‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭ‬
‫ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺑﻨﺎء ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ‪،‬‬

‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﺳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﻔﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎء ﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﺔ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺳﻮﺍء ﻟﻔﻈﻴﺎ ﺃﻭ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻭ‬
‫ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﺘﺘﺸﺘﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭ ﻳﻌﻴﺶ‬
‫ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻨﻌﺰﻻ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻣﻨﻔﺮﺩﺓ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ‬
‫ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺣﺒﻮﺏ ﺍﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﻨﺎء ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﻭ ﻣﻤﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ‪،‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ‬
‫ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻷﺑﻨﺎء ﻭ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺗﺰﺭﻋﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺃﻭ ﺷﺮ‪ ،‬ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻻﺑﻨﻪ ﺣﺐ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻻﻳﺜﺎﺭ ﻭ ﻟﻄﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺳﻮء ﺍﻟﺨﻠﻖ‪.‬‬

‫ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ‬
‫ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﻢ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺒﻌﺔ ﺑﺎﻟﺤﺐ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻭ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﻧﺤﻮ‬
‫ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺎء ﻭ ﺗﻘﺪﻳﻢ‬
 ‫ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺘﻬﻢ ﺗﻌﺎﻳﺸﺎ ﺳﻠﻤﻴﺎ ﻭ ﻧﺰﻳﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﻟﺬﻙ ﻓﺎﻷﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺍﻻﺑﻦ ﺩﺍﺧﻞ‬
‫ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺒﻴﺖ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ً ﺑﺮﺍﺣﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺍﻻﺳﺮ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺑﻨﺎء ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻸﺳﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ ‪ ،‬ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻴﺶ‬
‫ﺍﻷﺑﻨﺎء ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ﻓﺘﻨﻘﺺ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭ ﻳﻌﻴﺶ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪.‬‬

‫ﺍﻷﺑﻨﺎء ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻭﻣﺼﺪﺭ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﻤﺎ ﻓﻬﻢ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ‬
‫ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻭ ﻫﻢ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻭﻓﺮﺣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻷﺳﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﻫﻢ ﻧﻮﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ‪.‬‬