You are on page 1of 77

‫كتاب التوحيد‬

‫الذي هو حق اهلل على العبيد‬

‫تأليف‬

‫اإلمام محمد بن عبدالوهاب‬


‫رحمه اهلل‬

‫كتاب التوحيد‬
‫وقول‪## #‬ه‪( :‬ولقد بعثنا في‬ ‫(‪)1‬‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون )‬
‫اآلي ‪##‬ة‪ .‬وقول ‪##‬ه‪( :‬وقضى ربك أال‬ ‫(‪)2‬‬
‫كل أمة رسوًال أن أعبدوا هللا واجتنبوا الطغوت)‬
‫اآلي‪##‬ة‪ .‬وقول‪##‬ه‪( :‬واعب‪77‬دوا هللا وال تش‪77‬ركوا ب‪77‬ه‬ ‫(‪)3‬‬
‫تعبدوا إال إياه وبالوالدين إحس‪77‬نا)‬
‫(‪)5‬‬
‫اآلية‪ .‬وقوله‪( :‬قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أال تشركوا ب‪77‬ه ش‪77‬يئا)‬ ‫(‪)4‬‬
‫شيئا)‬
‫اآليات‪.‬‬
‫قال ابن مسعود رضي اهلل عن‪##‬ه‪ :‬من أراد أن ينظ‪#‬ر إلى وص‪##‬ية محم‪##‬د ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه‬
‫وسلم التي عليها خاتمة فليقرأ قول‪##‬ه تع‪##‬الى‪( :‬قل تعالوا أتل م‪7‬ا ح‪7‬رم ربكم عليكم) –‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫إلى قوله – (وأن هذا صراطي مستقيمًا‪)..‬‬
‫وعن معاذ بن جبل رضي اهلل عنه قال‪ :‬كنت رديف النبي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم على‬
‫حم‪##‬ار فق‪##‬ال لي‪" :‬ي‪##‬ا مع‪##‬اذ أت‪##‬دري م‪##‬ا ح‪##‬ق اهلل على العب‪##‬اد‪ ،‬وم‪##‬ا ح‪##‬ق العب‪##‬اد على اهلل؟"‬
‫فقلت‪ :‬اهلل ورسوله أعلم‪ .‬قال‪" :‬حق اهلل على العباد أن يعبدوه وال يشركوا به ش‪##‬يئًا‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وح‪##‬ق العب‪##‬اد على اهلل أن ال يع‪##‬ذب من ال يش‪##‬رك ب‪##‬ه ش‪##‬يئًا" فقلت‪ :‬ي‪##‬ا رس‪##‬ول اهلل أفال‬
‫أبشر الناس؟ قال‪" :‬ال تبشرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬الحكمة في خلق الجن واإلنس‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن العبادة هي التوحيد؛ ألن الخصومة فيه‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن من لم يأت به لم يعبد اهلل‪ ،‬ففيه معنى قوله‪‬وال أنتم عابدون ما أعبد)‬
‫(‪.)7‬‬
‫الرابعة‪ :‬الحكمة في إرسال الرسل‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن الرسالة عَّم ت كل أمة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن دين األنبياء واحد‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬المسألة الكب‪##‬يرة أن عب‪##‬ادة اهلل ال تحص‪##‬ل إال ب‪##‬الكفر بالط‪##‬اغوت؛ ففي‪##‬ه مع‪##‬نى‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫قوله‪ ( :‬فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن باهلل‪) 000‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن الطاغوت عام في كل ما ُع ِب د من دون اهلل‪.‬‬
‫التاس‪##‬عة‪ :‬عظم ش‪##‬أن ثالث اآلي‪##‬ات المحكم‪##‬ات في س‪##‬ورة األنع‪##‬ام عن‪##‬د الس‪##‬لف‪ .‬وفيه‪##‬ا‬
‫عشر مسائل‪ ،‬أولها النهي عن الشرك‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬اآلي‪#‬ات المحكم‪#‬ات في س‪#‬ورة اإلس‪#‬راء‪ ،‬وفيه‪#‬ا ثم‪#‬اني عش‪#‬رة مس‪#‬ألة‪ ،‬ب‪#‬دأها‬
‫اهلل بقوله‪( :‬ال تجعل مع هللا إلهًا ءاخر فتقعد مذمومًا مخذوًال)(‪)9‬؛ وختمها بقولـه‪:‬‬
‫(وال تجعل مع هللا إلهًا آخر فتلقى في جهنم ملومًا مدحورًا)(‪ ،)10‬ونبهن‪##‬ا اهلل س‪##‬بحانه‬
‫على عظم شأن هذه المسائل بقوله‪( :‬ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة) (‪.)11‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬آية سورة النساء التي تسمى آية الحقوق العش‪##‬رة‪ ،‬ب‪##‬دأها اهلل تع‪##‬الى‬
‫بقوله‪( :‬واعبدوا هللا وال تشركوا به شيئًا) (‪.)12‬‬
‫الثانية عشرة‪:‬التنبيه على وصية رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عند موته‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬معرفة حق اهلل تعالى علينا‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬معرفة حق العباد عليه إذا أدوا حقه‪.‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬أن هذه المسألة ال يعرفها أكثر الصحابة‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬جواز كتمان العلم للمصلحة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬استحباب بشارة المسلم بما يسره‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬الخوف من االتكال على سعة رحمة اهلل‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬قول المسؤول عما ال يعلم‪ :‬اهلل ورسوله أعلم‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض‪.‬‬
‫الحادي‪##‬ة والعش‪##‬رون‪ :‬تواض‪##‬عه ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم لرك‪##‬وب الحم‪##‬ار م‪##‬ع اإلرداف‬
‫عليه‪.‬‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬جواز اإلرداف على الدابة‪.‬‬
‫الثالثة والعشرون‪ :‬فضيلة معاذ بن جبل‪.‬‬
‫الرابعة والعشرون‪ :‬عظم شأن هذه المسألة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫باب‬
‫فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫وقول اهلل تعالى‪( :‬الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)‬

‫عن عب‪##‬ادة بن الص‪##‬امت رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬ال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪:‬‬
‫(من ش ‪##‬هد أن ال إل ‪##‬ه إال اهلل وح ‪##‬ده ال ش ‪##‬ريك ل ‪##‬ه‪ ،‬وأن محم ‪##‬دًا عب ‪##‬ده ورس ‪##‬وله‪ ،‬وأن‬
‫عيس‪##‬ى عب‪##‬د اهلل ورس‪##‬وله وكلمت‪##‬ه ألقاه‪##‬ا إلى م‪##‬ريم وروح من‪##‬ه‪ ،‬والجن‪##‬ة ح‪#‬ق‪ ،‬والن‪##‬ار‬
‫حق أدخله اهلل الجنة على ما كان من العمل)‪ .‬أخرجاه‪.‬‬

‫ولهما في حديث عتبان‪( :‬فإن اهلل حرم على الن‪#‬ار من ق‪#‬ال‪ :‬ال إل‪#‬ه إال اهلل يبتغي ب‪#‬ذلك‬
‫وجه اهلل)‪.‬‬

‫وعن أبي س‪##‬عيد الخ‪##‬دري رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه عن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪:‬‬
‫(قال موسى‪ :‬يا رب‪ ،‬علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به‪ .‬قال‪ :‬ي‪##‬ا موس‪##‬ى‪ :‬ق‪##‬ل ال إل‪##‬ه إال‬
‫اهلل‪ .‬ق‪##‬ال‪ :‬ي‪##‬ا رب ك‪##‬ل عب‪##‬ادك يقول‪##‬ون ه‪##‬ذا‪ .‬ق‪##‬ال‪ :‬ي‪##‬ا موس‪##‬ى‪ ،‬ل‪##‬و أن الس‪##‬موات الس‪##‬بع‬
‫وعامرهن غيري‪ ،‬واألرضين الس‪##‬بع في كف‪#‬ة‪ ،‬وال إل‪#‬ه اهلل في كف‪#‬ة‪ ،‬م‪##‬الت بهن ال إل‪#‬ه‬
‫اهلل) [رواه ابن حبان‪ ،‬والحاكم وصححه]‪.‬‬

‫وللترمذي وحسنه عن أنس رضي اهلل عنه‪ :‬سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وس‪##‬لم‬
‫يق‪##‬ول‪( :‬ق‪##‬ال اهلل تع‪##‬الى‪ :‬ي‪##‬ا ابن آدم؛ ل‪##‬و أتيت‪##‬ني بق‪##‬راب األرض خطاي‪##‬ا‪ ،‬ثم لقيت‪##‬ني ال‬
‫تشرك بي شيئًا ألتيتك بقرابها مغفرة)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬سعة فضل اهلل‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬كثرة ثواب التوحيد عند اهلل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تكفيره مع ذلك للذنوب‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تفسير اآلية (‪ )82‬التي في سورة األنعام‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫السادسة‪ :‬أنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وم‪#‬ا بع‪#‬ده ت‪#‬بين ل‪#‬ك مع‪#‬نى ق‪#‬ول‪( :‬ال‬
‫إله إال اهلل) وتبين لك خطأ المغرورين‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬كون األنبياء يحتاجون للتنبيه على فضل ال إله إال اهلل‪.‬‬
‫التاس ‪##‬عة‪ :‬التنبي ‪##‬ه لرجحانه ‪##‬ا بجمي ‪##‬ع المخلوق ‪##‬ات‪ ،‬م ‪##‬ع أن كث ‪##‬يرًا ممن يقوله ‪##‬ا يخ ‪##‬ف‬
‫ميزانه‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬النص على أن األرضين سبع كالسموات‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬أن لهن عمارًا‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬إثبات الصفات‪ ،‬خالفًا لألشعرية‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬أنك إذا ع‪##‬رفت ح‪##‬ديث أنس‪ ،‬ع‪##‬رفت أن قول‪##‬ه في ح‪##‬ديث عتب‪##‬ان‪( :‬ف‪##‬إن‬
‫اهلل ح‪##‬رم على الن‪##‬ار من ق‪##‬ال ال إل‪##‬ه إال اهلل‪ ،‬يبتغي ب‪##‬ذلك وج‪##‬ه اهلل) أن‪##‬ه ت‪##‬رك الش‪##‬رك‪،‬‬
‫ليس قولها باللسان‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬تأمل الجمع بين كون عيسى ومحمد عبدي اهلل ورسوليه‪.‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة اهلل‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬معرفة كونه روحًا منه‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬معرفة فضل اإليمان بالجنة والنار‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬معرفة قوله‪( :‬على ما كان من العمل)‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬معرفة أن الميزان له كفتان‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬معرفة ذكر الوجه‪.‬‬

‫باب‬
‫من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب‬
‫وق‪##‬ول اهلل تع‪##‬الى‪( :‬إن إبراهيم كان أمة قانتًا هلل حنيف‪77‬ا ولم ي‪77‬ك من المش‪77‬ركين) (‪.)14‬‬
‫وقال‪( :‬والذين هم بربهم ال يشركون) (‪.)15‬‬
‫عن حصين بن عبد الرحمن ق‪##‬ال‪ :‬كنت عن‪##‬د س‪##‬عيد بن جب‪##‬ير فق‪##‬ال‪ :‬أيكم رأى الك‪##‬وكب‬
‫ال‪#‬ذي انقض البارح‪#‬ة؟ فقلت‪ :‬أن‪##‬ا‪ ،‬ثم قلت‪ :‬أم‪##‬ا إني لم أكن في ص‪##‬الة‪ ،‬ولك‪#‬ني ُل ِد غت‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫ق ‪##‬ال‪ :‬فم ‪##‬ا ص ‪##‬نعت؟ قلت‪ :‬ارتقيت ق ‪##‬ال‪ :‬فم ‪##‬ا حمل ‪##‬ك على ذل ‪##‬ك؟ قلت‪ :‬ح ‪##‬ديث ح ‪##‬دثناه‬
‫الشعبي‪ ،‬قال وما حدثكم؟ قلت‪ :‬حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال‪ :‬ال رقية إال من‬
‫عين أو حم‪##‬ة‪ .‬ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬د أحس‪##‬ن من انتهى إلى م‪##‬ا س‪##‬مع‪ .‬ولكن ح‪##‬دثنا ابن عب‪##‬اس عن‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪( :‬عرضت علي األمم‪ ،‬فرأيت النبي ومعه الره‪#‬ط‪،‬‬
‫والن‪##‬بي ومع‪##‬ه الرج‪##‬ل وال‪##‬رجالن‪ ،‬والن‪##‬بي وليس مع‪##‬ه أح‪##‬د‪ ،‬إذ رف‪##‬ع لي س‪##‬واد عظيم‪،‬‬
‫فظننت أنهم أمتي‪ ،‬فقيل لي‪ :‬هذا موسى وقومه‪ ،‬فنظرت فإذا سواد عظيم‪ ،‬فقي‪##‬ل لي‪:‬‬
‫هذه أمتك ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حس‪##‬اب وال ع‪##‬ذاب‪ ،‬ثم نهض ف‪##‬دخل‬
‫منزل‪##‬ه‪ .‬فخ‪##‬اض الن‪##‬اس في أولئ‪##‬ك‪ ،‬فق‪##‬ال بعض‪##‬هم‪ :‬فلعلهم ال‪##‬ذين ص‪##‬حبوا رس‪##‬ول اهلل‬
‫ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪ .‬وق‪##‬ال بعض‪##‬هم‪ :‬فلعلهم ال‪##‬ذين ول‪##‬دوا في اإلس‪##‬الم فلم يش‪##‬ركوا‬
‫باهلل شيئًا‪ ،‬وذكروا أشياء‪ ،‬فخرج عليهم رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه ف‪##‬أخبروه‪ ،‬فق‪##‬ال‪:‬‬
‫(هم الذين ال يسترقون وال يكتوون وال يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) فقام عكاش‪##‬ة‬
‫بن محصن فقال‪ :‬ادع اهلل أن يجعلني منهم‪ .‬قال‪( :‬أنت منهم) ثم قام رجل آخر فقال‪:‬‬
‫ادع اهلل أن يجعلني منهم‪ .‬فقال‪( :‬سبقك بها عكاشة)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬معرفة مراتب الناس في التوحيد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ما معنى تحقيقه‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يكن من المشركين‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬ثناؤه على سادات األولياء بسالمتهم من الشرك‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬عمق علم الصحابة لمعرفتهم أنهم لم ينالوا ذلك إال بعمل‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬حرصهم على الخير‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬فضيلة هذه األمة بالكمية والكيفية‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬فضيلة أصحاب موسى‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬عرض األمم عليه‪ ،‬عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬قلة من استجاب لألنبياء‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬أن من لم يجبه أحد يأتي وحده‪.‬‬
‫الخامس‪##‬ة عش‪##‬رة‪ :‬ثم‪##‬رة ه‪##‬ذا العلم‪ ،‬وه‪##‬و ع‪##‬دم االغتـرار بالكثـرة‪ ،‬وعـدم الزه‪##‬د في‬
‫القلة‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬الرخصة في الرقية من العين والحمة‪.‬‬
‫السابعة عش‪#‬رة‪ :‬عم‪#‬ق علم الس‪#‬لف لقول‪#‬ه‪ :‬ق‪#‬د أحس‪#‬ن من انتهى إلى م‪#‬ا س‪#‬مع‪ ،‬ولكن‬
‫كذا وكذا‪ .‬فعلم أن الحديث األول ال يخالف الثاني‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬بعد السلف عن مدح اإلنسان بما ليس فيه‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬قوله‪( :‬أنت منهم) علم من أعالم النبوة‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬فضيلة عكاشة‪.‬‬
‫الحادية والعشرون‪ :‬استعمال المعاريض‪.‬‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬حسن خلقه صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫باب‬
‫الخوف من الشرك‬
‫(‪)16‬‬
‫وقول اهلل عز وجل‪( :‬إن هللا ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)‬
‫وفي ح ‪##‬ديث‪:‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫وق ‪##‬ال الخلي ‪##‬ل علي ‪##‬ه الس ‪##‬الم‪( :‬واجنب‪77‬ني وب‪77‬ني أن نعب‪77‬د األص‪77‬نام)‬
‫(أخ ‪##‬وف م ‪##‬ا أخ ‪##‬اف عليكم الش ‪##‬رك األص ‪##‬غر)‪ ،‬فس ‪##‬ئل عن ‪##‬ه فق ‪##‬ال‪( :‬الري ‪##‬اء) وعن ابن‬
‫مس‪##‬عود رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬من م‪##‬ات وه‪##‬و‬
‫ي‪##‬دعو من دون اهلل ن‪##‬دًا دخ‪##‬ل الن‪##‬ار) [رواه البخ‪##‬اري]‪ .‬ولمس‪##‬لم عن ج‪##‬ابر رض‪##‬ي اهلل‬
‫عنه‪ ،‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬من لقي اهلل ال يش‪##‬رك ب‪##‬ه ش‪##‬يئًا دخ‪##‬ل‬
‫الجنة‪ ،‬ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬الخوف من الشرك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الرياء من الشرك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه من الشرك األصغر‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه أخوف ما يخاف منه على الصالحين‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬قرب الجنة والنار‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬الجمع بين قربهما في حديث واحد‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أنه من لقيه ال يشرك به شيئًا دخل الجن‪#‬ة‪ .‬ومن لقي‪#‬ه يش‪#‬رك ب‪#‬ه ش‪#‬يئًا دخ‪#‬ل‬
‫النار ولو كان من أعبد الناس‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬المسألة العظيمة‪ :‬سؤال الخليل له ولبنيه وقاية عبادة األصنام‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬اعتباره بحال األكثر‪ ،‬لقوله‪( :‬رب إنهن أضللن كثيرًا من الناس) (‪.)18‬‬
‫العاشرة‪ :‬فيه تفسير (ال إله إال اهلل) كما ذكره البخاري‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬فضيلة من سلم من الشرك‪.‬‬

‫باب‬
‫الدعاء إلى شهادة أن ال إله هللا‬
‫(‪)19‬‬
‫وقوله اهلل تعالى‪( :‬قل هذه سبيلي أدعوا إلى هللا على بصيرة أن‪77‬ا ومن اتبع‪77‬ني)‬
‫اآلية‪.‬‬
‫عن ابن عب‪##‬اس رض‪##‬ي اهلل عنهم‪##‬ا‪ ،‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪ ،‬لم‪##‬ا بعث‬
‫معاذًا إلى اليمن قال له‪( :‬إنك تأتي قوم‪ً#‬ا من أه‪#‬ل الكت‪#‬اب فليكن أول م‪#‬ا ت‪#‬دعوهم إلي‪#‬ه‬
‫ش‪##‬هادة أن ال إل‪##‬ه إال اهلل ـ وفي رواي‪##‬ة‪ :‬إلى أن يوح‪##‬دوا اهلل ـ ف‪##‬إن هم أط‪##‬اعوك ل‪##‬ذلك‪،‬‬
‫ف‪##‬أعلمهم أن اهلل اف‪##‬ترض عليهم خمس ص‪##‬لوات في ك‪##‬ل ي‪##‬وم وليل‪##‬ة‪ ،‬ف‪##‬إن هم أط‪##‬اعوك‬
‫لذلك‪ :‬فأعلمهم أن اهلل افترض عليهم صدقة تؤخ‪##‬ذ من أغني‪##‬ائهم ف‪##‬ترد على فق‪##‬رائهم‪،‬‬
‫فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أم‪##‬والهم‪ ،‬وات‪##‬ق دع‪#‬وة المظل‪#‬وم‪ ،‬فإن‪##‬ه ليس بينه‪##‬ا‬
‫وبين اهلل حجاب) أخرجاه‪.‬‬
‫ولهم‪##‬ا عن س‪##‬هل بن س‪##‬عد رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‬
‫يوم خيبر‪( :‬ألعطين الراية غ‪#‬دًا رجًال يحب اهلل ورس‪#‬وله‪ ،‬ويحب‪#‬ه اهلل ورس‪#‬وله‪ ،‬يفتح‬
‫اهلل على يدي‪##‬ه‪ .‬فب‪##‬ات الن‪##‬اس ي‪##‬دوكون ليلتهم أيهم يعطاه‪##‬ا‪ .‬فلم‪##‬ا أص‪##‬بحوا غ‪##‬دوا على‬
‫رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم كلهم يرج‪##‬و أن يعطاه‪##‬ا‪ .‬فق‪##‬ال‪( :‬أين علي بن أبي‬
‫طالب؟) فقيل‪ :‬هو يشتكي عينيه‪ ،‬فأرسلوا إليه‪ ،‬فأتى به فبصق في عينيه‪ ،‬ودعا له‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫ف ‪##‬برأ ك ‪##‬أن لم يكن ب ‪##‬ه وج ‪##‬ع‪ ،‬فأعط ‪##‬اه الراي ‪##‬ة فق ‪##‬ال‪( :‬انف ‪##‬ذ على رس ‪##‬لك ح ‪##‬تى ت ‪##‬نزل‬
‫بس‪##‬احتهم‪ ،‬ثم ادعهم إلى اإلس‪##‬الم وأخ‪##‬برهم بم‪##‬ا يجب عليهم من ح‪##‬ق اهلل تع‪##‬الى في‪##‬ه‪،‬‬
‫فواهلل ألن يهدي اهلل بك رجًال واحدًا‪ ،‬خير لك من حمر النعم)‪ .‬يدوكون‪ :‬يخوضون‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن الدعوة إلى اهلل طريق من اتبعه صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬التنبيه على اإلخالص‪ ،‬ألن كثيرًا لو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن البصيرة من الفرائض‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬من دالئل حسن التوحيد‪ :‬كونه تنزيهًا هلل تعالى عن المسبة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن من قبح الشرك كونه مسبة هلل‪.‬‬
‫السادس‪##‬ة‪ :‬وهي من أهمه‪##‬ا – إبع‪##‬اد المس‪##‬لم عن المش‪##‬ركين لئال يص‪##‬ير منهم ول‪##‬و لم‬
‫يشرك‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬كون التوحيد أول واجب‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن يبدأ به قبل كل شيء‪ ،‬حتى الصالة‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬أن معنى‪( :‬أن يوحدوا اهلل)‪ ،‬معنى شهادة‪ :‬أن ال إله إال اهلل‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أن اإلنسان قد يكون من أهل الكتاب‪ ،‬وه‪#‬و ال يعرفه‪##‬ا‪ ،‬أو يعرفه‪##‬ا وال يعم‪##‬ل‬
‫بها‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬التنبيه على التعليم بالتدريج‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬البداءة باألهم فاألهم‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬مصرف الزكاة‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬كشف العالم الشبهة عن المتعلم‪.‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬النهي عن كرائم األموال‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬اتقاء دعوة المظلوم‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬اإلخبار بأنها ال تحجب‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬من أدلة التوحيد ما جرى على س‪##‬يد المرس‪##‬لين وس‪##‬ادات األولي‪##‬اء من‬
‫المشقة والجوع والوباء‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬قوله‪( :‬ألعطين الراية) إلخ‪ .‬علم من أعالم النبوة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫العشرون‪ :‬تفله في عينيه علم من أعالمها أيضًا‪.‬‬
‫الحادية والعشرون‪ :‬فضيلة علي رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح‪.‬‬
‫الثالثة والعشرون‪ :‬اإليمان بالقدر‪ ،‬لحصولها لمن لم يسع لها ومنعها عمن سعى‪.‬‬
‫الرابعة والعشرون‪ :‬األدب في قوله‪( :‬على رسلك)‪.‬‬
‫الخامسة والعشرون‪ :‬الدعوة إلى اإلسالم قبل القتال‪.‬‬
‫السادسة والعشرون‪ :‬أنه مشروع لمن دعوا قبل ذلك وقوتلوا‪.‬‬
‫السابعة والعشرون‪ :‬الدعوة بالحكمة‪ ،‬لقوله‪( :‬أخبرهم بما يجب عليهم)‪.‬‬
‫الثامنة والعشرون‪ :‬المعرفة بحق اهلل تعالى في اإلسالم‪.‬‬
‫التاسعة والعشرون‪ :‬ثواب من اهتدى على يده رجل واحد‪.‬‬
‫الثالثون‪ :‬الحلف على الفتيا‪.‬‬

‫باب‬
‫تفسير التوحيد وشهادة أن ال إله إال هللا‬
‫(‪)20‬‬
‫وق‪##‬ول اهلل تع‪##‬الى‪( :‬أولئ‪##‬ك ال‪##‬ذين ي‪##‬دعون يبتغ‪##‬ون إلى ربهم الوس‪##‬يلة أيهم أق‪##‬رب)‬
‫اآلي‪##‬ه وقول‪##‬ه‪( :‬وإذ ق‪7‬ال إب‪77‬راهيم ألبي‪77‬ه وقوم‪77‬ه إن‪77‬ني ب‪77‬رآُء مم‪77‬ا تعب‪77‬دون * إال ال‪7‬ذي‬
‫(‪)22‬‬
‫اآلي ‪##‬ة‪ .‬وقول ‪##‬ه‪( :‬اتخ‪77‬ذوا أحب‪77‬ارهم ورهب‪77‬انهم أرباب ‪ً7‬ا من دون هللا)‬ ‫(‪)21‬‬
‫فط‪77‬رني)‬
‫(‪)23‬‬
‫اآلي ‪##‬ة‪ .‬وقول ‪##‬ه‪( :‬ومن الن‪77‬اس من يتخ‪77‬ذ من دون هللا أن‪77‬دادًا يحب‪77‬ونهم كحب هللا)‬
‫اآلية‪.‬‬
‫وفي (الص‪##‬حيح) عن الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم أن‪##‬ه ق‪##‬ال‪( :‬من ق‪##‬ال‪ :‬ال إل‪##‬ه إال اهلل‬
‫وكفر بما يعبد من دون اهلل‪ ،‬حرم ماله ودمه‪ ،‬وحسابه على اهلل عز وجل)‪.‬‬
‫وشرح هذا الترجمة‪ :‬ما بعدها من األبواب‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫في‪##‬ه أك‪##‬بر المس‪##‬ائل وأهمه‪##‬ا‪ :‬وهي تفس‪##‬ير التوحي‪##‬د‪ ،‬وتفس‪##‬ير الش‪##‬هادة‪ ،‬وبَّيَنه‪##‬ا ب‪##‬أمور‬
‫واضحة‪.‬‬
‫منها‪ :‬آي‪#‬ة اإلس‪#‬راء‪ ،‬بَّين فيه‪#‬ا ال‪#‬رد على المش‪#‬ركين ال‪#‬ذين ي‪#‬دعون الص‪#‬الحين‪ ،‬ففيه‪#‬ا‬
‫بيان أن هذا هو الشرك األكبر‪.‬‬
‫ومنه‪##‬ا‪ :‬آي‪##‬ة ب‪##‬راءة‪ ،‬بَّين فيه‪##‬ا أن أه‪##‬ل الكت‪##‬اب اتخ‪##‬ذوا أحب‪##‬ارهم ورهب‪##‬انهم أرباب‪ً#‬ا من‬
‫دون اهلل‪ ،‬وبين أنهم لم ي‪#‬ؤمروا إال ب‪#‬أن يعب‪#‬دوا إله‪ً#‬ا واح‪#‬دًا‪ ،‬م‪#‬ع أن تفس‪#‬يرها ال‪#‬ذي ال‬
‫إشكال فيه‪ :‬طاعة العلماء والعباد في المعصية‪ ،‬الدعائهم إياهم‪.‬‬
‫ومنه ‪##‬ا ق ‪##‬ول الخلي ‪##‬ل (علي ‪##‬ه الس ‪##‬الم) للكف ‪##‬ار‪( :‬إن‪77‬ني ب‪77‬رآء مم‪77‬ا تعب‪77‬دون * إال ال‪77‬ذي‬
‫فاس‪##‬تثنى من المعب‪##‬ودين رب‪##‬ه‪ ،‬وذك‪##‬ر س‪##‬بحانه أن ه‪##‬ذه ال‪##‬براءة وه‪##‬ذه‬ ‫(‪)24‬‬
‫فط‪77‬رني)‬
‫الم‪##‬واالة‪ :‬هي تفس‪##‬ير ش‪##‬هادة أن ال إل‪##‬ه إال اهلل‪ .‬فق‪##‬ال‪( :‬وجعلها كلمة باقية في عقبه‬
‫لعلهم يرجعون) (‪.)25‬‬
‫(‪)26‬‬
‫ومنها‪ :‬آية البقرة‪ :‬في الكفار ال‪##‬ذين ق‪##‬ال اهلل فيهم‪( :‬وما هم بخارجين من الن‪7‬ار)‬
‫ذك ‪##‬ر أنهم يحب ‪##‬ون أن ‪##‬دادهم كحب اهلل‪ ،‬ف ‪##‬دل على أنهم يحب ‪##‬ون اهلل حب‪ً# #‬ا عظيم‪ً# #‬ا‪ ،‬ولم‬
‫يدخلهم في اإلسالم‪ ،‬فكي‪##‬ف بمن أحب الن‪##‬د أك‪##‬بر من حب اهلل؟! فكي‪##‬ف لمن لم يحب إال‬
‫الند وحده‪ ،‬ولم يحب اهلل؟!‪.‬‬
‫ومنها قول‪#‬ه ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬من ق‪#‬ال‪ :‬ال إل‪#‬ه إال اهلل وكف‪#‬ر بم‪##‬ا يعب‪##‬د من دون‬
‫اهلل حرم ماله ودمه‪ ،‬وحسابه على اهلل) وهذا من أعظم ما يبِّين معنى (ال إله إال اهلل)‬
‫فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصمًا للدم والمال‪ ،‬بل وال معرفة معناها مع لفظها‪ ،‬ب‪##‬ل وال‬
‫اإلقرار بذلك‪ ،‬بل وال كونه ال يدعو إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬بل ال يح‪#‬رم مال‪#‬ه ودم‪#‬ه‬
‫حتى يضيف إلى ذلك الكف‪##‬ر بم‪##‬ا يعب‪##‬د من دون اهلل‪ ،‬ف‪##‬إن ش‪##‬ك أو توق‪##‬ف لم يح‪##‬رم مال‪#‬ه‬
‫ودمه‪ .‬فيالها من مسألة ما أعظمها وأجله‪##‬ا‪ ،‬ويال‪##‬ه من بي‪##‬ان م‪##‬ا أوض‪##‬حه‪ ،‬وحج‪##‬ة م‪##‬ا‬
‫أقطعها للمنازع‪.‬‬

‫باب‬
‫من الشرك لبس الحلقة والخيط‬
‫ونحوهما لرفع البالء أو دفعه‬

‫‪11‬‬
‫وق‪##‬ول اهلل تع‪##‬الى‪( :‬قل أف‪7‬رأيتم م‪7‬ا ت‪7‬دعون من دون هللا إن أرادنَي هللا بض‪7‬ر ه‪7‬ل هن‬
‫كاشفات ضره)(‪ )27‬اآلية‪.‬‬
‫عن عمران بن حصين رضي اهلل عنه‪ ،‬أن النبي صلى اهلل عليه وس‪##‬لم رأى رجًال في‬
‫ي‪##‬ده حلق‪##‬ة من ص‪##‬فر‪ ،‬فق‪##‬ال‪( :‬م‪##‬ا ه‪##‬ذه)؟ ق‪##‬ال‪ :‬من الواهن‪##‬ة‪ .‬فق‪##‬ال‪( :‬انزعه‪##‬ا فإنه‪##‬ا ال‬
‫تزيدك إال وهن‪ً#‬ا‪ ،‬فإن‪#‬ك ل‪#‬و مت وهي علي‪#‬ك‪ ،‬م‪#‬ا أفلحت أب‪#‬دًا) رواه أحم‪#‬د بس‪#‬ند ال ب‪#‬أس‬
‫ب‪##‬ه‪ .‬ول‪##‬ه عن عقب‪##‬ة بن ع‪##‬امر رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه مرفوع‪ً#‬ا‪( :‬من تعل‪##‬ق تميم‪##‬ة فال أتم اهلل‬
‫ل‪##‬ه‪ ،‬ومن تعل‪##‬ق ودع‪##‬ة فال ودع اهلل ل‪##‬ه) وفي رواي‪##‬ة‪( :‬من تعل‪##‬ق تميم‪##‬ة فق‪##‬د أش‪##‬رك)‪.‬‬
‫والبن أبي حاتم عن حذيفة أنه رأى رجًال في يده خيط من الحمى فقطعه‪ ،‬وتال قوله‪:‬‬
‫(وما يؤمن أكثرهم باهلل إال وهم مشركون) (‪.)28‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬التغليظ في لبس الحلقة والخيط ونحوهما لمثل ذلك‪.‬‬
‫الثاني‪##‬ة‪ :‬أن الص‪##‬حابي ل‪##‬و م‪##‬ات وهي علي‪##‬ه م‪##‬ا أفلح‪ .‬في‪##‬ه ش‪##‬اهد لكالم الص‪##‬حابة‪ :‬أن‬
‫الشرك األصغر أكبر من الكبائر(‪.)3‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه لم يعذر بالجهالة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنها ال تنفع في العاجلة بل تضر‪ ،‬لقوله‪( :‬ال تزيدك إال وهنًا)‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬اإلنكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬التصريح بأن من تعلق شيئًا وكل إليه‪.‬‬
‫السابعة ‪ :‬التصريح بأن من تعلق تميمة فقد أشرك‪.‬‬
‫الثامنة ‪ :‬أن تعليق الخيط من الحمى من ذلك‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬تالوة حذيفة اآلية دليل على أن الصحابة يستدلون باآليات التي في الشرك‬
‫األكبر على األصغر‪ ،‬كما ذكر بن عباس في آية البقرة‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أن تعليق الودع عن العين من ذلك‪.‬‬
‫الحادي‪##‬ة عش‪##‬رة‪ :‬ال‪##‬دعاء على من تعل‪##‬ق تميم‪##‬ة‪ ،‬أن اهلل ال يتم ل‪##‬ه‪ ،‬ومن تعل‪##‬ق ودع‪##‬ة‪،‬‬
‫فال ودع اهلل له‪ ،‬أي ال ترك اهلل له‪.‬‬

‫باب‬
‫ما جاء في الرقي والتمائم‬

‫‪12‬‬
‫في (الصحيح) عن أبي بشير األنصاري رضي اهلل عنه أنه كان مع رس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى‬
‫اهلل عليه وسلم في بعض أسفاره‪ ،‬فأرسل رسوًال أن ال يبقين في رقبة بعير قالدة من‬
‫وت‪##‬ر أو قالدة إال قطعت‪ .‬وعن ابن مس‪##‬عود رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه ق‪##‬ال‪ :‬س‪##‬معت رس‪##‬ول اهلل‬
‫ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم يق‪##‬ول‪( :‬إن ال‪##‬رقى والتم‪##‬ائم والتول‪##‬ة ش‪##‬رك) [رواه أحم‪##‬د وأب‪##‬و‬
‫داود]‪ .‬وعن عب‪##‬د اهلل بن عكيم مرفوع ‪ً#‬ا‪( :‬من تعل‪##‬ق ش‪##‬يئًا وك‪##‬ل إلي‪##‬ه)‪[ .‬رواه أحم‪##‬د‬
‫والترمذي]‪.‬‬
‫(التم‪###‬ائم)‪ :‬ش‪###‬يء يعل‪###‬ق على األوالد من العين‪ ،‬لكن إذا كـان المعلـق من الق ‪##‬رآن‪،‬‬
‫فرخص فيه بعض السلف‪ ،‬وبعضهم لم يرخص فيه‪ ،‬ويجعل‪##‬ه من المنهي عن‪##‬ه‪ ،‬منهم‬
‫ابن مسعود رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫و(ال ‪##‬رقى)‪ :‬هي ال ‪##‬تي تس ‪##‬مى الع ‪##‬زائم‪ ،‬وخص من ‪##‬ه ال ‪##‬دليل م ‪##‬ا خال من الش ‪##‬رك‪ ،‬فق ‪##‬د‬
‫رخص فيه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من العين والحمة‪.‬‬
‫و(التول‪##‬ة)‪ :‬ش‪##‬يء يص‪##‬نعونه يزعم‪##‬ون أن‪##‬ه يحبب الم‪##‬رأة إلى زوجه‪##‬ا‪ ،‬والرج‪##‬ل إلى‬
‫امرأته‪.‬‬
‫وروى أحمد عن رويفع قال‪ :‬ق‪#‬ال لي رس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم‪( :‬ي‪#‬ا رويف‪#‬ع!‬
‫لع‪##‬ل الحي‪##‬اة تط‪##‬ول ب‪##‬ك‪ ،‬ف‪##‬أخبر الن‪##‬اس أن من عق‪##‬د لحيت‪##‬ه‪ ،‬أو تقل‪##‬د وت‪##‬رًا‪ ،‬أو اس‪##‬تنجى‬
‫برجيع دابة أو عظم‪ ،‬فإن محمدًا بريء منه)‪.‬‬
‫وعن س‪##‬عيد بن جب‪##‬ير رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬ق‪##‬ال‪( :‬من قط‪##‬ع تميم‪##‬ة من إنس‪##‬ان ك‪##‬ان كع‪##‬دل‬
‫ق‪##‬ال‪ :‬ك‪##‬انوا يكره‪##‬ون التم‪##‬ائم كله‪##‬ا‪ ،‬من‬ ‫(‪)1‬‬
‫رقب‪##‬ة) [رواه وكي‪##‬ع]‪ .‬ول‪##‬ه عن إب‪##‬راهيم‬
‫القرآن وغير القرآن‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير الرقي والتمائم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير التولة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن هذه الثالثة كلها من الشرك من غير استثناء‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن الرقية بالكالم الحق من العين والحمة ليس من ذلك‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الخامس‪##‬ة‪ :‬أن التميم‪##‬ة إذا ك‪##‬انت من الق‪##‬رآن فق‪##‬د اختل‪##‬ف العلم‪##‬اء ه‪##‬ل هي من ذل‪##‬ك أم‬
‫ال؟‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن تعليق األوتار على الدواب عن العين‪ ،‬من ذلك‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬الوعيد الشديد على من تعلق وترًا‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬فضل ثواب من قطع تميمة من إنسان‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬أن كالم إب‪##‬راهيم ال يخ‪##‬الف م‪##‬ا تق‪##‬دم من االختالف‪ ،‬ألن م‪##‬راده أص‪##‬حاب عب‪##‬د‬
‫اهلل بن مسعود‪.‬‬

‫باب‬
‫من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما‬
‫اآليات‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫وقول اهلل تعالى‪( :‬أفرأيتم اَّلالت والعزى)‬
‫عن أبي واق‪##‬د اللي‪##‬ثي‪ ،‬ق‪##‬ال‪ :‬خرجن‪##‬ا م‪##‬ع رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم إلى ح‪##‬نين‬
‫ونحن حدثاء عهد بكفر‪ ،‬وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوط‪##‬ون به‪##‬ا أس‪##‬لحتهم‪،‬‬
‫يقال له‪#‬ا‪ :‬ذات أن‪#‬واط‪ ،‬فمررن‪#‬ا بس‪#‬درة فقلن‪#‬ا‪ :‬ي‪#‬ا رس‪#‬ول اهلل أجع‪#‬ل لن‪#‬ا ذات أن‪#‬واط كم‪#‬ا‬
‫لهم ذات أنواط فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬اهلل أك‪##‬بر! إنه‪##‬ا الس‪##‬نن‪ ،‬قلتم ـ‬
‫والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنو إسرائيل لموسى‪( :‬اجعل لنا إلهًا كما لهم آله‪77‬ة ق‪77‬ال‬
‫(لتركبن سنن من كان قبلكم)‪[ .‬رواه الترمذي وصححه]‪.‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫إنكم قوم تجهلون)‬
‫فيه مسال‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية النجم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬معرفة صورة األمر الذي طلبوا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬كونهم لم يفعلوا‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬كونهم قصدوا التقرب إلى اهلل بذلك‪ ،‬لظنهم أنه يحبه‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن لهم من الحسنات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫السابعة‪ :‬أن النبي صلى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم لم يع‪#‬ذرهم‪ ،‬ب‪#‬ل رد عليهم بقول‪#‬ه‪( :‬اهلل أك‪#‬بر‬
‫إنها السنن‪ ،‬لتتبعن سنن من كان قبلكم) فغلظ األمر بهذه الثالث‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬األمر الكبير‪ ،‬وهو المقصود‪ :‬أنه أخبر أن طلبتهـم كطلبـة ب‪##‬ني إس‪##‬رائيل لم‪##‬ا‬
‫قالوا لموسى‪( :‬اجعل لنا إلهًا) (‪.)31‬‬
‫التاسعة‪ :‬أن نفي هذا معنى (ال إله إال اهلل)‪ ،‬مع دقته وخفائه على أولئك‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أنه حلف على الفتيا‪ ،‬وهو ال يحلف إال لمصلحة‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬أن الشرك فيه أكبر وأصغر‪ ،‬ألنهم لم يرتدوا بهذا‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬قولهم‪( :‬ونحن حدثاء عهد بكفر) فيه أن غيرهم ال يجهل ذلك‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬التكبير عند التعجب‪ ،‬خالفًا لمن كرهه‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬سد الذرائع‪.‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬النهي عن التشبه بأهل الجاهلية‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬الغضب عند التعليم‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬القاعدة الكلية‪ ،‬لقوله (إنها السنن)‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬أن هذا َع لم من أعالم النبوة‪ ،‬لكونه وقع كما أخبر‪.‬‬
‫التاسعة عشرة‪ :‬أن كل ما ذم اهلل به اليهود والنصارى في القرآن أنه لنا‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على األمـر‪ ،‬فصـار في‪##‬ه التنبي‪##‬ه على‬
‫مسائل القبر‪ .‬أما (من رب‪##‬ك)؟ فواض‪##‬ح‪ ،‬وأم‪##‬ا (من نبي‪##‬ك)؟ فمن إخب‪##‬اره بأنب‪##‬اء الغيب‪،‬‬
‫وأما (ما دينك)؟ فمن قولهم‪( :‬اجعل لنا إلهًا) إلخ‪.‬‬
‫الحادية والعشرون‪ :‬أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين‪.‬‬
‫الثاني‪##‬ة والعش‪##‬رون‪ :‬أن المنتق‪##‬ل من الباط‪##‬ل ال‪##‬ذي اعت‪##‬اده قلب‪##‬ه ال ُي ؤمن أن يك‪##‬ون في‬
‫قلبه بقية من تلك العادة لقولهم‪ :‬ونحن حدثاء عهد بكفر‪.‬‬

‫باب‬
‫ما جاء في الذبح لغير هللا‬
‫وقول اهلل تعالى‪( :‬قل إن صالتي ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب العالمين * ال ش‪77‬ر‬
‫اآلية‪ ،‬وقوله‪( :‬فصل لر بك وأنحر) (‪.)33‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫يك له)‬

‫‪15‬‬
‫عن علي رضي اهلل عنه قال‪ :‬حدثني رسول اهلل صلى اهلل عليه وس‪##‬لم ب‪##‬أربع كلم‪##‬ات‪:‬‬
‫(لعن اهلل من ذبح لغ‪#‬ير اهلل‪ ،‬لعن اهلل من لعن ووالدي‪#‬ه‪ .‬لعن اهلل من آوى مح‪#‬دثًا‪ ،‬لعن‬
‫اهلل من غير منار األرض) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫وعن طارق بن شهاب‪ ،‬أن رسول اهلل صلى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬دخ‪##‬ل الجن‪##‬ة رج‪##‬ل‬
‫في ذباب‪ ،‬ودخل النار رجل في ذب‪##‬اب) ق‪##‬الوا‪ :‬وكي‪##‬ف ذل‪#‬ك ي‪##‬ا رس‪##‬ول اهلل؟! ق‪##‬ال‪( :‬م‪##‬ر‬
‫رجالن على قوم لهم صنم ال يجوزه أح‪#‬د ح‪#‬تى يق‪#‬رب ل‪#‬ه ش‪#‬يئًا‪ ،‬فق‪#‬الوا ألح‪#‬دهما ق‪#‬رب‬
‫قال‪ :‬ليس عندي شيء أقرب قالوا ل‪#‬ه‪ :‬ق‪#‬رب ول‪#‬و ذباب‪ً#‬ا‪ ،‬فق‪#‬رب ذباب‪ً#‬ا‪ ،‬فخل‪#‬وا س‪##‬بيله‪،‬‬
‫فدخل النار‪ ،‬وقالوا لآلخر‪ :‬قرب‪ ،‬فقال‪ :‬ما كنت ألقرب ألحد شيئًا دون اهلل عز وج‪##‬ل‪،‬‬
‫فضربوا عنقه فدخل الجنة) [رواه أحمد]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير (إن صالتي ونسكي)‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير (فصل لربك وأنحر)‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬البداءة بلعنة من ذبح لغير اهلل‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬لعن من لعن والديه‪ ،‬ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬لعن من آوى محدثًا وهـو الرجـل يحـدث ش‪##‬يئًا يجـب في‪##‬ه ح‪##‬ق هلل فيلتجيء‬
‫إلى من يجيره من ذلك‪.‬‬
‫السادس ‪##‬ة‪ :‬لعن من غ ‪##‬ير من ‪##‬ار األرض‪ ،‬وهي المراس ‪##‬يم ال ‪##‬تي تف ‪##‬رق بين حق ‪##‬ك في‬
‫األرض وحق جارك‪ ،‬فتغيرها بتقديم أو تأخير‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬الفرق بين لعن المعّين‪ ،‬ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬هذه القصة العظيمة‪ ،‬وهي قصة الذباب‪.‬‬
‫التاس‪##‬عة‪ :‬كون‪##‬ه دخ‪##‬ل الن‪##‬ار بس‪##‬بب ذل‪#‬ك ال‪##‬ذباب ال‪##‬ذي لم يقص‪##‬ده‪ ،‬ب‪##‬ل فعل‪#‬ه تخلص‪ً#‬ا من‬
‫شرهم‪.‬‬
‫العاش‪##‬رة‪ :‬معرف‪##‬ة ق‪##‬در الش‪##‬رك في قل‪##‬وب المؤم‪##‬نين‪ ،‬كي‪##‬ف ص‪##‬بر ذل‪##‬ك على القت‪##‬ل‪ ،‬ولم‬
‫يوافقهم على طلبتهم‪ ،‬مع كونهم لم يطلبوا منه إال العمل الظاهر‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬أن الذي دخل النار مسلم‪ ،‬ألنه لو كان كافرًا لم يق‪#‬ل‪( :‬دخ‪#‬ل الن‪#‬ار في‬
‫ذباب)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬فيه شاهد للحديث الصحيح (الجنة أق‪##‬رب إلى أح‪##‬دكم من ش‪##‬راك نعل‪##‬ه‪،‬‬
‫والنار مثل ذلك)‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬معرفة أن عمل القلب هو المقصود األعظم حتى عند عبدة األوثان‪.‬‬
‫باب‬
‫ال يذبح هلل بمكان يذبح فيه لغير هللا‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫وقول اهلل تعالى‪( :‬ال َتـُقم فيه أبدًا)‬
‫عن ث‪##‬ابت بن الض‪##‬حاك رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬ق‪##‬ال‪ :‬ن‪##‬ذر رج‪##‬ل أن ينح‪##‬ر إبًال ببوان‪##‬ة‪ ،‬فس‪##‬أله‬
‫الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم فق‪##‬ال‪( :‬ه‪##‬ل ك‪##‬ان فيه‪##‬ا وثن من أوث‪##‬ان الجاهلي‪##‬ة يعب‪##‬د)؟‬
‫قالوا‪ :‬ال‪ .‬قال‪( :‬فهل كان فيه‪#‬ا عي‪#‬د من أعي‪#‬ادهم)؟ ق‪#‬الوا‪ :‬ال‪ .‬فق‪#‬ال رس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى‬
‫اهلل عليه وس‪#‬لم‪( :‬أوف بن‪#‬ذرك‪ ،‬فإن‪#‬ه ال وف‪#‬اء لن‪#‬ذر في معص‪#‬ية اهلل‪ ،‬وال فيم‪#‬ا ال يمل‪#‬ك‬
‫ابن آدم) [رواه أبو داود‪ ،‬وإ سنادها على شرطهما]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير قوله‪( :‬ال تَـُقم فيه أبدًا) (‪.)35‬‬
‫الثانية‪ :‬أن المعصية قد تؤثر في األرض‪ ،‬وكذلك الطاعة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬رد المسألة المشكلة إلى المسألة البِّينة ليزول اإلشكال‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬استفصال المفتي إذا احتاج إلى ذلك‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن تخصيص البقعة بالنذر ال بأس به إذا خال من الموانع‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬المنع منه إذا كان فيه وثن من أوثان الجاهلية ولو بعد زواله‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬المنع منه إذا كان فيه عيد من أعيادهم ولو بعد زواله‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أنه ال يجوز الوفاء بما نذر في تلك البقعة‪ ،‬ألنه نذر معصية‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم ولو لم يقصده‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬ال نذر في معصية‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬ال نذر البن آدم فيما ال يملك‪.‬‬

‫باب‬

‫‪17‬‬
‫من الشرك النذر لغير هللا‬
‫وق ‪##‬ول اهلل تع ‪##‬الى‪( :‬يوفون بالنذر) (‪ )36‬وقول ‪##‬ه‪( :‬وما أنفقتم من نفقة أو ن‪77‬ذرتم‬
‫من نذر فإن هللا يعلمه) (‪.)37‬‬
‫وفي (الص‪##‬حيح) عن عائش‪##‬ة رض‪##‬ي اهلل عنه‪##‬ا‪ ،‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‬
‫قال‪( :‬من نذر أن يطيع اهلل فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن يعصي اهلل فال يعصه)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬وجوب الوفاء بالنذر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إذا ثبت كونه عبادة هلل فصرفه إلى غيره شرك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن نذر المعصية ال يجوز الوفاء به‪.‬‬

‫باب‬
‫من الشرك االستعاذة بغير هللا‬
‫وق‪##‬ول اهلل تع‪##‬الى‪( :‬وأن‪77‬ه ك‪7‬ان رج‪7‬ال من اإلنس يع‪7‬وذون برج‪7‬ال من الجن ف‪7‬زادوهم‬
‫رهقًا) (‪.)38‬‬
‫وعن خولة بنت حكيم رضي اهلل عنها قالت‪ :‬سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫يقول‪( :‬من ن‪##‬زل م‪##‬نزًال فق‪#‬ال‪ :‬أع‪#‬وذ بكلم‪##‬ات اهلل التام‪##‬ات من ش‪##‬ر م‪##‬ا خل‪#‬ق‪ ،‬لم يض‪##‬ره‬
‫شيء حتى يرحل من منزله ذلك) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية الجن‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬كونه من الشرك‪.‬‬
‫الثالث‪##‬ة‪ :‬االس‪##‬تدالل على ذل‪##‬ك بالح‪##‬ديث‪ ،‬ألن العلم‪##‬اء اس‪##‬تدلوا ب‪##‬ه على أن كلم‪##‬ات اهلل‬
‫غير مخلوقة‪ ،‬قالوا‪ :‬ألن االستعاذة بالمخلوق شرك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن كون الشيء يحصل به مص‪##‬لحة دنيوي‪##‬ة من ك‪##‬ف ش‪##‬ر أو جلب نف‪##‬ع – ال‬
‫يدل على أنه ليس من شرك‪.‬‬

‫باب‬

‫‪18‬‬
‫من الشرك أن يستغيث بغير هللا أو يدعو غيره‬

‫وقول‪##‬ه تع‪##‬الى‪( :‬وال تدع من دون هللا ما ال ينفعك وال يضرك ف‪77‬إن فعلت فإن‪77‬ك إذًا من‬
‫اآلية‪ .‬وقول ‪##‬ه‪( :‬فابتغوا‬ ‫(‪)39‬‬
‫الظالمين * وإن يمسسك هللا بضر فال كاشف له إال هو)‬
‫اآلية‪ .‬وقوله‪( :‬ومن أضل ممن ي‪77‬دعوا من دون هللا من‬ ‫(‪)40‬‬
‫عند هللا الرزق واعبدوه)‬
‫اآليتان‪ .‬وقوله‪( :‬أمن يجيب ا لمضطر إذا دع‪77‬اه‬ ‫(‪)41‬‬
‫ال يستجيب له إلى يوم القيامة)‬
‫ويكشف السوء) (‪.)43‬‬
‫وروي الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم من‪##‬افق ي‪##‬ؤذي‬
‫المؤم‪#‬نين‪ ،‬فق‪#‬ال بعض‪#‬هم‪ :‬قوم‪#‬وا بن‪#‬ا نس‪#‬تغيث برس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم من‬
‫هذا المنافق‪ .‬فقال النبي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬إن‪##‬ه ال يس‪##‬تغاث بي‪ ،‬وإ نم‪##‬ا يس‪##‬تغاث‬
‫باهلل عز وجل)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن عطف الدعاء على االستغاثة من عطف العام على الخاص‪.‬‬
‫(‪)44‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير قوله‪( :‬وال تدع من دون ا هلل ما ال ينفعك وال يضرك)‬
‫الثالثة‪ :‬أن هذا هو الشرك األكبر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬تفسير اآلية التي بعدها‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬كون ذلك ال ينفع في الدنيا مع كونه كفرًا‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬تفسير اآلية الثالثة‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن طلب الرزق ال ينبغي إال من اهلل‪ ،‬كما أن الجنة ال تطلب إال منه‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬تفسير اآلية الرابعة‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أنه ال أضل ممن دعا غير اهلل‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬أنه غافل عن دعاء الداعي ال يدري عنه‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬كفر المدعو بتلك العبادة‪.‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬أن هذه األمور سبب كونه أضل الناس‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬تفسير اآلية الخامسة‪.‬‬
‫الس‪##‬ابعة عش‪##‬رة‪ :‬األم‪##‬ر العجيب وه‪##‬و إق‪##‬رار عب‪##‬دة األوث‪##‬ان أن‪##‬ه ال يجيب المض‪##‬طر إال‬
‫اهلل‪ ،‬وألجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬حماية المصطفى صلى اهلل عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع اهلل‬
‫عز وجل‪.‬‬

‫باب‬
‫ق ‪##‬ول اهلل تع ‪##‬الى‪( :‬أيشركون ماال يخلق ش‪77‬يئًا وهم يخلق‪77‬ون * وال يس‪77‬تطيعون‬
‫لهم نص‪77‬رًا) (‪ )45‬اآلي ‪##‬ة‪ .‬وقول ‪##‬ه‪( :‬وال‪77‬ذين ت‪77‬دعون من دون‪77‬ه م‪77‬ا يملك‪77‬ون من‬
‫قطمير) (‪ )46‬اآلية‪.‬‬
‫وفي (الص‪##‬حيح) عن أنس ق‪##‬ال‪ُ :‬ش َّج الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ي‪##‬وم أح‪##‬د وكس‪##‬رت‬
‫رباعيته‪ ،‬فقال‪( :‬كيف يفلح قوم َش ُّجوا نبيهم)؟ فنزلت‪ ( :‬ليس لك من األم‪7‬ر ش‪7‬يء )‬
‫وفيه عن ابن عمر رضي اهلل عنهما أن‪#‬ه س‪#‬مع رس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم‬ ‫(‪)47‬‬

‫يق‪##‬ول إذا رف‪##‬ع رأس‪##‬ه من الرك‪##‬وع في الركع‪##‬ة األخ‪##‬يرة من الفج‪##‬ر‪( :‬اللهم العن فالن ‪ً#‬ا‬
‫وفالن‪ً#‬ا) بع‪##‬دما يق‪##‬ول‪( :‬س‪##‬مع اهلل لمن حم‪##‬ده‪ ،‬ربن‪##‬ا ول‪##‬ك الحمــد) ف‪##‬أنزل اهلل تع‪##‬الى‪( :‬‬
‫اآلي‪##‬ة وفي رواي‪##‬ة‪ :‬ي‪##‬دعو على ص‪##‬فوان بن أمي‪##‬ة‪،‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫ليس لك من األمر شيء )‬
‫وس‪##‬هيل بن عم‪##‬رو والح‪##‬ارث بن هش‪##‬ام‪ ،‬ف‪##‬نزلت (ليس لك من األمر شيء) وفي‪##‬ه‬
‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬ق‪##‬ام رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم حين أن‪##‬زل‬
‫علي ‪##‬ه‪( :‬وأنذر عشيرتك األق‪77‬ربين) ق ‪##‬ال‪( :‬ي ‪##‬ا معش ‪##‬ر ق ‪##‬ريش ـ أو كلم ‪##‬ة نحوه ‪##‬ا ـ‬
‫اشتروا أنفسكم‪ ،‬ال أغني عنكم من اهلل شيئًا‪ ،‬يا عباس بن عبد المطلب ال أغني عن‪##‬ك‬
‫من اهلل شيئًا‪ ،‬يا ص‪#‬فية عم‪#‬ة رس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم ال أغ‪#‬ني عن‪#‬ك من اهلل‬
‫شيئًا‪ ،‬ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ال أغني عنك من اهلل شيئًا)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير اآليتين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬قصة أحد‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات األولياء يؤمنون في الصالة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن المدعو عليهم كفار‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أنهم فعلوا أش‪##‬ياء م‪##‬ا فعله‪##‬ا غ‪##‬الب الكف‪##‬ار‪ .‬منه‪##‬ا‪ :‬ش‪##‬جهم ن‪##‬بيهم وحرص‪##‬هم‬
‫على قتله‪ ،‬ومنها‪ :‬التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم‪.‬‬
‫(‪.)48‬‬
‫السادسة‪ :‬أنزل اهلل عليه في ذلك ( ليس لك من األمر شيء)‬
‫فتاب عليهم فآمنوا‪.‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫السابعة‪ :‬قوله‪( :‬أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون)‬
‫الثامنة‪ :‬القنوت في النوازل‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬تسمية المدعو عليهم في الصالة بأسمائهم وأسماء آبائهم‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬لعنه المعين في القنوت‪.‬‬
‫الحادي‪##‬ة عش‪##‬رة‪ :‬قص‪##‬ته ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم لم‪##‬ا أن‪##‬زل علي‪##‬ه‪( :‬وأنذر عشيرتك‬
‫(‪.)50‬‬
‫األقربين)‬
‫الثانية عشرة‪ :‬جّد ه صلى اهلل عليه وس‪#‬لم في ه‪#‬ذا األم‪#‬ر‪ ،‬بحيث فع‪#‬ل م‪#‬ا نس‪#‬ب بس‪#‬ببه‬
‫إلى الجنون‪ ،‬وكذلك لو يفعله مسلم اآلن‪.‬‬
‫الثالث‪##‬ة عش‪##‬رة‪ :‬قول‪##‬ه لألبع‪##‬د واألق‪##‬رب‪( :‬ال أغ‪##‬ني عن‪##‬ك من اهلل ش‪##‬يئًا) ح‪##‬تى ق‪##‬ال‪( :‬ي‪##‬ا‬
‫فاطمة بنت محمد ال أغني عنك من اهلل شيئًا) فإذا صرح ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم وه‪#‬و‬
‫سيد المرسلين بأنه ال يغني شيئًا عن سيدة نساء العالمين‪ ،‬وآمن اإلنس‪##‬ان أن‪##‬ه ص‪##‬لى‬
‫اهلل عليه وسلم ال يقول إال الح‪##‬ق‪ ،‬ثم نظ‪##‬ر فيم‪##‬ا وق‪##‬ع في قل‪##‬وب خ‪##‬واص الن‪##‬اس اآلن ـ‬
‫تبين له التوحيد وغربة الدين‪.‬‬

‫باب‬

‫قول اهلل تعالى‪( :‬حتى إذا ُفّز ع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي‬
‫(‪.)51‬‬
‫الكبير)‬
‫وفي (الصحيح) عن أبي هريرة رضي اهلل عنه عن النبي صلى اهلل عليه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪:‬‬
‫(إذا قض‪##‬ى اهلل األم‪##‬ر في الس‪##‬ماء ض‪##‬ربت المالئك‪##‬ة بأجنحته‪##‬ا خض‪##‬عانًا لقول‪##‬ه‪ ،‬كأن‪##‬ه‬
‫سلسلة على ص‪#‬فوان ينف‪#‬ذهم ذل‪#‬ك‪ .‬ح‪#‬تى إذا ُف ِّز ع عن قل‪#‬وبهم ق‪#‬الوا‪ :‬م‪#‬اذا ق‪#‬ال ربكم؟‬
‫ق‪##‬الوا‪ :‬الح‪##‬ق وه‪##‬و العلي الكب‪##‬ير فيس‪##‬معها مس‪##‬ترق الس‪##‬مع ـ ومس‪##‬ترق الس‪##‬مع هك‪##‬ذا‬

‫‪21‬‬
‫بعضه ف‪#‬وق بعض ـ وص‪##‬فه س‪##‬فيان بكف‪#‬ه فحرفه‪##‬ا وب‪##‬دد بين أص‪##‬ابعه ـ فيس‪##‬مع الكلم‪##‬ة‬
‫فيلقيها إلى من تحته‪ ،‬ثم يلقيها اآلخر إلى من تحت‪##‬ه‪ ،‬ح‪##‬تى يلقيه‪##‬ا عن لس‪##‬ان الس‪##‬احر‬
‫أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قب‪##‬ل أن يلقيه‪##‬ا‪ ،‬وربم‪##‬ا ألقاه‪##‬ا قب‪##‬ل أن يدرك‪##‬ه‪ ،‬فيك‪##‬ذب‬
‫معها مائة كذبة فيقال‪ :‬أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا‪ :‬كذا وك‪##‬ذا فيص‪##‬دق بتل‪##‬ك الكلم‪##‬ة‬
‫التي سمعت من السماء)‪.‬‬
‫وعن النواس بن سمعان رضي اهلل عنه قال‪ :‬ق‪#‬ال رس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم‪:‬‬
‫(إذا أراد اهلل تعالى أن يوحي باألمـر تكلـم ب‪##‬الوحي أخ‪#‬ذت السمـاوات من‪##‬ه رجف‪#‬ة ـ أو‬
‫ق‪##‬ال رع‪##‬دة ـ ش‪##‬ديدة خوف‪ً#‬ا من اهلل ع‪##‬ز وج‪##‬ل‪ .‬ف‪##‬إذا س‪##‬مع ذل‪#‬ك أه‪##‬ل الس‪##‬ماوات ص‪##‬عقوا‬
‫وخروا سجدًا‪ .‬فيكون أول من يرفع رأسه جبريل‪ ،‬فيكلمه اهلل من وحي‪##‬ه بم‪##‬ا أراد‪ ،‬ثم‬
‫يمر جبريل على المالئكة‪ ،‬كلما مر بسماء س‪#‬أله مالئكته‪#‬ا‪ :‬م‪#‬اذا ق‪#‬ال ربن‪#‬ا ي‪#‬ا جبري‪#‬ل؟‬
‫فيق‪##‬ول جبري‪##‬ل‪ :‬ق‪##‬ال الح‪##‬ق وه‪##‬و العلي الكب‪##‬ير فيقول‪##‬ون كلهم مث‪##‬ل م‪##‬ا ق‪##‬ال جبري‪##‬ل‪.‬‬
‫فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره اهلل عز وجل)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير اآلية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ما فيها من الحجة على إبط‪##‬ال الش‪##‬رك‪ ،‬خصوص‪ً#‬ا من تعل‪##‬ق على الص‪##‬الحين‪،‬‬
‫وهي اآلية التي قيل‪ :‬إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب‪.‬‬
‫(‪.)52‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسير قوله‪( :‬قالوا الحق وهو العلي الكبير)‬
‫الرابعة‪ :‬سبب سؤالهم عن ذلك‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن جبريل هو الذي يجيبهم بعد ذلك بقوله‪( :‬قال كذا وكذا)‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬ذكر أن أول من يرفع رأسه جبريل‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن يقول ألهل السماوات كلهم‪ ،‬ألنهم يسألونه‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن الغشي يعم أهل السماوات كلهم‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬ارتجاف السماوات لكالم اهلل‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬أن جبريل هو الذي ينتهي بالوحي إلى حيث أمره اهلل‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬ذكر استراق الشياطين‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬صفة ركوب بعضهم بعضًا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬إرسال الشهب‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬أن‪##‬ه ت‪##‬ارة يدرك‪#‬ه الش‪##‬هاب قب‪##‬ل أن يلقيه‪##‬ا‪ ،‬وت‪##‬ارة يلقيه‪##‬ا في أذن ولي‪##‬ه‬
‫من اإلنس قبل أن يدركه‪.‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬كون الكاهن يصدق بعض األحيان‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬كونه يكذب معها مائة كذبة‪.‬‬
‫السابعة عشرة‪ :‬أنه لم يصدق كذبه إال بتلك الكلمة التي سمعت من السماء‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬قبول النفوس للباطل‪ ،‬كيف يتعلقون بواحدة وال يعتبرون بمائة؟!‪.‬‬
‫التاس‪##‬عة عش‪##‬رة‪ :‬ك‪##‬ونهم يلقي بعض‪##‬هم إلى بعض تل‪##‬ك الكلم‪##‬ة ويحفظونه‪##‬ا ويس‪##‬تدلون‬
‫بها‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬إثبات الصفات خالفًا لألشعرية المعطلة‪.‬‬
‫الحادية والعشرون‪ :‬التصريح بأن تلك الرجفة والغشي كانا خوفًا من اهلل عز وجل‪.‬‬
‫الثانية والعشرون‪ :‬أنهم يخرون هلل سجدًا‪.‬‬
‫باب‬
‫الشفاعـة‬
‫وق ‪##‬ول اهلل تع ‪##‬الى‪( :‬وأنذر به ال‪77‬ذين يخ‪77‬افون أن يحش‪77‬روا إلى ربهم ليس لهم‬
‫وقول‪##‬ه‪( :‬قل هلل الش‪77‬فاعة جميع‪ً7‬ا)‬
‫(‪)53‬‬
‫وقول ‪##‬ه‪:‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫من دونه ولي وال شفيع)‬
‫(من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه)(‪ )55‬وقوله‪( :‬وكم من ملك في الس‪77‬موات ال‬
‫تغني شفاعتهم شيئًا إال من بعد أن يأذن هللا لمن يشاء ويرضى) (‪ )56‬وقوله‪:‬‬
‫(قل ادعوا الذين زعمتم من دون هللا ال يملك‪77‬ون مثق‪77‬ال ذرة في ا لس‪77‬موات‬
‫وال في األرض)(‪ )57‬اآليتين‪.‬‬
‫ق‪##‬ال أب‪##‬و العب‪##‬اس‪ :‬نفى اهلل عم‪##‬ا س‪##‬واه ك‪##‬ل م‪##‬ا يتعل‪##‬ق ب‪##‬ه المش‪##‬ركون‪ ،‬فنفى أن يك‪##‬ون‬
‫لغيره ملك أو قسط منه‪ ،‬أو يكون عونًا هلل‪ ،‬ولم يب‪##‬ق إال الش‪##‬فاعة‪ ،‬ف‪#‬بين أنه‪##‬ا ال تنف‪#‬ع‬
‫فه‪##‬ذه‬ ‫(‪)58‬‬
‫إال لمن أذن ل‪##‬ه ال‪##‬رب‪ ،‬كم‪##‬ا ق‪##‬ال تع‪##‬الى‪( :‬وال يشفعون إال لمن ارتضى)‬
‫الشفاعة التي يظنها المش‪##‬ركون‪ ،‬هي منتفي‪##‬ة ي‪##‬وم القيام‪##‬ة كم‪##‬ا نفاه‪##‬ا الق‪##‬رآن‪ ،‬وأخ‪##‬بر‬

‫‪23‬‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه يأتي فيسجد لربه ويحم‪##‬ده‪ ،‬ال يب‪##‬دأ بالش‪##‬فاعة أوًال‪ ،‬ثم‬
‫يقال له‪ :‬ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع‪ ،‬وسل ُتعط‪ ،‬واشفع ُتشفع‪.‬‬
‫وقال له أبو هريرة‪ :‬من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول اهلل؟ قال‪( :‬من قال ال إله إال‬
‫اهلل خالصًا من قلب‪##‬ه) فتل‪##‬ك الش‪##‬فاعة أله‪##‬ل اإلخالص ب‪##‬إذن اهلل‪ ،‬وال تك‪##‬ون لمن أش‪##‬رك‬
‫باهلل‪.‬‬
‫وحقيقت‪##‬ه‪ :‬أن اهلل س‪##‬بحانه ه‪##‬و ال‪##‬ذي يتفض‪##‬ل على أه‪##‬ل اإلخالص فيغف‪##‬ر لهم بواس‪##‬طة‬
‫دع‪##‬اء من أذن ل‪##‬ه أن يش‪##‬فع‪ ،‬ليكرم‪##‬ه وين‪##‬ال المق‪##‬ام المحم‪##‬ود‪ .‬فالش‪##‬فاعة ال‪##‬تي نفاه‪##‬ا‬
‫القرآن م‪##‬ا ك‪##‬ان فيه‪##‬ا ش‪##‬رك‪ ،‬وله‪##‬ذا أثبت الش‪##‬فاعة بإذن‪##‬ه في مواض‪##‬ع‪ ،‬وق‪##‬د بَّين الن‪##‬بي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم أنها ال تكون إال ألهل التوحيد واإلخالص‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير اآليات‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬صفة الشفاعة المنفية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬صفة الشفاعة المثبتة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬ذكر الشفاعة الكبرى‪ ،‬وهي المقام المحمود‪.‬‬
‫الخامس‪##‬ة‪ :‬ص‪##‬فة م‪##‬ا يفعل‪##‬ه ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪ ،‬وأن‪##‬ه ال يب‪##‬دأ بالش‪##‬فاعة أوًال‪ ،‬ب‪##‬ل‬
‫يسجد‪ ،‬فإذا أذن اهلل له شفع‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬من أسعد الناس بها؟‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أنها ال تكون لمن أشرك باهلل‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬بيان حقيقتها‪.‬‬

‫باب‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)59‬‬
‫قول اهلل تعالى‪ ( :‬إنك ال تهدي من أحببت )‬
‫وفي (الصحيح) عن ابن المسيب عن أبيه قال‪( :‬لما حض‪##‬رت أب‪##‬ا ط‪##‬الب الوف‪##‬اة ج‪##‬اءه‬
‫رسول اهلل صلى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم وعن‪##‬ده عب‪##‬د اهلل بن أبي أمي‪##‬ة وأب‪##‬و جه‪##‬ل‪ ،‬فق‪##‬ال ل‪##‬ه‪:‬‬
‫(يا عم‪ ،‬قل‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬كلمة أحاج لك بها عند اهلل) فقاال له‪ :‬أترغب عن ملة عبد‬
‫المطلب؟ فأعاد عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فأعادا فكان آخر م‪##‬ا ق‪##‬ال‪ :‬ه‪##‬و على‬
‫مل‪##‬ة عب‪##‬د المطلب وأبى أن يق‪##‬ول‪ :‬ال إل‪##‬ه إال اهلل‪ .‬فق‪##‬ال الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫(ألستغفرن لك ما لم أنه عن ‪##‬ك) ف ‪##‬أنزل اهلل ع ‪##‬ز وج ‪##‬ل( ما كان للنبي والذين آمنوا‬
‫أن يستغفروا للمشركين ) (‪ )60‬اآلية‪ .‬وأنزل اهلل في أبي ط‪## #‬الب‪ ( :‬إنك ال تهدي‬
‫من أحببت ولكن هللا يهدي من يشاء ) (‪.)61‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫(‬
‫األولى‪ :‬تفسير قوله‪ ( :‬إنك ال تهدي من أحببت ولكن هللا يه‪77‬دي من يش‪77‬اء )‬
‫‪.)62‬‬
‫)‬
‫الثانية‪ :‬تفسير قوله‪ ( :‬ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)63‬‬

‫الثالثة‪ :‬وهي المسألة الكبرى – تفس‪##‬ير قول‪#‬ه ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬ق‪##‬ل‪ :‬ال إل‪##‬ه إال‬
‫اهلل) بخالف ما عليه من يدعي العلم‪.‬‬
‫الرابع‪##‬ة‪ :‬أن أب‪##‬ا جه‪##‬ل ومن مع‪##‬ه يعرف‪##‬ون م‪##‬راد الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم إذ ق‪##‬ال‬
‫للرجل‪( :‬قل ال إله إال اهلل)‪ .‬فقبح اهلل من أبو جهل أعلم منه بأصل اإلسالم‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬جّد ه صلى اهلل عليه وسلم ومبالغته في إسالم عمه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬الرد على من زعم إسالم عبد المطلب وأسالفه‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬كونه صلى اهلل عليه وسلم استغفر له فلم يغفر له‪ ،‬بل نهي عن ذلك‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬مضرة أصحاب السوء على اإلنسان‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬مضرة تعظيم األسالف واألكابر‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬الشبهة للمبطلين في ذلك‪ ،‬الستدالل أبي جهل بذلك‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬الشاهد لكون األعمال بالخواتيم‪ ،‬ألنه لو قالها لنفعته‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬التأم‪##‬ل في ك‪#‬بر ه‪##‬ذه الش‪##‬بهة في قل‪#‬وب الض‪##‬الين‪ ،‬ألن في القص‪##‬ة أنهم‬
‫لم يج‪##‬ادلوه إال به‪##‬ا‪ ،‬م‪##‬ع مبالغت‪##‬ه ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم وتكري‪##‬ره‪ ،‬فألج‪##‬ل عظمته‪##‬ا‬
‫ووضوحها عندهم‪ ،‬اقتصروا عليها‪.‬‬

‫باب‬
‫ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم‬
‫هو الغلو في الصالحين‬

‫‪25‬‬
‫وقول اهلل عز وجل‪ ( :‬يا أهل الكتاب ال تغلوا في دينكم ) (‪.)64‬‬
‫وفي (الص‪##‬حيح) عن ابن عب‪##‬اس رض‪##‬ي اهلل عنهم‪##‬ا في ق‪##‬ول اهلل تع‪##‬الى‪ ( :‬وقالوا ال‬
‫ق ‪##‬ال‪( :‬ه ‪##‬ذه‬ ‫(‪)65‬‬
‫تذُر َّن آلهتكم وال تذُر َّن ودًا وال سواعًا وال يغوث ويعوق ونس‪77‬رًا )‬
‫أس‪##‬ماء رج‪##‬ال ص‪##‬الحين من ق‪##‬وم ن‪##‬وح‪ ،‬فلم‪##‬ا هلك‪##‬وا أوحى الش‪##‬يطان إلى ق‪##‬ومهم أن‬
‫انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلس‪#‬ون فيه‪#‬ا أنص‪#‬ابًا وس‪#‬موها بأس‪#‬مائهم‪ ،‬ففعل‪#‬وا‪،‬‬
‫ولم تعبد‪ ،‬حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم‪ ،‬عبدت)‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪ :‬قال غير واحد من السلف‪ :‬لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا‬
‫تماثيلهم‪ ،‬ثم طال عليهم األمد فعبدوهم‪.‬‬
‫وعن عم‪###‬ر أن رس‪###‬ول اهلل ص‪###‬لى اهلل علي‪###‬ه وس‪###‬لم ق‪###‬ال‪( :‬ال تط‪###‬روني كم‪###‬ا أط‪###‬رت‬
‫النصارى ابن مريم‪ ،‬إنما أنا عبد‪ ،‬فقولوا‪ :‬عبد اهلل ورسوله) [أخرجاه]‪.‬‬
‫وقال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬إياكم والغلو‪ ،‬فإنما أهلك من ك‪##‬ان قبلكم‬
‫الغلو)‪.‬‬
‫ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ق‪#‬ال‪( :‬هل‪#‬ك المتنطع‪#‬ون)‬
‫قالها ثالثًا‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن من فهم هذا الباب وبابين بعده‪ ،‬ت‪##‬بين ل‪##‬ه غرب‪##‬ة اإلس‪##‬الم‪ ،‬ورأى من ق‪##‬درة‬
‫اهلل وتقليبه للقلوب العجب‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬معرفة أول شرك حدث على وجه األرض أنه بشبهة الصالحين‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أول شيء غّير به دين األنبياء‪ ،‬وما سبب ذلك مع معرفة أن اهلل أرسلهم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل‪ ،‬فاألول‪ :‬محب‪#‬ة الص‪#‬الحين‪ ،‬والث‪#‬اني‪:‬‬
‫فعل أناس من أهل العلم والدين شيئًا أرادوا به خيرًا‪ ،‬فظن من بعدهم أنهم أرادوا ب‪##‬ه‬
‫غيره‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬تفسير اآلية التي في سورة نوح‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬جبلة اآلدمي في كون الحق ينقص في قلبه‪ ،‬والباطل يزيد‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬فيه شاهد لما نقل عن السلف أن البدعة سبب الكفر‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫التاسعة‪ :‬معرفة الشيطان بما تؤول إليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬معرفة القاعدة الكلية‪ ،‬وهي النهي عن الغلو‪ ،‬ومعرفة ما يؤول إليه‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬مضرة العكوف على القبر ألجل عمل صالح‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬معرفة‪ :‬النهي عن التماثيل‪ ،‬والحكمة في إزالتها‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬معرفة عظم شأن هذه القصة‪ ،‬وشدة الحاجة إليها مع الغفلة عنها‪.‬‬
‫الرابع‪##‬ة عش‪##‬رة‪ :‬وهي أعجب وأعجب‪ :‬ق‪##‬راءتهم إياه‪##‬ا في كتب التفس‪##‬ير والح‪##‬ديث‪،‬‬
‫ومع‪##‬رفتهم بمع‪##‬نى الكالم‪ ،‬وك‪##‬ون اهلل ح‪##‬ال بينهم وبين قل‪##‬وبهم ح‪##‬تى اعتق‪##‬دوا أن فع‪##‬ل‬
‫ق‪##‬وم ن‪##‬وح ه‪##‬و أفض‪##‬ل العب‪##‬ادات‪ ،‬واعتق‪##‬دوا أن م‪##‬ا نهى اهلل ورس‪##‬وله عن‪##‬ه‪ ،‬فه‪##‬و الكف‪##‬ر‬
‫المبيح للدم والمال‪.‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬التصريح أنهم لم يريدوا إال الشفاعة‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا ذلك‪.‬‬
‫الس‪##‬ابعة عش‪##‬رة‪ :‬البي‪##‬ان العظيم في قول‪##‬ه ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬ال تط‪##‬روني كم‪##‬ا‬
‫أطرت النصارى ابن مريم) فصلوات اهلل وسالمه على من بلغ البالغ المبين‪.‬‬
‫الثامنة عشرة‪ :‬نصيحته إيانا بهالك المتنطعين‪.‬‬
‫التاس‪##‬عة عش‪##‬رة‪ :‬التص‪##‬ريح بأنه‪##‬ا لم تعب‪##‬د ح‪##‬تى نس‪##‬ي العلم‪ ،‬ففيه‪##‬ا بي‪##‬ان معرف‪##‬ة ق‪##‬در‬
‫وجوده ومضرة فقده‪.‬‬
‫العشرون‪ :‬أن سبب فقد العلم موت العلماء‪.‬‬

‫باب‬
‫ما جاء من التغليظ فيمن عبد هللا عند‬
‫قبر رجل صالح فكيف إذا عبده‬
‫في (الصحيح) عن عائشة رضي اهلل عنه‪#‬ا أن أم س‪#‬لمة ذك‪#‬رت لرس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى اهلل‬
‫عليه وسلم كنيسة رأته‪##‬ا في أرض الحبش‪##‬ة وم‪##‬ا فيه‪##‬ا من الص‪##‬ور‪ .‬فق‪##‬ال‪( :‬أولئ‪##‬ك إذا‬
‫مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدًا‪ ،‬وص‪##‬وروا في‪##‬ه تل‪##‬ك‬
‫الص‪##‬ور أولئ‪##‬ك ش‪##‬رار الخل‪##‬ق عن‪##‬د اهلل) فه‪##‬ؤالء جمع‪##‬وا بين الفتن‪##‬تين‪ ،‬فتن‪##‬ة القب‪##‬ور‪،‬‬
‫وفتنة التماثيل‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ولهما عنها قالت‪( :‬لما ُنزل برس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم طف‪##‬ق يط‪##‬رح خميص‪##‬ة‬
‫ل‪##‬ه على وجه‪##‬ه‪ ،‬ف‪##‬إذا اغتم به‪##‬ا كش‪##‬فها‪ ،‬فق‪##‬ال ـ وه‪##‬و ك‪##‬ذلك ـ ‪(( :‬لعن‪##‬ة اهلل على اليه‪##‬ود‬
‫والنصارى‪ ،‬اتخذوا قبور أنبيائهم مس‪#‬اجد)) يح‪#‬ذر م‪#‬ا ص‪#‬نعوا‪ ،‬ول‪#‬وال ذل‪#‬ك أب‪#‬رز ق‪#‬بره‪،‬‬
‫غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا‪[ ،‬أخرجاه]‪.‬‬
‫ولمس‪##‬لم عن جن‪##‬دب بن عب‪##‬د اهلل ق‪##‬ال‪ :‬س‪##‬معت الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم قب‪##‬ل أن‬
‫يم‪##‬وت بخمس وه‪##‬و يق‪##‬ول‪( :‬إني أب‪##‬رأ إلى اهلل أن يك‪##‬ون لي منكم خلي‪##‬ل‪ ،‬ف‪##‬إن اهلل ق‪##‬د‬
‫اتخذني خليًال‪ ،‬كما اتخذ إبراهيم خليًال‪ ،‬ول‪#‬و كنت متخ‪##‬ذًا من أم‪##‬تي خليًال‪ ،‬التخ‪##‬ذت أب‪##‬ا‬
‫بكر خليًال‪ ،‬أال وإ ن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد‪ ،‬أال فال تتخ‪##‬ذوا‬
‫القبور مساجد‪ ،‬فإني أنهاكم عن ذلك)‪.‬‬
‫فق‪##‬د نهى عن‪##‬ه في آخ‪##‬ر حيات‪##‬ه‪ ،‬ثم إن‪##‬ه لعن ـ وه‪##‬و في الس‪##‬ياق ـ من فعل‪##‬ه‪ ،‬والص‪##‬الة‬
‫عندها من ذلك‪ ،‬وإ ن لم ُيْبَن مسجد‪ ،‬وهو مع‪#‬نى قوله‪#‬ا‪ :‬خش‪#‬ي أن يتخ‪#‬ذ مس‪#‬جدًا‪ ،‬ف‪#‬إن‬
‫الصحابة لم يكون‪#‬وا ليبن‪#‬وا ح‪#‬ول ق‪#‬بره مس‪#‬جدًا‪ ،‬وك‪#‬ل موض‪#‬ع قص‪#‬دت الص‪#‬الة في‪#‬ه فق‪#‬د‬
‫اتخذ مسجدًا‪ ،‬بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدًا‪ ،‬كما قال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫(جعلت لي األرض مسجدًا وطه‪#‬ورًا)‪ .‬وألحم‪#‬د بس‪#‬ند جي‪#‬د عن ابن مس‪#‬عود رض‪#‬ي اهلل‬
‫عنه مرفوعًا‪( :‬إن من شرار الناس من تدركهم الس‪##‬اعة وهم أحي‪##‬اء وال‪##‬ذين يتخ‪##‬ذون‬
‫القبور مساجد) [رواه أبو حاتم في صحيحه]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬ما ذكر الرسول صلى اهلل عليه وسلم فيمن بنى مسجدًا يعبد اهلل فيه عند قبر‬
‫رجل صالح‪ ،‬ولو صحت نية الفاعل‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬النهي عن التماثيل‪ ،‬وغلظ األمر في ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬العبرة في مبالغته صلى اهلل عليه وسلم في ذل‪#‬ك‪ .‬كي‪##‬ف بّين لهم ه‪##‬ذا أوًال‪ ،‬ثم‬
‫قبل موته بخمس قال ما قال‪ ،‬ثم لما كان في السياق لم يكتف بما تقدم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬نهيه عن فعله عند قبره قبل أن يوجد القبر‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أنه من سنن اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬لعنه إياهم على ذلك‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أن مراده صلى اهلل عليه وسلم تحذيره إيانا عن قبره‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الثامنة‪ :‬العلة في عدم إبراز قبره‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬في معنى اتخاذها مسجدًا‪.‬‬
‫العاش ‪##‬رة‪ :‬أن ‪##‬ه ق ‪##‬رن بين من اتخ ‪##‬ذها مس ‪##‬جدًا وبين من تق ‪##‬وم عليهم الس ‪##‬اعة‪ ،‬ف ‪##‬ذكر‬
‫الذريعة إلى الشرك قبل وقوعه مع خاتمته‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬ذكره في خطبته قبل موت‪##‬ه بخمس‪ :‬ال‪##‬رد على الط‪##‬ائفتين الل‪##‬تين هم‪##‬ا‬
‫شر أهل البدع‪ ،‬بل أخرجهم بعض السلف من الثنتين والسبعين فرق‪#‬ة‪ ،‬وهم الرافض‪##‬ة‬
‫والجهمية‪ .‬وبسبب الرافض‪#‬ة ح‪#‬دث الش‪#‬رك وعب‪#‬ادة القب‪#‬ور‪ ،‬وهم أول من ب‪#‬نى عليه‪#‬ا‬
‫المساجد‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬ما بلي به صلى اهلل عليه وسلم من شدة النزع‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬ما أكرم به من الخّلة‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬التصريح بأنها أعلى من المحبة‪.‬‬
‫الخامسة عشرة‪ :‬التصريح بأن الصديق أفضل الصحابة‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬اإلشارة إلى خالفته‪.‬‬

‫باب‬
‫ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين‬
‫يصيرها أوثانًا تعبد من دون هللا‬
‫روى مال‪##‬ك في (الموط‪##‬أ)‪ :‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬اللهم ال تجع‪##‬ل‬
‫ق‪##‬بري وثن ‪ً#‬ا يعب‪##‬د‪ ،‬اش‪##‬تد غض‪##‬ب اهلل على ق‪##‬وم اتخ‪##‬ذوا قب‪##‬ور أنبي‪##‬ائهم مس‪##‬اجد) والبن‬
‫(‪)66‬‬
‫جري‪##‬ر بس‪##‬نده عن س‪##‬فيان عن منص‪##‬ور عن مجاه‪##‬د‪ ( :‬أفرءيتم الالت والع‪77‬زى )‬
‫قال‪ :‬كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره‪ ،‬وكذلك قال أبو الج‪##‬وزاء عن ابن‬
‫عباس‪ :‬كان يلت السويق للحاج‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال‪ :‬لعن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم زائ‪##‬رات‬
‫القبور‪ ،‬والمتخذين عليها المساجد والسرج‪[ .‬رواه أهل السنن]‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير األوثان‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير العبادة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه صلى اهلل عليه وسلم لم يستعذ إال مما يخاف وقوعه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬قرنه بهذا اتخاذ قبور األنبياء مساجد‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬ذكر شدة الغضب من اهلل‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬وهي من أهمها – معرفة صفة عبادة الالت التي هي من أكبر األوثان‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬معرفة أنه قبر رجل صالح‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أنه اسم صاحب القبر‪ ،‬وذكر معنى التسمية‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬لعنه َز َّو اَر ات القبور‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬لعنه من أسرجها‪.‬‬

‫باب‬
‫ما جاء في حماية المصطفى صلى هللا عليه وسلم‬
‫جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك‬
‫وق ‪##‬ول اهلل تع ‪##‬الى‪ ( :‬لق‪77‬د ج‪77‬اءكم رس‪77‬ول من أنفس‪77‬كم عزي‪77‬ز علي‪77‬ه م‪77‬ا عنتم‬
‫حريص عليكم ) (‪ )67‬اآلية‪.‬‬
‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال تجعلوا‬
‫بيوتكم قبورًا‪ ،‬وال تجعلوا قبري عيدًا‪ ،‬وصلوا علّي ‪ ،‬ف‪##‬إن ص‪##‬التكم تبلغ‪##‬ني حيث كنتم)‬
‫رواه أبو داود بإسناد حسن‪ ،‬ورواته ثقات‪.‬‬
‫وعن علي بن الحس‪#‬ين‪ :‬أن‪#‬ه رأى رجًال يجيء إلى فرج‪#‬ة ك‪#‬انت عن‪#‬د ق‪#‬بر الن‪#‬بي ص‪#‬لى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬فيدخل فيها في‪#‬دعو‪ ،‬فنه‪#‬اه‪ ،‬وق‪#‬ال‪ :‬أال أح‪#‬دثكم ح‪#‬ديثًا س‪#‬معته من أبي‬
‫عن ج‪##‬دي عن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬ال تتخ‪##‬ذوا ق‪##‬بري عي‪##‬دًا‪ ،‬وال‬
‫بيوتكم قبورًا‪ ،‬وصلوا علّي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم)‪[ .‬رواه في المختارة]‪.‬‬

‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية براءة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الرابع ‪##‬ة‪ :‬نهي ‪##‬ه عن زي ‪##‬ارة ق ‪##‬بره على وج ‪##‬ه مخص ‪##‬وص‪ ،‬م ‪##‬ع أن زيارت ‪##‬ه من أفض ‪##‬ل‬
‫األعمال‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬نهيه عن اإلكثار من الزيارة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬حثه على النافلة في البيت‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أنه متقرر عندهم أنه ال يصلى في المقبرة‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬تعليله ذلك بأن صالة الرجل وسالمه عليه يبلغه وإ ن بع‪##‬د‪ ،‬فال حاج‪##‬ة إلى م‪##‬ا‬
‫يتوهمه من أراد القرب‪.‬‬
‫التاس‪##‬عة‪ :‬كون‪##‬ه ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم في ال‪##‬برزخ تع‪##‬رض أعم‪##‬ال أمت‪##‬ه في الص‪##‬الة‬
‫والسالم عليه‪.‬‬

‫باب‬
‫ما جاء أن بعض هذه األمة يعبد األوثان‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت‬
‫والطاغوت ) (‪ )68‬وقوله تعالى‪ ( :‬قل هل ُأنبُئُك م بشٍر من ذلك مثوب‪77‬ة عن‪77‬د هللا‬
‫من لعنه هللا وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )‬
‫(‪ )69‬وقوله تعالى‪ ( :‬قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجًد ا )(‪.)70‬‬
‫عن أبي س‪##‬عيد رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬لتتبعن‬
‫سنن من كان قبلكم حذو القّذ ة بالقّذ ة‪ ،‬حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) ق‪##‬الوا‪ :‬ي‪##‬ا‬
‫رسول اهلل‪ ،‬اليهود والنصارى؟ قال‪( :‬فمن)؟ أخرجاه‪ ،‬ولمس‪##‬لم عن ثوب‪##‬ان رض‪##‬ي اهلل‬
‫عن ‪##‬ه أن رس ‪##‬ول اهلل ص ‪##‬لى اهلل علي ‪##‬ه وس ‪##‬لم ق ‪##‬ال‪( :‬إن اهلل زوى لي األرض‪ ،‬ف ‪##‬رأيت‬
‫مش‪##‬ارقها ومغاربه‪##‬ا‪ ،‬وإ ن أم‪##‬تي س‪##‬يبلغ ملكه‪##‬ا م‪##‬ا زوي لي منه‪##‬ا‪ ،‬وأعطيت الك‪##‬نزين‪:‬‬
‫األحم‪##‬ر واألبيض‪ ،‬وإ ني س‪##‬ألت ربي ألم‪##‬تي أن ال يهلكه‪##‬ا بس‪##‬نة بعام‪##‬ة‪ ،‬وأن ال يس‪##‬لط‬
‫عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم‪ ،‬وإ ن ربي قال‪ :‬يا محم‪##‬د إذا قض‪##‬يت‬
‫قضاًء فإنه ال يرد وإ ني أعطيتك ألمتك أال أهلكهم بسنة بعامة وأال أسلط عليهم ع‪#‬دوًا‬
‫من س‪##‬وى أنفس‪##‬هم فيس‪##‬تبيح بيض‪##‬تهم‪ ،‬ول‪##‬و اجتم‪##‬ع عليهم من بأقطاره‪##‬ا ح‪##‬تى يك‪##‬ون‬
‫بعض‪##‬هم يهل‪##‬ك بعض ‪ً#‬ا ويس‪##‬بي بعض‪##‬هم بعًض ا)‪ ،‬ورواه البرق‪##‬اني في ص‪##‬حيحه‪ ،‬وزاد‪:‬‬
‫(وإ نما أخاف على أم‪##‬تي األئم‪##‬ة المض‪##‬لين‪ ،‬وإ ذا وق‪##‬ع عليهم الس‪##‬يف لم يرف‪##‬ع إلى ي‪##‬وم‬

‫‪31‬‬
‫القيامة‪ ،‬وال تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمش‪#‬ركين‪ ،‬وح‪#‬تى تعب‪#‬د فئ‪#‬ة من‬
‫أمتي األوثان‪ ،‬وإ نه سيكون في أمتي كَّذ ابون ثالثون‪ ،‬كلهم يزعم أنه نبي‪ ،‬وأن‪##‬ا خ‪##‬اتم‬
‫النبيين‪ ،‬ال نبي بعدي‪ .‬وال تزال طائف‪#‬ة من أم‪#‬تي على الح‪#‬ق منص‪#‬ورة ال يض‪#‬رهم من‬
‫خذلهم حتى يأتي أمر اهلل تبارك وتعالى)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية النساء‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية المائدة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسير آية الكهف‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وهي أهمها‪ :‬م‪##‬ا مع‪#‬نى اإليم‪##‬ان ب‪##‬الجبت والط‪#‬اغوت في ه‪##‬ذا الموض‪##‬ع؟‪ :‬ه‪##‬ل‬
‫هو اعتقاد قلب‪ ،‬أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطالنها؟‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬قولهم إن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيًال من المؤمنين‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬وهي المقصود بالترجمة – أن هذا ال بد أن يوجد في هذه األمة‪ ،‬كما تقرر‬
‫في حديث أبي سعيد‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬التصريح بوقوعها‪ ،‬أعني عبادة األوثان في هذه األمة في جموع كثيرة‪.‬‬
‫الثامن‪## #‬ة‪ :‬العجب العج‪## #‬اب خ‪## #‬روج من ي ‪ّ# #‬د عي النب‪## #‬وة‪ ،‬مث‪## #‬ل المخت‪## #‬ار‪ ،‬م‪## #‬ع تكلم‪## #‬ه‬
‫بالشهادتين وتصريحه بأنه من هذه األمة‪ ،‬وأن الرسول حق‪ ،‬وأن القرآن ح‪##‬ق وفي‪##‬ه‬
‫أن محمدًا خاتم النبيين‪ ،‬ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح‪ .‬وق‪##‬د خ‪##‬رج‬
‫المختار في آخر عصر الصحابة‪ ،‬وتبعه فئام كثيرة‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬البشارة ب‪##‬أن الح‪#‬ق ال ي‪##‬زول بالكلي‪##‬ة كم‪##‬ا زال فيم‪##‬ا مض‪##‬ى‪ ،‬ب‪##‬ل ال ت‪##‬زال علي‪##‬ه‬
‫طائفة‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬اآلية العظمى أنهم مع قلتهم ال يضرهم من خذلهم وال من خالفهم‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬أن ذلك الشرط إلى قيام الساعة‪.‬‬
‫الثانية عشرة‪ :‬ما فيه من اآليات العظيمة‪ ،‬منها‪ :‬إخب‪##‬اره ب‪##‬أن اهلل زوى ل‪##‬ه المش‪##‬ارق‬
‫والمغارب‪ ،‬وأخ‪##‬بر بمع‪##‬نى ذل‪#‬ك فوق‪##‬ع كم‪##‬ا أخ‪##‬بر‪ ،‬بخالف الجن‪##‬وب والش‪##‬مال‪ ،‬وإ خب‪##‬اره‬
‫بأن‪#‬ه أعطي الك‪#‬نزين‪ ،‬وإ خب‪#‬اره بإجاب‪#‬ة دعوت‪#‬ه ألمت‪#‬ه في االثن‪#‬تين‪ ،‬وإ خب‪#‬اره بأن‪#‬ه من‪#‬ع‬
‫الثالث‪##‬ة‪ ،‬وإ خب‪##‬اره بوق‪##‬وع الس‪##‬يف‪ ،‬وأن‪##‬ه ال يرف‪##‬ع إذا وق‪##‬ع‪ ،‬وإ خب‪##‬اره ب‪##‬إهالك بعض‪##‬هم‬

‫‪32‬‬
‫بعضًا وسبي بعضهم بعضًا‪ ،‬وخوفه على أمته من األئمة المضلين‪ ،‬وإ خب‪##‬اره بظه‪##‬ور‬
‫المتنبئين في هذه األمة‪ ،‬وإ خباره ببقاء الطائفة المنصورة‪ .‬وكل هذا وقع كم‪#‬ا أخ‪#‬بر‪،‬‬
‫مع أن كل واحدة منها أبعد ما يكون من العقول‪.‬‬
‫الثالثة عشرة‪ :‬حصر الخوف على أمته من األئمة المضلين‪.‬‬
‫الرابعة عشرة‪ :‬التنبيه على معنى عبادة األوثان‪.‬‬

‫باب‬
‫ما جاء في السحر‬
‫وقول ‪##‬ه‪:‬‬ ‫(‪)71‬‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬ولقد علموا لمن اشتراه ماله في اآلخ‪77‬رة من خالق )‬
‫( يؤمنون بالجبت والطاغوت )(‪.)72‬‬
‫ق ‪##‬ال عم ‪##‬ر‪( :‬الجبت)‪ :‬الس ‪##‬حر‪( ،‬والط ‪##‬اغوت)‪ :‬الش ‪##‬يطان‪ .‬وق ‪##‬ال ج ‪##‬ابر‪ :‬الط ‪##‬واغيت‪:‬‬
‫كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي اهلل عن‪##‬ه أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪#‬ال‪( :‬اجتنب‪##‬وا‬
‫السبع الموبقات) قالوا‪ :‬يا رسول اهلل‪ :‬وما هن؟ قال‪( :‬الش‪##‬رك باهلل‪ ،‬والس‪##‬حر‪ ،‬وقت‪##‬ل‬
‫النفس التي حرم اهلل إال بالحق‪ ،‬وأكل الربا‪ ،‬وأكل م‪##‬ال الي‪##‬تيم‪ ،‬والت‪##‬ولي ي‪##‬وم الزح‪##‬ف‪،‬‬
‫وقذف المحصنات الغافالت المؤمنات)‪.‬‬
‫وعن جندب مرفوعًا‪( :‬حد الساحر ضربه بالس‪##‬يف) رواه الترم‪##‬ذي‪ ،‬وق‪##‬ال‪ :‬الص‪##‬حيح‬
‫أنه موقوف‪.‬‬
‫وفي (صحيح البخ‪#‬اري) عن بجال‪#‬ة بن عب‪##‬دة ق‪#‬ال‪ :‬كتب عم‪##‬ر بن الخط‪#‬اب‪ :‬أن اقتل‪#‬وا‬
‫كل ساحر وساحرة‪ ،‬قال‪ :‬فقتلنا ثالث سواحر‪.‬‬
‫وص‪##‬ح عن حفص‪##‬ة رض‪##‬ي اهلل عنه‪##‬ا‪ :‬أنه‪##‬ا أم‪##‬رت بقت‪##‬ل جاري‪##‬ة له‪##‬ا س‪##‬حرتها‪ ،‬فقتلت‪،‬‬
‫وك‪##‬ذلك ص‪##‬ح عن جن‪##‬دب‪ .‬ق‪##‬ال أحم‪##‬د‪ :‬عن ثالث‪##‬ة من أص‪##‬حاب الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية البقرة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية النساء‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسير الجبت والطاغوت‪ ،‬والفرق بينهما‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن الطاغوت قد يكون من الجن‪ ،‬وقد يكون من اإلنس‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬معرفة السبع الموبقات المخصوصات بالنهي‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن الساحر يكفر‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬أنه يقتل وال يستتاب‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬وجود هذا في المسلمين على عهد عمر‪ ،‬فكيف بعده؟‬

‫باب‬
‫بيان شيء من أنواع السحر‬
‫قال أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعف‪##‬ر‪ ،‬ح‪##‬دثنا ع‪##‬وف عن حي‪##‬ان بن العالء‪ ،‬ح‪##‬دثنا قطن بن‬
‫قبيص‪##‬ة عن أبي‪##‬ه أن‪##‬ه س‪##‬مع الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬إن العياف‪##‬ة والط‪##‬رق‬
‫والطيرة من الجبت)‪.‬‬
‫ق ‪##‬ال ع ‪##‬وف‪ :‬العياف ‪##‬ة‪ :‬زج ‪##‬ر الط ‪##‬ير‪ ،‬والط ‪##‬رق‪ :‬الخ ‪##‬ط يخ ‪##‬ط ب ‪##‬األرض والجبت‪ ،‬ق ‪##‬ال‪:‬‬
‫الحسن‪ :‬رنة الشيطان‪ .‬إس‪##‬ناده جي‪##‬د وألبي داود والنس‪##‬ائي وابن حب‪##‬ان في ص‪##‬حيحه‪،‬‬
‫المسند منه‪.‬‬
‫وعن ابن عب‪##‬اس رض‪##‬ي اهلل عنهم‪##‬ا ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬ال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم (من‬
‫اقتبس شعبة من النجوم‪ ،‬فقد اقتبس شعبة من السحر‪ ،‬زاد م‪##‬ا زاد) [رواه أب‪##‬و داود]‬
‫وإ سناده صحيح‪.‬‬
‫وللنس‪##‬ائي من ح‪##‬ديث أبي هري‪##‬رة رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪( :‬من عق‪##‬د عق‪##‬دة ثم نفث فيه‪##‬ا فق‪##‬د‬
‫سحر‪ ،‬ومن سحر فقد أشرك‪ ،‬ومن تعلق شيئًا وكل إليه)‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬أال ه‪##‬ل‬
‫أنبئكم ما الغضة؟ هي النميمة‪ ،‬القالة بين الناس) [رواه مسلم]‪ .‬ولهما عن ابن عمر‬
‫رضي اهلل عنهما‪ ،‬ان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪( :‬إن من البيان لسحرًا)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن العيافة والطرق والطيرة من الجبت‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير العيافة والطرق‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن علم النجوم نوع من السحر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن العقد مع النفث من ذلك‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن النميمة من ذلك‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن من ذلك بعض الفصاحة‪.‬‬

‫باب ما جاء في الكهان ونحوهم‬


‫روى مس‪##‬لم في ص‪##‬حيحه‪ ،‬عن بعض أزواج الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم عن الن‪##‬بي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬من أتىعَّر اف‪ً#‬ا فس‪#‬أله عن ش‪#‬يء فص‪#‬دقه‪ ،‬لم تقب‪#‬ل ل‪#‬ه ص‪#‬الة‬
‫أربعين يومًا"‪.‬‬
‫وعن أبي هري‪##‬رة رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬عن الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪" :‬من أتى‬
‫كاهنًا فصدقه بما يقول‪ ،‬فقد كفر بما أنزل على محمد صلى اهلل عليه وسلم" رواه أبو‬
‫داود‪.‬‬
‫ولألربعة‪ ،‬والحاكم وقال‪ :‬ص‪#‬حيح على ش‪#‬رطهما‪ ،‬عن (أبي هري‪#‬رة من أتى عراف‪ً#‬ا أو‬
‫كاهنًا فصدقه بما يقول‪ ،‬فقد كفر بما أن‪##‬زل على محم‪##‬د ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم"‪ .‬وألبي‬
‫يعلى بسند جيد عن ابن مسعود موقوفًا‪.‬‬
‫وعن عمران بن حصين رضي اهلل عنه مرفوعًا‪" :‬ليس منا من َتط‪##‬ير أو ُتط‪##‬ير ل‪##‬ه أو‬
‫َتكهن أو ُتكهن له أو َس حر أو ُس حر ل‪#‬ه‪ ،‬ومن أتى كاهن‪ً#‬ا فص‪##‬دقه بم‪##‬ا يق‪#‬ول‪ ،‬فق‪#‬د كف‪#‬ر‬
‫بما أنزل على محمد صلى اهلل عليه وسلم) رواه البراز بإسناد جيد‪ ،‬ورواه الطبراني‬
‫في األوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله‪" :‬ومن أتى‪ "..‬الخ‪.‬‬
‫قال البغوي‪ :‬العراف‪ :‬الذي يدعي معرفة األمور بمقدمات يستدل بها على المسروق‬
‫ومكان الضالة ونحو ذل‪#‬ك وقي‪##‬ل‪ :‬ه‪##‬و الك‪##‬اهن والك‪##‬اهن ه‪##‬و ال‪##‬ذي يخ‪##‬بر عن المغيب‪##‬ات‬
‫في المستقبل وقيل‪ :‬الذي يخبر عما في الضمير‪.‬‬
‫وقال أبو العب‪##‬اس ابن تيمي‪##‬ة‪ :‬الع‪##‬راف‪ :‬اس‪##‬م للك‪##‬اهن والمنجم والرم‪##‬ال ونح‪##‬وهم ممن‬
‫يتكلم في معرفة األمور بهذه الطرق‪.‬‬
‫وق‪##‬ال ابن عب‪##‬اس –في ق‪##‬وم يكتب‪##‬ون (أب‪##‬ا ج‪##‬اد) وينظ‪##‬رون في النج‪##‬وم ‪ :-‬م‪##‬ا أرى من‬
‫فعل ذلك له عند اهلل من خالق‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫ال يجتمع تصديق الكاهن مع اإليمان بالقرآن‪.‬‬ ‫األولى‪:‬‬
‫التصريح بأنه كفر‪.‬‬ ‫الثانية‪:‬‬
‫ذكر من ُتكهن له‪.‬‬ ‫الثالثة‪:‬‬
‫ذكر من ُتطير له‪.‬‬ ‫الرابعة‪:‬‬
‫ذكر من سحر له‪.‬‬ ‫الخامسة‪:‬‬
‫ذكر من تعلم أبا جاد‪.‬‬ ‫السادسة‪:‬‬
‫ذكر الفرق بين الكاهن والعراف‪.‬‬ ‫السابعة‪:‬‬
‫باب ما جاء في النشرة‬
‫عن جابر رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم س‪##‬ئل عن النش‪##‬رة فق‪#‬ال‪:‬‬
‫"هي من عمل الشيطان" رواه أحم‪##‬د بس‪##‬ند جي‪##‬د‪ .‬وأب‪##‬و داود‪ ،‬وق‪##‬ال‪ :‬س‪##‬ئل أحم‪##‬د عنه‪##‬ا‬
‫فقال‪ :‬ابن مسعود يكره هذا كله‪.‬‬
‫وفي "البخ‪##‬اري" عن قت‪##‬ادة‪ :‬قلت البن المس‪##‬يب‪ :‬رج‪##‬ل ب‪##‬ه طب أو يؤخ‪##‬ذ عن امرأت‪##‬ه‪،‬‬
‫أيحل عنه أو ينشر؟ قال‪ :‬ال بأس به‪ ،‬إنما يريدون به اإلصالح‪ ،‬فأما ما ينف‪##‬ع فلم ين‪##‬ه‬
‫عنه‪ .‬أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫وروى عن الحسن أنه قال‪ :‬ال يحل السحر إال ساحر‪.‬‬
‫قال ابن القيم‪ :‬النشرة‪ :‬حل السحر عن المسحور‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬

‫حل بسحر مثله‪ ،‬وهو الذي من عمل الشيطان‪ ،‬وعليه يحمل قول‬ ‫إحداهما‪:‬‬
‫الحس‪##‬ن‪ ،‬فيتق‪##‬رب الناش‪##‬ر والمنتش‪##‬ر إلى الش‪##‬يطان بم‪##‬ا يحب‪ ،‬ويبط‪##‬ل‬
‫عمله عن المسحور‪.‬‬
‫النشرة بالرقية والتعوذات واألدوية والدعوات المباحة‪ ،‬فهذا جائز‪.‬‬ ‫والثاني‪:‬‬
‫فيه مسألتان‪:‬‬
‫النهي عن النشرة‪.‬‬ ‫األولى‪:‬‬
‫الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل‬ ‫الثانية‪:‬‬
‫األشكال‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫باب‬
‫ما جاء في التطير‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)73‬‬
‫وقول اهلل تعالى‪( :‬أال إنما طائرهم عند هللا ولكن أكثرهم ال يعلمون)‬
‫(‪.)74‬‬
‫وقوله‪( :‬قالوا طائركم معكم)‬
‫عن أبي هريرة رضي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬أن الرس‪##‬ول ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬ال ع‪##‬دوى‪،‬‬
‫وال طيرة‪ ،‬وال هامة‪ ،‬وال صفر) أخرجاه‪ .‬زاد مسلم‪( :‬وال نوء‪ ،‬وال غول)‪.‬‬
‫ولهما عن أنس رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال عدوى‬
‫وال طيرة‪ ،‬ويعجبني الفأل) قالوا‪ :‬وما الفأل؟ قال‪( :‬الكلمة الطيبة)‪.‬‬
‫وألبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي اهلل عنه قال‪ :‬ذك‪#‬رت الط‪#‬يرة عن‪##‬د‬
‫رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم فق‪##‬ال‪( :‬أحس‪##‬نها الف‪##‬أل‪ ،‬وال ت‪##‬رد مس‪##‬لمًا ف‪##‬إذا رأى‬
‫أح‪##‬دكم م‪##‬ا يك‪##‬ره فليق‪##‬ل‪ :‬اللهم ال ي‪##‬أتي بالحس‪##‬نات إال أنت‪ ،‬وال ي‪##‬دفع الس‪##‬يئات إال أنت‪،‬‬
‫وال حول وال قوة إال بك)‪.‬‬
‫(‬
‫وعن ابن مسعود رضي اهلل عنه مرفوعًا‪" :‬الطيرة شرك‪ ،‬الطيرة شرك‪ ،‬وم‪##‬ا من‪##‬ا إال‬
‫‪ ،‬ولكن اهلل يذهبه بالتوكل" رواه أبو داود‪ ،‬والترم‪#‬ذي وص‪#‬ححه‪ ،‬وجع‪#‬ل آخ‪#‬ره من‬ ‫‪)3‬‬

‫قول ابن مسعود‪.‬‬


‫وألحمد من ح‪#‬ديث ابن عم‪#‬رو‪( :‬من ردت‪#‬ه الط‪#‬يرة عن حاج‪#‬ة فق‪#‬د أش‪#‬رك) ق‪#‬الوا‪ :‬فم‪#‬ا‬
‫كف‪##‬ارة ذل‪##‬ك؟ ق‪##‬ال‪( :‬أن تق‪##‬ول‪ :‬اللهم ال خ‪##‬ير إال خ‪##‬يرك‪ ،‬وال ط‪##‬ير إال ط‪##‬يرك‪ ،‬وال إل‪##‬ه‬
‫غيرك)‪.‬‬
‫وله من حديث الفضل بن عباس رضي اهلل عنهما‪ :‬إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫مع قوله‪( :‬طائركم معكم)‬ ‫(‪)1‬‬
‫األولى‪ :‬التنبيه على قوله‪ ( :‬أال إنما طائرهم عند هللا )‬
‫(‪.)2‬‬
‫الثانية‪ :‬نفي العدوى‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الثالثة‪ :‬نفي الطيرة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬نفي الهامة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬نفي الصفر‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن الفأل ليس من ذلك بل مستحب‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬تفسير الفأل‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬أن الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته ال يضر بل يذهبه اهلل بالتوكل‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬ذكر ما يقوله من وجده‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬التصريح بأن الطيرة شرك‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬تفسير الطيرة المذمومة‪.‬‬

‫باب‬
‫ما جاء في التنجيم‬
‫ق‪#‬ال البخ‪#‬اري في "ص‪#‬حيحه"‪ :‬ق‪#‬ال قت‪#‬ادة‪ :‬خل‪#‬ق اهلل ه‪#‬ذه النج‪#‬وم لثالث‪ :‬زين‪#‬ة للس‪#‬ماء‬
‫ورجومًا للشياطين‪ ،‬وعالمات يهت‪##‬دى به‪##‬ا‪ .‬فمن ت‪##‬أول فيه‪##‬ا غ‪##‬ير ذل‪#‬ك اخط‪##‬أ‪ ،‬وأض‪##‬اع‬
‫نصيبه‪ ،‬وتكلف ما ال علم له به‪ .‬أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫وك‪##‬ره قت‪##‬ادة تعلم من‪##‬ازل القم‪##‬ر‪ ،‬ولم ي‪##‬رخص ابن عيين‪##‬ة في‪##‬ه‪ ،‬ذك‪##‬ره ح‪##‬رب عنهم‪##‬ا‪،‬‬
‫ورخص في تعلم المنازل أحمد وإ سحاق‪.‬‬
‫وعن أبي موس ‪##‬ى ق ‪##‬ال‪ :‬ق ‪##‬ال رس ‪##‬ول اهلل ص ‪##‬لى اهلل علي ‪##‬ه وس ‪##‬لم‪( :‬ثالث ‪##‬ة ال ي ‪##‬دخلون‬
‫الجن‪##‬ة‪ :‬م‪##‬دمن الخم‪##‬ر‪ ،‬وق‪#‬اطع ال‪#‬رحم‪ ،‬ومص‪##‬دق بالس‪##‬حر) رواه أحم‪##‬د وابن حب‪##‬ان في‬
‫صحيحه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬الحكمة في خلق النجوم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الرد على من زعم غير ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ذكر الخالف في تعلم المنازل‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الوعيد فيمن صدق بشيء من السحر ولو عرف أنه باطل‪.‬‬

‫باب‬

‫‪38‬‬
‫ما جاء في االستسقاء باألنواء‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)75‬‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )‬
‫عن أبي مال‪##‬ك األش‪##‬عري رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪:‬‬
‫(أربع‪###‬ة في أم‪###‬تي من أم‪###‬ر الجاهلي‪###‬ة ال ي‪###‬تركوهن‪ :‬الفخ‪###‬ر باألحس‪###‬اب‪ ،‬والطعن في‬
‫األنساب‪ ،‬واالستسقاء بالنجوم‪ ،‬والنياحة) وقال‪( :‬النائحة إذا لم تتب قبل موتها تق‪##‬ام‬
‫يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫ولهم‪##‬ا عن زي‪##‬د بن خال‪##‬د رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه ق‪##‬ال‪ :‬ص‪##‬لى لن‪##‬ا رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه‬
‫وسلم صالة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل‪ ،‬فلما انصرف أقب‪#‬ل على‬
‫الن‪##‬اس فق‪##‬ال‪( :‬ه‪##‬ل ت‪##‬درون م‪##‬اذا ق‪##‬ال ربكم؟ ) ق‪##‬الوا‪ :‬اهلل ورس‪##‬وله أعلم‪ .‬ق‪##‬ال‪( :‬ق‪##‬ال‪:‬‬
‫أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر‪ ،‬فأم‪##‬ا من ق‪##‬ال‪ :‬مطرن‪##‬ا بفض‪##‬ل اهلل ورحمت‪##‬ه‪ ،‬ف‪##‬ذلك‬
‫مؤمن بي كافر بالكوكب‪ ،‬وأما من قال‪ :‬مطرنا بنوء كذا وك‪##‬ذا‪ ،‬ف‪##‬ذلك ك‪##‬افر بي م‪##‬ؤمن‬
‫بالكواكب)‪ .‬ولهما من حديث ابن عباس بمعناه وفيه قال بعضهم‪ :‬لقد صدق نوء كذا‬
‫إلى قوله‪ ( :‬وتجعلون‬ ‫(‪)76‬‬
‫وكذا‪ ،‬فأنزل اهلل هذه اآليات‪ ( :‬فال أقسم بمواقع النجوم )‬
‫رزقكم أنكم تكذبون ) (‪.)77‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية الواقعة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ذكر األربع من أمر الجاهلية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ذكر الكفر في بعضها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن من الكفر ما ال يخرج عن الملة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬قوله‪( :‬أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر) بسبب نزول النعمة‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬التفطن لإليمان في هذا الموضع‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬التفطن للكفر في هذا الموضع‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬التفطن لقوله‪( :‬لقد صدق نوء كذا وكذا)‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬إخراج العالم للمتعلم المسألة باالس‪##‬تفهام عنه‪##‬ا‪ ،‬لقول‪##‬ه‪( :‬أت‪##‬درون م‪##‬اذا ق‪##‬ال‬
‫ربكم؟)‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬وعيد النائحة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫بــاب‬
‫(‪)78‬‬
‫ق ‪##‬ول اهلل تع ‪##‬الى‪ ( :‬ومن الناس من يتخذ من دون هللا أن‪77‬دادًا يحب‪77‬ونهم كحب هللا )‬
‫اآلي‪##‬ة‪ .‬وقول‪##‬ه‪ ( :‬قل إن كان ءاباؤكم وأبن‪77‬اؤكم )‪ .‬إلى ق‪##‬ول تع‪##‬الى‪ ( :‬أحب إليكم من‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)79‬‬
‫هللا ورسوله )‬
‫عن أنس رضي اهلل عنه‪ ،‬أن رسول اهلل صلى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬ال ي‪##‬ؤمن أح‪##‬دكم‬
‫حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) أخرجاه‪.‬‬
‫ولهما عنه قال‪ :‬قال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬ثالث من كن في‪##‬ه وج‪##‬د بهن‬
‫حالوة اإليم ‪##‬ان‪ :‬أن يك ‪##‬ون اهلل رس ‪##‬وله أحب إلي ‪##‬ه مم ‪##‬ا س ‪##‬واهما‪ ،‬وأن يحب الم ‪##‬رء ال‬
‫يحبه إال هلل‪ ،‬وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه اهلل منه كما يكره أن يق‪##‬ذف في‬
‫النار)‪ ،‬وفي رواية‪( :‬ال يجد أحد حالوة اإليمان حتى ‪ ) ..‬إلى آخره‪.‬‬
‫وعن ابن عب ‪##‬اس رض ‪##‬ي اهلل عنهم ‪##‬ا ق ‪##‬ال‪ :‬من أحب في اهلل‪ ،‬وأبغض في اهلل‪ ،‬ووالى‬
‫في اهلل‪ ،‬وعادى في اهلل‪ ،‬فإنما تن‪#‬ال والي‪#‬ة اهلل ب‪#‬ذلك‪ ،‬ولن يج‪#‬د عب‪#‬د طعم اإليم‪#‬ان وإ ن‬
‫كثرت صالته وصومه حتى يكون كذلك‪ .‬وقد ص‪##‬ارت عام‪##‬ة مؤاخ‪##‬اة الن‪##‬اس على أم‪##‬ر‬
‫ال‪##‬دنيا‪ ،‬وذل‪##‬ك ال يج‪##‬دي على أهل‪##‬ه ش‪##‬يئا‪ .‬رواه بن جري‪##‬ر‪ ،‬وق‪##‬ال ابن عب‪##‬اس في قول‪##‬ه‬
‫قال‪ :‬المودة‪.‬‬ ‫(‪)80‬‬
‫تعالى‪ ( :‬وتقطعت بهم األسباب )‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية البقرة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية براءة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وجوب محبته صلى اهلل عليه وسلم على النفس واألهل والمال‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن نفي اإليمان ال يدل على الخروج من اإلسالم‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن لإليمان حالوة قد يجدها اإلنسان وقد ال يجدها‪.‬‬
‫السادس‪##‬ة‪ :‬أعم‪##‬ال القلب األربع‪##‬ة ال‪##‬تي ال تن‪##‬ال والي‪##‬ة اهلل إال به‪##‬ا‪ ،‬وال يج‪##‬د أح‪##‬د طعم‬
‫اإليمان إال بها‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬فهم الصحابي للواقع‪ :‬أن عامة المؤاخاة على أمر الدنيا‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬تفسير‪ ( :‬وتقَّطعت بهم األسباب ) (‪. )80‬‬

‫‪40‬‬
‫التاسعة‪ :‬أن من المشركين من يحب اهلل حبًا شديدًا‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬الوعيد على من كانت الثمانية أحب إليه من دينه‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬أن من اتخذ ندًا تساوي محبته محبة اهلل فهو الشرك األكبر‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ق‪##‬ول اهلل تع‪##‬الى‪ ( :‬إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فال تخ‪77‬افوهم وخ‪77‬افون إن كنتم‬
‫مؤم‪7‬نين)(‪ .)81‬وقول‪##‬ه‪ ( :‬إنم‪7‬ا يعم‪7‬ر مس‪7‬اجد هللا من ءامن باهلل والي‪7‬وم اآلخ‪7‬ر وأق‪7‬ام‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)82‬‬
‫الصالة وءاتى الزكاة ولم يخش إال هللا )‬
‫وقوله‪ ( :‬ومن الناس من يقول ءامنا باهلل فإذا أوذي في هللا جعل فتنة الناس كعذاب‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)83‬‬
‫هللا )‬
‫عن أبي س‪##‬عيد رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه مرفوع‪##‬ا‪( :‬إن من ض‪##‬عف اليقين‪ :‬أن ترض‪##‬ى الن‪##‬اس‬
‫بس‪##‬خط اهلل‪ ،‬وأن تحم‪##‬دهم على رزق اهلل‪ ،‬وأن ت‪##‬ذمهم على م‪##‬الم يؤت‪##‬ك اهلل‪ ،‬إن رزق‬
‫اهلل ال يجره حرص حريص‪ ،‬وال يرده كراهية كاره)‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي اهلل عنها‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪ ( :‬من التمس‬
‫رض‪##‬ى اهلل بس‪##‬خط الن‪##‬اس رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه وأرض‪##‬ى عن‪##‬ه الن‪##‬اس‪ ،‬ومن التمس رض‪##‬ى‬
‫الناس بسخط اهلل سخط اهلل عليه وأسخط عليه الناس) رواه ابن حبان في صحيحه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية آل عمران‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية براءة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسير آية العنكبوت‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن اليقين يضعف ويقوى‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬عالمة ضعفه‪ ،‬ومن ذلك هذه الثالث‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن إخالص الخوف هلل من الفرائض‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬ذكر ثواب من فعله‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬ذكر عقاب من تركه‪.‬‬

‫بــاب‬

‫‪41‬‬
‫‪ .‬وقول ‪## #‬ه‪ ( :‬إنم‪777‬ا‬ ‫(‪)84‬‬
‫ق ‪## #‬ول اهلل تع ‪## #‬الى‪ ( :‬وعلى هللا فتوكل‪777‬وا إن كنتم مؤم‪777‬نين )‬
‫اآلية وقول ‪##‬ه ( يا أيها النبي حس‪77‬بك‬ ‫(‪)85‬‬
‫المؤمنون الذين إذا ذكر هللا وجلت قلوبهم )‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)87‬‬
‫وقوله ( ومن يتوكل على هللا فهو حسبه )‬ ‫(‪)86‬‬
‫هللا ومن اتبعك من المؤمنين )‬
‫عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال‪ ( :‬حسبنا هللا ونعم الوكيل ) (‪ .)88‬قالها إب‪##‬راهيم‬
‫ص‪#‬لى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم حين ألقي في الن‪#‬ار‪ ،‬وقاله‪#‬ا محم‪#‬د ص‪#‬لى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم حين‬
‫قالوا له‪ ( :‬إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمان‪ً7‬ا وق‪77‬الوا حس‪77‬بنا هللا ونعم‬
‫رواه البخاري والنسائي‪.‬‬ ‫(‪)89‬‬
‫الوكيل)‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن التوكل من الفرائض‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنه من شروط اإليمان‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسير آية األنفال‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تفسير اآلية في آخرها‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬تفسير آية الطالق‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬عظم شأن هذه الكلمة‪ ،‬وأنها قول إبراهيم ومحمد صلى اهلل عليهم‪##‬ا وس‪##‬لم‬
‫في الشدائد‪.‬‬
‫بــاب‬
‫(‪)90‬‬
‫ق ‪##‬ول اهلل تع ‪##‬الى‪ ( :‬أف‪77‬أمنوا مك‪77‬ر هللا فال ي‪77‬أمن مك‪77‬ر هللا إال الق‪77‬وم الخاس‪77‬رون )‬
‫وقوله‪ ( :‬ومن يقنط من رحمة ربه إال الضالون ) (‪.)91‬‬
‫عن ابن عب‪##‬اس رض‪##‬ي اهلل عنهم‪##‬ا‪ ،‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم س‪##‬ئل عن‬
‫الكبائر‪ ،‬فقال‪ ( :‬الشرك باهلل‪ ،‬واليأس من روح اهلل‪ ،‬واألمن من مكر اهلل )‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود رضي اهلل عنه قال‪( :‬أكبر الكب‪#‬ائر‪ :‬اإلش‪##‬راك باهلل‪ ،‬واألمن من مك‪#‬ر‬
‫اهلل‪ ،‬والقنوط من رحمة اهلل‪ ،‬واليأس من روح اهلل) رواه عبد الرزاق‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية األعراف‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية الحجر‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الثالثة‪ :‬شدة الوعيد فيمن أمن مكر اهلل‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬شدة الوعيد في القنوط‪.‬‬
‫بــاب‬
‫من اإليمان باهلل الصبر على أقدار هللا‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬ومن يؤمن باهلل يهد قلبه ) (‪.)92‬‬
‫قال علقمة‪ :‬هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند اهلل‪ ،‬فيرضى ويسلم‪.‬‬
‫وفي ص‪##‬حيح مس‪##‬لم عن أبي هري‪##‬رة رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه‬
‫وس ‪##‬لم ق ‪##‬ال‪( :‬اثنت ‪##‬ان في الن ‪##‬اس هم ‪##‬ا بهم كف ‪##‬ر‪ :‬الطعن في النس ‪##‬ب‪ ،‬والنياح ‪##‬ة على‬
‫الميت)‪.‬‬
‫ولهما عن ابن مسعود مرفوعًا‪( :‬ليس منا من ضرب الخدود‪ ،‬وشق الجي‪##‬وب‪ ،‬ودع‪##‬ا‬
‫بدعوى الجاهلية)‪.‬‬
‫وعن أنس رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬إذا أراد اهلل‬
‫بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا‪ ،‬وإ ذا أراد بعبده الشر أمس‪##‬ك عن‪##‬ه بذنب‪##‬ه ح‪##‬تى‬
‫يوافى به يوم القيامة) وقال النبي صلى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬إن عظم الج‪#‬زاء م‪##‬ع عظم‬
‫البالء‪ ،‬وإ ن اهلل تعالى إذا أحب قومًا ابتالهم‪ ،‬فمن رضي فله الرضي‪ ،‬ومن سخط فله‬
‫السخط) حسنه الترمذي‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية التغابن‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن هذا من اإليمان باهلل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الطعن في النسب‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬شدة الوعيد فيمن ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬عالمة إرادة اهلل بعبده الخير‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬إرادة اهلل به الشر‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬عالمة حب اهلل للعبد‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬تحريم السخط‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬ثواب الرضي بالبالء‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫بــاب‬
‫ما جاء في الرياء‬
‫(‪)93‬‬
‫وق‪##‬ول اهلل تع‪##‬الى‪ ( :‬قل إنم‪77‬ا أن‪77‬ا بش‪77‬ر مثلكم ي‪77‬وحى إلَّي أنم‪77‬ا إلهكم إل‪77‬ه واح‪77‬د )‬
‫اآلية‪.‬‬
‫عن أبي هريرة مرفوع‪ً#‬ا‪( :‬ق‪#‬ال اهلل تع‪#‬الى‪ :‬أن‪#‬ا أغ‪#‬نى الش‪#‬ركاء عن الش‪#‬رك‪ ،‬من عم‪#‬ل‬
‫عمًال أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وعن أبي س ‪##‬عيد مرفوع‪ً# #‬ا‪( :‬أال أخ ‪##‬بركم بم ‪##‬ا ه ‪##‬و أخ ‪##‬وف عليكم عن ‪##‬دي من المس ‪##‬يح‬
‫الدجال؟) قالوا‪ :‬بلى يا رسول اهلل! قال‪( :‬الشرك الخفي‪ ،‬يقوم الرجل فيصلي‪ ،‬فيزّين‬
‫صالته‪ ،‬لما يرى من نظر رجل)‪ .‬رواه أحمد‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية الكهف‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬األمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيء لغير اهلل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ذكر السبب الموجب لذلك‪ ،‬وهو كمال الغنى‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن من األسباب‪ ،‬أنه تعالى خير الشركاء‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬خوف النبي صلى اهلل عليه وسلم على أصحابه من الرياء‪.‬‬
‫السادس‪##‬ة‪ :‬أن‪##‬ه فس‪##‬ر ذل‪#‬ك ب‪##‬أن يص‪##‬لي الم‪##‬رء هلل‪ ،‬لكن يزينه‪##‬ا لم‪##‬ا ي‪##‬رى من نظ‪#‬ر رج‪#‬ل‬
‫إليه‪.‬‬

‫باب‬
‫من الشرك إرادة اإلنسان بعمله الدنيا‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيه‪77‬ا وهم‬
‫فيها ال يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في اآلخرة إال النار وحبط م‪77‬ا ص‪77‬نعوا فيه‪77‬ا‬
‫وباطل ما كانوا يعملون)(‪ )94‬اآليتين‪.‬‬
‫وفي الص‪##‬حيح عن أبي هري‪##‬رة رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬ال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه‬
‫وس ‪##‬لم‪( :‬تعس عب ‪##‬د ال ‪##‬دينار‪ ،‬تعس عب ‪##‬د ال ‪##‬درهم‪ ،‬تعس عب ‪##‬د الخميص ‪##‬ة‪ ،‬تعس عب ‪##‬د‬
‫الخميل‪##‬ة‪ ،‬إن أعطي رض‪##‬ي‪ ،‬وإ ن لم يع‪##‬ط س‪##‬خط‪ ،‬تعس وانتكس وإ ذا ش‪##‬يك فال انتقش‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫طوبى لعبد أخذ بعنان فرس‪#‬ه في س‪#‬بيل اهلل‪ ،‬أش‪#‬عث رأس‪#‬ه‪ ،‬مغ‪#‬برة ق‪#‬دماه‪ ،‬إن ك‪#‬ان في‬
‫الحراسة كان في الحراسة‪ ،‬وإ ن كان في الساقة كان في الساقة‪ ،‬إن استأذن لم يؤذن‬
‫له‪ ،‬وإ ن شفع لم يشفع )‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إرادة اإلنسان الدنيا بعمل اآلخرة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية هود‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تسمية اإلنسان المسلم‪ :‬عبد الدينار والدرهم والخميصة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تفسير ذلك بأنه إن أعطي رضي‪ ،‬وإ ن لم يعط سخط‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬قوله (تعس وانتكس)‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬قوله‪( :‬وإ ذا شيك فال انتقش)‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات‪.‬‬

‫باب‬
‫من أطاع العلماء واألمراء في تحريم ما أحل هللا‬
‫أو تحليل ما حرم هللا فقد اتخذهم أربابًا من دون هللا‬
‫وقال ابن عب‪#‬اس‪ :‬يوش‪#‬ك أن ت‪#‬نزل عليكم حج‪#‬ارة من الس‪#‬ماء‪ ،‬أق‪#‬ول‪ :‬ق‪#‬ال رس‪#‬ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وتقولون‪ :‬قال أبو بكر وعمر؟!‬
‫وقال اإلم‪##‬ام أحم‪##‬د‪ :‬عجبت لق‪##‬وم عرف‪##‬وا اإلس‪##‬ناد وص‪##‬حته‪ ،‬ي‪##‬ذهبون إلى رأي س‪##‬فيان‪،‬‬
‫واهلل تع ‪##‬الى يق ‪##‬ول‪ ( :‬فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تص‪77‬يبهم فتن‪77‬ة أو يص‪77‬يبهم‬
‫أتدري ما الفتنة؟ الفتنة‪ :‬الشرك‪ ،‬لعله إذا رد بعض قوله أن يق‪##‬ع في‬ ‫(‪)95‬‬
‫عذاب أليم)‬
‫قلبه شيء من الزيغ فيهلك‪.‬‬
‫عن عدي بن حاتم‪ :‬أنه س‪##‬مع الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم يق‪##‬رأ ه‪##‬ذه اآلي‪##‬ة‪( :‬اتخذوا‬
‫اآلي‪##‬ة‪ .‬فقلت ل‪##‬ه‪ :‬إن‪##‬ا لس‪##‬نا نعب‪##‬دهم ق‪##‬ال‪:‬‬ ‫(‪)96‬‬
‫أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون هللا)‬
‫(أليس يحرمون ما أحل اهلل فتحرمونه ويحّلون م‪##‬ا ح‪##‬رم اهلل‪ ،‬فتحلون‪##‬ه؟) فقلت‪ :‬بلى‪.‬‬
‫قال فتلك‪ :‬عبادتهم) رواه أحمد‪ ،‬والترمذي وحسنه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية النور‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية براءة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدي‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تمثيل ابن عباس بأبي بكر وعمر‪ ،‬وتمثيل أحمد بسفيان‪.‬‬
‫الخامس‪##‬ة‪ :‬تغّي ر األح‪##‬وال إلى ه‪##‬ذه الغاي‪##‬ة‪ ،‬ح‪##‬تى ص‪##‬ار عن‪##‬د األكثرعب‪##‬ادة الرهب‪##‬ان هي‬
‫أفض‪#‬ل األعم‪#‬ال‪ ،‬وتس‪#‬مى الوالي‪##‬ة‪ ،‬وعب‪#‬ادة األحب‪#‬ار هي العلم والفق‪#‬ه ثم تغ‪#‬يرت الح‪#‬ال‬
‫إلى أن عب‪##‬د من دون اهلل من ليس من الص‪##‬الحين‪ ،‬وعب‪##‬د ب‪##‬المعنى الث‪##‬اني من ه‪##‬و من‬
‫الجاهلين‪.‬‬

‫بــــاب‬
‫قول اهلل تعالى‪ ( :‬ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من‬
‫قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن‬
‫يضلهم ضلًال بعيدا ) (‪ )97‬اآليات‪ .‬وقوله‪ ( :‬وإذا قيل لهم ال تفسدوا في األرض ق‪77‬الوا‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)99‬‬
‫وقوله‪( :‬وال تفسدوا في األرض بعد إصالحها )‬ ‫(‪)98‬‬
‫إنما نحن مصلحون )‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)100‬‬
‫وقوله‪ ( :‬أفحكم الجاهلية يبغون )‬
‫عن عبد اهلل بن عمرو رضي اهلل عنهما‪ ،‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬‬
‫ال ي‪##‬ؤمن أح‪##‬دكم ح‪##‬تى يك‪##‬ون ه‪##‬واه تبع ‪ً#‬ا لم‪##‬ا جئت ب‪##‬ه) ق‪##‬ال الن‪##‬ووي‪ :‬ح‪##‬ديث ص‪##‬حيح‪،‬‬
‫رويناه في كتاب "الحجة" بإسناد صحيح‪.‬‬
‫وق ‪##‬ال الش ‪##‬عبي‪ :‬ك ‪##‬ان بين رج ‪##‬ل من المن ‪##‬افقين ورج ‪##‬ل من اليه ‪##‬ود خص ‪##‬ومة؛ فق ‪##‬ال‬
‫اليهودي‪ :‬نتحاكم إلى محمد ـ ألنه عرف أنه ال يأخذ الرشوة ـ وق‪##‬ال المن‪##‬افق‪ :‬نتح‪##‬اكم‬
‫إلى اليهود ـ لعلمه أنهم يأخذون الرشوة – فاتفقا أن يأتي‪##‬ا كاهن‪ً#‬ا في جهين‪##‬ة فيتحاكم‪##‬ا‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)101‬‬
‫إليه‪ ،‬فنزلت‪ ( :‬ألم تر إلى الذين يزعمون )‬
‫وقي‪##‬ل‪ :‬ن‪##‬زلت في رجلين اختص‪##‬ما‪ ،‬فق‪##‬ال أح‪##‬دهما‪ :‬ن‪##‬ترافع إلى الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه‬
‫وس‪##‬لم‪ ،‬وق‪##‬ال اآلخ‪##‬ر‪ :‬إلى كعب بن األش‪##‬رف‪ ،‬ثم ترافع‪##‬ا إلى عم‪##‬ر‪ ،‬ف‪##‬ذكر ل‪##‬ه أح‪##‬دهما‬
‫القص‪##‬ة‪ .‬فق‪##‬ال لل‪##‬ذي لم ي‪##‬رض برس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪ :‬أك‪##‬ذلك؟ ق‪##‬ال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فضربه بالسيف فقتله‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية النساء وما فيها من اإلعانة على فهم الطاغوت‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)102‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية البقرة‪ ( :‬وإذا قيل لهم ال تفسدوا في األرض )‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)103‬‬
‫الثالثة‪ :‬تفسير آية األعراف ( وال تفسدوا في األرض بعد إصالحها )‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)104‬‬
‫الرابعة‪ :‬تفسير‪ ( :‬أفحكم الجاهلية يبغون )‬
‫الخامسة‪ :‬ما قاله الشعبي في سبب نزول اآلية األولى‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬تفسير اإليمان الصادق والكاذب‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬قصة عمر مع المنافق‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬كون اإليمان ال يحصل ألحد حتى يكون هواه تبعًا لما جاء به الرس‪##‬ول ص‪##‬لى‬
‫اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫بــاب‬
‫من جحد شيئًا من األسماء والصفات‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)105‬‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬وهم يكفرون بالرحمن )‬
‫وفي صحيح البخاري ق‪#‬ال علي‪( :‬ح‪#‬دثوا الن‪#‬اس بم‪#‬ا يعرف‪#‬ون‪ ،‬أتري‪#‬دون أن يك‪#‬ذب اهلل‬
‫ورسوله؟)‪.‬‬
‫وروى عب‪##‬د ال‪##‬رزاق عن معم‪##‬ر عن ابن ط‪##‬اوس عن أبي‪##‬ه عن ابن عب‪##‬اس‪ :‬أن‪##‬ه رأى‬
‫رجًال انتفض ـ لما سمع حديثًا عن النبي صلى اهلل عليه وسلم في الصفات‪ ،‬اس‪##‬تنكارًا‬
‫لذلك ـ فق‪#‬ال‪( :‬م‪##‬ا ف‪#‬رق ه‪##‬ؤالء؟ يج‪#‬دون رق‪#‬ة عن‪##‬د محكم‪##‬ه‪ ،‬ويهلك‪#‬ون عن‪##‬د متش‪##‬ابهه)‬
‫انتهى‪.‬‬
‫ولما سمعت قريش رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ي‪##‬ذكر‪( :‬ال‪#‬رحمن) أنك‪#‬روا ذل‪#‬ك‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)106‬‬
‫فأنزل اهلل فيهم‪( :‬وهم يكفرون بالرحمن)‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬عدم اإليمان بجحد شيء من األسماء والصفات‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية الرعد‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ترك التحديث بما ال يفهم السامع‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الرابعة‪ :‬ذكر العلة أنه يفضي إلى تكذيب اهلل ورسوله‪ ،‬ولو لم يتعمد المنكر‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬كالم ابن عباس لمن استنكر شيئًا من ذلك‪ ،‬وأنه هلك‪.‬‬

‫بــاب‬
‫قول اهلل تعالى‪ ( :‬يعرفون نعمت هللا ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون ) (‪.)107‬‬
‫قال مجاهد ما معناه‪ :‬هو قول الرجل‪ :‬هذا مالي‪ ،‬ورثته عن آبائي‪.‬‬
‫وقال عون بن عبد اهلل‪ :‬يقولون‪ :‬لوال فالن لم يكن كذا‪.‬‬
‫وقال ابن قتيبة‪ :‬يقولون‪ :‬هذا بشفاعة آلهتنا‪.‬‬
‫وقال أبو العباس – بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه‪( :‬إن اهلل تعالى ق‪##‬ال‪ :‬أص‪##‬بح من‬
‫عبادي مؤمن بي وكافر‪ ) ..‬الحديث‪ ،‬وقد تقدم ـ وه‪##‬ذا كث‪##‬ير في الكت‪##‬اب والس‪##‬نة‪ ،‬ي‪##‬ذم‬
‫سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره‪ ،‬ويشرك به‪.‬‬
‫قال بعض السلف‪ :‬ه‪#‬و كق‪#‬ولهم‪ :‬ك‪#‬انت ال‪#‬ريح طيب‪#‬ة‪ ،‬والمالح حاذق‪ً#‬ا‪ ،‬ونح‪#‬و ذل‪#‬ك مم‪#‬ا‬
‫هو جاٍر على ألسنة كثير‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير معرفة النعمة وإ نكارها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬معرفة أن هذا جاٍر على ألسنة كثير‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تسمية هذا الكالم إنكارًا للنعمة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬اجتماع الضدين في القلب‪.‬‬

‫بــاب‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)108‬‬
‫قول اهلل تعالى‪ ( :‬فال تجعلوا هلل أندادًا وأنتم تعلمون )‬
‫ق ‪##‬ال ابن عب ‪##‬اس في اآلي ‪##‬ة‪ :‬األن ‪##‬داد‪ :‬ه ‪##‬و الش ‪##‬رك أخفى من دبيب النم ‪##‬ل على ص ‪##‬فاة‬
‫سوداء في ظلمة الليل؛ وهو أن تقول‪ :‬واهلل‪ ،‬وحياتك يا فالن وحي‪##‬اتي‪ ،‬وتق‪##‬ول‪ :‬ل‪##‬وال‬
‫كليب‪##‬ة ه‪##‬ذا ألتان‪##‬ا اللص‪##‬وص‪ ،‬ول‪##‬وال الب‪##‬ط في ال‪##‬دار ألتان‪##‬ا اللص‪##‬وص‪ ،‬وق‪##‬ول الرج‪##‬ل‬

‫‪48‬‬
‫لصاحبه‪ :‬ما شاء اهلل وشئت‪ ،‬وقول الرجل‪ :‬لوال اهلل وفالن‪ .‬ال تجع‪##‬ل فيه‪##‬ا فالن‪ً#‬ا ه‪##‬ذا‬
‫كله به شرك) رواه ابن أبي حاتم‪.‬‬
‫وعن عم‪##‬ر بن الخط‪##‬اب رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ :‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪:‬‬
‫(من حلف بغير اهلل فقد كفر أو أشرك) رواه الترمذي وحسنه‪ ،‬وصححه الحاكم‪.‬‬
‫وقال ابن مسعود‪ :‬ألن أحلف باهلل كاذبًا أحب إلّي من أن أحلف بغيره صادقًا‪.‬‬
‫وعن حذيف‪##‬ة رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬عن الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬ال تقول‪##‬وا‪ :‬م‪##‬ا‬
‫ش‪##‬اء اهلل وش‪##‬اء فالن‪ ،‬ولكن قول‪##‬وا‪ :‬م‪##‬ا ش‪##‬اء اهلل ثم ش‪##‬اء فالن) رواه أب‪##‬و داود بس‪##‬ند‬
‫صحيح‪.‬‬
‫وج‪##‬اء عن إب‪##‬راهيم النخعي‪ ،‬أن‪##‬ه يك‪##‬ره أن يق‪##‬ول‪ :‬أع‪##‬وذ باهلل وب‪##‬ك‪ ،‬ويج‪##‬وز أن يق‪##‬ول‪:‬‬
‫باهلل ثم بك‪ .‬قال‪ :‬ويقول‪ :‬لوال اهلل ثم فالن‪ ،‬وال تقولوا‪ :‬لوال اهلل وفالن‪.‬‬

‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية البقرة في األنداد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الصحابة رضي اهلل عنهم يفسرون اآلي‪##‬ة النازل‪##‬ة في الش‪##‬رك األك‪##‬بر بأنه‪##‬ا‬
‫تعم األصغر‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن الحلف بغير اهلل شرك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه إذا حلف بغير اهلل صادقًا‪ ،‬فهو أكبر من اليمين الغموس‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬الفرق بين الواو وثم في اللفظ‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف باهلل‬
‫عن ابن عمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪ ( :‬ال تحلفوا‬
‫بآب‪##‬ائكم‪ ،‬من حل‪#‬ف باهلل فليص‪##‬دق‪ ،‬ومن حل‪#‬ف ل‪#‬ه باهلل فل‪#‬يرض‪ .‬ومن لم ي‪##‬رض فليس‬
‫من اهلل)‪ ،‬رواه ابن ماجه بسند حسن‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬النهي عن الحلف باآلباء‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الثانية‪ :‬األمر للمحلوف له باهلل أن يرضى‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وعيد من لم يرض‬
‫بــاب‬
‫قول‪ :‬ما شاء هللا وشئت‬
‫عن قتيلة‪ ،‬أن يهوديًا أتى النبي صلى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم فق‪##‬ال‪ :‬إنكم تش‪##‬ركون‪ ،‬تقول‪##‬ون‬
‫م‪##‬ا ش‪##‬اء اهلل وش‪##‬ئت‪ ،‬وتقول‪##‬ون‪ :‬والكعب‪##‬ة‪ ،‬ف‪##‬أمرهم الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم إذا‬
‫أرادوا أن يحلف‪##‬وا أن يقول‪##‬وا‪( :‬ورب الكعب‪##‬ة‪ ،‬وأن يقول‪##‬وا‪ :‬م‪##‬ا ش‪##‬اء ثم ش‪##‬ئت) رواه‬
‫النسائي وصححه‪.‬‬
‫ول‪##‬ه أيض‪ً##‬ا عن ابن عب‪##‬اس رض‪##‬ي اهلل عنهم‪##‬ا‪ :‬أن رجًال ق‪##‬ال للن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه‬
‫وسلم‪ :‬ما شاء اهلل وشئت‪ ،‬فقال‪( :‬أ جعلتني هلل ندًا؟ ما شاء اهلل وحده)‪.‬‬
‫والبن ماج‪##‬ه عن الطفيـل أخـي عائش‪##‬ة ألمهـا ق‪##‬ال‪ :‬رأيت ك‪##‬أني أتيت على نف‪##‬ر من‬
‫اليهود‪ ،‬فقلت‪ :‬إنكم ألنتم القوم‪ ،‬لوال أنكم تقولون‪ :‬عزير ابن اهلل‪ .‬قالوا‪ :‬وإ نكم ألنتم‬
‫الق‪##‬وم ل‪##‬وال أنكم تقول‪##‬ون‪ :‬م‪##‬ا ش‪##‬اء اهلل وش‪##‬اء محم‪##‬د‪ .‬ثم م‪##‬ررت بنف‪##‬ر من النص‪##‬ارى‬
‫فقلت‪ :‬إنكم ألنتم الق‪## #‬وم‪ ،‬ل‪## #‬وال أنكم تقول‪## #‬ون‪ :‬المس‪####‬يح ابن اهلل‪ ،‬ق‪## #‬الوا‪ :‬وإ نكم ألنتم‬
‫الق‪##‬وم‪ ،‬ل‪##‬وال أنكم تقول‪##‬ون‪ :‬م‪##‬ا ش‪##‬اء اهلل وش‪##‬اء محم‪##‬د‪ .‬فلم‪##‬ا أص‪##‬بحت أخ‪##‬برت به‪##‬ا من‬
‫أخبرت‪ ،‬ثم أتيت النبي صلى اهلل عليه وسلم فأخبرته‪ .‬ق‪#‬ال‪( :‬ه‪##‬ل أخ‪#‬برت به‪##‬ا أح‪#‬دًا؟)‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فحمد اهلل وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪( :‬أما بعد؛ فإن طفيًال رأى رؤيا‪ ،‬أخ‪##‬بر‬
‫به ‪##‬ا من أخ ‪##‬بر منكم‪ ،‬وإ نكم قلتم كلم ‪##‬ة ك ‪##‬ان يمنع ‪##‬ني ك ‪##‬ذا وك ‪##‬ذا أن أنه ‪##‬اكم عنه ‪##‬ا‪ .‬فال‬
‫تقولوا‪ :‬ما شاء اهلل وشاء محمد‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬ما شاء اهلل وحده)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬معرفة اليهود بالشرك األصغر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬فهم اإلنسان إذا كان له هوى‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬أ جعلتني هلل ندًا؟) فكيف بمن قال‪:‬‬
‫سواك ‪. . . .‬‬ ‫يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به‬
‫والبيتين بعده‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن هذا ليس من الشرك األكبر‪ ،‬لقوله‪( :‬يمنعني كذا وكذا)‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أنها قد تكون سببًا لشرع بعض األحكام‪.‬‬

‫بــاب‬
‫من سب الدهر فقد آذى هللا‬
‫(‬
‫وقول اهلل تعـالى‪ ( :‬وقالوا ما هي إال حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إال الدهر)‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫‪)109‬‬

‫في الصحيح عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬ق‪##‬ال اهلل تع‪##‬الى‪:‬‬
‫يؤذي ‪##‬ني ابن آدم‪ ،‬يس ‪##‬ب ال ‪##‬دهر‪ ،‬وأن ‪##‬ا ال ‪##‬دهر‪ ،‬أقلب اللي ‪##‬ل والنه ‪##‬ار) وفي رواي ‪##‬ة‪( :‬ال‬
‫تسبوا الدهر‪ ،‬فإن اهلل هو الدهر)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬النهي عن سب الدهر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تسميته أذى هلل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬التأمل في قوله‪( :‬فإن اهلل هو الدهر)‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه قد يكون سابًا ولو لم يقصده بقلبه‪.‬‬

‫بــاب‬
‫التسمي بقاضي القضاة ونحوه‬
‫في الص‪##‬حيح عن أبي هري‪##‬رة رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬عن الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪:‬‬
‫(إن أخنع اسم عند اهلل‪ :‬رجل تسمى ملك األمالك‪ ،‬ال مالك إال اهلل)‪.‬‬
‫قال سفيان‪ :‬مثل (شاهان شاه)‪.‬‬
‫وفي رواية‪( :‬أغيظ رجل على اهلل يوم القيامة وأخبثه)‪ .‬قوله (أخنع) يعني أوضع‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬النهي عن التسمي بملك األمالك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن ما في معناه مثله‪ ،‬كما قال سفيان‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬التفطن للتغليظ في هذا ونحوه‪ ،‬مع القطع بأن القلب لم يقصد معناه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التفطن أن هذا إلجالل اهلل سبحانه‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫بــاب‬
‫احترام أسماء هللا وتغيير االسم ألجل ذلك‬
‫عن أبي شريح‪ :‬أنه كان يك‪#‬نى أب‪##‬ا الحكم؛ فق‪#‬ال ل‪#‬ه الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬إن‬
‫اهلل ه‪##‬و الحكم‪ ،‬وإ لي‪##‬ه الحكم) فق‪##‬ال‪ :‬إن ق‪##‬ومي إذا اختلف‪##‬وا في ش‪##‬يء أت‪##‬وني‪ ،‬فحكمت‬
‫بينهم‪ ،‬فرض‪##‬ي كال الف‪##‬ريقين فق‪##‬ال‪( :‬م‪##‬ا أحس‪##‬ن ه‪##‬ذا فمال‪##‬ك من الول‪##‬د؟) قلت‪ :‬ش‪##‬ريح‪،‬‬
‫ومسلم‪ ،‬وعبد اهلل‪ .‬قال‪( :‬فمن أكبرهم؟) قلت‪ :‬شريح‪ ،‬قال‪( :‬فأنت أبو شريح)‪ ،‬رواه‬
‫أبو داود وغيره‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬احترام أسماء اهلل وصفاته ولو لم يقصد معناه‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تغيير االسم ألجل ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬اختيار أكبر األبناء للكنية‪.‬‬
‫بــاب‬
‫من هزل بشيء فيه ذكر هللا أو القرآن أو الرسول‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)110‬‬
‫وقول اهلل تعالي‪ ( :‬ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب )‬
‫عن ابن عم‪##‬ر‪ ،‬ومحم‪##‬د بن كعب‪ ،‬وزي‪##‬د بن أس‪##‬لم‪ ،‬وقت‪##‬ادة – دخ‪##‬ل ح‪##‬ديث بعض‪##‬هم في‬
‫بعض ‪ : -‬أنه قال رجل في غزوة تبوك‪ :‬ما رأين‪#‬ا مث‪#‬ل قرائن‪ً#‬ا ه‪#‬ؤالء‪ ،‬أرغب بطون‪ً#‬ا‪،‬‬
‫وال أك ‪##‬ذب ألس ‪##‬نًا‪ ،‬وال أجبن عن ‪##‬د اللق ‪##‬اء ـ يع ‪##‬ني رس ‪##‬ول اهلل ص ‪##‬لى اهلل علي ‪##‬ه وس ‪##‬لم‬
‫وأصحابه القّر اء ـ فقال له عوف بن مالك‪ :‬كذبت‪ ،‬ولكنك من‪##‬افق‪ ،‬ألخ‪##‬برن رس‪##‬ول اهلل‬
‫ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪ .‬ف‪##‬ذهب ع‪##‬وف إلى رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ليخ‪##‬بره‬
‫فوجد القرآن قد س‪#‬بقه‪ .‬فج‪#‬اء ذل‪#‬ك الرج‪#‬ل إلى رس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم وق‪#‬د‬
‫ارتحل وركب ناقته‪ ،‬فق‪#‬ال‪ :‬ي‪##‬ا رس‪##‬ول اهلل! إنم‪##‬ا كن‪##‬ا نخ‪#‬وض ونتح‪#‬دث ح‪#‬ديث ال‪#‬ركب‪،‬‬
‫نقطع به عنا الطريق‪ .‬فقال ابن عمر‪ :‬كأني أنظر إليه متعلقًا بنسـعة ناقة رســول اهلل‬
‫ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪ ،‬وإ ن الحج‪##‬ارة تنكب رجلي‪##‬ه – وه‪##‬و يق‪##‬ول‪ :‬إنم‪##‬ا كن‪##‬ا نخ‪##‬وض‬
‫ونلعب – فيق‪##‬ول ل‪##‬ه رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪ ( :‬أباهلل وآيات‪##‬ه ورس‪##‬وله كنتم‬
‫تستهزءون ) ما يتلفت إليه وما يزيده عليه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫األولى‪ :‬وهي العظيمة‪ :‬أن من هزل بهذا فهو كافر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن هذا هو تفسير اآلية فيمن فعل ذلك كائنًا من كان‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الفرق بين النميمة والنصيحة هلل ولرسوله‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الفرق بين العفو الذي يحبه اهلل وبين الغلظة على أعداء اهلل‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن من األعذار ما ال ينبغي أن يقبل‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ما جاء في قول اهلل تعالى‪ ( :‬ولئن أذقناه رحمًة منا من بعد ضراء مسته ليقولن ه‪77‬ذا‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)111‬‬
‫لي )‬
‫قال مجاهد‪ :‬هذا بعملي وأنا محقوق به‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬يريد من عندي‪.‬‬
‫ق‪##‬ال قت‪##‬ادة‪ :‬على علم م‪##‬ني بوج‪##‬وه‬ ‫(‪)112‬‬
‫وقوله‪ ( :‬قال إنما أوتيته على علم عندي )‬
‫المكاس‪##‬ب‪ .‬وق‪##‬ال آخ‪##‬رون‪ :‬على علم من اهلل أني ل‪##‬ه أه‪##‬ل‪ .‬وه‪##‬ذا مع‪##‬نى ق‪##‬ول مجاه‪##‬د‪:‬‬
‫أوتيته على شرف‪.‬‬
‫وعن أبي هري‪##‬رة رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه أن‪##‬ه س‪##‬مع رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم يق‪##‬ول‪:‬‬
‫( إن ثالث‪##‬ة من ب‪##‬ني إس‪##‬رائيل‪ :‬أب‪##‬رص‪ ،‬وأق‪##‬رع‪ ،‬وأعمى‪ .‬ف‪##‬أراد اهلل أن يبتليهم‪ ،‬فبعث‬
‫إليهم ملكًا‪ ،‬فأتى األبرص‪ ،‬فقال‪ :‬أي شيء أحب إليك؟ قال‪ :‬لون حسن‪ ،‬وجلد حسن‪،‬‬
‫ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به قال‪ :‬فمسحه‪ ،‬فذهب عن‪##‬ه ق‪##‬ذره‪ ،‬وأعطي لون‪ً#‬ا‬
‫حسنًا وجلدًا حسنًا‪ ،‬قال‪ :‬فأي الم‪##‬ال أحب إلي‪##‬ك؟ ق‪#‬ال‪ :‬اإلبـل أو البق‪#‬ر ـ ش‪##‬ك إس‪##‬حاق ـ‬
‫فأعطي ناقة عش‪##‬راء‪ ،‬وق‪#‬ال‪ :‬ب‪##‬ارك اهلل ل‪#‬ك فيه‪##‬ا‪ .‬ق‪#‬ال‪ :‬ف‪#‬أتى األق‪#‬رع‪ ،‬فق‪#‬ال أي ش‪##‬يء‬
‫أحب إليك قال‪ :‬شعر حسن‪ ،‬ويذهب عني ال‪#‬ذي ق‪#‬د ق‪#‬ذرني الن‪#‬اس ب‪#‬ه فمس‪#‬حه‪ ،‬ف‪#‬ذهب‬
‫عنه‪ ،‬وأعطي شعرًا حسنًا‪ ،‬فقال‪ :‬أي المال أحب إليك؟ قال‪ :‬البق‪##‬ر‪ ،‬أو اإلب‪##‬ل‪ ،‬ف‪##‬أعطي‬
‫بقرة حامًال‪ ،‬قال‪ :‬بارك اهلل لك فيها‪ .‬فأتى األعمى‪ ،‬فقال‪ :‬أي ش‪##‬يء أحب إلي‪##‬ك؟ ق‪##‬ال‪:‬‬
‫أن يرد اهلل إلي بصري؛ فأبصر ب‪##‬ه الن‪##‬اس‪ ،‬فمس‪##‬حه‪ ،‬ف‪#‬رد اهلل إلي‪##‬ه بص‪##‬ره‪ ،‬ق‪#‬ال‪ :‬ف‪#‬أي‬
‫المال أحب إليك؟ ق‪#‬ال‪ :‬الغنم‪ ،‬ف‪#‬أعطي ش‪#‬اة وال‪#‬دًا؛ ف‪#‬أنتج ه‪#‬ذان وول‪#‬د ه‪#‬ذا‪ ،‬فك‪#‬ان له‪#‬ذا‬
‫واٍد من اإلبل‪ ،‬ولهذا واٍد من البقر‪ ،‬ولهذا واٍد من الغنم‪ ،‬قال‪ :‬ثم إنه أتى األبرص في‬

‫‪53‬‬
‫صورته وهيئته‪ .‬فقال‪ :‬رجل مسكين‪ ،‬قد انقطعت بي الحبال في س‪##‬فري‪ ،‬فال بالغ لي‬
‫الي‪##‬وم إال باهلل ثم ب‪##‬ك‪ ،‬أس‪##‬ألك بال‪#‬ذي أعط‪##‬اك الل‪#‬ون الحس‪##‬ن‪ ،‬والجل‪#‬د الحس‪##‬ن‪ ،‬والم‪##‬ال‪،‬‬
‫بع‪##‬يرًا أتبل‪##‬غ ب‪##‬ه في س‪##‬فري‪ ،‬فق‪##‬ال‪ :‬الحق‪##‬وق كث‪##‬يرة‪ .‬فق‪##‬ال ل‪##‬ه‪ :‬ك‪##‬أني أعرف‪##‬ك‪ ،‬ألم تكن‬
‫أب‪##‬رص يق‪##‬ذرك الن‪##‬اس‪ ،‬فق‪##‬يرًا‪ ،‬فأعط‪##‬اك اهلل ع‪##‬ز وج‪##‬ل الم‪##‬ال؟ فق‪##‬ال‪ :‬إنم‪##‬ا ورثت ه‪##‬ذا‬
‫الم ‪##‬ال ك ‪##‬ابرًا عن ك ‪##‬ابر‪ ،‬فق ‪##‬ال‪ :‬إن كنت كاذب‪ً# #‬ا فص‪ّ# #‬يرك اهلل إلى م ‪##‬ا كنت‪ .‬ق ‪##‬ال‪ :‬وأتى‬
‫األقرع في صورته‪ ،‬فقال له مثل ما قال لهذا‪ ،‬ورّد عليه مثل ما رّد علي‪##‬ه ه‪##‬ذا‪ ،‬فق‪##‬ال‪:‬‬
‫إن كنت كاذب ‪ً# #‬ا فص ‪ّ# #‬يرك اهلل إلى م‪## #‬ا كنت‪ .‬وأتى األعمى في ص‪## #‬ورته‪ ،‬فق‪## #‬ال‪ :‬رج‪## #‬ل‬
‫مسكين وابن سبيل‪ ،‬ق‪##‬د انقطعت بي الحب‪##‬ال في س‪##‬فري‪ ،‬فال بالغ لي الي‪##‬وم إال باهلل ثم‬
‫بك‪ .‬أسألك بالذي رّد عليك بصرك ش‪##‬اة أتبل‪#‬غ به‪##‬ا في س‪##‬فري‪ ،‬فق‪#‬ال‪ :‬كنت أعمى ف‪#‬رّد‬
‫اهلل إلَّي بصري‪ ،‬فخذ ما شئت ودع ما شئت‪ ،‬فواهلل ال أجهدك اليوم بشيء أخذت‪##‬ه هلل‪.‬‬
‫فق‪###‬ال‪ :‬أمس‪###‬ك مال‪###‬ك‪ ،‬فإنم‪###‬ا ابتليتم فق‪###‬د رض‪###‬ي اهلل عن‪###‬ك‪ ،‬وس‪###‬خط على ص‪###‬احبيك)‬
‫أخرجاه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير اآلية‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)113‬‬
‫الثانية‪ :‬ما معنى‪( :‬ليقولن هذا لي)‬
‫الثالثة‪ :‬ما معنى قوله‪ ( :‬أوتيته على علم عندي )(‪.)113‬‬
‫الرابعة‪ :‬ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيمة‪.‬‬

‫بــاب‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)114‬‬
‫قول اهلل تعالى‪ ( :‬فلما آتاهما صالحًا جعال له شركاء فيما آتاهما )‬
‫قال ابن حزم‪ :‬اتفقوا على تحريم ك‪##‬ل اس‪##‬م معَّب د لغ‪##‬ير اهلل؛ كعب‪##‬د عم‪##‬ر‪ ،‬وعب‪##‬د الكعب‪##‬ة‪،‬‬
‫وما أشبه ذلك‪ ،‬حاشا عبد المطلب‪.‬‬
‫وعن ابن عب‪##‬اس رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه في اآلي‪##‬ة ق‪##‬ال‪ :‬لم‪##‬ا تغشـاها آدم حمـلت‪ ،‬فأتاهم‪##‬ا‬
‫إبليس فقال‪ :‬إني صاحبكما الذي أخرجتكم‪##‬ا من الجن‪##‬ة لتطيع‪##‬اني أو ألجعلن ل‪##‬ه ق‪##‬رني‬
‫أي‪##‬ل‪ ،‬فيخ‪##‬رج من بطن‪##‬ك فيش‪##‬قه‪ ،‬وألفعلن وألفعلن ـ يخوفهم‪##‬ا ـ ِّس مياه عب‪##‬د الح‪##‬ارث‪،‬‬
‫فأبي‪#‬ا أن يطيع‪#‬اه‪ ،‬فخ‪#‬رج ميت‪ً#‬ا‪ ،‬ثم حملت‪ ،‬فأتاهم‪#‬ا‪ ،‬فق‪#‬ال مث‪#‬ل قول‪#‬ه‪ ،‬فأبي‪#‬ا أن يطيع‪#‬اه‪،‬‬

‫‪54‬‬
‫فخرج ميتًا‪ ،‬ثم حملت‪ ،‬فأتاهما‪ ،‬فذكر لهما فأدركهما حب الولد‪ ،‬فسمياه عبد الح‪##‬ارث‬
‫رواه ابن أبي حاتم‪.‬‬ ‫(‪)115‬‬
‫فذلك قوله تعالى‪ ( :‬جعال له شركاء فيما آتاهما )‬
‫وله بسند صحيح عن قتادة قال‪ :‬شركاء في طاعته‪ ،‬ولم يكن في عبادت‪#‬ه‪ .‬ول‪#‬ه بس‪#‬ند‬
‫قال‪ :‬أشفقا أال يكون إنسانًا‪،‬‬ ‫(‪)116‬‬
‫صحيح عن مجاهد في قوله‪ ( :‬لئن آتيتنا صالحًا )‬
‫وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تحريم كل اسم معّبد لغير اهلل‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير اآلية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن هبة اهلل للرجل البنت السوية من النعم‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة‪ ،‬والشرك في العبادة‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ق‪###‬ول اهلل تع‪###‬الى‪ ( :‬وهلل األس‪77‬ماء الحس‪77‬نى ف‪77‬ادعوه به‪77‬ا وذروا ال‪77‬ذين يلح‪77‬دون في‬
‫اآلي‪##‬ة‪ :‬ذك‪##‬ر ابن أبي ح‪##‬اتم عن ابن عب‪##‬اس رض‪##‬ي اهلل عنهم‪##‬ا (يلح‪##‬دون‬ ‫(‪)117‬‬
‫أسمائه)‬
‫في أس‪##‬ماءه)‪ :‬يش‪##‬ركون‪ .‬وعن‪##‬ه‪ :‬س‪##‬موا الالت من اإلل‪##‬ه‪ ،‬والع‪##‬زى من العزي‪##‬ز‪ .‬وعن‬
‫األعمش‪ :‬يدخلون فيها ما ليس منها‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إثبات األسماء‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬كونها حسنى‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬األمر بدعائه بها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬ترك من عارض من الجاهلين الملحدين‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬تفسير اإللحاد فيها‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬وعيد من ألحد‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ال يقال‪ :‬السالم على هللا‬

‫‪55‬‬
‫في الص‪##‬حيح عن ابن مس‪##‬عود رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه ق‪##‬ال‪ :‬كن‪##‬ا إذا كن‪##‬ا م‪##‬ع الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل‬
‫علي‪##‬ه وس‪##‬لم في الص‪##‬الة قلن‪##‬ا‪ :‬الس‪##‬الم على اهلل من عب‪##‬اده‪ ،‬الس‪##‬الم على فالن‪ ،‬فق‪##‬ال‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال تقولوا السالم على اهلل‪ ،‬فإن اهلل هو السالم)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير السالم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أنه تحية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنها ال تصلح هلل‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬العلة في ذلك‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬تعليمهم التحية التي تصلح هلل‪.‬‬

‫بــاب‬
‫قول‪ :‬اللهم اغفر لي إن شئت‬
‫في الص‪##‬حيح عن أبي هري‪##‬رة رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‬
‫ق‪###‬ال‪( :‬ال يق‪###‬ل أح‪###‬دكم‪ :‬اللهم اغف‪###‬ر لي إن ش‪###‬ئت‪ ،‬اللهم ارحم‪###‬ني إن ش‪###‬ئت‪ ،‬ليع‪###‬زم‬
‫المسألة‪ ،‬فإن اهلل ال مكره له)‪.‬‬
‫ولمسلم‪( :‬وليعظم الرغبة‪ ،‬فإن اهلل ال يتعاظمه شيء أعطاه)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬النهي عن االستثناء في الدعاء‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬بيان العلة في ذلك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬قوله‪( :‬ليعزم المسألة)‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬إعظام الرغبة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬التعليل لهذا األمر‪.‬‬
‫بــاب‬
‫ال يقول‪ :‬عبدي وأمتي‬

‫‪56‬‬
‫في الص‪##‬حيح عن أبي هري‪##‬رة رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬أن رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‬
‫ق‪##‬ال‪( :‬ال يق‪##‬ل أح‪##‬دكم‪ :‬أطعم رب‪##‬ك‪ ،‬وض‪##‬ىء رب‪##‬ك‪ ،‬وليق‪##‬ل‪ :‬س‪##‬يدي وم‪##‬والي‪ ،‬وال يق‪##‬ل‪:‬‬
‫عبدي وأمتي‪ ،‬وليقل‪ :‬فتاي وفتاتي‪ ،‬وغالمي)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬النهي عن قول‪ :‬عبدي وأمتي‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ال يقول العبد‪ :‬ربي‪ ،‬وال يقال له‪ :‬أطعم ربك‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تعليم األول قول‪ :‬فتاي وفتاتي وغالمي‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬تعليم الثاني قول‪ :‬سيدي وموالي‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬التنبيه للمراد‪ ،‬وهو تحقيق التوحيد حتى في األلفاظ‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ال يرد من سأل هللا‬
‫عن ابن عم‪##‬ر رض‪##‬ي اهلل عنهم‪##‬ا ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬ال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬من‬
‫اس ‪##‬تعاذ باهلل فأعي ‪##‬ذوه‪ ،‬ومن س ‪##‬أل باهلل ف ‪##‬أعطوه‪ ،‬ومن دع ‪##‬اكم ف ‪##‬أجيبوه‪ ،‬ومن ص ‪##‬نع‬
‫إليكم معروف ‪ً#‬ا فك‪##‬افئوه‪ ،‬ف‪##‬إن لم تج‪##‬دوا م‪##‬ا تكافئون‪##‬ه ف‪##‬ادعوا ل‪##‬ه ح‪##‬تى ت‪##‬رون أنكم ق‪##‬د‬
‫كافأتموه)‪ .‬رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إعاذة من استعاذ باهلل‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إعطاء من سأل باهلل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬إجابة الدعوة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬المكافأة على الصنيعة‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن الدعاء مكافأة لمن لم يقدر إال عليه‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬قوله‪( :‬حتى ترون أنكم قد كافأتموه)‪.‬‬
‫بــاب‬
‫ال يسأل بوجه هللا إال الجنة‬
‫عن جابر رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬ال يس‪##‬أل بوج‪##‬ه‬
‫اهلل إال الجنة)‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬النهي عن أن يسأل بوجه اهلل إال غاية المطالب‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬إثبات صفة الوجه‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ما جاء في اّللو‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬يقولون لو كان لنا من األمر شيء ما قتلنا هاهنا ) (‪ .)118‬وقوله‪:‬‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)119‬‬
‫( الذين قالوا إلخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا)‬
‫في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬اح‪##‬رص على‬
‫ما ينفعك‪ ،‬واستعن باهلل وال تعجزن‪ ،‬وإ ن أصابك شيء فال تقل لو أني فعلت لكان كذا‬
‫وكذا؛ ولكن قل‪ :‬قدر اهلل وما شاء فعل‪ ،‬فإن لو تفتح عمل الشيطان)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير اآليتين في آل عمران‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬النهي الصريح عن قول‪ :‬لو‪ ،‬إذا أصابك شيء‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تعليل المسألة بأن ذلك يفتح عمل الشيطان‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬اإلرشاد إلى الكالم الحسن‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬األمر بالحرص على ما ينفع مع االستعانة باهلل‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬النهي عن ضد ذلك وهو العجز‪.‬‬

‫بــاب‬
‫النهي عن سب الريح‬
‫عن أبي بن كعب رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪#‬ال‪( :‬ال تس‪##‬بوا‬
‫الريح‪ ،‬فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا‪ :‬اللهم إنا نسألك من خير هذه ال‪##‬ريح‪ ،‬وخ‪##‬ير م‪##‬ا‬
‫فيه‪##‬ا‪ ،‬وخ‪##‬ير م‪##‬ا أم‪##‬رت ب‪##‬ه‪ ،‬ونع‪##‬وذ ب‪##‬ك من ش‪##‬ر ه‪##‬ذه ال‪##‬ريح‪ ،‬وش‪##‬ر م‪##‬ا فيه‪##‬ا‪ ،‬وش‪##‬ر م‪##‬ا‬
‫أمرت به) صححه الترمذي‪.‬‬

‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬النهي عن سب الريح‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الثانية‪ :‬اإلرشاد إلى الكالم النافع إذا رأى اإلنسان ما يكره‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬اإلرشاد إلى أنها مأمورة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنها قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر‪.‬‬

‫بــاب‬
‫قول اهلل تعالى‪ ( :‬يظنون باهلل غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لن‪77‬ا من األم‪77‬ر من‬
‫اآلي ‪##‬ة‪ .‬وقول‪##‬ه‪ ( :‬الظ‪77‬انين باهلل ظن الس‪77‬وء عليهم‬ ‫(‪)1‬‬
‫ش‪77‬يء ق‪77‬ل إن األم‪77‬ر كل‪77‬ه هلل )‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)120‬‬
‫دائرة السوء )‬
‫ق‪##‬ال ابن القيم في اآلي‪##‬ة األولى‪ :‬فّس ر ه‪##‬ذا الظن بأن‪##‬ه س‪##‬بحانه ال ينص‪##‬ر رس‪##‬وله‪ ،‬وأن‬
‫أمره سيضمحل‪ ،‬وفسر بظنهم أن ما أصابهم لم يكن بقدر اهلل وحكمته‪ ،‬ففس‪##‬ر بإنك‪##‬ار‬
‫الحكمة‪ ،‬وإ نكار الق‪#‬در‪ ،‬وإ نك‪#‬ار أن يتم أم‪#‬ر رس‪#‬وله‪ ،‬وأن يظه‪#‬ره اهلل على ال‪#‬دين كل‪#‬ه‪.‬‬
‫وهذا هو الظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في س‪#‬ورة الفتح‪ ،‬وإ نم‪#‬ا ك‪#‬ان‬
‫هذا ظن السوء؛ ألنه ظن غير ما يليق به سبحانه‪ ،‬وما يليق بحكمته وحم‪##‬ده ووع‪##‬ده‬
‫الصادق‪ ،‬فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معه‪##‬ا الح‪##‬ق‪ ،‬أو‬
‫أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وق‪#‬دره أو أنك‪#‬ر أن يك‪#‬ون ق‪#‬دره بحكم‪##‬ة بالغ‪#‬ة يس‪##‬تحق‬
‫عليه‪##‬ا الحم‪##‬د‪ ،‬ب‪##‬ل زعم أن ذل‪##‬ك لمش‪##‬يئة مج‪##‬ردة‪ ،‬ف‪##‬ذلك ظن ال‪##‬ذين كف‪##‬روا فوي‪##‬ل لل‪##‬ذين‬
‫كفروا من النار‪.‬‬
‫وأكثر الناس يظنون باهلل ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم‪ ،‬وال يس‪##‬لم‬
‫من ذلك إال من عرف اهلل وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده‪.‬‬
‫فليعتن الل ‪##‬بيب الناص ‪##‬ح لنفس ‪##‬ه به ‪##‬ذا‪ ،‬وليتب إلى اهلل ويس ‪##‬تغفره من ظن ‪##‬ه برب ‪##‬ه ظن‬
‫الس‪#‬وء‪ ،‬ول‪#‬و فتش‪#‬ت من فتش‪#‬ت ل‪#‬رأيت عن‪#‬ده تعنت‪ً#‬ا على الق‪#‬در ومالم‪#‬ة ل‪#‬ه‪ ،‬وأن‪#‬ه ك‪#‬ان‬
‫ينبغي أن يكون كذا وكذا‪ ،‬فمستقل ومستكثر‪ ،‬وفتش نفسك‪ :‬هل أنت سالم؟‬
‫وإ ال فإني ال إخالك ناجيًا‬ ‫فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير آية آل عمران‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تفسير آية الفتح‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الثالثة‪ :‬اإلخبار بأن ذلك أنواع ال تحصر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أنه ال يسلم من ذلك إال من عرف األسماء والصفات وعرف نفسه‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ما جاء في منكري القدر‬
‫وقال ابن عمر‪ :‬والذي نفس ابن عمر بيده‪ ،‬لو كان ألح‪#‬دهم مث‪#‬ل أح‪#‬د ذهب‪ً#‬ا‪ ،‬ثم أنفق‪#‬ه‬
‫في س‪##‬بيل اهلل م‪##‬ا قبل‪##‬ه اهلل من‪##‬ه ح‪##‬تى ي‪##‬ؤمن بالق‪##‬در‪ .‬ثم اس‪##‬تدل بق‪##‬ول الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل‬
‫علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬اإليم‪##‬ان‪ :‬أن ت‪##‬ؤمن باهلل‪ ،‬ومالئكت‪##‬ه‪ ،‬وكتب‪##‬ه‪ ،‬ورس‪##‬له‪ ،‬والي‪##‬وم اآلخ‪##‬ر‪،‬‬
‫وتؤمن بالقدر خيره وشره)‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وعن عبادة بن الصامت أنه ق‪##‬ال البن‪##‬ه‪( :‬ي‪##‬ا ب‪##‬ني إن‪##‬ك لن تج‪##‬د طعم اإليم‪##‬ان ح‪##‬تى تعلم‬
‫أن ما أصابك لم يكن ليخطئك‪ ،‬وما أخطأك لم يكن ليص‪##‬يبك‪ ،‬س‪##‬معت رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى‬
‫اهلل عليه وسلم يقول‪( :‬إن أول ما خلق اهلل القلم‪ ،‬فق‪##‬ال ل‪##‬ه‪ :‬اكتب‪ ،‬فق‪##‬ال‪ :‬رب‪ ،‬وم‪##‬اذا‬
‫أكتب؟ ق‪##‬ال‪ :‬أكتب مق‪##‬ادير ك‪##‬ل ش‪##‬يء ح‪##‬تى تق‪##‬وم الس‪##‬اعة) ي‪##‬ا ب‪##‬ني س‪##‬معت رس‪##‬ول اهلل‬
‫صلى اهلل وسلم يقول‪( :‬من مات على غير هذا فليس مني)‪.‬‬
‫وفي رواية ألحمد‪( :‬إن أول ما خلق اهلل تعالى القلم‪ ،‬فقال ل‪##‬ه‪ :‬اكتب‪ ،‬فج‪##‬رى في تل‪##‬ك‬
‫الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة)‪.‬‬
‫وفي رواية البن وهب‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬فمن لم ي‪##‬ؤمن بالق‪##‬در‬
‫خيره وشره أحرقه اهلل بالنار)‪.‬‬
‫وفي المس‪###‬ند والس‪###‬نن عن ابن ال‪###‬ديلمي ق‪###‬ال‪ :‬أتيت أبي بن كعب‪ ،‬فقلت‪ :‬في نفس‪###‬ي‬
‫شيء من القدر‪ ،‬فحدثني بشيء لعل اهلل يذهبه من قل‪##‬بي‪ ،‬فق‪##‬ال‪( :‬ل‪##‬و أنفقت مث‪##‬ل أح‪##‬د‬
‫ذهبًا ما قبله اهلل من‪##‬ك ح‪##‬تى ت‪##‬ؤمن بالق‪##‬در‪ ،‬وتعلم أن م‪##‬ا اص‪##‬ابك لم يكن ليخطئ‪##‬ك‪ ،‬وم‪##‬ا‬
‫أخط‪##‬أك لم يكن ليص‪##‬يبك‪ ،‬ول‪##‬و مت على غ‪##‬ير ه‪##‬ذا لكنت من أه‪##‬ل الن‪##‬ار)‪ .‬ق‪##‬ال‪ :‬ف‪##‬أتيت‬
‫عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وزي‪#‬دبن ث‪#‬ابت‪ ،‬فكلهم ح‪#‬دثني بمث‪#‬ل ذل‪#‬ك عن‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬بيان فرض اإليمان بالقدر‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الثانية‪ :‬بيان كيفية اإليمان به‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬إحباط عمل من لم يؤمن به‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬اإلخبار بأن أحدًا ال يجد طعم اإليمان حتى يؤمن به‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬ذكر أول ما خلق اهلل‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أنه جرى بالمقادير في تلك الساعة إلى قيام الساعة‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬براءته صلى اهلل عليه وسلم ممن لم يؤمن به‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬عادة السلف في إزالة الشبهة بسؤال العلماء‪.‬‬
‫التاس‪#‬عة‪ :‬أن العلم‪#‬اء أج‪#‬ابوه بم‪#‬ا يزي‪#‬ل الش‪#‬بهة‪ ،‬وذل‪#‬ك أنهم نس‪#‬بوا الكالم إلى رس‪#‬ول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقط‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ما جاء في المصورين‬
‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬ق‪##‬ال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬ق‪##‬ال اهلل‬
‫تع‪####‬الى‪ :‬ومن أظلم ممن ذهب يخل‪####‬ق كخلقي‪ ،‬فليخلق‪####‬وا ذرة‪ ،‬أو ليخلق‪####‬وا حب‪####‬ة‪ ،‬أو‬
‫ليخلقوا شعيرة)‪ .‬أخرجاه‪.‬‬
‫ولهما عن عائشة رض‪#‬ي اهلل عنه‪#‬ا‪ ،‬أن رس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى اهلل علي‪#‬ه وس‪#‬لم ق‪#‬ال‪( :‬أش‪#‬د‬
‫الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهؤون بخلق اهلل)‪.‬‬
‫ولهم‪##‬ا عن ابن عب‪##‬اس رض‪##‬ي اهلل عنهم‪##‬ا‪ :‬س‪##‬معت رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‬
‫يقول‪( :‬كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم)‪.‬‬
‫ولهما عنه مرفوعًا‪( :‬من صّو ر ص‪##‬ورة في ال‪##‬دنيا كّل ف أن ينفخ فيه‪##‬ا ال‪##‬روح‪ ،‬وليس‬
‫بنافخ)‪.‬‬
‫ولمسلم عن أبي الهياج قال‪ :‬قال لي علّي ‪( :‬أال أبعثك على ما بعثني عليه رس‪#‬ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم؟ أال تدع صورة إال طمستها‪ ،‬وال قبرًا مشرفًا إال سويته)‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬التغليظ الشديد في المصورين‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الثاني‪##‬ة‪ :‬التنبي‪##‬ه على العل‪##‬ة‪ ،‬وه‪##‬و ت‪##‬رك األدب م‪##‬ع اهلل لقول‪##‬ه‪( :‬ومن أظلم ممن ذهب‬
‫يخلق كخلقي)‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬التنبيه على قدرته وعجزهم‪ ،‬لقوله‪( :‬فليخلقوا ذرة أو شعيرة)‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التصريح بأنهم أشد الناس عذابًا‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن اهلل يخلق بعدد كل صورة نفسًا يعذب بها المصور في جهنم‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬األمر بطمسها إذا وجدت‪.‬‬
‫بــاب‬
‫ما جاء في كثرة الحلف‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬واحفظوا أيمانكم ) (‪.)121‬‬
‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬س‪##‬معت رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم يق‪##‬ول‪:‬‬
‫(الحلف منفقة للسلعة‪ ،‬ممحقة للكسب) أخرجاه‪.‬‬
‫عن سلمان رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى عليه وسلم قال‪( :‬ثالث‪##‬ة ال يكلمهم اهلل‬
‫وال يزكيهم ولهم عذاب أليم‪ :‬أشيمط زان‪ ،‬وعائل مستكبر‪ ،‬ورجل جعل اهلل بضاعته‪،‬‬
‫ال يشتري إال بيمينه‪ ،‬وال يبيع إال بيمينه) رواه الطبراني بسند صحيح‪.‬‬
‫وفي الصحيح عن عمران بن حصين رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬ال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل‬
‫عليه وسلم‪( :‬خ‪#‬ير أم‪#‬تي ق‪#‬رني‪ ،‬ثم ال‪#‬ذين يل‪#‬ونهم ثم ال‪#‬ذين يل‪#‬ونهم‪ ،‬ق‪#‬ال عم‪#‬ران‪ :‬فال‬
‫أدري أذك‪#‬ر بع‪#‬د قرن‪##‬ه م‪##‬رتين أو ثالث‪ً#‬ا؟ ثم إن بع‪#‬دكم قوم‪ً#‬ا يش‪##‬هدون وال يستش‪##‬هدون‪،‬‬
‫ويخونون وال يؤتمنون‪ ،‬وينذرون وال يوفون‪ ،‬ويظهر فيهم السمن)‪.‬‬
‫وفي‪##‬ه عن ابن مس‪##‬عود رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه أن الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ق‪##‬ال‪( :‬خ‪##‬ير‬
‫الناس قرني‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم يجيء ق‪##‬وم تس‪##‬بق ش‪##‬هادة أح‪##‬دهم‬
‫يمينه‪ ،‬ويمينه شهادته)‪.‬‬
‫قال إبراهيم‪ :‬كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار‪.‬‬

‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬الوصية بحفظ األيمان‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الثانية‪ :‬اإلخبار بأن الحلف منفقة للسلعة‪ ،‬ممحقة للبركة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الوعيد الشديد فيمن ال يبيع وال يشتري إال بيمينه‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬ذم الذين يحلفون وال يستحلفون‪.‬‬
‫السادس‪##‬ة‪ :‬ثن‪##‬اؤه ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم على الق‪##‬رون الثالث‪##‬ة‪ ،‬أو األربع‪##‬ة‪ ،‬وذك‪##‬ر م‪##‬ا‬
‫يحدث بعدهم‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬ذم الذين يشهدون وال يستشهدون‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ما جاء في ذمة هللا وذمة نبيه‬
‫(‬
‫وقول اهلل تعالى‪ ( :‬وأوفوا بعهد هللا إذا عاهدتم وال تنقض‪77‬وا األيم‪77‬ان بع‪7‬د توكي‪77‬دها)‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫‪)122‬‬

‫عن بريدة رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كان إذا أَّم ر أم‪##‬يرًا على‬
‫جيش أو سرية أوصاه بتقوى اهلل ومن معه من المسلمين خيرًا‪ ،‬فق‪#‬ال‪( :‬اغ‪#‬زوا بس‪#‬م‬
‫اهلل‪ ،‬في سبيل اهلل‪ ،‬قاتلوا من كفر باهلل‪ ،‬اغزوا وال تغلوا وال تغدروا‪ ،‬وال تمثل‪##‬وا‪ ،‬وال‬
‫تقتل‪##‬وا ولي‪##‬دًا‪ ،‬وإ ذا لقيت ع‪##‬دوك من المش‪##‬ركين ف‪##‬ادعهم إلى ثالث خص‪##‬ال ـ أو خالل ـ‬
‫ف‪##‬آيتهن م‪##‬ا أج‪##‬ابوك فاقب‪##‬ل منهم وك‪##‬ف عنهم‪ ،‬ثم ادعهم إلى اإلس‪##‬الم ف‪##‬إن هم أج‪##‬ابوك‬
‫فاقب‪##‬ل منهم‪ ،‬ثم ادع‪##‬وهم إلى التح‪##‬ول من دارهم إلى دار المه‪##‬اجرين‪ ،‬وأخ‪##‬برهم أنهم‬
‫إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين‪ ،‬وعليهم ما على المهاجرين‪ ،‬فإن أب‪##‬وا أن يتحول‪##‬وا‬
‫منه‪##‬ا ف‪##‬أخبرهم أنهم يكون‪##‬ون ك‪##‬أعراب المس‪##‬لمين‪ ،‬يج‪##‬ري عليهم حكم اهلل تع‪##‬الى‪ ،‬وال‬
‫يك‪##‬ون لهم في الغنيم ‪##‬ة والفيء ش ‪##‬يء إال أن يجاه ‪##‬دوا م ‪##‬ع المس ‪##‬لمين‪ ،‬ف‪##‬إن هم أب ‪##‬وا‬
‫فاسألهم الجزية‪ ،‬فإن هم أجابوك فاقبل منهم وك‪##‬ف عنهم‪ ،‬ف‪##‬إن هم أب‪##‬وا فاس‪##‬تعن باهلل‬
‫وقاتلهم‪ .‬وإ ذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجع‪#‬ل ذم‪##‬ة اهلل وذم‪##‬ة نبي‪##‬ه‪ ،‬فال تجع‪#‬ل‬
‫لهم ذم‪##‬ة اهلل وذم‪##‬ة نبي‪##‬ه‪ ،‬ولكن اجع‪##‬ل لهم ذمت‪##‬ك وذم‪##‬ة أص‪##‬حابك‪ ،‬ف‪##‬إنكم إن تخف‪##‬روا‬
‫ذممكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة اهلل وذمة نبيه‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫وإ ذا حاص‪##‬رت أه‪##‬ل حص‪##‬ن ف‪##‬أرادوك أن ت‪##‬نزلهم على حكم اهلل‪ ،‬فال ت‪##‬نزلهم على حكم‬
‫اهلل‪ ،‬ولكن أن‪###‬زلهم على حكم‪###‬ك‪ .‬فإن‪###‬ك ال ت‪###‬دري‪ ،‬أتص‪###‬يب حكم اهلل فيهم أم ال) رواه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬الفرق بين ذمة اهلل وذمة نبيه‪ ،‬وذمة المسلمين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬اإلرشاد إلى أقل األمرين خطرًا‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬قوله‪( :‬اغزوا بسم اهلل في سبيل اهلل)‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬قوله‪( :‬قاتلوا من كفر باهلل)‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬قوله‪( :‬استعن باهلل وقاتلهم)‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬الفرق بين حكم اهلل وحكم العلماء‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬في كون الصحابي يحكم عند الحاجة بحكم ال يدري أيوافق حكم اهلل أم ال‪.‬‬
‫بــاب‬
‫ما جاء في اإلقسام على هللا‬
‫عن جن‪##‬دب بن عب‪##‬د اهلل رض‪##‬ي اهلل ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬ال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬ق‪##‬ال‬
‫رجل‪ :‬واهلل ال يغفر اهلل لفالن‪ ،‬فقال اهلل عز وجل‪ :‬من ذا الذي يتألى علّي أن ال اغف‪##‬ر‬
‫لفالن؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك) رواه مسلم‪.‬‬
‫وفي ح‪##‬ديث أبي هري‪##‬رة أن القائ‪##‬ل رج‪##‬ل عاب‪##‬د‪ ،‬ق‪##‬ال أب‪##‬و هري‪##‬رة‪ :‬تكلم بكلم‪##‬ة أو بقت‬
‫دنياه وآخرته‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬التحذير من التألي على اهلل‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن الجنة مثل ذلك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬فيه شاهد لقوله (إن الرجل ليتكلم بالكلمة) الخ‪..‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره األمور إليه‪.‬‬
‫بــاب‬
‫ال يستشفع باهلل على خلقه‬

‫‪64‬‬
‫عن جبير بن مطعم رضي اهلل عنه قال‪ :‬جاء أعرابي إلى النبي صلى اهلل عليه وس‪##‬لم‬
‫فق‪##‬ال‪ :‬ي‪##‬ا رس‪##‬ول اهلل‪ :‬نهكت األنفس‪ ،‬وج‪##‬اع العي‪##‬ال‪ ،‬وهلكت األم‪##‬وال‪ ،‬فاستس‪##‬ق لن‪##‬ا‬
‫رب‪##‬ك‪ ،‬فإن‪##‬ا نستش‪##‬فع باهلل علي‪##‬ك وب‪##‬ك على اهلل‪ ،‬فق‪##‬ال الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪:‬‬
‫(س‪##‬بحان اهلل! س‪##‬بحان اهلل!) فم‪##‬ا زال يس‪##‬بح ح‪##‬تى ع‪##‬رف ذل‪#‬ك في وج‪##‬وه أص‪##‬حابه؛ ثم‬
‫قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ويحك‪ ،‬أتدري ما اهلل؟ إن ش‪##‬أن اهلل أعظم من ذل‪##‬ك‪،‬‬
‫إنه ال يستشفع باهلل على أحد من خلقه) وذكر الحديث‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إنكاره على من قال‪ :‬نستشفع باهلل عليك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تغيره تغيرًا عرف في وجوه أصحابه من هذه الكلمة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه لم ينكر عليه قوله‪( :‬نستشفع بك على اهلل)‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التنبيه على تفسير (سبحان اهلل)‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬أن المسلمين يسألونه االستسقاء‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ما جاء في حماية النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫حمى التوحيد‪ ،‬وسده طرق الشرك‬
‫عن عبد اهلل بن الشخير رض‪#‬ي اهلل عن‪#‬ه‪ ،‬ق‪#‬ال‪ :‬انطلقت في وف‪#‬د ب‪#‬ني ع‪#‬امر إلى الن‪#‬بي‬
‫ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم فقلن‪##‬ا‪ :‬أنت س‪##‬يدنا‪ ،‬فق‪##‬ال‪( :‬الس‪##‬يد اهلل تب‪##‬ارك وتع‪##‬الى)‪ .‬قلن‪##‬ا‪:‬‬
‫وأفض‪## #‬لنا فض ‪ً# #‬ال‪ ،‬وأعظمن‪## #‬ا ط‪## #‬وًال؛ فق‪## #‬ال‪( :‬قول‪## #‬وا بق‪## #‬ولكم‪ ،‬أو بعض ق‪## #‬ولكم‪ ،‬وال‬
‫يستجرينكم الشيطان) رواه أبو داود بسند جيد‪.‬‬
‫وعن أنس رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه‪ ،‬أن ناس ‪ً#‬ا ق‪##‬الوا‪ :‬ي‪##‬ا رس‪##‬ول اهلل‪ :‬ي‪##‬ا خيرن‪##‬ا وابن خيرن‪##‬ا‪،‬‬
‫وس‪##‬يدنا وابن س‪##‬يدنا‪ ،‬فق‪##‬ال‪( :‬ي‪##‬ا أيه‪##‬ا الن‪##‬اس‪ ،‬قول‪##‬وا بق‪##‬ولكم‪ ،‬أو بعض ق‪##‬ولكم‪ ،‬وال‬
‫يس ‪##‬تهوينكم الش ‪##‬يطان‪ ،‬أن ‪##‬ا محم ‪##‬د‪ ،‬عب ‪##‬د اهلل ورس ‪##‬وله‪ ،‬م ‪##‬ا أحب أن ترفع ‪##‬وني ف ‪##‬وق‬
‫منزلتي التي أنزلني اهلل عز وجل)‪ .‬رواه النسائي بسند جيد‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تحذير الناس من الغلو‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ما ينبغي أن يقول من قيل له‪ :‬أنت سيدنا‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الثالثة‪ :‬قوله‪( :‬وال يستجرينكم الشيطان) مع أنهم لم يقولوا إال الحق‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬قوله‪( :‬ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي)‪.‬‬

‫بــاب‬
‫ما جاء في ق‪##‬ول اهلل تع‪##‬الى‪ ( :‬وما قدروا هللا حق قدره واألرض جميع‪ً7‬ا قبض‪77‬ته ي‪77‬وم‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)123‬‬
‫القيامة )‬
‫عن ابن مسعود رضي اهلل عنه ق‪#‬ال‪ :‬ج‪#‬اء ح‪#‬بر من األحب‪#‬ار إلى رس‪#‬ول اهلل ص‪#‬لى اهلل‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬يا محمد! إنا نج‪#‬د أن اهلل يجع‪#‬ل الس‪#‬ماوات على إص‪#‬بع‪ ،‬واألرض‪#‬ين‬
‫على إص‪##‬بع‪ ،‬والش‪##‬جر على إص‪##‬بع‪ ،‬والم‪##‬اء على إص‪##‬بع‪ ،‬وال‪#‬ثرى على إص‪##‬بع‪ ،‬وس‪##‬ائر‬
‫الخلق على إصبع‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا الملك‪ .‬فضحك النبي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم ح‪##‬تى ب‪##‬دت‬
‫نواجذه‪ ،‬تصديقًا لقول الحبر‪ ،‬ثم قرأ رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪ ( :‬وما قدروا‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫(‪)124‬‬
‫هللا حق قدره واألرض جميعًا قبضته يوم القيامة )‬
‫وفي رواية لمسلم‪ :‬والجب‪##‬ال والش‪##‬جر على إص‪##‬بع‪ ،‬ثم يه‪##‬زهن فيق‪##‬ول‪ :‬أن‪##‬ا المل‪##‬ك‪ ،‬أن‪##‬ا‬
‫اهلل‪ .‬وفي رواية للبخاري‪ :‬يجعل السماوات على إصبع‪ ،‬والماء والثرى على إص‪##‬بع‪،‬‬
‫وسائر الخلق على إصبع) أخرجاه‪.‬‬
‫ولمسلم عن ابن عمر مرفوعًا‪( :‬يطوي اهلل السماوات ي‪##‬وم القيام‪##‬ة‪ ،‬ثم يأخ‪#‬ذهن بي‪##‬ده‬
‫اليم‪##‬نى‪ ،‬ثم يق‪##‬ول‪ :‬أن‪##‬ا المل‪##‬ك‪ ،‬أين الجب‪##‬ارون؟ أين المتك‪##‬برون؟ ثم يط‪##‬وي األرض‪##‬ين‬
‫السبع ثم يأخذهن بشماله‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا الملك‪ ،‬أين الجبارون؟ أين المتكبرون‪.‬‬
‫وروي عن ابن عب‪###‬اس‪ ،‬ق‪###‬ال‪( :‬م‪###‬ا الس‪###‬ماوات الس‪###‬بع واألرض‪###‬ون الس‪###‬بع في ك ‪##‬ف‬
‫الرحمن إال كخردلة في يد أحدكم)‪.‬‬
‫وق‪##‬ال ابن جري‪##‬ر‪ :‬ح‪##‬دثني ي‪##‬ونس‪ ،‬أنبأن‪##‬ا ابن وهب‪ ،‬ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬ال ابن زي‪##‬د‪ :‬ح‪##‬دثني أبي‪،‬‬
‫ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬ال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم‪( :‬م‪##‬ا الس‪##‬ماوات الس‪##‬بع في الكرس‪##‬ي إال‬
‫كدراهم سبعة ألقيت في ترس) قال‪ :‬وقال أبو ذر رضي اهلل عنه‪ :‬س‪##‬معت رس‪##‬ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يق‪##‬ول‪( :‬م‪##‬ا الكرس‪##‬ي في الع‪##‬رش إال كحلق‪##‬ة من حدي‪##‬د ألقيت بين‬
‫ظهري فالة من األرض)‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫وعن ابن مس‪##‬عود ق‪##‬ال‪( :‬بين الس‪##‬ماء ال‪##‬دنيا وال‪##‬تي تليه‪##‬ا خمس‪##‬مائة ع‪##‬ام‪ ،‬وبين ك‪##‬ل‬
‫سماء خمسمائة عام‪ ،‬وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام‪ ،‬وبين الكرس‪##‬ي‬
‫والماء خمسمائة عام‪ ،‬والعرش فوق الماء‪ ،‬واهلل فوق العرش‪ ،‬ال يخفى علي‪##‬ه ش‪##‬يء‬
‫من أعمالكم)‪ .‬أخرجه ابن مهدي عن حماد بن س‪##‬لمه عن عاص‪##‬م عن زر عن عبداهلل‬
‫ورواه بنحوه عن المسعودي عن عاص‪##‬م‪ ،‬عن أبي وائ‪##‬ل‪ ،‬عن عب‪##‬د اهلل‪ .‬قال‪##‬ه الحاف‪##‬ظ‬
‫الذهبي رحمه اهلل تعالى‪ ،‬قال‪ :‬وله طرق‪.‬‬
‫وعن العب‪##‬اس بن عب‪##‬د المطلب رض‪##‬ي اهلل عن‪##‬ه ق‪##‬ال‪ :‬ق‪##‬ال رس‪##‬ول اهلل ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه‬
‫وسلم‪( :‬هل تدرون كم بين السماء واألرض؟) قلنا‪ :‬اهلل ورس‪##‬وله أعلم ق‪#‬ال‪( :‬بينهم‪##‬ا‬
‫مسيرة خمسمائة سنة‪ ،‬ومن كل س‪#‬ماء إلى س‪#‬ماء مس‪#‬يرة خمس‪#‬مائة س‪#‬نة وكث‪#‬ف ك‪#‬ل‬
‫س‪##‬ماء خمس‪##‬مائة س‪##‬نة‪ ،‬وبين الس‪##‬ماء الس‪##‬ابعة والع‪##‬رش بح‪##‬ر بين أس‪##‬فله وأعاله كم‪##‬ا‬
‫بين السماء واألرض‪ ،‬واهلل سبحانه وتعالى فوق ذلك‪ ،‬وليس يخفى علي‪##‬ه ش‪##‬يء من‬
‫أعمال بني آدم)‪ .‬أخرجه أبو داود وغيره‪.‬‬
‫فيه مسائل‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)125‬‬
‫األولى‪ :‬تفسير قوله‪ ( :‬واألرض جميعًا قبضته يوم القيامة )‬
‫الثاني‪##‬ة‪ :‬أن ه‪##‬ذه العل‪##‬وم وأمثاله‪##‬ا باقي‪##‬ة عن‪##‬د اليه‪##‬ود ال‪##‬ذين في زمن‪##‬ه ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه‬
‫وسلم لم ينكروها ولم يتأولوها‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن الحبر لما ذكر للنبي صلى اهلل عليه وس‪##‬لم‪ ،‬ص‪##‬دقه‪ ،‬ون‪##‬زل الق‪##‬رآن بتقري‪##‬ر‬
‫ذلك‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬وقوع الضحك من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬لما ذكر الحبر هذا العلم‬
‫العظيم‪.‬‬
‫الخامس‪##‬ة‪ :‬التص‪##‬ريح ب‪##‬ذكر الي‪##‬دين‪ ،‬وأن الس‪##‬ماوات في الي‪##‬د اليم‪##‬نى‪ ،‬واألرض‪##‬ين في‬
‫األخرى‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬التصريح بتسميتها الشمال‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬ذكر الجبارين والمتكبرين عند ذلك‪.‬‬
‫الثامنة‪ :‬قوله‪ ( :‬كخردلة في كف أحدكم )‪.‬‬
‫التاسعة‪ :‬عظم الكرسي بالنسبة إلى السماوات‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫العاشرة‪ :‬عظم العرش بالنسبة إلى الكرسي‪.‬‬
‫الحادية عشرة‪ :‬أن العرش غير الكرسي والماء‪.‬‬
‫الثانية عشر‪ :‬كم بين كل سماء إلى سماء‪.‬‬
‫الثالثة عشر‪ :‬كم بين السماء السابعة والكرسي‪.‬‬
‫الرابعة عشر‪ :‬كم بين الكرسي والماء‪.‬‬
‫الخامسة عشر‪ :‬أن العرش فوق الماء‪.‬‬
‫السادسة عشرة‪ :‬أن اهلل فوق العرش‪.‬‬
‫السابعة عشر‪ :‬كم بين السماء واألرض‪.‬‬
‫الثامنة عشر‪ :‬كثف كل سماء خمسمائة عام‪.‬‬
‫التاسعة عشر‪ :‬أن البحر ال‪#‬ذي ف‪#‬وق الس‪#‬ماوات بين أعاله وأس‪#‬فله مس‪#‬يرة خمس‪#‬مائة‬
‫سنة‪.‬‬
‫واهلل سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الحواشي‬
‫سورة الذاريات‪ ،‬اآلية‪,56 :‬‬ ‫‪-1‬‬

‫سورة النحل‪ ،‬األية‪.36 :‬‬ ‫‪-2‬‬

‫سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.23 :‬‬ ‫‪-3‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.36 :‬‬ ‫‪-4‬‬

‫سورة األنعام‪ ،‬اآليات‪ 151 ،‬ـ ‪.153‬‬ ‫‪-5‬‬

‫سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.153 :‬‬ ‫‪-6‬‬

‫سورة الكافرون‪ ،‬اآليتان‪.5 ، 3 :‬‬ ‫‪-7‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.256 :‬‬ ‫‪-8‬‬

‫سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.22 :‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪ -10‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.39 :‬‬

‫‪ -11‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.36 :‬‬

‫‪ -12‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.82 :‬‬

‫‪ -13‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.120 :‬‬

‫‪ -14‬سورة المؤمنون‪ ،‬اآلية‪.59 :‬‬

‫‪ -15‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.48 :‬‬

‫‪ -16‬سورة إبراهيم‪ ،‬اآلية‪.35 :‬‬

‫‪ -17‬سورة إبراهيم‪ ،‬اآلية‪.36 :‬‬

‫‪ -18‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.108 :‬‬

‫‪ -19‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.57 :‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -20‬سورة الزخرف‪ ،‬اآليتان‪.27 ، 26 :‬‬

‫‪ -21‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.31 :‬‬

‫‪ -22‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.165 :‬‬

‫‪ -23‬سورة الزخرف‪ ،‬اآليتان‪.27 ، 26 :‬‬

‫‪ -24‬سورة الزخرف‪ ،‬اآلية‪.28 :‬‬

‫‪ -25‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.167 :‬‬

‫‪ -26‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.38 :‬‬

‫‪ -27‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.106 :‬‬

‫‪ -28‬من مجموعة التوحيد النجدية (ط مكة المكرمة ‪1391‬هـ)‪ :‬أكبر الكبائر‪.‬‬

‫‪ -29‬في فتح المجيد (ص ‪ :)133‬هو اإلمام إبراهيم بن يزيد النخعي‪.‬‬

‫‪ -30‬سورة النجم‪ ،‬اآلية‪.19 :‬‬

‫‪ -31‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.138 :‬‬

‫‪ -32‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.138 :‬‬

‫‪ -33‬سورة األنعام‪ ،‬اآليتان‪.163 ، 162 :‬‬

‫‪ -34‬سورة الكوثر‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬

‫‪ -35‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.108 :‬‬

‫‪ -36‬سورة الدهر‪ ،‬اآلية‪.7 :‬‬

‫‪ -37‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.270 :‬‬

‫‪ -38‬سورة الجن‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬

‫‪ -39‬سورة يونس‪ ،‬اآليتان‪.107 ، 106 :‬‬

‫‪ -40‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.17 :‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -41‬سورة األحقاف‪ ،‬اآليبة‪.5 :‬‬

‫‪ -42‬سورة النمل‪ ،‬اآلية‪.62 :‬‬

‫‪ -43‬سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.106 :‬‬

‫‪ -44‬سورة األعراف‪ ،‬اآليتان‪.192 ، 191 :‬‬

‫‪ -45‬سورة فاطر‪ ،‬اآلية‪.13 :‬‬

‫‪ -46‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.128 :‬‬

‫‪ -47‬سورة الشعراء‪ ،‬اآلية‪.214 :‬‬

‫‪ -48‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.128 :‬‬

‫‪ -49‬سورة الشعراء‪ ،‬اآلية‪.214 :‬‬

‫‪ -50‬سورة سبأ‪ ،‬اآلية‪.23 :‬‬

‫‪ -51‬سورة سبأ‪ ،‬اآلية‪.23 :‬‬

‫‪ -52‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.51 :‬‬

‫‪ -53‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.44 :‬‬

‫‪ -54‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.255 :‬‬

‫‪ -55‬سورة النجم‪ ،‬اآلية‪.26 :‬‬

‫‪ -56‬سورة سبأ‪ ،‬اآلية‪.22 :‬‬

‫‪ -57‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.28 :‬‬

‫‪ -58‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.56 :‬‬

‫‪ -59‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.113 :‬‬

‫‪ -60‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.171 :‬‬

‫‪ -61‬سورة نوح‪ ،‬اآلية‪.23 :‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -62‬سورة النجم‪ ،‬اآلية‪.19 :‬‬

‫‪ -63‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.128 :‬‬

‫‪ -64‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.51 :‬‬

‫‪ -65‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.60 :‬‬

‫‪ -66‬سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪.21 :‬‬

‫‪ -67‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.102 :‬‬

‫‪ -68‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.51 :‬‬

‫‪ -69‬بياض في األصل‪ .‬والساقطة منه اسم الصحابي‪ ،‬وه‪##‬و أب‪##‬و هري‪##‬رة رض‪##‬ي اهلل‬
‫عن ‪##‬ه‪ .‬أ هـ من التعلي ‪##‬ق على مجموع ‪##‬ة التوحي ‪##‬د النجدي ‪##‬ة (ط مك ‪##‬ة المكرم ‪##‬ة‬
‫‪1391‬هـ) ص ‪.35‬‬

‫‪ -70‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.131 :‬‬

‫‪ -71‬سورة يسن‪ ،‬اآلية‪.19 :‬‬

‫‪ -72‬في الح‪##‬ديث ح‪##‬ذف يع‪##‬رف بالقرين‪##‬ة‪ ،‬أي إال ويق‪##‬ع في نفس‪##‬ه ش‪##‬يء من الت‪##‬أثير‬
‫بحسب العادة والوراثة‪ ،‬ولكن اهلل يذهب‪##‬ه من قلب الم‪##‬ؤمن إليمان‪##‬ه ب‪##‬أن حرك‪#‬ة‬
‫الطير ال تأثير له‪##‬ا في س‪##‬ير المق‪##‬ادير‪ .‬أ هـ من مجموع‪##‬ة التوحي‪##‬د النجدي‪##‬ة (ط‬
‫مكة المكرمة ‪1391‬هـ) ص ‪.37‬‬

‫‪ -73‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.131 :‬‬

‫‪ -74‬سورة يسن‪ ،‬اآلية‪.19 :‬‬

‫‪ -75‬سورة الواقعة‪ ،‬اآلية‪.82 :‬‬

‫‪ -76‬سورة الواقعة‪ ،‬اآلية‪.75 :‬‬

‫‪ -77‬سورة الواقعة‪ ،‬اآلية‪.82 :‬‬

‫‪ -78‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.165 :‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -79‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.24 :‬‬

‫‪ -80‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.166 :‬‬

‫‪ -81‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.166 :‬‬

‫‪ -82‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.175 :‬‬

‫‪ -83‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.18 :‬‬

‫‪ -84‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.10 :‬‬

‫‪ -85‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.23 :‬‬

‫‪ -86‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬

‫‪ -87‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.64 :‬‬

‫‪ -88‬سورة الطالق‪ ،‬اآلية‪.3 :‬‬

‫‪ -89‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.173 :‬‬

‫‪ -90‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.99 :‬‬

‫‪ -91‬سورة الحجر‪ ،‬اآلية‪.56 :‬‬

‫‪ -92‬سورة التغابن‪ ،‬اآلية‪.11 :‬‬

‫‪ -93‬سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪.110 :‬‬

‫‪ -94‬سورة هود‪ ،‬اآليتان‪.16 ، 15 :‬‬

‫‪ -95‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.63 :‬‬

‫‪ -96‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.31 :‬‬

‫‪ -97‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.61 :‬‬

‫‪ -98‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.11 :‬‬

‫‪ -99‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.56 :‬‬

‫‪73‬‬
‫‪-100‬المائدة‪ ،‬اآلية‪.50 :‬‬

‫‪-101‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.60 :‬‬

‫‪-102‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.11 :‬‬

‫‪-103‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.56 :‬‬

‫‪-104‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.50 :‬‬

‫‪-105‬سورة الرعد‪ ،‬اآلية‪.30 :‬‬

‫‪-106‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.83 :‬‬

‫‪-107‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.22 :‬‬

‫‪-108‬سورة الجاثية‪ ،‬اآلية‪.24 :‬‬

‫‪-109‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.65 :‬‬

‫‪-110‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية‪.50 :‬‬

‫‪-111‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.78 :‬‬

‫‪-112‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية‪.50 :‬‬

‫‪-113‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.78 :‬‬

‫‪-114‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.190 :‬‬

‫‪-115‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.189 :‬‬

‫‪-116‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.180 :‬‬

‫‪-117‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.154 :‬‬

‫‪-118‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.168 :‬‬

‫‪-119‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.154 :‬‬

‫‪-120‬سورة الفتح‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬

‫‪74‬‬
‫‪-121‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.89 :‬‬

‫‪-122‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.91 :‬‬

‫‪-123‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.67 :‬‬

‫‪-124‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.67 :‬‬

‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع ‪0000000000000000000000000000000000000000‬‬
‫كتاب التوحيد‪0000000000000000000000000000000000000 .‬‬
‫باب‪ :‬التوحيد وما يكفر من الذنوب ‪00000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ‪0000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬الخوف من الشرك ‪00000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬الدعاء إلى شهادة أن ال إله إال اهلل ‪0000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬تفسير التوحيد وشهادة أن ال إله إال اهلل ‪00000000000000000000‬‬

‫‪75‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع ‪0000000000000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البالد أو دفعه ‪00000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في الرقي والتمائم ‪000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما ‪00000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في الذبح لغير اهلل ‪000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ال يذبح هلل بمكان يذبح فيه لغير اهلل ‪0000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من الشرك النذر لغير اهلل ‪000000000000000000000000000000000‬‬
‫‪11‬‬ ‫باب‪ :‬من الشرك النذر لغير اهلل ‪000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من الشرك االستعاذة بغير اهلل‬
‫باب‪ :‬من الشرك أن يستغيث بغير اهلل أو يدعو غيره ‪0000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬أيشركون ما ال يخلق …) ‪000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬حتى إذا فزع عن قلوبهم) ‪000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬الشفاعة ‪0000000000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬إنك ال تهدي من أحببت…) ‪000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين ‪0000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء من التغليظ فيمن عبد اهلل عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده ‪000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون اهلل ‪0000‬‬
‫ب‪##‬اب‪ :‬م‪##‬ا ج‪##‬اء في حماي‪##‬ة المص‪##‬طفى ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم جن‪##‬اب التوحي‪##‬د وس‪##‬ده ك‪##‬ل‬
‫طريق يوصل إلى الشرك ‪00000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء أن بعض هذه األمة يعبد األوثان ‪00000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في السحر ‪00000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬بياين شيء من أنواع السحر ‪00000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في الكهان ونحوهم ‪000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في النشرة ‪00000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في التطير ‪00000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في التنجيم ‪0000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في االستسقاء باألنواء ‪0000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬ومن الناس من يتخذ من دون …) ‪0000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬إنما ذلكم الشيطان يخوف …) ‪0000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬وعلى اهلل فتوكلوا …) ‪00000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬أفأمنوا مكر اهلل …) ‪0000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من اإليمان باهلل الصبر على أقدار اهلل ‪000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في الرياء ‪00000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من الشرك إرادة اإلنسان بعمله الدنيا ‪000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من أطاع العلماء واألمراء في تحريم ما أحل اهلل‬

‫‪76‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع ‪0000000000000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬ألم تر إلى الذين …) ‪000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من جحد شيئًا من األسماء والصفات ‪0000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬يعرفوسن نعمة اهلل …) ‪0000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬فال تجعلوا هلل أندادًا …) ‪0000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف باهلل ‪00000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول‪ :‬ما شاء اهلل وشئت ‪0000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من سب الدهر فقد آذى اهلل ‪00000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬التسمي بقاضي القضاة ونحوه ‪0000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬احترام أسماء اهلل وتغيير االسم ألجل ذلك ‪0000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬من هزل بشيء فيه ذكر اهلل أو القرآن أو الرسول ‪00000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬ولئن أذقناه رحمة منا …) ‪000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬فلما آتاهما صالحًا جعال …) ‪00000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬وهلل األسماء الحسنى …) ‪0000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ال يقال‪ :‬السالم على اهلل ‪00000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول‪ :‬اللهم أغفر لي إن شئت ‪00000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ال يقول‪ :‬عبدي وأمتي ‪000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ال يرد من سأل اهلل ‪00000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ال يسأل بوجه اهلل إال الجنة ‪000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في اّللو ‪000000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬النهي عن سب الريح ‪000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬قول اهلل تعالى‪( :‬يظنون باهلل غير الحق …) ‪000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في منكري القدر ‪0000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في المصورين ‪000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في كثرة الحلف ‪00000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في ذمة اهلل وذمة نبيه ‪0000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في اإلقسام على اهلل ‪000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ال يستشفع باهلل على خلقه ‪0000000000000000000000000000‬‬
‫ب‪##‬اب‪ :‬م‪##‬ا ج‪##‬اء في حماي‪##‬ة الن‪##‬بي ص‪##‬لى اهلل علي‪##‬ه وس‪##‬لم حمى التوحي‪##‬د‪ ،‬وس‪##‬ده ط‪##‬رق‬
‫الشرك ‪000000000000000000000000000000000000000000‬‬
‫باب‪ :‬ما جاء في قول اهلل تعالى‪( :‬وما قدروا اهلل حق قدره) ‪000000000000‬‬

‫‪77‬‬

You might also like