1988‬يتض من كيفي ات حس اب تع ويض الض رر‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،46‬الصادرة يف ‪.1988‬‬
‫‪ .9‬مرس وم رقم ‪ 221-88‬م ؤرخ يف ‪ 02‬نوفم رب ‪ ،1988‬يتض من ش روط تط بيق املكاف أة على املردود‪،‬‬
‫وطرق ربط األجور باإلنتاج‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬العدد‪ ،48‬الصادرة يف سنة ‪1988‬‬
‫‪ .10‬مرس وم رقم ‪ 222-88‬م ؤرخ يف ‪ 02‬نوفم رب ‪ ،1988‬يع دل ويتمم املرس وم رقم ‪،119-80‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 12‬أفري ل ‪،1980‬ـ واملتض من إنش اء جلان تص نيف مناص ب العم ل‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬ع دد ‪،64‬‬
‫ادرة‬ ‫الص‬
‫يف ‪.1988‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 290-90‬مؤرخ يف ‪ 29‬سبتمرب ‪ ،1990‬يتعلق بالنظام اخلاص بعالقات العمل‬
‫ملسريي املؤسسات ‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،42‬الصادرة يف ‪.1990‬‬
‫‪.12‬مرس وم تنفي ذي رقم ‪ ،187-94‬م ؤرخ يف ‪ 06‬ج وان ‪ ،1994‬حيدد توزي ع نس بة االش رتاك يف‬
‫الض مان االجتم اعي‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬الص ادرة يف ‪ ،1994‬املع دل واملتمم مبوجب املرس وم التنفي ذي رقم‬
‫‪ 326-96‬املؤرخ يف ‪ 01‬أكتوبر ‪ ،1996‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،58‬الصادرة يف ‪.1996‬‬
‫‪.13‬مرس وم تنفي ذي رقم ‪ 326-94‬م ؤرخ يف ‪ 15‬أكت وبر ‪ ،1994‬حيدد مبل غ املنح العائلي ة‪ ،‬جري دة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد‪ ،68‬الصادرة يف ‪.1994‬‬
‫‪.14‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 98-96‬مؤرخ يف ‪ 06‬مارس ‪ ،1996‬حيدد قائمة الدفاتر والسجالت اخلاصة‬
‫اليت يلزم هبا املستخدمون وحمتواها‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،17‬الصادرة يف ‪.1996‬‬

‫‪.15‬المرس وم التنفي ذي رقم ‪ ،48-97‬الم ؤرخ في ‪ 04‬فيف ري ‪ ،1997‬يح دد قائم ة المهن والف روع‬
‫وقطاعات النشاط الخاضعة للعطل المدفوعة األجر‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬العدد ‪ 8‬الصادرة في‪ 5‬فبراير ‪1997‬ص‬
‫‪.13‬‬
‫‪.16‬مرس وم تنفي ذي رقم ‪ 473-97‬م ؤرخ يف ‪ 08‬ديس مرب ‪ ،1997‬يتعل ق بالعم ل ب التوقيت اجلزئي‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 03‬الصادرة يف ‪.1997‬‬
‫‪.17‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 474-97‬م ؤرخ يف ‪ 08‬ديسمرب ‪ ،1997‬حيدد النظ ام اخلاص بعالقات العمل‬
‫اليت تعني العمال يف املنزل‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ ،03‬الصادرة يف ‪.1997‬‬
‫‪.18‬مرس وم رئاس ي رقم ‪ 467-03‬م ؤرخ يف ‪ 02‬م ارس ‪ 2003‬حيدد األج ر الوط ين األدىن املض مون‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد‪ ،76‬الصادرة يف ‪.2003‬‬
‫‪.19‬املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 05/102‬م ؤرخ يف ‪ 26‬م ارس ‪ ،2005‬ال ذي حيدد النظ ام الن وعي لعالق ات‬
‫عمل املستخدمني املالحني لسفن النقل البحري أو التجاري أو الصيد البحري‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬العدد‪،22‬‬
‫املؤرخة يف ‪ 27‬مارس ‪ ،2005‬ص ‪.3‬‬
‫‪ .20‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/386‬املؤرخ يف ‪ ،05/12/2007‬الذي حيدد مستوى وكيفيات منح‬
‫االمتيازات املنصوص عليها يف القانون ‪ 021-06‬املتعلق بالتدابري التشجيعية لدعم وترقية التشغيل‪ .‬جريدة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد ‪ 77‬املؤرخة يف ‪ ،09/12/2007‬ص‪.23‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.21‬املرس وم الرئاس ي رقم ‪ ،11/407‬املؤرخ يف ‪ 29‬نوفم رب‪ ،2011‬ال ذي حيدد األج ر الوط ين األدىن‬
‫املضمون‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬العدد‪ ،66‬املؤرخة يف ‪ 4‬ديسمرب ‪ ،2011‬ص ‪.4‬‬
‫‪ .22‬مرس وم تنفي ذي رقم ‪ 236-15‬م ؤرخ يف ‪3‬س بتمرب ‪ ،2015‬يع دل املرس وم التنفي ذي رقم ‪-94‬‬
‫‪ 187‬املؤرخ يف ‪ 6‬يوليو ‪ ،1994‬الذي حيدد توزيع نسبة االشرتاك يف الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .23‬مرس وم تنفي ذي رقم ‪ 59-15‬م ؤرخ يف ‪ 8‬ف رباير ‪ ،2015‬ال ذي حيدد العناص ر املكون ة لألج ر‬
‫الوطين األدىن املضمون‪.‬‬

‫التشريعات المقارنة‪:‬‬

‫‪ .1‬قانون الشغل التونسي رقم ‪ 62‬املؤرخ يف ‪ 15‬جويلية ‪.1996‬‬


‫‪ .2‬ق انون العم ل األردين رقم ‪ 08‬لس نة ‪ ،1996‬املؤرخ يف ‪ 16‬أفري ل ‪ .1996‬جري دة رمسية‪ ،‬رقم‬
‫‪.4113‬‬
‫‪ .3‬ق انون رقم ‪ 12‬لس نة ‪ 2003‬املتض من ق انون العم ل املص ري‪ ،‬جري دة رمسية‪ ،‬رقم ‪ 14‬املؤرخ ة يف ‪07‬‬
‫أفريل ‪.2003‬‬
‫‪ .4‬الظه ري الش ريف رقم ‪ 194.03.1‬املؤرخ يف ‪ 11‬س بتمرب ‪ 2003‬املتض من مدون ة الش غل املغربي ة‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬رقم ‪ 5167‬الصادرة يف ‪ 08‬ديسمرب ‪.2003‬‬
‫‪ .5‬قانون العمل الفرنسي‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 02‬أوت ‪ 1989‬واملعدل سنة ‪.2008‬‬

‫أهم قرارات المحكمة العليا‪:‬‬

‫‪ .1‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،47425‬الص ادر يف ‪ ،1988-05-23‬اجملل ة‬
‫القضائية‪ ،‬عدد ‪ ،1991 ،04‬دوأت‪،‬اجلزائر‪ ،1991 ،‬ص‪ 176‬إىل ‪.178‬‬
‫‪ .2‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،56179‬الص ادر يف ‪ ،1990-06-25‬اجملل ة‬
‫القضائية‪ ،‬عدد‪ ،1991 ،03‬دوأت‪ ،‬اجلزائر‪ ،1991 ،‬ص ‪ 135‬اىل‪.138‬‬
‫‪ .3‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،62132‬الص ادر يف ‪ ،1990-10-08‬اجملل ة‬
‫القض ائية‪ ،‬ع دد‪ ،1992 ،01‬املؤسس ة اجلزائري ة للطباع ة والنش ر‪ ،‬اجلزائ ر‪ ،1992 ،‬ص من‪-112‬‬
‫‪.115‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .4‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،71015‬الص ادر يف ‪،1990-12-31‬اجملل ة‬
‫القضائية‪ ،‬عدد‪ ،02‬سنة ‪ ، ،1990‬املؤسسة اجلزائرية للطباعة والنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،1991،‬ص من ‪120‬‬
‫إىل ‪.122‬‬
‫‪ .5‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،70670‬الص ادر يف ‪ ،1992-01-20‬اجملل ة‬
‫القضائية‪ ،‬عدد‪ ،1993 ،03‬دوأت‪ ،‬اجلزائر‪ 1995 ،‬ص من ‪ 120‬إىل ‪.122‬‬
‫‪ .6‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة رقم ‪ 58799‬الص ادر بت اريخ ‪ ،26/03/1990‬م ق س نة‬
‫‪ ،1992‬ع‪ ،1‬ص ‪.106‬‬
‫‪ .7‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،107398‬الص ادر يف‪ ،1994-03-30‬اجملل ة‬
‫القضائية‪ ،‬عدد‪ ،1994 ،01‬دوأت ‪ ،‬اجلزائر‪ ،1996 ،‬ص من ‪ 117‬إىل ‪.121‬‬
‫‪ .8‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،10576‬الص ادر يف‪ ،1994-03-31‬اجملل ة‬
‫القضائية‪ ،‬عدد ‪ ،03‬دوأت‪ ،‬اجلزائر‪ ،1996 ،‬ص من ‪ 117‬إىل ‪.121‬‬
‫‪ .9‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،116805‬الص ادر يف ‪ ،1994-12-20‬اجملل ة‬
‫القضائية‪ ،‬عدد‪ ،01‬دوأت‪ ،‬اجلزائر‪ ،1997 ،‬ص ‪.174-164‬‬
‫‪ .10‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،116049‬الص ادر يف ‪،1995-01-24‬‬
‫اجملل ة القض ائية‪ ،‬ع دد خ اص مبنازع ات العم ل واألم راض املهني ة ‪ ،‬ج ‪ ،1997 ، 2‬دوأت‪ ،‬اجلزائ ر‪،‬‬
‫‪(1997‬ص ‪.)176-173‬‬
‫‪ .11‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،122458‬الص ادر يف ‪،1995-10-16‬‬
‫اجملل ة القض ائية ‪ ،‬ع دد خ اص مبنازع ات العم ل واألم راض املهني ة‪ ،‬ج‪ ،1997 ،2‬د و أ ت‪ ،‬اجلزائ ر ‪،‬‬
‫‪(1997‬ص من ‪ 181‬إىل ‪.184‬‬
‫‪ .12‬قرار الغرفة االجتماعية للمحكمة العليا رقم ‪ 340921‬بتاريخ ‪ ،14/03/1995‬نشرة القضاء‪،‬‬
‫سنة‪ ،1999‬عدد‪،55‬ص ‪.193‬‬
‫‪ .13‬ق رار الغرف ة االجتماعي ة للمحكم ة العلي ا رقم ‪ 134407‬بت اريخ ‪ ،24/9/1996‬نش رة القض اء‪،‬‬
‫سنة‪ ،1999‬عدد‪ ،54‬ص ‪.89‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .14‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬مل ف رقم ‪ ،129628‬الص ادر يف ‪،1996-03-12‬‬
‫اجمللة القضائية‪ ،‬عدد خاص مبنازعات العمل واألمراض املهنية‪ ،‬ج‪ ،1997 ،2‬دوأت‪ ،‬اجلزائر‪،1997 ،‬‬
‫"ص من ‪185‬اىل ‪."189‬‬
‫‪ .15‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،،‬مل ف رقم ‪ ،196348‬الص ادر يف ‪،2000-04-11‬‬
‫اجمللة القضائية‪ ،‬عدد‪ ،2001 ،02‬دار القصبة للنشر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬س ‪ " ،2002‬ص ‪.158-155‬‬
‫‪ .16‬ق رار احملكم ة العلي ا‪ ،‬الغرف ة االجتماعي ة‪ ،‬رقم ‪ ،307768‬الص ادر بت اريخ ‪ ،06/07/2005‬جمل ة‬
‫القضائية لسنة ‪ ،2005‬ع ‪ ،02‬ص ‪.251‬‬
‫أ) الكتب العامة باللغة العربية‬

‫‪ .1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز يف القانون اجلزائي العام‪ ،‬دار هومة‪ ،‬ط‪.2006 ،2‬‬
‫‪ .2‬أمحد بديع بليح‪ ،‬التشريع الضرييب‪ ،‬الضرائب على الدخل‪ ،‬توزيع منشأة املعارف باإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .3‬أمحد شوقي حممد عبد الرمحن‪ ،‬قواعد استحقاق مكافأة مدة اخلدمة‪.1978 ،‬‬
‫‪ .4‬أمحد عب د الك رمي أب و ش نب‪ ،‬ش رح ق انون العم ل اجلدي د ‪،1999‬ط‪ ،1‬مكتب ة دار الثقاف ة للنش ر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .5‬أمحية سليمان‪ ،‬التنظيم القانوين لعالقات العمل يف التشريع اجلزائري‪ ،‬عالقة العمل الفردية‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‬
‫‪ ،2002‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.‬‬
‫‪ .6‬أنور العمروسي‪ ،‬قضاء العمال‪ ،‬ط‪ ،1971 ،2‬بدون دار النشر‪.‬‬
‫‪ .7‬اهاب حسن امساعيل‪ ،‬وجيز قانون العمل والتأمينات االجتماعية‪ ،‬ج‪ ،1‬مطبعة جامعة القاهرة‪.‬‬
‫‪ .8‬بش ري ه ديف‪ ،‬الوج يز يف ش رح ق انون العم ل عالق ات العم ل الفردي ة واجلماعي ة‪ ،‬ط ‪ 2‬جس ور للنش ر‬
‫والتوزيع‪.2003،‬‬
‫‪ .9‬بن عزوز بن صابر‪ ،‬االتفاقيات اجلماعية للعمل يف التشريع اجلزائري واملقارن‪ ،‬دار احلامد‪.2011 ،‬‬
‫‪ .10‬بن عزوز بن صابر‪ ،‬نشأة عالقة العمل الفردية يف التشريع اجلزائري واملقارن‪ ،‬دار احلامد‪.2011 ،‬‬
‫‪ .11‬توفيق حسن فرج‪ ،‬قانون العمل اجلديد‪ ،‬ط ‪.2007 ،3‬‬
‫‪ .12‬جالل مص طفى القريش ي‪ ،‬ش رح ق انون العم ل اجلزائ ري‪ ،‬عالق ة العم ل الفردي ة‪ ،‬ج‪ ،1‬دي وان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪.1984 ،‬‬
‫‪ .13‬محدي عبد الرمحن‪ ،‬حممد حيى مطر‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬الدار اجلامعية‪.1978 ،‬‬
‫‪ .14‬خالد السيد حممد عبد اجمليد موسى‪ ،‬أحكام عقد العمل عن بعد‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2014‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .15‬خال د حام د‪ ،‬نزاع ات العم ل يف ظ ل التح والت السوسيواقتص ادية يف اجلزائ ر‪ ،‬دي وان املطبوع ات‬
‫اجلامعية‪.2011 ،‬‬
‫‪ .16‬خالصي رضا‪ ،‬جباية األشخاص الطبيعيني واملعنويني ‪ ،‬ج‪ ،2‬دار هومة‪ ،‬ط‪ ،2‬اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ .17‬رابح تواحيية‪ ،‬قانون العمل وتنمية املوارد البشرية باملؤسسة الصناعية‪ ،‬دار اهلدى‪.2012 ،‬‬
‫‪ .18‬رشيد واضح ‪ ،‬عالقات العمل يف ظل اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬دار هومة‪.2003 ،‬‬
‫‪ .19‬رمضان مجال كامل‪ ،‬موسوعة التأمينات االجتماعية‪ ،‬ط‪ 2‬مزيدة ومنقحة‪ ،2001 ،‬األصيل للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .20‬الس يد عي د ناي ل‪ ،‬الوس يط يف ش رح نظ امي العم ل والتأمين ات االجتماعي ة يف اململك ة العربي ة‬
‫السعودية‪ ،‬مطابع جامعة امللك سعود‪.‬‬
‫‪ .21‬السيد حممد السيد عمران‪ ،‬شرح قانون العمل رقم ‪ 137‬لسنة ‪ 1981‬ومشروع القانون اجلديد‪،‬‬
‫‪ ،2001‬دار املطبوعات اجلامعية‪.‬‬
‫‪ .22‬سيد حممود رمضان‪ ،‬الوسيط يف شرح قانون العمل وقانون الضمان االجتماعي‪،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫دار الثقافة‪.2010 ،‬‬
‫‪ .23‬ش واخ حمم د األمحد‪ ،‬ق انون العم ل‪ ،‬دراس ة يف ض وء الق انون رقم ‪ 91‬لس نة ‪ 1959‬والق وانني‬
‫املكملة واملعدلة له‪ ،‬مديرية الكتب واملطبوعات اجلامعية‪.2006 ،‬‬
‫‪ .24‬طربيت سعيد ‪ ،‬النظام القانوين لعقد العمل حمدد املدة‪ ،‬دار هومة‪.2012 ،‬‬
‫‪ .25‬عبد الرزاق أمحد السنهوري ‪ ،‬العقود الواردة على العمل‪ ،‬املقاولة والوكالة والوديعة واحلراسة‪ ،‬ج‬
‫‪ ،7‬اجمللد األول‪.‬‬
‫‪ .26‬عبد الرزاق أمحد السنهوري‪ ،‬مصادر احلق يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دراسة مقارنة بالفقه الغريب‪ ،‬ط‪2‬‬
‫جديدة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،1998 ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .27‬عبد السالم حبيب‪ ،‬مشاكل العمل والعمال‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية‪.1951،‬‬
‫‪ .28‬عبد السالم ذيب‪ ،‬قانون العمل اجلزائري والتحوالت االقتصادية‪ ،‬دار القصبة للنشر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .29‬عبد العال ال ديريب‪ ،‬احلماية الدولية للحقوق العمال يف ضوء أحكام القانون الدويل‪،‬ط‪ ،1‬املركز‬
‫القومي لالصدارات القانونية‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .30‬عبد الواحد كرم‪ ،‬قانون العمل يف التشريع األردين‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.1998 ،‬‬
‫‪ .31‬عصام انور سليم ‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬ط‪.2002 ،2‬‬
‫‪ .32‬علي عوض حسن‪ ،‬الفصل التأدييب يف قانون العمل‪ ،‬دراسة مقارنة للتشريع الفرنسي وتشريعات‬
‫الدول العربية وعلى األخص اجلزائر‪ ،‬دار التقافة للطباعة والنشر‪،‬القاهرة‪ 1985،‬ص ‪.359‬‬
‫‪ .33‬علي عوض حسن‪ ،‬خمتصر الوجيز يف شرح قانون العمل‪ ،2001 ،‬دار الفكر اجلامعي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .34‬علي عوض حسني‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪ ،‬دار الكتب القانونية‪.1999 ،‬‬
‫‪ .35‬غالب علي الداودي‪ ،‬شرح قانون العمل‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة‪.2011 ،‬‬
‫‪ .36‬فاطم ة حمم د ال رزار‪ ،‬اس تقرار عالق ات العم ل يف ظ ل ق انون العم ل اجلدي د‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .37‬فتحي عب د ال رحيم عب د اهلل‪ ،‬امحد ش وقي حمم د عب د ال رمحن‪ ،‬ش رح ق انون العم ل والتأمين ات‬
‫االجتماعية‪ ،‬منشأة املعارف باإلسكندرية‪.2002-2001 ،‬‬
‫‪ .38‬حممد الصغري بعلي‪ ،‬تشريع العمل يف اجلزائر‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .39‬حممد حسني منصور‪ ،‬قانون العمل يف مصر ولبنان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .40‬حمم ود س المة ج رب‪ ،‬احلماي ة الدس تورية والقض ائية للحق وق األساس ية يف العم ل‪،‬منش ورات مكتب‬
‫اإلعالم ملنظمة العمل العريب‪.‬‬
‫‪ .41‬مصطفى الفياليل‪،‬جمتمع العمل‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.2006 ،‬‬
‫‪ .42‬مصطفى قويديري‪ ،‬عقد العمل بني النظرية واملمارسة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار هومة‪.2011 ،‬‬
‫‪ .43‬منري عبد اجمليد‪ ،‬تنازع القوانني يف عالقات العمل الفردية‪ ،‬منشأة املعارف باإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .44‬مه دي خبدة‪ ،‬التنظيم الق انوين ألوق ات العم ل يف التش ريع اجلزائ ري‪ ،‬دراس ة مقارن ة‪ ،‬دار اجلامع ة‬
‫اجلديدة‪.2013 ،‬‬
‫‪ .45‬مه دي خبده‪ ،‬التنظيم الق انوين ألوق ات العم ل يف التش ريع اجلزائ ري‪.‬دراس ة مقارن ة‪.‬دار اجلامع ة‬
‫اجلديدة‪،2013،‬‬
‫‪ .46‬ناه د العج وز‪ ،‬احلماي ة اجلنائي ة للحق وق العمالي ة يف ق انون العم ل املص ري وال دول العربي ة‪ ،‬منش اة‬
‫املعارف‪ ،‬ط ‪ ،1‬اإلسكندرية‪.1996 ،‬‬
‫‪ .47‬ناه د العج وز‪ ،‬احلماي ة اجلنائي ة للحق وق العمالي ة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬توزي ع منش اة املع ارف‬
‫باإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .48‬مهام حممد زهران‪ ،‬قانون العمل ‪ ،‬عقد العمل الفردي‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪.2003 ،‬‬
‫‪ .49‬مهام حممد حممود زهران‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية‪.1997 ،‬‬
‫‪ .50‬مهام حممد حممود زهران‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬عقد العمل الفردي‪ ،‬ق انون ‪ 137‬لسنة ‪ 1981‬ومشروع‬
‫القانون اجلديد فقها وقضاء ‪ 1998-1997،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.‬‬
‫‪ .51‬هيثم حامد املصاورة‪ ،‬املنتقى يف شرح قانون العمل‪ ،‬دراسة مقارنة بالقانون املدين ‪،‬ط‪،2008 ،1‬‬
‫دار احلامد‪.‬‬
‫‪ .52‬يوسف الياس‪ ،‬أطروحات يف القانون الدويل والوطين للعمل‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل للنشر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .53‬يوسف الياس‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون العمل‪ ،‬رقم ‪ 71‬لسنة ‪.1987‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الكتب المتخصصة‪:‬‬

‫أمال بطاهر ‪ ،‬النظام القانوين حلماية االجور يف القانون اجلزائري‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪2013 ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫محاد حممد شطا‪ ،‬النظرية العامة لالجور واملرتبات‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.1982 ،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حممود سالمة جرب‪ ،‬احلماية القانونية للأجور‪،‬وفقا لقانون العمل العماين وقوانني العمل بدول جملس‬ ‫‪-3‬‬
‫القانونية‪.‬‬ ‫التعاون لدول اخلليج العربية ومعايري العمل الدولية(دراسة مقارنة)‪ ،2007،‬دار الكتب‬
‫المعاجم والقواميس‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلم ام إبن منظ ور اإلف ريقي‪ ،‬لس ان الع رب‪ ،‬اجملل د األول‪ ،‬وزارة الش ؤون اإلس المية واألوق اف‪،‬‬
‫‪2010‬‬

‫‪ .2‬جريار كورنو‪ ،‬معجم املصطلحات القانونية‪ ،‬ترمجة منصور القاضي‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫رسائل الدكتوراه‪:‬‬

‫‪ -1‬أمحد خل ف بي ومي‪ ،‬ح ق العم ل ض ماناته وأت اره‪ ،‬دراس ة مقارن ة يف ك ل من الق انون املص ري‬
‫واجلزائريوالشريعة االسالمية ‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه يف احلقوق‬

‫‪ -2‬معاش و نب ايل فظ ة‪ ،‬ازال ة التنظيم يف ق انون العم ل ومحاي ة العم ال املس رحني الس باب اقتص ادية‪ ،‬جامع ة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ، 2007/2008 ،‬رسالة دكتوراه يف احلقوق‪.‬‬

‫‪ -3‬عج ة اجلياليل‪ ،‬املظ اهر القانونية لالص الحات االقتص ادية يف اجلزائر‪ ،‬اطروح ة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‬
‫اجلزائر‪ ،‬سنة ‪.2004/2005‬‬

‫‪ -4‬بن عزوز بن صابر‪ ،‬االتفاقيات اجلماعية بني االطار القانوين والواقع العملي‪ ،‬رسالة الدكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫وهران كلية احلقوق‪.2007/2008 ،‬‬

‫‪ -5‬بوصنوبرة مسعود‪ ،‬احلماية اجلنائية للعمل‪ ،‬رسالة الدكتوراه‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪2008/2009،‬‬

‫مذكرات الماجستير‪:‬‬
‫‪ .1‬بوخالفة غريب‪ ،‬عنصر االجر يف عالقة العمل‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬كلية احلقوق‪.1987،‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬بوقربين عابد‪ ،‬ضوابط حتديد اجل العامل يف ظل العوملة االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستري جامعة عبد احلميد‬
‫ابن باديس ‪.2011/2012‬‬
‫‪ .3‬دامي بلقاسم‪ ،‬إتفاقيات منظمة العمل الدولية والتشريع اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماجيسرت‪،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة‬
‫سيدي بلعباس‪.1994/1995 ،‬‬
‫‪ .4‬من ال س امل ش وق الرش يدي‪ ،‬احلماي ة القانوني ة لألج ور فبق انون العم ل األردين والكوي يت ‪،‬م ذكرة‬
‫ماجستري‪،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة الشرق االوسط‪.2010 ،‬‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫‪ .1‬إبراهيم عبد احلميد‪ ،‬مدخل إىل السياسة الوطنية لألجور‪ ،‬جملة العمل اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪،1987 ،17‬‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬أمحية سليمان‪ ،‬حق التنظيم واملفاوضة اجلماعية‪ ،‬املفهوم‪ ،‬اخللفية التارخيية والقانونية‪ ،‬جملة اجلزائرية للعلوم‬
‫القانونية‪ ،‬االقتصادية والسياسية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ع‪ 04‬سنة ‪.2010‬‬
‫‪ .3‬بلقاضي نبيلة‪ ،‬تأثري التعديل اإلرادي لعقد العمل على عنصر األجر‪ ،‬جملة نظرة على القانون االجتماعي‪،‬‬
‫عدد ‪ 2015 ،06‬جامعة وهران‪.‬‬
‫‪ .4‬بن عزوز بن صابر‪ ،‬األجر الوطين األدىن املض مون ودوره يف تعزيز العمل الالئق‪ ،‬جملة النقدية للقانون‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬ع‪.2014 ،1‬‬
‫‪ .5‬بن قو أمال‪ ،‬احلماية القانونية لألجر يف ظل التشريع اجلزائري‪ ،‬جملة نظرة على القانون االجتماعي‪ ،‬عدد‬
‫‪ 2013 ،04‬جامعة وهران‪.‬‬
‫‪ .6‬بوالك ور رفيق ة‪ ،‬تك ريس الط ابع التعاق دي لعالق ات العم ل يف التش ريع اجلزائ ري‪ ،‬جمل ة اجلزائري ة للعل وم‬
‫القانونية‪ ،‬االقتصادية والسياسية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ع‪ ،01‬سنة ‪.2010‬‬
‫‪ .7‬بوقربين عابد‪ ،‬األجر بني احلماية االجتماعية والتنمية االقتصادية‪ ،‬جملة نظرة على الق انون االجتماعي‪،‬‬
‫عدد ‪ 2013 ،04‬جامعة وهران‪.‬‬
‫‪ .8‬ب وكلي حس ن ش كيب‪ ،‬حظ ر احلج ز على األج ور وحتويله ا بن اء على أحك ام ق انون اإلج راءات املدني ة‬
‫واإلدارية اجلديد‪ ،‬جملة اجلزائرية للعلوم القانونية‪ ،‬االقتصادية والسياسية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .9‬حس ان نادي ة‪ ،‬عالق ات العم ل الفردي ة يف الق انون اجلزائ ري ‪:‬تك ريس تنائي ه حري ة التعاق د والت أطري‬
‫القانوين‪،‬جملة دراسات قانونية‪ ،‬العدد‪ ،04‬سنة‪ ،2007‬جامعة تلمسان‪.‬‬
‫‪.10‬خليفي عبد الرمحان‪ ،‬االختصاص املانع للقسم االجتماعي يف ظل قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬
‫اجلديد‪ ،‬جملة اجلزائرية للعلوم القانونية‪ ،‬االقتصادية والسياسية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ع‪ ،02‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪.11‬دمحاين حممد الصغري‪ ،‬محاية العامل يف حالة إفالس صاحب املشروع‪ ،‬جملة احلجة‪ ،‬تلمسان‪ ،‬ع‪ ،1‬سنة‬
‫‪.2007‬‬
‫‪.12‬شهيدة قادة‪ ،‬محاية الطرف الضعيف يف عقد العمل‪ :‬حماولة لتأصيل الفكرة وتقرير آليات احلماية‪ ،‬جملة‬
‫سداسية‪ ،‬دراسات قانونية‪ ،‬القانون اخلاص املعمق‪ ،‬ع‪ ،05‬سنة ‪.2008‬‬
‫‪.13‬صباحي ربيعة‪ ،‬حدود تدخل الدولة يف اجملال االقتصادي يف ظل اقتصاد السوق‪ ،‬جملة النقدية للقانون‬
‫والعلوم السياسية ‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬ع‪ ،02‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪.14‬طيب حمم د حام د التكين ة‪ ،‬مق ال‪ ،‬العم ل وعائ ده يف االقتص اد اإلس المي والوض عي‪ ،‬جمل ة الش ريعة‬
‫والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬العدد اخلامس‪ ،‬ماي ‪1991‬‬
‫‪ .15‬قادري حليمة‪ ،‬مقال جودة احلياة يف ظل ارتفاع األجور لدى أساتذة التعليم الثانوي‪ ،‬جملة القانون‬
‫االجتماعي‪ ،‬العدد‪.2013 ،04‬‬
‫‪.16‬قويديري مصطفى‪ ،‬حوالة الدين بني القانون املدين وقانون الصفقات العمومية الطابع العملي للنظرية‪،‬‬
‫جملة اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬اجلزائر‬
‫‪.17‬ك رمي زينب‪ ،‬آث ار خوصص ة املؤسس ات العمومي ة على عالق ة العم ل‪ ،‬جمل ة العل وم القانوني ة واإلداري ة‪،‬‬
‫سيدي بلعباس‪ ،‬ع‪ ،02‬سنة ‪.2005‬‬
‫‪.18‬كمال خملوف‪ ،‬أحكام تشريع العمل‪ ،‬اي ذاتية؟‪ ،‬جملة األكادميية للبحت القانوين‪ ،‬جباية‪ ،‬ع‪ ،02‬سنة‬
‫‪2011‬‬
‫‪ .19‬ك ريواين ض اوية‪ ،‬احلماي ة القانوني ة للعم ال القص ر يف ظ ل ق انون عالق ات العم ل اجلزائ ري رقم‬
‫‪ ،90/11‬اجمللة النقدية للقانون والعلوم السياسية ‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬ع‪ ،02‬سنة ‪.2014‬‬
‫‪ .20‬مباركي دليلة‪ ،‬عمالة األطفال بني الواقع والنصوص ‪ ،‬جملة العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬تلمسان‪ ،‬ع‬
‫‪،03‬سنة ‪.2005‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.21‬مراد بدران‪ ،‬بعض مظاهر التداخل بني قانوين العمل والوظيفة العامة‪ ،‬جملة العلوم القانونية واالدارية‪،‬‬
‫تلمسان‪ ،‬ع ‪.2006 ،04‬‬
‫‪.22‬معاشو نبايل فض ة‪ ،‬مبدأ حرية العمل من خالل مبادئ منظمة العمل الدولية والقانون الداخلي‪ ،‬جملة‬
‫النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬ع‪ ،02‬سنة ‪ ،2008‬تيزي وزو‪.‬‬
‫‪.23‬معيفي لعزي ز‪ ،‬دور املعامل ة الض ريببة يف تش جيع االس تثمار األجن يب وتوجيهي ه يف ق انون االس تثمار‬
‫اجلزائري‪ ،‬جملة األكادميية للبحت القانوين‪ ،‬جباية‪ ،‬ع‪ ،02‬سنة ‪.2011‬‬
‫‪.24‬معيقي لعزي ز‪ ،‬دور املعامل ة الض ريبية يف تش جيع االس تثمار األجن يب وتوجيهي ه يف ق انون االس تثمار‬
‫اجلزائري‪ ،‬جملة األكادميية للبحت القانوين‪ ،‬جباية‪ ،‬ع‪ ،02‬سنة ‪.2011‬‬
‫‪ .25‬ناصر مراد‪ ،‬تقيم اإلصالحات الضريبية يف اجلزائر‪ ،‬جملة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬اجمللد ‪،25‬‬
‫ع ‪2009 ،2‬‬
‫‪.26‬نعيمي ف وزي‪ ،‬نظري ات قانوني ة خمتلف ة ح ول نط اق احلص ة بالعم ل يف الش ركات التجاري ة يف الق انون‬
‫اجلزائري‪ ،‬جملة العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬تلمسان‪ ،‬ع‪ ،02‬سنة ‪.2004‬‬

‫الوثائق‪:‬‬

‫‪ .1‬اجمللس الوط ين االقتص ادي واالجتم اعي‪ ،‬جلن ة التق ومي‪ ،‬تقري ر ح ول الظ رف االقتص ادي واالجتم اعي‬
‫للسداسي األول من سنة ‪ ،1998‬الدورة الثانية عشر نوفمرب ‪.1998‬‬
‫‪ .2‬االتفاقية اجلماعية للمؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية‪ ،‬سبتمرب ‪.1994‬‬
‫‪ .3‬االتفاقية اجلماعية للمؤسسة جممع أمسيدال "فرع فريتال"‪ ،‬سنة ‪.27/04/2002‬‬
‫‪ .4‬االتفاقية اجلماعية ملؤسسة البناء واألشغال العمومية ‪ ،‬والية عنابة‪ ،‬لسنة ‪2012./17/05‬‬

‫‪1) Ouvrage:‬‬

‫‪1. AMOURA Amar ;Droit du travail et droit social ;guide pratique, El‬‬
‫‪maarifa édition, Alger, 2002.‬‬
‫‪2. Antoine Mazeaud ; Droit du travail ;mont chrestien.E.J.A. 1998.‬‬
‫‪3. Antoine Mazeaud ; Droit du travail ;mont chrestien.E.J.A. 1998.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
4. BELOULA Tayeb, Droit du travail, Dahleb, Alger 1992.
5. BORSALI HAMDAN Leila , Droit du travail, BERTI Éditions, Alger,
2014.
6. BOUTEFNOUCHET Mostefa, Les travailleurs en Algérie, ENAP , Alger
1984.
7. CHESTIN Jaques ;LANGLOISE Philipe, Droit du travail,2ème Édition,
Paris ; 1977.
8. CLAUDE JAVILLIER Jean, Droit du travail,7 ème Edition,
L.G.D.J ,Paris ,1999.
9. COZIN Maurice- PETIT-Jean Maurice, Manuel de droit du travail et de
droit social ; 5ème Édition, litec, Paris ;1996.
10. Georges Fridman et Pierre Naville, traitè de sociologie du travail,
Dalloz,1961.
11. Gèrard Lyon-Caen, le salaire, Dalloz,2eme édition ;1981.
12. LYO N-CAEN , Gérard-PELISSIER Jean, SUPIOT Alain, Droit du
travail, 7ème Édition, Dalloz, Paris,1994.
13. MENTRI Messaoud, Essai d’analyse de la législation et de la
réglementation du travail en Algérie, OPU, Alger,1986.
14. OLLIER Pierre Dominique, Droit du travail, LAC ,Paris ;1972.
15. PELISSIER JEAN,SUPIOT ALAIN–JEAM MAUD ANTOINE, droit
du travail ,20éme édition ,Dalloz ,parhs, 2000.
16. PELISSIER Jean-SUPIOT Alain, JEMMAUD Antoine, Droit du
travail, 21ème Édition, Dalloz, Paris, 2002.
17. Pierre Bouloc, Manuael de droit du travail et de droit social, Edition
d’organisation, 1977, p 8.
18. RIVERO Jean- SAVATIER jean ;droit du travail ;P U F.Paris, 1993.
19. RIVERO Jean , SAVATIER Jean, Droit du travail, PUF, Paris , 1993.
20. Susana Lopes Dos Santos, TOP ACTUEL DROIT DU TRAVAIL
2013/14, hachette.
21. Tayeb Belloula, Droit de travail, Dahleb, Alger,1994.
22. TEYSSIE Bernard ,Droit du travail, 2 ème Édition, litec, Paris ;1992.
23. VALTICOS Nicolas, Droit du travail, droit international du travail ,
2ème Édition, Dalloz, Paris,1983.

ARTICLES :

1. ANTONMATTEI-Paul Henri ,les éléments du contrat de


travail ;N°04 ,1999, Paris.

33
1
2. BEDOURA Jean, Salaire dèfinition, forme, rèpertoire de droit du travail,
Encyclipèdie, Dalloz,Paris,1989.
3. BENGHERSALLAH-S , le règime juridique des conflits individuels du
travail »,RAT , N°spéciale aux conflits individuel du travail
N°22,1998,PSA , Alger.
4. BORSALI HAMDAN Leila ; article « le salaire entre fonction sociales et
compétitivité économique » ;la revue de Laboratoire de Droit Social .N°4
2013.
5. Daniel Boulmier ; Le Reçu pour solde de tout compte.un acte de tous les
dangers pour le seul salariè, Revue du droit social ,N°11,Novembre1996.
6. GH.Camerylank ; « Tendances du droit du travail francais
contemporain »Dalloz.1978.
7. Hèlène Roux, documents ètablis a la rupture du contrat du travail, juris
Classeur,travail traitè, èdition technique,1990,fascicule 32-10.
8. MARREFI Karim , Le SNMG à 10.000 DA et après, Revue la Gazette des
finances, N°07,2003, Alger.
9. PHILLIPPE BONAFOUX, taxe et Impôts sur les salaires ; rèpertoire de
droit du travail, Encyclipèdie, Dalloz , Paris,1989.
10. Rade Christophe « a propos de la compensation des salaires et des
dettes de responsabilité de salarié, RDS.N°6, 2000, Paris.
11. Radè Christophe, Contrat de travail : la faute lourde du salaariè,
condition de la compensation des dettes salariales ;RDC
2005.N°4 ,L.G.D.J.
12. Rade Christophe, Rémunération, prime, conventionnelle intégration
dans le salaire mensuel, accord nécessaire du salarié ; RDS, N°06,200 ,
Paris.
13. VOLOVITCH Pierre,qui doit rèmunèrer le travail ! RDS, N°04 ,1999,
Paris.
14. YELLES CHAOUCHE Bachir ;L’imposition des traitements et
salaires, la revue regards sur la droit social, N°04, 2013.

33
1
‫املالحق‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
33
1
‫الفهرس‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الفهـرس‬

‫مقدمة‪01.......................................................................................‬‬
‫الباب األول‪ :‬األجر حق للعامل‪09..............................................................‬‬
‫الفص ل األول‪ :‬أس اس اكتس اب العام ل الح ق في األج ر‪..........................................‬‬
‫‪10‬‬
‫المبحث األول‪ :‬القيام بالعمل كأساس الكتساب الحق في األجر‪..................................‬‬
‫‪10‬‬
‫املطلب األول‪:‬احلق يف األجر كمقابل للعمل الفعلي‪11...............................................‬‬
‫الفرع األول‪:‬مفهوم العمل الفعلي وارتباطه األجر‪11.................................................‬‬
‫أوال‪ :‬شروط جتسيد العمل الفعلي‪14...............................................................‬‬
‫‪-1‬االرتباط الشخصي للعمل‪14...................................................................‬‬
‫‪-2‬العناية اللازمة‪15..............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬ارتباط األجر بوقت العمل‪16.................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مفهوم األجر‪17......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف األجر يف املعاهدات الدولية والعربية‪17.................................................‬‬
‫‪.1‬يف املعاهدات الدولية‪18.......................................................................‬‬
‫‪ .2‬يف املعاهدات العربية‪18.........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف األجر يف تشريعات العمل‪19...........................................................‬‬
‫‪ .1‬يف التشريعات املقارنة‪19........................................................................‬‬
‫‪.2‬يف قانون العمل اجلزائري‪21....................................................................‬‬
‫ثالث ا‪ :‬األنظم ة املش اهبة لألج ر واملتعلق ة‪............................................................‬‬
‫‪22‬‬
‫‪. 1‬املرتب‪22......................................................................................‬‬
‫‪. 2‬الدخل‪24......................................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪:‬حالة استحقاق األجر دون أداء العمل‪24...............................................‬‬
‫الفرع األول‪:‬حالة العطل والغيابات املدفوعة األجر ‪25................................................‬‬
‫‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املقابل املايل يف العطل‪25......................................................................‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬الراحة األسبوعية‪25............................................................................‬‬
‫‪ .2‬العطلة السنوية‪26..............................................................................‬‬
‫‪.3‬األعياد املدفوعة األجر‪28....................................................................... .‬‬
‫ثانيا‪ :‬املقابل املايل يف حالة الغيابات‪29..............................................................‬‬
‫‪.1‬الغيابات املدفوعة األجر‪29........................................................ ..............‬‬
‫‪ .2‬الغيابات الغري مدفوعة األجر‪31.................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حالة تقصري من رب العمل‪37.........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬حضور العامل ملقر العمـ ـل‪38...........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬استعداده التام لقيام بالعمل‪38................................................................ .‬‬
‫ثالثا‪ :‬ارتكاب رب العمل خطأ عمدي أو غري عمدي‪39..............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬األساس االتفاقي الستحقاق األجــر‪39...........................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الوسائل االتفاقية لتحديد األجر‪40....................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عقد العمل كأساس الستحقاق األجر‪40...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬األجر عنصر جوهري يف عقد العمل‪41.......................................................‬‬
‫‪.1‬مدى لزوم حتديد األجر يف العقد‪41..............................................................‬‬
‫‪.2‬األجر يف حالة بطالن عقد العمل‪42............................................................. .‬‬
‫ثانيا‪:‬تعديل األجر يف عقد العمل‪45.................................................................‬‬
‫‪. 1‬القاعدة العامة‪45...............................................................................‬‬
‫‪.2‬حالة تعديل األجر بإرادة املنفردة لرب العمل‪46...................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪:‬االتفاقية اجلماعية كأساس الستحقاق األجر‪47...........................................‬‬
‫أوال‪ :‬أمهية اتفاقية العمل اجلماعية ‪48...............................................................‬‬
‫‪ . 1‬من الناحية القانونية‪48.........................................................................‬‬
‫‪.2‬من الناحية االقتص ادية‪48........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف االتفاقية اجلماعية‪48................................................................. .‬‬
‫‪. 1‬الصفة التعاقدية لالتفاقية اجلماعية‪49.............................................................‬‬
‫‪. 2‬الصفة اجلماعية لالتفاقية اجلماعية‪49.............................................................‬‬
‫المطلب الث اني‪:‬مض مون االتف اق ح ول األج ر‪......................................................‬‬
‫‪50‬‬
‫الفرع األول‪:‬حتديد أشكال األجر‪50................................................................‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬حساب األجر وفقا ملعيار الوقت ‪51..........................................................‬‬
‫‪ .1‬موقف املشرع اجلزائري‪52.......................................................................‬‬
‫‪.2‬تقييم معيار املدة حلساب األجر‪53...............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حساب األجر وفقا ملعيار اإلنتاج‪54...........................................................‬‬
‫‪ .1‬موقف املشرع اجلزائري‪55......................................................................‬‬
‫‪.2‬تقييم معيار اإلنتاج حلساب األجر‪56.............................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬املعيار املزدوج حلساب األجر‪58..............................................................‬‬
‫‪. 1‬طرق حساب األجر وفقا ملعيار املزدوج‪58.......................................................‬‬
‫‪. 2‬هل اخذ املشرع اجلزائري باملعيار املزدوج؟‪59....................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪:‬حتديد مكونات األجر‪60...............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬األجر الثابت‪61.............................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬األجر املتغري‪77..............................................................................‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬الحماي ة القانوني ة لألج ر‪..........................................................‬‬
‫‪86‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ضمانات حماية األجر في مواجهة صاحب العمل‪.................................‬‬
‫‪86‬‬
‫املطلب األول‪ :‬إقرار نظام عام اجتماعي لألجور ‪87.................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األجر الوطين األدىن املضمون‪87......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬املعايري املعتمدة يف حتديد احلد األدىن املضمون‪88...............................................‬‬
‫ثانيا‪:‬مكونات ومشتمالت األجر الوطين األدىن املضمون‪92...........................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مبدأ املساواة ‪94......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ عدم التمييز‪95.........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مضمون املبدأ‪98.............................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الضمانات القانونية الستيفاء دين األجر‪100...........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقييد صاحب العمل يف االقتطاع واملقاصة ‪100 .......................................‬‬
‫أوال‪ :‬حكم املقاصة واالقتطاع على األجر‪100.....................................................‬‬
‫‪ .1‬حكم املقاصة‪100..............................................................................‬‬
‫‪.2‬الديون القابلة لالقتطاع ‪102....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حدود املقاصة واالقتطاع على األجر‪109.....................................................‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حاالت تضامن املدينني باجر العامل‪112................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التضامن بني صاحب العمل ومن قام بإبرام عقد العمل نيابة عنه‪113.............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التضامن بني صاحب العمل القدمي وصاحب العمل اجلديد‪113..................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حماية األجر في مواجهة الدائنين اآلخرين‪........................................‬‬
‫‪117‬‬
‫املطلب األول‪ :‬محاية األجر من دائين صاحب العمل ‪117............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ضمان امتياز دين األجر على بقية الديون‪117..........................................‬‬
‫أوال‪ :‬امتياز األجر املقرر يف القانون املدين‪118.......................................................‬‬
‫‪.1‬حمل االمتياز ‪118..............................................................................‬‬
‫‪ .2‬مرتبة االمتياز‪121..............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬امتياز دين األجر املقرر يف قوانني خاصة‪122...................................................‬‬
‫‪ .1‬االمتياز املقرر يف قانون العمل‪122...............................................................‬‬
‫‪ .2‬االمتياز املقرر يف القانون التجاري‪124...........................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬احلقوق اخلاصة املخولة للعامل‪125.....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬احلق يف احلبس‪125..........................................................................‬‬
‫‪.1‬شروط احلق يف احلبس‪126......................................................................‬‬
‫‪.2‬آثار احلق يف احلبس‪127........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدعوى املباشرة‪128.........................................................................‬‬
‫‪ .1‬شروط رفع الدعوى املباشرة‪129................................................................‬‬
‫‪.2‬آثا ر الدعوى املباشرة‪131.......................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬محاية األجر من دائين العامل‪133.....................................................‬‬
‫الفرع الأول‪ :‬عدم قابلية األجر للحجز و االعرتاض‪133.............................................‬‬
‫أوال‪ :‬موقف املشرع‪133...........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات املتبعة يف احلجز على األجر وفقا لق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪136.......................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حوالة األجر وبطالن التنازل عنه‪137..................................................‬‬
‫‪.1‬حكم حوالة األجر ‪138........................................................................‬‬
‫‪.2‬بطالن التنازل عن األجر ‪140...................................................................‬‬
‫الب اب الث اني ‪ :‬األج ر ال تزام على ع اتق الهيئ ة المس تخدمة‪.........................................‬‬
‫‪143‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫الفص ل األول‪ :‬التزام ات المس تخدم أتن اء س ريان عالق ة العم ل‪....................................‬‬
‫‪144‬‬
‫المبحث األول‪:‬ال تزام بال دفع الس ليم لألج ر‪.....................................................‬‬
‫‪145‬‬
‫املطلب األول‪:‬التزام باحرتام مكان وزمان دفع األجر‪145 ............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مكان دفع األجر‪145.................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬موقف املشرع اجلزائري‪145..................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬موقف التشريعات املقارنة‪146.................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬زمان دفع األجر‪149..................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬دورية دفع األجر ‪151........................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬التزام بالتسليم الدوري لقسيمة األجر‪154......................................................‬‬
‫‪.1‬بيانات قسيمة األجر ‪156.......................................................................‬‬
‫‪.2‬اجلزاء املرتتب عن عدم تسليم قسيمة األجر‪157..................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪:‬االلتزامات القانونية األخرى‪157......................................................‬‬
‫الفرع األول‪:‬التزام املستخدم بالدفع الشخصي واملباشر لألجر‪158.....................................‬‬
‫أوال‪ :‬املبدأ العام ‪158.............................................................................‬‬
‫‪.1‬يف حالة الوكالة ‪159...........................................................................‬‬
‫‪.2‬يف حالة العامل القاصر ‪160....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستثناءات ‪163............................................................................‬‬
‫‪.1‬مصري اجر العامل املتويف ‪163...................................................................‬‬
‫‪.2‬أجر العامل البحار‪164.........................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬التزام املستخدم بالدفع النقدي وبالعملة املتداولة قانونا‪164...............................‬‬
‫أوال‪ :‬التزام املستخدم بالدفع النقدي‪165............................................................‬‬
‫‪.1‬موقف املشرع اجلزائري‪166....................................................................‬‬
‫‪ .2‬موقف القضاء‪168.............................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬التزام املستخدم بدفع األجر بالعملة الوطنية ‪168................................................‬‬
‫‪.1‬موقف التشريعات املقارنة‪169..................................................................‬‬
‫‪.2‬موقف املشرع اجلزائري‪170....................................................................‬‬
‫‪. 3‬األجر يف املنطقة احلرة‪172......................................................................‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اجلرائم املاسة بالتزام بدفع األجر‪173..................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الالمشروعية‪173....................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪:‬الركن املادي‪177.....................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬الركن املعنوي‪182...................................................................‬‬
‫المبحث الث اني‪ :‬التزام ات المس تخدم اإلداري ة‪...................................................‬‬
‫‪184‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التزامات املستخدم اجتاه هيئة الضمان االجتماعي‪184..................................‬‬
‫الفرع األول‪:‬االلتزامات السابقة لدفع االشرتاكات‪185...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬التصريح بالنشاط والعمال ‪185..............................................................‬‬
‫‪.1‬التصريح بالنشاط ‪186.........................................................................‬‬
‫‪.2‬التصريح بالعمال‪187..........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التصريح باألجور‪188........................................................................‬‬
‫‪.1‬التصريح الشهري أو الفصلي ‪189...............................................................‬‬
‫‪ .2‬التصريح السنوي ‪189..........................................................................‬‬
‫‪. 3‬أمهية التصريح باألجور‪190.....................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬دفع االشرتاكات‪191.................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬االشرتاكات املتعلقة بالعمال األجراء ‪191.....................................................‬‬
‫‪.1‬األجر كوعاء االشرتاك‪191.....................................................................‬‬
‫‪ .2‬نسبة االشرتاك‪193.............................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االشرتاكات املتعلقة بالعمال الشبيهني‪196.....................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬دفع االشرتاكات‪197........................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬اإلخالل بااللتزامات اجتاه هيئة الضمان االجتماعي‪197..................................‬‬
‫أوال‪ :‬غرامات وعقوبات التأخري‪197................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضريبة اجلزافية ‪198.........................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التزام املستخدم اجتاه مصلحة الضرائب‪198............................................‬‬
‫الفرع األول‪:‬وعاء الضريبة ‪199......................................................... ..........‬‬
‫أوال‪ :‬خصائص الضريبة على الدخل‪199............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬العناصر املكونة لألجر اخلاضع للضريبة‪200....................................................‬‬
‫‪. 1‬اإلعفاءات ‪202................................................................................‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪. 2‬التخفيضات‪203...............................................................................‬‬
‫‪. 3‬األعباء القابلة للحسم‪203......................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪:‬االقتطاع وتسديد الضريبة‪203.........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تسديد االقتطاع‪204........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اجلزاء يف حالة املخالفة‪205...................................................................‬‬
‫الفص ل الث اني‪ :‬التزام ات المس تخدم عن د نهاي ة عالق ة العم ل‪.....................................‬‬
‫‪206‬‬
‫المبحث األول‪:‬تبرئ ة ذم ة المس تخدم من ال تزام دف ع األج ر‪......................................‬‬
‫‪206‬‬
‫املطلب األول‪ :‬إثبات الوفاء عن طريق سجل األجور‪207.............................................‬‬
‫الفرع األول‪:‬أمهية سجل األجر يف اإلثبات ‪207.....................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪:‬اجلزاء املرتتب عن عدم مسك سجل األجور‪209.........................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الوسائل األخرى إلثبات الوفاء باألجر وملحقاته‪210...................................‬‬
‫الفرع الأول‪ :‬مبدأ حرية إثبات األجر وملحقاته‪210.................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ حرية إثبات من مبادئ حرية اإلثبات‪213.................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬عالقة املبدأ بالقواعد العامة لإلثبات‪214........................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬دور بعض وسائل األخرى يف اإلثبات‪215.............................................‬‬
‫أوال‪:‬دور السجالت التجارية‪215..................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬دور البينة يف إثبات األجر‪217.................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬الوثائق واملستندات اليت يلتزم املستخدم بتسليمها‪217..................................‬‬
‫الفرع األول‪:‬تسليم سند تصفية احلسابات‪218......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مضمونه وطريقة حتريره‪219..................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار املرتتبة عن تسليم وصل تصفية احلسابات‪221............................................‬‬
‫‪.1‬براءة ذمة املستخدم ‪221.......................................................................‬‬
‫‪. 2‬الطعن يف وصل تصفية كل احلسابات‪223.......................................................‬‬
‫‪.3‬سقوط احلق يف االحتجاج‪223 .................................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تسليم شهادة العمل وارتباطها بدفع األجر‪223..........................................‬‬
‫أوال‪ :‬مضمون شهادة العمل‪224...................................................................‬‬
‫‪.1‬البيانات اإللزامية‪224...........................................................................‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.2‬البيانات الكمالية‪226...........................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬حجية شهادة العمل‪227......................................................................‬‬
‫‪ .1‬بالنسبة للمستخدم‪227.........................................................................‬‬
‫‪.2‬بالنسبة للمستخدم اجلديد‪227.................................................................. .‬‬
‫‪.3‬بالنسبة للعامل‪228.............................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬اجلزاءات املوقعة على املستخدم يف حالة االمتناع‪228...........................................‬‬
‫ة‬ ‫ة عالق‬ ‫د نهاي‬ ‫ة عن‬ ‫الغ المالي‬ ‫ف المب‬ ‫دفع مختل‬ ‫تزام ب‬ ‫اني‪:‬ال‬ ‫المبحث الث‬
‫العمل……‪231.....................‬‬
‫املطلب األول‪:‬التزام املستخدم بدفع التعويضات‪232.................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعويض النقدي عن التسريح االقتصادي‪232..........................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعويض عن مهلة اإلخطار ‪233.............................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬حتديد طبيعة تعويض هناية العمل‪234...........................................................‬‬
‫‪.1‬تعويض هناية العمل مكافأة تكميلية لألجر‪235...................................................‬‬
‫‪.2‬تعويض هناية العمل تعويض عن الضرر‪236......................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪:‬التعويضات يف حالة التسريح التعسفي‪237..............................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعويض يف حالة عقد العمل غري احملدد املدة ‪237..............................................‬‬
‫‪. 1‬التعويض عن التسريح املخالف لإلجراءات‪237...................................................‬‬
‫‪. 2‬التعويض عن التسريح التعسفي‪239..............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعويض يف حالة عقد العمل احملدد املدة‪244...................................................‬‬
‫‪. 1‬حتديد التعويض‪245............................................................................‬‬
‫‪. 2‬كيفية تقدير التعويض‪245......................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪:‬تدخل هيئات الضمان لدفع احلقوق املالية عند هناية عالقة العمل‪246.....................‬‬
‫الفرع األول‪:‬التعويض عن التسريح االقتصادي‪248..................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التقاعد املسبق‪249..........................................................................‬‬
‫‪.1‬االداءات اليت يستفيد منها األجري‪249............................................................‬‬
‫‪ .2‬حساب معاش التقاعد املسبق‪249...............................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬نظام التأ مني عن البطالة‪250...................................................................‬‬
‫‪.1‬طبيعة اداءات التعويض عن البطالة‪251...........................................................‬‬
‫‪ .2‬االداءات املالية اليت يستفيد منها األجري‪252.....................................................‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- 3‬األحكام اخلاصة بالتعويض عن البطالة‪255.......................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬التعويضات األخرى‪257..............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬يف حالة التقاعد‪257.........................................................................‬‬
‫‪. 1‬منحة التقاعد‪257..............................................................................‬‬
‫‪. 2‬معاش التقاعد‪257..............................................................................‬‬
‫‪. 3‬األجر كأساس حلساب معاش التقاعد‪258........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬يف حالة العجز الكلي‪260....................................................................‬‬
‫‪. 1‬التعويض النقدي عن العجز الكلي ألسباب صحية‪260............................................‬‬
‫‪ 2.‬اجلمع بني املعاش وتعويضات أخرى‪264.........................................................‬‬
‫‪. 3‬التعويض النقدي عن العجز الكلي الناجم عن حادت عمل أو مرض مهين‪265......................‬‬
‫ثالثا‪ :‬األداءات يف حالة الوفاة‪266..................................................................‬‬
‫‪. 1‬عالقة األجر مبنحة الوفاة‪266....................................................................‬‬
‫‪.2‬التعويض عن الوفاة‪267.........................................................................‬‬
‫‪ .3‬منحة الوفاة‪268..............................................................................‬‬
‫ة ‪......................................................................................‬‬ ‫الخاتم‬
‫‪271‬‬
‫ع‪......................................................................................‬‬ ‫المراج‬
‫‪277‬‬
‫ق ‪.....................................................................................‬‬
‫‪..‬‬ ‫المالح‬
‫‪295‬‬
‫الفهرس‪322.....................................................................................‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬
33
1

You might also like