You are on page 1of 5

‫﴿شرح لب األصول من علم األصول﴾‬

‫ألقاها‬

‫فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري حفظه اهلل تعالى ورعاه‬
‫المحاضرة األولى‬

‫(‪ 1‬الربيع األول ‪ 1445‬ه‪ 16/‬سبتمبر ‪ 2023‬م)‬

‫مقدمة الشارح‬

‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أفضل األنبياء واملرسلني‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فأسأل اهلل جل وعال للجميع توفيقا خلريي الدنيا واآلخرة‪ .‬وجعلين اهلل وإي((اكم من عب((اده‬
‫الصاحلني وحزبه املتقني وأوليائه املفلحني وبعد‪:‬‬
‫فنحن الي((وم أم((ام ث((روة علمي((ة تتك((ون من إم((ام ع((رف بالفض((ل واملكان((ة ول((ه منزل((ة‬
‫عظيم((ة عن((د طالب العلم‪ .‬وه((و ممن عِّم ر‪ ،‬وبل((غ أك((ثر من مئ((ة س((نة يف حيات((ه‪ ،‬حيث ول((د‬
‫س ((نة مثان مئ ((ة وثالث ((ة وعش ((رين‪ ،‬وت ((ويف بع ((دها بقراب ((ة املئ ((ة أو زاد على ذل ((ك‪ .‬وق ((د عم ((ل‬
‫بالتعليم وعمل بالقضاء هو اإلمام العالمة زكريا األنصاري‪.‬‬

‫وله مشاركات خصوصا يف ثالثة فنون‪ :‬أوهلا يف األحاديث النبوي(ة س(واء م(ا يتعل(ق‬
‫بدراس ((تها رواي ((ة ودراي ((ة ومص ((طلحا أو فيم ((ا يتعل ((ق بعل ((وم التفس ((ري أو م ((ا يتعل ((ق بالفق ((ه‬
‫خصوصا الفقه الشافعي‪ .‬وقد ألف مؤلفات كثرية‪ ،‬وه(و ممن يش(ار إلي(ه بالربك(ة يف علوم(ه‬
‫ومؤلفاته‪ ،‬وقد ُتُلِّق َيْت مؤلفاته بالقبول‪.‬‬
‫والزاوي ((ة الثاني ((ة من ه ((ذه ال ((ثروة أهنا تتعل ((ق بعلم األص ((ول ال ((ذي في ((ه فوائ ((د عظيم ((ة‬
‫يتمكن ب ( ((ه اإلنس ( ((ان من معرف ( ((ة م ( ((ا يص ( ((ح االس( ((تدالل ب ( ((ه مما ال يص ( ((ح‪ ،‬ويتمكن ب ( ((ه من‬
‫اس ( ((تخراج األحك ( ((ام من كت ( ((اب اهلل وس ( ((نة رس ( ((وله ﷺ وب ( ((ه يع ( ((رف ع ( ((ددا من‬
‫املصطلحات اليت يستعملها علماء الشريعة يف فنون خمتلفة‪ .‬وبالتايل نعرف القيم(ة العظيم(ة‬
‫هلذا العلم‪.‬‬
‫وأم((ا ثالثه((ا فم((ا يتعل((ق بالكت((اب ال((ذي نتدارس((ه وه((و كت((اب "لب األص‪HH‬ول" وه((و‬
‫كتاب عين باجلمع بني طريقيت الشافعية واحلنفية‪.‬‬
‫ف ((أنتم تعلم ((ون أن املدارس ال ((يت يف الت ((أليف األص ((ويل أش ((هرها ثالث ((ة م ((دارس‪ :‬أوهلا‬
‫مدرسة الشافعية وهي اليت تعىن بتقرير القواعد بناء على أدلتها‪ .‬ومن أوائ((ل من أل((ف فيه((ا‬
‫اإلم( ((ام الش( ((افعي – رمحه اهلل ‪ ،-‬وق( ((د تت( ((ابعت املؤلف( ((ات على ه( ((ذه املدرس( ((ة من علم( ((اء‬
‫الش((افعية واملالكي((ة واحلنابل((ة‪ .‬واملدرس((ة الثاني((ة مدرس((ة احلنفي((ة ال((يت تع((ىن مبالحظ((ة القواع((د‬
‫اليت كان أئمة الشافعية األوائل يالحظوهنا يف استنباطهم بأحك((ام الوق((ائع من األدل((ة‪ .‬ومن‬
‫مث هن((اك مدرس((ة ثالث((ة تع((ىن ب((اجلمع بني ه((اتني املدرس((تني حبيث تع((ىن مبص((طلحات ك((ل من‬
‫املدرستني‪ ،‬فتجمع الطريقتني يف طريقة واحدة‪ .‬وهذه الطريقة هي اليت ُأِّل ف ه((ذا الكت((اب‬
‫"لب األص‪HH‬ول" عليه ((ا‪ .‬وق ((د ك ((ان ه ((ذا الكت ((اب مبثاب ((ة االختص ((ار لكت ((اب مجع اجلوام ((ع‪.‬‬
‫وبالت((ايل نع((رف أن مجع اجلوام((ع ه(و من الكتب ال((يت ع(نيت بالت((أليف األص((ويل على طريق((ة‬
‫مدرس((ة اجلم((ع بني املدرس((تني‪ .‬فه((ذا املختص((ر يس (ُري على نفس الطريق((ة وبالت((ايل نعلم أنن((ا‬
‫مجعنا ركائز كنوز يف دراستنا هلذا الكتاب "لب األصول"‪.‬‬

‫وعلم األص ((ول علم مهم‪ .‬وق ((د ك ((ان األئم ((ة يهتم ((ون ب ((ه‪ .‬وه ((و منبِث ق من ش ((يئني‪:‬‬
‫أوهلم((ا األدل((ة الش((رعية كتاب((ا وس((نة‪ .‬وثانيهم((ا قواع((د اللغ((ة العربي((ة‪ .‬وه((ذا الفن ل((ه مكانت((ه‪.‬‬
‫فه ((و ش ((رط من ش ((روط االجته ((اد‪ .‬وه ((و مما يعني اإلنس ((ان على التفري ((ق بني أن ((واع الكالم‬
‫وبني مدلول كل ج(زء من أج(زاء الكالم‪ .‬وه(و مما يعني اإلنس((ان على الق((درة على ت((رتيب‬
‫الكالم وض ((بطه واس ((تعمال األلف ((اظ يف حماهلا‪ .‬ول ((ذلك ف ((إن اإلنس ((ان يتق ((رب إىل اهلل ج ((ل‬
‫وعال بدراسة هذا العلم املوصل إىل درجة االجتهاد بالشريعة‪.‬‬
‫ولعلنا –إن شاء اهلل‪ -‬نتمكن من قراءة الكتاب يف فرتة وجيزة‪ .‬ونبت((دئ –إن ش((اء‬
‫اهلل‪ -‬اليوم بقراءة املقدمة‪ .‬فاليتفضل الطالب مشكورا‪ .‬بارك اهلل فيه ووفقكم اهلل للخري‪.‬‬
‫مقدمة املؤلف‬
‫احلمد هلل رب العاملني ‪ .........‬وينحصر مقصوده يف مقدمات وسبعة كتب‪.‬‬
‫هنا ابتدأ املؤلف بذكر شيء من املنهج الذي سيسري عليه وأشار إىل القوة العقلي(ة‪.‬‬
‫ذل ((ك أن العق ((ل م ((رة ي ((راد ب ((ه الق ((وة ال ((يت حيص ((ل هبا اإلدراك والتمي ((يز‪ .‬وم ((رة ي ((راد ب ((ه م ((ا‬
‫يس ( ((تفيده اإلنس ( ((ان من جتارب وخ ( ((ربات‪ .‬وم ( ((رة ي ( ((راد ب ( ((ه ق ( ((درة اإلنس ( ((ان على التحلي ( ((ل‬
‫والرتكيب واالستنتاج‪ .‬ومرة يراد بلفظ(ة العق(ل الق(درُة على معرف(ة ع(واقب األم(ور‪ .‬وعلى‬
‫كل ينبغي باإلنسان عند مرور هذه الكلمة به أن يعرف مراد املتكلم هبذه الكلمة‪.‬‬
‫وقول ( ((ه ((خمتص ( ((ر يف األص ( ((لني)) يع ( ((ين‪ :‬أص ( ((ول الفق ( ((ه وأص ( ((ول العقي ( ((دة‪ .‬وقول ( ((ه‬
‫((اختصرت فيه مجع اجلوام(ع)) ه(و كت(اب للعالم(ة الت(اج الس(بكي –رمحه اهلل تع(اىل‪ -‬مجع‬
‫في( ((ه بني اص( ((طالحي احلنفي( ((ة والش( ((افعية‪ .‬مث وض( ((ح طريقت( ((ه يف َس وق اخلالف يف املس( ((ائل‬
‫اخلالفي((ة‪ .‬ول((ذا ق((ال عن وج((ود املخالف((ة من املعتزل((ة‪(( :‬عن((دنا)) ك((ذا‪ ،‬واحلكم ((عن((دنا))‬
‫كذا‪ ،‬مبعىن أنه يؤيد أو يقرر ما يراه ويشري إىل خالف املعتزلة‪ .‬وإذا كان اخلالف من غري‬
‫املعتزلة قال‪(( :‬واألصح)) كذا‪ ،‬ليبني وجود اخلالف يف املسألة‪.‬‬
‫ويف ه((ذا س((ؤاُل اهلل ع((ز وج((ل للقب((ول‪ .‬أس((أل اهلل ج((ل وعال أن يتقب((ل م((ين ومنكم‬
‫قراءته وأن جيعله عمال نريد به رضا رب العزة واجلالل‪.‬‬
‫املقدمات‬
‫أصول الفقه‪ :‬أدلة الفقه اإلمجالية ‪ ........‬اخلامتة (ص ‪)20‬‬
‫عق ((د املؤل ((ف املق ((دمات املش ((تملة على ش ((يئني‪ :‬مق ((دمات متعلق ((ة ب ((العلم ومق ((دمات‬
‫متعلقات بتفسري مصطلحات ترد كثريا فيه‪ .‬فيه أمر ثالث وهو تقرير األحكام الشرعية‪.‬‬
‫ع( ( (ِّر ف أص ( ((ول الفق ( ((ه بتعري ( ((ف ((أص ( ((ول)) مجع ((أص ( ((ل))‪ .‬واملراد هبا القاع ( ((دة‬
‫واألس ((اس‪ .‬و((الفق ((ه)) هن ((ا ي ((راد ب ((ه مع ((ىن ع ((ام من املع ((ىن املعه ((ود وه ((و معرف ((ة األحك ((ام‬
‫الشرعية الدينية س(واء ك(انت من العقائ(د أو الف(روع‪ .‬وع(َّر ف أص(ول الفق(ه باعتب(ار تركيب(ه‬
‫من ثالثة أمور‪:‬‬
‫‪ -‬أوهلا ((أدل ((ة الفق ((ه اإلمجالي ((ة))‪ .‬واملراد ب ((ذلك م ((ا يس ((تند إلي ((ه يف األحك ((ام الفقهي ((ة‪.‬‬
‫قول ((ه ((اإلمجالي ((ة)) يع ((ين الكلي ((ة كقولن ((ا الق ((رآُن حج ((ة والس ((نة حج ((ة‪ .‬ه ((ذا دلي ((ل‬
‫إمجايل‪ .‬أما تفاصيل األحاديث واآليات فهي أدلة تفصيلية‪ .‬فهذا القسم األول‪.‬‬
‫‪ -‬والقس ((م الث ((اين ((ط ((رق اس ((تفادة جزئياهتا))‪ ،‬يع ((ين املس ((ائل ال ((يت توص ((ل إىل معرف ((ة‬
‫األحكام الشرعية ومتكن اإلنسان من استخراج األحكام من األدلة‪.‬‬
‫‪ -‬األمر الثالث ((حال مستفيديها)) سواء من اجملتهدين أو املقلدين‪.‬‬
‫قال ((وقيل‪ :‬معرفتها)) يعين قيل يف تعريف أصول الفقه معرفة أدلة الفقه اإلمجالي((ة‪ .‬وه((ذا‬
‫منهجان يف تعريف الفنون‪ .‬هل ُتنَس ب إىل أهله(ا فيق(ال معرف(ة والعلم بك(ذا أو أهنا حقيق(ة‬
‫ذاتية يف أصلها‪ ،‬حىت ولو مل يوجد عامل هبا‪Menit 19;29 gidza al qulub .‬‬

You might also like