Professional Documents
Culture Documents
إﺧﺎء -ﻋﺪل
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
ﻟﻠﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻮي
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
اﻟﻤﺆﻟﻔﻮن
وط
ﻣﺳﺗﺷﺎر ﺗرﺑوي ﺑﺎﻟﻣﻌﮭد اﻟﺗرﺑوي اﻟوطﻧﻲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟودود ﺑن ﺣﯾﺑل -
ﻣﺳﺗﺷﺎر ﺗرﺑوي ﺑﺎﻟﻣﻌﮭد اﻟﺗرﺑوي اﻟوطﻧﻲ ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻣﺣﻣد -
ﻧﻲ
1
ﻧﻲ
وط
ي اﻟ
2
رﺑو
اﻟﺗ
ﮭد
ﻣﻌ
اﻟ
ﺑﺳم ﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﯾم
ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎب
إﺧوﺗﻧﺎ اﻷﺳﺎﺗذة أﺑﻧﺎءﻧﺎ اﻟﺗﻼﻣﯾذ
ﯾﺳر ﻗﺳم اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﮭد اﻟﺗرﺑوي اﻟوطﻧﻲ أن ﯾﻘدم ﻟﻛم ﻛﺗﺎب اﻟﻔﻘﮫ واﻷﺻول ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن
اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺛﺎﻧوي.
وﻗد راﻋﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﺗـﺄﻟﯾﻔﮫ اﻷﻣور اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
– 1ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ وإﻣﻛﺎﻧﺎﺗﮭم اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ.
– 2أن ﺗﻛون اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﺻﺣﯾﺣـﺔ ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ ﺳﻠﺳﺔ ﻓﻲ أﺳﻠوﺑﮭﺎ وأن ﺗﻛون ﻋوﻧﺎ
ﻟﻠﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺑﺎﻛﻠورﯾﺎ.
– 3اﻻﺣﺗﯾﺎط ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟراﺟﺢ واﻟﻣﺷﮭور دون اﻟﺧـوض ﻓﻲ اﻷﻗوال
واﻵراء اﻟﻔرﻋﯾﺔ.
وﻗد ﻧﮭﺟﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﻟﯾف اﻟﻛﺗﺎب ﺧطﺔ ﻣﻐﺎﯾرة إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻟﻣﺎ ھو ﻣﺄﻟوف ﻓﻲ ﻛﺗب اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌب
اﻟ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧظرا إﻟﻰ أن ھذا اﻟﻛﺗﺎب ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺷﻌﺑﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،وﯾﺧﺗص ﺑﻣﺎدة اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ ) اﻟﻔﻘﮫ واﻷﺻول(
ﻣﻌ
أﻣﺎ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﮭــدﻓﺔ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ،ﻓﮭﻲ أﺳﺎﺳﺎ اﻟﺗﻼﻣﯾذ ﻟﯾﺟﻧﺑﮭم ﻋﻧﺎء اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺎدة ،وﻟﻛﻧﮫ دﻋﺎﻣﺔ
ووﺳﯾﻠﺔ ﻟﻸﺳﺗﺎذ ﺗﺳﺎﻋده ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟدروس وإﻧﺟﺎز اﻟﻣﻘرر إﻻ أﻧﮫ ﻟﯾس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟوﺣﯾد ﻟﮫ.
ﮭد
وإذا ﻛﻧﺎ ﻗد ﺣرﺻﻧﺎ – ﺟﮭدﻧﺎ -ﻋﻠﻰ أن ﯾﺧرج ھذا اﻟﻛﺗﺎب أﺟود ﻣﺎ ﯾﻛون ﺷﻛﻼ وﻣﺿﻣوﻧﺎ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧدﻋﻲ ﻟﮫ
اﻟﻛﻣﺎل ،ﺑل إﻧﻧﺎ ﻧﻌﺗﺑره – ﻛﺄي ﻋﻣل إﻧﺳﺎﻧﻲ – ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺧطﺈ واﻟﺗﻘﺻﯾر "وﻟو ﻛﺎن ﻣن ﻋﻧد ﻏﯾر ﷲ ﻟوﺟدوا ﻓﯾﮫ
اﻟﺗ
اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻛﺛﯾرا".
رﺑو
وھذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻌول ﻛﺛﯾرا ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺎت اﻷﺳﺎﺗذة واﻟﻣﺷرﻓﯾن اﻟﺗرﺑوﯾﯾن وﺣﺗﻰ اﻟﻣطﺎﻟﻌﯾن ﻟﻠﻛﺗﺎب
ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ طﺑﻌﺎﺗﮫ اﻟﻼﺣﻘﺔ.
ي اﻟ
3
ﻧﻲ
وط
ي اﻟ
4
رﺑو
اﻟﺗ
ﮭد
ﻣﻌ
اﻟ
ﻧﻲ
وط
ي اﻟ
5
رﺑو
اﻷﺻــول
اﻟﺗ
ﮭد
ﻣﻌ
اﻟ
ﻧﻲ
وط
ي اﻟ
6
رﺑو
اﻷﺻول
اﻟﺗ
ﻣﺑﺎﺣـث ﻋﻠـم
ﮭد
ﻣﻌ
اﻟ
اﻟدرس :1
اﻹﺠمﺎع
ﺘﻌر�ف اﻹﺠمﺎع:
اﻹﺠمﺎع ﻟﻐﺔ :اﻟﻌزم واﻻﺘﻔﺎق ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﻠمﺎ ذﻫبوا �ﻪ وأﺠمﻌوا أن �جﻌﻠوﻩ ﻓﻲ غ�ﺎ�ﺎت اﻟجب﴾) .(1
وﻓﻲ اﺼطﻼح اﻷﺼوﻟیین :ﻫو اﺘﻔﺎق ﻤجتﻬدي اﻷﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺤكم ﺸرﻋﻲ ﻓﻲ أي ﻋصر �ﻌد اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ
ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،ﻓﻼ �صﺢ اﻹﺠمﺎع ﻓﻲ ﺤ�ﺎﺘﻪ ﻋﻠ�ﻪ اﻟصﻼة واﻟسﻼم ﻻﺨتصﺎﺼﻪ �ﺎﻟتشر�ﻊ.
ﺸروطﻪ:
(1اﺘﻔﺎق ﺠم�ﻊ ﻤجتﻬدي اﻟﻌصر ﻋﻠﻰ اﻟحكم ،ﻓﻠو ﻟم �كن ﻓﻲ اﻟﻌصر إﻻ ﻤجتﻬد واﺤد رأى ﻓﻲ أﻤر رأ�ﺎ ﻟم
�كن ﻗوﻟﻪ إﺠمﺎﻋﺎ ،وﻻ �ﻌتبر ﻓﻲ اﻹﺠمﺎع اﺘﻔﺎق اﻟﻌوام ،ﻷﻨﻬم ﻟ�سوا ﻤن أﻫﻞ اﻟنظر ﻓﻲ اﻟشرع�ﺎت� ،مﺎ
اﻟ
ﻻ �ﻌتبر اﺘﻔﺎق أﻫﻞ اﻟمدﯿنﺔ اﻟمنورة إﻻ ﻋند اﻹﻤﺎم ﻤﺎﻟك ﻓﻲ ﻤﺎ طر�ﻘﻪ اﻟنﻘﻞ ،وﻻ �ﻌد ﻤن اﻹﺠمﺎع اﺘﻔﺎق
ﻣﻌ
اﻟخﻠﻔﺎء اﻷر�ﻌﺔ ﻋند اﻟجمﻬور وﻻ إﺠمﺎع أﻫﻞ اﻟبیت إﻻ ﻋند �ﻌض اﻟش�ﻌﺔ.
ﮭد
(2أن �ستند اﻹﺠمﺎع إﻟﻰ ﻤستند ﺸرﻋﻲ ،ذﻟك أن اﻟﻔتوى ﺒدون ﺸﺎﻫد ﻤن اﻟشرع ﺘﻘول ﻓﻲ اﻟدﯿن ،واﻟﻘول
ف�ﻪ ﺒﻼ ﺴند �ﺎطﻞ ،ﻓوظ�ﻔﺔ اﻟمجتﻬد اﺴتن�ﺎط اﻷﺤكﺎم ﻻ إﻨشﺎؤﻫﺎ ،ﻓﺎﻟمشرع ﻫو ﷲ وﺤدﻩ وﻟ�س اﻟمجتﻬد.
اﻟﺗ
(3أﻻ �كون اﻟمجتﻬد ﻤبتدﻋﺎ أو ﻓﺎﺴﻘﺎ ،ﻷن اﻻﺒتداع واﻟﻔسق �سﻘطﺎن اﻟﻌداﻟﺔ ،و�سﻘوطﻬﺎ ﺘنتﻔﻲ اﻟﻌصمﺔ
رﺑو
ﻤن اﻟخطﺈ اﻟواﺠب ﺘوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻹﺠمﺎع .وﻗیﻞ :اﻟﻔق�ﻪ اﻟمبتدع ﻤﻌتبر ﻓﻲ اﻹﺠمﺎع ﻤﺎ ﻟم �حكم ﻋﻠ�ﻪ
ي اﻟ
�ﺎﻟكﻔر ﻟبدﻋتﻪ.
(4اﻨﻘراض ﻤجتﻬدي اﻟﻌصر ،وﻓﻲ ﻫذا ﺨﻼف ﻓمذﻫب اﻟجمﻬور أﻨﻪ ﻏیر ﺸرط ،وذﻫب اﻟشﺎﻓﻌﻲ وأﺤمد
وط
وأﺒو اﻟحسن اﻷﺸﻌري ،وآﺨرون إﻟﻰ أﻨﻪ ﻻ ﯿنﻌﻘد اﻹﺠمﺎع إﻻ �ﺎﻨﻘراض اﻟمجمﻌین ﻻﺤتمﺎل رﺠوع
�ﻌضﻬم ﻋن رأ�ﻪ.
ﻧﻲ
واﻟمجتﻬد اﻟمﻌتبر ﻓﻲ اﻹﺠمﺎع ﻫو اﻟﻌﺎرف �مسﺎﺌﻞ اﻟﻔﻘﻪ وأدﻟتﻬﺎ ،وطرق اﺴتخراج اﻷﺤكﺎم ﻤنﻬﺎ.
وﻓكرة اﻹﺠمﺎع ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻗد ﺘدرﺠت ﻤن ﻋصر اﻟصحﺎ�ﺔ إﻟﻰ ﻋصر اﻷﺌمﺔ اﻟمجتﻬدﯿن ،وﺘم
اﻟتدرج ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ أدوار:
أوﻟﻬﺎ :أن اﻟصحﺎ�ﺔ �ﺎﻨوا �جتﻬدون ﻓﻲ اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟتﻲ ﺘﻌرض ﻟﻬم ،ﻓﻘد �ﺎن أﺒو �كر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ
�جمﻌﻬم و�ستشیرﻫم ،و��ﺎدﻟﻬم اﻟرأي ،ﻓﺈذا أﺠمﻌوا ﻋﻠﻰ أﻤر ﻤﻌین ﺴﺎرت ﻋﻠ�ﻪ ﺴ�ﺎﺴتﻪ ،و�ن اﺨتﻠﻔوا ﺘدارﺴوا ﺤتﻰ
ﯿنتﻬوا إﻟﻰ أﻤر ﺘﻘرﻩ ﺠمﺎﻋﺔ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻤنﻬم ،وﻫكذا �ﺎن �ﻔﻌﻞ ﻋمر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ .و�ذﻟك �كون اﻷﻤر ﻤجمﻌﺎ
ﻋﻠ�ﻪ ،و�نﺎل ﺒﻬذا اﻹﺠمﺎع ﻗوة ﻟ�ست ﻓﻲ اﻟرأي اﻟمنﻔرد.
ﺜﺎﻟثﻬﺎ :أن اﻟﻔﻘﻬﺎء �ﺎﻨوا ﺤر�صین ﻋﻠﻰ أن �ﻌرﻓوا ﻤواﻀﻊ اﻹﺠمﺎع ﻤن اﻟصحﺎ�ﺔ ﻓیت�ﻌوﻫﺎ ،وﻗد �ﺎن �ﻞ
ﻤجتﻬد ﺤر�صﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻻ �خرج ﻋمﺎ أﺠمﻊ ﻋﻠ�ﻪ اﻟصحﺎ�ﺔ ،وﻋﻠﻰ ان ﻻ �خرج ﺒرأي ﻏیر اﻵراء اﻟداﺌرة ﻓﻲ ﻤح�ط
ﺨﻼﻓﻬم.
إﻤكﺎﻨ�ﺔ اﻹﺠمﺎع:
ﻟﻘد ﺘنﺎﻗش اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ إﻤكﺎن اﻨﻌﻘﺎد اﻹﺠمﺎع ،وﻓﻲ وﻗوﻋﻪ ،وﻓﻲ ﺤجیتﻪ ،ﻓمنﻬم ﻤن ﻗﺎل :إن اﻹﺠمﺎع
اﻟ
�مﻌنﻰ اﺘﻔﺎق اﻟمجتﻬدﯿن ﻓﻲ �ﻞ ﻋصر ﻤن اﻟﻌصور ﻋﻠﻰ ﺤكم ﻏیر ﻤمكن ،ﻷن اﻟمجتﻬدﯿن ﻤتﻔرﻗون ﻓﻲ
ﻣﻌ
اﻷﻤصﺎر ،واﻟتﻘﺎؤﻫم ﻓﻲ ﻤكﺎن واﺤد �ستحیﻞ ﻋﺎدة ،واﺘﻔﺎﻗﻬم ﻤﻊ ﺘ�ﺎﻋد اﻟد�ﺎر وﺘنﺎﺌﻲ اﻷﻤصﺎر ﻏیر ﻤمكن ،إﻻ إذا
ﮭد
ﻛﺎن اﻹﺠمﺎع �ﻌتمد ﻋﻠﻰ ﻨص ﻗطﻌﻲ� ،ﺈﺠمﺎﻋﻬم ﻋﻠﻰ اﻟصﻠوات ،واﺴتق�ﺎل اﻟﻘبﻠﺔ ،ووﺠوب اﻟز�ﺎة واﻟص�ﺎم.
اﻟﺗ
و�ﻌض اﻟش�ﻌﺔ ،واﻟظﺎﻫر�ﺔ ،وﺴﻠ�م اﻟرازي) ،(2 ) (1
وﻤن اﻟﻘﺎﺌﻠین ﺒﻬذا اﻟرأي :إﺒراه�م ﺒن ﺴ�ﺎر )اﻟنظﺎم(
رﺑو
وآﺨرون ﻏیرﻫم.
ي اﻟ
وذﻫب ﺠمﻬور اﻟﻌﻠمﺎء إﻟﻰ أن اﻹﺠمﺎع �مكن اﻨﻌﻘﺎدﻩ ﻋﺎدة ،وﻗﺎﻟوا إن ﻤﺎ ذ�رﻩ ﻤنكرو إﻤكﺎﻨﻪ ﻻ �ﻌدو �وﻨﻪ
وط
ﺘشك�كﺎ ﻓﻲ أﻤر واﻗﻊ ،وﻗﺎﻟوا إن أظﻬر دﻟیﻞ ﻋﻠﻰ إﻤكﺎﻨﻪ – اﻨﻌﻘﺎدﻩ ﻓﻌﻼ ﻓﻘد ﺜبت إﺠمﺎع اﻷﻤﺔ ﻋﻠﻰ �ثیر ﻤن
اﻷﺤكﺎم اﻟتﻲ وﺼﻠتنﺎ �طر�ق اﻟتواﺘر � ،ﺎﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻓﺔ أﺒﻲ �كر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ،وﺘور�ث اﻟجدات اﻟسدس،
ﻧﻲ
وﺤجب اﺒن اﻻﺒن ﻤن اﻹرث �ﺎﻻﺒن ،وﻋﻠﻰ أن اﻹﺨوة ﻷب �ﻘوﻤون ﻤﻘﺎم اﻷﺸﻘﺎء إن ﻟم �كن أﺸﻘﺎء.
ﺤجیتﻪ:
اﻹﺠمﺎع ﻫو ﺜﺎﻟث اﻷدﻟﺔ اﻟشرع�ﺔ اﻟمتﻔق ﻋﻠیﻬﺎ ،واﺴتدل اﻟجمﻬور ﻋﻠﻰ ﺤجیتﻪ �ﺄدﻟﺔ ﻤنﻬﺎ:
8
(1أن ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ أﻤر اﻟمؤﻤنین �طﺎﻋتﻪ وطﺎﻋﺔ رﺴوﻟﻪ ،وأﻤرﻫم �طﺎﻋﺔ أوﻟﻲ اﻷﻤر ﻤنﻬم ﻓﻘﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ�﴿ :ﺎ
) (1
وﻟﻔظ اﻷﻤر ﻤﻌنﺎﻩ اﻟشﺄن ،وﻫو ﻋﺎم �شمﻞ أﯿﻬﺎ اﻟذﯿن آﻤنوا أط�ﻌوا ﷲ وأط�ﻌوا اﻟرﺴول وأوﻟﻲ اﻷﻤر ﻤنكم﴾
اﻷﻤر اﻟدﯿنﻲ واﻷﻤر اﻟدﻨیوي ،وأوﻟو اﻷﻤر اﻟدﻨیوي ﻫم اﻟمﻠوك واﻷﻤراء واﻟوﻻة ،وأوﻟو اﻷﻤر اﻟدﯿنﻲ ﻫم اﻟمجتﻬدون
وأﻫﻞ اﻟﻔت�ﺎ.
وﻗد ﻓسر �ﻌض اﻟمﻔسر�ن – وﻋﻠﻰ رأﺴﻬم اﺒن ع�ﺎس -أوﻟﻲ اﻷﻤر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ �ﺎﻟﻌﻠمﺎء ،وﻓسرﻫﺎ آﺨرون
�ﺎﻷﻤراء واﻟوﻻة.
واﻟظﺎﻫر اﻟتﻔسیر �مﺎ �شمﻞ اﻟجم�ﻊ ،و�مﺎ ﯿوﺠب طﺎﻋﺔ �ﻞ ﻓر�ق ف�مﺎ ﻫو ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ،ﻓﺈذا أﺠمﻊ أوﻟو اﻷﻤر
ﻓﻲ اﻟتشر�ﻊ –وﻫم اﻟمجتﻬدون -ﻋﻠﻰ ﺤكم وﺠب اﺘ�ﺎﻋﻪ ،وﺘنﻔیذ ﺤكمﻬم ﺒنص اﻟﻘرآن ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻟو ردوﻩ إﻟﻰ
) (2
. اﻟرﺴول و�ﻟﻰ أوﻟﻲ اﻷﻤر ﻤنﻬم ﻟﻌﻠمﻪ اﻟذﯿن �ستن�طوﻨﻪ ﻤنﻬم﴾
اﻟ
وﺘوﻋد ﺴ�حﺎﻨﻪ ﻤن �شﺎﻗق اﻟرﺴول و�ت�ﻊ ﻏیر ﺴبیﻞ اﻟمؤﻤنین ،ﻓﻘﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻤن �شﺎﻗق اﻟرﺴول ﻤن �ﻌد
ﻣﻌ
) (3
ﻓجﻌﻞ ﻤن �خﺎﻟﻒ ﻤﺎ ﺘبین ﻟﻪ اﻟﻬدى و�ت�ﻊ ﻏیر ﺴبیﻞ اﻟمؤﻤنین ﻨوﻟﻪ ﻤﺎ ﺘوﻟﻰ وﻨصﻠﻪ ﺠﻬنم وﺴﺎءت ﻤصی ار﴾
ﮭد ﺴبیﻞ اﻟمؤﻤنین ﻗر�ن ﻤن �شﺎﻗق اﻟرﺴول.
(2أن اﻟحكم اﻟذي اﺘﻔﻘت ﻋﻠ�ﻪ آراء اﻟمجتﻬدﯿن ﻓﻲ اﻷﻤﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻫو ﻓﻲ اﻟحق�ﻘﺔ ﺤكم اﻷﻤﺔ ﻤمثﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗ
ﻤجتﻬدﯿﻬﺎ.
رﺑو
وﻗد وردت ﻋدة أﺤﺎدﯿث ﻋن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،وآﺜﺎر ﻋن اﻟصحﺎ�ﺔ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﻋصمﺔ اﻷﻤﺔ
ي اﻟ
ﻤن اﻟخطﺈ ،ﻤنﻬﺎ :ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :ﻻ ﺘجتمﻊ أﻤتﻲ ﻋﻠﻰ ﻀﻼﻟﺔ«) .(4
وﻗوﻟﻪ» :ﻤﺎ رآﻩ اﻟمسﻠمون ) (5
وﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :ﻻ ﺘزال طﺎﺌﻔﺔ ﻤن أﻤتﻲ ظﺎﻫر�ن ﻋﻠﻰ اﻟحق«
وط
ﺤسنﺎ ﻓﻬو ﻋند ﷲ ﺤسن«) ،(6وذﻟك أن اﺘﻔﺎق ﻫؤﻻء اﻟمجتﻬدﯿن ﻋﻠﻰ ﺤكم واﺤد ﻓﻲ اﻟواﻗﻌﺔ ﻤﻊ اﺨتﻼف أﻨظﺎرﻫم،
ﻧﻲ
واﻟبیئﺎت اﻟمح�طﺔ ﺒﻬم ،وﺘواﻓر اﻷﺴ�ﺎب ﻻﺨتﻼﻓﻬم دﻟیﻞ ﻋﻠﻰ أن وﺤدة اﻟحق واﻟصواب ﻫﻲ اﻟتﻲ ﺠمﻌت �ﻠمتﻬم.
وﻗد روي أن ﻋﻠﻲ ﺒن أﺒﻲ طﺎﻟب رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ﻗﺎل :اﺠتمﻊ رأﯿﻲ ورأي ﻋمر ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺠواز ﺒ�ﻊ أﻤﻬﺎت
اﻷوﻻد ،واﻵن أرى ﺒ�ﻌﻬن ﻓﻘیﻞ ﻟﻪ :رأ�ك ﻤﻊ ﻋمر أوﻟﻰ ﻤن اﻨﻔرادك) ،(7ﻓتبین ﻤن ﻫذا أن اﺤتمﺎل اﻟخطﺈ ﻤن
-أﺨرﺠﻪ اﻟترﻤذي ) (2173ﻋن اﺒن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ،وأﺒو داود 4253ﻋن أﺒﻲ ﻤﺎﻟك اﻷﺸﻌري واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 3950ﻋن أﻨس. 4
9
اﻟ�ﻌض ﻤنتﻒ ﻋن اﻟكﻞ ﻓﻠو �ﺎن ﻤستسﺎﻏﺎ ﺸرﻋﺎ أن ﺘتﻔق اﻷﻤﺔ وﺘتواطﺄ ﻋﻠﻰ اﻟخطﺈ ﻟمﺎ وﺼﻔﻬﺎ ﷲ �ﺎﻟخیر�ﺔ
واﻟوﺴط�ﺔ ،وﻟمﺎ ﺠﻌﻠﻬم ﺸﻬداء ﻋﻠﻰ اﻟنﺎس ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻛنتم ﺨیر أﻤﺔ أﺨرﺠت ﻟﻠنﺎس ﺘﺄﻤرون �ﺎﻟمﻌروف
وﻗﺎل﴿ :و�ذﻟك ﺠﻌﻠنﺎﻛم أﻤﺔ وﺴطﺎ ﻟتكوﻨوا ﺸﻬداء ﻋﻠﻰ اﻟنﺎس﴾) .(2 ) (1
وﺘنﻬون ﻋن اﻟمنكر﴾
و�مﺎ �كون اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﺤكم ﻓﻲ واﻗﻌﺔ �كون ﻋﻠﻰ ﺘﺄو�ﻞ ﻨص أو ﺘﻔسیرﻩ ،وﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠیﻞ ﺤكم اﻟنص،
و��ﺎن اﻟوﺼﻒ اﻟمنوط �ﻪ.
و�ذا ﺘحﻘق اﻹﺠمﺎع �ﺎن اﻟحكم اﻟثﺎﺒت �ﻪ واﺠب اﻻﺘ�ﺎع ،وﻟ�س ﻟﻠمجتﻬدﯿن ﻓﻲ ﻋصر ﺘﺎل أن �جﻌﻠوا ﺘﻠك
اﻟواﻗﻌﺔ ﻤوﻀﻊ اﺠتﻬﺎد ،ﻷن اﻟحكم اﻟثﺎﺒت ﻓیﻬﺎ ﺒذﻟك اﻹﺠمﺎع ﺤكم ﺸرﻋﻲ ﻗطﻌﻲ ﻻ ﻤجﺎل ﻟمخﺎﻟﻔتﻪ ،وﻻ ﻟنسخﻪ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻹﺠمﺎع ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻻﺼطﻼح.
– 2ﻤﺎ ﺸروط اﻹﺠمﺎع؟
اﻟ
– 3ﻤﺎ اﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﺤج�ﺔ اﻹﺠمﺎع؟
ﻣﻌ
– 4ﻤﺎ ﻤرﺘ�ﺔ اﻹﺠمﺎع ﻓﻲ اﻷدﻟﺔ اﻟشرع�ﺔ؟
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
10
اﻟدرس :2
إذا ﺜبت اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﺤكم ﻓﻲ ﻤسﺄﻟﺔ ﻓﺈﻨﻪ �كون ﺤكمﺎ ﻗطع�ﺎ ،وﻗد �كون اﻟسند اﻟذي ﻗﺎم ﻋﻠ�ﻪ اﻹﺠمﺎع
ظن�ﺎ ،ﻓﻘد أﺠمﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟجمﻊ ﺒین اﻟمحﺎرم ﺤرام ،وذﻟك ﺤكم ﻗطﻌﻲ ،ﻻ ﻤجﺎل ﻟﻼﺤتمﺎل ف�ﻪ ،وﻟكن ﺴند
و�ذﻟك ﺜبت ﻤیراث اﻟجدة ) (1
اﻹﺠمﺎع ظنﻲ وﻫو اﻟحدﯿث اﻟنبوي »ﻻ ﺘنكﺢ اﻟمرأة ﻋﻠﻰ ﻋمتﻬﺎ وﻻ ﻋﻠﻰ ﺨﺎﻟتﻬﺎ«
�ﺎﻹﺠمﺎع وﻫو ﻗطﻌﻲ ،و�ن �ﺎن ﺴند اﻹﺠمﺎع ﺨب ار أﺤﺎد�ﺎ ،وﻫو ﻤﺎ ﻗررﻩ اﻟمﻐیرة ﺒن ﺸع�ﺔ ﻤن أﻨﻪ رأى اﻟنبﻲ
) (2
. ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أﻋطﺎﻫﺎ اﻟسدس
ﻓﻌمﻞ اﻹﺠمﺎع رﻓﻊ اﻟسند ﻤن ﻤرﺘ�ﺔ اﻟظن�ﺔ إﻟﻰ ﻤرﺘ�ﺔ اﻟﻘطع�ﺔ ،إذ ﺘبین ﻤن اﻹﺠمﺎع أﻨﻪ ﻻ ﺨبر ﻋن اﻟنبﻲ
ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �خﺎﻟﻒ ﻤﺎ أﺠمﻌوا ﻋﻠ�ﻪ ،و�ﻬذا ﯿدﻓﻊ اﻋتراض ﻤن �ﻘول :إذا �ﺎن اﻹﺠمﺎع ﻻﺒد أن ﯿبنﻰ ﻋﻠﻰ
اﻟ
ﻣﻌ
ﺴند ﻤن ﻨص أو ق�ﺎس – ﻋﻠﻰ ﺨﻼف ﻓﻲ �ون اﻟق�ﺎس �صﻠﺢ ﺴندا – ﻓﺎﻟحج�ﺔ ﻓﻲ اﻟسند ﻻ ﻓﻲ اﻹﺠمﺎع ﻨﻔسﻪ،
ﮭد
ﻓنﻘول :إن اﻹﺠمﺎع ﻗوي اﻟحج�ﺔ ﻓﻲ اﻟسند ﻓرﻓﻌﻪ ﻤن رﺘ�ﺔ اﻟظنﻲ إﻟﻰ ﻤرﺘ�ﺔ اﻟﻘطﻌﻲ.
واﺤتﺞ اﻟجمﻬور �ﺄن اﻟق�ﺎس طر�ق ﻤن طرق اﻟحكم اﻟشرﻋﻲ ف�جوز أن �كون ﺴندا ﻟﻺﺠمﺎع�� ،ق�ﺔ
اﻟﺗ
اﻷدﻟﺔ ،واﺴتدﻟوا �ﺈﺠمﺎﻋﻬم ﻋﻠﻰ ﺘحر�م ﺸحم اﻟخنز�ر ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻟحمﻪ.
رﺑو
و�ذا اﺨتﻠﻒ أﻫﻞ اﻟﻌصر اﻷول ﻋﻠﻰ ﻗوﻟین ﻓﻼ �جوز ﻟمن �ﻌدﻫم إﺤداث ﻗول ﺜﺎﻟث ﻋند ﺠمﻬور اﻟﻌﻠمﺎء إذا
ﻟزم ﻤنﻪ ﺨرق ﻤﺎ أﺠمﻌوا ﻋﻠ�ﻪ ،ﻤثﺎﻟﻪ :اﻟجد ﻤﻊ اﻹﺨوة ﻓﺈن اﻟصحﺎ�ﺔ اﺨتﻠﻔوا ف�ﻪ ﻋﻠﻰ ﻗوﻟین :ﻓمن ﻗﺎﺌﻞ :إن اﻟجد
ي اﻟ
أب �حجب اﻹﺨوة ،وﻤن ﻗﺎﺌﻞ :ﯿرﺜون ﺠم�ﻌﺎ ،ﻓكﺎن إﺠمﺎﻋﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻟﻠجد ﻨصی�ﺎ .ﻓﻠو ﻗیﻞ� :حجب اﻟجد �ﺎﻹﺨوة
ﻛﺎن ذﻟك ﺨرﻗﺎ ﻹﺠمﺎﻋﻬم ﻓﻼ �جوز.
وط
أﻤﺎ إذا ﻟم �كن ﺨﺎرﻗﺎ ﻟمﺎ أﺠمﻌوا ﻋﻠ�ﻪ ﺠﺎز إﺤداﺜﻪ ،ﻷﻨﻪ ﻋندﺌذ �كون ﺠمﻌﺎ ﺒین اﻟﻘوﻟین ﻤثﺎﻟﻪ ﻗول �ﻌض
ﻧﻲ
ﻓﻲ ﻤتروك اﻟتسم�ﺔ ﻋمدا �ﺄﻛﻠﻪ ﻤطﻠﻘﺎ ،وﻗﺎل �ﻌض �ﻌدم أﻛﻠﻪ ﻤطﻠﻘﺎ ،وﺠﺎء ﻤن �ﻌدﻫم وﻗﺎل :إن ﻤتروك اﻟتسم�ﺔ
ﻋمدا ﻻ ﯿؤ�ﻞ دون ﻤترو�ﻬﺎ ﻨس�ﺎﻨﺎ ﻓیؤ�ﻞ ،ﻓﺈﻨﻪ واﻓق �ﻌضﺎ ﻤن �ﻞ ﻤن اﻟﻘوﻟین ،وﻟم �خرج ﻋنﻬمﺎ ﻟمواﻓﻘتﻪ ﻓﻲ
ﺤﺎﻟﺔ اﻟنس�ﺎن اﻟﻘﺎﺌﻞ �ﺎﻹ�ﺎﺤﺔ ،وﻤواﻓﻘتﻪ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌمد اﻟﻘﺎﺌﻞ �ﺎﻟمنﻊ.
وﻤثﺎﻟﻪ �ذﻟك :اﺨتﻼف اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ ﻓسﺦ اﻟنكﺎح �ﻌیوب اﻟزوﺠین اﻟمﻌروﻓﺔ ،ﻓمن ﻗﺎﺌﻞ �ﺎﻟﻔسﺦ �جم�ﻌﻬﺎ،
وﻤن ﻗﺎﺌﻞ �ﻌدم اﻟﻔسﺦ �جم�ﻌﻬﺎ .ﻓﻠو أﺤدث ﻗول ﺜﺎﻟث �ﺎﻟﻔسﺦ ﺒ�ﻌضﻬﺎ دون �ﻌض ﻟم �كن ﺨﺎرﻗﺎ ﻟمواﻓﻘتﻪ ﻟكﻞ
ﻤذﻫب ﻓﻲ �ﻌضﻬﺎ.
-ﻤتواﺘر ﻋن 15ﺼحﺎﺒ�ﺎ ﻤنﻬم أﺒو ﻫر�رة ورواﯿتﻪ ﻓﻲ اﻟموطﺄ واﻟصح�حین واﻟسنن وﻏیرﻫﺎ. 1
11
ﻨسﺦ اﻹﺠمﺎع:
اﻹﺠمﺎع دﻟیﻞ ﻗطﻌﻲ ﻻ �جوز ﻨسخﻪ ،إذ ﻻﺒد أن �كون اﻟنﺎﺴﺦ ﻟﻺﺠمﺎع ﻗطع�ﺎ ﻤثﻠﻪ ،وﻫو إﻤﺎ ﻨص ﻤتواﺘر،
أو إﺠمﺎع ﺜﺎن.
ﻓﺄﻤﺎ اﻟنص اﻟﻘﺎطﻊ ف�ستحیﻞ ﺘﺄﺨرﻩ ﻋن اﻹﺠمﺎع ،ﻻن اﻹﺠمﺎع ﻻ �كون ﺤجﺔ إﻻ �ﻌد اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ
وﺴﻠم ،و�ﻌدﻩ ﻗد اﻨتﻬﻰ اﻟتنز�ﻞ� ،مﺎ �ستحیﻞ أن �كون اﻹﺠمﺎع ﻗد اﻨﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﺨﻼف اﻟنص اﻟﻘﺎطﻊ اﻟمﻌروف
ﺤین اﻨﻌﻘﺎدﻩ ،ﻷن اﻷﻤﺔ ﻤﻌصوﻤﺔ ﻤن اﻟوﻗوع ﻓﻲ ﻫذا اﻟخطﺈ –ﻛمﺎ ﺴبق -و�ذﻟك ﯿتبین أن اﻹﺠمﺎع ﻟ�س ﻤحﻼ
ﻟﻠنسﺦ ﺒنص ﻗﺎطﻊ.
وأﻤﺎ �ﺈﺠمﺎع ﺜﺎن ﻓﺎﻟجمﻬور ﻋﻠﻰ ﻤنﻌﻪ ،ﻷن اﻹﺠمﺎع اﻷول إن �ﺎن ﻗطع�ﺎ ﻟزم اﻟخطﺄ ﻓﻲ اﻹﺠمﺎع اﻟثﺎﻨﻲ،
ﻷﻨﻪ ﺠﺎء ﻤخﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠدﻟیﻞ اﻟﻘﺎطﻊ ،وﺨطﺄ اﻹﺠمﺎع ﻤحﺎل ،و�ن �ﺎن ظن�ﺎ ﻓﺎﻹﺠمﺎع اﻟثﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻓﻪ أظﻬر أﻨﻪ
ﻟ�س دﻟیﻼ ﻓﻼ ﯿنبنﻲ ﻋﻠ�ﻪ ﺤكم.
اﻟ
ﻨﻘﻞ اﻹﺠمﺎع:
ﻣﻌ
�مﺎ أن اﻹﺠمﺎع ﺤجﺔ ﻗطع�ﺔ ﻓنﻘﻠﻪ �جب أن �كون ﻤتواﺘرا ،ﻟتكون اﻟﻘطع�ﺔ ﻓﻲ ﺴندﻩ �ﺎﻟﻘطع�ﺔ ﻓﻲ أﺼﻞ
ﮭد
اﻟحكم اﻟمجمﻊ ﻋﻠ�ﻪ ،وﻟذﻟك ﻗﺎل اﻟكثیر ﻤن ﻋﻠمﺎء اﻷﺼول :إن اﻹﺠمﺎع اﻟمنﻘول �خبر اﻵﺤﺎد ﻻ �ﻌد ﺤجﺔ ﻷن
ﺤج�ﺔ اﻹﺠمﺎع ﻓﻲ ﻗطﻌیتﻪ ،إذ أﻨﻪ �ﺈﻀﺎﻓﺔ اﻹﺠمﺎع إﻟﻰ ﻤن ﻋﻘدوﻩ ﺘكون اﻟﻘطع�ﺔ ،ﻓﺈذا زاﻟت اﻟﻘطع�ﺔ ﻓﻲ ﺴندﻩ
اﻟﺗ
�ﺎﻟنﻘﻞ �خبر اﻵﺤﺎد اﻟذي ﻫو ﺴند ظنﻲ ،ﻓﻘد ازل اﻟمﻌنﻰ اﻟذي اﻛتسب �ﺎﻹﺠمﺎع ،ف�ﻘﻲ اﻷﻤر ﻓﻲ اﻟحكم إﻟﻰ
رﺑو
وﻗﺎل �ﻌض ��ﺎر اﻷﺼوﻟیین :إن ﻨﻘﻞ اﻹﺠمﺎع �خبر اﻵﺤﺎد ﺠﺎﺌز� ،مﺎ �جوز ذﻟك ﻓﻲ ﺤدﯿث رﺴول ﷲ
ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم.
وط
أﻨواع اﻹﺠمﺎع:
ﻧﻲ
12
وﻻ �جوز ﺨرق اﻹﺠمﺎع ﻷي دﻟیﻞ ،ﻷن اﻹﺠمﺎع ﻗطﻌﻲ ،واﻟﻘطﻌﻲ ﻤﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟظنﻲ ،و�ستحیﻞ ﺘﻌﺎرض
ﻗطﻌیین.
اﻟ
ﻷن ﺤق�ﻘﺔ اﻹﺠمﺎع ﻟم ﺘتوﻓر ف�ﻪ ﻟﻌدم إﺨ�ﺎر �ﻞ ﻋﺎﻟم ﺒرأ�ﻪ ﻓﻲ اﻟمسﺄﻟﺔ وﻟكنﻪ ﺤجﺔ ،ﻟرﺠحﺎن اﻟمواﻓﻘﺔ �ﺎﻟسكوت
ﻣﻌ
ﻋﻠﻰ اﻟمخﺎﻟﻔﺔ.
ﮭد
واﻟذﯿن ﻻ ﯿرون اﻋت�ﺎر اﻹﺠمﺎع اﻟسكوﺘﻲ إﺠمﺎﻋﺎ ﻗﺎﻟوا :إن ﻓتوى اﻟمﻔتﻲ إﻨمﺎ ﺘﻌﻠم �ﻘوﻟﻪ اﻟصر�ﺢ اﻟذي ﻻ
ﯿتطرق إﻟ�ﻪ اﺤتمﺎل وﺘردد ،واﻟسﺎﻛت ﻤتردد ،وﻗد �سكت ﻤن ﻏیر إﻀمﺎر اﻟرﻀﺎ ﻷﺴ�ﺎب ،ﻓﻘد �كون ﻓﻲ �ﺎطنﻪ
اﻟﺗ
رﺑو
ﻤﺎﻨﻊ ﻤن إظﻬﺎر اﻟﻘول ،وﻨحن ﻻ ﻨطﻠﻊ ﻋﻠ�ﻪ ،وﻗد ﺘظﻬر ﻋﻠ�ﻪ دﻻﺌﻞ اﻟسخط ﻤﻊ ﺴكوﺘﻪ� .مﺎ أﻨﻪ ﻻ ﯿنسب
ﻟسﺎﻛت ﻗول.
ي اﻟ
ﻋﻠ�ﻪ �ﺎن ﻫذا اﻟتكذﯿب آﺌﻼ إﻟﻰ اﻟشﺎرع ،وﻤن �ذب اﻟشﺎرع �ﻔر.
ﻧﻲ
واﻟﻘول اﻟضﺎ�ط ف�ﻪ :أن ﻤن أﻨكر طر�ﻘﺎ ﻓﻲ ﺜبوت اﻟشرع ﻟم �كﻔر ،وﻤن اﻋترف �كون اﻟشﻲء ﻤن اﻟشرع،
ﺜم ﺠحدﻩ �ﺎن ﻤنك ار ﻟﻠشرع ،و�ﻨكﺎر ﺠزء ﻤن اﻟشرع �ﺈﻨكﺎرﻩ �ﻠﻪ.
أﻤﺎ اﻹﺠمﺎع اﻟظنﻲ ﻓمنكر ﺤكمﻪ ﻟ�س �كﺎﻓر اﺘﻔﺎﻗﺎ.
وﻗیﻞ إن �ﺎن اﻟحكم اﻟمجمﻊ ﻋﻠ�ﻪ ﻤن ﻀرور�ﺎت اﻟدﯿن ﻓﺈﻨكﺎرﻩ �ﻔر و�ﻻ ﻓﻼ.
أﻤثﻠﺔ ﻤن اﻹﺠمﺎع:
– 1اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﺠمﻊ اﻟﻘرآن اﻟكر�م ﻓﻲ ﻤصحﻒ واﺤد.
– 2اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﺘور�ث ﺒنت اﻻﺒن اﻟسدس ﻤﻊ اﻟبنت اﻟواﺤدة.
– 3اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ أن اﻷراﻀﻲ اﻟتﻲ اﺴتوﻟﻰ ﻋﻠیﻬﺎ اﻟﻔﺎﺘحـون ﻻ ﺘوزع ﻋﻠیﻬم �توز�ﻊ اﻟﻐنﺎﺌم.
13
– 4اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻓﺔ أﺒﻲ �كر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ.
– 5اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﺘﻘد�م اﻷخ اﻟشﻘیق ﻋﻠﻰ ﻏیر اﻷﺸﻘﺎء ﻤن اﻹﺨوة.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻫﻞ �جوز ﻨسﺦ اﻹﺠمﺎع؟
– 2ﻋﻠﻰ اﻓتراض ﺠواز ﻨسﺦ اﻹﺠمﺎع ف�م ﯿنسﺦ؟
� – 3م ﯿثبت ﻨﻘﻞ اﻹﺠمﺎع؟
– 4ﻤﺎ ﺤكم ﻤن أﻨكر ﻤدﻟول اﻹﺠمﺎع؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
14
اﻟدرس :3
اﻟق�ﺎس
ﺘﻌر�ﻔﻪ :اﻟق�ﺎس ﻟﻐﺔ ﺘﻘدﯿر اﻟشﻲء �ﻐیرﻩ.
واﺼطﻼﺤﺎ :ﺤمﻞ ﻤﻌﻠوم ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠوم ﻓﻲ إﺜ�ﺎت ﺤكم ﻟﻬمﺎ أو ﻨﻔیــﻪ ﻋنﻬمﺎ �ﺄﻤر ﺠﺎﻤﻊ ﺒینﻬمﺎ.
أو ﻫو :إﻟحﺎق ﻓرع �ﺄﺼﻞ ﻟمسﺎواﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﺔ ﺤكمﻪ� ،ﺈﻟحﺎق اﻟنبیذ اﻟمسكر �ﺎﻟخمر ﻓﻲ اﻟحرﻤﺔ ،ووﺠوب
ﺤد ﺸﺎر�ﻪ ﻟمسﺎواﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻹﺴكﺎر ،وﻻ �كﻔﻲ وﺠود اﻟجﺎﻤﻊ ﺒین اﻷﺼﻞ واﻟﻔرع ،ﺒﻞ ﻻﺒد ﻓﻲ اﻋت�ﺎرﻩ ﻤن دﻟیﻞ ﯿدل
ﻋﻠ�ﻪ ﻤن ﻨص أو إﺠمﺎع أو اﺴتن�ﺎط ،وﻟذﻟك اﺤتﺎﺠوا إﻟﻰ ﻤسﺎﻟك اﻟتﻌﻠیﻞ.
و�ﺎﻟق�ﺎس ﺘرد اﻷﺤكﺎم اﻟتﻲ �جتﻬد ﻓیﻬﺎ اﻟمجتﻬد إﻟﻰ اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ ،ﻷن اﻟحكم اﻟشرﻋﻲ �كون ﺜبوﺘﻪ �ﺎﻟنص
أو �ﺎﻟحمﻞ ﻋﻠﻰ اﻟنص �طر�ق اﻟق�ﺎس ،إذ أﺴﺎﺴﻪ اﻟر�ط ﺒین اﻷﺸ�ﺎء �ﺎﻟممﺎﺜﻠﺔ إن ﺘوﻓرت أﺴ�ﺎﺒﻬﺎ ،ووﺠدت
اﻟصﻔﺎت اﻟمكوﻨﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﺘم اﻟتمﺎﺜﻞ ﻓﻲ اﻟصﻔﺎت ﻓﻼﺒد أن �ﻘترن �ﻪ اﻟتسﺎوي ﻓﻲ اﻟحكم ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻤﺎ ﺘوﺠ�ﻪ
اﻟ
اﻟممﺎﺜﻠﺔ.
ﻣﻌ
ﮭد ﺤجیتﻪ:
اﻟﺗ
أﺠمﻊ اﻟصحﺎ�ﺔ ،واﻟتﺎ�ﻌون ،وﻤن �ﻌدﻫم ،واﻷﺌمﺔ اﻷر�ﻌﺔ ،وأﺘ�ﺎﻋﻬم ،وﻤن �ﻘتدى �ﻪ ﻋﻠﻰ ﺠواز اﻻﺤتجﺎج
رﺑو
�ﺎﻟق�ﺎس ،وورود اﻟشرع �ﺎﻻﺤتجﺎج �ﺎﻟصح�ﺢ ﻤنﻪ ﻓﻲ اﻷﺤكﺎم ،وأن ﻨظیر اﻟحق ﺤق ،وﻨظیر اﻟ�ﺎطﻞ �ﺎطﻞ،
واﺴتدﻟوا ﻋﻠﻰ ذﻟك �ﺎﻷدﻟﺔ اﻟتﺎﻟ�ﺔ:
ي اﻟ
(1أن اﻟﻘرآن اﻟكر�م اﻋتبر ﻗﺎﻨون اﻟتسﺎوي ﻓﻲ اﻷﺤكﺎم ﻟتشﺎ�ﻪ اﻟصﻔﺎت واﻷﻓﻌﺎل ،ﻓﻘد ﻗﺎل ﺘﻌﺎل﴿ :أﻓﻠم
�سیروا ﻓﻲ اﻷرض ﻓینظروا ��ف �ﺎن ﻋﺎق�ﺔ اﻟذﯿن ﻤن ﻗبﻠﻬم دﻤر ﷲ ﻋﻠیﻬم وﻟﻠكﺎﻓر�ن أﻤثﺎﻟﻬﺎ﴾) ،(1و�ین اﻓتراق
وط
اﻷﺤكﺎم ﻋند ﻋدم اﻟتسﺎوي ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :أم ﺤسب اﻟذﯿن اﺠترﺤوا اﻟسیئﺎت أن ﻨجﻌﻠﻬم �ﺎﻟذﯿن آﻤنوا وﻋمﻠوا
ﻧﻲ
اﻟصﺎﻟحﺎت ﺴواء ﻤح�ﺎﻫم وﻤمﺎﺘﻬم ﺴﺎء ﻤﺎ �حكمون﴾) ،(2وﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :أم ﻨجﻌﻞ اﻟذﯿن آﻤنوا وﻋمﻠوا اﻟصﺎﻟحﺎت
ﻛﺎﻟمﻔسدﯿن ﻓﻲ اﻷرض أم ﻨجﻌﻞ اﻟمتﻘین �ﺎﻟﻔجﺎر﴾) .(3
) (4
وﻤن اﻟنصوص اﻟﻘرآﻨ�ﺔ اﻟتﻲ اﺴتدﻟوا ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺤج�ﺔ اﻟق�ﺎس ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﺎﻋتبروا �ﺎ أوﻟﻲ اﻷ�صﺎر﴾
وﻗﺎل اﻟﻘراﻓﻲ واﻟس�كﻲ :اﻻﻋت�ﺎر ﻤشتق ﻤن اﻟﻌبور ،أي اﻟمجﺎوزة ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺌس ﻋﺎﺒر ﻤن ﺤكم اﻷﺼﻞ إﻟﻰ ﺤكم اﻟﻔرع
ﻓیتنﺎوﻟﻪ ﻟﻔظ اﻵ�ﺔ �طر�ق اﻻﺸتﻘﺎق ف�كون ﺤجﺔ .
15
) (1
ﻓﻘد ﻗﺎس ﻟﻬم ﺨﻠق ع�سﻰ ﻤن ﻏیر وﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :إن ﻤثﻞ ع�سﻰ ﻋند ﷲ �مثﻞ آدم ﺨﻠﻘﻪ ﻤن ﺘراب﴾
أب ﻋﻠﻰ ﺨﻠق آدم ﺒدون أب وﻻ أم ،ﻷﻨﻬم �ﻌترﻓون �ﻪ و�ﻘرون ،وﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﺈن ﺘنﺎزﻋتم ﻓﻲ ﺸﻲء ﻓردوﻩ إﻟﻰ
ﷲ واﻟرﺴول﴾) .(2
وﻟ�س اﻟرد إﻟﻰ ﷲ ورﺴوﻟﻪ إﻻ ﺒتﻌرف اﻷﻤﺎرات اﻟداﻟﺔ ﻤنﻬمﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿرﻤ�ﺎن إﻟ�ﻪ وذﻟك ﺒتﻌﻠیﻞ أﺤكﺎﻤﻬمﺎ
واﻟبنﺎء ﻋﻠیﻬﺎ ،وذﻟك ﻫو اﻟق�ﺎس.
و�ن اﻟﻘرآن اﻟكر�م ﯿوﻤﺊ إﻟﻰ ﺘﻌﻠیﻞ اﻷﺤكﺎم ،و�ﻌﻠﻞ �ﻌضﻬﺎ �ﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋند ذ�ر ﺤكمﻬﺎ ،و��ﺎن ﻤﻘﺎﺼدﻫﺎ� .مﺎ
) (3
. ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻟكم ﻓﻲ اﻟﻘصﺎص ﺤ�ﺎة﴾
وﻗد ﻋﻠﻞ أﻤر اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �ﺎﻟزواج ﻤن ز�نب اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﻤﻊ زوج ﺘبنﺎﻩ اﻟنبﻲ ﻫو ز�د ﺒن
ﺤﺎرﺜﺔ ،ﻓﻘﺎل ﺴ�حﺎﻨﻪ﴿ :ﻟكﻲ ﻻ �كون ﻋﻠﻰ اﻟمؤﻤنین ﺤرج ﻓﻲ أزواج أدع�ﺎﺌﻬم إذا ﻗضوا ﻤنﻬن وطرا﴾) .(4
وﻟ�س ﺘﻌﻠیﻞ اﻷﺤكﺎم ﺒذ�ر ﺤكمﻬﺎ إﻻ إﺸﺎرة ﻗرآﻨ�ﺔ واﻀحﺔ إﻟﻰ وﺠوب اﻟق�ﺎس ﺤیث ﻻ ﻨص .ﻓﻬو ﻓﻲ
ﺤق�ﻘﺔ ﻤﻌنﺎﻩ ﻟ�س إﻻ إﻋمﺎﻻ ﻟﻠنصوص �ﺄوﺴﻊ ﻤدى ﻟﻼﺴتﻌمﺎل.
اﻟ
(2وﻗد ﺘضﺎﻓرت اﻷﺨ�ﺎر ﻋن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻲ اﻷﺨذ ﺒﻬذا اﻟمنﻬﺞ و�رﺸﺎد اﻟصحﺎ�ﺔ
ﻣﻌ
إﻟ�ﻪ ،ﻓﻘد ﺠﺎءت اﻤرأة إﻟﻰ اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﻗﺎﻟت :إن أﻤﻲ ﻤﺎﺘت وﻋﻠیﻬﺎ ﺼوم ﻨذر أﻓﺄﺼوم ﻋنﻬﺎ؟
ﮭد
ﻓﻘﺎل» :أرأﯿت ﻟو �ﺎن ﻋﻠﻰ أﻤك دﯿن ﻓﻘضیتﻪ أﻛﺎن �جزئ ﻋنﻬﺎ«؟ ﻗﺎﻟت ﻨﻌم ،ﻓﻘﺎل» :ﻓدﯿن ﷲ أﺤق أن
�ﻘضﻰ«) .(5
اﻟﺗ
– 3اﺴتﻌمﻞ اﻟصحﺎ�ﺔ اﻟق�ﺎس ﻓﻲ ﻋﻬدﻩ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وأﻗرﻫم ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻤثﺎﻟﻪ:
رﺑو
-ﺘحك�م ﺒنﻲ ﻗر�ظﺔ ﺴﻌد ﺒن ﻤﻌﺎذ ﻓحكم �ﺄن ﺘﻘتﻞ ﻤﻘﺎﺘﻠتﻬم وﺘسبﻰ ﻨسﺎؤﻫم وذ ارر�ﻬم ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻠ�ﻪ اﻟصﻼة
ي اﻟ
) (6
وﺤكمﻪ ﻫذا ﻤن اﻟق�ﺎس ،ﻗﺎﺴﻬم ﻋﻠﻰ اﻟمحﺎر�ین اﻟمذ�ور�ن ﻓﻲ واﻟسﻼم» :ﺤكمت ﻓیﻬم �حكم ﷲ«
ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :إﻨمﺎ ﺠزاء اﻟذﯿن �حﺎر�ون ﷲ ورﺴوﻟﻪ و�سﻌون ﻓﻲ اﻷرض ﻓسﺎدا أن �ﻘتﻠوا أو
وط
�جﺎﻤﻊ اﻟﻔسﺎد ﻟمواﻻﺘﻬم ﻗر�شﺎ ﻓﻲ وﻗﻌﺔ اﻷﺤزاب ،وﻨﻘضﻬم اﻟﻌﻬد ،و�حتمﻞ أن �كون ﻗﺎﺴﻬم ) (7
�صﻠبوا﴾
ﻋﻠﻰ اﻷﺴرى اﻟذﯿن ﻋوﺘبوا ﻋﻠﻰ ﻓداﺌﻬم وأﻤروا �ﻘتﻠﻬم ،و�ﺎن إذ ذاك ﻟم ﯿنسﺦ �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﺈﻤﺎ ﻤنﺎ
ﻧﻲ
16
-ﻗض�ﺔ أﺒﻲ ﺴﻌید اﻟخدري – ﻓﻲ اﻟستﺔ – ﺤیث رﻗﻰ ﻤﻠسوﻋﺎ �سورة اﻟﻔﺎﺘحﺔ وأﺨذ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺠﻌﻼ ﻤن
ﻏنم ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟجﻌﻞ ﻓﻲ ﻏیر اﻟرق�ﺔ .ﻓﻠمﺎ ﻗدﻤوا وأﺨبروا اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻗﺎل ﻟﻬم» :إن
) (1
وﺴﻠم ﻟﻪ ﻤﺎ اﺴتن�ط ﻤن اﻟق�ﺎس. أﺤق ﻤﺎ أﺨذﺘم ﻋﻠ�ﻪ أﺠ ار �تﺎب ﷲ«
-ﯿروى أن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب �تب إﻟﻰ أﺒﻲ ﻤوﺴﻰ اﻷﺸﻌري رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬمﺎ �ﻘوﻟﻪ» :أﻋرف اﻷﺸ�ﺎﻩ
�ﺎﻷﺸ�ﺎﻩ واﻟنظﺎﺌر ،واﻋمد ﻋند ذﻟك إﻟﻰ أﻗر�ﻬﺎ إﻟﻰ ﷲ وأﺸبﻬﻬﺎ �ﺎﻟحق ﻓﻲ ﻤﺎ ﺘرى«) .(2
ﻨﻔﺎة اﻟق�ﺎس:
إن ﺘﻌﻠیﻞ اﻷﺤكﺎم ﻫو اﻟموﻀﻊ اﻟذي اﻨ�ﻌث ﻤنﻪ اﻟخﻼف ﺒین ﻨﻔﺎة اﻟق�ﺎس وﻤثبت�ﻪ ﻓﺎﻟذﯿن اﺜبتوا اﻟق�ﺎس
ﻗرروا أن اﻷﺤكﺎم ﻤﻌﻠﻠﺔ ﻤﻌﻘوﻟﺔ اﻟمﻌنﻰ ،وﻟﻬﺎ ﻤﻘﺎﺼد ﻓﺈذا ﺘحﻘﻘت اﻟمصﺎﻟﺢ واﻟﻌﻠﻞ ﻓﻲ ﻏیر ﻤواﻀﻊ اﻟنصوص
ﺜبت اﻟحكم اﻟمﻘرر ﻓﻲ اﻟنصوص.
واﻟذﯿن ﻨﻔوا اﻟق�ﺎس ،وﻗرروا أﻨﻪ ﻟ�س ﺤجﺔ إﺴﻼﻤ�ﺔ أروا أن اﻟنصوص ﻏیر ﻤﻌﻠﻠﺔ ﺘﻌﻠیﻼ ﻤن ﺸﺄﻨﻪ أن �ﻌدي
اﻟحكم إﻟﻰ ﻤﺎ وراء اﻟنص.
اﻟ
ﻣﻌ
وﻤن أﺒرز ﻫؤﻻء إﺒراه�م ﺒن ﺴ�ﺎر)اﻟمﻌروف �ﺎﻟنظﺎم ﺸ�ﺦ اﻟجﺎﺤظ() .(3
) (4 ﮭد
وﻤنﻬم اﻟظﺎﻫر�ﺔ ،وأﺸدﻫم ﻓﻲ ذﻟك اﺒن ﺤزم اﻷﻨدﻟسﻲ ،اﻟذي �ﻌد اﻹﻤﺎم اﻟثﺎﻨﻲ ﻟذﻟك اﻟمذﻫب �ﻌد داود
اﻟظﺎﻫري ،ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯿنكر اﻟجﻠﻲ ﻤن اﻟق�ﺎس وﻻ ﻤنصوص اﻟﻌﻠﺔ.
اﻟﺗ
وادﻋﻰ اﻟش�ﻌﺔ و�ﻌض اﻟمﻌتزﻟﺔ اﺴتحﺎﻟﺔ اﻟتﻌبد �ﺎﻟق�ﺎس ﻋﻘﻼ .واﻟصح�ﺢ ﻤﺎ ذﻫب إﻟ�ﻪ ﺠمﻬور ﻋﻠمﺎء
رﺑو
ﻤجﺎل اﻟق�ﺎس:
ﻤجﺎﻟﻪ ﻫو اﻷﺤكﺎم اﻟشرع�ﺔ اﻟتﻲ ﻟم ﺘثبت ﺒنص وﻻ إﺠمﺎع ،وﻻ �كون ﻓﻲ اﻷﺴ�ﺎب واﻟرﺨص ﻋند ﺠمﻬور
وط
ﻓمثﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟمﻘدرات :ﺠﻌﻞ أﻗﻞ اﻟصداق ر�ﻊ دﯿنﺎر ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻗطﻊ اﻟید ﻓﻲ اﻟسرﻗﺔ� ،جﺎﻤﻊ أن �ﻼ ﻤنﻬمﺎ
ف�ﻪ اﺴت�ﺎﺤﺔ ﻋضو.
وﻤثﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟكﻔﺎرة :اﺸتراط اﻹ�مﺎن ﻓﻲ رق�ﺔ اﻟظﻬﺎر ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ رق�ﺔ اﻟﻘتﻞ� ،جﺎﻤﻊ أن �ﻼ ﻤنﻬمﺎ �ﻔﺎرة.
وﻤثﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟحدود :ق�ﺎس اﻟن�ﺎش ﻋﻠﻰ اﻟسﺎرق �جﺎﻤﻊ أن �ﻼ ﻤنﻬمﺎ أﺨذ ﻤﺎ ﻻ ﻤحترﻤﺎ ﻤن ﺤرز ﻤثﻠﻪ
ﻋﺎدة.
- 3اﻟجﺎﺤظ :ﻋمرو ﺒن �حر ﺒن ﻤحبوب اﻟكنﺎﻨﻲ اﻟﻠیثﻲ و�ﻟ�ﻪ ﺘنسب اﻟﻔرﻗﺔ اﻟجﺎﺤظ�ﺔ اﻟمﻌتزﻟﺔ ﺘوﻓﻰ 255ﻫـ ﻓﻲ ﺨﻼﻓﺔ اﻟمﻌتز.
- 4داود اﻟظﺎﻫري :ﻫو داود ﺒن ﻋﻠﻲ ﺒن ﺨﻠﻒ اﻷﺼبﻬﺎﻨﻲ اﻹﻤﺎم ﺴكن �ﻐداد واﻨتﻬت إﻟ�ﻪ رﺌﺎﺴﺔ اﻟﻌﻠم ﻓیﻬﺎ ﺘوﻓﻲ 270ﻫـ.
17
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻟق�ﺎس ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ.
– 2ﻤﺎ اﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﺤج�ﺔ اﻟق�ﺎس؟
– 3ﻤن أﯿن ﺠﺎء اﻟخﻼف ﺒین ﻤثبتﻲ اﻟق�ﺎس وﻤنكر�ﻪ؟
– 4ﻤﺎ ﻤجﺎل اﻟق�ﺎس اﻟشرﻋﻲ؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
18
اﻟدرس :4
أر�ﺎن اﻟق�ﺎس
ﻟﻠق�ﺎس أر�ﻌﺔ أر�ﺎن ﻫﻲ:
أوﻻ :اﻷﺼﻞ وﻫو اﻟمق�س ﻋﻠ�ﻪ ،واﺨتﻠﻒ ف�ﻪ ﻫﻞ ﻫو اﻟحكم )ﻛﺎﻟتحر�م ﻓﻲ اﻟخمر( ﻤثﻼ ،أو ﻫو اﻟمحﻞ
)ﻛﺎﻟخمر ﻨﻔسﻬﺎ( أو ﻫو دﻟیﻞ اﻟحكم )اﻟنص اﻟمحرم( وﻋﻠﻰ أي ﺘﻘدﯿر ﻓﺎﻷﺼﻞ ﻫو اﻟمش�ﻪ �ﻪ وﻻ �كون ذﻟك إﻻ
ﻟمحﻞ اﻟحكم ،ﻻ ﻟنﻔس اﻟحكم ،وﻻ ﻟدﻟیﻠﻪ.
وﻟﻸﺼﻞ ﺸروط وﻫﻲ:
(1أن �كون ﺤكمﻪ ﺜﺎﺒتﺎ ﺒنص ﻤن �تﺎب أو ﺴنﺔ –اﺘﻔﺎﻗﺎ -أو �ﺈﺠمﺎع ﻋﻠﻰ رأي اﻟجمﻬور ،ﻻ �ق�ﺎس ﻷن
ذﻟك �ستﻠزم ق�ﺎﺴین ﺒدون ﻓﺎﺌدة إن اﺘحدت اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرﻋین ،وﻋدم ﺼحﺔ اﻟق�ﺎس إن اﺨتﻠﻒ اﻟجﺎﻤﻊ.
(2أن �كون اﻟحكم ﺸرع�ﺎ ﻋمﻠ�ﺎ ،ﻓﺎﻟق�ﺎس اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻻ �كون إﻻ ﻓﻲ اﻷﺤكﺎم اﻟﻌمﻠ�ﺔ ،ﻷن ﻫذﻩ ﻫﻲ ﻤوﻀوع
اﻟ
اﻟﻔﻘﻪ �شكﻞ ﻋﺎم.
ﻣﻌ
(3أن �كون ﺤكم اﻷﺼﻞ ﻤﻌﻘول اﻟمﻌنﻰ� ،حیث ﯿدرك اﻟﻌﻘﻞ ﺴبب ﻤشروﻋیتﻪ أو ﯿوﻤﺊ اﻟنص إﻟﻰ ﺴبب
ﮭد
ﻤشروﻋیتﻪ� ،تحر�م اﻟخمر واﻟم�سر ،واﻟﻐش ،واﻟرﺸوة ..ﻓﻬذﻩ أﺤكﺎم ﯿدرك اﻟﻌﻘﻞ ﺴبب ﻤشروﻋیتﻬﺎ.
اﻟﺗ
أﻤﺎ إذا �ﺎن اﻟحكم ﻏیر ﻤﻌﻘول اﻟمﻌنﻰ ﻓﻲ ذاﺘﻪ� :ﺎﻟت�مم ،وﻋدد اﻟر�ﻌﺎت ﻓﻲ اﻟصﻼة وأﻨص�ﺎء اﻟز�ﺎة..
رﺑو
ﻓﻬذﻩ أﺤكﺎم ﻻ ﯿدرك اﻟﻌﻘﻞ ﺤكمتﻬﺎ .وﻤثﻠﻪ ﻤﺎ ﺨص �ﻪ اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻤن اﻷﺤكﺎم ،وﻤﺎ ﺜبت ﻤن
) (1
ﻓﻬذا وأﻤثﺎﻟﻪ ﻻ �ﻘﺎس ﻋﻠ�ﻪ) .وﻗد �ﻌبر ﻋنﻪ �ﺄﻨﻪ ﺨﺎرج ﻋن ﺴنن ﺘخص�صﻪ ﺨز�مﺔ �ﻘبول ﺸﻬﺎدﺘﻪ وﺤدﻩ
ي اﻟ
اﻟق�ﺎس(.
(4أن �كون اﻟحكم ﻓﻲ اﻷﺼﻞ ﻤتﻔﻘﺎ ﻋﻠ�ﻪ ،ﻷﻨﻪ ﻟو �ﺎن ﻤختﻠﻔﺎ ف�ﻪ اﺤت�ﺞ إﻟﻰ إﺜ�ﺎﺘﻪ أوﻻ.
وط
(5أن ﺘكون ﻋﻠﺔ اﻷﺼﻞ ﻤتﻌد�ﺔ ﻻ ﻗﺎﺼرة� ،ﻌﻠﺔ اﻟر�ﺎ ﻓﻲ اﻟﻌین ،ﻗیﻞ :اﻟنﻘد�ﺔ ،وﻫذا أﻤر �خص اﻟﻌین،
ﻧﻲ
وﻗیﻞ :ﻏﻠ�ﺔ اﻟثمن�ﺔ ،وﻫو �خص اﻟﻌین أ�ضﺎ .ﻤﻊ أن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻤتﻔﻘون ﻋﻠﻰ ﺼحﺔ اﻟﻌﻠﺔ اﻟﻘﺎﺼرة اﻟمنصوﺼﺔ أو
اﻟمجمﻊ ﻋﻠیﻬﺎ ،واﺨتﻠﻔوا ﻓیﻬﺎ إن ﻟم ﺘكن �ذﻟك.
(6أن ﺘكون ﻋﻠﺔ اﻷﺼﻞ ﻤتﻔﻘﺎ ﻋﻠیﻬﺎ ،ﻓﺈن اﺘﻔق اﻟخصمﺎن ﻋﻠﻰ ﺤكم اﻷﺼﻞ ،وﻋﻠﻰ �وﻨﻪ ﻤﻌﻠﻼ وﻟكن
اﺨتﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺘﻌیین اﻟﻌﻠﺔ أو ﻋﻠﻰ وﺠود اﻟوﺼﻒ اﻟمﻌﻠﻞ �ﻪ ﻓﺎﻟق�ﺎس �ﺈﺤدى اﻟﻌﻠتین �سمﻰ :اﻟق�ﺎس اﻟمر�ب اﻷﺼﻞ،
ﻤثﺎﻟﻪ :أن ﻤﺎﻟكﺎ وأ�ﺎ ﺤن�ﻔﺔ ﻤتﻔﻘﺎن ﻋﻠﻰ أن ﻻ ز�ﺎة ﻓﻲ ﺤﻠﻲ اﻟصﻐیرة ،وﻟكن اﻟﻌﻠﺔ ﻋند ﻤﺎﻟك أﻨﻪ ﺤﻠﻲ ﻤ�ﺎح ،وﻋند
أﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ أﻨﻪ ﻤﺎل ﺼبﻲ .ﻓﻠو ﻗﺎس ﻤﺎﻟك ﺤﻠﻲ اﻟكبیرة ﻋﻠﻰ ﺤﻠﻲ اﻟصﻐیرة �ﺎن ﻫذا اﻟق�ﺎس ﻤر�ب اﻷﺼﻞ ،و�ذا
ﻟو ﻗﺎس أﺒو ﺤن�ﻔﺔ ﻤﺎل اﻟصﻐیرة ﻋﻠﻰ ﺤﻠیﻬﺎ ﻓﻲ ﻋدم اﻟز�ﺎة �ﺎن ﻫذا اﻟق�ﺎس ﻤر�ب اﻷﺼﻞ أ�ضﺎ.
19
أﻤﺎ إذا اﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﺤكمﻪ وﻋﻠﻠﻪ أﺤد اﻟمتنﺎزﻋین �ﻌﻠﺔ وﻨﻔﻰ اﻵﺨر وﺠود ﺘﻠك اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺼﻞ ﻓق�ﺎﺴﻪ ﺒتﻠك
اﻟﻌﻠﺔ �سمﻰ ﻤر�ب اﻟوﺼﻒ ،ﻤثﺎﻟﻪ :ﻗول اﻟﻘﺎﺌﻞ :ﻓﻼﻨﺔ اﻟتﻲ أﺘزوﺠﻬﺎ طﺎﻟق .ﻓمﺎﻟك واﻟشﺎﻓﻌﻲ ﻤتﻔﻘﺎن ﻋﻠﻰ ﻋدم
ﻟزوم اﻟطﻼق ،وﻟكن اﻟﻌﻠﺔ ﻋند اﻟشﺎﻓﻌﻲ أﻨﻪ ﺘﻌﻠیق طﻼق ﻋﻠﻰ أﺠنب�ﺔ ،و�ق�س ﻋﻠ�ﻪ :إن ﺘزوﺠت ﻓﻼﻨﺔ ﻓﻬﻲ
طﺎﻟق ،ﻓﻼ طﻼق ﻋندﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ أ�ضﺎ .وﻤﺎﻟك �منﻊ وﺠود اﻟتﻌﻠیق ﻓﻲ اﻟصورة اﻷوﻟﻰ و�ﻘول إﻨﻪ ﺘنجیز طﻼق
ﻋﻠﻰ أﺠنب�ﺔ ﻓﻼ �ﻘﻊ ،و�ثبت اﻟطﻼق ﻓﻲ اﻟثﺎﻨ�ﺔ ﻟنﻔس اﻟﻌﻠﺔ اﻟتﻲ ﻫﻲ ﺘﻌﻠیق اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ اﻷﺠنب�ﺔ.
واﻟﻔرق ﺒین ﻤر�ب اﻷﺼﻞ وﻤر�ب اﻟوﺼﻒ أن ﻤر�ب اﻷﺼﻞ �ﻞ واﺤد ﻤن اﻟخصمین �ﻌترف ف�ﻪ ﺒوﺠود
اﻟوﺼﻒ اﻟذي ﻋﻠﻞ �ﻪ اﻵﺨر ،وﻟكن ﯿنﻔﻲ ﻋﻠیتﻪ ،و�دﻋﻲ أن اﻟﻌﻠﺔ ﻏیرﻩ وﻤر�ب اﻟوﺼﻒ �ﻞ واﺤد ﻤن اﻟخصمین
ﯿنﻔﻲ وﺠود اﻟوﺼﻒ اﻟذي ﻋﻠﻞ �ﻪ اﻵﺨر.
ﺜﺎﻨ�ﺎ :اﻟحكم ،واﻟمراد �ﻪ ﺤكم اﻷﺼﻞ ،وﻫو ﻤﺎ ﺤكم �ﻪ اﻟشﺎرع ﻤن وﺠوب أو ﻨدب ،أو ﺘحر�م أو �راﻫﺔ ،أو
إ�ﺎﺤﺔ.
ﺜﺎﻟثﺎ :اﻟﻔرع وﻫو اﻟواﻗﻌﺔ اﻟتﻲ ﯿراد ﻤﻌرﻓﺔ ﺤكمﻬﺎ �ﺎﻟق�ﺎس ﻋﻠﻰ اﻷﺼﻞ ،و�شترط ﻟﻪ:
اﻟ
(1أن ﻻ �كون ﻤنصوﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺤكمﻪ ،إذ ﻻ ق�ﺎس ﻓﻲ ﻤوﻀﻊ اﻟنص.
ﻣﻌ
(2أن ﻻ ﯿتﻘدم ﺤكمﻪ ﻋﻠﻰ ﺤكم اﻷﺼﻞ .إذ ﻻ �صﺢ ق�ﺎس ﻤتﻘدم ﻋﻠﻰ ﻤتﺄﺨر� ،ق�ﺎس اﻟوﻀوء ﻋﻠﻰ
ﮭد اﻟت�مم ﻓﻲ وﺠوب اﻟن�ﺔ.
(3أن ﺘوﺠد ف�ﻪ ﻋﻠﺔ اﻷﺼﻞ ﺒتمﺎﻤﻬﺎ ،ﻻ �ﻌضﻬﺎ ﻓﻘط ،ﻓﻌﻠﺔ اﻟﻘصﺎص اﻟﻘتﻞ ﻋمدا ﻋدواﻨﺎ ﻟمكﺎﻓﺊ ،ﻓﺈذا
اﻟﺗ
اﻨتﻔﻰ واﺤد ﻤن اﻷوﺼﺎف اﻨتﻔﻰ اﻟﻘصﺎص �ﺎﻨتﻔﺎﺌﻪ ،ﻓﺈذا �ﺎن اﻟوﺼﻒ ﻤﻘطوﻋﺎ �ﻌﻠیتﻪ ﻓﻲ اﻷﺼﻞ ،وﻤﻘطوﻋﺎ
رﺑو
ﺒوﺠودﻩ ﻓﻲ اﻟﻔرع� :ق�ﺎس اﻟنبیذ ﻋﻠﻰ اﻟخمر �جﺎﻤﻊ اﻹﺴكﺎر – �ﺎن اﻟق�ﺎس ﻗطع�ﺎ ،و�ن �ﺎن ﻤظنوﻨﺎ وﺠودﻩ ﻓﻲ
ي اﻟ
اﻟﻔرع ،أو ﻤظنوﻨﺔ ﻋﻠیتﻪ ﻓﻲ اﻷﺼﻞ �ﺎن اﻟق�ﺎس ظن�ﺎ ،و�سمﻰ :اﻟق�ﺎس اﻷدون.
را�ﻌﺎ :اﻟﻌﻠﺔ وﻫﻲ أﺴﺎس اﻟق�ﺎس اﻟمبنﻲ ﻋﻠ�ﻪ ،ﻗیﻞ إﻨﻬﺎ ﻤشتﻘﺔ ﻤن اﻟﻌﻠﺔ �مﻌنﻰ اﻟمرض ،ﻷﻨﻬﺎ ﺘؤﺜر ﻓﻲ
وط
اﻟحكم �مﺎ ﯿؤﺜر اﻟمرض ﻓﻲ اﻟجسم ،وﻗیﻞ ﻤشتﻘﺔ ﻤن اﻟﻌﻞ اﻟذي ﻫو اﻟشرب اﻟثﺎﻨﻲ ،ﻷن اﻟﻔق�ﻪ �كرر اﻟنظر ﻓیﻬﺎ
ﻟبنﺎء اﻟحكم ﻋﻠیﻬﺎ ،وﻗد ﻋرﻓﻬﺎ اﻷﺼوﻟیون �ﻌدة ﺘﻌر�ﻔﺎت:
ﻧﻲ
20
(1أن ﺘكون وﺼﻔﺎ ظﺎﻫرا ،ﻷن اﻟﻌﻠﺔ ﻫﻲ اﻟمﻌرف ﻟﻠحكم ﻓﻲ اﻟﻔرع ،ﻓﻼ ﺒد أن ﺘكون أﻤ ار ظﺎﻫرا.
(2أن �كون اﻟوﺼﻒ اﻟظﺎﻫر ﻤنض�طﺎ ،ﻻ �ختﻠﻒ �ﺎﺨتﻼف اﻷﺤوال واﻷﻓراد ،واﻟظروف ﻓﻼ ﺘﻌﻠﻞ إ�ﺎﺤﺔ
اﻟﻔطر ﻓﻲ رﻤضﺎن ﻟﻠمر�ض أو اﻟمسﺎﻓر ﺒدﻓﻊ اﻟمشﻘﺔ ﺒﻞ �مظنتﻬﺎ ،وﻫﻲ اﻟسﻔر واﻟمرض.
(3أن �كون اﻟوﺼﻒ ﻤنﺎﺴ�ﺎ ﻟﻠتﻌﻠیﻞ ،ﻷن اﻟﻐﺎ�ﺔ اﻟمﻘصودة ﻤن ﺘشر�ﻊ اﻟحكم ﻫﻲ ﺤكمتﻪ ،ﻓﻼ �صﺢ
اﻟتﻌﻠیﻞ �ﺎﻷوﺼﺎف ﻏیر اﻟمنﺎﺴ�ﺔ ،وﺘسمﻰ �ﺎﻷوﺼﺎف اﻟطرد�ﺔ ،اﻟتﻲ ﻻ ﺘﻌﻘﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ �ﺎﻟحكم وﻻ �حكمتﻪ،
ﻛﻠون اﻟخمر أو �ون اﻟسﺎرق أﺴمر اﻟﻠون ،أو �ون اﻟمﻔطر ﻋمدا ﻓﻲ رﻤضﺎن أﻋراﺒ�ﺎ.
(4أن �كون اﻟوﺼﻒ اﻟمﻌﻠﻞ �ﻪ ﻤﻌتب ار ﻋند اﻟشﺎرع �ﺄي ﻨوع ﻤن أﻨواع اﻻﻋت�ﺎر.
(5أن �كون اﻟوﺼﻒ ﻤﻌینﺎ ،ﻓﻼ �صﺢ اﻟتﻌﻠیﻞ �ﺄﺤد وﺼﻔین ﻏیر ﻤﻌین� ،ﺄن �ﻘﺎل ﻤثﻼ :اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ اﻟر�ﺎ
إﻤﺎ اﻻﻗت�ﺎت واﻻدﺨﺎر ،و�ﻤﺎ اﻟكیﻞ )ﻓﻲ ق�ﺎس اﻟذرة ﻋﻠﻰ اﻟبر(.
(6أن ﻻ �كون اﻟوﺼﻒ ﻤﻌﺎرﻀﺎ ﻟنص أو إﺠمﺎع� ،ﻘول اﻟحنف�ﺔ :اﻟمرأة �مﺎ �جوز ﻟﻬﺎ اﻻﺴتﻘﻼل �ﺎﻟﻌﻘد
ﻋﻠﻰ ﻤﺎﻟﻬﺎ �جوز ﻟﻬﺎ اﻻﺴتﻘﻼل �ﺎﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻨﻔسﻬﺎ ،ﻷﻨﻪ ﻤخﺎﻟﻒ ﻟحدﯿث أﺒﻲ داود » :أ�مﺎ اﻤرأة ﻨكحت �ﻐیر إذن
اﻟ
) (1
. وﻟیﻬﺎ ﻓنكﺎﺤﻬﺎ �ﺎطﻞ«
ﻣﻌ
وﻤثﺎل ﻤخﺎﻟﻔﺔ اﻹﺠمﺎع :ﺘﻌﻠیﻞ ﺴﻘوط أداء اﻟصﻼة ﻋن اﻟمسﺎﻓر �ﺎﻟمشﻘﺔ ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺼوﻤﻪ ﻓﻲ ﺠواز ﺘرك
ﮭد اﻷداء.
(7أن ﻻ �صﺎﺤب اﻟﻌﻠﺔ ﻤﺎ ﯿنﻔﻲ ﺤكمتﻬﺎ� ،ﺎﻟدﯿن ﻟﻠﻐنﻰ ﻓﻲ وﺠوب اﻟز�ﺎة ،ﻓﺎﻟﻐنﻰ ﻫو اﻟﻌﻠﺔ واﻟدﯿن
اﻟﺗ
ﯿنﺎﻓیﻬﺎ.
رﺑو
(8أن ﻻ �ﻌود اﻟوﺼﻒ ﻋﻠﻰ أﺼﻠﻪ �ﺎﻹ�طﺎل .ﻤثﺎﻟﻪ :ﻗول اﻟحنف�ﺔ :اﻟشﺎة ﻓرﻀت ﻟسد ﺨﻠﺔ اﻟﻔﻘیر ﻓتجزئ
ي اﻟ
) (2
. ﻋنﻬﺎ ق�متﻬﺎ ،ﻓﻬذا ﯿﻠزم ﻋﻠ�ﻪ أن اﻟشﺎة ﻏیر ﻤﻔروﻀﺔ �ﻌینﻬﺎ
واﺨتﻠﻒ ﻫﻞ �جوز ﺘﻌدد اﻟﻌﻠﻞ أم ﻻ؟ ﻓﺄﺠﺎزﻩ �ﻌضﻬم ﻤطﻠﻘﺎ ،وﻤنﻌﻪ �ﻌضﻬم ﻤطﻠﻘﺎ ،وأﺠﺎزﻩ �ﻌضﻬم ﻓﻲ
وط
) .(3
اﻟمنصوﺼﺔ دون اﻟمستن�طﺔ
أﻤﺎ اﺠتمﺎع أﺤكﺎم ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺔ واﺤدة ف�جوز� ،ﺎﻟسرﻗﺔ ،ﻓیترﺘب ﻋﻠیﻬﺎ اﻟﻘطﻊ واﻟﻐرم.
ﻧﻲ
أﻗسﺎم اﻟق�ﺎس:
ﯿنﻘسم اﻟق�ﺎس إﻟﻰ أﻗسﺎم ﻤنﻬﺎ:
(1ق�ﺎس اﻟﻌﻠﺔ ،وﻫو اﻟذي �كون اﻟجﺎﻤﻊ ف�ﻪ ﺒین اﻷﺼﻞ واﻟﻔرع وﺼﻔﺎ ﻫو ﻋﻠﺔ اﻟحكم ،وﻤوﺠب ﻟﻪ �تحر�م
اﻟنبیذ اﻟمسكر �ﺎﻟق�ﺎس ﻋﻠﻰ اﻟخمر ،واﻟجﺎﻤﻊ ﺒینﻬمﺎ اﻹﺴكﺎر ،وﻫو ﻋﻠﺔ اﻟتحر�م.
21
و�نﻘسم إﻟﻰ ﻗسمین:
أ – ﺠﻠﻲ ،وﻫو ﻤﺎ ﺜبتت ﻋﻠتﻪ ﺒنص أو إﺠمﺎع� ،تحر�م اﻟﻘضﺎء ﻋند ﺘشو�ش اﻟﻔكر �ﺎﻟجوع أو اﻟﻌطش ،أو
) (1
أو �ﺎن ﻤﻘطوﻋﺎ ف�ﻪ ﺒنﻔﻲ اﻟتﻌب ..ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻐضب اﻟثﺎﺒت �حدﯿث »ﻻ �حكم أﺤد ﺒین اﺜنین وﻫو ﻏض�ﺎن«
اﻟﻔﺎرق ﺒین اﻷﺼﻞ واﻟﻔرع ﻤثﻞ ﺘحر�م إﺤراق ﻤﺎل اﻟیت�م ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻠﻪ اﻟوارد ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻻ ﺘﺄﻛﻠوا أﻤواﻟﻬم
) (2
إﻟﻰ أﻤواﻟكم﴾
ب – ﺨﻔﻲ ،وﻫو ﻤﺎ ﻟم ﯿنص ف�ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﺔ ،أو �ﺎن ﻨﻔﻲ اﻟﻔﺎرق ف�ﻪ ﻤظنوﻨﺎ ﻻ ﻤﻘطوﻋﺎ �ﻪ.
(2ق�ﺎس اﻟش�ﻪ وﻫو اﻟجمﻊ ﺒین اﻷﺼﻞ واﻟﻔرع ﺒوﺼﻒ ﯿوﻫم اﺸتمﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟحكمﺔ اﻟمﻘتض�ﺔ ﻟﻠحكم ﻤن
ﻏیر ﺘﻌیین� ،ﺈ�جﺎب اﻟن�ﺔ ﻓﻲ اﻟوﻀوء ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟت�مم� ،جﺎﻤﻊ أن �ﻞ واﺤد ﻤنﻬمﺎ طﻬﺎرة ﻤن ﺤدث ،ﻓﺎﻟطﻬﺎرة
ﺒذاﺘﻬﺎ ﻻ ﻤنﺎﺴ�ﺔ ﻓیﻬﺎ ﻟوﺠوب اﻟن�ﺔ ،وﻟكنﻬﺎ ﺘستﻠزم وﺼﻔﺎ ﻤنﺎﺴ�ﺎ ﻫو �وﻨﻬﺎ ﻗر�ﺔ ،واﻟﻘر�ﺔ ﻤنﺎﺴ�ﺔ ﻟوﺠوب اﻟن�ﺔ،
وﻟﻠش�ﻪ ﺘﻌر�ف آﺨر وﻫو» :أن ﯿتردد اﻟﻔرع ﺒین أﺼﻠین ﻓیﻠحق �ﺄﻛثرﻫمﺎ ﺸبﻬﺎ �ﻪ«.
(3ق�ﺎس اﻟدﻻﻟﺔ :وﻫو اﻟجمﻊ ﺒین اﻷﺼﻞ واﻟﻔرع �مﻠزوم ﻤن ﻟوازم اﻟﻌﻠﺔ ،أو �ﺄﺜر ﻤن آﺜﺎرﻫﺎ ،أو �حكم ﻤن
اﻟ
أﺤكﺎﻤﻬﺎ ،ﻓمثﺎل اﻟمﻠزوم :إﻟحﺎق اﻟنبیذ �ﺎﻟخمر ﻓﻲ اﻟتحر�م �جﺎﻤﻊ اﻟشدة اﻟمطر�ﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻠزوﻤﺔ ﻟﻺﺴكﺎر اﻟذي ﻫو
ﻣﻌ
اﻟﻌﻠﺔ ،وﻤثﺎل اﻟجمﻊ �ﺄﺜر اﻟﻌﻠﺔ إﻟحﺎق اﻟﻘتﻞ �ﺎﻟمثﻘﻞ �ﺎﻟﻘتﻞ �محدد ﻓﻲ اﻟﻘصﺎص �جﺎﻤﻊ اﻹﺜم ،ﻷن اﻹﺜم أﺜر اﻟﻌﻠﺔ
ﮭد اﻟتﻲ ﻫﻲ اﻟﻘتﻞ اﻟﻌمد اﻟﻌدوان.
وﻤثﺎل اﻟجمﻊ �حكم اﻟﻌﻠﺔ ﺠواز رﻫن اﻟمشﺎع ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺠواز ﺒ�ﻌﻪ �جﺎﻤﻊ ﺠواز اﻟب�ﻊ.
اﻟﺗ
(4ق�ﺎس اﻟﻌكس :وﻫو إﺜ�ﺎت ﻨق�ض ﺤكم اﻷﺼﻞ ﻟﻠﻔرع ،ﻤثﻞ ﺤدﯿث ﻤسﻠم» :وﻓﻲ �ضﻊ أﺤد�م ﺼدﻗﺔ
رﺑو
ﻗﺎﻟوا �ﺎ رﺴول ﷲ أ�ﺄﺘﻲ أﺤدﻨﺎ ﺸﻬوﺘﻪ و�كون ﻟﻪ ﻓیﻬﺎ أﺠر؟ ﻗﺎل :أرأﯿتم ﻟو وﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺤرام أﻛﺎن ﻋﻠ�ﻪ وزر؟ ﻗﺎﻟوا:
ي اﻟ
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ أر�ﺎن اﻟق�ﺎس؟
ﻧﻲ
22
اﻟدرس :5
ﻤسﺎﻟك اﻟﻌﻠﺔ)(1
اﻟمسﻠك ﻟﻐﺔ :اﻟطر�ق.
واﺼطﻼﺤﺎ :اﻟطرق اﻟتﻲ ﺘﻌرف ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻞ اﻷﺤكﺎم ،أو اﻷدﻟﺔ اﻟتﻲ ﺘستند إﻟیﻬﺎ وﻫﻲ:
اﻟمسﻠك اﻷول :اﻟنص واﻟمراد �ﻪ ﻫنﺎ :اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ.
واﻟنص ﻗسمﺎن:
(1ﺼر�ﺢ ،ﻤثﻞ ﻟﻌﻠﺔ �ذا ،أو ﻟسبب �ذا ،أو اﻟمؤﺜر �ذا،وﻫذﻩ اﻟثﻼﺜﺔ ﻻ �حﻔظ ﻟﻬﺎ ﻤثﺎل ﻓﻲ اﻟوﺤﻲ ،أو ﻤن
أﺠﻞ �ذا� ،ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻤن أﺠﻞ ذﻟك �تبنﺎ ﻋﻠﻰ ﺒنﻲ إﺴراﺌیﻞ أﻨﻪ ﻤن ﻗتﻞ ﻨﻔسﺎ �ﻐیر ﻨﻔس أو ﻓسﺎد ﻓﻲ اﻷرض
ﻓكﺄﻨمﺎ ﻗتﻞ اﻟنﺎس ﺠم�ﻌﺎ﴾) (1و�ﻘول اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم » :إﻨمﺎ ﺠﻌﻞ اﻻﺴتئذان ﻤن أﺠﻞ اﻟ�صر«) .(2
ﻓﺈذا �ﺎن اﻟﻠﻔظ اﻟدال ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠ�ﺔ ﻓﻲ اﻟنص ﻻ �حتمﻞ ﻏیر اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠیﻬﺎ �ﺎﻨت اﻟﻌﻠﺔ ﺼر�حﺔ ﻗطع�ﺔ،
اﻟ
وﺘسمﻰ »اﻟﻌﻠﺔ اﻟمنصوﺼﺔ« �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺘﻌﻠیﻠﻪ �ﻌثﺔ اﻟرﺴﻞ﴿ :رﺴﻼ ﻤ�شر�ن وﻤنذر�ن ﻟیﻼ �كون ﻟﻠنﺎس ﻋﻠﻰ
ﻣﻌ
) (3
. ﷲ ﺤجﺔ �ﻌد اﻟرﺴﻞ﴾
. ) (4
ﮭد
وﻗوﻟﻪ ﻓﻲ إ�جﺎب أﺨذ ﺨمس اﻟﻔﻲء ﻟﻠﻔﻘراء واﻟمسﺎﻛین﴿ :ﻛﻲ ﻻ �كون دوﻟﺔ ﺒین اﻷﻏن�ﺎء ﻤنكم﴾
اﻟﺗ
(2ظﺎﻫر ،وﻫو ﻤﺎ �ﺎﻨت دﻻﻟﺔ اﻟنص ﻤنﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠ�ﺔ ظﺎﻫرة ،وﺘحتمﻞ ﻏیرﻫﺎ� ،ﺎﻟ�ﺎء ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ:
رﺑو
) (6
وﻨحو واﻟﻼم �مﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻛتﺎب أﻨزﻟنﺎﻩ إﻟ�ك ﻟتخرج اﻟنﺎس ﻤن اﻟظﻠمﺎت إﻟﻰ اﻟنور �ﺈذن ر�ﻬم﴾
و »إن« �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :رب ﻻ ﺘذر ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻤن ) (7
»إذا« �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�ذا ﻻ ﯿﻠبثون ﺨﻠﻔك إﻻ ﻗﻠیﻼ﴾
وط
) (8
وﻨحو »ﻓﻲ« �ﻘوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :دﺨﻠت اﻟكﺎﻓر�ن د�ﺎ ار إﻨك إن ﺘذرﻫم �ضﻠوا ع�ﺎدك﴾
ﻧﻲ
) (1
. اﻤرأة اﻟنﺎر ﻓﻲ ﻫرة ﻻ ﻫﻲ أطﻌمتﻬﺎ وﺴﻘتﻬﺎ إذ ﺤ�ستﻬﺎ ،وﻻ ﻫﻲ ﺘر�تﻬﺎ ﺘﺄﻛﻞ ﻤن ﺨشﺎش اﻷرض«
23
و�ون اﻟدﻻﻟﺔ ﻗطع�ﺔ أو ظن�ﺔ ،ﺼراﺤﺔ أو إ�مﺎء ﻤدارﻩ ﻋﻠﻰ وﻀﻊ وﺴ�ﺎق اﻟنص.
اﻟمسﻠك اﻟثﺎﻨﻲ :اﻹﺠمﺎع ،واﻟمراد �ﻪ ﻫنﺎ اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﻋﻠ�ﺔ اﻟوﺼﻒ� ،ﺈﺠمﺎﻋﻬم ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠیﻞ اﻟوﻻ�ﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟصﻐیر �كوﻨﻪ ﺼﻐیرا ،ف�ﻘﺎس ﻋﻠ�ﻪ اﻟوﻻ�ﺔ ﻓﻲ اﻟنكﺎح ،و�ﺈﺠمﺎﻋﻬم ﻋﻠﻰ ﺘﻘد�م اﻷخ اﻟشﻘیق ﻋﻠﻰ اﻷخ ﻷب ﻓﻲ
اﻟمیراث �سبب رﺠحﺎﻨﻪ �ﻘرا�ﺔ اﻷم ،ف�ﻘﺎس ﻋﻠ�ﻪ ﺘﻘد�مﻪ ﻓﻲ ﺼﻼة اﻟجنﺎزة ،وﺘحمﻞ اﻟﻌﻘﻞ ،واﻟوﺼ�ﺔ ﻷﻗرب
اﻷﻗﺎرب ،وﻨحو ذﻟك.
وﻗد �كون اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ أن اﻟحكم ﻤﻌﻠﻞ ،ﻤﻊ اﺨتﻼف ﻓﻲ ﺘﻌیین اﻟوﺼﻒ اﻟمﻌﻠﻞ �ﻪ� ،ﺎﻻﺨتﻼف ﻓﻲ
ﺘﻌﻠیﻞ اﻟر�ﺎ ﻓﻲ اﻟطﻌﺎم ،ﻫﻞ اﻟﻌﻠﺔ اﻻﻗت�ﺎت واﻻدﺨﺎر ،أو اﻟطﻌم ،أو اﻟكیﻞ؟
واﺨتﻠﻒ ﻫﻞ ﻤسﻠك اﻹﺠمﺎع أﻗوى ،ﻷﻨﻪ ﻗطﻌﻲ وﻻ �حتمﻞ اﻟنسﺦ ،أو ﻤسﻠك اﻟنص ﻷﻨﻪ أﺼﻞ اﻹﺠمﺎع.
اﻟمسﻠك اﻟثﺎﻟث :اﻹ�مﺎء :وﻫو أن �ﻘترن اﻟوﺼﻒ �ﺎﻟحكم ﻋﻠﻰ وﺠﻪ ﻟو ﻟم �كن ﻋﻠﺔ ﻟﻪ ﻟخﻼ ﻤن اﻟﻔﺎﺌدة،
اﻟ
ﻛمﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :ﻻ �ﻘض اﻟﻘﺎﻀﻲ وﻫو ﻏض�ﺎن«) .(2
ﻣﻌ
ﻓﺈﻨﻪ ﯿوﻤﺊ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ اﻟشﻲء ﻫﻲ اﻟﻐضب .واﻹ�مﺎء أﻨواع ﻤنﻬﺎ:
ﮭد
(1ذ�ر اﻟمكﻠﻒ ﻤوﺼوﻓﺎ ﺒوﺼﻒ ﯿوﻤﺊ إﻟﻰ أن اﻟﻌﻠﺔ ﻋﻠﺔ ﻟﻠحكم �مﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :واﻟسﺎرق واﻟسﺎرﻗﺔ
) (3
وﻤثﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟحدﯿث ﻗول ﻋمران ﺒن ﺤصین رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ» :ﺴﻬﺎ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ ﻓﺎﻗطﻌوا أﯿدﯿﻬمﺎ﴾
اﻟﺗ
وﺴﻠم ﻓسجد ﺴجدﺘین �ﻌد اﻟسﻼم«) .(4
رﺑو
(2ذ�ر اﻟمكﻠﻒ �ص�ﻐﺔ اﻟموﺼول ،ﻓﺈﻨﻪ ﯿوﻤﺊ أن اﻟصﻠﺔ ﻋﻠﺔ ﻟﻠحكم� ،مﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :واﻟذﯿن ﯿرﻤون
ي اﻟ
) (5
اﻟمحصنﺎت ﺜم ﻟم �ﺄﺘوا �ﺄر�ﻌﺔ ﺸﻬداء ﻓﺎﺠﻠدوﻫم ﺜمﺎﻨین ﺠﻠدة﴾
(3أن �ﻔرق اﻟنص ﺒین ﺤكمین ﺒوﺼﻔین ﻤختﻠﻔین ،ﻤثﺎﻟﻪ :ﺤدﯿث اﺒن ﻋمر» :ﻗسم رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ
وط
ا – �شرط� ،ﻘوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :اﻟذﻫب �ﺎﻟذﻫب واﻟﻔضﺔ �ﺎﻟﻔضﺔ ،واﻟبر �ﺎﻟبر ،واﻟشﻌیر �ﺎﻟشﻌیر،
واﻟتمر �ﺎﻟتمر ،واﻟمﻠﺢ �ﺎﻟمﻠﺢ ،ﻤثﻼ �مثﻞ ،ﯿدا ﺒید ،ﻓﺈذا اﺨتﻠﻔت ﻫذﻩ اﻷﺠنﺎس ﻓب�ﻌوا ��ف ﺸئتم إذا �ﺎن ﯿدا
) (1
ﻓﻠو ﻟم �كن اﻻﺨتﻼف ﻋﻠﺔ ﻟجواز اﻟﻔضﻞ ﺒین اﻟمذ�ورات ﻟمﺎ �ﺎن ﻟﻠتﻔر�ق �ﺎﻟشرط ﻤﻌنﻰ. ﺒید«
24
ﻓﻠو ﻟم �كن اﻟطﻬر ﻋﻠﺔ ﻹ�ﺎﺤﺔ اﻟﻘر�ﺎن ) (2
ب – أو ﻏﺎ�ﺔ� ،مﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻻ ﺘﻘر�وﻫن ﺤتﻰ �طﻬرن﴾
– ﻟمﺎ �ﺎن ﻟﻠتﻔر�ق �ﺎﻟﻐﺎ�ﺔ ﻤﻌنﻰ.
ﻓﻠو ﻟم �كن اﻟﻌﻔو ﻋﻠﺔ ) (3
ج – أو �ﺎﺴتثنﺎء� ،مﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓنصﻒ ﻤﺎ ﻓرﻀتم إﻻ أن �ﻌﻔون﴾
ﻟسﻘوط ﻨصﻒ اﻟمﻬر ﻟمﺎ �ﺎن ﻟﻠتﻔر�ق �ﺎﻻﺴتثنﺎء ﻤﻌنﻰ.
(5أن �سﺎق اﻟحكم أﺜنﺎء �ﻼم ﻟو ﻟم �كن ﺘنبیﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻠتﻪ ف�ﻪ ﻷﺨﻞ �ﺎرﺘ�ﺎط اﻟكﻼم �ﻌضﻪ ﺒ�ﻌض ،ﻤثﺎﻟﻪ
ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ�﴿ :ﺎ أﯿﻬﺎ اﻟذﯿن آﻤنوا إذا ﻨودي ﻟﻠصﻼة ﻤن ﯿوم اﻟجمﻌﺔ ﻓﺎﺴﻌوا إﻟﻰ ذ�ر ﷲ وذروا اﻟب�ﻊ ذﻟكم ﺨیر
. ) (4
ﻟكم إن �نتم ﺘﻌﻠمون ﻓﺈذا ﻗضیت اﻟصﻼة ﻓﺎﻨتشروا ﻓﻲ اﻷرض﴾
ﻓﻠو ﻟم ﺘكن اﻟجمﻌﺔ ﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺤرﻤﺔ اﻟب�ﻊ ﻟكﺎن ﻗوﻟﻪ﴿ :وذروا اﻟب�ﻊ﴾ اﻟداﺨﻞ ﺒین ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﺎﺴﻌوا إﻟﻰ
ذ�ر ﷲ﴾ وﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﺈذا ﻗضیت اﻟصﻼة﴾ ﻤخﻼ �ﺎرﺘ�ﺎط اﻟكﻼم �ﻌضﻪ ﺒ�ﻌض.
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟمسﻠك اﻟرا�ﻊ :اﻟسبر واﻟتﻘس�م :اﻟسبر ﻟﻐﺔ :اﻻﺨت�ﺎر ،واﻟتﻘس�م ﻫو :ﺤصر اﻷوﺼﺎف اﻟصﺎﻟحﺔ ﻷن
ﮭد
ﺘكون ﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺼﻞ ،ﺤیث �ﻘوم اﻟمجتﻬد �حصر اﻷوﺼﺎف اﻟتﻲ ﺘوﺠد ﻓﻲ واﻗﻌﺔ اﻟحكم ،و�ختبرﻫﺎ وﺼﻔﺎ وﺼﻔﺎ
ﻋﻠﻰ ﻀوء اﻟشروط اﻟواﺠب ﺘوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺔ ،وأﻨواع اﻻﻋت�ﺎر اﻟذي ﺘﻌتبر �ﻪ ،و�ست�ﻌد ﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﻟ�س ﺼﺎﻟحﺎ
اﻟﺗ
ﻟﻠتﻌﻠیﻞ و�ست�ﻘﻰ ﻤﺎ ﻫو ﻋﻠﺔ – ﺤسب رﺠحﺎن ظنﻪ – ﻟﻠتوﺼﻞ إﻟﻰ ﻤﻌرﻓﺔ ﻋﻠﺔ اﻟحكم.
رﺑو
وﻓﻲ ﻫذا ﺘتﻔﺎوت ﺘﻘدﯿرات اﻟمجتﻬدﯿن ﻟمنﺎﺴ�ﺔ اﻟوﺼﻒ ﻟﻠﻌﻠ�ﺔ ،ف�ﻘول �ﻌضﻬم ﻫذا وﺼﻒ �صﻠﺢ اﻟتﻌﻠیﻞ �ﻪ،
ي اﻟ
وﻤﺎ ﻋداﻩ �ﺎطﻞ ،و�ﻘول اﻵﺨر :إن ذﻟك اﻟوﺼﻒ ﻟ�س �صﺎﻟﺢ ﻓیﻠزم إ�طﺎﻟﻪ� ،ﻘوﻟﻬم ﻓﻲ ﺤصر أوﺼﺎف اﻟبر –
�ﺎﻋت�ﺎرﻩ أﺼﻼ ﻟق�ﺎس اﻟذرة ﻋﻠ�ﻪ ﻤثﻼ :اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺘحر�م اﻟر�ﺎ ﻓﻲ اﻟبر إﻤﺎ أن ﺘكون اﻟكیﻞ ،أو اﻟطﻌم ،أو اﻻﻗت�ﺎت،
وط
واﻻدﺨﺎر ،أو ﻫمﺎ ﻤﻌﺎ ،وﻏﻠ�ﺔ اﻟع�ش �ﻪ ،أو اﻟمﺎﻟ�ﺔ ،واﻟمﻠك�ﺔ ،ف�ﻘول اﻟمﺎﻟكﻲ :ﻤﺎ ﺴوى اﻻﻗت�ﺎت واﻻدﺨﺎر �ﺎطﻞ،
و�ﻘول اﻟحنﻔﻲ ،واﻟحنبﻠﻲ ﻤﺎ ﺴوى اﻟكیﻞ ﻤن ﺘﻠك اﻷوﺼﺎف �ﺎطﻞ ،و�ﻘول اﻟشﺎﻓﻌﻲ :ﻤﺎ ﺴوى اﻟطﻌم �ﺎطﻞ ..وﻫكذا
ﻧﻲ
25
ﺨﺎﻟق ﻏیر أﻨﻔسﻬم ،وﻻ را�ﻊ ﻗطﻌﺎ،و��طﺎل اﻟﻘسمین اﻷوﻟین ﻗطﻌﻲ ﻻ ﺸك ف�ﻪ ،ﻓیتﻌین أن اﻟثﺎﻟث ﺤق ﻻﺸك ف�ﻪ،
وﻗد ﺤذف ﻓﻲ اﻵ�ﺔ ﻟظﻬورﻩ.
وﻤﻌظم اﻟحصر واﻹ�طﺎل ﻓﻲ اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟشرع�ﺔ ظنﻲ ،ﻻﺨتﻼف ظنون اﻟمجتﻬدﯿن ﻋند ﻨظرﻫم ﻓﻲ اﻟمسﺎﺌﻞ
ﻛﺎﺨتﻼﻓﻬم ﻓﻲ اﻟر�ﺎ ﻓﻲ أﺸ�ﺎء �ثیرة ،ﻤثﻞ اﻟتﻔﺎح وﻨحوﻩ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻟمسﻠك ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ.
– 2ﻤﺎذا �ﻘصد �مسﺎﻟك اﻟﻌﻠﺔ؟
– 3ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین ﻤسﻠك اﻟنص وﻤسﻠك اﻹ�مﺎء؟
– 4ﻤتﻰ �كون اﻟسبر واﻟتﻘس�م ﻗطع�ﺎ؟ وﻤتﻰ �كون ظن�ﺎ؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
26
اﻟدرس :6
ﻤسﺎﻟك اﻟﻌﻠﺔ)(2
اﻟ
ﻣﻌ
(1اﻟمنﺎﺴب اﻟمؤﺜر :وﻫو ﻤﺎ رﺘب اﻟشﺎرع ﺤكمﺎ ﻋﻠﻰ وﻓﻘﻪ ،وﺜبت �ﺎﻟنص أو اﻹﺠمﺎع اﻋت�ﺎرﻩ �ﻌینﻪ ﻋﻠﺔ
ﻓﺎﻟحكم اﻟثﺎﺒت ﺒﻬذا اﻟنص ﻫو ) (1 ﮭد
ﻟﻠحكم اﻟذي رﺘب ﻋﻠﻰ وﻓﻘﻪ ،ﻤثﺎﻟﻪ ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :اﻟﻘﺎﺘﻞ ﻻ ﯿرث«
ﻤنﻊ اﻟﻘﺎﺘﻞ ﻤن إرث ﻤوروﺜﻪ ،وﺼوغ اﻟنص ﯿدل ﻋﻠﻰ أن ﻋﻠﺔ ﻫذا اﻟمنﻊ ﻫو اﻟﻘتﻞ.
اﻟﺗ
(2اﻟمنﺎﺴب اﻟمﻼﺌم وﻫو ﻤﺎ رﺘب اﻟشﺎرع ﺤكمﺎ ﻋﻠﻰ وﻓﻘﻪ وﻟم ﯿثبت �ﺎﻟنص واﻹﺠمﺎع اﻋت�ﺎرﻩ �ﻌینﻪ ﻋﻠﺔ
رﺑو
ﻟنﻔس اﻟحكم اﻟذي رﺘب ﻋﻠﻰ وﻓﻘﻪ ،ﻤثﺎﻟﻪ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ�﴿ :ﺎ أﯿﻬﺎ اﻟذﯿن آﻤنوا إﻨمﺎ اﻟخمر واﻟم�سر واﻷﻨصﺎب واﻷزﻻم
رﺠس ﻤن ﻋمﻞ اﻟش�طﺎن ﻓﺎﺠتنبوﻩ﴾) .(2
ي اﻟ
ﻓﻠم ﯿذ�ر أن اﻹﺴكﺎر ﻋﻠﺔ ﻟﻠحكم ،وﻟكن رﺘب اﻟحكم ﻋﻠﻰ وﻓﻘﻪ.
(3اﻟمنﺎﺴب اﻟمﻠﻐﻲ :وﻫو ﻤﺎ دل اﻟشﺎرع �ﺄي دﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻋت�ﺎرﻩ – ﻤﻊ أﻨﻪ ﻤنﺎﺴب� -سﻔر اﻟمترف
وط
(4اﻟمنﺎﺴب اﻟمرﺴﻞ :ﻓﻬو ﻤنﺎﺴب ﻟتحﻘیق اﻟمصﻠحﺔ ،وﻟكنﻪ ﻤطﻠق ﻋن دﻟیﻞ اﻋت�ﺎر أو إﻟﻐﺎء ،وﻫو ﻤﺎ
�سمﻰ )اﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ( وﺴنتكﻠم ﻋﻠیﻬﺎ ﻓﻲ ﻤوﻀﻌﻬﺎ إن ﺸﺎء ﷲ.
واﻟوﺼﻒ اﻟمنﺎﺴب ﻟتشر�ﻊ اﻟحكم ﻫو اﻟذي إذا ر�ط اﻟحكم �ﻪ ﺘحﻘﻘت اﻟمصﻠحﺔ اﻟتﻲ ﻗصد اﻟشﺎرع
ﺘحق�ﻘﻬﺎ ،وﻤﻘﺎﺼد اﻟشرع ﻫﻲ اﻷﻫداف واﻟﻐﺎ�ﺎت اﻟتﻲ ﺸرﻋت اﻷﺤكﺎم ﻤن أﺠﻠﻬﺎ وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺜﻼث ﻤراﺘب ﻫﻲ:
(1اﻟمﻘﺎﺼد أو اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟضرور�ﺔ ،وﻫﻲ اﻷﺴس اﻟتﻲ ﺘﻘوم ﻋﻠیﻬﺎ اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟدﯿن�ﺔ واﻟدﻨیو�ﺔ� ،حیث ﻟو
ﻓﺎﺘت ﻻﺨتﻞ ﻨظﺎم اﻟح�ﺎة وﻋمت اﻟﻔوﻀﻰ؛ وﺘنحصر ﻓﻲ :ﺤﻔظ اﻟدﯿن ،واﻟنﻔس ،واﻟﻌﻘﻞ ،واﻟنسب ،واﻟمﺎل واﻟﻌرض.
-ﺴنن اﻟترﻤذي 2116واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 2645ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة أﻤﺎ ﻋن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ﻓﻔﻲ اﻟموطﺄ ﺒﻠﻔظ» :ﻟ�س ﻟﻘﺎﺘﻞ ﺸﻲء«. 1
27
وﻫﻲ ﻤﺎ �سمﻰ �ﺎﻟكﻠ�ﺎت اﻟست ،وﻗد اﺘﻔﻘت �ﺎﻓﺔ اﻟشراﺌﻊ اﻟسمﺎو�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻤراﻋﺎﺘﻬﺎ ،ووﺠوب اﻟحﻔﺎظ ﻋﻠیﻬﺎ .وﺤﻔظﻬﺎ
�كون �ﺄﻤر�ن:
أﺤدﻫمﺎ :ﻤﺎ �ق�م أر�ﺎﻨﻬﺎ و�ثبت ﻗواﻋدﻫﺎ ،وﻫو ع�ﺎرة ﻋن ﻤراﻋﺎة وﺠودﻫﺎ.
واﻟثﺎﻨﻲ :ﻤﺎ ﯿد أر ﻋنﻬﺎ اﻻﺨتﻼل اﻟواﻗﻊ ،أو اﻟمتوﻗﻊ ﻓیﻬﺎ ،وﻫو ع�ﺎرة ﻋمﺎ �خﻞ ﺒﻬﺎ ،أو �ﻌدﻤﻬﺎ �ﺎﻟكﻠ�ﺔ.
وﺤﻔظ اﻟدﯿن �ﻌنﻲ وﺠوب اﻹ�مﺎن ،واﻟنطق �ﺎﻟشﻬﺎدﺘین ،وﻤﺎ ﯿت�ﻊ ذﻟك ﻤن أر�ﺎن اﻹﺴﻼم ،وﺸروطﻪ.
وﻷﺠﻞ ﺤﻔظ اﻟدﯿن ﺸرع اﻟجﻬﺎد ،وﻗتﻞ اﻟمرﺘد ،وﻋﻘو�ﺔ اﻟداﻋﻲ إﻟﻰ اﻟبدع.
وﻷﺠﻞ ﺤﻔظ اﻟنﻔس :ﺸرع اﻟﻘصﺎص ،واﻟد�ﺔ ،وﻏیر ذﻟك ﻤمﺎ ﯿتوﻗﻒ ﻋﻠ�ﻪ �ﻘﺎء اﻟح�ﺎة اﻟ�شر�ﺔ.
وﻷﺠﻞ ﺤﻔظ اﻟﻌﻘﻞ :ﺸرع ﺤد ﺸﺎرب اﻟخمر ،وﻤنﻊ اﻟشرع �ﻞ اﻟمسكرات.
وﻷﺠﻞ ﺤﻔظ اﻟنسﻞ واﻟنسب :ﺸرع ﺤد اﻟزﻨﺎ.
وﻷﺠﻞ ﺤﻔظ اﻟمﺎل :ﺸرع ﺤد اﻟسرﻗﺔ.
وﻷﺠﻞ ﺤﻔظ اﻟﻌرض :ﺸرع ﺤد اﻟﻘذف.
اﻟ
(2اﻟمﻘﺎﺼد اﻟحﺎﺠ�ﺔ :وﻫﻲ اﻟتﻲ ﺸرﻋت ﻟحﺎﺠﺔ اﻟنﺎس إﻟیﻬﺎ ﻓﻲ ﻤع�شتﻬم ،ﻟرﻓﻊ اﻟحرج واﻟمشﻘﺔ ﻋنﻬم وﻟم
ﻣﻌ
ﺘصﻞ إﻟﻰ ﺤد اﻟضرور�ﺔ �ﺎﻟب�ﻊ واﻹﺠﺎرة واﻟزراﻋﺔ ،وﺴﺎﺌر أﻨواع اﻟم�ﺎدﻻت اﻟتﻲ �حتﺎج اﻟنﺎس إﻟیﻬﺎ.
ﮭد
ﻓكﻞ ﻤﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ ﻤحﻞ اﻟحﺎﺠﺔ �سمﻰ )ﺤﺎﺠ�ﺎ( وﻀﺎ�طﻪ :أﻨﻪ ﻤﻔتﻘر إﻟ�ﻪ ﻤن ﺤیث اﻟتوﺴﻌﺔ ورﻓﻊ اﻟضیق
اﻟمؤدي ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب إﻟﻰ اﻟحرج ،واﻟمشﻘﺔ اﻟﻼﺤﻘﺔ �ﻔوت اﻟمطﻠوب� ،ﺈ�ﺎﺤﺔ اﻟصید ،واﻟتمتﻊ �ﺎﻟطی�ﺎت ﻤمﺎ ﻫو ﺤﻼل
اﻟﺗ
ﺸرﻋﺎ ،و�ﺎﻟرﺨص اﻟمخﻔﻔﺔ ﻟﻠمشﻘﺔ ﻓﻲ اﻟمرض واﻟسﻔر..
رﺑو
(3اﻟمﻘﺎﺼد اﻟتحسین�ﺔ ،و�ﻘﺎل :اﻟتحسین�ﺎت ،واﻟتتمﺎت :وﻫﻲ اﻟتﻲ وﻀﻌﻬﺎ اﻟشﺎرع ﻟتكمیﻞ ﻤﻘتض�ﺎت اﻟح�ﺎة
ي اﻟ
اﻻﺠتمﺎع�ﺔ ،وﻀﺎ�طﻬﺎ ،اﻷﺨذ �مﺎ ﯿﻠیق ﻤن ﻤحﺎﺴن اﻷﺨﻼق واﻟﻌﺎدات ،وﺘجنب اﻟرذاﺌﻞ ،وﻤﺎ ﯿدﻨس ،و�ﺄﻨﻔﻪ
أﺼحﺎب اﻟﻌﻘول اﻟراﺠحﺔ ،و�جتمﻊ ذﻟك �ﻠﻪ ﻓﻲ ﻤكﺎرم اﻷﺨﻼق ،وﻤن أﻤثﻠﺔ ذﻟك :اﺴتﻌمﺎل اﻟز�نﺔ ،وﻓﻌﻞ اﻟنواﻓﻞ
وط
واﻟﻘر�ﺎت واﻟصدﻗﺎت ،و�ﻞ ﻤرﺘ�ﺔ ﻤن ﻫذﻩ اﻟمراﺘب ﺘﻌتبر ﻤكمﻠﺔ ﻟمﺎ ﻫو أﻗوى ﻤنﻬﺎ ،ﻓﺎﻟتحسین�ﺎت ﻤكمﻠﺔ
ﻟﻠحﺎﺠ�ﺎت ،واﻟحﺎﺠ�ﺎت ﻤكمﻠﺔ ﻟﻠضرور�ﺎت.
ﻧﻲ
28
واﻟش�ﻪ :ﻤرﺘ�ﺔ ﺒین اﻟطردي ،واﻟمنﺎﺴب ،ﻓمن ﺤیث إﻨﻪ ﻟم ﺘتحﻘق ف�ﻪ اﻟمنﺎﺴ�ﺔ أﺸ�ﻪ اﻟطردي ،وﻤن ﺤیث
إﻨﻪ ﻟم ﯿتحﻘق ف�ﻪ اﻨتﻔﺎؤﻫﺎ أﺸ�ﻪ اﻟمنﺎﺴب ،وﻟﻬذا ﺴمﻲ )ﺸبﻬﺎ( وﺠمﻬور اﻟﻌﻠمﺎء ﻋﻠﻰ اﻋت�ﺎرﻩ ،وﻤنﻬم ﻤن ﻟم �ﻌتبرﻩ
ﻤسﻠكﺎ ،وﻗﺎل ﺒ�طﻼﻨﻪ.
ﻛمﺎ اﺨتﻠﻔوا ﻓﻲ اﻟمﻌتبر ﻤن اﻟش�ﻪ ،ﻗیﻞ اﻟمراد �ﻪ اﻟش�ﻪ ﻓﻲ اﻷﺤكﺎم دون اﻟصورة ،وﻗیﻞ �ﺎﻋت�ﺎرﻩ ﻓﻲ
اﻷﺤكﺎم واﻟصورة ،وﻗیﻞ ﻓﻲ ﻏﻠ�ﺔ اﻷﺸ�ﺎﻩ دون ﻏیرﻫﺎ� ،ﺎﻋت�ﺎر أن ﻏﻠ�ﺔ اﻷﺸ�ﺎﻩ ﻤن أﻗوى ق�ﺎﺴﺎت اﻟش�ﻪ.
اﻟمسﻠك اﻟسﺎ�ﻊ :اﻟدوران :و�سمﻰ �ﺎﻟدوران اﻟوﺠودي واﻟﻌدﻤﻲ و�ﺎﻟطرد واﻟﻌكس وﻫو ﻓﻲ اﻻﺼطﻼح :
»ﺘرﺘب ﺤكم ﻋﻠﻰ وﺼﻒ وﺠودا وﻋدﻤﺎ« �ﺄن ﯿوﺠد اﻟحكم ﻤﻊ وﺠود اﻟوﺼﻒ و�نﻌدم ﻤﻊ اﻨﻌداﻤﻪ ،وﻗد �كون
اﻟدوران ظن�ﺎ� ،ﻌﻠﺔ اﻟر�ﺎ ﻓﻲ اﻟطﻌﺎم ،وﻗد �كون ﻗطع�ﺎ �ﺎﻹﺴكﺎر ﻓﻲ اﻟخمر ،ﺘوﺠد اﻟحرﻤﺔ ﺒوﺠودﻩ ﻗطﻌﺎ ،وﺘنﻌدم
�ﺎﻨﻌداﻤﻪ.
وﻤن أﻤثﻠتﻪ أ�ضﺎ اﻹﺴكﺎر ﻓﻲ اﻟﻌصیر اﻟمسكر ،ﻓﺈﻨﻪ �ﺎن ﻗبﻞ وﺠود اﻹﺴكﺎر ﺤﻼﻻ ،ﻓﻠمﺎ ﺤدث اﻹﺴكﺎر
اﻟ
ﺤرم ،ﻓﻠمﺎ زال اﻹﺴكﺎر �ﺎﻟتخﻠﻞ ﺼﺎر ﺤﻼﻻ ،ﻓدار اﻟتحر�م ﻤﻊ اﻹﺴكﺎر وﺠودا وﻋدﻤﺎ.
ﻣﻌ
واﻟدوران :ﺤجﺔ ﻋند اﻟجمﻬور ،وﻗیﻞ اﻟﻘطﻌﻲ ﺤجﺔ دون اﻟظنﻲ ،وﻗیﻞ :إﻨﻪ ﻏیر ﺤجﺔ ﻤطﻠﻘﺎ ﻻﺤتمﺎل �ون
ﮭد
اﻟوﺼﻒ اﻟمذ�ور ﻤﻼزﻤﺎ ﻟﻠﻌﻠﺔ ﻻ ﻋینﻬﺎ� :راﺌحﺔ اﻟمسكر اﻟمخصوﺼﺔ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ داﺌرة ﻤﻌﻪ وﺠودا وﻋدﻤﺎ.
اﻟﺗ
اﻟمسﻠك اﻟثﺎﻤن :اﻟطرد :وﻫو ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻤصدر �مﻌنﻰ اﻹ�ﻌﺎد ،ﺘﻘول :طردﺘﻪ ﻋن اﻟمكﺎن أي أ�ﻌدﺘﻪ ﻋنﻪ.
رﺑو
واﻟطرد ﻓﻲ اﻻﺼطﻼح ﻫو :ﻤﻘﺎرﻨﺔ اﻟحكم ﻟﻠوﺼﻒ ﻤن ﻏیر ﻤنﺎﺴ�ﺔ� ،ﺄن ﯿوﺠد اﻟحكم ﻤتﻰ وﺠد اﻟوﺼﻒ
وﻻ ﯿنﻌدم �ﺎﻨﻌداﻤﻪ� ،ﺎﻟكیﻞ ﻓﻲ اﻟﻘمﺢ ،وﻟكن ﻻ �ﻔﻘد ﻟﻔﻘدﻩ ﻟحرﻤﺔ اﻟر�ﺎ ﻓﻲ اﻟح�ﺔ اﻟواﺤدة.
وط
اﻟمسﻠك اﻟتﺎﺴﻊ :ﺘنق�ﺢ اﻟمنﺎط :واﻟتنق�ﺢ ﻟﻐﺔ:اﻟتﻬذﯿب واﻟتمییز واﻟتصف�ﺔ واﻟتخﻠ�ص ،واﻟمنﺎط ﻤكﺎن
) (1
أي اﻟتﻌﻠیق .وﺘنق�ﺢ اﻟمنﺎط ﻓﻲ اﺼطﻼح اﻷﺼوﻟیین :ﻫو أن ﯿدل ظﺎﻫر ﻤن اﻟﻘرآن أو اﻟسنﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنوط
اﻟتﻌﻠیﻞ ف�حذف ﺨصوﺼﻪ ﻋن اﻻﻋت�ﺎر �ﺎﻻﺠتﻬﺎد و�نﺎط اﻟحكم �ﺎﻟمﻌنﻰ اﻷﻋم .أو ﺘكون أوﺼﺎف ف�حذف
�ﻌضﻬﺎ ﻋن اﻻﻋت�ﺎر �ﺎﻻﺠتﻬﺎد و�نﺎط اﻟحكم �ﺎﻟ�ﺎﻗﻲ .وﺤﺎﺼﻠﻪ أﻨﻪ اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ اﻟحذف ﻟ�ﻌض اﻷوﺼﺎف وﺘﻌیین
اﻟ�ﻌض ﻟﻠﻌﻠ�ﺔ �ﺄن ﺘكون اﻷوﺼﺎف اﻟمحذوﻓﺔ ﻻ دﺨﻞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠ�ﺔ ،ﻓیتﻌین ﺤذﻓﻬﺎ ﻋن درﺠﺔ اﻻﻋت�ﺎر ﻟیتسﻊ
) (2
ﻓﻘد ﻋﻠق اﻟحكم ،ﻤثﺎﻟﻪ :ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻟﻸﻋراﺒﻲ اﻟذي واﻗﻊ أﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻨﻬﺎر رﻤضﺎن» :أﻋتق رق�ﺔ«
-ﻤن ﻨﺎطﻪ �ﻪ إذا ﻋﻠﻘﻪ ﻋﻠ�ﻪ ور�طﻪ �ﻪ ،أطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﺔ ﻷن اﻟشﺎرع ﻨﺎط اﻟحكم ﺒﻬﺎ وﻋﻠﻘﻪ ﻋﻠیﻬﺎ. 1
29
ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﺠوب اﻹﻋتﺎق ﻋﻠﻰ �وﻨﻪ أﻋراﺒ�ﺎ واﻗﻊ أﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻨﻬﺎر رﻤضﺎن .ﻓنﻘحﻪ اﻟشﺎﻓﻌﻲ �ﺈﻟﻐﺎء �وﻨﻪ
أﻋراﺒ�ﺎ ،و�ون اﻟموطوءة زوﺠﺔ وﻋﻠق اﻟحكم �ﺎﻟوﻗﺎع ﻓﻲ ﻨﻬﺎر رﻤضﺎن .وﻨﻘحﻪ ﻤﺎﻟك وأﺒو ﺤن�ﻔﺔ �ﺈﻟﻐﺎء اﻟوﻗﺎع
أ�ضﺎ وﻨﺎطﺎ اﻟحكم �ﺎﻟﻔطر ﻓﻲ ﻨﻬﺎر رﻤضﺎن ﻋمدا.
أﻤﺎ ﺘخر�ﺞ اﻟمنﺎط ﻓﻬو اﺴتن�ﺎط ﻋﻠﺔ ﻟحكم ﺸرﻋﻲ ورد �ﻪ اﻟنص وﻟم ﯿرد ﻨص وﻻ إﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﻋﻠتﻪ
ﻛﺎﺴتن�ﺎط أن اﻹﺴكﺎر ﻫو ﻋﻠﺔ ﺘحر�م اﻟخمر ف�ﻘﺎس ﻋﻠ�ﻪ �ﻞ ﻨبیذ ﺘوﻓرت ف�ﻪ ﺘﻠك اﻟصﻔﺔ.
أﻤﺎ ﺘحﻘیق اﻟمنﺎط ﻓﻬو أن ﯿتﻔق ﻋﻠﻰ ﻋﻠ�ﺔ وﺼﻒ ﺒنص أو إﺠمﺎع ف�جتﻬد ﻓﻲ وﺠودﻫﺎ ﻓﻲ ﺼورة اﻟنزاع،
ﻓﺎﻹﺸﻬﺎد ﻤنﺎط ﻗبول اﻟشﻬﺎدة وﻤﻌرﻓتﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻹﺸﻬﺎد اﻟمشﺎر إﻟ�ﻪ �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وأﺸﻬدوا ذوي ﻋدل ﻤنكم﴾
) (1
اﻟ
ﻋﻠیﻬﺎ ﻓﻲ ﺘشطر اﻟحد اﻟثﺎﺒت �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﺈذا أﺤصن ﻓﺈن أﺘین �ﻔﺎﺤشﺔ ﻓﻌﻠیﻬن ﻨصﻒ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟمحصنﺎت
ﻣﻌ
ﻤن اﻟﻌذاب﴾) .(3
ﮭد
اﻷﺴئﻠﺔ:
اﻟﺗ
رﺑو
30
اﻟدرس :7
ﻗوادح اﻟق�ﺎس)(1
اﻟﻘوادح :ﺠمﻊ ﻗﺎدﺤﺔ ،وﻫﻲ ﻤﺎ �ﻘدح ﻓﻲ اﻻﺤتجﺎج �ﺎﻟق�ﺎس ،و�ﻘﺎل :ﻤﻔسدات اﻟق�ﺎس ،وﻤ�طﻼت اﻟق�ﺎس،
وﻤ�طﻼت اﻟﻌﻠﺔ.
و�ﻌض اﻷﺼوﻟیین �ﻌبر ﻋنﻬﺎ �ﺎﻟﻘوادح ﺘﺎرة ،و�ﺎﻻﻋتراﻀﺎت ﺘﺎرة أﺨرى ،وﻗد �ﻌبر ﻋنﻬﺎ ﺒتوﺠ�ﻪ اﻷﺴئﻠﺔ إﻟﻰ
اﻟق�ﺎس أو ﻏیرﻩ ﻤن اﻷدﻟﺔ.
اﻟ
ب – اﻟمﻌﺎرﻀﺎت ﻓﻲ اﻟحكم ،ﻓمتﻰ ﺤص ـﻞ اﻟجواب ﻋنﻬـﺎ ﻓﻘد ﺘم اﻟدﻟیﻞ ،وﻟم ﯿبق ﻟﻠمﻌترض ﻤجﺎل.
ﻣﻌ
و�ﻌض اﻷﺼوﻟیین ﻟم ﯿذ�ر اﻟﻘوادح ﻓﻲ اﻷﺼول ،وﻗﺎل :إن ﻤوﻀﻌﻬﺎ ﻫو ﻋﻠم اﻟجدل واﻟذﯿن ﯿذ�روﻨﻬﺎ ﻤن
ﮭد
اﻷﺼوﻟیین �ﻘوﻟون إﻨﻬﺎ ﻤن ﻤكمﻼت اﻟق�ﺎس ،وﻤكمﻞ اﻟشﻲء ﺠزء ﻤنﻪ.
اﻟﺗ
وﻗد اﺨتﻠﻔوا ﻓﻲ ﻋدﻫﺎ ،ﻓمنﻬم ﻤن ﻗﺎل :إﻨﻬﺎ ﻋشرة ،وﻤنﻬم ﻤن ﻗﺎل اﺜنﻰ ﻋشر وﻤنﻬم ﻤن ﻗﺎل إﻨﻬﺎ ﺨمسﺔ
رﺑو
ﻋشر ،وﻤنﻬم ﻤن أوﺼﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺨمسﺔ وﻋشر�ن ،و�ﻌضﻬم إﻟﻰ ﺜمﺎﻨ�ﺔ وﻋشر�ن ،وﻤنﻬم ﻤن أرﺠﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﺎدح ،أو
ﻗﺎدﺤین) .(1
ي اﻟ
وﻫذﻩ اﻟﻘوادح ﻤنﻬﺎ ﻤﺎ �ﻘدح ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻘط� :ﺎﻟنﻘض واﻟتر�یب ،وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ �ﻘدح ﻓﻲ اﻟدﻟیﻞ ﻤطﻠﻘﺎ� ،ﺎﻟﻘول
�ﺎﻟموﺠب .وﻤن ﺘﻠك اﻟﻘوادح:
وط
ﻧﻲ
أوﻻ :ﻤخﺎﻟﻔﺔ اﻟق�ﺎس ﻟنص ﻤن �تﺎب أو ﺴنﺔ ،أو ﻤخﺎﻟﻔتﻪ ﻟﻺﺠمﺎع وﻫذا اﻟﻘﺎدح ﻫو اﻟمسمﻰ �ﻔسﺎد
اﻻﻋت�ﺎر.
ﻓمثﺎل ﻤخﺎﻟﻔتﻪ ﻟﻠكتﺎب :أن �ﻘﺎل ﻓﻲ وﺠوب ﺘبییت اﻟن�ﺔ ﻓﻲ اﻷداء :ﺼوم ﻤﻔروض ﻓﻼ �صﺢ ﺒن�ﺔ اﻟنﻬﺎر،
) (2
ﻓﺈﻨﻪ ﺴ�حﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻟﻰ رﺘب ف�ﻪ ﻛﺎﻟﻘضﺎء .ف�ﻌترض �ﺄﻨﻪ ﻤخﺎﻟﻒ ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ..﴿ :واﻟصﺎﺌمین واﻟصﺎﺌمﺎت﴾..
اﻷﺠر اﻟﻌظ�م ﻋﻠﻰ اﻟصوم ﻤن ﻏیر ﺘﻌرض ﻟﻠتبییت ف�ﻪ ،وذﻟك ﻤستﻠزم ﻟصحتﻪ دوﻨﻪ) .(3
-اﻨظر �ﻼم اﻷﺼوﻟیین ﺤول ﺘﻠك اﻟمسﺎﺌﻞ ﻓﻲ ﺠمﻊ اﻟجواﻤﻊ ﺤﺎﺸ�ﺔ اﻟبنﺎﻨﻲ ) (330/2واﻟمستصﻔﻰ ). (101-99/2 1
31
) (1
ﻋﻠﻰ ﻏیرﻩ ﻤن اﻟمثﻠ�ﺎت ﻓﻲ وﺠوب اﻟمثﻞ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻓﺎﺴد وﻤثﺎل ﻤخﺎﻟﻔتﻪ ﻟﻠسنﺔ :ق�ﺎس ﻟبن اﻟمصراة
اﻻﻋت�ﺎر ،ﻟمخﺎﻟﻔتﻪ ﻟحدﯿث» :ﻻ ﺘصروا اﻹﺒﻞ واﻟﻐنم ﻓمن اﺒتﺎع ﻤصراة ﻓﻬو �خیر اﻟنظر�ن �ﻌد أن �حﻠبﻬﺎ إن
ﺸﺎء أﻤسكﻬﺎ و�ن ﺸﺎء ردﻫﺎ وﺼﺎﻋﺎ ﻤن ﺘمر«) .(2
وﻤثﻞ اﻟﻘول �منﻊ اﻟسﻠﻒ ﻓﻲ اﻟحیوان ﻟﻌدم اﻨض�ﺎطﻪ ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻏیرﻩ ﻤن اﻟمختﻠطﺎت ف�ﻌترض �ﺄﻨﻪ
ﻤخﺎﻟﻒ ﻟمﺎ ﺜبت ﻋن اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻤن اﻨﻪ اﺴتﻠﻒ �ك ار ورد ر�ﺎع�ﺎ ،وﻗﺎل» :إن ﺨ�ﺎر اﻟنﺎس أﺤسنﻬم
ﻗضﺎء«) .(3
ﻓﺈن ﺨﺎﻟﻒ اﻟق�ﺎس ﻋموم اﻟكتﺎب أو اﻟسنﺔ ﻟم �ﻘدح ذﻟك ف�ﻪ ،ﻷن اﻟﻌموم �خصص �ﺎﻟق�ﺎس ﻋﻠﻰ ﺨﻼف
ﻓﻲ ذﻟك .وﻤثﺎل ﻤﻌﺎرﻀتﻪ ﻟﻺﺠمﺎع ﻗول �ﻌضﻬم :ﻻ �جوز ﻟﻠرﺠﻞ أن �ﻐسﻞ زوﺠتﻪ ﻷن اﻟنكﺎح اﻨﻘطﻊ �ﺎﻟموت
ﻓصﺎرت أﺠنب�ﺔ ،ﻓﻬذا �ﻌﺎرض اﻹﺠمﺎع اﻟسكوﺘﻲ ﻤن اﻟصحﺎ�ﺔ ،ﻷن ﻋﻠ�ﺎ ﻏسﻞ ﻓﺎطمﺔ وﻟم ﯿنكر ﻋﻠ�ﻪ أﺤد.
اﻟ
ﻣﻌ
ﺜﺎﻨ�ﺎ :اﻟنﻘض :وﻫو ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ :ﻀد اﻹﺒرام ،و�ﻓسﺎد ﻤﺎ أﺒرم ﻤن ﻋﻬد ،أو ﻋﻘد أو ﺒنﺎء و�ﺄﺘﻲ �مﻌنﻰ اﻟﻬدم.
ﮭد
واﻟنﻘض ﻓﻲ اﻻﺼطﻼح ﻫو» :وﺠود اﻟوﺼﻒ اﻟمﻌﻠﻞ �ﻪ دون اﻟحكم« أو ﻫو» :ﺘخﻠﻒ اﻟحكم ﻤﻊ وﺠود
اﻟﻌﻠﺔ وﻟو ﻓﻲ ﺼورة« �تﻌﻠیﻞ اﻟر�ﺎ �ﺎﻟمﺎﻟ�ﺔ ﻟوﺠود اﻟمﺎﻟ�ﺔ ﺒدوﻨﻪ ﻓﻲ اﻟحیوان.
اﻟﺗ
رﺑو
واﺨتﻠﻒ ف�ﻪ ،ﻓمنﻬم ﻤن اﻋتبرﻩ ﻨﺎﻗضﺎ ﻤطﻠﻘﺎ �ﺎﻟشﺎﻓﻌﻲ ،وﻤنﻬم ﻤن اﻋتبرﻩ ﻏیر ﻨﺎﻗض ﻤطﻠﻘﺎ �ﺄﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ،
ي اﻟ
وﻤنﻬم ﻤن ﻗﺎل :إﻨﻪ ﻨﺎﻗض ﻓﻲ اﻟمنصوﺼﺔ ﻻ ﻓﻲ اﻟمستن�طﺔ وﻫو اﻹﻤﺎم ﻤﺎﻟك .وﻗیﻞ ﯿنﻘض إﻻ أن �كون اﻟتخﻠﻒ
ﻟﻔﻘد ﺸرط أو وﺠود ﻤﺎﻨﻊ ،ﻓمثﺎل اﻟتخﻠﻒ ﻟﻔﻘد ﺸرط :ﻤرور اﻟسﺎﻋﻲ �ﺎﻟنصﺎب ﻗبﻞ ﺘمﺎم اﻟحول ،ﻓﻼ ﺘجب ف�ﻪ
وط
اﻟز�ﺎة ﻤﻊ وﺠود اﻟﻌﻠﺔ اﻟتﻲ ﻫﻲ ﻤﻠك اﻟنصﺎب ،ﻟﻔﻘد اﻟشرط اﻟذي ﻫو ﺘمﺎم اﻟحول.
ﻧﻲ
وﻤثﺎل ﺘخﻠﻒ اﻟحكم ﻟوﺠود ﻤﺎﻨﻊ :ﻗتﻞ اﻷب وﻟدﻩ ﻓبتخﻠﻒ اﻟحكم اﻟذي ﻫو وﺠوب اﻟﻘصﺎص ﻤﻊ وﺠود اﻟﻌﻠﺔ
اﻟتﻲ ﻫﻲ اﻟﻘتﻞ اﻟﻌمد اﻟﻌدوان.
-اﻟمصراة :ﻤن اﻟتصر�ﺔ :ﻤصدر ﺼرى ﺒتشدﯿد اﻟراء وﺘخف�ﻔﻬﺎ ،و�ﺎﻷﻟﻒ – �صري ﺘصر�ﺔ ،أي ﺠمﻊ �ﻘﺎل :ﺼر�ت اﻟمﺎء ﻓﻲ 1
اﻟحوض أي ﺠمﻌتﻪ ،واﻟتصر�ﺔ :ﺤ�س اﻟﻠبن ﻓﻲ ﻀرع اﻟحیوان ﻟﻐرور اﻟمشتري وﻗد ﻨﻬﻰ ﻋنﻪ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم.
- 2ﻤﺎﻟك واﻟش�خﺎن ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة.
-ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة أﻤﺎ ﻋن أﺒﻲ ﻗتﺎدة ﻓﻔﻲ اﻟموطﺈ وﻤسﻠم واﻷر�ﻌﺔ. 3
32
وﻗیﻞ :اﻟنﻘض ،ﻗﺎدح إﻻ إذا �ﺎﻨت ﺼورة اﻟتخﻠﻒ واردة ﻋﻠﻰ ﺠم�ﻊ اﻟمذاﻫب �ب�ﻊ اﻟﻌرا�ﺎ :وﻫو أن �شتري
ﻤﻌري اﻟنخﻠﺔ ﺜمرﺘﻬﺎ �مثﻞ ﻤﺎ ﺘخرص ﺘمرا .ﻓﻬذا ﻻ �جوز ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة ﻤذﻫب ﻤن اﻟمذاﻫب ،ﻷن ف�ﻪ ر�ﺎ اﻟﻔضﻞ،
ور�ﺎ اﻟنسﺎء ،و�ﻨمﺎ ﻫﻲ رﺨصﺔ رﺨصﻬﺎ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻷﻫﻞ اﻟمﻌروف.
ﺜﺎﻟثﺎ :ﻋدم اﻟﻌكس ،أو ﺘخﻠﻒ اﻟﻌكس) » ،(1وﻫو وﺠود اﻟحكم ﺒدون اﻟوﺼﻒ« ﻀد اﻟنﻘض ﻤثﺎﻟﻪ :ﺘﻌﻠیﻞ
اﻟحد �جنﺎ�ﺔ اﻟﻘذف ﻓینﻘض �شرب اﻟخمر ،أو �ﻐیرﻩ ،و�تﻌﻠیﻞ اﻟر�ﺎ �ﺎﻟكیﻞ ﻓﻲ اﻟﻘمﺢ ،ﻷن اﻟحكم ﯿوﺠد ﺒدون اﻟكیﻞ
ﻓﻲ اﻟح�ﺔ اﻟواﺤدة.
را�ﻌﺎ :اﻟكسر :وﻫو ﺘخﻠﻒ اﻟحكم ﻋن اﻟحكمﺔ ﻓﻲ �ﻌض اﻟصور ،ﻤثﺎﻟﻪ :ﻗول اﻟحنﻔﻲ :ﺴﻔر اﻟمﻌص�ﺔ ﺴﻔر
ﺘحصﻞ ف�ﻪ اﻟمشﻘﺔ� ،ﺎﻟسﻔر اﻟم�ﺎح ،ف�جوز ف�ﻪ اﻟﻘصر .ف�ﻘول اﻟمﻌترض� :ﻌض أر�ﺎب اﻷﻋمﺎل اﻟحﺎﻀر�ن
أﻋظم ﻤشﻘﺔ ﻤن اﻟمسﺎﻓر�ن وﻻ �جوز ﻟﻬم اﻟﻘصر اﺘﻔﺎﻗﺎ.
اﻟ
ﻣﻌ
ﺨﺎﻤسﺎ :ﻋدم اﻟتﺄﺜیر ،وﻗد �كون ﻓﻲ اﻟوﺼﻒ �ﺄن �كون طرد�ﺎ ﻻ ﻤنﺎﺴ�ﺔ ﺒینﻪ و�ین اﻟحكم ﻤن وﺠﻪ� ،ﻘول
ﮭد
اﻟحنف�ﺔ :ﺼﻼة اﻟص�ﺢ ﺼﻼة ﻻ ﺘﻘصر ﻓﻲ اﻟسﻔر ﻓﻼ �جوز ﺘﻘد�م أذاﻨﻬﺎ �ﺎﻟمﻐرب .ف�ﻘول اﻟمﻌترض :ﻋدم
اﻟﻘصر �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟتﻘد�م اﻷذان وﺼﻒ طردي ﻷن اﻟظﻬر ﺘﻘصر ،وﻻ �جوز ﺘﻘد�م أذاﻨﻬﺎ.
اﻟﺗ
رﺑو
وﻗد �كون ﻋدم اﻟتﺄﺜیر ﻓﻲ اﻷﺼﻞ ،وذﻟك �ﺈﺒداء وﺼﻒ ﻓﻲ اﻷﺼﻞ أوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟحكم ﻤن اﻟوﺼﻒ اﻟمﻌﻠﻞ
ي اﻟ
�ﻪ� ،ﻘول اﻟشﺎﻓع�ﺔ :ﺒ�ﻊ اﻟﻐﺎﺌب ﺒ�ﻊ ﻏیر ﻤرﺌﻲ ﻓﻼ �جوز ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟسمك ﻓﻲ اﻟمﺎء .ف�ﻘول اﻟحنﻔﻲ :اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ
ﺤرﻤﺔ ﺒ�ﻊ اﻟسمك ﻓﻲ اﻟمﺎء ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠ�ﻪ ﻻ ﻋدم -رؤ�تﻪ.
وط
وﻗد �كون ﻋدم اﻟتﺄﺜیر ﻓﻲ اﻟحكم ،ﻤثﺎﻟﻪ :ﻗول اﻟمستدل ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻀمﺎن اﻟمرﺘد ﯿن ﻟمﺎ اﺘﻠﻔوا ﻤن ﻤﺎل
ﻧﻲ
اﻟمسﻠمین :ﻫم ﻤشر�ون أﺘﻠﻔوا ﻤﺎ ﻻ ﺒدار اﻟحرب ﻓﻼ ﻀمﺎن ﻋﻠیﻬم ،ف�ﻘول اﻟمﻌترض :دار اﻟحرب وﺼﻒ ﻏیر
ﻤﻌتبر ،ﻷن ﻤن أﺜبت ﻀمﺎﻨﻬم –ﻛﺎﻟشﺎﻓﻌﻲ -ﯿنف�ﻪ ﻤطﻠﻘﺎ .و�ﻘول ﻤن ﻟم ﯿوﺠب اﺴتئذان اﻹﻤﺎم ﻓﻲ إﻗﺎﻤﺔ اﻟجمﻌﺔ:
اﻟجمﻌﺔ ﺼﻼة ﻓرض ﻓﻼ ﺘﻔتﻘر ﻹذن اﻹﻤﺎم �ﺎﻟظﻬر ،ﻓﻘوﻟﻪ ﻓرض – ﻻ ﺘﺄﺜیر ﻟﻪ ،إذ اﻟنﻔﻞ �ذﻟك.
-اﻟﻌكس» :اﻨتﻔﺎء اﻟحكم ﻋند اﻨتﻔﺎء اﻟﻌﻠﺔ« وﻫو ﻤﺎ ﻗﺎﺒﻞ اﻻطراد ،ﻷن اﻻطراد ﺜبوت اﻟحكم ﻟثبوت ﻋﻠتﻪ ،واﻟﻌﻠﺔ إﻤﺎ أن ﺘكون 1
ﻤطردة ﻤنﻌكسﺔ ،ﻓﻼ ﺨﻼف ﻓیﻬﺎ ،و�ﻤﺎ أن ﺘكون ﻏیر ﻤطردة �ﺄن ﯿتخﻠﻒ ﻋنﻬﺎ اﻟحكم ﻤﻊ وﺠودﻫﺎ ﻓﻬو اﻟنﻘض اﻟمتﻘدم ،أو
اﻟتخص�ص ،و�ﻤﺎ أن ﺘكون ﻏیر ﻤنﻌكسﺔ �ﺄن ﯿوﺠد اﻟحكم دون اﻟﻌﻠﺔ ،وﻫذا ﻤﺎ �سمﻰ »ﻋدم اﻟﻌكس« أو ﺘخﻠﻒ اﻟﻌكس.
33
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ ﻤﻌنﻰ اﻟﻘوادح ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ؟
– 2ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین ﻗﺎدح اﻟنﻘض وﻗﺎدح اﻟكسر؟
– 3ﺒین أﻨواع ﻋدم اﻟتﺄﺜیر؟
– 4أﻋط ﻤثﺎﻻ ﻟﻌدم اﻟتﺄﺜیر ﻓﻲ اﻟوﺼﻒ.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
34
اﻟدرس :8
ﻗوادح اﻟق�ﺎس)(2
ﺴﺎدﺴﺎ :اﻟﻘﻠب وﻫو ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ :اﻟتحو�ﻞ ،واﻟتنك�س ﻓﻲ اﻟوﺠﻬﺔ واﻟﻬیئﺔ ،وﻗیﻞ :ﺴمﻲ �ﻪ ﻗﻠب اﻹﻨسﺎن ﻟكثرة
ﺘﻘﻠ�ﻪ.
وﻓﻲ اﻻﺼطﻼح ﻫو» :إﺜ�ﺎت اﻟمﻌترض ﻨق�ض اﻟحكم �ﻌین اﻟﻌﻠﺔ اﻟتﻲ ﻋﻠﻞ ﺒﻬﺎ اﻟمستدل« أي إﻨﻪ
اﻻﺴتدﻻل ﻋﻠﻰ اﻟخصم ﺒدﻟیﻠﻪ ،ﻤثﺎﻟﻪ ﻗول اﻟشﺎﻓﻌﻲ – ﻓﻲ �طﻼن ﺒ�ﻊ اﻟﻔضوﻟﻲ -ﻋﻘد ﻓﻲ ﻤﻠك اﻟﻐیر ﺒﻼ وﻻ�ﺔ
ﻋﻠ�ﻪ ،ﻓﻼ �صﺢ ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺸراء اﻟﻔضوﻟﻲ.
ف�ﻘول اﻟمﻌترض- :ﻛﺎﻟمﺎﻟكﻲ أو اﻟحنﻔﻲ :-ﻋﻘد ف�صﺢ �شراء اﻟﻔضوﻟﻲ ﻓﺈﻨﻪ �صﺢ ﻟمن ﺴمﺎﻩ إذا رﻀﻲ
اﻟ
ﻣﻌ
ذﻟك اﻟمسمﻰ ﻟﻪ ،و�ﻻ ﻟزم اﻟﻔضوﻟﻲ) .(1
ﮭد
و�ﻘول اﻟمﺎﻟكﻲ :اﻻﻋتكﺎف ﻟبث ﻓﻼ �كون ﻗر�ﺔ إﻻ �ضم اﻟصوم ﻟﻪ ،ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ وﻗوف ﻋرﻓﺔ ،ﻓﻼ �كون
اﻟﺗ
ﻗر�ﺔ إﻻ ﻤﻊ اﻹﺤرام ،ف�ﻘول اﻟشﺎﻓﻌﻲ :اﻻﻋتكﺎف ﻟبث ﻓﻼ �شترط ف�ﻪ اﻟصوم ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ وﻗوف ﻋرﻓﺔ.
رﺑو
و�ﻘول اﻟحنﻔﻲ :ﺒ�ﻊ اﻟﻐﺎﺌب ﺒ�ﻊ �جﻬﻞ أﺤد ﻋوﻀ�ﻪ ف�صﺢ �ﺎﻟنكﺎح ،ف�ﻘول اﻟشﺎﻓﻌﻲ :ﻫو ﻋﻘد �جﻬﻞ أﺤد
ﻋضو�ﻪ ﻓﻼ �شترط ف�ﻪ اﻟخ�ﺎر �ﺎﻟنكﺎح ،ﻓﺎﻟحنﻔﻲ �شترط ﻓﻲ ﺼحﺔ ﺒ�ﻊ اﻟﻐﺎﺌب ﺨ�ﺎر اﻟرؤ�ﺔ ﻓحیث اﻨتﻔﻰ اﻟشرط
ي اﻟ
وﻀﺎ�طﻪ ﻋند اﻷﺼوﻟیین أﻨﻪ »ﺘسﻠ�م اﻟمﻌترض دﻟیﻞ اﻟخصم ﻤﻊ �ﻘﺎء اﻟنزاع ﻓﻲ ) (2
ﺴﺎ�ﻌﺎ :اﻟﻘول �ﺎﻟموﺠب
اﻟحكم ،وذﻟك �جﻌﻞ اﻟدﻟیﻞ اﻟذي ﺴﻠمﻪ ﻟ�س ﻫو ﻤحﻞ اﻟنزاع �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ�﴿ :ﻘوﻟون ﻟئن رﺠﻌنﺎ إﻟﻰ اﻟمدﯿنﺔ
ﻧﻲ
) (3
ﻓﺎﺒن أﺒﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ اﺴتدل ﻋﻠﻰ أﻨﻪ �خرج اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻟ�خرﺠن اﻷﻋز ﻤنﻬﺎ اﻷذل﴾
وأﺼحﺎ�ﻪ ﻤن اﻟمدﯿنﺔ �ﺄن اﻷﻋز ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﺨراج اﻷذل ،ﻓﺎ� ﺴّﻠم ﻟﻪ ﻫذا اﻟدﻟیﻞ ﻤبینﺎ أﻨﻪ ﻻ �جد�ﻪ ﻷﻨﻪ ﻫو
اﻷذل ﺤیث ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و� اﻟﻌزة وﻟرﺴوﻟﻪ وﻟﻠمؤﻤنین﴾) .«(4
-اﺨتﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ إﻗدام اﻟﻔضوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟب�ﻊ ،ﻓمنﻬم ﻤن ﺠﻌﻠﻪ ﺤراﻤﺎ� ،مﺎ ﻓﻲ اﻟتنبیﻬﺎت ﻟع�ﺎض ﻋﻠﻰ اﻟمدوﻨﺔ ،وﻤنﻬم ﻤن ﻗﺎل 1
�ﺎﻟجواز ،وﻗﺎل اﻟحطﺎب ﻓﻲ ﺸرح ﺨﻠیﻞ :واﻟحق أﻨﻪ �ختﻠﻒ �حسب اﻟمﻘﺎﺼد وﻤﺎ �ﻌﻠم ﻤن ﺤﺎل اﻟمﺎﻟك وﻤﺎ ﻫو اﻷﺼﻠﺢ ﻟﻪ.
-اﻟموﺠب �ﻔتﺢ اﻟج�م :ﻤﺎ أوﺠ�ﻪ دﻟیﻞ اﻟمستدل ،و�كسر اﻟج�م :ﻫو اﻟدﻟیﻞ اﻟمﻘتضﻲ ﻟﻠحكم .وﻫو ﺘسﻠ�م ﻤﻘتضﻰ ﻤﺎ ﻨص�ﻪ 2
35
وﻤن أﻤثﻠتﻪ ﻗول اﻟشﺎﻓﻌﻲ :اﻟمحرم إذا ﻤﺎت ﻟم �ﻐسﻞ ،وﻟم �مس �طیب ،ﻟﻘول رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ
) (1
ف�ﻘول اﻟمﺎﻟكﻲ :ﺴﻠمنﺎ ﻫذا ﻓﻲ وﺴﻠم ﻓﻲ رﺠﻞ ﻤﺎت وﻫو ﻤحرم» :ﻻ ﺘمسوﻩ �طیب ﻓﺈﻨﻪ ﯿ�ﻌث ﯿوم اﻟق�ﺎﻤﺔ ﻤﻠب�ﺎ«
ذﻟك اﻟرﺠﻞ ،و�ﻨمﺎ اﻟنزاع ﻓﻲ ﻏیرﻩ ،ﻷن اﻟﻠﻔظ ﻟم ﯿرد �ص�ﻐﺔ اﻟﻌموم.
واﻟﻘول �ﺎﻟموﺠب أﻨواع ،وأﻛثرﻫﺎ اﺴتﻌمﺎﻻ» :أن �ستنتﺞ اﻟمستدل ﻤن اﻟدﻟیﻞ إ�طﺎل أﻤر ﯿتوﻫم ﻤنﻪ أﻨﻪ ﻤبنﻰ
ﻤذﻫب ﻤخﺎﻟﻔﻪ ﻓﻲ اﻟمسﺄﻟﺔ ،واﻟمخﺎﻟﻒ �منﻊ �وﻨﻪ ﻤبنﻰ ﻤذه�ﻪ ،ﻓﻼ ﯿﻠزم ﻤن إ�طﺎﻟﻪ إ�طﺎل ﻤذه�ﻪ� :ﺄن �ﻘﺎل ﻓﻲ
وﺠوب اﻟﻘصﺎص ﻓﻲ اﻟﻘتﻞ �ﺎﻟمثﻘﻞ :ﻟ�س ﺒین اﻟﻘتﻞ �ﺎﻟمحدد واﻟمثﻘﻞ إﻻ ﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟوﺴیﻠﺔ ،واﻟتﻔﺎوت ﻓیﻬﺎ ﻻ
�ﻌتبر� ،ﺎﻟتﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟمتوﺴﻞ إﻟ�ﻪ ﻤن ﻗتﻞ أو ﺠرح ،ف�ﻘول اﻟمخﺎﻟﻒ :أﻗول �موﺠ�ﻪ ،وﻟكن ﻻ ﯿﻠزم ﻤن إ�طﺎل ﻤﺎﻨﻊ
اﻨتﻔﺎء ﺠم�ﻊ اﻟمواﻨﻊ ووﺠود ﺠم�ﻊ اﻟشروط �ﻌد ق�ﺎم اﻟمﻘتضﻲ ،وﺜبوت اﻟﻘصﺎص ﻤتوﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺠم�ﻊ ذﻟك.
اﻟ
ﻣﻌ
ﻓرﻗﺎ ﺒینﻬمﺎ �ﺈﺒداء وﺼﻒ زاﺌد ﻓﻲ اﻷﺼﻞ ﻻ ﯿوﺠد ﻓﻲ اﻟﻔرع وﻫو »اﻷﻗت�ﺎت« و�ﻘول اﻟشﺎﻓع�ﺔ اﻟوﻀوء طﻬﺎرة
ﮭد
ﺤدث ﻓتجب ف�ﻪ اﻟن�ﺔ ق�ﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟت�مم ،ف�ﻘول اﻟحنف�ﺔ :اﻟت�مم ف�ﻪ ﻤن ﻗوة اﻟتمحض ﻟجﺎﻨب اﻟتﻌبد ﻤﺎ ﻻ ﯿوﺠد
ﻓﻲ اﻟوﻀوء ،إذ اﻟوﻀوء �حتمﻞ اﻟنظﺎﻓﺔ ،واﻟت�مم ﻻ �حتمﻞ إﻻ اﻟتﻌبد.
اﻟﺗ
وﻤثﺎل اﻟﻔرق �ﺈﺒداء ﻤﺎﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﻔرع ﻻ ﯿوﺠد ﻓﻲ اﻷﺼﻞ :ق�ﺎس اﻟمسﻠم ﻋﻠﻰ اﻟذﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻘصﺎص �ﺎﻟمﻌﺎﻫد،
رﺑو
ﻓیبدي اﻟمﻌترض ﻤﺎﻨﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﻔرع -اﻟذي ﻫو اﻟمسﻠم -ﻻ ﯿوﺠد ﻓﻲ اﻷﺼﻞ – اﻟذي ﻫو اﻟذﻤﻲ – وﻫو اﻹ�مﺎن.
و�ﻘول �ﻌضﻬم� :ﻘتﻞ اﻷب ﺒوﻟدﻩ إذا ﻗتﻠﻪ ﻋمدا ﻋدواﻨﺎ �مﺎ �ﻘتﻞ �ﺎﻷﺠنبﻲ ف�ﻘول اﻟمﻌترض :ﺘسبب اﻷب
ي اﻟ
ﻓﻲ وﺠود اﻻﺒن ﻤﺎﻨﻊ ﻤن �ون اﻻﺒن ﺴب�ﺎ ﻓﻲ ﻋدم اﻷب ،ﻓﻬذا ﻤﺎﻨﻊ ﻤوﺠود ﻓﻲ اﻟﻔرع دون اﻷﺼﻞ.
وط
ﺘﺎﺴﻌﺎ :ﻓسﺎد اﻟوﻀﻊ ،وﻫو :أن �جﻲء اﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﺨﻼف طر�ق اﻻﺴتدﻻل �ﺄن �ستدل ﻟﻠتوﺴ�ﻊ �مﺎ
ﻧﻲ
�ﻘتضﻲ اﻟتضییق� ،ﻘول ﻤن ﻨﻔﻰ وﺠوب اﻟز�ﺎة ﻓﻲ ﺴنﺔ اﻟجدب :اﻟز�ﺎة ﻓرﻀت ﻟسد ﺨﻠﺔ اﻟﻔﻘراء ﻓﻼ ﺘجب ﻓﻲ
ﺴنﺔ اﻟجدب.
و�ﺄن �ستدل ﻟﻠتسﻬیﻞ �مﺎ �ﻘتضﻲ اﻟتثﻘیﻞ� ،ﻘول ﻤن ﻨﻔﻰ اﻟكﻔﺎرة ﻓﻲ اﻟﻘتﻞ اﻟﻌمد :ﻗتﻞ اﻟﻌمد ﺠر�مﺔ ﺸن�ﻌﺔ
ﻓﻼ ﺘجب ﻓیﻬﺎ اﻟكﻔﺎرة �ﺎﻟردة.
وﻤن ﻓسﺎد اﻟوﻀﻊ :ﺘﻌﻠیﻞ اﻟحكم ﺒوﺼﻒ اﻋتبرﻩ اﻟشرع ﺒنص أو إﺠمﺎع ﻓﻲ ﻨق�ض ذﻟك اﻟحكم ،ﻤثﺎل ذﻟك:
ﻗول اﻟحنف�ﺔ :اﻟسنور ﺴ�ﻊ ذو ﻨﺎب ﻓﻔضﻠتﻪ ﻨجسﺔ �ﺎﻟكﻠب ،ﻓﺎﻟس�ع�ﺔ اﻟتﻲ اﻋتبروﻫﺎ ﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟنجﺎﺴﺔ اﻋتبرﻫﺎ
-ﺠزء ﻤن ﺤدﯿث ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ وﻟﻪ أﻟﻔﺎظ ﻤتﻌددة ،أﺨرﺠﻪ اﻟ�خﺎري ﻓﻲ �تﺎب اﻟجنﺎﺌز )ج (219/1وﻤسﻠم ﻓﻲ اﻟحﺞ. 1
-اﺨتﻠﻔت ع�ﺎرة اﻷﺼوﻟیین ﻓﻲ ﺘﻔسیر اﻟﻔرق ﻓﻘیﻞ ﻫو ع�ﺎرة ﻋن اﻟمﻌﺎرﻀﺔ ﻓﻲ اﻷﺼﻞ أو اﻟﻔرع ،وﻗیﻞ ع�ﺎرة ﻋن اﻟمﻌﺎرﻀﺔ 2
ﻓیﻬمﺎ ﻤﻌﺎ ،وﻗیﻞ إﺒداء اﻟمﻌترض ﻤﻌنﻰ �حصﻞ �ﻪ اﻟﻔرق ﺒین اﻷﺼﻞ واﻟﻔرع ﺤتﻰ ﻻ ﯿﻠحق �ﻪ ﻓﻲ ﺤكمﻪ.
36
اﻟشﺎرع ﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻨق�ضﻬﺎ ،ﻷن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم دﻋﻲ إﻟﻰ دار ﻓیﻬﺎ �ﻠب ﻓﺎﻤتنﻊ ،ودﻋﻲ إﻟﻰ أﺨرى
ﻓیﻬﺎ ﺴنور ﻓﺄﺠﺎب ،ﻓسئﻞ ﻋن ذﻟك ﻓﻘﺎل» :اﻟسنور ﺴ�ﻊ«) .(1
وﻤن ﻓسﺎد اﻟوﻀﻊ :أن �ستدل ﻟﻠنﻔﻲ �مﺎ �ﻘتضﻲ اﻹﺜ�ﺎت� ،ﻘول اﻟشﺎﻓع�ﺔ :ﺒ�ﻊ اﻟمﻌﺎطﺎة ﺒ�ﻊ ﻟم ﯿوﺠد ف�ﻪ
ﺴوى اﻟرﻀﺎ ،ﻓﻼ ﯿنﻌﻘد .ﻓﺎﻟرﻀﺎ �ﻘتضﻲ اﻻﻨﻌﻘﺎد ،ﻻ ﻋدﻤﻪ ،و�ذا اﻻﺴتدﻻل ﻟﻠثبوت �مﺎ ﯿنﺎﺴب اﻟنﻔﻲ� ،ﻘول
اﻟمﺎﻟكﻲ :ﺒ�ﻊ اﻟمﻌﺎطﺎة ﺒ�ﻊ ﻻ �ﻔﻘد ﻤنﻪ ﺴوى اﻟص�ﻐﺔ ف�صﺢ �ﻐیرﻩ ﻤن اﻟﻌﻘود ،ﻓﻔﻘد اﻟص�ﻐﺔ وﺼﻒ ﻤنﺎﺴب ﻟﻠنﻔﻲ
ﻻ ﻟﻺﺜ�ﺎت.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ ﻤﻌنﻰ اﻟﻘوادح ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ؟
– 2ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین ﻗﺎدح اﻟنﻘض وﻗﺎدح اﻟكسر؟
– 3ﻤﺎ ﻤﻌنﻰ اﻟﻘول �ﺎﻟوﺠوب؛ وﻤﺎ ﻫو ﻀﺎ�طﻪ؟
اﻟ
– 4ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین ﻓسﺎد اﻟوﻀﻊ وﻓسﺎد اﻻﻋت�ﺎر؟
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
اﻻﺴتدﻻل )(1
ﺘﻌر�ﻔﻪ:
اﻻﺴتدﻻل ﻟﻐﺔ :طﻠب اﻟدﻟیﻞ ،واﺼطﻼﺤﺎ :ﻟﻪ ﻋدة ﺘﻌر�ﻔﺎت ،ﻤنﻬﺎ:
» -أﻨﻪ إﻗﺎﻤﺔ اﻟدﻟیﻞ ﻤطﻠﻘﺎ ﻤن ﻨص أو إﺠمﺎع ،أو ﻏیرﻫمﺎ« وﻤنﻬﺎ» :أﻨﻪ ﻤحﺎوﻟﺔ اﻟدﻟیﻞ اﻟمﻔضﻲ إﻟﻰ
اﻟحكم اﻟشرﻋﻲ ﻤن ﺠﻬﺔ اﻟﻘواﻋد ،ﻻ ﻤن ﺠﻬﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟمنصو�ﺔ« وﻤنﻬﺎ» :أﻨﻪ إﻗﺎﻤﺔ دﻟیﻞ ﻟ�س ﺒنص وﻻ
إﺠمﺎع وﻻ ق�ﺎس ﺸرﻋﻲ« ،وﻫو اﻟمراد ﻫنﺎ �ﺎﻻﺴتدﻻل ﻷن ذ�ر اﻷﺼوﻟیین ﻟﻪ �ﻌد ﺘﻠك اﻷدﻟﺔ ﯿدل ﻋﻠﻰ
أﻨﻪ ﻫو اﻟمراد.
اﻟ
ﻣﻌ
وﻫو أﻨواع:
أوﻻ :اﻟق�ﺎس اﻟمنطﻘﻲ :وﻫو اﻟدﻟیﻞ اﻟمؤﻟﻒ ﻤن أﻗوال ﯿﻠزم ﻤن ﺘسﻠ�مﻬﺎ ﻟذاﺘﻬﺎ ﺘسﻠ�م ﻗول آﺨر ،ﻫو
ﮭد اﻟنت�جﺔ.
اﻟﺗ
وﻤنﻪ ق�ﺎس اﻟﻌكس :وﻫو إﺜ�ﺎت ﻋكس ﺤكم ﺸﻲء ﻟمثﻠﻪ ﻟتﻌﺎﻛسﻬمﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺔ �مﺎ ﻓﻲ ﺤدﯿث اﻟصح�حین:
رﺑو
»أ�ﺄﺘﻲ أﺤدﻨﺎ ﺸﻬوﺘﻪ و�كون ﻟﻪ ﻓیﻬﺎ أﺠر؟ ﻗﺎل »أرأﯿتم ﻟو وﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺤرام أﻛﺎن ﻋﻠ�ﻪ وزر«).( 1
-وﻤنﻪ اﻻﺴتﻘراء :وﻫو اﻻﺴتدﻻل �ﺈﺜ�ﺎت اﻟحكم ﻟﻠجزﺌ�ﺎت –اﻟحﺎﺼﻞ ﺒتت�ﻊ ﺤﺎﻟﻬﺎ -ﻋﻠﻰ ﺜبوﺘﻪ ﻟﻠكﻞ
ي اﻟ
اﻟشﺎﻤﻞ ﻟتﻠك اﻟجزﺌ�ﺎت� ،رﻓﻊ اﻟﻔﺎﻋﻞ ،وﻨصب اﻟمﻔﻌول وﻤنﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﻤﺎ ﯿنسب ﻟمﺎﻟك ﻤن ﺤج�ﺔ ﺨبر
اﻟواﺤد.
وط
ﺜﺎﻨ�ﺎ :اﻻﺴتصحﺎب :وﻫو ﻟﻐﺔ :اﺴتﻔﻌﺎل ﻤن اﻟصح�ﺔ ،وﻫﻲ اﻟمﻼزﻤﺔ واﻟمﻌﺎﺸرة ،واﺴتصح�ﻪ :ﻻزﻤﻪ،
ودﻋﺎﻩ إﻟﻰ اﻟصح�ﺔ .وﻓﻲ اﺼطﻼح اﻷﺼوﻟیین :ﻫو اﻟتمسك ﺒدﻟیﻞ ﻋﻘﻠﻲ أو ﺸرﻋﻲ ﻟم �ظﻬر ﻤﺎ ﯿنﻘﻞ ﻋنﻪ
ﻤطﻠﻘﺎ« أو ﻫو» :اﺴتداﻤﺔ إﺜ�ﺎت ﻤﺎ �ﺎن ﺜﺎﺒتﺎ أو ﻨﻔﻲ ﻤﺎ �ﺎن ﻤنف�ﺎ ﺤتﻰ �ﻘوم دﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻓﻪ«.
ﻓﺈذا ﺴئﻞ اﻟمجتﻬد ﻋن ﺤكم ﺤیوان ،أو ﺠمﺎد ،أو ﻨ�ﺎت ،أو أي ﻤطﻌوم ،أو ﻋمﻞ ﻤن اﻷﻋمﺎل وﻟم �جد
دﻟیﻼ ﺸرع�ﺎ ﻋﻠﻰ ﺤكمﻪ ،ﺤكم �ﺈ�ﺎﺤتﻪ ،ﻷن اﻹ�ﺎﺤﺔ ﻫﻲ اﻷﺼﻞ ،وﻟم �ﻘم دﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﺘﻐیرﻩ.
و�ﻨمﺎ �ﺎن اﻷﺼﻞ ﻓﻲ اﻷﺸ�ﺎء اﻹ�ﺎﺤﺔ ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻫو اﻟذي ﺨﻠق ﻟكم ﻤﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺠم�ﻌﺎ﴾) .(2
38
وﺼرح ﻓﻲ ﻋدة آ�ﺎت �ﺄﻨﻪ ﺴخر ﻟﻠنﺎس ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟسمﺎوات وﻤﺎ ﻓﻲ اﻷرض ،وﻻ �كون ﻤﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﻤخﻠوﻗﺎ
ﻟﻠنﺎس وﻤسخ ار ﻟﻬم إﻻ إذ �ﺎن ﻤ�ﺎﺤﺎ ﻟﻬم.
أﻗسﺎم اﻻﺴتصحﺎب:
(1اﺴتصحﺎب اﻟبراءة اﻷﺼﻠ�ﺔ ،أو اﻟﻌدم اﻷﺼﻠﻲ ،أي اﻟ�ﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟحكم ﺤتﻰ ﯿدل ﻋﻠ�ﻪ دﻟیﻞ ،ﻷن
اﻷﺼﻞ ﺒراءة اﻟذﻤﺔ ﻤن ﻟزوم اﻷﺤكﺎم ،ﻓﻘد دﻟت آ�ﺎت ﻤن �تﺎب ﷲ ﻋﻠﻰ أن اﺴتصحﺎب اﻟﻌدم اﻷﺼﻠﻲ ﺤجﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟمؤاﺨذة �ﺎﻟﻔﻌﻞ ﺤتﻰ ﯿرد دﻟیﻞ ﻨﺎﻗﻞ ﻋن اﻟﻌدم اﻷﺼﻠﻲ ،ﻤنﻬﺎ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻤﺎ �ﺎن ﷲ ﻟ�ضﻞ ﻗوﻤﺎ
�ﻌد إذ ﻫداﻫم ﺤتﻰ ﯿبین ﻟﻬم ﻤﺎ ﯿتﻘون﴾ 1وﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓمن ﺠﺎءﻩ ﻤوﻋظﺔ ﻤن ر�ﻪ ﻓﺎﻨتﻬﻰ ﻓﻠﻪ ﻤﺎ ﺴﻠﻒ﴾) .(2
(2اﺴتصحﺎب ﻤﺎ دل اﻟﻌﻘﻞ واﻟشرع ﻋﻠﻰ ﺜبوﺘﻪ واﺴتم اررﻩ ،ﻤثﻞ اﻟمﻠك ﻋند وﺠود ﺴب�ﻪ ،ﻓﺈﻨﻪ ﯿثبت ﺤتﻰ
ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿز�ﻠﻪ ،ﻤثﻞ ﺸﻐﻞ اﻟذﻤﺔ ﺒدﯿن ﺜﺎﺒت ،ﻓی�ﻘﻰ �ذﻟك ﺤتﻰ �ﻘوم اﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ أداء اﻟدﯿن أو اﻹﺒراء ﻤنﻪ ،و�دوام
اﻟحﻞ �سبب اﻟنكﺎح ﺤتﻰ ﯿوﺠد ﻤﺎ ﯿز�ﻠﻪ ﻤن طﻼق وﻨحوﻩ.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
(3اﺴتصحﺎب اﻟوﺼﻒ اﻟمثبت ﻟﻠحكم اﻟشرﻋﻲ ﺤتﻰ ﯿثبت ﺨﻼﻓﻪ ،ﻤثﻞ اﺴتصحﺎب اﻟطﻬﺎرة ،ﻓﺈن وﺼﻒ
اﻟطﻬﺎرة إذا ﺜبت أﺒ�حت اﻟصﻼة ،ف�ستصحب ﻫذا اﻟحكم ﺤتﻰ ﯿثبت ﺨﻼف اﻟوﺼﻒ ،ﻓیزول �ﺎﻟحدث ﻤثﻼ.
اﻟﺗ
رﺑو
(4اﺴتصحﺎب ﺤكم اﻹﺠمﺎع ﻓﻲ ﻤحﻞ اﻟخﻼف ،ﻤثﻞ اﻟت�مم إذا وﺠد اﻟمﺎء �ﻌد اﻟشروع ﻓﻲ اﻟصﻼة،
ي اﻟ
ﻓﺎﻹﺠمﺎع ﻤنﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﺼحﺔ ﺸروﻋﻪ ﻓﻲ اﻟصﻼة ،وﺼحﺔ ﺼﻼﺘﻪ ﻟو اﻨتﻬت ﻗبﻞ وﺠود اﻟمﺎء ،ف�ستصحب ﺤكم
اﻟصحﺔ اﻟمجمﻊ ﻋﻠ�ﻪ ﺤﺎل ﻋدم اﻟمﺎء إﻟﻰ ﺤﺎل ﻤﺎ �ﻌد وﺠودﻩ اﻟمتنﺎزع ف�ﻪ.
وط
(5اﺴتصحﺎب اﻟﻌموم ،واﻹطﻼق ،واﻹﺤكﺎم ﻓﻲ اﻟنصوص إﻟﻰ أن ﯿرد دﻟیﻞ اﻟتخص�ص واﻟتﻘیید ،واﻟنسﺦ.
ﻧﻲ
و�رى �ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء أن اﻻﺴتصحﺎب ﺤجﺔ ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ ﻻ ﻓﻲ اﻹﺜ�ﺎت ﻤرادﻫم :أﻨﻪ ﺤجﺔ ﻋﻠﻰ �ﻘﺎء ﻤﺎ �ﺎن
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ �ﺎن ،ودﻓﻊ ﻤﺎ �خﺎﻟﻔﻪ ﺤتﻰ �ﻘوم دﻟیﻞ ﯿثبت ﻤﺎ �خﺎﻟﻔﻪ ،وﻟ�س ﺤجﺔ ﻹﺜ�ﺎت أﻤر ﻏیر ﺜﺎﺒت ،ﻓﺎﻟﻐﺎﺌب اﻟذي
ﻻ ﯿدري ﻤكﺎﻨﻪ ،وﻻ ﺘﻌﻠم ﺤ�ﺎﺘﻪ ،وﻻ وﻓﺎﺘﻪ )وﻫو ﻤﺎ �سمﻰ �ﺎﻟمﻔﻘود( �حكم �ﺄﻨﻪ ﺤﻲ ﺤتﻰ �ﻘوم دﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﻤوﺘﻪ،
وﻫذا اﻻﺴتصحﺎب اﻟذي دل ﻋﻠﻰ ﺤ�ﺎﺘﻪ ﺤجﺔ ﺘدﻓﻊ ﺒﻬﺎ دﻋوى وﻓﺎﺘﻪ ،واﻹرث ﻤنﻪ ،وﻓسﺦ إﺠﺎرﺘﻪ ،وطﻼق زوﺠتﻪ،
وﻟكنﻪ ﻟ�س ﺤجﺔ ﻹﺜ�ﺎت إرﺜﻪ ﻤن ﻏیرﻩ ﻷن ﺤ�ﺎﺘﻪ اﻟثﺎﺒتﺔ �ﺎﻻﺴتصحﺎب ﺤ�ﺎة اﻋت�ﺎر�ﺔ ﻻ ﺤق�ق�ﺔ.
39
ﺜﺎﻟثﺎ :اﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ أو اﻻﺴتصﻼح وﻫﻲ اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟمﻼﺌمﺔ ﻟمﻘﺎﺼد اﻟشرع اﻹﺴﻼﻤﻲ وﻻ �شﻬد ﻟﻬﺎ
أﺼﻞ ﺨﺎص �ﺎﻻﻋت�ﺎر أو اﻹﻟﻐﺎء.
وﺴمیت »ﻤرﺴﻠﺔ« ﻷﻨﻬﺎ ﻟم ﺘﻘید ﺒدﻟیﻞ اﻋت�ﺎر أو إﻟﻐﺎء ،ﻷن اﻟمصﻠحﺔ أو اﻟوﺼﻒ اﻟمنﺎﺴب إذا دل ﺸﺎﻫد
ﺸرﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻋت�ﺎرﻩ ﺒنوع ﻤن أﻨواع اﻻﻋت�ﺎر ﻓﻬو اﻟمنﺎﺴب اﻟمﻌتبر ﻤن اﻟشﺎرع ،وﻫو إﻤﺎ ﻤؤﺜر أو ﻤﻼﺌم ،و�ذا دل
ﺸﺎﻫد ﺸرﻋﻲ ﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء اﻋت�ﺎرﻩ ﻓﻬو اﻟمنﺎﺴب اﻟمﻠﻐﻰ ،و�ذا ﻟم ﯿدل دﻟیﻞ ﺸرﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻋت�ﺎرﻩ وﻻ إﻟﻐﺎﺌﻪ ﻓﻬو
اﻟمنﺎﺴب اﻟمرﺴﻞ ،أو اﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ.
ﻓﺎﻟمﺎﻟك�ﺔ ﻫم اﻟذﯿن ﺤمﻠوا ﻟواء اﻷﺨذ �ﺎﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ واﺴتدﻟوا ﻋﻠﻰ ﻀرورة اﻷﺨذ ﺒﻬﺎ �ﺄﻤور ﻤنﻬﺎ:
(1أن ﻤصﺎﻟﺢ اﻟنﺎس ﺘتجدد وﻻ ﺘتنﺎﻫﻰ ،ﻓﻠو ﻟم ﺘشرع اﻷﺤكﺎم ﻟمﺎ ﯿتجدد ﻤن ﻤصﺎﻟﺢ اﻟنﺎس وﻤﺎ �ﻘتض�ﻪ
اﻟ
ﺘطورﻫم واﻗتصر اﻟتشر�ﻊ ﻋﻠﻰ اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟتﻲ اﻋتبرﻫﺎ اﻟشﺎرع ﻓﻘط ،ﻟﻌطﻞ �ثیر ﻤن ﻤصﺎﻟﺢ اﻟنﺎس ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ
ﻣﻌ
اﻷزﻤنﺔ واﻷﻤكنﺔ ،ووﻗﻒ اﻟتشر�ﻊ ﻋن ﻤسﺎﯿرة ﺘطورات اﻟنﺎس وﻤصﺎﻟحﻬم ،وﻫذا ﻻ ﯿتﻔق وﻤﺎ ﻗصد �ﺎﻟتشر�ﻊ ﻤن
ﮭد ﺘحﻘیق ﻤصﺎﻟﺢ اﻟنﺎس.
اﻟﺗ
(2أن ﻤن اﺴتﻘ أر ﺘشر�ﻊ اﻟصحﺎ�ﺔ ،واﻟتﺎ�ﻌین ،واﻷﺌمﺔ اﻟمجتﻬدﯿن ﯿتبین أﻨﻬم ﺸرﻋوا أﺤكﺎﻤﺎ �ثیرة ﻟتحﻘیق
رﺑو
ﻤطﻠق اﻟمصﻠحﺔ ،ﻻ ﻟق�ﺎم ﺸﺎﻫد �ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ .ﻓﺄﺒو �كر اﻟصدﯿق ﺠمﻊ اﻟصحﻒ اﻟمﻔرﻗﺔ اﻟتﻲ �ﺎن اﻟﻘرآن اﻟكر�م
ي اﻟ
ﻤدوﻨﺎ ﻓیﻬﺎ ،وﻗﺎﺘﻞ ﻤﺎﻨﻌﻲ اﻟز�ﺎة ،واﺴتخﻠﻒ ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ،وﻋمر دون اﻟدواو�ن واﺘخذ اﻟسجون ،ووﻗﻒ ﺘنﻔیذ
ﺤد اﻟسرﻗﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم اﻟمجﺎﻋﺔ ،وﻋثمﺎن ﺠمﻊ اﻟمسﻠمین ﻋﻠﻰ ﻤصحﻒ واﺤد ،وﻨشرﻩ وﺤرق ﻤﺎ ﺴواﻩ ،وزاد أذاﻨﺎ ﻓﻲ
وط
اﻟجمﻌﺔ ،وﻋﻠﻲ ﺤرق اﻟﻐﻼة ﻤن اﻟش�ﻌﺔ اﻟرواﻓض وﻤﺎ دﻓﻌﻬم ﻟذﻟك إﻻ اﻟﻌمﻞ �ﺎﻟمصﻠحﺔ.
ﻧﻲ
(3أﻨﻪ إذا ﻟم ﯿؤﺨذ �ﺎﻟمصﻠحﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﻤوﻀﻊ ﺘحﻘﻘت ف�ﻪ – ﻤﺎ داﻤت ﻤن ﺠنس اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟشرع�ﺔ – �ﺎن
واﻟذﯿن �حتجون ) (1
اﻟمكﻠﻒ ﻓﻲ ﺤرج وﻀیق ،وﻗد ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﯿر�د ﷲ �كم اﻟ�سر وﻻ ﯿر�د �كم اﻟﻌسر﴾
�ﺎﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ اﺤتﺎطوا ﻟﻼﺤتجﺎج ﺒﻬﺎ ﺤتﻰ ﻻ ﺘكون �ﺎ�ﺎ ﻟﻠتشر�ﻊ �ﺎﻟﻬوى واﻟتشﻬﻲ ،ﻓﺎﺸترطوا ﻟﻬﺎ ﺸروطﺎ:
– 1أن ﺘكون ﻤﻼﺌمﺔ ﻟمﻘصود اﻟشﺎرع ،ﻓﻼ ﺘنﺎﻓﻲ أﺼﻼ ﻤن أﺼوﻟﻪ ،وﻻ دﻟیﻼ ﻤن أدﻟتﻪ اﻟﻘطع�ﺔ ﻓﻼ �صﺢ
اﻋت�ﺎر اﻟمصﻠحﺔ اﻟتﻲ ﺘﻘتضﻲ ﻤسﺎواة اﻻﺒن ﻤﻊ اﻟبنت ﻓﻲ اﻹرث ،ﻷن ﻫذﻩ ﻤصﻠحﺔ ﻤﻠﻐﺎة ﻟمﻌﺎرﻀتﻬﺎ ﻨص اﻟﻘرآن
اﻟكر�م.
40
– 2أن ﺘكون ﻤصﻠحﺔ ﺤق�ق�ﺔ ،وﻟ�ست ﻤصﻠحﺔ وﻫم�ﺔ� ،حیث ﯿتحﻘق ﻤن أن ﺘشر�ﻊ اﻟحكم ﻓﻲ اﻟواﻗﻌﺔ
�جﻠب ﻨﻔﻌﺎ أو ﯿدﻓﻊ ﻀررا.
– 3أن ﺘكون ﻤصﻠحﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،وﻟ�ست ﻤصﻠحﺔ ﺸخص�ﺔ� ،ﺄن ﺘحﻘق اﻟنﻔﻊ ﻟجمﻬور اﻟنﺎس إن ﻟم �كن
ﺠم�ﻌﻬم.
واﻟخﻼﺼﺔ أن ﺠمﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟمصﻠحﺔ ﻤﻌتبرة ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ ،وأن �ﻞ ﻤصﻠحﺔ �جب اﻷﺨذ
ﺒﻬﺎ ﻤﺎ ﻟم ﺘكن ﻤﻌﺎرﻀﺔ ﻟﻠنصوص ،أو ﻤنﺎﻫضﺔ ﻟمﻘﺎﺼد اﻟشرع ،إﻻ أن اﻟشﺎﻓع�ﺔ واﻟحنف�ﺔ �شددون ﻓﻲ وﺠوب
إﻟحﺎﻗﻬﺎ �ق�ﺎس ذي ﻋﻠﺔ ﻤنض�طﺔ ،ﻓﻼﺒد أن �كون ﺜمﺔ أﺼﻞ �ﻘﺎس ﻋﻠ�ﻪ ،وأن ﺘكون اﻟﻌﻠﺔ اﻟجﺎﻤﻌﺔ ﻤنض�طﺔ
ﺘشتمﻞ ﻋﻠﻰ اﻟمصﻠحﺔ ،و�ن ﺘخﻠﻔت اﻟمصﻠحﺔ ﻋنﻬﺎ ﻓﻲ �ﻌض اﻷﺤوال.
وﻗﺎل اﻟمﺎﻟك�ﺔ واﻟحنﺎﺒﻠﺔ إن اﻟوﺼﻒ اﻟمنﺎﺴب اﻟذي ﺘتحﻘق ف�ﻪ اﻟمصﻠحﺔ – و�ن ﻟم �كن ﻤنض�طﺎ – �صﻠﺢ
اﻟ
ﻋﻠﺔ ﻟﻠق�ﺎس ،و�ذا �ﺎن �صﻠﺢ ﻋﻠﺔ ﻓﺎﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ ﻤن ﻨوﻋﻪ ﻓتكون ﺜﺎﺒتﺔ أﺼﻼ.
ﻣﻌ
وﻟﻬذا اﻟﻘرب ﺒین اﻟوﺼﻒ اﻟمنﺎﺴب واﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ ﯿرى �ﻌض اﻟمﺎﻟك�ﺔ أن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺠم�ﻌﺎ �ﺄﺨذون
ﮭد
�ﺎﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ و�ن ﺴموﻫﺎ وﺼﻔﺎ ﻤنﺎﺴ�ﺎ ،أو أدﺨﻠوﻫﺎ ﻓﻲ �ﺎب اﻟق�ﺎس .و�ﻘول اﻟﻘراﻓﻲ :اﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ ﻓﻲ
ﺠم�ﻊ اﻟمذاﻫب ﻋند اﻟتحﻘیق ،ﻷﻨﻬم �ق�سون و�ﻔرﻗون �ﺎﻟمنﺎﺴ�ﺎت وﻻ �طﻠبون ﺸﺎﻫدا �ﺎﻻﻋت�ﺎر ،وﻻ �ﻌنﻰ
اﻟﺗ
�ﺎﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ إﻻ ذﻟك.
رﺑو
وﻤن اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟتﻲ أﺨذ ﻓیﻬﺎ ﻤﺎﻟك �ﺎﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ :إﺠﺎزة اﻟب�ﻌﺔ ﻟﻠمﻔضول ،ﻷن �طﻼﻨﻬﺎ ﯿؤدي إﻟﻰ
ي اﻟ
ﻀرر وﻓسﺎد واﻀطراب ﻓﻲ اﻷﻤور ،وﻓوﻀﻰ ﺴﺎﻋﺔ ﯿرﺘكب ﻓیﻬﺎ ﻤن اﻟمظﺎﻟم ﻤﺎ ﻻ ﯿرﺘكب ﻓﻲ اﺴتبداد ﺴنین.
وط
ب – وﻤنﻬﺎ أﻨﻪ إذا ﺨﻼ ﺒیت اﻟمﺎل وارﺘﻔﻌت ﺤﺎﺠﺎت اﻟجند وﻟ�س ف�ﻪ ﻤﺎ �كﻔیﻬم ﻓﻠﻺﻤﺎم أن ﯿوظﻒ ﻋﻠﻰ
ﻧﻲ
ﯿرﻩ �ﺎف�ﺎ ﻟﻬم ﻓﻲ اﻟحﺎل إﻟﻰ أن �ظﻬر ﻤﺎل ﻓﻲ ﺒیت اﻟمﺎل ،أو �كون ف�ﻪ ﻤﺎ �كﻔﻲ وﻟﻪ أن �جﻌﻞ ﻫذﻩ
اﻷﻏن�ﺎء ﻤﺎ ا
اﻟوظ�ﻔﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﺤصﺎد اﻟﻐﻼت ،وﺤین اﻟثمﺎر ،ﻟكﻲ ﻻ ﯿؤدي ﺘخص�ص اﻷﻏن�ﺎء إﻟﻰ إ�حﺎش ﻗﻠو�ﻬم .ووﺠﻪ
اﻟمصﻠحﺔ أن اﻹﻤﺎم اﻟﻌﺎدل ﻟو ﻟم �ﻔﻌﻞ ذﻟك ﻟضﻌﻔت ﺸو�تﻪ ،وﺼﺎرت اﻟد�ﺎر ﻋرﻀﺔ ﻟﻠﻔتن ،واﺴتیﻼء اﻟطﺎﻤﻌین
ﻓیﻬﺎ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ اﻻﺴتدﻻل ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ؟
– 2ﻤﺎ أﻨواع اﻻﺴتصحﺎب؟
– 3ﻤﺎ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمرﺴﻠﺔ ؟ وﻤﺎ دﻟیﻞ ﺤجیتﻬﺎ؟
41
– 4ﺒین ﻤواﻗﻒ اﻷﺌمﺔ ﻤن اﻟﻌمﻞ �ﺎﻟمصﺎﻟﺢ اﻟمرﺴﻠﺔ.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
42
اﻟدرس :10
اﻻﺴتدﻻل )(2
اﻟرا�ﻊ ﻤن أﻨواع اﻻﺴتدﻻل :اﻻﺴتحسﺎن ،وﻫو ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ :اﺴتﻔﻌﺎل ﻤن اﻟحسن وﻫو ﻋد اﻟشﻲء ،واﻋتﻘﺎدﻩ
ﺤسنﺎ.
واﺨتﻠﻒ ﻓﻲ ﺘﻌر�ﻔﻪ اﺼطﻼﺤﺎ ،ﻓﻘیﻞ :ﻫو اﻷﺨذ �ﺄﻗوى اﻟدﻟیﻠین -وﻫذا ﻻ ﺨﻼف ف�ﻪ ﻟوﺠوب اﻟﻌمﻞ
�ﺎﻟراﺠﺢ -وﻗیﻞ ﻫو اﻟﻌدول ﻋن ﻤﻘتضﻰ اﻟق�ﺎس ﻟمصﻠحﺔ ﺠزﺌ�ﺔ.
وﻗیﻞ :اﻻﺴتحسﺎن ﻫو :طرح ﻟق�ﺎس ﯿؤدي إﻟﻰ ﻏﻠو ﻓﻲ اﻟحكم وﻤ�ﺎﻟﻐﺔ ف�ﻪ ف�ﻌدل ﻋنﻪ ﻓﻲ �ﻌض اﻟمواﻀﻊ
ﻟمﻌنﻰ ﯿؤﺜر ﻓﻲ اﻟحكم �ختص �ﻪ ذﻟك اﻟموﻀﻊ.
اﻟ
وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓحق�ﻘﺔ اﻻﺴتحسﺎن ﻫﻲ :أن �جﻲء اﻟحكم ﻤخﺎﻟﻔﺎ ﻟﻘﺎﻋدة ﻤطردة ﻷﻤر �جﻌﻞ اﻟخروج ﻋن اﻟﻘﺎﻋدة
ﻣﻌ
أﻗرب إﻟﻰ اﻟشرع ﻤن اﻻﺴتمسﺎك �ﺎﻟﻘﺎﻋدة ،ف�كون اﻻﻋتمﺎد ﻋﻠ�ﻪ أﻗوى اﺴتدﻻﻻ ﻓﻲ اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن اﻟق�ﺎس.
ﮭد
وأﻤﺎ اﻟﻌدول ﻋن ﻤﻘتضﻰ اﻟق�ﺎس ﻓﻲ ﻤوﻀﻊ ﻤن اﻟمواﻀﻊ اﺴتحسﺎﻨﺎ ،ﻟمﻌنﻰ ﻻ ﺘﺄﺜیر ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟحكم ﻓﻬو ﻤﺎ
ﻻ �جوز إﺠمﺎﻋﺎ.
اﻟﺗ
رﺑو
ﺤج�ﺔ اﻻﺴتحسﺎن:
ي اﻟ
ﻋرف إﻤﺎﻤﺎن ﻤن أﺌمﺔ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ �ﺄن اﻻﺴتحسﺎن �ﺎن �جري �ثی ار ﻓﻲ ع�ﺎراﺘﻬم وﻓﻲ اﺴتن�ﺎطﻬم،
ﻓمﺎﻟك رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ﯿروى ﻋنﻪ أﻨﻪ �ﺎن �ﻘول :اﻻﺴتحسﺎن ﺘسﻌﺔ أﻋشﺎر اﻟﻌﻠم .وﻗد ﻗﺎل اﻹﻤﺎم ﻤحمد ﺒن اﻟحسن
وط
) (1
و�ﺎن �ﺄﺨذ �ﺎﻟق�ﺎس ﻋن أﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ إن أﺼحﺎ�ﻪ �ﺎﻨوا ﯿنﺎزﻋوﻨﻪ اﻟمﻘﺎﯿ�س ،ﻓﺈذا ﻗﺎل :اﺴتحسن ﻟم ﯿﻠحق �ﻪ أﺤد
ﻧﻲ
ﻤﺎ اﺴتﻘﺎم وأﻤكن ،ﻓﺈذا ﻟم �كن أو ﻟم �ستﻘم اﺴتحسن ،واﻋتبر ﺘﻌﺎﻤﻞ اﻟنﺎس ،وﻗد ﻋمﻞ اﻹﻤﺎم أﺤمد أ�ضﺎ
�ﺎﻻﺴتحسﺎن .ﺒینمﺎ أﻨكرﻩ اﻟشﺎﻓﻌﻲ ﺤتﻰ ﻗﺎل :ﻤن اﺴتحسن ﻓﻘد ﺸرع) .(2
أﻤثﻠﺔ ﻤن اﻻﺴتحسﺎن:
(1أن اﻟق�ﺎس ﯿوﺠب أن �كون اﻟشﻬود ﻋدوﻻ ﻓﻲ �ﻞ ﻗض�ﺔ ﻤﻌروﻀﺔ ﻟﻠنظر أﻤﺎم اﻟﻘضﺎء ،ﻷن اﻟﻌداﻟﺔ ﻫﻲ
اﻟتﻲ ﺘرﺠﺢ ﺠﺎﻨب اﻟصدق ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب اﻟكذب ﺤتﻰ ﯿﻠزم اﻟﻘضﺎء �ﺎﻟحكم ،وﻟكن إذا �ﺎن ﻓﻲ ﺒﻠد ﻻ ﯿوﺠد ف�ﻪ
ﻋدول ،ﻓﺈﻨﻪ �جب أن �ﻘبﻞ ﺸﻬﺎدة ﻤن ﯿوﺜق �ﻘوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟجمﻠﺔ ،ﺤتﻰ ﻻ ﺘض�ﻊ اﻟحﻘوق واﻟحدود.
43
(2اﻷخ اﻟشﻘیق ﻤﻊ اﻹﺨوة ﻷم ﻓﻲ اﻟحمﺎر�ﺔ واﻟمشتر�ﺔ ،1ﻓﺈن طرد اﻟق�ﺎس ﯿؤدي إﻟﻰ ﻏﻠو ﻓﻲ اﻟحكم ،وﻫو
ﺤرﻤﺎن اﻷﺸﻘﺎء ،ﻤﻊ أن اﻷم اﻟتﻲ اﺴتحق ﺒﻬﺎ اﻹﺨوة ﻟﻸم �شﺎر�وﻨﻬم ﻓیﻬﺎ ،و�وﻨﻬم أﺒنﺎء أﺒﻲ اﻟمیت ﻻ ﯿز�دﻫم إﻻ
ﻗر�ﺎ ،ﻟذﻟك أﻟﻐﻲ اﻟق�ﺎس ﻟمﻌنﻰ ﯿؤﺜر ﻓﻲ اﻟحكم واﺸترك اﻷﺸﻘﺎء واﻹﺨوة ﻷم ﻓﻲ اﻟمیراث – اﺴتحسﺎﻨﺎ.
(3أن اﻟمشترى ﻟو اﺸترى ﺴﻠﻌﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ �ﺎﻟخ�ﺎر ﺜﻼﺜﺔ أ�ﺎم ،ﺜم ﻤﺎت ﻓﻲ أﺜنﺎء اﻟمدة ﻓﺈن ﺨ�ﺎر اﻟشرط
ﯿورث ﻋند اﻟمﺎﻟك�ﺔ ﻓﺈن اﺘﻔق اﻟورﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻓسﺦ اﻟﻌﻘد ﻓسﺦ ،و�ن اﺘﻔﻘوا ﻋﻠﻰ إﻤضﺎﺌﻪ أﻤضﻰ ﻋﻠیﻬم أﺠمﻌین ،وﻟكن
إذا اﺨتﻠﻔوا وﻗبﻞ ﻤن رﻀﻲ اﻹﻤضﺎء أن �ﺄﺨذ ﻨصیب ﻤن رد ﻓﺈن اﻟﻌﻘد �مضﻲ ﻋﻠﻰ اﻟ�ﺎﺌﻊ اﺴتحسﺎﻨﺎ ،وذﻟك ﻷن
اﻟمب�ﻊ ﻗد ﺒت ﻤن ﺠﺎﻨ�ﻪ ﻓﻼ ﯿﻬمﻪ ﻤن ﯿؤول إﻟ�ﻪ ﻤﺎ دام وارﺜﺎ.
وﻤن اﻻﺴتحسﺎن ﻤراﻋﺎة اﻟخﻼف ،وﻫو أﺼﻞ ﻓﻲ اﻟمذﻫب اﻟمﺎﻟكﻲ ،وﻤن ذﻟك ﻗوﻟﻬم ﻓﻲ اﻟنكﺎح اﻟمختﻠﻒ
ﻓﻲ ﻓسﺎدﻩ أﻨﻪ �ﻔسﺦ �طﻼق وف�ﻪ اﻟمیراث..
اﻟخﺎﻤس :ﻤن أﻨواع اﻻﺴتدﻻل :ﺴد اﻟذراﺌﻊ
) (2
اﻟ
اﻟذراﺌﻊ ﻟﻐﺔ :اﻟوﺴﺎﺌﻞ واﻟطرق إﻟﻰ اﻟشﻲء .وﻓﻲ اﻻﺼطﻼح اﻟشرﻋﻲ �ﻞ ﻤﺎ �ﺎن طر�ﻘﺎ ﻟمحﻠﻞ أو ﻟمحرم
ﻣﻌ
ﻓﺈﻨﻪ �ﺄﺨذ ﺤكمﻪ ،ﻓﺎﻟطر�ق إﻟﻰ اﻟحرام ﺤرام ،واﻟطر�ق إﻟﻰ اﻟم�ﺎح ﻤ�ﺎح ،وﻤﺎ ﻻ ﯿؤدي اﻟواﺠب إﻻ �ﻪ ﻓﻬو واﺠب،
ﮭد
ﻓﺎﻟزﻨﺎ ﺤرام ،واﻟنظر اﻟمؤدي إﻟ�ﻪ ﺤرام ﻤثﻠﻪ ،واﻟجمﻌﺔ ﻓرض ،ﻓترك اﻟب�ﻊ ﻷﺠﻞ أداﺌﻬﺎ واﺠب واﻟحﺞ ﻓرض،
واﻟسﻌﻲ إﻟ�ﻪ ﻓرض ﻤثﻠﻪ ﻋند اﻟﻘدرة ﻋﻠ�ﻪ.
اﻟﺗ
و��ﺎن ذﻟك أن ﻤوارد اﻷﺤكﺎم ﻗسمﺎن:
رﺑو
-ﻤﻘﺎﺼد ،وﻫﻲ اﻷﻤور اﻟمكوﻨﺔ ﻟﻠمصﺎﻟﺢ واﻟمﻔﺎﺴد ﻓﻲ ذاﺘﻬﺎ ،أي اﻟتﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ذاﺘﻬﺎ ﻤصﺎﻟﺢ أو ﻤﻔﺎﺴد.
ي اﻟ
-وﺴﺎﺌﻞ ،وﻫﻲ اﻟطرق اﻟمؤد�ﺔ إﻟیﻬﺎ ،وﺤكمﻬﺎ ﺤكم ﻤﺎ أﻓضت إﻟ�ﻪ ﻤن ﺘحﻠیﻞ أو ﺘحر�م واﻷﺼﻞ ﻓﻲ
اﻋت�ﺎر اﻟذراﺌﻊ ﻫو اﻟنظر إﻟﻰ ﻤﺂﻻت اﻷﻓﻌﺎل ،ف�ﺄﺨذ اﻟﻔﻌﻞ ﺤكمﺎ ﯿتﻔق ﻤﻊ ﻤﺎ ﯿؤول إﻟ�ﻪ ،ﺴواء ﻗصد
وط
إﻟﻰ اﻟمﺂل أم ﻟم �ﻘصد إﻟ�ﻪ ،ﻷن اﻟنظر إﻟﻰ اﻟمﺂﻻت ﻻ ﯿﻠتﻔت ف�ﻪ إﻟﻰ ﻨ�ﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ ،ﺒﻞ إﻟﻰ ﻨت�جﺔ
اﻟﻌمﻞ وﺜمرﺘﻪ ،و�حسب اﻟنت�جﺔ �حمد اﻟﻔﻌﻞ أو ﯿذم ،وﻟذﻟك ﻨﻬﻰ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋن ﺴب اﻷوﺜﺎن �ﻘوﻟﻪ:
ﻧﻲ
- 1اﻟحمﺎر�ﺔ واﻟمشتر�ﺔ :ﻓر�ضﺔ واﺤدة) :زوج وأم أو ﺠدة و�ﺨوة ﻷم وﺸﻘیق واﺤد أو أﻛثر(.
-ﻗﺎل اﻟشﺎطبﻲ :ﻗﺎﻋدة اﻟذراﺌﻊ اﻟتﻲ ﺤكمﻬﺎ ﻤﺎﻟك ﻓﻲ أﻛثر أﺒواب اﻟﻔﻘﻪ ﺤق�ﻘتﻬﺎ اﻟتوﺴﻞ �مﺎ ﻫو ﻤصﻠحﺔ إﻟﻰ ﻤﻔسدة/اﻟمواﻓﻘﺎت 2
).(163/4
-اﻵ�ﺔ 108ﻤن ﺴورة اﻷﻨﻌﺎم. 3
44
(2ﻤﺎ �كون أداؤﻩ إﻟﻰ اﻟمﻔسدة ﻨﺎدرا� ،ب�ﻊ اﻷﻏذ�ﺔ اﻟتﻲ ﻻ ﺘضر ﻏﺎﻟ�ﺎ ،و�زراﻋﺔ اﻟﻌنب ﻷن ﻤﺎ ﯿترﺘب
ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ ﻤن ﻤنﺎﻓﻊ أﻛثر ﻤمﺎ ﯿترﺘب ﻋﻠ�ﻪ ﻤن ﻤضرة اﺤتمﺎل اﺘخﺎذﻩ ﻟﻠخمر.
(3ﻤﺎ �كون ﺘرﺘب اﻟمﻔسدة ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﻤن �ﺎب ﻏﻠ�ﺔ اﻟظن ،ﻻ ﻤن �ﺎب اﻟﻌﻠم اﻟﻘطﻌﻲ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ
ﯿﻠحق اﻟﻐﺎﻟب �ﺎﻟﻌﻠم اﻟﻘطﻌﻲ ،ﻷن ﺴد اﻟذراﺌﻊ ﯿوﺠب اﻻﺤت�ﺎط ﻟﻠﻔسﺎد ﻤﺎ أﻤكن اﻻﺤت�ﺎط ،وذﻟك ﯿوﺠب اﻷﺨذ �ﻐﻠ�ﺔ
اﻟظن ،وﻫو ﻓﻲ اﻷﺤكﺎم اﻟﻌمﻠ�ﺔ �جري ﻤجرى اﻟﻌﻠم.
وﻤثﻞ ذﻟك :ﺒ�ﻊ اﻟسﻼح ﻟﻠﻌصﺎة ،و��ﻊ اﻟﻌنب ﻟﻠخمﺎر ،ﻓﺈن ذﻟك ﻤن اﻟمحرم.
(4ﻤﺎ �كون أداؤﻩ إﻟﻰ اﻟﻔسﺎد �ثی ار وﻟكن �ثرﺘﻪ ﻟم ﺘبﻠﻎ ﻤبﻠﻎ اﻟظن اﻟﻐﺎﻟب ﻟﻠمﻔسدة وﻻ اﻟﻌﻠم اﻟﻘطﻌﻲ .وﻫذا
ﻤوﻀﻊ اﺨتﻼف ﺒین اﻟﻌﻠمﺎء ،ﻤثﺎﻟﻪ :ﺒیوع اﻵﺠﺎل ،ﻓمنﻌﻬﺎ ﻤﺎﻟك وأﺤمد ﻓﻲ �ﻌض ﺼورﻫﺎ ﺴدا ﻟﻠذر�ﻌﺔ اﻟمؤد�ﺔ إﻟﻰ
اﻟر�ﺎ ،وذﻫب اﻟشﺎﻓﻌﻲ وأﺒو ﺤن�ﻔﺔ إﻟﻰ اﻟجواز إذا ﻟم �كن ﻫنﺎك ﺸرط ﺒین اﻟمتﻌﺎﻗدﯿن.
وﻤن أﻤثﻠتﻪ أ�ضﺎ :ﺘضمین اﻟصنﺎع ،ﻷﻨﻬم ﯿؤﺜرون ﻓﻲ اﻟسﻠﻊ �صنﺎﻋتﻬم ﻓتتﻐیر ،ﻓﻼ �ﻌرﻓﻬﺎ أر�ﺎﺒﻬﺎ،
ف�ضمنون ﺴدا ﻟذر�ﻌﺔ اﻷﺨذ ،وﻗیﻞ ﻻ �ضمنون ،ﻷﻨﻬم أﺠراء ،وأﺼﻞ اﻹﺠﺎرة ﻋﻠﻰ اﻷﻤﺎﻨﺔ.
اﻟ
و�ﻘول ﻤحمد أﺒو زﻫرة ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ )أﺼول اﻟﻔﻘﻪ( إن اﻷﺨذ �ﺎﻟذراﺌﻊ ﺜﺎﺒت ﻓﻲ ﺠم�ﻊ اﻟمذاﻫب اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ و�ن
ﻣﻌ
ﻟم �صرح �ﻪ ،وﻗد أﻛثر ﻤنﻪ اﻹﻤﺎﻤﺎن ﻤﺎﻟك وأﺤمد ،و�ﺎن دوﻨﻬمﺎ ﻓﻲ اﻷﺨذ �ﻪ اﻟشﺎﻓﻌﻲ وأﺒو ﺤن�ﻔﺔ ،وﻟكنﻬمﺎ ﻟم
ﮭد
ﯿرﻓضﺎﻩ ﺠمﻠﺔ ،وﻟم �ﻌتبراﻩ أﺼﻼ ﻗﺎﺌمﺎ ﺒذاﺘﻪ ،ﺒﻞ �ﺎن داﺨﻼ ﻓﻲ اﻷﺼول اﻟمﻘررة ﻋندﻫمﺎ� ،ﺎﻟق�ﺎس ،واﻻﺴتحسﺎن
) (1
. اﻟحنﻔﻲ
اﻟﺗ
وﻤن اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟتﻲ ﺘﻌتبر ﻤن ﻗبیﻞ اﻷﺨذ �ﺎﻟذراﺌﻊ:
رﺑو
– 1دﻓﻊ ﻤﺎل ﻓداء ﻷﺴرى اﻟمسﻠمین ،ﻓﺎﻷﺼﻞ ف�ﻪ اﻟحرﻤﺔ واﻟمنﻊ ﻟمﺎ ف�ﻪ ﻤن ﺘﻘو�ﺔ اﻟﻌدو اﻟمحﺎرب،
ي اﻟ
واﻹﻀرار �ﺎﻟمسﻠمین ،وﻟكنﻪ أﺠیز ﻟتخﻠ�ص اﻷﺴرى ﻤن اﻷﺴر ،و�طﻼق ﺴراﺤﻬم ،وﺘﻘو�ﺔ اﻟمسﻠمین.
وﻫذا ﻤن �ﺎب اﻷﺨذ �ﺎﻟذراﺌﻊ ،ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻤن ﻗبیﻞ ﻓتحﻬﺎ ﻻ ﺴدﻫﺎ.
وط
– 2وﻤن ذﻟك اﻟرﺸوة ﻟدﻓﻊ اﻟظﻠم إن ﻟم �ﻘدر ﻋﻠﻰ دﻓﻌﻪ إﻻ ﺒﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟكثیر ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء أﺠﺎزوا إذا �ﺎن
اﻟذي �طﻠ�ﻪ ﺤﻘﺎ ﺨﺎﻟصﺎ ،وﺘﻌینت اﻟرﺸوة ﺴبیﻼ ﻟﻠوﺼول إﻟ�ﻪ ،أﻤﺎ إذا �ﺎن ﯿنﺎزﻋﻪ ﻤن ﻫو أوﻟﻰ ﻤنﻪ،
ﻧﻲ
أو ﻤسﺎو ﻟﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ �جوز دﻓﻊ اﻟرﺸوة ،و�ذا ﻟو أﻤكن اﻟوﺼول إﻟﻰ اﻟحق ﻤن ﻏیر ﻫذا اﻟطر�ق وﻟو
ﺒتﻌب.
– 3وﻤن ذﻟك دﻓﻊ اﻟمسﻠمین ﻤﺎﻻ ﻟدوﻟﺔ ﻤحﺎر�ﺔ ﻟدﻓﻊ أذاﻫﺎ إذا ﻟم �كن ﻟجمﺎﻋﺔ اﻟمسﻠمین ﻗوة �ستط�ﻌون
ﺒﻬﺎ ﺤمﺎ�ﺔ اﻷﻤﺔ وﺤﻔظ اﻟحوزة.
45
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟشراﺌﻊ ﻗد ﺘختﻠﻒ ﻤن ﺤیث أﻨواع اﻟع�ﺎدات ،واﻟتكﻠ�ﻔﺎت ،وطب�ﻌﺔ اﻷﺤكﺎم واﻟتشر�ﻌﺎت ،ﺤسب
) (1
. ﻤﺎ ﯿنﺎﺴب �ﻞ أﻤﺔ ،وﻤﻘتض�ﺎت أﺤواﻟﻬﺎ ،وظروﻓﻬﺎ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻟكﻞ ﺠﻌﻠنﺎ ﻤنكم ﺸرﻋﺔ وﻤنﻬﺎﺠﺎ﴾
ﻓﻘد ﯿنﺎﺴب أﻤﺔ ﻤن اﻟتشر�ﻊ ﻓﻲ زﻤﺎن ﻤﻌین ﻤﺎ ﻻ ﯿنﺎﺴب أﻤﺔ أﺨرى ﻓﻲ زﻤﺎن آﺨر ﻟﻬذا �ﺎﻨت اﻟشراﺌﻊ
اﻟسمﺎو�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟنحو إﻟﻰ أن ﺠﺎءت ﺸر�ﻌﺔ ﻤحمد ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﺨﺎﺘمﺔ ﻟجم�ﻊ اﻟشراﺌﻊ ،ﻋﺎﻤﺔ ﻟجم�ﻊ
اﻟ�شر�ﺔ إﻟﻰ أن ﯿرث ﷲ اﻷرض وﻤن ﻋﻠیﻬﺎ.
وﻗد ﻗﺎل �ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء :إن ﺸرع ﻤن ﻗبﻠنﺎ ﺸرع ﻟنﺎ ،وﻟ�س اﻟمراد ﻤن ذﻟك أﻨنﺎ ﻨطﺎﻟﻊ �تبﻬم وﻨﻘت�س ﻤنﻬﺎ
اﻷﺤكﺎم ،ﻓﻬذا ﻻ ﻗﺎﺌﻞ �ﻪ ،و�ﻨمﺎ ﻤرادﻫم أن ﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘرآن أو اﻟسنﺔ ﻤن ذﻟك ،وﻟم �ﻘم دﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﻨسخﻪ ﻓﻬو
ﻤن ﺸر�ﻌتنﺎ ﻟق�ﺎم اﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻤنﻬﺎ� ،مﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�تبنﺎ ﻋﻠیﻬم ﻓیﻬﺎ أن اﻟنﻔس �ﺎﻟنﻔس واﻟﻌین �ﺎﻟﻌین
واﻷﻨﻒ �ﺎﻷﻨﻒ واﻷذن �ﺎﻷذن واﻟسن �ﺎﻟسن واﻟجروح ﻗصﺎص﴾) .(2
اﻟ
ﻣﻌ
أﻤﺎ �تب اﻟكتﺎﺒیین ﻓﻼ �جوز ﻟنﺎ أن ﻨﺄﺨذ ﻤنﻬﺎ اﻷﺤكﺎم أﺼﻼ ،ﻷن اﻟﻘرآن رﻓﻊ وأ�طﻞ اﻟثﻘﺔ �كتبﻬم ﺤیث
ﮭد
ﻗﺎل﴿ :ﻓو�ﻞ ﻟﻠذﯿن �كتبون اﻟكتﺎب �ﺄﯿدﯿﻬم ﺜم �ﻘوﻟون ﻫذا ﻤن ﻋند ﷲ﴾) .(3
اﻟﺗ
وﻗﺎل اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :ﻻ ﺘصدﻗوﻫم وﻻ ﺘكذﺒوﻫم وﻗوﻟوا آﻤنﺎ �ﺎﻟذي أﻨزل إﻟینﺎ وأﻨزل إﻟ�كم«) .(4
رﺑو
وروي اﻟطبري وﻏیرﻩ أن �ﻌض اﻟصحﺎ�ﺔ أﺘﻰ اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �صح�ﻔﺔ ﻤكتوب ﻓیﻬﺎ ﻤن �ﻌض
ي اﻟ
ﻛتب أﻫﻞ اﻟكتﺎب ،ﻓﻐضب اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﻗﺎل» :ﻛﻔﻰ �ﻘوم ﻀﻼﻟﺔ أن ﯿرﻏبوا ﻋمﺎ ﺠﺎء �ﻪ ﻨبیﻬم إﻟﻰ
ﻓنزل ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :أو ﻟم �كﻔﻬم أﻨﺎ أﻨزﻟنﺎ ﻋﻠ�ك اﻟكتﺎب ﯿتﻠﻰ ﻋﻠیﻬم﴾) .(6 ) (5
ﻤﺎ ﺠﺎء �ﻪ ﻏیرﻩ إﻟﻰ ﻏیرﻫم«
وط
وﻗد �ﺎن اﺒن ع�ﺎس وﻏیرﻩ ﻤن اﻟصحﺎ�ﺔ ﯿنكر أﺸد اﻹﻨكﺎر ﻋﻠﻰ ﻤن �ﺄﺨذ ﻋن اﻹﺴراﺌیﻠ�ﺎت) .(7
ﻧﻲ
-أﺨرﺠﻪ اﻟطبري ﻓﻲ ﺘﻔسیرﻩ ﻋند ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :أو ﻟم �كﻔﻬم أﻨﺎ أﻨزﻟنﺎ ﻋﻠ�ك اﻟكتﺎب ﯿتﻠﻰ ﻋﻠیﻬم﴾ واﻟدارﻤﻲ .478 5
ﻟﻸﺜر.
46
ﻛﻞ ذﻟك ﯿدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ ﺸر�ﻌﺔ ﻤستﻘﻠﺔ ﻟم ﯿدﺨﻠﻬﺎ اﻻﻗت�ﺎس وﻻ اﻷﺨذ ﻤن اﻟشراﺌﻊ ﻗبﻠﻬﺎ
أﺼﻼ ،ﺴوى ﻤﺎ ﻗصﻪ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ وأﻤر ﻨب�ﻪ �ﺄﺨذﻩ ﻤن ﺼر�ﺢ اﻟتوﺤید وﻤكﺎرم اﻷﺨﻼق ،وﻨحو ذﻟك� ،مﺎ
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﺸرع ﻟكم ﻤن اﻟدﯿن ﻤﺎ وﺼﻰ �ﻪ ﻨوﺤﺎ واﻟذي أوﺤینﺎ إﻟ�ك ﻤﺎ وﺼینﺎ �ﻪ إﺒراه�م وﻤوﺴﻰ وع�سﻰ أن
) (3 ) (2 ) (1
ﻫذا �ﻠﻪ ﻓﻲ وﻗوﻟﻪ﴿ :واﺘ�ﻊ ﺴبیﻞ ﻤن أﻨﺎب إﻟﻲ﴾ وﻗوﻟﻪ﴿ :ﻓبﻬداﻫم اﻗتدﻩ﴾ أق�موا اﻟدﯿن وﻻ ﺘتﻔرﻗوا ف�ﻪ﴾
اﻟتوﺤید وﻤكﺎرم اﻷﺨﻼق.
) (4
وﺸراﺌﻊ اﻷﻨب�ﺎء أﻤﺎ ف�مﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻷﺤكﺎم اﻟﻔﻘﻬ�ﺔ ﻓﻬو �مﺎ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻟكﻞ ﺠﻌﻠنﺎ ﻤنكم ﺸرﻋﺔ وﻤنﻬﺎﺠﺎ﴾
اﻟسﺎ�ﻘین ﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﻨسختﻪ ﺸر�ﻌتنﺎ ،وﻫذا ﻻ ﺨﻼف ﻓﻲ أﻨﻪ ﻟ�س ﺸرﻋﺎ ﻟنﺎ و�ذﻟك ﻤﺎ ﻟم ﯿرد ﻟﻪ ذ�ر أﺼﻼ ﻓﻲ
ﺸر�ﻌتنﺎ ،أو ورد ﺒواﺴطﺔ أﺨ�ﺎر أﻫﻞ اﻟكتﺎب ﻓﻘط.
وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ أﻗرﺘﻪ ﺸر�ﻌتنﺎ �ﺎﻟنص ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻬو ﻤنﻬﺎ ﺒﻼ ﻨزاع ،وﻨحن ﻤتﻌبدون �ﻪ ﻟق�ﺎم اﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻤن
اﻟ
ﺸر�ﻌتنﺎ.
ﻣﻌ
ﮭد
أﻤﺎ ﻤﺎ ﻗصﻪ ﷲ ﻋﻠینﺎ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ أو ﻋﻠﻰ ﻟسﺎن ﻨب�ﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻤن ﻏیر ﻨص أﻨﻪ �تب ﻋﻠینﺎ �مﺎ
ﻛتب ﻋﻠیﻬم ﻓﻬذا ﻤوﻀوع ﺨﻼف ﺒین اﻟﻌﻠمﺎء ،واﻟمختﺎر ﻋند اﻟﻌﻠمﺎء أﻨﻪ ﻤن ﺸر�ﻌتنﺎ) .(5
اﻟﺗ
رﺑو
أﺘﻔق اﻟﻌﻠمﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻤذﻫب اﻟصحﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻻﺠتﻬﺎد ﻻ �كون ﺤجﺔ ﻋﻠﻰ ﻏیرﻩ ﻤن ﻤجتﻬدي
اﻟصحﺎ�ﺔ ،واﺨتﻠﻔوا ﻓﻲ �وﻨﻪ ﺤجﺔ ﻋﻠﻰ ﻏیر ﻤجتﻬدي اﻟصحﺎ�ﺔ ﻤن اﻟتﺎ�ﻌین وﻤن �ﻌدﻫم.
وط
أﻤﺎ ﻗول اﻟصحﺎﺒﻲ ﻏیر اﻟمجتﻬد ﻓﺎﺘﻔﻘوا ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻟ�س ﺤجﺔ إﻻ ﻤﺎ �ﺎن روا�ﺔ ﺼر�حﺔ أو �ﺎﻟصر�حﺔ� ،ﺄن
ﻛﺎن ﻻ ﻤجﺎل ﻟﻼﺠتﻬﺎد ف�ﻪ.
ﻧﻲ
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻻﺴتحسﺎن ﺸرﻋﺎ
– 2ﺒین آراء اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ اﻟﻘول �ﺎﻻﺴتحسﺎن.
-ﻟﻼطﻼع أﻛثر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟموﻀوع راﺠﻊ أﺼول اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻠخضري ) (356واﻟمنخول ﻟﻠﻐزاﻟﻲ ص 231 5
47
– 3ﻤﺎ اﻟمﻘصود �سد اﻟذراﺌﻊ؟ وﻤﺎ اﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﺤجیتﻪ؟
– 4ﻫﻞ ﺸرع ﻤﺎ ﻗبﻠنﺎ �ﻌتبر ﺸرﻋﺎ ﻟنﺎ؟ و��ف؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
48
اﻟدرس :11
اﻟ
ﻣﻌ
وﻻ ﯿنﺎﻓﻲ ﻫذا ﺤصول اﺨتﻼف ﻤن اﻟمجتﻬدﯿن ﻓﻲ اﻟطر�ق اﻟذي ﯿر�دﻩ اﻟشﺎرع ،ﻓﺈذا ﺘﻌﺎرض ﻨصﺎن وﺠب
ﮭد
اﻟجمﻊ ﺒینﻬمﺎ إن أﻤكن ،ﺴواء �ﺎن اﻟجمﻊ ﺒتخص�ص اﻟﻌﺎم �ﺎﻟخﺎص أو ﺘﻘیید اﻟمطﻠق �ﺎﻟمﻘید ،أو ﺘﺄو�ﻞ اﻟظﺎﻫر
ﻤنﻬمﺎ �مﺎ ﯿواﻓق اﻵﺨر ،ﻷن إﻋمﺎل اﻟدﻟیﻠین أوﻟﻰ ﻤن إﻫمﺎﻟﻬمﺎ.
اﻟﺗ
) (1
وﻗوﻟﻪ﴿ :ﻓور�ك ﻟنسﺄﻟنﻬم وﻤن أﻤثﻠﺔ ذﻟك :ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓیوﻤئذ ﻻ �سﺄل ﻋن ذﻨ�ﻪ إﻨس وﻻ ﺠﺎن﴾
رﺑو
ف�جمﻊ ﺒین اﻵﯿتین �ﺄن اﻟق�ﺎﻤﺔ ﻤواﻗﻒ :ﻤوﻗﻒ �سﺄﻟون ف�ﻪ ،وﻤوﻗﻒ ﻻ �سﺄﻟون ف�ﻪ. ) (2
أﺠمﻌین﴾
و�نﻬ�ﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻋن اﻟشرب ﻓﻲ ﺤﺎل اﻟق�ﺎم ،ﺜم ﻓﻌﻠﻪ) ،(3ف�جمﻊ ﺒینﻬمﺎ �ﺄن اﻟنﻬﻲ ﯿراد �ﻪ ﻋدم
ي اﻟ
اﻷوﻟو�ﺔ ،واﻟﻔﻌﻞ ﯿدل ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻟحرج ،و��ﺎن اﻟجواز ،وأن اﻟنﻬﻲ ﻟ�س ﻟﻠتحر�م.
ﻓﺈن ﻟم �مكن اﻟجمﻊ وﻋﻠم اﻟمتﺄﺨر ﻤنﻬمﺎ ﻓﻬو ﻨﺎﺴﺦ ﻟﻸول ،ﻓﺈن ﻟم �ﻌﻠم رﺠﺢ أﺤدﻫمﺎ �مﺎ �ﻔید اﻟترﺠ�ﺢ،
وط
وﻫذا ﻫو رأي ﺠمﻬور اﻟﻌﻠمﺎء ،ﺴواء �ﺎن اﻟمتﻌﺎرﻀﺎن آﯿتین أم ﺴنتین ،أم أﺤدﻫمﺎ آ�ﺔ واﻵﺨر ﺤدﯿثﺎ.
) (4
ﻤﻌﺎذ ،اﻟدال ﻋﻠﻰ ﺘرﺘیب اﻷدﻟﺔ ،وأﻨﻪ ﻻ وذﻫب �ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء إﻟﻰ ﺘﻘد�م اﻟكتﺎب ﻤطﻠﻘﺎ ،ﻤحتجین �حدﯿث
�ﻌدل ﻋن اﻟكتﺎب إﻟﻰ اﻟسنﺔ إﻻ �ﻌد ﻤﻌرﻓﺔ أن اﻟمسﺄﻟﺔ ﻻ ﯿوﺠد ﺤكمﻬﺎ ﻓﻲ اﻟكتﺎب.
-ﺤدﯿث اﻟنﻬﻲ ﻓﻲ ﻤسﻠم ﻋن أﻨس ،وﺤدﯿث اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺸرب ﻤﺎء زﻤزم ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن اﺒن ع�ﺎس وﺤدﯿث اﻟشرب ﻗﺎﺌمﺎ ﺒﻼ ﻗید 3
ﻓﻔﻲ اﻟترﻤذي.
-ﺤدﯿث ﻤﻌﺎذ اﻟمشﺎر إﻟ�ﻪ ﻓﻲ أﺒﻲ داود 3592واﻟترﻤذي .1332 4
49
ﺤیث دﻟت اﻵ�ﺔ ﻋﻠﻰ أن ) (1
وذﻫب آﺨرون إﻟﻰ ﺘﻘد�م اﻟسنﺔ ﻤطﻠﻘﺎ ،ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻟتبین ﻟﻠنﺎس ﻤﺎ ﻨزل إﻟیﻬم﴾
اﻟسنﺔ ﺸﺎرﺤﺔ ﻟﻠﻘرآن وﻤوﻀحﺔ ﻟﻪ ،ﻓتكون أوﻟﻰ �ﺎﻟتﻘد�م ﻋند ﺘﻌﺎرﻀﻬمﺎ.
ﺜﺎﻨ�ﺎ :اﻟترﺠ�ﺢ :وﻫو ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ :ﻤصدر رﺠﺢ –�ﺎﻟتضع�ف -ﯿرﺠﺢ ﺘرﺠ�حﺎ ،و�رﺠﻊ ﻤﻌنﺎﻩ إﻟﻰ اﻟتمییﻞ،
واﻟتثﻘیﻞ ،واﻟتﻐﻠیب.
وﻓﻲ اﺼطﻼح اﻷﺼوﻟیین ﻫو :ﺘبیین اﻟمجتﻬد ﻤز�ﺔ ﻤﻌتبرة ﻷﺤد اﻟمتﻌﺎرﻀین ﺘﻘتضﻲ ﺘﻘد�مﻪ ﻋﻠﻰ اﻵﺨر.
أو ﻫو ﺘﻘو�ﺔ أﺤد اﻟدﻟیﻠین اﻟمتﻌﺎرﻀین ﺒوﺠﻪ ﻤن وﺠوﻩ اﻟترﺠ�ﺢ اﻟمﻌتبرة ﺸرﻋﺎ ،وﻟﻪ طر�ﻘﺎن:
أوﻻ :اﻟترﺠ�ﺢ �طر�ق اﻟمتن وﻗوة اﻟدﻻﻟﺔ ،ﻓیرﺠﺢ اﻟنص ﻋﻠﻰ اﻟظﺎﻫر ،واﻟصر�ﺢ ﻋﻠﻰ اﻟكنﺎ�ﺔ ،واﻟحق�ﻘﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟمجﺎز ..وﻟﻪ وﺠوﻩ �ثیرة ﻋند اﻟﻌﻠمﺎء ،ﻤنﻬﺎ:
) (2
– 1اﺸتمﺎل أﺤد اﻟدﻟیﻠین ﻋﻠﻰ ز�ﺎدة� ،حدﯿث أن اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :ﻛبر ﻓﻲ اﻟﻌیدﯿن ﺴ�ﻌﺎ«
ﻤﻊ ﺤدﯿث أﻨﻪ »ﻛبر أر�ﻌﺎ«) .(3
ف�ﻘدم ) (4
– 2ذ�ر اﻟسبب ﻓیرﺠﺢ �ﻪ� ،حدﯿث» :ﻤﺎ �ﺎل رﺠﺎل �شترطون ﺸروطﺎ ﻟ�ست ﻓﻲ �تﺎب ﷲ«
اﻟ
ﻟذ�ر ﺴبب اﻷول ﻤﻌﻪ وﻫو أن أوﻟ�ﺎء ﺒر�رة أﺒوا ﺒ�ﻊ ) (5
ﻋﻠﻰ ﺤدﯿث» :اﻟمسﻠمون ﻋند ﺸروطﻬم«
ﻣﻌ
ﻛتﺎﺒتﻬﺎ ،إﻻ أن �شترط ﻟﻬم اﻟوﻻء ،وذﻟك أن ﺒر�رة ﺠﺎءت ّأم اﻟمؤﻤنین ﻋﺎﺌشﺔ رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬﺎ ﻗﺎﻟت
ﮭد
ﻟﻬﺎ :إﻨﻲ �ﺎﺘبت أﻫﻠﻲ ﻋﻠﻰ أر�ﻌین أوق�ﺔ ﻓﺄﻋینینﻲ .ﻓﻘﺎﻟت ﻋﺎﺌشﺔ رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬﺎ :إن أﺤب أﻫﻠك أن
أﻋدﻫﺎ ﻟﻬم و�كون وﻻؤك ﻟﻲ ﻓﻌﻠت ﻓخرﺠت ﻤن ﻋندﻫﺎ ورﺠﻌت إﻟیﻬﺎ ورﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم
اﻟﺗ
ﺤﺎﻀر ،ﻓﻘﺎﻟت :إﻨﻬم أﺒوا ﻋﻠﻲ إﻻ أن �كون اﻟوﻻء ﻟﻬم .ﻓﻘﺎل رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم:
رﺑو
»اﺸتر�ﻬﺎ واﺸترطﻲ ﻟﻬم اﻟوﻻء ﻓﺈﻨمﺎ اﻟوﻻء ﻟمن اﻋتق« .ﺜم ﻗﺎم رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻲ
ي اﻟ
اﻟنﺎس ﻓحمد ﷲ وأﺜنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ،ﺜم ﻗﺎل» :ﻤﺎ �ﺎل رﺠﺎل �شترطون ﺸروطﺎ ﻟ�ست ﻓﻲ �تﺎب ﷲ؟ ﻤﺎ �ﺎن
ﻤن ﺸرط ﻟ�س ﻓﻲ �تﺎب ﷲ ﻓﻬو �ﺎطﻞ و�ن �ﺎن ﻤﺎﺌﺔ ﺸرط ﻗضﺎء ﷲ أﺤق ،وﺸرط ﷲ أوﺜق و�ﻨمﺎ
وط
اﻟ
ﻣﻌ
ﺜﺎﻨ�ﺎ :اﻟترﺠ�ﺢ �ﺎﻟسند ،وﻟﻪ وﺠوﻩ �ثیرة ،ﻤنﻬﺎ:
ﮭد
ف�ﻘدم اﻟتواﺘر ﻋﻠﻰ ﻏیرﻩ ،واﻟسنﺔ اﻟمشﻬورة ﻋﻠﻰ ﺨبر اﻵﺤﺎد. ) (10
– 1اﻟتواﺘر
� – 2ون اﻟراوي ﺼﺎﺤب اﻟﻘض�ﺔ ،ﻓیرﺠﺢ ﺒذﻟك ،ﻤثﺎﻟﻪ :ﺤدﯿث أم اﻟمؤﻤنین ﻤ�موﻨﺔ »أن اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ
اﻟﺗ
ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﺘزوﺠﻬﺎ وﻫمﺎ ﺤﻼﻻن) «(11ﻓﻬو ﻤﻘدم ﻷﻨﻬﺎ ﺼﺎﺤ�ﺔ اﻟﻘصﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺤدﯿث اﺒن ع�ﺎس »أﻨﻪ
رﺑو
-ﻤسﻠم 7
-ﺼح�ﺢ اﻟ�خﺎري ) (146/1وﻤسﻠم ﻋن أﺒﻲ ﺴﻌید اﻟخدري وﻋن ﻋمر ،أﻤﺎ ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة ﻓﻔﻲ اﻟموطﺄ وﻤسﻠم. 8
-اﻟتواﺘر ﻟﻐﺔ :اﻟتتﺎ�ﻊ ،وﻤنﻪ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﺜم أرﺴﻠنﺎ رﺴﻠنﺎ ﺘت ار﴾ وﻓﻲ اﻻﺼطﻼح ﻫو ﺨبر ﺠمﺎﻋﺔ �ﻔید اﻟﻌﻠم ﺒنﻔسﻪ �مخبرﻩ ﻤﻊ 10
اﺘحﺎد اﻟمخبر �ﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻔظ .وﻫذا ﻫو اﻟتواﺘر اﻟﻠﻔظﻲ ،ﻤثﺎﻟﻪ :اﻟحدﯿث »ﻤن �ذب ﻋﻠﻲ ﻤتﻌمدا ﻓﻠیتبوأ ﻤﻘﻌدﻩ ﻤن اﻟنﺎر«.
- 11ﻤسﻠم ﻋن أﻤنﺎ ﻤ�موﻨﺔ أﻤﺎ ﻋن أﺒﻲ راﻓﻊ ﻓﻔﻲ اﻟترﻤذي وﻫو اﻟسﻔیر.
-اﻟش�خﺎن واﻷر�ﻌﺔ. 12
51
) (2 ) (1
ﻓﺈﻨﻪ ﻤثﻞ ﺤدﯿث ﻨﻬ�ﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻋن اﻟصﻼة �ﻌد اﻟﻌصر – 3اﻟسﻼﻤﺔ ﻤن اﻻﻀطراب
ﺴﺎﻟم ﻤن اﻻﻀطراب ،وﻫو ﻤﻘدم ﻋﻠﻰ ﺤدﯿث ﻋﺎﺌشﺔ :أﻨﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �ﺎن �ﻠمﺎ دﺨﻞ ﻋﻠیﻬﺎ
) (3
ﻟوﺠود اﻻﻀطراب ف�ﻪ ،ﻷﻨﻬﺎ روت اﻟنﻬﻲ ﻋن اﻟصﻼة �ﻌد اﻟﻌصر، �ﻌد اﻟﻌصر ﺼﻠﻰ ر�ﻌتین
و�ذﻟك روﺘﻪ أم ﺴﻠمﺔ.
� – 4ون اﻟراوي ﻤن أﻛﺎﺒر اﻟصحﺎ�ﺔ اﻟذﯿن ﻫم أﻓﻘﻪ ،ﻓتﻘدم رواﯿتﻪ ﻋﻠﻰ روا�ﺔ أﺼﺎﻏرﻫم وأﻛﺎﺒر اﻟصحﺎ�ﺔ
ﻫم رؤﺴﺎؤﻫم ﻤثﻞ اﻟخﻠﻔﺎء اﻷر�ﻌﺔ ،وأﻫﻞ ﺒدر ،وأﻫﻞ ﺒ�ﻌﺔ اﻟشجرة واﻟﻌشرة اﻟم�شر�ن �ﺎﻟجنﺔ.
– 5ﯿرﺠﺢ �ﻔﻘﻪ اﻟراوي ،وﻀ�طﻪ ،وورﻋﻪ ،وﻋداﻟتﻪ ،وﺘصر�حﻪ �ﺎﻟسمﺎع ،وﺴﻌﺔ ﻤﻌرﻓتﻪ �ﺎﻟﻌر��ﺔ.
ﻛمﺎ ﯿرﺠﺢ �كون اﻟراوي روى اﻟحدﯿث ﺒﻠﻔظ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،ف�ﻘدم ﻋﻠﻰ ﻤن روى �ﺎﻟمﻌنﻰ،
و�ذا ﻤن روى اﻟخبر ﻓﻲ ﺤﺎل ﺘكﻠ�ﻔﻪ ف�ﻘدم ﻋﻠﻰ ﻤن رواﻩ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺼ�ﺎﻩ وﻗد اﺘﻔق ﻋﻠمﺎء اﻟحدﯿث ﻋﻠﻰ ﺘﻘد�م
اﻟ
اﻟحدﯿث اﻟذي أﺠمﻊ ﻋﻠ�ﻪ اﻟصحﺎح اﻟستﺔ ،وﻫم اﻟ�خﺎري وﻤسﻠم ،وأﺒو داود ،واﻟنسﺎﺌﻲ ،واﻟترﻤذي ،واﺒن ﻤﺎﺠﻪ ،ﺜم
ﻣﻌ
ﻤﺎ اﺘﻔق ﻋﻠ�ﻪ اﻟ�خﺎري وﻤسﻠم ﺜم ﻤﺎ اﻨﻔرد �ﻪ اﻟ�خﺎري ،ﻋن ﻤسﻠم ﺜم ﻤﺎ اﻨﻔرد �ﻪ ﻤسﻠم ﻋن اﻟ�خﺎري ﺜم ﻤﺎ ﺠﺎء
ﮭد
ﻋﻠﻰ ﺸرطﻬمﺎ ﻤﻌﺎ ﺜم ﻤﺎ ﺠﺎء ﻋﻠﻰ ﺸرط اﻟ�خﺎري ﺜم ﻤﺎ ﺠﺎء ﻋﻠﻰ ﺸرط ﻤسﻠم ﺜم ﻤﺎ ﺼححﻪ ﻏیرﻫمﺎ.
اﻟﺗ
ﺘرﺠ�ﺢ اﻹﺠمﺎﻋﺎت:
رﺑو
�ﻘدم اﻹﺠمﺎع اﻟﻘطﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟنص ﻋند اﻟتﻌﺎرض ،ﻷﻤن اﻟنسﺦ ﻓﻲ اﻹﺠمﺎع �خﻼف اﻟنص ،أﻤﺎ اﻹﺠمﺎع
ي اﻟ
اﻟسكوﺘﻲ ف�ﻘدم ﻋﻠ�ﻪ اﻟنص ،ﻟجواز ﻤخﺎﻟﻔﺔ اﻟسكوﺘﻲ ﻟوﺠود دﻟیﻞ أرﺠﺢ ﻤنﻪ ،و�ﻘدم إﺠمﺎع اﻟصحﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ إﺠمﺎع
ﻏیرﻫم ،و�ﺠمﺎع اﻟتﺎ�ﻌین ﻋﻠﻰ ﻤن �ﻌدﻫم.
وط
ﺘرﺠ�ﺢ اﻷق�سﺔ:
ﻧﻲ
إذا �ﺎﻨت اﻟﻌﻠﺔ ﻤنصوﺼﺔ أو ﻤجمﻌﺎ ﻋﻠیﻬﺎ ﻓﻼ ﯿتصور اﻟتﻌﺎرض ﺒین اﻷق�سﺔ ،أﻤﺎ إذا �ﺎﻨت اﻟﻌﻠﺔ
ﻤستن�طﺔ ﻓﻬﻲ ﻤظنﺔ ﻻﺨتﻼف اﻷق�سﺔ.
واﻟترﺠ�ﺢ ﻓﻲ اﻟق�ﺎس �كون �مﺎ ﯿرﺠﻊ إﻟﻰ اﻷﺼﻞ ،أو اﻟﻌﻠﺔ ،أو اﻟﻔرع ،و�ﻬذا ﺘتﻔﺎوت ﻤراﺘب اﻟق�ﺎس ﻓﻲ
اﻟﻘوة واﻟضﻌﻒ ف�كون اﻟترﺠ�ﺢ ﺘ�ﻌﺎ ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟنحو اﻟتﺎﻟﻲ:
-اﻟمضطرب :اﻟمرﺘ�ك اﻟحیران .واﻻﻀطراب ﻓﻲ اﻷﻤور اﻟتردد ،واﻟحدﯿث اﻟمضطرب :ﻫو ﻤﺎ رواﻩ واﺤد ،أو أﻛثر ﻋﻠﻰ أوﺠﻪ 1
ﻤختﻠﻔﺔ ﻤتسﺎو�ﺔ �حیث ﻻ �مكن اﻟجمﻊ ﺒینﻬﺎ ،وﻻ اﻟتوﻓیق ،وﻟم �ﻌﻠم ﻷﺤدﻫمﺎ ﻤرﺠﺢ ،وﻗد �كون ذﻟك اﻻﻀطراب ﻓﻲ اﻹﺴنﺎد أو
ﻓﻲ اﻟمتن.
-ﺴنن أﺒﻲ داود )(25/2 2
52
– 1ﯿرﺠﺢ �ﻘوة اﻟدﻟیﻞ اﻟمثبت ﺤكم اﻷﺼﻞ ،ف�ﻘدم اﻟق�ﺎس اﻟذي أﺼﻠﻪ ﺜﺎﺒت �ﺎﻟكتﺎب ﻋﻠﻰ اﻟق�ﺎس اﻟذي
أﺼﻠﻪ ﺜﺎﺒت �ﺎﻟسنﺔ� ،مﺎ �ﻘدم اﻟق�ﺎس اﻟذي أﺼﻠﻪ ﻤن اﻟسنﺔ أﺼﺢ.
– 2ﻗوة اﻟمسﻠك :ﻓیرﺠﺢ اﻟق�ﺎس اﻟذي ﻤسﻠك ﻋﻠتﻪ اﻟنص أو اﻹﺠمﺎع ،ﻋﻠﻰ اﻟذي ﻤسﻠك ﻋﻠتﻪ اﻹ�مﺎء،
واﻟق�ﺎس اﻟذي ﻤسﻠك ﻋﻠتﻪ اﻹ�مﺎء ﻋﻠﻰ اﻟذي ﻤسﻠك ﻋﻠتﻪ اﻟسبر ،وﻫكذا ﺤس�مﺎ ﻤﺎ ﻋرﻓت ﻤن ﺘرﺘیب ﻤسﺎﻟك اﻟﻌﻠﺔ
ﻗوة ﻓﻲ درس اﻟق�ﺎس وﻤسﺎﻟك اﻟﻌﻠﺔ.
– 3اﻟﻘطﻊ ﺒوﺠود اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﺼﻞ :ﻓیرﺠﺢ �ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟذي ﻋﻠﺔ أﺼﻠﻪ ﻤظنوﻨﺔ ،ﻓﺈن �ﺎن أﺼﻞ �ﻞ ﻤنﻬمﺎ
ظن�ﺎ ﻗدم ﻤﺎ �ﺎن ظنﻪ أﻏﻠب.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
� – 5ﻘدم ق�ﺎس اﻟﻌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ق�ﺎس اﻟمنﺎﺴ�ﺔ ،وق�ﺎس اﻟش�ﻪ.
اﻟﺗ
� – 6ﻘدم اﻟق�ﺎس اﻟذي ﻋﻠتﻪ ﻤطردة ﻤنﻌكسﺔ ﻋﻠﻰ اﻟق�ﺎس اﻟذي ﻋﻠتﻪ ﻤطروﺤﺔ ﻓﻘط� ،مﺎ �ﻘدم اﻟمطردة
رﺑو
� – 7ﻘدم اﻟق�ﺎس اﻟمتﻔق ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠیﻞ أﺼﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟق�ﺎس اﻟمختﻠﻒ ﻓﻲ ﺘﻌﻠیﻞ أﺼﻠﻪ ،و�رﺠﺢ اﻟق�ﺎس اﻟجﻠﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟخﻔﻲ ،واﻷﻗوى ﻋﻠﻰ اﻷﻀﻌﻒ.
وط
ﻧﻲ
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف �ﻼ ﻤن :اﻟتﻌﺎرض واﻟترﺠ�ﺢ.
53
– 2ﻤﺎ اﻷدﻟﺔ اﻟتﻲ ﺘﻌتبر ﻤجﺎﻻ ﻟﻠتﻌﺎرض؟
– 3إذا ﺘﻌﺎرض دﻟیﻼن ﻓﺄﻛثر ﻓمﺎ اﻟﻌمﻞ؟
– 4اذ�ر ﺜﻼﺜﺎ ﻤن اﻟمرﺠحﺎت ﻓﻲ اﻟمتن أو اﻹﺴنﺎد.
– 5أﻋط ﻤثﺎﻟین ﻟترﺠ�ﺢ اﻹﺠمﺎﻋﺎت.
– 6إذا ﺘﻌﺎرض ق�ﺎس ﻋﻠﺔ وق�ﺎس ﺸ�ﻪ ﻓﺄﯿﻬمﺎ أوﻟﻰ �ﺎﻟتﻘد�م؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
54
اﻟدرس :12
ﻋوارض اﻷدﻟﺔ
.1اﻟتﻌر�ف:
اﻟﻌوارض ﺠمﻊ ﻋﺎرض وﻫو ﻤﺎ �ﻌرض ﻟﻠدﻟیﻞ ﻤن اﻟﻘوادح اﻟتﻲ ﺘﻔﻘدﻩ اﻟحج�ﺔ أو ﺘضﻌﻒ اﻻﺤتجﺎج �ﻪ.
وذﻟك �ختﻠﻒ �حسب اﺨتﻼف اﻷدﻟﺔ.
وأﻛثر ﻤﺎ �كون اﻟﻘدح ﻓﻲ اﻟدﻟیﻞ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟدﻟیﻞ آﺨر ،وذﻟك ﻋند اﻟتﻌﺎرض أو اﻻﺤتجﺎج �ﺎﻟق�ﺎس ﻤﻊ وﺠود
اﻟنص ،وﺨبر اﻟواﺤد ﻤﻊ اﻟنصوص اﻟمتواﺘرة ..وﻏیر ذﻟك ﻤمﺎ ﺴنبینﻪ ﻓﻲ اﻷﻤثﻠﺔ ﻻﺤﻘﺎ.
وﻗد ﺘتﻔﺎوت ﺘﻘدﯿرات اﻟمجتﻬدﯿن ﻟﻸدﻟﺔ �ﺎﻋت�ﺎر ﻨوﻋﻬﺎ ،وﻤرﺘبتﻬﺎ ،وﺼ�ﻐﻬﺎ ،ودﻻﻻﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘدل ﻋﻠ�ﻪ،
ﻛدﻻﻟﺔ اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ �ﻞ أﻓرادﻩ ،وﺤمﻞ اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟخﺎص ،واﻟمطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟمﻘید ،وﻗﺎﻋدة اﻷﺨذ �ﺎﻟمﻔﻬوم ،واﻟمشترك
إﻟﻰ ﻏیر ذﻟك ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻷﺼوﻟ�ﺔ اﻟتﻲ اﺨتﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓیﻬﺎ ﻻﺨتﻼﻓﻬم ﻓﻲ ﺘﻘدﯿر ﺘﻠك اﻷدﻟﺔ واﻷﺨذ ﺒﻬﺎ ،ﻓﻘد
اﻟ
ﻣﻌ
ﺘحصﻞ ﻋند ﻤجتﻬد ﻗنﺎﻋﺔ �ﺎﻋتمﺎد دﻟیﻞ ﻤﻌین ﻟسﻼﻤتﻪ ﻤن اﻟﻘوادح ﻓﻲ ﻨظرﻩ .ر�مﺎ ﻻ ﺘحصﻞ ﻟمجتﻬد آﺨر
ﮭد �خصوص ذﻟك اﻟدﻟیﻞ.
ﻓﻌن ﻫذﻩ اﻟمسﺎﺌﻞ وأﻤثﺎﻟﻬﺎ ﻨشﺄ ﺘشﻌب اﻟﻔﻘﻪ واﺨتﻼف اﻟﻔﻘﻬﺎء ،وﺘمسك �ﻞ أﻫﻞ ﻗطر �ﺄﺼﻞ �ﻌتمدون
اﻟﺗ
ﻋﻠ�ﻪ ،وﻤذﻫب ﯿتدﯿنون �ﻪ.
رﺑو
.2اﻷﻤثﻠﺔ:
ي اﻟ
وﺘوﻀ�حﺎ ﻟمﺎ ﺴبق ﻤن أن ﻋوارض اﻷدﻟﺔ ،أو ﻗوادح اﻷدﻟﺔ ﺘختﻠﻒ �ﺎﺨتﻼف اﻟدﻟیﻞ� ،ﺎﺨتﻼف أﻨظﺎر
اﻟمجتﻬدﯿن ف�ﻪ ﻓﺈﻨنﺎ ﻨﻘدم �ﻌضﺎ ﻤن اﻷﻤثﻠﺔ ﻟذﻟك:
وط
) (1
ﻷن ﻤﺎ ﺜبت ﻨسخﻪ ﻤن اﻟنصوص ﻟم �كن ﻤوﻀوﻋﺎ ﻟﻼﺴتدﻻل �ﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺤكﺎم اﻟشرع�ﺔ، – 1اﻟنسﺦ
ﻧﻲ
) (2
ﻤثﺎﻟﻪ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :واﻟذﯿن ﯿتوﻓون ﻤنكم و�ذرون أزواﺠﺎ وﺼ�ﺔ ﻷزواﺠﻬم ﻤتﺎﻋﺎ إﻟﻰ اﻟحول ﻏیر إﺨراج﴾
ﻓﺎﻟحكم اﻟذي ﺘضمنتﻪ ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ ﻨسﺦ �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :واﻟذﯿن ﯿتوﻓون ﻤنكم و�ذرون أزواﺠﺎ ﯿتر�صن �ﺄﻨﻔسﻬن أر�ﻌﺔ
) (3
. أﺸﻬر وﻋشرا﴾
وﻤثﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟسنﺔ ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم »ﻛنت ﻨﻬیتكم ﻋن ﻟحوم اﻷﻀﺎﺤﻲ أن ﻻ ﺘﺄﻛﻠوﻫﺎ �ﻌد ﺜﻼث
ﻓكﻠوا واﻨتﻔﻌوا ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﻔر�م«) .(4
-اﻟنسﺦ ﻫو رﻓﻊ اﻟحكم اﻟشرﻋﻲ �خطﺎب ﺸرﻋﻲ ﻤتراخ ﻋنﻪ .وﻻ �كون إﻻ ﻓﻲ اﻟنصوص )اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ( 1
-أﺒو داود ﻋن ﺒر�دة وﺼدرﻩ ﻓﻲ اﻟموطﺄ واﻟ�خﺎري ﻋن أﺒﻲ ﺴﻌید اﻟخدري. 4
55
– 2ﻗد �كون اﻻﻋتراض ﻋﻠﻰ اﻟدﻟیﻞ ﻤن ﺠﻬﺔ اﻟﻌموم واﻟخصوص ،واﻹطﻼق واﻟتﻘیید ،ودﻻﻟﺔ اﻟنص
واﻟظﺎﻫر ،وﻏیر ذﻟك ﻤن اﻟمﻘتض�ﺎت اﻟتﻲ ﺘﻌود �ﺎﻷﺴﺎس إﻟﻰ ﺴ�ﺎق وﻤدﻟوﻻت اﻷﻟﻔﺎظ.
– 3ﻤن اﻟﻘوادح :اﻓتﻘﺎر اﻟدﻟیﻞ إﻟﻰ ﻤضمر ،ف�ﻘدح ف�ﻪ ﺒذﻟك ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻞ دﻟیﻞ آﺨر ﻤستﻘﻞ ﺒنﻔسﻪ ﻻ �حتﺎج
ﻓﺈن اﻟمﺎﻟك�ﺔ �ستدﻟون ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟمحصر �مرض ﻻ ) (1
إﻟﻰ إﻀمﺎر� ،ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وأﺘموا اﻟحﺞ واﻟﻌمرة �﴾
ف�ﻘول اﻟمﺎﻟك�ﺔ ) (2
ﯿتحﻠﻞ دون اﻟبیت ف�ﻌﺎرﻀﻬم اﻷﺤنﺎف �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﺈن أﺤصرﺘم ﻓمﺎ اﺴت�سر ﻤن اﻟﻬدى﴾
آﯿتنﺎ ﻻ ﺘحتﺎج إﻟﻰ ﻤضمر ،وآﯿتكم ﻻﺒد ﻟﻬﺎ ﻤن ﻤضمر ﯿتم اﻟكﻼم �ﻪ وﻫو »ﻓﺈن أﺤصرﺘم« ﻓتحﻠﻠتم »ﻓمﺎ اﺴت�سر
ﻤن اﻟﻬدي« ،وﻤﺎ ﻻ �ﻔتﻘر إﻟﻰ ﻤضمر أوﻟﻰ ﻤمﺎ �ﻔتﻘر إﻟ�ﻪ.
– 4اﻻﻀطراب ﻓﻲ اﻟمتن أو اﻟسند ،ﻤثﺎﻟﻪ :ﺤدﯿث ﻋﺎﺌشﺔ» :ﻤﺎ دﺨﻞ ﻋﻠﻲ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم
) (3
ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟروا�ﺔ اﻀطراب ،ﻷن ﻋﺎﺌشﺔ روت اﻟنﻬﻲ ﻋن اﻟصﻼة �ﻌد اﻟﻌصر �ﻌد اﻟﻌصر إﻻ ﺼﻠﻰ ر�ﻌتین«
�مﺎ رواﻩ ﻋمر وأﺒو ﻤوﺴﻰ ﻓﻲ روا�ﺔ أﺨرى ﻋنﻬﺎ ﻓﻲ ﺤدﯿث» :ﻻ ﺼﻼة �ﻌد اﻟﻌصر ﺤتﻰ ﺘﻐرب اﻟشمس«
) (4
اﻟ
– 5ﻤخﺎﻟﻔﺔ اﻟراوي ﻟمرو�ﻪ ،ﻷﻨﻪ ﻻ �خﺎﻟﻒ ﻤرو�ﻪ إﻻ وﻗد اطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺎدح اﺴتند ف�ﻪ ﻟدﻟیﻞ ،ﻤثﺎﻟﻪ ﻤﺎ روى
ﻣﻌ
) (5
ﺴﻌید ﺒن اﻟمسیب ﻋن ﻤﻌمر ﺒن ﻋبد ﷲ ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :ﻤن اﺤتكر ﻓﻬو ﺨﺎطﺊ«
ﮭد
ﻤﻌمر اﻟذي �ﺎن �حدث ﺒﻬذا اﻟحدﯿث �ﺎن �حتكر.
ا ﻓﻘیﻞ ﻟسﻌید :إﻨك ﺘحتكر ،ﻓﻘﺎل :إن
اﻟﺗ
– 6ﻀﻌﻒ اﻟسند اﻟذي اﺴتند إﻟ�ﻪ اﻟدﻟیﻞ� ،ﺎﻟمرو�ﺎت اﻟتﻲ ﻟم ﺘثبت ﺼحتﻬﺎ أو ﺴﻼﻤتﻬﺎ ﻤن دواﻋﻲ
رﺑو
اﻟطﻌن ﻓیﻬﺎ.
– 7ﻓسﺎد اﻟوﻀﻊ أو ﻓسﺎد اﻻﻋت�ﺎر ﻓﻬمﺎ ﻗﺎدﺤﺎن ﻓﻲ ﺠم�ﻊ اﻷدﻟﺔ ،وﻗد ﺘﻘدم اﻟﻘول ﻓیﻬمﺎ ﻓﻲ درس
ي اﻟ
اﻟق�ﺎس.
وط
اﻷﺴئﻠﺔ:
ﻧﻲ
-اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق وﺼح�ﺢ اﻟ�خﺎري ) (146/1وﻤسﻠم ﻋن أﺒﻲ ﺴﻌید اﻟخدري وﻋن ﻋمر أﻤﺎ ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة ﻓﻔﻲ اﻟموطﺄ وﻤسﻠم. 4
اﻻﺠتﻬﺎد
أوﻻ :ﺘﻌر�ﻔﻪ:
اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻤن اﻟجﻬد – �ﺎﻟضم واﻟﻔتﺢ – وﻫو اﺴتﻔراغ اﻟجﻬد ﻓﻲ ﺘحصیﻞ أﻤر ﻤن اﻷﻤور ،وﻻ
�ستﻌمﻞ إﻻ ﻓﻲ ﻤﺎ ف�ﻪ ﻤشﻘﺔ� ،ﻘﺎل اﺠتﻬد ﻓﻲ ﺤمﻞ اﻟصخرة وﻻ �ﻘﺎل اﺠتﻬد ﻓﻲ ﺤمﻞ اﻟﻘﻠم.
وﻓﻲ اﻻﺼطﻼح ﻫو ﺒذل اﻟﻔق�ﻪ ﺠﻬدﻩ ﻟتحصیﻞ ظن �حكم ﺸرﻋﻲ ﻤن أدﻟتﻪ اﻟتﻔصیﻠ�ﺔ .أو ﻫو :ﺒذل اﻟجﻬود
ﻓﻲ طﻠب اﻟمﻘصود ﻤن ﺠﻬﺔ اﻻﺴتدﻻل.
ﺜﺎﻨ�ﺎ :ﺤكمﻪ:
ﺠمﻬور اﻟﻌﻠمﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻻﺠتﻬﺎد ﻓرض ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟكﻔﺎ�ﺔ ،ﻓﺈذا اﺸتﻐﻞ �ﻪ واﺤد ﺴﻘط اﻟﻔرض ﻋن
اﻟجم�ﻊ ،و�ن ﻗصر ف�ﻪ أﻫﻞ ﻋصر ﻋصوا ﺒتر�ﻪ ﻟمﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻤن ﺘﻌطیﻞ اﻷﺤكﺎم .وﻗد �كون ﻓرض ﻋین،
اﻟ
ﻣﻌ
ﻛﺎﺠتﻬﺎد اﻟمجتﻬد ﻓﻲ ﺤق ﻨﻔسﻪ ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿنزل �ﻪ ،ﻷن اﻟمجتﻬد ﻻ �جوز ﻟﻪ ﺘﻘﻠید ﻏیرﻩ ،ﻻﺴ�مﺎ ﻓﻲ ﺤق ﻨﻔسﻪ أو
ﮭد
اﺠتﻬﺎدﻩ ﻓﻲ ﺤق ﻏیرﻩ إذا ﺘﻌین ﻋﻠ�ﻪ اﻟحكم ف�ﻪ� ،ﺄن ﻀﺎق اﻟوﻗت وﺨشﻲ ﻀ�ﺎع اﻟحق ،أو ﺘﻌطیﻞ اﻟحكم.
ﺜﺎﻟثﺎ :ﺤجیتﻪ:
اﻟﺗ
– 1ﻟﻘد دﻟت اﻟنصوص اﻟشرع�ﺔ ﻋﻠﻰ ﺤج�ﺔ اﻻﺠتﻬﺎد ،ووﻗوﻋﻪ ،وﻗبوﻟﻪ ،إن ﺘوﻓرت ﻓﻲ اﻟمجتﻬد اﻟشروط
رﺑو
ﻓمن ﻫذﻩ اﻟنصوص واﻷدﻟﺔ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻟو ردوﻩ إﻟﻰ اﻟرﺴول و�ﻟﻰ أوﻟﻲ اﻷﻤر ﻤنﻬم ﻟﻌﻠمﻪ اﻟذﯿن
) (1
ﻓﺎﻻﺴتن�ﺎط ﻫو اﻻﺴتخراج واﻻﺴتدﻻل اﻟذي ﯿنشﺄ ﻋﺎدة ﻋن اﻟ�حث واﻻﺠتﻬﺎد. �ستن�طوﻨﻪ ﻤنﻬم﴾
وط
اﻟمسﺎﺌﻞ إﻟﻰ اﻷدﻟﺔ اﻟواردة ﻤن ﷲ ورﺴوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،و�ﻟحﺎﻗﻬﺎ ﺒﻬﺎ ،و�ﻋطﺎؤﻫﺎ ﺤكمﻬﺎ.
– 2ﺜبت أن اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم اﺠتﻬد ﻓﻲ أﻤور ﻟم ﯿرد ﻓیﻬﺎ وﺤﻲ ،وﻤمﺎ ﻫو ﺼر�ﺢ ﻓﻲ اﺠتﻬﺎدﻩ
ﻋﻠ�ﻪ اﻟصﻼة واﻟسﻼم ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ�﴿ :ﺎ أﯿﻬﺎ اﻟنبیﺊ ﻟم ﺘحرم ﻤﺎ أﺤﻞ ﷲ ﻟك ﺘبتﻐﻲ ﻤرﻀﺎة أزواﺠك﴾) .(3
وﻤن اﺠتﻬﺎدﻩ ﻋﻠ�ﻪ اﻟصﻼة واﻟسﻼم :ﻨزوﻟﻪ ﻓﻲ ﺒدر دون ﻤﺎﺌﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟح�ﺎب ﺒن اﻟمنذر :ﻫﻞ ﺒوﺤﻲ أو
ﺒرأي؟ ﻓﻘﺎل» :ﺒرأي« ﻓﻘﺎل اﻟح�ﺎب :اﻟرأي أن ﻨمنﻌﻬم ﻤن اﻟمﺎء ﻷن ذﻟك ﻤن ﻤكیدة اﻟحرب وأﺴ�ﺎب اﻟنصر.
57
ﻋوﺘب ﻋﻠﻰ اﺴت�ﻘﺎء أﺴرى ) (1
وﻤن ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻤﺎ �ﺎن ﻟنبﻲ أن �كون ﻟﻪ أﺴرى ﺤتﻰ ﯿثخن ﻓﻲ اﻷرض﴾
ﺒدر �ﺎﻟﻔداء اﺠتﻬﺎدا ،ﻋمﻼ �ﻌموم اﻟﻌﻔو واﻟصﻔﺢ اﻟمﺄﻤور �ﻪ ﻗبﻞ ﻨزول آ�ﺎت اﻟﻘتﺎل ،وﺤمﻼ ﻵ�ﺎت اﻟﻘتﺎل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ
ﻗبﻞ اﻷﺴر ،وﻟحﺎﺠﺔ اﻟمسﻠمین إﻟﻰ اﻟمﺎل اﻟذي �ﻘو�ﻬم ،وﻋمﻼ �مﻘتضﻰ ﻤكﺎرم اﻷﺨﻼق ﻋن اﻟﻌﻔو ﻋند اﻟمﻘدرة.
وﻤنﻪ ﺤدﯿث» :ﻟوﻻ أن اﺸق ﻋﻠﻰ أﻤتﻲ ﻷﻤرﺘﻬم �ﺎﻟسواك ﻋند �ﻞ ﺼﻼة«) .(2
وﻤن ﺤكمﺔ اﺠتﻬﺎدﻩ ﻋﻠ�ﻪ اﻟسﻼم ﺘﻌﻠ�م اﻷﻤﺔ ،وﺘدر�بﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ اﻷﺤكﺎم ،واﺴتن�ﺎط اﻷﺤكﺎم اﻟتﻲ
ﺘنﺎﺴب �ﻞ زﻤﺎن وﻤكﺎن ،وﻋدم اﻟجمود ﻋﻠﻰ ظواﻫر اﻟنصوص ،ﻷن ذﻟك ﻋﺎﺌق ﻋن اﻟترﻗﻲ واﻟتطور ﻓﻲ أطوار
ﺘنﺎﺴب اﻟزﻤﺎن واﻟمكﺎن.
(3إﺠمﺎع اﻟصحﺎ�ﺔ ﻓمن �ﻌدﻫم ﻋﻠﻰ إﻋمﺎل اﻻﺠتﻬﺎد ﻋند ﻓﻘد اﻟنص ،ذﻟك أن ﻨصوص اﻟشر�ﻌﺔ
ﻤحصورة ،واﻟمسﺎﺌﻞ ﻤتجددة ﻏیر ﻤتنﺎه�ﺔ ،ﻓﺎﻗتضت ﺸموﻟ�ﺔ اﻟشر�ﻌﺔ إﻋمﺎل اﻻﺠتﻬﺎد.
ﻓﻘد �ﺎن اﻟصحﺎ�ﺔ رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬم �جتﻬدون ﻓﻲ زﻤنﻪ ﻋﻠ�ﻪ اﻟصﻼة واﻟسﻼم ،و�ﻘرﻫم ﻋﻠﻰ ﻤﺎ �ﺎن ﻤنﻪ
ﻤواﻓﻘﺎ ﻟﻠصواب وﺤكم اﻟشرع ،وﻤن ذﻟك اﺠتﻬﺎد �ﻌض اﻟصحﺎ�ﺔ ﻟمﺎ ﻗﺎل ﻋﻠ�ﻪ اﻟصﻼة واﻟسﻼم »ﻻ �صﻠین أﺤد
اﻟ
) (3
ﻓصﻠﻰ اﻟ�ﻌض ﻓﻲ اﻟطر�ق ﻤحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻗت ،و�ﻌضﻬم وﻗﻒ ﻤﻊ اﻷﻤر ﻓﻠم اﻟﻌصر إﻻ ﻓﻲ ﺒنﻲ ﻗر�ظﺔ«
ﻣﻌ
�صﻞ ﺤتﻰ وﺼﻞ ﻓﻌذر اﻟجم�ﻊ ،وﻟم �ﻌنﻒ أ�ﺎ ﻤن اﻟﻔر�ﻘین .وﻋن اﻻﺠتﻬﺎدﯿن ﺘﻔرع ﻤذﻫب أﻫﻞ اﻟق�ﺎس وأﻫﻞ
ﮭد اﻟظﺎﻫر.
وﻤن ذﻟك إﻗرار اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻟمﻌﺎذ ﺒن ﺠبﻞ ﻋندﻤﺎ ﺴﺄﻟﻪ ﻗﺎﺌﻼ» :ﻛ�ف ﺘﻘضﻲ إن ﻋرض ﻟك
اﻟﺗ
ﻗضﺎء؟ ﻗﺎل :أﻗضﻲ �كتﺎب ﷲ ،ﻗﺎل ﻓﺈن ﻟم ﺘجد؟ ﻗﺎل� :سنﺔ رﺴول ﷲ ،ﻗﺎل :ﻓﺈن ﻟم ﺘجد؟ ﻗﺎل :اﺠتﻬد رأﯿﻲ وﻻ
رﺑو
) (4
وﺜبت ﻓﻲ اﻟحدﯿث »إذا اﺠتﻬد آﻟوا .ﻓﻘﺎل» :اﻟحمد � اﻟذي وﻓق رﺴول رﺴول ﷲ ﻟمﺎ ﯿرﻀﻲ ﷲ ورﺴوﻟﻪ«
ي اﻟ
اﻟحﺎﻛم ﻓﺄﺼﺎب ﻓﻠﻪ أﺠران و�ن أﺨطﺄ ﻓﻠﻪ أﺠر واﺤد«) .(5
– 4ﻻ ﺨﻼف ﺒین اﻷﻤﺔ ﻓﻲ ﺠواز اﻻﺠتﻬﺎد �ﻌد وﻓﺎة رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،وأﻤﺎ اﺠتﻬﺎد ﻏیرﻩ
وط
ﻓﻲ زﻤﺎﻨﻪ ،ﻓﺈن �ﺎن ﻏﺎﺌ�ﺎ ﻋنﻪ ﺠﺎز ،و�ن �ﺎن ﻓﻲ ﺤضرﺘﻪ ﻓف�ﻪ ﺨﻼف:
ﻗیﻞ �جواز اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ زﻤنﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻤطﻠﻘﺎ ﺴواء �ﺎن �حضرﺘﻪ أم �ﺎن ﻏﺎﺌ�ﺎ ﻋنﻪ.
ﻧﻲ
-أﺨرﺠﻪ أﺒو داود ﻓﻲ اﻟسنن 3592واﻟترﻤذي 1332ﻋن أﻨﺎس ﻤن أﻫﻞ ﺤمص. 4
ﻓﺈن �ﺎﻨت اﻟواﻗﻌﺔ اﻟتﻲ ﯿارد ﻤﻌرﻓﺔ ﺤكمﻬﺎ ﻗد دل ﻋﻠﻰ اﻟحكم اﻟشرﻋﻲ ﻓیﻬﺎ دﻟیﻞ ﺼر�ﺢ ﻗطﻌﻲ اﻟورود
واﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻼ ﻤجﺎل ﻟﻼﺠتﻬﺎد ﻓیﻬﺎ ،واﻟواﺠب أن ﯿنﻔذ ﻓیﻬﺎ ﻤﺎ دل ﻋﻠ�ﻪ اﻟنص ،ﻷﻨﻪ ﻤﺎ دام ﻗطﻌﻲ اﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻠ�ست
دﻻﻟتﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻌنﺎﻩ واﺴتﻔﺎدة اﻟحكم ﻤنﻪ ﻤوﻀﻊ �حث واﺠتﻬﺎد .وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺂ�ﺎت اﻷﺤكﺎم اﻟمﻔسرة اﻟتﻲ ﺘدل ﻋﻠﻰ
اﻟمراد ﻤنﻬﺎ دﻻﻟﺔ واﻀحﺔ وﻻ ﺘحتمﻞ ﺘﺄو�ﻼ �جب ﺘطب�ﻘﻬﺎ ،وﻻ ﻤجﺎل ﻟﻼﺠتﻬﺎد ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺌﻊ اﻟتﻲ ﺘطبق ﻓیﻬﺎ .ﻓﻔﻲ
) (1
ﻓﻼ ﻤجﺎل ﻟﻼﺠتﻬﺎد ﻓﻲ ﻋدد اﻟجﻠدات ،و�ذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :اﻟ ازﻨ�ﺔ واﻟزاﻨﻲ ﻓﺎﺠﻠدوا �ﻞ واﺤد ﻤنﻬمﺎ ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻠدة﴾
ﻓﻲ �ﻞ ﻋﻘو�ﺔ أو �ﻔﺎرة ﻤﻘدرة.
) (2
�ﻌد أن ﻓسرت اﻟسنﺔ اﻟﻌمﻠ�ﺔ اﻟمراد ﻤن اﻟصﻼة أو وﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وأق�موا اﻟصﻼة وآﺘوا اﻟز�ﺎة﴾
اﻟ
اﻟز�ﺎة.
ﻣﻌ
ﮭد
أﻤﺎ إذا �ﺎﻨت اﻟواﻗﻌﺔ اﻟتﻲ ﯿراد ﻤﻌرﻓﺔ ﺤكمﻬﺎ ﻗد ورد ﻓیﻬﺎ ﻨص ظنﻲ اﻟورود واﻟدﻻﻟﺔ أو أﺤدﻫمﺎ ظنﻲ ﻓﻘط
ﻓﻔیﻬﺎ ﻤجﺎل ﻟﻼﺠتﻬﺎد ،ﻷن اﻟمجتﻬد ﻋﻠ�ﻪ أن ﯿ�حث ﻓﻲ اﻟدﻟیﻞ اﻟظنﻲ اﻟورود ﻤن ﺤیث ﺴندﻩ ،وطر�ق وﺼوﻟﻪ إﻟینﺎ
اﻟﺗ
رﺑو
ﻋن اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،ودرﺠﺔ رواﺘﻪ ﻤن اﻟﻌداﻟﺔ ،واﻟض�ط ،واﻟثﻘﺔ ،واﻟصدق ..ﻓﻲ ﻫذا �ختﻠﻒ ﺘﻘدﯿر
اﻟمجتﻬدﯿن ﻟﻠدﻟیﻞ ،ﻓمنﻬم ﻤن �طمئن إﻟﻰ رواﯿتﻪ و�ﺄﺨذ �ﻪ ،وﻤنﻬم ﻤن ﻻ �طمئن إﻟﻰ رواﯿتﻪ وﻻ �ﺄﺨذ �ﻪ ،وﻫذا
ي اﻟ
ﻓﺈذا أداﻩ اﺠتﻬﺎدﻩ ﻓﻲ ﺴند اﻟدﻟیﻞ إﻟﻰ اﻻطمئنﺎن ﻟرواﯿتﻪ وﺼدق رواﺘﻪ اﺠتﻬد ﻓﻲ ﻤﻌرﻓﺔ ﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠ�ﻪ اﻟدﻟیﻞ
ﻤن اﻷﺤكﺎم وﻤﺎ �طبق ف�ﻪ ﻤن اﻟوﻗﺎﺌﻊ ،ﻷن اﻟدﻟیﻞ ﻗد ﯿدل ظﺎﻫرﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﻌنﻰ ،وﻟكنﻪ ﻫو ﻟ�س اﻟمراد ،وﻗد �كون
ﻧﻲ
ﻋﺎﻤﺎ وﻗد �كون ﻤطﻠﻘﺎ ،وﻗد �كون ﻋﻠﻰ ﺼ�ﻐﺔ اﻷﻤر واﻟنﻬﻲ ،ﻓﺎﻟمجتﻬد �صﻞ �ﺎﺠتﻬﺎدﻩ إﻟﻰ ﻤﻌرﻓﺔ أن اﻟظﺎﻫر
ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرﻩ أو ﻫو ﻤؤول ،وأن اﻟﻌﺎم �ﺎق ﻋﻠﻰ ﻋموﻤﻪ أو ﻫو ﻤخصص ،و�ذﻟك اﻟمطﻠق ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﻪ أو ﻫو
ﻤﻘید ،واﻷﻤر ﻟﻺ�جﺎب أو ﻟﻐیرﻩ ،واﻟنﻬﻲ ﻟﻠتحر�م أو ﻟﻐیرﻩ ،وﻫﺎد�ﻪ ﻓﻲ اﺠتﻬﺎدﻩ ﻫو اﻟﻘواﻋد اﻷﺼوﻟ�ﺔ اﻟﻠﻐو�ﺔ،
وﻤﻘﺎﺼد اﻟشرع ،وﻤ�ﺎدﺌﻪ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،وﺴﺎﺌر ﻨصوﺼﻪ اﻟتﻲ ﺒینت أﺤكﺎﻤﻪ ،و�ﻬذا �صﻞ إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟنص �طبق ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ أوﻻ �طبق.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ اﺼطﻼح اﻷﺼوﻟیین
– 2ﻤتﻰ �كون اﻻﺠتﻬﺎد ﻓرض ﻋین ﻋﻠﻰ اﻟمجتﻬد؟
اﻟ
– 3ﻤﺎ اﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﺤج�ﺔ اﻻﺠتﻬﺎد؟
ﻣﻌ
– 4ﻤﺎ ﻤجﺎل اﻻﺠتﻬﺎد؟
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
60
اﻟدرس :14
أﻗسﺎم اﻻﺠتﻬﺎد
اﻻﺠتﻬﺎد ﻗد �كون ﻓرد�ﺎ إن ﺼدر ﻤن ﻤجتﻬد واﺤد ،وﻗد �كون ﺠمﺎع�ﺎ إن ﺼدر ﻤن ﻋدة ﻤجتﻬدﯿن ﻓﻲ
اﻟواﻗﻌﺔ اﻟمطﻠوب ﺤكمﻬﺎ.
وﻗد �كون اﻻﺠتﻬﺎد ﺨﺎﺼﺎ �ﺎﺴتن�ﺎط اﻷﺤكﺎم و��ﺎﻨﻬﺎ ،وﻫو اﻟخﺎص �طﺎﺌﻔﺔ اﻟﻌﻠمﺎء اﻟذﯿن اﺘجﻬوا إﻟﻰ ﺘﻌرف
أﺤكﺎم اﻟﻔروع اﻟﻌمﻠ�ﺔ ﻤن أدﻟتﻬﺎ اﻟتﻔصیﻠ�ﺔ.
وﻗد �كون اﻻﺠتﻬﺎد ﺨﺎﺼﺎ ﺒتطبیق اﻟﻌﻠﻞ اﻟمستن�طﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻌﺎل اﻟجزﺌ�ﺔ ،وﻫو وظ�ﻔﺔ ﻋﻠمﺎء اﻟتخر�ﺞ،
وﺴنز�د ﻫذﻩ اﻟمسﺄﻟﺔ ﺘوﻀ�حﺎ ﻋند اﻟكﻼم ﻋﻠﻰ أﻨواع اﻟمجتﻬدﯿن .
أﻤﺎ اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ ﺘطبیق اﻷﺤكﺎم اﻟشرع�ﺔ وﺘجسیدﻫﺎ ﻓﻲ ﺴﻠوك اﻟمسﻠم ﻋﻠﻰ أﻛمﻞ وﺠﻪ ،ﻓﻬو ﻤطﻠوب ﻤن
ﻛﻞ ﻤكﻠﻒ ﻓﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﻨﻔسﻪ.
اﻟ
ﻣﻌ
ﺘجزؤ اﻻﺠتﻬﺎد:
ﮭد اﺨتﻠﻒ اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ ﺘجزؤ اﻻﺠتﻬﺎد إﻟﻰ ﻤذﻫبین:
اﻟمذﻫب اﻷول :أن اﻻﺠتﻬﺎد ﻻ ﯿتجزأ ،ﻓﻼ ﯿتصور أن �كون اﻟﻌﺎﻟم ﻤجتﻬدا ﻓﻲ أﺤكﺎم اﻟب�ﻊ وﻏیر ﻤجتﻬد
اﻟﺗ
ﻓﻲ أﺤكﺎم اﻟطﻼق ،أو ﻤجتﻬد ﻓﻲ أﺤكﺎم اﻟع�ﺎدات ،وﻏیر ﻤجتﻬد ﻓﻲ أﺤكﺎم اﻟﻌﻘو�ﺎت ،ﻷن اﻻﺠتﻬﺎد أﻫﻠ�ﺔ وﻤﻠكﺔ
رﺑو
�ﻘتدر ﺒﻬﺎ اﻟمجتﻬد ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻟنصوص واﺴتثمﺎر اﻷﺤكﺎم اﻟشرع�ﺔ ﻤنﻬﺎ ،واﺴتن�ﺎط اﻟحكم ف�مﺎ ﻻ ﻨص ف�ﻪ ،ﻓمن
ي اﻟ
ﺘوﻓرت ف�ﻪ ﺸروط اﻻﺠتﻬﺎد ،وﺘكوﻨت ﻟﻪ ﺘﻠك اﻟمﻠكﺔ ﻻ ﯿتصور ﻟﻪ أن �ﻘتدر ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻤوﻀوع دون آﺨر.
وﻷن ﻋمﺎد اﻟمجتﻬد ﻓﻲ اﺠتﻬﺎدﻩ ﻓﻬم اﻟم�ﺎدئ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،وروح اﻟتشر�ﻊ اﻟتﻲ ﺒثﻬﺎ اﻟشﺎرع ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ أﺤكﺎﻤﻪ،
وط
و�نﻰ ﻋﻠیﻬﺎ ﺘشر�ﻌﻪ ،وﻫذﻩ اﻟروح اﻟتشر�ع�ﺔ واﻟم�ﺎدئ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻻ ﺘخص �ﺎ�ﺎ دون �ﺎب ﻤن أﺒواب اﻷﺤكﺎم ،وﻓﻬمﻬﺎ
ﺤق ﻓﻬمﻬﺎ ﻻ ﯿتم إﻻ �ﺄﻗصﻰ ﻤﺎ �ستطﺎع ﻤن اﺴتﻘراء اﻷﺤكﺎم اﻟشرع�ﺔ ،وﺤكمﻬﺎ ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻷﺒواب.
ﻧﻲ
وﻗد ﺘكون ﻋمدة اﻟمجتﻬد ﻓﻲ �ﻌض اﻷﺤكﺎم ﻤبدأ أو ﺘﻌﻠیﻼ ﺘﻘرر ﻓﻲ ﻨصوص أﺨرى ﻏیر ﻤتﻌﻠﻘﺔ ﺒتﻠك
اﻷﺤكﺎم ،ﻓﻼ �كون ﻤجتﻬدا إﻻ إذا �ﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺘﺎم �ﺄﺤكﺎم اﻟﻘرآن واﻟسنﺔ ﺤتﻰ �صﻞ ﻤن ﻤﻘﺎرﻨﺔ �ﻌضﻬﺎ ﺒ�ﻌض،
وﻤن ﻤ�ﺎدﺌﻬﺎ اﻟﻌﺎﻤﺔ إﻟﻰ اﻻﺴتن�ﺎط اﻟصح�ﺢ.
اﻟمذﻫب اﻟثﺎﻨﻲ :أﻨﻪ �جوز ﺘجزؤ اﻻﺠتﻬﺎد� ،ﺄن �حصﻞ ﻟ�ﻌض اﻟنﺎس ﻗوة اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ �ﻌض اﻷﺒواب دون
�ﻌض� ،ﺄن �ﻌﻠم أدﻟﺔ ذﻟك اﻟ�ﺎب �ﺎﺴتﻘراء ﻤنﻪ ،أو ﻤن ﻤجتﻬد �ﺎﻤﻞ ،و�نظر ﻓیﻬﺎ �ﺎﻟﻔراﺌض .وﻗد �ﺎن ز�د ﺒن
ﺜﺎﺒت ﻤشﻬو ار �ﺎﻟﻔراﺌض ،وﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمر �ﺎﻟمنﺎﺴك ،وﻋﻠﻰ ﺒن أﺒﻲ طﺎﻟب �ﺎﻟﻘضﺎء ،وﺘوﻗﻒ اﻷﺌمﺔ اﻷﻋﻼم ﻓﻲ
ﻛثیر ﻤن اﻟمسﺎﺌﻞ ،وﻗﺎﻟوا ﻻ ﻨدري.
ﻨﻘض اﻻﺠتﻬﺎد:
61
اﻻﺠتﻬﺎد ﻻ ﯿنﻘض �مثﻠﻪ ،ﻓﻠو اﺠتﻬد ﻤجتﻬد ﻓﻲ واﻗﻌﺔ وﺤكم ﻓیﻬﺎ �ﺎﻟحكم اﻟذي أداﻩ إﻟ�ﻪ اﺠتﻬﺎدﻩ ،ﺜم
ﻋرﻀت ﻋﻠ�ﻪ ﺼورة ﻤن ﻫذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﺄداﻩ اﺠتﻬﺎدﻩ إﻟﻰ ﺤكم آﺨر ﻓﺈﻨﻪ ﻻ �جوز ﻨﻘض ﺤكمﻪ اﻟسﺎﺒق� ،مﺎ ﻻ
�جوز ﻟمجتﻬد آﺨر ﺨﺎﻟﻔﻪ ﻓﻲ اﺠتﻬﺎدﻩ أن ﯿنﻘض ﺤكمﻪ ،ﻷن اﻻﺠتﻬﺎد اﻟثﺎﻨﻲ ﻟ�س �ﺄرﺠﺢ ﻤن اﻷول وﻷن ﻨﻘض
اﻻﺠتﻬﺎد �ﺎﻻﺠتﻬﺎد ﯿؤدي إﻟﻰ أن ﻻ �ستﻘر ﺤكم ،وأن ﻻ ﺘكون ﻟﻠشﻲء اﻟمحكوم �ﻪ ﻗوة .وﻓﻲ ﻫذا ﻤشﻘﺔ وﺤرج.
وﻗد ورد أن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ﻗضﻰ ﻓﻲ ﺤﺎدﺜﺔ �ﻘضﺎء ،ﺜم ﺘﻐیر اﺠتﻬﺎدﻩ ﻓﻠم ﯿنﻘض ﻤﺎ ﻗضﻰ �ﻪ
أوﻻ ،ﺒﻞ ﻗضﻰ ﻓﻲ ﻤثﻞ ﺘﻠك اﻟحﺎدﺜﺔ �ﺎﻟحكم اﻵﺨر اﻟذي أداﻩ إﻟ�ﻪ اﺠتﻬﺎدﻩ اﻟثﺎﻨﻲ وﻗﺎل :ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻗضینﺎ وﻫذا
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻨﻘضﻲ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟمﻌنﻰ ﯿن�ﻐﻲ أن �ﻔﻬم ﻗول ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ﻓﻲ ﻋﻬدﻩ ﻷﺒﻲ ﻤوﺴﻰ اﻷﺸﻌري ﺤین
وﻻﻩ اﻟﻘضﺎء »ﻻ �منﻌك ﻗضﺎء ﻗضیتﻪ اﻟیوم ﻓراﺠﻌت ف�ﻪ ﻨﻔسك ،وﻫدﯿت ف�ﻪ ﻟرﺸدك أن ﺘرﺠﻊ إﻟﻰ اﻟحق ،ﻓﺈن
ﻤراﺠﻌﺔ اﻟحق ﺨیر ﻤن اﻟتمﺎدي ﻓﻲ اﻟ�ﺎطﻞ«) .(1
ﻓﺈن ﺨﺎﻟﻒ اﻻﺠتﻬﺎد ﻨصﺎ ﻗﺎطﻌﺎ ،أو إﺠمﺎﻋﺎ ،أو ﻗﺎﻋدة ﻤن ﻗواﻋد اﻟشر�ﻌﺔ ،أو ق�ﺎﺴﺎ ﺠﻠ�ﺎ .ﻓﺈﻨﻪ ﯿنﻘض ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟحﺎﻻت.
اﻟ
ﻓمثﺎل ﻤخﺎﻟﻔﺔ اﻻﺠتﻬﺎد ﻟﻠنص ﻗول �ﻌضﻬم �ﻌدم ﺠواز ﻗرض اﻟحیوان) .(2
ﻣﻌ
وﻤثﺎل ﻤخﺎﻟﻔتﻪ ﻟﻺﺠمﺎع ﻗول اﺒن ﺤزم :إن اﻷخ �حجب اﻟجد .وﻤثﺎل ﻤخﺎﻟﻔتﻪ ﻟﻠﻘﺎﻋدة أن �حكم ﻟﻸم �ﺎﻟثﻠث
ﮭد
ﻓﻲ ﻤوت اﻟبنت ﻋن زوج وأﺒو�ن ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة أن �ﻞ رﺠﻞ وأﻨثﻰ ﯿدﻟ�ﺎن �جﻬﺔ واﺤدة ﻓﻠﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثیین ،ﻓﻠو
أﺨذ اﻟزوج ﻓرﻀﻪ وﻫو ﻫنﺎ اﻟنصﻒ وأﺨذت اﻷم اﻟثﻠث ﻟكﺎن ﻟﻬﺎ ﻤثﻞ ﺤظ اﻷب ﻤرﺘین.
اﻟﺗ
وﻤثﺎل ﻤخﺎﻟﻔﺔ اﻟق�ﺎس اﻟحكم �شﻬﺎدة اﻟكﺎﻓر ،ﻓﺈﻨﻬﺎ �ﺎطﻠﺔ �ق�ﺎس اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺸﻬﺎدة اﻟﻔﺎﺴق.
رﺑو
ﻟﻘد ورد اﻟتحذﯿر ﻤن زﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ �ﻌض اﻟحدﯿث ﻋن اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻘد روي أﻨﻪ ﻗﺎل» :إﻨﻲ
أﺨﺎف ﻋﻠﻰ أﻤتﻲ ﻤن ﺜﻼث :ﻤن زﻟﺔ ﻋﺎﻟم ،وﻤن ﻫوى ﻤت�ﻊ ،وﻤن ﺤكم ﺠﺎﺌر«) .(3
وط
وﻗﺎل ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ :ﺜﻼث ﯿﻬدﻤن اﻟدﯿن :زﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟم ،وﺠدال ﻤنﺎﻓق �ﺎﻟﻘرآن وأﺌمﺔ
ﻧﻲ
ﻤضﻠون) .(4
و�ﺎن ﻤﻌﺎذ ﺒن ﺠبﻞ ﻓﻲ ﺨطبتﻪ �ثی ار ﻤﺎ �ﻘول :و��ﺎﻛم وز�ﻐﺔ اﻟحك�م ،ﻓﺈن اﻟش�طﺎن ﻗد ﯿتكﻠم ﻋﻠﻰ ﻟسﺎن
اﻟحك�م �كﻠمﺔ اﻟضﻼﻟﺔ وﻗد �ﻘول اﻟمنﺎﻓق اﻟحق ،ﻓتﻠﻘوا اﻟحق ﻋمن ﺠﺎء �ﻪ ،ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻟحق ﻨورا .ﻗﺎﻟوا و��ف ز�ﻐﺔ
- 2ﻗد ﺼﺢ ﻋن اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أﻨﻪ اﺴتﻠﻒ �ك ار ورد ر�ﺎع�ﺎ ،وﻗﺎل" :إن ﻤن ﺨیر اﻟنﺎس أﺤسنﻬم ﻗضﺎء" /إﻛمﺎل اﻹﻛمﺎل
) (291/4وﻨیﻞ اﻷوطﺎر ) (347/5ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة أﻤﺎ ﻋن أﺒﻲ ﻗتﺎدة ﻓﻔﻲ اﻟموطﺄ وﻤسﻠم واﻷر�ﻌﺔ.
-أﺨرﺠﻪ اﻟبزار ﻓﻲ ﻤسندﻩ ) (314/8ﻋن ﻋمرو ﺒن ﻋوف. 3
اﻟ
اﻟﻔﻘﻪ ﻋنﻪ) .(4
ﻣﻌ
ﮭد اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ أﻗسﺎم اﻻﺠتﻬﺎد؟
اﻟﺗ
رﺑو
63
اﻟدرس :15
اﻟ
ﻣﻌ
ﺤكم اﻟواﻗﻌﺔ.
ﮭد
ﻛمﺎ �جب ﻋﻠ�ﻪ أن �كون ﻋﺎﻟمﺎ ﻋﻠمﺎ إﺠمﺎﻟ�ﺎ �مﺎ ﻋدا ذﻟك ﻤمﺎ اﺸتمﻞ ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻘرآن اﻟكر�م ﻷن اﻟﻘرآن ﻏیر
اﻟﺗ
) (2
ﻋﻠﻰ أن ﻤنﻔصﻞ �ﻌضﻪ ﻋن �ﻌض ،وﻟذﻟك اﺤتﺞ اﻟشﺎﻓﻌﻲ �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻤﺎ ﯿن�ﻐﻲ ﻟﻠرﺤمن أن ﯿتخذ وﻟدا﴾
رﺑو
وﺠمﻬور اﻟﻌﻠمﺎء ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻻ �شترط ﻓﻲ اﻟمجتﻬد ﺤﻔظ ﺠم�ﻊ اﻟﻘرآن ،و�ﻨمﺎ اﻟمطﻠوب إﻟمﺎﻤﻪ �ﺂ�ﺎت اﻷﺤكﺎم
وط
- 1ذ�ر اﺒن اﻟﻌر�ﻲ ،واﻟﻔخر اﻟرازي واﻟﻐزاﻟﻲ أن آ�ﺎت اﻷﺤكﺎم ﻨحو 500آ�ﺔ .وذ�ر �ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء أﻨﻬﺎ ﻻ ﺘنحصر ﻓﻲ ذﻟك .اﻨظر
إرﺸﺎد اﻟﻔحول ص ،250واﻟمستصﻔﻰ ) (101/2واﻟمحصول ).(33/3/2
- 2اﻵ�ﺔ 93ﻤن ﺴورة ﻤر�م
-اﻵ�ﺔ 11ﻤن ﺴورة اﻟتحر�م. 3
-وﺨﺎﻟﻒ اﺒن ﺠزي رأي اﻟجمﻬور ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمسﺄﻟﺔ ،وﻗﺎل :ﻫذا ﺨطﺄ ﻤن وﺠﻬین :أﺤدﻫمﺎ أن اﻷﺤكﺎم ﻗد ﺘخرج ﻤن ﻏیر اﻵ�ﺎت 4
اﻟمﻌﻠوﻤﺔ ﻓیﻬﺎ ،ف�ضطر إﻟﻰ ﺤﻔظ اﻟجم�ﻊ ،واﻵﺨر أن ﻤن زﻫد ﻓﻲ ﺤﻔظ �تﺎب ﷲ ﻻ ﯿن�ﻐﻲ أن �كون إﻤﺎﻤﺎ ﻓﻲ دﯿن ﷲ�� ،ف
وﻗد ﻗﺎل رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :ﻛتﺎب ﷲ ﻫو ﺤبﻞ ﷲ اﻟمتین ،وﺼراطﻪ اﻟمستق�م ف�ﻪ ﺨبر ﻤن ﻗبﻠكم ،وﻨ�ﺄ ﻤﺎ
�ﻌد�م ،وﺤكم ﻤﺎ ﺒینكم ﻤن ﺘر�ﻪ ﻤن ﺠ�ﺎر ﻗصمﻪ ﷲ ،وﻤن اﺒتﻐﻰ اﻟﻬدى ﻤن ﻏیرﻩ أﻀﻠﻪ ﷲ« أﺨرﺠﻪ اﻟترﻤذي ﻓﻲ ﺴننﻪ ﻋن
اﻟحﺎرث ﻋن ﻋﻠﻲ ﻓﻲ أﺒواب ﻓضﺎﺌﻞ اﻟﻘرآن .وﺤس�ك ﻫذا اﻟوﻋید ﻟمن ﺘر�ﻪ ،واﺒتﻐﻰ اﻟﻬدى ﻤن ﻏیرﻩ/ﺘﻘر�ب اﻟوﺼول إﻟﻰ ﻋﻠم
اﻷﺼول ). (43/3
64
) (1
�ﺈﺤدى اﻟروا�ﺎت اﻟس�ﻊ إﻻ أن اﻹﻤﺎم اﻟشﺎﻓﻌﻲ �شترط ﻓﻲ اﻟمجتﻬد ﺤﻔظ ﺠم�ﻊ اﻟﻘرآن وﺘجو�دﻩ
) (2
. اﻟمﻌروﻓﺔ
وﺜﺎﻨیﻬﺎ اﻟﻌﻠم �حدﯿث رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،وأﺤﺎدﯿث أﺼحﺎ�ﻪ ،وﻤﻌرﻓﺔ أﺴﺎﻨیدﻫﺎ ،وﻤﻌرﻓﺔ اﻟرﺠﺎل
اﻟنﺎﻗﻠین ﻟﻬﺎ� ،حیث �كون ذﻟك ﻤستحض ار ﻓﻲ ذﻫنﻪ ،ﻤتمكنﺎ ﻤن اﻟرﺠوع إﻟ�ﻪ ﻓﻲ ﻤظﺎﻨﻪ واﺴتخراﺠﻪ ﻤنﻬﺎ �ﺎﻟ�حث
ﻋند اﻟحﺎﺠﺔ ،وأن �كون ﻤمی از ﺒین اﻟصح�ﺢ ﻤنﻬﺎ واﻟحسن ،واﻟضع�ف �مﻌرﻓتﻪ ﺤﺎل رﺠﺎل اﻹﺴنﺎد ،ﺤتﻰ �حكم
�ﺄن اﻟحدﯿث ﺼح�ﺢ ،أو ﺤسن ،أو ﻀع�ف ،وﻻ �شترط أن �كون ﺤﺎﻓظﺎ ﻟجم�ﻊ ذﻟك ،وﻟكن ﻤستحض ار ﻟﻪ ﺒواﺴطﺔ
إﻟمﺎﻤﻪ �مﺎ اﺸتمﻠت ﻋﻠ�ﻪ اﻟمسﺎﻨید واﻟمستخرﺠﺎت ،واﻟكتب اﻟتﻲ اﻟتزم ﻤصنﻔوﻫﺎ اﻟصحﺔ ،وﻤﺎ �تب ﻓﻲ اﻟجرح
واﻟتﻌدﯿﻞ ،واﺼطﻼﺤﺎت اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ ذﻟك ،ﻓمنﻬم ﻤن �ستﻌمﻞ أﻟﻔﺎظﺎ ﻻ ﺘكون ﺠرﺤﺎ ﻋند ﻏیرﻩ ،وﻤنﻬم ﻤتسﺎﻫﻞ ﻓﻲ
اﻟتصح�ﺢ ،واﻟتوﺜیق ،واﻟتﻌدﯿﻞ ،وﻤنﻬم ﻤتشدد ﻓﻲ ذﻟك ،ﻓﻼﺒد ﻤن اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺠم�ﻊ ذﻟك ،و�دﺨﻞ ﻓﻲ ذﻟك
ﺸروط اﻟمتواﺘر ،واﻵﺤﺎد ،وﺤﺎل اﻟرواة ﺤتﻰ �ﻘدم اﻷﻗوى ﻋﻠﻰ اﻟﻘوي ،واﻟﻘوي ﻋﻠﻰ اﻟضع�ف ،واﻷوﺜق ﻋﻠﻰ اﻟثﻘﺔ،
اﻟ
واﻟثﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻏیر اﻟثﻘﺔ ،واﻷﺤﻔظ ﻋﻠﻰ اﻟحﺎﻓظ ،واﻷﻓﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻏیرﻩ ،وﻟكن ﻻﺒد أن ﯿدرس اﻟسنﺔ �شكﻞ ﻋﺎم ،وأن
ﻣﻌ
ﯿدرس أﺤﺎدﯿث اﻷﺤكﺎم دراﺴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻋم�ﻘﺔ �حیث �ﻌرف ﻨﺎﺴخﻬﺎ وﻤنسوﺨﻬﺎ إﻟﻰ آﺨر ﻤﺎ ﺘﻘتض�ﻪ ﻤﻌرﻓﺔ
ﮭد أﺤكﺎﻤﻬﺎ.
اﻟﺗ
وﻤن اﻟمﻌﻠوم أن اﻷﺌمﺔ اﻟمحدﺜین رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬم وﺠزاﻫم ﺨی ار ﻗد ﻗﺎﻤوا ﺒوظ�ﻔﺔ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟنﺎﻗﻠین ،وﺘجر�حﻬم
رﺑو
وﺘﻌدﯿﻠﻬم ،وﺘمییز اﻟحدﯿث اﻟصح�ﺢ ﻤن ﻏیرﻩ ،وﺘدو�نﻪ ﻓﻲ ﺘصﺎﻨ�ﻔﻬم ﺤتﻰ �ﻔوا ﻤن �ﻌدﻫم ﻤؤوﻨﺔ ﻤﻌرﻓﺔ اﻷﺴﺎﻨید
ي اﻟ
واﻟرﺠﺎل.
وط
وﻤن ﻫؤﻻء اﻹﻤﺎم ﻤﺎﻟك ،واﻟشﺎﻓﻌﻲ ،وأﺤمد ،واﻟ�خﺎري ،وﻤسﻠم ،وأﺒو داود ،واﻟدارﻗطنﻲ ،واﻟترﻤذي،
واﻟحﺎﻛم ..وﻏیرﻫم ﻤن أﻋﻼم اﻟسنﺔ.
ﻧﻲ
وﺜﺎﻟثﻬﺎ :اﻟمﻌرﻓﺔ �ﺎﻟﻔﻘﻪ ،وﻤذاﻫب اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ اﻷﺤكﺎم اﻟشرع�ﺔ ﻟ�ﻘتدي ﻓﻲ ﻤذاه�ﻪ �ﺎﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ،
وﻟ�ختﺎر ﻤن أﻗواﻟﻬم ﻤﺎ ﻫو أﺼﺢ وأرﺠﺢ ،وﻟئﻼ �خرج ﻋن أﻗواﻟﻬم �ﺎﻟكﻠ�ﺔ ف�خرق اﻹﺠمﺎع .ﻗﺎل اﻟشﺎﻓﻌﻲ رﺤمﻪ
ﷲ» :وﻻ �كون ﻷﺤد أن �ق�س ﺤتﻰ �كون ﻋﺎﻟمﺎ �مﺎ ﻤضﻰ ﻗبﻠﻪ ﻤن اﻟسنن وأﻗﺎو�ﻞ اﻟسﻠﻒ ،و�ﺠمﺎع اﻟنﺎس،
واﺨتﻼﻓﻬم ،وﻟسﺎن اﻟﻌرب ،وﻻ �متنﻊ ﻤن اﻻﺴتمﺎع ﻟمن ﺨﺎﻟﻔﻪ ،ﻷﻨﻪ ﻗد ﯿتن�ﻪ �ﺎﻻﺴتمﺎع ﻟترك اﻟﻐﻔﻠﺔ ،و�زداد �ﻪ
ﺘثبیتﺎ ف�مﺎ اﻋتﻘد ﻤن اﻟصواب ،وﻋﻠ�ﻪ ﻓﻲ ذﻟك ﺒﻠوغ ﻏﺎ�ﺔ ﺠﻬدﻩ واﻹﻨصﺎف ﻤن ﻨﻔسﻪ ،ﺤتﻰ �ﻌرف ﻤن أﯿن ﻗﺎل ﻤﺎ
-اﺸتراط ﺤﻔظ اﻟﻘرآن وﺘجو�دﻩ ﯿروى ﻋن اﻹﻤﺎم اﻟشﺎﻓﻌﻲ/اﻟرﺴﺎﻟﺔ ). (510 1
-وﻫﻲ ﻗراءة ﻨﺎﻓﻊ ،وﻗراءة اﺒن �ثیر ،وﻗراءة اﺒن ﻋﺎﻤر ،وﻗراءة أﺒﻲ ﻋمرو اﻟ�صري ،وﻗراءة ﻋﺎﺼم ،وﻗراءة ﺤمزة ،وﻗراءة اﻟكسﺎﺌﻲ. 2
65
�ﻘول ،وﺘرك ﻤﺎ ﯿترك ،وﻻ �كون �مﺎ ﻗﺎل أﻋنﻰ ﻤنﻪ �مﺎ ﺨﺎﻟﻔﻪ ﺤتﻰ �ﻌرف ﻓضﻞ ﻤﺎ �صیر إﻟ�ﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿترك إن
ﺸﺎء ﷲ«) .(1
وﻗد �ﺎن ﻤﺎﻟك -ﻋﻠﻰ ﺠﻼﻟتﻪ – �ﻘتدي �من ﺘﻘدﻤﻪ ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء ،و�ت�ﻊ ﻤذاﻫبﻬم ،و�دل ﻟذﻟك ﻤﺎ ﯿذ�رﻩ ﻤﺎﻟك
رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ اﻟموطﺈ �ثیرا ،ﻤثﻞ ﻗوﻟﻪ :اﻷﻤر اﻟذي ﻟم ﯿزل ﻋﻠ�ﻪ أﻫﻞ اﻟﻌﻠم ﺒبﻠدﻨﺎ أﻨﻪ �كرﻩ ﺸرب اﻟتمر واﻟز�یب
ﺠمﻌﺎ ..وﻗوﻟﻪ :رأى أﻫﻞ اﻟﻔﻘﻪ ﻋندﻨﺎ ﻻ ﺘﻌﻘﻞ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ أﺤدا أﺼﺎب ﻨﻔسﻪ ﻋمدا أو ﺨطﺄ ..وﻗوﻟﻪ :أدر�ت ﻤن
أرﻀﻰ ﻤن أﻫﻞ اﻟﻌﻠم �ﻘوﻟون ﻓﻲ اﻟرﺠﻞ إذا أوﺼﻰ أن �ﻌﻔﻰ ﻋن ﻗﺎﺘﻠﻪ إذا ﻗتﻞ ﻋمدا إﻨﻪ ﺠﺎﺌز ﻟﻪ ،و�ﻨﻪ أوﻟﻰ ﺒدﻤﻪ
) (2
ﻤن أوﻟ�ﺎﺌﻪ ،إﻟﻰ ﻏیر ذﻟك ﻤمﺎ ﻫو ﻤوﺠود ﻓﻲ اﻟموطﺈ
را�ﻌﺎ :اﻟمﻌرﻓﺔ �ﺄﺼول اﻟﻔﻘﻪ ،ﻟ�ﻌﻠم ��ف�ﺔ اﻻﺴتن�ﺎط �ﺈدراك ﻤﻘﺎﺼد اﻟشرع وأﻨواع اﻟدﻻﻻت ،وأوﺠﻪ اﻟق�ﺎس،
وأﻨواﻋﻪ ،وطرق اﻻﺴتدﻻل ،وﻤواﻗﻊ اﻹﺠمﺎﻋﺎت ﻟیﻼ �جتﻬد ﻓﻲ ﻤجمﻊ ﻋﻠ�ﻪ ،أو �خﺎﻟﻔﻪ .و�كون ﺨبی ار ﺒوﻗﺎﺌﻊ
اﻟ
أﺤوال اﻟنﺎس وﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻬم ﺤتﻰ �ﻌرف ﻤﺎ ﺘتحﻘق ف�ﻪ ﻋﻠﺔ اﻟحكم ﻤن اﻟوﻗﺎﺌﻊ اﻟتﻲ ﻻ ﻨص ﻓیﻬﺎ ،و�كون ﺨبی ار
ﻣﻌ
�مصﺎﻟﺢ اﻟنﺎس وﻋرﻓﻬم ،وﻤﺎ �كون ذر�ﻌﺔ ﻟﻠخیر واﻟشر ﻓیﻬم.
ﮭد
ﺨﺎﻤسﺎ :اﻟﻌﻠم �مﺎ �حتﺎج إﻟ�ﻪ ﻤن ﻋﻠوم ﻟسﺎن اﻟﻌرب ،ﻤن ﺤیث اﻟﻠﻐﺔ ،واﻟنحو ،واﻟصرف واﻟمﻌﺎﻨﻲ ،واﻟب�ﺎن،
اﻟﺗ
وﻤﺎ ﯿتﻌﻠق ﺒذﻟك إﻓرادا وﺘر�ی�ﺎ ،ﺤتﻰ �كون ﻋﺎﻟمﺎ �مﺎ �مكنﻪ ﻤن ﻓﻬم اﻟخطﺎب ،وﻋﺎدات اﻟﻌرب ﻓﻲ اﺴتخدام
رﺑو
اﻷﻟﻔﺎظ واﻷﺴﺎﻟیب ،و�میز �ﻪ ﺒین ﺼر�ﺢ اﻟكﻼم وظﺎﻫرﻩ ،وﻤجمﻠﻪ ،وﻤبینﻪ ،وﻋﺎﻤﻪ وﺨﺎﺼﻪ ،وﺤق�ﻘتﻪ وﻤجﺎزﻩ
ي اﻟ
وﻤطﻠﻘﻪ وﻤﻘیدﻩ ،وﻨصﻪ وﻓحواﻩ ،وﻟحنﻪ وﻤﻔﻬوﻤﻪ .وﻻ �شترط ﺤﻔظ ذﻟك �ﻠﻪ ،وﻻ أن �كون ﻤت�ح ار ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻤثﻞ
اﻟخﻠیﻞ ،وﺴیبو�ﻪ ،وأﻤثﺎﻟﻬمﺎ ،ﺒﻞ �كف�ﻪ اﻟﻌﻠم �ﺎﻟﻐﺎﻟب اﻟمستﻌمﻞ� ،ﺎﻟﻔﺎﻋﻞ واﻟمﻔﻌول ،وأﻨواع اﻹﻋراب ،وأﺼول
وط
اﻟكﻠمﺎت واﻟجمﻊ ،واﻟﻌطﻒ ،واﻟوﺼﻞ واﻟﻔصﻞ ،و�رﺠﻊ ﻓﻲ ذﻟك �ﻠﻪ إﻟﻰ ﻤظﺎﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻤﺎ ﺘﻘدم ف�مﺎ ﯿتﻌﻠق
�مﻌرﻓتﻪ ﻟﻠكتﺎب واﻟسنﺔ ،وﻋﻠوﻤﻬمﺎ ،ﻤن ﻋدم اﺸتراط ﺤﻔظ �ﻞ ذﻟك .واﺸتراط اﻟﻌﻠم �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر��ﺔ ﻷن أول وﺠﻬﺔ
ﻧﻲ
ﻟﻠمجتﻬد ﻫﻲ اﻟنصوص ﻤن اﻟﻘرآن واﻟسنﺔ ،وﻓﻬمﻬمﺎ �مﺎ �ﻔﻬمﻬمﺎ اﻟﻌر�ﻲ اﻟذي وردت ﻫذﻩ اﻟنصوص ﺒﻠﻐتﻪ.
وﺘطبیق اﻟﻘواﻋد اﻷﺼوﻟ�ﺔ اﻟﻠﻐو�ﺔ ﻓﻲ اﺴتﻔﺎدة اﻟمﻌﺎﻨﻲ ﻤن اﻟع�ﺎرات واﻟمﻔردات.
ﺴﺎدﺴﺎ :ﺼحﺔ اﻟﻔﻬم وﺤسن اﻟتﻘدﯿر� ،حیث �كون ﻟﻠمجتﻬد ﻤﻠكﺔ �ستط�ﻊ أن ﯿتصرف ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟجمﻊ
واﻟتﻔر�ق ،واﻟترﺘیب ،واﻟتصح�ﺢ ،واﺴتخراج اﻷﺤكﺎم ﻋموﻤﺎ ﻤن أدﻟتﻬﺎ.
66
وﻻ �شترط ﻋﻠم اﻟكﻼم ،وﻻ ﺘﻔﺎر�ﻊ اﻟﻔﻘﻪ ،وﻻ اﻟذ�ورة واﻟحر�ﺔ ،و�ذا اﻟﻌداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺼﺢ ،و�ﻨمﺎ ﺘشترط
اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﻗبول اﻟﻘول ﻻ ﻓﻲ أﺼﻞ اﻻﺠتﻬﺎد.
وﻫذﻩ اﻟشروط إﻨمﺎ ﺘشترط ﻓﻲ اﻟمجتﻬد اﻟمطﻠق.
أﻨواع اﻟمجتﻬدﯿن:
ﯿنﻘسم اﻟمجتﻬدون اﻨطﻼﻗﺎ ﻤن ﻤستو�ﺎﺘﻬم اﻟﻌﻠم�ﺔ ،وﻗدراﺘﻬم ﻓﻲ اﺴتن�ﺎط اﻷﺤكﺎم إﻟﻰ:
– 1ﻤجتﻬد ﻤطﻠق ،وﻫو اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﺴتخراج اﻷﺤكﺎم واﺴتن�ﺎطﻬﺎ ﻤن اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ ،وﻫو ﻤن اﺴتخﻠص
ﻟنﻔسﻪ ﻤنﻬجﺎ ﻓﻲ اﻻﺴتن�ﺎط واﻟ�حث ﻋن اﻷﺤكﺎم ،وﺠﻌﻞ ﻤن ﺨﻼل ذﻟك اﻟمنﻬﺞ ﻗواﻋد وأﺼوﻻ ﯿت�ﻌﻬﺎ
أﺜنﺎء اﺴتن�ﺎطﻪ واﺴتخراﺠﻪ ﻟﻸﺤكﺎم ،ﻤثﻞ اﻷﺌمﺔ اﻷر�ﻌﺔ ،واﻟﻠیث واﻷوزاﻋﻲ ،واﻟثوري ،و�ثیر�ن
ﻏیرﻫم .وﻻ �جوز ﻟﻠمجتﻬد اﻟمطﻠق أن �ﻘﻠد ﻏیرﻩ.
– 2ﻤجتﻬد اﻟمذﻫب ،وﻫو ﻤن أﺤﺎط �ﺄﺼول وﻗواﻋد ﻤذه�ﻪ .وﺤظﻪ ﺘخر�ﺞ ﻤﺎ ﻟ�س ف�ﻪ ﻨص ﻋن إﻤﺎﻤﻪ
اﻟ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ف�ﻪ ﻨص ﻋنﻪ ،ﺴواء �ﺎن ذﻟك اﻟتخر�ﺞ ق�ﺎﺴﺎ ﺒذات اﻟﻌﻠﺔ ،أو ﺠمﻌﺎ ﺒنﻔﻲ اﻟﻔﺎرق.
ﻣﻌ
وﻫذا اﻟنوع ﻤن اﻟمجتﻬدﯿن ﻗر�ب ﻤن اﻟﻔر�ق اﻷول� ،ﺎﺒن اﻟﻘﺎﺴم ،وأﺸﻬب ،ﻓﻲ اﻟمذﻫب اﻟمﺎﻟكﻲ،
ﮭد
واﻟبو�طﻲ ،واﻟمزﻨﻰ ،ﻓﻲ اﻟمذﻫب اﻟشﺎﻓﻌﻲ ،وأﺒﻲ ﯿوﺴﻒ� ،ﻤحمد ﺒن اﻟحسن ﻓﻲ اﻟمذﻫب اﻟحنﻔﻲ.
– 3ﻤجتﻬد اﻟترﺠ�ﺢ ،وﻫو ﻤن اﺴت�حر ﻓﻲ أﺼول اﻟمذﻫب وﻗواﻋدﻩ ،وﻋرف ﻤﻘﺎﺼد إﻤﺎﻤﻪ وﻟم ﯿبﻠﻎ درﺠﺔ
اﻟﺗ
اﻹﺤﺎطﺔ .وﺤظﻪ اﻟترﺠ�ﺢ ﺒین اﻷﻗوال واﻷوﺠﻪ دون إﺤداث رأي ﻤستﻘﻞ.
رﺑو
– 4اﻟمت�صر ،وﻫو ﻤن ﺘ�حر ﻓﻲ ﻨﻘﻞ ﻨصوص ﻤذه�ﻪ ،وﻓﻬم واﻀحﺎﺘﻬﺎ وﻤشكﻼﺘﻬﺎ ،وﻟكن ﻟم ﯿتمكن ﻓﻲ
ي اﻟ
ﺘﻘر�ر أدﻟتﻪ ،وﺘحر�ر أق�ستﻪ .ﻓﻬذا �جوز ﻟﻪ أن �ﻔتﻲ �مﺎ ﻨﻘﻞ ﻤستوﻓﻰ ،و�مﺎ أدرك ف�ﻪ ﻋدم اﻟﻔﺎرق –
دون �بیر ﻓكر – و�مﺎ ﯿندرج ﺘحت ﻗﺎﻋدة ﻤن ﻗواﻋد ﻤذه�ﻪ ،أو أﺼﻞ ﻤن أﺼوﻟﻪ.
وط
اﻷﺴئﻠﺔ:
ﻧﻲ
67
اﻟدرس :16
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟش�طﺎن.
– 2ﻤنﻊ ﻓر�ق ﻤن اﻟﻌرب اﻟز�ﺎة ﻓﺄراد أﺒو �كر ﻗتﺎﻟﻬم ،وﺨﺎﻟﻔﻪ ﻋمر ﻓﺎﺴتدل أﺒو �كر �ق�ﺎﺴﻬم ﻋﻠﻰ ﻤن
ﮭد اﻤتنﻊ ﻤن اﻟصﻼة .ﻓزال اﻟخﻼف وﻗﺎﺘﻠﻬم وﺠمﻊ اﻟكﻠمﺔ) .(2
اﻟﺗ
– 3وﻤن اﺠتﻬﺎدﻩ اﻟسدﯿد ﻟمﺎ ﺤضرﺘﻪ اﻟوﻓﺎة أوﺼﻰ �ﺎﻟخﻼﻓﺔ ﻟﻌمر ،وذﻟك ﻟرأ�ﻪ أﻨﻪ ﺼﺎﺤب اﻟحﻞ واﻟﻌﻘد
رﺑو
ﻓﻠﻪ أن ﯿوﻟﻲ ﻤن ظﻬرت ﻟﻪ أﻫﻠیتﻪ ،ﻓﻘﺎس ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺘوﻟ�ﺔ أﻫﻞ اﻟحﻞ واﻟﻌﻘد ﻟﻪ ﻫو ﻨﻔسﻪ.
– 4ﺘور�ثﻪ اﻟجد اﻟصح�ﺢ ،وﺤجب اﻹﺨوة �ﻪ ،وﻫو رأي اﺒن ع�ﺎس ،واﺒن ﻋمر ،ﺒینمﺎ ﯿرى ﻋﻠﻲ واﺒن
ي اﻟ
ﻤسﻌود ،وز�د ﺒن ﺜﺎﺒت أن اﻟجد ﻻ �حجب اﻹﺨوة اﻷﺸﻘﺎء ،أو ﻷب ،ﺒﻞ �شترك ﻤﻌﻬم ﻓﻲ اﻟمیراث.
وﻗد ﻨزﻟت �ﺄﺒﻲ �كر ﻨﺎزﻟﺔ اﻟجدة اﻟتﻲ ﺠﺎءت ﺘسﺄل ﻤیراﺜﻬﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ :ﻻ أﺠد ﻟك ﻓﻲ �تﺎب ﷲ ﺸیئﺎ ،وﻟكن
وط
ﺴﺄﺴﺄل اﻟنﺎس ،ﻓخرج وﺴﺄل اﻟصحﺎ�ﺔ :أ�كم ﺴمﻊ ﻤن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﺸیئﺎ ﻓﻲ اﻟجدة؟ ﻓﻘﺎل
ﻧﻲ
اﻟمﻐیرة ﺒن ﺸع�ﺔ :ﻨﻌم ،أﻋطﺎﻫﺎ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم اﻟسدس .ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :أ�ﻌﻠم ذﻟك ﻏیرك؟ ﻓﻘﺎل :ﻤحمد
ﺒن ﻤسﻠمﺔ ﺼدق .ﻓﺄﻋطﺎﻫﺎ اﻟسدس) .(3
68
�ﻘول ﻓﻲ ﺒ�ﺎن ﻤن �ﺄﺨذ اﻟﻔﻲء﴿ :ﻟﻠﻔﻘراء اﻟمﻬﺎﺠر�ن اﻟذﯿن أﺨرﺠوا ﻤن د�ﺎرﻫم وأﻤواﻟﻬم ﯿبتﻐون ﻓضﻼ ﻤن ﷲ
ورﻀواﻨﺎ و�نصرون ﷲ ورﺴوﻟﻪ أوﻟئك ﻫم اﻟصﺎدﻗون واﻟذﯿن ﺘبوءو اﻟدار واﻹ�مﺎن ﻤن ﻗبﻠﻬم �حبون ﻤن ﻫﺎﺠر
إﻟیﻬم وﻻ �جدون ﻓﻲ ﺼدورﻫم ﺤﺎﺠﺔ ﻤمﺎ أوﺘوا و�وﺜرون ﻋﻠﻰ أﻨﻔسﻬم وﻟو �ﺎن ﺒﻬم ﺨصﺎﺼﺔ وﻤن ﯿوق ﺸﺢ ﻨﻔسﻪ
ﻓﺄوﻟئك ﻫم اﻟمﻔﻠحون واﻟذﯿن ﺠﺎءو ﻤن �ﻌدﻫم﴾) .(1
وﻻ ﯿتصور �ﻘﺎء ﺸﻲء ﻟمن �ﺄﺘﻲ �ﻌدﻫم إذا ﻗسمت اﻷرض ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﻨمین .ﻓﺄﻛثروا ﻋﻠ�ﻪ وﻗﺎﻟوا :ﺘﻘﻒ ﻤﺎ
أﻓﺎء ﷲ ﻋﻠینﺎ �ﺄﺴ�ﺎﻓنﺎ ﻋﻠﻰ ﻗوم ﻟم �حضروا وﻟم �شﻬدوا وﻷﺒنﺎء ﻗوم وﻷﺒنﺎء أﺒنﺎﺌﻬم ﻟم �حضروا.
ﻓجمﻊ ﻋمر �ﻌضﺎ ﻤن أﻛﺎﺒر اﻟصحﺎ�ﺔ واﺴتشﺎرﻫم ﻓﻲ اﻟموﻀوع ،ﻓﺎﺘﻔﻘوا ﻤﻌﻪ ﻓﻲ اﻟرأي ﻓﻘرر �ﻘﺎء اﻷرض
�ﺄﯿدي أﻫﻠﻬﺎ وﻀرب اﻟخراج ﻋﻠیﻬم.
– 2وﻤن ﻤجتﻬدات ﻋمر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ :ﺠﻌﻞ اﻟتﺎر�ﺦ ﻤن اﻟﻬجرة اﻟنبو�ﺔ ،وﻤرﺘ�ﺎت اﻟجند ﻤن ﺒیت
) (2
وﺘنظ�م ﺒیت اﻟمﺎل ﻟﻠمسﻠمین ،وﻤثﻞ ﻫذﯿن أﺨذﻫمﺎ ﻋن اﻟروم واﻟﻔرس ،ﻟمﺎ �ﺎن ﻟﻪ ﻤن اﻟمﺎل ،وﺘدو�ن اﻟدواو�ن
اﻟﻔكر اﻟواﺴﻊ ،ﻓﻠم �كن �ﺄﻨﻒ ﻤن أﺨذ ﻤﺎ ف�ﻪ ﻤصﻠحﺔ ﻋن ﻏیرﻩ ﻤن اﻷﻤم وﻟو �ﺎﻨت �ﺎﻓرة .وﻤن اﺠتﻬﺎداﺘﻪ أ�ضﺎ:
اﻟ
إﺴﻘﺎط اﻟحد ﻋن اﻟسﺎرق ﻋﺎم اﻟمجﺎﻋﺔ.
ﻣﻌ
– 3اﺠتﻬﺎداﺘﻪ اﻟمستﻔﺎدة ﻤن رﺴﺎﻟتﻪ إﻟﻰ أﺒﻲ ﻤوﺴﻰ اﻷﺸﻌري وﻫو ﻗﺎض ﻤن ﻗبﻠﻪ ﻓﻲ اﻟ�صرة ،وﻨصﻬﺎ:
ﮭد
أﻤﺎ �ﻌد ﻓﺈن اﻟﻘضﺎء ﻓر�ضﺔ ﻤحكمﺔ ،وﺴنﺔ ﻤت�ﻌﺔ ،ﻓﺎﻓﻬم إذا أدﻟﻲ إﻟ�ك ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﯿنﻔﻊ ﺘكﻠم �حق ﻻ ﻨﻔﺎذ ﻟﻪ ،ءاس
ﺒین اﻟنﺎس ﻓﻲ وﺠﻬك وﻋدﻟك وﻤجﻠسك ﺤتﻰ ﻻ �طمﻊ ﺸر�ف ﻓﻲ ﺤ�ﻔك ،وﻻ ﯿ�ﺄس ﻀع�ف ﻤن ﻋدﻟك ،اﻟبینﺔ
اﻟﺗ
ﻋﻠﻰ ﻤن ادﻋﻰ واﻟ�مین ﻋﻠﻰ ﻤن أﻨكر.
رﺑو
واﻟصﻠﺢ ﺠﺎﺌز ﺒین اﻟمسﻠمین إﻻ ﺼﻠحﺎ أﺤﻞ ﺤراﻤﺎ أو ﺤرم ﺤﻼﻻ ،وﻻ �منﻌك ﻗضﺎء ﻗضیت �ﺎﻷﻤس ﻓراﺠﻌت ف�ﻪ
ي اﻟ
ﻋﻘﻠك وﻫدﯿت ﻟرﺸدك أن ﺘرﺠﻊ إﻟﻰ اﻟحق ،ﻓﺈن ﻤراﺠﻌﺔ اﻟحق ﺨیر ﻤن اﻟتمﺎدي ﻓﻲ اﻟ�ﺎطﻞ.
واﻟﻔﻬم اﻟﻔﻬم ف�مﺎ ﺘﻠجﻠﺞ ﻓﻲ ﺼدرك ﻤمﺎ ﻟ�س ﻓﻲ �تﺎب وﻻ ﺴنﺔ ،ﺜم اﻋرف اﻷﺸ�ﺎﻩ واﻷﻤثﺎل وﻗس اﻷﻤور
وط
واﺠﻌﻞ ﻟمن ادﻋﻰ ﺤﻘﺎ ﻏﺎﺌ�ﺎ أو ﺒینﺔ أﻤدا ﯿنتﻬﻲ إﻟ�ﻪ ﻓﺈن أﺤضر ﺒینتﻪ أﺨذت ﻟﻪ �حﻘﻪ ،و�ﻻ اﺴتحﻠﻠت ﻋﻠ�ﻪ
اﻟﻘض�ﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ أﻨﻔﻰ ﻟﻠشك ،وأﺠﻠﻰ ﻟﻠﻌﻠمﺎء ،اﻟمسﻠمون ﻋدول �ﻌضﻬم ﻋﻠﻰ �ﻌض ،إﻻ ﻤجﻠودا ﻓﻲ ﺤد ،أو ﻤجر�ﺎ
ﻋﻠ�ﻪ ﺸﻬﺎدة زور أو ظنینﺎ ﻓﻲ وﻻء أو ﻨسب ،ﻓﺈن ﷲ ﺘوﻟﻰ ﻤنكم اﻟسراﺌر ،ود أر �ﺎﻷ�مﺎن واﻟبینﺎت) .(3
ﻓﻬذا اﻟكتﺎب �ﺎف ﻓﻲ ﻤﻌرﻓﺔ ﺴﻌﺔ ﻤدارك ﻋمر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟتشر�ﻊ ،وأﺤكﺎم اﻟضوا�ط وف�ﻪ اﻟتنص�ص ﻋﻠﻰ
أﺼول ﻤﻬمﺔ� ،ق�ﺎس اﻟش�ﻪ ،وﺘﻘد�م اﻟكتﺎب ﻋﻠﻰ اﻟسنﺔ ،ﺜم اﻟسنﺔ ﻋﻠﻰ اﻟ أري.
-ع�ﺎرة ﻋمﺎ �ﻌرف اﻟیوم ﻋند اﻟنﺎس ﺒدﻓﺎﺘر اﻟض�ط ،وﺴجﻼت اﻹدارة ،واﻟتسییر... 2
69
ﺜﺎﻟثﺎ :اﺠتﻬﺎد ﻋثمﺎن ﺒن ﻋﻔﺎن رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ:
– 1ﺠمﻌﻪ اﻟنﺎس ﻋﻠﻰ ﻤصحﻒ واﺤد� ،حرف واﺤد ،وﺘرﺘیب واﺤد ،وﺘرك �ق�ﺔ اﻟحروف اﻷﺨرى ﺴدا
ﻟﻠذر�ﻌﺔ وﺘوﺤیدا ﻟﻠكﻠمﺔ ،وﻗطﻌﺎ ﻟﻠنزاع ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻓوﻗﻊ إﺠمﺎﻋﻬم ﻋﻠﻰ ذﻟك.
– 2أﻤرﻩ ﺒز�ﺎة اﻟدﯿن –ﻋﻠﻰ ﻤنیر -ﻓﺎﻨﻌﻘد اﻹﺠمﺎع اﻟسكوﺘﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟك .اﻟﻘصﺔ ﻓﻲ اﻟموطﺈ ،وﻫﻲ اﻷﺼﻞ
اﻟذي اﻋتمد اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ز�ﺎة اﻟدﯿن.
– 3ﺘور�ثﻪ اﻟمبتوﺘﺔ ﻓﻲ ﻤرض اﻟموت ،ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠزوج اﻟذي ﺒتﻬﺎ ﺒنق�ض ﻗصدﻩ ،ﻓواﻓﻘﻪ اﻟصحﺎ�ﺔ.
اﻟ
ﻏیر ﺘﺄﻤﻞ وﻻ ﺘردد ،ﺜم اﺴترﺴﻞ ﻓﻲ ﺨطﺎ�ﻪ.
ﻣﻌ
– 2ﻗض�ﺔ اﻟمجنوﻨﺔ اﻟتﻲ أﻤر ﻋمر ﺒرﺠمﻬﺎ ﻷﻨﻬﺎ وﻀﻌت ﻟستﺔ أﺸﻬر ،ﻓرد ﻋﻠ�ﻪ ﻋﻠﻲ وﻗﺎل :إن ﷲ
) (3
وﻗﺎل﴿ :واﻟواﻟدات ﯿرﻀﻌن أوﻻدﻫن ﺤوﻟین �ﺎﻤﻠین﴾
ﮭد ) (2
�ﻘول﴿ :وﺤمﻠﻪ وﻓصﺎﻟﻪ ﺜﻼﺜون ﺸﻬ ار﴾
ﻓیؤﺨذ ﻤنﻬمﺎ ﻤﻌﺎ أن أﻗﻞ اﻟحمﻞ ﺴتﺔ أﺸﻬر ،وﻗﺎل ﻟﻪ :إن ﷲ رﻓﻊ اﻟﻘﻠم ﻋن اﻟمجنون .ﻓﻘﺎل ﻋمر :ﻟوﻻ
اﻟﺗ
ﻋﻠﻲ ﻟﻬﻠك ﻋمر.
رﺑو
ﻓﻬو أول ﻤن ﺘﻔطن ﻟدﻻﻟﺔ اﻻﻗتران ،وﻫﻲ اﻟجمﻊ ﺒین اﻟدﻟیﻠین واﺴتخراج ﻤدﻟول ﻤن ﻤجموﻋﻬمﺎ ﻻ ﯿدل
ي اﻟ
وﻏ ازرة ﻋﻠمﻪ .وﻗد ﻗیﻞ :إﻨﻪ ﻟم �كن أﺤد ﻤن اﻟصحﺎ�ﺔ �ﻘول» :ﺴﻠوﻨﻲ« إﻻّ ﻋﻠﻲ) .(4
– 3ذ�ر اﻟسیوطﻲ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ ﺘﺎر�ﺦ اﻟخﻠﻔﺎء :ﺠﻠس رﺠﻼن ﯿتﻐد�ﺎن ﻤﻊ أﺤدﻫمﺎ ﺨمسﺔ أرﻏﻔﺔ وﻤﻊ اﻵﺨر
ﻧﻲ
ﺜﻼﺜﺔ أرﻏﻔﺔ ،ﻓﻠمﺎ وﻀﻌﺎ اﻟﻐداء ﺒین أﯿدﯿﻬمﺎ ﻤر ﺒﻬمﺎ رﺠﻞ ﻓسﻠم ،ﻓﻘﺎﻻ :اﺠﻠس وﺘﻐد ،ﻓجﻠس وأﻛﻞ
ﻤﻌﻬمﺎ واﺴتووا ﻓﻲ أﻛﻠﻬم اﻷرﻏﻔﺔ اﻟثمﺎﻨ�ﺔ ،ﻓﻘﺎم اﻟرﺠﻞ وطرح إﻟیﻬمﺎ ﺜمﺎﻨ�ﺔ دراﻫم .وﻗﺎل :ﺨذاﻫﺎ ﻋوﻀﺎ
ﻋمﺎ أﻛﻠت ﻟكمﺎ ،وﻨﻠتﻪ ﻤن طﻌﺎﻤكمﺎ ،ﻓتنﺎزﻋﺎ ،ﻓﻘﺎل ﺼﺎﺤب اﻟخمسﺔ اﻷرﻏﻔﺔ :ﻟﻲ ﺨمسﺔ دراﻫم ،وﻟك
ﺜﻼﺜﺔ ،وﻗﺎل ﺼﺎﺤب اﻷرﻏﻔﺔ اﻟثﻼﺜﺔ :ﻻ أرﻀﻰ إﻻ أن ﺘكون اﻟدراﻫم ﺒیننﺎ ﻨصﻔین.
70
ﻓﺎرﺘﻔﻌﺎ إﻟﻰ أﻤیر اﻟمؤﻤنین ﻋﻠﻲ ﻓﻘصﺎ ﻋﻠ�ﻪ ﻗصتﻬمﺎ ،ﻓﻘﺎل ﻟصﺎﺤب اﻟثﻼﺜﺔ :ﻗد ﻋرض ﻋﻠ�ك ﺼﺎﺤ�ك ﻤﺎ
ﻋرض ،وﺨبزﻩ أﻛثر ﻤن ﺨبزك ﻓﺎرض ﺒثﻼﺜﺔ ،ﻓﻘﺎل� :ﷲ ﻻ رﻀیت ﻋنﻪ إﻻ �مر اﻟحق ،ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ :ﻟ�س ﻟك ﻓﻲ
ﻤر اﻟحق إﻻ درﻫم واﺤد ،وﻟﻪ ﺴ�ﻌﺔ دراﻫم ﻓﻘﺎل اﻟرﺠﻞ :ﺴ�حﺎن ﷲ .ﻗﺎل ﻫو ذﻟك ،ﻗﺎل :ﻓﻌرﻓنﻲ اﻟوﺠﻪ ﻓﻲ ﻤر
اﻟحق ﺤتﻰ أﻗبﻠﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ :أﻟ�س ﻟﻠثمﺎﻨ�ﺔ اﻷرﻏﻔﺔ أر�ﻌﺔ وﻋشرون ﺜﻠثﺎ؟ أﻛﻠتموﻫﺎ وأﻨتم ﺜﻼﺜﺔ أﻨﻔس وﻻ �ﻌﻠم
اﻷﻛثر ﻤنكم أﻛﻼ وﻻ اﻷﻗﻞ ﻓتحمﻠون ﻓﻲ أﻛﻠكم ﻋﻠﻰ اﻟسواء ،ﻗﺎل ﻓﺄﻛﻠت أﻨت ﺜمﺎﻨ�ﺔ أﺜﻼث و�ﻨمﺎ ﻟك ﺘسﻌﺔ أﺜﻼث،
وأﻛﻞ ﺼﺎﺤ�ك ﺜمﺎﻨ�ﺔ أﺜﻼث وﻟﻪ ﺨمسﺔ ﻋشر ﺜﻠثﺎ ،أﻛﻞ ﻤنﻬﺎ ﺜمﺎﻨ�ﺔ و�ﻘﻰ ﻟﻪ ﺴ�ﻌﺔ أﻛﻠﻬﺎ ﺼﺎﺤب اﻟدراﻫم ،وأﻛﻞ
ﻟك واﺤدا ﻤن ﺘسﻌﺔ ﻓﻠك واﺤد ﺒواﺤدك ،وﻟﻪ ﺴ�ﻌﺔ .ﻓﻘﺎل اﻟرﺠﻞ :رﻀیت اﻵن) .(1
اﻷﺴئﻠﺔ:
اﻟ
– 1ﻤﺎ رأ�ك ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟنمﺎذج اﻟتﻲ درﺴت ﻤن اﺠتﻬﺎدات اﻟصحﺎ�ﺔ؟
ﻣﻌ
– 2ﻫﻞ ﺘﻠمس ﻓرﻗﺎ ﻓﻲ ﻤنﺎﻫﺞ اﺠتﻬﺎد اﻟصحﺎ�ﺔ؟
ﮭد
– 3ﻤﺎ أﺒرز اﻟمحﺎور اﻟتﻲ اﺸتمﻠت ﻋﻠیﻬﺎ رﺴﺎﻟﺔ ﻋمر إﻟﻰ أﺒﻲ ﻤوﺴﻰ؟
اﻟﺗ
– 4أﻋط ﻨموذﺠین ﻤن أﻗض�ﺔ ﻋﻠﻲ �رم ﷲ وﺠﻬﻪ.
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
71
اﻟدرس :17
وﻓتحﻪ
ﻏﻠق �ﺎب اﻻﺠتﻬﺎد ُ
اﺨتﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ اﻨﻘطﺎع اﻻﺠتﻬﺎد �حیث ﻻ �كون ﻓﻲ ﻋصر ﻤن اﻟﻌصور ﻤجتﻬد ﻤطﻠق.
ﻓرأى ﺠمﻬورﻫم أن ذﻟك ﺠﺎﺌز اﻟوﻗوع ،ﻤستدﻟین �ﻘوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :إن ﷲ ﻻ �ق�ض اﻟﻌﻠم اﻨتزاﻋﺎ
ﯿنتزﻋﻪ ﻤن ﺼدور اﻟرﺠﺎل وﻟكن �ق�ض اﻟﻌﻠم �موت اﻟﻌﻠمﺎء ﺤتﻰ إذا ﻟم ﯿبق ﻋﺎﻟم اﺘخذ اﻟنﺎس رؤﺴﺎء ﺠﻬﺎﻻ
ﻓسئﻠوا ﻓﺄﻓتوا �ﻐیر ﻋﻠم ﻓضﻠوا وأﻀﻠوا«) .(1
ﻗﺎل اﻹﻤﺎم اﻟنووي ﻓﻲ ﺸرح "اﻟمﻬذب" إن اﻻﺠتﻬﺎد ﻨوﻋﺎن :ﻤستﻘﻞ ،وﻗد ﻓﻘد ﻤن رأس اﻟمﺎﺌﺔ اﻟرا�ﻌﺔ ﻓﻠم
اﺸرط اﻟسﺎﻋﺔ اﻟكبرى ،وﻻ �جوز اﻨﻘطﺎﻋﻪ ﺸرﻋﺎ ،ﻷﻨﻪ
�مكن وﺠودﻩ ،وﻤجتﻬد ﻤنتسب ،وﻫو �ﺎق إﻟﻰ أن ﺘﺄﺘﻲ ا
ﻓرض �ﻔﺎ�ﺔ.
و�ﻌد ﻤﺎ ﺤكﻰ ﺨﻠیﻞ "ﻓﻲ اﻟتوﻀ�ﺢ" اﻟﻘوﻟین ﻓﻲ ﺠواز ﺨﻠو اﻟزﻤﺎن ﻋن ﻤجتﻬد ﻗﺎل) :وﻫو ﻋز�ز اﻟوﺠود ﻓﻲ
اﻟ
ﻣﻌ
زﻤﺎﻨنﺎ(.
وﻗد ﺸﻬد اﻟمﺎزري �ﺎﻨتﻔﺎﺌﻪ ﻓﻲ ﺒﻼد اﻟمﻐرب ﻓﻲ زﻤﺎﻨﻪ ﻓك�ف ﺒزﻤﺎﻨنﺎ.
ﮭد
و�ﻘول اﻹﻤﺎم اﻟشﺎطبﻲ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ "اﻟمواﻓﻘﺎت" :اﻻﺠتﻬﺎد ﻋﻠﻰ ﻀر�ین :أﺤدﻫمﺎ ﻻ �مكن أن ﯿنﻘطﻊ ﺤتﻰ
اﻟﺗ
ﯿنﻘطﻊ أﺼﻞ اﻟتكﻠ�ف ،وذﻟك ﻋند ق�ﺎم اﻟسﺎﻋﺔ ،واﻟثﺎﻨﻲ �مكن أن ﯿنﻘطﻊ ﻗبﻞ ﻓنﺎء اﻟدﻨ�ﺎ.
رﺑو
ﻓﺄﻤﺎ اﻷول ﻓﻬو اﻻﺠتﻬﺎد اﻟمتﻌﻠق ﺒتحﻘیق اﻟمنﺎط ،وﻫو اﻟذي ﻻ ﺨﻼف ﺒین اﻷﻤﺔ ﻓﻲ ﻗبوﻟﻪ ،ﻷن اﻟوﻗﺎﺌﻊ
ﻓﻲ اﻟوﺠود ﻻ ﺘنحصر ،ﻓﻼ �صﺢ دﺨوﻟﻬﺎ ﺘحت اﻷدﻟﺔ اﻟمنحصرة ،وﻟذﻟك اﺤت�ﺞ إﻟﻰ ﻓتﺢ �ﺎب اﻻﺠتﻬﺎد ﻤن
ي اﻟ
اﻟق�ﺎس وﻏیرﻩ ،ﻓﻼﺒد ﻤن ﺤدوث وﻗﺎﺌﻊ ﻻ ﺘكون ﻤنصوﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺤكمﻬﺎ ،وﻻ ﯿوﺠد ﻟﻸوﻟین ﻓیﻬﺎ اﺠتﻬﺎد ،وﻋند ذﻟك
ﻓﺈﻤﺎ أن ﯿترك اﻟنﺎس ﻓیﻬﺎ ﻤﻊ أﻫواﺌﻬم ،أو ﯿنظر ﻓیﻬﺎ �ﻐیر اﺠتﻬﺎد ﺸرﻋﻲ ،وﻫو أ�ضﺎ اﺘ�ﺎع ﻟﻠﻬوى ،وذﻟك �ﻠﻪ
وط
ﻓسﺎد ،ﻓﺈذا ﻻﺒد ﻤن اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ �ﻞ زﻤﺎن ،ﻷن اﻟوﻗﺎﺌﻊ اﻟمﻔروﻀﺔ ﻻ ﺘختص ﺒزﻤﺎن دون زﻤﺎن.
ﻧﻲ
وﻤن أﻤثﻠﺔ ذﻟك اﻟنوع ﻤن اﻻﺠتﻬﺎد :اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ ﺜبوت ﺼﻔﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ﻟﻺﺸﻬﺎد اﻟمﺄﻤور �ﻪ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ:
وﻟ�س اﻟنﺎس ﻓﻲ وﺼﻒ اﻟﻌداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺤد ﺴواء ،ﺒﻞ ذﻟك �ختﻠﻒ اﺨتﻼﻓﺎ ﻤت�ﺎﯿنﺎ، ) (2
﴿وأﺸﻬدوا ذوي ﻋدل ﻤنكم﴾
ﻓﻼﺒد ﻤن اﻟنظر ﻓیﻬﺎ �ﺎﻻﺠتﻬﺎد.
ﻓﺎﻟحﺎﺼﻞ أﻨﻪ ﻻﺒد ﻤنﻪ �ﺎﻟنس�ﺔ إﻟﻰ �ﻞ ﻨﺎظر ،وﺤﺎﻛم ،وﻤﻔت ،ﺒﻞ �ﺎﻟنس�ﺔ إﻟﻰ �ﻞ ﻤكﻠﻒ ﻓﻲ ﻨﻔسﻪ.
ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻤﻲ إذا ﺴمﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ أن اﻟز�ﺎدة ﻓﻲ اﻟصﻼة ﺴﻬوا ﻤن ﻏیر ﺠنس أﻓﻌﺎل اﻟصﻼة ،أو ﻤن ﺠنسﻬﺎ
إن �ﺎﻨت �سیرة ﻓمﻐتﻔرة ،و�ن �ﺎﻨت �ثیرة ﻓﻼ ،ﻓوﻗﻌت ﻟﻪ ﻓﻲ ﺼﻼﺘﻪ ز�ﺎدة ﻓﻼﺒد ﻟﻪ ﻤن اﻟنظر ﻓیﻬﺎ ،ﺤتﻰ ﯿردﻫﺎ
إﻟﻰ أﺤد اﻟﻘسمین ،وﻻ �كون ذﻟك إﻻ �ﺎﺠتﻬﺎد وﻨظر ،ﻓﺈذا ﺘﻌین ﻟﻪ ﻗسمﻬﺎ ﺘحﻘق ﻟﻪ ﻤنﺎط اﻟحكم ﻓﺄﺠ ارﻩ ﻋﻠ�ﻪ.
اﻟ
) (4
ﻓرد ﷲ ﻋﻠیﻬم �ﻘوﻟﻪ: ﺤیث ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟكﻔﺎر﴿ :وﻗﺎﻟوا ﻟوﻻ ﻨزل ﻫذا اﻟﻘرآن ﻋﻠﻰ رﺠﻞ ﻤن اﻟﻘر�تین ﻋظ�م﴾
ﻣﻌ
) (6
وﻗﺎﻟوا﴿ :إﻨﺎ وﺠدﻨﺎ آ�ﺎءﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻤﺔ و�ﻨﺎ ﻋﻠﻰ آﺜﺎرﻫم ﻤﻘتدون﴾ ) (5
﴿أﻫم �ﻘسمون رﺤمت ر�ك﴾
ﻓﻠزم اﻟنظر ﻟﻌموم ﻓضﻞ ﷲ ﻤن ﻓرد ﷲ ﻋﻠیﻬم �ﻘوﻟﻪ﴿ :ﻗﻞ أَ َوَﻟ ْو ﺠئتكم �ﺄﻫدى ﻤمﺎ وﺠدﺘم ﻋﻠ�ﻪ آ�ﺎءﻛم﴾
) (7 ﮭد
ﻏیر ﻤ�ﺎﻻة ﺒزﻤن وﻻ ﺸخص ،إﻻ ﻤن ﺤیث ﻤﺎ ﺨصﻪ ﷲ �ﻪ ..إﻟﻰ أن ﻗﺎل :إذا ﺤﻘق أﺼﻞ اﻟﻌﻠم ،وﻋرﻓت ﻤوادﻩ،
اﻟﺗ
وﺠرت ﻓروﻋﻪ ،وﻻﺤت أﺼوﻟﻪ �ﺎن اﻟﻔﻬم ﻤبذوﻻ ﺒین أﻫﻠﻪ ،ﻓﻠ�س اﻟمتﻘدم ف�ﻪ �ﺄوﻟﻰ ﻤن اﻟمتﺄﺨر ،و�ن �ﺎن ﻟﻪ
رﺑو
ﻓضیﻠﺔ اﻟسبق ،ﻓﺎﻟﻌﻠم ﺤﺎﻛم ،وﻨظر اﻟمتﺄﺨر�ن أﺘم ،ﻷﻨﻪ ازﺌد ﻋﻠﻰ اﻟمتﻘدم ،واﻟﻔتﺢ ﻤن ﷲ ﻤﺄﻤول ﻟكﻞ أﺤد.
ي اﻟ
وﻗﺎل اﻹﻤﺎم اﻟسنوﺴﻲ ﻓﻲ ﺸرح ﻤسﻠم :ﻋن أﺒﻲ ﻋبد ﷲ ﺒن اﻟحﺎج :ﻋجﺎﺌب اﻟﻘرآن واﻟحدﯿث ﻻ ﺘنﻘضﻲ إﻟﻰ
ﯿوم اﻟق�ﺎﻤﺔ� ،ﻞ ﻗرن ﻻﺒد أن �ﺄﺨذ ﻤنﻬﺎ ﻓواﺌد ﺨصﻪ ﷲ ﺒﻬﺎ ،ﻟتكون ﺒر�ﺔ ﻫذﻩ اﻷﻤﺔ إﻟﻰ ق�ﺎم اﻟسﺎﻋﺔ ،ﻗﺎل ﻋﻠ�ﻪ
وط
اﻟصﻼة واﻟسﻼم» :ﻤثﻞ أﻤتﻲ �ﺎﻟمطر ﻻ ﯿدرى أوﻟﻪ ﺨیر أو آﺨرﻩ«) .(8
وﻤن ﺨﻼل اﻟنصین اﻟتﺎﻟیین ﯿتضﺢ أن ﻓتﺢ �ﺎب اﻻﺠتﻬﺎد –ﻗد�مﺎ وﺤدﯿثﺎ -ﻫو اﻟمﻌول ﻋﻠ�ﻪ:
ﻧﻲ
73
– 1وﻓﻲ "إﻋﻼم اﻟموﻗﻌین" ﻓﻲ اﻟوﺠﻪ اﻟحﺎدي واﻟثمﺎﻨین ﻤن أوﺠﻪ اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻟمﻘﻠدﯿن :إن اﻟمﻘﻠدﯿن ﺤكموا
ﻋﻠﻰ ﷲ ﻗد ار وﺸرﻋﺎ �ﺎﻟحكم اﻟ�ﺎطﻞ ﺠﻬﺎرا ،ﻤخﺎﻟﻔﺎ ﻟمﺎ أﺨبر �ﻪ رﺴوﻟﻪ ،ﻓﺄﺨﻠوا اﻷرض ﻤن اﻟﻘﺎﺌمین � �حجﺔ،
ﻓﻘﺎﻟوا ﻟم ﯿبق ﻓﻲ اﻷرض ﻋﺎﻟم ﻤنذ اﻷﻋصﺎر اﻟمتﻘدﻤﺔ ،ﻓﻘﺎﻟت طﺎﺌﻔﺔ :ﻟ�س ﻷﺤد أن �ختﺎر �ﻌد أﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ وأﺒﻲ
ﯿوﺴﻒ ،وزﻓر ﺒن اﻟﻬذﯿﻞ� ،ﻤحمد ﺒن اﻟحسن ،واﻟحسن ﺒن ز�ﺎد اﻟﻠؤﻟؤى .وﻫذا ﻗول �ثیر ﻤن اﻟحنف�ﺔ .وﻗﺎل �كر
ﺒن اﻟﻌﻼء اﻟﻘشیري اﻟمﺎﻟكﻲ :ﻟ�س ﻷﺤد أن �ختﺎر �ﻌد اﻟمﺎﺌتین ﻤن اﻟﻬجرة ،وﻗﺎل آﺨرون :ﻟ�س ﻷﺤد أن �ختﺎر
�ﻌد اﻷوزاﻋﻲ ،واﻟثوري ،وو��ﻊ ﺒن اﻟجراح ،واﺒن اﻟم�ﺎرك ،وﻗﺎﻟت طﺎﺌﻔﺔ :ﻟ�س ﻷﺤد أن �ختﺎر �ﻌد اﻟشﺎﻓﻌﻲ،
�ﻌد أن ﯿنظر ﻓﻲ
واﺨتﻠﻔوا ﻤتﻰ اﻨسد �ﺎب اﻻﺠتﻬﺎد ﻋﻠﻰ أﻗوال �ثیرة ﻤﺎ أﻨزل ﷲ ﺒﻬﺎ ﻤن ﺴﻠطﺎن وﻻ �حﻞ ﻷﺤد ُ
ﻛتﺎب ﷲ وﻻ ﻓﻲ ﺴنﺔ رﺴوﻟﻪ ،ﻷﺨذ اﻷﺤكﺎم ﻤنﻬمﺎ وﻻ �ﻘضﻲ وﻻ �ﻔتﻲ �مﺎ ﻓیﻬمﺎ ﺤتﻰ �ﻌرﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﻗول ﻤﻘﻠدﻩ
وﻤتبوﻋﻪ ،ﻓﺈن واﻓﻘﻪ ﺤكم �ﻪ و�ﻻ ردﻩ وﻟم �ﻘبﻠﻪ ،وﻫذﻩ أﻗوال �مﺎ ﺘرى ﻗد ﺒﻠﻐت ﻤن اﻟﻔسﺎد واﻟ�طﻼن واﻟتنﺎﻗض،
واﻟﻘول ﻋﻠﻰ ﷲ ﺒﻼ ﻋﻠم ،و��طﺎل ﺤججﻪ ،واﻟزﻫد ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ ،وﺴنﺔ رﺴوﻟﻪ وﺘﻠﻘﻲ اﻷﺤكﺎم ﻤنﻬمﺎ ﻤبﻠﻐﻬﺎ ،و�ﺄﺒﻰ ﷲ
إﻻ أن ﯿتم ﻨورﻩ ،و�صدق ﻗول رﺴوﻟﻪ أﻨﻪ ﻻ ﺘخﻠو اﻷرض ﻤن ﻗﺎﺌم � �حجﺔ» ،وﻟن ﺘزال طﺎﺌﻔﺔ ﻤن أﻤتﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟ
) (1
واﻨﻪ »ﻻ ﯿزال ﯿ�ﻌث ﻋﻠﻰ أرس �ﻞ ﻤﺎﺌﺔ ﺴنﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷﻤﺔ ﻤن �جدد ﻟﻬﺎ أﻤر ﻤحض اﻟحق اﻟذي �ﻌثﻪ �ﻪ«
ﻣﻌ
) (2
و�كﻔﻲ ﻓﻲ ﻓسﺎد ﻫذﻩ اﻷﻗوال أن �ﻘﺎل ﻷر�ﺎﺒﻬﺎ :ﻓﺈذا ﻟم �كن ﻷﺤد أن �ختﺎر �ﻌد ﻤن ذ�رﺘم ﻓمن أﯿن وﻗﻊ دﯿنﻬﺎ«
ﮭد
ﻟكم اﺨت�ﺎر ﺘﻘﻠیدﻫم دون ﻏیرﻫم؟ و��ف ﺤرﻤتم ﻋﻠﻰ اﻟرﺠﻞ أن �ختﺎر ﻤﺎ ﯿؤد�ﻪ إﻟ�ﻪ اﺠتﻬﺎدﻩ ﻤن اﻟﻘول اﻟمواﻓق
ﻟكتﺎب ﷲ وﺴنﺔ ﻨب�ﻪ ،وأ�حتم ﻷﻨﻔسكم اﺨت�ﺎر ﻗول ﻤن ﻗﻠدﺘموﻩ ،وأوﺠبتم ﻋﻠﻰ اﻷﻤﺔ ﺘﻘﻠیدﻩ ،وﺤرﻤتم ﺘﻘﻠید ﻤن ﺴواﻩ،
اﻟﺗ
ﻓمﺎ اﻟذي ﺴوغ ﻟكم ﻫذا اﻻﺨت�ﺎر اﻟذي ﻻ دﻟیﻞ ﻋﻠ�ﻪ ﻤن �تﺎب وﻻ ﺴنﺔ وﻻ إﺠمﺎع ،وﻻ ق�ﺎس ،وﻻ ﻗول ﺼحﺎﺒﻲ.
رﺑو
� – 2ﻘول ﻤحمد ﺒن اﻟحسن اﻟحجوي ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ »اﻟﻔكر اﻟسﺎﻤﻲ ﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ« واﻷﻤﺔ
ي اﻟ
اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻤحتﺎﺠﺔ ﻟمجتﻬدﯿن �ﺈطﻼق ،ﻋﺎرﻓین �ﻌﻠوم اﻻﺠتمﺎع ،واﻟحﻘوق� ،كون ﻤنﻬم أﺴﺎطین ﻟسن ﻗواﻨین دﻨیو�ﺔ
طبق اﻟشر�ﻌﺔ اﻟمطﻬرة ﺘنﺎﺴب روح اﻟﻌصر ،وﺘنطبق ﻋﻠﻰ اﻷﺤوال اﻟمتجددة ،واﻟترﻗﻲ اﻟﻌصري� ،مﺎ ﯿوﺠد ﻋند
وط
رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬم ،ﻓجﻞ أﻫﻞ اﻟﻌصر ﺘمكن اﻟ�ﺄس ﻤن ﻗﻠو�ﻬم ،واﻟخمود ﻤن أﻓكﺎرﻫم ،ف�حیﻠون أن �ﺄﺘﻲ ﻓﻲ اﻟزﻤﺎن
ﻤجتﻬد ،و�ظنون أن ﻫنﺎك ﺸروطﺎ ﻻ ﺘمكن ،وﻻ ﯿتصور ﻤﻊ ﻓﻘدﻫﺎ وﺠودﻩ – إﻟﻰ أن �ﻘول:
ﻫذا و�ن ﻤﺎ ﻗدﻤتﻪ إﻨمﺎ ﻫو اﻻﺠتﻬﺎد ﻟ�ﻌمﻞ اﻹﻨسﺎن ﻓﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﻨﻔسﻪ ،ﻓﺈﻨﻪ إذا ﺘبین ﻟﻪ اﻟدﻟیﻞ وﺠب ﻋﻠ�ﻪ
ﻨبذ اﻟتﻘﻠید ،أﻤﺎ اﻷﺤكﺎم اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ ﻓﻲ اﻟحﻘوق ﻤن ﺒ�ﻊ وطﻼق ،وﻤﻠك ،واﺴتحﻘﺎق ،أو أي ﻋﻘد �ﺎن ،واﻹﻓتﺎء
ﻟﻠﻐیر ...ﻓﺎﻟصواب أن ﻻ ﻨشﻐﻞ أﻨﻔسنﺎ �ﺎﻷﻤﺎﻨﻲ واﻟخ�ﺎل ،ﺒﻞ ﻋﻠینﺎ اﻟنظر ﻟﻠحﻘﺎﺌق اﻟراﻫنﺔ ،واﻋت�ﺎر أﺤوال أﻫﻞ
زﻤﺎﻨنﺎ اﻟحﺎﻀرة ،وأن ﻨر�ﻲ رﺠﺎل اﻻﺠتﻬﺎد ﻟﻠمستﻘبﻞ ،أﻤﺎ اﻟمﻌول ﻋﻠ�ﻪ اﻵن ﻓﻬو ﻤﺎ ﻋﻠ�ﻪ اﻟنﺎس ﻤن اﻟتزام ﻤذﻫب
اﻟ
اﻷﺴئﻠﺔ:
ﻣﻌ
– 1ﻤﺎ ﺘﻌﻠ�ﻘك ﻋﻠﻰ اﻟنص اﻷول؟
ﮭد
– 2ﻫﻞ ﺘواﻓق ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟنص ﻤن أﻓكﺎر؟
– 3ﻤﺎ أوﺠﻪ اﻟتشﺎ�ﻪ ﻓﻲ اﻟنصین؟
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
75
اﻟدرس :18
اﻟتﻘﻠیــد
– 1ﺘﻌر�ﻔﻪ:
اﻟتﻘﻠید ﻟﻐﺔ :ﺠﻌﻞ اﻟﻘﻼدة ﻓﻲ اﻟﻌنق ،ﻓكﺄن اﻟمجتﻬد أو اﻟمسؤول ﻋن اﻟمسﺄﻟﺔ ﺠﻌﻞ اﻟﻔتوى ﻓﻲ ﻋنق اﻟسﺎﺌﻞ،
أو أن اﻟسﺎﺌﻞ ﺠﻌﻞ اﻷﻤر ﻓﻲ ﻋنق اﻟسمؤول .و�ﻼ اﻷﻤر�ن ﺼح�ﺢ وﻫو اﻟواﻗﻊ.
وااﻟتﻘﻠید ﻓﻲ اﻻﺼطﻼح :ﻗبول ﻗول ﻤن ﻟ�س ﻗوﻟﻪ دﻟیﻼ دون ﻤﻌرﻓﺔ دﻟیﻠﻪ .ف�خرج ﻋنﻪ ﻗول رﺴول ﷲ
ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،واﻹﺠمﺎع ،ورﺠوع اﻟﻘﺎﻀﻲ إﻟﻰ اﻟشﻬود ،ﻷن ﻫذﻩ أدﻟﺔ ﺸرع�ﺔ ﯿؤﺨذ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺤكﺎم
إﺠمﺎﻋﺎ ،ﻓﻼ �ﻌد اﻟرﺠوع إﻟیﻬﺎ ﻤن اﻟتﻘﻠید.
- 2ﺤكمﻪ ودﻟیﻠﻪ:
أوﻻ :اﻟوﺠوب :ﻓﺎﻟتﻘﻠید واﺠب ﻋﻠﻰ ﻏیر اﻟمجتﻬد ،ﻓﻲ اﻟﻔروع اﻟتﻲ ﻻ ﺘﻌﻠم إﻻ �ﺎﻟنظر واﻻﺴتدﻻل .ﻋند
اﻟ
ﻣﻌ
ﺠمﻬور اﻟﻌﻠمﺎء ،واﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻤور ﻤنﻬﺎ:
واﻟذي �سﺄل إﻨمﺎ ﻫو ﻤن ﻻ �ﻌﻠم ﻋمﺎ ﻻ ) (1 ﮭد
– 1ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﺎﺴﺄﻟوا أﻫﻞ اﻟذ�ر إن �نتم ﻻ ﺘﻌﻠمون﴾
�ﻌﻠم ،ﻷن اﻷﻤر ﻤﻌﻠق �ﻌﻠﺔ ﻋدم اﻟﻌﻠم.
اﻟﺗ
– 2إﺠمﺎع اﻟصحﺎ�ﺔ ،ﻓﺈﻨﻬم �ﺎﻨوا �ﻔتون اﻟﻌوام وﻻ �ﺄﻤروﻨﻬم ﺒنیﻞ رﺘ�ﺔ اﻻﺠتﻬﺎد ،وذﻟك ﻤﻌﻠوم ﻋﻠم اﻟتواﺘر
رﺑو
– 3اﻨﻌﻘﺎد اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﺎﻤﻲ ﻤكﻠﻒ �ﺎﻷﺤكﺎم ،وﺘكﻠ�ﻔﻪ رﺘ�ﺔ اﻻﺠتﻬﺎد ﻤحﺎل ﻷﻨﻪ ﯿؤدي إﻟﻰ اﺸتﻐﺎل
ﻛﺎﻓﺔ اﻟنﺎس ﺒتحصیﻞ ﻫذﻩ اﻟرﺘ�ﺔ ،وﻻ �خﻔﻰ ﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻤن ﺘﻌطیﻞ اﻟمكﺎﺴب واﻟمصﺎﻟﺢ اﻟمؤدي إﻟﻰ اﻟخراب ،و�ذا
وط
اﺴتحﺎل ﻫذا ﻓﻠم ﯿبق إﻻ ﺴؤال اﻟﻌﻠمﺎء ،ﻤﻊ أن ﷲ ﺘ�ﺎرك وﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟم ﯿوﺠب ﻋﻠﻰ اﻟجم�ﻊ أن �كوﻨوا ﻤجتﻬدﯿن ،ﻗﺎل
ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﻠوﻻ َﻨَﻔ َر ﻤن �ﻞ ﻓرﻗﺔ ﻤنﻬم طﺎﺌﻔﺔ ﻟیتﻔﻘﻬوا ﻓﻲ اﻟدﯿن وﻟینذروا ﻗوﻤﻬم إذا رﺠﻌوا إﻟیﻬم ﻟﻌﻠﻬم �حذرون﴾) .(2
ﻧﻲ
وﻗد ﺴئﻞ اﻹﻤﺎم أﺤمد ﺒن ﺤنبﻞ :ﻫﻞ �جوز ﻟﻠﻌﺎﻤﻲ أن �ﻌمﻞ �ﺎﻷﺤﺎدﯿث وأﻗوال اﻟصحﺎ�ﺔ اﻟمدوﻨﺔ ﻓﻲ اﻟكتب
) (3
وﻟذﻟك ﻗﺎل اﻟﻌﻠمﺎء :إن وﻫو ﻻ �میز ﺒین اﻟصح�ﺢ ﻤنﻬﺎ وﻏیر اﻟصح�ﺢ؟ ﻓﻘﺎل ﻻ �ﻌمﻞ ﺤتﻰ �سﺄل أﻫﻞ اﻟﻌﻠم
ﻓتﺎوي اﻟمجتﻬدﯿن �ﺎﻟنس�ﺔ إﻟﻰ اﻟﻌوام �ﺎﻷدﻟﺔ اﻟشرع�ﺔ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠمجتﻬدﯿن.
ﺜﺎﻨ�ﺎ :اﻟمنﻊ :ﻓجمﻬور اﻟﻌﻠمﺎء ﻋﻠﻰ ﻤنﻊ اﻟتﻘﻠید ﻓﻲ أﺼول اﻟدﯿن ،وﻫﻲ اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺄﺤكﺎم اﻟﻌﻘﺎﺌد
ﻟضرورة اﻟجزم واﻟﻘطﻊ ﻓیﻬﺎ ،وﻻ �كون ذﻟك ﻤﻊ اﻟتﻘﻠید.
76
وﻗد ذﻤت اﻵ�ﺎت اﻟﻘرآﻨ�ﺔ اﻟتﻘﻠید ،وﻋﺎﺒتﻪ ﻋﻠﻰ اﻟمجتمﻊ اﻟجﺎﻫﻠﻲ� ،مﺎ أﺨبر ﷲ ﻋنﻬم �ﻘوﻟﻪ﴿ :إﻨﺎ أطﻌنﺎ
) (1
. ﺴﺎدﺘنﺎ و�براءﻨﺎ ﻓﺄﻀﻠوﻨﺎ اﻟسبیﻼ﴾
) (2
وﻗوﻟﻪ﴿ :إﻨﺎ وﺠدﻨﺎ آ�ﺎءﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻤﺔ و�ﻨﺎ ﻋﻠﻰ آﺜﺎرﻫم ﻤﻘتدون﴾
) (3
واﻵ�ﺎت اﻟﻘرآﻨ�ﺔ ﻓﻲ ذم وﻗوﻟﻪ﴿ :و�ذا ﻗیﻞ ﻟﻬم اﺘ�ﻌوا ﻤﺎ أﻨزل ﷲ ﻗﺎﻟوا ﺒﻞ ﻨت�ﻊ ﻤﺎ أﻟﻔینﺎ ﻋﻠ�ﻪ آ�ﺎءﻨﺎ﴾
اﻟتﻘﻠید �ثیرة.
واﻟتﻘﻠید اﻟمذﻤوم أﻨواع ﻤنﻬﺎ:
– 1اﻹﻋراض ﻋن ﻨصوص اﻟشرع وﻋدم اﻻﻟتﻔﺎت إﻟیﻬﺎ اﻛتﻔﺎء ﺒتﻘﻠید اﻵ�ﺎء.
– 2اﻟنظر ﻓیﻬﺎ ،وظﻬور أدﻟتﻬﺎ ﻓﻲ ﺤكم ﻤن اﻷﺤكﺎم ،ﺜم ﯿترك ﻤﺎ أداﻩ إﻟ�ﻪ اﺠتﻬﺎدﻩ ﻤﻊ أﻫﻠیتﻪ ﻟﻼﺠتﻬﺎد
إﻟﻰ ﺘﻘﻠید ﻤن ﻫو أﻫﻞ ﻟﻠتﻘﻠید.
ﻗﺎل اﻟد�تور ﻤحمد اﻟمختﺎر ﺒن ﻤحمد اﻷﻤین اﻟشنق�طﻲ :واﻟراﺠﺢ ﻓﻲ ﻨظري أن اﻟتﻘﻠید ﻗد �كون ﺤراﻤﺎ ،وﻗد
�كون ﺠﺎﺌزا ،وﻗد �كون واﺠ�ﺎ ،أﻤﺎ اﻟتﻘﻠید اﻟحرام ﻓﻬو اﻟمذﻤوم ﺴواء �ﺎن ف�مﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟتوﺤید ،أم �ﺎﻟﻔﻘﻪ ،وﻫو اﻟذي
اﻟ
ﻗﺎﻤت اﻟحجﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻓﻪ ﻋند ﺼﺎﺤ�ﻪ ،وﺘمسك �ﻪ ﻷن ﻓﻼﻨﺎ ﻗﺎﻟﻪ ،وﻟم �حﺎول اﻟنظر ﻓﻲ اﻟدﻟیﻞ اﻟمخﺎﻟﻒ ﻤﻊ
ﻣﻌ
ﻗدرﺘﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟك ،إﻤﺎ ﻟتﻌص�ﻪ ﻟمذه�ﻪ ،أو ﺒدﻋتﻪ ،أو ﻟﻘصورﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﻬم وادﻋﺎﺌﻪ اﻟمﻌرﻓﺔ ،وأﻤﺎ اﻟتﻘﻠید اﻟجﺎﺌز ﻓﻬو
ﮭد
أﺨذ اﻷﺤكﺎم ﻟمن ﻟم ﺘنزل �ﻪ ﻨﺎزﻟﺔ ،ف�سﺄل اﻟﻌﻠمﺎء ﺨش�ﺔ أن ﺘنزل �ﻪ ،أو ﻷﺠﻞ اﻟتﻌﻠم ،أو ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﻔروض
اﻟكﻔﺎ�ﺔ .
اﻟﺗ
وأﻤﺎ اﻟتﻘﻠید اﻟواﺠب ﻓﻬو اﻷﺨذ �ﺄﻗوال اﻟﻌﻠمﺎء ﻋند ﻨزول اﻟنﺎزﻟﺔ اﻟتﻲ ﻻ �مكن ﺘﺄﺨیرﻫﺎ ،ﻤثﻞ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟتﻲ
رﺑو
�ﻘﻊ ﺒﻬﺎ اﻟنكﺎح ،واﻟطﻼق ،وﻤﺎ ﻫو ﻓﺎﺴد ﻤن اﻟبیوع ،واﻟشروط ،واﻟﻌﻘود ،وﻤﺎ ﯿتﻌﻠق ﺒذﻟك وأﻤثﺎﻟﻪ ﻤن اﻟحﻘوق اﻟتﻲ
ي اﻟ
- 3ﻤجﺎﻟﻪ وأﻨواﻋﻪ:
ﻤجﺎل اﻟتﻘﻠید ﻫو :اﻷﺤكﺎم اﻟشرع�ﺔ اﻟﻌمﻠ�ﺔ اﻟتﻲ ﯿتوﻗﻒ اﻟﻌﻠم ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟنظر واﻻﺴتدﻻل �خﻼف ﻓروع
ﻧﻲ
اﻟﻔﻘﻪ اﻟتﻲ ﻋﻠمت ﻤن اﻟدﯿن ﻀرورة ،ﻓﻼ �جوز اﻟتﻘﻠید ﻓیﻬﺎ ،ﻤثﻞ أر�ﺎن اﻹﺴﻼم اﻟخمسﺔ ،وأﻋداد اﻟر�ﻌﺎت ،وﺘﻌیین
اﻷوﻗﺎت ،وﻨصب اﻟز�ﺎة ،وﻨحو ذﻟك� ،مﺎ ﻻ �جوز ﻓﻲ أ ﺼول اﻟدﯿن �مﺎ ﺴبق أن ﻗﻠنﺎ ﻓﻲ ﺒ�ﺎن ﺤكم اﻟتﻘﻠید.
واﻟتﻘﻠید إﻤﺎ ﺨﺎص �ﺄن �ﻘﻠد ﺸخص ﻋﺎﻟمﺎ ﻓﻲ ﻗض�ﺔ ﻤﻌینﺔ اﺴتﻔتﺎﻩ ﻓیﻬﺎ وﻫذا ﺠﺎﺌز ،و�ﻤﺎ ﻋﺎم �ﺄن ﯿﻠتزم
ﻤذﻫب إﻤﺎم ﻤﻌین ﻓﻲ �ﻞ ﻋزاﺌمﻪ ورﺨصﻪ وﻓﻲ �ﻞ اﻷﺤوال.
77
وﻗد اﺨتﻠﻒ اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟنوع ،ﻓمنﻬم ﻤن ﺤرﻤﻪ ،ﻟمﺎ ف�ﻪ ﻤن اﻻﻟتزام اﻟمطﻠق �ﺎﺘ�ﺎع ﻏیر اﻟمﻌصوم،
وﻷﻨﻪ ﻟم ﯿنﻘﻞ ﻋن أﺤد ﻤن اﻟسﻠﻒ أﻨﻪ أﻤر أﺤدا أن ﯿتﻘید �مذﻫب ﻤﻌین ،وﻟو وﻗﻊ ذﻟك ﻤنﻬم ﻟوﻗﻌوا ﻓﻲ اﻹﺜم،
ﻟتﻔو�تﻬم اﻟﻌمﻞ �كﻞ ﺤدﯿث ﻟم �ﺄﺨذ �ﻪ ذﻟك اﻟمجتﻬد اﻟذي أﻤر اﻟخﻠق �ﺎﺘ�ﺎﻋﻪ وﺤدﻩ ،واﻟشر�ﻌﺔ ﺤق�ﻘﺔ إﻨمﺎ ﻫﻲ
ﻤجموع ﻤﺎ ﻫو �ﺄﯿدي اﻟمجتﻬدﯿن �ﻠﻬم ﻻ ﻤﺎ ﺒید واﺤد ﻤنﻬم ،وﻟم ﯿوﺠب ﷲ ﻋﻠﻰ أﺤد اﻟتزام ﻤذﻫب ﻤﻌین
�خصوﺼﻪ ﻟﻌدم ﻋصمتﻪ ،وﻤن أﯿن ﺠﺎء اﻟوﺠوب واﻷﺌمﺔ �ﻠﻬم ﻗد ﺘبرؤوا ﻤن اﻷﻤر �ﺎﺘ�ﺎﻋﻬم ،وﻗﺎﻟوا :إذا ﺒﻠﻐكم
ﺤدﯿث ﻓﺎﻋمﻠوا �ﻪ ،واﻀر�وا �كﻼﻤنﺎ ﻋرض اﻟحﺎﺌط ،و�ؤ�د ﻫذا إﺠمﺎع اﻷﻤﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻤن أﺴﻠم ﻻ �جب ﻋﻠ�ﻪ
اﺘ�ﺎع إﻤﺎم ﻤﻌین.
وﻤن اﻟﻌﻠمﺎء ﻤن أوﺠب ﻋﻠﻰ ﻤن ﻟم ﯿبﻠﻎ درﺠﺔ اﻻﺠتﻬﺎد اﻟتزام ﻤذﻫب ﻤﻌین �ﻌتﻘدﻩ أرﺠﺢ ،و�ﻌد اﻨحصﺎر
اﻟمذاﻫب ﻓﻲ اﻷر�ﻌﺔ �جب ﺘﻘﻠید واﺤد ﻤنﻬﺎ ،وﻫﻲ:
اﻟ
ﻤذﻫب اﻹﻤﺎم ﻤﺎﻟك ،وﻤذﻫب اﻹﻤﺎم اﻟشﺎﻓﻌﻲ ،وﻤذﻫب اﻹﻤﺎم أﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ ،وﻤذﻫب اﻹﻤﺎم أﺤمد ﺒن ﺤنبﻞ.
ﻣﻌ
و�ﻨمﺎ أوﺠبوا ﺘﻘﻠید ﻫذﻩ اﻟمذاﻫب دون ﻏیرﻫﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻗد دوﻨت ،وﻀ�طت وﺘﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﻌﺎﻤﺔ �ﺎﻟﻘبول ،وأﻤﺎ ﻏیرﻫﺎ ﻤن
ﮭد
اﻟمذاﻫب ﻓﻠم ﺘكن ﻟﻪ ﺘﻠك اﻟخﺎﺼ�ﺔ� ،مﺎ ﻫو ﻤﻌﻠوم ﻋند اﻟﻌﻠمﺎء.
اﻟﺗ
وﻫنﺎ ﻨن�ﻪ إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟمذاﻫب اﻟﻔﻘﻬ�ﺔ ﻟم �كن ﺒینﻬﺎ ﺨﻼف ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺌد ،وﻻ ﻓﻲ أﺼول اﻟدﯿن و�ﻨمﺎ ﻫو
رﺑو
ﺨﻼف ﺜﺎﻨوي ﻓﻲ اﻟﻔروع اﻟتﻲ ﻫﻲ ﻤحﻞ اﻻﺠتﻬﺎد� ،ﺄﺨذ ﻓیﻬﺎ �ﻞ واﺤد �مﺎ ﻗﺎم ﻋﻠ�ﻪ اﻟدﻟیﻞ ﻋندﻩ ،ﻟﻼﻛتﻔﺎء ﻓﻲ
ي اﻟ
أدﻟتﻬﺎ �ﺎﻟظن�ﺎت ،وﻟذﻟك �ﺎن �ﻞ واﺤد ﻤن اﻷﺌمﺔ ُ�جﻞ اﻵﺨر ،ﻓﻘد أﺨذ أﺒو ﺤن�ﻔﺔ ﻋن ﻤﺎﻟك� ،مﺎ أﺨذ ﻤﺎﻟك ﻋنﻪ،
وأﺨذ اﻟشﺎﻓﻌﻲ ﻋن ﻤﺎﻟك وﻗﺎل ف�ﻪ :ﺠﻌﻠتﻪ ﺤجﺔ ﺒینﻲ و�ین ر�ﻲ ،وأﺨذ أﺤمد ﺒن ﺤنبﻞ ﻋن اﻟشﺎﻓﻌﻲ ،وأﺜنﻰ
وط
وﻫكذا �ﺎن ﺠمﻠﺔ أﺼحﺎﺒﻬم �ﻌضﻬم ﻤﻊ �ﻌض ،وﻟم �ﻘﻊ ﺒینﻬم اﻟخﻼف ﻓﻲ �ﻞ اﻟﻔروع و�ﻨمﺎ ﻓﻲ �ﻌض
اﻟﻔروع اﻟتﻲ ﻗﺎﻤت ﻟكﻞ ﺤجﺔ ﻋﻠﻰ رأ�ﻪ ﻓیﻬﺎ ،وﻗد اﺘﻔﻘوا ﻓﻲ ﻤسﺎﺌﻞ �ثیرة ،ﻓمنﻬﺎ ﻤﺎ وﻗﻊ ﻋﻠ�ﻪ إﺠمﺎع اﻷﻤﺔ ﻤﻌﻬم،
وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﺨﺎﻟﻔﻬم ﻓیﻬﺎ ﻏیرﻫم وﺘﻠك اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟمتﻔق ﻓیﻬﺎ ﻻ ﺘنسب إﻟﻰ واﺤد ﻤنﻬم ،ﻓﻼ �ﻘﺎل ﻓﻲ ﻨحو وﺠوب اﻟز�ﺎة
أو ﺠواز اﻟﻘرض ،أو اﻟشﻔﻌﺔ :إﻨﻪ ﻤذﻫب ﻤﺎﻟك أو اﻟشﺎﻓﻌﻲ ﻤثﻼ ،ﻓﻼ �ضﺎف ﻟكﻞ واﺤد ﻤنﻬم إﻻ ﻤﺎ اﺨتص �ﻪ
ﻛمﺎ ﻨص ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻌﻠمﺎء.
- 4ﺘت�ﻊ اﻟرﺨص:
78
وﻻ �جوز ﺘت�ﻊ رﺨص اﻟمذاﻫب ،ﻷﻨﻪ ﯿؤدي إﻟﻰ ﺨﻠﻊ ر�ﻘﺔ اﻟتكﻠ�ف� ،ﺄن ﯿ�حث اﻟﻌﺎﻤﻲ ﻋن اﻟرﺨص و�ﻠمﺎ
وﺠد رﺨصﺔ ﻓﻲ ﻤذﻫب ﻋمﻞ ﺒﻬﺎ ،وﻻ �ﻌمﻞ �ﻐیرﻫﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟمذﻫب ،وﻗد ﻗﺎل �ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء �ﻔسق ﻤتت�ﻊ
اﻟرﺨص ،ﻷن اﻟﻘﺎﺌﻞ �ﺎﻟرﺨصﺔ ﻓﻲ ﻤذﻫب ﻻ �ﻘول �ﺎﻟرﺨصﺔ اﻷﺨرى اﻟموﺠودة ﻓﻲ ﻤذﻫب آﺨر.
وﻻ �جوز اﻟجمﻊ ﺒین اﻟمذاﻫب ،ﻋﻠﻰ وﺠﻪ �خﺎﻟﻒ اﻹﺠمﺎع� ،ﺄن �ﺄﺨذ ﻤن �ﻞ ﻤذﻫب ﻤﺎ ﻫو اﻷﻫون� ،من
�ﻌﻘد ﻨكﺎﺤﺎ ﺒدون وﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻗول اﻟحنﻔﻲ ،و�دون ﺸﻬود ﻋﻠﻰ ﻗول اﻟمﺎﻟكﻲ ،و�دون ﺼداق ﻋﻠﻰ ﻗول اﻟشﺎﻓﻌﻲ ،ﻓﻘد
وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟزﻨﻰ �ﺈﺠمﺎع� ،حیث ﻟو اﺠتمﻊ أﻫﻞ ﺘﻠك اﻟمذاﻫب اﻟتﻲ ﻗﻠدﻫﺎ ﻟحكموا ﺠم�ﻌﺎ �ﻔسﺎد ﻫذا اﻟﻌﻘد.
و�جوز ﺘﻘﻠید ﻏیر اﻟﻌﻠمﺎء ف�مﺎ �ختص ﺒﻬم ﻤن اﻟمﻌﺎرف واﻟصنﺎﺌﻊ� ،تﻘﻠید اﻟتﺎﺠر ﻓﻲ ق�م اﻟمتﻠﻔﺎت ،وﺘﻘﻠید
اﻟخﺎرص ف�مﺎ �خرﺼﻪ ،وﺘﻘﻠید اﻟجزار ﻓﻲ اﻟذ�ﺎة ،وﺘﻘﻠید اﻟراوي ف�مﺎ ﯿرو�ﻪ ،إذا �ﺎن ﻋدﻻ ،ﻻﺸتراط اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟراوي وﻋدم اﻟتﻬمﺔ ف�مﺎ ﯿرو�ﻪ.
اﻟ
ﻣﻌ
أﻤﺎ اﻻﻨتﻘﺎل ﻤن ﻤذﻫب إﻟﻰ ﻤذﻫب آﺨر �ﺎﻟكﻠ�ﺔ ف�جوز إن �ﺎن ﻟﻐرض ﺸرﻋﻲ ﺼح�ﺢ؛ وﻗد ﻓﻌﻠﻪ اﻷﺌمﺔ
ﮭد
اﻟﻔضﻼء :ﻓﺎﻹﻤﺎم اﻟﻐزاﻟﻲ اﻨتﻘﻞ إﻟﻰ اﻟمذﻫب اﻟمﺎﻟكﻲ �ﻌد أن �ﺎن ﺸﺎﻓع�ﺎ ،واﺒن دﻗیق اﻟﻌید �ﺎن ﻤﺎﻟك�ﺎ ﺜم ﺼﺎر
اﻟﺗ
ﺸﺎﻓع�ﺎ ،واﻟطحﺎوي �ﺎن ﺸﺎﻓع�ﺎ ﺜم ﺼﺎر ﺤنف�ﺎ.
رﺑو
ي اﻟ
– 2أن �جتﻬد ﻤﺎ أﻤكن اﻻﺠتﻬﺎد ﻓﻲ أﻻ ﯿترك اﻟمجمﻊ ﻋﻠ�ﻪ إﻟﻰ اﻟمختﻠﻒ ف�ﻪ ،و�ذا �ﺎﻨت اﻟمسﺄﻟﺔ
ﺨﻼف�ﺔ اﺤتﺎط ﻟﻠشرع واﺤتﺎط ﻟﻠمستﻔتﻲ ﻤن ﻏیر ﺨروج وﻻ ﺸذوذ.
ﻧﻲ
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻟتﻘﻠید ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ.
79
– 2ﻤتﻰ �حرم اﻟتﻘﻠید؟ وﻤتﻰ �كون واﺠ�ﺎ؟
– 3ﻤﺎ اﻷﺤكﺎم اﻟتﻲ ﺘﻌتبر ﻤجﺎﻻ ﻟﻠتﻘﻠید؟
– 4ﻤﺎ رأ�ك ﻓﻲ اﻟﻘول �ﺎﻟتزام ﻤذﻫب ﻤﻌین؟
– 5ﻫﻞ �جوز اﻟجمﻊ ﺒین اﻟمذاﻫب ﻓﻲ ﻤسﺄﻟﺔ واﺤدة؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
80
اﻟدرس :19
اﻹﻓتـــﺎء
أوﻻ :ﺘﻌر�ﻔﻪ:
اﻹﻓتﺎء ﻫو :اﻹﺨ�ﺎر �حكم ﺸرﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻏیر ﺠﻬﺔ اﻹﻟزام ،و�ﻬذا ﯿتمیز ﻋن اﻟﻘضﺎء ،ﻷن اﻟﻘضﺎء إﺨ�ﺎر
�حكم ﺸرﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻹﻟزام ﻤمن و�ﻠت إﻟ�ﻪ ﻤﻬمﺔ اﻟﻘضﺎء .ﻓتبیین اﻟحكم اﻟشرﻋﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻌﺔ ﻤجردا ﻋن ﻗوة
اﻹﻟزام �ﻪ �سمﻰ إﻓتﺎء ،وﺘبیینﻪ ﻤصحو�ﺎ �ﺎﻟجبر واﻹﻟزام �سمﻰ ﻗضﺎء.
واﻟمﻔتﻲ – ﻓﻲ اﺼطﻼﺤﻬم – اﻟمجتﻬد .وﻗد �طﻠق ﻋﻠﻰ ﻤن �ﻌرف اﻷﺤكﺎم اﻟشرع�ﺔ و�تصدى ﻹﺠﺎ�ﺔ
اﻟسﺎﺌﻠین ﻋنﻬﺎ و�ن ﻟم �كن ﻤجتﻬدا.
وﺤﻘیق �من أق�م ﻓﻲ ﻫذا اﻟمنصب اﻟخطیر أن �ﻌد ﻟﻪ ﻋدﺘﻪ ،وأن ﯿتﺄﻫب ﻟﻪ أﻫبتﻪ ،وأن �ﻌﻠم اﻨﻪ ﻤبﻠﻎ ﻋن
) (1
وﻗد ﺘوﻟﻰ ﷲ اﻹﻓتﺎء ﺒنﻔسﻪ ﻓﻲ ﻏیر ﻤﺎ ﷲ ،وﻟذا ورد ﻓﻲ اﻟحدﯿث» :أﺠرؤ�م ﻋﻠﻰ اﻹﻓتﺎء أﺠرؤ�م ﻋﻠﻰ اﻟنﺎر«
اﻟ
ﻣﻌ
) (3 ) (2
ﻓﺎﻟمﻔتﻲ ﻗﺎﺌم ﻓﻲ ﴿ و�ستﻔتوﻨك ﻓﻲ اﻟنسﺎء ﻗﻞ ﷲ �ﻔت�كم ﻓیﻬن﴾ آ�ﺔ ﴿�ستﻔتوﻨك ﻗﻞ ﷲ �ﻔت�كم ﻓﻲ اﻟكﻼﻟﺔ﴾
ﮭد
اﻷﻤﺔ ﻤﻘﺎم اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،ﻷﻨﻪ ﻨﺎﺌب ﻋنﻪ ﻓﻲ ﺘبﻠ�ﻎ اﻷﺤكﺎم ،ﻟﻘوﻟﻪ ﻋﻠ�ﻪ اﻟصﻼة واﻟسﻼم» :أﻻ ﻟیبﻠﻎ
وﻗﺎل» :ﺘسمﻌون و�سمﻊ ﻤنكم و�سمﻊ ﻤمن �سمﻊ ) (5
وﻗﺎل» :ﺒﻠﻐوا ﻋنﻲ وﻟو آ�ﺔ« ) (4
اﻟشﺎﻫد ﻤنكم اﻟﻐﺎﺌب«
اﻟﺗ
) (6
وﻟجسﺎﻤﺔ ﻫذﻩ اﻟمسؤوﻟ�ﺔ ﻓﻲ اﻹﺴﻼم اﻋتبر اﻟشﺎرع اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ ﻋداد أوﻟﻰ اﻷﻤر وأوﺠب طﺎﻋتﻬم، ﻤنكم«
رﺑو
وﻗرﻨﻬﺎ �طﺎﻋﺔ ﷲ وطﺎﻋﺔ رﺴوﻟﻪ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﯿـﺄﯿﻬﺎ اﻟذﯿن آﻤنوا أط�ﻌوا ﷲ وأط�ﻌوا اﻟرﺴول وأوﻟﻲ اﻷﻤر
ﻤنكم﴾) .(7
ي اﻟ
ﺸروط اﻟمﻔتﻲ:
وط
ﻟﻘد ﺸدد اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ ﺸروط اﻟمﻔتﻲ ،ووﻀﻌوا ﻗیود ا �ثیرة ﻋﻠﻰ اﻹﻓتﺎء ﺤتﻰ ﻻ ﯿتخذ دﯿن ﷲ ﻫزؤا وﻟع�ﺎ.
ﻧﻲ
-اﻟمستدرك ) (174/1ح ) (328ﺴنن أﺒﻲ داود 3661وﺼح�ﺢ اﺒن ﺤ�ﺎن .61 6
81
أﺤدﻫمﺎ :اﻟﻌﻠم �ﺎﻟشر�ﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا ﺘتﻔﺎوت درﺠﺎت اﻟﻌﻠمﺎء ،ﻓﺈن �ﺎن اﻟمﻔتﻲ ﻤجتﻬدا ﻤطﻠﻘﺎ ﻓﻼ
ﺨﻼف ﺒین اﻷﻤﺔ ﻓﻲ ﺠواز وﺼحﺔ إﻓتﺎﺌﻪ ،واﻨتصﺎ�ﻪ ﻟذﻟك ،و�ن �ﺎن ﻤجتﻬد ﻤذﻫب أو ﻤجتﻬد ﻓتوى ﻓﻬو أ�ضﺎ
ﻤمن ﺘﻘبﻞ ﻤنﻪ اﻟﻔتوى ﻋند ﺠمﻬور اﻟﻌﻠمﺎء �شرط أن �كون ﻤطﻠﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺂﺨذ أﺤكﺎم اﻟمذﻫب اﻟذي �ﻘﻠدﻩ ،أﻫﻼ
ﻟﻠنظر ﻓیﻬﺎ ،ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ اﻟتﻔر�ﻊ ﻋﻠﻰ ﻗواﻋدﻩ.
وﻋﻠﻰ اﻟجمﻠﺔ أن ﺘكون ﻟﻪ ﻤﻠكﺔ اﻻﻗتدار ﻋﻠﻰ اﺴتن�ﺎط أﺤكﺎم اﻟﻔروع اﻟمتجددة اﻟتﻲ ﻻ ﻨﻘﻞ ﻓیﻬﺎ ﻋن
ﺼﺎﺤب اﻟمذﻫب ﻤن اﻷﺼول اﻟتﻲ ﻤﻬدﻫﺎ ،وﻻ �جوز ﻟﻪ أن �ﻔتﻲ إﻻ �ﺎﻟمشﻬور ،واﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ﺠواز إﻓتﺎء ﻏیر
اﻟمجتﻬد اﻟمطﻠق وﻗوﻋﻪ ﻓﻲ �ثیر ﻤن اﻟﻌصور ﺒﻼ ﻨكیر ﻤن اﻟمت�حر�ن ﻓﻲ ﻤذاﻫب ﺠم�ﻊ اﻷﺌمﺔ.
أﻤﺎ اﻟمﻔتﻲ اﻟمﻘﻠد ف�طﻠب ف�ﻪ أن �كون ﻤتوﺴطﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻌر��ﺔ ،ﻤﺎﻫ ار ﻓﻲ ﻋﻠوم أﺼول اﻟﻔﻘﻪ ،ﻟ�ﻌرف
ﺘطبیق اﻟنصوص ﻋﻠﻰ اﻟنوازل ،ﻋﺎرﻓﺎ �ﻌرف اﻟبﻠد اﻟذي �ﻔتﻲ ف�ﻪ ،ﻋﺎﻟمﺎ �مﺎ ﺠرى �ﻪ ﻋمﻠﻪ ،ﻤستحض ار ﻟنصوص
وﺨﺎﺼﻬﺎ ،ﻤﺎﻫ ار ﻓﻲ ﻓﻬم اﺼطﻼﺤﺎﺘﻬﺎ ،واﻨدراج ّ اﻟمذﻫب اﻟذي �ﻔتﻲ ﻋﻠ�ﻪ ،ﻋﺎرﻓﺎ �مطﻠﻘﻬﺎ وﻤﻘیدﻫﺎ ،وﻋﺎﻤﻬﺎ
اﻟ
ﺠزﺌ�ﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ �ﻠ�ﺎﺘﻬﺎ ،ﺴﺎﻟكﺎ ﺴبیﻞ اﻟجد واﻟت�صر ،ﻤكث ار ﻤن ﻤطﺎﻟﻌﺔ أﻗوال اﻷﺌمﺔ اﻟﻔﻘﻬﺎء ..وﻻ �ﻔتﻲ إﻻ �مﺎ ﻨﻘﻞ
ﻣﻌ
ﻤستوﻓﻰ ﻋن إﻤﺎﻤﻪ.
ﮭد
ﺜﺎﻨیﻬمﺎ :اﻟﻌداﻟﺔ ،ﻓﻼ �ستﻔتﻲ إﻻ ﻤن ﻋرف �ﺎﻟﻌﻠم واﻟﻌداﻟﺔ ،ﻷن اﻟمﻔتﻲ ﻫﺎد وﻤرﺸد وﻓتواﻩ ﻤدار ﻹﺼﻼح
اﻟﺗ
اﻟنﺎس ،وﻟذﻟك ﺸدد اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ ﺸروط اﻟمﻔتﻲ ،ﻓﻌن اﻹﻤﺎم أﺤمد أﻨﻪ ﻗﺎل :ﻻ ﯿن�ﻐﻲ ﻟﻠرﺠﻞ أن ﯿنصب ﻨﻔسﻪ ﻟﻠﻔتوى
رﺑو
اﻟخﺎﻤسﺔ :ﻤﻌرﻓﺔ اﻟنﺎس ،و�ﻻ راج ﻋﻠ�ﻪ اﻟمكر واﻟخداع ،واﻻﺤت�ﺎل) .(1
وﻋن ﻋطﺎء ﻻ ﯿن�ﻐﻲ ﻷﺤد أن �ﻔتﻲ اﻟنﺎس ﺤتﻰ �كون ﻋﺎﻟمﺎ �ﺎﺨتﻼف اﻟنﺎس ،ﻓﺈﻨﻪ إن ﻟم �كن �ذﻟك رد
ﻤن اﻟﻌﻠم ﻤﺎ ﻫو أوﺜق ﻤن اﻟذي ﻓﻲ ﯿد�ﻪ.
وﻋن ﻤﺎﻟك :ﻻ ﺘجوز اﻟﻔت�ﺎ إﻻ ﻟمن ﻋﻠم ﻤﺎ اﺨتﻠﻒ اﻟنﺎس ف�ﻪ ،ﻗیﻞ ﻟﻪ :اﺨتﻼف أﻫﻞ اﻟرأي؟
ﻗﺎل :ﻻ ،اﺨتﻼف أﺼحﺎب رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،وﻋﻠم اﻟنﺎﺴﺦ واﻟمنسوخ ﻤن اﻟﻘرآن ،وﻤن ﺤدﯿث
اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم) .(2
82
و�تﺄﻛد ﻋﻠﻰ اﻟمﻔتﻲ ﺘصح�ﺢ اﻟن�ﺔ ،وأن �ﻘصد �ﻔتواﻩ وﺠﻪ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻻ ﺘحصیﻞ ﻏرض دﻨیوي ﻤن ﺠﺎﻩ أو
ﻤﺎل ،وأن ﯿتصﻒ �صﻔﺎت أﻫﻞ اﻟﻔضﻞ واﻟخیر.
ﺜﺎﻟثﺎ :آداب اﻟمﻔتﻲ:
ﻤن آداب اﻟمﻔتﻲ أن ﯿتثبت وﻻ ﯿتسرع ﻓﻲ اﻟجواب� ،مﺎ �ﺎن �ﻔﻌﻞ اﻷﺌمﺔ اﻟﻔضﻼء ﻗﺎل ﻤﺎﻟك :إﻨﻲ ﻷﻓكر
ﻓﻲ ﻤسﺄﻟﺔ ﻤنذ �ضﻊ ﻋشرة ﺴنﺔ ﻓمﺎ اﺘﻔق ﻟﻲ ﻓیﻬﺎ رأي إﻟﻰ اﻵن ،و�ﺎن إذا ﺴئﻞ ﻋن اﻟمسﺄﻟﺔ ﻗﺎل ﻟﻠسﺎﺌﻞ:
اﻨصرف ﺤتﻰ أﻨظر ﻓیﻬﺎ ،ﻓینصرف ،و�ردد ﻓیﻬﺎ ،ﻓﻘیﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ذﻟك ،ف�كﻰ وﻗﺎل :إﻨﻲ أﺨﺎف أن �كون ﻟﻲ ﻤن
) (1
وﻗد ﺴئﻞ ﻋن ﻤسﺄﻟﺔ ﻓﻘﺎل :ﻻ أدري ،ﻓﻘیﻞ ﻟﻪ :إﻨﻬﺎ ﻤسﺄﻟﺔ ﺴﻬﻠﺔ ،ﻓﻐضب وﻗﺎل :ﻟ�س ﻓﻲ اﻟمسﺎﺌﻞ ﯿوم وأي ﯿوم
) (2
ﻓﺎﻟﻌﻠم �ﻠﻪ ﺜﻘیﻞ ،و�خﺎﺼﺔ ﻤﺎ �سﺄل اﻟﻌﻠم ﺨف�ف ،أﻤﺎ ﺴمﻌت ﻗول ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :إﻨﺎ ﺴنﻠﻘﻲ ﻋﻠ�ك ﻗوﻻ ﺜﻘیﻼ﴾
ﻋنﻪ ﯿوم اﻟق�ﺎﻤﺔ) .(3
وﻗﺎل ﻤﺎﻟك ﻻ ﯿن�ﻐﻲ ﻟرﺠﻞ أن ﯿرى ﻨﻔسﻪ أﻫﻼ ﻟشﻲء ﺤتﻰ �سﺄل ﻋنﻪ ﻤن ﻫو أﻋﻠم ﻤنﻪ وﻤﺎ أﻓتیت ﺤتﻰ
ﻤرﻨﻲ وﻟو ﻨﻬ�ﺎﻨﻲ ﻻﻨتﻬیت ،وﻗﺎل ﻤن ﺴئﻞ ﻋن ﻤسﺄﻟﺔ ﯿن�ﻐﻲ ﻟﻪ أن �ﻌرض ﻨﻔسﻪ
ﺴﺄﻟت ر��ﻌﺔ و�حیﻰ ﺒن ﺴﻌید ﻓﺄ ا
اﻟ
ﻋﻠﻰ اﻟجنﺔ واﻟنﺎر ،و��ف �كون ﺨﻼﺼﻪ ﻓﻲ اﻵﺨرة ،ﺜم �جیب ﻓیﻬﺎ ،وﻗﺎل :ﻤﺎ أﻓتیت ﺤتﻰ ﺸﻬد ﻟﻲ ﺴ�ﻌون أﻨﻲ
ﻣﻌ
) (4
أﻫﻞ ﻟذﻟك
ﮭد
وﻫكذا ﯿن�ﻐﻲ ﻟمن اﻨتصب ﻟﻬذا اﻟمنصب اﻟخطیر أن ﯿتثبت ﻓﻲ اﻟمسﺎﺌﻞ ،و�نظر ﻓﻲ اﻟﻔتوى ،و�تحﻘق
ﺼواﺒﻬﺎ ،و�ﻌﻠم ﻤنزﻋﻬﺎ وأﺼﻠﻬﺎ ﺤتﻰ �حتﺎط ﻟشرع ﷲ ،وﻻ �خبر ﻋنﻪ إﻻ �مﺎ ﺸرع ،اﻤتثﺎﻻ ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻻ ﺘﻘﻒ
اﻟﺗ
ﻤﺎ ﻟ�س ﻟك �ﻪ ﻋﻠم﴾) .(5
رﺑو
إن اﻟﻔتوى ﻗد ﺘستمد ﻤصداﻗیتﻬﺎ ﻤن اﻟمﻔتﻲ اﻟذي ﺘصدر ﻋنﻪ ،وﻻ �كون ذﻟك إﻻ إذا ﺘمت اﻟمطﺎ�ﻘﺔ ﺒین
اﻟﻘول واﻟﻔﻌﻞ ،اﻗتداء ﺒرﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،ﺤیث �ﺎﻨت أﻗواﻟﻪ ﻤﻊ أﻓﻌﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء واﻟتمﺎم .وﻟذﻟك ﻟمﺎ
وط
) (6
وﺤین وﻀﻊ اﻟدﻤﺎء اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﻓﻲ ﻨﻬﻰ ﻋن اﻟر�ﺎ ﻗﺎل» :وأول ر�ﺎ أﻀﻌﻪ ر�ﺎ اﻟع�ﺎس ﺒن ﻋبد اﻟمطﻠب«
) (7
وﻗﺎل ﺤین ﺸﻔﻊ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺤد اﻟسرﻗﺔ» :واﻟذي اﻟجﺎﻫﻠ�ﺔ ﻗﺎل» :وأول دم أﻀﻌﻪ ﻤن دﻤﺎﺌنﺎ دم ر��ﻌﺔ ﺒن اﻟحﺎرث«
ﻧﻲ
) (3
واﻷدﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟصﻼة واﻟسﻼم ﻟﻘوﻤﻪ� ،مﺎ ﺤكﻰ اﻟﻘرآن اﻟكر�م ﻋنﻪ ﴿وﻤﺎ أر�د أن أﺨﺎﻟﻔكم إﻟﻰ ﻤﺎ أﻨﻬﺎﻛم ﻋنﻪ﴾
اﻟمﻌنﻰ أﻛثر ﻤن أن ﺘحصﻰ.
اﻟ
ﻣﻌ
وﻏﺎﻟب ﻫذﻩ اﻟكتب اﻟتﻲ �ﻔتﻲ ﻤنﻬﺎ ﺴرد ﻟﻠﻔروع ﺒدون دﻟیﻞ إﻻ ﻤﺎ �ﺎن ﻤن اﻟموطﺈ وﺸروﺤﻪ ،واﻟمدوﻨﺔ ،وﻻ
ﮭد
�خﻔﻰ أن ﻟكﻞ ﻤذﻫب ﻤراﺠﻌﻪ اﻟمﻌتمدة ﻋندﻩ ﻟﻠرﺠوع إﻟیﻬﺎ ﻓﻲ اﻟتﺄﺼیﻞ واﻟتﻔر�ﻊ.
وﻻ �جوز ﻟﻠﻌﺎﻟم أن �صحﺢ ﻓتوى ﻤن ﻟم �كن أﻫﻼ ﻟﻠﻔتوى وﻟو �ﺎﻨت ﺼح�حﺔ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻷﻤر.
اﻟﺗ
رﺑو
اﻷﺴئﻠﺔ:
ي اﻟ
ﻨصﺎن ﻟﻔتو�ین
�ﻌدﻤﺎ ﺴبق ﻤن اﻟحدﯿث ﻋن اﻹﻓتﺎء وﻤتﻌﻠﻘﺎﺘﻪ ﻓﺈﻨﻪ �حسن أن ﻨﻘدم ﻟﻠمطﺎﻟﻊ �ﻌضﺎ ﻤن ﻨصوص اﻟﻔتﺎوى ﻓﻲ
أﻤور ﻤع�شﺔ ،ﺘستدﻋﻲ اﻻﻫتمﺎم ﺒﻬﺎ واﻟ�حث ﻋن أﺤكﺎﻤﻬﺎ ،وﻗد اﺨترﻨﺎ أن ﺘكون ﺘﻠك اﻟنصوص ﻤن ﻓتﺎوى
ﻤور�تﺎﻨ�ﺔ ﺘتم�مﺎ ﻟﻠﻔﺎﺌدة ،وﺘجسیدا ﻟضرورة ﻤﻌرﻓﺔ اﻟمﻔتﻲ �حیث�ﺎت اﻟواﻗﻌﺔ.
وأﺤد اﻟنصین )وﻫو ﻗد�م( ﯿتﻌﻠق �ﺈﺤ�ﺎء اﻟموات ﻤن اﻷرض ،وﻫﻞ �حتﺎج ف�ﻪ إﻟﻰ ﺘرﺨ�ص ﻤن وﻟﻲ اﻷﻤر
ﻟتترﺘب ﻋﻠ�ﻪ أﺤكﺎم اﻹﺤ�ﺎء ﻤن ﺤیث اﻟجواز واﺨتصﺎص اﻟمﻠك ،أوﻻ �حتﺎج إﻟﻰ ذﻟك؟
اﻟ
�ﻘول ﺼﺎﺤب اﻟنص وﻫو أﺤمد اﻟصﻐیر ﺒن ﺤمﺎﻩ ﷲ اﻟت�شیتﻲ :وﻗد اﺨتﻠﻒ اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ اﺤت�ﺎج اﻟموات إﻟﻰ
ﻣﻌ
إذن اﻟسﻠطﺎن ،ﻗﺎل ﻋبد اﻟ�ﺎﻗﻲ ﻓﻲ ﺸرح ﻗوﻟﻪ ﻋﻠ�ﻪ اﻟصﻼة واﻟسﻼم ﻓﻲ اﻟموطﺈ ف�مﺎ رواﻩ ﻤﺎﻟك ﻋن ﻫشﺎم ﺒن ﻋروة
ﮭد
ﻋن أﺒ�ﻪ ﻋن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :ﻤن أﺤیﻰ أرﻀﺎ ﻤیتﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﻪ« ﻗﺎل اﻟشﺎرح� :مجرد اﻹﺤ�ﺎء وﻻ
�حتﺎج ﻹذن اﻹﻤﺎم ﻓﻲ اﻟ�ﻌید ﻤن اﻟﻌمﺎرة اﺘﻔﺎﻗﺎ .ﻗﺎل ﻤﺎﻟك :ﻤﻌنﻰ اﻟحدﯿث ﻓﻲ ف�ﺎﻓﻲ اﻷرض وﻤﺎ �ﻌد ﻤن
اﻟﺗ
رﺑو
اﻟﻌمران ،ﻓﺈن ﻗرب ﻓﻼ �جوز إﺤ�ﺎؤﻩ إﻻ �ﺈذن اﻹﻤﺎم .وﻗﺎل أﺸﻬب و�ثیر ﻤن أﺼحﺎﺒنﺎ ﻏیرﻩ� :حییﻬﺎ ﻤن ﺸﺎء �ﻐیر
إذﻨﻪ .ﻗﺎل ﺴحنون وﻫو ﻗول أﺤمد ،وداود ،و�ﺴحﺎق.
ي اﻟ
وﻗﺎل أﺒو ﺤن�ﻔﺔ :ﻻ �حییﻬﺎ إﻻ �ﺈذن اﻟسﻠطﺎن إن ﻗر�ت أو �ﻌدت .وﻤثﺎر اﻟخﻼف ﻫﻞ اﻟحدﯿث ﺤكم أو
وط
ﻓتوى؟ ﻓمن ﻗﺎل �ﺎﻷول ﻓﻼﺒد ﻤن اﻹذن ،وﻤن ﻗﺎل �ﺎﻟثﺎﻨﻲ ﻗﺎل ﻻ �حتﺎج إﻟ�ﻪ) .(1
ﻧﻲ
اﻟنص اﻟثﺎﻨﻲ) :و�تضمن ﻓتوى ﻤﻌﺎﺼرة( ﺘتﻌﻠق �حكم ﻨﻘﻞ اﻟدم ﻤن إﻨسﺎن ﻵﺨر ﻟضرورة اﻟﻌﻼج ،أو ﻨﻘﻞ
ﻛﻠ�ﺔ إﻟ�ﻪ.
�ﻘول ﻤحمد اﻟشی�ﺎﻨﻲ ﺒن ﻤحمد ﺒن أﺤمد ﻓﻲ ﺸرﺤﻪ ﻟكتﺎب» :ﺘبیین اﻟمسﺎﻟك« ﻋند ذ�ر ﻤﺎ �ستثنﻰ ﻤن
اﻟمحرﻤﺎت ﻷﺠﻞ اﻻﻀطرار:
»ﻗﻠت :و�ذا �ﺎن ﻋﻼج اﻟﻐصﺔ ﺠﺎﺌ از �ﺎﻟخمر اﻟتﻲ ﻫﻲ ﻨجس وﺤرام �ﺎﻟكتﺎب واﻟسنﺔ واﻹﺠمﺎع ،و�ﺎن
اﻟمسوغ ﻟذﻟك ﻫو أن إزاﻟتﻬﺎ ﻟﻠﻐصﺔ ﻤﻌﻠوﻤﺔ �ﺎﻟتجر�ﺔ ﻓﺈن اﻟﻌﻼج �ﺎﻟدم ﻋند ﺨوف اﻟﻬﻼك ﺒنﻘﻠﻪ ﻤن إﻨسﺎن ﻻ
وظﺎﻫر ﻤذﻫب اﻟشﺎﻓﻌﻲ ﺠواز ذﻟك �ﻠﻪ ،ﻗﺎل اﻟنووي» :وأﻤﺎ اﻟتداوي �ﺎﻟنجﺎﺴﺔ ﻏیر اﻟخمر ﻓﻬو ﺠﺎﺌز ،ﺴواء
) (1
ﻓﻲ ﺠم�ﻊ اﻟنجﺎﺴﺎت ﻏیر اﻟمسكر ﻫذا ﻫو اﻟمذﻫب واﻟمنصوص و�ﻪ ﻗطﻊ اﻟجمﻬور«
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
-ﺘبیین اﻟمسﺎﻟك /ﺸرح اﻟش�ﺦ ﻤحمد اﻟشی�ﺎﻨﻲ وﻟد ﻤحمد وﻟد أﺤمد ).(373/2 1
86
اﻟ
ﻣﻌ
زﻋﻣﺎء اﻹﺻﻼح اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﮭد
اﻟﺗ
87
ﻧﻲ
وط
ي اﻟ
88
رﺑو
اﻟﺗ
ﮭد
ﻣﻌ
اﻟ
اﻟدرس :21
اﺒن ﺘ�م�ﺔ
ﻤر اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋبر ﺘﺎر�خﻪ �ﻔترات ﻋصی�ﺔ ﻤن أﺸدﻫﺎ ﻏزو اﻟتتﺎر واﻟمﻐول وﺴﻘوط �ﻐداد ﺜم اﻟحروب
اﻟصﻠیب�ﺔ واﻟنﻔوذ اﻷور�ﻲ وﺴﻘوط اﻟخﻼﻓﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ واﻟﻬ�منﺔ اﻷور��ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ.
وﻟم ﺘخﻞ ﻓترة ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻔترات اﻟصع�ﺔ ﻤن دﻋﺎة اﻹﺼﻼح وﻤجددﯿن ﺤز ﻓﻲ ﻨﻔوﺴﻬم ﻤﺎ ﺘﻌﺎﻨ�ﻪ اﻟمجتمﻌﺎت
اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻤن ﻓرﻗﺔ واﺨتﻼف وﻤﺎ ﻨﺎل اﻟدﯿن ﻤن ﺘحر�ف وﺘز��ف.
وﺴنﻘتصر ﻓﻲ ﻫذا اﻟدرس واﻟدروس اﻟثﻼﺜﺔ اﻟتﻲ ﺘﻠ�ﻪ ﻋﻠﻰ ﻨموذﺠین:
اﻷول� :مثﻠﻪ أﺤمد ﺒن ﺘ�م�ﺔ �ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب.
اﻟثﺎﻨﻲ� :مثﻠﻪ ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ وﺘﻠمیذﻩ ﻤحمد ﻋبدﻩ وﻤن �ﻌدﻫمﺎ ﻋبد اﻟحمید ﺒن �ﺎد�س.
اﻟ
ﻣﻌ
أﺤمد ﺒن ﺘ�م�ﺔ:
ﮭد – 1ﻤوﻟدﻩ وﻨشﺄﺘﻪ:
وﻟد أﺒو اﻟع�ﺎس أﺤمد ﺘﻘﻲ اﻟدﯿن ﺒن اﻟش�ﺦ ﺸﻬﺎب اﻟدﯿن ﺴنﺔ 661ﻫـ �مدﯿنﺔ ﺤران اﻟتﻲ ﻏﺎدرﺘﻬﺎ أﺴرﺘﻪ
اﻟﺗ
�سبب ﻏﺎرة اﻟمﻐول ﻋﻠیﻬﺎ ،واﺴتﻘرت ﺒدﻤشق ﺤیث اﺘخذ واﻟدﻩ ﺸﻬﺎب اﻟدﯿن �رﺴ�ﺎ ﻟﻠتدر�س واﻟوﻋظ واﻹرﺸﺎد ﻓﻲ
رﺑو
وﻓﻲ ﻫذا اﻟجو اﻟمﻔﻌم �ﺎﻟﻌﻠم واﻟمﻌرﻓﺔ ،ﻨشﺄ اﺒن ﺘ�م�ﺔ وﺘرﻋرع ،ﻓﺄﺨذ ﯿنﻬﻞ ﻤن ﻤﻌین اﻟﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﯿد واﻟدﻩ،
وﻋﻠﻰ ﯿد ﻏیرﻩ ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء اﻟحنﺎﺒﻠﺔ ...و�ﺎن ﺤر�صﺎ اﺸد اﻟحرص ﻋﻠﻰ ﻤﻌرﻓﺔ ﻓﻘﻪ اﻟصحﺎ�ﺔ.
وط
و�ﻌد وﻓﺎة واﻟدﻩ ،ﺘوﻟﻰ اﻟتدر�س ﻤكﺎﻨﻪ وﻫو اﺒن اﺜنتین وﻋشر�ن ﺴنﺔ ،ﻓكثر ﺘﻼﻤذﺘﻪ ،وذاع ﺼیتﻪ ،وظﻬر
ﻓضﻠﻪ ،واﻨتشر ﻓﻲ اﻟنﺎس ﻋﻠمﻪ.
ﻧﻲ
89
ﻗﺎل) :ﻟﻘد ﺒﻠﻲ اﻹﺴﻼم واﻟمسﻠمون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمدة �مصﺎﺌب ﻟم ﯿبتﻞ ﺒﻬﺎ أﺤد ﻤن اﻷﻤم :ﻤنﻬﺎ ﻫؤﻻء اﻟتتﺎر:
ﻓمنﻬم ﻤن أﻗبﻠوا ﻤن اﻟشرق ﻓﻔﻌﻠوا اﻷﻓﻌﺎل اﻟتﻲ �ستﻌظمﻬﺎ �ﻞ ﻤن ﺴمﻊ ﺒﻬﺎ.
وﻤنﻬﺎ :ﺨروج اﻟﻔرﻨﺞ –ﻟﻌنﻬم ﷲ -ﻤن اﻟﻐرب إﻟﻰ اﻟشﺎم وﻗصدﻫم د�ﺎر ﻤصر واﻤتﻼﻛﻬم ﺜﻐرﻫﺎ –أي
دﻤ�ﺎط ،-وأﺸرﻓت د�ﺎر ﻤصر وﻏیرﻫﺎ ﻋﻠﻰ أن �مﻠكوﻫﺎ ﻟوﻻ ﻟطﻒ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ وﻨصرﻩ ﻋﻠیﻬم.
وﻤنﻬﺎ :أن اﻟس�ف ﺒینﻬم ﻤسﻠول ،واﻟﻔتنﺔ ﻗﺎﺌمﺔ.
أﻤﺎ اﻟتتﺎر :ﻓﻘد �ﺎﻨوا ﻓﺎﺠﻌﺔ اﻹﺴﻼم واﻟمسﻠمین ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟسﺎ�ﻊ اﻟﻬجري ،ﻓﻲ ﺴﻘوط �ﻐداد –و�ﻬﺎ ﺴﻘطت
اﻟخﻼﻓﺔ اﻟع�ﺎﺴ�ﺔ -ﺴنﺔ 656ﻫـ.
ﻛﺎﻨت ﻫذﻩ اﻷﺤداث ﻗر��ﺔ ﻤن وﻻدة ﺸ�ﺦ اﻹﺴﻼم اﺒن ﺘ�م�ﺔ ،وﻻﺒد أن �كون ﻗد ﺸﺎﻫد آﺜﺎر ﻫذا اﻟخراب
واﻟدﻤﺎر �ﺄم ﻋین�ﻪ ،وﺴمﻊ ﺘﻔﺎﺼیﻠﻪ اﻟمؤﻟمﺔ ﻋمن أروا ﻤنﺎظرﻩ وﺸﻬودﻫﺎ ،ﻓمن اﻟطب�ﻌﻲ أن ﯿتﺄﺜر ﻗﻠ�ﻪ اﻟﻐیور
اﻟمرﻫﻒ ﺒنك�ﺔ اﻟمسﻠمین ﻫذﻩ وذﻟتﻬم ،وﺘمتﻠﺊ ﻨﻔسﻪ غ�ظﺎ و�راﻫﺔ �من �ﺎﻨوا ﺴب�ﺎ ﻓﻲ ﺤدوﺜﻬﺎ.
اﻟ
ﻣﻌ
أﻤﺎ ظﻬور اﻟﻔرﻨجﺔ أو )اﻟحروب اﻟصﻠیب�ﺔ( :ﻓﻘد �ﺎﻨت وﻻدة اﺒن ﺘ�م�ﺔ رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ ﺒدا�ﺔ اﻟدور اﻟرا�ﻊ ﻟﻬذﻩ
ﮭد
اﻟحروب ،أي �مثﻞ دور اﻟضﻌﻒ اﻟﻔرﻨجﻲ وﺘجدد ﻗوة اﻟمسﻠمین� ،ﺎﺴترداد �ثیر ﻤن اﻟمدن اﻟشﺎﻤ�ﺔ اﻟكبرى ،و�ﻛمﺎل
ﻤسیرة طرد اﻟﻔرﻨﺞ ﻤن ﺒﻼد اﻟمسﻠمین.
اﻟﺗ
أﻤﺎ اﻟﻔتن اﻟداﺨﻠ�ﺔ� :مﺎ �ﺎن �حصﻞ ﺒین اﻟممﺎﻟ�ك وﺘنﺎزﻋﻬم ﻋﻠﻰ اﻟسﻠطﺔ وﻤﺎ �ﺎن �حصﻞ ﺒینﻬم و�ین
رﺑو
اﻟتتﺎر اﻟمسﻠمین ﻓﻘد �ﺎن ﻻﺒن ﺘ�م�ﺔ رﺤمﻪ ﷲ ﻤشﺎر�ﺔ ﻓﻲ إﺼﻼح �ﻌضﻬﺎ.
ي اﻟ
ﻛﺎﻨت ﻤجتمﻌﺎت اﻟمسﻠمین ﺨﻠ�طﺎ ﻤن أﺠنﺎس ﻤختﻠﻔﺔ ،وﻋنﺎﺼر ﻤت�ﺎﯿنﺔ �سبب اﻻﻀطراب اﻟس�ﺎﺴﻲ ﻓﻲ
ﺒﻼدﻫم.
ﻧﻲ
اﺨتﻠط اﻟتتﺎر –اﻟﻘﺎدﻤون ﻤن أﻗصﻰ اﻟشرق ﺤﺎﻤﻠین ﻤﻌﻬم ﻋﺎداﺘﻬم وأﺨﻼﻗﻬم وط�ﺎﻋﻬم اﻟخﺎﺼﺔ� -ﺎﻟمسﻠمین
ﻓﻲ د�ﺎر اﻹﺴﻼم.
أﺴرى ﺤروب اﻟﻔرﻨجﺔ واﻟترك إذ �ﺎن ﻟﻬم ﺸﺄن ﻓﻲ ﻓرض �ﻌض اﻟنظم اﻻﺠتمﺎع�ﺔ ،وﺘثبیت �ﻌض اﻟﻌواﺌد
اﻟسیئﺔ ،ﻟﻠتﺄﺜیر اﻟﻠﻐوي اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟمجتمﻊ اﻟمسﻠم.
إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻤتزاج أﻫﻞ اﻷﻤصﺎر اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ �ﻌضﻬم ﺒ�ﻌض �سبب اﻟحروب اﻟطﺎﺤنﺔ ﻤﻊ اﻟتتﺎر وﻏیرﻫم،
ﻓﺄﻫﻞ اﻟﻌراق �ﻔرون إﻟﻰ اﻟشﺎم ،وأﻫﻞ دﻤشق إﻟﻰ ﻤصر واﻟمﻐرب وﻫكذا.
ﺴﺎﻋد ﻫذا ﻓﻲ ﺘكو�ن ﺒن�ﺔ اﺠتمﺎع�ﺔ ﻏیر ﻤنتظمﺔ وﻏیر ﻤت ار�طﺔ ،وأوﺠد ﻋواﺌد ﺒین اﻟمسﻠمین ﻻ �ﻘرﻫﺎ
اﻹﺴﻼم ،وأﺤدث ﺒدﻋﺎ ﻤخﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠشر�ﻌﺔ؛ �ﺎن ﻻﺒن ﺘ�م�ﺔ رﺤمﻪ ﷲ أﻛبر اﻷﺜر ﻓﻲ إﻨكﺎرﻫﺎ.
90
ﺜﺎﻟثﺎ :اﻟنﺎﺤ�ﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ:
ﻓﻲ ﻋصر اﺒن ﺘ�م�ﺔ رﺤمﻪ ﷲ ﻗﻞ اﻹﻨتﺎج اﻟﻌﻠمﻲ ،ور�دت اﻷذﻫﺎن ،وأﻗﻔﻞ �ﺎب اﻻﺠتﻬﺎد وﺴ�طرت ﻨزﻋﺔ
اﻟتﻘﻠید واﻟجمود ،وأﺼ�ﺢ ﻗصﺎرى ﺠﻬد �ثیر ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء ﻫو ﺠمﻊ وﻓﻬم اﻷﻗوال ﻤن ﻏیر �حث وﻻ ﻤنﺎﻗشﺔ ،ﻓﺄﻟﻔت
اﻟكتب اﻟمطوﻟﺔ واﻟمختصرة ،وﻟكن ﻻ أﺜر ﻓیﻬﺎ ﻟﻼﺒتكﺎر واﻟتجدﯿد ،وﻫكذا ﻋصور اﻟضﻌﻒ ﺘمتﺎز �كثرة اﻟجمﻊ
وﻏ ازرة اﻟمﺎدة ﻤﻊ ﻨضوب ﻓﻲ اﻟ�حث واﻻﺴتنتﺎج.
أﺤﺎل �ﻌض اﻟ�ﺎﺤثین ذﻟك اﻟضﻌﻒ إﻟﻰ :ﺴ�ﺎدة اﻷﺘراك واﻟممﺎﻟ�ك ﻤمﺎ ﺴبب اﺴتﻌجﺎم اﻷﻨﻔس واﻟﻌﻘول
واﻷﻟسن ،إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺠتمﺎع اﻟمصﺎﺌب ﻋﻠﻰ اﻟمسﻠمین ،ﻓﻠم �كن ﻟدﯿﻬم ﻤن اﻻﺴتﻘرار ﻤﺎ �مكنﻬم ﻤن اﻻﺸتﻐﺎل
�ﺎﻟ�حث واﻟتﻔكیر.
وﻻ ﯿنكر وﺠود أﻓراد ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء اﻟنﺎﺒﻬین أﻫﻞ اﻟنبوغ ،وﻟكن أوﻟئك ﻗﻠﺔ ﻻ ﺘنخرم ﺒﻬم اﻟﻘﺎﻋدة .وﺜمﺔ أﻤر آﺨر
ﻓﻲ ﻋصر اﺒن ﺘ�م�ﺔ أﺜر ﻓﻲ ﻋﻠمﻪ أﻻ وﻫو :اﻛتمﺎل اﻟمكت�ﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ �كثیر ﻤن اﻟموﺴوﻋﺎت اﻟكبرى ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻟشرع�ﺔ :ﻤن اﻟتﻔسیر ،واﻟحدﯿث ،واﻟﻔﻘﻪ ،وﻏیرﻫﺎ.
اﻟ
ﻓﺎﻟسنﺔ ﻤ�سوطﺔ ،واﻟمذاﻫب ﻤدوﻨﺔ ،وﻟم �ﻌد ﻤن اﻟسﻬﻞ ﺘحدﯿد اﻟكتب اﻟتﻲ ﻗرأﻫﺎ وﺘﺄﺜر ﺒﻬﺎ ،وﻻ ﻤﻌرﻓﺔ ﺘﺄﺜیر
ﻣﻌ
ﺸیوﺨﻪ ﻋﻠ�ﻪ ﺒدﻗﺔ.
ﮭد
– 3ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ اﻟتجدﯿد
اﻟﺗ
رﺑو
�ﻌتبر ﺸ�ﺦ اﻹﺴﻼم اﺒن ﺘ�م�ﺔ أﺤد اﻟﻌﻠمﺎء اﻟمحﻘﻘین اﻟمصﻠحین واﻟرواد اﻟمجددﯿن ،اﻟذﯿن أﻓنوا أﻋمﺎرﻫم ﻓﻲ
اﻟﻌﻠم واﻟتﻌﻠ�م واﻟجﻬﺎد واﻹﺼﻼح واﻷﻤر �ﺎﻟمﻌروف واﻟنﻬﻲ ﻋن اﻟمنكر.
ي اﻟ
وﻫو ﻤﻌدود ﻤن أﻓذاذ اﻟمﻔكر�ن اﻟمسﻠمین اﻟذﯿن دﻗوا طبول اﻟتﺎر�ﺦ �ﻘوة ،وﻓﻲ ﻤﻘدﻤﺔ أوﻟئك اﻟذﯿن أطﻠﻘوا
ﺼ�حتﻬم اﻟمدو�ﺔ وﺴﻔینﺔ أﻤتﻬم ﻋﻠﻰ وﺸك اﻟﻐرق ،ﻟﻘد ﻋﺎش اﺒن ﺘ�م�ﺔ ﻓﻲ ﻓترة ﺘﺎر�خ�ﺔ ﺠد ﺤرﺠﺔ ،و�ﺎﻨت
وط
ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ �ﻠﻬﺎ ﺘﻌبی ار ﻋن ﺘﻠك اﻟﻔترة ،ﺤتﻰ وﻟو ظﻬر أﻨﻪ ﯿتخذ ﻤنحﻰ ﻓﻲ اﻻﺠتﻬﺎد ،أو �سﻠك ﻤنﻬجﺎ ﻓﻲ اﻟ�حث
ﺨﺎﺼﺔ أو �جﺎدل ﻓﻲ ﻤﻌتﻘدات ﺨصوﻤﻪ ﻤن اﻟصوف�ﺔ واﻟمتكﻠمین واﻟﻔﻼﺴﻔﺔ إذ أن ﻟسﺎن ﺤﺎﻟﻪ �ﻘول ﺸیئﺎ واﺤدا
ﻧﻲ
دون ﺴواﻩ :إﻨﻪ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻷﺼول واﻟمنﺎ�ﻊ ...إﻟﻰ اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ ﻻ ﻏیر ...ﺤینﻬﺎ ﺘستق�م أﻤور ﻫذﻩ اﻷﻤﺔ
اﻟمحمد�ﺔ �ﻠﻬﺎ ﺒدون ﻤﺎ ﺸك.
ﻟﻘد �ﺎن اﺒن ﺘ�م�ﺔ ﻤن رواد اﻟسﻠف�ﺔ �حق وﻟم �كن ﻤن اﻟذﯿن ﯿترددون – �ﻌﻠمﺎء -أﻤﺎم اﺘخﺎذ ﻗ اررات
ﺤﺎﺴمﺔ� ،مﻠیﻬﺎ ﻋﻠیﻬم �وﻨﻬم ﻤن ورﺜﺔ اﻷﻨب�ﺎء ،ﺒﻞ �ﺎن –رﺤمﻪ ﷲ – �ع�ش ﺘﺎر�خﻪ �ﻌﺎﻟم ﻋﺎﻤﻞ� ..ﺎن ﯿتحمﻞ
ﻫموم أﻤتﻪ و�ﺎن رﺠﻞ اﻟجﻬﺎد داﻓﻊ ﻋن أرض اﻹﺴﻼم و�ﺎن –ﻗبﻞ ذﻟك و�ﻌدﻩ -رﺠﻞ اﻟجﻬﺎد دﻓﺎﻋﺎ ﻋن اﻟمسﻠمین
ﻓﻲ وﺠﻪ طﻐﺎة اﻟحكﺎم.
وﺘجسد ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ اﻟتجدﯿد ﻓﻲ أﻤور ﻤنﻬﺎ:
– 1ﺘذ�یر اﻷﻤﺔ �ﻘواﻋد اﻟجﻬﺎد ﻓﻲ ﺴبیﻞ ﷲ ،وﺠﺎﻫد ﻫو ﺒنﻔسﻪ ف�ﻪ.
91
– 2رد اﻷﻤﺔ إﻟﻰ اﻟدﻟیﻞ ﻤن اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ.
– 3ﺘصدى ﻟﻠمبتدﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﺨتﻼف طواﺌﻔﻬﺎ وﻨحﻠﻬﺎ.
- 4ﻤخﺎط�ﺔ اﻟسﻼطین و��ﺎن اﻟحق ﻟﻬم.
ﻛمﺎ ﺘجسد ﺘجدﯿدﻩ ﻓﻲ اﻻﺠتﻬﺎد ف�مﺎ ﯿﻠﻲ:
ا – ﺘﻘدﯿرﻩ ﻟﻸﺌمﺔ اﻷر�ﻌﺔ
ب – ﻋدم اﻻﻟتزام �مذﻫب ﻤﻌین إذا وﺠد اﻟحق ﻓﻲ ﻤذﻫب آﺨر.
ﺠـ -ﺘر�ﻪ ﻟكﻞ اﻟمذاﻫب إذا وﺠد ﺤدﯿثﺎ �خﺎﻟﻔﻬﺎ.
أﻤﺎ ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ اﻟ�حث ﻓیتﻠخص ف�مﺎ ﯿﻠﻲ:
أ( ﻋدم ﺜﻘتﻪ �ﺎﻟﻌﻘﻞ ﺜﻘﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﻘدﻤﺎت اﻟحكم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎﺌد وﻤتشﺎ�ﻪ اﻷﻤور.
ب( ﻻ ﯿت�ﻊ اﻟرﺠﺎل �ﺄﺴمﺎﺌﻬم )اﻟرواة( ﻓﻼ ﯿت�ﻊ إﻻ اﻟدﻟیﻞ ﻤن اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ.
ج( اﻟشر�ﻌﺔ أﺼﻠﻬﺎ اﻟﻘرآن ﻓسرﻩ ﻤحمد ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﺘﻠﻘﻰ اﻟصحﺎ�ﺔ ﻋنﻪ ذﻟك اﻟتوﻀ�ﺢ واﻟتبﻠ�ﻎ
اﻟ
ﻓوﻋوﻩ وﻨﻘﻠوﻩ �مﺎ ﺴمﻌوﻩ إﻟﻰ اﻟتﺎ�ﻌین ﻟﻬم �ﺈﺤسﺎن إﻟﻰ ﯿوم اﻟدﯿن" وﻟذﻟك ﯿرﺠﻊ ف�مﺎ �ﻔكر ف�ﻪ ﻤن ﺸرع
ﻣﻌ
إﻟﻰ �تﺎب ﷲ وﺴنﺔ ﻤحمد ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﻻ ﯿت�ﻊ �ﻌد ﷲ ورﺴوﻟﻪ إﻻ اﻟصحﺎ�ﺔ ،و�ستﺄﻨس �ﺄﻗوال
ﮭد اﻟتﺎ�ﻌین و�حتﺞ أﺤ�ﺎﻨﺎ ﺒﻬﺎ ﻋند اﻟمنﺎظرة.
د – ﻋدم ﺘﻌص�ﻪ ﻓﻲ ﺘﻔكیرﻩ ،ﻓﻠم ﯿتﻘید ف�ﻪ إﻻ �ﺎﻟكتﺎب واﻟسنﺔ وآﺜﺎر اﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ ،وﻟﻘد �ﺎن ﻓﻲ أول أﻤرﻩ
اﻟﺗ
ﺤنبﻠﻲ اﻟمذﻫب ،ﺜم اﻨكب ﻋﻠﻰ اﻟمذاﻫب �ﻠﻬﺎ ﻓدرﺴﻬﺎ ﺤتﻰ وﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻤصدر �ﻞ ﻗول ،ﺜم أدت �ﻪ
رﺑو
– 5ﻗضﺎ�ﺎ ﻋﺎﻟجﻬﺎ:
ﺘﻌددت اﻟموﻀوﻋﺎت اﻟتﻲ ﺼﺢ أن اﺒن ﺘ�م�ﺔ ﻗد ﺘنﺎوﻟﻬﺎ �ﺎﻟ�حث واﻟتنق�ﺔ ،وﻫذﻩ اﻟموﻀوﻋﺎت اﻟمتﻌددة إﻨمﺎ
وط
دارت ﺤول ﻤختﻠﻒ اﻟمﻌﺎرف اﻟدﯿن�ﺔ اﻟتﻲ اﺴتﺄﺜرت �ﺎﻫتمﺎم اﻟنﺎس ﻓﻲ ﻋصرﻩ� ،مﺎ دارت ﺤول اﻟمﻌﺎرف اﻟسﺎﺌدة
ﻓﻲ ﻋصرﻩ �حیث �ستط�ﻊ اﻟدارس ﻟمؤﻟﻔﺎﺘﻪ أن �ﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺸخص�ﺔ اﺒن ﺘ�م�ﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ وﻋﻠﻰ ﻤﺎ �ﺎن �جري ﻓﻲ
ﻧﻲ
ﻋصرﻩ ﻤن ﺤوار ﺤضﺎري ﺤول ﻤختﻠﻒ اﻟنظر�ﺎت واﻵراء اﻟتﻲ ﻟﻬﺎ ﺼﻠﺔ ﺒواﻗﻊ اﻟنﺎس اﻟمتحرك ﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨ�ﺔ،
وﻫكذا ﺘﻌرض ﻟﻠﻘضﺎ�ﺎ اﻵﺘ�ﺔ:
� – 1راﻤﺎت اﻷوﻟ�ﺎء :ﻻ ﯿنكر اﺒن ﺘ�م�ﺔ �راﻤﺎت اﻷوﻟ�ﺎء ،ﻓﻘد ﯿتﻔضﻞ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋبد ﺼﺎدق ﻤن
ع�ﺎدﻩ ﻤﻠتزم �ﺎﻟتﻘوى واﻹﺨﻼص ،ف�جري ﻋﻠﻰ ﯿد�ﻪ ﺨوارق اﻟﻌﺎدات ﻤثﻞ أن �سمﻊ ﻤﺎ ﻻ �سمﻌﻪ ﻏیرﻩ أو ﯿرى ﻤﺎ
ﻟم ﯿرﻩ �ﻘظﺔ أو ﻓﻲ اﻟمنﺎم ،أو �ﻌﻠم ﻤﺎ ﻻ �ﻌﻠمﻪ ﻏیرﻩ �ﻌﻠم أو إﻟﻬﺎم أو ﻓراﺴﺔ ﺼﺎدﻗﺔ.
– 2اﻟتﻘرب �ﺎﻟموﺘﻰ :ﻻ ﯿرى اﺒن ﺘ�م�ﺔ وﺠﻬﺎ ﺸرع�ﺎ وﻻ ﻋﻘﻠ�ﺎ ﻟﻠتﻘرب إﻟﻰ ﷲ �ﺎﻟموﺘﻰ ﻤن اﻷﻨب�ﺎء
واﻟصﺎﻟحین ﻷن اﻟتﻘرب إﻟﻰ ﷲ �ﺎﻻﻗتداء ﺒﻬم واﻟنﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﻤنﻬﺎﺠﻬم وﻟ�س ﻷﺠﻞ أن �ستﻐیث ﺒﻬم أو �طﻠب اﻟدﻋﺎء
ﻤنﻬم ،ﻷن ذﻟك ﯿؤدي ﻓﻲ ﻨظرﻩ إﻟﻰ اﻟشرك �ﺎ�.
92
– 3ز�ﺎرة اﻟﻘبور :ﯿرى اﺒن ﺘ�م�ﺔ أن ز�ﺎرة اﻟﻘبور ﻟﻼﺘﻌﺎظ ﺠﺎﺌزة ،ﺒﻞ ﻤندوب إﻟیﻬﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻋبرة وﺘذ�یر ،أﻤﺎ
ز�ﺎرة ﻗبر �ﻌینﻪ ﻓﻼ ﺘجوز ،وﻟو �ﺎن ﻗبر ﻨبﻲ أو رﺠﻞ ﺼﺎﻟﺢ ،ﻷﻨﻪ ﯿرى أن ذﻟك ﯿؤدي إﻟﻰ اﻟشرك واﻟوﺜن�ﺔ.
وﻗد ﺒنﻰ ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم" :ﻟﻌن ﷲ اﻟیﻬود واﻟنصﺎرى اﺘخذوا ﻗبور أﻨب�ﺎﺌﻬم ﻤسجدا"
وﻋﻠﻰ ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم" :اﻟﻠﻬم ﻻ ﺘجﻌﻞ ﻗبري وﺜنﺎ �ﻌبد اﺸتد ﻏضب ﷲ ﻋﻠﻰ ﻗوم اﺘخذوا ﻗبور أﻨب�ﺎﺌﻬم
ﻤسجدا".
– 4اﻹﻤﺎﻤﺔ اﻟﻌظمﻰ :اﺠتمﻊ اﻟمسﻠمون ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻻﺒد ﻤن إﻤﺎم ﯿوﺤد �ﻠمﺔ اﻟمسﻠمین ،و�نظم ﺸؤوﻨﻬم و�نﻔذ
أﺤكﺎم اﻟشرع ،واﺨتﻠﻔوا ف�مﺎ �شترط ف�ﻪ ﻤن ﺸروط.
ورأى اﺒن ﺘ�م�ﺔ ﻓﻲ اﻟموﻀوع رأي اﻟجمﻬور إذ �شترط ﻓﻲ اﻹﻤﺎم أن �كون ﻗرﺸ�ﺎ ﻟحدﯿث» :اﻷﺌمﺔ ﻤن
ﻗر�ش«� ،مﺎ �شترط أن �كون ﻋﺎدﻻ ﻤ�ﺎ�ﻌﺎ �ﻌد ﻤشورة.
أﻤﺎ ﻋن واﺠب اﻷﻤﺔ ﻨحو ﺨﻠﻔﺎء اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﻏیرﻫم ﻤن اﻟحكﺎم اﻟذﯿن ﻟﻬم اﻟﻐﻠ�ﺔ ﻋﻠﻰ
أﻛثر اﻟمسﻠمین �ﺎﻟس�ف أو ﻏیرﻩ ...ﻓﻬو اﻟطﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس أن ﻻ ﺘكون ﻓﻲ ﻤﻌص�ﺔ اﻟخﺎﻟق أﻤﺎ إن �ﺎﻨوا ﻓسﻘﺔ،
اﻟ
ﻓﺈﻨﻬم �طﺎﻋون ﻓﻲ اﻟطﺎﻋﺔ دون اﻟمﻌص�ﺔ.
ﻣﻌ
و�ذا ﺘﻌﺎرﻀت ﺘوﻟ�ﺔ رﺠﻠین أﺤدﻫمﺎ ف�ﻪ دﯿن وﻀﻌﻒ ﻋن اﻟجﻬﺎد ،واﻵﺨر ف�ﻪ ﻤنﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟجﻬﺎد ﻤﻊ ذﻨوب
ﮭد
ﻟﻪ� ،ﺎﻨت ﺘوﻟ�ﺔ ﻫذا اﻟذي وﻻﯿتﻪ أﻨﻔﻊ ﻟﻠمسﻠمین ﺨی ار ﻤن ﺘوﻟ�ﺔ ﻤن وﻻﯿتﻪ أﻀر ﻋﻠﻰ اﻟمسﻠمین ،و�ذا ﻟم ﺘمكن
ﺼﻼة اﻟجمﻌﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ وﻏیرﻫﺎ إﻻ ﺨﻠﻒ اﻟﻔﺎﺠر اﻟمبتدع ﺼﻠیت ﺨﻠﻔﻪ وﻟم ﺘﻌد.
اﻟﺗ
– 5دﻓﻊ اﻟتﻌﺎرض اﻟذي أﻗﺎﻤﻪ اﻟمتكﻠمون واﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﺒین اﻟﻌﻘﻞ واﻟنﻘﻞ ،ف�ﻘرر اﻟش�ﺦ اﻷدﻟﺔ اﻟسمع�ﺔ،
رﺑو
و�برﻫن ﻋﻠﻰ إﻓﺎدﺘﻬﺎ اﻟﻘطﻊ واﻟ�ﻘین ،ف�ﻘول" :أﻤﺎ �تﺎﺒنﺎ ﻫذا ﻓﻬو ﻓﻲ ﺒ�ﺎن اﻨتﻔﺎء اﻟمﻌﺎرض اﻟﻌﻘﻠﻲ و��طﺎل ﻗول ﻤن
ي اﻟ
زﻋم ﺘﻘد�م اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠ�ﺔ ﻤطﻠﻘﺎ .وﻤن �ﻌض اﻟنﻘﺎط اﻟﻬﺎﻤﺔ اﻟتﻲ ﻋﺎﻟجﻬﺎ اﻟمؤﻟﻒ ،ﻤسﺄﻟﺔ "اﻟﻌﻠو" ﺤیث ﺸﻐﻠت ﺠزءا
ﻛبی ار ﻤن اﻟكتﺎب ،وﺘﻌرض ﻓیﻬﺎ اﺒن ﺘ�م�ﺔ ﻟمﺎ ذ�رﻩ اﻟرازي واﺒن ﺴینﺎ ﻤن "اﻟجﻬﺔ" و"اﻟﻔوق�ﺔ" وﻏیر ذﻟك ،وﻨﻘض
وط
ﻛﻼﻤﻬمﺎ ،ﺜم ﺘﻌرض �ﻌد ذﻟك ﻹﺜ�ﺎت وﺠود ﷲ ﺴ�حﺎﻨﻪ ،وﻗد أﺒدع ﻓﻲ ﻫذا اﻟموﻀوع �حیث ﺠﺎء ﻤﺎ �ت�ﻪ ﻤن
أﻋظم ﻤﺎ �تب ﻓﻲ ﻤسﺎﺌﻞ اﻟنظر اﻟﻌﻘﻠﻲ ،ﻓﻬو ﯿورد أﻗوال اﻟﻔﻼﺴﻔﺔ و�ﻌرﻀﻬﺎ ﺜم �ﻘﺎرﻨﻬﺎ �ﻐیرﻫﺎ ﻤن اﻷﻗوال و�ﻔندﻫﺎ
ﻧﻲ
93
ﺜم �ﺎﻨت ﻤحنتﻪ –ﻤرة أﺨرى -ﻋندﻤﺎ اﺼطدم ﻤﻊ اﻟصوف�ﺔ ﻓﻲ ﺸخص اﺒن ﻋر�ﻲ اﻟحﺎﺘمﻲ واﺒن ﻋطﺎء ﷲ،
ﻓشكوﻩ إﻟﻰ اﻟسﻠطﺔ اﻟتﻲ ﺨیرﺘﻪ ﺒین أن ﯿذﻫب ﻤن ﻤصر إﻟﻰ دﻤشق ،أو إﻟﻰ اﻹﺴكندر�ﺔ وﻻ �ﻌﻠن ﻤﻌتﻘدﻩ أو �ﻌﺎد
إﻟﻰ اﻟسجن ﻓﺎﺨتﺎر اﻟسجن.
ﺜم ﺘﻌرض ﻟمحنﺔ ﺜﺎﻟثﺔ ﻓرا�ﻌﺔ ،وﻫو ﻤن ﺨﻼل ذﻟك �ﻠﻪ �صر ﻋﻠﻰ اﻹدﻻء ﺒرأ�ﻪ ،واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻤﻌتﻘدﻩ
وﺘوع�ﺔ اﻟجمﺎﻫیر اﻟمسﻠمﺔ �ﺎﻟمنﻬﺎج اﻟسﻠ�م اﻟمبنﻲ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻤن اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ ،وﺤمﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ رﻓض اﻟخراﻓﺎت
ورد اﻟشﻌوذات ،واﺴتنكﺎر اﻟبدع اﻟتﻲ أﺼ�حت ﻋﻠﻰ وﺸك طمس ﻤﻌﺎﻟم اﻟدﯿن اﻟحق.
وﺘوﻓﻰ رﺤمﻪ ﷲ وﻫو ﻓﻲ اﻟسجن ﻓﻲ اﻟﻌشر�ن ﻤن ﺸوال ﺴنﺔ 728ﻫـ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
(1ﻤن ﻫو اﺒن ﺘ�م�ﺔ؟
(2ﻤﺎ أﺒرز اﻟمؤﺜرات اﻟتﻲ ﺼﺎﻏت ﻓكرﻩ؟
اﻟ
� (3م �متﺎز ﻓكرﻩ ﻓﻲ اﻟتجدﯿد؟
ﻣﻌ
(4ﻤﺎ أﻫم اﻟﻘضﺎ�ﺎ اﻟتﻲ ﻋﺎﻟجﻬﺎ؟ وﻫﻞ وﻓق ﻓﻲ اﻟطرح اﻟذي ﻗدﻤﻪ؟
ﮭد
(5اﺒن ﺘ�م�ﺔ ﻤﻌدود ﻤن اﻟمجتﻬدﯿن واﻟمصﻠحین�� ،ف ﺘجسد ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ اﻟتجدﯿد ﻤﻘﺎرﻨﺔ �ﺎﻟذﯿن ﺴ�ﻘوﻩ
واﻟذﯿن أﺘوا �ﻌدﻩ؟
اﻟﺗ
رﺑو
ﺤرﻤﻪ ﷲ ورﺴوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم و��جﺎب ﻤﺎ أوﺠ�ﻪ ﷲ ورﺴوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم واﺠب ﻋﻠﻰ ﺠم�ﻊ اﻟثﻘﻠین
اﻹﻨس واﻟجن ،واﺠب ﻋﻠﻰ �ﻞ أﺤد ﻓﻲ �ﻞ ﺤﺎل ﺴ ار وﻋﻼﻨ�ﺔ.
وط
ﻟكن ﻟمﺎ �ﺎن ﻤن اﻷﺤكﺎم ﻤﺎ ﻻ �ﻌرﻓﻪ �ثیر ﻤن اﻟنﺎس ،ورﺠﻊ اﻟنﺎس ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﻤن �ﻌﻠمﻬم ذﻟك ﻷﻨﻪ أﻋﻠم
�مﺎ ﻗﺎﻟﻪ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وأﻋﻠم �مرادﻩ ،ﻓﺄﺌمﺔ اﻟمسﻠمین اﻟذﯿن اﺘ�ﻌوﻫم ،وﺴﺎﺌﻞ وطرق ،وأدﻟﺔ ﺒین اﻟنﺎس
ﻧﻲ
و�ین اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﯿبﻠﻐوﻨﻬم �مﺎ ﻗﺎﻟﻪ ،و�ﻔﻬموﻨﻬم ﻤرادﻩ �حسب اﺠتﻬﺎدﻫم واﺴتطﺎﻋتﻬم ،وﻗد �خص ﷲ
ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم ﻤن اﻟﻌﻠم واﻟﻔﻬم ﻤﺎ ﻟ�س ﻋند اﻵﺨر ،وﻗد �كون ﻋند ذﻟك ﻓﻲ ﻤسﺄﻟﺔ أﺨرى ﻤن اﻟﻌﻠم ﻤﺎ ﻟ�س ﻋند ﻫذا وﻗد
ﻗﺎل﴿ :وداود وﺴﻠ�مﺎن إذ �حكمﺎن ﻓﻲ اﻟحرث إذ ﻨﻔشت ف�ﻪ ﻏنم اﻟﻘوم و�نﺎ ﻟحكمﻬم ﺸﺎﻫدﯿن ﻓﻔﻬمنﺎﻫﺎ ﺴﻠ�مﺎن و�ﻼ
آﺘینﺎ ﺤكمﺎ وﻋﻠمﺎ﴾ اﻷﻨب�ﺎء .79-78ﻓتﺎوى ﺸ�ﺦ اﻹﺴﻼم ﺒن ﺘ�م�ﺔ ج ، 2ص .202-201
ﻓﻬذان ﻨب�ﺎن �ر�مﺎن ﺤكمﺎ ﻓﻲ ﻗض�ﺔ واﺤدة ﻓخص ﷲ أﺤدﻫمﺎ �ﺎﻟﻔﻬم ،وأﺜنﻰ ﻋﻠﻰ �ﻞ ﻤنﻬمﺎ ،واﻟﻌﻠمﺎء ورﺜﺔ
اﻷﻨب�ﺎء ،واﺠتﻬﺎد اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ اﻷﺤكﺎم �ﺎﺠتﻬﺎد اﻟمستدﻟین ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺔ اﻟكع�ﺔ ،ﻓﺈذا �ﺎﻨوا أر�ﻊ أﻨﻔس �صﻠﻲ �ﻞ واﺤد
�طﺎﺌﻔﺔ إﻟﻰ أر�ﻊ ﺠﻬﺎت ،ﻻﻋتﻘﺎدﻫم أن اﻟكع�ﺔ ﻫنﺎك ،ﻓﺈن ﺼﻼة اﻷر�ﻌﺔ ﺼح�حﺔ ،واﻟذي ﺼﻠﻰ إﻟﻰ ﺠﻬﺔ اﻟكع�ﺔ
واﺤد ،وﻫو اﻟمصیب اﻟذي ﻟﻪ أﺠران �مﺎ ﻓﻲ اﻟصح�ﺢ ﻋن اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أﻨﻪ ﻗﺎل" :إذا اﺠتﻬد اﻟحﺎﻛم
ﻓﺄﺼﺎب ﻓﻠﻪ أﺠران و�ن اﺠتﻬد ﻓﺄﺨطﺄ ﻓﻠﻪ أﺠر" .اﻟمصدر اﻟسﺎﺒق.
94
اﻟدرس :22
اﻟ
ﻣﻌ
ﺨرج اﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب ﻤن اﻟﻌیینﺔ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم ،ﻓرﺤﻞ إﻟﻰ ﻤكﺔ واﻟمدﯿنﺔ واﻟ�صرة ﻏیر ﻤرة ،وﻟم ﯿتمكن
ﮭد
ﻤن اﻟرﺤﻠﺔ إﻟﻰ اﻟشﺎم ،ﺜم ﻋﺎد إﻟﻰ ﻨجد ﯿدﻋو اﻟنﺎس إﻟﻰ اﻟتوﺤید .وﻟم ﯿثبت أن ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب ﻗد ﺘجﺎوز
اﻟحجﺎز واﻟﻌراق واﻷﺤسﺎء ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم .ﻓتﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻟمذﻫب اﻟحنبﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﯿد واﻟدﻩ.
اﻟﺗ
رﺑو
�ﻌد ﻤضﻲ ﺴنوات ﻋﻠﻰ رﺤﻠتﻪ ﻋﺎد إﻟﻰ ﺒﻠدة ﺤر�مﻼء اﻟتﻲ اﻨتﻘﻞ إﻟیﻬﺎ واﻟدﻩ �ﻌد أن ﻋزﻟﻪ ﻤن ﻗضﺎء اﻟﻌیینﺔ
أﻤیرﻫﺎ ﻓﺄﻗﺎم ﺒﻬﺎ ﻤﻊ أﺒ�ﻪ ﯿدرس ﻋﻠ�ﻪ.
وط
و�ﻌد وﻓﺎة أﺒ�ﻪ ﺒدأ دﻋوﺘﻪ �حث اﻟنﺎس إﻟﻰ اﻟرﺠوع إﻟﻰ �تﺎب ﷲ وﺴنﺔ رﺴوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﺔ وﺴﻠم وﻨبذ
ﻛﻞ ﻤﺎ �خﺎﻟﻒ ﻋﻘیدة اﻟتوﺤید ﻓوﺠد ﻤضﺎ�ﻘﺎت ﺒﻞ واﻀطﻬﺎدا ﻤن ﺤﺎﻛم اﻟﻌیینﺔ ﻓخرج ﻤنﻬﺎ ﻗﺎﺼدا اﻟدرع�ﺔ وﻋرض
ﻧﻲ
دﻋوﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﻤیرﻫﺎ ﻤحمد ﺒن ﺴﻌود ﻓﻘبﻠﻬﺎ وﺘﻌﺎﻫدا ﻋﻠﻰ اﻟحق وﻤحﺎر�ﺔ اﻟبدع وﻨشر اﻟدﯿن اﻟﻘو�م.
95
واﻟنﻬب ﻋﻠﻰ أﺸدﻫمﺎ ،وﺴﻠطﺔ اﻟخﻼﻓﺔ ﻓﻲ اﻵﺴتﺎﻨﺔ ﺘكﺎد ﺘكون ﺴﻠطﺔ اﺴم�ﺔ ﺘكتﻔﻲ ﺒتﻌیین اﻷﺸراف ﻓﻲ ﻤكﺔ
و�ﻤدادﻫم ﺒ�ﻌض اﻟجنود.
إن اﻟجﺎﻨب اﻟتجدﯿدي اﻟذي أﺴﻬم ف�ﻪ اﻟش�ﺦ اﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب ـ رﺤمﻪ ﷲ ـ ﯿتﻌﻠق �ﺄﺸرف ﺸﻲء ﺠﺎء �ﻪ
اﻟ
ﻣﻌ
اﻹﺴﻼم ،أﻻ وﻫو اﻟتوﺤید ..إذ أﻨﻪ ﻟمﺎ طﺎل اﻟﻌﻬد �ﺎﻟجز�رة اﻟﻌر��ﺔ ،ﺘﻠطﺦ اﻟدﯿن �صنوف اﻟبدع واﻟشر��ﺎت
ﮭد
واﻟخراﻓﺎت واﻷوﻫﺎم واﻋتﻘدوا ﻓﻲ اﻟموﺘﻰ ،وﺘوﺠﻬوا إﻟﻰ اﻷﻀرﺤﺔ �ﺎﻟدﻋﺎء واﻟنذور وﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻟمظﺎﻫر اﻟشر��ﺔ.
اﻟﺗ
أﺨذ اﻟش�ﺦ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ﺘﻐییر ذﻟك اﻟواﻗﻊ اﻟﻔﺎﺴد ،ﻓحﺎرب �ﻞ اﺒتداع ﻓﻲ دﯿن ﷲ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �جﺎﻨب
رﺑو
اﻟﻌﻘیدة.
ﻓدﻋوة ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب دﻋوة ﺴﻠف�ﺔ إﺼﻼﺤ�ﺔ ﻗﺎﻤت ﻓﻲ ﺸ�ﻪ اﻟجز�رة اﻟﻌر��ﺔ ﻓﻲ أواﺨر اﻟﻘرن اﻟثﺎﻨﻲ
ي اﻟ
ﻋشر اﻟﻬجري ) �(1703 - 1792غ�ﺔ ﺘنق�ﺔ ﻋﻘﺎﺌد اﻟمسﻠمین واﻟتخﻠص ﻤن اﻟﻌﺎدات واﻟممﺎرﺴﺎت اﻟتﻌبد�ﺔ اﻟتﻲ
وط
اﻨتشرت ﻓﻲ ﺒﻼد اﻹﺴﻼم و ﻫﻲ ﻤخﺎﻟﻔﺔ ﻟجوﻫر اﻹﺴﻼم وﻋﻘیدة اﻟتوﺤید ﻤثﻞ اﻟتوﺴﻞ �ﺎﻟﻘبور واﻷوﻟ�ﺎء؛ واﻟبدع
�كﺎﻓﺔ أﺸكﺎﻟﻬﺎ أو ﻤﺎ �طﻠق ﻋﻠ�ﻪ �شكﻞ ﻋﺎم اﺴم ﺒدﻋﺔ.
ﻧﻲ
ﻨ�ﻌت اﻟحر�ﺔ" اﻟوﻫﺎﺒ�ﺔ" ﻤن أﻫﻞ اﻟسنﺔ و اﻟجمﺎﻋﺔ و�صﻔﻬﺎ أﺘ�ﺎﻋﻬﺎ �ﺄﻨﻬﺎ دﻋوة إﻟﻰ اﻟرﺠوع إﻟﻰ اﻹﺴﻼم
اﻟصﺎﻓﻲ و ﻫو طر�ﻘﺔ اﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ ﻓﻲ اﺘ�ﺎع اﻟﻘرآن و اﻟسنﺔ.
إن اﻟدﻋوة اﻟسﻠف�ﺔ اﻟتﻲ دﻋﺎ إﻟیﻬﺎ اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟثﺎﻨﻲ ﻋشر اﻟﻬجري ﻟم ﺘكن
ﺴوى اﻟدﻋوة اﻟتﻲ ﻨﺎدى ﺒﻬﺎ اﻟمصﻠﺢ اﻟﻌظ�م واﻹﻤﺎم اﻟمجدد ﺸ�ﺦ اﻹﺴﻼم اﺒن ﺘ�م�ﺔ رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟثﺎﻤن
اﻟﻬجري ،و ﻫﻲ ﻨﻔس اﻟدﻋوة اﻟتﻲ أوذي ﻤن أﺠﻠﻬﺎ إﻤﺎم أﻫﻞ اﻟسنﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ أﺤمد ﺒن ﺤنبﻞ رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻘرن
اﻟثﺎﻟث اﻟﻬجري ،وﻫﻲ ﺘﻌنﻲ �ﺎﺨتصﺎر اﻟرﺠوع إﻟﻰ اﻹﺴﻼم �مﺎ أﻨزل ﻋﻠﻰ اﻟرﺴول اﻟكر�م ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم،
وﺘﻔسیر اﻟصحﺎ�ﺔ واﻟتﺎ�ﻌین وﺘﺎ�ﻌیﻬم ﻤن أﻫﻞ اﻟﻘرون اﻟمز�ﺎة ،ﻋﻘیدة وﺸر�ﻌﺔ وﺴﻠو�ﺎً.
96
وﻫﻲ اﻟدﻋوة اﻟتﻲ ﺘكﻔﻞ ﷲ �حﻔظﻬﺎ ووﻋد ﻤن ﺤمﻠﻬﺎ �ﺎﻟظﻬور واﻟنصر إﻟﻰ ق�ﺎم اﻟسﺎﻋﺔ ﻤﻬمﺎ ﺨذﻟﻪ
اﻟمتخﺎذﻟون وﺨﺎﻟﻔﻪ اﻟخصوم واﻟمنﺎوﺌون؛ وأﺨبر ﺒذﻟك ﺴید اﻟمرﺴﻠین ﻤحمد ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻲ اﻟحدﯿث
اﻟصح�ﺢ ) :ﻻ ﺘزال طﺎﺌﻔﺔ ﻤن أﻤتﻲ ﻗﺎﺌمﺔ �ﺄﻤر ﷲ ﻻ �ضرﻫم ﻤن ﺨذﻟﻬم وﻻ ﻤن ﺨﺎﻟﻔﻬم ﺤتﻰ �ﺄﺘﻲ أﻤر ﷲ وﻫم
ظﺎﻫرون ﻋﻠﻰ اﻟنﺎس( اﻟ�خﺎري وﻤسﻠم.
و�مكن اﻟﻘول إن دﻋوة اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب رﺤمﻪ ﷲ ﺘﻌد اﻟبدا�ﺔ اﻟحق�ق�ﺔ ﻟمﺎ ﺤدث ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤن �ﻘظﺔ ﺠﺎءت �ﻌد ﺴ�ﺎت طو�ﻞ ،وﺘمخضت ﻋنﻬﺎ ﺼحوة إﺴﻼﻤ�ﺔ ورﺠﻌﺔ ﺼﺎدﻗﺔ إﻟﻰ اﻟدﯿن أﺴﺎﺴﻬﺎ
اﻟتنﻔیر ﻤن اﻟخراﻓﺎت واﻟبدع واﻟضﻼﻻت واﻋت�ﺎر �ﻞ ﻤنﻬﺎ ﺨروﺠﺎ ﻋن اﻟدﯿن اﻟحق.
اﻟ
-2إﻨكﺎر اﻟبدع واﻟخراﻓﺎت � ،ﺎﻟبنﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘبور واﺘخﺎذﻫﺎ ﻤسﺎﺠد وﻨحو ذﻟك �ﺎﻻﺤتﻔﺎل �ﺎﻟموﻟد واﻟطرق
ﻣﻌ
اﻟتﻲ أﺤدﺜتﻬﺎ طواﺌﻒ اﻟمتصوﻓﺔ.
ﮭد
-3أﻤر اﻟنﺎس �ﺎﻟمﻌروف ،و�ﻟزاﻤﻬم �ﻪ �ﺎﻟﻘوة وﻨﻬیﻬم ﻋن اﻟمنكر ،وزﺠرﻫم ﻋنﻪ وﺘﻌز�رﻫم ﻋﻠ�ﻪ وﺤمﻠﻬم
ﻋﻠﻰ اﻟحق وزﺠرﻫم ﻋن اﻟ�ﺎطﻞ ،و�ذﻟك ظﻬر اﻟحق ،واﻨتشر ،و�بت اﻟ�ﺎطﻞ ،واﻨﻘمﻊ ،وﺴﺎر اﻟنﺎس ﻓﻲ
اﻟﺗ
ﺴیرة ﺤسنﺔ ،وﻤنﻬﺞ ﻗو�م ﻓﻲ أﺴواﻗﻬم ،وﻓﻲ ﻤسﺎﺠدﻫم ،وﻓﻲ ﺴﺎﺌر أﺤواﻟﻬم.
رﺑو
ي اﻟ
ﺼح�حﺔ ﻤﺎ ﻟم �كن اﻟﻘﺎﺌم ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘیدة ﺴﻠ�مﺔ ﻤواﻓﻘﺔ ﻻﻋتﻘﺎد أﻫﻞ اﻟسنﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ ،ودﻋوة اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﺒن ﻋبد
ﻧﻲ
اﻟوﻫﺎب رﺤمﻪ ﷲ �ﺎﻨت ﻤواﻓﻘﺔ ﻟنصوص اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ وﻤنﻬﺞ أﻫﻞ اﻟسنﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ ،ﻓﻠم ﯿبتدع ﻤذه�ﺎ ﺠدﯿدا أو
ﻤنﻬجﺎ ﻤخﺎﻟﻔﺎ.
وﺴنتنﺎول �ﺈذن ﷲ ﻤذﻫب اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب ﻓﻲ �ﻌض اﻟﻘضﺎ�ﺎ اﻟمﻬمﺔ واﻟتﻲ ﺸكك ﺨصوﻤﻪ
ﻓﻲ ﻤوﻗﻔﻪ ﻤنﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻹﺠمﺎل ﻻ اﻟحصر:
-1اﻟتوﺤید :ﻛﺎﻨت ﻗض�ﺔ اﻟتوﺤید واﻟﻌﻘیدة اﻟصح�حﺔ ﻤن أﻫم اﻟﻘضﺎ�ﺎ اﻟتﻲ ﺘنﺎوﻟﻬﺎ اﻟش�ﺦ و�ﻘوم ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ
اﻟﻌﻘیدة ﻋﻠﻰ أر�ﻊ ﻤسﺎﺌﻞ:
97
ا -ﺒ�ﺎن اﻟتوﺤید اﻟصح�ﺢ وأﻗسﺎﻤﻪ ﻓﻲ اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ اﻟصح�حﺔ وﺘوﻀ�ﺢ اﻟﻔرق ﺒین أﻨواع اﻟتوﺤید ﻓمن
أﺨﻞ �ﺎﻵﺨر.
أﺨﻞ ﺒواﺤد ﻤنﻬﺎ ّّ
ب -ﺒ�ﺎن اﻟشرك وأﻨواﻋﻪ وﻤظﺎﻫرﻩ ووﺴﺎﺌﻠﻪ واﻟتحذﯿر ﻤنﻪ واﻟبراءة ﻤن أﻫﻠﻪ .
ج -ﺘكﻔیر ﻤن ﻋرف اﻟتوﺤید واﺘضﺢ ﻟﻪ أﻨﻪ دﯿن ﷲ ورﺴوﻟﻪ وﻤﻊ ذﻟك ﯿ�ﻐضﻪ و�صد اﻟنﺎس ﻋنﻪ.
�. �ﻠﻪ اﻟدﯿن و�كون ﻓتنﻪ ﺘكون ﻻ ﺤتﻰ اﻟمشر�ین ﻀد اﻟجﻬﺎد ـ د
�ﻘول اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﻓﻲ إﺤدى رﺴﺎﺌﻠﻪ -رﺤمﻪ ﷲ " -أﺨبرك أﻨﻲ و� اﻟحمد ﻤت�ﻊ وﻟست �مبتدع،
ﻋﻘیدﺘﻲ ودﯿنﻲ اﻟذي أدﯿن ﷲ �ﻪ ﻫو ﻤذﻫب أﻫﻞ اﻟسنﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ اﻟذي ﻋﻠ�ﻪ أﺌمﺔ اﻟمسﻠمین :ﻤثﻞ
اﻷﺌمﺔ اﻷر�ﻌﺔ وأﺘ�ﺎﻋﻬم إﻟﻰ ﯿوم اﻟق�ﺎﻤﺔ "
وﻗد أوﻟﻰ اﻟش�ﺦ اﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب ﻟمسﺄﻟﺔ ﺘوﺤید اﻟﻌبود�ﺔ أو ﺘوﺤید اﻷﻟوه�ﺔ ﻋنﺎ�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻷﻨﻪ ﻫو اﻟذي
}وَﻟَﻘ ْد َ� َﻌ ْثَنﺎ ِﻓﻲ ُ� ِّﻞ أُ ﱠﻤ ٍﺔ
�ﻌث ﷲ ﻤن أﺠﻠﻪ اﻟرﺴﻞ ،ﻤن ﻨوح إﻟﻰ ﺴیدﻨﺎ ﻤحمد ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم� ،مﺎ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ َ
� واﺠتَِنبوا ﱠ
اﻟ
ﺎﻏوت{ ﺴورة اﻟنحﻞ اﻵ�ﺔ .36
اﻟط ُ اﻋ ُب ُدوا ﱠ َ َ ْ ُ َرُﺴوﻻً أ ِ
َن ْ
ﻣﻌ
ﮭد
وﺤیث رأى اﻟش�ﺦ أﻫﻞ ﻨجد وﻏیرﻫﺎ � ،مﺎ ﺴبق ،ﻗد �ﺎﻟﻐوا ﻓﻲ ﺘﻌظ�م ﻗبور اﻷﻨب�ﺎء واﻟصﺎﻟحین ،و�ﻌض
اﻟﻐیران واﻷﺸجﺎر ،وﺼرﻓوا �ﻌض اﻟع�ﺎدات إﻟیﻬﺎ � ،ﺎﻟنذر واﻟحﻠﻒ واﻟنحر واﻻﺴتﻌﺎﻨﺔ واﻻﺴتﻐﺎﺜﺔ إﻟﻰ ﻏیر ذﻟك،
اﻟﺗ
ﻤمﺎ ﻻ ﯿن�ﻐﻲ ﺼرﻓﻪ إﻻ � ،ﻓﺄﻨكر ﻋﻠیﻬم و�ین ﻟﻬم أن اﻟع�ﺎدة ﻫﻲ طﺎﻋﺔ ﷲ� ،ﺎﻤتثﺎل ﻤﺎ أﻤر �ﻪ ،وأﻨﻬﺎ اﺴم ﺠﺎﻤﻊ
رﺑو
ﻓمن ﺼرف ﺸیئﺎ ﻤن أﻤور اﻟع�ﺎدة �ﺎﻟصﻼة واﻟص�ﺎم ،واﻟصدﻗﺔ ،واﻟنذر ،واﻟذ�ﺢ ،واﻟطواف ،واﻻﺴتﻌﺎﻨﺔ
وط
–2اﻟتوﺴﻞ :اﻟتوﺴﻞ ﻗسمﺎن :ﻗسم ﻤطﻠوب وﻤرﻏوب ف�ﻪ ،وﻫو اﻟتوﺴﻞ �ﺎﻹ�مﺎن ،و�ﺄﺴمﺎء ﷲ اﻟحسنﻰ
و�ﺎﻷﻋمﺎل اﻟصﺎﻟحﺔ� ،مﺎ ﺘوﺴﻞ اﻟثﻼﺜﺔ اﻟذﯿن اﻨط�ﻘت ﻋﻠیﻬم اﻟصخرة � ،صﺎﻟﺢ أﻋمﺎﻟﻬم ،ﻓﻔرج ﷲ ﻋنﻬم .وﻓﻲ
اﻟ�خﺎري ﻋن ﺠﺎﺒر ﻤرﻓوﻋﺎ...) :آت ﻤحمدا اﻟوﺴیﻠﺔ.(...
واﻟثﺎﻨﻲ :اﻟتوﺴﻞ اﻟمبتدع :وﻫو اﻟتوﺴﻞ �ﺎﻟذوات اﻟصﺎﻟحﺔ ﻤثﻞ أن �ﻘول اﻟشخص) :اﻟﻠﻬم إﻨﻲ أﺴﺄﻟك �جﺎﻩ اﻟرﺴول
أو �حرﻤﺔ ﻓﻼن اﻟصﺎﻟﺢ أو �حق اﻷﻨب�ﺎء واﻟمرﺴﻠین ،أو �حق اﻷوﻟ�ﺎء ﻓمنﻊ اﻟش�ﺦ ﻫذا اﻟﻘسم �حجﺔ أن اﻷﺤﺎدﯿث
اﻟواردة ف�ﻪ إﻤﺎ ﻤوﻀوﻋﺔ أو ﻀع�ﻔﺔ.
98
-3ﻤنﻌﻪ ﺸد اﻟرﺤﺎل :ﻤنﻊ ﻤن ﺸد اﻟرﺤﺎل إﻟﻰ ﻏیر اﻟمسﺎﺠد اﻟثﻼﺜﺔ �مﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟحدﯿث اﻟصح�ﺢ )ﻻ
ﺘشد اﻟرﺤﺎل إﻻ إﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤسﺎﺠد ،اﻟمسجد اﻟحرام ،وﻤسجدي ﻫذا واﻟمسجد اﻷﻗصﻰ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة .
أﻤﺎ ﺸد اﻟرﺤﺎل ﻟطﻠب اﻟﻌﻠم ،أو ﻟز�ﺎرة اﻷرﺤﺎم ،أو ﻟﻠسﻌﻲ وراء اﻟكسب ،ﻓخﺎرج ﻋن اﻟخﻼف. .
وﻗد ﺴبق اﻟش�ﺦ إﻟﻰ ﻤنﻊ ﺸد اﻟرﺤﺎل ﺸ�ﺦ اﻹﺴﻼم ،أﺤمد ﺒن ﺘ�م�ﺔ ،واﺒن اﻟق�م ،واﻟجو�نﻲ إﻤﺎم اﻟحرﻤین ﻤن
اﻟشﺎﻓع�ﺔ ،واﻟﻘﺎﻀﻲ ع�ﺎض ﻤن اﻟمﺎﻟك�ﺔ .
- 4اﻟبنﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘبور و�سوﺘﻬﺎ و�ﺴراﺠﻬﺎ وﻤﺎ إﻟﻰ ذﻟك :ﺤرم اﻟش�ﺦ :اﻟبنﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘبور ،و�سوﺘﻬﺎ،
وﺘﻌﻠیق اﻟستور ﻋﻠیﻬﺎ ،و�ﺴراﺠﻬﺎ واﻟكتﺎ�ﺔ ﻋﻠیﻬﺎ ،و�ﻗﺎﻤﺔ اﻟسدﻨﺔ ﺤوﻟﻬﺎ وز�ﺎرﺘﻬﺎ :اﻟز�ﺎرة اﻟشر��ﺔ اﻟتﻲ ﺘنجم ﻋنﻬﺎ
ﻤﻔﺎﺴد ﻋدﯿدة � ،ﺎﻟتمسﺢ �ﺎﻟﻘبر واﻟطواف ﺤوﻟﻪ ،واﻟصﻼة إﻟ�ﻪ ،ودﻋﺎء اﻟمﻘبور ﻓﻲ ﺠﻠب ﻨﻔﻊ ،أو دﻓﻊ ﻀر .
واﺴتند اﻟش�ﺦ ﻓﻲ ﻤنﻌﻪ إﻟﻰ أﺤﺎدﯿث ﺼح�حﺔ� ،حدﯿث )ﻟﻌن ﷲ زاﺌرات اﻟﻘبور واﻟمتخذﯿن ﻋﻠیﻬﺎ اﻟمسﺎﺠد
اﻟ
واﻟسرج ( وﻫو ﻓﻲ اﻟثﻼﺜﺔ ﻋن اﺒن ع�ﺎس ﻤنﻘطﻌﺎ ،وﻫﻞ ﺘﻘوم �ﻪ ﺤجﺔ ﻤﻊ ﺘحسین اﻟترﻤذي ﻟﻪ ﻤﻊ ﺤدﯿث ﻤﺎﻟك ﻓﻲ
ﻣﻌ
اﻟموطﺈ ﻋن أﺒﻲ ﺴﻌید اﻟخدري ،وف�ﻪ� ...) :نت ﻨﻬیتكم ﻋن ز�ﺎرة اﻟﻘبور ﻓزوروﻫﺎ(..
ﮭد
وﺤدﯿث) :إن ﻤن �ﺎن ﻗبﻠكم �ﺎﻨوا ﯿتخذون ﻗبور أﻨب�ﺎﺌﻬم ﻤسﺎﺠد( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن ﻋﺎﺌسﺔ .ﻓﺄﻤر اﻟش�ﺦ ﺒﻬدم
اﻟﺗ
ﺘﻠك اﻟﻘبب اﻟمشیدة ﻋمﻼ �ﺎﻷﺤﺎدﯿث اﻟصح�حﺔ � ،حدﯿث أﺒﻲ اﻟﻬ�ﺎج اﻷﺴدي ،ﻟمﺎ ﻗﺎل ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺒن أﺒﻲ طﺎﻟب
رﺑو
رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ) :أﻻ أ�ﻌثك ﻋﻠﻰ ﻤﺎ �ﻌثنﻲ ﻋﻠ�ﻪ رﺴول ﷲ أن ﻻ ﺘدع ﺘمثﺎﻻً إﻻ طمستﻪ وﻻ ﻗب اًر ﻤشرﻓﺎً إﻻ
ي اﻟ
ﺴو�تﻪ( رواﻩ ﻤسﻠم وﻓﻘﻬﺎء اﻟمذاﻫب اﻷر�ﻌﺔ وﻏیرﻫﺎ :ﻗد ﺴ�ﻘوا اﻟش�ﺦ �منﻊ ﻫذﻩ اﻷﻤور وﺘحر�مﻬﺎ ،و�ن ﻋبر
�ﻌضﻬم �ﺎﻟكراﻫﺔ ﻓﻲ �ﻌض ﻤنﻬﺎ ﻓﺈﻨمﺎ اﻟﻘصد �راﻫﺔ اﻟتحر�م ﻻ اﻟتنز�ﻪ ،واﻟكراﻫﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟسنﺔ وﻋﻠﻰ ﻟسﺎن
وط
وﻟ�ست ﻋﻠﺔ اﻟتحر�م ﺘضییق اﻷرض �مﺎ زﻋم أُوﻟئك ،ﺒﻞ اﻟﻌﻠﺔ أن اﻟبنﺎء �ﻔضﻲ إﻟﻰ ﺘﻌظ�م اﻟﻘبور ودﻋﺎﺌﻬﺎ
ﻤن دون ﷲ ،وﻫذا أﻤر ﻤشﺎﻫد ﻤﻠموس ،ﻻ �ﻘبﻞ اﻟجدل واﻟنزاع .
- 5ﺘوﺤید اﻷﺴمﺎء واﻟصﻔﺎت :ﻗد ﺴبق ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ رﺴﺎﺌﻞ اﻟش�ﺦ ،أﻨﻪ ﻓﻲ اﻟمﻌتﻘد ،ﻋﻠﻰ ﻤﺎ �ﺎن ﻋﻠ�ﻪ
اﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ ،ﻤن اﻟصحﺎ�ﺔ واﻟتﺎ�ﻌین وﺘﺎ�ﻌیﻬم ﻤن اﻷﺌمﺔ اﻷر�ﻌﺔ وﻏیرﻫم ،وﻫو إﺜ�ﺎت اﻷﺴمﺎء ،واﻟصﻔﺎت
ﻤن ﻏیر ﺘمثیﻞ وﻻ ﺘكی�ف وﻟم ﯿرق ﻟﻠمخﺎﻟﻔین ﻫذا اﻻﻋتﻘﺎد ،ﺤیث �ﺎﻨوا ﻤؤوﻟین وﻤﻘﻠدﯿن ﻟﻠجﻬم ﺒن ﺼﻔوان واﻟجﻌد
ﺒن درﻫم ،ﻤستمسكین �ش�ﻪ ﻓﻠسﻔﺔ ﻻ ﺘتﻔق ﻤﻊ آي اﻟﻘرآن واﻷﺤﺎدﯿث اﻟصح�حﺔ ،وﻤﻌتﻘد اﻟصحﺎ�ﺔ واﻟتﺎ�ﻌین
واﻷﺌمﺔ اﻟمﻬتدﯿن رﻀوان ﷲ ﻋﻠیﻬم أﺠمﻌین.
99
-6إﻨكﺎرﻩ اﻟبدع :أﻨكر اﻟش�ﺦ اﻟبدع واﻟمحدﺜﺎت ﻓﻲ اﻟﻔروع� ،ﺎﻻﺤتﻔﺎل �ﺎﻟموﻟد ،واﻟتذ�یر ﻗبﻞ اﻷذان،
واﻟصﻼة ﻋﻠﻰ اﻟرﺴول �ﻌد اﻷذان ﺠﻬ اًر ،واﻟتﻠﻔظ �ﺎﻟن�ﺔ.
ﻛمﺎ أﻨكر طراﺌق اﻟصوف�ﺔ اﻟمبتدﻋﺔ ،وﻤﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻤن اﻟمبتدﻋﺎت اﻟتﻲ ﻟم ﯿرد ﻨص ﻓﻲ اﺴتح�ﺎﺒﻬﺎ ﻋن
اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﻻ ﻋن أﺼحﺎ�ﻪ .
وﻗد أﻟﻒ اﻟﻌﻠمﺎء ﻗبﻞ اﻟش�ﺦ ،ﻓﻲ إﻨكﺎر اﻟبدع واﻟمحدﺜﺎت� ،ﺎﺒن وﻀﺎح واﻟطرطوﺸﻲ ،واﻟشﺎطبﻲ.
اﻟ
ﻣﻌ
- 2اﻟسنﺔ اﻟمطﻬرة وﺸروﺤﻬﺎ اﻟمﻌتبرة ﻤن ﻋﻠمﺎء اﻷﻤﺔ اﻟذﯿن ُﻋ ِرﻓوا �صﻔﺎء اﻟﻌﻘیدة وﺴﻌﺔ اﻟﻌﻠم.
ﮭد
- 3إﺠمﺎع اﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ واﺘﻔﺎﻗﻬم ﻋﻠﻰ ﻤسﺄﻟﺔ ﻤن اﻟمسﺎﺌﻞ وﻓﻲ ذﻟك �ﻘول رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ إﺤدى
اﻟﺗ
رﺴﺎﺌﻠﻪ ) :وﻻ ﺨﻼف ﺒینﻲ و�ینكم أن أﻫﻞ اﻟﻌﻠم إذا اﺠمﻌوا وﺠب اﺘ�ﺎﻋﻬم ( .
رﺑو
دﻟیﻞ ﻋندﻩ.
وط
�ﻘوم ﻤنﻬﺞ أﻫﻞ اﻟسنﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمسﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻤواﻻة أﺼحﺎب اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم
وﺴﻼﻤﺔ ﻗﻠو�ﻬم وأﻟسنتﻬم ﺘجﺎﻩ ﺼحﺎ�ﺔ رﺴول ﷲ وذ�ر ﻤحﺎﺴنﻬم واﻟترﻀﻲ ﻋنﻬم واﻟكﻒ ﻋمﺎ ﺸجر ﺒینﻬم
و�ﻌتﻘدون �ﺄﻨﻬم ﺨیر اﻟﻘرون وأﻨﻬم اﻟسﺎ�ﻘون اﻷوﻟون أﺼحﺎب اﻟمﺂﺜر اﻟﻌظﺎم واﻟمﻘﺎﻤﺎت اﻟرف�ﻌﺔ وأﻨﻬم ﻋدول ﺜﻘﺎت
ﻤﻌتمدون ﻓﻲ اﻋتﻘﺎدﻫم ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻤن اﻟنصوص ﻤنﻬﺎ ﻗوﻟﻪ ﻋز وﺠﻞ) :ﻤحمد رﺴول ﷲ واﻟذﯿن ﻤﻌﻪ أﺸداء
ﻋﻠﻰ اﻟكﻔﺎر رﺤمﺎء ﺒینﻬم ( اﻟﻔتﺢ .29
100
وﻗوﻟﻪ ﻋز وﺠﻞ﴿ :واﻟسﺎ�ﻘون اﻷوﻟون ﻤن اﻟمﻬﺎﺠر�ن واﻷﻨصﺎر واﻟذﯿن اﺘ�ﻌوﻫم �ﺈﺤسﺎن رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬم
ورﻀوا ﻋنﻪ﴾ اﻟتو�ﺔ .101وﻟﻘوﻟﻪ ﻋﻠ�ﻪ اﻟصﻼة واﻟسﻼم) :ﻻ ﺘسبوا أﺼحﺎﺒﻲ ﻻ ﺘسبوا أﺼحﺎﺒﻲ ﻓو اﻟذي ﻨﻔسﻲ
ﺒیدﻩ ﻟو أن أﺤد�م أﻨﻔق ﻤثﻞ أﺤد ذه�ﺎ ﻤﺎ أدرك ﻤد أﺤدﻫم وﻻ ﻨص�ﻔﻪ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن أﺒﻲ ﺴﻌید اﻟخدري.
وﻻ ﻨﻔرط ﻓﻲ ﺤب أﺤد ﻤنﻬم وﻻ ﻨتب أر ﻤن أﺤد ﻤنﻬم وﻨ�ﻐض ﻤن ﯿ�ﻐضﻬم وﺤبﻬم دﯿن و��مﺎن و�ﺤسﺎن
و�ﻐضﻬم �ﻔر وﻨﻔﺎق وطغ�ﺎن �مﺎ ذ�ر ذﻟك اﻹﻤﺎم اﻟطحﺎوي رﺤمﻪ ﷲ .
وأﻤﺎ ﻤوﻗﻔﻪ ﻤن آل اﻟبیت ﻓمت�ﻊ �ﻪ أﻫﻞ اﻟسنﺔ اﻟذﯿن �حبون أﻫﻞ ﺒیت رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم
و�توﻟوﻨﻬم و�حترﻤوﻨﻬم و�كرﻤوﻨﻬم ﻟﻘراﺒتﻬم ﻤن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم و�توﻟون زوﺠﺎت اﻟنبﻲ و�ﻌتﻘدون
أﻨﻬن أﻤﻬﺎت اﻟمؤﻤنین و�ؤﻤنون �ﺄﻨﻬن أزواﺠﻪ ﻓﻲ اﻵﺨرة.
اﻟ
را�ﻌﺎ :ﻤوﻗﻔﻪ ﻤن اﻟسمﻊ واﻟطﺎﻋﺔ ﻟوﻻة اﻷﻤر :ﺘﻌد ﻫذﻩ اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن ﻤسﺎﺌﻞ اﻟﻌﻘیدة اﻟتﻲ اﻫتم ﺒﻬﺎ ﻋﻠمﺎء
ﻣﻌ
اﻟشر�ﻌﺔ وذﻟك ﻵﺜﺎرﻫﺎ اﻟكبیرة ﻋﻠﻰ اﻟنﺎس وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمسﺄﻟﺔ ﻨبین ﻤوﻗﻒ أﻫﻞ اﻟسنﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ ﻓیﻬﺎ وﻫو ﻤﺎ ﯿﻠخصﻪ
ﮭد
اﻹﻤﺎم اﻟطحﺎوي �ﻘوﻟﻪ) :وﻻ ﻨرى اﻟخروج ﻋﻠﻰ أﺌمتنﺎ ووﻻة أﻤرﻨﺎ و�ن ﺠﺎروا وﻻ ﻨدﻋوا ﻋﻠیﻬم وﻻ ﻨنزع ﯿداً ﻤن
اﻟﺗ
طﺎﻋتﻬم وﻨرى طﺎﻋتﻬم ﻤن طﺎﻋﺔ ﷲ ﻋز وﺠﻞ ﻓر�ضﺔ ﻤﺎ ﻟم �ﺄﻤروا �مﻌص�ﺔ وﻨدﻋو ﻟﻬم �ﺎﻟصﻼح واﻟمﻌﺎﻓﺎة(...
رﺑو
وﻤوﻗﻒ أﻫﻞ اﻟسنﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ ﻤن اﻹﻤﺎﻤﺔ واﻟسمﻊ واﻟطﺎﻋﺔ ﻟوﻟﻲ اﻷﻤر ﯿتمثﻞ ﻓﻲ :
ي اﻟ
وﻓﺎﺘﻪ:
-1ﺘوﻓﻲ ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب ﻓﻲ اﻟﻌیینﺔ ﺴنﺔ ) 1206ﻫـ1791 ،م( .
101
اﻷﺴئﻠﺔ:
- 1اﺘصﻞ ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب �ﻌد اﻟمضﺎ�ﻘﺎت اﻟتﻲ ﺘﻌرض ﻟﻬﺎ �ﺎﻷﻤیر ﻤحمد ﺒن ﺴﻌود ،ﻓﻌﻼم
اﺘﻔﻘﺎ؟ و�ﻟﻰ أي ﻤدى �ﺎن اﺘﻔﺎﻗﻬمﺎ ﻀرور�ﺎ ﻟكﻞ ﻤنﻬمﺎ ؟
- 2ﻤﺎ أﺒرز ﻤﻌﺎﻟم دﻋوة ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟﻌﻘیدة؟ وﻤﺎ اﻟمسوﻏﺎت اﻟتﻲ
ﺤمﻠتﻪ ﻋﻠیﻬﺎ؟
- 3ﻫﻞ اﻗتصرت دﻋوة ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب اﻟﻌﻘیدة ﻓﻘط؟ أم ﺘﻌدﺘﻪ إﻟﻰ
ﻤجﺎﻻت أﺨرى؟ ﺤددﻫﺎ.
- 4ﻫﻞ ﻨجحت دﻋوة اﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ؟ وﻤﺎ اﻟمؤﺸرات ﻋﻠﻰ ﻨجﺎﺤﻬﺎ؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
102
ﻨص:
ﻋﻘیدة اﻟتوﺤید ﻋند ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب
ﻗﺎل رﺤمﻪ ﷲ �ﻌد اﻟ�سمﻠﺔ :أﺸﻬد ﷲ وﻤن ﺤضرﻨﻲ ﻤن اﻟمﻼﺌكﺔ ،وأﺸﻬد�م أﻨﻲ أﻋتﻘد ﻤﺎ اﻋتﻘدﻩ أﻫﻞ اﻟسنﺔ
واﻟجمﺎﻋﺔ ،ﻤن اﻹ�مﺎن �ﺎ� وﻤﻼﺌكتﻪ ،و�ت�ﻪ ،ورﺴﻠﻪ ،واﻟ�ﻌث �ﻌد اﻟموت ،واﻹ�مﺎن �ﺎﻟﻘدر ،ﺨیرﻩ وﺸرﻩ وﻤن
اﻹ�مﺎن �ﺎ� ،اﻹ�مﺎن �مﺎ وﺼﻒ �ﻪ ﻨﻔسﻪ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ ،وﻋﻠﻰ ﻟسﺎن رﺴوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،ﻤن ﻏیر ﺘحر�ف
وﻻ ﺘﻌطیﻞ ،ﺒﻞ أﻋتﻘد أن ﷲ )ﻟ�س �مثﻠﻪ ﺴﻲء وﻫو اﻟسم�ﻊ اﻟ�صیر(.
ﻓﻼ أﻨﻔﻲ ﻋنﻪ ،ﻤﺎ وﺼﻒ �ﻪ ﻨﻔسﻪ ،وﻻ أﺤرف اﻟكﻠم ﻤن ﻤواﻀﻌﻪ ،وﻻ أﻟحد ﻓﻲ أﺴمﺎﺌﻪ وآ�ﺎﺘﻪ ،وﻻ أﻛ�ف وﻻ
أﻤثﻞ ﺼﻔﺎﺘﻪ� ،صﻔﺎت ﺨﻠﻘﻪ ،ﻷﻨﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺴمﻲ ﻟﻪ وﻻ �فء ،وﻻ ﻨد ﻟﻪ ،وﻻ �ﻘﺎس �خﻠﻘﻪ ،ﻓﺈﻨﻪ ﺴ�حﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻟﻰ
أﻋﻠم ﺒنﻔسﻪ و�ﻐیرﻩ ،وأﺼدق ﻗیﻼ ،وأﺤسن ﺤدﯿثﺎ.
ﻓنزﻩ ﻨﻔسﻪ ﻋمﺎ وﺼﻔﻪ �ﻪ اﻟمخﺎﻟﻔون ﻤن أﻫﻞ اﻟتكی�ف واﻟتمثیﻞ ،وﻋن ﻤﺎ ﻨﻔﺎﻩ ﻋنﻪ اﻟنﺎﻓون ﻤن أﻫﻞ اﻟتحر�ف
اﻟ
واﻟتﻌطیﻞ .ﻓﻘﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﺴ�حﺎن ر�ك رب اﻟﻌزة ﻋمﺎ �صﻔون وﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟمرﺴﻠین واﻟحمد � رب اﻟﻌﺎﻟمین﴾.
ﻣﻌ
) (1
وﻫم وﺴط ﻓﻲ �ﺎب وﻋید ﷲ ﺒین ﻓﺎﻟﻔرﻗﺔ اﻟنﺎﺠ�ﺔ ،وﺴط ﻓﻲ �ﺎب أﻓﻌﺎﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒین اﻟﻘدر�ﺔ واﻟجبر�ﺔ
ﮭد اﻟمرﺠئﺔ واﻟوﻋید�ﺔ.
وﻫم وﺴط ﻓﻲ �ﺎب اﻹ�مﺎن واﻟدﯿن ﺒین اﻟحرور�ﺔ واﻟمﻌتزﻟﺔ و�ین اﻟمرﺠئﺔ واﻟجﻬم�ﺔ.
اﻟﺗ
وﻫم وﺴط ﻓﻲ �ﺎب أﺼحﺎب رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﺒین اﻟرواﻓض واﻟخوارج) .(2
رﺑو
وأﻋتﻘد أن اﻟﻘرآن �ﻼم ﷲ ،ﻤنزل ﻏیر ﻤخﻠوق ،ﻤنﻪ ﺒدأ ،و�ﻟ�ﻪ �ﻌود ،وأﻨﻪ ﺘكﻠم �ﻪ ﺤق�ﻘﺔ ،وأﻨزﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋبدﻩ
ورﺴوﻟﻪ وأﻤینﻪ ﻋﻠﻰ وﺤ�ﻪ ،وﺴﻔیرﻩ ﺒینﻪ و�ین ع�ﺎدﻩ ،ﻨبینﺎ ﻤحمد ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم.
ي اﻟ
وط
-اﻟﻘدر�ﺔ :ﺘسند اﻟﻔﻌﻞ إﻟﻰ اﻟﻌبد ،وﺘجﻌﻠﻪ ﺨﺎﻟﻘﺎ ﻟﻔﻌﻞ ﻨﻔسﻪ ﻤن ﺨیر أو ﺸر :وﺨﺎﻟﻔتﻬم اﻟجبر�ﺔ ،وﻗﺎﻟت :اﻟﻌبد ﻤجبور ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ 1
ﻤن ﺨیر أو ﺸر ،ﻓﺎﻟﻌبد �ﺎﻟر�شﺔ ﻓﻲ ﻤﻬب اﻷر�ﺎح ،ﻤن رﺴﺎﻟﺔ اﺒنﻪ اﻟش�ﺦ ﻋبد ﷲ �ﻌد دﺨول اﻹﻤﺎم ﺴﻌود ﻤكﺔ اﻟمكرﻤﺔ ﺴنﺔ
ﻧﻲ
1218ﻫـ.
-اﻟحرور�ﺔ :ﻫم اﻟخوارج اﻟذﯿن ﺨرﺠوا ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﻋندﻤﺎ رﻀﻲ �ﺎﻟتحك�م و�حكم اﻟحكمین ،واﻟمﻌتزﻟﺔ ﻫم اﻟﻘدر�ﺔ اﻟذﯿن اﺴندوا اﻟﻔﻌﻞ 2
اﻟ
ﻣﻌ
﴿ﻤن ذا اﻟذي �شﻔﻊ ﻋندﻩ إﻻ �ﺈذﻨﻪ﴾ وﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�م ﻤن ﻤﻠك ﻓﻲ اﻟسمﺎوات ﻻ ﺘﻐنﻲ ﺸﻔﺎﻋتﻬم ﺸیئﺎ إﻻ ﻤن
ﮭد �ﻌد أن �ﺄذن ﷲ ﻟمن �شﺎء و�رﻀﻰ﴾.
وﻫو ﻻ ﯿرﻀﻰ إﻻ اﻟتوﺤید ،وﻻ �ﺄذن إﻻ ﻷﻫﻠﻪ.
اﻟﺗ
وأﻤﺎ اﻟمشر�ون ﻓﻠ�س ﻟﻬم ﻓﻲ اﻟشﻔﺎﻋﺔ ﻨصیب �مﺎ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓمﺎ ﺘنﻔﻌﻬم ﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟشﺎﻓﻌین﴾.
رﺑو
وأوﻤن �ﺄن اﻟجنﺔ واﻟنﺎر ﻤخﻠوﻗتﺎن ،وأﻨﻬمﺎ – اﻟیوم – ﻤوﺠودﺘﺎن وأﻨﻬمﺎ ﻻ �ﻔن�ﺎن.
وأن اﻟمؤﻤنین ﯿرون ر�ﻬم �ﺄ�صﺎرﻫم ﯿوم اﻟق�ﺎﻤﺔ �مﺎ ﯿرون اﻟﻘمر ﻟیﻠﺔ اﻟبدر ،ﻻ �ضﺎﻤون ﻓﻲ رؤ�تﻪ.
ي اﻟ
وأوﻤن �ﺄن ﻨبینﺎ ﻤحمدا ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﺨﺎﺘم اﻟنبیین واﻟمرﺴﻠین ،وﻻ �صﺢ إ�مﺎن ﻋبد ﺤتﻰ ﯿؤﻤن
ﺒرﺴﺎﻟتﻪ ،و�شﻬد ﺒنبوﺘﻪ.
وط
وأﻓضﻞ أﻤتﻪ أﺒو �كر اﻟصدﯿق ،ﺜم ﻋمر اﻟﻔﺎروق ،ﺜم ﻋثمﺎن ذو اﻟنور�ن ،ﺜم ﻋﻠﻲ اﻟمرﺘضﻰ ،ﺜم �ق�ﺔ
اﻟﻌشرة ،ﺜم أﻫﻞ ﺒدر ،ﺜم أﻫﻞ اﻟشجرة- ،أﻫﻞ ﺒ�ﻌﺔ اﻟرﻀوان -ﺜم ﺴﺎﺌر اﻟصحﺎ�ﺔ رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬم.
ﻧﻲ
وأﺘوﻟﻰ أﺼحﺎب رﺴول ﷲ ،وأذ�ر ﻤحﺎﺴنﻬم ،وأﺴتﻐﻔر ﻟﻬم ،وأﻛﻒ ﻋن ﻤسﺎوﺌﻬم ،وأﺴكت ﻋمﺎ ﺸجر ﺒینﻬم.
وأﻋتﻘد ﻓضﻠﻬم ﻋمﻼ �ﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :واﻟذﯿن ﺠﺎءو ﻤن �ﻌدﻫم �ﻘوﻟون ر�نﺎ اﻏﻔر ﻟنﺎ وﻹﺨواﻨنﺎ اﻟذﯿن ﺴ�ﻘوﻨﺎ
�ﺎﻹ�مﺎن وﻻ ﺘجﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠو�نﺎ ﻏﻼ ﻟﻠذﯿن آﻤنوا ر�نﺎ إﻨك رءوف رﺤ�م﴾.
وأﺘرﻀﻰ ﻋن أﻤﻬﺎت اﻟمؤﻤنین ،اﻟمطﻬرات ﻤن �ﻞ ﺴوء.
وأﻗر �كراﻤﺎت اﻷوﻟ�ﺎء ،إﻻ أﻨﻬم ﻻ �ستحﻘون ﻤن ﺤق ﷲ ﺸیئﺎ ،وﻻ أﺸﻬد ﻷﺤد ﻤن اﻟمسﻠمین �جنﺔ وﻻ ﻨﺎر،
إﻻ ﻤن ﺸﻬد ﻟﻪ اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،وﻟكنﻲ أرﺠو ﻟﻠمحسن ،وأﺨﺎف ﻋﻠﻰ اﻟمسﻲء.
وﻻ أﻛﻔر أﺤدا ﻤن اﻟمسﻠمین ﺒذﻨ�ﻪ ،وﻻ أﺨرﺠﻪ ﻤن داﺌرة اﻹﺴﻼم...
104
اﻟدرس : 23
ﻗﺎﻤت ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌر�ﻲ ﺤر�ﺎت إﺴﻼﻤ�ﺔ ﻋدة ،ﺤﺎوﻟت اﻟنﻬوض �ﺎﻟﻌرب واﻟمسﻠمین �ﺈزاﻟﺔ ﻋواﻤﻞ اﻟتخﻠﻒ
اﻟتﻲ ﻟحﻘت ﺒﻬم ،ﻤن ﺠراء اﻨتشﺎر اﻟبدع واﻟخراﻓﺎت اﻟتﻲ اﻟتصﻘت �ﺎﻹﺴﻼم .وﻗد ر�زت ﻫذﻩ اﻟحر�ﺎت ﻓﻲ دﻋواﺘﻬﺎ
اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
- 1ﻀرورة اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻘرآن واﻟسنﺔ �ﺄﺴﺎس ﻟوﺤدة اﻟمسﻠمین.
- 2ﺘنق�ﺔ اﻟدﯿن اﻹﺴﻼﻤ ـﻲ ﻤن اﻟشـ ـواﺌب اﻟتﻲ ﻋﻠﻘت �ﻪ ﻋبر اﻟﻌصور.
- 3ﻓتﺢ �ﺎب اﻟجﻬﺎد.
- 4اﻟجﻬﺎد ﻀد اﻻﺴتﻌمﺎر واﻻﺴتبداد.
اﻟ
ﻣﻌ
ﻓﻘد ﺸﻬد اﻟﻘرن اﻟتﺎﺴﻊ ﻋشر ظﻬور ﺘ�ﺎرات ﻓكر�ﺔ إﺼﻼﺤ�ﺔ ﻋدﯿدة ﻓﻲ ظﻞ اﻟحكم اﻟﻌثمﺎﻨﻲ اﻷﺨیر ،أي
ﮭد
اﺒتداء ﻤن ﻓترة ﺤكم اﻟسﻠطﺎن اﻟﻌثمﺎﻨﻲ ﻤحمود اﻟثﺎﻨﻲ ﺘﻘر��ﺎ ) (1839 -1808واﻤتﺎزت ﻓترة اﻟسﻠطنﺔ اﻟﻌثمﺎﻨ�ﺔ
اﻷﺨیرة �ﺄﻤر�ن:
اﻟﺗ
أ -اﻨﻔتﺎح اﻟﻌثمﺎﻨیین واﻟﻌرب ﻋﻠﻰ اﻟتﺄﺜیر اﻷور�ﻲ اﻟم�ﺎﺸر وذﻟك ﻟكثرة اﻟمواﺼﻼت اﻟ�حر�ﺔ وﺘوﺜق اﻟصﻼت
رﺑو
اﻟتجﺎر�ﺔ ،وﺘحول ذﻟك ﺸیئﺎ ﻓشیئﺎ إﻟﻰ ﻫجوم ﺤر�ﻲ وﺤضﺎري ﻫدد ��ﺎن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌثمﺎﻨ�ﺔ �ﺎﻻﻨﻬ�ﺎر اﻟتﺎم أﻤﺎم
ﻋظمﺔ أور�ﺎ اﻟرأﺴمﺎﻟ�ﺔ وﻗوﺘﻬﺎ اﻟﻌسكر�ﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،اﻟشﻲء اﻟذي دﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟ�حث ﻋن أﺴواق ﺠدﯿدة ﻟ�ضﺎﻋتﻬﺎ
ي اﻟ
ﻤتﻌسﻔﺎ وﺘﻬمﻞ ﺸؤوﻨﻬﺎ اﻻﺠتمﺎع�ﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻟثﻘﺎف�ﺔ وﺘش�ﻊ ﻓیﻬﺎ اﻟطرق�ﺔ واﻟجمود اﻟﻔكري ،و�ﺎﻟرﻏم ﻤن ذﻟك
ﻧﻲ
ﻗﺎم �ﻌض اﻟسﻼطین �ﺈﺼﻼﺤﺎت إدار�ﺔ وﻗضﺎﺌ�ﺔ ووﻀﻊ ﻗواﻨین ﺘنظ�م�ﺔ اﻗت�ﺎﺴﺎ ﻤن ﻤنجزات اﻟثورة اﻟﻔرﻨس�ﺔ
و�رﺴﺎل �ﻌثﺎت ﻋﻠم�ﺔ إﻟﻰ أورو�ﺎ.
وﺘمثﻞ ﻫذﻩ اﻟ�ﻌثﺎت اﻟجیﻞ اﻷول ﻤن اﻟمﻔكر�ن اﻟمسﻠمین اﻟذﯿن اﻨتموا إﻟﻰ ﻋصر اﻟنﻬضﺔ اﻟﻌر��ﺔ اﻟحدﯿثﺔ،
وﻤن أﺸﻬر ﻫؤﻻء رﻓﺎﻋﺔ اﻟطﻬطﺎوي ) (1873 -1801وﺨیر اﻟدﯿن اﻟتوﻨسﻲ ).(1889 -1810
و�ینمﺎ ر�ز اﺒن ﺘ�م�ﺔ واﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب ﻓﻲ ﻨزﻋتﻬم اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﺘصف�ﺔ اﻟﻌﻘیدة ﻤن ﺸواﺌب اﻟبدع
واﻟخراﻓﺎت وﻤنطق اﻟﻔﻼﺴﻔﺔ وآراء اﻟﻔرق اﻟكﻼﻤ�ﺔ واﻟجمود ﻋﻠﻰ أﻗوال ﻤن ﺘﻘدم ،ﺘمیزت اﻟنزﻋﺔ اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ ﻋند
ﻫذا اﻟجیﻞ ﻓﻲ إﺼﻼح ﺸؤون اﻟس�ﺎﺴﺔ واﻟتﻌﻠ�م واﻻﻗت�ﺎس ﻤن اﻟنﻬضﺔ اﻷور��ﺔ ﻓﻲ �ﺎﻓﺔ اﻟم�ﺎدﯿن.
أﻤﺎ اﻟجیﻞ اﻟثﺎﻨﻲ ﻤن زﻋمﺎء اﻹﺼﻼح اﻟذي ﯿتزﻋمﻪ ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ف�ختﻠﻒ ﻋن اﻟجیﻞ اﻷول ﻓﻲ
اﻟنظرة إﻟﻰ أورو�ﺎ واﻻﺤتذاء ﺒنﻬضتﻬﺎ اﻟثﻘﺎف�ﺔ واﻟﻌﻠم�ﺔ ،ﻓﻔﻲ ﺤین اﻨبﻬر ﺠیﻞ اﻟطﻬطﺎوي وزﻤﻼﺌﻪ �مﺎ وﺼﻞ إﻟ�ﻪ
105
اﻷور�یون ﻤن ﺘطور وازدﻫﺎر و أروا أن إﺼﻼح أوﻀﺎع اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ �كمن ﻓﻲ ﺘﻘﻠیدﻫم واﻟنﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﻤنواﻟﻬم
ف�ﻪ ،رأى اﻟجیﻞ اﻟثﺎﻨﻲ أن إﺼﻼح أوﻀﺎع اﻟمسﻠمین �مر أوﻻ ﺒتوﺤیدﻫم ﻀد ﺨطر ﯿتﻬددﻫم ﯿتمثﻞ ﻓﻲ اﻟخﻼف
اﻟمذﻫبﻲ ﻓﻲ اﻟدﯿن واﻻﺴتبداد ﻓﻲ اﻟحكم واﻻﺴتﻌمﺎر اﻷور�ﻲ.
ﻓﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻋﻘیدة اﻹﺴﻼم ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺌﻬﺎ اﻷول أ�ﺎم اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﺼحﺎﺒتﻪ واﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ
ﻗبﻞ ظﻬور اﻟخﻼف اﻟمذﻫبﻲ ﺒین اﻟمسﻠمین ﺸرط أول ﻋند اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ﻟحصول ﻨﻬضﺔ اﻟمسﻠمین ﻓﻲ اﻟﻌصر
اﻟحدﯿث ﻷن اﻟﻌﻘیدة اﻟدﯿن�ﺔ اﻟسن�ﺔ �ﺎﻨت ﻤنذ اﻟﻘد�م وﻤﺎ ﺘزال ﺴر وﺤدة اﻟمسﻠمین وﻗوﺘﻬم أﻤﺎم �ﻞ ﻋدو ﺨﺎرﺠﻲ
ﯿتﻬددﻫم ﻓﻲ ��ﺎﻨﻬم اﻟس�ﺎﺴﻲ واﻟثﻘﺎﻓﻲ.
اﻹﺼﻼح اﻟذي ﯿنشدﻩ اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ:
ﺒدأ اﻟﻌمﻞ اﻹﺼﻼﺤﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟتﺎﺴﻊ ﻋشر و�دا�ﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌشر�ن �ﺄﻓكﺎر ودﻋوات وﻤ�ﺎدرات وﻤشروﻋﺎت
ﻟﻠنﻬضﺔ واﻹﺼﻼح واﻟتحرر واﻻﺴتﻘﻼل وﻤﻘﺎوﻤﺔ اﻻﺤتﻼل.
ﻗﺎم ﺒﻬﺎ ﻤصﻠحون وﻗﺎدة وﻤﻔكرون �ﺎن ﻤن أواﺌﻠﻬم ﻤحمد ﺒن ﻋبد اﻟوﻫﺎب ﻓﻲ اﻟجز�رة اﻟﻌر��ﺔ ،ﺜم ﻤن �ﻌدﻩ
اﻟ
ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻤصر واﻟدوﻟﺔ اﻟﻌثمﺎﻨ�ﺔ� ،ﻤحمد ﻋبدﻩ ورﺸید رﻀﺎ ﻓﻲ ﻤصر ،وﻋبد اﻟرﺤمن اﻟكواﻛبﻲ
ﻣﻌ
ﻓﻲ اﻟشﺎم ،وﻋﻼل اﻟﻔﺎﺴﻲ ﻓﻲ اﻟمﻐرب ،وﻋبد اﻟحمید ﺒن �ﺎد�س وﻤﺎﻟك ﺒن ﻨبﻲ ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ،وﺴﻌید اﻟنورﺴﻲ ﻓﻲ
ﮭد
ﺘر��ﺎ ،واﻟطﺎﻫر واﻟﻔضﻞ ﺒن ﻋﺎﺸور ﻓﻲ ﺘوﻨس ،واﻟمﻬد�ﺔ ﻓﻲ اﻟسودان واﻟسنوﺴ�ﺔ ﻓﻲ ﻟیب�ﺎ وﺤر�ﺔ دان ﻓودﯿو ﻓﻲ
ﻨ�جیر�ﺎ.
اﻟﺗ
رﺑو
ﻛﺎﻨت ﻫذﻩ اﻟحر�ﺎت واﻟمشروﻋﺎت واﻟم�ﺎدرات واﻟدﻋوات ﻗﺎﺌمﺔ ﻋﻠﻰ إﺼﻼح اﻟخﻼﻓﺔ واﻟدوﻟﺔ اﻟﻌثمﺎﻨ�ﺔ أو
اﻻﺴتﻌﺎﻀﺔ ﻋنﻬﺎ ﺒبداﺌﻞ أﻓضﻞ ﻤنﻬﺎ.
ي اﻟ
واﻻﺘجﺎﻩ اﻟسﺎﺌد أن ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ﻫو ﻤؤﺴس اﻟحر�ﺔ اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ اﻟمﻌﺎﺼرة ،وأن ﺠﻬدﻩ
اﻟﻔكري واﻹﺼﻼﺤﻲ ﺤمﻠﻪ ﻤن �ﻌدﻩ ﺘﻠمیذﻩ اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﻋبدﻩ.
وط
وﻗد أﺜر اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺠیﻞ �ﺎﻤﻞ ﻤن اﻟمسﻠمین ،و�ﺎن ﻟﻪ ﻨﻔوذ وﺘﺄﺜیر ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ أﻨحﺎء اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ
اﻟتﻲ طﺎف ﺒﻬﺎ ﻤن أﻓﻐﺎﻨستﺎن إﻟﻰ إﯿران واﻟﻬند وﻓرﻨسﺎ وﻤصر واﻟﻌراق وﺘر��ﺎ .و�ﺎن ﻟﻪ ﻋبر ﺘﻼﻤیذﻩ و�خﺎﺼﺔ
ﻧﻲ
ﻤحمد ﻋبدﻩ ﺘﺄﺜیر ﻋﻠﻰ اﻟمﻔكر�ن واﻟمثﻘﻔین ﻓﻲ ﻤصر و�ﻼد اﻟشﺎم و�خﺎﺼﺔ إﺼﻼح ﻤؤﺴسﺎت اﻟتﻌﻠ�م �ﺎﻷزﻫر
واﻟمحﺎﻛم.
واﻤتد ﻫذا اﻟتﺄﺜیر إﻟﻰ رﺸید رﻀﺎ اﻟذي �ﺎن ﻟمجﻠتﻪ "اﻟمنﺎر" ﺼدى وﺘﺄﺜیر ﻓﻲ �ﻞ أﻨحﺎء اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ،
و�ﺎن ﺤسن اﻟبنﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺔ ﻗو�ﺔ ﺒرﺸید رﻀﺎ وﻗد اﺴتﺄﻨﻒ ﻟ�ﻌض اﻟوﻗت ﻤجﻠﺔ اﻟمنﺎر �ﻌد وﻓﺎة اﻟش�ﺦ رﺸید رﻀﺎ.
دﻋﺎ اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ إﻟﻰ إﺼﻼح ﺸﺎﻤﻞ ﻻ �ﻘتصر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘیدة اﻟدﯿن�ﺔ ﻤن اﻟداﺨﻞ ﺒتصﻔیتﻬﺎ ﻤن ﺸواﺌب اﻟبدع
وﺨراﻓﺎت �ﻌض أﺼحﺎب اﻟطرق وﻀﻼﻻت أر�ﺎب اﻟﻔرق واﻟنحﻞ ،ﺒﻞ ﺘجﺎوز ذﻟك إﻟﻰ إﺼﻼح ﺤ�ﺎة اﻟمسﻠمین
اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ واﻻﺠتمﺎع�ﺔ ﻋﺎﻤﺔ اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﺘشكو ﻀﻌﻔﺎ ﺴ�ﺎﺴ�ﺎ واﻨخراﻤﺎ اﻗتصﺎد�ﺎ ﻻ ﺤد ﻟﻬمﺎ ﻤﻘﺎرﻨﺔ �ﺄورو�ﺎ.
106
ﻓﺎﻹﺼﻼح اﻟذي ﯿنشدﻩ اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ �مر ﺤتمﺎ �ﺈﺼﻼح اﻟﻌﻘیدة أوﻻ واﻟﻘضﺎء ﻋﻠﻰ أﺴ�ﺎب اﻟضﻌﻒ �ﺎﻹق�ﺎل
ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠم واﻛتسﺎب اﻟمﻌﺎرف اﻟصح�حﺔ واﻟﻌﻠوم اﻟنﺎﻓﻌﺔ.
وﻤن أﻫم اﻟﻘضﺎ�ﺎ اﻟتﻲ دﻋﺎ إﻟیﻬﺎ اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ واﺤتﻠت ﺠزءا �بی ار ﻤن ﻨزﻋتﻪ اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ ﻓكرة اﻟجﺎﻤﻌﺔ
اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ أي ﺘحﻘیق را�طﺔ ﺴ�ﺎﺴ�ﺔ ﺘجمﻊ اﻟمسﻠمین ﻋﻠﻰ ﺼﻌید اﻟﻌﻘیدة اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ اﻟموﺤدة أﺴﺎﺴﻬﺎ ﺘﻌﻠ�م اﻟﻘرآن
واﻟسنﺔ �ﻘطﻊ اﻟنظر ﻋن ﻟﻐﺎﺘﻬم وأﺠنﺎﺴﻬم وﻤواطنﻬم.
وﻗد ظﻬر ﻫذا ﺠﻠ�ﺎ ﻓﻲ " اﻟﻌروة اﻟوﺜﻘﻰ" ﻓﻲ اﻟمرﺤﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻤن ﻨشﺎط اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ اﻹﺼﻼﺤﻲ� ،ﻘول ) :أﻟ�س
ﻟﻬم أن ﯿتﻔﻘوا ﻋﻠﻰ اﻟذب واﻹﻗدام �مﺎ اﺘﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﺴﺎﺌر اﻷﻤم ....ف�ق�مون �ﺎﻟوﺤدة ﺴدا ﻤن�ﻌﺎ �حول ﻋنﻬم ﻫذﻩ
اﻟسیول اﻟمتدﻓﻘﺔ ﻋﻠیﻬم ﻤن ﺠم�ﻊ اﻟجواﻨب ،ﻻ أﻟتمس �ﻘوﻟﻲ ﻫذا أن �كون ﻤﺎﻟك اﻷﻤر ﻓﻲ اﻟجم�ﻊ ﺸخصﺎ واﺤدا
ﻓﺈن ﻫذا ر�مﺎ �ﺎن ﻋسی ار وﻟكن أرﺠو أن �كون ﺴﻠطﺎن ﺠم�ﻌﻬم اﻟﻘرآن ووﺠﻬﺔ وﺤدﺘﻬم اﻟدﯿن و�ﻞ ذي ﻤﻠك ﻋﻠﻰ
ﻤﻠكﻪ �سﻌﻰ ﺠﻬدﻩ ﻟحﻔظ اﻵﺨر ﻤﺎ اﺴتطﺎع ﻓﺈن ﺤ�ﺎﺘﻪ �ح�ﺎﺘﻪ و�ﻘﺎءﻩ ﺒ�ﻘﺎﺌﻪ( ﻤحمد ﺼﺎﻟﺢ اﻟمراﻛشﻲ ﺘﻔكیر ﻤحمد
رﺸید رﻀﺎ ص86:
اﻟ
ﻣﻌ
ﻤكﺎﻓحﺔ اﻻﺴتﻌمﺎر واﻻﺴتبداد:
ﮭد
ﻛﺎن ﺴﻔر ﺠمﺎل اﻟدﯿن وﺘنﻘﻠﻪ ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟبﻼد اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ وﻤﻌﺎ�شﺔ أﻫﻠﻬﺎ ﻋن ﻗرب ﻤن اﻟﻌواﻤﻞ اﻟﻬﺎﻤﺔ
اﻟتﻲ ﺴﻬﻠت ﻟﻪ ﻤﻌرﻓﺔ ﺤق�ﻘﺔ ﻤﺎ �جري ﻤن أﺤداث و ْ
اﻟنﻔﺎد إﻟﻰ ﻋمق اﻟشخص�ﺎت ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟبﻼد.
اﻟﺗ
رﺑو
�مﺎ �ﺎن ﻟس�ﺎﺤتﻪ اﻟﻌﺎﻟم�ﺔ وﺘوﻗﻔﻪ اﻟطو�ﻞ ﻓﻲ أورو�ﺎ اﻟدور اﻷﺴﺎس ﻓﻲ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟم اﻟحدﯿث و�شﻒ
ﺤق�ﻘﺔ اﻟتﻘدم اﻷورو�ﻲ وأﻫداف اﻻﺴتﻌمﺎر اﻟخﺎرﺠﻲ واﻋتمﺎدﻩ ﻋﻠﻰ أﺸخﺎص �ضﻌﻬم ﻋﻠﻰ رأس ﺤكوﻤﺎت
ي اﻟ
وﻤؤﺴسﺎت ﻓﻲ ﺒﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟتحﻘیق أﻫداﻓﻪ وﺨططﻪ اﻟتوﺴع�ﺔ ﻋن طر�ق ﻤمﺎرﺴﺔ اﻻﺴتبداد واﻟ�ﻘﺎء ﻓﻲ
اﻟحكم ﻟمدة طو�ﻠﺔ.
وط
وﺘمكن -وﻫو اﻟرﺠﻞ اﻷﺼیﻞ اﻟمخﻠص ﻟدﯿنﻪ وأﻤتﻪ وﺘراﺜﻪ اﻟمتﻔتﺢ ﻋﻠﻰ اﻵﺨر�ن �حذر اﻟﻌﺎرف �شؤون
ﻧﻲ
اﻟﻌﺎﻟم اﻟمح�ط �ﻪ -أن �شخص أﻤراض وآﻻم اﻟبﻠدان اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ و�ﻌرف طرق ﻤﻌﺎﻟجتﻬﺎ ،واﻨتﻬﻰ إﻟﻰ ﻨت�جﺔ
ﺘتمثﻞ ﻓﻲ أن اﻻﺴتبداد اﻟداﺨﻠﻲ واﻻﺴتﻌمﺎر اﻟخﺎرﺠﻲ ﻤن أﻫم وأﺨطر اﻷﻤراض اﻟتﻲ اﺒتﻠﻲ ﺒﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ،
وأن اﻟكﻔﺎح ﻀد ﻫذﯿن اﻟمرﻀین ﻟن ﯿتﺄﺘﻰ إﻻ ﻋن طر�ق ﻨشر اﻟوﻋﻲ اﻟس�ﺎﺴﻲ و إﺸراك اﻟمسﻠمین �طر�ﻘﺔ ﺠد�ﺔ
ﻓﻲ ﻤمﺎرﺴﺔ ﺸؤوﻨﻬم �ﺄﻨﻔسﻬم.
و�رى ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ أن اﻟسبیﻞ إﻟﻲ ذﻟك �كمن ﻓﻲ إﻗﺎﻤﺔ ‘’اﻟجﺎﻤﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ'’ و�ﻌنﻰ ﺒﻬﺎ “اﻟرا�طﺔ
اﻟتﻲ ﺘر�ط ﺒین اﻟمسﻠمین ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻷﻗطﺎر ﻤن ﻓرس وﺘرك وﻋرب” و�ﺎﻨت طر�ﻘتﻪ ﻟذﻟك ﻗو�ﺔ ﻋن�ﻔﺔ ،إذ �ﺎن
ﯿر�د اﻟثورة ﻋﻠﻰ اﻟمﻠوك واﻷﻤراء ﻓﻲ اﻟداﺨﻞ ،و�ﺸﻌﺎل ﻨﺎر اﻟشﻌوب ﻀد اﻟخﺎرج.
107
ﻤﻘﺎوﻤﺔ اﻻﺴتﻌمﺎر اﻟثﻘﺎﻓﻲ:
و�مﺎ ﺤﺎرب ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ اﻻﺴتﻌمﺎر اﻟس�ﺎﺴﻲ اﻟﻐر�ﻲ ﺤﺎرب �ذﻟك اﻻﺴتﻌمﺎر اﻟثﻘﺎﻓﻲ اﻟﻐر�ﻲ
وواﺼﻞ ﻤﻌر�تﻪ ﻀد اﻟذﯿن ﺤﺎوﻟوا ﺘﻔسیر وﻤﻌرﻓﺔ اﻟﻘرآن واﻟكون واﻟمﻔﺎه�م اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﺒرؤ�ﺔ ﻏر��ﺔ ،و�ﺎن ﻻ �سمﺢ
ﻷوﻟئك اﻟذﯿن ﯿوﺠﻬون أو ﯿؤوﻟون اﻟمﻔﺎه�م اﻟﻐیب�ﺔ ﻟﻠﻘرآن �ﺎﻷﻤور اﻟحس�ﺔ واﻟمﺎد�ﺔ.
وﻟمﺎ ﻨﻔﻲ ﻤن ﻤصر إﻟﻰ اﻟﻬند واﺠﻪ أﻓكﺎر)أﺤمد ﺨﺎن اﻟﻬندي( �شدة وﺨﺎﺼﺔ ﻟمﺎ ﺤﺎول ﺘﻔسیر اﻟمﻌجزات
اﻟسمﺎو�ﺔ -اﻟتﻲ ﺠﺎء ﻓیﻬﺎ اﻟنص اﻟصر�ﺢ اﻟﻘرآﻨﻲ� -مﻌجزات أرﻀ�ﺔ طین�ﺔ ﻤﺎد�ﺔ.
وﻟم ﯿتراﺠﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ أ�ضﺎ ﻋن ﺘر�یزﻩ ﻋﻠﻰ ﻤواﺼﻠﺔ اﻟجﻬد واﻟتذ�یر �ضرورة اﻟحر�ﺔ اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ
اﻟﻔكر�ﺔ واﻟدﯿن�ﺔ ﻤﻊ دﻓﺎﻋﻪ اﻟمستمیت أ�ضﺎ ﻋن اﻟمﻌﺎرف واﻟﻌﻠوم اﻟحدﯿثﺔ وﻋن اﻟﻌﻘﺎﺌد واﻟسنن اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ اﻷﺼیﻠﺔ.
أﻨشطتﻪ اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ واﻟدﻋو�ﺔ:
-1ﻨشﺎطﻪ ﻓﻲ ﻤصر:
ﺠﺎء إﻟﻰ ﻤصر ﻋﺎم 1288ﻫـ وﻤكث ﺒﻬﺎ ﺜمﺎﻨﻲ ﺴنوات ﺤﺎﻓﻠﺔ �ﺎﻟتدر�س واﻟتوﺠ�ﻪ.
اﻟ
وﻋرﻓت ﻤصر أﺜنﺎء إﻗﺎﻤﺔ ﺠمﺎل اﻟدﯿن ﺒﻬﺎ ظروﻓﺎ ﺘﺎر�خ�ﺔ ﺼع�ﺔ ﺘمیزت ﺒتدﺨﻞ اﻻﻨجﻠیز واﻟﻔرﻨسیین ﻓﻲ
ﻣﻌ
ﺸؤوﻨﻬﺎ اﻟداﺨﻠ�ﺔ.
ﮭد
ﻓدﻓﻌت ﻫذﻩ اﻷوﻀﺎع اﻟسیئﺔ ﺠمﺎل اﻟدﯿن إﻟﻰ اﻟدﺨول ﻓﻲ اﻟس�ﺎﺴﺔ ،ﻓﻘﺎل ﻤن ﺠمﻠﺔ ﻤﺎ ﻨﻘﻞ ﻋنﻪ ...ﻓﻠو
اﻟﺗ
ﻛﺎن ﻓﻲ ﻋروﻗكم دم ف�ﻪ �ر�ﺎت ﺤیو�ﺔ وﻓﻲ رؤوﺴكم أﻋصﺎب ﺘتﺄﺜر ﻓتثیر اﻟنخوة واﻟحم�ﺔ ﻟمﺎ رﻀیتم ﺒﻬذا اﻟذل ..
رﺑو
وﻫذﻩ اﻟمسكنﺔ ...ﺘتنﺎو�كم أﯿدي اﻟروﻤﺎن ﺜم اﻟیوﻨﺎن واﻟروم واﻟﻔرس واﻷﻛراد واﻟممﺎﻟ�ك...إﻟﺦ.
أﻤﺎ ﻨشﺎطﻪ اﻟتﻌﻠ�مﻲ ﻓﻘد �ﺎن ﺸﺎﻤﻼ ﻤمتدا ﻋﻠﻰ ﻤختﻠﻒ اﻷﺼﻌدة ,ﻤنﻬﺎ اﻟتدر�س ﻓﻲ اﻷزﻫر وﻓﻲ اﻟمدارس
ي اﻟ
اﻟنظﺎﻤ�ﺔ واﻟ�حث وﺘدارس اﻟﻌﻠم ﻤﻊ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء أﻤثﺎل ﻤحمد ﻋبدﻩ وﻋبد اﻟكر�م ﺴﻠمﺎن و�ﺒراه�م اﻟﻠﻘﺎﻨﻲ
وﺴﻌد زﻏﻠول و�ﺒراه�م اﻟبﻠ�ﺎوي.
وط
أﻤﺎ ﻤدرﺴتﻪ اﻟمتنﻘﻠﺔ – �مﺎ ﻗیﻞ – ﻓﻬﻲ ﺒیتﻪ ﻋندﻤﺎ �ﺄﺘ�ﻪ اﻟزوار أو ﻫﻲ ﺒیوت ��ﺎر ﻤصر ﻋندﻤﺎ ﯿزورﻫم أو
ﻧﻲ
108
ﻟﻌرﺸكم وأدوم ﻟسﻠطﺎﻨكم " ﻏیر أن اﻟخدﯿوي ﻟم ﯿرﺘﺢ ﻟتوﺠیﻬﺎت ﺠمﺎل اﻟدﯿن ،ﻓﺎﺠتمﻊ ﻤجﻠس اﻟوزراء ﻟ�صدر ﻗ ار ار
ﺒنف�ﻪ إﻟﻰ ﺒوﻤ�ﺎي �ﺎﻟﻬند �حجﺔ أﻨﻪ رﺌ�س ﺠمع�ﺔ ﺴر�ﺔ ﻤن اﻟش�ﺎب ذوي اﻟط�ش ﻤجتمﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻓسﺎد اﻟدﯿن واﻟدﻨ�ﺎ.
-2ﻨشﺎطﻪ ﻓﻲ اﻟﻬند:
�ﺎن ﻤﻘﺎم اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ �ﺎﻟﻬند ﻤﻘیدا ﻤن طرف اﻟسﻠطﺎت ﻫنﺎك ،ﻓﺎﻏتنم اﻟﻔرﺼﺔ ﻟیؤﻟﻒ �تﺎ�ﻪ اﻟمشﻬور " :اﻟرد
ﻋﻠﻰ اﻟدﻫر�ین" �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺎرﺴ�ﺔ ،ﺜم ﺘرﺠم إﻟﻰ اﻷرد�ﺔ ﺜم ﻨﻘﻠﻪ ﻤحمد ﻋبدﻩ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر��ﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟكتﺎب رد
ﻗوي ﻋﻠﻰ ﻨظر�ﺔ دارو�ن ﻓﻘد ﻓند ﻤذه�ﻪ ﻓﻲ اﻟنشوء واﻻرﺘﻘﺎء وأ�ﺎن ف�ﻪ أن اﻟدﯿن ﻫو أﺴﺎس اﻟمدﻨ�ﺔ وأن اﻟكﻔر
ﻓسﺎد اﻟﻌمران .
اﻟﻌرﺒ�ﺔ ﻓﻲ ﻤصر 1919و�ﻌد اﻨتﻬﺎﺌﻬﺎ ودﺨول اﻹﻨجﻠیز إﻟﻰ ﻤصر رﻓﻊ اﻟحظر ﻋن
و�ﻌد ق�ﺎم اﻟثورة ا
ﺠمﺎل اﻟدﯿن وﺴمﺢ ﻟﻪ �مﻐﺎدرة اﻟﻬند.
– 3ﻨشﺎطﻪ ﻓﻲ �ﺎر�س:
ﻋند ﻤﺎ ﻏﺎدر ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻟﻬند اﺘجﻪ إﻟﻰ ﻟندن ﺜم إﻟﻰ �ﺎر�س وﻫنﺎك أرﺴﻞ إﻟﻰ ﺘﻠمیذﻩ ﻤحمد ﻋبدﻩ �ﻲ
اﻟ
ﯿواف�ﻪ ﺒﻬﺎ.
ﻣﻌ
وﻓﻲ �ﺎر�ز أﻨشﺄ ﺠر�دة �ﺎﻟﻌر��ﺔ ﺴمﺎﻫﺎ ف�مﺎ �ﻌد "�ﺎﻟﻌروة اﻟوﺜﻘﻰ" ،وﻗد ﺤدد ﻫدﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺘوع�ﺔ اﻟﻌﺎﻟم
ﮭد
اﻹﺴﻼﻤﻲ �حﻘوﻗﻪ وواﺠ�ﺎ ﺘﻪ و�ﺸﻌﺎل وطنیتﻪ ،و�ﺎن ﻟﻬذﻩ اﻟجر�دة ﺼدى واﺴﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ وﺨﺎﺼﺔ ﻟدى
اﻟوطنیین،ﻓكﺎﻨوا �سترﺸدون ﺒﻬﺎ ﻟمواﺠﻬﺔ اﻻﺴتﻌمﺎر ورص اﻟصﻔوف وﺘوﺤید اﻟجﻬود ﻀدﻩ وﻓضﺢ أﻻﻋی�ﻪ
اﻟﺗ
وﻤؤاﻤراﺘﻪ ز�ﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻬدف اﻷﺴمﻰ ﻟﻠجر�دة اﻟمتمثﻞ ﻓﻲ ﺘوع�ﺔ اﻟجمﺎﻫیر اﻟمؤﻤنﺔ ﻟﻠتطﻠﻊ إﻟﻰ ق�ﺎم وﺤدة إﺴﻼﻤ�ﺔ
رﺑو
109
– 5ﺤ�ﺎﺘﻪ �ﻌد ﻤﻐﺎدرﺘﻪ �ﺎر�س:
ﺘرك ﺠمﺎل اﻟدﯿن �ﺎر�س إﻟﻰ إﯿران ﺒدﻋوة ﻤن اﻟشﺎﻩ ،و�ﺎن ﻫدﻓﻪ ﻤن اﺴتدﻋﺎﺌﻪ إ�ﺎﻩ ﻫو اﻻﺴتﻔﺎدة ﻤن
ﺜﻘﺎﻓتﻪ اﻟواﺴﻌﺔ ﻟمتﺎ�ﻌﺔ إﺼﻼح اﻷﺤوال ﻓﻲ ﺒﻠدﻩ ،ﻏیر أن اﻟشﺎﻩ ﻤﺎ ﻟبث أن ﺘنكر ﻟﻪ ،ﻓرﺤﻞ ﺠمﺎل اﻟدﯿن إﻟﻰ
روﺴ�ﺎ ﺤیث ﻗﺎم ﻫنﺎك �ط�ﻊ اﻟمصحﻒ و�ﻌض اﻟكتب اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ �مواﻓﻘﺔ اﻟق�صر.
ﺜم ﻋﺎد إﻟﻰ ﻓﺎرس ﻟﻠمرة اﻟثﺎﻨ�ﺔ.
وﻓﻲ طﻬران اﻟتﻒ ﺤوﻟﻪ اﻟﻌﻠمﺎء واﻟﻌظمﺎء ﯿدرﺴون ﻋﻠ�ﻪ ،وأﺤس اﻟشﺎﻩ �ﺎﻟخطر ﻓق�ض ﻋﻠﻰ ﺠمﺎل اﻟدﯿن
ﻓﻲ ﻏیر ﻟطﻒ وأرﺴﻠﻪ إﻟﻰ اﻟ�صرة وﻫو ﻤر�ض ،وﻤن ﻫنﺎك ﺴﺎﻓر إﻟﻰ ﻟندن ﺤیث ﺴﺎﻫم ﻓﻲ إﺨراج ﻤجﻠﺔ �ﻌنوان
"ﻀ�ﺎء اﻟخﺎﻓﻘین" ﺘصدر �ﺎﻟﻌر��ﺔ واﻹﻨجﻠیز�ﺔ ،واظب ﻋﻠﻰ �تﺎ�ﺔ ﻤﻘﺎﻻت ﻓیﻬﺎ �ﺈﻤضﺎء اﻟسید اﻟحسینﻲ .
وﻟمﺎ �ﺎن اﻟسﻠطﺎن ﻋبد اﻟحمید اﻟتر�ﻲ �خشﻰ أن ﯿنضم إﻟﻰ ﺠمع�ﺔ |"ﺘر��ﺎ اﻟﻔتﺎة" اﻟتﻲ وﺼﻔﻬﺎ ﺠمﺎل اﻟدﯿن
�ﺄﻨﻬﺎ "اﻟجمع�ﺔ اﻟصﺎﻟحﺔ" اﺴتدﻋﺎﻩ ﺘحت ﻏطﺎء طﻠب ﻤسﺎﻋدﺘﻪ ﻹﺤداث إﺼﻼﺤﺎت ﻓﻲ اﻟبﻼد اﻛتشﻒ ﺠمﺎل اﻟدﯿن
ف�مﺎ �ﻌد أن اﻟسﻠطﺎن ﻏیر ﺠﺎد ﻓیﻬﺎ.
وأظﻠمت اﻟدﻨ�ﺎ ﻓﻲ وﺠﻪ ﺠمﺎل اﻟدﯿن ﺨﺎﺼﺔ وأﻨﻪ ﻗد أﺸرف ﻋﻠﻰ اﻟ�ﺄس ﻓﻲ إﺼﻼح اﻟحكﺎم واﻟمحكوﻤین
و�ﻘﻲ ﻓﻲ "اﻵﺴتﺎﻨﺔ"إﻟﻰ أن ﺘوﻓﻲ ﻋﺎم 1314ﻫـ إﺜر إﺼﺎﺒتﻪ �مرض ﻋضﺎل� ،ﻌد أن ﺒذل ﺤ�ﺎﺘﻪ �ﻠﻬﺎ ﻟتحﻘیق
ﻫدﻓین اﺜنین:
اﻟ
ﻣﻌ
-1ﺒث اﻟروح ﻓﻲ اﻟشرق ﺤتﻰ ﯿنﻬض ﺒثﻘﺎﻓتﻪ وﻋﻠمﻪ وﺘر�یتﻪ وﺼﻔﺎء دﯿنﻪ وﺘنق�ﺔ ﻋﻘیدﺘﻪ ﻤمﺎ ﻋﻠق ﺒﻬﺎ ﻤن
ﮭد ﺨراﻓﺎت
- 2ﻤنﺎﻫضﺔ اﻻﺤتﻼل اﻷﺠنبﻲ ﺤتﻰ ﺘﻌود اﻷﻗطﺎر اﻟشرق�ﺔ إﻟﻰ اﺴتﻘﻼﻟﻬﺎ.
اﻟﺗ
رﺑو
اﻷﺴئﻠﺔ:
-1ﻤﺎ اﻟظرف�ﺔ اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ واﻻﺠتمﺎع�ﺔ اﻟتﻲ أﺜرت ﻓﻲ ﻓكر اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ؟
ي اﻟ
-3اﻟجﺎﻤﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻓكرة أﺨذت �ثی ار ﻤن وﻗت وﻓكر ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ�� .ف ﺘصورﻫﺎ؟ وﻤﺎ اﻵﻤﺎل
اﻟتﻲ �ﻌﻘدﻫﺎ ﻋﻠیﻬﺎ إن ﻫﻲ ﺘحﻘﻘت؟
ﻧﻲ
-4ﻤﺎ أﺒرز اﻷﻨشطﺔ اﻟتﻲ ﻗﺎم ﺒﻬﺎ اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ﻤن أﺠﻞ إ�ﻘﺎظ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤن ﺴ�ﺎﺘﻪ؟
-5ﻤﺎ اﻟنتﺎﺌﺞ اﻟتﻲ ﺤﻘﻘﻬﺎ اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ﻤن ﺨﻼل دﻋوﺘﻪ اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ؟
ﻨص:
110
اﻤتحﺎن ﷲ ﻟﻠمؤﻤنین
ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ
﴿آﻟم ،أﺤسب اﻟنﺎس أن ﯿتر�وا أن �ﻘوﻟوا آﻤنﺎ وﻫم ﻻ �ﻔتنون وﻟﻘد ﻓتنﺎ اﻟذﯿن ﻤن ﻗبﻠﻬم ﻓﻠ�ﻌﻠمن ﷲ اﻟذﯿن
ﺼدﻗوا وﻟ�ﻌﻠمن اﻟكﺎذﺒین﴾ اﻟﻌنكبــوت اﻵ�ﺔ .2 – 1
ﻤن اﻟنﺎس ﺒﻞ أﻏﻠب اﻟنﺎس ﻤن �ﻘول آﻤنﺎ ،وﻟﻺ�مﺎن آﺜﺎر ،ﺜم �حسبون أن ﷲ ﯿتر�ﻬم وﻤﺎ �ﻘوﻟون ،و�دﻋﻬم
وﻤﺎ ﯿتوﻫمون ،و�ﻌﺎﻤﻠﻬم ﺴ�حﺎﻨﻪ وﻫو اﻟحكم اﻟﻌدل �مﺎ �ظنون ﻓﻲ أﻨﻔسﻬم ﻗبﻞ أن ﯿبتﻠیﻬم أﯿﻬم أﺤسن ﻋمﻼ ،ﺤتﻰ
ﺘظﻬر أﻨﻔسﻬم ﻷﻨﻔسﻬم ،و�ﻌﻠموا ﻫﻞ ﻫم ﺤق�ﻘﺔ ﻤؤﻤنون أو ﻫذﻩ دﻋوى ﺴوﻟتﻬﺎ اﻟنﻔس ،وﻏرت ﺒﻬﺎ اﻷﻤﺎﻨﻲ ﺘﺎﺌﻬون
ﻓﻲ أوﻫﺎﻤﻬم �حسبون أﻨﻬم ﻋﻠﻰ ﺸﻲء ،وﻫم ﺨﻠو ﻤن �ﻞ ﺸﻲء وﻟمﺎ ﯿدﺨﻞ اﻹ�مﺎن ﻓﻲ ﻗﻠو�ﻬم .إﻻ ﻓﻲ غ�ﻪ ﺤتﻰ
ﯿبتﻠ�ﻪ ﻓﻲ دﻋوى اﻹ�مﺎن ﻟ�ﻌﻠم ﷲ اﻟذﯿن ﺠﺎﻫدوا و�ﻌﻠم اﻟصﺎﺒر�ن وﻟئﻼ ﺘكون ﻟﻠنﺎس ﻋﻠﻰ ﷲ ﺤجﺔ ،ﺤﺎﺸﺎ ﺤك�مﺎ
أﻨزل اﻟكتب وأرﺴﻞ اﻟرﺴﻞ ووﻋد وأوﻋد ،و�شر وأﻨذر ،وﻗوﻟﻪ اﻟصدق ،ووﻋدﻩ اﻟحق ،أن �جﺎزي ﻤن ﺒنﻰ ﻋﻘیدﺘﻪ
ﻋﻠﻰ ﺨ�ﺎل ﻟ�س ﻟﻪ أﺜر ،وظن ﻟ�س ﻟﻪ أﺴﺎس� ،ﺎﻟسﻌﺎدة اﻟسرﻤد�ﺔ ،واﻟنع�م اﻷﺒدي.
اﻟ
ﻣﻌ
اﻹ�مﺎن �ﻐﻠب �ﻞ ﻫوى ،و�ﻘﻬر �ﻞ أﻤن�ﺔ ،و�دﻓﻊ �ﺎﻟنﻔس إﻟﻰ طﻠب ﻤرﻀﺎة ﷲ ﺒﻼ ﺴﺎﺌق وﻻ ﻗﺎﺌد ﺴواﻩ.
ﮭد
�ﻘول ﷲ وﻫو أﺼدق اﻟﻘﺎﺌﻠین﴿ :ﻻ �ستﺄذﻨك اﻟذﯿن ﯿؤﻤنون �ﺎ� واﻟیوم اﻵﺨر أن �جﺎﻫدوا �ﺄﻤواﻟﻬم وأﻨﻔسﻬم �ﷲ
ﻋﻠ�م �ﺎﻟمتﻘین ،إﻨمﺎ �ستﺄذﻨك اﻟذﯿن ﻻ ﯿؤﻤنون �ﺎ� واﻟیوم اﻵﺨر وارﺘﺎﺒت ﻗﻠو�ﻬم ﻓﻬم ﻓﻲ ر�بﻬم ﯿترددون﴾ ﻫذا
اﻟﺗ
ﻗضﺎء ﷲ وﻫذا ﺤكمﻪ ﻋﻠﻰ اﻟذﯿن �ستﺄذﻨون ﻓﻲ ﺒذل أرواﺤﻬم وأﻤواﻟﻬم ﻓﻲ أداء ﻓر�ضﺔ اﻹ�مﺎن ،ﺤكم ﻋﻠیﻬم �ﺄﻨﻬم
رﺑو
ﻻ ﯿؤﻤنون.
ي اﻟ
ﺼدق ﷲ وﺼدﻗت �ت�ﻪ ورﺴﻠﻪ ،إن ﻟﻠﻌﻘﺎﺌد اﻟراﺴخﺔ آﺜﺎ ار ﺘظﻬر ﻓﻲ اﻟﻌزاﺌم واﻷﻋمﺎل وﺘﺄﺜی ار ﻓﻲ اﻷﻓكﺎر
واﻹرادات ﻻ �مكن ﻟﻠمﻌتﻘدﯿن أن ﯿز�حوﻫﺎ ﻋن أﻨﻔسﻬم ﻤﺎ داﻤوا ﻤﻌتﻘدﯿن ،ﻫكذا اﻹ�مﺎن ﻓﻲ ﺠم�ﻊ ﺸؤوﻨﻪ وأطوارﻩ،
وط
ﻟﻪ ﺨواص ﻻ ﺘﻔﺎرﻗﻪ ،وﻨزﻋﺎت ﻻ ﺘزاﯿﻠﻪ ،وﺼﻔﺎت ﺠﻠیﻠﺔ ﻻ ﺘنﻔك ﻋنﻪ وﺨﻼﺌق ﻋﺎﻟ�ﺔ ﺴﺎﻤ�ﺔ ﻻ ﺘ�ﺎﯿنﻪ.
ﻨﻌم إن دون اﺒتﻼء ﷲ ﺨﻠﻊ اﻟﻌﺎدات ،وﺘحمﻞ اﻟصﻌو�ﺎت ،و�ذل اﻷﻤوال و��ﻊ اﻷرواح� ،ﻞ ﺨطر ﻓﻬو
ﻧﻲ
ﺘﻬﻠكﺔ ﯿن�ﻐﻲ اﻟ�ﻌد ﻋنﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻹ�مﺎن ،ﻓكﻞ ﺘﻬﻠكﺔ ف�ﻪ ﻓﻬﻲ ﻨجﺎة ،و�ﻞ ﻤوت ﻓﻲ اﻟمحﺎﻤﺎة ﻋن اﻹ�مﺎن ﻓﻬو �ﻘﺎء
أﺒدي ،و�ﻞ ﺸﻘﺎء ﻓﻲ أداء ﺤﻘوق اﻹ�مﺎن ﻓﻬو ﺴﻌﺎدة ﺴرﻤد�ﺔ ،اﻟمؤﻤن ﯿبذل ﻤﺎﻟﻪ ف�مﺎ �ﻘتض�ﻪ إ�مﺎﻨﻪ وﻻ �خشﻰ
اﻟﻔﻘر ،و�ن �ﺎن اﻟش�طﺎن �ﻌدﻩ اﻟﻔﻘر ،ﻟ�س ﻓﻲ اﻟنﻔﻘﺔ ﻷداء ﺤق اﻹ�مﺎن ﺘبذﯿر وﻟو أﺘﻰ ﻋﻠﻰ �ﻞ ﻤﺎ ﻓﻲ أﯿدي
اﻟمؤﻤنین ،إن ﻟﻠمؤﻤن ﺤ�ﺎة وراء ﻫذﻩ اﻟح�ﺎة ،و�ن ﻟﻪ ﻟذة وراء ﻟذاﺘﻬﺎ ،و�ن ﻟﻪ ﺴﻌﺎدة ﻏیر ﻤﺎ ﯿز�نﻪ اﻟش�طﺎن ﻤن
ﺴﻌﺎدﺘﻬﺎ .ﻫكذا ﯿرى اﻟمؤﻤن إن �ﺎن اﻹ�مﺎن ﻤس ﻗﻠ�ﻪ وﻟو ﻟم ﯿبﻠﻎ اﻟﻐﺎ�ﺔ ﻤن �مﺎﻟﻪ.
اﻟﻌروة اﻟوﺜﻘﻰ ﺒتصرف.
111
اﻟدرس : 24
ﻤحمد ﻋبدﻩ
– 1ﻤوﻟدﻩ وﻨشﺄﺘﻪ:
وﻟد اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﻋبدﻩ ﺴنﺔ 1266ﻫـ ﻤن أب ﺘر�ﻲ وأم ﻋر��ﺔ ﻓﻲ ﻗر�ﺔ ﻤن ر�ف ﻤصر ,وﺘﻌﻠم ﻓﻲ ﻤنـزل
واﻟدﻩ ﺜم اﻨتﻘﻞ إﻟﻰ دار ﺤﺎﻓظ ﻟﻠﻘرآن ﻓﻘ أر ﺒﻬﺎ اﻟﻘرآن ﻤرﺘین ,ﺜم وﺠﻬﻪ واﻟدﻩ إﻟﻰ اﻟجﺎﻤﻊ اﻷﺤمدي �طﺎﻨطﺎ ﻟ�جود
اﻟﻘرآن و�تﻌﻠم ﻏیرﻩ ﻤن اﻟﻌﻠوم ,وﻟم �جد أدﻨﻰ ﺼﻌو�ﺔ ﻓﻲ اﻟتﻌﻠم إﻻ ﻓﻲ ﻤﺎدة اﻟنحو ﻓﻘرر – ﺘحت ﺘﺄﺜیر اﻟ�ﺄس –
أن ﯿترك اﻟدروس إﻟﻰ اﻻﺸتﻐﺎل �ﺎﻟﻔﻼﺤﺔ ،ﻟكن واﻟدﻩ أﺼر ﻋﻠﻰ أن ﯿتﺎ�ﻊ دراﺴتﻪ ﻤمﺎ ﺤمﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرار إﻟﻰ ﺒﻠدة
ﻓیﻬﺎ �ﻌض أﻗﺎر�ﻪ ..وﻫنﺎك اﻟتﻘﻰ �خﺎل أﺒ�ﻪ اﻟمتصوف وﻫو اﻟسید درو�ش ﻓكﺎﻨت ﻤنﺎﺴ�ﺔ ﻓر�دة ﻟمحمد ﻋبدﻩ إذ
ﺘﻌﻠم ﻤن ﺨﺎل أﺒ�ﻪ ��ف أن ق�مﺔ اﻹﻨسﺎن ﻟ�ست �مظﺎﻫر اﻟح�ﺎة ﻤن ﻤﺎل وﺠﺎﻩ وﺴﻠطﺔ وﻨﻔوذ.
وﻤن ﻫنﺎك ﻗرر اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟجﺎﻤﻊ اﻷﺤمدي ,ﺜم اﺘجﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻫرة ﻟ�ص�ﺢ طﺎﻟب ﻋﻠم �ﺎﻷزﻫر اﻟشر�ف
اﻟ
ﻣﻌ
ﺤیث أﺘ�حت ﻟﻪ ﻓرﺼﺔ ﺤضور دروس ﻤتنوﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﯿد ﻋﻠمﺎء ��ﺎر ﻓنﺎل ﺸﻬﺎدة اﻟﻌﺎﻟم�ﺔ ...و�ﺎن ﻤن أﺸﻬر
أﺴﺎﺘذﺘﻪ اﻟش�ﺦ اﺤمد اﻟرﻓﺎﻋﻲ واﻟش�ﺦ ﻋﻠ�ش واﻟش�ﺦ ﺤسن اﻟطو�ﻞ وﻏیرﻫم.
ﮭد وﻗد ﻤر ﻓﻲ ﺤ�ﺎﺘﻪ اﻟدراﺴ�ﺔ ﺒثﻼﺜﺔ أطوار ﻫﺎﻤﺔ:
اﻟﺗ
آ – طور اﻟتكو�ن اﻟثﻘﺎﻓﻲ اﻷول ﺤیث ﺘﻠﻘﻰ اﻟتﻌﻠ�م ﻓﻲ ﻤﻌﻬد طﺎﻨطﺎ اﻟدﯿنﻲ ،ﺤسب ﻤنﻬﺎج ﺠﺎﻤد ﻨﻔرﻩ ﻤن
رﺑو
اﻟتحصیﻞ اﻟمﻌرﻓﻲ.
ب – اﻨجذا�ﻪ إﻟﻰ اﻟتصوف ﺘحت ﺘﺄﺜیر أﺤد أﻗﺎر�ﻪ وﻨزوﻋﻪ ﻨزوﻋﺎ إﺸراق�ﺎ ﺘجﻠت ﻟﻪ ﻤن ﺨﻼﻟﻪ أﺴرار
ي اﻟ
اﻟمﻌﺎرف.
ج -دراﺴتﻪ �ﺎﻷزﻫر اﻟشر�ف.
وط
– 2اﺘصﺎﻟﻪ �ﺎﻷﻓﻐﺎﻨﻲ:
ﻧﻲ
ﺴبق أن ﻗﻠنﺎ إن ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ﻗد ﺠﻌﻞ ﻤن ﻤنـزﻟﻪ ﻤدرﺴﺔ �ﻘصدﻫﺎ اﻟطﻼب ﻤن �ﻞ ﻤكﺎن ،وﺨﺎﺼﺔ
ﻤنﻬم طﻼب ﺠﺎﻤﻊ اﻷزﻫر ،و�ﺎن ﻤحمد ﻋبدﻩ ﻤن ﺠمﻠﺔ طﻼب اﻷزﻫر اﻟجﺎدﯿن ﻓﻲ اﻟتحصیﻞ ،وﻫذا ﻤﺎ ﺠﻌﻠﻪ أﻗرب
إﻟﻰ ﻗﻠب اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ أﻛثر ﻤن ﻏیرﻩ ،وﻟم �كن ﯿتﻌﻠم ﻤنﻪ اﻟمنطق واﻟﻔﻠسﻔﺔ واﻟكﻼم ﻓﻘط ،ﺒﻞ ﺨﺎض ﻤﻌﻪ – �ﺎﻟتدر�ﺞ –
ﻏمﺎر اﻟس�ﺎﺴﺔ ،ﻓﺎﻨضوى ﺒذﻟك ﻤﻌﻪ ﺘحت ﺘ�ﺎر اﻹﺼﻼح ,وﻤﺎ �ﻘتض�ﻪ ﻤن ﺘضح�ﺎت ﻓﻲ ﺴبیﻞ اﻷﻤﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ
.
�ﻘﻲ ﻤحمد ﻋبدﻩ �مصر �ﻌد ﻨﻔﻲ أﺴتﺎذﻩ ﺠمﺎل اﻟدﯿن ﻤﻌﻠمﺎ وﻤوﺠﻬﺎ أﺨﻼق�ﺎ وﻤرﺸدا ﺴ�ﺎﺴ�ﺎ ,ﻏیر أن
وﻀﻌﻪ ﻟم �ستﻘر ﻓﻲ ﺒﻠد ﯿتوﺠس ﺤكﺎﻤﻪ ﺨ�ﻔﺔ ﻤن �ﻞ داع�ﺔ ،وﻫكذا �ﺄﺘﻲ دورﻩ ﻟینﻔﻰ إﻟﻰ ﺨﺎرج ﺤدود ﺒﻠدﻩ
اﻟحبیب.
112
– 3ﻤ�� ﻨ ؤﻙ ﻭئﻙجﺌذث :
�ﻌد ﻫز�مﺔ أﺤمد ﻋراﺒﻲ ﺴنﺔ 1882م و�ﻌد أن ﺤكم اﻹﻨجﻠیز ق�ضتﻬم ﻋﻠﻰ ﻤصر ﺤكموا ﻋﻠﻰ ﻤحمد ﻋبدﻩ
�ﺎﻟنﻔﻲ ﺴت ﺴنوات إﻟﻰ ﺒیروت ﻏیر أن ﺠمﺎل اﻟدﯿن دﻋﺎﻩ إﻟ�ﻪ ﻤن �ﺎر�س ﻓﺎﺸترك ﻤﻌﻪ ﻓﻲ إﺨراج ﻤجﻠﺔ "اﻟﻌروة
اﻟوﺜﻘﻰ" ﻓصﺎر ﻫو ﻤحررﻫﺎ ،وأﺼ�حت ﻤﻘﺎﻻﺘﻪ ﻓیﻬﺎ ﺘختﻠﻒ �ﻞ اﻻﺨتﻼف ﻋن ﻤﻘﺎﻻﺘﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺌﻊ اﻟمصر�ﺔ،
ﻓمﻘﺎﻻت اﻟوﻗﺎﺌﻊ ﺘدﻋو إﻟﻰ اﻹﺼﻼح اﻻﺠتمﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻤصر وﺤدﻫﺎ �ﺄﺴﻠوب ﻫﺎدئ �ﻐﻠب ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻌﻘﻞ واﻟتحﻔظ
واﻟتدرج ,وﻤﻘﺎﻻﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻌروة اﻟوﺜﻘﻰ ﺘنظر إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ �ﻠﻪ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ وﺤدة) .(1
اﻟ
اﺴتﻔﺎد ﻤنﻬﺎ �ثیر ﻤن أﻫﻠﻬﺎ وﻟم ﯿنس اﻟجراﺌد ،ﻓكﺎن �كتب ﻓﻲ ﺠر�دة ﺘراث اﻟﻔنون ﻤﻘﺎﻻت ﺘش�ﻪ ﺘﻠك اﻟتﻲ �ﺎن
ﻣﻌ
�حررﻫﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺌﻊ.
ﮭد
وأﺜنﺎء إﻗﺎﻤتﻪ ﺒبیروت ،أﺼدر اﻟسﻠطﺎن اﻟتر�ﻲ ﻋبد اﻟحمید ﻗ ار ار ﺒتشكیﻞ ﻟجنﺔ ﻹﺼﻼح ﺒراﻤﺞ اﻟمدارس
اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻓوﺠد ﻤحمد ﻋبدﻩ ﻓرﺼﺔ ﻟﻺدﻻء ﺒرأ�ﻪ ﻓﻲ اﻟموﻀوع ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻻﺴتطﺎﻋﺔ ﻓرﻓﻊ ﺘﻘر�ر�ن �ﺎﻗتراﺤﻪ إﻟﻰ
اﻟﺗ
ﻛﻞ ﻤن ﺸ�ﺦ اﻹﺴﻼم ﻓﻲ اﻵﺴتﺎﻨﺔ و�ﻟﻰ واﻟﻲ ﺒیروت ،وﻀﺢ ﻓیﻬمﺎ أن ﻀﻌﻒ اﻟمسﻠمین ﺴب�ﻪ ﺴوء اﻟﻌﻘیدة واﻟجﻬﻞ
رﺑو
�ﺄﺼول اﻟدﯿن ،وأن ذﻟك أﻀﺎع أﺨﻼﻗﻬم وأﻓسدﻫﺎ ،وأن اﻟﻌﻼج اﻟوﺤید ﻫو إﺼﻼح اﻟتﻌﻠ�م ،وﻗد رﺴم ﻟذﻟك ﺨططﻪ
ي اﻟ
) (2
.
وط
ﺘحرك أﺼدﻗﺎء ﻤحمد ﻋبدﻩ ﻓﻲ ﻤصر ﻟﻠضﻐط ﻋﻠﻰ اﻟخدﯿوي ﻗصد اﻟسمﺎح ﻟﻪ �ﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﺒﻠدﻩ وﻗد اﺘصﻠوا
– ﻟﻬذﻩ اﻟﻐﺎ�ﺔ – �ﺎﻟحﺎﻛم اﻹﻨجﻠیزي اﻟﻠورد �ر وﻤر ،وﺤین ﻋودﺘﻪ إﻟﻰ ﻤصر ﻗرر اﻟﻌدول ﻋن اﻟس�ﺎﺴﺔ،
واﻻﺴتمرار ﻓﻲ إﻨﺎرة اﻟﻌﻘول ﻋن طر�ق اﻟتﻌﻠ�م ,ﻟ�حیﻲ اﻹﺴﻼم ﻓﻲ ﻗﻠوب اﻟنﺎس ،ﻓیتﻔﻬموا ﺤﻘوﻗﻬم وواﺠ�ﺎ ﺘﻬم
وﺘصﻠﺢ ﻋﻘیدﺘﻬم ,ﻓكتب ﺘﻘر� ار ﻓﻲ إﺼﻼح اﻟتﻌﻠ�م ﻓﻲ ﻤصر ورﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﻠورد �ر وﻤر اﻟحﺎﻛم اﻹﻨجﻠیزي �ﺎﻋت�ﺎرﻩ
ﻫو اﻟﻘوة اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟبﻼد.
وظﻞ �ﻌد ﻋودﺘﻪ ﻤسﺎﻟمﺎ ﻟﻺﻨجﻠیز ﻤتﻌﺎوﻨﺎ ﻤﻌﻬم إذ ﯿرى أن ﺠﻼءﻫم ﻻ �كون إﻻ ﻋن طر�ق اﺴتشﺎرة
اﻟشﻌب ووع�ﻪ ,وﺸﻌب ﻤصر ﻟم ﯿبﻠﻎ �ﻌد ذﻟك اﻟمبﻠﻎ ووﺴیﻠﺔ إﺼﻼﺤﻪ اﻟتﻌﻠ�م.
اﻟ
ﯿرق�ﻪ ﻋن �ثب و�حث إدارة اﻷزﻫر ﻋﻠﻰ اﻟتحسین ﻤن أوﻀﺎﻋﻪ.
ﻣﻌ
و�ﺎن إذا دﻋﺎﻩ أﺼدﻗﺎؤﻩ إﻟﻰ اﻟتخﻠﻲ ﻋن إﺼﻼح ﻻ أﻤﻞ ﻓﻲ ﺘحق�ﻘﻪ أﺠﺎﺒﻬم �ﻘوﻟﻪ" :إن وﺠداﻨﻲ اﻟدﯿنﻲ ﻻ ﯿرﻀﻰ
ﮭد �ﺎﻟصمت ﻋﻠﻰ اﻟمﻔﺎﺴد"
و�ﺎن رﺤمﻪ ﷲ ﻤصﻠحﺎ دﯿن�ﺎ وﻤصﻠحﺎ اﺠتمﺎع�ﺎ وﺸخص�ﺔ �ﺎرزة ﻓﻲ اﻟﻔكر واﻟس�ﺎﺴﺔ.
اﻟﺗ
رﺑو
- 7ﻤنﻬجﻪ اﻹﺼﻼﺤﻲ:
ي اﻟ
اﺤدا ﻤن أﺒرز اﻟمجددﯿن ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻌصر اﻟحدﯿث ،وأﺤد دﻋﺎة ﻌد "اﻹﻤﺎم ﻤحمد ﻋبدﻩ" و ًُ� ّ
اﻹﺼﻼح وأﻋﻼم اﻟنﻬضﺔ اﻟﻌر��ﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ اﻟحدﯿثﺔ؛ ﻓﻘد ﺴﺎﻫم �ﻌﻠمﻪ ووع�ﻪ واﺠتﻬﺎدﻩ ﻓﻲ ﺘحر�ر اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌر�ﻲ
وط
ﻤن اﻟجمود اﻟذي أﺼﺎ�ﻪ ﻟﻌدة ﻗرون� ،مﺎ ﺸﺎرك ﻓﻲ إ�ﻘﺎظ وﻋﻲ اﻷﻤﺔ ﻨحو اﻟتحرر ،و�ﻌث اﻟوطن�ﺔ ،و�ﺤ�ﺎء
ﻧﻲ
اﻻﺠتﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟمواﻛ�ﺔ اﻟتطورات اﻟسر�ﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم ،وﻤسﺎﯿرة ﺤر�ﺔ اﻟمجتمﻊ وﺘطورﻩ ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟنواﺤﻲ
اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻟثﻘﺎف�ﺔ.
أﺨذ ﻤحمد ﻋبدﻩ -اﻷﺴتﺎذ اﻹﻤﺎم -ﻋن ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ﻤنﻬﺞ اﻹﺼﻼح اﻟدﯿنﻲ �ﺎﻋت�ﺎرﻩ اﻟسبیﻞ إﻟﻰ
ﺒنﺎء ﻓكرً�ﺎ ﻤكتمﻞ اﻟﻘسمﺎت. ﱠ ق
ﺘجدﯿد ﺤ�ﺎة اﻟشر واﻟشرﻗیین .وﻗدم ﺒﻬذا اﻟمنﻬﺞ ً
114
�ﻤحمد ﻋبدﻩ ﻤشروع إﺼﻼﺤﻲ ﻤتكﺎﻤﻞ ﻓﻲ اﻟثﻘﺎﻓﺔ واﻟتر��ﺔ واﻟﻠﻐﺔ واﻷدب واﻟﻔكر اﻻﺠتمﺎﻋﻲ وﺘﻔسیر اﻟﻘرآن
اﻟكر�م واﻹﻓتﺎء واﻻﺠتﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﻲ واﻟﻌمﻞ اﻟثوري واﻟﻔكر اﻟس�ﺎﺴﻲ ..و�ﺎن -ﻓﻲ ذﻟك �ﻠﻪ -ﻋﻘﻼً ﻤن أﻛبر ﻋﻘول
اﻟشرق واﻟﻌرو�ﺔ واﻹﺴﻼم ﻓﻲ ﻋصرﻨﺎ اﻟحدﯿث.
وﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟﻔكر اﻟس�ﺎﺴﻲ ﻗ ﱠدم ﻤحمد ﻋبدﻩ اﻟنظر�ﺔ "اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ" ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻞ اﻟنظر�ﺔ "اﻟثور�ﺔ" اﻟتﻲ �ﺎن
ِّ
ﯿروج ﻟﻬﺎ ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ .ﻓكﺎن ﻤحمد ﻋبدﻩ ﯿرى أن اﻟتدرج ﻓﻲ "اﻹﺼﻼح" ﻫو اﻟطر�ق اﻷﻗوم واﻷﻀمن ﻓﻲ
ﺘحﻘیق اﻟﻐﺎ�ﺔ اﻟمﻘصودة ﻤن اﻟﻌمﻞ اﻟس�ﺎﺴﻲ ،وﻫﻲ ﻨﻬضﺔ اﻟشرق وﺘحررﻩ.
ﻛﺎن رأي ﻤحمد ﻋبدﻩ أن اﻟتر��ﺔ اﻟمستندة إﻟﻰ اﻟدﯿن �ﻌد ﺘجدﯿدﻩ ﺒواﺴطﺔ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟتر�و�ﺔ اﻟجدﯿدة آﻨذاك
-ﻤثﻞ �ﻠ�ﺔ دار اﻟﻌﻠوم ،-واﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌت�ﻘﺔ -ﻤثﻞ اﻷزﻫر واﻷوﻗﺎف واﻟﻘضﺎء اﻟشرﻋﻲ -ﻫﻲ اﻟسبیﻞ اﻟوﺤیدة
ﻟبﻠوغ ﻏﺎ�ﺔ اﻟشرق ﻓﻲ اﻟتحرر اﻟﻔكري واﻟتحر�ر اﻟس�ﺎﺴﻲ.
وﻗد ظﻬر اﻟتمﺎﯿز ﺒین اﻟﻔكر "اﻟثوري" ﻟﻸﺴتﺎذ ﺠمﺎل اﻟدﯿن اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ،واﻟﻔكر "اﻹﺼﻼﺤﻲ" ﻟتﻠمیذﻩ ﻤحمد
ﻋبدﻩ ﻤنذ غ�ﺎب اﻷﻓﻐﺎﻨﻲ ﻋن اﻟسﺎﺤﺔ اﻟمصر�ﺔ واﺴتﻘﻼل ﻤحمد ﻋبدﻩ �ﺎﻟﻌمﻞ ﻓیﻬﺎ واﻨﻔرادﻩ ﺒتبوؤ ﻤوﻀﻊ اﻷﺴتﺎذ�ﺔ
اﻟ
ﻤن اﻟمﻔكر�ن وأﺼحﺎب اﻟرأي واﻟزﻋمﺎء واﻟسﺎﺴﺔ؛ وﺘبﻠورت آراؤﻩ اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻻﺘﻪ �جر�دة "اﻟوﻗﺎﺌﻊ
ﻣﻌ
اﻟمصر�ﺔ".
ﮭد
ﻟﻘد �ﺎﻨت إﻀﺎﻓﺔ ﻤحمد ﻋبدﻩ إﻟﻰ اﻟﻔكر اﻟس�ﺎﺴﻲ اﻹﺴﻼﻤﻲ �منﻬجﻪ اﻹﺼﻼﺤﻲ اﻟذي ﺒدأ �ﻪ ﺤ�ﺎﺘﻪ
ﻋرﻓﻪ �ﻘوﻟﻪ :إﻨﻪ �ﻌنﻲ
ﺠدﯿدا أﺴﺎﺴﻪ ﺘوﺠﻬﻪ اﻷﺼیﻞ إﻟﻰ اﻹﺼﻼح اﻟدﯿنﻲ اﻟذي ﱠ اﺠتﻬﺎدا واﺨتتمﻬﺎ إﻀﺎﻓﺔ ﺘمثﻞ
اﻟﺗ
ً ً
"ﺘحر�ر اﻟﻔكر ﻤن ﻗید اﻟتﻘﻠید ،وﻓﻬم اﻟدﯿن ﻋﻠﻰ طر�ﻘﺔ ﺴﻠﻒ ﻫذﻩ اﻷﻤﺔ ﻗبﻞ ظﻬور اﻟخﻼف ،واﻟرﺠوع ﻓﻲ �سب
رﺑو
ﻤﻌﺎرﻓﻪ إﻟﻰ ﯿنﺎﺒ�ﻌﻬﺎ اﻷوﻟﻰ "..و �مﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻤوﻀﻊ آﺨر" :ﻟكﻞ ﻤسﻠم أن �ﻔﻬم ﻋن ﷲ ﻤن �تﺎب ﷲ ،وﻋن
ي اﻟ
ِ
رﺴوﻟﻪ ﻤن �ﻼم رﺴوﻟﻪ ،ﺒدون ﺘوﺴ�ط أﺤد ﻤن ﺴﻠﻒ وﻻ ﺨﻠﻒ ،و�ﻨمﺎ �جب ﻋﻠ�ﻪ ﻗبﻞ ذﻟك أن ُ� َح ّ
صﻞ ﻤن وﺴﺎﺌﻠﻪ
ﻤﺎ ﯿؤﻫﻠﻪ ﻟﻠﻔﻬم"..
وط
رواد اﻟﻔكر
وﻫذا ﻫو اﻟذي ﺼنﻌﻪ ﻤحمد ﻋبدﻩ ﻨﻔسﻪ ،ﻓﺎﺴتحق اﻟمكﺎﻨﺔ اﻟ�ﺎق�ﺔ ﻟﻪ ﺤتﻰ اﻟیوم ﻓﻲ ﺴﻠسﻠﺔ ﱠ
اﻹﺴﻼﻤﻲ اﻹﺼﻼﺤﻲ.
ﻧﻲ
اﻷﺴئﻠﺔ:
-1ﻋرف اﻹﻤﺎم ﻤحمد ﻋبدﻩ واذ�ر أﻫم أطوار ﺘر�یتﻪ.
-2ﻛ�ف اﺘصﻞ ﻤحمد ﻋبدﻩ �ﺎﻷﻓﻐﺎﻨﻲ؟ وﻤﺎ طب�ﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟتﻲ ﻨشﺄت ﺒینﻬمﺎ؟
-3ﻤﺎ أﻫم اﻷﻨشطﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ واﻟتر�و�ﺔ اﻟتﻲ ﻗﺎم ﺒﻬﺎ ﻤحمد ﻋبدﻩ ﻓﻲ ﻤصر وﺨﺎرﺠﻬﺎ؟
-4ﻤﺎ أوﺠﻪ اﻻﺘﻔﺎق واﻻﺨتﻼف ﺒین ﻤنﻬجﻲ ﻤحمد ﻋبدﻩ واﻷﻓﻐﺎﻨﻲ؟
115
ﻨص:
اﻟوﺤدة واﻟس�ﺎدة أو اﻟوﻓﺎق واﻟﻐﻠب
)اﻟمؤﻤن ﻟﻠمؤﻤن �ﺎﻟبن�ﺎن �شد �ﻌضﻪ �ﻌضﺎ( ﻤحمد ﻋبدﻩ
أﻤران ﺨطیران ﺘحمﻞ ﻋﻠیﻬمﺎ اﻟضرورة ﺘﺎرة ،و�ﻬدي إﻟیﻬمﺎ اﻟدﯿن ﺘﺎرة أﺨرى ،وﻗد ﺘﻔیدﻫمﺎ اﻟتر��ﺔ وﻤمﺎرﺴﺔ
اﻵداب ،و�ﻞ ﻤنﻬمﺎ �طﻠب اﻵﺨر و�ستصح�ﻪ ﺒﻞ �ستﻠزﻤﻪ ،و�ﻬمﺎ ﻨمو اﻷﻤم وﻋظمﻬﺎ ورﻓﻌتﻬﺎ واﻋتﻼؤﻫﺎ ،وﻫمﺎ
اﻟمیﻞ إﻟﻰ وﺤدة ﺘجمﻊ ،واﻟكﻠﻒ �س�ﺎدة ﻻ ﺘوﻀﻊ.
ﻛﻞ أﻤﺔ ﻻ ﺘمد ﺴﺎﻋدﻫﺎ ﻟمﻐﺎﻟ�ﺔ ﺴواﻫﺎ ﻟتنﺎل ﻤنﻬﺎ �ﺎﻟﻐﻠب ﻤﺎ ﺘنمو �ﻪ ﺒنیتﻬﺎ ،و�شتد �ﻪ ﺒنﺎؤﻫﺎ ،ﻓﻼﺒد ﯿوﻤﺎ
أن ﺘﻘضم وﺘﻬضم وﺘضمحﻞ و�محﻰ أﺜرﻫﺎ ﻤن �س�ط اﻷرض .إن اﻟتﻐﻠب ﻓﻲ اﻷﻤم �ﺎﻟتﻐذي ﻓﻲ اﻟح�ﺎة
اﻟشخص�ﺔ ،ﻓﺈذا أﻫمﻞ اﻟبدن ﻤن اﻟﻐذاء وﻗﻔت ﺤر�ﺔ اﻟنمو ،ﺜم أرﺘدت إﻟﻰ اﻟذﺒول واﻟنحول ،ﺜم أﻓضت إﻟﻰ اﻟموت
اﻟ
واﻟﻬﻼك ،وﻟ�س ﻤن اﻟممكن ﻷﻤﺔ أن ﺘحﻔظ ﻗواﻤﻬﺎ وﺘصول ﻋﻠﻰ ﻤن ﯿﻠیﻬﺎ ﻟتختزل ﻤنﻪ ﻤﺎ �كون ﻤﺎدة ﻟنمﺎﺌﻬﺎ ،إﻻ
ﻣﻌ
أن ﺘكون ﻤتﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺘحصیﻞ ﻤﺎ ﺘحتﺎج إﻟ�ﻪ ﻫیئتﻬﺎ .إذا أﺤست ﻤن أﻤﺔ ﻤیﻼ إﻟﻰ اﻟوﺤدة ف�شرﻫﺎ �مﺎ أﻋد ﷲ ﻟﻬﺎ
ﮭد
ﻓﻲ ﻤكنون ﻏی�ﻪ ﻤن اﻟس�ﺎدة اﻟﻌﻠ�ﺎ واﻟسﻠطﺔ ﻋﻠﻰ ﻤتﻔرﻗﺔ اﻷﻤم.
اﻟوﻓﺎق ﺘواﺼﻞ وﺘﻘﺎرب �حدﺜﻪ إﺤسﺎس �ﻞ ﻓرد ﻤن أﻓراد اﻷﻤﺔ �منﺎﻓﻌﻬﺎ وﻤضﺎرﻫﺎ ،وﺸﻌور ﺠم�ﻊ اﻵﺤﺎد
اﻟﺗ
ﻓﻲ ﺠم�ﻊ اﻟط�ﻘﺎت �مﺎ ﺘكس�ﻪ ﻤن ﻤجد وﺴﻠطﺎن ،ﻓیﻠذ ﻟﻬم �مﺎ ﯿﻠذ أﺸﻬﻰ ﻤرﻏوب ﻟدﯿﻬم ،و�مﺎ ﺘﻔﻘدﻩ ﻤن ذﻟك،
رﺑو
ف�ﺄﻟمون ﻟﻪ �مﺎ �ﺄﻟمون ﻷﻋظم رزء �صﺎﺒون �ﻪ ،وﻫذا اﻹﺤسﺎس ﻫو ﻤﺎ ﯿ�ﻌث �ﻞ واﺤد ﻋﻠﻰ اﻟﻔكر ﻓﻲ أﺤوال
ي اﻟ
أﻤتﻪ ،ف�جﻌﻞ ﺠزءا ﻤن زﻤنﻪ ﻟﻠ�حث ف�مﺎ ﯿرﺠﻊ إﻟیﻬﺎ �ﺎﻟشرف واﻟسؤدد ،وﻤﺎ ﯿدﻓﻊ ﻋنﻬﺎ طوارق اﻟشر واﻟﻐیﻠﺔ.
ﻫذان اﻷﻤران اﻟوﻓﺎق واﻟﻐﻠب ﻋمﺎدان ﻗو�ﺎن ور�نﺎن ﺸدﯿدان ﻤن أر�ﺎن اﻟد�ﺎﻨﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ،وﻓرﻀﺎن
وط
ﻤحتوﻤﺎن ﻋﻠﻰ ﻤن �ستمسك ﺒﻬﺎ ،وﻤن ﺨﺎﻟﻒ أﻤر ﷲ ف�مﺎ ﻓرض ﻤنﻬمﺎ ﻋوﻗب ﻤن ﻤﻘتﻪ �ﺎﻟخزي ﻓﻲ اﻟدﻨ�ﺎ
واﻟﻌذاب ﻓﻲ اﻵﺨرة ،ﺠﺎء ﻓﻲ ﻗول ﺼﺎﺤب اﻟشرع﴿ :إن اﻟمؤﻤن ﻟﻠمؤﻤن �ﺎﻟبن�ﺎن �شد �ﻌضﻪ �ﻌضﺎ﴾ و�ن اﻟمؤﻤن
ﻧﻲ
ﯿنزل ﻤن اﻟمؤﻤن ﻤنزﻟﺔ أﺤد أﻋضﺎﺌﻪ إذا ﻤس أﺤدﻫﺎ أﻟم ﺘﺄﺜر ﻟﻪ اﻵﺨر ،وﺠﺎء ﻓﻲ ﻨﻬ�ﻪ﴿ :ﻻ ﺘﻘﺎطﻌوا وﻻ ﺘداﺒروا
وﻻ ﺘحﺎﺴدوا و�وﻨوا ع�ﺎد ﷲ إﺨواﻨﺎ﴾ وأﻨذر ﻤن ﺸذ ﻋن اﻟجمﺎﻋﺔ �ﺎﻟخسران واﻟﻬﻠكﺔ ﻀرب ﻟﻪ ﻤثﻞ اﻟشﺎة اﻟﻘﺎﺼ�ﺔ
ﺘكون ﻓر�سﺔ ﻟﻠذﺌﺎب.
اﻟﻌروة اﻟوﺜﻘﻰ ﺒتصوف.
116
اﻟدرس :25
اﻟ
ﺘخﻠ�صﻬﺎ ﻤن اﻻﺴتﻌمﺎر .
ﻣﻌ
ﺜم زار اﺒن �ﺎد�س �ﻼ ﻤن ﺴور�ﺎ وﻤصر وﻟبنﺎن ﻟﻺطﻼع ﻋﻠﻰ اﻷﻤور ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻪ �حصﻞ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿنیر ﺴبیﻠﻪ
ﮭد ﻟمواﺠﻬﺔ اﻻﺴتﻌمﺎر اﻟﻔرﻨسﻲ �ﺎﻟجزاﺌر.
ﺜم ﻋﺎد إﻟﻰ وطنﻪ و�ﻠﻪ ﺤمﺎس ﻟﻠﻌمﻞ اﻟوطنﻲ اﻟﻬﺎدف ,ﻓﻘد أﻋد اﻟﻌدة ﻟمحﺎر�ﺔ ﻤخططﺎت اﻻﺴتﻌمﺎر
اﻟﺗ
اﻟﻔرﻨسﻲ ﻓﻲ اﻻﻨدﻤﺎج واﻟﻔرﻨسﺔ واﻟتجنس ﻤداﻓﻌﺎ ﻋن ﺸخص�ﺔ اﻟجزاﺌر اﻟﻌر��ﺔ اﻟمسﻠمﺔ.
رﺑو
اﺤتﻼﻟﻬم ﻟﻬﺎ ,وأﻛدوا �ﺎﻟمنﺎﺴ�ﺔ أن ﻓرﻨسﺎ دﺨﻠت اﻟجزاﺌر ﻟت�ﻘﻰ ﻓیﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺒد .
ﻓﻘد ر�زت ﻋﻠﻰ طمس ﺸخص�ﺔ اﻟجزاﺌر ﺒتحر�ف ق�مﻬﺎ وﻋﻘیدﺘﻬﺎ واﻟﻘضﺎء ﻋﻠﻰ ﻟﻐتﻬﺎ ,ﻓكﺎن أن ﻗﺎوﻤت �ﻞ
وط
ﻤحﺎوﻟﺔ ﺠﺎدة ﻟﻠتﻌﻠ�م اﻟﻌر�ﻲ ,ﺒﻞ اﻋتبرت اﻟتخﺎطب �ﺎﻟﻌر��ﺔ ﻓﻲ اﻟشوارع ﻋمﻼ ﻏیر ﻤشروع ..ﻏیر أن اﻟجزاﺌر�ین
ﻗﺎوﻤوا �ﻞ ﻫذﻩ اﻟمحﺎوﻻت اﻟﻔرﻨس�ﺔ ﻟتﻐر�بﻬم ،ﻓكﺎن اﺒن �ﺎد�س ﻓﻲ طﻠ�ﻌﺔ اﻟمﻘﺎوﻤین �ﺎﻟﻘﻠب واﻟﻠسﺎن واﻟﻘﻠم ,ﻓﻘد
ﻧﻲ
ظﻬرت إﻟﻰ اﻟوﺠود ﺠمع�ﺔ اﻟﻌﻠمﺎء اﻟمسﻠمین ﺒزﻋﺎﻤتﻪ ،ﻓشﻘت طر�ق �ﻔﺎﺤﻬﺎ اﻟﻔكري ﻋبر أﺴﻼك اﻻﺴتﻌمﺎر
اﻟﻔرﻨسﻲ وأﺸواﻛﻪ.
–3ﺸخصیتﻪ:
�ﺎن اﺒن �ﺎد�س ذا ﺸخص�ﺔ ﺤیو�ﺔ ﻤﻬتد�ﺔ ﺒﻬدي اﻟﻘرآن اﻟكر�م ,و�ﺎن ﯿتمتﻊ ﺒثﻘﺎﻓﺔ ﻋصر�ﺔ واﺴﻌﺔ ،آزرﻩ
زﻤﻼؤﻩ ﻓﻲ ﺠمع�ﺔ اﻟﻌﻠمﺎء اﻟمسﻠمین ،و�خﺎﺼﺔ اﻟ�شیر اﻹﺒراه�مﻲ واﻟﻌر�ﻲ اﻟت�سﻲ ﻓوﺠد ف�ﻪ اﻟشﻌب اﻟجزاﺌري
اﻷﺒﻲ ﻤطﻠ�ﻪ ,ﻓتجﺎوب ﻤﻌﻪ ﻤمﺎ ﺸجﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟمضﻲ ﻗدﻤﺎ ﻓﻲ طر�ﻘﻪ.
و�مكن أن ﻨﻠخص ﻤزا�ﺎ �ﺎرزة ﻓﻲ ﺸخص�ﺔ اﺒن �ﺎد�س ﻤنﻬﺎ:
أ – �ﺎن ﻤر��ﺎ �بی ار واﺴﻊ اﻷﻓق ,رﺤب اﻟصدر ،ﻋمیق اﻟﻔﻬم� ،ون اﻟجیﻞ اﻟجزاﺌري ﻋﻠﻰ أﺴس اﻟنﻬضﺔ
اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ،ﻤنطﻠﻘﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻤن اﻟواﻗﻊ اﻟثﻘﺎﻓﻲ اﻟذي ﺘع�شﻪ اﻟجزاﺌر� ،حكم اﻟوﻀﻊ اﻟذي ﻓرﻀﻪ ﻋﻠیﻬﺎ
اﻟمستﻌمر ﺨﻼل ﻗرن ﻤن اﻟزﻤن .
117
ب– �ﺎن ﻤﻔس ار �ﺎرﻋﺎ ﻟﻠﻘرآن اﻟكر�م� ،مزج ﻓﻲ ﺘﻔسیرﻩ ﺒین اﻟطر�ﻘﺔ اﻟسﻠف�ﺔ وروح اﻟﻌصر ﻤستﻔیدا ﻓﻲ ذﻟك
ﻤن ﺜﻘﺎﻓتﻪ اﻟواﺴﻌﺔ.
ج – �ﺎن ﻤحدﺜﺎ ﻋمیق اﻟﻔﻬم ﻟحدﯿث رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﻤﺎ ﯿتطﻠ�ﻪ ﻤن ﻋﻠوم.
د – �ﺎن أدﯿ�ﺎ ﺸﺎﻋ ار و�ﺎﺘ�ﺎ ،ﺘتسم �تﺎ�ﺎﺘﻪ �ﺎﻟوﻀوح واﻟتر�یز ,و�ظﻬر ﻓﻲ أﺴﻠو�ﻪ اﻟتﺄﺜر �ﺎﻟﻘرآن اﻟكر�م
و�ﺎﻟتراث اﻷدﺒﻲ اﻟﻘد�م ,وﻤﻘﺎﻻﺘﻪ ﻓﻲ "اﻟشﻬﺎب" ﺨیر ﺸﺎﻫد ﻋﻠﻰ ذﻟك.
و�متﺎز ﺸﻌرﻩ �ﺎﻟوﻀوح ,وﺼدق اﻹﺤسﺎس� ,مﺎ ﻨﻠمس ﻓﻲ ﻨشیدﻩ اﻟذي ﻤﺎ زال ﯿتردد ﻋﻠﻰ ﻟسﺎن �ﻞ
ﺠزاﺌري �ﻘول ف�ﻪ :
و�ﻟﻰ اﻟﻌ ـ ـرو�ــﺔ ﯿنتـســب ﺸﻌب اﻟجـ ـزاﺌر ﻤسﻠ ــم
أو ﻗـﺎل ﻤـ ـﺎت ﻓﻘد �ـ ــذب ﻤن ﻗﺎل ﺤـﺎد ﻋ ـن اﺼﻠــﻪ
رام اﻟمحــﺎل ﻤـن اﻟط ـ ـﻠب أو رام إدﻤـﺎﺠ ــﺎ ﻟـ ــﻪ
و�ك اﻟصب ـ ـﺎح ﻗـد اﻗتــرب �ﺎ ﻨشـ ء أﻨـت رﺠ ـﺎؤﻨ ـﺎ
�ح�ﺎ اﻟج ـزاﺌر واﻟﻌ ـ ـ ـرب ﻓ ـﺈذا ﻫﻠك ـت ﻓص�حتــﻲ
اﻟ
و – �ﺎن ﺨطی�ﺎ ﻤﻔوﻫﺎ ﻟكﻠمﺎﺘﻪ وﻗﻊ ﺸدﯿد ﻓﻲ ﻨﻔوس ﺴﺎﻤع�ﻪ.
ﻣﻌ
– 4آراؤﻩ :
ﮭد
ﻨورد ﻫنﺎ ﻤﺎ �ت�ﻪ اﻷﺴتﺎذ ﻤحمد ﺤسن ﻓجﻪ ﻓﻲ ﻤجﻠﺔ "اﻟمجﻠﺔ اﻟﻌر��ﺔ" ﺤول آراء اﺒن �ﺎد�س ﺒتصرف:
آ – رأ�ﻪ ﻓﻲ اﻟكون :ﯿنطﻠق اﺒن �ﺎد�س ﻓﻲ ﻨظرﺘﻪ إﻟﻰ اﻟكون واﻹﻨسﺎن واﻟﻔكر اﻹﺴﻼﻤﻲ أن ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺨﻠق
اﻟﺗ
اﻟكون ،وﻗدر ف�ﻪ ﺨصﺎﺌص ﻋﻠﻰ ﻫدﯿﻬﺎ ﯿتصرف اﻟنﺎس ،وأن اﻹﻨسﺎن ﺘوﺠﻬﻪ اﻟتر��ﺔ و�ﻘوﻤﻪ اﻹﺼﻼح ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ
رﺑو
ﻟﻬﺎ ﺸخصیتﻬﺎ اﻟوطن�ﺔ اﻟممیزة� ,حكم اﻨتمﺎﺌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌر�ﻲ واﻹﺴﻼﻤﻲ ،وﻟذا دﻋﺎ إﻟﻰ ﺘﻌﻠ�م اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر��ﺔ
�ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ ﻟﻐﺔ وطن�ﺔ ،ﺜم اﻟﻌمﻞ ﻋﻠﻰ اﻟتخﻠص ﻤن اﻻﺴتﻌمﺎر اﻟﻔرﻨسﻲ �كﻞ وﺴیﻠﺔ.
ﻧﻲ
د – رأ�ﻪ ﻓﻲ اﻟتر��ﺔ :ﻗﺎﻤت ﻨظرﺘﻪ إﻟﻰ اﻟتر��ﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻤﻠین ﻫمﺎ :اﻟثﻘﺎﻓﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ،وواﻗﻊ اﻟمجتمﻊ اﻟجزاﺌري ،ﻓﻠﻘد
ﻓﻬم أ�ﻌﺎد اﻟح�ﺎة اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ واﻻﺠتمﺎع�ﺔ واﻟثﻘﺎف�ﺔ وأدرك ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻔرﻨسیون ﻤن ﺘمز�ق وﺘشو�ﻪ ﻟﻺﻨسﺎن اﻟجزاﺌري
ﻤن داﺨﻠﻪ ،ﻓبدأ �ﺈﻋداد ﺠیﻞ ﺠدﯿد �حﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﺸخصیتﻪ اﻟمستﻘﻠﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻠسﺎن اﻟﻌر�ﻲ واﻟثﻘﺎﻓﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ
و�ستط�ﻊ اﻟﻠحﺎق ﺒر�ب اﻷﻤم اﻟمتﻘدﻤﺔ.
– 5ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ اﻹﺼﻼح:
ﻗﺎل اﻷﺴتﺎذ ﻤحمد ﺤسن ﻓﻲ اﻟمجﻠﺔ اﻟﻌر��ﺔ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ :ﯿراﻋﻲ ﻓﻲ ﻤنﻬجﻪ اﻹﺼﻼﺤﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟنﻔسﻲ ﻟﻠﻔئﺎت
اﻻﺠتمﺎع�ﺔ ،ﻓكﺎن ﯿتصﻞ �شتﻰ اﻻﺘجﺎﻫﺎت اﻟﻔكر�ﺔ واﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ,و�ﺎن ﻋﻠﻰ ﺼﻠﺔ داﺌمﺔ �ﺎﻟجمﻬور ﻓﻲ ﺠﻠسﺎﺘﻪ
وﻤحﺎﻀراﺘﻪ ,وﻤﻘﺎﻻﺘﻪ اﻟصحف�ﺔ وﺨط�ﻪ وﺘوﺠیﻬﺎﺘﻪ ،وﻗد اﻋتمد اﻟنﻘد ﻓﻲ ﻤنﻬجﻪ اﻹﺼﻼﺤﻲ ﻓﺄﻨشﺄ ﺠر�دة "اﻟمنتﻘد"
و�ﺎن �سﻠط اﻷﻀواء ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻻﺘﻪ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺨطﺎء اﻟمسﻠمین ﻤحﺎوﻻ ﺘﻘو�م أﺨطﺎﺌﻬم ,ﻓجﺎء ﻓﻲ أول ﻋدد ﻤن ﺘﻠك
118
اﻟصح�ﻔﺔ ﯿنتﻘد اﻟحكﺎم واﻟمدﯿر�ن واﻟنواب واﻟﻘضﺎة واﻟﻌﻠمﺎء و�ﻞ ﻤن ﯿتوﻟﻰ ﺸﺄﻨﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﻤن أﻛبر �بیر إﻟﻰ أﺼﻐر
ﺼﻐیر ,ﻤن اﻟﻔرﻨسیین واﻟوطنیین و�نﺎﻫض اﻟمﻔسدﯿن واﻟمستبدﯿن ﻤن اﻟنﺎس أﺠمﻌین.
"واﺴتمر اﺒن �ﺎد�س ﻓﻲ �ﻔﺎﺤﻪ ﻀد اﻻﺴتﻌمﺎر إﻟﻰ أن اﻨتﻘﻞ إﻟﻰ ﺠوار ر�ﻪ ﻓﻲ ﺸﻬر إﺒر�ﻞ ﻤن ﺴنﺔ
1940م إﻻ أن دﻋوﺘﻪ ﻟم ﺘمت ،ﻓﺎﻟجیﻞ اﻟذي ر�ﺎﻩ و�وﻨﻪ ﻫو اﻟذي ﻗﺎم �ﺎﻟثورة اﻟجزاﺌر�ﺔ اﻟكبرى ﺴنﺔ 1954م ،وﻗد
ﺠﻌﻞ اﻟجزاﺌر ﺘﺎر�ﺦ وﻓﺎﺘﻪ ﻋیدا ﻟﻠﻌﻠم� ,حتﻔﻠون �ﻪ �ﻞ ﻋﺎم :وﻓﺎء ﻟذﻟك اﻷب اﻟروﺤﻲ ﻟﻠشﻌب اﻟجزاﺌري وﻤنﻘذﻩ ﻤن
اﻟرق واﻻﺴتع�ﺎد.
-6ﻓكرﻩ اﻟس�ﺎﺴﻲ:
-1أﺼول اﻟحكم :
ﻟم �كن اﺒن �ﺎد�س ﻤصﻠحﺎ ﻓحسب ،ﺒﻞ �ﺎن ﻤجﺎﻫدا ﺴ�ﺎﺴ�ﺎ �ﺎﻟمﻌنﻰ اﻟدﻗیق ﻟﻬذﻩ اﻟكﻠمﺔ ،ﻓﻘد وﻀﻊ ﻟﻸﻤﺔ
اﻟجزاﺌر�ﺔ دﺴتور اﻟمستﻘبﻞ ﻋندﻤﺎ ﺒرﻫن ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻤشروع�ﺔ اﻟحكم اﻟﻔرﻨسﻲ ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ﻤﻌتمدا ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ
ﻤﺎ اﺴتن�طﻪ ﻤن ﺨط�ﺔ اﻟخﻠ�ﻔﺔ اﻷول أﺒﻲ �كر اﻟصدﯿق رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ.
ﻤبینﺎ أن اﻟحكم اﻟﻔرﻨسﻲ ﻟﻠجزاﺌر ﻏیر ﺸرﻋﻲ وﻏیر إﻨسﺎﻨﻲ ،ﺒﻞ ﻫو ﺤكم اﺴتبدادي أﺼیﻞ ﻓﻲ اﺴتبدادﻩ
وﺤﺎﺠز ﺴم�ك أﻤﺎم ﺤر�ﺔ اﻟشﻌب.
اﻟ
ﻣﻌ
-2اﻟوطن اﻟجزاﺌري:
ﻛﺎن اﺒن �ﺎد�س أول ﻤن ﺤدد ﻓكرة اﻟوطن اﻟجزاﺌري ﻓﻲ اﻟنصﻒ اﻷول ﻤن اﻟﻘرن اﻟﻌشر�ن �ﻌدﻤﺎ ﻋمﻠت
ﮭد
ﻓرﻨسﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﻌﻞ اﻟجزاﺌر ﻤﻘﺎطﻌﺔ ﻓرﻨس�ﺔ وﺠزءا ﻻ ﯿتج أز ﻤن ﻓرﻨسﺎ.
اﻟﺗ
ﻓﺎﻨبرى ﻋبد اﻟحمید ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟوطن اﻟجزاﺌري ووﻗﻒ ﻟﻔرﻨسﺎ �ﺎﻟمرﺼﺎد وأﻓسد ﻋﻠیﻬﺎ ﺴ�ﺎﺴتﻬﺎ داع�ﺎ إﻟﻰ
رﺑو
اﻟﻘط�ﻌﺔ اﻟتﺎﻤﺔ ﺒین اﻟﻔرﻨسیین واﻟجزاﺌر�ین و�ﻟﻰ اﻟثورة ﺤتﻰ ﺘتحرر اﻟجزاﺌر و�خرج اﻟﻔرﻨسیون.
-3اﻟثورة واﻟجﻬﺎد
ي اﻟ
ﯿئس اﺒن �ﺎد�س ﻤن وﻋود اﻟﻔرﻨسیین ودﻋﺎ اﻟجزاﺌر�ین ﻓﻲ ﺨط�ﻪ وﻤﻘﺎﻻﺘﻪ �ضرورة اﻟتحرك واﻟثورة اﻟشﺎﻤﻠﺔ
واﻟتصدي ﻟﻼﺴتﻌمﺎر وﻤخططﺎﺘﻪ ﺤتﻰ ﺘتحرر اﻟجزاﺌر وﺘنﺎل اﺴتﻘﻼﻟﻬﺎ اﻟتﺎم وﺘطرد اﻟﻔرﻨسیین ﺨﺎرج ﺤدودﻫﺎ،
وط
وذﻟك ﻤﺎ ﺘحﻘق �ﺎﻟﻔﻌﻞ �ﻌد اﻨدﻻع اﻟثورة اﻟجزاﺌر�ﺔ اﻟتﻲ ﻟم ﺘستطﻊ ﻓرﻨسﺎ رﻏم ﻗوﺘﻬﺎ و�طشﻬﺎ أن ﺘوﻗﻔﻬﺎ .ﻓخرﺠت
ﻤن اﻟجزاﺌر ﺼﺎﻏرة ،وﻨﺎﻟت اﻟجزاﺌر اﺴتﻘﻼﻟﻬﺎ وﺤر�تﻬﺎ �ﺎﻤﻠﺔ ﺴنﺔ .1962
ﻧﻲ
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ أﻫم اﻟمؤﺜرات اﻟتﻲ ﺴﺎﻫمت ﻓﻲ ﺼ�ﺎﻏﺔ ﺸخص�ﺔ اﺒن �ﺎد�س؟
�� - 2ف واﺠﻪ اﺒن �ﺎد�س ﻗض�ﺔ اﻻﻨدﻤﺎج اﻟتﻲ ﺴﻌﻰ إﻟیﻬﺎ اﻟمستﻌمر اﻟﻔرﻨسﻲ؟
- 3ﺴﺎﻋد ﻓﻲ ﻨجﺎح اﺒن �ﺎد�س ﻤزاوﺠتﻪ ﺒین اﻟﻌﻠوم اﻟشرع�ﺔ واﻻﻨﻔتﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻌصر .وﻀﺢ ذﻟك.
-4ﻛ�ف �ﺎن ﻤنﻬﺞ اﺒن �ﺎد�س اﻟتر�وي ﻋﺎﻤﻼ أﺴﺎﺴ�ﺎ ﻓﻲ ﺘحر�ر اﻟجزاﺌر؟
-5ﻤﺎ أﺒرز ﻤحﺎور ﻓكر ﺒن �ﺎد�س اﻟس�ﺎﺴﻲ؟
-6ﻤﺎ اﻷﺜر اﻹ�جﺎﺒﻲ ﻟجﻬﺎد ودﻋوة اﺒن �ﺎد�س ﻋﻠﻰ اﻟثورة اﻟحزاﺌر�ﺔ؟
119
ﻨص:
اﻟوطن واﻟوطن�ﺔ
اﻟحق ﻓوق �ﻞ أﺤد ،واﻟوطن ﻗبﻞ �ﻞ ﺸﻲء
ﻋبد اﻟحمید ﺒن �ﺎد�س
ﺒﻬﺎﺘین اﻟجمﻠتین ﻤنذ ﻨ�ف وﻋشر ﺴنین ﺘوﺠنﺎ ﺠر�دة )اﻟمنتﻘد( اﻟشﻬیدة ،وﺠﻌﻠنﺎﻫمﺎ ﺸﻌﺎ ار ﻟﻬﺎ ﺘحمﻠﻪ ﻓﻲ
رأس �ﻞ ﻋدد ﻤنﻬﺎ.
ﻗﺎﻟﻬﺎ أ�ﺎم �ﺎﻨت �ﻠمﺔ اﻟوطن واﻟوطن�ﺔ �ﻠمﺔ إﺠراﻤ�ﺔ ،ﻻ �ستط�ﻊ أﺤد أن ﯿنطق ﺒﻬﺎ ،وﻗﻠیﻞ ﺠدا ﻤن �شﻌر
�مﻌنﺎﻫﺎ ،و�ن �ﺎن ذﻟك اﻟمﻌنﻰ دﻓینﺎ ﻓﻲ �واﻤن اﻟنﻔوس �كﻞ ﻏر�زة ﻤن ﻏراﺌزﻫﺎ ،ﻻ ﺴ�مﺎ ﻓﻲ أﻤﺔ ﺘنسب ﻓﻲ
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟﻌرو�ﺔ ،وﺘدﯿن �ﺎﻹﺴﻼم ﻤثﻞ اﻷﻤﺔ اﻟجزاﺌر�ﺔ ذات اﻟتﺎر�ﺦ اﻟمجید.
ﮭد
أﻤﺎ اﻟیوم ،وﻗد ﺼﺎرت �ﻠمﺔ اﻟوطن واﻟوطن�ﺔ ﺴﻬﻠﺔ ﻋﻠﻰ �ﻞ ﻟسﺎن ،وﻗد �ﻘوﻟﻬﺎ ﻗوم وﻻ �ﻔﻘﻬون ﻤﻌنﺎﻫﺎ ،وﻗد
اﻟﺗ
رﺑو
�ﻘوﻟﻬﺎ آﺨرون �ﺄﻟسنتﻬم وﻻ �ستط�ﻌون أن ﯿتسموا ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟمكتوب ﻤن رﺴم�ﺎﺘﻬم ،و�ﻔزع ﻤنﻬﺎ ﻤن ﯿتخیﻠون ﻓیﻬﺎ ﻤﺎ
�ﻌرﻓون ﻤن وطن�ﺎﺘﻬم ،و�نكرﻫﺎ آﺨرون زﻋمﺎ ﻤنﻬم أﻨﻬﺎ ﻀد إﻨسﺎﻨیتﻬم وﻋموﻤ�ﺎﺘﻬم.
ي اﻟ
و�ﺎن ﺤﻘﺎ ﻟﻘراء اﻟشﻬﺎب ﻋﻠینﺎ أن ﻨﻘول ﻟﻬم �ﻠمﺔ ﻤختصرة ﻨبین ﺒﻬﺎ ﺤق�ﻘﺔ ﻫذﻩ اﻟكﻠمﺔ وأﻗسﺎﻤﻬﺎ وأﻗسﺎم
وط
ﻤن ﻨواﻤ�س اﻟخﻠﻘﺔ ﺤب اﻟذات ﻟﻠمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟ�ﻘﺎء ،وﻓﻲ اﻟ�ﻘﺎء ﻋمﺎرة اﻟكون .ﻓكﻞ ﻤﺎ ﺘشﻌر اﻟنﻔس
�ﺎﻟحﺎﺠﺔ إﻟ�ﻪ ﻓﻲ �ﻘﺎﺌﻬﺎ ﻓﻬو ﺤبیب إﻟیﻬﺎ.ﻓﺎﻹﻨسﺎن ﻤن طﻔوﻟتﻪ �حب ﺒیتﻪ ،وأﻫﻞ ﺒیتﻪ ،ﻟمﺎ ﯿرى ﻤن ﺤﺎﺠتﻪ إﻟیﻬم،
واﺴتمداد �ﻘﺎﺌﻪ ﻤنﻬم ،وﻤﺎ اﻟبیت إﻻ اﻟوطن اﻟصﻐیر.
ﻓﺈذا ﺘﻘدم ﺸیئﺎ ﻓﻲ ﺴنﻪ اﺘسﻊ أﻓق ﺤ�ﻪ ،وأﺨذت ﺘتسﻊ �ﻘدر ذﻟك داﺌرة وطنﻪ .ﻓﺈذا دﺨﻞ ﻤیدان اﻟح�ﺎة وﻋرف
اﻟذﯿن �مﺎﺜﻠوﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺎﻀ�ﻪ وﺤﺎﻀرﻩ وﻤﺎ ﯿنظر إﻟ�ﻪ ﻤن ﻤستﻘبﻠﻪ ،ووﺠد ﻓیﻬم ﺼورﺘﻪ ﺒﻠسﺎﻨﻪ ووﺠداﻨﻪ وأﺨﻼﻗﻪ
120
وﻨوازﻋﻪ وﻤنﺎزﻋﻪ – ﺸﻌر ﻨحوﻫم ﻤن اﻟحب �مثﻞ ﻤﺎ �ﺎن �شﻌر �ﻪ ﻷﻫﻞ ﺒیتﻪ ﻓﻲ طﻔوﻟتﻪ ،وﻟمﺎ ف�ﻪ – �مﺎ ﺘﻘدم –
ﻤن ﻏر�زة ﺤب اﻟذات وطﻠب اﻟ�ﻘﺎء وﻫؤﻻء ﻫم أﻫﻞ وطنﻪ اﻟكبیر ،وﻤحبتﻪ ﻟﻬم – ﻓﻲ اﻟﻌرف اﻟﻌﺎم – ﻫﻲ اﻟوطن�ﺔ.
وﻫذﻩ ﻫﻲ وطنیتنﺎ ﻤﻌشر اﻟمسﻠمین اﻟجزاﺌر�ین اﻷﻓﺎرﻗﺔ ،ووطن�ﺔ �ﻞ ﻤسﻠم ﺼﺎدق ﻓﻲ إﺴﻼﻤﻪ ووطنیتﻪ.
وﻗد أﻋﻠنﺎﻫﺎ ﯿوم ﻗﻠنﺎ ﻋﻠﻰ رأس ﺠر�دة )اﻟمنتﻘد() :اﻟحق ﻓوق �ﻞ أﺤد واﻟوطن ﻗبﻞ �ﻞ ﺸﻲء( ،وﺴرﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﻤﻘتضﺎﻫﺎ إﻟﻰ اﻟیوم ﻓﻲ �ﻞ ﻤﺎ ﻗﻠنﺎ و�تبنﺎ ،وﺴن�ﻘﻰ ﻋﻠیﻬﺎ – �كﻞ ﻤسﻠم ﺠزاﺌري – ﺤتﻰ ﻨﻠﻘﻰ ﷲ ،إن ﺸﺎء ﷲ(.
اﻟد�تور ﻤحمود ﻗﺎﺴم :اﻹﻤﺎم ﻋبد اﻟحمید ﺒن �ﺎد�س
اﻟزع�م اﻟروﺤﻲ ﻟحرب اﻟتحر�ر
اﻟجزاﺌر�ﺔ ص 135 -133 :ﺒتصرف.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
121
اﻟدرس :26
اﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ واﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ ﺤر�تﺎن ﻤن اﻟحر�ﺎت اﻟﻬداﻤﺔ ﻨ�ﻌتﺎ ﻤن اﻟمذﻫب اﻟ�ﺎطنﻲ ﺘحت رﻋﺎ�ﺔ وﺼنﺎﻋﺔ
اﻟجﺎﺴوﺴ�ﺔ اﻟروﺴ�ﺔ واﻟﻘوى اﻻﺴتﻌمﺎر�ﺔ وﻤ�ﺎر�ﺔ اﻟیﻬود�ﺔ اﻟﻌﺎﻟم�ﺔ ،ﺒﻬدف إﻓسﺎد اﻟﻌﻘیدة اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ وﺘﻔك�ك وﺤدة
اﻟمسﻠمین وﺸق ﺼﻔوﻓﻬم ،وﺼرﻓﻬم ﻋن ﻗضﺎ�ﺎﻫم اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ.
ﺘﻠتﻘﻲ اﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ واﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ ﻤﻊ اﻟمﺎﺴوﻨ�ﺔ ﻓﻲ ﻫدﻓﻬﺎ ﻤن ﺴﻠﺦ اﻟنﺎس ﻋن أد�ﺎﻨﻬم ﻋن طر�ق ﺸﻌﺎرات ﺨداﻋﺔ
ﻛخدﻤﺔ اﻹﻨسﺎﻨ�ﺔ وﺘحﻘیق اﻹﺨﺎء واﻟﻌداﻟﺔ ﺒین اﻟشﻌوب..
اﻟ
أوﻻ :اﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ
ﻣﻌ
ﻫم أﺘ�ﺎع اﻟمر از ﺤسین ﻋﻠﻲ اﻟذي ﻟﻘب ﻨﻔسﻪ �ﺎﻟبﻬﺎء اﻟموﻟود ﻓﻲ ﺒﻠدة ﻨور ﻤن ﻀواﺤﻲ ﻤﺎزﻨدران ﺴنﺔ
ﮭد 1223ﻫـ �ﺈﯿران وﻤﺎت �ﻌكﺎ ﺴنﺔ 1309ﻫـ 1892م
اﻟﺗ
رﺑو
ﻗﺎم ﻓﻲ أول أﻤرﻩ �خﻼﻓﺔ اﻟ�ﺎب وﻫو زع�م ﺠمﺎﻋﺔ اﻟ�ﺎﺒب�ﺔ وﻫﻲ ﺤر�ﺔ ﻀﺎﻟﺔ أ�ضﺎ ازدﻫرت ﻓﻲ إﯿران ﻗبﻞ
ي اﻟ
اﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ ,ﺜم ﺘدرج اﻟبﻬﺎء ﻓﺎدﻋﻰ اﻟمﻬدو�ﺔ زاﻋمﺎ أﻨﻪ اﻟمﻬدي اﻟمنتظر ,ﺜم اﻟنبوة واﻟرﺴﺎﻟﺔ ﺜم اﻟر�و��ﺔ واﻷﻟوه�ﺔ.
وط
وﻗد أوﺼﻰ اﻟبﻬﺎء ﻗبﻞ ﻤوﺘﻪ �ﺎﻟخﻼﻓﺔ ﻤن �ﻌدﻩ ﻻﺒنﻪ ع�ﺎس اﻟمسمﻰ ﻋبد اﻟبﻬﺎء.
ﻧﻲ
ودان اﻟبﻬﺎﺌیون ﻟكﻞ ﺨﻠ�ﻔﺔ �ﻌد اﻟبﻬﺎء وﻗدﺴوﻩ وﻋبدوﻩ ﻤثﻞ ع�ﺎدﺘﻬم ﻟﻠبﻬﺎء.
دﯿن اﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ:
ﺘﻘوم ﻋﻘیدة اﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻤ�ﺎدئ ﺘنﺎﻓﻲ ﻋﻘیدة اﻟتوﺤید وﺘتﻌﺎرض ﻤﻊ ﻀرور�ﺎت اﻟشرع ,ﻤن أﻫمﻬﺎ:
-1أن ﻟﻠوﺤﻲ ﺘﺄو�ﻼت ﺴﺎﻤ�ﺔ وﻤﻔﺎه�م ﺨف�ﺔ ﻻ �جﻠیﻬﺎ إﻻ ر�ﻬﺎ "اﻟ�ﺎب" أو "اﻟبﻬﺎء" )وﻤﺎ �ﻌﻠم ﺘﺄو�ﻠﻪ إﻻ
ﷲ( أي اﻟ�ﺎب أو اﻟبﻬﺎء.
-2ادﻋﻰ اﻟبﻬﺎء اﻟمﻬدو�ﺔ ﺜم اﻟرﺴﺎﻟﺔ وأﻨﻪ ﻨزل ﻋﻠ�ﻪ �تﺎب "اﻷﻗدس" اﻟذي ﻨسﺦ ﺠم�ﻊ ﻤﺎ ﺘﻘدﻤﻪ ﻤن اﻟكتب
اﻟسمﺎو�ﺔ ,ﺜم ادﻋﻰ اﻷﻟوه�ﺔ وأﻤر اﻟنﺎس �ع�ﺎدﺘﻪ.
122
-3إﻨكﺎر ﻤﻌجزات اﻷﻨب�ﺎء واﻟ�ﻌث واﻟحشر واﻟوﻋد واﻟوﻋید واﻟجنﺔ واﻟنﺎر ,وأوﻟوا اﻟنصوص اﻟداﻟﺔ ﻋﻠیﻬﺎ
�مﺎ ﯿتنﺎﻓﻰ ﻤﻊ اﻟﻠﻐﺔ واﻟدﯿن.
-4ﻨسﺦ ﺠم�ﻊ اﻷد�ﺎن واﻟحدود اﻟواردة ﻓیﻬﺎ ﻟﻌدم ﺼﻼﺤیتﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻋصر اﻟتﻘدم �مﺎ ﯿزﻋمون.
-5أن اﻟصﻼة ﺘسﻊ ر�ﻌﺎت ﻓﻲ اﻟ�كور واﻟزوال واﻵﺼﺎل ،وأن ﺼﻼة اﻟجمﺎﻋﺔ ﻻغ�ﺔ ،واﻟﻘبﻠﺔ ﻋكﺎ واﻟحﺞ
إﻟیﻬﺎ ﻟﻠرﺠﺎل دون اﻟنسﺎء ،وﺘحر�م اﻟحجﺎب و��ﺎﺤﺔ اﻟسﻔور واﻻﺨتﻼط وﺠﻌﻞ اﻟحدود ﻋﻘو�ﺎت ﻤﺎد�ﺔ،
وﻏیر ذﻟك ﻤن ﻤﻔتر�ﺎﺘﻬم و�ذﺒﻬم.
ﺜﺎﻨ�ﺎ :اﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ
اﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ ﺤر�ﺔ ﻨشﺄت ﺴنﺔ 1900م ﺒتخط�ط ﻤن اﻻﺴتﻌمﺎر اﻹﻨجﻠیزي ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬند�ﺔ ،ﺒﻬدف إ�ﻌﺎد
اﻟمسﻠمین ﻋن دﯿنﻬم وﻋن ﻓر�ضﺔ اﻟجﻬﺎد �شكﻞ ﺨﺎص ،ﺤتﻰ ﻻ ﯿواﺠﻬوا اﻟمستﻌمر �ﺎﺴم اﻹﺴﻼم ،و�ﺎن ﻟسﺎن
اﻟ
ﺤﺎل ﻫذﻩ اﻟحر�ﺔ ﻫو ﻤجﻠﺔ اﻷد�ﺎن اﻟتﻲ ﺘصدر �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻨجﻠیز�ﺔ.
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟتﺄﺴ�س وأﺒرز اﻟشخص�ﺎت:
اﻟﺗ
ﻛﺎن ﻤر از ﻏﻼم أﺤمد اﻟﻘﺎد�ﺎﻨﻲ 1839ـ 1908م أداة اﻟتنﻔیذ اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻹ�جﺎد اﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ .وﻗد وﻟد ﻓﻲ ﻗر�ﺔ
رﺑو
ﻗﺎد�ﺎن ﻤن ﺒنجﺎب ﻓﻲ اﻟﻬند ﻋﺎم 1839م ،و�ﺎن ﯿنتمﻲ إﻟﻰ أﺴرة اﺸتﻬرت �خ�ﺎﻨﺔ اﻟدﯿن واﻟوطن ،وﻫكذا ﻨشﺄ ﻏﻼم
ي اﻟ
أﺤمد وف�ﺎً ﻟﻼﺴتﻌمﺎر ﻤط�ﻌﺎً ﻟﻪ ﻓﻲ �ﻞ ﺤﺎل ،ﻓﺎﺨتیر ﻟدور اﻟمتنبﺊ ﺤتﻰ ﯿﻠتﻒ ﺤوﻟﻪ اﻟمسﻠمون و�نشﻐﻠوا �ﻪ ﻋن
ﺠﻬﺎدﻫم ﻟﻼﺴتﻌمﺎر اﻹﻨجﻠیزي .و�ﺎن ﻟﻠحكوﻤﺔ اﻟبر�طﺎﻨ�ﺔ إﺤسﺎﻨﺎت �ثیرة ﻋﻠ�ﻪ وﻋﻠﻰ ﺠمﺎﻋتﻪ ،ﻓﺄظﻬروا اﻟوﻻء ﻟﻬﺎ،
وط
و�ﺎن ﻏﻼم أﺤمد ﻤﻌروﻓﺎً ﻋند أﺘ�ﺎﻋﻪ �ﺎﺨتﻼل اﻟمزاج و�ثرة اﻷﻤراض و�دﻤﺎن اﻟمخدرات.
ﻧﻲ
-وﻤمن ﺘصدى ﻟﻪ وﻟدﻋوﺘﻪ اﻟخبیثﺔ ،اﻟش�ﺦ أﺒو اﻟوﻓﺎء ﺜنﺎء ﷲ اﻷﻤرﺘستري أﻤیر ﺠمع�ﺔ أﻫﻞ اﻟحدﯿث ﻓﻲ
ﻋموم اﻟﻬند ،ﺤیث ﻨﺎظرﻩ وأﻓحم ﺤجتﻪ ،و�شﻒ ﺨبث طو�تﻪ ،و�ﻔرﻩ ،واﻨحراف ﻨحﻠتﻪ .وﻟمﺎ ﻟم ﯿرﺠﻊ ﻏﻼم
أﺤمد إﻟﻰ رﺸدﻩ �ﺎﻫﻠﻪ اﻟش�ﺦ أﺒو اﻟوﻓﺎء ﻋﻠﻰ أن �موت اﻟكﺎذب ﻤنﻬمﺎ ﻓﻲ ﺤ�ﺎة اﻟصﺎدق ،وﻟم ﺘمر ﺴوى
أ�ﺎم ﻗﻼﺌﻞ ﺤتﻰ ﻫﻠك اﻟمر از ﻏﻼم أﺤمد اﻟﻘﺎد�ﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم 1908م ﻤخﻠﻔﺎً أﻛثر ﻤن ﺨمسین �تﺎ�ﺎً وﻨشرة
وﻤﻘﺎﻻ.
ﻤ�ﺎدئ اﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ
-1اﻟﻘول �ﻌدم ﺨتم اﻟنبوة وﺘﺄو�ﻞ ﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﺨتمﻬﺎ.
123
-2ﻏﻼم أﺤمد ﻫو اﻟمﻬدي واﻟنبﻲ اﻟمؤ�د ﻟشر�ﻌﺔ ﻤحمد ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﻫو اﻟمس�ﺢ اﻟموﻋود �ﻪ.
� -3ﺎب اﻟوﺤﻲ ﻤﻔتوح ﻟﻠنﺎس وﻗد ﻨزل ﻋﻠ�ﻪ و�سمﻌﻪ �ﻌض أﺘ�ﺎﻋﻪ.
-5ﻗﺎد�ﺎن وﻤسجدﻫﺎ ﺘمﺎﺜﻞ ﻤكﺔ وﻤسجدﻫﺎ ،واﻟحﺞ إﻟیﻬﺎ ﻤثﻞ اﻟحﺞ إﻟﻰ ﻤكﺔ ﻓﻬﻲ ﺜﺎﻟث اﻷﻤﺎﻛن اﻟمﻘدﺴﺔ.
-ادﻋﺎؤﻫم أن اﻟمﻌنﻰ اﻟمﻘصود ﻤن اﻵ�ﺎت ﻻ ﯿدر�ﻬﺎ إﻻ اﻟمس�ﺢ اﻟﻘﺎد�ﺎﻨﻲ ،و�ﻨكﺎرﻫم أن ﺴنﺔ اﻟرﺴول 8
أﺼﻞ ﻓﻲ اﻟتشر�ﻊ وﻤﻊ ذﻟك ﯿدﻋون اﻟنﺎس و�صﻔون أﻨﻔسﻬم �ﺄﻨﻬم ﻤسﻠمون ﻤصﻠحون.
اﻟ
ﻣﻌ
ﻤخﺎط�ﺔ أﻫﻞ �ﻞ ﻤﻠﺔ ودﯿن �مﺎ ﯿواﻓق ﻫواﻫم ﻓتجد اﻟداع�ﺔ ﻤنﻬم ﻤسﻠمﺎً ﻤﻊ اﻟمسﻠمین ،و�ﻬود�ﺎً ﻤﻊ اﻟیﻬود،
ﮭد
ﯿوﻫم أﻫﻞ �ﻞ دﯿن �ﺄﻨﻪ ﻤنﻬم وأﻨﻪ ﯿر�د اﻹﺼﻼح و�زاﻟﺔ اﻟضﻐﺎﺌن واﻟتوﻓیق ﺒین أﻫﻞ اﻟمذاﻫب ﻓﺈذا آﻨس اﻟضﻌﻒ
اﻟﺗ
ﻤن أﺤد أﺨذ �شككﻪ ﻓﻲ دﯿنﻪ و�ورد ﻋﻠ�ﻪ اﻟش�ﻪ و�ؤول اﻵ�ﺎت �مﺎ ﯿنطبق ﻋﻠﻰ ﻤزاﻋمﻪ ﻓﻲ دﯿنﻪ ﺜم ﯿدﻋوﻩ إﻟﻰ
رﺑو
ع�ﺎدة اﻟ�شر واﻟع�ﺎذ �ﺎ� .وﻫذا ﺸﺄﻨﻬم ﻓﻲ ﻤمﺎﻟك اﻟشرق ،ﺨداع وﻨﻔﺎق ﻤﻊ اﻟمسﻠمین� ،ظﻬرون اﻹ�مﺎن و��طنون
اﻟكﻔر ،أﻤﺎ ﻓﻲ أورو�ﺎ وأﻤر�كﺎ ﻓدﻋوﺘﻬم ﺠﻬﺎ اًر ﻻ �خشون ﺤسﺎ�ﺎً.
ي اﻟ
وﺴنﻘتصر ﻋﻠﻰ ﻓتو�ین إﺤداﻫمﺎ ﻤن ﻤجمﻊ اﻟ�حوث اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ �ﺎﻷزﻫر اﻟشر�ف واﻷﺨرى ﻤن ﻤجمﻊ اﻟﻔﻘﻪ
ﻧﻲ
اﻹﺴﻼﻤﻲ �جدة/
ﻓتوى ﻤجمﻊ اﻟ�حوث اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ �ﺎﻷزﻫر اﻟش ـر�ف ﻓﻲ ﺠﻠستﻪ ﻟیوم2003-12-02 :
أﻛد اﻟمجمﻊ ﻓﻲ ردﻩ ﻋﻠﻰ ﺠمع�ﺔ اﻟبﻬﺎﺌیین ﻓﻲ ﻤدﻏشﻘر ،أن ﻤن �ﻌتﻘد �ﺎﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ أو اﻟ�ﺎﺒ�ﺔ أو اﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ،
�ﻌد ﻤرﺘدا ﻋن دﯿن اﻹﺴﻼم ،ﻷن ﻤن �ﻌتﻘد ﺒﻬذﻩ اﻟمذاﻫب �ﻌتﻘد �ﺎﻟنبوة ﻟﻐیر اﻟنبﻲ ﻤحمد ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم،
اﻟذي ﺨتم ﷲ �ﻪ اﻟنبوة ،وﻫو ﻤﺎ �ﻌد ﻤخﺎﻟﻔﺎ ﻟصر�ﺢ اﻟﻘرآن اﻟكر�م﴿ :ﻤﺎ �ﺎن ﻤحمد أ�ﺎ أﺤد ﻤن رﺠﺎﻟكم وﻟكن
رﺴول ﷲ وﺨﺎﺘم اﻟنبیین و�ﺎن ﷲ �كﻞ ﺸﻲء ﻋﻠ�مﺎ﴾ ﺴورة اﻷﺤزاب اﻵ�ﺔ � ، 40مﺎ �خﺎﻟﻒ ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ
وﺴﻠم' :أﻨﺎ اﻟﻌﺎﻗب ﻓﻼ ﻨبﻲ �ﻌدي'.
124
وأﻗر اﻟمجمﻊ ﺒ�ﺎﻨﺎ أﺼدرﻩ ﻓﻲ ﻋﻬد ﺸ�ﺦ اﻷزﻫر اﻷﺴبق ﺠﺎد اﻟحق ﻋﻠﻲ ﺠﺎد اﻟحق ،ﺤول اﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ ،ﺠﺎء ف�ﻪ
أن 'اﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ ﻫﻲ ﻓكر ﺨﻠ�ط ﻤن ﻓﻠسﻔﺎت وأد�ﺎن ﻤتﻌددة ﻟ�س ﻓیﻬﺎ ﺠدﯿد ﺘحتﺎﺠﻪ اﻷﻤﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻹﺼﻼح ﺸﺄﻨﻬﺎ،
وﺠمﻊ ﺸمﻠﻬﺎ' ،ﺒﻞ وﻀﺢ أﻨﻬﺎ 'ﺘﻌمﻞ ﻟخدﻤﺔ اﻟصﻬیوﻨ�ﺔ واﻻﺴتﻌمﺎر ،ﻓﻬﻲ ﺴﻠیﻠﺔ أﻓكﺎر وﻨحﻞ اﺒتﻠیت ﺒﻬﺎ اﻷﻤﺔ
اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﺤر�ﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺴﻼم �ﺎﺴم اﻟدﯿن' .
�ﻌد أن ﻨظر ﻓﻲ اﻻﺴتﻔتﺎء اﻟمﻌروض ﻋﻠ�ﻪ ﻤن ﻤجﻠس اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ "ﻛیبتﺎون" �جنوب أﻓر�ق�ﺎ �شﺄن
اﻟحكم ﻓﻲ �ﻞ ﻤن اﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ واﻟﻔئﺔ اﻟمتﻔرﻋﺔ ﻋنﻬﺎ اﻟتﻲ ﺘدﻋﻲ اﻟﻼﻫور�ﺔ ،ﻤن ﺤیث اﻋت�ﺎرﻫمﺎ ﻓﻲ ﻋداد اﻟمسﻠمین
أو ﻋدﻤﻪ � ،شﺄن ﺼﻼﺤ�ﺔ ﻏیر اﻟمسﻠم ﻟﻠنظر ﻓﻲ ﻤثﻞ ﻫذﻩ اﻟﻘض�ﺔ ،وﻓﻲ ﻀوء ﻤﺎ ﻗدم ﻷﻋضﺎء اﻟمجمﻊ ﻤن
اﻟ
ﻣﻌ
أ�حﺎث وﻤستندات ﻓﻲ ﻫذا اﻟموﻀوع ﻋن ﻤیر از ﻏﻼم أﺤمد اﻟﻘﺎد�ﺎﻨﻲ اﻟذي ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻬند ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟمﺎﻀﻲ و�ﻟ�ﻪ
ﮭد ﺘنسب ﻨحﻠﺔ اﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ واﻟﻼﻫور�ﺔ.
اﻟﺗ
و�ﻌد اﻟتﺄﻤﻞ ف�مﺎ ذ�ر ﻤن ﻤﻌﻠوﻤﺎت ﻋن ﻫﺎﺘین اﻟنحﻠتین و�ﻌد اﻟتﺄﻛد أن ﻤیر از ﻏﻼم أﺤمد ﻗد ادﻋﻰ اﻟنبوة
رﺑو
زاﻋمﺎ أﻨﻪ ﻨبﻲ ﻤرﺴﻞ ﯿوﺤﻲ إﻟ�ﻪ ،وﺜبت ﻋنﻪ ﻫذا ﻓﻲ ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ اﻟتﻲ ادﻋﻰ أن �ﻌضﻬﺎ وﺤﻲ أﻨزل ﻋﻠ�ﻪ وظﻞ طیﻠﺔ
ي اﻟ
ﺤ�ﺎﺘﻪ ﯿنشر ﻫذﻩ اﻟدﻋوة و�طﻠب إﻟﻰ اﻟنﺎس ﻓﻲ �ت�ﻪ وأﻗواﻟﻪ اﻻﻋتﻘﺎد ﺒنبوﺘﻪ ورﺴﺎﻟتﻪ � ،مﺎ ﺜبت ﻋنﻪ إﻨكﺎر �ثیر
ﻤمﺎ ﻋﻠم �ﺎﻟضرورة �ﺎﻟجﻬﺎد.
وط
و�ﻌد أن اطﻠﻊ اﻟمجمﻊ أ�ضﺎً ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺼدر ﻋن اﻟمجمﻊ اﻟﻔﻘﻬﻲ �مكﺔ اﻟمكرﻤﺔ ﻓﻲ اﻟموﻀوع ﻨﻔسﻪ ] ،ﻗرر
ﻧﻲ
ﻤﺎ ﯿﻠﻲ " [:أن ﻤﺎ ادﻋﺎﻩ ﻤیر از ﻏﻼم أﺤمد ﻤن اﻟنبوة واﻟرﺴﺎﻟﺔ وﻨزول اﻟوﺤﻲ ﻋﻠ�ﻪ إﻨكﺎر ﺼر�ﺢ ﻟمﺎ ﺜبت ﻤن اﻟدﯿن
�ﺎﻟضرورة ﺜبوﺘﺎً ﻗطع�ﺎً �ﻘین�ﺎً ﻤن ﺨتم اﻟرﺴﺎﻟﺔ واﻟنبوة �سیدﻨﺎ ﻤحمد ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وأﻨﻪ ﻻ ﯿنزل وﺤﻲ ﻋﻠﻰ
أﺤد �ﻌدﻩ .وﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻤن ﻤیر از ﻏﻼم أﺤمد ﺘجﻌﻠﻪ وﺴﺎﺌر ﻤن ﯿواﻓﻘوﻨﻪ ﻋﻠیﻬﺎ ﻤرﺘدﯿن ﺨﺎرﺠین ﻋن اﻹﺴﻼم.
اﻷﺴئﻠﺔ:
- 1ﻤتﻰ ظﻬرت اﻟبﻬﺎﺌ�ﺔ؟ و��ف ﺘدرﺠت ﻓﻲ دﻋوﺘﻬﺎ؟
125
- 3ﻤتﻰ ظﻬرت اﻟﻘﺎد�ﺎﻨ�ﺔ؟ وﻤن ﻫو ﻤؤﺴسﻬﺎ؟
- 5ﻤﺎ اﻟجﻬﺎت اﻟتﻲ ﺴﺎﻋدت اﻟحر�تین ﻋﻠﻰ اﻟظﻬور وﺴﺎﻋدت ﻋﻠﻰ اﻨتشﺎرﻫمﺎ؟ وﻤﺎ اﻷﻫداف اﻟتﻲ
ﺘنشدﻫﺎ ﻤن أﺠﻞ ذﻟك؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
126
اﻟدرس :27
أوﻻ :ﻤدﺨﻞ:
ﺤﻔظ ﷲ اﻟﻘرآن اﻟكر�م ﻤن اﻟتﻐییر واﻟتحر�ف �مﺎ وﻋد ,وﺤﻔظ ﺒذﻟك اﻟدﯿن اﻹﺴﻼﻤﻲ �ﻠﻪ ﻤن ﺨﻼل �تﺎ�ﻪ
اﻟمبین وﺴنﺔ ﻨب�ﻪ اﻟمطﻬرة ,ﺜم ق�ض ﻟﻪ ﻓﻲ �ﻞ ﻋصر ﺠمﺎﻋﺔ ﺘرﻋﺎﻩ وﺘنﻔﻲ ﻋنﻪ اﻨتحﺎل اﻟم�طﻠین ,إذ �ﻠمﺎ ﺘكﺎﻟب
ﻋﻠ�ﻪ أﻋداؤﻩ واﻋتﻘدوا أﻨﻬم ﻗد أﻓﻠحوا ﻓﻲ اﻟﻘضﺎء ﻋﻠ�ﻪ ,ﻓﺈذا ﻨجمﻪ ﯿتﺄﻟق ,وﺼ�حﻪ �شرق وراﯿتﻪ ﺘرﺘﻔﻊ ،ﺤدث ذﻟك
�ﻌد اﺠت�ﺎح اﻟتتﺎر ﻟبﻼد اﻹﺴﻼم وﺴﻘوط �ﻐداد ،إذ اﻨﻬزﻤت ﺠیوش اﻟتتﺎر أﻤﺎم اﻟمسﻠمین ﻓﻲ ﻋین ﺠﺎﻟوت .
وﺤدث ذﻟك ﻋندﻤﺎ اﺴتوﻟﻰ اﻟصﻠیبیون ﻋﻠﻰ ﺒیت اﻟمﻘدس وأﻗﺎﻤوا ﺤوﻟﻬﺎ دوﻟﺔ اﺴتمرت ﻗرا�ﺔ ﻗرن ،و�ذا
اﻟ
�ﺎﻟطﺎﺌﻔﺔ اﻟمنصورة �ﺎ� ﺘنﻬض �ق�ﺎدة ﺼﻼح اﻟدﯿن اﻷﯿو�ﻲ ﻓتطﻬر اﻷرض ﻤن اﻟصﻠیبیین وﺘﻌید اﻟمسجد اﻷﻗصﻰ
ﻣﻌ
ﮭد إﻟﻰ اﻟمسﻠمین.
اﻟﺗ
وﺤدث ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟرا�ﻊ ﻋشر �ﻌد اﻻﺴتﻌمﺎر اﻷورو�ﻲ ﻟبﻼد اﻹﺴﻼم ﺤین ﻫبت اﻟشﻌوب اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ
رﺑو
اﻟمحتﻠﺔ ﻤن ﻨوﻤﻬﺎ ،وأﻋﻠنت اﻟجﻬﺎد ﻀد ﻫؤﻻء اﻷﻋداء اﻟمحتﻠین و�ذا �ﺎﻟدﻋﺎة اﻟمخﻠصین ﯿوﻗﻔون أﻨﻔسﻬم ﻟﻠدﻋوة
ي اﻟ
إﻟﻰ ﷲ واﻟجﻬﺎد ﻓﻲ ﺴبیﻞ ﷲ ﻹ�ﻘﺎظ اﻷﻤﺔ اﻟنﺎﺌمﺔ و�ﺸﻌﺎل ﺠذوة اﻹ�مﺎن اﻟخﺎﻤدة ﻓﻲ ﻨﻔوﺴﻬﺎ.
و�ذا �ﺎﻟحر�ﺎت اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻓﻲ ﺸتﻰ أﻗطﺎر اﻷرض اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﺘجﺎﻫد ﻻﻗتﻼع ﻤﺎ ﺨﻠﻔﻪ اﻻﺴتﻌمﺎر ﻤن ﻤسﺦ
وط
وﻤن اﻟحر�ﺎت اﻟتﻲ ﺒرزت ﻓﻲ اﻟسﺎﺤﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ وﺴﻌت ﺠﺎﻫدة إﻟﻰ ﻤنﺎﻫضﺔ اﻻﺴتﻌمﺎر وﻤﻘﺎوﻤﺔ ﺜﻘﺎﻓتﻪ
ور�ط اﻟشﻌوب اﻟمسﻠمﺔ �مﺎﻀیﻬﺎ وﺘﺎر�خﻬﺎ اﻟمجید ﺤر�ﺔ اﻹﺨوان اﻟمسﻠمین.
ﺜﺎﻨ�ﺎ :اﻟتﺄﺴ�س:
ﻤؤﺴس اﻟحر�ﺔ ﻫو أﺤمد ﻋبد اﻟرﺤمن ﺤسن اﻟبنﺎ اﻟموﻟود ﺴنﺔ 1906م �مدﯿنﺔ اﻟمحمود�ﺔ ﻓﻲ ﻤصر
ﺤیث ﻨشﺄ وﺘرﻋرع ﻓﻲ ﺒیت ﻋﻠم ,ﻫو ﺒیت واﻟدﻩ أﺤمد ﻋبد اﻟرﺤمن اﻟذي رﺘب ﻤسند اﻹﻤﺎم أﺤمد ﺒن ﺤنبﻞ ﻋﻠﻰ
127
اﻷﺒواب ،وﻗد ﻨشﺄ أﺤمد ﻨﻘﻲ اﻟﻔطرة ﻤﺎﺌﻼ إﻟﻰ اﻟع�ﺎدة ,ﻤح�ﺎ ﻟﻠخﻠوة ﻤنظمﺎ ﻟوﻗتﻪ ﻤداوﻤﺎ ﻋﻠﻰ ق�ﺎم اﻟﻠیﻞ وﺼ�ﺎم
اﻻﺜنین واﻟخم�س .
دﺨﻞ ﻤدرﺴﺔ اﻟمﻌﻠمین ,وﻫو ﻓﻲ ﻤنتصﻒ اﻟرا�ﻌﺔ ﻋشرة واﻟتحق �ﻌد ذﻟك ﺒدار اﻟﻌﻠوم اﻟتﻲ ﺘخرج ﻤنﻬﺎ ﺴنﺔ
1927م و�ﺎن اﻷول ﻤن دﻓﻌتﻪ .
ﻋین ﻤدرﺴﺎ ﻓﻲ اﻹﺴمﺎﻋیﻠ�ﺔ اﻟتﻲ ﺸكﻞ ﻓیﻬﺎ أول ﻨواة ﻟحر�ﺔ اﻹﺨوان اﻟمسﻠمین وﻗد ظﻞ ﺤسن اﻟبنﺎ ﯿدﻋو
إﻟﻰ ﷲ و�تجول ﻓﻲ أﻨحﺎء اﻟﻘطر ﻓیﻠتﻘﻲ �ﺎﻟنﺎس ﻓﻲ ﺒیوﺘﻬم وﻤسﺎﺠدﻫم وﻤﻘﺎﻫیﻬم ,و�خﺎطب �ﻞ ﻓئﺔ �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟتﻲ
ﺘﻔﻬمﻬﺎ ،وﻗد ﻀحﻰ ﻓﻲ ﺴبیﻞ اﻟدﻋوة اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﺒنﻔسﻪ وﻤﺎﻟﻪ ,و�راﺤتﻪ وطمﺄﻨینتﻪ وظﻞ ﺜﺎﺒتﺎ ﻋﻠﻰ دﻋوﺘﻪ ,ﻻ
�صرﻓﻪ ﻋنﻬﺎ ﺘرﻫیب اﻟﻘوى اﻟمﻌﺎد�ﺔ ,وﻻ ﺘرﻏیبﻬﺎ إﻟﻰ أن اﻏتیﻞ ﺸﻬیدا ﻓﻲ أﺤد ﺸوارع اﻟﻘﺎﻫرة ﺒتﺎر�ﺦ / 4 / 14
1368ﻫـ اﻟمواﻓق 1949 / 2 / 12م .
اﻟ
ﻣﻌ ﺜﺎﻟثﺎ :اﻷﻫداف:
ﮭد
ﺘﻬدف اﻟحر�ﺔ إﻟﻰ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ :
اﻟﺗ
– 1إ�جﺎد اﻟﻔرد اﻟمسﻠم ﻓﻲ ﺘﻔكیرﻩ وﻋﻘیدﺘﻪ وﻓﻲ ﺨﻠﻘﻪ وﻋﺎطﻔتﻪ وﻓﻲ ﻋﻠمﻪ وﺘصرﻓﻪ.
رﺑو
– 4إ�جﺎد اﻟحكوﻤﺔ اﻟمسﻠمﺔ ,وﻫﻲ اﻟحكوﻤﺔ اﻟتﻲ �كون أﻋضﺎؤﻫﺎ ﻤسﻠمین ﯿؤدون ﻓراﺌض اﻹﺴﻼم ﻏیر
ﻤجﺎﻫر�ن �ﻌص�ﺎن ﷲ ،وﺘكون ﻤنﻔذة ﻷﺤكﺎم اﻹﺴﻼم وﻤنﻬجﻪ وﻻ ﻋبرة �ﺎﻟشكﻞ اﻟذي ﺘتﻘﻠدﻩ ﻤﺎ دام
ﻤواﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻨظﺎم اﻟحكم اﻹﺴﻼﻤﻲ.
– 6إ�جﺎد اﻟدوﻟﺔ اﻟتﻲ ﺘضم ﺸتﺎت اﻟوطن اﻹﺴﻼﻤﻲ اﻟكبیر اﻟذي ﻤزﻗﻪ اﻻﺴتﻌمﺎر وﻤزﻗتﻪ اﻟمطﺎﻤﻊ.
وﺘتضﺢ أﻫداف دﻋوة اﻹﺨوان اﻟمسﻠمین ﻤن ﺨﻼل ﺸﻌﺎرﻫم اﻟمﻌروف :ﷲ ﻏﺎﯿتنﺎ وﻤﻌنﺎﻩ رﻀﺎ ﷲ
ﻏﺎﯿتنﺎ واﻟرﺴول ﻗدوﺘنﺎ واﻟﻘرآن ﺸرﻋتنﺎ واﻟجﻬﺎد ﺴبیﻠنﺎ واﻟشﻬﺎدة أﻤنیتنﺎ.
128
را�ﻌﺎ :ﻤظﺎﻫر دﻋوة اﻹﺨوان اﻟمسﻠمین
ﯿوﺠز ﺤسن اﻟبنﺎء ﻤظﺎﻫر دﻋوة اﻹﺨوان اﻟمسﻠمین ﻓﻲ ﺨمس �ﻠمﺎت ﻫﻲ:
-اﻟ�سﺎطﺔ
-اﻟتﻼوة
-اﻟصﻼة
-اﻟجند�ﺔ
-اﻟخﻠق.
اﻟ
ﻤرﻀﺎﺘﻪ.
ﻣﻌ
– 3اﻟﻌمﻞ :واﻟمطﻠوب ﻤنﻪ ﻫو إﺼﻼح اﻟنﻔس وﺘكو�ن اﻟبیت اﻟمسﻠم و�رﺸﺎد اﻟمجتمﻊ وﺘحر�ر و�ﺼﻼح
ﮭد
اﻟحكوﻤﺔ و�ﻋﺎدة اﻟك�ﺎن اﻟدوﻟﻲ ﻟﻸﻤﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ.
اﻟﺗ
– 4اﻟتجرد :وﻤﻌنﺎﻩ أن ﯿتخﻠص اﻷخ ﻟﻠدﻋوة ﻤن ﻤﺎ ﺴواﻫﺎ ﻤن اﻟم�ﺎدئ واﻷﺸخﺎص.
رﺑو
– 5اﻟجﻬﺎد واﻟمﻘصود �ﻪ اﻟﻌمﻞ ﻟتكون �ﻠمﺔ ﷲ ﻫﻲ اﻟﻌﻠ�ﺎ �ﺎﻟمﺎل واﻟنﻔس واﻟید واﻟﻠسﺎن واﻟﻘﻠب وﻓق
اﻟضوا�ط اﻟشرع�ﺔ.
ي اﻟ
129
اﻷﺴئﻠﺔ:
- 1ﺘكﻔﻞ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ �حﻔظ ﻫذا اﻟدﯿن.ﺒرﻫن ﻋﻠﻰ ذﻟك؟
- 2ﻤن ﻫو ﻤؤﺴس ﺤر�ﺔ اﻹﺨوان اﻟمسﻠمین ﻓﻲ ﻤصر؟ وﻤﺎ رأ�ك ﻓﻲ ﻤنﻬجﻪ اﻹﺼﻼﺤﻲ؟
- 5ﻤﺎ ﻤدى وﺠﺎﻫﺔ اﻷﺴس اﻟتﻲ وﻀﻌﻬﺎ ﺤسن اﻟبنﺎ ﻟﻠﻌمﻞ اﻹﺴﻼﻤﻲ؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
130
ﻨص:
اﻟ
ﻣﻌ
ﻋﻠ�ﻪ؟
ﮭد
إن ﻫذا رﻫن ﺒتصرﻓﺎت اﻟحكوﻤﺎت ﻓﻲ اﻟمجتمﻌﺎت اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ وﺘحدﯿد اﻟحكوﻤﺎت ﻓﻲ اﻟمجتمﻌﺎت اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ
ﻟموﻗﻔﻬﺎ � ...خضﻊ ﻟﻠبواﻋث ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤ�ﺎﺸرة اﻟحكم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمجتمﻌﺎت .أﺘﻌود ﻫذﻩ اﻟبواﻋث ﻟمصﻠحﺔ وطن�ﺔ ﻋﻠ�ﺎ،
اﻟﺗ
أم ﺘﻌود إﻟﻰ اﻻﺤتﻔﺎظ �ﺎﻟسﻠطﺔ وﺠﺎﻩ اﻟحكم واﻟنﻔوذ؟
رﺑو
واﻟمصﻠحﺔ اﻟوطن�ﺔ اﻟﻌﻠ�ﺎ �حﻘﻘﻬﺎ اﻻﺴتﻘﻼل وﻋدم اﻟت�ع�ﺔ ﻷي اﺘجﺎﻩ ﺴوى اﻻﺘجﺎﻩ اﻟذي ﻗﺎم اﻟمجتمﻊ ﻋﻠﻰ
ي اﻟ
أﺴﺎس ﻤنﻪ .وﻫو اﺘجﺎﻩ اﻹﺴﻼم .ﻓمﻌنﻰ اﻟمجتمﻊ اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻫو ذﻟك اﻟمجتمﻊ اﻟذي ﯿتبنﻰ اﻟم�ﺎدئ واﻟق�م اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ
ﻓﻲ ﺴﻠو�ﻪ وﻓﻲ ﺴ�ﺎﺴتﻪ.
وط
إن ﺤمﺎ�ﺔ اﻟش�ﺎب اﻟمسﻠم ﻓﻲ ﻏدﻩ ﻤن اﻟت�ع�ﺔ اﻟﻔكر�ﺔ واﻹﯿدﯿوﻟوﺠ�ﺔ اﻷﺠنب�ﺔ ﻫﻲ ﺨطوة أوﻟﻰ ﻓﻲ إﻋدادﻩ ﻟﻘبول
اﻹﺴﻼم واﻹ�مﺎن �ﻪ ﻓﻲ ﻏدﻩ .وﻟ�س ﻤطﻠو�ﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحمﺎ�ﺔ ﻓرض رﻗﺎ�ﺔ دق�ﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺘسرب اﻟﻔكر اﻷﺠنبﻲ ﻓﻲ وﺴﺎﺌﻞ
ﻧﻲ
اﻹﻋﻼم اﻟمختﻠﻔﺔ� ،ﻘدر ﻤﺎ �طﻠب ﻓیﻬﺎ ﺘنحﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻋن أن ﺘﻔرض ﻫذا اﻟﻔكر اﻷﺠنبﻲ ،وﺘدﻓﻊ �ﻪ ،وﺘصر ﻋﻠﻰ
ﺸیوﻋﻪ وﺤدﻩ ﻋن طر�ق أﺠﻬزة اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم .وﻻ ﺘترك ﻤجﺎﻻ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺠﻬزة ﻟﻠﻔكر اﻟوطنﻲ أو اﻹﺴﻼﻤﻲ إﻻ
ﻤجﺎل اﻟمنبوذ ،وﻀع�ف اﻟق�مﺔ ﻓﻲ وﺠود اﻟمجتمﻊ.
و�ذا اﺴتجﺎﺒت اﻟحكوﻤﺎت ﻓﻲ اﻟمجتمﻌﺎت اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ إﻟﻰ اﻟمصﻠحﺔ اﻟوطن�ﺔ اﻟﻌﻠ�ﺎ و�ﻟﻰ ﺤمﺎ�ﺔ اﻟش�ﺎب ﻓﻲ ﻏدﻩ
ﻤن اﻟﻔكر اﻟدﺨیﻞ – وﻫذا اﺤتمﺎل ﻀع�ف ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟحﺎﻀر ﻷﺴ�ﺎب ﻋدﯿدة – ﻓﺎﻟخطوة اﻟتﺎﻟ�ﺔ ﻟضمﺎن إ�مﺎن
اﻟش�ﺎب اﻟمسﻠم �ﺎﻹﺴﻼم ﻓﻲ ﻏدﻩ ﻫﻲ طر�ﻘﺔ ﻋرض اﻹﺴﻼم ﻋﻠ�ﻪ.
واﻹﺴﻼم �م�ﺎدﺌﻪ وق�مﻪ �كون ﻨظﺎﻤﺎ ﻟﻠح�ﺎة وﻤنﻬجﺎ ﻟﻠسﻠوك واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓﻲ أﻤﺔ ﻗو�ﺔ �سﻠو�ﻬﺎ اﻹﻨسﺎﻨﻲ،
و�منﻌتﻬﺎ ﻤن اﻻﻋتداء ﻋﻠیﻬﺎ .وﻤن أﺠﻞ ذﻟك �مكن أن �ﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟش�ﺎب ﻓﻲ ﻤجموﻋﺎت ﻤن اﻟم�ﺎدئ ،ﻛﻞ
131
ﻤجموﻋﺔ ﺘرﺴم إطﺎ ار ﻟﻠسﻠوك ،أو ﺘﻘدم ﻤنﻬجﺎ ﻋمﻠ�ﺎ ﻟق�ﺎدة اﻷﺴرة واﻟمجتمﻊ .ﻋﻠﻰ أن �كون ﻤﺎ �ﻘدم ﻟﻪ ﻛﻔیﻼ �حﻞ
اﻟمشﺎﻛﻞ اﻟتﻲ ﺘواﺠﻬﻪ ﻤن ﺠﺎﻨب ،و�ﺈﻗنﺎﻋﻪ �ﺄﺨذ ﻨﻔسﻪ �مﺎ ﯿﻠتزﻤﻪ ط�ﻘﺎ ﻟﻺ�مﺎن ﻤن ﺠﺎﻨب آﺨر.
وﻤﻌنﻰ ﻫذا وذاك أن ﯿنزل اﻟﻌرض ﻟﻺﺴﻼم ﻋﻠ�ﻪ ﻤجﺎل اﻟواﻗﻊ اﻟذي �ع�شﻪ ،وﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻟﻔﻠسﻔﺎت اﻟتﻲ
ﺘحﺎول أن ﺘﻘتحم ﻨﻔسﻪ ﻹﻗنﺎﻋﻪ �ﺎﻷﺨذ ﺒﻬﺎ ﻀمﺎﻨﺎ ﻟحسن اﻟسیر ﻓﻲ واﻗﻌﻪ ﻛمﺎ ﺘدﻋﻲ .ﻛمجﺎل اﻻﻗتصﺎد ﻤثﻼ .ﻓموﻗﻒ
اﻹﺴﻼم ﻤن اﻟمﺎل – وﻫو ﻤوﻗﻒ اﻟمﻠك�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﻤﻊ اﻟمنﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻪ – �جنب اﻟمجتمﻊ اﻟحرﻤﺎن ﻤن ﺠﺎﻨب ،ﻓﻲ
ظﻞ اﻟترف واﻟﻌبث واﻟﻔسﺎد ﻋن طر�ﻘﻪ .ﻛمﺎ �جن�ﻪ »اﻟتواﻛﻞ« و »اﻟﻼﻤ�ﺎﻻة« و »ﺨﻔﺔ اﻟمسؤوﻟ�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ« ﻓﻲ ﻤ�ﺎﺸرة
اﻟمﺎل ﻓﻲ اﻟمﻠك�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤن ﺠﺎﻨب آﺨر.
واﻟنزول �ﻌرض اﻹﺴﻼم ﻤجﺎل واﻗﻊ اﻟش�ﺎب اﻟمسﻠم اﻟیوم ﯿتطﻠب اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟمذاﻫب واﻹﯿدﯿوﻟوﺠ�ﺎت
اﻟمﻌﺎﺼرة ،ﺜم ﻤن ﻗبﻞ ذﻟك ﯿتطﻠب ﻓﻬم ﻫدف اﻟق�م واﻟم�ﺎدئ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ .وﻫدﻓﻬﺎ ﻻ �ﻌدو أن �كون اﺴتﻘﺎﻤﺔ اﻹﻨسﺎن
ﻛﺈﻨسﺎن ﻓﻲ ﺴﻠو�ﻪ وﻤواﻗﻔﻪ ﻓﻲ ﺤ�ﺎة ﻤجتمﻌﻪ.
وﻗد ﺘطﻠب اﻷﻤر ﻓﻲ �ﻌض ﻓترات اﻟتﺎر�ﺦ اﻹﺴﻼﻤﻲ ف�مﺎ ﻤضﻰ أن ﯿنزل اﻟﻌﻠمﺎء �ﺎﻹﺴﻼم ﻤجﺎل اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ
اﻟ
اﻟمجتمﻌﺎت اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻟﻔكر اﻟدﺨیﻞ ﻤن اﻟشرق أو اﻟﻐرب ﻋﻠﻰ اﻟسواء ،وأن �ﻘوﻤوا ﺒتوﻀ�ﺢ ﺤﻠوﻟﻪ
ﻣﻌ
ﻟمشﺎﻛﻞ اﻟمجتمﻊ �حیث ﯿنطوي اﻻﻗتنﺎع ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟتمسك �ﺎﻹﺴﻼم ﻤن ﺠﺎﻨب ورﻓض اﻟﻔكر اﻟدﺨیﻞ ﻤن ﺠﺎﻨب آﺨر.
ﮭد
ﻤحمد اﻟبﻬﻲ :ﺨمس رﺴﺎﺌﻞ إﻟﻰ اﻟش�ﺎب اﻟمسﻠم اﻟمﻌﺎﺼر ،ص 47 – 46 – 45ﺒتصرف.
اﻟد�تور ﻤحمد اﻟبﻬﻲ ) (1982 -1905وز�ر اﻷوﻗﺎف اﻟمصري اﻷﺴبق أﺤد ﻤﻔكري اﻹﺴﻼم ﻓﻲ اﻟﻌصر
اﻟﺗ
اﻟحدﯿث ،دﻋﺎ إﻟﻰ اﻹﺼﻼح اﻟدﯿنﻲ �ﺎﻟﻌودة ﻟﻸﺼول .ﺘت�ﻊ ﻨشﺄة اﻟﻔكر اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤنذ ﺒداﯿتﻪ ﺤتﻰ اﻟوﻗت اﻟمﻌﺎﺼر
رﺑو
ﻤﻘﺎرﻨﺎ ﺒینﻪ و�ین ﻏیرﻩ ﻤن اﻟمذاﻫب اﻟﻔكر�ﺔ ،ﻤتصد�ﺎ ﻟﻸﻓكﺎر اﻟﻬداﻤﺔ وﻓﺎﻀحﺎ اﻻﺴتﻌمﺎر ودورﻩ ﻓﻲ اﻟمجتمﻌﺎت
ي اﻟ
اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ .وﻗد ﺘرك اﻟبﻬﻲ ﺜروة ﻏن�ﺔ ﻤن اﻟمؤﻟﻔﺎت اﻟتﻲ أﺜرت اﻟﻔكر اﻹﺴﻼﻤﻲ واﻟمكت�ﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ �ﺎن أﻛثرﻫﺎ
أﻫم�ﺔ �تﺎ�ﻪ" اﻟﻔكر اﻹﺴﻼﻤﻲ اﻟحدﯿث وﺼﻠتﻪ �ﺎﻻﺴتﻌمﺎر اﻟﻐر�ﻲ" اﻟذي �ﺎن ﻟﻪ اﻟﻔضﻞ ﻓﻲ اﻟتﻌر�ف �ﻪ ﻛمﻔكر
وط
132
ﻨص:
اﻟ
ﻛﻠﻬﺎ� .ﻘول اﻟﻌﻼﻤﺔ ﺴﻠ�مﺎن اﻟندوي) : (2
ﻣﻌ
»ﻤﺎ ﻤن دﯿن ﺨﻼ ﻤن اﻟع�ﺎدة � ،وﻟكن اﻷد�ﺎن اﻟﻘد�مﺔ ﺤسب اﺘ�ﺎﻋﻬﺎ أن اﻟدﯿن �طﺎﻟبﻬم �ﺈﯿذاء أﺠسﺎﻤﻬم
ﮭد
وﺘﻌذﯿبﻬﺎ ،وأن اﻟﻐرض ﻤن اﻟع�ﺎدة إدﺨﺎل اﻷﻟم ﻋﻠﻰ اﻟجوارح ،وأن اﻟجسم إذا ازدادت آﻻﻤﻪ� ،ﺎن ﻓﻲ ذﻟك طﻬﺎرة
ﻟﻠروح ،وﻨزاﻫﺔ ﻟﻠنﻔس«!
اﻟﺗ
»وﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘیدة ﻨشﺄ اﻟتبتﻞ ﻋند اﻟﻬنﺎدك ،واﻟره�ﺎﻨ�ﺔ ﻋند اﻟنصﺎرى ،واﺒتدﻋوا ﻤن ر�ﺎﻀ�ﺎت اﻟجسم أﻨواﻋﺎ
رﺑو
ﻋجی�ﺔ ،أﺸدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟجسم أﻓضﻠﻬﺎ ﻋندﻫم ،وأﻗر�ﻬﺎ إﻟﻰ ﷲ ﻓﻲ زﻋمﻬم :ﻓمنﻬم ﻤن آﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻨﻔسﻪ أﻻ �ﻐتسﻞ
طول ﺤ�ﺎﺘﻪ ،وﻤنﻬم ﻤن ﻻ ﯿﻠ�س إﻻ اﻟمسوح واﻟث�ﺎب اﻟخشنﺔ ،و�ﻌضﻬم آﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻨﻔسﻪ أن �ع�ش ﻋر�ﺎن إﻻ ﻤن
ي اﻟ
ﺨرﻗﺔ �ستتر ﺒﻬﺎ .ﻤﺎﻀ�ﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻤﻬمﺎ أﺜرت ف�ﻪ َﺤ َم ّﺎرةُ اﻟق�ظ ،أو زﻤﻬر�ر اﻟشتﺎء ،وﻤنﻬم ﻤن ﻟزم �ﻬﻔﺎ ﻓﻼ
ﯿبرﺤﻪ أﺒدا ،و�ﻌضﻬم اﺨتﺎر ﻟنﻔسﻪ أن ﯿ�ﻘﻰ واﻗﻔﺎ ﻓﻲ ﺤر اﻟشمس طول ﺤ�ﺎﺘﻪ! وﻤنﻬم ﻤن �حﻠﻒ أﻻ �ﻘتﺎت إﻻ
وط
ﺒورق اﻟشجر! وﻤنﻬم ﻤن �ﻘﻲ ﺼرورة ﺤصو ار ﻻ ﯿتزوج .وﻤنﻬم ﻤن �ﻌد ﻤن اﻟع�ﺎدة واﻟﻘر�ﺔ إﻟﻰ ﷲ ﻤنﻊ اﻟتنﺎﺴﻞ!،
وﻓیﻬم ﻤن ﯿرﻓﻊ إﺤدى ﯿد�ﻪ ﻓﻲ اﻟﻬواء و��ﻘﻰ �ذﻟك طول ﻋمرﻩ ،ﺤتﻰ ﺘی�س ﯿدﻩ وﺘجﻒ! و�ﺎن �ﻌضﻬم �ح�س
ﻧﻲ
ﻨﻔسﻪ ﻤﺎ اﺴتطﺎع وﻫو �حسب أن ذﻟك ﻤن اﻟع�ﺎدة ،وﻻ ﯿزال ﻓﻲ اﻟﻬند ﻤن ﯿتﻌﻠق �شجرة ﻤنكسﺎ رأﺴﻪ إﻟﻰ ﺘحت!
وﻫكذا �ﻠﻪ وأﻤثﺎﻟﻪ ﻤمﺎ �ﺎن ﻋﻠ�ﻪ أﺘ�ﺎع اﻷد�ﺎن ﻗبﻞ ﻤ�ﻌث ﻤحمد رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ،ظﺎﻨین أن
أﻋمﺎﻟﻬم ﻫذﻩ ﻤن أﻗرب اﻟوﺴﺎﺌﻞ إﻟﻰ ﷲ ،وﻤن أﻓضﻞ ﻤﺎ ﺘز�ﻰ �ﻪ اﻟنﻔوس ،وﺘطﻬر �ﻪ اﻷرواح«.
»و�ﺎن ﻗتﻞ اﻟمرء ﻨﻔسﻪ ﻤمﺎ ﯿتﻘرب �ﻪ اﻷﻗدﻤون إﻟﻰ اﻵﻟﻬﺔ ،ﻓكﺎﻨوا ﯿنذرون ﻵﻟﻬتﻬم ﻗراﺒین �شر�ﺔ ﺘذ�ﺢ
ﻛﺎﻷﻀﺎﺤﻲ ،اﺴترﻀﺎء ﻵﻟﻬﺔ ،ﻓﺈذا ﺴﻔكت دﻤﺎء اﻟ�شر ﻟﻬذا اﻟﻐرض ﻨثرت دﻤﺎؤﻫم ﻋﻠﻰ اﻷوﺜﺎن ،ور�مﺎ أﺤرﻗت
ﻟحوم اﻷﻀﺎﺤﻲ وﺠمرت ﺒﻬﺎ اﻷﺼنﺎم و�خرت ﺒدﺨﺎﻨﻬﺎ ،وﻷﺠﻞ ذﻟك �ﺎن اﻟیﻬود �حرﻗون ﻟحوم اﻷﻀﺎﺤﻲ«.
ﯿوﺴﻒ اﻟﻘرﻀﺎوي :اﻟع�ﺎدة ﻓﻲ اﻹﺴﻼم ص .187-186
-ﻤن �تﺎب »اﻟرﺴﺎﻟﺔ اﻟمحمد�ﺔ« اﻟمحﺎﻀرة اﻟثﺎﻤنﺔ ص 241وﻤﺎ �ﻌدﻫﺎ ،ط ﺜﺎﻨ�ﺔ ﺒدﻤشق وﻫو اﻟكتﺎب اﻟمﻌروف ﻓﻲ اﻷورد�ﺔ �ﺎﺴم 2
»ﺨط�ﺎت ﻤدارس«.
133
ﯿوﺴﻒ اﻟﻘرﻀﺎوي
وﻟد اﻟد�تور ﯿوﺴﻒ اﻟﻘرﻀﺎوي ﻓﻲ إﺤدى ﻗرى ﺠمﻬور�ﺔ ﻤصر اﻟﻌر��ﺔ ،ﻗر�ﺔ ﺼﻔت ﺘراب ﻤر�ز اﻟمحﻠﺔ
اﻟكبرى ،ﻤحﺎﻓظﺔ اﻟﻐر��ﺔ ﻓﻲ 1926/9/9م وأﺘم ﺤﻔظ اﻟﻘرآن اﻟكر�م ،وأﺘﻘن أﺤكﺎم ﺘجو�دﻩ ،وﻫو دون اﻟﻌﺎﺸرة ﻤن
ﻋمرﻩ.
اﻟتحق �مﻌﺎﻫد اﻷزﻫر اﻟشر�ف ،ﻓﺄﺘم ﻓیﻬﺎ دراﺴتﻪ اﻻﺒتداﺌ�ﺔ واﻟثﺎﻨو�ﺔ و�ﺎن داﺌمﺎ ﻓﻲ اﻟطﻠ�ﻌﺔ ،و�ﺎن ﺘرﺘی�ﻪ
ﻓﻲ اﻟشﻬﺎدة اﻟثﺎﻨو�ﺔ اﻟثﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟممﻠكﺔ اﻟمصر�ﺔ ،رﻏم ظروف اﻋتﻘﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﻔترة .ﺜم اﻟتحق �كﻠ�ﺔ أﺼول
اﻟدﯿن �جﺎﻤﻌﺔ اﻷزﻫر ،وﻤنﻬﺎ ﺤصﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟ�ﺔ ﺴنﺔ 1953-52م ،و�ﺎن ﺘرﺘی�ﻪ اﻷول ﺒین زﻤﻼﺌﻪ وﻋددﻫم ﻤﺎﺌﺔ
وﺜمﺎﻨون.
ﺜم ﺤصﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم�ﺔ ﻤﻊ إﺠﺎزة اﻟتدر�س ﻤن �ﻠ�ﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر��ﺔ ﺴنﺔ 1954م و�ﺎن ﺘرﺘی�ﻪ اﻷول ﺒین
زﻤﻼﺌﻪ ﻤن ﺨر�جﻲ اﻟكﻠ�ﺎت اﻟثﻼث �ﺎﻷزﻫر ،وﻋددﻫم ﺨمسمﺎﺌﺔ.
وﻓﻲ ﺴنﺔ 1958ﺤصﻞ ﻋﻠﻰ دﺒﻠوم ﻤﻌﻬد اﻟدراﺴﺎت اﻟﻌر��ﺔ اﻟﻌﺎﻟ�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب.
اﻟ
ﻣﻌ
وﻓﻲ ﺴنﺔ 1960م ﺤصﻞ ﻋﻠﻰ اﻟدراﺴﺔ اﻟتمﻬید�ﺔ اﻟﻌﻠ�ﺎ اﻟمﻌﺎدﻟﺔ ﻟﻠمﺎﺠستیر ﻓﻲ ﺸع�ﺔ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن واﻟسنﺔ
ﮭد ﻤن �ﻠ�ﺔ أﺼول اﻟدﯿن.
وﻓﻲ ﺴنﺔ 1973م ﺤصﻞ ﻋﻠﻰ )اﻟد�تو ارﻩ( �ﺎﻤت�ﺎز ﻤﻊ ﻤرﺘ�ﺔ اﻟشرف اﻷوﻟﻰ ﻤن ﻨﻔس اﻟكﻠ�ﺔ ،ﻋن" :اﻟز�ﺎة
اﻟﺗ
وأﺜرﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻞ اﻟمشﺎﻛﻞ اﻻﺠتمﺎع�ﺔ".
رﺑو
وﻗد أﻟﻒ اﻟكثیر ﻤن اﻟكتب وﺘرأس اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟجمع�ﺎت واﻟﻬیئﺎت ﺨدﻤﺔ ﻟﻺﺴﻼم وﺴﺎﻫم ﻓﻲ اﻨتشﺎر اﻟصحوة
اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ وﻓﻲ ﺘرﺸید اﻟحر�ﺎت اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ وﻓﻲ ﺘوﺠ�ﻪ اﻟش�ﺎب اﻟمسﻠم.
ي اﻟ
و�تمیز اﻟﻘرﻀﺎوي �ﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﻓﻬﺎم اﻟﻌﺎﻤﺔ ،و�ﻗنﺎع اﻟخﺎﺼﺔ ﻤﻌﺎً .و�ﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻤخﺎط�ﺔ اﻟﻌﻘﻞ و�ﻟﻬﺎب
اﻟﻌﺎطﻔﺔ ﻤﻌﺎً .و�ﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺴتﻠﻬﺎم اﻟتراث ،واﻻﺴتﻔﺎدة ﻤن ﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌصر ﺠم�ﻌﺎً .و�ﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟمزج ﺒین اﻟدﻋوة
وط
اﻟنظر�ﺔ واﻟﻌمﻞ اﻟحر�ﻲ واﻟجﻬﺎدي ﻤن أﺠﻞ اﻹﺴﻼم .واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ر�ط اﻟتدﯿن اﻟﻔردي ﺒﻬموم اﻷﻤﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ
ﻧﻲ
اﻟكبرى وﻗضﺎ�ﺎﻫﺎ اﻟمصیر�ﺔ .واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ وﺼﻞ اﻟدﻋوة �ﺎﻟﻔﻘﻪ ،واﻟﻔﻘﻪ �ﺎﻟدﻋوة ،ﻓﻼ ﺘحس �ﺎﻨﻔصﺎم ﺒین اﻟداع�ﺔ
واﻟﻔق�ﻪ .و�ﺎﻟجمﻠﺔ ﻓﻬو ﻓﻲ اﻟدﻋوة ـ �مﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻔكر ـ ﻨموذج ﻤتﻔرد.
134
ﻋﻠﻣﺎء وﻣﺻﻠﺣون
اﻟ
ﻣورﯾﺗﺎﻧﯾون ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
135
ﻧﻲ
وط
ي اﻟ
136
رﺑو
اﻟﺗ
ﮭد
ﻣﻌ
اﻟ
اﻟدرس : 28
اﻟ
ﯿذﺒون ﻋنﻪ ﺤیث زﻟت �ﻪ اﻟنﻌ ـﻞ وأﯿن رﺠﺎل �ﻌد ﻟمتون ﻟﻠﻬــدى
ﻣﻌ
ﺘنﻬنﻪ ﻋن ﺘشییدﻩ اﻟ�ﻌض واﻟك ـﻞ ﻓﺄﺼ�ﺢ ﻤنﻘوض اﻷﺴﺎس و�ﻌدﻫم
وﻟم �ك ﻓﻲ ﺒن�ﺎﻨﻬﺎ �ﻌ ـدﻫم ظـﻞ
ﮭد وﻟم ﺘنت�ﻪ ﻤن �ﻌد ﻟمتون دوﻟـﺔ
) (2
أﻻ إن أﻫﻞ ﷲ �ﻌدﻫـم ذﻟ ـوا وأﯿن ﻷﻫﻞ ﷲ ﻨصـر وراءﻫم
اﻟﺗ
رﺑو
وﻗد أﺼ�حت اﻟبﻼد ﻓوﻀﻰ وﺘدﻫورت اﻷوﻀﺎع ﺘدﻫو ار �بی ار ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟم�ﺎدﯿن ،ﻨﺎه�ك ﻋمﺎ وﺼﻠت إﻟ�ﻪ
ي اﻟ
اﻻﻨحطﺎط اﻟذي وﺼﻠت إﻟ�ﻪ اﻟح�ﺎة اﻟدﯿن�ﺔ .ﻓمثﻼ :ذ�ر اﺒن �طوطﺔ أن أﻫﻞ وﻻﺘﻪ ﻻ ﯿنتسبون إﻟﻰ آ�ﺎﺌﻬم وأن
ﻨظﺎم اﻟموار�ث ﻋندﻫم ﻤخﺎﻟﻒ ﻷﺤكﺎم اﻹﺴﻼم.
وﻤنﻬم ﻤن ﺼﻼﺘﻪ �ﺎﻟت�مم ..وﻻ �ﻐتسﻠون ﻤن اﻟجنﺎ�ﺔ إﻻ ﻨﺎدرا ،وﻤنﻬم ﻤن ﻻ ﯿورث ﻓمﺎ ﺘر�ﻪ ﻷﺒنﺎء
أﺨتﻪ) .(3
137
وﻗد ازدادت اﻷﺤوال ﺴوءا �ﻌد ﻫجرة ﺒنﻲ ﺤسﺎن ﺤیث اﻟسﻠب واﻟنﻬب ،و�ﺎﻨت اﻟﻔترة ذاﺘﻬﺎ ﺒدا�ﺔ ﻟﻸطمﺎع
) (1
اﻟخﺎرﺠ�ﺔ واﻟوﺠود اﻷور�ﻲ ﻋﻠﻰ ﺴواﺤﻞ اﻟمنطﻘﺔ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟجو اﻟمظﻠم اﻟﻘﺎﺘم اﻟمﻠﻲء �ﺎﻟجﻬﻞ واﻟظﻠم واﻟ�ﻌد ﻋن اﻹﺴﻼم اﻟصح�ﺢ ظﻬرت دﻋوة اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر
اﻟدﯿن اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ ،وﻤحﺎوﻟتﻪ إﻗﺎﻤﺔ دوﻟﺔ إﺴﻼﻤ�ﺔ ﻗﺎﺌمﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﺘﻌﺎﻟ�م اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ ،ﻓمﺎ ﻫو ﺤظ ﺘﻠك اﻟدﻋوة
ﻤن اﻟنجﺎح واﻹﺨﻔﺎق؟ وﻤﺎ ﻫﻲ ﻨتﺎﺌﺞ ﺘﻠك اﻟمحﺎوﻟﺔ؟
اﻟ
ﻣﻌ
وﻗد ﺴﺎرع إﻟﻰ ﻤﻘﺎوﻤﺔ اﻟنصﺎرى اﻟذﯿن �ﺎﻨوا ﯿتسﺎ�ﻘون إﻟﻰ اﻟمنطﻘﺔ ﻟﻔرض اﻻﺴتﻌمﺎر ﻓﻘﺎوﻤﻬم �شتﻰ أﻨواع
اﻟمﻘﺎوﻤﺔ ،و�ﺎن ﯿرﻓض اﻟتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻌﻬم و�منﻌﻬم ﻤن ﺘجﺎرة اﻟرﻗیق ،و�ﺎن ﯿ�ﻌث رﺴﻠﻪ إﻟﻰ أﻤراء اﻟزﻨوج و�حثﻬم ﻋﻠﻰ
ﮭد ﻤﻘﺎوﻤﺔ اﻟنصﺎرى) .(3
اﻟﺗ
– 2دﻋوﺘﻪ وﻤحﺎوﻟتﻪ إﻗﺎﻤﺔ دوﻟﺔ إﺴﻼﻤ�ﺔ:
رﺑو
ﻗﺎﻤت دﻋوة اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن ﻋﻠﻰ اﻟتمسك �ﺎﻟكتﺎب واﻟسنﺔ واﻗتﻔﺎء آﺜﺎر اﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ .واﻟجﻬﺎد ﻓﻲ
ي اﻟ
ﺴبیﻞ ﷲ وﻨشر اﻟﻌﻘیدة اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ اﻟصح�حﺔ وﻤحﺎر�ﺔ اﻟبدع واﻟمنكرات ،وﺘﻌتبر دﻋوة ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن �مثﺎ�ﺔ إﺤ�ﺎء
ﻟدﻋوة اﻟمرا�طین اﻟتﻲ ﻗﺎﻤت ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ واﻷﻤر �ﺎﻟمﻌروف واﻟنﻬﻲ ﻋن اﻟمنكر واﻟجﻬﺎد ﻓﻲ ﺴبیﻞ
وط
اﻟمختﺎر ﺒن ﺤﺎﻤد» :وﻤكث اﻟنﺎس ﺜﻼث ﺴنین وﻫم ﻋﺎﻛﻔون ﻋﻠﻰ ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن وﻫو �ﻌظﻬم ﻓتﺎب اﻟنﺎس وﺨشﻌوا
وأﻗبﻠوا ﻋﻠﻰ طﺎﻋﺔ ﷲ واﻻﻨشﻐﺎل �ﺎﻵﺨرة ﻋن اﻟدﻨ�ﺎ ﺤتﻰ ﺴمت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﻠك اﻟسنین ﺴنین اﻟتو�ﺔ ،وأﻟزم اﻟنسﺎء
ﻤنﺎزﻟﻬن و�یوﺘﻬن ﻓﻼ ﯿرى ﻟﻬن ﺸخص وﻻ �سمﻊ ﻟﻬن ﺼوت ،وأذﻫب ﷲ ﺒبر�تﻪ ﻤﺎ �ﺎﻨوا ﻋﻠ�ﻪ ﻤن اﻟتحﺎﺴد
) (4
واﻟت�ﺎﻏض«
138
و�ر�ط اﻟ�ﺎﺤث ﻋبد ﷲ ﺒن اﺤمیدﻩ ﺒین ﺤر�تﻪ وﻤحﺎوﻟتﻪ إﻗﺎﻤﺔ دوﻟﺔ إﺴﻼﻤ�ﺔ و�ین اﻟحر�ﺎت اﻟدﯿن�ﺔ اﻟتﻲ
ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺎﺸر اﻟﻬجري ﻓﻲ اﻟمﻐرب ف�ﻘول):إن اﻟحر�ﺔ اﻟدﯿن�ﺔ اﻟتﻲ ﻗﺎﻤت ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺎﺸر ﻓﻲ
اﻟصحراء اﻟمﻐر��ﺔ �ﺎﻨت ﺼدى واﻤتدادا ﻟمﺎ �جري ﻓﻲ اﻟمﻐرب وﺘجﺎو�ﺎ – ﻤن ﺤیث ﺴ�ﺎﻗﻬﺎ اﻟتﺎر�خﻲ – ﻤﻊ واﻗﻊ
اﻟمنطﻘﺔ اﻟخﺎص وﻤتطﻠ�ﺎﺘﻬﺎ اﻟتﻲ أﻓرزت اﻟدﻋوات إﻟﻰ اﻟجﻬﺎد واﻹﺼﻼح واﻟتﻲ ﺒﻠﻐت ﻤداﻫﺎ ﻤحﻠ�ﺎ ﻤﻊ ﺤر�ﺔ
ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن أﺸﻬر ﻫذﻩ اﻟحر�ﺎت وأ�ﻌدﻫﺎ أﺜ ار ﻓﻲ ﺘﻌم�م اﻹﺴﻼم ﺒبﻼد ﺸنق�ط وأرض ﺘكرور وﻤﺎ ﺤوﻟﻬﺎ ﻤن وراء
اﻟنﻬر ودوﻨﻪ ،ﻓمﺎ ﻫﻲ ﻫذﻩ اﻟحر�ﺔ؟
إﻨﻬﺎ ﺤر�ﺔ ﺴ�ﺎﺴ�ﺔ ﺘﺄﺼیﻠ�ﺔ ﺴﻠف�ﺔ ور�ثﺔ اﻹﺴﻼم اﻟسنﻲ اﻟمرا�طﻲ اﻟصحراوي ﻗﺎﻤت ﻓﻲ اﻟمنطﻘﺔ اﻟجنو��ﺔ
اﻟﻐر��ﺔ – اﻟﻘبﻠﺔ – ﻤن اﻟبﻼد وﻨمت ﻓﻲ أﺤضﺎن ﺤﻠﻒ ﻗبﻠﻲ �ﻌرف ﺒـ)ﺘشمش( ﺒزﻋﺎﻤﺔ أﺤد أﺒنﺎﺌﻬﺎ اﻟمؤﻫﻠین
ﻟﻠزﻋﺎﻤﺔ اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن أو�ك.
وﻗد ظﻬرت ﺒوادرﻫﺎ �ﻌد ﻫجرة واﺴتﻘرار اﻟق�ﺎﺌﻞ اﻟﻌر��ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘبﻠﺔ �ﻘرن ﻤن اﻟزﻤن أو ﯿز�د وﻗد راﻤت ﻫذﻩ
اﻟحر�ﺔ إﻗﺎﻤﺔ ﺴﻠطﺔ دﯿن�ﺔ ﻓﻲ ﺒﻼد ﺘشكو ﻓوﻀﻰ ﺸﺎﻤﻠﺔ.
اﻟ
وﺘوﺴﻞ زﻋمﺎء اﻟحر�ﺔ إﻟﻰ أﻫداﻓﻬم �ﺎﻟدﯿن ﻓنﺎدوا �ﺎﻟرﺠوع إﻟﻰ اﻹﺴﻼم ﻓﻲ ﻤنﺎ�ﻌﻪ ،و�ﺎدت دﻋوﺘﻬم أن
ﻣﻌ
ﺘبﻠﻎ أﻫداﻓﻬﺎ اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ﻟوﻻ أن ﻤجموﻋﺔ اﻟمﻐﺎﻓرة اﻟتﻲ ﺒدأت ﺘر�ز ﺴﻠطتﻬﺎ ﻓﻲ اﻟمنطﻘﺔ أدر�ت ﺘﻌﺎرض ﻫذﻩ اﻟحر�ﺔ
ﮭد
ﻤﻊ ﻤصﺎﻟحﻬﺎ ،وأﺤس اﻟتجﺎر اﻷر�یون اﻟمرا�طون ﻋﻠﻰ اﻟسواﺤﻞ ﺒتﻬدﯿدﻫﺎ ﻟمصﺎﻟحﻬم وﺴ�ﺎﺴﺎﺘﻬم ،واﺤتمﺎل أن
ﺘنسﻒ اﻟجسور اﻟتﻲ أﻗﺎﻤوﻫﺎ �شق اﻷﻨﻔس ﻤﻊ ﺒنﻲ ﺤسﺎن.
اﻟﺗ
وﻟم ﯿﻠبث اﻟصراع أن اﻨﻔجر ﺒین اﻟﻔر�ﻘین اﻟمتنﺎﻓسین ف�مﺎ ﻋرف ﻤحﻠ�ﺎ �حرب )ﺸر�ب( اﻟتﻲ اﻨدﻟﻌت ﺸ اررﺘﻬﺎ
رﺑو
اﻷوﻟﻰ إﺜر ﻤنﻊ "ﺒب" دﻓﻊ ز�ﺎﺘﻪ ﻟسﻌﺎة ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن ) ﺤسب ﻤﺎ ﻫو ﻤتداول(.
ي اﻟ
– 3ﺠﻬﺎدﻩ وﻓتوﺤﺎﺘﻪ:
وط
أﺨذ ﻤبدأ اﻟجﻬﺎد ﻤر�ز اﻟصدارة ﻤن اﻫتمﺎﻤﺎت ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن ﻓﻘد �ﺎن �ﻌرف أﻨﻪ ﻻ �مكن ﻟحر�ﺔ أن ﺘنجﺢ
وﻻ ﻟسﻠطﺔ أن ﺘستﻘر ﻤﺎ ﻟم �كن ﻟﻬﺎ ذراع ﻋسكري �حمﻲ ﺒ�ضتﻬﺎ و�دﻓﻊ أﻋداءﻫﺎ ﺨﺎﺼﺔ وأن اﻟجﻬﺎد �ﺎق إﻟﻰ ﯿوم
ﻧﻲ
اﻟق�ﺎﻤﺔ ،واﻵ�ﺎت واﻷﺤﺎدﯿث اﻟتﻲ ﺘدل ﻋﻠﻰ وﺠو�ﻪ وﺘحث ﻋﻠ�ﻪ �ثیرة ،وﻤن ﻫنﺎ أﻋطﻰ اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن اﻟجﻬﺎد
اﻷوﻟو�ﺔ ﻤن اﻫتمﺎﻤﻪ وﻨشﺎطﻪ ،ﻓنﺎدى ﺒرﻓﻊ را�ﺔ اﻟجﻬﺎد وﻨشر اﻹﺴﻼم.
وﻗد اﺴتطﺎﻋت ﺤر�تﻪ اﻟجﻬﺎد�ﺔ اﻹطﺎﺤﺔ �ﻌروش اﻟزﻨوج اﻟوﺜنیین ﻓﻲ اﻟسنﻐﺎل و�ﺎن �ﻌین ﻤكﺎن �ﻞ أﻤیر
وﺜنﻲ �سﻘط أﻤی ار ﻤسﻠمﺎ ﻤن أﺒنﺎء اﻟبﻠد واﺴتطﺎع أن �ﻌمم اﻹﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻤسﺎﺤﺔ واﺴﻌﺔ ﻤن ﻏرب إﻓر�ق�ﺎ.
وﻗد ﻓتحت "ﻓوﺘﻪ" ﻋﻠﻰ ﯿد أﻨحوى ﺒن أﻛد ﻋبد ﷲ اﻻﺠ�جبﻲ واﺴتﻌمﻠﻪ ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن ﻋﻠیﻬﺎ ،وﻓتحت "ﺠﻠﻒ"
ﻋﻠﻰ ﯿد اﻟﻔﺎﻀﻞ ﺒن أﺒﻲ �ﻌدل اﻻﯿداﺸﻔﻐﻲ ،واﺴتﻌمﻞ ﻋﻠیﻬﺎ )ﺴرﻨﻎ( و�ﺎن رﺠﻼ ﺼﺎﻟحﺎ ﻤنﻬم ،وﻓتحت ﺒﻼد
"إ�سنﻐﺎن" )ﻛیور( ﺴنﻐﺎل واﺴتﻌمﻞ ﻋﻠیﻬﺎ اﻨجﺎي ﺴﻠﺔ ،وﻓتحت "ﺸمﺎﻤﺔ" ﻋﻠﻰ ﯿد اﻟﻔﺎﻀﻞ ﺒن اﻟكوري.
139
�ﻘول اﺒن ﺤﺎﻤدن ﻋن ﺠﻬﺎد ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن )ﯿبدو أن إﻤﺎﻤﺔ اﻟزوا�ﺎ ﺸﻐﻠت ﻋن ﻓتوﺤﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟجنوب �حرب
داﺨﻠ�ﺔ( ،ذﻟك أن ﺤر�ﺎ ﻨشبت ﺒین اﻟزوا�ﺎ واﻟمﻐﺎﻓرة ،وﻗد دﺨﻠت ﻫذﻩ اﻟحرب أﻏﻠب ق�ﺎﺌﻞ اﻟزوا�ﺎ ،واﻋتزل اﻟحرب
�ﻌض ،وﺜ�طﻬم ﻋنﻬﺎ ﻓتوى اﻟحﺎج ﻋبد ﷲ ﺒن ﺒوﻟمختﺎر اﻟحسنﻲ ،وﻗد اﻓتخر ﺒﻬذﻩ اﻟﻔتوى أﺤمد ﺒن ﻋبد ﷲ
اﻟحسنﻲ اﻟمشﻬور �ﺎﻟذﯿب ﺤین ﻗﺎل:
ﺒنﻲ ﺤسن وﻨﺎﺼـ ـ ـر ﻟو أطﺎﻋﺎ وﻨحن اﻟمنﻘذون ﻤن اﻟزواﯿـ ـﺎ
وﻗد ﻗیﻞ إن اﻟحﺎج ﻋبد ﷲ أﻓتﻰ ﻫدي ﺒن أﺤمد ﺒن داﻤﺎن �جواز ﺤرب اﻟزوا�ﺎ ،وﻗیﻞ إﻨﻪ ﻨدم �ﻌد ذﻟك ،وأﻨﻪ
ﻛﺎن �ﻌد اﺴتشﻬﺎد ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن رد�ﻔﺎ ﻟﻬدي ﺒن أﺤمد ﺒن داﻤﺎن ﻓمر �مﺎء )اﻨتﻔﺎﺸیت( ﺤیث �ﺎن ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن،
ف�كﻰ اﻟحﺎج ﻋبد ﷲ وﻗﺎل) :ﻫﺎ ﻫنﺎ ﻗﺎﻤت دوﻟﺔ اﻟدﯿن( ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻫدي :أﻟم ﺘﻔتنﻲ �ﻘتﺎﻟﻬم؟ ﻓﻘﺎل �نت ﻤخطئﺎ) .(1
وﻗد ﻏﺎظت ﻫذﻩ اﻟحر�ﺔ اﻟﻔرﻨسیین ﻓﻲ اﻟسنﻐﺎل �ﻘول دي ﺸﺎﻤبوﻨو ﻤدﯿر اﻟشر�ﺔ اﻟتجﺎر�ﺔ �سﺎﻨﻠو�س» :ﻤﺎ
اﻟ
رأى اﻟنﺎس ﻤرا�طﺎ أو راه�ﺎ �ﻐﺎدر وطنﻪ و�ذﻫب إﻟﻰ ﺒﻠد �ﻌید ﻟیدﻓﻊ ﺴكﺎﻨﻪ إﻟﻰ اﻟثورة و�جﻌﻠﻬم �ﻘتﻠون أو �طردون
ﻣﻌ
)(2
ﻤﻠو�ﻬم �حجﺔ اﻟدﯿن«
ﮭد
و�مﺎ ﻏﺎظت ﺤر�ﺔ اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن اﻟﻔرﻨسیین ﻓﻘد أﻏضبت ق�ﺎﺌﻞ ﺒنﻲ ﺤسﺎن� ...ﻌد أن ظﻬر ﻟﻬﺎ ﻤﺎ
اﻟﺗ
أﺤرزﺘﻪ ﺤر�ﺔ ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن ﻤن ﻨجﺎح ﻓﻲ ﻨشر اﻹﺴﻼم واﺠتذاب اﻟق�ﺎﺌﻞ اﻟزﻨج�ﺔ ﻓشﻌرت �ﺄن ﻫذﻩ اﻟحر�ﺔ ﺘﻬدد
رﺑو
ﻤر�زﻫﺎ ﻟذﻟك اﺸتﻌﻠت ﺤرب ﺒین ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن واﻟق�ﺎﺌﻞ اﻟحسﺎﻨ�ﺔ �سبب ﻤنﻊ )ﺒب( ﺒن أﺤمد اﻟصكﺎﻋﻲ ﻟﻠز�ﺎة
ي اﻟ
) (3
ﺒبنﻲ ﺤسﺎن. واﺤتمﺎﺌﻪ
وط
وﻋندﺌذ ﻟم ﯿبق أﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن وﻤجﻠس اﻟشورى إﻻ أن �ﻘرروا إﺨراج اﻟز�ﺎة ﻤن ﻤﺎﻨﻌیﻬﺎ �رﻫﺎ ﺘﺄﺴ�ﺎ
�ﺎﻟخﻠ�ﻔﺔ اﻟراﺸد أﺒﻲ �كر اﻟصدﯿق ﻓﻲ ﺠﻬﺎدﻩ ﻤﺎ ﻨﻌﻲ اﻟز�ﺎة ،وﺨﺎطب ﺒنﻲ ﺤسﺎن ﻗبﻞ اﻟدﺨول ﻓﻲ اﻟحرب ﻗﺎﺌﻼ:
ﻧﻲ
»اﺘر�وﻨﺎ ﻨحیﻲ اﻟسنﺔ ،وﻨق�م ﺤدود ﷲ ،وﻨخدم اﻟﻌﻠم ،وﻨﻌمر اﻟبﻼد وﻨﻌدل ﻓیﻬﺎ«.
ﻏیر أن ﻫذا اﻟخطﺎب ﻟم ﯿﻠق آذاﻨﺎ ﺼﺎغ�ﺔ ...واﻨدﻟﻌت اﻟحرب وﻋرﻓت �شر��ﻪ ،وﻗد ﺘوﻟﻰ اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر
اﻟدﯿن ق�ﺎدة ﺠ�شﻪ ﺒنﻔسﻪ وﺘواﻟت اﻨتصﺎراﺘﻪ ﻓﻲ �ﺎدئ اﻷﻤر إﻻ أن ﺤر�تﻪ أﺼیبت ﺒنكسﺔ ﻗو�ﺔ ﻋندﻤﺎ اﺴتشﻬد ﻓﻲ
140
ﻤﻌر�ﺔ ﺘرﺘﻼس 1085ﻫـ رﻏم اﻨتصﺎر ﺠ�شﻪ ﻓیﻬﺎ 1ﻓﻘد دﺒت اﻟخﻼﻓﺎت ﻓﻲ ﺼﻔوف اﻟجمﺎﻋﺔ �مﺎ �حدث ﻓﻲ �ثیر
ﻤن اﻷﺤ�ﺎن ﻋند اﺨتﻔﺎء �ﻞ ﻗﺎﺌد �بیر.
وﻤﻊ أن ﺤر�ﺔ ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن اﻨﻬزﻤت ﻋسكر�ﺎ ﻓﻘد ظﻠت آﺜﺎرﻫﺎ ﻗو�ﺔ ﻓﻲ ﻤور�تﺎﻨ�ﺎ واﻟسنﻐﺎل ﻓكثیر ﻤن
اﻹﺼﻼﺤﺎت اﻟدﯿن�ﺔ واﻟس�ﺎﺴ�ﺔ اﻟتﻲ ﺤصﻠت ﻓﻲ اﻟمنطﻘﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻔترة آن ذﻟك ﻫﻲ ﺜمرة ﻋمﻞ اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن
وأﺜر ﻤن آﺜﺎر دﻋوﺘﻪ.
ﻓﻲ اﻟمﻌر�ﺔ اﻟشﻬیرة ﺒـ)ﺘنﻔظﺎظ( ،وﻋن ﻨتﺎﺌجﻬﺎ �ﻘول» :إن أﻫم ﻤﺎ ﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟحرب � -ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ
آﺜﺎرﻫﺎ اﻟمدﻤرة اﻗتصﺎد�ﺎ – ﺘوﺤید اﻟسﻠطﺔ وﺘكر�سﻬﺎ �ق�ﺎم اﻹﻤﺎرات اﻟحسﺎﻨ�ﺔ - ،ﺜم وﻫذا اﻷﻫم -ﺘمﺎﯿز اﻟﻔئﺎت
اﻻﺠتمﺎع�ﺔ ﺤیث ﺘﻔرغ ﺒنو ﺤسﺎن ﻟﻠحرب وﻓنوﻨﻬﺎ ،واﻛب اﻟزوا�ﺎ ﻋﻠﻰ اﻟتﻌﻠم واﻟع�ﺎدة ،ﻤمﺎ ﺴیؤدي إﻟﻰ ﻤز�د ﻤن
ﺘﻌم�م اﻟدﯿن واﻟتﻌمق ف�ﻪ«) .(2
اﻟ
ﻣﻌ
وﺨﻼﺼﺔ اﻟﻘول إن اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن رﺤمﻪ ﷲ ،ﺴﻌﻰ ﻹﻗﺎﻤﺔ دوﻟﺔ إﺴﻼﻤ�ﺔ ﻗﺎﺌمﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدل واﻟمسﺎواة،
ﮭد
ﻤنطﻠﻘﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻤن اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ ،وﺘطب�ﻘﺎﺘﻬﺎ اﻟح�ﺔ ﻓﻲ ﻋﻬد رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﺨﻠﻔﺎﺌﻪ اﻟراﺸدﯿن،
�ﻘول اﻟد�تور اﻟطیب ﺒن ﻋمر ﺒن اﻟحسین »واﺴتطﺎع ﻫذا اﻟداع�ﺔ أن �ق�م ﺴﻠطﺔ ﻤر�ز�ﺔ ،وه�كﻼ ﻤن اﻟحكم
اﻟﺗ
�ﻌتمد ﻋﻠﻰ ﻤجﻠس اﻟشورى ،ﻤستمدا �كﺎﻤﻠﻪ ﻤن اﻟتﻌﺎﻟ�م اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ،وﻗضﻰ ﻋﻠﻰ اﻟمظﺎﻟم اﻟمنتشرة ،وأﻗﺎم ﻤجتمﻌﺎ
رﺑو
) (3
و�ﺎن ﺴﻠﻔﻲ اﻟﻌﻘیدة ﻻ ﯿتجﺎوز اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ وﻗد ﺒدأ ﻨشﺎطﻪ اﻟتﻌﻠ�مﻲ ﺒتدر�س �ش�ﻪ اﻟمجتمﻊ اﻹﺴﻼﻤﻲ اﻷول«
ي اﻟ
ﺼح�ﺢ اﻟ�خﺎري.
وط
�ﻘول ﻋنﻪ اﻟﻌﻼﻤﺔ اﻟمختﺎر ﺒن ﺤﺎﻤد» :إن اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن �ﺎن داع�ﺔ إﻟﻰ ﻋﻘیدة اﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ
وﻤنﻬجﻬم ﻻ ﯿتجﺎوز ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ وﻤﺎ ﺜبت ﻋن اﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ و�رﻓض اﻟخوض ﻓﻲ
ﻧﻲ
-ﯿرﺠﻊ �ﻌضﻬم ﺴبب اﻨﻬزام اﻟزوا�ﺎ ﻹﺨﻼﻟﻬم �حكمﻬم ﺤیث ﺼﻠوا ﺠمﺎﻋﺔ ﻓﻲ وﻗت اﻟخوف ،و�ﺎن ﺤكمﻬم أن �صﻠوا ﺼﻼة 1
اﻟخوف.
-ﻋبد ﷲ ﺒن اﺤمیدﻩ اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق ص .56 2
141
وﻗد ظﻞ اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن ﻤجﺎﻫدا ﻤصﻠحﺎ ﻗﺎﺌمﺎ ﺒتطبیق ﺤدود ﷲ ﻤحﺎوﻻ ﺘحﻘیق ﺨﻼﻓﺔ اﻹﻨسﺎن ﻓﻲ اﻷرض
وﻓق رؤ�ﺔ إﺴﻼﻤ�ﺔ ،ﻤنطﻠﻘﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻤن ﻤﻔﻬوم أن وظ�ﻔﺔ اﻹﻤﺎم ﻫﻲ ﻨ�ﺎ�ﺔ ﻋن ﺼﺎﺤب اﻟشرع ﻓﻲ إﻗﺎﻤﺔ اﻟدﯿن
وﺴ�ﺎﺴﺔ اﻟدﻨ�ﺎ ،وﺴﻌﻰ ﻟتحﻘیق ﻫذا اﻟﻬدف �ﺎﻟدﻋوة إﻟﻰ ﷲ ﺘﺎرة �ﺎﻟحكمﺔ واﻟموﻋظﺔ اﻟحسنﺔ ،وﺘﺎرة ﺒرﻓﻊ را�ﺔ اﻟجﻬﺎد
ﻹﻋﻼء �ﻠمﺔ ﷲ ،ﻤمﺎ أﺜﺎر ﺤف�ظﺔ ﺨصوﻤﻪ ﻤن داﺨﻞ اﻟوطن وﺨﺎرﺠﻪ ﻓﺄﺠﻬضوا دﻋوﺘﻪ اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ
ﻋنﻔوان ﺸ�ﺎﺒﻬﺎ ،ﻓرﺤم ﷲ اﻹﻤﺎم ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن وﺠم�ﻊ اﻟمجﺎﻫدﯿن ﻤﻌﻪ وأدﺨﻠﻬم ﻓس�ﺢ ﺠنﺎﺘﻪ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن و�ین أﻫم ﻤراﺤﻞ ﺤ�ﺎﺘﻪ.
– 2ﺤﺎول ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن إﻗﺎﻤﺔ دوﻟﺔ إﺴﻼﻤ�ﺔ ﻫﻞ وﻓق ﻓﻲ ذﻟك؟ وﻤﺎ اﻟﻌراﻗیﻞ اﻟتﻲ ﺤﺎﻟت دون
اﺴتمرار ﻤشروﻋﻪ؟
اﻟ
– 3ﻤﺎ ﻤوﻗﻒ اﻟﻔرﻨسیین ﻤن دﻋوة ﻨﺎﺼر اﻟدﯿن؟ وﻫﻞ دﻋموا اﻟطرف اﻟمﻌﺎرض ﻟنﺎﺼر اﻟدﯿن أم ﻻ؟
ﻣﻌ
ﻋﻠﻞ إﺠﺎﺒتك.
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
142
اﻟدرس : 29
اﻟ
وﻫذﻩ اﻟمجموﻋﺔ ﺤسب اﻟمذ�رة ﻫﻲ إﺤدى اﻟمجموﻋﺎت اﻟمكوﻨﺔ ﻟﻠتجمﻊ اﻟتنذﻏﻲ اﻟكبیر )ﻗبیﻠﺔ ﺘندﻏﻪ(.
ﻣﻌ
وﺘض�ف اﻟدراﺴﺔ اﻟشخص�ﺔ اﻟتﻲ أﻋدﻫﺎ ﻋنﻪ :ﻤحمد ﺒن أﺤمد ﺴﺎﻟم ﻟﻠسنﺔ اﻟجﺎﻤع�ﺔ .84-83
ﮭد
أﻨﻪ ﻤن آل ﻤوﻻي إدر�س اﻟمكنﻰ )أ�ﺎ ﺒزول( اﺒن إﺒراه�م ﺒن ﺸمس اﻟدﯿن...
اﻟﺗ
وﻟد ﻟمرا�ط ﺒن ﻤتﺎﻟﻲ رﺤمﻪ ﷲ ﺴنﺔ 1205ﻫـ 1790 -م ،وﺘوﻓﻲ ﺴنﺔ 1287ﻫـ 1870 -م ،و�ﺎن ﻤوﻟدﻩ
رﺑو
�موﻀﻊ �سمﻰ )ﺒوك( ﺸمﺎل ﺸرﻗﻲ ﻤﻘﺎطﻌﺔ �رﻤسین ،و�ﻌزو أﻟب ﺒن ﻤحمذن ﺒن ز�ن ﻓﻲ ﻤذ�رﺘﻪ ﻟﻸﺴتﺎذ /ﻤحمد
أﺤمد ﻤسكﻪ أن ﻤحمذن ﻓﺎل ﺒن ﻤتﺎﻟﻲ واﻟش�ﺦ ﻤحمد اﻟمﺎﻤﻲ وﻟدا ﺴنﺔ )1206ﻫـ 1791 -م( وﺘﻌرف �سنﺔ
ي اﻟ
)اﻟﻘوارب اﻟستﺔ(
أﻤﺎ ﻨشﺄﺘﻪ ،ﻓكﺎﻨت ﻨشﺄة ﯿتم ﻤن اﻷب ،ﺤیث ﺘر�ﻰ ﻓﻲ ﺤضﺎﻨﺔ واﻟدﺘﻪ ﺠﻠیت وﺨﺎﻟتﻪ أم اﻟصﻼح ﻓﻲ أﺴرة
وط
ﻤحﺎﻓظﺔ ﻤتدﯿنﺔ ووﺴط �سودﻩ اﻟورع واﻟنﻬﺞ اﻟسنﻲ واﻟ�ﻌد ﻋن ﺘﻌﻘیدات ﺤ�ﺎة اﻟمدﯿنﺔ.
ﻧﻲ
ﺘﻠك اﻟبیئﺔ اﻟتﻲ ﺘمیز أﻫﻠﻬﺎ ﺒتر��ﺔ أطﻔﺎﻟﻬم ﻋﻠﻰ ﺤﻔظ اﻟﻘرآن و�تب اﻟﻔﻘﻪ واﻟنحو وﻟﻐﺔ اﻟﻌرب وأ�ﺎﻤﻬم
وﺴیرﻫم ،وﻀمن ﻫذﻩ اﻟرؤ�ﺔ وﻓﻲ ﻫذا اﻟس�ﺎق أرﺴﻠت اﻷم طﻔﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺴن ﻤ�كرة ﻟطﻠب اﻟﻌﻠم وﻫو ﻓﻲ اﻟثﺎﻨ�ﺔ ﻋشرة
ﻤن ﻋمرﻩ ﺤسب ﻤﺎ ذ�رﻩ ﻤحمد ﺒن أﺤمد ﺴﺎﻟم ﻓﻲ دراﺴتﻪ اﻟمﻌدة ﻋن اﻟمرا�ط ﺒن ﻤتﺎﻟﻲ وﻫو ﻤﺎ ﯿوﻀﺢ اﻫتمﺎم
ﻤح�طﻪ وﻤجتمﻌﻪ �ﺎﻟﻌﻠم واﻟتﻌﻠم ﻓكﺎن اﻟمرا�ط ﺒن ﻤتﺎﻟﻲ ﻤح�ﺎ ﻟﻠمطﺎﻟﻌﺔ وﺸراء اﻟكتب دون ﻏیرﻫﺎ ،و�ﺎن ﻤض�ﺎﻓﺎ
ﻻ �سﻌﻪ إﻻ أن �ﻌﺎﻤﻞ ﻀیوﻓﻪ ﺒنﻔسﻪ ﻤﺎ أﻤكن ﻷﻨﻪ ﯿرى ذﻟك واﺠ�ﺎ ﻤن واﺠ�ﺎت اﻟدﯿن ،و�ﺎﻨت ﺒیئﺔ اﺒن ﻤتﺎﻟﻲ ﺒیئﺔ
ﺜﻘﺎﻓﺔ أﺼیﻠﺔ ﺘﻬتم �ﺎﻟﻌﻠوم اﻟشرع�ﺔ ﻤثﻞ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﻘرآن واﻟحدﯿث واﻷﺼول واﻟﻔﻘﻪ واﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر��ﺔ �جم�ﻊ ﻋﻠوﻤﻬﺎ،
و�ﺎن طﻠب اﻟﻌﻠم ﻫو اﻟشﻐﻞ اﻟشﺎﻏﻞ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ،و�ﺎن ذﻟك ﻤشجﻌﺎ ﻤن ﻗبﻞ اﻟﻌﻠمﺎء واﻟمجتمﻊ وﻓﻲ ﻫذا
اﻟمنﺎخ ﺘضﻠﻊ اﻟمرا�ط ﺒن ﻤتﺎﻟﻲ ﻤن اﻟﻌﻠوم واﻟﻔنون اﻟشرع�ﺔ وﻋكﻒ ﻋﻠﻰ اﻟتدر�س ،و�ﺎن ﯿدرس ﺠم�ﻊ اﻟﻌﻠوم
143
واﻟﻔنون ﺒتمكن واﻗتدار ،واﻟمتت�ﻊ ﻵﺜﺎرﻩ �جد ﻤﺎ ﺘ�ﻘﻰ ﻤنﻬﺎ �ﻌد اﻟض�ﺎع ﺸﺎﻫدا ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﻬو ﻋﺎﻟم ﺼوﻓﻲ ﺠﻠیﻞ
ﻛﺎﻨت ﻟﻪ ﺤرﻤﺔ ﯿﻠوذ ﺒﻬﺎ اﻟخﺎﺌﻔون ،وﻗد ﺘصدر ﻋﻠ�ﻪ ﻋدد �بیر ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء.
ﻤن ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ:
– 1ﻓتﺢ اﻟحق.
– 2ﺘﻔسیر ﺼﻼح اﻷوﻟﻰ واﻵﺨرة ﻓﻲ ﺼﻼح اﻷوﻟﻰ واﻵﺨرة.
– 3ﻗرة ﻋین اﻟنسوان ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ.
– 4أﺠو�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ أﺠﺎب ﺒﻬﺎ ﻤحمد ﻤیﻠود اﻟمﺎﻟكﻲ.
– 5أﺠو�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ أﺴئﻠﺔ ﻋبد اﻟودود ﺒن ﻋبد ﷲ ﻤن أوﻻد اﻟﻔﻎ ﺤبیب ﷲ ...إﻟﻰ ﻏیر ذﻟك ﻓﻲ
اﻟطب واﻟتصوف واﻷﺨﻼق...
وﺤسب ﻤذ�رة اﺒن ز�ن ﻓﺈن اﻟطر�ﻘﺔ اﻟتﻲ ﺤصﻞ ﻤن ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟمﻌﺎرف اﻟﻬﺎﺌﻠﺔ »�كتنﻒ �ﻌض
ﺠواﻨبﻬﺎ �ثیر ﻤن اﻟﻐموض ﻤمﺎ ﺠﻌﻞ اﻟكثیر ﻤن اﻟرواة ﯿنسجون ﺤوﻟﻬﺎ �ثی ار ﻤن اﻟروا�ﺎت اﻷﺴطور�ﺔ «...ﻤﻊ أن
اﻟ
اﻟمصﺎدر اﻟمكتو�ﺔ اﻟﻘﻠیﻠﺔ اﻟمتوﻓرة ﻟدﯿنﺎ واﻟروا�ﺎت اﻟشﻔو�ﺔ اﻟتﻲ ﻻ �ختﻠﻒ ﻗوﻟﻬﺎ ...ﺘكﺎد ﺘتﻔق ﻋﻠﻰ أن اﺒن ﻤتﺎﻟﻲ
ﻣﻌ
ﻟم �ﺄﺨذ اﻟﻌﻠم ﻋن ﺸ�ﺦ ...ﻫذا ﻫو اﻟمتداول ﺒین اﻟنﺎس ﻋن اﻟطر�ﻘﺔ اﻟتﻲ ﺤصﻞ ﺒﻬﺎ اﻟش�ﺦ ﻤحمذن ﻓﺎل ﺒن ﻤتﺎﻟﻲ
ﮭد
ﻋﻠﻰ اﻟمﻌرﻓﺔ ،و�ذ�ر اﺒن ز�ن ﻓﻲ �حثﻪ أﻨﻪ اﺘصﻞ ﺒ�ﻌض ﻋﻠمﺎء ﻋصرﻩ ﻟﻸﺨذ ﻋنﻬم ...وﻫم:
– 1اﻟمؤ�د ﺒن ﻤصیوب اﻟذي أرﺴﻠتﻪ واﻟدﺘﻪ إﻟ�ﻪ ﻤﻊ اﺒن ﺨﺎﻟتﻪ أﻤﻐر ﺒن ﺤﺎﺒیب.
اﻟﺗ
– 2أﺠﻔﻎ اﺒن ﻋﻔﺎن اﻟتندﻏﻲ وﻫو ﺸ�خﻪ اﻟروﺤﻲ ﻓﻘد أﺨذ ﻋنﻪ اﻟطر�ﻘﺔ اﻟشﺎذﻟ�ﺔ.
رﺑو
– 3أﺤمد ﺒن اﻟﻌﺎﻗﻞ اﻟد�مﺎﻨﻲ ،ﻓﻘد ﺜبت أﻨﻪ اﺘصﻞ �ﻪ ﻟﻼﺴتﻔﺎدة ﻤنﻪ وزودﻩ �ﺎﻟكو�ب اﻟسﺎطﻊ.
� – 4ﺎب ﺒن ﺤمدي ،ﻓﻘد روي أﻨﻪ �ﺎن ﻋند ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم وأﻨﻪ �ﺎن ﺸدﯿد اﻻﻨﻌزال ﻋن اﻟنﺎس وأﻨﻪ �ﺎن ﯿدرﺴﻪ
ي اﻟ
ﻋﻠﻰ اﻨﻔراد ،وﻫذا اﻟدرس اﻻﻨﻔرادي �جﻌﻞ ﻤن ﻏیر اﻟممكن أن ﻨﻌرف أﺸ�ﺎﺨﻪ ﺒدﻗﺔ أو ﻨﻌرف اﻟمتون اﻟتﻲ درﺴﻬﺎ
ﻛذﻟك.
وط
رأ�ﻪ ﻓﻲ اﻟتﻌﻠم:
ﻧﻲ
أﻤﺎ أر�ﻪ ﻓﻲ اﻟتﻌﻠم ﻓﻘد �ﺎن واﻀحﺎ ﻗوﻻ وﻓﻌﻼ ﻓكﺎن �حث أﺒنﺎء زﻤﺎﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟتﻌﻠم و�ﻔضﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟع�ﺎدة
ﻏیر اﻟواﺠ�ﺔ وﻓﻲ ذﻟك �ﻘول:
ﻋﻠﻰ اﻟتـ ـﻼوة ﻓﻔـ ـﻲ وﻗتین ﻗد ﻓضﻠ ـوا ﻟﻠذ�ـر دون ﻤیـ ـن
واﻟﻌكس �ﺎﻟﻌكـ ـس ﻟ�ﺎﻗﻲ اﻟ ـدﻫر ﻗبﻞ طﻠـ ـوع اﻟشمس �ﻌد اﻟﻌصر
ﻋن ﻏیرﻩ ﻗد ﻓض ـ ـﻠوﻩ اﻟﻌﻠم ـﺎ واﻟﻌﻠم ﻓﻲ اﻟوﻗتیـ ـن أو ﺴواﻫمﺎ
وطﺎﻟب اﺒن ﻤتﺎﻟﻲ اﻟمجتمﻊ �مسﺎواة اﻟرﺠﺎل واﻟنسﺎء ﻓﻲ اﻟتﻌﻠم ﻷن اﻟشرع ﺴﺎوى ﺒینﻬمﺎ ﻓﻲ اﻟخطﺎب �ﺎﻟتﻌﻠم،
وﻓﻲ ذﻟك �ﻘول:
144
وطﻠب اﻟﻌﻠم وﺠــو�ﻪ ﺸمـ ـﻞﺠمﻊ اﻟذ�ور واﻹﻨﺎث �ﺎﻟﻌمـ ـﻞ
وﺘﺎرك اﻟتﻌﻠ�م ﻋ ـ ـﺎص أﺒـدا إن �ﺎن ﺘر�ﻪ ﺒﻼ ﻋـ ـذر ﺒـدا
وﻋذرﻩ طﻠـ ـب ﻋــ�ش ﻻزم أو اﺸتداد ﻤـ ـرض ﻤــﻼزم
وﻟم �كتﻒ اﺒن ﻤتﺎﻟﻲ �ﺎﺴتنﻬﺎض اﻟﻬمم ﻟﻠتﻌﻠم و�ﻨمﺎ �رس وﻗتﻪ ﻟﻠتدر�س ﻓﻲ ﻤحظرﺘﻪ اﻟتﻲ أﺴسﻬﺎ ﻟتﻌﻠ�م
اﻟنﺎس أﻤر دﯿنﻬم ﻓوﻓدوا إﻟ�ﻪ ﺤواﻟﻲ ﺴنﺔ ،1816وﻤﺎ ﻟبث أن اطﻠﻊ اﻟنﺎس ﻋﻠﻰ ﺴﻌﺔ ﻋﻠمﻪ وﺤسن أداﺌﻪ.
اﻟ
ﻣﻌ
وﻤنﻬﺎ أﺠو�تﻪ ﻋﻠﻰ أﺴئﻠﺔ ﻋبد اﻟودود ﺒن ﻋبد ﷲ ﻤن أوﻻد أﻟﻔﻎ ﺤیبﻞ اﻟذي ﺴﺄﻟﻪ ﻋن اﻟجنﺔ أﯿن ﻫﻲ؟
ﻓﺄﺠﺎب) :إﻨﻬﺎ ﻓوق اﻟسمﺎء اﻟسﺎ�ﻌﺔ وأن ﺴﻘﻔﻬﺎ اﻟﻌرش(.
ﮭد وﺴﺄﻟﻪ �ﻌدﻫﺎ ﻋن ��ف�ﺔ ﻨزول اﻟﻘرآن .
اﻟﺗ
ﻓﺄﺠﺎب أﻨﻪ) :ﻨزل ﻤن اﻟﻠوح اﻟمحﻔوظ إﻟﻰ اﻟسمﺎء اﻟدﻨ�ﺎ ﺠمﻠﺔ وﻨزل �ﻌد ذﻟك �ﺎﻋت�ﺎر اﻟزﻤﺎن واﻟوﻗﺎﺌﻊ –
رﺑو
)ﺴئﻞ ﻋمن �سر ﻟوﺤﺎ ﻋمدا ف�ﻪ ﻓﻘﻪ أو ﺤدﯿث أو ﻗرآن ﻫﻞ �ﻌد ذﻟك ردة أم ﻻ؟ ﻓﺄﺠﺎب �ﺄﻨﻪ ﻻ �كون ردة
إذا ﻗصد ﺒذﻟك إﻏﺎظﺔ رب اﻟﻠوح ﻻ إﻫﺎﻨﺔ اﻟمكتوب(.
وط
145
وﻤن اﻷﺴئﻠﺔ اﻟتﻲ ﺴﺄﻟﻪ ﻋنﻬﺎ ردة ﻤن ﻟم ﺘﻘم ﺒینﺔ ﻋﻠﻰ ردﺘﻪ ﺤیث �ﻘول) :وﺴﺄﻟتﻪ ﻋن ﺤكم ﻤن ارﺘد وﻟم ﺘﻘم
ﻋﻠ�ﻪ ﺒینﺔ إﻻ �ﻌد ﻤدة ﻗﻠیﻠﺔ أو �ثیرة( ﻓﺄﺠﺎب أﻨﻪ )ﻻ ﺘﻠزم ردﺘﻪ إن �ﺎن ﻤنك ار ﻟﻌدم ﻤ�ﺎدرة اﻟشﻬود �شﻬﺎداﺘﻬم و�ن
أﻗر ﻓتﻠزﻤﻪ اﻟردة(.
وﻤن ﻫذﻩ اﻷﺴئﻠﺔ ﺴؤاﻟﻪ ﻋن ﺤق�ﻘﺔ ﻤن اﺴتﻬﻠك ﻋرﻀﺎ ﻓﻬﻞ ﻋﻠ�ﻪ ق�متﻪ؟ ﻓﺄﺠﺎب� :ﺄن ﻋﻠ�ﻪ ق�متﻪ.
وﻤن ﻫذﻩ اﻷﺴئﻠﺔ ﻗوﻟﻪ) :وﻋن اﻟحرة اﻟرﺸیدة ﻫﻞ ﻟﻬﺎ أن ﺘمكن ﻤن ﻨﻔسﻬﺎ �ﺎﻟتزو�ﺞ ﻤن ﯿر�د زواﺠﻬﺎ �ﺄﻗﻞ
ﻤن ﺼداق اﻟمثﻞ دون ﺤضور وﻟیﻬﺎ أو ﻻ؟(
ﻓﺄﺠﺎب أن ﻟﻬﺎ ذﻟك.
وﻤن اﻷﺴئﻠﺔ اﻟتﻲ ﺘخدم ﻨﻔس اﻟموﻀوع ﻗوﻟﻪ) :وﺴﺄﻟتﻪ ﻋن ﻤن ﻗدﻤتﻪ رﺸیدة ﻤﺎﻟكﺔ أﻤر ﻨﻔسﻬﺎ ﻤﻊ وﺠود
وﻟیﻬﺎ و�ﺎن ﻟﻬﺎ وﻟ�ﺎ ﻫﻞ ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻲ ذﻟك إﺜم أو ﺘﺄدﯿب؟ ﻓﺄﺠﺎب أﻨﻪ :ﻻ ﺘﺄدﯿب ﻋﻠ�ﻪ وﻻ إﺜم(.
وﻤن اﻷﺴئﻠﺔ اﻟتﻲ ﺴﺄل ﻋنﻬﺎ ﻗوﻟﻪ :وﺴﺄﻟتﻪ ﻋن "وﻨكﺎل" �ﺎﻟحسﺎﻨ�ﺔ ﻤﺎ ﺤكمﻬﺎ؟
ﻓﺄﺠﺎب إن �ﺎﻨت ﺒین اﻷﻗﺎرب وﺘراﻀوا اﻟحق ﺘجوز و�ﻻ ﻓﻼ – ﻗﻠت ﻟﻪ :و�ن �ﺎﻨوا ﻏیر أﻗﺎرب؟ ﻓﺄﺠﺎب
اﻟ
اﻟحكم �ذﻟك إن ﺘراﻀوا اﻟحق() .(1
ﻣﻌ
ﮭد اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤن ﻫو اﻟمرا�ط ﻤحمذن ﻓﺎل اﺒن ﻤتﺎﻟﻲ؟
اﻟﺗ
رﺑو
- 1دراﺴﺔ ﺸخص�ﺔ إﻋداد ﻤحمد ﺒن أﺤمد ﺴﺎﻟم اﻟسنﺔ اﻟجﺎﻤع�ﺔ 84-83اﻟمﻌﻬد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠدراﺴﺎت واﻟ�حوث اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ.
146
اﻟدرس : 30
اﻟ
�ﻘوﻟﻪ:
ﻣﻌ
�موﻟد اﻟﻔخر اﻟرﻀ ـﻰ �حﻲ اﻨشرح ﺼدر اﻟﻌﻠـ ـوم واﻟﻬدى ﻋﺎم )اﻨشرح(
ﮭد
وﻻ �خﻔﻰ أن ﻤدﯿنﺔ )وﻻﺘﺔ( ﻋرﻓت �مدﯿنﺔ اﻟﻌﻠم واﻟتﺎر�ﺦ اﻷﻤر اﻟذي �سمﺢ ﻟﻠنﺎﺸﺊ ﺒﻬﺎ أن ﯿتر�ﻰ ﺘر��ﺔ
اﻟﺗ
ﺼﺎﻟحﺔ ﻓﻬﻲ اﻟمدﯿنﺔ اﻟتﻲ اﻨتشر ﻓیﻬﺎ اﻟﻌﻠم واﻟمﻌرﻓﺔ وأﺼ�حت ﻤر� از ﺘجﺎر�ﺎ ﺘؤﻤﻪ اﻟﻘواﻓﻞ اﻟتجﺎر�ﺔ ﻤن �ﻞ ﻤن
رﺑو
ﻤﺎﻟﻲ واﻟن�جر واﻟمﻐرب واﻟجزاﺌر ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟثﺎﻤن اﻟﻬجري ،و�ذﻟك ر�طت إﻓر�ق�ﺎ اﻟسوداء ﺜﻘﺎف�ﺎ �ﺎﻟشﻌوب اﻟﻌر��ﺔ
ﻋبر ﻤحظرﺘﻬﺎ اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﻤن�ﻊ اﻟﻌﻠوم وﻤنطﻠق اﻹﺸﻌﺎع اﻟثﻘﺎﻓﻲ وﻤﻬد اﻟﻌﻠمﺎء ،ﻓﻬذا اﻟمح�ط اﻟﻌﻠمﻲ واﻟتﺎر�خﻲ
ي اﻟ
ﻫو اﻟذي اﺤتضن اﻟﻌﻼﻤﺔ ﻤحمد �حﻲ اﻟوﻻﺘﻲ ﺤیث ﺘر�ﻰ ﯿت�مﺎ اﻷﻤر اﻟذي ﺠﻌﻠﻪ �متﻬن ﻨسﺦ اﻟكتب ﻓﻲ وﻗت
ﻤ�كر ﻤن ﺤ�ﺎﺘﻪ ﻟیوﻓر اﻟع�ش ﻟنﻔسﻪ وﻷﻤﻪ و�ﻌض ذوي اﻷرﺤﺎم ،و�ﺎن ﻟﻬذﻩ اﻟمﻬنﺔ اﻟشر�ﻔﺔ أﺜر �ﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺘحصیﻠﻪ
وط
اﻟﻌﻠمﻲ.
ﻧﻲ
147
– 1ﻓﻲ ﻤجﺎل ﻋﻠوم اﻟﻘرآن:
-ﻨظم ﻓﻲ اﻟنﺎﺴﺦ واﻟمنسوخ.
-اﻟت�سیر واﻟتسﻬیﻞ ﻟمﻌرﻓﺔ أﺤكﺎم اﻟتنز�ﻞ.
– 2ﻓﻲ اﻟحدﯿث وﻋﻠوﻤﻪ:
-ﺤﺎﺸ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﺼح�ﺢ اﻟ�خﺎري
-ﻨظم ﻓﻲ ﻤصطﻠﺢ اﻟحدﯿث
-اﺨتصﺎر ﻤوطﺄ ﻤﺎﻟك.
– 3أﺼول اﻟﻔﻘﻪ:
-ﻨیﻞ اﻟسول ﻋﻠﻰ ﻤرﺘﻘﻰ اﻷﺼول ﻷﺒﻲ �كر ﺒن ﻋﺎﺼم.
-ﻓتﺢ اﻟودود ﻋﻠﻰ ﻤراﻗﻲ اﻟسﻌود ﻟﻠﻌﻼﻤﺔ ﺴید ﻋبد ﷲ ﺒن اﻟحﺎج اﺒراه�م ،وﻗد ط�ﻌﺎ �ﺎﻟمﻐرب.
-ﺘوﻀ�ﺢ اﻟمشكــﻼت ﻻﺨتصﺎر اﻟم ـواﻓﻘﺎت ﻟﻠشﺎطبﻲ.
اﻟ
ﻣﻌ
– 4ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر��ﺔ:
ﮭد -ﺸرح اﻟﻔر�دة ﻓﻲ اﻟنحو.
-ﻤرﺘﻊ اﻟجنﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻘود اﻟجمﺎن ﻓﻲ اﻟبﻼﻏﺔ.
اﻟﺗ
-ﻨظم ﻓﻲ اﻟصرف.
رﺑو
– 5ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ:
ي اﻟ
148
ﻟﻘد ﺴﺎﻫمت رﺤﻠﺔ اﻟوﻻﺘﻲ إﻟﻰ اﻟحﺞ ﻤسﺎﻫمﺔ �بیرة ﻓﻲ ﺘوﺴ�ﻊ أﻓﻘﻪ اﻟﻌﻠمﻲ ،ﻓﻘد ﺨرج ﻗﺎﺼدا اﻟحﺞ ﺴنﺔ
1311ﻫـ واﺴتﻐرﻗت رﺤﻠتﻪ ﻫذﻩ ﺴ�ﻊ ﺴنوات ﺒین اﻟذﻫﺎب واﻟﻌودة ﻓمر ﺒت�شیت ،وﺘیندوف ،وﻤدن ﻤﻐر��ﺔ �ثیرة
و�ﺎﻨت ﺘوﺠﻪ إﻟ�ﻪ اﻷﺴئﻠﺔ ف�جیب ﻋنﻬﺎ ،وﺘﻌرض ﻟﻪ اﻟمدارس ﻓیدرس ﻓیﻬﺎ إﻟﻰ أن ﻨزل ﺒزاو�ﺔ اﻟش�ﺦ أﺤمد اﻟتجﺎﻨﻲ
ﻓﻲ اﻟر�ﺎط ،وﻗﺎﺒﻠﻪ ﺴﻠطﺎن اﻟمﻐرب آﻨذاك ﻋبد اﻟﻌز�ز وأﻛرﻤﻪ وأﺤسن وﻓﺎدﺘﻪ وﻓرض ﻟﻪ ﻤرﺘ�ﺎ ﺸﻬر�ﺎ وأﻋطﺎﻩ ﻤن
اﻟمﺎل ﻤﺎ ﯿوﺼﻠﻪ إﻟﻰ اﻟحجﺎز �ﻌد ﻤﻘﺎم ﺨمسﺔ أﺸﻬر ﻓﻲ اﻟمﻐرب.
ﻛمﺎ أﺨذ ﻋنﻪ ﺨﻼﻟﻬﺎ �ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء ﻋﻠم اﻟب�ﺎن ﻤن ﺘﻠخ�ص اﻟﻘزو�نﻲ و�ﻌض ﻋﻠم أﺼول اﻟﻔﻘﻪ� ،مﺎ درﺴوا
ﻋﻠ�ﻪ ﺘﺄﻟ�ﻔﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ �سمﻰ) :ﻤن�ﻊ اﻟحق واﻟتﻘﻰ اﻟﻬﺎدي إﻟﻰ ﺴنﺔ اﻟنبﻲ اﻟمنتﻘﻰ( وﻏیرﻩ ﻤن ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ اﻷﺨرى.
ﻛمﺎ ﺠﻠس ﻓﻲ ﺤﻠﻘﺔ اﻟتدر�س �ﺎﻟمدﯿنﺔ اﻟمنورة ﯿدرس ﻓیﻬﺎ ﻤوطﺄ اﻹﻤﺎم ﻤﺎﻟك رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ،و"ﻋﻘود اﻟجمﺎن
ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟب�ﺎن" ﻟﻠسیوطﻲ ،وورﻗﺎت إﻤﺎم اﻟحرﻤین ،وذﻟك ﻤن ﺨﻼل ﺸروﺤﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟكتب.
وﻗد أﺠﺎب ﻋﻠﻰ أﺴئﻠﺔ �ثیرة طرﺤت ﻋﻠ�ﻪ آﻨذاك ﻤن ﺒینﻬﺎ ﺴؤال ﻋن ﺠواز اﻟحكم �ﺎﻟضع�ف ﻤن ﻤذﻫب
اﻹﻤﺎم ﻤﺎﻟك ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ اﻟمﺎﻟكﻲ ،وﻋن ﺠواز ﺤكمﻪ أ�ضﺎ �ﻘول ﻏیر إﻤﺎﻤﻪ �ﺎﻟحنﻔﻲ ﻤثﻼ أو اﻟمﺎﻟكﻲ ،وﻗد ﻀمن
اﻟ
ﻫذﻩ اﻷﺠو�ﺔ وﻏیرﻫﺎ ﻤن �ﻞ ﺴؤال طرح ﻋﻠ�ﻪ أو ﻓتوى أﻓتﻰ ﺒﻬﺎ أو ﺘﺄﻟ�ﻔﺎ أو ﺸرﺤﺎ أﻨجزﻩ ﺨﻼل ﻫذا اﻟسﻔر
ﻣﻌ
)رﺤﻠتﻪ( اﻟتﻲ اﺸتمﻠت ﻋﻠﻰ ﻨ�ف وأر�ﻌین ﻤﺎ ﺒین ﻤصنﻒ وﻓتوى وﺸرح وﻨظم ،وﻫﻲ �تﺎب ق�م وﺸیق ،وﺜمرة ﺴ�ﻊ
ﮭد
ﺴنوات ﻤن اﻟترﺤﺎل واﻟتجوال ﻟﻌﺎﻟم ﻻ �ض�ﻊ وﻗتﻪ ﺴدى ،وﻗد وه�ﻪ ﷲ اﻟﻌﻠم واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟتﻌبیر ﻋنﻪ �مﺎ وه�ﻪ
ﺴﻼﺴﺔ اﻷﺴﻠوب ووﻀوح اﻟع�ﺎرة.
اﻟﺗ
وﺨﻼل رﺤﻠتﻪ ﻫذﻩ ﻤر �ﺎﻻﺴكندر�ﺔ وﻨﺎﻗش �ﻌض ﻋﻠمﺎﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟﻔنون وطرﺤوا ﻋﻠ�ﻪ ﻤختﻠﻒ اﻷﺴئﻠﺔ
رﺑو
وأﺨذ ﻋنﻪ �ﻌض أوﻟئك اﻟﻌﻠمﺎء ،وﻤن ﺒینﻬم اﻟﻌﺎﻟم ﺤسن ﺸحﺎﺘﻪ اﻟذي أﺠﺎزﻩ إﺠﺎزة ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺠم�ﻊ ﻤرو�ﺎﺘﻪ ﻤن
ي اﻟ
اﻟحدﯿث واﻟﻔﻘﻪ واﻟنحو واﻟب�ﺎن واﻷﺼول ﻟﻌﻠمﻪ �ﺄﻫﻠیتﻪ ﻟذﻟك �مﺎ ﯿورد ذﻟك ﻓﻲ ﻨص اﻹﺠﺎزة اﻟموﺠودة �خطﻪ
ﻤصورة ﻓﻲ �تﺎب اﻷﻋﻼم ﻟﻠزر�ﻠﻲ "اﻟجزء اﻟسﺎ�ﻊ اﻟصﻔحﺔ ."142
وط
وﻓﻲ ﺘوﻨس اﻟتﻘﻰ �كثیر ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء ودرﺴوا ﻋﻠ�ﻪ ﻋﻠوم اﻟحدﯿث وأﺠﺎز ﻋدة ﻋﻠمﺎء ﺒﻬﺎ ،وﻗد أرﺴﻞ �ﻌضﻬم
رﺜﺎء ﻋندﻤﺎ ﺴمﻊ ﺒوﻓﺎﺘﻪ ﻤنﻬم ﻤحمد اﻟسنوﺴﻲ اﻟذي �ﻘول ﻓﻲ ﻤرﺜیتﻪ ﻟﻪ:
ﻧﻲ
ﻤضﻰ ﺨﻠﻒ اﻷﺒرار واﻟسی ـد اﻟحـبر ﻓصدر اﻟﻌﻠﻰ ﻤن ﻗبﻠﻪ �ﻌ ـدﻩ ﺼﻔـر
ﻋﻠ�ﻪ وﻓﻲ اﻟمحراب �ﻌرﻓﻪ اﻟـ ـذ�ر ﻫو اﻟ�حر ﻋند اﻟدرس ﺘطﻐﻰ ﻋﻠوﻤ ـﻪ
ﻫو اﻟﻌﺎﺒد اﻷواب واﻟشﻔﻊ واﻟـ ـوﺘر ﻫو اﻟﻌﺎﻟم اﻟنحر�ر ﺸم ــس زﻤﺎﻨـﻪ
ﺨﻠ�ﻔتﻪ أﺒن ـﺎؤﻩ اﻷﻨجــم اﻟزﻫــر وﻻ �شمت اﻟحســﺎد ﻓیـﻪ ﻓﺈﻨ ــﻪ
وﻫﻲ ﻤرﺜ�ﺔ طو�ﻠﺔ ..
وﻤن اﻟﻌﻠمﺎء اﻟذﯿن أﺨذوا ﻋنﻪ ﺠمﻠﺔ ﻤن ﻋﻠمﺎء ﺘ�شیت ﻤن أﺒرزﻫم ﻤحمد ﺒن أﺤمد اﻟصﻐیر اﻟت�شیتﻲ،
�ﻤحمد ﺒن اﻨ�ﺎﻟﻪ �ﻤحمد اﻟمختﺎر ﺒن اﻨ�ﺎﻟﻪ.
ﻛمﺎ أﺨذ ﻋنﻪ ﻋدة ﻋﻠمﺎء ﻓﻲ وﻻﺘﻪ ﻤن أﺒرزﻫم ﺸ�خنﺎ اﻟمرواﻨﻲ ﺒن اﺤمﺎد اﻟﻌﺎﻟم اﻟمحدث اﻟشﻬیر ،و�كتب
ﻫذا اﻷﺨیر ﻓﻲ ﻨﻘﻠﺔ �خط ﯿدﻩ ﻨبذة ﻤن ﺤ�ﺎﺘﻪ �ﻘول ﻓیﻬﺎ أﻨﻪ �ﺎن �ﻘ أر ﺨمسﺎ ﻤن اﻟﻘرآن اﻟكر�م �ﻞ ﺼ�ﺎح ﺜم ﯿبدأ
149
ﻓﻲ اﻟتدر�س ﻟﻠتﻼﻤیذ ،و�ﻌد ذﻟك ﯿبدأ ﻓﻲ اﻟتـﺄﻟ�ف .و�ﺎن �ﻘول إن ﻀوء اﻟنﻬﺎر ﻻ �ض�ﻊ إﻻ ﻓﻲ اﻟمطﺎﻟﻌﺔ
واﻟتدر�س ،وﻓﻲ اﻟﻠیﻞ ﻻ ﯿنﺎم إﻻ ﻗﻠیﻼ و�ﺎن ﻻ ﺘﺄﺨذﻩ ﻓﻲ ﷲ ﻟوﻤﺔ ﻻﺌم.
ﻓﻘد ذ�ر اﻟذﯿن ﻋرﻓوﻩ أﻨﻪ �ﺎن ﻗواﻻ ﻟﻠحق ،ﻨﺎه�ﺎ ﻋن اﻟمنكر ،ذا ﺠرأة و�ﻗدام وﻋدم ﻤداراة ،و�ﺎﻨت ﻤواﻗﻔﻪ
رﺤمﻪ ﷲ ﻀد اﻟبدع واﻟمبتدﻋین واﻟشﻌوذة واﻟمشﻌوذﯿن ﺤﺎدة وﻋن�ﻔﺔ ﻓﻘد ﻓطرﻩ ﷲ ﺴ�حﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟجﻬر
�ﺎﻟحق ودرء اﻟ�ﺎطﻞ واﻟشدة ﻓﻲ اﻷﻤر �ﺎﻟمﻌروف واﻟنﻬﻲ ﻋن اﻟمنكر ،و�ﺎن إﺤسﺎﺴﻪ اﻟحﺎد �مﺎ ﻓرض ﷲ ﻋﻠ�ﻪ ﻤن
ﻤسؤوﻟ�ﺎت وأع�ﺎء �ﺎﻋت�ﺎرﻩ ﻋﺎﻟمﺎ ﻤن ﻋﻠمﺎء اﻟدﯿن – واﻟﻌﻠمﺎء ورﺜﺔ اﻷﻨب�ﺎء – ﻓﻲ ﺒ�ﺎن اﻟدﯿن وﺤﻔظﻪ واﻟذود ﻋنﻪ
ﯿﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ �ﺎﻫﻠﻪ ﺘ�ﻌﺎت ﺜﻘﺎﻻ ﻗﺎم ﺒﻬﺎ أﺤسن ق�ﺎم .ﻓﻠﻘد اﺸترط ﻋﻠﻰ ﻤن وﻟوﻩ اﻟﻘضﺎء أن �ﻘوﻤوا ﺒتنﻔیذ �ﻞ اﻷﺤكﺎم
اﻟتﻲ �صدرﻫﺎ وﻟو �ﺎﻟﻘتﻞ.
ﻤكﺎﻨتﻪ اﻟﻌﻠم�ﺔ:
ﻟﻘد ﺘبینﺎ ف�مﺎ ﺴبق ﻤﺎ ﻟﻠﻌﻼﻤﺔ ﻤحمد �حﻲ ﻤن ﺴﻌﺔ اﻟمﻌرﻓﺔ ،واﻟنبوغ اﻟﻌﻠمﻲ ،و�تجﻠﻰ ذﻟك واﻀحﺎ ﻓﻲ
ﻛوﻨﻪ ﺒدأ ﻨشﺎطﻪ اﻟتﺄﻟ�ﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟثﺎﻨﻲ ﻤن ﻋمرﻩ ﺤیث ﺸرح ﻤنظوﻤﺔ اﻟسیوطﻲ ﻓﻲ اﻟب�ﺎن ،وطﻔق �جنﻲ ﺜمﺎر
ﺠدﻩ واﺠتﻬﺎدﻩ ﺤیث ﺨﻠﻒ ﻫذﻩ اﻟمكت�ﺔ اﻟتﻲ اﺴتﻌرﻀنﺎ أﻤثﻠﺔ ﻤنﻬﺎ ﺘضم اﻟشروح واﻟتﺂﻟ�ف اﻟمستﻘﻠﺔ واﻟﻔتﺎوى،
اﻟ
ﻓﺎﻟﻌﻼﻤﺔ �ﺎن �مزج ﺒین اﻟتﺄﻟ�ف واﻟﻘضﺎء واﻹﻓتﺎء واﻟتدر�س ،واﻨطﻼﻗﺎ ﻤن ﻫذا ﻓﺈﻨﻪ �ﻌتبر ذا ﻤكﺎﻨﺔ ﻋﻠم�ﺔ �برى،
ﻣﻌ
وﺴنﻘتصر ﻫنﺎ ﻋﻠﻰ �ﻌض ﻤﺎ �تب ﺤتﻰ اﻵن ﻋن ﻫذﻩ اﻟشخص�ﺔ اﻟمﻬمﺔ ﻤشﻔوﻋﺎ ﺒ�ﻌض اﻟروا�ﺎت اﻟشﻔو�ﺔ� ،ﻞ
ﮭد
ﻫذا ﻹﻟﻘﺎء اﻟضوء ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟﻠﻌﻼﻤﺔ ﻤن ﻤكﺎﻨﺔ ﻋمﻠ�ﺔ وﻗضﺎﺌ�ﺔ ،ﻓﻘد ﻗﺎل ﻋنﻪ ﺼﺎﺤب ﻤﻌجم اﻟمؤﻟﻔین إﻨﻪ» :ﻤحدث
ﻓق�ﻪ أﺼوﻟﻲ ﻨﺎظم ﺘوﻟﻰ اﻟﻘضﺎء �جﻬﺔ اﻟحوض« ،1و�ﻟﻰ ﺠﺎﻨب ﻫذا ﻨجد ﻓﻲ ﺸجرة اﻟنور اﻟز��ﺔ أﻨﻪ "ﺨﺎﺘمﺔ
اﻟﺗ
اﻟمحﻘﻘین وﻋمدة اﻟﻌﻠمﺎء اﻟﻌﺎﻤﻠین وﺤید ﻋصرﻩ ﺤﻔظﺎ وﻋﻠمﺎ" ،وﻨت�جﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟمؤﻫﻼت ﻓﻠ�س ﻤن اﻟمست�ﻌد أن �كون
رﺑو
ﻤجتﻬد ﺘرﺠ�ﺢ �مﺎ أﺸﺎر إﻟ�ﻪ اﻷﺴتﺎذ ﻤحمد اﻟمختﺎر ﺒن ا�ﺎﻩ وﻤن اﻟمﻌﻠوم أن ﻤحمد �حﻲ �ﺎن �شنﻊ ﻋﻠﻰ ﻤن
ي اﻟ
ﯿدﻋﻰ اﻻﺠتﻬﺎد.
اﻷﺴئﻠﺔ:
وط
-ﺘحﻘیق ﻋبد ﷲ ﺒن ﻤحمد ﺸرح اﻟوﻻﺘﻲ ﻟنظم اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﻟمختﺎر اﻟكنتﻲ ﻟورﻗﺎت إﻤﺎم اﻟحرﻤین -اﻟمﻌﻬد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠدراﺴﺎت 1
– 1اﻟتﻌر�ف �ﻪ:
ﻫو ﻤحمد اﻷﻤین ﺒن أﺤمد ز�دان ﺒن ﻤحمد ﺒن اﻟمختﺎر ﺒن اﻟسید اﻷﻤین اﻟجكنﻲ اﻹﺒراه�مﻲ اﻟمحظري.
وأﻤﻪ ﻓﺎطمﺔ ﺒنت ﺴید أﺤمد اﻟحبیب ﺒن اﻟمختﺎر ﺒن ﺴیدي اﻷﻤین �جتمﻊ ﻨسبﻬمﺎ ﻓﻲ اﻟمختﺎر ﺒن ﺴیدي
اﻷﻤین ،و�نتمﻲ اﻟمرا�ط ﻤحمد اﻷﻤین ﺒن أﺤمد ز�دان إﻟﻰ ﻗبیﻠﺔ ﺘجكﺎﻨت إﺤدى اﻟق�ﺎﺌﻞ اﻟمور�تﺎﻨ�ﺔ اﻟمشﻬورة �ﺎﻟﻌﻠم
واﻟكرم واﻟشجﺎﻋﺔ ،و�رﺠﻊ ﻨسبﻬﺎ إﻟﻰ ﺤمیر.
وﻗد اﺸتﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻘبیﻠﺔ �ﺎﻟﻌﻠم وذاع ﺼیت ﻋﻠمﺎﺌﻬﺎ داﺨﻞ اﻟوطن وﺨﺎرﺠﻪ.
اﻟ
ﻣﻌ
– 2ﻤوﻟدﻩ ،ﻨشﺄﺘﻪ ،ذ�ﺎؤﻩ:
ﮭد
وﻟد رﺤمﻪ ﷲ ﺤواﻟﻲ ﺴنﺔ 1229ﻫـ ،وأﻤﺎ ﻤحﻞ ﻤیﻼدﻩ ﻓﻬو داﺌر ﺒین اﻟمنﺎطق اﻟثﻼﺜﺔ :اﻟرﻗی�ﻪ ،آﻓطوط،
ﺘكﺎﻨت.
اﻟﺗ
ﻨشﺄ ﻓﻲ ﺒیت ﻋﻠم ودﯿن وﻋز وﻤﻬﺎ�ﺔ ،ﻓﻲ ﺠو ﻋﻠمﻲ �سود ف�ﻪ اﻟتنﺎﻓس ﻓﻲ ﺘﻌﻠم اﻟﻌﻠم وﺘﻌﻠ�مﻪ واﻻﺸتﻐﺎل �ﻪ
رﺑو
ﺒین ذو�ﻪ وأﻗﺎر�ﻪ وﻋشیرﺘﻪ وﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻟق�ﺎﺌﻞ ،ﻓحﺎز ﺒذﻟك رﻫﺎن اﻟسبق ﺒین أﻗراﻨﻪ ﻓﻲ اﻟذ�ﺎء واﻟحﻔظ واﻟﻔﻬم
ي اﻟ
وﺼﻔﺎء اﻟذﻫن.
ﻨشﺄت ﻫذﻩ اﻟخصﺎل ف�ﻪ ﻋند ﺒزوﻏﻪ واﺸتﻬر ﺒﻬﺎ ﻓﻲ طﻔوﻟتﻪ ،وﻨﺎﻟﻬﺎ ﻤن آ�ﺎﺌﻪ وأﺠدادﻩ.
وط
ﺘوﻓﻲ واﻟدﻩ أﺤمد ز�دان ﻓﻲ وﻗت ﻤ�كر ﻤن ﺤ�ﺎﺘﻪ ،وﻗد ﻟﻌبت أﻤﻪ ﻓﺎطمﺔ ﺒنت ﺴید أﺤمد اﻟحبیب دو ار �بی ار
ﻓﻲ ﺘر��ﺔ اﺒنیﻬﺎ :ﻤحمد اﻷﻤین وﺴید اﻟمصطﻒ ﺘر��ﺔ ﺤسنﺔ.
ﻧﻲ
– 3طﻠ�ﻪ ﻟﻠﻌﻠم:
ﺘﻌﻠم اﻟﻘراءة واﻟكتﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ واﻟدﺘﻪ ﻓﺎطمﺔ ﺒنت ﺴید أﺤمد اﻟحبیب ،وﻗ أر اﻟﻘرآن ﻋﻠﻰ ﺨﺎﻟﻪ اﻟمختﺎر ﺒن ﺴید
أﺤمد اﻟحبیب ،ﻓكﺎن ﺨﺎﻟﻪ �ﻘ أر أﻤﺎﻤﻪ اﻟثمن واﻟثمنین ﻤن اﻟﻘرآن اﻟكر�م ف�حﻔظﻬمﺎ ﻤن ﺤكﺎ�ﺔ واﺤدة ﺤتﻰ ﺤﻔظ
اﻟﻘرآن اﻟكر�م ﻋﻠﻰ ﺨﺎﻟﻪ ﺒتﻠك اﻟطر�ﻘﺔ.
وﻟمﺎ ﺒﻠﻎ اﻟحﻠم ذﻫب ﯿ�حث ﻋن ﻤشﺎﻫیر اﻟﻌﻠمﺎء وﻤكث ﻨحو ﺴت ﺴنین �طﻠب اﻟﻌﻠم ﻤﻊ اﻟﻌﻠم أﻨﻪ �ﺎن
ﺴر�ﻊ اﻟحﻔظ وﺸدﯿد اﻟجد ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم واﻟﻌنﺎ�ﺔ �ﻪ ﺤتﻰ ارﺘوى ﻤن ﻤﻌین ﻋﻠمﻬم وﻨﺎل ﻤن ذﻟك ﺤظﺎ واﻓرا.
وﻤن أﺒرز ﺸیوﺨﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم:
-ﺨﺎﻟﻪ اﻟمختﺎر اﻟمذ�ور
151
-واﻟد�ﻪ ﺒن اﻟمختﺎر أﺤد أﻗﺎر�ﻪ
-واﺒن ﻋمﻪ اﻟسید أﺤمد �ﺎب ﺒن ﻤحمد وﻫو ﻋﺎﻟم ﺠكنﻲ ﻤشﻬور �ﺎن ﻤﻔت�ﺎ وﻗﺎﻀ�ﺎ.
-واﻟشر�ف أﺤمد ﺒن ﻤحمد اﻟمشﻬور �محمد رار اﻟتنواﺠیوي.
-واﻟش�ﺦ اﻟجﻠیﻞ ﺴیدي ﻤحمد ﺒن ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻠوﺸﻲ اﻟذي درس ﻋﻠ�ﻪ ﻋﻠم أﺼول اﻟﻔﻘﻪ ،وﻫو اﻟذي
أﻨﻬﻰ ﻋندﻩ رﺤﻠتﻪ اﻟﻌﻠم�ﺔ ،و�ﺎن اﻟش�ﺦ اﻟﻌﻠوﺸﻲ ﺸدﯿد اﻹﻋجﺎب �محمد اﻷﻤین ﺤیث �ﺎن �ﻘدﻤﻪ
ﻋﻠﻰ ﺠم�ﻊ طﻠبتﻪ ﺤتﻰ �ستﻐرق ﻋﻠیﻬم اﻟوﻗت ف�ضجروا ﻤن ذﻟك و�ظﻬر اﻻﺴت�ﺎء واﻟتذﻤر واﻟﻐیرة
ﻋﻠﻰ وﺠوﻫﻬم ف�ﻘول ﻟﻬم اﻟش�ﺦ ﻤحمد اﻟﻌﻠوﺸﻲ ﻤﻌتذ ار ﻋن ﻨﻔسﻪ وﻤرﻀ�ﺎ ﻟطﻠبتﻪ� :ﷲ ﻤﺎ اﺴتﻔﺎد
ﻤنﻲ ﺸیئﺎ إﻻ اﺴتﻔدت ﻤنﻪ ﻤثﻠﻪ.
– 4ﻋودﺘﻪ وﻋﻠمﻪ:
�ﻌد ﺴﻔرﻩ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم وأﺨذﻩ اﻟﻌﻠم ﻤن ﻤشﺎﻫیر ﻋﻠمﺎء اﻟبﻠد رﺠﻊ إﻟﻰ ﻗبیﻠتﻪ وﺠﻠس ﻓﻲ ﻤكﺎن آ�ﺎﺌﻪ ﻤﻌز از
ﻤنصورا ،ﻓكﺎن ﻫو اﻹﻤﺎم واﻟمرﺸد واﻟمﻔتﻲ ،واﻟﻘﺎﻀﻲ واﻟمدرس ،ﻓﺎﻨتشر ذ�رﻩ وﻋﻠمﻪ ﻓﻲ ﺠم�ﻊ اﻟبﻼد.
اﻟ
ﻓكﺎن ﯿوزع وﻗتﻪ ﺒین اﻟتدر�س واﻟتﺄﻟ�ف واﻟع�ﺎدة واﻟﻘضﺎء واﻟﻔت�ﺎ وﺸؤون ﻗبیﻠتﻪ إذ �خصص أول اﻟنﻬﺎر
ﻣﻌ
ﻟﻠتدر�س وآﺨرﻩ ﻟﻠﻘضﺎء واﻟﻔت�ﺎ ،و�ین اﻟمﻐرب واﻟﻌشﺎء ﻟشؤون ﺤ�ﻪ ،و�ﻌد اﻟﻌشﺎء ﻟﻠنوم واﻟراﺤﺔ واﻟﻘدر اﻟذي �ستﻌین
ﮭد
�ﻪ ﻋﻠﻰ إﺼﻼح دﯿنﻪ ودﻨ�ﺎﻩ ،ﺜم �ﻘوم ﻤن ﻨوﻤﻪ و�خصص �ق�ﺔ ﻟیﻠﻪ ﺒین اﻟصﻼة واﻟتﻼوة واﻟدﻋﺎء ﺤتﻰ �صﻠﻲ
اﻟص�ﺢ ،و�مكث ﻓﻲ اﻟمسجد إﻟﻰ ﻗرب طﻠوع اﻟشمس ،وﻫكذا �ﺎﻨت ﺤ�ﺎﺘﻪ �ﻠﻬﺎ ﻓﻲ إﺼﻼح دﯿنﻪ ودﻨ�ﺎﻩ ﺤتﻰ ذﻫب
اﻟﺗ
رﺑو
ﯿبذل اﻟﻌﻠم واﻟمﺎل ﻟطﻠ�ﺔ اﻟﻌﻠم ﻤجﺎﻨﺎ و�كرم اﻟض�ف و�شﻔﻊ ﻟذوي اﻟحواﺌﺞ ﻋند اﻷﻛﺎﺒر و�نصر اﻟمظﻠوم و�منﻊ
اﻟظﻠم ﻤﺎ اﺴتطﺎع ،و�ﺎن �ثیر اﻷﻤر �ﺎﻟمﻌروف واﻟنﻬﻲ ﻋن اﻟمنكر ﻻ �خﺎف ﻓﻲ ﷲ ﻟوﻤﺔ ﻻﺌم ،و�ﺎن ﺼبو ار ﻤن
وط
ﻏیر ﻀﻌﻒ وﻻ ﯿرﻀﻰ اﻟمﻌرة واﻟمذﻟﺔ ﻟنﻔسﻪ وﻻ ﻟﻌشیرﺘﻪ ،و�ﺎن ﻤشﻬو ار �محﺎر�ﺔ أﻫﻞ اﻟبدع واﻟخراﻓﺎت ،و�ﺎن
زاﻫدا ﻓﻲ اﻟدﻨ�ﺎ ﻤﻌرﻀﺎ ﻋنﻬﺎ .و�ﺎن �ﻌظمﻪ أﻤراء اﻟق�ﺎﺌﻞ وﻻ ﯿرﻏبون ﻋن ﺤكمﻪ.
ﻧﻲ
و�ﺎن رﺤمﻪ ﷲ ﻤحﻞ ﺜﻘﺔ وﺘﻘدﯿر ﻋند اﻟﻌﻠمﺎء واﻷﻤراء واﻟوﺠﻬﺎء وﻋند اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻟخﺎﺼﺔ ،ﯿدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻤﺎ
ﺘﻘدم ﻟش�خﻪ ﺴیدي ﻤحمد ﺒن ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻠوﺸﻲ ﻤن ﺘﻘد�مﻪ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺠم�ﻊ طﻠبتﻪ ،وﻗوﻟﻪ ﻟﻬم�) :ﷲ ﻤﺎ اﺴتﻔﺎد ﻤنﻲ
ﺸیئﺎ إﻻ اﺴتﻔدت ﻤنﻪ ﻤثﻠﻪ(.
وﻗول اﻟﻌﻼﻤﺔ ﻤحمد اﻟﻌﺎﻗب ﺒن ﻤﺎ�ﺎﺒﻰ» :ﻟمرا�ط ﻤحمد اﻷﻤین ر�یزة ﻤن ر�ﺎﺌز اﻟدﻨ�ﺎ ﻗد رﻀیت اﻷﻤﺔ
�ﻘوﻟﻪ« ﺜم ﻤدﺤﻪ �ﻘصیدة ﻤطﻠﻌﻬﺎ:
ﺴمﺎ ﻨورك اﻟجﺎﻟﻲ دﺠﻰ � ـ ـﻞ ﻗﺎﺘم
ﻓمﺎﻟك ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻬدى ﻤن ﻤـ ـ ـزاﺤم
وﻗول اﻟﻌﻼﻤﺔ اﻟش�ﺦ ﻤحمد اﻟخضر ﺒن ﻤﺎ�ﺎﺒﻰ ﻓﻲ ﻤدﺤﻪ:
152
وﻤن ﻫو ﻟﻸﻗوام ﻫـ ـﺎد إﻟﻰ اﻟرﺸــد أﻻ �ﺎ ﻓق�ﻪ اﻟﻌصر ذا اﻟﻔخ ـ ـر واﻟمجد
ﻟك اﻟیوم ﻓﻲ اﻷﻗ ـ ـران �ﺎ ﺒدر ﻤن ﻨد ﺴموت ﻋﻠﻰ اﻷﻗران طﻔ ـ ـﻼ ﻓمﺎ ﯿرى
ﻓﻘد ﻨﻠتﻬﺎ إرﺜ ـ ـﺎ ﻋن اﻷب واﻟجد... وﻻ ﻏرو إن ﻨﻠت اﻟمك ـ ـﺎرم ﺨﻠﻔــﺔ
وﻗول اﻟﻌﻼﻤﺔ اﻟمختﺎر ﺒن ﺤﺎﻤد:
»ﻤحمد اﻷﻤین ﺒن أﺤمد ز�دان اﻟطود اﻟشﺎﻤﺦ ﻓﻲ اﻟمﻌﻘول واﻟمنﻘول ،واﻟ�حر اﻟخضم ﻓﻲ اﻟﻔروع
واﻷﺼول.«...
– 5آﺜﺎرﻩ اﻟﻌﻠم�ﺔ:
وﺘتﻠخص ﻓﻲ:
-ﻤحظرﺘﻪ،
-ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ
-ﺘﻼﻤذﺘﻪ.
اﻟ
ﻣﻌ
ا – ﻤحظرﺘﻪ:
ﮭد
ﻟمﺎ أﻛمﻞ اﻟﻌﻼﻤﺔ رﺤﻠتﻪ اﻟﻌﻠم�ﺔ وﻋﺎد ﻟح�ﻪ وﻗبیﻠتﻪ أﺴس ﻤحظرﺘﻪ وذاع ﺼیتﻬﺎ وأﻗبﻞ ﻋﻠ�ﻪ طﻼب اﻟﻌﻠم ﻤن
ﻛﻞ اﻟنواﺤﻲ ﻟﻠنﻬﻞ ﻤن ﻤﻌین ﻋﻠمﻪ.
اﻟﺗ
وﻗد ﻀمت ﻫذﻩ اﻟمحظرة ﺠم�ﻊ ط�ﻘﺎت اﻟمجتمﻊ ﻋﻠﻰ اﺨتﻼف أﻋمﺎرﻫم وﻤستو�ﺎﺘﻬم ،و�ﺎﻨت ﻫذﻩ اﻟمحظرة
رﺑو
و�ﺎﻨت ﺘدرس ﻓیﻬﺎ ﺠﻞ اﻟﻌﻠوم اﻟشرع�ﺔ واﻟﻌر��ﺔ و�ن �ﺎن اﻟجﺎﻨب اﻟﻔﻘﻬﻲ واﻷﺼوﻟﻲ ﻫو طﺎ�ﻌﻬﺎ اﻟﻌﺎم،
وذﻟك ﻤن ﺨﻼل ﺘدر�س ﻤتون اﻟﻔﻘﻪ واﻷﺼول ﺤتﻰ إن اﻟمختصر �ﺎن ﻓﻲ �ﻌض اﻷ�ﺎم �كتب ﻤن أوﻟﻪ إﻟﻰ آﺨرﻩ
وط
اﻟبنود ،وﻤن ﺨﻼل ﻨظم اﻟمنﻬﺞ اﻟمنتخب وﺸرح ﺸ�ﺦ اﻟمحظرة ﻟﻪ.
وﺘﻌتبر ﻤحظرة اﻟمرا�ط ﻤحمد اﻷﻤین ﻫﻲ اﻷم ﻟجﻞ اﻟمحﺎظر اﻟموﺠودة ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟمنطﻘﺔ ﻷن ﻤؤﺴسﻲ ﺘﻠك
اﻟمحﺎظر إﻤﺎ ﻤن ﺨر�جﻲ ﻤحظرة اﻟمرا�ط ﻤحمد اﻷﻤین أو درﺴوا ﻋﻠﻰ أﺤد ﺨر�جیﻬﺎ.
ب -ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ:
أﻟﻒ رﺤمﻪ ﷲ �ت�ﺎ ورﺴﺎﺌﻞ ﻋﻠﻰ ﺸكﻞ ﻓتﺎوى ﺘنﺎﻫز ﺘﻠك اﻟكتب واﻟرﺴﺎﺌﻞ ﻓﻲ ﻤجمﻠﻬﺎ اﻟستین ﻤﺎ ﺒین ﻤطول
وﻤختصر ،وﻤنثور وﻤنظوم ،ﻟكن ﻟﻸﺴﻒ ﯿبدو أن �ثی ار ﻤنﻬﺎ ﻗد ﻀﺎع ﻨت�جﺔ ﻟﻌﺎﻤﻞ اﻟتنﻘﻞ واﻟترﺤﺎل اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ
أﻫﻞ اﻟبوادي ،وﻤن ﺘﻠك اﻟمؤﻟﻔﺎت واﻟرﺴﺎﺌﻞ ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل:
– 1اﻟرﺠز :اﻟمﻔید ﻋﻠﻰ ﻏر�ب ﻟﻐﺔ اﻟﻘرآن اﻟكر�م ﯿز�د ﻋﻠﻰ ﺨمسﺔ آﻻف ﺒیت.
153
– 2ﻤنظوﻤﺔ ﻓﻲ آداب اﻟتﻼوة.
– 3ﻨظمﻪ ﻷﺴمﺎء ﷲ اﻟحسنﻰ وﺸرﺤﻪ ﻟﻪ.
– 4اﻟنص�حﺔ ﻋﻠﻰ ﺸرح ﺨﻠیﻞ ﻓﻲ ﻤجﻠدﯿن.
– 5رﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺠبر ﻤن ﺨ�ف ﻓسﺎدﻫﺎ.
– 6ﻤكتوب ﻓﻲ اﻟنكﺎح.
– 7رﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺤكم اﻟجﻬﺎز إذا وﻗﻊ ﻤوت أو طﻼق ﻗبﻞ إﺨراﺠﻪ.
– 8رﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺤكم ﻗصر ﺼﻼة أﻫﻞ اﻟ�ﺎد�ﺔ إذا ﻗطﻌوا ﻤسﺎﻓﺔ ﻤﻘصودة وﻤﻌﻬم اﻷﻫﻞ واﻟمﺎل.
– 9رﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻤنﻊ اﻟحﺞ ﻋﻠﻰ أﻫﻞ اﻟصحراء ﻟمﺎ ف�ﻪ ﻤن اﻟﻐرر ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس واﻟمﺎل آﻨذاك.
– 10رﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺠواز ﻗسم اﻟح�س ﺒتﺎ.
– 11رﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻤراﺠﻊ اﻷﺤ�ﺎس.
اﻟ
– 12رﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ أن ﻷوﻻد اﻟبنت ﺤظﺎ ﻓﻲ راﺠﻊ اﻟح�س.
ﻣﻌ
ﮭد – 13رﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺠواز ﺒ�ﻊ رﻗﺎب اﻟح�س ﻟﻠضرورة.
– 14ﻤنظوﻤﺔ ﻓﻲ ﺤكم ﺒ�ﻊ اﻟﻐﺎﺌب.
اﻟﺗ
– 15رﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻤنﻊ إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد ﻓﻲ اﻟبﻼد اﻟسﺎﺌ�ﺔ.
رﺑو
– 16ﻨظمﻪ ﻟﻸﻗوال واﻷﻓﻌﺎل اﻟتﻲ ﺘدﺨﻞ اﻟردة أﻋﺎذﻨﺎ ﷲ ﻤنﻬﺎ و�سمﻰ) :ﺤﺎﻓظ اﻹ�مﺎن وﺠﺎﻟب اﻟرﻀﺎ ﻤن
ي اﻟ
اﻟرﺤمن( ﻤﻊ ﺸروﺤﻪ.
– 17ﻨوازل وردت ﻓﻲ ﺸكﻞ أﺴئﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ وﺘسمﻰ» :ﻨوازل ﻤحمد اﻷﻤین ﺒن أﺤمد ز�دان« وﻗد ﺘنﺎوﻟت
وط
ﻤسﺎﺌﻞ ﻤختﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟع�ﺎدات واﻟمﻌﺎﻤﻼت ،وﻗد اﻋتمد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟنوازل ﻏﺎﻟ�ﺎ ﻋﻠﻰ ﻤختصر ﺨﻠیﻞ
ﻧﻲ
ج – ﺘﻼﻤذﺘﻪ:
ﺼدر ﻋنﻪ رﺤمﻪ ﷲ �ثیر ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء ﻤنﻬم ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل:
-أوﻻدﻩ اﻟﻌﻠمﺎء أﻤثﺎل :ﻤحمد وﻟد ﺴیدي ﻋﺎﻟﻲ� ،ﻤحمد اﻟمختﺎر� ،ﻤحمد ﻤحمود ،وﺴیدي ﻋﺎﻟﻲ ،ﻓﻘد
اﻟ
ﻛﺎن ﻫؤﻻء ﻋﻠمﺎء أﺠﻼء وﻗد ﻤﺎرﺴوا اﻟتدر�س واﻟﻘضﺎء.
ﻣﻌ
ﮭد -اﺒن ﻋمﻪ اﻟﻌﺎﻟم اﻟشﻬیر ﻤحمد ﺒن ﺼﺎﻟﺢ.
-اﻟﻔق�ﻪ اﻟزاﻫد ﻤحمد اﻟنﻌمﺔ ﺒن ز�دان اﻟجكنﻲ.
اﻟﺗ
-اﻟﻌﻼﻤﺔ ﻤحمد ﻋبد ﷲ ﺒن ﺤو�ﻪ اﻟذي �ﺎن ﺼﺎﺤب ﻤحظرة ﻤشﻬورة.
رﺑو
- 6وﻓﺎﺘﻪ:
155
ﻋﺎش رﺤمﻪ ﷲ ﻤﺎ ﯿر�و ﻋﻠﻰ ﺘسﻌین ﺴنﺔ ﻓﻲ اﻷﺨذ واﻟﻌطﺎء ،ﺜم ﺘوﻓﻰ ﺴنﺔ 1325ﻫـ وﻗیﻞ ﺘوﻓﻲ ﺴنﺔ
1335ﻫـ ودﻓن �مﻘبرة " :ﻤیﻞ ﻤیﻞ" وﻫﻲ ﻤﻘبرة ﻤشﻬورة ﺘﻘﻊ ﺸمﺎل ﻤدﯿنﺔ ��ﻔﺔ ﻋﻠﻰ �ﻌد � 30ﻠم ﺘﻘر��ﺎ.
رﺤمﻪ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ورﻀﻲ ﻋنﻪ آﻤین.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤتﻰ وأﯿن وﻟد اﺒن أﺤمد ز�دان؟ و��ف ﻨشﺄ؟
– 2ﺴﻌﻰ اﺒن أﺤمد ز�دان ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم ،ﺒین أﻫم ﻤراﺤﻞ رﺤﻠتﻪ ﻓﻲ طﻠ�ﻪ واﻟمستوى اﻟذي ﺤصﻞ ﻋﻠ�ﻪ
�ﻌد ﻋودﺘﻪ ﻤن طﻠب اﻟﻌﻠم.
– 3ﻻﺒن أﺤمد ز�دان �ثیر ﻤن اﻟمؤﻟﻔﺎت ،ﺼنﻔﻬﺎ ﺤسب ﻤجﺎﻻﺘﻬﺎ.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
156
اﻟدرس :32
اﻟ
ﻣﻌ
أﻤیرﻫﺎ ﺒتﻌﻠ�م ﻤ�ﺎدئ اﻟدﯿن ﻟسكﺎن اﻟمدﯿنﺔ وأﺒنﺎء اﻷﺴرة اﻟحﺎﻛمﺔ ﻓوﺼﻠﻬﺎ ﺴنﺔ 1828وأﺜنﺎء إﻗﺎﻤتﻪ ﺒﻬﺎ ﻟﻘﻲ اﻟش�ﺦ
ﮭدﻤحمد اﻟﻐﺎﻟﻲ أﺤد رﻓﺎق أﺤمد اﻟتجﺎﻨﻲ وﺨﻠ�ﻔتﻪ ﻓﻲ اﻟحجﺎز.
وﻓﻲ طر�ق ﻋودﺘﻪ ﻤن اﻟحﺞ ﻤر �مصر وزار اﻷزﻫر اﻟشر�ف وأﺨذ ﻋن ﻋﻠمﺎﺌﻪ ،ﺜم ﻗﻔﻞ راﺠﻌﺎ إﻟﻰ ﻏرب
اﻟﺗ
إﻓر�ق�ﺎ طﺎﻤحﺎ إﻟﻰ ﺘحﻘیق أﻫداﻓﻪ ﻓﻲ ﺒنﺎء دوﻟﺔ إﺴﻼﻤ�ﺔ.
رﺑو
�ﻌد اﻟحﺎج ﻋمر ﺘﺎل واﺤدا ﻤن أﺒرز اﻟﻌﻠمﺎء اﻟمجﺎﻫدﯿن واﻷﺸ�ﺎخ اﻟت�جﺎﻨیین ﻓﻲ ﺤوض ﻨﻬري اﻟسنﻐﺎل
وط
واﻟن�جر ,ﻓﻘد ﻗﺎم �حر�ﺔ إﺼﻼﺤ�ﺔ �بیرة ﺴﻌﻰ ﻤن ﺨﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺘرﺴ�ﺦ اﻟتﻌﺎﻟ�م اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ و�ﺤ�ﺎء روح اﻟجﻬﺎد
و�ﺼﻼح اﻷوﻀﺎع اﻻﺠتمﺎع�ﺔ اﻟسﺎﺌدة ﻓﻲ ﺒﻠدﻩ وﻓﻲ اﻟمنﺎطق اﻟمجﺎورة ﻟﻬﺎ ﯿدﻓﻌﻪ ﻟذﻟك ﺴب�ﺎن:
ﻧﻲ
– 1اﻨتشﺎر اﻟﻌﺎدات اﻟوﺜن�ﺔ واﻟجﻬﻞ �ﻌﻠوم اﻟشرع ﻋند ﻏﺎﻟب ﺴكﺎن ﻓوﺘﺎ ﺘورو.
– 2ﻤﺎ ﺸﺎﻫدﻩ ﻤن ﺒوادر ﺤر�ﺔ إﺼﻼﺤ�ﺔ ﻓﻲ اﻟمشرق وﻓﻲ ﺸمﺎل إﻓر�ق�ﺎ ،ﻟﻌﻞ ﻤن أﻛثرﻫﺎ ﺘﺄﺜی ار ف�ﻪ اﻟحر�ﺔ
اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ اﻟتﻲ ﻗﺎدﻫﺎ اﻟزع�م اﻟدﯿنﻲ ﻋثمﺎن ﺒن ﻓودي ﻓﻲ ﻨجیر�ﺎ واﻟتﻲ اﻤتد ﺸﻌﺎﻋﻬﺎ ﺸرﻗﺎ وﻏر�ﺎ وأﺜرت ﺘﺄﺜی ار
إ�جﺎﺒ�ﺎ ﻓﻲ ﻤنﺎطق ﻋدﯿدة ﻤن اﻟﻘﺎرة اﻹﻓر�ق�ﺔ.
ﻓحین ﻋﺎد ﻋمر ﺘﺎل ﻤن رﺤﻠﺔ اﻟتحصیﻞ اﻟﻌﻠمﻲ وأداء ﻓر�ضﺔ اﻟحﺞ ﺸرع ﻓﻲ ﺘنظ�م ﻤر�د�ﻪ وأﺘ�ﺎﻋﻪ ووﻀﻊ
اﻷﺴس ﻟدوﻟتﻪ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ،ﺤیث أﺴس زاو�تﻪ اﻟت�جﺎﻨ�ﺔ ﺴنﺔ 1841ﻓﻲ أﻋﺎﻟﻲ ﻤنطﻘﺔ ﻓوﺘﺎ ﺠﺎﻟون ﻟنشر اﻟطر�ﻘﺔ
اﻟت�جﺎﻨ�ﺔ.
وﻓﻲ ﺴنﺔ 1848ﻫﺎﺠر إﻟﻰ دﻤنب ار �ﻐین�ﺎ ﺤیث ﺒدأ �ضﻊ اﻷﺴس ﻟﻠدوﻟﺔ و�حضر ﻟﻠجﻬﺎد وذﻟك �ﺈﻨشﺎء ﻨواة
ﻟﻠج�ش ودﯿوان وزاري.
157
– 4ﺤرو�ﻪ ﻀد اﻟممﺎﻟك اﻟوﺜن�ﺔ وأﻋوان اﻟمستﻌمر:
أﺸﻔﻊ اﻟش�ﺦ ﻋمر ﺘﺎل ﺘﺄﺴ�س اﻟدوﻟﺔ �ﺈطﻼق ﻏزوات ﻹﺨضﺎع اﻟممﺎﻟك اﻟوﺜن�ﺔ اﻟمجﺎورة واﻟمتحﺎﻟﻔﺔ ﻤﻊ
اﻻﺴتﻌمﺎر.
ﻓﻔﻲ ﺴنﺔ 1850ﻏ از ﺒﻼد اﻟمﺎﻟكنﻲ ﻓﻲ ﻏین�ﺎ؛ وﻓﻲ ﺴنﺔ 1853اﺴتوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺒﻼد اﻟمﺎﻨدﯿنﻎ و�ﺎﻨبوك؛ وﻓﻲ
�ﺎر واﺴتوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺼمتﻬﺎ اﻨیورو.
ﺴنﺔ 1854ﻏ از ﻤنطﻘﺔ اﻟ�م ا
اﻟ
ﺤمد ﷲ .1862-1861
ﻣﻌ
ﺜم أﺨذ �ﻌد اﻟﻌدة ﻟمواﺠﻬﺔ اﻟﻔرﻨسیین ﻤن ﺠدﯿد ﻓﺄﻗﺎم ﻤخﺎﻓر ﻟﻠسﻼح ﻓﻲ �ﻬوف ﻤدﯿنﺔ ﻫجرﺘﻪ د�كمبري ﻟكنﻪ
ﮭد
ﺘوﻓﻰ إﺜر اﻨﻔجﺎرﻫﺎ ﻋﻠ�ﻪ ﺴنﺔ � 1864ﻌد ﺘحﺎﻟﻒ اﻟ�م�ﺎ ار واﻟطوارق ﻓﻲ ﺘ�م�كتو ﻀدﻩ.
– 6ﻤكﺎﻨتﻪ ﻋند اﻟﻌﻠمﺎء:
اﻟﺗ
رﺑو
ﻓكنﺎ ﻨرى ﻟﻠﻐرب ﻋــدﻻ �ق�م ــﻪ ﻋﻠ�ﻪ �ﻘرب اﻟمصطﻔﻰ اﻟنـ ـور ﻻﺌـﺢ
ﻨحﺎوﻟـﻪ ﻤن ذﻟك اﻟكنــز ﻻ ﻤـ ــﺢ وﻓﻲ ﻋمر اﻟحﺎج اﻟموﻓق وﺴ ـم ﻤـﺎ
وط
وﻤﺎ ك÷ان ذا اﻟتجدﯿد ﻟﻸﻤـ ـر ﺼﺎﻟـﺢ وﻤﺎ �ﻞ ﻤنصور اﻟﻠـ ـواء ﻤج ـدد
ﻧﻲ
158
" ...و�ﺎﻟجمﻠﺔ ﻓمﺂﺜر ﻫذا اﻟش�ﺦ ﻻ ﺘحصﻰ وﻓضﺎﺌﻠﻪ وﻤنﺎق�ﻪ ﻻ ﺘستﻘصﻰ وﻟو ﻟم �كن ﻟﻪ ﻤن اﻟمﺂﺜر إﻻ
اﻟجﻬﺎد ﻟكﻔﺎﻩ ﻓخ ار وﻟوﺴﻌﻪ ﻤحﺎﻤد وأﺠرا .واﻟواﻗﻊ أﻨﻪ اﺠتمﻊ ف�ﻪ ﻤن اﻟخصﺎل اﻟحمیدة ﻤﺎ ﻟم �جتمﻊ ﻓﻲ ﻏیرﻩ ﻤن
أﻫﻞ ﻋصرﻩ ﻤن ﻨشر ﻋﻠم وﺠﻬﺎد وﺤﺞ و�ﻨﻔﺎق وز�ﺎرة اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم وﻤجﺎورﺘﻪ طو�ﻼ وز�ﺎرﺘﻪ ﺒیت
اﻟمﻘدس."...
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ أﻫم اﻟمحطﺎت ﻓﻲ رﺤﻠﺔ اﻟحﺎج ﻋمر ﺘﺎل ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم؟
– 2ﻤﺎ اﻷﺴ�ﺎب اﻟتﻲ دﻋت اﻟحﺎج ﻋمر ﺘﺎل إﻟﻰ اﻟق�ﺎم ﺒدﻋوﺘﻪ اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ؟
�� – 3ف ﺘجسد ﻤشروع اﻟحﺎج ﻋمر ﺘﺎل اﻟدﻋوي واﻹﺼﻼح؟
�� – 4ف واﺠﻪ اﻟمستﻌمر اﻟﻔرﻨسﻲ دﻋوة اﻟحﺎج اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ؟
�� – 5ف أﺜرت دﻋوة اﻟحﺎج ﻋمر ﺘﺎل اﻹﺼﻼﺤ�ﺔ ﻓﻲ ﻤنطﻘﺔ ﻏرب إﻓر�ق�ﺎ؟
اﻟ
– 6ﻤﺎ ﻤكﺎﻨﺔ اﻟحﺎج ﻋمر ﺘﺎل ﻋند اﻟﻌﻠمﺎء اﻟمور�تﺎﻨیین؟
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
159
اﻟدرس : 33
– 2ﻤوﻟدﻩ وﻨشﺎﺘﻪ:
اﻟ
وﻟد رﺤمﻪ ﷲ ﺴنﺔ 1152ﻫـ ﻓﻲ ﺘجكجﺔ ،وﻓﻲ اﻟسنﺔ اﻟثﺎﻨ�ﺔ ﻤن ﻋمرﻩ ﺘوﺠﻪ واﻟدﻩ إﺒراه�م ﺤﺎﺠﺎ ﺒیت ﷲ
ﻣﻌ
اﻟحرام ،وأﺜنﺎء ﻋودﺘﻪ ﻤن اﻟحﺞ ﺘوﻓﻲ رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ اﻟصﻌید اﻟمصري ﺴنﺔ 1157ﻫـ.
ﮭد
وﻨشﺄ ﻓﻲ ﻤسﻘط رأﺴﻪ ﺒتجكجﺔ ،ودرس ﻋﻠوم اﻟﻘرآن و�ﻌض اﻟﻔروع ﻋﻠﻰ ﺨﺎﻟﻪ أﺤمد ﺒن ﻋبد ﷲ اﻟﻐﻼوي
اﻟﺗ
اﻟﻌﺎﻟم اﻟورع� ،مﺎ ﻗ أر ﻓﻲ ﺒﻠدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻟب ﻋبد اﻟرﺤمن اﻨ�ﺎب ﺒن ﺒو�س اﻟﻌﻠوي ،واﺒن ﻋمﻪ ﻋمﺎر ﺒن اﻟحﺎج
رﺑو
ﻤحمد ،وﻤن ﻋﺎﺼرﻫم ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء ﺤتﻰ ﺤصﻞ ﻤﺎ ﻋندﻫم ،وﺘردد ﻋﻠﻰ اﻟكتﺎﺘیب واﻟمحﺎظر ﻓﻲ ﺒﻠدﻩ ﻓﺄﺨذ ﻤﺎ ﺸﺎء
ﷲ ﻤن اﻟﻌﻠوم اﻟشرع�ﺔ.
ي اﻟ
وﻗد ﻗ أر ﻓﻲ ﺘجكجﺔ ﻋﻠﻰ أﺤمد ﺒن اﺨﻠ�ﻔﻪ ﺒن اﻟحﺎج اﻟذي �ﺎن ﻤشﻬو ار ﺒتدر�س ﻋﻠم اﻟحدﯿث.
وط
ﺨرج رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم ﺴنﺔ 1172ﻫـ ،ﺤیث درس ﻋﻠﻰ اﻟمختﺎر ﺒن ﺒوﻨﻪ �ﺎف�ﺔ اﺒن ﻤﺎﻟك وﺘسﻬیﻠﻪ،
ﻛمﺎ درس ﻋﻠ�ﻪ ﻤطوﻻت اﻟﻔن ،وأﻟف�ﺔ اﻟسیوطﻲ ﻓﻲ اﻟب�ﺎن ،واﻟتﻠخ�ص وﺸرﺤﻪ ﻟﻠتﻔتزاﻨﻲ� ،مﺎ ﻗ أر ﻋﻠ�ﻪ ﺘوﺤید �برى
اﻟسنوﺴﻲ ووﺴطﺎﻩ وﺼﻐ ارﻩ.
ﺜم اﻨتﻘﻞ ﻤن ﻤحظرة اﺒن ﺒوﻨﻪ إﻟﻰ ﻤحظرة ﺴیدي ﻋبد ﷲ ﺒن اﻟﻔﺎﻀﻞ اﻟ�ﻌﻘو�ﻲ ﻓدرس ﻋﻠ�ﻪ اﻟدواو�ن اﻟﻌر��ﺔ
وﻻﻤ�ﺔ اﻷﻓﻌﺎل وﻏیر ذﻟك.
و�ﻌد أن ﻗضﻰ ﻋشر�ن ﺴنﺔ ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﺘﻘدﯿر ﻓﻲ ﺘجكجﺔ ،وﺴ�ﻊ ﺴنوات ﺒین اﻟﻌﻼﻤتین :اﻟمختﺎر ﺒن ﺒوﻨﻪ،
وﺴیدي ﻋبد ﷲ ﺒن اﻟﻔﺎﻀﻞ ،رﺤﻞ إﻟﻰ اﻟمﻐرب وﻤكث ف�ﻪ ﺴ�ﻊ ﺴنین أو ﻋشرا ،وأﺨذ ﻋن اﻟبنﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻤراﻛش،
ﻛمﺎ أﺨذ ﻋن اﻟتﺎودي ﺒن ﺴودة اﻟﻔﺎﺴﻲ ،ﻓكﺎﻨت دراﺴتﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔترة ﻋﻠﻰ ﻤستوى اﻟتحﻘیق واﻟتﻌﺎرف وﺘ�ﺎدل
اﻟمﻌﻠوﻤﺎت إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ أداء ﻓر�ضﺔ اﻟحﺞ واﺴتجﻼب اﻟكتب اﻟنف�سﺔ.
160
وﻤن ﺠمﻠﺔ ﻤن أﺨذ ﻋنﻬم :اﻟش�ﺦ اﻟسمﺎن �ﺎﻟمدﯿنﺔ اﻟمنورة وﻫو ﻤحمد ﻋبد اﻟكر�م اﻟشﻬیر �ﺎﻟسمﺎن وﻫو ﻤن
أﻋﻼم اﻟطر�ﻘﺔ اﻟخﻠوﺘ�ﺔ وﻫﻲ ﻤن ﻓروع اﻟطر�ﻘﺔ اﻟشﺎذﻟ�ﺔ ،واﻟسمﺎن ﻫذا ﻫو أﺤد أﺸ�ﺎخ ﺴید أﺤمد اﻟتجﺎﻨﻲ.
وﻗد اﺸتﻬر ﺴیدي ﻋبد ﷲ ﻓﻲ اﻟمﻐرب ﻏﺎ�ﺔ اﻟشﻬرة وﻗر�ﻪ اﻟسﻠطﺎن :ﺴیدي ﻤحمد ﺒن ﻤوﻻي ﻋبد ﷲ ﺒن
ﻤوﻻي إﺴمﺎﻋیﻞ وأﺤسن إﻟ�ﻪ �ثیرا ،ﺜم ﺨرج إﻟﻰ ﻤصر وﻟﻘﻲ ﻤشﺎﻫیر ﻋﻠمﺎﺌﻬﺎ وﺘذاﻛر ﻤﻌﻬم.
وﻟمﺎ ﺒﻠﻎ ﺨبرﻩ أﻤیرﻫﺎ وﻟﻌﻠﻪ :ﻤحمد �ﺎﺸﺎ أﻛرﻤﻪ وﻤن ﺠمﻠﺔ ﻤﺎ أﺘحﻔﻪ �ﻪ ﻓرﺴﺎ ﻤن ﻋتﺎق ﺨیﻞ ﻤصر ،وﻫﻲ
اﻟتﻲ ﺴئﻞ ﻋنﻬﺎ ف�مﺎ �ﻌد ﻓﻘﺎل :ﺠﻌﻠتﻬﺎ ﺤطﺎ�ﺎ.
وﺘﻌتبر رﺤﻠﺔ ﺴیدي ﻋبد ﷲ ﻫذﻩ ﻤنﻌطﻔﺎ ﺘﺎر�خ�ﺎ ﻓﻲ ﺤ�ﺎﺘﻪ ﺤیث إﻨﻪ اﻏتنم ﻓیﻬﺎ �ثی ار ﻤن اﻟﻌﻠوم و�ﺎن ﻤحﻞ
ﺘﻘدﯿر وﺘكر�م ،ﻤﻊ إﺘ�ﺎﻨﻪ �مكت�ﺔ �بیرة ﻤن ﻨﻔﺎﺌس اﻟكتب ﺘبﻠﻎ ﺤواﻟﻲ أر�ﻌمﺎﺌﺔ �تﺎب.
وﻗد ﻏﺎدر رﺤمﻪ ﷲ إﻟﻰ ﺘجكجﺔ ﺴنﺔ 1190ﻫـ �ﻌد ﻤرورﻩ ﻓﻲ ﻋودﺘﻪ �مدﯿنﺔ ﺸنق�ط.
– 4آﺜﺎرﻩ اﻟﻌﻠم�ﺔ:
اﻟ
وﻫﻲ ﺘمثﻞ :ﻤحظرﺘﻪ ،وﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ وﺘﻼﻤذﺘﻪ.
ﻣﻌ ا – ﻤحظرﺘﻪ:
ﮭد
�ﻌد ﻋودﺘﻪ ﻤن رﺤﻠتﻪ اﻟمظﻔرة ﺒدأ �ستﻘبﻞ طﻼب اﻟﻌﻠم ﻤن �ﻞ أﻨحﺎء اﻟوطن ﻋﻠﻰ اﺨتﻼف أﻋمﺎرﻫم
اﻟﺗ
وﻤشﺎر�ﻬم ﻓذاع ﺼیتﻪ.
رﺑو
و�ﺎن رﺤمﻪ ﷲ ﯿوزع وﻗتﻪ ﺒین أﻨواع اﻟطﺎﻋﺔ ﻤن ﺘدر�س ﻟﻠﻌﻠم وﺘﺄﻟ�ف ف�ﻪ وﺼﻼة وﻗراءة ﻟﻠﻘرآن وﻤطﺎﻟﻌﺔ
ﻟﻠكتب ،و�ﺎن ﻗو�ﺎ ﻓﻲ اﻟحق داﺌ ار ﻤﻊ اﻟسنﺔ ﺤیث دارت ﻻ ﺘﺄﺨذﻩ ﻓﻲ ﷲ ﻟوﻤﺔ ﻻﺌم ،و�ﺎن ﻤنﻔﻘﺎ ﻓﻲ أوﺠﻪ اﻟخیر،
ي اﻟ
ﻓكﺎن ﯿدرس ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن :اﻟشﺎطب�ﺔ واﻟدرر اﻟﻠواﻤﻊ وﻏیر ذﻟك ،و�ﺎن ﯿدرس ﻓﻲ اﻟحدﯿث وﻋﻠوﻤﻪ:
ﻧﻲ
اﻟ
� – 7تﺎب اﻻﺠتﻬﺎد.
ﻣﻌ
وﻟم �خﺎﻟﻒ اﻟس�كﻲ ﺘﻘر��ﺎ إﻻ ﻓﻲ أﻤر�ن:
ﮭد
ا – أﺤدﻫمﺎ أﻨﻪ ﺤذف �ﻌض اﻟم�ﺎﺤث اﻟتﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻤن ﻋﻠوم أﺨرى و�ﻨمﺎ أﺜبتﻬﺎ اﻟس�كﻲ ﺘ�ﻌﺎ ﻟمن
ﻗبﻠﻪ ﻤن اﻷﺼوﻟیین.
اﻟﺗ
ب – وﺜﺎﻨیﻬمﺎ :ر�طﻪ ﻟﻠﻘواﻋد اﻷﺼوﻟ�ﺔ وﺘنز�ﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺤكﺎم اﻟﻔﻘﻬ�ﺔ ﻓﻲ ﻤذﻫب اﻹﻤﺎم ﻤﺎﻟك ،ﺨﻼﻓﺎ ﻟمﺎ
رﺑو
درج ﻋﻠ�ﻪ اﻟس�كﻲ اﻟشﺎﻓﻌﻲ ﻤن ر�ط اﻟﻘواﻋد اﻷﺼوﻟ�ﺔ �ﺄﺤكﺎم اﻟمذﻫب اﻟشﺎﻓﻌﻲ.
ي اﻟ
وﻗد ذاع ﺼیت ﻤراﻗﻲ اﻟسﻌود وﺸرﺤﻪ ﻨشر اﻟبنود وﺘﻠﻘﺎﻫمﺎ اﻟنﺎس �ﺎﻟﻘبول وأﻗبﻞ ﻋﻠیﻬمﺎ اﻟﻌﻠمﺎء واﻟطﻼب
وط
ب – ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ:
أﻟﻒ رﺤمﻪ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟتﺂﻟ�ف اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋمق ﻤﻌرﻓتﻪ وﺴﻌﺔ اطﻼﻋﻪ ،وﻤن ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ
اﻟمثﺎل:
– 1ﻤراﻗﻲ اﻟسﻌود ،وﺸرﺤﻪ ﻨشر اﻟبنود ﻓﻲ ﺠزﺌین.
– 2ﻫدي اﻷﺒرار ﻋﻠﻰ طﻠﻌﺔ اﻷﻨوار ﻓﻲ ﻤصطﻠﺢ اﻟحدﯿث.
– 3ف�ض اﻟﻔتﺎح ﻋﻠﻰ ﻨور اﻷﻗﺎح ﻓﻲ اﻟب�ﺎن واﻟبد�ﻊ واﻟمﻌﺎﻨﻲ.
– 4رﺸد اﻟﻐﺎﻓﻞ ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟخیر واﻟشر.
– 5ﻏرة اﻟص�ﺎح وﺸرﺤﻬﺎ ﻨیﻞ اﻟنجﺎح وﺘﻌتبر اﺨتصﺎ ار ﻷﻟف�ﺔ اﻟﻌراﻗﻲ ﻓﻲ اﻟحدﯿث.
– 6ﻤكﻔرات اﻟذﻨوب ﻓﻲ اﻟع�ﺎدات.
– 7ﻨظم اﻟﻘراءات اﻟثﻼث اﻟتﻲ ﺘر�ت اﻟشﺎطب�ﺔ.
162
– 8ﻨظم ﻤ�صر اﻷﻋمﻰ ﻓﻲ اﻟوﻋظ واﻹرﺸﺎد.
– 9ﻨظم اﻷر�ﻌین اﻟسﺎدة ﻤن اﻷوﻟ�ﺎء وأﺼحﺎب اﻟكراﻤﺎت.
– 10ﻨوازل» :ﻓتﺎوي ﻓﻘﻬ�ﺔ« ﻨظمﻬﺎ اﻟﻌﻼﻤﺔ اﺒن ﻤﺎ �ﺎﺒﻰ.
– 11رﺴﺎﻟﺔ ﻤطﺎﻟﻊ اﻟتنو�ر ﻓﻲ آﻓﺎق اﻟتطﻬیر وﻫﻲ ﻓﻲ ﺤﻠ�ﺔ ﻤﺎء اﻟﻐدﯿر اﻟمكدر �ﺄﺒوال اﻟمﺎﺸ�ﺔ ﻟطﻬﺎرة
أﻫﻞ اﻟ�ﺎد�ﺔ.
– 12رﺴﺎﻟﺔ ﺘحري اﻟمﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺘحر�م وﻨكﺎﻟﺔ.
– 13طیب اﻟمرﻋﻰ ﻓﻲ ﺤق�ﻘﺔ اﻻﺴترﻋﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ.
– 14ﻨزﻫﺔ اﻟرﻀﻰ ﻓﻲ �مین اﻟﻘضﺎء.
– 15رﺴﺎﻟﺔ اﻟروض ﻓﻲ أﻨسﺎب أﻫﻞ اﻟحوض.
– 16ﺼح�حﺔ اﻟنﻘﻞ ﻓﻲ ﻋﻠو�ﺔ إدوﻋﻠﻲ و�كر�ﺔ أﺒنﺎء ﻤحمد ﻗﻠﻲ.
– 17ﺘﻌﻠیق ﻋﻠﻰ ﺘكمیﻞ اﻟمنﻬﺞ ﻟم�ﺎرة أﻟﻔﻪ ﻓﻲ ﻤراﻛش �ﺎﻟمﻐرب.
– 18روﻀﺔ اﻟنسر�ن ﻓﻲ اﻟصﻼة ﻋﻠﻰ ﺴید اﻟمرﺴﻠین.
– 19طرد اﻟضوال واﻟﻬمﻞ ﻋن اﻟكروع ﻓﻲ ﺤ�ﺎض ﻤسﺎﺌﻞ اﻟﻌمﻞ ﻓﻲ
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟﻔﻘﻪ وأﺼوﻟﻪ.
ﮭد – 20ﻤنظوﻤﺔ ﻓﻲ رﺠوع اﻟواﻟد ﻓﻲ ﻫبتﻪ ﻻﺒنﻪ.
– 21ﻨظم اﻷﺠنﺎس اﻟﻌﺎﻟ�ﺔ.
اﻟﺗ
– 22ﻨظم ﻤسوﻏﺎت اﻟﻔطر ﻟﻠصﺎﺌم.
رﺑو
ج – ﺘﻼﻤذﺘﻪ:
وط
اﻟ
ﻣﻌ
وطنﻪ ﻋند اﻷﻤیر ﻤحمد ﺒن اﻤحد ﺸین.
ﮭد
وﻤن أﻤثﻠﺔ ﺘنو�ﻪ اﻟﻌﻠمﺎء �ﻪ ﻗول اﻟﻌﻼﻤﺔ �ﺎب أﺤمد ﺒن أﺤمد ﺒیب ﯿرﺜ�ﻪ:
ﻟﻔﻬمﻪ وﻨﻘﻠـ ـ ـﻪ اﻟصحی ــﺢ ﻗد �ﺎد أن ﯿوﺼﻒ �ﺎﻟترﺠیـ ـﺢ
اﻟﺗ
�ﺄﻨمﺎ ﻨشـ ـ ــﺄ ﻓﻲ �خــﺎرى و�ﺎن ﻓﻲ اﻟحدﯿ ـ ـث ﻻ ﯿ�ﺎرى
رﺑو
»ﻓر�د دﻫرﻩ وﻋﺎﻟم ﻋصرﻩ �ﺎد�ﻪ وﻤصرﻩ أﻋطتﻪ اﻟﻌﻠوم أزﻤتﻬﺎ ﻓصﺎر ﻤن ﻋﻠمﺎء أﺌمتﻬﺎ ﺤﺎو ﺠم�ﻊ اﻟﻔنون
ﻛثیر اﻟشروح واﻟمتون« ،وﻗﺎل ﻋنﻪ اﻟﻌﻼﻤﺔ ﺒد ﺒن ﺴید�ﺎ» :ﺨﺎﺘمﺔ اﻟمجتﻬدﯿن ذو اﻟمحﺎﺴن اﻷﺜیرة واﻟتصﺎﻨ�ف
وط
اﻟكثیرة ﻤن ﺴﺎر ذ�رﻩ ﻓﻲ اﻵﻓﺎق ﺴیر اﻟمثﻞ وزان ﻋﻠمﻪ ﺒز�نﺔ اﻟﻌمﻞ وﻋمت أﻨوارﻩ ﺠم�ﻊ اﻟخﻠ�ﻘﺔ وﺠمﻊ ﺒین
اﻟشر�ﻌﺔ واﻟحق�ﻘﺔ«.
ﻧﻲ
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﺴید ﻋبد ﷲ ﻤن أﻟمﻊ ﻋﻠمﺎء ﺒﻼدﻨﺎ� ،مﺎ اﻤتﺎزت ﻤدرﺴتﻪ؟
– 2ﺨﻠﻒ ﺴید ﻋبد ﷲ �ثی ار ﻤن اﻟمؤﻟﻔﺎت ،ﺒین أﻫمﻬﺎ.
– 3أﺒرز ﻤﻌﺎﻟم ﺸخص�ﺔ ﺴید ﻋبد ﷲ ﻤن ﺨﻼل �ﻌض ﻤواﻗﻔﻪ ﻤﻊ أﻤراء وأع�ﺎن اﻟبﻼد.
164
اﻟدرس :34
ﺘﻌر�ﻔﻪ:
ﻫو ﻤحمد اﻟمﺎﻤﻲ ﺒن اﻟ�خﺎري ﺒن ﺤبیب ﷲ ﺒن �ﺎرك ﷲ ف�ﻪ ﺒن أﺤمد ﺒز�د ﺒن �ﻌﻘوب اﻟ�ﻌﻘو�ﻲ اﻟ�ﺎر�ﻲ.
ّ
وأﻤﻪ :ﻤر�م ﺒنت ﻤحمود ﺒن ﻋبد ﷲ ﺒن �ﺎرك ﷲ ف�ﻪ اﻟمذ�ور.
ﻤدة ﺤ�ﺎﺘﻪ (1282-1206) :ﻫـ
ﻋمرﻩ 76 = :ﻋﺎﻤﺎ دﻓین ﺠبﻞ أ�ك ﺒتیرس.
أﺒنﺎؤﻩ 10 :رﺠﺎل.
ﺘﻼﻤیذﻩ� :ثیرون وﻗد ﺨصصت ﻟﻬم ﺨ�مﺔ ﻤن ﺼوف ﺘسمﻰ :اﻟزاو�ﺔ و�ﺎﻨوا ﻋند اﻟرﺤیﻞ �ﻘسموﻨﻬﺎ ﻨصﻔین
اﻟ
ﻛﻞ ﻨصﻒ ﯿنوء ﺒ�ﺎزل ﻗوي ،وﻤن ﻫؤﻻء اﻟتﻼﻤیذ أﺒنﺎؤﻩ اﻟﻌشرة ،وأﻀ�ف إﻟیﻬم ﻫنﺎ �ﻌض ﻤن ﻨوﻩ �ﻪ ﻤنﻬم ﻓﻲ ﺸﻌرﻩ
ﻣﻌ
ﻗﺎل:
ﮭد
ﻤدارس ﻓیﻬــن اﻟﻌت�ﻘ ـﺎن ﺘرﺠمـﺎ ﺴﻘﻰ ﷲ واد ﻤﻌطشﺎ ﺨ�مـت ﺒـﻪ
اﻟﺗ
�حق ﺤمﻰ ﺘشﻞ اﻟمضـﺎف ﻟر�ـﻪ ﻓﺈن ﻟن ـﺎ ﻤﻠــجﺎ إﻟﻰ ذﻟك اﻟحمـﻰ
رﺑو
ﺤمﻰ ﺘشﻞ :ﻫو ﺤمﻰ ﷲ ﺒن ﻋبد ﷲ اﻟ�ﻌﻘو�ﻲ اﻟیداﻤﻲ دﻓین ﺘشﻞ ﻓﻲ ﺘیرس.
ﻧﻲ
اﻟ
ﺴﻬر اﻟنحو ﻤن ﻗـ ـ ـروح اﻟبنﺎن وﺸكﺎ �ﻞ ﻤنط ـ ـ ـق و�یـ ــﺎن
ﻣﻌ
وأرﺘنﺎ ﯿد اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ اﻻﺒﻬ ـ ـ ـﺎ م اﻟمﻐـ ـطﻰ ﺘجسمﺎ ﻓﻲ اﻟمﻌ ـ ـﺎﻨﻲ
ﮭد
ﻓكﻔتن ـﺎ ﻋیــﺎدة اﻷﺒـ ـ ـ ــدان ورأﯿنﺎ ع�ﺎدة ﻓﻲ اﻟ ـ ـ ـدراري
اﻟﺗ
ﻨصﺎﺌحﻪ ﻟبن�ﻪ:
رﺑو
ﯿبدو اﻨﻪ ﺤین ﯿنصحﻬم ﯿنصﺢ ﻤن ﺨﻼﻟﻬم اﻟنﺎس ﺠم�ﻌﺎ ،و�سﻠك ﻓﻲ ﻨصحﻪ ﻤسﻠكﺎ ﻋجی�ﺎ إذ �ﻐري
ي اﻟ
�ﺎﻟﻔضیﻠﺔ و�ذ�ر ﻤﻌﻬﺎ آﻓتﻬﺎ ﻤنذ ار ﻤنﻬﺎ ﻤمﺎ �جﻌﻞ ﻤبتﻐﻲ اﻟخیر ﺨﺎﺌﻔﺎ ﻤن آﻓﺎت اﻟخیر ف�جتمﻊ ﻟﻪ اﻟخوف واﻟرﺠﺎء
ﻤﻌﺎ.
وط
إذا ﻤﺎ اﺴتطﻌت اﻟدﻫر ﺒینﻬم ـﺎ ﺠمﻌـﺎ وﻻ اﻟمﺎل إﻻ وﻻ ﺘطﻠبن اﻟدﯿن ﻤﻊ ﺘ ـرك أﺨتــﻪ
وﻻ اﻟجود إن ﺘﻘصد �ﻪ ِّاﻟرﺌﻲ واﻟسمﻌ ـﺎ وﻻ ﺘطﻠبن ﻓﻲ اﻷرض ﻋ از ﻤﺎ وﻓی ــت �حﻘ ـﻪ
َ
�مﺎ أﻨت ﺨﺎش ﻓﻲ اﻟسمﺎء ﺒـﻪ وﻀﻌ ـﺎ ورﻓﻌ ـﺔ
ع ﻟﻺﺨـوان ف�ﻪ وﻻ ﻀرﻋ ـﺎ وﻻ ﺘر�ن اﻟﻐیث ﻓﻲ اﻟمح ـﻞ وﻻ ﺘك ذا ﻤﺎل �ثی ـر وﺜـ ــروة وﻻ زر َ
وﻗﻠ�ك ﻋﻠ�ك إذا ﻟم ﺘجر ﻓﻲ إﺜ ـرﻩ دﻤﻌــﺎ وﻻ ﺘر�ن اﻟبؤس ﻓﻲ اﻟﻔﻘ ـر ﺸــدة ﻨﻌمـﺔ
�ﺎﻹ�مـﺎن ﻤمتﻠ ـﺊ ذرﻋ ــﺎ
ﻋﻠمـﻪ:
166
ﻨتﻠو ﻗول ﯿوﺴﻒ ...» :إﻨﻲ ﺤف�ظ ﻋﻠ�م«
وﺜبت أن أ�ﺎ ﻫر�رة ﻗﺎل� :ﷲ إﻨﻲ ﻷﺸبﻬكم ﺼﻼة �صﻼة رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم.
وﻗﺎل اﺒن ع�ﺎس� :ﷲ إﻨﻲ ﻟمن اﻟراﺴخین ﻓﻲ اﻟﻌﻠم.
إذن ﻓﻠ�س اﻟش�ﺦ ﻤحمد اﻟمﺎﻤﻲ ﺒدﻋﺎ ﻤنﻬم ﺤین ﻗﺎل:
ﻓرﻋﺎ ﻓﻔرﻋﺎ �مﺎ ﺘحصﻰ اﻷﻗ ـﺎر�ن واﻟحمد � أﺤرزﻨﺎ ﻤ ـ ـذاﻫبﻬ ـ ـم
و�بدو ﻤن ﺨﻼل ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ ﺘنوع اﺨتصﺎﺼﺎﺘﻪ وﺘمكنﻪ ﻓیﻬﺎ وﺘﻌبر ﻋن ذﻟك ﺤیرة ﺒوﻤ�ﻪ ﺒن أﺒ�ﺎﻩ ��ف �ﻘدﻤﻪ
ﻗﺎل ...) :ﻫﻞ �ﻘدﻤﻪ أدﯿ�ﺎ وﻟﻐو�ﺎ أو ﻓﻘیﻬﺎ أو ﻤﻔت�ﺎ أو أﺼوﻟ�ﺎ ﻤجتﻬدا ،أو ﻤنطق�ﺎ ﻤتكﻠمﺎ ،أو ﺴ�ﺎﺴ�ﺎ ﻤحنكﺎ
�حﺎول إﻗﺎﻤﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ،أو اﺠتمﺎع�ﺎ �حﻠﻞ أوﻀﺎع اﻟمجتمﻊ و�ﻬتم ﺒﻬﺎ ﻤﻘدﻤﺎ ﻟﻬﺎ اﻟحﻠول:
ﻓمﺎ ﯿدري ﺨ ـ ـداش ﻤﺎ �صی ـد ﺘكﺎﺜرت اﻟظ�ﺎء ﻋﻠﻰ ﺨ ـ ـ ـداش
ﺘﻌﻠﻘﻪ �ﺎﻟكتب:
ﯿتجﻠﻰ ﻓﻲ اﻟمثﺎل اﻟتﺎﻟﻲ:
اﺸترى �تﺎﺒین ﻤن hﻷﻓضﻞ ﺒن اﻟسوداﻨﻲ اﻟس�ﺎﻋﻲ أﺤدﻫمﺎ اﻟخصﺎﺌص اﻟكبرى ﻟﻠسیوطﻲ ﻓﻘﺎل:
اﻟ
ﻣﻌ
ﺘمتﻊ ر�ب ﻤن ﻋرار ﻋﻠﻰ ﻨجـ ـد ﺘمتﻌت ﻤن ﺤـﻞ اﻟكت ـ ـﺎﺒین ﻤثﻠمـﺎ
�ﺄول ﻤﺎ اﺴتوﺠبتموﻩ ﻤن اﻟحمـ ـد
ﮭد وﻤﺎ �ﺎن ﻫذا اﻟمجد ﯿـﺎ آل ﻫﺎﺸ ـ ـم
رأﯿنﺎ ﻫذا اﻟش�ﺦ �سترﺴﻞ ﻓﻲ ﺸمﺎﺌﻞ اﻟﻌﻠمﺎء اﻟذﯿن �مدح أو ﯿرﺜﻰ و�ﺎن اﻟﻌﻼﻤﺔ اﻟمﺄﻤون ﺒن ﻤحمد
اﻟصوﻓﻲ اﻟ�ﻌﻘو�ﻲ داع�ﺎ إﻟﻰ اﻟترﺠ�ﺢ �ﺎﻟدﻟیﻞ ﻓﻠمﺎ رﺜﺎﻩ اﻟش�ﺦ اﻗتصر ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘرى ﻓﻲ اﻷﺒ�ﺎت اﻵﺘ�ﺔ:
ي اﻟ
و�ﻬون دون ﺘرا�ﻪ اﻟمرﺠـ ـ ـﺎن ر�ﻊ ﺘﻘﺎﺼـ ـر دوﻨـ ـﻪ ﻟبن ـﺎن
ﻨبت اﻟحدﯿث ﻋﻠ�ك واﻟﻘـ ـ ـرآن �ﺎ ر�ﻊ ﻟو ﻨبت اﻟحدﯿث ﺒبﻠـ ـ ـدة
وط
ﯿنﻬﻞ ﻤنﻬﺎ اﻟروح واﻟر�حـ ـ ـﺎن ﺠﺎدت ﻋﻠ�ك ﻤن اﻟرﺤ�م ﺘحی ـ ـﺔ
ﻤذه�ﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ:
ﻧﻲ
167
ﻓﻲ ﺤجر ﻤن ﻗبﻠﻬم طﻔﻞ ﻤـ ـرادﯿن ﺒﻞ �ﻞ ﻗرن و�ن راﺠ ـت ﻋﻠوﻤﻬـم
وﻗﺎل ﻟمن اﻨتﻘدوا ﻋﻠ�ﻪ اﺠتﻬﺎدﻩ ﻓﻲ �ﻌض اﻟنوازل:
وﻨﺎطحت ﻋنﻬم ﻤﺎﻀ�ﺎت ﻗ ـ ـرون ﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﻘرن اﻷﻟﻰ ﺨـ ـذ ﻟوﻨﻲ
وﻓتحﻲ ﻷﺒ ـ ـواب ﻟﻪ وﺤصــون ﺒتﺄدﯿتﻲ ﻓرض اﺠتﻬـ ـﺎد ﻋﻠیﻬــم
ﺨطورة اﻻﺠتﻬﺎد:
أﻨذر اﻟش�ﺦ ﻤن ﺨطورة اﻟزﻟﻞ ﻓﻲ اﻻﺠتﻬﺎد ﻗﺎل:
ﺘﻠﻔﻰ اﻟیواﻗیـت ف�ﻪ واﻟمراﺠ ـ ـین واﻟﻌﻠم �حر �ﻐوص اﻟمـ ـﺎﻫر�ن �ﻪ
وﻟ�س ﻓﻲ �ﻞ ﻤوج ﻤنﻪ دﻟﻔیـ ـ ـن ﻟكنﻪ ﻏیر ﻤﺄﻤ ــون ﺘمﺎﺴحـ ـﻪ
أﻤﺎ ﻤﺎ اﺠتﻬد ف�ﻪ اﻷﺌمﺔ اﻟسﺎ�ﻘون ﻓكﺎن ﯿرى وﺠوب اﺘ�ﺎﻋﻬم ف�ﻪ وﻋدم اﻟخروج ﻋﻠﻰ ﻤذاﻫبﻬم ﺒتﺄﺴ�س
ﻤذﻫب ﺠدﯿد.
ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟزﺤﻠ�ﺔ:
اﻟ
ﻓﻔﻲ ﺘﻘﻠید ﺼﺎﺤب ـ ـﻪ اﻛتﻔ ــﺎء ﻟ�ﻘنﻌن ـﺎ �مذﻫبن ـﺎ اﻗتﻔـ ــﺎء
ﻣﻌ
و�ﺎن ﻟم ـ ـﺎﻟك ﻓیﻬﺎ اﻟﻠ ـ ـواء ورﺘ�ﺔ اﻻﺠتﻬ ـﺎد ﻟﻬـﺎ اﺘس ـﺎع
ﮭد
وأﺴﻔﻠﻬﺎ ﻤحﻠتﻬ ـ ـﺎ اﻟسمـ ــﺎء أﻟم ﺘر اﻷﺼﻔر ارﺘك ـب اﻟدراري
وﻟكن ﻻ ﻨش ـ ـﺎء وﻻ ُﻨش ــﺎء وﻟو ﺸئنﺎ ﻟمذﻫ ـب اﺨتــرﻋـنﺎ
اﻟﺗ
رﺑو
ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘیدة:
ي اﻟ
ﻫو ﻤذﻫب أﻫﻞ اﻟسنﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ اﻟذي ﻋﻠ�ﻪ اﻟمذاﻫب اﻷر�ﻌﺔ وﺴﺎﺌر اﻟمذاﻫب اﻟداﺌرة ﻤﻊ اﻟحق ﺤیث دار
و�ن اﺨتﻠﻔوا ﻓﻲ �ﻌض اﻟمصطﻠحﺎت.
وط
و�ﺎﺴتﻘراء اﻟمﺄﺜور ﻋن اﻟش�ﺦ ﻤحمد اﻟمﺎﻤﻲ ﻨجدﻩ ﻟسﻌﺔ ﻋﻠمﻪ وﺘوﻗد ﻓﻬمﻪ واﺴﻊ اﻷﻓق إذ ﻻ ﯿرى اﻟجدل
ﻧﻲ
اﻟكﻼﻤﻲ ﻓﻲ أ�ﺎﻤﻪ ﺠدﻻ ﻋﻘد�ﺎ و�ﻨمﺎ ﯿراﻩ اﺨتﻼﻓﺎ ﻓﻲ اﻷﻓﻬﺎم واﻟمصطﻠحﺎت ﻻ ﻋیب ف�ﻪ إذ ﻗد وﻗﻊ اﻻﺨتﻼف ﻓﻲ
اﻟرؤ�ﺔ وﻓﻲ ﺘﻌذﯿب اﻟمنوح ﻋﻠ�ﻪ وﻓﻲ اﻟﻌروج �ﺎﻟجسد وﻓﻲ �ون اﻹﻤﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻗر�ش وﻓﻲ إﺴمﺎع اﻟموﺘﻰ ...وﻟم
ﯿؤل ذﻟك إﻟﻰ اﺨتﻼف ﻗﻠوب اﻟصحﺎ�ﺔ.
وﻗد �ﺎن اﻟش�ﺦ أﺸﻌر�ﺎ .وﻗد ﺒذل ﺠﻬدا ﻋظ�مﺎ ﻓﻲ ﺼ�ﺎﻨﺔ اﻷﺸﻌر�ﺔ ﻤن ﻋرض إﺨ�ﺎر اﻟوﺤﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻞ
ﻗﺎل ﻤحذ ار ﻤن ذﻟك:
�ﻪ ﺜبت اﻷوﺼﺎف وﻫـﻲ ﺘؤﺜ ـ ـر إذا �ﺎن ﻋﻘﻞ اﻟمرء ﻤستﺄﺜـ ار �مــﺎ
ﺒﻬﺎ وﻋﻠ ـ ـو ﷲ ﻋـن ذاك أﻛـبر �كن �ﻌث رﺴﻞ ﷲ ﺘحصیـﻞ ﺤﺎﺼﻞ
168
ﻟدﯿﻬم ﻤن أﻓﻌﺎل اﻟتزﻨ ـ ـدق �سطـر وﻟ�س ﯿرى اﻟخوض اﻷﺌمـﺔ ﺒﻞ ﺠرى
وﻋند اﺒن ﻤسﻌود اﻟذي ﻫـ ـو أﻏـزر ﻟدى ﻋـمر واﻟش ــﺎﻓﻌﻲ وﻤــﺎﻟك
ﺴﻠ�مﺎن ،واﻟمﻌروف �ﺎﻟصدق ﺠﻌـ ـﻔر وﻤن زان ﻟﻠخطﺎب ﻨسبت ــﻪ أﺒ ـو
اﻟد ّس أوﻟﻰ �ﺎﻟصواب وأظﻬـ ـر ﻋﻠﻰ ّ وﻤﺎ ﻗد روى ﻤن ذاك ﻋنﻬم ﻓحمﻠــﻪ
وﻟكنمﺎ أذﻫﺎﻨكـ ـم ﻋنﻪ ﺘﻘصـ ــر وﺠمﻌﺎ ﻷﻨواع اﻟتنـﺎﻓﻲ أﺤﻠتـ ــم
ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ:
ﻟﻪ ﻤؤﻟﻔﺎت �ثیرة ﻀﺎع أﻛثرﻫﺎ وﻤﺎ �ﻘﻲ ﻤنﻬﺎ أﻛثرﻩ ﻤخطوط وﻤمﺎ ط�ﻊ:
(1ﻨظم ﻤختصر ﺨﻠیﻞ وﻫو ﻨحو 10000ﺒیت
� (2تﺎب ﺴﻔینﺔ اﻟنجﺎة.
(3ﻤجﻠد اﺸتمﻞ ﻋﻠﻰ ﻋدة �تب ﻤنﻬﺎ:
رد اﻟضوال و�تﺎب اﻟ�ﺎد�ﺔ و�تﺎب اﻟجمﺎن واﻟدﻟﻔین�ﺔ وﺸرﺤﻬﺎ واﻟمیزاﺒ�ﺔ وﺸرﺤﻬﺎ.
اﻟ
وﻤن اﻟمخطوطﺎت:
ﻣﻌ
دﯿواﻨﻪ وﻨظم اﻟﻘواﻋد اﻟمﺎﻟك�ﺔ وﺸرﺤﻪ و�تﺎب اﻹﺠمﺎﻋﺎت واﻟدوﻻب ﻓﻲ اﻟمذاﻫب و�دﺨﺎﻻت اﻟ�حر ﻓﻲ اﻟﻐدﯿر
ﮭد
و�تﺎب اﻟش�ﺦ اﻷﺠم واﻟش�ﺦ اﻷﻗرن وﻨظم ورﻗﺎت إﻤﺎم اﻟحرﻤین وﺴﻠم اﻟب�ﺎن وﻻﻤیتﻪ ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن.
ﺸﻌـرﻩ:
اﻟﺗ
رﺑو
ﻛﺎن ﺸﻌرﻩ ﻓﻲ ﻏﺎ�ﺔ اﻟجزاﻟﺔ ،وﻗﻞ ﺒیت ﻤﻬمﺎ �ﺎﻨت ﺴﻼﺴتﻪ إﻻ وﺘوﻗﻒ اﺴت�ﻌﺎب ﻤﻌنﺎﻩ ﻋﻠﻰ اﻹﺤﺎطﺔ
�مﻘﺎطﻊ ﻤن اﻟتﺎر�ﺦ أو ﻏیرﻩ.
ي اﻟ
ﻤثﺎل :ﻨجدﻩ �مدح ﻨبینﺎ ﻤحمدا ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �ﻘصیدة ﺠمیﻠﺔ ﺴﻠسﺔ ﻋدد أﺒ�ﺎﺘﻬﺎ ،488وﻓیﻬﺎ:
وط
ﻓﺎﻟبیت ﻋﻠﻰ اﻟبدﯿﻬﺔ واﻀﺢ وﺠمیﻞ ،وﻟكنﻪ ﯿزداد ﺠمﺎﻻ إذا ﻋﻠمت ﻤن ﻫو اﻟحسین اﻟمﻔدى ﻤنذ �ﺎن �جري
اﻟزﻤن ﻋﻠﻰ إﺴﻌﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﻋﻬد ﺠدﻩ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم إﻟﻰ أن ﺘنكر ﻟﻪ أﻫﻞ زﻤﺎﻨﻪ وﻨﺎﺸتﻪ ﺴیوف أﻫﻞ ﻤﻠتﻪ وﺤمﻞ
رأﺴﻪ اﻟشر�ف وﺴ�ﻘت ﻨسﺎؤﻩ ﺴ�ﺎ�ﺎ إﻟﻰ ﯿز�د ﻓﻲ دﻤشق» ...و�ﻨﺎ � و�ﻨﺎ إﻟ�ﻪ راﺠﻌون«.
وﻻ �كمﻞ اﺴت�ﻌﺎب ﻤﻌنﺎﻩ إﻻ إذا ﻋرﻓت اﻟﻔداء اﻟذي ﻫو� ..) :ﻞ ﺤمﺎر واﻟجرادة اﻟصﻔراء( وذﻟك �ﻘضﻲ
�شیئین:
أﺤدﻫمﺎ :اﺴتنكﺎر أ�ﺎم ﻤروان ﺒن ﻤحمد اﻟجﻌدي اﻟحمﺎر آﺨر ﺨﻠﻔﺎء ﺒنﻲ أﻤ�ﺔ.
واﻵﺨر :اﺴتنكﺎر وﻗﺎﺌﻊ ﻤسﻠمﺔ ﺒن ﻋبد اﻟمﻠك اﻷﻤوي اﻟمﻠﻘب :اﻟجرادة اﻟصﻔراء.
دﻋوﺘﻪ ﻹﻗﺎﻤﺔ دوﻟﺔ إﺴﻼﻤ�ﺔ:
169
وﺼﻒ اﻟش�ﺦ ﻫذﻩ اﻟبﻼد ﺒبﻼد اﻟسی�ﺔ أو اﻟﻔترة ﻟﻔﻘد اﻹﻤﺎم أو اﻟجمﺎﻋﺔ اﻟتﻲ ﺘﻘوم ﻤﻘﺎﻤﻪ وﻗد ﻨتﺞ ﻋن ذﻟك
ﻀ�ﺎع اﻷﺤكﺎم واﻟﻔراﺌض وﻓﻘد وظ�ﻔﺔ اﻟحس�ﺔ واﻟحدود واﻷﻤر �ﺎﻟمﻌروف واﻟنﻬﻲ ﻋن اﻟمنكر وﺸیوع اﻟجراﺌم �سبب
ﻓﻘد اﻟحدود واﻟتﻌﺎز�ر وأﺼ�ﺢ اﻟﻘضﺎء ﺒﻼ ﺤق�ﻘﺔ ﻷﻨﻪ ﻓﺎﻗد اﻟتنﻔیذ ،واﻷوﻗﺎف ﺒﻼ ﻨﺎظر وﻻ ﻗسﺎم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟبﻼد اﻟتﻲ
ﻟ�س ﻓیﻬﺎ وازع وﻻ أﻤیر �منﻊ اﻟمواﺜ�ﺔ واﻨتشر اﻟظﻠم ﻋﻼوة ﻋن أن ﺘرك ﻨصب اﻹﻤﺎم ﻤخﺎﻟﻒ ﻟﻺﺠمﺎع �مﺎ ﻗﺎل
اﻟش�ﺦ.
وﻟذﻟك ﻗﺎم ﺼﺎرﺨﺎ �ﻘول:
�كش ﻓﻲ �ﻞ ظ ـ ـﻞ ﻤنﻪ ﺘنیــن �ﺎ ﻤن ﻟﻘطر �ﻪ اﻷﺤكﺎم ﻀﺎﺌﻌـ ـﺔ
وﻋﺎب ﻋﻠﻰ اﻟجمﺎﻋﺔ ﺘنﻔیذ �ﻌض اﻟحدود ﻗﺎل:
میـ ـ ِم �ﻐـ ــدا د ،وﻫﺎرون ﻟﻠح ــدود �ﻘی ـ ـم
اﻟح ّ
أﺠﻌﻠتم دار ُ
ﻓﺄﺠﺎ�ﻪ ﻤحمد ﻋبد ﷲ ﺒن اﻟ�خﺎري ﻋﻠﻰ اﻟﻔور:
إﻨمﺎ ﻫم ﺠمﺎﻋﺔ ﻟیـ ـس ﻓیﻬ ــﺎ ﺤﺎﻛم ،ﻓﻬﻲ ﻟﻠح ــدود ﺘﻘی ـ ـم
ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ اﻟدﻋوة:
ﺴﻠك ﻟذﻟك ﺴبیﻠین:
(1إﺤ�ﺎؤﻩ ﻟﻔﻘﻪ اﻹﻤﺎﻤﺔ:
اﻟ
ﻨظم ﺴینیتﻪ ﻓﻲ اﻹﻤﺎﻤﺔ اﻟﻌظمﻰ ﻋﺎﻗدا ﺒﻬﺎ اﻷﺤكﺎم اﻟسﻠطﺎﻨ�ﺔ ﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟﻘضﺎة اﻟمﺎوردي اﻟشﺎﻓﻌﻲ اﻟمتوﻓﻰ
ﻣﻌ
450ﻫـ وﻗد ﺤﻼﻫﺎ �مﺎ ﯿنﺎﺴب وﻗتﻪ و�ﻠدﻩ ،ﻗﺎل:
ﮭد
وأﻤﺎ أﻤـ ـور �ﺎﻹﻤـﺎم ﺘﻌﻠﻘــت ﻓﻐﺎﻟبﻬـ ـﺎ ﻓﻲ ﻗطرﻨـﺎ ﻟم ﯿــدرس
و�ﻨﻲ ﺒبرد اﻟشﺎﻓﻌی ـ ـﺔ ﻤكت ــس ﻤنحت ﺤدوج اﻟمﺎﻟكیـﺔ ﻨظـ ـرة
اﻟﺗ
ﻤن اﻟشرق ﻤﺎ ورد�ﺔ ﻟم �ك ـن ﻟﻬﺎ ﻤن اﻟﻐرب ﻤثﻞ ﻓﻲ دﯿـ ـﺎر اﻟمﻘوﻗس
رﺑو
ﻋﻠﻰ اﻟنﺎس ﻋرﻓﺎن اﻹﻟﻪ اﻟمﻘـ ـ ـدس وﻤﻌرﻓﺔ اﻟسﻠطﺎن واﺠ�ﺔ �م ـ ـﺎ
(2اﺴتنﻬﺎض اﻟﻬمم واﻟتحر�ض ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻤﺔ اﻟدوﻟﺔ:
ﻧﻲ
وﻗد اﻨت�ﻪ ﻟﻬذا اﻟواﺠب �سبب رؤ�ﺎ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �مﺎ ﺘوﻟﻰ ﻫو ﺒ�ﺎﻨﻪ ﻓﻲ ﻨوﻨیتﻪ .ﻋﻠمﺎ �ﺄﻨﻪ
ﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻤن رآﻨﻲ ﻓﻲ اﻟمنﺎم ﻓسیراﻨﻲ ﻓﻲ اﻟ�ﻘظﺔ وﻻ ﯿتمثﻞ اﻟش�طﺎن ﺒﻲ«.
وﻗﺎل اﻟش�ﺦ ﻓﻲ ﻨظم ﺨﻠیﻞ:
ﻟكنﻬﺎ اﻟرؤ� ـ ـﺎ ﺘسر ﻤـن رأى وﻻ ﺘﻐر ،ﻤث ـﻞ ﺴ ـ ـر ﻤن رأى
ﻗﺎل �صﻒ اﻟصحﺎ�ﺔ:
ﻓﺄﻤﺎ �ﺎﻟنﻬ ـ ـﺎر ﻓﺄﺴ ــد ﻏﺎب ورﻫب ـ ــﺎن إذا ﻤـﺎ �ظﻠمــوﻨﺎ
وﻨحن ﻤﻊ اﻟنبـ ـﻲ ﻤجـﺎﻫ ــدوﻨﺎ ﻤن اﻟﻘوم اﻟذﯿـ ـن ﻟ�سـت ﻓیﻬـم
ﺸﻌﺎ ار أﺤم ار ﻟمﺎ اﺴتجـ ـ ـﺎﺒوا ﻷﺤمر ﻤثﻠـ ـﻪ ﻤستشﻌـ ـ ـر�نﺎ
ﺘﻌﺎدل رؤ�ـ ـﺔ اﻟمست�ﻘظین ـ ــﺎ ﻓﻬمت �من رأﯿت ورب رؤ� ـ ـﺎ
و�ستنﻬض اﻟش�ﺦ اﻟﻬمم:
وﻤن �مﻠق ﯿـداﺌن أو ﯿتﺎﺠ ـ ـر وﻟسنﺎ ﻟﻠسـ ـ ـؤال �مﻘتنین ـ ـﺎ
170
�ﻘین ـ ـﺎ ذاك ﺨﻠـق ﺸنﻔــري ﻋﻠﻰ اﻟﻌ ـ ـﻼت ﻤصطحبـﺎ �ﻘینـﺎ
وﺘنكؤﻨﺎ ﺒنـ ـﺎت اﻟدﻫ ــر أي ﻤن اﻷﻗ ـ ـوام ﻟم ﺘنكﺄﻩ ﺤینـ ــﺎ
و�ن ﺘنزل ﺒنﺎ ﺘن ـ ـزل �شﻌـب ﻷﻨواع اﻟخط ـ ـوب ﻤجـ ـر�ینﺎ
رﺠﺎل ﺤول ﻤك ـ ـﺔ ﻤسنت ــوﻨﺎ ﻓﺄﻛرم ﺒﻠ ـ ـدة وﻤج ــﺎور�ﻬﺎ
واﻷﺸرم ﻓیﻠﻪ رﻫبت ﻗـر� ـ ـش ﻓﻠم �شرف ﻋﻠیﻬ ـ ـﺎ اﻷﺸــرﻤوﻨﺎ
وﻤﺎزﻟت أﻋﺎﺠ ـ ـم �ﻞ ﻗطــر ﻋﻠﻰ ﻋرب اﻟجز� ـ ـرة ﻏــﺎﻟبینﺎ ا
ﻓراﻋنـﺔ ،و�یـ ـت اﻟق�صـ ـر�نﺎ أﻛﺎﺴـ ـرة ﻤمﻠك ـ ـﺔ وﺠنـد
وﻓتﺢ اﻟشﺎم ﺤمـ ـص وﻗنس ـر�نﺎ إﻟﻰ ﻓتﺢ اﻟﻌراق وﻤصر ﻗﻬ ـ ـ ار
إﻟﻰ أن �ﻘول:
و�نﺎ ﺨﺎطبیـن �كــﻞ ﻤﻬ ـ ـر ﻷ�كـ ـ ـﺎر اﻟﻌﻠـﻰ وﻤخببینــﺎ
ﻟ�ﺎﻟﻔﻬﺎ أﻏیﻠمـ ــﺔ ﺼﻐ ـ ـﺎر ﻛمﺎ ﻗوﻤت ﻓﻲ اﻟﻠی ـ ـن اﻟﻐصـوﻨﺎ
إﻟﻰ أن �ﻘول ﻤشی ار ﻟحدﯿث ﺤذ�ﻔﺔ اﻟمتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﺤین ﺴﺎل ﻋن اﻟشر ﻤخﺎﻓﺔ أن ﯿدر�ﻪ واع�ﺎ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻟوﻗت
ﻟﻠجﻬﺎد:
وﻨﻌﻠم أن �ﻌد اﻟخیـ ـ ـر ﺸـ ار و�ﻌد اﻟشر ﺨی ـ ـ ار ﻤﺎ �ﻘین ــﺎ
اﻟ
ﻛمﺎ ﻨﺎﻤت ﺠ ــدود اﻷوﻟین ـ ـﺎ وﻨﻌـﻠـم أﻨﻪ ﺴین ــﺎم ﺠ ـ ـد
ﻣﻌ
وأﻻ ﺸـ ـ ـﻲء إﻻ ﷲ ﺒ ــﺎق وأن اﻟدﻫ ـ ـر ﯿ�ﻘﻰ ﻤنجن ــوﻨﺎ
ﮭد
وﻻ وﻗﻊ اﻟﻘنـ ـ ـﺎ �مح ــرﻤینﺎ وﻟ�س اﻷﻛرﻤ ـ ـون ﻋﻠﻰ اﻟﻠ�ﺎﻟﻲ
وﻗد ﺤرﻤوا اﻟت ـ ـﻌزز �ﻌتﻠیﻬـم ﻤن اﻷﻋـ ـ ـراب أﺴﻔﻞ ﺴـﺎﻓﻠینﺎ
اﻟﺗ
�ﻔﻌــﻞ اﻟﻐﺎﻨی ـ ـﺎت ﻤكــﻠﻔینﺎ وﻀﺎﻋت ﻨسوة ﻨكحت رﺠ ـ ـﺎﻻ
رﺑو
إﻟﻰ أن �ﻘول ﻤستنك ار ﺘﻌﻠیق ﺘدر�س �ﺎب اﻟجﻬﺎد ،وﻤﻔندا ذراﺌﻊ ذﻟك:
و�ﻘ أر �ﻠكم ��م ـ ـﺎ ﺘكوﻨ ـوا ﺴواء ﻟﻠجﻬـ ــﺎد ﻤﻌطﻠی ـ ـنﺎ ﻓو�ﻞ اﻟﻘﺎرﺌین وﻤﺎ اﺴتﻘﺎﻤ ـ ـوا وو�ﻞ
وط
ﻤن أوﺼﺎف اﻟیﻬود ٍم اﻟكتــﺎب اﻟكﺎﺘبین ـ ـﺎ وﻗﺎل ﷲ) :ﺘحسبﻬم ﺠم�ﻌ ـ ـﺎ(
اﻟﻐ ـ ـﺎدر�نﺎ وﻗﻠتم ﻻ ﺠﻬ ـ ـﺎد ﺒـﻼ إﻤــﺎم ﻨ�ﺎ�ﻌﻪ ﻓﻬ ـ ـﻼ ﺘنصبـ ــوﻨﺎ وﻗﻠتم ﻻ إﻤﺎم ﺒـ ـ ـﻼ ﺠﻬــﺎد
ﻧﻲ
�ﻌـ ـززﻩ ﻓﻬــﻼ ﺘض ـر�وﻨﺎ إذا ﺠﺎء اﻟدﻟی ـ ـﻞ وﻓیــﻪ دور ﻛﻔ ـﺎ ردا ﻟﻘ ـ ــوم �ﻌﻘﻠوﻨﺎ
إﻟﻰ أن �ﻘول ﻤستﻌرﻀﺎ اﻟﻌبر اﻟتﺎر�خ�ﺔ واﻟواﻗﻊ اﻟمر�ر و�ﻤكﺎن ق�ﺎم اﻟدوﻟﺔ وﻨتﺎﺌﺞ ذﻟك:
أﺼب ار �ﻌد ﻋبـﺎد ﺒن ﺒـ ـ ـشر وﻗوم ﻓﻲ اﻟجﻬ ـ ـﺎد ﻤجدﻋینــﺎ
�ﻘتﻞ ﺠمﻌﻬ ـ ـم و�صﻠب ــوﻨﺎ ﺒنو اﻟع�ﺎس ﻤﺎ زاﻟوا � ـ ـراﻤﺎ
إﻟﻰ أن أدر�ـ ـوا ﺜـﺄ ار ﻟﻘـرن وﻤﺎ أدر�تم ﺜ ـ ـﺄ ار ﻗروﻨ ــﺎ
إﻟﻰ �م ﻗوﻟك ـ ـم ﻤستضﻌﻔـوﻨﺎ وأﻨتم ﻟﻠمﻌـ ـﺎﺼﻲ ﻓـﺎرﻏــوﻨﺎ
ﻟﻌـ ـﻞ ﷲ ﯿنﻌش ــﻪ ﺴنینــﺎ أﺜیروا اﻟﻐرب ﻗبﻞ ق�ﺎم ع�سـ ـﻰ
و�بدﻟكم ﻤكـ ـ ـﺎن اﻟذل ﻋـ از ودﯿنﺎ ﻏیـ ـر دﯿن اﻷﻋ ـزﻟینﺎ ﺘرى ﻟﻠشیب ﺼ ـ ـدا ﻋن
دﻋﺎﺌﻲ ﻛﺄﻨﻬ ــم وﻻﺌـ ـد �ﻔطمـوﻨﺎ وﻤﺎ ﻋمرو ﺒن �ﻠثـوم ﺒـ ـﺄوﻫﻰ ﻋدا ﻤنكم وأﻛثـ ـر
ﻨﺎﺼ ـر�نﺎ ﻓكم ﻤن ﻤؤﻤن ﺠﻠــد ﻗ ـ ـوي أﻀ�ﻊ ﺒـ ـﻼؤﻩ ﻓﻲ اﻟمــؤﻤنینﺎ ﺘرى اﻟ�طﻞ اﻟشجﺎع
ﻤمﻸة اﻟدﻤ ـﺎﻟﺞ واﻟب ـ ـر�نﺎ ﺴواء ﻓﻲ اﻟنكﺎ�ﺔ ﻏیر ط ـ ـرف وذات طﻔـ ـﻞ
أوﺠ ـ ـراء وأﺠ ار ﺘروع �ﻪ ﻗﻠــوب اﻟنﺎظـ ـر�نﺎ ﻤنﻌتم ﻤن ﺼﻌﺎﻟكك ـ ـم دﺜـو ار
171
اﻟسﺎ�ﻘینــﺎ ﺤذا ار ﻤن ﻤﻔﺎرﻗـﺔ اﻟﻐ ـ ـواﻨﻲ واﻷﻨﻌﺎم اﻟسـ ـواﺌم واﻟبنین ــﺎ ﻓسﺎووا ﻓﻲ اﻟمح�ﺔ
ﺒین ﻋی ـ ـن ﺘﻔﺎرﻗكم وأﺨـ ـرى ﺘوﻋــدوﻨﺎ ﺒوﻋد اﻟصدق ﻓﻲ ﺠنﺎت ﻋ ـ ـدن ﻓﻬﻞ أﻨت ـم
ﻟ ـﻪ �مصدﻗینــﺎ ورب ﻤﻼﻋب ط ـ ـرﻓﻲ ﻨﻬـﺎر ﻤن اﻟدار�ن أ�ك ـﺎ ار وﻋــوﻨﺎ وﻟكن ـ ـﻲ
ﻟحنظﻠﺔ اﻟﻐسیـ ـﻞ ﻤخﺎﻟﻔین ــﺎ رأﯿتكـ ــم ﺠم�ﻌﺎ
أﻤﺎ ﺘدرون� :ﻞ ﺒن ـ ـﻲ ﺘمیــم ﻤن اﻟصخر اﻟﻌظ�مﺔ �حمﻠـ ـوﻨﺎ و�ﻌجز �ﻌضﻬم ﻋنﻬ ـ ـﺎ
ﻋﻠﻰ ﻨصب وﻟ�سوا إذا اﺠتمﻌوا ﻋﻠیﻬﺎ �ﻌجـ ـزوﻨـﺎ �ذﻟك أﻨتم ﺤی ـ ـث اﺠتمﻌتــم
اﻟخﻠ�ﻔﺔ �ﻘـ ـدروﻨـﺎ ﻓینﻔﻲ ظﻠــم �ﻌضك ـ ـم ﻟ�ﻌض و�ﺎﻟحد اﻟمﻘـ ـﺎم ﺘطﻬ ــروﻨﺎ وﺘنصب
ﻓﻠستم �ﻌـ ـدﻩ ﺘتنـ ــﺎزﻋوﻨﺎ و�ضحﻰ أﻤر�م ﺸورى ﻟد�كـ ـم ﺤﺎﻛمﺎ �ﺎﻟح ـ ـق �ﻘضﻲ
وﺘتﻔﻘـ ـون ف�مــﺎ ﺘصنﻌــوﻨﺎ
وﻓﻲ اﻟختﺎم ﯿذ�ر �ﻘصﺔ أﺼحﺎب اﻟسبت إﻨذا ار ﻤن اﻻﺤت�ﺎل ﻓﻲ اﻟتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻊ دﻋوﺘﻪ ﻫذﻩ:
ﺜﻼث طـ ـواﺌﻒ �ﺎﻟس ــﺎﺒتینﺎ و�ﻻ �جد ﺸیئ ـ ـﺎ ﻓﻠتك ــوﻨوا
ﻟتسﻠم ﻓرﻗﺔ وﺘضـ ـﻞ أﺨــرى و�نظر ﻓﻲ ﺴكـ ـوت اﻟسﺎﻛتینـﺎ
اﻟ
اﻷﺴئﻠﺔ:
ﻣﻌ
(1ﻓﻲ ﻨظم ﺨﻠیﻞ ﻟﻠش�ﺦ ﻤحمد اﻟمﺎﻤﻲ:
ﮭد
وأﻟﻒ ﺜﻌﻠب �ﻘودﻫﺎ أﺴـد ﺨیر ﻤن أﻟﻒ أﺴد إن ﻟم ﺘـﻘد
اﻟﺗ
ﺘوﺴﻊ ﻓﻲ ﻤوﻀوع ﻫذا اﻟبیت ،ﻤﻘﺎرﻨﺎ ﺒین اﻟﻔراغ اﻟس�ﺎﺴﻲ وق�ﺎم اﻟدوﻟﺔ.
رﺑو
ﻤﺎذا �ﻌنﻲ؟
ﻟﻪ أﻫﻞ اﻟشر�ﻌ ـ ـﺔ ﯿنكروﻨـﺎ (4ﻗﺎل :وﻨخذل ﻤن أﺘﻰ ﻤنﺎ �ﺄﻤ ـ ـر
وط
172
اﻟدرس : 35
اﻟمختﺎر ﺒن ﺒوﻨﻪ
)ﻨزﻋتﻪ اﻟكﻼﻤ�ﺔ واﻷﺼوﻟ�ﺔ(
أوﻻ :ﺘﻌر�ﻔﻪ:
ﻫو اﻟمختﺎر ﺒن ﻤحمد ﺴﻌید )ﺒوﻨﻪ( اﻟمﻌروف �ﺎﻟمختﺎر ﺒن ﺒوﻨﻪ ،ﻋﺎﻟم ﺠﻠیﻞ �ﻌتبر ﻤن أﺒرز اﻟنحﺎة ﻓﻲ
ﺒﻼد ﺸنق�ط.
وﻟد ﺴنﺔ 1080ﻫـ1669/م وﺘوﻓ ـﻰ ﺴنﺔ 1220ﻫـ1805/م.
وﺤسب اﻟد�تور ددود ﺒن ﻋبد ﷲ ﻋن ﺼﺎﺤب اﻟوﺴ�ط» :وﻟمﺎ ظﻬر اﺒن ﺒوﻨﻪ واﻨتشر ذ�رﻩ أﻗبﻞ اﻟنﺎس
�ﻔدون إﻟ�ﻪ ﻤن �ﻞ ﺠﻬﺔ ،وأراﻫم اﻟطر�ق اﻟنﺎﻓﻊ ﻓﻲ اﻟتﻌﻠ�م«.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد ﺜﺎﻨ�ﺎ :ﻨشﺄﺘﻪ وطﻠ�ﻪ ﻟﻠﻌﻠم:
اﻟروا�ﺎت اﻟمتوﻓرة ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻨشﺄ ﻓﻲ ﺒیت ﻋﻠم وﺘر�ﻰ ﻓﻲ ﺒیئﺔ أدب وﺼﻼح اﻷﻤر اﻟذي �ون اﻟشخص�ﺔ
اﻟﺗ
اﻟسو�ﺔ ﻟد�ﻪ وأﻋﺎﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟتوﺠﻪ اﻟسﻠ�م ﻨحو اﻟﻌﻠم واﻟمﻌرﻓﺔ ،و�ذ�ر �ﻌض ﻤن ﺘرﺠموا ﻟﻪ أن ﺒداﯿتﻪ ﻓﻲ اﻟتﻌﻠم �ﺎﻨت
رﺑو
ﻛﻠیﻠﺔ ،ﺜم ﻤﺎ ﻟبث أن ﻓتﺢ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ أﺒواب اﻟﻌﻠم وﻨور �صیرﺘﻪ وﺸرح ﺼدرﻩ ﻟﻔﻬم اﻟﻌﻠم واﺴت�ﻌﺎ�ﻪ ،وﺘحكﻰ ﻋن
أﺴ�ﺎب اﻟﻔتﺢ ﻋﻠ�ﻪ ﺤكﺎ�ﺎت ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻤن اﻟﻘصص اﻟتﻲ دأب اﻟنﺎس ﻓﻲ اﻟبیئﺔ اﻟتﻘﻠید�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻨسجﻬﺎ ﻟﻠتﻬو�ﻞ ﻋندﻤﺎ
ي اﻟ
ﯿتﻌﻠق اﻷﻤر �ﺎﻟصﻼح واﻟوﻻ�ﺔ ﻤﻊ أﻨﻪ ﻻ إﻨكﺎر ﻟﻔضﻞ ﷲ وﻻ ﻤﺎ ﻗد �خص �ﻪ �ﻌض ع�ﺎدﻩ ﻤن ﺨوارق.
وط
وﻗد اﺘﻔق اﻟمتت�ﻌون ﻟسیرة اﺒن ﺒوﻨﻪ أﻨﻪ أﺨذ اﻟﻌﻠم ﻋن ﺠمﻠﺔ ﻤن ﻋﻠمﺎء اﻟبﻠد وﻟم ﺘﻌرف ﻟﻪ رﺤﻠﺔ ﺨﺎرج
ﻧﻲ
اﻟﻘطر وﻫو ﻤﺎ �ﻌنﻲ أﻨﻪ وﺠد ﻤن اﻟمشﺎ�ﺦ ﻤﺎ �كف�ﻪ ﻟتحصیﻞ أﻛثر اﻟﻌﻠوم اﻟمتداوﻟﺔ ﻓﻲ زﻤنﻪ ﺤیث أﺨذ ﻋن
اﻟمختﺎر ﺒن �ﺎ�ﺎﻩ ،واﻟﻔﻎ اﻟمختﺎر اﻟحسنیین واﻟمختﺎر ﺒن ﺤبیب اﻟجكنﻲ� ،ﻤحمد ﺒن ﺒوﺤمد اﻟمجﻠسﻲ واﺒنﻪ اﻟبدوي،
وﺨد�جﺔ ﺒنت اﻟﻌﺎﻗﻞ وﻏیرﻫم.
اﻟمنﺎرة واﻟر�ﺎط ص .530
و�ذ�ر ﻤن ﻤشﺎ�خﻪ ﺸ�ﺦ ﻤن ﻋﻠمﺎء أوﻻد د�مﺎن ﻟم ﯿذ�ر اﻟمصدر اﺴمﻪ رﻏم أﻨﻪ ﻤن اﻟواﻀﺢ �وﻨﻪ ﻤن أﻫم
ﻤشﺎ�خﻪ ،ﻟمﺎ ﯿذ�ر أن ﻨحوا ﻤن أر�ﻌین طﺎﻟ�ﺎ ﻤمن ﺸﺎر�وﻩ ﻓﻲ اﻟتﻠﻘﻲ ﻋن ﻫذا اﻟش�ﺦ ﺼحبوﻩ ﻋﺎﺌدا ﻤن ﻋندﻩ
و�ﺎن ﻫؤﻻء اﻟطﻼب ﻤن اﻷﺴس اﻟتﻲ ﻗﺎﻤت ﻋﻠیﻬﺎ ﻤحظرة اﺒن ﺒوﻨﻪ اﻟﻌﻠم�ﺔ.
173
وﻟم ﯿترك اﻟمختﺎر ﺒن ﺒوﻨﻪ ﻓنﺎ ﻤن اﻟﻔنون اﻟمحظر�ﺔ ﻓﻲ زﻤنﻪ إﻻ ﻗﺎم ﺒتدر�سﻪ ﻟطﻼ�ﻪ ،واﻟجدﯿر �ﺎﻟمﻼﺤظﺔ
أن اﻟنصیب اﻷوﻓر ﻤن اﻫتمﺎم اﻟمختﺎر ﺒن ﺒوﻨﻪ �ﺎن ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر��ﺔ )ﻨحوﻫﺎ وﺼرﻓﻬﺎ و�ﻼﻏتﻬﺎ وأدﺒﻬﺎ( ،وﻟﻌﻞ ﻤرد
ذﻟك إﻟﻰ اﻟمیﻞ اﻟذاﺘﻲ واﻟﻘنﺎﻋﺔ اﻟشخص�ﺔ �ﺄﻫمیتﻬﺎ ﻓﻲ اﻟتكو�ن اﻟﻌﻠمﻲ.
وﻤمﺎ ﯿؤ�د اﻗتدارﻩ اﻟﻌﻠمﻲ أﻨﻪ ﻟم ﯿترك ﻓنﺎ إﻻ ﻨظم ف�ﻪ ﻨظمﺎ ﺴع�ﺎ إﻟﻰ ﺘسﻬیﻞ اﻟﻌﻠوم وﺘﻘر�بﻬﺎ ﻟتﻼﻤذﺘﻪ أﻛثر
ﻤن اﻫتمﺎﻤﻪ ﺒتجدﯿد اﻟمضمون اﻟمنﻬجﻲ ﻟتﻠك اﻟﻌﻠوم ﻋﻠﻰ ﻨحو ﻤﺎ ر�ز ﻋﻠ�ﻪ اﻹﺼﻼﺤیون ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻟمتﺄﺨرة.
وﻻ ﯿزال ﻋﻠمﺎء اﻟشنﺎﻗطﺔ إﻟﻰ ﯿوﻤنﺎ ﻫذا �شیدون �ﻔضﻠﻪ و�ﻤﺎﻤتﻪ وأﺴتﺎذﯿتﻪ اﻟم�ﺎﺸرة وﻏیر اﻟم�ﺎﺸرة ﻟمن أﺘﻰ
�ﻌدﻩ ﻤن اﻟطﻼب واﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ اﻟﻘطر اﻟمور�تﺎﻨﻲ.
وﺘﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﯿد�ﻪ ﻤﺎ ﻻ �حصﻰ �ثرة ﻤن اﻟطﻼب ،ﺤتﻰ أن أر�ﺎن اﻟنﻬضﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ واﻟذﯿن ﺘر�ﻌوا ﻋﻠﻰ ﻋرش
اﻟ
اﻷﺴتﺎذ�ﺔ ﻤن �ﻌدﻩ �كﺎد �كون ﺠم�ﻌﻬم ﻤن ﺘﻼﻤیذﻩ.
ﻣﻌ
ﮭد
وﻤن أﺸﻬر ﺘﻼﻤذﺘﻪ اﻟذﯿن ﻻ ﯿ ازل ﻟﻬم وﻟمؤﻟﻔﺎﺘﻬم ذ�ر وﺼیت :اﻟش�ﺦ ﻋبد ﷲ ﺒن اﻟطﺎﻟب أﺤمد اﻟﻘﻼوي
ﺼﺎﺤب ﻤنظوﻤﺔ »ﺒوطﻠ�حﺔ« اﻟتﻲ ﺒین ﻓیﻬﺎ �تب اﻟمذﻫب اﻟمﺎﻟكﻲ وﻤراﺘبﻬﺎ وﻤدى اﻻﻋتمﺎد ﻋﻠیﻬﺎ وﻤﺎ ﯿتﻌﻠق
اﻟﺗ
ﺒذﻟك ﻤن ﻤﻬمﺎت.
رﺑو
ي اﻟ
و�ذا اﻟش�ﺦ ﺴیدي ﻋبد ﷲ ﺒن اﻟحﺎج إﺒراه�م اﻟﻌﻠوي ﺼﺎﺤب »ﻤراﻗﻲ اﻟسﻌود« وﺸرﺤﻪ »ﻨشر اﻟبنود« ﻓﻲ
ﻓن اﻷﺼول وﻏیرﻫمﺎ ﻤن اﻟكتب.
وط
وﻤنﻬم أ�ضﺎ اﻟش�ﺦ ﻤحنض �ﺎب ﺒن أﻋبید اﻟد�مﺎﻨﻲ ﺼﺎﺤب اﻟمنظوﻤﺔ اﻟمطوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺼول اﻟمسمﺎة ﺒـ
ﻧﻲ
�ﻌض آﺜﺎرﻩ:
أﻤﺎ ﻋن ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ اﻟتﻲ ﺨﻠﻔﻬﺎ ،و�ﺎن ﻟﻬﺎ أﺜر �بیر ﻓﻲ إﻨﻌﺎش اﻟنﻬضﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ ﻓﻲ ﻋصرﻩ وف�مﺎ �ﻌدﻩ؛ ﻓﺄﻫمﻬﺎ
اﺤمرار أﻟف�ﺔ اﺒن ﻤﺎﻟك وطرﺘﻬﺎ.
174
وﻗد ﺠمﻊ – رﺤمﻪ ﷲ -ﻓﻲ اﺤم اررﻩ ﻫذا ﺒین »اﻷﻟف�ﺔ« و»اﻟتسﻬیﻞ« ﻻﺒن ﻤﺎﻟك؛ ﻟذﻟك ﺴمﺎﻩ ﺒـ »اﻟجﺎﻤﻊ
ﺒین اﻟتسﻬیﻞ واﻟخﻼﺼﺔ« ،وﻗد ﻗﺎم �شرﺤﻪ اﻟﻌﻼﻤﺔ ﻋبد اﻟودود اﻷﻟﻔﻐﻲ اﻟشنق�طﻲ ﻓﻲ �تﺎب ﺴمﺎﻩ »روض
اﻟحرون ﻋﻠﻰ طرة اﺒن ﺒوﻨﻪ«.
وﻤنﻬﺎ أ�ضﺎ ﻨظم ﻤطول ﺠدا ﺴمﺎﻩ »وﺴیﻠﺔ اﻟسﻌﺎدة« ﺠمﻊ ف�ﻪ ﺒین ﺘﺂﻟ�ف ﺨمسﺔ ﻟﻺﻤﺎم ﻤحمد ﺒن ﯿوﺴﻒ
اﻟسنوﺴﻲ – رﺤمﻪ ﷲ ،-ﺜم ﻗﺎم �شرﺤﻪ ﻓﻲ ﻤجﻠد ﻀخم.
وﻤنﻬﺎ أ�ضﺎ ﻨظم ﻤتوﺴط ﺴمﺎﻩ »ﺘحﻔﺔ اﻟمحﻘق ﻓﻲ ﺤﻞ ﻤشكﻼت ﻋﻠم اﻟمنطق« ﻨظم ف�ﻪ ﻤختصر اﻹﻤﺎم
اﻟسنوﺴﻲ أ�ضﺎ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟمنطق ،وﻫو ﻨظم ﺠید ﻓﻲ �ﺎ�ﻪ.
وﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺼول ﻨظم ﻤطول اﺴمﻪ »ﻤبﻠﻎ اﻟمﺄﻤول ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد ﻤن اﻷﺼول« ﻨظم ف�ﻪ ﺠمﻊ اﻟجواﻤﻊ
اﻟ
ﻟﻠس�كﻲ –رﺤمﻪ ﷲ ،-ﺜم ﺸرح اﻟنظم �ﻠﻪ ﺸرﺤﺎ وﺠیزا.
ﻣﻌ
ﮭد
وﻟﻪ ﻤؤﻟﻔﺎت أﺨرى ﻏیر ﻫذﻩ؛ ﺘدل ﻋﻠﻰ ﺘنوع اﻫتمﺎﻤﺎﺘﻪ اﻟﻌﻠم�ﺔ ،وﺘبین ﻤﻘدار ﻤشﺎر�تﻪ ﻓﻲ ﺸتﻰ اﻟﻔنون
واﻟمﻌﺎرف� ،مﺎ أن ﻟﻪ ﺸﻌ ار �ثی ار ﻓﻲ أﻛثر أﻏراض اﻟشﻌر ﻤمﺎ ﺴوى اﻟنظم اﻟتﻌﻠ�مﻲ.
اﻟﺗ
رﺑو
أﻤﺎ اﻟنزﻋﺔ اﻟكﻼﻤ�ﺔ واﻷﺼوﻟ�ﺔ ﻋند اﺒن ﺒوﻨﻪ ف�ﻘول ددود ﺒن ﻋبد ﷲ ﻓﻲ أطروﺤتﻪ اﻟسﺎ�ﻘﺔ اﻟذ�ر» :ﻟم �كن
ﻤ�حث اﻟﻌﻘیدة ﻤن اﻟم�ﺎﺤث اﻟواﺴﻌﺔ اﻻﻨتشﺎر �منطﻘﺔ ﺸنق�ط وﻤﺎ ﯿﻠیﻬﺎ ﻤن ﺒﻼد اﻟسودان ﻗبﻞ اﻟنصﻒ اﻟثﺎﻨﻲ ﻤن
وط
ﻤﻘتصر ﻋﻠﻰ
ا اﻟﻘرن اﻟحﺎدي ﻋشر ﺤسب ﻤﺎ وﻗﻔنﺎ ﻋﻠ�ﻪ ﺤتﻰ اﻵن ،واﻟظﺎﻫر أن درس ﻋﻠم اﻟكﻼم ﻟﻬذا اﻟﻌﻬد �ﺎن
اﻟمﻘدﻤﺔ اﻟﻌﻘد�ﺔ اﻟموﺠودة ﻓﻲ ﺼدر رﺴﺎﻟﺔ اﺒن أﺒﻲ ز�د اﻟﻘیرواﻨﻲ اﻟمتوﻓﻰ ﻓﻲ 550ﻫـ«.
ﻧﻲ
و�ذ�ر أن اﻟمدرﺴﺔ اﻟكﻼﻤ�ﺔ »إﻨمﺎ ﺒﻠﻐت أﺸدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﯿد اﻟمختﺎر ﺒن ﺴﻌید )اﺒن ﺒوﻨﻪ( اﻟجكنـﻲ )ت
1220ﻫـ 1805 -م( ﻓﻘد ﺘخرﺠت ﻋﻠﻰ ﯿد�ﻪ ط�ﻘﺎت ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء اﻟمتضﻠﻌین ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟكﻼم ،ﻤن أﻤثﺎل ﺤرﻤﻪ ﺒن
ﻋبد اﻟجﻠیﻞ اﻟﻌﻠوي وﻤوﻟود ﺒن أﺤمد اﻟجواد اﻟ�ﻌﻘو�ﻲ وﻏیرﻫمﺎ«.
ووﻀﻊ اﺒن ﺒوﻨﻪ ﻤؤﻟﻔﺎت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔن أﺸﻬرﻫﺎ )وﺴیﻠﺔ اﻟسﻌﺎدة( اﻟتﻲ ﻟخص ﻓیﻬﺎ ﺘواﻟ�ف اﻟسنوﺴﻲ اﻟخمسﺔ
ﻤﻊ ز�ﺎدة.
ﻛمﺎ اﻫتم �ﻌﻠم اﻷﺼول ﺤیث ﻨظم )ﺠمﻊ اﻟجواﻤﻊ( ﻟﻠس�كﻲ ﺜم ﺸرح اﻟنظم ﺸرﺤﺎ وﺠی از وﻟﻪ ﻨظم آﺨر �ﻌتﻘد
أﻨﻪ اﺨتصر �ﻪ ﻨظمﻪ ﻤبﻠﻎ اﻟمﺄﻤول وزاد ﻋﻠ�ﻪ.
175
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤن ﻫو اﻟمختﺎر ﺒن ﺒوﻨﻪ؟
– 2ﻤﺎذا ﺘﻌرف ﻋن ﻨشﺄﺘﻪ ودراﺴتﻪ وﺘدر�سﻪ؟
– 3اذ�ر �ﻌض ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ ذات اﻟصﻠﺔ ﺒنزﻋتﻪ اﻟكﻼﻤ�ﺔ واﻷﺼوﻟ�ﺔ.
– 4اذ�ر �ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء اﻷﺠﻼء اﻟذﯿن أﺨذوا ﻋن اﺒن ﺒوﻨﻪ.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
176
اﻟدرس : 36
ﻫو اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﻟمختﺎر ﺒن اﺤمد ﺒن أﺒﻲ �كر اﻟكنتﻲ ،وﻟد ﺴنﺔ 1142ﻫـ 1730م ﻓﻲ ﻤكﺎن ﯿدﻋﻰ
ﻛثیب أوﻏﺎل ،ﻤن اﻷطراف اﻟشرق�ﺔ ﻟبﻼد ﺸنق�ط ﺠنوب اﻟصحراء اﻟكبرى وﻓﻲ اﻟﻘسم اﻟمﻌروف �ﺄزواد ،وﻫﻲ اﻵن
ﺘﺎ�ﻌﺔ إدار�ﺎ ﻟجمﻬور�ﺔ ﻤﺎﻟﻲ ،وﻫﻲ ﻤنطﻘﺔ ﺼحراو�ﺔ ﻗﺎﺤﻠﺔ ﻻ ﯿوﺠد ﻓیﻬﺎ اﻵن ﻋمران �سبب اﻟجﻔﺎف اﻟسﺎﺌد ﻓﻲ
ﻏرب إﻓر�ق�ﺎ ،إﻻﻨﻬﺎ �ﺎﻨت ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟش�ﺦ ﻤﻠیئﺔ �ﺎﻟح�ﺎة واﻟنشﺎط اﻹﻨمﺎﺌﻲ .
ﯿنتسب اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﻟمختﺎر إﻟﻰ ﻗبیﻠﺔ �نتﺔ إﺤدى اﻟق�ﺎﺌﻞ اﻟﻌر��ﺔ اﻟمنتشرة ﻓﻲ ﻏرب إﻓر�ق�ﺎ ،و�رﺠﻊ ﻨسبﻬﺎ
إﻟﻰ ﻋق�ﺔ ﺒن ﻨﺎﻓﻊ اﻟﻔﻬري ﻓﺎﺘﺢ إﻓر�ق�ﺎ .
اﻟ
وﻟم ﯿنجب اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﻟمختﺎر إﻻ وﻟدا واﺤدا ﻫو اﻟش�ﺦ ﺴیدي ﻤحمد
ﻣﻌ
وﻗد ﻨشﺄ اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﺤمد اﻟمختﺎر ﻓﻲ وﺴط ﺜﻘﺎﻓﻲ رف�ﻊ اﻟمستوى ،و�ﺎﻨت ﻤخﺎﯿﻞ اﻟذ�ﺎء �ﺎد�ﺔ ﻋﻠ�ﻪ ﻤن
ﮭد
ﺼﻐرﻩ ،و�ﺎﻨت أﺴرﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻨب �بیر ﻤن اﻟﻌﻠم واﻟصﻼح.
طﻠ�ﻪ ﻟﻠﻌﻠم:
اﻟﺗ
رﺑو
درس اﻟش�ﺦ اﻟﻘرآن ﻓﻲ ﻤح�ط أﺴرﺘﻪ ،وﻟمﺎ ﺒﻠﻎ اﻟثﺎﻤن ﻋشرة ﻤن ﻋمرﻩ ﺘﺎﻗت ﻨﻔسﻪ إﻟﻰ اﻟمز�د ﻤن اﻟمﻌرﻓﺔ،
ﻓترك أﻫﻠﻪ و�دأ ﯿنتﻘﻞ ﻤن ﻤكﺎن إﻟﻰ ﻤكﺎن �حثﺎ ﻋن اﻟﻌﻠم واﻟمﻌرﻓﺔ ﺤتﻰ وﺠد ﻀﺎﻟتﻪ ﻓﻲ اﻟمر�ﻲ اﻟكبیر ﺴیدي
ي اﻟ
ﻋﻠﻲ ﺒن اﻟنجیب وﻋنﻪ أﺨذ اﻟكثیر ﻤن اﻟﻌﻠوم اﻟشرع�ﺔ واﻟﻌر��ﺔ� ،مﺎ أﺨذ ﻋنﻪ اﻟطر�ﻘﺔ اﻟﻘﺎدر�ﺔ وأﺼول اﻟتر��ﺔ،
وﻫو اﻟذي ﻟﻌب اﻟدور اﻟرﺌ�س ﻓﻲ ﺘكو�ن ﺸخصیتﻪ اﻟروﺤ�ﺔ واﻟﻌﻠم�ﺔ ف�مﺎ �ﻌد.
وط
و�بدو أن وﻓﺎة واﻟد�ﻪ ﻓﻲ وﻗت ﻤ�كر ﻤن ﺤ�ﺎﺘﻪ ـ أﻤﻪ ﺘوﻓیت ﻓﻲ ﺴنتﻪ اﻟخﺎﻤسﺔ وﺘوﻓﻲ أﺒوﻩ ﻓﻲ ﺴنتﻪ اﻟﻌﺎﺸرة
ـ ﻗد وﻟد ﻋندﻩ إرادة ﻓﻲ اﻗتحﺎم اﻟمجﺎﻫیﻞ ور�وب اﻟصﻌﺎب
ﻧﻲ
وﻗد ﻋﺎد اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﻟمختﺎر ﻤن رﺤﻠتﻪ اﻟﻌﻠم�ﺔ اﻟشﺎﻗﺔ ﻋﺎﻟمﺎ �ﺎﻟشر�ﻌﺔ ﻋﺎرﻓﺎ �ﺎﻟحق�ﻘﺔ زع�مﺎ ﻟﻠطر�ﻘﺔ
اﻟﻘﺎدر�ﺔ .
وﻗد ﺼﺎرت اﻟتﻌﺎﻟ�م اﻟتﻲ ﺤمﻠﻬﺎ �ﻞ ﻤن وﻓد إﻟ�ﻪ ﻤن أﺒرز اﻟﻌواﻤﻞ اﻟتﻲ ﺴﺎﻋدت ﻋﻠﻰ اﻨتشﺎ ار اﻹﺴﻼم ﻓﻲ
اﻗر�ق�ﺎ اﻟﻐر��ﺔ واﻟوﺴطﻰ.
ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ وﺘﻼﻤذﺘﻪ:
ﻟﻘد أﻟﻒ اﻟش�ﺦ اﻟكثیر ﻤن اﻟكتب ،ﻨذ�ر ﻤنﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل ﻻ اﻟحصر:
1ـ ﺘﻔسیر اﻟ�سمﻠﺔ
2ـ ﺒﻠوغ اﻟوﺴﻊ ﻋﻠﻰ اﻵ�ﺎت اﻟتسﻊ.
177
3ـ ﻫدا�ﺔ اﻟطﻼب.
4ـ ﻓتﺢ اﻟوﻫﺎب.
5ـ ﻓتﺢ اﻟودود ﻋﻠﻰ اﻟمﻘصور اﻟممدود
6ـ �شﻒ اﻟﻠ�س.
7ـ ﻨص�حﺔ اﻟمنصﻒ.
8ـ اﻻﺠو�ﺔ اﻟمﻬمﺔ.
9ـ زوال اﻷﻟ�ﺎس ﻓﻲ طرد اﻟش�طﺎن اﻟخنﺎس.
10ـ اﻟف�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻌر��ﺔ.
11ـ ﺤذوة اﻷﻨوار.
12ـ اﻟرﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟتصوف.
13ـ ﺸرح اﻟﻘصیدة اﻟف�ض�ﺔ ﻓﻲ اﻟتصوف.
اﻟ
أﻤﺎ ﺘﻼﻤذة اﻟش�ﺦ ،ﻓﻘد أﺨذ ﻋنﻪ ﺨﻼﺌق ﻻ �حصون ،وﻤن أﺸﻬر ﻤن اﺨذ ﻋنﻪ اﻟﻌﻠم وﻋن اﺒنﻪ اﻟش�ﺦ ﺴیدي
ﻣﻌ
اﺤمد ﻓﻲ اﻟﻐرب اﻟمور�تﺎﻨﻲ .
ﮭد 1ـ اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﻟكبیر ﺒن اﻟمختﺎر ﺒن اﻟﻬی�ﺔ.
2ـ اﻟش�ﺦ ﺴیدي ﻋبد ﷲ اﻟﻌﻠوي.
اﻟﺗ
3ـ اﻟش�ﺦ اﻟمصطﻔﻰ ﺒن اﻟﻌر�ﻲ.
رﺑو
178
ﺘوﻓﻲ اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﻟمختﺎر اﻟكنتﻲ رﺤمﻪ ﷲ ﯿوم اﻷر�ﻌﺎء اﻟخﺎﻤس ﻤن ﺸﻬر ﺠمﺎدى اﻷوﻟﻰ ﺴنﺔ 1226
ﻋن ﻋمر ﯿنﺎﻫز اﻟرا�ﻌﺔ واﻟثمﺎﻨین ) (84ﻗضﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم واﻟتﻌﻠ�م واﻟتﺄﻟ�ف واﻟتر��ﺔ ودﻓن ﻓﻲ ﻤك ـﺎن ﯿدﻋﻰ )ﺒو
اﻷﻨوار( ﺸمﺎل ﻤﺎﻟﻲ ﺤﺎﻟ�ﺎ وﺸرق ﻤور�تﺎﻨ�ﺎ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
1ـ ﻤن ﻫو اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﻟمختﺎر اﻟكنتﻲ ،وﻤﺎ ﻫو دورﻩ اﻟﻌﻠمﻲ واﻟروﺤﻲ؟
2ـ �ﺎن اﻟش�ﺦ ﺴیدي اﻟمختﺎر ﺤر�صﺎ ﻋﻠﻰ اﻟجمﻊ ﺒین اﻷﺼول واﻟﻔروع ،أﯿن ﯿتجﻠﻰ ذﻟك؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
179
اﻟدرس : 37
ﻫو اﻟش�ﺦ اﻟﻌﻼﻤﺔ ﻤحمد اﻷﻤین ﺒن ﻤحمد اﻟمختﺎر اﻟمﻌروف �ﺂ�ﻪ ﺒن اﺨطور اﻟجكنﻲ اﻟشنق�طﻲ وﻟد ﺴنﺔ
1325ﻫـ اﻟمواﻓق .1905
وﻨشﺄ آ�ﻪ ﯿت�مﺎ ﻓكﻔﻠﻪ أﺨواﻟﻪ وأﺤسنوا ﺘر�یتﻪ ،وﻓﻲ أﺤضﺎﻨﻬم درس ﻋﻠوم اﻟﻘرآن واﻟسیرة اﻟم�ﺎر�ﺔ واﻷدب
واﻟتﺎر�ﺦ ﻓكﺎن ذﻟك اﻟبیت ﻤدرﺴتﻪ اﻷوﻟﻰ .
اﻟ
ﻣﻌ
ﻟﻘد اﺘصﻞ آ�ﻪ �ﻌدد ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ ﺒﻠدﻩ ﻓﺄﺨذ ﻋنﻬم وﻨﺎل ﻤنﻬم اﻹﺠﺎزات اﻟﻌﻠم�ﺔ ،وﻋرف ﻋنﻪ اﻟذ�ﺎء
ﮭد
واﻟﻠ�ﺎﻗﺔ واﻻﺠتﻬﺎد واﻟﻬی�ﺔ ،اﺠتﻬد ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم ﻓﺄﺼ�ﺢ ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء اﻟ�ﺎرز�ن .
ﺘوﻟﻰ اﻟﻘضﺎء ﻓﻲ ﺒﻠدﻩ ﻓنﺎل ﺜﻘﺔ ﺤكﺎﻤﻬﺎ وﻤحكوﻤیﻬﺎ ،و�ﺎن ﻤن أواﺌﻞ اﻟمدرﺴین �ﺎﻟجﺎﻤﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﺴنﺔ
اﻟﺗ
1381ﻫـ ﺜم ﻋین ﻋضوا ﻓﻲ ﻤجﻠس اﻟجﺎﻤﻌﺔ� ،مﺎ ﻋین ﻋضوا ﻓﻲ ﻤجﻠس اﻟتﺄﺴ�س ﻟرا�طﺔ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺴﻼﻤﻲ،
رﺑو
�ﻘول ف�ﻪ اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﺒن اﺒراه�م ) :آ�ﻪ ﻤﻠﺊ ﻋﻠمﺎ ﻤن رأﺴﻪ إﻟﻰ اﺨمص ﻗدﻤ�ﻪ( وﻗﺎل أ�ضﺎ ف�ﻪ :ﻫو آ�ﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﻠم واﻟﻘرآن واﻟﻠﻐﺔ وأﺸﻌﺎر اﻟﻌرب.
ﻧﻲ
وﻗﺎل ﻋنﻪ اﻟش�ﺦ اﺒن �ﺎز :ﻤن ﺴمﻊ �ﻼﻤﻪ ﺤین ﯿتكﻠم ﻓﻲ اﻟتﻔسیر �ﻌجب �ثی ار ﻤن ﺴﻌﺔ ﻋﻠمﻪ واطﻼﻋﻪ
وﻓصﺎﺤتﻪ و�ﻼﻏتﻪ وﻻ �مﻞ ﺤدﯿثﻪ .
وﻗﺎل ﻋنﻪ اﻟﻌﻼﻤﺔ اﻷﻟ�ﺎﻨﻲ :ﻤن ﺤیث ﺠمﻌﻪ ﻟﻠكثیر ﻤن اﻟﻌﻠوم ﻤﺎ رأﯿت ﻤثﻠﻪ وﺸبﻬﻪ �ش�ﺦ اﻹﺴﻼم اﺒن
ﺘ�م�ﺔ.
180
وﻗﺎل ف�ﻪ اﻟش�ﺦ ﺤمﺎد اﻷﻨصﺎري >> :ﻟﻪ ﺤﺎﻓظﺔ ﻨﺎدرﻩ ﻗو�ﺔ ،و�ﻌتبر ﻓﻲ وﻗتﻪ ﻨﺎدرا<<.
وﻗد أﺨذ آ�ﻪ ﻋن ﻤجموﻋﺔ ﻤن ﻋﻠمﺎء ﺸنق�ط ﻨذ�ر ﻤنﻬم:
1ـ اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﺒن ﺼﺎﻟﺢ
2ـ اﻟش�ﺦ اﺤمد اﻷﻓرم ﺒن ﻤحمد اﻟمختﺎر اﻟجكنﻲ
3ـ اﻟش�ﺦ ﻤحمد ﺒن اﻟنﻌمﺔ ﺒن ز�دان
4ـ اﻟش�ﺦ اﺤمد ﻓﺎل ﺒن ادو اﻟجكنﻲ
5ـ اﻟش�ﺦ اﺤمد ﺒن ﻤود اﻟجكنﻲ.
ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻪ وﺘﻼﻤذﺘﻪ:
ﻟﻘد أﻟﻒ اﻟش�ﺦ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟمؤﻟﻔﺎت ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟمجﺎﻻت ﻨذ�ر ﻤنﻬﺎ .
1ـ اﻀواء اﻟب�ﺎن ﻓﻲ إ�ضﺎح اﻟﻘرآن �ﺎﻟﻘرآن
اﻟ
2ـ دﻓﻊ إﯿﻬﺎم اﻻﻀطراب ﻋن آ�ﺎت اﻟكتﺎب
ﻣﻌ
3ـ اﻷﺴمﺎء واﻟصﻔﺎت ﻨﻘﻼ وﻋﻘﻼ.
ﮭد 4ـ اﻟف�ﺔ ﻓﻲ اﻟمنطق
5ـ آداب اﻟ�حث واﻟمنﺎظرة
اﻟﺗ
رﺑو
وﻗد أﺨذ ﻋن اﻟش�ﺦ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء ﻤنﻬم ﻋﻠمﺎء ﺸنﺎﻗطﺔ ،وﻤنﻬم ﻋﻠمﺎء ﺴﻌودﯿون ﻨذ�ر ﻤنﻬم اﻟش�ﺦ
ﻋبد اﻟﻌز�ز ﺒن �ﺎز واﻟش�ﺦ ﻤحمد ﺼﺎﻟﺢ ﺒن اﻋث�مین وﻏیرﻫم �ثیر.
ﻧﻲ
ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ اﻟتﻔسیر:
ﻛﺎن آ�ﻪ رﺤمﻪ ﷲ ﯿتﻔﺎﻋﻞ �ثی ار ﻤﻊ دروس اﻟﻘرآن و�ظﻬر ﻟمن ﯿراﻩ و�سمﻌﻪ أﻨﻪ �ﻔسر و�تﻌجب و�خﺎف
و�حزن و�سر �حسب ﻤﺎ ﻓﻲ اﻵ�ﺎت ﻤن ﻤﻌﺎﻨﻲ
و�ﺎن ﯿرى أن اﺤسن ﻤﺎ �ﻔسر �ﻪ اﻟﻘرآن ﻫو اﻟﻘرآن وﻗد ﺴﺎر ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟمنﻬﺞ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ أﻀواء اﻟب�ﺎن ﻓﻲ
إ�ضﺎح اﻟﻘرآن �ﺎﻟﻘرآن.
181
وﻓﺎﺘﻪ:
ﺘوﻓﻲ آ�ﻪ رﺤمﻪ ﷲ �مكﺔ �ﻌد آداﺌﻪ ﻟﻔر�ضﺔ اﻟحﺞ ﻓﻲ اﻟسﺎ�ﻊ ﻋشر ﻤن ذي اﻟحجﺔ ﺴنﺔ 1393ﻫـ ،وﺼﻠﻲ
ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻲ اﻟمسجد اﻟحرام ،ودﻓن �مﻘبرة اﻟمﻌﻼة وﺼﻠﻲ ﻋﻠ�ﻪ ﺼﻼة اﻟﻐﺎﺌب �ﺎﻟمسجد اﻟنبوي اﻟشر�ف.
اﻷﺴئﻠﺔ:
1ـ ﻋرف آ�ﺔ �ﻐ ازرة اﻟﻌﻠم واﻟتﻔوق ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟجدل ،واﻓحﺎم اﻟخصوم وﻋدم اﻟتﻌصب .ﺒین ذﻟك �ﺎﻷﻤثﻠﺔ ؟
2ـ ﻟﻘد أوﺘﻲ آ�ﻪ ﻓﻬمﺎ ﻓﺎﺌﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟكر�م ،ﺒین ﻤنﻬجﻪ ﻓﻲ اﻟتﻔسیر؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
182
ﻧﻲ
وط
ي اﻟ
183
رﺑو
اﻟﻔﻘــﮫ
اﻟﺗ
ﮭد
ﻣﻌ
اﻟ
ﻧﻲ
وط
ي اﻟ
184
رﺑو
اﻟﺗ
ﮭد
ﻣﻌ
اﻟ
اﻟدرس :38
اﻟﻌدل ﺨﻼف اﻟجور وﻫو اﻟﻘصد ﻓﻲ اﻷﻤور و�ﻌنﻲ اﻟتوﺴط ﺒین اﻹﻓراط واﻟتﻔر�ط ،واﻟﻌداﻟﺔ ﺼﻔﺔ ﺘوﺠب
ﻤراﻋﺎﺘﻬﺎ اﻻﺤتراز ﻋمﺎ �خﻞ �ﺎﻟشرع أو اﻟمروءة ،واﻟﻌدل ﻤن أﺴمﻰ اﻟم�ﺎدئ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘكﻔﻞ ﻟﻠنﺎس أﻤنﻬم
واﺴتﻘرارﻫم وﺘحﻘق ﻟﻬم اﻟسﻌﺎدة واﻻطمئنﺎن ،وﻫو ﻤحمود ﻓﻲ اﻟدﻨ�ﺎ واﻵﺨرة وﻟﻪ ﺜمرات طی�ﺔ �ثیرة ،وﻗد ﻗﺎﻟوا :ﻋدل
اﻟسﻠطﺎن أﻨﻔﻊ ﻤن ﺨصب اﻟزﻤﺎن.
ﻓﺎﻟﻌدل ﯿرﻀﻲ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ و�جﺎزي ﷲ ﻋﻠ�ﻪ أﺤسن اﻟجزاء ،واﻹﻤﺎم اﻟﻌﺎدل �ظﻠﻪ ﷲ �ظﻠﻪ ﯿوم ﻻ ظﻞ إﻻ ظﻠﻪ
ﻛمﺎ ﻓﻲ ﺤدﯿث اﻟش�خین ،وﻓﻲ اﻟصح�ﺢ) :إن اﻟمﻘسطین ﻋند ﷲ ﻋﻠﻰ ﻤنﺎﺒر ﻤن ﻨور اﻟذﯿن �ﻌدﻟون ﻓﻲ ﺤكمﻬم
اﻟ
ﻣﻌ
وأﻫﻠیﻬم وﻤﺎ وﻟوا( رواﻩ ﻤسﻠم ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو.
ﮭد
واﻹﻨسﺎن اﻟﻌﺎدل �ع�ش �ر�مﺎ ﻤحبو�ﺎ وآﻤنﺎ ﻤطمئنﺎ.
واﻟﻌدل ﻋﺎﻤﻞ أﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ اﺴتﻘرار اﻟمجتمﻊ وﺘمﺎﺴكﻪ ،وﻋند ﻤﺎ �شﻌر �ﻞ ﻓرد ﺒنﻌمﺔ اﻟﻌدل �سود اﻷﻤن
اﻟﺗ
واﻻطمئنﺎن وﺘسﻠم اﻟنﻔوس ﻤن اﻟﻘﻠق واﻟحسد واﻟحﻘد و�زداد ﺤب اﻟشخص ووﻻؤﻩ ﻟوطنﻪ.
رﺑو
ﻓﺎﻟﻌدل ﯿدوم ﻤﻌﻪ اﻟمﻠك وﺘﻌمر اﻟدول وﺘنمو اﻷﻤوال .وﺘتحﻘق ﻤصﺎﻟﺢ اﻷﻓراد واﻟمجتمﻊ ،واﻟرع�ﺔ ﻻ
�صﻠحﻬﺎ إﻻ اﻟﻌدل ،وﻗد ﻗﺎﻟوا �ﺎﻟﻌدل واﻹﻨصﺎف ﺘكون ﻤدة اﻻﺌتﻼف ،وﻻ ﯿدوم اﻟمﻠك وﻻ اﻟﻌمران وﻻ اﻟدول ﻤﻊ
ي اﻟ
اﻟجور واﻟظﻠم ،و�ﻨمﺎ ﯿنتﺞ اﻟجور واﻟظﻠم اﻟخوف واﻟﻘﻠق واﻟترف ،ﻓﺎﻟظﻠم ﻤشؤوم وﻋواق�ﻪ ﺴیئﺔ ووﺨ�مﺔ ،واﻟﻌدل �ﻪ
ﻗﺎﻤت اﻟسمﺎوات واﻷرض واﻨتظم أﻤر اﻟخﻠ�ﻘﺔ ،وﻫو اﺴم ﻤن أﺴمﺎء ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﺎ� ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻻ �ظﻠم وﻻ �جور ،وﻗد
وط
أﻤر �ﺎﻟﻌدل وأوﺠ�ﻪ ورﻏب ف�ﻪ ،وﻨﻬﻰ ﻋن اﻟظﻠم وﺤذر ﻤنﻪ وﺤرﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﻔسﻪ وﻋﻠﻰ ع�ﺎدﻩ �مﺎ ﻓﻲ اﻟحدﯿث
ﻧﻲ
اﻟر�ﺎﻨﻲ اﻟصح�ﺢ ،وﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :إن ﷲ �ﺄﻤر �ﺎﻟﻌدل واﻹﺤسﺎن﴾ ﺴورة اﻟنحﻞ اﻵ�ﺔ ، 90وﻗﺎل﴿ :إن ﷲ �ﺄﻤر�م
أن ﺘؤدوا اﻷﻤﺎﻨﺎت إﻟﻰ أﻫﻠﻬﺎ و�ذا ﺤكمتم ﺒین اﻟنﺎس أن ﺘحكموا �ﺎﻟﻌدل﴾ ﺴورة اﻟنسﺎء اﻵ�ﺔ ، 58وﻗﺎل﴿ :ﻓﺈن
ﻓﺎءت ﻓﺄﺼﻠحوا ﺒینﻬمﺎ �ﺎﻟﻌدل وأﻗسطوا إن ﷲ �حب اﻟمﻘسطین﴾ ﺴورة اﻟحجرات اﻵ�ﺔ ، 9وﻗﺎل﴿ :وأﻤرت ﻷﻋدل
ﺒینكم﴾ ﺴورة اﻟشورى اﻵ�ﺔ 15وﻗﺎل ﴿ :وأن اﺤكم ﺒینﻬم �مﺎ أﻨزل ﷲ وﻻ ﺘت�ﻊ أﻫواءﻫم﴾ ﺴورة اﻟمﺎﺌدة اﻵ�ﺔ 51
وﻗﺎل﴿ :ﻗﻞ أﻤر ر�ﻲ �ﺎﻟﻘسط﴾ ﺴورة اﻷﻋراف اﻵ�ﺔ ، 28وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟتحذﯿر ﻤن اﻟظﻠم ﴿ :وﻗد ﺨﺎب ﻤن ﺤمﻞ
ظﻠمﺎ﴾ ﺴورة طﻪ اﻵ�ﺔ ،108وﻓﻲ اﻟصح�ﺢ) :ﻤﺎ ﻤن ﻋبد �سترع�ﻪ ﷲ رع�ﺔ �موت ﯿوم �موت وﻫو ﻏﺎش ﻟرﻋیتﻪ
إﻻ ﺤرم ﷲ ﻋﻠ�ﻪ اﻟجنﺔ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن ﻤﻌﻘﻞ ﺒن �سﺎر ،وﻓﻲ اﻟحدﯿث اﻟر�ﺎﻨﻲ�) :ﺎ ع�ﺎدي إﻨﻲ ﺤرﻤت اﻟظﻠم
ﻋﻠﻰ ﻨﻔسﻲ وﺠﻌﻠتﻪ ﺒینكم ﻤحرﻤﺎ( اﻟحدﯿث أﺨرﺠﻪ ﻤسﻠم ﻋن أﺒﻲ ذر.
185
وﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن أﺒﻲ ﻤوﺴﻰ" :إن ﷲ ﻟ�مﻠﻲ ﻟﻠظﺎﻟم ﺤتﻰ إذا أﺨذﻩ ﻟم �ﻔﻠتﻪ" ،ﺜم ﻗ أر ﴿و�ذﻟك أﺨذ ر�ك
إذا أﺨذ اﻟﻘرى وﻫﻲ ظﺎﻟمﺔ إن أﺨذﻩ أﻟ�م ﺸدﯿد﴾ ﺴورة ﻫود اﻵ�ﺔ ،102وﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم) :اﻟظﻠم ظﻠمﺎت
ﯿوم اﻟق�ﺎﻤﺔ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب.
ف�جب ﻋﻠﻰ �ﻞ ﻤسﻠم اﻟرﻀﺎ �حكم ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ واﻟتسﻠ�م ﻟﻘضﺎﺌﻪ ،واﻟﻌدل ﻤﻊ ﻨﻔسﻪ وﻤﻊ ﻏیرﻩ ،ﻓﻌدﻟﻪ ﻤﻊ ﻨﻔسﻪ
�كون �حمﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟمصﺎﻟﺢ و�ﻔﻬﺎ ﻋن اﻟمﻔﺎﺴد ،ﻓمن ظﻠم ﻨﻔسﻪ ﻓﻬو ﻟﻐیرﻩ أظﻠم ،وﻋدﻟﻪ ﻤﻊ ﻏیرﻩ �كون �ﺎﻤتثﺎل
أﻤر ﷲ واﺠتنﺎب ﻨﻬ�ﻪ و�ﻋطﺎء �ﻞ ذي ﺤق ﺤﻘﻪ ﻓﻔﻲ اﻟصح�ﺢ ) :ﻛﻠكم راع و�ﻠكم ﻤسؤول ﻋن رﻋیتﻪ (..اﻟحدﯿث،
ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن اﺒن ﻋمر ،وﻋند ﻤﺎ �ﻌدل اﻹﻨسﺎن ﻤﻊ ﻨﻔسﻪ وﻤﻊ ﻏیرﻩ و�ستق�م ﻓﻲ ﺴﻠو�ﻪ وأﻗواﻟﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ ﻓس�كون
ﻤطمئنﺎ وﺴﻌیدا ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :إن اﻟذﯿن ﻗﺎﻟوا ر�نﺎ ﷲ ﺜم اﺴتﻘﺎﻤوا ﻓﻼ ﺨوف ﻋﻠیﻬم وﻻ ﻫم �حزﻨون﴾ ﺴورة اﻷﺤﻘﺎف
اﻵ�ﺔ . 12
وﻨظ ار ﻷﻫم�ﺔ اﻟﻌدل ﻓﻲ ﺒنﺎء اﻟمجتمﻊ وﺘمﺎﺴكﻪ ﻓﻘد اﻋتبر اﻟشرع اﻟﻌداﻟﺔ ﺸرطﺎ أﺴﺎﺴ�ﺎ ﻓﻲ �ﻞ وﻻ�ﺔ ﻟتكون
وازﻋﺔ ﻋن اﻟتﻘصیر ﻓﻲ ﺠﻠب اﻟمصﺎﻟﺢ ودرء اﻟمﻔﺎﺴد ،وﺤض اﻟشرع اﻵ�ﺎء واﻷزواج واﻟحكﺎم �ﻼ ﻤن ﻤوﻗﻌﻪ
اﻟ
وﺤسب ﻨﻔوذﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدل ﺒین اﻷوﻻد واﻟزوﺠﺎت واﻟخصوم واﻷﺘ�ﺎع� ،مﺎ اﻋتبر اﻟشرع اﻟﻌداﻟﺔ ﺸرطﺎ ﻻ ﻏنﻰ ﻋنﻪ
ﻣﻌ
ﻓﻲ اﻟحكﺎم واﻟﻘضﺎة واﻟشﻬود واﻟرواة...
ﮭد ﻨمﺎذج ﻤن ﻋدل اﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ:
ﻤن ذﻟك ﻗول اﻟصدﯿق رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ﻓﻲ ﺨطبتﻪ اﻟموﺠزة اﻟتﻲ أ�ﺎن ﻓیﻬﺎ ﻤﻌﺎﻟم ﺴ�ﺎﺴتﻪ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋند ﻤﺎ
اﻟﺗ
رﺑو
ﺘوﻟﻰ اﻟخﻼﻓﺔ ﺤیث ﻗﺎل ) :أﯿﻬﺎ اﻟنﺎس إﻨﻲ ﻗد وﻟیت ﻋﻠ�كم وﻟست �خیر�م ﻓﺈن أﺤسنت ﻓﺄﻋینوﻨﻲ و�ن أﺴﺄت
ﻓﻘوﻤوﻨﻲ اﻟصدق أﻤﺎﻨﺔ واﻟكذب ﺨ�ﺎﻨﺔ إن أﻗواﻛم ﻋندي اﻟضع�ف ﺤتﻰ آﺨذ ﻟﻪ ﺤﻘﻪ ،وأﻀﻌﻔكم ﻋندي اﻟﻘوي ﺤتﻰ
ي اﻟ
آﺨذ اﻟحق ﻤنﻪ إن ﺸﺎء ﷲ ﻻ ﯿدع أﺤد ﻤنكم اﻟجﻬﺎد ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﯿدﻋﻪ ﻗوم إﻻ ﻀر�ﻬم ﷲ �ﺎﻟذل ،أط�ﻌوﻨﻲ ﻤﺎ أطﻌت
ﷲ ورﺴوﻟﻪ ﻓﺈذا ﻋصیت ﷲ ﻓﻼ طﺎﻋﺔ ﻟﻲ ﻋﻠ�كم( ،اﻟكﺎﻤﻞ ﻓﻲ اﻟتﺎر�ﺦ ﻻﺒن اﻷﺜیر .ﻓس�ﺎﺴﺔ اﻟصدﯿق ﻓﻲ ﻫذﻩ
وط
اﻟخط�ﺔ ﺘﻌتبر ﺘجسیدا ﻟﻠﻌدل واﻟحق ورﻓضﺎ ﻟﻠظﻠم واﻟﻌدوان ،وﻗد ﺘحﻘق ﻋدﻟﻪ رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ وﺨتم ﺤ�ﺎﺘﻪ �ﺎﻟﻌدل
ﻋند ﻤﺎ اﺴتخﻠﻒ ﻋمر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬمﺎ ﺤیث ﻗﺎل :إﻨﻲ اﺴتخﻠﻔت ﻋﻠ�كم ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ﻓﺎﺴمﻌوا ﻟﻪ وأط�ﻌوا
ﻧﻲ
ﻓﺈن ﺒر وﻋدل ﻓذﻟك ظنﻲ �ﻪ وﻋﻠمﻲ ف�ﻪ ،و�ن ﺒدل ﻓﻠكﻞ اﻤرئ ﻤﺎ اﻛتسب واﻟخیر أردت وﻻ أﻋﻠم اﻟﻐیب ﴿وﺴ�ﻌﻠم
اﻟذﯿن ظﻠموا أي ﻤنﻘﻠب ﯿنﻘﻠبون﴾ ﺴورة اﻟشﻌراء اﻵ�ﺔ .226أﺴد اﻟﻐﺎ�ﺔ ﻻﺒن اﻷﺜیر.
وﻤن ﺘﻠك اﻟنمﺎذج أ�ضﺎ ﻗول رﺴول ق�صر ﻓﻲ ﻋمر ﺤین رآﻩ ﻨﺎﺌمﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض واﻟﻌرق �سﻘط ﻤن ﺠبینﻪ:
رﺠﻞ ﺘﻬﺎ�ﻪ ﻤﻠوك اﻷرض وﺘكون ﻫذﻩ ﺤﺎﻟتﻪ ! ﻟكنك �ﺎ ﻋمر ﻋدﻟت ﻓﺄﻤنت ﻓنمت ،وﻤﻠكنﺎ �جور ﻓﻼ ﺠرم أﻨﻪ ﻻ
ﯿزال ﺴﺎﻫ ار ﺨﺎﺌﻔﺎ أﺸﻬد أن دﯿنك اﻟدﯿن اﻟحق.
وﺘﻌتبر رﺴﺎﻟﺔ ﻋمر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ إﻟﻰ اﻟﻘضﺎة أﺴﺎﺴﺎ ﻗو�ﺎ ﻹﻗﺎﻤﺔ اﻟﻌدل واﻹﻨصﺎف ﺒین اﻟنﺎس.
وﻤن ذﻟك ﺠواب ﻋمر ﺒن ﻋبد اﻟﻌز�ز ﻟﻌﺎﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺤمص ﻟمﺎ �تب إﻟ�ﻪ ﻋﺎ ﻤﻠﻪ �ﻘول ,, :إن ﻤدﯿنﺔ ﺤمص
ﻗد ﺘﻬدم ﺤصنﻬﺎ ﻓﺈن رأى أﻤیر اﻟمؤﻤنین أن �ﻘطﻊ ﻟنﺎ ﻤﺎ ﻨرﻤمﻬﺎ �ﻪ ﻓﻌﻞ ,,ﻓكتب إﻟ�ﻪ ﻋمر :ﻓﺈذا ﻗرأت �تﺎﺒﻲ ﻫذا
ﻓحصنﻬﺎ �ﺎﻟﻌدل وﻨق طرﻗﻬﺎ ﻤن اﻟظﻠم ﻓﺈﻨﻪ ﻤرﻤتﻬﺎ واﻟسﻼم ...ﺘﺎر�ﺦ اﻟخﻠﻔﺎء.
186
ﻛمﺎ �تب إﻟ�ﻪ واﻟ�ﻪ ﻋﻠﻰ ﺨراﺴﺎن � 1ستﺄذﻨﻪ أن ﯿرﺨص ﻟﻪ ﻓﻲ اﺴتخدام �ﻌض اﻟﻘوة ﻤﻊ أﻫﻠﻬﺎ ﻗﺎﺌﻼ,, :إﻨﻬم
ﻻ �صﻠحﻬم إﻻ اﻟس�ف واﻟسوط .,,ﻓرد ﻋﻠ�ﻪ ﻋمر) :ﻛذﺒت ﺒﻞ �صﻠحﻬم اﻟﻌدل واﻟحق ﻓﺄ�سط ذﻟك ﻓیﻬم واﻋﻠم أن
ﷲ ﻻ �صﻠﺢ ﻋمﻞ اﻟمﻔسدﯿن( ﺘﺎر�ﺦ اﻟخﻠﻔﺎء.
وﻤن ذﻟك ﻗول ر�ﻌﻲ ﺒن ﻋﺎﻤر اﻟذي أوﻓدﻩ ﺴﻌد ﺒن أﺒﻲ وﻗﺎص إﻟﻰ رﺴتم اﻟﻘﺎﺌد اﻟﻌسكري اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻔرس،
ﺤیث ﻗﺎل ﻟﻪ رﺴتم :ﻤﺎ ﺠﺎء �كم؟ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﷲ �ﻌثنﺎ ﻟنخرج ﻤن ﺸﺎء ﻤن ع�ﺎدة اﻟع�ﺎد إﻟﻰ ع�ﺎدة ﷲ وﻤن ﻀیق
اﻟدﻨ�ﺎ إﻟﻰ ﺴﻌتﻬﺎ وﻤن ﺠور اﻷد�ﺎن إﻟﻰ ﻋدل اﻹﺴﻼم ...ﺤ�ﺎة اﻟصحﺎ�ﺔ.
وﻗد �تب ﻋمر ﺒن ﻋبد اﻟﻌز�ز ﻟمﺎ وﻟﻲ اﻟخﻼﻓﺔ إﻟﻰ اﻟحسن اﻟ�صري أن �كتب إﻟ�ﻪ �صﻔﺔ اﻹﻤﺎم اﻟﻌﺎدل
ﻓكتب إﻟ�ﻪ اﻟحسن رﺤمﻪ ﷲ :
اﻋﻠم �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین أن ﷲ ﺠﻌﻞ اﻹﻤﺎم اﻟﻌﺎدل ﻗوام �ﻞ ﻤﺎﺌﻞ ،وﻗصد �ﻞ ﺠﺎﺌر ،وﺼﻼح �ﻞ ﻓﺎﺴد ،وﻗوة
ﻛﻞ ﻀع�ف ،وﻨصﻔﺔ �ﻞ ﻤظﻠوم ،وﻤنزع �ﻞ ﻤﻠﻬوف .واﻹﻤﺎم �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین �ﺎﻟراﻋﻲ اﻟشﻔیق ﻋﻠﻰ إﺒﻠﻪ اﻟرﻓیق
ﺒﻬﺎ اﻟذي ﯿرﺘﺎد ﻟﻬﺎ أطیب اﻟمراﻋﻲ ،و�ذودﻫﺎ ﻋن ﻤراﺘﻊ اﻟﻬﻠكﺔ ،و�حمیﻬﺎ ﻤن اﻟس�ﺎع ،و�كنﻬﺎ ﻤن أذى اﻟحر واﻟﻘر.
اﻟ
واﻹﻤﺎم اﻟﻌﺎدل �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین �ﺎﻷب اﻟحﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ وﻟدﻩ �سﻌﻰ ﻟﻬم ﺼﻐﺎ ار و�ﻌﻠمﻬم ��ﺎرا ،و�كسب ﻟﻬم ﻓﻲ
ﻣﻌ
ﺤ�ﺎﺘﻪ ،و�دﺨر ﻟﻬم �ﻌد ﻤمﺎﺘﻪ.
ﮭد
واﻹﻤﺎم اﻟﻌﺎدل �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین �ﺎﻷم اﻟشف�ﻘﺔ اﻟبرة اﻟرف�ﻘﺔ ﺒوﻟدﻫﺎ ،ﺤمﻠتﻪ �رﻫﺎ ووﻀﻌتﻪ �رﻫﺎ ور�تﻪ طﻔﻼ
ﺘسﻬر �سﻬرﻩ ،وﺘسكن �سكوﻨﻪ ﺘرﻀﻌﻪ ﺘﺎرة وﺘﻔطمﻪ أﺨرى ،وﺘﻔرح �ﻌﺎﻓیتﻪ وﺘﻐتم �شكﺎﯿتﻪ.
اﻟﺗ
واﻹﻤﺎم اﻟﻌﺎدل �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین وﺼﻲ اﻟیتﺎﻤﻰ ،وﺨﺎزن اﻟمسﺎﻛین ﯿر�ﻲ ﺼﻐیرﻫم و�مون �بیرﻫم.
رﺑو
واﻹﻤﺎم اﻟﻌﺎدل �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین �ﺎﻟﻘﻠب ﺒین اﻟجوارح ،ﺘصﻠﺢ �صﻼﺤﻪ وﺘﻔسد �ﻔسﺎدﻩ .
ي اﻟ
واﻹﻤﺎم اﻟﻌﺎدل �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین ﻫو اﻟﻘﺎﺌم ﺒین ﷲ و�ین ع�ﺎدﻩ �سمﻊ �ﻼم ﷲ و�سمﻌﻬم و�نظر إﻟﻰ ﷲ
و�ر�ﻬم و�نﻘﺎد إﻟﻰ ﷲ و�ﻘودﻫم ،ﻓﻼ ﺘكن �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین ف�مﺎ ﻤﻠكك ﷲ ﻋز وﺠﻞ �ﻌبد اﺌتمنﻪ ﺴیدﻩ ﻓﺄﺴتحﻔظﻪ
وط
ﻤﺎﻟﻪ وع�ﺎﻟﻪ ﻓبدد اﻟمﺎل وﺸرد اﻟع�ﺎل ﻓﺄﻓﻘر أﻫﻠﻪ وﻤزق ﻤﺎﻟﻪ ،واﻋﻠم �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین أن ﷲ أﻨزل اﻟحدود ﻟیزﺠر ﺒﻬﺎ
ﻋن اﻟخ�ﺎﺌث واﻟﻔواﺤش ﻓك�ف إذا أﺘﺎﻫﺎ ﻤن ﯿﻠیﻬﺎ ،وأن ﷲ أﻨزل اﻟﻘصﺎص ﺤ�ﺎة ﻟع�ﺎدﻩ ،ﻓك�ف إذا ﻗتﻠﻬم ﻤن �ﻘتص
ﻧﻲ
ﻟﻬم.
وأذ�ر �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین اﻟموت وﻤﺎ �ﻌدﻩ ،وﻗﻠﺔ أﺸ�ﺎﻋك ﻋندﻩ وأﻨصﺎرك ﻋﻠ�ﻪ ،ﻓتزود ﻟﻪ وﻟمﺎ �ﻌدﻩ ﻤن اﻟﻔزع
اﻷﻛبر.
وأﻋﻠم �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین أن ﻟك ﻤنزﻻ ﻏیر ﻤنزﻟك اﻟذي أﻨت ف�ﻪ� ،طول ف�ﻪ ﺜواؤك و�ﻔﺎرﻗك أﺤ�ﺎؤك،
�سﻠموﻨك ﻓﻲ ﻗﻌرﻩ ﻓر�دا وﺤیدا ،ﻓتزود ﻟﻪ �مﺎ �صح�ك ﴿ﯿوم �ﻔر اﻟمرء ﻤن أﺨ�ﻪ وأﻤﻪ وأﺒ�ﻪ وﺼﺎﺤبتﻪ و�ن�ﻪ﴾ ﺴورة
ع�س اﻵ�ﺔ . 36 – 34
- 1اﻟجراح ﺒن ﻋبد ﷲ اﻟحكمﻲ أﻤیر ﺨراﺴﺎن ﻤن ﻗبﻞ ﻋمر ﺒن ﻋبد اﻟﻌز�ز وﻋزﻟﻪ ﻟشدة ﺒﻠﻐتﻪ ﻋنﻪ ﺘوﻓﻰ 112ﻫـ.
187
واذ�ر �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین إذا �ﻌثر ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘبور وﺤصﻞ ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟصدور ﻓﺎﻷﺴرار ظﺎﻫرة ،واﻟكتﺎب ﻻ �ﻐﺎدر
ﺼﻐیرة وﻻ �بیرة إﻻ أﺤصیﻬﺎ.
ﻓﺎﻵن �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین ،وأﻨت ﻓﻲ ﻤﻬﻞ ﻗبﻞ ﺤﻠول اﻷﺠﻞ واﻨﻘطﺎع اﻷﻤﻞ ،ﻻ ﺘحكم �ﺎ أﻤیر اﻟمؤﻤنین ﻓﻲ
ع�ﺎد ﷲ �حكم اﻟجﺎﻫﻠین وﻻ ﺘسﻠك ﺒﻬم ﺴبیﻞ اﻟظﺎﻟمین ،وﻻ ﺘسﻠط اﻟمستكبر�ن ﻋﻠﻰ اﻟمستضﻌﻔین ،ﻓﺈﻨﻬم ﻻ ﯿرﻗبون
ﻓﻲ ﻤؤﻤن إﻻ وﻻ ذﻤﺔ ﻓتبوء �ﺄوزارك وأوزار ﻤﻊ أوزارك ،وﺘحمﻞ أﺜﻘﺎﻟك وأﺜﻘﺎﻻ ﻤﻊ أﺜﻘﺎﻟك ،وﻻ �ﻐرﻨك اﻟذﯿن ﯿتنﻌمون
�مﺎ ف�ﻪ ﺒؤﺴك و�ﺄﻛﻠون اﻟطی�ﺎت ﻓﻲ دﻨ�ﺎﻫم �ﺈذﻫﺎب طی�ﺎﺘك ﻓﻲ آﺨرﺘك ،وﻻ ﺘنظر إﻟﻰ ﻗدرﺘك اﻟیوم ،وﻟكن اﻨظر
إﻟﻰ ﻗدرﺘك ﻏدا وأﻨت ﻤﺄﺴور ﻓﻲ ﺤ�ﺎﺌﻞ اﻟموت وﻤوﻗوف ﺒین ﯿدي ﷲ ﻓﻲ ﻤجمﻊ ﻤن اﻟمﻼﺌكﺔ واﻟنبیئین واﻟمرﺴﻠین،
وﻗد ﻋنت اﻟوﺠوﻩ ﻟﻠحﻲ اﻟﻘیوم....
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ ق�مﺔ اﻟﻌدل ﻓﻲ اﺴتمرار اﻟبﻼد ﻓﻲ إرﺴﺎء اﻟسﻠم اﻻﺠتمﺎﻋﻲ؟
اﻟ
� – 2ﺎﻟﻌدل ﻗﺎﻤت اﻟسمﺎوات واﻷرض .وﻀﺢ ذﻟك.
ﻣﻌ
– 3ﺨذ ﻨموذﺠﺎ ﻤن ﻨمﺎذج ﻋدل اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم و�ین أﺜرﻩ ﻓﻲ ﻨجﺎح رﺴﺎﻟتﻪ واﺴتم ارر�تﻬﺎ.
ﮭد
– 4اﺴتخرج ﻤن �تﺎب اﻟحسن اﻟ�صري ﻟﻌمر ﺒن ﻋبد اﻟﻌز�ز ﺴمﺎت اﻹﻤﺎم اﻟﻌدل.
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
188
اﻟدرس :39
اﻹﻤﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻤصدر أم ،وأﺼﻞ ﻤﻌنﺎﻫﺎ اﻟﻘصد ،وﺘﺄﺘﻲ �مﻌنﻰ اﻟتﻘدم �ﻘﺎل أم اﻟﻘوم إذا ﺘﻘدﻤﻬم وﺼﺎر
إﻤﺎﻤﺎ ﻟﻬم ،ﻓﺎﻹﻤﺎم ﻫو اﻟمﻘتدى �ﻪ ﻓﻲ اﻟحق ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﺠﻌﻠنﺎﻫم أﺌمﺔ ﯿﻬدون �ﺄﻤرﻨﺎ﴾ ﺴورة اﻷﻨب�ﺎء اﻵ�ﺔ ،73
أو اﻟمﻘتدى �ﻪ ﻓﻲ اﻟ�ﺎطﻞ وﻤن ذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﺠﻌﻠنﺎﻫم أﺌمﺔ ﯿدﻋون إﻟﻰ اﻟنﺎر و�وم اﻟق�ﺎﻤﺔ ﻻ ﯿنصرون﴾
ﺴورة اﻟﻘصص اﻵ�ﺔ . 41
اﻟ
واﻹﻤﺎم ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﻤثﻼ أو اﻟﻠﻐﺔ أو اﻟحدﯿث ﻫو اﻟمﻘتدى �ﻪ ﻓﻲ ذﻟك ،وﺤیث أطﻠق اﻹﻤﺎم ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﯿنصرف إﻻ
ﻣﻌ
إﻟﻰ ﺼﺎﺤب اﻹﻤﺎﻤﺔ اﻟﻌظمﻰ.
ﮭد
واﻹﻤﺎﻤﺔ اﻟﻌظمﻰ أو اﻹﻤﺎﻤﺔ اﻟكبرى أو اﻟوﻻ�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻫﻲ ﺨﻼﻓﺔ اﻟرﺴول ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻲ ﺤﻔظ
اﻟدﯿن ورﻋﺎ�ﺔ ﻤصﺎﻟﺢ اﻟمسﻠمین .
اﻟﺗ
رﺑو
وﺴمیت إﻤﺎﻤﺔ ﻋظمﻰ ﺘمیی از ﻟﻬﺎ ﻋن اﻹﻤﺎﻤﺔ اﻟصﻐرى وﻫﻲ إﻤﺎﻤﺔ اﻟصﻼة .
ي اﻟ
وﻫﻲ واﺠ�ﺔ ﺒﻼ ﺨﻼف وﺠوب �ﻔﺎ�ﺔ واﻷﺼﻞ ﻓﻲ وﺠو�ﻬﺎ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�ذ ﻗﺎل ر�ك ﻟﻠمﻼﺌكﺔ إﻨﻲ ﺠﺎﻋﻞ
ﻓﻲ اﻷرض ﺨﻠ�ﻔﺔ﴾ ﺴورة اﻟ�ﻘرة 29وﻗوﻟﻪ�﴿ :ﺎ داود إﻨﺎ ﺠﻌﻠنﺎك ﺨﻠ�ﻔﺔ ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺄﺤكم ﺒین اﻟنﺎس �ﺎﻟحق وﻻ
ﻧﻲ
ﺘت�ﻊ اﻟﻬوى ف�ضﻠك ﻋن ﺴبیﻞ ﷲ﴾ ﺴورة ص اﻵ�ﺔ ،38وﻗد أﺠمﻌت اﻷﻤﺔ ﻋﻠﻰ وﺠوب ﻋﻘد اﻹﻤﺎﻤﺔ ،وﻋﻠﻰ
وﺠوب اﻻﻨق�ﺎد ﻹﻤﺎم ﻋﺎدل �ق�م ﻓﻲ اﻷﻤﺔ أﺤكﺎم ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،وﻟم �خرج ﻋن ﻫذا اﻹﺠمﺎع ﻤن �ﻌتد �خﻼﻓﻪ ،و�دل
ﻟذﻟك إﺠمﺎع اﻟصحﺎ�ﺔ واﻟتﺎ�ﻌین واﺘﻔﺎﻗﻬم ﺠم�ﻌﺎ ﻋﻠﻰ وﺠوب ﻨصب إﻤﺎم ﻟﻠمسﻠمین ﺤیث �ﺎ�ﻌوا اﻟصدﯿق رﻀﻲ ﷲ
ﻋنﻪ ،ﻓكﺎن ذﻟك إﺠمﺎﻋﺎ ﻋﻠﻰ وﺠوب ﻨصب اﻹﻤﺎم ،وﻟو �ﺎﻨت ﻏیر واﺠ�ﺔ ﻟمﺎ ﺸﺎﻋت ﺘﻠك اﻟمنﺎظرة ﺒین
اﻟمﻬﺎﺠر�ن واﻷﻨصﺎر ﻋﻠیﻬﺎ ،ﺜم إن اﻟصدﯿق ﻟمﺎ ﺤضرﺘﻪ اﻟوﻓﺎة ﻋﻬد ﻟﻌمر �ﺎﻹﻤﺎﻤﺔ وأﻗر ذﻟك اﻟصحﺎ�ﺔ رﻀﻲ ﷲ
ﻋنﻬم ،ﻓدل ذﻟك ﻋﻠﻰ وﺠو�ﻬﺎ أ�ضﺎ.
وﻤﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﺠﻠب اﻟمصﺎﻟﺢ ودرء اﻟمﻔﺎﺴد ﻤﻘصد ﺸرﻋﻲ ،و�ثیر ﻤن اﻟمصﺎﻟﺢ ﻻ ﯿتﺄﺘﻰ ﺠﻠ�ﻪ إﻻ �ﺈﻤﺎم
ﻤطﺎع ،وﻻ ﯿتﺄﺘﻰ درء �ثیر ﻤن اﻟمﻔﺎﺴد إﻻ �ﻪ ،ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
دون إﻤﺎم ﺴبـ ـ ـب اﻟخبـ ـﺎل وﻟكن اﻟخ ـ ـروج ﻟﻠﻘت ـ ـﺎل
189
ﻓﺎﻟشﺎرع ﻤثﻼ أﻤر �ﺈﻗﺎﻤﺔ اﻟحدود ،وﺘجﻬیز اﻟجیوش ...وﻻ ﯿتم ذﻟك إﻻ �ﺈﻤﺎم.
وﻨصب اﻷﺌمﺔ واﻟﻘضﺎة واﻟوﻻة ﻤن اﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻟضرور�ﺔ ﻟجﻠب ﺘﻠك اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻟخﺎﺼﺔ ،وﻤﺎ ﻻ ﯿتم
اﻟواﺠب إﻻ �ﻪ ﻓﻬو واﺠب.
�شترط ﺸرﻋﺎ ﻓﻲ اﺨت�ﺎر أي ﻤسؤول اﻟﻌﻘﻞ ،واﻟبﻠوغ ،واﻹﺴﻼم ،واﻟحر�ﺔ ،واﻟﻌداﻟﺔ ،واﻟكﻔﺎءة ،ﻓتجب ﻤراﻋﺎﺘﻬﺎ
ﻓﻲ أي ﻋمﻞ أو ﻤجﺎل �سند ﻷي ﻋﺎﻤﻞ أو ﻤسؤول ،وﻗﺎﻋدة اﻟشرع أن ﺘسند اﻷﻤور إﻟﻰ أﻫﻠﻬﺎ ،وأن �ﻘدم ﻓﻲ �ﻞ
وﻻ�ﺔ ﻤن ﻫو أدرى ﺒﻬﺎ و�مصﺎﻟحﻬﺎ ،ف�ﻘدم ﻓﻲ اﻟحرب اﻟشجﺎع ،وﻓﻲ اﻟﻘضﺎء اﻟﻔق�ﻪ ،وﻓﻲ وﻻ�ﺔ اﻷﯿتﺎم اﻟﻌﺎرف
ﺒتنم�ﺔ اﻷﻤوال ،وﻗد �كون اﻟمﻘدم ﻓﻲ وﻻ�ﺔ أو وظ�ﻔﺔ ﻤؤﺨ ار ﻓﻲ ﻏیرﻫﺎ ،وﻋدم إﺴنﺎد اﻷﻤور إﻟﻰ أﻫﻠﻬﺎ ف�ﻪ ﺘضی�ﻊ
ﻟﻸﻤﺎﻨﺔ وﺘﻔر�ط ﻓﻲ ﻤصﺎﻟﺢ اﻷﻤﺔ ،وﻗد ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ) :إذا ﻀ�ﻌت اﻷﻤﺎﻨﺔ ﻓﺎﻨتظر اﻟسﺎﻋﺔ ،ﻗﺎل ��ف
اﻟ
إﻀﺎﻋتﻬﺎ �ﺎ رﺴول ﷲ ؟ ﻗﺎل :إذا أﺴند اﻷﻤر إﻟﻰ ﻏیر أﻫﻠﻪ ﻓﺎﻨتظر اﻟسﺎﻋﺔ( رواﻩ اﻟ�خﺎري 6496ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة.
ﻣﻌ
ﮭد طرق اﺨت�ﺎر اﻟمسؤول اﻷول:
اﻟﺗ
رﺑو
ﺘنﻌﻘد اﻹﻤﺎﻤﺔ اﻟﻌظمﻰ ﻋند أﻫﻞ اﻟسنﺔ �ﺈﺤدى اﻟطرق اﻟثﻼث اﻟتﺎﻟ�ﺔ:
اﻷوﻟﻰ :اﻟب�ﻌﺔ أي ﺒ�ﻌﺔ أﻫﻞ اﻟحﻞ واﻟﻌﻘد وﻫﻲ اﻟمﻌروﻓﺔ )�ﺎﻟشورى( ،و�موﺠبﻬﺎ ﺘم اﺨت�ﺎر اﻟصدﯿق رﻀﻲ
ي اﻟ
ﷲ ﻋنﻪ.
وط
اﻟثﺎﻨ�ﺔ :وﻻ�ﺔ اﻟﻌﻬد )اﻻﺴتخﻼف( ،و�موﺠبﻬﺎ ﺘم اﺨت�ﺎر ﻋمر ،ﻓﻘد ﻋﻬد ﻟﻪ اﻟصدﯿق �ﺎﻟخﻼﻓﺔ رﻀﻲ ﷲ
ﻧﻲ
ﻋنﻬمﺎ ،ﺜم ﻋﻬد ﻋمر �ﺎﻟخﻼﻓﺔ ﻷﺼحﺎب اﻟشورى اﻟستﺔ �ﻲ �ختﺎروا ﺨﻠ�ﻔﺔ ﻤن ﺒینﻬم ،و�شترط ﻓﻲ اﻟمستخﻠﻒ أن
�كون ﺠﺎﻤﻌﺎ ﻟشروط اﻹﻤﺎم.
و�جب ﻋﻠﻰ ﻤن أراد أن �ﻌﻬد ﻟﻐیرﻩ ﺒﻬﺎ أن �جتﻬد ﻓﻲ اﺨت�ﺎر اﻷﺼﻠﺢ واﻷﻤثﻞ واﻷﺤق ﺒﻬﺎ ،وﺘجوز إﻤﺎﻤﺔ
اﻟمﻔضول ﻤﻊ وﺠود اﻷﻓضﻞ إذا ﺘوﻓرت ف�ﻪ ﺸروط اﻹﻤﺎﻤﺔ.
وﻻ ﺘجوز إﺠمﺎﻋﺎ إﻤﺎﻤﺔ اﺜنین ﻓﺄﻛثر ﻓﻲ ﻋصر واﺤد ﻟحدﯿث ﻤسﻠم ﻋن أﺒﻲ ﺴﻌید :إذا ﺒو�ﻊ ﻟخﻠ�ﻔتین ﻓﺎﻗتﻠوا
اﻷﺨیر ﻤنﻬمﺎ( ﻟمﺎ ﯿترﺘب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻤن اﻟتﻔرق واﻟتنﺎﺤر.
190
اﻟثﺎﻟثﺔ :اﻻﺴتیﻼء �ﺎﻟﻘوة واﻟﻐﻠ�ﺔ ،ﻓﺈن ﺘﻐﻠب ﺸخص وﺠبت طﺎﻋتﻪ ﺘﻘد�مﺎ ﻷﺨﻒ اﻟضرر�ن ﺨش�ﺔ إراﻗﺔ
اﻟدﻤﺎء وذﻫﺎب اﻷﻤوال وﻟحدﯿث ﻤسﻠم ﻋن أم اﻟحصین) :اﺴمﻌوا وأط�ﻌوا و�ن اﺴتﻌمﻞ ﻋﻠ�كم ﻋبد ﺤ�شﻲ (..وﻓﻲ
ﻨﻔس اﻟحدﯿث ﻗید ﻟﻬذا اﻟسمﻊ واﻟطﺎﻋﺔ وﻫو ...» :ﻤﺎ ﻗﺎد�م �كتﺎب ﷲ«.
وﻫذا اﻟحدﯿث ﻓﻲ اﻟصح�حین ﻤن روا�ﺔ ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ﺒنحوﻩ.
اﻟ
ﻓﻲ ﻤنشطنﺎ وﻤكرﻫنﺎ وﻋسرﻨﺎ و�سرﻨﺎ وأﺜرة ﻋﻠینﺎ وأن ﻻ ﻨنﺎزع اﻷﻤر أﻫﻠﻪ )إﻻ أن ﺘروا �ﻔ ار ﺒواﺤﺎ ﻋند �م ف�ﻪ ﻤن
ﻣﻌ
ﷲ ﺒرﻫﺎن( أﺨرﺠﻪ ﻤﺎﻟك واﻟش�خﺎن ﻋن ع�ﺎدة ﺒن اﻟصﺎﻤت.
ﮭد
و�ذﻟك ﻻ ﺘجوز إﻫﺎﻨتﻪ ﻋند اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻻ اﻟسﻌﻲ ﻓﻲ ﻤﺎ �ﻔسد اﻟرع�ﺔ ﻋﻠ�ﻪ ،و�شترط ف�ﻪ أن �صﻠﺢ ﻗﺎﻀ�ﺎ ﻤن
اﻟﺗ
ﻗضﺎة اﻟمسﻠمین وأن �كون ﻗرﺸ�ﺎ وﻗیﻞ ﻻ ﺘشترط ﻗرﺸیتﻪ ،وأن �كون ذا ﺨبرة �ﺄﻤور اﻟحرب وﺘدﺒیر اﻟجیوش
رﺑو
وﺤمﺎ�ﺔ اﻷﻤﺔ ،وأن ﻻ ﺘنتﺎ�ﻪ رﻗﺔ ﻓﻲ إﻗﺎﻤﺔ اﻟحدود ،ﻤﻊ ﺴﻼﻤﺔ أﻋضﺎﺌﻪ وﺤواﺴﻪ ﻤمﺎ �منﻌﻪ اﻟق�ﺎم �مﻬﺎم اﻹﻤﺎم،
ي اﻟ
ﻤ�ﺎ�ﻌتﻪ.
ﻧﻲ
191
وواﺠب اﻟرع�ﺔ ﻨحوﻩ إﺠمﺎﻻ ﯿتمثﻞ ﻓﻲ وﺠوب اﻟسمﻊ واﻟطﺎﻋﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏیر ﻤﻌص�ﺔ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ واﻟنصﺢ ﻟﻪ
و�ﻋﺎﻨتﻪ ﻋﻠﻰ ﺨیر وﻤﻌروف ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :أط�ﻌوا ﷲ وأط�ﻌوا اﻟرﺴول وأوﻟﻲ اﻷﻤر ﻤنكم﴾ ﺴورة اﻟنسﺎء اﻵ�ﺔ 58
،وﻟحدﯿث اﺒن ﻋمر أﻨﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻗﺎل) :اﻟسمﻊ واﻟطﺎﻋﺔ ﺤق ﻋﻠﻰ اﻟمسﻠم ف�مﺎ أﺤب أو �رﻩ ﻤﺎ ﻟم
ﯿؤﻤر �مﻌص�ﺔ ﻓﺈذا أﻤر �مﻌص�ﺔ ﻓﻼ ﺴمﻊ ﻋﻠ�ﻪ وﻻ طﺎﻋﺔ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ،ﻤﻊ
ﺤدﯿث ع�ﺎدة اﻟسﺎﺒق وﻏیرﻩ ﻤن اﻷﺤﺎدﯿث ﻓﻲ ﻫذا اﻟمﻌنﻰ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ اﻟطرق اﻟتﻲ ﺤددﻫﺎ اﻟشﺎرع ﻟتوﻟﻲ وﻟﻲ اﻷﻤر ﻟﻠسﻠطﺔ؟
– 2ﻤﺎ أﺒرز اﻟصﻔﺎت اﻟضرور�ﺔ ﺘوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟشخص ﻟ�كون إﻤﺎﻤﺎ؟
– 3اﻹﻤﺎﻤﺔ ﻋﻘد ﺒین اﻹﻤﺎم واﻟرع�ﺔ .ﻤﺎ اﻻﻟتزاﻤﺎت اﻟﻼزم اﺤترام �ﻞ ﻤنﻬمﺎ ﻟﻬﺎ ﺘجﺎﻩ اﻵﺨر؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
192
اﻟدرس :40
اﻟﻘضﺎء ﻟﻐﺔ اﻟحكم ،واﻷﻤر ،واﻟﻔصﻞ ،و�ﺄﺘﻲ �مﻌنﻰ اﻟﻔراغ ﻨحو ﻗضﻰ ﺤﺎﺠتﻪ أي ﻓرغ ﻤنﻬﺎ ،و�مﻌنﻰ اﻷداء
ﻨحو ﻗضﻰ ﻓﻼن دﯿنﻪ ،و�مﻌنﻰ اﻟﻬﻼك ﻨحو ﻗضﻰ ﻨح�ﻪ.
واﻟﻘضﺎء ﻓﻲ اﻻﺼطﻼح ﻋرف �ﻌدة ﺘﻌﺎر �ف ﻤنﻬﺎ أﻨﻪ :اﻹﺨ�ﺎر ﻋن ﺤكم ﺸرﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻹﻟزام ،وأﻨﻪ:
ﻓصﻞ اﻟخصوﻤﺎت وﻗطﻊ اﻟمنﺎزﻋﺎت ﻋﻠﻰ وﺠﻪ ﻤخصوص ،وأﻨﻪ اﻟحكم ﺒین ﺨصمین ﻓﺄﻛثر �حكم ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،و�ﺄﻨﻪ
ﺼﻔﺔ ﺤكم�ﺔ ﺘوﺠب ﻟموﺼوﻓﻬﺎ ﻨﻔوذ ﺤكمﻪ اﻟشرﻋﻲ.
واﻟﻘضﺎء ﻀروري ﻷي ﻤجتمﻊ ،وﻻ �ستق�م أﻤر اﻟنﺎس ﺒدوﻨﻪ ،وﻟذا ﻟم �خﻞ أي ﺒﻠد ﻤن ﺠﻬﺔ ﺘﻘضﻰ ﺒین
اﻟنﺎس ﻋﻠﻰ ﺸكﻞ ﻤﺎ ﻤن أﺸكﺎل اﻟحكم.
اﻟ
ﻣﻌ
وﺤكم اﻟﻘضﺎء ﻫو اﻟوﺠوب ﻷﻤر ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ �ﺎﻟﻘسط واﻟﻌدل ﺒین اﻟنﺎس ،واﻷﺼﻞ ﻓﻲ ذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ�﴿ :ﺎ
ﮭد
داود إﻨﺎ ﺠﻌﻠنﺎك ﺨﻠ�ﻔﺔ ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺄﺤكم ﺒین اﻟنﺎس �ﺎﻟحق﴾ ﺴورة ص اﻵ�ﺔ ، 26وﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وأن اﺤكم
ﺒینﻬم �مﺎ أﻨزل ﷲ﴾ ﺴورة اﻟمﺎﺌدة اﻵ�ﺔ ، 51وﻗد ﺘوﻟﻰ اﻟﻘضﺎء اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﺒنﻔسﻪ و�ﻌث ﻋﻠ�ﺎ إﻟﻰ
اﻟﺗ
اﻟ�من ﻗﺎﻀ�ﺎ� ،مﺎ �ﻌث إﻟ�ﻪ ﻤﻌﺎذا ﻗﺎﻀ�ﺎ ،وﺘوﻻﻩ اﻟخﻠﻔﺎء اﻟراﺸدون ﻤن �ﻌدﻩ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم و�ﻌثوا اﻟﻘضﺎة
رﺑو
إﻟﻰ اﻷﻤصﺎر ،وﻗد أﺠمﻊ اﻟمسﻠمون ﻋﻠﻰ ﻤشروع�ﺔ ﻨصب اﻟﻘضﺎة واﻟحكم ﺒین اﻟنﺎس.
واﻟﻘﺎﻀﻲ ﯿنص�ﻪ اﻹﻤﺎم اﻟﻌدل إن وﺠد أو ﻨﺎﺌ�ﻪ ،و�ﻻ ﻓجمﺎﻋﺔ اﻟمسﻠمین.
ي اﻟ
واﻟﻘضﺎء ﺘﻌتر�ﻪ أﺤكﺎم اﻟشرع اﻟخمسﺔ ،ﻓﺎﻟق�ﺎم �ﻪ واﺠب �ﻔﺎ�ﺔ إن ﺘﻌدد ﻤن �ﻘوم �ﻪ ،ﻓﺈن ﻟم ﯿتﻌدد ﻤن �ﻘوم
�ﻪ ﺘﻌین ﻋﻠﻰ ﻤن �صﻠﺢ ﻟﻪ �مﺎ ﯿتﻌین ﻋﻠ�ﻪ إن ﺨشﻲ ﻀ�ﺎع اﻟحﻘوق إن اﻤتنﻊ ﻋنﻪ ،وﻗد ﺴئﻞ ﻤﺎﻟك رﺤمﻪ ﷲ
وط
ﻫﻞ �جبر اﻟرﺠﻞ ﻋﻠﻰ وﻻ�ﺔ اﻟﻘضﺎء ﻗﺎل ﻻ إﻻ أن ﻻ ﯿوﺠد ﻤنﻪ ﻋوض ف�جبر ﻋﻠ�ﻪ.
ﻧﻲ
و�ندب ﻟخﺎﻤﻞ اﻟذ�ر ﻟینتشر ﻋﻠمﻪ و�نتﻔﻊ �ﻪ وﻟمن �ﻌﻠم أن ﺘوﻟ�ﻪ ﻟﻪ أﻨﻔﻊ ﻟﻠمسﻠمین ﻤن ﻏیرﻩ ﻟكوﻨﻪ أﺼﻠﺢ
ﻟﻪ وأﻗدر ﻋﻠ�ﻪ ﻤن ﻏیرﻩ.
و�جوز ﻟمن اﺤتﺎج ﻟﻪ ﻤن أﺠﻞ ﺘحصیﻞ ﻤﻌﺎﺸﻪ إن ﺘوﻓرت ف�ﻪ ﺸروطﻪ.
و�كرﻩ ﻟمن طﻠ�ﻪ ﻟتحصیﻞ اﻟجﺎﻩ ،وﻟمن �ﺎن ﻏیرﻩ أﺼﻠﺢ ﻤنﻪ ﻟﻠﻘضﺎء.
و�حرم ﻋﻠﻰ اﻟجﺎﻫﻞ واﻟﻔﺎﺴق واﻟمرﺘشﻲ اﻟذي �ﺄﻛﻞ أﻤوال اﻟنﺎس �ﺎﻟ�ﺎطﻞ ،وﻋﻠﻰ ﻤن �ستﻌین �ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟظﻠم
و�ﻘصد �ﻪ اﻻﻨتﻘﺎم ﻤن أﻋداﺌﻪ ،و�ذا �حرم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺠز ﻋن إﻗﺎﻤﺔ وظﺎﺌﻔﻪ.
واﻟحكمﺔ ﻤنﻪ ﻫﻲ رﻓﻊ اﻟظﻠم وﻗطﻊ اﻟخصوﻤﺎت وﻗمﻊ اﻟظﺎﻟم وﻨصر اﻟمظﻠوم و�ﺸﺎﻋﺔ اﻟﻌدل ﺒین اﻟنﺎس،
و�مكن أن ﺘتحﻘق ﺤكمﺔ اﻟﻘضﺎء ﺒوﺠود اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟصﺎﻟﺢ ﻟﻠﻘضﺎء اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟق�ﺎم �مسؤوﻟ�ﺎﺘﻪ إن �ﺎن �حكم
193
�ﺎﻟﻌدل واﻟحق وﻤستﻘﻼ ﻓﻲ ﻗضﺎﺌﻪ ﻋن �ﻞ أﺼحﺎب اﻟنﻔوذ واﻟضﻐوط و�جد ﻤﻊ ذﻟك اﻟمسﺎﻨدة واﻟحمﺎ�ﺔ ﻤن ﻗبﻞ
رﺌ�س اﻟدوﻟﺔ .
اﻟ
ﻣﻌ اﻟتحذﯿر ﻤن اﻟﻘضﺎء :
ﮭد
اﻟﻘضﺎء ف�ﻪ ﺨطر ﻋظ�م وﻫو ﻤحنﺔ ﻟمن اﺒتﻠﻲ �ﻪ ﻓمن ﻋدل ف�ﻪ ﻨجﺎ وﻓﺎز ،وﻤن ﺠﺎر ﻫﻠك وﺨسر.
اﻟﺗ
وﻨظ ار ﻟخطرﻩ اﻟجس�م ﻓﻘد ﻓر ﻤنﻪ �ثیر ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء اﺤت�ﺎطﺎ ﻷﻨﻔسﻬم وطﻠ�ﺎ ﻟﻠسﻼﻤﺔ ﻤن ﻤخﺎطرﻩ وﻤﺎ ﻗد
رﺑو
ﯿنتﺞ ﻋنﻪ ﻤن ﺠور ﻓﻲ اﻟحكم ﻨت�جﺔ ﻟﻬذا اﻟسبب أو ذاك ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :وأﻤﺎ اﻟﻘﺎﺴطون ﻓكﺎﻨوا ﻟجﻬنم ﺤط�ﺎ( ﺴورة
اﻟجن اﻵ�ﺔ ، 15وﻋن أي ﻫر�رة رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ أﻨﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻗﺎل ) :ﻤن وﻟﻲ اﻟﻘضﺎء ﻓﻘد ذ�ﺢ �ﻐیر
ي اﻟ
ﺴكین( رواﻩ اﺤمد واﻷر�ﻌﺔ وﺼححﻪ ﺒن ﺤ�ﺎن ،وﻋن ﺒر�دة رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ﻗﺎل ﻗﺎل رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم:
)اﻟﻘضﺎة ﺜﻼﺜﺔ اﺜنﺎن ﻓﻲ اﻟنﺎر وواﺤد ﻓﻲ اﻟجنﺔ :رﺠﻞ ﻋرف اﻟحق ﻓﻘضﻰ �ﻪ ﻓﻬو ﻓﻲ اﻟجنﺔ ،ورﺠﻞ ﻋرف اﻟحق
وط
ﻓﻠم �ﻘض �ﻪ وﺠﺎر ﻓﻲ اﻟحكم ﻓﻬو ﻓﻲ اﻟنﺎر ،ورﺠﻞ ﻟم �ﻌرف اﻟحق ﻓﻘضﻰ ﻟﻠنﺎس ﻋﻠﻰ ﺠﻬﻞ ﻓﻬو ﻓﻲ اﻟنﺎر( .رواﻩ
ﻧﻲ
194
،و�شترط أن �كون واﺤدا ﻓﻼ �صﺢ ﺘوﻟ�ﺔ اﺜنین ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯿنﻔذ ﺤكم ﻓﻲ �ﻞ ﻗض�ﺔ إﻻ �ﺎﺠتﻬﺎد ﻫمﺎ وذﻟك
ﺨش�ﺔ ﺘﻌطیﻞ اﻟمصﺎﻟﺢ .
اﻟنوع اﻟثﺎﻨﻲ أوﺼﺎف ﻤستح�ﺔ �مﺎﻟ�ﺔ وﻫﻲ أن �كون ﻏیر ﻤحدود ،وﻏیر ﻤطﻌون ﻓﻲ ﻨس�ﻪ ،وﻏیر ﻓﻘیر،
وﻏیر أﻤﻲ ،وﻏیر ﻤستضﻌﻒ ،وأن �كون ﻓطنﺎ ،وﺤﻠ�مﺎ ،وﻤستشی ار ﻷﻫﻞ اﻟﻌﻠم واﻟرأي ،وﺴﻠ�مﺎ ﻤن �طﺎﻨﺔ اﻟسوء وﻻ
ﯿ�ﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﷲ ﻟوﻤﺔ ﻻﺌم ،وورﻋﺎ ،وﻤن أﻫﻞ اﻟبﻠد اﻟذي �ﻘضﻰ ف�ﻪ ،وﻏیر زاﺌد ﻓﻲ اﻟدﻫﺎء ،وأن �كون ﺼبو ار
ووﻗورا ،ﻋف�ﻔﺎ ﻋن ﻤﺎ ﻓﻲ أﯿدي اﻟنﺎس ،وﻋبوﺴﺎ ﻤن ﻏیر ﻏضب ،وﻤتواﻀﻌﺎ ﻤن ﻏیر ﻀﻌﻒ ،وأن �كون ﻋﺎرﻓﺎ
ﻟمﺎ �حتﺎج إﻟ�ﻪ ﻤن اﻟﻌر��ﺔ.
أﺤكﺎم اﻟﻘضﺎة:
أﺤكﺎم اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻤستمدة ﻤن اﻟشر�ﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ،وﻻ �جوز ﻟﻪ أن �حكم �ﻐیر ﺤكم ﷲ ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وأن
ﻗطﻌ ُﻪ
ﺤكم ﺒینﻬم �مﺎ أﻨزل ﷲ﴾ ﺴورة اﻟمﺎﺌدة اﻵ�ﺔ ،51واﻟحكم ﻫو ﻤﺎ ﯿﻠزﻤﻪ اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻷﺤد اﻟخصمین أي ُ
ﻟﻠمخﺎﺼمﺔ وﺤسمﻪ اﻟنزاع ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺔ اﻹﻟزام ،و�ستحب ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﻤشﺎورة أﻫﻞ اﻟﻌﻠم ﻗبﻞ إﺼدار ﺤكمﻪ �ﻲ ﯿنت�ﻪ
اﻟ
ﻟﻠحكم اﻟصح�ﺢ ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﺸﺎورﻫم ﻓﻲ اﻷﻤر﴾ ﺴورة آل ﻋمران اﻵ�ﺔ . 159
ﻣﻌ
و�ﻠزم اﻟﻘﺎﻀﻲ أن ﻻ �حكم إﻻ �ﻌد اﻟتحﻘق واﻟتثبت واﻟتﺄﻛد ﻤن ﺼحﺔ اﻟحكم اﻟذي �صدرﻩ ،ﻓﺈن أﺸكﻞ ﻋﻠ�ﻪ
ﮭد
أﻤر ﺘوﻗﻒ ف�ﻪ ،أو دﻋﺎ إﻟﻰ اﻟصﻠﺢ ﻻ ﺴ�مﺎ إن ﺨشﻲ ﺘﻔﺎﻗم اﻷﻤر �ﺈﻨﻔﺎذ اﻟحكم ،أو إذا �ﺎن اﻟنزاع ﺒین أﻫﻞ اﻟﻔضﻞ
اﻟﺗ
أو ﺒین ذوي اﻷرﺤﺎم وﻻ �ﻌدل إﻟﻰ اﻟصﻠﺢ إذا ﺘبین ﻟﻪ اﻟحكم ،و�شترط ﻟصحﺔ اﻟحكم أن ﺘتﻘدﻤﻪ دﻋوى ﺼح�حﺔ
رﺑو
ﺨﺎﺼﺔ ف�مﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟحﻘوق ،وﻻ ﺘشترط ﻓﻲ ﺼ�ﻐﺔ اﻟحكم أﻟﻔﺎظ ﻤخصوﺼﺔ ﺒﻞ �ﻞ ﻟﻔظ دل ﻋﻠﻰ اﻹﻟزام ﻓﻬو ﺤكم
ﻛﻘوﻟﻪ :ﻗضیت أو ﺤكمت ﻟﻔﻼن �كذا ،أو ﻓسخت ﻫذا اﻟﻌﻘد أو أ�طﻠتﻪ وﻨحو ذﻟك ﻤن اﻷﻟﻔﺎظ اﻟواﻀحﺔ اﻟدﻻﻟﺔ
ي اﻟ
ﯿبین ف�ﻪ ﺤیث�ﺎت اﻟحكم ﻤن �ﻞ ﺠواﻨ�ﻪ ﻤﻊ اﻟتﺎر�ﺦ ،وﺘسﻠم إﺤداﻫمﺎ ﻟﻠمحكوم ﻟﻪ وﺘحﻔظ اﻷﺨرى ﻓﻲ دﯿوان اﻟحكم
ﻧﻲ
ﻤختوﻤﺎ ﻋﻠیﻬﺎ �ختم اﻟﻘﺎﻀﻲ .ﺜم ﯿتم ﻻﺤﻘﺎ ﺘنﻔیذ ﺤكم اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟمستوﻓﻲ ﻟﻠشروط ،ﻷن اﻟﻐرض ﻤن إﺼدار
اﻟحكم ﺘنﻔیذﻩ و�ﻋطﺎء �ﻞ ذي ﺤق ﺤﻘﻪ .وﺤكم اﻟﻘﺎﻀﻲ ﯿرﻓﻊ اﻟخﻼف ﻓﻲ اﻟنﺎزﻟﺔ اﻟتﻲ ﺤكم ﻓیﻬﺎ ﻟكنﻪ ﻻ �حﻞ
اﻟحرام ﻟﻠمحكوم ﻟﻪ إذا �ﺎن ﻤﺎ ادﻋﺎﻩ �ﺎطﻼ ﻓﻲ ﻨﻔس اﻷﻤر وﻤﺎ أﻗﺎﻤﻪ ﻤن اﻟشﻬﺎدة �ﺎذ�ﺎ ،وﻻ �حرم اﻟحﻼل ﻷن
اﻟﻘﺎﻀﻲ �حكم �ﺎﻟظﺎﻫر �ﷲ ﯿتوﻟﻰ اﻟسراﺌر ،واﻟدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ) :إﻨكم ﺘختصمون إﻟﻲ
ﻓﻠﻌﻞ �ﻌضكم أن �كون أﻟحن �حجتﻪ ﻤن �ﻌض ﻓﺄﻗضﻲ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻨحو ﻤﺎ أﺴمﻊ ﻤنﻪ ﻓمن ﻗطﻌت ﻟﻪ ﻤن ﺤق أﺨ�ﻪ
ﺸیئﺎ ﻓﺈﻨمﺎ ﻗطﻊ ﻟﻪ ﻗطﻌﺔ ﻤن اﻟنﺎر ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن أم ﺴﻠمﺔ.
ﻨﻘض اﻟحكم :
�ﻌتبر ﺤكم اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟمستوﻓﻰ ﻟشروط اﻟصحﺔ ﺤكمﺎ ﻻزﻤﺎ وواﺠب اﻟتنﻔیذ ،ﻓﺈذا أﻋید ف�ﻪ اﻟنظر ـ ﻟسبب ﻤﺎ ـ
ﻓﺈن �ﺎن ﻤستحﻘﺎ ﻟﻠنﻘض ﻨﻘض ،و�ﻻ ﺘم إﺒراﻤﻪ .
195
و�نﻘض ﺤكم اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟمخﺎﻟﻒ ﻟﻠنص أو اﻹﺠمﺎع أو اﻟق�ﺎس اﻟجﻠﻲ ،و�ذا ﯿنﻘض ﺤكمﻪ اﻟمخﺎﻟﻒ ﻟﻘﺎﻋدة
ﺸرع�ﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺴﺎﻟمﺔ ﻋن اﻟمﻌﺎرﻀﺔ ،و�ذا ﺘنﻘض أﺤكﺎم ﻗضﺎة اﻟجور واﻟسوء إذا �ﺎﻨت ﺠﺎﺌرة ،ﻓﺎﻟحكم ر�ن ﻤن
أر�ﺎن اﻟﻘضﺎء ﻓﺈذا ﺤكم اﻟﻘﺎﻀﻲ �ﻐیر اﻟحكم اﻟشرﻋﻲ اﺨتﻞ ﻗضﺎؤﻩ وﻨﻘض ﺤكمﻪ.
و�نﻘض ﺤكم اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻟﻠتﻬمﺔ اﻟﻘو�ﺔ �حكمﻪ ﻟنﻔسﻪ أو ﻟوﻟدﻩ ﻷن اﻟظنین ﻻ ﺘﻘبﻞ ﺸﻬﺎدﺘﻪ ،و�ﻞ ﻤن ﻻ ﺘجوز
ﺸﻬﺎدﺘﻪ ﻻ �جوز ﺤكمﻪ ،واﻟحكم اﻟﻔﺎﺴد ﯿنﻘضﻪ اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟذي أﺼدرﻩ ،و�حق ﻟﻐیرﻩ ﻤن اﻟﻘضﺎة ﻨﻘضﻪ ﻤن ﺘﻠﻘﺎء
أﻨﻔسﻬم أو ﺒنﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻤن أﺼحﺎب اﻟشﺄن ،وﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻨﻘض اﻟحكم �جب ﻋﻠﻰ اﻟجﻬﺔ اﻟنﺎﻗضﺔ أن ﺘصدر
اﻟحكم اﻟصح�ﺢ ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟدﻋوى .
وﻻ ﯿنﻘض اﻻﺠتﻬﺎد �مثﻠﻪ ﻷن �ﻼ ﻤن اﻻﺠتﻬﺎد ﯿن ظنﻲ ،وﻻ ﺘرﺠ�ﺢ ﻷﺤد اﻟظنیین ﻋﻠﻰ اﻵﺨر.
اﻟتحك�م :
ﺤكمﻪ ﻓﻲ اﻷﻤر واﻟشﻲء أي ﺠﻌﻠﻪ ﺤكمﺎ وﻓوض اﻟحكم إﻟ�ﻪ ،وﻓﻲ اﻻﺼطﻼح : اﻟتحك�م ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻤصدر ّ
ﺘوﻟ�ﺔ اﻟخصمین ﺤﺎﻛمﺎ �حكم ﺒینﻬمﺎ ،واﻟتحك�م ﻤشروع ،واﻟﻔرق ﺒینﻪ و�ین اﻟﻘضﺎء أن اﻟﻘضﺎء ﻤن اﻟوﻻ�ﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ،
اﻟ
ﻣﻌ
واﻟتحك�م ﺘوﻟ�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤن اﻟخصمین ﻓﻬو ﻓرع اﻟﻘضﺎء وأدﻨﻰ درﺠﺔ ﻤنﻪ ،واﻷﺼﻞ ف�ﻪ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﻼ ور�ك ﻻ
ﯿؤﻤنون ﺤتﻰ �حكموك ف�مﺎ ﺸجر ﺒینﻬم ﴾...ﺴورة اﻟنسﺎء اﻵ�ﺔ 64وﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�ن ﺨﻔتم ﺸﻘﺎق ﺒینﻬمﺎ ﻓﺎ�ﻌثوا
ﮭد
ﺤكمﺎ ﻤن أﻫﻠﻪ وﺤكمﺎ ﻤن أﻫﻠﻬﺎ ﴾...ﺴورة اﻟنسﺎء اﻵ�ﺔ ، 35وأﺼﻠﻪ ﻤن اﻟسنﺔ ﺘحك�مﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم
اﻟﺗ
ﻟسﻌد ﺒن ﻤﻌﺎذ ﻓﻲ أﻤر ﯿﻬود ﺒنﻲ ﻗر�ظﺔ ﺤین ﺠنحوا إﻟﻰ ذﻟك ورﻀوا �ﺎﻟنزول ﻋﻠﻰ ﺤكمﻪ.
رﺑو
وﺸرط اﻟمحكم أن �كون أﻫﻼ ﻟوﻻ�ﺔ اﻟﻘضﺎء و�ﻻ ﻓﻼ ﯿتوﻟﻰ اﻟتحك�م ،وذﻟك ﻟمﺎ ﻓﻲ ﺘحك�مﻪ ﻤن اﻟﻐرر
واﻟمخﺎطرة ،و�شترط ﻟجواز اﻟتحك�م ق�ﺎم ﻨزاع وﺨصوﻤﺔ ﻓﻲ اﻟحق اﻟمتحﺎﻛم ف�ﻪ� ،مﺎ �شترط ﺘراﻀﻲ طرﻓﻲ
ي اﻟ
اﻟخصوﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗبول اﻟحكم ،واﺘﻔﺎق اﻟخصمین واﻟحكم ﻋﻠﻰ ﻗبول ﻤﻬمﺔ اﻟتحك�م.
واﻟتحك�م ﻻ �جوز ﻓﻲ اﻟحدود اﻟواﺠ�ﺔ ﺤﻘﺎ � ﺘﻌﺎﻟﻰ ،وﻻ �جوز ﻓﻲ ﺤق ﻟﻐیر اﻟمتخﺎﺼمین ،و�ترﺘب ﻋﻠﻰ
وط
اﻟتحك�م ﻟزوم اﻟحكم وﻨﻔﺎذﻩ ،و�نﻌزل اﻟمحكم �ﻌزل اﻟطرﻓین ﻟﻪ� ،مﺎ ﯿنﻌزل �خروﺠﻪ ﻋن أﻫﻠ�ﺔ اﻟتحك�م.
ﻧﻲ
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻟﻘضﺎء ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ و�ین ﺤكمﻪ.
– 2ﺘﻌتري اﻟﻘضﺎء اﻷﺤكﺎم اﻟشرع�ﺔ .وﻀﺢ ذﻟك.
– 3ﻤﺎ أﻫم اﻷوﺼﺎف اﻟواﺠب ﺘوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻀﻲ؟
– 4ﻤتﻰ �كون ﺤكم اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻻزﻤﺎ؟ وﻤتﻰ ﯿنﻘض؟
– 5ﺤدد ﺸروط اﻟمحكم واﻟمجﺎﻻت اﻟتﻲ �كون ﻓیﻬﺎ اﻟتحك�م.
196
اﻟدرس :41
ﯿن�ﻐﻲ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﯿتحﻠﻰ ﻓﻲ ﺴیرﺘﻪ �كﻞ اﻵداب اﻟمرﻀ�ﺔ واﻟسﻠوك اﻟرف�ﻌﺔ ،وأن �كون ﻤﻠتزﻤﺎ �ﺂداب
اﻟشرع ،وﻤبتﻌدا ﻋن �ﻞ ﻤﺎ �شینﻪ أو �حط ﻤن ﻗدرﻩ وﻤنص�ﻪ ،وﻋن �ﻞ ﻤﺎ �خﻞ �ﺎﻟمروءة واﻟﻌداﻟﺔ.
وأن ﯿبتﻌد ﻋن �طﺎﻨﺔ اﻟسوء وﻋن اﻟتﻬم واﻟشبﻬﺎت ﺤتﻰ ﻻ ﯿثﺎر ﺤوﻟﻪ اﻟشكوك وﺤتﻰ �كون ﻤحﻞ ﺜﻘﺔ واﺤترام
وﺘﻘدﯿر .
وآداب اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻤنﻬﺎ آداب واﺠ�ﺔ وأﺨرى ﻤستح�ﺔ ،ﻏیر أن �ﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ �تبﻬم ﺨﻠطوا ﺒین آداب
اﻟﻘﺎﻀﻲ ،وﺼﻔﺎﺘﻪ ﻓر�مﺎ ﻋبروا ﺒ�ﻌضﻬﺎ ﻋن اﻵﺨر وﻻ ﻤشﺎﺤﺔ ﻓﻲ اﻻﺼطﻼح.
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟتسو�ﺔ ﺒین اﻟخصوم ف�مﺎ �مﻠك ﺘسو�تﻬمﺎ ف�ﻪ �ﺎﻟجﻠوس واﻟكﻼم واﻻﺴتمﺎع ...وأن ﻻ �حكم ﻓﻲ ﺤﺎل
ﮭد
اﻟﻐضب واﻨشﻐﺎل اﻟﻔكر وﺘشو�ش اﻟذﻫن ﻟﻘوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ) :ﻻ �حكم أﺤد ﺒین اﺜنین وﻫو ﻏض�ﺎن(
ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن أﺒﻲ �كرة ﻨف�ﻊ.
اﻟﺗ
وأن ﻻ �حكم ف�مﺎ ﯿتﻬم ف�ﻪ �حكمﻪ ﻟنﻔسﻪ أو ﻟوﻟدﻩ ،أو ﻋﻠﻰ ﻋدوﻩ ،وأن ﻻ �ﻘبﻞ اﻟرﺸوة ،و�ذا ﻻ �ﻘبﻞ
رﺑو
اﻟﻬد�ﺔ ﻤن اﻟخصمین أو ﻤن أﺤدﻫمﺎ إﻻ ﻫد�ﺔ ﻤن ﺨواص ﻗراﺒتﻪ ﻓتجوز ﻟﻪ ،وﻻ �جوز ﻟﻪ ﺘﺄﺨیر اﻟحكم ﻟﻐیر
ي اﻟ
ﻋذر ،وﺘحرم ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻔتوى ﻓﻲ ﻤسﺎﺌﻞ اﻟخصﺎم وﻓﻲ �ﻞ ﻤﺎ �مكن أن ﯿرﻓﻊ إﻟ�ﻪ ﻤن اﻟﻘضﺎ�ﺎ ،و�ﻠزﻤﻪ اﻟرﺠوع إﻟﻰ
اﻟحق ﻤتﻰ ﺘبین ﻟﻪ ،و�جب ﻋﻠ�ﻪ ﺘﻔﻘد اﻟسجون ﻟئﻼ �كون ﺒﻬﺎ ﺴجین �ﻐیر ﺤق ،و�ذا ﺘﻔﻘد أﻋواﻨﻪ ﺨش�ﺔ اﺴتطﺎﻟتﻬم
وط
ﻋﻠﻰ اﻟنﺎس.
ﻧﻲ
آدا�ﻪ اﻟمستح�ﺔ:
ﻤنﻬﺎ أن �كون ﺤسن اﻟﻬیئﺔ ذا ﺴمت وﺴكینﺔ ووﻗﺎر ﻗﻠیﻞ اﻻﻟتﻔﺎت ﺒوﺠﻬﻪ ﻤن ﻏیر ﺘكبر وﻻ إﻋجﺎب ﺒنﻔسﻪ،
وﺘستحب ﻟﻪ ﻤشﺎورة اﻟﻌﻠمﺎء وﺤضور ﻤجﺎﻟسﻬم ،وأن �كون �ﻘظﺎ ﻻ ﯿؤﺘﻰ ﻤن ﻏﻔﻠﺔ وﻻ �خدع ﻟﻐرة ،وأن �كون ﻗو�ﺎ
ﻤن ﻏیر ﻋنﻒ ،وﻟینﺎ ﻤن ﻏیر ﻀﻌﻒ ﺤتﻰ ﻻ �طمﻊ ﻗوي ﻓﻲ �ﺎطﻠﻪ وﻻ ﯿ�ﺄس ﻀع�ف ﻤن ﻋدﻟﻪ ،وﺘستحسن ف�ﻪ
اﻟﻌﻔﺔ واﻟ�ﻌد ﻋن اﻟطمﻊ ،وأن �كون ﻏن�ﺎ وﻏیر ﻤدﯿن وﻻ طﺎﻟب ﻟحواﺌﺞ اﻟنﺎس ،وأن �كون ﻤﻘﻠﻼ ﻋند �ﻼﻤﻪ ﻤن
اﻹﺸﺎرة ﺒیدﻩ ،وﻤحتر از ﻓﻲ �ﻼﻤﻪ ﻋن اﻟﻔضول وﻤﺎ ﻻ ﺤﺎﺠﺔ إﻟ�ﻪ ،وﻤتجن�ﺎ ﻟﻠوﻻﺌم ،وﻤﻘﻠﻼ ﻤن ﻤخﺎﻟطﺔ اﻟنﺎس ،وأن
�كون ﻋﺎرﻓﺎ ﺒﻠﻐﺎت أﻫﻞ وﻻﯿتﻪ ،وأن ﯿتخذ ﻋدوﻻ �خبروﻨﻪ ﻋمﺎ �ﻘول اﻟنﺎس ﻓﻲ أﺤكﺎﻤﻪ وأﺨﻼﻗﻪ وﺴیرﺘﻪ وﺸﻬودﻩ،
وأن �كون ﻤجﻠسﻪ �محﻞ �سﻬﻞ اﻟوﺼول إﻟ�ﻪ ،و�ن�ﻐﻲ ﻟﻪ ﺘﺄدﯿب ﻤن أﺴﺎء إﻟ�ﻪ ،وزﺠر اﻟخصم إن أﺴﺎء إﻟﻰ
ﺨصمﻪ ،وأن �كون رﺤ�مﺎ �ﺎﻟضﻌﻔﺎء واﻟیتﺎﻤﻰ واﻟمسﺎﻛین.
197
أﺴ�ﺎب ﻋزﻟﻪ وطرق ذﻟك:
ﺘنتﻬﻲ وﻻ�ﺔ اﻟﻘﺎﻀﻲ �ﻌزﻟﻪ أو اﺴتﻘﺎﻟتﻪ ﻤن ﺘﻠﻘﺎء ﻨﻔسﻪ ،و�ن�ﻐﻲ ﻟﻺﻤﺎم أن ﯿتﻔﻘد أﺤوال اﻟﻘضﺎة و�تﺄﻛد ﻤن
ﺤق�ﻘتﻬم ،ﻓﺈن �ﺎﻨوا ﻗضﺎة ﻤستق�مین أﻫﻼ ﻟﻠﻘضﺎء أ�ﻘﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻘضﺎء ،و�ن �ﺎﻨوا �ستحﻘون اﻟﻌزل ﻋزﻟﻬم وﻨظر ﻓﻲ
أﻗضیتﻬم وأﺤكﺎﻤﻬم ﻓمﺎ واﻓق اﻟحق ﻤنﻬﺎ أﻤضﺎﻩ وﻤﺎ ﺨﺎﻟﻔﻪ ردﻩ وأ�طﻠﻪ.
و�جوز ﻟﻺﻤﺎم ﺘوﻟ�ﺔ اﻟﻘﺎﻀﻲ وﻋزﻟﻪ ﻟمصﻠحﺔ ﯿراﻫﺎ ،ﻟكن ﻻ �جوز ﻟﻪ ﻋزل اﻟﻘﺎﻀﻲ إﻻ ﻟﻌذر ﻓﺈن ﻋزﻟﻪ ﻟﻐیر
ﻋذر أو ﻟﻐیر ﻤصﻠحﺔ �ﺎن آﺜمﺎ.
ﻓﺈذا ﺘﻐیر ﺤﺎل اﻟﻘﺎﻀﻲ وظﻬر ﻓسﻘﻪ وﺠورﻩ أو ط أر ﻋﻠ�ﻪ ﻤﺎﻨﻊ �منﻌﻪ ﻤن اﻟﻘضﺎء اﺴتحق اﻟﻌزل ووﺠب ﻋﻠﻰ
اﻹﻤﺎم ﻋزﻟﻪ رﻋﺎ�ﺔ ﻟمصﺎﻟﺢ اﻟمسﻠمین ،ف�ﻌزل اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟﻔﺎﺴق واﻟجﺎﻫﻞ واﻷﻋمﻰ واﻷﺼم واﻷ�كم ...و�ن اﻋترف
اﻟﻘﺎﻀﻲ أﻨﻪ ﺤكم �ﺎﻟجور أو ﺜبت ذﻟك ﻋﻠ�ﻪ ﺒبینﺔ ﻓﺈﻨﻪ �ﻌزل و�ﻌﺎﻗب و�ﻔضﺢ وﻻ ﺘجوز وﻻﯿتﻪ وﻻ ﺸﻬﺎدﺘﻪ أﺒدا ﻓﺈن
ﻋزل اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻨﻔسﻪ اﺨت�ﺎ ار ﻤن ﻏیر ﻋذر ﻋزل إﻻ إذا ﺘﻌﻠق ﻷﺤد ﺤق �ﻘضﺎﺌﻪ ف�منﻊ ﻤن اﻟﻌزل� ،مﺎ �جب ﻋﻠ�ﻪ
اﻟ�ﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻘضﺎء وﻻ ﺘﻘبﻞ اﺴتﻘﺎﻟتﻪ إذا �ﺎن ﻏیرﻩ ﻻ �صﻠﺢ ﻟوﻻ�ﺔ اﻟﻘضﺎء ،وﻻ �ﻌزل اﻟﻘﺎﻀﻲ �موت اﻹﻤﺎم أو
اﻟ
ﻋزﻟﻪ ﻷن ﻓﻲ ﻋزﻟﻪ ﺤینئذ ﻀر ار ﻋﻠﻰ ﻤصﺎﻟﺢ اﻟمسﻠمین ﻟتﻌطﻞ اﻷﺤكﺎم وﻀ�ﺎع اﻟمصﺎﻟﺢ.
ﻣﻌ
ﮭد اﻷﺴئﻠﺔ:
اﻟﺗ
– 1ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ آداب ﺼنﻔﻬﺎ وﺠو�ﺎ واﺴتح�ﺎ�ﺎ.
رﺑو
198
اﻟدرس :42
ﺼﻼﺤ�ﺎت اﻟﻘﺎﻀﻲ
)أﻋواﻨﻪ -أر�ﺎن اﻟﻘضﺎء �� -ف�ﺔ اﻟتﻘﺎﻀﻲ(
ﺘتحدد ﺼﻼﺤ�ﺎت اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻤن ﺨﻼل وﻻﯿتﻪ اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻀﻲ ﻨﺎﺌب ﻋن اﻹﻤﺎم ف�مﺎ أﻨﺎ�ﻪ ف�ﻪ و�ستمد
وﻻﯿتﻪ اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ ﻤنﻪ ،و�ﺎﻟحدود اﻟتﻲ ﺤددﻫﺎ ﻟﻪ ،ﻓﺈذا �ﺎﻨت وﻻﯿتﻪ ﻋﺎﻤﺔ ﺸمﻠت أﺤكﺎﻤﻪ أﻤو ار ﻤتﻌددة ﻤثﻞ ﻓصﻞ
اﻟخصوﻤﺎت واﻟمنﺎزﻋﺎت واﺴت�ﻔﺎء اﻟحﻘوق ﻤن اﻟممتنﻊ ﻤنﻬﺎ و��صﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻤستحﻘیﻬﺎ واﻟحجر ﻋﻠﻰ ﻤن �حجر ﻋﻠ�ﻪ
ﻟسﻔﻪ أو ﻓﻠس ...واﻟنظر ﻓﻲ اﻷوﻗﺎف ،وﺘنﻔیذ اﻟوﺼﺎ�ﺎ ﻋﻠﻰ ﺸرط اﻟموﺼﻰ ف�مﺎ أ�ﺎﺤﻪ اﻟشرع ،وﺘزو�ﺞ اﻵ�ﺎﻤﻰ
�ﺎﻷﻛﻔﺎء إذا ﻋدم اﻷوﻟ�ﺎء ،و�ﻗﺎﻤﺔ اﻟحدود ﻋﻠﻰ ﻤستحﻘیﻬﺎ ،واﻟنظر ﻓﻲ اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤثﻞ اﻟكﻒ ﻋن اﻟتﻌدي ﻓﻲ
اﻟطرﻗﺎت وﻨحو ذﻟك ،وﺘصﻔﺢ ﺸﻬودﻩ وأﻤنﺎﺌﻪ واﺨت�ﺎر اﻟنﺎﺌبین ﻋنﻪ ﻤن ﺨﻠﻔﺎﺌﻪ ،واﻟتسو�ﺔ ﻓﻲ اﻟحكم ﺒین اﻟﻘوي
اﻟ
واﻟضع�ف وﻻ ﯿت�ﻊ ﻫواﻩ ﻓﻲ اﻟحكم.
ﻣﻌ
أﻤﺎ إذا �ﺎﻨت وﻻﯿتﻪ ﺨﺎﺼﺔ �ﻘضﺎ�ﺎ ﻤحددة أو أﺸخﺎص ﻤﻌینین ﻓﺈن أﺤكﺎﻤﻪ ﺘﻘتصر ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘضمنتﻪ وﻻﯿتﻪ
ﮭد
وﻻ ﺘتﻌدى ذﻟك إﻟﻰ ﻏیرﻩ ﻤثﻞ ﻗضﺎ�ﺎ اﻟنكﺎح واﻟدﯿون واﻟﻌﻘﺎرات ﻓﺈن ﺤكم ﺨﺎرج ﺤدود وﻻﯿتﻪ اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ ﻓﺈن ﺤكمﻪ ﻻ
�كون ﻨﺎﻓذا.
اﻟﺗ
رﺑو
أﻋوان اﻟﻘﺎﻀﻲ:
ي اﻟ
أﻋواﻨﻪ ﻓﻲ ﻋمﻞ اﻟﻘضﺎء ﻤتﻌددون ﻓمنﻬم أﻫﻞ اﻟﻌﻠم اﻟﻌدول اﻟذﯿن �ستشیرﻫم �ﻌد اﻨتﻬﺎء اﻟمراﻓﻌﺔ ورﻓﻊ
اﻟجﻠسﺔ .
وط
وﻤنﻬم اﻟكﺎﺘب اﻟذي �سجﻞ اﻟدﻋﺎوي و�رﺘب اﻟوﻗﺎﺌﻊ واﻷﺤكﺎم ،وﺘشترط ف�ﻪ اﻟﻌداﻟﺔ وأن �كون ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻤن
اﻟﻔﻘﻪ واﻟدرا�ﺔ ،وﻤنﻬم اﻟحﺎﺠب وﻫو اﻟذي �ﻘدم اﻟخصوم إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻟ�حكم ﺒینﻬم ،وﻤنﻬم اﻟبواب ،وﻤنﻬم اﻟمترﺠم
ﻧﻲ
ﻷﻗوال اﻟشﻬود واﻟخصوم وﻤنﻬم ﺸﻬود ﻋﻠﻰ إﻗرار اﻟخصوم �ﻲ �حﻔظوا ذﻟك و�شﻬدوا �ﻪ إذا ﻤﺎ أﻨكرﻩ اﻟمﻘر أو
ﺠحدﻩ ،وﻤنﻬم اﻟمز�ون وﻫم ﺸﻬود ﻋدول �ختﺎرﻫم اﻟﻘﺎﻀﻲ ﺴ ار ﻟتز��ﺔ اﻟشﻬود ﻓﻲ ﻤجﻠس اﻟﻘضﺎء ،وﻤنﻬم أﺼحﺎب
اﻟخبرة اﻟﻌدول اﻟذﯿن �حتﺎج إﻟیﻬم ﻓﻲ ﺘﻘو�م اﻷﺸ�ﺎء وﻨحو ذﻟك ،واﻟﻌداﻟﺔ ﺸرط ﻓﻲ اﻟجم�ﻊ .
اﻟ
اﻟر�ن اﻟسﺎدس�� :ف�ﺔ اﻟﻘضﺎء ،وﻫﻲ ﺘتوﻗﻒ ﻋﻠﻰ أﺸ�ﺎء �مﻌرﻓﺔ اﻟمدﻋﻲ ﻤن اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ ،وﻤﺎ ﻫو ﺤكم
ﻣﻌ
وﻤﺎ ﻟ�س �حكم ،وﻤﺎ ﯿتوﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺤكم اﻟحﺎﻛم وﻤﺎﻻ ﯿتوﻗﻒ ﻋﻠ�ﻪ ،وﻤﺎ ﯿدﺨﻠﻪ اﻟحكم ﻤن أﺒواب وﻤﺎ ﻻ ﯿدﺨﻠﻪ
ﮭد وﻤﻌرﻓﺔ ﺘنز�ﻞ اﻷﺤكﺎم ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺌﻊ.
وﻻ ﯿنظر اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ اﻟمنﺎزﻋﺎت ،وﻻ �صدر ﻓیﻬﺎ ﺤكمﺎ إﻻ �ﻌد رﻓﻊ اﻟدﻋوى .
اﻟﺗ
وﻋنﺎﺼر اﻟدﻋوى اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻫﻲ:
رﺑو
أو ﻤﺎ ﻓﻲ ذﻤﺔ ﻤﻌین �ﺎﻟدﯿن أو ادﻋﺎء ﻤﺎ ﯿترﺘب ﻋﻠ�ﻪ أﺤدﻫمﺎ �دﻋوى اﻟمرأة اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ زوﺠﻬﺎ ﻟتحرز ﻨﻔسﻬﺎ
وﻫﻲ ﻤﻌین ،و�دﻋوى اﻟمس�س ﻟیترﺘب ﻋﻠ�ﻪ اﻟصداق ﻓﻲ ذﻤﺔ اﻟزوج إذن ﻓﻬﻲ اﻟﻘول اﻟذي �صدر ﻤن اﻟمدﻋﻲ أﻤﺎم
ﻧﻲ
ﻛ�ف�ﺔ اﻟتﻘﺎﻀﻲ:
ﯿن�ﻐﻲ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ أول وﻻﯿتﻪ أن ﯿبدأ �ﺎﻟكشﻒ ﻋن اﻟشﻬود واﻟموﺜﻘین ﻟ�ﻌرف ﺤﺎﻟﻬم وﻋداﻟتﻬم ﻓمن �ﺎن
ﻤنﻬم ﻋدﻻ أﺜبتﻪ ،وﻤن ﻟم �كن ﻋدﻻ أﺴﻘطﻪ ،و�ذﻟك اﻟنظر ﻓﻲ اﻟمسجون واﻟوﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺎل اﻷﯿتﺎم ...و�ن�ﻐﻲ
اﻟ
إذا ﺘﻌددت اﻟخصوﻤﺎت أن �ﻘدم اﻟمسﺎﻓر وﻤﺎ �خشﻰ ﻓواﺘﻪ ﺒتﺄﺨیرﻩ� ،مﺎ �ﻘدم اﻟسﺎﺒق إﻟﻰ ﻤجﻠس اﻟﻘضﺎء.
ﻣﻌ
و�ذا ﺘراﻓﻊ اﻟخصوم إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻋﻠ�ﻪ أن �ظﻬر ﻟﻬم اﻟح�ﺎد وأن �سوي ﺒینﻬم ﺤتﻰ ﺒین اﻟتﺎ�ﻊ واﻟمتبوع و�ین
ﮭد
اﻟمسﻠم واﻟكﺎﻓر ،ف�ﺄﻤرﻫم �ﺎﻟجﻠوس أﻤﺎﻤﻪ ،وﻗبﻞ ﺴمﺎﻋﻪ ﻟﻠدﻋوى ﯿبدأ ﺒوﻋظ اﻟخصمین واﻟشﻬود ﻤن ﺸﻬﺎدة اﻟزور.
ﺜم إن ﺸﺎء ﺴكت ﺤتﻰ ﯿنطق أﺤد اﻟخصمین ﺜم �ستدﻋﻲ اﻟجواب ﻤن اﻵﺨر ،و�ن ﺸﺎء ﺴﺄﻟﻬمﺎ ﻤن اﻟمدﻋﻲ
اﻟﺗ
رﺑو
ﻤنﻬمﺎ ف�سمﻊ �ﻼﻤﻪ ﺤتﻰ �ﻔرغ ﻤن دﻋواﻩ ،ﻓﺈن �ﺎﻨت ﺼح�حﺔ أﻤر اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ �ﺎﻟجواب ،ﻓﺈن أﻗر أﻤﺎم اﻟشﻬود
ﺤكم ﻋﻠ�ﻪ ،و�ن أﻨكر ﺴﺄل اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟمدﻋﻲ ﻋن ﺒینتﻪ ﻓﺈن أﺘﻰ ﺒﻬﺎ وﻟم �طﻌن ﻓیﻬﺎ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ أو ادﻋﻰ أن ﻓیﻬﺎ
ي اﻟ
ﻤطﻌنﺎ وﻋجز ﻋن إﺜ�ﺎﺘﻪ �ﻌد اﻷﻋذار ﺜبتت اﻟدﻋوى ،و�ن ﻟم ﺘكن ﻟﻠمدﻋﻲ ﺒینﺔ ﺤﻠﻒ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ و�رئ ،ﻓﺈن
ﻨكﻞ ﻗضﻰ ﻟﻠمدﻋﻲ �ﻌد �مینﻪ.
وط
و�ن اﻤتنﻊ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻤن اﻹﻗرار واﻹﻨكﺎر ﻤﻌﺎ ﺴجنﻪ اﻟﻘﺎﻀﻲ ﺤتﻰ �ﻘر أو ﯿنكر ،ﻓﺈن ﺘمﺎدى ﻋﻠﻰ
اﻻﻤتنﺎع ﻗضﻰ ﻟﻠمدﻋﻲ �ﺎﻟحق اﻟذي ﯿدع�ﻪ.
ﻧﻲ
اﻹﻋذار واﻟتﻌجیز:
اﻹﻋذار ﻫو اﻟم�ﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻌذر ،وﻫو ﻗول اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻟمن ﺘوﺠﻪ ﻋﻠ�ﻪ ﻤوﺠب اﻟحكم :أ�ﻘیت ﻟك ﺤجﺔ ؟ ﻓﺈن
ﻗﺎل ﻨﻌم أﻨظرﻩ ﻤﺎ ﻟم ﯿتبین ﻟددﻩ ،و�شﻬد ﻋدﻟین ﻋﻠﻰ اﻹﻋذار ،و�ن ﺤكم ﻋﻠ�ﻪ ﻗبﻞ اﻹﻋذار �طﻞ ﺤكمﻪ ،وﻗد ﯿتكرر
إﻋذارﻩ ﻷﺤد اﻟخصمین إن اﻗتضﻰ اﻟحﺎل ذﻟك ﺤتﻰ ﺘﻘطﻊ ﺤجتﻪ .
ﻓﺈذا اﻨﻘضت اﻵﺠﺎل اﻟتﻲ ﻀر�ﻬﺎ اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻷﺤد اﻟخصمین وﻟم �ﺄت �مﺎ وﻋد �ﺈﺘ�ﺎﻨﻪ ﺤكم اﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒتﻌجیزﻩ
أي اﻋتبرﻩ ﻋﺎﺠ از ،ﺜم ﻻ �سمﻊ اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻤنﻪ �ﻌد ذﻟك ﺤجﺔ وﻻ ﺒینﺔ.
اﻟصﻠﺢ :
201
اﻟصﻠﺢ ﻫو اﻻﻨتﻘﺎل ﻋن ﺤق أو دﻋوى �ﻌوض ﻟرﻓﻊ ﻨزاع أو ﻟخوف وﻗوﻋﻪ ،وﻫو ﻤندوب وﻤﺄﻤور �ﻪ ﺸرﻋﺎ
ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓﺄﺼﻠحوا ﺒین أﺨو�كم﴾ ﺴورة اﻟحجرات اﻵ�ﺔ 10وﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�ن طﺎﺌﻔتﺎن ﻤن اﻟموﻤنین اﻗتتﻠوا
ﻓﺄﺼﻠحوا ﺒینﻬمﺎ﴾ ﺴورة اﻟحجرات اﻵ�ﺔ 9وﻟﻘوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم) :اﻟصﻠﺢ ﺠﺎﺌز ﺒین اﻟمسﻠمین إﻻ ﺼﻠحﺎ
ﺤرم ﺤﻼﻻ أو أﺤﻞ ﺤراﻤﺎ( رواﻩ اﻟترﻤذي وﺼححﻪ واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 2353ﻋن ﻋمرو ﺒن ﻋوف.
ﻓﺎﻟصﻠﺢ ﻤرﻏب ف�ﻪ ﻋند إﺸكﺎل اﻟحكم وﻋند ﺨوف ﺘﻔﺎﻗم اﻟنزاع �ﺈﻨﻔﺎذ اﻟحكم ،و�ذا إذا �ﺎن اﻟنزاع ﺒین أﻫﻞ
اﻟﻔضﻞ أو ﺒین ذوي اﻷرﺤﺎم ،وﻗد ﻗﺎل ﻋمر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ) :رددوا اﻟحكم ﺒین ذوي اﻷرﺤﺎم ﺤتﻰ �صطﻠحوا ﻓﺈن
ﻓصﻞ اﻟﻘضﺎء ﯿورث اﻟضﻐﺎﺌن( اﻻﺴتذ�ﺎر ﺒنحوﻩ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻛ�ف ﺘكون وﻻ�ﺔ اﻟﻘﺎﻀﻲ؟
– 2ﻤﺎ أر�ﺎن اﻟﻘضﺎء؟
اﻟ
– 3ﻤﺎ ﺸروط رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ اﻟخصم؟
ﻣﻌ
– 4ﻤﺎ اﻹﻋذار؟ وﻤﺎ اﻟصﻠﺢ؟
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
202
اﻟدرس :43
اﻟشﻬﺎدة:
ﺘﻌر�ﻔﻬﺎ ـ ﺸروط اﻟﻌداﻟﺔ ـ اﻟتبر�ز ـ اﻷﻤور اﻟتﻲ ﺘﻘبﻞ ﻓیﻬﺎ ﺸﻬﺎدة اﻟم ِّ
برز ـ
دون اﻟﻌدل ﻏیر ِّ
اﻟمبرز ـ اﻟتز��ﺔ وﺸروطﻬﺎ
اﻟشﻬﺎدة ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﺘطﻠق ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎن ﻤنﻬﺎ :اﻟخبر اﻟﻘﺎطﻊ � ،ﻘﺎل :ﺸﻬد �كذا إذا أﺨبر �ﻪ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻤﺎ
ﺸﻬدﻨﺎ إﻻ �مﺎ ﻋﻠمنﺎ﴾ ﺴورة ﯿوﺴﻒ اﻵ�ﺔ ،81وﺘﺄﺘﻲ �مﻌنﻰ اﻟحضور واﻟمﻌﺎﯿنﺔ ،وﻤن ذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﴿ :ﻓمن
ﺸﻬد ﻤنكم اﻟشﻬر ﻓﻠ�صمﻪ﴾ ﺴورة اﻟ�ﻘرة اﻵ�ﺔ ،184وﺘﺄﺘﻲ �مﻌنﻰ اﻹﻗرار وﻤنﻪ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﺸﺎﻫدﯿن ﻋﻠﻰ
أﻨﻔسﻬم �ﺎﻟكﻔر﴾ ﺴورة اﻟتو�ﺔ اﻵ�ﺔ ،17أي ﻤﻘر�ن ،وﺘﺄﺘﻲ �مﻌنﻰ اﻟﻘسم �مﺎ ﻓﻲ أ�مﺎن اﻟﻠﻌﺎن.
واﻟشﻬﺎدة ﻓﻲ اﻻﺼطﻼح اﻹﺨ�ﺎر �حق ﻟﻠﻐیر ﻋﻠﻰ اﻟﻐیر ﻓﻲ ﻤجﻠس اﻟﻘضﺎء ،واﺴتﻌمﻠت ﻓﻲ اﻟموت ﻓﻲ
اﻟ
ﻣﻌ
ﺴبیﻞ ﷲ وﻓﻲ �ﻠمﺔ اﻟشﻬﺎدة.
ﮭد
واﻟشﻬﺎدة واﻟروا�ﺔ �شتر�ﺎن ﻓﻲ أن �ﻼ ﻤنﻬمﺎ ﺨبر ،واﻟﻔرق ﺒینﻬمﺎ أن اﻹﺨ�ﺎر ﻋن ﻋﺎم ﻻ ﯿتراﻓﻊ ف�ﻪ ﻫو
اﻟروا�ﺔ ،وﺨﻼﻓﻪ اﻟشﻬﺎدة ،ﻓﺎﻟخبر إن ﻗصد �ﻪ ﺘرﺘیب ﻓصﻞ اﻟﻘضﺎء ﻋﻠ�ﻪ ﻫو اﻟشﻬﺎدة ،و�ن ﻟم �ﻘصد �ﻪ ﺘرﺘیب
اﻟﺗ
رﺑو
ﻤشروﻋیتﻬﺎ ﺜﺎﺒتﺔ �ﺎﻟكتﺎب واﻟسنﺔ واﻹﺠمﺎع ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ﴿ :واﺴتشﻬدوا ﺸﻬیدﯿن ﻤن رﺠﺎﻟكم ﻓﺈن ﻟم �كنﺎ رﺠﻠین
وط
ﻓرﺠﻞ واﻤرأﺘﺎن ﻤمن ﺘرﻀون ﻤن اﻟشﻬداء﴾ ﺴورة اﻟ�ﻘرة اﻵ�ﺔ ، 281وﻗﺎل﴿ :وأﺸﻬدوا ذوى ﻋدل ﻤنكم﴾ ﺴورة
اﻟطﻼق اﻵ�ﺔ ، 2وﻗﺎل ﴿ :وأﺸﻬدوا إذا ﺘ�ﺎ�ﻌتم﴾ :ﺴورة اﻟ�ﻘرة اﻵ�ﺔ . 281
ﻧﻲ
وﻤن اﻟسنﺔ ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ) :ﺸﺎﻫداك أو �مینﻪ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن اﻷﺸﻌث.
وﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ) :اﻟبینﺔ ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻲ واﻟ�مین ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ( رواﻩ ﻤسﻠم ،واﻟبینﺔ ﻫﻲ
اﻟشﻬﺎدة واﻟحجﺔ ،وﻗد اﻨﻌﻘد اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﻤشروﻋیتﻬﺎ.
203
ﻓﺈذا ﻗﺎم ﺒﻬﺎ اﻟﻌدد اﻟكﺎﻓﻲ ﺴﻘط اﻹﺜم ﻋن اﻟ�ﺎﻗﻲ ،و�ن اﻤتنﻊ اﻟجم�ﻊ أﺜموا �ﻠﻬم ،و�ﻨمﺎ �ﺄﺜم اﻟممتنﻊ إذا ﻟم ﯿتضرر
�ﺎﻟشﻬﺎدة ،و�ذا ﻻ �ﺄﺜم اﻟممتنﻊ إذا �ﺎﻨت ﺸﻬﺎدﺘﻪ ﻻ ﺘﻌتبر ﻟﻌدم ﺤصول اﻟمﻘصود ﻤنﻬﺎ .
وﻗد �كون ﺘحمﻠﻬﺎ وأداؤﻫﺎ أو أﺤدﻫمﺎ ﻓرض ﻋین إذا ﻟم ﯿوﺠد اﻟﻌدد اﻟكﺎﻓﻲ ﻹﺼدار اﻟحكم اﻟذي ﯿرد اﻟحق
إﻟﻰ ﺼﺎﺤ�ﻪ ،و�ذا إن ﺨ�ف ﻓوات اﻟحق ﺒتر�ﻬﺎ.
اﻟ
أداﺌﻬﺎ ﻻ زﻤن ﺘحمﻠﻬﺎ.
ﻣﻌ
ﮭد
وﺸروط أداء اﻟشﻬﺎدة ﻫﻲ :اﻟﻌﻘﻞ واﻟبﻠوغ ،واﻹﺴﻼم ،واﻟحر�ﺔ ،واﻟﻌداﻟﺔ ،واﻟت�ﻘظ ،ﻓﻼ ﺘﻘبﻞ ﺸﻬﺎدة اﻟمجنون
اﻟﺗ
وﻻ اﻟصبﻲ أو اﻟكﺎﻓر وﻻ اﻟﻌبد أو اﻟﻔﺎﺴق أو اﻟمبتدع أو اﻟمﻐﻔﻞ ،ﻟكن ﺘجوز ﺸﻬﺎدة اﻟصب�ﺎن ﻓﻲ اﻟﻘتﻞ واﻟجراح
رﺑو
ف�مﺎ ﺒینﻬم �شروط ﺴ�ﺄﺘﻲ ذ�رﻫﺎ إن ﺸﺎء ﷲ� ،مﺎ ﺘجوز ﻟضرورة اﻟسﻔر ﺸﻬﺎدة اﻟكﺎﻓر ﻋﻠﻰ اﻟمسﻠم ﻓﻲ اﻟوﺼ�ﺔ
ي اﻟ
ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ �﴿ :ﺄﯿﻬﺎ اﻟذﯿن آﻤنوا ﺸﻬﺎدة ﺒینكم إذا ﺤضر أﺤد�م اﻟموت ﺤین اﻟوﺼ�ﺔ اﺜنﺎن ذوا ﻋدل ﻤنكم ،أو
آﺨران ﻤن ﻏیر�م إن أﻨتم ﻀر�تم ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺄﺼﺎﺒتكم ﻤصی�ﺔ اﻟموت﴾ ﺴورة اﻟمﺎﺌدة اﻵ�ﺔ . 108
وط
ﻧﻲ
واﻟﻌداﻟﺔ ﻫیئﺔ راﺴخﺔ ﻓﻲ اﻟنﻔس ﺘحمﻞ ﻋﻠﻰ ﻤﻼزﻤﺔ اﻟتﻘوى ،واﻟت�ﻘظ ﻫو اﻟﻔطنﺔ ،وﻀدﻩ اﻟتﻐﻔیﻞ ،ﻓﺎﻟمﻐﻔﻞ
ﻫو ﻤن ﻻ �ستﻌمﻞ ﻗوة اﻟتن�ﻪ ﻤﻊ وﺠودﻫﺎ ف�ﻪ ،أﻤﺎ اﻟبﻠید ﻓﻬو ﺨﺎل ﻤنﻬﺎ أﺼﻼ.
وﻤن ﺸروط أداﺌﻬﺎ :وﺠود دﻋوى ﺼح�حﺔ ﻓﻲ ﺤق ﻵدﻤﻲ ﯿرﻓﻌﻬﺎ اﻟمدﻋﻲ أو ﻨﺎﺌ�ﻪ ،أﻤﺎ اﻟشﻬﺎدة ﻓﻲ ﺤق
ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ اﻟذي �ستدام ف�ﻪ اﻟتحر�م �ﺎﻟطﻼق واﻟرﻀﺎع ﻓیﻠزم اﻟشﺎﻫد أن �خبر �شﻬﺎدﺘﻪ و�ﻘوم ﺒﻬﺎ ﻋند اﻟحﺎﻛم و�ﻻ
ﺴﻘطت ﺸﻬﺎدﺘﻪ ﻤﺎ ﻟم �كن ﻟﻪ ﻋذر ﻷن ﺴكوﺘﻪ ﻋن ذﻟك ﺠرﺤﻪ،
و�شترط ﻟﻘبول اﻟشﻬﺎدة أن ﺘكون ﻤواﻓﻘﺔ ﻟﻠدﻋوى و�صﺢ ﺘﻠﻔیق اﻟشﻬﺎدة إن اﺘﻔق اﻟمﻌنﻰ دون اﻟﻠﻔظ ﻗﺎل ﻓﻲ
اﻟكﻔﺎف :
وﻟﻔق اﻟﻘول إن اﻟمﻌ ـ ـنﻰ اﺘﻔـق و�ن زﻤﺎﻨﺎ أو ﻤكﺎﻨﺎ اﻓت ـ ـ ـرق
204
ﻛشﺎﻫد �حرام وآﺨر ﺒبتﺔ .
وأن �كون اﻟمشﻬود �ﻪ ﻤﻌﻠوﻤﺎ ،وﻻ ﺒد ﻓﻲ اﻋت�ﺎر اﻟشﻬﺎدة ﻤن وﺠود اﻟنصﺎب اﻟمطﻠوب ﻓیﻬﺎ ﻤن اﻟشﻬود.
وﻫذا اﻟتﻔصیﻞ ﻓﻲ ﺸروط اﻟتحمﻞ وﺸروط اﻷداء ﻫو ف�مﺎ ﻋدا ﺸﻬود اﻟخط واﻟنكﺎح ،وأﻤﺎ ﻫمﺎ ﻓﻼ ﺒد ﻓیﻬمﺎ
ﻤن �ﻞ ﺸروط اﻟﻌداﻟﺔ وﻗت اﻟتحمﻞ ووﻗت اﻷداء ﻤﻌﺎ.
وﺤكمﺔ ﻤشروﻋیتﻬﺎ ﻫﻲ ﺼ�ﺎﻨﺔ اﻟحﻘوق واﻷﻤوال .
واﻟشﻬﺎدة ﻤسؤوﻟ�ﺔ وأﻤﺎﻨﺔ ﻋظ�مﺔ ﻓتجب �ﺎﻟحق وﻟو �ﺎﻨت ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس واﻟﻘر�ب ،وﺘحرم اﻟشﻬﺎدة �ﺎﻟزور
واﻟ�ﺎطﻞ وﺘرد وﻫﻲ ﻤن ��ﺎﺌر اﻟذﻨوب ،وﻗد ﺘوﻋد ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ اﻟشﺎﻫد �ﺎﻟزور واﻟكذب �ﺎﻟوﻋید اﻟشدﯿد ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
﴿ﺴتكتب ﺸﻬﺎدﺘﻬم و�سﺄﻟون﴾ ﺴورة اﻟزﺨرف اﻵ�ﺔ . 19
و�ﻔﻰ �ﺎﻟشﻬﺎدة ﺸرﻓﺎ أن ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺨﻔض اﻟﻔﺎﺴق ﻋن ﻗبول ﺸﻬﺎدﺘﻪ وأﻤر �ﺎﻟتبین ﻤنﻬﺎ ،ورﻓﻊ اﻟﻌدل و�رﻤﻪ
�ﻘبول ﺸﻬﺎدﺘﻪ ،واﻟشﻬﺎدة اﻟمستوف�ﺔ ﻟﻠشروط ﻀرور�ﺔ ﻹﺜ�ﺎت اﻟدﻋوى و�ظﻬﺎر اﻟحق ،وﻫﻲ اﻟتﻲ �جب اﻟحكم
اﻟ
�مﻘتضﺎﻫﺎ.
ﻣﻌ
ﮭد وأﺴ�ﺎب اﻟشﻬﺎدة ﻫﻲ :
-طﻠب اﻟمدﻋﻲ اﻟشﻬﺎدة ﻤن اﻟشﺎﻫد .
اﻟﺗ
-ﺨوف ﻓوات اﻟحق �ﻌدم أداﺌﻬﺎ .
رﺑو
وأر�ﺎن اﻟشﻬﺎدة ﺨمسﺔ ﻫﻲ :اﻟشﺎﻫد واﻟمشﻬود ﻟﻪ واﻟمشﻬود ﻋﻠ�ﻪ ،واﻟمشﻬود �ﻪ ،واﻟص�ﻐﺔ.
ي اﻟ
اﻟﻌداﻟﺔ ﺼﻔﺔ ﻤن ﺠمﻠﺔ اﻟصﻔﺎت أو اﻟشروط اﻟمﻌتبرة واﻟمطﻠو�ﺔ ﻓﻲ اﻟشﺎﻫد ﺤتﻰ ﺘﻘبﻞ ﺸﻬﺎدﺘﻪ وﻫذﻩ اﻟشروط
ﻧﻲ
ﻫﻲ :اﻹﺴﻼم ،واﻟﻌﻘﻞ ،واﻟبﻠوغ ،واﻟحر�ﺔ ،واﻟﻌداﻟﺔ ،واﻟت�ﻘظ ،وأن ﻻ �كون ﻤحجو ار ﻋﻠ�ﻪ وﻻ ﻤبتدﻋﺎ ،وﻻ ﻤتﻬمﺎ ﻓﻲ
ﺸﻬﺎدﺘﻪ.
اﻟتبر�ز:
اﻟمبرز �كسر اﻟراء ﻫو ﻤن ﻓﺎق أﻗراﻨﻪ ﻓﻲ اﻟتﻘوى واﻟﻔضﻞ واﻟﻌداﻟﺔ ،واﻟمبرز ﺘصﺢ ﺸﻬﺎدﺘﻪ ﻷﺨ�ﻪ ﻓﻲ
اﻷﻤوال واﻟجراح اﻟتﻲ ﻓیﻬﺎ اﻟمﺎل ،ﻻ ف�مﺎ ﯿتﻬم ف�ﻪ أو ﺘدر�ﻪ ف�ﻪ ﺤم�ﺔ أو ﻤﻌرة .
وﻻ �ﻘبﻞ اﻟتجر�ﺢ ﻓﻲ اﻟمبرز إﻻ �ﺎﻟﻌداوة أو اﻟﻘرا�ﺔ .
205
وﻫنﺎك ﻤسﺎﺌﻞ �شترط ﻓیﻬﺎ ﺘبر�ز اﻟشﺎﻫد ﻓتﻘبﻞ ﻓیﻬﺎ ﺸﻬﺎدﺘﻪ ،وﻻ ﺘﻘبﻞ ﻓیﻬﺎ ﺸﻬﺎدة اﻟﻌدل ﻏیر اﻟمبرز وﻫﻲ
:اﻟتز��ﺔ ،وﺸﻬﺎدﺘﻪ ﻟصد�ﻘﻪ ،وﻷﺨ�ﻪ ،وﻷﺠیرﻩ ،وﺸر�كﻪ ﻓﻲ ﻏیر اﻟتجﺎرة ،و�ذا إذا زاد ﻓﻲ ﺸﻬﺎدﺘﻪ أو ﻨﻘص ﻤنﻬﺎ.
اﻟتز��ﺔ وﺸروطﻬﺎ:
اﻟتز��ﺔ ﻫﻲ اﻟ�حث ﻋن ﻋداﻟﺔ اﻟشﺎﻫد اﻟذي ﻻ �ﻌرف اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻋداﻟتﻪ وﻻ ﻓسﻘﻪ ،وﺘجب ﺘز��ﺔ اﻟشﺎﻫد ﻋﻠﻰ
ﻤن ﻋرﻓت ﻋداﻟتﻪ إذا ﻟم ﯿوﺠد ﻤن �ﻌرﻓﻬﺎ ﻏیرﻩ إن طﻠب ﺘز�یتﻪ ﺼﺎﺤب اﻟحق � ،مﺎ �جب ﺠرح اﻟشﺎﻫد ﻋﻠﻰ ﻤن
ﻋﻠم ﺠرﺤﻪ إن ﺨﺎف ﻓوات اﻟحق �سبب ﺸﻬﺎدﺘﻪ.
وﻟكن ﻻ ﯿن�ﻐﻲ ﻟشخص أن �جرح ﺸﺎﻫدا إذا �ﺎن �ﻌﻠم أﻨﻪ ﺼﺎدق ﻓﻲ ﺸﻬﺎدﺘﻪ.
وﺘز��ﺔ اﻟﻌﻼﻨ�ﺔ ﺘكون �ﻌدﻟین ﻤبرز�ن �شﻬدان �ﺄﻨﻪ ﻋدل رﻀﻰ.
أﻤﺎ ﺘز��ﺔ اﻟسر ف�كﻔﻲ ﻓیﻬﺎ ﻋدل واﺤد ﻤبرز ،و�شترط ﻓﻲ اﻟمز�ﻲ أن �كون ﻓطنﺎ وﻋﺎرﻓﺎ �صﻔﺎت اﻟﻌداﻟﺔ،
اﻟ
وﻗو ادﺤﻬﺎ ،وﻋﺎرف ﻟمﺎ ﺘصﺢ �ﻪ اﻟشﻬﺎدة ،وﻤﺎ �سﻘطﻬﺎ ،و�شترط أن �كون ﺨﺎﻟط ﻤز�ﺎﻩ طو�ﻼ وﻋرف �ﺎطنﻪ
ﻣﻌ
ﮭد وظﺎﻫرﻩ.
اﻟﺗ
رﺑو
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ ﺸروط ﺘحمﻞ اﻟشﻬﺎدة؟ وﻤﺎ ﺸروط أداﺌﻬﺎ؟
ي اﻟ
206
اﻟدرس :44
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟسرﻗﺔ أو اﻟحرا�ﺔ وﻤﻌﺎﻤﻼت اﻷﻤوال .
ﮭد
اﻟنوع اﻟثﺎﻟث :ﻋدل واﻤرأﺘﺎن ﻓﻲ اﻟمــﺎل وﻤﺎ آل إﻟ�ﻪ دون �ﻘی ـﺔ اﻟحﻘوق.
اﻟنوع اﻟرا�ﻊ :اﻤرأﺘﺎن ﻋدﻟتﺎن ف�مﺎ ﻻ �طﻠﻊ ﻋﻠ�ﻪ اﻟرﺠﺎل .
اﻟﺗ
اﻟنوع اﻟخﺎﻤس :ﺸﻬﺎدة اﻟﻌدل اﻟواﺤد ﻓﻲ �ﺎب اﻟخبر ﻓﻲ �ﻌض اﻟﻘضﺎ�ﺎ �تز��ﺔ اﻟسر ،و�شﻬﺎدة اﻟمترﺠم
رﺑو
واﻟطبیب ،واﻟﻘﺎﺌﻒ ،و�ﺎﻟﻌدل اﻟواﺤد اﻟذي ﯿرﺴﻠﻪ اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻟﻘسم ﺸﻲء ﺒین أﻫﻠﻪ وﻨحو ذﻟك،
ي اﻟ
و�شﻬﺎدة �ﺎﺘب اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ �ت�ﻪ �ﺄﻤر ﻤن اﻟﻘﺎﻀﻲ ،و�ﺎﻟشﺎﻫد ﻓﻲ اﻟﻠوث ،ﻗﺎل ﻓﻲ
اﻟتحﻔﺔ:
وط
اﻟنوع اﻟسﺎدس :ﺸﻬﺎدة ﺠمﺎﻋﺔ اﻟصب�ﺎن اﻟذ�ور ﻓﻲ اﻟﻘتﻞ واﻟجراح ف�مﺎ ﺒینﻬم �شرط اﻟتمییز واﻻﺘﻔﺎق ﻓﻲ
ﺼورة اﻟشﻬﺎدة إن ﺘﻠﻘیت ﻤنﻬم ﻗبﻞ أن �ﻔترﻗوا وﻗبﻞ أن ﯿدﺨﻞ ﺒینﻬم �بیر ﺨش�ﺔ أن �حرف
ﺸﻬﺎدﺘﻬم.
وﻓﺎﺌدة ﺸﻬﺎدة اﻟصب�ﺎن اﻟد�ﺔ وﻟو ﺜبت اﻟﻘتﻞ ﻋمدا ﻷﻨﻪ ﻻ �ﻘتص إﻻ ﻤن ﻤكﻠﻒ.
اﻟ
اﻟمدﻋﻰ ف�ﻪ ﻓیوﻗﻒ ﺘوق�ﻔﺎ ﻏیر ﺘﺎم ﺤتﻰ �ﻌرف ﻤﺎ ﻋند اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻲ ذﻟك أﻤﺎ إذا ﺸﻬد ﻋدﻻن وﻟم ﯿبق إﻻ
ﻣﻌ
اﻹﻋذار ﻓﺈن اﻟتوق�ف �كون ﺘﺎﻤﺎ ،وﺘرﻓﻊ ﯿد اﻟحﺎﺌز ﻋن اﻟمتنﺎزع ف�ﻪ و�صدر اﻟحكم �ﻌد اﻹﻋذار.
ﮭد
اﻟمرﺘ�ﺔ اﻟرا�ﻌﺔ ﻤن ﻤراﺘب اﻟشﻬﺎدة :
اﻟﺗ
رﺑو
ﺸﻬﺎدة ﻻ ﺘوﺠب اﻟحق اﻟمشﻬود ف�ﻪ ،وﻟكنﻬﺎ ﺘوﺠب ﺤكمﺎ ﻋﻠﻰ اﻟشﺎﻫد ،وﻫﻲ ﻗسمﺎن:
اﻷول اﻟشﻬﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟحدود وﻋﻠﻰ اﻷﻋراض إذا ﻟم ﺘكن ﻋﻠﻰ وﺠﻬﻬﺎ� ،شﻬﺎدة ﺜﻼﺜﺔ أو أﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﯿنﺔ
ي اﻟ
ﻛذ�ﻪ ﻓﻲ رﺠوﻋﻪ ،و�ﻨمﺎ �ضمن اﻟشﺎﻫد ﻤﺎ أﺘﻠﻒ �سبب ﺸﻬﺎدﺘﻪ ،ﻓﺈن رﺠﻊ اﻟشﺎﻫدان ﻤﻌﺎ ﻀمنﺎ اﻟمﺎل �ﻠﻪ ،و�ن
رﺠﻊ أﺤدﻫمﺎ ﻀمن ﻨصﻒ اﻟمﺎل ،و�ن رﺠﻌﺎ ﻋنﻬﺎ ﻗبﻞ اﻟحكم ﺴﻘطت ﺸﻬﺎدﺘﻬمﺎ ﻟﻠتنﺎﻗض ،وﻻ ﻀمﺎن ﻋﻠیﻬمﺎ.
ﻧﻲ
اﻟ
اﻟسﺎ�ﻌﺔ :اﻟشﺎﻫد اﻟذي ﻻ ﺘتوﺴم ف�ﻪ اﻟﻌداﻟﺔ وﻻ اﻟجرﺤﺔ ﻓﻼ ﺘجوز ﺸﻬﺎدﺘﻪ ﻓﻲ ﻤوﻀﻊ ﻤن اﻟمواﻀﻊ دون
ﻣﻌ
ﺘز��ﺔ ،إﻻ ﺸﻬﺎدﺘﻪ ﺘكون ﺸبﻬﺔ ﻓﻲ �ﻌض اﻟمواﻀﻊ.
ﮭد
اﻟثﺎﻤنﺔ :اﻟشﺎﻫد اﻟذي ﺘتوﺴم ف�ﻪ اﻟجرﺤﺔ ،وﻻ ﺘجوز ﺸﻬﺎدﺘﻪ دون اﻟتز��ﺔ.
اﻟتﺎﺴﻌﺔ :اﻟذي ﺜبتت ﻋﻠ�ﻪ ﺠرﺤﺔ ﻗد�مﺔ أو �ﻌﻠمﻬﺎ اﻟحﺎﻛم ف�ﻪ ﻓﻼ ﺘجوز ﺸﻬﺎدﺘﻪ دون ﺘز��ﺔ وﻻ ﺘﻘبﻞ ف�ﻪ
اﻟﺗ
اﻟتز��ﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق و�ﻨمﺎ ﺘﻘبﻞ ﻤمن ﻋﻠم �جرﺤتﻪ إذا ﺸﻬد ﻋﻠﻰ ﺘو�تﻪ ﻤنﻬﺎ.
رﺑو
اﻟحﺎد�ﺔ ﻋشرة :ﺸﺎﻫد اﻟزور ،وﻻ ﺘصﺢ ﺸﻬﺎدﺘﻪ .وﻗیﻞ ﺘصﺢ �ﻌد ﺘو�تﻪ.
اﻟتﻌدﯿﻞ واﻟتجر�ﺢ :اﻟتﻌدﯿﻞ ﻟﻐﺔ اﻟتسو�ﺔ واﻟتﻘو�م ،واﺼطﻼﺤﺎ :اﻟتز��ﺔ �ﻘﺎل :ﻋدل اﻟشﺎﻫد أو اﻟراوي ﺘﻌدﯿﻼ
وط
209
وﻫذﻩ اﻟمواﻨﻊ ﻫﻲ :اﻟكﻔر ،واﻟﻔسق ،واﻟرق ،واﻟحجر ،واﻻﺒتداع ﻓﻲ اﻟدﯿن ،واﻟتﻐﻔیﻞ ،وﻋدم اﻟتكﻠ�ف ،ﻓﺎرﺘكﺎب
اﻟكبیرة ،واﻹﺼرار ﻋﻠﻰ اﻟصﻐیرة ،واﻹداﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌبث ،و�ﻞ ﻤﺎ �خﻞ �ﺎﻟمروءة واﻟﻌداﻟﺔ �ﻞ ذﻟك ﻤن ﻤواﻨﻊ
اﻟشﻬﺎدة ،وﻻ ﺘﻘبﻞ ﺸﻬﺎدة ﻤتﻬم ﻓﻲ دﯿنﻪ� ،مﺎ إذا ﺠر ﺒﻬﺎ ﻨﻔﻌﺎ ﻟنﻔسﻪ ،أو دﻓﻊ ﺒﻬﺎ ﻀر ار ﻋنﻬﺎ و�شﻬﺎدﺘﻪ ﻷﺼﻠﻪ أو
ﻓرﻋﻪ أو ﻟصد�ﻘﻪ أو ﺸر�كﻪ ،أو ﻋﻠﻰ ﻋدوﻩ أو ﺨصمﻪ ،و�ذا ﻻ ﺘﻘبﻞ ﺸﻬﺎدة اﻟحر�ص ﻋﻠﻰ ﺘحمﻞ اﻟشﻬﺎدة أو ﻋﻠﻰ
أداﺌﻬﺎ أو ﻗبوﻟﻬﺎ ،ﻤﺎ ﻟم ﺘكن ﻓﻲ ﺤق ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،وﻻ ﺘﻘبﻞ ﺸﻬﺎدة اﻟمحدود ف�مﺎ ﺤد ف�ﻪ ،وﺘﻘبﻞ ﻓﻲ ﻏیر ذﻟك إن
ﺘﺎب وﺤسنت ﺘو�تﻪ ،وﻻ ﺘﻘبﻞ اﻟشﻬﺎدة اﻟمنﺎﻗضﺔ ﻟﻠدﻋوى أو اﻟتﻲ ﺘست�ﻌد ﺼحتﻬﺎ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ ﻤراﺘب اﻟشﻬﺎدة؟
– 2ﻤﺎ ﻤراﺘب اﻟشﻬود ﻓﻲ اﻟشﻬﺎدة؟
– 3ﻋرف اﻟتﻌدﯿﻞ واﻟتجر�ﺢ و�ین ﻤﺎ ﯿترﺘب ﻋﻠیﻬمﺎ ﻤن أﺤكﺎم؟
اﻟ
– 4ﻤﺎ أﺒرز ﻤﺎ ﺘرد �ﻪ ﺸﻬﺎدة اﻟمبرز؟
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
210
اﻟدرس :45
اﻟ
اﻟخط ﺨطﻪ ،ﻓﺎﻟحكم ﻓﻲ ذﻟك أن ﯿثبت اﻟمدﻋﻲ ﻤﺎ ادﻋﺎﻩ �ﻌدﻟین ﻋﻠﻰ أن اﻟخط ﺨط ﻫذا اﻟمنكر أو اﻟمیت،
ﻣﻌ
و�ﻠزﻤﻪ أو ورﺜتﻪ ﻤﺎ أﻗر �ﻪ ﺒﻼ �مین ،ﻓﺈذا ﻟم ﯿوﺠد ﻤن �شﻬد ﻋﻠﻰ ﺨط اﻟمﻘر وطﻠب اﻟمدﻋﻲ أن �جبر اﻟمدﻋﻰ
ﮭد
ﻋﻠ�ﻪ ﻋﻠﻰ أن �كتب �محضر اﻟشﻬود اﻟﻌدول ﻟ�ﻘﺎرن ﻤﺎ �ت�ﻪ ﻤﻊ ﻤﺎ أظﻬرﻩ اﻟمدﻋﻲ ﻓﺈﻨﻪ �جبر ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻓتﻰ �ﻪ
اﻟﻠخمﻲ) .(1
اﻟﺗ
وﺘجوز ﺸﻬﺎدة اﻟرﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﺨط اﻟنسﺎء وﻟو ف�مﺎ �ختص ﺒﻬن� ،خﻼف اﻟنسﺎء ﻓﻼ �شﻬدن ﻋﻠﻰ ﺨط ﻤطﻠﻘﺎ،
رﺑو
وﺸروطﻬﺎ :
– أن �كون اﻟسمﺎع ﻓﺎﺸ�ﺎ ﺒین أﻫﻞ اﻟبﻠد . 1
– وأن �شﻬد ﺒﻬﺎ ﻋدﻻن ﻓصﺎﻋدا ،وﻻ ﺘكﻔﻲ اﻟكثرة وﺤدﻫﺎ ﻤﺎ ﻟم ﺘبﻠﻎ ﺤد اﻟتواﺘر. 2
– واﻟسﻼﻤﺔ ﻤن اﻟر��ﺔ اﻟمؤد�ﺔ إﻟﻰ ﺘﻐﻠ�ط اﻟشﺎﻫد أو ﺘكذﯿ�ﻪ . 3
– وﻋدم ﺘسم�ﺔ اﻟمسموع ﻤنﻬم ،و�ﻻ �ﺎﻨت ﺸﻬﺎدة ﻨﻘﻞ. 4
– وأن ﻻ �ﻘضﻲ ﻷﺤد �شﻬﺎدة اﻟسمﺎع إﻻ �ﻌد �مینﻪ ﻻﺤتمﺎل أن �كون أﺼﻞ اﻟسمﺎع ﻤن ﺸﺎﻫد واﺤد. 5
– وأن ﺘطول ﻓترة اﻟسمﺎع إﻟﻰ ﺨمسﺔ ﻋشر ﻋﺎﻤﺎ ﻋند اﺒن ﺤبیب) ،(2وﻗﺎل اﺒن ﻋﺎﺼم ): 1اﻟتحﻘیق ﻓﻲ 6
اﻟطول :اﻻﺴتنﺎد إﻟﻰ اﻟﻌرف(.
- 1اﻟﻠخمﻰ :ﻤن ﻋﻠمﺎء اﻟمﺎﻟك�ﺔ ﺤﺎز رﺌﺎﺴﺔ إﻓر�ق�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم ﺼنﻒ اﻟت�صرة ﺘوﻓﻲ 498ﻫـ.
- 2اﺒن ﺤبیب :ﻫو أﺒو ﻤروان :ﻋبد اﻟمﻠك ﺒن ﺤبیب اﻟسﻠمﻲ اﻟمرداﺴﻲ اﻷﻨدﻟسﻲ اﻟﻘرطبﻲ اﻟمﺎﻟكﻲ ﺘوﻓﻰ 238ھـ.
211
– 7وأن ﻻ �ستخرج ﺒﻬﺎ ﺸﻲء ﻤن ﯿد ﺤﺎﺌزﻩ ،و�ﻨمﺎ ﺘصحﺢ اﻟح�ﺎزة ﻟمن �ﺎن اﻟشﻲء ﺒیدﻩ.
وﻤحﻞ ﺸﻬﺎدة اﻟسمﺎع أي ﻤﺎ ﺘﻘبﻞ ف�ﻪ ﻫو:
اﻟتﻌدﯿﻞ واﻟتجر�ﺢ ،وﺘوﻟ�ﺔ اﻟﻘﺎﻀﻲ وﻋـزﻟﻪ ،واﻹﺴـﻼم ،واﻟـردة ،واﻟحرا�ﺔ ،واﻟسﻔﻪ ،واﻟرﺸد ،واﻟب�ﻊ ،واﻟﻘسمﺔ،
واﻟنكﺎح ،واﻟنسب ،واﻟحمﻞ ،واﻟوﻻدة ،واﻟرﻀﺎع ،وﻀرر اﻟزوﺠین ،واﻟخﻠﻊ ،واﻟحوز ،واﻟح�س ،واﻟﻬ�ﺔ ،واﻟصدﻗﺔ،
واﻟوﺼ�ﺔ ،واﻟموت.
ﻨﻘﻞ اﻟشﻬﺎدة أي اﻟشﻬﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟشﻬﺎدة :وﻫﻲ ﺘﻌنﻲ ﻨﻘﻞ اﻟشﻬﺎدة ﻋن اﻟشﺎﻫد اﻷول اﻷﺼﻠﻲ ﻟﻌدم إﻤكﺎن
ﺤضورﻩ ،وﺼﻔتﻬﺎ أن �ﻘول ﺸﺎﻫد اﻷﺼﻞ ﻟﻠنﺎﻗﻞ :اﺸﻬد ﻋﻠﻲ �شﻬﺎدﺘﻲ ،أو ﻋﻠﻰ أن ﻓﻼﻨﺎ أﺸﻬدﻨﻲ ﻋﻠﻰ �ذا وﺘجوز
�شرط أن �ﻘول اﻟشﺎﻫد اﻷﺼﻠﻲ ﻟﻠنﺎﻗﻞ أﻨﻘﻞ ﻋنﻲ ﻫذﻩ اﻟشﻬﺎدة ،أو �كون ﺴمﻌﻬﺎ ﻤنﻪ ﻋند اﻟﻘﺎﻀﻲ ،أو ﺴمﻌﻪ �شﻬد
ﻏیرﻩ ﻋﻠیﻬﺎ ،و�شترط ﻓیﻬﺎ أن ﻻ �كذب اﻟشﺎﻫد اﻷﺼﻠﻲ اﻟنﺎﻗﻞ ﻗبﻞ اﻟحكم ،وﻤثﻞ ﺘكذﯿ�ﻪ ﺸكﻪ أو ﻨس�ﺎﻨﻪ ،وأن ﻻ
�ط أر ﻋﻠﻰ اﻟشﺎﻫد اﻷﺼﻠﻲ ﻤﺎ �سﻘط ﺸﻬﺎدﺘﻪ ،وﺘﻌذر ﺸﻬﺎدة اﻷﺼﻞ �موﺘﻪ أو ﻤرﻀﻪ أو ﺤ�سﻪ أو ﻏیبتﻪ �مكﺎن
ﻤنﻘطﻊ.
أﻤﺎ اﻟمرأة ف�جوز اﻟنﻘﻞ ﻋنﻬﺎ و�ن ﺤضرت ﻟمﺎ ﯿﻠزﻤﻬﺎ ﻤن اﻟستر ،وﺘحﻘق ﺸروط اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﻤن اﻷﺼﻞ
واﻟﻔرع ،وأن ﯿتم ﻨﻘﻞ اﻟشﻬﺎدة ﺒواﺴطﺔ ﻋدﻟین ذ�ر�ن ﻋن �ﻞ ﻤن ﺸﺎﻫدي اﻷﺼﻞ.
اﻟ
ﺸﻬﺎدة اﻻﺴترﻋﺎء :
ﻣﻌ
اﻻﺴترﻋﺎء ﻫو طﻠب اﻟرﻋﻲ أي طﻠب اﻟحﻔظ ﻟﻠشﻬﺎدة ﻟ�ﻘوم ﺒﻬﺎ اﻟمسترﻋﻲ ﻋند اﻟحﺎﺠﺔ إﻟیﻬﺎ ،و�راد ﺒﻬﺎ
ﮭد اﻹﯿداع واﻻﺴتحﻔﺎظ ،ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
�ﻌدم اﻟتزام ﻤﺎ ﻤن ـك ﺼـ ـ ـدر ﻨﻔﻊ اﻻﺴترﻋﺎ أي إﺸﻬ ـ ـ ٌﺎد ُ� َسر
اﻟﺗ
وﺼورﺘﻬﺎ أن �كتب اﻟمسترﻋﻲ �تﺎ�ﺎ ﺴ ار �ﺄﻨﻪ إﻨمﺎ ﻓﻌﻞ ﻫذا اﻟتصرف ﻷﻤر ﯿتخوﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﻔسﻪ أو ﻤﺎﻟﻪ ،وأﻨﻪ
رﺑو
ﯿرﺠﻊ ف�مﺎ ﻋﻘد ﻋند أﻤنﻪ ﻤمﺎ ﯿتخوﻓﻪ ،و�شﻬد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺸﻬود اﻻﺴترﻋﺎء أي �شﻬدﻫم ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻏیر ﻤﻠتزم �ﺄن
�ﻔﻌﻞ ﺸیئﺎ ﻤن ذﻟك .وﻤن أﺴﻘط اﺴترﻋﺎءﻩ ﻓﻠ�س ﻟﻪ اﻟق�ﺎم �ﻪ �ﻌد ذﻟك إﻻ إذا أﺴﻘطﻪ ﺨوﻓﺎ ،ﺜم اﺴترﻋﻰ ﻓﻲ ذﻟك
ي اﻟ
اﻹﺴﻘﺎط �ﺄن ﻗﺎل :اﺸﻬدوا �ﺄن إﺴﻘﺎطﻲ ﻫذا ﻟ�س �ﺈﺴﻘﺎط و�ﻨمﺎ ﻫو ﻟخوف ﻤن اﻟظﺎﻟم ف�ﻔﻌﻞ ذﻟك ﻗﺎل ﻓﻲ ﻨظم
ﻨوازل ﺴیدي ﻋبد ﷲ:
وط
اﻷﺴئﻠﺔ:
ﻧﻲ
- 1اﺒن ﻋﺎﺼم :ﻫو اﻟﻘﺎﻀﻲ أﺒو �كر ﺒن ﻤحمد ﺒن ﻋﺎﺼم اﻷﻨدﻟسﻲ اﻟﻐرﻨﺎطﻲ ﺼﺎﺤب ﺘحﻔﺔ اﻟحكﺎم )اﻟﻌﺎﺼم�ﺔ( ﺗﻮﻓﻰ 829ھـ.
212
اﻟدرس :46
اﻟ
ﻣﻌ
وﻗد �كون اﻟتو�یﻞ ﻤندو�ﺎ إذا ﻤﺎ أر�د ﻤنﻪ اﻹﺤسﺎن واﻟتﻌﺎون ﻋﻠﻰ اﻟخیر ،ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم�) :ﷲ
ﻓﻲ ﻋون اﻟﻌبد ﻤﺎ �ﺎن اﻟﻌبد ﻓﻲ ﻋون أﺨ�ﻪ ( رواﻩ ﻤسﻠم ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة.
ﮭد
و�جوز اﻟتو�یﻞ �ﺄﺠرة و�ﻐیرﻫﺎ ،ﻓﺈن �ﺎن �ﺄﺠرة �ﺎن ﻻزﻤﺎ ،و�ﺎن ﺤكمﻪ �حكم اﻹﺠﺎرة أو �حكم اﻟجﻌﻞ،
اﻟﺗ
و�ن �ﺎن �ﻐیر أﺠرة ﻓﻬو ﻤﻌروف وﻏیر ﻻزم ﻓﻬو ﻤن اﻟﻌﻘود اﻟجﺎﺌزة أي ﻏیر اﻟﻼزﻤﺔ .
رﺑو
ﻗﺎل ﺨﻠیﻞ ﻓﻲ اﻟو�ﺎﻟﺔ) :وﻫﻞ ﻻ ﺘﻠزم ،أو إن وﻗﻌت �ﺄﺠرة أو ﺠﻌﻞ ﻓكﻬمﺎ ،و�ﻻ ﻟم ﺘﻠزم ﺘردد(.
واﻟحكمﺔ ﻓﻲ اﻟتو�یﻞ أو اﻟو�ﺎﻟﺔ ﻫﻲ :اﻟت�سیر ﻋﻠﻰ اﻟمسﻠمین ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻬم ،ورﻓﻊ اﻟحرج واﻟمشﻘﺔ ﻋنﻬم،
ي اﻟ
ﻓﻘد أذن ﷲ ﻓیﻬﺎ ﻟحﺎﺠﺔ اﻟنﺎس إﻟیﻬﺎ ﻓﻲ ﻤصﺎﻟحﻬم إذ �ﻌجز �ﻞ أﺤد ﻋن اﻟق�ﺎم �ﺄﻤورﻩ إﻻ �مﻌوﻨﺔ ﻏیرﻩ .
واﻟتو�یﻞ ﻻ �صﺢ إﻻ ف�مﺎ �جوز ﻓﻌﻠﻪ وﺘصﺢ ف�ﻪ اﻟن�ﺎ�ﺔ ،ﻓﻼ �صﺢ ﻓﻲ اﻟشﻲء اﻟمحرم ،وﻻ ف�مﺎ ﻻ �مﻠكﻪ
وط
اﻟمو�ﻞ.
ﻧﻲ
ﻗﺎل اﺒن اﻟﻌر�ﻲ :اﻟو�ﺎﻟﺔ ﻤﻌوﻨﺔ وﻻ ﺘكون ﻷﻫﻞ اﻟ�ﺎطﻞ ،وﻗﺎل اﻟﻘرطبﻲ ﻓﻲ ﺘﻔسیرﻩ ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ) :وﻻ ﺘكن
ﻟﻠخﺎﺌنین ﺨص�مﺎ ـ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ ـ وﻻ ﺘجﺎدل ﻋن اﻟﻠذﯿن �ختﺎﻨون أﻨﻔسﻬم( ﺴورة اﻟنسﺎء اﻵ�ﺔ 106ﻗﺎل "" :ﻓﻲ ﻫذا دﻟیﻞ
ﻋﻠﻰ أن اﻟن�ﺎ�ﺔ ﻋن اﻟم�طﻞ واﻟمتﻬم ﻓﻲ اﻟخصوﻤﺔ ﻻ ﺘجوز ،ﻓﻼ �جوز ﻷﺤد أن �خﺎﺼم ﻋن أﺤد إﻻ �ﻌد أن �ﻌﻠم
أﻨﻪ ﻤحق( .وﻗﺎل ﻤحمد ﻤوﻟود ﺒن اﺤمد ﻓﺎل رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ �تﺎب ﻤحﺎرم اﻟﻠسﺎن:
أﻤسﻰ أﺜ�مﺎ وﻏـ ـ ـدا أﺜ�م ـ ـﺎ وﻤن �كن ﻟخﺎﺌـ ـن ﺨص�م ـﺎ
وﻻ �جوز أن �كون اﻟو�یﻞ ﻓﻲ اﻟخصﺎم ﺼﺎﺤب ﻟدد.
أر�ﺎن اﻟو�ﺎﻟﺔ :أر�ﺎﻨﻬﺎ أر�ﻌﺔ ﻫﻲ:
– 1اﻟمو�ﻞ �كسر اﻟكﺎف وﻫو ﺼﺎﺤب اﻟحق ،وﺸرطﻪ :اﻟتكﻠ�ف واﻟرﺸد وأن �كون �مﻠك ﻓﻌﻞ ﻤﺎ و�ﻞ
ف�ﻪ ،وﻏیر ﻤحجور ﻋﻠ�ﻪ .
213
– 2اﻟو�یﻞ و�شترط ف�ﻪ اﻹﺴﻼم ،واﻟتكﻠ�ف واﻟرﺸد وأن �كون ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ اﻟق�ﺎم �مﺎ و�ﻞ إﻟ�ﻪ ،و�شترط ﻋﻠم
اﻟو�یﻞ �ﺎﻟو�ﺎﻟﺔ ،وأن �كون ﻤﻌینﺎ ﻓﻠو ﻗﺎل اﻟمو�ﻞ :أذﻨت ﻟكﻞ ﻤن أراد ﺒ�ﻊ داري أن ﯿب�ﻌﻬﺎ ﻟم �صﺢ ﻷن ف�ﻪ
ﻏررا ،و�شترط أن ﻻ ﯿتﻌدد اﻟو�یﻞ ﻓﻲ اﻟخصﺎم .
– 3اﻟمو�ﻞ ف�ﻪ وﻫو ﻤﺎ ﺘﻘﻊ ﻋﻠ�ﻪ اﻟو�ﺎﻟﺔ ،و�شترط ف�ﻪ أن �كون ﻤمﻠو�ﺎ ﻟﻠمو�ﻞ ﺤین اﻟتو�یﻞ ،وأن �كون
ﻤﻌﻠوﻤﺎ ،وأن �كون ﻤمﺎ ﺘصﺢ ف�ﻪ اﻟن�ﺎ�ﺔ ،وﻫﻞ �شترط ﺘﻌیینﻪ ﺒنص أو ﻗر�نﺔ ﻗوﻻن.
– 4اﻟص�ﻐﺔ :وﻫﻲ اﻟﻠﻔظ اﻟدال ﻋﻠﻰ اﻟتو�یﻞ� ،و�ﻠتك أو أﻨت و�یﻠﻲ أو ﻤﺎ �ﻘوم ﻤﻘﺎم ذﻟك ،وﻟ�س ﻟﻬﺎ ﻟﻔظ
ﺨﺎص ،ﺜم ﻻ ﺒد ﻓیﻬﺎ ﻤن ﻗبول.
واﻟو�ﺎﻟﺔ ﻗسمﺎن :ﻤطﻠﻘﺔ وﻤﻘیدة ،ﻓﺎﻟمطﻠﻘﺔ ﺘشمﻞ اﻟتصرف ﻓﻲ �ﻞ ﺸﻲء ،إﻻ ﻓﻲ طﻼق اﻟزوﺠﺔ ،وﻨكﺎح
اﻟ�كر ،و��ﻊ دار ﺴكنﺎﻩ ،ﻓﻬذﻩ ﻋرﻓﺎ ﻻ ﯿندرج واﺤد ﻤنﻬﺎ ﺘحت ﻋموم اﻟو�ﺎﻟﺔ ،و�ﻨمﺎ �ﻔﻌﻠﻬﺎ اﻟو�یﻞ �ﺈذن ﺨﺎص.
واﻟو�ﺎﻟﺔ اﻟمطﻠﻘﺔ ﻻ ﺘستﻠزم اﻹﻗرار ،و�ذا ورد ﻟﻔظ اﻟتو�یﻞ ﻤطﻠﻘﺎ ﻏیر ﻤﻘید �شﻲء ﺤمﻞ ﻋﻠﻰ اﻟو�ﺎﻟﺔ
اﻟمﻔوﻀﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺠم�ﻊ اﻷﺸ�ﺎء.
وﺘكون ﻤﻘیدة �و�ﻠتك ﻋﻠﻰ �ذا ،ﻓﻠﻔظ اﻟتو�یﻞ إذا �ﺎن ﻤﻘیدا �شﻲء ﻓﺈﻨﻪ �ختص �ﻪ ،وﻻ ﯿتﻌداﻩ إﻟﻰ ﻏیرﻩ،
ﻓﺎﻟو�ﺎﻟﺔ إن طﺎﻟت ﻗصرت ،و�ن ﻗصرت ـ ﻓﻲ اﻟﻠﻔظ ـ طﺎﻟت أي ﻋمت .
اﻟدﺴوﻗﻲ :اﻟو�ﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟخصﺎم ﻻزﻤﺔ ﻤطﻠﻘﺎ وﻗﻌت ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻹﺠﺎرة أو اﻟجﻌﺎﻟﺔ ،أوﻻ إذا ﻗﺎﻋد اﻟو�یﻞ
اﻟ
اﻟخصم �ثﻼث و�ﻻ ﻓﻼ ( ،وﻻ �جوز ﻟﻠو�یﻞ أن ﯿتصرف �ﻐیر اﻟمصﻠحﺔ ،و�ذا ﺘصرف ﻨظر ﻓﻲ ﺘصرﻓﻪ ،
ﻣﻌ
ف�مضﻲ ﻤﺎ �ﺎن ﺴدادا وﻤصﻠحﺔ ،و�رد ﻏیرﻩ ﻋﻠﻰ �ﻞ ﺤﺎل.
ﮭد
وﻟ�س ﻟﻠو�یﻞ ﻓﻲ اﻟخصوﻤﺔ اﻹﻗرار ﻋﻠﻰ ﻤو�ﻠﻪ ﻟخصمﻪ إن ﻟم �ﻔوض ﻟﻪ ﻤو�ﻠﻪ ﻓﻲ ذﻟك ،ﻓﺈن ﻓوض ﻟﻪ
ﻟزﻤﻪ ﻤﺎ أﻗر �ﻪ اﻟو�یﻞ .وﻟﻠخصم أن ﻻ �ﻘبﻞ اﻟتو�یﻞ إﻻ إذا ﺠﻌﻞ اﻹﻗرار واﻹﻨكﺎر ﻟﻠو�یﻞ.
اﻟﺗ
وﻻ �جوز ﻟﻠمو�ﻞ اﻟتو�یﻞ ﻓﻲ اﻟخصوﻤﺔ إن ﺠﺎﻟس ﺨصمﻪ ﻋند اﻟﻘﺎﻀﻲ ﺜﻼث ﻤرات وﻟو ﻓﻲ ﯿوم واﺤد إﻻ
رﺑو
ﻟﻌذر �مرض أو ﺴﻔر ،و�ذا ﻻ �جوز ﻟﻪ ﻋزل اﻟو�یﻞ إذا ﺠﺎﻟس ﺨصمﻪ ﺜﻼﺜﺎ ﻋند اﻟﻘﺎﻀﻲ ،وﻟ�س ﻟﻠو�یﻞ ﺤینئذ
ﻋزل ﻨﻔسﻪ إﻻ ﻟﻌذر.
ي اﻟ
و�ذا ﻋزل اﻟمو�ﻞ و�یﻠﻪ ،وأراد ﺨصمﻪ أن ﯿو�ﻞ ذﻟك اﻟو�یﻞ اﻟمﻌزول ﺠﺎز ﻟﻪ ذﻟك ،وﻟ�س ﻟمن ﻋزﻟﻪ أن
�منﻊ ذﻟك اﻟتو�یﻞ �حجﺔ أﻨﻪ ﻗد اطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺨصوﻤتﻪ وﻋﻠم �نﻪ ﺤجتﻪ ،ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟتحﻔﺔ:
وط
اﻷﺴئﻠﺔ:
- 1ﻋرف اﻟتو�یﻞ و�ین أﺼﻠﻪ واﻟحكمﺔ ﻤنﻪ.
– 2اذ�ر أر�ﺎن اﻟو�ﺎﻟﺔ وﻤﺎ �شترط ﻓﻲ �ﻞ واﺤد ﻤنﻬﺎ.
– 3ﻤﺎ أﻗسﺎم اﻟو�ﺎﻟﺔ؟
– 4ﻤتﻰ �ﻘبﻞ ﻟﻠو�یﻞ اﻟتو�یﻞ ﻋﻠﻰ اﻟخصوﻤﺔ؟ وﻤتﻰ �منﻊ ﻋﻠ�ﻪ؟
214
اﻟدرس :47
اﻟبینﺔ :اﻟحجﺔ اﻟﻘو�ﺔ واﻟدﻟیﻞ ،وﻫﻲ اﺴم ﻟمﺎ ﯿبین اﻟحق و�ظﻬرﻩ ،وﻫﻲ ﺘﺎرة ﺘكون �ﺄر�ﻌﺔ ﺸﻬود وﺘﺎرة ﺘكون
اﻤرﺘین واﻟبینﺔ ﻤن وﺴﺎﺌﻞ اﻹﺜ�ﺎت� ،ﺎﻹﻗرار،
�شﺎﻫدﯿن ،و�شﺎﻫد واﻤرأﺘین ،و�شﺎﻫد ﻤﻊ اﻟ�مین ،أو �ﺎﻟ�مین ﻤﻊ أ
واﻟ�مین ،واﻟنكول ،واﻟﻘراﺌن.
وﺘﻌﺎرض اﻟبینتین ﻫو ﺘﻘﺎﺒﻠﻬمﺎ وﺘمﺎﻨﻌﻬمﺎ �ﺄن ﺘشﻬد �ﻞ ﻤنﻬمﺎ �مﺎ ﯿنﺎﻓﻲ ﺸﻬﺎدة اﻷﺨرى .
و�ذا ﺘﻌﺎرﻀت اﻟبینتﺎن ،وﺠب اﻟجمﻊ ﺒینﻬمﺎ إن أﻤكن وﻋمﻞ ﺒﻬمﺎ �ﺎﻟجمﻊ ﺒین اﻟدﻟیﻠین اﻟمتﻌﺎرﻀین �مﺎ إذا
ﺘنﺎزع اﺜنﺎن ﻓﻲ ﻤﺎل �ش�ﻪ ﻤﻠكﻬمﺎ وﺘحت أﯿدﯿﻬمﺎ ،وأﻗﺎﻤﺎ ﺒینتین ﻻ رﺠحﺎن ﻹﺤدﻫمﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺨرى ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎل
اﻟ
�ﻌمﻞ اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟبینتین و�حكم �ﺎﺸتراﻛﻬمﺎ ﻓﻲ اﻟمﺎل ﻤنﺎﺼﻔﺔ ،و�ؤ�د ﻫذا أن رﺠﻠین اﺨتصمﺎ إﻟﻰ اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ
ﻣﻌ
ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻲ �ﻌیر ،وأﻗﺎم �ﻞ ﻤنﻬمﺎ ﺒینﺔ أﻨﻪ ﻟﻪ ﻓﻘضﻰ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �ﻪ ﺒینﻬمﺎ ﻨصﻔین( أﺨرﺠﻪ أﺒو داود
ﮭد واﻟنسﺎﺌﻲ وأﺤمد واﻟحﺎﻛم واﺒن ﻤﺎﺠﻪ ﻋن أﺒﻲ ﻤوﺴﻰ.
اﻟﺗ
و�ن ﻟم �مكن اﻟجمﻊ ﺒین اﻟبینتین ﻋمﻞ ﻋﻠﻰ اﻟترﺠ�ﺢ وﺠو�ﺎ إن أﻤكن ،واﻟترﺠ�ﺢ ﻫو ﺘﻘد�م إﺤداﻫمﺎ ﻋﻠﻰ
رﺑو
-ﻗوة اﻟحجﺔ ،ف�ﻘدم اﻟشﺎﻫدان ﻋﻠﻰ اﻟشﺎﻫد واﻟ�مین ،وﻋﻠﻰ اﻟشﺎﻫد واﻟمرأﺘین،
-وﺘرﺠﺢ ﺒینﺔ اﻟﻘطﻊ ﻋﻠﻰ ﺒینﺔ اﻟسمﺎع،
وط
-وﺘﻘدم اﻟبینﺔ اﻟتﻲ أرﺨت ﻋﻠﻰ اﻟتﻲ ﻟم ﺘؤرخ وﺘﻘدم اﻷﻗدم ﻓﻲ اﻟتﺎر�ﺦ ﻋﻠﻰ ﻏیرﻫﺎ،
-وﺘﻘد�م اﻟمبینﺔ ﻟﻠسبب ﻋﻠﻰ ﻏیرﻫﺎ ﻓﻠو ﺸﻬدت ﺒینﺔ أن اﻟثوب ﻟز�د ،وﺸﻬدت أﺨرى أﻨﻪ ﻟﻌمر وﻨسجﻪ ﺒیدﻩ
ﻧﻲ
215
و�ن ﻟم �مكن ﺘرﺠ�ﺢ إﺤدى اﻟبینتین ﻋﻠﻰ اﻷﺨرى ،ﺴﻘطتﺎ ﻟتﻌﺎرﻀﻬمﺎ ،و�ﻘﻲ اﻟمتنﺎزع ف�ﻪ ﺒید ﺤﺎﺌزﻩ ﻤﻊ
�مینﻪ ،ﻓﺈن �ﺎن ﺒید ﻏیرﻫمﺎ ﻗسم ﺒین ﻤق�مﻲ اﻟبینتین ﻤﻊ �مین �ﻞ ﻤنﻬمﺎ ﻻﺘﻔﺎق اﻟبینتین ﻋﻠﻰ ﺴﻘوط ﻤﻠك اﻟحﺎﺌز،
ﻓﺈن ﺤﻠﻒ أﺤد اﻟخصمین دون اﻵﺨر ﻗضﻲ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤ�ﻪ ،و�ﻗرار ﻤن ﻫو ﺒیدﻩ ﻷﺤدﻫمﺎ ﯿنزل ﻤنزﻟﺔ اﻟید ﻟﻠمﻘر
ﻟﻪ.
و�ن ﺘنﺎزع اﻟخصمﺎن ف�مﺎ ﻋندﻫمﺎ وﻫو ﻤمﺎ �ش�ﻪ ﻤﻠكﻬمﺎ وﻻ ﺒینﺔ ﻟواﺤد ﻤنﻬمﺎ ﺤﻠﻔﺎ وﻗسم ﺒینﻬمﺎ وﻨكوﻟﻬمﺎ
ﻛحﻠﻔﻬمﺎ ،وﻤن ﻨكﻞ ﻤنﻬمﺎ ﺴﻘط ﺤﻘﻪ.
اﻟ�مین ﻓﻲ اﻟﻘضﺎء:
اﻟ�مین اﻟشرع�ﺔ ﻫﻲ اﻟحﻠﻒ �ﺎ� ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ إﺜ�ﺎت أﻤر أو ﻨف�ﻪ ،واﻟ�مین ﻓﻲ اﻟﻘضﺎء ﻫﻲ اﻟتﻲ ﺘجب ﻋﻠﻰ
اﻟخصم ﻹﺜ�ﺎت ﺤق أو ﻨف�ﻪ أﻤﺎم اﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒذ�ر اﺴم ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ.
ﺼ�ﻐﺔ اﻟ�مین ﻓﻲ اﻟﻘضﺎء:
ﺼ�ﻐتﻬﺎ ﻫﻲ�» :ﺎ� اﻟذي ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﻫو« ،وﻫذا ﻓﻲ ﻏیر اﻟﻠﻌﺎن واﻟﻘسﺎﻤﺔ ،أن �ﻘول ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺎن :أﺸﻬد
اﻟ
�ﺎ� ....و�ﻘول ﻓﻲ اﻟﻘسﺎﻤﺔ :أﻗسم �ﺎ� و�زاد ﻟﻠیﻬود :ﻤنزل اﻟتوراة ﻋﻠﻰ ﻤوﺴﻰ ،و�زاد ﻟﻠنصراﻨﻲ :ﻤنزل اﻹﻨجیﻞ
ﻣﻌ
ﻋﻠﻰ ع�سﻰ ،إن �ﺎن أﺤدﻫمﺎ ﻻ ﯿرﺘدع إﻻ ﺒتﻠك اﻟز�ﺎدة.
ﮭد ﺤكم اﻟ�مین:
اﻟﺗ
ﺤكمﻬﺎ ﻫو اﻟجواز إذا �ﺎن اﻟحﺎﻟﻒ ﺼﺎدﻗﺎ ﻓﻲ �مینﻪ ،وﻗد ﺘجب إذا ﺨﺎف ﻓوات ﺤق ﻏیرﻩ ﺒتر�ﻬﺎ ،وﺘحرم
رﺑو
إذا �ﺎن �ﺎذ�ﺎ ﻓیﻬﺎ ،واﻷﺼﻞ ﻓﻲ اﻟ�مین ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻻ ﯿؤاﺨذ�م ﷲ �ﺎﻟﻠﻐو ﻓﻲ أ�مﺎﻨكم وﻟكن ﯿؤاﺨذ�م �مﺎ ﻋﻘدﺘم
اﻷ�مﺎن﴾ ﺴورة اﻟمﺎﺌدة اﻵ�ﺔ ،91وﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ...) :وﻟكن اﻟ�مین ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ
ي اﻟ
� – 1مین اﻟتﻬمﺔ :وﻫﻲ اﻟﻼزﻤﺔ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻏیر اﻟمحﻘﻘﺔ ،واﻟتﻬمﺔ اﻟﻘو�ﺔ ﻫﻲ اﻟتﻲ ﺘﻠزم ﻓیﻬﺎ اﻟ�مین،
ﻧﻲ
و�مین اﻟتﻬمﺔ ﻻ ﺘنﻘﻠب أي ﻻ ﺘرد ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻰ ،وﻤثﻠﻬﺎ �مین اﻟﻘضﺎء و�مین اﻻﺴتحﻘﺎق و�ذا ﻻ ﺘرد اﻟ�مین
اﻟمردودة ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
أو ٍ
ﺘﻬمﺔ أو ﻤستحق ﻋرﻀـ ـ ـﺎ ذات رد أو ﻗضـﺎ
وﻻ ﺘُـ ـ ـرد ُ
� – 2مین اﻹﻨكﺎر :وﻫﻲ اﻟ�مین اﻷﺼﻠ�ﺔ ،وﺘسمﻰ اﻟداﻓﻌﺔ واﻟراﻓﻌﺔ واﻟواﺠ�ﺔ ،وﻫﻲ اﻟتﻲ ﺘكون ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ
دﻋوى ﻤحﻘﻘﺔ ،ﻓﺈذا �ﺎﻨت اﻟدﻋوى ﻤحﻘﻘﺔ ﺠﺎز ﻗﻠب ﻫذﻩ اﻟ�مین ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻲ ،و�ﻻ ﻓﻼ.
– 3اﻟ�مین اﻟمكمﻠﺔ ﻟﻠنصﺎب وﻫﻲ �مین اﻟمدﻋﻲ اﻟتﻲ ﺘكون ﻤﻊ اﻟشﺎﻫد.
� – 4مین اﻟﻘضﺎء :وﻫﻲ اﻟتﻲ �حﻠﻔﻬﺎ اﻟمدﻋﻲ ﻤﻊ ﺒینتﻪ ﻓﻬﻲ اﻟمتوﺠﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﻤن ادﻋﻰ ﻋﻠﻰ ﻤن ﻻ �مكنﻪ
اﻟدﻓﻊ ﻋن ﻨﻔسﻪ إﻤﺎ ﻓﻲ اﻟحﺎل �ﺎﻟﻐﺎﺌب واﻟصﻐیر أو ﻓﻲ اﻟمﺂل �ﺎﻟمیت ،وﻫﻲ ﻟرد دﻋوى ﻤﻘدرة ﻻ ﺤﺎﺼﻠﺔ ،و�مین
216
اﻟﻘضﺎء ﻫذﻩ ﻻ ﯿتم اﻟحكم إﻻ ﺒﻬﺎ ،وﺘسمﻰ� :مین اﻻﺴتظﻬﺎر أي أﻨﻬﺎ ﺘﻘوي ﺒینﺔ اﻟمدﻋﻲ� ،مﺎ ﺘسمﻰ� :مین
اﻻﺴتبراء ﻟطﻠب ﺤﺎﻟﻔﻬﺎ اﻟبراءة ﻤن دﻋوى ﻤﻘدرة.
وﻗد اﺴتحسن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟ�مین اﺤت�ﺎطﺎ ﻟحﻔظ ﻤﺎل ﻤن ﻻ �مﻠك اﻟدﻓﻊ ﻋن ﻨﻔسﻪ ﻟﻠشك ﻓﻲ �ﻘﺎء اﻟدﯿن
ﻋﻠ�ﻪ أو ﺴﻘوطﻪ ﻋنﻪ.
واﻟراﺠﺢ أن �مین اﻟﻘضﺎء ﺘشمﻞ �مین اﻻﺴتحﻘﺎق و�مین اﻻﺴتحﻘﺎق ﻫﻲ اﻟواﺠ�ﺔ ﻓﻲ ﻏیر اﻷﺼول ،ﻓتﻠزم
ﻤن اﺴتحق ﺸیئﺎ ﻏیر اﻟر�ﺎع واﻟﻌﻘﺎر.
وﺘتوﺠﻪ �مین اﻟﻘضﺎء ﻋﻠﻰ ﻤن ادﻋﻰ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﺌب ،أو ﺼﻐیر ،أو ﺒیت ﻤﺎل ،أو ﻤسكین ،أو ﺤ�س ،أو
ﻤیت.
ﻗﺎل ﺒن ﻤﺎ�ﺎﺒﻰ ﻓﻲ ﻨظمﻪ ﻟنوازل ﺴیدي ﻋبد ﷲ:
إﻻ �ﺄﻋمﺎل اﻟ�میــن ﻟﻠﻘضـ ــﺎ ﻻ �ستق�م اﻟحك ــم ﻟﻠـذي ﻗضـﻰ وﻫﻲ
ﻤﺎل ،وﻤسكین ،وﺤبــس ﻤیــت ﻟﻐﺎﺌـب ،وطﻔ ــﻞ ،ﺒیــت
اﻟ
ﻓﻲ ﻏیر أﺼﻞ أو ﻋﻠﻰ اﻹطــﻼق وﺸمﻠت �مـ ــین اﻻﺴتحﻘ ــﺎق
ﻣﻌ
ﮭد
وﺼورﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺌب ﻤثﻼ أن �حﻠﻒ اﻟمدﻋﻲ �ﺎ� اﻟذي ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﻫو ﻤﺎ ق�ضت ﻤنﻪ ﺸیئﺎ ،ﻤن اﻟدﯿن
اﻟذي ﻟﻲ ﻋﻠ�ﻪ ،وﻻ أﺤﻠت �ﻪ أﺤدا ،وﻻ وﻫبتﻪ ﻟﻪ ،وﻻ ﺸیئﺎ ﻤنﻪ ،وﻻ ﻗدﻤت أﺤدا �ﻘتض�ﻪ ﻤنﻪ ،و�ﻨﻪ ﻟ�ﺎق ﻋﻠ�ﻪ إﻟﻰ
اﻟﺗ
�مینﻲ ﻫذﻩ.
رﺑو
ﻤﻠكﻲ ﺒوﺠﻪ ﻤن اﻟوﺠوﻩ ،و�ﻨﻪ �ﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﻠكﻲ إﻟﻰ �مینﻲ ﻫذﻩ.
ﺘﻐﻠ�ظ اﻟ�مین:
وط
ﺘﻐﻠظ اﻟ�مین وﺠو�ﺎ ﻓﻲ ر�ﻊ دﯿنﺎر ﻓﺄﻛثر ﺘشدﯿدا ﻓﻲ اﺴتخراج اﻟحق ﻤن اﻟحﺎﻟﻒ.
ﻧﻲ
وﺘﻐﻠ�ظﻬﺎ �كون �ﺎﻟزﻤﺎن واﻟمكﺎن ف�حﻠﻒ اﻟمسﻠم ﻓﻲ اﻟمسجد اﻟجﺎﻤﻊ ﻗﺎﺌمﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻘسﺎﻤﺔ �كون ﺤﻠﻔﻪ �ﻌد
اﻟﻌصر ،وﺠمﻠﺔ اﻟكﻔﺎر �حﻠﻔون أ�مﺎﻨﻬم ﺤیث �ﻌظمون ﻤن اﻷﻤكنﺔ ،ف�حﻠﻒ اﻟیﻬودي ﻓﻲ اﻟب�ﻌﺔ ،واﻟنصراﻨﻲ ﻓﻲ
اﻟكن�سﺔ ،واﻟمجوﺴﻲ ﻓﻲ ﺒیت اﻟنﺎر.
ﺸروط اﻟ�مین:
– 1أن �كون اﻟحﺎﻟﻒ ﻤكﻠﻔﺎ
– 2وأن ﺘكون اﻟدﻋوى ﻤحﻘﻘﺔ.
– 3و�شترط ﻓﻲ وﺠو�ﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻲ ﻋﻠ�ﻪ أن �كون ﻤنكرا.
– 4وان ﯿوﺠﻪ اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟ�مین ﻟﻠحﺎﻟﻒ �طﻠب اﻟخصم.
– 5وان �حﻠﻒ اﻟشخص ﻋن ﻨﻔسﻪ وﻻ ﺘﻘبﻞ اﻟن�ﺎ�ﺔ ﻓﻲ اﻟ�مین.
217
– 6وان ﺘكون ﻓﻲ اﻟحﻘوق اﻟتﻲ �جوز اﻹﻗرار ﺒﻬﺎ.
– 7ﻤﻊ ﺜبوت ﺨﻠطﺔ ﺒین اﻟمتخﺎﺼمین.
– 8و�شترط أن �حﻠﻒ اﻟحﺎﻟﻒ ﻋﻠﻰ اﻟبت ﻓﻲ اﻹﺜ�ﺎت ﻟنﻔسﻪ أو اﻟنﻔﻲ ﻋنﻬﺎ ،ﻓﺈن ﺤﻠﻒ ﻓﻲ ﺤق ﻟﻐیرﻩ،
ﻓﺈن اﺜبت ﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ اﻟبت �من ﻗﺎم ﻟﻪ ﺸﺎﻫد ﺒدﯿن ﻷﺒ�ﻪ اﻟمیت ف�حﻠﻒ ﻤﻊ اﻟشﺎﻫد ﻋﻠﻰ اﻟبت أن ﻷﺒ�ﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻼن
ﻛذا.
و�ن ﻨﻔﻰ ﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم �مﺎ إذا �ﺎن ﻷﺒ�ﻪ دﯿن ﻋﻠﻰ ﻤیت أو ﻏﺎﺌب ف�حﻠﻒ أﻨﻪ ﻻ �ﻌﻠم أن ا�ﺎﻩ اﻗتضﻰ
ذﻟك اﻟدﯿن وﻻ ﺸیئﺎ ﻤنﻪ.
اﻟكذب ﻓﻲ اﻟ�مین :اﻟكذب ﻓیﻬﺎ ﺤرام �مﺎ �حرم ﻓﻲ ﻏیرﻫﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم) :ﻤن ﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ
�مین �ﻘتطﻊ ﺒﻬﺎ ﻤﺎل اﻤرئ ﻤسﻠم وﻫو ﻓیﻬﺎ ﻓﺎﺠر ﻟﻘﻲ ﷲ وﻫو ﻋﻠ�ﻪ ﻏض�ﺎن( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن اﺒن ﻤسﻌود ،وﻗوﻟﻪ
ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم) :ﻤن اﻗتطﻊ ﺤق اﻤرئ ﻤسﻠم ﺒ�مینﻪ ﻓﻘد أوﺠب ﷲ ﻟﻪ اﻟنﺎر وﺤرم ﻋﻠ�ﻪ اﻟجنﺔ –ﻗﺎل -و�ن
ﻛﺎن ﻗضی�ﺎ ﻤن أراك ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺜﻼث ﻤرات( رواﻩ ﻤسﻠم وﻤﺎﻟك ﻋن أﺒﻲ أﻤﺎﻤﺔ اﻟحﺎرﺜﻲ.
اﻟ
ﻣﻌ
اﻷﺴئﻠﺔ:
ﮭد – 1ﻤﺎ ﺘﻌﺎرض اﻟبینتین؟ وﻤﺎذا ﯿترﺘب ﻋﻠ�ﻪ؟
� – 2م ﯿتم ﺘرﺠ�ﺢ إﺤدى اﻟبینتین ﻋن اﻷﺨرى؟
اﻟﺗ
رﺑو
218
اﻟدرس :48
�ﻌد أن ذ�ر ﺴ�حﺎﻨﻪ ﻤن اﻟترﻫیب ﻤﺎ ذ�ر ﺒین ﻨﻌمتﻪ ﻋﻠﻰ ﺒنﻲ آدم ،ﻓكرﻤنﺎ ﺘضع�ف �رم أي ﺠﻌﻠنﺎ ﻟﻬم
ﻛرﻤﺎ أي ﺸرﻓﺎ وﻓضﻼ �مﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرطبﻲ.
اﻟ
ﻣﻌ
وﻫذا ﻫو �رم ﻨﻔﻲ اﻟنﻘصﺎن ﻻ �رم اﻟمﺎل ،و�دﺨﻞ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟكراﻤﺔ ﺨﻠق ﺒنﻲ آدم ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻬیئﺔ ﻓﻲ اﻤتداد
ﮭد
اﻟﻘﺎﻤﺔ وﺤسن اﻟصورة ،وﺤمﻠﻬم ﻓﻲ اﻟبر ﻋﻠﻰ اﻟدواب وﻓﻲ اﻟ�حر ﻋﻠﻰ اﻟسﻔن ﻤمﺎ ﻻ �صﺢ ﻟحیوان ﺴوى ﺒنﻲ آدم
أن ﯿتحمﻞ �ﺈرادﺘﻪ وﻗصدﻩ وﺘدﺒیرﻩ ،وﺘخص�صﻬم �مﺎ ﺨصصﻬم ﷲ �ﻪ ﻤن اﻟمطﺎﻋم واﻟمشﺎرب واﻟمﻼ�س ،وﻻ ﯿتسﻊ
اﻟﺗ
ﺤیوان ﻓﻲ ﻫذا اﺘسﺎع ﺒنﻲ آدم.
رﺑو
ي اﻟ
وﺤكﻰ اﻟطبري ﻋن ﺠمﺎﻋﺔ أن اﻟتﻔضیﻞ ﻓﻲ أن �ﺄﻛﻞ ﺒیدﻩ وﺴﺎﺌر اﻟحیواﻨﺎت �ﻔمﻪ ،روي ﻋن اﺒن ع�ﺎس
وﻏیرﻩ ...وﻗﺎل اﻟضحﺎك �رﻤﻬم �ﺎﻟمنطق واﻟتمییز ...واﻟصح�ﺢ اﻟمﻌول ﻋﻠ�ﻪ أن اﻟتﻔضیﻞ إﻨمﺎ �ﺎن �ﺎﻟﻌﻘﻞ اﻟذي
وط
ﻫو ﻋمدة اﻟتك�ف ،و�ﻪ �ﻌرف ﷲ و�ﻔﻬم �ﻼﻤﻪ وﺘوﺼﻞ إﻟﻰ ﻨﻌمتﻪ وﺘصدﯿق رﺴﻠﻪ.
ﻧﻲ
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ�﴿ :ﺎ داوود إﻨﺎ ﺠﻌﻠنﺎك ﺨﻠ�ﻔﺔ ﻓﻲ اﻷرض ﴾...ص اﻵ�ﺔ .26
وﻗﺎل﴿ :وﻋد ﷲ اﻟذﯿن آﻤنوا ﻤنكم وﻋمﻠوا اﻟصﺎﻟحﺎت ﻟ�ستخﻠﻔنﻬم ﻓﻲ اﻷرض﴾ أي �جﻌﻞ ﻤنﻬم ﺨﻠﻔﺎء.
وﻗد أﺠمﻊ اﻟصحﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻘد�م اﻟصدﯿق �ﻌد ﺨطبتﻪ ﻓﻲ اﻟسق�ﻔﺔ و�ﺎﻨوا ﻗد اﺨتﻠﻔوا ﺤتﻰ ﻗﺎﻟت اﻷﻨصﺎر ﻤنﺎ
أﻤیر وﻤنكم أﻤیر.
219
ﻓﻬذا اﻻﺴتخﻼف ﻟﻺﻨسﺎن ﻓﻲ اﻷرض �ﺄﺘﻲ ﻤن ﷲ ﻟﻠ�شر �ﻌمﺎرة اﻷرض وﺨﻼﻓتﻪ ﻓیﻬﺎ ،وﺘطبیق ﻤﺎ أﻤر
ﺒتطب�ﻘﻪ ﻤن ﺸراﺌﻊ وأﺤكﺎم ﻟتسیر ﻋﻠیﻬﺎ اﻟ�شر�ﺔ إ�مﺎﻨﺎ ﻤنﻬﺎ �ﺄن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟتﻌﺎﻟ�م اﻟخیر واﻟسﻌﺎدة ﻟﻬﺎ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
﴿ﻫو أﻨشﺄﻛم ﻤن اﻷرض واﺴتﻌمر�م ﻓیﻬﺎ﴾ ﻫود اﻵ�ﺔ ،60أي طﻠب ﻤنكم ﻋمﺎرﺘﻬﺎ.
و�ﻌتبر وﺠود اﻹﻨسﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻟمدة ﻤن اﻟزﻤن ﺘﻬیئﺔ ﻟمرﺤﻠﺔ ﻤﺎ �ﻌد ﻫذﻩ اﻟح�ﺎة ،وﻫو اﻟ�ﻌث واﻟحسﺎب
ﺤیث ﺘكون اﻟمواز�ن ﴿ﻓمن �ﻌمﻞ ﻤثﻘﺎل ذرة ﺨی ار ﯿرﻩ وﻤن �ﻌمﻞ ﻤثﻘﺎل ذرة ﺸ ار ﯿرﻩ﴾ اﻟزﻟزﻟﺔ اﻵ�ﺔ .8-7
اﻟ
و�حتمﻞ أن �كون ﺒواﺴطﺔ ﺠبر�ﻞ ﻋﻠ�ﻪ اﻟسﻼم.
ﻣﻌ
و�ﺄﺘﻲ اﺴتمرار اﻟجنس اﻟ�شري وﺤﺎﺠﺔ اﻹﻨسﺎن اﻟﻔطر�ﺔ إﻟﻰ اﻻﺴتمرار ﻀمن وﺴﺎﺌﻞ اﻹﻋداد ﻟﻠمﻬﺎم اﻟمو�ﻠﺔ
ﮭد
إﻟﻰ اﻹﻨسﺎن �ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺘزو�دﻩ �ﺎﻟﻌﻘﻞ واﻟسمﻊ واﻟ�صر ﻟ�ستمر ﻓﻲ اﻟﻌطﺎء واﻟبذل واﻟتضح�ﺔ واﻷﻤﻞ ﻓﻲ
اﻟمستﻘبﻞ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻗﻞ ﻫو اﻟذي أﻨشﺄﻛم وﺠﻌﻞ ﻟكم اﻟسمﻊ واﻷ�صﺎر واﻷﻓئدة ﻗﻠیﻼ ﻤﺎ ﺘشكرون﴾ اﻟمﻠك اﻵ�ﺔ
اﻟﺗ
.23
رﺑو
ي اﻟ
ﻓیﻠزﻤنﺎ أن ﻨؤدي ﺸكر ﻨﻌم ﷲ ﺴ�حﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻟﻰ �ﺈﻋمﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟطﺎﻋﺎت وف�مﺎ أﻤرﻨﺎ �ﺄﻋمﺎﻟﻬﺎ ف�ﻪ ﻤن ﻋمﺎرة
اﻷرض وﻓق أواﻤر ﷲ ﺴ�حﺎﻨﻪ وﻨواه�ﻪ.
وط
– 3أﻤﺎ ﺘﻌر�ف اﻟجر�مﺔ ﻋموﻤﺎ ﻓﻬو ﻤن َﺠ َرَم ﺠرﻤﺎ اﻟشﻲء ﻗطﻌﻪ ،وأﺠرم واﺠترم إﻟ�ﻪ وﻋﻠ�ﻪ أذﻨب وﺠرم
ﻧﻲ
واﻟجر�مﺔ ﻫﻲ �ﻞ ﻓﻌﻞ �ﻌﺎﻗب ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻘﺎﻨون وﻫﻲ إﻤﺎ ﺠر�مﺔ أو ﺠنحﺔ أو ﻤخﺎﻟﻔﺔ وﺘﻌر�ف اﻟجر�مﺔ ﯿتوﻗﻒ
ﻋﻠﻰ ﻤﻌرﻓﺔ ﻤجﺎﻟﻬﺎ وﻋنﺎﺼرﻫﺎ وأر�ﺎﻨﻬﺎ.
واﻟذي ﯿﻬمنﺎ ﻫنﺎ ﻫو ﺠراﺌم اﻟحدود اﻟشرع�ﺔ اﻟتﻲ ﻫﻲ �ﻞ ﺠنﺎ�ﺔ ﻤوﺠ�ﺔ ﻟﻌﻘو�ﺔ اﻟحد ،واﻟجنﺎ�ﺎت اﻟموﺤ�ﺔ
ﻟﻠحد ﺜﻼﺜﺔ ﻋشر:
اﻟﻘتﻞ واﻟجرح ،واﻟزﻨﺎ ،واﻟﻘذف ،وﺸرب اﻟخمر ،واﻟسرﻗﺔ ،واﻟ�ﻐﻲ ،واﻟحرا�ﺔ ،واﻟردة ،واﻟزﻨدﻗﺔ ،وﺴب ﷲ أو
ﺴب اﻷﻨب�ﺎء أو اﻟمﻼﺌكﺔ ،وﻋمﻞ اﻟسحر ،وﺘرك دع�مﺔ اﻟصﻼة أو اﻟص�ﺎم.
220
– 4و�خصوص اﻟحدود ﻓﻬﻲ ﺠمﻊ ﺤد وأﺼﻠﻪ اﻟمنﻊ وﻤﺎ �حجز ﺒین ﺸیئین واﺼطﻼﺤﺎ ﻫﻲ :اﻟﻌﻘو�ﺎت
اﻟمﻘدرة ﺸرﻋﺎ ﻟتمنﻊ ﻤن ارﺘكﺎب ﻤثﻞ ﻤﺎ ذ�ر ﻤن اﻟمﻌﺎﺼﻲ واﻟك�ﺎﺌر ،وﻫﻲ اﻟثﻼﺜﺔ ﻋشر اﻟمذ�ورة.
– 5أﻤﺎ اﻟجنﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس ﻓﻬﻲ اﻟتﻌدي ﻋﻠﻰ اﻹﻨسﺎن �ﺈزﻫﺎق روﺤﻪ ،أو إﺘﻼف �ﻌض أﻋضﺎﺌﻪ أو
إﺼﺎﺒتﻪ �جرح ﻓﻲ ﺠسمﻪ.
وﻗد ﺤرم ﷲ دم اﻟمسﻠم �ﻐیر ﺤق وﺠﻌﻠﻪ ﻤن أﻋظم اﻟك�ﺎﺌر ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻻ ﺘﻘتﻠوا اﻟنﻔس اﻟتﻲ ﺤرم ﷲ إﻻ
�ﺎﻟحق﴾ اﻹﺴراء اﻵ�ﺔ ، 33وﻗﺎل﴿ :وﻤن �ﻘتﻞ ﻤؤﻤنﺎ ﻤتﻌمدا ﻓجزاؤﻩ ﺠﻬنم ﺨﺎﻟدا ﻓیﻬﺎ وﻏضب ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﻟﻌنﻪ
وأﻋد ﻟﻪ ﻋذا�ﺎ ﻋظ�مﺎ﴾ اﻟنسﺎء ،93وﻫﻲ ﻤن اﻟس�ﻊ اﻟمو�ﻘﺎت وﻫﻲ اﻟشرك �ﺎ� ،واﻟسحر ،ﻗتﻞ اﻟنﻔس �ﻐیر ﺤق،
وأﻛﻞ اﻟر�ﺎ ،وأﻛﻞ ﻤﺎل اﻟیت�م ،واﻟتوﻟﻲ ﯿوم اﻟزﺤﻒ ،وﻗذف اﻟمحصنﺎت اﻟﻐﺎﻓﻼت اﻟمؤﻤنﺎت( اﺘﻔق ﻋﻠ�ﻪ اﻟ�خﺎري
اﻟ
ﻣﻌ
وﻤسﻠم .وﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو ﻤرﻓوﻋﺎ )ﻟزوال اﻟدﻨ�ﺎ أﻫون ﻋﻠﻰ ﷲ ﻤن ﻗتﻞ رﺠﻞ ﻤسﻠم( اﻟنسﺎﺌﻲ واﻟترﻤذي ﻋن
ﮭد
ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو ﺒن اﻟﻌﺎص واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 2619ﻋن اﻟبراء.
اﻟﺗ
و�خصوص اﻟجنﺎ�ﺔ ف�مﺎ دون اﻟنﻔس ﻓﺈن ﺤكمﻬﺎ �حكم اﻟجنﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ �حیث �ﻘصد �ﻪ
رﺑو
وﻓﻲ اﻟمجنﻲ ﻋﻠ�ﻪ �حیث �كون ﻤﻌصوﻤﺎ �ﺈ�مﺎن أو أﻤﺎن ،واﻷﺼﻞ ﻓﻲ ذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�تبنﺎ ﻋﻠیﻬم
وط
ﻓیﻬﺎ أن اﻟنﻔس �ﺎﻟنﻔس واﻟﻌین �ﺎﻟﻌین واﻷﻨﻒ �ﺎﻷﻨﻒ واﻷذن �ﺎﻷذن واﻟسن �ﺎﻟسن واﻟجروح ﻗصﺎص﴾ اﻟمﺎﺌدة اﻵ�ﺔ
،46وﻋن أﻨس أن اﻟر��ﻊ ﺒنت اﻟنضر ﻋمتﻪ �سرت ﺜن�ﺔ ﺠﺎر�ﺔ ﻓطﻠبوا إﻟیﻬﺎ اﻟﻌﻔو ﻓﺄﺒوا ﻓﻌرﻀوا اﻷرش ﻓﺄﺒوا ﻓﺄﺘوا
ﻧﻲ
رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﺄﺒوا إﻻ اﻟﻘصﺎص ﻓﺄﻤر رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �ﺎﻟﻘصﺎص ،ﻓﻘﺎل أﻨس ﺒن
اﻟنضر� :ﺎ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أﺘكسر ﺜن�ﺔ اﻟر��ﻊ؟ ﻻ واﻟذي �ﻌثك �ﺎﻟحق ﻻ ﺘكسر ﺜنیتﻬﺎ .ﻓﻘﺎل
رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم�» :ﺎ أﻨس �تﺎب ﷲ اﻟﻘصﺎص« ﻓرﻀﻲ اﻟﻘوم ﻓﻌﻔوا ﻓﻘﺎل رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ
وﺴﻠم) :إن ﻤن ع�ﺎد ﷲ ﻤن ﻟو أﻗسم ﻋﻠﻰ ﷲ ﻷﺒرﻩ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ واﻟﻠﻔظ ﻟﻠ�خﺎري .4580
وﻋﻠ�ﻪ اﻹﺠمﺎع وﻋمﻞ أﻫﻞ اﻟمدﯿنﺔ ،وﻓﻲ اﻟمﻌنﻰ أن إﺠمﺎع اﻟمسﻠمین ﻋﻠﻰ ﺠر�ﺎن اﻟﻘصﺎص ف�مﺎ دون
اﻟنﻔس إذا أﻤكن ،ﻷن ﻤﺎ دون اﻟنﻔس �ﺎﻟنﻔس ﻓﻲ اﻟحﺎﺠﺔ إﻟﻰ ﺤﻔظﻪ �ﺎﻟﻘصﺎص ،ﻓكﺎن �ﺎﻟنﻔس ﻓﻲ اﻟوﺠوب .ﻗﺎل
ﻤﺎﻟك ﻓﻲ اﻟموطﺈ) :اﻷﻤر اﻟمجمﻊ ﻋﻠ�ﻪ ﻋندﻨﺎ أن ﻤن �سر ﯿدا أو رﺠﻼ ﻋمدا أﻨﻪ �ﻘﺎد ﻤنﻪ وﻻ �ﻌﻘﻞ(.
221
وﻤن اﻟجراح ﻤﺎ ف�ﻪ ﻗصﺎص وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ف�ﻪ ﻋﻘﻞ ﻗﺎل ﻓﻲ ﺘبیین اﻟمسﺎﻟك) :واﻗتص ﻤوﻀحﺔ وﻤﺎ دوﻨﻬﺎ ﻤن
داﻤ�ﺔ وﺨﺎرﺼﺔ وﺴمحﺎق و�ﺎﻀﻌﺔ وﻤتﻼﺤمﺔ وﻤﻠطﺎة وﻤن طبیب زاد و�ﻻ ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ(.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻟﻘد �رم ﷲ اﻹﻨسﺎن ��ف ﻨرى ذﻟك وﻫﻞ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻲ اﺴتخﻼﻓﻪ ﻓﻲ اﻷرض؟
– 2ﻋرف �ﻼ ﻤن اﻟجر�مﺔ واﻟحدود ﻤبینﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒینﻬمﺎ.
– 3ﻤﺎ ﺘﻌنﻲ اﻟجنﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس وﻤﺎ دون اﻟنﻔس؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
222
اﻟدرس :49
اﻟ
ﻓﻼ ﺨﻼف ﺒین ﺠم�ﻊ اﻷﺌمﺔ ﻓﻲ أن اﻟتﻌز�ر ﻤشروع ﻓﻲ اﻟمﻌﺎﺼﻲ اﻟتﻲ ﻟم ﯿرد ﻓیﻬﺎ ﺤد .واﻟمﻌﺎﺼﻲ ﺜﻼﺜﺔ
ﻣﻌ
أﻗسﺎم :ﻤﺎ ف�ﻪ ﺤد ﻤﺎ ف�ﻪ �ﻔﺎرة ﻤﺎ ﻻ �ﻔﺎرة وﻻ ﺤد ف�ﻪ وﻫو ﻤحﻞ اﻟتﻌز�ر.
ﮭد
ﻗﺎل اﺒن ﻓرﺤون) :(1ﻋن اﺒن اﻟق�م ) :2اﺘﻔق اﻟﻌﻠمﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟتﻌز�ر ﻤشروع ﻓﻲ �ﻞ ﻤﻌص�ﺔ ﻟ�س ﻓیﻬﺎ ﺤد،
�حسب اﻟجنﺎ�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻌظم واﻟصﻐر ،وﺤسب اﻟجﺎﻨﻲ ﻓﻲ اﻟشر وﻋدﻤﻪ(
اﻟﺗ
واﺘﻔق اﻷﺌمﺔ أﻨﻪ ﻻ ﺤد ﻷﻗﻞ اﻟتﻌز�ر ،واﺨتﻠﻔوا ﻓﻲ أﻛثرﻩ ،ﻓﻌند ﻤﺎﻟك أﻨﻪ ﻏیر ﻤحدود ﺒﻞ �حسب اﻟجنﺎ�ﺔ
رﺑو
واﻟجﺎﻨﻲ واﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ،ﻓﻘد ﯿز�د اﻟجﻠد ف�ﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ اﻟحد )ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻠدة( ﻓﺎﻟتشدﯿد ﺤسب اﻻﻗتضﺎء ﻤﻊ ظن
اﻟسﻼﻤﺔ ،وﻻ د�ﺔ وﻻ ﻗود ف�ﻪ وﻟو أدى إﻟﻰ اﻟﻘتﻞ.
أﻤﺎ إذا ﻟم ﺘظن اﻟسﻼﻤﺔ ف�مﺎ �ﻌمﻞ ﻤن اﻟتشدﯿد ﻓﻲ اﻟتﻌز�ر ،ﻓﺎﻟضمﺎن ﻻزم ف�مﺎ ﺠرى ﻋﻠﻰ ﻨﻔس أو ﻋضو
ي اﻟ
و�ن وﻗﻊ ذﻟك ﺸكﺎ ﻓﺎﻟﻼزم اﻟد�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ،و�ن ﺘ�ﻘن ﻋدم اﻟسﻼﻤﺔ ﻟزم اﻟﻘصﺎص.
ﻗﺎل أﺒو ﺜور اﻟتﻌز�ر ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟجنﺎ�ﺔ وﺘسرع اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻟشﻲء.
وط
وﻗﺎل ﻤﺎﻟك رﺤمﻪ ﷲ :اﻟتﻌز�ر ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟجرم ﻓﺈن �ﺎن ﺠرﻤﻪ أﻋظم ﻤن اﻟﻘذف ﻀرب ﻤﺎﺌﺔ أو أﻛثر.
وروي ﻋن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب أﻨﻪ �ﺎن �كرر اﻟتﻌز�ر ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ إذا اﺸتمﻞ ﻋﻠﻰ �ثیر ﻤن اﻟمحرﻤﺎت...
ﻧﻲ
- 1اﺒن ﻓرﺤون :ﻫو أﺒو إﺴحﺎق :إﺒراه�م ﺒن ﻋﻠﻲ ﺒن ﻓرﺤون اﻟمدﻨﻲ اﻟمﺎﻟكﻲ ﺘوﻓﻰ 799ﻫـ.
- 2اﺒن اﻟق�م :ﻫو ﻤحمد ﺒن أﺒﻲ �كر ﺒن ق�م اﻟجوز�ﺔ ﻤن ﻋﻠمﺎء اﻟمذﻫب اﻟحنبﻠﻲ ﺘوﻓﻲ 751ﻫـ.
223
ﻫو اﻟحﺎﻛم أو ﻨﺎﺌ�ﻪ ﻓﻲ ﻤﻌص�ﺔ ﷲ ،وﻫﻲ ﻤﺎ ﻟ�س ﻷﺤد إﺴﻘﺎطﻬﺎ �تﻌمد اﻟﻔطر ﻓﻲ ﻨﻬﺎر رﻤضﺎن� ،مﺎ
�ﻌزر ﻟحق آدﻤﻲ و�ﻞ ذﻟك �ﺎﺠتﻬﺎد اﻟحﺎﻛم ،وﻋظم اﻟجنﺎ�ﺔ وﻋدﻤﻪ ،وﺤﺎل اﻟشخص ﻓﻲ اﻟشر وﻋدﻤﻪ ،وﻗوﺘﻪ
وﻀﻌﻔﻪ ،ﻗﺎل ﻓﻲ ﺘبیین اﻟمسﺎﻟك�) :ﻌزر اﻟحﺎﻛم ﻟمﻌص�ﺔ ﷲ أو ﻟحق آدﻤﻲ ﺤ�سﺎ أو ﻟوﻤﺎ و�ﺎﻟق�ﺎم ﻤن اﻟمجﻠس
وﻀر�ﺎ �ﺎﻟسوط أو ﻏیرﻩ و�ن زاد ﻋﻠﻰ اﻟحد أو أﺘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻼك وﻀمن ﻤﺎ ﺴرى إن ﻟم ﺘظن اﻟسﻼﻤﺔ(.
و�كون اﻟتﻌز�ر ﺒنزع اﻟﻌمﺎﻤﺔ إذﻻﻻ وزﺠ ار ف�مﺎ إذا �ﺎن اﻟمﻌزر ﻤن أﻫﻞ اﻟمكﺎﻨﺔ ،و�كون �ﺎﻟﻬجر ،و�كون
�ﺎﻟنﻔﻲ واﻹﺨراج ﻤن اﻟحﺎرة �ﺎﻫﻞ اﻟﻔسوق اﻟمضر�ن �ﺎﻟجیران.
وط�ﻘت ﻋﻘو�ﺎت اﻟتﻌز�ر ﻓﻲ ﻋﻬد ﻤ�كر ﻤن ﺘﺎر�ﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﺤیث ط�ﻘﻪ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ
وﺴﻠم ﻋﻠﻰ اﻟثﻼﺜﺔ اﻟذﯿن ﺨﻠﻔوا ﻋن ﻏزوة ﺘبوك ،ﻓنﻬﻰ ﻋن �ﻼﻤﻬم ،واﺴتمر اﻟنﺎس ﻓﻲ ﻫجرﻫم إﻟﻰ آن ﻨزل اﻟﻘرآن
ﺒتو�ﺔ ﷲ ﻋﻠیﻬم �ﻌد ﺨمسین ﻟیﻠﺔ� .مﺎ ﻓﻲ اﻟصح�حین .ﻋن �ﻌب ﺒن ﻤﺎﻟك.
وﺴجن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب اﻟحطیئﺔ ﻋﻠﻰ ﻫجوﻩ ﻟﻠمسﻠمین ،وﺴجن ﻋثمﺎن ﻀﺎﺒﺊ ﺒن اﻟحراث و�ﺎن ﻤن
ﻟصوص ﺘم�م ﺤتﻰ ﻤﺎت ﻓﻲ اﻟسجن.
و�ﺎن اﻟصحﺎ�ﺔ �ﻌﺎﻤﻠون اﻟجﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻗدر ﺠنﺎﯿتﻪ ،إﻤﺎ ﻀر�ﺎ أو ﺤ�سﺎ أو إ�ﻘﺎﻓﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗدام ﻓﻲ اﻟمحﺎﻓﻞ،
أو ﻨزع ﻋمﺎﻤﺔ ،و�ینمﺎ ﻻ �سﻘط اﻟحد �ﺎﻟتو�ﺔ ﻓﺈن اﻟتﻌز�ر �سﻘط �ﺎﻟتو�ﺔ وذ�ر اﻟﻘراﻓﻲ أﻨﻪ ﻻ ﻋﻠم ﻟﻪ �خﻼف ﻓﻲ
ذﻟك.
اﻟ
د – ﻤن ﯿوﻗﻊ ﻋﻠ�ﻪ اﻟتﻌز�ر:
ﻣﻌ
ﻓﻬو �ﻞ ﻤن ارﺘكب ﻤﻌص�ﺔ ﻻ ﺤد ﻓیﻬﺎ أو ظﻠمﺎ ﻟ�ست ف�ﻪ ﻋﻘو�ﺔ ﺸرع�ﺔ ﻤحددة.
ﮭد
وﻓﻲ �ﻠتﺎ اﻟحﺎﻟتین �ﻘوم اﻟحﺎﻛم أو ﻨﺎﺌ�ﻪ ﺒتحدﯿد ﻋﻘو�ﺔ اﻟتﻌز�ر ﻋﻠﻰ اﻟجﺎﻨﻲ �ﺎﺠتﻬﺎدﻩ �مﺎ ﺒینﺎﻩ ﻓﻲ اﻟسﺎﺒق
اﻟﺗ
أﻤﺎ �خصوص ﻤﺎ أﺘﻠﻔتﻪ اﻟبﻬﺎﺌم ﻤن زرع أو ﺤواﺌط ﻟیﻼ ﻓﻌﻠﻰ ر�ﻬﺎ ﻀمﺎﻨﻪ ،و�ن زاد ﻋﻠﻰ ق�متﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻋرﻓت
�ﺎﻟﻌداء ﻓﻌﻠﻰ ر�ﻬﺎ وﻟو ﻨﻬﺎرا.
رﺑو
واﻷﺼﻞ ف�ﻪ ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟموطﺈ أن ﻨﺎﻗﺔ ﻟﻠبراء ﺒن ﻋﺎزب دﺨﻠت ﺤﺎﺌط رﺠﻞ ﻓﺄﻓسدت ف�ﻪ ﻓﻘضﻰ رﺴول ﷲ
ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أن ﻋﻠﻰ أﻫﻞ اﻟحواﺌط ﺤﻔظﻬﺎ �ﺎﻟنﻬﺎر ،و�ن ﻤﺎ أﻓسدت اﻟمواﺸﻲ �ﺎﻟﻠیﻞ ﻀﺎﻤن ﻋﻠﻰ أﻫﻠﻬﺎ(
ي اﻟ
اﻟبﻬﺎﺌم �ﺄﻓواﻫﻬﺎ أو رﻤتﻪ ﺒرﺠﻠﻬﺎ ﻓﺄﺘﻠﻔتﻪ ﻤن ﻏیر اﻟزروع واﻟحواﺌط ﻤن ﻤﺎل أو آدﻤﻲ ﻟمﺎ ﻓﻲ ﺤدﯿث )ﺠرح اﻟﻌجمﺎء
ﺠ�ﺎر( أﺨرﺠﻪ ﻤﺎﻟك واﻟش�خﺎن.ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة ،إﻻ إذا �ﺎﻨت اﻟدا�ﺔ ﻤﻌروﻓﺔ �ﺎﻟﻌداء وﻓرط ﺼﺎﺤبﻬﺎ ﻓﻲ ر�طﻬﺎ أو
ﻧﻲ
اﻷﺳﺌﻠﺔ :
– 1ﻋرف اﻟتﻌز�ر ﻟﻐﺔ وﺸرﻋﺎ
– 2ﺒین ﺤكم اﻟتﻌز�ر ﻤﻊ ﺒ�ﺎن �ﻌض اﻷﺤكﺎم اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﻪ.
– 3ﻤن ﺼﺎﺤب اﻟحق ﻓﻲ اﻟﻌز�ر وﻋﻠﻰ ﻤن �ﻘﻊ؟
– 4ﻤﺎ اﻟحكم ف�مﺎ إذا أﺘﻠﻔت اﻟبﻬﺎﺌم ﺸیئﺎ؟
اﻟدرس :50
224
ﺤد اﻟسرﻗﺔ
اﻟﻌرض:
أوﻻ :ﺘﻌر�ف اﻟسرﻗﺔ وﻫﻲ :ﻤصدر ﺴرق �ﻔتﺢ اﻟراء ﺴرﻗﺔ �كسر اﻟسین وﺴكون اﻟراء وﺴرﻗﻪ �ﻔتﺢ اﻟسین
واﻟراء.
وﻫﻲ :أﺨذ اﻟشخص ﻤﺎل ﻏیرﻩ ﻤن ﺤرزﻩ ﺨف�ﺔ دون ﺘﻬدﯿد ﻟنﻔس أو إﺨﺎﻓﺔ ﻟﻠنﺎس.
ﺜﺎﻨ�ﺎ :ﺤكمﻬﺎ :اﻟحرﻤﺔ �تﺎ�ﺎ وﺴنﺔ و�ﺠمﺎﻋﺎ ﻓﻬﻲ �بیرة ﻟﻘول ﷲ ﺴ�حﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :واﻟسﺎرق واﻟسﺎرﻗﺔ ﻓﺎﻗطﻌوا
أﯿدﯿﻬمﺎ﴾ اﻟمﺎﺌدة اﻵ�ﺔ .38
وﻟمﺎ ﻓﻲ ﺤدﯿث رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻤن ﻟﻌنﺔ ﻤرﺘكبﻬﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ) :ﻟﻌن ﷲ اﻟسﺎرق ﺤین �سرق
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟب�ضﺔ ﻓتﻘطﻊ ﯿدﻩ ،و�سرق اﻟحبﻞ ﻓتﻘطﻊ ﯿدﻩ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة.
ﮭد
وﻟمﺎ ﻓﻲ ﺤدﯿث اﻟمخزوﻤ�ﺔ اﻟمشﻬور ،ﻋن ﻋﺎﺌشﺔ رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬﺎ ﻗﺎﻟت) :ﻛﺎﻨت اﻤرأة ﻤخزوﻤ�ﺔ ﺘستﻌیر
اﻟمتﺎع وﺘجحدﻩ ،ﻓﺄﻤر اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �ﻘطﻊ ﯿدﻫﺎ ،ﺜم �ﻠم أﺴﺎﻤﺔ اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻲ ﺸﺄﻨﻬﺎ
اﻟﺗ
ﻓﻘﺎل اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �ﺎ أﺴﺎﻤﺔ ﻻ أراك ﺘتكﻠم ﻓﻲ ﺤد ﻤن ﺤدود ﷲ ﺜم ﻗﺎم ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﺨطی�ﺎ
رﺑو
ﻓﻘﺎل :إﻨمﺎ أﻫﻠك ﻤن �ﺎن ﻗبﻠكم أﻨﻪ إذا ﺴرق ﻓیﻬم اﻟشر�ف ﺘر�وﻩ ،و�ذا ﺴرق ﻓیﻬم اﻟضع�ف ﻗطﻌوﻩ ،واﻟذي ﻨﻔسﻲ
ي اﻟ
ﺒیدﻩ ﻟو �ﺎﻨت ﻓﺎطمﺔ ﺒنت ﻤحمد ﻟﻘطﻌتﻬﺎ( ،ورد ﻫذا اﻟﻠﻔظ �مخﺎﻟﻔﺔ اﻷﺼول ﻋند اﻟجمﻬور إﻻ أﻨﻪ ﻓﻲ اﻟصح�حین:
» ..اﻟمخزوﻤ�ﺔ اﻟتﻲ ﺴرﻗت «...ﻓﺎﻟﻘطﻊ ﻤرﺘب ﻓﻲ ﻫذا اﻟحدﯿث ﻋﻠﻰ اﻟسرﻗﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺠحد اﻷﻤﺎﻨﺔ اﻟذي وﺼﻔت
وط
�ﻪ ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟتﻌر�ف وﻓﻲ اﺒن ﻤﺎﺠﻪ ﻤن ﺤدﯿث ﻤسﻌود ﺒن اﻷﺴود أﻨﻬﺎ ﺴرﻗت ﻗط�ﻔﺔ ﻤن ﺒیت .ﻗﺎل اﺒن ﻋبد
اﻟبر ﻓﻲ اﻻﺴتذ�ﺎر �ﻌد ﺘت�ﻌﻪ ﻟطرق اﻟحدﯿث) :ﻓﻬذﻩ اﻷﺤﺎدﯿث �ﻠﻬﺎ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟمرأة اﻟمخزوﻤ�ﺔ إﻨمﺎ ﻗطﻌت
ﻧﻲ
ﻤﻊ ﻤﺎ ﻓﻲ روا�ﺔ اﻟزﻫري ﻤن �ون اﻟمخزوﻤ�ﺔ ﺴرﻗت ،وﻗد ذ�ر اﺒن رﺸد اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻻ ﻗطﻊ ﻓﻲ
اﻟخ�ﺎﻨﺔ واﻻﺨتﻼس.
وﻻﺒد ﻤن اﻟتن�ﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟشر�ﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﺘﻘر اﻟمﻠك�ﺔ اﻟﻔرد�ﺔ واﻟجمﺎع�ﺔ ،وﺘﻘدر اﻟمﺎل اﻟذي ﺠﻌﻠﻪ ﷲ
ق�مﺎ ﻟنﺎ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻻ ﺘؤﺘوا اﻟسﻔﻬﺎء أﻤواﻟكم اﻟتﻲ ﺠﻌﻞ ﷲ ﻟكم ق�مﺎ﴾ اﻟنسﺎء اﻵ�ﺔ .5
وﻫو ﻤﺎ �حتم ﻋﻠینﺎ اﺤتراﻤﻪ واﻟتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻌﻪ وﻓق اﻟضوا�ط اﻟشرع�ﺔ ﻓﻲ اﻹﻨﻔﺎق وﻏیرﻩ ﻤن أوﺠﻪ اﻟتﻌﺎﻤﻞ ﺴواء
ﻛﺎن اﻟمﺎل ﻋﺎﻤﺎ أو ﺨﺎﺼﺎ ،وﻋﻠ�ﻪ ﻓﺎﻷﺨذ ﻟﻠمﺎل اﻟﻌﺎم و�ن ﺴﻠم ﻤن اﻟحد ﻓﻬو ﻤرﺘكب ﻹﺜم �بیر ﻟمﺎ ﯿترﺘب ﻋﻠﻰ
225
ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻘب�ﺢ ﻤن ﺘﻌطیﻞ ﻟﻠخدﻤﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒنﻬب ﻤواردﻫﺎ اﻟمﺎﻟ�ﺔ ،وﻟو ﻟم �كن ﻵﺨذ اﻟمﺎل اﻟﻌﺎم ﻤن ﻋﻘو�ﺔ ﺴوى ﻤﺎ
�جرﻩ ﻋﻠ�ﻪ ﻤن ﺴوء اﻟحظ ﻓﻲ اﻵﺨرة ﻤن ﺤرﻤﺎن ﻤن ﺸﻔﺎﻋتﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻟكﻔﻰ ذﻟك ﻋﻘﺎ�ﺎ ﻟﻌﺎﻗﻞ ،ﻟمﺎ ﻓﻲ
اﻟصح�حین ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة ﻤرﻓوﻋﺎ ...» :ﻻ أﻟﻔین أﺤد�م ﯿوم اﻟق�ﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ رﻗبتﻪ ﺸﺎة ﻟﻬﺎ ﺜﻐﺎء ﻋﻠﻰ ﻗبتﻪ ﻓرس ﻟﻪ
ﺤمحمﺔ �ﻘول� :ﺎ رﺴول ﷲ أﻏثنﻲ ﻓﺄﻗول :ﻻ أﻤﻠك ﻟك ﺸیئﺎ ﻗد أﺒﻠﻐتك وﻋﻠﻰ رﻗبتﻪ �ﻌیر ﻟﻪ رﻏﺎء ف�ﻘول �ﺎ رﺴول
ﷲ أﻏثنﻲ ﻓﺄﻗول ﻻ أﻤﻠك ﻟك ﺸیئﺎ ﻗد أﺒﻠﻐتك ...ﻋﻠﻰ رﻗبتﻪ ﺼﺎﻤت ...ﻋﻠﻰ رﻗبتﻪ �ذا و�ذا إﻟﻰ آﺨر ﻤﺎ ﻓﻲ
اﻟحدﯿث.
اﻟ
– 3أن ﻻ �كون ﻋبدا ﻟﻠمسروق ﻤنﻪ ﻓﻼ ﻗطﻊ ﻟﻠﻌبد إذا ﺴرق ﻤﺎل ﺴیدﻩ ﺨﻼﻓﺎ ﻟداود.
ﻣﻌ
– 4أن ﻻ �كون ﻟﻪ ﻋﻠ�ﻪ وﻻدة إذ ﻻ ﻗطﻊ ﻓﻲ ﻤﺎ إذا ﺴرق اﻷب ﻤﺎل اﺒنﻪ وزاد اﻟشﺎﻓﻌﻲ اﻟجد ﻓﻼ �ﻘطﻊ ﻓﻲ
ﮭد
ﻤﺎل ﺤﻔیدﻩ ،وزاد أﺒو ﺤن�ﻔﺔ ﻓﻲ �ﻞ ذي رﺤم ،واﺨتﻠﻒ ﻓﻲ اﻟزوﺠین إذا ﺴرق أﺤدﻫمﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺨر.
اﻟﺗ
– 5أن ﻻ �ضطر إﻟﻰ اﻟسرﻗﺔ ﻤن ﺠوع.
رﺑو
– 6أن �كون اﻟمسروق ﻤتموﻻ و�جوز ﺒ�ﻌﻪ ،وﻻ ﻗطﻊ ﻓﻲ اﻟطﻌﺎم ﻋند أﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ وﻻ ف�مﺎ أﺼﻠﻪ ﻤ�ﺎح
ي اﻟ
ﻛﺎﻟحطب ،وﻻ ﻗطﻊ ف�مﺎ ﻻ ﯿتمﻠك إﻻ ﻓﻲ ﺴرﻗﺔ اﻟحر اﻟصﻐیر ﻓﺈﻨﻪ ﻻ �ﻘطﻊ ف�ﻪ.
– 7أن ﻻ �كون ﻟﻠسﺎرق ف�ﻪ ﻤﻠك وﺸ�ﻪ ﻤﻠك إذ ﻻ ﻗطﻊ ﻋﻠﻰ ﻤن ﺴرق رﻫنﻪ ﻤن ﻤرﺘﻬنﻪ أو أﺠرﺘﻪ ﻤن
وط
ﻤستﺄﺠرﻩ ،وﻻ ﻤن ﺴرق ﺸیئﺎ ﻟﻪ ف�ﻪ ﻨصیب ،وﻻ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤب اﻟدﯿن إذا ﺴرق ﻤن ﻏر�مﻪ ،واﺨتﻠﻒ ﻓﻲ ﻗطﻊ ﻤن
ﻧﻲ
ﺴرق ﻤن اﻟمﻐنم ﻗبﻞ اﻟﻘسم إذا �ﺎن ﻟﻪ ف�ﻪ ﻨصیب واﻟمشﻬور اﻟﻘطﻊ.
– 8أن �كون اﻟمسروق ﻨصﺎ�ﺎ ﻓﺄﻛثر ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻠحسن اﻟ�صري واﻟظﺎﻫر�ﺔ ...واﻟنصﺎب ﻋند اﻹﻤﺎﻤین ﺜﻼﺜﺔ
دراﻫم ﻤن اﻟورق أو أر�ﻊ دﻨﺎﻨیر ﻤن اﻟذﻫب ﺸرع�ﺔ أو ﻤﺎ ق�متﻪ أﺤدﻫمﺎ ﺤین اﻟسرﻗﺔ ،و�ﻘوم �ﺎﻷﻏﻠب ﻤنﻬﺎ ﻓﻲ اﻟبﻠد
واﻟنصﺎب ﻋند أﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ ﻋشرة دراﻫم ،و�ﻘطﻊ ﻤن ﺴرق ﻤصحﻔﺎ وﻤن أﺨرج �ﻔنﺎ ﻤن ﻗبر إذا ﺒﻠﻐت ق�متﻪ اﻟنصﺎب
ﺨﻼﻓﺎ ﻷﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ ﻓیﻬمﺎ ،و�ذا ﺴرﻗت ﺠمﺎﻋﺔ إذا �ﺎن ﻓﻲ ﻨصیب �ﻞ ﻤنﻬم ﻨصﺎب اﺘﻔﺎﻗﺎ ،واﺨتﻠﻒ ف�مﺎ إذا ﻟم �كن
ﻟكﻞ ﻤنﻬم ﻨصﺎب ﻫﻞ �ﻘطﻊ أم ﻻ.
– 9أن �كون ﻤن ﺤرز وﻫو اﻟموﻀﻊ اﻟذي �حرز ف�ﻪ ذﻟك اﻟمسروق ﻤن دار أو ظﻬر دا�ﺔ أو ﺴﻔینﺔ أو
ﻤﺎ ﺠرت ﻋﺎدة اﻟنﺎس أن �حﻔظوا ف�ﻪ أﻤواﻟﻬم ﻓﻼ ﻗطﻊ ﻓﻲ اﻟمسروق ﻤن ﻏیر ﺤرز ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻠظﺎﻫر�ﺔ.
226
– 10أن �خرج اﻟشﻲء اﻟمسروق ﻤن اﻟحرز.
– 11أن �ﺄﺨذﻩ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟسرﻗﺔ وﻫﻲ اﻷﺨذ اﻟخﻔﻲ ﻻ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻻﻨتﻬﺎب واﻻﺨتﻼس أو ﺨ�ﺎﻨﺔ ﻤﺎ اﺌتمن
ف�ﻪ .وأﺤمد واﻟظﺎﻫر�ﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻤن اﺴتﻌﺎر ﺸیئﺎ ﻓجحدﻩ ﻗطﻊ ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻠثﻼﺜﺔ.
د – ﻤﺎ ﺘثبت �ﻪ اﻟسرﻗﺔ وﻫو أﺤد أﻤر�ن :اﻻﻋتراف أو اﻟشﻬﺎدة وﻻﺒد ﻓﻲ اﻹﻗرار ﻤن �وﻨﻪ ﻓﻲ ظروف
ﻋﺎد�ﺔ ﻻ ﻀرب وﻻ ﺘﻬدﯿد ﻓیﻬﺎ ﻓﺈن ﺤصﻞ اﻟضرب واﻟتﻬدﯿد ﻟم �ﻘطﻊ �مجرد اﻹﻗرار وﻤن أﻗر ﺜم رﺠﻊ إﻟﻰ ﺸبﻬﺔ
ﺴﻘط ﻋنﻪ اﻟﻘطﻊ وﻟم �سﻘط اﻟﻐرم ﻋنﻪ و�ن رﺠﻊ إﻟﻰ ﻏیر ﺸبﻬﺔ ﻓﻘوﻻن.
أﻤﺎ اﻟشﻬﺎدة ﻓﻼﺒد ﻓیﻬﺎ ﻤن رﺠﻠین إذ ﻻ �ﻘطﻊ �شﺎﻫد و�مین و�شﺎﻫد واﻤرأﺘین و�ﻨمﺎ �جب اﻟﻐرم ﺒﻬمﺎ.
ﻫـ -ﻤﺎ �جب ﻋﻠﻰ اﻟسﺎرق وﻫو ﺤﻘﺎن:
ا – ﺤق ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ اﻟذي ﻫو اﻟﻘطﻊ ،وﺤق اﻟمسروق ﻤنﻪ وﻫو ﻏرم ﻤﺎ ﺴرق ،وﺘﻘطﻊ اﻟ�مین ﺜم إن ﺴرق
ﺜﺎﻨ�ﺔ ﻗطﻌت رﺠﻠﻪ اﻟ�سرى ﺜم إن ﺴرق ﺜﺎﻟثﺔ ﻗطﻌت رﺠﻠﻪ اﻟ�منﻰ.
اﻟ
ﻣﻌ
وﻗﺎل أﺒو ﺤن�ﻔﺔ �ﻌدم اﻟﻘطﻊ ﻓﻲ اﻟسرﻗﺔ اﻟثﺎﻟثﺔ واﻟرا�ﻌﺔ واﻻﻛتﻔﺎء �ﺎﻟضرب واﻟح�س.
ﮭد
وﺘُﻘطﻊ اﻟید ﻤن اﻟكوع واﻟرﺠﻞ ﻤن اﻟمﻔصﻞ اﻟذي ﺒین اﻟكﻌبین ،و�خصوص اﻟﻐرم ﻓﺈن اﻟسﺎرق ﯿرد اﻟشﻲء
اﻟﺗ
اﻟﻘﺎﺌم اﺘﻔﺎﻗﺎ و�ن اﺴتﻬﻠكﻪ ﻀمن ق�متﻪ إن �ﺎن ﻤوﺴ ار ﯿوم اﻟﻘطﻊ ﻋند ﻤﺎﻟك و�ن �ﺎن ﻋد�مﺎ ﻟم �ضمن ،وﻗیﻞ
رﺑو
�ضمن ﻓﻲ اﻟﻌسر واﻟ�سر و�ن �ﺎن اﻟمسروق دون اﻟنصﺎب ﻏرم اﺘﻔﺎﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﻌسر واﻟ�سر.
ي اﻟ
ﺤق اﻟمسروق ﻤنﻪ :وﻫو اﻟﻐرم ﻓﺈن �ﺎن اﻟمسروق ﻗﺎﺌمﺎ ردﻩ اﺘﻔﺎﻗﺎ ،و�ن �ﺎن ﻗد اﺴتﻬﻠك ﻓمذﻫب ﻤﺎﻟك ﻏرم
وط
ق�مﺔ اﻟمسروق ﯿوم اﻟﻘطﻊ إن �ﺎن ﻤوﺴرا ،و�ن �ﺎن ﻋد�مﺎ ﯿوم اﻟﻘطﻊ ﻟم �ضمن وﻟم �ﻐرم وﻗیﻞ �ﺎﻟضمﺎن ﻓﻲ
ﻧﻲ
اﻟﻌسر واﻟ�سر وﻗیﻞ �ﻌدم اﻟضمﺎن ﻓیﻬمﺎ ،وأﺒو ﺤن�ﻔﺔ ﻻ �جمﻊ ﻋندﻩ ﺒین اﻟﻘطﻊ واﻟﻐرم و�ن �ﺎن اﻟمسروق ﻤمﺎ ﻻ
ﻗطﻊ ف�ﻪ ﻟﻘﻠﺔ ﻓﻼ ﻏرم اﺘﻔﺎﻗﺎ .وﻻ �خﻔﻰ ﻤﺎ ﺘنطوي ﻋﻠ�ﻪ إﻗﺎﻤﺔ ﺤد اﻟسرﻗﺔ ﻤن اﻟﻌﻘﺎب اﻟرادع ﻋن ارﺘكﺎﺒﻬﺎ إذا ﻗﺎرن
اﻹﻨسﺎن ﺒین ﻤﺎ �حصﻞ ﻋﻠ�ﻪ ﻤن اﻟسرﻗﺔ وﻤﺎ ﺘجرﻩ ﻋﻠ�ﻪ ﻤمﺎرﺴتﻬﺎ إذا أق�م ﻋﻠ�ﻪ ﺤد اﻟسرﻗﺔ وﻤﺎ �جرﻩ ﻋﻠ�ﻪ
ﻤمﺎرﺴتﻬﺎ إذا أق�م ﻋﻠ�ﻪ ﺸرع ﷲ ﻓیﻬﺎ ﻓﻼ ﻤحﺎﻟﺔ أﻨﻪ ﺴینزﺠر ،و�ﺎﻟنظر إﻟﻰ ﻤﺎ ﻫو ﻤﻌروف ﻤن �ثرة اﻟسرﻗﺔ ﺒین
اﻷﻓراد واﻟﻌصﺎ�ﺎت اﻟمنظمﺔ ﻨﻼﺤظ إﺨﻔﺎق اﻟﻌﻘو�ﺎت اﻟوﻀع�ﺔ وﻀرورة ﺘطبیق اﻟﻌﻘو�ﺎت اﻟشرع�ﺔ اﻟرادﻋﺔ.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین اﻟسرﻗﺔ واﻟجنﺎ�ﺔ واﻻﺨتﻼس؟
– 2اذ�ر ﺨمسﺔ ﻤن ﺸروط ﻗطﻊ اﻟسﺎرق.
227
– 3ﻤﺎذا �ﻌنﻲ اﻟنصﺎب؟ ﻤﺎ ﺴندﻩ؟
– 4ﻤﺎ اﻟحق اﻟمترﺘب ﻋﻠﻰ اﻟسﺎرق ؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
228
اﻟدرس :51
اﻟحرا�ﺔ:
ﺘﻌر�ﻔﻬﺎ ﺤكمﻬﺎ ،ﻤثبتﺎﺘﻬﺎ وﻋﻘو�تﻬﺎ
ا( ﺘﻌر�ف اﻟحرا�ﺔ:
ﻫﻲ ﻗطﻊ اﻟطر�ق وﺤمﻞ اﻟسﻼح وﺘﻬدﯿد اﻷﻨﻔس وﺴﻠب اﻟمﺎل ﺴواء �ﺎن ذﻟك �ﺄرض ﻓﻼة أو ﻤﻌمورة ﺨﻼﻓﺎ
ﻷﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ ﻓﻲ اﻟمصر.
وﺴواء �ﺎن اﻟمحﺎرب ﻓردا أو ﻋصﺎ�ﺎت ،واﻻﻋتداء ﻋﻠﻰ اﻟمنﺎزل �ﺄﺨذ اﻟمﺎل وﻫتك اﻷﻋراض ﻤﻊ ﻤنﻊ
اﻻﺴتﻐﺎﺜﺔ ﻤن اﻟحرا�ﺔ ،واﻟمتﻌﺎون ﻤﻊ اﻟمحﺎر�ین �ﺎﺴتكشﺎف أﻤر أو اﺴتطﻼع ﺨبر أو ﺤراﺴﺔ �ﻌتبر ﻤحﺎر�ﺎ.
اﻟ
ﻓمﺎ ﺘﻘوم �ﻪ اﻟﻌصﺎ�ﺎت ﻤن ﺴطو أو ﺨطﻒ أو ﻗتﻞ ﻫو ﺤرا�ﺔ ،وﻻﺒن ﻋرﻓﺔ ﻓﻲ ﺘﻌر�ﻔﻬﺎ )اﻟحرا�ﺔ اﻟخروج
ﻣﻌ
ﻹﺨﺎﻓﺔ ﺴبیﻞ ﻷﺨذ ﻤﺎل ﻤحترم �مكﺎﺒدة ﻗتﺎل أو ﺨوﻓﻪ أو ﻟذﻫﺎب ﻋﻘﻞ أو ﻗتﻞ ﺨف�ﺔ أو ﻟمجرد ﻗطﻊ اﻟطر�ق ﻻ
ﮭد
ﻹﻤرة وﻻ ﻨﺎﺌرة وﻻ ﻋداوة( و�ﻘیت اﻟمخﺎدﻋﺔ ﻷﺨذ اﻟمﺎل ودﺨول اﻟبیوت �ﺎﻟسﻼح ﻷﺨذ اﻟمﺎل أو ﻫتك اﻷﻋراض ﻤﻊ
اﻟﺗ
ﺘﻌذر اﻟﻐوث أو أﻓحش ﻤنﻬﺎ وأق�ﺢ ذ�رﻩ اﻟﻘرطبﻲ .ﻓﻬﻲ ﺤرا�ﺔ وﻟﻬذا �شیر ﻤحمد ﻤوﻟود ﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
رﺑو
ب( ﺤكمﻬﺎ:
ﻧﻲ
وﻫو اﻟحرﻤﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤن أﻛبر اﻟجراﺌم وأﻋظمﻬﺎ ﻀر ار واﻷﺼﻞ ف�ﻪ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :إﻨمﺎ ﺠزاء اﻟذﯿن �حﺎر�ون
ﷲ ورﺴوﻟﻪ و�سﻌون ﻓﻲ اﻷرض ﻓسﺎدا أن �ﻘتﻠوا أو �صﻠبوا أو ﺘﻘطﻊ أﯿدﯿﻬم وأرﺠﻠﻬم ﻤن ﺨﻼف أو ﯿنﻔوا ﻤن
اﻷرض ذﻟك ﻟﻬم ﺨزي ﻓﻲ اﻟدﻨ�ﺎ وﻟﻬم ﻓﻲ اﻵﺨرة ﻋذاب ﻋظ�م إﻻ اﻟذﯿن ﺘﺎﺒوا ﻤن ﻗبﻞ أن ﺘﻘدروا ﻋﻠیﻬم ﻓﺎﻋﻠموا أن
ﷲ ﻏﻔور رﺤ�م﴾ اﻟمﺎﺌدة .33
وﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم) :ﻤن ﺤمﻞ ﻋﻠینﺎ اﻟسﻼح ﻓﻠ�س ﻤنﺎ( اﻟ�خﺎري وﻤسﻠم ﻤن ﺤدﯿث ﻋبد ﷲ ﺒن
ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب وﺤدﯿث أﺒﻲ ﻤوﺴﻰ.
229
و�تضﺢ ﻤن اﻷوﺼﺎف اﻟتﻲ أطﻠﻘﻬﺎ اﻟﻘرآن ﻋﻠﻰ ﻤن ﯿرﺘكبون اﻟحرا�ﺔ ﻋظم ﺠرﻤﻬم ﻓﻬم ﻓﻲ ﺤرب ﻤﻊ ﷲ
ورﺴوﻟﻪ ﻤﻊ اﻟسﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻔسﺎد ﻓﻲ اﻷرض وﻟﻬذا �ﺎﻨت ﻋﻘو�ﺔ اﻟحرا�ﺔ ﻤن اﻗسﻲ اﻟﻌﻘو�ﺎت.
وﻟ�س ﻟوﻟﻲ اﻟدم اﻟﻌﻔو ﻋن اﻟﻘﺎﺘﻞ اﻟمحﺎرب ﻗبﻞ ﻤجیئﻪ ﺘﺎﺌ�ﺎ ﻷن اﻟحق � ﺘﻌﺎﻟﻰ.
و�ندب ﻟﻺﻤﺎم أن ﯿنظر ﻓﻲ ﺸﺄن اﻟمحﺎرب ﻓﻲ ﺤﺎل ﻋدم ﺼدور اﻟﻘتﻞ ﻤنﻪ ﻓﺈن �ﺎن ﻤن أﻫﻞ اﻟتدﺒیر ﻓﻲ
اﻟحروب ﻨدب اﻟتخﻠص ﻤنﻪ �ﺎﻟﻘتﻞ و�ن �ﺎن ﻤن أﻫﻞ اﻟ�طش ﻨدب ﻗطﻊ ﯿدﻩ اﻟ�منﻰ ورﺠﻠﻪ اﻟ�سرى وﻤن ﻻ ﺘدﺒیر ﻟﻪ
ﻓﻲ اﻟحروب وﻻ �طش ﯿندب ﻨف�ﻪ وﻀر�ﻪ ﻓﻲ اﺠتﻬﺎد اﻟحﺎﻛم وﻤثﻠﻪ ﻤن وﻗﻌت ﻤنﻪ اﻟحرا�ﺔ اﻋت�ﺎطﺎ أو ﻓﻠتﺔ �ﺄن
أﺨذ �سرﻋﺔ دون أن �ﺄﺨذ ﻤﺎﻻ أو �ﻘتﻞ ﻨﻔسﺎ و�ﻨمﺎ ﺤصﻠت ﻤنﻪ إﺨﺎﻓﺔ اﻟطر�ق.
اﻟ
– 2ﺸﻬﺎدة ﻋدﻟین ﻓمﺎ ﻓوق ﻋﻠﻰ اﻟمحﺎرب أﻨﻪ ﻫو اﻟمشتﻬر �ﺎﻟحرا�ﺔ ﻋند اﻟنﺎس وﻟو ﻟم �ﻌﺎﯿنﺎﻩ ﺤﺎل اﻟحرا�ﺔ
ﻣﻌ
.
ﮭد – 3ﺸﻬﺎدة اﻟسمﺎع.
اﻟﺗ
أﻤﺎ ﺤكم ﻤواﺠﻬﺔ اﻟمحﺎرب ﻓﻬو أﻨﻪ �جب ﻋﻠﻰ ﻤن اﻋتدى ﻋﻠ�ﻪ اﻟمحﺎرب وﻋظﻪ إن ﻟم �ﻌﺎﺠﻠﻪ �ﺎﻻﻋتداء ﺜم
رﺑو
ﯿنﺎﺸدﻩ ﷲ ﺜﻼﺜﺎ أن ﯿتر�ﻪ ﻓﺈذا ﻟم �ستجب ﻗﺎﺘﻠﻪ ﺠﻬﺎدا وﻫو ﺸﻬید إن ﻗتﻠﻪ اﻟمحﺎرب و�ن ﻗتﻞ اﻟمحﺎرب ﻓدﻤﻪ ﻫدر.
ي اﻟ
– 3ﺤمﻞ اﻟسﻼح ﻤﻊ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺴتﻌمﺎﻟﻪ و�رﻫﺎب اﻟنﺎس ﺴواء �ﺎن اﻟسﻼح ﻨﺎر�ﺎ أو ﻏیرﻩ �ﺎﻟسكﺎﻛین
واﻟﻌصﻲ.
– 4اﻟمجﺎﻫرة �ﺄن �ﺄﺨذ اﻟمﺎل ﻗﻬ ار ﻋﻠﻰ وﺠﻪ ﯿتﻌذر ﻤﻌﻪ اﻟﻐوث ﻷن أﺨذﻩ ﺨف�ﺔ �ﻌتبر ﺴرﻗﺔ.
ﻫـ -ﻋﻘو�تﻬﺎ:
ﻛتب ﷲ ﺴ�حﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻤحكم �تﺎ�ﻪ ﻟﻠمحﺎرب إﺤدى ﻋﻘو�ﺎت أر�ﻌﺔ وﻫﻲ :اﻟﻘتﻞ ،أو اﻟصﻠب أو
اﻟتﻘط�ﻊ ﻤن ﺨﻼف أو اﻟنﻔﻲ ﻤن اﻷرض.
230
و�ﻌنﻲ اﻟﻌطﻒ �ﺄو ﻋند ﻤﺎﻟك وﺠمﺎﻋﺔ أن ﻟﻠحﺎﻛم أن �ختﺎر ﻋﻘو�ﺔ ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو�ﺎت ﺤسب ﻤﺎ ﯿراﻩ ﻤن
اﻟمصﻠحﺔ �ﻐض اﻟنظر ﻋن ﻨوع اﻟجر�مﺔ إﻻ إذا ﻗتﻞ اﻟمحﺎرب أو أﻋﺎن ﻋﻠﻰ ﻗتﻞ ﻓﻌندﺌذ �جب ﻗتﻠﻪ اﺘﻔﺎﻗﺎ وﻟو ﻋﻔﺎ
وﻟﻲ اﻟدم ،وﺘرى ﺠمﺎﻋﺔ أﺨرى أن )أو( ﻫنﺎ ﻟﻠتنو�ﻊ ﺤسب اﻟجر�مﺔ ﻓمن ﻗتﻞ وأﺨذ اﻟمﺎل ﻗتﻞ وﺼﻠب و�ذا ﻗتﻞ
اﻟمحﺎر�ون دون أﺨذ اﻟمﺎل ﻗتﻠوا و�ن أﺨذوا اﻟمﺎل وﻟم �ﻘتﻠوا ﻗطﻌت أﯿدﯿﻬم وأرﺠﻠﻬم ﻤن ﺨﻼف و�ن أﺨﺎﻓوا اﻟطر�ق
وﻟم �ﺄﺨذوا ﻤﺎﻻ وﻟم �ﻘتﻠوا ﻨﻔسﺎ ﻓﻘﺎل أﺤمد ﯿنﻔون ﻤن اﻷرض �ﺎﻟتشر�د ﻤتﻔرﻗین.
وﻗﺎل اﻟشﺎﻓﻌﻲ �ﻌزرون �ﺎﻟح�س وﻏیرﻩ ،واﻟشﺎﻓﻌﻲ واﺤمد ﻤتﻔﻘﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘو�ﺎت اﻟثﻼث اﻷوﻟﻰ اﻟتﻲ ﻫﻲ
اﻟﻘتﻞ واﻟصﻠب أو اﻟﻘتﻞ ﻓﻘط أو اﻟﻘطﻊ ﻤن ﺨﻼف ﻓﻲ ﺤﺎل أﺨذ اﻟمﺎل ﻓﻘط و�كون اﻟنﻔﻲ �ﺎﻹ�ﻌﺎد و�كون �ﺎﻟسجن
و��ف�ﺔ اﻟصﻠب ﻋند ﻤﺎﻟك ﻫﻲ أن �صﻠب ﻓﻲ اﻟطر�ق اﻟﻌﺎم ﯿوﻤﺎ أو ﻨحوﻩ ﻟینزﺠر �ﻪ اﻟمنحرﻓون ﺜم �ﻘتﻞ �ﻌد ذﻟك
وﻻ ﺘﻘتﻞ اﻟمرأة وﻻ ﺘنﻔﻰ.
اﻟ
وﻟم �شترط ﻤﺎﻟك ﻓﻲ اﻟﻘطﻊ ﻨصﺎب اﻟسرﻗﺔ ﺒینمﺎ اﺘﻔق أﺤمد واﻟشﺎﻓﻌﻲ وأﺒو ﺤن�ﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﺸتراط اﻟنصﺎب
ﻣﻌ
و�دﻓﻊ ﻤﺎ �ﺄﯿدي اﻟمحﺎر�ین ﻟمن ادﻋﺎﻩ �ﻌد وﺼﻔﻪ ﻟﻪ �مﺎ ﺘوﺼﻒ اﻟﻠﻘطﺔ و�مینﻪ أﻨﻪ ﻟﻪ وذﻟك ﻤﻊ اﻟتر�ث ﺨش�ﺔ أن
ﮭد
�ﺄﺘﻲ أﺤد �مﺎ ﻫو أﻛثر إﺜ�ﺎﺘﺎ ،وﺸﻬﺎدة اﻟﻌدﻟین ﻤن اﻟرﻓﻘﺔ اﻟمﻘﺎﺘﻠین ﻟﻠمحﺎر�ین أوﻟﻰ ﻤن ﻏیرﻫم.
اﻟﺗ
و( ﺘو�ﺔ اﻟمحﺎر�ین:
رﺑو
�سﻘط ﺤد اﻟمحﺎر�ﺔ دون ﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻟحدود �ﺈﺘ�ﺎن اﻟمحﺎرب طﺎﺌﻌﺎ ﻗبﻞ اﻟﻘدرة ﻋﻠ�ﻪ ،ﻻ إن ﺘﺎب �ﻌد اﻟﻘدرة
ي اﻟ
ﻋﻠ�ﻪ ،وﺘ�ﻘﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﺤﻘوق اﻟنﺎس ﻤن ﻏرم وﻗصﺎص و�ستوي ﻓﻲ ذﻟك أن �كون ﻤوﺴ ار أو ﻤﻌس ار ﻤوﺠودا ﻋندﻩ أم ﻻ
ﻛمﺎ أن ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻘصﺎص إن ﻗتﻞ واﻷﺼﻞ ف�ﻪ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :إﻻ اﻟذﯿن ﺘﺎﺒوا ﻤن ﻗبﻞ أن ﺘﻘدروا ﻋﻠیﻬم ﻓﺎﻋﻠموا أن ﷲ
وط
وﻗﺎل اﻟﻘرطبﻲ) :اﺴتثنﻰ ﷲ ﻋز وﺠﻞ اﻟتﺎﺌبین ﻗبﻞ اﻟﻘدرة ﻋﻠیﻬم وأﺨبر �سﻘوط ﺤﻘﻪ ﻋنﻬم �ﻘوﻟﻪ﴿ :ﻓﺎﻋﻠموا
أن ﷲ ﻏﻔور رﺤ�م﴾ أﻤﺎ اﻟﻘصﺎص وﺤﻘوق اﻵدﻤیین ﻓﻼ ﺘسﻘط ،وﻤن ﺘﺎب �ﻌد اﻟﻘدرة ﻓظﺎﻫر اﻵ�ﺔ أن اﻟتو�ﺔ ﻻ
ﺘنﻔﻌﻪ وﺘﻘﺎم اﻟحدود ﻋﻠ�ﻪ(.
واﺨتﻠﻒ ﻓﻲ ﺼﻔﺔ ﺘو�ﺔ اﻟمحﺎرب ﻓﻘیﻞ أن ﯿترك ﻤﺎ �ﺎن ﻋﻠ�ﻪ ﻤن اﻟحرا�ﺔ أو �ﺄﺘﻲ اﻹﻤﺎم ،وﻗیﻞ أن ﯿترك ﻤﺎ
ﻛﺎن ﻋﻠ�ﻪ ﻤن اﻟحرا�ﺔ و�ﺄﺘﻲ اﻹﻤﺎم ﻤﻌﺎ.
اﻷﺳﺌﻠﺔ:
231
– 1ﻋرف اﻟحرا�ﺔ.
– 2ﺒین ﺤكم اﻟحرا�ﺔ.
– 3ﺒین ﻤثبتﺎت اﻟحرا�ﺔ.
– 4اذ�ر ﻋﻘو�ﺔ اﻟحرا�ﺔ ﻤﻊ ﺒ�ﺎن ﻤﺎ ﯿترﺘب ﻋﻠﻰ ﺘو�ﺔ اﻟمحﺎر�ین و��ﻔیتﻬﺎ.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
232
اﻟدرس :52
اﻟ
ﻣﻌ
و�جب ﻋﻠﻰ اﻟسﻠطﺎن ﻗتﺎل اﻟ�ﻐﺎة و�جب ﻋﻠﻰ اﻟنﺎس ﻗتﺎﻟﻬم ﻤﻌﻪ ،إذا �ﺎن إﻤﺎﻤﺎ ﻋدﻻ.
ﮭد أﻤﺎ ﻤثبتﺎت اﻹﻤﺎﻤﺔ ﻓﻬﻲ ﺒواﺤد ﻤن ﺜﻼﺜﺔ أﻤور:
ا – ﺒ�ﻌﺔ أﻫﻞ اﻟحﻞ واﻟﻌﻘد وﻫم اﻟمتصﻔون �ﺎﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻌﻠم واﻟرأي.
اﻟﺗ
ب – وﻻ�ﺔ اﻟﻌﻬد ﻤن ﺜبتت إﻤﺎﻤتﻪ ﺸرﻋﺎ ﻟﻐیر وﻟدﻩ أو أﺒ�ﻪ.
رﺑو
ج – اﻟس�طرة �ﺎﻟﻘوة و�سط اﻟنﻔوذ ﻓتجب اﻟطﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ ﺘﻔﺎد�ﺎ ﻟﻠشر ﻓﻘط.
ي اﻟ
ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻋﻠﻰ اﻟسمﻊ واﻟطﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻤنشطنﺎ وﻤكرﻫنﺎ وﻓﻲ �سرﻨﺎ وﻋسرﻨﺎ وﻋﻠﻰ أﺜرة ﻋﻠینﺎ وأن ﻻ ﻨنﺎزع اﻷﻤر
ﻧﻲ
233
ﻗﺎل اﻟنووي :ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم »وﻟكن ﻤن رﻀﻲ وﺘﺎ�ﻊ« ﻤﻌنﺎﻩ :وﻟكن اﻹﺜم واﻟﻌﻘو�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻤن
رﻀﻲ وﺘﺎ�ﻊ ،وف�ﻪ دﻟیﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻤن ﻋجز ﻋن إزاﻟﺔ اﻟمنكر ﻻ �ﺄﺜم �مجرد اﻟسكوت ،و�ﻨمﺎ �ﺄﺜم �مجرد اﻟرﻀﺎ �ﻪ،
أو �ﺄن ﻻ �كرﻩ �ﻘﻠ�ﻪ ،أو اﻟمتﺎ�ﻌﺔ ﻋﻠ�ﻪ.
أﻤﺎ ﻗوﻟﻪ» :أﻓﻼ ﻨﻘﺎﺘﻠﻬم؟« ﻗﺎل» :ﻻ ﻤﺎ ﺼﻠوا« ﻓف�ﻪ أﻨﻪ ﻻ �جوز اﻟخروج ﻋﻠﻰ اﻟخﻠﻔﺎء �مجرد اﻟﻔسق أو
اﻟظﻠم ﻤﺎ ﻟم �ﻐیر ﺸیئﺎ ﻤن ﻗواﻋد اﻹﺴﻼم« ﺘبیین اﻟمسﺎﻟك – ص – 472ج.1
ﺜﺎﻟثﺎ – اﻟمﻌﺎرﻀﺔ ﻓﻲ اﻹﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ أﻗسﺎم:
(1اﻟمﻌﺎرﻀﺔ اﻟصﺎﻤتﺔ اﻟتﻲ ﻫﻲ رﻓض اﻟدﺨول ف�مﺎ دﺨﻞ اﻟنﺎس ف�ﻪ دون ﺘرﺠمتﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘول أو اﻟﻔﻌﻞ
وﻫﻲ اﻟمﻌﺎرﻀﺔ اﻟسﻠب�ﺔ وﺼﺎﺤبﻬﺎ ﯿترك وﺸﺄﻨﻪ �مكن اﻋت�ﺎر ﻤوﻗﻒ اﻟصحﺎﺒﻲ اﻟجﻠیﻞ ﺴﻌد ﺒن ع�ﺎدة اﻷﻨصﺎري
اﻟخزرﺠﻲ ﻤثﻼ ﻋﻠیﻬﺎ ﻷﻨﻪ ﻟم ﯿ�ﺎ�ﻊ أ�ﺎ �كر اﻟصدﯿق وﻟم ﯿتﻌرض ﻟﻪ ﻓﻲ ﺸﻲء.
(2اﻟمﻌﺎرﻀﺔ اﻟﻘوﻟ�ﺔ وﻫﻲ ﻤطﻠو�ﺔ ﺸرﻋﺎ إن ﺘمثﻠت ﻓﻲ اﻟنصﺢ وﺘبیین اﻷﺨطﺎء اﻟتﻲ ﺘحدث ﻓﻲ ﺘسییر
اﻟحكم واﻟموارد وﻤصﺎﻟﺢ اﻷﻤﺔ ﻓﻲ ﺠم�ﻊ ﻤجﺎﻻﺘﻬﺎ ،ﻟمﺎ ﻓﻲ اﻟحدﯿث» :اﻟدﯿن اﻟنص�حﺔ ﻗﻠنﺎ ﻟمن �ﺎ رﺴول ﷲ ﻗﺎل
اﻟ
� و «....ﺒوب �ﻪ اﻟ�خﺎري وأﺨرﺠﻪ ﻤسﻠم ﻋن ﺘم�م اﻟداري.
ﻣﻌ
وﻗد ﺤرم ﺴ�حﺎﻨﻪ اﻟر�ون إﻟﻰ اﻟظﺎﻟمین ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻻ ﺘر�نوا إﻟﻰ اﻟذﯿن ظﻠموا ﻓتمسكم اﻟنﺎر﴾ ﻫود اﻵ�ﺔ
ﮭد .113
(3اﻟمﻌﺎرﻀﺔ اﻟمسﻠحﺔ و�ختﻠﻒ ﺤكمﻬﺎ �ﺎﺨتﻼف ﻤن وﻗﻊ اﻟخروج ﻋﻠ�ﻪ واﻟرﺌ�س أو اﻟخﻠ�ﻔﺔ ﻻ �خﻠو ﻤن
اﻟﺗ
أن �كون واﺤدا ﻤن ﺜﻼﺜﺔ:
رﺑو
ا – أن �كون �ﺎﻓ ار ﺨﺎرﺠﺎ ﻋن اﻟمﻠﺔ ﻓﻬذا �جب اﻟخروج ﻋﻠ�ﻪ ﺠﻬﺎدا ﻓﻲ ﺴبیﻞ ﷲ ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وأوﻟﻲ
ي اﻟ
اﻷﻤر ﻤنكم﴾ واﻟخطﺎب ﻟﻠمسﻠمین ﻓﻼ طﺎﻋﺔ إذن ﻷﺼحﺎب اﻟسﻠطﺔ إﻻ إذا �ﺎﻨوا ﻤسﻠمین ،واﻟحدﯿث ﺼر�ﺢ ﻓﻲ
�ﻔر ﺒواﺤﺎ ﻋند�م ف�ﻪ ﻤن ﷲ ﺒرﻫﺎن«.
اﺴتثنﺎء اﻟكﺎﻓر ﻤن اﻟطﺎﻋﺔ» :إﻻ أن ﺘروا ا
وط
ب – أن �كون ﺠﺎﺌ ار ﻓﻲ أﺤكﺎﻤﻪ آﻛﻼ ﻟﻸﻤوال اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻬذا ﻻ طﺎﻋﺔ ﻟﻪ ،و�جب اﻹﻨكﺎر ﻋﻠ�ﻪ وﻻ ﺘب أر اﻟذﻤﺔ
إﻻ ﺒذﻟك ﺨش�ﺔ اﻟر�ون إﻟﻰ اﻟظﺎﻟمین ،وﻻ �جوز ﻟﻪ وﻻ ﻟﻐیرﻩ ﻗتﺎل اﻟخﺎرﺠین ﻋﻠ�ﻪ.
ﻧﻲ
وﻗد اﺨتﻠﻒ اﻟﻌﻠمﺎء ﻓﻲ اﻹﻤﺎم اﻟﻔﺎﺴق ﻓمنﻬم ﻤن أوﺠب ﻋزﻟﻪ واﻨﻔسﺎخ إﻤﺎﻤتﻪ ،وذﻫبت طﺎﺌﻔﺔ ﻤنﻬم إﻟﻰ ﻋدم
ﺠواز اﻟخروج ﻋﻠ�ﻪ ﻤستدﻟین �ﺄدﻟﺔ ﻤنﻬﺎ ﺤدﯿث ع�ﺎدة اﺒن اﻟصﺎﻤت رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ) :وأن ﻻ ﻨنﺎزع اﻷﻤر أﻫﻠﻪ إﻻ
أن ﺘروا �ﻔ ار ﺒواﺤﺎ (...اﻟ�خﺎري وﻤﺎﻟك وﻤسﻠم.
ﺠـ -ﻋدل ﺘتوﻓر ف�ﻪ اﻟشروط اﻟمطﻠو�ﺔ ﻓﻲ اﻟسﻠطﺎن ﻤﻠتزم �ﺄﻤر ﷲ ﻓﻬذا ﻻ ﺨﻼف ﻓﻲ ﻋدم ﺠواز اﻟخروج
ﻋﻠ�ﻪ ،وﻻ ﺨﻼف ﻓﻲ أن اﻟخﺎرﺠین ﻋﻠ�ﻪ �ﻐﺎة ﻟﻪ أن �ﻘﺎﺘﻠﻬم �ﻌد اﻟسﻌﻲ ﻓﻲ إﻗنﺎﻋﻬم ﻋﻠنﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟمسﻠمین
ﻤسﺎﻋدﺘﻪ ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟكﻔﺎ�ﺔ.
را�ﻌﺎ – ﺤكم ﻗتﺎل اﻟ�ﻐﺎة:
وﻓﻲ اﻟحﺎﻟﺔ اﻟتﻲ �جوز ﻓیﻬﺎ ﻗتﺎل اﻟ�ﻐﺎة ﻓﺈﻨﻪ �جب ﻋﻠﻰ اﻹﻤﺎم إﻨذارﻫم ودﻋوﺘﻬم ﻟطﺎﻋتﻪ ﻓﺈن ﻓﻌﻠوا ﺘر�وا
و�ﻻ ﻗﺎﺘﻠﻬم و�ن ﻋﺎﺠﻠوﻩ �ﺎﻟﻘتﺎل ﻗﺎﺘﻠﻬم دون إﻨذار ،واﻷﺼﻞ ﻓﻲ ﻫذا اﻟ�ﺎب ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿:و�ن طﺎﺌﻔتﺎن ﻤن اﻟمؤﻤنین
234
اﻗتتﻠوا ﻓﺄﺼﻠحوا ﺒینﻬمﺎ ﻓﺈن �ﻐت إﺤداﻫمﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺨرى ﻓﻘﺎﺘﻠوا اﻟتﻲ ﺘ�ﻐﻲ ﺤتﻰ ﺘﻔﻲء إﻟﻰ أﻤر ﷲ ﴾...اﻟحجرات
اﻵ�ﺔ .9
وﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ�﴿ :ﺎ أﯿﻬﺎ اﻟذﯿن آﻤنوا أط�ﻌوا ﷲ وأط�ﻌوا اﻟرﺴول وأوﻟﻲ اﻷﻤر ﻤنكم﴾ اﻟنسﺎء اﻵ�ﺔ ،59وﻤﺎ
ﻓﻲ ﺤدﯿث اﺒن ع�ﺎس اﻟسﺎﻟﻒ اﻟذ�ر)ﻤن أرى ﻤن أﻤیرﻩ ﺸیئﺎ �كرﻫﻪ ﻓﻠی�صر (...و�ختﻠﻒ ﻗتﺎل اﻟ�ﻐﺎة ﻋن ﻗتﺎل
اﻟكﻔﺎر ﻓﻲ اﺤد ﻋشر وﺠﻬﺎ وﻫﻲ �ﺎﻟتﺎﻟﻲ:
(1أن ﻻ �ﻘتﻞ ﻤدﺒرﻫم،
(2وﻻ �جﻬز ﻋﻠﻰ ﺠر�حﻬم،
(3أن �ﻘصد �ﺎﻟﻘتﺎل ردﻋﻬم ﻻ ﻗتﻠﻬم،
(4أن ﻻ �ﻘتﻞ أﺴیرﻫم،
(5وﻻ ﻨﻐنم أﻤواﻟﻬم،
(6وﻻ ﺘسبﻰ ذ ارر�ﻬم،
(7وﻻ �ستﻌﺎن ﻋﻠیﻬم �مشرك،
(8وﻻ �صﺎﻟحون ﻋﻠﻰ ﻤﺎل �ﻌطﻰ ﻟﻬم،
(9وﻻ ﺘنصب ﻋﻠیﻬم اﻷﺴﻠحﺔ اﻟﻔتﺎﻛﺔ،
اﻟ
(10وﻻ ﺘحرق ﻤسﺎﻛنﻬم،
ﻣﻌ
(11وﻻ ﺘﻘطﻊ أﺸجﺎرﻫم.
ﮭد
أﻤﺎ ﻗتﺎل اﻟمحﺎر�ین ﻓﻬو �ﻘتﺎل اﻟ�ﻐﺎة إﻻ ﻓﻲ ﺨمسﺔ أﻤور وﻫﻲ أﻨﻪ:
� (1جوز ﺘﻌمد ﻗتﻠﻬم،
اﻟﺗ
(2و�ﻘتﻞ ﻤدﺒرﻫم،
رﺑو
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻟ�ﻐﻲ ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ.
� – 2مﺎذا ﺘثبت اﻹﻤﺎﻤﺔ أو اﻟرﺌﺎﺴﺔ؟
– 3ﻤﺎ ﻫو ﺤكم اﻟ�ﻐﺎة اﻟخﺎرﺠین ﻋﻠﻰ اﻹﻤﺎم؟
– 4ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین ﻗتﺎل اﻟ�ﻐﺎة واﻟكﻔﺎر واﻟمحﺎر�ین؟
235
اﻟدرس :53
ﺤد اﻟزﻨﺎ
أوﻻ :ﺘﻌر�ف اﻟزﻨﺎ:
وﻫو ﻤشتق ﻤن اﻟضیق واﻟﻘصر ﻟﻐﺔ أﻫﻞ اﻟحجﺎز ﻤصدر اﻟثﻼﺜﻲ ،واﻟمد ﻟﻐﺔ ﺘم�م ﻤق�س ﻤصدر ﻓﺎﻋﻞ
)زاﻨﻰ( وﻋﻠ�ﻪ ﻓﺈﻨﻪ �حد ﻤن ﻗﺎل ﻵﺨر� :ﺎ اﺒن اﻟمﻘصور واﻟممدود.
وﻫو ﻓﻲ اﻻﺼطﻼح »وطء ﻤكﻠﻒ ﻤسﻠم ﺤ ار أو ﻋبدا ﻓرج آدﻤﻲ ﻤطیق ﻻ ﻤﻠك ﻟﻪ ف�ﻪ وﻻ ﺸبﻬﺔ ،و�ن دﺒ ار
أو إﺘ�ﺎن ﻤستﺄﺠرة أو ﻤحرﻤﺔ �صﻬر ﻤؤ�د أو ﻤمﻠو�ﺔ ﺘﻌتق ﻋﻠ�ﻪ أو ﻤبتوﺘﺔ أو ﺨﺎﻤسﺔ أو ﻤطﻠﻘﺔ ﻗبﻞ اﻟبنﺎء ﺒﻼ
ﻋﻘد«.
واﻟزﻨﺎ اﻟذي ﯿوﺠب اﻟحد ﻫو وطء اﻟمسﻠم اﻟمكﻠﻒ �ﺄن ﺘﻠﺞ ﺤشﻔتﻪ ﻓرج آدﻤﻲ ﻤطیق ﻟﻠوطء ﻋﺎدة دون أن �كون ﻟﻪ
ﻋﻠ�ﻪ ﺘسﻠط ﺸرﻋﺎ ،وﻻ ﺸبﻬﺔ ﻟﻪ ف�ﻪ .وﻟﻬذا �خرج وطء اﻟصبﻲ واﻟمجنون واﻟكﺎﻓر ﻓﻼ �حد ﻫؤﻻء ﻷﻨﻪ ﻻ �سمﻰ
وطؤﻫم زﻨﻰ ﺸرﻋﺎ ،وﻟﻬذا ﻗﺎل اﻟشﺎﻓﻌﻲ وأﺤمد - ،ﻤﻊ ﺘﻔر�ﻘﻬمﺎ ﺒین اﻟذﻤﻲ واﻟمستﺄﻤن� -ﺈﻗﺎﻤﺔ اﻟحد ﻋﻠﻰ اﻟذﻤﻲ
دون اﻟمستﺄﻤن و�رى أﺒو ﺤن�ﻔﺔ إﻗﺎﻤﺔ ﺤد اﻟجﻠد ﻋﻠیﻬمﺎ ﻤﻌﺎ دون اﻟرﺠم.
اﻟ
ﻣﻌ
و�ستوي ﻓﻲ وطء اﻷﺠنب�ﺔ اﻟتﻲ ﻻ ﺘسﻠط ﻋﻠیﻬﺎ ﻤﺎ إذا �ﺎن ﻓﻲ ﻗبﻞ أو دﺒر ﻓكﻞ ذﻟك �سمﻰ زﻨﻰ ،أﻤﺎ إﺘ�ﺎن
اﻟذ�ر ﻤن دﺒرﻩ ف�سمﻰ ﻟواطﺎ ﻤﻊ أﻨﻪ �طﻠق ﻋﻠ�ﻪ اﻟزﻨﺎ ﺸرﻋﺎ.
ﮭد
وﻻ ﺒد أن �كون اﻟوطء ﻤتﻌمدا �خﻼف اﻟﻐﺎﻟط �من ﻗصد زوﺠتﻪ ﻓوﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻏیرﻫﺎ ﻏﻠطﺎ أو ﻨسﻲ طﻼق
اﻟﺗ
اﻟ�ﺎﺌن ﻤنﻪ ﻓوطئﻬﺎ ،و�ﻞ اﻟمذ�ورات ﻓﻲ اﻟتﻌر�ف �ﻌتبر وطؤﻫﺎ زﻨﻰ.
ﺜﺎﻨ�ﺎ :ﺤكمﻪ:
رﺑو
اﻟزﻨﺎ ﻓﺎﺤشﺔ ﻤن أﻛبر اﻟﻔواﺤش �ﻌد اﻟكﻔر واﻹﺸراك �ﺎ� وﻗتﻞ اﻟنﻔس ،وﻟذا ﺤرﻤﻪ ﷲ ﺴ�حﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻟﻰ �ﻘوﻟﻪ:
﴿وﻻ ﺘﻘر�وا اﻟزﻨﺎ إﻨﻪ �ﺎن ﻓﺎﺤشﺔ وﺴﺎء ﺴبیﻼ﴾ اﻹﺴراء اﻵ�ﺔ ،32وﻗﺎل ﺠﻞ ﻤن ﻗﺎﺌﻞ﴿ :واﻟذﯿن ﻻ ﯿدﻋون ﻤﻊ ﷲ
ي اﻟ
إﻟﻬﺎ آﺨر وﻻ �ﻘتﻠون اﻟنﻔس اﻟتﻲ ﺤرم ﷲ إﻻ �ﺎﻟحق وﻻ ﯿزﻨون وﻤن �ﻔﻌﻞ ذﻟك ﯿﻠق أﺜﺎﻤﺎ �ضﺎﻋﻒ ﻟﻪ اﻟﻌذاب ﯿوم
اﻟق�ﺎﻤﺔ و�خﻠد ف�ﻪ ﻤﻬﺎﻨﺎ﴾ اﻟﻔرﻗﺎن اﻵ�ﺔ .69-68
وط
وﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة أن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻗﺎل» :ﻻ ﯿزﻨﻲ اﻟزاﻨﻲ ﺤین ﯿزﻨﻲ وﻫو
ﻤؤﻤن ،«...وﻨﻘﻞ اﺒن اﻟمنذر اﻹﺠمﺎع ﻋﻠﻰ ﺘحر�م اﻟزﻨﺎ.
ﻧﻲ
وﻻ �ﻌتبر زاﻨ�ﺎ ﻤن وطﺊ اﻤرأة ﻓﻲ ﻋدﺘﻬﺎ ﻤن طﻼﻗﻪ اﻟرﺠﻌﻲ ﻤﻊ أﻨﻪ ﯿؤدب إن ﻟم ﯿنو اﻻرﺘجﺎع �ﺎﻟوطء ،وﻻ
ﻤن وطﺊ زوﺠﺔ �حرم ﻋﻠ�ﻪ وطؤﻫﺎ ﻟﻌﺎرض �ﺎﻟح�ض وﻨحوﻩ وﻻ ﻤن وطﺊ ﻏیر ﻤط�ﻘﺔ �بنت اﻷر�ﻊ ﺴنین ،وﻻ ﻤن
وطﺊ أﻤﺔ ﻤشتر�ﺔ ﺒینﻪ و�ین ﻏیرﻩ ﻓﻼ ﺤد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ إﻻ أﻨﻪ ﯿؤدب �ﺎﺠتﻬﺎد اﻟحﺎﻛم و�ؤدب واطﺊ اﻟبﻬ�مﺔ وﻻ
ﺘﻘتﻞ و�ستﻌمﻞ ﻟبنﻬﺎ وﻟحمﻬﺎ إن �ﺎﻨت ﻏنمﺎ ،و�ﻪ ﻗﺎل أﺒو ﺤن�ﻔﺔ واﻟشﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ اﻷﺼﺢ ﻋندﻩ ،وﻗﺎل أﺤمد ﺒتﺄدﯿب
اﻟواطﺊ وﻗتﻞ اﻟبﻬ�مﺔ ﻤستدﻻ �حدﯿث »ﻤن أﺘﻰ ﺒﻬ�مﺔ ﻓﺎﻗتﻠوﻩ واﻗتﻠوﻫﺎ ﻤﻌﻪ« رواﻩ أﺤمد وأﺒو داود 4464واﻟترﻤذي
1460ﻋن اﺒن ع�ﺎس
وﺴند اﻟحدﯿث ﻤتكﻠم ف�ﻪ وﻤضﻌﻒ ﺒروا�ﺔ أﺨرى ﻋن اﺒن ع�ﺎس »ﻟ�س ﻋﻠﻰ اﻟذي �ﺄﺘﻲ اﻟبﻬ�مﺔ ﺤد« ﺴنن
أﺒﻲ داود 4465واﻟترﻤذي 1455ﻋن اﺒن ع�ﺎس ﻤوﻗوﻓﺎ ﻋﻠ�ﻪ.
كرﻩُ �ﺎﻟﻔتﺢ ﻓﺎﻟمشﻬور أﻨﻪ �حد و�دﻓﻊ اﻟصداق ﻟﻠمكرﻫﺔ،
اﻟم َ
وﻻ ﺤد وﻻ أدب ﻋﻠﻰ ﻤكرﻫﺔ ﻟنﻔﻲ اﻟتﻌمد ،أﻤﺎ ُ
و�رﺠﻊ �ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟمكرﻩ �ﺎﻟكسر واﺨتﺎر اﻟﻠخمﻲ ﺘﺄدﯿ�ﻪ وﻋدم ﺤدﻩ.
236
وﻻ ﺤد ﻓﻲ ﻤسﺎﺤﻘﺔ ﻟﻌدم اﻹﯿﻼج و�ﻨمﺎ ﻓیﻬﺎ اﻟتﺄدﯿب ،وﻫﻲ ﻓﻌﻞ ﺸرار اﻟنسﺎء �ﻌضﻬن ﺒ�ﻌض.
ﺜﺎﻟثﺎ :اﻟحكمﺔ ﻤن ﺘحر�م اﻟزﻨﺎ:
اﻗتضت ﺤكمﺔ ﷲ ﺴ�حﺎﻨﻪ وﺘﻌﺎﻟﻰ ﺘحر�م اﻟزﻨﺎ ﺤﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ طﻬﺎرة اﻟمجتمﻊ اﻹﺴﻼﻤﻲ ،وﺼ�ﺎﻨﺔ ﻷﻋراض
اﻟمسﻠمین و�راﻤتﻬم ،وﺤﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ طﻬﺎرة ﻨﻔوﺴﻬم وﺸرف أﻨسﺎﺒﻬم ،وﻟﻬذا اﻟمﻘصد اﻟشر�ف رﻏب اﻹﺴﻼم ﻓﻲ
اﻟزواج ﻷﻨﻪ أﺴﻠم طر�ﻘﺔ ﻟتصر�ف اﻟﻐراﺌز ﻋند اﻹﻨسﺎن.
ﻓسد اﻹﺴﻼم �ﺎب اﻨحراﻓﻬﺎ ﺒتحر�م اﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻟتﻲ ﺘثیرﻫﺎ �ﺎﻟتبرج واﻻﺨتﻼط واﻟرﻗص واﻟنظر اﻟمدﯿد واﻟصور
اﻟمثیرة واﻟﻐنﺎء اﻟﻔﺎﺤش وأﺴ�ﺎب اﻟرذﯿﻠﺔ أ�ﺎ �ﺎن ﻨوﻋﻬﺎ.
وﻓﺎﺤشﺔ اﻟزﻨﺎ أق�ﺢ اﻟرذاﺌﻞ ﻓﻬﻲ ﻻ أﺨﻼق�ﺔ ﻤﻊ أﻨﻬﺎ ﻤن أﺴ�ﺎب اﻟدﻤﺎر ﻋﻠﻰ اﻟمجتمﻌﺎت ﻓﻔﻲ اﻟحدﯿث
اﻟشر�ف) :ﻤﺎ ظﻬرت اﻟﻔﺎﺤشﺔ ﻓﻲ ﻗوم ﺤتﻰ أﻋﻠنوا ﺒﻬﺎ إﻻ ظﻬرت ﻓیﻬم اﻷوﺠﺎع واﻷﻤراض اﻟتﻲ ﻟم ﺘكن ف�من
ﻤضوا ﻤن أﺴﻼﻓﻬم( أﺤمد واﺒن ﻤﺎﺠﻪ ،ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب وﺠﺎء ﺒنحوﻩ ﻓﻲ اﻟموطﺄ ﻋن اﺒن ع�ﺎس
ﻓﺎﻟﻔﺎﺤشﺔ ﺴبب ﻤ�ﺎﺸر ﻟﻬﻼك اﻷﻤم �مﺎ ﺘنشرة ﻤن أﻤراض ﻗﺎﺘﻠﺔ ﺘبید اﻷﺠ�ﺎل وﺘتوارﺜﻬﺎ ﺠیﻼ �ﻌد آﺨر ﻤثﻞ ﻨﻘص
اﻟمنﺎﻋﺔ اﻟمكتس�ﺔ )اﻟسیدا( اﻟذي ﻟم �جد ﻟﻪ اﻟطب اﻟحدﯿث دواء ﺤتﻰ اﻵن وﻓﺎﺤشتﻪ اﻟزﻨﺎ ﻤن أﻫم أﺴ�ﺎ�ﻪ �ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﻤﺎ ﺘؤدي إﻟ�ﻪ ﻤن ﻀ�ﺎع اﻷﻨسﺎب وﻗطﻊ اﻷرﺤﺎم وﻓسﺎد اﻟبن�ﺔ اﻻﺠتمﺎع�ﺔ ﻟﻸﻤﺔ ﻓﻬﻲ ﻤن ﺒواﻋث اﻟﻔجور
اﻟ
واﻟترف اﻟمسببین ﻟﻠخراب ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�ذا أردﻨﺎ أن ﻨﻬﻠك ﻗر�ﺔ أﻤرﻨﺎ ﻤترﻓیﻬﺎ ﻓﻔسﻘوا ﻓیﻬﺎ ﻓحق ﻋﻠیﻬﺎ اﻟﻘول
ﻣﻌ
ﻓدﻤرﻨﺎﻫﺎ ﺘدﻤیرا﴾ اﻹﺴراء اﻵ�ﺔ .16
ﮭد
را�ﻌﺎ :ﻤثبتﺎت ﺤد اﻟزﻨﺎ وﺸروط إﻗﺎﻤتﻪ:
اﻟﺗ
ا – ﯿثبت اﻟحد ﺒواﺤد ﻤن ﺜﻼﺜﺔ أﻤور :اﻹﻗرار ،اﻟشﻬود ،وظﻬور اﻟحمﻞ.
رﺑو
(1اﻹﻗرار :وﻫو اﻻﻋتراف ﻤن اﻟ�ﺎﻟﻎ اﻟﻌﺎﻗﻞ ذ� ار أو أﻨثﻰ وﻻ �شترط ﺘﻌدد اﻹﻗرار ﺨﻼﻓﺎ ﻷﺤمد وأﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ
ﻓﻲ اﺸتراط اﻹﻗرار أر�ﻊ ﻤرات واﻟشﺎﻓﻌﻲ ﻤﻊ ﻋدم اﺸتراط اﻟتكرار ﻟمﺎ ﻓﻲ اﻟوطﺈ واﻟصح�حین ﻤن ﺤدﯿث أﺒﻲ ﻫر�رة
ي اﻟ
» ...وأﻤر أﻨ�سﺎ اﻷﺴﻠمﻲ أن �ﺄﺘﻲ اﻤرأة اﻵﺨر ﻓﺈن اﻋترﻓت رﺠمﻬﺎ ﻓﺎﻋترﻓت ﻓرﺠمﻬﺎ« ﻓف�ﻪ اﻋتراف واﺤد ،وﻤحﻞ
ﺜبوت اﻟزﻨﺎ �ﺎﻹﻗرار إذا ﻟم ﯿرﺠﻊ أو ﯿﻬرب ﻓﺈن رﺠﻊ أو ﻫرب وﻟو أﺜنﺎء اﻟحد ﺴﻘط ﻋنﻪ اﻟحد .واﻷﺼﻞ ف�ﻪ أن
وط
ﻤﺎﻋز اﻷﺴﻠمﻲ ﻟمﺎ رﺠم �ﺎﻟحجﺎرة ﻓر �شتد ﺤتﻰ ﻤر ﺒرﺠﻞ ﻤﻌﻪ ﻟحﻰ ﺠمﻞ ﻓضر�ﻪ وﻀر�ﻪ اﻟنﺎس ﺤتﻰ ﻤﺎت
ﻓذ�روا ذﻟك ﻟرﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻘﺎل» :ﻫﻼ ﺘر�تموﻩ« ورواﻩ أﺤمد واﺒن ﻤﺎﺠﻪ واﻟترﻤذي.
ﻧﻲ
(2اﻟبینﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ:
ﯿثبت اﻟزﻨﺎ �ﺎﻟبینﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ وﻫﻲ :أر�ﻌﺔ ﺸﻬود ذووا ﻋدل ﻤن اﻟرﺠﺎل ﯿؤدون ﺸﻬﺎدﺘﻬم ﻓﻲ آن واﺤد ﻋﻠﻰ
ﻤﻌﺎﯿنﺔ اﻟزﻨﺎ �ﺎﻟمرود ﻓﻲ اﻟ ُم ْك ُحَﻠ ُﺔ ﻓﺈن �ﺎﻨوا أﻗﻞ ﻤن أر�ﻌﺔ ﺤد اﻟشﻬود ﺤد اﻟﻘذف دون اﻟمشﻬود ﻋﻠیﻬم �ﺎﻟزﻨﺎ ،و�ن
رﺠﻊ �ﻌض اﻷر�ﻌﺔ ﻗبﻞ اﻟحكم أوﺸك ﻓﻲ ﺸﻬﺎدﺘﻪ �ﻌد أداﺌﻬﺎ ﺤد اﻷر�ﻌﺔ ،و�ن رﺠﻊ �ﻌد اﻟحكم ﺤد اﻟراﺠﻊ أو
اﻟشﺎك وﺤدﻩ ،و�ن ﺸﻬد ﺜﻼﺜﺔ وﺘوﻗﻒ اﻟرا�ﻊ ﺤد اﻟثﻼﺜﺔ دون اﻟرا�ﻊ ،و�ن ﺸﻬدوا ﻤتﻔرﻗین ﻓﻲ اﻟمجﺎﻟس ﺤدوا ﺨﻼﻓﺎ
ﻻﺒن اﻟمﺎﺠشون ،وﻻ �ﻘبﻞ ﻓﻲ اﻟشﻬﺎدة إﻻ ﻗوﻟﻬم رأﯿنﺎﻩ �ﺎﻟمرود ﻓﻲ اﻟمكحﻠﺔ ﻓﺈن ﺸﻬدوا �ﻐیر ﻫذا اﻟنوع ﻤن اﻟدﻗﺔ
اﻟمصرح ف�ﻪ �ﺎﻹﯿﻼج �ﻌد ﺸﻬﺎدﺘﻬم �ﺎﻟزﻨﺎ ﺤدوا ﺤد اﻟﻘذف ،و�ؤدب اﻟﻔﺎﻋﻼن أد�ﺎ ﻤوﺠﻌﺎ ﻤثﻞ ﻤﺎ ﻟو ﻗﺎل اﻟشﻬود
رأﯿنﺎﻫمﺎ ﻓﻲ ﻟحﺎف واﺤد أو ﻓﻲ ﺤر�ﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ.
237
(3ظﻬور اﻟحمﻞ :ﯿثبت اﻟزﻨﺎ �ظﻬور اﻟحمﻞ ﻤن ﻏیر اﻟمتزوﺠﺔ أﺼﻼ أو اﻟمتزوﺠﺔ اﻟتﻲ ﺘﺄﺘﻲ ﺒوﻟد
ﻛﺎﻤﻞ اﻟخﻠﻘﺔ ﻟدون ﺴتﺔ أﺸﻬر ﻤن دﺨول زوﺠﻬﺎ ﺒﻬﺎ ،و�ثبت �حمﻞ أﻤﺔ ﻻ إﻗرار ﻟسیدﻫﺎ ﺒوطئﻬﺎ وﻻ ﺘﻘبﻞ دﻋوى
ﻤن ظﻬر ﺒﻬﺎ ﺤمﻞ أﻨﻬﺎ ﻤﻐتص�ﺔ إﻻ ﺒبینﺔ أو ﻗر�نﺔ و�ﻻ ﺜبت ﻋﻠیﻬﺎ اﻟزﻨﺎ ،وﻫذا ﻫو ﻗول ﻤﺎﻟك وﻋمﻞ أﻫﻞ
اﻟمدﯿنﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟموطﺈ ﻗﺎل ﻤﺎﻟك :اﻷﻤر ﻋندﻨﺎ ﻓﻲ اﻟمرأة ﺘوﺠد ﺤﺎﻤﻼ وﻻ زوج ﻟﻬﺎ ﻓتﻘول» :ﻗد اﺴتكرﻫت أو ﺘﻘول:
ﺘزوﺠت إن ذﻟك ﻻ �ﻘبﻞ ﻤنﻬﺎ وأﻨﻬﺎ �ﻘﺎم ﻋﻠیﻬﺎ اﻟحد إﻻ أن �كون ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ادﻋت ﻤن اﻟنكﺎح ﺒینﺔ أو ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ
اﺴتكرﻫت أو ﺠﺎءت ﺘدﻤﻲ إن �ﺎﻨت �ك ار أو اﺴتﻐﺎﺜت ﺤتﻰ أﺘیت وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟحﺎل أو ﻤﺎ أﺸ�ﻪ ﻫذا ﻤن اﻷﻤر
اﻟذي ﺘبﻠﻎ ف�ﻪ ﻓض�حﺔ ﻨﻔسﻬﺎ« .وﻻ ﺘسﻘط اﻟتو�ﺔ ﺤد اﻟزﻨﺎ أو اﻟشرب أو اﻟسرﻗﺔ ،وﻟﻠسید أن �ق�م ﻋﻠﻰ ﻋبدﻩ أو
أﻤتﻪ ﺤد اﻟﻘذف أو اﻟشرب أو اﻟزﻨﺎ دون ﺤد اﻟسرﻗﺔ.
ب( ﺸروط إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد :أﻤﺎ ﺸروط إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد ﻓﻬﻲ ﻋشرة ﻤنﻬﺎ اﻟمتﻔق ﻋﻠ�ﻪ وﻤنﻬﺎ اﻟمختﻠﻒ ف�ﻪ وﻫﻲ:
(1أن �كون �ﺎﻟﻐﺎ،
(2أن �كون ﻋﺎﻗﻼ ﻓﻼ ﺤد ﻋﻠﻰ اﻟصبﻲ ﻏیر اﻟ�ﺎﻟﻎ وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟمجنون اﺘﻔﺎﻗﺎ و�ن زﻨﻰ ﻋﺎﻗﻞ �مجنوﻨﺔ أو
ﻤجنون �ﻌﺎﻗﻠﺔ ﺤد اﻟﻌﺎﻗﻞ دون اﻟمجنون ﻤنﻬمﺎ.
(3أن �كون ﻤسﻠمﺎ ﻓﻼ �حد اﻟكﺎﻓر إن زﻨﻰ ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻠشﺎﻓﻌﻲ ﻤﻊ أﻨﻪ ﯿؤدب إن أظﻬر اﻟﻔجور و�ن اﺴتكرﻩ
اﻟ
ﻤسﻠمﺔ ﻗتﻞ و�ن زﻨﻰ ﺒﻬﺎ طﺎﺌﻌﺔ ﻨكﻞ �ﻪ و�ﻘتﻞ ﺒنﻘض اﻟﻌﻬد.
ﻣﻌ
(4أن �كون طﺎﺌﻌﺎ واﺨتﻠﻒ ﻫﻞ �حد اﻟمكرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟزﻨﺎ ،ﻓﻘﺎل اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻋبد اﻟوﻫﺎب �حدﻩ إن اﻨتشر ﻗضی�ﻪ
ﮭد
ﺤتﻰ أوﻟﺞ ،وﻗﺎل أﺒو ﺤن�ﻔﺔ إن أﻛرﻫﻪ ﻏیر اﻟسﻠطﺎن ﺤد ،وﻻ ﺤد ﻋﻠﻰ اﻟمستكرﻫﺔ إذا اﻏتصبت ﻗﺎل ﺨﻠیﻞ:
»واﻟمختﺎر أن اﻟمكرﻩ �ذﻟك واﻷﻛثر ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻓﺔ«.
اﻟﺗ
(5أن ﯿزﻨﻲ �ﺂدﻤ�ﺔ ﻓﺈن أﺘﻰ ﺒﻬ�مﺔ ﻓﻼ ﺤد ﻋﻠ�ﻪ ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻠشﺎﻓﻌﻲ ﻤﻊ أﻨﻪ �ﻌزر وﻻ ﺘﻘتﻞ اﻟبﻬ�مﺔ وﻻ �ﺎس
رﺑو
�ﺎﺴتﻌمﺎل ﻟحمﻬﺎ وﻟبنﻬﺎ ﻗﺎل ﺨﻠیﻞ» :وﻫﻲ �ﻐیرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟذ�ﺢ واﻷﻛﻞ« واﻟشﺎﻓﻌﻲ ﻗﺎﺌﻞ �ﻌدم اﻷﻛﻞ.
(6أن ﺘكون اﻟمرأة ﻤمن ﯿوطﺄ ﻤثﻠﻬﺎ �خﻼف اﻟصﻐیرة اﻟتﻲ ﻻ ﯿوطﺄ ﻤثﻠﻬﺎ ﻓﻼ ﺤد ﻓیﻬﺎ ﻋﻠیﻬمﺎ �مﺎ ﻻ ﺘحد
ي اﻟ
ﺤن�ﻔﺔ و�ذﻟك ﻤﺎ إذا �ﺎن اﻟنكﺎح ﻓﺎﺴدا ﻤختﻠﻔﺎ ف�ﻪ �ﺎﻟنكﺎح دون وﻟﻲ أو ﺸﻬود إذا اﺴتﻔﺎض واﺸتﻬر أﻤرﻩ ،ﻓﺈن �ﺎن
اﻟنكﺎح ﻓﺎﺴدا �ﺎﺘﻔﺎق ﺤد ﻤثﻞ اﻟجمﻊ ﺒین اﻷﺨتین واﻟمحﺎرم واﻻرﺘجﺎع ﻤن اﻟثﻼث ﻗبﻞ أن ﺘنكﺢ زوﺠﺎ ﻏیرﻩ أو �ﺎن
ﻧﻲ
ﻓﻲ اﻟﻌدة أو ﻨكﺎح ﺨﺎﻤسﺔ ف�حد ﻓﻲ اﻟجم�ﻊ إﻻ أن ﯿدﻋﻰ اﻟجﻬﻞ �ﺎﻟتحر�م ﻓف�ﻪ طﻼق ،و�حد ﻤن وطﺊ أﻤتﻪ
اﻟمتزوﺠﺔ ،وﻤن وطﺊ أﻤﺔ أﺒ�ﻪ ﺤد �خﻼف ﻤﺎ إذا وطﺊ ﻤمﻠو�ﺔ وﻟدﻩ ،وﻋﻠ�ﻪ ﻏرم اﻟق�مﺔ.
(8أن �كون ﻋﺎﻟمﺎ ﺒتحر�م اﻟزﻨﺎ ﻓﺈن ادﻋﻰ اﻟجﻬﻞ �ﻪ وﻫو ﻤمن �ظن �ﻪ ذﻟك ﻓف�ﻪ ﻗوﻻن ﻻﺒن اﻟﻘﺎﺴم
وأﺼ�ﻎ.
(9أن ﺘكون اﻟمرأة ﻏیر ﺤر��ﺔ و�ن �ﺎﻨت ﺤر��ﺔ ﺤد ﻋند اﺒن اﻟﻘﺎﺴم.
(10أن ﺘكون اﻟمرأة ﺤ�ﺔ واﻟمشﻬور ﺤد واطﺊ اﻟمیتﺔ ﻗﺎل ﺨﻠیﻞ »أو إﺘ�ﺎن ﻤیتﺔ ﻏیر زوج«.
ﺨﺎﻤسﺎ :ﻋﻘو�ﺔ اﻟزاﻨﻲ واﻟﻼﺌط:
اﻷﺼﻞ ﻓﻲ ﺤد اﻟزﻨﺎ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :اﻟزاﻨ�ﺔ واﻟزاﻨﻲ ﻓﺎﺠﻠدوا �ﻞ واﺤد ﻤنﻬمﺎ ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻠدة وﻻ ﺘﺄﺨذ�م ﺒﻬمﺎ رأﻓﺔ
ﻓﻲ دﯿن ﷲ إن �نتم ﺘؤﻤنون �ﺎ� واﻟیوم اﻵﺨر وﻟ�شﻬد ﻋذاﺒﻬمﺎ طﺎﺌﻔﺔ ﻤن اﻟمؤﻤنین﴾ اﻟنور اﻵ�ﺔ .2
238
وأﺨرج ﻤﺎﻟك واﻟش�خﺎن واﻟﻠﻔظ ﻟمﺎﻟك ﻤن ﺤدﯿث أﺒﻲ ﻫر�رة وز�د ﺒن ﺨﺎﻟد اﻟجﻬنﻰ »إن رﺠﻠین اﺨتصمﺎ إﻟﻰ
رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻘﺎل أﺤدﻫمﺎ� :ﺎ رﺴول ﷲ اﻗض ﺒیننﺎ �كتﺎب ﷲ وﻗﺎل اﻵﺨر وﻫو أﻓﻘﻬﻬمﺎ :أﺠﻞ
�ﺎ رﺴول ﷲ اﻗض ﺒیننﺎ �كتﺎب ﷲ واﺌذن ﻟﻲ أن أﺘكﻠم ،ﻗﺎل» :ﺘكﻠم« ﻓﻘﺎل إن اﻨبﻲ �ﺎن ﻋس�ﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓزﻨﻰ
�ﺎﻤرأﺘﻪ ﻓﺄﺨبرﻨﻲ أن ﻋﻠﻰ اﺒنﻲ اﻟرﺠم ﻓﺎﻓتدﯿت ﻤنﻪ �مﺎﺌﺔ ﺸﺎة و�جﺎر�ﺔ ﻟﻲ ،ﺜم إﻨﻲ ﺴﺄﻟت أﻫﻞ اﻟﻌﻠم ﻓﺄﺨبروﻨﻲ أﻨمﺎ
ﻋﻠﻰ اﺒنﻲ ﺠﻠد ﻤﺎﺌﺔ وﺘﻐر�ب ﻋﺎم ،وأﺨبروﻨﻲ إﻨمﺎ اﻟرﺠم ﻋﻠﻰ اﻤرأﺘﻪ :ﻓﻘﺎل رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :أﻤﺎ
واﻟذي ﻨﻔسﻲ ﺒیدﻩ ﻷﻗضین ﺒینكمﺎ �كتﺎب ﷲ ،أﻤﺎ ﻏنمك وﺠﺎر�تك ﻓرد ﻋﻠ�ك« وﺠﻠد اﺒنﻪ ﻤﺎﺌﺔ وﻏر�ﻪ ﻋﺎﻤﺎ ،وأﻤر
أﻨ�سﺎ اﻷﺴﻠمﻲ أن �ﺄﺘﻲ اﻤرأة اﻵﺨر ،ﻓﺈن اﻋترﻓت رﺠمﻬﺎ ،ﻓﺎﻋترﻓت ﻓرﺠمﻬﺎ«.
وﻤمﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ ﺨط�ﺔ ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب» :إن اﻟرﺠم ﺤق ﻓﻲ �تﺎب ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻋﻠﻰ ﻤن زﻨﻰ إذا أﺤصن
اﻟحَب ُﻞ أو اﻻﻋتراف«.
ﻤن اﻟرﺠﺎل واﻟنسﺎء ،إذا ﻗﺎﻤت اﻟبینﺔ أو �ﺎن َ
وﻤمﺎ ﻓﻲ ﺨط�ﺔ ﻋمر »ﻓرﺠم اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ورﺤمنﺎ« اﻟموطﺄ واﻟصح�حﺎن.
ﻓﻌموم اﻵ�ﺔ دال ﻋﻠﻰ ﺠﻠد اﻟزاﻨﻲ واﻟزاﻨ�ﺔ ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻠدة ،وﻓﻲ اﻟحدﯿث ﺤد �ﻞ ﻤن اﻟ�كر واﻟمحصن �ﺎﻟتﻔصیﻞ،
وﻫﻲ ﺠﻠد اﻟ�كر ﻤﺎﺌﺔ وﺘﻐر��ﻪ ﺴنﺔ ،ورﺠم اﻟمحصن ﺤتﻰ �موت ،واﻟحد أر�ﻌﺔ أﻨواع:
(1اﻟرﺠم �ﺎﻟحجﺎرة ﺤتﻰ اﻟموت �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠحر واﻟحرة اﻟمحصنین ﻋﻠﻰ أن ﯿتﻘﻰ اﻟوﺠﻪ واﻟﻔرج.
اﻟ
(2ﺠﻠد ﻤﺎﺌﺔ وﺘﻐر�ب ﻋﺎم ﻓﻲ ﺒﻠد آﺨر �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠرﺠﻞ اﻟحر ﻏیر اﻟمحصن.
ﻣﻌ
(3ﺠﻠد ﻤﺎﺌﺔ دون ﺘﻐر�ب ﻟﻠحرة ﻏیر اﻟمحصنﺔ وﻫﻲ ﻋند اﻟشﺎﻓﻌﻲ �ﺎﻟرﺠﻞ ﻓﻲ اﻟتﻐر�ب.
ﮭد
(4ﺠﻠد ﺨمسین ﺠﻠدة دون ﺘﻐر�ب ﻟﻠﻌبد واﻷﻤﺔ و�ﻞ ﻤن ف�ﻪ �ق�ﺔ رق ﺴواء �ﺎن ﻤحصنﺎ أو ﻏیر ﻤحصن
ﻋند اﻷر�ﻌﺔ وﻟﻠشﺎﻓﻌﻲ ﻗول �ﺎﻟجﻠد واﻟتﻐر�ب ﻤثﻞ ﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟحر واﻟحرة.
اﻟﺗ
و�ؤﺨر اﻟجﻠد ﻋن اﻟمر�ض إﻟﻰ ﺒرﺌﻪ وﻋن اﻟحﺎﻤﻞ إﻟﻰ وﻀﻌﻬﺎ و�ؤﺨر اﻟرﺠم ﻋن اﻟحﺎﻤﻞ ﻓﻘط ﻻ ﻋن
رﺑو
اﻟمر�ض وﺘؤﺨر اﻟمتزوﺠﺔ ﻟح�ضﺔ و�راﻋﻰ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻋدم اﻟحر اﻟشدﯿد أو اﻟبرد اﻟشدﯿد.
أﻤﺎ ﺠر�مﺔ اﻟﻼﺌط واﻟمﻠوط �ﻪ ﻓﺎﻷﺼﻞ ﻓیﻬﺎ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻟوطﺎ إذ ﻗﺎل ﻟﻘوﻤﻪ أﺘﺄﺘون اﻟﻔﺎﺤشﺔ ﻤﺎ ﺴ�ﻘكم
ي اﻟ
ﺒﻬﺎ ﻤن أﺤد ﻤن اﻟﻌﺎﻟمین إﻨكم ﻟتﺄﺘون اﻟرﺠﺎل ﺸﻬوة ﻤن دون اﻟنسﺎء ﺒﻞ أﻨتم ﻗوم ﻤسرﻓون﴾ اﻷﻋراف .81 – 80
واﻷﺼﻞ ﻓﻲ ﺤد ﺼﺎﺤب ﻫذﻩ اﻟجر�مﺔ ﺤدﯿث أﺒن ع�ﺎس »ﻤن وﺠدﺘموﻩ �ﻌمﻞ ﻋمﻞ ﻗوم ﻟوط ﻓﺎﻗتﻠوا اﻟﻔﺎﻋﻞ
وط
واﻟمﻔﻌول �ﻪ« أﺨرﺠﻪ أﺤمد واﻷر�ﻌﺔ ﻤرﻓوﻋﺎ .و�رﺠم اﻟﻔﺎﻋﻞ واﻟمﻔﻌول �ﻪ ﺤتﻰ اﻟموت ﺴواء �ﺎﻨﺎ ﻤحصنین أو ﻏیر
ﻤحصنین ،وﺤد اﻟﻼﺌط ﻋند اﻟشﺎﻓﻌﻲ �حد اﻟزﻨﺎ ﻓﻲ اﻹﺤصﺎن وﻋدﻤﻪ ،واﻟشﻬﺎدة ﻓﻲ اﻟﻠواط �ﺎﻟزﻨﺎ.
ﻧﻲ
اﻷﺴئﻠﺔ:
ﻋرف اﻟزﻨﺎ ﻟﻐﺔ وﺸرﻋﺎ. – 1
ﺒین ﺤكم اﻟزﻨﺎ وﻤﺎ �ﻌتبر زﻨﺎ وﻤﺎ ﻻ �ﻌتبر. – 2
ﻤﺎ اﻟحكمﺔ ﻤن ﺘحر�م اﻟزﻨﺎ؟ – 3
ﺒین �ﻌض ﻤثبتﺎت اﻟحد و�ﻌض اﻟشروط اﻟمطﻠو�ﺔ ﻹﻗﺎﻤتﻪ. – 4
ﻤﺎذا ﺘﻌنﻲ اﻟبینﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ؟ – 5
ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻘو�ﺔ اﻟزاﻨﻲ واﻟﻼﺌط؟ – 6
239
اﻟدرس :54
اﻟﻘذف )اﻟﻔر�ﺔ(
أوﻻ :ﺘﻌر�ﻔﻪ
اﻟﻘذف ﻟﻐﺔ :اﻟرﻤﻲ �ﺎﻟرﻤﻲ �ﺎﻟحجﺎرة وﻨحوﻫﺎ و�سمﻰ اﻟﻔر�ﺔ واﻟبﻬتﺎن ،ﺜم اﺴتﻌمﻞ ﻤجﺎ از ﻓﻲ اﻟرﻤﻲ �ﺎرﺘكﺎب
ﻓﺎﺤشﺔ اﻟزﻨﺎ أو اﻟﻠواط ،وذﻟك �ﺄن ﺘنسب إﻟﻰ ﻤن ﻟم ﯿثبت ﻋﻠ�ﻪ ارﺘكﺎﺒﻬﺎ ﺸرﻋﺎ ،و�كون اﻟﻘذف �ص�ﻐﺔ اﻟتصر�ﺢ أو
اﻟتﻠو�ﺢ ﻓصر�حﻪ ﻤثﻞ ﻗول اﻟﻘﺎﺌﻞ ﻫو زان أو ﻻﺌط أو ﻫو اﺒن زﻨﺎ ،واﻟتﻠو�ﺢ ﻤثﻞ ﻤﺎ إذا ﻗﺎل اﻟﻘﺎذف :أﻨﺎ ﻟست ﺒزان
أو أﻨﺎ ﻤﻌروف اﻟنسب ﻓمﻌنﺎﻫمﺎ ﻨس�ﺔ اﻟزﻨﺎ ﻟﻠمخﺎطب وﻨﻔﻲ اﻟنسب ﻋنﻪ واﻟمﻌتبر ﻓﻲ ﻨﻔﻲ ﻨسب اﻷب أو اﻟجد و�ن
ﻋﻼ ﻻ ﻨﻔﻰ اﻷﻤوﻤﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤحﻘﻘﺔ ،وﻻ إن رﻤﻰ ﻤنبوذا وﺠد ﻤطروﺤﺎ وﻟم ﯿدر ﻟﻪ أب.
و�ﻌرف اﻟﻘذف �ﺄﻨﻪ )رﻤﻰ اﻟحر اﻟمسﻠم ذ� ار أو أﻨثﻰ �ﺎﻟﻔﺎﺤشﺔ أو ﻨﻔﻰ ﻨس�ﻪ ﻤن أب أو ﺠد ﻷن اﻟرﻤﻲ
�ﻐیر اﻟﻔﺎﺤشﺔ ﻻ �سمﻰ ﻓﻲ اﻟﻌرف اﻟشرﻋﻲ ﻗذﻓﺎ ،و�ﻨمﺎ �سمﻰ ﺴ�ﺎ أو اﻏت�ﺎ�ﺎ ﻓمن رﻤﻰ ﻏیرﻩ �ﺎﻟسرﻗﺔ ﻤثﻼ ﻓﻲ
ﺤضورﻩ ﻓﻘد ﺴ�ﻪ و�ن �ﺎن ﻓﻲ ﻏیبتﻪ ﻓﻘد أﻏتﺎ�ﻪ ،و�شترط ﻓﻲ اﻟمﻘذوف أن �متﻠك آﻟﺔ اﻟزﻨﺎ ﻻ أن �كون ﻤﻘطوع
ذ�ر أو ﻤجبو�ﺎ ﻷﻨﻪ ﻻ ﺤد ﻓﻲ ﻗذﻓﻬمﺎ ،وأن ﺘكون اﻟمﻘذوﻓﺔ ﻤط�ﻘﺔ ﻟﻠوطء.
اﻟ
ﻣﻌ
ﺜﺎﻨ�ﺎ :ﺤكمﻪ:
ﮭد
�ﻌتبر اﻟﻘذف �بیرة ﻟدﺨوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟضرورات اﻟخمس ،ﻓحد اﻟﻘذف ﺸرع ﻟحمﺎ�ﺔ أﻋراض اﻟنﺎس و�راﻤتﻬم ،وﻫو
ﻤحرم ﻟمﺎ ف�ﻪ ﻤن إﺸﺎﻋﺔ اﻟﻔﺎﺤشﺔ ﻓﻲ اﻟذﯿن آﻤنوا ،واﻷﺼﻞ ف�ﻪ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :واﻟذﯿن ﯿرﻤون اﻟمحصنﺎت ﺜم ﻟم
اﻟﺗ
�ﺄﺘوا �ﺄر�ﻌﺔ ﺸﻬداء ﻓﺎﺠﻠدوﻫم ﺜمﺎﻨین ﺠﻠدة وﻻ ﺘﻘبﻠوا ﻟﻬم ﺸﻬﺎدة أﺒدا وأوﻟئك ﻫم اﻟﻔﺎﺴﻘون إﻻ اﻟذﯿن ﺘﺎﺒوا ﻤن �ﻌد
رﺑو
ذﻟك وﺘﻼ اﻟﻘرآن ،ﻓﻠمﺎ ﻨزل أﻤر ﺒرﺠﻠین واﻤرأة ﻓضر�وا اﻟحد« أﺤمد واﻷر�ﻌﺔ.
أﻤﺎ ﺠﻠد اﻟرﻗیق ﻓنصﻒ اﻟثمﺎﻨین ،واﻷﺼﻞ ف�ﻪ ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟموطﺈ وﻏیرﻩ ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋﺎﻤر ﺒن ر��ﻌﺔ ﻗﺎل:
»أدر�ت ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب وﻋثمﺎن ﺒن ﻋﻔﺎن واﻟخﻠﻔﺎء ...ﻓمﺎ رأﯿت أﺤدا ﺠﻠد ﻋبدا ﻓﻲ ﻓر�ﺔ أﻛثر ﻤن أر�ﻌین«.
وط
ا – ﻤثبتﺎت اﻟﻘذف:
وﻫﻲ أﺤد أﻤر�ن ﯿثبت اﻟﻘذف �ﺄﺤدﻫمﺎ:
(1اﻻﻋتراف ﻤن اﻟشخص ﻋﻠﻰ ﻨﻔسﻪ �ﺄﻨﻪ ﻗذف ﻏیرﻩ.
(2ﺸﻬﺎدة ﻋدﻟین ﻋﻠ�ﻪ �ﺎﻟﻘذف ،و�ن �ﺎن اﻟشﺎﻫد واﺤدا ﺤﻠﻒ اﻟﻘﺎذف ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻲ اﻟﻘذف ،ﻓﺈن ﻨكﻞ ﺴجن
ﺤتﻰ �حﻠﻒ ،و�ن ﻟم �ﻘم ﺸﻬﺎدة ﻓﻼ �مین ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ ،وذ�ر اﺒن رﺸد اﻟخﻼف ﻓﻲ إﺠﺎزة ﺸﻬﺎدة أو إ�جﺎب
اﻟ�مین ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎذف �ﺎﻟشﺎﻫد اﻟواﺤد أو ﻤجرد اﻟدﻋوى إذا ﻟم �كن ﺸﺎﻫد ﺨﻼف.
ب – ﺸروط إﻗﺎﻤﺔ ﺤد اﻟﻘذف:
ﻟﻠﻘذف ﺸروط ﻻﺒد ﻤن ﺘوﻓرﻫﺎ ﻹﻗﺎﻤﺔ ﺤدﻩ ،وﻤن ﻫذﻩ اﻟشروط ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟﻘﺎذف وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق
�ﺎﻟمﻘذوف ،وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟمﻘذوف �ﻪ:
ا – ﻤﺎ �جب ﺘوﻓرﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎذف:
240
(1اﻟﻌﻘﻞ إذ ﻻ ﺤد ﻋﻠﻰ ﻤجنون وﻻ ﻤﻌتوﻩ وﺸبﻬﻬمﺎ.
(2اﻟبﻠوغ ﻓﻼ ﺤد ﻋﻠﻰ اﻟصبﻲ إذا ﻗذف ﻷﻨﻪ ﻤن اﻟثﻼﺜﺔ اﻟذﯿن رﻓﻊ
ﻋنﻬم اﻟﻘﻠم �مﺎ ﻓﻲ اﻟحدﯿث.
(3اﻻﺨت�ﺎر ﻟمﺎ ﻓﻲ ﺨبر »رﻓﻊ ﻋن أﻤتﻲ اﻟخطﺄ واﻟنس�ﺎن وﻤﺎ اﺴتكرﻫوا ﻋﻠ�ﻪ« و�ستوي ﻓﻲ اﻟﻘذف ﻤﺎ إذا
ﻛﺎن اﻟﻘﺎذف ﺤ ار ،أو ﻋبدا ،ﻤسﻠمﺎ ،أو ﻏیر ﻤسﻠم ،وﻻ �حد اﻟواﻟد إذا ﻗذف وﻟدﻩ �ﺎﻟكنﺎ�ﺔ ،أﻤﺎ ﺼر�ﺢ اﻟﻘذف ﻓف�ﻪ
�ﻘول ﺨﻠیﻞ) :وﻟﻪ ﺤد أﺒ�ﻪ وﻓسق( ﻗﺎل اﻟدردﯿر) :واﻟراﺠﺢ أﻨﻪ ﻻ ﺤد ﻋﻠ�ﻪ أ�ضﺎ( وﻓﻲ ﻨظم اﻟبرور ﻟمحمد ﻤوﻟود
ﺒن أﺤمد ﻓﺎل:
وﻋق إن ﺤ�س ـ ـﻪ أو ﺤﻠﻔ ــﻪ ﻓﻲ ﺤﻘﻪ أو ﺤـ ـ ـدﻩ إن ﻗذﻓــﻪ
ب – ﻤﺎ �جب ﺘوﻓرﻩ ﻓﻲ اﻟمﻘذوف:
وﻫو ﺴ�ﻌﺔ ﺸروط �ﺎﻟتﺎﻟﻲ:
(1اﻹﺴﻼم :وﻗت إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد ﻓﻠو ارﺘد اﻟمﻘذوف ﻗبﻞ إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد ﺴﻘط اﻟحد ﻋن ﻗﺎذﻓﻪ و�ن �ﺎن اﻟمﻘذوف
ﻏیر ﻤسﻠم ﻓﻼ ﺤد ﻋﻠﻰ ﻗﺎذﻓﻪ ﻋند اﻟجمﻬور ،و�ن �ﺎن اﻟﻘﺎذف ﻏیر ﻤسﻠم ﻓﻌﻠ�ﻪ ﻤثﻞ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎذف اﻟمسﻠم ،وﻫو
ﺜمﺎﻨون ﺠﻠدة.
(2اﻟﻌﻘﻞ :ﻷن اﻟحد إﻨمﺎ ﺸرع ﻟﻠزﺠر ﻋن أذ�ﺔ اﻟمﻘذوف وﻻ ﻤضرة ﻋﻠﻰ ﻏیر اﻟﻌﺎﻗﻞ ﻓﻲ ذﻟك ﻟﻌدم اﻟﻌﻘﻞ
اﻟ
ﻣﻌ
ﻓﻼ �حد ﻗﺎذف ﻤن ﻻ ﻋﻘﻞ ﻟﻪ.
(3اﻟبﻠوغ :ﻓﻼ �حد ﻗﺎذف اﻟصﻐیر ،و�حد ﻗﺎذف اﻟصﻐیرة اﻟمط�ﻘﺔ وﻟو ﻏیر �ﺎﻟﻐﺔ.
ﮭد
(4اﻟحر�ﺔ :ﻓﺎﻟجمﻬور ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺤد اﻟحر �ﻘذف اﻟﻌبد و�ن �ﺎن ﻤحرﻤﺎ ﻟمﺎ ﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة
ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻤن ﻗذف ﻤمﻠو�ﻪ �ﺎﻟزﻨﺎ أق�م ﻋﻠ�ﻪ اﻟحد ﯿوم اﻟق�ﺎﻤﺔ إﻻ أن �كون �مﺎ ﻗﺎل«.
اﻟﺗ
(5اﻟﻌﻔﺔ� :ﺄن �كون اﻟمﻘذوف ﻋف�ﻔﺎ ﻏیر ﻤﻌروف ﺒین اﻟنﺎس �ﺎﻟﻔﺎﺤشﺔ.
رﺑو
(6أن �طﺎﻟب اﻟمﻘذوف �حﻘﻪ ﻷﻨﻪ إن ﺸﺎء اﺴتوﻓﺎﻩ و�ن ﺸﺎء ﻋﻔﺎ ﻋنﻪ ﻤﺎ ﻟم ﯿرﻓﻊ إﻟﻰ اﻟسﻠطﺎن ،ﻓﺈن رﻓﻊ
اﻟمﻘذوف إﻟﻰ اﻟسﻠطﺎن ﺴﻘط ﺤﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻔو ووﺠبت إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد ،وروي ﻋن ﻤﺎﻟك :أن ﻟﻪ اﻟﻌﻔو رﻓﻊ أو ﻟم
ي اﻟ
ﯿرﻓﻊ.
(7أن �كون ﻤمن ﯿتﺄﺘﻰ ﻤنﻪ ﻤﺎ رﻤﻲ �ﻪ �ﺄن ﻻ �كون رﺠﻼ ﻤجبو�ﺎ أو ﺤصو ار أو اﻤرأة رﺘﻘﺎء وﻨحو ذﻟك.
وط
إﺸﺎرة ﻓكﻞ ﻤﺎ ﯿدل ﻟﻐﺔ أو ﺸرﻋﺎ أو ﻋرﻓﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﻤﻲ �ﺎﻟزﻨﺎ و�ظﻬر ﻤن ﻗراﺌن اﻷﺤوال أن اﻟمتكﻠم ﻟم ﯿرد �ﻪ إﻻ
ذﻟك ﻓﻬو ﻗذف ،وﻻ ﺤصر ﻟص�ﻎ اﻟﻘذف.
را�ﻌﺎ :ﺤد اﻟﻘذف وﻤﺎ �سﻘط �ﻪ:
�جب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎذف إذا ﻟم ﯿثبت ﻤﺎ ﻗذف �ﻪ ﻋﻘو�ﺔ ﺜمﺎﻨین ﺠﻠدة إن �ﺎن ﺤ ار وأر�ﻌین ﺠﻠدة إن �ﺎن ﻋبدا
ﻟﻘوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :واﻟذﯿن ﯿرﻤون اﻟمحصنﺎت ﺜم ﻟم �ﺄﺘوا �ﺄر�ﻌﺔ ﺸﻬداء ﻓﺎﺠﻠدوﻫم ﺜمﺎﻨین ﺠﻠدة﴾ اﻵ�ﺔ
وﺘسﻘط ﺸﻬﺎدة اﻟﻘﺎذف إذا ﺤد اﺘﻔﺎﻗﺎ ،وﻻ ﺘسﻘط ﻗبﻞ ذﻟك ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻠشﺎﻓﻌﻲ وأﺼ�ﻎ ،وﺘﻘبﻞ ﺸﻬﺎدﺘﻪ إن ﺘﺎب
ﺨﻼﻓﺎ ﻷﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ.
أﻤﺎ ﻤﺎ �سﻘط �ﻪ اﻟحد ﻓﻬو أﻤران:
(1أن ﯿثبت ﻋﻠﻰ اﻟمﻘذوف ﻤﺎ رﻤﻲ �ﻪ أو �كون ﻤﻌروﻓﺎ �ﻪ.
241
(2اﻻﺨتﻼف ف�مﺎ إذا ﻋﻔﺎ اﻟمﻘذوف ﻫﻞ �سﻘط اﻟحد أم ﻻ؟ ﻓمﺎﻟك ﻋﻠﻰ أن ﻟﻪ اﻟﻌﻔو ﺒﻠﻎ ذﻟك اﻹﻤﺎم أو ﻟم
ﯿبﻠﻐﻪ ،وروي ﻋنﻪ أن ﻟﻪ اﻟﻌﻔو ﻤﺎ ﻟم ﯿبﻠﻎ ذﻟك اﻹﻤﺎم وﻓﺎﻗﺎ ﻟﻠشﺎﻓﻌﻲ ،وﻗﺎل أﺒو ﺤن�ﻔﺔ �ﻌدم اﻟﻌﻔو ﻤطﻠﻘﺎ.
وﺘكمن أﻫم�ﺔ إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد ف�مﺎ ف�ﻪ ﻤن اﻟزﺠر ﻋن اﻨتﻘﺎص اﻟمﻘذوف ﺤسدا ﻟﻪ أو اﻨتﻘﺎﻤﺎ ﻤنﻪ ﻟﻐرض ﻤﺎ.
و�شﺎر إﻟﻰ أن اﻻﻋتدال ﻓﻲ اﻟزﻤن واﻟضرب ﻤطﻠوب ﻓﻲ إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد.
ﺨﺎﻤسﺎ :ﺘداﺨﻞ اﻟحدود:
ﯿتداﺨﻞ اﻟمتكرر ﻤن اﻟحدود إذا �ﺎن ﻤن ﺠنس واﺤد �ﺎﻟسرﻗﺔ إذا ﺘكررت أو اﻟزﻨﺎ أو اﻟشرب ،ﻓمتﻰ أق�م ﺤد
ﻤن اﻟحدود أﺠ أز ﻋن �ﻞ ﻤﺎ ﺘﻘدم ﻤن ﺠنس ﺘﻠك اﻟجنﺎ�ﺔ إﻻ إن ارﺘكبت �ﻌد اﻟحد ف�حد ﻤرة أﺨرى ،و�ذا اﺨتﻠﻔت
أﺴ�ﺎب اﻟحدود ﻟم ﺘتداﺨﻞ ،و�ستوﻓﻰ ﺠم�ﻌﻬﺎ �ﺎﻟشرب واﻟزﻨﺎ واﻟﻘذف إﻻ أن اﻟشرب واﻟﻘذف �ﻐنﻲ ﺤد أﺤدﻫمﺎ ﻋن
اﻵﺨر.
و�ﻞ ﺤد اﺠتمﻊ ﻤﻊ اﻟﻘتﻞ ﻓﺎﻟﻘصﺎص �ﻐنﻲ ﻋنﻪ إﻻ ﺤد اﻟﻘذف ﻓﻼﺒد ﻤن إﻗﺎﻤتﻪ إذا اﺠتمﻊ ﻤﻊ اﻟﻘتﻞ ﺜم �ﻘتﻞ
�ﻌد ذﻟك دﻓﻌﺎ ﻟﻠمﻌرة اﻟﻼﺤﻘﺔ �ﺎﻟمﻘذوف ،وﻻ ﺘسﻘط اﻟحدود �ﺎﻟتو�ﺔ وﻻ �صﻼح اﻟحﺎل وﻻ �طول اﻟزﻤن ﺒﻞ إﻨﻬﺎ إن
ﺜبتت أق�م اﻟحد ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤبﻬﺎ ﺤین ﺜبتت وﻟو طﺎل اﻟزﻤن.
اﻷﺴئﻠﺔ:
اﻟ
ﻣﻌ
– 1ﻋرف اﻟﻘذف ﻟﻐﺔ وﺸرﻋﺎ؟
ﮭد – 2ﺒین ﺤكم اﻟﻘذف ﻤﻊ اﻟتﺄﺼیﻞ.
– 3اذ�ر �ﻌض ﻤثبتﺎت اﻟﻘذف.
اﻟﺗ
– 4ﺒین ﺸروط إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد.
رﺑو
242
اﻟدرس :55
اﻟردة وﻤﻠحﻘﺎﺘﻬﺎ
(1ﺘﻌر�ف اﻟردة :وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻤن اﻻرﺘداد وﻫو اﻟرﺠوع وﻤنﻪ اﻟمرﺘد.
واﻟردة �مﺎ ﻓﻲ ﺸرح ﺘبیین اﻟمسﺎﻟك) :ﻛﻔر ﻤسﻠم �ﺎﻟﻎ ﻤستﻘر إﺴﻼﻤﻪ �ﺎﻟنطق �ﺎﻟشﻬﺎدﺘین ﻤختﺎرا ،وذﻟك إﻤﺎ
�صر�ﺢ ﻤن اﻟﻘول �ﻘوﻟﻪ إﻨﻪ أﺸرك �ﺎ� أو ﺒﻠﻔظ �ﻘتضﻲ اﻟكﻔر �ﻘوﻟﻪ :اﻟمس�ﺢ اﺒن ﷲ ﻷن ﷲ ﴿ﻟم ﯿﻠد وﻟم ﯿوﻟد﴾
اﻹﺨﻼص اﻵ�ﺔ 3أو ﻓﻌﻞ ﯿتضمنﻪ �ﺈﻟﻘﺎء ﻤصحﻒ �مﺎ �ستﻘذر – وﻟو طﺎﻫ ار ��صﺎق – و�سب ﷲ وأﻨب�ﺎﺌﻪ،
وأﺴمﺎء ﷲ و�تب اﻟحدﯿث و�تب اﻟﻔﻘﻪ �ذﻟك إذا رﻤیت ف�مﺎ �ستﻘذر اﺴتخﻔﺎﻓﺎ �ﺎﻟشر�ﻌﺔ.
وﺸد اﻟزﻨﺎر ردة وﻫو ﻤﺎ �شد �ﻪ اﻟكﺎﻓر وﺴطﻪ ﻷﻨﻪ ﻤﻠبوس ﺨﺎص �ﺎﻟكﺎﻓر إن ﻟ�سﻪ ﻤیﻼ ﻟﻠكﻔﺎر ،و�ن �ﺎن
ﻟع�ﺎ ﻓح ارم ،و�كﻔر �ممﺎرﺴﺔ اﻟسحر أو ﺘﻌﻠمﻪ.
وﻋرف اﺒن ﻋرﻓﺔ اﻟردة �ﻘوﻟﻪ) :اﻟردة �ﻔر �ﻌد إﺴﻼم ﺘﻘرر( ج 2ص ،634و�حرم ﻋﻠﻰ اﻟمسﻠم أن ﯿتسرع
ﻓﻲ ﺘكﻔیر أﺨ�ﻪ اﻟمسﻠم ﻟمﺎ ﻓﻲ اﻟحدﯿث اﻟشر�ف »إذا �ﻔر اﻟرﺠﻞ أﺨﺎﻩ ﻓﻘد �ﺎء ﺒﻬﺎ أﺤدﻫمﺎ« ﻤﺎﻟك واﻟش�خﺎن ﻋن
اﻟ
ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ،وروي ﻋن ﻤﺎﻟك ﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ أن اﻟحمﻞ ﻋﻠﻰ اﻹ�مﺎن أوﻟﻰ ﻤن اﻟحمﻞ ﻋﻠﻰ اﻟكﻔر
ﻣﻌ
وﻟو �ﺎﻨت أوﺠﻪ اﻻﺤتمﺎل �ﻪ أﻛثر.
ﮭد
(2ﺤكمﻬﺎ:
اﻟﺗ
اﻟردة أﻛبر اﻟك�ﺎﺌر وﻫﻲ ﺸؤم اﻟدﻨ�ﺎ وﻋذاب اﻵﺨرة ،ﻟمﺎ ﻓیﻬﺎ ﻤن إﺤ�ﺎط اﻟﻌمﻞ ﺴواء �ﺎن ﺼﻼة أو ﺼوﻤﺎ
رﺑو
أو ز�ﺎة أو ﺤجﺎ ﺘﻘدم ﻋﻠیﻬﺎ واﻷﺼﻞ ف�ﻪ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻟئن أﺸر�ت ﻟ�ح�طن ﻋمﻠك وﺘكوﻨن ﻤن اﻟخﺎﺴر�ن﴾ اﻟزﻤر
اﻵ�ﺔ ،65وﻗوﻟﻪ ﻋز وﺠﻞ﴿ :وﻤن ﯿرﺘدد ﻤنكم ﻋن دﯿنﻪ ف�مت وﻫو �ﺎﻓر ﻓﺄوﻟئك ﺤ�طت أﻋمﺎﻟﻬم ﻓﻲ اﻟدﻨ�ﺎ
ي اﻟ
واﻵﺨرة وأوﻟئك أﺼحﺎب اﻟنﺎر ﻫم ﻓیﻬﺎ ﺨﺎﻟدون﴾ اﻟ�ﻘرة اﻵ�ﺔ ،217وذ�ر اﻟﻘراﻓﻲ ﻤﺎ ﻓﻲ اﻵ�ﺔ ﻤن اﻟﻠﻒ واﻟنشر
اﻟمرﺘب ،وﻋﻠﻰ ﻫذا �كون اﻟمﻌنﻰ �مﺎ ﻓﻲ ﺸرح ﺘبیین اﻟمسﺎﻟك »وﻤن ﯿرﺘدد ﻤنكم ﻋن دﯿنﻪ« ﺤ�ط ﻋمﻠﻪ ،وﻤن
وط
إذا طﻠق زوج ﺜﻼﺜﺎ ﺜم ارﺘد اﻟزوﺠﺎن ﻓﺎﻟحﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎد�ﺔ أن اﻟزوج �جوز ﻟﻪ اﻻرﺘجﺎع إﻤﺎ إن ﻗصد �ﺎﻻرﺘداد اﻟتحﻠیﻞ
ﻓﻼ �جوز �مﺎ ﻓﻲ ﺸرح اﻟتبیین ﻨﻘﻼ ﻋن اﺒن ﻋرﻓﺔ.
وﻓﻲ اﻟحدﯿث اﻟذي أﺨرﺠﻪ اﻟ�خﺎري ﻤوﺼوﻻ ﻤن طر�ق اﺒن ع�ﺎس »ﻤن ﺒدل دﯿنﻪ ﻓﺎﻗتﻠوﻩ« وأﺨرﺠﻪ ﻤﺎﻟك
ﺒﻠﻔظ )ﻤن ﻏیر دﯿنﻪ ﻓﺎﻀر�وا ﻋنﻘﻪ(.
اﻟ
ﻣﻌ
(4ﻋﻘو�ﺔ اﻟردة و�ﻌض اﻷﺤكﺎم اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟمرﺘد:
ﮭد
أ( ﻋﻘو�ﺔ اﻟردة ﻫﻲ :اﻟﻘتﻞ ﻟمﺎ ﻓﻲ اﻟحدﯿث اﻟذي رواﻩ اﻟ�خﺎري) :ﻤن ﺒدل دﯿنﻪ ﻓﺎﻗتﻠوﻩ( وﻟمﺎ ﻓﻲ ﺤدﯿث
ﻤﻌﺎذ ﺒن ﺠبﻞ رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ﻓﻲ رﺠﻞ أﺴﻠم ﺜم ﺘﻬود )ﻻ أﺠﻠس ﺤتﻰ �ﻘتﻞ ﻗضﺎء ﷲ ورﺴوﻟﻪ ،ﻓﺄﻤر �ﻪ
اﻟﺗ
ﻓﻘتﻞ( ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ.
رﺑو
واﻟسبیﻞ ﻓﻲ ﻫذا أﻨﻪ ﻤتﻰ ﺜبت ارﺘداد اﻟمسﻠم أق�م ﻋﻠ�ﻪ ﺤد اﻟﻘتﻞ �ﻌد اﻻﺴتتﺎ�ﺔ ﺜﻼﺜﺔ أ�ﺎم ﺒﻠ�ﺎﻟیﻬﺎ ﺒدون
ﺘجو�ﻊ وﻻ ﺘﻌط�ش ،و�طﻌم و�سﻘﻰ ﻤن ﻤﺎﻟﻪ إن �ﺎن و�ﻻ ﻓمن ﺒیت ﻤﺎل اﻟمسﻠمین ﻓﺈن ﺘﺎب اﻟمرﺘد ﻓﻲ ﻤثﻞ ﻫذﻩ
ي اﻟ
إ�مﺎن وزﻨﺎ �ﻌد إﺤصﺎن وﻗتﻞ ﻨﻔس �ﻐیر ﻨﻔس( وﺘﺄﺨر اﻟحﺎﻤﻞ واﻟمرﻀﻊ اﻟمرﺘدﺘﺎن إﻟﻰ أن ﺘضﻊ اﻟحﺎﻤﻞ وﺘوﺠد
ﻤن ﺘرﻀﻊ اﻟرﻀ�ﻊ ،و�ﻻ أُﺠﻠت اﻟمرﻀﻊ ﻟﻠﻔطﺎم.
ﻧﻲ
ب( �ﻌض اﻷﺤكﺎم اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟمرﺘد :ﺘتﻐیر اﻟمﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤﻊ اﻟمرﺘد �مجرد رﺠوﻋﻪ ﻋن دﯿنﻪ وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟنحو
اﻟتﺎﻟﻲ:
(1أن اﻟردة ﺘح�ط ﻋمﻞ اﻟمرﺘد ﻗبﻞ ارﺘدادﻩ ﻓﻼ اﻋت�ﺎر ﻟحﺞ وﻻ إﺤصﺎن ﺘﻘدﻤﺎ ﻟﻪ ،وﻻ �طﺎﻟب �ﻘضﺎء
اﻟصﻼة وﻻ اﻟص�ﺎم وﻻ ﻏیرﻫمﺎ ﻤمﺎ ﻓﺎﺘﻪ ﻗبﻞ اﻟردة و�ﻨمﺎ �ستﻐﻔر �ﻌد اﻟتو�ﺔ �ﺎﻟكﺎﻓر اﻷﺼﻠﻲ وﺘسﻘط
اﻟنذور واﻟظﻬﺎر واﻟكﻔﺎرة واﻟوﺼ�ﺔ �ﺎﻟردة إذا ﻟم �ﻘصد �ﺎﻟردة إﺴﻘﺎطﻬﺎ و�ﻻ ﻋوﻤﻞ ﺒنق�ض ﻗصدﻩ ،واﻟردة
ﻻ ﺘحﻞ اﻟمبتوﺘﺔ ﻗبﻞ زوج ،وﻻ ﺘسﻘط ردة اﻟمحﻠﻞ إﺤﻼﻟﻪ �خﻼف ردة اﻟمرأة ﻓﻬﻲ ﻤ�طﻠﺔ ﺘحﻠیﻠﻬﺎ
ﻟمطﻠﻘﻬﺎ ﺜﻼﺜﺎ ،وﺤﻘوق اﻟع�ﺎد ﺜﺎﺒتﺔ ﻻ ﺘسﻘطﻬﺎ اﻟردة.
(2إذا ﻗتﻞ اﻟمرﺘد �ﻔ ار ﻓﻼ ﺼﻼة ﻋﻠ�ﻪ وﻻ �ﻐسﻞ وﻻ ﯿدﻓن ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒر اﻟمسﻠمین.
244
(3ﻻ ﯿرث اﻟمرﺘد وﻻ ﯿورث وﻟو �ﺎن وارﺜﻪ �ﺎﻓ ار ،وﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲء ﻟبیت ﻤﺎل اﻟمسﻠمین إﻻ اﻟرﻗیق ﻓمﺎﻟﻪ ﻟسیدﻩ
�ﺎﻟمﻠك ﻻ �ﺎﻹرث ﻟمﺎ ﻓﻲ اﻟحدﯿث »ﻻ ﯿرث اﻟمسﻠم اﻟكﺎﻓر وﻻ اﻟكﺎﻓر اﻟمسﻠم«.
(4اﻨﻘطﺎع اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺠ�ﺔ �ﺎرﺘداد أﺤد اﻟزوﺠین وﻫﻲ ﻓرﻗﺔ اﻨﻔسﺎخ ﻓﺈن ﺘﺎب اﻟمرﺘد ﻤنﻬمﺎ ﻓﻼﺒد ﻤن ﻋﻘد
وﻤﻬر ﺠدﯿدﯿن واﻟمذﻫب اﻟمﺎﻟكﻲ أن زوﺠﺔ اﻟمرﺘد إن �ﺎﻨت ذﻤ�ﺔ ﻻ ﺘبین ﺒردة زوﺠﻬﺎ.
(5ﻻ وﻻ�ﺔ ﻟمرﺘد ﻓﻲ أﻤر ﻤن أﻤور اﻟمسﻠمین وﻟو ﻋﻘد ﺒنﺎﺘﻪ ﻓجم�ﻊ ﻋﻘودﻩ �ﺎطﻠﺔ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠمسﻠمین.
(6ﯿؤﺨذ ﻤن ﻤﺎل اﻟمرﺘد إن ﻤﺎت أو ﻗتﻞ ﻋﻠﻰ ردﺘﻪ ﺘﻌو�ض ﺠنﺎﯿتﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌبد ﻋمدا �ﺎﻨت أو ﺨطﺄ،
و�ؤﺨذ ﻤن ﻤﺎﻟﻪ ﺘﻌو�ض ﺠنﺎﯿتﻪ اﻟﻌمد ﻋﻠﻰ اﻟحر اﻟذﻤﻲ ﻷن ﺒیت اﻟمﺎل ﻻ ﯿتحمﻞ ذﻟك.
(2ﻤﻠحﻘﺎت اﻟردة:
(1اﻟزﻨدﻗﺔ:
أ( ﺘﻌر�ف اﻟزﻨدﻗﺔ :وﻫﻲ اﻹﺴرار �ﺎﻟكﻔر و�ظﻬﺎر اﻹﺴﻼم و�ﺎن ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم
�سمﻰ اﻟزﻨدﯿق ﻤنﺎﻓﻘﺎ و�ﻔرق ﺒین اﻟزﻨدﯿق واﻟكﺎﻓر واﻟمنﺎﻓق �ﺎن اﻟزﻨدﯿق �ظﻬر اﻹﺴﻼم وﻟ�س اﻟكﻔر
اﻟ
و�ﻔسر ﻤﺎ ﺼﺢ ﻤن اﻟدﯿن ﻋﻠﻰ ﺨﻼف ﻤﺎ ﻓسرﻩ �ﻪ اﻟصحﺎ�ﺔ واﻟتﺎ�ﻌون وأﺠمﻌت ﻋﻠ�ﻪ اﻷﻤﺔ ،أﻤﺎ اﻟكﺎﻓر
ﻣﻌ
ﻓﻬو ﻻ �ﻌترف �ﺎﻹﺴﻼم ﻻ ظﺎﻫ ار وﻻ �ﺎطنﺎ ،ﺒینمﺎ اﻟمنﺎﻓق �سﻠم ﺒﻠسﺎﻨﻪ و�كﻔر �ﻘﻠ�ﻪ.
ﮭد
ب( ﺤكم اﻟزﻨدﻗﺔ وﻋﻘو�ﺔ ﺼﺎﺤبﻬﺎ :اﻟزﻨدﻗﺔ ﺠر�مﺔ ﻤثﻞ اﻟردة واﻟزﻨدﯿق �ﻘتﻞ ﺒﻼ اﺴتتﺎ�ﺔ إن اﻀطﻠﻊ ﻋﻠ�ﻪ
اﻟﺗ
ﻗبﻞ أن �جﻲء ﺘﺎﺌ�ﺎ ﻋﻠﻰ اﻟمشﻬور.
رﺑو
أﻤﺎ إذا ﺠﺎء ﺘﺎﺌ�ﺎ ﻗبﻞ اﻻطﻼع ﻋﻠ�ﻪ ﻓتﻘبﻞ ﺘو�تﻪ وﻻ �ﻘتﻞ وﻤﺎﻟﻪ ﻟوارﺜﻪ إن �ﺎن ﻤسﻠمﺎ وﻤﺎت ﻗبﻞ
اﻻطﻼع ﻋﻠ�ﻪ أو ﻗتﻞ �ﻌد اﻻطﻼع ﻋﻠ�ﻪ و�ﻌد ﺘو�تﻪ ﻟﻌدم ﻗبوﻟﻬﺎ ﻤنﻪ ،أﻤﺎ إن اطﻠﻊ ﻋﻠ�ﻪ وﻟم ﯿتب ﺤتﻰ
ي اﻟ
ﻗتﻞ ﻓﺈن ﻤﺎﻟﻪ ﻟبیت ﻤﺎل اﻟمسﻠمین ،وﻋﻘو�ﺔ اﻟزﻨدﯿق ﻫﻲ اﻟﻘتﻞ ،واﻷﺼﻞ ﻓﻲ ذﻟك ﺤدﯿث »ﻤن ﺒدل دﯿنﻪ
ﻓﺎﻀر�وا ﻋنﻘﻪ« ﻗﺎل ﻤﺎﻟك ﺤسب ﻤﺎ ﻓﻲ اﻟموطﺄ )وﻤﻌنﻰ ﻗول اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ف�مﺎ ﻨرى �ﷲ
وط
أﻋﻠم »ﻤن ﻏیر دﯿنﻪ ﻓﺎﻀر�وا ﻋنﻘﻪ« أﻨﻪ ﻤن ﺨرج ﻤن اﻹﺴﻼم إﻟﻰ ﻏیرﻩ ﻤثﻞ اﻟزﻨﺎدﻗﺔ وأﺸ�ﺎﻫﻬم ،ﻓﺈن
أوﻟئك إذا ظﻬر ﻋﻠیﻬم ﻗتﻠوا وﻟم �ستتﺎﺒوا ﻷﻨﻪ ﻻ ﺘﻌرف ﺘو�تﻬم ،وأﻨﻬم �ﺎﻨوا �سرون اﻟكﻔر و�ﻌﻠنون
ﻧﻲ
(2اﻟسحر:
و�ﻌرف اﻟسحر �ﺄﻨﻪ إﺤدى اﻟمو�ﻘﺎت اﻟس�ﻊ ،وﻋرﻓﻪ اﺒن ﻋرﻓﺔ �ﻘوﻟﻪ) :اﻟسحر أﻤر ﺤﺎرق ﻟﻠﻌﺎدة ﻤسبب ﻋن
ﺴبب ﻤﻌتﺎد �وﻨﻪ ﻤنﻪ(ج 2ص ،635و�كﻔر اﻟمسﻠم ﺒتﻌﻠم اﻟسحر وﻤمﺎرﺴتﻪ و�ﻘتﻞ إن ﺘجﺎﻫر �ﻪ ،و�ن �ﺎن �خف�ﻪ
ﻓحكمﻪ ﺤكم اﻟزﻨدﯿق �ﻘتﻞ ﺒﻼ اﺴتتﺎ�ﺔ ،ورﺠﺢ اﻟحطﺎب ﻋدم اﺴتتﺎﺒتﻪ ﻤطﻠﻘﺎ.
245
ﺤكمﻪ وﻋﻘو�تﻪ:
ﻓﻬو �ﻔر واﻷﺼﻞ ﻓﻲ أن اﻟسحر �ﻔر ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻤﺎ �ﻔر ﺴﻠ�مﺎن وﻟكن اﻟش�ﺎطین �ﻔروا �ﻌﻠمون اﻟنﺎس
اﻟسحر﴾ إﻟﻰ ﻗوﻟﻪ﴿ :وﻤﺎ �ﻌﻠمﺎن ﻤن أﺤد ﺤتﻰ �ﻘوﻻ إﻨمﺎ ﻨحن ﻓتنﺔ ﻓﻼ ﺘكﻔر﴾ اﻟ�ﻘرة اﻵ�ﺔ .102
أي )وﻤﺎ �ﻔر ﺴﻠ�مﺎن( �مﺎ ﻨسب إﻟ�ﻪ اﻟیﻬود ﻤن اﻟسحر ﻷﻨﻪ ﻟ�س ﺴﺎﺤ ار ﴿وﻟكن اﻟش�ﺎطین �ﻔروا﴾ ﻓﺄﺜبت
ﻛﻔرﻫم ﺒتﻌﻠ�م اﻟسحر )ﻓﻼ ﺘكﻔر( ﺒتﻌﻠ�م اﻟسحر ﻷن ﺘﻌﻠمﻪ �ﻔر ،اﻟﻘرطبﻲ وﻓتﺢ اﻟﻘدﯿر ﻟﻠتوﺴﻊ.
و�تبین أن ﺤكم اﻟسحر أﻨﻪ �ﻔر واﻨﻪ ﻤن اﻟمو�ﻘﺎت وأن ﻋﻘو�تﻪ اﻟﻘتﻞ دون اﺴتتﺎ�ﺔ وﻻ ﺘﻘبﻞ ﺘو�ﺔ اﻟسﺎﺤر إن
ﻛﺎن ﻤسﻠمﺎ ﺒینمﺎ اﻟسﺎﺤر اﻟذﻤﻲ ﻻ �ﻘتﻞ �سحرﻩ و�ﻨمﺎ �ﻌزر إﻻ إذا ﺘسبب ﻓﻲ اﻷﻀرار �مسﻠم ﻓﻌندﺌذ �ﻘتﻞ ،وﻤﺎل
اﻟسﺎﺤر اﻟمﻘتول �ﻔ ار ﻟبیت اﻟمﺎل ،وﻤن أدﻟﺔ ﻗتﻞ اﻟسﺎﺤر ﻤﺎ رواﻩ اﻟترﻤذي واﻟدارﻗطنﻲ ﻤن ﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ
وﺴﻠم »ﺤد اﻟسﺎﺤر ﻀر�ﺔ �ﺎﻟس�ف«.
أﻤﺎ اﻟكﺎﻫن واﻟﻌراف ف�ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء ﻋﻠﻰ أﻨﻬمﺎ �ستحﻘﺎن اﻟﻘتﻞ ﻟﻘول ﻋمر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ )اﻗتﻠوا �ﻞ ﺴﺎﺤر
و�ﺎﻫن( و�رى �ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء ﻋدم ﻗتﻠﻬمﺎ إن ﺘﺎ�ﺎ ،واﻟكﺎﻫن ﻫو ﻤن ﯿتخذ ﻤن اﻟجن ﻤن �ﺄﺘ�ﻪ �ﺎﻷﺨ�ﺎر ،أﻤﺎ اﻟﻌراف
ﻓﻬو ﻤن ﯿتحدث �ﺎﻟحدس واﻟظن ﻤدع�ﺎ أﻨﻪ �ﻌﻠم اﻟﻐیب.
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻟردة واﻻرﺘداد ﻟﻐﺔ وﺸرﻋﺎ؟
اﻟﺗ
– 2ﺒین ﺤكم اﻟردة ﻤﻊ ذ�ر �ﻌض اﻷدﻟﺔ.
رﺑو
246
اﻟدرس 56
اﻟخمـــر )(1
اﻟ
ﻣﻌ
ﻓﻲ ﺴنن أﺒﻲ داوود 3370واﻟترﻤیذي 3060واﻟنسﺎﺌﻲ >> :5550ﻟمﺎ ﻨزل ﺘحر�م اﻟخمر ﻗﺎل ﻋمر :اﻟﻠﻬم
ﮭد
ـﻔﺎء ﻓنزﻟــت اﻵ�ــﺔ اﻟتــﻲ ﻓــﻲ اﻟ�ﻘ ـرة�) :ســﺄﻟوﻨك ﻋــن اﻟخمــر واﻟم�ســر ﻗــﻞ ﻓیﻬمــﺎ إﺜــم �بیــر(ﺒــین ﻟنــﺎ ﻓــﻲ اﻟخمــر ﺒ�ﺎﻨــﺎ ﺸـ ً
اﻵ�ﺔ ،ﻗﺎل ﻓدﻋﻲ ﻋمر ﻓﻘرﺌت ﻋﻠ�ﻪ ﻗــﺎل :اﻟﻠﻬــم ﺒــین ﻟنــﺎ ﻓــﻲ اﻟخمــر ﺒ�ﺎﻨــﺎ ﺸــﻔﺎء ﻓنزﻟــت اﻵ�ــﺔ اﻟتــﻲ ﻓــﻲ اﻟنســﺎء�):ﺄﯿﻬﺎ
اﻟﺗ
اﻟذﯿن آﻤنوا ﻻ ﺘﻘر�وا اﻟصﻼة وأﻨتم ﺴكﺎرى( ﻓكﺎن ﻤنﺎدي رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم إذا أق�مت اﻟصﻼة ﯿنﺎدي:
رﺑو
ﻗﺎل اﻟﻌﻠمﺎء� :ﺄﺨذ ﻤن اﻟتدر�ﺞ ﻓﻲ ﺨﻠق اﻟسمﺎوات واﻷرض وﻓﻲ ﺘحر�م اﻟخمــر ﺘﻌﻠــ�م اﻟمخﻠــوﻗین اﻟتــدرج ﻓــﻲ أﻤــورﻫم
ﺤین �كون ذﻟك أرﺠﻰ ﻟنجﺎﺤﻬﺎ ﻓﺎ�} :إﻨمﺎ أﻤرﻩ إذا أراد ﺸیئﺎ أن �ﻘــول ﻟــﻪ �ـن ف�كــون{ ،وﻨحــن اﻟمخﻠــوﻗین ﺤــﺎﺠزون
ﻓنحن أﺤرى �ﺄن ﻨتدرج ﻓﻲ أﻤورﻨﺎ ،وﻗد �ﺎن ﻋبد اﻟمﻠك �ﻘول ﻷﺒ�ﻪ ﻋمر ﺒن ﻋبــد اﻟﻌز�ــز�>> :ــﺎ أﺒــت اﺤمــﻞ اﻟنــﺎس
وط
ﻋﻠﻰ اﻟحق ﺠمﻠﺔ ف�ﻘول ﻋمر :ﻻ أﺤمﻠﻬم ﻋﻠ�ﻪ ﺠمﻠﺔ ف�ﺄﺒوا ﺠمﻠﺔ<<.
ﺜﺎﻟثﺎ -ﺤكم اﻟخمر:
ﻧﻲ
ﻫ ــو أﻨﻬ ــﺎ ﺤ ـرام �تﺎ� ــﺎ وﺴ ــنﺔ و�ﺠمﺎﻋ ــﺎ ﻓﻔ ــﻲ اﻟكت ــﺎب� ) :ﺄﯿﻬ ــﺎ اﻟ ــذﯿن آﻤن ـوا إﻨم ــﺎ اﻟخم ــر واﻟم�س ــر واﻷﻨص ــﺎب
واﻷزﻻم رﺠس ﻤن ﻋمﻞ اﻟش�طﺎن ﻓﺎﺠتنبوﻩ ﻟﻌﻠكم ﺘﻔﻠحون( اﻟمﺎﺌدة اﻵ�ﺔ .90
وﻓــﻲ اﻟســنﺔ ﺤــدﯿث اﻟموطــﺈ واﻟصــح�حین ﻋــن ﻋﺎﺌشــﺔ ﻤرﻓوﻋــﺎ� ) :ــﻞ ﺸ ـراب أﺴــكر ﻓﻬــو ﺤ ـرام( ،وﻗــد أﺠمــﻊ اﻟﻌﻠمــﺎء
ﻋﻠﻰ إﺤكﺎم ﺘحر�مﻬﺎ وﻋدم ﻨسخﻪ.
أﻤــﺎ ﻋــن ﻨجﺎﺴــﺔ اﻟخمــر ﻓﻘــﺎل اﻟﻘرطبــﻲ :ﻓﻬــم اﻟجمﻬــور ﻤــن ﺘح ـر�م اﻟخمــر واﺴــتخ�ﺎث اﻟشــرع ﻟﻬــﺎ ،و�طــﻼق اﻟــرﺠس
ﻋﻠیﻬﺎ ،واﻷﻤر �ﺎﺠتنﺎﺒﻬﺎ :اﻟحكم ﺒنجﺎﺴتﻬﺎ.
وﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
ﻻ اﻟمﺎﺌﻊ اﻟمسكـ ـر طﺎﻫرات. واﻷرض واﻟم�ﺎﻩ واﻟنب ـ ـﺎت
-ﻟم �ظﻬر ﻫذا اﻟدرس ﻓﻲ اﻟسحب اﻷول ﻟﻠكتﺎب ،وﻷﺴ�ﺎب ﺘﻘن�ﺔ ﻻ �مكن وﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻤكﺎﻨﻪ اﻟمنﺎﺴب ﻤن اﻟكتﺎب 1
247
را�ﻌﺎ -اﻟحكمﺔ ﻤن ﺘحر�مﻬﺎ:
اﻟمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻌرض واﻟبدن ...إذ ﻤن آﺜﺎرﻫﺎ اﻟواﻀحﺔ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
.1ﺤــدﯿث أﺒــﻲ داود واﻟترﻤیــذي ﻋــن ﻋﻠــﻲ وف�ــﻪ>> :ﻓﺄﺨــذت اﻟخمــر ﻤنــﺎ وﺤضــرت اﻟصــﻼة ﻓﻘــدﻤوﻨﻲ ﻓﻘـرأت) :
ﻗﻞ �ﺎ أﯿﻬﺎ اﻟكﺎﻓرون ﻻ أﻋبد ﻤﺎ ﺘﻌبدون( وﻨحن ﻨﻌبد ﻤﺎ ﺘﻌبدون<<...
ـﺎﻗتﻲ ﻓﺄﺠ ـب أﺴــنمتﻬمﺎ ،و�ﻘــر ﺨواﺼ ـرﻫمﺎ، .2ﺤــدﯿث اﻟصــح�حین اﻟطو�ــﻞ ﻋــن ﻋﻠــﻲ وف�ــﻪ :ﻏــدا ﺤم ـزة ﻋﻠــﻰ ﻨـ ﱠ
وﻫــﺎﻫو ذا ﻓــﻲ ﺒیــت ﻤﻌــﻪ ﺸــرب ...وﻓــﻲ آﺨــر اﻟحــدﯿث :ﺜــم ﻗــﺎل ﺤمـزة) :ﻫــﻞ أﻨــتم إﻻ ﻋبیــد ﻷﺒــﻲ( ،ﻓﻌــرف
رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أﻨﻪ ﻗد ﺜمﻞ...
.3ﻓﻲ اﻟنسﺎﺌﻲ 5677ﻋن أﺒﻲ �كیر ﻋبد اﻟرﺤمن ﺒن اﻟحــﺎرث ﻋــن أﺒ�ــﻪ ﻗــﺎل ﺴــمﻌت ﻋثمــﺎن �ﻘــول ) :اﺠتنبـوا
اﻟخمر ﻓﺈﻨﻬﺎ أم اﻟخ�ﺎﺌث إﻨﻪ �ﺎن رﺠﻞ ﻤمﺎ ﺨﻼ ﻗبﻠكم ﺘﻌبـﱠد ﻓﻌﻠﻘتــﻪ اﻤـرأة ﻏو�ــﺔ ﻓﺄرﺴــﻠت إﻟ�ــﻪ ﺠﺎر�تﻬــﺎ ﻓﻘﺎﻟــت
ﻟــﻪ :إﻨــﺎ ﻨــدﻋوك ﻟﻠشــﻬﺎدة ﻓــﺎﻨطﻠق ﻤــﻊ ﺠﺎر�تﻬــﺎ ﻓطﻔــق �ﻠمــﺎ دﺨــﻞ �ﺎ�ــﺎ أﻏﻠﻘتــﻪ دوﻨــﻪ ﺤتــﻰ أﻓضــﻰ إﻟــﻰ اﻤ ـرأة
وﻀیئﺔ ﻋندﻫﺎ ﻏﻼم و�ﺎط�ﺔ ﺨمر ﻓﻘﺎﻟت :إﻨﻲ �ﷲ ﻤﺎ دﻋوﺘك ﻟﻠشﻬﺎدة وﻟكن دﻋوﺘك ﻟتﻘﻊ ﻋﻠــﻲ أو ﻟتشــرب
ﻤن ﻫذﻩ اﻟخمر �ﺄﺴﺎ ،أو ﺘﻘتــﻞ ﻫــذا اﻟﻐــﻼم ،ﻗــﺎل :ﻓﺎﺴــﻘنﻲ ﻤــن ﻫــذا اﻟخمــر �ﺄﺴــﺎ ﻓســﻘتﻪ �ﺄﺴــﺎ ﻗــﺎل :ز�ــدوﻨﻲ
ﻓﻠ ــم ﯿ ــرم ﺤت ــﻰ وﻗ ــﻊ ﻋﻠیﻬ ــﺎ وﻗت ــﻞ اﻟ ــنﻔس ﻓ ــﺎﺠتنبوا اﻟخم ــر ﻓﺈﻨﻬ ــﺎ �ﷲ ﻻ �جتم ــﻊ اﻹ�م ــﺎن و�دﻤ ــﺎن اﻟخم ــر إﻻ
ﻟیوﺸك ﻟ�خرج أﺤدﻫمﺎ ﺼﺎﺤ�ﻪ(.
اﻟ
ﻣﻌ
ﺨﺎﻤسﺎ -أﻀرارﻫﺎ:
ﮭد ﻻ ﺤصر ﻷﻀرار اﻟخمر وﻨذ�ر ﻤنﻬﺎ:
اﻟرﺠس ﻤن ﻋمﻞ اﻟش�طﺎن �منﻊ اﻟﻔﻼح) :إﻨمﺎ اﻟخمر واﻟم�سر ...إﻟﻰ ﻟﻌﻠكم ﺘﻔﻠحون(. .1
اﻟﺗ
ﻤوﺠب ﻟﻠﻌداوة واﻟ�ﻐضﺎء) :إﻨمﺎ ﯿر�د اﻟش�طﺎن أن ﯿوﻗﻊ ﺒینكم اﻟﻌداوة واﻟ�ﻐضﺎء ﻓﻲ اﻟخمر واﻟم�سر(. .2
رﺑو
أن اﻟخمر ﯿﻠﻌن ﷲ ﺒﻬﺎ ﻋشرة ،ﻓﻔﻲ ﺴنن أﺒــﻲ داوود واﺒــن ﻤﺎﺠــﻪ ﻋــن اﺒــن ﻋمــر ﻤرﻓوﻋــﺎ) :ﻟﻌــن ﷲ اﻟخمــر، .5
وﺸﺎر�ﻬﺎ ،وﺴﺎﻗیﻬﺎ ،و�ﺎﺌﻌﻬــﺎ ،وﻤبتﺎﻋﻬــﺎ ،وﻋﺎﺼــرﻫﺎ ،وﻤﻌتصــرﻫﺎ ،وﺤﺎﻤﻠﻬــﺎ واﻟمحموﻟــﺔ إﻟ�ــﻪ( ،زاد اﺒــن ﻤﺎﺠــﻪ:
)وآﻛﻞ ﺜمنﻬﺎ(.
وط
.7
ﺴﺎدﺴﺎ -ﻤثبتﺎت ﺸر�ﻬﺎ:
-1اﻹﻗرار.
-2ﺸﻬﺎدة ﻋدﻟین.
-3ﺸــم راﺌحتﻬــﺎ ﻟحــدﯿث ﻤﺎﻟــك واﻟشــ�خین أن ﻋمــر ﺒــن اﻟخطــﺎب ﺨــرج ﻋﻠــیﻬم ﻓﻘــﺎل) :إﻨــﻲ وﺠــدت ﻤــن ﻓــﻼن
ر�ﺢ ﺸـراب ﻓــزﻋم أﻨــﻪ ﺸـراب اﻟطــﻼء وأﻨــﺎ ﺴــﺎﺌﻞ ﻋمــﺎ ﺸــرب ،ﻓــﺈن �ــﺎن �ســكر ﺠﻠدﺘــﻪ ،ﻓجﻠــدﻩ ﻋمــر اﻟحــد
ﺘﺎﻤﺎ( ،وﻓﻲ اﻟ�خﺎري أن ﻫذا اﻟمجﻠود :ﻋبید ﷲ ﺒن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب
-4ﺘﻘیؤﻫﺎ.
ﺴﺎ�ﻌﺎ -ﻋﻘو�ﺔ ﺸﺎر�ﻬﺎ:
248
اﺘﻔﻘوا ﻋﻠﻰ وﺠوب اﻟحد ﻓﻲ ﺸرب اﻟخمر وﻋﻠﻰ أن ﺤدﻩ اﻟجﻠد ،أﻤﺎ اﻟمختﻠﻒ ف�ﻪ ﻓمﻘدارﻩ ،وﻤــذﻫب ﻤﺎﻟــك أﻨــﻪ
�ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠحر 80ﺠﻠدة ﺴواء �ﺎن ذ� ار أو أﻨثﻰ ،أﻤﺎ اﻟممﻠوك ﻓــﺄر�ﻌون ﺠﻠــدة ﺴـواء �ــﺎن ذ�ـ ار أو أﻨثــﻰ ،وﺴـواء �ــﺎن
ﻗن ــﺎ أو ﻤ�ﻌض ــﺎ ،وﻓ ــﻲ اﻟموط ــﺈ أن ﻋم ــر ﺒ ــن اﻟخط ــﺎب اﺴتش ــﺎر ﻓ ــﻲ اﻟخم ــر �ش ـر�ﻬﺎ اﻟرﺠ ــﻞ ﻓﻘ ــﺎل ﻟ ــﻪ ﻋﻠ ــﻲ ﺒ ــن أﺒ ــﻲ
طﺎﻟب):ﻨرى أن ﻨجﻠدﻩ ﺜمﺎﻨین ﻓﺈﻨﻪ إذا ﺸرب ﺴكر ،و�ذا ﺴكر ﻫذى ،و�ذا ﻫذى اﻓترى أو �مﺎ ﻗﺎل( ،وﺠﻠــد ﻋمــر ﻓــﻲ
اﻟخمر ﺜمﺎﻨین ،وﻓﻲ اﻟموطﺈ ﻋن اﺒن ﺸﻬﺎب أﻨﻪ ﺴئﻞ ﻋن ﺤــد اﻟﻌبــد ﻓــﻲ اﻟخمــر ﻓﻘــﺎل) :ﺒﻠﻐنــﻲ أن ﻋﻠ�ــﻪ ﻨصــﻒ ﺤــد
اﻟحر ﻓــﻲ اﻟخمــر ،وأن ﻋمــر ﺒــن اﻟخطــﺎب وﻋثمــﺎن ﺒــن ﻋﻔــﺎف ،وﻋبــد ﷲ ﻋــن ﻋمــر ﻗــد ﺠﻠــدوا ﻨصــﻒ ﺤــد اﻟحــر ﻓــﻲ
اﻟخمر(.
ﺜﺎﻤنﺎ -ﺸروط إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد:
اﻹﺴـ ــﻼم ،اﻟبﻠـ ــوغ ،اﻟﻌﻘـ ــﻞ ،اﻻﺨت�ـ ــﺎر ،اﻟﻌﻠـ ــم ﺒتحر�مﻬـ ــﺎ ،وﻋـ ــدم اﻻﻀـ ــطرار ﻟﻠﻐصـ ــﺔ ،وﻻ ﯿتـ ــداوى ﺒﻬـ ــﺎ وﻋـ ــدم
اﻻﺸت�ﺎﻩ �ﺎﻟحﻼل ﻏﻠطﺎ ،وأن ﻤذه�ﻪ ﺘحر�م ﻤﺎ ﺸرب.
ﻓﻼ ﺤد ﻋﻠﻰ اﻟكﺎﻓر ،وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟمجنون ،وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟمكرﻩ ،وﻻ ﻋﻠﻰ ﻤن �جﻬﻞ ﺤرﻤتﻬﺎ إذا �ــﺎن ﺤــدﯿث ﻋﻬــد
�ﺎﻹﺴــﻼم ،وﻻ ﻋﻠــﻰ ﻤــن �ســ�ﻎ ﺒﻬــﺎ ﻏصــﺔ إذا ﻋــدم اﻟمــﺎء وﻟــم ﯿــزد ﻋﻠــﻰ اﻟحﺎﺠــﺔ وﻻ ﻋﻠــﻰ اﻟﻐــﺎﻟط اﻟــذي ﺸـر�ﻬﺎ �ظــن
ﻏیرﻫﺎ وﻻ ﻋﻠﻰ ﺤنﻔﻲ ﺸرب ﻨبیذا ﻟجوازﻩ ﻓﻲ ﻤذه�ﻪ.
وﻋن ��ف�ﺔ إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد:
اﻟ
ﻣﻌ
أن �جﻠد اﻟشﺎرب �سوط ﻤﻌتدل ﻟ�س �خف�ــف وﻻ ﻤبــرح ،و�ضــرب ﻗﺎﻋــدا وﻻ �مــد ،وﻻ ﯿـر�ط ،و�ضــرب ﻋﻠــﻰ
اﻟظﻬر واﻟكتﻔین ،وﺘضرب اﻟمرأة وﻋﻠیﻬﺎ ﻤﺎ �سترﻫﺎ وﻻ �ﻘیﻬﺎ اﻟضرب.
ﮭد
أﻤﺎ وﻗت اﻟحد ﻓﻬو أن ﯿؤﺠﻞ ﺤتﻰ �صحو ﻤن ﺴكرﻩ ،و�ؤﺠــﻞ اﻟمـر�ض ﺤتــﻰ �شــﻔﻰ ،و�نتظــر اﻟوﻗــت اﻟمﻌتــدل ،ﻓﻔــﻲ
اﻟﺗ
اﻟكﻔﺎف:
وأﺨر اﻟجﻠد إﻟﻰ ﻫ ـ ـ ـواء ﻤﻌتـ ـ ـدل وﻟزوال اﻟداء.
رﺑو
إذا اﺘحــد ﺠــنس اﻟمتكــرر ﻤــن اﻟحــدود ﺤــد ﺤــدا واﺤــدا �ﺎﻟسـرﻗﺔ إذا ﺘكــررت ف�جــزئ ﺤــد واﺤــد ﻋمــﺎ ﺘﻘــدم ﻻ ﻤــﺎ
ﺘﺄﺨر.
و�ذا اﺨتﻠﻔت أﺴ�ﺎب اﻟحدود ﻟم ﺘتداﺨﻞ �ﺎﻟزﻨــﺎ واﻟﻘــذف ،إﻻ أن ﺤــد اﻟشــرب ﯿــدﺨﻞ ﺘحــت ﺤــد اﻟﻘــذف ﻷﻨــﻪ ﻓــرع
وط
ﺘﺎﺴﻌﺎ -اﻷﺴئﻠﺔ:
-1ﻋرف اﻟخمر ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ.
-2ﻤتﻰ �ﻌذر اﻟجﺎﻫﻞ �حرﻤﺔ اﻟخمر؟
-3ﻛ�ف ﺘدرج اﻟشﺎرع ﻓﻲ ﺘحر�م اﻟخمر ؟ وﻤﺎذا ﻨتﻌﻠم ﻤن ذﻟك ؟
-4ﻤﺎ دﻟیﻞ ﻨجﺎﺴﺔ اﻟخمر ؟ اذ�ر �ﻌض أﻀرارﻫﺎ.
) -5إﻨﻲ وﺠدت ﻤن ﻓﻼن ر�ﺢ ﺸراب( ﻤن ﻫو ؟ اذ�ر �ﻌض اﻟﻌبر ﻤن ﻫذا اﻟموﻗﻒ.
-6ﻤن ﻋﻠ�ﻪ ﺤدود ﻤتﻌددة�� ،ف �ﻘﺎم ﻋﻠ�ﻪ اﻟحد ؟
اﻟدرس :57
249
اﻟجنﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس
ﺘﻌر�ف اﻟجنﺎ�ﺔ:
ضﺌ � ﺒﻙﻎ ﺒ :ﺠنﻰ اﻟذﻨب ﻋﻠ�ﻪ �جن�ﻪ ﺠنﺎ�ﺔ ﺠرﻩ ﻋﻠ�ﻪ.
ئﻙ ت
ضﻺﺡﺌ :إﺘﻼف ﻤكﻠﻒ ﻏیر ﺤر�ﻲ ﻨﻔس إﻨسﺎن ﻤﻌصوم اﻟدم أو ﻋضوﻩ أو ﻤﻌنﻰ ﻗﺎﺌمﺎ �ﻪ ﻋمدا أو ﺨطﺄ ﺒتحﻘق
ئﺸ
أو ﺘﻬمﺔ.
ﺨطورة ﺴﻔك اﻟدﻤﺎء �ﻐیر ﺤق:
وردت ﻨصوص �ثیرة ﻓﻲ اﻟترﻫیب ﻤن ﺴﻔك دم اﻟمسﻠم �ﻐیر ﺤق ﻤنﻬﺎ:
– 1ﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻤسﻌود ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻻ �حﻞ دم اﻤرئ ﻤسﻠم �شﻬد أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﷲ وأن
ﻤحمدا رﺴول ﷲ إﻻ �ﺈﺤدى ﺜﻼث :اﻟنﻔس �ﺎﻟنﻔس واﻟثیب اﻟزاﻨﻲ ،واﻟمﺎرق ﻤن اﻟدﯿن اﻟتﺎرك ﻟﻠجمﺎﻋﺔ«.
– 2وﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن اﺒن ﻤسﻌود ﻤرﻓوﻋﺎ» :أول ﻤﺎ �ﻘضﻲ ﺒین اﻟنﺎس �ﺎﻟدﻤﺎء«.
اﻟ
– 3وﻓﻲ اﻟ�خﺎري 6862ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻟن ﯿزال اﻟمؤﻤن ﻓﻲ ﻓسحﺔ ﻤن
ﻣﻌ
دﯿنﻪ ﻤﺎ ﻟم �صحب دﻤﺎ ﺤراﻤﺎ«.
ﮭد
– 4وﻓﻲ ﺴنن اﻟترﻤذي 1403ﻋن أﺒﻲ ﺴﻌید اﻟخدري وأﺒﻲ ﻫر�رة ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻟو أن أﻫﻞ اﻟسمﺎء وأﻫﻞ
اﻟﺗ
اﻷرض اﺸتر�وا ﻓﻲ دم ﻤؤﻤن ﻷﻛبﻬم ﷲ ﻓﻲ اﻟنﺎر«.
رﺑو
أﻤﺎ إذا ﺘجﺎوز ﻫذا اﻟسﻔك إﻟﻰ اﻟﻘتﻞ ﻓوﻋیدﻩ أﻋظم ،وﻤمﺎ ورد ف�ﻪ:
– 5ﻗول ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :وﻤن �ﻘتﻞ ﻤؤﻤنﺎ ﻤتﻌمدا ﻓجزاؤﻩ ﺠﻬنم ﺨﺎﻟدا ﻓیﻬﺎ وﻏضب ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﻟﻌنﻪ وأﻋد ﻟﻪ
ي اﻟ
– 7وﻓﻲ اﻟترﻤذي واﻟنسﺎﺌﻲ ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو ﺒن اﻟﻌﺎص ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻟزوال أﻫﻞ اﻟدﻨ�ﺎ أﻫون ﻋﻠﻰ ﷲ
ﻤن ﻗتﻞ رﺠﻞ ﻤسﻠم«.
– 8وﻓﻲ اﺒن ﻤﺎﺠﻪ ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة ﻤرﻓوﻋﺎ » :2620ﻤن أﻋﺎن ﻋﻠﻰ ﻗتﻞ ﻤؤﻤن �شطر �ﻠمﺔ ﻟﻘﻲ ﷲ ﻋز
وﺠﻞ ﻤكتوب ﺒین ﻋین�ﻪ :آ�س ﻤن رﺤمﺔ ﷲ«.
ﺼ�ﺎﻨﺔ اﻟدﻤﺎء وﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻟضرور�ﺎت:
ﻗسم اﻷﺼوﻟیون ﻤﺂرب اﻟع�ﺎدة إﻟﻰ ﻀرور�ﺎت ﻻ ﻏنﻰ ﻟﻠع�ﺎد ﻋنﻬﺎ ﺜم ﺤﺎﺠ�ﺎت ﺜم ﺘحسینﺎت ،وﻫذﻩ اﻷﺨیرة
ﻫﻲ اﻟكمﺎﻟ�ﺎت.
واﻟضرور�ﺎت ﻫﻲ اﻟتﻲ أﺠمﻌت ﻤﻠﻞ اﻷﻨب�ﺎء ﻋﻠﻰ وﺠوب ﺤﻔظﻬﺎ ،وﻫﻲ:
– 1اﻟدﯿن :وﺸرع ﻟص�ﺎﻨتﻪ ﻗتﻞ اﻟمرﺘد ﻋنﻪ طوﻋﺎ وﻟذا ﺸدد اﻟشرع ﻓﻲ ﺘكﻔیر اﻟمسﻠم وﺠﻌﻠﻪ �ﻘتﻠﻪ.
250
وﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
وﻤن أﺘﻰ �ﻘﺎﺒ ـ ـﻞ ﻟﻠك ــﻔر ﻤن أوﺠﻪ �ثیـ ـ ـرة ﻻ ﺘجـرى
ﻋﻠ�ﻪ ﺤكمﻪ إذا ﻤـ ـﺎ � ــﺎﻨﺎ ﻤن واﺤد �حتم ـ ـﻞ اﻹ�مﺎﻨــﺎ
ود. – 2اﻟنﻔس :وﺸرع ﻟص�ﺎﻨتﻬﺎ اﻟﻘصﺎص وﻫو اﻟﻘ ُ
– 3اﻟنسب :وﺸرع ﻟص�ﺎﻨتﻪ ﺤدان:
ا – �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠثیب اﻟزاﻨﻲ )وﻫو ﻤن ﻗد ﺘزوج( اﻟﻘتﻞ رﺠمﺎ �ﺎﻟحجﺎرة أﻤﺎم اﻟمﻸ ذ� ار �ﺎن أو أﻨثﻰ.
ب – �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠ�كر اﻟزاﻨﻲ �مﺎ ﻓﻲ اﻟنور﴿ :ﻓﺎﺠﻠدوا �ﻞ واﺤد ﻤنﻬمﺎ ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻠدة وﻻ ﺘﺄﺨذ�م ﺒﻬمﺎ رأﻓﺔ ﻓﻲ
دﯿن ﷲ إن �نتم ﺘؤﻤنون �ﺎ� واﻟیوم اﻵﺨر وﻟ�شﻬد ﻋذاﺒﻬمﺎ طﺎﺌﻔﺔ ﻤن اﻟمؤﻤنین﴾ اﻟنور2
– 4اﻟﻌرض� :كسر اﻟﻌین وﻫو ﻤوﻀﻊ اﻟمدح واﻟذم ﻓﻲ اﻟنﻔس وﺸرع ﻟص�ﺎﻨتﻪ ﺤد اﻟﻘذف 80ﺠﻠدة ورد
اﻟشﻬﺎدة.
– 5اﻟمﺎل :وﻤمﺎ ﺸرع ﻟص�ﺎﻨتﻪ ﺤد اﻟحرا�ﺔ وﺤد اﻟسرﻗﺔ.
– 6اﻟﻌﻘﻞ :و�صﺎن �حد ﺸﺎرب اﻟخمر اﻟمتﻔق ﻋﻠ�ﻪ �ﻌد ﺼﺎﺤب اﻟشرع ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم.
اﻟ
ﻣﻌ
ﺘو�ﺔ اﻟﻘﺎﺘﻞ:
ﮭد
ﻓﻲ اﻟم�سر) :اﻟﻘتﻞ ظﻠمﺎ ﻟ�س �ﻌد اﻟشرك �ﺎ� ذﻨب أﻋظم ﻤنﻪ واﺨتﻠﻒ ﻓﻲ ﻗبول ﺘو�ﺔ اﻟﻘﺎﺘﻞ ﻓﻘیﻞ ﻻ ﺘﻘبﻞ
واﻟوﻋید أﺤق �ﻪ ﻟﻘوﻟﻪ ﻋﻠ�ﻪ اﻟسﻼم» :ﻛﻞ ذﻨب ﻋسﻰ ﷲ أن �ﻌﻔو ﻋنﻪ إﻻ ﻤن ﻤﺎت �ﺎﻓرا ،أو ﻗتﻞ ﻤؤﻤنﺎ ﻤتﻌمدا«
اﻟﺗ
وﻗیﻞ :إﻨﻪ ﻓﻲ اﻟمشیئﺔ و�ن ﺘو�تﻪ ﺘﻘبﻞ.(...
رﺑو
واﻟجمﻬور ﻋﻠﻰ أن ﺘو�ﺔ اﻟﻘﺎﺘﻞ ظﻠمﺎ ﺘﻘبﻞ ﺨﻼﻓﺎ ﻟمﺎ ﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن اﺒن ع�ﺎس ﻗﺎل) :ﻨزﻟت ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ:
﴿وﻤن �ﻘتﻞ ﻤؤﻤنﺎ ﻤتﻌمدا ﻓجزاؤﻩ ﺠﻬنم ﴾...ﻤن آﺨر ﻤﺎ ﻨزل وﻤﺎ ﻨسخﻬﺎ ﺸﻲء(.
ي اﻟ
وﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن اﺒن ع�ﺎس أن ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ ﻨزﻟت �ﻌد ﻨزول آ�ﺔ اﻟﻔرﻗﺎن ...﴿ :إﻻ ﻤن ﺘﺎب وآﻤن وﻋمﻞ
وط
ﺤكم اﻟجنﺎ�ﺔ:
أﻓتﻰ ﻓﻲ ﺤكمﻬﺎ ﷲ ورﺴوﻟﻪ ﻓﻲ ﻨصوص اﻟوﺤﻲ اﻟسﺎ�ﻘﺔ و�مﺎ ﻓﻲ ﺨط�ﺔ اﻟوداع ﻗبﻞ وﻓﺎة اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ
ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﺒنحو 90ﯿوﻤﺎ وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟصح�حین ﻤن ﺤدﯿث أﺒﻲ �كرة ﻨف�ﻊ ﺒن اﻟحﺎرث وﻓیﻬﺎ ...» :ﻓﺈن دﻤﺎءﻛم
وأﻤواﻟكم وأﻋراﻀكم ﻋﻠ�كم ﺤرام� ،حرﻤﺔ ﯿوﻤكم ﻫذا ﻓﻲ ﺒﻠد�م ﻫذا ﻓﻲ ﺸﻬر�م ﻫذا وﺴتﻠﻘون ر�كم ف�سﺄﻟكم ﻋن
أﻋمﺎﻟكم ،أﻻ ﻓﻼ ﺘرﺠﻌوا �ﻌدي ﻀﻼﻻ �ضرب �ﻌضكم رﻗﺎب �ﻌض.«...
أر�ﺎن اﻟجنﺎ�ﺔ :ﺜﻼﺜﺔ وﻫﻲ:
أوﻻ :اﻟجﺎﻨﻲ :وﻻ �ﻘتص ﻤنﻪ إﻻ �ﺎﺠتمﺎع اﻟشروط اﻟثﻼﺜﺔ اﻵﺘ�ﺔ:
251
– 1اﻟبﻠوغ :ﻓﻼ ﻗصﺎص ﻋﻠﻰ ﺼبﻲ وﻟو ﺒﻠﻎ ﻗبﻞ اﻟحكم ﻟحدﯿث أﺒﻲ داوود 4398واﻟنسﺎﺌﻲ واﺒن ﻤﺎﺠﻪ
ﻋن ﻋﺎﺌشﺔ ﻤرﻓوﻋﺎ :رﻓﻊ اﻟﻘﻠم ﻋن ﺜﻼﺜﺔ :ﻋن اﻟنﺎﺌم ﺤتﻰ �ست�ﻘظ ،وﻋن اﻟمبتﻠﻰ ﺤتﻰ ﯿبرأ ،وﻋن اﻟصبﻲ ﺤتﻰ
�كبر«.
وﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻠتﻪ اﻟد�ﺔ �ﺎﻤﻠﺔ.
أﻤﺎ إذا ﺘمﺎﻻ ﻤﻌﻪ ﻤكﻠﻒ ف�ﻘتﻞ اﻟمكﻠﻒ وﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻠﺔ اﻟصبﻲ ﻨصﻒ اﻟد�ﺔ.
– 2اﻟﻌﻘﻞ :ﻓﻼ �ﻘتص ﻤن ﻤجنون وﻻ ﻤﻌتوﻩ إﻻ إذا ﺘسبب ﻓﻲ ذﻫﺎب ﻋﻘﻠﻪ �جر�مﺔ ﺸرب اﻟخمر ﻓﺈﻨﻪ
�ﻘتص ﻤنﻪ ﻓﺈذا ط أر اﻟجنون �ﻌد اﻟجنﺎ�ﺔ اﻨتظرت إﻓﺎﻗتﻪ ﻓﺈن ﺒرئ اﻗتص ﻤنﻪ و�ﻻ ﻓﺎﻟد�ﺔ ﻟحدﯿث أﺒﻲ داوود 4403
واﻟترﻤذي واﺒن ﻤﺎﺠﻪ ﻋن ﻋﻠﻲ ﺒن أﺒﻲ طﺎﻟب ﻤرﻓوﻋﺎ» :رﻓﻊ اﻟﻘﻠم ﻋن ﺜﻼث :ﻋن اﻟنﺎﺌم ﺤتﻰ �ست�ﻘظ ،وﻋن
اﻟصبﻲ ﺤتﻰ �حتﻠم ،وﻋن اﻟمجنون ﺤتﻰ �ﻌﻘﻞ«.
و�ذا أﻋﺎﻨﻪ ﻤكﻠﻒ أﻋطﻰ �ﻞ واﺤد ﻤنﻬﺎ ﻨصﻒ اﻟد�ﺔ.
ﻓﻔﻲ اﻟكﻔﺎف:
اﻟ
ذا ﺨط ـ ـﺈ وﺴﻌر ﻓﺄﻋﻘﻞ ﺘصـب واﻗتﻞ ﻤمﺎﻟﻲ ذي ﺼ�ﺎ ﻻ ﻤن ﺼ ـحب
ﻣﻌ
– 3أﻻ �كون ﺤر��ﺎ :ﻓﻼ ﻗصﺎص ﻤن ﺤر�ﻲ ﻗتﻞ ﻤسﻠمﺎ ﺜم أﺴﻠم ﻷن اﻹﺴﻼم �جب ﻤﺎ ﻗبﻠﻪ �خﻼف اﻟذﻤﻲ
ﮭد واﻟصﻠحﻲ واﻟمﻌﺎﻫد ف�ﻘتص ﻤنﻬم.
ﺜﺎﻨ�ﺎ :اﻟمجنﻲ ﻋﻠ�ﻪ :وﻻ �ﻘتص ﻟﻪ إﻻ إذا ﺘوﻓر ف�ﻪ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
اﻟﺗ
– 1أن �كون ﻤﻌصوم اﻟدم وﻗت اﻟجنﺎ�ﺔ ووﻗت اﻟموت �ﺈ�مﺎن أو أﻤﺎن ،ﻓمن أﻨﻔد ﻤﻘتﻞ ﻤسﻠم ﺜم ارﺘد
رﺑو
اﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻋن اﻹﺴﻼم ﻓﻼ ﻗصﺎص ﻓﺈن اﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ وﻗت اﻟموت ﺤﻼل اﻟدم .وﻤثﻠﻪ ﻓﻲ إ�ﺎﺤﺔ اﻟدم :اﻟمﻘتول
ي اﻟ
أﺠنبﻲ اﻨتﻘﻞ دم اﻟﻘﺎﺘﻞ اﻟثﺎﻨﻲ ﻟوﻟﻲ اﻟدم اﻷول ،ﻓمثﻼ :ﻗتﻞ ز�د ﻋمروا ،ﺜم ﻗتﻞ أـجنبﻲ ز�دا اﻨتﻘﻞ دم اﻷﺠنبﻲ إﻟﻰ
وﻟﻲ دم ﻋمرو.
ﻧﻲ
– 2أن �كون اﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻤكﺎﻓئﺎ ﻟﻠجﺎﻨﻲ واﻟكﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟدﻤﺎء ﺨﺎﺼﺔ �ﺎﻹﺴﻼم واﻟحر�ﺔ ﻓﻘط وﻟذا ﻓﺈن
اﻟكﺎﻓر �ﻘتﻞ �ﺎﻟمسﻠم وﻟكن اﻟمسﻠم ﻻ �ﻘتﻞ �ﺎﻟكﺎﻓر ﺴواء �ﺎن اﻟمسﻠم ﺤ ار أو ﻋبدا ،و�ذﻟك إذا ﻗتﻞ اﻟحر ﻤن ف�ﻪ
ﺸﺎﺌ�ﺔ رق ﻓﻼ ﻗصﺎص ﻋﻠ�ﻪ وﻟكن ﻋﻠ�ﻪ ق�مﺔ اﻟرﻗیق اﻟمﻘتول.
ﻤﻼﺤظﺔ:
ا – ﻻ ﺘﻌتبر اﻟحر�ﺔ وﻻ اﻹﺴﻼم ﻓﻲ ﻗتﻞ اﻟﻐیﻠﺔ وﻫو ﻗتﻞ اﻟشخص اﺤت�ﺎﻻ وﺨد�ﻌﺔ ﻤن أﺠﻞ أﺨذ ﻤﺎﻟﻪ ،ﻓﻠو
ﻗتﻞ ﻤسﻠم ﻋبدا أو ذﻤ�ﺎ ﻏیﻠﺔ ﻓﺎﻟﻘصﺎص.
ب – اﻟذ�ران ،واﻹﻨﺎث واﻷﺼحﺎء واﻟمرﻀﻰ واﻟش�ﺎب واﻟشیوخ أﻛﻔﺎء �ﻘتص ﻟ�ﻌضﻬم ﻤن �ﻌض ،ﻓﻔﻲ
اﻟكﻔﺎف:
252
أو ﺼﺢ وﺸبـ ـ ـﺎب أو ﺸﺎﺌبــﺔ وﻟم �ﻔﻘﻪ �سـ ـوى ذ�ـ ــورة
ﺠـ � -ﻘتص ﻟﻠرﻗیق ﻤن اﻷرﻗﺎء وﻟو ﻤن أم اﻟوﻟد.
د – اﻟكﻔﺎر أﻛﻔﺎء ف�مﺎ ﺒینﻬم وﻟو اﺨتﻠﻔت ﻤﻠﻠﻬم.
ﺴرﻗﺔ ﻗﺎل :ﺤضرت رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ
ﻫـ � -ﻘتص ﻟﻠواﻟد ﻤن اﻟوﻟد وﻻ ﻋكس ﻟحدﯿث اﻟترﻤذي ﻋن ا
وﺴﻠم �ﻘید اﻷب ﻤن اﺒنﻪ ،وﻻ �ﻘید اﻻﺒن ﻤن أﺒ�ﻪ ،وﻓﻲ اﻟترﻤذي واﺒن ﻤﺎﺠﻪ ﻋن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻻ
�ﻘﺎد اﻟواﻟد �ﺎﻟوﻟد«.
ﺜﺎﻟثﺎ :اﻟجنﺎ�ﺔ :وﺸروطﻬﺎ ﺜﻼﺜﺔ:
– 1أن ﺘكون ﻋمدا :واﻟمراد :ﺘﻌمد اﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﺘﻌمد اﻟﻘتﻞ وﻟو �مﺎ ﻻ �ﻘتﻞ ﻋﺎدة إﻻ إذا �ﺎن ﻤؤد�ﺎ �ﺂﻟﺔ �جوز
ﻟﻪ اﻟتﺄدﯿب �مثﻠﻬﺎ ،وﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
إن ادﻋﺎﻩ ﻤدع � ،ـ ـذا اﻷدب. ﻻﺒد ﻤن ﻗر�نﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻌـ ـ ـب
– 2أن ﺘكون ﻋدواﻨﺎ :ﻓﻼ ﻗصﺎص ﻋﻠﻰ زوج ،وﻤﻌﻠم ﻀرب �مﺎ �حتمﻞ اﻷدب ،ﻓﺈن ﻗصد اﻷدب
اﻟ
واﻟﻐضب ﻤﻌﺎ اﻗتص ﻤنﻪ.
ﻣﻌ
– 3أن �ﻌﻠم أن اﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻤﻌصوم اﻟدم وﻗت اﻟجنﺎ�ﺔ ،ﻓﻼ ﻗصﺎص ﻋﻠﻰ ﻤن ﻗتﻞ ﻤسﻠمﺎ �ظنﻪ �ﺎﻓ ار
ﮭد �خﻼف ﻤن رﻤﻰ ﻤسﻠمﺎ �ظنﻪ ﻤسﻠمﺎ آﺨر ف�ﻘتص ﻤنﻪ.
اﻟﺗ
اﻷﺴئﻠﺔ:
رﺑو
– 1ﻋرف اﻟجنﺎ�ﺔ؟
ي اﻟ
اﻟدﻤﺎء؟
– 4ﻤن ﻤﻌصوم اﻟدم؟
ﻧﻲ
253
اﻟدرس :58
اﻟ
ﻣﻌ
ﺠـ -أن �ﻌﻠم اﻟممسك أن اﻟطﺎﻟب ﯿر�د اﻟﻘتﻞ.
ﮭد أﻗسﺎم اﻟجنﺎ�ﺔ ﻤن ﺤیث اﻟﻌمد واﻟخطﺄ:
– 1اﻟﻘتﻞ اﻟﻌمد :وف�ﻪ اﻟﻘصﺎص إذا ﺘوﻓرت اﻟشروط اﻟسﺎ�ﻘﺔ ﻟﻘول ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�تبنﺎ ﻋﻠیﻬم ﻓیﻬﺎ أن
اﻟﺗ
اﻟنﻔس �ﺎﻟنﻔس واﻟﻌین �ﺎﻟﻌین واﻷﻨﻒ �ﺎﻷﻨﻒ واﻷذن �ﺎﻷذن واﻟسن �ﺎﻟسن واﻟجروح ﻗصﺎص﴾ اﻟمﺎﺌدة .45
رﺑو
أﺒﻲ ﻫر�رة ...» :وﻤن ﻗتﻞ ﻟﻪ ﻗتیﻞ ﻓﻬو �خیر اﻟنظر�ن :إﻤﺎ أن �ﻔدى و�ﻤﺎ أن �ﻘید.«...
وﻓﻲ أﺒﻲ داود واﺒن ﻤﺎﺠﻪ ﻋن أﺒﻲ ﺸر�ﺢ ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻤن أﺼیب �ﻘتﻞ أو ﺨبﻞ ﻓﺈﻨﻪ �ختﺎر إﺤدى ﺜﻼث:
وط
إﻤﺎ أن �ﻘتص و�ﻤﺎ أن �ﻌﻔو و�ﻤﺎ أن �ﺄﺨذ اﻟد�ﺔ ﻓﺈذا أراد اﻟرا�ﻌﺔ ﻓخذوا ﻋﻠﻰ ﯿد�ﻪ وﻤن اﻋتدى �ﻌد ذﻟك ﻓﻠﻪ ﻋذاب
اﻟ�م«.
ﻧﻲ
و�ﻨمﺎ �جب اﻟﻘصﺎص ﻓﻲ اﻟﻌمد إذا ﻟم �كن ﺼﻠﺢ أو ﻋﻔو ﻗﺎل ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻓمن ﻋﻔﺎ وأﺼﻠﺢ ﻓﺄﺠرﻩ ﻋﻠﻰ
ﷲ﴾ اﻟشورى .40
ﻤثبتﺎت اﻟجنﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس :ﺜﻼﺜﺔ
– 1اﻻﻋتراف :وﻫو ﺴید أﻷدﻟﺔ
– 2ﺸﻬﺎدة اﻟﻌدﻟین
– 3اﻟﻠوث ﻤﻊ اﻟﻘسﺎﻤﺔ ،واﻟﻠوث :ﻫو أﻤﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘتﻞ ﻏیر ﻗﺎطﻌﺔ وأﻤﺎ اﻟﻘسﺎﻤﺔ :ﻓﻬﻲ ﺨمسون �مینﺎ
�حﻠﻔﻬﺎ أوﻟ�ﺎء ،اﻟدم ﻻﺴتحﻘﺎق اﻟدم أو اﻟد�ﺔ.
و�كﻔﻲ ﻤثبت واﺤد ﻤن اﻟمثبتﺎت اﻟثﻼﺜﺔ.
ﺼﻔﺔ اﻟﻘصﺎص:
254
�ﻘتﻞ اﻟﻘﺎﺘﻞ �ﺎﻟﻘتﻠﺔ اﻟتﻲ ﻗتﻞ ﺒﻬﺎ ﻤن ﻀرب �حدﯿد أو ﺤجر ،أو ﺨنق ﻓتﻌتبر اﻵﻟﺔ واﻟك�ف�ﺔ وﻟو �ﺎن اﻟﻘتﻞ
ﺒنﺎر أو ﺴم ﻋﻠﻰ اﻟمشﻬور.
أﻤﺎ ﻤن ﻗتﻞ �مﺎ �طول اﻟﻘتﻞ �ﻪ ف�ﻘتﻞ �ﺎﻟس�ف ،و�ذﻟك ﻤن ﻗتﻞ �ﺎﻟخمر أو اﻟسحر أو اﻟﻠواط أو �ﺎن اﻟﻘتﻞ ﺜﺎﺒتﺎ
�ﻘسﺎﻤﺔ ﻓﺂﻟﺔ اﻟﻘصﺎص ﻓﻲ ذﻟك �ﻠﻪ اﻟس�ف.
وﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
واﻟبینﺎت �ﺎﻟـ ـ ـذي أردى اﻟـردى �ﺎﻟس�ف ﻓﻲ ﻗتﻞ اﻟﻘسﺎﻤ ـ ـﺔ اﻗتد
ﻤﺎ ﻟم �طﻞ وﻟﻠوﻟ ـ ـﻲ اﻟﻘتــﻞ �ﺎﻟسی ـ ـ ـﻒ ﻟو �ﻐی ـ ـرﻩ ﯿثﻞ
وأﺨـرﻨﻪ ﻟخـ ـ ـوف اﻟزﻤ ــن و�ﺎﻟجراح �ﺄﺨـ ـ ـﻒ ﻤمكــن
ﻛﻔﺎرة ﻗتﻞ اﻟﻌمد:
إذا ﺴﻘط اﻟﻘصﺎص ﻋن ﻤتﻌمد اﻟﻘتﻞ �ﻌﻔو ﻋنﻪ أو �ﻌدم ﻤكﺎﻓﺄة ﻓﻌﻠ�ﻪ اﻟتﻌز�ـر ﻓﻲ اﻟمذﻫب وﻫو :ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻠدة
+ﺤ�س ﺴنﺔ ﺴواء �ﺎن اﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﺤ ار أو ﻋبدا.
ﻤﻼﺤظﺎت:
اﻟ
ﻣﻌ
– 1ﺘحرم اﻟمثﻠﺔ إﻻ اﻟممثﻞ ف�مثﻞ �ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟمشﻬور.
ﮭد – 2ﺘوﺨر اﻟحﺎﻤﻞ ﺤتﻰ ﺘضﻊ ﺤمﻠﻬﺎ.
– 3ﺘؤﺨر اﻟمرﻀﻊ ﺤتﻰ ﺘﻔطم وﻟدﻫﺎ و�ﻘوم �ﻪ �ﺎﻓﻞ .
اﻟﺗ
– 4ﺘؤﺨر إﻗﺎﻤﺔ اﻟحد ﻤن أﺠﻞ ﻫول اﻟزﻤن �ﺎﻟبرد اﻟشدﯿد واﻟحر
رﺑو
اﻷﺴئﻠﺔ :
– 1ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین اﻟم�ﺎﺸرة واﻟتسبب ﻓﻲ اﻟﻘتﻞ؟ ﻤثﻞ:
وط
255
اﻟدرس :59
اﻟحكمﺔ ﻤن اﻟﻘصﺎص
اﻟ
ﻫﻲ ﺼ�ﺎﻨﺔ أﺒدان اﻟنﺎس ﻤن اﻟﻔسﺎد واﻟتشو�ﻪ ،إذ ﻟو ﻋﻠم اﻟمجرم أﻨﻪ إذا َﺠ َرَح ُﺠرح ،و�ذا َ�سر ُ�سر ،و�ذا
ﻣﻌ
َﻗطﻊ ُﻗطﻊ ،و�ذا َﺸوﻩ ُﺸوﻩ ارﺘدع ﺼ�ﺎﻨﺔ ﻟبدﻨﻪ و�ف ﺸرﻩ ﺨوﻓﺎ ﻤن ﻋدل اﻹﺴﻼم وﺤمﺎﯿتﻪ ﻟﻠمظﻠوﻤین.
ﮭد و�ذﻟك ﺘصﺎن اﻷﺒدان ﻤن اﻻﻋتداء ﻋﻠیﻬﺎ ف�ﻌم اﻷﻤن.
اﻟﺗ
وﻓﻲ اﻟنسﺎﺌﻲ واﺒن ﻤﺎﺠﻪ ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﺤد �ﻌمﻞ �ﻪ ﻓﻲ اﻷرض ﺨیر ﻷﻫﻞ اﻷرض ﻤن أن
رﺑو
ﻻﺌم«.
وط
اﻟشﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟحدود:
ﺤرم ﷲ اﻟشﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟحدود ،ﻓﻔﻲ اﻟصح�حین ﻋن ﻋﺎﺌشﺔ ﻤرﻓوﻋﺎ ...» :أﺘشﻔﻊ ﻓﻲ ﺤد ﻤن ﺤدود ﷲ؟« ﺜم
ﻧﻲ
ﻗﺎم ﻓﺎﺨتطب ﺜم ﻗﺎل» :إﻨمﺎ أﻫﻠك اﻟدﯿن ﻗبﻠكم أﻨﻬم �ﺎﻨوا إذا ﺴرق ﻓیﻬم اﻟشر�ف ﺘر�وﻩ و�ذا ﺴرق ﻓیﻬم اﻟضع�ف
أﻗﺎﻤوا ﻋﻠ�ﻪ اﻟحد .وأ�م ﷲ ﻟو أن ﻓﺎطمﺔ اﺒنﺔ ﻤحمد ﺴرﻗت ﻟﻘطﻌت ﯿدﻫﺎ«.
256
ﺸروط وﻻ�ﺔ اﻟمرأة ﻟﻠدم:
وﻫﻞ ﺘﻠﻲ اﻟمرأة اﻟدم؟ ﻓمذﻫب أﺒﻲ ﺤن�ﻔﺔ واﻟشﺎﻓﻌﻲ واﺤمد أن �ﻞ وارث ﯿﻠﻲ اﻟدم ﺴواء �ﺎن ذ� ار أو أﻨثﻰ
ﻋﺎﺼ�ﺎ أو وارﺜﺎ �ﺎﻟﻔرص.
واﻟمشﻬور ﻤن ﻤذﻫب ﻤﺎﻟك أن اﻟمرأة ﺘﻠﻲ اﻟدم ﺒثﻼﺜﺔ ﺸروط:
– 1أن ﺘكون ﻤمن ﯿرﺜن ﻓﻼ وﻻ�ﺔ ﻟﻠﻌمﺔ وﻻ ﻟبنت اﻷخ...
– 2أن ﺘكون ﻤن اﻟﻌص�ﺔ ﻟو �ﺎﻨت رﺠﻼ.
ﻓﻔﻲ اﻟكﻔﺎف:
ﻟﻬﺎ إن أَﺘﱠت ﻋﺎﺼ�ﺎ ﻓﻲ اﻟرﺘب ـ ـﺔ وارﺜﺔ ﻟو رﺠﻠت ﻋصب ـ ـت
ﻓتكون اﻷم �منزﻟﺔ اﻷب ،واﻷﺨت �منزﻟﺔ اﻷخ اﻟمسﺎوي ،واﻟبنت �منزﻟﺔ اﻻﺒن إن ﻋدﻤوا ،ﻓﻼ وﻻ�ﺔ ﻟﻸﺨت
ﻟﻸم وﻻ ﻟﻠجدة ﻷم...
اﻟ
– 3أن ﻻ �سﺎو�ﻬﺎ ﻋﺎﺼب :ﻓﻼ �ﻼم ﻟﻠبنت ﻤﻊ اﻻﺒن ﻤثﻼ
ﻣﻌ
إذن ﺘكون اﻟمرأة ﺼﺎﺤ�ﺔ اﻟكﻠمﺔ اﻷﺨیرة ﺒﻬذﻩ اﻟشروط �ﺎﻟبنﺎت ﻤﻊ اﻹﺨوة ،و�ﺎﻟشﻘﺎﺌق ﻤﻊ اﻹﺨوة ﻷب...
ﮭد
ﻓﺈن �ﺎﻨت اﻟنسﺎء أﻗرب وﺤزن ﺠم�ﻊ اﻟمﺎل وﺜبت اﻟﻘتﻞ �ﻐیر ﻗسﺎﻤﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻔو وﻋدﻤﻪ ﻟﻠبنﺎت ،ﻓﻔﻲ أﺒﻲ داوود
4538واﻟنسﺎﺌﻲ 4797ﻋن ﻋﺎﺌشﺔ ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻋﻠﻰ اﻟمﻘتتﻠین أن ﯿنحجزوا اﻷول ﻓﺎﻷول و�ن �ﺎﻨت اﻤرأة« ...
اﻟﺗ
رﺑو
ﯿنحجزوا� :كﻔوا ﻋن اﻟﻘود و�ن ﺸﺎر�ﻬن اﻟرﺠﺎل ﻓﻲ اﻟمیراث وﺜبت اﻟﻘتﻞ �ﻐیر ﻗسﺎﻤﺔ ﻓﻼ ﻋﻔو إﻻ ﺒوﺠود واﺤد ﻤن
ﻛﻼ اﻟﻔر�ﻘین ﻓﺈن ﻋﻔﺎ واﺤد ﻤضﻰ اﻟﻌﻔو ﻋﻠﻰ ﻤن ﺴﺎواﻩ أو �ﺎن أ�ﻌد ﻤنﻪ وﻟﻐیر اﻟﻌﺎﻓﻲ ﻨصی�ﻪ ﻤن د�ﺔ ﻋمد ﻓﺈن
ي اﻟ
و�ن ﺴﻔﻞ ،ﻓﺎﻟﻌم ،ﻓﺎﺒنﻪ و�ن ﺴﻔﻞ؛ و�ﻘدم اﻟشﻘیق ﻋﻠﻰ ﻏیرﻩ ،ﻓمﻌتق ،ﻓكﺎﻓﻞ ،ﻓﺎﻟحﺎﻛم وﻫو اﻟﻘﺎﻀﻲ أو اﻟسﻠطﺎن ﺜم
ﻛﻞ ﻤسﻠم.
ﻤﻼﺤظﺔ:
�ختﻠﻒ ﻫذا اﻟترﺘیب ﻗﻠیﻼ ﻋن ﺘرﺘیب اﻟﻌص�ﺔ ﻓﻲ اﻟجنﺎﺌز واﻟنكﺎح واﻟتر�ﺔ وﻓﻲ اﻟكﻔﺎف ﻓﻲ اﻟدﻤﺎء:
وﻟكن اﻟجد ﻫنـ ـﺎ �ﺎﻹﺨ ــوة واﻟدم �ﺎﻟنكﺎح ﻓﻲ اﻟـ ـوﻻ�ﺔ
257
ﻫو اﻟحﺎﻛم ،و�حرم ﻋﻠﻰ اﻟرع�ﺔ إﻗﺎﻤﺔ اﻟحدود ﺘجن�ﺎ ﻟﻠﻔتن ،وﻋﻠﻰ اﻟحﺎﻛم أن ﯿ�ﺎﺸر أو ﯿو�ﻞ ﻋﻠ�ﻪ ﻤن
�ﻌرف ﺤكمﻪ و��ﻔیتﻪ اﻟشرع�ﺔ ﺒﻼ ﻤثﻠﺔ وﻻ ﺘجﺎوز ﻟﻠحد﴿ :وﻤن ﯿتﻌد ﺤدود ﷲ ﻓﺄوﻟئك ﻫم اﻟظﺎﻟمون﴾ اﻟ�ﻘرة .229
وﻟﻪ أن ﯿرد اﻟﻘتﻞ ﻷوﻟ�ﺎء اﻟدم وﻋﻠ�ﻪ أن �ﺄﻤرﻫم �ﺈﺤسﺎن اﻟﻘتﻠﺔ �مﺎ ﻓﻲ ﺼح�ﺢ ﻤسﻠم ﻋن ﺸداد ﺒن أوس
ﻤرﻓوﻋﺎ» :إن ﷲ �تب اﻹﺤسﺎن ﻋﻠﻰ �ﻞ ﺸﻲء ،ﻓﺈذا ﻗتﻠتم ﻓﺄﺤسنوا اﻟﻘتﻠﺔ و�ذا ذ�حتم ﻓﺄﺤسنوا اﻟذ�ﺢ وﻟ�حد أﺤد�م
ﺸﻔرﺘﻪ وﻟیرح ذﺒ�حتﻪ«
ﻗﺎل اﻟنووي ...) :ﻋﺎم ﻓﻲ �ﻞ ﻗتیﻞ ﻤن اﻟذ�ﺎﺌﺢ ،واﻟﻘتﻞ ﻗصﺎﺼﺎ ،أو ﻓﻲ ﺤ ٍّد(.
و�حرم أن ﯿتوﻟﻰ وﻟﻲ اﻟدم اﻟﻘصﺎص ﻓﻲ اﻟجروح .ﻓﻔﻲ اﻟكﻔﺎف:
ﻓﻲ اﻟجرح ،ﻟكن ﺠﺎز ﻓﻲ اﻟنﻔس ﻓﻘـ ـد وﻻ ﯿﻠﻲ ﻤستوﺠب اﻟدم اﻟﻘـ ـود
اﻟ
ﻣﻌ
إذا �ﺎن ﻓﻲ أوﻟ�ﺎء اﻟدم ﻤكﻠﻔون وﻏیر ﻤكﻠﻔین ﻓﻠﻠك�ﺎر اﻟﻘود وﻋدم اﻨتظﺎر ﺒﻠوغ اﻷﺼب�ﺎء ﻋﻠﻰ اﻟمشﻬور.
– 2أن ﯿتﻔق أوﻟ�ﺎء اﻟدم ﻋﻠﻰ اﻟﻘصﺎص �مﺎ ﻓﻲ اﻟتﻔصیﻞ اﻟسﺎﺒق.
ﮭد
– 3اﻷﻤن ﻤن ﻤجﺎوزة اﻟحد ﻓﻲ ﺘنﻔیذ اﻟﻘصﺎص �ﺎﻟمثﻠﺔ واﻟتﻌذﯿب وﻏیر ذﻟك.
اﻟﺗ
– 4أن �حضر اﻟسﻠطﺎن أو ﻨﺎﺌ�ﻪ ﺤذ ار ﻤن اﻟجور واﻟظﻠم.
رﺑو
ﻤﻼﺤظﺎت:
ي اﻟ
– 1إذا اﺨتﺎر وﻟﻲ اﻟدم اﻟﻘصﺎص ﻓﻠﻪ أن �ﻌدل إﻟﻰ اﻟد�ﺔ و�ذﻟك �سﻘط ﺤﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻘصﺎص وﻟو اﻨتﻘم �ﻌد
ذﻟك ﻓﻘتﻞ ﻗتﻞ.
وط
– 2إذا ﻤﺎت اﻟﻘﺎﺘﻞ ﻗبﻞ اﻟﻘصﺎص �طﻞ ﺤق اﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻟﻔوت اﻟﻘصﺎص �ﺎﻟموت.
ﻧﻲ
� – 3جرى اﻟﻘصﺎص ﺒین اﻷﻗﺎرب �مﺎ ﺠرى ﺒین اﻷ�ﺎﻋد إﻻ اﻷب ﻓﺈﻨﻪ ﻻ �ﻘتص ﻟوﻟدﻩ ﻤنﻪ إﻻ إذا �ﺎن
ﻗتﻠﻪ ﻻ �حتمﻞ إﻻ اﻟﻌمد اﻟمحض ﻤثﻞ اﻟذ�ﺢ وﺸق اﻟ�طن �سكین وﻨحو ذﻟك ،وورد ﻓﻲ ﺘرك ذﻟك ﺤدﯿث ﺴراﻗﺔ
وﺤدﯿث ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب اﻟسﺎ�ﻘﺎن ،وﺤدﯿث اﻟترﻤذي واﺒن ﻤﺎﺠﻪ ﻋن اﺒن ع�ﺎس ﻤرﻓوﻋﺎ» :وﻻ �ﻘﺎد �ﺎﻟوﻟد اﻟواﻟد«.
– 4إذا ﻋﻔﺎ اﻟمﻘتول ﻋمدا ﻓﻌﻔوﻩ ﻤﺎض ﻻزم ﻟورﺜتﻪ ﻋﻠﻰ اﻟمشﻬور ،أﻤﺎ إذا ﻋﻔﺎ اﻟمﻘتول ﻋن اﻟد�ﺔ ﻓﻌﻔوﻩ
ﻤﺎض ﻓﻲ اﻟثﻠث ﻓﻘط إﻻ أن �جیزﻩ اﻟورﺜﺔ.
– 5ﺤكم اﻟﻘصﺎص:
ا – �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ أو وﻟ�ﻪ :اﻟجواز ﻓﻬو ﻤخیر ﺒین ﺜﻼث :اﻟﻌﻔو ،وأﺨذ اﻟد�ﺔ ،واﻟﻘصﺎص.
ب – �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠحﺎﻛم� :جب ﻋﻠ�ﻪ ﺘنﻔیذ ﻤﺎ اﺨتﺎر اﻟمظﻠوم ﻤن ﻫذﻩ اﻟثﻼث.
258
اﻷﺴئﻠﺔ :
– 1اﻛتب ﺴطو ار ﻓﻲ ﻓواﺌد اﻟحدود ﻋﻠﻰ اﻷﻤﺔ ،ﻤستشﻬدا �ﺂ�ﺔ وﺤدﯿث.
– 2ﻤﺎ اﻟذي أﻫﻠك أﻫﻞ اﻟكتﺎب اﻟیﻬود واﻟنصﺎرى ﻤن ﻗبﻠنﺎ؟
– 3ﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن أﺒﻲ ﻤوﺴﻰ ﻤرﻓوﻋﺎ» :اﺸﻔﻌوا ﺘؤﺠروا«...؟ وﻟم �شﻔﻊ اﻟحب ﺒن اﻟحب أﺴﺎﻤﺔ
ﻓﻲ اﻟمخزوﻤ�ﺔ ،ﻋﻠﻞ ذﻟك؟
– 4ﻤﺎ ﺸروط وﻻ�ﺔ اﻟنسﺎء؟
– 5ﻤتﻰ �شترط ﻓﻲ إﺴﻘﺎط اﻟﻘود ﻋﻔو رﺠﻞ واﻤرأة ﻤﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ؟
– 6ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین ﺘرﺘیب ﻋص�ﺔ اﻟدم واﻟﻌص�ﺎت اﻷﺨرى؟
– 7ﻤتﻰ ﯿنتظر ﺒﻠوغ وﻟﻲ اﻟدم؟
– 8ﻤﺎ ﺤكم اﻟﻘصﺎص؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
259
اﻟدرس :60
اﻟ
ﻣﻌ
»إﻨمﺎ اﻷﻋمﺎل �ﺎﻟن�ﺎت.« ...
ﮭد
ﻤﺎ ﯿترﺘب ﻋﻠیﻬﺎ :د�ﺔ ﻗتﻞ اﻟخطﺄ ﺤس�مﺎ �ﺄﺘﻲ ﻗر��ﺎ) إن ﺸﺎء ﷲ(
ﺘﻌر�ف اﻟد�ﺔ:
اﻟﺗ
ﻟﻐﺔ :ﻤصدر ودي اﻟﻘﺎﺘﻞ اﻟمﻘتول إذا أﻋطﻰ وﻟ�ﻪ اﻟمﺎل اﻟذي ﻫو ﺒدل اﻟنﻔس ﺜم ﻗیﻞ ﻟذﻟك اﻟمﺎل :د�ﺔ ﺘسم�ﺔ
رﺑو
اﺼطﻼﺤﺎ :اﻟد�ﺔ ﻤﺎل �جب �ﻘتﻞ آدﻤﻲ ﺤر ﻋن دﻤﻪ أو �جرﺤﻪ ﻤﻘد ار ﺸرﻋﺎ ﻻ �ﺎﺠتﻬﺎد.
وﻓﻲ اﻟﻘرطبﻲ :اﻟد�ﺔ :ﻤﺎ �ﻌطﻰ ﻋوﻀﺎ ﻋن دم اﻟﻘتیﻞ إﻟﻰ وﻟ�ﻪ ،وﻟم �ﻌین ﷲ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ ﻤﺎ �ﻌطﻰ ﻓﻲ
وط
اﻟد�ﺔ و�ﻨمﺎ ﻓﻲ اﻵ�ﺔ إ�جﺎب اﻟد�ﺔ ﻤطﻠﻘﺎ ،وﻟ�س ف�ﻪ إ�جﺎﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺘﻞ ،و�ﻨمﺎ أﺨذ ذﻟك ﻤن
اﻟسنﺔ.
ﻧﻲ
ﺤكمﺔ اﻟد�ﺔ:
اﻟوﺠوب �تﺎ�ﺎ وﺴنﺔ و�ﺠمﺎﻋﺎ:
– 1ﻓﻔﻲ اﻟكتﺎب﴿ :وﻤن ﻗتﻞ ﻤؤﻤنﺎ ﺨطئﺎ ﻓتحر�ر رق�ﺔ ﻤؤﻤنﺔ ود�ﺔ ﻤسﻠمﺔ إﻟﻰ أﻫﻠﻪ إﻻ أن �صدﻗوا ﻓﺈن
ﻛﺎن ﻤن ﻗوم ﻋدو ﻟكم وﻫو ﻤؤﻤن ﻓتحر�ر رق�ﺔ ﻤؤﻤنﺔ و�ن �ﺎن ﻤن ﻗوم ﺒینكم و�ینﻬم ﻤیثﺎق ﻓد�ﺔ ﻤسﻠمﺔ إﻟﻰ
أﻫﻠﻪ ﴾...اﻟنسﺎء .92
– 2وﻓﻲ اﻟسنﺔ أﺤﺎدﯿث ،ﻤنﻬﺎ ﺤدﯿث اﻟوطﺈ واﻟنسﺎﺌﻲ أن ﻓﻲ اﻟكتﺎب اﻟذي �ت�ﻪ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ
وﺴﻠم ﻟﻌمرو ﺒن ﺤزم ﻓﻲ اﻟﻌﻘول» :أن ﻓﻲ اﻟنﻔس ﻤﺎﺌﺔ ﻤن اﻹﺒﻞ.«...
– 3أﻤﺎ اﻹﺠمﺎع ،ﻓﻘد أﺠمﻊ أﻫﻞ اﻟﻌﻠم ﻋﻠﻰ وﺠوب اﻟد�ﺔ ﻓﻲ اﻟجمﻠﺔ.
260
أﻨواﻋﻬﺎ �ﺎﻋت�ﺎر اﻟﻌمد وﻏیرﻩ :ﺜﻼﺜﺔ )اﻟﻌمد ،ﺸ�ﻪ اﻟﻌمد ،اﻟخطﺄ(.
– 1د�ﺔ اﻟﻌمد :إذا آل ﻗتﻞ اﻟﻌمد إﻟﻰ اﻟد�ﺔ ﻓتكون �حسب ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
ا – اﻟصﻠﺢ :وﻫو أن �صطﻠﺢ اﻟجﺎﻨﻲ ووﻟﻲ اﻟدم ﻋﻠﻰ ﻋوض ﺴواء �ﺎن ﻤسﺎو�ﺎ ﻟﻠد�ﺔ أو أﻛثر أو أﻗﻞ.
ب – إن ﯿتنﺎزل وﻟﻲ اﻟدم ﻋن اﻟﻘود ﻟد�ﺔ ﻤبﻬمﺔ ﻓﺎﻟواﺠب ﻓیﻬﺎ د�ﺔ ﻤﻐﻠظﺔ ﻤر�ﻌﺔ ﻟ�س ﻓیﻬﺎ ذ�ر ﻓﻔﻲ
اﻟموطﺄ) :د�ﺔ اﻟﻌمد إذا ﻗبﻠت :ﺨمس وﻋشرون ﺒنت ﻤخﺎض ،وﺨمس وﻋشرون ﺒنت ﻟبون ،وﺨمس وﻋشرون ﺤﻘﺔ،
وﺨمس وﻋشرون ﺠذﻋﺔ(.
ﺸرح ع�ﺎرات وﺘﻔسیر �ﻠمﺎت:
ﻗبﻠت :رﻀﻲ ﺒﻬﺎ وﻟﻲ اﻟدم ﺒدﻻ ﻤن اﻟﻘصﺎص.
ﺒنت ﻤخﺎض :اﻟداﺨﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟثﺎﻨﻲ.
ﺒنت ﻟبون :ﻟﻬﺎ ﻋﺎﻤﺎن ودﺨﻠت ﻓﻲ اﻟثﺎﻟث.
اﻟحﻘﺔ :ﻟﻬﺎ ﺜﻼﺜﺔ أﻋوام ودﺨﻠت ﻓﻲ اﻟرا�ﻌﺔ.
اﻟجذﻋﺔ :ﻟﻬﺎ أر�ﻌﺔ أﻋوام ودﺨﻠت ﻓﻲ اﻟخﺎﻤسﺔ.
اﻟ
ﻣﻌ
ﺤﺎﻟﺔ ﻏیر ﻤؤﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟمشﻬور.وﻗت دﻓﻌﻬﺎ :ﱠ
ﮭد
ﻤن ﯿدﻓﻌﻬﺎ :اﻟجﺎﻨﻲ ﺨﺎﺼﺔ وﻟ�س ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ إﻋﺎﻨتﻪ.
– 2ﺸ�ﻪ اﻟﻌمد :وﻫو ﻤﺎ �ﺎن ﻋمدا ﻓﻲ اﻟضرب ،ﺨطﺄ ﻓﻲ اﻟﻘتﻞ و�ﻪ ﻗﺎل ﺠمﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء وأﺌمﺔ اﻟمذاﻫب.
اﻟﺗ
ﻤشﻬور ﻤذﻫب ﻤﺎﻟك ﻓﻲ ﺸ�ﻪ اﻟﻌمد:
رﺑو
ﻨﻔﻲ ﺸ�ﻪ اﻟﻌمد إﻻ ف�من ﻗتﻠﻪ ﻤن ﻟﻪ ﻋﻠ�ﻪ وﻻدة �من ﻗتﻠﻪ أﺒوﻩ أو ﺠدﻩ أو أﻤﻪ أو ﺠدﺘﻪ � ...ﺂﻟﺔ ﯿؤدب
ي اﻟ
�مثﻠﻬﺎ ،و�ك�ف�ﺔ �مكن أن ﺘحمﻞ ﻋﻠﻰ اﻟتﺄدﯿب واﻟحﻘوا �ﻪ اﻟسﻠطﺎن واﻟمﻌﻠم اﻟنﺎﺼﺢ.
دﻟیﻞ ﺸ�ﻪ اﻟﻌمد ودﯿتﻪ:
وط
ﺒینت اﻟسنﺔ ذﻟك :ﻓﻔﻲ ﺤدﯿث أﺒﻲ داوود 4588واﻟنسﺎﺌﻲ واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 2627ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو ﺒن
اﻟﻌﺎص ﻤرﻓوﻋﺎ ...» :أﻻ إن د�ﺔ اﻟخطﺈ ﺸ�ﻪ اﻟﻌمد ﻤﺎ �ﺎن �ﺎﻟسوط واﻟﻌصﺎ :ﻤﺎﺌﺔ ﻤن اﻹﺒﻞ ﻤنﻬﺎ أر�ﻌون ﻓﻲ
ﻧﻲ
�طوﻨﻬﺎ أوﻻدﻫﺎ«.
وﻓﻲ ﺴنن أﺒﻲ داوود ) :4550ﻗضﻰ ﻋمر ﻓﻲ ﺸ�ﻪ اﻟﻌمد ﺜﻼﺜین ﺤﻘﺔ ،وﺜﻼﺜین ﺠذﻋﺔ ،وأر�ﻌین ﺨﻠﻔﺔ ﻤﺎ
ﺒین ﺜن�ﺔ و�ﺎزل( وﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
ﺴتون ﺒین ﺤﻘ ـ ـﺔ وﺠذﻋــﺔ وأر�ﻌون ﺨﻠﻔـ ـ ـﺎت �ﺎرﻋــﺔ
ﺸرح ع�ﺎرات:
ﺨﻠﻔﺔ :ﺤﺎﻤﻞ
ﺜن�ﺔ :اﻟنﺎﻗﺔ اﻟطﺎﻋنﺔ ﻓﻲ اﻟسﺎدﺴﺔ
�ﺎزل :ﻓﻲ ﺘﺎﺴﻊ ﺴن�ﻪ وﻟ�س �ﻌدﻩ ﺴن ﺘسمﻰ.
261
ﻓد�ﺔ ﺸ�ﻪ اﻟﻌمد ﻤثﻠثﺔ ﻤﻐﻠظﺔ أﻛثر ﻤن اﻟمﻐﻠظﺔ اﻟمر�ﻌﺔ اﻟسﺎ�ﻘﺔ.
– 3د�ﺔ اﻟخطﺈ :وﻫﻲ أﻨواع:
ا – د�ﺔ اﻟحر اﻟمسﻠم :ﻤن اﻹﺒﻞ 100 :ﻤخمسﺔ
ﻓﻔﻲ اﻟموطﺈ ) :د�ﺔ اﻟخطﺈ ﻋشرون ﺒنت ﻤخﺎض وﻋشرون ﺒنت ﻟبون وﻋشرون اﺒن ﻟبون ذ�را ،وﻋشرون
ﺤﻘﺔ ،وﻋشرون ﺠذﻋﺔ(.
وروا�ﺔ اﻟموطﺈ ﻫذﻩ رﻓﻌﻬﺎ اﻟدارﻗطنﻲ.
وﻗد روى اﻷر�ﻌﺔ ﻫذا اﻟحدﯿث ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻤسﻌود وف�ﻪ ...) :وﻋشرون اﺒن ﻤخﺎض (..ﺒدل) :اﺒن
ﻟبون(.
أﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﻫﻞ اﻟذﻫب 1000 :دﯿنﺎر �مﺎ ﻓﻲ روا�ﺔ اﻟنسﺎﺌﻲ ﻟحدﯿث ﻋمرو ﺒن ﺤزم ﻓﻲ اﻟﻌﻘول ...» :وﻋﻠﻰ
أﻫﻞ اﻟذﻫب أﻟﻒ دﯿنﺎر.«...
وأﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﻫﻞ اﻟﻔضﺔ :ﻓـ 12000درﻫم ﻟمﺎ ﻓﻲ أﺒﻲ داوود 4546واﻟترﻤذي 1393واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 2629ﻋن
اﻟ
اﺒن ع�ﺎس أن رﺠﻼ ﻤن ﺒنﻲ ﻋدي ﻗتﻞ ﻓجﻌﻞ اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم دﯿتﻪ أﺜنﻰ ﻋشر أﻟﻔﺎ.
ﻣﻌ
ﮭد
ب – د�ﺔ اﻟحر اﻟكتﺎﺒﻲ اﻟمﻌﺎﻫد أو اﻟذﻤﻲ :ﻨصﻒ د�ﺔ اﻟحر اﻟمسﻠم ﻟحدﯿث اﻷر�ﻌﺔ ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو
ﺒن اﻟﻌﺎﺼﻲ ﻤرﻓوﻋﺎ» :د�ﺔ اﻟمﻌﺎﻫد ﻨصﻒ د�ﺔ اﻟحر«.
اﻟﺗ
رﺑو
ﺠـ -د�ﺔ اﻟمجوﺴﻲ وﻫو ﻤن ﻻ �تﺎب ﻟﻪ ،واﻟمرﺘد� :ﻞ ﻤنﻬمﺎ ﺜﻠث اﻟخمس وﻫﻲ ﻤن اﻹﺒﻞ 6ﺠمﺎل وﺜﻠثﺎ
�ﻌیر وﻤن اﻟﻔضﺔ 800درﻫم وﻤن اﻟذﻫب 66 :دﯿنﺎ ار وﺜﻠثﺎ دﯿنﺎر.
ي اﻟ
د – د�ﺔ اﻷﻨثﻰ :ﻨصﻒ د�ﺔ ﻨوﻋﻬﺎ ،ﻓمثﻼ ﻟﻠحرة اﻟمسﻠمﺔ ﻨصﻒ ﻤﺎ ﻟﻠحر اﻟمسﻠم � 50ﻌی ار ﻤخمسﺔ،
وﻫكذا...
وط
اﻟحر :دﯿتﻪ ﻋشر د�ﺔ أﻤﻪ إذا ﺨرج ﻤیتﺎ ﻟم �ستﻬﻞ ﺴواء �ﺎن ذ� ار أو أﻨثﻰ وﺴواء �ﺎن اﻟﻘتﻞ ﺨطﺄ أو ﻋمدا،
وأ�ﺎ �ﺎن ﺴبب ﻗتﻠﻪ.
وﻗد أﻓتﻰ اﻟوﺤﻲ ﻓﻲ دﯿتﻪ :ﻓﻔﻲ اﻟموطﺈ واﻟصح�حین ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة أن اﻤرأﺘین ﻤن ﻫذﯿﻞ رﻤت إﺤداﻫمﺎ
اﻷﺨرى ﻓطرﺤت ﺠنینﻬﺎ ﻓﻘضﻰ ﻓیﻬﺎ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �ﻐرة :ﻋبد أو وﻟیدة.
وﻓﻲ اﻟموطﺈ ﺘﻘو�م اﻟﻐرة 50 :دﯿنﺎ ار أو 600درﻫم ،أﻤﺎ إذا ﺨرج ﺤ�ﺎ ﺜم ﻤﺎت ﻓف�ﻪ اﻟد�ﺔ �ﺎﻤﻠﺔ.
اﻟﻌبد :دﯿتﻪ :ﻋشر ق�مﺔ أﻤﻪ ﺴواء �ﺎن اﻟجنین ﻤن زوج أو ﻤن زﻨﺎ ،ﺴواء �ﺎن اﻟجﺎﻨﻲ أﺠنب�ﺎ أو أ�ﺎ ﻟكن إذا
ﻤﺎﺘت ﻗبﻞ اﻟمزاﯿﻠﺔ اﻨدرج ﻓﻲ دﯿتﻬﺎ وﻻ ﺸﻲء ف�ﻪ.
ﺸروط ﺘحمﻞ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ اﻟد�ﺔ:
262
ﺨمسﺔ وﻫﻲ:
– 1أن �كون اﻟﻘتﻞ ﺨطﺄ ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻻ ﺘتحمﻞ ﻋمدا وﻻ ﻋب ــدا وﻻ
اﻋتراﻓﺎ.
– 2أن ﻻ ﺘﻘﻞ اﻟد�ﺔ ﻋن اﻟثﻠث ،و�ﻻ ﻓﻔﻲ ﻤﺎل اﻟجﺎﻨﻲ وﺤدﻩ.
– 3أن ﻻ ﺘكون اﻟجنﺎ�ﺔ ﻤن اﻟجﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻨﻔسﻪ.
– 4أن ﯿثبت اﻟﻘتﻞ ﺒبینﺔ أو ﻗسﺎﻤﺔ ﻻ �ﺎﻋتراف.
– 5أن �كون اﻟﻘتیﻞ ﺤ ار ﻓمن ﻗتﻞ رق�ﻘﺎ اﺴتبد ﺒدﯿتﻪ.
ﻛ�ف ﺘوزع؟
ﺘوزع ﻋﻠﻰ اﻟذ�ور اﻟ�ﺎﻟﻐین اﻟﻌﺎﻗﻠین اﻟموﺴر�ن اﻟمواﻓﻘین ﻓﻲ اﻟدﯿن واﻟدار ﺤسب �سرﻫم و�بدأ �ﺎﻷﻗرب
ﻓﺎﻷﻗرب ،وﻋﻠﻰ اﻟجﺎﻨﻲ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﺤدﻫم.
ﻤ�ﻘﺎت دﻓﻊ اﻟد�ﺔ:
اﻟ
ﺘنجم ﻋﻠﻰ ﺜﻼث ﺴنین اﺒتداء ﻤن ﻀرب اﻟد�ﺔ �ﻞ ﻨﻬﺎ�ﺔ ﺴنﺔ ﻤنﻬﺎ �حﻞ ﺜﻠث وﻫذا اﻟتﺄﺠیﻞ ﻤن ﺴنﺔ ﻋمر
ﻣﻌ
أﻤﺎ اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻘد �ﺎن ﯿدﻓﻌﻬﺎ ﺤﺎﻟﺔ دﻓﻌﺔ واﺤدة.
ﮭد ﻛﻔﺎرة اﻟﻘتﻞ:
اﻟﺗ
ﯿترﺘب ﻋﻠﻰ ﻤن ﻗتﻞ ﻤسﻠمﺎ ﺨطﺄ ﺸیئﺎن:
رﺑو
�جد ﻓص�ﺎم ﺸﻬر�ن ﻤتتﺎ�ﻌین ﻓﺈذا أﻓطر ﻤنﻬﺎ ﯿوﻤﺎ ﻋمدا ﺒﻼ ﻋذر اﺴتﺄﻨﻔﻬﺎ ،وﻤن أﻓطر ﻟﻌذر ﺒنﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﺎت،
وﻟ�س ﻓیﻬﺎ إطﻌﺎم.
وط
اﻷﺴئﻠﺔ:
ﻧﻲ
263
اﻟدرس :61
ﺘﻌر�ف:
اﻟمﻘصود ﻫنﺎ إﺘﻼف ﻋضو ﻤن أﻋضﺎء اﻹﻨسﺎن أو ﺠرﺤﻪ أو ﺘشو�ﻬﻪ أو إزاﻟﺔ ﻤﻌنﻰ ف�ﻪ� ،ﺎﻟسمﻊ
واﻟ�صر...
أر�ﺎﻨﻬﺎ :ﻫﻲ أر�ﺎن اﻟجنﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس اﻟتﻲ رأﯿنﺎ ﺴﺎ�ﻘﺎ.
اﻟﻔرق ﺒین اﻟشجﺎج واﻟجروح:
– 1اﻟشجﺎج :ﻤختصﺔ �مﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟوﺠﻪ واﻟرأس دون ﺴﺎﺌر اﻟبدن.
اﻟ
– 2اﻟجروح :ﻤختصﺔ �مﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ ﺴﺎﺌر اﻟبدن وﻫذا اﻟتﻔر�ق ﻋرﻓﻲ.
ﻣﻌ
أﻨواع اﻟشجﺎج10 :
ﮭد
– 1اﻟموﻀحﺔ :ﻫﻲ اﻟتﻲ �ظﻬر ﻤﻌﻬﺎ وﻀﺢ اﻟﻌظم أي ﺒ�ﺎﻀﻪ.
اﻟﺗ
– 2اﻟﻬﺎﺸمﺔ :وﻫﻲ اﻟتﻲ ﺘﻬشم اﻟﻌظم.
رﺑو
264
– 2ﻤﺎ ﻻ �سوى ف�ﻪ ﺒین اﻟﻌمد واﻟخطﺈ:
وﻫو ﻤﺎ ﻋدا ﻤتﺎﻟﻒ اﻟجروح اﻟتسﻊ اﻟسﺎ�ﻘﺔ.
أوﻻ اﻟﻌمد :وف�ﻪ اﻟﻘصﺎص.
ا – ﺸروط اﻟﻘصﺎص ﻓﻲ ﻤﺎ دون اﻟنﻔس3 :
– Iأن �كون ﻋمدا ﻤحضﺎ ﻓﻼ ﻗصﺎص ﻓﻲ اﻟخطﺈ إﺠمﺎﻋﺎ.
– IIاﻟتكﺎﻓؤ ﺒین اﻟجﺎرح واﻟمجروح .وﻫو أن �كون اﻟجﺎﻨﻲ �ﻘﺎد ﻤن اﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻟو ﻗتﻠﻪ �ﺎﻟحر اﻟمسﻠم
ﻤﻊ اﻟحر اﻟمسﻠم...
– IIIإﻤكﺎن اﻻﺴت�ﻔﺎء ﻤن ﻏیر ﺤ�ف وﻻ ز�ﺎدة ﻟﻘول ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ﴿ :و�ن ﻋﺎﻗبتم ﻓﻌﺎﻗبوا �مثﻞ ﻤﺎ ﻋوﻗبتم
�ﻪ﴾ اﻟنحﻞ .126وﻟﻘوﻟﻪ﴿ :ﻓمن اﻋتدى ﻋﻠ�كم ﻓﺎﻋتدوا ﻋﻠ�ﻪ �مثﻞ ﻤﺎ اﻋتدى ﻋﻠ�كم﴾ اﻟ�ﻘرة 194
ﻓﻔﻲ ﻫذا اﺸتراط اﻟمثﻠ�ﺔ.
ب – ��ﻔیتﻪ :وذﻟك �ﺄن �ق�س أﻫﻞ اﻟطب واﻟمﻌرﻓﺔ طول اﻟجرح وﻋرﻀﻪ وﻋمﻘﻪ و�شﻘون ﻤﻘدارﻩ ﻓﻲ اﻟجﺎرح.
وﻓﻲ ﻗطﻊ ﻋضو �ﻘطﻊ ﻤن اﻟجﺎﻨﻲ ﻤثﻠﻪ ﻓﺈذا �ﺎن ﯿدا �منﻰ ﻗطﻌت ﻤن اﻟجﺎﻨﻲ اﻟید اﻟ�منﻰ ﻤن اﻟموﻀﻊ
اﻟذي ﻗطﻊ ﻤنﻪ اﻟجﺎﻨﻲ و�نﻔس اﻟك�ف�ﺔ.
اﻟ
ﻤوت اﻟجﺎﻨﻲ �ﺎﻟﻘصﺎص ﻤنﻪ ﻓﻲ ﺠرح:
ﻣﻌ
ﻤذﻫب ﻤﺎﻟك واﻟشﺎﻓﻌﻲ أﻨﻪ ﻫدر ﻤطﻠول.
ﮭد أﺜر اﻟﻌﻔو ﻓﻲ اﻟﻌمد:
اﻟﺗ
– 1إذا ﻋﻔﺎ اﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻋن اﻟجﺎﻨﻲ ﻋﻔوا ﻤطﻠﻘﺎ طوﻋﺎ ﻓﻼ ﺸﻲء ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟجﺎﻨﻲ.
– 2أﻤﺎ إذا ﻋﻔﺎ ﻋن اﻟﻘود ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻠﻪ اﻷرش ﻟحدﯿث اﻟش�خین ﻋن أﻨس ﻗﺎل� :سرت اﻟر��ﻊ – وﻫﻲ ﻋمﺔ
رﺑو
أﻨس ﺒن ﻤﺎﻟك -ﺜن�ﺔ ﺠﺎر�ﺔ ﻤن اﻷﻨصﺎر ،ﻓطﻠب اﻟﻘوم اﻟﻘصﺎص ،ﻓﻘﺎل أﻨس ﺒن اﻟنضر ﻋم أﻨس ﺒن ﻤﺎﻟك :ﻻ
�ﷲ ﻻ ﺘكسر ﺴنﻬﺎ �ﺎ رﺴول ﷲ ،ﻓﻘﺎل رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم �» :ﺎ أﻨس �تﺎب ﷲ اﻟﻘصﺎص« ﻓرﻀﻲ
ي اﻟ
اﻟﻘوم وﻗبﻠوا اﻷرش ﻓﻘﺎل رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم» :إن ﻤن ع�ﺎد ﷲ ﻤن ﻟو أﻗسم ﻋﻠﻰ ﷲ ﻷﺒرﻩ«.
ﺘﺄﺨیر اﻟﻘصﺎص:
وط
ﻻ ﯿؤﺨر اﻟﻘصﺎص �ﻌد اﺴتكمﺎل ﺸروطﻪ إﻻ ﻟﻬول اﻟزﻤن �شدة اﻟحر وﺸدة اﻟبرد واﻟمرض واﻟحمﻞ...
ﻧﻲ
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أوﺠب ﻓﻲ اﻟﻬﺎﺸمﺔ ﻋش ار ﻤن اﻹﺒﻞ.
ﮭد – 3اﻟمنﻘﻠﺔ� 15 :ﻌی ار
– 4اﻟمﺄﻤوﻤﺔ :ﺜﻠث اﻟد�ﺔ = � 33ﻌی ار وﺜﻠث �ﻌیر.
اﻟﺗ
– 5اﻟداﻤﻐﺔ :ﺜﻠث اﻟد�ﺔ.
رﺑو
160ﻤن اﻹﺒﻞ.
– 8اﻷﺼ�ﻊ اﻟواﺤد :ﻋشر اﻟد�ﺔ = 10ﺠمﺎل وﻋﻠ�ﻪ ﻓﻔﻲ اﻷﺼﺎ�ﻊ دﯿتﺎن )� ( 200ﻌیر .أﻤﺎ اﻷﻨﺎﻤﻞ ﻓﻔﻲ
وط
266
ﻤشﻬور اﻟمذﻫب أن ف�مﺎ ﻋدا ﻤﺎ ذ�ر ﺤكوﻤﺔ.
وذﻟك �ﺄن �ﻘدر اﻟحر اﻟمجنﻰ ﻋﻠ�ﻪ ﻋبدا �ﺎﻤﻞ اﻟصحﺔ و�نظر ﻤﺎ ﻨﻘصت اﻟجنﺎ�ﺔ ﻤن ق�متﻪ ﻓیدﻓﻊ ﻟﻠمجنﻰ
ﻋﻠ�ﻪ ،وﻟو �ﺎن اﻟذي أﺼیب ﻋین ﻋوراء أو ﯿد ﺸﻼء أو ﺴن ﺴوداء.
وﻤن اﻟﻌﻠمﺎء ﻤن أﺒﻰ اﻟحكوﻤﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟثﻼث ﻟمﺎ ﻓﻲ ﺴنن اﻟنسﺎﺌﻲ 4850ﻋن ﻋمرو ﺒن ﺸﻌیب ﻋن أﺒ�ﻪ
ﻋن ﺠدﻩ أن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻗضﻰ ﻓﻲ اﻟﻌین اﻟﻌوراء اﻟسﺎدة ﻟمكﺎﻨﻬﺎ إذا طمست ﺒثﻠث دﯿتﻬﺎ ،وﻓﻲ
اﻟید اﻟشﻼء إذا ﻗطﻌت ﺒثﻠث دﯿتﻬﺎ ،وﻓﻲ اﻟسن اﻟسوداء إذا ﻨزﻋت ﺒثﻠث دﯿتﻬﺎ.
وﻓﻲ اﻟموطﺈ) :إن ﻋمر ﻗضﻰ ﻓﻲ اﻟترﻗوة �جمﻞ ،وﻓﻲ اﻟضﻠﻊ �جمﻞ(.
ﻋﻘﻞ اﻟمرأة:
ﻤسﺎو ﻟﻌﻘﻞ اﻟرﺠﻞ ف�مﺎ دون ﺜﻠث اﻟد�ﺔ اﻟكﺎﻤﻠﺔ وﻟذﻟك ،ﻓد�ﺔ ﺜﻼﺜﺔ أﺼﺎ�ﻊ 30ﻤن اﻹﺒﻞ ﺴواء �ﺎﻨت أﺼﺎ�ﻊ
أﻨثﻰ أو ذ�ر.
ﻓﺈذا ﻗطﻊ أﺼ�ﻌﻬﺎ اﻟرا�ﻊ ﺼﺎرت دﯿتﻬﺎ � 20ﻌی ار ﻷن 40أﻛثر ﻤن ﺜﻠث اﻟد�ﺔ اﻟكﺎﻤﻠﺔ ،ﻟحدﯿث اﻟنسﺎﺌﻲ ﻋن
اﻟ
ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو ﺒن اﻟﻌﺎص ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻋﻘﻞ اﻟمرأة ﻤثﻞ ﻋﻘﻞ اﻟرﺠﻞ ﺤتﻰ ﯿبﻠﻎ اﻟثﻠث ﻤن دﯿتﻬﺎ«.
ﻣﻌ
ﻤ�ﻘﺎت ﺘﻘو�م اﻷرش:
ﮭد
ﻻ �ﻘتص ﻤن اﻟجﺎﻨﻲ ،وﻻ ﯿؤدى اﻟجرح ،وﻻ �حكم ف�ﻪ أﻫﻞ اﻟطب اﻟمﺎﻫرون ﺤتﻰ �حصﻞ اﻟبرء اﻟتﺎم،
اﻟﺗ
وﺘؤﻤن اﻟسرا�ﺔ.
رﺑو
وﻓﻲ اﻟدراﻗطنﻲ ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو ﺒن اﻟﻌﺎص :ﻨﻬﻰ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أن �ﻘتص ﻤن
ﺠرح ﺤتﻰ ﯿب أر ﺼﺎﺤ�ﻪ .وﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
ي اﻟ
ﺘﻌﻘﻞ ،وﻻ �حكم ف�ﻪ اﻟﻔضﻼ واﻟجرح ﻗبﻞ اﻟبرء ﻻ ﺘﻘد وﻻ
وط
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین اﻟشجﺎج واﻟجروح ﻋند اﻟﻔﻘﻬﺎء؟
ﻧﻲ
267
اﻟدرس :62
اﻟﻘسﺎﻤﺔ
ﺘﻌر�ﻔﻬﺎ:
اﻟﻘسﺎﻤﺔ ﻟﻐﺔ :ﻓﻲ اﻷﺼﻞ اﻟجمﺎﻋﺔ �ﻘسمون ﻋﻠﻰ ﺸﻲء و�ﺄﺨذوﻨﻪ ﻓﻬﻲ ﻤﺄﺨوذة ﻤن اﻟﻘسم اﻟتﻲ ﻫﻲ اﻟ�مین.
وﺘطﻠق ﻋﻠﻰ اﻷ�مﺎن ﺘﻘسم ﻋﻠﻰ أوﻟ�ﺎء اﻟﻘتیﻞ إذا ادﻋوا اﻟدم وﻤﻌﻬم دﻟیﻞ دون اﻟبینﺔ.
اﻟ
ﻟ�س �ﻘسﺎﻤﺔ.
ﻣﻌ
ﮭد
ﺴبب اﻟﻘسﺎﻤﺔ :ﺜبوت ﻤﺎ ﻫو ﻤظنﺔ ﻹﻀﺎﻓﺔ ﻗتﻞ اﻟحر اﻟمسﻠم ﻵدﻤﻲ ،وﻫﻲ ﺜﺎﻟث ﻤثبتﺎت اﻟﻘتﻞ ،وﻗد رأﯿنﺎ
اﻟﺗ
أن اﻷول اﻻﻋتراف واﻟثﺎﻨﻲ ﺸﻬﺎدة ﻋدﻟین ،وﻗد رأﯿنﺎ ﺸروط �ﻞ واﺤد ،و�ﻨﻪ �كﻔﻲ واﺤد ﻤن
رﺑو
اﻟمثبتﺎت.
اﻟﻠوث:
ي اﻟ
و�ذا ﻋدم اﻟﻠوث �طﻠت اﻟدﻋوى ﻟحدﯿث اﻟصح�حین ﻋن اﺒن ع�ﺎس ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻟو �ﻌطﻰ اﻟنﺎس ﺒدﻋواﻫم ﻟذﻫب
ﻧﻲ
268
ب – اﻟتدﻤ�ﺔ اﻟب�ضﺎء :وﻫﻲ أن �ﻘول ذﻟك ،وﻻ ﺘظﻬر ﻋﻠ�ﻪ ﺠروح وﻻ أﺜر ﻤن اﻟضرب ..ﻓﻬذا اﻟنوع
ﻟ�س ﻟوﺜﺎ وﻻ ﺘصﺢ �ﻪ اﻟﻘسﺎﻤﺔ.
– 5ﺸﻬﺎدة اﺜنین �ضرب أو ﺠرح ﺜم ﯿتﺄﺨر اﻟموت.
– 6ﺸﻬﺎدة اﻟسمﺎع وﻫﻲ اﻟثﺎﻟثﺔ ﻤن ﻤراﺘب اﻟشﻬﺎدة وﻟﻬﺎ ﺸروط
ﺘراﺠﻊ ﻓﻲ دروس اﻟﻘضﺎء.
– 7وﺠود اﻟﻘتیﻞ و�ﻘر�ﻪ ﺸخص ﻤﻠطﺦ �ﺎﻟدم.
اﻟ
– 3اﻟجﻬﻞ �ﻌین اﻟﻘﺎﺘﻞ :أﻤﺎ إذا ﺘمیز وﻋرف ﻓﻼ ﻗسﺎﻤﺔ.
ﻣﻌ
– 4أن ﯿتﻔق أوﻟ�ﺎء اﻟدم ﻓﻲ اﻟﻘتﻞ ﻓﺈذا اﺨتﻠﻔوا ﻓﻲ أﺼــﻞ اﻟﻘتﻞ أو
ﮭد ﺸكوا ف�ﻪ ﻓﻼ ﻗسﺎﻤﺔ.
– 5أن ﻻ �ﻘﻞ اﻟذﯿن �ﻘوﻤون �ﺎﻟﻘسﺎﻤﺔ ﻋن رﺠﻠین ﻤن أوﻟ�ﺎء اﻟدم.
اﻟﺗ
رﺑو
ﺤكم اﻟﻘسﺎﻤﺔ:
ﻧﻲ
اﻟوﺠوب ﻋند اﻷﺌمﺔ اﻷر�ﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟجمﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﺨتﻼف ﺒینﻬم ﻓﻲ اﻟتﻔﺎﺼیﻞ .وﻗد أ�ﺎﻫﺎ ﺴﺎﻟم ﺒن ﻋبد ﷲ
وأﺒو ﻗﻼ�ﺔ وﺘﻠمیذﻩ ﺴیدﻨﺎ ﻋمر ﺒن ﻋبد اﻟﻌز�ز ،وﻓﻲ ﻤذاﻛرة ﻋمر وﺸ�خﻪ أﺒﻲ ﻗﻼ�ﺔ �سط ذﻟك وﻫﻲ ﻓﻲ ﺼح�ﺢ
اﻟ�خﺎري رﻗم اﻟحدﯿث .6899
دﻟیﻞ اﻟجمﻬور:
ﺤدﯿث ﺤو�صﺔ وﻤح�صﺔ ﻓﻲ اﻟموطﺈ واﻟصح�حین وﻤمﺎ ﺠﺎء ف�ﻪ ... :ﻓﻘﺎل رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم
ﻟحو�صﺔ وﻤح�صﺔ وﻋبد اﻟرﺤمن» :أﺘحﻠﻔون وﺘستحﻘون دم ﺼﺎﺤ�كم«؟ ﻓﻘﺎﻟوا :ﻻ ،ﻗﺎل» :أﻓتحﻠﻒ ﻟكم ﯿﻬود؟
ﻗﺎﻟوا :ﻟ�سوا �مسﻠمین ،ﻓوداﻩ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻤن ﻋندﻩ ف�ﻌث إﻟیﻬم �مﺎﺌﺔ ﻨﺎﻗﺔ « ...ﻟﻔظ ﻤﺎﻟك.
ﻤتﻰ �ﺎﻨت اﻟﻘسﺎﻤﺔ؟
269
ﻫﻲ ﻤن ﻤكﺎرم اﻷﺨﻼق اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﻋند اﻟجﺎﻫﻠ�ﺔ �صوﻨون ﺒﻬﺎ دﻤﺎءﻫم و�رﻫبون ﺒﻬﺎ ﻤن اﻟﻘتﻞ وأﻗرﻫﺎ
اﻹﺴﻼم وﻓﻲ اﻟموطﺈ ﻤرﻓوﻋﺎ�» :ﻌثت ﻷﺘمم ﺤسن اﻷﺨﻼق«.
واﻷﺜر اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻘسﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻟجﺎﻫﻠ�ﺔ ﻓﻲ ﺼح�ﺢ اﻟ�خﺎري ﻤطوﻻ ﺒرﻗم .3845
وﻓﻲ ﺼح�ﺢ ﻤسﻠم أن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أﻗر اﻟﻘسﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ �ﺎﻨت ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻲ اﻟجﺎﻫﻠ�ﺔ.
ﺤكمﺔ اﻟﻘسﺎﻤﺔ:
ﻓﻲ اﻟموطﺈ) :و�ﻨمﺎ ﻓرق ﺒین اﻟﻘسﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻟدم ،واﻷ�مﺎن ﻓﻲ اﻟحﻘوق أن اﻟرﺠﻞ إذا داﯿن اﻟرﺠﻞ اﺴتثبت ﻋﻠ�ﻪ
ﻓﻲ ﺤﻘﻪ ،وأن اﻟرﺠﻞ إذا أراد ﻗتﻞ اﻟرﺠﻞ ﻟم �ﻘتﻠﻪ ﻓﻲ ﺠمﺎﻋﺔ ﻤن اﻟنﺎس و�ﻨمﺎ ﯿﻠتمس اﻟخﻠوة(...
ﻛ�ف�ﺔ اﻟﻘسﺎﻤﺔ:
وﻫﻲ أن �حﻠﻒ أوﻟ�ﺎء اﻟمﻘتول � 50مینﺎ �ﺎ� ﻓﻲ اﻟمسجد اﻷﻋظم �ﻌد اﻟصﻼة ﻋند اﺠتمﺎع اﻟنﺎس أن ﻫذا
اﻟ
ﻗتﻠﻪ ف�جب ﺒﻬﺎ اﻟﻘصﺎص ﻓﻲ اﻟﻌمد ،وﻻ �ﻘتﻞ �ﺎﻟﻘسﺎﻤﺔ إﻻ واﺤد ﻗﺎل ﺨﻠیﻞ ..) :واﻟﻘود ﻓﻲ اﻟﻌمد ﻤن واﺤد ﺘﻌین
ﻣﻌ
ﻟﻬﺎ.(..
ﮭد
أﻤﺎ اﻟخطﺄ ﻓف�ﻪ اﻟد�ﺔ ،وﻫذا اﻟتﻔصیﻞ ﻟمﺎﻟك وأﺤمد ﺒن ﺤنبﻞ.
اﻟﺗ
أﻤﺎ أﺒو ﺤن�ﻔﺔ واﻟشﺎﻓﻌﻲ ﻓﻼ �جب ﻋندﻫمﺎ ﻓﻲ اﻟحﺎﻟین إﻻ اﻟد�ﺔ.
رﺑو
ﯿبدأ اﻟمدﻋون �ﺎﻷ�مﺎن ،ﻓﺈن ﺤﻠﻔوا � 50مینﺎ اﺴتحﻘوا دم ﺼﺎﺤبﻬم ،و�ن ﻨكﻠوا ﺤﻠﻒ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠیﻬم 50
�مینﺎ و�رﺌوا ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻤﺎﻟك واﻟشﺎﻓﻌﻲ وأﺤمد وﻫذا ﻤن ﺨصوﺼ�ﺎت اﻟﻘسﺎﻤﺔ إذ �ﻞ اﻟحﻘوق أﻷﺨرى ﻗﺎﻋدﺘﻬﺎ:
وط
»اﻟبینﺔ ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻲ ،واﻟ�مین ﻋﻠﻰ ﻤن أﻨكر« واﻟمنكر :ﻫو اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ.
ﻧﻲ
وﻓﻲ اﻟصح�حین ﻋن اﺒن ع�ﺎس ﻤرﻓوﻋﺎ» :اﻟ�مین ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ« زاد اﻟترﻤذي 1346ﺒتصدﯿر ﻋن
اﺒن ﻋمرو» :اﻟبینﺔ ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻲ ،واﻟ�مین ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ«.
وﺠﺎء اﻻﺴتثنﺎء ﻓﻲ روا�ﺔ اﻟدارﻗطنﻲ واﻟبیﻬﻘﻲ ...» :إﻻ اﻟﻘسﺎﻤﺔ« �مﺎ رأﯿنﺎ ﺘطبیق ذﻟك ﻓﻲ ﺤدﯿث ﺤو�صﺔ
وﻤح�صﺔ.
وﺨﺎﻟﻒ اﻷﺤنﺎف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمسﺄﻟﺔ اﻟجمﻬور ﻤحتجین �حدﯿث اﻟ�خﺎري وف�ﻪ ..) :ﻓبدأ �ﺎﻷ�مﺎن اﻟمدﻋﻰ
ﻋﻠیﻬم وﻫم اﻟیﻬود(.
ﻤن �حﻠﻒ ﻫذﻩ اﻷ�مﺎن؟
270
– 1ﻓﻲ اﻟﻌمد :ﻻ �حﻠﻒ اﻟنسﺎء وﻻ �ﻌﻔون و�ن ﻟم �كن ﻟﻠمﻘتول أوﻟ�ﺎء ﻏیرﻫن ،وﻻ �حﻠﻒ اﻟصب�ﺎن وﻻ
رﺠﻞ واﺤد و�ﻨمﺎ �حﻠﻔﻬﺎ رﺠﻼن ﻓﺄﻛثر ﺘﻘسم اﻷ�مﺎن ﺒینﻬم ﻋﻠﻰ ﻋددﻫم .وﻻ �حﻠﻒ اﻟﻔرد
أﻛثر ﻤن � 25مینﺎ و�جوز ﺘطوع اﺜنین �حﻠﻔﺎن ﻋن ﺠم�ﻊ اﻟﻌص�ﺔ.
– 2ﻓﻲ اﻟخطﺈ :ﺘوزع اﻷ�مﺎن ﻋﻠﻰ اﻟورﺜﺔ �حسب ﺴﻬمﺎﻨﻬم وﻟو اﻤرأة أو أﺨﺎ ﻷم ،ﻓتحﻠﻒ اﻟزوﺠﺔ اﻟثمن أو
اﻟر�ﻊ ،وﺘحﻠﻒ اﻷم اﻟثﻠث أو اﻟسدس...
ﻋﻘو�ﺔ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ إذا ﻨكﻞ ﻓﻲ اﻟﻌمد :ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻠدة وﺤ�س ﻋﺎم.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻫﻞ اﻟﻘسﺎﻤﺔ ﻤشتﻘﺔ ﻤن اﻟﻘسم أم ﻤن اﻟﻘسمﺔ؟
– 2ﻤﺎ رﺘ�ﺔ اﻟﻘسﺎﻤﺔ ﻤن ﻤثبتﺎت اﻟﻘتﻞ؟
– 3ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین اﻟبینﺔ واﻟﻠوث؟
اﻟ
– 4ﻋرف اﻟتدﻤیتین؟ وﻫﻞ ﻓیﻬمﺎ اﻟﻘسﺎﻤﺔ؟
ﻣﻌ
�� – 5ف ﺘوﻓق ﺒین ﺤدﯿث ﺤو�صﺔ وﻤح�صﺔ و�ین ﺤدﯿث اﻟش�خین» :اﻟ�مین ﻋﻠﻰ اﻟمدﻋﻰ ﻋﻠ�ﻪ«؟
ﮭد
– 6ﻗﺎرن ﺒین ﻤستند اﻷﺤنﺎف وﻤستند اﻟجمﻬور ﻓﻲ اﻟتبرﺌﺔ �ﺎﻷ�مﺎن؟
– 7ﻤتﻰ �حﻠﻒ اﻟنسﺎء ﻓﻲ اﻟﻘسﺎﻤﺔ؟
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
271
اﻟدرس :63
اﻟﻔراﺌض
)ﻨظﺎم اﻟتور�ث ﺒین اﻟجﺎﻫﻠ�ﺔ واﻹﺴﻼم(
ﻷﻫم�ﺔ اﻟﻔراﺌض ﺒینﻬﺎ ﷲ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ ﻤخصصﺔ �حكمتﻪ ﻋﻠﻰ ﺤسب ﻤﺎ ﻋﻠمﻪ ﻤن اﻟمصﺎﻟﺢ ﻟع�ﺎدﻩ ﻻ ﻋﻠﻰ
ﺤسب رغ�ﺎﺘﻬم وﻤیوﻟﻬم ،وﻓﻲ اﻟﻘرآن﴿ :إن اﻹﻨسﺎن ﺨﻠق ﻫﻠوﻋﺎ﴾ وف�ﻪ﴿ :إن اﻹﻨسﺎن ﻟر�ﻪ ﻟكنود.﴾..
وﻷﺒﻲ اﻟطیب اﻟمتنبﻲ:
إﻨمﺎ أﻨﻔس اﻷﻨی ـ ـس ﺴبــﺎع ﯿتﻔﺎرﺴن ﺠﻬـ ـرة واﻏتیـ ـ ـﺎﻻ
واﻏتصﺎ�ﺎ ﻟم ﯿﻠتمسـ ـ ـﻪ ﺴـؤاﻻ ﻤن أطﺎق اﻟتمﺎس ﺸﻲء ﻏـ ـﻼ�ﺎ
ﻛﻞ ﻏﺎد ﻟحﺎﺠـ ــﺔ ﯿتمـ ـنﻰ أن �كون اﻟﻐضنﻔـ ـ ـر اﻟرﺌبـﺎﻻ
اﻟ
ﻛﺎن أﻫﻞ اﻟجﺎﻫﻠ�ﺔ ﯿورﺜون اﻟرﺠﺎل دون اﻟنسﺎء واﻟك�ﺎر دون اﻟصﻐﺎر و�ﻘوﻟون) :ﻻ �ﺄﺨذ أﻤواﻟنﺎ ﻤن ﻻ ﯿر�ب
ﻣﻌ
ﮭد اﻟﻔرس ،وﻻ �ضرب �ﺎﻟس�ف.(..
اﻗتضت ﺤكمﺔ ﷲ أن �محو ﺘﻠك اﻟضﻼﻻت ﺘدر�ج�ﺎ ﺤتﻰ ﻻ ﺘتﻌﺎﺼﻰ ﻨﻔوﺴﻬم ﻋن اﻻﻨق�ﺎد ﻓﺄوﺠب ﻋﻠیﻬم
اﻟﺗ
أوﻻ اﻟوﺼ�ﺔ ﻟﻸﻗر�ین ﻓنزل﴿ :ﻛتب ﻋﻠ�كم إذا ﺤضر أﺤد�م اﻟموت إن ﺘرك ﺨی ار اﻟوﺼ�ﺔ ﻟﻠواﻟدﯿن واﻷﻗر�ین﴾..
رﺑو
ﻤن ﻏیر ﺘﻌیین وﻻ ﺘوﻗیت ﺒﻞ ﻓوض اﻷﻤر إﻟیﻬم ﻓﻲ اﻟتخص�ص ﻟتطمئن ﻨﻔوﺴﻬم وﺘنكسر ﺴورة ﻏضبﻬم ،و�ﺎن
إذا ظﻬر ﻤن ﻤوص ﺠور ﻟجﺄ إﻟﻰ اﻟﻘضﺎء.
ي اﻟ
وﻟمﺎ رﺴﺦ اﻹﺴﻼم ﻓﻲ ﻗﻠو�ﻬم اﻨتﻘﻞ ﺴ�حﺎﻨﻪ ﺒﻬم إﻟﻰ ﻤﺎ ﻫو أﻀمن ﻟمصﺎﻟحﻬم وأﺤﻔظ ﻟمودﺘﻬم ﻓﻠم �جﻌﻞ
اﻟخیرة ﻟﻬم.
وط
ﻓسوى ﺒین اﻟصﻐﺎر واﻟك�ﺎر ﻷن اﻟصﻐیر إﻟﻰ اﻟمﺎل واﻹﻋﺎﻨﺔ أﺤوج ،و�دﻓﻊ ﻟﻪ إن أوﻨس ﻤنﻪ اﻟرﺸد.
ﻧﻲ
وﺠﻌﻞ ﻟﻺﻨﺎث ﻤﻊ اﻟذ�ور ﻨصی�ﺎ ﻟضﻌﻔﻬن وﺘرﻏی�ﺎ ﻓﻲ ﻨكﺎﺤﻬن ﻏیر أن اﻟحكمﺔ اﻗتضت اﻤت�ﺎز اﻟذ�ر ﻋﻠﻰ
اﻷﻨثﻰ �جﻌﻞ ﻨصیبﻬﺎ ﻨصﻒ ﻨصی�ﻪ ﻷن اﻟذ�ر ذو ﺤﺎﺠتین :ﺤﺎﺠﺔ ﻟنﻔسﻪ وﺤﺎﺠﺔ ﻟع�ﺎﻟﻪ.
واﻷﻨثﻰ :ذات ﺤﺎﺠﺔ واﺤدة.
وأ�ضﺎ ﻓﺈن اﻟرﺠﻞ أﻛمﻞ ﺤﺎﻻ ﻓﻲ اﻟخﻠﻘﺔ وﻓﻲ اﻟمنﺎﺼب اﻟدﯿن�ﺔ ﻤثﻞ ﺼﻼﺤیتﻪ ﻟﻠﻘضﺎء دوﻨﻬﺎ واﻹﻤﺎﻤﺔ،
وﺸﻬﺎدﺘﻬﺎ ف�مﺎ ﺘﻘبﻞ ف�ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟنصﻒ ﻤن ﺸﻬﺎدة اﻟرﺠﻞ ،ﻓﻠذﻟك اﺴتحق أن �كون ﻨصی�ﻪ ﻓﻲ اﻟمیراث أﻛثر.
وﻏﺎﻟ�ﺎ ﺘنﻔق اﻟمرأة اﻟمﺎل ﻓﻲ ﺸﻬواﺘﻬﺎ ،أﻤﺎ اﻟرﺠﻞ اﻟرﺸید ﻓف�مﺎ �ﻔیدﻩ ﻓﻲ اﻵﺨرة واﻷوﻟﻰ ،ﻤثﻞ :اﻟر�ﺎطﺎت،
و�ﻏﺎﺜﺔ اﻟمﻠﻬوﻓین واﻟنﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷراﻤﻞ واﻷﯿتﺎم...
ﻋﻠمﺎ �ﺎن ﺘﻔضیﻞ اﻟذ�ور ﻋﻠﻰ اﻹﻨﺎث ﻟ�س ﻤطردا ﻓﻲ اﻹﺨوة ﻟﻸم ﻓﻠﻠذ�ر ﻤنﻬم ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثﻰ اﻟواﺤدة.
272
ﻫذا ،وﺤكم ﺘﻔﺎوت اﻷﻨص�ﺎء ﻤ�سوطﺔ ﻓﻲ ﻤظﺎﻨﻬﺎ وﻟسﺎن ﺤﺎﻟﻬﺎ ﻨﺎطق �ﻌظمﺔ اﻹﺴﻼم ،وﻻ ﯿتسﻊ ﻫذا اﻟدرس
ﻟتت�ﻌﻬﺎ.
ﺘﻌر�ﻔﺎت:
(1اﻟﻔراﺌض:
ا – ﻟﻐﺔ :ﺠمﻊ ﻓر�ضﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﺼﻞ اﺴم ﻤصدر ﻤن ﻓرض واﻓترض وﺴمﻲ اﻟ�ﻌیر اﻟمﺄﺨوذ ﻤن
اﻟد�ﺔ وﻓﻲ اﻟز�ﺎة ﻓر�ضﺔ.
واﻟﻔرض :اﻟﻌط�ﺔ اﻟموﺴوﻤﺔ ،واﻟﻔﺎرض :اﻟمسنﺔ ﻗﺎل ﷲ﴿ :ﻻ ﻓﺎرض وﻻ �كر ،﴾..وﻗﺎل ﻋﻠﻘمﺔ ﺒن
ﻋوف:
ﻟﻌمرك ،ﻗد أﻋطیت ﺠﺎرك ﻓﺎرﻀﺎ
ﺘسﺎق إﻟ�ﻪ ﻤﺎ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ رﺠﻞ
اﻟ
ب – اﺼطﻼﺤﺎ :ﻋﻠم �ﻌرف �ﻪ ﻤن ﯿرث وﻤن ﻻ ﯿرث ،وﻤﻘدار ﻤﺎ ﻟكﻞ وارث.
ﻣﻌ
ﮭد (2اﻟتر�ﺔ:
ا – ﺘر�ﺔ اﻟرﺠﻞ :ﻤیراﺜﻪ.
اﻟﺗ
رﺑو
ب – اﺼطﻼﺤﺎ :ﺤق ﻗﺎﺒﻞ ﻟﻠتجزﺌﺔ ﯿثبت ﻟمستحق �ﻌد ﻤن �ﺎن ذﻟك ﻟﻪ �ﻘرا�ﺔ أو ﻨكﺎح أو وﻻء.
(3اﻟموار�ث:
ي اﻟ
ا – ﻟﻐﺔ :ﺠمﻊ ﻤوروث ،واﻟمصدر :اﻹرث وﻫو :اﻟ�ﻘﺎء ،واﻨتﻘﺎل اﻟشﻲء ﻤن ﻗوم إﻟﻰ آﺨر�ن ﻗﺎل ﷲ:
﴿وأورﺜكم أرﻀﻬم ود�ﺎرﻫم وأﻤواﻟﻬم وأرﻀﺎ ﻟم ﺘطؤوﻫﺎ ﴾..اﻷﺤزاب .27
وط
وﻗﺎل اﻟنﺎ�ﻐﺔ:
إﻟﻰ اﻟیوم ﻗد ﺠر�ن �ﻞ اﻟتجـ ـﺎرب ﺘؤرﺜن ﻤن أزﻤﺎن ﯿوم ﺤﻠ�مـ ـﺔ
ﻧﻲ
وﻗد �كون اﻟمیراث ﻤﻌنو�ﺎ وﻤنﻪ ﺤدﯿث أﺒﻲ داوود 3641واﻟترﻤذي 2691واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 223ﻋن أﺒﻲ
اﻟدرداء ﻤرﻓوﻋﺎ» :إن اﻟﻌﻠمﺎء ﻫم ورﺜﺔ اﻷﻨب�ﺎء ،إن اﻷﻨب�ﺎء ﻟم ﯿورﺜوا دﯿنﺎ ار وﻻ درﻫمﺎ و�ﻨمﺎ ورﺜوا اﻟﻌﻠم«
وﻋﻠﻘﻪ اﻟ�خﺎري.
ﻏﺎ�ﺔ ﻫذا اﻟﻌﻠم :إ�صﺎل �ﻞ ذي ﺤق إﻟﻰ ﺤﻘﻪ ﻤن ﺘر�ﺔ اﻟمیت.
اﻟ
ﯿنسﻰ ،وﻫو أول ﺸﻲء ﯿنزع ﻤن أﻤتﻲ«.
ﻣﻌ
– 7وﻓﻲ اﻟدارﻤﻲ 2849ﻗﺎل أﺒو ﻤوﺴﻰ :ﻤن ﻋﻠم اﻟﻘرآن وﻟم �ﻌﻠم اﻟﻔراﺌض ﻓﺈن ﻤثﻠﻪ ﻤثﻞ اﻟرأس ﻻ وﺠﻪ
ﮭد ﻟﻪ.
اﻟﺗ
ﺤكم اﻟتوارث:
رﺑو
واﺠب ﺒین اﻟمسﻠمین �تﺎ�ﺎ وﺴنﺔ و�ﺠمﺎﻋﺎ ،ﻵ�ﺎت ﺴورة اﻟنسﺎء ﻓﻲ اﻟموار�ث.
وﻟﻸﺤﺎدﯿث اﻟسﺎ�ﻘﺔ وﻟحدﯿث اﻟش�خین ﻋن اﺒن ع�ﺎس ﻤرﻓوﻋﺎ» :أﻟحﻘوا اﻟﻔراﺌض �ﺄﻫﻠﻬﺎ ﻓمﺎ �ﻘﻲ ﻓﻬو ﻷوﻟﻰ
ي اﻟ
رﺠﻞ ذ�ر«.
وﻟﻬذا وﻏیرﻩ أﺠمﻊ ﻋﻠمﺎء اﻷﻤﺔ ﻋﻠﻰ وﺠوب اﻟتوارث.
وط
وﻫﻲ ﻨوﻋﺎن:
(1ﺜﺎﺒت ﻗبﻞ اﻟموت:
ا – اﻟحق اﻟﻌینﻲ
ب – اﻟدﯿن وﻫو ﻤﺎ ﺘﻌﻠق �ﺎﻟذﻤﺔ.
(2ﺜﺎﺒت �ﺎﻟموت:
ا – ﻤﺎ ﻫو ﺤق ﻟﻠمیت وﻫو ﻤؤن ﺘجﻬیزﻩ.
ب – ﻤﺎ ﻫو ﺜﺎﺒت ﻟﻐیر اﻟمیت �سبب ﻤنﻪ وﻫو اﻟوﺼﺎ�ﺎ.
274
ﺘﻔصیﻞ ذﻟك:
إذا ﻀﺎق اﻟمﺎل ﻋن ﻫذﻩ اﻟحﻘوق ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘرﺘب ﻤن رأس اﻟمﺎل ﻋﻠﻰ ﺤسب اﻷوﻟ�ﺔ ،إﻤﺎ إذا وﺴﻌﻬﺎ اﻟمﺎل
ف�ﻌطﻰ �ﻞ ذي ﺤق ﺤﻘﻪ ﻤن ﻏیر ﺘكﻠﻒ ﺘرﺘیب وﻤﺎ ﻓضﻞ ﻓﻬو ﻟﻠوارﺜین.
اﻟترﺘیب:
(1ﺤق ﺘﻌﻠق �ﻌین �ﻘدم ﻓیﻬﺎ ذﻟك اﻟحق ﺤتﻰ �ستوﻓﻰ وﻤن أﻤثﻠﺔ ذﻟك:
ا – اﻟرﻫن ،ﻓﻠو رﻫن ﺸخص دا ار ﻓﻲ دﯿن ﻋﻠ�ﻪ وﻤﺎت ﻗبﻞ ﺴدادﻩ ﻓﺎﻟدار ﻟﻠمرﺘﻬن.
ب – ﺴﻠﻌﺔ اﻟمﻔﻠس :ﻓﺈذا �ﻌت ﻟﻪ ﺴﻠﻌﺔ وﻤﺎت ﻗبﻞ أن �ﻘض�ك ﻓﺈن �ﺎﻨت ﻗﺎﺌمﺔ ﺒذاﺘﻬﺎ ﻓﺄﻨت أﺤق ﺒﻬﺎ،
و�ﻻ ﻓﺄﻨت أﺤد اﻟﻐرﻤﺎء.
ج – اﻟضح�ﺔ �ﻌد ذ�حﻬﺎ ،ﻓﻼ �جوز أن ﯿ�ﺎع ﺸﻲء ﻤنﻬﺎ وﻟو ﻟتكﻔینﻪ.
د – اﻟﻬدي �ﻌد ﺘﻘﻠیدﻩ ،واﻟﻐنم �ﻌد ﺴوﻗﻬﺎ.
اﻟ
(2ﻤؤن اﻟتجﻬیز:إن ﻓضﻞ ﺸﻲء ﻋن اﻟمتﻌﻠق �ﺎﻷع�ﺎن – �ﺄﺠرة اﻟﻐسﻞ واﻟحمﻞ واﻟحﻔر وﺸراء اﻟﻘبر ﻋند
ﻣﻌ
اﻟضرورة وﺜمن اﻟكﻔن واﻟحنوط واﻟﻘطن و�ﻞ ذﻟك �ﺎﻟمﻌروف.
ﮭد
وﻓﻲ اﻟم�سر ) : 321/4إﻨمﺎ ﻗدﻤت ﻤؤﻨ ُﻪ ﻋﻠﻰ دﯿنﻪ ﻷﻨﻪ ﻋﻠ�ﻪ اﻟسﻼم أﻤر ﺒدﻓن ﻗتﻠﻰ أﺤد ﺒث�ﺎﺒﻬم وﻟم
�ﻌتبر اﻟدﯿن(.
اﻟﺗ
(3ﻗضﺎء اﻟدﯿون :و�ذا ﻀﺎق اﻟمﺎل ﻋن �ﻌض اﻟدﯿن ﻗدﻤت ﺤﻘوق اﻟع�ﺎد ﻋﻠﻰ اﻟحﻘوق اﻟمتمحضﺔ �
رﺑو
ﺘﻌﺎﻟﻰ �ﺎﻟنذر واﻟز�ﺎة ،ﻓﺈن ﻀﺎق أﻋطﻰ �ﻞ واﺤد �حسب ﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟمیت.
ي اﻟ
ﻋﻠﻲ أﻨﻪ ﻗﺎل :إﻨكم ﺘﻘرأون ﻫذﻩ اﻵ�ﺔ﴿ :ﻤن �ﻌد وﺼ�ﺔ ﺘوﺼون ﺒﻬﺎ أو دﯿن﴾ و�ن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم
ﻗضﻰ �ﺎﻟدﯿن ﻗبﻞ اﻟوﺼ�ﺔ ،و�ن أع�ﺎن ﺒنﻲ اﻷم ﯿتوارﺜون اﻟرﺠﻞ ﯿرث أﺨﺎﻩ ﻷﺒ�ﻪ وأﻤﻪ دون أﺨ�ﻪ ﻷﺒ�ﻪ.
ﻧﻲ
275
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﺘحدث ﻋن اﻟتور�ث ﻓﻲ اﻟجﺎﻫﻠ�ﺔ؟
– 2إﻟﻰ ﻤن و�ﻞ ﺘﻘس�م اﻟمیراث؟ وﻤﺎ اﻟحكمﺔ ﻓﻲ ذﻟك؟
�� – 3ف ﺘدرج ﻨظﺎم اﻟتور�ث ﻓﻲ ﺼدر اﻹﺴﻼم؟ وﻟمﺎذا؟
– 4اذ�ر ﻤﺎ ﯿﻠوح ﻟك ﻤن اﻟحكم ﻓﻲ اﻟتﻔﺎوت ﺒین ﺴﻬﺎم اﻟذ�ر واﻷﻨثﻰ؟
– 5ﻋرف اﻟموار�ث؟
– 6ﻤﺎ ﻏﺎ�ﺔ ﻫذا اﻟﻌﻠم؟
– 7أي اﻟدﯿن �ﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟتجﻬیز؟ وأي اﻟدﯿن ﯿنتظر �ﻪ ﻤﺎ ﻓضﻞ ﻋن ﻤؤن اﻟتجﻬیز؟
– 8ﻓﻲ اﻟﻘرآن﴿ :ﻤن �ﻌد وﺼ�ﺔ ﺘوﺼون ﺒﻬﺎ أو دﯿن﴾ ��ف اﻟﻌمﻞ ﺒﻬذﻩ اﻵ�ﺔ؟ اﻟدﻟیﻞ؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
276
اﻟدرس :64
أﻗسﺎم اﻟورﺜﺔ
أﻗسﺎم اﻟورﺜﺔ : 4
� (1ﺎﻟﻔرض ﻓﻘط) : 7 :اﻷم ،اﻟجدﺘﺎن ،اﻟزوﺠﺎن ،اﻟخ�ﻔﺎن(
� (2ﺎﻟتﻌصیب ﻓﻘط12 :
-اﻻﺒن
-اﺒن اﻻﺒن و�ن ﺴﻔﻞ
-اﻷخ اﻟشﻘیق
-اﻷخ ﻷب
-اﻟﻌم اﻟشﻘیق
-اﻟﻌم ﻷب
اﻟ
ﻣﻌ
-اﺒن اﻷخ اﻟشﻘیق
ﮭد -اﺒن اﻷخ اﻷب
-اﺒن اﻟﻌم اﻟشﻘیق
اﻟﺗ
-اﺒن اﻟﻌم ﻷب
رﺑو
-اﻟموﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ
ي اﻟ
-اﻟموﻻة اﻟﻌﻠ�ﺎ.
� (3ﺎﻟﻔرض واﻟتﻌصیب ﻤﻌﺎ وﻗد �جتمﻌﺎن :ﻓﻲ اﻷب ،اﻟجد ﻓﺈن اﻟوارث ﻤنﻬمﺎ �ﺎﻟﻔرض �ﺄﺨذ ﺴﻬمﻪ ﺜم
وط
ﯿنتظر ﻤﺎ ﻓضﻞ ﻋن أﻫﻞ اﻟﻔـروض –إن �ﺎن -ف�ﺄﺨذﻩ ﺘﻌصی�ﺎ ،وﻤثﻠﻬمﺎ اﻟزوج واﻷخ ﻷم إذا �ﺎﻨﺎ أﻗرب ﻋﺎﺼب.
� (4ﺎﻟﻔرض واﻟتﻌصیب ﻤﻌﺎ وﻻ �جتمﻌﺎن) : 4 :اﻟبنت ،و�نت اﻻﺒن ،واﻷﺨت اﻟشق�ﻘﺔ ،واﻷﺨت ﻷب( ﻓمن
ﻧﻲ
ﻛﺎﻨت ﻤﻌﻬﺎ ذ�ر ﻤسﺎو ﻟﻬﺎ ﻋصبﻬﺎ ﻟﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثیین وﻻ ﺴﻬم ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔروض ،و�ﻻ ف�ﺎﻟﻔرض ﻓﻘط.
أﺴ�ﺎب اﻹرث:
ا – اﻟسبب ﻟﻐﺔ :اﻟحبﻞ ،وﻤنﻪ﴿ :ﻓﻠ�مدد �سبب إﻟﻰ اﻟسمﺎء ﴾...اﻟحﺞ ،15و�ﻞ ﻤﺎ ﯿتوﺼﻞ �ﻪ إﻟﻰ ﻏیرﻩ.
ب – اﻟسبب اﺼطﻼﺤﺎ :ﻫو اﻟذي ﯿﻠزم ﻤن وﺠودﻩ اﻟوﺠود وﻤن ﻋدﻤﻪ اﻟﻌدم وأﺴ�ﺎب اﻹرث ﻤنﻬﺎ3
ﻤجمﻊ ﻋﻠیﻬﺎ و 1ﻋﻠﻰ ﻤشﻬور ﻤذﻫب ﻤﺎﻟك ،و 3ﻟ�ست ﻤشﻬورة ﻓﻲ اﻟمذﻫب ﻟكن ﻋﻠیﻬﺎ اﻷﺌمﺔ
اﻟثﻼﺜﺔ وروا�ﺔ ﻋن اﺒن اﻟﻘﺎﺴم ،و�ثیر ﻤن اﻟمﺎﻟك�ﺔ اﻟمتﺄﺨر�ن ،واﻟمتﺄﺨرون ﻫم أﻫﻞ اﻟﻘرن اﻟرا�ﻊ وﻤﺎ
�ﻌدﻩ.
اﻷﺴ�ﺎب اﻟمتﻔق ﻋﻠیﻬﺎ3 :
277
(1اﻟنسب :و�ﻌنﻲ اﻷﺼول واﻟﻔروع واﻟحواﺸﻲ.
ا – اﻷﺼﻞ :ﻤن �ﺎن أ�ﺎ ﻟﻠﻬﺎﻟك أو ﺠدا أو ﻤﺎ أو ﺠدة ﻓﻘط.
ب – اﻟﻔرع :ﻤن �ﺎن اﺒنﺎ أو ﺤﻔیدا أو اﺒنﺔ أو ﺤﻔیدة.
ج – اﻟحﺎﺸ�ﺔ :ﻤن �ﺎن أﺨﺎ أو اﺒنﻪ و�ن ﺴﻔﻞ ،أو ﻋمﺎ أو اﺒنﻪ و�ن ﺴﻔﻞ.
(2اﻟنكﺎح :وﻫو اﻟﻌﻘد اﻟصح�ﺢ ﻋﻠﻰ اﻟزوﺠﺔ ﺒنﻰ ﺒﻬﺎ أم ﻻ ،أو اﻟمختﻠﻒ ف�ﻪ وﻟو �ﻌد اﻟطﻼق اﻟرﺠﻌﻲ
ﻤﺎ داﻤت ﻓﻲ اﻟﻌدة إﻻ اﻟمر�ض ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘرﺜﻪ إن ﻤﺎت ﻓﻲ ذﻟك اﻟمرض وﻟو �ﻌد ﺨروﺠﻬﺎ ﻤن اﻟﻌدة.
(3اﻟوﻻء :إذا ﻟم ﯿترك اﻟﻌتیق وارﺜﺎ ﻤن ﻋصبتﻪ وﻻ ذوي ﻓروض �ستكمﻠون ﺘر�تﻪ ﯿرﺜﻪ اﻟمﻌتق
)�ﺎﻟكسر( ﺘﻌصی�ﺎ ﺴواء �ﺎن اﻟمﻌتق ذ� ار أو أﻨثﻰ ﻟحدﯿث ﺒر�رة اﻟمتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻋن ﻋﺎﺌشﺔ ﻤرﻓوﻋﺎ.
اﻟسبب اﻟمشﻬور ﻓﻲ اﻟمذﻫب:
ﺒیت ﻤﺎل اﻟمسﻠمین اﻟمصروف ﻓﻲ ﻤصﺎﻟحﻬم �ﺎﻟﻘسط إذا �ﺎن وﻟﻲ اﻷﻤر ﻤثﻞ ﻋمر ﺒن ﻋبد اﻟﻌز�ز ﻷن
اﻟ
ﻤن ﻻ وارث ﻟﻪ ﻓﺈرﺜﻪ ﻟجم�ﻊ اﻟمسﻠمین :دﻟیﻠﻪ ﺤدﯿث أﺒﻲ داوود 2899واﺒن ﻤﺎﺠﻪ ﻋن اﻟمﻘدام ﻤرﻓوﻋﺎ :وف�ﻪ:
ﻣﻌ
»وأﻨﺎ وارث ﻤن ﻻ وارث ﻟﻪ أﻋﻘﻞ ﻟﻪ وارﺜﻪ ،واﻟخﺎل وارث ﻤن ﻻ وارث ﻟﻪ �ﻌﻘﻞ ﻋنﻪ و�رﺜﻪ«.
ﮭد
اﻷﺴ�ﺎب اﻟمختﻠﻒ ﻓیﻬﺎ ﻓﻲ اﻟمذﻫب وﻋﻠیﻬﺎ اﻟثﻼﺜﺔ:
اﻟﺗ
وﻫﻲ ﺜﻼﺜﺔ:
رﺑو
(1اﻟرد ﻋﻠﻰ أﻫﻞ اﻟﻔروض :وﻫو ﻋكس اﻟﻌول إذا ﻟم ﯿوﺠد ﻋﺎﺼب وﻻ ﺒیت ﻤﺎل ﻋﻠﻰ اﻟوﺼﻒ اﻟسﺎﺒق
ف�ﻘتسمون اﻟﻔضﻞ ﻋﻠﻰ ﺤسب ﺴﻬﺎﻤﻬم و�مكن أن ﺘستكمﻠﻪ أﺨت واﺤدة إذا ﻟم �كن وارث ﻏیرﻫﺎ.
ي اﻟ
(2ﺘور�ث ذوي اﻷرﺤﺎم :إذا اﻨﻌدم �ﻞ ﻤﺎ ﺴبق ،و�ﻞ واﺤد ﻟﻪ ﻤیراث ﻤن ﯿدﻟﻲ �ﻪ ف�كون اﻟخﺎل ﻤثﻼ
�منزﻟﺔ اﻷم ﻟحدﯿث اﻟمﻘدام اﻟسﺎﺒق وﻫم 6رﺠﺎل و 7ﻨسﺎء ،وﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
وط
و�ن ﻋمود ﻨسـ ـب ﯿنﻌ ــد ِم ورث �ﺎﻟﻌصب ﻤـواﻟﻲ اﻟنﻌ ـ ـم
ﻧﻲ
ﺸروط اﻹرث:
278
(1اﻟسﻼﻤﺔ ﻤن ﻤواﻨﻊ اﻹرث اﻟس�ﻌﺔ
(2ﺘحﻘق اﻟموت وﻟو ﺤكمﺎ ﻷن اﻟحﻲ ﻻ ﯿورث إﺠمﺎﻋﺎ﴿ :إن اﻤرؤ ﻫﻠك﴾ اﻟنسﺎء.176
� (3ون اﻟوارث ﺤ�ﺎ ﺤین ﻤوت ﻤورﺜﻪ.
ﻤواﻨﻊ اﻹرث:
(1اﻟﻘتﻞ ﻋمدا :ﻻ ﻤن اﻟمیراث وﻻ ﻤن اﻟد�ﺔ ،وﻓﻲ اﻟموطﺈ 1682ﻋن ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻟ�س
ِﻟ ٍ
ﻘﺎﺘﻞ ﺸﻲء« وﻓﻲ اﻟترﻤذي 2116واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 2645ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة ﻤرﻓوﻋﺎ» :اﻟﻘﺎﺘﻞ ﻻ ﯿرث«.
أﻤﺎ إذا �ﺎن اﻟﻘتﻞ ﺨطﺄ ﻓﺈﻨﻪ ﯿرث ﻤن ﻏیر اﻟد�ﺔ.
(2اﻟرق :ﺴواء �ﺎن ﺘﺎﻤﺎ أو ﻨﺎﻗصﺎ �ﺎﻟم�ﻌض واﻟمكﺎﺘب وأم اﻟوﻟد.
(3اﺨتﻼف اﻟدﯿن :ﻓﺎﻟمسﻠم وﻏیر اﻟمسﻠم ﻻ ﯿتوارﺜﺎن ﻟحدﯿث اﻟصح�حین ﻋن أﺴﺎﻤﺔ ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻻ ﯿرث
اﻟمسﻠم اﻟكﺎﻓر وﻻ اﻟكﺎﻓر اﻟمسﻠم« وﻓﻲ أﺒﻲ داوود 2911واﻟترﻤذي 2115ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو ﺒن
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟﻌﺎص ﻤرﻓوﻋﺎ» :ﻻ ﯿتوارث أﻫﻞ ﻤﻠتین ﺸتﻰ«.
ﮭد
(4اﻟزﻨﺎ :ﻓﻼ ﯿتوارث وﻟد اﻟزﻨﺎ إﻻ ﻤﻊ أﻤﻪ وﻻ ﯿرث ﻤن إﺨوﺘﻪ إﻻ �ﺎﻋت�ﺎرﻫم إﺨوة ﻷم و�ذﻟك ﺘوأﻤﻪ ﻟحدﯿث
اﻟﺗ
اﻟترﻤذي 2120ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻋمرو ﺒن اﻟﻌﺎص ﻤرﻓوﻋﺎ» :أ�مﺎ رﺠﻞ ﻋﺎﻫر �حرة أو أﻤﺔ ﻓﺎﻟوﻟد وﻟد
رﺑو
(6ﻋدم اﺴتﻬﻼل اﻟموﻟود ﺼﺎرﺨﺎ :وﻓﻲ أﺒﻲ داوود 2920ﻋن أﺒﻲ ﻫر�رة ﻤرﻓوﻋﺎ» :إذا اﺴتﻬﻞ اﻟموﻟود
وط
ورث«.
(7اﻟﻠﻌﺎن :ﻓﻬو ﻗﺎطﻊ ﻟنسب اﻟوﻟد ﻤن أﺒ�ﻪ ﻟكن ﯿنسب ﻷﻤﻪ وﻻ ﯿرث إﻻ ﻤن ﺠﻬتﻬﺎ ﻓیرث ﻤن أﻤﻪ و�ﺨوﺘﻪ
ﻧﻲ
ﻋﻠﻰ أﻨﻬم إﺨوة ﻷم ﻓﻘط إﻻ اﻟتوأم ﻓﻬو ﺸق�ﻘﻪ وﺘرﺜﻪ أﻤﻪ ﻟحدﯿث أﺒﻲ داوود 2906واﻟترﻤذي 2122
واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 2742ﻋن واﺜﻠﺔ ﺒن اﻷﺴﻘﻊ ﻤرﻓوﻋﺎ» :اﻟمرأة ﺘحرز ﺜﻼﺜﺔ ﻤوار�ث :ﻋت�ﻘﻬﺎ وﻟق�طﻬﺎ ووﻟدﻫﺎ
اﻟذي ﻻ ﻋنت ﻋﻠ�ﻪ«.
اﻟ
– 15ﻤوﻟﻰ اﻟنﻌمﺔ وﻫو اﻟمﻌتق �كسر اﻟتﺎء وﻫو اﻟموﻟﻰ
ﻣﻌ
اﻷﻋﻠﻰ.
ﮭد – IIاﻟنسﺎء9 :
– 1اﻟبنت
اﻟﺗ
رﺑو
– 6اﻷﺨت ﻷب
ﻧﻲ
– 7اﻷﺨت ﻷم
– 8اﻟزوﺠﺔ
– 9اﻟمواﻻة اﻟﻌﻠ�ﺎ.
– 10اﻟجدة ﻤن ﺠﻬﺔ اﻷب.
ﻓﻬؤﻻء 24ورﺜتﻬم ﻨصوص اﻟكتﺎب واﻟسنﺔ ﻓكﺎن ﺘور�ثﻬم ﻤجمﻌﺎ ﻋﻠ�ﻪ.
اﻟ
ﻣﻌ
– 3ﺒنت أخ
ﮭد – 4ﺒنت ﻋم
اﻟﺗ
– 5اﻟﻌمﺔ
رﺑو
– 6اﻟخﺎﻟﺔ
– 7اﻟجدة أم أﺒﻲ اﻷم
ي اﻟ
وﻤن ﻏیر أوﻟﻲ اﻷرﺤﺎم اﻟموﻟﻰ اﻷﺴﻔﻞ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺘور�ث ﻫؤﻻء 14ﯿنزل �ﻞ واﺤد ﻤنﻬم ﻤنزﻟﺔ ﻤن ﯿدﻟﻰ �ﻪ.
وط
اﻷﺴئﻠﺔ:
ﻧﻲ
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
282
اﻟدرس :65
اﻟﻔروض
واﻟﻔرض ﺤدﻩ ﷲ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ ﻓﻼ ﯿنﻘص إﻻ �ﺎﻟﻌول ،وﻻ ﯿزداد ف�ﻪ إﻻ �ﺎﻟرد ﻋند ﻤن �ﻘول �ﻪ.
ﻟ�س ﻷﺼحﺎب اﻟﻔروض ﻤن اﻟتر�ﺔ إﻻ ﻤﺎ ﻓضﻞ ﻋن اﻟحﻘوق اﻟسﺎ�ﻘﺔ �ﻌد اﺴت�ﻔﺎﺌﻬﺎ ﺠم�ﻌﺎ� ،مﺎ أﻨﻪ ﻟ�س
ﻟﻠﻌﺎﺼبین إﻻ ﻤﺎ ﻓضﻞ ﻋن أﻫﻞ اﻟﻔروض ،واﻟﻔروض 6وﻗد أﺤسن اﻟكﻔﺎف اﺨتصﺎرﻫﺎ ،ﻗﺎل:
ﺜم ﻨصﻔﻪ ،ﻓنصﻔﻪ ،وﺴدس ،ﻓضﻌﻔﻪ ،ﻓضﻌﻔﻪ اﻟنصﻒ،
2 1 1 1 1 1
3 3 6 8 4 2
أﺼحﺎب اﻟﻔروض21 :
– Iأﻫﻞ اﻟنصﻒ5 :
اﻟ
(1اﻟزوج ﻤﻊ ﻋدم ﻓرع اﻟﻬﺎﻟكﺔ ﻗﺎل ﷲ﴿:وﻟكم ﻨصﻒ ﻤﺎ ﺘرك أزواﺠكم إن ﻟم �كن ﻟﻬن وﻟد﴾ اﻟنسﺎء .12
ﻣﻌ
(2اﻟبنت اﻟمﻔردة.
ﮭد (3ﺒنت اﻻﺒن و�ن ﺴﻔﻠت إذا اﻨﻔردت.
اﻟﺗ
ﻗﺎل ﷲ﴿ :و�ن �ﺎﻨت واﺤدة ﻓﻠﻬﺎ اﻟنصﻒ﴾ اﻟنسﺎء .11
رﺑو
ﻗﺎل ﷲ ...﴿ :إن اﻤرؤ ﻫﻠك ﻟ�س ﻟﻪ وﻟد وﻟﻪ أﺨت ﻓﻠﻬﺎ ﻨصﻒ ﻤﺎ ﺘرك﴾ اﻟنسﺎء .176
– IIأﻫﻞ اﻟر�ﻊ) 2 :اﻟزوﺠﺎن(
وط
ﻗﺎل ﷲ ...﴿ :ﻓﺈن �ﺎن ﻟﻬن وﻟد ﻓﻠكم اﻟر�ﻊ ﻤمﺎ ﺘر�ن ﻤن �ﻌد وﺼ�ﺔ ﯿوﺼین ﺒﻬﺎ أو دﯿن وﻟﻬن اﻟر�ﻊ
ﻤمﺎ ﺘر�تم إن ﻟم �كن ﻟكم وﻟد ﴾...اﻟنسﺎء .12
– IIIاﻟثمن1 :
ﻟﻠزوﺠﺔ إذا �ﺎن ﻟﻠﻬﺎﻟك ﻓرع ،ﻗﺎل ﷲ ...﴿ :ﻓﺈن �ﺎن ﻟكم وﻟد ﻓﻠﻬن اﻟثمن ﻤمﺎ ﺘر�تم ﻤن �ﻌد وﺼ�ﺔ
ﺘوﺼون ﺒﻬﺎ أو دﯿن﴾...اﻟنسﺎء .12
و�ﻘتسمن اﻟثمن اﻟواﺤد إذا ﺘﻌددن.
– IVاﻟثﻠثﺎن 4 :وﻫم اﻟمتكرر ﻤن أﻫﻞ اﻟنصﻒ) :اﻟبنتﺎن واﻷﺨتﺎن(
(1ﺒنتﺎن ﻓﺄﻛثر
283
(2ﺒنتﺎ اﺒن ﻓﺄﻛثر.
ﻗﺎل ﷲ﴿ :ﻓﺈن �ن ﻨسﺎء ﻓوق اﺜنتین ﻓﻠﻬن ﺜﻠثﺎ ﻤﺎ ﺘرك﴾ اﻟنسﺎء .11
»ﻓوق اﺜنتین« :اﺜنتﺎن ﻓﺄﻛثر
ﻗﺎل ﺴیﻠوم ﻓﻲ اﻟﻘرة ﻓﻲ ﺴﻌد ﺒن اﻟر��ﻊ:
ﺨﻠﻒ ﺒنتین وﻓیﻬمـ ـﺎ ﻨ ـزل »ﻓوق اﺜنتین« ﻓﻲ �تﺎب ﷲ ﺠ ـ ـﻞ
ﻓﻌﻠموا ﺒـ ـذاك أن اﻻﺒنتی ـن داﺨﻠتﺎن ﻓﻲ اﻟذي ﻓ ـ ـوق اﺜنتیـن.
وﻓﻲ أﺒﻲ داود 2892واﻟترﻤذي 2099واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 2720ﻋن ﺠﺎﺒر ﻗﺎل :ﺠﺎءت اﻤرأة ﺴﻌد ﺒن اﻟر��ﻊ
�ﺎﺒنتیﻬﺎ إﻟﻰ رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻗﺎﻟت� :ﺎ رﺴول ﷲ ﻫﺎﺘﺎن اﺒنتﺎ ﺴﻌد ﺒن اﻟر��ﻊ ،ﻗتﻞ أﺒوﻫمﺎ ﻤﻌك ﯿوم
أﺤد ﺸﻬیدا ،و�ن ﻋمﻬمﺎ أﺨذ ﻤﺎﻟﻬمﺎ ﻓﻠم ﯿدع ﻟﻬمﺎ ﻤﺎﻻ وﻻ ﺘنكحﺎن إﻻ وﻟﻬمﺎ ﻤﺎل ،ﻗﺎل�» :ﻘضﻲ ﷲ ﻓﻲ ذﻟك«
ﻓنزﻟت آ�ﺔ اﻟمیراث ،ف�ﻌث رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم إﻟﻰ ﻋمﻬمﺎ ﻓﻘﺎل» :أﻋط اﺒنتﻲ ﺴﻌد اﻟثﻠثین وأﻋط أﻤﻬمﺎ
اﻟثمن وﻤﺎ �ﻘﻲ ﻓﻬوﻟك«.
اﻟ
(3اﻷﺨتﺎن اﻟشق�ﻘتﺎن.
ﻣﻌ
(4اﻷﺨتﺎن ﻷب.
ﮭد
ﻗﺎل ﷲ﴿ :ﻓﺈن �ﺎﻨتﺎ اﺜنتین ﻓﻠﻬمﺎ اﻟثﻠثﺎن ﻤمﺎ ﺘرك﴾ اﻟنسﺎء .176
– Vاﻟثﻠث 2 :
اﻟﺗ
(1اﻷم� :شرطین :أن ﻻ �كون ﻟﻠﻬﺎﻟك ﻓرع ،وأن ﻻ ﯿتﻌدد إﺨوﺘﻪ.
رﺑو
ﻗﺎل ﷲ﴿ :ﻓﺈن ﻟم �كن ﻟﻪ وﻟد وورﺜﻪ أﺒواﻩ ﻓﻸﻤﻪ اﻟثﻠث ﻓﺈن �ﺎن ﻟﻪ إﺨوة ﻓﻸﻤﻪ اﻟسدس ﻤن �ﻌد
ي اﻟ
﴿ ...ﻓﺈن �ﺎﻨوا أﻛثر ﻤن ذﻟك ﻓﻬم ﺸر�ﺎء ﻓﻲ اﻟثﻠث ﻤن �ﻌد وﺼ�ﺔ ﯿوﺼﻲ ﺒﻬﺎ أو دﯿن﴾.
– VIاﻟسدس 7 :
ﻧﻲ
(1اﻷب :إن �ﺎن ﻟﻠﻬﺎﻟك وﻟد ذ� ار �ﺎن أو أﻨثﻰ ،وﻟ�س ﻟﻪ ﻤﻊ اﻟذ�ر إﻻ ﻓرﻀﻪ 6/1أﻤﺎ ﻤﻊ اﻷﻨثﻰ،
ﻓﻠﻪ ﻓرﻀﻪ وﻤﺎ �ﻘﻲ ﻋن أﻫﻞ اﻟﻔروض ﺘﻌصی�ﺎ.
ذ�ر �ﺎن أو أﻨثﻰ.
(2اﻷم :ا – إن �ﺎن ﻟﻠﻬﺎﻟك وﻟد ا
ب – أو �ﺎن ﻟﻪ أﺨوان ﻓﺄﻛثر ﺴواء �ﺎﻨوا ذ�و ار أو
إﻨﺎﺜﺎ أﺸﻘﺎء أو ﻷب أو ﻷم أو �ﺎﻟتﻠﻔیق.
ﻗﺎل ﷲ ...﴿ :وﻷﺒو�ﻪ ﻟكﻞ واﺤد ﻤنﻬمﺎ اﻟسدس ﻤمﺎ ﺘرك إن �ﺎن ﻟﻪ وﻟد﴾ اﻟنسﺎء .11
وﻗﺎل ...﴿ :ﻓﺈن �ﺎن ﻟﻪ إﺨوة ﻓﻸﻤﻪ اﻟسدس ﻤن �ﻌد وﺼ�ﺔ ﯿوﺼﻲ ﺒﻬﺎ أو دﯿن﴾ اﻟنسﺎء .11
(3اﻷخ ﻟﻸم اﻟمﻔرد :ذ� ار �ﺎن أو أﻨثﻰ �ﺎﻟشرط اﻟسﺎﺒق ﻓﻲ ﺘور�ث اﻷﺨ�ﺎف.
284
ﻗﺎل ﷲ ...﴿ :و�ن �ﺎن رﺠﻞ ﯿورث �ﻼﻟﺔ أو اﻤرأة وﻟﻪ أخ أو أﺨت ﻓﻠكﻞ واﺤد ﻤنﻬمﺎ اﻟسدس﴾...
اﻟنسﺎء .12
(4ﺒنت اﻻﺒن :إذا �ﺎﻨت ﻤﻌﻬﺎ ﺒنت ﺘكمﻠﺔ ﻟﻠثﻠثین ﻟحدﯿث اﻟ�خﺎري 6736ﻋن ﻋبد ﷲ ﺒن ﻤسﻌود
ﻤرﻓوﻋﺎ ...» :ﻟﻼﺒنﺔ اﻟنصﻒ ،وﻻﺒنﺔ اﻻﺒن اﻟسدس ﺘكمﻠﺔ اﻟثﻠثین ،وﻤﺎ �ﻘﻲ ﻓﻠﻸﺨت.«...
أﻤﺎ ﺒنت اﻹﺒن ﻤﻊ اﻟبنتین ﻓﻼ ﺸﻲ ﻟﻬﺎ إﻻ ﺘﻌصی�ﺎ �مسﺎو ﻟﻬﺎ أو أﺴﻔﻞ ﻤنﻬﺎ.
(5اﻷﺨت ﻷب :إذا �ﺎﻨت ﻤﻌﻬﺎ ﺸق�ﻘﺔ �ذﻟك ،وﻻ ﺸﻲء ﻟﻬﺎ ﻤﻊ اﻟشق�ﻘین �ذﻟك.
(6اﻟجدة :واﻟجدات أر�ﻊ أﻨواع:
ا – ﺠدة ﺘرﺜﻬﺎ وﺘرﺜك ،وﻫﻲ) :أم أﺒ�ك(.
ب – ﻋكسﻬﺎ :ﻻ ﺘرﺜﻬﺎ وﻻ ﺘرﺜك :وﻫﻲ )أم أﺒﻲ أﻤك(.
ج – ﺠدة ﺘرﺜﻬﺎ وﻻ ﺘرﺜك :وﻫﻲ )أم أﺒﻲ أﺒ�ك(
د – ﺠدة ﻋكسﻬﺎ :ﻻ ﺘرﺜﻬﺎ ﻟكن ﺘرﺜك وﻫﻲ )أم أﻤك( وﻫﻲ اﻟمنصوص ﻋﻠﻰ ﺘور�ثﻬﺎ ﻓﻲ اﻟحدﯿث
اﻟ
اﻟمطول ﻓﻲ اﻟموطﺈ واﻷر�ﻌﺔ ﺤین أﺸكﻞ أﻤرﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺒﻲ �كر ﻓشﻬد اﻟمﻐیرة ﺒن ﺸع�ﺔ �ﻤحمد ﺒن
ﻣﻌ
ﻤسﻠمﺔ أن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم أﻋطﺎﻫﺎ اﻟسدس ﻓﺄﻨﻔذﻩ أﺒو �كر ﻟﻬﺎ .
ﮭد
أﻤﺎ اﻟجدة اﻟتﻲ ﻤن ﺠﻬﺔ اﻷب ﻓﻘد ﻗﺎﺴﻬﺎ أﺒو �كر ﻋﻠﻰ اﻟتﻲ أﺴﻬم ﻟﻬﺎ اﻟسدس �ﻘتسمﺎﻨﻪ ﻻ أن
ﻟكﻞ واﺤدة ﺴدﺴﺎ �مﺎ ﻓﻲ اﻟموطﺈ ﻋن اﻟﻘﺎﺴم.
اﻟﺗ
رﺑو
ﻤﻠحوظﺎت:
ي اﻟ
ج – اﻟجدة اﻟﻘر�ﻰ ﻤن ﺠﻬﺔ اﻷم ﺘحجب اﻟ�ﻌدى ﻤن ﺠﻬﺔ اﻷب وﻻ ﻋكس ﻷن اﻟجدة ﻟﻸم ﻫﻲ
اﻷﺼﻞ �مﺎ رأﯿنﺎ.
ﻧﻲ
اﻟﻐ اروان:
)اﻷﺒوان ﻤﻊ أﺤد اﻟزوﺠین(:
ﻟم �جﻌﻞ ﷲ اﻟزوﺠﺔ واﻷب ﺤﺎﺠبین ﻟﻸم ﺤجب ﻨﻘص ﻟكن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻔﻘﻬ�ﺔ ﻫﻲ أﻨﻪ ﻤتﻰ اﺠتمﻊ ذ�ر وأﻨثﻰ
ﯿدﻟ�ﺎن �جﻬﺔ واﺤدة ﻓﻠﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثیین :ﻋﻠمﺎ �ﺄن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻻ ﺘطرد ﻓﻲ اﻷﺨ�ﺎف.
وﻤشﻬور اﻟمذﻫب إﻋمﺎل ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻔﻘﻬ�ﺔ:
285
1
وﻫو 3واﻟ�ﺎﻗﻲ �ﻘتسمﻪ (1اﻟﻐراء اﻷوﻟﻰ :ﻫﻠكت وﺘر�ت :زوﺠﺎ وأﺒو�ن اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن 6ﻟﻠزوج
2
اﻷﺒوان :ﻟﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثیین.
(2اﻟﻐراء اﻟثﺎﻨ�ﺔ :ﻫﻠك وﺘرك زوﺠﺔ وأﺒو�ن ،اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن ،4ﻟﻠزوﺠﺔ اﻟر�ﻊ 1واﻟ�ﺎﻗﻲ �ﻘتسمﻪ اﻷﺒوان:
ﻟﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثیین.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ ﻤیراث ﺒنت اﻷﺒن ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ أﺤواﻟﻬﺎ؟
– 2ﻤتﻰ �كون ﻨصیب ﻷﺤد اﻟزوﺠین اﻟر�ﻊ؟
– 3ﻤﺎ ﺘﻔسیر) :ﻓﺈن ُ� ﱠن ﻨسﺎء ﻓوق اﺜنتین(؟ وﻓﻲ ﻤن ﻨزﻟت؟
– 4ﻤﺎ ﻓرض اﻷﺒو�ن؟
�� – 5ف ﺘرث اﻟجدات؟
اﻟ
ﻣﻌ
– 6ﺘحدث ﻋن اﻟﻐراو�ن؟
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
286
اﻟدرس :66
اﻟﻌص�ﺔ
ﺘﻌر�ف اﻟﻌص�ﺔ:
(1ﻟﻐﺔ :ﺠمﻊ ﻋﺎﺼب ،ﻤن اﻟﻌصب �ﺎﻟتحر�ك ،إطنﺎب اﻟمﻔﺎﺼﻞ واﻟﻌص�ﺔ ﺨ�ﺎر اﻟﻘوم ،واﻟﻌصب :اﻟطﻲ
واﻟشد ،وﻋص�ﻪ ﺘﻌصی�ﺎ :ﺠوﻋﻪ وأﻫﻠكﻪ...
(2اﺼطﻼﺤﺎ :ﻫو ﻤن �حوز �ﻞ اﻟمﺎل ﻋند اﻨﻔرادﻩ ،أو ﻓضﻞ أﻫﻞ اﻟﻔروض إن �ﺎﻨت ﻨﺎﻗصﺔ وﻻ ﺸﻲء ﻟﻪ
ﻓﻲ اﻟﻔر�ضﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ أﺤرى اﻟﻌﺎﺌﻠﺔ.
أﻨواع اﻟﻔراﺌض3 :
(1اﻟﻔر�ضﺔ اﻟنﺎﻗصﺔ :وﻫﻲ اﻟتﻲ ﻷﻫﻞ اﻟﻔروض ﻓیﻬﺎ ﻓضﻞ.
اﻟ
1 1
ﻤثﺎل :ﺘرك زوﺠﺔ و�نتﺎ ﻟﻠزوﺠﺔ وﻟﻠبنت
ﻣﻌ
2 8
(2اﻟﻔر�ضﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ :وﻫﻲ اﻟتﻲ ﺴﺎوت ﻓیﻬﺎ ﺴﻬﺎم اﻟمﺎل ﺒﻼ ز�ﺎدة وﻻ ﻨﻘص ﻓوﺠب ﺤرﻤﺎن اﻟﻌص�ﺔ.
1 1
ﻟﻸﺨت ﻟﻠزوج ﻤثﺎل :ﺘر�ت زوﺠﺎ وأﺨتﺎ
ي اﻟ
2 2
ﻟﻠزوج 1وﻟﻠبنت أو اﻷﺨت .1 اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن 2
(3اﻟﻔر�ضﺔ اﻟﻌﺎﺌﻠﺔ" وﺘتمیز ز�ﺎدة ﻓﻲ اﻟسﻬﺎم وﻨﻘص ﻓﻲ اﻷﻨص�ﺎء.
وط
2 1
ﻟﻸﺨتین اﻟثﻠثﺎن ﻟﻠزوج اﻟنصﻒ
3 2
اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن .6
ﻟﻠزوج 3ﻟﻸﺨتین 4ﻋﺎﻟت ﺒـ 1ﻓﺄﺼ�حت ﻤن 7
اﻨظر ﺘﻔصیﻞ اﻟﻔر�ضﺔ اﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ درس اﻟﻌول.
ﺘرﺘیب اﻟﻌص�ﺔ:
– 1اﻻﺒن
– 2ﻓﺎﺒنﻪ و�ن ﺴﻔﻞ
287
– 3ﻓﺎﻷب
– 4ﻓجد و�ن أﻋﻼ ،وﻫو ﻓﻲ رﺘ�ﺔ اﻷخ اﻟوارث ﺸق�ﻘﺎ �ﺎن أو ﻷب ﻓﻲ �ﻌض اﻷﺤوال.
– 5اﻷخ اﻟشﻘیق
– 6ﻓﺎﻷخ ﻷب
– 7ﻓﺎﺒن اﻷخ اﻟشﻘیق
– 8ﻓﺎﺒن اﻷخ ﻷب
– 9اﻟﻌم اﻟشﻘیق و�ن ﻋﻼ
– 10اﻟﻌم ﻷب و�ن ﻋﻼ
– 11اﺒن اﻟﻌم اﻟشﻘیق و�ن ﺴﻔﻞ
– 12اﺒن اﻟﻌم ﻷب �ذﻟك
– 13ﻤوﻟﻰ اﻟنﻌمﺔ :وﻫو اﻟم�ﺎﺸر ﻟﻠﻌتق ﺤیث ﻻ ﻋﺎﺼب ﻤن ﻨسب ﯿرث اﻟجم�ﻊ أو اﻟ�ﺎﻗﻲ �ﻌد اﻟﻔراﺌض.
اﻟ
– 14ﻤوﻻة اﻟنﻌمﺔ �ذﻟك.
ﻣﻌ
– 15أوﻟ�ﺎء اﻟمﻌتق اﻷﻗر�ون �ذﻟك ،وﻓﻲ اﻟدراﻤﻰ 3002ﻋن اﻟزﻫري ﻤرﺴﻼ ﻤرﻓوﻋﺎ» :اﻟموﻟﻰ أخ ﻓﻲ
ﮭد
اﻟدﯿن وﻨﻌمﺔ وأﺤق اﻟنﺎس �میراﺜﻪ أﻗر�ﻬم ﻤن اﻟمﻌتق«.
ﻤﻠحوظﺔ :و�ﻞ ذﻟك ﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ.
اﻟﺗ
– 16ﺒیت اﻟمﺎل ﻋﻠﻰ اﻟشﻬور �ﺎﻟشروط اﻟسﺎ�ﻘﺔ.
رﺑو
)ﻫذا ،وﻗد ﺘﻘدم ﻤشﻬور اﻟمذﻫب ﻓﻲ اﻟرد وﺘور�ث أوﻟﻰ اﻷرﺤﺎم وﻤیراث اﻟﻐر�ب(.
ي اﻟ
اﻷﻗرب ﻟﻠﻬﺎﻟك ،و�ذا �ﺎﻨت اﻟﻔر�ضﺔ ﻤنﻌدﻤﺔ أﺨذ ﺠم�ﻊ اﻟمﺎل و�ن �ﺎﻨت ﻨﺎﻗصﺔ أﺨذ ﻤﺎ �ﻘﻲ �ﻌد أﻫﻞ
اﻟﻔروض ،و�ذا �ﺎﻨت ﻋﺎدﻟﺔ أو ﻋﺎﺌﻠﺔ ﻓﻬو ﻤحروم.
– 2ﻋﺎﺼب �ﻐیرﻩ :وﻫو �ﻞ أﻨثﻰ ﻋصبﻬﺎ ذ�ر ﻟﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثیین:
وﻫﻲ ﻨوﻋﺎن:
1
ﻓﺈذا �ﺎن ﻤﻌﻬﺎ أخ ﺸﻘیق ﺤرﻤت ﻓرﻀﻬﺎ ا – ﻤنﻘوﻟﺔ ﻤن ﻓرض إﻟﻰ ﺘﻌصیب �ﺎﻷﺨت اﻟشق�ﻘﺔ ﻓرﻀﻬﺎ
2
وﺘر�صﺎ ﯿنتظران ﻓضﻞ أﻫﻞ اﻟﻔروض ف�ﻘتسمﺎﻨﻪ :ﻟﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثیین.
و�ﻠمﺎ �ثر أﻫﻞ رﺘبتﻬﺎ ﻗﻞ ﺤظﻬﺎ.
288
ب – ﻤنﻘوﻟﺔ ﻤن ﺤرﻤﺎن إﻟﻰ ﺘﻌصیب �بنت اﻻﺒن ﻤﻊ اﻟبنتین ﻓﻘد رأﯿنﺎ أن ﻫذﻩ ﻻ ﺸﻲء ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔروض،
ﻓﺈذا �ﺎن ﻤﻌﻬﺎ اﺒن اﺒن ﻓﺈﻨﻪ �ﻌصبﻬﺎ �ذﻟك وﻻ ﺘﻌصب ﺸیئﺎ دوﻨﻪ ﻓﻬﻲ ﻋﺎﺼ�ﺔ �ﻪ.
– 3ﻋﺎﺼب ﻤﻊ ﻏیرﻩ :وﻻ �كون إﻻ أﻨثﻰ ﻋﺎﺼ�ﺔ ﻤﻊ وﺠود أﻨثﻰ ﻏیر ﻋﺎﺼ�ﺔ وﻫﻲ :اﻷﺨت اﻟشق�ﻘﺔ أو
2 1
ﺜﻠثﺎن و�ذا زاد اﻟﻌدد ﻷب اﻨﻔردت أم ﻻ ﻤﻊ اﻟبنت أو ﺒنت اﻻﺒن ﺘﻌددت أم ﻻ ،ﻓﻠﻠبنت اﻟنصﻒ
3 2
ﻓرﻀﺎ ،أﻤﺎ اﻷﺨت ﻫنﺎ ﻓﻬﻲ ﻋﺎﺼ�ﺔ إذ ﺘﺄﺨذ ﺠم�ﻊ ﻤﺎ ﻓضﻞ ﻋن أﻫﻞ اﻟﻔروض ،و�ﻻ ﺤرﻤت :ﻗﺎل ﻓﻲ
اﻟتﻠمسﺎﻨ�ﺔ) :(1
إن �ﺎن ﻟﻠمیت ﺒنت أو ﺒن ـ ـﺎت واﻷﺨوات ﻗد �صـ ـرن ﻋﺎﺼ�ﺎت
ﻤﻠحوظﺔ :اﻟشق�ﻘﺔ اﻟﻌﺎﺼ�ﺔ ﻻ ﺘرث ﻤﻌﻬﺎ اﻷﺨت ﻷب ﺸیئﺎ ﻓﻼ ﺘرث ﻤﻊ اﻷﺨت إﻻ ﻤن ﺴﺎوﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﺘ�ﺔ.
اﻟمشتر�ﺔ:
وﻫﻲ اﻟحمﺎر�ﺔ واﻟحجر�ﺔ واﻟ�م�ﺔ :ﻷن اﻷﺸﻘﺎء ﻗﺎﻟوا ﻟﻌمر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ﺤین ﺤرﻤﻬم ودﻓﻊ ﻟﻸﺨ�ﺎف
ﻓرﻀﻬم) :ﻫب أن أ�ﺎﻨﺎ �ﺎن ﺤمﺎ ار أو ﺤج ار ﻤﻠﻘﻰ ﻓﻲ اﻟ�م أﻟ�ست اﻷم ﺘجمﻌنﺎ؟
اﻟ
وﺴمیت ﻤشتر�ﺔ ﻟمشﺎر�ﺔ اﻟشﻘیق ﻓیﻬﺎ اﻹﺨوة ﻟﻸم ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔر�ضﺔ ﻻ ﯿتنزل اﻷخ ﻷب ﻤنزﻟﺔ اﻟشﻘیق
ﻣﻌ
ﮭد ﻋند ﻋدﻤﻪ ﻟﻌدم ﻤشﺎر�تﻪ اﻷﺨ�ﺎف ﻓﻲ أﻤﻬم.
أر�ﺎن اﻟمشتر�ﺔ3 :
اﻟﺗ
– 1زوج
رﺑو
1
وﻫو 3 ﻟﻠزوج اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن :6
ﻧﻲ
2
1
وﻫو 1 ﻟﻸم أو اﻟجدة
6
1
وﻟﻺﺨوة ﻟﻸم وﻫو .2
3
وﻟم ﯿبق ﺸﻲء ﻟﻠﻌﺎﺼب وﻫو اﻟشﻘیق ﻷن اﻟﻔر�ضﺔ ﻋﺎدﻟﺔ ﻓكﺎن ﻋمر وﻋثمﺎن وز�د ﺒن ﺜﺎﺒت �ﻘسموﻨﻬﺎ ﻫكذا
ﻋﻠﻰ ظﺎﻫر آ�ﺔ اﻟمیراث و�حرﻤون اﻷﺸﻘﺎء ﺤتﻰ ﻗضﻰ ﻋمر ﻓیﻬﺎ ﺒتشر�ك اﻷﺸﻘﺎء �حجتﻬم اﻟسﺎ�ﻘﺔ ﻗر��ﺎ ف�شترك
اﻷﺸﻘﺎء واﻹﺨوة ﻷم ﻓﻲ اﻟثﻠث ﻋﻠﻰ اﻟتسﺎوي �ﺎﻋت�ﺎرﻫم ﺠم�ﻌﺎ إﺨوة ﻷم ﻓﻘط ﻻﺴتواﺌﻬم ﻓﻲ ﺴبب اﻟمیراث.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤﺎ اﻟﻌصب ﻟﻐﺔ؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
290
اﻟدرس :67
اﻟحجب
ﺘﻌر�ف اﻟحجب:
(1ﻟﻐﺔ :ﺤج�ﻪ ﺤج�ﺎ وﺤجﺎ�ﺎ ﺴترﻩ �حج�ﻪ ،ﻗﺎل أﺒو ﺘمﺎم:
إن اﻟسمﺎء ﺘرﺠﻰ ﺤین ﺘحتجب ﻟ�س اﻟحجﺎب �مﻘص ﻋنك ﻟﻲ أﻤﻼ
واﻟحﺎﺠب :اﻟبواب ،ﻗﺎل اﻟ�حتري:
ﻋﻠﻰ ﻋرﻀﻪ ﻓﺎﺤذر ﺠنﺎ�ﺔ ﻋﺎﻤﻠك وﻗد ﻗیﻞ ﻗدﻤﺎ :ﺤﺎﺠب اﻟمرء ﻋﺎﻤﻞ
واﻟحﺎﺠ�ﺎن :اﻟﻌظمﺎن ﻓوق اﻟﻌینین.
واﻟحجﺎب :اﻟسور ﻗﺎل ﷲ﴿ :و�ینﻬمﺎ ﺤجﺎب ﴾...اﻷﻋراف .46
ﻓسرﺘﻬﺎ اﻵ�ﺔ﴿ :ﻓضرب ﺒینﻬم �سور ﴾...اﻟحدﯿد 13
اﻟ
ﻣﻌ
وﺤﺎﺠب اﻟشمس :أول ﻤﺎ �ظﻬر ﻤنﻬﺎ ﻗﺎل ق�س ﺒن اﻟخط�م:
ﮭد
ﺒدا ﺤﺎﺠب ﻤنﻬﺎ وﺼنت �حﺎﺠب ﺘبدت ﻟنﺎ �ﺎﻟشمس ﺘحت ﻋمﺎﻤﺔ
(2اﺼطﻼﺤﺎ :اﻟمنﻊ ﻤن �ﻞ اﻟمیراث أو ﻤن �ﻌضﻪ..
اﻟﺗ
أﻫم�ﺔ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟحجب:
رﺑو
ﻟﻬذا اﻟ�حث ﺸﺄن ﻋظ�م ﻓﻲ اﻟﻔراﺌض ،ﻓمن ﻟم �ﻌرف اﻟحجب ﻻ �ﻌد ﻋﺎﻟمﺎ �ﺎﻟﻔراﺌض ،و�حرم ﻋﻠ�ﻪ أن �ﻔتﻲ
ي اﻟ
– 1ﺤجب اﻷوﺼﺎف :وﻫو اﻟحرﻤﺎن ﻤن اﻟتر�ﺔ �ﺄﺤد اﻷوﺼﺎف اﻟس�ﻌﺔ اﻟتﻲ ﻫﻲ ﻤواﻨﻊ اﻹرث اﻟسﺎ�ﻘﺔ.
ﻤﻠحوظﺔ :اﻟمحجوب �ﺎﻟوﺼﻒ ﻻ إﺜر ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟحجب ووﺠودﻩ �ﻌدﻤﻪ ﻓﻼ �حجب أﺤدا ﻻ ﺤرﻤﺎﻨﺎ وﻻ ﻨﻘصﺎ،
ﻧﻲ
اﻟ
– 8اﻷم :ﺘحجب �ﻞ ﺠدة ﺒﻼ اﺴتثنﺎء.
ﻣﻌ
– IIﺤجب اﻟنﻘص:
ﮭد
ﻫو اﻟنﻘﻞ ﻤن ﺴﻬم إﻟﻰ ﺴﻬم أﻗﻞ ﻤنﻪ �سبب ﺸخص ﺤﺎﺠب ،وأﻨواﻋﻪ3 :
(1اﻟنﻘﻞ ﻤن ﻓرض إﻟﻰ ﻓرض ،ف�ختص �س�ﻌﺔ أﺼنﺎف:
اﻟﺗ
رﺑو
ا – اﻷم :ﯿنﻘﻠﻬﺎ اﻟﻔرع اﻟوارث ﻤن اﻟثﻠث إﻟﻰ اﻟسدس ،و�ذﻟك اﻷﺨوان ﻓﺄﻛثر ﺴواء �ﺎﻨﺎ ﺸق�ﻘین أو ﻷب أو
ﻷم وﺴواء �ﺎﻨﺎ ذ�ر�ن أو أﻨثیین أو أﺤدﻫمﺎ ذ�ر...
ي اﻟ
1 1
اﻟر�ﻊ اﻟنصﻒ إﻟﻰ ب – اﻟزوج :ﯿنﻘﻠﻪ اﻟﻔرع اﻟوارث ﻤن
4 2
1 1
اﻟثمن. ج – اﻟزوﺠﺔ :ﯿنﻘﻠﻬﺎ اﻟﻔرع اﻟوارث ﻤن اﻟر�ﻊ إﻟﻰ
وط
8 4
و�ذا ﺘﻌددن ﻓﻼ ﯿزدن ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟنصیب �ﻘتسمنﻪ.
ﻧﻲ
1 1
اﻟسدس. د – ﺒنت اﻻﺒن :ﺘنﻘﻠﻬﺎ اﻟبنت اﻟواﺤدة ﻤن اﻟنصﻒ إﻟﻰ
6 2
1 2
ﻫـ -ﺒنتﺎ اﻻﺒن ﻓﺄﻛثر :ﺘنﻘﻠﻬﺎ اﻟبنت اﻟواﺤدة ﻤن اﻟثﻠثین إﻟﻰ اﻟسدس �ﻘتسمنﻪ.
6 3
1
و – اﻷﺨت ﻷب :ﺘنﻘﻠﻬﺎ اﻟشق�ﻘﺔ ﻤن اﻟنصﻒ إﻟﻰ اﻟسدس.
6
1 2
ز – اﻷﺨتﺎن ﻓﺄﻛثر ﻟﻸب :ﺘنﻘﻠﻬمﺎ اﻟشق�ﻘﺔ ﻤن إﻟﻰ اﻟسدس.
6 3
(2اﻟنﻘﻞ ﻤن ﺘﻌصیب إﻟﻰ ﻓرض) 2 :اﻷب واﻟجد( ﺨﺎﺼﺔ ،ﻓﺎﻟوارث ﻤنﻬمﺎ ﯿنﻘﻠﻪ اﻻﺒن و�ن ﺴﻔﻞ ﻤن
1
) :اﻟسدس(. اﻟتﻌصیب إﻟﻰ
6
ﻛمﺎ ﯿنتﻘﻞ اﻟوارث ﻤنﻬمﺎ �ذﻟك إذا اﺴتﻐرﻗت اﻟسﻬﺎم اﻟمﺎل إذ ﻻ �كوﻨﺎن ﻤحروﻤین �حﺎل.
292
(3اﻟنﻘﻞ ﻤن ﻓرض إﻟﻰ ﺘﻌصیب :و�تﻌﻠق �ﺄر�ﻊ إﻨﺎث) :اﻟبنت ،و�نت اﻻﺒن و�ن ﺴﻔﻠت ،واﻷﺨت اﻟشق�ﻘﺔ،
واﻷﺨت ﻷب( ﻓﻘط.
2 1
) :اﻟثﻠثﺎن(. وﻗد رأﯿنﺎ أن ﻓرض اﻟمنﻔردة ﻤنﻬن ) :اﻟنصﻒ( وﻋند اﻟتﻌدد
3 2
ﻓكﻞ واﺤدة ﻤن ﻫؤﻻء ﯿنﻘﻠﻬﺎ ﻤسﺎو�ﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﺘ�ﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﺼ�ﺔ �ﻪ ،ﻟﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثیین ﻋﻠﻰ اﻟتﻔصیﻞ
اﻟسﺎﺒق ﻓﻲ درس اﻟﻌص�ﺔ.
وﻗد ﺘنتﻘﻞ اﻟشق�ﻘﺔ أو ﻷب ﻤن ﻓرض اﻟنصﻒ ﻋند اﻻﻨﻔراد أو ﻤن ﻓرض )اﻟثﻠثین( ﻋند اﻟتﻌدد إﻟﻰ ﻋﺎﺼ�ﺔ
2 1
)اﻟثﻠثین( ﻓرﻀﺎ ،أﻤﺎ اﻷﺨت )اﻟنصﻒ( وﻋند ﺘﻌددﻫﺎ ﻤﻊ اﻟبنت أو ﺒنت اﻻﺒن ﻓتحرز اﻟبنت ﻋند اﻨﻔرادﻫﺎ
3 2
ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘنتظر ﻤﺎ ﻓضﻞ ﻋن أﻫﻞ اﻟﻔروض ﺘﻌصی�ﺎ و�ﻻ ﺤرﻤت.
ﻤثﺎل :ﻫﻠكت وﺘر�ت زوﺠﺎ و�نتین وﺸق�ﻘﺔ.
2 1
ﻟﻠشق�ﻘﺔ اﻟ�ﺎﻗﻲ. ﻟﻠزوج ﻟﻠبنتین
3 4
اﻟ
ﻣﻌ
ﻟﻠزوج 3وﻟﻠبنتین .8 اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن 12
ﮭد �ﻘﻲ 1ﻟﻸﺨت ﻷﻨﻬﺎ ﻋﺎﺼ�ﺔ.
ﻤثﺎل :2ﻫﻠكت وﺘر�ت :زوﺠﺎ و�نتین وأﻤﺎ وﺸق�ﻘﺔ
اﻟﺗ
1 2 1
ﻟﻠشق�ﻘﺔ اﻟ�ﺎﻗﻲ ﻟﻸم اﻟسدس ﻟﻠزوج ﻟﻠبنتین
رﺑو
ﻟﻸم 2
ﻟﻠشق�ﻘﺔ اﻟحرﻤﺎن ﻷﻨﻬﺎ ﻋﺎﺼ�ﺔ واﻟﻔر�ضﺔ ﻋﺎﺌﻠﺔ.
ﻧﻲ
ﻤﻼﺤظﺎت:
(1ﻤن ﯿدﻟﻲ �شخص ﻻ ﯿرث ﻤﻌﻪ إن �ﺎن وارﺜﺎ إﻻ اﻹﺨوة ﻟﻸم ﻓﺈﻨﻬم ﯿدﻟون ﺒﻬﺎ و�رﺜون ﻤﻌﻬﺎ.
� (2ﻞ ﻤحجوب ﻻ �كون ﺤﺎﺠ�ﺎ إﻻ اﻹﺨوة ﻓﺈﻨﻬم �حجبون اﻷم ﻤن اﻟثﻠث إﻟﻰ ) 1اﻟسدس( وﻫم ﻤحجو�ون
6
ﻤن طرف اﻷب ﺤجب ﺤرﻤﺎن.
وﻓﻲ اﻟكﻔﺎف:
إﻻ ﻫم ف�حجبـ ـ ـون ﺨﺎﺌبیــن وﻤنﻌوا ﻤن ﺤجب ﻏیر اﻟـ ـوارﺜین
(3ﻤن �ﺎن ﻟﻪ ﺴب�ﺎن ﻓﻲ اﻟمیراث:
293
ا – ﻓﺈن �ﺎﻨﺎ ﺠﺎﺌز�ن ورث ﺒﻬمﺎ �ﺎﻟزوج �كون اﺒن ﻋم أﻗﻌد ف�ﺄﺨذ ﻓرﻀﻪ وﻤﺎ ﻓضﻞ ﻋن أﻫﻞ اﻟﻔروض
ﺘﻌصی�ﺎ ،و�ذﻟك اﻷخ ﻟﻸم إذا �ﺎن اﺒن ﻋم أﻗﻌد ف�ﺄﺨذ ﻓرﻀﻪ و�ﻘتسم اﻟ�ﺎﻗﻲ ﻤﻊ ﻤن ﺴﺎووﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﻌدد.
ب – و�ن �ﺎﻨﺎ ﻏیر ﺠﺎﺌز�ن ﻓﺎﻨظر ﺒ�ﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﺨﻠیﻞ ﻗﺎل) :وورث ذو ﻓرﻀین �ﺎﻷﻗوى و�ن اﺘﻔق ﻓﻲ
أﺨت(.
ﺒنت ٌ اﻟمسﻠمین �ﺄ ٍم و ٍ
�ثیر ﻋمدا ،و�تﻔق ﻓﻲ اﻟمسﻠمین ﻏﻠطﺎ �من ﯿتزوج اﻟﻐر��ﺔ ﻓیتبین �ﻌد أن ﺘﻠد
ﻫذا اﻟنوع ﯿتﻔق ﻓﻲ اﻟمجوس ا
ﻟﻪ أﻨﻬﺎ أﺨتﻪ أو أﻤﻪ أو ﺒنتﻪ ،ﻓمن وﻟد ﻟﻪ ﻗبﻞ ﻋﻠمﻪ ﻻﺤق �ﻪ و�توارث ﻤﻌﻪ.
اﻟذي ﺘﻘﻊ �ﻪ اﻟﻘوة3 :
اﻷول :أن ﺘكون إﺤداﻫمﺎ ﻻ ﺘحجب �خﻼف اﻷﺨرى �مﺎ ﻤثﻞ ﺨﻠیﻞ :اﻷم واﻷﺨت ﺘرث �ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ أﻤﺎ ﻻ
أﺨتﺎ ﻷن اﻷم ﻻ ﺘكون ﻤحروﻤﺔ ،و�نت أﺨت ﻓﻲ ﻨﻔس اﻟوﻗت :ﺘرث �ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ ﺒنتﺎ ﻻ أﺨتﺎ �ذﻟك ﻓﻠﻬﺎ
اﻟنصﻒ �ﺎﻟبنوة وﻻ ﺸﻲء ﻟﻬﺎ �ﺎﻷﺨوة.
اﻟثﺎﻨﻲ :أن ﺘحجب إﺤداﻫمﺎ اﻷﺨرى ﻓﺎﻟحﺎﺠ�ﺔ أﻗوى� ،مجوﺴﻲ ﯿتزوج أﻤﻪ ﻓتﻠد ﻟﻪ ﻓﻬﻲ أم اﻟموﻟودة وﺠدﺘﻬﺎ
اﻟ
ﻷﺒیﻬﺎ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘرﺜﻬﺎ �ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ أﻤﺎ ﻻ ﺠدة ﻷن اﻷم ﺘحجب اﻟجدة.
ﻣﻌ
اﻟثﺎﻟث :أن ﺘكون إﺤداﻫمﺎ أﻗﻞ ﺤج�ﺎ ﻤن اﻷﺨرى �ﺄم أم ﻫﻲ أﺨت ﻷب ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘرﺜﻬﺎ �ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ ﺠدة ﻻ أﺨتﺎ
ﮭد
ﻷن ﻫذﻩ اﻟجدة ﻻ �حجبﻬﺎ إﻻ اﻷم ﻓﻘط ﺒینمﺎ اﻷﺨت ﺘحجبﻬﺎ ﺠمﺎﻋﺔ �ﺎﻷب واﻻﺒن واﺒن اﻻﺒن...
(4اﻟمﻌتق إذا �ﺎن اﺒن ﻋم ﻓﺈﻨﻪ ﯿرث �ﺎﻟﻘرا�ﺔ ﻻ �ﺎﻟوﻻء.
اﻟﺗ
رﺑو
اﻷﺴئﻠﺔ:
ي اﻟ
– 1ﻋرف اﻟحجب؟
– 2ﻤﺎ ﻤنزﻟﺔ اﻟحجب ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻔراﺌض؟
وط
294
اﻟدرس :68
ﻤیراث اﻟجـــد
ﺘﻌر�ﻔﻪ:
(1اﻟجد ﻟﻐﺔ� :ﻔتﺢ اﻟج�م ﻫو ﻤن ﻟﻪ ﻋﻠ�ك وﻻدة ،ﺴواء �ﺎن وارﺜﺎ أم ﻻ ،أدﻟﻰ �ﺄﻨثﻰ أم ﻻ ،ﻗﺎل اﻤرؤ
اﻟق�س:
�ﺎﻟك ــﻼب
وﻻ أﻨسﻰ ﻗتی ـﻼ ُ ﻛمﺎ ﻻﻗﻰ أﺒﻲ ﺤج ـر وﺠــدي
واﻟجد �ذﻟك :اﻟحظ واﻟمﺎل ،ﻓﻔﻲ اﻟصح�حین ﻋن أﺴﺎﻤﺔ ﺒن ز�د ﻤرﻓوﻋﺎ ...» :وأﺼحﺎب اﻟجد
ﻤحبوﺴون.«...
(2اﻟجد ﻓﻲ اﺼطﻼح أﻫﻞ اﻟتر�ﺔ :ﻫو أب اﻷب و�ن ﻋﻼ إذ ﻫو اﻟذي ﻟم ﺘدﺨﻞ ﻓﻲ ﻨسبتﻪ إﻟﻰ اﻟمیت
اﻟ
أﻨثﻰ ،وﻫو ﺤق�ﻘﺔ ﻓﻲ اﻟجد اﻷدﻨﻰ ،ﻤجﺎز ﻓﻲ ﻏیرﻩ.
ﻣﻌ
ﮭد ﺘحﻔظ اﻟصحﺎ�ﺔ :ﻤن ﻤیراث اﻟجد:
اﻟﺗ
ﻟم ﯿرد ﻨص ﺼر�ﺢ ﻓﻲ ��ف�ﺔ ﺘور�ث اﻟجد ﻻ ﻤن �تﺎب وﻻ ﻤن ﺴنﺔ ﻓﺎﺸت�ﻪ أﻤرﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﻬﺎء اﻟصحﺎ�ﺔ
رﺑو
وﻋن ﺴﻌید ﺒن اﻟمسیب أن ﻋمر ﺴﺄل اﻟنبﻲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻋن ﻨصیب اﻟجد ﻓﻘﺎل» :إﻨﻲ ﻷظنك
ﺘموت ﻗبﻞ أن ﺘﻌﻠمﻪ«! ﻗﺎل ﺴﻌید :ﻓمﺎت ﻋمر وﻟم �ﻌﻠمﻪ ،وﻗﺎل ﻋمر) :أﺠرؤ�م ﻋﻠﻰ ﻗسم اﻟجد أﺠرؤ�م ﻋﻠﻰ
وط
اﻟنﺎر(.
ﻧﻲ
وﻟمﺎ طﻌنﻪ أﺒو ﻟؤﻟؤة أﺸرف ﻋﻠﻰ اﻟنﺎس وﻗﺎل) :أﺤﻔظوا ﻋنﻲ ﺜﻼﺜﺎ :ﻻ أﻗول ﻓﻲ اﻟكﻼﻟﺔ ﺸیئﺎ وﻻ أﻗول ﻓﻲ
اﻟجد ﺸیئﺎ ،وﻻ أﺴتخﻠﻒ ﻋﻠ�كم أﺤدا(.
وﻓﻲ اﻟصح�حین ﻗﺎل ﻋمر ...) :وﺜﻼث وددت أن رﺴول ﷲ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ ﺴﻠم ﻟم �ﻔﺎرﻗنﺎ ﺤتﻰ �ﻌﻬد إﻟینﺎ
ﻋﻬدا :اﻟجد ،واﻟكﻼﻟﺔ ،وأﺒواب ﻤن أﺒواب اﻟر�ﺎ(.
295
ﺘﻌجﻠوﻫﺎ ﻗبﻞ ﻨزوﻟﻬﺎ ﻻ ﯿنﻔك اﻟمسﻠمون وﻓیﻬم إذا ﻫﻲ ﻨزﻟت ﻤن إذا ﻗﺎل وﻓق وﺴدد ،و�ﻨكم أن ﺘﻌجﻠوﻫﺎ ﺘختﻠﻒ �كم
اﻷﻫواء ﻓتﺄﺨذوا ﻫكذا وﻫكذا« وأﺸﺎر ﺒین ﯿد�ﻪ وﻋن �مینﻪ وﻋن ﺸمﺎﻟﻪ.
ﻫذا ،وﻗد �ﻘﻲ اﺨتﻼف ﻓﻲ اﻟتﻔﺎﺼیﻞ �سبب اﻻﺸت�ﺎﻩ اﻟسﺎﺒق ﻋﻠﻰ ﻤذﻫبین:
(1ﻤذﻫب إﺤﻼل اﻟجد ﻤحﻞ اﻷب ﻤطﻠﻘﺎ ف�حجب اﻹﺨوة واﻷﺨوات ﺤجب ﺤرﻤﺎن ،وﻤمن ﻗﺎل ﺒذﻟك ﻤن
اﻟصحﺎ�ﺔ :اﺒو�كر اﻟصدﯿق وﻤﻌﺎذ ﺒن ﺠبﻞ....
وﻤن اﻷﺌمﺔ اﻷر�ﻌﺔ :أﺒو ﺤن�ﻔﺔ ،و�ﻪ ﻗﺎل اﻟمزﻨﻲ ﻤن اﻟشﺎﻓع�ﺔ وواﻓق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟرأي :داود.
(2ﻤذﻫب ﻋدم إﺴﻘﺎط اﻹﺨوة واﻷﺨوات �ﺎﻟجد :وﻫو ﻤذﻫب اﻟجمﻬور ،وﻋﻠ�ﻪ ﻤن اﻟصحﺎ�ﺔ :أﻓرﻀﻬم ز�د
ﺒن ﺜﺎﺒت و�ذﻟك اﻟخﻠﻔﺎء اﻟثﻼﺜﺔ :ﻋمر ،وﻋثمﺎن ،وﻋﻠﻲ رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬم.
وﻗﺎل �ﻪ ﻤن اﻷﺌمﺔ اﻷر�ﻌﺔ :ﻤﺎﻟك واﻟشﺎﻓﻌﻲ وأﺤمد.
اﻟ
ﻫو ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ،ﻤﺎت اﺒنﻪ ﻋﺎﺼم وﺘرك أ�ﺎﻩ واﺒنﺎﻩ ،ﺜم ﻤﺎت أﺤد اﻷﺒنﺎء ﻓترك إﺨوﺘﻪ وﺠدﻩ ﻋمر
ﻣﻌ
ﻓرأى ﻋمر أﻨﻪ �منزﻟﺔ اﻷب ﻋﻠﻰ اﻟسواء ﺤتﻰ ردﻩ ﻋﻠﻲ ﺒن أﺒﻲ طﺎﻟب وز�د ﺒن ﺜﺎﺒت ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻋﻠ�ﻪ اﻵن
ﮭد اﻟجمﻬور.
اﻟﺗ
رﺑو
أﺤوال اﻟجد:
(1اﻟحرﻤﺎن :إذا �ﺎن أدﻟﻰ �ﺄب وارث أو ﺠد أﻗرب.
ي اﻟ
�ذﻟك.
ﻧﻲ
296
ﻤثﺎل) :ﺠد وأخ وأﺨت( ﻓﺎﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن ) 5ﻟﻠجد 2ﻟﻸخ 2ﻟﻸﺨت (1ﻓﺎﻟمﻘﺎﺴمﺔ ﻫنﺎ ﺨیر ﻟﻠجد ﻷن ﺤظﻪ 2
أﻛثر ﻤن ﺜﻠث .5
أﻤﺎ إذا �ﺎن اﻹﺨوة واﻷﺨوات أﻛثر ﻤن ﻤثﻠ�ﻪ ﻓﺎﻟثﻠث أﺤظ ﻟﻪ ﻤن اﻟمﻘﺎﺴمﺔ.
ﻤثﺎل) :ﺠد وﺜﻼﺜﺔ إﺨوة( واﻀﺢ أﻨﻪ إذا ﻗﺎﺴمﻬم ﻓﻠﻪ اﻟر�ﻊ إذن اﻟثﻠث ﺨیر ﻟﻪ .ﺘص�ﺢ اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن . 9
ﻓﻠكﻞ أخ 2 �ﻘیت 6 ﻟﻠجد اﻟثﻠث 3
أﻤﺎ إذا �ﺎن اﻹﺨوة ﻤثﻠ�ﻪ ﻓﻼ ﻓرق ﺒین اﻟمﻘﺎﺴمﺔ واﻟثﻠث.
ﻤثﺎل) :ﺠد وأﺨوان( اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن .3
1
أو �ﺎﻋت�ﺎر اﻟمﻘﺎﺴمﺔ. ﻟﻠجد 1ﺴواء �ﺎﻋت�ﺎر
3
اﻟمﻌﺎدة:
�ﻌد اﻷخ ﻷب وﻫو ﻤحجوب ﺤجب إﺴﻘﺎط ف�ﺄﺨذ اﻟجد ﻨصی�ﻪ ِ
ﻗد ﯿتمكن اﻟشﻘیق ﻤن ﻨﻘص ﻨصیب اﻟجد ّ
ِ
ﻋد اﻷخ ﻷب ﺜم �ضم اﻟشﻘیق إﻟﻰ ﻨصی�ﻪ اﻟنصیب اﻟمﻌدود ﻟﻸخ ﻷب.
ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ّ
اﻟ
ﻤثﺎل) :ﺠد وﺸﻘیق وأخ ﻷب( ف�ﻘول اﻟشﻘیق ﻟﻠجد ﻨحن 3ﻓتصیر اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن ﺜﻼﺜﺔ.
ﻣﻌ
ﻟﻸخ ﻷب 1
ﮭد ﻟﻠشﻘیق 1 ﻟﻠجد 1
ف�ضم اﻟشﻘیق إﻟﻰ ﻨصی�ﻪ ﻨصیب أﺨ�ﻪ اﻟسﺎﻗط ﻓتصیر اﻟﻘسمﺔ:
اﻟﺗ
وﻻ ﺸﻲء ﻟﻸخ ﻷب ﻟﻠشﻘیق 2 ﻟﻠجد 1
رﺑو
1 1
�ﺎﻋت�ﺎر اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن .2 وﻟوﻻ اﻟمﻌﺎﱠدة �ﺎﻟمحروم ﻟكﺎن ﻟﻠجد وﻟﻠشﻘیق
2 2
ب – إذا �ﺎن ﻤﻊ اﻟجد واﻹﺨوة ﺼﺎﺤب ﻓرض:
ي اﻟ
1
)اﻟسدس( ﻓﻠﻠجد اﻷﺤظ ﻤن ﺜﻼﺜﺔ: ﻓﺈن �ﻘﻲ �ﻌد اﻟﻔرض أﻛثر ﻤن
6
وط
1 2
�ﻘﻲ 2ﺒین اﻷﺨو�ن. =2 ﻟﻠبنتین = 8ﻟﻠجد
6 3
ﻓﺎﻟسدس ﻫنﺎ ﺨیر ﻤن ﺜﻠث اﻟ�ﺎﻗﻲ وﻤن اﻟمﻘﺎﺴمﺔ.
اﻟثﺎﻨﻲ :ﺜﻠث اﻟ�ﺎﻗﻲ �ﻌد أﻫﻞ اﻟﻔروض:
ﻤثﺎل) :ﺠد وزوﺠﺔ وأر�ﻊ إﺨوة(.
ﺘصﺢ ﻤن .8
ﻟﻠجد ﺜﻠث اﻟ�ﺎﻗﻲ 2 ﻟﻠزوﺠﺔ 2
1
اﻟجم�ﻊ وﻤن اﻟمﻘﺎﺴمﺔ. �ﻘیت 4ﺒین اﻹﺨوة اﻷر�ﻌﺔ .ﻓثﻠث اﻟ�ﺎﻗﻲ ﻫنﺎ �ﻌد اﻟﻔروض اﺤظ ﻟﻪ ﻤن
6
297
اﻟثﺎﻟث :اﻟمﻘﺎﺴمﺔ :وﻫﻲ أن ﻨﻌتبر اﻟجد ﺸق�ﻘﺎ ﻤﻊ اﻷﺸﻘﺎء إن �ﺎﻨوا و�ﻻ ﻓﺄﺨﺎ ﻷب ﻤﻊ اﻹﺨوة ﻷب ﺴواء
ﻛﺎﻨوا ذ�و ار أو إﻨﺎﺜﺎ.
ﻤثﺎل) :ﺠد وأخ وزوﺠﺔ( ﺘصﺢ ﻤن .8
1
ﻟﻠجد 3وﻟﻸخ 3 �ﻘیت 6 =2 ﻟﻠزوﺠﺔ
4
وﻫذا ﺨیر ﻟﻠجد ﻤن اﻟسدس ﻷﻨﻪ أﻗﻞ ﻤن 2وﺨیر ﻤن ﺜﻠث اﻟ�ﺎﻗﻲ ﻷﻨﻪ .2
ﻤﻠحوظﺔ:
1
اﻟجم�ﻊ وﺜﻠث اﻟ�ﺎﻗﻲ واﻟمﻘﺎﺴمﺔ( :ﻓﻲ ﺒنت وأﺨو�ن وﺠد .ﺘصﺢ اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن : 6 �ستوي اﻟثﻼﺜﺔ )
6
1
اﻟجم�ﻊ 1
6
1
اﻟ�ﺎﻗﻲ �ﻌد ﻨصﻒ اﻟبنت .1
3
و�ذا اﻗتسموا اﻟ�ﺎﻗﻲ ﻓﻠكﻞ واﺤد .1
اﻟ
ﻣﻌ
اﻟﻔروض اﻟشﺎذة : 7 :ﺘﻘدﻤت ) : 3اﻟﻐ اروان واﻟمشتر�ﺔ(.
ﮭد
و�ﻘیت ) : 4اﻷﻛدر�ﺔ واﻟمﺎﻟك�ﺔ وأﺨتﻬﺎ واﻟخرﻗﺎء(.
اﻟﺗ
(1اﻷﻛدر�ﺔ اﻟﻐراء:
رﺑو
ﺴبب اﻟتسم�ﺔ :ﻗیﻞ إن ﻋبد اﻟمﻠك ﺒن ﻤروان طرﺤﻬﺎ ﻋﻠﻰ رﺠﻞ �حسن اﻟﻔراﺌض �ﻘﺎل ﻟﻪ أﻛدر ﻓﺄﺨطﺄ ﻓیﻬﺎ.
ي اﻟ
أو ﻟتكدﯿرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺨت ﻟكون ﻓرﻀﻬﺎ �ثی ار وأﺨذت �سیرا ،أﻤﺎ اﻟﻐراء ﻓﻠشﻬرﺘﻬﺎ �ﻐرة اﻟﻔرس.
وزوج( وأم وأﺨت أر�ﺎﻨﻬﺎ ) : 4 :ﺠد
وط
وﻫﻲ ﻤن :6
وﻟﻠجد 1 وﻟﻸم 2 ﻟﻠزوج 3
و�ﻌﺎل ﻟﻸﺨت �ﺎﻟنصﻒ وﻫو 3ﻓتصیر ﻤن 9ف�جمﻊ ﻨصیب اﻷﺨت واﻟجد = .4
ف�ﻘسمﺎﻨــﻪ ﻟﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثییـن ف�صﺢ اﻻﻨكسـﺎر �ضرب ،27 = 3 x 9ﻓمن ﻟﻪ ﺸﻲء ﻤن 9ﻀرب ﻓﻲ
3ز
9=3x3 إذن :ﻟﻠزوج
6=3x2 ﻟﻸم
ﻟﻸﺨت واﻟجد 12 = 3 x 4ﻟﻠجد 8وﻟﻸﺨت .4
298
(2اﻟمﺎﻟك�ﺔ :ﺴمیت ﺒذﻟك ﻷن اﻹﻤﺎم ﻤﺎﻟكﺎ ﻟم �خﺎﻟﻒ ز�دا إﻻ ﻓیﻬﺎ وﺤدﻫﺎ ﻋﻠمﺎ �ﺄﻨﻪ ﻓﻲ اﻟترﻤذي 3815
واﺒن ﻤﺎﺠﻪ 154ﻋن أﻨس ﺒن ﻤﺎﻟك ﻤرﻓوﻋﺎ ...» :وأﻓرﻀﻬم ز�د ﺒن ﺜﺎﺒت «...وﻫذا ﻤن ﺤدﯿث ف�ﻪ 7ﻤن
اﻟصحﺎ�ﺔ.
ﻓﺎﻹﺨوة ﻷم �حرﻤﻬم اﻟجد ،وأﻤﺎ اﻷخ ﻟﻸب ﻓﻠو �ﺎن اﻟجد ﻤﻌدوﻤﺎ ﻟمﺎ ﻓضﻞ ﻟﻪ ﺸﻲء ﻷن اﻟﻔر�ضﺔ ﻋﺎدﻟﺔ،
ﻓوﺠود اﻟجد ﻻ ﯿز�دﻩ إﻻ ﺤرﻤﺎﻨﺎ.
اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن :6
اﻟ
ﻟﻠجدة اﻟ�ﺎﻗﻲ وﻫو .2 ﻟﻸم 1 ﻟﻠزوج 3
ﻣﻌ
ﮭد
(3أﺨت اﻟمﺎﻟك�ﺔ :وﻫﻲ ﻤثﻞ اﻟمﺎﻟك�ﺔ إﻻ أن اﻷخ ﻓیﻬﺎ ﺸﻘیق وﻻ ﻨص ﻓیﻬﺎ ﻟمﺎﻟك ﻓﻘﺎﺴوﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟمﺎﻟك�ﺔ
اﻟﺗ
ﻟﻼﺸتراك ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺔ وﻗسمتﻬمﺎ ﺴواء.
رﺑو
ﺘنب�ﻪ:
ي اﻟ
1
وﻤﺎ �ﻘﻲ ﺒین اﻟجد واﻷﺨت ﻟﻠذ�ر ﻤثﻞ ﺤظ اﻷﻨثیین. وﻤذﻫب ز�د ﺒن ﺜﺎﺒت وﺘ�ﻌﻪ ﻤﺎﻟك أن ﻟﻸم
3
ﺘص�ﺢ ﻤن : 9
ﻟﻸﺨت 2 ﻟﻠجد 4 ﻟﻸم 3
299
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻟجد؟
– 2ﻤﺎ ﺴبب ﺨوف اﻟصحﺎ�ﺔ ﻤن ﺘور�ث اﻟجد؟
– 3ﻫﻞ زال ﻫذا اﻟخوف؟ وﻫﻞ �مكن زواﻟﻪ �ﻌد اﻟصحﺎ�ﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ اﻟدﻟیﻞ؟
– 4أﯿﻬمﺎ ﻤﻌﻪ ﺠمﻬور اﻷﺌمﺔ ،إﺴﻘﺎط اﻹﺨوة �ﺎﻟجد؟ أم إرﺜﻪ ﻤﻌﻪ؟
�� – 5ف ﯿرث اﻟجد إذا ﻟم �ك ﻟﻠمیت إﺨوة؟
– 6ﺒین اﻷﺤظ ﻟﻠجد ﻓﻲ اﻟﻔراﺌض اﻟتﺎﻟ�ﺔ:
ا – ﺠد وأخ وأﺨتﺎن.
ب – ﺠد وأخ وأﺨت.
ج – ﺠد وﺴت أﺨوات.
د – ﺠد وﺸق�ﻘتﺎن وأخ ﻷب.
اﻟ
ﻫـ -ﺒنت وأر�ﻊ أﺨوات وﺠد؟
ﻣﻌ
– 7ﻤﺎ اﻟﻔرق ﺒین اﻟمﺎﻟك�ﺔ وأﺨتﻬﺎ؟
ﮭد
– 8ﻤﺎ اﻟذي ﺠﻌﻞ ﻤﺎﻟكﺎ �حرص ﻋﻠﻰ ﻤواﻓﻘﺔ ز�د ﺒن ﺜﺎﺒت إﻻ ﻓﻲ اﻟنﺎدر؟
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
300
اﻟدرس :69
أﺼول اﻟﻔراﺌض
ﻋددﻫﺎ 7 :وﻫﻲ.(24 ،12 ،8 ،6 ،4 ،3 ،2) :
1
)اﻟنصﻒ( ﻤن اﻟمﻘﺎم 2 ﻓﻔر�ضﺔ
2
1
)اﻟثﻠث( ﻤن 3 وﻓر�ضﺔ
3
1
)اﻟر�ﻊ( ﻤن 4 وﻓر�ضﺔ
4
1
)اﻟسدس( ﻤن 6 وﻓر�ضﺔ
6
واﺠتمﺎع اﻟر�ﻊ واﻟثﻠث ﻤن 12
اﻟ
واﺠتمﺎع اﻟثمن واﻟثﻠث ﻤن 24
ﻣﻌ
أﻤثﻠـﺔ:
ﮭد ) (1زوج وأﺨت ﺸق�ﻘﺔ أو ﻷب(
اﻟﺗ
1 1
2 2
رﺑو
1 1
وﻫو .1 أﺼﻞ اﻟﻔر�ضﺔ ﻤن 2ﻟﻠزوج وﻫو 1وﻟﻸﺨت
2 2
ي اﻟ
1
وﻫو ،1وﻟﻠﻌم اﻟ�ﺎﻗﻲ وﻫو .2 اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن 3ﻟﻸﺨو�ن
3
ﻧﻲ
301
ﻟﻸم ﺴدس وﻫو 1وﻟﻸب ﺴدس وﻫو 1وﻟﻼﺒن اﻟ�ﺎﻗﻲ وﻫو .4
) (5زوﺠﺔ واﺒن(
1
اﻟ�ﺎﻗﻲ
8
اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن : 8ﻟﻠزوج 1وﻟﻠﻌﺎﺼب اﻟ�ﺎﻗﻲ وﻫو .7
وﻋـم( وأم ) (6زوﺠﺔ
1 1
اﻟ�ﺎﻗﻲ
6 4
اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن :12ﻟﻠزوﺠﺔ 3وﻟﻸم 2واﻟ�ﺎﻗﻲ وﻫو 7ﻟﻠﻌﺎﺼب.
واﺒن( ) (7زوﺠﺔ وأم
1 1
اﻟ�ﺎﻗﻲ
6 8
اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن :24ﻟﻠزوﺠﺔ 3ﻟﻸم 4ﻟﻠﻌﺎﺼب اﻟ�ﺎﻗﻲ وﻫو .17
اﻟ
ﻣﻌ
ﻛ�ف�ﺔ اﻟتﺄﺼیﻞ:
ﮭد وﻫو أن ﺘﻌرف أﺤوال اﻟورﺜﺔ إذ ﻫم إﻤﺎ أن �كوﻨوا:
ﻋص�ﺔ ﻓﻘط
اﻟﺗ
رﺑو
302
ﻓﺎﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن :6ﻟﻠزوج 3وﻟﻺﺨوة 2و�ﻘﻲ ﻟﻠﻌﺎﺼب .1
(4ﻋص�ﺔ ﻓﻘط إﻨﺎث ﺠم�ﻌﺎ) :ﻻ ﺘﻘﻊ(
(5أﻫﻞ ﻓرض ﻓﻘط إﻨﺎث ﺠم�ﻌﺎ:
ﻤثﺎل) :أﺨتﺎن ﻷب وأﺨتﺎن ﻷم(
1 2
3 3
اﻟﻔر�ضﺔ ﻤن 3ﻟﻸﺨتین ﻷب اﻟثﻠثﺎن 2وﻷﻫﻞ اﻟثﻠث 1ﻓﻬﻲ ﻋﺎدﻟﺔ.
اﻟ
2
ﻣﻌ
ﺘﻌصی�ﺎ .1
ﮭد
(7ﻋص�ﺔ ﻓﻘط ﻤختﻠطون:
اﻟﺗ
ﻤثﺎل) :اﺒن واﺒنتﺎن( ﻓﺄﺼﻞ اﻟمسﺄﻟﺔ ﻋدد اﻟرؤوس �ﺎﻋت�ﺎر اﻟذ�ر
رﺑو
3 3
ﻓﺎﻟﻔر�ضﺔ ﻤن 3ﻟﻠخ�ﻔین 1وﻟﻸﺨتین ﻷب .2
303
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻤثﻞ ﻷﺼول اﻟﻔراﺌض؟
– 2ﻤﺎ ��ف�ﺔ اﻟتﺄﺼیﻞ؟
– 3إذا �ﺎن اﻟورﺜﺔ ﺠم�ﻌﺎ ﻋص�ﺔ ﻓمﺎذا �كون أﺼﻞ اﻟمسﺄﻟﺔ؟
– 4أﻋط ﻤثﺎﻻ ﻟمسﺄﻟﺔ اﺠتمﻊ ﻓیﻬﺎ أﻫﻞ ﻓروض وﻋص�ﺔ؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
304
اﻟدرس :70
اﻟﻌــول
ﺘﻌر�ف اﻟﻌول:
(1ﻟﻐﺔ :ﻤن ﻋﺎل �ﻌول :زاد وﻨﻘص ِ
ﻀﱞد.
وﺠﺎر وﻤﺎل ﻋن اﻟحق ﻗﺎل ﷲ ...﴿ :ذﻟك أدﻨﻰ أن ﻻ ﺘﻌوﻟوا ﴾..اﻟنسﺎء ،3ﻤن ﻗوﻟﻬم) :ﻋﺎل اﻟسﻬم ﻋن
اﻟﻬدف(.
وﻋﺎل :ﻗﺎم �ﺎﻟمؤوﻨﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟصح�حین ﻋن ﺤك�م ﺒن ﺤزام ﻤرﻓوﻋﺎ ...» :واﺒدأ �من ﺘﻌول «...وﻋﺎل اﻟمیزان
ﻨﻘص وﻤﺎل :ﻗﺎل أﺒو طﺎﻟب:
ﻟﻪ ﺸﺎﻫد ﻤن ﻨﻔسﻪ ﻏی ـ ـر ﻋﺎﺌـﻞ �میزان ﺼدق ﻻ ﺘﻐﻞ ﺸﻌیـ ـرة
اﻟ
وﻋﺎل :أﺜﻘﻞ ،ﻗﺎﻟت اﻟخنسﺎء:
ﻣﻌ
و�كﻔﻲ اﻟﻌشیـ ـرة ﻤﺎ ﻋﺎﻟﻬــﺎ و�ن �ﺎن أﺼﻐرﻫ ـ ـم ﻤوﻟـ ـدا
ﮭد وﻋﺎل� :ثر ع�ﺎﻟﻪ� ،ﺄﻤشﻰ� :ثرت ﻤﺎﺸیتﻪ:
اﻟﺗ
ﺒﻼ ﺸ ـ ـك و�ن أﻤشﻰ وﻋــﺎﻻ و�ن اﻟموت �ﺄﺨــذ �ﻞ ﺤـ ـﻲ
رﺑو
أﻤﺎ ﻋﺎل �ﻌیﻞ :ﻓمﻌنﺎﻫﺎ :اﻓتﻘر وﻤنﻪ ﻗول ﷲ ...﴿ :و�ن ﺨﻔتم ﻋیﻠﺔ ﴾...اﻟتو�ﺔ 28وﻤنﻪ ﻗول أﺤ�حﺔ ﺒن
اﻟجﻼج:
ي اﻟ
وﻤﺎ ﯿدري اﻟﻐنـ ـﻲ ﻤتﻰ �ﻌــیﻞ وﻤﺎ ﯿدري اﻟﻔﻘی ـر ﻤتﻰ ﻋنــﺎﻩ
(2اﺼطﻼﺤﺎ :اﻟز�ﺎدة ﻓﻲ اﻟسﻬﺎم واﻟنﻘص ﻤن اﻟمﻘﺎدﯿر.
وط
ﻫو ﻋمر ﺒن اﻟخطﺎب ﻓﻲ )زوج وأﺨت وأم( وﺘسمﻰ :اﻟم�ﺎﻫﻠﺔ وﻗیﻞ ﻓﻲ )زوج وأﺨتین( ﻓﻘیﻞ ﻟﻪ :أرأﯿت ﻟو
ﻤﺎت رﺠﻞ وﺘرك ﺴتﺔ دراﻫم وﻟرﺠﻞ ﻋﻠ�ﻪ ﺜﻼﺜﺔ وﻵﺨر ﻋﻠ�ﻪ أر�ﻌﺔ أﻟ�س �جﻌﻞ اﻟمﺎل ﺴ�ﻌﺔ أﺠزاء ،ﻓﻘﺎل ﻋمر) :ﻻ
أدري ﻤن ﻗدﻤﻪ اﻟكتﺎب ﻓﺄﻗدﻤﻪ وﻻ ﻤن أﺨرﻩ ﻓﺄؤﺨرﻩ ،وﻟكن رأﯿت رأ�ﺎ ﻓﺈن �كن ﺼوا�ﺎ ﻓمن ﷲ و�ن �كن ﺨطﺄ ﻓمن
ﻋمر وﻫو أن ﯿدﺨﻞ اﻟضرر ﻋﻠﻰ ﺠم�ﻌﻬم.(...
وواﻓﻘﻪ ﻋﻠمﺎء اﻟصحﺎ�ﺔ إﻻ اﺒن ع�ﺎس وﺤدﻩ وﻟم �ظﻬر ﻤذه�ﻪ إﻻ �ﻌد اﺴتشﻬﺎد ﻋمر.
ﻫذا ،وﻋﻠﻰ ﻤذﻫب ﻋمر ﻋﺎﻤﺔ ﻋﻠمﺎء اﻟسنﺔ �مﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟمذاﻫب اﻷر�ﻌﺔ.
اﻷﺼول اﻟتﻲ ﯿدﺨﻞ ﻋﻠیﻬﺎ اﻟﻌول:
ﯿدﺨﻞ اﻟﻌول ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤن أﺼول اﻟﻔراﺌض اﻟس�ﻌﺔ ﻫﻲ (24 ،12 ، 6) :أي 6 :وﻀﻌﻔﻬﺎ وﻀﻌﻔﻪ.
أﻤﺎ (8 ،4 ،3 ،2) :ﻓﻼ ﯿدﺨﻞ ﻋﻠیﻬﺎ اﻟﻌول.
305
(1ﻋول :6ﺘﻌول إﻟﻰ.(10 ،9 ،8 ،7) :
ا – ﻤن 6إﻟﻰ 7ﺜﻼث ﺤﺎﻻت.
2 1
ﻤثﺎل :زوج وأﺨتﺎن. اﻷوﻟﻰ+ :
3 2
2 1
3 2
7 4x3 2 1
= ﻓتكون = +
6 6 3 2
ف�صیر ﺤظ اﻟزوج وﻫو اﻟنصﻒ 3ﻤن .7
وﺤظ اﻷﺨتین وﻫو اﻟثﻠثﺎن 4 :ﻤن .7
ﻷن اﻟﻔر�ضﺔ ﻋﺎﻟت ﺒواﺤد.
1 1 1
ﻤثﺎل) :زوج وﺸق�ﻘﺔ وأﺨت ﻷب( اﻟثﺎﻨ�ﺔ+ + :
6 2 2
1 1 1
اﻟ
6 2 2
ﻣﻌ
1 1 2
ﻤثﺎل) :أﺨتﺎن ﻷب وأﺨوان ﻷم وأﺨت ﻷب( اﻟثﺎﻟثﺔ+ + :
6 3 3
1
6
ﮭد 1
3
2
3
اﻟﺗ
ب -ﻤن 6إﻟﻰ 8ﺜﻼث ﺤﺎﻻت:
رﺑو
اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن :6ﻟﻠزوج 3ﻤن 6واﻟشق�ﻘﺔ 3ﻤن 6وﻨﻔد اﻟمﺎل ف�ﻌﺎل �ﺎﺜنین ﺒین اﻷﺨتین ،ف�صیر ﻟصﺎﺤب
اﻟنصﻒ 3ﻤن 8وﻟمن ﻟﻪ اﻟسدس 1ﻤن .8
ﻧﻲ
إذن ﻟﻠزوج 3ﻤن 8وﻟﻠشق�ﻘﺔ 3ﻤن 8وﻟﻸﺨت ﻷب 1ﻤن 8وﻟﻸﺨت ﻷم 1ﻤن .8
1 1 1
وأم ( وﺸق�ﻘﺔ ﻤثﺎل ) :زوج اﻟثﺎﻨ�ﺔ+ + :
3 2 2
1 1 1
3 2 2
1 2 1
وأم( ﻤثﺎل) :زوج وﺸق�ﻘتﺎن اﻟثﺎﻟثﺔ+ + :
6 3 2
1 2 1
6 3 2
306
1 1 1 1 1
اﻷوﻟﻰ+ + + + :
6 6 6 2 2
ﻤثﺎل) :زوج وﺸق�ﻘﺔ وأﺨت ﻷب وأﺨت ﻷم وأم(
1 1 1 1 1
6 6 6 2 2
اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن :6ﻟﻠزوج 3وﻟﻠشق�ﻘﺔ 3وﻨﻔد اﻟمﺎل ف�ﻌﺎل ﻟذوات اﻟسدس ﺒـ 3ﻓمن ﻟﻪ ﺸﻲء ﻤن 6أﺨذﻩ ﻤن
9اﻟتﻲ ﻫﻲ ﻋول اﻟمسﺄﻟﺔ ،ف�كون ﻟﻠزوج 3ﻤن 9وﻟﻠشق�ﻘﺔ � 3ذﻟك ،وﻟذات اﻟسدس 1ﻤن 9ﺼﺎر اﻟسدس ﺘسﻌﺎ
�سبب اﻟﻌول.
اﻟ
اﻟثﺎﻟثﺔ :اﻷﻛدر�ﺔ اﻟﻐراء وﻗد ﻤرت:
ﻣﻌ
)أﺨت وﺠد وزوج وأم( )اﻨظر اﻟﻔراﺌض اﻟشﺎذة اﻟس�ﻊ(
ﮭد 1 1 1 2
اﻟرا�ﻌﺔ+ + + :
6 3 2 3
اﻟﺗ
ﻤثﺎل) :أﺨتﺎن وزوج وأﺨتﺎن ﻷم(
رﺑو
307
ا – ﻋول ) 12إﻟﻰ (13ﺜﻼث ﺤﺎﻻت:
1 1 2
ﻤثﺎل) :ﺒنتﺎن وزوج وأب( اﻷوﻟﻰ+ + :
6 4 3
1 1 2
6 4 3
أﺼﻞ اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن :12ﻟﻠبنتین 8وﻟﻠزوج 3وﻟﻸب 13 = 2ﻋﺎﻟت 12ﺒواﺤد ،ﻓمن ﻟﻪ ﺸﻲء ﻤن 12أﺨذﻩ
ﻤن .13
اﻟ
4 3 2
ﻣﻌ
1 1 1
4 3 2
ﮭد
ب – ﻋول ) 12إﻟﻰ (15أر�ﻊ ﺤﺎﻻت:
اﻟﺗ
1 1 2
اﻷوﻟﻰ+ :
رﺑو
+
4 3 3
وأﺨتﺎن ﻷم وزوﺠﺔ( ﻤثﺎل) :ﺸق�ﻘتﺎن
ي اﻟ
اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن 12ﻟﻠشق�ﻘتین 8وﻟﻠخ�ﻔین 4وﻟﻠزوﺠﺔ 15 = 3ﻋﺎﻟت ﺒثﻼﺜﺔ أﺴﻬم ﻓﻸﻫﻞ اﻟثﻠثین 8ﻤن 15
ﻧﻲ
وﻟﻠخ�ﻔین 4ﻤن 15وﻟﻠزوﺠﺔ 3ﻤن 15ﺼﺎر ر�ﻌﻬﺎ ﺨمسﺎ �سبب اﻟﻌول ،ﻓمن ﻟﻪ ﺸﻲء ﻤن 12أﺨذﻩ ﻤن ﻋوﻟﻬﺎ
.15
1 1 1 2
اﻟثﺎﻨ�ﺔ+ + + :
6 6 4 3
وأب وأم( ﻤثﺎل) :ﺒنتﺎن وزوج
1 1 1 2
6 6 4 3
308
وأم( ﻤثﺎل) :ﺒنت وزوج و�نت اﺒن وأب
1 1 1 1 1
6 6 6 4 2
اﻟ
6 4 3 3
ﻣﻌ
وﻤن أﻤثﻠﻬﺎ اﻟدﯿنﺎر�ﺔ اﻟصﻐرى ،وﻫﻲ أم اﻷراﻤﻞ ﻷن أﻫﻠﻬﺎ اﻟنسﺎء ﻓﻘط وﺤﺎﺼﻠﻬﺎ أﻨﻬﺎ 17أﻨثﻰ ورﺜن 17
ﮭد
دﯿنﺎ ار ﻟكﻞ واﺤدة دﯿنﺎر.
اﻟﺗ
رﺑو
ﻷن ﺜمن أﺼﻞ اﻟمسﺄﻟﺔ وﻫو 3ﻤن 24ﺼﺎر ﺘُ ُسﻌﺎً أي 3ﻤن .27
2 1 1 1
وﻫﻲ+ + + :
3 6 6 8
309
واﺒنتﺎن( وأم ﻤثﺎل) :زوﺠﺔ وأب
2 1 1 1
3 6 6 8
ﻤﻼﺤظﺔ:
ﻫذﻩ ﻫﻲ ﻤجموع ﺤﺎﻻت اﻟﻌول ﺒﻼ اﺴتثنﺎء = 21ﺤﺎﻟﺔ ﻗسمت ﻤنﻬﺎ 8ﺤﺎﻻت.
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﻋرف اﻟﻌول ﻟﻐﺔ واﺼطﻼﺤﺎ؟
� – 2ﻞ ﻋول ﻓﻲ ﻫذا اﻟدرس ﺤﻠت ﺤﺎﻟﺔ واﺤدة ﻤنﻪ ،ﻓﻘسم اﻟﻔراﺌض اﻟبواﻗﻲ ﺘ�ﻌﺎ ﻟمﺎ أﻤﺎﻤك ﻫنﺎ؟
� – 3من ﻨزل اﻟﻌول أول؟ و��ف ﺘصرف؟
اﻟ
ﻣﻌ
ﮭد
اﻟﺗ
رﺑو
ي اﻟ
وط
ﻧﻲ
310
اﻟدرس :71
اﻟ
ﻣﻌ
أﺤب إﻟﻲ ﻤن أﻛـ ـ ـﻞ اﻟرﻏیـﻒ وأﻛﻞ �سیرة ﻓﻲ �س ـ ـر ﺒیتﻲ
ﮭد واﻟكسر :ﻤﺎ ﻻ ﯿبﻠﻎ ﺴﻬمﺎ ﺘﺎﻤﺎ.
(2اﻻﻨكسﺎر اﺼطﻼﺤﺎ :ﻫو أن ﺘكون �ﻌض اﻟسﻬﺎم ﻏیر ﻤنﻘسمﺔ ﻋﻠﻰ ورﺜتﻬﺎ ﻓینظر ﺒین اﻟسﻬﺎم وورﺜتﻬﺎ
اﻟﺗ
ﻛمﺎ ﺴیبین ﻗر��ﺎ إن ﺸﺎء ﷲ.
رﺑو
إذا �ﺎن ﻓﻲ اﻟمسﺄﻟﺔ اﻨكسﺎر ﻗورن ﺒین اﻟسﻬﺎم وﻋدد اﻟرؤوس اﻟمنكسرة ﻋﻠیﻬﺎ ﺴﻬﺎﻤﻬﺎ ﻓﺈﻤﺎ أن �كون ﺒینﻬمﺎ
ﻧﻲ
اﻟ
واﻟحﺎﺼﻞ ﻫو أﺼﻞ اﻟمسﺄﻟﺔ.
ﻣﻌ
ﻤثﺎل) :زوج وأم وﺸﻘیق(
ﮭد اﻟ�ﺎﻗﻲ
1 1
3 2
اﻟﺗ
ﻓﺄﺼﻞ اﻟمسﺄﻟﺔ 6 = 3 x 2
رﺑو
(1ﻓﺈن ﺘواﻓق ﻋدد اﻟسﻬﺎم واﻟرؤوس ﻀرب وﻓق ﻋدد اﻟرؤوس ﻓﻲ أﺼﻞ اﻟﻔر�ضﺔ أو ﻋوﻟﻬﺎ،
ﻤثﺎل) :زوج واﺒنتﺎن واﺒنﺎن (
1
اﻟ�ﺎﻗﻲ
4
أﺼﻞ اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن :4
ﻟﻠزوج 1
واﻟبنون اﻟستﺔ �ﺎﻋت�ﺎر اﻟذ�ر اﺜنین ﻟﻬم 3
اﻨكسرت 3ﻋﻠﻰ ﻋدد اﻟرؤوس 6
و 6و 3ﺘتواﻓﻘﺎن �ﺎﻟثﻠث وﻫو 2ﻓﺎﻟوﻓق .2
إذن :ﻨضرب اﻟوﻓق 2ﻓﻲ أﺼﻞ اﻟمسﺄﻟﺔ 8 = 4وﻤن ﻟﻪ ﺸﻲء ﻀرب ﻓﻲ اﻟوﻓق ف�كون ﻟﻠزوج 2 :وﻟكﻞ
ﺒنت 1وﻟكﻞ اﺒن .2
312
(2و�ن ﺘ�ﺎﯿنﺎ ﻀرب ﻋدد رؤوس اﻟﻔر�ق ﻓﻲ اﻟﻔر�ضﺔ أو ﻋوﻟﻬﺎ،
اﺒن و�نت ( ﻤثﺎل) :زوﺠﺔ
1
اﻟ�ﺎﻗﻲ 7
8
اﻟمسﺄﻟﺔ ﻤن 3 :8رؤوس ﺴﻬﺎﻤﻬم 7واﻨكسرت 7ﻋﻠﻰ ،3ﺘصﺢ ﻤن ﻋدد اﻟرؤوس x 3أﺼﻞ اﻟمسﺄﻟﺔ 24
، = 8وﻤن ﻟﻪ ﺸﻲء ﻀرب ﻓﻲ ، 3ﻓﻠﻠزوﺠﺔ 3وﻟﻠﻌص�ﺔ ،21وﻟﻼﺒن ، 14وﻟﻠبنت .7
اﻟ
ﻣﻌ
ﻨنظر إﻟﻰ ﻋدد رؤوس �ﻞ ﻓر�ق )�ﺎﻟجمﻠﺔ أو �ﺎﻟوﻓق أو �ﺎﺠتمﺎﻋﻬمﺎ( �ﺎﻷﻨظﺎر اﻷر�ﻌﺔ.
ﮭد
-ﻓﻔﻲ ﺘمﺎﺜﻞ أﻋداد اﻟرؤوس �كتﻔﻲ ﺒواﺤد ﻤنﻬﺎ
-وﻓﻲ اﻟتداﺨﻞ �كتﻔﻲ �ﺎﻷﻛبر ﻷن اﻷﺼﻐر ﻤندرج ﻓﻲ اﻷﻛبر
اﻟﺗ
-وﻓﻲ اﻟتواﻓق �كتﻔﻲ �ضرب اﻟوﻓق ﻓﻲ �ﻞ اﻟﻌدد اﻟمواﻓق
رﺑو
313
(2واﻓق �ﻞ ﻓر�ق ﺴﻬﺎﻤﻪ ﻤﻊ ﺘداﺨﻞ ﻋدد اﻟرؤوس:
ﻤثﺎل ) :1أم و 18أﺨتﺎ ﻷم و 6ﺸق�ﻘﺎت(
2 1 1
3 3 6
ﻤثﺎل ) :2أم و 16أﺨتﺎ ﻷب و 4أﺨ�ﺎف(
1 2 1
3 3 6
اﻟ
1 1
اﻟ�ﺎﻗﻲ
ﻣﻌ
3 6
ﮭد
(4واﻓق �ﻞ ﻓر�ق ﺴﻬﺎﻤﻪ ﻤﻊ ﺘ�ﺎﯿن ﻋدد اﻟرؤوس:
اﻟﺗ
و 6ﺸق�ﻘﺎت و 4أﺨ�ﺎف( ﻤثﺎل) :1أم
رﺑو
1 2
3 3
وط
اﻟ
2
اﻟ�ﺎﻗﻲ
ﻣﻌ
3
� (4ﺎﯿن �ﻞ ﻓر�ق ﺴﻬﺎﻤﻪ ﻤﻊ ﺘ�ﺎﯿن ﻋدد اﻟرؤوس:
ﮭد
وأﺨوان ( ﻤثﺎل 3) :1زوﺠﺎت
اﻟﺗ
1
اﻟ�ﺎﻗﻲ
رﺑو
4
و 3ﺸق�ﻘﺎت( ﻤثﺎل 4) :2أﺨ�ﺎف
ي اﻟ
2 1
3 3
ﻤ�ﺎﯿنﺔ ﻓر�ق ﺴﻬﺎﻤﻪ ووﻓﺎق اﻵﺨر :ف�ﻪ � 4ذﻟك:
وط
315
اﻷم :1
ﺘحتﻔظ �جمﻠﺔ اﻟت�ﺎﯿن 9ﺸق�ﻘﺎت 4ﺠمﻠﺔ ﻓر�ق اﻟبنﺎت 9
وﻓق ﻓر�ق اﻷﺨ�ﺎف 6 12ﺨ�ﻔﺎ 2 اﻟوﻓق6 :
إذن :ﻋدد اﻟرؤوس ﺘتواﻓق �ﺎﻟثﻠث ﻓﻠنضرب ﺜﻠث أﺤدﻫمﺎ ﻓﻲ �ﺎﻤﻞ
اﻵﺨر 18 = 9 x 2أو .18 = 6 x 3
وﻟنضرب اﻟوﻓق x 18اﻟمسﺄﻟﺔ 126 = 7ﺘصﺢ ﻤنﻬﺎ وﻤن ﻟﻪ ﺸﻲء ﻀرب .18 x
18 = 18 x 1 وﻋﻠ�ﻪ :ﻓﻠﻸم
9ﺸق�ﻘﺎت 72 = 18 x 4ﻟكﻞ ﺒنت .8
12ﺨ�ﻔﺎ 36 = 18 x 2ﻟكﻞ ﺨ�ف .3
� (4ﺎﯿن ﻓر�ق ﺴﻬﺎﻤﻪ وواﻓق اﻵﺨر ﻤﻊ ﺘ�ﺎﯿن ﻋدد اﻟرؤوس:
ﻤثﺎل 8) :أﺨوات ﻷب و 3أﺨ�ﺎف(
اﻟ
1 2
ﻣﻌ
3 3
3 6
و 8أﺨ�ﺎف( (2ﺘداﺨﻞ ﻋدد اﻟرؤوس) :ﺠدﺘﺎن وأﺨوان ﻷب
وط
1 1
اﻟ�ﺎﻗﻲ
3 6
(3ﺘواﻓق ﻋدد اﻟرؤوس) :ﺠدﺘﺎن و 8أﺨ�ﺎف و 18أﺨﺎ ﻷب(
ﻧﻲ
1 1
اﻟ�ﺎﻗﻲ
3 6
(4ﺘ�ﺎﯿن ﻋدد اﻟرؤوس) :زوﺠتﺎن و 3ﺸق�ﻘﺎت و 5أﺨ�ﺎف(
1 2 1
3 3 4
اﻷﺴئﻠﺔ:
– 1ﺤﺎول أن ﺘﻘسم ﻤﺎ ﻟم أﻗسم ﻤن اﻟﻔراﺌض اﻟتﻲ ﻫﻲ أﻤﺎﻤك ﻓﻲ ﻫذا اﻟدرس؟
– 2ﻗسم اﻟﻔر�ضﺔ اﻟتﺎﻟ�ﺔ :أم وزوﺠﺔ و 3ﺸق�ﻘﺎت وأخ ﻷم.
– 3أﻋ ـ ـط ﻤثﺎﻻ ﻟتر�ﺔ ﻋﺎﺌﻠﺔ ﻓیﻬﺎ اﻨكسﺎر ﻋﻠﻰ ﻓر�ﻘین .وﻗسمﻬﺎ.
316
اﻟﻔﻬرﺴت
اﻟ
55 ﻋوارض اﻷدﻟﺔ 12
ﻣﻌ
57 اﻻﺠتﻬﺎد 13
61 أﻗسﺎم اﻻﺠتﻬﺎد 14
64
68
ﮭد
ﺸروط اﻻﺠتﻬﺎد وأﻨواع اﻟمجتﻬدﯿن
ﻨمﺎذج ﻤن اﺠتﻬﺎد اﻟصحﺎ�ﺔ رﻀوان ﷲ ﻋﻠیﻬم
15
16
ﻏﻠق �ﺎب اﻻﺠتﻬﺎد ...وﻓتحﻪ
اﻟﺗ
72 17
76 اﻟتﻘﻠید 18
رﺑو
317
185 اﻟﻌدل وأﻫمیتﻪ... 38 اﻟﻔﻘﻪ
189 اﻹﻤﺎﻤﺔ :ﺘﻌر�ﻔﻬﺎ.. 39
193 اﻟﻘضﺎء واﻷوﺼﺎف اﻟمطﻠو�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻀﻲ 40
197 آداب اﻟﻘﺎﻀﻲ وأﺴ�ﺎب ﻋزﻟﻪ 41
199 ﺼﻼﺤ�ﺎت اﻟﻘﺎﻀﻲ... 42
203 اﻟشﻬﺎدة :ﺘﻌر�ﻔﻬﺎ... 43
207 ﻤراﺘب اﻟشﻬﺎدة... 44
211 اﻟشﻬﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟخط... 45
213 اﻟتو�یﻞ ﻓﻲ اﻟخصوﻤﺎت... 46
215 أﺤكﺎم ﺘﻌﺎرض اﻟبینتین... 47
219 ﺠراﺌم اﻟحدود واﻟجنﺎ�ﺎت 48
223 اﻟتﻌز�ر :ﺘﻌر�ف وأﺤكﺎم 49
225 ﺤد اﻟسرﻗﺔ 50
229 اﻟحرا�ﺔ 51
233 اﻟ�ﻐﻲ :ﺘﻌر�ف اﻟ�ﻐﺎة.. 52
236 اﻟزﻨﺎ... 53
240 اﻟﻘذف ) اﻟﻔر�ﺔ( 54
243 اﻟردة وﻤﻠحﻘﺎﺘﻬﺎ 55
اﻟ
247 اﻟخمر 56
ﻣﻌ
250 اﻟجنﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس 57
254 أﻗسﺎم اﻟجنﺎ�ﺔ ﻤن ﺤیث اﻟم�ﺎﺸرة واﻟتسبب 58
256
260
ﮭد اﻟحكمﺔ ﻤن اﻟﻘصﺎص
ﺠنﺎ�ﺔ اﻟخطﺈ )ﻗتﻞ اﻟخطﺈ(
59
60
اﻟﺗ
264 اﻟجنﺎ�ﺔ ﻓﻲ ﻤﺎ دون اﻟنﻔس 61
268 اﻟﻘسﺎﻤﺔ 62
رﺑو
318