You are on page 1of 34

‫تلوث ضوضائي‬

‫التلوث السمعي أو التلوث الضوضائي هو خليط‬


‫متنافر من األصوات ذات استمرارية غير مرغوب فيها‪،‬‬
‫وتحدث عادة بسبب التقدم الصناعي‪ ،‬يرتبط التلوث‬
‫السمعي أو الضوضائي ارتباطًا وثيقًا في األماكن‬
‫المتقدمة وخاصة األماكن الصناعية‪ .‬وتقاس عادًة‬
‫بمقاييس مستوى الصوت‪ ،‬والديسيبل هي الوحدة‬
‫المعروفة عالميًا لقياس الصوت وشدة الضوضاء‪]1[.‬‬
‫هبوط طائرة بوينغ ‪ 400-747‬تعبُر قريبة من البيوت على مدرج مطار هيثرو بلندن‪ ،‬إنجلترا‪.‬‬

‫ضوضاء المدن‬
‫أصبحت الضوضاء السمة الرئيسية للمدن‪ ،‬والتزاحم هو‬
‫المسؤول األول عن ذلك‪ ،‬ويعتبر معظم سكان المدن أن‬
‫الضوضاء الزائدة تحتل المرتبة الثانية مباشرًة بعد تلوث‬
‫المياه بين القضايا البيئية التي تحظي باهتمامهم‪.‬‬
‫وأظهرت دراسة قامت بها إدارة اإلسكان والتنمية‬
‫الحضرية في الواليات المتحدة األمريكية أن سكان‬
‫المدن في أغلب األحوال اعتبروا أن الضوضاء هي أسوأ‬
‫صفة لمنطقة السكن‪ ،‬كما تم تحديد الضوضاء والجريمة‬
‫هما أكبر عاملين ضمن العوامل التي تؤدي إلى رغبة‬
‫الناس في االنتقال إلى جزء آخر من المدينة‪ ]2[.‬ولذلك‬
‫الضوضاء في المدن مشكلة دائمة ومزمنة‪.‬‬
‫قياس الضوضاء ومستوياته‬

‫الزحام الليلي أحد سمات منطقة وسط البلد بالقاهرة‪.‬‬

‫يمكن قياس الضوضاء بطرق فيزيائية ُي عّب ر عنها‬


‫بالديسيبل أو الفون‪ ،‬فمثًال ُي قّد ر كالم الفرد العادي من‬
‫‪ 50‬إلى ‪ 60‬ديسبيل‪ ،‬والضوضاء الناجمة عن بوق مثًال‬
‫تساوي ‪ 100‬ديسيبل‪ .‬وقد تصل حركة األجسام‬
‫وحفيف المالبس إلى ‪ 20‬ديسيبل‪ .‬ولكن الضوضاء التي‬
‫تزيد شدتها عن ‪ 30‬فونًا تسبب اضطرابات نفسية‪،‬‬
‫والضوضاء التي تبلغ ما بين ‪ 60‬و‪ 90‬فونًا تسبب‬
‫متاعب نفسية وعصبية وعيوبًا في درجة السمع‪ .‬أما‬
‫الضوضاء التي تزيد عن ‪ 120‬فونًا فتؤثر تأثيرًا مباشرًا‬
‫األذن‪]3[.‬‬ ‫على خاليا الكتلة العصبية داخل‬

‫وفي دراسة أجرتها وزارة الصحة المصرية عام ‪1988‬‬


‫في القاهرة وضواحيها‪ ،‬تم قياس الضوضاء طوال‬
‫فترات األيام المتعاقبة (‪ 8‬ساعات لكل يوم) بمنطقة‬
‫وسط البلد المكتظة بالسكان والمحال التجارية‪ ،‬ثبت‬
‫تراوح شدة الضوضاء بين ‪ 58‬ديسيبل بالمناطق‬
‫السكنية الهادئة‪ ،‬و‪ 73.5‬ديسيبل بالمناطق السكنية‬
‫المزدحمة مساًء ‪ ،‬وفي وسط المدينة تراوحت بين ‪64.5‬‬
‫ديسيبل‪]4[.‬‬ ‫و‪69.2‬‬

‫ويعتقد البعض أن مصدر الضوضاء يتمثل في البيئة‬


‫الخارجية فقط‪ ،‬لكن من الممكن أن تكون البيئة الداخلية‬
‫أيضًا هي مصدر للضوضاء‪ .‬وبصفة عامة يرتبط فقدان‬
‫السمع الدائم بمستويات الضوضاء التي تزيد على ‪85‬‬
‫ديسيبل‪ ،‬وقد يتعرض الشخص لمستويات ضوضاء‬
‫معتادة بالمنزل؛ وبمرور الوقت يفقد اإلنسان حاسة‬
‫السمع‪ ،‬وقد يحدث ان السمع أيضًا نتيجة التعرض‬
‫المفاجئ للضوضاء‪ ،‬مثل سماع صوت انفجار ألعاب‬
‫نارية‪]5[.‬‬

‫مصادر الضوضاء‬

‫حركة المرور المتزايدة في عّم ان تزيد من نمو المدن كغيرها من المدن الكبيرة‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة ضجيج المركبات‪.‬‬

‫يمكن تصنيف مصادر الضوضاء إلى عدة تصنيفات‪ ،‬من‬


‫أهمها‪:‬‬

‫ضوضاء وسائل المواصالت والطرق‬


‫تعتبر ضوضاء المواصالت والطرق السبب األول‬
‫للضوضاء البيئية في بعض الدول‪ ،‬ففي مصر مثًال مصر‬
‫تمثل حوالي ‪ % 60‬من أسباب الضوضاء‪ .‬وتنقسم‬
‫إلى‪]6[:‬‬

‫ضوضاء السيارات‪ :‬ففي دراسة أعدت سكان المدن‬


‫األردنية‪ ،‬تبين بعد قياس منسوب الضجيج المروري‬
‫في ‪ 47‬موقعًا في العاصمة عّم ان وحدها أنه يصل‬
‫إلى ‪ 78.5‬ديسيبل؛ مما يسبب الضيق للساكنين‪ .‬كما‬
‫تبين ذلك الضجيج عند التقاطعات المحكومة‬
‫بإشارات ضوئية‪ ،‬فيتأثر بالمسافة عن خط التوقف‬
‫عند اإلشارة‪ ]7[.‬كما توجد مشكالت صحية مرتبطة‬
‫بحركة المرور في المدن عامة‪ ،‬إذ أن زيادة حركة‬
‫المرور ‪-‬بصفة عامة‪ -‬وزيادة حركة العربات بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬تعتبر من أهم الخصائص التي تميز التنمية‬
‫في المدن‪ ،‬فحركة المرور تزيد بدرجة أكثر من نمو‬
‫المدن‪ ،‬وكلما أشتدت حركة المرور أكثر وأكثر في‬
‫الشوارع‪]8[.‬‬ ‫المدن كلما زادت الضوضاء في‬
‫ضوضاء السكك الحديدية‪ :‬وهي مشكلة تؤرق‬
‫القاطنين بالقرب من السكك الحديدة أو محطات‬
‫القطارات‪ ،‬حيث ارتفاع صرير عجالت القطارات على‬
‫القضبان‪ ،‬وإن كانت مشكلة أقل تعقيدًا مقارنة‬
‫بضجيج السيارات بالنسبة للسكان‪.‬‬
‫ضوضاء الطائرات‪ :‬وتظهر هذه المشكلة لألشخاص‬
‫الذين يعيشون بالقرب من المطارات بشكل عام‪ .‬وإن‬
‫أصبحت الطائرات اآلن أقل إزعاجًا بسبب التقدم في‬
‫الطائرات‪]9[.‬‬ ‫صناعة‬

‫الضوضاء االجتماعية‬

‫أي التي تحدث في المحيط السكني‪ ،‬وتأتي على قمة‬


‫أنواع الضوضاء‪ .‬ولها عدة مصادر لالنبعاث‪ ،‬كضجيج‬
‫الحيوانات األليفة أو الضالة كالكالب والقطط‪،‬‬
‫والضجيج الصادر عن األعمال المنزلية اليومية‪،‬‬
‫واألصوات المرتفعة الصادرة عن األشخاص‪ ،‬وأصوات‬
‫الموسيقى الصاخبة كموسيقى الروك والميتال‪.‬‬

‫ضوضاء المصانع‬

‫تعد من أخطر أنواع الضوضاء‪ ،‬ويكون مصدرها المصانع‬


‫أو الورش‪ .‬وتؤثر على العاملين في هذه األماكن‪ ،‬وعلى‬
‫السكان القاطنين بجوار المناطق الصناعية‪ .‬وتتأثر‬
‫الحواس السمعية للعاملين بالمصانع الكبيرة يومًا بعد‬
‫الطويل‪]10[.‬‬ ‫يوم‪ ،‬وقد تؤدي إلى الصمم على المدى‬

‫المصانع والورش الحرفية‪ :‬إن عالم الصناعة الذي يتجه‬


‫نحو تشييد العديد من المصانع والورش بمعدالت‬
‫سريعة وطاغية‪ ،‬إنما يتجه في الوقت ذاته نحو بناء‬
‫مجتمعات تسودها الضوضاء‪ ،‬ويمزق هدوءها الضجيج‬
‫والصخب‪ .‬وتعد المصانع والورش الحرفية مصدرًا‬
‫رئيسيًا للضوضاء‪ ،‬مثل صناعة السفن ومصانع الحديد‬
‫والصلب والصناعات المعدنية‪ ،‬واختبارات محركات‬
‫الديزل‪ ،‬وصناعة النسيج والزجاج والمسابك‪ ،‬وصناعة‬
‫المراجل البخارية والمكابس والمناجم وورش التجارة‬
‫الميكانيكية وتقطيع األخشاب ومصانع الورق والمطابع‪..‬‬
‫وغيرها‪ .‬وباإلضافة للمصانع توجد ورش إصالح‬
‫السيارات والسمكرة وغيرها من المحالت المقلقة‬
‫للراحة‪ ،‬فضجيج الورش يشكل تلوثًا للبيئة يكدر راحة‬
‫المواطنين والسيما في المناطق القريبة منها‪ .‬ويرتبط‬
‫بالمصانع والورش‪ ،‬عمليات البناء والتشييد وخاصة‬
‫مطارق أوناش البناء ودق األعمدة واألساسات‬
‫الخرسانية‪ ،‬التي تتوالها شركات البناء ومقاولي التشييد‬
‫الذين يستخدمون آالت ومعدات‪ ،‬في عمليات الحفر‬
‫والبناء تسبب ضوضاء مزعجة جدًا ‪]11[.‬‬
‫ضوضاء الماء‬

‫يظهر هذا النوع من الضوضاء في البحار والمحيطات‬


‫بشكِل خاص‪ ،‬وفي الماء بشكٍل عام‪ ،‬ويتأثر بهذا النوع‬
‫من الضوضاء بجانب اإلنسان معظم الكائنات التي‬
‫تعيش في المياه‪ .‬فصوت األمواج قد يكون مصدرًا‬
‫إلزعاج البعض‪ ،‬كذلك محركات السفن أو حتى صوت‬
‫بعض األسماك؛ والتي يتأثر بها بعض الكائنات البحرية‬
‫مثل الحوت‪ .‬إن األغنية التي يتغنى بها الحوت مشهورة‬
‫منذ سنوات عديدة لكنها ليست مجرد أصوات يطلقها‪،‬‬
‫ومن االعتقاد القوي أن الحوت يستخدم هذه األغنية‬
‫لكي يتصل بغيره من الحيتان التي تبعد عنه مئات‬
‫األميال‪ .‬وبازدياد هذه الضوضاء يزداد الخوف من عدم‬
‫مقدرة الحيتان علي العثور أو االتصال أو سماع بعضهم‬
‫البعض األمر الذي يؤثر على الهجرة الجماعية لهم ومن‬
‫ثمَّ مقدرتهم على التكاثر وتعرضهم لالنقراض‪.‬‬
‫أنواع التلوث الضوضائي‬
‫تلوث مزمن‪ :‬هو تعرض دائم ومستمر لمصدر‬
‫الضوضاء وقد يحدث ضعف مستديم في السمع‪.‬‬
‫تلوث مؤقت ذو أضرار فسيولوجية‪ :‬وهو تعرض‬
‫لفترات محدودة لمصدر أو مصادر الضوضاء ومثال‬
‫ذلك التعرض للمفرقعات‪ ،‬ويؤدي إلى إصابة األذن‬
‫الوسطى وقد يحدث تلف داخلي‪.‬‬
‫تلوث مؤقت دون ضرر‪ :‬تعرض لفترة محدودة‬
‫لمصدر ضوضاء‪ ،‬كضجيج الشوارع واألماكن‬
‫المزدحمة أو الورش‪ ،‬ويؤدي إلى ضعف مؤقت في‬
‫بسيطة‪]12[.‬‬ ‫السمع يعود لحالته الطبيعية بعد فترة‬
‫اآلثار الضارة المترتبة على الضوضاء‬

‫أعمال الحفر أحد األعمال التي ينتج عنها ضوضاء شديدة‪.‬‬

‫ال توجد وسيلة دقيقة لتعيين نوع العالقة بين الضوضاء‬


‫واآلثار الناتجة عنه‪ ،‬ألن هذه اآلثار تختلف من شخص‬
‫منها‪]13[:‬‬ ‫آلخر‪ ،‬وهي تعتمد على عدة عوامل‪،‬‬

‫شدة الصوت ودرجته‪ ،‬ويتناسب التأثير وشدة‬


‫الخطورة طرديًا مع فترة التعرض‪.‬‬
‫حدة الصوت‪ ،‬األصوات الحادة أكثر تأثيرًا من‬
‫الغليظة‪.‬‬
‫المسافة من مصدر الصوت‪ ،‬كلما قلت المسافة زاد‬
‫التأثير‪.‬‬
‫فجائية الصوت‪ ،‬فالصوت المفاجئ أكثر تأثيرُا من‬
‫الضجة المستمرة‪.‬‬
‫نوع العمل الذي يزاوله اإلنسان أثناء تعرضه‬
‫للضوضاء‪ ،‬مثل األعمال التي تحتاج لتركيز شديد‬
‫غير األعمال العادية‪.‬‬

‫االضطرابات السمعية‬

‫إن تركيز موجات صوتية بقوة معينة على األذن من‬


‫شأنها أن تحدث تلفًا لقدرة اإلنسان السمعية‪ .‬فعندما‬
‫يتعرض اإلنسان إلى صوت شدته (‪ 70‬ديسيبل) يبدأ‬
‫باالنزعاج منه‪ ،‬وعند شدة صوت تساوي (‪ 90‬ديسيبل)‬
‫فأكثر تبدأ أعضاء الجسم في التأثر‪ ،‬وإذا استمرت‬
‫الضوضاء لفترة طويلة أصيب اإلنسان بالصمم إذ تؤدي‬
‫شدة الصوت العالية إلى إتالف الخاليا العصبية‬
‫الموجودة باألذن الداخلية‪ ،‬وتتآكل هذه الخاليا‬
‫بالتدريج‪ .‬ويعرف هذا النوع من الصمم بالصمم العصبي‪،‬‬
‫ويعاني المصاب به من قلة االنتباه بالتدريج وفقدان‬
‫الشعور باألصوات المحيطة حتى لو وصلت إلى درجة‬
‫الضوضاء نفسها‪ .‬وفي هذا المجال أثبتت الدراسات‬
‫الحديثة التي أجريت على عمال المصانع‪ ،‬أنه من بين‬
‫كل خمسة عمال يوجد عامل مصاب بالصمم‪ .‬وهناك‬
‫نوع آخر من الصمم يطلق عليه الصمم السمعي‪،‬‬
‫ويتسبب عن تمزق غشاء طبلة األذن في حالة الضوضاء‬
‫الضجائية الشديدة مثل االنفجارات (أعلى من ‪140‬‬
‫ديسيبل) وقد يؤدي هذا النوع من الضوضاء إلى سكتة‬
‫القلب‪]14[.‬‬ ‫قلبية عند مرضى‬
‫اآلثار الفسيولوجية‬

‫للضوضاء أضرار عديدة خطيرة أحيانًا‪ ،‬فضوضاء‬


‫الشوارع بالمدن تؤثر في الدورة الدموية‪ ،‬إذ تتسبب في‬
‫الدم‪]15[،‬‬ ‫اضطرابات في وظائف القلب ورفع ضغط‬
‫وتنشئ اضطرابات الجهاز العصبي المستقل ذاتيًا‪،‬‬
‫مستقًال بذلك عن اإلدراك الذاتي للضوضاء‪ .‬وكذلك أثناء‬
‫النوم عندما ال يكون هناك إدراك للضوضاء‪ .‬كذلك كثرة‬
‫اإلجهاد السمعي يعمل على رفع ضغط السائل المخي‬
‫الشوكي‪]16[.‬‬ ‫والحبل‬

‫ومما تحدثه الضوضاء أيضًا التأخير في تقلصات المعدة‬


‫والنقص في افرازتها‪ ،‬كما توجد أمراض مصاحبة‬
‫للضوضاء تتمثل في ارتفاع ضغط الدم واآلالم العصبية‬
‫(النورليجا)‪ ،‬واضطرابات في األيض البروتيني وفي‬
‫تنظيم المواد الكربوهيدراتية‪ .‬وتؤثر المثيرات السمعية‬
‫على منحيات الجلوكوز‪ ،‬لذلك فإن مرضى السكر‬
‫يستجيبون بحساسية أكثر للضوضاء‪ ]17[.‬ويمكن حصر‬
‫تأثير الضجيج الفسيولوجي في نقاط‪ ،‬هي‪:‬‬

‫الصداع‪.‬‬
‫طنين األذن‪.‬‬
‫الدم‪]18[.‬‬ ‫ارتفاع ضغط‬
‫القرح‪.‬‬
‫األرق‪]19[.‬‬

‫أمراض التنفس المزمنة‪.‬‬


‫التطور السلبي للجنين‪.‬‬

‫اآلثار النفسية‬

‫استمرار الضجيج وارتفاع الصوت عن المعدل الطبيعي‬


‫يؤدي إلى نقص النشاط الحيوي والقلق وعدم االرتياح‬
‫الداخلي واالرتباك وعدم االنسجام‪ .‬فالتعرض للضوضاء‬
‫ثانية‪]20[.‬‬ ‫لمدة ثانية واحدة يقلل من التركيز لمدة ‪30‬‬
‫ويمكن حصر تأثير الضجيج النفسي في نقاط‪ ،‬هي‪:‬‬

‫العصاب الحصري‪.‬‬
‫التهيج واالنفعال‪.‬‬
‫اجتماعي‪]21[.‬‬ ‫سلوك غير‬
‫العنف‪]22[.‬‬

‫التأثير على قدرة اإلنسان اإلنتاجية‬

‫للضوضاء آثار خطيرة على أصحاب األعمال الذهنية‬


‫والفكرية‪ ،‬حيث نجد فروقًا محسوسة في اإلنتاج بين‬
‫العمل الذي يؤدى في جو هادئ‪ ،‬والعمل الذي يؤدى في‬
‫جو مشبع بالضوضاء‪ .‬فمن الثابت أن الضوضاء تسبب‬
‫حوالي (‪ )%50‬من األخطاء في الدراسات الميكانيكية‪،‬‬
‫وحوالي (‪ )%20‬من الحوادث المهنية‪ ،‬وكل ذلك يؤدي‬
‫إلى خفض القدرة اإلنتاجية للفرد والتأثير السلبي على‬
‫الناحية االقتصادية‪ .‬وبديهي أن ضعف اإلنتاج‬
‫وانخفاضه يؤثر بالضرورة على االقتصاد القومي للدولة‪،‬‬
‫لذلك يجب أخذ هذا العامل بعين االعتبار وتأمين بيئة‬
‫سليمة خالية من التلوث‪ ،‬في أماكن العمل‪ ،‬حتى تتحقق‬
‫الغاية المرجوة والهدف المنشود من العمل‬
‫واإلنتاج‪]24[]23[.‬‬

‫طرق مواجهة الضوضاء‬


‫توجد العديد من الطرق الفعالة والعملّي ة التي ُي مكن‬
‫إيجازها لخفض مستويات الصوت بالمنزل‪ ،‬ولذلك يجب‬
‫وضع قواعد ليتبعها األطفال والبالغين والعمال‬
‫والحكومات‪ ،‬ومن طرق الحد من الضوضاء‪:‬‬
‫لألطفال‬

‫يفضل توعية الطفل لتجنب استخدام اللعب التي‬


‫تحدث أصواتًا عالية وعدم استخدامها بالقرب من‬
‫أذنه‪]25[.‬‬

‫للعمال‬

‫يفضل ارتداء سدادات األذن عند استخدام األدوات في‬


‫الورش والمصانع أو استخدام آلة جز العشب أو‬
‫ماكينات أخرى تسبب الضوضاء‪ .‬أيضًا يجب اإلصالح‬
‫المستمر للمكائن التي توجد بالمصانع وبهذه الخطوة من‬
‫الممكن أن يقلل أو ُي عدم الضوضاء‪ ،‬مع تشديد المراقبة‬
‫على الصناعات وتعديل العمليات للسيطرة على‬
‫الضوضاء أثناء إصدار وتجديد رخص العمل‪.‬‬
‫للحكومات‬

‫‪ .1‬يجب إصدار التشريعات الالزمة وتطبيقها بحزم‬


‫لمنع استعمال منبهات السيارات ومراقبة‬
‫محركاتها وإيقاف تلك المصدرة لألصوات العالية‪.‬‬
‫كذلك إصدار قوانين حسب كل وحدة إدارية بأي‬
‫دولة منع استعمال مكبرات الصوت وأجهزة‬
‫التسجيل في شوارع المدينة والمقاهي‬
‫والمحالت العامة على سبيل المثال من الساعة‬
‫‪ 10‬مساء لغاية الساعة ‪ 5‬فجرًا ‪.‬‬
‫‪ .2‬نشر الوعي وذلك عن طريق وسائل اإلعالم‬
‫المختلفة ببيان أخطار هذا التلوث على الصحة‬
‫البشرية بحيث يدرك المرء أن الفضاء الصوتي‬
‫ليس ملكا شخصيا‪.‬‬
‫‪ .3‬تعتبر النباتات من أهم الطرق المتصاص‬
‫الضوضاء خصوصًا الضوضاء النبضية‪ .‬إن زراعة‬
‫األشجار مثل ‪ ،Casuarina‬بانيان‪ ،‬تمر هند‬
‫و‪ Neem‬على طول الطرق َأ و الشوارع العالية‬
‫يساعد في تخفيض الضوضاء في المدن‬
‫والبلدات‪.‬‬
‫‪ .4‬إبعاد المدارس والمستشفيات عن مصادر‬
‫الضجيج‪.‬‬
‫‪ .5‬إبعاد المطارات والمدن والمناطق اآلهلة بالسكان‬
‫مسافة ال تقل عن ‪ 30‬كم‪.‬‬
‫‪ .6‬يجب َأ ن تكون خطوط السكة الحديدية والطرق‬
‫السريعة بعيدة عن المناطق السكنية قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ .7‬التقليل من استعمال طرق النقل الخاصة واالتجاه‬
‫إلى النقل العام‪.‬‬
‫‪ .8‬الحد من استخدام أجهزة التنبيه في المدن‪.‬‬
‫‪ .9‬ضرورة اقامة عوازل صوت حول المباني المنتجة‬
‫لتقلل من شدة الضوضاء‪.‬‬
‫‪ .10‬الحد من اقامة المصانع ومحطات توليد الطاقة‬
‫بالقرب من التجمعات السكانية‪.‬‬
‫‪ .11‬استعمال المنتجين لتقنيات التقلل من الضوضاء‪.‬‬
‫‪ .12‬ضرورة اقامة حزام شجري أخضر حول المباني‬
‫التي تحتاج للهدوء‪.‬‬
‫‪ .13‬استخدام سدادات قطنية للعاملين بالمصانع‬
‫الرئيسة في الضوضاء‪.‬‬

‫الحماية التقنية للبيئة من التلوث الضوضائي‬

‫لقد كان للتقدم العلمي آثارًا بالغة وملحوظة في مكافحة‬


‫الضوضاء‪ ،‬من خالل التقنيات التي كشف عنها‪ .‬فكما أن‬
‫هذا التقدم ساعد على وجود الضوضاء‪ ،‬فإنه ساهم في‬
‫ابتكار الوسائل والحلول لتخفيف حدة الضوضاء‪.‬‬
‫ويمكن القول أن الحماية التقنية للبيئة في مواجهة‬
‫الضوضاء‪ ،‬تعتمد على عدة طرق أهمها‪:‬‬

‫‪-1‬تصميم آالت وماكينات أقل ضوضاًء وصوتًا‪ ،‬وإجراء‬


‫تعديالت في تصميمها تقلل من أصواتها ووضع صمامات‬
‫لمنع خروج األصوات المزعجة منها‪.‬‬

‫‪-2‬التحكم في اآلالت الموجودة بنفسها‪ ،‬بتعديل طريقة‬


‫عملها‪ ،‬أو إضافة بعض األجزاء الجديدة لها والتي قد‬
‫تمتص بعض الضجيج الصادر عنها‪.‬‬

‫‪-3‬يمكن منع أو تقليل الضوضاء بتغيير الخامات‬


‫المستخدمة في صناعة اآللة كاستخدام المطاط مثًال‬
‫بدًال من الحديد‪ ،‬أو وضع المطاط أو مواد عازلة للصوت‪،‬‬
‫على جدران المكان حتى تساعد على امتصاص جزء من‬
‫ضجيج اآلالت‪ ،‬ويعتبر حصر مصدر الضوضاء داخل‬
‫جدران عازلة للصوت من الوسائل التي تستخدم بكثرة‬
‫لحماية العمال في المصانع من ضوضاء اآلالت‬
‫والماكينات‪.‬‬

‫‪-4‬استخدام حاميات لحاسة السمع عند العمال بوضع‬


‫واقي أذن أو سماعات تقلل من الضوضاء‪ ،‬وتمنع‬
‫وصولها إلى األذن الداخلية‪.‬‬

‫‪-5‬يمكن بناء حجرات صغيرة من الزجاج العازل للصوت‪،‬‬


‫يجلس بها العمال داخل العنابر في المصانع في فترات‬
‫إلراحة سمعهم من الضوضاء الشديدة الموجودة بالعنبر‪،‬‬
‫ويمكنهم منها مراقبة الماكينات‪.‬‬

‫‪-6‬يجب أن تكون البيوت السكنية والمدارس ودور‬


‫الحضانة والمستشفيات‪ ،‬بعيدة عن مصادر الضوضاء‪،‬‬
‫وخاصة الطرق السريعة المزدحمة بوسائط النقل‬
‫وخطوط سكك ا لحديد‪.‬‬
‫‪-7‬إبعاد المطارات عن المدن والمناطق اآلهلة بالسكان‬
‫مسافة ال تقل عن (‪30‬كم)‪ ،‬وبناء حوائط صوتية مدرعة‬
‫حول مهابط الطائرات‪.‬‬

‫‪-8‬بالنسبة للقطارات يمكن تغطية عجالت القطارات‬


‫بالمطاط‪ ،‬كما هو الحال في القطارات التي تسير تحت‬
‫األرض (مترو األنفاق)‪.‬‬

‫‪-9‬بالنسبة للسيارات تكون المكافحة عن طريق تركيب‬


‫وسائل عزل الضوضاء فيها‪ ،‬وتشجيع إنتاج كواتم صوت‬
‫المحركات وأجهزة االحتراق الداخلي‪ ،‬وتستطيع الدولة‬
‫أن تخلق مضمارًا تتنافس فيه مصانع السيارات‪،‬‬
‫لتخفيض مستوى الضوضاء الصادرة عن محركات‬
‫السيارات بطرق عديدة مثل‪ :‬تخفيض الجمارك على‬
‫المواد األولية الالزمة لذلك وتخفيض الضرائب على تلك‬
‫السيارات‪.‬‬
‫‪-10‬االهتمام بتخطيط المدن وذلك بتعريض الشوارع‬
‫وتشجيرها وزيادة مساحة الحدائق المنتزهات العامة‬
‫داخل المدن‪ ،‬وخاصة المدن الصناعية‪ ،‬وقد لجأت كثير‬
‫من المدن إلى عمل ما يسمى بالحزام األخضر حول‬
‫المدن‪]26[.‬‬

‫انظر أيضًا‬
‫تلوث الهواء‬
‫تلوث الماء‬
‫تلوث الغذاء‬

‫مصادر‬
‫‪ .1‬فتحي محمد مصيلحي‪ ،‬الجغرافيا الصحية والطبية‪ ،‬دار‬
‫الماجد للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2008،‬صـ‪.161 :‬‬
‫‪ .2‬موري بريتشر وشيرلي لند‪ ،‬منازل صحية في عالم كله‬
‫سموم‪ ،‬ايتراك‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬صـ‪.249 :‬‬
‫‪ .3‬باكاكس ت‪ ،.‬األبعاد الصحية للتحضر‪ ،‬ترجمة عبد‬
‫الرحمن الشرنوبي‪ ،‬الجمعية الجغرافية الكويتية‪،‬‬
‫الكويت‪ ،1985 ،‬صـ‪.185 - 183 :‬‬
‫‪ .4‬المجالس القومية المتخصصة‪ ،‬دراسة عن شدة‬
‫الضوضاء وتأثيرها في القاهرة الكبرى وضواحيها‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،1988 ،‬صـ‪.66 :‬‬
‫‪ .5‬فتحي محمد مصيلحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صـ‪.163 :‬‬
http://www.eeaa.gov.eg/English/r( .‫ الضوضاء‬.6
eports/soe2006/SOE-PDF/1-%D8%A7%D9%
84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%
D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%A
7%D9%84%D9%87%D9%88%D8%A7%D8%A
1/02-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%88%D
8%B6%D8%A7%D8%A1/2-noise-nov-final.pd
https://web.arch( ‫ نسخة محفوظة‬.)PDF ‫) ملف‬f
ive.org/web/20160314095404/http://eeaa.
gov.eg/english/reports/soe2006/soe-pdf/1-
%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A
8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D
9%84-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D
8%A7%D8%A1/02-%D8%A7%D9%84%D8%B
6%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%A1/2-nois
‫ على موقع واي‬2016 ‫ مارس‬14 )e-nov-final.pdf
.‫باك مشين‬
‫‪ .7‬جبر سعيد جدعان‪ ،‬أثر الضجيج المروري على سكان‬
‫المناطق الحضرية في األردن‪ ،‬المركز الديموغرافي‬
‫بالقاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ .8‬باكاكس ت‪ ،.‬مرجع سابق‪ ،‬صـ‪.178 :‬‬
‫‪ .9‬البيئة ‪ -‬التلوث السمعي (الضوضاء)‪http://health.9( .‬‬
‫‪)ll9.com/Environment/Pollution/Noise.htm‬‬
‫موقع الصحة‪ .‬نسخة محفوظة (‪https://web.archiv‬‬
‫‪e.org/web/20120203111610/http://health.‬‬
‫‪9ll9.com/Environment/Pollution/Noise.ht‬‬
‫‪ 3 )m‬فبراير ‪ 2012‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬
‫‪ .10‬التلوث السمعي (الضوضاء)‪http://www.asnanak( .‬‬
‫‪a.com/m/Environment/Pollution/Noise.ht‬‬
‫‪ )m‬مركز أسنانك لطب األسنان‪ .‬نسخة محفوظة (‪htt‬‬
‫‪ps://web.archive.org/web/2017061513152‬‬
‫‪3/http://www.asnanaka.com/m/Environme‬‬
‫‪ 15 )nt/Pollution/Noise.htm‬يونيو ‪ 2017‬على‬
‫موقع واي باك مشين‪.‬‬
‫‪ .11‬أحمد محمود سعد‪.‬استقراء لقواعد المسؤولية المدنية‬
‫في منازعات التلوث البيئي‪ .‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫القاهرة‪ .1994 .‬ص‪.198‬‬
‫‪ .12‬التلوث الضوضائي‪http://www.draloufi.com/P( .‬‬
‫‪( )OLLUTION/7.pdf‬ملف ‪ )PDF‬نسخة محفوظة‬
‫(‪https://web.archive.org/web/2020040920‬‬
‫‪5946/http://www.draloufi.com/POLLUTIO‬‬
‫‪ 9 )N/7.pdf‬أبريل ‪ 2020‬على موقع واي باك‬
‫مشين‪[.‬وصلة مكسورة]‬

‫‪ .13‬إبـتـعـْد عن الضوضاء‪http://www.siironline.or( .‬‬


‫‪ )g/alabwab/aladad19/001.htm‬معهد اإلمام‬
‫الشيرازي الدولي للدراسات‪ ،‬واشنطن‪ .‬نسخة محفوظة‬
‫(‪https://web.archive.org/web/2017061220‬‬
‫‪5648/http://www.siironline.org/alabwab/al‬‬
‫‪ 12 )adad19/001.htm‬يونيو ‪ 2017‬على موقع‬
‫واي باك مشين‪.‬‬
.‫ دار النهضة العربية‬.‫ حماية السكنية العامة‬.‫ داود الباز‬.14
.188‫ ص‬.1998 .‫القاهرة‬
Road noise link to blood pressure. (http://ne .15
ws.bbc.co.uk/2/hi/health/8247217.stm)
‫ نسخة‬.BBC News, 10 September 2009
https://web.archive.org/web/2017( ‫محفوظة‬
1003080409/http://news.bbc.co.uk/2/hi/he
‫ على موقع‬2017 ‫ أكتوبر‬03 )alth/8247217.stm
.‫واي باك مشين‬
.164 :‫ صـ‬،‫ مرجع سابق‬،‫ فتحي محمد مصيلحي‬.16
.188 :‫ صـ‬،‫ مرجع سابق‬،.‫ باكاكس ت‬.17
AUGENSTEIN, J.S., and TANIS, D.C. .18
AUGENSTEIN, D.G., (1981) Noise raises
blood pressure without impairing auditory
.sensitivity. Science, 211, 1450 - 1452
PEARSONS, K.S., BARBER, D.S., and .19
TABACHNICK, B.G. (1989) Analyses of the
predictability of noise-induced sleep
disturbance. US. Aire Force rept. HSD-TR-
89-029. Air Force Systems Command,
.Brooks AFB, TX
htt( .‫ اآلثار الصحية والنفسية الناتجة عن الضوضاء‬.20
p://www.alshamsi.net/friends/b7ooth/healt
‫ نسخة محفوظة‬.‫) بحوث ودراسات‬h/daodaa.html
https://web.archive.org/web/2012022817(
5744/http://www.alshamsi.net/friends/b7o
‫ على‬2012 ‫ فبراير‬28 )oth/health/daodaa.html
]‫[وصلة مكسورة‬.‫مشين‬ ‫موقع واي باك‬
PERCIVAL, L. and LOEB, M. (1980) Influence .21
of noise characteristics on behavioral
aftereffects. Human Factors, 22. 341-352.
.PETERSON, E.A
‫‪GLASS, D.C. and SINGER, J.E. (1972) Urban .22‬‬
‫‪Stress: Experiments on Noise and Social‬‬
‫‪.Stressors. NY, Academic Press‬‬
‫‪ .23‬العودات وباصهي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪97‬‬
‫‪ .24‬أحمد محمود سعد‪ ،‬استقراء لقواعد المسؤولية المدنية‬
‫في منازعات التلوث البيئي‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،1994 ،‬ص‪197‬‬
‫‪ .25‬موري بريتشر وشيرلي لند‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صـ‪.275 :‬‬
‫‪ .26‬حسن شحاتة‪.‬التلوث البيئي فيروس العصر‪ .‬ص‪229‬‬
‫ومابعدها‪.‬‬

‫في كومنز صور وملفات عن‪ :‬تلوث ضوضائي‬

‫بوابة علم البيئة‬


‫مجلوبة من «?‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php‬‬
‫‪&oldid=60065406‬تلوث_ضوضائي=‪»title‬‬

‫آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،2022‬الساعة‬


‫‪• .12:48‬‬
‫المحتوى متاح وفق ‪ CC BY-SA 3.0‬إن لم يرد خالف ذلك‪.‬‬

You might also like