Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية0200-0202:
كلمة شكر
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي االرتباطي المقارن ،وبلغت عينت الدراسة 293طالبا
وطالبة من قسمي علم النفس وعلوم التربية لسنوات الثانية ليسانس والثالثة ليسانس واألولى ماستر وقد تم
اعتماد اسلوب عينة الصدفة أو العينة العرضية ألنها كانت األنسب في ظل تغير نمط الدراسة من
الحضوري الى الدراسة عن بعد بسبب جائحة كورونا (كوفيد .)19
واستخدمت الدراسة ثالث أدوات تمثلت في مقياس اليقظة العقلية ل) )Baer2006تعريب وترجمة
سيد عبد الرحمان( ،)2112وقد تم التحقق من خصائصه السيكومترية ومقياس الضغوط النفسية
للزهراني ( ) 2112وقد تم التحقق من خصائصه السيكو مترية.
ولقياس اإلنجاز األكاديمي تم اإلعتماد على المعدل التراكمي المحصل عليه من النتائج الدراسية
للطلبة.
وقد توصل البحث للنتائج التالية:
والضغوط النفسية واالنجازاألكاديمي لدى طلبة -1ال توجد عالقة دالة احصائيا بين اليقظة العقلية
الجامعة.
-2ال توجد فروق دالة إحصائياعند مستوى داللة( )α=.0.0في درجات اإلنجاز األكاديمي تعزى
لمستويات الضغوط النفسية (منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة 0
-3ال توجد فروق دالة إحصائياعند مستوى داللة( )α=.0.0في درجات اإلنجاز األكاديمي تعزى
لمستويات اليقظة العقلية (منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة 0
في درجات الضغوط النفسية تعزى -4ال توجد فروق دالة إحصائياعند مستوى داللة()α=.0.0
لمستويات اليقظة العقلية (منخفض ،متوسط،مرتفع ) لدى طلبة الجامعة0
-0ال توجد فروق دالة إحصائياعند مستوى داللة( )α=.0.0في درجات الضغوط النفسية تعزى لمتغير
الجنس (إناث أو ذكور) و متغير نمط اإلقامة (خارجي أو إقامة جامعية) 0
-6توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى داللة( )α=.0.0في درجات اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس
لصالح الذكور وال توجد فروق في اليقظة العقلية تعزى للمستوى الجامعي ( 2ليسانس 3،ليسانس ماستر)0
وخلصت الدراسة في ضوء النتائج المحصل عليها إلى جملة من التوصيات واالقتراحات0
Abstract:
The aim of the current research is to identify the nature of the correlation
between mindfulness, psychological stress and academic achievement. Also, to find out
whether there are differences in the degrees of academic achievement due to levels of
psychological stress (low, medium, high) among university students, and to know the
medium, high) among university students. Knowing the differences in the degrees of
psychological stress that are attributed to the levels of mindfulness (low, medium, high)
among university students, knowing the differences in the degrees of psychological and
intentional stress due to the variable of sex (female or male) and the variable of residence
style (external or university residence), revealing the differences in the degrees of mindfulness
The study relied on the descriptive, correlative, comparative approach. The study
included 293 male and female students from the Departments of Psychology and Education
Sciences for the second years Bachelor's, Third Bachelor's and the first Master's
three tools represented in the Mental Vigilance Scale of Baer (2006); Arabization and
translation of Abdel-Rahman (2016), whose psychometric properties were verified, and the
Psychometric Stress Scale of Al-Zahrani (2018), and its psychometric properties were
verified. To measure the academic achievement, the cumulative average obtained from the
degrees of academic achievement due to the levels of psychological stress (low, medium,
3- There are no statistically significant differences at the level of significance (α = 0.05) in the
degrees of academic achievement due to the levels of mindfulness(low, medium, high) among
university students.
4- There are no statistically significant differences at the level of significance (α = 0.05) in the
degrees of psychological stress due to the levels of mindfulness(low, medium, high) among
university students.
5- There are no statistically significant differences at the level of significance (α = 0.05) in the
degrees of psychological stress for the gender variable (female or male) and the residence
6- There are statistically significant differences at the level of significance (α = 0.05) in the
degrees of mindfulnessdue to the gender variable in favor of males, and there are no
الجـــانب النظـــري
الباب األول
الفصل األول :االطار العام للدراسة
إشكالية الدراسة6 ...................................................................... .1
الدراسات السابقة 11 .................................................................... .2
فرضيات الدراسة77 .................................................................... .1
أهمية الدراسة 74 ....................................................................... .7
أهداف الدراسة55 ....................................................................... .5
التعريف اإلجرائي لمتغيرات الدراسة55 .............................................. .6
الفصل الثاني :اليقظة العقلية
تمهيد51 ..........................................................................................
اوال علم النفس االيجابي ...................................................................
.1تعريف علم النفس االيجابي 57 ..........................................................
.2نشأة علم النفس االيجابي 55 .............................................................
.1أهداف علم النفس االيجابي 54 ...........................................................
.7مجاالت علم النفس االيجابي 62 .........................................................
.5القوى و الفضائل اإلنسانية 67 ...........................................................
.6مستقبل علم النفس االيجابي 71 ..........................................................
الجـــانب الميدانــــي
الباب الثاني
الفصل الخامس االجراءات الميدانية للدراسة
تمهيد146 ..........................................................................................
.1منهج الدراسة 146 .......................................................................
.2الدراسة االستطالعية146 ................................................................
.1حدود الدراسة 147 .......................................................................
.7عينة الدراسة 147 ........................................................................
.5أدوات الدراسة 141 ......................................................................
.6أساليب المعالجة اإلحصائية 111 .......................................................
.7اجراءات التطبيق 111 ...................................................................
قائمة األشكال
الصفحة العنوان رقم الشكل
156 نموذج لكيفية حدوث الضغوط النفسية 1
157 مراحل اإلستجابة للضغوط النفسية حسب سيلي 2
115 مخطط نظرية التقدير المعرفي 1
117 نموذج المواجهة السالبة للضغوط النفسية 7
115 نموذج المواجهة اإليجابية للمواقف الضاغطة 5
مقدمة
مقدمة الدراسة
مقدمة:
يقاستطوراألمموازدهارها منخاللاالهتمامالذيتوليهللبحثالعلميومدىتوظيفهالنتائجه،
إليجادحلوللمشاكلهاتكونقادرةعلىالصمودأمامالتغيراتوالتحوالت،ويتفقالمهتمونبتطوير
وتنمية المجتمع أن رأس المال البشري أهم وأسبق من الثروات والموارد الطبيعية ،والطفرات
االقتصاديةالحاصلةفيبعضالبلدانالفقيرةمنحيثالمواردالطبيعيةخيردليلعلىذلك،الهتمامها
بالعنصرالبشريمنحيثتكوينهوإعدادهإعدادافعاال،ليشاركبطريقةايجابيةفيرقيوتطويربالده .
ويبدأذلكاإلعدادمنذالمراحلاألولىللحياةمنحيثالرعايةالصحيةالنفسيةاالجتماعيةوالتربوية
والرياضية ...إلخ،واليمكنالمفاضلةبينكلمرحلةوأخرىفلكلمنهاميزاتهاوخصائصهاالتيتفرض
التكفل والرعاية من أجل التوافق النفسي واالجتماعي ،تحقيقا للصحة النفسية والتي من مؤشراتها
االستمتاعبالحياة،ولنيتأتى هذافيحالةكونالفرديعيشعزلةوانطواءوضغوطاوفشالفيتحقيق
األهداف ،والتي يأتي في طليعتها األهداف الدراسية من خالل تحقيق نتائج دراسية جيدة ومرضية
تعكسمستوىمرتفعمناإلنجازاألكاديمي .
وألنمرحلةالدراسةالجامعيةتعتبرمرحلةنموحرجةلدىبعضالطالب،فهيتقابلمرحلة
المراهقة المتأخرة وتتزامن مع مرحلة عمرية تتسم بالقوة واإلقدام على الحياة ،والتي هي مرحلة
الشباب،كماتكتسيأهميتهامنكونهامدرسةالحياةبمايوفرهالمناخاألكاديمي للجامعاتمنخبرات
وتفاعالتاجتماعيةبينأفراده،وألننجاحالطالبالجامعيوانجازهاألكاديميهوماتصبوإليهالهيئة
الوصيةعلىالتعليمالعالي،لماينتظرمنهبعدتخرجهبمستوياتمرضيةتعكسنجاعةالنظامالتعليمي
المعتمد ،كما أنه خالل هذه الفترة تنضج وتصقل شخصية الطالب وتتمايز خياراته واتجاهاته ،فهي
مرحلةاتخاذالقراراتالمصيريةبالحياةواختيارالمهنةبعدوضوحمعالمالمشروعالمهنيالمستقبلي،
كماأنهامرحلهاكتمالالتكوينالعقلي .
وتعد مرحلة التعليم الجامعي أولى خطوات الرشد ،حيث يبدأ الطالب باالعتماد على نفسه وتحمل
قراراته الذاتيةوالمصيرية،وتواجه الطالبفيهذهالمرحلة الكثيرمنالصعوبات والضغوطات النفسية
مختلفةالمصادر،والتييجبأنيتعاملمعهابطريقةسليمة،منبينهذهالضغوطاتنجدالضغوطات
األسريةواالج تماعيةوالماديةواألكاديميةالتييمتدتأثيرهاليشملجوانبعديدةمناهتماماتهوواجباته
التيتتطلبتركيزاوانتباها .
أ
مقدمة الدراسة
وخالل اليوم الدراسي للطالب يمر انتباهه وتركيزه ضمن سياق عمله األكاديمي من حضور
محاضراتأوتقديمعروضوأوراقبحثيةأومراجعةواستذكاربمستوياتمختلفةتركيزاأوتشتتا،ألنه
منالصعبتركيزاالنتباهبصورةمقصودةفياللحظةالحاضرةنحومثيرمعينلمدةطويلةوخاصةفيهذه
السنواتاألخيرة،التيشهدتتدفقاهائالللمعلوماتفيكلثانيةفأصبحالفرديتفقدبريدهااللكتروني،وهو
يتابعنشرةاالخبارأوي تصفحمواقعالتواصلاالجتماعيوهويقودسيارتهوكثيرمنالطلبةاليستغنيعن
تفقدهاتفهبينالفينةواألخرىوهويستمعللمحاضرةفضوالوبحثاعنكلماهوجديد،ويشتكيكثيرمن
الطلبةمنالسرحانأواالستغراقفيالتنقلفيأحداثالماضيأواإلفراطفيالتفكيرفيأحداثمستقبلية .
ولمواجهةتلكالظاهرةالنفسيةيقدملناعلماءعلمالنفسااليجابيوالذيهوالعلمالذييهتمبكل
ماهوايجابيفيالشخصية،وذلكعنطريقتصنيفالفَضائلوالقوىاإلنسانيةومكمنالقوةالبشريةوال
يهتمباألفرادفحسببليهدفإلىدراسةوتطويرالمؤسساتوالمنظماتمثلمؤسساتالمجتمع،وألنعلم
النفس االيجابي يهدف الى تحسين الكفاءة العقلية للفرد ،بحيث تكون أحسن من المستوى العادي للصحة
العقلية يقدملنامفهوماسيكولوجياحديثاوهواليقظةالعقليةأومايطلقعليهالوعيالكليأوعيشاللحظة
الراهنةوالتييرىكلمنليدوينغوكاباتزين ( Ludwing&Kabat-Zinn(2008بأنها":ممارسة
التأملالواعيالذييهتمبالحاضر"،وقدزاداالهتمامبهافيالثالثينسنةالماضيةباستخدامهاالواسعفي
العالج النفسي ،ويمكن اعتبارها ممارسة عالمية بعد أن كانت بوذية تاريخيا ،وبالرغم من الخالف حول
كيفية ادماج اليقظة العقلية في علم النفس ،باعتبارها مفهوما نفسيا خالصا بعيدا عن التقاليد الدينية فإنها
فرضت نفسها بقوة في علم النفس ،و اجتهد الباحثون في دراستها لفهم طبيعتها وتحديد مكوناتها ،وتقديم
نظرياتمفسرةلهاوبناءأدواتلقياسها،ومنهممنتناولهافيسياقالعالجالنفسيواعتبارهافنيةعالجية
خاصة المعالجين ذوي التوجه السلوكي أو كسمة لألشخاص ،فبحث عالقتها ببعض المتغيرات وتحديد
صفاتاألشخاصالمتيقظينعقلياومنهممناعتبرهاحالةيمربهاالفردخاللممارستهلنشاطاتهاليومية .
ويعتبر الطلبة أكثر فئات المجتمع حاجة لممارسة اليقظة العقلية ،ألن مهامهم البيداغوجية تعتمد
بالدرجة األولى على نشاطهم العقلي ،فهم بحاجه للتركيز واالنتباه واالنفتاح على الخبرات والمالحظة
والوصف للتعامل بوعي مع الخبرات اليومية ،في هذا السياق يذكر وينغ (Wang(2019أن العديد من
الكليات الشهيرة في الواليات المتحدة األمريكية تبنت مواد دراسية حول اليقظة العقلية ضمن مناهجها
التعليمية ،نظرا التفاق العديد من الدراسات العلمية على فائدتها فهي تعمل على زيادة االنتباه والتركيز
والتوجهنحوالحاضر،وتجعلالفردأكثرقدرةعلىاستخ دامالمعلوماتالمتاحةعنالموقفبشكلفعال،
ب
مقدمة الدراسة
كما تعمل على كف االستجابات االوتوماتيكية والنظر للسياق العام الذي حدث فيه الموقف ،واالنتباه
المقصودوالتحكمفيه .
فاليقظةالعقليةتعملعلىمنعالتفكيراإلجتراريالمسيطرعلىالعقل،والذييعيدتأجيجمشاعر
االستياء واالنزعاج ،ويؤدي الى مزيد من األفكار التي تأخذ صاحبها في حلقة مفرغة تجذبه الى دائرة
التشتتوردالفعل،كماظهرتفائدتهافيسرعةالتعافيمناألمراضورفعالمناعة،والرفعمنالقدرة
علىمواجهةالضغوط.وألنوتيرةالحياةوكمالواجباتالتييتعينالقيام بهاوالقلقبشأنها،يشكلسببا
رئيسياللضغوطالنفسيةألنمايقومبهالفردمنأجلبلوغأهدافه،والعملعلىمدىساعاتطوالاليوم
قديؤديإلىمكاسبمادية،إالأنهعلىمستوىالعافيةالنفسيةستكونلهآثارغيرمرضية،فالضغوط
النفسية تحد من كفاءة وظائف الجسم والعقل ،مما يعرضه لإلصابة باالضطرابات النفسية واألمراض
العضوية،ويمكنناأننحدمنآثارالضغوطالنفسيةوتحسينجودةاالنجازاألكاديميمنخاللممارسة
اليقظةالعقلية .
في هذا االطار وبعد البحث عن الدراسات التي سبقت هذه الدراسة ،التي تناولت اليقظة العقلية
والضغوطالنفسيةواإلنجازاألكاديميوبعدمسحأشهرقواعدالبياناتالعربيةمثلدارالمنظومةوالمنهل
والمعرفة،فإنهذاالبحثيسعىلدراسةهذهالمتغيراتمنجانبينأساسيينهماالجانبالنظريوالجانب
التطبيقيضمنتهماالباحثةفيستفصولأساسية .
خصص الف صل األول لإلطار العام للدراسة بعرض اإلشكالية وفرضيات البحث وأهميته وأهدافه
والتعريفاالصطالحيواإلجرائيلمتغيراتالدراسة،ثمالدراساتالسابقةالمتطرقةلمتغيراتالدراسة .
أماالفصلالثانيفقدقسمالىمحورينالمحوراألولخصصلعلمالنفساإليجابيمنحيثتعريفه
ونشأتهوأهدافهومجاالتهوالقوىوالفضائلاالنسانيةثممستقبلهاماالمحورالثانيخصصلليقظةالعقليةمن
حيثتعريفهاتاريخهاوالنظرياتالمفسرةلهاأهميتهامكوناتها،خصائصهاوفوائدها.أماالفصلالثالثفقد
خصص للضغوط النفسية من حيث المسار التاريخي لمف هوم الضغوط النفسية ،مفهومها الضغوط النفسية
وبعض المفاهيم المشابهة لها ،النظريات المفسرة للضغوط النفسية ،انواعها مصادرها أساليب مواجهتها
وقياسهاثمالضغوطالنفسيةالصحةالجسديةوأخيراالضغوطالنفسيةعندالطلبةالجامعيين .
أما الفصل الرابع فقد خصص لإلنجاز األكاديمي من حيث تعريفه ،بعض المفاهيم المرتبطة به
أنواعهأهدافه،األسسالنظريةله،العواملالمؤثرةفيه،قياسه،خصائصكلمنالطالبمتدنيومرتفع
ج
مقدمة الدراسة
اإلنجاز األكاديمي وطرق معالجته ،معوقات اإلنجاز األكاديمي وأخيرا مهارات وفنيات تسهم في رفع
اإلنجازاألكاديميثمخالصةالفصلوخالصةالجانبالنظري .
وخصص الفصل الخامس من البحث للجانب الميداني بتقديم المنهج المعتمد في الدراسة ،الدراسة
االستطالعية،عينةالدراسةوكيفيةاختيارها،أدواتالدراسة،األساليباإلحصائيةالمعتمدةلتحليلالبيانات
حدودالدراسةالزماني ةوالمكانيةوالبشرية،وأخيرااجراءاتتطبيقالدراسة .
اما الفصل السادس واالخير خصص لنتائج الدراسة المتحصل عليها ،وكذا تفسير للفرضيات ومدى
تحققها،كماقدمتخالصةشاملةلدراسةمعتقديمبعضاالقتراحاتالبحثيةوالتوصياتللقائمينعلىقطاع
التعليمالعالي وشؤونالطلبةالجامعيينلحسنالتكفلبهمعلمياوسيكولوجيا .
د
الجـــانب النظـــري
الفصل األول
االطار العام للدراسة
الفصل األول
-1إشكالية الدراسة.
-2الدراسات السابقة.
-3فرضيات الدراسة.
-4أهمية الدراسة.
-5أهداف الدراسة.
-6تحديد مفاهيم الدراسة إجرائيا.
5
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-1إشكالية الدراسة
طلبة الجامعة هم صناع مستقبل أوطانهم وعليهم يعقد األمل في نهضة مجتمعاتهم وازدهارها ،ألنهم
رأس المال الحقيقي الذي يتم إعداده منذ مراحل نموه األولى ،وتخبرنا كتب التاريخ أن معظم حركات
التحرر قام بها الطلبة الجامعيون عندما استشعروا واجبهم ومسؤولياتهم وبادروا لتبوء الصدارة في خدمة
أوطانهم إلى جانب اهتمامهم بتكوينهم العلمي وانجازهم األكاديمي ،ولم تقتصر إسهاماتهم على الماضي
فحسب ففي الحاضر هم حجر الزاوية الذي توليه منظومة التعليم األهمية كونه يمثل طاقة فاعلة قادرة
على القيادة و التغيير.
وكي يتم بل وغ هذا المقصد ويحقق الطالب مقصده األساسي لولوجه الجامعات أو معاهد التعليم العالي
من أجل بناء مشروع مهني ناجح ،وجب العمل والحرص على تحسين بيئته العلمية للرفع من انجازه
األكاديمي .وخالل هذه المسيرة المتميزة في حياة الطالب الجامعي ما بين حضور محاضرات وتقديم
عر وض ومشاركة في تربصات وانجاز بحوث ميدانية واستعداد المتحانات ،قد يحدث وأن تعترضه
صعوبات ومعيقات متعددة المصادر مسببة له تحديات أكاديمية ونفسية واجتماعية والتي في الغالب يكون
سببها الضغوط النفسية التي تؤثر على كفاءته وفاعليته في إدارة شؤونه العلمية والحياتية بصفة عامة.
ونظرا لما يشهده العصر الحالي من تسارع وتيرة الحياة وتعقد متطلباتها وزيادة معدالت التغير،
األمر الذي انعكس على عملية توافق الفرد مع بيئته ،كما ساهم في ظهور مشكالت وصعوبات مست
أغلب فئات المجتمع فأضحى االهتمام بالصحة النفسية مطلبا ملحا للتغلب على هذه المشكالت والتي
يتصدرها في الطليعة الضغوط النفسية أو" ما اصطلح عليه بمرض العصر" بكل أنواعها وشتى
مصادرها وما تمثله من تهديد للشخصية بسبب أثرها على النواحي االنفعالية والمعرفية والسلوكية
والجسمية.
في هذا السياق يؤكد فينك ) Fink (2010أن الضغط النفسي أصبح يسمى وباء الصحة في القرن
الواحد والعشرون من قبل منظمة الصحة العالمية حيث تقدر تكلفته ب 033مليار دوالر في السنة
،ويكون تأثير الضغوط النفسية على صحتنا العاطفية والجسدية مدمرا ،وفي دراسة حديثة بالواليات
المتحدة األمريكية شعر أكثر من %03من األفراد أن الضغوط النفسية تؤثر سلبا على إنتاجية العمل فقد
زادت مستوياته بنسبة %03إلى %03خالل سنوات 0890الى.9338
ويعدد المختصون تصنيفات الضغوط النفسية وذلك حسب استمراري أو طبيعتها أو حدتها أو
مصدرها إلى ضغوط أكاديمية ومهنية واجتماعية ومؤقتة ودائمة وحادة وهذا حسب الزاوية التي تتناول
من خاللها ،هذا باإلضافة إلى تصنيف آخر له من األهمية بمكان ،حيث ينظر للضغوط النفسية أنها تنقسم
6
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
إلى نوعين حسب تأثيرها وهما الضغوط النفسية السلبية والضغوط النفسية اإليجابية ،حيث أن األولى
تؤدي إلى عدم التوافق واإلحباط وقلة الكفاءة وضعف اإلنجاز واستجابات فسيولوجية لها آثار سيئة على
الصحة الجسمية والنفسية ،بينما الضغوط النفسية اإليجابية فإنها تعمل على تحفيز الفرد على بذل مجهود
إضافي لبلوغ طموحه وتحقيق أهدافه فهي بمثابة الوقود الذي يمده بالطاقة ،ونالحظ هذا النوع من
الضغوط النفسية أثناء المنافسات الرياضية أو االستعداد إلقامة حفلة عرس أو إلجراء امتحان مصيري.
وهذا ما يجعلنا نتوصل إلى أنه ليست كل الضغوط النفسية سيئة ،حيث أن المستوى المعتدل منها
له آثار إيجابية على حياة الفرد كونه ينشط ويدفع ويحفز نحو مواصلة السعي لبلوغ الهدف.
ويقف الدارس لموضوع الضغوط النفسية على ثالث اتجاهات ينظر من خاللها للضغوط النفسية
فهناك االتجاه الذي ينظر إليها بوصفها تهديدا في حد ذاتها ،حيث يتناول أصحاب هذا االتجاه حسب
منصوري( ) 9302الضغط باعتباره أحد المثيرات أو المنبهات الذي غالبا ما يتواجد في البيئة فيحدث
تأثيره على الفرد ،ومن أصحاب هذا االتجاه والتر كانون ( )0891الذي فسر الضغوط النفسية على أنها
سبب محتمل من أسباب االضطرابات الجسمية ،أما االتجاه الثاني فينظر للضغوط النفسية بوصفها
استجابة للتهديد ،ويكون اهتمامهم منصبا على تحديد نوع وشدة االستجابة ،ومن رواده هانز سيلي الذي
يعتبر أن الضغوط النفسية هي استجابة غير نوعية يقوم بها الجسم ألي مطلب أو حدث خارجي من أجل
الت كيف مع متطلبات البيئة عن طريق استخدام أساليب جديدة لجهاز المناعة ،أما االتجاه الثالث وهو
االتجاه التفاعلي ومن أصحابه ماك جراث ()0821الذي يرى أن الضغوط النفسية تحدث بسبب عدم
توازن أساسي بين متطلبات البيئة وقدرة الفرد على االستجابة لتلك المتطلبات .
ويتعرض ا لفرد للضغط النفسي في فترات مبكرة من حياته وذلك حسب البيئة التي يعيش بها ،فنجد
األسر وما تفرضه من واجبات أو تتبناه من أنماط حياتية يشكل أول مصدر للضغط النفسي ،ثم انتقال
الفرد إلى البيئة المدرسية وما يخبره من خبرات ومواقف جديدة متمثلة في تفاعل الفرد مع هذا الوسط
الجديد األمر الذي يترتب عليه بذل جهد من طرف المتمدرس حتى يتمكن من مواجهة هذه الضغوط
والتكيف السليم مع هذا التغير ,فهناك نظام داخلي للمؤسسة التعليمية ،لوائح تنظيمية ،واجبات دراسية
،تقويم ،عالقات مع األساتذة واإلدارة والزمالء ،كل هذا يجب أن تكون محصلته تحقيق هدف المتعلم من
التحاقه بهذا الوسط التعليمي وبأحسن النتائج الممكنة .
وأضافت عبد المقصود وعثمان( )9332أن العديد من الدراسات توصلت إلى أن الشباب يعاني من
الضغوط بشكل أكبر مقارنة بالمراحل العمرية األخرى،كما أن مرحلة الشباب في حد ذاتها تمثل مرحلة
7
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
ضاغطة خاصة في سنوات الدراسة الجامعية ،حيث تتعدد مصادر الضغوط نتيجة لوجود تبعات
ومسؤوليات لهذه المرحلة .
وقد أجرى حسين وعلي ()9309دراسة استهدفت التعرف على الضغوط النفسية لدى الطلبة
الجامعيين وكذا معرفة الفروق في الضغوط النفسية وفق متغير الجنس ومتغير التخصص الدراسي
(علمي-إنساني)حيث تألف العينة من 033طالب وطالبة من 1كليات تم اختيارهم بطريقة العينة العشوائية
الطبقية واعتمدت الدراسة على مقياس الجميلي () 9332وتوصلت الدراسة إلى أن الطلبة يعانون من
الضغوط النفسية ،كما توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية وفق متغير الجنس ومتغير
التخصص العلمي ،ودعمت نتائج هذه الدراسة دراسة الفقيه ( )9301والتي هدفت للتعرف على طبيعة
الضغوط النفسية لدى الطلبة حيث توصلت إلى أن أكثر مجاالت الضغوط النفسية انتشارا هي الضغوط
الدراسية ثم الضغوط السياسية والضغوط االجتماعية.
و تلعب أحداث الحياة دورا هاما في أحداث الضغوط النفسية خاصة إذا كانت متعلقة بتغيرات
مفاجئة مثل تغير مكان اإلقامة أو التغير على مستوى الحراك االجتماعي صعودا ونزوال وما ينتج عنه
من تحوالت مصاحبة على المستوى االقتصادي والعالقات مع اآلخرين ويرى بالن ()9300أن األحداث
في حد ذاتها ليست ضاغطة وإنما يتوقف ما إذا كانت ضاغطة أو ال ،على كيفية إدراكها أو تقديرها أو
تقييمها من جانب الفرد ،فالضغط النفسي( ( Stressيحدث على مستوى اإلحساس والشعور ،حيث
يشعر الكائن بأنه مضغوط ويحس بالضيق والتوتر أما الحدث الضاغط ( )Stressorفهو عبارة عن
موقف أو حدث قد يكون داخليا أو خارجيا ،والعالقة بين االثنين عالقة ديناميكية فكل منهما قد يتسبب في
حدوث اآلخر.
ضمن هذا اإلطار يجمع الباحثون في علم النفس على أن للضغوط النفسية آثارا سلبية وغير محمودة
العواقب سواء على الناحية الجسمية أو النفسية وينسحب ذلك على كل ما يرتبط يهما ليمتد لمختلف ما
يحيط بالفرد من جانب دراسي أو مهني أو اجتماعي ،حيث يرى كامني ) Kemeny(2003أن
للضغوط النفسية تأثيرات هامة على مجموعة من األنظمة الفسيولوجية بما في ذلك الجهاز العصبي
الالإرادي والجهاز الغدي (الغدة النخامية والغدة الكظرية)والجهاز المناعي وقد تكون هذه التأثيرات
ثنائية االتجاه ،فقد تؤثر الخاليا المناعية على الدماغ فتؤثر على الحالة المزاجية واإلدراك ،وبالرغم من
أن هذه التأثيرات الفسيولوجية الحادة قد تكون تكيفية على المدى القصير إال أن الضغط المزمن أو
المتكرر يمكن أن يؤدي إلى أضرار بالصحة.
8
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
وللتعرف على مصادر الضغوط النفسية عند الطلبة الجامعيين حدد شيلي ()Shirley,1994مجموعة
من المصادر متمثلة في الخوف من الفشل الدراسي ،التكيف مع الحياة الجامعية قلق االنفصال ،الشعور
بالوحدة ونقص التحكم ،المشكالت األكاديمية ،المستقبل الوظيفي ،المشكالت األسرية ،نقد اآلخرين
،المشكالت الصحية وضغط االختبارات(يوسفي)9301،
وتختلف البيئات المدرسية أو األوسا ط التعليمية في درجة ومستوى الضغوط النفسية التي تسهم في
إحداثها أو تتسبب فيها وذلك حسب المرحلة التعليمية ،فكلما زادت استقاللية وحرية الفرد وهذا ما يميز
مرحلة التعليم الجامعي ،كلما زادت درجة الضغوط النفسية ألن الطالب في هذه الحالة هو المسؤول
الوحيد عن تحدي د خياراته الدراسية والمهنية ووضع خططه المستقبلية ،وما يمر به في مساره األكاديمي
من مراحل حساسة ومنعطفات هامة تجعله عرضة للضغوط النفسية مثل تزايد حاجاته المالية وولوجه
عالم الشغل قبل نيله الشهادة الجامعية ،أو الدخول في عالقات عاطفية والشروع في التخطيط إلنشاء
أسرة من خالل اختيار شريك الحياة ،والتحضير لالمتحانات األمر الذي يتطلب منه بذل جهد مضاعف
لبلوغ مستوى من اإلنجاز األكاديمي كفيل بأن يحقق له رضا وإشباع وتقدير إيجابي للذات,ولبلوغ ذلك
على الطالب أن يوظف مختلف االستراتيجيات الممكنة والتي يوصي بها ويقترحها المختصون في هذا
المجال بعد دراسات وأبحاث أساسية وميدانية .
ومن بين هذه التقنيات الحديثة اليقظة العقلية والتي تعتبر من المفاهيم المميزة لعلم النفس اإليجابي
وهو توجه حديث في علم النفس يبحث في كل ما من شأنه أن يجعل الفرد سعيدا وايجابيا ومستمتعا
بالحياة بد ال من البحث في الجانب المرضي أو السلبي في الشخصية كالقلق واالكتئاب ،وقد ظهر على يد
مارتن سليجمان ) )Martin Sligman 1998و هو يهدف لتذوق لذة العيش كأفراد أو جماعات من
خالل تنمية سلوكات ايجابية كاإليثار والتواضع ،التدين ،الصبر،التفاؤل وغيرها من المفاهيم.
ومن بين الفضائل اإلنسانية التي يتناولها بالبحث نجد مفهوم اليقظة العقلية)(Mindfulnessأو ما
يسمى عيش اللحظة الحاضرة أو قوة اآلن أو الوعي اآلني أو الحضور الذهني والتي يقصد بها درجة
الوعي الذي يتحقق عن طريق توجيه االنتباه للحظة الحالية وتقبلها دون إصدار حكم عليها ،والمتتبع
لمختلف التعاريف المقدمة لليقظة العقلية يجد أن المختصين بهذا المجال من البحث قد انقسموا الى ثالث
أقسام فمنهم من يعتبرها سمة ،ومنهم من يعتبرها حالة وفريق ثالث ينظر إليها كونها مهارة.
تشير يونس ( ) 9300إلى أن هناك من ينظر إلي اليقظة العقلية على أنها أحد أبعد الذكاء الروحي
على غرار وولمان ) ، (Wolman,2001ورغم هذا االختالف في التعاريف فأنها تجمع وتتفق على
أن اليقظة العقلية تشير إلى الحفاظ على الوعي بأفكارنا لحظة بلحظة وبأحاسيسنا الجسدية ومشاعرنا
9
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
والبيئة المحيطة بنا بقبول وعدم إطالق أحكام وهذا يعني أننا نالحظ ونختبر ما يحدث حولنا وداخلنا دون
تمني أن تكون األمور مختلفة عما هي عليه ،فاليقظة العقلية بهذا المعني ليست عملية تفكير أو انتباه أو
استرخاء وليست هي التفكير اإليجابي وال يقظة الضمير وال التأمل وال الوعي بالذات ،بل هي عيش
اللحظة الراهنة لمنع الدماغ من التنقيب في الماضي والتمدد في المستقبل من خالل تركيز االنتباه على ما
يحدث في اللحظة الحاضرة ،فاليقظة العقلية ليست تقنية بل هي تنمية لإلحساس.
وتعتبر النجر ( langer(1989من أبرز المهتمين والباحثين في مجال اليقظة العقلية ،حيث تنظر
إليها كونها مج ال مرن للقدرة العقلية يكون غير مرتبط بوجهة نظر خاصة ويسمح برؤية جيدة ومنفتحة
على كل الخبرات العقلية والحسية للشخص ومن دون إصدار أحكام.وقد افترضت حالتين من الوعي
الشعوري للمعلومات هما اليقظة العقلية Mindfulnessوالغفلة أو الال يقظة Mindlessness
،وترى النجر أن اليقظة العقلية هي تطوير الفرد لحالة عقلية تمتاز بالمرونة من خالل ابتكار فئات
تصنيفية جديدة توسع الرؤى وتزيد فرص االنفتاح على كل ما هو جديد.وقد تبنت الطالبة هذه النظرية
في دراستها الحالية .
وتذهب باراسيليتي ) Parasiliti)2020في عرضها ألصول اليقظة العقلية أنها ترجع إلى
ممارسات الديانة البوذية حيث كانت تعرف باسم التأمل الذهني وقد استخدمت على نطاق واسع خالل
العقود الماضية في الممارسة الطبية لتقليل التوتر ألنها تحدث وعيا ال يحكم على اللحظة الحالية ويركز
على تخفيف المعاناة من خالل قبول الخبرة الحالية .
تعقيبا على أصولها يبين الضبع ومحمود( )9300أن مهارات اليقظة العقلية قد تكون ممارسة مقيدة
للثقافة التي الترغب في تبني التقاليد البوذية،ولكنها فنيات مهمة للتخلص من الضغوط وتحقيق التكيف
بأسلوب صحي وقد استخدم العديد من المعالجين اليقظة العقلية بشكل محايد في البرامج العالجية للصحة
النفسية بعيدا عن التقاليد الدينية والثقافية في مجتمعاتهم ويمكن للباحثين العرب ترجمتها إلى مفهوم نفسي
يشير إلى التركيز على الخبرة في اللحظة الحاضرة وقبولها دون إصدار أحكام عليها أو تقييمها.
ويؤكد كريسويل )Crswell(2017أن اليقظة العقلية تهدف إلى زيادة االهتمام والوعي بالتجربة
الحالية في لحظتها وقد أثبتت التجارب أن استخدامها يحسن النتائج على مستويات مختلفة مثل األلم
المزمن وانتكاس اإلكتاب واإلدمان.
وللوقوف على أهمية اليقظة العقلية يذكر أبوحالوة ( )9390أن تعرض اإلنسان لصدمة أوشدة ما قد
يحرمه من االندماج في الحاضر و يرتبط هذا األمر بما يسمى تعطل االستجابة للتهديد في النظام
العصبي األمر الذي يجعلنا أكثر انشغاال تلقائيا بالماضي و ربما اإلقامة الجبرية فيه بمآسيه ومحنه
01
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
وشدائده بل وربما إسقاطه على المستقبل وتصور أن المستقبل سيتلون نطاقه وأحداثه ووقائعه بمآسي
الماضي ومحنه.
ويذكر هابيرو وزمالئه ) hapiro&al(2006أنه في اآلونة األخيرة حظيت اليقظة العقلية بقدر
كبير من االهتمام من الباحثين وقد توصلت أبحاثهم إلى نتائج واعدة تشير إلى أن التدخالت القائمة على
اليقظة العقلية فعالة في عالج األعراض الجسمية والنفسية.
كما تلعب اليقظة العقلية دورا مهما في التعامل مع حاالت االنطواء واالنغالق الذهني والقلق
واالكتئاب وحاالت التوتر من خالل فك العالقة التلقائية بين تلك األفكار والعادات وأنماط السلوك غير
الصحيحة وارتباطاتها االنفعالية ،ومعالجتها والتعايش معها بعقل منفتح والذي ينعكس ايجابا على تعزيز
التنظيم السلوكي الذاتي .وقد أشارت الدراسات إلى أن أثر التدريب على اليقظة العقلية في عالج حاالت
القلق واالكتئاب والضغوط النفسية والقدرة على تنظيم االنفعاالت السلبية وعدم اجتراراألفكار بصورة
متكررة يساعد على حماية الصحة النفسية ووقايتها من األعراض المرضية.
فاليقظة العقلية تسهم في تجاوز األوقات العصيبة والضاغطة باالنفتاح عليها وتقبلها بدل الهروب
منها وذلك من خالل اكتساب مهارة توجيه الوعي واالنتباه لمختلف الخبرات ،وتشير نتائج الدراسات
المتعلقة سبهذا المجال أن من يمارسون اليقظة العقلية بانتظام يؤدون أداء أفضل وتنخفض لديهم معدالت
التوتر والقلق ويبدون أكثر توافقا ورضا في المتوسط عن نظرائهم األقل يقظة.
وأكثر ما يميز اليقظة العقلية أنها تعمل على كبح اجترار األفكار ،حيث أن هذا االجترار يعمل على
االنسحاب من الحاضر إلى الماضي أو المبالغة في التفكير في أحداث مستقبلية قد ال تحدث أبدا ،وقد شبه
بعض المهتمين باليقظة العقلية هذه العملية بجهاز التسجيل التالف الذي يردد نفس األغنية مرارا ،وبما أن
االجترار حالة غي سارة فاليقظة العقلية تعمل على كف هذا النمط من خالل اإلعادة للحظة الحالية.
وعلى الرغم من الشعبية المتزايدة لليقظة العقلية وتبنيها من قبل الجمعية األمريكية لعلم النفس
وغيرها من الهيئات على مستوى العالم فإن فان وزمالئه ) Van&al(2017يطرح تخوفا وقلقا بشأن
ما إذا كانت هناك مخاطر صحية مرتبطة بها ،حيث أطلق على هذه المخاوف عبارة " رد فعل اليقظة
العنيف" وقد نشأت هذه المخاوف تبعا لعدد متزايد من التقارير التي أشارت ما أوصلت إليه اليقظة العقلية
مثل ضعف الذاكرة ،تبدد الشخصية ،نوبات ذها ن ،إدمان اليقظة العقلية ،كل هذا يدعو للحاجة ألبحاث
مستقبلية للتحقق على وجه التحديد في الظروف التي تؤدي فيها اليقظة العقلية عواقب غير صحية.
00
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
وطالما انطلقنا من كون اليقظة العقلية هي مهارة يمكن تعلمها ،ونظرا لفائدتها التي أثبتت علميا فإنه
من الضروري إدخال ها للمدارس والجامعات ليمارسها الناشئة والطلبة الجامعيون ألن هذه المهارة تتجدد
الحاجة إليها مدى الحياة وفي مختلف الظروف.
وليحقق الطالب الجامعي إنجازا أكاديميا عاليا عليه يركز انتباهه أثناء حضوره لمقاعد الدراسة فهنا
تظهر الحاجة لعيش تلك اللحظة ومنع دماغه من التنقل والشرود واإلبحار في أحالم اليقظة بين مواضيع
واهتمامات مختلفة،خاصة وأنه يعيش بيئة معقدة التكوين وفي حاالت تكون بيئة بديلة عن البيئة األصلية
في حالة الطلبة القاطنين باألحياء الجامعية ،وألن اإلنجاز األكاديمي للطالب الجامعي يتأثر بعوامل
متعددة سواء كانت داخلية متعلقة بالطالب الجامعي نفسه كدافعيته للتعلم أو قدراته العقلية أو حالته النفسية
ومستوى الضغوط النفسية التي يعايشها أوعوامل خارجية كظروفه األسرية وما يميزها من مناخ اسري
ونمط العالقات السائدة فيه ،والمستوى اإلقتصادي الذي تعيشه ،دون إغفال البيئة الدراسية وما توفره من
وسائل بيداغوجية أو نظم ولوائح تضبط تسييرها ،هذه العوامل وغيرها لها تأثير مباشر على إنجاز
الطالب األكاديمي الذي هو محصلة تفاعل بين عوامل عقلية وشخصية وخارجية.
والباحث في مجال اإلنجاز األكاديمي يجد أن هذا المفهوم يكتنفه الكثير من االختالف في تناوله من
طرف الباحثين فتارة ينظر إليه من زاوية التحصيل الدراسي للطالب ويقاس في هذه الحالة بالنتائج
الدراسية من خالل المعدل التراكمي ،وقد يعني للبعض ما تحققه المؤسسات التعليمية من أهداف للعملية
التعليمية ،ويقاس في هذه الحالة من خالل استبيانات م عدة لهذا الغرض ،في حين نجد طرفا ثالثا ينظر
إليه كمرادف لدافع اإلنجاز األكاديمي ،وقد تبنت الطالبة االتجاه األول حيث تنظر لإلنجاز األكاديمي
على أنه مستوى من األداء أو الكفاءة يحققها الطالب الجامعي في دراسته الجامعية والمعبر عنها من
خالل نتائجه في مختلف االخ تبارات .فاإلنجاز األكاديمي بهذا المعنى يمكن تصنيفه إلى انجاز مرتفع
ومتوسط ومتدني ،
وقد أثرى علماء علم النفس التربوي هذا الحقل المعرفي بكثير من الدراسات واألبحاث للوقوف على
العوامل المؤثرة فيه والنظريات المفسرة له والفنيات واألساليب المساهمة في رفعه وكيفية معالجة و
التكفل بضعفه أو تدنيه ،والكشف عن العالقة التي تربطه بكثير من المتغيرات مثل فاعلية الذات
،مستوى الطموح،عادات الدراسة والتنظيم الذاتي والصحة النفسية وغيرها من المتغيرات المستقلة ،بل
ذهب بعضهم إلى دراسة عالقته بالدين واألخالق كما ذكر موالي( )9334من خالل بعض الدراسات
التي بحثت عالقته بالطوائف الدينية كالبروتستنت والكاثوليك .وهذا ما يعكس المكانة الهامة لالنجاز
األكاديمي كونه المؤشر الحقيقى على مدى تحقيق أي نظام تعليمي لغاياته ومقاصده حيث أن أهدافه ال
01
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
تتعلق بالطالب فحسب من خالل معرفة مستواه أو توجيهه إلى إحدى مسارات التعليم بل تتعداه إلى
المؤسسة الجامعية لتقييم جودة مخرجاتها وبناء خططها ومراجعة نظمها وإجراءاتها .
وتأسيسا على ماسبق ارتأت الطالبة تناول هذا الموضوع بالبحث فيه من خالل األسئلة اآلتية:
-0هل توجد عالقة بين اليقظة العقلية والضغوط ال نفسية واالنجاز األكاديمي لدى طلبة الجامعة.
-9هل توجد فروق في درجات اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس والمستوى الجامعي لدى طلبة
الجامعة؟
-0هل توجد فروق في درجات االنجاز األكاديمي ترجع لمستويات اليقظة العقلية (منخفض ،متوسط،
مرتفع) لدى طلبة الجامعة؟
-4هل توجد فروق في درجات االنجاز األكاديمي ترجع لمستويات الضغط(منخفض ،متوسط ،مرتفع)
لدى طلبة الجامعة؟
-0هل توجد فروق في درجات الضغط النفسي ترجع لمستويات اليقظة العقلية (منخفض ،متوسط
،مرتفع) لدى طلبة الجامعة؟
-1هل هناك فروق في درجات الضغط النفسي تعزى لمتغير الجنس واإلقامة لدى طلبة الجامعة؟
-2الدراسات السابقة:
-1-1-1-2دراسة الحربي:.2221
و تناولت مستوى اليقظة العقلية لدى طالبات كلية التربية بجامعة أم القرى في ظل جائحة كوفيد-
-08وهدفت.التعرف على مستوى اليقظة العقلية لدى طالبات كلية التربية والكشف عن الفروق في
مستوى اليقظة العقلية التي تعزى إلى -:متغير المرحلة الدراسية والتحصيل الدراسي .وقد اعتمدت على
المنهج الوصفي التحليلي .وتمثلت عينتها في طالبات كلية التربية وبلغ عددها 902طالبة أما أدواتها
فكانت مقياس اليقظة العقلية المعد من طرف الباحثة وهو مكون من 09عبارة موزعة على خمسة أبعاد
وهي -:المالحظة -.الوصف -العمل نوعي -عدم الحكم على الخبرة الذاتية -.عدم التفاعل مع الخبرة
الذاتية .وتوصلت نتائجها الى- :مستوى اليقظة العقلية كان متوسطا لدى الطالبات .وجود فروق ذات
01
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
داللة تعزي لمتغير المرحلة الدراسية ولصالح الطالبات ،وجود فروق ذات داللة تعزي للتخصص
الدراسي لصالح تخصص اإلدارة التربوية والتخطيط،وجود فروق دالة تعزى لمتغير التحصيل الدراسي
لصالح الطالبات ذوا ت التحصيل الدراسي المرتفع .وقد أوصت الباحث بتصميم برامج تدريبية لرفع
مستوى اليقظة العقلية وضرورة إدراج مقرر دراسي في الجامعات بهدف تعزيز اليقظة العقلية .
01
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
واالقدام) واإلنجاز األكاديمي في االتجاه نحو التعلم بالتابلت المدرسي .كما توصلت الى وجود تأثير
مباشر موجب دال إحصائيا اليقظة العقلية في التنظيم الذاتي األكاديمي.ويوجد تأثير مباشر موجب دال
إحصائيا لكل من تنظيم الذاتي األكاديمي والتوجهات واألهداف (األداء واإلقدام) في اإلنجاز األكاديمي
.وجود تأثير غير مباشر دال اإلحصائيا لليقظة العقلية في كل من اإلنجاز األكاديمي واالتجاه نحو التعلم
بالتابلت المدرسي عبر التنظيم الذاتي األكاديمي .
05
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
الجامعة المكفوفين .و الكشف عن العالقة االرتباطية بين فعالية ذات األكاديمية والصمود النفسي لدى
طالب جامعة المكفوفين .توضيح الفروق بين الجنسين في اليقظة العقلية لدى طالب جامعة المكفوفين .
-التحقق من دور اليقظة العقلية كمتغير وسيط بين فعالية الذات األكاديمية والصمود النفسي لدى طالب
جامعة المكفوفين واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي.وتكونت العينة من 033طالب
وطالبة مكفوفين .أما أدواتها فهي مقياس اليقظة العقلية من إعداد الباحث ومقياس الصمود النفسي من
إعداد الباحث ،و مقياس فعالية الذات إعداد حمدي (،) 9300و أظهرت نتائج الدراسة وجود عالقة
ارتباطيه موجبة دالة بين درجة فعالية الذات األكاديمية والصمود النفسي لدى الطالب المكفوفين ،وجود
عالقة ارتباطيه موجبة بين درجة اليقظة العقلية والصمود النفسي ،عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية
بين متوسطي درجات الذكور واإلناث في إبعاد اليقظة العقلية والدرجة الكلية.داللة الدور الوسيط لدى
اليقظة العقلية في العالقة بين فعالية الذات األكاديمية والصمود النفسي لدى الطالب المكفوفين .
06
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
ومستوى النهوض األكاديمي ،وتكونت العينة من 901طالبا وطالبة من كلية التربية جامعة بني سويف
،واعتمدت على المنهج الوصفي االرتباطي ،واشتملت أدوات الدراسة مقياس اليقظة العقلية من إعداد
الباحث ،مقياس النهوض األكاديمي من إعداد الباحث.
توصلت الدراسة إلى أن كل من اليقظة العقلية والنهوض األكاديمي مستواهما مرتفع وعدم وجود
فروق دالة إحصائيا في مستوى اليقظة العقلية والنهوض األكاديمي تعزى لمتغير النوع ومتغير
qùaالتخصص العلمي ومتغير الفرقة الدراسة ،وجود عالقة ارتباطية موجبة بين اليقظة العقلية
والنهوض األكاديمي وأن اليقظة العقلية تسهم في التنبؤ بشكل متوسط بالنهوض األكاديمي حيث أنها
تفسر نسبة 42بالمئة من التباين الحاصل في النهوض االكاديمي .
-8 -1-1-2دراسة بهنساوي :2222
بعنوان برنامج تدريبي قائم على اليقظة العقلية لتنمية الضبط الذاتي وأثره في خفض التجول العقلي
لدى طالب الجامعة ،و هدفت الدراسة إلى التحقق من فعالية البرنامج التدريبي قائم على اليقظة العقلية
لتنمية الضبط الذاتي وأثره في خفض التجول العقلي لدى طالب الجامعة ،اعتمدت على المنهج الشبه
تجريبيوتكونت عينة الدراسة من 01طالبا وطالبة من طالب كلية التربية بجامعة بني سويف و اشتملت
أدوات البحث على -:مقياس الضبط الذاتي ،واستبيان التجول العقلي و البرنامج التدريبي القائم على
اليقظة العقلية و توصلت نتائج الدراسة إلى:وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطي درجات
المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمقياس الضبط الذاتي وأبعاده لصالح المجموعة
التجريبية ،وجود فروق ذات داللة بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية في القياس القبلي
والبعدي لمقياس الضبط الذاتي و أبعاده لصالح القياس البعدي حجم تأثير البرنامج التدريبي لليقظة العقلية
لتنمية الضبط الذاتي في المجموعة التجريبية تأثيره كبير ،وجود فروق ذات داللة بين متوسطات درجات
المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمقياس التجول العقلي ،حجم تأثير برنامج اليقظة العقلية
في خفض التجول العقلي حجمه كبير .
07
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
إعداد الباحثة .توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :طالبات الجامعة بالطفولة المبكرة يتمتعن بمستوى
متوسط من اليقظة العقلية .توجد ع القة موجبة دالة إحصائيا بين اليقظة العقلية ودافعية االنجاز .توجد
عالقة سالبة دالة إحصائيا بين اليقظة العقلية وقلق االختبار ،توجد عالقة ذات داللة إحصائية موجبة بين
اليقظة العقلية والمعدل التراكمي (التحصيل الدراسي) للطالبات .
08
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
التصرف بوعي وعدم الحكم على الخبرات وعدم التفاعل معها ،مقياس العرضة للملل والمعد من طرف
" فارمر و سندروم " 0891وقد ترجمه الباحث الى العربية ،توصلت الدراسة الى وجود عالقة
ارتب اطية عكسية بين العرضة للملل والدرجة الكلية اليقظة العقلية ومظاهرها الخمس فيما عدا عاملين
المالحظة وعدم التفاعل مع الخبرات كان عامل التصرف بوعي أكثر العوامل إسهاما في التنبؤ بالعرضة
للملل ،كما توصلت نتائج الدراسة إلى انخفاض مهارات التنظيم الذاتي لتفسير المشاعر السلبية المرتبطة
بالعرضة للملل .
09
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
موجبة بين جودة الساعة البيولوجية و اليقظة العقلية والشعور بالسعادة واإلبداع االنفعالي لدى طالب
الجامعة ،وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطي درجات جودة الساعة البيولوجية وفقا لمتغير
النوع( ذكور -إناث) لصالح اإلناث كما توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطي درجات مرتفعي
ومنخفضي جوده الساعة البيولوجية لصالح مرتفعي الساعة البيولوجية كما ظهرت النتائج تباين إسهام
متغير (اليقظة العقلية والشعور بالسعادة واإلبداع االنفعالي ) بنسب مختلفة ودالة إحصائيا في التنبؤ
بجودة الساعة البيولوجية لدى طالب الجامعة .
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
،توصلت الدراسة الى :ارتفاع مستوى اليقظة العقلية لدى عينة الدراسة ،ارتفاع مستوى الكفاءة الذاتية
لدى عينة الدراسة .و جدت الدراسة ان هناك إرتباط موجب بين اليقظة العقلية و تقدير الذات التي لها
إرتباط وثيق بالكفاءة الذاتية .
10
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
إعداد( من الذات اخفاء ،Boldمقياس Berg ( 1978 ( إعداد من العام
،)Chastain&Harison1990أظهرت الدراسة إلى أن اليقظة العقلية تعتبر منبئ قوي ببعض
متغيرات الصحة النفسية ألنها تتوسط العالقة بين اخفاء الذات والضيق النفسي في المواقف االجتماعية
الضاغطة والمرض النفسي العام .
بعنوان :تحليل مسار العالقات السببية بين الضغوط النفسية و التنظيم المعرفي االنفعالي و دافعية
االنجاز و االنخراط في التعلم عن بعد لدى طالب الجامعة في ظل جائحة كورونا .هدفت الدراسة لتحقيق
اآلتي ذكره :الكشف عن تحليل مسار العالقات السببية بين الضغوط النفسية و دافعية اإلنجاز و التنظيم
المعرفي االنفعالي في ا النخراط في التعلم عن بعد في ظل جائحة كورونا لدى طالب الجامعة.التحقق من
إمكانية التوصل إلى نموذج يفسر العالقات السببية بين متغيرات الدراسة من خالل تحليل المسار .اتبعت
الدراسة المنهج الوصفي .تكونت عينة الدراسة من 220طالب و طالبة وطبقت أربعة مقاييس هي -:
مقياس الضغوط النفسية ،مقياس دافعية االنجاز .مقياس التنظيم االنفعالي ،مقياس االنخراط في التعلم
.توصلت الدراسة للنتائج التالية -:تأثير مباشر موجب دال إحصائيا للضغوط النفسية في ظل جائحة
كورونا في دافعية االنجاز .وجود تأثير مباشر موجب دال إحصائيا إلستراتيجيات التنظيم االنفعالي
السلبية في دافعية اإلنجاز ،وجود تأثير دال موجب للتنظيم االنفعالي االيجابي في االنخراط في التعلم عن
بعد عبر دافعية االنجاز كمتغير وسطي .وجود تأثير غير مباشر سالب للتنظيم االنفعالي السلبي في
االنخراط في التعلم .
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
النفسية ل (علي ، ) 9309استبيان الرضا عن التعليم االلكتروني الكترونيا من خالل منصة الجامعة
التعليمية " مودل " ،أظهرت نتائج الدراسة أن الضغوط النفسية لدى طلبة جامعة االسراء جاء بمستوى
منخفض وأن الرضا عن تعلم االلكتروني جاء بدرجة كبيرة وأظهرت وجود عالقة عكسية دالة إحصائية
بين الضغوط النفسية والرضا عن التعلم االلكتروني كما بينت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيا تعز
على متغير الجنس عدم وجود فروق دالة إحصائيا في الضغوطات تعزى لمتغير الجنس والحالة
االجتماعية والسن ة الدراسية والكلية وبينت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيا في الرضا عن التعليم
االلكتروني تعزى لمتغير الجنس والسنة الدراسية في حين وجدت فروق في الحالة االجتماعية لصالح
الطلبة المتزوجين وفي متغير الكلية لصالح طلبة كلية الحقوق .
-3-1-2-2دراسة البكيري و صرداوي (:)2222
بعنوان الضغوط النفسية المدرسية لدى التالميذ المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا .سعت الدراسة
لتحقيق األهداف التالية :التعرف على مستويات الضغوط النفسية المدرسية (مرتفع٫منخفض٫متوسط)
،الفروق بين الجنسين لدى تالميذ السنة الثالثة ثانوي المقبلين على اجتياز امتحان شهادة
البكالوريا .اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي ،بلغت عينة في الدراسة 014وتلميذة تم اختيارهم
بطريقة عشوائية وتمثلت أداة الدراسة في استبيان معد من طرف الباحثين وتوصلت الدراسة إلى النتائج
التالية :موجود مستوى متوسط من الضغوط النفسية المدرسية لدى التالميذ حيث بلغ متوسط الحساب
الكلي 034.00و بنسبة ، % 10.90وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور واإلناث لصالح اإلناث في
الضغوط النفسية المدرسية .
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
توجد عالقه إرتباطية بين إستراتيجية مواجهة الضغوط النفسية والصالبة النفسية لدى أعوان الحماية
المدنية .وجود عالقة إرتباطية ايجابية بين كل من إستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية المتركزة على
المشكلة والمساندة االجتماعية وأبعاد الصالبة النفسية .توجد عالقة إرتباطية عكسية بين استراتيجيات
مواجهة الضغوط النفسية المتركزة على االنفعال وأبعاد الصالبة النفسية .أكثر االستراتيجيات المستعملة
من طرف أعوان الحماية المدنية هي المواجهة المتركزة على المشكل وعلى المساندة االجتماعية .
15
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
16
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
17
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
18
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
19
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
الوصفي التحليلي ،بلغت عينة الدراسة 040طالب وطالبة .تم االعتماد على استبيانين األول خاص
بقياس الضغط النفسي لدى الطلبة والثاني لقياس الصالبة النفسية لديهم .توصلت للنتائج التالية :مستوى
الضغط النفسي للطلبة كانت ،%19,30معدل الصالبة النفسية للطلبة كان ، %22.00بينت نتائج
الدراسة وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الطلبة في مستوى الضغط النفسي العائد لضغط البيئة
الجامعية تعزى لمتغير الجنس لصالح الذكور كما توصلت إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية بين
الطلبة في ضغوط النفسية عدى األسرية والمالية تعزى لمتغير تخصص لصالح طلبة التخصص العلمي
كما بينت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات داللة إحصائ ية بين الطلبة في مستوى الضغط النفسي
عدى الدراسة والضغوط بيئة الجامعة تعزى لمتغير المستوى الجامعي لصالح المستوى الرابع .كما
توصلت الدراسة إلى وجود عالقة ارتباطية سالبة ذات داللة إحصائية بين الطلبة في مستوى الضغط
النفسي والصالبة النفسية .
10
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
أنه توجد فروق دالة إحصائيا بين مستوى الضغوط النفسية كما وجدت فروق دالة إحصائية في التوافق
بين طالب كلية العلوم والفنون .كما توجد فروق في األداء األكاديمي بين الذكور واإلناث .
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
الباحث مقياس النهوض األكاديمي من إعداد الباحث .توصلت الدراسة إلى أن كل من اليقظة العقلية
والنهوض األكاديمي مستواها مرتفع وعدم وجود فروق دالة إحصائيا في مستوى القادة العقلية والنهوض
األكاديمي تعزى لمتغير النوع ومتغير التخصص العلمي ومتغير الفرقة الدراسة وجود عالقة ارتباطية
موجبة بين اليقظة العقلية والنهوض األكاديمي وأن اليقظة العقلية تسهم في التنبؤ بشكل متوسط بالنهوض
األكاديمي حيث أنها تفسر نسبة 42بالمئة من التباين الحاصل في النهوض االكاديمي .
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
المقررات الدراسية التخصصية .وجود عالقه ارتباطيه عكسية بين الصحة النفسية وتقويم المقررات
الدراسية ومستوى اإلنجاز األكاديمي اذ أن الطالب ال يتمتعون بصحة نفسية كبيرة تدفعهم لمزيد من
التقدم في المهام األكاديمية المكلفين بها .
وقد أوصت الدراسة بمتابعة الصحة النفسية للطالب على فترات محددة ووضع حلول مناسبة للمشكالت
التي تعترضهم وإجراء المزيد من الدراسات حول الصحة النفسية لما لها من دور كبير في اإلنجاز
األكاديمي .
15
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
عينة الطلبة عموما،عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور واإلناث .عدم قدرة متغير انتظام الذات
على التنبؤ باإلنجاز األكاديمي .ال يوجد ارتباط بين انتظام الذات والمعدل التحصيلي للطلبة .
16
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
العقبات الدراسية وبعض العقبات المدرسية.وجود فروق جنسيه دالة احصائيا في التحصيل الدراسي
لصالح االناث.عدم وجود عالقة ارتباطية دالة إحصائية بين أبعاد الطموح االكاديمي واالنجاز االكاديمي
لدى كل من الذكور واالناث.
17
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
االقتصادية وهي المحددات االقتصادية (دخل ،السكن ،عمل ،مواصالت).التعرف على المعدل التراكمي
للطلبة من خالل االختبارات الجامعية كميات لالنجاز االكاديمي .ابرز النتائج التي توصلت اليها الدراسة
هي :وجود عالقة ارتباط قوية بين االنجاز االكاديمي وماذا تحسن الوضع االقتصادي للطلبة
الجامعيين.ارتفاع دخل الطالب واسرته يزيد من إنجازه االكاديمي.ارتباط الطلبة الجامعيين بعمل يزيد من
قدرتهم على تحمل المسؤولية مما ينعكس ايجابا على انجازهم االكاديمي.ال يوجد ارتباط بين حصول
الطالب على المكافأة الجامعية وبين انجازه االكاديمي.عمل االب وعمل االم يساهم في رفع االنجاز
االكاديمي.يتاثر االنجاز االكاديمي بنوع السكن الذي يعيش فيه الطالب.ليس هناك تاثير لالستقاللية بغرف
داخل المنزل على االنجاز االكاد يمي.معظم الطلبة يستعملون السيارة الخاصة لاللتحاق بالجامعة وهذا قد
يؤثر سلبا على انجازهم االكاديمي.تحسن الرعاية الصحية التي تلقاها الطلبة تؤثر ايجابا على انجازهم
االكاديمي.
18
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
طبيعة العالقة بين فعالية الذات واإلنجاز األكاديمي لدى طالب الجامعة .تم استخدام المنهج الوصفي
.شملت عينة الدراسة 013طالبا وطالبة من كلية التربية جامعة الملك فيصل .وكانتأدواتها مقياس فعالية
الذات العامة من اعداد( )Worthington&Tiptonترجمة دمحم السيد عبد الرحمن( .)0883مقياس
التحصيل األكاديمي من خالل اختبار تحصيلي لمقرر مهارات التواصل .مقياس التوافق الدراسي من
إعداد الباحثين .توصلت الدراسة للنتائج التالية :وجود عالقة ارتباطية بين الفاعلية الذاتية والتوافق
الدراسي .وجود عالقة ارتباطية بين الفاعلية الذاتية واإلنجاز األكاديمي .أكدت الدراسة على وجود فروق
ذات داللة إحصائية في الفاعلية الذاتية بين الجنسين وكانت الفروق في اتجاه الذكور .
19
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
المنهج التجريبي .وكانت أدواتها متمثلة في بطاقة مالحظة-اختبار االنجاز األكاديمي-البرنامج المقترح و
توصلت الدراسة للنتائج التالية :وجود فروق ضد داللة إحصائية بين متوسط درجات أفراد المجموعة
الدراسة في التطبيقين القبلي والبعدي بطاقات مالحظة مهارات التقويم والمتابعة على حدى لصالح
التطبيق البعدي ،وجود فروق ضد داللة إحصائية بين متوسطي درجات أفراد مجموعة الدراسة في
التطبيق القبلي والبعدي لالختبار اإلنجاز األكاديمي عالي المستوى ككل وكل بعد من أبعاده على حده
لصالح التطبيق البعدي.
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
القيادية لدى عينة من مدراء المدارس وفق متغيرات اإلنجاز األكاديمي ٫العمر ٫الوظيفة والمؤهل
الدراسي وسنوات الخبرة .اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي .شملت الدراسة 040متدرب من
مديري ووكالء مدارس التعليم العام يمثلون 040مدرسة تم اختيارهم بطريقة عشوائية .استخدم الباحث
أداة وصف عادية وتكييف القائد من إعداد هيرسيوبالنشرد وترجمة المغيدي وآل الناجي توصلت
الدراسة إلى أن المدراء يمارسون أنماط القيادة اإلدارية األربعة :اإلبالغ واإلقناع والمشاركة والتنوير
بطريقة متقاربة إلى حد ما حيث لم تظهر فروق جوهرية بينهما في ممارسة القيادة وفق متغيرات
اإلنجاز األكاديمي والوظيفي والمؤهل الدراسي وسنوات الخبرة .
10
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
بعنوان استخدام اإلنترنت وتأثيرها على اإلنجاز األكاديمي والكفاءة االجتماعية لدى طلبة جامعة
فيالدلفيا هدفت الدراسة التعرف على تأثير استخدام االنترنت على طلبة جامعة فيالدلفيا في مجال
التحصيل الدراسي والكفاءة االجتماعية .الكشف عن درجات هذا التأخير وفقا لمتغيرات الجنس والكلية
والمستوى التعليمي .بلغت أعداد عينة الدراسة 033طالب .أما أدواتها فكانت استمارة استخدام
االنترنت .مقياس الكفاءة االجتماعية .مقياس االنجاز األكاديمي .توصلت الدراسة للنتائج التالية :وجود
تأثيرات معنوية الستخدام االنترنت في جميع أسئلة الدراسة.استخدام اإلنترنت له تأثير على التحصيل
الدراسي والكفاءة االجتماعية وفقا لمتغير الجنس والكلية والمستوى التعليمي .خلصت الدراسة إلى أن
اإلنترنت له تأثير إيجابي على طلبة جامعة فيالدلفيا
.
-4-2-3-2دراسة الحلواجي ( : Alhalwaji ( 2009
هدفت الدراسة للكشف عن العالقة بين الذكاء العاطفي ومجموعة من المتغيرات تمثلت في اإلنجاز
األكاديمي الجنس والتخصص .وبلغ حجم العينة 49طالبا وطالبة بجامعة الموصل .أدوات الدراسة
تمثلت في مقياس سالوفي وآخرون لقياس الذكاء العاطفي أما اإلنجاز األكاديمي فتم الحصول عليه من
الكلية .توصلت الدراسة إلى أن هناك ارتباط دال إحصائيا بين الذكاء العاطفي و اإلنجاز األكاديمي
للطلبة وجنسهم .لم يكن هناك أي ارتباط مع تخصص الطلبة .
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
بهنساوي المتعلقة باليقظة العقلية و النهوض األكاديمي ففد كانت عينتها كبيرة فقد بلغت 901طالبا .كما
تباينت العينات من حيث الجنس فبعض الدراسات طبقت على الطالبات فقط مثل دراسة الحزبي
( )9300و الطعان ( )9393والمري ( . )9308والبعض اآلخر طبق على كال الجنسيين وظهر
االختالف في العينات من حيث المستوى الدراسي فبعضها اعتمد على طلبة الجامعة على مرحلة التعليم
االعدادي مثل دراسة أحمد (. )9393كما تنوعت العينة ما بين طلبة الجامعات وموظفين في قطاعات
مهنية مختلفة مثل دراسة عليوي ( ) 9300التي اختارت عينتها والمتمثلة في النساء اللواتي يعشن في
العراق واللواتي يعشن في بريطانيا ودراسة وقوني ( ) 9302الذي كانت عينة دراسته متمثلة في معلمي
ذوي االحتياجات الخاصة ودراسة علي ( )9393التي اختارت عينة متمثلة في أعضاء هيئة التدريس
الجامعي .
أما عينة الدراسة الحالية فتتمثل في طلبة الجامعيين ذكورا و إناثا وقد بلغ عددهم 982طالبا وطالبة.
-3أداة الدراسة :
اختلفت الدراسات السابقة من حيث أدواتها فكان بعضها مقياسا معدل من طرف الباحث مثل دراسة
الحزبي ( ،)9390البديوي ( ،)9309ودراسة علي (. )9393والبعض اآلخر يعتمد على مقاييس
مسبقا من طرف باحثين آخرين على غرار دراسة الشهاوي ( ) 9393الذي اعتمد على مقياس فعالية
الذات ( لحمدي .)9300ودراسة عبد اللطيف ( )9393التي استخدمت مقياس الوجوه الخمسة لليقظة
العقلية والمعدل من طرف ( ) bear,2006ومقياس العرضه للملل والمعد من قبل فارمر وساند برج
( ، )0891ودراسة مسحل ( )9308التي اعتمدت على مقياس اليقظة العقلية تعريف البحيري ()9304
.ودراسة وقواني ( )9302التي استخدمت المقياس المعرب من طرف عبد الرحمن ( )9301لقياس
اليقظة العقلية اآلخر على مقياس اليقظة العقلية ل ( )bear,2006ترجمة وتعريب دمحم السيد عبد
الرحمن ( . )9301وهو نفس المقياس الذي اعتمدته الدراسة الحالية.
-4الوسائل اإلحصائية:
تنوعت الوسائل اإلحصائية للدراسات السابقة حيث تستعمل بعضها الحزمة اإلحصائية ()spss
والبعض اآلخر استخدم معامل االرتباط النسب المئوية واالختبارات.
أما الدراسة الحالية فقد اعتمدت على الحزمة اإلحصائية . spss
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-1المنهج :
استخدمت اغلب الدراسات المنهج الوصفي فمنها من اعتمدت على المنهج الوصفي أالرتباطي مثل
دراسة الخالدي وآخرون ( )9390و دراسة عيسات و مجبر ( )9393ومن الدراسات من استخدم
المنهج الوصفي المقارن مثل دراسة علي وعبد المجيد ( )9393وهناك من الدراسات من استخدم المنهج
شبه التجريبي كدراسة هنداوي (، )9393ودراسة ضاوي ومعروف (. )9308
-2العينة :
تباينت عينات الدراسات السابقة فمن الدراسات من كانت عينته متمثلة في الطلبة الجامعيين مثل
دراسة راف هللا و عطا ( )9390ودراسة الخالدي وآخرون ( ، )9390ودراسة هنداوي ()9393
القاسمي وآخرون ( ، ) 9302ومنهم من كانت عينة دراسته متمثلة في تالميذ الثانوي مثل دراسة
البكيري و صرداوي ( )9393ودراسة مرتضى ( . )9393كما تنوعت العينات في الدراسات السابقة
فشملت عمال الحماية المدنية في دراسة عيسات و آيت مجبر ( )9393وكذا المرأة العاملة في دراسة
علي (. )9393
-3أداة الدراسة :
أغلب الدراسات اعتمدت مقاييس الضغوط النفسية إلى جانب مقاييس أخرى فمنها من أعده الباحث
لنفسه لدراسته ومنها من تم اعتماده بعد أن أعده باحثون اخرون حيث نجد دراسة كل من الخالدي
وآخرون ( ،)9390وعيسات وايت مجبر ( )9393و هنداوي ( ، )9393والقاسمي وآخرون ()9302
اعتمدت على أدوات قياس معدة مسبقا ومن الدراسات التي بنى أصحابها أدوات خاصة بدراستهم نجد
دراسة الفقيه ( ، )9301ودراسة جاسم (، )9301ودراسة الغامدي (. )9301
أما البحث الحالي فهو يعتمد على مقاييس معدة مسبقا وستقوم الطالبة من التحقق من خصائصه
السيكومترية وهو مقياس الزهراني (. )9309
15
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-1المنهج :
تنوعت المناهج المستخدمة في الدراسات السابقة كل من الهبيدة ( ،)9393ودمحم ( ، )9393وصالح
( ، )9393الجراح وآخرون ( ، )9308رشوان ومصطفى ( ،)9309فقد اعتمدوا على المنهج
الوصفي أما دراسة دمحم ( ، ) 9393فقد اعتمدت على المنهج التجريبي ذي المجموعة الواحدة.
-2العينة :
إن اإلنجاز األكاديمي مفهوم مرتبط بما يحصله الطالب من معارف ومهارات في مختلف أصناف
المعرفة العلمية بالتالي فإن كل الدراسات كانت عينتها متمثلة في طلبة الجامعة إال دراسة شتوان
وبوقصارة ( ) 9302فقط تمثلت عينة دراستها في تالميذ الطور الثانوي و الدراسة الوحيدة التي اختلفت
عينتها عن الطلبة هي دراسة االنباري ( )9330فهي مديري المدارس .
- 3أداة الدراسة :
تباينت أدوات قياس اإلنجاز األكاديمي إال أن المالحظ أن أغلب هذه الدراسات فقد قاسته عن طريق
النتائج المحصل عليها في االختبارات الممتحن فيها الطالب و المدونة في السجالت الرسمية مثل دراسة
الجبر () 9300الزعبي ( )9393المساوي وعشيبه( ،)9309الذبياني ( )9301ويوجد من قاس
الدراسات اإلنجاز األكاديمي بالنتائج الدراسية المحصل عليها في مختلف االختبارات والمصرح بها من
قبل الطالب في استمارة معدة مسبقا مثل دراسة الزعبي( )9393وإبراهيم( )9339في حين نجد دراسة
كل من ( )raisi et al ,2014وصالح ( )9393خوالده( )9309فقد اعتمدت على مقياس اإلنجاز
األكاديمي أما دراسة الشحات وآخرون 9309فاطمة قياس اإلنجاز األكاديمي عن طريق اختبار
تحصيلي اعد لذلك ومن الدراسات السابقة من لم يتطرق إلى كيفية قياس اإلنجاز األكاديمي دراسة
رشوان ومصطفى ( )9309والميالي( )9302ورمضان ( )9302و عبد العزيز( ) 9302والمرجح
أن في هذه الحالة أنه تم االعتماد على نتائج الطلبة الدراسية .وفي هذه الدراسة ستعتمد الطالبة على نفس
اإلجراء الذي اعتمدت عليه دراسة إبراهيم ( )9300من خالل تقدير الطلبة إلنجازهم األكاديمي بواسطة
نتائجهم الدراسية.
16
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
النفسية و اإلنجاز األكاديمي عند طلبة الجامعة وبالتالي تأتي هذه الدراسة لسد الفجوة البحثية أخرى و
ممهدة لدراسات أخرى في هذا المجال .
ولقد استفادت الباحثة من ال دراسات السابقة في عدة نواحي عبر مختلف مراحل انجاز الدراسة ومن هذه
النواحي
-0زودت الدراسات السابقة الباحثة بخلفية نظرية ساهمت في إثراء الجانب النظري خاصة ما يتعلق
منه باليقظة العقلية حيث رغم ازدياد البحث فيها فإنه يشهد نقصا في جانب تأليف الكتب والمراجع
المتخصصة بشرحه وتناوله وعرض أدبياته بنوع من التفصيل .
-9استفادت الباحث من الدراسات السابقة في الصياغة الدقيقة للعنوان .
-0استفادت من الدراسات السابقة في استخدام المنهج الوصفي .
-4وعلى غرار عديد الدراسات السابقة فإن أنسب عينة الدراسة متغيرات البحث هي عينة الطلبة
الجامعيين .
-0اغلب الدراسات تناولت اإلنجاز األكاديمي بداللة التحصيل الدراسي وبالتالي يمكن قياسه من خالل
النتائج المدرسية المتحصل عليها من قبل الطالب الجامعي وهذا ما سهل العملية البحثية للطلبة .
-1الكثير من الدراسات اعتمدت على مقاييس معربه ومترجمه وهذا ما حدا بالطلبة لالقتداء بها .
-3فرضيات الدراسة:
الفرضية األولى : :توجد عالقة ذات داللة احصائية بين اليقظة العقلية و الضغوط النفسية واالنجاز
األكاديمي لدى طلبة الجامعة.
الفرضية الثانية:توجد فروق ذات داللة احصائيةفي درجات اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس
والمستوى الجامعي لدى طلبة الجامعة؟
الفرضية الثالثة :توجد فروق ذات داللة احصائية في درجات االنجاز األكاديمي ترجع لمستويات اليقظة
العقلية (منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة؟
الفرضية الرابعة :توجد فروق ذات داللة احصائيةفي درجات االنجاز األكاديمي ترجع لمستويات
الضغط(منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة؟
17
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
الفرضية الخامسة :توجد فروق ذات داللة احصائية في درجات الضغط النفسي ترجع لمستويات اليقظة
العقلية (منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة؟
الفرضية السادسة:هناك فروق ذات داللة احصائية في درجات الضغط النفسي تعزى لمتغير الجنس
واإلقامة لدى طلبة الجامعة؟
-4أهمية الدراسة:
تتجلى أهمية هذا البحث في جانبين ،الجانب األول يتمثل في األهمية النظرية والجانب الثاني يتمثل
في األهمية التطبيقية نوضح الجانبين في ما يلي:
-تبرز أهمية هذه الدراسة في كونها تتناول حقل علمي جديد في ميدان علم النفس وهو علم النفس
االيجابي الذي يعتبر الموجة الثالثة لعلم النفس وما يتضمنه من مفاهيم حديثة في مقدمتها مفهوم
اليقظة العقلية الذي أثبتت الدراسات فاعليته في مجاالت شتى.
من المتوقع أن توفر هذه الدراسة مرجعا حديثا لمتغير اليقظة العقلية وبخاصة أن المتغير ما -
يزال حيز التطوير.
-تسهم هذه الدراسة في إمداد وإثراء علم النفس عامة والتوجيه واإلرشاد النفسي األكاديمي خاصة
بمعلومات عن طبيعة متغيرات البحث.
تناولها لموضوع اإلنجاز األكاديمي باعتباره مؤشرا على نجاعة النظام التعليمي الجامعي. -
كما تظهر األهمية من خالل عينة الدراسة والذين هم من فئة الشباب من طلبة الجامعة والذين -
ينتظر منهم أن يساهموا في بناء وتطوير أوطانهم لمكانتهم المهمة في المجتمع وعليه فال بد من
الحرص على ضمان تمدرس يلبي احتياجاتهم األكاديمية من خالل بيئة تعليمية تبعد عنهم
الضغوط النفسية.
-المساهمة في إمداد المكتبة العربية بمزيد من المعارف النظرية عن متغيرات الدراسة حيث
مازالت الدراسات محدودة النطاق وقليلة ،سواء كان ذلك في البيئة العربية أو المحلية.
كما تتجلى أهمية هذه الدراسة من خالل ندرة الدراسات في حدود ما طلعت عليه الباحثة والتي -
تناولت متغيرات الدراسة الحالية بصفة عامة وعند الطالب الجامعي بصفة خاصة من خالل
مراجعه التراث النظري لذلك جاءت هذه الدراسة إسهاما متواضعا في هذا المجال.
18
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-يستمد هذا البحث أهميته من أهمية المجال البحثي الذي ينتمي إليه وهو التوجه اإليجابي في علم
النفس والذي يشهد انتشارا واسعا فهو يهتم بالقوى والفضائل اإليجابية في الشخصية وكيفيه
تطويرها.
-تأتي الدراسة الحالية مسايرة لالهتمام المتزايد من قبل التربويين باإلنجاز األكاديمي لدى
الطالب،ألنه المعيار األساسي في الحكم على نجاعة النظام التعليمي.
تبرز أهميه هذا البحث من إسهامه في تزويد الدراسات العربية بإطار نظري عن اليقظة العقلية -
كمفهوم حديث وتوظيفه في المجال األكاديمي خاصة مع ما تؤيده نتائج الدراسات األجنبية.
-تسهم هذه الدراسة في تقديم أداتين للقياس األولى لقياس اليقظة العقلية والثانية لقياس الضغوط
النفسية وقد يستفاد من هذه األدوات في دراسات مشابهة.
-كما تظهر أهمية هذه الدراسة من خالل تباين نتائج الدراسات السابقة التي تناولت تأثير بعض
المتغيرات الديموغرافية عل ى اليقظة العقلية كالجنس والعمر والمرحلة الدراسية.
-2-4األهمية التطبيقية:
من ناحية األهمية التطبيقية أو العملية من المتوقع أن تظهر في هذه الدراسة من خالل :
-هذه الدراسة مفيدة جدا لطلبة الجامعة وذلك لتعريفهم بمفهوم اليقظة العقلية وخصائصها وآثارها
على حياتهم األكاديمية إذ أن الطلبة اليقظين عقليا يتقبلون األفكار الجديدة و يتمكنون من اإلفادة
من كل الخبرات التي يعايشونها.
قد يفيد القائمين على قطاع التعليم العالي في كيفية العمل على تحسيناإلنجاز األكاديمي. -
-قد يفيد القائمين على شؤون الطلبة في كيفية تحسين جودة حياة الطالب الجامعي من خالل تناوله
لموضوع الضغط النفسي لدى هذه الفئة.
-قد تنفع نتائج هذه الدراسة في لفت انتباه القائمين على المناهج التعليمية بضرورة احتوائها على
ما ينمي اليقظة العقلية لدى الطلبة الجامعيين.
-تظهر األهمية التطبيقية لهذه الدراسة كذلك في إمكانية تصميم برامج إرشادية في ضوء نتائج
البحث تعتمد على مداخل إرشادية مختلفة للتدريب على اليقظة العقلية.
-يمكن أن تفيد نتائج هذا البحث في توجيه انتباه التربويين والمختصين في مجاالت علم النفس
والصحة النفسية إلى الضغوط النفسية ومدى انتشارها في أوساط الطلبة ومعرفة مصادرها
وسبل مواجهتها.
-قد تسهم نتائج هذه الدراسة في توفير مادة علمية مدعومة بنتائج ميدانية تساعد المختصين
والمرشدين النفسيين واألولياء في بناء وتطبيق برامج إرشادية لخفض الضغوط النفسية السلبية
والتحكم في مصادرها.
19
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-5أهداف الدراسة:
من خالل ما تم التطرق إليه من اعتبارات نظرية يمكن تحديد أهداف الدراسة في النقاط التالية:
-معرفة طبيعة العالقة بين الضغوط النفسية واليقظة العقلية واإلنجاز األكاديمي.
-التحقق من وجود فروق في اإلنجاز األكاديمي ترجع لمستويات الضغط (منخفض ،متوسط،
مرتفع) لدى طالب الجامعة.
-التعرف على ما إذا كانت هناك فروق في اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس والمستوى الجامعي
لدى طالب الجامعة.
التحقق من وجود فروق في درجات اإلنجاز األكاديمي ترجع لمستويات اليقظة العقلية( منخفض -
،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة.
-معرفة ما إذا كانت هناك فروق في درجات الضغط النفسي ترجع لمستويات اليقظة العقلية(
منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة.
-الكشف عن وجود فروق في درجات الضغط النفسي تعزى لمتغير الجنس ونمط
اإلقامة(خارجي/إقامة جامعية) لدى طلبة الجامعة.
51
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-3-6اإلنجاز األكاديمي:
اإلنجاز األكاديمي عبارة مقابلة لAchievement Academicباللغة اإلنجليزية وتختلف
المراجع العربية والدراسات العلمية في نقله للغة العربية فتارة يستخدم كمرادف للتحصيل الدراسي
أوالتحصيل األكاديمي والتحصيل العلمي وتارة أخرى مرادف دافع اإلنجاز األكاديمي أو يستعمل للداللة
على كفاية الطالب ورغبته في النجاح األكاديمي وقد عرفه بدوي( ")0899بأنه مستوى من المعرفة التي
يحصل عليها الفرد والمهارات التي يتم تنميتها في إطار المساقات والمقررات المرتبطة بالمنهج المحدد
والتي تترجمها الدرجات وتتوجها التقديرات التي يحصل عليها الفرد بعد استكماله للمقررات والتي يبنى
عليها معدله التراكمي.
ويعرف إجرائيا في هذه الدراسة بأنه المعدل الدراسي الذي يحصل عيه الطالب في جميع المقاييس
المدروسة خالل السداسي األول من الموسم الدراسي .9390-9393
50
الفصل الثاني
اليقظة العقلية
الفصل الثاني
اليقظة العقلية
تمهيد
أوال علم النفس االيجابي
-1تعريف علم النفس االيجابي.
-2نشأة علم النفس االيجابي .
-3أهداف علم النفس االيجابي.
-4مجاالت علم النفس االيجابي.
-5القوى و الفضائل اإلنسانية .
-6مستقبل علم النفس االيجابي.
ثانيا اليقظة العقلية
-1تعريف اليقظة العقلية .
-2تاريخ اليقظة العقلية .
-3نظريات اليقظة العقلية.
-4أهمية اليقظة العقلية .
-5مكونات اليقظة العقلية.
- 6خصائص اليقظة العقلية.
-7فوائد اليقظة العقلية .
- 8قياس اليقظة العقلية .
-9تمارين اليقظة العقلية .
خالصة
اليقظة العقلية الفصل الثاني
تمهيد:
يسمى القرن 21في مجال علم النفس عصر الموجة الثالثة له حيث كانت الموجة األولى خاصة
بالتحليل النفسي والثانية بعلم النفس السلوكي والحالية خاصة بعلم النفس اإليجابي والذي يعتبر اتجاه
مضاد لعلم النفس التقليدي حيث إن هذا األخير انغمس في بحث ودراسة جوانب الخلل والقصور في
الشخصية وكان اهتمامه بالمرض واالضطراب على حساب الصحة والتوازن ،وقد كان االتجاه اإلنساني
في مجال علم النفس مهدا لنشأة هذا العلم الحديث الذي يهدف إلى اكتشاف مكان القوة اإلنسانية وتنميتها
وتعظيمها ومعرفة كيف يؤدي الناس مهامهم بشكل أفضل من أجل العيش األفضل.
فهو يسهم في الوقاية و العالج ويعمل على تعزيز اإلمكانات لبلوغ أقصى حاالت اإلنجاز
والسعادة وجوده الحياة ،ومن الطبيعي أن يكون لهذا العلم الناشئ علمائه ومنظروه وأبحاثه ومقاالته
ومؤتمراته ومفاهيمه التي تحمل دالالت مرتبطة به من حيث الخصوصية والمضامين ،ويأتي في مقدمة
هذه المفاهيم مفهوم اليقظة العقلية أو الذهنية والذي شهد اهتماما خاصا في العالم الغربي تحديدا على
خالف بقية مفاهيم علم النفس اإليجابي من طرف األكاديميين واإلعالميين والمهتمين باالستفادة من
أبحاث علم النفس ،حيث ترجع جذوره إلى الثقافة أو الفلسفة البوذية من خالل التأمل والذي تتناوله
أدبيات علم النفس االيجابي بعدة مسميات منها الوعي المدرك ،اليقظة الذهنية ،التأمل الواعي اإلدراك
الصادق التأمل اليقظ ،الوعي في الوقت الحاضر وغيرها من المسميات ،ويقصد به استحضار االهتمام
الكامل للخبرات الحاصلة في الوقت الراهن وعدم إخضاع السلوك لسيطرة الروتين.
35
اليقظة العقلية الفصل الثاني
وهو مصطلح صاغه مارتين سليجمان ليجسد اتجاها جديدا في علم النفس والذي كان مهتما بدراسة
االضطرابات النفسية والمرضى النفسيين ليتحول إلى االهتمام بدراسة الجوانب اإليجابية ومكامن القوة
والفضائل التي تمكن األفراد والمؤسسات والمجتمعات من االزدهار والرفاهية والتطور،وبهذا يمكن
اعتبار علم النفس اإليجابي فرع من فروع علم النفس يهتم بدراسة كل ما من شأنه أن يؤدي إلى األداء
النفسي الوظيفي للكائن البشري بما يتجاوز نطاق أو حدود الصحة النفسية(.أبو حالوة والشربيني
) 2116،
في حين أن( العاسمي )2116،يعتبر أن علم النفس اإليجابي هو مجال جديد وحركة علمية مثيرة
للجدل في علم النفس انطلقت بداياته األولى في أواخر عام 1989من خالل أربعة من العلماء البارزين
في مقدمتهم سليمان Seligmanميهالي Mihalyودينر Dienerبيترسون Petersonوقد كتب
هؤالء العلماء وغيرهم مقاالت متعددة عن السعادة والتفاؤل المتعلم وتفاؤل الطفل واألم...الخ فمثلت تلك
المقاالت القاعدة في بناء حركة علم النفس اإليجابي
و تزخر أدبيات علم النفس االيجابي بعدة تعريفات نذكر منها اآلتي:
.1هو الدراسة الموضوعية للخصال اإليجابية في اإلنسان والمؤسسات النفسية واالجتماعية التي تعمل
على ترقية هذه الخصال وتنميتها إلعداد شخصيات ايجابية (.معمرية،2112،ص)11.
.2علم النفس اإليجابي هو فرع من فروع علم النفس يؤكد على دراسة كل ما من شأنه أن يؤدي الى
الى تحسين األداء النفسي الوظيفي للكائن البشري بما يتجاوز نطاق أو حدود الصحة النفسية ( أبو
حالوة والشربيني،2116،ص. )28.
.3أنه ليس أكثر من الدراسة العلمية للقوة والفضائل البشرية ,حيث يعيد علم النفس االيجابي للشخص
العادي القدرة على االستمتاع باألعمال التي يقوم بها وتحسن مستواه(العاسمي،2116،ص)31.
.4هو فرع من فروع علم النفس يستخدم الفهم العلمي واآلليات الفعالة في التدخل التعليمي واإلرشادي
والعالجي للمساعدة في الوصول إلى حياة إنسانية إيجابية وفعالة بدال من مجرد عالج األمراض
النفسية (,حالوة،2116،ص)17.
35
اليقظة العقلية الفصل الثاني
من خالل التعريفات السابقة نستنتج أنها تشترك جميعا في أن علم النفس اإليجابي ليس تخصصا
جديدا بل هو اتجاه جديد لدراسة السلوك اإلنساني يجعل الفرد أكثر رضا عن نفسه وقادرا على
إطالق طاقات الحياة وأكثر استمتاعا بحياته التي تتسم بالجودة واألمل والتفاؤل.
وقد اصبح يطلق على هذا االتجاه الجديد في دراسة النفس البشرية علم السعادة أو علم الرفاه
النفسي ألنه يهتم بكل مايجعل الفرد أكثر استمتاعا بحياته ،فإذا كان علم النفس التقليدي يركز على
اإلضطرابات النفسيىة وكيفية التكفل بها ومعرفة اسبابها فإن علم النفس اإليجابي يبحث في ما الذي
يجعل األصحاء أكثر استمتاعا بحياتهم وأكثر إقباال على الحياة بفاعلية.
لقد كان لعدة فروع من علم النفس النظرية والتطبيقية المساهمة في تشكيل تراكم ال بأس به
انطلق منه وتتمثل أهم هذه اإلسهامات في أعمال فرويد ( )1945وآرائه حول مبدأ السرور ( اللذة
والمتعة) ،وأفكار يونج ( )1955حول مبدأ الكمال الشخصي والروحي والذي اهتم به من أجل الكشف
عن معنى الحياة وتنظير آدلر حول الكفاح الفردي المدفوع واهتمامات وميول اجتماعية و العالج
المتمركز حول العميل الذي طوره روجرز فانبثق اعتقاد في قوة انطالق وتنشيط األفراد أنفسهم نحو
اإلنتاج واألداء المتقن يكمن في اكتشاف أدواتهم األصلية وقدرتهم على التعبير .
فقد انصب االهتمام األساسي على العمليات النفسية التي يمكن لألفراد عن طريقها توكيد ذواتهم
ومن ثم التوصل إلى أعلى درجات تنمية مواهبهم وخصالهم الشخصية أو قواهم النفسية على أنها السمات
الشخصية للفرد الذي يستطيع تحقيق ذاته ،وهذه المواهب والقوى النفسية التي تحدث عنها ماسلو هي ما
يشغل الب احثين في علم النفس االيجابي اآلن ،كما دعا ماسلو إلى االهتمام بالمشكالت اإلنسانية التي تؤدي
إلى فهم أفضل للطبيعة االنسانية مثل الحرب والسالم ويتساءل ماسلو أين علم النفس الذي يدرس السعادة
والحب والرضا بقدر ما يدرس الشقاء والصراع والخجل والعدوان؟ ،كما كان لدراسات باندورا في
فعالية الذات وما قدمه أبو حطب حول التصورات المتعددة للذكاء ،فكل هذه األبحاث والنتائج التي توصل
إليها العلماء كانت بمثابة األرضية الخصبة التي مهدت لظهور هذا العلم الحديث علم النفس اإليجابي (أبو
الديار) 2112 ،
ورغم أن هذه اإلسهامات التي قدمها العلماء والتي لم تكن تهدف إلى تأسيس علم النفس اإليجابي في
القرن العشرين إال أنها وردت في كتاب علم النفس اإليجابي للعالم سليجمان الذي تضمن فصل لعالم
النفس ماسلو بعنوان التوجه نحو علم النفس اإليجابي والمأخوذ من كتابه الدافع والشخصية أول إشارة
33
اليقظة العقلية الفصل الثاني
يمكن أن نقرأها في علم النفس اإليجابي ( العبودي ،صالح )23، 2118 ،ويشير العزيزي أنه قبل
الحرب العالمية الثانية كان لعلم النفس ثالث مهام رئيسية هي:
وبعد الحرب العالمية الثانية كان التركيز على المهمة األولى مع تهميش كبير للمهتمين الثانية
والثالثة ،وذلك بسبب األموال الطائلة التي وجهت لعالج األمراض العقلية ودراستها لمعالجة األوضاع
الناتجة من الحرب في الواليات المتحدة األمريكية وغيرها من الدول إلى التركيز على االضطرابات
والمرضى النفسيين ولكن في ثمانينيات القرن العشرين وبداية التسعينات بدأت تظهر أبحاث علمية تتجه
لبحث بعض الصفات والخبرات النفسية الغير متصلة باالضطرابات النفسية مثل التفاؤل واألمل وبدأت
تتراكم البيانات والتجارب العلمية عن أثرها اإليجابي في الوقاية من االضطرابات النفسية واألمراض
البدنية ودورها في إثراء حياة األفراد فكانت هذه البوادر األولى التي ساهمت في إحياء هذا العلم الذي
بات يعرف باسم علم النفس االيجابي (.العزيزي) 2119،
ويذكر سليجمان بعض الخبرات العلمية والمهنية واألسرية التي دفعته إلى وضع األساس الفكري
لعلم النفس اإليجابي نذكرها في هذا السياق ،فقد بدأ سيلجمان بحوثه األكاديمية عندما كان طالبا في السنة
النهائية بجامعة ب نسلفانيا في دراسته على ظاهرة العجز المكتسب ،أين اكتشف أن الكالب التي تتعرض
لصعق كهربائي مؤلم وال تستطيع التخلص منه بأي من حركاتها ،تكف فيما بعد عن المحاولة وتقبل
الصعقات بسلبية حتى ولو كانت الصعقات األخيرة يسهل الفرار منها ،لقد اكتسبت الكالب عجزا عن
التصرف والخروج بنجاح من الوضعية المؤلمة.
وأجري جوشا تجارب مماثلة على البشر فتوصل إلى نتائج مشابهة مما جعله يربط العجز المكتسب
باالكتئاب وحيد القطب وباستمرار البحث الذي استغرق 31عاما اكتشف أن اإلفراد المكتئبين
واألشخاص الذين يبدون عاجزين بسبب مشاكل ال حل لها يصبحون سلبيين وأقل قدرة على التعلم وأكثر
حزنا وأكثر قلقا من األشخاص غير المكتئبين ،وفي أول يوم يلتحق فيه بمكتبه كرئيس للجمعية األمريكية
لعلم النفس استقبله مجموعة من السيكولوجيين الذين لم يكونوا راضين عن المعتقدات التقليدية لعلم النفس
و أصابهم الملل من ذلك فطلبوا منه يوم ذلك قائلين له هذا شيء ممل بحق والبد وأن تعمل بعض
األساس الفكري لهذا األمر .لقد شعر هؤالء بعدم الرضا ألن علم النفس أثقل كاهله االهتمام بالمرضى
والعاجزين طيلة عقود من الزمن وال بد من التغيير في مساره نحو االهتمام باألصحاء واألقوياء.
35
اليقظة العقلية الفصل الثاني
وهنا ك حادثة يرى أنها كانت السبب القوي في انفتاح عقله على وجه آخر من الدراسات النفسية غير
تلك التي تهتم باألسواء من السلوك ،وقعت له هذه الحادثة مع إحدى بناته التي كانت صعبة المراس
كثيرة المطالب والشكوى ابتداء من ثالث سنوات إلى خمس سنوات من عمرها وعانى منها كثيرا في
سبيل تعديل سلوكها فقد كان يغضب منها وينفعل بقوة ،وفجأة توقفت عن ذلك السلوك من تلقاء نفسها بعد
عيد ميالدها الخامس .
ويذكر هذه الحادثة كما يلي :علي أن أعترف بأنه بالرغم من إني كتبت عدة كتب عن األطفال إال
أني لم أكن في الحقيقة جيدا معهم فقد كنت دائما متحركا نحو هدف ومنطوقا بما يعرف بضغط الوقت
،وأنه بعد مرور أسبوعين من استقبال السيكولوجيين لي عند باب مكتبي كنت أزيل الحشائش الجافة من
حديقة منزلي بصحبة ابنتي ذات خمس سنوات كنت اجتهد ألنتهي من هذا العمل بسرعة ومع ذلك كانت
ابنتي ترمي بالحشائش في الهواء وتغني وترقص فرحة سعيدة بسقوطها على األرض ثانية ،وألنها كانت
تشتت جهدي صرخت فيها فسارت مبتعدة وبعد دقائق قليلة عادت إلي قائلة أبي أريد التحدث إليك قلت
لها ما األمر قالت هل تذكر يا أبي ما قبل عيد ميالدي الخامس منذ كنت في الثالثة حتى الخامسة من
عمري كنت كثيرة الشكوى والتذمر ،كنت أنتحب كل يوم وفي عي د ميالدي الخامس قررت أني لن
انتحب بعد ذلك لقد كان هذا أصعب شيء حققته ،وإذا كنت استطيع التوقف عن النحيب فأنت كذلك ينبغي
إن تتوقف عن الغضب واالنفعال الشديد.
يقول سيلجمان وإذا بغاللي تتمزق في داخلي فخالل 51عاما حملت الكآبة في نفسي وفي السنوات
العشر األخيرة لم أشعر بالشمس التي غمرت منزلي وأطلق سيلجمان على هذه القدرة الناضجة أو النضج
المبكر الذي الحظه في ابنته ذات الخمس سنوات ،النظر داخل الروح أو ضبط الذات أو الذكاء
االجتماعي وهو من القوى اإلنسانية التي تتحول عند الكبر إلى قوة عازلة ضد صعوبات الحياة وأردف
قائال إن تنشئة األطفال هي أكثر من مجرد إصالح ما لديهم من أخطاء أنها تهدف إلى تقوية قدراتهم
وفضائلهم ومساعدتهم على ممارسة هذه السمات اإليجابية بصورة متفوقة ومن مصلحة المجتمع أن
يوجد ظروفا يستطيع فيها أفراده إظهار قدراتهم على أفضل وجه (معمرية)2111 ،
وفي هذا السياق يتساءل سليجمان هل يمكن اقامة علم النفس يدور حول أفضل ما في الحياة ؟هل
يمكن التوصل إلى تصنيف لجوانب القوة والخصال الطيبة التي تجعل الحياة تستحق أن تعاش؟ هل يمكن
أن يستخدم اآلباء والممارسون هذا العلم لتنشئ ة أطفال أقوياء مرنين مستعدين لتبؤ مكانتهم في عالم تتزايد
فيه فرص اإلنجاز ؟هل يستطيع الراشدون أن يعلموا أنفسهم طرقا جديدة للسعادة واإلنجاز ؟
35
اليقظة العقلية الفصل الثاني
إن التراث السيكولوجي الضخم الذي يركز على المعاناة ال يصلح "لنيكي"،إن علم النفس األصلح لها
ولغيرها من األطفال في كل مكان يقوم على اعتبار الدوافع اإليجابية كالحب والعطف والكفاءة واالختيار
واحترام الحياة بنفس مشروعية الدوافع السلبية(.سليجمان)2112،
انطالقا من هذا التحول الجذري الذي مر به عقد عدة حلقات دراسية مع بعض رفاقه األخصائيين
في علم النفس الذين شاركوه هذا التحول الجديد وكونوا فريقا لوضع الخطوط العريضة لمشروع يهدف
إلى جمع األبحاث الضرورية واإلعانات المادية الداعمة لهذه األبحاث حول علم النفس االيجابي والذي
كان سليجمان رائدة ( خضر ،عبده. ) 2118،
ويسرد سيكزينتيميهالي قصة ذهابه الى المملكة المتحدة ودراسته لعلم النفس في فترة الخمسينات من
القرن العشرين ويشير إلى أن اهتمامه بعلم النفس جاء من رغبته في فهم خصائص البشر ومكامن قوتها
وتميزها ولكن وجد ان ماتعلمه تحت مانشيت علم النفس كان عبارة عن احصائيات آلية ميكانيكية .فقد
كان ما يطمح اليه ان يفهم الظروف التي تسمح للبشر بتحقيق كامل امكانيات ارتقائه النفسي والى اقصى
مدى ,لقد أراد أن يدرس علم يهتم بدراسة الكائن اإلنساني .
وقد أتيح لهذين العالمين (سليجمان و سيكيزينتي ميهالي) أن يلتقيا في اجتماع فقررا سويا أن يؤسسا
علم النفس اإليجابي ووضع مارتين سيلجمان هذا الموضوع في بؤرة خطابه الرئاسي لجمعية علم النفس
االمريكية سنة ,1999ورأى كثيرون أن خطابه يمثل نقطة تحول كبيرة في علم النفس (.دغنوش وابن
عامر)2119،
وترى الباحثة أن نشأة علم النفس اإليجابي حتى وإن وثقت بشهادة ميالد تعود لسنة 1998إال أن
بداياته األولى تعود لسنوات خلت من خالل جهود سكولوجي المدرسة اإلنسانية في علم النفس وعلى
رأسهم العالم ماسلو صاحب نظرية الحاجات النفسية والتي تأتي في أعلى هرمها الحاجة الى تحقيق
الذات .وما ترؤس سليجمان للجمعية االمريكية لعلم النفس وحادثته الشهيرة مع ابنته اال المرحلة األخيرة
والتي من خاللها تم االعالن عن نشأة علم النفس اإليجابي.
تعزيز عوامل الصحة النفسية ألنها أساس مواجهة الضعف الذي يصيب اإلنسان وغرس أفكار
35
اليقظة العقلية الفصل الثاني
االهتمام بالجانب العاطفي والمعرفي لدى األفراد وكيفية قيام الفرد بربط األحداث مع ردود
األفعال .
مساعدة األفراد على صقل قدراتهم وتحقيق اإلنجازات على مختلف األصعدة.
تعليم الفئات المستهدفة اإلستثمار األمثل للمشاعر ووضعها في مكانها الصحيح والعمل على
تنميتها.
البحث على وسائل بناء النفس البشرية بكل فئات المجتمع صغارا وكبارا وتنميتهم على جميع
معالجة األعراض الصحية البدنية جنبا إلى جنب مع األعراض النفسية.
البحث في مفهوم السعادة وكيفية تحقيقها واالبتعاد عن فكرة جلد الذات.
للعاملين الوظيفي األداء في النتائج أفضل تحقق التي المبادئ في البحث
بالشركات(.النجم)2119،
في حين يقترح غانم ( )2116منظورين اثنين لتناول أهداف علم النفس اإليجابي:
المنظور األول :إن أهداف علم النفس اإليجابي ال تختلف عن أهداف علم النفس بصفة عامة من خالل
السعي إلى تحقيق اآلتي :فهم السلوك ،وتفسيره والتنبؤ بما سيكون عليه السلوك مستقبال ،ضبط السلوك
والتحكم فيه.
المنظور الثاني :الخصوص ية التي تميز علم النفس اإليجابي ،إذ يمكن حصر أهدافه في التالي:
وتشير كل من الزويني وحميد( )2116أن من األهداف التي يؤكد عليها علم النفس اإليجابي أن
يتمتع الفرد بالصحة النفسية اإليجابية المتمثلة في تمكين الفرد من اإلحساس بالسعادة والرضا عن الحياة
ويذهب كل من خضر ،عبده ( ) 2118إلى إن علم النفس االيجابي يسعى إلى الكشف عن
العوامل التي تمكن األفراد والمؤسسات والمجتمعات من االزدهار وتمكين الفرد من اإلحساس بالسعادة
والرضا عن الحياة والصحة النفسية االيجابية.
35
اليقظة العقلية الفصل الثاني
إما العاسمي ( ) 2117فقد كان تناوله ألهداف علم النفس اإليجابي أكثر تحديدا فهو يرى أن الهدف
العام لعلم النفس اإليجابي باعتباره خبرة ذاتية يتمثل في :
تعزيز وتحفيز فضائل الفرد االيجابية لبناء حياة جديرة بأن تعاش عندما تصبح حياة الناس قاحلة وبال
كما أنه يهتم ببناء التمكين الشخصي والرفاهية الذاتية في الحياة .
أما سليجمان فتحدث عن أربعة أهداف رئيسية طويلة األمد لعلم النفس اإليجابي وهي:
استخدام التقنيات واألساليب التي تساعد المرضى للحفاظ على نقاط القوة لديهم .
انطالق علم النفس من األنانية إلى الغيرية والخيرية وتمكين األفراد من امتالك القوة اإليجابية لتحقيق
السعادة وبناء القوة الفاضلة وإيجاد المناخ اإلرشادي المناسب يعمل من خالله المعالجون لتنمية الفضائل
لدى المرضى.
فالغاية الرئيسة لعلم النفس اإليجابي تتمثل في قياس وفهم وبناء مكامن القوة اإلنسانية وفضائلها
المدنية وصوال إلى إرشادنا في تطوير الحياة الجيدة والطيبة التي تركز على رفاهية اإلنسان.
و يضيف أبو الديار() 2112ان الغاية الرئيسية لعلم النفس اإليجابي تتمثل في :قياس جوانب القوة
االنسانية وفهمها وبنائها وصوال الى الحياة الطيبة أو الجيدة ولهذا يركز علم النفس االيجابي على جوانب
القوة عند اإلنسان ب دال من جوانب القصور .وعلى تعزيز اإلمكانات بدال من التوقف عند المعوقات .انه
يهدف الى تنشيط الفاعلية الوظيفية والكفاءة والصحة الكلية للفرد بدال من التركيز على االضطرابات
وعالجها انه يغير المنظور ومركز االهتمام من المرض المعوق الى المعاني الفعالة وكيفية تعظيم
فاعليتها ,ويمكن تحقيق ذلك من خالل النقاط اآلتية:
يساعد الفرد على إيجاد استراتيجيات فعالة لحل المشكالت .
يوضح كيفية االستفادة من إيجابيات الشخصية وكيفية تطويرها واستخدامها .
يسهل كيفية اكتساب المهارات والخبرات االيجابية لمواجهة المشكالت بمختلف طبيعتها وشدتها.
يهتم بإلقاء الضوء على كيفية اتساع المدارك وعدم االنزواء في جانب واحد من الحياة واهمية خروج
الفرد من الحيز الشخصي الضيق ليزيد من ثقته في ذاته وشعوره بالملل والفعالية في الحياة
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
فالصحة النفسية االيجابية هي نظرة إلى ما وراء الضعف اإلنساني وإعادة التعلم اإلنساني وكيفية
االرتقاء بالسعادة والعافية.
كما يبحث علم النفس االيجابي في تحويل فروع علم النفس جميعها إلى سلوكيات ايجابية واعية تقوم على
أرضية علمية راسخة تحقق للفرد الوجود اإليجابي الواعي ومن ثم االستمتاع بالحياة .كما يركز علم
النفس االيجابي على سلوكيات التنمية الذاتية التي تبتعد عن جلد الذات وتأنيب الضمير الذي يؤدي إلى
االنطواء والعزلة االجتماعية،وكما أن الجسم يكتسب نظاما للمناعة يمثل خطا دفاعيا ضد الكائنات
الميكروبية الدقيقة فإن النفس البشرية كذلك يمكنها التعلم أن تكسب نظاما المناعة النفسية وهذا الجهاز له
العديد من الوظائف الوقائية االيجابية التي تهدف الى مهاجمة الملوثات بما يحقق جودة الحياة األمر الذي
يجعله يتغلب على المرض بدال من االستسالم للقلق واالكتئاب.
أما سبيتول و أورسوال( )2116فإنه يقدم هدفا مميزا علم النفس اإليجابي وهو فهم ما إذا كانت
الخبرات اإليجابية والسلبية تعتمد كل منها على األخرى أو تعمل كل منها من خالل االخرى او مع
األخرى ،وكيف يحدث هذا التفاعل ،ولذلك فإنه يدعو لدراسة علمية للحاالت اإليجابية كالبهجة و اللعب
واألمل والحب وكل ما هو ايجابي كالنجاح والتواؤم في الخبرات االجتماعية ،هذه الدعوة يجب أال يساء
فهمها باعتبارها دعوة تجاهل الجوانب السلبية من الخبرات اإلنسانية ،بمعنى أن دراسة سيكولوجية
القوى اإلنسانية يجب أال تكون دراسة عن كيف يمكن تجنب أو تجاهل او استبعاد الخبرات السلبية ،إنما
كيف تترابط وتتداخل الخبرات اإليجابية والسلبية ،إذ يعتمد أحدهما على اآلخر بالضرورة كالمكسب
والخسارة ،السعادة والحزن ،اإلستقاللواإلعتماد،اإليجابية والسلبية من طبيعة هذا التزاوج أن أحد
المكونين ال يمكنه البقاء دون اآلخر.
في هذا المنظور فإن هدف علم النفس اإليجابي ال يقتصر على تنمية القوى اإليجابية فقط بل تتداخل
القوى اإليجابية والسلبية بما يحقق أفضل توازن بين المكونين ،ألن دراسة الجوانب اإليجابية في الحاالت
السلبية والجوانب السلبية في الحاالت اإليجابية يجب أن يكون جزءا مهما في دراسة علم النفس
اإليجابي.
ومن األهداف المميزة كذلك لعلم النفس اإليجابي هو التمييز بين اللذة البدنية وعملية اإلشباع النفسي
والسعادة النفسية الغامرة التي تتحقق لإلنسان عندما يعيش حالة التدفق ( )State of flowأثناء التعامل
مع مهام أو أعمال تستغرق ذاته في حالة عامة من الوله والعشق والهيام لدرجة نسيان الذات واآلخر
والسياق والوقت(مصمودي و باشا)2116،
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
أما عطا هللا وعبد الصمد ( )2113فقد أشارا لهدف أكثر تخصصا من خالل التركيز على الجانب
التربوي ،حيث أكد كثير من علماء النفس أن لعلم النفس االيجابي دورا فاعال في العملية التعليمية ،فهو
يعمل على تنمية دافعية التالميذ وثقتهم بأنفسهم وتنمية الجوانب اإليجابية واالنفعالية و االبداعية لديهم
وج علهم أكثر تفاؤال ومرونة وأمال في المستقبل األمر الذي سينعكس ايجابا على تحصيلهم الدراسي .
وال يقتصر دور علم النفس االيجابي في الميدان التربوي على الطالب فقط بل يمتد لسيدي خدماته
الى المعلم والمدرس والمدرسة بأكملها ،بالنسبة للمعلم فإن تفاعالت المعلم االيجابية مع التالميذ في
قاعات الدرس تسهم بشكل كبير في تحقيق كثير من اآلثار االيجابية في نفوس طالبه ،ومن ثم وجب
العمل على ايجاد بيئة تربوية ايجابية تسهم في ايجاد عديد من طرق التحصيل االيجابي لدى التالميذ.
1-4المجاالت البحثية
يشير النجم( )2119إلى أن أغلب الموضوعات التي يبحثها علم النفس اإليجابي كانت حاضرة فيما
يسميه البعض بعلم النفس السلبي إال أن نقلة نوعية حدثت في إطار علم النفس اإليجابي يمكن إجمالها
ببعدين :
األول :أنها كانت متناثرة وغير مؤكد عليها ،بل يمكن القول أنها كانت ضائعة في خضم الجوانب السلبية
الحاضرة في الدراسات،بينما هي تحضر بشكل قوي ومؤكد في التوجه الجديد.
الثاني:إن الموضوعات اإليجابية نضجت ضمن تيار له كيانه الخاص ومالمحه المحددة مما يعطيها زخما
دافعا بحثيا وتنظيميا صحيحا يبررها كموضوعات أساسية رائدة .
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
ويقدم أبو حالوة ()2116ثالث مجاالت بحثية يتناولها علم النفس اإليجابي وهي متداخلة فيما بينها
وهي:
البحوث التي تتناول دراسة ما يعرف بالحياة السيارة أو حياة االستمتاع وتهتم هذه البحوث بدراسة كيف
يتعامل البشر مع االنفعاالت والمشاعر اإليجابية كجزء أساسي وسوي للحياة اإلنسانية مثل العالقات
االجتماعية االيجابية ،الهوايات االهتمامات ،اإلمتاع ،الترفيه...الخ
البحوث التي تتناول ما يعرف بالحياة الجيدة أو حياة االنغماس واالندماج وتهتم هذه النوعية من البحوث
بدراسة التأثيرات المفيدة لالنغماس ،التشرب والتدفق والتي يشعر بها األفراد عندما يندمجون بصورة
مث الية في األنشطة المفضلة لديهم وعادة ما يتعايش األفراد مع حاالت الخبرة هذه عندما يحدث نوع من
التطابق اإليجابي بين قدرات الشخص وإمكانياته والمهام التي يؤديها أو يتعامل معها ،بمعنى عندما يشعر
األفراد في الثقة بقدراتهم على إنجاز المهام التي يواجهونها.
البحوث التي تتناول مايعرف بالحياة الهادفة ذات المعنى أو معانقة الحياة واإلنتماء لآلخرين وما تتضمنه
من رغد العيش وهناءة وتبني أهداف أخالقية ذات قيمة عليا تجعل الشخص يتجاوز اهتماماته الشخصية
الضيقة الى أهداف عامة تحقق المصلحة والخير العام وذلك باإلنتماء الفعال للجماعات االجتماعية
والمنظمات والجمعيات الخيرية.
ويضيف سالمة( )2119مجاال بحثيا آخر وهو علم األعصاب اإليجابي :
وهو توجه علمي جديد يهدف الى دراسة العمليات التي يقوم بها الدماغ اإلنساني وذلك بدال من
دراسة المرض واالضطراب العقلي ويهتم الباحثون في علم األعصاب اإليجابي بالعمليات العصبية
والدماغية للجانب المعرفي والتي يمكن من خالل تفهمها ان توفر حياة مزدهرة للفرد والمجتمع وتعتبر
مؤسسة تمبلتون رائدة في هذا المجال من خالل أبحاثها في فهم األجزاء المرتبطة بالفصوص الدماغية
وعالقتها ببعض المتغيرات االيجابية مثل االنفعاالت االيجابية والتفاؤل والسعادة وذلك بهدف الوصول
الى االزدهار اإلنساني وفيما يلي نتائج بعض هذه الدراسات.
-دراسة االنفعاالت االيجابية والقيم والفضائل :التعرف على األساس العصبي للكفايات المعرفية
واالنفعالية القادرة على إظهار الفضائل واالنفعاالت اإليجابية كالشجاعة واإلصرار والتفاؤل واألمانة
والحب والذكاء االنفعالي واالجتماعي.
-دراسة القدرات الخاصة :خصوصية هذه الفئة تهدف الى التعرف على الميكانيزمات الدماغية
والعصبية قبل وأثناء ممارستهم لألنشطة مثل النشاط الموسيقي والفني والرياضي والدراسي وذلك لفهم
وتفسير والتنبؤ بمستوى الطالقة النفسية على سبيل المثال.
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
-دراسة المعتقدات الدينية والروحية وما يتبعها من عمليات عصبية وذلك اثناء وبعد ممارسة الصالة أو
الشعائر الدينية األخرى.
الخبرة اإليجابية :مما ال شك فيه أن هناك تفاوتا في قدرة األفراد في حل مشكالتهم ويرجع ذلك الى
وجود الفروق الفردية في قدراتهم العقلية ومستوى الخبرات السابقة لديه ،في األفراد يتفاوتون في
قدراتهم من حيث إدراك المشكلة وصياغتها وتحديد كافة متغيراتها ومظاهرها وفي تنظيم المعلومات
المتعلقة بها ،فضال عن تفاوت األفراد في قدراتهم على توليد البدائل واالستفادة من خبراتهم السابقة في
حل المشكالت المماثلة،
و يركز في هذا المجال على دراسة كيف يستمتعون بمذاق المشاعر واالنفعاالت اإليجابية باعتبارها جزء
من الحياة الطبيعية الصحية مثل جودة الحياة الذاتية والتفاؤل والسعادة والعالقات والهوايات واالهتمامات
ويمكن دراسة هذه الحاالت جميعها باعتبارها حالة تهتم بدراسة األسبا ب وراء لحظات السعادة والتفاؤل
أو تناولها باعتبارها سمة ،حيث يتم دراسة ما يميز األفراد السعداء أو المتفائلين من سمات وصفات
شخصية ومقارنتها مع سمات وصفات االفراد غير السعداء أو المتشائمون ،أما التوجه الثاني في دراسة
علم النفس اإليجابي هو الدراسات المهتمة بال جوانب الشخصية اإليجابية وتشترك جميع الدراسات هنا في
كونها تنظر لإلنسان باعتباره يتصف بالتنظيم الذاتي والتوجه الذاتي والقدرة على التكيف.
السياق اإلجتماعي :يهتم علم النفس اإليجابي بدور السياق االجتماعي والعالقات االجتماعية في تحقيق
سعادة اإلنسان وتحقيق المواط نة الصالحة ،حيث يعد األفراد والخبرات جزء من السياق االجتماعي لذلك
اهتم علماء النفس اإليجابي بدراسة الجماعات والمؤسسات االجتماعية،وتنمية مشاعر القناعة والرضا
والتفاؤل واألمل في المستقبل يسهم في إحساس الفرد بالهناء ،كما أن تنمية سمات الشخصية اإليجابية
للفرد مثل السعادة والحب والشجاعة والتسامح واألصالة والمثابرة وتحمل المسؤولية سوف يسهم في
تحقيق السعادة والتوافق النفسي واالجتماعي.
وتذكر روبيبي ( )2116أن موضوعات علم النفس اإليجابي تنقسم إلى عدة مستويات :
أوال :على المستوى الذاتي إذ يهتم علم النفس اإليجابي بالخبرة اإليجابية وهي الرفاهية الشخصية
والسعادة والتدفق والسرور والمتع الحسية والمعارف البناءة حول المستقبل والتي تتضمن التفاؤل واألمل
واإليمان والوالء.
ثانيا:على المستوى الفردي حيث يتناول علم النفس اإليجابي السمات اإليجابية وهي القدرة على الحب
،العمل،الجسارة،الجرأة والشجاعة،مهارات العالقات الشخصية،الحس والتذوق الجمالي ،المثابرة
والتسامح،لألصالة والتطلع واالنفتاح العقلي على المستقبل ،الموهبة العالية،الحكمة ،كما يهتم علم النفس
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
اإليجابي على مستوى الجماعة بالفضائل والمؤسسات المدنية التي تدفع األفراد نحو المواطنة والمسؤولية
والتواؤم مع اآلخرين واالهتمام بهم واإليثار واالعتدال والتوسط والتحمل وخلق العمل.
ثالثا:االهتمام باإلنسان كفرد من حيث التوافق والرضا والتدفق والمرح والمتعة الحسية في الحاضر
،ويسعى الى تنمية السمات الفردية اإليجابية كالقدرة على الحب والعمل والمهارة في اقامة عالقات بين
شخصية واإلحساس بالجمال والتسامح و األصالة واالنفتاح على المستقبل والموهبة والحكمة.
وفي نفس هذا المنحى يؤكد العزيزي()2119أن علم النفس اإليجابي يبحث في السبل الكفيلة بكيفية
تنمية النواحي اإليجابية في الشخصية ،ومن المفاهيم اإليجابية التي صاحبت ظهوره السلوك االجتماعي
اإليجابي ،اإليجابية الذاتية،جودة الحياة،السعادة التفاؤل والذكاء الوجداني وغيرها من المفاهيم ،ويشير
سليمان إلى أن هذا العلم يقوم على الفكرة القائلة بأنه إذا تعلم األفراد العودة الى الهدوء والتفاؤل فإنهم
سيكونون أقل عرضة لإلصابة باإلكتئاب وسيشعرون بالسعادة وتكون حياتهم أكثر إنتاجا.
-2-4المجاالت التطبيقية
-1-2-4الصحة اإليجابية :إن التركيز على الصحة بدل المرض ينتج عنه التقليل والتوفير للجوانب
المالية والمادية،فمن خالل الدراسات الطويلة فقد أمكن اختبار الفرضية القائلة بأن الصحة اإليجابية تتوقع
زيادة طول العمر (تصحيح لنوعية الحياة)وانخفاض تكاليف الرعاية الصحية والوصول بالصحة العقلية
الى الشيخوخة بشكل أفضل ،فهذه الجوانب الصحية التي يمكن التنبؤ بها على وجه التحديد تصبح أهدافا
للتدخالت والتطوير المستمر ،وذلك بهدف تحق يق التطور والنمو في المستوى الصحي والتقليل من حالة
المرض ،وقد كان من نتائج بعض الدراسات الطولية والمستعرضة مايلي:
-توجد (عالقة سببية وليس فقط ارتباطية بين التفاؤل وتعلم التفاؤل والحيوية اإلنفعالية والوقاية من
المتاعب التي يمكن حصولها من الجهاز الدوري التنفسي
-توجد عالقة سببية بين الرضا الزوجين والسعادة المدركة ولعدد من المتغيرات الصحية المرتبطة
بالكفاءة العقلية.
-توجد عالقة سببية في حدوث بعض السكتات القلبية والهدف من الحياة لدى المسنين.
-توجد عالقة ارتباطية دالة بين انخفاض مستوى الشعور بالسعادة والتفاؤل واألمل واللياقة البدنية
المنخفضة ،وأسباب الوفاة لها عالقة ارتباطية عكسية دالة مع المتغيرات الشخصية اإليجابية ،ومن أهم
التوصيات في هذا الشأن هو ممارسة الرياضة البدنية والمتوسطة بشكل يومي كأسلوب للحياة
(يونس.)2119،
53
اليقظة العقلية الفصل الثاني
أهم نقد تعرضت ل ه النظريات التقليدية للعالج النفسي أنها ال تركز على على مصدر المشكلة العميق
بقدر ماتركز على التخلص من األعراض الظاهرة دون المصدر الحقيقي ،في حين نجد العالج النفسي
اإليجابي يهدف الى التوجيه والعالج وتوفير الخدمات النفسية التي تقدم لمرضى االكتئاب وقد وقد تم
تفعيل تطوير مجموعة من العالجات االكتساب وتطوير المشاعر اإليجابية واالمتنان واإلبداع والعالقات
بين األفراد كما يهدف يهدف هذا العالج الى تقديم تقنيات تعتمد بشكل كبير على االحساسات اإليجابية في
التعامل مثل الدفء التعاطف الطيبة والثقة تعامل بالعالقة المحترمه بشكل متبادل كما يسمح هذا األسلوب
العالجي برعاية الشخص المكتئب من خالل العالقة التفاعلية بين جانبين أساسيين هما الشعور بالسعادة
والهناء الذاتي(يونس)2119،
وفي هذا السياق تظيف الزويني وحميد ()2116أن مارتن سليجمان يقول أن في سبيلي لخوض
مغامرة كبرى بطرح قضية راديكالية حول لماذا يعمل العالج النفسي بالنحو الذي هو عليه اآلن ؟وأنا في
سبيلي القتراح أن علم النفس اإليجابي كان ومازال حدسيا في مراحله األولى ومكونا رئيسيا وبالغ التأثير
والفاعلية في العالج النفسي ،وإذا هذب علم النفس اإليجابي وصيغته أطر مرجعية نظرية ذات أرضية
اكلينيكية و امبريقية يمكن أن يصبح بالفعل أكبر المداخل فعالية في العالج النفسي.
-3التربية اإليجابية
إن التربية اإليجابية مدخل تربوي يهدف الى التعامل مع المميزات في الشخصية اإلنسانية ودوافع
الفرد الى الوصول الى مستوى أفضل في التعلم كما انها تسعى الى توعية المعلم بالطريقة األمثل
للتدريس وتشجيع التالميذ والمدرسة والمجتمع للوصول إلى اإلزدهار والذي هو ببساطة التفاعل بين
الشعور الجيد والعمل الجيد ومن أهم عناصر العملية التربوية اإليجابية مايلي:
-تعلم الهناء الذاتي :حيث توجد 3اسباب اساسية لتعلم الهناء الذاتي عبر المراحل المدرسية وهي:
-تقليل الشعور باألعراض االكتئابية الناتجة من ضغوط المذاكرة واإلنتظام المدرسي والتفاعل مع
اآلخرين وتحضير األعمال.
-زيادة االقتناع بالعمل وذلك من خالل االستمتاع والوصول للسعادة بممارسة خبرة التعلم.
-بتحقيق السببين السابقين فإنه يتم زيادة كفاءة المستوى التعليمي وبشكل أفضل وذلك أن الهدف
األخير هو نتاج التفاعل بين السببين السابقين
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
ويؤكد كل من مصمودي وباشا( ) 2116أن من أهم مالمح علم النفس اإليجابي التي اختص بها كما
وضحها سليجمان هي رفضه التام لما يعرف بـ النسبية األخالقية ،ويؤسس هذا الرفض على أن هناك
سمات أخالقية معينة تتضمن طرقا متعددة للتعبير عنها تحظى بتقدير واعتراف الغالبية العظمى من
البشر العاديين في كل الثقافات أن اإللتزام بهذه الفضائل والسمات والفضائل األخالقية والتعبير عنها
سلوكيا يزيد من احتماالت السعادة.
وفي شهر فيفري 1999تشكل فريق من السيكولوجيين األمريكيين المختصين بمجال علم النفس
اإليجابي للبحث في التراث اإلنساني وقام الفريق بقراءة كل من أرسطو وأفالطون اوغوستين والعهد
القديم كونفوشيوس وبوذا وشيدو ( دستور الساموراي) وغيرها من الكتب المتضمنة إرشاد البشر إلى
سبل الخير ،وتم فهرسة حوالي 211من الفضائل تم االقتصار بعدها على ما على ما اتفقت عليه جميع
المصادر السابقة وهو ما اعتبر فضائل إنسانية عامة توجد في كل زمان ومكان وتم تحديد ست فضائل
أولية هي الحكمة والمعرفة ،الشجاعة الحب واإلنسانية ،العدل واإلنصاف ،االعتدال وضبط الذات
السمو والروحانية واعتبرت هذه الفضائل على أنها السمات األساسية التي اتفقت عليها تقريبا كل
األديان والفلسفات الكبرى ( .معمرية)2112،
ويشير حجازي ( )2112أن سليجمان وكريستوفر بيترسون يعتبران أن هذه الفضائل تتساوى في
أهميتها وأولوياتها وأنها تشكل جميعها الوجه اإليجابي المعافى للوجود اإلنساني ويمكن االستناد إليها
في إجراء األبحاث ،كما في التطبيقات الهادفة إلى مساعدة األفراد والمؤسسات على تحديد أوجه
االقتدار لديها ووضع برامج تنميتها ،وكان سليجمان قد أصدر مؤلفه الشهير بعنوان التفاؤل المتعلم
( ) 1991والذي يركز فيه على أن كل من التفاؤل والتشاؤم هما أسلوبان في التفسير المعرفي للوقائع
،في أسلوب التفسير المتشائم هو الذي يؤدي الى روح االستسالم والهزيمة ،ومشاعر اإلكتئاب ،وأما
أسلوب التفسير المتفائل فهو يؤدي الى شحذ الهمم والنهوض للبحث عن حلول وسيادة مشاعر االرتياح
واالنفتاح واالقدام.
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
وحسب مؤسس علم النفس اإليجابي فإنه يمكن التحدث عن ثالث محكات اختيار مصادر القوة
أن تكون موضع تقدير في حد ذاتها وليس وسيلة لغاية أخرى
وهذا يخرج الذكاء ومعه اإليقاع الكامل ألنها ليست قابلة للتعلم أما االنضباط فهو قابل للتعلم ،إال أنه
مثله مثل اإليقاع الكامل وسيلة لغاية أخرى مثل الكفاءة وهو ليس مقدرا في كل
الثقافات(.سليجمان)2112،
وانطالقا من هذه القوى والفضائل اإلنسانية يمكن حصر بعض المفاهيم المميزة لعلم النفس اإليجابي
التي تناولتها أدبيات ومراجع هذا العلم في القائمة التالية :اليقظة العقلية ،األمل ،الشفقة ،التعاطف،
التسامح ،والعفو ،السلوك اإليثاري ،معنى الحياة ،جودة الحياة ،الدين واإليمان ،التدفق ،المرونة النفسية،
الصالبة النفسية ،الحيوية الذاتية ،تقدير الذات ،أسلوب الحياة ،التوجه نحو الحياة ،التفاؤل ،السعادة،
التواضع ،اإلحسان ،الكفاية اإلجتماعية ،اإلمتنان ،االنفتاح على الخبرة ،الصبر ،ضبط الذات ،الكفاية
الذاتية المدركة ،اإلتزان اإلنفعالي ،الحب ،الحكمة ،الشجاعة ،تنظيم الذات ،الوجود األفضل ،التفكير
ومهارة اتخاذ القرار.
.1التفاؤل
يعرف التفاؤل بأنه النظرة االيجابية واالقبال على الحياة واالعتقاد بامكانية تحقيق الرغبات في
المستقبل باالضافة الى االعتقاد باحتمال حدوث الخير أو الجانب االيجابي من األشياء والتفاؤل استعداد
يكمن داخل الفرد ويوجه سلوكه(.دمحم حسن غانم)341,2117,
-2األمل:
يعرف سنايدر األمل ب أنه حالة دافعية موجبة تعتمد على الشعور بالنجاح وطاقة موجهة نحو الهدف
والتخطيط لتحقيق االهداف,اما تعريف دوغالس األمل بأنه الذي يحدد ويوجه استجابات الفرد تجاه
األحداث المستقبلية ويزيد من احتمالية النجاح واإلنجاز(.مسعد أبو الديار)21,2112,
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
-3اليقظة العقلية:
اليقظة العقلية هي استحضار االهتمام الكامل للخبرات التي تجري في اللحظة الراهنة ,أي التركيز
على األفكار والمشاعر والمثيرات والوعي بها دون إصدار أحكام عليها او تفسيرها,ويعرفها وليس بانها
:حالة من الوعي باألحداث الداخلية المصحوبة بالتقييم المستمر واالستجابة لها وقد نشأ هذا المفهوم من
التقاليد الروحية الشرقية التي تشير إلى أن اليقظة العقلية يمكن تطويرها من خالل الممارسة المنتظمة
للتأمل والتي من المرجح ان تؤدي بدورها الى الصفات االيجابية للشخصية االنسانية مثل الوعي
والبصيرة والحكمة ورباطة الجأش.
وقد عرف ها دمحم السيد عبد الرحمن بأنها مجموعة من المهارات التي يمكن تعلمها وممارستها من أجل
الحد من األعراض النفسية وزيادة الصحة وطيب الحال او الهناء الشخصي (.دمحم السيد عبد
الرحمن)4,2116,
-4التدفق
هو حالة نفسية مثالية من أهم مالمحها استغراق الفرد بصورة كاملة بالمهمة التي يقوم بالتعامل معها
في صف مؤلف الموسيقى اللحظات التي يصل فيها عمله إلى ذروته فيقول تكون انت انت نفسك في
حالة نشوة تصل فيها الى درجة تصل معها إلى كما لو انك غير موجود ,انا نفسي عايشت هذه اللحظات
أكثر من مرة كانت يدي تبدو منفصلة عني وكاني ال عالقة لي بما يجري كما لو انني اجلس بعيدا أراقب
ما يجري وأنا في حالة من الرهبة والدهشة ,أن وصف هذا المؤلف الموسيقي لعمله اإلبداعي يشبه كثيرا
وصف مئات االشخاص األطباء المهندسون عندما يتحدث هؤالء عن الوقت الذي تفوقوا فيه على أنفسهم
في بعض االنشطة المفضلة لديهم (بشير معمرية)54,2112,
ويعرف دمحم السعيد أبو حالوة التدفق بأنه الخبرة االنسانية المثلى المجسدة ألعلى تجليات الصحة
النفسية االيجابية وجودة الحياة بصفة عامة ,لكونها حالة تعني فناء الفرد في المهام واألعمال التي يقوم
فناء تاما ينسى فيه ذاته والوسط والزمن اآلخر كأني به في حالة من غياب للوعي بكل شئ آخر عدا
ذلك مقترنا بحالة من النشوة واالبتهاج والصفاء الذهني الدافع له هذه المهام واألعمال على أن يكون
باتجاه المداومة والمثابرة ليصل في نهاية االمر الى ابداع انساني من نوع فريد تكون فيه المعاناة مرحبا
بها دون انتظار لتعزيز من أي نوع (.دمحم السعيد أبو حالوة)72,2113,
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
-5المهارات االجتماعية:
إن االهتمام بالمهارات االجتماعية حديث نسبيا و يعزى االهتمام بها الى كونها من ركائز التوافق
النفسي على المست وى الشخصي والمجتمعي وذلك من منطلق أن اقامة عالقات ودية مع اآلخر تعد من
أهم المؤشرات والمحكات على كفاءة الشخص في القدرة االجتماعية بل والصحة النفسية ,ذلك أن الفرد
شاء أو أبى يدخل في عالقات اجتماعية منذ أن يولد الى أن يموت في عالقات مع اآلخر سواء كان هذا
اآل خر اسرته أو أصدقائه أو جيرانه ...ومن ثم فإن نمو هذه المهارات ضروري وكذا تطوير هذه العالقة
مع األخر الى األفضل والجود مهم جدا لنمو الفرد والحكم عليه ومن جهة اخرى الى أي مدى تمتعه
بالسواء والصحة النفسية.
وقد عرفها دمحم حسن غانم بأنها مجموعة من األنماط السلوكية اللفظية وغير اللفظية التي يستجيب لها
الفرد واآلخرين في تفاعالتهم الشخصية التي تعمل كميكانيزم يؤثر به األفراد في بيئتهم عن طريق
التحرك نحوه والتحرك بعيدا عن المكاسب المرغوبة في البيئة االجتماعية دون إلحاق الضرر باآلخر
(دمحم حسن غانم )273,2117,
-6الحيوية الذاتية
يستخدم مفهوم الحيوية الذاتية في عديد السياقات والنظم العلمية ويحمل معان متباينة وفقا لذلك ,إال
أن المجال الرئيسي الذي يتردد فيه هذا المفهوم بصورة مكثفة في الوقت الراهن هو علم النفس االيجابي
,على اعتبار أن الشعور بالحيوية والنشوة العامة واإلقدام على الحياة والترحيب بها بهمة ونشاط يعد
جانبا مهما للخبرة البشرية و مؤشرا رئيسيا من مؤشرات جودة الحياة النفسية .
ويعرفها دمحم السعيد أبو حالوة بأنه حالة وليست سمة بمعنى أنها ليست شعورا يتعايش معه اإلنسان
على نحو دائم بل هي حالة يخبرها اإلنسان في مواقف وظروف معينة وعند تصديه لمهام وأعمال معينة
يشعر معها بالتحمس والنشوة والهمة والنشاط ,وهي وفقا لذلك خبرة ذاتية تعاش وتوصف من قبل من
يشعر بها أو يتعايش معها.
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
-7الهناء الشخصي:
يعتبر مارتن سليجمان أبرز العلماء الذين اهتموا بالجوانب االبداعية في دراسة السلوك االنساني في
ثمانينات القرن العشرين,وتعود الجذور التاريخية الهناء الشخصي الى العصر اليوناني عندما اطلق
أرسطو نظريته (الحياة الطيبة) بالهناء يرتبط بفضائل الحياة والعطاء والوجود ذي المعنى.
ويعتبر إدوارد دينار وآخرون أول من أطلق مصطلح الهناء النفسي في بحوث علم النفس ويقصد به
(تقدير الشخص وتقويمه لحياته الشخصية من الناحيتين المعرفية والوجدانية في اللحظة الحالية ) هذا
التقويم يشمل فترة طويلة من حياة الفرد تعتمد على سنة كاملة وتضمن ردود األفعال العاطفية للشخص
تجاه األحداث ومزاجه الشخصي ومدى رضاه عن حياته ومدى رضاه عن مجاالت جودة الحياة مثل
العمل والزواج.
-8الصالبة النفسية:
يعد مفهوم الصالبة النفسية أحد مرتكزات علم النفس االيجابي الذي يحفز السلوك اإلنساني لمواجهة
التلكؤ األكاديمي بفاعلية ومسؤولية ودفع الطالب إلى الدافعية لإلنجاز ,وتعد الصالبة النفسية من أهم
المصادر النفسية واالجتماعية التي تجعل الفرد قادرا على تحمل ضغوط الحياة وتخفف من آثارها فهي
على عالقة بمصادر المقاومة االخرى مثل تقدير الذات والمساندة االجتماعية ,والصالبة النفسية من
السمات اإليجابية للشخصية ألنها تعمل على مساعدة األفراد على االستمرار في اعادة التوافق وذلك
باستغالل طاقاتهم وقدراتهم الذاتية واالجتماعية.
وتعرف الصالبة النفسية بأنها مجموعة من السمات الشخصية تعمل كمصدر أو كواق الحداث الحياة
الشاقة وتمثل اعتقادا أو اتجاها عاما للفرد في قدرته على استغالل كافة مصادره.
وقد عرفها عماد مخيمر بأنها نمط من التعاقد النفسي يلتزم به الفرد تجاه نفسه وأهدافه وقيمه واآلخرين
من حوله و اعتقاد الفرد أن بإمكانه أن يكون له تحكم فيما يواجهه من أحداث يتحمل المسؤولية عنها (دمحم
السعيد أبو حالوة)2116,
يقف علم النفس االيجابي اآلن على مفترق الطرق فهو يقدم رؤية تكاملية يمكن أن تغير وجه علم
النفس ويمكن أيضا أن يصبح أكثر من فرع من فروع علم النفس لضبط نقاط القوة والسعادة في نهاية
المطاف والتي تم تجاهلها في السابق الى حد كبير ,ولكن ما هي العوامل التي يمكن أن تؤثر على اتجاه
هذه التطورات ؟
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
نعتقد أنه في غضون السنوات القليل ة القادمة سوف يصل علم النفس االيجابي الى نقطة الالعودة
وسوف تكون هذه النقطة تحوال في الوقت الذي كانت فيه القرارات لها تأثير ال رجعة فيه لعلم النفس
اإليجابي في التنمية والتطور فهناك ثالث عوامل رئيسية من شأنها أن تشكل هذه النقاط
-نتائج البحث
التدريب في علم النفس المهني يساعد على تغيير االتجاه المستقبلي لعلم النفس وبناء منهج أكثر تكامال
وشمولية لحالة اإلنسان وهذا يحقق تغييرا دائما من خالل التغيرات في مستوى القاعدة الشعبية فالشباب
يجب أن يتلقوا تعليمهم وتدريبهم المهني من وجهة نظر نفسية إيجابية مع تدريب جيد لتحقيق التوازن بين
فهمهم لحالة اإلنسان من خالل وجهة النظر اإليجابية والسلبية.
كما يحتاج منظرو علم النفس االيجابي إلنتاج البحوث النوعية التي تتميز بالصرامة المنهجية
والعملية والتي لها قيمة شعبية مهمة فالناس مهتمون بعوامل مثل الفضيلة والقوة والصحة والسعادة
والذين يعرفون المزيد عما هو أفضل عن أنفسهم وماذا يمكن يفعلوا ليكونوا أكثر سعادة وصحة وأكثر
رفاه ,على هذا النحو هناك الكثير من االغراءات لعلم النفس اإليجابي في انخراط كثير من الناس
العاديين للتعامل مع هذا العلم بكثير من اإليجابية.
كما أن لعلم النفس االولية في التمويل واالهتمام من طرف الحكومات والمؤسسات التعليمية
والمنظمات التجارية ومقدمي خدمات الرعاية الصحية ,كما أن علم النفس االيجابي بحاجة لالنخراط
معهم إلقامة الحجة عليهم بأن هذه المسائل يمكن أن تجلب ألصحاب المصلحة مزايا انسانية ومالية
,وبهذا يمكن لعلم النفس اإليجابي تحديد وتشكيل التمويل(.العاسمي)2117،
في هذا السياق يذهب ) Lopez)2018أنه لزمن طويل لم يكن علماء النفس يقدرون االنفعاالت
االيجابية ونقاط القوة البشرية ،وعبر العقدين الماضيين أدركنا أنه لكي نفهم البشر يجب علينا فهم أشياء
أخرى مثل الفرح ،الحب،االمل وهناك الكثير أمام الباحثين ليفعلوه لفك لغز الجانب االيجابي من الحياة،و
أصبح األن علم نفس ايجابي عالمي بدأ يتشكل والبد من معرفة فوائد المشاعر االيجابية للناس من
مختلف الخلفيات الثقافية لألفراد وكذلك نقاط قوتهم ،كما أنه يتوقع من خالل مستقبل علم النفس اإليجابي
أن تصبح المدارس أسعد األماكن على وجه األرض حيث يتعلم األطفال ينامون أثناء سعيهم وراء
أهدافهم ،كما يكون في المقدور تحويل أماكن العمل الى مصانع للمعنى ،إضافة الى تربية أسر صحية
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
سعيدة ،ويمكن التأكد من هذه الرؤية بترجمتها الى سياقات ثقافية كثيرة ومختلفة بحيث يمكن للجميع
االستفادة من علم النفس االيجابي.
ثانيا:اليقظة العقلية
في عصر السرعة والضغوطات وازدحام األحداث يجد الفرد نفسه يسير يومياته بطريقة روتينية
مهمال إعمال عقله الذي هو آلة التفكير واإلبداع من أجل مالحقة وإنهاء واجباته المهنية أو األسرية أو
األكاديمية وغيرها ،و ليعيد التوازن واالستقرار الداخلي لنفسه يقدم له علم النفس اإليجابي فنية ومهارة
إن تدرب عليها ومارسها فإنه سيكون أكثر استمتاعا بالحياة وأفضل فهما لنفسه من خالل التوقف
لمالحظة الكثير الذي يفوته يوميا دون وعي أو إنتباه هذه المهارة هي اليقظة العقلية
يرى دمحم السيد عبد الرحمن بأن اليقظة العقلية هي مجموعة من المهارات التي يمكن تعلمها
وممارستها من أجل الحد من األعراض النفسية وزيادة الصحة وطيب الحال أو الهناء الشخصي (عبد
الرحمن)2116،4 ،
وتعرف أيضا بأنها المراقبة المستمرة للخبرات والتركيز على الخبرات الحاضرة أكثر من االنشغال
بالخبرات الماضية أو األحداث المستقبلية وتقبل الخبرات والتسامح معها ومواجهة األحداث كما هي
بالكامل ،كما هي في الواقع وبدون إصدار أحكام تقويمية عليها (.لوبيز،بيروتي،سنيدر)2118،
كما عرفها كابات زين بأنها الوعي الذي يتشكل خالل إعطاء اإلنتباه في نفس الحين عن قصد إلى
اللحظة اآلنية واكتشاف الخبرة لحظة بلحظة دون إصدار أحكام (صالحات ،الزغلول.)22 ،2117،
و اليقظة العقلية كما هو مستخدم في النصوص القديمة هي ترجمة للكلمة البالية ساتي (بالي هي اللغة
التي تم بها تسجيل تعاليم بوذا) ،وساتي تعني الوعي ،االنتباه والتذكر)Kabat Zinn,2009 (،
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
من التعريفات السابقة يمكن أن نخلص إلى أن اليقظة العقلية تركز على الخبرات الحاضرة و تهمل
الماضية أو الخبرات التي لم تحدث بعد ،كما أنها تتسم بالمرونة من خالل التقبل والتسامح مع تلك
الخبرات دون اللجوء إلصدار أحكام عليها ،إضافة إلى أنه يمكن النظر إليها من خالل الوعي الناتج عن
توجيه اإلنتباه للحظة الراهنة وذلك بمراقبة األفكار والمشاعر واالنفعاالت مما يجعل الفرد يعيش حالة
من اإلحساس بالهدوء والسكينة التي هي أعلى درجات االطمئنان ،كما إن هناك من الباحثين من ذهب
إلى أن اليقظة ليست مجرد خبرة بل هي محصلة مجموعة المهارات المتعلمة ويتم ممارستها من أجل
تحسين الصحة النفسية .
في هذا السياق تضيف ) )Tessa ,2012أن ممارسة اليقظة العقلية قديمة تعود الى آالف السنين
،وكثير من التقاليد الملهمة شجعت على عيش اللحظة كطريقة داخلية تنتج لنا التواصل مع ذواتنا أو مع
الكينونة اإللهية ،فعلى سبيل المثال في الديانة البوذية تعد اليقظة العقلية جزءا أساسيا من تعليماتها أكثر
من أي تقليد آخر وقد اهتم بها المفكرون البوذيون اهتماما كبيرا خالل القرون الماضية بالطريقة التي
يعمل بها العقل اإلنساني وتطوير أساليب اتدريب الذهن ليكون أكثر حضورا وتركيزا وانتباها ،ونظرا
لألوضاع السياسية للدول اآلسيوية في 1961مثل فيتنام و إقليم التبت تم إرسال معلمين بوذيين إلى
المنفى في الغرب ،مم ا اضطرهم إلى اإلستفادة من هذا التحدي في تعليم جماهير جديدة لهذه الطريقة فلم
تعد حكرا على رجال الدين بل مارسها اإلنسان الغربي بعد تكييفها لتصبح مناسبة لنمط عيشهم المتسم
باالنشغال بالعمل واألسرة.
وفي سنة 1979أنشاء العالم األمريكي "جون كابات زين" الحاصل على دكتوراه في علم األحياء
الدقيقة برنامجا تعليميا مكونا من ثمانية أسابيع في الكلية الطبية بجامعة ماساشوستس لمساعدة المرضى
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
الذين يعانون من حاالت حرجة مثل األمراض المزمنة والسرطان واإليدز ودون أن يكون قادرا على
معالجتهم فقد اكتشف أن اليقظة العقلية تساعدهم على اإلتصال بضغوطات ومعاناتهم بطريقة مختلفة ،
كما كان بحثه أرضية خصبة لمجموعة من األبحاث المنظمة بالتعاون مع أحد مؤسسي علم األعصاب
الوجداني ريتشارد ديفيدسون،ويوضح زين أنه على الرغم من أن اليقظة الذهنية جذورها بوذية إال أن
تطبيقها علماني وهو ممارسة توجيه االنتباه بعناية وليس شكال من أشكال التدين(.الدماغ
والجسم)2119،
وتم استخدام برنامج "خفض التوتر القائم على اليقظة العقلية " MBSRحول العالم وليس فقط
المرضى ولكن آلالف الطلبة الذين يرغبون في إيجاد طريقة للتعامل مع صعوبات الحياة اليومية
واالستمتاع بالحياة بشكل كامل.
وفي سنة 1991حققت اليقظة العقلية نقلة نوعية في عالم الصحة النفسية والعالج النفسي عندما أسس
ثالث رواد في علم النفس اإلكلينيكي من المملكة المتحدة وكندا برنامج العالج المعرفي القائم على
اليقظة العقلية كعالج لألفراد الذين لديهم تاريخ من االكتئاب الدوري وهذا البرنامج شبيه ببرنامج كابات
زين مع مزيد من التركيز حول كيفية التعامل مع التفكير السلبي والذي قد يقود لالكتئاب.
ويذكر الرويلي( ) 2119أن هناك أدلة تشير إلى أصولها في الممارسات التأملية في اليهودية والتعاليم
الروحية المسيحية ،كما يعد التأمل جوهر اإلسالم من خالل مفاهيم التفكر والتدبر في الممارسات
التأملية وفقا للتقاليد الروحية والدينية غالبا ما توفر نقطة انطالق نحو معرفة الذات اإللهية.
والمتأمل في تعاليم اإلسالم يجد أن التفكير أساس عقيدة المسلم وقد حظي التدبر والتفكر والتأمل
بأهمية كبيرة في العقيدة اإلسالمية ،وما أكثرها آيات الذكر الحكيم الدالة على ذلك فقد قال هللا عز وجل
في محكم تنزيله " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم هللا وأولئك هم أولو األلباب"
ويقول اإلمام الغزالي :اإلسالم ال يلوم على حرية الفكر بل يلوم على الغفلة والذهول ،و المصابون بكسل
التفكير واسترخاء العقل عصاة ،ويقول ابن القيم في مدارج السالكين :اليقظة أول منازل العبودية وهي
انزعاج القلب لروعة اإلنتباه من رقدة الغافلين فإذا استيقظ أوجبت له اليقظة وهي توجيه القلب نحو
المطلوب( (الضبع و محمود.)2113،
حتى وإن كانت اليق ظة العقلية تعود جذورها للممارسة الدينية البوذية كطقس من طقوس هذه
الديانة،لكنها كممارة فأنها كانت موجودة في كثير من الديانات السماوية وإن اختلفت التسميات ،ففي الدين
اإلسالمي نجد النصوص الشرعية سواء كانت آيات قرآنية أو أحاديث شريفة ما يدل على ضرورة
ممارستها إذا أخذناها بمفهومها السيكولوجي الذي قدمه كابات زين ) Kabat-Zinn(2003بأنها
53
اليقظة العقلية الفصل الثاني
الوعي بالخبرات لحظة بلحظة دون اصدار أحكام ،فنجد مفاهيم على غرار التدبر،الخشوع،
التفكر،حضور القلب .وقد تكرر في كثير من اآليات القرآنية قوله عزوجل "أفال يعقلون" أو قوله تبارك
وتعالى" إن في ذلك آلية لقوم يعقلون "سورةالنحل اآلية . 67فنجد أن جوهر العبادة الصحيحة في
اإلسالم يتطلب اعمال العقل أو التدبر ،ويوضح رياض ()2118أهمية التدبر في الدين اإلسالمي بقوله
أنه ذكر في أكثر من آية لعلم خالق السماوات واألر ض ومدبرها أهمية هذا السلوك بالنسبة لالنسان لذا
كرمه هللا عن سائر المخلوقات بالعقل وخص المؤمنين منهم بالعقل الواعي الذي يصل إلى اإليمان
واليقين،وجعل هذا العقل وسيلة للتدبر والتأمل فالمسلم الذي يتلو القآن من المصحف بنية العبادة يجب أن
يكون متيقظ العقل مع كل ما تنطقه شفتاه ولسانه من آيات كريمة ،كما أنه مطالب بالتزام أحكام النالوة
من مد ووقف وترقيق وتفخيم وغيرها من أحكام التجويد ،كل هذا يتطلب حضورا عقليا آنيا ووعيا
وانغماسا في اللحظة الراهنة.
وإذا كانت اليقظة العقلية تتطلب أن يكون الفرد قادرا على وضع جسده وعقله في حالة توافق وانسجام
،فإن المسلم الذي يتلو القرآن بتدبر اليتلوه وهو في حالة استلقاء على الفراش بل يجب أن يكون جسمه
على نفس درجة تركيز عقلهواالنسجام مع اللحظة الحالية،ونفس األمر ينطبق على الصالة والتي تفرض
على صاحبها الخشوع وااللتزام بفرائضها وسننها من خالل التركيز والحضور العقلي ،فال تصح صالة
من يصلي وهو مقابل للتلفزيون يسترق إليه النظر مرة ومرة ،فبالمفهوم الديني هو ليس خاشعا وبالمفهوم
السيكولوجي يقال لم يكن متيقظا عقليا .
كما التلتقي عبادة الذكر مع متابعة منشورات مواقع التواصل االجتماعي لغياب الوعي باألفكار
واألحاسيس لحظة بلحظة ونفس األمر بالنسبة للحاج أو المعتمر عند الطواف بالكعبة المشرف ،وألن
اليقظة العقلية تعلم الفرد كيف يكون أكثر وعيا بجسده وعقله والبيئة المحيطة به وأال يصدر أحكاما على
خبراته الداخلية فالمسلم أثناء طوافه أو سعيه بين الصفا والمروة فإنه في حالة يقظة عقلية فهو في مكان
مقدس بالنسبة للمسلمين وهذا ما يدلل على الوعي بالبيئة المحيطة وقوم جسده بحركات تتطلبها هذه
العبادة وعقله موجه نحو التركيز واالنتباه لما يعيشه اآلن دون إصدار أحكام على ما يقوم به وهو المعنى
الحقيق لليقظة العقلية باعتبارها الوعي بأفكارنا لحظة بلحظة وبأحاسيسنا ومشاعرنا وبالبيئة المحيطة
بنابقبول ودون إطالق احكام.
في حين يشير( )Lopez,2017إلى أنه بينما تتم دراسة اليقظة الذهنية الغربية بشكل مستقل
ينظر إليها في ا لثقافة البوذية كأحد المكونات التي تؤدي إلى التنوير الحقيقي ،باالضافة إلى ذلك ينبغي أن
تكون يقظة الذهن استبصارية في التعاليم البوذية ،بالمقابل تعد إدراكا خارجيا للبيئة المحيطة في الفكر
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
الغربي ،إن فهم هذا الفارق مهم حيث يعد مثاال يرشدنا إلى كيفية تعريف استخدام ذلك المفهوم من قبل
الثقافات.
وبالرغم من النشأة الدينية الفلسفية لليقظة العقلية فقد تم ترجمتها إلى سياق غير ديني وأصبحت
ممارسة صحية واسعة االنتشار نظرا لفائدتها في تخفيف الضغوط النفسية والمساعدة على نمو األفراد
نموا إيجابيا ،لقد استطاع علماء النفس تطوي ر هذا المفهوم واستدراجه في علم النفس وتناوله باعتباره
مفهوم نفسيا يشير إلى التركيز واالنتباه وعدم إطالق أحكام سلبية على المشاعر واألفكار ولكن التعايش
معها (جعفر ،عبد العظيم،وشهدت بداية التسعينات إجراء دراسات حول تأثير التأمل على كل من العقل
والجسم واهتمت ه ذه الدراسات المبكرة بتأمالت التركيز والوعي باألفكار والمشاعر والمثيرات بدون
إصدار أحكام عليها أو تفسيرها باالضافة إلى توظيف ممارسات اليقظة التام ليه في أنواع جديدة من
العالج( الضبع ومحمود ) 2113،
وضمن هذا السياق يؤكد عطاهللا ()2119أن البحث في اليقظة العقلية أصبح مجاال خصبا للبحث
المستمر و التنظير والممارسة حيث نشط الحافز للبحث في هذا المجال وقد ركزت الدراسات التي
تناولت اليقظة العقلية في مجال علم النفس بداية التسعينات على زاوتين
األولى :اليقظة العقلية مفهوم نفسي ضمن جوانب القوى في علم النفس اإليجابي.
الثانية:أنها تدخل عالجي ضمن إجراءات عديدة من التدخالت العالجية الحديثة نسبيا.
أما الدحادحة( ) 2116فيشير الى أن الصفة المميزة لليقظة العقلية في المجتمعات الغربية قد جاءت
بهدف خفض الضغوطات النفسية من خالل المركز الطبي في ماساشوستس أما اآلن فهناك عشرات
اآل الف من الناس الذين تدربوا عليها ولم تقتصر أبحاثها على خفض الضغوطات النفسية واإلضطرابات
المرافقة لها بل تعدت ذلك وأصبح هناك ما يزيد على 451مجلة علمية محكمة تنشر بحوث تتعلق
بشرح كيفية عملها وأثرها في الجسم والعقل مع.
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
-األخذ بوجهات النظر الجديدة :عادة ما يشكل األفراد آراء تقوم على االنطباعات األولى ويتمسكون بها
حتى عند ثبوت خطئه وتسميه النجر االلتزامات اإلدراكية غير الناضجة.
-التأكيد على العملية بدل النتيجة :كيف اقوم بذلك بدال من هل يمكنني القيام بذلك وهو ما يعني التأكيد
على العملية وليس النتيجة بغية اإلنتباه إلى تحديد الخطوات الالزمة( المعموري،عبد. ) 2118 ،
وبحسب النجر فإن اليقظة العقلية تعني أن يحمل الفرد عقال مرنا يخلق ويصقل فئات الفهم ويكون
منفتحا على طرق جديدة للمعرفة وتنمية وجهات نظر متعددة عبر االستمرار في الحصول على
معلومات جديدة ،وبناء على ذلك يركز الفرد الواعي على اإلستجابة للواقع الحالي ويتجنب عمدا أن
تحكمه تصورات مسبقا (العكيلي،النواب)782، 2119 ،
ومن جهة أخرى ترى الخفاف() 2117أن النجر اعتبرت السلوك اليقظ بأنه سلوك تحذيري وطريقة
لمواجهة مشكالت الحياة كاملة ،وقد اختلفت مع كوستا وكاليك وبيركنز في التسمية التي تبنوها والتي هي
العادات العقلية حيث أنها اعتمدت مصطلح اليقظة لوصف أساليب من السلوكيات الذكية والتي تقود
الطلبة الى القرارات السديدة
والشكل التالي يوضح هذه السلوكيات الذكية.
-2-3نظرية الوعي الذاتي التأملي:
ترى هذه النظرية أن األفراد يكونوا يقظين لحالتهم الداخلية وسلوكهم من أجل مواصلة تحقيق أهدافهم
وأن اليقظة العقلية توجه النظم نحو تجربة عقلية وانفعالية وجسمية والذي يعد أساسي في تطور المعرفة
الذاتية ،وأن الفرق بين اإلنتباه التيقظ واالنتباه التأملي يتعلق بنوعية وطبيعة اإلنتباه ،ويمثل الوعي
ق درتين أساسيتين هما التمكين والسيطرة ،إذ تؤكد هذه النظرية على الدور األساسي للسيطرة الواعية
للتجربة وأن الكائن الواعي يحدد المثيرات التي يراقبها وفقا االهتمامات واألهداف كي يؤدي كل من
الوعي واالنتباه دوره في اختيار الهدف ومتابعة تحقيقه ( مجيد) 217 ،2119 ،
-3-3نظرية تقرير المصير:
ترى هذه النظرية أن الوعي المتفتح له قيمة كبيرة في تيسير اختيار السلوكيات المنسجمة مع
حاجيات الفرد وقيمه واهتماماته ،وتؤكد هذه النظرية أن الحاجة إلى اليقظة العقلية تحدث لدى الفرد
عندما تكون حالة التنظيم الذاتي في مستوى منخفض إلعادة بناء التواصل بين عناصر أي نظام مثل
العقل والجسم والفكر والسلوك ،وترى هذه النظرية أن اليقظة العقلية ربما تسهل عملية الذاكرة من خالل
تنظيم النشاط وإشباع االحتياجات النفسية األساسية ووفقا لهذه النظرية فإن األشخاص المتيقظين عقليا
يكونون أكثر تذكرا من األ شخاص المنخرطين في أعمال تشتت اإلنتباه ،وفي هذا الصدد بينت الدراسات
أن األفراد اليقطين عقليا لديهم شعور بالحيوية أثناء أدائهم على العمليات المعرفية(مطلك)2119،
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
المرونة وسعي الفرد على رؤية األمور من زوايا متعددة وقبول وجهة نظر اآلخرين
وتذهب نوري الى أن الدراسات تؤكد أن اليقظة العقلية ترتبط بزيادة االبداع وانخفاض االحتراق النفسي
ويعتقد انها تؤدي الى زيادة الوعي الذاتي والقبول وانخفاض ردود الفعل تجاه األفكار والعواطف
وتحسين القدرة على اتخاذ قرارات تكيفية حول االستجابة للتجارب
ويضيف رأيت وما كاراي( ) 2114أن تمارين اليقظة العقلية طريقة بديلة في احتواء األفكار السلبية
واالنفعاالت المؤلمة في االكتئاب .ومع أن مبادئ وطرق اليقظة العقلية مجذرة في تعاليم بوذا التي تمتد
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
إلى أك ثر من الفيتين من السنين اال ان العلماء المحدثون تبنوها لممارسات عالم اليوم ووجدوا أن الوعي
المتيقظ ذهنيا ينمي الصحة الجسدية والنفسية في آن واحد ،كما اليوصى ب اليقظة العقلية كعالج وحيد
لالكتئاب الشديد والحاد ولكن بعض الممارسات األساسية لألشياء التي تمارس كل يوم توفر طرائق
تجلب المزيد من الغنى والعمق لممارسات الحياة االيجابية،و لقد أظهرت ممارسات اليقظة العقلية قدرتها
في تقليل خطر المعاودة ،ويمكن استخدامها بالتزامن مع عالجات مبنية على الدالئل العلمية وذلك في
محاولة شمولية لمقارعة االكتئاب والتغلب عليه.
بينما قدم كابات ( ) Kabat et al 2009نموذجا لليقظة يتضمن ثالث مكونات وهي
القصد،اإلنتباه واالتجاه وهذه المكونات ليست منفصلة عن بعضها البعض وإنما هي متشابكة في وقت
واحد حيث أن اليقظة العقلية عملية تحدث لحظة بلحظة.
القصد :هو العملية هو العملية األولى التي تمهد الطريق لما هو ممكن ويذكر الشخص لماذا يمارسها
،وتظهر أهمية هذه المرحلة في كونها تعمل على تحويل عملية القصد لدى الفرد الى سلسلة متصلة من
التنظيم الذاتي الى استكشاف الذات.
االنتباه :ويشير الى االحتفاظ باالنتباه الذي يتضمن مالحظة العمليات التي تحصل لدى الفرد بين لحظة
وأخرى وبين العمليات الداخلية والخارجية،وكذلك فإن التنظيم الذاتي لألشياء يكون بمثابة المنبئ بالنتائج
في تطوير وتنمية المهارات الثالث معا.
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
االتجاه :ويشير الى نوعية اليقظة العقلية التي تعكس توجيه الخبرة التي تتشكل من التقبل والفضول.
في حين قسم البحيري والضبع اليقظة العقلية إلى خمس مكونات وهي المالحظة ،الوصف ،التصرف
قدم بوعي ،عدم الحكم على خبرات الداخلية ،وعدم التفاعل مع الخبرات الداخلية .كما
Droutmanet,2017نموذجا مكونا من أربعة أبعاد وهي اإلنتباه ،عدم التفاعل مع الخبرات الداخلية،
وعدم الحكم على الخبرات الداخلية وقبول الذات (البديوي ) 2118،
ويذهب كل صالحات و الزغلول أن مكونات اليقظة العقلية يمكن إجمالها في العناصر التالية:
المراقبة :وهي مالحظة أو حضور الخبرات الداخلية والخارجية مثل األحاسيس ،اإلدراكات،
المشاعر ،المشاهد ،واألصوات والروائح.
الوصف :وهو القدرة على وصف الخبرات الداخلية بالكلمات ،ثم العمل بوعي بمعنى أن يكون
الشخص حاضرا في نشاطاته اآلنية حيث ال يقوم بأعماله بشكل آلي ،في حين يكون انتباهه مركزا على
مكان آخر في حالة تعرف بالطيار اآللي ،
عدم إصدار األحكام :أي عدم إصدار األحكام على الخبرة الداخلية من خالل اتخاذ موقف تقييمي
إزاء األفكار والمشاعر الداخلية ،وأخيرا عدم التفاعل مع التجربة الداخلية والسماح لألفكار والمشاعر
بأن تأتي وتذهب دون التفاعل معها (صالحات والزغلول) 23 ، 2117 ،
اليقظة العقلية المعرفية :والتي تحدث عندما يتحرر العقل ومن الرغبة و الكراهية والتجاهل حيث تشير
الرغبة إلى المشاعر الموجهة تجاه األشياء سواء كانت مادية أو غير مادية وغالبا ما تكون هذه الرغبات
مصدرا لأللم والمعاناة النفسية ،ويرجع ذلك كونها تدفع الفرد إلى الوفاء بها أما الكراهية فتنتج من
مشاعر الغضب أو التوتر أو الضغط وتكون موجهة إلى شخص أو موقف معين وتكون هي أيضا
مصدرا المعاناة النفسية وثالث المصادر المسببة المعاناة النفسية هو التجاهل وغالبا ما ينشأ من المشاعر
غير الواضحة التي تقود جمود اإلنفعال.
اليقظة العقلية االنفعالية :وتهدف إلى فهم أفضل لالنفعاالت سواء أكانت إيجابية أو سلبية فبدون اليقظة
العقلية يمكن أن تحدث هذه االنفعاالت أفكار عقلية تؤثر على انفعاالت الفرد وجسمه. .
اليقظة العقلية الجسمية :التي تتضمن التأمل والوعي بالجسم وكيفية توظيفها في تنمية التركيز بما يسهم
بالتحكم بالن فس بطريقة غير مباشرة حيث يعد اإلسترخاء مظهر أساسي لممارسة اليقظة العقلية الجسمية
.
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
اليقظة العقلية للظواهر الطبيعية :والتي تتضمن إدراك الفرد لجميع الظواهر على أنها تحدث بطريقة
ثابتة مما يحد من معاناة النفسية ويزيد من فرص النمو النفسي السليم(.مصطفى)2119،
ويشير شعيب ( )2121الى أن الدراسات في العقد األخير تتفق على أن اليقظة العقلية تتكون من ثالث
أبعاد وهي :
الغرض :أي أن اليقظة العقلية تتطلب توجيه عرضيا موجها لالنتباه وعدم ترك الذهن مشتت,
الحضور:بمعنى أن يكون الذهن منشغال تماما باللحظة الراهنة بالرغم ما يأتي إليه من أفكار ماضية أو
تصورات مستقبلية .
القبول :أي أن اليقظة العقلية ال تصدر أحكاما من أي نوع على نواتج اللحظة الراهنة بكل ما تحتويه من
مشاعر وأحاسيس وانفعاالت ولكنها تراقب النواتج حتى ينتهي الحدث.
أما المرشود( )2121فتقدم تصورا آخر لمكونات اليقظة العقلية يتمثل في :
النية: Intentionوهي المكون األساسي والمركزي لليقظة العقلية لما لها من أهمية بالغة في فهم اليقظة
العقلية ككل وغالبا ما يتم تجاهلها.
االنتباه: Attentionيتضمن االنتباه في سياق ممارسة اليقظة العقلية مالحظة الفرد للعمليات لحظة
بلحظة والخبرة الداخلية والخارجية ،ويمكن مالحظة أهمية االنتباه في العالج السلوكي المعرفي الذي
يقوم على قدرة استدعاء السلوكيات الداخلية والخارجية وجوهر اليقظة العقلية هو هذه الممارسة من
االنتباه.
االتجاه:Attitudeتظهر أهمية االتجاه في أنه يؤثر على درجة انتباه الفرد و يربط اليقظة العقلية مع
الوعي ولكن نوعية هذا الوعي ليست موجهة بشكل صريح.
االنتباه و المالحظة اآلنية :ويتمثل هذا البعد في قدرة الفرد على المالحظة الدقيقة و المستمرة واالنتباه
المنظم والمقصود لكل ما يحدث في اللحظة اآلنية التي يعيشها بكل تفاصيلها ومكوناتها وأبعادها وأحداثها
الراهنة.
التعامل الواعي والتأملي :ويتمثل في قدرة الفرد على التعامل الواعي مع كل ما يحدث في اللحظة اآلنية
وأحداثها الراهنة التي يعيشها بكل تفاصيلها ،كما يتمثل في قدرة الفرد على تأمل العالقات بين مكونات
الموقف اآلني أو اللحظة اآلنية.
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
القبول واستبعاد الحكم :ويتمثل في قدرة الفرد على قبول كل مايحدث في الموقف اآلني او اللحظة اآلنية
واالنصياع له بدون وجود حكم منه على طبيعة األحداث الجارية أو التفاصيل المكونة لما
يحدث(المرشود)2121،
وضوح الوعي والذي يعد الخاصية األساسية واألهم لليقظة العقلية ،حيث تتضمن هذه األخيرة الوعي
بكل من العوامل الداخلية للفرد والعوامل الخارجية المحيطة به وهذا يشمل وعي الفرد بأفكاره ومشاعره
وسلوكياته .
المرونة في اإلنتباه ويقصد بها القدرة على تغيير الحالة الذهنية تبعا لتغير المواقف واألحداث وعدم
التصلب والتقيد باالستجابات المألوفة ،أي تنويع وتعدد االستجابات وعدم التقيد بنوع واحد أو فئة واحدة
.
الوعي باللحظة اآلنية فغالبا ما يميل العقل إلى جلب األفكار المتعلقة بذكريات الماضي وأحداثه وخبراته
أو تلك المتعلقة بالمستقبل والتخطيط له متغافال عن الوجود والعيش في الحاضر ،في حين تمتاز اليقظة
العقلية بالعيش في اللحظة الحالية وإدراكها وتوجيه الوعي لها.
الوعي غير التمييزي وغير المفاهيمي ويقصد به الطبيعة غير التمييزية لليقظة العقلية ،أي اإلتصال
بالعالم الواقعي والعيش فيه كما هو بشكل مباشر وتتميز اليقظة العقلية بالبعد عن التصنيف أو التقييم أو
إجترار الخبرات واألحداث الماضية بل تعمل على عدم تدخل الخبرات الشخصية للفرد خالل السماح
لمدخالت الحاضر بالدخول إلى حيز الوعي عن طريق المالحظة والتأمل البسيط لما يحدث في الحاضر
.
االستمرار في الوعي واالنتباه حيث تعد قدرة األفراد على االنتباه والوعي متفاوتة فضال على
اإلستمرار فيهما ،فهي نادرة وعابرة عند البعض متكررة ومستمرة عند البعض اآلخر وتمتاز اليقظة
العقلية بالقدرة العالية على االستمرار في حالة الوعي واالنتباه .
وقفة تجريبية نحو الحقيقة ،في اليقظة العقلية بطبيعتها حالة تجريبية إذ يجري من خاللها العمل على
امتالك الحقائق الكاملة بطريقة مماثلة لتلك التي ينتهجها عالم في مجال معين للوصول إلى المعرفة
الدقيقة حول بعض الظواهر (صالحات الزغلول)2117 ,
في هذا السياق تشير قاسم أن كابات -زين ( )Kabat-Zinn,1999قدم عددا من خصائص اليقظة
العقلية المتمثلة في
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
-الالحكم :وهي المالحظة المبنية على اللحظة باللحظة الحاضرة دون تقييم أو تصنيف.
-الموافقة :وتعني التفتح لرؤية ومعرفة األشياء كما هي في اللحظة الحاضرة ،والموافقة ال تعني السلبية
بل تعني فهم الحاضر بحيث يكون الشخص أكثر فاعلية في االستجابة.
-الثقة :أن الشخص الواثق بنفسه و جماعته و بحدسه وانفعاالته فضال عن ثقته أن الحياة تتجلى
بالظهور كما يفترض بها.
-التعاطف:أي يتصف الشخص بالمشاعر وفهم مواقف اآلخرين في اللحظة الحاضرة وفق منظورهم
وانفعاالتهم وردود أفعالهم .
-التفتح :إذ يرى الشخص األشياء كما لو رآها أول مرة ويضع احتماالت من خالل تركيز اإلنتباه على
التغذية الراجعة في اللحظة الحاضرة.
-اللطافة يتصف الشخص بكونه ناعما ومحبا وحنونا ومع ذلك ليس سلبيا وغير صارم ومتسامح ( قاسم
.) 374 ،2118،
الموافقة:تعني التفتح لرؤية األشياء ومعرفتها كما هي في اللحظة الحاضرة ليكون أكثر فاعلية في
االستجابة
التعاطف:االتصاف بمشاعر يستطيع من خاللها تفهم مواقف اآلخرين في اللحظة الحاضرة وفق
منظورهم وردود أفعالهم.
التفتح :ويعني رؤية األشياء من حولنا كما لو تم رؤيتها ألول مرة فتولد احتماالت من خالل التركيز على
التغذية الراجعة في اللحظة الحاضرة .كما تتميز اليقظة العقلية
53
اليقظة العقلية الفصل الثاني
_ تكوين معرفة جديدة وتحديث القديمة يعد من المؤشرات الهامة للسلوك اليقظ في إعادة التفكير في
المعلومات واألدوات يعطي مزيدا من الخيارات في أداء أفضل .
_ تقبل األفكار الجديدة :تتشك ل اآلراء على االنطباعات األولية والتمسك بهذه اآلراء حتى عندما يظهر
دليل معارض ،إذ يستخدم اإلفراد جميع األدوات المتاحة من أجل تحسين قدرتهم على الفهم.
_ تعديل السلوك التلقائي فمن الممكن أن يؤدي النظر الى االساليب التلقائية للسلوك بشكل جديد الى
تعديلها وتحسينها لمزيد من النتائج المرغوبة .
_ تأكيد العملية بدال من النتيجة:وهنا البد من التفكير بلغة االنجازات (كيف أقوم بذلك؟) بدال من (هل
يمكنني القيام بذلك؟) واالنتباه الى تحديد الخطوات الالزمة لتحقيق ذلك ،كما يسمح قبول بإجراء
تغييرات وتعديالت التي تؤدي إلى الحصول على النتائج األفضل .
_ تقبل الشك :طالما أن العالم مكان محير ومتقلب فقد تظهر الرغبة في تقبل الشك بشكل جزئي لكن
يمكن تنميتها عند األفراد.
في المقابل يقدم ( )Lopez,201عددا من خصائص اليقظة العقلية متمثلة في اآلتي ذكره:
عدم إصدار األحكام:المشاهدة المحايدة ،ومالحظة الحاضر لحظة بلحظة دون تقييم وتصنيف.
عدم اإللحاح :عدم التوجه لهدف ،البقاء غير مرتبط بنتيجة أو إنجاز ،
القبول :اإلنفتاح لرؤية ومعرفة األشياء كما هي ،والقبول ال يعني السلبية او االستسالم بل هو فهم واضح
الثقة :ثقة الفرد في نفسه وفي جسده وحدسه وكذلك أن الحياة تتكشف كما يفترض أن تكون
االنفتاح:رؤية األشياء كما لو كانت تحدث للمرة االولى ،واالنتباه للتغذية الراجعة في اللحظة الحالية.
ترك االمور تسير :عدم التعلق ،عدم االلتصاق باألفكار والمشاعر والخبرات ،ومع ذلك ترك االمور
الكياسة:االتصاف بصفات اللين والمراعاة واللطف ومع ذلك ليست هي السلبية أو عدم االنضباط أو
التساهل المفرط
الكرم :العطاء في الوقت الراهن داخل سياق الحب والعطف دون التعلق بالكسب أو بفكرة الحصول على
مقابل .
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
التقمص االنفعالي :صفة الشعور وتفهم موقف شخص آخر في اللحظة الراهنة
الصفح الجميل :صفة تجسد النزوع للخير والتعاطف والرعاية وهي صفة تعكس الغفران والحب غير
المشروط.
أثارت اليقظة العقلية اهتمام علماء النفس مدة طويلة ،ونتيجة لذلك فقد أجريت منذ عام 1981آالف
الدراسات حول فاعليتها وال تزال تجري لحد الساعة وقد أظهرت نتائج تلك الدراسات جملة من الفوائد
نذكر منها :
- 1-7خفض التوتر:
في عام 1979أنشأ " جون كابات زين " عيادة خفض التوتر المرتكز على ممارسة اليقظة العقلية
( )MBSRوقد أصبحت طريقة عالج معتمدة في أكثر من 211مركز طبي في الواليات المتحدة
األمريكية ،كما انتشرت في دول أخرى بعد ذلك.
لقد تبين من خالل تجارب التصوير الدماغي أثناء ممارسة اليقظة العقلية ظهور مزيد من النشاط في
الجانب االيسر من القشرة الدماغية االمامية خلف العين اليسرى مباشرة وهو الجزء المرتبط بالنشاط
العاطفي اإليجابي وحدوث انخفاض مساوي في النشاط في القشرة الدماغية االمامية من الجانب االيمن
خلف العين اليمنى مباشرة ،وهو ذلك الجزء من الدماغ المرتبط بالنشاط العاطفي السلبي ،وتعد هذه
الحاالت مهمة لتقوية القدرة على اإلبداع وتسمينها ناهيك عن كونها ضرورية لتكوين عالقات سليمة
وصحية ،في اليقظة العقلية تقوم بالتنبيه للمشاعر عند ظهورها ومعرفة السبب وتقرير إن كانت تلك
عاطفة مفيدة أو ضارة.
توصلت العديد من الدراسات إلى وجود عالقة ارتباط بين اإلجهاد البدني والعقلي وضعف جهاز
المناعة.فقد توصل "كابات زين" في دراسة حديثة أن ممارسة اليقظة العقلية يمكن أن تحسن وظيفة
جهاز المناعة ،وتوصل الى هذه النتيجة بعد أن أجرى تجربة تتمثل في تقديم دورة تدريبية في اليقظة
العقلية مدة 8أسابيع لمجموعة من األفراد العاملين في شركة تقنية في مدينة ماديسون ،ثم عرض أفراد
المجموعتين التجريبية والضابطة لفيروس االنفلونزا،فكانت نتائج التجربة أن المجموعة التجريبية
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
أظهرت استجابة قوية للفيروس ،كما توصلت الدراسة الى وجود عالقة بين التحسن بين في وظيفة جهاز
المناعة والتحسن في نشاط الجانب األيسر للقشرة الدماغية،فكلما زادت المشاعر االيجابية زادت قوة
جهاز المناعة.
-4-7تحسين التركيز:
إن زيادة ممارسة اليقظة العقلي ة يوميا يزيد من سماكة جزء من قشرة الدماغ المسؤول على االنتباه
واتخاذ القرارات والذاكرة كما تساعد على إبطاء اضمحالل هذا الجزء من الدماغ الذي يحدث مع التقدم
في العمر ،وقد تكون اليقظة العقلية قادرة على زيادة مدة االنتباه وهذا أحد اآلمال المنشودة لزيادة
التح صيل األكاديمي حيث أنه يمكن تدريب االنتباه بطريقة ال تختلف عن الطريقة التي تؤدي فيها
التمارين الرياضية التي تغير الجسم(.إيان موريس)2115،
ويرى سبنسر ( Spencer) 2113أن اليقظة العقلية تفيدنا في التعامل بحساسية أكثر مع البيئة
واالنفتاح على المعلومات الجديدة و استحداث فئات جديدة وزيادة الوعي بوجهات النظر المتعددة ثم
المساهمة في حل المشكالت (دمحم،عيد)13 ،2119 ،
وأشار ()Mace,2008حسب الهاشم( )2117أن فوائد اليقظة العقلية يمكن تحديدها فيما يلي:
تمنح مزيدا من التركيز ،فعند تركيز االنتباه يكتسب الفرد الكثير من القوة والثقة والسيطرة في جميع
جوانب الحياة ومجاالتها في التركيز المتأتي من اليقظة العقلية يحسن مستويات األداء في العمل.
تعزز اليقظة العقلية من شعور الفرد بالمقدرة على إدارة البيئة المحيطة من خالل تعزيز االستجابات
تحسن اليقظة العقلية من شعور الفرد بالتماسك ألن الوعي لحظة بلحظة ربما يسهل االنفتاح على الخبرات
تعمل اليقظة العقلية على انفتاح الذات تجاه األبعاد الروحية ،فشعور الفرد المتزايد بحرية داخلية ووعي
يربطه أكثر بالشعور بالغاية التي تتجاوز األشخاص وتفتح الطريق مباشرة الختبار الحياة بأبعد من بعدها
المادي ،وفتح الذات نحو البعد الروحي.
ويؤكد الضبع ومحمود ( )2113أن لليقظة العقلية فوائد يمكن إجمالها فيما يلي :
تعزيز الشعور بالقدرة على إدارة البيئة المحيطة من خالل تعزيز االستجابات التكيفية لمواجهة الضغوط.
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
-و يمكن استخدام اليقظة العقلية في ما وراء المعرفة الذي يتم تعلمه لمالحظة األفكار والمشاعر مثل
التفكير والعاطفة دون إدراك أنها واقع مطلق.
وأشار ( ) Duerr,2008أن اليقظة العقلية فوائد فسيولوجية ونفسية حيث تتمثل األولى في التغيرات
التي تحدث لدى الفرد ومنها خفض األل م المزمن وتحسين الوظيفة المناعية وتحقيق جودة النوم ،بينما
تتمثل الثانية في خفض الضغوط وأعراض االكتئاب النفسي والقلق والتفكير االجتراري والمخاوف
المرضية ،فضال عن تحسين الذاكرة العاملة وعمليات اإلنتباه .
وتضيف خشبة ( ) 2118أن اليقظة العقلية تؤدي إلى العديد من الفوائد المتمثلة في أنها تمنع
الفرد من التصرف أو التفكير بطريقة تلقائية تسمح له بأن يتحرر من أنماط التفكير العشوائي وتطفل
األفكار المشوهة ،كما تعمل على تنقية اإلنفعاالت وتكوين مخططات معرفية منظمة ،وإعطاء دالالت
معرفية تستند على منطق ودالئل واقعية ،كما تعمل على إبطال فعل الطيار اآللي في العقل والذي يجعل
الفرد يتصرف كإنسان آلي دون أن يعي بما يفعله ،تعزيز الشعور بالقدرة على إدارة البيئة المحيطة من
خالل تعزيز االستجابات التكيفية لمواجهة الضغوط ،تحسين الشعور بالتماسك ألن الوعي لحظة بلحظة
ربما قد يساعد على اال نفتاح على الخبرات الجديدة واإلحساس بها تعزيز الشعور بمعنى الحياة وتفتح
الذات تجاه البعد الروحي .
ولعل ما يؤكد هذا ما توصل إليه رأيت ومكاري ( ) 2114أن فوائد اليقظة العقلية تتجلى من
خالل اآلتي:
االنتقال من وضع األداء )) Doing Modeالى طور الوجود(: )Being Modeمع ضغط
الحياة العصرية يقضي معظمنا جل وقته في طور األداء مؤديا مهام وواجبات متفكرا فيها ومقيما
لذاته محاوال الوصول إلى أهدافه وغالبا ما يكون طور الوجود أن نكون في غاية الوعي ونعيش
حياتنا في كل لحظة من لحظاتنا اآلنية ،األفراد الذين يمارسون اليقظة العقلية بإمكانهم إيجاد
لحظة الوجود وهذا يكونون في حالة سالم مع عواطفهم وأكثر انفتاحا لتجربة السعادة وقبول
الذات.
تعلم أن تعيش العالم بصورة مباشرة مع الوعي التام من التحول من فيض األفكار غير المستقرة
مراجعة أفكارنا و كأنها أحداث تأتي وتذهب تماما كالسحاب الذي يمر عبر السماء وال تؤخذ
كأنها مسلمات مثل األفكار التي تخطر على البال في حالة اإلكتئاب مثل أنا لست جيدا ...ولن
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
أحقق شيئا...وما الفائدة ...الخ كأفكار عابرة وليست تعبيرا دقيقا عن الحقيقة.سلوك اليقظة العقلية
كطريقة للعالج يمكن أن يساعد في طرد هذا النوع من األفكار أو إهمالها .
إبطال فعل الطيار اآللي في عقولنا .باإلمكان أن نتصرف روبوتات ونحن نعيش أياما متنقلين من
مهمة إلى أخرى ،يشطب البند الذي الذي نفذ من قائمة مهماتنا من دون أن نكون بتماس مع
حواسنا أو احساساتنا وحتى أفكارنا .لذلك فطريقة اليقظة العقلية تساعدنا أن نعيش حياتنا بشكل
كامل وأن نختار خيارات صحية وصحيحة فيما يتعلق بأهدافنا أين نتجه.
إضافة للفوائد السابقة اليقظة العقلية تنظيف جبر ( )2118الفوائد التالية:اإلستمتاع بما تحمله حواسنا
إلينا بشكل أكبر ،فكل ما نستمتع به كاطعام ،الموسيقى ،الرياضة ...الخ يتحسن أكثر عندما نمتلك القدرة
على االسترخاء وجلب وعينا الجسدي والذهني الكامل الى حواسنا.
كما تعمل اليقظة العقلية على زيادة اليقظة تجاه مشاعرنا ،فحين نكون يقظين تجاه كينونتنا الداخلية
سيكون لدينا القدرة على مالحظة حالة وتغي رات مشاعرنا الحقيقية خاصة تلك السلبية مما يجعلنا نتعامل
معها بشكل واع ومثمر.
وتساهم اليقظة العقلية في مدنا بالشعور المتزايد بالغبطة ألن التيقظ المتصل ب"هنا اآلن"يهدئ الذهن من
أعباء كثيرة.
إضافة الى ما سبق يضيف شاهين وريان( )2121أن فوائد اليقظة العقلية تظهر من خالل نتائج
الدراسات التي أوضحت فعالية التدريب على اليقظة العقلية في معالجة الكثير من القضايا النفسية فقد
توصل ))Hofmann Sawyer,2010من خالل تحليله ألكثر من 39دراسة أن اليقظة العقلية
ساهمت في التأثير اإليجابي على اضطراب المزاج والقلق بمستويات مختلفة ،كما تبين أثرها في التقليل
من أثر مستوى الهلع وتقليل وتهدئة أعراض االضطراب والضغط والقهر والقلق االجتماعي .
تأسيسا على ما سبق فإن اليقظة العقلية تساعد الفرد على على رؤية وقبول األشياء كما هي وليس كما
نتمنى أن تكون فعلى سبيل المثال يمكن أن تساعدنا في التعامل مع حتمية المرض أو الموت ،كما تساعد
الفرد في على تخفيف انشغاله مع الذات ومع القلق وتساعده على رؤية اآلخر بشكل أوضح ،وتساعد
على التعلم في األوقات الصعبة وليس محاولة تجنب هذه األوقات والتهرب منها(.المرشود)2121،ذ
ومن جهة أخرى وعلى الصعيد التربوي فقد طرح جوناهباكيت( )2119فوائد أخرى لليقظة العقلية
متعلقة بالطالب والمعلمين في المدرسة والعمل ،فقد وجد أن األطفال الذين يتعلمونها في سن مبكرة
يظهرون مشاكل سلوكية أقل ويميلون ألن يكونوا أقل عدوانية مقارنة بزمالئهم ،كما أن األطفال الذين
تدربوا عليها أظهروا مشاكل أقل في االنتباه،إضافة أن العاملين األكثر يقظة يميلون إلى إظهار أداء
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
وظيفي أعلى من حيث المعايير الموضوعية ،وقد وجد أن هناك عالقة عكسية بين اليقظة العقلية وتغيير
العمل،وعلى صعيد الصحة الجسدية وعادات النوم واالستجابة لألمراض فقد تبين أن من يمارسون
اليقظة العقلية يزورون األطباء بنسب أقل ويقضون أياما أقل بالمستشفيات مقارنة بأقرانهم،كما تتجلى
فوائد اليقظة العقلية في تحسين العادات الغذائية مثل األكل بنهم والمساعدة في مكافحة السمنة.
يرى العبري( )2121أن قياس اليقظة العقلية ال يزال في مراحله األولى ويعزى ذلك إلى االختالف في
تعريف ووصف مكوناتها وأيضا في طرق دراستها من خالل النظر لهذا المفهوم أنها سمة أو حالة ،حيث
أن كل الدراسات التي تطرقت اليقظة العقلية على أنها حالة تدرسها على أنها حالة مؤقتة يكون فيها الفرد
مدركا ألفكاره ومشاعره ويكون قادرا على البقاء حاضرا عند ظهور المشتتات ،أما من اعتبرها سمة
وتعني القدرة الدائمة على الدخول في اليقظة العقلية بشكل إرادي ،حيث يتعرف الفرد على ما يفكر فيه
ويشعر به ويقبله دون حكم ،ويحافظ على التركيز على التواجد في الحاضر.
و للتعرف على مختلف مقاييس اليقظة العقلية تم استعراض األدب النظري لهذا المفهوم من خالل
الدراسات السابقة ومختلف األوراق البحثية ،فوجد أنها كانت معتمدة في أغلبها على أسلوب التقرير
الذاتي ومن بين هذه المقاييس :
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
مقياس) ( MAASلليقظة العقلية .ويعرفه )Soler&al(2012بأنه مقياس يقيس قدرة الفرد
على اإلدراك والوعي بالخبرات اليومية وهو مكون من 15بندا بأسلوب التقرير الذاتي يركز
تحديدا عل (االهتمام/الوعي)المكونين لليقظة العقلية وقد استخدم على نطاق واسع في بحوث
اليقظة العقلية وحصل المقياس على صدق وثبات مع مقياس العوامل الخمسة ) (FFMQلليقظة
العقلية ويمكن اعتماد هذا المقياس في الحاالت االكلينيكية والصحية على حد سواء
ويشير عيد( )2119أن عدم اتفاق الباحثين حول أبعاد اليقظة العقلية ومكوناتها يظهر جليا في تنوع
المقاييس المتاحة ،وانقسمت نظرتهم الى قسمين يمثالن اتجاهين :
االتجاه األول :أحادي البعد (عامل واحد)وهو ينظر اليقظة العقلية كمهارة عامة وقياسها يتم من خالل
مقاييس احادية البعد مثل مقياس وعي االنتباه اليقظ لبراون وريان 2113وهو من نوع التقرير الذاتي
ويتكون من 15عبارة في ببعد واحد يقيس الوعي بالخبرات الحاضرة،استبيان اليقظة العقلية MQ
ويتكون من 16عبارة تقيس االتجاه اليقظ نحو األفكار.
االتجاه الثاني:متعدد األبعاد وهو ينظر اليقظة العقلية كمجموعة من المهارات وقياسها يتم من خالل
مجموعة من األبعاد ومنها:مقياس النجر ليقظة العقلية ويتكون من 21بند،مقياس ريان ويتكون من 8
أبعاد،مقياس االبعاد الخمسة اليقظة العقلية الذي وضع من قبل .Bear et al ,2006
ويعد هذا االستبيان حسب حسين( )2118األكثر شمولية و واحد من أوسع المقاييس استخداما في
الدراسات السابقة ،واستخدمت عديد من تجارب الضبط العشوائي الحديثة استبيان اليقظة العقلية خماسي
56
اليقظة العقلية الفصل الثاني
الوجوه لقياس تغيرات اليقظة العقلية قبل وبعد التدخالت المعتمدة عليها،وأظهرت تغيرات مختلفة في
المكونات 5لليقظة العقلية ،كما تم ترجمة االستبيان لعدة لغات أجنبية وتم التحقق من صدقه في
مجتمعات مختلفة باستخدام نظرية القياس التقليدية ،وأظهرت النتائج صدق وثبات عالي وبصورة
متسقة.
و في هذا السياق يؤكد شعيب( )2121أن مقياس األوجه الخمسة من إعداد ( )Bear ,2011والتي
شرحت أسلوب بناءها التي استخدمت في الكثير من الدراسات المتعلقة باليقظة العقلية ،حيث قامت
الموجودة بالميدان وعددها 5 الباحثة ببناء مقياسها من خالل استعراضها لمقاييس اليقظة العقلية
استبيانات شهيرة ،وأظهرت الباحثة نقدها للمقاييس الخمسة ونهجت أسلوبا آخر في بناء مقياسها الذي
يتكون من خمسة عوامل وهي:
-عدم التفاعل
-المالحظة
-التعامل مع الوعي
ويذكر عبد الرحمن ( ) 2116أنه في إطار جهود الباحثين العرب لتعريب هذا المقياس قام البحيري
وآخرون ( ) 2114بإعداد الصورة العربية مقياس العوامل الخمسة اليقظة العقلية وذلك بهدف التحقق
من الكفاءة ال سيكومترية واستخراج مؤشرات الصدق والثبات للصورة العربية ،وتم تطبيقها على عينات
عربية (مصرية،سعودية،أردنية)وتوصلت الدراسة إلى عدم فروق وجود ذات داللة إحصائية في العوامل
الخمسة اليقظة العقلية ترجع إلى متغير الثقافة.
ويضيف عبد الرحمن أنه في غضون السنوات القليلة الماضية بدأت المقاييس القائمة على التقرير الذاتي
لقياس اليقظة العقلية في الظهور في االدب السيكولوجي وحقق تطوير هذه االدوات تقدما مهما في
دراسة اليقظة العقلية ألنه وفر فرصا جديدة لالستكشافات التجريبية حول طبيعة اليقظة العقلية وعالقتها
مع البنى النفسية األخرى
ومن بين األسئلة المهمة التي يمكن دراستها باستخدام هذه األدوات :هل يجب تعريف اليقظة العقلية
بوصفها بناء متعدد األوجه،وإذا كان األمر كذلك كيف يمكن تحديد هذه األوجه؟
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
وحتى وقت قريب لم يلق قياس وتقييم اليقظة العقلية نفس االهتمام الذي لقيته على المستوى التجريبي لذا
البد من توفير أدوات سيكولوجية لقياسها تساعد على فهم طبيعة هذا المفهوم ومكوناته وآلياته التي من
خاللها يحقق التدريب عليها آثاره المفيدة.
-االنتباه انتظام التنفس ومتابعة حركة دخول الهواء وخروجه و اغماض العين نصف اغماضة ،
قد يحدث أن يتشتت االنتباه وهذا أمر طبيعي وهذا مايفعله العقل وأن االنتباه لهذا الشرود هو بحد ذاته
ممارسة اليقظة العقلية ،كما يجب الشعور بدرجة حرارة الهواء أثناء دخوله وخروجه من مجرى التنفس
والشعور بامتالء الرئتين وامتالئهما بالهواء والتأكيد على أن الفرد يجب أن يكون واعيا لالحساس
المرافق للجلوس والتنفس.
-بعد دقائق قليلة يتم إعادة التركيز على الغرفة وإرخاء االنتباه وفتح األعين.
-التأمل بعد الجلسات القليلة يتم كتابة مدى نجاح التأمل وكيف كان الشعور خالل دقيقتين والى
أى مدى كانت هذه المرة أفضل من السابقة وهل توجد فروق واضحة ويمكن إجراء هذه الممارسة أثناء
المشي من خالل التركيز على كل خطوة من اللحظة التي تلمس فيها األقدام األرض الى لحظة رفعها
مرة أخرى(.إيان موريس)2115،
كما تقدم كامل( )2117صورة أخرى لتمارين اليقظة العقلية نعرضها حسب الخطوات التالية:
-1تمرين التركيز على التنفس لدقيقة:وذلك بتركيز االنتباه على التنفس وال شيء غيره لمدة دقيقة
واحدة .
-2ت مرين اليقظة أثناء تناول الطعام ويتمثل في الجلوس أمام الطاولة وتناول الطعام دون االنخراط في
أي أنشطة أخرى وإعطاء االهتمام الكامل للطعام كيف هي رائحته؟ ،كيف نقوم بمضغه ؟واإلحساس
بملمسه ونكهته ثم مالحظة تأثير المأكوالت على األفكار والمشاعر واألحاسيس.
-3اليقظة أثناء المشي :ويتمثل في تركيز اإلحساس واألرض تحت األقدام .
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
-4اليقظة لألفكار واألحداث المؤلمة:الجلوس في وضع مستقيم ثم التساؤل ما الذي يحدث معي في هذه
اللحظة؟ ،والسماح للنفس بمراقبة كل ما يحدث وتسمية األفكار التي تمر ثم تركها تعبر والسماح لها بأن
تطفو بع يدا،هذه الذكريات والمشاعر سوف تبدأ تدريجيا في االنخفاض في الشدة و معدل التكرار .
-5مصاحبة األفكار واألحداث المؤلمة بممارسة تمرينات التنفس .
-6االنتباه لكل األشياء المراد القيام بها
أما ( )Lopez,2018فيقدم تمارين مشابهة للتمارين السابقة تركز في جوهرها على التنفس اليقظ
والجلوس المتأمل للمساعدة على االسترخاء وتركيز العقل 5دقائق في اليوم فقط .وفيما يلي التمارين
المقترحة اليقظة العقلية:
االنتباه للتنفس ثم العد ( )1للشهيق و ( )2للزفير و( )3مع الشهيق...وعند الوصول ل()11
53
اليقظة العقلية الفصل الثاني
الرجوع الى الرقم (( )1وإذا تم تجاوز الرقم 11في عن ذلك حدوث الشرود الذهني)
عندما يشرد الذهن تذكر مالذي يجعله يفعل ذلك ثم العودة مرة أخرى الى التنفس.
عند ممارسة التركيز على النفس نستطيع استخدام االحساس والعمق ومراقبة األفكار على نقاط التركيز
كما يوجد تمرين عقلي آخر يقدمه فؤاد وآخرون( )2117حسب ( ) )linhan,2015ويدعى تسجيل
3دقائق من األفكار ،من خالله يحاول الفرد تذكر وتركيز وتعيين األفكار التي مرت في ذهنه في الثالث
دقائق الفارطة ومحاولة كتابة الكلمات المفتاحية وليس الجمل كلمة بكلمة ،ثم النظر كم من فكرة تمكن من
التقاطها في هذه الثالث دقائق األخيرة حتى وان كانت أفكار متعلقة بالتمرين أو الورق ،ثم في األخير
تعداد كم من فكرة وهكذا دواليك حتى التمكن من معرفة كم من فكرة يتم تذكرها في الساعة.
55
اليقظة العقلية الفصل الثاني
خالصة:
إن االهتمام بعلم النفس اإليجابي وتوسيع البحث فيه أصبح أولوية تفرض نفسها على صعيد
البحث العلمي و الممارسة النفسية إرشادية كانت أو عالجية وكذا على مستوى العملية التعليمية ،وألن
الغاية الرئيسية لهذا العلم حسب مؤسسه سليجمان هي توسيع دائرة اهتمام علم النفس من أجل معرفة
نقاط القوة في الشخصية اإلنسانية لتحقيق النمو السوي لدى األفراد و الجماعات و المؤسسات ،وألن
عصرنا الحالي يشهد تسارعا في وتيرة األحداث وما تحمله من مستجدات فرض على الباحثين مواكبتها
ومواكبة التطورات المتال حقة وجعلها محورا ألبحاثهم فكان مفهوم اليقظة العقلية محل اهتمامهم ،وقد
أثبتت الدراسات األثر اإليجابي لتطبيقاتها في المجال التربوي والعالجي والصحة النفسية وأصبحت
الشركات الكبرى تتبناها ضمن مجال عملها وذلك لفاعليتها في تحسين قدرة وكفاءة الموظف والحد من
التوتر ،وزيادة التركيز وكبح األفكار السلبية ألنها تركز على وعي الفرد بالخبرات ومالحظة هذه
الخبرات أثناء حدوثها دون تقييمها اذا كانت خبرات مقبولة وجيدة او خبرات مرفوضة أو سيئة .
وبالرغم من اإلهتمام المتصاعد باليقظة العقلية على صعيد الدراسات األجنبية فإنها تبقى في بداية
مراحلها على صعيد الدراسات العربية والمحلية خالفا لبقية المفاهيم الحديثة لعلم النفس اإليجابي .فهي
بحاجة لتعميق البحث بعد أن تم اخراجها من سياقها الديني وادماجها ضمن المفاهيم السيكولوجية وقد
أثبتت عديد الدراسات األجنبية والعربية فاعليتها في البرامج العالجية واالرشادية باعتبارها مهارة او
فنية يمكن التدريب عليها وتعلمها أما من اعتبرها سمة من سمات الشخصية فتناولها في اطار تحديد
عالقتها ضمن متغيرات نفسية وديموغرافية متعددة أما من اعتبرها حالة فقد بحثها في اطار دراسات
تنبؤية .
55
الفصل الثالث
الضغوط النفسية
الفصل الثالث
الضغوط النفسية
تمهيد
خالصة
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
تمهيد
تعتبر الضغوط النفسية من المواضيع التي حظيت باهتمام الباحثين في مجال العلوم النفسية وذلك
لجوانب تأثيره على عدة مستويات سواء على الفرد أ و األسرة أو المجتمع و حتى على المجال التربوي و
االقتصادي لما ي سببه من هدر في الوقت والمال للتكفل بمخلفاته على الصعيد النفسي و العقلي و الجسمي
لألفراد .
ويعتبر العصر الحالي الذي يعيشه عصر الضغوطات بامتياز لتعدد متطلبات الحياة وتعدد األدوار
الممارسة ،وتغي ر نمط المعيشة ونمط الغذاء وتغير الساعة البيولوجية في تداخل الليل مع النهار وقلة
ساعات النوم الصحية ،كل هذه العوامل وغيرها ساهمت في استفحال وانتشار الضغوط النفسية في شتى
مناحي الحياة .
ولمعرفة أوسع حول هذا المفهوم سنتناولها بشيء من التفصيل في هذا الفصل من خالل تحديد
مفهومها والنظريات المفسرة لها وكيفية قياسها وأساليب مواجهتها إضافة إلى مباحث أخرى تخدم
الدراسة.
99
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
السابع عشر أصبحت هذه الكلمة تعبر عن العذاب والحرمان والضجر والمحن التي ظهرت نتيجة قسوة
الحياة.
-2مفهوم الضغوط النفسية:
ظهر مفهوم الضغط ألول مرة عام ( )3911ثم بدأ ينتشر بعد الحرب العالمية الثانية وما بعدها.
يرى الخولي ( ) 6001أن كلمة ضغط تعني الجهد الذي يؤدي إلى التعب واالنفعال وتظهر الضغوط
عادة عندما يواجه الفرد صعوبات بيئية مستمرة سوا ًء كانت مادية أومعنوية ،جسمية ،نفسية ،ويحاول في
ظل هذه الضغوط التغلب على مختلف الصعوبات بوسائل مختلفة تضمن له التكيف مع الظروف البيئة،
حتى يحتفظ بحالة من االستقرار .
أما السيلي ( )3991فقد أشار إلى ّ
أن الضغط يأتي على شكل إستجابة غير محددة يصدرها الجسم
اتجاه أي حدث ضاغط ،وينتج عنها ا فراز هورمونات تعد هي المسؤولة عن االستجابه للضغط العضوي
والوظيفي أو الجسمي .
في حين أشار( gillami &ahzeem )6030إلى ّ
أن الضغط يظهر في عدم قدرة الفرد على
التكيف مع مواقف التهديد المدرك ،سواء كان في موقف حقيقي ام موقف تخيل (الخفاف.)6039 ،
اما ) (Lazarus3922فقد أشار إلى ّ
أن كلمة ضغط أصلها مشتق من اللغة الالتينية ،وشاع
استخدامها بشكل كبير في القرن السابع عشر ،وهي تعني المشقة hardshipوالشدة straitوالمحنة
adversityأو األسى . affictionأما في نهاية القرن الثامن عشر اتخذ هذا المفهوم معنى القوة أو
الضغط واالجهاد (السيد ،و آخرون)6060 ،
اتفق ( cooper (1981مع الزاروس على ّ
أن كلمة ضغط مشتقة من الكلمة الالتينية stringer
أن الضغط يمثل مطلبا ً تكيفيا ينتج عن
التي تعني الضيق والحزن .كما أشار( colman (1983إلى ّ
مواقف وردود أفعال ألوضاع يمكن أن تؤذي الفرد (السميران والمساعيد ،6031 ،ص.) 319.
010
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
وقد جاء في الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع لالضطرابات العقلية )ّ (DSM.4 ,1994
أن
الضغوط تمثل أعبا ًء ترهق الفرد وتتجاوز طاقة التحمل لديه ،بد ًءا من األحداث اليومية القوية ،إلى
األحداث اليومية القوية والحادة ،حيث تمثل تلك الضغوط محوراً هاما ً وأساسيا ً عند تشخيص أي مرض
نفسي (العنزي ،6001 ،ص.)62 .
-تعريف الضغط النفسي اصطالحا :
يعرف ) daley(1979الضغط النفسي بأنّه الحالة الناتجة عن عدم التوازن بين مطالب الموقف وقدرة
ّ
الفرد على اإلستجابة لهذا الموقف (. )Boudarne,2005
أما البطي ( )6039فتعرف الضغوط النفسية على أنها حالة من التوتر الجسمي والنفسي الذي يحدث
للفرد نتيجة تعرضه لظروف وصعوبات تتحدى قدراته وإمكاناته على التكيف وتؤدي هذه الحالة الى
اختالل توازن الجسم والنفس ،حيث تتولد لدى الفرد مشاعر الخوف والقلق واإلحباط وتؤدي به في
النهاية الى إصدار استجابة انفعالية حادة ومستمرة .
كما يرى الببالوي ومنصور ( )3999بأن الضغوط تمثل تلك الحالة التي يتعرض فيها الكائن الحي
تلك الظروف أو إلى ظروف ومطالب تفرض عليه إيجاد نوعا من التوافق ،وكلما ازدادت شدة
المطالب كلما ازدادت درجة الخطر ،وكلما استمرت لفترات طويلة (الببالوي ،ومنصور،3999 ،
ص)1.
-تعقيب على تعريفات الضغوط النفسية :
بعد استعراضنا لجملة التعريفات التي تناولت الضغوط النفسية ،توصلنا إلى ّ
أن أراء العلماء
والباحثين اختلفت في تناول هذا المفهوم ،فمن العلماء من أشار إلى ّ
أن الضغوط النفسية يمكن اعتبارها
كمرادف للتوتر النفسي ،والبعض األخر اعتبر أنّها مرادف لإلجهاد ،إال ّ
أن محور اإلتفاق بينهم أفاد بأن
الضغط يمثل الشدة أو العبء الذي يقع على كاهل الفرد بصفة دائمة ومستمرة .انطالقا من هذا الطرح
سنتطرق في العنوان الموالي ،إلى بعض المفاهيم المشابهة للضغوط النفسية.
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
تعرف شقير ( ) 6006أحداث الحياة الضاغطة على أنها مجموعة من المصادر الخارجية والداخلية
الضاغطة التي يتعرض لها الفرد في حياته والتي ينتج عنها ضعف قدرته على إحداث اإلستجابة المناسبة
للمواقف ،وما يصاحب ذلك من اضطرابات انفعالية وفيزيولوجية تؤثر على جوانب الشخصية األخرى
(بالن)6032 ،
أما منصور والببالوي ( )3999فقد عرفا أحداث الحياة الضاغطة على أنها تلك األحداث المرتبطة
بالضغط والتوتر والشدة الناتجة عن المتطلبات أو التغيرات التي تستلزم نوعا من إعادة التوافق ،وما ينتج
عن ذلك من أثار جسمية ،وقد ينتج عنها أثار نفسية كذلك تتمثل في الصراع واإلحباط والحرمان والقلق
إذا من خالل ما أشار إليه العلماء سابقا من تعريفات ألحداث الحياة الضاغطة والضغوط النفسية،
أدركنا أن استخدام أحداث الحياة الضاغطة يكون في حالة تناول أسباب الضغوط ومصادرها .أما
استعمال مصطلح الضغوط النفسية فيظهر عند االستجابة .اذن فأحداث الحياة الضاغطة هي المتسببة في
حدوث الضغط النفسي وذلك تبعا لكيفية إدراك الفرد لها .
-6-3القلق: Anxiety :
يعرف عبد الخالق ( )3991القلق على أنّه انفعال غير سار يحدث نتيجة الشعور بالتهديد وعدم
الراحة واالستقرار ،كما يشير القلق أيضا ً إلى اإلحساس بالتوتر والشدة والخوف الدائم الذي ال مبرر له
من الناحية الموضوعية.
ويعرف ماضي ( ) 3993القلق على أنه استجابة انفعالية تتخللها مشاعر الخوف والخشية والتوتر
الفيزيولوجي ،بحيث يصبح الفرد القلق غير قادر على التركيز والتفكير بوضوح (منصوري )6031،
إذا القلق هو انفعال ناتج عن توقع خطر محتمل وغير مؤكد ،كقلق االمتحان او قلق االنفصال .وقد
تتشابه أعراضه مع أعراض الضغط النفسي ،السيما األعراض الفيزيولوجية كتسارع ضربات القلب
وسرعه التنفس واستجابة الجلد .في حين أن الضغط ما هو إال استجابة انفعالية وفيزيولوجية للجسم اتجاه
أي مطلب ،تم ادراكها على أنها تهديد لراحة الفرد كالضغوط النفسية المدرسية.
-7-3الحمل النفسي :
يعتبر مفهوم الحمل النفسي من المفاهيم الرياضية ،التي ظهرت على يد العالم الروسي Matvine
) (1962ويسمى حاليا بحمل التدريب .ويقصد به كمية التأثير والضغط على أعضاء الجسم المختلفة
أثناء ممارسة النشاط البدني .ويتضم ن الحمل النفسي الميكانيزمات النفسية التي تنظم سلوك الرياضي في
الظروف الصعبة التي تتولد أثناء التدريبات والمباريات ( الصمد ) 6031،
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
-تؤثر االستجابة الفيزيولوجية ،مثل إفراز األدرينالين على إدراك الكائن الحي للموقف الضاغط ( العبد
هللا ) 6031 ،والشكل الموالي يمثل كيفية حدوث نموذج الضغط:
الشكل رقم ( )03يوضح كيفية حدوث نموذج الضغط (الشناوي والسيد ،3991 ،ص)32 .
-2-4النموذج الفسيولوجي لهانز سيلي ( :selye (1956متالزمة التكيف العام the general
: adaptation syndrome
يعد "هانز سيلي" من الرواد الذين اهتموا بدراسة الضغوط من الناحية البيولوجية وتأثيرها على
الفرد ،حيث كان لطبيعة تخصصه العلمي في دراسة فيزيولوجيا وعلم األعصاب ،تأثير كبير في بناء
نظريته عن الضغوط النفسية من خالل اهتماماته الناتجة عن الضاغط ""stressor
عرف "سيلي" الضغوط ،عل ى أنها إستجابة تكيفية غير محددة يصدرها الجسم ،نتيجة إلحاح مطالب
تُفرض عليه .كما أشار أيضا إلى وجود ضغوطات ثابتة يستجيب لها الفرد ،بصرف النظر عن الموقف
" general الضاغط ،وينتج عنها ظهور جملة من األعراض ،تشكل التكيف العام للجسم
"adaptation syndromeوهي تظهر في ثالث مراحل :
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
ال تغيرات التي تفرزها الهرمونات ،على غرار هرمون األدرينالين الذي يعمل على زيادة نبضات القلب
وارتفاع ضغط الدم.
الشكل رقم( )6يمثل مراحل اإلستجابة للضغوط ومظاهره بحسب "سلي" (عبد الرحيم)6032،
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
باالغتراب الذاتي ،وقلة الحيوية ،ومن ثم النظر إلى الحياة على أنّها بدون معنى ( سميران ،والمساعد،
. )6031
-5-4نموذج التقدير المعرفي ):lazarus (1966
ظهرت هذه النظرية نتيجة االهتمام الكبير بعمليات اإلدراك الشخصي ،والتقدير المعرفي ،مبينة ّ
أن
هذه المفاهيم األساسية تعتمد على طبيعة الفرد .وأفادت هذه النظرية ّ
بأن التقدير المعرفي للضغط ينشأ
نتيجة وجود تناقض بين ا لخصائص الشخصية للفرد وبين تقييمه للتهديد وإدراكه له ،ويمر الفرد خالل
هذه العمليات بمرحلتين وهما :
المرحلة األولى :في هذه المرحلة تظهر الضغوط ،بسبب رفض الفرد لألحداث الضاغطة
المرحلة الثانية :في هذه المرحلة تُستخلص الطرق المساهمة في التغلب على المشكالت التي تظهر
في الموقف.
هذا وقد انصب اهتمام "الزاروس" على تقييم العمليات الذهنية وردود األفعال من قبل الفرد للمواقف
الضاغطة واتفق مع "التر كانون" على أن الضغط يحدث نتيجة التفاعل بين الفرد والبيئة المحيطة به.
وأكد بصوره خاصة على تقييم العمليات الذهنية من قبل الفرد كونها تؤثر على التحكم في الموقف
الضاغط ( البطي) 6039 ،
وقد حدد "الزاروس" نوعين من تقييم العمليات الذهنية وهما:
التقييم األولي :ويتم في ضوئه تقييم العالم الخارجي من خالل المعالجة المعرفية لما يتعرض له
الفرد من أضرار وتأثيراتها عليه .وهذا التأثير تتح كم فيه مجموعة من العوامل منها ما هو متعلق
بالخصائص الشخصية للفرد كالمعتقدات ،ومنها ما هو خاص بالعوامل الخارجية المتعلقة بالموقف،
وطبيعة التهديد وتقييم درجة حدته.
التقييم الثانوي :في هذه المرحلة يتم تقييم األشخاص ألنفسهم .ويحدث ذلك من خالل تقييم الفرد
لمصاد ر قوته ،وقدراته التي تمكنه من مواجهة األحداث الضاغطة (الحقاف ) 6039 ،والشكل
الموالي يمثل مخطط نظرية التقدير المعرفي:
019
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
الشكل رقم ( )3يوضح مخطط نظرية التقدير العرفي (الخفاف ،6039 ،ص)321.
001
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
ضغط الفا :Alfa stressويشير إلى خصائص الموضوعات ودالالتها كما هي موجودة في
الواقع.
ويوضح "موراي" أن سلوك الفرد يرتبط بالنوع األول من الضغوط ويؤكد على أن الفرد بخبرته
يصل الى ربط موضوعات معينة بحاجه معينه وهذا ما يسميه"مفهوم الحاجة" أما في حال حدوث
التفاعل بين الموقف والحافز والضغط والحاجة النشطة ،فهذا يعبر عنه بمفهوم (الفا) وقد وضع موراي
قائمة بأهم الضغوط منها :
ضغط نقص التأييد األسري ( االنفصال ،غياب احد الوالدين …)
يعتقد "موراي" ّ
أن مفهوم الحاجة والظروف هما مفهومان مركزيان متكافئان يساهمان في تفسير
السلوك اإلنساني ودراسة الضغوط المنفصلة عن الحاجات .ويعتبر ّ
أن كل من الضغط والحاجة يشتركان
في جانب ديناميكي واحد يطلق عليه مفهوم الثيميا themaوالذي يعني به "موراي" الوحدة السلوكية
التفاعلية الكلية ،حيث تتضمن هذه الوحدة الموقف الحافز بين الضغط والحاجة ( منصوري)6031 ،
ويرى النواسية ( )6033أن "موراي" يربط بين شعور الفرد بالضغوط النفسية وبين مدى إشباعه
لحاجاته ،كالحاجة إلى اإلنجاز ،االنتماء ،االستقالل ،السيطرة ،وكذا الحاجة إلى مواجهة اآلخرين عندما
يشعر بالظلم واإلهانة.
بناء على ما سبق نستنتج ّ
أن مفهوم الحاجة لدى الفرد يعد من المظاهر المميزة للسلوك اإلنساني.
فالشخص بحكم وجوده في هذه الحياة ،يُظهر الكثير من اإلستجابات للكثير من المثيرات حوله ،فيجد
نفسه بحاجة إلى اتخاذ قرارات في مواقف عدة ،وانتقاء خيارات ...واألكيد ّ
أن هذه الممارسات تصحبها
انفعاالت معينة .وعندما يتم إشباع الحاجة لدى الفرد فإنّه يشعر بالراحة .وإذا لم يتحقق له ذلك فإنّه سوف
يشعر بالضيق.
000
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
وعرف الضغط
ّ يعتبر "كانون" أحد الرواد األوائل الذين ساهموا في البحوث التي تناولت الضغط
على أنّه :رد فعل الجسم أثناء تعرضه لحالة طوارئ .وعبر عنه أيضا ً بمفهوم االستجابة التي قد يسلكها
الف رد حيال تعرضه للمواقف المؤلمة في البيئة سواء كانت عبارة عن (مواجهة أو هروب) fight or
.flightويمكن اعتبار هذه االستجابة تكيفيه ألنها تمكن الفرد من إظهار ردود أفعال تستجيب لمتطلبات
الموقف ،غير أنها قد تكون ضارة للكائن ألنها تزيد من الخبرات االنفعالية والفيزيولوجية ،عند التعرض
المستمر للموقف الذي يحتمل المواجهة أو الهروب ،كونها تحفز نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي
والجهاز الغدي ،مما يؤدي إلى حدوث تغيرات فيزيولوجية تجعل الشخص في حالة اضطراب .ويرى
"كانون" أن جسم اإلنسان مزود بميكانيزم يساهم في االحتفاظ بحالة من االلتزام وإذا اختل هذا االتزان
ينتج المرض (السيد .)6060 ،أما النتائج التي توصل إليها "والتر كانون" وفق ما جاء به ايبو ()6060
بينت ما يلي:
المخاوف الجسدية والنفسية ينتج عنها ردود أفعال عاطفية ترافقها استجابة نفسيه حركيه يحدد أثرها
الجهاز السمبثاوي.
عند إثارة الجهاز يزداد معدل التنفس وضربات القلب ويرتفع ضغط الدم ،باإلضافة إلى ارتفاع
البيئة لها اثر في طبيعة ردود األفعال الجسدية ،ألي خطر أو خوف يتعرض له الفرد.
أما في حالة العبء الملقى على القلب يقل عندما يتمكن األفراد من االستجابة اإليجابية للضغط
يستجيب الكائن الحي للموقف إما بالتحفيز للهجوم ،أو الهروب والنكوص إلى موقف التبعية ،كالطفل
001
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
مختلفين ،يتمثالن في المواجهة السالبة وعدم القدرة على التحمل ،أو المواجهة االيجابية مع القدرة على
التحمل ،وسنوضح هذين النموذجين كما يلي:
001
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
اآلثار المباشرة
انخفاض االنتاجية – انخفاض الشعور بالسعادة والرضا – انخفاض الشعور باأللفة والمودة
001
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
االثار الكلية
زيادة االنتاجية -زيادة الشعور بالسعادة والرضا -زيادة الشعور باأللفة والمودة
توتر ف ي العضالت ،وارتفاع ضغط الدم ،ثم ما تلبث أن تتحول على المدى البعيد إلى اضطرابات انفعالية
تنعكس سلبا على الحالة النفسية للفرد ،حيث يصبح عرضة لإلكتئاب ،والقلق المزمن ...وقد تتحول إلى
اضطرابات معرفية تؤثر على إدراك الفرد ودرجة تركيزه...إلخ.
في حين تبين معنا ّ
أن الفرد الذي يقاوم الضغوط ويواجهها بطريقة إيجابية ،يستعين بفنيات ومهارات
تساعده على التعامل الجيد والفعال معها ،على غرار إستخدام المهارات التوكيدية وحسن إدارة الوقت،
إلى جانب ممارسة الرياضة واإلسترخاء ،وهذه السلوكيات تسمح للفرد على المدى البعيد بالشعور
بالتوافق والسعادة والرضا.
نستنتج من خالل نماذج مواجهة الضغوطّ ،
أن مصادر الضغط تعتبر واحدة ،لكن مواجهتها تعتمد
على شخصية الفرد ،وعلى طريقة استجابته وكيفية إدراكه لها.
-5أنواع الضغوط النفسية:
تتفاوت درجة الضغوط التي يواجهها األفراد ،فمن الضغوط ما هو منخفض أو معتدل ،ومنها ما هو
شديد ومرتفع ومن الضغوط ما هو مؤقت ،ومنها ما هو مستديم .كما ّ
أن الناس يتفاوتون في استجاباتهم
لنفس الضغوط تبعا ً لشخصيتهم وقدراتهم على االستجابة والتكيف ،وكيفية إدراكهم للضغوط ونتائجها،
وقدرتهم على التحمل وما يتلقونه من دعم ومساندة .وسنستعرض بعض أنواع الضغوط فيما يلي:
-الضغوط الحياتية :يتعرض األفراد خالل حياتهم اليومية الى العديد من الضغوط سواء كانت داخلية
كالشعور باإلحباط ،أو خارجية ناتجة عن البيئة كالتعرض للصراعات مع اآلخرين .وقد أشارت نتائج
العديد من األبحاث العلمية الى أن الضغط النفسي يأخذ أشكاال متنوعة ومتعددة ،وأشدها تأثيرا على الفرد
الضغوطات المادية واإلجتماعية.
-الضغوط المهنية :تترك ضغوط العمل آثاراً سلبية على سلوك الفرد ومواقفه إزاء وظيفته ،وقد تمتد
هذه اآلثار لتشمل جوانب عدة من حياته ،مما يؤثر سلبا ً على جودة العمل وكمية اإلنتاج و نوعه.
-الضغوط الزواجية :ينتج عن الضغوط الزواجية عدم الشعور بالتكيف الزواجي ،مما يؤدي إلى ظهور
المشاحنات واإلختالفات الدائمة والمستمرة بين الزوجين ،وهذه اإلختالفات يمكن أن يكون سببها وجود
فارق في السن بين الزوجين ،أو التفاوت في الوضع االجتماعي ،أو المستوى الثقافي ،وفي ظل هذه
األوضاع تصبح الحياة صعبة ومستحيلة بين الزوجين.
-الضغوط الصحية :تعتبر اإلصابة باألمراض العضوية والنفسية خاصة المزمنة منها وما يرافقها من
أعراض جانبية وتكلفة مالية ،من األمور التي تجلب األلم والضغط.
-الضغوط الذاتية :وه ي الضغوط الناتجة عن الطموح الزائد والدافعية الكبيرة إلحراز التميز والتفوق
على اآلخرين .
* أما الفرازي ( )6039فقد صنف الضغوط النفسية إلى :
001
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
-الضغط النفسي اإليجابي :يمثل هذا النوع من الضغط عنصرا ً مجددا ً للطاقة التكيفية لكل من العقل
والجسم ،فإذا تمكنت هذه الطاقة من احتواء المتطلبات ،وحققت قدرا ً من االستثارة المتضمنة فيهاّ ،
فإن
الضغط يكون مقبوالً ومفيداً .وفي حال لم تتمكن هذه الطاقة من احتواء المتطلبات ،ولم تتحقق االستثارة
فإن الضغط ال يكون مقبوالً ،بل يكون ضاراً وغير مفيد (حشمت ،وزاهي ،6002 ،ص ص.
المطلوبةّ ،
.)61-61
-الضغط النفسي السلبي :ويمثل الضغط الذي يواجهه الفرد في العائلة أو العمل أو من خالل العالقات
االجتماعية ،التي تؤثر بشكل سلبي على الحالة الجسدية والنفسية لهذا الفرد ،وتؤدي إلى ظهور أعراض
مرتبطة بالضغط النفسي كالصداع ،واإلحساس بآالم في المعدة ،التشنجات العضلية ،األرق وغيرها من
األعراض (السيد ،6009 ،ص)62 .
* في حين قدم الخالدي ( )6009نوعين من الضغوط وهما:
-الضغط المباشر :يتعرض اإلنسان للضغوط حين يشعر بالتهديد ،كالخشية من فقدان وظيفته أو
التعرض للطالق ...الخ
-الضغط المرتبط بالصراع :يتعرض الفرد للصراع حين يواجه موضوعان يكونان على نفس الدرجة من
اإللحاح لإلشباع ،وتكون هناك رغبة شديدة في تحقيقهما في نفس الوقت ،إال ّ
أن هذان الموضوعان
يتعارضان وال يمكن تحقيقهما معا ،فيشعر الفرد بالصراع النفسي أمام حتمية اختيار أحدهما وتقديمه
على األخر.
* اما الفريز ( ) 6009فيرى أن الضغوط يمكن أن تتنوع وتتشكل بحيث تشمل كافة مناحي الحياة التي
يعيشها اإلنسان والتي يمكن وضعها ضمن األنواع التالية:
-ضغط العمل :وينتج عن اإلرهاق الذي يشعر به الفرد نتيجة متاعب العمل ،فتتأثر الجوانب النفسية لديه،
فيصاب بالملل الذي يؤدي بدوره إلى القلق النفسي .
-الضغوط االقتصادية :للضغوط اإلقتصادية دور كبير في تبديد جهد اإلنسان وإضعاف قدرته على
التركيز والتفكير ،خاصة في ظل التعرض لألزمات اإلقتصادية أو الخسارة المالية او فقدان العمل بشكل
نهائي .
-الضغوط االجتماعية :إن النجاح في إيجاد عالقات اجتماعية جيدة ،يتطلب جهدا ووقتا ،ويعتبر فشل
اإلنسان في إنجاز هذه المتطلبات مصدرا لجلب الضغوط ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى ّ
فإن الخروج
عن معايير المجتمع ،ومخالفة العرف والتقاليد اإلجتماعية ،يسبب للفرد أزمات تجعله يفقد عالقاته
اإلجتماعية.
-الضغوط العائلية واألسرية :وتظهر في صورة تدخل العائلة الممتدة في الحياة الزوجية أو االلتزامات
المادية .كما ّ
أن فقدان معايير الضبط ،واختالل توازن التنشئة اإلجتماعية نتيجة ممارسة أحد الوالدين
001
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
لسلوكيات غير مالئمة ،يؤدي إلى تفكيك وتصدع النسيج األسري ،وهذا األمر يفضي إلى حدوث
الصراع داخل األسرة.
-الضغط النفسي الدراسي :وهو مرتبط بدخول فترة االمتحانات ،ويصبح ضارا ً عندما يوليه الطالب
أهمية مبالغ فيها ،ألنه من وجهة نظره هو مطالب بتحقيق النجاح في الدراسة إلرضاء طموحاته
الشخصية أو طمعا في مكافأة الوالدين واألساتذة ونيل إعجابهم.
-الضغوط العاطفية :تمثل الضغوط النفسية واحدة من مستلزمات الوجود اإلنساني ،فالعاطفة لدى
اإلنسان غريزة اختص بها هللا اإلنسان دون باقي المخلوقات ،بكل ما يحمله من جوانب نفسية وانفعالية.
ويؤدي الحرمان من إشباعها بالطرق واألساليب المشروعة ،إلى تشكل ضغوط عاطفية مؤلمة.
وتقدم البطي ( ) 6039تصنيفا آخر ألنواع الضغوط النفسية فهي تقسمها من حيث استمراريتها مع الفرد
إلى ضغوط مؤقتة ومزمنة:
-الضغط النفسي المؤقت (الفتري) :يظهر نتيجة موقف مفاجئ في فترة معينة (مسابقة ،أو زواج
مثالً) ،وإذا تم التحكم به يصبح فعّاالً .
-الضغط النفسي المزمن :هو نوع من الضغوط التي تنهك الناس يوما ً بعد يوم ،وشهر بعد شهر ،وسنة
بعد سنة .واألمر أسوء وأصعب بالنسبة للضغوط المزمنة.
*وهناك من يصنف أنواع الضغوط تبعا لمستواها ومن هؤالء ( may-worrall(1989الذي يرى ّ
بأن
الضغط يمر بثالث مستويات:
-الضغط العادي :وهو أدنى مستويات الضغوط ،وهذا النوع يتعرض له كثير من الناس في معظم
األوقات وتكون مشكالت الحياة هينة عند هذا المستوى ويمكن التعايش معها.
-الضغط النفسي الحاد (المرتفع جداً) :يظهر لدى الفرد نتيجة استجابته لتهديد فوري ومباشر ،وهو ما
وهذا النوع يحتاج إلى يسمى بالصدمة ،حيث يجد الفرد نفسه في موقف يهدده وال يستطيع منعه
التدخل والعالج للحد من تأثيره والتغلب على المشكالت التي يسببها للتحرر من القلق والخوف (السيد،
وأحمد ،ومراد ،6009 ،ص)62 .
-الضغط الشاذ :يضم هذا النوع مجموعة من األمراض العصبية والذهنية ،التي تظهر نتيجة لثورة الفرد
ضد النفس وضد اآلخرين.
* تقدم عبد المنعم ( ( 2006نوعا ً آخر من الضغوط نستعرضه فيما يلي:
-الضغوط السياسية :تظهر على المستوى السياسي والتي ينتج عنها الصراعات السياسية ،نتيجة هيمنة
بعض القوى ،أو عدم أهلية النظام الحاكم ،أو عدم الرضا عن نظام الحكم ،أو عدم الرضا عن االوضاع
السياسية .وينتج عن هذه األوضاع عدم التكيف مع الوضع العام.
*ويضيف ايبو()6060أن "سيلي" قسم الضغوط النفسية الى اربعة انواع وهي:
001
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
-الضغط النفسي السيئ :الذي يضع على عاتق الفرد متطلبات زائدة ويطلق عليه الكرب.
الضغط النفسي الطبيعي :يتميز بإمكانية عودة التكيف ،كاإلحساس بالضغط في فترة الوالدة بالنسبة لألم،
أو السفر أو المنافسة الرياضية.
-الضغط النفسي الزائد :الناتج عن تراكم األحداث المسببة للضغط النفسي .
-الضغط النفسي المنخفض :يحدث نتيجة الملل وانعدام وجود التحدي واالثارة .
* وفي نفس السياق ذكرت عبد المقصود وعثمان ( )6001أن ( mcnamara (2000قسمت
الضغوط إلى ثالث فئات وهي:
-الفئة األولى :الضغوط المعيارية ،وتشمل التغيرات الجسمية ،وكل ما يتصل بالدراسة األكاديمية،
والعالقة بالوالدين وباألقران .
-الفئة الثانية :الضغوط غير المعيارية ،وتضم حاالت الطالق بين الوالدين ،وحاالت الوفاة في األسرة،
والمرض العقلي ألحد الوالدين ،أو وجود إعاقة جسمية لدى أحد أفراد األسرة.
الفئة الثالثة :وتشمل الضغوط اليومية والمواقف المزعجة التي يواجهها الفرد.
-6مصادر الضغوط النفسية :
تتباين مصادر الضغوط من مجتمع إلى أخر ،ومن فرد إلى أخر ،ومن وقت إلى أخر ويمكن إجمالها
في ضغوط عامة قد تحدث بسبب ظروف طبيعية أو بشرية تؤثر في كثير من الناس ،وضغوط خاصة
بالفرد ونمط شخصيته ،وأهم المصادر تتمثل في المشكالت الذاتية للفرد نفسه وبعض الضغوط الخارجية
ومن أهم مصادر الضغوط نذكر ما يلي :
-1-6المشكالت النفسية واالنفعالية :وتشمل الغضب واالكتئاب ،وكذا االثارة والتهور إزاء المواقف
الحياتية.
-2-6المشكالت اإلقتصادية :يعاني بعض األفراد من الضغوط النفسية ،نتيجة معايشتهم لظروف
اقتصادية متردية ،من حيث تدني المستوى المعيشي ،أو من حيث السكن في مناطق مزدحمة بالسكان ،أو
نتيجة إصابتهم باألمراض النفسية الجسمية.
-3-6المشكالت العائلية واألسرية :تنتج الضغوط االجتماعية والمشكالت األسرية عن المشاكل المتعددة
داخل األسرة مثل :المعاناة من المرض ،او غياب احد الوالدين أو الطالق وكلها مصادر للضغوط النفسية
تسبب االضطرابات النفسية.
-4-6المشكالت الصحية :كالشعور بالصداع والغثيان ،واإلصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم،
والسكري ...وغيرها
-5-6المشكالت الدراسية :المتعلقة بظروف الدراسة وضعف القدرة على التركيز والرسوب في
االمتحانات.
009
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
-6-6المشكالت الشخصية :وتتمثل في انخفاض مستوى الطموح ،وتقدير الذات والتصلب وصعوبة
اتخاذ القرار ،والتردد (أبو الدلو) 6032 ،
* وهناك من قسم مصادر الضغوط إلى قسمين وهما :
-1مصادر داخلية :تنشأ هذه الضغوط من داخل الفرد نفسه ،وهي مصادر ال يمكن التحكم بها ( مرض،
حاالت انفعالية ).
-2مصادر خارجية :تنشأ عن ال محيط الخارجي ويمكن التحكم بها (فقدان العمل او الطالق (الخالدي،
)6009
وفي هذا السياق ذهبت بدوي ( ) 6039إلى القول بان للضغوط النفسية مصادر تتمثل فيما يلي:
-1المصادر البيئية :تظهر من خالل الحالة االقتصادية العامة ،واالجتماعية كاالتجاهات ،والوضع
التعلي مي ...وغيرها .وتلعب الضغوط المادية دورا كبيرا في التعرض للضغوط السيما في منظمات
العمل .وفي ظل هذه المصادرّ ،
فإن التعامل أو محاوالت التغيير قد تفوق حدود قدرة الفرد ،والعجز عن
تحقيق ذلك يسبب الضغط النفسي الذي تعكسه استجابات مختلفة كالشعور باالحباط او القلق والتوتر .
-2المصادر التنظيمية :تتمثل في سوء تصميم الهيكل التنظيمي ،لعدم وجود إستراتيجيات محددة .إلى
جانب عدم السماح للموظفين بالمشاركة في اتخاذ القرارات ،وضغوط العمل المختلفة ،وقد تتسبب هذه
العوامل مجتمعة او منفردة في ظهور آثار سلبية نفسية وسلوكية وفيزيولوجية ضارة على الموظف ،إال
أن مقدار الضغط يختلف من منظمة الى اخرى .
-3المصادر الفردية :وتشمل عوامل الصراع المتعلقة بالتهاون في العمل ،وعدم استشعار المسؤولية
اتجاه العمل ،وقلة الرقابة....وغير ذلك من العوامل التي تختلف من فرد إلى أخر وقد يكون الضغط
والتوتر نا تج عن حياه الفرد نفسه بمعنى أن حياة الفرد هي التي تولد لديه الشعور بالضغط والتوتر .
-4مصادر ضغوط جماعة العمل :تظهر من خالل سوء العالقة مع الزمالء في العمل والمرؤوسين
واالفتقار لتماسك الجماعة ونقص المساندة االجتماعية ،و ومؤازرة الجماعة .
ذكر الحقاف (ّ )6039
أن ) lazarus & al (1985قاموا بتحليل مقاييس الضغوط النفسية وقد
تمكنوا من استخراج مجموعة من مصادر الضغوط النفسية ،نستعرضها فيما يلي:
-المصادر المنزلية :تشمل القيام بالواجبات ،التسوق ،أعمال صيانة المنزلية.
-المصادر الصحية :تشمل األمراض الجسمية ،األعراض الجانبية المصاحبة لها ،العالج الطبي.
-مصادر ضغط الوقت :تعكس كثرة مسؤوليات الفرد في ظل ضيق الوقت.
-المصادر الداخلية :تشمل النواحي النفسية للفرد كالشعور بالقلق والوحدة النفسية والخوف.
-المصادر المالية :تظهر من خالل تحمل مسؤوليات العمل ،ممثلة في االهتمامات المالية مثل منح
الرواتب للعمال ،وأعباء اإلستدانة......
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
-المصادر البيئية :تعكسها العالقات واالحتكاك بالجيران ،ضوضاء المرور ،أو إمكانية التعرض
للجريمة وغيرها......
-المصادر المهنية :يشمل كافة المصادر المرتبطة بالعمل مثل عدم الرضا الوظيفي ،عدم تقبل المهنة،
الصرع مع الزمالء.
-المصادر المستقبلية :تظهر من خالل التفكير في الضرائب المتوقعة والتقاعد المبكر.
أما أحمد ( )6039فقد صنف مصادر الضغوط إلى أربع مجموعات وهي :
-1المصادر الفيزيائية :وتشمل المنبهات البيئة الخارجية التي تحيط باإلنسان والتي يمكن أن تعرضه
للضرر أو األذى مثل :ارتفاع درجات الحرارة ،أوالبرودة الشديدة ،تلوث الهواء والتعرض ألشعة
الشمس الحارقة ،الضوضاء ،والرطوبة .
-2المصادر الطارئة :يقصد بها األحداث الشاذة التي تحدث بشكل مفاجئ ،وال تحمل صفة الدوام في
الحدوث ،أو التأثير ومثال على ذلك :الكوارث الطبيعية ،حوادث السيارات ،أو فقدان شخص عزيز،
الطالق ،فقدان الوظيفة بالفصل أو التقاعد.
-3المصادر االجتماعية :تتعلق بالمكانة اإلجتماعية واالقتصادية ،الفقر ،سوء التغذية والمستوى
التعليمي ،ومكان اإلقامة .
-4المصادر الشخصية :تلك التي تنبعث من داخل الفرد ذاته ،كأسلوبه في الحياة ،الضغوط الجسمية
والعصبية والنفسية التي تنتج عن تناول بعض األطعمة والمشروبات ،أو تعاطي الفرد لبعض األدوية
والعقاقير بكامل إرادته.
يعتقد الفرازي ( )6039أن للضغوط مصدرين اثنين هما:
-1المصادر الداخلية :تتمثل في نقص القدرة على المواجهة ،انخفاض المهارات االجتماعية ،التنافس
والعدوان ،انخفاض مستوى الطموح ،وغموض الدور ،الخجل واالنطواء.
-2المصادر الخارجية :يمكن حصرها في الشعور بالظلم وعدم المساواة ،الضغوط الدراسية ،ضغوط
بيئية (فيضانات ،حرائق …) اإلحساس بالخوف وعدم األمان ،الضغوط االقتصادية التي تشمل قلة
فرص العمل ،ضغوط التفاعل مع الزمالء.
اما السيد وآخرون ( )6060فصنفوا مصادر الضغوط الى صنفين:
-1مصادر خارجية (بيئية) :تلك التيتظهر في محيط العمل في إطار الوظيفة وعدم إشباعها لحاجات
الفرد الضرورية واألساسية ،وكذا العالقة مع الزمالء والرؤساء .فضال عن الضغوط األسرية والعائد
المادي ،أو فقدان اإلحساس باألمان.
-2مصادر داخلية (فردية) :تتعلق بطبيعة الفرد وبخصائصه الشخصية ،وتتجلى من خالل كيفية تعامله
مع الضغوط ومدى قدرته على تحملها والتصدي لها ،ومحاولة إيجاد طرق للتوافق والتكيف معها.
010
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
/2أعراض نفسية :تتمثل في التأثيرات النفسية مثل :االكتئاب واألرق ،التعب ،اإلرهاق ،الملل ،عدم
الرغبة في العمل.
/3أعراض اجتماعية :تتمثل في العزلة ،اإلنطواء على الذات ،اإلنسحاب اإلجتماعي ،انعدام القدرة على
تحمل المسؤولية ،الفشل في القيام بالواجبات المنزلية.
كما أشار الخالدي ( ) 6009إلى إمكانية تصنيف أعراض الضغط النفسي على النحو التالي:
/1أعراض جسدية :الصداع واإلعياء ،األرق ،أوجاع عضلية ،اضطراب الشهية.
/2أعراض عقلية :تتمثل في النسيان ،تشوش األفكار ،عدم القدرة على التذكر ،األفكار السلبية ،الخمول.
/3أعراض عاطفية :تقلبات المزاج ،القلق والكآبة ،الغضب ،االستياء ،عدم القدرة على الصبر.
/4أعراض إجتماعية :االنسحاب ،االنطوائية والعزلة ،التعصب ،الميل إلى الوحدة ،قلة األنشطة
االجتماعية ،الرغبة في الهروب.
أشار كل من لوكر وجريجسون ( )6031إلى وجود عالمات للضغوط السلبية وعالمات للضغوط
اإليجابية ،نستدل عليها من خالل األعراض البدنية واألعراض العقلية وهي تشتمل على ما يلي :
/1األعراض البدنية :الشعور بخفقان القلب السريع ،ضيق التنفس ،وغصة في الحلق اسهال ،امساك،
شد عضلي عام خاصة على مستوى الفكين واصطكاك األسنان ،صعوبات النوم الرغبة المتكررة في
التبول ،زيادة نسبة التدخين ،تعاطي الكحول ،فقدان الرغبة الجنسية.
/2األعراض العقلية :تشمل :التوتر ،الغض ب ،البكاء ،فقدان السيطرة ،الشعور بعدم القدرة على التوافق،
خوف واكتئاب ،سهولة االستثارة ،فقدان االهتمام بالمظهر الشخصي ،انخفاض تقدير الذات ،االندفاع،
الرغبة عمل أنشطة كثيرة في نفس الوقت.
أما أعراض الضغوط اإليجابية والتي تشير إلى غياب اآلثار السلبية للضغوط ،فتتمثل في إحساس
الفرد بالسعادة واالنتعاش ،الشعور باإلنتماء إلى الجماعة ،إظهار الود والحب ،والبهجة ،الهدوء ،الثقة في
النفس ،التحكم في الذات والسيطرة عليها ،الرغبة في التجديد واالبداع واإلنتاج ،وضوح الرؤيا في
التفكير ،إستخدام المنطق ،إظهار البشاشة واإلبتسامة في أغلب األحيان .
كما صنف الخفاف ( )6039أعراض الضغوط النفسية إلى ما يلي:
/1أعراض فيزيولوجية :تتمثل في زيادة إفراز األدرينالين والذي اذا استمر لمدة طويلة يؤدي إلى
اإلصابة بأمراض القلب ،اضطراب الدورة الدموية ،ضيق التنفس ،ارتعاش األطراف ،زيادة إفراز
هرمون الغدة الدرقية والمتسبب في نقص الوزن ،اإلجهاد واالنهيار الجسمي .اضافة الى زيادة إفراز
الكوليسترول الذي يؤدي إلى اإلصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
/2أعراض نفسية :تتمثل في اختالل عمل اآلليات الدفاعية النفسية أو انهيارها ،حيث يصبح الفرد أكثر
انفعاال وأكثر شعوراً بالخوف الشديد والقلق الدائم وعدم الراحة ،وعندما يعجز الفرد عن التوافق مع
بعض المواقف المؤلمة والمزعجة تظهر عليه أعراض االكتئاب
/3أعراض اجتماعية :يؤدي انعدام الشعور باألمن الناتج عن سوء عالقات الفرد بعائلته إلى استحواذ
التصرفات العدوانية ع لى سلوكه ،مما يؤثر على عالقة الفرد بمحيطه االجتماعي العام سواء في الحي أو
المدينة أو في العمل ،وذلك يؤدي إلى الرغبة في االنسحاب من الحياة االجتماعية والتزام العزلة.
/4األعراض المهنية :يصل الفرد إلى درجة االحتراق النفسي ،جراء تعرضه المستمر للضغوط
النفسية .ويشير اإلحتراق النفسي إلى الشعور باستنزاف بدني وانفعالي ،والذي يعكس جملة من المظاهر
السلبية أهمها تكوين مشاعر سلبية حول مفهوم الذات.
/5األعراض السيكوسوماتية :أصبح من المسلم به أن الضغوط بشكل عام تجعل اإلنسان عرضة
لالنهيار العصبي والوقوع في الكثير من االضطرابات السيكوسوماتية ،أي األمراض النفسجسدية ،و
استمرار تعرض الفرد للضغوط لفترات طويلة ،يؤدي به إلى اإلصابة بهذه األمراض ،ذلك ّ
أن النفس
والجسد هما وجهان لعملة واحدة ،فالحالة الجسدية تتأثر بالصحة النفسية ،والعكس صحيح.
-6-3المنافسة الشريفة.
-1-3التجاهل (عبد الرحمن)6036 ،
وفي هذا السياق يضيف عطية (ّ )6030
أن األفراد الذين يستخدمون أسلوب حل المشكالت يميلون
إلى المواجهة ،والتركيز على المشكلة ،بدال من التركيز على أسبابها .أما األفراد فاقدي هذا األسلوب،
فهم يتسمون بالمواجهة التي ترتكز على ردود أفعال األخرين ،وعلى سلوكياتهم السلبية ،واإلنشغال
بأسباب حدوث المشكلة ،لذلك هم يظهرون انفعاالت سلبية اتجاهها.
-2 -1-8طلب المساندة االجتماعية االنفعالية:
تشير الدراسات العلمية إلى أن المساندة االجتماعية تعد أسلوبا ً يعتمد على طلب مساعدة اآلخرين من
الناحية االجتماعية أو النفسية أو الطبية أو المادية ،وذلك تبعا لتقديرات المعنيين أنفسهم .إذ يلجأ البعض
الى االهل او االصدقاء للحصول على الدعم األمني عند الشعور بالضغط ،وقد يلجؤون إلى طلب
المساعدة االنفعالية للحصول على الطمأنينة والراحة النفسية ،عن طريق استشارات علماء الدين وطلب
مساعدتهم (ابو الدلو.)6032 ،
وفي نفس السياق يذكر عطية ( )6030أن المساندة االجتماعية يمكن أن تظهر في صور متعددة
نذكر منها :
-المساندة السلوكية :تظهر على شكل بذل المجهود البدني والمشاركة في الفعاليات المختلفة
-المساعدة المادية :يتم من خ اللها تقديم المساعدة عن طريق تقديم الدعم المالي أو أشياء أخرى ذات قيمة
مادية.
-التفاعل الودي :يتم في ضوئه اإلنصات إلى صاحب المشكلة وإرشاده إلى األساليب السليمة لمواجهتها.
-التغذية المرتدة :تتمثل في تزويد الفرد باألساليب الصحيحة حول كيفية تعاملهم مع أنفسهم ومع
األخرين ،من خالل إلى تصويب أفكارهم ،وضبط سلوكياتهم في المواقف المختلفة.
-التفاعل اإليجابي :يتم من خالل المشاركة في التفاعالت االجتماعية المثيرة للمتعة.
-3-1-8ضبط النفس:
يعد أسلوبا ً يلجأ إليه بعض الناس عندما يواجهون مواقف من شأنها أن تؤثر على التحكم والسيطرة،
حيث تتولد لديهم مشاعر قوية مصدرها العقل والحكمة (يعالجون الموقف بقوة وإرادة رغم التوتر
واإلثارة) ويستخدم هذا األسلوب عاده العاملون في مجال الطب ومساعديهم .وفي هذا اإلطار يعتقد
"تيرلي" أن اسلوب ضبط النفس يريح الفرد ،ويساعده على التمتع بالصحة النفسية والجسدية .اما اذا فشل
الفرد في ضبط نفسه ،فانه سيتعرض إلى حالة مرضية خطيرة (عبد الرحمن.)6036 ،
أما ( grosha (1983فقد صنف أساليب مواجهة الضغوط الى نوعين هما:
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
-3أساليب مواجهة ال شعورية :تتمثل في اللجوء إلى استخدام الحيل الدفاعية الالشعورية التي تساعد
على خفض مستوى القلق والصراعات النفسية لدى الفرد ،وقد تطرق إليها "فرويد" من خالل نظرية
التحليل النفسي.
-6أساليب مواجهة شعورية :يستخدمها الفرد في التعامل مع الضغوط من خالل القيام بمحاوالت سلوكية
ومعرفية للتغلب على الضغوط (البطي)6039 ،
-4-1-8زيادة األنشطة السارة :
يوضح حسن وحسين( )6002أ ّن بعض الدراسات أفضت نتائجها إلى نتيجة تفيد بأن األفراد الذين
يمتلكون مستويات عالية من الدعابة والتفاؤل ،يظهرون مقاومة قوية ضد الضغوط النفسية وهذه الصفات
تساعدهم على تخفيف أثر التوتر والقلق ،كما أنّها تساهم في تقوية الجهاز المناعي لديهم ،وهذا ما يجعلهم
يشعرون بالسعادة.
كما أشارعطية ( )6030إلى ّ
أن التدريب على األنشطة السارة يكون ناجحا إذا تزامن مع الخضوع
إلى العالج المعرفي السلوكي في ظل إستراتيجية تحديد االهداف ،ومراقبة الذات ،وممارسة األنشطة
السارة ،إذ تعد هذه األخيرة من أهم الفنيات للتعامل مع المواقف الضاغطة خاصة مع التحلي بروح
الفكاهة .وفي هذا المقام ذكر "هوفمان" أن تمتع الفرد بحس الفكاهة يساهم في حسن إدارة تعامله مع
الضغط ،من خالل تعديل الحاالت المزاجية السالبة ،والحد من وطأة الشعور باالكتئاب والتخفيف من حدة
الغضب ،والمساهمة في رفع الروح المعنوية .و من العلماء من أشار إلى أن التفكير في األحداث السارة
القريبة ،له تأثير قوي وإيجابي على الحالة المزاجية ،باإلضافة إلى الشعور بالرضا عن النفس .ومن
األنشطة السارة ،أداء صالة التراويح ،قراءة القرآن ،الخروج في نزهة ،تناول الطعام اللذيذ ،ممارسة
الرياضة ،الحصول على الهدايا ،أو ممارسة القراءة والكتابة.
-5-1-8آليات الدفاع:
يعتبر )Sigmund Freud (1856-1939أول من استخدم مفهوم الميكانيزمات الدفاعية أو
اآلليات الدفاعية النفسية ،حيث اكتشف "فرويد" أن الناس يلجؤون إلى استخدام اآلليات الدفاعية ،لتخليص
أنفسهم من الشعور بالقلق والضيق الذي قد يطالهم بسبب تضارب عوامل وأهداف لديهم .وباستخدام هذه
اآلليات ّ
فإن االنسان يحرر نفسه ولو مؤقتا من الضغوط المتسلطة عليه والتي تشكل عبئا ال يستطيع
تحمله في الوقت ذاته ،فيلجأ بعض األفراد إلى مواجهه الموقف الضاغط باستخدام آلية "الكبت" أو
"التح ويل" مثال ،لمحاولة خفض الضغط مؤقتا للحفاظ على توازنهم النفسي .ورغم االختالفات الموجودة
بين األفراد في كيفية إدراك الضغوط ومدى استخدامهم لهذه اآلليات ،إال انهم ال يلجؤون كلهم إلى
استخدام آلية "الكبت" تحديداً ،فبعض الناس ممن لديهم القدرة على المواجهة يستخدمون ميكانيزم
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
"المواجهة" لمحاولة إيجاد الحل المالئم للصراعات والضغوطات الداخلية والخارجية التي تحيط بهم،
وهذا األمر يتعلق بشخصية كل فرد وأسلوبه المميز في مواجهة الضغوط ( ابو دلو)6032 ،
-6-1-8ممارسة اإلسترخاء:
ابتكر الطبيب واألخصائي النفسي "ادموند جاكبسون" في عام ( )3960أسلوب االسترخاء لخفض
التوتر تدريجيا ً لدى األفراد .ومن خالل هذا األسلوب يتعلم األفراد اإلسترخاء عن طريق شد عضالتهم
ثم إرخائها مرة أخرى .وحتى يكون لإلسترخاء فاعلية أكثر وجب ممارسته بشكل دائم ،وإدراجه ضمن
الروتين اليومي الستعادة الحيوية.وإلى جانب أسلوب اإلسترخاء الذي انطلق من الغرب ،ظهر من
الشرق االقصى أسلوب أخر مورس منذ زمن طويل ،وهو ما يعرف بـ"اليوغا" .تساهم تمارين "اليوغا"
في تنظيم نبضات القلب ،وحركه التنفس ،ومساعدة الفرد على اإلحساس بالراحة .وتوجد عدة أشكال
لالسترخاء منها ممارسة اليوغا ،والتأمل (النواسه.)6031 ،
-7-1-8التأمل :
يساعد اإلسترخاء بشكل أساسي على إرخاء الجانب العضلي من جسم االنسان ،أما التأمل فيركز
على االسترخاء العقلي ،إذ يتم من خالله تركيز العقل على كلمة معينة أو صوت معين لمدة ( )60دقيقة،
وهو ما يعرف "باألداة البؤرية" ويتم تكرار ذلك على مستوى العقل مرات عديدة .ومع اكتمال تقنية
التأمل ،فإن األفكار الجديدة تنتقل من خارج العقل إلى داخله(لوكر جريجسون.) 6031 ،
كما يصنف منصوري( )6031أساليب مواجهة الضغوط النفسية إلى أربعة أساليب رئيسية وهي:
-2-8األساليب الفيزيولوجية :و تشمل ما يلي:
1-2-8النوم:
يعتبر النوم وسيلة إلراحة الجسم والعقل من التعب والضغط ،حيث يقول تعالى" :وهو الذي جعل لكم
الليل لباسا والنوم سباتا"سورة الفرقان اآلية ( )25ويعد النوم من أحسن الطرق للحصول على الحيوية
وجودة الحياة .وليس المقصود بالنوم ،الخلود له ليال فقط ،بل أثبتت األبحاث الحديثة على أهمية النوم
بالنهار في فترة القيلولة ،وفي هذا اإلطار ّ
فإن شركات أمريكية كثيرة عملت على تهيئة وإعداد غرف
خاصة بالنوم أثناء القيلولة ،لحوالي (30إلى )32دقيقه ،نظرا لتأثير فترة القيلولة على نشاط الفرد لبقية
اليوم وعلى إنتاجه وابداعه.
-2-2-8التغذية:
يواجه الفرد الذي يتبع نظام غذائي متنوع وغني بالعناصر الغذائية األساسية كالفيتامينات
والكربوهيدرات ،المواقف الضاغطة بشكل أفضل من ذلك الفرد الذي يفتقر جسمه إليها ،نظرا ً لتأثير
الغذاء على عمل الجهاز العصبي.
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
-3-2-8ممارسة الرياضة:
أكدت العديد من األبحاث على أهمية ممارسة الرياضة بأنواعها سوا ًء كانت فرديه او جماعية للتخفيف
من حدة الضغوط.
4-2-8العطل واإلستراحات:
ال تستهدف العطل تجديد الطاقة فحسب ،بل تعمل على تخفيف الضغوط إذا أُحسن استغاللها
واالستمتاع بها ألن النفس البشرية بحاجة للخروج من الروتين اليومي وتجديد النشاط من خالل تغيير
المشاهد والخبرات اليومية بما تحمله من التعرف على بيئات مختلفة وما يصاحب ئلك من اكتشاف
ألذواق جديدة في الطعام ،واالطالع على العادات السلوكية لسكان المناطق المختلفة ،وبين من يفضل
االستراحة في المناط ق الجبلية ،يوجد من يفضل الجلوس أمام البحر والتأمل في األمواج بعيدا عن جو
المدينة ومايصاحبه من صخب وضجيج والتقليل من االحتكاك والتفاعل مع اآلخرين.
-3-8األساليب السلوكية :وتشمل ما يلي :
-1-3-8التدريب على االسترخاء :يهدف إلى التحكم في الجسم عضليا وعقليا .
-2-3-8التأمل :يتم التأمل من خالل المكوث في مكان هادئ ،مع اغماض العينين والتنفس بعمق،
والتركيز على كلمه او جمله إيجابية لمدة ( 30إلى )36دقيقه من أجل تهدئة األعصاب وتحفيز الجانب
األيمن من الدماغ المسؤول عن الوعي الداخلي واألحاسيس والمشاعر.
-3-3-8تعديل أسلوب الحياة :يساعد اإلقالع عن العادات السلبية كالتدخين ،والتقليل من شرب القهوة،
على الشعور بالراحة والهدوء ،وضبط النفس عند التعرض للمواقف الضاغطة.
-4-3-8الدعابة والمرح :حاجة اإلنسان إلى الترويح عن النفس تفرض نفسها بعد كثرة انغماسه في أداء
الواجبات المختلفة ،مصداقا ً لقول رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص" :روحوا عن القلوب ،ساعة وساعة" وفي هذا اإلطار
وضحت بعض الدراسات أن األفراد المتفائلين يظهرون مقاومه قويه ضد الضغوط النفسية ،إذ ّ
أن التفاؤل
وروح الدعابة يساعدان على تخفيف أثر التوتر والقلق.
-5-3-8إدارة الوقت :يؤدي تراكم األعباء على الفرد إلى الشعور بالضغط ،لذلك فإن التفكير في وضع
أهداف للحياة ،ووضع خطط لتحقيقها ،يتطلب حسن إدارة الوقت ،وهذه المهارات تساعد على تخفيف
الضغوط.
-4-8األساليب المعرفية العقالنية:
تعتبر نظرية اإلرشاد العقالني االنفعالي لرائدها " "AlbertEllisواحدة من أهم النظريات التي تساعد
األفراد على تصحيح معتقداتهم الالعقالنية وتحويل هذه المعتقدات التي يصاحبها خلل انفعالي وسلوكي،
إلى معتقدات يصاحبها ضبط انفعالي وسلوكي (سري ،6000 ،ص .)313.ويعتقد أصحاب التوجه
العقالني اإلنفعالي ما يلي:
019
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
ّ -
أن اإلنسان يو لد ولديه القدرة على التفكير العقالني وغير العقالني ،بمعنى أن سلوك الفرد في موقف
معين يمكنه أن يمتزج بين العقالنية والالعقالنية في آن واحد.
-أساليب تفكيرنا ومعتقداتنا الالعقالنية تكمن وراء اضطراباتنا النفسية.
-أن األفراد مهيؤون بيولوجيا للتفكير بطريقة ملتوية في مناسبات عديدة ،وأنهم يبالغون في التفكير في
كل شيء وبالتالي يشعرون بالضغوط الشديدة ،ويتسببون في هزيمة أنفسهم ،لذلك هم يتصرفون بغرابة
ألتفه األسباب (حناش ،وبن يحي ،6033 ،ص ص.)12 -12 .
تطبيقات نظرية اإلرشاد العقالني واالنفعالي :تكمن تطبيقاتها في النقاط التالية:
-تحديد السلوك المضطرب ،والتعرف على األفكار والمعتقدات غير المنطقية التي يتبناها الفرد والتي
تؤثر على إدراكه فتجعله مضطربا.
-مساعدة الفرد على التعرف على أفكاره غير العقالنية التي تسبب له سوء توافقه االجتماعي.
-تمكين الفرد من الشك واالعتراض على أفكاره الالعقالنية.
-زيادة اهتمام الفرد بنفسه وتقبله لذاته وتقبله للتفكير العلمي والمنطقي.
-زيادة درجة المرونة لدى األفراد ،ومحاربة األفكار والمعتقدات الالعقالنية والخاطئة.
-إقناع الفرد بجعل األفكار التي تسبب له الضغوط عند مستوى وعيه وانتباهه ،ومساعدته على فهم غير
المنطقية منها ،للتخلص منها.
-تدريب الفرد على إعادة تنظيم أفكاره وإدراكه ،وتغيير األفكار غير المنطقية الموجودة لديه ليصبح
أكثر فعالية في االعتماد على نفسه في الحاضر والمستقبل.
-وضع الفرد في بعض المواقف الضاغطة ،وإقناعه بالقيام بسلوك اعتقد سابقا ً بأنه خاطئ ،ولم يقم به ،
فيجبر على القيام بهذا السلوك في هذا الموقف.
-مهاجمة األفكار والحيل الدفاعية السلبية وإبدالها بأفكار أخرى إيجابية (ئاسو ،وحسين ،6031 ،ص.
.)366
-5-8األساليب الدينية لمواجهة الضغوط:
أكد العزازي ( )6039على أن العديد من الدراسات تناولت أهمية الجانب الديني والروحاني في
مواجهة الضغوط النفسية ،وفي هذا السياق ّ
فإن دراسة الزيود ( )6030أكدت أن من أكثر األساليب
استخداما ً وشيوعا ً لدى الطالب لمواجهة الضغوط النفسية ،اللجوء إلى هللا ،التفكير االيجابي ،والتنفيس
االنفعالي .كما توصلت دراسة ( song )2006إلى وجود ارتباط ايجابي بين المعتقدات الروحية
وأساليب مواجهة الضغوط النفسية .
وفي نفس اإلطار ذكر أبو الدلو ( )6032أن األشخاص الذين يؤمنون بوجود هللا يع ّمرون لمدة أطول
من الملحدين ،وأن مدة حياة األشخاص الذين يواظبون على الذهاب إلى دور العبادة كانت اطول بنسبة
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
( 12بالمائة) مقارنة بالذين ال يترددون عليها .هذا وقد توصلت نتائج دراسة أخرى أجريت علي ()220
شخص ممن يفوق سنّهم الخامسة والستين من الذين يرتادون دور العبادة باستمرار وبصورة منتظمةّ ،
أن
جهاز المناعة لديهم ينشط ،وأنهم أقل عرضة لإلصابة بارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين ،ذلك أنهم
يتمتعون بصحة أفضل.
يضيف البرازي ( ) 6039في ذات السياق أن اللجوء إلى هللا يعد من أهم األساليب الفعالة لمواجهة
الضغوط النفسية وذلك في جميع األديان السماوية وغير السماوية .وهذا ما أكدته بعض الدراسات التي
أخذت المنحى ال ديني والروحاني كأسلوب لمواجهة الضغوط ،وفي هذا اإلطار أجرى الباحث
) graham Stéphanie et al (2001دراسة على عينة قوامها ( )332فرد تتراوح أعمارهم بين
( ) 20-66وكان الهدف من هذه الدراسة معرفة أثر التدين على مواجهة الضغوط ،وقد أفضت النتائج
إلى وجود عالقة ارتباطية موجبة بين التدين والقيم الروحية ،والقدرة على مواجهة الضغوط.
يُجمع المختصون في حقل علم النفس على أهمية الجانب الديني في حصول الفرد على الصحة
النفسية والتغلب على المشاكل التي يواجهها .إذ يوجد في شعائر الدين اإلسالمي أركان ودعائم من شأنها
أن تلبي حاجي ات الفرد المختلفة ،فهي تساعده على الشعور بالهدوء والسكينة والطمأنينة والسالم الداخلي،
وكل هذه الدعائم وغيرها تساهم في خفض نسبة القلق الذي أصبح سمة تميز العصر الحالي .وسنتناول
هذه األركان فيما يلي:
-1-5-8الشهادتان:
تعتبر شهادة أن ال اله إال هللا ،رسالة كل الديانات السماوية .وتعتبر شهادة أن ال اله إال هللاّ ،
وأن دمحما
رسول هللا أول ركن في اإلسالم .وهي تعني االعتقاد الجازم واإلقرار التام بوحدانية هللا وأن ال خالق وال
معبود في هذه الحياة سواه .ويعتقد ابو الدلو (ّ )6032
أن الشهادتان تحقق ما يلي :
-استشعار قدرة هللا الواحد األحد في خلق هذا الكون.
-شعور اإلنسان باالستقرار واالطمئنان ،والتسليم بحكم هللا والرضا بقضائه .
-االعتقاد بحكمة هللا عز وجل في خلق اإلنسان ،من خالل ما حدث له في ماضيه ،وما سيحصل له في
مستقبله ،وما هو مقدر ومكتوب عليه ،فيكتشف أنّه محاط بالعناية اإللهية ،مما يزيد من اطمئنانه ألقدار
وحكمة خالقه ،وثقته فيه ثم في نفسه.
-2-5-8الصالة:
الصالة هي الركن الثاني في اإلسالم ،وهي الصلة التي تربط بين العبد وربه .وتعتبر الصالة من
العبادات المفروضة على المسلم والتي ال تسقط عنه في حال عدم االستطاعة كالصوم والزكاة والحج.
فالمسلم مطالب بأداء الصالة في جميع حاالته ،في مرضه وعافيته ،في إقامته وسفره ،في الحرب وفي
السلم ،مع وجود الماء أو من دونه ،فإذا تعذر على المسلم إيجاد الماء ،لجأ إلى الوضوء .والشاهد في ذلك
010
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
ّ
أن المسلم بأدائه لصالته دائم اإلقبال على هللا والتوجه إليه إلى أن يلقاه .ومن هنا نفهم الحكمة من عدم
إباحة ترك الصالة ألي طارئ كان ،وذلك الستمرارية الصلة بين العبد وربه في كل أحواله .ويذكر
العزازي ( )6039أن الصالة تفيد في تخفيف الضغوط النفسية من خالل ما يلي:
-القيام بأهم العبادات وبالتالي تحقيق الراحة النفسية.
-تحقيق الرضا عن الذات.
-التفريغ الوجداني االنفعالي ،من خالل الوقوف بين يدي هللا عز وجل ،وبث الشكوى واألحزان إليه،
وسؤاله كشف الضيق والكربات ،وتحقيق المطالب والحاجات.
-الصالة تعقب الوضوء ،والوضوء يطفئ الغضب.
-توطيد العالقة والصلة بين العبد وربه.
-تتضمن الصالة الدعاء ،الذي يعد من أفضل العبادات إذ من خالله تطرح الحاجات على هللا ،وتتحقق
المطالب واألمنيات ،فتخف الضغوط التي يتعرض لها اإلنسان.
-الصالة في جماعة تهدف إلى تحقيق نوع من التفاعل والمساندة االجتماعية بين المسلمين.
وألن من شروط أداء الصالة طهارة الجسم وإسباغ الوضوء ،فقد أكدت النوايسة (ّ )6031
أن
لتطهير البدن آثار جسدية ونفسية وروحية واجتماعية عظيمة ،فهو ليس تطهيراً للجسد مما قد يعلق به
من درن ،وإنّما هو أيضا تطهير للنفس وتحريرها من مشاعر الغضب والذنب .وقد أخرج البخاري
ومسلم ،من حديث أبي هريرة رضي هللا عنه أن النبي ملسو هيلع هللا ىلص قال" :ارايتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه
كل يوم خمساً ،هل يُبقى من درنة شيء؟ قالوا :ال يبقى من درنه شيء .قال :كذلك الصلوات الخمس
يمحو هللا بهن الخطايا "وقد توصلت نظريات اإلرشاد النفسي حديثا ،إلى أهمية اإلرشاد النفسي بالماء
الذي يستعمل في عالج االضطرابات النفسية ،على غرار الغضب ،القلق والهيجان ،لما للماء من تأثير
إيجابي على الجهاز العصبي.
ويذهب أبو الدلو ( )6032إلى القول بأن الصالة مع الجماعة تتيح للفرد تواصله مع اآلخرين،
واندماجه معهم ،ومن ثم تجن يبه الشعور بالوحدة والعزلة عن بيئته الخارجية ،وهو بذلك يتمكن من تحقيق
التفاعل اإلجتماعي الذي يحقق له الصحة النفسية .كما ان التردد على المساجد والتوجه إليها يعتبر من
الرياضات البدنية النافعة .هذا وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن إفراز مادة "االندورفين" المقاومة
لأللم ،تزداد أثناء العبادة .وأن التردد على أماكن العبادات يقلل من مستويات مادة "اإلنترلوكين (")2
وهي المادة المسؤولة عن تلف الشرايين إذا زادت عن حدها الطبيعي.
وألن الصالة تستلزم عدم قطع الصلة باهلل عزوجل نجد تراخيصا أقرتها الشرعة اإلسالمية ،باللجوء
الى التيمم بالصعيد الطاهر عند فقدان الماء للوضوء ،فالمتأمل في عملية التيمم يجد أنها لم تقم بعملية
تنظيف األطراف واألعضاء حسيا كما هو الحال في حالة الوضوء بالماء ،وهذا لبقاء وديمومة
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
واستمرارية أداء الصالة وعدم اإلنقطاع عنها مهما تكن األسباب سواء في الصحة أو المرض،في السلم
أو الحرب ،في حال اإلقامة أو السفر،توفر الماء أو لم يتوفر،إذ يجب على المسلم القيام بها في كل حاالته
وال تسقط في حقه مثل عبادة الصوم أو الزكاة أو الحج في حال عدم اإلستطاعة.
-3-5-8الصوم:
وفي الشرع: ّ
إلى"أن الصوم والصيام في اللغة ،يعني اإلمساك. أشار ابن حجر في فتح الباري
"إمساك مخصوص ،في زمن مخصوص ،عن شيء مخصوص ،بشرائط مخصوصة" .وأشار ابن رشد
إلى ّ
أن الصوم يقصد به" :اإلمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
بنية التعبد".
يزود الصوم من الناحية النفسية الفرد بسلوكيات جديدة مثل الصبر على تناول الطعام والشراب
وسائر المفطرات وتأجيلها إلى وقت معين .ومعلوم ّ
أن تأجيل إشباع االحتياجات العضوية والنفسية
واالجتماعية يعتبر كأحد الميكانيزمات الدفاعية االيجابية لتخفيض التوتر والشعور باإلطمئنان.وفي هذا
اإلطار أكدت بعض الدراسات العلمية أن الصيام يخفف من حدة أعراض الغضب والقلق واألرق ،التي
قد تظهر على بعض الصائمين .وبينت أن أداء العبادات ،وقيام الليل خالل شهر رمضان المبارك يُشعر
الصائمين براحة البال وذلك ألن الصيام يقوي مناعة الصائمين ضد الضغوط النفسية الناتجة عن مشاق
الحياة وصعوباتها (أبو الدلو.)6032 ،
هذا ويؤثر الصيام على الصحة النفسية ،ويح ّد من بعض األمراض كاالكتئاب والقلق ،ما يؤدي إلى
االستقرار النفسي ،لما له من جوانب روحانية ،تساعد على إفراز هرمون السعادة ،وفقا ً لما أكده الدكتور
إبراهيم الغرباوي االستشاري النفسي لـجريدة "مصراوي" ،ومعددًا بعض الضغوط النفسية التي يساهم
الصيام في عالجها وهذه بعض منها:
-الضغط العصبي :يساعد الصيام فعال على عالج الضغط العصبي ،كون الحالة الروحانية التي يجدها
اإلنسان خالل شهر رمضان ،تساعد بشكل كبير على تهدئة األعصاب ،بل وتساعد على إفراز هرمون
الس عادة ،الذي يعد السبب األول واألخير للشعور بالسعادة والراحة النفسية.
-القلق :يعالج الصيام القلق ،ألنه ينظم عمل إفرازات الغدة الدرقية التي يمكن أن تحدث خلال عصبيا،
وبذلك يساعد الصيام على تهدئة األعصاب وقلة فرص التعرض للقلق خالل فترات الصيام.
-التوتر :يساهم الصيام في إفراز هرمون "الدوبامين" وهو من الهرمونات التي تفرز خالل فترة
الصيام ،وهي تساعد على تهدئة األعصاب ،ومن ثم شعور اإلنسان باالسترخاء.
وأضاف "الغرباوي" ّ
أن الصيام ينظم الوظيفة الغذائية لإلنسان ،ويرفع من الحالة الروحية لديه،
وهذه من األشياء التي تعمل على تزويده بالراحة والهدوء ،ومن ثم تقل فرص التعرض لألمراض
والحاالت النفسية السيئة ،فضال عن الحالة االجتماعية التي يخلقها الصيام ،والتي من شأنها هي األخرى
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
أن تجعل اإلنسان يشعر بالسعادة والراحة النفسية ،باإلضافة إلى الشعور بالراحة الجسدية
ألن الصيام قادر أيضا على عالج بعض األمراض العضوية بالجسم ،والتي تسبب لإلنسان متاعب
نفسية.
-4-5-8الحج و العمرة:
كثيرا ما نسمع عن سفر أشخاص ألداء فريضة الحج أو ألداء عمرة بعد تعرضهم ألزمات نفسية
شديدة ،كفقد عزيز ،أو خسارة مال ،أو بعد المعاناة من مشاكل وصعوبات أسرية كحدوث طالق ،أو
صعوبات مهنية كالفصل من العمل...إلخ .يساعد أداء فريضة الحج أو سنة العمرة ،بطريقة مباشرة أو
غير مباشرة في مواجهة الضغوط النفسية وذلك عن طريق السفر إلى مكة المكرمة إما جوا أو بحرا،
لإلبتعاد عن ال منغصات والهموم فهذا السفر يتيح للمسلم فرصة تغيير المكان والوجوه ،والتوجه إلى
حياة أخرى كلها شوق ومتعة .فتواجد المسلم بمكة المكرمة وصالته بالمسجد الحرام التي تعادل ()300
الف صالة فيما سواه من المساجد ،وشربه من ماء زمزم ،وطوافه بالبيت العتيق ،كل هذه الشعائر تسمح
للفرد بمعايشة حالة روحانية عالية تجعله يشعر بالراحة والهدوء ومن ثم اإلستسالم التام لقضاء هللا بنفس
مطمئنة وراضية .ففي أرجاء مكة يحرص المسلم على استغالل كل وقته في التقرب من هللا بمختلف
الطاعات والعبادات للحصول على األجر والثواب ،وتحقيق الصحة النفسية والبدنية على حد سواء.
وفي هذا السياق يرى العزازي ( ) 6039أن أداء فريضة الحج أو سنة العمرة يمكنها أن تحقق فوائد
عديدة في مواجهة الضغوط النفسية نذكر منها :
-تكفير الذنوب والخطايا ،حيث سيغادر الحاج أرض الحرمين طاهرا نقيا كيوم ولدته أمه ،والشعور بهذا
اإلحساس يقضي على الضغوط النفسية.
-التضحية ،حيث يضحي اإلنسان بماله وصحته في سبيل رضا هللا عز وجل.
-تحقيق السعادة الروحية ،فال يوجد مسلم زار مكة المكرمة ،إال ورغب في العودة إليها مرة أخرى.
-رؤية الحرمين الشريفين "مكة والمدينة" يزيل الهموم والمتاعب ،ومن ثم الخروج من دائرة الضغوط
النفسية.
-نسيان الدنيا بما فيها ومن ضمنها ضغوط الحياة المختلفة.
-5-5-8القرآن الكريم :يحصل المسلم عند قراءته للقرآن على الثواب واألجر ،فضالً عن زيادة اإليمان
والهداية وأسباب الراحة والشفاء لديه ،مصداقا ً لقوله تعالي" :وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين وال يزيد الظالمين إال خسارا " سورة اإلسراء اآلية ()82
يعد القرآن الكريم من أكبر المعجزات ،ويمكن اعتباره أعظم من معجزة عيسى عليه السالم في إحياء
الموتى ،وناقة صالح عليه السالم .في هذا اإلطار يشير الهاللي ( )6032إلى ّ
أن القرآن الكريم يضّمد
جراح القلوب ويوجهها إلى هللا عز وجل وبهذا الشأن قال تعالى":يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين" سورة يونس اآلية ( )57ويقصد بالشفاء لما في
الصدور ،شفاء النفس من أمراض الهم والحزن والكرب والقلق والخوف ،وكل هذه المشاعر تعد من
المفاهيم التي تشير إلى الضغوط النفسية .وحين تحيد القلوب عن طريق هللا ّ
فإن هموم الفرد تزداد،
ويزداد لديه الشعور بالضيق والغم والقلق أيضاً ،وفي هذا الخصوص قال هللا تعالى " :ومن أعرض عن
ذكري فان له معيشة ضنكا " سورة طه اآلية ( .)124إذن فال راحة في البعد عن هللا ،ومن يجد في
نفسه ضيق أو هم عليه أن يحسن الظن باهلل تعالى ،وأن يلجأ إليه من خالل قراءة القرآن بتدبر وإمعان
حتى يحصل على الطمأنينة والراحة النفسية والسكينة ،فحتما ً سيجد في القرآن ما يجعله زاهدا ً في هذه
الدنيا ،ومتيقنا ّ
بأن األمور التي تحدث له هي بيد هللا وهو القادر على تفريج الهموم والكربات ،وتيسير كل
عسير يتعرض لهّ .
إن من أعظم فضائل قراءة القرآن الكريم ،ذلك االتصال الحقيقي بين العبد وربه،
فبالقرآن تتنزل الرحمات وتهدأ النفوس ،وتحل السكينة والطمأنينة ،والراحة والهدوء ،وما يؤكد هذا
ال معنى قوله ملسو هيلع هللا ىلص" :ما اجتمع قوم في بيت من بيوت هللا يتلون كتاب هللا ويتدارسونه بينهم ،إال حفتهم
المالئكة ،وتغشتهم الرحمة ،وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم هللا فيمن عنده" (صحيح مسلم)
-6-5-8الدعاء:
يقول هللا عز وجل " :وإذا سألك عبادي عني فاني قر يب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني فليستجيبوا
لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " سورة البقرة اآلية ()186
يعبر الدعاء عن إقرار المسلم بالعبودية هلل والخضوع التام له ،وحاجته إلى عون هللا تعالى ،فعندما
يلقى اإلنسان حمله وحاجته على هلل ،سيشعر بقربه من خالقه في ّخف حمله وضغطه عنه .والمتأمل في
سيرة الرسول ملسو هيلع هللا ىلص ،يجد أنّها زاخرة بتوجيهاته في إرشاد أصحابه إلى االستعانة بالدعاء للتغلب على هموم
الحياة وضغوطاتها ،واإلستعانة به لتفريج كرباتهم المتعلقة بالديون التي تسبب الضيق والهم ،وبأسباب
الحصول على الرزق ،وفي هذا المقام ورد عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه أنّه قال :دخل رسول
هللا ملسو هيلع هللا ىلص ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من األنصار يقال له أبو أمامة ،فقال يا أبا أمامة مالي أراك جالسا
في المسجد في غير وقت الصالة ؟ قال :هموم لزمتني وديون يا رسول هللا ،قال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص :أفال
أعلمك كالما إذا أنت قلته أذهب هللا عز وجل همك وقضى عنك دينك ؟ قال قلت :بلى يا رسول هللا ،قال:
قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،وأعوذ بك من العجز والكسل ،وأعوذ
بك من الجبن والبخل ،واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" قال :ففعلت ذلك فأذهب هللا عز وجل
همي وقضى عني ديني" .رواه أبو داود
وروى الترمذي عنه ملسو هيلع هللا ىلص قوله ":من سره أن يستجيب هللا تعالى له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء
في الرخاء" أخرجه الترمذي.
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
-7-5-8الذكر:
غب الدين اإلسالمي في ممارستها ،نظرا ً لألذكار
يعتبرالذكر من العبادات الميّسرة على اإلنسان .وقد ر ّ
في صباحه أو في مسائه ،ويقول تعالى: التي يرددها المسلم بحسب أحواله سواء في نهاره وفي ليله
"واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو واآلصال و ال تكن من الغافلين"
سورة األعراف اآلية (.)215
وقد عرف سابق ( ) 6001الذكر بأنه" :ما يجري على اللسان والقلب من تسبيح وتنزيه وحمد هلل
والثناء عليه ،ونعته بصفات الجالل والكمال .وقد أمر هللا تعالى باإلكثار منه فقال" :يا ايها الذين أمنوا
اذكروا هللا ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيال " سورة االحزاب اآلية (.)42
ويأتي الذكر على رأس األعمال الصالحة ،والمراد به تزكية النفوس وتطهير القلوب .فالمسلم كلما
اشتدت عليه ضغوط الحياة لجأ إلى هللا عز وجل وتقرب إليه بممارسة مختلف العبادات ،كالصالة
والصوم والحج والعمرة والدعاء والذكر .وهذا األخير يمكن أن يكون فرديا أو جماعيا ً من خالل حضور
إن الذكر يجعل صاحبه يشعر بمعية هللا وحمايته فال يصيبه سوء طالما أنّه ح ّ
صن نفسه مجالس الذكرّ .
باألذكار ،فتخف حدة الضغوط النفسية التي يعايشها في جميع أوضاعه .كما ّ
أن األذكار تتنوع ما بين
تكبير وتسبيح وحمد وتهليل والصالة على الرسول ملسو هيلع هللا ىلص واالستغفار ،وفي هذا السياق ُروي عن ابن عباس
رضي هللا عنهما أنّه قال :قال رسول ملسو هيلع هللا ىلص":من لزم االستغفار جعل هللا له من كل ضيق مخرجا ،ومن كل
هم فرجا ،ورزقه من حيث ال يحتسب" من خالل هذا الحديث الشريف ندرك أن العبد إذا لزم االستغفار
وأكثر منهّ ،
فإن هللا عز وجل يفرج عنه الهموم والكربات ،ويبعد عنه ضغوط الحياة ،ويرزقه الراحة
والسعادة في الدارين.
-9قياس الضغوط النفسية :
يعتبر مفهوم الضغط مفهوما ً معقداً ،وهذا األمر أدى إلى تباين مفاهيم وتعريفات الضغوط النفسية،
باإلضافة إلى تنوع طرق قياسها ،ومن ثم وجدت عدة طرق لقياسه منها :المالحظة ،المقابلة
واالستبيانات ،اإلختبارات وهذه األخيرة تعد األكثر استخداما ً وشيوعاً .هذا إلى جانب وجود الطرق
الفيزيولوجية لكنها تستخدم بشكل أقل ،وتستهدف هذه الطرق قياس معدل التنفس ،سرعة ضربات القلب،
ومعدل ضغط الدم .وتوجد العديد من الدراسات التي استخدمت كال من الطرق األولى والطرق
الفيزيولوجية (حسن ،وحسين)6002 ،
أما الخفاف ( ) 6039فتعتقد بوجود طرق أخرى مختلفة تستخدم لقياس الضغط النفسي منها:
أوالً :قياس العمليات الفيزيولوجية:
-قياس النش اط الكهربائي للمخ ،وسرعة خفقان القلب ،الطاقة العضلية ،استجابة الجلد للكهرباء.
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
-النشاط الكهربائي للمخ :يعتبر ارتفاع ضغط الدم كمؤشر فيزيولوجي عند التعرض للمواقف الضاغطة
العادية ،لكنه يختلف عن ضغط دم االنقباض عند التعرض للمواقف الشاقة والمجهدة ،إذ ّ
أن النوع األخير
يزداد في المواقف المثيرة لالنفعال الحاد .هذا وتوجد أجهزة أخرى تستخدم لقياس ضغط الدم في فترات
زمنية طويلة.
-معدل التنفس :تحدث تغيرات في معدل التنفس وفي دوراته عندما يكون األفراد تحت تأثير موقف
ضاغط ،ويشير التنفس السريع إلى تعرض الشخص إلى خبرة انفعالية شديد .
-األداء :يطلب من المفحوص أداء نشاط معين في وقت ال يتناسب مع حجمه ثم يجري تقييمه بوسائل
القياس التقليدية أو القيام بقياس النشاط تحت الضغط ،وفي هذه الحالة سيتغير الوضع النفسي
والفيزيولوجي للفرد ،ثم يقيّم ذلك النشاط مقارنة بأنشطة أخرى تحدث في المواقف العادية أي دون وجود
ضغوط.
وذكر المنصوري (ّ )6031
أن االهتمام الكبير بموضوع الضغوط النفسية ،أفاد الباحثين والمختصين في
بناء عدد كبير من المقاييس السيكولوجية لقياسه وتحديد درجته ،نذكر منها ما يلي:
-3مقياس "توماس هولمز" و"ريتشارد راه" :holmes et raheTomasوهما طبيبان نفسيان
يعمالن بجامعة واشنطن .وهما أول من قام بدراسة مبكرة ربطت بين الضغط النفسي واإلصابة
باألمراض ،كما أنّهما قاما بتطوير مقاييس لتقييم مستوى الضغط النفسي الشخصي في الحياة أو مقياس
تقييم اعادة التوافق االجتماعي.
-6مقياس "هانس" لمقاومة الضغوط : hans onscale of stress resistanceيقيس هذا
المقياس مقاومة الضغط العصبي ،مثل التوازن بين نظام الحياة الصحي والبيت المستقر من ناحية
والوظيفة غير المناسبة وأهداف العمل غير الواقعية من ناحية أخرى.
وأضاف حسين وحسن ( )6002مقياس كل من " :كوكس" و "فيرجيسون" لقياس األبعاد الوظيفية
للمواجهة :functional dimensions of copingscaleيقيس هذا المقياس مجموعة من
اإلستجابات السلوكية والوظيفية التي يصدرها األفراد عند مواجهة الضغوط وهو يقيس أربعة وظائف
للمواجهة وهي :
-اإلقدام :إظهار إستجابة سلوكية ،تعبر عن مواجهة المشكلة والتعامل معها بشكل مباشر.
-اإلحجام :إظهار إستجابة تعبر عن تجنب المشكلة وتجاهلها.
-التنظيم االنفعالي :إظهار اإلستجابات التي تبيّن ّ
أن الفرد يتعامل مع نتائج الموقف الضاغط وآثاره.
-إعادة التقييم :تشير إلى االستجابات السلوكية التي تسمح للفرد بتفسير وإعطاء معنى ايجابي للحدث
الضاغط .
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
019
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
هذا وتوجد عوام ل أخرى ،قد تزيد من إمكانية تعرض الجسم لألمراض الجسدية الناتجة عن
الضغط وفي هذا المجال قدم ) burnard & edwards(2003أمثلة عن هذه العوامل نذكرها فيما
يلي:
-3التربية المبكرة :يؤدي التعامل بقسوة مع األطفال إلى ظهور خلل في نشاط الغدة النخامية ،وعمل
جهاز الهيبوتالموس على المدى الطويل ،وهذا األمر يؤثر سلبا على مواجهة الطفل للضغوط مستقبالً.
-6السمات الشخصية :بعض األشخاص لديهم إستعداد فطري لإلستجابة للضغط بطريقة سلبية ومبالغ
فيها ،أو عدم القدرة على مواجهة الضغوط ،وهذا يعود إلى تكوينهم الشخصي.
-1العوامل الجينية :تؤ ثر العوامل الجينية على استجابة األفراد للضغط ،فعندما يختل تنظيم هرمون
"السيروتونين" الذي له عالقة بزيادة نبضات القلب وضغط الدم ،يستجيب الفرد بطريقة سلبية نحو
الضغوط.
-1أمراض نقص المناعة :تؤدي اإلصابة باألمراض العضوية مثل :التهاب المفاصل وبعض األمراض
الجلدية إلى عدم القدرة على التعامل مع الضغوط.
-2مدة وشدة الضغوط :تتأثر الصحة النفسية بشكل كبير بمواصلة الفرد في مواجهة الضغوط الشديدة
(السميران ،والمساعيد .)6031 ،وفي هذا السياق يعتقد لوكر جريجسون ( )6031أن كافة األجهزة
بالجسم تتأثر عند اإلستجابة للضغوط النفسية ،ولذلك نجد ّ
أن ما يقارب ( (% 12من المشاكل الصحية
والتي قد تكون مميتة ،يمكن عزوها إلى التعرض للضغوط النفسية .ومن هنا نعي تماما ً ّ
أن أثار الضغوط
تؤثر في نظام عمل الوظائف الجسمية .كما بينت الدراسات الحديثة ّ
أن مادة "الكورتيزول" التي يفرزها
الجسم عند تعرضه للضغوط ،يمكن أن تؤثر سلبا على الجهاز المناعي ،ذلك أن استمرار استثارة
"الكورتيزول" لعمل الجهاز المناعي ،يقلل من قدرة الجسم على التعامل مع الفيروسات أو األمراض
المعدية ،وهذا ما يجعل الجسم عرضة لإلصابة بأمراض السرطان ،الذي قد يؤدي إلى الوفاة .وفي ذات
أن العديد من الدراسات توصلت نتائجها إلى ّ
أن الموت المفاجئ المضمون أضاف النواسية (ّ )6031
يصيب األشخاص الذين يتعرضون إلى ضغوطات مختلفة ومن ضمنها الضغوطات المادية نتيجة
الحصول على أجر زهيد ،أو فقدان الوظيفة.
كما أشار ياحي ( )6000في هذا الشأن إلى ّ
أن الكثير من األشخاص يشعرون بوجود عقده أو كتلة
في المعدة " " boule d'angoisseأو في أعلى البطن ،وهذا راجع إلى تقلص الحجاب الحاجز ،نظرا
لتأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي الذي يرتبط مباشرة بأعضاء التنفس وبالجهاز الهضمي.
والجدول الموالي يوضح األثار التي تسببها الضغوط النفسية على أجهزة الجسم المختلفة (الخفاف،
:)6039
010
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
الجهاز األعراض
-النوبات القلبية ،ارتفاع ضغط الدم ،الذبحة الصدرية الجهاز الدوري
-اضطراب القولون ،قرحة المعدة ،االسهال الجهاز الهضمي
-اضطرابات جنسية ،اضطراب عمل الدورة الشهرية ،الرغبة الشديدة في التبول الجهاز التناسلي
-السعال ،انقطاع التنفس وصعوبته ،الربو الجهاز التنفسي
-ألم الرقبة ،التهاب المفاصل ،ألم الظهر ،الشد العضلي الهيكل العظمي
-األكزيما و الصدفية الجلد
عن المراحل الدراسية السابقة سواء من حيث النظام العام فيها وطبيعة الدراسة ،أو من حيث الجو
االجتماعي السائد فيها ،يمكن أن تكون مركز جذب للعديد من الضغوط التي قد تؤرق الطالب ،أبرزها
سوء التوافق األكاديمي مع المادة العلمية ،أو الشعور بعدم التكيف مع الطلبة اآلخرين ،سوا ًء كانوا من
نفس جنسه أو من الجنس اآلخر ،فضالً عن السكن في اإلقامة الجامعية ،بعيدأ عن األسرة ،بسبب بعد
المسافة بين محل إقامة الطالب والجامعة التي يدرس بها ،وكل هذه الظروف وغيرها من شأنها أن تؤثر
سلبا على الحالة النفسية للطالب ،وعلى إنجازه الطالب األكاديمي.
هذا وفي وقتنا الحالي ظهرت مجموعة م ن العوامل التي يمكن أن تجعل الطالب يشعر بالضغوط
النفسية في البيئة الجامعية ،نذكر منها:
-ازدياد عدد الجامعات في الجزائر وتعدد تخصصاتها ،وتزايد أعداد الطلبة الملتحقين بها.
-الغزو الفكري الوافد عبر وسائل اإلعالم المختلفة المرئية منها والمقروءة والمسموعة ،وما انجر عنها
من ظهور العديد من المشكالت األخالقية واالجتماعية والنفسية المتفاوتة ،وفشل الكثير من الطلبة في
التعامل الصحيح معها.
-كثرة وتنوع المشكالت األسرية وعدم امتالك الكثير من اآلباء واألمهات لآلليات واإلستراتيجيات
الالزمة التي تمكنهم من التعامل السليم مع هذه المشكالت.
-التغيرات التي حدثت في مجال األسرة السيما بعد خروج األم للعمل ،والتي كانت في الماضي متفرغة
لمتابعة وتربية أبنائها .عالوة على تغيب األب عن المنزل لفترات طويلة بحكم طبيعة وظيفته ،وانعكاس
ذلك سلبا ً على سلوك أبنائه في الجامعة.
وفي نفس السياق تعتقد بعزيز (ّ )6060
أن الواقع األكاديمي للمتعلمين عامة والطلبة الجامعيين
خاصة ،في الوقت الراهن يحمل انعكاسات سلبية ،تجعل الطلبة أكثر عرضة لإلصابة بالضغوط النفسية
دون سواهم ،نتيجة التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية في الجزائر مؤخرا ً والمتمثلة في الحراك
الشعبي ،وما رافقه من عدم استقرار في المجال السياسي واالقتصادي واالجتماعي والتعليمي ،وحتى
األمني ،باإلضافة إلى انتشار فيروس (كوفيد )39عبر أرجاء العالم ومن ضمنها الجزائر ،الذي تسبب
في انقطاع الطلبة عن الدراسة لفترة طويلة (بعزيز ،6060 ،ص.)22.
انطالقا ً مما سبق أصبح موضوع الضغوط النفسية لدى الطالب في مختلف مراحلهم التعليمية ،مجال
اهتمام الكثير من الباحثين والعاملين في مجال التربية ،وكذا أخصائيو اإلرشاد النفسي نتيجة لآلثار
المترتبة عنها والتي تنعكس سلبا ً على مستوى أدائهم .
وفي هذا الصدد يذكر حسن وحسين ( )6002أن تأثير الضغوط على الطلبة يتوقف على عدة
متغيرات منها :شدة الحدث الضاغط ،المدة التي يستغرقها ،الجنس ،السن ،والفروقات الفردية في
الجوانب المعرفية بينهم .وتظهر أعراض القلق لدى الطلبة الجامعيين في ثالث أعراض وهي:
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
بالضغوط النفسية (حسن ،وحسين .)6002 ،وفي هذا اإلطار يصنف عبد المقصود وعثمان ()6001
الضغوط التي تواجه الطلبة إلى ثالث فئات وهي:
-الفئة األولى :يطلق عليها الضغوط المعيارية والتي تشمل التغيرات الجسمية ،وكل ما يتصل بالعالقة
مع الوالدين ،واألقران ،والدراسة األكاديمية.
-الفئة الثانية :يطلق عليها الضغوط غير المعيارية ،وتضم حاالت الطالق بين الوالدين أو وجود إعاقة
جسدية لدى أحد أفراد العائلة.
-الفئة الثالثة :وتضم الضغوط اليومية والمواقف المزعجة التي يواجهها الطالب.
يرى" "hallideyأن فئة الشباب تعاني من األمراض العصبية والسيكوسوماتية أكثر من فئة
الشيوخ .كما أن مستوى الصحة النفسية العامة لديهم متدني ،وهذا األمر يستلزم تكثيف الدراسات
والبحوث التي تتناول هذه المرحلة العمرية وخاصة لدى الشباب الجامعي.
كما أشارت نتائج دراسة النواسية ( )6031التي أجريت على بعض الطالب أثناء تأديتهم
لالختبارات ،إلى ظهور اضطرابات على مستوى جهاز المناعة لديهم ،ومرد ذلك ّ
أن فترة االمتحانات
يصاحبها حالة من الضغط والتوتر على مستوى المؤسسات التعليمية من جهة وعلى مستوى األسرة من
جهة أخرى ،وهذه الظروف كفيلة بأن تجعل الطالب يعيش ظرفا ً عصيبا يسبب له ضغوط نفسية ،نتيجة
حرصه الكبير على إحراز عالمات مرتفعة في كل المواد الدراسية.
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
خالصة الفصل:
يتضح لنا مما قدمناه أن مفهوم الضغوط النفسية ينتمي الى الحقل المعرفي للعلوم الفيزيائية وله
استخدامات في مجاال ت علمية مختلفة ويقصد به في علم النفس حالة من التوتر والضيق النفسي
والجسدي الذي يحدث للفرد نتيجة تعرضه لمعيقات وصعوبات تتحدى قدراته وإمكاناته فتتسبب في
اختالل توازنه الجسدي والنفسي ويتداخل هذا المفهوم مع مفاهيم مشابهة مما تسبب في خلط وتتدخل و
إلزالة هذا ا للبس تم تمييز بين مفهوم الضغوط النفسية ،واالحتراق النفسي ،اإلجهاد ،المعاناة النفسية،
التعب النفسي ،أحداث الحياة الضاغطة ،القلق ،الحمل النفسي ،التوتر النفسي ،اإلنهاك النفسي .وعلى
غرار كل مفهوم السيكولوجيا البد له من مقارنة نظرية تشرح وتفسر نشوئه وطبيعته فمن هذه النظريات
نجد نظرية كوكس ومكاسي التي ترى أن الضغوط النفسية تنشأ من عندما يكون هناك عدم توازن بين
الفرد وبيئته بين المطالب وقدرة الشخص على مواجهة هذه المطالب .
أما النموذج البيولوجي للسيلي فقد درس جملة أعراض التكيف العام وتنقسم الى ثالثة أقسام وهي :
استجابة االنذار -المقاومة -اإلجهاد .كما قدم كوبا ساومادي مصطلحا جديدا هو مصطلح الصالبة
النفسية لوصف الناس الذين بمقدورهم تحمل الضغوط دون التعرض لألمراض ،أما بك( )beckفقط
فسر الضغوط على أساس المعتقدات واآلراء السلبية التي يحملها الفرد عن النفس وعن العالم وعن
المستقبل هذا إلى جانب نظريات أخرى كثيرة ال يسع المجال لحصرها .ومثل ما اختلف الدارسون حول
مفهوم الضغوط النفسية اختلفوا كذلك على تصنيفها فمنهم من صنفها على حسب مجالها الى ضغوط
حياتية ومهنية ،زواجية وعائلية واجتماعية ومنهم من صنفها على حسب شدتها فمنها الضغوط الحادة ،
والضغوط المزمنة والمؤقتة .
ويمكن الوقوف على حدوث الضغوط النفسية من خالل األعراض الدالة عليها األعراض الجسدية
،األعراض االنفعالية والفكرية والعالئقية و ألن الضغوط النفسية متعددة المصادر فقد تكون داخلية
المنشأ أو خارجية المنشأ يعني من البيئة التي قد تكون المنزل أو المدرسة أو العمل ولمواجهة هذه
الضغوط تتبع األفراد عدة أساليب فمنهم من يعتمد على أسلوب التصدي للمشكلة ومنهم من يطلب
المساندة االجتماعية واالنفعالية مستعمال الحيل الدفاعية ومنهم من يعتمد على االسترخاء والتأمل ومنهم
من يتبع أ ساليب دينية وروحية للتكفل بالضغوط النفسية والتقليل من آثارها البد من معرفة درجتها
وشدتها وذلك عن طريق قياسها بوسائل تعتمد على جمع المعلومات كقياس العمليات الفيزيولوجية أو
وسائل تعتمد على الورقة والقلم من خالل إجابة األفراد وال يقتصر تأثير الضغوط النفسية على الجانب
النفسي فحسب بل يتعدى الى الجانب الجسمي فقد أظهرت العديد من الدراسات والبحوث العلمية العالقة
الوثيقة بينها حيث نجد في أعلى قائمة األجهزة والوظائف العضوية األكثر تضررا الجهاز العصبي
011
الضغوط النفسيىة الفصل الثالث
والجهاز الغددي وجهاز المناعة بتكرار اضطرابات الفيزيولوجية بدوام األسباب المثيرة اإلنفعال ألنها
تتحول الى اضطرابات مزمنة تؤدي إلى أعراض وإصابات عضوية والن حياة الطالب الجامعي تشهد
النظر لطبيعة حياته األكاديمية وما يميزها بعالقات مع األقران واألساتذة ومتطلبات الدراسة واإلنجاز
األكاديمي فإنه حتما سيكون عرضة للضغوط النفسية المتعددة المصادر كقلق االمتحانات ،و السكن
باألحياء الجامعية وما تشهده من خدمات في اإليواء واإلطعام والنقل وقلة الموارد المالية .
011
الفصل الرابع
االنجاز االكاديمي
الفصل الرابع
اإلنجاز األكاديمي
تمهيد
تمهيد :
إن هدف مؤسسات التعليم ومنها الجامعة هو تكوين الطالب واالرتقاء بتعليمه وحصوله على المعارف
المرتبطة بتخصصه إضافة إلى أهداف أخرى مثل البحث العلمي وخدمة المجتمع وكيف تتحقق هذه
األهداف مجتمعة فإن المؤشر على ذلك هو اإلنجاز األكاديمي لطلبة الجامعة ويعتبر اإلنجاز األكاديمي من
المفاهيم المتداولة بصورة كبيرة في األبحاث المتعلقة بالجامعات أو الطلبة الجامعيين والذي يتداخل مع
مفاهيم أخرى مشابهة على غرار األداء األكاديمي ،اإلنجاز الدراسي ،التنظيم الذاتي األكاديمي وفعالية
الذات األكاديمية .
كما يتأثر هذا المفهوم بجملة من العوامل سواء كانت متعلقة بالفرد أو متعلقة ببيئته منها ما كشفت عنه
األبحاث ومنها ما هو مجهول ال يزال بحاجة إلى الوقوف عليه والتدليل عنه بأدلة بحثية من الميدان
،وللحكم على كفاءات أي مؤسسة جامعية البد من الوقوف على مستوى اإلنجاز األكاديمي المحقق من
طرف الطلبة فنجد أنفسنا بحاجة لقياسه بمختلف األدوات المتاحة و تدخل الفروق الفردية في تحديد مستواه
حيث تظهر سمات خاصة باألفراد ذوي اإلنجاز األكاديمي المرتفع وأخرى بذوي اإلنجاز المنخفض و
توجد فنيات ومهارات تساهم في رفعه كلما حرص الفرد على ممارستها .
941
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
ويعرفه الديب ()3992بأنه الرغبة في النجاح والفوز وإتمام األعمال على وجه مرضي في الوقت
المحدد بحيث تعود هذه األعمال على الفرد بشعور الرضا عن الذات وتزيد من ثقته بنفسه في المجال
األكاديمي بصفة عامة وفي مجال التحصيل الدراسي على وجه الخصوص.
ويعرفه عبده ( )2020بأنه المدى الذي يحقق فيه الطالب المعلم المؤسسة أهدافا تعليمية قصيرة أو
طويلة المدى ويقاس اإلنجاز األكاديمي من خالل االمتحانات أو التقييمات المستمرة لكن ال يوجد اتفاق
عام حول كيفية تقييمها بشكل أفضل أو الجوانب األكثر أهمية مثل المعرفة اإلجرائية ،المهارات،
والمعرفة التقريرية للحقائق .
أما بدوي ( ) 3998فيرى أنه مستوى من المعرفة التي يحصل عليها الفرد والمهارات التي يتم تنميتها
في إطار المسافات والمقررات المرتبطة بالمنهج المحدد والتي تترجمها الدرجات وتتويجها التقديرات التي
يحصل عليها الفرد بعد استكماله لالختبارات المختلفة .
أما نصر هللا( )8111ف يعتبره نوع من التحصيل الذي يتعلق بدراسة وتعلم العلوم أو المواد الدراسية
المختلفة والعالمة التي يحصل عليها الطالب في امتحان مقنن يتقدم إليه عندما نطلب منه ذلك أو يكون
حسب التخطيط والتصميم المسبق (ص. )33 .
ويعرفه السيد ( )8133بأنه السعي لبذل الجهد للتغلب على الصعوبات ألداء المهام الدراسية والمثابرة
للوصول لألهداف( معوض 8139،ص. )281.
في حين يعتبره يعتبره محمود ()8111بأنه درجة االكتساب الذي يحققه الفرد في مادة دراسية معينة أو
في مجال تعليمي (ص. )33
من خالل عرضنا للتعاريف السابقة لإلنجاز األكاديمي نقف على الكم الكبير من اسهامات المختصين
في تناوله كل من زاويته الخاصة ،فنجد من يعتبره مستوى من المعرفة والمهارة التي يتم اكتسابها في
مؤسسة تعليمية ،ومنهم من يعتبره نوع من التحصيل الدراسي ويترجم إلى النتائج الدراسية ،وهنا كفريق
ثالث يتناوله من حيث مدى تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية ألهدافها المسطرة من طرف كل من التلميذ
والمعلم .
ومن الدارسين من يعتبره قدرة الطلبة على عدم تأجيل انجاز واجباتهم األكاديمية،كما ينظر إليه من
خالل كونه الرغبة في النجاح وإنجاز األعمال بما يحقق الرضا النفسي ،ونجد أن غالبية من تناوله يتفق
على أنه مستوى م حدد من األداء أو الكفاءة التي يتم قياسها بعد الخضوع لمساق تعليمي معين وهو ما يتفق
مع تعريف التحصيل الدراسي .وترجع الباحثة هذا التنوع الشاسع لمفهوم اإلنجاز األكاديمي إلى احدى
اإلشكا الت االبستيمولوجية التي تميز المفاهيم في حقل العلوم اإلجتماعية وهي صعوبة ضبط المفاهيم ،وما
يترتب على ذلك من تداخل أو تباعد في المعنى العام لها .
959
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
ويعرفه الخطيب ( )3999بأنه مدى استيعاب الطالب للخبرات المعرفية التي اكتسبها من المنهج
الجامعي ومدى قدرته على االستفادة منها في المواقف التعليمية الطارئة أو المستجدة(.جميل
والسباب.)8181،
-5-2التحصيل األكاديمي:
عرفه الجنابي( )8112بأنه حوصلة ما تعلمه الطالب بعد مرور فترة زمنية محددة من التدريس ويمكن
قياسه بالدرجة التي يحصل عليها الطالب نتيجة نجاح االستراتيجية المخطط لها والمنفذة من قبل المدرس
لتحقيق األهداف التربوية ممثلة في مقدار المعرفة المترجمة إلى درجات.
ويعرفه جيم درايفر في قاموسه علم النفس على أنه مستوى األداء في سلسلة من االختبارات المقننة التي
غالبا ما تكون تربوية وهو حالة خاصة من التعلم تشير إلى ما بقي وثبت عند الفرد من عملية التعلم ولذلك
فإنه معدل التحصيل يشير إلى مدى تقدم الفرق في تعلمه وهذا ما تقيسه االمتحانات األكاديمية .قوابعة
()8133
-6-2التحصيل الدراسي:
تعرفه جنيدي ()8132بأنه مؤشر على تمكن التلميذ من تحقيق النتائج المرغوبة في التعلم كما أنه يلعب
دورا مهما في أخذ قرار انتقال الطلبة من مستوى آلخر.
وقد عرفه طه ()8111بأن التحصيل الدراسي يستخدم لالشارة إلى القدرة على أداء متطلبات النجاح
الجامعي سواء في التحصيل بمعناه العام أو النوع المادة الدراسية المعينة..
وعرفه الجمال ( )8139بأنه مستوى محدد من مهارات التلميذ لما تعلمه من معارف ومعلومات ويقاس
بالدرجة الكلية التي يحصل عليها في اختبار التحصيل الدراسي هو نوع من المهارة في ميدان العمل
األكاديمي وهو اكتساب معلومات ومهارات وخبرات وهو حدوث عمليات التعلم المرغوبة .
-7-2اإلنجاز الدراسي:
عرفه طربية ( )8119بأنه الطالب الذي يرتفع في إنجازه أو تحصيله الدراسي بمقدار ملحوظ فوق
األكثرية أو المتوسطين من أقرانه أي إذا زادت نسبة تحصيله عن 91بالمائة ويمكن تمييز نوعين من
التفوق التحصيلي :التفوق في التحصيل العام والتفوق في التحصيل الخاص .
عرفه أفدل ( )8139بأنه إنجاز الطلبة ذوي قدرات عقلية عالية ولديهم استعدادات أكثر مما لدى أقرانهم
سواء في التحصيل الدراسي أو في أي نوع من المهارات التي يقدرها المجتمع (.ص)391 .
-8-2النجاح الدراسي:
يشير إلى تحقيق األهداف التربوية وأهداف التمدرس المرتبطة بالتطوير القدرات والزيادة في اكتساب
المعارف من أجل تغيير سلوك المتعلم نحو األفضل (.دوقة وآخرون (8132،
951
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-9-2التحصيل المعرفي:
هو تلك المعارف التي يكتسبها الطالب نتيجة تعلم سابق والتي تشكل سجل تجاربه وتحصيله القبلي
وخبرته التعليمية ويكون لها دور كبير وفاعل في تعلم معطيات جديدة (مشطر. ) 8181 ،
-11-2كفاءة الذات األكاديمية:
هي إدراك الفرد الذاتي لقدراته ومهاراته التي تمكنه من إنجاز المهارات التحصيلية وتحقيق أهدافه
األكاديمية وتحسين أساليب المواجهة والتصدي للضغوط التي تمثل تحديا في سبيل تحقيق تلك األهداف
(الجنابي .)8181
إن المتفحص في هذه المفاهيم المرتبطة باإلنجاز األكاديمي يجد أن بعضها له نفس داللة االنجاز
األكاديمي واإلختالف حاصل فقط على مستوى التسمية مثل التحصيل المعرفي ،األداء األكاديمي
،التحصيل الدراسي ،أما اإلنجاز الدراسي فيقصد به إرتفاع في المستوى العمل الدراسي بمعنى التفوق في
الدراسة وتحقيق نتائج جيدة.
ومن المفاهيم الحديثة نجد مفهوم اإلستحقاق األكاديمي الذي يعبر عن ظاهرة دخيلة على على مستوى
مؤسسات التعليم العالي ،والتي هي مطالبة بعض الطلبة بما اليستحقونه من امتيازات أو حقوق.
أما مفهوم الطفو األكاديمي فهو يتشابه هو اآلخر مع مفهوم النهوض األكاديمي ويتجلي في قدرة
الطالب على مواجهة المشكالت والتحديات التي تواجهه خالل يومه الدراسي.
954
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
أما اإلنجاز األكاديمي الضعيف فهو سلوك يعبر عن عدم التوافق في األداء عند المتعلمين بينما هو
متوقع وبينما ينجز المتمدرس فعال من خالل تحصيله الدراسي فالتلميذ الذي يتأخر تحصيله الدراسي
بشكل واضح على الرغم من امكانياته العقلية والتي تؤهله أن يكون أفضل من ذلك ،تأخره الدراسي ال
يرجع فقط إلى نقص في قدراته واستعداداته وانما يرجع الى عوامل اخرى اما ان يكون معوقا بيئيا او
ثقافيا وليس معوقا ذاتيا .
-1-1اإلنجاز األكاديمي المتوسط :
وهو نوع اإلنجاز األكاديمي الذي تكون فيه نتائج الطالب تمثل نصف اإلمكانيات التي تميزه وتكون
االستفادة من المعلومات متوسطة
-4أهداف اإلنجاز األكاديمي :
لإلنجاز األكاديمي أهداف متنوعة سواء على مستوى الطالب أو على مستوى المؤسسة التي ينتمي
إليها وهي كما يلي:
-1-4على مستوى الطالب :تتجسد أهداف اإلنجاز على مستوى الطالب في مايلي:
-تقرير نتيجة الطالب وانتقاله إلى المرحلة أخرى .
-معرفة القدرات الفردية للطلبة .
-تحديد نوع الدراسة والتخصص الذي سيلتحق به .
-االستفادة من نتائج اإلنجاز األكاديمي لالنتقال من مؤسسة تعليمية الى اخرى او التحويل من تخصص
الى آخر .
-8-1على مستوى المؤسسة :وذلك من خالل:
-إصدار الحكم على المؤسسة وعلى مدى قدرتها على تحقيق أهدافها.
-أحدهم مؤشرات الكفاءة الداخلية للمؤسسات التعليمية (.الذبياني )8132
ويهدف اإلنجاز األكاديمي حسب الرفاعي( )3928الى تمكين المتعلم من معرفة مستواه ورتبته مقارنة
بمستوى زمالئه في نفس الصف كما يمكن للجان المسؤولة عن االمتحانات وكذا األساتذة من معرفة
مستوى طالبهم والهدف من ذلك معرفة مستواهم ورتبهم وكذا قدرتهم على استيعاب المعارف والمهارات
المختلفة في مادة معينة خالل فترة زمنية معينة .
ويرى خروبي( )3991أن التحصيل الدراسي يهدف الى تقييم المعلومات والمعارف الدراسية الخاصة
بالطالب من خالل الخطوات التالية :
-قياس مستوى الطالب بعد انتهاء فترة تعليمية معينة .
-اعتماد النتائج لمنح الشهادات والدرجات واالنجازات .
955
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-قياس الفوارق بين عناصر الفعل التعليمي من أهداف ومحتوى ومناهج وكذا مدى صالحيتها ومالئمتها
لبلوغ األهداف المرجوة .
-التعرف إلى أي مدى تم تحقيق األهداف التي حددتها الفترة التكوينية والتعليمية .
أما()Ormerod,8132فهي ترى أن أهداف اإلنجاز تنقسم إلى ثالثة أهداف وهي :
-3هدف األداء :الظهور بمظهر جيد وتلقي أحكام محببة من االخرين .
-8هدف اإلتقان :عن طريق اكتساب معرفة اضافية او اتقان مهارة.
-1هدف تجنب األداء :الرغبة في عدم الظهور بمظهر سيء وتلقي أحكام غير محببة .
والمالحظ أن هدف اإلتقان يركز على المهمة بينما يركز هدف األداء على الذات .
وكل من هدف األداء وهدف تجنب االداء يشتركان في المقارنة االجتماعية ويهتم المتعلمين بكيفية مقارنة
انجازاتهم مع إنجازات أقرانهم وليس بالضرورة ان يكون اهداف االتقان واهداف االداء واهداف تجنب
االداء متنافية فيمكن أن يكون لدى األفراد نوعان من األهداف في نفس الوقت وربما األنواع الثالثة .
والجدول التالي يوضح خصائص المتعلمين ذوي أهداف اإلتقان مقابل أهداف األداء :
االشتراك بفاعلية في األنشطة الصفية و يحفز -3محفزه خارجي و يتوقع التعزيز و العقاب و قد
يعتمد على الغش داخليا للتعلم
يعتقد أن الكفاءة تتطور مع الوقت من خالل يعتقد أن الكفاءة هي ذات خصائص ثابتة و يظن أن
الناس لديهم قدرة ويجب أن يحاولوا بجد ولكنه الممارسة و الجهد و المثابرة
يستسلم بسرعة
يقيم أداءه في ضوء مقارنته مع اآلخرين يقيم أداءه في ضوء التقدم الذي صاغه
يفسر الفشل على أنه عالمة لعدم القدرة والتنبؤ يفسر الفشل على أنه عالمة لبذل مزيد من الجهد
بالفشل مستقبلي
راض عن أدائه فقط عندما ينجح و يشعر بالخزي راض عن أدائه إذا حاول بجهد أحرز تقدما
و االكتئاب عندما يفشل
951
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
جاهز لالندماج مع األقران ألنه يعلم أن ذلك يعزز جاهز للتعاون مع األقران في العمل مبدئيا
ليساعدوه في الظهور و ليعزز مكانته االجتماعية تعلمه
يستخدم المهمات التي تزيد من فرص التعلم و يختار المهارات التي تزيد من فرص إظهار
المقدرة و تجنب المهمات و األفعال التي تظهره البحث عن التحديات
غير كفء
951
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-يدعو أصحاب هذه النظرية إلقامة ما يسمى بمجتمع االستحقاق أو مجتمع الجدارة أي أنه طالب بناء على
قدراته العقلية وانجازاته العلمية يجد مكانه المناسب في التعليم وبالتالي تحدد المكان االقتصادية للفرد في
المجتمع الذي ينتمي إليه.
-دور المدرسة يتركز على بعض العناصر والموضوع مثل تكلفة التلميذ الواحد وحجم الفصل مؤهالت
المدرسين وسنوات خبرتهم وال يتعدى ذلك بحيث ال يتم التطرق إلى العوامل االخرى التي قد تؤثر في
اإلنجاز األكاديمي مثل أنماط التفاعل داخل الفصل الدراسي التي لها دور في تعزيز عدم المساواة بين
الطالب(محددات اقتصادية ) الذبياني.
-2-5اإلنجاز األكاديمي لدى رواد نظرية الصراع:
وتتلخص رؤيتهم في النقاط التالية:
-أن المجتمع مكون من فئتين فئة مسيطرة تتمتع بكل شيء ولها وضع اقتصادي مرتفع وفئة تابعة لها
القليل من الدخل القومي وتتسم بوضع اقتصادي منخفض.
-النظام التربوي ما هو إال مرآة مصغرة للمجتمع وبالتالي يعكس فلسفة وتوجهات ذلك المجتمع لدى في
المجتمعات الرأسمالية تهدف المدرسة إلى إيجاد نوعين من المتعلمين النوع األول يمثل أبناء الطبقة التي
تمتلك النفوذ االقتصادي يمثل ابناء الفئة أو الطبقة العاملة ذات الوضع االقتصادي األقل.
-ال يوجد تكافؤ في الفرد في المؤسسات التعليمية من بينها تأثير الوضع االقتصادي للطالب لذا يبرز
الضغط العلمي لدى أبناء الطبقات الفقيرة النتيجه لغياب دوافع التعلم وقصور اإلمكانات الالزمة لإلنجاز
األكاديمي.
-ال توجد فرص متساوية من حيث إتمام فرص التعليم بنجاح بسبب الرسوب والتسرب.
-هناك عالقة طردية بين الوضع االقتصادي للفرد و بقائه لفترات أطول في التعليم.
-يقوم النظام التعليمي بإعادة إنتاج (نفسه) الظروف االقتصادية في المجتمع وقد أطلق على ذلك إعادة
إنتاج الطبقة االقتصادية.
-ال توجد فرص متساوية بين مخرجات التعليم في الحصول على فرص اقتصادية متوازنة في السوق
العمل حيث انه ان الفئات األعلى اقتصاديا تكسب أبنائها قدرات تمكنه من اإلنجاز األكاديمي وبالتالي تتاح
امامهم فرص اقتصادية أفضل(.الذبياني .)8132
-6العوامل المؤثرة في اإلنجاز األكاديمي:
تنوعت وتعددت العوامل المختلفة المؤثرة في اإلنجاز األكاديمي حيث تناولها الباحثون بعدة مسميات
فهي تارة شروط اإلنجاز األكاديمي وتارة العوامل اإلنجاز األكاديمي في حين سماها البعض بالمحددات
اإلنجاز األكاديمي ولم يكن االختالف التسمية فحسب حتى على مستوى التصنيف وان دل هذا على شيء
951
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
فانه يدل على تشعب وتعقد هذا الموضوع األمر الذي جعل كل باحث يتناوله بشكل مغاير لغيره وفي بحثنا
هذا نصنفها إلى عوامل داخلية وعوامل خارجية .
حيث العوامل الداخلية الذاتية مرتبطة بالطالب وتشمل العوامل الجسمية والنفسية وأساليب التعلم .
أما العوامل الخارجية تشمل كل ما يرتبط بظروف الخارجية المحيطة بالفرد (الطالب) كاألسرة ،كفاءة
المدرسية . .
هذه العوامل التي سنتطرق لها ليست الوحيدة المؤثرة على اإلنجاز األكاديمي وإنما هي أهمها حيث
توجد عوامل أخرى لم يكشف البحث العلمي بعد أهميتها ودرجة تأثيرها .
-1-6عوامل داخلية :تتمثل في :
-1-1-6عوامل نفسية :
-1-1-6حاجات نفسية :لقد أجمعت الدراسات التي تناولت االرتباط بين الصحة النفسية عامة واإلنجاز
األكاديمي على إيجابية هذه العالقة ولكن هناك دراسات اخرى اتخذت طريقا آخر إذا ركزت على جانب
الحاجات النفسية للمتعلم وعالقتها بتحصيلهم ومدى إمكانية التنبؤ باإلنجاز األكاديمي بمعرفة الحاجات
النفسية للطالب على تحصيال في المدارس والجامعات وتوصلت إلى أن هناك عالقة بين التحصيل
الدراسي والحاجة إلى التحصيل وحاجه التحمل .
أ -الحاجة إلى اإلنجاز وعالقتها باإلنجاز األكاديمي:
إذا كانت الصحة النفسية من العوامل المهمة في التكيف األكاديمي فان الحاجة الى االنجاز أكثرها صلة
بالتحصيل ولقد برزت الحاجة الى االنجاز احدى الحاجات النفسية في تصنيف ميراي 3919مصنفة
ضمن الحاجات العالمية التي تتوفر لدى جميع األفراد بغض النظر عن جنسهم وعمرهم او عرقهم وتعرف
بأنها مجموعة القوى والجهود التي يبذلها الفرد من أجل التغلب على العقبات وإنجاز المهام الصعبة .
ب -الحاجة الى المعرفة وعالقتها باإلنجاز األكاديمي :
تختلف الحاجة إلى التحصيل واإلنجاز عن الحاجة إلى المعرفة والفهم من حيث ان االولى هي جزء من
الثانية فالحاجة إلى التحصيل ال ترتبط دائما بالرغبة في المعرفة أو الفهم فقط ولكنها مرتبطة بتحدي
وتنافس خلى يجعل الفرد نزاعا النجاز المهمة التي وعد نفسه بها سواء كان تحصيل علم أو مال أو مجد
فيسعى ذوي الحاجات المعرفة والفهم لتحصيل المعارف جديدة .
-2-1-1-6التنافس في البيئة التعليمية :
كلما شجعت البيئة التعليمية تحسين األداء و دعمت مبادئ التنافس الشريف أدت لتحقيق أهدافها
الموضوعة لها ويمثل التنافس قيمة أساسية في المحيط التعليمي وينبغي السعي لتعزيزها باستمرار دون
غلو مفرط ويؤكد مبدأ الفروق الفردية ان الطالب جميعهم ليسوا بقادرين ومستعدين دوما نحو خوض
معارك التنافس يسهم في رفع مستوى اإلنجاز األكاديمي من خالل حث الطالب على المشاركة االيجابية
951
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
فان االفراط في تأجيج التنافس قد يجعل بذور االحباط واالحساس العام بالدونية ما لم يتم ضمان وجود
جرعات تنافسية مناسبة تراعي الفروق المعرفية بين الطالب ( .خوجلي )8112
-3-1-1-6القلق :
إن العالقة المتشابهة الموجودة بين القلق والخوف مصدرها كون الخوف أنواع متعددة ومن بين هذه
األنواع يوجد شيء نطلق عليه اسم الخوف الغامض المستمر والذي يعني القلق ألنه يتضمن شعور دائما
بالتوقع واالرتباك وعدم الراحة ألننا نتوقع صورة دائما حدوث اشياء مزعجة أو أن نحس نشعر بالخيبة
واليأس او بنوع من االهتمام الملح بالرفض والفشل وجميع هذه الصفات تؤثر في حياة الطالب وتجعله
انسانا منعزال مشغوال بنفسه ناسيا لتعليمه مما يؤدي إلى انخفاض في مستوى تحصيله األكاديمي .
ويعتبر القلق دافعا لإلنسان الى التحصيل واالنجاز وبالتالي فهو بمثابة عامل ايجابي الى أنه قد يتحول إلى
عامل سلبي وخطير على صحة الفرد النفسية في حال شدته فإن بعض الباحثين يرون بأن القلق في الغالب
يقف عائقا أمام التنظيم ويحد من الوظائف العقلية ومن القدرة على االنتباه والتركيز .
وقد دلت نت ائج العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال على حقيقة وجود عالقة إيجابية بين
اإلنجاز األكاديمي والقلق الذي يكون بمستوى خفيف كما توصلت الدراسات على كون األفراد الذين
يعانون من قلق مرتفع يتسمون بالعزلة واالنطواء (.نصر هللا )8132
ويميز )Ormerod (2016بين مكونين اثنين للقلق وهما :
-3التوتر :وهو الجانب المعرفي من القلق الذي يتضمن األفكار والمعتقدات المشكلة في التعامل مع
الموقف .
-8اإلنفعال :وهو الجانب العاطفي الذي يتضمن االستجابات النفسية مثل تصلب العضالت توتر المعدة
وزيادة معدل ضربات القلب والتعرق .
ولمعرفة أثر القلق على التعلم واألداء أجريت تجربة كالسيكية على الفئران من طرف yerkes and
)dodson (1908لتوضيح تفاعل مستوى االثارة و صعوبة المهمة من خالل وضع فأر في حجرة
يستطيع الهروب منها عن طريق بابين ويتحرك الحائط المقابل لالبواب ببطء لجعل الحجرة أصغر حتى
يجبر الفأر في النهاية الى ان يهرب عبر أحد البابين ويقول احد االبواب الى عش على شكل صندوق
مريح وآمن أما الباب الثاني فيقول إلى صدمة كهربائية وقد ما كانت هذه التجربة من صياغة مبدأ اصبح
يعرف بقانون يركس دادسون هو ان المهمات سهله باالثارة ذاتها المستوى العالي نسبيا بشكل أفضل ولكن
المهمات األكثر صعوبة تنجز بشكل افضل بمستوى متدني او متوسط .
والمبدأ صحيح ليس على الفئران فقط بل ينسحب على البشر أيضا وبشكل عام يعزز المستوى العالم من
القلق أداء السلوكيات المتعلمة اوتوماتيكيا فالناس يركضون اسرع اذا كان القلق عاليا .
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-4-1-1-6اإلكتئاب :
إن لإلكتئاب عالقة بالتحصيل الدراسي فقد قام ) German (1981بدراسة العالقة بين التوقعات للحاجة
لالمتياز وبين االكتئاب والفشل لدى عينة من طالب الجامعة وقد تم التركيز على التوقعات في ضوء
التحصيل الدراسي وحب األقران والذي يقصد به الحب من قبل األقران و باستعمال مقياس بيك لالكتئاب
ومقياس اإلحساس باليأس على عينة مكونة من 321طالبا بالجامعة تبين أن األفراد المكتئبين يحصلون
على درجات منخفضة في التوقعات المرتبطة بالتحصيل الدراسي والحب من قبل األقران وقد توصل
( )3998,straussإلى أن االكتئاب النفسي يكون من أسباب عدم التوفق الدراسي (.لكحل)8139 ،
ويعتبر نصر هللا ( )8112أن االكتئاب من الحاالت المرضية التي إذا أصيب بها اإلنسان تؤثر عليه من
جميع الجوانب الحياتية والمستقبلية والطالب في مراحل تعليمه المختلفة اكثر ما يتاثر لديه هو تحصيل
الدراسي حيث يبدأ بالتراجع والتدلي ألن االكتئاب يعتبر من العوامل المشتتة للتفكير والتي تؤدي إلى عدم
التركيز والضعف االنتباه والعالقة االجتماعية السلبية في البيئة الدراسية .
كما قام الباحثون بدراسة أثر المعاناة من األمراض والعاهات الصحية على استمرارية ونجاح الطالب
في دراسته فوجد عالقة بين القصور في النمو وفي الوظائف الجسمية وبين المستوى التحصيلي للطالب
وفي المقابل فإن المتفوقين ال يعانون من مشكالت صحية تؤدي إلى تعثرهم الدراسي .
-2-1-6عوامل عقلية :
من الطبيعي أن يختلف الطالب في قدراتهم العقلية وبالتالي في انجازهم األكاديمي حيث تؤكد المواد
الدراسية تشكل عقبة يصعب تخطيها ويرجع ذلك ألسباب عديدة منها خلفية الطالب اللغوية أو المهارية
وعدم اقتناع الطالب بما يدرسه .
-1-2-1-6الذكاء :
يعد من أهم العوامل التي يستطيع الفرد عن طريقها تحقيق أفضل مستوى من اإلنجاز األكاديمي حيث
أن الشخص مرتفع الذكاء يكون في العادة أقدر على توظيف قدراته و امكانياته وخبراته في عملية
التحصيل الدراسي و يتبوأ مراتب متقدمة بين أقرانه .وأثبتت العديد من الدراسات أنه كلما ارتفع ذكاء
الفرد كلما ارتفع تحصيله الدراسي ( .الفاخري)8139 ،
-2-2-1-6العمليات العقلية األخرى:
إن العمليات العقلية كاإلدراك واالنتباه والتفكير والتخيل والتصور الذهني كلها عمليات عقلية عليا لها
تأثير هام وأساسي على اإلنجاز األكاديمي للطالب الذي يفتقد للقدرة على تركيز االنتباه أو يفتقد لمهارة
التفكير اإلبداعي أو الناقد ويعاني من قصور في مساحة خيالة بأبعاده المختلفة حتما سيكون مردود إنجازه
األكاديمي ضئيل مقارنة بمردود بأقرانه
919
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
مما يوفر نشاطا كافيا لنهار اليوم الموالي كما أن االنسان يجيد التعلم المصقول إذا أعقبه بالنوم حيث ان
عملية التداخل تحدث أثناء النوم وبالتالي عملية التدعيم تأخذ مجراها اثناءه.
ويضيف الفاخري ()8139أ ن عملية االستذكار من عمليات التعلم المهمة التي ال غنى عنها للطالب في
أي مجال من مجاالت العلوم المختلفة ويترتب على عدم امام الطالب بمهارات التعلم واالستذكار السليمة
والصحيحة أن يبذل أكثر مما ينبغي في استذكار دروسه دون عائد يذكر فيشعر بالملل وكراهية المذاكرة
مهارات التعلم واالستذكار لها أثر مهم على تحصيل الطالب ٫والتي منها اتباع الطريقة الكلية بدل الجزئية
و االنتباه والتنظيم والتكرار ،والمالحظة واتباع طريقة التسميع الذاتي وتوزيع الجهد بدال من الجهد
المركز واالسترخاء والترفيه من وقت آلخر .
ويضيف حسن ( )8112أن الطالب يمارسون االستذكار بأساليب متعددة في مواقف التعلم المختلفة
وقد أكدت نتائج العديد من الدراسات على ان الرسوب ال يرجع الى ضعف القدرات العقلية فحسب وإنما
يرجع في أحوال كثيرة إلى الجهل بأساليب وطرق االستذكار الفعالة وعدم استخدام الطالب لهذه األساليب
بطريقة تساعدهم على زيادة كفاءة انجازهم األكاديمي .
وتتربط عملية االستذكار بكثير من العوامل منها ما هو مرتبط بالطالب أو بالنواحي االجتماعية .
وتعتبر عملية االستذكار ذات طبيعة خاصة فهي تتم بتوجيه دراسي وذلك العتمادها على مهارات الطالب
الخاصة في تعلم الموضوعات المختلفة تعلما ذاتيا ،كما أنها حالة خاصة في المعرفة األكاديمية تحتاج الى
جهد خاص من الطالب لنجاحها ،ومن خصائص عملية االستذكار إضافة إلى كونها عملية معرفية فإنها
تتضمن جانبا وحدانيا يتمثل في إرادة الفرد فكما أنها تتطلب تطبيق أساليب وطرق التمكن من المعرفة
فإنها أيضا تتطلب اإلرادة والتصميم ،فكمية األنشطة التي يمارسها الفرد تعتمد بدرجة كبيرة على العوامل
الوجدانية.
ومن العادات الخاطئة التي يمارسها طلبة الجامعة السهر الطويل ليال والنوم نهارا متسببين في اختالل
الساعة البيولوجية لديهم وقد أثبتت الكثير من الدراسات العلمية أهمية احترام مواعيد النوم ليال وعالقته
بالصحة العامة والعقلية خاصة،إضافة إلى تأجيلهم لإلعداد المتحانات إلى غاية قدومها فيسهرون في ما
يسمى بالليالي البيضاء ،حارمين عقولهم من الراحة.
ويرى سليم ( )8111أن الشيء يوازي ليلة هادئة و نوما عميقا في الليلة التي تسبق االمتحان إذ قام
pierre marquetهو وفريقه من جامعة بتصوير أدمغة أشخاص خالل عملهم لحفظ المواد الدراسية
وبعد ذلك خالل نومهم وبينت الصور التي يتم الحصول عليها على المناطق الناشطة في الدماغ خالل
الحفظ في النهار كانت ناشطة ليال أثناء النوم أيضا وفي اليوم الموالي كانت نتائج االختبارات أفضل
،ووجد ماكي maquetأن هذا التنشيط للدماغ يتم أثناء مرحلة النوم الخفيف ،ويضيف اننا اذا لم ننم الليلة
التالية او حتى لم تتم جيدا أو تحت تأثير العقاقير فان االسترجاع يكون ضعيفا و عكس ذلك فان النوم
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
يجعله مثال وهذا األمر ينطبق كذلك قيلولة بعد الظهر ،حيث أظهرت األبحاث أنها تؤدي الى تثبيت
المعلومات.
وفي هذا اإلطار يعتبر بختي ( )8139أن أول األجهزة تأثرا بالنوم هو الجهاز العصبي المركزي الذي
هو مسؤول عن نشاطات المختلفة كما أنه المسؤول عن االنتباه واليقظة وفي إطار أبحاث الدماغ طرح
العلماء السؤال التالي :ماذا يحدث لو أن أحدا امتنع عن النوم لمدة أسبوع كامل ،وكان الجواب أن النوم
ضروري ألجسامنا وعقولنا ،وسوف تضعف ذاكرة المحروم منه ويتوهم اشياء غريبة في االيام االولى
وفي اليوم الرابع سيصاب بالهلوسة وايضا يفقد القدرة على السيطرة على نفسه.
-5-1-6الفكرة النمطية :
أجريت العديد من الدراسات التي بحثت تأثير األفكار النمطية على اإلنجاز األكاديمي وذلك لإلجابة
على تساؤالت من قبيل إذا كنت طالبة وعرض عليك اختبار في الرياضيات وقيل لك من قبل ان نسبة
االنجاز فيه مرتفعة للذكور ومتدنية بالنسبة لإلناث فكيف ستكون نتائجك ؟
في هذا اإلطار يذكر تيفوال)Tefula (2015أن في دراسة نشرت في مجلة علم النفس االجتماعي
التجريبي عام 3999أعطى الباحثون مجموعة من الطالب والطالبات المتميزون بنتائج جيدة اختبار
صعب في الرياضيات وقبل تقديم اختبار تم تقسيم المجموعة إلى مجموعتين وتم إجبار الطالب المجموعة
التجريبية ان هناك اختبار لما طبق في الماضي أوضح فروق جوهرية بين الجنسين لصالح الذكور أما
المجموعة الضابطة فتم إخبارهم قبل االختبار أنه لم يتم التوصل إلى أي فروق جوهرية بين الجنسين
وأسفرت النتائج تدني نتائج طالبات المجموعة التجريبية مقارنة بالطالب أما في المجموعة الضابطة فقد
كانت نتائج الطالبات في نفس مستوى نتائج الطلبة .
من خالل هذه التجربة يتضح ان االفراد اذا علموا بفكرة نمطية قد يستسلمون لها وهذا ما يطلق عليه
عديد علماء النفس "تهديد الفكرة النمطية" والذي يعمل من خالل تحويل الموارد الذهنية عن المهمة التي
يتعين القيام بها للتغلب على مشاعر الشكل التي تعيق األداء بصورة كبيرة )Tefula, 2015) .
-6-1-6أساليب التعلم :
وهي سلوكيات معرفية انفعالية أو فيزيولوجية يمكن اعتبارها مؤشرات للطريقة التي يدرك بها الطالب
ويتعامل من خاللها مع بيئة التعليمية .
و تعتبر أساليب التعلم التي ينتهجها الطالب من العوامل األساسية التي تتحكم في انجازهم االكاديمي
ذلك أنها بمثابة القوة التي تمكنه من فهم المادة الدراسية واستيعابها كما تساعده على إدارة الموقف التعليمي
أكثر فعالية وكفاءة من خالل حسن إدارة الوقت وتنظيم المعلومات المتعلقة بتعلمه في مختلف المقررات
الدراسية ،فقد حظي هذا المفهوم باهتمام العلماء وقدمت له عدة نماذج مفسرة نتناولها بإيجاز كالتالي :
914
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
915
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-1المنظر theoristوهو الفرد المنظم الذي يسعى للبحث عن حلول للمشكالت من خالل تفسيرات
منطقية وينظم الحقائق المختلفة في البنية العقلية نظرية ويتوق للتفكير في الفرضيات والمبادئ .
-2النفعي pragmatistوهو الفرد الذي يبحث عن فكرة جديدة في سياق تجريبي مفيد ويتوق إلى وضع
األفكار والنظريات في حيز التنفيذ والتدريب العملي ويعمل بسرعة للوصول الى األهداف المنشودة لذا
فهو بحاجة لرؤية التطبيق المباشر لتعلمه لمساعدته على إيجاد الحلول العملية لمشكالته وهو شخص
عم لي متعجل يحب المغامرة والمنافسة والعمل الجماعي والتخطيط للعمليات التالية دون تأمل أو فهم
عميق .
-4-6-1-6نموذج فولدر folder model
يذكر اسماعيل ()8132أن هذا النموذج يفترض وجود خمسة أساليب للتعلم ثنائي القطب وهي (
الحسي -الحدسي ٫البصري السمعي و النشط -التأملي ٫و االستقرائي -االستنباطي ٫و التتابعي -
الشمولي ) تم تحديدهم من خالل اإلجابة على خمسة أسئلة تتعلق بنوعية المعلومات التي يفضل الفرد
إدراكها والق ناة الحسية التي يمكن بها إدراك المعلومات لفاعلية وتنظيم المعلومات التي يشعر الفرد
بالراحة وطريقة الفرد التي يفضلها في معالجة المعلومات وطريقة الفرد التي يتقدم بها نحو الفهم ومن
خالل الدراسات التي قام بها فيلدر وزمالئه تم اإلبقاء على أربعة أبعاد مع تغيير مسمى األسلوب البصري
السمعي بالبصري اللفظي واستبعاد البعد الخاص بالتنظيم .
في هذا السياق يشير مرزوق ()8133أن أصحاب األسلوب التعلم العملي يفضلون فهم وتذكر
المعلومات بطريقة أفضل ،من خالل آداء الشيء بطريقة عملية مع المناقشة والتطبيق ومشاركة
المعلومات مع اآلخرين ،بينما أصحاب أسلوب التعلم التأمل فيفضلون التفكير في المعلومات بهدوء قبل
البدء في أداء األعمال .
أما أصحاب أسلوب التعلم الحسي الحدسي فيميلون الى حل المشكالت التي تقابلهم بطرق تقليدية ثابتة
ويفضلون اكتساب المعلومات عن طريق الحواس ويكرهون األعمال الصعبة المفاجئة ،بينما أصحاب
أسلوب التعلم الحدسي فيفضلون اكتشاف العالقات واالحتماالت ويميلون إلى اإلبداع والتجديد وعدم
التكرار ويكونون أكثر ارتياحا مع األشياء المجردة.
أما أسلوب التعلم البصري اللفظي فالطالب في هذا األسلوب يتعلمون أفضل من خالل الصور
واألشكال والنماذج والتجارب بينما أصحاب أسلوب التعلم اللفظي فيفضلون التعلم من خالل العبارات و
الشرح اللفظي مسموع ومكتوب .
أما أسلوب التعلم التسلسلي الشامل فالطالب في هذه الحالة يفضلون استيعاب وفهم المواد الدراسية من
خالل خطوات متتابعة ومتسلسلة بشكل منطقي ،أما أصحاب األسلوب الشامل يفضلون تعلم المعلومات من
خالل قفزات واسعة وينهم كون في االنتباه الى المواد الدراسية بشكل عشوائي دون التركيز على
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
االرتباطات ،ولكنهم في النهاية يصلون الى فهم لها وحل المشكالت المعقدة التي تقابلهم ،ولكنهم يجهلون
كيفية توضيح وصولهم لهذه الحلول .
أما أسلوب التعلم االستقرائي -االستداللي فأصحابه يفضلون تعلم المواد الدراسية من خالل النظر إلى
مسائل معينة(المالحظة ٫األمثلة العددية والنتائج التجريبية) ويقومون بتحديد المبادئ والنظريات من خالل
االستنتاج بمعنى أنهم يتحركون عند التعلم من الجزء الى الكل بينما الطالب أصحاب أسلوب التعلم
االستداللي فيبدؤون في عملية التعلم بالمبادئ العامة الستنباط النتائج والتطبيقات كما أنهم يميلون لاليجاز
في الحلول على نحو منهجي .
-2-3-2دافعية اإلنجازاألكاديمي:
استقطبت دافعية اإلنجاز األكاديمي كما هائال من االشتغال التنظيري والبحثي بوصفها متغيرا رئيسيا
ذو صلة وثيقة جدا باإلنجاز األكاديمي حتى أن البعض يعتبرها مرادفا له .
وتعد دافعية اإلنجاز األكاديمي شكال من أشكال الدافعية وقد حظيت باهتمام بالغ من طرف باحثي
علم النفس التربوي لما لها من دور في عملية توجيه سلوك الطالب نحو تحقيق أهدافه األكاديمية والذي
يعتبر اإلنجاز األكاديمي من أهم هذه األهداف وقد عرفها الديب ( )3991حسب ابوغزال ()8112
بانها التنافس في ضوء مستوى معين من مستويات االمتياز األكاديمي أو االهتمام بالمنجزات االكاديمية او
الرغبة في األداء الجيد ،سواء في المدرسة او الكلية او في مجاالت اخرى او الميل الى السعي والكفاح في
سبيل النجاح في المواقف األكاديمية .
ويرى القطامي ( )3991حسب ابو غزال() 8112أن دافعية اإلنجاز األكاديمي تلعب دورا حيويا في
إثارة رغبة المتعلم االهتمام بالموضوعات الدراسية وتوجيه سلوكاته التعلمية وتعزيزه واستمراره وتجعله
أكثر نشاطا و حيوية وتفاعال في المواقف الصفية(.ص)98 .
ويضيف القوابعة()8133أن الدافعية لإلنجاز حالة متميزة من الدافعية العامة وتشير إلى حالة داخلية
عند المتعلم تدفعه إلى االنتباه للموقف التعليمي واإلقبال عليه بنشاط موجه واالستمرار فيه حتى تحقيق
التعلم ،وعلى الرغم من ذلك فإن مهمة توفير الدافعية نحو التعلم وزياده تحقيق اإلنجاز ال تلقى على
المؤسسات التعل يمية فحسب وإنما هي مهمة يشترك فيها اضافة الى ذلك األسرة وبعض المؤسسات
االجتماعية األخرى..
وأوضح خليفة ()8111أن الدافع لإلنجاز األكاديمي يتضمن استعداد الفرد ورغبته في تحمل المسؤولية
نحو التفوق واإلبداع لتحقيق األهداف التي يرغب في إنجازها مع المثابرة للتغلب على العقبات والمشكالت
التي تواجهها وهو مبني أيضا على الشعور واإلدراك ألهمية الوقت وضرورة التخطيط السليم والدقيق
للمستقبل ( .الطراونة. )8181 ،
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
يرى( ) Binder,2015أن دافع اإلنجاز األكاديمي هو قدرة داخلية تحفز الطالب على التميز في
المجاالت األكاديمية المختلفة وذلك من خالل قيامه بأعمال جيدة في المواقف كما يوجهه هذا الحافز نحو
السير النجاز المهام التي تؤدي إلى تحقيق الكفاءة األكاديمية .
و لتفسير دافعية اإلنجاز األكاديمي قدمت عدة نظريات أشهرها :
-نظرية العزو Werner 1979
-نظرية الفاعلية الذاتية bandura
-نظرية إنجاز الهدف pintrich & schunk 1996 .
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-المساءلة :تنمو شخصية األبناء عندما تقدم إليهم المشورة االيجابية ويطلب منهم أن يحققوا بعض
األهداف مثل اإلنجاز في المدرسة.
-مثال في الجودة :يقلد األبناء نمط الحياة الذي يرونه و يعايشونه وتقع مسؤولية تنمية المواقف الصحيحة
والسلوك السليم فاآلباء والمعلمون الذين يظهرون السلبية والالمباالة يولدون نفس المواقف في حياة
أوالدهم.
-ضغوط الوالدين :إن المبالغة في حماية األبناء والميل للكمالية والتوقع الدائم ألداء أفضل لألبناء بشكل
مستمر دون مراعاة لقدراتهم تتسبب في نشوء مشاعر عدم االنسجام وفقدان األمل والسلبية .
-عدم مشاركة الوالدين :إن اهتمام اباء بنجاح ابنائهم األكاديمي في حين غياب القدرة أو الرغبة في اتخاذ
الخطوات الضرورية لتحفيزهم على األداء الجيد يتطلب الحاجة الى رؤية واضحة ومقدرة على بناء الثقة
لتوليد الحوافز الصحيحة لمساعدة الطالب على االنجاز المدرسي( .عبد الفادي)8133 ،
ويمكن اعتبار أن سوء تفاهم الوالدين وانفصال الزوجين والخصام المستمر واالختالفات بينهما له آثار
كبيرة على مستوى انجاز األبناء في الدراسة أو فيه معاشهم النفسي باآلباء عوضا أن يكونوا متفرغين
لمساعدة أبنائهم في التعلم واإلنجاز وتوفير محيط تربوي هادئ نجدهم يساهمون من خالل المشاكل
الزوجية والخالفات في اضطراب ابنائهم وتشويش تفكيرهم واحباط عزمهم كما أن فقدان أحد أفراد العائلة
يعرضهم لمشاكل عاطفية تؤثر على سلوكياتهم ونظرتهم للحياة ( .عدس )3999
-2-2-6البيئة الدراسية :وتشمل
-كفاءة المدرس العلمية والمهنية والتي ينبغي أن تكون فعالة في زيادة دافعية الطالب نحو اإلنجاز
األكاديمي ،ومن أهم سلوكيات المعلم حرصه على اإلرشاد والنمذجة والحماسة وإطرائه المخلص،
والتعزيز والمساعدة التي تقود الطالب لعمل استدالالت عن قدراتهم ومجهودهم مما يدعم انجازهم
األكاديمي.
-ا لتدريب والتأهيل المستمر للمعلمين مما يزيد من كفاءاتهم المهنية ومساهمتهم الفعالة في زيادة اإلنجاز
األكاديمي.
-اإلمكانات والتكنولوجيات التعليمية وأثرها على اإلنجاز األكاديمي من اختصار للوقت والجهد وتحفيز
وتشويق للطالب (.أبو سعدة)8132 ،
-3-2-6العالقة بجماعة األقران :
إن االنتماء لجماعة األقران والتي هي حاجة أساسية في حياة الطالب الجامعي الذي يمضي جل يومه
بالجامعة لها تأثير على مناحي شخصيته ،وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات التي ركزت على دور البيئة
في تكوين الشخصية ثم الدراسات التي تناولت العالقة بالزمالء والمناخ الدراسي وتأثيرها على التحصيل
واإلنجاز األكاديمي .
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
وقد قال ملسو هيلع هللا ىلص ":المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخلل" أي أن اإلنسان يشابه ويحاكي من
يختارهم رفقاء له سواء في محاسن األمور أو مساوئها.
وقد أشار راشد ( )8111أن األقران يلعبون دورا أساسيا في التحصيل الدراسي إما إيجابيا أو سلبيا
فيتدنى تحصيل الطالب نظرا إلمضاء وقت كبير في اللعب أو الخرجات أو السهرات وتقليد اآلخرين
والنزهات وقد يتأثر التحصيل الدراسي إيجابا من خالل بث روح المنافسة بين األقران والتعاون والعمل
الجماعي والمنافسات العلمية والبحوث العلمية ومن ثم الوصول إلى تحصيل علمي مقبول( .صالحي،
)8131
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-8أن يكون االختبار ثابت النتائج بمعنى أن ال يتأثر كثيرا بشخص الممتحن أو المصحح أو وقت
االجراء ،فإذا طبق مرة أخرى على نفس المجموعة ،أو طبق اختبار يكافئه من حيث المدى الذي يغطيه
ومن حيث صعوبة األسئلة كانت النتائج متقاربة.
-1يجب أن ال تتأثر الفقرة االختبارية بسواها من الفقرات وان تكون هدف الفقرات من الصعوبة بحيث
تظهر الفروق الفردية بين المتفوقين دراسيا وبين السهولة بحيث تظهر الفروق الفردية بين المتأخرين
دراسيا.
-2أال ت كون األسئلة من الصعوبة بحيث ينال فيها طالب صفرا وال من السهولة بحيث ينال فيها اغلب
الطلبة الدرجة النهائية ،وتقاس صعوبة األسئلة بتوزيع درجات الطالب عليها فاذا كانت نسبة من اجاب
عليها اجابة صحيحة نسبة كبيرة كانت االسئلة سهلة والعكس بالعكس.
-3أن يكون االختبار شامال للمادة المراد تقييم تحصيل الطالب فيها فال يجب أن يشمل جزء صغير
ويلغي الجزء األكبر.
-2وجوب سهولة اإلجراء والتصحيح وقلة التكاليف المالية واإلدارية والفترة الزمنية.
-2أن يحدد المدرس نفسه بالسؤال ما يريد تحقيقه من اإلجابة بموضوعية ودقة وبحيث يتماشى هدف
االختبار مع أهداف التدريس.
ويقدم النشواتي (.)8111إرشادات عامة تسهل عملية إعداد االختبار وتتمثل في :
-3اختيار مجموعة من األسئلة الكفيلة بتغطية األهداف التعليمية جميعها مع األخذ في الحسبان أن
األهداف التعليمية المختلفة تتطلب طرق قياس مختلفة.
-8صياغة األسئلة بطريقة واضحة بحيث تحول دون تفسيرات أو تأويالت مختلفة وبحث يفهم الطالب ما
المقصود بالسؤال على نحو سهل ومباشر .
-1تحديد األسئلة وخاصة المقالية منها ،بطريقة تمكن الطالب من تنظيم أفكاره ومعلوماته و صياغة
إجابته على نحو منطقي وسليم.
-2اتصاف األسئلة بمستوى صعوبة معين بحيث يتمكن الطالب العادي من الحصول على 31بالمئة من
العالمات القصوى المخصصة لالختبار.
أنواع االختبارات التحصيلية:
يمكن التمييز بين عده انواع من االختبارات التحصيلية وذلك تبعا لمتغيري الزمن والشكل ،فمن حيث
متغير الزمن تنقسم إلى نوعين:
النوع األول :يتم فيه إعطاء اختبار للطلبة في نهاية كل وحدة دراسية ليتأكد األستاذ من مدى تحقيق
الطلبة لألهداف تلك الوحدة من ناحية وحتى يتعرف على مواطن الضعف ومواطن القوة من ناحية
أخرى.
919
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
النوع الثاني :ويتمثل في االختبارات التي تقدم في نهاية المقرر الدراسي بأكمله والتي تبرمج في نهاية
السنة وتهدف إلى الوقوف على مستويات التحصيل عند الطلبة ،وتحديد درجاتهم في نهاية تعلمهم ومن
مواصفات هذه االختبارات النهائية واسعة وشاملة وتحاول قياس عينة من المهام التعليمية الموجودة في
الوحدة الدراسية(.التل.)3991 ،
أما من حيث الشكل فإن االختبارات التحصيلية تنقسم الى :االختبارات المقالية ،االختبارات األدائية،
االختبارات الشفهية ،واالختبارات الموضوعية ،واالختبارات المقننة .
أ -االختبارات المقالية:
وهي األكثر شيوعا في مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية كما تتصف بمنح الحرية للطالب لتشكيل
استجاباته وتوظيف أفكاره ومكتسباته وتحليلها وتنظيمها،وتضمن االختبارات المقالية عددا قليال من
األسئلة ويمكن اعدادها في وقت قصير لكنها تتطلب وقتا طويال في تصحيحها .ويشير مذكور (،)3999
أن مميزات هذه االختبارات أنه يمكن بواسطتها قياس قدرات كثيرة ومتنوعة كالقدرة على تبيان األسباب
والعلل،والقدرة على إدراك العالقات،والقدرة على توضيح المفاهيم والمصطلحات،والقدرة على التحليل
والتفسير،النقد،إعادة تنظيم الحقائق وتركيبها،القدرة على التمييز والمقارنة والتقييم وحل المشاكل.
ومما يؤخذ على هذا النوع من االختبارات عدم ثبات نتائجها بسبب بعض العوامل الذاتية التي تتدخل
في التصحيح لذلك يقترح نشواتي( ،) 8111جملة من االرشادات او االجراءات التي تعمل على زيادة
درجة ثبات نتائجه :
-3تحديد العوامل ذات العالقة بنتائج التعلم المرغوب في قياسها واألسئلة المقالية.
-8إعداد مفتاح لإلجابة عند إعداد األسئلة ذاتها وتجربته على عده اوراق اجابه يتم اختيارها عشوائيا قبل
القيام بالتصحيح الفعلي.
-1عدم تصحيح اسئلة االختبار جميعها دفعة واحدة في كل ورقة إجابة على حدة وإنما يستحسن تصحيح
السؤال الواحد في األوراق جميعها لكي ال يتأثر تصحيح سؤال بعالمة سؤال آخر.
-2خلط أوراق اإلجابة بشكل عشوائي بعد تصحيح كل سؤال حتى ال يتأثر التصحيح بموقع ورقة االجابة
بالنسبة لألوراق األخرى وخاصة عندما تقع هذه الورقة بعد ورقة متطرفة سلبا او ايجابا.
-3محاولة تصحيح السؤال نفسه في أوراق اإلجابة جميعها اثناء جلسة واحدة حتى ال يتأثر التصحيح
باختالف توقيته.
ب-االختبارات األدائية أو العملية :
تستخدم االختبارات األدائية لمعرفة مدى قدرة الطلبة على ترجمة ما اكتسبوه من معارف علمية إلى
مواقف عملية تطبيقية بوجه عام ،كما يمكن أن تستخدم لقياس مهارات التفكير العلمي وحل مشكالت
ومهارات يدوية والتحكم في استخدام األجهزة واألدوات العلمية لدى الطلبة ( زيتون .)3992
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
االختبارات موضوعا كامال علم الجغرافيا او الرياضيات وهذه االختبارات ترتكز على العملية التي
يستجيب بها المبحوث أكثر مما تركز على تتبع هذه العملية ومن نماذجها:
-اختبارات النمو التعليمي والتي تضم اختبار فهم المفاهيم االجتماعية األساسية ،اختبار صحة
الكتابة،اختبار المعلومات العامة في العلوم الطبيعية،اختبار القدرة على التفكير الكيفي…..الخ،مع اإلشارة
أن هذا االختبار موجه لتالميذ الثالث ابتدائي ومن الثاني اعدادي في البيئة األمريكية .
-اختبار ستانفورد للتحصيل :وهو من أقدم االختبارات التحصيلية المقننة وهو موجه للمراحل الدراسية
من السنة الثانية ابتدائي حتى نهاية المرحلة اإلعدادية.
ج-اختبار عمليات التعلم :تم إعداد هذا االختبار من طرف the psychological Corporation
األمريكية وتستخدم لتقويم برامج العلوم البيولوجية ويرتكز على مفهوم العلم بصفته عملية لالستقصاء
ويصلح للتنبؤ بمستوى تمكن الطالب في مقررات البيولوجيا وقد قام بتعريب هذا االختبار مدحت احمد
عز ( 3993الجياللي .)8132
ولحسن توظيف أدوات قياس اإلنجاز األكاديمي بما يعود بالنفع على الطالب والجامعة يقدم النشواتي
()8111مجموعة من اإلعتبارات التي إذا أخذت في الحسبان فإنها ستحول دون إساءة استخدامها:
-3ليست االختبارات غاية في ذاتها وال تهدف الى اعطاء عالمة فحسب بل هي وسيلة تعليمية تهدف الى
قياس ما تعلمه الطالب وتزود المدرسين بالمعلومات التي تمكنهم من اتخاذ أكبر قدر ممكن من القرارات
ذات العالقة بالنشاطات التعليمية المستقبلية.
-8ليست االختبارات وسيلة لتصنيف الطالب أكفاء وغير اكفاء او فاشلين وناجحين بل هي للوقوف على
ما يعرف الطالب في مجال محدد ،وأن ما يعرفه في هذا المجال ليس معيارا لتقويم شخصه او الحكم عليه.
-1يجب أن ال تكون االختبارات هي الوسيلة الوحيدة للحكم على قدرات الطالب فهناك نشاطات عديدة
كالمالحظة والتواصل مع األسرة.
-2ليست نتائج االختبارات دليل على قدرات الطالب القصوى ،بقدر ما هي دليل على حاجاته وما ينبغي
من عمل نحوه في المستقبل.
وفي تقييمه لنظام االمتحانات في الجامعة يذكر مشطر ( )8181أن االمتحانات هي أداة أساسية في
مجال التكوين الجامعي إذ تقيس وتقوم مستوى المعلومات والمعارف التي يحصل عليها الطالب في آخر
السنة ،ولذلك فإن نظام االمتحانات يعتبر من الركائز التقويمية الضرورية التي تلجأ إليها المؤسسة
الجامعية.
إن فكرة التقويم واإلمتحانات لها وجهين أو قطبين:
914
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
915
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
يكونون في معظم الحاالت متساهلين في كل شيء حتى في األمور األساسية والضرورية بالنسبة ●
لهم.
من صفاتهم البارزة أنهم منقادون لغيرهم وال توجد لديهم روح المبادرة الذاتية واالعتماد على ●
النفس.
امكانية استفزازهم سهلة جدا ويكون التغيير لديهم سريعا. ●
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
الشخص في معرفة إمكانياته وقدرته على اإلنجاز وذلك بمعرفة نتائج أعماله.
المواقف التي يكون فيها الفرد مسؤوال على أدائه. ●
يهتم األفراد مرتفعو اإلنجاز باالمتياز من أجل االمتياز ذاته وليس من أجل ما يترتب عليه من ●
فوائد.
ينسب ذوو اإلنجاز المرتفع نجاحهم بدرجة كبيرة الى قدرة المجهود وفشله إلى عوامل عارضية . ●
يختار مرتفعو اإلنجاز الخبراء ال األصدقاء ليشتركوا معهم في األعمال التي يقومون بها ،كما ●
يعتبر الطالب وجود مواد ودراسة ال جدوى من دراستها ،وغياب أماكن مريحة داخل الكلية لقضاء وقت
الفراغ وكثرة المواد الدراسية في الفصل الواحد و كثرة المحاضرات في اليوم الواحد أما على المستوى
الشخصي فإن تأجيل المراجعة إلى فترة االختبارات وكثرتها في الفصل الواحد تعتبر أهم المعوقات ،كما
أن ظروف الطالب االقتصادية التي تمنعه من شراء الكتب الدراسية المقررة وعدم كفاية المنحة التي
يتلقاها من الجامعة لسداد النفقات الدراسية اضافة الى سيطرة األنانية على العالقات بين الطالب داخل
الكلية ،كلها عوامل أعاقت اإلنجاز األكاديمي للطالب .
وتضيف رحماني( )8181معوقات أكثر تفصيال اإلنجاز األكاديمي متمثلة في :
-معيقات تتعلق بالتلميذ :وتشمل العوائق الجسمية كسوء التغذية واألمراض وعواقب انفعالية كفرط النشاط
الحركي الذي يشتت االنتباه وعوائق عقلية عوائق نفسية.
-معيقات تتعلق بالمدارس :فالمدرسون يختلفون بحسب ممارستهم وأساليبهم المعتمدة فمنهم المتسلط
والديمقراطي ومنهم من يفتقد لمهارة التواصل وابداء الرأي والثقة بالنفس .
ويشير دوقة وآخرون( )8132زيادة على المعوقات السابقة المعيقات المتعلقة بالمدرسة فقد استطاع
المربون أن يجعلوا من المدرسة مكانا محبوبا لدى التالميذ بحيث ينعدم فيه الشعور بالقلق والخوف
والعدوان فإذا لم يحقق ذلك فإن النتيجة حتما ستكون انحرافات سلوكية وانخفاض في التحصيل .
إن سمات الشخصية لها من األهمية في تحقيق النجاح الدراسي مثل السيطرة واالستقاللية والتوافق
الشخصي والتوافق االجتماعي وحب االطالع والثقة بالنفس هي سمات ترتبط إيجابا بالتحصيل الدراسي
في المقابل هناك سمات أخرى ترتبط ارتباطا سلبيا بالتحصيل الدراسي مثل الميل إلى الشعور بالذنب
والقلق والعصبية وعدم توفر األمن النفسي دون إغفال االتجاه السلبي للتلميذ نحو عمله المدرسي وانشغاله
ببعض األمور العاطفية والطريقة الخاطئة في المذاكرة والعادات الدراسية للتلميذ .
-11مهارات وفنيات لتحقيق اإلنجاز األكاديمي
ك ي يبلغ الطالب أعلى درجات اإلنجاز األكاديمي ويحقق أهدافه خالل مرحلته الجامعية وجب عليه
اكتساب بعض المهارات التي تعينه في ذلك ويمكن إجمالها في اآلتي ذكره:
-3تحديد الغاية واألهداف :تعد الخطوة األولى وهي أهم الخطوات الحاسمة وبدونها ستنخفض فرص
االنجاز بالشكل الكبير.
-8إنشاء خطة :إعداد خطة تعمل على تحديد الجهد واإلجراءات المركزة التي يحتاج الفرد إلى اتخاذها من
أجل تحقيق األهداف.
-1التغلب على العقبات :من األهمية تنمية وتطوير قدرة الفرد على التغلب على المشكالت والعقبات
والنكسات غير المتوقعة والتي هي جزء من الحياة.
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-2المثابرة :للتغلب على العقبات التي تظهر الحاجة للمثابرة وهي حجر الزاوية لالختالف بين اإلنجاز
والفشل وتأتي أعظم مكافأة االنجازات الشخصية من استثمار الوقت والموارد.
-3الحصول على المساعدة :تتطلب معظم االنجازات الشخصية للفرد المساعدة من قبل اآلخرين وذلك
للحصول على األهداف الموجودة ،فليس من المستحب إعادة اختراع العجلة ولكن المهم الوصول الى
اولئك الذين ساروا في الطريق لألمام.
-2اإلستمرار نحو أهداف كبيرة :كل اإلنجازات الشخصية هي نجاحات قليلة على طريق النجاح ،ومن
المهم أن نعترف بالعالمة الصغيرة ونحتفل بها مما يبقي الفرد متحمسا ومركزا للمضي نحو اهداف اكبر.
-2المبادرة:وهي االستعداد للعمل للفرص المتاحة وهي مجموعة من السلوكيات التي تؤدي إلى أخذ النهج
النشط وبداية ذاتية ألهداف العمل(.عبده.)8181 ،
أما الفنيات التي تسهم في رفع اإلنجاز األكاديمي فهي:
-توزيع األعباء األكاديمية على فترات بدل تركيزها في فترة واحدة :كثيرة هي الواجبات األكاديمية
الواجب على الطالب إنجازها بين إ عداد عروض أو حل مسائل وتمارين في مختلف المقاييس المدروسة
أو إنجاز مشروع التخرج ،او إعداد أوراق بحثية ،فإذا لم تكن للطالب رؤية ومنهجية في كيفية تنظيم وقته
كي يضمن تحقيق أعلى درجات اإلنجاز األكاديمي فإنه سيجد نفسه تحت ضغط هذه األعباء
ويضطرإلنجازها في آخر لحظة دون االهتمام لجودة مخرجاتها بل يصبح هدفه متجها نحو األداء بدل
االتقان بل قد يتراجع نحو هدف تجنب األداء.
ولتالفي الوقوع في هذا الموقف يطرح راشدي ( )3991نوعين من التدريب:
أ -التدريب المركز:
وهو ذلك التدريب الذي يتم في وقت واحد في دورة واحدة ومن مضاعفاته انه يؤدي الى التعب
والشعور بالنسيان كون فترات الراحة ال تتخللها دورات تدريبية.
ب -التدريب الموزع:
وهو الذي يتم على فترات متباعدة تتخللها فترات راحة أو عدم تدريب،ومن مزايا التدريب الموزع أنه
يؤدي إلى تثبيت ما يتعلمه الفرد هذا الى جانب تجديد نشاط المتعلم وبعد فترات من االنقطاع مما يؤدي
بالمتعلم إلى اإلقبال على التعلم باهتمام كبير.
-التقويم الذاتي :بلوغ الطالب إلى التقويم الذاتي عن طريق التغذية الراجعة التي تبين له صواب ومالئمة
أفعاله وخبراته تعتبر الحد الفاصل بين النتائج المنتظرة والواقع وكذا الفرق بينهما .والقدرة على التقويم
الذاتي تظهر بصورة جلية واضحة إذا قوبلت بتعزيز وتشجيع فيرى فيها تقويما إضافيا
()Deland,1992
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-التسميع الذاتي :يعتبر التسميع الذاتي من من بين أهم العمليات البيداغوجية التي يلجأ إليها المتعلم محاوال
استرجاع ما حصله من معلومات أو ما كسبه من خبرات أو مهارات وذلك من خالل الحفظ أو بعده مدة
قصيرة وهذه العملية لديها فائدة كبيرة ،بحيث تظهر للمتعلم مقدار ما خزنه في ذاكرته وما حفظه وما تبقى
في حاجة الى مزيد من التكرار يرسخ في الذاكرة إضافة إلى أن التسميع الذاتي يؤدي بالمتعلم إلى تجديد
الحافز على بدل الجهد والمثابرة(.عشوي.)3992 ،
ويضيف سليم ( )8111أن التسميع يكون أكثر فاعلية عند وجود توجيه خارجي لملء الثغرات التي
تظهر ويعد التسميع بمثابة اختبار لمدى ما حدث من تمثل للمادة ولذلك تحدث تغذية راجعة بالنسبة
للمحاولة التالية ،وتعتبر التغذية الراجعة في هذه الحالة حافزا وتأكيدا معرفيا وتصحيحا وتوضيحا وتقييما
لمدى دقة التعلم ،كما أن ظروف التسميع تشبه الى درجه كبيره الظروف التي سيتم فيها اختبار التعلم
فعال.
-تدوين المالحظات :يكون تدوين المالحظات عموما على المعلومات الجديدة فهو مرتبط بشكل ايجابي
بتعلم الطلبة ويقدم على األقل ثالث وظائف وهي:
أوال :يحفظ انتباه الطالب للمادة التعليمية المقدمة.
ثانيا :ييسر ترميز المادة التعليمية عن طريق كتابة المعلومات الجديدة ورؤيتها على الورقة .وترميزها
لفظيا وبصريا ،وتعد عملية تدوين المالحظات شكال للتخزين الخارجي المحسوس
)(Ormord, 2016
-مراعاة أخذ فترات راحة قصيرة بعد كل جهد وينصح بعشر دقائق لكل ساعة من المذاكرة.
-تبني الطالب لمبدأ النشاط الذاتي في التعلم بحيث يعتمد على نفسه في البحث واالطالع واستخالص
الحقائق وجمع المعلومات بدال من ان يكون سلبيا فيلقى معلومات جاهزة.
-قانون التكرار :لكي ينجز الطالب عمله البد من التكرار حتى يصبح ثابتا وواضحا.
-توزيع التمرين :حيث تتم عملية التعلم على فترات زمنية يتخللها فترات من الراحة.
-الطريقة الكلية :يجب أخذ فكرة عامة عن الموضوع دراسته ككل ثم تأتي مرحلة تحليلية إلى جزئياته.
-التسميع الذاتي :وذلك السترجاع ما حصله من معلومات دون النظر إلى النص(.الجنيدي .)8132 ،
-عادات المذاكرة :تتكون عادات المذاكرة في ضوء عوامل عديدة من أهمها حجم استعدادات الطالب
لتحقيق النجاح،مدى حب الطالب للمادة الدراسية ،ومدى حبه لألستاذة نوع التهيئة األسرية لحصة الطالب
على المذاكرة ومستويات التنافس في البيئة التعليمية مدى التأثر بميول واتجاهات األقران نحو المادة
الدراسية بصفة خاصة ونحو التخصص بصفة عامة أي أن ميل الطالب نحو المادة الدراسية يتأثر بشكل
كبير بحبه لمفرداتها ،وبمدى تلبية هذه المفردات لطموحاته و مدى تناسبها مع قدراته الذاتية،كما يتأثر
بأداء المدرسين (خوجلي .)8112،
919
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
-استعمال الخرائط الذهنية :الخرائط الذهنية هي أداة لتنظيم التفكير،وهي أسهل طريقة إلدخال المعلومات
إلى الذهن واخراجها منه،فهي احدى السبل اإلبداعية والمبتكرة لتدوين المالحظات ،وتشترك جميع خرائط
العقل في خصائص معينة حيث تستخدم األلوان وتحتوي على شكل طبيعي متفرع من الشكل المركزي
وتستخدم فيها الرموز والكلمات والصور طبقا لمجموعة من القواعد البسيطة واألساسية والطبيعية التي
يحبذها العقل ،فعن طريق خرائط العقل يمكن تحويل قائمة طويلة من المعلومات التي تبعث على الملل الى
شكل بياني منظم يبعث على البهجة ويسهل تخزينه في الذاكرة ،بحيث تتطابق طريقة عمله مع الطريقة
الطبيعية التي يؤدي بها الذهن مهامه(.بوزان)8132،
ويؤكد صبري ( )8132أن التفكير البصري يفيد في زيادة القدرة العقلية وفهم المسارات البصرية
المحيطة بالمتعلم خاصة في تعلم الرياضيات وتزداد فاعلية التفكير البصري كلما حصل الفرد على كم من
الصور واألشكال وأوردها لعقله لحفظها وترجمتها وخاصة مع استخدام األلوان،حيث يسهل تذكر
المعلومات المتضمنة واستقبالها لفترة طويلة جدا ،فلقد ثبت علميا أن اإلنسان يتذكر %81مما يقرأه،
%11مما يسمعه %21،مما يراه %31 ،مما يقوله ،أي أن ما يراه اإلنسان يكون له الدوام في الذاكرة
وتعد الخرائط الذهنية مجاال واسعا لتوظيف التفكير البصري.
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
خالصة :
يشكل رأس المال البشري أهم ركائز النهضة االقتصادية واالجتماعية والسياسية لذا تحرص مؤسسات
المجتمع على إيالئه المكانة المناسبة له ،ويعتبر الشباب أهم طاقة بحاجة للتكفل الخاص به ،وخاصة
خالل مسيرته التعليمية وألن مرحلة التعليم الجامعي تتصدر أعلى هرم سلم التعليم فإن اإلنجاز األكاديمي
الذي يبلغه الطالب يعكس مدى جودة التعليم الجامعي .
وقد حظي هذا المفهوم بإهتمام الباحثين والتربويين خصوصا ،مما ولد عددا معتبرا من المفاهيم
المشابهة له وتتداخل معه مثل التحصيل الدراسي واإلنجاز الدراسي ،األداء األكاديمي ،التحصيل
المعرفي ،االستحقاق األكاديمي وغيرها من المفاهيم التي عالجتها الدراسة ،وألن اإلنجاز األكاديمي يتأثر
بجملة عوامل منها ما هو متعلق بالطالب كالحالة الجسمية ،العقلية ،عادات االستذكار ،وأساليب التعلم
وخبرات الفشل السابقة ،مستوى دافعية اإلنجاز ،هذا إضافة إلى عوامل خارجية غير متحكم فيها
كالعوامل األسرية وما تشهده من أنماط المعاملة الوالدية أو ما يميز المناخ األسري من هدوء واستقرار أو
صراعات ومشاكل بين الوالدين تنعكس سلبا على أداء الطالب وإنجازه.
وليست العوامل األسرية فحسب ما يؤثر على اإلنجاز األكاديمي فالبيئة الدراسية هي األخرى لها
تأثيرها سواء من الناحية السلبية أو االيجابية وعندما نتحدث عن البيئة الدراسية فإننا نقصد كل من المناهج
وطريقة التدريس وكفاءة المدرسين ونظام االختبارات ،إن الذي يتعلم بوسائل الشرح المتطورة والتي
تحاكي الواقع يكون إنجازه األكاديمي أحسن من الذي يقتصر تكوينه على التلقين واالستماع.
كما تلعب جماعة األقران دورا هاما في اإلنجاز األكاديمي ألن الطالب ينتمي إلى جماعة رفاق تحاكيه
في االهتمامات فإن كانوا ممن يسعى الى تحسين إنجازه األكاديمي سيوافقهم على ذلك ولكن إن خالط
وجالس ذوي اإلنجاز األكاديمي المتدني فسيتاثر بهم وال تصبح دراسته تحظى باألهمية الالزمة ،ألنه
سيجد تعويضا في تشابه مستواه مع اقرانه.
أما من حيث أنواع اإلنجاز األكاديمي فقد صنف الى انجاز اكاديمي ضعيف ،متوسط ،ومرتفع وهذا
على حسب الدرجات المتحصل عليها و لتكون عملية قياس االنجاز االكاديمي موضوعية قدم لنا
المختصون عده أساليب لقياسه منها االختبارات المقننة أو االدائية أو المقالية ولكل منها ميزات وعيوب
وبنائها يحتاج إلى مختص متمكن في ما كتبه وتوصل إليه العلماء علم التباري.
وألن اإلنجاز األكاديمي له أهداف فهي تكون إ ما على مستوى الطالب لمعرفة مستواه الحقيقي أو على
مستوى المؤسسة التعليمية أو الجامعة للقيام بعمليه نقل الطلبة إلى المستوى األعلى أو تصنيفهم ألجل
متطلبات أكاديمية كالتكريم أو منح منح دراسية بالخارج ،أو لمعرفة إمكانيات التمدرس المتاحة وما يرتبط
بها من فتح تخصصات والشعب في السنوات القادمة أو توظيف اساتذة جدد لتلبية احتياجات الخريطة
الجامعية .
911
االنجاز األكاديمي الفصل الرابع
وألن األشخاص الذين حققوا مستويات عالية من اإلنجاز األكاديمي يتمتعون بسمات خاصة بهم
تميزهم عن غيرهم ممن يتصفون بأنهم ذو اإلنجازاألكاديمي المتدني ،تناول هذا الفصل هذا المبحث بشيء
من التفصيل من أجل معرفة معتقدات كال النوعين مما يساعد القائمين على التنشئة والمربون على اكساب
الناشئة هذه الصفات .
و على غرار بقية المستهدفات التي نسعى لتحقيقها فإن اإلنجاز األكاديمي هو اآلخر تواجهه معيقات
بحثها المختصون من أجل الوقوف عليها وتذليلها منها معوقات تعود للجانب الشخصي وبعضها يعود
لعوامل دراسية وبعضها يعود لعوامل اقتصادية وأسرية واجتماعية .
ولتحقيق إنجازأكاديمي مرتفع توجد مجموعة من الفنيات أو المهارات التي إن مارسها الطالب الجامعي
بكفاءة ،فإنها تعمل على رفع مستوى اإلنجاز األكاديمي مثل فنية التسميع الذاتي ومعرفة متى يكون الجهد
موزعا أو مركزا ،استعمال الخرائط الذهنية لما ثبت من فعاليتها نتيجة محاكاتها للدماغ في معالجة
للمعلومات ،ضبط عادات المذاكرة من أجل توزيع األعباء األكاديمية على فترات كي ال يجهد الطالب ،وال
تزال األبحاث العلمية متواصلة من أجل فهم أعمق لإلنجاز األكاديمي وعالقته ببعض المتغيرات ومدى
إمكانية التنبؤ به من خالل بعض المتغيرات ،األمر الذي يجعلنا قادرين على الضبط والتحكم فيه بطريقة
فعالة .
914
الجـــانب الميدانــــي
الفصل الخامس
االجراءات الميدانية للدراسة
الفصل الخامس
-4أدوات الدراسة.
-6إجراءات التطبيق.
-7حدود الدراسة.
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
تمهيد
إن القيام بالدراسة الميدانية التطبيقية والتي هي مكملة للجانب النظري تعتبر المحك الرئيسي الذي
يعتمد عليه الباحث لفحص الظاهرة المراد دراستها متبعا بذلك خطوات البحث العلمي ومعالجة النتائج
كما وكيفا للوصول إلى نتائج وحقائق تساهم في إثراء المعرفة .
تكون عدد أفراد عينة الدراسة االستطالعية من ( )101طالبا وطالبة منهم ( )11إناث و( )11ذكر
من طلبة جامعة الجزائر 2وهم ال ينتمون لعينة الدراسة األساسية ،وقد سمحت الدراسة االستطالعية
بالتحقّق م ّما يلي:
-مدى وضوح المقاييس المعتمدة للطلبة من حيث التعليمات وصياغة البنود وإعادة صياغتها إذا تطلّب
األمر ذلك.
-تحديد الخصائص السيكومترية للمقاييس السيكولوجية.
-الزمن المستغرق لإلجابة على جميع المقاييس.
-تحديد مكان إجراء التطبيق لبحثنا ،من حيث مدى تواجد التسهيالت والمساعدات للتطبيق لذلك حددنا
مجال ومكان بحثنا في كلية العلوم االجتماعية.
681
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
681
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
الجزائر2 جامعة
%700 923 %17,27 920 %71,01 73
أبو القاسم سعد هللا
يوضح الجدول رقم( ) 3توزيع أفراد عينة البحث حسب الجنس ،حيث جاء عدد اإلناث أكبر من عدد
الذكور ،وقد قدّرت نسبة اإلناث بــ %11,11مقارنة بنسبة الذكور المقدّرة بــ .%11,01
يوضح الجدول رقم( ) 2توزيع عدد أفراد العينة حسب المستوى الدراسي ،حيث جاء عدد الطلبة في
مستوى سنة أولى ماستر أكبر من عدد الطلبة في مستوى سنة ثالثة ليسانس والسنة ثانية ليسانس ،حيث
قدرت نسبة الطلبة في السنة أولى ماستر %40,4مقارنة بنسبة الطلبة في السنة ثالثة ليسانس المقدّرة
بــ ، %3,,2ونسبة الطلبة في السنة ثانية ليسانس المقدّرة بــ .%22,2
688
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
يوضح الجدول رقم( ) 7توزيع عدد أفراد العينة حسب نوع اإلقامة حيث جاء عدد الطلبة في اإلقامة
الخارجية أكبر من عدد الطلبة في اإلقامة الداخلية ،وقد بلغة نسبة الطلبة المقيمين خارجيا %1,,03
مقارنة بنسبة الطلبة المقيمين داخليا والمقدّرة بــ .%12,1,
-3أدوات الدراسة:
تم االعتماد في دراستنا الحالي على :ثالث أدوات وهي:
-مقياس اليقظة العقلية خماسي األوجه.
-مقياس الضغط النفسي.
-المعدالت التراكمية للطلبة الجامعيين.
-1-3مقياس اليقظة العقلية خماسي األوجه (إعداد بيير و آخرون ترجمة و تعريب دمحم السيد عبد
الرحمان )9075
-1-1-3التعريف بالمقياس :
يهدف هذا المقياس إلى قياس مهارات اليقظة العقلية متمثلة في خمسة أوجه أوأبعاد هي (المالحظة٫
الوصف ٫التعامل مع الوعي ٫عدم إصدار أحكام على الخبرة الداخلية وعدم إصدار ردود أفعال) ويتكون
مقياس من 32بندا أو عبارة مزروعين على األبعاد الخمسة اختيارات تتراوح بين ال تنطبق إطالقا حتى
تنطبق دائما وتحصل اإلجابة ال تنطبق إطالقا على درجة واحدة بينما تحصل اإلجابة تنطبق دائما على
خمس درجات إذا كانت العبارة موجبة االتجاه وتعكس التقديرات في العبارات سالبة االتجاه وقد تم تقنين
681
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
هذا المقياس في العديد من الثقافات الغربية مثل إسبانيا والنرويج وايطاليا والسويد والبرازيل وفي الثقافة
الشرقية كذلك في كل من إيران وتركيا والصين .
وقد توزعت العبارات على األبعاد كالتالي :
أرقام العبارات أبعاد اليقظة
7م 5 ,م 77 ,م 77 ,م 90 ,م 95 ,م 37 ,م 35 ,م المـالحـــــظة
9م 1 ,م 79 ,س 75 ,س 99 ,س 91 ,م 39 ,م 31 ,م الوصـف
7س 1,س 73,س 71 ,س 93,س ,91س32 ,س 35 ,س التعامل مع الوعي
3س70 ,س 72,س 71,س77 ,س30 ,س37 ,س32 ,س عدم إصدار أحكام
ردود 2م 2,م 72,م97 ,م92 ,م92 ,م33 ,م إصدار عدم
أفعال
م = موجبة
س = سالبة
في هذا الجدول نسجل ما يلي :
-وجود 90عبارة موجبة.
-وجود 72عبارة سالبة.
-جميع عبارات البعدين األول (المالحظة) والخامس (عدم إصدار ردود أفعال) موجبة االتجاه .
-جميع عبارات البعدين الثالث (التعامل مع الوعي) والرابع (عدم إصدار أحكام) سالبة االتجاه .
-العبارات رقم 99٫75٫79فقط من البعد الثالث (الوصف) سالبة االتجاه (.عبد الرحمن )9075
إضافة لما تم عرضه حول المقياس فقد تضمن كذلك جزء خاص ببيانات عامة تتعلق بالمتغيرات
الديموغرافية التي تخص كل مبحوث والتي لها عالقة بفرضيات الدراسة وهي التخصص ،الجنس،
المعدل التراكمي ،المستوى الدراسي ونمط اإلقامة(داخلي/خارجي).
قيمت ت و داللتها األرباعي األعلى ن = 16 محك الصدق التمييزي االرباعي األدنى ن = 11
6..1دالة عند 1.16 1.61 61.1 8.9 69.11 مقياس بيك لالكتئاب
616
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
0.52 الوصف
0.07 0.55 التعامل مع الوعي
0.71 عدم إصدار أحكام
0.59 عدم إصدار ردود أفعال
أ ّما في بحثنا الحالي فقد تم التأكد من صدق المقياس عن طريق صدق اإلتساق الداخلي من خالل تطبيقه
على عينة حجمها ( )702طالبا وطالبة من خارج عينة الدراسة منهم ( )27إناث و( )71ذكر ،وذلك
بحساب معامل اإلرتباط بين درجة كل فقرة والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه وقد جاءت النتائج كما
هو موضح في الجدول الموالي:
616
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
** دالة عند مستوى الداللة *، 0,07دالة عند مستوى الداللة 0,07
جدول رقم ( ) 1يبين صدق االتساق الداخلي الرتباط البنود بالدرجة الكلية للبعد.
نالحظ من خالل الجدول رقم ( ) 1أن معامالت ارتباط كل بند مع الدرجة الكلية للبعد الذي ينتمي إليه
تراوحت بين( )0,90و( )0,55وكلها دالة عند مستوى الداللة 0,07أو مستوى الداللة ،0,07ما يشير
إلى أن البنود مشبعة مع األبعاد.
كما قمنا بحساب معامل االرتباط بين درجة كل بعد مع الدرجة الكلية للمقياس وقد جاءت النتائج كما يلي:
619
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
** دالة عند مستوى الداللة * ، 0,01دالة عند مستوى الداللة 0,03
جدول رقم( ) 2يبين صدق االتساق الداخلي الرتباط األبعاد بالمقياس ككل
نالحظ من خالل الجدول رقم ( ) 2أن قيمة معامل االرتباط بين بعد المالحظة والمقياس ككل قدر بــ
(ـ )0,71وهو دال عند مستوى الداللة ، 0,07كما بلغ معامل االرتباط بين بعد الوصف والمقياس ككل
بــ ( )0,19وهو دال عند مستوى الداللة ،0,07أما معامل االرتباط بين بعد التعامل مع الوعي
والمقياس ككل فقد قدر بــ( )0,52وهو دال عند مستوى الداللة ،0,07في حين بلغ معامل االرتباط بين
بعد إصدار األحكام والمقياس ككل( )0,77وهو دال عند مستوى الداللة ،0,07أما معامل االرتباط بين
بعد إصدار ردود مع المقياس ككل فقد بلغ ( )0,29وهو أيضا دال عند مستوى الداللة ،0,07وهذا يدل
أن كل األبعاد مشبعة مع المقياس أي أن المقياس صادق.
616
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
جدول رقم ( )10يبين ثبات مقياس اليقظة العقلية بتطبيق معادلة ألفا كرونباخ
نالحظ من خالل الجدول رقم( )70أن معامل ثبات المقياس ككل قدر بــ (، )0,19أمامعامل ثبات
بعد الضغوط المالحظة فقد قدر بــ ( ،)0,72معامل ثبات بعد الوصف بلغ( ،)0,52معامل ثبات بعد
التعامل مع الوعي قدر بـــ ( ،) 0,13معامل ثبات بعد عدم إصدار األحكام قدر بــ( ،)0,57أما معامل
ثبات بعد عدم إصدار ردود فقد بلغ ( )0,77وعليه كل المعامالت تفوق ، 0,70إذن فهي معامالت تدل
على ثبات المقياس وهو مؤشر مطمئن للثبات.
ومن هنا نستنتج أن المقياس صادق وثابت،وبالتالي فهوصالح لإلستخدام في جمع البيانات.
61.
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
أ ّما في بحثنا الحالي فقد تم التأكد من صدق المقياس عن طريق صدق اإلتساق الداخلي من خالل
تطبيقه على عينة حجمها ( )702طالبا وطالبة من خارج عينة الدراسة منهم ( )27إناث و( )71ذكر،
وذلك بحساب معامل اإلرتباط بين درجة كل فقرة والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه وقد جاءت النتائج
كما هو موضح في الجدول الموالي:
** دالة عند مستوى الداللة ، 0,07دالة عند مستوى الداللة *0,07
جدول رقم ( ) 79يبين صدق االتساق الداخلي الرتباط البنود بالدرجة الكلية للبعد.
611
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
نالحظ من خالل الجدول رقم ( ) 79أن معامالت ارتباط كل بند مع الدرجة الكلية للبعد الذي ينتمي
إليه تراوحت بين ( )0,37و( )0,17وكلها دالة عند مستوى الداللة ، 0,07ما يشير إلى أن البنود
مشبعة مع األبعاد.
كما قمنا بحساب معامل االرتباط بين درجة كل بعد مع الدرجة الكلية للمقياس وقد جاءت النتائج كما يلي:
** دالة عند مستوى الداللة * ، 0,01دالة عند مستوى الداللة 0,03
جدول رقم( ) 73يبين صدق االتساق الداخلي الرتباط األبعاد بالمقياس ككل
نالحظ من خالل الجدول رقم ( )73أن قيمة معامل االرتباط بين بعد الضغوط األسرية والمقياس
ككل قدر بــ()0,12وهو دال عند مستوى الداللة ، 0,07كما بلغ معامل االرتباط بين بعد الضغوط
األكاديمية والمقياس ككل بـ(ـ )0,11وهو دال عند مستوى الداللة ،0,07أما معامل االرتباط بين بعد
الضغوط االنفعالية والمقياس ككل فقد قدر بــ()0,11وهو دال عند مستوى الداللة ،0,07وهذا يدل أن
كل األبعاد مشبعة مع المقياس أي أن المقياس صادق.
611
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
-2الثبات :
قام معد مقياس بالتأكد من ثبات المقياس باستخدام طريقة ألفا كرونباخ والتجزئة النصفية كما هو
موضح بالجدول .
معامل التجزئة النصفية معامل ألفا كرونباخ عدد العبارات األبعاد
0.17 0.2 79 الضغوط األسرية
0.13 0.15 79 الضغوط األكاديمية
0.72 0.53 79 الضغوطاالنفعالية
الجسدية
0.17 0.22 35 المقياس الكلي
(الزهراني )9071
أ ّما في بحثنا الحالي فقد تم تطبيق المقياس على عينة بلغت( )702طالب وطالبة خارج عينة الدراسة
منهم( )27إناث و( ) 71ذكر ،ثم تحديد ثبات االستقرار بطريقة التباين عن طريق معامل ارتباط ألفا
كرومباخ لكل بعد والمقياس ككل ،والجدول الموالي يوضح:
جدول رقم ( ) 77يبين ثبات مقياس الضغوط النفسية بتطبيق معادلة ألفا كرونباخ
618
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
نالحظ من خالل الجدول رقم( )77أن معامل ثبات المقياس ككل قدر بــ (، )0,11أما معامل ثبات
بعد الضغوط األسرية فقد قدر بــ ( ،)0,12معامل ثبات بعد الضغوط األكاديمية بلغ( ،)0,12معامل
ثبات بعد الضغوط االنفعالية قدر بـــ ( ) 0,12وهي معامالت ثبات مرتفعة ودالة على ثبات المقياس وهو
مؤشر مطمئن للثبات.
ومن هنا نستنتج أن المقياس يتميز بصدق وثبات عاليين ،وبالتالي فهو صالح لإلستخدام في جمع
البيانات.
وهي المعدالت الدراسية للطلبة في جميع المقاييس في آخر سداسي تمت دراسته بالنسبة لمختلف
المستويات للموسم الدراسي9097-9090
611
اإلجراءات المنهجية للدراسة الفصل الخامس
وقد تم إعالم الطلبة بضرورة اإلجابة بعناية وتركيز وان النتائج تستخدم لغرض البحث العلمي
فحسب وأنها ستحظى بالسرية التامة كما طلبت الباحثة من الطلبة قراءة البنود والتعليمات جيدا.
وأكدت الباحثة للطلبة انه ال توجد إجابات صحيحة وأخرى خاطئة وعليه يجب على كل طالب ان يجيب
بصدق وموضوعية باستالم جميع النسخ االستمارة وعدم استرجاع بعضا منها 97استمارة اطلعت
الباحثة على جميع االستمارات وبعد فحصها بتمعن تم اإلبقاء على 923استمارة ذات اإلجابات التامة
وإلغاء تلك التي كانت فارغة أو غير مكتملة االستجابة .
أما الخطوة األخيرة فتمثلت في التفريغ وهذا باستعمال جداول Excelمن اجل إعدادها للتفريغ
المرمز حيث تكونت شبكة تفريغ une grille de dépouillementحددت من خاللها الرموز
المستعملة وا لخاصة بكل سؤال وكل متغير بعد االنتهاء من عمليتي التفريغ والفرز تم إدخال المعطيات
في الحاسوب حتى يتم تحليل اإلحصائي لهذه البيانات عن طريق برنامج . S.P.S.S
611
الفصل السادس
عرض و مناقشة نتائج
الدراسة و تفسيرها
الفصل السادس
تمهيد
تمهيد :
بعد عرضنا لإلجراءات الميدانية البحث المعتمدة من حيث المنهج ومجتمع البحث والعينة المستمدة
منها وكذا أدوات البحث واألساليب اإلحصائية لتحليل البيانات سيتم في ما يلي عرض النتائج المتواصل
إليها ومناقشتها من حيث قبولها أو رفضها وكذلك تفسيرها للوصول إلى أهم ما جاء في اإلستنتاج العام
للدراسة.
تذكير بالفرضيات:
-1توجد عالقة ارتباطية دالة إحصائيا بين الضغط النفسي واليقظة العقلية واالنجاز األكاديمي لدى
طلبة الجامعة.
-2توجد فروق دالة إحصائيا في درجات اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس والمستوى الجامعي
لدى طلبة الجامعة.
-3توجد فروق دالة إحصايا في درجات االنجاز األكاديمي ترجع لمستويات الضغوط
النفسية(منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة.
-4توجد فروق دالة إحصائيا في درجات االنجاز األكاديمي ترجع لمستويات اليقظة العقلية
(منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة.
-5توجد فروق دالة إحصابا في درجات الضغوط النفسية ترجع لمستويات اليقظة العقلية (منخفض،
متوسط،مرتفع) لدى طلبة الجامعة.
-6هناك فروق دالة إحصابا في درجات الضغط النفسي تعزى لمتغير الجنس(ذكور-إناث) واإلقامة
(خارجي – إقامة جامعية) لدى طلبة الجامعة.
وتنص الفرضية على أنه توجد عالقة ارتباطيه دالة إحصائيا بين الضغوط النفسية واليقظة العقلية
واإلنجاز األكاديمي لدى طلبة الجامعة.
202
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
والختبار هذه الفرضية قمنا بحساب معامل االرتباط بين الضغط النفسي واإلنجاز األكاديمي ومعامل
االرتباط بين اليقظة العقلية واإلنجاز األكاديمي ومعامل االرتباط بين الضغط النفسي واليقظة العقلية
لنستخلص في األخير معامل االرتباط المتعدد ،والجدول الموالي يوضح ذلك:
نالحظ من خالل الجدول رقم( )61أن قيمة معامل االرتباط بيرسون بين الضغوط النفسية واالنجاز
قدر بــ( )-,0,0وهي غير دالة عند مستوى الداللة ،,0,0كما قدرت قيمة معامل االرتباط األكاديمي ّ
بيرسون بين اليقظة العقلية واالنجاز األكاديمي بــ( ),0,0وهي غير دالة عند مستوى الداللة ، ,0,0أما
قدرت ب ـ ( )-,032وهي دالة عند مستوى الداللة
قيمة معامل االرتباط بين الضغط النفسي واليقظة العقلية ّ
المتعدد فقدرت ب ـ ( ) ,0,0وهي قيمة ضعيفة ما يدل أنه ال توجد عالقة
ّ ، ,0,6أما قيمة معامل االرتباط
متعددة بين كل من الضغط النفسي واليقظة العقلية واالنجاز األكاديمي لدى طالب الجامعة.
202
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
والختبار هذه الفرضية قمنا بتقسيم الضغط النفسي إلى ثالثة مستويات وذلك اعتمادا على االرباعيات،
حيث قدر االرباعي األول بـ ( )11واالرباعي الثالث بــ( )135وعليه تحصلنا على المجموعات
التالية:
مجموعة الضغط المنخفض(:من 63إلى)11
مجموعة الضغط المتوسط( :من 18إلى )161
مجموعة الضغط المرتفع( :من 163إلى )111
ثم قمنا بتطبيق اختبارKruskal Wallisلداللة الفروق بين المجموعات في درجات االنجاز
األكاديمي وهو اختبار البرمتري ألن إحدى شروط تطبيق االختبارات الالبرامترية لم تتوفر باعتبار
أن العينة قصدية وليست عشوائية وأيضا ألن التوزيع غير معتدل لدرجات اإلنجاز األكاديمي ،وقد
جاءت النتائج وفق ما يوضّحه الجدول الموالي:
الجدول ( )11يوضح داللة الفروق في درجات االنجاز االكاديمي تعزى لمستويات الضغط
النفسي(منخفض،متوسط،مرتفع) لدىطلبة الجامعة
WallisKruskalقد قدّرت بــ 3663 يتضح من خالل الجدول رقم ( )11أن قيمة
بداللةK2وهي غير دالة عند مستوى الداللة ،3635وهذا يشير أنه ال توجد فروق في درجات اإلنجاز
األكاديمي تعزى لمستويات الضغط النفسي ،ومنه فان فرضية بحثنا األولى لم تتحقق.
-3عرض ومناقشة الفرضية الثالثة:
وتنص الفرضية على أنه توجد فروق في درجات االنجاز األكاديمي ترجع لمستويات اليقظة العقلية
(منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة.
202
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
والختبار هذه الفرضية قمنا بتقسيم اليقظة العقلية إلى ثالثة مستويات وذلك اعتمادا على االرباعيات،
حيث قدر االرباعي األول بـ ( )11واالرباعي الثالث بــ( )146وعليه تحصلنا على المجموعات
التالية:
مجموعة اليقظة المنخفضة(:من 63إلى)11
مجموعة اليقظة المتوسطة( :من 13إلى )113
مجموعة اليقظة المرتفعة( :من 111إلى )131
ثم قمنا بتطبيق اختبارKruskal Wallisلداللة الفروق بين المجموعات في درجات االنجاز
األكاديمي وقد جاءت النتائج وفق ما يوضّحه الجدول الموالي:
الجدول ( )11يوضح داللة الفروق في درجات االنجاز االكاديمي تعزى لمستويات اليقظة
العقلي(منخفض،متوسط،مرتفع) لدى طلبة الجامعة
يتضح من خالل الجدول رقم ( )11أن قيمة WallisKruskalقد قدّرت بــ 2632بداللةK2وهي
غير دالة عند مستوى الداللة ،3635وهذا يشير أنه ال توجد فروق في درجات اإلنجاز األكاديمي
تعزى لمستويات اليقظة العقلية ،ومنه فان فرضية بحثنا الثانية لم تتحقق.
والختبار هذه الفرضية قمنا بتطبيق إختبار Kruskal Wallisلداللة الفروق بين المجموعات في
درجات الضغط النفسي وهو اختبار البرمتري ألن احدى شروط تطبيق االختبارات الالبرامترية لم
202
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
تتوفر باعتبار أن العينة عرضية وليست عشوائية وأيضا ألن التوزيع غير معتدل لدرجات الضغط النفسي
وقد جاءت النتائج وفق ما يوضّحه الجدول الموالي:
الجدول ( )13يوضح داللة الفروق في درجات الضغط النفسي تعزى لمستويات اليقظة
العقلي(منخفض،متوسط،مرتفع) لدى طلبة الجامعة
يتضح من خالل الجدول رقم ( )12أن قيمة WallisKruskalقد قدّرت بــ 465بداللةK2وهي غير
دالة عند مستوى الداللة ،3635وهذا يشير أنه ال توجد فروق في درجات الضغط النفسي تعزى لمستويات
اليقظة العقلية ،ومنه فان فرضية بحثنا الثالثة لم تتحقق.
202
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
يتضح من خالل الجدول رقم ( )81أن قيمة Mann-Whitneyقد قدّرت بــ 523665وهي غير
دالة عند مستوى الداللة ، 3635وهذا يشير أنه ال توجد فروق في درجات الضغط النفسي تعزى لمتغير
الجنس لدى طالب الجامعة ،وعليه لم يتحقق الجزء األول من فرضية بحثنا الرابعة.
والختبار الجزء الثاني من الفرضية الرابعة قمنا أيضا بتطبيق إختبار Mann-Whitneyلداللة
الفروق بين مجموعتين في درجات الضغط النفسي وقد جاءت النتائج وفق ما يوضّحه الجدول الموالي:
مستوى الداللة قيمة U متوسط الرتب العينة نوع اإلقامة
الجدول ( ) 88يوضح داللة الفروق في درجات اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس(إناث،ذكور) لطالب
الجامعة
يتضح من خالل الجدول رقم ( )22أن قيمة Mann-Whitneyقد قدّرت بــ 523665وهي دالة عند
مستوى الداللة ، 3635وهذا يشير أنه توجد فروق في درجات اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس
202
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
(ذكور ،إناث) لدى طالب الجامعة وقد جاء هذا الفرق لصالح الذكور الذين قدّر متوسط رتبهم 13158
مقارنة باإلناث اللواتي قدّر متوسط رتبهم ،118568أي أن الذكور هم األكثر يقظة عقلية من اإلناث وعليه
الجزء األول من فرضية بحثنا الخامسة تحقق.
والختبار الجزء الثاني من الفرضية الخامسة قمنا بتطبيق اختبارKruskal Wallisلداللة الفروق
بين المجموعات في درجات اليقظة العقلية وقد جاءت النتائج وفق ما يوضّحه الجدول الموالي:
Khi-deux
الجدول ( )23يوضح داللة الفروق في درجات اليقظة العقلية تعزى للمستوى التعليمي للطلبة
يتضح من خالل الجدول رقم ( )23أن قيمة WallisKruskalقد قدّرت بــ 3611بداللةK2وهي
غير دالة عند مستوى الداللة ،3635وهذا يشير أنه ال توجد فروق في درجات اليقظة العقلية تعزى
للمستوى الجامعي ،ومنه فان الجزء الثاني للفرضية الخامسة لم يتحقق.
لقد دلت نتائج الفرضية القائلة بأنه توجد عالقة بين الضغوط النفسية و اليقظة العقلية واإلنجاز
األكاديمي لدى طلبة الجامعة أن قيمة معامل االرتباط غير دالة إحصائيا بين الضغوط النفسية واإلنجاز
األكاديمي ،وهي غير دالة كذلك بين اليقظة العقلية واإلنجاز األكاديمي في حين كانت قيمة معامل
االرتباط السالب دالة إحصائية بين اليقظة العقلية والضغوط النفسية كما أنه ال توجد عالقة بين كل من
الضغوط النفسية و اليقظة العقلية واإلنجاز األكاديمي وهذه النتائج تعارضت مع نتائج الغامدي ()6102
الذي توصل في دراسته في وجود عالقة سلبية بين التحصيل الدراسي والضغوط النفسية ويمكن إرجاع
هذه النتيجة المتمثلة في غياب العالقة بين الضغوط النفسية واإلنجاز األكاديمي لدى عينة الدراسة كون
202
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
الطلبة يدرسون تخصصات علم النفس وعلوم التربية مما قد يساهم في توسيع مداركهم وتغيير نظرتهم
للعالم المحيط بهم والتفاعل معه بخلفية علمية ،األمر الذي يجعل متغيرات أخرى لم يكشف عنها البحث
تكون في عالقة مع اإلنجاز األكاديمي.
كما تعارضت نتائج الدراسة المتمثلة في عدم وجود عالقة بين اليقظة العقلية واإلنجاز األكاديمي
مع دراسة دمحم ( )6161والمري ( )6102فكل منهما وجدت عالقة إيجابية بين اليقظة العقلية والمعدل
التراكمي ويمكن إرجاع هذه النتيجة كون اليقظة العقلية والتي هي االنتباه دون إصدار أحكام إلى كل
المثيرات في البيئتين الداخلية والخارجية وإن االنجاز األكاديمي المعبر عنه بالنتائج الدراسية المحصل
عليها لم تكن كما جرت عليه العادة في السنوات السابقة حيث تغيرت طريقه قياسه بسبب تداعيات جائحة
02والتحول للدراسة عن بعد وإجراء االختبارات أيضا عن بعد وما تبع ذلك من تغير في طريقه قياس
االنجاز األكاديمي مما يكون قد يسهم في نقص مصداقية العالمات المعبرة عنه.
واتفقت نتائج الدرا سة الحالية من حيث وجود عالقة عكسية بين الضغوط النفسية واليقظة العقلية مع
دراسة علي( )6161ودراسة الجابر()6161والعاسمي وآخرون ( )6102و( bsharat & parto
(2011وهذا يشير إلى أنه كلما ارتفعت درجة اليقظة العقلية كلما قلت درجة الضغوط النفسية والعكس
صحيح وهذه الن تيجة تتسق مع ما تم اإلشارة إليه في الجانب النظري للدراسة عن التأثير اإليجابي اليقظة
العقلية على حياة الفرد إذ تعمل على خفض حالة التوتر والقلق وتعمل على زيادة االنتباه وتحسن الذاكرة
والحالة النفسية ولثبوت فاعلية اليقظة العقلية في خفض الضغوط النفسية قدم العالم جون كابات
زين( Kabat-Zinn(0221برنامجه والمتمثل في برنامج لخفض الضغوط النفسية يقوم على اليقظة
العقلية لمدة ثمانية أسابيع.
كما يمكن تفسير هذه النتيجة وفق النظرية المعتمدة في هذه الدراسة وهي نظرية إلين النجر
) langer(1989من أن اليقظة العقلية هي بحث نشط عن الحداثة ،وغياب اليقظة العقلية هو المسايرة
السلبية للحياة اليومية واالستمرار في ممارسة تقييم الذات واآلخرين والمواقف مما يتولد عنه شعور
بالضغوط النفسية .
في هذا الصدد تؤكد النجر حسب ( Lopez & al (2018إن اليقظة العقلية تعلمنا أن األشياء
تتغير وتضعف قبضة تهيؤاتنا العقلية التقييمية بحيث ال ينبغي أن نخاف من هذه التغيرات ،كما إن
التصرف بآلية أو كما سمته النجر األداء اآللي للسلوك يفقدنا القدرة على التمييز بين خفايا األمور
وعندما نكون أقل آلية بواسطة اليقظة العقلية فإننا نتمكن من إدارة المواقف الضاغطة من خالل زيادة
202
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
الوعي وجعل العقل أكثر تقبال للموقف الحالي ونستنتج من هذا أن اليقظة العقلية تؤدي دورا هاما وعامل
وقاية للحد من الضغوط النفسية لدى طلبه الجامعة.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أنه ال توجد عالقة بين اليقظة العقلية والضغوط النفسية واإلنجاز
األكاديمي ولمقارنة هذه النتيجة لم تعثر الباحثة على دراسات سابقة تناولت المتغيرات السابقة معا لتبين
موقع دراستها الحالية منها سواء باالتفاق أو التعارض ويمكن تفسير هذه النتيجة كون اليقظة العقلية سمة
من سمات الشخصية اإليجابية في موا قف الحياة اليومية،ورغم فائدتها في مجاالت عديدة من خالل
تحسين الصحة النفسية وسرعة التعافي من األمراض،و في التخلص من اإلدمان وقدرتها على التقليل من
آثار الضغوط النفسية فإنه ليس بالضرورة ارتباطها بالضغوط النفسية اإلنجاز األكاديمي في آن واحد وقد
تشابهت هذه النتيجة مع ما توصلت إليه االنصاري ( )6102في دراستها حيث لم تجد عالقة بين اليقظة
العقلية وعوامل الشخصية الكبرى وهذا ما يجعلنا بحاجة لتعميق البحث للكشف عن عوامل يمكن أن
تكون في عالقة مع الضغوط النفسية واإلنجاز األكاديمي مثل المرونة النفسية أو الصالبة النفسية.
والتي تنص بأنه توجد فروق في درجات اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس والمستوى الجامعي
لدى طلبة الجامعة وقد دلت النتائج بأنه توجد فروق في درجات اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس
لصالح الذكور وال توجد فروق في درجات اليقظة العقلية تعزى للمستوى الجامعي ثانية ليسانس ،ثالثة
ليسانس أولى ماستر.
وهذه النتائج تتفق مع دراسة شمبولية () 6102والتي هدفت للتعرف على الفرق بين طلبة الجامعة
في اليقظة العقلية (متفوقين -عاديين) ونوع الجنس( ذكور -إناث) والمستوى الدراسي وقد توصلت نتائج
الدراسة إلى عدم وجود فروق داله إحصائيا في اليقظة العقلية بين طلبة الجامعة تبعا لفئة( متفوقين-
عاديين) بينما وجدت فروق في اليقظة العقلية دالة إحصائيا تبعا لكل من الجنس (ذكور -إناث) لصالح
الذكور والفرقة الدراسية األولى والرابعة لصالح الرابعة.
واتفقت مع دراسة الربيع () 6102وعيسى() 6102في حين وجدت دراسة صالحات وزغلول
( )6102والعكايشي ( ) 6102فروقا لصالح اإلناث وتعارضت مع دراسة كل من الشهاوي ()6161
وعبد الرحمن والطائي ( )6102و( & al(2009Weinsteinحيث أن كل هذه الدراسات لم تتوصل
إلى وجود فروق في مستوى اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس.
210
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
وتفسر الباحثة نتيجة الجزء األول من الفرضية بان هناك فرقا في مستوى اليقظة وفق النظرية
المعتمدة في البحث الحالي وهي نظرية النجر( Langer )0222والتي ترى أن اليقظة العقلية تعني
تركيز اال نتباه على حياتنا في اللحظة الحالية بقبول حسن وأن األفراد اليقظون عقليا حساسون للسياق
وينتبهون لألحداث الجديدة ويبقون على معرفة بتطوراتها ويطبقون هذه الفئات على المهمات اآلنية
وهذا ما نالحظه على الذكور بصفة عامة .
كما يمكن تفسير هذه الفروق بناء على الفروق في البناء النفسي لكال الجنسين حيث أن الذكور
يتحملون مسؤوليات القرارات المصيرية ويتم تنشئتهم اجتماعيا منذ صغرهم وإعدادهم لهذه المسؤوليات
مقارنة،باإلناث فنجدهم أكثر رباطه جأش في مواقف الفزع أو الخطر مقارنة باإلناث ،وهذا ما يحاكي
بعد عدم إصدار ردود أفعال في مقياس اليقظة العقلية خماسي األوجه المعتمد في هذه الدراسة كما أن
المكانة االجتماعية التي تنتظرهم بعد التخرج سواء في حياتهم المهنية أو األسرية تفرض عليهم أن
يكونوا أهال لها من خالل التروي وعيش اللحظة الحالية والحفاظ على الوعي حاضرا ،ومنع العقل من
التمدد في المستقبل والتنقيب في الماضي ،فهو بحاجه الن يركز انتباهه قصدا في اللحظة الراهنة
والتحرر من وضع الطيار اآللي واالنتقال إلى وضع التركيز واالنتباه،
وقد أكدت األبحاث في مجال اليقظة العقلية أن اإلفراد اليقظون ذهنيا لديهم المقدرة على تحمل
المسؤولية والمخاط ر المترتبة عليها وتحمل المواقف الغامضة واالستمرار في المهام الملقاة على عاتقهم
واإلصرار على إنهائها وحل المشاكل المرتبطة بها ،ويملكون القدرة على تحمل النقد من اآلخرين دون
شعور بالغضب ،
وألن الذكور أقدر على التحمل فقد أشار الدواش وأبو حالوة ( )6102في سياق تناولهما ألبعاد
اليقظة العقلية أن بعد التقبل المفعم بالوعي هو اختيار وإيثار الفرد التركيز في اللحظة الراهنة بما
يتضمنه من تحمل االنفعاالت المتعلقة بالمثيرات والمواقف غير المريحة ،وعلى العكس ففي حالة اإلناث
فهن لسنا بنفس درجة الحاجة إلى اليقظة العقلية مقارنة بالذكورفالمجتمع الذي تنتمي إليه ال يطالبها بما
يطالب به الذكور فال مانع من اجترار األفكار والذي يناقض جوهر اليقظة العقلية ما دام هناك متسع من
الوقت وال أعباء تستنزف الجهد والتفكير وال مسؤوليات هامة أو خطيرة تنتظر وقد يكون للمرحلة
العمرية الخاصة بالطال بة الجامعية عالقة بذلك فهي تعيش وضعا يتميز بانتظام صيرورته ونسقه مابين
المكوث بالمنزل مع الوضع الصحي للبالد الذي يفرض حجرا تاما أو جزئيا ومابين الحضور للجامعة
مرة كل أسبوعين وان شاءت أال تحضر فيمكنها ذلك لعدم المحاسبة على العيابات لخصوصية هذا
الموسم الدراسي الذي شهد جائحة كوفيد.02
211
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
كما يمكن أن تعزى الفروق التي كانت لصالح الذكور ،كون الذكور تتاح لهم مساحة أوسع من
الحرية الشخصية مما هو غير متوفر لإلناث في مجتمعنا المحلي الذي يتسم بالمحافظة وهذا يثري
خبراتهم اليومية فبيئتهم خصبة بالمثيرات مما يمنحهم القدرة النفسية والعقلية التي تحتاجها اليقظة العقلية
وقد ذكر األشول()6106أن الذكور يميلون لتوظيف قدراتهم العقلية والمعرفية بصورة أكبر من اإلناث
نظرا لما يتاح لهم من خبرات وتفاعل اجتماعي أكبر مما هو متاح للبنات.وتأتي هذه النتيجة منطقية
ومتسقة مع األدبيات التربوية عند تفسيرها في إطار البناء النفسي لكال الجنسين.
أما فيما يخص الجزء الثاني من الفرضية والذي توصل إلى عدم وجود فروق في اليقظة العقلية
تعزى للمستوى الجامعي فان هذه النتائج اتفقت مع نتائج دراسة علي ( )6161واتفقت مع دراسة جبر
()6102وتعارضتمع دراسة الحربي( )6160والربيع (، ) 6102وتعزو الباحثة هذه النتيجة كون اليقظة
العقلية مرتبطة بالقدرة اإلدراكية والمعالجة المعرفية للفرد وهي حالة وعي وتفتح عقلي تنتج من تركيز
الفرد النتباهه بشكل مقصود وهذا ما يؤكده (Bernay ) 6102من أن اليقظة العقلية حالة عقلية نشطة
يركز األ فراد فيها على االهتمام بموضوع معين ،وتوجيه هذا االهتمام من خالل التفكير والوعي العميق
وبذلك يصبح الفرد قادرا على التركيز ومنه من المقبول إال ترتبط اليقظة العقلية بالمرحلة الدراسية بحكم
أنها حالة عقلية ترتبط بشخصية الفرد وقدرته على التعامل مع الوعي وعدم إصدار ردود أفعال.
كما أن تقارب المدى العمري بين المستويات الثالث للمرحلة الجامعية يجعل من العوامل التي من
شأنها التأثير في درجة اليقظة العقلية غير متوفرة وعليه تقارب درجات كل مستوى إلى الحد الذي لم
تكشف عن فروق بينهم.
وقد عرفت الجامعة الجزائرية اضطرابا في انتظام نشاطاتها البيداغوجية والعلمية من الموسم
الجامعي 6102/6102إلى غاية الموسم الجامعي 6166/6160فخالل السنة الدراسي -6102
6102شهدت الجزائر حراكا سياسيا تسبب في توقيف الدراسة ومقاطعتها مما تسبب في شل الحياة
الجامعية خالل الس داسي الثاني ثم تفشي وباء كورونا في المواسم الدراسية الالحقة األمر الذي حرم
الطلبة من امكانية االستفادة من خبرات أكاديمية ونفسية جديدة
تنص الفرضية على أنه توجد فروق دالة احصائيا في درجات اإلنجاز األكاديمي ترجع لمستويات
ا ليقظة العقلية (منخفض ،متوسط ،مرتفع) وقد دلت نتائج البحث أن الفرضية لم تتحقق أي أنه ال توجد
فروق في درجات اإلنجاز األكاديمي،
212
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
واتفقت هذه النتائج مع ما توصل إليها ربيع( )6102في دراسته حول الذكاء االنفعالي وعالقته
باليقظة العقلية لدى طلبة جامعة اليرموك م ن أنه ال توجد فروق دالة إحصائية في مستوى اليقظة العقلية
تعزى إلى متغيري التخصص ومستوى التحصيل وتتفق مع دراسة نجواني( )6102في دراستها حول
اليقظة العقلية لدى طالب التعليم ما بعد األساسي في ضوء بعض المتغيرات في محافظة مسقط حيث
توصلت لعدم وجود فروق دالة إحصائيا تعزى لمتغير الجنس والصف الدراسي والعمر.
وتعارضت مع نتائج دراسة الرزق( )6161ودراسة أحمد ( )6161الذي وجد فروق ذات داللة
إحصائية بين متوسطي الطالب الدراسية ومرتفعي و منخفضي اليقظة العقلية وترجع الباحثة هذه النتيجة
كون اإلنجاز األكاديمي لم يتأثر بمفهوم اليقظة العقلية وإنما توجد هناك عوامل ومتغيرات أخرى هي
التي تسهم في إحداث الفروق في درجات اإلنجاز األكاديمي كاالستعدادات واالتجاهات والميول.
كما يمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء تغير طريقة الدراسة بسبب جائحة كورونا فقد شهدت الجامعة
التوقف عن الدراسة النظامية منذ شهر مارس( )6161ثم إكمال الموسم الدراسي بطريقة غير اعتيادية
من خالل الدراسة عن بعد وإجراء اختبارات عن بعد سواء في المحاضرات أو األعمال الموجهة مع
غياب كامل ألي أرضية رقمية وفي الموسم الدراسي الذي أجريت فيه الدراسة كان نظام الدراسة الذي
يعتمد على المناوبة بين الدراسة الحضورية وعبر المنصة .هذا الوضع المستجد على الجامعة وعلى
الطالب أثر في اإلنجاز األكاديمي عند الطالب الجامعي ،إذ أن تفشي وباء كورونا المستجد وتحوله
لجائحة عالمية أسهم بشكل واضح في إحداث تحوالت وإرساء سلوكيات واندثار أخرى مما له بالغ األثر
على أسلوب تفكير الطالب وممارسته لحياته اليومية وحياته األكاديمية .
كما يمكن تفسير هذه النتيجة كون الطلبة الجامعيين ال يمتلكون سمة اليقظة العقلية وقد ساهم ابتعادهم
عن الجامعة لألسباب السابقة الذكر في حرمانهم من بيئة تثري خبراتهم وقد أثبتت الدراسات في هذا
المجال أن اليقظة العقلية يمكن تنميتها من خالل التدريب والممارسة وتبقى دراسة هذه الفروق تحتاج إلى
المزيد من األبحاث للوقوف على تفسيرات منطقية تدعمها نتائج البحث العلمي.
212
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
وتعارضت مع دراسة بلبل ( )6102التي توصلت نتائجها إلى وجود فروق في الضغوط لصالح
منخفضي اليقظة العقلية كما تعارضت مع دراسة العاسمي وآخرون ( )6102في دراستهم حول اليقظة
العقلية كوسيط للعالقة بين المرونة والضغوط النفسية مقارنة بين جامعتي دمشق والكويت ،حيث توصلت
نتائج الدراسة إلى وجود فروق في اليقظة العقلية والضغوط النفسية لصالح منخفضي الضغوط النفسية .
ويمكن تفسير هذه النتيجة أن نسبة كبيرة من عينة الدراسة يفتقدون لسمة اليقظة العقلية لذلك لم تظهر
فروق دالة إحصائيا في الضغوط النفسية تعزى لليقظة العقلية ،فالفروق في هذه الحالة يمكن إرجاعها إلى
اعتماد الطلبة على أح د أساليب مواجهة الضغوط النفسية كالبحث عن المساندة االجتماعية وهذا ما توفره
الحياة الجامعية من خالل العيش ضمن مجتمع طالبي منسجم التكوين وخاصة وان الطلبة يتعرضون
لنفس مصادر الضغوط المرتبطة بالبيئة األكاديمية كاالختبارات والمتطلبات المالية المتزايدة وكثرة
األعباء األكاديمية.
ويمكن ارجاع هذه النتيجة إلى االعتماد على األساليب الروحية خاصة وأن الدراسة أجريت على
طلبة جامعة الجزائر -6-قسمي علوم التربية وعلم النفس حيث أنه السمت العام لطلبة هذين التخصصين
يتسم بالتدين الظاهري العام مقارنة بباقي أقسام الجامعة وهذا ما الحظته الباحثة كونها أستاذة دائمة
بالجامعة منذ أزيد من 01سنة.
ونستطيع إرجاع غياب الفروق في درجات الضغط والتي تعزى لليقظة كون الدراسة أجريت العام
الذي شهد تفشي وباء كوفيد وما خلفته هذه الجائحة هزات نفسية عنيفة وتدهور االقتصاد العالمي وفقدان
للكثير من األفراد لوظائفهم وما يخلفه الحجر المنزلي ليال ونهارا من تقييد حركة حرية األفراد وتغيير
في كثير من عادات وسلوكيات األفراد األمر الذي جعل األفراد يعيشون أنواع وصنوف جديدة من القلق
كقلق الموت وقلق المستقبل وأصبح هذا القلق هو الطاغي على المعاش النفسي لألفراد.
وال بد من اإلشارة إلى أن المتغيرات الديموغرافية والنفسية لها دور مهم في إحداث الفروق وهذا
يتطلب مزيدا من البحث والتقصي لبحث العوامل األخرى التي تحدث فرقا في الضغوط النفسية لدى طلبة
الجامعة .
-5تفسير نتائج الفرضية الخامسة:
لقد دلت نتائج الفرضية الخامسة والقائلة بأنه توجد فروق دالة احصائيا في درجات اإلنجاز األكاديمي
ترجع لمستويات الضغط (منخفض ،متوسط ،مرتفع ) لدى طلبة الجامعة أنها لم تتحقق بمعنى أنه ال
توجد فروق في اإلنجاز األكاديمي تعز لمستويات الضغط النفسي (منخفض ،متوسط ،مرتفع ).
وهذه النتائج تتفق مع دراسة الباحث المرتجى ( ) 6161التي هدفت الدراسة إلى فحص العالقة بين
ضبط الذات والضغوط الدراسية ومدى إسهام كل من ضغط الذات والضغوط الدراسية في التنبؤ
بالتحصيل الدراسي وكذلك الكشف عن داللة الفروق بين الذكور واإلناث في ضبط الذات والضغوط
212
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
ال دراسية تبعا للنوع والتخصص وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية في
المعدل الدراسي تبعا للتخصص في اتجاه ذوي التخصص العلمي وعدم وجود فروق ذات داللة إحصائية
تبعا للتخصص في ضبط الذات وفي درجة الكلية للضغوط المدرسية في جميع أبعادها .
كما تعارضت مع نتائج الدراسة المشابهة ) Al-Meshaan(2021والتي هدفت إلى التعرف على
العالقة بين االتزان االنفعالي والضغوط النفسية وكشف الفروق لدى أفراد العينة في مقياس االتزان
النفسي وبين متوسطات درجات مرتفعي ومنخفضي الضغوط النفسية فقد توصلت إلى وجود فروق دالة
إحصائ يا بين متوسطات درجات الطلبة على مقياس االتزان االنفعالي تعزى مرتفعي ومنخفضي الضغوط
النفسية وكانت الفروق لصالح منخفضي الضغط النفسي .
وتفسر الباحثة ذلك بأنه الفروق في اإلنجاز األكاديمي تعزى لمتغيرات أخرى تحتاج لتعميق البحث
من أجل الوقوف عليها وتحديدها ،ك ما يمكن إرجاع ذلك أن الطالب الجامعي أصبح يدرك بما يتمتع به
من نضج و اتزان انفعالي أن الضغوط النفسية أصبحت ظاهرة مرتبطة بطبيعة الحياة العصرية فمن
النادر إن لم يكن في المستحيل أن نجد فردا لم يتعرض للضغوط خاصة مع تعقد متطلبات الحياة وتسارع
وتيرة التغير وما يف رضه من بذل جهد إضافي لمواكبة هذه التحوالت الحاصلة في شتى المجاالت ،ومن
خالل هذه النتيجة تتوقع الباحثة أن الفروق في اإلنجاز األكاديمي ترجع متغيرات أخرى.
كما يمكن أن ترجع إلى الخلفية االقتصادية واالجتماعية للطالب الجامعي،فالطالب الذي ينحدر من
بيئة مرتاحة اقتصاديا يتوقع أن يختلف انجازه األكاديمي عن الطالب الذي ينحدر من وسط معيشي
متدني من الناحية االقتصادية وهذا ما دعمه الذبياني ( )6102حيث توصلت دراسته إلى ارتباط قوي
بين اإلنجاز األكاديمي ومدى تحسن الوضع االقتصادي لطلبة الجامعة ،وقد ظهر هذا جليا وبوضوح
خال ل جائحة كورونا والتحول إلى التدريس عن بعد مما يفرض على الطالب امتالك حاسوب وانترنت
عالية التدفق وهذا بطبيعة الحال ليس ميسورالكثير من العائالت ،فكيف للطالب أن يساير شرح أستاذ
عبر الوسائط الرقمية وهو يفتقد أهم وسائل التعلم الرقمي فيكتفي بطباعة الدروس في مقاهي األنترنت
التي تبقى الوسيلة األضعف لتحقيق اإلنجاز األكاديمي.
اضافة الى أن المستوى الثقافي والعلمي للوالدين يمكن أن يحدث فارقا في االنجاز ألكاديمي فتظهر
الفروق فيه والتي تعزى لهذا المستوى ،فمن المرجح أن األسرة التي توفر ألبنائها بيئة غنية بالمثيرات
أل نها مدركة ألدوارها في إيجاد مناخ يشجع على التعلم وينمي الحصيلة المعرفية ألبنائها الذين ينشئون
على حب االطالع والفضول العلمي ،واكتساب مهارة طرح األسئلة والتفاعل اإليجابي مع المحيط
وتحديد أهداف الحياة ،وملء وقت الفراغ بما يعود بالنفع على األبناء سيكون اإلنجاز األكاديمي ألبنائها
مختلف ومتفوق عن أبناء األسر ذات المستوى الثقافي المتوسط حيث ال تحظى الدراسة والتفوق والتميز
212
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
باالهتمام والحرص الكافي رغم الرغبة الكبيرة في النجاح الدراسي ،وذلك الفتقاد اآلليات والخطط
المعينة على ذلك.
وفي دراسة ) Emaish(2020حول أثر النوع االجتماعي على التحصيل الدراسي لطالب اللغات
األجنبية في الجامعة األردنية توصلت إلى أن المستوى التعليمي وأولياء األمور كان عامال مهما في
إحداث فروق في التحصيل األكاديمي بين الجنسين وكان له تأثير أكبر على اإلناث مقارنة بالذكور .
كما ترجع الباحثة ه ذه النتائج إلى متغير هام وله إسهام في حدوث فروق في درجات اإلنجاز
األكاديمي أكثر من الضغوط النفسية وهو معدل النجاح في شهادة البكالوريا أو ما أصبح يصطلح عليه
اآلن بمعدل القبول بالجامعة بعد التغيرات التي استحدثتها وزارة التعليم العالي المتوقع ان من التحق
بالج امعة بمعدل مرتفع سيكون إنجازه األكاديمي يختلف عن الطالب الذي التحق بمعدل متدني ذلك أن
الخلفية التحصيلية للطالب وتاريخ الدراسة يحدث فرقا في اإلنجاز األكاديمي .
لقد دلت نتائج الفرضية القائلة بأنه توجد فروق ذات داللة احصائية في درجات الضغوط النفسية
تعزى لمتغير الجنس(ذكور – اناث) ونمط اإلقامة(داخلي –خارجي) لدى طلبة الجامعة بأنه ال توجد
فروق في الضغط النفسي تعزى لمتغير الجنس ذكور أم إناث ،كما دلت النتائج أيضا انه ال توجد
فروق في درجات الضغط النفسي تعزى لمتغير نمط اإلقامة (خارجي -إقامة جامعية) وهذه النتائج
تتفق مع نتائج دراسة الخالدي وآخرون ( ) 6160حيث توصل في دراسته عن الضغوط النفسية
وعالقتها بالرضا عن التعلم االلكتروني في ظل جائحة كورونا لدى طلبة جامعة اإلسراء إلى عدم
وجود فروق دالة إحصائيا في الضغوط النفسية تعزى إلى متغير الجنس.
كما اتفقت مع دراسة الغامدي ( )6102حيث لم يجد فروق في الضغوط النفسية ودراسة
لبوازدة ( )6102ودراسة حسين والحضور( )6102ودراسة ( . Raetz( 2000
ويمكن تفسير الشق األول من الفرضية أنه ربما يعود السبب في عدم وجود فروق بين الجنسين
الى كون الطلبة ذكورا واناثا تحكمهم نفس قوانين الجامعة وانظمتها وتربطهم عالقات متشابهة مع
زمالئهم وأساتذتهم ،كم ا يمكن أن ترجع إلى تغيير نمط الحياة االجتماعية واألكاديمية مما كانت عليه
212
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
قبل فلم يعد هناك خصوصية الطالبة في الدراسة مقارنة بالطالب فكالهما الحق في االلتحاق
بالتخصص الذي يريده فال وجود لتخصصات حكم على الذكور فقط دون اإلناث مثل ما تشهده بعض
الدول وكالهما يتق اسم نفس األعباء األكاديمية على قدم المساواة ويتقاضون نفس المنحة الدراسية ألن
عصرنا الحالي الذي نعيشه أصبح يسمى بعصر الضغوط النفسية في مختلف مناحي الحياة األمر
الذي جعل وجود الضغوط النفسية أمر طبيعي هو مألوف وال يسبب القلق واالستغراب كما أنه حسب
سيري فنحن ب حاجة للضغط اإليجابية التي تدفع لتحقيق مستويات متميزة من األداء واالنجاز سواء
كان اكاديميا او مهنيا او اجتماعيا.
كما أ ن تعليل وتفسير هذه النتيجة يجب أن يؤخذ في سياقه االجتماعي والتغيرات الحاصلة في
أنماط التنشئة االجتماعية التي أصبحت تتجه للمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات إضافة إلى
تغير األدوار الجنسية في المجتمع بعد خروج المرأة للعمل ومشاركتها الرجل أعباء الحياة المهنية
إضافة الى ادارة شؤون األسرة والبيت ،جعل من النمط السائد للحياة هو وجود الضغوط النفسية
وبالتالي آلف األفراد التعامل معها واصبح ا الستثناء هو عدم وجود الضغوط وبالتالي اصبح كل من
الطالب والطالبة متماثالن في تعرضهما للضغوط النفسية .
وتعارضت نتائج هذه الدراسة مع دراسة الصفار( )6102الذي توصلت نتائج دراسته حول
الضغوط النفسية لدى الموهوبين والعاديين من طالب المرحلة الثانوية بدولة الكويت الى أن اإلناث
أكبر درجة في مستوى الضغوط النفسية مقارنة بالذكور .
وفيما يخص الشق الثاني من الفرضية التي تؤكد أنه ال توجد فروق في الضغوط النفسية لدى
الطالب الجامعي لمتغير اإلقامة (خارجي او اقامة جامعية) فإنها تعارضت مع نتائج دراسة بوظرفه
وآخرون ( )6112التي توصلت نتائجها إلى تعرض طلبة الجامعة إلى ضغوط نفسية نتيجة اإلقامة
باألحياء الجامعية ،كما توصلت دراسته إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية في تعرضهم للضغوط
النفسية.
كما تعارضت مع دراسة الجعافرة وآخرون ( )6101والتي هدفت التعرف على مستوى
االحتراق النفسي ع ند الطلبة الجامعيين القاطنين في المنازل الداخلية وعالقة ذلك بكل من الجنس
والمستوى الدراسي ،وتوصلت الى ارتفاع مستوى االحتراق النفسي لدى الطلبة القاطنين بالمساكن
الداخلية.
212
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
ويمكن تفسير هذه النتيجة بأن مرد غياب الفروق بين من يسكن باألحياء الجامعية ومن يسكن مع
أسرته راجع لكون الدراسة أجريت في عام تفشي وباء كوفيد 02وقد غيرت وزارة التعليم العالي
نمط الدراسة من الحضور إلى الدراسة عن بعد وما تبعه من اتباع البروتوكول الخاص بتنظيم
الدراسة في ظل هذه الجائحة حيث تم التدريس بالمناوبة حضوريا كي يتم احترام التباعد االجتماعي
داخل قاعات الدراسة و أثناء النقل الجامعي و االقامات الجامعية وقد أصبحت الغرف تسع طالبا
واحدا بعد أن كانت سابقا تسع حتى خمسة طلبة إلى ستة طلبة في الغرفة الواحدة وقد تبع هذا
اإلجراء تغير على مستوى الطعام الذي كان سابقا أكبر هواجس الطلبة بسبب الطابور الطويل الذي
يستغرق في المتوسط أكثر من ساعة واحدة في أحسن الظروف و لتناقص عدد الطلبة باإلقامات
الجامعية األمر الذي يساهم في تحسين وجبات الطعام كما وكيفا .
كما يمكن إرجاع غياب الفروق بين الطلبة الخارجيين وطلبة اإلقامات الجامعية في الضغوط
النفسية كون الطلبة الجامعيين يتمتعون بهامش كبير من الحرية في إدارة أوقاتهم وشؤون حياتهم
بعيدا عن سلطة الوالدين ورقابتها وهذا ما يمنحهما تعويضا عن بعد عن األسرة وجودها الدافئ كما
ان التطور الحاصل في تكنولوجيات االتصال وما توفره أجهزتها في سهول التواصل تجعل الطالب
حاضرا مع أسرته مع ابنهما صورة وصوتا في أي وقت يرغب فيه الطرفان ،فلم يعد لبعد المسافات
نفس األثر على األفراد كما كان عليه األمر سابقا
اضافة الى ان نمط المعيشة لألسرة الجزائرية و شيوع الثقافة االستهالكية في ظل االقتصاد
الحر وتنوع الخدمات وتوفير السلع التي تجعل من الحياة أكثر سهولة شجع الطلبة على جعل غرفهم
الجامعية بيئة بديلة عن منازلهم فكل ما تحتاجه غرفة صغيرة متوفرة بالسوق كي تشبه ما توفره
المساكن والبيوت األسرية مثل شاشات الهواتف وما تعرضه من أفالم وبرامج مسلية أو أدوات
الطبخ وحفظ وتسخين المأكوالت وغيرها مما يحتاجها الطالب ويغنيه عن مكابدة مشاق الحياة حتى
أمواله يتم تحويلها له من والديه الكترونيا متى اراد ذلك وتوفر خدمة التوصيل جعلته اليغادر اقامته
الجامعية.
212
عرض وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
االستنتاج العام:
في ضوء أهم النتائج التي تم عرضها والتي توصل إليها بحثنا ميدانيا وبعد مناقشتها وتفسيرها اعتمادا
على التناول النظري الذي تبنيناه سنحاول في ما يلي حصر النتائج التي تم التوصل إليها وهي على النحو
التالي :
-0ال توجد عالقة ارتباطيةداللة احصائية بين اليقظة العقلية والضغوط النفسية واالنجازاألكاديمي لدى
طلبة الجامعة.
-6ال توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى داللة( )1.11في درجات اإلنجاز األكاديمي تعزى
لمستويات الضغط النفسي (منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة .
-1ال توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ( )1.11في درجات اإلنجاز األكاديمي تعزى
لمستويات اليقظة العقلية (منخفض ،متوسط ،مرتفع) لدى طلبة الجامعة .
-2ال توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ( )1.11في درجات الضغط النفسي تعزى
لمستويات اليقظة العقلية (منخفض ،متوسط،مرتفع ) لدى طلبة الجامعة.
-1ال توجد فروق ذات داللة احصائية عند مستوى داللة ( )1.11في درجات الضغط النفسي لمتغير
الجنس (إناث أو ذكور) و متغير نمط اإلقامة (خارجي أو إقامة جامعية) .
-2توجد فروق ذات داللة احصائية في درجات اليقظة العقلية تعزى لمتغير الجنس لصالح الذكور وال
توجد فروق في اليقظة العقلية تعزى للمستوى الجامعي ( 6ليسانس 1،ليسانس 0،ماستر).
212
خاتمة
202
خاتمة
خاتمة:
تناول موضوع البحث الحالي اليقظة العقلية ،الضغوط النفسية واإلنجاز األكاديمي لدى طلبة الجامعة،
فقد انطلق البحث من إشكالية مخلفات التغيرات والتحوالت الحاصلة في العصر الحالي وما نتج عنها من
تغير في بناء األسرة ووظيفتها نتج عنه متطلبات جديدة وفي مجال العمل األمر الذي فرض أساليب
وأنماط سلوكية مستحدثة ،مما ساهم في زيادة تفشي الضغوط النفسية عند كافة شرائح المجتمع ،وأكثر
فئات المجتمع عرضة لهذه الضغوط النفسية هم طلبة الجامعة الذين يعتبرون حجر الزاوية في أي نهضة
أو مشروع تنمية ،حيث أنهم مطالبون بالدراسة والسعي لتحقيق إنجاز أكاديمي عالي المستوى يلبي
الحاجات النفسية لتحقيق الذات ،من جهة ومن جهة أخرى مطالبون بتسيير شؤون حياتهم الخاصة
واألكاديمية في ظل عالم سريع التحوالت كثير المتطلبات وعلى خلفية ذلك نجد العديد من الباحثين
والعلماء والمفكرين بحثوا في هذا الموضوع محاولين الوصول إلى تفسيرات موضوعية وعلمية تمكنهم
من التعرف على الضغوط النفسية فمنهم من ينظر إليها باعتبارها مثيرات أو منبهات ومنهم من يتعامل
معها كاستجابة ومنهم من نظر إليها في ضوء العالقة بين المثير واالستجابة .
وليست الضغوط النفسية وحدها من يتحكم أو يؤثر في االنجاز االكاديمي فهناك عوامل اخرى ،أسهم
وفصل علماء علم النفس التربوي فيها منها ما هو متعلق بشخصية الطالب نفسه ومنها ما هو متعلق
ببيئته أو محيطه حيث ترى (Sharma)6111أن اإلنجاز األكاديمي ظاهرة متعددة األبعاد وتتأثر
بجملة من العوامل مثل الوراثة ،البيئة األسرية ،نمط التعلم ،الخبرات المدرسية ،االهتمامات والمهارات،
الحالة اإلجتماعية واإلقتصادية للوالدين.
وفي سياق تطور العلوم فقد نشأ أواخر القرن الماضي اتجاه جديد في علم النفس يدعى علم النفس
اإليجابي على يد عالم النفس االمريكي مارتن سليجمان ( )0222رئيس الجمعية األمريكية لعلم النفس
)(APAوالذي أخرج علم النفس من االهتمام باألمراض واالضطرابات النفسية وأوجه العجز في اآلداء
البشري إلى دراسة وتحليل مواطن القوة واإلبداع والعبقرية ،ودور الخصائص والفضائل اإلنسانية مثل
اليقظة العقلية ،الرضا ،التفاؤل ،الصبر ،األمل ،اإليثارفي تحقيق السعادة الشخصية للفرد في مختلف
أنشطته وممارساته اليومية ،ومن بين مفاهيم علم النفس االيجابي نجد اليقظة العقلية التي القت اهتماما
أكاديميا متزايدا من طرف الباحثين ،لما لها من دور في التعامل مع حاالت االكتئاب والقلق والتوتر
وذلك من خالل فك اإلرتباط اإلنفعالي بين تلك األفكار والعادات وأنماط السلوك غير الصحيحة والتعامل
معها بعقل منفتح مما ينعكس ايجابا على تعزيز التنظيم الذاتي للسلوك ،وقد فصل الدارسون لها في
فوائدها فهي تعزز قدرة الفرد على إدارة البيئة المحيطة به والتخلص من العادات السلبية بشكل تدريجي،
كما تعمل على انفتاح الذات تجاه األبعاد الروحية.
220
خاتمة
و اليقظة العقلية مثل غيرها من المفاهيم البحثية مرت بمراحل عديدة في تطورها سواء من حيث
التعريف وتحديد المكونات واألبعاد أو على مستوى المقاربات النظرية أو مداخل الدراسة ،من أهم
منظري هذا المفهوم العالم ) )Langer ,2000حيث ترى أن اليقظة العقلية تتكون من أربعة أبعاد هي
البحث عن الجديد واالندماج وإنتاج جديد والمرونة.
وبعد اطالع الباحثة على أدبيات هذا الموضوع ومتغيراته الثالثة والستكشاف الفروق التي بينها
قامت بدراسة ميدانية لتحديد الظاهرة المراد قياسها معتمدة في ذلك على عينة من طلبة الجامعة للسنة
الثانية والثالثة ليسانس واألولى ماستر مستعملة المنهج الوصفي وقد استعانت بأدوات أساسية لقياس
المتغيرات الثالث والمتمثلة في مقياس ) Baer ( 6112ترجمة وتعريب عبدالرحمن (، )6102مقياس
الضغوط النفسية للزهراني( ) 6102وبالنسبة لإلنجاز األكاديمي فقد تم تحديده من خالل النتائج
الدراسية للطلبة ،كما استعملت الباحثة أدوات إحصائية مناسبة لمعالجة المعطيات وخلصت في األخير
لتحقيق الجزء األول من فرضية واحدة وعدم تحقيق أربع فرضيات ولتفسير النتائج المحصل عليها
استعانت بمجموعة من الدراسات السابقة التي درست متغيرات البحث ،اضافة لتقديمها لتفسيرات معتمدة
على الواقع ومرتبطة ببعض العوامل النفسية واالجتماعية واألكاديمية.
وخلصت النتائج إلى وجود فروق في اليقظة تعزى لمتغير الجنس لصالح الذكور وال توجد فروق
وال توجد فروق تعزى للمستوى الجامعي ،كما أسفرت النتائج غياب فروق في درجات الضغط النفسي
والتي ترجع لمستويات اليقظة(منخفض ،متوسط ،مرتفع) كذلك غياب الفروق في درجات اإلنجاز
األكاديمي لمستويات اليقظة العقلية(منخفض ،متوسط )،مرتفع وتوصلت الدراسة أيضا إلى عدم وجود
فروق ترجع لمستويات الضغط (منخفض ،متوسط ،مرتفع) وأسفرت كذلك النتائج عن عدم وجود فروق
في درجات الضغط النفسي تعزى لمتغير الجنس ونمط اإلقامة(خارجي إقامة جامعية) لدى طالب
الجامعة.
إن البحث في مجال الضغوط النفسية ،اليقظة العقلية واإلنجاز األكاديمي يعتبر من المواضيع الهامة
التي تستدعي البحث فيها والعمل عليها خاصة إذا ارتبطت بشريحة هامة من المجتمع وهم طلبة الجامعة
الذين يتبوءون أعلى هرم التعليم وعليهم تعقد اآلمال في بناء أوطانهم ومجتمعاتهم لذا وجب العمل
والحرص على أن يقضوا فترة حياتهم الجامعية وهم في منأى عن الضغوط النفسية السلبية ،وان يستفيد
مما توصلت إليه آخر األبحاث ف ي مجال الصحة النفسية والرفاه والسعادة ،فاليقظة العقلية بالنسبة لطلبة
تعتبر أكثر من ضرورة.
المقترحات وبعد انجاز هذه الرسالة والتوصل إلى النتائج النهائية ارتأت الباحثة تقديم بعض
والتوصيات التي رأت أنها مهمة وقد تفيد كل من له عالقة بمتغيرات الدراسة.
221
خاتمة
المقترحات:
في إطار النتائ ج المستخلصة من الدراسة الحالية تضع الباحث مجموعة من االقتراحات البحثية
لتعزيز البحوث المتعلقة بمتغيرات الدراسة :
-إجراء دراسات مستقبلية على عينات من طلبة الجامعة في بيئات مختلفة وفي مستويات تعليمية مختلفة (
السنة ،0األخيرة ،طلبة الدكتوراه ) بهدف التعرف على طبيعة اليقظة العقلية وعالقتها بالمتغيرات
الدراسية األخرى مثل الجنس والتخصص.
-إجراء دراسات حول اليقظة العقلية وعالقتها بأساليب التعامل مع الضغوط الدراسية لدى طلبة الجامعة
-إجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية في بيئة تعليمية أخرى .
-إجراء دراسات حول ا تجاهات األساتذة نحو تدريس اليقظة العقلية لطلبة الجامعات بمختلف
تخصصاتهم
-إجراء دراسات شبه تجريبية حول فعالية برامج إرشادية قائم على اليقظة العقلية في التخفيف من
الضغوط األكاديمية.
-دراسات للوقوف على خصائص وسمات األشخاص المتيقظين .
-العالقة بين اليقظة العقلية وأسلوب المعاملة الو الدية لدى الطلبة المتفوقين .
-أساليب المذاكرة وعالقتها باليقظة العقلية .
-دراسة عن المتغيرات الشخصية والمعرفية والديمغرافية المساهمة في التنبؤ باإلنجاز األكاديمي .
-تحيين ميدان علم النفس في الجامعة الجزائرية واالنتقال به إلى مواكبة التطورات الحاصلة في ميدان
العلوم الحديثة .
-إجراء دراسات تهدف لقياس درجات اليقظة العقلية عند فئات مختلفة من المجتمع حيث أن اغلب
الدراسات المتوفرة اقتصرت على فئة الطلبة .
التوصيات :
-االهتمام بالبرامج التدريسية والتثقيفية لتحسين مستوى اليقظة العقلية لدى الطلبة الذين هم بحاجة لتنميتها
-عقد ندوات ومحاضرات للتعريف باليقظة العقلية وفائدتها في شتى نواحي الحياة .
-تدريب أخصائيين ومرشدين نفسيين على كيفية ممارسة اليقظة العقلية.
-الدعوة إلى إقامة ورشات عمل ودورات تدريبية للتعريف باليقظة العقلية في الوسط التربوي للمعلمين
واآلباء.
-الدعوة إلى ممارسة اليقظة العقلية والتأمل في الكون والطبيعة والنفس وسائر مخلوقات هللا لتحسين
المزاج والتمتع بالوجود األفضل وزيادة الرفاه النفسي .
222
خاتمة
-إشراك الطلبة الجامعيين في كل ما يخص دراستهم واختباراتهم وحياتهم األكاديمية مما يسهم في منحهم
مجاال يشاركون فيه بما يناسبهم من إمكانات متاحة ،وذلك لرفع إنجازهم األكاديمي من جهة والتخفيف
من تعرضهم للضغوط النفسية من جهة أخرى .
222
المراجع
ثانيا:المراجع
لتنمية بعزيز نورة :)0202(.إعداد وتطبيق برنامج إرشادي قائم على نظرية )(TRIZ
التفكير ما وراء المعرفي وتوجيه األهداف التعليمية نحو اإلتقان لدى طلبة المدارس العليا
لألساتذة ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة الجزائر ،0كلية العلوم اإلجتماعية ،الجزائر.
بهنساوى ،أحمد فكرى .)0202( .اليقظة العقلية وعالقتها بالنهوض األكاديمي لدى طالب
الجامعة في ضوء بعض المتغيرات الديموجرافية .المجلة التربوية :جامعة سوهاج -كلية
التربية ،ج87-11 ، 87
جبر ،رضا عبدالرازق جبر .)0201( .قلق المستقبل المهني وعالقته باليقظة العقلية وفاعلية
الذات األكاديمية ومستوى التحصيل لدى طالب البرامج النوعية والعادية بكلية التربية .مجلة
البحث العلمي في التربية :جامعة عين شمس -كلية البنات لآلداب والعلوم والتربية ،ع,00
ج125 - 187. ، 0
حشمت حسين أحمد ،زاهي حسين ،ومصطفى حسين :)0222(.التوافق النفسي والتوازن
الوظيفي ،الطبعة األولى ،مصر ،الدار العالمية للنشر والتوزيع.
حناش فضيلة ،وبن يحي دمحم زكريا :)0211(.التوجيه واإلرشاد المدرسي والمهني من منظور
اإلصالحات التربوية الجديدة ،الجزائر ،المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية وتحسين
مستواها.
األنصاري،خولة .)0212 (.اليقظة العقلية وعالقتها بسمات الخمسة الكبرى لشخصية لدى
الطلبة الخريجين قسم الخدمة االجتماعية بجامعة أم القرى .مجلة كلية التربية،مج،73 .ع.2 .
.042-001
سري دمحم إجالل :) 0222(.علم النفس العالجي ،الطبعة الثانية ،القاهرة ،عالم الكتب.
السيد ماجدة بهاء الدين :)0227( .الضغط النفسي–مشكالته وآثاره على الصحة النفسية-
الطبعة األولى ،األردن ،دار صفاء للنشر والتوزيع.
السيد وليد ،أحمد علي ،ومراد عيسى :)0227 (.الضغوط النفسية والتخلف العقلي في ضوء
علم النفس المعرفي ،الطبعة األولى ،مصر ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.
عبدالحميد ،ميرفت حسن فتحي .)0201( .اليقظة العقلية وعالقتها بالتسويف األكاديمي لدى
طالب كلية التربية في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية .دراسات عربية في التربية وعلم
النفس :رابطة التربويين العرب ،ع129 - 174. ، 172مسترجع
الحسين بن حسن سيد .0201 .األبعاد الخمسة لليقظة العقلية كمنبئ بالهناء الذاتي الوظيفي لدى
معلمي و معلمات المرحلة االبتدائية .المجلة العربية لآلداب و الدراسات اإلنسانية،مج ،3 .ع.
،12ص ص.120-22 .
.resilience in coaching براء دمحم حسن .)0227( .التوتر النفسي وعالقته بفاعلية
الذات لدى طلبة الجامعةThe Coaching.)Psychological Science, (13 .
تيسا وات وتيفوالميشا .)0201(.اليقظة العقلية دليلك خطوة خطوة نحو حياة أكثر سعادة
ترجمة صالح العرجان وعبد هللا الشحني .دار الفكر(٫ط. )1.
ابراهيم ،نجاح عبد الشهيد .)0211( .الكفاءة الذاتية وعالقتها بكل من قلق االختبار واإلنجاز
األكاديمي لدى طلبة المعلمة بجامعة القصيم .مجلة الطفولة والتعليم .111 -38 ،)8(7 ،
بخيت ،حسن .)0202(.الحكمة والوعي بالذات لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة جنوب
الوادي .دراسة تنبؤية مقارنة .المجلة المصرية للدراسات النفسية .ع . 182-107 .128
براء ،حسن .)0227( .التوتر النفسي وعالقته بفاعلية الذات لدى طلبة الجامعة resilience
in coaching.
برهو ،دمحم واالحمد ،أمل .)0212(.اليقظة العقلية وعالقتها بالضغوط النفسية لدى عينة من
طلبة المعلم صف في جامعة حلب .مجلة جامعة البعث للعلوم اإلنسانية ،مج ( . )41ع . 12
28
البرهوت ٫ليندا ٫مايبرن ٫نبرا ٫ترجمة :مكشاف ٫دمحم .)0217(.الحد من الضغط النفسي
القائم على الوعي الكلي .دار الخيال (٫ط. )1.لبنان .
بشرى ،احمد ،جاسم .)0212(.الضغوط النفسية التي يعاني منها طلبة الجامعة وعالقتها
ببعض المتغيرات .مجلة آداب المستنصرية .172-117 ،)84( ،
البطيء ٫آمنة ٫الشتوي ٫احمد .) 0217( .الضغوط النفسية لدى المطلقات وأساليب مواجهتها
(ط .)1.مركز الكتاب االكاديمي .
البكيري ،عبد الحفيظ ،نزيم ،صرداوي .)0202(.الضغوطات النفسية المدرسية لدى التالميذ
المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا دراسة ميدانية بثانوية والية سطيف.دراسات نفسية
وتربوية .778 -712 ،)4(1،
بالن٫كمال يوسف .)0213(.الصحة النفسية للشخصية(.ط . )1.دار االعصار .
بلبل ،ابراهيم .)0212(.اليقظة العقلية وعالقتها بالصمود األكاديمي وضغوط الحياة المدركة
لدى طلبة كلية التربية .المجلة التربوية ،مج(.0302-0427 . )27
بن طارد الدوسري ,علي .)0217(.فاعلية التدريس مقرر بناء المناهج وتطويرها باستخدام
نموذج woodsفي التحصيل األكاديمي ودافعية االنجاز لدى طالب جامعة االمام عبد الرحمن
بن فيصل .مجلة رسالة التربية وعلمالنفس٫ع .)14-1(٫ 21السعودية.
بن موسى ٫عبد الوهاب ٫بوفروه ٫مختار . )0218( .دالالت الصدق وثبات الصورة العربية
لمقياس االحتراق النفسي لدى المدرسين في البيئة الجزائرية .مجلة العلوم النفسية والتربوية٫
. 018-023 )1(3
بهنساوي ،أحمد ،فكري .)0202(.يقظة عقلية وعالقتها بالنهوض األكاديمي لدى طلبة جامعة
في ضوء بعض المتغيرات الديمغرافية .المجلة التربوية .87-17 ، )87( ،
بوزان ،توني.)0212(.كيف ترسم خريطة العقل.مكتبة جرير.
موالي،دمحم ) 0224(.نطق التحفيز المختلفة وعالقتها بالتحصيل المدرسي.ديوان المطبوعات
الجامعية.الجزائر.
بوعيشة ٫امال . )0212(.اإلنجاز األكاديمي وتطبيقاته في الممارسة العيادية .مجلة العلوم
االنسانية٫ع٫ 0مج .2جامعة أم البواقي .
ترجمة :طاهر ،شيماء .)0213(.كيف تكون االول طريقك لإلمتياز ،المجموعة العربية ،
القاهرة .
ثاالن جميل ٫ابراهيم .)0212(.أثر استخدام استراتيجية التعلم على تحصيل األكاديمي ودافعية
االنجاز لدى طلبة فاكولتي العلوم التربوية بجامعة دهوك .مجلة جامعة دهوك العلوم اإلنسانية
واالجتماعية ٫ع٫ 1مج. )382-320(٫ 12
جادع ،هنية ،القالي ،عيد . )0212(.يقظة نفسية لدى الباحثين واإلفادة منها في تطوير البحث
التربوي بكليات التربية .المجلة العلمية لكلية التربية .جامعة أسيوط )4(73 ،أبريل -481 ،
.372
جبار وادي باهض العكيلي ،ناجي دمحم ناجي النواب ،التوجه نحو الحياة وعالقته بالذكاء الروحي
واليقظة العقلية لدى طلبة الثانوية المتميزين ،مجلة كلية التربية األساسية ،المجلد ،03ع124
.0212،
جبارة ،كوثر ،سالمة .)0217(.السمات الشخصية المميزة لطلبة كليات (الطب ،الهندسة،
الحقوق وعالقتها بالتحصيل األكاديمي في الجامعة األردنية) .مجلة الجامعة اإلسالمية
للدراسات التربوية والنفسية .124 -141 ، )7(01 ،
جبارة ،كوثر ،سالمة .)0217(.السمات الشخصية المميزة لطلبة كليات (الطب ،الهندسة،
الحقوق وعالقتها بالتحصيل األكاديمي في الجامعة األردنية) .مجلة الجامعة اإلسالمية
للدراسات التربوية والنفسية .124 -141 ، )7(01 ،
جبر خزعل ٫لؤي .)0213(.العادات الشخصية والذكاءات المتعددة وأساليب التعلم ودافعية
االنجاز االكاديمي وعالقتها باإلنجاز األكاديمي .مجلة اآلداب ٫ع . )228-328(٫ 111جامعة
بغداد .
الجراح ،عدي عبيدان ،وآخرون .)0212(.الدافعية وعالقتها باإلنجاز األكاديمي لدى طلبة
قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم االنسانية جامعة كربالء .مجلة الباحث-77 ،)72( ،
.30
جعفر صباح,عبد العظيم سهام ،اليقظة العقلية وتوظيفها في العالج النفسي ،المؤتمر الدولي الثالث
علم النفس اإليجابي واقع وآفاق ،ديسمبر ، 0217جامعة الجزائر ،0الجزائر
حوراء دمحم علي قاسم،الكفاءة الشخصية وعالقتها باليقظة الذهنية لدى طلبة الجامعة ،مجلة البحوث
النفسية والتربوية،ع . 0217 ،38طارق دمحم بدر العبودي ،علي عبد الرحيم صالح 0217 (،
)علم النفس اإليجابي ،الدار المنهجية للنشر والتوزيع،األردن.
الدواش ،فؤاد وأبو حالوة ،دمحم .)0212(.األمل وعالقته بمكونات اعتقاد التحكم الشخص
والوعي العمدي اآلني لدى طالب الجامعة .مجلة الدراسات التربوية واإلنسانية ،مج . 11ع7
.117-12 .
دوقة ٫احمد ٫واخرون .)0214(.دور التعلم الذاتي التنظيم وأثرها على النجاح الدراسي في
ضوء المقاربة بالكفاءات .مؤسسة كنوز الحكمة .
رزق ،عزة .)0202(.اليقظة العقلية كمتغير وسيط في العالقة بين مستوى الطموح وقلق
المستقبل لدى طالب الجامعة .مجلة جامعة العلوم التربوية والنفسية ،مج ( .)14ع -787 . 7
. 322
الرشدان ،عبد هللا ،جعنيني ،نعيم .)1224(.المدخل إلى التربية والتعليم .ط .1.دار الشروق،
االردن.
رشيان ،حامد .)0214 (.اإلنهاك النفسي لدى معلمي ومعلمات المدارس االبتدائية وعالقته
ببعض المتغيرات .مجلة أبحاث البصرة ،مج . 714-027. )7( 72
رويبي٫ ASJPحبيبة . )0212(.الرؤية المستقبلية لدور اإلنجاز األكاديمي .مجلة تطوير
العلوم االيجابية ٫ع٫ 0مج. )73-17(٫ 2
رياض ،سعد .)0227(.موسوعة علم النفس والعالج االسالمي .دار ابن الجوزي القاهرة .
رياض العاسمي ،كتاب ال يقظة العقلية أسسها وتطبيقاتها في اإلرشاد والعاج النفسي
الزعبي ،احمد ،دمحم . ) 0227(.معوقات اإلنجاز األكاديمي لدى طالب كليات المعلمين
فيم.س.ع .رسالة الخليج العربي .مكتب التربية العربي لدول الخليج.24-33 ، )78(04 ،
الزغبي ،ابتسام ،عبد هللا .)0202(.تأثير سمات الشخصية على اإلنجاز األكاديمي لطالبات
جامعة األميرة نورة بنت عبدالرحمن .مجلة العلوم التربوية .17-1 ،)1(01 ،
الزهراني ،عبدهللا .)0214(.الذكاء الوجداني وعالقته بالضغوط الحياتية لدى طلبة جامعة
الملك سعود .مجلة دراسات العلوم االنسانية و االجتماعية ،مج( . )41ع.877-827 . 7
الزهري ،نجالء،عباس ،عبد االمير ،زينب،علي .)0217(.االدمان على االنترنت وعالقته ب
اليقظة العقلية لدى طالبات كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات .مجلة كلية التربية
اإلنسانية .جامعة بغداد.377-381 ، )121(04 ،
زيتون ،عايش ،محمود.) 1224(.أساليب تدريس العلوم .دار الشروق .عمان .األردن.
زين الدين دمحم ,المعتز باهلل .)0202(.برنامج مقترح في ضوء االتجاهات الحديثة لمتطلبات
إجازة licensingتدريس العلوم وأثرها على تنمية مهارات التقويم والمتابعة لدى معلمي
العلوم وتحسين اإلنجاز األكاديمي على المستوى لدى طالبهم .المجلة التربوية ٫ع84
.)1788-1702(٫جامعة سوهاج كلية التربية .
سالم ،هبة هللا .)0212(.قلق االختبار وعالقته بموضوع الضبط والضغوط النفسية
والتحصيل الدراسي لدى طالبات كلية التربية جامعة حائل المملكة العربية السعودية .مجلة
العلوم التربوية ،مج. 04ع. 734-703 .7
سامي الموزة ٫اشواق .)0202(.دافعية اإلنجاز األكاديمي وعالقته بالرضا عن الدراسة لدى
طالبات قسم االقتصاد المنزلي .مركز البحوث النفسية ٫ع٫ 21مج. )227-273(٫ 71
-ساهره قحطان عبد الجبار الحميري .)0218( .التوتر النفسي لدى الطلبة المتميزين في مدارس
بغداد. The islamic college university journal, (42).
سعد ٫احمد ٫ابو سعده ٫محمود .)0212(.معاملة المراهق وأثرها على جوانب الشخصية
الوجداني والمعرفي والسلوكي .مؤسسة دورس الدولية.
السقا ،وردة ،عرفه ،عثمان .)0212(.العالقة بين اليقظة النفسية وكال من الغضب وإدارته.
مجلة البحث العلمي في التربية.جامعة عين شمس.232-203 ، )18( ،
سليم ،مريم .)0227(.علم النفس التعلم .ط .1.دار النهض .العربية بيروت لبنان.
أسماء دمحم عيد ،التدفق وعالقته بالتلكؤ األكاديمي واليقظة العقلية لدى الطالبات بكلية التربية
بالوادي الجديد،مجلة الطفولة والتربية،المجلد ،1ع .42،0212
السمران ٫تامر حسين علي ٫المساعيد ٫عبد الكريم عبد هللا .)0214(.سيكولوجية الضغوط
النفسية وأساليب التعامل معها .دار الحامد للنشر والتوزيع .
السيد ،وآخرون .)0213(.إدارة الذات والفاعلية األكاديمية لدى طالب الجامعة .مجلة البحث
العلمي في التربية .ع. 27-88 . 12
السيد اسماعيل ٫ابراهيم.)0214(.أساليب التدريس المفضلة وعالقتها بأساليب التعلم واألساليب
االجتماعية لدى طالب كلية التربية .مجلة كلية التربية جامعة بورسعيد ٫ع. )72-1(٫ 12
السيد عبده ٫عبد الهادي .)0202(.الكفاءة الشخصية واالنفعالية واالجتماعية واألخالقية .
االنجلو مصرية القاهرة .
السيد ،إيهاب ،شحاته ،دمحم .)0218(.تصور مقترح لمشروع تعليمي قائم على مدخل stem
لتنمية مكونات القوة الرياضية لدى تالميذ المرحلة اإلبتدائية .مجلة دراسات عربية في تربية و
آ.144 -28 ، )0(220 ،
سيد ٫سابق .)0227( .فقه السنة (ط .).دار الفكر .
شاهين ،دمحم ،عبد الفتاح ،ريان ،عادل عطية.مستوى يقظة العقلية لدى طلبة كلية العلوم
التربوي في جامعة القدس .
شعيب ،على،محمود .)0202(.اليقظة العقلية والمرونة النفسية والذكاء االنفعالي كمنبئات بالتعلم
االنفعالي االجتماعي لدى عينة من الطالب المعلمين بكلية التربية .المجلة الدولية للبحوث في
العلوم التربوية .124 -23 ، )0(7 ،
الشلوي ٫علي دمحم .)0217(.اليقظة العقلية وعالقتها بالكفاءة الذاتية لدى عينة من طالب كلية
التربية .مجلة البحث العلمي في التربية٫ع . )04-1(٫ 12جامعة عين شمس .
شمبوليه ،هالة .)0212(.اليق ظة العقلية لدى طلبة الجامعة :دراسة مقارنة بين العاديين
والمتفوقين في ضوء النوع والغرفة الدراسية .مجلة كلية التربية ببنها ،ج( )1ع(-1 . )112
. 02
شنوان ٫حاج ٫بوقصارة ٫منصور .)0218(.عالقة مستوى الطموح واإلنجاز األكاديمي
لتعيين من تالميذ الطور الثانوي .مجلة التنمية البشرية ٫ع.)07-1(٫ 4
صادق احمد ٫مروة .)0202(.تحليل مسار العالقات السببية المباشرة وغير المباشرة بين
االتجاه نحو التعلم باالجهزة المحمولة و اليقظة العقلية والتنظيم الذاتي األكاديمي والتوجه نحو
الهدف واإلنجاز األكاديمي .أبحاث مجلة العلوم التربوية .جامعه القاهرة .
صالحي ،سعيدة .) 0217(.تأثير سمات الشخصية والتوافق النفسي على التحصيل األكاديمي
للطلبة الجامعيين .أطروحة دكتوراه في علم النفس االجتماعي ،جامعة الجزائر ،0غير
منشورة.
صبري ،ايمان دمحم ،واخرون .)0214(.تعليم التفكير .رؤى تنظيرية ومسارات تطبيقية .ط.1.
دار الفكر الغربي.
الصفار ،زينب دمحم .)0217(.الضغوط نفسية لدى الموهوبين والعاديين من طلبة المرحلة
الثانوية بدولة الكويت .مجلة كلية التربية .400-787 ،)114(1 ،
عبد الباسط متولي خضر،رانيا الصاوي عبده ( ،)0217موسوعة علم النفس اإليجابي ،دار
الكتاب الحديث،مصر.
عبد البديع ٫نمر ٫السيد ٫عبد العزيز .)0213(.ادارة الذات والفاعلية األكاديمية لدى طالب
الجامعة .مجلة البحث العلمي في التربية ٫ع. )22-88(٫ 12
عبد الرحمن العليان ٫فهد .)0202(.أنماط التعلم المفضلة وفق نموذج honey&mumford
لدى طالب السنة التحضيرية بجامعة شقراء وعالقتها بمستوى التحصيل الدراسي في
الرياضيات .مجلة العلوم التربوية والنفسية ٫ع٫ 18مج. )31-77(٫ 4
عبد الرحمن ،أحمد ،عثمان ،عبد الباقي ،دفع هللا ،احمد .)0210(.علم النفس التربوي .ط.0.
دار الكتاب الجامعي .صنعاء اليمن.
عبد الرحمن ٫عال ٫دمحم ٫علي .)0202(.اليقظة العقلية وعالقتها بدافعية اإلنجاز وقلق االختبار
والمعدل التراكمي للطالبات الطفولة المبكرة بالجامعة .مجلة دراسات في الطفولة والتربية
٫ع. )27-20(٫ 10جامعة اسيوط .
عبد الرحمن ٫علي اسماعيل .)0210(.الضغوط النفسية القاتل الخفي (ط .)0.دار اليقين.
عبد السالم ٫دمحم ٫غنيم ٫سالم .)0220(.الفرق في بعض المتغيرات الدافعية لدى طالب
الجامعة من الفائقين و العاديين والمتفوقين ذوي صعوبات اإلنجاز األكاديمي .دراسة تربوية
اجتماعية ٫ع٫ 4مج . )33-11(٫ 7جامعة حلوان كلية التربية .
عبد الكريم نجم ٫زياد .اإلنجاز األكاديمي نحو رؤية فكرية مبتكرة و منهجية متوازنة M .
.aqqal
عبد اللطيف ٫هالة ٫رمضان ٫دمحم .)0218( .اإلسهام النسبي للكمالية وأهداف اإلنجاز في
التنبؤ بالتحصيل الدراسي األكاديمي لدى طلبة الجامعة .دراسة عربية في التربية وعلم النفس.
ع. )704-022(٫ 70مصر .
العبد هللا ،فايزة غازي .)0214( .استراتيجيات التعامل مع الضغوط النفسية وعالقتها بأساليب
المعاملة الوالدية عند اليافعين في مدارس مدينة دمشق .رسالة دكتوراه منشورة ،جامعة دمشق.
عبد هللا ٫عبد الهادي .)0221(.االنجاز الزائد والمتدني .غوغل كتب .
عبد المقصود ٫اماني وعثمان ٫تهاني .)0228( .الضغوط النفسية واالسرية األسباب والعالج.
مكتبة االنجلو مصرية .
عبد المقصود ٫اماني٫عثمان ٫تهاني .)0228(.الضغوط األسرية والنفسية األسباب والعالج
(ط . )1.مكتبة االنجلو المصرية.
عبد الملك احمد ٫أحمد ٫كامل قرني ٫سعاد .)0218(.التنبؤ بالهناء النفسي في ضوء كل من
المناعة النفسية واليقظة العقلية لدى معلمي ذوي إ.خ بالمنيا .دراسات عربية في التربية وعلم
النفس ٫ع٫ 73مج . )722-702(٫ 0
عبد المنعم ٫احمد .) 0214(.علم النفس المستقبل .دار غيداء للنشر والتوزيع (٫ط . )1.االردن
عبده ٫ربيع ٫رشوان ٫أحمد .) 0228(.توجهات التعلم كمتغيرات بسيطة في تأخير سمات
الشخصية وبعض المتغيرات الدافعية على انجاز األكاديمي باستخدام النمذجة البنائية .الجمعية
المصرية للدراسات النفسية ٫ع٫ 38مج. )187-71(٫ 18
عبده ٫ربيع ٫رشوان ٫أحمد .)0217(.الذكاء الروحي والذكاء الثقافي وعالقتهما بالتوافق مع
الحياة الجامعية واإلنجازResearchgate .
العبري ،حمود،بن نائل . ) 0202(.فعالية برنامج إرشادي معرفي إيجابي لتعزيز األمن النفسي
ورفع اليقظة العقلية .رسالة دكتوراه .جامعة نايف العربية للعلوم األمنية .كلية علوم إنسانية،
قسم .4
العبيدي ،عفراء ابراهيم خليل .)0217(.ابحاث في المتغيرات النفسية والتربوية لدى طلبة
الجامعات .ط .1.دار االعصار العلمي.
العزيزي محمود عبده حسن ،علم النفس اإليجابي ماهيته أسسه افتراضاته تطبيقاته،مجلة األندلس
للعلوم اإلنسانية و اإلجتماعية ،المجلد ، 2العدد .0212، 00
عطاء هللا ٫الخالدي .)0227(.قضايا ارشادية معاصرة(ط . )1.دار صفاء للنشر والتوزيع.
عطية ٫محسن .) 0212(.البحث العلمي في التربية .دار المناهج للنشر والتوزيع األردن.
عطية ٫محمود .)0212( .ضغوط المراهقين والشباب (ط .)1.مكتبة االنجلو مصرية.
العظامات ٫عمر عطا هللا ٫حسين ٫نظمي .)0202(.المجلة العربية في العلوم النفسية
واالجتماعية ٫ع٫ 1مج. )221-224(٫ 10
عال رافع مجيد،اليقظة العقلية وعالقتها مع التفكير اإليجابي لدى طلبة الجامعة Journal of
.cultural studies Vol 11.No241.2019 historical and
العلمي،رياض نايل ،عائكه ،السعيد ،راشد مانع ،راشد العجمي .)0218(.اليقظة العقلية
كوسيط للعالقة بين المرونة والضغوط النفسية .دراسة مقارنة بين طلبة جامعتي دمشق
والكويت .مجلة جامعة دمشق.401 -771 ،)0(77 ،
على المشاوي ٫وليد صالح .عبد العاطي عشيبه ٫احمد عوض .)0217(.الصحة النفسية
لطالب تخصص التدريب وعالقتها بالمستوى اإلنجاز األكاديمي و تقييم المقررات الدراسية
التخصصية .مجلة تطبيقات علوم الرياضة٫ع .)81-33(٫ 22العراق .
علي ٫نهلة صالح .)0202(.دراسة العالقة بين الضغوط النفسية الناتجة عن انتشار فيروس
كورونا المستجد covid-19واالضطرابات النفسجسدية لدى المرأة العاملة .المجلة المصرية
للدراسات النفسية . 472-773 ٫)128(72 ٫
علي الطيب مرزوق ٫عصام .)0211(.اإلسهام النسبي ألساليب التفكير توجهات أهداف
اإلنجاز وتفضيالت أساليب التعلم في التنبؤ باإلنجاز األكاديمي لدى طالب المرحلة الجامعية.
المجلة المصرية للدراسات النفسية ٫ع٫ 87مج. )437-737(٫ 01
علي حسين مظلوم المعموري ،سالم دمحم علي هادي عبد ،اليقظة العقلية لدى طلبة الجامعة ،مجلة
العلوم اإلنسانية كلية التربية للعلوم اإلنسانية المجلد، 03ع. 0217 ،7
عمر ،عبد الرحيم ،نصر هللا .) 0224(.تدني مستوى التحصيل واإلنجاز المدرسي اسبابه
وعالجه .ط .1.دار وائل للنشر والتوزيع األردن.
عوفي ،دمحم ،نرمين .)0212(.يقظة عقلية و التشوهات المعرفية كمنبئين بالحكمة االختبارية
لدى طالب كلية التربية جامعة االسكندرية .المجلة العلمية لكلية التربية .جامعة اسيوط
)12(73،أكتوبر .32-1 ،
عويس ٫خير الدين .)1222( .دليل البحث العلمي .دار الفكر الغربي مصر .
عويضة ،كامل .)1222(.علم النفس الصناعي .دار الكتب العلمية .لبنان .
عيسات ،مريم ،ايت مجبود واكلي بديعة . )0202(.استراتيجية مواجهة الضغوط النفسية
وعالقتها بال النفسية .مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية -403 ،)1(3 ،
.447
الغاميدي ،كرم هللا ،بن عبد الرزاق.الضغوطات النفسية وعالقتها بالتحصيل األكاديمي لدى
عينة من الطالب السعوديين المبتعين.
الغربي ،بختي .)0212(.أسس حماية العقل بين الشريعة وعلم النفس .ط .0.ديوان
المطبوعات الجامعية الجزائر.
الفاخري ٫سالم .)0217(.التحصيل الدراسي .مركز الكتاب االكاديمي .
فاطمة ،بنت عبد المنعم ,معوض ،دمحم .)0212(.المهارات القيادية الدائمة لإلنجاز األكاديمي .
مجلة العلوم التربوية .الرياض.442-401 ، )7(71 ،
فاطمة السيد خشبة ،التنبؤ بمستوى اليقظة العقلية من خالل بعض المتغيرات لدى طالبات الجامعة
،مجلة كلية التربية ،جامعة األزهر ،ج 1ع.0217 ،182
فتحي عبد الرحمن الضبع ،أحمد علي طلب محمود ،فاعلية اليقظة العقلية في خفض أعراض
اإلكتئاب النفسي لدى عينة من طالب الجامعة ،مجلة االرشاد النفسي ،العدد . 0217 ، 04
فدوى ،انور ،وجدي ،توفيق ،على .)0202(.يقظة عقلية وعالقتها بالضغوط المهنية لدى هيئة
التدريس الجامعي .مجلة البحث العلمي في التربية .جامعة عين الشمس-177 ، )01( ،
.177
فرج ،عبد القادر،طه ،وأخرون .)0214(.معجم علم النفس التربوي والتحليل النفسي .ط.1.
دار النهضة العربية ،بيروت ،لبنان.
الفقيه ،عبد هللا ،احمد عبده .)0212(.الضغوطات النفسية لدى طلبة كلية التربية النادرة .مجلة
القلم .132-171 ،)3(47 ،
فهاد المربى ٫سلوى .)0212(.اليقظة العقلية لدى الطالبات الممارسات وغير الممارسات
االنشطة الرياضية وعالقتها بالتحصيل الدراسي .المجلة الدولية للعلوم النفسية والرياضية
٫مج. )32-72(٫ 0المجموعة السعودية لعلم النفس الرياضي.
فيزا ٫األعسر ٫صفاء ٫وآخرون . ) 0222(.سيكولوجية القوى اإلنسانية .المجلس األعلى
للثقافة مصر.
قاجو ٫واخرون .) 0214( .الضغوط النفسية وعالقتها بجودة الحياة لدى الطالبة الجامعية.
مجلة البحث العلمي في التربية . )372-323( ٫ )18( 1 ٫
قاجوم ،خديجة حامد على ،شوكت ،عواطف ابراهيم ،شاهين ،هيام صابر. )0212(.
الضغوط النفسية وعالقتها بجودة الحياة لدى طالبات الجامعة .مجلة البحث العلمي في التربية ،
(.371-323 ،)18
القاسمي ،وآخرون .)0218(.اليقظة العقلية كوسيط للعالقة بين المرونة والضغوط النفسية
دراسة مقارنة بين طلبة جامعتي دمشق والكويت .مجلة جامعة دمشق ،مج(.)77ع .0
. 402-771
قائد األنباري ٫عبد الصمد .)0227(.تأثير اإلنجاز األكاديمي وبعض المتغيرات في األنماط
القيادية لدى عينة من مديري المدارس التعليم العام .المجلة التربوية٫ع٫ 22مج .18مجلس
النشر العلمي مجلة الكويت .
القوابعة ،دمحم ،هالل .) 0211(.القدرة التنبؤية لبعض المتغيرات غير المعرفية بالتحصيل
األكاديمي لطلبة الجامعات األردنية .رسالة دكتوراه .جامعة عمان للدراسات العليا .مطبوعة
ومنشورة.
القل ،سعيد ،وآخرون .)1227( .المرجع في مبادئ التربية .ط .1.عمان .األردن .
قلندر ،سهيلة حسين ،علي ،عبد الرزاق ،عباس.القمع االنفعالي وعالقته بالضغوط النفسية
لدى طلبة الجامعة ،مركز البحوث النفسية.1231-1208 ،)02(،
لبوازدة ،عبد الحق .)0212(.الضغوطات النفسية وعالقتها بالطمأنينة النفسية لدى الطلبة
الجامعيين .مجلة انسنة للدراسات والبحوث.122 -107 ،)0(8 ،
لكحل ،وهيبة .) 0212(.العوامل النفسية واالجتماعية األسرية المؤثرة على التحصيل
الدراسي .الحوار المتوسطي .032 -047 ، )1(12 ،
لمعان ،مصطفى ،الجياللي .)0212(.التحصيل الدراسي ،ط .0.دار المسيرة .األردن.
لوزة ،اشواق ،سامي .) 0202(.دافعية اإلنجاز األكاديمي وعالقتها بالرضا عن الدراسة لدى
طالبات االقتصاد المنزلي جامعة بغداد.مركز البحوث النفسنية .227 -273 ، )1(71 ،
لوكيا ٫الهاشمي .)0220( .الضغط النفسي في العمل .مجلة أبحاث نفسية وتربوية -٫8)22(٫
. 07
الليثي ،احمد حسن دمحم .)0202( .المثانة العقلية وعالقتها بالدافعية االكاديمية وأساليب
مواجهة الضغوط لعينة من طالب جامعة حلوان .مجلة البحث العلمي في التربية،)01 ( ،
.173-172
م.م.هبه مجيد عيسى ،اليقظة العقلية وعالقتها بالتفكير ما وراء المعرفي والحاجة إلى المعرفة لدى
طلبة كلية التربية للعلوم اإلنسانية والصرفة بناء و تطبيق ،مجلة أبحاث البصرة للعلوم
اإلنسانية،المجلد، 47ع. 0217 ، 0
المالكي ،ماجد .)0212(.اليقظة العقلية وعالقتها بأساليب التفكير التحليلي لدى الطالب
المتفوقين بالمرحلة الثانوية .المجلة العلمية لكلية التربية .جامعة أسيوط ،مج( . )73ع. 12
. 742-722
مبروكة ٫أحمد .)0217(.الضغوط النفسية والتوافق النفسي للمتقاعدين(ط . )1.مركز الكتاب
االكاديمي.
محسن ٫فاضل ٫الميالي ٫يوسف .)0218(.التنبؤ بالمستوى اإلنجاز األكاديمي بداللة انتظام
الذات لدى طلبة كلية التربية .آداب الكوفة ٫ع٫ 77مج . )120-141(٫ 0جامعة الكوفة العراق
.
محسن ٫فاضل ٫الميالي ٫يوسف .)0218(٫التنبؤ بالمستوى االنجاز اكاديمي بداللة انتظام
الذات لدى طلبة كلية التربية .آداب الكوفة ٫ع. )120-141(٫ 77
دمحم ،حبشي ،حسين .)0217(.الخصائص السيكومترية لمقياس يقظة العقلية :مقارنة نظرية
القياس التقليدي والنماذج األحادية والمتعددة لنظرية االستجابة للمفردة .المجلة المصرية
للدراسات النفسية الناشر الجمعية المصرية للدراسات النفسية )22(07 ،أبريل.82-18 ،
فاعلية الذات وعالقتها بالتوافق الدراسي واإلنجاز دمحم ٫الشحات ٫وآخرون.)0210(.
األكاديمي لدى طلبة جامعة الملك فيصل .مجلة بحوث كلية اآلداب٫ع٫ 22مج-477(٫ 07
. )482
دمحم ٫سالم السيد ٫وآخرون .)0202(.الضغوط النفسية وكبار السن (ط . )1.ماستر للنشر
والتوزيع.
دمحم السعيد أبو حالوة ) 0214 (،علم النفس اإليجابي :ماهيته ومنطلقاتهالنظربة آفاقه المستقبلية،
العلوم النفسية العربية،ع.74
دمحم السعيد أبوحالوة ،عاطف مسعد الحسيني الشربيني(، )0212علم النفس اإليجابي نشأته وتطوره
ونماذج من قضاياه ،عالم الكتب،القاهرة.
دمحم الليثي ٫احمد حسن .)0202(.المثانة العقلية وعالقتها بالدافعية االكاديمية وأساليب مواجهة
الضغوط لعينة من الطالب جامعة حلوان .مجلة البحث العلمي في التربية ٫ع)173-172(٫ 1
.
دمحم حسن غانم،)0218(،علم النفس اإليجابي تأصيل نظري ودراسة ميدانية،دارالكتاب الحديث.
دمحم علي صالحات ،رافع عقيل الزغلول ،القدرة التنبؤية للعوامل الكبرى للشخصية باليقظة العقلية
لدى طلبة جامعة اليرموك ،مجلة جامعة القدس المفتوحة لألبحاث والدراسات التربوية والنفسية،
المجلد ، 2ع.0217، 03
دمحم ،دمحم ،فتح هللا سيد ،احمد .)0202(.الدور الوسيط المحتمل للتنظيم الذاتي في العالقة بين
اليقظة العقلية واألداء الوظيفي والرضا الوظيفي لدى معلمي المرحلة اإلبتدائية .مجلة األستاذ
للعلوم اإلنسانية واالجتماعية )1(32 ،مارس .31 -07 ،
دمحم ٫فتحي ٫مصطفى ٫محمود .اإلنجاز األكاديمي لدى الطالب السعوديين والوافدين بجامعة
القصيم .
دمحم ٫دمحم ٫صمين ٫حبشي .الخصائص السيكوماتية لمقياس اليقظة العقلية مقارنة بين نظرية
القياس التقليدية والنماذج االحادية والمتعددة النظرية االستجابة للمفردة .المجلة الدولية للبحوث
في العلوم التربوية ٫ع٫ 20مج.)124-23(٫ 27
محمود ٫عبد الوهاب ٫حنيشا ٫ابراهيم. )0222(.التفكير والتنمية في ضوء القرآن الكريم .
رسالة ماجستير في اصول الدين جامعة النجاح الوطنية .فلسطين .
مذكور ،أحمد .)1227(.مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها.ط . 1.دار الفكر العربي .القاهرة.
المرتجى ،يوسف .)0202(.العالقة بين ضبط الذات والضغوط الدراسية وإسهامها في التنبؤ
بالتحصيل الدراسي لدى طلبة كلية التربية األساسية بدولة الكويت .المجلة التربوية .مج . 74
ع(. 128-23 . )172
مرتضى ٫عبلة .)0202(.للضغوط الناتجة عن تفشي فيروس كورونا العالمي (كوفيد)12-
وعالقتها باليقظة العقلية لدى طلبة المرحلة الثانوية ٫دراسة عبر ثقافية مقارنة .مجلة اإلرشاد
النفسي.747-088 ٫)27(٫
المرشود ،جوهر ،صالح .)0202(.االسهام النسبي ألبعاد الحكمة في التنبؤ ب ك ع
ومهارات فعالية الحياة لدى طلبة جامعة القصيم .جامعة الملك عبد العزيز اآلداب والعلوم
االنسانية.43-1 ، )2(07 ،
مرعي ٫سالمة .)0213(.اإلنجاز األكاديمي مفهوم التطور مجاالته ورؤية مستقبلية بالوطن
العربي . )32-43(٫Middle east journal of positive psychologie .
مسحل عبد الناصر ٫رابعة .)0212(.جودة الساعة البيولوجية كمنبئ اليقظة العقلية والشعور
بالسعادة واإلبداع االنفعالي لدى طالب الجامعة .مجلة كلية التربية ٫ع٫ 47مج-143(٫ 4
. )018جامعة عين شمس.
مسعد ٫الحسيني الشربيني ٫عفاف ٫دمحم ٫نجيب عمارة ايهاب .)0217(.النمذجة البنائية للعالقة
بين التفاؤل األكاديمي وكل من السعادة النفسية واإلنجاز األكاديمي لدى عينة من المعلمين .
المجلة المصرية للدراسات النفسية ع ٫ 27مج. )072-007(٫ 07
نجالء بنت عبد الخالق ناجواني ،اليقظة العقلية لدى طلبة التعليم مابعد األساسي في ضوء بعض
المتغيرات في محافظة مسقط مجلة الدراسات التربوية والنفسية جامعة السلطان قابوس ،مجلد 17
،ع . 0212 ،0
النشمي بشير الرويلي ،اليقظة العقلية والمرونة والتدفق النفس لدى المرشدين الطالبيين في محافظة
طريف بالمملكة العربية السعودية -دراسة مقارنة بين المرشدين الجدد والقدامى, -مجلة العلوم
التربوية والنفسية،المجلد،7ع.8،0212
نشواتي ،عبد المجيد .)0227(.علم النفس التربوي .ط .4.دار الفرقان للنشر والتوزيع
األردن.
نشيحا ،فؤاد ،بن حمادي ،ابراهيم ،بن عزوز ،ابراهيم .)0218(.التفكير االيجابي واليقظة
عقلية :نظرة مختصرة .مجلة الفتح للدراسات النفسية والتربوية .جامعة دمحم بوضياف، )1(0 ،
.38-31
نصر ،فتحي .)0217(.برنامج وقائي لتعزيز التنظيم الذاتي والتفاؤل المتعلم .
نصر ،فتحي .) 0217( .برنامج إرشادي وقائي لتعزيز التنظيم الذاتي والتفاؤل المتعلم لدى
عينة من طالب جامعة الباحة المعرضين لخطر اإلجهاد النفسي .مجلة بحوث التربية النوعية,
.731-028 ,)30(0217
نعيم ٫الرفاعي .)1278( .الصحة النفسية ٫دراسات في سيكولوجية التكيف .المطبعة التعاونية
سوريا.
النوايسة ٫فاطمه عبد الرحيم .) 0211(.الضغوط واألزمات النفسية وأساليب المساندة .دار
المناهج للنشر والتوزيع.
نورا ،دمحم ،الحربي سعد .)0201(.مستوى يقظة العقلية لدى طالبات كلية التربية بجامعة ام
القرى في ظل جائحة كوفيد .مجلة البحوث النفسية والتربوية .جامعة بغداد-1 ، )17(27 ،
.71
نوري ،اسماء ،طه .أثر ابعاد يقظة الذاتية في اإلبداع التنظيمي دراسة ميدانية في عدد من
الكليات جامعة بغداد .مجلة العلوم اإلقتصادية واإلدارية .072-022 ، )27(18 ،
الهاشم ،اماني ،عبد هللا ،عقلة .)0218(.درجة توافر اليقظة الذاتية لدى مديري المدارس سلوك
المواطنة للمعلمين من وجهة نظرهم الثانوية الحكومية في محافظة عمان .كلية العلوم التربوية .
جامعة الشرق االوسط.
الهبيده ٫جابر مبارك .)0202(.العالقة بين الذكاء الوجداني واإلنجاز األكاديمي لدى طلبة كلية
التربية األساسية بدولة الكويت .المجلة العلمية لكلية التربية ٫ع٫ 24مج. )032-014(٫ 72
جامعة أسيوط .
هدى ،كمال الدين ،انور،علي ،فايزة ،يوسف ،عبد المجيد .)0202(.الضغوط النفسية وعالقتها
بضغوطات تعلم القراءة للمرحلة العمرية 10-2سنة .دراسات الطفولة.113-127 ،
هنداوى ،احسان نصر عطا هللا .)0202(.أثر التدريب على الطمأنينة االنفعالية في خفض
الضغط النفسي المدرك (االنعصاب) والقلق األكاديمي لدى عينة من طلبة الجامعة .المجلة
المصرية للدراسات النفسية.74 -1 ،)128(72 ،
هنساوي ٫أحمد فكري .)0202(.برنامج تدريبي قائم على اليقظة العقلية لتنمية الضغط الذاتي
وأثره في حفظ التجول العقلي لدى طالب الجامعة .مجلة البحث العلمي في التربية٫ع01
. )027-008(٫
هيثم ٫العزازي .)0212(.العالج المعرفي السلوكي وأساليب مواجهة الضغوط النفسية(ط. )1.
دار الورق للنشر والتوزيع.
وافي ،رقية .) 0217(.دالالت العنف الرمزي كما يدركها التالميذ وعالقتها بإنجازهم
األكاديمي .مجلة التغيير االجتماعي.جامعة بسكرة.442-402 ،)2( ،
والندمي ،مها و علي ،اسماعيل .)0217(.الضغوط النفسية لدى طلبة الجامعة .مجلة العلوم
ع (. 120-122 .)02 النفسية ،
والء ٫بدوي دمحم ٫بدوي . )0217(.نموذج البنائي للعالقة بين االضطرابات السيكوسوماتية
والكمالية والضغوط النفسية لدى طالبات الجامعة .مجلة اإلرشاد النفسي .778-701 ٫)32(٫
والء ٫رجب .)0212(.الضغوط النفسية للمتفوقين وكيفية مواجهتها ٫حسب عبد الرحيم
(.ط.)1.دار العلوم للنشر والتوزيع.
الوليد ،علي .)0218(.اليقظة وعالقتها بالسعادة النفسية لدى طلبة جامعة الملك خالد .مجلة
جامعة الملك خالد للعلوم التربوية .ع . 27-41 .08
ئاسو صالح سعيد علي ،وحسين وليد حسين :)0214(.اإلرشاد النفسي االتجاه المعاصر إلدارة
السلوك اإلنساني ،عمان ،األردن ،دار غيداء للنشر والتوزيع.
ياسين٫خضر ٫الطاف ٫محسن عليوي ٫امل .)0213(.القلق االجتماعي وعالقته باليقظة الذهنية
لدى النساء العراقيات اللواتي يعيشن في العراق واللوات يعشن في بريطانيا .مجلة البحوث
النفسية والتربوية ٫ع. )17-1(٫ 44
يحيى المعاضيدي ٫زهير ٫وعد هللا النعيمي ٫فاتن .)0214(.أثر برنامج نفسي مقترح في تنمية
تركيز االنتباه واإلنجاز األكاديمي لطالب كلية التربية الرياضية في فعالية الوثبة الثالثية .مجلة
الرافدين للعلوم الرياضية ٫ع٫ 23مج . )747-713(٫ 72العراق
يوسفي ٫حدة .) 0212( .االستراتيجيات االرشادية لتخفيف الضغوط النفسية وتنمية الصحة
النفسية (ط . )1.دار أسامة للنشر والتوزيع.
: مراجع باللغة االجنبية
Kim, Jeong Han & Keck, Phillip & Miller, Deborah & Gonzalez,
Rene. (2012). Introduction to
Langer,E.(1989)Mindfulness and mindlessness.The production
of reality essaysand readings on social interacton,153-157.
Raetz, W., & Teresa, K. (2000). Stress coping in the first year
student and gender schema ph. D. university of Georgia, DAI
A63/02, 454.
Raisi, M., Ahmari Tehran, H., Heidari, S., Jafarbegloo, E.,
Abedini, Z., & Bathaie, S. A. (2013). Relationship between
spiritual intelligence, happiness and academic achievement in
students of Qom University of Medical Sciences. Iranian Journal
of Medical Education, 13(5), 431-440.
Sajem, K. G. (2014). Assessment of stress' level among students
and its coping strategies. Medical Journal of Babylon, 11(1), 195-
204
Schwartz, A. (2018). Mindfulness in applied psychology:
Building resilience in coaching. Psychological Science, (13). 14
(2),pp. 98-104
Scoklartz ,A .(2018). Mindfulness in appliedpsychology , Building
resiling in coaching . The coaching psychologist ,14(2) ,(98-104)
Shapiro, S. L., Carlson, L. E., Astin, J. A., & Freedman, B.
(2006). Mechanisms of mindfulness. Journal of clinical
psychology, 62(3), 373-386.
Sharma, Meena Kumari (2011). Vocational Maturity in relation to
Self-concept, OccupationalAspiration, Family Environment and
Academic Achievement of Senior Secondary School
Soler, J., Tejedor, R., Feliu-Soler, A., Pascual, J., Cebolla, A.,
Soriano, J., ...& Perez, V. (2012). Psychometric proprieties of
Spanish version of Mindful Attention Awareness Scale (MAAS).
Actasespanolas de psiquiatria, 40(1), 19-26.
Suldo, S. M., Shaunessy, E., Thalji, A., Michalowski, J., & Shaffer,
E. (2009). Sources of stress for students in high school college
preparatory and general education programs: group differences
and associations with adjustment. Adolescence, 44(176
5 4 3 2 1 أجيد انتقاء الكلمات اليت تصف مشاعري أو انفعااليت 2
5 4 3 2 أنتقد نفسي لوجود عواطف أو انفعاالت غري عقالنية أو غري مناسبة لدي 1 3
5 4 3 2 1 أدرك مشاعري وانفعااليت دون احلاجة إلىإصدار رد فعل حنوها 4
5 4 3 2 1 يتشتت ذهين وافقد انتباهي بسهولة عند عملشيء ما 5
5 4 3 2 1 عندما استحم أو اغتسل ،أظل منتبها لإلحساسات اليت حيدثها املاء على 6
جسدي
5 4 3 2 1 ميكنين بسهولة صياغة أفكاري و آرائي وتوقعايت يف كلمات. 7
5 4 3 2 1 ال أويل اهتماما ملا أفعله ألين أشعر ابلقلق وتراودين أحالم اليقظة ،أو 8
أكون مشتتا.
5 4 3 2 1 أراقب مشاعري دون أن أندمج فيها (أي الأتفاعل معها ) 9
5 4 3 2 1 أخرب نفسي أبنه ال جيب أن تكون مشاعري على النحو الذي أشعر به. 11
5 4 3 2 أالحظ كيف تؤثر األطعمة واملشروابت على أفكاري وإحساسايت اجلسدية 1 11
وانفعااليت.
5 4 3 2 1 من الصعب علي أن أجد الكلمات اليت تصف ماأفكر به. 12
5 4 3 2 1 من السهل أن يتشتت انتباهي. 13
5 4 3 2 1 أعتقد أن بعض أفكاري غري عادية أو سيئة وال جيب أن أفكر هبذه 14
الطريقة.
5 4 3 2 1 انتبه إلحساسايت مثل حركة اهلواء على شعري أو ضوء الشمس على 15
وجهي.
5 4 3 2 1 لدي صعوبة يف التفكري يف الكلمات املناسبة اليت تعرب عن مشاعري حنو 16
األشياء.
5 4 3 2 1 استطيع أن أحكم على أفكاري هل هي صحيحة أم خاطئة(سيئة) 17
5 4 3 2 1 أجد أنه من الصعب علي أن أبقى منتبها ملا حيدث يف الوقت الراهن.
18
5 4 3 2 1 عندما يكون لدي ختيالت وأفكار حمزنة (أو مؤملة) أتراجع وأبقى على 19
وعي هبذه التخيالت واألفكار دون أن أجعلها تسيطر علي.
5 4 3 2 1 أنتبه إىل األصوات مثل دقات الساعة ،وتغريد الطيوروأصوات السياراتاملارة 21
العبارة
5 4 3 2 1 يف املواقف الصعبة أستطيع أن أتوقف دون أن أصدر رد فعل فوري ( يف 21
احلال )
5 4 3 2 1 عندما يكون لدي إحساس يف جسدي فإنه من الصعب علي أن أصفه 22
ألين الأجد الكلمات املناسبة لذلك
5 4 3 2 1 أبدو وكأين أعمل بطريقة آلية دون وعي واضح مبا أفعله. 23
5 4 3 2 عندما يكون لدي أفكاروختيالت حمزنة أشعر ابهلدوء بعد أن تنتهي بوقت 1 24
قصري.
5 4 3 2 1 أخرب نفسي أبنه الينبغي أن أفكر ابلطريقة اليت أفكر هبا. 25
5 4 3 2 1 أنتبه لعبري وروائح األشياء 26
5 4 3 2 1 حتما عندما أكون يف غاية الضيق .أستطيع وصف حاليت بكلمات 27
مناسبة.
5 4 3 2 1 أندفع ملمارسة بعض األنشطة دون أن أكون منتبها هلا يف احلقيقة. 28
5 4 3 2 1 عندما تكون لدي أفكار أو ختيالت حمزنة أستطيع فقط مالحظتها وال 29
أصدر أي رد فعل حنوها .
5 4 3 2 1 أعتقد أن بعض انفعااليت سيئة أو غري مناسبة ،وال جيب علي أن أشعر 31
هبذه الطريقة .
5 4 3 2 1 أالحظ العناصر البصرية يف الفن أو الطبيعة ،مثل األلوان واألشكال 31
وامللمس أو كثافة الضوء أو الظل.
5 4 3 2 1 من ميويل أو اجتاهي الطبيعي التعبري عن خربايت . 32
5 4 3 2 عندما تكون لدي أفكار أو ختيالت حمزنة فإين أالحظها فقط لكن الأفكر 1 33
فيها.
5 4 3 2 1 أؤدي األعمال أواملهام بصورة تلقائية (أوتوماتيكية) دون أن أكون على 34
وعي مبا أفعله.
5 4 3 2 عندما تكون لدي أفكار أو ختيالت حمزنة أحكم على نفسي أبين جيد أو 1 35
سيئ بناء على حمتوى هده األفكارأو التخيالت.
5 4 3 2 1 أنتبه للكيفية اليت تؤثر هبا انفعااليت على أفكاري وسلوكي. 36
5 4 3 2 1 أستطيع عادة وصف ما أشعر به يف الوقت الراهن بتفصيل واضح. 37
5 4 3 2 1 أجد نفسي أفعل أشياء دون انتباه أو التفات هلا. 38
5 4 3 2 1 ال ارضى عن نفسي عندما تكون لدي أفكار غري عقالنية( خاطئة) 39
ملحق رقم :2مقياس الضغوط النفسية
شكرا لتعاونكم
) النتائج اإلحصائية للدراسة30(ملحق رقم
نتائج الخصائص السيكومترية للمقاييس-1
نتائج الخصائص السيكومترية لمقياس الضغوط النفسية:1-1
12س11 س10 س9 س8 س7 س6 س5 س4 س3 س2 س1 س/VARIABLES=
/SCALE('ALL VARIABLES') ALL
/MODEL=ALPHA.
Fiabilité
N %
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,871 12
RELIABILITY
24س23 س22 س21 س20 س19 س18 س17 س16 س15 س14 س13 س/VARIABLES=
/SCALE('ALL VARIABLES') ALL
/MODEL=ALPHA.
Fiabilité
N %
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,749 12
RELIABILITY
36س35 س34 س33 س32 س31 س30 س29 س28 س27 س26 س25 س/VARIABLES=
/SCALE('ALL VARIABLES') ALL
/MODEL=ALPHA.
Fiabilité
Récapitulatif de traitement des observations
N %
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,797 12
RELIABILITY
18 س17 س16 س15 س14 س13 س12 س11 س10 س9 س8 س7 س6 س5 س4 س3 س2 س1 س/VARIABLES=
26س25 س24 س23 س22 س21 س20 س19 س
36س35 س34 س33 س32 س31 س30 س29 س28 س27 س
/SCALE('ALL VARIABLES') ALL
/MODEL=ALPHA.
Fiabilité
Récapitulatif de traitement des observations
N %
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,887 36
CORRELATIONS
بعدالضغوطاالسرية12 س11 س10 س9 س8 س7 س6 س5 س4 س3 س2 س1 س/VARIABLES=
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
بعدالضغوطا
1س 2س 3س 4س 5س 6س 7س 8س 9س 10س 11س 12س السرية
1س Corrélation de
1 ,638** ,465** ,506** ,360** ,392** ,570** ,183 ,600** ,326** ,281** ,289** ,716**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,057 ,000 ,001 ,003 ,002 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
2س Corrélation de
,638** 1 ,601** ,604** ,410** ,476** ,540** ,183 ,444** ,425** ,288** ,278** ,758**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,057 ,000 ,000 ,002 ,003 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
3س Corrélation de
,465** ,601** 1 ,690** ,415** ,456** ,467** ,207* ,535** ,252** ,389** ,325** ,743**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,031 ,000 ,008 ,000 ,001 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
4س Corrélation de
,506** ,604** ,690** 1 ,415** ,528** ,560** ,096 ,458** ,205* ,419** ,229* ,733**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,320 ,000 ,032 ,000 ,017 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
5س Corrélation de
,360** ,410** ,415** ,415** 1 ,441** ,452** -,022 ,372** ,140 ,450** ,326** ,618**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,822 ,000 ,148 ,000 ,001 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
6س Corrélation de
,392** ,476** ,456** ,528** ,441** 1 ,550** ,131 ,477** ,362** ,374** ,480** ,733**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,174 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
7س Corrélation de
,570** ,540** ,467** ,560** ,452** ,550** 1 ,118 ,535** ,256** ,404** ,351** ,744**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,222 ,000 ,007 ,000 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
8س Corrélation de
,183 ,183 ,207* ,096 -,022 ,131 ,118 1 ,125 ,380** ,070 ,138 ,343**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,057 ,057 ,031 ,320 ,822 ,174 ,222 ,195 ,000 ,471 ,153 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
9س Corrélation de
,600** ,444** ,535** ,458** ,372** ,477** ,535** ,125 1 ,342** ,373** ,308** ,708**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,195 ,000 ,000 ,001 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
س Corrélation de ** ** ** * ** ** ** ** * * **
,326 ,425 ,252 ,205 ,140 ,362 ,256 ,380 ,342 1 ,200 ,201 ,525
10 Pearson
Sig. (bilatérale) ,001 ,000 ,008 ,032 ,148 ,000 ,007 ,000 ,000 ,037 ,036 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
س Corrélation de
,281** ,288** ,389** ,419** ,450** ,374** ,404** ,070 ,373** ,200* 1 ,312** ,594**
11 Pearson
Sig. (bilatérale) ,003 ,002 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,471 ,000 ,037 ,001 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
س Corrélation de
,289** ,278** ,325** ,229* ,326** ,480** ,351** ,138 ,308** ,201* ,312** 1 ,547**
12 Pearson
Sig. (bilatérale) ,002 ,003 ,001 ,017 ,001 ,000 ,000 ,153 ,001 ,036 ,001 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
بعدال Corrélation de
,716** ,758** ,743** ,733** ,618** ,733** ,744** ,343** ,708** ,525** ,594** ,547** 1
ضغو Pearson
طاال Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000
سرية N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
**. La corrélationestsignificative au niveau 0.01 (bilatéral).
*. La corrélationestsignificative au niveau 0.05 (bilatéral).
Corrélations
CORRELATIONS
بعدالضغوطاألكاديمية24 س23 س22 س21 س20 س19 س18 س17 س16 س15 س14 س13 س/VARIABLES=
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
بعدالضغوطاألكاد
13س 14س 15س 16س 17س 18س 19س 20س 21س 22س 23س 24س يمية
13س Corrélation de
1 ,498** ,308** ,338** ,357** ,281** ,333** ,224* ,153 ,240* ,112 ,098 ,618**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,001 ,000 ,000 ,003 ,000 ,019 ,112 ,012 ,248 ,313 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
14س Corrélation de
,498** 1 ,363** ,477** ,490** ,075 ,391** ,208* ,170 ,158 -,036 ,069 ,604**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,441 ,000 ,030 ,078 ,100 ,711 ,473 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
15س Corrélation de
,308** ,363** 1 ,378** ,267** ,008 ,191* ,147 -,025 -,021 -,152 ,063 ,395**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,001 ,000 ,000 ,005 ,932 ,047 ,127 ,798 ,826 ,114 ,515 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
16س Corrélation de
,338** ,477** ,378** 1 ,399** ,088 ,327** ,148 ,099 ,320** -,028 ,057 ,563**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,363 ,001 ,124 ,307 ,001 ,776 ,555 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
17س Corrélation de
,357** ,490** ,267** ,399** 1 ,019 ,321** ,203* -,035 ,144 ,136 ,116 ,535**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,005 ,000 ,847 ,001 ,035 ,715 ,136 ,159 ,230 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
18س Corrélation de
,281** ,075 ,008 ,088 ,019 1 ,100 ,207* ,144 ,152 ,032 -,053 ,321**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,003 ,441 ,932 ,363 ,847 ,299 ,031 ,135 ,114 ,742 ,586 ,001
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
19س Corrélation de
,333** ,391** ,191* ,327** ,321** ,100 1 ,306** ,294** ,366** ,130 ,042 ,597**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,047 ,001 ,001 ,299 ,001 ,002 ,000 ,178 ,667 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
20س Corrélation de
,224* ,208* ,147 ,148 ,203* ,207* ,306** 1 ,591** ,399** ,263** ,455** ,686**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,019 ,030 ,127 ,124 ,035 ,031 ,001 ,000 ,000 ,006 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
21س Corrélation de
,153 ,170 -,025 ,099 -,035 ,144 ,294** ,591** 1 ,487** ,043 ,410** ,543**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,112 ,078 ,798 ,307 ,715 ,135 ,002 ,000 ,000 ,659 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
22س Corrélation de
,240* ,158 -,021 ,320** ,144 ,152 ,366** ,399** ,487** 1 ,256** ,313** ,623**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,012 ,100 ,826 ,001 ,136 ,114 ,000 ,000 ,000 ,007 ,001 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
23س Corrélation de
,112 -,036 -,152 -,028 ,136 ,032 ,130 ,263** ,043 ,256** 1 ,009 ,311**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,248 ,711 ,114 ,776 ,159 ,742 ,178 ,006 ,659 ,007 ,927 ,001
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
24س Corrélation de
,098 ,069 ,063 ,057 ,116 -,053 ,042 ,455** ,410** ,313** ,009 1 ,429**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,313 ,473 ,515 ,555 ,230 ,586 ,667 ,000 ,000 ,001 ,927 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
بعدالضغ Corrélation de
,618** ,604** ,395** ,563** ,535** ,321** ,597** ,686** ,543** ,623** ,311** ,429** 1
وطاألكاد Pearson
يمية Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,001 ,000 ,000 ,000 ,000 ,001 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
CORRELATIONS
بعدالضغوطاالنفعالية36 س35 س34 س33 س32 س31 س30 س29 س28 س27 س26 س25 س/VARIABLES=
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
بعدالضغوطا
25س 26س 27س 28س 29س 30س 31س 32س 33س 34س 35س 36س النفعالية
25س Corrélation de
1 ,279** ,298** ,312** ,252** ,413** ,347** ,012 ,384** ,255** ,283** ,324** ,607**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,003 ,002 ,001 ,008 ,000 ,000 ,904 ,000 ,007 ,003 ,001 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
26س Corrélation de
,279** 1 ,513** ,333** ,397** ,145 ,298** -,055 ,231* ,091 ,061 ,196* ,508**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,003 ,000 ,000 ,000 ,132 ,002 ,573 ,016 ,349 ,530 ,041 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
27س Corrélation de
,298** ,513** 1 ,518** ,365** ,126 ,379** -,093 ,146 ,337** ,296** ,352** ,616**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,002 ,000 ,000 ,000 ,191 ,000 ,337 ,129 ,000 ,002 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
28س Corrélation de
,312** ,333** ,518** 1 ,393** ,186 ,257** ,111 ,059 ,321** ,186 ,312** ,575**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,001 ,000 ,000 ,000 ,053 ,007 ,251 ,543 ,001 ,052 ,001 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
29س Corrélation de
,252** ,397** ,365** ,393** 1 ,164 ,308** ,006 ,206* ,062 ,105 ,218* ,505**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,008 ,000 ,000 ,000 ,088 ,001 ,950 ,032 ,520 ,276 ,023 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
30س Corrélation de
,413** ,145 ,126 ,186 ,164 1 ,398** ,079 ,229* ,191* ,013 ,233* ,469**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,132 ,191 ,053 ,088 ,000 ,413 ,016 ,047 ,892 ,015 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
31س Corrélation de
,347** ,298** ,379** ,257** ,308** ,398** 1 ,266** ,373** ,314** ,182 ,253** ,664**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,002 ,000 ,007 ,001 ,000 ,005 ,000 ,001 ,058 ,008 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
32س Corrélation de
,012 -,055 -,093 ,111 ,006 ,079 ,266** 1 ,292** ,220* ,147 ,118 ,347**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,904 ,573 ,337 ,251 ,950 ,413 ,005 ,002 ,021 ,127 ,223 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
33س Corrélation de
,384** ,231* ,146 ,059 ,206* ,229* ,373** ,292** 1 ,393** ,323** ,197* ,589**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,016 ,129 ,543 ,032 ,016 ,000 ,002 ,000 ,001 ,040 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
34س Corrélation de
,255** ,091 ,337** ,321** ,062 ,191* ,314** ,220* ,393** 1 ,627** ,570** ,652**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,007 ,349 ,000 ,001 ,520 ,047 ,001 ,021 ,000 ,000 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
35س Corrélation de
,283** ,061 ,296** ,186 ,105 ,013 ,182 ,147 ,323** ,627** 1 ,548** ,556**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,003 ,530 ,002 ,052 ,276 ,892 ,058 ,127 ,001 ,000 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
36س Corrélation de
,324** ,196* ,352** ,312** ,218* ,233* ,253** ,118 ,197* ,570** ,548** 1 ,636**
Pearson
Sig. (bilatérale) ,001 ,041 ,000 ,001 ,023 ,015 ,008 ,223 ,040 ,000 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
بعدالضغو Corrélation de
,607** ,508** ,616** ,575** ,505** ,469** ,664** ,347** ,589** ,652** ,556** ,636** 1
طاالنفعالية Pearson
Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109 109
**. La corrélationestsignificative au niveau 0.01 (bilatéral).
CORRELATIONS
بعدالضغوطاالسريةبعدالضغوطاألكاديميةبعدالضغوطاالنفعاليةالدرجةالكليةللضغط/VARIABLES=
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
Fiabilité
N %
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,546 8
RELIABILITY
37س32 س27 س22 س16 س12 س7 س2 س/VARIABLES=
/SCALE('ALL VARIABLES') ALL
/MODEL=ALPHA.
N %
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,692 8
RELIABILITY
38س34 س28 س23 س18 س13 س8 س5 س/VARIABLES=
/SCALE('ALL VARIABLES') ALL
/MODEL=ALPHA.
Récapitulatif de traitement des observations
N %
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,731 8
RELIABILITY
39س35 س30 س25 س17 س14 س10 س3 س/VARIABLES=
/SCALE('ALL VARIABLES') ALL
/MODEL=ALPHA.
N %
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,616 8
RELIABILITY
33س29 س24 س21 س19 س9 س4 س/VARIABLES=
/SCALE('ALL VARIABLES') ALL
/MODEL=ALPHA.
N %
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,510 7
RELIABILITY
18 س17 س16 س15 س14 س13 س12 س11 س10 س9 س8 س7 س6 س5 س4 س3 س2 س1 س/VARIABLES=
22س21 س20 س19 س
39س38 س37 س36 س35 س34 س33 س32 س31 س30 س29 س28 س27 س26 س25 س24 س23 س
/SCALE('ALL VARIABLES') ALL
/MODEL=ALPHA.
N %
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombred'éléme
Cronbach nts
,724 39
CORRELATIONS
بعدالمالحظة36 س31 س26 س20 س15 س11 س6 س1 س/VARIABLES=
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
Sig. (bilatérale) ,001 ,254 ,018 ,127 ,463 ,280 ,244 ,000
CORRELATIONS
بعدالوصف37 س32 س27 س22 س16 س12 س7 س2 س/VARIABLES=
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
Sig. (bilatérale) ,048 ,000 ,007 ,070 ,003 ,331 ,002 ,000
CORRELATIONS
بعدالتعاملمعالوعي38 س34 س28 س23 س18 س13 س8 س5 س/VARIABLES=
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
بعدالتعاملمعا
5س 8س 13س 18س 23س 28س 34س 38س لوعي
** ** ** ** * * **
5س Corrélation de Pearson 1 ,323 ,619 ,293 ,361 ,194 ,194 ,161 ,667
Sig. (bilatérale) ,001 ,000 ,002 ,000 ,043 ,043 ,094 ,000
CORRELATIONS
بعداصداراالحكام39 س35 س30 س25 س17 س14 س10 س3 س/VARIABLES=
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
بعداصداراالح
3س 10س 14س 17س 25س 30س 35س 39س كام
* * * **
3س Corrélation de Pearson 1 ,107 ,212 -,085 ,106 ,224 -,041 ,225 ,422
Sig. (bilatérale) ,267 ,027 ,377 ,275 ,019 ,673 ,019 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109
** **
10س Corrélation de Pearson ,107 1 ,176 ,089 ,271 ,251 ,137 ,048 ,479**
Sig. (bilatérale) ,267 ,067 ,356 ,004 ,009 ,154 ,621 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109
* * ** **
14س Corrélation de Pearson ,212 ,176 1 -,118 ,225 ,271 ,266 ,085 ,527**
Sig. (bilatérale) ,027 ,067 ,224 ,019 ,004 ,005 ,382 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109
17س Corrélation de Pearson -,085 ,089 -,118 1 ,084 ,105 ,031 ,089 ,261**
Sig. (bilatérale) ,377 ,356 ,224 ,383 ,275 ,746 ,359 ,006
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109
25س Corrélation de Pearson ,106 ,271** ,225* ,084 1 ,338** ,394** ,266** ,643**
Sig. (bilatérale) ,275 ,004 ,019 ,383 ,000 ,000 ,005 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109
* ** ** ** ** *
30س Corrélation de Pearson ,224 ,251 ,271 ,105 ,338 1 ,309 ,239 ,662**
Sig. (bilatérale) ,019 ,009 ,004 ,275 ,000 ,001 ,012 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109
** ** ** **
35س Corrélation de Pearson -,041 ,137 ,266 ,031 ,394 ,309 1 ,269 ,589**
Sig. (bilatérale) ,673 ,154 ,005 ,746 ,000 ,001 ,005 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109
* ** * **
39س Corrélation de Pearson ,225 ,048 ,085 ,089 ,266 ,239 ,269 1 ,553**
Sig. (bilatérale) ,019 ,621 ,382 ,359 ,005 ,012 ,005 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109
** ** ** ** ** ** ** **
بعداصدارا Corrélation de Pearson ,422 ,479 ,527 ,261 ,643 ,662 ,589 ,553 1
الحكام Sig. (bilatérale) ,000 ,000 ,000 ,006 ,000 ,000 ,000 ,000
N 109 109 109 109 109 109 109 109 109
*. La corrélationestsignificative au niveau 0.05 (bilatéral).
**. La corrélationestsignificative au niveau 0.01 (bilatéral).
CORRELATIONS
بعداصدارردود33 س29 س24 س21 س19 س9 س4 س/VARIABLES=
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
بعداصداررد
4س 9س 19س 21س 24س 29س 33س ود
** * * **
4س Corrélation de Pearson 1 ,035 ,005 ,297 ,220 ,220 ,099 ,515
CORRELATIONS
بعدالمالحظةبعدالوصفبعدالتعاملمعالوعيبعداصداراالحكامبعداصدارردوديقظ/VARIABLES=
ةكلي
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
NPAR TESTS
(1 3) مستوياتالضغطBY اإلنجاز/K-W=
/STATISTICS DESCRIPTIVES QUARTILES
/MISSING ANALYSIS.
Statistiquesdescriptive
Percentiles
Test de Kruskal-Wallis
Rangs
ضغطمتوسط211 148,17
ضغطمرتفع2 102,50
Total 293
a,b
Tests statistiques
االنجازاالكاديمي
Khi-deux ,635
ddl 2
Sig. asymptotique ,728
NPAR TESTS
(1 3) مستوياتاليقظةالعقليةBY اإلنجاز/K-W=
/STATISTICS DESCRIPTIVES QUARTILES
/MISSING ANALYSIS.
Percentiles
Test de Kruskal-Wallis
Rangs
يقظةمتوسطة281 148,14
يقظةمرتفعة8 138,75
Total 293
a,b
Tests statistiques
االنجازاالكاديمي
Khi-deux 2,395
ddl 2
Sig. asymptotique ,302
a. Test de Kruskal Wallis
b. Variable de regroupement :
مستوياتاليقظةالعقلية
:الثالثة نتائج اختبار الفرضية0-4
NPAR TESTS
(1 3) مستوياتاليقظةالعقليةBY الضغطالكلي/K-W=
/MISSING ANALYSIS.
Test de Kruskal-Wallis
Rangs
يقظةمتوسطة281 146,59
يقظةمرتفعة8 120,56
Total 293
a,b
Tests statistiques
الضغطالنفسيكليا
Khi-deux 4,500
ddl 2
Sig. asymptotique ,105
NPAR TESTS
(0 1) الجنسBY الضغطالكلي/M-W=
/STATISTICS=DESCRIPTIVES QUARTILES
/MISSING ANALYSIS.
Percentiles
Test de Mann-Whitney
Rangs
Somme des
الجنس N Rang moyen : rangs
Total 293
a
Tests statistiques
الضغطالنفسيكليا
U de Mann-Whitney 5906,500
W de Wilcoxon 34826,500
Z -,813
Sig. asymptotique
,416
(bilatérale)
NPAR TESTS
(1 2) نوعاالقامةBY الضغطالكلي/M-W=
/STATISTICS=DESCRIPTIVES QUARTILES
/MISSING ANALYSIS.
Statistiquesdescriptives
Percentiles
Test de Mann-Whitney
Rangs
Somme des
نوعاالقامة N Rang moyen : rangs
Total 293
a
Tests statistiques
الضغطالنفسيكليا
U de Mann-Whitney 4138,000
W de Wilcoxon 4879,000
Z -1,451
Sig. asymptotique
,147
(bilatérale)
NPAR TESTS
(0 1) الجنسBY يقظةكلي/M-W=
/STATISTICS=DESCRIPTIVES QUARTILES
/MISSING ANALYSIS.
Statistiquesdescriptive
Percentiles
Test de Mann-Whitney
Rangs
Somme des
الجنس N Rang moyen : rangs
Total 293
a
Tests statistiques
اليقظةالعقليةكليا
U de Mann-Whitney 5236,500
W de Wilcoxon 34156,500
Z -2,013
Sig. asymptotique
,044
(bilatérale)
NPAR TESTS
(1 4) المستوىBY يقظةكلي/K-W=
/MISSING ANALYSIS.
Tests non paramétriques
Test de Kruskal-Wallis
Rangs
ثالثةليسانس109 149,65
أولىماستر119 144,92
Total 293
a,b
Tests statistiques
اليقظةالعقليةكليا
Khi-deux ,182
ddl 2
Sig. asymptotique ,913