Professional Documents
Culture Documents
آثار عقد الوكالة التجارية
آثار عقد الوكالة التجارية
لجنـة المناقشــــة:
-إلى الذي أحمل اسمه بكل افتخار و اعتزاز ،إلى الذي أعانني وسنداني طوال حياتي ،إلى أبي
الغالي.
-إلى رفيقة دربي ،إلى التي مشيت معها قدما بقدم في الحياة ،إلى قدوتي التي أخذتها مثاال لي
إلى أختي الغالية "نوال".
-إلى التي تحملتني كثيرا وساعدتني في دربي إلى أختي الغالية "ليلى".
-إلى أخوتي الذين أشدد بهم أزري و الذين كانوا سندا لي "أخي وليد الغالي" "،أخي أسامة
الغالي".
-الى سندي الابدي امي و ابي ،لقد مألتما حياتي بالكثير من الحب والراحة التي ال يستطيع
أي شخص آخر تقديمها ،الكلمات ليست كافية للتعبير عن مدى امتناني لكما لم أكن
ألحقق هذا بدونكما.
شكرا لكونك ً
دائما ألاخ ألاكبر املثالي الذي يحمي دون أن يكون قامعا ،والذي -الى "خليل" ً
يعطي الحرية دون أن يكون مهمال ،و الذي يحب دون أن يضع شروطا.
ً
داخليا بأن هناك «نحن» وليس مجرد -الى "يسرى" و "ريحانة" إن وجودكما يمنحني ً
سالما
«أنا» في هذا العالم.
أوال الشكر و الحمد هلل كثيرا الذي أعاننا على إتمام هذا ووفقنا طوال مشوارنا الدراس ي ،
ثم نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى ألاستاذ الدكتور املشرف الفاضل "بولنوار لفقير" على
كل ما قدمه لنا من توجيهات و معلومات قيمة ساهمت في إثراء موضوع بحثنا.
كما نتقدم بجزيل الشكر إلى أعضاء لجنة املناقشة على قبولهم مناقشة هذا العمل.
كما نتقدم بجزيل الشكر إلى أعوان املكتبة وإلى كل من ساعدنا بأي معلومة.
مقدمة
مقدمة....................................................................................................
مقدمة:
أدى التطور السريع واتساع العالقات بين األفراد إلى استحداث وسيلة لتسهيل
المعامالت بينهم وتنفيذ أعمال ال يقدرون على تنفيذها بأنفسهم ،فيحتاجون إلى من يقوم
بها في حالة غيابهم ،أو تعذر قيامهم بها بأنفسهم ،فيلجؤون إلى هذه الوسيلة إلبرام
تعامالتهم وهي ما يعرف بالوكالة.
األصل أن هذا التوكيل مجاني أي بدون مقابل ،يقدم على أساس خدمة بين
مصدر لجلب األرباح وأصبح بمقابل مادي وينظم تحت
ا المعارف ولكن سرعان ما أصبح
إطار قانوني وأحكام محددة في عقد الوكالة.
شخصا آخر لقيام بعمل قانوني باسمً فعقد الوكالة هي عقد مسمى يكلف به شخص
الذي وكله ولمصلحته ،مثال هذا التوكيل يكون :إلبرام عقد البيع أو الشراء أو اإليجار....
إلخ ،أي مختلف التصرفات التي يريد الموكل انجازها وال تتم إال بتراضي وموافقة الطرفين
فتنعقد باإليجاب والقبول الصادر منهم.
فلعقد الوكالة التجارية أهمية بالغة في تسهيل وتسيير التعامالت بين التجار الذين
تفصلهم مسافات بعيدة والحاجة إليه لترويج منتجاتهم وتسويقها بين المستهلكين واللجوء
إليه من أجل إبرام عقودهم التجارية فيما بينهم والتي تتعلق بالنشاط التجاري للتاجر ويكون
موضوعها أحد األعمال التجارية األصلية أو بالتبعية متى اتخذت الشكل القانوني للعقد
التجاري ،وعقد الوكالة التجارية من العقود األكثر استعماال بين التجار فهو عقد يلتزم
بمقتضاه شخص يعمل على وجه االستقالل ،بإبرام الصفقات لحساب تاجر معين خالل
مدة معينة ،وذلك بمقابل مبلغ يحدده المتعاقدان.
ورغم المكانة التي يحظى بها عقد الوكالة التجارية إال أنه لم ينظمه المشرع
الجزائري بأحكام خاصة وإنما خصص له فقط المادة 43من القانون التجاري ،وهذا ما
دائما للقواعد العامة للوكالة المنصوص عليها في القانون المدني
أدى إلى الرجوع ً
الجزائري.
1
مقدمة....................................................................................................
وباعتبار أن عقد الوكالة التجارية أداة تسهل على الناس أمور حياتهم ،إال أن هذا ال ينفي
نشوء مشاكل و منازعات تتعلق في أغلب األحيان باآلثار القانونية المترتبة عنها ،كغيرها
من العقود.
أسباب اختيار الموضوع:
اخترنا دراسة هذا الموضوع لعدة أسباب ،بعضها موضوعية وأخرى ذاتية
أما األسباب الموضوعية فتتمثل في:
.1ارتباط عقد الوكالة التجارية بالعقود الواردة على العمل التجاري والتي تدخل ضمن
مجال دراسة قانون األعمال.
.2لكون عقد الوكالة التجارية عقد متداول بكثرة بين األفراد إلبرام تصرفاتهم
القانونية ،وجب معرفة اآلثار التي يرتبها على أطرافه.
وأما األسباب الذاتية فتتمثل في:
.1الفضول المعرفي لإللمام بالقواعد التي تنظم آثار والتزامات المتعاقدين في عقد الوكالة
التجارية.
.2الرغبة في اثراء الموضوع نظ ار لقلة البحوث الجامعية التي درست موضوع آثار عقد
الوكالة التجارية بصورة مستقلة.
أهداف الموضوع:
نهدف من وراء دراسة هذا الموضوع إلى تبيان اآلثار المترتبة على كل طرف من
أطراف عقد الوكالة التجارية والتي يجب معرفتها قبل لجوء إلى إبرامه.
دراسة عالقة كل من الوكيل والموكل بالغير الذي تعاقد معهم ومدى ارتباطهم به.
صعوبات البحث:
واجهتنا خالل إنجاز هذه المذكرة عدة صعوبات منها:
.1قلة المراجع والكتب التي تختص في عقد الوكالة التجارية بصفة خاصة.
2
مقدمة....................................................................................................
.2عدم تنظيم المشرع الجزائري أحكام خاصة بعقد الوكالة التجارية مما أدت إلى صعوبة
معرفة القواعد التي تستند إليها.
.4تعدد تسميات عقد الوكالة التجارية في مختلف القوانين ،فهناك من استند إلى النيابة
باعتبارها ترتبط بها وبقواعدها ،أو التمثيل أو وكالة العقود.
بناءا على ما تقدم فإن هذا الموضوع يثير إشكالية في غاية األهمية بخصوص اآلثار ً
التي تترتب عن عقد الوكالة التجارية والتي لم ينص عليها المشرع الجزائري صراحة.
ومن هذا المنطلق نطرح التساؤل التالي :ماهي األثار التي تنشأ عن عقد الوكالة
التجارية؟.
تتفرع عن هذه االشكالية الرئيسية التساؤالت الفرعية التالية:
-1ما هي التزامات الوكيل التجاري التي يرتبها عليه عقد الوكالة التجارية؟
-2ما هي التزامات الموكل باعتباره طرًفا في عقد الوكالة التجارية؟
-4ما مدى العالقة التي تربط الوكيل والموكل بالغير ؟
المنهج المتبع:
لإلجابة على إشكالية المطروحة :
اعتمدنا في دراسة موضوع على المنهج التحليلي من خالل تحليل مختلف النصوص
المتعلقة بموضوع.
كما اعتمدنا على المنهج المقارن من خالل مقارنة القوانين ومختلف التشريعات العربية
التي تتعلق بموضوع بحثنا.
وتم تقسيم موضوع دراستنا إلى فصلين:
تطرقنا في الفصل األول إلى آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للمتعاقدين حيث
حددنا في المبحث األول االلتزامات التي تقع في ذمة الوكيل التجاري وفي المبحث الثاني
االلتزامات المترتبة على الموكل.
3
مقدمة....................................................................................................
أما في الفصل الثاني فتطرقنا إلى آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير ،حيث
تناولنا في المبحث األول منه عالقة الوكيل التجاري بالغير وفي المبحث الثاني عالقة
الموكل بالغير.
4
الفصل األول
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
عقد الوكالة التجارية هو عقد يلتزم بمقتضاه الوكيل القيام بعمل تجاريا باسمه
الشخصي و لحساب الموكل.
العمل القانوني الذي يقوم به الموكل يجب أن يكون عمالً تجارًيا وذلك ألن العقد
الذي بينه وبين الموكل محله الوكالة التجارية.
وهو عقد كغيره من العقود يرتب أثار قانونية في ذمة طرفيه (الوكيل ،الموكل)
وتتمثل هذه اآلثار في التزامات األطراف حيث يلتزم الوكيل بتنفيذ التزاماته (المبحث
األول) ويقع على الموكل تنفيذ االلتزامات التي تترتب في ذمته (المبحث الثاني).
5
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
1األمر رقم ،55-75مؤرخ في 22سبتمبر سنة ،1775يتضمن القانون المدني ،ج ر ،عدد ،75صادر في
،1775_37_43المعدل و المتمم.
2عدنان إبراهيم السرحان ،شرح القانون المدني :العقود المسماة في المقاولة ،الوكالة ،الكفالة ،مكتبة دار الثقافة ،عمان،
،2335ص .122
6
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
لكن يسوغ له أن يتجاوز الحدود إذا تعذر عليه إخطار الموكل سلفاً وكانت الظروف
يغلب معها الظن بأنه ما كان يسع الموكل إال الموافقة على هذا التصرف وعلى الوكيل
في هذه الحالة أن يخبر الموكل حاالً بتجاوزه حدود الوكالة ".1
أوال :المبدأ
يلتزم الوكيل بتنفيذ الوكالة حسب تعليمات الموكل ،فال يجب عليه أن يخرج عن تلك
التعليمات الموجهة له ،ويقع عليه تنفيذ العمل المكلف به محل عقد الوكالة التجارية في
القيام بعمل تجاري.
الوكيل ينفذ وكالته وفقا لما تم منحه من السلطات فيجب عليه التقيد بحدود وكالته
والقيام بما تم توكيله بإتقان دون زيادة أو نقصان فال يخرج عن تلك الحدود سواء تعلق
األمر بمدى سعة الوكالة والتصرفات القانونية التي تتضمنها أو تعلق األمر بطريقة التنفيذ
التي رسمها له الموكل والمتمثلة في السلطات المخولة له.2
جل تعليمات وشروط تنفيذ الوكالة التي يحددها الموكل،
إذن على الوكيل إتباع ّ
كتحديد نوع السلعة المراد شراؤها وسعرها ،ولقد نصت المادة 474من التقنين التجاري
الجزائري على "كل من وضع توقيعه على سفتجة نيابة على شخص لم يكن له توكيل منه
بذلك يكون ملزماً شخصياً بمقتضى هذه السفتجة ،وتكون إذا قام بالدفع نفس الحقوق التي
كان لموكله المزعوم أن يحصل عليها ويجري األمر بالمثل بالنسبة للوكيل الذي يتجاوز
حدود وكالته" ،3وبالتالي يلتزم الوكيل بتنفيذ الوكالة في الحدود المرسومة وال يجب أن
يخرج عنها.
ثانيا :االستثناء
من خالل المادة 575من التقنين المدني الجزائري " ...يسوغ له أن يتجاوز الحدود إذا
تعذر عليه ...بتجاوزه حدود الوكالة" ،1ومنه يجوز للوكيل الخروج عن حدود الوكالة
المرسومة له 2إذا توفر شرطين:
-1الظروف تبين أنه ما كان على الموكل إال الموافقة على التصرف" :فإذا وكل ببيع
أوراق مالية بسعر معين ،ولم يستطع الوكيل بيعها ،فألغى الموكل هذه الوكالة وأعطى
للوكيل وكالة جديدة في رهن األوراق تأميناً على قرض وكله في عقده ولكن الوكيل عثر
بعد ذلك على مشتري بالسعر الذي يطلبه الموكل ،فبدالً من رهن األوراق باعه فإن بيعه
3
لألوراق يكون صحيحاً بالرغم من خروجه عن حدود الوكالة إذ باَ َ
ع بدالً من أن يرهن"
ففي هذه الحالة يجب على الوكيل أن يثبت أن غرض الموكل األصلي هو بيع األوراق
المالية بسعر معين ال رهنها وأنه عند عجزه عن بيعها بذلك السعر قرر رهنها وعندما وجد
الوكيل مشترياً بالسعر المطلوب باع األوراق المالية ،فهذه الظروف تبين أنه ما كان على
الموكل إال الموافقة على بيعها.
-2من المستحيل إخطار الموكل بتجاوز الوكيل الحدود المرسومة للوكالة وأن ضياع
عقد الصفقة هو الذي دفع الوكيل على عقدها قبل اإلخطار.
عند استيفاء هذين الشرطين تترتب في ذمة الموكل آثار العقد حتى ولو جاوز
الوكيل حدود الوكالة ،لكن بشرط قيام الوكيل بإخطار الموكل بأنه تجاوز الحدود
المرسومة ،في هذه الحالة يرجع تقدير هذه الظروف للسلطة التقديرية للقاضي إذ على
الوكيل التمسك بالتصرف الذي قام به سواء كان الموكل يعلم بذلك أم ال.1
في بعض الحاالت في عقد الوكالة التجارية عدم إعطاء الموكل التعليمات الالزمة
للوكيل فيتوجب على هذا األخير الرجوع إلى الموكل من أجل طلب التعليمات منه حيث
ال يمكن له التصرف من تلقاء نفسه بل وجب عليه الحصول على التعليمات من الموكل
إال إذا أعطى الموكل إذن بالتصرف من تلقاء نفسه دون انتظار تعليمات منه.
1أسعد فاطمة" ،تجاوز الوكيل حدود الوكالة في القانون المدني الجزائري ،دراسة مقارنة بالفقه اإلسالمي وبعض
التشريعات المدنية األخرى" ،المجلة األكاديمية للبحث القانوني ،العدد األول ،2311 ،ص .133
2
ملويا ،عقد الوكالة "دراسة فقهية قانونية وقضائية مقارنة " ،دار هومة للطباعة والنشر التوزيع،
لحسين بن الشيخ آث َ
الجزائر ،2314 ،ص .73
3يقابلها في التقنين المدني السوري المادة ،273وفي التقنين المدني العراقي المادة .747
4ألمر رقم ،55-75المرجع السابق.
9
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
"-2أما إذا رخص للوكيل في إقامة نائب عنه دون أن يعين شخص النائب فإن الوكيل ال
يكون مسؤوالً إال عن خطئه في اختيار نائبه أو عن خطئه فيما أصدره له من تعليمات".
"-4ويجوز في الحالتين السابقتين للموكل ولنائب الوكيل أن يرجع كل منهما مباشرة على
اآلخر".
من استقراء هذا النص يتضح أن الوكالة التجارية قد يقوم بتنفيذها ال الوكيل نفسه بل
شخص آخر ينيبه عنه الوكيل1وهي ما تعرف بالنيابة االتفاقية.2
إذا قام الوكيل بإنابة غيره في تنفيذ الوكالة دون الحصول على إذن مرخص من
الموكل فيكون مسؤوالَ عن عمل النائب وعن األضرار المترتبة كما لو صدر العمل منه
بالذات وقد تكون المسؤولية بالتضامن بينهما.
حيث يعتبر الخطأ الصادر من نائب الوكيل كأنه صادر من الوكيل نفسه ويكون هذا
األخير مسؤوال عنه بمعيار المسؤولية التي تنطبق عليه ال معيار المسؤولية التي تنطبق
على نائب الوكيل.3
أما في حالة حصول الوكيل على إذن من الموكل باختيار نائبا له بكل حرية ،فعند
اختياره يختار شخصا معروفا بعدم قدرته أو إعساره فهنا ال يسأل الوكيل إال عن خطئه
في اختيار نائبه أو عن خطئه فيما أصدره من تعليمات.
ويمكن للوكيل أن ينجح في اختيار نائب له لكن التعليمات التي أصدرها له لم تكن
1
جيدة مما أدى الى وقوع ضرر للموكل.
وال يكون الوكيل مسؤوال عن تعين نائب له إذا كان الشخص الذي سيتم تعينه محدد
من قبل الموكل فهنا الوكيل يكون مسئوال عن خطئه الشخصي فيما أصدره من تعليمات
وال مسؤولية عليه في تعين النائب باعتبار أنه تم اختياره من طرف الموكل.
ثانيا :حالة تعدد الوكالء
تنص المادة 577من القانون المدني "إذا تعدد الوكالء كانوا مسؤولين بالتضامن
متى كانت الوكالة غير قابلة لالنقسام أو كان الضرر الذي أصاب الموكل نتيجة خطأ
مشترك على أن الوكالء ولو كانوا متضامنين ال يسألون عما فعله أحدهم متجاو اَز حدود
الوكالة أو متعسفاَ في تنفيذها.
وإذا عين الوكالء في عقد واحد دون أن يرخص في إنفرادهم في العمل كان عليهم
أن يعملوا مجتمعين إال إذا كان العمل مما ال يحتاج فيه إلى تبادل الرأي كقبض الدين أو
2
وفائه".
يستخلص من خالل نص هذه المادة في حالة قيام الموكل بتعين عدة وكالء في
3
عقد واحد دون أن يرخص لهم إنفرادهم في العمل فيتوجب عليهم أن يعملوا مجتمعين،
إال في حالة إذا كان العمل ال يحتاج فيه الى تبادل الرأي والتشاور والموافقة عليه من
طرف الجميع كوفاء الدين.
أما حالة استقالة أحد الوكالء وقع التصرف باطالَ سواء كان الغير يعلم بالتعدد أم ال
ألن طبيعة تنفيذ التصرف هو أن يتم التنفيذ من طرف كافة الوكالء ال من بعضهم فقط
ويوجد استثناء على ذلك إذا تم إجازته من باقي الوكالء أو كانت طبيعة التصرف ال
تستدعي القيام به من طرف الجميع.
أما إذا تم تعين الوكالء في عقود متفرقة فهنا يتوجب على كل وكيل العمل بصفة
منفردة وتنفيذ ما يقع على عاتقه ما لم يشترط الموكل عليهم العمل بصفة مجتمعة فإذا
أشترط عليهم وصدر التصرف من وكيل واحد فهنا يقع تصرفه باطالَ وذلك الشتراط
الموكل عليهم العمل بصفة مجتمعة ال منفردة.
الوكالء هنا مسؤولين بالتضامن إذا كانت الوكالة غير قابلة لالنقسام للضرر الناتج
الذي لحق الموكل نتيجة خطأ الوكالء جميعا أما إذا تجاوز أحد الوكالء حدود الوكالة فال
يكون بقية الوكالء مسئولين عن هذا التجاوز.
جيدة مما يتوجب
والهدف من اللجوء إلى عدة وكالء هو ضمان تنفيذ المهمة بصفة ّ
على الوكالء التعاون والتشاور فيما بينهم والعمل مجتمعين تحقيقاً لنجاح المهمة المستندة
إليهم غير أن لهم العمل منفردين.
1تناول المشرع الفرنسي حسب المادة 1771من القانون المدني الفرنسي التزام تنفيذ العمل المكلف به حيث ألزم الوكيل
باحترام تعليمات موكله والمحافظة على مصالحه ومنع الوكيل شراء ما كلف ببيعه وذلك تطبيقاَ لمبدأ "حظر االنحياز
المخفي" الذي صرحت به المادة 1572من القانون نفسه.
كما فرض على الوكيل أن يتصف بالنزاهة والتنفيذ الوفي للمهمة التي وكل بها ويتصرف تحقيقاَ لمصلحة الموكل ،راجع
في ذلك :لحسين بن الشيخ آث ملويا ،المرجع السابق ،ص .55
2عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص .357
3لحسين بن الشيخ آث ملويا ،المرجع السابق ،ص .71
4األمر رقم ،55-75المرجع السابق.
13
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
ويرجع منع الوكيل من شراء ما كلف ببيعه ،ألنه عندما يبيع الموكل لنفسه فإنه
حتما يقوم بتغليب مصلحته على مصلحة الموكل ،كما أنه من واجب الوكيل المحافظة
على أموال موكله وتنفيذ ما وكل به سواء كان التكليف اتفاقيا أو قانونيا أو بأمر قضائي
حيث أن الوكيل مكلف بالبحث عن مشتري يدفع السعر الذي حدده الموكل أو أعلى من
ذلك ،لكن لو قام بشرائه لنفسه فهنا حتم َا يدفع أقل األثمان ،ويبطل بطالن نسبي إذا تم
التنفيذ لصالح الوكيل.
إال أن هناك استثناء1بتوفر شرطين هما:
-1إجازة الموكل للوكيل أن يكون طرفاَ في التصرف الذي وكل إليه بموجب ترخيص
صريح أو ضمني.
-2أن يكون الموكل قد أعطى تعليمات محددة بشأن تنفيذ العمل.
وإذا تم تحديد العناصر الجوهرية بالدقة فيجوز للوكيل شراء ما تم توكيله به لنفسه
وذلك لعدم تعارض مصالح كل من الوكيل والموكل وال يستحق الوكيل أجر ألنه لم يبحث
عن المتعاقد األخر.
1أورد المشرع األردني أيضاَ استثناء وذلك في المادة 553من القانون المدني األردني حيث أجاز الشراء للوكيل في
الحاالت اآلتية_1 :إذا عين الموكل الثمن و اشترى الوكيل بما يزيد عليه.
-2إذا اشترى الوكيل بغبن فاحش.
-3إذا صرح بشراء المال لنفسه في حضور الموكل .راجع في ذلك :العزيز العكيلي ،الوسيط في شرح
القانون التجاري ،الجزء األول :األعمال التجارية ،التجار-المتجر -العقود التجارية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان،
،2335ص .454
2سمير جميل حسن الفتالوي ،العقود التجارية الجزائرية ،طبعة بن عكنون ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية،
،2331ص .472
3األمر رقم ،55-75 :المرجع السابق.
14
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
الوكيل أن يوافي الموكل بالمعلومات الضرورية عما وصل إليه في تنفيذ الوكالة وأن يقدم
له حساباَ عنها".1
وكما أضافت المادة 575من القانون المدني بقولها "ال يجوز للوكيل أن يستعمل
مال الموكل لصالح نفسه".
يتضمن االلتزام بتقديم واجبين هما إعالم الموكل (الفرع األول) وواجب الرد للموكل
(الفرع الثاني).
1تقابلها المادة ( )1774من القانون المدني الفرنسي والمادة ( )735من القانون المدني المصري والمادة ( )234من
قانون التجارة العراقي والمادة ( )742من القانون المدني العراقي.
2لحسين بن الشيخ آث ملويا ،المرجع السابق ،ص .75
15
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
1وهبة الزحيلي ،العقود المسماة في قانون المعامالت المدنية اإلماراتي والقانون المدني األردني ،الطبعة الثامنة ،دار
الفكر أفاق معرفة متجددة ،بيروت ،2313 ،ص .275
2أما في حالة تعدد الوكالء يقدم حساب واحد عن العمل المنفذ ،أما إذا كانت األعمال مجزئة بينهم فيقدم كل منهم
حسابا عن عمله.
3لحسين بن الشيخ آث ملويا ،المرجع السابق ،ص .77
16
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
الحساب إذا كان يتضمن عدة بيانات مخالفة للواقع1وله الحق في طلب التعويض ضد
وكيله بإخالله بااللتزام بتقديم الحساب.
1سميحة القليوبي ،الوسيط في شرح قانون التجارة المصري ،الجزء الثاني ،القسم األول :االلتزامات والعقود التجارية
وعمليات البنوك ،الطبعة الخامسة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2337 ،ص .275-277
2لحسين آث ملويا ،المرجع السابق ،ص.133
3خليفة الخروبي ،العقود المسماة :الوكالة-البيع -الكراء ،مركز النشر الجامعي ،تونس ،2337 ،ص .53
17
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
على الوكيل أن يكون أميناَ ويسهر على تأمين إثبات هذا الرد وعند اإلخالله
بااللتزام التسليم والرد يعاقب جزائياَ بواسطة جنحة خيانة األمانة طبقاَ للمادة 472من
قانون العقوبات1بقول "كل من أختلس أو ّبدد بسوء نية إض ار اًر بالمالكين أو الحائزين أو
واضعي اليد ،أوراقاً تجارية أو نقودا أو بضائع أو أوراق مالية أو مخالصات أو أية
محررات أخري تتضمن أو تثبت التزاما ،والتي لم تسلم له إال على سبيل اإليجار أو
الوديعة أو الوكالة …" وهذا بشرط ردها أو تقديمها أو الستعمالها في عمل معين ،يعد
مرتكباً لخيانة األمانة وتطبق خيانة األمانة على كل وكالة مهما كان مصدرها ،سواء
كانت مجانية أو باجر اتفاقية أو قانونية2،مثل مسير شركة تلقى مبلغاً من المال من
شخص مع توكيله بوضع ذلك المبلغ في حساب جاري لذلك الشخص في الشركة لكنه
وضعه في حسابه الشخصي ثم تملكه.
يتعين على الوكيل وجوب الرد للموكل ما في يده من ماله ،فإذا كان في يده بضاعة
كلف بشرائها لحساب الموكل ،وجب عليه تسليمها عيناً ،وإن كانت بيده نقود ،كأن تكون
ثمن بضاعة باعها لحسابه ،وجب عليه تسليمها بعد أن يقتطع منها المبالغ التي أنفقها
لتنفيذ العمل المكلف به وآجرته فال يجوز للوكيل أن يبقي أموال الموكل لديه.
وباإلضافة الى التزامه برد أموال الموكل فإنه يلتزم أيضاً برد للموكل ما في يده من
مستندات وأوراق تتعلق بالوكالة وتخص الموكل بما في ذلك سند التوكيل.
1األمر رقم 152-22المؤرخ في 15صفر عام 1452الموافق 5يونيو سنة ،1722المتضمن قانون العقوبات،
المعدل والمتمم.
2لحسين بن الشيخ آث ملويا ،المرجع السابق ،ص .131
18
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
1االلتزام بتحقيق غاية أو االلتزام بنتيجة هو التزام يتعهد المدين بمقتضاه بتحقيق نتيجة أو غاية محددة ،وما لم تتحقق
هذه النتيجة يكون المدين مسؤوال أمام الدائن لكونه لم يقم بتنفيذ التزامه وتقوم مسؤوليته لمجرد أن الغاية المنتظرة-و
التي هي محل التزامه لم تتحقق .راجع في ذلك :علي فياللي ،المرجع السابق ،ص .27
2خالد بن دمحم بن ابراهيم الحميذي ،التوكيل التجاري دراسة تأصيلية مقارنة ،الطبعة األولى ،مكتبة القانون واالقتصاد،
الرياض ،2314 ،ص .122
3القانون المدني األردني :رقم 34-72المؤرخ في ،1772/35/24ج ر،ع ،2235بتاريخ .1772/35/31
4عزيز عكيلي،المرجع السابق ،ص .453
19
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
الحقوق ،ومثال ذلك :محافظة الوكيل على العالقة التجارية الخاصة بموكله ومطالبة من
1
يستعملها باالمتناع عن استخدامها.
وهذا ما نصت عليه المادة 152من القانون التجاري المصري "2يلتزم وكيل العقود
بالمحافظة على حقوق الموكل ،وله اتخاذ جميع اإلجراءات التحفظية الالزمة للمحافظة
على هذه الحقوق .3"...
أوال :المحافظة على البضائع
يجب على الوكيل التجاري المحافظة على البضائع المملوكة لموكله4أو التي كلف
بشرائها أو بيعها لحسابه ،التي هي محل عقد الوكالة التجارية ،فيقع عليه حفظ البضائع
وفقا لطبيعتها ،فإذا كانت مما تتلف بدرجة الح اررة فيجب وضعها في أماكن جافة ،أما إذا
كانت من نوع التي يخشى أن تضيع منه أو تتلف فيجب وضعها في مخازن حسب
طبيعة تلك البضائع.
وبما أن االلتزام بالمحافظة هو التزام بتحقيق النتيجة فإن الوكيل يعد مسؤوال عن
كافة األضرار التي تلحق البضائع وهي بحوزته و يحتفظ بها لحساب موكله.
وال يعفى من هذه المسؤولية إال إذا كان الضرر بسبب قوة قاهرة أو الحادث الفجائي
مثل الفيضان والزالزل ،أو كان تلف نتيجة طبيعة السلعة ذاتها أو يشوبها عيب مثل
الفواكه والخضروات التي تتلف من تلقاء نفسها دون تقصير من الوكيل أي ال يد له.
في حالة رفض الوكيل تنفيذ الصفقة يحق له إخطار موكله فو اًر بذلك ويتوجب عليه
المحافظة على البضائع التي هي بحوزته لحساب موكله حتى تصله تعليمات بشأنها وإذا
1أم كلثوم بوغابة ،عقد الوكالة التجارية ،أطروحة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة الدكتورة ،الطور الثالث ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح –ورقلة ،2322-2321،ص .231
2القانون التجاري المصري رقم 17لسنة ،1777ج ر ،ع 17مكرر ،المؤرخة في .1777/35/17
3يقابلها المادة 253القانون التجاري الكويتي ،والمادة 233من قانون المعامالت التجارية اإلماراتي ،والمادة 275من
القانون التجاري اليمني.
4سميحة القليوبي ،المرجع السابق ،ص .273
20
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
لم تصله التعليمات في ميعاد المناسب جاز للوكيل اللجوء إلى القاضي بالمحكمة مقر
مركز أعماله1ويطلب منه إصدار أمر على عريضة باإليداع البضائع عند أمين.
ثانيا :التأمين على األموال
إذا طلب الموكل صراحة من الوكيل حق تأمين األشياء التي تسلمها من الغير
المتعاقد أو سلمه إياها الموكل إذا كلفه ببيع سلعة معينة ،أو هذا ما جرى عليه العرف
التجاري والعادات على وجوب الوكيل تأمين البضائع التي هي بحوزته.
فهنا يجب على الوكيل أن يلتزم بتعليمات الموكل وأن يتحمل مسؤولية ذلك في حالة
عدم تقيده بالتامين ويمكن للوكيل عدم قيام بالتأمين إذا لم يكلفه الموكل بذلك.
وإذا قام الوكيل بتأمين األشياء التي هي ملك للموكل من تلقاء نفسه فهنا ال يمكنه
المطالبة الموكل بمصاريف التأمين ألن هذا األخير أشترط عليه2عدم قيامه بالتأمين.
أما إذا قام به الوكيل باعتبار أن التأمين من مستلزمات المحافظة على البضائع
وضمان عدم تعرضها لتلف وفقا لما يقضي به العرف فهنا له الحق أن يطلب من الموكل
مصاريف التأمين.
كما للوكيل التجاري مطالبة الموكل بكافة المصاريف التي أنفقها من أجل المحافظة
على البضائع وضمانها من عدم التعرض لتلف.
فالوكالة التجارية تلزم الوكيل التجاري حسن النية1بالمحافظة على األسرار التي
تتكون لديه أثناء تنفيذ الوكالة ،وعدم إفشاء المعلومات التي أدلى بها إليه الموكل على
سبيل السرية ،والمعلومات التي تحصل عليها بسبب تنفيذه للعمل المكلف به ،وااللتزام
بالمحافظة على السر ال يكون في المرحلة التعاقدية فقط وإنما يسري كذلك في مرحلة ما
بعد نهاية العقد.
وتشمل األسرار التجارية طرق التعامل مع العمالء وتقسيط التزامات عمالئه ووسائل
جذبهم وكذلك أسرار التكنولوجيا والسر الصناعي ،والمعرفة الفنية الخاصة بصناعات
موكله وأسواق تعامله خارج منطقة النشاط ،ويبعث هذا االلتزام األمان ألصحاب المنتجات
المتعلقة بالتكنولوجيا2عالية الدقة للتعاقد مع الوكالء التجاريين من مختلف الدول دون
خوف على سرية المعلومات الفنية الخاصة بمنتجاتهم.
فعلى الوكيل عدم إفشاء األسرار المتحصل عليها عند تنفيذه لتصرف محل عقد
الوكالة التجارية ،حتى ال يضر بمصلحة موكله ،كإفشاء األسرار المتعلقة باإلنتاج أو
المعلومات ذات الطابع التقني والمالي ،ففي حالة تم إفشاء هذه األسرار يمكن أن تستغل
من طرف التجار أو المنتجين المنافسين ألصحاب هذه األسرار قصد إلحاق األضرار
بهم.
يشمل التزام المحافظة على السر جميع المعلومات والوقائع المكتسبة خالل تنفيذ
العقد والتي يجب أن تبقى سرية بين الموكل والوكيل سواء كانت أسرار تتعلق باإلنتاج
والتصنيع ،أو المعلومات المتعلقة بالزبائن (كهويتهم وعناوينهم الشخصية) 3وباإلستراتيجية
التجارية الخاصة بالموكل ،وخصوصيات البضائع والخدمات.
وتترتب مسؤولية مدنية إذا خرق الوكيل التجاري هذا االلتزام ،حيث للموكل الحق في
مطالبته بالتعويض عن الضرر الذي لحقه جراء إهمال الوكيل االلتزام بالمحافظة على
السر.
1
La loi n24:91-593 du 25 juin 1991 relative aux rapports entre les agents commerciaux et
leur mandants, Journal officiel, 1991-06-27, no 148, pp. 8271-8272.
2عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص .325
24
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
وعليه يتضح إصالح الضرر في المسؤولية العقدية للوكيل في الحكم عليه بتعويضه
الضرر الناتج عن عدم التنفيذ ،وباستطاعة الوكيل أن يثبت بأن استحالة التنفيذ راجعة
إلى سبب ال يد له فيه كالحادث المفاجئ أو القوة القاهرة.1
يجوز باالتفاق إعفاء الوكيل من أي مسؤولية تترتب عن عدم تنفيذه اللتزامه
التعاقدي باستثناء حالتي الغش والخطأ الجسيم.2
1تنص المادة 172من القانون المدني الجزائري "إذا استحال على المدين أن ينفذ االلتزام عينا حكم عليه بتعويض
الضرر الناجم عن عدم تنفيذ التزامه ،ما لم يثبت أن استحالة التنفيذ نشأت عن سبب ال يد له فيه ،ويكون الحكم كذلك
إذا تأخر المدين في تنفيذ التزامه".راجع :األمر رقم ،55-75:المرجع السابق.
2الوكيل مأجو اَر كان أو غير مأجور يكون دائماَ مسؤوالَ في تنفيذ الوكالة عن غشه وعن خطئه الجسيم ،حتى ولو اتفق
مع الموكل على إعفائه من هذه المسؤولية .راجع في ذلك :عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص .322
25
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
الموكل اإلدالء الي الوكيل بالمعلومات الضرورية لتنفيذ عقد الوكالة وإحاطته علما
بالمعلومات المتعلقة بالسلع والخدمات محل عقد الوكالة.1
واجب التعاون هذا مشابه للواجب المنصوص عليه في عقد المقاولة والذي يستمر
خالل مسار العقد ،فعلى الوكيل مثال تكييف تعليماته لكي تتالءم مع تطور االمور وان
يوفر للوكيل المعلومات التي يطلبها.2
التزام الموكل بإعالم الوكيل التجاري بمختلف المعلومات التي تكون سببا في قيامه
بصفقة مربحة مثال عن ذلك على الموكل ان يقدم للوكيل جميع المعلومات الخاصة
بمنتج ما وأولها الثمن الذي يمثله هذا المنتج ،مواعيد تصنيعه ،ومواعيد التسليم.
كما يلتزم الموكل بأن يضع أمام وكيله كافة المعلومات المتعلقة بمجال نشاطه،
من حيث نوع المنتجات المطلوب ترويجها أو إبرام عقود بشأنها وبيان مميزات هذه
المنتجات وأوجه الخطر منها ،وطرق تفادي هذا الخطر ،وطرق االستعمال اآلمن لها كما
عليه إيضاح مصدر هذه المنتجات ،ومدة حمايتها ،وضمانات الموكل لها ،ونطاق هذا
الضمان ،وكل ما يتعلق بخصائص ومخاطر هذه المنتجات محل التوزيع حتى يتم
تسويقها بأفضل فائدة وأكبرها على أطراف التعاقد.3
27
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
عليه المادة 792من تقنين الموجبات والعقود اللبناني"على الموكل ان يقدم للوكيل
1
األموال وسائر الوسائل الالزمة لتنفيذ وكالته ما لم يكن ثمة اتفاق او عرف مخالف" .
مثال على ذلك على الموكل ان يسلم للوكيل عقود ومستندات الملكية إن كلفه ببيع
العقار وفي حالة بيع السيارة فعليه أن يسلم وثائق السيارة ومفاتيحها واألشياء المنقولة فكل
ما كلفه ببيعها أو إعارتها عليه ان يسلم له هذه االشياء المنقولة ،وتختلف الوثائق
باختالف محل الوكالة ،فعلى الموكل أن يكون حريص ودقيق في تقديم هذه المستندات
التي تسهل عملية الوكيل بطريقة مشروعة في إطار قانوني بما ان الوكيل التجاري قد
يكلف ببيع مختلف المنتجات أو الترويج لها ،يأتي هنا دور الموكل لتسهيل هذه العملية
بشتى الوسائل التي يستطيع ان يوفرها له ،وتختلف هذه الوسائل باختالف طبيعة المنتج
أو البضاعة ،ويمكن ان يكون عليه تسهيل حمل ما فيها من البضائع ،او نقاال لمنتجات
كبيره الحجم او توفير ثالجة لمنتوجات غذائية تتطلب درجة ح اررة معين معينة.
1قانون رقم 3المؤرخ في 9مارس ،1933يتضمن قانون الموجبات والعقود ،الجريدة الرسمية اللبنانية ،العدد 2232
الصادر بتاريخ 11افريل .1742
2يستحق الوكيل التجاري األجر بمجرد إبرام الصفقة التي كلف بها ،و لو لم يقم الغير المتعاقد مع الوكيل التجاري
التزاماته ويستحق األجر أيضا في حالة إذا لم تتم الصفقة لسبب يرجع إلى الموكل .راجع في ذلك :مصطفى كمال طه،
العقود التجارية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،5002 ،ص .101
28
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
حتما وإذا اعطى الوكيل اج ار لم يكن هذا االجر بموجب عقد الوكالة ذاته بل بموجب عقد
مستقل عقد تبرع اخر كما اتبع التقنين المدني المصري القديم هذا التعريف بنصه على ان
"يعتبر التوكيل بال مقابل ما لم يوجد شرط صريح بخالف ذلك او شرط ضمني يتضح من
حالة الوكيل" كما نص على "ان االتفاق على مقابل معين ال يمنع من النظر فيه بمعرفة
القاضي التقدير المقابل بحسب ما يستصوبه"1وهذا ما نصت عليه المادة 551من
القانون المدني الجزائري "الوكالة ما لم يتفق على غير ذلك صراحة او يستخلص ضمنيا
من خالة الوكيل فإذا اتفق على أجر للوكالة كان هذا االجر خاضعا لتقدير القاضي إال
إذا دفع طوعا بعد تنفيذ الوكالة" وهنا نالحظ اننا امام حالتين وتتمثل االولى في قرينة
القانونية التي تجعل من الوكالة التبرعية فعدم االتفاق على االجر يعتبر قرينة على انها
دون مقابل أما الحالة الثانية فتتمثل في حالة االتفاق الصريح او الضمني على االجر
وتكون تبرعية بمعنى ان ارادتيهما اتجهت الى ان العمل المطلوب بصفة مجانية ويقابل
المادة اعاله مادة 737من القانون المصري حيث يبدو ان االول اخذ من الثاني،2اما
الوكالة التجارية فيكون هناك دائما اتفاقا على االجر اي انها ال تعتبر وكالة تبرعية ومدام
محل الوكالة القيام بعمل تجاري فان الوكيل ال يقوم به مجانا وإنما يتقاضى اج ار مقابل
قيامه بهذا العمل وهذا ما نص عليه القانون التجاري المصري في المادة 612الفقرة
األولى على أنه" تكون الوكالة التجارية بأجر" وتنص المادة 389الفقرة األولى من مدونة
التجارة المغربية أنه " يستحق الوكيل التجاري أجرة تحدد باتفاق األطراف ،" ...كما تنص
المادة 221في الفقرة األولى من قانون المعامالت التجارية اإلماراتي على انه "يلتزم
الموكل بأداء األجر المتفق عليه للوكيل" ،تؤكد هذه النصوص على أن الوكالة التجارية
وكالة مأجور هذا باإلضافة إلى أن التشريعات عند تعريفها لعقد الوكالة التجارية ،ذكرت
في سياق النص أنه يكون بأجر يتقاضاه الوكيل التجاري من الموكل ،أما المشرع
1
الجزائري فلم ينص على هذا االلتزام في القانون التجاري.
ومن هنا نستنتج ان الموكل يستلزم عليه اعطاء مقابل وهو االجر للوكيل ويمكن ان
يكون محدد بطبيعة العقد الذي كان بينهما ،وإذا لم يكن محدد فيمكن تحديده من طبيعة
مهنة الوكيل او حسب العرف السائد ،وإذا لم تكن االجرة ثابتة او محددة بواسطة االحالة
على جدول االجور او ايضا بواسطة النسبة المئوية للعملية المطلوب انجازها هذا هو
نظام العمولة المستعمل كثي ار في المادة التجارية.
وإذا فشل الوكيل في مهمته فانه ال يحرم من اجره بصفة آلية ولكن فقط في
حالتين:
أوال :اذا كان االجر محددا بالنسبة ،أي عند بلوغ نسبة معينة يأجر الوكيل فالحق
في االجر مرتبط بالعمليات التي ينجزها الوكيل.
ثانيا :اذا كان الفشل راجعا لخطئه فآنذاك ولكون الوكيل تسبب في فشل المهمة
بخطئه فان مسؤوليته تقوم وبالتالي يحرم من االجر2،أما اذا كان تعذر ابرام الصفقة بسبب
يرجع إلى المتعاقد االخر أو الغير فإن الوكيل ال يستحق اجره في مواجهة الموكل الن
االجر مرتبط بمباشرة التصرف لحساب الموكل وليس امام الوكيل إال الرجوع على
3
المتعاقد االخر الغير بالتعويض لما اصابه من ضرر نتيجة عدم ابرام الصفقة.
استحقاق الوكيل ألجرته يكون عند اتمامه للصفقة المتفق عليها او اذا تعذر الموكل
عن ابرام الصفقة بسبب يرجع الى الموكل اي عرقلة على اتمامها يبقى له الحق في
االجر ويقصد بإبرام الصفقة انعقاد التصرف المعهود به الى وكيله التجاري ،فإذا كان
مكلفا بالبيع او االستئجار مثال ال يستحق العمولة إال بانعقاد عقد البيع او االيجار بينه
وبين الغير وأيضا يستحق الوكيل التجاري العمولة عن الصفقة اذا ابرمها مع شخص
ينتمي الى المنطقة الجغرافية او الى مجموعة االشخاص الذين كلفهم الموكل بالتعامل
معهم اضافة الى الحالة التي يكلف فيها الوكيل في منطقة جغرافية معينة او بمجموعة
1
معينة من االشخاص له الحق في العمولة.
ان حق الوكيل في االجر مرتبط بإتمام تنفيذ العقد ذلك ان التزامه قبل الموكل
ليس التزاما بالنتيجة فهو يستحق اجره بعد ابرامه الصفقة ولو لم يتم تنفيذها طالما لم
2
يصدر منه خطأ.
اما اذا أعاق الوكيل قوة قاهرة او سبب اجنبي على مباشرة ما وكل به فان الوكيل ال
يستحق االجر المتفق عليه تطبيقا للقواعد العامة في العقود الملزمة للجانبين ،والتي
تقضي بأنه إذا طرأت قوة قاهرة تجعل تنفيذ التزام احد المتعاقدين مستحيال انفسخ العقد
من تلقاء ذاته ،وهذا ايضا ما نص عليه القانون التونسي في المادة 1134م.ا.ع "حيث
يكون االجر غير مستحق اذا لم يتحقق ما وكل عليه فاألمر هنا يتعلق بتوكيل يكون
موضوعه التزام بتحقيق نتيجة" 3كصدور توكيل لبيع عقار ،فإذا لم يوقع بيع العقار لم
يكن للوكيل المطالبة باألجر المتفق عليه إال انه يجوز للمحكمة الحكم باستحقاق االجر
بالنظر الى مقتضيات الحال السيما اذا لم يتم االمر بسبب يختص بذات الموكل او بأمر
طارئ 4حيث تعتبر وحدها القوة القاهرة التي تضع حدا للحق في العمولة وتعفي الموكل
من ادائها بمفهوم المخالفة يظل الحق في العمولة قائما لفائدة الوكيل التجاري إذا كان
الموكل هو المسئول عن عدم التنفيذ.5
كما اوضح السنهوري في حالة إذا كان التزام الوكيل هو التزام ببذل عناية وليس
بتحقيق غاية فانه ال يمنع من اتفاق ان ينصب االلتزام على تحقيق نتيجة ،ويحصل ذلك
غالبا في توكيل الوسطاء والسماسرة والممثلين التجاريين ومندوبي التامين ورجال االعمال
في عقد الصفقات ،على ان ال يؤجروا إال إذا عقدوا هذه الصفقات وبمقدار ما عقدوا
منها.1
أخطآ في تقدير مقدار االجر فأجاز القانون للقاضي ان يصحح هذا الخطأ وجعل مقدار
االجر خاضعا لتقديره ترتب على هذا االساس ثالث امور:
اوال :انه يجوز للقاضي لتصحيح الخطأ الذي وقع فيه المتعاقدين في تعيين مقدار االجر
ان يزيد في هذا المقدار اذا كان غير كافي لجزاء الوكيل على عمله ،كما له ان يخفضه
اذا كان مبالغا فيه حتى يتكافأ االجر مع العمل1،يمكن للقاضي ان يضع الثمن او االجر
المناسب للوكيل سواء كان ذلك بالنظر الى مهنته ،فهناك اجر معين لكل مهنة يقوم بها
هذا الوكيل فإذا تبين له ان هذا االجر غير مطابق لما يتقاضاه عادة سواء بالزيادة او
بالنقصان اي يمكن لتصحيح هذا الخطأ ان يكون نافع للوكيل عندما يقرر زيادة والعكس
اذا قرر ان يخفض المقدار سيكون هذا لصالح الموكل ،واذا رأى القاضي بان مقدار
االجر مناسب هنا يأخذ القاضي بما اتفق عليه المتعاقدين ،أي ال يقوم بأي تغيير سواء
بالزيادة او بالنقصان.
ثانيا :ال يجوز للقاضي ان يعدل في مقدار االجر بالنقصان او بالزيادة اذا دفع الموكل
المقدار المتفق عليه طوعا بعد تنفيذ الوكالة ،و ذلك طبقا للمادة 581من القانون المدني
الجزائري حيث نصت" كان هذا االجر خاضعا لتقدير القاضي إال اذا دفع طوعا بعد تنفيذ
الوكالة" 2اي حتى لو أخطأ الطرفين في تقدير االجرة الصحيحة التي تقوم عليها الوكالة
ال سلطه للقاضي في تغييرها فيكون هنا احد االطراف متبرع مثال اذا كان الوكيل هو
الذي قام بعمل واخذ اج ار اقل مما يستحق يكون هو الطرف المتبرع اما اذا كان الموكل
هو الذي اعطى للوكيل مبلغا اكثر مما يقابل عمله يكون هنا هو الذي اخذ صفة المتبرع.
ثالثا :تتمثل في كونه وبمفهوم المخالفة لنص المادة 552اعاله ،ال يجوز قبل تنفيذ
الوكالة ان يتنازل احد طرفي العقد على حقه في المطالبة بالمراجعة القضائية لمقدار
االجر ،وهو الشيء الجائز بعد تنفيذ الوكالة في تلك الحالة يتبين لكال طرفين مقدار
العمل او التصرف المنجز.1
وإذا لم يقم الوكيل التجاري بالعمل المكلف به فإنه ال يستحق اج ار ،ما لم يتفق على
غير ذلك ،ولكن للوكيل مطالبة الموكل بتعويضات عن الجهود التي بذلها في سبيل اتمام
الصفقات ،وهذا ما اشارت اليه المادة 153الفقرة ثالثة من القانون المصري في قولها:
" في غير حالة ابرام الصفقة وحالة التعذر القيام بها بسبب يرجع الى الموكل ال يستحق
الوكيل اج ار وإنما يستحق تعويضا عن المجهود الذي بذله طبقا لما يقضي به العرف
التجاري" اي يمكن للوكيل المطالبة بتعويضات عن الجهود التي بذلها في سبيل اتمام
الصفقات ،ووفقا للراي الراجح تقدر قيمة هذه التعويضات بنصف مقدار العمولة ،وللقضاء
ال حرية في تقدير هذه التعويضات على ضوء ما يبذله الوكيل من جهد وفقا لما يقضي به
العرف التجاري.2
أما المادة 554نصت على ان "يكون الموكل مسؤوال عما اصاب الوكيل من ضرر
دون خطا منه بسبب تنفيذ الوكالة تنفيذا معتادا" اي اذا اصيب الوكيل بأي ضرر عند
قيامه بما وكل به على الموكل تعويضه.
للوكيل إال اذا جرى االتفاق أو العرف او التعامل بين الوكيل أو أن طبيعة البضاعة أو
النقل تستلزم ذلك.1
يجب ان يتوفر في النفقات التي يرجع بها الوكيل على الموكل شرطان ،الشرط
االول :أن تكون النفقات يستلزمها تنفيذ الوكالة تنفيذا معتادا فال يسترد الوكيل نفقات
يتجاوز بها حدود الوكالة او تكون غير الزمة لتنفيذ الوكالة ،أما الشرط الثاني :أن تكون
النفقات مشروعة ،فلو دفع وكيل رشوة فال يمكنه استردادها.2
نص المشرع المدني المصري" :على الموكل أن يرد للوكيل ما أنفقه في تنفيذ
الوكالة التنفيذ المعتاد مع الفوائد من وقت اإلنفاق مهما كان حظ الوكيل من النجاح في
تنفيذ الوكالة ،فإذا اقتضى تنفيذ الوكالة أن يقدم الموكل للوكيل مبالغ لالتفاق منها في
شؤون الوكالة ،وجب على الموكل أن يقدم هذه المبالغ إذا طلب الوكيل ذلك" .3
نستنتج من هذه المادة على ان الموكل ملزم برد المصاريف حتى وان لم ينجح
الوكيل في عمل ما ،وعالوة على رد النفقات والمبالغ التي تحملها الوكيل في تنفيذ
الوكالة ،على الموكل ان يدفع عائد هذه المبالغ والنفقات المحسوبة من يوم صرفها
فالموكل في هذا الخصوص يلزم بدفع عائد االجر في حالة لتأخير في الوفاء به من يوم
االستحقاق.4
حيث يكون الموكل مسوال عما اصاب الوكيل من ضرر دون خطا منه بسبب تنفيذ
الوكالة تنفيذا معتادا" هذا ايضا ما نصت عليه المادة 557من القانون المدني االردني
في الفقرة الثانية" :يكون مسؤوال عما يصيب الوكيل من ضرر بسبب تنفيذ الوكالة تنفيذا
معتادا ما لم يكن ناشئا عن تقصيره او خطئه" فمن البديهي ان تنفيذ الوكالة تنفيذا معتادا
باسم وحساب الموكل قد يترتب في ذمة الوكيل التزامات كما قد يصيبه ضر ار من جراء
هذا التنفيذ ،لذا فان الموكل يكون مسؤول عن هذه التزامات وما يصيب الوكيل من ضرر
ما لم يكن ناشئا عن تقصيره او خطئه.1
مثال عن ذلك يكون الموكل مسؤوال اذا تعرض الوكيل لتسمم بسبب تعرضه لغازات
سامة تنبعث من البضاعة كغاز االمونيا او غيرها ،وقد يتعرض لحادث اثناء النقل او
يتعرض الى ضرر ناتج عن االنتقال الى مكان اخر كمصاريف المأكل والمسكن ،فيكون
الموكل مسؤوال عن تعويض هذه االض ار ،ويرى البعض ان من حق الوكيل الحصول على
تعويض عن الضرر الذي يصيبه نتيجة ما قام به لكسب العمالء في التعامل مع
الموكل.2
37
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة لألطراف الفصل األول:
38
الفصل الثاني
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
قيام عقد الوكالة التجارية يؤدي إلى إنشاء عالقة مباشرة بين الموكل والوكيل
التجاري الذي يبرم تصرفات قانونية أو أعمال قانونية لحساب موكله ،حيث يلتزم كل من
الموكل والوكيل التجاري بتنفيذ الوكالة بحسن النية ،فعلى الوكيل أن يقوم بعرض السلع
والبضائع بأفضل شكل يتناسب مع التعامل التجاري لمصلحة الموكل ،كما يقوم
باإلجراءات الالزمة لكل عقد ولمقتضيات المحل التجاري.
ويلتزم الموكل بتنفيذ التزاماته التي تقع في ذمته كدفع األجر والتعويض عن
األضرار ....والتي تم التطرق إليها في الفصل األول.
كما تنشأ عالقات قانونية بين المتعاقدين والغير باعتباره طرف ثالث في األعمال
التي يقوم بها الوكيل التجاري والتي هي محل عقد الوكالة التجارية.
40
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
الغير من أجل ابرام عقد من العقود مع الغير لحساب الموكل وقد يكون هذا العقد ً
بيعا
لسلعة يملكها الموكل أو شراء من الغير يحتاجها.
1تنص المادة 555من القانون المدني الجزائري على أنه" :تطبق المواد 73إلى 77الخاصة بالنيابة في عالقات
الموكل و الوكيل بالغير الذي يتعامل مع الوكيل" ،راجع في ذلك :األمر رقم ،55-75المرجع السابق.
2والنيابة هي تفويض شخص في محل شخص أخر واقامته مقام و ابرام العمل ويسمى هذا الشخص بالموكل ولمن يبرم
التصرف الوكيل والموكل يسمى األصيل أما الوكيل يسمى بالنائب.
3
كليا عن
يعود السبب الى اخفاء الموكل السمه توقعه رفع ثمن الصفقة من البائع لو علم بحقيقة االسم أو أن يمتنع ً
للعَل ٍن .راجع في ذلك:
البيع له .وكذلك هو الحال في البيوع بالمزاد العلني اذ يفضل المشتري اخفاء وعدم اظهار اسمه َ
عدنان إبراهيم السرحان ،المرجع السابق ،ص .235
41
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
وجب على الوكيل الذي يتعاقد باسمه الشخصي أن تتوفر لديه أهلية التعاقد2حيث ال
يكفي أن يكون عاقال ممي از كما هو الحال بالنسبة للوكيل العادي.
تنصرف اآلثار التي تترتب على هذا العقد سواء كانت مدينة أو دائنة الى الوكيل وال
استثناء على هذه القاعدة كما ال يستطيع الوكيل التجاري القيام ببعض العمليات ولو تعاقد
باسمه الشخصي ألن ماال يستطيع الموكل شراء بنفسه ال يستطيع شراءه بوكيل.3
العقد الذي يبرمه الوكيل التجاري مع الغير باسمه الشخصي يأخذ حكم عقد
التسخير(الفرع األول) ،ويمكن أن يكون للغير عند التعاقد علم بأن هذا الوكيل يتعاقد
لحساب الموكل (الفرع الثاني) ،ويمكن أن يكون على جهالة وعدم علمه بوجود الوكالة
(الفرع الثالث) حيث ال يمكن للغير الرجوع مباشرة على الموكل وال يمكن للموكل الرجوع
على الغير.
فيقتضي هذا العقد أن يعمل الوكيل باسمه الشخصي لحساب الموكل حيث يكون
ا سم الموكل مستت ار ويترتب على قيامه في عالقة الوكيل المسخر بالغير أن تضاف جميع
1
قضاءا ،مطابع شتات ،دار الكتب القانونية ،مصر ،2333 ،ص .47
ً فقها و
إبراهيم سيد أحمد ،عقد الوكالة ً
2أهلية الوكيل التجاري :باعتبار أن العمل الذي يقوم به هو عمل التجاري فيشترط عليه اكتساب صفة التاجر التي
تستوجب أهلية التجارية (ببلوغي سن الرشد أو الترشيد) وبالممارسة اإلحترافية ألعمال الوكالة .راجع في ذلك :نورة
غزالن الشنيوي ،الوسيط في العقود الخاصة :العقود المدنية والتجارية والبنكية على ضوء مستجدات التشريعية
واالجتهادات القضائية في القانون المدني وقانون األعمال ،الجزء األول ،الطبعة األولى ،مطبعة األمنية ،الرباط،
،2317ص .473
3خليفة الخروبي ،المرجع السابق ،ص .55
4عبد الرزاق السنهوري ،المرجع السابق ،ص .221
42
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
الحقوق التي تنشأ من التعاقد مع الغير الى الوكيل المسخر فيكون هو الدائن بها للغير
1
كما تضاف اليه مجموعة من االلتزامات التي تقع في ذمته فيكون هو المدين بها.
وهذا ما أكدته مختلف التشريعات من خالل المادة 734من القانون المدني العراقي
والمادة 132من القانون المدني المصري وكذلك المادة 777من تقنين الموجبات والعقود
البناني حيث استندت كلها الى المبدأ اذا أضاف المسخر العقد لنفسه وتعاقد باسمه
الشخصي ال باسم الموكل فهنا كل ما يترتب عن العقد يرد على الوكيل نفسه2،فإذا وكل
مثال بشراء سيارة فهنا الملكية تنتقل الى الوكيل باعتباره هو العاقد الذي تضمنه العقد،
فيتطلب هنا من أجل نقل الملكية من الوكيل الى الموكل ابرام عقد جديد ،فالتسخير
ينطوي على عقد الوكالة الذي بين الموكل والوكيل وبالنسبة للعقد الذي أبرمه الوكيل
المسخر مع الغير فهو عقد بيع وفي األخير يبرم عقد نهائي بين الموكل والوكيل من أجل
3
نقل الملكية.
ويمكن أن يكون التسخير مشروعا مثل أن يخفى الموكل اسمه على البائع في
الشراء ويسخر للوكيل الشراء باسمه الشخصي ألنه يدرك أن البائع لو علم بأنه هو
المشتري الحقيقي لطلب ثمنا أعلى طمعا فيه ،فالتسخير هنا صحيح4ألنه غرضه مشروع
باعتباره هو ضرب من ضروب الصورية والصورية وحدها ليست سببا في بطالن
باطال ،ويشمل البطالن
ً التصرف ،أما إذا كان الغرض غير مشروع فان التسخير يكون
عقد الوكالة الذي كان مستت ار والتصرف الذي باشره الوكيل باسمه الشخصي تنفيذا للعقد
الذي بينه وبين الموكل ،مثال ذلك :اذا سخر المدين المحجوز عليه على ماله شخصا
يتقدم في المزاد العلني لشراء المال المحجوز عليه ،فمنا التسخير باطل ،وإذا رسا المزاد
43
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
على المسخر كذلك يكون رسو المزاد باطال 1هذا تطبيقا أنه ال يجوز للمدين أن يتقدم في
مزاد بيع ماله المحجوز عليه.
وهنا يستطيع الغير حسن النية الذي تعاقد مع المسخر أن يثبت التسخير بجميع
الطرق منها البينة والقرائن ،ويتمسك بالبطالن ضد طرفي عقد التسخير.
يجبر الوكيل في عقد التسخير على نقل جميع الحقوق والتزامات الناشئة عن هذا
التصرف الى الموكل ،وإذا تقاعس الوكيل عن نقلها كان للموكل اللجوء الى القضاء
إلجبار الموكل على ذلك.2
نصت المادة 114من القانون المدني األردني"اذا أبرم النائب في حدود نيابته ً
عقدا
باسمه فان حكم العقد يرجع الى األصيل وتنصرف حقوق العقد الى النائب إال اذا كان
العاقد األخر يعلم وقت التعاقد بوجود النيابة فترجع الحقوق الى األصيل كل ذلك ما لم
ينص القانون على خالفه".4
ويتضمن هذا النص أن كل ما يترتب عن العقد المبرم الذي هو محل عقد الوكالة
التجارية من أثار قانونية التي تتمثل في تقرير التزامات وحقوق تضاف الى الموكل الذي
44
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
1
هو األصيل باعتبار أن الوكيل ال يعقد العقد لنفسه وإنما يعقده لموكله عن طريق النيابة،
ومقتضى هذه النيابة أن يكون حكم العقد لألصيل ال للوكيل.
مثال ذلك في عقد البيع بمجرد اتمام العقد تنتقل الملكية مباشرة الى الموكل2دون
الحاجة النتقالها الى الوكيل ثم للموكل ،وفي بعض العقود أيضا التي ال تتم إال بالقبض
مثل الهبة واإلعارة والرهن ،يقع حكم العقد للموكل ولو أضاف الوكيل العقد لنفسه ،مثال
قال وهبت ،أو أعرت هذا الشيء وذلك باعتبار الوكيل في مثل هذه العقود معبر عن ارادة
الموكل.
وبما أن األصيل طرفا في التصرف الذي يبرمه النائب باسمه ولحسابه ،والتعاقد تم
عن طريق النيابة والنائب التزم بحدود النيابة والغير المتعاقد معه كان على علم بها ،فان
كل ما يترتب عن هذا التصرف3من حقوق وواجبات يضاف الى األصيل دون الحاجة الى
رضائه أو اق ارره.
يجهل الغير المتعاقد مع الوكيل وجود وكالة بين من تعاقد معه وبين الموكل
ويعتبر أن الوكيل التجاري هو األصيل ويبرم تصرف لنفسه مما يجعل هذا األخير يرتبط
مباشرة مع الغير المتعاقد معه وكأن التصرف يعود لمصلحته الشخصية ،فينشأ عن هذا
التصرف حقوق والتزامات يرتبها العقد المبرم على عاتق كل من الوكيل والغير.4
1إسماعيل عبد النبى شاهين ،مدى مسؤولية الوكيل في عقد الوكالة :دراسة مقارنة بالفقه االسالمي ،دار الفكر
الجامعي ،2314 ،ص .137
2أكد المشرع األردني في حالة علم الغير بوجود الوكالة والنيابة التي بين الوكيل والموكل فتنصرف حقوق العقد الى
الموكل .راجع في ذلك :عدنان ابراهيم السرحان ،المرجع السابق ،ص .213
3علي فياللي ،المرجع السابق ،ص .153
4هاني دويدار ،المرجع السابق ،ص .77
45
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
ففي هذه الحالة كل ما يترتب عن العقد يضاف إلى ذمة الوكيل باعتباره العاقد الحقيقي
بالنسبة للغير وعدم معرفة هذا األخير بأنه يبرم التصرف لحساب موكله وذلك لتعاقده
باسمه الشخصي واضافة نفسه للعقد بصفته أصيال ال وكيال(نائبا) مما أدى الى اطمئنان
الغير لتعامل مع هذا الوكيل بهذا الوصف وهو يجهل تماما وجود الوكالة أصال ويعتقد
بحسن نية أن الوكيل يتعاقد لحسابه الشخصي.1
ولو كان الغير على علم أن الوكيل ليس األصيل لما أقبل على إبرام العقد ،أي
مثال
يمكن القول أن الغير لو كان يعرف الموكل لما أقدم على التعاقد معه العساره ً
فأضاف الوكيل العقد الى نفسه وجعل اسمه موكله مخيفا وبالتالي يتحمل كامل الحقوق
التي تترتب عن العقد ،فاذا كان الوكيل مشتريا فانه مسؤوال أمام الغير المتعاقد معه عن
بائعا كان مسؤوال أمام الغير عن تسليم المبيع له.
الثمن ،واذا كان ً
الغير الذي تعامل مع الوكيل ال يعنيه شخص الموكل بل يعنيه شخص الوكيل2فقط
الذي تعاقد معه باسمه الشخصي.
46
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
القانوني ،فالغير أن يطالب الوكيل بالحقوق التي اكتسبها من العقد ألن اآلثار القانونية
للعقد سواء كانت دائنة أو مدينة تنصرف الى الوكيل.1
ومن أهم الحقوق التي يكتسبها الغير المتعاقد :حق طلب تنفيذ الوكالة (الفرع
األول) ،حق الغير في اإلطالع على الوكالة(الفرع الثاني).
يحق للغير المتعاقد مع الوكيل التجاري الزامه بتنفيذ الوكالة ،اذا كان ذلك العمل
صيال.
للمصلحة الشخصية للغير أو للوكيل الذي يعقد التصرف كأ ً
وهذا جاء استثناءا عن القاعدة حيث ال يجوز للغير إلزام الوكيل بتنفيذ الوكالة ألنه
نائب عن ارادة الموكل (األصيل) لكن اذا كان التصرف يعود للمصلحة الشخصية للوكيل
أصيال في الحقوق ،فاذا
ً وباعتباره العاقد فهنا يحق للغير أن يطالبه بالتنفيذ .وذلك ألنه
كان الوكيل مشتريا وجب عليه دفع الثمن للغير المتعامل معه2،وإذا كان بائعا كان مسؤوال
أمام ذلك الغير عن تسليم المبيع له.
تنفيذ الوكالة يكون ملزما للوكيل ألنه ركن أساسي للوكالة وكما يحق للغير االدعاء
عليه إلجباره على التنفيذ ما يقع على عاتقه.3
وهذا خاصة إذا كان التوكيل الصادر يتعلق بالمصلحة المشتركة بين الموكل والغير
4
تبرره الطبيعة
ّ الوكالة تنفيذ في الغير وتدخل فهنا يكون تنفيذ الوكالة الزما على الوكيل،
الخاصة التي قد يكتسبها العقد باعتبار أن التوكيل يتعلق بعمل في حق الموكل أو حق
47
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
الموكل والوكيل أو حق الموكل والغير أو حق الغير فقط ،وبما أن التوكيل يتعلق بعمل
في حق الغير فهنا يجوز للغير مطالبة الوكيل بالتنفيذ الوكالة.
يحق للغير المتعامل مع الوكيل التجاري أن يطلب االطالع على عقد الوكالة وعلى
المراسالت وغيرها من الوثائق1التي تقيد سلطة الوكيل التجاري أو يثبتها متى طلبها منه
الغير ،ويعتبر هذا بمثابة التزام يقع على عاتق الوكيل التجاري في التعامل مع الغير في
حدود السلطات المخولة له من طرف موكله.
عند التعاقد يجوز للغير أن يطلب من الوكيل التجاري ما يوضح حدود سلطات
الوكيل المخول بها ،وفي حالة لم يطلب الغير ذلك من الوكيل فال يجوز للموكل
االحتجاج على الغير بسلطات الوكيل التجاري ما لم يكن يعلم بها وقت التعاقد.
وقد أكدت المادة 157من القانون التجاري اإلماراتي المعمولة بها في التشريع
المصري التي تنص "يجوز للغير الذي يتعامل مع الوكيل أن يطلب اإلطالع على عقد
الوكالة وعلى المراسالت وغيرها من الوثائق المثبتة أو المقيدة لسلطة الوكيل وال يجوز
االحتجاج على الغير بالقيود الواردة على سلطة الوكيل ،إال اذا ثبت علم الغير بها وقت
3
التعاقد".
48
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
فمسؤولية الوكيل التجاري نحو الغير تتمثل :في انصراف أثار تصرف الوكيل الى
الموكل (الفرع األول) ،مسؤولية الوكيل التجاري عن خطئه الشخصي أمام الغير (الفرع
الثاني).
الفرع األول :مسؤولية الوكيل التجاري عن انصراف أثر التصرف إلى الموكل
تتمثل مهمة الوكيل التجاري في التعاقد مع الغير من أجل تنفيذ العقد الذي يعقده
باسم موكله ولحسابه باعتباره نائب ووسيلة البرام التصرف وإنجازه لكن ليس بطرف
باعتبار الموكل والغير هما األطراف.
49
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
فاآلثار التي تترتب على العقد تنصرف إلى إرادة األصيل (الموكل) ال الى النائب
ألن هذا األخير تعاقد لحساب موكله1،وهذا ما أكدته المادة 73من القانون المدني
2
الجزائري "اذا أبرم النائب في حدود نيابته عقدا ...يضاف مباشرة الى األصيل".
فإذا كانت الوكالة في البيع فهنا الموكل فقط هو الذي يستطيع مطالبة المشتري
بالثمن بشرط أن ال يكون قد وكل الوكيل في قبض الثمن وال يكون الوكيل مسؤوال اذا كان
قابال لالبطال ،فإذا وفى الغير الثمن للوكيل وجاز
باطال أو ً
التصرف الذي عقده مع الغير ً
ابطال هذا الوفاء بسبب الموكل فهنا الوكيل ليس مسؤوًال وترفع دعوى اإلبطال على
4
الموكل3ال على الوكيل ألن أثر التصرف الذي أبرمه الوكيل ينصرف الى موكله مباشرة.
فالمبدأ ينص أن أثر التصرف ال ينصرف الى الوكيل إال إذا تم ذلك دون نيابة أي
دون توكيل حتى ولو أثبت الغير أنه كان يوحي له عند تعاقده مع الوكيل الذي يعمل
بدون توكيل بوجود الوكالة وكان حسن النية 5مما أوقع به في الوهم.
يتحمل الوكيل التجاري المسؤولية التي تترتب جراء أخطائه الشخصية تجاه الغير
وذلك عمال بنص المادة 74من القانون المدني الجزائري التي تنص" :إذا تم العقد بطريق
النيابة كان شخص النائب ال شخص األصيل هو محل االعتبار عند النظر في عيوب
50
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
نظر لعدم وجود رابطة قانونية مباشرة بين الوكيل والغير فإن مسؤوليته ذات مصدر
ًا
تقصيري ال عقدي ،حيث أكدها المشرع الفرنسي بقوله":ال يمكن أن تنشأ مسؤولية الوكيل
في مواجهة شخص غير شخص موكله اال على األساس التقصيري أو شبه التقصيري".4
ويمكن للوكيل أن يرتكب خطأ أثناء تنفيذه للوكالة في إيقاع الغير الذي تعاقد معه
في خطأ بشأن حدود سلطاته المخولة له ،وأن يضمن للغير تنفيذ الموكل اللتزاماته
51
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
الناشئة من تعاقد الذي أبرمه الوكيل مع الغير1ففي هذه الحالة يكون مسؤوال مسؤولية
الكفيل.
52
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
المطلب االول :أثر تعاقد الوكيل التجاري باسم الموكل على عالقة
الموكل بالغير
سوف نتعرض في هذا المطلب لمبدأ التمثيل الذي يحكم عالقة الموكل بالغير
فالوكيل التجاري يكون ممثل الموكل فعند إبرامه اي تعاقد مع الغير يكون الموكل مرتبط
بالغير عن طريق هذا التمثيل.
1المشرع الفرنسي يرى أن عالقة بين الموكل وغير ال وجود لها إنما تقوم على ثالث نظريات وهي:
نظرية انعدام النيابة :تعود نظرية انعدام النيابة النظرية السائدة في الفقه المصري ومؤداها انه ال تقوم اية روابط
شخصية بين الموكل والغير فال يجوز للموكل الرجوع على الغير و يطالبه بتنفيذ احد االلتزامات الناشئة عن العقد محل
الوكالة كما ال يجوز الغير الرجوع على الموكل طلبا إستفياء حقوقه وال يكون ألي منهما سوى الرجوع على الوكيل
بموجب العقد والغير بموجب العقد محل الوكالة.
نظرية النيابة الناقصة :يذهب انصار هذه النظرية الى ان الوكالة التجارية ال تتضمن نيابة ويترتب على تقرير النيابة
الناقصة ان تنشأ لكل من الموكل و الغير عالقة مزدوجة يمكن للغير الرجوع على كل من وكيل التجاري و الموكل وفي
نفس الوقت يكون موكل ووكيل التجاري متضامنين في مواجهة غير.
تقدير النظريتين :العيب في النظرية الثانية انه إذا تعاقد الوكيل التجاري باسمه الشخصي يستهدف إبعاد الموكل من
التعامل مع الغير الن الموكل ال يرغب في التعامل فإذا فرضنا عليه ان يدخل رغما عنه فما جدوى الوكيل التجاري ،مع
ذلك فقد تبنى المشرع التجاري بعض االحكام التى يمكن اعتبارها من تطبيقات هذه النظرية ،ولكنه اخذ في االعتبار
النظري ة االولى بالنسبة لحاالت ترك الموكل يدخل في التفليسة كدائن لدائن الغير رغم ان الوكيل هو من تعاقد مع
الغير.
53
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
ويعود ارتباط الموكل وغير بحقوق ووجبات على كل طرف كنوع من التزام على
طرف االول و ضمان لطرف الثاني.
لقد نصت المادة 73من القانون المدني الجزائري " :اذا ابرم النائب في حدود
نيابته عقدا باسم األصيل فإن ما ينشأ من هذا العقد من حقوق والتزامات يضاف الى
االصيل".1
وتبعا لهذه المادة نستنتج أن على الموكل تنفيذ التعهدات التي تعاقد عليها الوكيل
في حدود السلطات الممنوحة له ،وهذا ما يتعلق بالحالة التي تنصب فيها مهمته على
إبرام العقد ،وهذا ما نصت عليه مادة 133الفقرة 1من القانون المدني المصري "إذا تم
العقد بطريق النيابة ،كان شخص النائب ال شخص األصيل هو محل االعتبار عند النظر
في عيوب اإلرادة أو في أثر العلم ببعض الظروف الخاصة ،أو افتراض العلم بها حتما".2
حيث باستطاعة الموكل أن يطلب من الغير المتعاقد بصفة تبادلية تنفيذ هذا العقد،
ولكن يعد هذا التمثيل أكثر عمومية وينتج آثاره في اتجاه مضاعف:
.1فمن جهة يحتج على الموكل بكل التصرفات الصادرة عن الوكيل ،كما لو صدرت
عنه شخصيا ،مثل في مجال االثبات يمكنه ان يحتج بالتاريخ على الوثيقة.
.2ومن جهة أـخرى باستطاعة الموكل االحتجاج بالتصرفات نفسها في مواجهة الغير
المتعاقد ،فباستطاعته التمسك بانقضاء االلتزام بالوفاء الصادر عن الوكيل أو أيضا
االحتجاج بعيوب االرادة التي كان الوكيل ضحية لها التي تعتبر كأنها مسا بإرادته
بواسطة التمثيل.3
54
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
ولكن تقف نيابة الوكيل او التمثيل المشار اليه اعاله عند حد الغش ،فإذا تواطأ
الوكيل مع الغير لالضرار بحقوق الموكل فان التصرف الذي يعقده الوكيل مع الغير على
هذا الوجه ،أو اجراء الذي يتخذه ال ينصرف أثره الى الموكل ،ويقع على الغير عبء
إثبات أن الوكيل قد تصرف في حدود الوكالة حتى يستطيع الزام الموكل بهذا التصرف.1
كما يجوز للوكيل التجاري إبرام الصفقات بإسم موكله ولحسابه ،فإنه يجوز أيضا
للموكل أن يرجع على الغير بحقوق وكيله ،وهذا وفقا لنص المادة 629من القانون
المدني الجزائري التي تنص على أنه " :لكل دائن ولو لم يحل أجل دينه أن يستعمل باسم
مدينه جميع حقوق هذا المدين ،إال ما كان منها خاصا بشخص أو غير قابل للحجز وال
يكون استعمال الدائن لحقوق مدينه مقبوال إال إذا ثبت أن المدين أمسك عن استعمال هذه
الحقوق ،وأن هذا اإلمساك من شأنه أن يسبب عسره ،أو أن يزيد فيه ،وال يجب على
الدائن أن يكلف مدينه بالمطالبة بحقه غير أنه البد أن يدخله في الخصام".2
يعني أن على الموكل واجبات تجاه الغير ،بعد أن يقوم الوكيل بابرام الوكالة
باسمه أي يحق للغير اللجوء اليه دون الوكيل التجاري ،في الوقت نفسه للوكيل الحق في
مواجهة الغير للمطالبة بحقوقه.3
يرجع الموكل على الغير في هذه الحالة بدعوى غير مباشرة ،4ألنه يطالب باسم
مدينه ما يستحقه هذا االخير من قبل الغير أي أن الموكل يطالب بحقوق مدينه ،1فاذا
55
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
اشترى الوكيل بضاعة باسم ولحساب الموكل فان آثار العقد حقوقا كانت أو التزامات
تنصرف مباشرة الى هذا االخير ،فتنتقل ملكية البضاعة من ذمة البائع مباشره الى ذمة
الموكل دون ان تمر بذمة الوكيل وبالمقابل يلتزم الموكل في مواجهه البائع بدفع الثمن
دون وساطة الوكيل.2
ومن جانب اخر يحق للغير أن يرجع على الموكل عن طريق الدعوة غير
المباشرة للمطالبة بحقوقه قبل الوكيل التجاري ،الذي يعتبر دائنا للموكل ويترتب على
رجوع كل من الموكل على الغير او العكس بالدعوة غير المباشرة ما يأتي:
أن الغير يستطيع أن يتمسك في مواجهة الموكل بكافة الدفوع التي يملكها قبل
الوكيل ،ذلك الن الموكل يستعمل حقوق مدينه ويطالبه باسمه بما له قبل الغير.
وإن الموكل عند رجوعه على الغير يلتزم بإثبات أن المدين لم يستعمل حقوقه ،وإن
عدم استعماله من شأنه أن يسبب اعساره او أن يزيد في هذا االعسار ،كذلك يجب
3
ادخال المدين خصما في الدعوة
56
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
لكن هناك استثناءات تعود بها اثر تصرفات الوكيل على الموكل حتى حينا يتجاوز
السلطة المخولة له .
لقد نصت المادة 575من القانون المدني الجزائري على " :الوكيل ملزم بتنفيذ
الوكالة دون أن يجاوز الحدود المرسومة" ،2أي على الوكيل أن يلتزم بما اتفق عليه مع
الوكيل دون أن يتجاوز السلطة المخولة له و اذا كان الوكيل قد تجاوز في تعاقده مع
الغير حدود وكالته وكان التعاقد باسم الموكل فإن ما جاوز به الوكيل حدود وكالته ال ينفذ
في حق الموكل.
إال أن هناك حالة يجب استثنائها مما تقدم ،وهي حالة خروج الوكيل عن حدود
الوكالة متى كان من المستحيل عليه اخطار الموكل سلفا ،وكانت الظروف يغلب معها
الظن بأن الموكل ما كان إال ليوافق على هذا التصرف ،وقد تقدم أن آثر التصرف في
هذه الحالة ينصرف الى الموكل على أساس نيابة قانونية تقوم على إرادة من جانبه.3
57
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
ويشترط لتحقيق هذه اآلثار ان يعلن الوكيل وقت التعاقد مع الغير انه يتعاقد بصفته
وكيال عن الموكل وحتى ينصرف آثر التصرف الذي يعقده مع الغير الى شخص الموكل
يجوز للغير ان يطلب من الوكيل ان يثبت ان التصرف الذي يقوم به يدخل في حدود
وكالته.1
وهذا ما نصت عليه المادة 75من القانون المدني الجزائري "اذا لم يعلن المتعاقد
وقت ابرام العقد انه يتعاقد بصفته نائبا فإن اثر العقد ال يضاف الى االصيل دائنا أو
مدينا ،إ ال اذا كان من المفروض حتما ان من تعاقد معه النائب يعلم بوجود النيابة او كان
يستوي عنده ان يتعامل مع االصيل او النائب" 2أي على غير أن يكون حسن النية حيث
اذا كان يعلم مسبقا بتجاوز الوكيل للوكالة يكون قد تواطأ معه.
وباستطاعة الموكل تصحيح هذه الوضعية إذا اقر بالتصرف المبرم خارج
الحدود ،ويكون بصدد إجازة للتصرف المبرم من طرف النائب ،ويعد ذلك تنازل من طرف
الموكل عن حقه في المطالبة بإبطال العقد تبعا للقواعد العامة على الخصوص المادة
133من القانون المدني "يزول حق إبطال العقد باالجازة صريحة أو الضمنية و تستند
اإلجازة الى التاريخ الذي تم فيه العقد دون إخالل بحقوق الغير" من هنا نستنج انه يجب
ان تكون هذه اإلجازة اما صريحة أو ضمنية ،ولهذه االجازة خصوصية رجعية فالتصرف
محل اإلجازة يعد وكأنه منذ صدوره أبرم صحيحا بالنسبة للموكل وان هذا االخير هو الذي
سوف يجد نفسه ملتزما لوحده.3
58
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
الفرع الثاني :بقاء سريان أثر تصرف الوكيل في حق الموكل رغم خروجه عن
الوكالة
هناك حاالت التي يسري فيها آثر تصرف الوكيل في حق الموكل على الرغم انتفاء
نيابته أو تجاوزه لحدود هذه النيابة ،ومقصود هذه الحاالت في الغالب هو رعاية استقرار
المعامالت وحماية حسن النية بين الناس وهي ثالث حاالت:
أوال :انتهاء الوكالة وجهل الوكيل و الغير الذي تعاقد معه :ذلك استنادا الى المادة
76من القانون المدني الجزائري الذي نصت" :اذا كان النائب ومن تعاقد معه يجهالن
معا وقت العقد انقضاء النيابة فان اثر العقد الذي يبرمه حقا كان او التزاما يضاف الى
االصيل او خلفائه" ،1فاذا كان الوكيل ال يعلم بانتهاء وكالته كان عزل و لم يعلم بالعزل
او مات الموكل ولم يعلم بموته وتعاقد مع الغير بحسن نية ،انصرف آثر العقد الذي
ابرمه الى الموكل او خلفه من بعده ،إال اذا كان كل من الوكيل والغير أو احدهما سيء
النية كما ذكرنا سابقا آي يعلم بانتهاء الوكالة فان آثر العقد ال ينصرف الى الموكل او
خالفه إال باجازته من صاحب الحق في االجازة.2
ثانيا :تجاوز الوكيل لسلطاته نفعا للموكل :أي ان الوكيل قام بتجاوز الوكالة
المنوحة له ألنه يرى ان اثر هذا التصرف يكون ذو منفعة على الموكل ،يمكن ان يفسر
هذا الحكم بالرجوع الى فكرة الفضالة فيعتبر الوكيل فضوليا يتصرف في مصلحة الموكل
فيلزمه بأثر هذا التصرف الذي عقد لمصلحته كما يمكن ان يفسر هذا الحكم على ان
المخالفة الوكيل امر الموكل لما فيه خير حيث ال يعد تجاوز حدود الوكالة.3
1االمر رقم ،55-75المرجع السابق ،وهذا ما نص عليه القانون االردني في المادة 114استنادا الى نص المادة
رقم 107في القانون المدني المصري.
2عدنان ابراهيم السرحان ،المرجع السابق ،ص .231
3المرجع نفسه ،ص .231
59
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
ثالثا :الوكالة الظاهرة :ان الوكيل اذا عمل دون نيابة فإن اثر التصرف الذي يعقده
مع الغير ال ينصرف الى الموكل ،حتى ولو كان هذا الغير حسن النية يعتقد ان الوكيل
يعمل في حدود نيابته فال يكفي اذن ان يكون الغير حسن النية حتى يستطيع ان يحتج
على الموكل بالتصرف الذي عقده مع الوكيل ،ولكن هناك احوال يدعم فيها حسن نية
الغير المظهر الخارجي المنسوب الى الموكل ،ويكون من شأن هذا المظهر ان يدفع
الغير الى الوهم الذي وقع فيه فعند ذلك يكون الغير هو األولى بالرعاية ،ألنه لم يرتكب
الخطأ اما الموكل فقد خلق مظه ار خارجيا اوقع الغير في الوهم فيحمي هنا القانون الغير
1
. دون الموكل
ومثال عن ذلك ان يكون الوكيل قد انتهت وكالته بالعزل إال ان الموكل لم يراعي
الحيطة فترك سند الوكالة بيده ،ولم يسحب منه الشارات او النياشين التي تدل عادة على
وكالته عن غيره او كانت الوكالة تحتوي على بنود تحفظية او بنود سرية ال يمكن للغير
ان يعرف ان الوكيل قد تجاوز هذه البنود ،فاذا توفرت شروط الوكالة الظاهرة سرى آثر
التصرف الذي يبرمه الوكيل في حق الموكل ،سواء كان الوكيل حسن النية جاهال بانتهاء
نيابته او بتجاوزه حدودها او كان سيئا نية عالما بذلك .2
الشرط االول يتمثل في ان يعمل الوكيل باسم الموكل ولكن دون نيابة ويكون ذلك
اما بان يجاوز الوكيل حدود الوكالة المرسومة له وإما ان يستمر في العمل كالوكيل بعد
انتهاء الوكالة وإما ان يعمل كوكيل دون وكالة اصال او بوكالة باطلة او قابله لإلبطال
بعد ابطالها ويجاوز الوكيل حدود الوكالة اكثر ما يكون اذا زود بوكالة غامضة العبارة او
بوكالة واسعة المدى في ظاهرها ولكنها مقيدة في حقيقتها بقيود ال يستطيع معرفتها الغير
60
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
الذي يتعامل مع الوكيل 1وهو ما نصت عليه المادة 2/535من الموجبات والعقود
اللبناني:
" اما الشروط التحفظية واالتفاقات السرية التي تعقد بين الموكل والوكيل وال تستفاد من
الوكالة نفسها فال يمكن االحتجاج بها على شخص ثالث إال اذا قام البرهان على ان هذا
2
الشخص علم بها وقت العقد".
الشرط الثاني ان يكون الغير الذي تعامل مع الوكيل حسنا النية يعتقد ان الوكيل
نائب اذا لم يكن يعلم بانعدام النيابة الوكيل وأقدم مع ذلك على التعاقد نعم كان عليه ان
يتحمل تبعت ذلك وليس له ان يحتج على الموكل بتصرف الذي عقده مع الوكيل اما
الشرط الثالث فهو ان يقوم مظهر خارجي للوكالة منسوب الى الموكل وال يكفي حسن نية
الغير الذي تعامل مع الوكيل كما قدمنا بل يجب ان يقوم حسن النية هذا على اساس
وعادة ما يكون مظهر خارجي للوكالة صادر من الموكل ويكون من شأنه ان يجعل الغير
معذو ار في اعتقاده ان هناك وكالة قائمة ويتبين ان المظهر الخارجي الذي ظلل الغير هو
مظهر منسوب الى الموكل بتقصيره منه او دون تقصير ما دام هو الذي تسبب فيه ويقع
على الغير الذي تعاقد مع الوكيل عبر اثبات وجود هذا المظهر المظلل.3
بالعودة الى القواعد العامة في القانون المدني نجد ان االصل ان يعبر الشخص عن
إرادته بنفسه واستثناء بواسطة غيره وعليه فإن أثار العقود ال تنصرف الى غير المتعاقدين
اال استثناء ومن هذا االستثناء النيابة فإن اعترى النيابة عارض جعلها غير صحيحة لم
تنصرف اثار تصرفات الوكيل الى االصيل وجاءت احكام الوكالة الظاهرة استثناء على
61
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
ذلك وكما اسلفنا في الحديث عن شروط اعتبار الوكالة الظاهرة النصراف اثار تصرف
الوكيل الظاهر الى االصيل فهي نظرية من صنع القضاء حفاظاً على الوضع الظاهر.1
ال يمكن االستفادة من احكام جواز االخذ بالوكالة الظاهرة في القانون الجزائري ،الن
القانون المدني لم يسمح بأخذ فكرة النيابة او الوكالة الظاهرة ،فسبق ان رأينا بأن المادة
76من القانون المدني الجزائري تشترط حسن النية في كل من النائب ومن تعاقد معه
بجهلهما معا النقضاء النيابة حتى يمكن ان يسري اثر العقد الذي يبرمه النائب في حق
االصيل.
وايضا يقع على الموكل المسؤولية التقصيرية عند قيام الوكيل التجاري بخطأ
خاصة اذا كان هذا الخطأ نتيجة اهمال أو خطأ من الموكل.
الضمان عموما هو التزام يفرضه العقد أو القانون على من ينقل ملكه لمصلحة الغير
حتى يتمكن الغير من االنتفاع بملكه ،وحتى تثبت الثقة واالئتمان وتحقيق االستقرار في
المعامالت سواء كانت مدنية أو تجارية.2
ورغم ذلك فإن معظم التشريعات التجارية المقارنة لم تنظم مسألة ضمان العيب
الخفي فيما يتعلق ببيع بالوكالة بالرغم من أهمية هذه المسألة وضمان العيب الخفي بوجه
1ايثار ،موسى .2018/09/17قواعد الوكالة الظاهرة ،تم االطالع عليه في ،2022/05/25رابط الموقع:
https://www.mohamah.net/law
62
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
عام تقرره أحكام القواعد العامة المنصوص عليها في القانون المدني ،وقد نص عليه
المشرع الجزائري في المادة 379الفقرة األولى من القانون المدني والتي تنص على أنه:
"يكون البائع ملزما بالضمان اذا لم يشتمل المبيع الصفات التي تعهد بوجودها وقت
التسليم إلى المشتري أو ا ذا كان بالمبيع عيب ينقص من قيمته ،أو من االنتفاع به بحسب
الغاية المقصودة منه حسبما هو مذكور بعقد البيع ،أو حسبما يظهر من طبيعته أو
استعماله فيكون البائع ضامنا لهذه العيوب ولو لم يكن عالما بوجودها" 1وهو نفس االتجاه
الذي تبناه المشرع المصري من خالل المادة 447الفقرة األولى من القانون المدني.2
فضمان العيب الخفي التزام تستلزمه طبيعة االشياء الن الشخص عندما يقوم بشراء
شيء يفترض بأنه خالي من العيوب او لو كان يعلم بأن به عيبا لما اقدم على شرائه او
كان تعاقده على الشراء بشروط ايسر فمن يشتري سيارة يشتريها على اساس خلوها من
العيوب الن االصل فيها ان تكون خالية منها ومن يشتري ثالجة او غسالة او اي من
ادوات الكهربائية يشتريها على اساس خلوها من العيوب الن وجود العيب في المبيع يؤدي
الى انقاص حق المشتري في االنتفاع الكامل به ويؤثر على مدى االنتفاع به على والوجه
المألوف.
وإذا كان العيب قد يؤدي الى انقاص من حق المشتري في االنتفاع في المبيع في
بعض االحيان إال انه يؤدي في أحيان اخرى الى جعل المبيع غير النافع للغرض الذي
اعد من اجله كما لو وجد مرض في فرس اشتراها صاحبها ،او قد يؤدي العيب الى
1االمر رقم ،55-75المرجع السابق .اورد المشرع العراقي في المادة 555من قانون المدني العراقي تعريفا للعيب
الخافي الموجب لضمان فنصه "العيب هو ما ناقص ثمن المبيع عند التجار وارباب الخبرة او يفوت به غرضا صحيحا"
وقد عرفت محكمه النقض المصرية العيب الخفي :االفة الطارئة التي تخلو من الفطرة السليمة للمبيع.
2ام كلثوم بوغابة ،المرجع السابق ،ص.261
63
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
إنقاص في قيمة المبيع كما لو اكتشف المشتري خرابا في المحرك الذي في السيارة
اشتراها.1
ولكن يشترط ان يكون العيب الذي في السلعة أو محل الوكالة فعلي بمعنى يؤثر في
انتفاع الغير به وان يكون العيب خافيا لم ينتبه اليه ال وكيله التجاري وال الغير.
ويجب على الغير القيام بالفحص لتفادي العيوب الظاهرة ،فالفحص المطلوب هو
الفحص المعقول الذي تسمح به الظروف والذي ينص عليه العقد ،فال يجب على
المشتري أن يقوم بإجراء فحص دقيق يكشف كل العيوب المحتملة ،إنما عليه مراعاة ما
اتفق عليه في العقد والعادات االتفاقية وطبيعة البضاعة وصفة أطراف العقد.2
ان العالقة التي تنشأ بين الموكل ووكيله التجاري والغير نتيجة عقد الوكالة التجارية
كثي ار ما تثير اللبس عند وقوع خطـأ من الوكيل التجاري اثناء قيامه بأعمال عقد الوكالة،
خاصة انه يتعاقد باسم الموكل ولحسابه ويجب ان نشير الى ان الوكيل التجاري حالة
قيامه بمهامه في النيابة عن الموكل في التعاقد مع الغير فانه يلزم الموكل بهذا التعاقد أما
إذا ارتكب الوكيل التجاري خطأ نتيجة خطأ الموكل فان هذا الفرض يدفعنا للتساؤل حول
ما الذي يتحمل نتيجة هذا الخطأ.3
االصل ان الموكل ال يكون مسؤوال عن الخطأ الذي ارتكبه وكيله ،فالوكيل اذا كان
ينوب عن الموكل في التعاقد مع الغير فانه ملزم بهذا التعاقد ،لكنه ال ينوب عنه في
1مروان عاضيد عزت حمد ،التزام البائع بضمان العيوب الخفية في القانون المدني العراقي ،مجلة العلوم القانونية
واالجتماعية ،العدد الرابع ، 2323/12/31 ،ص.155
2عصام هاني بردي ،العيوب الخفية في المبيع دراسة مقارنة بين القانون اللبناني واالتفاقية فيينا للبيع الدولي للبضائع
،1753رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في قانون االعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية واالدارية ،الجامعة اللبنانية،
،2017ص . 58
3ام كلثوم بوغابة ،المرجع السابق ،ص . 264
64
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
الخطأ الذي يرتكبه فيلزمه بهذا الخطأ ،فإذا ارتكب الوكيل مخالفة يعاقب عليها بالغرامة
كما ال يكون الموكل مسؤوال إال اذا كان القانون ينص على مسؤوليته هو ايضا.
مثل إذا كان لوكيل مفاوضا في بيع منقول وتسليمه وبدال من تسليمه اختلسه ،كان
مسؤوال قبل المشتري عن هذا االختالس ،أما الموكل فيكون مسؤوال ايضا عن عدم تسليم
المبيع للمشتري ولكن ال بموجب مسؤولية تثبت في جانبه عن خطأ الوكيل ،وانما بموجب
البيع الذي عقده الوكيل باسمه من فانصرف اثاره اليه اذ اصبح ملتزما بتسليم المبيع الى
المشتري ومع ذلك يكون الموكل مسؤوال نحو الغير عن خطا الوكيل في حدود قواعد
المسؤولية التقصيرية ،وكذلك في حدود قواعد الوكالة ذاتها ،فإن الموكل يكون مسؤول عن
خطأ الوكيل إذا أهمل رقابته أو كانت تعليماته هي السبب في الخطأ.1
اما في حدود قواعد الوكالة ذاتها فهناك قاعدة من هذه القواعد التي تقضي كما راينا
بان التصرف الذي يمضيه الوكيل باسم الموكل يعقده بإرادته هو فتحل هذه اإلرادة محل
إرادة االصيل وبأنه يعتد بشخص الوكيل في العلم بظروف من شانها ان تؤثر في هذا
التصرف ويترتب على ذلك انه اذا ارتكب الوكيل تدليسا جر الغير الى التعاقد معه فإن
العقد يكون قابل لإلبطال ويجوز فوق ذلك للغير ان يرجع بتعويض ال فحسب عالقة
الوكيل الرتكاب هذا التدليس بل ايضا على الموكل كما لو كان تدليس صدر منه كذلك
في حالة اذا تواطأ معه على الصورية.2
65
آثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير الفصل الثاني:
تطرقنا في هذا الفصل آلثار عقد الوكالة التجارية بالنسبة للغير التي تتمثل في
عالقة الوكيل التجاري بالغير عند تعاقده باسم شخص في حالة علم الغير بوجود الوكالة
وفي حالة جهل الغير بوجود الوكالة ثم على حقوق الغير تجاه الوكيل وتتمثل في حق
طلب تنفيذ الوكالة وحق الغير في االطالع على الوكالة وأخي ار هي مسؤولية الوكيل
التجاري اتجاه الغير تتمثل في مسؤولية الوكيل عن انصراف اثر التصرف الى الموكل
ومسؤولية خطئه شخصي.
اما عالقة الموكل تتمثل في اثر التعاقد الوكيل التجاري باسم الموكل تناولنا فيه مبدأ
التمثيل وواجبات وحقوق الموكل اتجاه الغير وعند خروج الوكيل التجاري عن الوكالة
والحاالت التي يسري فيها اثر هذا التصرف على الموكل ومسؤولية الموكل اتجاه الغير
وتتمثل في ضمان العيوب الخفية وتحمل مسؤولية خطأ الوكيل.
66
الخاتمة
خاتمة
الخاتمة:
الموضوع الذي تم تناوله هو آثار عقد الوكالة التجارية والذي يعتبر عقد من العقود
الملزمة لجانبين ،ومن العقود المسماة التي نص عليها المشرع الجزائري في المواد من
571إلى 551في القانون المدني الجزائري ،وهو عقد يبرمه كل من الوكيل التجاري
والموكل لتنفيذ العمل الذي هو محل عقد الوكالة التجارية فعند انعقاد هذا العقد يرتب آثار
قانونية في ذمته أطرافه هذه اآلثار تتمثل في التزامات فيلتزم الوكيل بتنفيذ العمل المكلف
به حسب ما يقع على عاتقه من تقيد بالحدود التي يرسمها له الموكل وعدم الخروج عن
تعليمات موكله باعتبار هذا االخير هو األصيل ،كما يرتب في المقابل للموكل التزاماته
ترتبط به لتسهيل عمل الوكيل وذلك بتقديمه كل الوسائل ومساعدة الوكيل والتعويض عن
أي ضرر يمكن أن يصيبه من جراء تنفيذه للعمل.
فالتنفيذ العمل يتوجب على الوكيل أن يعقد العقد مع طرف ثالث وهو الغير حيث
تنشأ عالقات قانونية تربط الغير مع الوكيل التجاري هذه العالقة تكون غير مباشرة ولم
ينص عليها المشرع باعتبار أن الوكيل يبرم التصرف لصالح الموكل .أما العالقة التي
تجمع بين الموكل والغير فتكون مباشرة إذا كان الغير يعلم بوجود الوكالة فكل ما يترتب
عن العقد ينصرف مباشرة إلى الموكل.
النتائج:
-الوكيل يكون دائما طرفا مهما في هذا العقد حتى ولو يكن بدارية تامة بما يحدث فيها
فتعويض الوكيل التجاري يعتبر من مخرجات إيجابية لعقد الوكالة.
68
خاتمة
-حتى ولو لم يكن الموكل هو طرف الذي تعاقد مع الغير يقع عليه ضمان العيوب
الخفية وتحمل مسؤولية خطأ الموكل التجاري إذا كانت تعليماته هي التي أدت إلى هذا
الخطأ.
-رغم أن الوكالة التجارية عملية تسهل على التجار معامالتهم التي في بعض أحيان
يعجز أحدهم القيام بها لعدة أسباب إال أنها ال تخلو من مشاكل التي يمكن أن ترتبها
ألحد أطرافها مثال ذلك عند رفض الوكيل التجاري القيام بتنفيذ الوكالة مما يؤدي حتما
الى رفع موكل دعوى بحق الوكيل.
-نشوء عالقة مباشرة بين الغير المتعاقد و بين الموكل باعتباره األصيل ،وأما عالقته مع
الوكيل التجاري فهي غير مباشرة وذلك ألن مهمة الوكيل تنتهي عند إتمام ابرام عقد بينه
وبين الغير فكل ما يرتبه العقد ينصرف الى الموكل.
التوصيات:
-يجب على المشرع تنظيم قواعد خاصة تحكم عقد الوكالة التجارية.
-نص صراحة على آثار التي تترتب على عقد الوكالة التجارية بما فيه التزامات األطراف
وعالقة التي تجمع بينهم وبين الغير المتعاقد معهم ،حيث يسهل الرجوع مباشرة الى أحكام
الخاصة بها دون استناد الى أحكام الوكالة المدنية.
69
قائمة المصادر والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
.5بوعبيد عباسي ،العقود التجارية ،الطبعة األولى ،المطبعة والوراقة الوطنية ،المملكة
المغربية-مراكش.2314 ،
.2خالد بن دمحم بن إبراهيم الحميذي ،التوكيل التجاري دراسة تأصيلية مقارنة ،الطبعة
.2314 األولى ،مكتبة القانون واالقتصاد ،الرياض،
.7خليفة الخروبي ،العقود المسماة :الوكالة-البيع -الكراء ،مركز النشر الجامعي،
تونس.2337 ،
.5سميحة القليوبي ،الوسيط في شرح قانون التجارة المصري ،الجزء الثاني ،القسم
األول :اإللتزامات والعقود التجارية وعمليات البنوك ،الطبعة الخامسة ،دار النهضة
العربية ،القاهرة.2337 ،
.7سمير جميل حسن الفتالوي ،العقود التجارية الجزائرية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
بن عكنون ،الجزائر.2331 ،
71
قائمة المصادر والمراجع
.13عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني :المجلد األول العقود
الواردة على العمل ،المقاولة والوكالة والوديعة ،الحراسة ،دار أحياء الت ارث العربي،
بيروت.1727 ،
.11عدنان إبراهيم السرحان ،شرح القانون المدني :العقود المسماة في المقاولة،
الوكالة ،الكفالة ،مكتبة دار الثقافة ،عمان.2335،
.12عزيز العكيلي ،الوسيط في شرح القانون التجاري ،الجزء األول :األعمال
عمان.2335، التجارية ،التجار-المتجر -العقود التجارية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
.14علي البارودي -دمحم فريد العريني ،القانون التجاري :العقود التجارية -عمليات
البنوك( ،د،ط) ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.5002 ،
.13علي فياللي ،االلتزامات :النظرية العامة للعقد ،الطبعة الثالثة ،موفم للنشر،
الجزائر.2314 ،
ملويا ،عقد الوكالة "دراسة فقهية قانونية وقضائية مقارنة"،
.15لحسين بن الشيخ آث َ
دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر.2314 ،
.12دمحم شريف عبد الرحمن أحمد عبد الرحمن ،الوكالة في التصرفات القانونية :أحكام
الوكالة ،أركان الوكالة ،اآلثار التي تترتب على الوكالة ،دار الفكر والقانون،
المنصورة -برج آية.2314 ،
.17دمحم عزمي البكري ،موسوعة الفقه والقضاء والتشريع في القانون المدني الجديد،
المجلد التاسع ،دار المحمود للنشر والتوزيع ،القاهرة.2315 ،
.15مصطفى كمال طه ،العقود التجارية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،2335 ،
ص .131
.17مصطفى العوجي ،القانون المدني ،الجزء الثاني :المسؤولية المدنية ،الطبعة
الرابعة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت-لبنان.2337 ،
72
قائمة المصادر والمراجع
.23موريس نخله ،الكامل في شرح القانون المدني :دراسة مقارنة" الوكالة ،الشركات"،
الجزء الثامن ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.2337 ،
.21نورة غزالن الشنيوي ،الوسيط في العقود الخاصة :العقود المدنية و التجارية و
البنكية على ضوء مستجدات التشريعية واإلجتهادات القضائية في القانون المدني
وقانون األعمال ،الجزء األول ،الطبعة األولى ،مطبعة األمنية ،الرباط.2317 ،
.22هاني دويدار ،الوجيز في العقود التجارية والعمليات المصرفية ،دار الجامعة
الجديدة للنشر ،اإلسكندرية.2334 ،
.24هاني دويدار ،القانون التجاري :العقود التجارية العمليات المصرفية االوراق
التجارية االفالس ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.2008 ،
.23وهبة الزحيلي ،العقود المسماة في قانون المعامالت المدنية اإلماراتي والقانون
المدني األردني ،الطبعة الثامنة ،دار الفكر أفاق معرفة متجددة ،بيروت.2313 ،
ثالثا :المقاالت
.1أسعد فاطمة "تجاوز الوكيل حدود الوكالة في القانون المدني الجزائري :دراسة
مقارنة بالفقه اإلسالمي وبعض التشريعات المدنية األخرى "،المجلة األكاديمية للبحث
القانوني ،العدد األول.2311 ،
73
قائمة المصادر والمراجع
.2مروان عاضيد عزت حمد ،التزام البائع بضمان العيوب الخفية في القانون المدني
العراقي ،مجلة العلوم القانونيه واالجتماعية ،العدد الرابع.2323 ،
74
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
الصفحة الموضوع
مقدمة1 ............................................................
أوال:المبدأ 7 ...........................................................................
ثانيا:اإلستثناء 5 ......................................................................
الفرع األول :مسؤولية الوكيل التجاري عن انصراف أثر التصرف الى الموكل49 ..........
الفرع الثاني :حاالت بقاء سريان أثر تصرف الوكيل في حق الموكل59 .................
أوال :انتهاء الوكالة وجهل الغير والوكيل الذي تعاقد معه59 ..............................
فهرس المحتويات
الملخص
ملخص
آثار عقد الوكالة التجارية هي جملة من التزامات التي تقع على المتعاقدين
بداية فكل من الوكيل التجاري والموكل التزاماته التي يكون مجب ار على تنفيذها وهذا
.لكون عقد الوكالة التجارية عقدا ملزما لجانبين
تمتد نتيجة هذه اآلثار الى الغير المتعاقد حيث تنشا التزامات على الوكيل
.التجاري في مواجهة الغير وأيضا تنشأ التزامات على الموكل في مواجهة الغير
Summary: