Professional Documents
Culture Documents
2- مواطن الحذف في &#1571
2- مواطن الحذف في &#1571
من الظواهر الرتكيبية اليت تّتصل بأسلوب العطف ظاهرة احلذف ،وشرط وقوعه كما يرى العلماء هو
بق99اء عام99ل أو م99ا ي99دّل علي99ه .والّنس99ق مك ّ9و ن تباًع ا من املعط99وف علي99ه ،والراب99ط العطفي ،واملعط99وف .ومن هنا
سنرى ما إذا كان احلذف خاًّص ا بقسم من أقسام العطف دون سواه ،أو هو شامل جلميع عناصره.
واحلذف يف حقيقته ،قد يضع حاجًز ا يف فهم مقاصد الرتكيب ،إّال إذا كان هناك ما يقوم عليه ويوحي
به ،وهذا من شروط وقوعه يف الكالم ،وإذا تأّتى ذلك صار احملذوف "يف حكم امللفوظ به إّال أن يعرتض هناك
من صناعة الّلفظ ما مينع ذلك".1
أ /حذف المعطوف عليه:
يق99ع احلذف يف أوىل عناصر أس99لوب النس99ق إذا دّل علي99ه دلي99ل ،وه99و ض99رب من اإلجياز تس99تعمله اللغ99ة
العربي99ة يف تراكيبه99ا ،ومث99ال ذل99ك قول99ه تع99اىلَ﴿ :و ِإِذ اْسَتْس َق ى ُموَس ى ِلَق ْو ِم ِه َفُقْلَن ا اْض ِر ْب ِبَعَص اَك
َفاْنَف ْت ِم ْنُه اْثَنَتا َعْش َة َعْيًنا َقْد َعِل ُك ُّل ُأَناٍس ْش ُه ُك ُل وا اْش وا ِم ِر ْز ِق
َو َر ُب ْن َم َر َب ْم َم َر اْلَحَج َر َج َر
الَّل ِه َو اَل َتْع َثْو ا ِفي اَأْلْر ِض ُمْف ِس ِد يَن ﴾البق99 9رة ،٦٠ :والتق99 9دير :فض99 9رب ف 99انفجرت ،إذ االنفج 99ار ت 99ابع
للضرب وه9و واق9ع عقب9ه ،ومنهم من جيع9ل الكالم على تق9دير آخ9ر؛ يق9ول ابن هش9ام« :وزعم ابن عص9فور
أّن الف99اء يف ( ف99انفجرت) هي ف99اء ( فض99رب) ،وأّن ف99اء ( ف99انفجرت) ُح ذفت ،ليك99ون على احملذوف دلي99ل
ببق 99اء بعض 99ه» ،2أي ال يك 99ون هناك ح 99ذف حىّت نبقَي على عامٍ9 9ل ي 99دّل علي 99ه .ورّد ابن هش 99امَ 3زْع َم ابن
عصفور ،ألّن لفظ الفاءين ه9و واح9د يف كّ9ل األح9وال ،وال ميكن أن حيص9ل دلي9ل ب9ذلك على احلذف ،وإمّن ا
دليل احلذف ههنا هو معىن السياق ،وهو ماثل يف االنفجار الذي ال يق9ع إّال بع9د الض9رب ،ورّد أيض9ا جتويز
الزخمشري أن تكون الفاء فاء جواب ( ف9إن ض9ربت فق9د انفج9رت) ،ألّن ذل9ك يقتض9ي تقّ9د م االنفج9ار على
1
ِم ِذ ِس
الضرب ،كما يف قوله تعاىلَ﴿ :أْم َح ْبُتْم َأْن َتْد ُخ ُلوا اْلَج َّنَة َو َلَّم ا َيْع َلِم الَّلُه اَّل يَن َج اَه ُد وا ْنُك ْم
َو َيْع َلَم الَّصاِبِر يَن ﴾آل عمران ،١٤٢ :واملعىن :أعلمت أّن اجلّن ة ُح ّف ت باملك9اره أم حس9بتم .وقول9ه تع9اىل﴿ :
َو ِإِذ اْسَتْس َق ى ُموَس ى ِلَق ْو ِمِه َفُقْلَنا اْض ِر ْب ِبَعَص اَك اْلَحَج َر َفاْنَف َج َر ْت ِم ْنُه اْثَنَتا َعْش َر َة َعْيًن ا َق ْد
َعِلَم ُك ُّل ُأَناٍس َم ْش َر َبُه ْم ُك ُلوا َو اْش َر ُبوا ِم ْن ِر ْز ِق الَّل ِه َو اَل َتْع َثْو ا ِفي اَأْلْر ِض ُمْف ِس ِد يَن ﴾البق99رة:
،٦٠وال جيوز ذل 99 9ك إّال بتق 99 9دير ( :فق 99 9د حكمنا ب 99 9رتّتب االنفج 99 9ار على ض 99 9ربك) .ويس ّ9 9م ى ه 99 9ذا عند
األصوليني 4داللة االقتضاء؛ أي إّن صّح ة الكالم اقتضت هذا املقَّدر.
ويق9ول الزخمش9ري ( «:ف9انفجرت) الف9اء متعّلق9ة مبحذوف ،أي فض9رب ف9انفجرت ،أو ف9إن ض9ربت فق9د
انفج 99 9رت»5؛ فه 99 9و بقول 99 9ه ه 99 9ذا جيع 99 9ل الكالم على وجهني ،على ح 99 9ذف املعط 99 9وف علي 99 9ه ،وعلى اجلواب،
وبالتايل فالفاء هي الفاء الفصيحة 6واليت ال تقع إّال يف كالم بليغ.
ويرّد أبو حّيان على مثل رأي ابن عصفور ومن وليه بقوله« :وما ذهب إليه بعض الّناس من أّن الفاء يف
مث99ل ف99انفلق ،7هي الف99اء ال99يت يف ض99رب ،وأّن احملذوف ه99و املعط99وف علي99ه ،وح99رف العط99ف من املعط99وف
حىّت يك 99ون احملذوف ق 99د بقي علي 99ه دلي 99ل ،إذ ق 99د ُأبقِيت ف 99اؤه ،وح 99ذفت ف 99اء ف 99انفلق ،واّتص 99لت ب 99انفلق ف 99اء
فض99رب ،تكّل ف وختّر ص على الع99رب بغ99ري دلي99ل ،وق99د ثبت يف لس99ان الع99رب ح99ذف املعط99وف علي99ه ،وفي99ه
الفاء حيث ال معطوف بالفاء موج99ود ،ق99ال تع99اىل ﴿ :ا َدْتُه اَّلِتي ُه ِفي ْيِتَه ا َع ْف ِس ِه َغَّلَق ِت
ْن َن َو َو َب َو َر َو
اَأْلْبَو اَب َو َق اَلْت َهْيَت َل َك َق اَل َمَع اَذ الَّل ِه ِإَّن ُه َر ِّبي َأْح َس َن َم ْثَو اَي ِإَّن ُه اَل ُيْف ِلُح الَّظ اِلُم وَن ﴾
يوس99ف ،٢٣ :التق99دير :فأرس99لوه ،فق99ال :فحذف املعط99وف علي99ه واملعط99وف ،وإذا ج99از ح99ذفهما مًع ا ،فألن
جيوز ح99ذف ك ّ9ل منهم99ا وح99ده أوىل» ،8ف99أبو حّي ان اعتم99د على الس99ماع يف حكم ه99ذه املس99ألة ،وه99و غ99ري
وارد يف كالم العرب ،ومن مَثَّ كان جعل هذا احلرف حرَف املعط9وف علي9ه احملذوف س9اقًطا غ9ري متقَّب لّ .مث
يب 99دو من كالم 99ه أّن ه ال جيوز ح 99ذف ط 99ريف العط 99ف مًع ا ،ألّن ه ال جيوز إس 99قاطهما ألّن الفائ 99دة من أس 99لوب
العطف ستزول .وقد وافق ابن عطّية 9والقرطيب 10أبا حّيان يف توجيه اآلية بتقدير حمذوف.
ومثال احلذف يف املعطوف عليه قبل الرابط العطفي "ّمث" ،قوله تعاىلَ﴿ :فَلَّم ا َأْنَج اُه ْم ِإَذا ُه ْم َيْبُغوَن
ِفي اَأْلْر ِض ِبَغْي ِر اْلَح ِّق َيا َأُّيَه ا الَّناُس ِإَّنَم ا َبْغُيُك ْم َعَلى َأْنُف ِس ُك ْم َم َت اَع اْلَحَي اِة الُّ+د ْنَيا ُثَّم ِإَلْيَن ا
َم ْر ِج ُعُك ْم َفُنَنِّبُئُك ْم ِبَم ا ُك ْنُتْم َتْع َم ُل وَن ﴾ ي 99ونس ،٢٣ :والتق 99دير :11تتمّتع 99ون ّمث إلينا م 99رجعكم ،وقول 99ه
2
ِم ِظ ِم ِل َّل ِذ ِم ِظ
تع99 9اىلَ﴿ :فَه ْل َيْنَت ُر وَن ِإاَّل ْث َل َأَّي اِم ا يَن َخ َل ْو ا ْن َقْب ِه ْم ُق ْل َف اْنَت ُر وا ِإِّني َمَعُك ْم َن
اْلُم ْنَتِظ ِر يَن ُثَّم ُنَنِّج ي ُرُس َلَنا َو اَّلِذ يَن َآَم ُنوا َكَذ ِلَك َح ًّق ا َعَلْيَنا ُنْنِج اْلُم ْؤ ِم ِنيَن ﴾ ي99ونس١٠٣ - ١٠٢ :
،أي :هنل99ك األمم ّمث ننّج ي ،وقول99هَ﴿ :و اَل َتُس ُّبوا اَّلِذ يَن َيْد ُعوَن ِم ْن ُدوِن الَّل ِه َفَيُس ُّبوا الَّل َه َع ْد ًو ا
ِبَغْي ِر ِع ْلٍم َك َذ ِلَك َز َّيَّن ا ِلُك ِّل ُأَّم ٍة َعَم َلُه ْم ُثَّم ِإَلى َر ِّبِه ْم َم ْر ِج ُعُه ْم َفُيَنِّبُئُه ْم ِبَم ا َك اُنوا
َيْع َم ُلوَن ﴾األنعام ،١٠٨ :أي :فأتوه ّمث إلينا مرجعهم.
ِع ِب ِذ ِم ِإ ِل ِم ِه ِإ
ويق99ول تع99اىلَ﴿:و ْذ َق اَل ُموَس ى َق ْو َي ا َقْو َّنُك ْم َظَلْم ُتْم َأْنُف َس ُك ْم اِّتَخ ا ُك ُم اْل ْج َل
ِئ ِع ِل ِئ
َفُتوُبوا ِإَلى َباِر ُك ْم َفاْقُتُلوا َأْنُف َس ُك ْم َذ ُك ْم َخ ْيٌر َلُك ْم ْنَد َباِر ُك ْم َفَت اَب َعَلْيُك ْم ِإَّنُه ُه َو الَّتَّو اُب
الَّر ِح يُم ﴾البقرة ،٥٤ :يقول الزخمشري« :فإن قلت :م99ا الف99رق بني الف99اءات؟ قلت :األوىل :للتس99بيب ال غ99ري ألّن
الظلم سبب للتوبة ،والثانية للتعقيب ألّن املعىن ف9اعزموا على التوب9ة ف9اقتلوا أنفس9كم ،من ِقَب ل أّن اهلل تع99اىل جع99ل
توبَتهم قتَل أنفسهم ،وجيوز أن يكون القتل متاَم توبتهم فيك9ون املع9ىن فتوب9وا ف9أتبعوا التوب9ة القتل تتّم ًة لتوبتكم،
والثانية متعّلقة حمذوف ،وال خيلو إّم ا أن ينتظم يف قول موسى هلم ،فتتعّلق بش9رط حمذوف كأّنه ق9ال :ف9إن فعلتم
فق 99د ت 99اب عليكم ،وإّم ا أن يك 99ون خطاًب ا من اهلل تع 99اىل هلم على طريق 99ة االلتف 99ات فيك 99ون التق 99دير :ففعلتم م 99ا
أم 99ركم ب99ه موس99ى فتاب عليكم ب99ارؤكم» ،12فاآلي99ة الكرمية هبا ثالث ف99اءات ،جع 99ل صاحب الكّش اف األوىل
للس 99ببية ،والثاني 99ة لل 99رتتيب والتعقيب ،وأّم ا الثالث 99ة فهي ال 99يت أوقعت العط 99ف على حمذوف ،يق 99ول أب 99و حّي ان« :
فتاب عليكم :ظاهره أّنه إخبار من اهلل تعاىل بالتوبة عليهم ،والبّ9د من تق9دير حمذوف عطفت علي9ه ه9ذه اجلمل9ة،
13
أي فامتثلتم ذلك فتاب عليكم».
وق99ال تع99اىلَ ﴿ :ي ا َأُّيَه ا الَّناُس اَّتُق وا َر َّبُك ُم اَّل ِذ ي َخ َلَق ُك ْم ِم ْن َنْف ٍس َو اِح َد ٍة َو َخ َل َق ِم ْنَه ا
َز ْو َج َه ا َو َبَّث ِم ْنُه َم ا ِر َج ااًل َك ِث يًر ا َو ِنَس اًء َو اَّتُق وا الَّل َه اَّل ِذ ي َتَس اَءُلوَن ِب ِه َو اَأْلْرَح اَم ِإَّن الَّل َه َك اَن
َعَلْيُك ْم َر ِقيًبا﴾النساء .١ :ففي هذه اآلية رفض أبو حّيان األندلسي ما ذهب إليه الزخمشري يف تفسريه ،وجعل
ذلك تكّلفا وخروًج ا عن القواعد الرتكيبية والنحوية؛ يقول« :وق9د تكّل ف الزخمش9ري يف إق9رار م9ا عط9ف ب9الواو
متأّخ ًر ا عن ما عطف عليه ،فقّد ر معطوًفا عليه حمذوًفا متقّ9د ما على املعط99وف يف الزم99ان...وال حاج99ة إىل تكّل ف
هذا الوج99ه م99ع مس99اغ الوج99ه ال99ذي ذكرن99اه 14على م99ا اقتض99ته العربي99ة» .15وه99ذا ال99ذي ذك99ره أب99و حّي ان يك99ون
3
الص9واب يف نظرن9ا ،وه9و ال9ذي ُع رف عنه تتّبع9ه آلراء الزخمش9ري يف كّش افه ،وكتاب9ه البحر احملي9ط يك9اد ال خيل9و
من ذكر الزخمشري يف معظم املواطن.
وصاحب الكّش اف ميي99ل يف الغ99الب إىل ذك99ر وجهني أو أك99ثر لل99رتكيب الواح99د ،وكي99ف ال وه99و من
أنصار النزعة االعتزالية ،يقول« :فإن قلت عالم عطف قوله ( وخلق منها زوجها) قلت :في99ه وجه99ان ،أح99دمها
أن يعطف على حمذوف كأّنه قيل من نفس واح9دة أنش9أها أو ابتدأها ،وخل9ق منه99ا زوجه99ا ،وإمّن ا ح9ذف لدالل9ة
املع99ىن علي9ه ،واملع99ىن ش9عبكم من نفس واح9دة ه99ذه صفتها ،وهي أّنه أنش9أها من ت9راب وخل9ق زوجه99ا ح9واء من
ضلع من أضالعها ( وبّث منهما) نوعي جنس اإلنس ومها الذكور واإلناث ،فوصفها بص99فة هي بي99ان وتفص99يل
بكيفية خلقهم منها ،والثاين أن يعطف على خلقكم ويكون اخلط9اب يف ي9ا أّيه9ا الناس ال9ذين ُبعث إليهم رس9ول
اهلل صّلى اهلل علي 99ه وس ّ9لم ،واملع 99ىن خلقكم من نفس آدم ألهّن م من مجل 99ة اجلنس املف ّ9ر ع منه ،وخل 99ق منه 99ا أّم كم
حّو اء».16
وق99ال تع99اىلَ﴿ :و اْلُم ْحَص َناُت ِم َن الِّنَس اِء ِإاَّل َم ا َم َلَك ْت َأْيَم اُنُك ْم ِكَت اَب الَّل ِه َعَلْيُك ْم َو ُأِح َّل
َلُك ْم َما َو َر اَء َذِلُك ْم َأْن َتْبَتُغوا ِبَأْم َو اِلُك ْم ُمْح ِصِنيَن َغْيَر ُمَس اِفِح يَن َفَم ا اْسَتْم َتْعُتْم ِبِه ِم ْنُه َّن َفَآُتوُه َّن
ُأُج وَر ُه َّن َفِر يَض ًة َو اَل ُج َن اَح َعَلْيُك ْم ِفيَم ا َتَر اَض ْيُتْم ِب ِه ِم ْن َبْع ِد اْلَف ِر يَض ِة ِإَّن الَّل َه َك اَن َعِليًم ا
َح ِكيًم ا﴾النس 99اء ،٢٤ :فحذف املعط 99وف علي 99ه مس 99توحى من ق 99راءة اليم 99اين واجلمه 99ورَ (17أَح َّل) ب 99الفتح بالبناء
للمعل99وم ،يق99ول الزخمش99ري «:ف99إن قلت عالم عط99ف قول99ه ( وأحّ9ل) لكم قلت على الفع99ل املض99مر ال99ذي نص99ب
كتاب اهلل ،أي كتب اهلل عليكم حترمي ذل 99ك ،وأح ّ9ل لكم م 99ا وراء ذلكم ،وي 99دّل علي 99ه ق 99راءة اليم 99اين َك َتَب اُهلل
عليكم وَأَح َّل لكم» ،فكتاب اهلل على ه99ذا األس99اس يك99ون يف تق99دير الفع99ل كتب ،أي كتب عليكم ،ومن ّمَث
18
ذل99ك يف قول99ه «:ف99إن قلت ( :وإّنكم ملن املق ّ9ر بني) م99ا ال99ذي عط99ف علي99ه قلت :ه99و معط99وف على حمذوف س ّ9د
مسّد ه حرف اإلجياب ،كأّنه قال :إجيابا لق99وهلم إّن لنا ألجً9ر ا نعم إّن لكم ألجً9ر ا وإّنكم ملن املقّ9ر بني ،أراد أيّن ال
أقتصر بكم على التواب وحده ،وإّن لكم مع الثواب ما يق99ال مع99ه الّثواب ،وه99و التق99ريب والتعظيم ،ألّن ا ث9اب
ُمل
4
إمّن ا يتهّن أ مبا يص 99ل إلي 99ه ويغتب 99ط ب 99ه ،إذ ن 99ال مع 99ه الكرام 99ة والرفع 99ة» ،19فك 99ان ح 99رف اإلجياب يف تق 99دير حمذوف
معطوف عليه.
وقال تعاىلَ﴿ :فَلْو اَل َك اَن ِم َن اْلُقُر وِن ِم ْن َقْبِلُك ْم ُأوُلو َبِق َّيٍة َيْنَه ْو َن َعِن اْلَف َس اِد ِفي اَأْلْر ِض
ِإاَّل َقِلياًل ِم َّم ْن َأْنَج ْيَنا ِم ْنُه ْم َو اَّتَبَع اَّلِذ يَن َظَلُم وا َم ا ُأْتِر ُفوا ِفيِ+ه َو َك اُنوا ُمْج ِر ِم يَن ﴾ه99ود .١١٦ :وههنا
وج99دنا الزخمش99ري ح99ائًر ا يف مع99ىن اآلي99ة من وجهني؛ إذ مل جيزم أو ي99رّج ح أح99دمها عن اآلخ99ر ،ف99أبقي االحتم99ال
وارًد ا بني العطف وبني احلال ،يقول «:فإّن قلت :عالم عطف قول9ه ( واّتب9ع ال9ذين ظلم9وا) قلت :إن ك9ان معناه
واّتبع 99وا الّش هوات ك99ان معطوًف ا على مض 99مر ألّن املع 99ىن إّال قليًال ممن أجنينا منهم هنوا عن الفس99اد ،واتب99ع اّل ذين
ظلم99وا ش99هواهتم ،فه99و عط99ف على هنوا ،وإن ك99ان معناه واتبع99وا ج99زاء اإلش99راف ،ف99الواو للحال ،وكأّن ه قي99ل:
أجنينا القليل ،وقد اّتبع اّلذين ظلموا جزاءهم».20
وقال تعاىلَ﴿ :و اْسَتْف َتُح وا َو َخ اَب ُك ُّل َج َّباٍر َعِنيٍد ِم ْن َو َر اِئِه َج َه َّنُم َو ُيْس َق ى ِم ْن َم اٍء َص ِد يٍد ﴾
إب99راهيم ،١٦ - ١٥ :ق9ال صاحب الكّش اف« :ف9إن قلت :عالم عط9ف ويس9قى؟ قلت :على حمذوف تق99ديره :من
وراء جهّنم َيْلَق ى فيه99ا م99ا يلقى ،وُيس99قى من م99اء صديد ،كأّن ه أش ّ9د ع99ذاهبا ،فخّص ص بال99ذكر م99ع قول99ه ويأت99ه
املوت من ك ّ9ل مك 99ان وم 99ا ه 99و مبّيت .22»21أّم ا أب 99و حّي ان ف 99أورد وجهني 23للعط 99ف ،العط 99ف على حمذوف يف
تقدير :يلقى فيها ويسقى ،أو العطف على العامل يف من ورائه الواقع موقع الصفة ،ويكون رف99ع جهّنم على أهّن ا
فاعل.
وق99ال تع99اىلَ ﴿:ه َذ ا َباَل ٌغ ِللَّناِس َو ِلُيْن َذ ُروا ِب ِه َو ِلَيْع َلُم وا َأَّنَم ا ُه َو ِإَل ٌه َو اِح ٌد َو ِلَي َّذ َّك َر ُأوُلو
اَأْلْلَباِب ﴾إب99راهيم ٥٢ :فجملة ( ولينذروا) معطوفة على مجل99ة حمذوف99ة يف تق99دير :لينص99حوا ولينذروا ،24ومعناه99ا
عند القرطيب 25التخويف ،أي ليخّو فوا عقاب اهلل.
وقال تعاىلَ ﴿ :قاَل َكَذ ِلِك َقاَل َر ُّبِك ُه َو َعَلَّي َه ِّيٌن َو ِلَنْجَعَلُه َآَيًة ِللَّناِس َو َر ْح َم ًة ِم َّنا َو َك اَن
ِض
َأْم ًر ا َم ْق ًّيا﴾مرمي ،٢١ :قال أبو حّيان (« :ولنجعله) حيتمل أن يكون معطوفا على تعليل حمذوف تقديره لنبنّي
27
به قدرتنا ولنجعله ،أو حمذوف متأّخ ر أي فعلنا ذل99ك» ،26وه99ذا ال99ذي ذهب إلي99ه أب99و حّي ان وارد يف كّش اف
الزخمشري ،فقد جعل الكالم حيتمل وجهني ،أح9دمها ح9ذف املعّل ل ( فعلنا ذل9ك) ،واآلخ9ر العط9ف على مض99مر
أو حمذوف يف تق99دير :لنبنّي ب99ه ق99درتنا ولنجعل99ه آي99ة للناس .وجع99ل الزخمش99ري من ذل99ك قول99ه تع99اىلَ ﴿ :و َخ َل َق
5
الَّل ُه الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر َض ِب اْلَح ِّق َو ِلُتْج َز ى ُك ُّل َنْف ٍس ِبَم ا َك َس َبْت َو ُه ْم اَل ُيْظَلُم وَن ﴾ .28وقول 99ه:
﴿َو َقاَل اَّل ِذ ي اْش َتَر اُه ِم ْن ِم ْص َر اِل ْم َر َأِتِه َأْك ِر ِم ي َم ْثَو اُه َعَس ى َأْن َيْنَف َعَن ا َأْو َنَّتِخ َذ ُه َو َل ًد ا َو َك َذ ِلَك
ِه ِك ِل ِد ِث َّل ِم ِل ِف ِل
َمَّك َّن ا ُيوُس َف ي اَأْلْر ِض َو ُنَعِّلَم ُه ْن َتْأِو يِ+ +ل اَأْلَح ا ي َو ال ُه َغ ا ٌب َعَلى َأْم ِر َو َل َّن َأْك َثَر
الَّناِس اَل َيْع َلُم وَن ﴾يوسف.٢١ :
1اخلصائص .1/284 /وينظر اسرتاتيجية التأويل الداليل عند املعتزلة ،ص ،101والفصول املفيدة ،ص ،14والوظائف النحوية ألحرف العّلة،
ص .126
2املغين ،ص .821 -820وينظر الوظائف النحوية ألحرف العّلة ،ص .128 -127
11ينظر :األدوات الّنحوية ومعانيها ،ص ،77والتأويل الّنحوي يف القرآن الكرمي.796 -1/795 ،
14وهو قوله «:وجاءت الواو يف عطف هذه الّصلة على أحد حماملها ،من أّن خلق سواء كان قبل خلق الّناس ،إذ الواو ال تدّل على ترتيب زماين
كما تقّّر ر يف علم العربية ،وإمّن ا تقّد م ذكر الصلة املتعلقة خبلق الناس ،وإن كان مدلوهلا واقًعا بعد خلق حواء ،ألجل أهّن م املنا دون املأمورون بتقوى
6
وق 99ال تع 99اىلَ﴿ :ق اَل َك اَّل َفاْذَه َب ا ِبَآَياِتَن ا ِإَّن ا َمَعُك ْم ُمْس َتِم ُعوَن ﴾الش 99عراء ،١٥ :ق 99ال الزخمش 99ري:
«(فاذهب) ،أي اذهب أنت واّلذي طلبته وهو هارون فإن قلت :عالم عطف فاذهب؟ قلت :على الفع99ل اّلذي
يدّل عليه كّال كأّنه قيل :ارتدع يا موسى عّم ا تظّن ،فاذهب أنت وهارون».29
وقال تعاىلَ﴿ :و اَّلِذ يَن َكَف ُر وا َفَتْع ًس ا َلُه ْم َ 30و َأَض َّل َأْع َم اَلُه ْم ﴾ حممد ، ٨ :قال الزخمشري« :فإن
قلت :عالم عط99ف قول99ه (وأضّ9ل أعم99اهلم) قلت :على الفع99ل ال99ذي نص99ب تعًس ا ،ألّن املع99ىن فق99ال :تعًس ا هلم أو
فقضى تعًس ا هلم ،و تعًس ا هلم نقيض لًعا له ،قال األعشى:
َفالَّتْع ُس َأْو َلى َلَه ا مِْن َأْن َأُقوَل َلًعا
يريد :فالعثور واالحنطاط أقرب هلا من االنتعاش والثبوت».31
17قرأ حفص ومحزة والكسائي ( وًأِح َّل لكم) بالبناء للمجهول ،بضّم اهلمزة وكسر احلاء ،وقرأ الباقون بالبناء للمعلوم بالفتح ( و َأَح َّل لكم ) .
20الكشاف.3/247 ،
21يف قوله تعاىلَ﴿ :يَتَج َّر ُعُه َو اَل َيَك اُد ُيِس يُغُه َو َيْأِتيِه اْلَمْو ُت ِم ْن ُك ِّل َم َك اٍن َو َم ا ُه َو ِبَم ِّيٍت َو ِم ْن َو َر اِئِه َعَذ اٌب َغِليٌظ ﴾إبراهيم.١٧ :
22الكشاف.3/370 ،
28اجلاثية 22 ،قال الزخمشري «:ولتجزى ،معطوف على باحلّق ،ألّن فيه معىن التعليل أو على معّلل حمذوف تقديره :خلق اهلل السموات واألرض،
30لًعا له :يقال للعاشر ومثله لسًعا لك ،دعاء له أن ينتعش وينهض .الكّش اف ،518 /5 ،اهلامش (.)1و« رجل أقعس ،وبه قعس وهو دخول
الظهر وخروج الصدر ،وتقاعس الرجل :أخرج صدره .وتقول :إذا رأيت أبكارًا لعسًا ،وعجائز قعسًا ،فقل لعًا وتعسًا».أساس البالغة.1/386،
7
همزة اإلنكار وحذف المعطوف عليه:
للزخمشري يف هذه املسألة آراء خمتلفة ،ميكننا أن جنعلها ثالثة أقسام ،وهي:
/1العطف على مقّد ر أو محذوف :وهذا اختيار الزخمشري يف هذا الباب ،وقد خالف اجلمهور بذلك .يق99ول
يف قوله تع99اىلَ ﴿ :أَو ُ32ك َّلَم ا َعاَه ُد وا َعْه ًد ا َنَب َذ ُه َفِر يٌ+ق ِم ْنُه ْم َب ْل َأْك َثُر ُه ْم اَل ُيْؤ ِم ُن وَن ﴾ البق99رة،١٠٠ :
قّ9د ر الزخمش99ري هنا معطوًف ا علي99ه حمذوًفا :يق99ول« :ال99واو للعط99ف على حمذوف معناه :أكف99روا باآلي99ات البّينات
وكّلما عاهدوا».33
ومذهب اجلمهور 34وعلى رأسهم سيبويه ،أّن مهزة االستفهام إذا اّتصلت جبملة معطوفة بالواو أو الفاء
أو ّمثُ ،ق ِّدمت على الع 99 9اطف وصارت هلا الص 99 9دارة ،وه 99 9ذا تنبيًه ا على أصالتها يف التص 99 9دير ،وق99 9د خ99 9الفهم
الزخمش 99ري يف ذل 99ك :ألّن ه جيع 99ل اهلم 99زة يف مكاهنا األصلي ،فهي ليس 99ت مقّد م ً9ة ،وأّم ا العط 99ف فه 99و على مجل 99ة
مقّد رة بني اهلمزة والرابط العطفي.
ِم ِع ْن ِد ِم ِص
وق99ال تع99اىلَ﴿ :أَو َلَّم ا َأَص اَبْتُك ْم ُم يَبٌة َق ْد َأَص ْبُتْم ْثَلْيَه ا ُقْلُتْم َأَّنى َه َذ ا ُقْل ُه َو ْن
َأْنُف ِس ُك ْم ِإَّن الَّلَه َعَلى ُك ِّل َش ْي ٍء َقِد يٌر ﴾ آل عم99ران ،١٦٥ :ففي ه99ذه اآلي99ة ي99ورد أب99و حّي ان رًّدا صرًحيا على
م9ا ذهب إلي9ه الزخمش9ري واختاره ،ويدحض9ه مبذهب اجلماع9ة ،فيق9ول «:اهلم9زة لالس9تفهام ال9ذي معناه اإلنك9ار،
وق 99ال ابن عطّي ة :35دخلت عليه 99ا أل 99ف التقري 99ر ،على مع 99ىن إل 99زام املؤم 99نني ه 99ذه املقال 99ة يف ه 99ذه احلال ،وق 99ال
الزخمش9ري :و ا نصٌ9ب بقلتم ،وأصابتكم يف حمّل اجلّر بإض9افة ا إلي9ه ،وتق9ديره :أقتلتم حني أصابتكم ،وأىَّن ه9ذا
ّمل ّمل
نصب ألّنه مقول ،واهلمزة للتقرير والتقريع .فإن قلت :عالم عطفت الواو ه99ذه اجلمل99ة قلت :على م99ا مض99ى من
قّص ة أحد 36من قوله(ولقد صدقكم اهلل وعده) ،وجيوز أن تكون معطوفًة على حمذوف ،فكأّنه قال :أفعلتم ك9ذا
وقلتم حينئ99ذ ك99ذا .أّم ا العط99ف على م99ا مض99ى من قّص ة أح99د ،ففي99ه بع99د ،وبعي99د أن يق99ع مثل99ه يف الق99رآن .وأّم ا
32قرأ اجلمهور بفتح الواو ،وقرأها آخرون بالسكون .ومنهم من جعلها زائدة كاألخفش ،وقيل هي أو الساكنة الواو حّر كت بالفتح ،وقال
الكسائي هي مبعىن بل والصواب أهّن ا للعطف .ينظر الكّش اف ، 1/304والبحر ،1/518واحملّر ر ، 1/411واجلامع. 2/39 ،
8
العط99ف على حمذوف فه99و ج99ارٍ على م99ا تق ّ9ر ر يف غ99ري موض99ع من مذهب99ه ،وق99د رددن99اه علي99ه .وأّم ا على م99ذهب
37
اجلمهور؛ سيبويه وغريه قالوا :وأصلها التقدمي ،وعطفت اجلملة االستفهامية على ما قبلها».
وق99ال تع99اىلَ﴿ :أَو َعِج ْبُتْم َأْن َج اَءُك ْم ِذ ْك ٌر ِم ْن َر ِّبُك ْم َعَلى َرُج ٍل ِم ْنُك ْم ِلُيْن ِذ َر ُك ْم َو ِلَتَّتُق وا
َو َلَعَّلُك ْم ُتْر َح ُم وَن ﴾األع99 9 9راف ،٦٣ :فعب 99 9ارة ( أو عجبتم) عند الزخمش 99 9ري 38للعط 99 9ف على حمذوف بني مهزة
اإلنكار وواو العطف ،وتقدير ذلك(:أكذبتم وعجبتم) ،ومعىن ذلك أّن اهلمزة باقية على أصلها ويف مكاهنا.
يقول القرطيبُ« :فِتَح ت الواو ألهّن ا واو عطف ،دخلت عليها ألف االستفهام للتقرير ،وس9بيل ال9واو أن
ت 99دخل على ح 99روف االس 99تفهام إّال األل 99ف لقّو هتا» .39ويق 99ول أب 99و حّي ان معّق ب 99ا على اختي 99ار الزخمش 99ري« :وه 99و
كالم خمالف لكالم س 99يبويه والنحاة ،ألهّن م يقول 99ون :إّن ال 99واو لعط 99ف م 99ا بع 99دها على م 99ا قبله 99ا من الكالم ،وال
ح 99ذف هناك ،وك 99أّن األصل ( وأعجبتم) لكّن ه اعتىن هبم 99زة االس 99تفهام فقّ9 9د مت على ح 99روف العط 99ف ألّن
االستفهام له صدر الكالم ،وقد تقّد م الكالم معه يف نظري هذه املسألة».40
ِم
وقد محل الزخمشري على هذا العديد من آيات الذكر احلكيم ،كما يف قوله تعاىلَ ﴿ :أِم اَّتَخ ُذ وا ْن
ُدوِن الَّلِه ُش َف َعاَء ُقْل َأَو َل ْو َك اُنوا اَل َيْم ِلُك وَن َش ْيًئا َو اَل َيْع ِق ُل وَن ﴾ الزم99ر ،٤٣ :ألّن معناه في نظره:
(أيشفعون ولو كانوا) ،41وقوله تعاىلَ﴿ :أَو َلْم َيْه ِد َلُه ْم َك ْم َأْه َلْك َنا ِم ْن َقْبِلِه ْم ِم َن اْلُقُر وِن َيْم ُش وَن
ِفي َم َس اِكِنِه ْم ِإَّن ِفي َذِل َك َآَلَي اٍت َأَفاَل َيْس َم ُعوَن ﴾ الس 99جدة ،٢٦ :ف 99الواو للعط 99ف على معط 99وف علي 99ه
حمذوف بنّية من جنس املعطوف.42
واختيار الزخمشري هذا مل يقتصر على ال9واو العاطف9ة فحس9ب ،ب9ل تعّ9د اه إىل الف9اء ،وأورد ل9ذلك أمثلً9ة
متنّو عة من آي كتاب اهلل.
قال تعالىَ﴿ :و َلَق ْد َص َد َقُك ُم الَّلُه َو ْعَدُه ِإْذ َتُح ُّس وَنُه ْم ِبِإ ْذِنِه َح َّتى ِإَذا َفِش ْلُتْم َو َتَن اَزْع ُتْم ِفي اَأْلْم ِر َو َعَص ْيُتْم ِم ْن َبْع ِد َم ا َأَر اُك ْم َم ا ُتِح ُّب وَن
36
ِم ْنُك ْم َمْن ُيِر يُد الُّد ْنَيا َو ِم ْنُك ْم َمْن ُيِر يُد اَآْلِخ َر َة ُثَّم َص َر َفُك ْم َعْنُه ْم ِلَيْبَتِلَيُك ْم َو َلَق ْد َعَف ا َعْنُك ْم َو الَّلُه ُذو َفْض ٍل َعَلى اْلُم ْؤ ِم ِنيَن ﴾آل عمران.١٥٢ :
37البحر .3/418 ،معاين األخفش ،ص ،196واالرتشاف.4/2017 ،
38الكّش اف .2/456 ،وينظر مسائل الّنحو اخلالفية بني الزخمشري وابن مالك ،ص .121 -120
39اجلامع.7/211 ،
40البحر .5/84 ،وينظر :مسالك العطف بني اخلرب واإلنشاء ،ص .48 -41
9
ق99ال تع99اىلَ﴿ :أَفَأِم ْنُتْم َأْن َيْخ ِس َف ِبُك ْم َج اِنَب اْلَبِّر َأْو ُيْر ِس َل َعَلْيُك ْم َح اِص ًبا ُثَّم اَل َتِج ُد وا
43
َلُك ْم َو ِكياًل ﴾اإلسراء ٦٨ :فالفاء عطفت أمنتم على فعل حمذوف تقديره :جنومت ،أي أجنومت فأمنتم.
يق99ول أب99و حّي ان« :وتق ّ9د م لنا الكالم يف دع99واه أّن الف99اء وال99واو يف مث99ل ه99ذا ال99رتكيب للعط99ف على
حمذوف بني اهلم99زة وح99رف العط99ف ،وأّن م99ذهب اجلماع99ة أن ال حمذوف هناك ،وأّن الف99اء وال99واو للعط99ف على
44
ما قبلها ،وأّنه اعتىن هبمزة االستفهام لكوهنا هلا صدر الكالم ،فُقّد مت والنّية التأخري ،وأّن التق9دير( ف9أأمنتم )»
.
وق 99ال تع 99اىلَ﴿ :أَفَلْم َيَر ْو ا ِإَلى َم ا َبْيَن َأْي ِد يِه ْم َو َم ا َخ ْلَف ُه ْم ِم َن الَّس َم اِء َو اَأْلْر ِض ِإْن َنَش ْأ
َنْخ ِس ْف ِبِه ُم اَأْلْر َض َأْو ُنْس ِق ْط َعَلْيِه ْم ِكَس ًف ا ِم َن الَّس َم اِء ِإَّن ِفي َذِلَك َآَلَي ًة ِلُك ِّل َعْب ٍد ُمِنيٍب ﴾س99بأ:
.٩فالزخمشري يذهب إىل تقدير معطوف عليه حمذوف م9ا بني مهزة االس9تفهام والف9اء العاطف9ة إذ؛ «أَعِلم9وا فلم
ينظ99روا إىل الس99ماء واألرض ،وأهّن م99ا حيثم99ا ك99انوا و أينم99ا س99اروا أم99امهم وخلفهم حميطتان هبم ،ال يق99درون أن
ينف 99ذوا من أقطارمها وأن خيرج 99وا عّم ا هم في 99ه من ملك 99وت اهلل ع ّ9ز وج ّ9ل ومل خيافوا أن خيس 99ف هبم أو يس 99قط
عليهم كس 99فا لتك 99ذيبهم اآلي 99ات وكف 99رهم بالرس 99ول صّلى اهلل علي 99ه وسّ9 9لم ومبا ج 99اء ب 99ه ،كم 99ا فع 99ل بق 99ارون
وأصحاب األيكة».45
وق 99ال تع 99اىلَ﴿ :أَفَم ا َنْح ُن ِبَم ِّيِتيَن ﴾ الص 99افات ،٥٨ :ق 99ال الزخمش 99ري« :ال 99ذي عطفت علي 99ه الف 99اء
حمذووف ،معناه :أحنن خمّل دون منعم99ون ،فم99ا حنن مبّي تني وال معّ9ذ بني .واملع99ىن أّن ه99ذه ح99ال املؤم99نني وصفتهم،
وما قضى اهلل به هلم للعلم بأعماهلم أن ال يذوقوا إّال املوتة األوىل ،خبالف الكّف ار ،ف9إهّن م يتمّنون في9ه املوت كّ9ل
41الكّش اف .4/309 ،وينظر :معاين األخفش ،ص 36و.196
42املصدر نفسه .5/39 ،وينظر :احملّر ر ،553 -11/552 ،والبحر ،8/445 ،ويقول األخفش يف اآلية 98من سورة األعراف( «:أو أمن أهل
القرى) فهذه الواو للعطف دخلت عليها أل9ف االس99تفهام» .مع9اين األخفش ص . 196وت9دخل اهلم9زة على ّمث أيض9ا كم99ا يف قول9ه تع9اىلَ﴿ :أُثَّم ِإَذا
َم ا َو َقَع َآَم ْنُتْم ِبِه َآَآْلَن َو َقْد ُك ْنُتْم ِبِه َتْس َتْع ِج ُلوَن ﴾يونس ،٥١ :وقال الشاعر :
فِإ ِّني َقْد َس ِم ْعُت َو َقْد َر َأْيُت َأُثَّم َتَعَّذ َر اِن إَلَّي ِم نَه ا
ينظر :األزهية ،ص .118 -117
43املصدر نفسه .533 -3/532 ،وينظر احملّر ر ،142 -9/141 ،واجلامع.262 /10 ،
44البحر .7/82 ،وينظر :مسالك العطف بني اخلرب واإلنشاء ،ص .48 -41
45الكّش اف .5/110 ،وينظر :مسائل النحو اخلالفية بني الزخمشري وابن مالك ،ص .121 -120
10
ساعة ،وقيل لبعض احلكماء :ما شٌّر من املوت؟ قال الذي يتمىّن فيه املوت» ،46وكّل هذا على طري 99ق اإلنك 99ار،
والتقدير فيه أحنن َخُمَّلدون فما حنن مبّيتني .فُم َخ َّلدون معطوف عليه بعد االستفهام وقبل الرابط العطفي الفاء.
وقال تعاىلَ﴿ :أَفَم ْن َح َّق َعَلْيِه َك ِلَم ُة اْلَعَذ اِب َأَفَأْنَت ُتْنِق ُذ َمْن ِفي الَّناِر ﴾ الزم99ر ،١٩ :ويف ه99ذه
اآلي99ة اّتص99ال هلم99زة اإلنك99ار حبرف العط99ف مّ9ر تني ،وكالمها يف نظ99ر الزخمش99ري يقّ9د ر معط99وف علي99ه حمذوف بني
الفاء واهلمزة .يقول الزخمشري" :أصل الكالم :أمن ح9ق ،ويف ه9ذه اآلي9ة اتص9ال هلم9زة اإلنك9ار حبرف العط9ف
مّ9ر تني ،وكالمها يف نظ99ر الزخمش99ري يقّ9د ر معطوف99ا علي99ه حمذوف بني الف99اء واهلم99زة .يق99ول« :أصل الكالم :أّم ن
حّق عليه كلمة العذاب ،فأنت تنقذه ،مجل9ة ش9رطية دخ9ل علي9ه مهزة اإلنك9ار ،والف9اء ف9اء اجلزاءّ ،مث دخلت الف9اء
ال 99يت يف أّو هلا للعط 99ف على حمذوف ي 99دّل عليه 99ا مهزة اإلنك 99ار ،والف 99اء ف 99اء اجلزاءّ ،مث دخلت الف 99اء ال 99يت يف أّو هلا
للعط99ف على حمذوف ي ّ9د ل علي99ه اخلط99اب ،تق99ديره :أأنت مال99ك أم99رهم ،فمن ح ّ9ق علي99ه الع99ذاب ف99أنت تنق99ذه،
واهلمزة الثانية هي األوىلُ ،ك ّر رت لتوكيد معىن اإلنكار واالستبعاد» .47ويقول أبو حّيان «:وهو ق99ول انف99رد ب99ه
فيما علمناه ،واّلذي يقوله الّنحاة أّن الفاء للعطف وموضعها التقدمي على اهلمزة ،لكن اهلم99زة ،ا ك99ان هلا صدر
ّمل
الكالمُ ،قّد مت ،فاألصل عندهم َفَأَمْن حّق عليه».48
وق99ال تع99اىلَ﴿ :و َأَّما اَّل ِذ يَن َكَف ُر وا َأَفَلْم َتُك ْن َآَياِتي ُتْتَلى َعَلْيُك ْم َفاْس َتْك َبْر ُتْم َو ُك ْنُتْم َقْو ًم ا
ُمْج ِر ِم يَن ﴾اجلاثي99ة ،٣١ :وهذا عند الزخمشري 49بتقدير معط99وف علي99ه حمذوف قب99ل الف99اء وبع99د اهلم99زة ،يف مع99ىن
أمل ت99أتكم رس99لي فلم تكن آي99ايت ُتتلى عليكم ،ورّد علي99ه أب99و حّي ان 50ذل99ك؛ إذ إّن الف99اء ينوى هبا التق99دمي ،و ا
ّمل
كان لالستفهام صدر الكالم ُقّد مت اهلم9زة ،وليس هناك حمذوف قب9ل ال9واو وال الف9اء ،وإمّن ا عطفت كّ9ل منهم9ا
ما بعدمها على ما قبلهما.
48البحر .9/193 ،وينظر :الظاهرة النحوية بني الزخمشري وأيب حّيان ،ص .160
50البحر .9/426 ،وينظر :الظاهرة النحوية بني الزخمشري وأيب حّيان ،ص .162
11
ويبدو أّن آراء الزخمشري واختياراته وما انفرد ب9ه عن بقّي ة النحاة ك9ان ل9ه أث9ر يف آراء النحوّيني ال9ذين
والوه ،كما هو الشأن بالنسبة البن عقيل الذي يقول« :قد حُي ذف املعطوف عليه للداللة عليه ،وُج عل منه قول99ه
تع99 9 9 9 9 9اىلَ﴿ :و َأَّم ا اَّل ِذ يَن َكَف ُر وا َأَفَلْم َتُك ْن َآَي اِتي ُتْتَلى َعَلْيُك ْم َفاْس َتْك َبْر ُتْم َو ُك ْنُتْم َقْو ًم ا
ُمْج ِر ِم يَن ﴾اجلاثية ،٣١ :قال الزخمش9ري :التق99دير :أمل ت9أتكم آي9ايت فلم تكن ُتتلى عليكم ،فحذف املعط9وف علي9ه
وهو(أمل تأتكم)» ،51وهذا اّتباع صريح آلراء صاحب الكّش اف ،وحنن نرى أّن رأي اجلمهور أقرب وأرجح.
/2رأي الجمهور:
وهذا املذهب الثاين يف هذه املسألة؛ إذ سنرى أّن الزخمشري قد عدل عن رأيه يف تقدير معط9وف علي9ه
حمذوف بني اهلمزة واحلرف العاطف ،إىل رأي اجلماعة ومجهور النحاة.
َناِئُم وَن ﴾ األع99راف- ٩٧ : ِت ِم
من ذلك قوله تعاىلَ﴿ :أَفَأ َن َأْه ُل اْلُقَر ى َأْن َيْأ َيُه ْم َبْأُس َنا َبَياًتا َو ُه ْم
،١٠٠يق 99ول الزخمش99ري« :والف 99اء وال99واو يف(أف99أمن) و(أوأمن) حرف99ا عط99ف دخلت عليهم99ا مهزة اإلنك99ار .ف99إن
قلت:م99ا املعط99وف علي99ه؟ ومل عطفت األوىل بالف99اء والثاني99ة ب99الواو؟ قلت :املعط99وف علي99ه قول99ه( فأخ99ذناهم بغتة)
،52وقوله (لو أّن أهل القرى) 53إىل يكسبون وقع اعرتاًض ا بني املعط99وف واملعط99وف علي99ه ،وإمّن ا ُعط99ف بالف99اء؛
ألّن املع99ىن فعل99وا ،وصنعوا ،فأخ99ذناهم بغتةَ ،أَبْع َد ذل99ك أمن أه99ل الق99رى أن ي99أتيهم بأس99نا بيات99ا وأمنوا أن ي99أتيهم
بأسنا ضًح ى؟ وقرئ (أْو أمن ،)54على العطف ب99أو ...ف99إن قلت :فلم رج99ع فعط99ف بالف99اء وقول99ه (أف99أمنوا مك99ر
اهلل) قلت :هو تكرير لقوله أفأمن أهل القرى ،ومكر اهلل استعارة ألخذه العبد من حيث ال يشعر» .55وعلي 99ه مل
يكن م 99ا رآه الزخمش 99ري من قب 99ل وارًد ا ههنا ،ب 99ل إّن ه 99ذا خمالف متاًم ا ملا س 99بق من آراء؛«وه 99ذا ال 99ذي ذك 99ره
الزخمشري من أّن حرف العطف الذي بعد مهزة االستفهام وهو عاطف ما بعدها على م99ا قب99ل اهلم99زة من اجلم99ل
رجوع إىل مذهب اجلماعة يف ذلك ،وختريج هلذه اآلية على خالف ما قّ9ر ر ه9و من مذهب9ه يف غ9ري آي9ة أّنه يقّ9د ر
51شرح ابن عقيل .3/200 ،وهذا ما ذهب إليه حممد بن مسعود الغزين أيًض ا ،بتقدير فعل حمذوف بني اهلمزة وحرف العطف .ينظر :االرتشاف،
.2017 /4
ُ﴿ 52ثَّم َبَّدْلَنا َم َك اَن الَّس ِّيَئِة اْلَح َس َنَة َح َّتى َعَف ْو ا َو َقاُلوا َقْد َم َّس َآَباَءَنا الَّض َّر اُء َو الَّسَّر اُء َفَأَخ ْذ َناُه ْم َبْغَتًة َو ُه ْم اَل َيْش ُعُر وَن ﴾األعراف. ٩٥ :
َ﴿ 53و َلْو َأَّن َأْه َل اْلُقَر ى َآَم ُنوا َو اَّتَق ْو ا َلَف َتْحَنا َعَلْيِه ْم َبَر َك اٍت ِم َن الَّس َم اِء َو اَأْلْر ِض َو َلِكْن َك َّذ ُبوا َفَأَخ ْذ َناُه ْم ِبَم ا َك اُنوا َيْك ِس ُبوَن ﴾األعراف. ٩٦ :
54قراءة نافع ،وتكون أو عاطفة ،واملعىن التنويع ،ينظر :البحر ،5/120 ،والكشاف.2/479 ،
55الكّش اف .2/479 ،وينظر مسائل النحو اخلالفية بني الزخمشري وابن مالك ،ص .121 -120
12
حمذوًفا بني اهلم 99زة وح 99رف العط 99ف ،يص ّ9ح بتق 99ديره عط 99ف م 99ا بع 99د احلرف علي 99ه ،وأّن اهلم 99زة وح 99رف العط 99ف
واقع99ان على موض99عهما من غ99ري اعتب99ار تق99دمي ح99رف العط99ف على اهلم99زة يف التق99دير ،وأّنه قّ9د م االس99تفهام اعتناًء
ألّن له صدر الكالم» ،56ومن ذلك قوله تعاىلَ﴿ :أَفُح ْك َم اْلَج اِهِلَّيِة َيْبُغوَن َو َمْن َأْح َس ُن ِم َن الَّل ِه ُح ْك ًم ا
ِلَق ْو ٍم ُيوِقُنوَن ﴾ املائدة. ٥٠ :
ورجوع الزخمشري إىل مذهب اجلمهور واضح أيضا يف عرضه لقوله تعاىلَ﴿ :و َيُقوُل اِإْل ْنَس اُن َأِئَذ ا
َم ا ِم ُّت َلَس ْو َف ُأْخ َرُج َح ًّيا (َ )66أَو اَل َيْذ ُك ُر اِإْل ْنَس اُن َأَّنا َخ َلْق َناُه ِم ْن َقْب َو َلْم َيُك َش ْيًئا﴾ م99رمي٦٦ :
ُل
،٦٧ -يق 99ول يف ذل 99ك«:ووّس طت مهزة اإلنك 99ار بني املعط 99وف علي 99ه وح 99رف العط 99ف ،يع 99ين :أيق 99ول ذل 99ك وال
يتذّك ر حال النشأة األوىل حىّت ال يذكر األخرى» .57ويبدو أّن أبا حّيان كان ش99ديد التعّقب آلرائ99ه ،ف99ريّد علي99ه
م9ا خ9الف ب9ه اجلمه9ور ويستحس9ن من أرائ9ه م9ا ه9و أنس9ب وأق9رب لقواع9د النحو ،كم9ا ه9و احلال ههنا؛ يق9ول:
«وه99ذا رج99وع منه إىل م99ذهب اجلماع99ة من أّن ح99رف العط99ف إذا تقّد مته اهلم99زة فإمّن ا عط99ف م99ا بع99دها على م99ا
قبلها ،وُقّد مت اهلمزة ألّن هلا صدر الكالم ،وكان مذهبه أن يقّد ر بني اهلمزة واحلرف ما يصلح أن يعطف عليه
ما بعد الواو فيقّر اهلمزة على حاهلا ،وليست ُمقَّدمة من تأخري ،وقد رددنا عليه هذه املقالة».58
/3جواز الوجهين:
ِفي الَّس ا اِت ِه ِد
َم َو أورد الزخمش 99ري يف قول 99ه تع 99اىلَ﴿ :أَفَغْيَر يِن الَّل َيْبُغ وَن َو َل ُه َأْس َلَم َمْن
َو اَأْلْر ِض َطْو ًع ا َو َك ْر ًه ا َو ِإَلْي ِه ُيْر َجُع وَن ﴾ آل عم 99ران ،٨٣ :أّن ه جيوز أن تك 99ون مهزة اإلنك 99ار دخلت على
الفاء العاطفة مجلًة على مجلة ّمث توّس طت بينهما ،وجيوز أن يكون العطف على حمذوف ،يف تقدير :أيتوّلون فغ9ري
59
دين اهلل يبغون.
ِع ِم ِدِه ِب ِك
وقال تعاىلَ﴿ :و َلَق ْد َآَتْيَنا ُموَس ى اْل َتاَب َو َقَّف ْيَنا ْن َبْع الُّر ُس ِل َو َآَتْيَنا يَس ى اْبَن َمْر َيَم
اْلَبِّيَناِت َو َأَّيْدَناُه ِبُر وِح اْلُقُد ِس َأَفُك َّلَم ا َج اَءُك ْم َرُس وٌل ِبَم ا اَل َتْه َو ى َأْنُف ُس ُك ُم اْس َتْك َبْر ُتْم َفَف ِر يًق ا
13
َك َّذ ْبُتْم َو َفِر يًق ا َتْق ُتُل وَن ﴾ البق 99رة ،٨٧ :يق 99ول الزخمش99ري( « :أفكّلم99ا) فوّس ط بني الف 99اء وم 99ا تعّلقت ب99ه مهزة
التوبيخ والتعّج ب من ش99أهنم ،وجيوز أن يري99د :ولق99د آتيناهم م99ا آتيناهم ففعلتم م99ا فعلتمّ ،مث وخّب هم على ذل99ك،
ودخ99ول الف99اء لعطف99ه على املق ّ9د ر» ،60ف99اهلمزة ههنا مهزة اس99تفهام للتقري99ع والتوبيخ ،واألصل(فأكّلم99ا) ،والف99اء
عطفت اجلمل99ة على م99ا قبله99ا ،وال حيتم99ل ذل99ك تق99دير حمذوف معط99وف علي99ه ،وق99د حيتم99ل الكالم تق99دير ذل99ك،
أي حمذوف يف مع 99ىن :فعلتم م 99ا فعلتم من تك 99ذيب فري 99ق وقتل آخ 99ر ،فه 99ذان ج 99وازان ملس99ألة واح 99دة ،األّو ل م 99ا
ذهب إليه مجهور النحاة ،والثاين ما اختاره الزخمشري وانفرد به يف تقدير حمذوف.
ب /حذف المعطوف:
قد يرد يف الكالم حذف املعطوف إذا دّل عليه دليل يغين عن ذكره ،أو ملناسبة معلومة ،فيحسن حينئذ
اإلجياز واإلضمار .يقول الفّر اء« :وإمّن ا حيسن اإلضمار يف الكالم الذي جيتم9ع وي9دّل أّو ل9ه على آخ9ره ،كقول9ك:
قد أصاب فالن املال ،فبىن الدور والعبيد واإلماء والّلباس احلسن ،فقد ترى البناء ال يقع على العبيد واإلماء وال
على الّد واب وال على الثياب ،ولكّنه من صفات اليسار ،فحسن اإلضمار ا عرف» .61ومن ذلك م99ا ج99اء من
ّمل
ق 99ول الع 99رب (:راكُب الناقِة طليح++ان) ،62فتثني 99ه اخلرب دلي 99ل على وج 99ود حمذوف ،ألّن ه ال ميكن أن حُي م 99ل ه 99ذا
الكالم إّال على تق99دير( راكُب الناق ِ9ة والناق ُ9ة طليحان) ،فلف99ظ طليحان بص99يغة املثىّن ه99و اّل ذي أمكننا ب99ه تق99دير
مضمر حىّت يصّح الرتكيب واملعىن مًعا.
وي99رى بعض الدارس99ني «أّن اس99تدعاء احملذوف واملض99مر أدعى إلقام99ة الدالل99ة وإمتام التأوي99ل ف99الكالم
احملذوف هو الذي إن ُقّد ر ّمت املعىّن واستقامت الداللة».63
وق99ال تع99اىلَ﴿:و َناَد ى َأْص َح اُب الَّناِر َأْص َح اَب اْلَج َّن ِة َأْن َأِفيُض وا َعَلْيَن ا ِم َن اْلَم اِء َأْو ِم َّم ا
َر َز َقُك ُم الَّلُه َقاُلوا ِإَّن الَّلَه َح َّر َم ُه َم ا َعَلى اْلَك اِفِر يَن ﴾ األع 99راف ،٥٠ :أي :64أو ّمما رزقكم اهلل من غريه من
60الكّش اف .1/293 ،وينظر احملّر ر ،1/386 ،والبحر ،1/482 ،واجلامع.2/25 ،
62ينظر :اخلصائص ،2/373 ،واحملتسب ،2/227 ،والوظائف النحوية ألحرف العّلة ،ص .127
63اسرتاتيجية التأويل الداليل عند املعتزلة ،ص .116وينظر :معاين الفّر اء ،1/13 ،والقواعد التحويلية يف اجلملة العربية ،د.عبد احلليم بن عيسى،
14
األش 99ربة ،أو يك 99ون املراد :أو ألق 99وا علينا ّمما رزقكم اهلل حبذف املعط 99وف اّل ذي دّل علي 99ه إفاض 99ة املاء ،فيك 99ون
65
تقدير املعطوف من الطعام والفاكهة ألّن الوجه اجلامع بينهما وبني املاء هو األكل .وهذا كقول الشاعر:
َلَّم ا َح َطْطُت الّر ْح َل َعْنَه ا َو ارًد ا َعِلًف ُتَه ا ِتْبًنا َو َم اًء َبارًدا
ويق99ول أب99و حّي ان« :أو على باهبا من ك99وهنم س99ألوا أح99د الش99يئني ،وأتى ( أو ّمما رزقكم اهلل) عاًّم ا،
والعط 99ف ب 99أو ي 99دّل على أّن األّو ل ال يندرج يف العم 99وم ،وقي 99ل :أو مبع 99ىن ال 99واو لق 99وهلم إّن اهلل حّر مهم 99ا ،وقي 99ل:
املع 99ىن ح ّ9ر م كّال منهم 99ا ف 99أو على باهبا ،وم 99ا رزقكم اهلل ع 99اّم في 99دخل في 99ه الطع 99ام والفاكه 99ة واألش 99ربة غ 99ري املاء،
وختصيص 99ه ب 99الثمرة أو بالطع 99ام أو غ 99ري املاء من األش 99ربة أق 99وال» .66فق 99د ح 99ذف املعط 99وف وأبقى على معمول 99ه،
واملعطوف يف ال9بيت ه9و س9قيتها ،ألّن املاء ال ُيعل9ف ،فيك9ون الكالم على النحّو اآليت :علفته9ا تبنا وس9قيتها م9اء
بارًد ا .وّمما مياثله قول الراعي النمريّي :67
ِإَذا َم ا الَغانَِياُت َبَر ْز َن َيْو ًم ا َو َز َّج ْج َن الَح َو اجَِب َو الُعُيوَنا.
وإمّن ا أراد الش99اعر:68وكّح لن العي99ون ،واجلامع بينهم99ا التحس99ني .والعي99ون مفع99ول ب99ه لفع99ل حمذوف ه99و كّح لن،
والفعل احملذوف هذا هو املعطوف على زّج جَن .
ِم ِل ِق ِذ ِف ِس
وقال تعاىلَ﴿ :أَو َلْم َي يُر وا ي اَأْلْر ِض َفَيْنُظُر وا َك ْيَف َك اَن َعا َبُة اَّل يَن َك اُنوا ْن َقْب ِه ْم
ِم ِه ِم ِف ِم
َك اُنوا ُه ْم َأَش َّد ْنُه ْم ُقَّو ًة َو َآَث اًر ا ي اَأْلْر ِض َفَأَخ َذ ُه ُم الَّل ُه ِب ُذ ُنوِبِه ْم َو َم ا َك اَن َلُه ْم َن الَّل ْن
َو اٍق ﴾ غ99افر ،٢١ :وه99ذا عند الزخمش99ري على وجهني 69 :أن يري99د بـ (وآث99اًر ا) حص99وهنم وقص99ورهم وع99ددهم،
وما يوصى بالشّد ة من آثارهم ،أو هو يف تقدير (وأكثر آثاًر ا) حبذف املعطوف ،كقول عبد اهلل بن الزبعرى:70
ُمَتَق ِّلًد ا َس ْيًف ا َو ُرْمًح ا. َو َر َأْيُت َز ْو َج كِ فِي الَو َغى
حّتى َغَدْت َه َّم اَلًة َعْيَناَه ا علفتها تبًنا وماًء بارًدا 65املصدر نفسه ،2/448 ،و ،6/80ويروى:
ينظر :اخلصائص ،2/431 ،والكّش اف ،5/617 ،والبحر ،9/558 ،والكّليات ،ص .606
66البحر.9/558،
67ينظر :الصناعتني،ص ،188والبحر ،1/327 ،والفاخر ،2/817 ،وشرح ابن عقيل ،3/199 ،والكّليات ،ص . 606
68ينظر :الصناعتني ،ص ،188وشرح ابن عقيل ،3/199 ،والكّليات ،ص . 606
70ينظر :الكامل ،1/432 ،واملبهج ،ص ،155واخلصائص ،1/431 ،واحلّج ة ،ص ،23و الكّش اف.5/340 ،
15
والتق99دير :متقّل دا س99يفا وح99امال رًحما ،وق99د خ99الف الزخمش99ري يف ذل99ك بعض99هم يف مس99ألة اإلجياز باحلذف ههنا،
ف 99رأوا أّن تفس 99ري الزخمش 99ري لواق 99ع احلذف يف اآلي 99ة باختص 99ار الكالم «ليس دقيق 99ا وال علمي 99ا ،إذ كي 99ف يقتنع
الس99ائل عن مع99ىن اآلي99ة حني يك99ون اجلواب باالختص99ار ،خاّص ة وأّن القض ّ9ية تتعّل ق بكالم اهلل ،وألّن العص99مة ال
تك 99ون من حماس 99ن األم 99ور كالرمحة ،وال يك 99ون التقّل د لل ّ9ر مح فه 99و حُي م 99ل محًال ،ك 99ان التفس 99ري حبم 99ل الث 99اين على
األّو ل أدّق ،واحلم99ل يف ال99بيت على املع99ىن ال على الّلف99ظ» .71وه99ذا يع99ين أّن محل اآلي99ة على العط99ف على املع99ىن
أكثر دّقة من تقدير معطوف حمذوف ،خاّص ة إذا ما علمنا أّن سياق اآلية هو س9ياق اس9تفهام إنك9اري ،وال يلي9ق
ِذ ِص
ب99ه س99وى ال99ذكر ويتأّتى ذل99ك باحلم99ل على املع99ىن .وه99ذا كم99ا يف قول99ه تع99اىلُ﴿ :قْل َمْن َذا اَّل ي َيْع ُم ُك ْم
ِم َن الَّلِه ِإْن َأَر اَد ِبُك ْم ُس وًءا َأْو َأَر اَد ِبُك ْم َر ْح َم ًة َو اَل َيِج ُد وَن َلُه ْم ِم ْن ُدوِن الَّل ِه َو ِلًّي ا َو اَل َنِص يًر ا﴾
ٍة ٍة ِم ِم ِم ِذ
األح 99زاب .١٧ :وق 99ال تع 99اىلُ﴿ :ه َو اَّل ي َخ َلَق ُك ْم ْن ُتَر اٍب ُثَّم ْن ُنْطَف ُثَّم ْن َعَلَق ُثَّم ُيْخ ِر ُج ُك ْم
ِط ْفاًل ُثَّم ِلَتْبُلُغ وا َأُش َّد ُك ْم ُثَّم ِلَتُك وُن وا ُش ُيوًخ ا َو ِم ْنُك ْم َمْن ُيَتَو َّفى ِم ْن َقْب ُل َو ِلَتْبُلُغ وا َأَج اًل ُمَس ًّم ى
َو َلَعَّلُك ْم َتْع ِق ُلوَن ﴾ غ99افر ،٦٧ :فـ(ولتبلغوا أجًال مسّم ى) تقديره عند الزخمش99ري :72ونفع99ل ذل99ك لتبلغ99وا ،وه99ذا
على حذف املعطوف وتقديره.
75شرح الكافية الشافية .3/1260 ،وينظر :شواهد التوضيح والتصحيح ،ص .63 -62
16
وَح ذُف َعاِط ِف قد ُيْلَغى ...............
أّم ا ابن فارس فريى يف هذا احلذف إضماًر ا ال سقوًطا ،بقوله« :وتكون الواو مضمرة» .76وأّم ا املالقي
فق9د محل9ه على الض9رورة الش9عرية؛ يق9ول« :ال جيوز ح9ذف واو العط9ف ،ألهّن ا موصلة ملع9ىن العط9ف والتش9ريك،
فإذا ُح ذفت زال هذا املعىن ،فزالت فائدهتا ،فإن جاء من ذلك ش99يء فض99رورة» .77ويب99دو أّن ه99ذا ال99رأي أق99رب
إىل الصواب ،ألّن احلروف وضعت للمعاين ،فإن كان ك99ذلك فال داعي حلذفها ،واحلذف يف احلروف من ش99أنه
أن يزيل معىن ما ُو ضعت له.
وجند ابن هشام يف بعض ما يورده من أمثلة جييز ذلك ،وجيعل التابع صفًة ملا قبله ،78وأشار الصّبان إىل
أّن ح99 9ذف ح99 9رف العط99 9ف ه99 9و م99 9ذهب الفارس99 9ي وابن عص99 9فور ،وق99 9د منع99 9ه ابن جيّن والّس هيلي ،على ب99 9دل
اإلضراب ،وأضاف أّن بعضها حيتمل اإلضراب وبعض99ها ال حيتمل99ه .79ف99ابن جيّن ك99ان ي99رى أن ح99ذف الع99اطف
81 80
يقع شذوًذا وأورد أمثلًة عديدًة على ذلك .لكّنه عاد يف موضع آخر وأجاز أن يكون ذلك على ب99دل الك ّ9ل
ّمث إّنه يف موضع آخر خّص ذلك ببدل الغل9ط ،يق9ول« :وتق9ول يف ب9دل الغل9ط :عجبت من زي9د عم9رو ،وأكلت
خبًز ا متًر ا ،غلطت فأبدلت الثاين من األّو ل ،وهذا البدل ال يقع مثله يف قرآن وال شعر».82
وي99رى الزركش99ى أّن ح99ذف ال99واو ال يك99ون إّال لغ99رض بالغي؛ فق99ال« :حتذف لقص99د البالغ99ة ،ف99إّن يف
إثباهتا ما يقتضي تغاير املتعاطفني ،فإذا ُح ذفت ُأْش عِر ب99أّن الك ّ9ل كالواح99د» ،83مث يب99دو بع99د رأي99ه ه99ذا أّن ه أب99دى
حتفًظ ا منه؛ إذ نس99ب بعض م99ا يق99ع من احلذف إىل الفص99ل واالس99تئناف ،م99ع م99ا يس99تدعيه ال99ذهن من تالؤم بني
املتعاطفني ،والتبعية فيهم9ا؛ ق9ال« :جيوز يف احلكاي9ة عن املخ9اطبني إذا ط9الت :ق9ال زي9د ،ق9ال عم9رو ،من غ9ري أن
76الصاحيب ،ص .90
80اخلصائص..1/290 ،
17
ت9أيت ب9الواو والف9اء...وإمّن ا حس9ن ذل9ك لالس9تغناء عن ح9رف العط9ف ،من حيث أّن املتقّ9د م من الق9ولني يس9تدعي
املتأّخ ر منهما :فلهذا كان الكالم مبنيا على االنفص9ال ،وك9ان كّ9ل واح9د من ه9ذه األق9وال مس9تأنًف ا ظ9اهًر ا ،وإن
كان الذهن يالئم بينهما».84
وقد استطاع السهيلي بعد هذا أن يصل إىل ختريج دليل شاف ملا اض9طرب في9ه س9ابقوه؛ ف9رأى يف ه9ذا
احلذف نوًعا من الدوام واالستمرار ،قال« :وال جيوز إض9مار ح9روف العط9ف خالًفا للفارس9ي ومن ق9ال بقول9ه،
ألّن احلروف أدّلة على املعاين يف نفس املتكّلم ،فلو أضمرت الحتاج املخ9اطب إىل وحي يس9فر ب9ه عّم ا يف نفس
مكّلم99ه ،وحكم ح99روف العط99ف يف ه99ذا حكم ح99روف النفي ،والتوكي99د و التميّن ،وال99رتّج ي ،وغ99ري ذل99ك...إّال
أهّن م احتّج وا ملذهبهم ب 99آي من كتاب اهلل تع 99اىل ،وأش 99ياء من كالم الع 99رب هي عند التأّم ل والتحص 99يل حّج ة
85
عليهم ،كقول الشاعر:
كيف أصبحَت كيف أمسيَت مّم ا ُيْثبت الوَّد في فؤاد الكريم
هو عندهم على إضمار حرف العطف ،ولو كان كذلك الحنصر إثبات الوّد يف هاتني الكلمتني من غري مواظب99ة
وال اس9تمرار عليهم9ا ،ومل ي9رد الش9اعر ذل9ك ،وإمّن ا أراد أن جيع9ل أّو ل الكالم ترمجًة على س9ائره ،يري9د االس9تمرار
على ه 99ذا الكالم واملواظب99ة علي99ه ،كم99ا تق 99ول :ق99رأت ألًف ا ب99اًء جعلت ذك99ر ه 99ذين احلرفني ترمجًة لس99ائر الب99اب،
وعنواًنا للغ9رض املقص9ود ،ول9و قلت (ق9رأت ألًف ا ب9اًء)ألش9عرت بانقض9اء املق9روء ،حيث عطفت الب9اء على األل9ف
دون ما بعدها ،فكان مفهوم اخلطاب أّنك مل تقرأ غري ه99ذين احلرفني ،أال ت9رى كي9ف أش9عرت ال9واو العاطف99ة يف
قول99ه س99بحانهَ﴿ :س َيُقوُلوَن َثاَل َثٌة َر اِبُعُه ْم َك ْلُبُه ْم َو َيُقوُل وَن َخ ْم َس ٌة َس اِد ُس ُه ْم َك ْلُبُه ْم َر ْج ًم ا ِب اْلَغْيِب
َو َيُقوُل وَن َس ْبَعٌة َو َث اِم ُنُه ْم َك ْلُبُه ْم ُق ْل َر ِّبي َأْع َلُم ِبِع َّد ِتِه ْم َم ا َيْع َلُم ُه ْم ِإاَّل َقِلي ٌ+ل َفاَل ُتَم اِر ِفيِه ْم ِإاَّل
ِم َر اًء َظاِه ًر ا َو اَل َتْسَتْف ِت ِفيِه ْم ِم ْنُه ْم َأَح ًد ا﴾ الكهف ٢٢ :على انقضاء العدد املتنازع فيه؟ وما مّثلوا ب9ه من
قوهلم :اضرب زيًد ا عمًر ا خالًد ا ليس كما ظّنوه من إضمار الواو ،ول9و ك9ان ك9ذلك الختّص األم9ر باملذكورين،
وإمّن ا املراد اإلش99ارة هبم إىل م99ا بع99دهم ،ومنه ق99وهلم :بّ9و بت الكتاب باًبا باًبا ،وقّس مت املال درًمها درًمها ،ليس
86
على إضمار حرف العطف ،ولو كان كذلك الحنصر األمر يف درمهني».
85ينظر الرصف ،ص ،478والفاخر ،2/818 ،والفصول املفيدة ،ص ،125وشرح اجلمل البن عصفور ،1/215 ،والضرائر ،ص .161
18
ويرى أحد الباحثني فيما حكاه املازين عن أيب زيد (أكلت حلًم ا مسًك ا متًر ا) ،87أّنه من التحويل حبذف
أداة العطف؛ أي «بإسقاط العاطف بعد أن أغنت عنه قيمة استبدالية أخ9رى متّثلت يف قرينة الّنغم9ة ال9يت نلمس9ها
من خالل توايل وحدات هذا الكالم ،وهذا ما ميكن أن يلمحه أّي متكّلم إذا ق9ال مثًال" :س9نمتحن أّيام الس9بت
األح99د االث99نني" بنغم99ة انتقالي99ة بني العناصر اللغوي99ة املتعاطف99ة :ألّن يف أداء ه99اتني اجلمل99تني إدراًك ا للموض99ع ال99ذي
يوحي ب99اجلمع بني اللحم والس99مك والتم99ر ،واإلش99راك بني الس99بت واألح99د واالث99نني» .88وحنن ههنا ن99ذهب م99ا
ذهب إليه الّس هيلي وغريه ،وجنعل املثال األّو ل من بدل الغلط والثاين من البدل املطابق.
87اخلصائص .1/290 ،وينظر :املصدر نفسه ،2/280 ،وسّر الصناعة ،ص .635
90وقال تعاىلَ﴿ :و َم َثُل اَّلِذ يَن َكَف ُر وا َك َم َثِل اَّلِذ ي َيْنِعُق ِبَم ا اَل َيْسَمُع ِإاَّل ُدَعاًء َو ِنَد اًء ُصٌّم ُبْك ٌم ُعْم ٌي َفُه ْم اَل َيْع ِقُلوَن ﴾البقرة.١٧١ :
19
-وقول99 9هَ﴿ :س َيُقوُلوَن َثاَل َث ٌة َر اِبُعُه ْم َك ْلُبُه ْم َو َيُقوُل وَن َخ ْم َس ٌة َس اِد ُس ُه ْم َك ْلُبُه ْم َر ْج ًم ا ِب اْلَغْيِب
َو َيُقوُل وَن َس ْبَعٌة َو َث اِم ُنُه ْم َك ْلُبُه ْم ُق ْل َر ِّبي َأْع َلُم ِبِع َّد ِتِه ْم َم ا َيْع َلُم ُه ْم ِإاَّل َقِلي ٌ+ل َفاَل ُتَم اِر ِفيِه ْم ِإاَّل
ِم َر اًء َظ اِه ًر ا َو اَل َتْس َتْف ِت ِفيِه ْم ِم ْنُه ْم َأَح ًد ا﴾ الكه99ف ،٢٢ :فالتق99دير :ورابعم كلبهم ،وسادس99هم كلبهم،
بدليل قوله(:سبعة وثامنهم كلبهم).
-وقول 99ه تع 99اىلَ﴿ :ق اَل اَّل ِذ يَن َح َّق َعَلْيِه ُم اْلَق ْو ُل َر َّبَن ا َه ُؤ اَل ِء اَّل ِذ يَن َأْغَو ْيَن ا َأْغَو ْيَن اُه ْم َك َم ا َغَو ْيَن ا
َتَبَّر ْأَنا ِإَلْيَك َم ا َك اُنوا ِإَّياَنا َيْع ُبُد وَن ﴾ القصص ،٦٣ :وتقديره :أغوينا وأغويناهم.
-ومنهم من أج99 9از ذل99 9ك يف قول99 9ه تع99 9اىلَ﴿ :و اَل َعَلى اَّل ِذ يَن ِإَذا َم ا َأَتْو َك ِلَتْح ِم َلُه ْم ُقْلَت اَل َأِج ُد َم ا
َأْح ِم ُلُك ْم َعَلْي ِه َتَو َّل ْو ا َو َأْع ُيُنُه ْم َتِف يُض ِم َن الَّ+د ْم ِع َحَز ًن ا َأاَّل َيِج ُد وا َم ا ُيْنِف ُق وَن ﴾ التوب 99ة ،٩٢ :إذ ال99واو
مض 99مرة ،والتق 99دير :وال على ال 99ذين إذا م 99ا أت 99وك لتحملهم وقلت ال أج 99د م 99ا أمحلكم علي 99ه توّل وا ،فج 99واب إذا
91
توّلوا.
92
وذكر ابن هشام أوجًه ا هلذه اآلية:
إّن "قلت" هو اجلواب ،ومجلة "توّلوا " جواب سؤال مقّد ر ،فكأّنه قيل :فما حاهلم إذ ذاك؟
إّن مجلة "توّلوا" حال على إضمار قد.
عن الزخمش 99ري أّن ه أج 99از أن تك 99ون مجل 99ة " قلت" اس 99تئنافية ،وج 99واب " إذا" حمذوف تق 99ديرهَ :مِل توّل وا
باكني.
وق99ال تع99اىلَ﴿ :ه ْل َأَت اَك َح ِد يُث اْلَغاِش َيِة ُو ُج وٌه َيْو َمِئٍذ َخ اِش َعٌة َعاِم َل ٌة َناِص َبٌة َتْص َلى َناًر ا َح اِم َي ًة
ُت َق ى ِم َع ٍن َآِن ٍة َل َل َط ا ِإاَّل ِم َض ِر يٍع اَل ِم اَل ْغِني ِم وٍع وٌه ِئ ٍذ
ُيْس ُن َو ُي ْن ُج ُو ُج َيْو َم ْن ْي َي ْيَس ُه ْم َع ٌم ْن ْس
َناِع َم ٌة﴾ الغاش99ية ،٨ - ١ :فالتق99دير :ووج99وه يومئ99ذ ناعم99ة ،عطًف ا على وج99وه خاش99عة .93وق99د خّص الزركش99ي
ِم ِن ِخ ِذ
احلذف هنا لقصد بالغي ،كما خّصه يف قوله تعاىلَ﴿ :يا َأُّيَه ا اَّل يَن َآَم ُنوا اَل َتَّت ُذ وا ِبَطاَن ًة ْن ُدو ُك ْم
اَل َي ْأُلوَنُك ْم َخ َب ااًل َو ُّدوا َم ا َعِنُّتْم َق ْد َب َد ِت اْلَبْغَض اُء ِم ْن َأْفَو اِه ِه ْم َو َم ا ُتْخ ِف ي ُص ُد وُرُه ْم َأْك َبُر َق ْد
َبَّيَّنا َلُك ُم اَآْلَياِت ِإْن ُك ْنُتْم َتْع ِق ُلوَن ﴾ آل عمران ،١١٨ :فالتقدير :ويألونكم خباًال ،وحذفت الواو للبالغة.94
94الربهان.3/210 ،
20
وقال تعاىل﴾ ﴿ :آل عمران ،١٩ - ١٨ :فالكسائي قرأ " أن" بالفتح ،وجعلها مّك ي بدًال من أّن األوىل
يف قوله ( شهد اهلل أّنه) ،وأجاز فيها أيضا أن تكون يف حمّل جّر بدًال من القسط ،95وزاد ابن هشام وجًه ا آخ 99ر
96
وهو العطف على " أّنه ال إله إّال هو" والتقدير :وأّن الّذ ين.
97
وّمما ُيروي من ذلك شعًر ا قول جمهول:
حي َغَب ِائقِي َقْيَالتِي
َصَب ِائ ِ َو َك ْيَف َال َأْبكِي َعَلى َعَّالتِي
98
والتقدير :وغبائقي وقياليت ،فحذفت الواو العاطفة شذوًذا عند ابن جيّن ،وضرورة عند املالقي.
99
وقال احلطيئة:
بَر ْم ٍل َيْبَر ْيَن جاًر ا َش َّد َم ا اْغَتَر َبا إّّن امرًأ أرهُطه بالَّش ام منزُله
100
أي :ومنزله برمل يربين ،فحذفت الواو ،وجيوز أن تكون اجلملة صفًة ثانية ال معطوفة
وروى أبو زيد األنصاري عن الع9رب :أكلُت خ9بًز ا حلًم ا متًر ا ،والتق9دير :خ9بًز ا وحلًم ا ومتًر اّ ،مث ح9ذفت
الواو العاطفة ،101وقيل إّنه على بدل اإلضراب 102ملا ذكرنا سلًف ا.
وقال الشاعر:103
في الّطرح طرًفا شماًال يميًنا فأصبْح َن ينُش ْر ن آذاَنهّن
104
يريد :مشاًال ومييًنا
وقال الشنفرى:105
95مشكل إعراب القرآن.152 /1 ،
97اخلصائص ،1/22 ،و ،2/280وسّر الصناعة ،1/635 ،والرصف ،ص 477والفصول املفيدة ،4/125 ،والضرائر ،ص.161
21
ِلٍف ٍة
وال َخ ا ذارّي متغّز لٍ يروُح ويغُد و داهًنا يتكّح ُل
أي :ودارية ومتعّز ل ،عطف على ما تقّد م من الصفات ،وجيوز فيها ما تقّد م من إعراب الصفات.106
107
وقال آخر:
َض ْر ًبا ِط َلْخ ًف ا في الَّطَلى َس ِخ يَنا
يريد :وسخينا .108والضرب الطلخف هو الشديد ،أشّد من السخني.
ب /حذف أو:
ِمُح لت بعض مواضع ذلك على حذف "ب9ل" كقول9ه صّلى اهلل علي9ه وسّ9لم« :تصّ9د ق رج9ل من ديناره،
من درمهه ،من صاع ب ّ9 9ر ه ،من صاع متره» ،فالتق99 9دير في99 9ه :ح99 9ذف ح99 9رف العط99 9ف" أو" ،109وق ّ9 9د ر األمشوين
والس99يوطي احلذف ب99الواو ،ألهّن م99ا قص99را ح99ذف احلرف على ال99واو فق99ط .110وذك99ر ابن مال99ك منه ق99ول اخلليف99ة
عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه « :إذا وّس ع اهلل عليكم فأوس9عوا ،صّلى رج9ل يف إزار ورداء ،يف إزار وقميص،
يف إزار وقباء » .فحذف حرف العطف مّر تني لصّح ة املعىن .وتقدير احملذوف "أو".111
وروى األخفش ق99وهلم":أعط99ه درًمها درمهني ثالث99ة" والتق 99دير :أو درمهني أو ثالث99ة ،وجيوز على ب99دل
اإلضراب.112
وهذا وما حيتمله السياق من معان ،قد تكون القرينة املعنوية معّينًة ألحد هذه املعاين دون اآلخر ،ومعىن
ذلك أّنه بذكر احلرف تتعنّي داللة الّتعب9ري والقص9د ،وبإس9قاطه تّتس9ع احتم9االت ش9ىّت ملع9ىن الكالم «،وق9د يك9ون
سقوطها كأهّن ا كافية يف الغرض املسوق له الكالم».113
105ديوانه ،57 ،وأعجب العجب ،ص . 70
22
يق99 9ول تع99 9اىلُ﴿ :أوَلِئ َك َعَلى ُه ًد ى ِم ْن َر ِّبِه ْم َو ُأوَلِئ َك ُه ُم اْلُم ْف ِلُح وَن ﴾البق 99 9رة ،٥ :ق99 9ال
الزخمشري«:فإن قلت مل جاء مع العاطف وما الفرق بينه وبني قولهَ﴿ :و َلَق ْد َذَر ْأَنا ِلَج َه َّنَم َك ِث يًر ا ِم َن اْلِج ِّن
َو اِإْل ْنِس َلُه ْم ُقُل وٌب اَل َيْفَق ُه وَن ِبَه ا َو َلُه ْم َأْع ُيٌن اَل ُيْبِص ُر وَن ِبَه ا َو َلُه ْم َآَذاٌن اَل َيْس َم ُعوَن ِبَه ا
ُأوَلِئ َك َك اَأْلْنَع اِم َب ْل ُه ْم َأَض ُّل ُأوَلِئ َك ُه ُم اْلَغ اِفُلوَن ﴾ األع 99راف ١٧٩ :قلت :ق 99د اختل 99ف اخلربان ههنا،
23
فل99ذلك دخ99ل الع99اطف خبالف اخلربين ّمثة فإهّن م99ا مّتفقتان ألّن التس99جيل عليهم بالغفل99ة وتش99بيههم بالبه99ائم ش99يء
واحد ،فكانت اجلملة الثانية مقّر رًة ملا يف األوىل ،فهي من العطف مبعزل».114
هذا جممل ما رأيناه مناسًبا للذكر يف مبحث العطف يف كّش اف الزخمشري ،ومن َّمَث نرجو أّننا قد ُو ِفْق نا
إىل احلديث عن كّل ما يّتصل بأسلوب النسق ،واهلل املوِّفق.
-القرآن الكريم
-اإلتقان يف علوم القرآن للسيوطي (ت 911هـ) ،حتقيق فواز أمحد زمريل ،دار الكتاب العريب ،بريوت1427( ،هـ2007-م).
-األدوات النحوية ومعانيها يف القرآن الكرمي ،د .حممد علي سلطاين ،دار العصماء ،دمشق ،ط1420( 1هـ2000-م).
-ارتش 99اف الض 99رب من لس 99ان الع 99رب ،أليب حّي ان األندلس 99ي (ت 745هـ) ،ش 99رح ودراس 99ة :د .رجب عثم 99ان ،مراجع 99ة ،د.رمض 99ان عب 99د
-األزهي 99 9ة يف علم احلروف لله 99 9روي (ت 415هـ) ،حتقي 99 9ق عب 99 9د املعني املل 99 9وحي ،مطبوع 99 9ات جمم 99 9ع اللغ 99 9ة العربي 99 9ة بدمش 99 9ق (1401هـ-
1981م).
-اسرتاتيجية التأويل الداليل عند املعتزلة ،هيثم سرحان ،دار احلوار للنشر والتوزيع ،الالذقية ،سورية ،ط2003 ،1م.
-أعجب العجب يف شرح المية العرب للزخمشري ،حتقيق :د .حمّم د إبراهيم حور ،مكتبة سعد الدين ،دمش9ق -س9ورية ،ط1408( 1هـ-
1987م).
-إعراب القرآن أليب جعفر النّح اس (ت338هـ) ،حتقيق :د .زهري غازي زاهد ،عامل الكتب ،ط1405( 2هـ1985 -م).
-البحر احمليط أليب حّيان األندلسي ،حتقيق الشيخ زهري زاهد ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،بريوت1412(( ،هـ1992-م).
-الربهان يف علوم القرآن للزركشي (ت 794هـ) ،حتقيق مجاعة من العلماء ،دار املعرفة ،بريوت ،ط1415( 2هـ1994-م).
-البالغة القرآنية يف تفسري الزخمشري وأثرها يف الدراسات البالغية ،د .حمّم د حسني أبو موسى ،دار الفكر العريب ،دت.
-التأويل النحوي يف القرآن د .عبد الفّتاح أمحد احلّم وز ،مكتبة الرشد ،الرياض ،ط1404( 1هـ1984 -م).
-تفسري الفخر الرازي ،فضيلة الشيخ خليل حميي الدين امليس ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،بريوت (1414هـ1993 -م).
24
الهوام ــش:
-التس99يري يف الق99راءات الس99بع ،أليب س99عيد ال99داين (ت 444هـ) ع99ين بتص99حيحه أوت99و يرت99زل دار الكتب العلمي99ة ،ب99ريوت ،ط1416( 1هـ-
1996م).
-اجلامع ألحك99ام الق99رآن أليب عب99د اهلل القرط99يب (ت 671هـ) ،تق99دمي خلي99ل حميي ال99دين امليس ،مراجع99ة صديقي حمّم د مجي99ل ،تعلي99ق عرف99ان
-حاش99ية الصّ9بان (ت 1206هـ) على ش99رح األمشوين (ت 900هـ) على ألفي99ة ابن مال99ك (ت 672هـ) ،ومع99ه ش99رح الش99واهد للعي99ين ،دار
-احلّج ة يف الق 99راءات الس 99بع البن خالوي 99ه (ت 370هـ) ،حتقي 99ق :أمحد فري 99د املزي 99دي ،تق 99دمي :د .فتحي حج 99ازي ،دار الكتب العلمي 99ة،
-اخلصائص البن جيّن حتقيق :حمّم د علي النّج ار ،دار اهلدى للطباعة والنشر ،بريوت -لبنان ،ط. 2
-ديوان الشنفرى ويليه ديوانا السليك بن السلكة وعمرو بن براقة إعداد وتقدمي :طالل حرب ،دار صادر ،بريوت ،ط1996( 1م).
-رصف املباين يف شرح حروف املع9اين ألمحد عب9د النور املالقي (702هـ) ،حتقي9ق د .أمحد حمّم د اخلّر اط ،دار القلم ،دمش9ق ،س99ورية ،ط2
(1405هـ1985 -م).
-الزخمش 99ري ناق 99دا (دراس 99ة يف ش 99واهد الكّش اف الش 99عرية على األس 99اليب الرتكيبي 99ة) ،مساء حمم 99ود اخلال 99دي ،ع 99امل الكتب احلديث للنش 99ر
-سّر صناعة اإلعراب البن جيّن ،دراسة وحتقيق د .حسن هنداوي ،دار القلم ،دمشق -سورة ،ط1405( 1هـ1985 -م).
-ش99رح ابن عقي99ل على ألفي99ة ابن مال99ك ومع99ه كتاب منحة اجللي99ل بتحقي99ق ش99رح ابن عقي99ل صنعة د .حمّم د حميي ال99دين عب99د احلمي99د ،دار
-شرح مجل الزّج اجي ،البن عصفور (ت 669هـ) ،تقدمي فّو از الشّ9عار ،إش99راف د .إمي9ل ب9ديع يعق9وب ،دار الكتب العلمي9ة ،ب9ريوت /ط
-شرح الكافية الشافية البن مالك ،حتقيق د .عبد املنعم أمحد هريدي ،دار املأمون للرتاث ،السعودية ،ط1402( 1هـ1982 -م).
25
-شواهد التوضيح والتصحيح ملشكالت اجلامع البن مالك ،حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي ،دار الكتب العلمية ،بريوت .
/ -الّص احيب يف فقه الّلغة ،البن فارس .حقق9ه و ض9بط نصوصه و قّ9د م ل9ه د .عم9ر ف9اروق الّطب9اع ،مكتب9ة املع9ارف ،ب9ريوت ،لبنان ،ط( 1
-الص 99ناعتني ،أليب هالل العس 99كري (ت 395هـ) ،حتقي 99ق علي حمّم د البّج اوي وحمّم د أب 99و الفض 99ل إب 99راهيم ،مطبع 99ة عيس 99ى الب 99ايب احلل 99يب،
القاهرة1971 ،م.
-ض 99رائر الش 99عر البن عص 99فور ،حتقي 99ق الس ّ9يد إب 99راهيم حمّم د ،دار األن 99دلس للطباع 99ة والنش 99ر والتوزي 99ع ،ب 99ريوت ،لبنان ،ط1402( 2هـ-
1982م).
-الظاهرة النحوية بني الزخمشري وأيب حّيان ،قاسم حمّم د الصاحل ،جامعة الريموك ،عمان -األردن1991 ،م.
-الفاخر يف شرح مجل عبد القاهر ،حملّم د بن أيب الفتح البعلي (ت709هـ) حتقي9ق د .ممدوح حمّم د خس9ارة ،السلس9لة الرتاثي9ة ،الك9ويت ،ط
-الفص99ول املفي99دة يف وال99واو املزي99دة لص99الح ال99دين خلي99ل بن كيكل99دي العالئي(ت761هـ) ،حتقي99ق د .حس99ن موس99ى الش99اعر ،دار البش99ري
-القواعد التحويلية يف اجلملة العربية ،د .عبد احلليم بن عيسى ،خمطوط (1426هـ2005 -م).
-الكامل للمّربد (ت 285هـ) حتقيق د .حمّم د أمحد الدايل ،مؤّس سة الرسالة ،بريوت -لبنان ،ط1418( 3هـ1997 -م).
-الكّش اف للزخمشري حتقيق وتعليق ودراسة الشيخ عادل أمحد عبد املوجود والشيخ علي حمّم د مع9وض ،ش99ارك يف حتقيق9ه أ.د .فتحي عب9د
-الكّلي 99ات أليب البق 99اء الكف 99وي (ت 1094هـ) حتقي 99ق :ع 99دنان درويش وحمّم د املص 99ري ،مؤّس س 99ة الرس 99الة ،ب 99ريوت ،ط1412( 1هـ-
1992م).
-اللمع يف العربية ،البن جيّن ،حتقيق:مسيح أبو مغلي ،دار جمدالوي للنشر،عّم ان-األردن1988،م.
26
-املبهج يف تفس 99ري أمساء ش 99عراء احلماس 99ة البن جيّن ،تق 99دمي وحتقي 99ق د .حس 99ن هنداوي ،دار القلم ،دمش 99ق /دار املنارة ،ب 99ريوت ،ط( 1
1407هـ1987 -م).
-احملتسب البن جيّن ،حتقيق علي النجدي ناصف وآخرين ،جلنة إحياء الرتاث العريب ،القاهرة1386 ،هـ.
-احملّر ر الوج99يز يف تفس99ري الكتاب العزي99ز ،أليب حمّم د عب99د احلّق عطّي ة األندلس99ي ،حتقي99ق وتعلي99ق عب99د اهلل بن إب99راهيم األنص99اري وآخ99رين،
-مسائل النحو اخلالفية بني الزخمشري وابن مالك د .فهمي حسن النمر ،دار الثقافة للطباعة والنشر ،القاهرة1985 ،م.
-مسالك العطف بني اإلنشاء واخلرب د .حممود توفيق حمّم د سعد ،مطبعة األمانة ،مصر ط1413( 1هـ1993 -م).
-مش 99كل إع 99راب الق 99رآن أليب حمّم د مكي بن أيب ط 99الب القيس 99ي الق 99ريواين (ت 437هـ) ،حتقي 99ق ياس 99ني حمّم د الس ّ9و اس ،اليمام 99ة للطباع 99ة
-معاين القرآن ،لألخفش (ت 215هـ) ،حتقيق إبراهيم مشس الدين ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،ط1423( 1هـ2002 -م).
-معاين القرآن ،للفراء (ت 207هـ) ،عامل الكتب ،بريوت ،ط1403( 3هـ1983 -م).
-معجم حروف املعاين يف القرآن الكرمي ،حمّم د حسن الشريف ،مؤّس سة الرسالة ،بريوت ،ط1417( 1هـ1996 -م).
-املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي ،حمّم د فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت ،لبنان .
-مغ99ين الل99بيب عن كتب األع99اريب ،البن هش99ام ،حتقي99ق وتعلي99ق :د .م99ازن املب99ارك وحمّم د علي محد اهلل ،مراجع99ة د .س99عيد األفغ99اين ،دار
-نتائج الفك9ر يف النحو ،أليب القاس9م عب9د ال9رمحن بن عب9د اهلل الس9هيلي األندلس9ي (ت581هـ) ،حتقي9ق د .حمّم د إب9راهيم البّن ا ،دار الري9اض
-النحو وكتب التفسري ،د .عبد اهلل إبراهيم رفيده ،الدار اجلماهريية للنشر والتوزيع واإلعالن ،بنغازي -ليبيا ،ط1990 ،2م.
-الوظائف النحوية ألحرف العلة (ماجستري) ،إعداد عبد احلليم بن عيس9ى ،جامع9ة تلمس9ان ،كّلي9ة اآلداب والعل9وم اإلنس9انية واالجتماعي9ة،
1998م.
27
28