You are on page 1of 10

‫‪10‬‬

‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫الفرق بين مفهوم الفاعلية والكفاءة‬


‫في األداء الوظيفي ‪..‬‬

‫إعداد‪/‬‬

‫أحمد السيد كردى ‪.‬‬


‫‪10‬‬
‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫مقدمة‪.‬‬
‫تسعى المنظمات المعاصرة إلى إحداث الموازنة بين حاجاتها وحاجات ورغبات األفراد العاملين‬
‫فيها من خالل إيجاد الوسائل المناسبة لجعل العمل اكثر قدرة على إشباع تلك الحاجات لتنعكس‬
‫على رفع معدالت أدائهم في العمل نتيجة للمعطيات الجديدة التي تطرحها العولمة و التطور‬
‫التكنولوجي بكل جوانبه‪ ،‬أصبح تأقلم المؤسسات و الموارد البشرية ضرورة ملحة في بيئة تتميز‬
‫بكثرة التقلبات و اشتداد حدة المنافسة‪ .‬ومن أهم االستراتيجيات التي تعتمد عليها المؤسسة في ذلك‪،‬‬
‫التغيير في أساليب العمل و إعادة تأهيل الموارد البشرية و ذلك بإتباع عدة مناهج و طرق مساعدة‬
‫لرفع قدرتها على التحكم في التكنولوجيات الحديثة و نجد أن االستثمار في رأس المال البشري و‬
‫في تنمية الكفاءات يعد محركا مفتاحيا لتحقيق النمو و تدعيم القدرة على المنافسة و هو ما يساعد‬
‫المنشآت في نهاية المطاف على تحقيق غايتها في االستمرارية و البقاء‪.‬‬

‫فمن احدى تعريفات اإلدارة أنها ‪ :‬عملية مستمرة ومتفاعلة تهدف الى توجيه الجهود الفردية‬
‫والجماعية نحو تحقيق أهداف مشتركة باستخدام الموارد المتاحة باعلى درجة من الفاعلية و الكفاءة‬
‫ومن التعريف نجد ان مصطلح الفعالية والكفاءة مرتبطان باإلدارة ‪ ,‬فكلما زادت الفاعلية والكفاءة‬
‫كلما كانت هناك إدارة ناجحة ‪.‬‬

‫واختلف الكتاب والباحثون في تعريف الفاعلية من الناحية االصطالحية‪ ،‬ويرجع هذا االختالف إلى‬
‫وجود تباين في وجهات نظر المنظمات واألفراد القائمين عليها‪ ،‬كما يرجع إلى وجود تباين‬
‫واختالف في الخلفيات العلمية لهؤالء الكتاب والباحثين‪ ،‬مما أدى إلى صعوبة في تحديد أهداف‬
‫المنظمة‪ ،‬التي غالبًا ما تتعدد وتتعارض ويصعب االتفاق على صياغتها بصورة محددة‪ ،‬ويؤدي‬
‫ذلك إلى اختالف في تحديد مفهوم واضح وموحد للفاعلية ألنها تعتمد على مدى تحقيق األهداف‬
‫بصورة جيدة (‪ ; Robbins, 1990‬وجاكسون‪ ،‬جون‪ ،‬وآخرون‪ ،1988 ،‬ص‪.)54-53:‬‬

‫وبناًء على ما قدمه)‪ ،Raymond (1982‬فإن )‪ Barnard (1938‬يعتبر أول من حاول أن يقدم‬
‫تعريفًا للفاعلية‪ ،‬حيث عرف الفاعلية بأنها تحقيق الهدف المحدد‪ ،‬وعرف العمل الفعال بشكل عام‬
‫بأنه العمل الذي ينجز الهدف الذي تم تحديده مسبقا‪ ،‬ويعرف )‪ Price (1972‬الفاعلية بأنها‬
‫الدرجة التي عندها يتم تحقيق أهداف متعددة‪ ،‬ويعرف)‪ Hannan & Freeman(1977‬الفاعلية‬
‫بأنها درجة التطابق بين األهداف التنظيمية والنتائج المتحققة‪ ،‬أما ‪Pennings &Goodman‬‬
‫)‪ (1977‬فيعرف الفاعلية بأنها الضوابط ذات العالقة التي يمكن تحديدها‪ ،‬والنتائج التنظيمية التي‬
‫يمكن تقديرها‪ ،‬أو زيادتها كمجموعة من المعايير ألهداف متعددة‪.‬‬

‫وتعرف الفاعلية أيضا بأنها صفة تعني اإلنتاج أو القدرة على التوصل إلى النتيجة المرجوة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫وتعرف المنظمة العربية للعلوم اإلدارية (‪ )1974‬الفاعلية بأنها "مدى صالحية العناصر‬
‫المستخدمة (المدخالت) للحصول على النتائج المطلوبة (المخرجات)"‪ .‬كذلك فإن قاموس اإلدارة (‬
‫‪ )1972‬يعرف الفاعلية بأنها "تحقيق األهداف الصحيحة من وجهة نظر أفضل التفسيرات الممكنة‬
‫لظروف التجارة وإ مكانات الربح"‪.‬‬
‫كما تعرف دائرة المعارف األمريكية (‪ )http://en.wikipedia.org‬الفاعلية بأنها المدى الذي‬
‫عنده تستطيع المنظمة تحقيق نتائج مقصودة‪ ،‬وتعتمد فاعلية المنظمات أيضًا على القدرة والتواصل‬
‫واألخالق‪ ،‬وتعتبر األخالق من أهم األسس التي تعتمد عليها الفاعلية‪ ،‬فالمنظمة يجب أن تكون مثاًال‬
‫لالحترام واألخالق واإلنصاف والنزاهة والجدارة‪ ،‬حتى تستطيع تحقيق التواصل مع جماهيرها‬
‫للمساعدة في تحقيق أهدافها المرجوة ‪.‬‬

‫وتعرف الفاعلية أيضا أنها أداء األعمال الصحيحة‪ To Do Right Things :‬لذلك ال بد لنا‬
‫من معرفة األعمال الصحيحة وتحديدها وتعريفها لنتمكن من أدائها ‪ .‬و يعرف الكثيرين الفاعلية‬
‫بأنها اإلنتاج! بما يعني أن فاعلية إنسان ما تقاس بمقياس واحد‪ ،‬هو مدى إنتاج هذا‬
‫اإلنسان‪،‬والصحيح أنه ليست هذه هي الفاعلية ‪ Effectiveness‬إن تعريف الفاعلية في كتب‬
‫اإلدارة شي آخر اسمه الكفاءة ‪Efficiency‬‬
‫‪Getting The Most Output From The Least Amount Of Input‬‬
‫الحصول على أكبر المخرجات من أقل المدخالت وتعريف الفاعلية اإلدارية نسبي يختلف‬
‫باختالف تصور المقّيم لها (أخوارشيدة ‪. )2006,‬‬

‫ويرى ( العمري ‪1992,‬م) أنها ‪ :‬فاعلية القائد بمدى اإلنجاز الذي تحققه مجموعة العمل التابعة له‬
‫في أهدافها ‪ ,‬ويرى (المنيف‪ )1983,‬أن الفاعلية تعني ‪ :‬الوصول إلى األهداف والنتائج المتوقعة‬
‫‪ ,‬وعرفها آخرون بأنها ‪ :‬القدرة على تحقيق األهداف في ظل الموارد المحدودة المتاحة ‪ ,‬ويمكن‬
‫تعريفها إجرائيًا بأنها ‪ :‬مدى تحقق األهداف ‪.‬‬

‫وتشتمل الفاعلية على عدة معايير‪ ,‬أهمها ‪:‬‬


‫• تحقيق األهداف‪ :‬تقاس فاعلية المدير \المنظمة بمدى تحقيق األهداف المنشودة‪.‬‬
‫• تأمين الموارد \ المدخالت ‪ :‬تقاس فاعلية المدير\المنظمة بالقدرة على تأمين الموارد‬
‫الضرورية للمنظمة‪.‬‬
‫• العمليات الداخلية ‪:‬تكون منظمة فعالة إن تدفقت المعلومات بيسر وسهولة ‪ ,‬وساد االنتماء‬
‫والرضا وااللتزام الوظيفي بين العاملين ‪,‬مع أدنى قدر من النزاع الضار و الصراع السياسي‪.‬‬
‫• رضا الجماعات واألطراف التي تتأثر مصالحها بالمنظمة ولهم مصلحة في بقاء المنظمة‬
‫واستمرارها‪.‬‬

‫وتعرف الكفاءة بانها ‪:‬‬


‫‪10‬‬
‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫أداء األعمال بطريقة صحيحة ‪ To Do Things Right .‬وتشير الكفاءة إلى العالقة بين‬
‫الموارد و النتائج ‪ .‬وترتبط بمسألة ماهو مقدار المدخالت من المواد الخــام و األموال و الناس‬
‫الالزمة لتحقيق مستوى معين من المخرجات أو الهدف المنشود ‪ .‬وتعني الكفاءة تحقيق أعــلى‬
‫منفعة مقابل التكاليف ‪,‬و أن تكون المنظمة كفؤ يعني أن تحصل على أعلى ما يمكن من الهدف الذي‬
‫تسعى إليه‪ .‬اإلنتاجية ‪ Productivity‬لقياس الكفاءة ‪ ,‬وتعرف اإلنتاجية بأنها "نسبة المخرجات \‬
‫الناتج إلى المدخالت"‪.‬‬

‫إن الحديث عن الكفاءة باعتبارها مصطلح حديث التداول‪ ،‬يجعلنا نصطدم بعدة مصطلحات و‬
‫مفاهيم تتداخل معه بشكل‪ ،‬أو بآخر‪ ،‬كما هو األمر بالنسبة للمهارة‪ ،‬و االستعداد‪ ،‬و القدرة‪ ،‬و‬
‫الهدف‪ ،‬والسلوك‪ ،‬و اإلنجاز‪ ...‬؛ ومن هنا سوف نتطرق لها بشكل موجز‪ ،‬حتى نتمكن من تحديد‬
‫مفهوم الكفاءة بشكل أكثر وضوحا و تميزا عن المفاهيم المجاورة له‪.‬‬

‫وللكفاءة مفهوم عام يشمل القدرة على استعمال المهارات و المعارف في وضعيات جديرة ضمن‬
‫حقل مهني فهي إذن تشمل التنظيم و التخطيط و التجديد والقدرة على التكيف مع نشاطات جديدة و‬
‫بهذه المفاهيم فان اكتساب الكفاءات يشكل تحديا اكبر من اكتساب المهارات و المعارف فقط و‬
‫نورد هنا تعريف لويس دينوا الذي عرف الكفاءة بقوله‪":‬الكفاءة هي مجموعة سلوكيات اجتماعية‬
‫وجدانية‪ ،‬وكذا مهارات نفسية حسية حركية تسمح بممارسة دور ما أو وظيفة أو نشاط بشكل‬
‫فعال"‪.‬‬

‫يدل مفهوم الكفاءة على المهارات العلمية التي يتولد عنها خلق القيمة‪ .‬وتعرف المجموعة المهنية‬
‫الفرنسية الكفاءة بالقول‪":‬الكفاءة المهنية هي تركيبة من المعارف و المهارات و الخبرة و‬
‫السلوكيات التي تمارس في إطار محدد‪ .‬وتتم مالحظتها من خالل العمل الميداني‪ ،‬و الذي يعطي‬
‫لها صفة القبول‪ .‬ومن ثم فانه يرجع للمؤسسة تحديدها و تقويمها و قبولها و تطويرها‪.‬‬

‫ويمثل مفهوم كفاءة المنظمة معيار الرشد في استخدام الموارد البشرية و المالية و المادية و‬
‫المعلومات المتاحة‪ ،‬حيث أن المنظمة الهادفة لنمو و التطور البد و أن تؤمن إمكانية استمرار‬
‫التدفق البشري و المادي و المالي و ألمعلوماتي لكي تعمل بشكل فاعل و مستمر‪.‬‬

‫وقد أشار بعض الباحثين إلى أن كفاءة المنظمة ينظر لها‪ ،‬غالبا من زاوية تقديم المنافع القادرة على‬
‫خلق التوازن في أداءها‪ ،‬و هذا ينطبق على ضرورة اعتماد رضا األفراد العاملين كواحد من‬
‫المؤشرات المعبرة عن كفاءة األداء‪ ،‬خاصة و أن تحقيق المنافع القادرة على رفع الروح المعنوية‬
‫لألفراد العاملين من شانه أن يعزز من إسهاماتهم المستمرة في تحقيق األهداف و بدرجات أعلى‬
‫من كفاءة األداء‪ .‬وفي ضوء ذلك فان مفهوم كفاءة األداء‪ ،‬يعتمد على درجة الرشد في استخدام‬
‫الموارد المتاحة بالشكل الذي يحقق أعلى المردودات منها‪ ،‬و كذلك إشباع حاجات و رغبات األفراد‬
‫العاملين و رفع الروح المعنوية لديهم ليعزز رغبتهم و اندفاعهم للعمل‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫لذلك فان الفعالية والكفاءة هي ‪ :‬أداء األعمال الصحيحة بطريقة صحيحة وترتبط الفعالية بالقيادة‬
‫‪ ,‬وترتبط الكفاءة باالدارة ‪ .‬لذلك فان الفعالية تتحقق عندما يكون هناك رؤيا واضحة وأهداف‬
‫محددة واستراتيجيات ومبادئ وقيم وتنمية وتطوير وغير ذلك من سمات القيادة وتتحقق الكفاءة‬
‫عندما يكون هناك تخطيط وتنظيم وادارة للوقت ورقابة ومتابعة ‪ ,‬وعندما يكون هناك فعالية وال‬
‫يوجد كفاءة فان الرؤى واألهداف ال تجد من يحققها بصورة صحيحة ‪ ,‬وفي حالة عدم وجود فعالية‬
‫ووجود كفاءة فان األعمال تنجز ولكن بدون وضوح األهداف ‪.‬‬

‫العالقة بين الكفاءة والفاعلية‪.‬‬


‫يعتبر مفهوم الكفاءة مالزما لمفهوم الفاعلية ‪,‬ولكن ال يجب أن يستخدما بالتبادل ‪ .‬فقد تكون‬
‫المنظمة فعالة و لكنها ليست كفؤ أي أنها تحقق أهدافها ولكن بخسارة ‪ ,‬وعدم كفاءة المنظمة يؤثر‬
‫سلبا علة فاعليتها ‪ ,‬ويمكن اعتبار الكفاءة على أنها " إنجاز العمل بشكل صحيح " بينما الفاعلية‬
‫هي "إنجاز العمل \ الشيء الصحيح "و هكذا المفهومان يكمل كل منهما اآلخر‪.‬‬

‫والفاِع لَّية مصطلح واسع االستعمال في مجال علم اإلدارة ‪ ،‬ذلك أن العالقة بينها وبين اإلدارة‬
‫وطيدة ‪ ،‬فاإلدارة بطبيعتها ترمي إلى حسن استخدام وتنسيق الموارد المتاحة من أجل تحقيق أهداف‬
‫المؤسسة على أفضل نحو ‪ ،‬والفاِع لَّية في أصلها تشير إلى ما يحدث األثر اإليجابي المنتظر ‪ ،‬أي‬
‫صفة ما يحقق الهدف المرسوم ‪ ،‬فإذا كان محور اإلدارة يدور حول كيفية تحديد أهداف المؤسسة‬
‫وتحقيقها ‪ ،‬فان الفاِع لَّية هي صفة ما يحقق هذه األهداف ‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك أن اإلدارة شديدة االرتباط بعملية التأثير ‪ ،‬فهي بماهيتها وكنهها تتضمن معنى‬
‫التأثير في السلوك البشري لتوجيهه نحو هدف ‪ ،‬كما أنها تعنى بالتأثيرات المتبادلة بين المؤسسة‬
‫والبيئة المحيطة ‪ ،‬وهذا ما يزيد من اهتمام اإلدارة بالفاِع لَّية ‪ ،‬التي تتضّم ن في جوهرها مدلول‬
‫التأثير ‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس فان علم اإلدارة يؤكد باستمرار على أهمية توافر صفة الفاِع لَّية في النشاطات‬
‫واألشخاص والوسائل التـي تتصل باإلدارة ‪ ،‬فتجد هذا العلم يتحدث عن األداء الفعال ‪ ،‬وعن‬
‫المنظمة الفعالة ‪ ،‬والمدير الفعال ‪ ،‬والتنظيم الفعال‪ ،‬والبرامج الفعالة ‪ ،‬بل وعن اإلدارة الفعالة ‪،‬‬
‫ويرسم صورا لكل واحد منها ‪ ،‬ويحاول أن يحدد مكونات هذه الفاِع لَّية ‪ ،‬وأن يضع المعايير‬
‫لقياسها ‪ ،‬واألسس لتقييمها ‪ ،‬واألساليب المقترحة لتحسينها ‪.‬‬

‫وكثيرًا ما يقترن الحديث عن الفاِع لَّية ‪ ،‬بمفهوم آخر معروف في علم اإلدارة وهو الكفاءة (‬
‫‪ ،)EFFICIENCY‬وإ ذا كانت الفاِع لَّية تشير إلى معنى تحقيق النتائج المطلوبة وإ حداث األثر‬
‫اإليجابي‪ ،‬فإن الكفاءة هي عالقة بين كمية المدخالت وكمية المخرجات‪ ،‬أي أنها نسبة ما بين‬
‫‪10‬‬
‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫الموارد المستخدمة والنتائج المنجزة‪ ،‬بمعنى أن الكفاءة تزيد كلما كانت الموارد التي تم استعمالها‬
‫أقل‪ ،‬قياسًا بالنتائج المتحققة ‪.‬‬

‫ويفهم عدد من علماء اإلدارة مدلول الفاِع لَّية على أّنه يشير إلى أداء األشياء الصحيحة (لكونها‬
‫تتصل باألهداف) أّم ا الكفاءة فهي أداء األشياء بطريقة صحيحة (فهي أكثر اتصاًال بكيفية أداء‬
‫األعمال)‪ ،‬وبمعنى آخر فإّنهم يربطون الفاِع لَّية بالقيادة ‪ ،‬ويربطون الكفاءة باإلدارة ‪ ،‬فالقيادة هي‬
‫التي تبّين األشياء الصحيحة المطلوب إنجازها‪ ،‬أّم ا اإلدارة فإّنها تبّين كيفية إنجاز هذه األشياء ‪.‬‬

‫وللفاعلية ركنان ال تقوم إال بهما ‪ ،‬فهما جزء من حقيقتها ‪ ،‬وأساس في تكوينها ‪ ،‬بحيث ال توجد‬
‫الفاِع لَّية إذا انتفى أحدهما ‪ ،‬وال تتوافر إال بتحققهما مجتمعين ‪ ،‬وهذان الركنان هما ‪ :‬تحقيق‬
‫األهداف المنشودة ‪ ،‬وإ حداث التأثير اإليجابي ‪.‬‬

‫وبشأن الركن األول ‪ ،‬فالهدف هو (صورة لحالة مستقبلية منشودة ‪ ،‬مقرونة باستعداد لتخصيص‬
‫الموارد الالزمة لتحقيق هذه الصورة) ‪ ،‬ولعل تدني نسبة تحقيق األهداف ‪ ،‬وبالتالي تدني نسبة‬
‫تحقيق الفاِع لَّية ‪ ،‬ينجم في المقام األول عن غياب هذه الصورة للحالة المستقبلية ‪ ،‬أو عدم وضوح‬
‫مالمحها وأبعادها ‪ ،‬أو نسيان معالم هذه الصورة بعد تحديدها ‪ ،‬أكثر مما ينجم عن سوء استخدام‬
‫الموارد ‪ ،‬وأكثر مما ينجم كذلك عن ظروف طارئة خارجة عن اإلرادة ‪.‬‬

‫أما بخصوص الركن الثاني من أركان الفاعلية وهو (التأثير) فإن التأثير يشير إلى معنى ترك‬
‫األثر‪ ،‬واألثر يدل على العالمة أو الصورة التي يطبعها المؤثر في المتأثر‪ ،‬ولو أنك قَّلْبَت كلمة‬
‫التأثير في خلدك‪ ،‬وتأملت مضمونها‪ ،‬في محاولة للوصول إلى داللتها‪ ،‬لوجدتها شديدة االرتباط‬
‫بمعنى التغيير وتبديل الوضع من حال إلى أخرى‪ ،‬بمعنى أن إحداث األثر يؤدي إلى القيام بتغيير‬
‫وضع ما قائم إلى وضع آخر يختلف عنه ‪.‬‬

‫ومجال التأثير طبعا هو البيئة المحيطة ‪ ،‬فقد يقع التأثير على ما يسود هذه البيئة من أفكار وقيم‬
‫وتصورات واتجاهات ومفاهيم ومعتقدات وسلوكات ‪ ،‬وقد يقع على الوضع االقتصادي السائد ‪ ،‬أو‬
‫على اآلالت والمعدات والوسائل التكنولوجية المستخدمة ‪ ،‬أو على سبل وأساليب االتصاالت ‪ ،‬أو‬
‫على الجانب المادي الملموس في البيئة الطبيعية ‪ ،‬هذا ويمكن أن يقاس التأثير من عدة جوانب منها‬
‫عمق ذلك التأثير ‪ ،‬واتساعه ‪ ،‬وامتداده الزمني ‪ ،‬ونفعه ‪ ،‬ومدى توافقه مع القيم األخالقية ‪.‬‬

‫وال يفوتنا هنا أن نذكر ان التأثير المقصود في ركن الفاِع لَّية هو التأثير اإليجابي ‪ ،‬فهناك أفعال ال‬
‫تترك إال تأثيرا سلبيا ‪ ،‬لكن ال يمكن وصفها بالفاِع لَّية ‪ ،‬حيث أن الفاِع لَّية بذاتها ذات مفهوم إيجابي‬
‫‪ ،‬وتزداد كلما كان التأثير أعمق ‪ ،‬وأوسع ‪ ،‬وأنفع ‪ ،‬وأطول ‪ ،‬وأكثر توافقا مع القيم الجليلة ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫العمليات كأحد أهم الوظائف االدارية في منظمات االعمال الحديثة في انها تمثل القلب النابض‬
‫بالحيوية ‪ ،‬والمنبعث على العمل الدؤوب ‪ ،‬كونها تمثل الجوهر الحقيقي لنشاط المنظمة من جانب ‪،‬‬
‫وأنها تعمل على بناء التكامل الشمولي بين وظائف المنظمة االخرى كالتسويق والمالية واالنتاج من‬
‫جانب آخر‪ .‬فغالبا ما تعمدهذه االدارة على تحديد وضع المنظمة التنافسي في السوق من خالل‬
‫تحديد االنشطة التي تضيف قيمة مضافة للمنتج او الخدمة وذلك الشباع احتياجات العمالء‪ .‬ولعل‬
‫اهمية هذه االدارة تاتي ايضا من انها تنظر الى البناء التنظيمي للمؤسسة أو المنظمة من جذوره ‪،‬‬
‫وتعتمد على إعادة هيكلة وتصميم العمليات اإلدارية وذلك بهدف تحقيق تطوير جوهري وطموح‬
‫في أداء المنظمات يكفل تحقيق ما يلي‪:‬‬

‫سرعة األداء‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تخفيض التكلفة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫جودة المنتج‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ومن أشهر وأبسط تعاريف إدارة العمليات هو التعريف الذي أورده معهد ادارة العمليات في‬
‫المملكة المتحدة ‪ ،‬والذي ينص على أن إدارة العمليات هي إعادة التفكير بصورة أساسية وإ عادة‬
‫التصميم الجذري النشطة المنطمة مما يضمن تحقيق قيمة اضافة على المنتج او الخدمة الرئيسية‬
‫بالمنظمات لتحقيق نتائج تحسين هائلة في مقاييس األداء العصرية والمتمثلة بالخدمة والجودة‬
‫والتكلفة وسرعة إنجاز العمل‪.‬‬

‫ولتبسيط هذا التعريف فإنه يمكن مالحظة اشتماله على أربعة عناصر أساسية وهي‪:‬‬

‫إعادة التفكير بصورة أساسية (‪. )Fundamental Rethinking‬‬


‫إعادة التصميم بصورة جذرية‪ :‬فإدارة العمليات تسعى إلى حلول جذرية لمشاكل العمل ال حلول‬
‫سطحية ومؤقتة‪.‬‬
‫نتائج تحسين هائلة‪ :‬فإادارة العمليات تسعى إلى تحقيق نتائج هائلة من التحسين في مقاييس األداء‬
‫المختلفة وال تكتفي بالتحسين الطفيف لألداء‪ .‬ولذلك نجد ان ادبيات تلك االدارة انطوت على تحديد‬
‫مفهوم واضح للجودة ‪ ، Quality‬بأعتبارها جزءا هاما من عناصر تقديم المنتج او الخدمة‬
‫للمستهلك النهائي مما يضمن تحقيق اعلى درجات االشباع الحتياجاته ‪.‬‬
‫االنشطة الرئيسية والقيمة المضافة (‪ :)Activities and Value- Added‬تتميز إدارة العمليات‬
‫بتركيزها على االنشطة وليس اإلدارات ‪ ،‬فالعمليات أشمل وأكبر وتغطي سلسة اإلجراءات المتعلقة‬
‫‪10‬‬
‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫بالعمل ابتداًء من طلب العميل وانتهاًء بتقديم الخدمة المطلوبة مرورًا بكافة األقسام واإلدارات ذات‬
‫العالقة بما يحقق الصورة الكبيرة والشاملة ألعمال المنظمات‪.‬‬
‫وبوجه عام ‪ ،‬فإن تلك االهمية التي توليها ااالدارة العليا في منظمات االعمال لتلك الوظيفة تتأتى‬
‫من التكامل الشمولي الذي توجده هذه الوظيفة داخليا وخارجيا ‪ ،‬ومن الحرص الذي تعنى به في‬
‫تحقيق التناغم بين االدارات االخرى لتحقيق الهدق الكلي لمنظمة االعمال وصوال الى تنفيذ رؤيتها‬
‫ورسالتها ‪.‬‬

‫الكفاءة في ادارة العمليات ‪Efficiency in Operations Management‬‬

‫عادة ما يعبر عن الكفاءة في ادارة العمليات على انها االنتاجية ‪ Productivity‬والتي يرمز لها‬
‫بعالقة المخرجات للمدخالت الممثلة بعناصر العملية االنتاجية كما في العالقة ادناه‪:‬‬

‫‪Productivity = Output / Labor + Material + Energy+ Capital +‬‬


‫‪Miscellaneous‬‬

‫إال ان الكفاءة تشير الى البعد االداري في تحقيق االعمال على نحوها االفضل ‪Doing the jobs‬‬
‫‪ ، well‬وذلك من خالل االستخدام االمثل للموارد المتاحة للحصول على افضل العوائد باقل‬
‫التكاليف وأقل معدالت التلف ‪ . Waste‬وفي هذا المضمار نقول ‪ :‬ان تسخير الموارد المتاحة لدى‬
‫منظمة االعمال ينبغي ان يكون ضمن الحدود التي تضمن كال من تحقيق االشباع ‪Satisfaction‬‬
‫لدى العمالء للوصول بهم الى حالة الرضا عن تلك الخدمة وتحقيق التوازن الداخلي لموارد‬
‫المنظمة ‪ ،‬فهذا يضمن للمنظمة ان تحافظ على والء عمالئها بتقديم احتياجاتهم من الخدمات‬
‫بالسرعة والجودة المالئمين لهم ‪.‬‬

‫وقد ركزت إدارة العمليات الحديثة على تلك المفاهيم باتخاذها كافة الوسائل والسبل التي من شانها‬
‫ان توفر المطلوب باقل زمن واقل كلفة مما يعود على كل من المنظمة بالربح وعلى المستهلك‬
‫بالوصول به الى حالة االشباع‪.‬‬

‫اإلدارة اللوجستية ‪ :Logistics Management‬مفهوم آخر لتحقيق الكفاءة‬

‫ولهذا فقد كان لتطبيق مفاهيم االدارة اللوجيستيه في كل من تحقيق السرعة في خدمة العمالء‪،‬‬
‫جودة المنتج او الخدمة‪ ....‬الخ ؛ األثر االكبر في زيادة كفاءة ادارة العمليات وذلك بتحقيق النسق‬
‫الداخلي والخارجي في الوصول الى رضا العمالء عن مطالبهم‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫ولعل أهم ما يميز األنشطة اللوجيستية عن غيرها أمرين‪ :‬أولهما أن هذه األنشطة تتم على نحو‬
‫تكاملي أي تطبق عليها مفاهيم التكامل بهدف اإلستفادة من إقتصاديات الحجم ‪Economies Of‬‬
‫‪ Scale‬أما ثانيها فإن تلك األنشطة تتم تحت مظلة نظم المعلومات‪.‬‬

‫من هنا ؛فإن تطبيق اللوجيستيات في مجال العمليات كمفهوم يقوم على إدارة تدفق وتخزين السلع‬
‫والخدمات والمعلومات بكفاءة وفاعلية من مرحلة المادة الخام الى مرحلة اإلستهالك النهائية وبما‬
‫بحقق رضاء العميل وزيادة ربحية المنتج ‪،‬قد يسر تطبيق عمليات التكامل الرأسي على مستوى‬
‫الصناعة والتكامل األفقي والرأسي على النطاق العالمي‪ ،‬أي أنها ساهما في إرساء دعائم عولمة‬
‫اإلنتاج والتجارة بل وفي صياغة النمط الجديد للتقسيم الدولي للعمل‪.‬‬

‫ويشار في هذا المجال الى انه وبالرغم من حداثة هذا الفرع من فروع إدارة العمليات‪ ،‬إال أنها تتسم‬
‫بالتطور السريع إذ تطورت من التوزيع العيني ‪ Physical Distribution‬الى إدارة للمواد‬
‫‪ Material Management‬ثم تحولت الى لوجستيات متكاملة ‪Integrated Logistics‬‬
‫تضم كل من إدارة المواد والتي أصبحت تعرف بإسم اللوجستيات الداخلة ‪Inbound‬‬
‫‪ Logistics‬والتوزيع العيني تحت مسمى اللوجستيات الخارجة ‪Outbound Logistics‬‬
‫فضًال عن المناولة الداخلية ولم يقف األمر عند هذا الحد بل تطورت اللوجستيات لتصبح سلسلة‬
‫لإلمداد ‪ .Supply Chain‬التي تطورت بدورها لتكون سلسلة كونية لإلمداد ‪Global‬‬
‫‪ .Supply Chain‬ولم يقتصر األمر على ذلك بل إستمر التطور يومًا تلو اآلخر‪ .‬مما أفرز‬
‫العديد من المفاهيم واإلتجاهات الحديثة في هذا المجال‪.‬‬

‫نموذج حسك السمكة ‪ "“ Fishbone Diagram‬يحقق الكفاءة المثلى في ادارة العمليات‬

‫لعل ما جاء به العالم الياباني إشيكاوا "‪ " Ishikawa‬في نموذجه المفترض" حسك السمكة"‬
‫‪ Fishbone Diagram‬والذي يعبر عن األسباب الرئيسية والفرعية المؤدية إلى تأثير‬
‫(عرض) ما ‪ ،‬قد فسر بطريقة او باخرى الطرق المؤدية الى تحقيق الكفاءة العالية في ادارة‬
‫العمليات خصوصا عند ضبط العرض بمؤثره ‪. Cause – And –Effects‬‬

‫وقد جاء في هذا النموذج ان االسباب الرئيسية في مشاكل االنتاج والعمليات تنطوي خلف أحد‬
‫العناصر الستة المكونة لمدخالت االنتاج والعمليات والتي عرفت بالعناصر الستة وقد رمز اليها في‬
‫هذا النموذج ب “‪ ”6M‬وهي‪:‬‬

‫العاملون ‪Manpower‬‬ ‫‪.1‬‬


‫المواد ‪Materiel‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المعدات‪Machines‬‬ ‫‪.3‬‬
‫األساليب‪Methods‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪10‬‬
‫أحمد الكردى ‪.‬‬ ‫الفرق بين الفاعلية والكفاءة في األداء الوظيفي‬

‫‪ .5‬القياسات ‪Measurements‬‬
‫‪ .6‬الظروف المحيطة ‪Mother nature‬‬

‫إن الكفاءة في إدارة العمليات تعني ضبط هذه العناصر اوال‪ ،‬ثم ضبط مخرجات تلك العناصر‬
‫للوصول الى المنفعة القصوى للمنظمة ‪ ،‬عالوة على التركيز على االسباب الرئيسية التي تنطوي‬
‫على تعطيل او تقليل كفاءة اي من تلك العناصر ‪.‬ولهذا فقد برز مفهوم تحليل السبب الجذري‬
‫)‪ Root Cause Analysis (RCA‬ليعبر عن المحاوالت التي ينبغي على مدير العمليات ان‬
‫يمعن النظر فيها للوصول الى السبب الرئيسي في المشاكل التي تواجهه ضمن حدود ادارته والتي‬
‫تنطوي خلف واحد من تلك العناصر الستة ‪.‬‬

‫المصادر‪.‬‬

‫(‪ )1‬إبراهيم عبداهلل المنيف ‪ ،‬اإلدارة ‪ :‬المفاهيم ـ األسس ـ المهام ( الرياض ‪ :‬دار العلوم للطباعة‬
‫والنشر ‪ ) 1983 ،‬ـ ص ‪. 350‬‬
‫(‪ )2‬أمين توفيق مسعد ‪ ,‬الكفاءة في ادارة العمليات ‪,‬موقع ‪ knol‬وحدة المعرفة ‪٢٠٠٩‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬خالد العمري (السلوك القيادي لمدير المدرسة وعالقته بثقة المعلم بالمدير وبفاعلية المدير‬
‫من وجهة نظر المعلمين ‪ ،‬مجلة أبحاث اليرموك ‪ ،‬سلسلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ 1992‬ـ‬
‫ص ‪. 174‬‬
‫(‪ )4‬عالية بنت خلف أخوارشيدة ‪ ،‬المساءلة والفاعلية في اإلدارة التربوية ( عمان ‪ :‬دار مكتبة‬
‫الحامد ‪ ) 2006 ،‬ص ‪. 79‬‬

You might also like