Professional Documents
Culture Documents
الفاعلية والكفاءة
الفاعلية والكفاءة
إعداد/
مقدمة.
تسعى المنظمات المعاصرة إلى إحداث الموازنة بين حاجاتها وحاجات ورغبات األفراد العاملين
فيها من خالل إيجاد الوسائل المناسبة لجعل العمل اكثر قدرة على إشباع تلك الحاجات لتنعكس
على رفع معدالت أدائهم في العمل نتيجة للمعطيات الجديدة التي تطرحها العولمة و التطور
التكنولوجي بكل جوانبه ،أصبح تأقلم المؤسسات و الموارد البشرية ضرورة ملحة في بيئة تتميز
بكثرة التقلبات و اشتداد حدة المنافسة .ومن أهم االستراتيجيات التي تعتمد عليها المؤسسة في ذلك،
التغيير في أساليب العمل و إعادة تأهيل الموارد البشرية و ذلك بإتباع عدة مناهج و طرق مساعدة
لرفع قدرتها على التحكم في التكنولوجيات الحديثة و نجد أن االستثمار في رأس المال البشري و
في تنمية الكفاءات يعد محركا مفتاحيا لتحقيق النمو و تدعيم القدرة على المنافسة و هو ما يساعد
المنشآت في نهاية المطاف على تحقيق غايتها في االستمرارية و البقاء.
فمن احدى تعريفات اإلدارة أنها :عملية مستمرة ومتفاعلة تهدف الى توجيه الجهود الفردية
والجماعية نحو تحقيق أهداف مشتركة باستخدام الموارد المتاحة باعلى درجة من الفاعلية و الكفاءة
ومن التعريف نجد ان مصطلح الفعالية والكفاءة مرتبطان باإلدارة ,فكلما زادت الفاعلية والكفاءة
كلما كانت هناك إدارة ناجحة .
واختلف الكتاب والباحثون في تعريف الفاعلية من الناحية االصطالحية ،ويرجع هذا االختالف إلى
وجود تباين في وجهات نظر المنظمات واألفراد القائمين عليها ،كما يرجع إلى وجود تباين
واختالف في الخلفيات العلمية لهؤالء الكتاب والباحثين ،مما أدى إلى صعوبة في تحديد أهداف
المنظمة ،التي غالبًا ما تتعدد وتتعارض ويصعب االتفاق على صياغتها بصورة محددة ،ويؤدي
ذلك إلى اختالف في تحديد مفهوم واضح وموحد للفاعلية ألنها تعتمد على مدى تحقيق األهداف
بصورة جيدة ( ; Robbins, 1990وجاكسون ،جون ،وآخرون ،1988 ،ص.)54-53:
وبناًء على ما قدمه) ،Raymond (1982فإن ) Barnard (1938يعتبر أول من حاول أن يقدم
تعريفًا للفاعلية ،حيث عرف الفاعلية بأنها تحقيق الهدف المحدد ،وعرف العمل الفعال بشكل عام
بأنه العمل الذي ينجز الهدف الذي تم تحديده مسبقا ،ويعرف ) Price (1972الفاعلية بأنها
الدرجة التي عندها يتم تحقيق أهداف متعددة ،ويعرف) Hannan & Freeman(1977الفاعلية
بأنها درجة التطابق بين األهداف التنظيمية والنتائج المتحققة ،أما Pennings &Goodman
) (1977فيعرف الفاعلية بأنها الضوابط ذات العالقة التي يمكن تحديدها ،والنتائج التنظيمية التي
يمكن تقديرها ،أو زيادتها كمجموعة من المعايير ألهداف متعددة.
وتعرف الفاعلية أيضا بأنها صفة تعني اإلنتاج أو القدرة على التوصل إلى النتيجة المرجوة.
10
أحمد الكردى . الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي
وتعرف المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ( )1974الفاعلية بأنها "مدى صالحية العناصر
المستخدمة (المدخالت) للحصول على النتائج المطلوبة (المخرجات)" .كذلك فإن قاموس اإلدارة (
)1972يعرف الفاعلية بأنها "تحقيق األهداف الصحيحة من وجهة نظر أفضل التفسيرات الممكنة
لظروف التجارة وإ مكانات الربح".
كما تعرف دائرة المعارف األمريكية ( )http://en.wikipedia.orgالفاعلية بأنها المدى الذي
عنده تستطيع المنظمة تحقيق نتائج مقصودة ،وتعتمد فاعلية المنظمات أيضًا على القدرة والتواصل
واألخالق ،وتعتبر األخالق من أهم األسس التي تعتمد عليها الفاعلية ،فالمنظمة يجب أن تكون مثاًال
لالحترام واألخالق واإلنصاف والنزاهة والجدارة ،حتى تستطيع تحقيق التواصل مع جماهيرها
للمساعدة في تحقيق أهدافها المرجوة .
وتعرف الفاعلية أيضا أنها أداء األعمال الصحيحة To Do Right Things :لذلك ال بد لنا
من معرفة األعمال الصحيحة وتحديدها وتعريفها لنتمكن من أدائها .و يعرف الكثيرين الفاعلية
بأنها اإلنتاج! بما يعني أن فاعلية إنسان ما تقاس بمقياس واحد ،هو مدى إنتاج هذا
اإلنسان،والصحيح أنه ليست هذه هي الفاعلية Effectivenessإن تعريف الفاعلية في كتب
اإلدارة شي آخر اسمه الكفاءة Efficiency
Getting The Most Output From The Least Amount Of Input
الحصول على أكبر المخرجات من أقل المدخالت وتعريف الفاعلية اإلدارية نسبي يختلف
باختالف تصور المقّيم لها (أخوارشيدة . )2006,
ويرى ( العمري 1992,م) أنها :فاعلية القائد بمدى اإلنجاز الذي تحققه مجموعة العمل التابعة له
في أهدافها ,ويرى (المنيف )1983,أن الفاعلية تعني :الوصول إلى األهداف والنتائج المتوقعة
,وعرفها آخرون بأنها :القدرة على تحقيق األهداف في ظل الموارد المحدودة المتاحة ,ويمكن
تعريفها إجرائيًا بأنها :مدى تحقق األهداف .
أداء األعمال بطريقة صحيحة To Do Things Right .وتشير الكفاءة إلى العالقة بين
الموارد و النتائج .وترتبط بمسألة ماهو مقدار المدخالت من المواد الخــام و األموال و الناس
الالزمة لتحقيق مستوى معين من المخرجات أو الهدف المنشود .وتعني الكفاءة تحقيق أعــلى
منفعة مقابل التكاليف ,و أن تكون المنظمة كفؤ يعني أن تحصل على أعلى ما يمكن من الهدف الذي
تسعى إليه .اإلنتاجية Productivityلقياس الكفاءة ,وتعرف اإلنتاجية بأنها "نسبة المخرجات \
الناتج إلى المدخالت".
إن الحديث عن الكفاءة باعتبارها مصطلح حديث التداول ،يجعلنا نصطدم بعدة مصطلحات و
مفاهيم تتداخل معه بشكل ،أو بآخر ،كما هو األمر بالنسبة للمهارة ،و االستعداد ،و القدرة ،و
الهدف ،والسلوك ،و اإلنجاز ...؛ ومن هنا سوف نتطرق لها بشكل موجز ،حتى نتمكن من تحديد
مفهوم الكفاءة بشكل أكثر وضوحا و تميزا عن المفاهيم المجاورة له.
وللكفاءة مفهوم عام يشمل القدرة على استعمال المهارات و المعارف في وضعيات جديرة ضمن
حقل مهني فهي إذن تشمل التنظيم و التخطيط و التجديد والقدرة على التكيف مع نشاطات جديدة و
بهذه المفاهيم فان اكتساب الكفاءات يشكل تحديا اكبر من اكتساب المهارات و المعارف فقط و
نورد هنا تعريف لويس دينوا الذي عرف الكفاءة بقوله":الكفاءة هي مجموعة سلوكيات اجتماعية
وجدانية ،وكذا مهارات نفسية حسية حركية تسمح بممارسة دور ما أو وظيفة أو نشاط بشكل
فعال".
يدل مفهوم الكفاءة على المهارات العلمية التي يتولد عنها خلق القيمة .وتعرف المجموعة المهنية
الفرنسية الكفاءة بالقول":الكفاءة المهنية هي تركيبة من المعارف و المهارات و الخبرة و
السلوكيات التي تمارس في إطار محدد .وتتم مالحظتها من خالل العمل الميداني ،و الذي يعطي
لها صفة القبول .ومن ثم فانه يرجع للمؤسسة تحديدها و تقويمها و قبولها و تطويرها.
ويمثل مفهوم كفاءة المنظمة معيار الرشد في استخدام الموارد البشرية و المالية و المادية و
المعلومات المتاحة ،حيث أن المنظمة الهادفة لنمو و التطور البد و أن تؤمن إمكانية استمرار
التدفق البشري و المادي و المالي و ألمعلوماتي لكي تعمل بشكل فاعل و مستمر.
وقد أشار بعض الباحثين إلى أن كفاءة المنظمة ينظر لها ،غالبا من زاوية تقديم المنافع القادرة على
خلق التوازن في أداءها ،و هذا ينطبق على ضرورة اعتماد رضا األفراد العاملين كواحد من
المؤشرات المعبرة عن كفاءة األداء ،خاصة و أن تحقيق المنافع القادرة على رفع الروح المعنوية
لألفراد العاملين من شانه أن يعزز من إسهاماتهم المستمرة في تحقيق األهداف و بدرجات أعلى
من كفاءة األداء .وفي ضوء ذلك فان مفهوم كفاءة األداء ،يعتمد على درجة الرشد في استخدام
الموارد المتاحة بالشكل الذي يحقق أعلى المردودات منها ،و كذلك إشباع حاجات و رغبات األفراد
العاملين و رفع الروح المعنوية لديهم ليعزز رغبتهم و اندفاعهم للعمل.
10
أحمد الكردى . الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي
لذلك فان الفعالية والكفاءة هي :أداء األعمال الصحيحة بطريقة صحيحة وترتبط الفعالية بالقيادة
,وترتبط الكفاءة باالدارة .لذلك فان الفعالية تتحقق عندما يكون هناك رؤيا واضحة وأهداف
محددة واستراتيجيات ومبادئ وقيم وتنمية وتطوير وغير ذلك من سمات القيادة وتتحقق الكفاءة
عندما يكون هناك تخطيط وتنظيم وادارة للوقت ورقابة ومتابعة ,وعندما يكون هناك فعالية وال
يوجد كفاءة فان الرؤى واألهداف ال تجد من يحققها بصورة صحيحة ,وفي حالة عدم وجود فعالية
ووجود كفاءة فان األعمال تنجز ولكن بدون وضوح األهداف .
والفاِع لَّية مصطلح واسع االستعمال في مجال علم اإلدارة ،ذلك أن العالقة بينها وبين اإلدارة
وطيدة ،فاإلدارة بطبيعتها ترمي إلى حسن استخدام وتنسيق الموارد المتاحة من أجل تحقيق أهداف
المؤسسة على أفضل نحو ،والفاِع لَّية في أصلها تشير إلى ما يحدث األثر اإليجابي المنتظر ،أي
صفة ما يحقق الهدف المرسوم ،فإذا كان محور اإلدارة يدور حول كيفية تحديد أهداف المؤسسة
وتحقيقها ،فان الفاِع لَّية هي صفة ما يحقق هذه األهداف .
أضف إلى ذلك أن اإلدارة شديدة االرتباط بعملية التأثير ،فهي بماهيتها وكنهها تتضمن معنى
التأثير في السلوك البشري لتوجيهه نحو هدف ،كما أنها تعنى بالتأثيرات المتبادلة بين المؤسسة
والبيئة المحيطة ،وهذا ما يزيد من اهتمام اإلدارة بالفاِع لَّية ،التي تتضّم ن في جوهرها مدلول
التأثير .
وعلى هذا األساس فان علم اإلدارة يؤكد باستمرار على أهمية توافر صفة الفاِع لَّية في النشاطات
واألشخاص والوسائل التـي تتصل باإلدارة ،فتجد هذا العلم يتحدث عن األداء الفعال ،وعن
المنظمة الفعالة ،والمدير الفعال ،والتنظيم الفعال ،والبرامج الفعالة ،بل وعن اإلدارة الفعالة ،
ويرسم صورا لكل واحد منها ،ويحاول أن يحدد مكونات هذه الفاِع لَّية ،وأن يضع المعايير
لقياسها ،واألسس لتقييمها ،واألساليب المقترحة لتحسينها .
وكثيرًا ما يقترن الحديث عن الفاِع لَّية ،بمفهوم آخر معروف في علم اإلدارة وهو الكفاءة (
،)EFFICIENCYوإ ذا كانت الفاِع لَّية تشير إلى معنى تحقيق النتائج المطلوبة وإ حداث األثر
اإليجابي ،فإن الكفاءة هي عالقة بين كمية المدخالت وكمية المخرجات ،أي أنها نسبة ما بين
10
أحمد الكردى . الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي
الموارد المستخدمة والنتائج المنجزة ،بمعنى أن الكفاءة تزيد كلما كانت الموارد التي تم استعمالها
أقل ،قياسًا بالنتائج المتحققة .
ويفهم عدد من علماء اإلدارة مدلول الفاِع لَّية على أّنه يشير إلى أداء األشياء الصحيحة (لكونها
تتصل باألهداف) أّم ا الكفاءة فهي أداء األشياء بطريقة صحيحة (فهي أكثر اتصاًال بكيفية أداء
األعمال) ،وبمعنى آخر فإّنهم يربطون الفاِع لَّية بالقيادة ،ويربطون الكفاءة باإلدارة ،فالقيادة هي
التي تبّين األشياء الصحيحة المطلوب إنجازها ،أّم ا اإلدارة فإّنها تبّين كيفية إنجاز هذه األشياء .
وللفاعلية ركنان ال تقوم إال بهما ،فهما جزء من حقيقتها ،وأساس في تكوينها ،بحيث ال توجد
الفاِع لَّية إذا انتفى أحدهما ،وال تتوافر إال بتحققهما مجتمعين ،وهذان الركنان هما :تحقيق
األهداف المنشودة ،وإ حداث التأثير اإليجابي .
وبشأن الركن األول ،فالهدف هو (صورة لحالة مستقبلية منشودة ،مقرونة باستعداد لتخصيص
الموارد الالزمة لتحقيق هذه الصورة) ،ولعل تدني نسبة تحقيق األهداف ،وبالتالي تدني نسبة
تحقيق الفاِع لَّية ،ينجم في المقام األول عن غياب هذه الصورة للحالة المستقبلية ،أو عدم وضوح
مالمحها وأبعادها ،أو نسيان معالم هذه الصورة بعد تحديدها ،أكثر مما ينجم عن سوء استخدام
الموارد ،وأكثر مما ينجم كذلك عن ظروف طارئة خارجة عن اإلرادة .
أما بخصوص الركن الثاني من أركان الفاعلية وهو (التأثير) فإن التأثير يشير إلى معنى ترك
األثر ،واألثر يدل على العالمة أو الصورة التي يطبعها المؤثر في المتأثر ،ولو أنك قَّلْبَت كلمة
التأثير في خلدك ،وتأملت مضمونها ،في محاولة للوصول إلى داللتها ،لوجدتها شديدة االرتباط
بمعنى التغيير وتبديل الوضع من حال إلى أخرى ،بمعنى أن إحداث األثر يؤدي إلى القيام بتغيير
وضع ما قائم إلى وضع آخر يختلف عنه .
ومجال التأثير طبعا هو البيئة المحيطة ،فقد يقع التأثير على ما يسود هذه البيئة من أفكار وقيم
وتصورات واتجاهات ومفاهيم ومعتقدات وسلوكات ،وقد يقع على الوضع االقتصادي السائد ،أو
على اآلالت والمعدات والوسائل التكنولوجية المستخدمة ،أو على سبل وأساليب االتصاالت ،أو
على الجانب المادي الملموس في البيئة الطبيعية ،هذا ويمكن أن يقاس التأثير من عدة جوانب منها
عمق ذلك التأثير ،واتساعه ،وامتداده الزمني ،ونفعه ،ومدى توافقه مع القيم األخالقية .
وال يفوتنا هنا أن نذكر ان التأثير المقصود في ركن الفاِع لَّية هو التأثير اإليجابي ،فهناك أفعال ال
تترك إال تأثيرا سلبيا ،لكن ال يمكن وصفها بالفاِع لَّية ،حيث أن الفاِع لَّية بذاتها ذات مفهوم إيجابي
،وتزداد كلما كان التأثير أعمق ،وأوسع ،وأنفع ،وأطول ،وأكثر توافقا مع القيم الجليلة .
10
أحمد الكردى . الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي
العمليات كأحد أهم الوظائف االدارية في منظمات االعمال الحديثة في انها تمثل القلب النابض
بالحيوية ،والمنبعث على العمل الدؤوب ،كونها تمثل الجوهر الحقيقي لنشاط المنظمة من جانب ،
وأنها تعمل على بناء التكامل الشمولي بين وظائف المنظمة االخرى كالتسويق والمالية واالنتاج من
جانب آخر .فغالبا ما تعمدهذه االدارة على تحديد وضع المنظمة التنافسي في السوق من خالل
تحديد االنشطة التي تضيف قيمة مضافة للمنتج او الخدمة وذلك الشباع احتياجات العمالء .ولعل
اهمية هذه االدارة تاتي ايضا من انها تنظر الى البناء التنظيمي للمؤسسة أو المنظمة من جذوره ،
وتعتمد على إعادة هيكلة وتصميم العمليات اإلدارية وذلك بهدف تحقيق تطوير جوهري وطموح
في أداء المنظمات يكفل تحقيق ما يلي:
ومن أشهر وأبسط تعاريف إدارة العمليات هو التعريف الذي أورده معهد ادارة العمليات في
المملكة المتحدة ،والذي ينص على أن إدارة العمليات هي إعادة التفكير بصورة أساسية وإ عادة
التصميم الجذري النشطة المنطمة مما يضمن تحقيق قيمة اضافة على المنتج او الخدمة الرئيسية
بالمنظمات لتحقيق نتائج تحسين هائلة في مقاييس األداء العصرية والمتمثلة بالخدمة والجودة
والتكلفة وسرعة إنجاز العمل.
ولتبسيط هذا التعريف فإنه يمكن مالحظة اشتماله على أربعة عناصر أساسية وهي:
بالعمل ابتداًء من طلب العميل وانتهاًء بتقديم الخدمة المطلوبة مرورًا بكافة األقسام واإلدارات ذات
العالقة بما يحقق الصورة الكبيرة والشاملة ألعمال المنظمات.
وبوجه عام ،فإن تلك االهمية التي توليها ااالدارة العليا في منظمات االعمال لتلك الوظيفة تتأتى
من التكامل الشمولي الذي توجده هذه الوظيفة داخليا وخارجيا ،ومن الحرص الذي تعنى به في
تحقيق التناغم بين االدارات االخرى لتحقيق الهدق الكلي لمنظمة االعمال وصوال الى تنفيذ رؤيتها
ورسالتها .
عادة ما يعبر عن الكفاءة في ادارة العمليات على انها االنتاجية Productivityوالتي يرمز لها
بعالقة المخرجات للمدخالت الممثلة بعناصر العملية االنتاجية كما في العالقة ادناه:
إال ان الكفاءة تشير الى البعد االداري في تحقيق االعمال على نحوها االفضل Doing the jobs
، wellوذلك من خالل االستخدام االمثل للموارد المتاحة للحصول على افضل العوائد باقل
التكاليف وأقل معدالت التلف . Wasteوفي هذا المضمار نقول :ان تسخير الموارد المتاحة لدى
منظمة االعمال ينبغي ان يكون ضمن الحدود التي تضمن كال من تحقيق االشباع Satisfaction
لدى العمالء للوصول بهم الى حالة الرضا عن تلك الخدمة وتحقيق التوازن الداخلي لموارد
المنظمة ،فهذا يضمن للمنظمة ان تحافظ على والء عمالئها بتقديم احتياجاتهم من الخدمات
بالسرعة والجودة المالئمين لهم .
وقد ركزت إدارة العمليات الحديثة على تلك المفاهيم باتخاذها كافة الوسائل والسبل التي من شانها
ان توفر المطلوب باقل زمن واقل كلفة مما يعود على كل من المنظمة بالربح وعلى المستهلك
بالوصول به الى حالة االشباع.
ولهذا فقد كان لتطبيق مفاهيم االدارة اللوجيستيه في كل من تحقيق السرعة في خدمة العمالء،
جودة المنتج او الخدمة ....الخ ؛ األثر االكبر في زيادة كفاءة ادارة العمليات وذلك بتحقيق النسق
الداخلي والخارجي في الوصول الى رضا العمالء عن مطالبهم.
10
أحمد الكردى . الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي
ولعل أهم ما يميز األنشطة اللوجيستية عن غيرها أمرين :أولهما أن هذه األنشطة تتم على نحو
تكاملي أي تطبق عليها مفاهيم التكامل بهدف اإلستفادة من إقتصاديات الحجم Economies Of
Scaleأما ثانيها فإن تلك األنشطة تتم تحت مظلة نظم المعلومات.
من هنا ؛فإن تطبيق اللوجيستيات في مجال العمليات كمفهوم يقوم على إدارة تدفق وتخزين السلع
والخدمات والمعلومات بكفاءة وفاعلية من مرحلة المادة الخام الى مرحلة اإلستهالك النهائية وبما
بحقق رضاء العميل وزيادة ربحية المنتج ،قد يسر تطبيق عمليات التكامل الرأسي على مستوى
الصناعة والتكامل األفقي والرأسي على النطاق العالمي ،أي أنها ساهما في إرساء دعائم عولمة
اإلنتاج والتجارة بل وفي صياغة النمط الجديد للتقسيم الدولي للعمل.
ويشار في هذا المجال الى انه وبالرغم من حداثة هذا الفرع من فروع إدارة العمليات ،إال أنها تتسم
بالتطور السريع إذ تطورت من التوزيع العيني Physical Distributionالى إدارة للمواد
Material Managementثم تحولت الى لوجستيات متكاملة Integrated Logistics
تضم كل من إدارة المواد والتي أصبحت تعرف بإسم اللوجستيات الداخلة Inbound
Logisticsوالتوزيع العيني تحت مسمى اللوجستيات الخارجة Outbound Logistics
فضًال عن المناولة الداخلية ولم يقف األمر عند هذا الحد بل تطورت اللوجستيات لتصبح سلسلة
لإلمداد .Supply Chainالتي تطورت بدورها لتكون سلسلة كونية لإلمداد Global
.Supply Chainولم يقتصر األمر على ذلك بل إستمر التطور يومًا تلو اآلخر .مما أفرز
العديد من المفاهيم واإلتجاهات الحديثة في هذا المجال.
نموذج حسك السمكة "“ Fishbone Diagramيحقق الكفاءة المثلى في ادارة العمليات
لعل ما جاء به العالم الياباني إشيكاوا " " Ishikawaفي نموذجه المفترض" حسك السمكة"
Fishbone Diagramوالذي يعبر عن األسباب الرئيسية والفرعية المؤدية إلى تأثير
(عرض) ما ،قد فسر بطريقة او باخرى الطرق المؤدية الى تحقيق الكفاءة العالية في ادارة
العمليات خصوصا عند ضبط العرض بمؤثره . Cause – And –Effects
وقد جاء في هذا النموذج ان االسباب الرئيسية في مشاكل االنتاج والعمليات تنطوي خلف أحد
العناصر الستة المكونة لمدخالت االنتاج والعمليات والتي عرفت بالعناصر الستة وقد رمز اليها في
هذا النموذج ب “ ”6Mوهي:
.5القياسات Measurements
.6الظروف المحيطة Mother nature
إن الكفاءة في إدارة العمليات تعني ضبط هذه العناصر اوال ،ثم ضبط مخرجات تلك العناصر
للوصول الى المنفعة القصوى للمنظمة ،عالوة على التركيز على االسباب الرئيسية التي تنطوي
على تعطيل او تقليل كفاءة اي من تلك العناصر .ولهذا فقد برز مفهوم تحليل السبب الجذري
) Root Cause Analysis (RCAليعبر عن المحاوالت التي ينبغي على مدير العمليات ان
يمعن النظر فيها للوصول الى السبب الرئيسي في المشاكل التي تواجهه ضمن حدود ادارته والتي
تنطوي خلف واحد من تلك العناصر الستة .
المصادر.
( )1إبراهيم عبداهلل المنيف ،اإلدارة :المفاهيم ـ األسس ـ المهام ( الرياض :دار العلوم للطباعة
والنشر ) 1983 ،ـ ص . 350
( )2أمين توفيق مسعد ,الكفاءة في ادارة العمليات ,موقع knolوحدة المعرفة ٢٠٠٩م.
( )3خالد العمري (السلوك القيادي لمدير المدرسة وعالقته بثقة المعلم بالمدير وبفاعلية المدير
من وجهة نظر المعلمين ،مجلة أبحاث اليرموك ،سلسلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية 1992ـ
ص . 174
( )4عالية بنت خلف أخوارشيدة ،المساءلة والفاعلية في اإلدارة التربوية ( عمان :دار مكتبة
الحامد ) 2006 ،ص . 79