You are on page 1of 407

‫جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‬


‫قسم علوم املالية واحملاسبة‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث‬


‫الشعبة‪ :‬علوم املالية واحملاسبة‬
‫التخصص‪ :‬حماسبة وجباي ــة‬
‫العنوان‬

‫السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من مشكالت التلوث البيئي‬


‫دراسة جتارب دولية مع اإلشارة إىل حالة اجلزائر‬

‫إش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف‪:‬‬ ‫من إعـ ـ ـ ـ ـ ـداد‪:‬‬


‫األستاذ الدكتور‪ :‬عزوز علي‬ ‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاسم حسناء‬
‫املناقشة بتاريخ‪ 2021/11 /29 :‬من طرف اللجنة املكونة من‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫اجلامعة األصلية‬ ‫الرتبة‬ ‫اللقب و االسم‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة الشلف‬ ‫أستاذ حماضر"أ"‬ ‫آيت خمتار عمر‬ ‫‪1‬‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة الشلف‬ ‫أستاذ‬ ‫عزوز علي‬ ‫‪2‬‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة البليدة ‪2‬‬ ‫أستاذ‬ ‫بوشامة مصطفى‬ ‫‪3‬‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة البليدة ‪2‬‬ ‫أستاذ‬ ‫شاريف انصر‬ ‫‪4‬‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة الشلف‬ ‫أستاذ حماضر"أ"‬ ‫بوذريع صليحة‬ ‫‪5‬‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة الشلف‬ ‫أستاذ حماضر"أ"‬ ‫بلجياليل أمحد‬ ‫‪6‬‬

‫السنة اجلامعية‪2022/2021 :‬‬


‫الش ـكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬

‫حنم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد هللا عز وجل على نعمه اليت من علينا هبا فهو العلي القدير؛‬

‫أتقدم ابلشكر اجلزيل والعرفان إىل املشرف األستاذ الدكتور "عزوز علي" الذي كان لنا عوان‬
‫بدعمه املتواصل وبتوجيهاته ونصائحه املقدمة يف سبيل إجناز هذا العمل؛‬
‫فبارك هللا فيه وجزاه هللا كل خري‪.‬‬
‫كما أتقدم بشكر وتقدير خاص إىل‪:‬‬
‫‪ "-‬ديفيد مرادون" مدير الشركة االستشارية املتخصصة يف التحليل االقتصادي والبيئي‬
‫(‪ )Ecosys‬بسويسرا؛‬
‫‪ -‬الدكتور "املنجي العرفاوي" أستاذ املالية واحملاسبة جبامعة تونس؛‬
‫‪-‬الدكتور "إبراهيم كامل الشوابكة" أستاذ ابجلامعة األردنية على توجيههم لنا‪ ،‬وعلى ردهم على‬
‫استفساراتنا؛‬
‫شكر خاص أيضا إىل مدير التحصيل ابملديرية العامة للضرائب "حميز إمساعيل" على ختصيص وقته‬
‫لإلجابة على استفساراتنا‪ ،‬إضافة إىل املعلوما والوئائ املقدمة اليت كان هلا الدور الفعال يف الوصول‬
‫لعدة نتائج هلذا البحث؛‬
‫كما أتقدم جبزيل الشكر إىل األساتذة الكرام أعضاء جلنة املناقشة على قبوهلم تقييم ومناقشة وإثراء‬
‫هذا البحث؛‬
‫جزاهم هللا خري جزاء‪.‬‬
‫أشكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر كل من مد يل يد الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون واملساع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة وكان له أثر يف حيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايت الدراسي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫اإله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬
‫اء‬

‫أهدي عملي هذا إىل‪:‬‬

‫الوالدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن الكرميي ـ ـ ـ ـ ـن‬

‫وإخوتـ ـ ـ ـ ـي األعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزاء‬

‫وإىل كل أفراد عائلـة " قاس ـ ـ ـ ـ ـم"‬

‫و إىل مجيع األص ـ ـ ـ ـ ـدقاء‪.‬‬

‫حس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـناء‬
‫ملخـ ـ ـ ـ ـ ــص‬
‫مل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخص‬
‫السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من مشكالت التلوث البيئي‬
‫دراسة جتارب دولية مع اإلشارة إىل حالة اجلزائر‬
‫هتدف هذه الدراسة إىل تسليط الضوء على األداة االقتصادية األكثر شيوعا واستخداما من طرف العديد من الدول‪ ،‬من‬
‫أجل ترمجة أنظمتها اجلبائية وتطبيقها على أرض الواقع وإدراجها يف العديد من اجملاالت خنص ابلذكر محاية البيئة واحلد من‬
‫مشكالت التلوث الذي أصبح من بني املواضيع الراهنة اليت حتتاج إىل حلول مستعجلة‪ ،‬نظرا لتأثريه الضار على صحة‬
‫اإلنسان وعلى خمتلف الكائنات احلية األخرى عن طريق تنفيذ سياسة جبائية فعالة من أجل مواجهة هذه الظاهرة أبدواهتا‬
‫املباشرة وغري املباشرة‪ ،‬إضافة إىل تنسيقها مع األدوات االقتصادية والبيئية واللوائح التنظيمية حىت حتقق أهدافها؛‬

‫كما هتدف الدراسة إىل حتليل السياسات اجلبائية للدول سواء األجنبية أو العربية وكيف تساهم يف احلد من مشكالت‬
‫التلوث البيئي جبانبيها الردعي والتحفيزي من أجل ضبط السلوك امللوث إجيابيا‪ ،‬والبحث عن سبل أقل تلويثا من أجل تعزيز‬
‫العمل ابلتكنولوجيات النظيفة وخلق فرص لالبتكار اليت هلا أتثري على االقتصاد الوطين والوقوف على أبرز النتائج املتوصل‬
‫إليها مع إسقاطها على حالة اجلزائر‪ ،‬ومن مث وصف الشروط الالزمة لتحقيق الكفاءة والفعالية للضرائب البيئية‪ ،‬ومدى قابلية‬
‫تطبيقها ميدانيا للتجربة اجلزائرية من خالل ما م استخالص من الدرو املستفادة من التجار الناجحة؛‬

‫ م التطرق إىل العديد من الدول األجنبية اليت جنحت يف تطبيق السياسة اجلبائية حلماية البيئة‪ ،‬وحققت نتائج إجيابية‬
‫أدت إىل احلد من مشكالت التلوث البيئي وأصبحت منوذج حيتذ ب ‪ ،‬ورائدة يف هذا اجملال كالنموذج األورويب واململكة‬
‫املتحدة‪ ،‬النموذج األمريكي‪ ،‬والنموذج الياابين‪ ،‬إضافة إىل دول عربية أكثر تلويثا نظرا للتدهور الكبري يف أوضاعها البيئية وهي‬
‫مصر األوىل عربيا يف ترتيب مؤشر التلوث البيئي‪ ،‬تونس‪ ،‬املغر ‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬وأخريا التجربة اجلزائرية؛‬

‫من بني النتائج املتوصل إليها أن الضرائب البيئية حتقق عائد مزدوج من خالل املنافع البيئية واالقتصادية وهو ابلفعل ما‬
‫ م حتقيق يف التجار األجنبية‪ ،‬حبيث يعد اإلحتاد األورويب بدول سباقا يف تنفيذ السياسة اجلبائية حلماية البيئة من خالل تبني‬
‫إلصالح جبائي بيئي شامل ساهم ابلفعل يف احلد من العديد من مشكالت التلوث البيئي أبنواع ‪ ،‬إضافة إىل النموذج‬
‫األمريكي الذي اختذ من احلوافز اجلبائية أداة ملواجهة مشكالت ‪ ،‬أما الياابن فهي من بني الدول األكثر تلويثا للهواء‬
‫ابالنبعااثت الغازية عملت على فرض ضريبة الكربون للحد منها متاشيا مع املتطلبات الدولية إبجبارية فرضها على املستوى‬
‫الدويل ملواجهة تقلبات تغري املناخ واالحتبا احلراري إضافة إىل كل من املغر واإلمارات العربية املتحدة اليت عملت هي‬
‫األخرى على تبين سياسة جبائية حتفيزية جملاالت عديدة أبرزها اجملال الطاقوي النقل املستدام‪ ،‬املدن اخلضراء لإلمارات‪....‬إخل‬
‫وذلك من أجل حتقيق تنمية بيئية مستدامة؛ يف حني تبقى كل من مصر تونس واجلزائر بتطبيقاهتا بعيدة عن ما هو حمقق يف‬
‫الدول السابقة الذكر خاصة يف ظل إمهال اجلوانب التقنية للضرائب البيئية‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬التلوث البيئي‪ ،‬التنمية املستدامة‪ ،‬االقتصاد األخضر‪ ،‬السياسة اجلبائية‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬جتار‬
‫دولية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪II‬‬
Abstruct
Tax policy and its role in reducing environmental pollution problems
A study of international experiences with reference to the case of Algeria

This study aims to shed light on the most common economic tool used by many
countries to reflect their fiscal systems , applying them on the ground and including them
in many fields, especially protection of environment and the reduction of pollution
problems which has become among the current topics that needs urgent solutions, in view
of its harmful impact on human health and on various other living organisms through the
implementation of an effective fiscal policy in order to confront this phenomenon with its
direct and indirect tools, and its coordination with economic and environmental tools and
regulations in order to achieve its objectives;
This study also aims to analyze the fiscal policies of foreign or Arab countries and
how they contribute to reducing environmental pollution problems with their deterrent
and incentive sides in order to control positively polluting behaviour, and to search for
less polluting ways in order to promote work with clean technologies, to create
opportunities for innovation which have an impact on the national economy, stand on the
most prominent results reached with their projection to the case of Algeria. Hence,
describe the necessary conditions to achieve the efficiency and effectiveness of
environmental taxes, and the extent of their applicability in the field to Algerian
experience through what has been learned from the lessons learned from successful
experiences;
We discussed the case of many foreign countries that succeeded in implementing the
fiscal policy to protect the environment and achieved positive results that led to the
reduction of environmental pollution problems and became a role model and pioneer in
this field, such as the European model, the United Kingdom, the American model, and
the Japanese model;
We also discussed the case of the Arab countries that are more polluting due to the
significant deterioration in their environmental conditions, Egypt is the first Arab country
in the environmental pollution index, Tunisia, Morocco, the United Arab Emirates, and
finally the Algerian experience;
Among the results reached is that environmental taxes achieve a double dividend
through environmental and economic benefits, this is what has already been achieved in
foreign experiences. The European Union is taking the lead in implementing the fiscal
policy to protect the environment by adopting a comprehensive environmental fiscal
reform that has already contributed to reducing many problems of environmental
pollution of all kinds, in addition to the American model, which used fiscal incentives as
a tool to confront its problems;
As for Japan, which is among the countries that pollute more the air with gas
emissions, it worked to impose a carbon tax to reduce it in line with international
III
requirements because it imposed at the international level to face the climate change, and
global warming;
In addition to Morocco and the United Arab Emirates, which also worked on
adopting an incentive fiscal policy in many fields, most notably the energy field,
sustainable transport, green cities for the Emirates, etc., in order to achieve sustainable
environmental development;
While Egypt, Tunisia and Algeria with their applications, remain far from what is
achieved in the aforementioned countries, especially in light of neglecting the technical
aspects of environmental taxes.

Key words: Environmental pollution, Sustainable Development, fiscal policy,


Environmental taxation, International experiences, Algeria.

IV
‫الفه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس‬
‫‪Key words: Environm‬‬ ‫الفهرس‬
‫الشكـ ــر‬
‫اإله ــداء‬
‫‪II‬‬ ‫امللخص ‪...................................................................................................‬‬
‫‪VI‬‬ ‫الفه ـ ـ ــرس ‪..... ..........................................................................................‬‬
‫‪XIV‬‬ ‫فهرس اجلداول ‪..... ......................................................................................‬‬
‫فهرس األشكال ‪XVII .... ........................................................................................‬‬
‫‪XX‬‬ ‫قائمة املختصرات ‪...........................................................................................‬‬
‫أ‪ -‬ز‬ ‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪...... ......................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪2‬‬ ‫متـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيد ‪...................................................................................................‬‬


‫‪3‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مفاهيم حول البيئة والتلوث البيئي ‪..............................................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم البيئة والنظام البيئي ‪.........................................................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف وأقسام البيئة ‪................................................................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫اثنيا‪ :‬تعريف وخصائص النظام البيئي ‪........................................................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫املطـل ــب الثـ ـ ـ ــاين‪ :‬مفهوم وأشكال التلوث البيئي ‪..................................................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف التلوث البيئي ‪...................................................................................‬‬
‫‪9‬‬ ‫اثنيا‪ :‬أنواع التلوث البيئي ‪.....................................................................................‬‬
‫املطل ـ ــب الثال ــث‪:‬األسباب اليت أدت إىل تفاقم مشكالت التلوث البيئي يف العامل‪28 ...............................‬‬
‫‪28‬‬ ‫أوال‪ :‬أسباب تتعلق ابلنمو الدميغرايف ‪..........................................................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫اثنيا‪ :‬أسباب تتعلق ابلسلوك البشري ‪........................................................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫اثلثا‪ :‬أسباب اقتصادية واجتماعية ‪............................................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫رابعا‪ :‬طبيعة التكنولوجات احلديثة ‪...........................................................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫املطل ــب الراب ـ ـ ـ ــع‪ :‬آاثر وثغرات مكافحة التلوث البيئي ‪...........................................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫أوال‪ :‬آاثر التلوث البيئي ‪....................................................................................‬‬
‫‪34‬‬ ‫اثنيا‪ :‬ثغرات مكافحة التلوث البيئي ‪.........................................................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬التنمية املستدامة‪ ،‬االقتصاد األخضر واجلهود الدولية حلماية البيئة من التلوث ‪35 ................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التنمية املستدامة وأبعادها ‪35 .........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التنمية املستدامة ‪35 ................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬أبعاد التنمية املستدامة ‪38 ..................................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬االقتصاد األخضر وعالقته ابلتنمية املستدامة ‪41 .......................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اجلهود الدولية الرمسية والعاملية يف جمال احلفاظ على البيئة ‪49 ...........................................‬‬
‫أوال‪ :‬أهم املؤمترات الدولية لتغري املناخ واحلد من تلوث البيئة ‪49 ....................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬االتفاقيات يف جمال محاية البيئة ‪55 ....................................................................‬‬
‫‪VI‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬اإلطار النظري للسياسة اجلبائية والنظام اجلبائي ‪57 ............................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف وأهداف السياسة اجلبائية ‪57 ...................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف السياسة اجلبائية ‪57 ...............................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬أهداف السياسة اجلبائية ‪59 ................................................................................‬‬
‫املطل ـ ـ ـ ــب الثـ ـ ــاين‪ :‬مفهوم و أسس النظام اجلبائي ‪62 ..................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم النظام اجلبائي ‪62 ...................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬أس النظام اجلبائي ‪63 ...................................................................................‬‬
‫املطل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الثال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث‪ :‬قواعد السياسة اجلبائية ‪64 ................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬قاعدة العدالة ‪64 ..........................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬قاعدة التأكد والوضوح ‪65 .................................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬قاعدة املالءمة ‪65 .........................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬قاعدة االقتصاد ‪65 .......................................................................................‬‬
‫املطل ـ ــب ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرابع‪ :‬العالقة بني السياسة اجلبائية والسياسات األخرى ‪66 ..............................................‬‬
‫أوال‪ :‬العالقة بني السياسة اجلبائية والنظام اجلبائي ‪66 ..............................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الرتابط بني السياسة اجلبائية والسياسة املالية واالقتصادية ‪66 ...................................................‬‬
‫‪68‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬األسس النظرية للسياسة اجلبائية وخصائصها يف الدول املتقدمة والنامية ‪.....................‬‬
‫‪68‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬قواعد السياسة اجلبائية ‪............................................................................‬‬
‫‪68‬‬ ‫أوال‪ :‬إسرتاتيجية فرض الضريبة ‪..............................................................................‬‬
‫‪68‬‬ ‫اثنيا‪ :‬قدرة األداء اجلبائي ‪..................................................................................‬‬
‫‪68‬‬ ‫اثلثا‪ :‬اهليكل اجلبائي ‪.......................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬احمليط املؤسسايت والسياسي (البيئة) ‪69 .....................................................................‬‬
‫‪69‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬أدوات السياسة اجلبائية ‪............................................................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلعفاءات الضريبية ‪..................................................................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫اثنيا‪ :‬التخفيضات الضريبية اخلاصة ابلوعاء ‪..................................................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫اثلثا‪ :‬ختفيضات خاصة ابملعدل ‪.............................................................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫رابعا‪ :‬القرض الضرييب ‪......................................................................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫خامسا‪ :‬أتجيل الضريبة ‪...................................................................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫سادسا‪ :‬نظام تثبيت الضريبة ‪................................................................................‬‬
‫‪70‬‬ ‫سابعا‪ :‬السماح االستثماري ‪................................................................................‬‬
‫اثمنا‪ :‬نظام االستهالك املعجل ‪71 ..............................................................................‬‬
‫اتسعا‪ :‬نظام رد الضريبة ‪71 ..................................................................................‬‬
‫املطلـ ـ ــب الثال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث‪ :‬طرق تقييم السياسة اجلبائية ‪72 .................................................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬نظرة عامة حول السياسة اجلبائية يف الدول املتقدمة والدول النامية ‪73 ...................................‬‬
‫أوال‪ :‬خصائص النظام اجلبائي والسياسة اجلبائية يف الدول النامية ‪74 ...............................................‬‬
‫اثنيا‪:‬خصائص النظام اجلبائي والسياسة اجلبائية يف الدول املتقدمة ‪79 ................................................‬‬
‫خالصة الفصل األول ‪85 ............................................................................................‬‬

‫‪VII‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة‬

‫متهيد‪87 .................................................................................................. :‬‬


‫املبحث األول‪ :‬الضريبة البيئية لتصحيح إخفاقات السوق وتكاليف مكافحة التلوث وحجمه األمثل ‪88 .............‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التكاليف االقتصادية للتلوث البيئي وحجمه األمثل ‪88 ........................................‬‬
‫أوال‪ :‬تكاليف تدهور نوعية البيئة ‪88 ...............................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬تكاليف اختالل توازن البيئة ‪89 ...............................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬تكاليف تلوث البيئة ‪89 ......................................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الضرائب كأداة ملعاجلة اآلاثر اخلارجية للتلوث البيئي ‪95 .........................................‬‬
‫أوال‪ :‬دراسة آرثر بيغو ‪95 ..........................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬دراسة ني (‪98 ................................................................................ )kneese‬‬
‫اثلثا‪ :‬دراسة جونسون (‪98 ........................................................................... )Johnson‬‬
‫رابعا‪ :‬دراسة دورسي (‪98 ............................................................................. )Dorcey‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مبادئ السياسة اجلبائية ذات البعد البيئي ‪98 ...................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ العبء اجلماعي ‪99 ....................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬مبدأ الوقاية أو احليطة‪99 ....................................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬مبدأ املشاركة و التعاضد ‪99 .................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬مبدأ امللوث الداف ‪99 ......................................................................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬أمهية وآاثر اإلصالح اجلبائي البيئي ‪100 .........................................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬التنظيم الفين للسياسة اجلبائية البيئية ومبدأ امللوث الدافع ‪102 ....................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف ووظائف مبدأ امللوث الدافع ‪102 .........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف مبدأ امللوث الداف ‪102 ..............................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬وظائف مبدأ امللوث الداف ‪104 .............................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬جماالت تطبيق مبدأ امللوث الدافع ‪105 ...........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اتساع جمال تطبيق مبدأ امللوث الداف ليشمل مصاريف اإلجراءات اإلدارية ‪105 ..................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬اتساع مبدأ امللوث الداف إىل األضرار املتبقية ‪105 .............................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬اتساع مبدأ امللوث الداف ليشمل حاالت التلوث الناجم عن احلوادث ‪106 ......................................‬‬
‫رابعا‪ :‬اتساعه إىل جمال التلوث غري املشروع ‪106 ....................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬اتساعه إىل التلوث العابر للحدود ‪106 ....................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬االعرتاف مببدأ امللوث الدافع يف االتفاقيات و املمارسات الدولية ‪106 ............................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬ماهية اجلباية البيئية ‪108 .........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف اجلباية البيئية ‪108 ..................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬خصائص اجلباية البيئية‪110 ................................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬مكوانت اجلبائية البيئية ‪110 ................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬أهداف اجلباية البيئية ‪112 .................................................................................‬‬

‫‪VIII‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬نطاق تطبيق اجلباية البيئية ‪116 .................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الوع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء الضرييب ‪116 .....................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬املع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدل الضرييب ‪117 ....................................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬السع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ‪118 ..........................................................................................‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬ختصيص حصيلة اجلباية البيئية ‪118 ............................................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أدوات السياسة اجلبائية و مقارنتها مع السياسة البيئية وكيفية التخطيط هلا ‪120 ....................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أدوات السياسة اجلبائية البيئية ‪120 ..............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬األدوات املباشرة ‪120 .......................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬األدوات غري املباشرة‪127 ...................................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اجلباية البيئية ضمن أدوات السياسة البيئية ‪129 ...................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬األدوات التنظيمية املباشرة للسياسة البيئية ‪129 ...............................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬األدوات االقتصادية املستخدمة حلماية البيئة ‪131 .............................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬مؤشرات األداء واجلودة البيئية ‪133 ...........................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬كيفية التخطيط للسياسة اجلبائية للحد من التلوث البيئي ‪136 ....................................‬‬
‫أوال‪ :‬حتديد اهلدف البيئي ‪136 ...................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬حتديد السلوك الواجب تغريه ‪136 ............................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬حتديد األشخاص ممن جيب تغيري سلوكهم ‪136 ................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الوصول إىل النظام اجلبائي الصحيح‪137 ....................................................................:‬‬
‫خامسا‪ :‬حتديد قوة النظام اجلبائي ‪137 ............................................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬مواجهة احلقائق املالية ‪137 ...............................................................................‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬تقييم أدوات السياسة اجلبائية ودورها يف احلدمن التلوث البيئي ‪140 ...............................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املربرات األساسية لفرض اجلباية البيئية ‪140 ......................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تقييم تقنية فرض الضرائب البيئية ‪141 ............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬إجيابيات فرض الضرائب البيئية ‪141 ..........................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬سلبيات فرض الضرائب البيئية ‪142 ..........................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬دور احلوافز واإلعفاءات الضريبية يف مكافحة التلوث البيئي ‪145 .................................‬‬
‫أوال‪ :‬إجيابيات منح احلوافز اجلبائية ‪146 ...........................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬سلبيات منح احلوافز اجلبائية ‪146 ............................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬معوقات تطبيق اجلباية البيئية ومبدأ امللوث الدافع ‪147 ...........................................‬‬
‫أوال‪ :‬ابلنسبة للوسائل املستخدمة لتطبيق مبدأ امللوث الداف ‪147 ....................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬العوائق األخرى لتطبيق مبدأ امللوث الداف ‪148 .............................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬صعوابت تطبيق اجلباية البيئية ‪148 .........................................................................‬‬
‫خالصة الفصل‪150 .......................................................................................... :‬‬

‫‪IX‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫متهيد ‪152 ....................................................................................................‬‬


‫املبحث األول‪ :‬جتربة اإلحتاد األورويب واململكة املتحدة ‪153 ......................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬جتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربة السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويد‪153 ..................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائب الطاقة ‪154 ....................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬ضريبة النقل واإلعاانت للمركبات ‪155 .......................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريبة الطريان ‪155 ......................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬ضريبة الكربون ‪156 .......................................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬الضريبة املفروضة على انبعااثت اكاسيد النيرتوجني ‪158 .....................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬ضـ ـ ـ ـريبة األمسدة الزراعية ‪158 .............................................................................‬‬
‫سابعا‪ :‬إعاانت الزراعة وضريبة املوارد الطبيعية ‪158 ................................................................‬‬
‫اثمنا‪ :‬ضريبة مدافن القمامة ورسوم مج النفاايت املنزلية ‪159 ........................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة الدمنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارك ‪159 ................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلصالح اجلبائي البيئي ‪160 ...............................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬ضرائب الطاقة والكربون وتلوث اهلواء ‪161 ...................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬ضرائب ورسوم النقل ‪162 .................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريبة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ــياه‪163 ...................................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬النفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاايت ‪164 ......................................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬جتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرنسا ‪164 ................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ضرائب الط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاقة ‪165 ....................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬ضرائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب النقل ‪170 ...................................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬ضرائب املوارد والتلوث ‪174 ................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬اإلعفاءات الضريبية ‪176 ..................................................................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة أملانيا ‪178 .............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الضرائب على استخدام الطاقة يف أملانيا ‪179 ................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬النفاايت يف أملانيا‪181 ...................................................................................‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة بل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجيكا‪184 .............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الضريبة على البنزين ‪184 ................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الضريبة على الديزل ‪184 ................................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬اإلعفاء اخلاص بوقود الطائرة ‪184 ..........................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الضريبة املفروضة على زيت التدفئة ‪185 .................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬الضرائب على الغاز الطبيعي‪186 ......................................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬املكافأة والرسم على السيارات ‪186 ......................................................................‬‬
‫سابعا‪ :‬احلوافز املقدمة يف النظام البلجيكي ‪186 ...................................................................‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬جتربة س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويسرا ‪189 ....................................................................‬‬
‫‪X‬‬
‫أوال‪ :‬ضرائب سويسرا على املركبات العضوية املتطايرة ‪189 .............................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الضرائب على الطرق والسيارات ‪190 .......................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬رسوم البضائ والنقل ‪190 .................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬النقل اجلوي ‪190 .........................................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬الضرائب املتعلقة ابلنفاايت ‪191 ........................................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬ضريبة الطاقة والكربون ‪191 .............................................................................‬‬
‫سابعا‪ :‬اإلعاانت واإلعفاءات الضريبية البيئية يف سويسرا ‪192 .....................................................‬‬
‫املطلب السابع‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولندا ‪193 .............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ضريبة النفاايت واإلعانة املقدمة ‪193 ........................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الضريبة على تلوث املياه ‪194 ..............................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬اإلعاانت ‪194 ............................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬بعض التغيريات يف جمال الضرائب البيئية بعد األزمة املالية لسنة ‪194 ................................... 2008‬‬
‫املطلـ ـ ـ ـ ـ ــب الثـ ـ ـ ــامن‪ :‬جتربة اململـكة املتحدة ‪195 ...................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ضرائب الطاقة والكربون ‪196 ...............................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الضريبة املتعلقة مبدافن النفاايت ‪196 ........................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬الضرائب على النقل ‪197 .................................................................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬جتربيت الوالايت املتحدة األمريكية والياابن ‪199 ..................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬جتربة الوالايت املتحدة األمريكية ‪198 ...............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬هيكل النظام اجلبائي وبداايت تطبيق السياسة اجلبائية البيئية ‪198 ................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬هيكل النظام اجلبائي األمريكي وعالقته ابلضرائب البيئية ‪199 ...................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الضرائب البيئية يف الوالايت املتحدة األمريكية ‪200 ...................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ضريبة املواد الكيميائية املستنفدة لألوزون )‪200 ......... (The ozone Depleting Chemicals Tax‬‬
‫اثنيا‪ :‬ضريبة النفاايت يف مينيسوات )‪200 ............................................ (Minnesota waste tax‬‬
‫اثلثا‪ :‬ضريبة التبغ يف كاليفورنيا )‪200 ......................................... (California Tobacco Tax‬‬
‫رابعا‪ :‬ضريبة استهالك الغاز (‪201 ................................................ )The Gas Guzzler Tax‬‬
‫خامسا‪ :‬ضريبة ‪201 .................................................................. )The But Tax( But‬‬
‫سادسا‪ :‬ضريبة التدخني )‪202 .............................................................. (Smoking tax‬‬
‫سابعا‪ :‬ضريبة الكربون )‪202 ................................................................... (Carbon tax‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اإلعفاءات واحلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوافز اجلبائية للوالايت املتحدة األمريكية ‪203 .....................................‬‬
‫املطل ـ ـ ـ ـ ــب الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرابع‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــياابن ‪206 .................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬حملة عن قوانني محاية البيئة يف الياابن ‪206 .....................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬السياسة اجلبائية البيئية يف الياابن ‪208 ........................................................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬الدول العربية وتطبيقاهتا للسياسة اجلبائية للحد من التلوث البيئي ‪213 ....................................‬‬
‫املطلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب األول‪ :‬التلوث البيئي يف املنطقة العربية والتدابري املتخذة ‪213 .............................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة املغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب ‪216 ..............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬قوانني محاية البيئة ‪216 ......................................................................................‬‬
‫‪XI‬‬
‫اثنيا‪ :‬صناديق محاية البيئة يف املغرب ‪217 ..........................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬اجلباية البيئية يف املغرب ‪218 ................................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬جتربة اإلمارات العربية املتحدة ‪222 .................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬قوانني محاية البيئة ‪222 ....................................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬اجلباية البيئية يف اإلمارات العربية املتحدة ‪223 ................................................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬جتربة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصر ‪226 ............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬قوانني محاية البيئة يف مصر‪226 ..............................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬اجلباية البيئية يف مصر ‪227 ..................................................................................‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬جتربة تون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ‪230 ...........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار التشريعي واملؤسسايت حلماية البيئة يف تون ‪230 ........................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬اجلباية البيئية املطبقة يف تون ‪232 ..........................................................................‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬حتليل إيرادات اجلباية البيئية للدول العربية واألجنبية والدروس املستفادة من تطبيقها ‪234 ...................‬‬
‫املطل ـ ـ ــب األول‪ :‬حتليل إيرادات اجلباية البيئية للدول األجنبية ‪234 ....................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل إيرادات اجلباية البيئية للدول العربية (مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬املغرب) ‪240 ..................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الدروس املستفادة من التجارب الدولية وإمكانية تطبيقها عربيا ‪242 ....................................‬‬
‫أوال‪ :‬الدروس املستفادة من التجارب الدولية ‪242 ...................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الدروس املستفادة من التجارب الدولية حىت تكون السياسة اجلبائية فعالة ومقبولة على مستوى الدول العربية ‪244 ....‬‬
‫خالصة الفصل ‪246 ............................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬
‫متهيد ‪248 ..................................................................................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬التلوث ومحاية البيئة يف اجلزائر ‪249 ............................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املظاهر العامة للتلوث البيئي يف اجلزائر ‪249 ....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬استنزاف األراضي وتصحرها ‪249 .....................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬استنزاف املوارد البيئية ومشكل املياه ‪253 .................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬مشكل الثقل السكاين واآلاثر املرتتبة عنها ‪255 .............................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬التلوث اهلوائي ‪256 ......................................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬النفاايت ‪263 ........................................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬برامج محاية البيئة يف اجلزائر وتكاليف احلفاظ عليها ‪270 .........................................‬‬
‫أوال‪ :‬خمططات وبرامج محاية البيئة يف اجلزائر ‪270 .................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬متويل وتكاليف محاية البيئة يف اجلزائر ‪272 ..................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اإلطار القانوين والتشريعي حلماية البيئة يف اجلزائر ‪279 ..........................................‬‬
‫أوال‪ :‬محاية البيئة ومكافحة التلوث يف إطار القانون ‪ 03 -83‬والقانون ‪279 ............................... 10-03‬‬
‫اثنيا‪ :‬مكافحة التلوث ومحاية البيئة يف ظل املواثيق والدساتري اجلزائرية ‪281 .............................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬التعاون اجلزائري والدويل حلماية البيئة ‪283 ....................................................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬تطور اهليئات واملؤسسات املشرفة على محاية البيئة يف اجلزائر ‪285 ...............................‬‬
‫‪XII‬‬
‫املبح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ث الثاين‪ :‬واقع السياسة اجلبائية البيئية يف اجلزائر ‪287 ..............................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الرسوم البيئية يف اجلزائر ‪287 ..................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الرسم على النشاطات امللوثة أو اخلطرية على البيئة ‪287 ........................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬رسم التطهري ورف القمامة املنزلية ‪289 ........................................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬رسم تصريف املياه يف اجملاري ‪290 ............................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الرسم على املنتوجات البرتولية والرسم على الوقود‪290 ..........................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬الرسم التحفيزي للتشجي على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرة ‪292 .........................‬‬
‫سادسا‪ :‬الرسم التحفيزي للتشجي على عدم ختزين النفاايت املتعلقة أبنشطة العالج يف املستشفيات والعيادات الطبية ‪293 ..‬‬
‫سابعا‪ :‬الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي ‪293 .................................................‬‬
‫اثمنا‪ :‬الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي ‪294 ...............................................‬‬
‫اتسعا‪ :‬الرسم على األكياس البالستيكية ‪295 .....................................................................‬‬
‫عاشرا‪ :‬الرسم على األطر املطاطية اجلديدة املستوردة و‪/‬أو املصنوعة حمليا ‪295 .........................................‬‬
‫أحد عشر‪ :‬الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم ‪297 .......................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تعديالت قوانني املالية من الفرتة ‪ 2018‬إىل غاية ‪297 .................................. 2021‬‬
‫أوال‪ :‬تعديالت الرسوم البيئية لسنة ‪297 ................................................................ 2018‬‬
‫اثنيا‪ :‬تعديالت قوانني املالية لسنيت ‪302 ..................................................... 2020- 2019‬‬
‫اثلثا‪ :‬قانون املالية لسنة ‪306 ........................................................................ 2021‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬السياسة اجلبائية التحفيزية يف اجملال البيئي‪310 .................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التحفيز اجلبائي يف القانون ‪ 10 -03‬املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة لقانون املالية سنة ‪310 .. 2003‬‬
‫اثنيا‪ :‬التحفيز اجلبائي املنصوص عليه يف قانون محاية الساحل ‪310 ...................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬التحفيز اجلبائي املنصوص عليه يف قانون االستثمار ‪310 .......................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬التحفيز اجلبائي اخلاص ابلتحكم يف الطاقة ‪311 ..............................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬التحفيز اجلبائي املنصوص عليه يف قانون ترقية الطاقات املتجددة يف إطار التنمية املستدامة ‪312 ..................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬حتليل إيرادات الرسوم البيئية للصندوق الوطين للبيئة والساحل ‪313 ..............................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الصندوق الوطين للبيئة والساحل تعريفه‪ ،‬إيراداته ونفقاته ‪313 ...................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل إيرادات الصندوق الوطين للبيئة والساحل خالل الفرتة ‪317 ............. 2020- 2000‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬معوقات تطبيق السياسة اجلبائية البيئية يف اجلزائر ‪334 .........................................‬‬
‫أوال‪ :‬معوقات من انحية التحصيل ‪334 ..........................................................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬معوقات من انحية تطبيق السياسة اجلبائية البيئية ‪337 ........................................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬األسباب اليت أدت إىل ضعف عائدات خزائن البلدايت ‪338 ..................................................‬‬
‫خالصة الفصل ‪341 ............................................................................................‬‬
‫خامتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪343 .......................................................................................‬‬
‫قائمة املراجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ‪353 .....................................................................................‬‬

‫‪XIII‬‬
‫فهرس اجل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان اجلدول‬ ‫الرقم‬


‫‪11‬‬ ‫بعض الصناعات واملواد املنبعثة الصادرة عنها‬ ‫(‪)1-1‬‬
‫‪21‬‬ ‫احلصة العاملية والتغري يف انبعااثت اثين أكسيد الكربون األحفوري للبلدان األكثر انبعااث لسنة ‪2018‬‬ ‫(‪)2-1‬‬
‫‪26‬‬ ‫توليد النفاايت اإللكرتونية لبعض الدول سنة ‪2019‬‬ ‫(‪)3-1‬‬
‫‪28‬‬ ‫الزايدة السكانية يف العامل خالل ‪2020-2019‬‬ ‫(‪)4-1‬‬
‫‪33‬‬ ‫مصادر الضجيج ووحدة قياسه وأتثريه على السم‬ ‫(‪)5-1‬‬
‫‪37‬‬ ‫حملة اترخيية عن معىن التنمية املستدامة للفرتة ‪2015-1987‬‬ ‫(‪)6-1‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفوائد املتعددة لالقتصاد األخضر‬ ‫(‪)7-1‬‬
‫‪43‬‬ ‫أهداف التنمية املستدامة ملنظمة األمم املتحدة لسنة ‪2015‬‬ ‫(‪)8-1‬‬
‫‪45‬‬ ‫نتائج الدول األجنبية ملؤشر األداء البيئي م ترتبيها خالل الفرتة ‪2020-2014‬‬ ‫(‪)9-1‬‬
‫‪47‬‬ ‫(‪ )10-1‬نتائج الدول العربية ملؤشر األداء البيئي م ترتيبها العاملي خالل الفرتة ‪2020-2014‬‬
‫‪55‬‬ ‫مؤمترات دولية أخرى حلماية البيئة (‪)2000-1979‬‬ ‫(‪)11-1‬‬
‫‪56‬‬ ‫(‪ )12-1‬االتفاقيات الدولية‬
‫‪61‬‬ ‫(‪ )13-1‬أهداف السياسة اجلبائية‬
‫‪69‬‬ ‫(‪ )14-1‬أدوات السياسة اجلبائية وفقا لتقسيم منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‬
‫‪72‬‬ ‫(‪ )15-1‬مؤشرات السياسة اجلبائية‬
‫‪75‬‬ ‫(‪ )16-1‬مسات النظم الضريبية للدول العربية النفطية وغري النفطية‬
‫‪76‬‬ ‫(‪ )17-1‬البنود الرئيسية لإليرادات اجلبائية للدول العربية (‪ / )2018-2014‬مليار دوالر‬
‫‪93‬‬ ‫النفقات البيئية لفرنسا وفقا لتوجهاهتا خالل الفرتة ‪2017-2000‬‬ ‫(‪)1-2‬‬
‫‪107‬‬ ‫تطبيقات مبدأ امللوث الداف يف االتفاقيات واملمارسات الدولية‬ ‫(‪)2-2‬‬
‫‪125‬‬ ‫نظرة عامة على فرض ضرائب الكربون وضرائب الطاقة لبعض الدول األوروبية (‪)2013-1990‬‬ ‫(‪)3-2‬‬
‫‪128‬‬ ‫القواعد الضريبية املدرجة يف إطار إحصاءات اجلباية البيئية‬ ‫(‪)4-2‬‬
‫‪135‬‬ ‫مزااي وعيوب بعض أدوات السياسة البيئية مقارنة ابجلباية البيئية‬ ‫(‪)5-2‬‬
‫‪140‬‬ ‫مربرات فرض اجلباية البيئية‬ ‫(‪)6-2‬‬
‫‪156‬‬ ‫إصالح ضريبة الكربون يف السويد خالل الفرتة ‪2012-1990‬‬ ‫(‪)1-3‬‬
‫‪166‬‬ ‫ضرائب الطاقة لفرنسا‬ ‫(‪)2-3‬‬
‫‪167‬‬ ‫ختصيص إيرادات ضرائب الطاقة يف فرنسا‬ ‫(‪)3-3‬‬
‫‪168‬‬ ‫التغريات يف رسم االستهالك احمللي خالل الفرتة ‪ 2013‬و‪2021‬‬ ‫(‪)4-3‬‬
‫‪171‬‬ ‫الرسوم اخلاصة بقطاع النقل‬ ‫(‪)5-3‬‬
‫‪173‬‬ ‫مبالغ ‪ Malus‬لسنة ‪ (2019 ،2018‬ابليورو ‪)€‬‬ ‫(‪)6-3‬‬
‫‪175‬‬ ‫الرسوم والضرائب البيئية اخلاصة ابملوارد والتلوث‬ ‫(‪)7-3‬‬
‫‪XIV‬‬
‫‪177‬‬ ‫قائمة النفقات الضريبية الصديقة للبيئة‬ ‫(‪)8-3‬‬
‫‪180‬‬ ‫ضرائب الكربون يف أملانيا خالل الفرتة ‪2012-1999‬‬ ‫(‪)9-3‬‬
‫‪183‬‬ ‫(‪ )10-3‬قانون التعبئة والتغليف اجلديد وزايدة أهداف إعادة التدوير لسنة ‪2019‬‬
‫‪187‬‬ ‫(‪ )11-3‬نظرة عامة على التحفيزات اجلبائية واملساعدات املباشرة للطاقة واملركبات النظيفة‬
‫‪188‬‬ ‫(‪ )12-3‬توزي الضرائب والرسوم املفروضة يف بلجيكا‬
‫‪205‬‬ ‫(‪ )13-3‬اإلعفاءات واحلوافز اجلبائية البيئية املمنوحة يف الوالايت املتحدة األمريكية‬
‫‪209‬‬ ‫(‪ )14-3‬الضرائب والرسوم البيئية املفروضة على الطاقة يف الياابن‬
‫‪210‬‬ ‫(‪ )15-3‬الرسوم البيئية املفروضة على النقل يف الياابن‬
‫‪212‬‬ ‫(‪ )16-3‬ضرائب الكربون و الطاقة املفروضة يف الياابن‬
‫‪214‬‬ ‫(‪ )17-3‬مؤشر التلوث البيئي للجزائر وبعض الدول العربية خالل الفرتة ‪2021-2016‬‬
‫‪220‬‬ ‫(‪ )18-3‬اجلباية البيئية املطبقة يف املغرب حسب القوانني العامة‬
‫‪221‬‬ ‫(‪ )19-3‬الرسوم البيئية املطبقة يف املغرب وفقا للمعدل وجمال التطبيق‬
‫‪235‬‬ ‫(‪ )20-3‬إيرادات اجلباية البيئية خالل الفرتة ‪( 2019 –1994‬مليون دوالر أمريكي)‬
‫‪240‬‬ ‫(‪ )21-3‬مداخيل اجلباية البيئية للدول العربية مصر‪ ،‬تون ‪ ،‬املغرب خالل الفرتة ‪2017-1999‬‬
‫‪250‬‬ ‫املساحات املتصحرة واملهددة ابلتصحر يف الدول العربية‬ ‫(‪)1-4‬‬
‫‪251‬‬ ‫تقييم جزئي ملناطق السهوب املتدهورة أو املتدهورة (مباليني اهلكتارات)‬ ‫(‪)2-4‬‬
‫‪254‬‬ ‫الوض املائي للدول العربية حسب حصة الفرد من املياه السنوية املتجددة‬ ‫(‪)3-4‬‬
‫‪255‬‬ ‫مستوايت استغالل املوارد املائية يف الدول العربية (‪)2019‬‬ ‫(‪)4-4‬‬
‫‪257‬‬ ‫تطور انبعااثت غازات الدفيئة (املباشرة وغري املباشرة) حسب نوع الغاز وقطاع النشاط يف اجلزائر‬ ‫(‪)5-4‬‬
‫خالل الفرتة ‪( 2000-1994‬الوحدة ‪) Unit: Gg‬‬
‫‪264‬‬ ‫تطور حجم النفاايت مبختلف أنواعها يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2019 -2000‬‬ ‫(‪)6-4‬‬
‫‪266‬‬ ‫تطور إنتاج النفاايت املنزلية حسب عدد السكان للفرتة ‪2008 -1977‬‬ ‫(‪)7-4‬‬
‫‪267‬‬ ‫تطور إنتاج النفاايت املنزلية مبختلف أنواعها للسنوات ‪)%( 2010-1983‬‬ ‫(‪)8-4‬‬
‫‪269‬‬ ‫مقارنة لرتكيبة النفاايت يف الدول العربية (‪)%‬‬ ‫(‪)9-4‬‬
‫‪271‬‬ ‫(‪ )10-4‬برامج وخمططات اجلزائر حلماية البيئية وأهدافها‬
‫‪273‬‬ ‫(‪ )11-4‬تكلفة اآلاثر البيئية لبعض الدول العربية كنسبة من الناتج احمللي اإلمجايل لسنة ‪2008‬‬
‫‪277‬‬ ‫(‪ )12-4‬مؤشر أداء تغري املناخ ‪2021‬‬
‫‪282‬‬ ‫(‪ )13-4‬البيئة يف الدستور اجلزائري‬
‫‪283‬‬ ‫(‪)14-4‬ب برامج التعاون اجلزائري –الدويل يف جمال محاية البيئة‬
‫‪285‬‬ ‫(‪ )15-4‬اهليئات املشرفة و املسؤولة عن اإلدارة البيئية‬
‫‪286‬‬ ‫(‪ )16-4‬بعض اهليئات املستقلة حلماية البيئة يف اجلزائر‬

‫‪288‬‬ ‫(‪ )17-4‬املبالغ السنوية للرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية على البيئة‬
‫‪289‬‬ ‫(‪ )18-4‬مبالغ الرسوم اخلاصة برف النفاايت املنزلية‬
‫‪XV‬‬
‫‪291‬‬ ‫(‪ )19-4‬أسعار الرسوم على املنتجات البرتولية للسنوات‬
‫‪296‬‬ ‫التعديالت اخلاصة ابلرسم على األطر املطاطية املستوردة أو املصنوعة حمليا للفرتة ‪2016-2008-2006‬‬ ‫(‪)20-4‬‬
‫‪298‬‬ ‫(‪ )21-4‬مبالغ الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية لسنة ‪2018‬‬
‫‪298‬‬ ‫(‪ )22-4‬املعامل املضاعف للرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪299‬‬ ‫(‪ )23-4‬رسم التطهري‬
‫‪299‬‬ ‫(‪ )24-4‬الرسم على املنتوجات التبغية‬
‫‪301‬‬ ‫(‪ )25-4‬توزي حصيلة الرسوم البيئية لسنة ‪2018‬‬
‫‪302‬‬ ‫(‪ )26-4‬تصنيف الرسوم البيئية حسب املديرية العامة للضرائب‬
‫‪303‬‬ ‫(‪ )27-4‬تعديالت قانون املالية لسنة ‪2020- 2019‬‬
‫‪305‬‬ ‫(‪ )28-4‬تعديالت يف النسب املوزعة على الرسوم البيئية لسنة ‪2020‬‬
‫‪307‬‬ ‫(‪ )29-4‬الفئات اخلاضعة للرسم على تراخيص استغالل املؤسسات اجلديدة‬
‫‪307‬‬ ‫(‪ )30-4‬الفئات اليت تفرض عليها رسم على إعتمادات مكاتب الدراسات الناشطة يف جمال البيئة‬
‫‪309‬‬ ‫(‪ )31-4‬الرسوم البيئية يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2002 -1992‬‬
‫‪314‬‬ ‫(‪ )32-4‬إيرادات ونفقات الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫‪315‬‬ ‫(‪ )33-4‬النفقات اخلاصة ابلصندوق الوطين للبيئة والساحل لسنة ‪2018‬‬
‫‪316‬‬ ‫(‪ )34-4‬تسميات الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫‪319‬‬ ‫(‪ )35-4‬حتصيل الرسوم للصندوق الوطين للبيئة والساحل ‪( 2020-2012‬مليار ‪ /‬دج)‬
‫‪320‬‬ ‫(‪ )36-4‬مداخيل الصندوق الوطين للبيئة والساحل اخلاصة ابملديرايت اجلهوية للضرائب (مليون‪/‬دج)‬
‫‪223‬‬ ‫(‪ )37-4‬اإليرادات اخلاصة ابلوالايت التابعة للمديرايت اجلهوية للضرائب األكثر حتصيال‬
‫خالل الفرتة ‪2020-2018‬‬
‫‪326‬‬ ‫(‪ )38-4‬الرسوم البيئية األكثر إيرادا يف اجلزائر للفرتة ‪2014- 2012‬‬
‫‪328‬‬ ‫(‪ )39-4‬الرسوم البيئية األكثر إيرادا يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2020- 2016‬‬
‫‪329‬‬ ‫(‪ )40-4‬أسعار الوقود يف حمطات الوقود (‪)2017-2016‬‬
‫‪330‬‬ ‫(‪ )41-4‬تغيريات يف أنواع الوقود األكثر استهالكا يف اجلزائر للفرتة ‪2019- 2015‬‬
‫‪332‬‬ ‫(‪ )42-4‬إيرادات مديرية كربايت املؤسسات للسنوات ‪2020- 2016‬‬
‫‪334‬‬ ‫تعديل النسب املوجهة للصندوق الوطين للبيئة والساحل خالل الفرتة ‪ 1992‬إىل غاية ‪2021‬‬ ‫(‪)43-4‬‬

‫‪XVI‬‬
‫فهرس األشكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬
‫‪06‬‬ ‫أقسام البيئة‬ ‫(‪)1-1‬‬
‫‪13‬‬ ‫املصادر الرئيسية للتلوث ذي املصدر البشري اليت تؤثر على جودة اهلواء‬ ‫(‪)2-1‬‬
‫‪15‬‬ ‫أنواع انبعاث الغازات الدفيئة حسب الغاز خالل الفرتة ‪ 2019-1990‬للوالايت املتحدة‬ ‫(‪)3-1‬‬
‫األمريكية (االنبعااثت ‪:‬مليون طن مرتي من مكافئات اثين أكسيد الكربون)‬
‫‪16‬‬ ‫انبعااثت الغازات الدفيئة األمريكية حسب قطاع االقتصاد للفرتة (‪)2019-1990‬‬ ‫(‪)4-1‬‬
‫‪17‬‬ ‫االنبعااثت الغازية لالحتاد األورويب خالل الفرتة ‪2018-1990‬‬ ‫(‪)5-1‬‬
‫‪18‬‬ ‫النسب املتوقعة خلفض االنبعااثت الغازية لالحتاد األورويب للسنوات (‪)2050-2030-2020‬‬ ‫(‪)6-1‬‬
‫‪19‬‬ ‫حتليل انبعااثت الغازات الدفيئة حسب املصدر و القطاع لسنة ‪1990‬‬ ‫(‪)7-1‬‬

‫‪19‬‬ ‫حتليل انبعااثت الغازات الدفيئة حسب املصدر و القطاع لسنة ‪2018‬‬ ‫(‪)8-1‬‬

‫‪20‬‬ ‫الدول األكثر انبعااث لثاين أكسيد الكربون من االقتصادات الرئيسية يف العامل (اثين أكسيد‬ ‫(‪)9-1‬‬
‫الكربون‪ :‬جيغا طن ‪ /‬السنة) خالل الفرتة ‪2018-1990‬‬
‫‪25‬‬ ‫(‪ )10-1‬توليد النفاايت اإللكرتونية العاملية‬
‫‪25‬‬ ‫(‪ )11-1‬معدالت مج وإعادة التدوير النفاايت‬
‫‪31‬‬ ‫(‪ )12-1‬أسباب املشاكل البيئية العاملية‬
‫‪60‬‬ ‫(‪ )13-1‬أهداف السياسة اجلبائية‬
‫‪64‬‬ ‫(‪ )14-1‬أس النظام اجلبائي‬
‫‪71‬‬ ‫(‪ )15-1‬أدوات السياسة اجلبائية‬
‫‪77‬‬ ‫(‪ )16-1‬هيكل اإليرادات اجلبائية يف الدول العربية خالل الفرتة(‪)2017-2000‬‬
‫‪77‬‬ ‫(‪ )17-1‬متوسط نسبة الضرائب املباشرة وغري املباشرة من‪ PDG‬حسب اإلقليم (‪)2017-2000‬‬
‫‪79‬‬ ‫(‪ )18-1‬مؤشر العبء الضرييب للدول العربية لسنة ‪2019‬‬
‫‪81‬‬ ‫(‪ )19-1‬اجتاهات اهلياكل اجلبائية من إمجايل اإليرادات اجلبائية( ) ل ـ ‪)2018-1965( OECD‬‬
‫‪89‬‬ ‫املستوى األمثل للتلوث‬ ‫(‪)1-2‬‬
‫‪90‬‬ ‫تطور إمجايل اإلنفاق البيئي والناتج احمللي اإلمجايل يف فرنسا من ‪ 2000‬إىل غاية ‪2016‬‬ ‫(‪)2-2‬‬
‫‪91‬‬ ‫حساابت النفقات البيئية يف اإلحتاد األورويب للفرتة ‪2019-2006‬‬ ‫(‪)3-2‬‬
‫‪92‬‬ ‫حصة اإلنفاق البيئي يف جماالت البحث والتطوير البيئي يف القطاع العام سنة ‪) ( 2017‬‬ ‫(‪)4-2‬‬
‫‪95‬‬ ‫تطور حصة اإليرادات البيئية من الناتج احمللي اإلمجايل للفرتة ‪2018-1995‬‬ ‫(‪)5-2‬‬
‫‪96‬‬ ‫ضريبة التلوث املثالية‬ ‫(‪)6-2‬‬
‫‪97‬‬ ‫تقييم التكاليف احلدية لتخفيض اثين أكسيد الكربون مقابل املناف احلدية‬ ‫(‪)7-2‬‬
‫‪101‬‬ ‫اإلصالح اجلبائي البيئي‬ ‫(‪)8-2‬‬
‫‪127‬‬ ‫أدوات اجلباية البيئية‬ ‫(‪)9-2‬‬

‫‪XVII‬‬
‫‪134‬‬ ‫(‪ )10-2‬نظرة عامة على أدوات السياسة البيئية‬
‫‪139‬‬ ‫(‪ )11-2‬كيفية التخطيط للجباية البيئية‬
‫‪157‬‬ ‫تطور ضريبة الكربون خالل الفرتة ‪( 2018-1991‬املستوى العام واملستوى الصناعي)‬ ‫(‪)1-3‬‬
‫‪182‬‬ ‫تطور معدالت إعادة التدوير لعبوات املبيعات يف أملانيا ‪2016-1991‬‬ ‫(‪)2-3‬‬
‫‪237‬‬ ‫إيرادات اجلباية البيئية حسب النوع وإمجايل الضرائب البيئية كحصة من الناتج احمللي اإلمجايل ومن‬ ‫(‪)3-3‬‬
‫مسامهة الضمان االجتماعي‪ ،‬لالحتاد األورويب (‪( 2019-2002 ،)27‬مليون يورو ‪)٪/‬‬
‫‪238‬‬ ‫إيرادات ضرائب الطاقة يف اململكة املتحدة للفرتة ‪2019-1997‬‬ ‫(‪)4-3‬‬
‫‪239‬‬ ‫التغري السنوي يف الناتج احمللي اإلمجايل احلقيقي‬ ‫(‪)5-3‬‬
‫‪241‬‬ ‫إيرادات اجلباية البيئية للدول العربية مصر‪ ،‬تون ‪ ،‬املغرب‬ ‫(‪)6-3‬‬
‫‪260‬‬ ‫توزي حصص االنبعااثت الغازية حسب القطاع لسنة ‪2000‬‬ ‫(‪)1-4‬‬
‫‪261‬‬ ‫انبعااثت غازات الدفيئة يف اجلزائر للفرتة ‪2015-1991‬‬ ‫(‪)2-4‬‬
‫‪261‬‬ ‫انبعااثت غاز اثين أكسيد الكربون للجزائر خالل الفرتة ‪2018-1990‬‬ ‫(‪)3-4‬‬
‫‪262‬‬ ‫تطور انبعااثت الغازات الدفيئة واثين أكسيد الكربون خالل الفرتة‬ ‫(‪)4-4‬‬
‫‪2018-2015-1990‬‬
‫‪267‬‬ ‫تطور تركيبة النفاايت املنزلية وما شاهبها للجزائر خالل الفرتة ‪2014-2010‬‬ ‫(‪)5-4‬‬
‫‪269‬‬ ‫ارتفاع استهالك البالستيك يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2020-2007‬‬ ‫(‪)6-4‬‬
‫‪274‬‬ ‫توزي متويل املناخ للدول العربية (مليون دوالر أمريكي)‬ ‫(‪)7-4‬‬
‫‪275‬‬ ‫توزي سياسات متويل املناخ‬ ‫(‪)8-4‬‬
‫‪276‬‬ ‫إمجايل تدفقات التمويل الدويل العام من البلدان املتقدمة إىل الدول العربية (‪)2016-2015‬‬ ‫(‪)9-4‬‬
‫‪318‬‬ ‫(‪ )10-4‬تطور اإليرادات اخلاصة ابلصندوق الوطين للبيئة والساحل خالل الفرتة ‪2011-2000‬‬
‫(مليار‪ /‬دج)‬

‫‪XVIII‬‬
‫قائم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة املختصرات‬

CO2 Carbon dioxide ‫اثين أكسيد الكربون‬


NOx Nitrogen Oxides ‫أكسيد النرتوجني‬

SOx Sulphur Oxides ‫أكسيد الكربيت‬

CH4 Méthane ‫امليثان‬


N2o Protoxyde d'azote ‫أكسيد النرتوز‬
Co Carbon monoxide ‫أول أكسيد الكربون‬
SF6 Hexafluorure de soufre ‫سداسي فلوريد الكربيت‬
CFC Chlorofluorocarbure ‫مركبات كلوروفلوروكربون‬
GWP global warming potential ‫اإلحرتار العاملي‬
GHG Greenhouse gas ‫غازات االحتباس احلراري‬
UNEP United Nation Environment Program ‫برانمج األمم املتحدة للبيئة‬
WWF World Wildlife Fund ‫الصندوق العاملي للطبيعة‬
IUCN International Union for the ‫االحتاد الدويل حلفظ الطبيعة‬
Conservation of Nature
WCED World commission on Environment ‫اللجنة العاملية املهنية ابلبيئة‬
and Development
OECD Organisation for Economic Co- ‫منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‬
operation and Development)
ITCI International Tax competitiveness ‫مؤشر التنافسية للضريبة الدولية‬
Index
IPCC Intergovernmental Panel on Climate ‫اهليئة احلكومية الدولية املعنية بتغري املناخ‬
Change
PIB Produit intérieur brut ‫الناتج احمللي اإلمجايل‬
PDG Gross domestic product ‫الناتج احمللي اإلمجايل‬
EEG Renewables Energy Sours Act ‫قانون مصادر الطاقة املتجددة‬
WHO World Health Organisation ‫منظمة الصحة العاملية‬
ETR Environment Tax reforms ‫اإلصالح اجلبائي البيئي‬
EU European Union ‫اإلحتاد األورويب‬
IEA International Energy Agency ‫الوكالة الدولية للطاقة‬

EPI Environmental Pollution index ‫مؤشر األداء البيئي‬


CCPI Climate Change Performance Index ‫مؤشر أداء التغري املناخي‬
AND Agence Nationale des déchets ‫الوكالة الوطنية للنفاايت‬

XIX
MATE Ministère de l'Aménagement de ‫وزارة هتيئة اإلقليم والبيئة‬
Territoire et de l'Environnement

GIZ Deutsche Gesellschaft für ‫اجلمعية األملانية للتعاون الدويل‬


Internationale Zusammenarbeit
TSC Social Security Contributions ‫مسامهات الضمان االجتماعي‬

COVNM Volatile organic compounds ‫املركبات العضوية املتطايرة‬


FNEL Fonds National de l'Environnement et ‫الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
du Littoral

TIPP Taxe intérieure de consommation sur ‫الرسم الداخلي على املنتجات البرتولية‬
les produits énergétiques
TGAP Taxe générale sur les activités ‫الرسم العام على األنشطة امللوثة‬
polluantes
TICPE Taxe intérieure de consommation sur ‫الرسم الداخلي على استهالك املنتجات‬
les produits énergétiques ‫الطاقوية‬
TICGN La taxe intérieure de consommation sur ‫الرسم الداخلي على استهالك الغاز‬
le gaz naturel ‫الطبيعي‬
TIPCFE ‫الرسم الداخلي على االستهالك النهائي‬
La Taxe intérieure sur la ‫للكهرابء‬
consommation finale d'électricité

TCFE Taxe sur la consommation finale ‫رسم على االستهالك النهائي للكهرابء‬
d'électricité

PROGDEM Le Programme National de gestion ‫الربانمج الوطين لإلدارة املتكاملة للنفاايت‬


intégrée des déchets solides ‫البلدية الصلبة‬
municipaux
DGI Direction Générale des Impôts ‫املديرية العامة للضرائب‬
DGE Direction des grandes Entreprises ‫مديرايت كربايت املؤسسات‬
DRG Direction régionale des Impôt ‫املديرية اجلهوية للضرائب‬
ONS Offices National des statistique ‫الديوان الوطين لإلحصائيات‬
FNEL Fonds National de l'Environnement et ‫الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
du Littoral

XX
‫مقـ ـ ـ ــدمة‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫شهد العامل أواخر الستينات من القرن املاضي إدراكا كبريا واهتماما متزايدا بضرورة محاية البيئة واحلفاظ عليها‬
‫خاصة يف ظل انتشار التلوث البيئي وانعكاساته السلبية على جودة احلياة وعلى اإلنسان الذي يعد أكثر عرضة‬
‫للضرر ليس هذا وحسب‪ ،‬بل املتسبب الرئيسي يف التدهور أبفعاله اليت يقوم هبا‪ ،‬هبدف الوصول إىل نظم بيئية‬
‫وصحية متوازنة متكن بدورها من تعزيز سبل عيش اإلنسان وقف اهنيار التنوع البيولوجي‪ ،‬ومواجهة التغري املناخي‪ ،‬كما‬
‫ينجم عن التلوث البيئي وانعدام سعر مناسب لبعض املوارد البيئية النادرة آاثر سلبية تؤدي إىل فشل نظام السوق ما‬
‫يفسر انعدام كفاءته يف التخصيص األمثل للموارد الطبيعية‪.‬‬

‫إن التزايد املستمر للمشاكل ابلتلوث البيئي من استغالل غري عقالين للموارد‪ ،‬االنبعااثت الغازية وتلوث املياه‬
‫ابلنفط‪ ،‬النفاايت‪ ،‬الضوضاء‪...‬إخل‪ ،‬أخذ أبعادا عاملية وذلك بتزايد الوعي البيئي وتكاثف جهود املنظمات واهليئات‬
‫الدولية من أجل احلد منها‪ ،‬أو الوصول إىل املستوى املقبول اجتماعيا من أجل احلفاظ على املوارد وعدم استغالهلا‬
‫تلبية الحتياجات اجليل احلايل دون املساس بقدرة اجليل املستقبلي وهو ما يتوافق مع مفهوم التنمية املستدامة‪ ،‬متخض‬
‫عن هذه اجلهود عقد العديد من املؤمترات واالتفاقيات الدولية الرامية للحد من اآلاثر الضارة للتلوث‪ ،‬أبرزها مؤمتر‬
‫استوكهومل ‪ 1972‬الذي يعد من أهم املؤمترات اليت نظمتها األمم املتحدة وهو مبثابة بوابة موجهة وقاعدة أساسية‬
‫النطالق مجيع املؤمترات الالحقة‪ ،‬حبيث تعمل هذه األخرية على التجسيد الفعلي ملفهوم كل من االقتصاد األخضر‬
‫التنمية املستدامة وتطبيق أهدافها على املستوى الدويل‪.‬‬

‫طبقت العديد من الدول األجنبية سياسات جبائية هتدف بوضوح إىل محاية البيئة ومواردها الطبيعية‪ ،‬اعتمدت‬
‫يف ذلك على تطبيق مبدأ امللوث الدافع الذي تبنته منظمة التنمية والتعاون االقتصادي سنة ‪ ،1972‬حبيث تعتمد‬
‫السياسة اجلبائية على جانبني ردعي وحتفيزي من أجل تغيري السلوك السليب لألشخاص الطبيعيني و املعنويني أو تبين‬
‫تكنولوجيا أنظف تسمح ابلقضاء على أشكال التلوث من أجل احلفاظ على البيئة‪ ،‬ومع التحول حنو االقتصاد‬
‫األخضر الذي يعتمد على الطاقات املتجددة والبديلة جند أن معظم الدول العربية تبنته من خالل عنصر مهم وهو‬
‫تطبيق السياسة اجلبائية التحفيزية تكون بذلك عادلة وحمفزة من خالل منح إعفاءات وحوافز جبائية من أجل‬
‫االستثمار يف اجملال الطاقوي‪ ،‬النقل املستدام والنفاايت اليت حتول إىل طاقة‪ ،‬الزراعة ‪....‬إخل‪ ،‬وتبين تكنولوجيات أنظف‬
‫ومتويل املشاريع البيئية‪.‬‬

‫اجلزائر كغريها من الدول تنبت سياسة جبائية يف اجملال البيئي وذلك منذ إصالح سنة ‪ 1992‬لنظامها اجلبائي فمع‬
‫تدهور الوضع البيئي وتفاقم حجم التلوث وتزايد مشكالته‪ ،‬طبقت العديد من الرسوم البيئية أوهلا الرسم على األنشطة‬
‫امللوثة أو اخلطرية‪ ،‬وبعض احلوافز اجلبائية اليت تعمل على تشجيع االستثمار يف املشاريع البيئية خاصة الطاقوية‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫أوال‪ :‬إشكالية البحث‬

‫من خالل موضوع البحث ميكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬


‫ماهو الدور الذي تلعبه السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية واجتماعية للحد من مشكالت التلوث البيئي على‬
‫املستوى الدويل واحمللي؟‬
‫تندرج حتت السؤال الرئيسي األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬هل تطبق الدول األكثر تلواث سياسة جبائية كفيلة ابحلد من مشكالت التلوث البيئي؟‬
‫‪ -‬كي ف تستطيع الدول إتباع أفضل السبل لتنشيط االستثمار البيئي يف القطاعات اجلوهرية ابستخدامها لإلعفاءات‬
‫واحلوافز اجلبائية؟ و ماهو دورها مقارنة ابلضرائب والرسوم البيئية؟‬
‫‪ -‬هل يتم التنسيق مع أدوات أخرى يف تنفيذ السياسة اجلبائية حىت تكون أكثر فعالية تضمن الوصول إىل تنمية بيئية‬
‫مستدامة؟‬
‫‪ -‬ماهي التجارب الناجحة واإلخفاقات اليت ميكن استبانتها على الصعيد الدويل؟ وماهي الدروس اليت ميكن أن‬
‫نستخلصها؟‬
‫‪ -‬كيف تطورت السياسة اجلبائية يف اجلزائر الرامية للحد من مشكالت التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021-1992‬؟‬
‫وماهي أهم التحدايت اليت تواجهها؟‬
‫‪-‬كيف ميكن تطبيق الدروس املستفادة من التجارب الدولية الناجحة يف مرحلة انتقالية ابلنسبة لتجربة اجلزائر وحىت‬
‫الدول العربية؟‬
‫اثنيا‪ :‬فرضيات البحث‬
‫‪ -‬التنسيق والربط بني كل من أدوات السياسة اجلبائية والبيئية ضروري من أجل حتقيق الكفاءة والفعالية للضرائب‬
‫البيئية‪ ،‬وابلتايل تعزيز دورها الفعلي؛‬
‫‪ -‬تعتمد الدول املتقدمة األكثر تلواث على سياسة جبائية فعالة للحد من مشكالت التلوث البيئي من أجل بيئة‬
‫أنظف؛‬
‫‪-‬تويل الدول أمهية أكرب للضرائب والرسوم البيئية ملا هلا من منافع بيئية واقتصادية عكس احلوافز واإلعفاءات اجلبائية‬
‫اليت من املمكن أن تزيد من حجم إنفاقها البيئي؛‬
‫‪ -‬ال تتناسب الضرائب والرسوم البيئية املطبقة جبوانبها التقنية (السعر‪ ،‬الوعاء‪ ،‬التحصيل اجلبائي) يف اجلزائر والدول‬
‫العربية مع حجم األضرار البيئية اليت تتسبب يف التلوث البيئي أبنواعه‪ ،‬عكس الدول املتقدمة‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫اثلثا‪ :‬أمهية البحث‬


‫تنبع أمهية البحث مبا يقدمه من إضافة على املستويني العلمي والعملي وهي موضحة كالتايل‪:‬‬

‫‪ -1‬األمهية العلمية‪ :‬أصبح االهتمام بدراسة مدى تطبيق األدوات اجلبائية يف اجملال البيئي ودورها الفعال من بني‬
‫اهتمامات الباحثني مما أدى إىل تصعيد متطلباهتم إىل منظمات وهيئات حكومية مطالبة بتغيري الوضع إبدراج هذه‬
‫األدوات ضمن سياسات معظم الدول خاصة الصناعية من أجل احلد من االنبعااثت الغازية ومواجهة تغري املناخ‬
‫والوصول إىل حل ملشكالت أخرى للتلوث اخلاص ابملياه‪ ،‬النفاايت‪ ،‬الرتبة‪ ،‬التصحر‪...‬إخل؛‬

‫‪ -2‬األمهية العملية‪ :‬تكمن األمهية العملية هلذا البحث يف كوهنا تشمل موضوعني أحدمها مرتبط حبماية البيئة من‬
‫النشاط االقتصادي ومن آاثر العمليات اإلنتاجية للمؤسسات الصناعية‪ ،‬وما ختلفه من تلوث بيئي أبنواعه واآلخر‬
‫يعترب من األهداف اليت تسعى إليها الدولة لتحقيق إيرادات للخزينة العمومية ضمن اإليرادات العامة واليت تستعمل يف‬
‫مواجهة النفقات العمومية وجتسيد أهداف السياسة املالية ‪ ،‬أما فيما خيص هذا املوضوع وإضافة إىل ما سبق تكمن‬
‫األمهية يف الربط بني متغريات الدراسة يف استخدام أداة اقتصادية من أجل احلفاظ على البيئة مع اخلروج عن القاعدة‬
‫العامة اليت تتمثل يف عدم ختصيص اإليرادات‪ ،‬ابإلضافة إىل نتائج الدراسة املتعلقة ابلدروس املستفادة من التجارب‬
‫الدولية الرائدة اليت استطاعت إما أن حتد أو تصل إىل املستوى املقبول من التلوث‪ ،‬والتطرق كذلك إىل عنصري‬
‫الكفاءة والفعالية يف جمال تطبيق الضرائب البيئية‪ .‬مع عرض جتارب لدول عربية ابعتبارها تعاين من التلوث البيئي‬
‫والتعرف على مدى استخدام هذه األداة ضمن السياسات احلكومية العامة‪ ،‬إضافة إىل حالة اجلزائر‪ ،‬مع االستعانة‬
‫ابلعديد من الدراسات السابقة اليت تناولت هذا املوضوع‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهداف البحث‬

‫تسعى هذه الدراسة إىل حتقيق هدف رئيسي وهو‪ :‬معرفة الدور الذي تلعبه السياسة اجلبائية يف جمال احلد من‬
‫مشكالت التلوث البيئي‪ ،‬والطرق الفعالة للحد منه سواء عن طريق تنفيذ اجلانب الردعي أو التحفيزي هلذه األداة‪.‬‬
‫كما نسعى من خالل هذا البحث إىل حتقيق مجلة من األهداف الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪-‬إبراز املشاكل املسببة للتلوث البيئي أبنواعه املختلفة مع التطرق ابألخص إىل التلوث ابلنفاايت‪ ،‬و االنبعااثت‬
‫الغازية؛‬
‫‪-‬إبراز اجلهود الدولية الرامية للحفاظ على البيئة من خالل املؤمترات واالتفاقيات الدولية اليت مت عقدها‪ ،‬مع التطرق‬
‫إىل املؤشرات البيئية كمؤشر التلوث البيئي‪ ،‬تغري املناخ‪ ،‬األداء البيئي؛‬
‫‪-‬إبراز العالقة اليت تربط السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية ابلتلوث البيئي عن طريق التطرق إىل النظرية البيغوفية‬
‫والتعرف على الدراسات السابقة املؤيدة هلا‪ ،‬وتقييمها وذلك يف إطار واحد وهو إلزامية تطبيق مبدأ امللوث الدافع؛‬
‫‪ -‬تبيان أمهية اجلوانب التقنية لألدوات الردعية للسياسة اجلبائية واملتمثلة يف السعر‪ ،‬الوعاء وختصيص احلاصل اجلبائي؛‬
‫ت‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫‪-‬التعرف على كيفية التخطيط للسياسة اجلبائية البيئية وكيفية تنفيذها؛‬


‫‪ -‬توضيح دور السياسة اجلبائية يف خلق إيرادات وإعادة تدويرها حلماية البيئة سواء على املستوى الدويل أو احمللي؛‬
‫‪ -‬الوقوف على جتارب بعض الدول املختارة‪ ،‬واليت متثلت يف النموذج األورويب واململكة املتحدة‪ ،‬النموذج األمريكي‬
‫والياابين من جهة‪ ،‬والتطرق إىل الدول العربية األكثر تلواث املتمثلة يف مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬املغرب‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‬
‫من أجل إلقاء نظرة على سياساهتا اجلبائية ومدى مسامهتها يف احلد من التلوث؛‬
‫‪-‬التعرف على خمططات الدول األجنبية يف إطار برانمج مكافحة تغري املناخ الذي أصبح من املواضيع املطروحة على‬
‫املستوى الدويل؛‬
‫‪ -‬توضيح مدى تطور السياسة اجلبائية يف جمال مكافحة التلوث املتبعة يف اجلزائر بداية من سنة ‪ 1992‬إىل غاية‬
‫صدور قانون املالية للسنة احلالية ‪ ،2021‬وتقييم دورها خاصة بعد ‪ 29‬سنة من التطبيق؛‬
‫‪ -‬التعرف على مشاكل وصعوابت تطبيق السياسة اجلبائية على املستوى الدويل‪ ،‬واليت ختص ابألكثر التجربة اجلزائرية؛‬
‫‪ -‬استخالص الدروس املستفادة من التجارب الرائدة والناجحة يف هذا اجملال مع إبراز مدى إمكانية تطبيقها على‬
‫مستوى الدول العربية واجلزائر حىت تكون مقبولة وفعالة أكثر‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مربرات اختيار املوضوع‬


‫هناك مربرات موضوعية وأخرى ذاتية كانت الدافع الختياران هذا املوضوع نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬مربرات ذاتية‪:‬‬
‫‪-‬ارتباط موضوع البحث ابلتخصص يف مرحلة الدراسات العليا يف اجملال اجلبائي؛‬
‫‪-‬اهتمامنا مبواضيع تعتمد على التقارير واملعطيات الدولية احلديثة واالطالع على املستجدات الدولية‪.‬‬
‫‪ -2‬مربرات موضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬تزايد االهتمام الدويل حبماية البيئة وابألخص تطبيق األدوات االقتصادية يف هذا اجملال جعلنا هنتم هبذا املوضوع؛‬
‫‪-‬االنتشار الواسع لتبين فكرة البحث ضمن إصالحات جبائية جلل دول العامل خاصة االحتاد األورويب سواء من أجل‬
‫حتقيق أبعاد بيئية أو حىت اقتصادية؛‬
‫‪-‬تقييم وضعية اجلزائر سواء من انحية الوضع البيئي والتعرف على مشاكل التلوث من جهة‪ ،‬ومدى قدرهتا على تنفيذ‬
‫سياسة جبائية كفيلة ابحلد من مشكالته اخلطرية من جهة أخرى؛‬
‫‪ -‬اختياران لتجارب دولية رائدة واليت حققت نتائج إجيابية ملوضوع البحث عن طريق عرض تفصيلي لكل جتربة حمل‬
‫الدراسة‪ ،‬وذلك ابلتطرق إىل جوانب متعددة نذكر منها تكاليف احلفاظ على البيئة‪ ،‬املؤشرات البيئية‪ ،‬القوانني البيئية‬
‫والتمويل البيئي‪ ،‬االتفاقيات واملؤمترات الدولية‪ ،‬الضرائب والرسوم البيئية‪ ،‬احلوافز واإلعفاءات اجلبائية؛‬
‫‪ -‬العمل على اقرتاح حلول مناسبة من أجل تنفيذ سياسة جبائية فعالة استنادا إىل الدروس املستفادة‪.‬‬

‫ث‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫سادسا‪ :‬حدود الدراسة‬


‫لقد عاجلنا موضوع البحث دور السياسة اجلبائية للحد من مشكالت التلوث البيئي عن طريق عرض خمتلف‬
‫التجارب األجنبية والعربية مبا فيها اجلزائر يف إطار احلدود التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬احلدود املوضوعية‪ :‬حاولنا الرتكيز على إظهار العالقة اليت تربط السياسة اجلبائية ابلتلوث البيئي‪ ،‬وتطرقنا إىل‬
‫أغلب املفاهيم اليت تربط بينهما‪ ،‬و ابلتايل التعرف على الدور الذي لعبته السياسة اجلبائية يف خمتلف الدول سواء‬
‫العربية أو األجنبية ومدى مسامهتها يف احلد من مشكالت التلوث البيئي؛‬
‫‪ -2‬احلدود املكانية‪ :‬اقتصرت دراستنا على الدول األجنبية اليت حققت ابلفعل نتائج إجيابية يف هذا اجملال‪ ،‬واليت‬
‫تتمثل يف اإلحتاد األورويب بدوله فرنسا‪ ،‬أملانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويسرا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬الدمنارك وهولندا‪ ،‬إضافة إىل اململكة‬
‫املتحدة‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية والياابن‪ ،‬مع إلقاء نظرة على الدول العربية والتطرق ابألخص إىل اجلزائر‪ ،‬كما‬
‫تشمل الدراسة عرض ملختلف االتفاقيات الدولية واملؤمترات الداعمة حلماية البيئة؛‬
‫‪ -3‬احلدود الزمنية‪ :‬متثلت احلدود الزمنية يف التتبع واالسرتشاد أبحكام ومواد قوانني املالية السنوية والتكميلية اخلاصة‬
‫ابجلزائر بداية بسنة ‪ 1992‬الذي تضمن اإلصالح اخلاص ابلنظام اجلبائي إىل غاية آخر تعديل لقانون املالية لسنة‬
‫‪ ،2021‬واالعتماد على رسائل املديرية العامة للضرائب وما تعرضه يف اجملال اجلبائي البيئي‪ ،‬خنص ابلذكر الرسائل رقم‬
‫‪ 87‬و ‪ ،31‬مع عرض وحتليل التغريات والتعديالت يف اجلباية البيئية قبل ‪ 2018‬و بعد ‪2018‬؛‬
‫أما ابلنسبة للتجارب الدولية فتمثلت يف االسرتشاد مبجموعة من التقارير الصادرة عن منظمة التنمية والتعاون‬
‫االقتصادي‪ ،‬ديوان إحصائيات االحتاد األورويب‪ ،‬وكذا الوكالة األوروبية للبيئة‪ ،‬وكالة محاية البيئة األمريكية‪ ،‬إضافة إىل‬
‫صندوق النقد العريب‪ ،‬وبعض املواقع الرمسية للوزارات اخلاصة ابلدول حمل الدراسة مثل وزارات املالية‪ ،‬الضرائب والبيئة‬
‫‪...‬إخل‪ ،‬إىل جانب ذلك قمنا بتحليل اإليرادات اخلاصة ابجلباية البيئية للفرتة ‪ 2019 -1994‬ابلنسبة لإلحتاد‬
‫األورويب والوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬والياابن‪ ،‬أما ابلنسبة للدول العربية فتمثلت الفرتة يف ‪.2017- 1999‬‬
‫أما اجلزائر فتمثلت الفرتة يف ‪ ،2020-2000‬وذلك وفقا ملا هو متاح من اإلحصائيات املقدمة من طرف‬
‫املديرية العامة للضرائب‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬املنهج املتبع‬


‫قصد اإلملام مبختلف جوانب موضوع البحث وحماولة الوصول لإلجابة على اإلشكالية واختبار صحة الفرضيات‬
‫قمنا إبتباع املنهج االستنباطي أبداتيه الوصف والتحليل‪ ،‬وهذا لعرض الضرائب والرسوم البيئية واحلوافز املطبقة يف‬
‫معظم الدول السابقة الذكر سواء العربية أو األجنبية‪ ،‬مع التطرق إىل واقع تطبيق هذه األداة يف اجلزائر من خالل‬
‫تقسيمها إىل فرتات حسب تطورها حمليا‪ ،‬ومن مث اقرتاح احللول الالزمة لتفعيل دور السياسة اجلبائية ومدى قابليتها‬
‫للتطبيق يف اجلزائر واقرتاح بدائل وفقا ملا مت استخالصه من التجارب الدولية الرائدة‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫اثمنا‪ :‬الدراسات السابقة‬


‫‪-1‬دراسات ابللغة العربية‪:‬‬
‫فيمايلي سنقوم بعرض أهم الدراسات السابقة اليت هلا عالقة مباشرة مبشكلة حبثنا‪:‬‬
‫أ‪ -‬دراسة‪ :‬حروشي جلول‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري(‪ ،)2011‬بعنوان‪" :‬الضرائب البيئية يف اجلزائر"‪.‬‬
‫عاجل الباحث وبصفة عامة الضرائب البيئية يف اجلزائر من خالل التطرق إىل اتريخ االهتمام ابملشكالت البيئية‬
‫اقتصاداي‪ ،‬األنظمة البيئية والتوازن البيئي‪ ،‬وموقع البيئة ضمن املدارس االقتصادية‪ ،‬إضافة إىل الوسائل االقتصادية‬
‫حلماية البيئة واليت من بينها اإلجراءات القانونية‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬الرخص القابلة للتداول‪ ،‬ومن أهم ما توصل إليه‬
‫الباحث أن الضرائب البيئية توفر حافز دائم ملواجهة التدهور البيئي‪ ،‬طاملا أان الضريبة يستمر دفعها على وحدات‬
‫التلوث املتبقية ما يعطي للمؤسسات الصناعية حافزا للبحث عن ابتكارات تكنولوجية جديدة تعمل على ختفيض ما‬
‫تبقى من وحدات تلوث دون احلد األقصى احملدد‪ ،‬كما أهنا تعمل على ختفيض تكاليف مواجهة التدهور البيئي وذلك‬
‫الخنفاض التكاليف اإلدارية املرتبطة ابستخدامها‪ ،‬كما خلصت الدراسة إىل أن النظام اجلبائي يتطلب املزيد من‬
‫التطوير والتفعيل إلجياد احلماية املرجوة يف اجلزائر‪ ،‬كما أن تقييم نظام احلوافز عرف أتخرا كبريا يف وضع أسسه وتنظيمه‬
‫حبيث مل يكتمل يف الكثري من جوانبه‪.‬‬

‫ب‪ -‬دراسة‪ :‬مسعودي حممد‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية (‪ ،)2014‬بعنوان‪" :‬فعالية اآلليات‬
‫االقتصادية حلماية البيئة" دراسة جتارب دولية مع اإلشارة إىل حالة اجلزائر‪.‬‬
‫عاجل الباحث وبصفة عامة إمكانية تطبيق اآلليات االقتصادية حلماية البيئة ومدى فعاليتها لبعض دول منظمة‬
‫التنمية والتعاون االقتصادي واليت تتمثل أساسا يف اجلانب القانوين‪ ،‬من خالل التشريع البيئي‪ ،‬املعايري‪ ،‬العالمة البيئية‬
‫املؤسسات واهليئات اإلدارية الداعمة حلماية البيئة ونظام اإلدارة البيئية اخلاص ابملؤسسات االقتصادية‪ ،‬أما من الناحية‬
‫االقتصادية فقد تبين مفاهيم خاصة ابلضرائب والرسوم البيئية‪ ،‬نظام الرخص القابلة للتداول‪ ،‬اإلعاانت املالية‪ ،‬وذلك‬
‫من أجل حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬كما أن الباحث تطرق إىل حالة اجلزائر من خالل عرضه للجانب القانوين حلماية‬
‫البيئ ة واهلياكل اإلدارية الداعمة لذلك‪ ،‬إضافة إىل اجلباية البيئية املطبقة‪ ،‬حبيث توصل إىل جمموعة من النتائج أمهها‪ :‬أن‬
‫اآلليات االقتصادية ال تنطوي على الفعالية املرجوة‪ ،‬إال أهنا فعالة يف جتسيد مفهوم التنمية املستدامة‪ ،‬كما أهنا تعد‬
‫الركيزة األساسية إلرساء السياسات البيئية اليت تنطوي عليها جناعة وفعالية أكرب‪ ،‬ومن جهة أخرى مسألة محاية البيئة‬
‫يف تطبيق السياسات البيئية ليست حكرا على الدول املتقدمة دون الدول املتخلفة بل مسؤولية اجلميع‪.‬‬

‫ج‪ -‬دراسة مصباح حراق‪ ،‬مقال بعنوان‪" :‬اجلباية البيئية جتارب دولية" جملة الدراسات املالية‪ ،‬احملاسبية واإلدارية‬
‫جامعة أم البواقي‪ ،‬العدد ‪ .2014 ،01‬هدفت الدراسة إىل إبراز املفاهيم اخلاصة ابلبيئة وكيف تتم املعاجلة اجلبائية‬
‫للتلوث من خالل استخدام اجلباية البيئية كأداة ضمن ممارسات دولية‪ ،‬حبيث سعت الدول األوروبية جلعلها أحسن‬
‫وسيلة معاصرة حلماية البيئة‪ ،‬كما تعترب أحد أهم األدوات يف االتفاقيات الدولية اليت حتث على التعاون اجلبائي يف‬
‫ح‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫اجملال البيئي‪ ،‬من أهم النتائج اليت مت التوصل إليها أن اجلباية البيئة تعترب إحدى أهم األدوات املستخدمة يف حتقيق‬
‫التأهيل البيئي للمؤسسات وللمحافظة على البيئة‪ ،‬إذ أصبحت من أهم املقارابت الدولية املستخدمة يف رسم‬
‫السياسات البيئية ملا هلا من األهداف واليت تتمثل يف ضمان بيئة صحيحة‪ ،‬إجياد مصادر متويلية جديدة‪ ،‬توجيه‬
‫وختصيص املوارد على حنو أكفأ‪ ،‬حتقيق النمو األخضر‪ ،‬كما اقرتح الباحث تعديل النظام اجلبائي اجلزائري مبا يسمح‬
‫ابستيعاب التطبيقات اجلديدة لضرائب التلوث ابألخص النفاايت والضرائب غري املباشرة على مدخالت اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسات سابقة ابللغة األجنبية‬
‫أ‪-‬دراسة‪ )2008( ،Christophe wendling :‬مقال بعنوان‪:‬‬
‫‪les instruments économiques au service des politiques environnementales.‬‬

‫هتدف الدارسة إىل تسليط الضوء على فكرة األدوات االقتصادية اليت يتم استخدامها يف جمال محاية البيئة مع‬
‫التطرق أكثر إىل التجربة الفرنسية وبعض جتارب االحتاد األورويب يف هذا اجملال‪ ،‬من خالل عرض اجلباية البيئية كأداة‬
‫اقتصادية‪ ،‬ومدى إمكانية تسخري األدوات األخرى خلدمة األغراض البيئية ومعاجلة مشاكلها العديدة‪ ،‬كما اعترب‬
‫الباحث أن محاية البيئة هي قضية رئيسية يف العقود القادمة‪ ،‬سواء كانت تتعلق بطبيعة مكافحة تغري املناخ‬
‫أو احلفاظ على التنوع البيولوجي‪ ،‬أو احلد من تلوث املياه واهلواء‪ .‬خلص الباحث إىل أن الضرائب البيئية وأسواق‬
‫التصاريح هي األشكال الرئيسية الفعالة لألدوات االقتصادية اليت تستخدم ابلفعل يف االحتاد األورويب ويف العديد من‬
‫سعرا‪ ،‬فمن خالل معدل الضريبة أو سعر‬ ‫دول منظمة التنمية التعاون االقتصادي‪ ،‬وذلك إبعطاء السلع البيئية ً‬
‫التصريح‪ ،‬فإهنم يشجعون امللوثني على تغيري سلوكهم‪ .‬وعن طريق استبعاد مجيع اإلجراءات اليت تكون تكلفتها أكرب‬
‫من سعر التصريح أو مبلغ الوحدة للضريبة‪ ،‬فإهنا تتيح أوالً وقبل كل شيء حتقيق هدف بيئي معني بتكلفة أقل‪ .‬كما‬
‫أهنا تشكل حافزا للبحث الدائم عن حلول أقل تكلفة‪ .‬ويف فرنسا على سبيل املثال‪ :‬مت تطوير األدوات االقتصادية‬
‫ابستخدام الضرائب البيئية ألول مرة ليس هبدف تثبيط السلوك امللوث ولكن من أجل احلصول على املوارد املالية ومن‬
‫جهة أخرى قامت عدة دول أوروبية بشكل أساسي بتنفيذ إصالحات ضريبية "خضراء" مهمة‪.‬‬

‫ب ‪-‬دراسة‪ ،)2011( Védrine Claire :‬أطروحة دكتوراه يف القانون العام بعنوان‪:‬‬


‫‪ ،Fiscalité et environnement‬جبامعة مونبلييه‪ ،‬فرنسا‪.‬‬
‫هتدف الدراسة إىل تناول موضوع الضرائب من جانبني األول تطرقت فيه إىل املعيار اجلبائي من أجل محاية‬
‫املسؤولية البيئية‪ ،‬أما اجلانب الثاين تناولت فيه املعيار اجلبائي من انحية احلماية اإلقليمية للبيئة‪ ،‬من أهم النتائج‬
‫املتوصل إليها أن الضرائب البيئية تعترب واحدة من بني اخليارات الضريبية الرئيسية اليت يتعني على الدولة اختاذها‬
‫وذلك من خالل اللجوء إىل اإلصالح اجلبائي األخضر‪ ،‬و ال يتحقق هذا إال من خالل الضرائب واألدوات البيئية‬
‫ابإلضافة إىل األدوات االقتصادية و املالية‪ .‬كما استخلصت أن أفضل الضرائب على البيئة هي الضرائب البسيطة اليت‬
‫ال تتعامل حتديدا مع حاالت معينة و ابلتايل البد من إلغاء التدابري املالية الضارة حبيث تعكس حقيقة التكلفة البيئية‪.‬‬

‫خ‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫ج‪ -‬دراسة ‪ ،)2011( Janet E, Milne‬مقال بعنوان‪:‬‬


‫‪Environmental Taxation in the United states: The long View.‬‬
‫هتدف الدراسة إىل عرض واقع الضرائب البيئية يف الوالايت املتحدة األمريكية من خالل التعرف على التدابري‬
‫الفدرالية اليت تستخدم فيها كل من الضرائب البيئية ونفقاهتا‪ ،‬كما تسلط الضوء على مزااي الضرائب البيئية‪ ،‬اختيار‬
‫الوعاء الضرييب‪ ،‬معدل الضريبة واستخدام اإليرادات الضريبية‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إىل أنه ميكن للضرائب البيئية أن‬
‫تتخذ خطوات مهمة حنو تنفيذ وإبراز مبدأ امللوث الدافع واستيعاب العوامل اخلارجية‪ .‬فمن خالل تعديل األسعار‬
‫ميكنهم التأثري على السلوكيات‪ ،‬وقد تكون الدقة يف تصميم احلكومة ملعدل الضريبة مهمة صعبة لتحقيق الفعالية من‬
‫حيث التكلفة‪ ،‬كما أنه من املمكن ختصيص اإليرادات كليا أو جزئيا ملعاجلة املشكلة البيئية‪ ،‬مما يدعم التأثري البيئي‬
‫للدور الذي تقوم به الضريبة نفسها‪.‬‬

‫د‪ -‬دراسة‪ ،)2014( Shen Jian -fei, Yi Jing, Sun Qiao :‬مقال بعنوان‪:‬‬
‫‪International Experience of Environmental Taxes and Its Implications for China,‬‬
‫يهدف هذا البحث إىل دراسة جتربة اإلصالح اجلبائي البيئي يف كل من اإلحتاد األورويب والوالايت املتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬هبدف احلصول على مرجع لتطوير الصني وحتسني الضرائب البيئية فيها‪ ،‬خاصة وأن تطوير االقتصاد‬
‫األخضر أصبح يعرب عن اجتاه مهم للعديد من الدول وال ميكن أتخري تطبيقه يف الصني‪ ،‬ملواجهة التلوث والقضااي‬
‫البيئية األخرى‪ ،‬كما أن الصني مل تعتمد على نظام الضرائب البيئية بعد‪ ،‬من بني النتائج اليت مت التوصل إليها‪ :‬أنه‬
‫ميكن االستفادة من أتثري أسعار الضرائب البيئية ‪ ،‬وحتسني القدرة التنافسية الدولية للوسط احمللي على املدى الطويل‬
‫كما ميكن أن يؤدي إدخال الضرائب البيئية إىل حتفيز الطلب على املنتجات اخلضراء لتعزيز البحث والتطوير يف جمال‬
‫التكنولوجيا اخلاصة يف اجملتمع الذي يتزايد فيه التنافس‪ ،‬فيما يتعلق مبسألة احلفاظ على الطاقة وتقليل االنبعااثت ال‬
‫ينبغي أن تعتمد فقط على الدعم املايل‪ ،‬بل أكثر لتحسني هيكل الطاقة وتطوير تكنولوجيا جديدة‪ ،‬ضمان التنفيذ‬
‫الفعال لإليرادات الضريبية احملايدة‪ ،‬وتنفيذ احلسم الضرييب‪.‬‬

‫ه‪-‬دراسة‪ ،)2015( Nicolas Caruana :‬أطروحة دكتوراه يف العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬بعنوان‪:‬‬
‫‪La fiscalité environnementale, Entre impératifs fiscaux et objectifs environnementaux, une‬‬
‫‪approche conceptuelle de la fiscalité environnementale.‬‬

‫دائما‬
‫البحث عبارة عن دراسة للضرائب البيئية من جانبها القانوين‪ ،‬حبيث أشارت الباحثة أبنه يتم االستشهاد هبا ً‬
‫كثريا ال سيما من قبل االقتصاديني البيئيني‬
‫من بني األدوات االقتصادية واملالية يف خدمات محاية البيئة‪ ،‬متت دراستها ً‬
‫لكن يف املقابل هي قليلة األمهية نسبيًا للمحامني‪ ،‬ويف املمارسة العملية متثل حصة منخفضة ج ًدا من ضرائب الدول‪.‬‬
‫تنبع هذه املفارقة الواضحة‪ ،‬يف جزء كبري منها من التعريف املعتمد ملفهوم الضرائب البيئية‪ .‬غالبًا ما يقتصر هذا املفهوم‬
‫على الضرائب البيئية‪ ،‬ويتم التعامل معه بشكل حتليلي على أساس معايري مسبقة‪ .‬خلص البحث إىل أنه‪ :‬من بني‬
‫األدوات االقتصادية واملالية‪ ،‬تتمتع الضرائب البيئية مبكانة خاصة ألهنا ابإلضافة إىل آاثرها على البيئة‪ ،‬فإهنا تكون‬
‫د‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫مصحوبة "أبثر جانيب" وسيولد ذلك عائدات يف امليزانية تسمح بتخفيض الضغط املايل الذي تفرضه رسوم أخرى‬
‫"تثقل كاهل نوعية احلياة"‪ ،‬أي أن هلا ميزة مزدوجة‪ :‬فمن انحية ستصحح بعض إخفاقات السوق يف املسائل البيئية‬
‫والعوامل اخلارجية‪ ،‬ومن انحية أخرى فإنه سيوفر إمكانية احلد من التشوهات الناشئة يف إطار األداء الطبيعي للسوق‪.‬‬
‫و‪-‬دراسة‪ )2015( Mireille Chiroleu-Assouline :‬مقال بعنوان‪:‬‬
‫‪La Fiscalité Environnementale En France Peut- Elle devenir réellement écologique? État‬‬
‫‪des lieux et conditions d’acceptabilité.‬‬
‫جتسدت فكرة الباحثة يف عرض مدى إمكانية حتويل تطبيق الضرائب البيئية يف فرنسا من أجل هدفها البيئي ال‬
‫املايل‪ ،‬خاصة وأن هذا النوع من الضرائب عرف تطورا كبريا يف السنوات األخرية‪ ،‬وما يؤكد ذلك إنشاء جلنة للضرائب‬
‫البيئية يف ديسمرب ‪ ، 2012‬هبدف تشكيل آلية دائمة للتشاور وتقييم الضرائب البيئية‪ ،‬هتدف كذلك إىل النظر يف‬
‫كيفية صياغة التدابري املالية البيئية‪ ،‬من بني النتائج اليت مت التوصل إليها يف هذه الدراسة أنه يف اآلونة األخرية‪ ،‬ال‬
‫تستجيب الضرائب البيئية الفرنسية لألغراض البيئية بقدر ما تستجيب هلدف تقليدي يتمثل يف فرض ضرائب على‬
‫العائد وما يؤكد ذلك هو عدم التوافق بني حصة اإليرادات اهلائلة من ضرائب الطاقة واملستوى املنخفض ملعظم‬
‫معدالت الضرائب‪ ،‬واليت غالبًا ما تؤثر ضمنيًا فقط على املنتجات امللوثة‪ .‬إن إصالح النظام اجلبائي الفرنسي من‬
‫شأنه أن يفرض "اخضراره" ككل من خالل تطبيق معدالت الضرائب فيما يتعلق ابألضرار البيئية‪ .‬كما أن جناح‬
‫اإلصالح وقبوله من قبل دافعي الضرائب مشروط آبلية إعادة التوزيع املرتبطة هبا‪ ،‬واجلهود التعليمية واإلعالمية‬
‫والشفافية‪ ،‬تعكس الطريقة اليت مت هبا أتسيسها تدرجيياً مبرور الوقت منطق البحث عن اإلقرارات الضريبية أكثر بكثري‬
‫من احلوافز لتغيري السلوك من أجل تقليل التلوث أو انبعااثت غازات االحتباس احلراري‪.‬‬
‫‪Environmental Taxation‬‬ ‫ي‪-‬دراسة‪ ،)2016( Robert on C. Williams III :‬مقال بعنوان‪:‬‬
‫أيضا إبجياز يف جمموعة من الضرائب‬ ‫هتدف الدراسة إىل عرض إصالحات الضرائب البيئية احملتملة‪ ،‬ولكنها تنظر ً‬
‫األخرى واليت تشمل مراجعة أو إلغاء اإلعفاءات واخلصومات الضريبية على الطاقة والبيئة‪ ،‬ابإلضافة إىل التغيريات يف‬
‫ضرائب الطاقة اليت هلا آاثر بيئية كبرية مثل ضريبة البنزين الفيدرالية‪ ،‬تعتمد الدراسة لتقييم آاثر اإلصالحات اجلبائية‬
‫يف جمال محاية البيئة على انبعااثت التلوث‪ ،‬الكفاءة االقتصادية وتوزيع الدخل‪ ،‬كما ركزت على التغيريات الرئيسية‬
‫للبيئة وضرائب الطاقة‪ ،‬مع تركيزها يف املقام األول على الضرائب املفروضة على وقود السيارات‪.‬‬
‫خلص البحث إىل أنه عند استخدام اإليرادات الضريبية البيئية بطرق فعالة فإهنا تعزز النمو االقتصادي مثل خفض‬
‫أيضا بشكل معتدل‪ ،‬مما‬ ‫املعدالت اهلامشية للضرائب األخرى‪ ،‬أو تقليل عجز امليزانية‪ ،‬قد تكون الضريبة تنازلية ً‬
‫يفرض عبئًا أعلى بقليل على األسر ذات الدخل املنخفض مقارنة ابألسر ذات الدخل املرتفع‪.‬‬

‫ذ‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫اتسعا‪ :‬مسامهة البحث‬


‫تركز الدراسات السابقة على اجلانب القانوين أكثر وعلى الضرائب البيئية املفروضة على قطاع معني دون اإلشارة‬
‫إىل قطاعات أخرى‪ ،‬مع إمهال جانب اإلعفاءات واحلوافز اجلبائية وعدم حتليل حصيلتها املالية ابعتبارها أداة حتقق‬
‫عائد مزدوج‪ ،‬وتركز كذلك على إظهار الضرائب البيئية فقط وليس من منظور سياسة جبائية شاملة دون التطرق إىل‬
‫إجيابياهتا على املستوى الدويل حبيث يتم اعتبارها أداة غري فعالة‪ ،‬كما أهنا اكتفت بنموذج واحد دون تسليط الضوء‬
‫على الدول األكثر جناحا وعدم التعمق يف تطبيقاهتا‪ ،‬فمن منطلق أن مسألة محاية البيئة يف تطبيق السياسات البيئية‬
‫و اجلبائية ليست حكرا على الدول املتقدمة دون الدول املتخلفة بل هي مسألة تشاركية بينهما تطرقنا للدول العربية‬
‫ابعتبارها مسامهة كذلك يف التلوث البيئي ابالنبعااثت الغازية والتلوث ابلنفاايت ‪...‬إخل‪ ،‬وتعرتف مببدأ امللوث الدافع‬
‫ضمن قوانينها البيئية‪ ،‬والتعرف كذلك على تطبيقاته وإمكانية جتسيده على أرض الواقع من خالل عرض لتطبيق‬
‫اإلعفاءات واحلوافز اجلبائية والضرائب البيئية املفروضة يف الدول العربية من أجل حتسني بيئتها وإحداث توازن لنظامها؛‬
‫لذا جاءت دراستنا لتقييم جانيب السياسة اجلبائية للدول وإظهار التجارب الرائدة اليت استطاعت التغلب على‬
‫املشكالت البيئية‪ ،‬وما مييزها كذلك احلدود املكانية و الزمانية من خالل التقييم الفعلي لدورها ابلنسبة للدول الناجحة‬
‫وكذلك ابلنسبة للجزائر وهي أطول فرتة متاحة‪ ،‬إضافة إىل الرتكيز على الضرائب املستحدثة واليت تعترب من متطلبات‬
‫التطبيق العاملي احلايل‪ ،‬وهي ضريبة الكربون لتخفيض االنبعااثت الغازية خاصة اثين أكسيد الكربون اليت أصبحت من‬
‫املتطلبات العاملية (تسعري الكربون) من أجل الوصول إىل بيئة خالية من الكربون والبحث عن الطاقات املتجددة‬
‫والبديلة‪ ،‬مع عرض شامل ملعظم الدول اليت تتبىن هذه السياسة هدفها هو احلد من مشكالت التلوث اهلوائي‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬خطة البحث‬


‫ملعاجلة إشكالية البحث‪ ،‬قمنا إبتباع اخلطة التالية‪:‬‬

‫من خالل الفصل األول حاولنا اإلملام ابجلوانب واألسس اليت متثل اإلطار النظري ملتغريات الدراسة ممثلة يف‬
‫السياسة اجلبائية والتلوث البيئي‪ ،‬حبيث تطرقنا يف املبحث األول إىل البيئة والتلوث أبنواعه كمدخل من خالل إعطاء‬
‫املفاهيم العامة لكليهما‪ ،‬ابإلضافة األسباب اليت أدت إىل تفاقم مشكالت التلوث البيئي يف العامل‪ ،‬مث تطرقنا يف‬
‫املبحث الثاين إىل التنمية املستدامة واالقتصاد األخضر مع إبراز اجلهود الدولية حلماية البيئة من خالل عرض جمموعة‬
‫من االتفاقيات واملؤمترات الدولية‪ ،‬مث اإلطار النظري للسياسة اجلبائية والنظام اجلبائي وأخريا األسس النظرية للسياسة‬
‫اجلبائية ومكوانهتا؛‬
‫أما الفصل الثاين مت ختصيصه لدراسة العالقة بني السياسة اجلبائية والتلوث البيئي من خالل عرض النظرية اليت‬
‫تربطهما والتطرق إىل التنظيم الفين للجباية البيئية ومبدأ امللوث الدافع‪ ،‬وتضمن املبحث الثالث أهداف وأدوات‬
‫السياسة اجلبائية ومقارنتها مع أداوت السياسة البيئية وكيفية التخطيط هلا‪ ،‬وأخريا مت تقييم السياسة اجلبائية من خالل‬

‫ر‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫عرض إجيابيات وسلبيات الضرائب البيئية واحلوافز اجلبائية ودور كل منهما يف محاية البيئة‪ ،‬والتطرق إىل معوقات تطبيق‬
‫مبدأ امللوث الدافع واجلباية البيئية؛‬

‫أما الفصل الثالث مت ختصيصه لدراسة التجارب الدولية‪ ،‬والوقوف على جتارب كل من السويد‪ ،‬الدمنارك‪ ،‬فرنسا‬
‫أملانيا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬هولندا‪ ،‬اململكة املتحدة‪ ،‬ابإلضافة إىل الوالايت املتحدة األمريكية والياابن‪ ،‬وذلك بعرض‬
‫كل من اجلانب الردعي والتحفيزي للتجارب خبصوص هذا اجملال‪ ،‬أما املبحث الثالث فقد مت ختصيصه لدراسة‬
‫التجارب العربية وابألخص اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬مصر‪ ،‬املغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬أما املبحث الرابع‪ ،‬فقد مت ختصيصه‬
‫الستخالص الدروس املستفادة من التجارب الدولية والعربية والتطرق إىل حتليل اإليرادات اخلاصة ابجلباية البيئية لكل‬
‫من الدول العربية واألجنبية خالل فرتات زمنية حسب ماهو متاح؛‬
‫أما الفصل الرابع فقد مت ختصيصه لدراسة حالة اجلزائر وذلك من خالل التطرق إىل الوضع البيئي ومستوايت‬
‫التلوث ومظاهره والتعرف على القوانني اليت هتدف إىل محاية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬ابإلضافة إىل املخططات والربامج‬
‫املخصصة لذلك‪ ،‬ومؤسسات محاية البيئة‪ ،‬أما املبحث الثاين مت من خالله دراسة تطبيقات الضرائب والرسوم البيئية يف‬
‫اجلزائر خالل الفرتة ‪ ،2021 -1992‬مت ختصيص املبحث الثالث لدراسة حالة الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫الذي يصب فيه أعلى نسب الرسوم البيئية املفروضة يف اجلزائر‪ ،‬من خالل حتليل اإليرادات هلذا الصندوق خالل الفرتة‬
‫‪ ،2020-2000‬إضافة إىل األسباب اليت أدت إىل ضعف إيرادات البلدايت ويف األخري تطرقنا إىل املعوقات اليت‬
‫حتول دون تطبيق هذه األداة يف اجلزائر مع اقرتاح حلول من خالل ما مت التوصل إليه من الدروس املستفادة للدول‬
‫املعروضة سابقا‪.‬‬

‫أحد عشر‪ :‬صعوابت الدراسة‬


‫‪ -‬عدم وجود دراسات يف امليدان اجلبائي تسمح بتقييم الوضعية اجلبائية للضرائب والرسوم البيئية املطبقة يف اجلزائر‬
‫خاصة بعد ‪ 29‬سنة من تطبيقها من خالل هيئة رقابية‪ ،‬واالكتفاء إبصدار رساليت املديرية العامة للضرائب رقم ‪-31‬‬
‫‪ 87‬اخلاصة ابلتعديالت واإلضافات يف الرسوم فقط؛‬
‫‪-‬عدم توفر تقارير دورية للبيئة تسمح بتقييم الوضع البيئي مما تسمح بدورها يف تسهيل عملية البحث والتحليل؛‬
‫‪ -‬قلة الدراسات اخلاصة بتطبيقات السياسة اجلبائية على مستوى الدول العربية مما صعب من احلصول على املعلومات‬
‫اخلاصة ببعض الدول حمل الدراسة؛‬
‫‪ -‬عدم وجود قاعدة بياانت إحصائية خاصة ابلدول العربية لإليرادات املتعلقة ابجلباية البيئة‪ ،‬وحىت يف املواقع الرمسية‬
‫للضرائب أو البيئة لوزارات الدول املدروسة وابألخص اجلزائر‪ ،‬فهي غري متاحة ابلشكل الكايف‪.‬‬

‫ز‬
‫الفصل األول‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫متـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيد‪:‬‬

‫شهد العامل يف اآلونة األخرية العديد من التغريات والتطورات التكنولوجية والصناعية اليت كانت سببا مباشرا يف‬
‫خلق مشاكل بيئية أدت إىل اختالل توازن النظام البيئي‪ ،‬لذا جلئت العديد من الدول للبحث عن احللول املثلى‬
‫والناجعة حلماية البيئة من ظاهرة التلوث اليت أضحت تشكل خطرا ابلغا يهدد البشرية؛‬
‫ولتفادي تدهور األوضاع البيئية وتفاقمها أكثر مت عقد العديد من املؤمترات وإبرام اتفاقيات دولية من أجل‬
‫مواجهة التلوث البيئي أبنواعه‪ ،‬فمن بني األسباب اليت أدت إىل كثرة املشاكل البيئية عدم االستغالل العقالين‬
‫للموارد الطبيعية وعدم املساواة يف توزيعها‪ ،‬مما أدى ابلدول إىل تبين وتطبيق مفهوم االقتصاد األخضر الذي يهدف‬
‫إىل خلق التوازن البيئي من أجل محاية املوارد الطبيعية‪ ،‬خفض االنبعااثت الغازية‪ ،‬واملرونة يف مواجهة تغري املناخ مما‬
‫يؤدي بدوره إىل حتقيق تن مية بيئية مستدامة تليب احتياجات اجليل احلايل وحتافظ على حقوق األجيال القادمة؛‬

‫يتطلب تدخل الدولة من أجل ضبط واقعها االقتصادي واالجتماعي تبين سياسات عامة تشمل جماالت‬
‫عديدة‪ ،‬حبيث تعد السياسة اجلبائية أحد أهم هذه السياسات اليت تستخدمها احلكومات إلحداث آاثر اقتصادية‬
‫واجتماعية تتالئم مع أهدافها املسطرة‪ ،‬وتتجنب اآلاثر غري املرغوب فيها‪،‬كما تعد أحد أدوات السياسة املالية اليت‬
‫هتدف إىل متويل ميزانياهتا‪ ،‬يتم ذلك وفقا لنظام جبائي تتحدد من خالله فعالية السياسة اجلبائية يف حتقيق‬
‫أهدافها و تكتسي بذلك أمهية خاصة للدولة؛‬

‫وابلتايل يهدف هذا الفصل إىل دراسة خمتلف املفاهيم اخلاصة ابلبيئة والتلوث البيئي‪ ،‬والتعرف بصفة خاصة‬
‫على املشاكل البيئية اليت تسبب التلوث أبنواعه‪ ،‬ابعتبار أن هذا املوضوع أصبح من الرهاانت اليت تواجه أي دولة‬
‫حتاول على األقل الوصول إىل حتقيق املستوى األمثل منه‪ ،‬مع التطرق إىل مفاهيم السياسة اجلبائية من أسس‬
‫ومبادئ‪ ،‬والتعرف على طبيعة العالقة بينها وبني النظام اجلبائي من جهة والسياسات االقتصادية واملالية من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫بناءا على ما سبق‪ ،‬ومن أجل شرح املفاهيم بشكل مفصل مت تقسيم هذا الفصل إىل أربع مباحث وهي‪:‬‬

‫مفاهيم حول البيئة والتلوث البيئي؛‬


‫التنمية املستدامة‪ ،‬االقتصاد األخضر واجلهود الدولية حلماية البيئة من التلوث؛‬
‫اإلطار النظري للسياسة اجلبائية والنظام اجلبائي؛‬
‫األسس النظرية للسياسة اجلبائية وخصائصها يف الدول املتقدمة والنامية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املبحث األول‪ :‬مفاهيم حول البيئة والتلوث البيئي‬


‫يعد التلوث البيئي من أبرز القضااي اليت مت تسليط الضوء عليها يف العديد من املناقشات الدولية‪ ،‬بدعم من‬
‫مجيع اهليئات واملؤسسات اليت تعمل على محاية البيئة‪ ،‬انطالقا من الوعي بضرورة ااحمافظة عليها وإاجاد سبل‬
‫للقضاء على ظاهرة التلوث ملا هلا من آاثر على األداء البيئي ألي دولة‪ ،‬وإحداث خلل يف توازهنا ابإلضافة إىل‬
‫العنصر األهم وهو احلفاظ على اإلنسان وصحته من مجيع أشكال التلوث خاصة مشكل اهلواء وآاثر تغري املناخ‬
‫فبالرغم من االلتزامات العاملية بتخفيضه إال أن التحكم فيه يعتمد على قدرة الدول على التخلي عن بعض‬
‫السلوكيات وإتباع إجراءات وسياسات جديدة كفيلة ابلتخفيض من حجم االنبعااثت الغازية وابلتايل الوصول إىل‬
‫األهداف املسطرة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم البيئة والنظام البيئي‬
‫تعددت تعاريف البيئة واملفاهيم املرتبطة هبا كعلم البيئة والنظام البيئي وغريها‪ ،‬إال أهنا مل ترتكز على تعريف‬
‫جامع هلذه املصطلحات‪ ،‬مت تعريفها وفقا لتخصصات الباحثني كل حسب وجهته‪ ،‬لذا سنتناول تعريف البيئة‬
‫وأقسامها ابإلضافة إىل النظام البيئي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف و أقسام البيئة‬
‫لتعريف البيئة البد من التطرق إىل جانبني األول لغوي وما حيمله من دالالت يف اللغة العربية والفرنسية وحىت‬
‫املدلول اإلجنليزي‪ ،‬واجلانب االصطالحي الذي استند على مجيع جوانب العلوم‪ :‬الطبيعية‪ ،‬اإلنسانية واالجتماعية‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل آايت من القران الكرمي اليت تبني مواضع خاصة مبفاهيم متعلقة ابلبيئة‪.‬‬
‫‪ -1‬التعريف اللغوي للبيئة‬
‫البيئة اسم مشتق من الفعل ابء وبوأ و(تبوأ) أي حل ونزل وأقام‪ ،‬واالسم (بيئة) يعرب به عن احلالة فيقال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ابءت بيئة سوء‪ ،‬أي حبالة سوء‪ ،‬وقيل أيضا أن البيئة هي املقام واملنزل أي حمل اإلقامة‪ ،‬وتبوأ املكان أي أقام به‪.‬‬
‫وتتفق معاجم اللغة على أن البيئة تعرب عن املكان أو ااحميط الذي يعي فيه الكائن احلي‪ ،‬وقد تعرب عن احلالة اليت‬
‫عليها ذلك الكائن‪ .‬ففي اللغة االجنليزية يستخدم لفظ "‪ "Environment‬للداللة على الظروف ااحميطة املؤثرة‬
‫على النمو والتنمية‪ ،‬كما يستخدم للتعبري عن الظروف الطبيعية مثل‪ :‬اهلواء‪ ،‬املاء واألرض اليت يعي فيها‬
‫اإلنسان‪ ،‬أما من الوجهة العلمية فهي املكان الذي حييط ابلشخص ويؤثر على مشاعره وأخالقه وأفكاره‪ ،‬ويف‬
‫اللغة الفرنسية تعرف كلمة "‪ " Environnement‬أبهنا الظروف الطبيعية للمكان من هواء وماء وأرض‬
‫‪2‬‬
‫والكائنات احلية ااحميطة ابإلنسان‪.‬‬

‫‪ 1‬طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬األمن البيئي النظام القانوين حلماية البيئة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 2‬نوال علي تعاليب‪ ،‬احلوكمة البيئية العاملية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مركز الكتاب األكادميي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2014 ،‬ص ص ‪.50-49‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫فمن خالل ما سبق نستنتج أن املعىن اللغوي للبيئة متشابه إذ أنه يعرب عن الوسط أو ااحميط الذي يعي فيه‬
‫اإلنسان والكائنات احلية األخرى‪ ،‬حيتوي على مجيع متطلبات احلياة من هواء‪ ،‬ماء‪ ،‬غذاء‪ ،‬سكن‪...‬إخل‪ ،‬حبيث‬
‫تنشأ عالقة تبادلية التأثري بني الطرفني‪.‬‬
‫أما من انحية الشريعة اإلسالمية جند أن اشتقاقات البيئة وردت ابلقرآن الكرمي يف عدة صور نذكر منها‪:‬‬
‫ورا َوتَـ ْن ِحتُو َن ٱ ْجلِبَ َ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬قوله تعاىل‪ ( :‬وٱذْ ُكرٓو۟ا إِ ْذ جعلَ ُكم ُخلَ َفا ِ ۢ ِ ٍ‬
‫اد وبـ َّوأَ ُكم ِِف ْٱألَر ِ ِ‬
‫صً‬ ‫ض تَـتَّخ ُذو َن من ُس ُهوِلَا قُ ُ‬‫ْ‬ ‫ٓء من بَـ ْعد َع َ َ ْ‬‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ٱإليََٰ َن ِمن‬
‫َّار َو ِْ‬
‫ين تَـبَـ َّوءُو ٱلد َ‬
‫َّ ِ‬
‫وًت ‪ .)....‬ورد يف اآلية الكرمية وبوأكم مبعىن أسكنكم وأنزلكم‪ .‬وقوله تعاىل‪( :‬وٱلذ َ‬
‫‪1‬‬
‫بُـيُ ً‬
‫۟‬
‫اجةً ِِّمَّآ أُوتُوا َويُوثُِرو َن َعلَ َٰٓى أَن ُف ِس ِه ْم َولَ ْو َكا َن ِبِِ ْم‬ ‫ِ‬
‫ص ُدوِره ْم َح َ‬ ‫اج َر إِلَيْ ِه ْم َوَال ََِي ُدو َن ِيف ُ‬
‫ِ ِ‬
‫قَـ ْبل ِه ْم ُُيبُّو َن َم ْن َه َ‬
‫ْم ْفلِ ُحو َن)‪ 2 .‬أي اختذوا هلم الدار‪ :‬يقصد املدينة املنورة منزال‪ ،‬وقد‬ ‫۟ٓ‬
‫ك ُه ُم ٱل ُ‬ ‫اصةٌ َوَمن يُو َق ُش َّح نَـ ْف ِس ِهۦ فَأُوَٰلَئِ َ‬ ‫ص َ‬ ‫َخ َ‬
‫‪3‬‬
‫اختذ هذا املعىن اللغوي للبيئة معىن اصطالحي أوسع وأمشل من ذلك املعىن اللغوي املطلق‪.‬‬
‫ۢ‬
‫يج) ‪4‬وقال‬ ‫ت ِمن ُك ِِل َزْو ٍٍۭج َِبِ ٍ‬ ‫ت َوأَنـبَـتَ ْ‬
‫ت َوَربَ ْ‬ ‫ض َهام َدةً فَِإذَآ أ َ‬
‫َنزلْنَا َعلَْيـ َها ٱل َْمآ َء ٱ ْهتَـ َّز ْ‬ ‫ِ‬
‫وقال تعاىل‪َ .... (:‬وتَـ َرى ْٱأل َْر َ‬
‫ِ ۟‬ ‫ِ ٍ َّ‬
‫َّر ٱلْبَ ْح َر لتَأْ ُكلُوا‬ ‫َّ ِ‬
‫ك َأليَةً لِ َق ْوم يَذ َّك ُرو َن * َو ُه َو ٱلذي َسخ َ‬ ‫ض ُُمْتَلِ ًفا أَل ََْٰوانُهُ إِ َّن ِيف َٰذَلِ َ‬‫تعاىل‪َ ( :‬وَما ذَ َرأَ لَ ُك ْم ِيف ْٱأل َْر ِ‬
‫۟‬ ‫۟ ِ ِ‬
‫اخ َر فِ ِيه َولِتَـ ْبـتَـغُوا ِمن فَ ْ‬
‫ضلِ ِهۦ َولَ َعلَّ ُك ْم‬ ‫ْك مو ِ‬
‫سونَـ َها َوتَـ َرى ٱلْ ُفل َ َ َ‬ ‫م ْنهُ َحلْ ًما طَ ِراًّي َوتَ ْستَ ْخ ِر ُجوا م ْنهُ حلْيَةً تَـلْبَ ُ‬
‫ِ‬
‫تَ ْش ُك ُرو َن)‪ 5،‬من خالل التدبر يف القرآن الكرمي وتفسري معانيه جند أن هللا عزة وجل أوىل اهتماما ابلغا للبيئة‬
‫ومجيع عناصرها‪ ،‬حبيث منح لإلنسان مجيع متطلبات حياته من موارد بيئية وسخرها له لالنتفاع هبا يف شىت‬
‫اجملاالت‪ ،‬وحث على ااحمافظة عليها‪ ،‬وأن يستثمر فيها دون إتالفها أو تدمريها ابإلضافة إىل محاية النظام البيئي‬
‫من الفساد الناتج عن األفعال البشرية السلبية واملضرة‪.‬‬
‫‪ -2‬املفهوم االصطالحي‬
‫تبىن "مؤمتر استكهومل" املنعقد عام ‪ 1972‬املفهوم املوسع للبيئة على أساس أهنا‪" :‬رصيد املوارد املادية‬
‫واالجتماعية يف وقت ما ويف مكان ما إلشباع حاجات اإلنسان وتطلعاته"‪ ،‬كما تتضمن البيئة عالوة على‬
‫اجملاالت الطبيعية (املاء واهلواء والرتبة واملعادن‪....‬إخل) كافة جوانب البيئة االجتماعية والثقافية واحلضارية‪ 6.‬تعرف‬
‫كذلك أبهنا‪ ":‬جمموعة من العناصر( النبااتت‪ ،‬احليواانت‪ ،‬الغاابت واملسطحات املائية) اليت حتيط ابلبشر"‪،7‬كما‬
‫أهنا تعين ااحميط‪ ،‬أي جمموع كل العوامل اخلارجية (احليوية وغري احليوية) اليت تؤثر على حياة الكائنات احلية‬

‫‪ 1‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية (‪.)74‬‬


‫‪ 2‬سورة احلشر‪ ،‬اآلية (‪.)09‬‬
‫‪ 3‬سليمان عمر عبد اهلادي‪ ،‬االستثمار األجنيب املباشر وحقوق البيئة يف االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬األكادمييون للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 4‬سورة احلج –اآلية ‪5‬‬
‫‪ 5‬سورة النحل اآلية ‪.14-13‬‬
‫‪6‬قريد مسري‪ ،‬محاية البيئة ومكافحة التلوث ونشر الثقافة البيئية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2013 ،‬ص‪.40‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Gilles Landry, l’environnement, fédération interprofessionnelle de la santé du Québec, bibliothèque‬‬
‫‪national du Québec, 2013, p p 3-4.‬‬
‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫( على سبيل املثال‪ :‬البشر‪ ،‬احليواانت‪ ،‬النبااتت‪ ،‬والكائنات احلية الدقيقة)‪ ،‬بينما تتضمن العوامل غري احليوية مجيع‬
‫الكياانت الفيزايئية والكيميائية ( مثل‪ :‬اهلواء‪ ،‬املاء‪ ،‬الرتبة‪ ،‬الصخور‪ ،‬املعادن واجلبال)‪ 1.‬والبيئة عبارة عن الوسط‬
‫أو اجملال املكاين الذي يعي فيه اإلنسان‪ ،‬مبا يضم من ظواهر طبيعية وبشرية يتأثر هبا ويؤثر فيها‪ 2.‬كما تعرف‬
‫أبهنا جمموعة من الظروف الطبيعية (الفيزايئية والكيميائية‪ ،‬البيولوجية والثقافية واالجتماعية) اليت قد تؤثر على‬
‫الكائنات احلية واألنشطة البشرية‪ .‬ويف السياق التطبيقي لدراسة األثر البيئي كان ملفهوم البيئة منذ فرتة طويلة معىن‬
‫‪3‬‬
‫خمتلف للمختصني يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية وكذلك ابلنسبة للعلوم الطبيعية وهو كالتايل‪:‬‬
‫أ‪ -‬يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ :‬يشري إىل البيئة االجتماعية اليت حتيط ابألنشطة البشرية وتؤثر فيها؛‬
‫ب‪-‬يف العلوم الطبيعية‪ :‬يشري إىل النظم اإليكولوجية الطبيعية املستقلة عن البشر وااحميطة بكائن حي‪ ،‬حيوان‬
‫أو نبات‪.‬‬
‫وقد ترمجت كلمة ‪ Ecology‬إىل اللغة العربية بعبارة" علم البيئة" اليت وضعها العامل األملاين ارنست هيجل‬
‫‪ Ernest Heagel‬عام ‪ 1866‬بعد دمج كلمتني يواننيتني مها ‪ Oikes‬ومعناها مسكن‪ ،‬و ‪Logos‬‬
‫ومعناها علم‪ ،‬حبيث عرفها أبهنا‪ " :‬العلم الذي يدرس عالقة الكائنات احلية وتغذيتها‪ ،‬وطرق معيشتها وتواجدها‬
‫يف جمتمعات أو جتمعات سكنية أو شعوب‪ ،‬كما يتضمن أيضا دراسة العوامل غري احلية مثل خصائص املناخ‬
‫(احلرارة‪ ،‬الرطوبة‪ ،‬اإلشعاعات‪ ،‬غازات املياه واهلواء)‪ ،‬اخلصائص الفيزايئية والكيميائية لألرض واملاء واهلواء‪ 4.‬أما‬
‫العامل األملاين املتخصص يف علم احلياة أالن بومبارد (‪ )Alain Bombard‬عرف البيئة أبهنا‪ :‬علم دراسة‬
‫‪5‬‬
‫التوازن بني مجيع الكائنات احلية‪.‬‬
‫وهبذا نالحظ أن االهتمام بتحديد املعىن االصطالحي للبيئة يف بداايته كان يتعلق أكثر ابلعلوم الطبيعية مث‬
‫انتقل إىل العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ .‬فمن خالل جل التعاريف جند اختالف كبري يف مفهومها‪ ،‬حبيث يعترب‬
‫مصطلح البيئة واسع االستخدام فنجد‪ :‬البيئة (الطبيعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الزراعية‪ ،)....‬أي أهنا ترتكز على‬
‫طبيعة العالقة البشرية املرتبطة هبذه اجملاالت‪ ،‬فهي ابختصار تعرب عن ااحميط الذي يعي فيه الكائن احلي ابألخص‬
‫اإلنسان ويتفاعل معه‪ .‬ينقسم الباحثني من حيث أرائهم حول تعريف البيئة فمنهم من يرى أبهنا علم لدراسة‬

‫‪1‬‬
‫‪Navindu Gupta, and others, Environmental sciences: scope and importance, The Energy and‬‬
‫‪Resources Institute, January 2015, p 06.‬‬
‫‪ 2‬صاحل دروي الكاشف‪ ،‬دور الشريعة اإلسالمية يف محاية البيئة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات املؤمتر الدويل املوسوم بعنوان‪ :‬آليات محاية البيئة‪ ،‬مركز جيل‬
‫البحث العلمي‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،‬يومي ‪ 27-26‬ديسمرب ‪ ،2017‬ص‪.43‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Pierre André, Claude E Delisle, Jean-Pierre Revéret, L’évaluation des impacts sur‬‬
‫‪l’environnement, 3 eme éditions, presses internationales polytechnique, la francophonie, canada,‬‬
‫‪2010, p p 35-36.‬‬
‫‪4‬عماد حممد احلفيظ‪ ،‬إدارة النفاًّيت ربح ومحاية للبيئة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2018 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 5‬عامر حممود طراف‪ ،‬قضاًّي البيئة والتنمية‪ ،‬أزمة دولية متفاقمة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬جمد املؤسسات اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،2011 ،‬‬
‫ص‪.71‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫التوازن بني خمتلف الكائنات احلية وغري احلية الذي يهدف إىل محاية البيئة وإبراز دور اإلنسان يف احلفاظ عليها‬
‫ومن يرى أبهنا جمموعة من العوامل والظروف املتجانسة فيما بينها‪ :‬طبيعية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪...‬إخل‪ ،‬واليت تتفاعل‬
‫فيما بينها‪ .‬كما قسمها الباحثني إىل بيئة مشي دة واليت هي من صنع اإلنسان وبيئة طبيعية واليت تتمثل يف‬
‫الصحراء‪ ،‬املناخ‪ ،‬البحار‪ ،‬النبات‪.... ،‬إخل‪ .‬لكن املعىن املقصود يف حبثنا هو االقتصار على البيئة الطبيعية وكيفية‬
‫احلفاظ عليها من التلوث‪.‬‬
‫‪ -3‬أقسام البيئة‬
‫‪1‬‬
‫وفق توصيات مؤمتر استكهومل لألمم املتحدة مت تقسيم البيئة إىل ثالثة عناصر وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬البيئة الطبيعية ‪ :‬تتكون من أربعة نظم مرتابطة ترابطا وثيقا وهي‪ :‬الغالف اجلوي‪ ،‬الغالف املائي‪ ،‬اليابسة‬
‫وااحميط اجلوي‪ ،‬مبا تشمله هذه األنظمة من ماء وهواء‪ ،‬تربة‪ ،‬معادن ومصادر للطاقة ابإلضافة إىل النبااتت‬
‫واحليواانت‪ ،‬وهذه مجيعا متثل املوارد اليت أاتحها هللا سبحانه لإلنسان كي حيصل منها على مقومات حياته من‬
‫غذاء وكساء ودواء ومأوى‪.‬‬
‫ب‪ -‬البيئة البيولوجية‪ :‬تشمل اإلنسان الفرد وأسرته وجمتمعه‪ ،‬وكذلك الكائنات احلية يف ااحميط‪ ،‬وتعد البيئة‬
‫البيولوجية جزءا من البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬البيئة االجتماعية‪ :‬يقصد ابلبيئة االجتماعية ذلك اإلطار من العالقات الذي حيدد عالقة اإلنسان مع غريه‬
‫وذلك اإلطار من العالقات الذي هو األساس يف تنظيم أي مجاعة من اجلماعات سواء بني األفراد ببعضهم‬
‫البعض ‪ ،‬أو بني مجاعات متباينة أو متشاهبة معها أو ضمن حضارة واحدة‪ ،‬وتؤلف أمناط تلك العالقات ما يعرف‬
‫ابلنظم االجتماعية‪ ،‬حبيث استحدث اإلنسان خالل رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية كي تساعده يف حياته فعمر‬
‫األرض واخرتق األجواء لغزو الفضاء‪.‬‬
‫شكل رقم‪ )1-1( :‬أقسام البيئة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫‪1‬إلياس شاهد‪ ،‬عبد النعيم دفرور‪ ،‬البيئة ومقومات محايتها يف اجلزائر‪ ،‬جملة الدراسات والبحوث االجتماعية‪ ،‬جامعة الشهيد محة خلضر‪-‬الوادي‪ ،‬اجمللد ‪ ،04‬العدد‬
‫‪ ،20‬ديسمرب ‪ ،2016‬ص ص ‪.56- 55‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫اثنيا‪ :‬تعريف وخصائص النظام البيئي‬

‫يعرف مصطلح النظام البيئي (‪ )ecosystem‬أبنه‪ :‬نظام متكامل يعي فيه كل املسامهني يف توازن اتم إذ‬
‫يعتمد كل منهم على اآلخر يف جزء من حياته واحتياجاته‪ ،‬ويقوم كل مهتم منهم مبهمته يف هذا النظام‪ .‬أي أنه‬
‫عبارة عن وحدة بيئية تكاملية (صغرية كانت أو كبرية) تتكون من كائنات حية تتفاعل مع مكوانت بيئتها الطبيعية‬
‫غري احلية وفق نظام دقيق ومتوازن إلعالة احلياة على األرض‪ ،‬وملا كانت إعالة احلياة متثل هدفا أساسيا من أهداف‬
‫‪1‬‬
‫خلق هللا لألرض‪ ،‬أطلق على النظام البيئي من خالل هذه الوظيفة‪ :‬نظام إعالة احلياة‪.‬‬

‫كما أنه عبارة عن التوازن بني مكوانته املختلفة لضمان استمراره يف أفضل حاالته لتكون مكوانته كل مبقدار ال‬
‫يؤثر أحدها على اآلخر وال البعض على الكل وال الكل على البعض اآلخر‪ .‬فمكوانت النظام البيئي مبا فيها اجلزء‬
‫والكل يف حالة تفاعل مستمر أي أتثر وأتثري مستمر ليحافظ النظام البيئي على اتزانه وتوازنه‪ 2.‬حيتوي النظام‬
‫‪3‬‬
‫البيئي على جمموعة من اخلصائص هي‪:‬‬
‫‪ -1‬احتواءه على عناصر حية وغري حية متداخلة يف نظام واحد؛‬
‫‪ -2‬حيكم هذا النظام تناغم متقن؛‬
‫‪ -3‬يتبادل النظام البيئي مدخالته وخمرجاته مع البيئة ااحميطة به؛‬
‫‪ -4‬أي اختالل أو ارتباك سليب يف توازن هذا النظام يقوده إىل الضعف مث االضمحالل؛‬
‫‪ -5‬جمموعة األنساق تشكل نظام كبري احلجم ميتد من أصغر وحدة اليت هي نظام الذرة وصوال إىل نظام الكون‬
‫العظيم‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ميكن القول أن النظام البيئي هو عبارة عن وحدة بيئية تتكون من الكائنات احلية و غري‬
‫احلية تتفاعل مع بعضه ا لتعي بتوازن‪ ،‬ابإلضافة إىل اعتماد كل عنصر يف النظام البيئي على عناصر أخرى بطريقة‬
‫مباشرة أو غري مباشرة‪ ،‬مع ضمان االستمرارية يف أفضل احلاالت دون التأثري السليب على بعضها البعض‪.‬‬

‫‪ 1‬كاظم املقدادي‪ ،‬علي عبد هللا اهلوشي‪ ،‬محاية البيئة البحرية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مركز الكتاب األكادميي‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪ ،2016 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 2‬عماد حممد ذايب احلفيظ‪ ،‬البيئة‪ ،‬محايتها‪ ،‬تلوثها‪ُ ،‬ماطرها‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪3‬جنم العزاوي‪ ،‬عبد هللا النقار‪ ،‬إدارة البيئة‪ ،‬نظم ومتطلبات وتطبيقات ‪ ،ISO 14000‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.96‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املطل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاين‪ :‬مفهوم وأشكال التلوث البيئي‬


‫يعد التلوث البيئي من أبرز القضااي اليت تطرح على املستوى الدويل واليت أخذت حيزا كبريا من االهتمام املتزايد‬
‫يف اآلونة األخرية خاصة يف ظل التقدم التكنولوجي والصناعي‪ ،‬فمن أبرز أنواعه اليت تشكل خطورة على الدول‬
‫نذكر التلوث اهلوائي نظرا لزايدة أتثريه على اجملتمعات وهتديداته للبيئة البشرية ابألخص‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف التلوث البيئي‬
‫التلوث البيئي يف اللغة صنفان‪ :‬مادي‪ ،‬وهو اختالط أي شيء غريب عن مكوانت املادة ابملادة‪ ،‬أما املعنوي‬
‫‪1‬‬
‫كأن نقول‪ :‬تلوث بفالن رجاء منفعة‪ ،‬أي الذ به‪ ،‬و أتثت عليه األمور أي اختلطت ومل تتضح‪.‬‬
‫ميكن القول أنه من الصعب وضع تعريف جامع ملعىن التلوث بسبب صعوبة اإلحاطة ابألمور اليت ينتج عنها‬
‫إال أن هذا ال حيول دون التوصل إىل مفهوم عام للتلوث أو معايري ميكن تطبيقها لتعريفه‪ ،‬وقد أعطى مؤمتر‬
‫استكهومل تعريفا للتلوث أبنه‪" :‬عبارة عن األنشطة اإلنسانية اليت تدخل بصورة حتمية ومتزايدة موادا وطاقات بيئية‬
‫حني تعرض تلك املواد والطاقات صحة اإلنسان ورفاهيته أو مصادره الطبيعية للخطر‪ ،‬أو حني حيتمل تعرضها‬
‫‪2‬‬
‫للخطر بشكل مباشر أو غري مباشر فهي تسمى تلوث"‪.‬‬
‫أما التعريف الذي أوردته األمم املتحدة للتلوث فهو‪ " :‬مجيع النشاطات اإلنسانية اليت تؤدي ابلضرورة إىل زايدة‬
‫أو إضافة مواد أو طاقة جديدة إىل البيئة حيث تعمل هذه الطاقة أو املواد إىل تعريض حياة اإلنسان أو صحته‬
‫معيشته‪ ،‬رفاهيته أو مصادره الطبيعية للخطر سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غري مباشر"‪ 3.‬كما ميكن تعريف‬
‫التلوث على أنه‪ ":‬تل ك األضرار اليت تلحق النظام البيئي وتنتقص من قدرته على توفري حياة من الناحية البدنية‬
‫والنفسية‪ ،‬االجتماعية واألخالقية لإلنسان‪ ،‬تلك األضرار عادة ما تنتج عن سلوك اإلنسان يف سعيه لتعظيم‬
‫إشباعه املادي أبقل جهد ممكن"‪ .‬كما عرفته بعض املعاجم البيئية أبنه‪" :‬التدهور املتزايد للعناصر الطبيعية بتفريغ‬
‫‪4‬‬
‫النفاايت اليت تؤثر على الرتبة‪ ،‬البحر‪ ،‬اجلو‪ ،‬واملياه على حنو اجعلها شيئا فشيئا غري قادرة على أداء دورها"‪.‬‬
‫وهو عبارة عن أي تغيريات غري طبيعية وسلبية يف مجيع األبعاد مثل اخلصائص الكيميائية‪ ،‬الفيزايئية والبيولوجية‬
‫ألي مكون من مكوانت النظام البيئي مثل اهلواء أو املاء أو الرتبة‪ ،‬واليت ميكن أن تسبب أتثريات ضارة على‬
‫‪5‬‬
‫خمتلف أشكال احلياة واملمتلكات تسمى التلوث البيئي‪.‬‬

‫‪ 1‬طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.174-173‬‬


‫‪ 2‬يونس إبراهيم أمحد مزيد‪ ،‬البيئة يف اإلسالم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 3‬عقيل محيد جابر احللو‪ ،‬عبد الرسول جابر إبراهيم‪ ،‬م‪.‬م حيدر حسني عذافة‪ ،‬اآلاثر االقتصادية للتلوث البيئي املخاطر‪ ،‬والتكاليف‪ ،‬واملعاجلات‪ ،‬العراق حالة‬
‫دراسية‪ ،‬جملة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬جامعة القادسية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪ ،‬اجمللد ‪ ،15‬العدد ‪ ،2013 ،1‬ص ‪.47‬‬
‫‪ 4‬موساوي عمر‪ ،‬ابيل مصعب ‪ ،‬إدماج البعد البيئي يف املؤسسات الصناعية اجلزائرية‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى الدويل األول املوسوم بعنوان"سلوك‬
‫املؤسسات االقتصادية يف ظل رهاانت التنمية املستدامة والعدالة االجتماعية"‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمرب ‪ ،2012‬ص ‪.431‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Arpit KumaAr Jain, Environment Pollution: Types, Causes, Effects, Gradeup, 15 November,‬‬
‫‪2019, Available at : https://gradeup.co/environment-pollution-i Page consulté le: 20/07/2020.‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫أما من انحية القانون اجلزائري عرفت املادة ‪ 03‬من القانون ‪ 10-03‬املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية‬
‫املستدامة التلوث على أنه‪ ":‬كل تغيري مباشر أو غري مباشر للبيئة‪ ،‬يتسبب فيه كل فعل حيدث أو قد حيدث‬
‫وضعية مضرة بصحة وسالمة اإلنسان‪ ،‬النبات‪ ،‬احليوان واهلواء‪ ،‬اجلو‪ ،‬املاء واألرض‪ ،‬املمتلكات اجلماعية‬
‫‪1‬‬
‫والفردية"‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ميكن القول أن التلوث هو عبارة عن أي ضرر حيدثه النشاط اإلنساين يؤدي إىل خلل‬
‫وعدم توازن النظام البيئي بطريقة مباشرة أو غري مباشرة‪ ،‬مما يؤثر على صحة اإلنسان والكائنات احلية األخرى‬
‫ويتسبب يف الكثري من األمراض‪ ،‬ألنه يسعى إىل إشباع حاجاته واستغالل املوارد الطبيعية أبقل تكلفة وجهد ممكن‬
‫دون ااحمافظة على البيئة وسالمتها‪ .‬أما من انحية املشرع اجلزائري ميكن القول أبنه مل يعطي تعريفا دقيقا وإمنا ركز‬
‫على التلوث الذي حيدثه اإلنسان دون غريه‪ ،‬كما أنه مل يركز على الشخص املعنوي ابعتباره املتسبب األكرب‬
‫للتلوث الذي حيدثه سواء من خملفات ك النفاايت أو انبعااثت غازية كنتيجة لنشاط املؤسسات بشىت أنواعها‬
‫وجماالهتا خاصة الصناعية منها‪ ،‬ومل حيدد ابلضبط املتسبب املباشر للتلوث‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬أنواع التلوث البيئي‬


‫للتلوث البيئي أنواع متعددة مت تقسيمها إىل اجتاهات خمتلفة‪ ،‬من حيث طبيعة التلوث‪ ،‬مصدره‪ ،‬نطاقه اجلغرايف‬
‫حسب الوسط الذي حيدث فيه‪ ،‬ابإلضافة إىل آاثره السلبية اليت تشكل خطورة على اجملتمعات وهتديد للبيئة‪.‬‬
‫‪ -1‬أنواع التلوث ابلنظر إىل طبيعته‪ :‬يصنف التلوث استنادا إىل طبيعته أو ابلنظر إىل نوع املادة امللوثة إىل عدة‬
‫أنواع منها‪ :‬التلوث البيولوجي‪ ،‬التلوث الكيمائي‪ ،‬اإلشعاعي‪ ،‬والتلوث الضوضائي‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التلوث البيولوجي‪ :‬يعترب التلوث البيولوجي من أقدم صور التلوث البيئي اليت عرفها اإلنسان‪ ،‬وينشأ نتيجة‬
‫وجود كائنات حية مرئية أو غري مرئية‪ ،‬نباتية أو حيوانية‪ ،‬يف الوسط البيئي كاملاء أو اهلواء أو الرتبة‪ ،‬كالبكترياي‬
‫والفطرايت وغريها‪ .‬وينجم عادة عن الرواسب الناجتة عن األنشطة الصناعية أو الزراعية أو املنزلية‪ ،‬وعن النفاايت‬
‫املتخلفة عن الصناعات اليت تعاجل مواد عضوية وما شابه ذلك‪.‬‬

‫ب‪ -‬التلوث اإلشعاعي‪ :‬ويعين تسرب مواد مشعة إىل أحد مكوانت البيئة من ماء أو هواء أو تربة أو غريها‪.‬‬
‫ويعترب التلوث اإلشعاعي من أخطر أنواع التلوث البيئي يف عصران احلاضر‪ ،‬حيث أنه ال يرى وال يشم وال حيس‬
‫ويف يسر وسهولة يتسلل اإلشعاع إىل الكائنات احلية يف كل مكان دون أية مقاومة‪ ،‬بدون ما يدل على تواجده‬
‫وبدون أن يرتك أثرا يف ابدئ األمر‪ ،‬وعندما تصل املادة املشعة إىل خالاي اجلسم حتدث هبا أضرارا ظاهرة و ابطنه‬
‫تودي يف غالب األحيان حبياة اإلنسان‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون ‪ 10- 03‬املؤرخ يف ‪ 19‬مجادى األوىل عام ‪ 1424‬املوافق ل ‪ 19‬جويلية سنة ‪ ،2003‬املتضمن محاية البيئة يف إطار التنمية املستدامة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‬
‫العدد ‪ ،43‬ص ‪.10‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫ج‪ -‬التلوث الكيماوي‪ :‬يعترب التلوث الكيماوي من أشد أنواع التلوث خطرا‪ ،‬وذلك الزدايد املواد الكيماوية يف‬
‫عصران احلاضر وتنوعها بدرجة خيالية وانتشارها يف أرجاء املعمورة‪ ،‬واخرتاقها لكل احلواجز‪ ،‬كما قد تتحد بعض‬
‫هذه الكيماوايت مع بعضها مكونة مركبات أشد خطورة على الكائنات احلية‪ .‬ومن أهم املركبات العضوية امللوثة‬
‫للبيئة والضارة بصحة اإلنسان وسالمة البيئة‪ ،‬مركبات الزئبق ومركبات الكاديوم والزرنيخ واملبيدات احلشرية واألمسدة‬
‫الكيماوية والنفط وغريها‪ .‬و تشكل هذه املواد إما نفاايت ألنشطة صناعية أو نواتج لالحرتاق‪ ،‬أو نفاايت نووية‬
‫‪1‬‬
‫ومعادن ثقيلة أو جزئيات كيماوية‪ ،‬يستخدمها اإلنسان يف أنشطته املختلفة الزراعية أو اخلدمية‪.‬‬

‫د‪ -‬التلوث الضوضائي‪ :‬الضجيج أو الضوضاء هي شكل من أشكال التلوث الفيزايئي‪ ،‬حيث ميكن أن جنمله‬
‫يف كونه أي صوت غري مرغوب يف مساعه يؤثر يف السمع ويؤدي إىل إجهاد األنفس وراحتها‪ ،‬إذ أن مصادره‬
‫متنوعة بني خمتلف وسائل النقل والضوضاء الناجتة عن املصانع وااحمالت التجارية و الورشات الصغرية واألعمال‬
‫امليكانيكية ابإلضافة إىل تلك الناجتة عن التلفزيون والراديو واملسجالت‪ ،‬فهو حميط ابلبشر يف كافة جماالت‬
‫نشاطاهتم وأماكن تواجدهم سواء يف العمل‪ ،‬املسكن أو يف الطرق‪ ،‬وقد اتفق العلماء على أنه احلد األقصى لشدة‬
‫الضوضاء املسموح هبا هو ‪ Décibel 65‬أو اختصارا ‪ ، d B‬حيث ال ينبغي أن يتعرض اإلنسان ألكثر من‬
‫‪2‬‬
‫هذه الدرجة حىت ال يتأثر مسعه (من شدة الصوت) ويتجنب اآلاثر الضارة هلذه الضوضاء‪.‬‬

‫‪-2‬أنواع التلوث ابلنظر إىل مصدره‪ :‬يصنف هذا النوع من التلوث إىل تلوث صناعي وتلوث طبيعي‪.‬‬
‫أ‪ -‬التلوث الطبيعي املنشأ‪ :‬إن الطبيعة عرضة إىل التغري املستمر بسبب عوامل ذاتية كالرايح والسيول واألمطار‬
‫وحرائق الغاابت‪ ،‬ثورات الرباكني‪ ،‬حركات القشرة األرضية‪ ،‬املد واجلزر يف البحار وغري ذلك‪ ،‬ومثل هذا التغري‬
‫‪3‬‬
‫يؤدي إىل حاالت من التلوث الطبيعي‪.‬‬

‫ب‪-‬التلوث الصناعي‪ :‬ختتلف نوعية وكمية امللواثت اليت تصدر من الصناعة اختالفا كبريا من صناعة إىل أخرى‬
‫وتتوقف على عدة عوامل هي‪ 4 :‬نوع الصناعة‪ ،‬حجم املصنع وعمره ونظام الصيانة به‪ ،‬نظام العمل ابملصنع وكمية‬
‫اإلنتاج‪ ،‬التقنيات املستخدمة يف العمليات الصناعية‪ ،‬نوعية الوقود واملواد األولية املستخدمة‪ ،‬وجود الوسائل‬
‫املختلفة للحد من إصدار امللواثت ومدى كفاءة العمل هبا‪.‬‬

‫طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.193-191‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬جهاد بن عثمان‪ ،‬فاطمة الزهراء زرواط‪ ،‬دراسة حتليلية اقتصادية حول التلوث وتقييم تكلفة التدهور البيئي يف اجلزائر‪ ،‬جملة الدراسات املالية وااحماسبية واإلدارية‪،‬‬
‫العدد السابع ‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.845‬‬
‫‪3‬مثىن عبد الرزاق العمر‪ ،‬التلوث البيئي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 4‬موساوي عمر‪ ،‬ابيل مصعب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.431‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫وعلى الرغم من اجلهود املبذولة على املستويني القومي والعاملي‪ ،‬فإن احلالة تزداد سوءا بسبب النمو املطرد والسريع‬
‫يف التقنيات املستخدمة حديثا يف الصناعة‪ ،‬واجلدول التايل يوضح بعض الصناعات واملواد املنبعثة عنها‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )1-1( :‬بعض الصناعات واملواد املنبعثة الصادرة عنها‬

‫املواد املنبعثة عنها‬ ‫نوع الصناعة‬


‫اجلسيمات‪ ،‬مركبات الكربيت‬ ‫مصانع االمسنت‬
‫اجلسيمات‪ ،‬الدخان‪ ،‬أول أكسيد الكربون الفلوريدات‬ ‫مصانع الصلب‬
‫اثين أكسيد الكربيت‪ ،‬اجلسيمات‬ ‫الصناعات غري احلديدية‬
‫اثين أكسيد الكربيت‪ ،‬اجلسيمات‬ ‫مصايف البرتول‬
‫اثين أكسيد الكربيت‪ ،‬ضباب محض الكربيتيك‪ ،‬اثلث أكسيد الكربيت‬ ‫مصانع محض الكربيتيك‬
‫اجلسيمات‪ ،‬الدخان‪ ،‬الروائح‬ ‫مسابك احلديد والصلب‬
‫مركبات الكربيت‪ ،‬اجلسيمات ‪ ،‬الروائح‬ ‫مصانع الورق‬
‫ضباب محض اهليدروكلوريك وغازه‬ ‫مصانع محض اهليدروكلوريك‬
‫أكاسيد األزوت‬ ‫مصانع محض النيرتيك‬
‫اجلسيمات والروائح‬ ‫الصابون واملنظفات الصناعية‬
‫الكلور‬ ‫الصودا الكاوية و الكلور‬
‫اجلسيمات‪ ،‬الفلوريدات‪ ،‬األمونيا‬ ‫صناعة األمسدة الفوسفاتية‬
‫اجلسيمات‬ ‫قمائن اجلري‬
‫اجلسيمات‪ ،‬الفلوريدات‬ ‫صناعة األملنيوم‬
‫ضباب احلمض‪ ،‬الفلوريدات‬ ‫صناعة محض الفوسفوريك‬

‫املصدر‪ :‬موساوي عمر‪ ،‬ابيل مصعب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.432‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أنه ختتلف املواد املنبعثة عن املصانع ابختالف نشاط املؤسسات الصناعية‪ ،‬وهي‬
‫متفاوتة اخلطورة واليت تؤثر على البيئة وتؤدي إىل اختالل نظامها وعدم توازنه‪ ،‬ابإلضافة إىل أهنا تسبب أخطارا‬
‫على اإلنسان بصفة خاصة وعلى الكائنات احلية األخرى‪ ،‬حبيث تسعى هذه املؤسسات إىل حتقيق العائد املادي‬
‫دون مراعاة شروط احلفاظ على البيئة إال أن املواد املنبعثة من املصانع تشكل خطرا كبريا‪ ،‬وتزداد ارتفاعا مع مرور‬
‫الوقت ويعود السبب يف ذلك إىل التكنولوجيا احلديثة والتقنيات املستخدمة‪ ،‬فلتقليص حجم هذه املشكلة يتطلب‬
‫من املؤسسات تكاليف ابهظة القتناء أجهزة ملكافحة التلوث وهو ما تتجنبه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪ -3‬أنواع التلوث ابلنظر إىل نطاقه اجلغرايف‪ :‬يصنف هذا النوع من التلوث إىل تلوث حملي وتلوث عابر‬
‫للحدود‪.‬‬
‫أ‪ -‬التلوث احمللي ‪ :‬يقصد به أن يكون حمصورا من حيث مصدره أو آاثره‪ ،‬أو حدود معينة أو إقليم معني فال‬
‫ينتشر إىل مكان وال تتعدى آاثره احليز اإلقليمي من مكان مصدره‪ ،‬و يشرتط يف التلوث ااحملي أن يكون مصدره‬
‫بفعل اإلنسان أو بفعل الطبيعة ويصيب عنصر من العناصر البيئية‪.‬‬
‫ب‪ -‬التلوث عابر للحدود‪ :‬ويقصد به التلوث الذي ينتشر من مصدره إىل مكان آخر‪ ،‬يسبب االنتشار‬
‫‪1‬‬
‫اإلشعاعي على شكل ضباب أو غيوم‪ ،‬األمر الذي يؤثر على البيئة اجملاورة هلا‪.‬‬
‫‪-4‬أنواع التلوث ابلنظر إىل آاثره على البيئة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫نظرا ألمهية التلوث وطبيعته فقد مت تقسيمه على ثالثة درجات متميزة هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التلوث املقبول‪ :‬وهو درجة من درجات التلوث اليت ال يتأثر هبا توازن النظام البيئي‪ ،‬وال يكون مصحواب‬
‫أبخطار أو مشاكل بيئية رئيسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬التلوث اخلطر ‪ :‬تعد مرحلة متقدمة من مراحل التلوث حيث إن كمية ونوعية امللواثت تتعدى احلد الطبيعي‬
‫ويبدأ معه التأثري السليب على العناصر البيئية والطبيعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬التلوث املدمر‪ :‬وميثل هذا التلوث املرحلة اليت ينهار فيها النظام البيئي نظرا الختالل مستوى االتزان بشكل‬
‫جذري‪ .‬مثال على ذلك حادثة تشرنوبيل للمفاعالت النووية اليت وقعت يف أوكرانيا سنة ‪ ،1986‬والتلوث الذي‬
‫أحدثته املفاعالت الياابنية (فوكو شيما) عام ‪ ،2011‬إذ أن النظام البيئي فيها اهنار كليا وحيتاج إىل سنوات طويلة‬
‫إلعادة توازنه وبتكلفة اقتصادية عالية‪.‬‬

‫‪-5‬أنواع التلوث ابلنظر إىل البيئة اليت ُيدث فيها‪:‬‬


‫أ‪ -‬تلوث اِلواء‪ :‬يقصد به وجود أي مواد صلبة أو سائلة أو غازية يف الغالف اجلوي‪ ،‬تؤدي إىل حدوث أضرار‬
‫بطريقة مباشرة وغري مباشرة وترتك أثرا سلبيا على البيئة‪ 3،‬يعد تلوث اهلواء من أخطر املشكالت البيئية يف‬
‫اجملتمعات على مجيع مستوايت التنمية االقتصادية‪ .‬ميكن تعريفه أبنه أي حالة جوية توجد فيها مواد معينة‬
‫برتكيزات معينة ‪ ،‬ميكن أن حتدث آاثر غري مرغوب فيها على اإلنسان وبيئته‪ .‬وتشمل هذه املواد الغازات‬
‫( ‪ ) 𝐶𝑂2 ،𝑁𝑂x ،𝑆𝑂x‬واجل سيمات ( الدخان‪ ،‬الغبار‪ ،)...‬توجد معظم هذه املواد بشكل طبيعي يف الغالف‬
‫‪4‬‬
‫اجلوي برتكيزات منخفضة وعادة تعترب غري ضارة‪.‬‬

‫‪ 1‬ره رنج رسول حممد‪ ،‬املسؤولية املدنية عن تلوث البيئة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ، 2016 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 2‬عقيل محيد جابر احللو‪ ،‬عبد الرسول جابر إبراهيم‪ ،‬م‪.‬م حيدر حسني عذافة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.48-47‬‬
‫‪ 3‬ره رنج رسول حممد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Mengesha Admassu, Mamo Wubeshet, Air Pollution, Lecture notes for Environmental Health‬‬
‫‪Science Students, University of Gondar, August 2006, p p 05- 06‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫كما أن هناك خليط معقد من الغازات واجلسيمات اليت ختتلف مصادرها وتكوينها مكانيا وزمنيا‪ ،‬بينما ميكن‬
‫قياس املركبات الكيميائية املختلفة يف اهلواء‪ ،‬إال أن احلكومات ال تقيس عادة سوى جمموعة فرعية صغرية من‬
‫‪1‬‬
‫الغازات واجلسيمات كمؤشرات ألنواع التلوث اهلوائي‪.‬‬
‫ينتج تلوث اهلواء بشكل أساسي نتيجة للغازات واجلسيمات اليت تطلقها يف اهلواء املركبات اهلوائية ومرافق‬
‫التدفئة وحمطات الطاقة احلرارية واملنشآت الصناعية‪ ،‬وهناك نوعان من املصادر أوال‪ :‬أنشطة بشرية على سبيل‬
‫املثال‪ :‬التدفئة املنزلية‪ ،‬وااحمركات (حركة املرور وحركة املالحة البحرية واجلوية)‪ ،‬واملصانع (الصناعات الكيميائية‬
‫والصيدالنية‪ ،‬الدهاانت والطالء‪ ،‬مصانع الرتميد‪ ،)...‬اثنيا طبيعية مثل‪ :‬الرباكني‪ 2.‬نلخص يف الشكل التايل‬
‫املصادر الرئيسية البارزة للتلوث البشري اليت تؤثر على جودة اهلواء‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )2-1( :‬املصادر الرئيسية للتلوث ذي املصدر البشري اليت تؤثر على جودة اِلواء‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫تسمى الغازات اليت حتبس احلرارة يف الغالف اجلوي بغازات االحتباس احلراري‪ ،‬حبيث تتمثل هذه الغازات يف‪:‬‬
‫‪ -‬اثين أكسيد الكربون‪ )𝑪𝑶𝟐 ( :‬يدخل اثين أكسيد الكربون إىل الغالف اجلوي من خالل حرق الوقود‬
‫األحفوري (الفحم والغاز الطبيعي والنفط) والنفاايت الصلبة واألشجار وغريها من املواد البيولوجية‪ ،‬وأيضا لبعض‬
‫التفاعالت الكيميائية (مثل تصنيع االمسنت)‪ .‬يتم إزالة اثين أكسيد الكربون من الغالف اجلوي (أو يعزل) عندما‬
‫يتم امتصاصه من قبل النبااتت كجزء من دورة الكربون البيولوجية؛‬
‫‪-‬امليثان 𝟒𝑯𝑪‪ :‬ينبعث امليثان أثناء إنتاج ونقل الفحم والغاز الطبيعي والنفط‪ .‬كما أن االنبعااثت تنتج عن‬
‫املمارسات الزراعية للماشية وغريها‪ ،‬وعن طريق حتلل النفاايت العضوية يف مدافن النفاايت الصلبة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪State of global Air /2018, A special Report on Global Exposure To air pollution and its disease‬‬
‫‪burden, Institute For Health Metrics and Evaluation (IHME), Boston, USA, 2018, p 02. Available at:‬‬
‫‪https://www.stateofglobalair.org/sites/default/files/soga-2018-report.pdf page consulté le: 13/03/2020.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hassani Ali, Chadli Wassila, Environnement et développement durable, Revue de recherche‬‬
‫‪scientifique sur la législation environnementale, Volume 05, N° 02, P 100.‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪ -‬أكسيد النيرتوز 𝒐𝟐𝑵‪ :‬ينبعث أكسيد النيرتوز أثناء األنشطة الزراعية والصناعية واحرتاق الوقود األحفوري‬
‫والنفاايت الصلبة‪ ،‬وكذلك أثناء معاجلة مياه الصرف الصحي؛‬
‫‪ -‬الغازات املفلورة‪ :‬الغازات الدفيئة اهليدروفلورية‪ ،‬ومركبات الكربون الكلورية املفلورة وسداسي فلوريد الكربيت‬
‫وثالثي فلورية النيرتوجني هي غازات دفيئة اصطناعية وقوية تنبعث من جمموعة متنوعة من العمليات الصناعية‪.‬‬
‫تنبعث هذه الغازات عادة بكميات أقل ولكن نظرا ألهنا غازات دفيئة قوية‪ ،‬يشار إليها أحياان ابسم الغازات ذات‬
‫القدرة العالية على إحداث اإلحرتار العاملي(‪ 1، )GWP‬لكل غاز من الغازات الدفيئة القدرة على إحداثه‬
‫اعتمادا على خصائصه اإلشعاعية ووزنه اجلزئي وطول فرتته الزمنية اليت يظل فيها الغالف اجلوي‪.‬‬
‫تعد وكالة البيئة االوروبية تقريرا سنواي عن جرد غازات االحتباس احلراري نيابة عن االحتاد األورويب‪ ،‬يتم تقدير‬
‫انبعاث غازات االحتباس احلراري لعدد من املصادر اليت مت حتديدها يف القطاعات وفقا للمصدر التكنولوجي‬
‫لالنبعااثت على النحو الذي وضعته اهليئة احلكومية الدولية املعنية بتغري املناخ (‪ .)IPCC‬تشمل القطاعات على‬
‫مصادر االنبعااثت اخلمسة الرئيسية وهي‪ :‬الطاقة (احرتاق ال وقود و االنبعااثت املتسربة من الوقود) اليت تشمل‬
‫أيضا النقل‪ ،‬العمليات الصناعية واستخدام املنتجات‪ ،‬الزراعة‪ ،‬إدارة األراضي وتغيري استخدام األراضي‪ ،‬إدارة‬
‫‪2‬‬
‫النفاايت‪.‬‬
‫ال يقتصر مشكل التلوث البيئي على الدول النامية فقط بل تعاين منه أيضا الدول املتقدمة من بينها الوالايت‬
‫املتحدة األمريكية‪ ،‬اإلحتاد األورويب‪ ،‬الصني‪ ،‬الياابن‪....‬إخل‪ ،‬ابلرغم من التقدم الكبري الذي حققته إال أهنا تعاين‬
‫من مشاكل بيئية خطرية‪ ،‬حبيث جتعلها من بني أكرب الدول تلواث خاصة فيما يتعلق ابالنبعااثت الغازية اليت تتسبب‬
‫يف االحتباس احلراري الذي أصبح ميثل مشكلة عاملية تساهم يف إحداثه مجيع دول العامل دون استثناء‪.‬‬
‫تعترب الوالايت املتحدة األمريكية من بني الدول األكثر انبعااث للغازات الدفيئة‪ ،‬حبيث أصبح التغري املناخي‬
‫يشكل هتديدا هلا‪ ،‬يعود السبب يف ذلك إىل االعتماد أكثر على تكنولوجيا االنبعااثت السلبية واستخدام الطاقات‬
‫التقليدية األكثر انبعااث للكربون بدال من حتسني كفاءة استخدامها‪ ،‬يف عام ‪ 2017‬بلغ إمجايل انبعاث غازات‬
‫االحتباس احلراري ‪ 6,456.7‬مليون طن من مكافئ اثين أكسيد الكربون‪ ،‬مسجلة بذلك اخنفاضا قدره ‪0.5‬‬
‫مقارنة ابالنبعااثت الغازية لسنة ‪ ،2016‬وذلك بسبب التحول املستمر من الفحم إىل الغاز الطبيعي وزايدة‬
‫استخدام مصادر الطاقة املتجددة يف قطاع الطاقة الكهرابئية‪ .‬ومن جهة أخرى سجلت سنة ‪ 2017‬اخنفاضا‬

‫‪1‬‬
‫‪Overview of Greenhouse Gases, United States Environmental protection Agency, United States‬‬
‫‪government, 2020, Available at: https://www.epa.gov/ghgemissions/overview-greenhouse-gases page‬‬
‫‪consulté le: December 2020.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Greenhouse gas emission statistics - emission inventories, Statistics Explained, June 2020, p 04,‬‬
‫‪Available at : https://ec.europa.eu/eurostat/statistics-explained/pdfscache/1180.pdf Page consulté le:‬‬
‫‪13/09/2020‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫من االنبعااثت لغازات االحتباس احلراري مقارنة مبستوايت االنبعاث لسنة ‪ 1 ،2005‬حبيث‬ ‫بنسبة ‪13‬‬
‫ميثل الشكل املوايل انبعااثت الغازات الدفيئة خالل الفرتة املمتدة من ‪ 1990‬إىل غاية ‪ 2019‬وذلك حسب‬
‫نوع الغازات وهي كمايلي‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )3-1(:‬أنواع انبعااثت الغازات الدفيئة حسب الغاز للوالًّيت املتحدة األمريكية خالل الفرتة ‪2019-1990‬‬
‫(االنبعااثت‪ :‬مليون طن مرتي من مكافئات اثين أكسيد الكربون)‬

‫‪Source: Greenhouse Gas Emissions, Inventory of U.S. Greenhouse Gas Emissions and Sinks,‬‬
‫‪United States Environmental Protection Agency, 09-04-2021, Available at:‬‬
‫‪https://www.epa.gov/ghgemissions/inventory-us-greenhouse-gas-emissions-and-sinks page‬‬
‫‪consulté le: 20-04-2021‬‬
‫من خالل الشكل نالحظ املكوانت األربع لالنبعااثت الغازية واملتمثلة يف غاز اثين أكسيد الكربون‪ ،‬غاز‬
‫امليثان‪ ،‬أكسيد النيرتوز‪ ،‬ابإلضافة إىل الغازات املفلورة وذلك للفرتة ‪ 1990‬إىل غاية ‪ ،2019‬حبيث نالحظ أن‬
‫غاز ‪ 𝐶𝑂2‬هو الذي أيخذ احليز األكرب من بني األنواع األخرى‪ ،‬ابعتباره الغاز األكثر انبعااث من النشاطات‬
‫االقتصادية للوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬ختطى عتبة ‪( 7000‬مليون طن مرتي من انبعااثت مكافئ اثين أكسيد‬
‫الكربون)‪ ،‬بنسبة ‪ %80‬كمسامهة هلذا الغاز مقارنة مع الغازات األخرى‪ .‬فمن خالل الشكل نالحظ االرتفاع‬
‫التدراجي لالنبعااثت الغازية لغاز اثين أكسيد الكربون بسبب استهالك الوقود األحفوري من فحم‪ ،‬غاز ونفط‬
‫للفرتة املمتدة بني ‪ 1990‬إىل غاية ‪ 2008‬لتنخفض بعد ذلك يف ‪ 2009‬بسبب األزمة املالية واالقتصادية‬
‫العاملية وما هلا من عواقب وخيمة على االقتصاد العاملي الذي اجنر عنه تراجع كبري يف األنشطة االقتصادية‪ ،‬وما‬
‫صاحبه من اخنفاض لثاين أكسيد الكربون‪ .‬مث ترتفع االنبعااثت تدراجيا خالل الفرتة ‪ ،2014 - 2010‬مث‬
‫نالحظ االخنفاض من سنة ‪ 2014‬إىل غاية ‪ 2019‬وذلك بسبب السياسات اليت تستهدف ختفيض االنبعااثت‬
‫الغازية‪ ،‬والبحث عن مصادر أخرى للطاقة أقل كثافة كربونية عن طريق التخفيض من االستهالك العام للفحم‬

‫‪1‬‬
‫‪Greenhouse Gas Emissions, Inventory of U.S. Greenhouse Gas Emissions and Sinks, United‬‬
‫‪States Environmental Protection Agency, 2020, available at:‬‬
‫‪( Page‬بتصرف)َ‪https://www.epa.gov/ghgemissions/inventory-us-greenhouse-gas-emissions-and-sinks‬‬
‫‪consulté le: 10/11/2020.‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫والغاز والنفط‪ .‬بينما ال تشكل الغازات املتبقية خطورة كبرية مثل ماهي عليه ابلنسبة لثاين أكسيد الكربون وتتميز‬
‫ابالرتفاع التدراجي النبعااثت هذه الغازات‪ ،‬يسجل غاز امليثان يف املرتبة الثانية يليه كل من النيرتوز والغازات‬
‫املفلورة‪ .‬أما الشكل املوايل فيمثل االنبعااثت الغازية للوالايت املتحدة األمريكية حسب القطاع االقتصادي لنفس‬
‫الفرتة الزمنية واليت تتمثل يف ‪ 1990‬إىل غاية ‪:2019‬‬
‫شكل رقم‪ )4-1( :‬انبعااثت الغازات الدفيئة األمريكية حسب القطاع االقتصادي خالل الفرتة ‪2019-1990‬‬

‫‪Source: Inventory of U.S. Greenhouse Gas Emissions and Sinks, United States Environmental‬‬
‫‪Protection Agency, 09-04-2021, op.cit.‬‬

‫من خالل الشكل نالحظ أن القطاعات البارزة واليت تستحوذ على نسبة عالية من االنبعااثت الغازية للوالايت‬
‫املتحدة األمريكية تتمثل يف قطاع توليد الكهرابء أي القطاع الطاقوي‪ ،‬يليه كل من قطاع النقل والقطاع الصناعي‬
‫أبحجام متفاوتة‪ ،‬وتبقى القطاعات األخرى واملتمثلة يف القطاع الزراعي والقطاع التجاري والسكين تشكل مصادر‬
‫لالنبعااثت بشكل ابرز كنتيجة لسلوكيات اإلنسان حلرقه للوقود يف السيارات و املنازل واستعماهلا يف أغراضه‬
‫اليومية‪ ،‬كما يصعب على الوالايت ختفيض االنبعااثت الغازية من القطاعات االقتصادية احليوية واليت هتيمن على‬
‫االقتصاد األمريكي وذلك الستخدامها تقنيات حديثة تساهم بدرجة كبرية يف التلوث‪ ،‬كما أنه يصعب ختفيض‬
‫الغازات املنبعثة من قطاع النقل والقطاع الزراعي ابإلضافة إىل الصناعي الذي تنتج عنه كمية كبرية من الغازات‬
‫الدفيئة سنواي‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لالحتاد األورويب يعترب أيضا من بني الدول اليت تعاين من االرتفاع الكبري يف االنبعااثت الغازية‪ ،‬إال‬
‫أنه يعترب من الدول السباقة يف معاجلة هذا املشكل عن طريق االهتمام املتزايد خبفضها‪ ،‬وانتهاج سياسات اقتصادية‬
‫هتدف ابلدرجة األوىل إىل االنتقال من االعتماد على الطاقة التقليدية واستعماالهتا ملصادر الوقود األحفوري من‬
‫فحم وغاز إىل الطاقات الشمسية وحتسني كفاءهتا و متويل مشاريعها االستثمارية‪ .‬يبني الشكل املوايل االنبعااثت‬
‫الغازية لدول االحتاد األورويب خالل الفرتة ‪: 2018-1990‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫شكل رقم‪ )5-1( :‬االنبعااثت الغازية لالحتاد األورويب خالل الفرتة ‪2018-1990‬‬

‫‪Source: How are emissions of greenhouse gases by the EU evolving? , Available at:‬‬
‫‪https://ec.europa.eu/eurostat/cache/infographs/energy/bloc-4a.html Page consulté le: 13/09/2020.‬‬

‫من خالل الشكل نالحظ أن االنبعااثت الغازية اجتهت حنو االخنفاض خالل الفرتة املمتدة بني ‪ 1990‬إىل‬
‫غاية ‪ ،1999‬أما ابلنسبة للفرتة ‪ 2008 -1999‬مل يتغري حجم االنبعااثت الغازية داخل االحتاد األورويب‪ ،‬إال‬
‫أنه ويف سنة ‪ 2009‬اخنفضت االنبعااثت الغازية وذلك بسبب األزمة املالية العاملية لسنة ‪ 2008‬و ما نتج عنها‬
‫من آاثر سلبية على القطاع الصناعي‪ .‬ارتفعت بشكل طفيف سنة ‪ 2010‬إال أهنا اخنفضت جمددا إىل غاية سنة‬
‫‪ ،2014‬أما ابلنسبة للفرتة ‪ 2015‬إىل غاية ‪ 2017‬اتسمت االنبعااثت الغازية ابالرتفاع‪ ،‬إال أهنا مل تتجاوز ‪60‬‬
‫مليون طن‪.‬‬
‫ويف عام ‪ ، 2017‬اخنفضت انبعااثت غازات االحتباس احلراري يف االحتاد األورويب بنسبة ‪ 19‬مقارنة‬
‫مبستوايت عام ‪ ،1990‬وهو ما ميثل اخنفاضا مطلقا قدره ‪ 935‬مليون طن من مكافئات اثين أكسيد الكربون‬
‫ويف نفس السنة‪ ،‬كان للصناعات املنتجة للطاقة أكرب حصة ‪ 29‬من إمجايل انبعاث الغازات الدفيئة‪ ،‬يليها‬
‫احرتاق الوقود من قبل املستخدمني ‪ 25.5‬وقطاع النقل ‪ . 23.8‬ابملقارنة مع عام ‪ ،1990‬اخنفضت‬
‫حصة معظم املصادر‪ ،‬إال أن النقل ارتفع من ‪ 14.8‬يف عام ‪ 1990‬إىل ‪ 23.8‬يف عام ‪ 1.2017‬ويف‬
‫عام ‪ ،2018‬اخنفضت االنبعااثت بنسبة ‪ 83.6( 2.1‬مليون طن من مكافئ اثين أكسيد الكربون)‪ .‬وقد‬
‫سجلت أكرب االخنفاضات مقارنة بعام ‪ 1990‬يف ليتوانيا (‪ ،) 57-‬التفيا (‪ ،) 54-‬ورومانيا (‪.) 53-‬‬
‫ومن اجلانب اآلخر‪ ،‬مت اإلبالغ عن أكرب الزايدات مقارنة بعام ‪ 1990‬ابلنسبة لقربص (‪ ،) 54+‬وإسبانيا‬
‫‪2‬‬
‫(‪ ) 20+‬والربتغال (‪.) 19+‬‬

‫‪1‬‬
‫‪How are emissions of greenhouse gases by the EU evolving? , Op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Greenhouse gas emission statistics - emission inventories, Op.cit, p 02.‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫إن تسجيل االخنفاض يف االنبعااثت الغازية خالل الفرتات السابقة لالحتاد األورويب يدل على تطبيق حمكم‬
‫وفعال لسياسات اقتصادية كفيلة بتحقيق اهلدف األمسى لدول االحتاد وهو ختفيض االنبعااثت والتحول من توليد‬
‫الطاقة ابلفحم والوقود إىل مصادر أخرى إلنتاجها عن طريق الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية حىت يتم استخدام‬
‫طاقة نظيفة حتد من الكربون‪ ،‬وهو ما يضع االحتاد األورويب على مساره الصحيح لتحقيق هدفه األول وهو خفض‬
‫انبعااثت الغازات الدفيئة بنسبة ‪ 20‬حبلول سنة ‪ 2020‬مقارنة بسنة ‪ 1990‬حبجم يقدر خبفض ‪ 46‬مليون‬
‫طن من انبعااثت مكافئ اثين أكسيد الكربون يف السنة‪ .‬أما اهلدف الثاين يتمثل يف خفض االنبعااثت الغازية‬
‫حبلول سنة ‪ ،2030‬وذلك خبفضها إىل ‪ 81‬مليون طن من مكافئ اثين أكسيد الكربون يف‬ ‫بنسبة ‪40‬‬
‫السنة‪ .‬ونسبة خفض لالنبعااثت الغازية ترتاوح بني ‪ 80‬و ‪ 95‬كهدف لسنة ‪ 2050‬حبجم اخنفاض من‬
‫‪ 114‬إىل ‪ 157‬مليون طن من مكافئ اثين أكسيد الكربون‪ .‬والشكل املوايل يبني النسب املتوقعة لتحقيق‬
‫أهداف االحتاد األورويب يف خفض االنبعااثت الغازية‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )6-1( :‬النسب املتوقعة خلفض االنبعااثت الغازية لالحتاد األورويب للسنوات (‪)2050- 2030-2020‬‬

‫‪Source: Greenhouse gas emission trend projections and target, European Environment Agency, 19‬‬
‫‪December 2019, Available at: https://www.eea.europa.eu/data-and-maps/figures/greenhouse-gas-‬‬
‫‪emission-trend-projections Page consulté le: 05/05/2020.‬‬

‫فمن بني املصادر والقطاعات االقتصادية اليت تشكل أكرب انبعااث للغازات الدفيئة لدول االحتاد األورويب جند كل‬
‫من‪ :‬إدارة النفاايت‪ ،‬الزراعة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬النقل‪ ،‬احرتاق الوقود و االنبعااثت املتسربة منه (بدون نقل)‪ ،‬كمقارنة‬
‫للفرتتني ‪ 1990‬و ‪ ،2018‬نعرض الشكلني املواليني‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫شكل رقم‪ )8-1( :‬حتليل انبعاث الغازات الدفيئة حسب املصدر‬ ‫شكل رقم‪ )7-1( :‬حتليل انبعاث الغازات الدفيئة حسب املصدر‬
‫والقطاع لسنة ‪2018‬‬ ‫والقطاع لسنة ‪1990‬‬

‫‪Source: Global Emissions by Sectors, Greenhouse Gas Emissions, European Environment Agency,‬‬
‫‪2020, Available at: https://www.eea.europa.eu/data-and-maps/indicators/greenhouse-gas-‬‬
‫‪emission-trends-6 page consulté le: 23-11-2020‬‬

‫من خالل الشكلني (‪ )8-7‬واليت تبني حتليل مصادر االنبعااثت الغازية املنتشرة حسب القطاعات نالحظ‬
‫مايلي‪:‬‬
‫‪-‬يف عام ‪ ، 2018‬كان الحرتاق الوقود والغازات املتسربة منه (بدون النقل) أكرب حصة ‪ ، 53‬وهي أقل بنسبة‬
‫‪ 9‬من مستوايت ‪ ،1990‬مما يعين أن استهالك أكرب للطاقة دون العمل على استخدامها بكفاءة يؤدي ذلك‬
‫إىل زايدة االنبعااثت الغازية‪.‬‬
‫و‪.%9‬‬ ‫‪ -‬بقي كل من القطاع الزراعي وقطاع العمليات الصناعية واملنتجات املستخدمة بدون تغيري بنسبة ‪10‬‬
‫‪ -‬سجل قطاع إدارة النفاايت سنة ‪ 2018‬نسبة ‪ 3‬وهي أقل بنسبة ‪ 1‬مقارنة ب ـ ـ ـ ‪.1990‬‬
‫‪-‬شكل قطاع النقل (مبا يف ذلك الطريان الدويل) أكرب ارتفاعا مقارنة ابلدول األخرى حبيث سجل سنة ‪2018‬‬
‫نسبة ‪ ، 25‬مقارنة ب ـ ـ ‪ 15‬لسنة ‪ 1990‬أي أقل بنسبة ‪ ، 10‬يدل ذلك على زايدة االنبعااثت الغازية‬
‫البشرية املنشأ وعمليات احرتاق الوقود إلنتاج الطاقة الالزمة لقطاع النقل واستعمال السيارات‪ ،‬الطائرات‪ ،‬ووسائل‬
‫النقل األخرى اليت تعترب من أكرب العناصر املسامهة يف التلوث اهلوائي ابألخص زايدة انبعااثت اثين أكسيد الكربون‬
‫األحفوري‪.‬‬
‫ال تقتصر حجم االنبعااثت الغازية العاملية على كل من االحتاد األورويب والوالايت املتحدة األمريكية إال أهنا‬
‫تتعدى إىل دول أخرى‪ ،‬حيث جند أن الصني تعترب أول دولة يف العامل من انحية معدل االنبعااثت الغازية اليت تؤثر‬
‫بدورها على اإلنسان وعلى النظم االيكولوجية‪ ،‬يبني الشكل املوايل الدول الستة األكثر انبعااث لثاين أكسيد‬
‫الكربون األحفوري يف العامل خالل الفرتة ‪:2018-1990‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫شكل رقم‪ )9-1( :‬الدول األكثر انبعااث لثاين أكسيد الكربون األحفوري من االقتصادات الرئيسية يف العامل‬
‫( 𝟐𝑶𝑪 ‪ :‬جيغا طن ‪ /‬السنة) خالل الفرتة ‪2018- 1990‬‬

‫‪Source: Crippa, M, Oreggioni, and others, Fossil CO2 and GHG emissions of all world countries,‬‬
‫‪European Commission, JRC science for policy report, Publications Office of the European Union ,‬‬
‫‪Luxembourg, 2019, p 05, Available at: https://edgar.jrc.ec.europa.eu/overview.php?v=booklet2019‬‬
‫‪Page consulté le: 20/01/2021.‬‬

‫يف عام ‪ ،2005‬وبعد االرتفاع السريع النبعااثت اثين أكسيد الكربون النامجة عن التصنيع السريع الذي بدأ يف‬
‫عام ‪ ، 2002‬تفوقت الصني على الوالايت املتحدة كأكرب بلد مصدر لالنبعااثت يف العامل‪ .‬منذ سنة ‪2013‬‬
‫‪1‬‬
‫كانت انبعااثت اثين أكسيد الكربون يف الصني أكثر من ضعف تلك الصادرة عن الوالايت املتحدة‪.‬‬
‫نالحظ من خالل الشكل البياين الدول األكثر انبعااث لغاز اثين أكسيد الكربون األحفوري واملتمثلة يف الصني‬
‫الياابن‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬االحتاد األورويب‪ ،‬اهلند‪ ،‬روسيا‪ .‬حبيث حتتل الصني املرتبة األوىل من انحية‬
‫االنبعااثت الغازية بداية من ‪ 1990‬واليت اتسمت بزايدة قدرها ‪ 2‬جيغا طن‪ /‬السنة إىل غاية سنة ‪ 2002‬فاقت‬
‫‪ 4‬جيغا‪ /‬طن من االنبعااثت وارتفعت بشكل ملحوظ نتيجة لالستهالك الكبري للفحم والغاز إىل غاية سنة‬
‫‪ 2008‬بسبب األزمة املالية لرتتفع جمددا من سنة ‪ 2009‬إىل غاية ‪ 2011‬سجلت فيها ‪ 10‬جيغا‪ /‬طن سنواي‬
‫واستمرت يف االرتفاع إىل غاية ‪ 2018‬فاقت كمية ‪10‬جيغا ‪/‬طن يف السنة‪.‬‬
‫تليها كل من الوالايت املتحدة األمريكية كثاين اقتصاد عاملي النبعاث الغازات الدفيئة مل تتجاوز حجم ‪ 6‬جيغا‬
‫طن يف السنة‪ ،‬مث االحتاد األورويب كثالث اقتصاد عاملي مل يتجاوز حجم ‪ 4‬جيغا طن ‪ /‬السنة ونالحظ من خالل‬
‫الشكل البياين اخنفاض يف االنبعااثت الغازية لالحتاد األورويب خالل السنوات األخرية‪ .‬أما الدول املتبقية األخرى‬
‫واملتمثلة يف الياابن‪ ،‬روسيا واهلند تعترب من بني الدول األكثر انبعااث للغازات الدفيئة إال أهنا مل تتجاوز ‪ 3‬جيغا‪/‬‬
‫طن سنواي خالل الفرتة املمتدة من ‪ 1990‬إل غاية ‪ 2018‬مقارنة ابلدول الكربى األخرى‪ ،‬من بني أحد أهم‬
‫األسباب لوصول هذه الدول إىل املراكز األوىل هو القطاع الصناعي واعتماد هذه الدول السابقة الذكر ودول‬

‫‪1‬‬
‫‪J.G.J. Olivier, J.A.H.W. Peters, Trends in Global CO2 And Total Greenhouse Gas AS‬‬
‫‪Emissions, PBL Netherlands Environmental Assessment Agency, 26 May 2020, p 09.‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫أخرى على الوقود األحفوري واملتمثل يف االعتماد على الغاز والنفط والفحم ‪ .‬فمن خالل تقرير املفوضية‬
‫األوروبية‪ ،‬الصادر عن مكتب منشورات االحتاد األورويب بعنوان‪:‬‬
‫‪ Fossil 𝐂𝐨𝟐 and GHG emissions of all world countries,‬نلخص مايلي‪:‬‬
‫‪-‬تشكل الدول الستة الصني‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬اإلحتاد األورويب‪ ،‬اهلند‪ ،‬روسيا‪ ،‬الياابن‪ ،‬أكرب الدول‬
‫املسببة لالنبعااثت الغازية يف العامل مسجلة بذلك نسبة ‪ 51‬من السكان‪ ،‬و ‪ 65‬من الناتج ااحملي العاملي‬
‫انبعااثت من إمجايل‬ ‫لسنة ‪ ،2019‬و ‪ 80‬من إمجايل االستهالك العاملي للوقود األحفوري‪ ،‬و ‪67.5‬‬
‫اثين أكسيد الكربون األحفوري العاملي؛‬
‫‪ -‬ارتفعت االنبعااثت اخلاصة ابلغازات الدفيئة للفرد يف العامل يف الثمانينات والتسعينات‪ ،‬سجلت أدىن مستوى‬
‫هلا عام ‪ 2001‬بنسبة تقدر بـ ـ ـ ‪ 5.7‬طن من اثين أكسيد الكربون األحفوري كحد أقصى يف السنة؛‬
‫‪-‬ارتفعت نسبة االنبعااثت يف العامل خالل الفرتة املمتدة من ‪ 2000‬إىل غاية ‪ 2015‬لتصل إىل ‪ 6.7‬من‬
‫اثين أكسيد الكربون األحفوري يف السنة‪ ،‬وللمزيد من التوضيح نعرض اجلدول املوايل والذي يبني احلصة العاملية‬
‫لسنة ‪ 2018‬للدول األكثر انبعااث لغازات االحتباس احلراري ابإلضافة إىل التغري خالل ‪2018- 2017‬‬
‫ومقارنتها ابملعدل السنوي قبل سنة ‪ 2015‬وهو كالتايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )2-1(:‬احلصة العاملية والتغري يف انبعااثت اثين أكسيد الكربون األحفوري للبلدان األكثر انبعااث لسنة ‪2018‬‬

‫التغري قبل ‪2015‬‬ ‫التغري ما بني ‪2018-2017‬‬ ‫احلصة العاملية‬


‫‪1.3‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫الصني‬
‫‪0.3‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪13.9‬‬ ‫الوالايت املتحدة‬
‫‪-0.3‬‬ ‫‪-1.9‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫االحتاد األورويب‬
‫‪4.7‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪6.9‬‬ ‫اهلند‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫روسيا‬
‫‪-0.8‬‬ ‫‪-1.7‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫الياابن‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫كوراي اجلنوبية‬
‫‪0.9‬‬ ‫‪-1.1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫العربية السعودية‬
‫‪0.3‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫كندا‬
‫‪-1.8‬‬ ‫‪-1.3‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫برازيل‬
‫‪0.0‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫جنوب إفريقيا‬
‫‪4.6‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫تركيا‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫الشحن العاملي‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫الطريان العاملي‬

‫‪Source: Crippa, M, Oreggioni, and others, Op.cit, p 12.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫من خالل اجلدول نالحظ مايلي‪:‬‬


‫مقارنة ابالخنفاض الطفيف الذي‬ ‫‪ -‬ارتفعت انبعااثت اثين أكسيد الكربون األحفوري يف الصني بنسبة ‪1.5‬‬
‫سجلته سنة ‪ 2015‬بنسبة ‪ 1.3‬وحبصة عاملية مقدرة ب ـ ـ ‪ 29.7‬وبذلك تعترب الصني أول دولة مستهلكة‬
‫للوقود األحفوري‪ ،‬تليها الوالايت املتحدة ب ـ ـ ‪ %9.1 ،%13.9‬لإلحتاد األورويب كحصة من االنبعااثت؛‬

‫يف سنة ‪ 2015‬مقارنة‬ ‫‪-‬استمرت انبعااثت اثين أكسيد الكربون األحفوري يف اهلند ابالرتفاع بنسبة ‪4.7‬‬
‫ابالرتفاع الكبري بنسبة ‪ 7.2‬كنسبة تغري بني سنة ‪ 2017‬و ‪ 2018‬ابلرغم من قوانني الوقود األحفوري إال أنه‬
‫يشكل ارتفاعا وبشكل ملحوظ خالل السنوات األخرية‪ ،‬ما نتج عنه احتالل اهلند املرتبة الثالثة عامليا من حيث‬
‫أكثر دول العامل تلويثا للبيئة‪ ،‬متجاوزة يف ذلك روسيا والياابن؛‬

‫‪ -‬إن االخنفاض يف استهالك الوقود األحفوري من فحم وغاز ونفط أدى إىل اخنفاض انبعااثت اثين أكسيد‬
‫الكربون األحفوري اليت كانت ملحوظة بشكل خاص يف كل من الياابن‪ ،‬السعودية‪ ،‬كندا‪...‬إخل مقارنة مبعدل‬
‫التغيري السنوي قبل سنة ‪ ، 2015‬كما سجلت دول أخرى اخنفاضا لسنوات متتالية على التوايل‪ ،‬الربازيل‬
‫‪ ، 1.8‬االحتاد األورويب ب ـ ـ ‪ ، 0.3‬الياابن ‪ 0.8‬؛‬

‫‪ -‬شهدت كل من الياابن والعربية السعودية‪ ،‬كندا‪ ،‬الربازيل واملكسيك اخنفاضا يف انبعااثت اثين أكسيد الكربون‬
‫األحفوري بنسبة ‪ ، 2.3 ،%1.3 ، 0.1 ، 1.1 ، 1.7‬كتغري يف االنبعااثت الغازية مابني ‪2017‬‬
‫و‪ 2018‬مع تغري بشكل طفيف للسنوات السابقة مقارنة بـ ـ ‪ 2015‬ال يتعدى ‪ ، 1‬مقابل انبعااثت غازية‬
‫‪ ،‬كما سجل اإلحتاد األورويب معدل ‪ %1.9‬كتغيري بني ‪ ،2018-2017‬و‪ %0.3‬ما‬ ‫عاملية ال تتعدى ‪02‬‬
‫قبل ‪2015‬؛‬
‫‪-‬مل تشكل كوراي اجلنوبية يف السنوات السابقة أي من ‪ 2015‬إىل غاية ‪ 2018‬تغري يف حجم االنبعااثت الغازية‬
‫بنسبة ‪ ، 2.9‬أما مشال إفريقيا فقد شهدت ارتفاعا بنسبة تغري ‪ 1‬سنة ‪2018‬؛‬

‫ارتفاع ابلنسبة‬ ‫مابني ‪ 2017‬و ‪ 2018‬مقابل ‪4.6‬‬ ‫‪ -‬سجلت تركيا اخنفاضا ملحوظا بنسبة ‪0.6‬‬
‫ملعدل التغري لسنة ‪2015‬؛‬
‫على التوايل مقارنة بسنة‬ ‫و‪1‬‬ ‫‪-‬ابلنسبة لالنبعااثت من الشحن والطريان الدوليني جند أهنا ارتفعت بنسبة ‪2‬‬
‫على التوايل‪.‬‬ ‫و ‪1.5‬‬ ‫‪ ،2017‬مسجلة حصة عاملية لسنة ‪ 2018‬وهي‪1.8 :‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫ب‪-‬التلوث املائي‪ :‬من املنظور العلمي فإننا نقصد به إحداث خلل وتلف يف نوعية املياه ونظامها اإليكولوجي‬
‫حبيث تصبح املياه غري صاحلة الستخداماهتا األساسية وغري قادرة على احتواء اجلسيمات والكائنات الدقيقة‬
‫والفضالت املختلفة يف نظامها اإليكولوجي‪ ،‬وابلتايل يبدأ اتزان هذا النظام ابالختالل حىت يصل إىل احلد‬
‫اإليكولوجي احلرج والذي تبدأ معه اآلاثر الضارة ابلظهور على البيئة‪ 1.‬كما يعترب التلوث النفطي من أخطر‬
‫امللواثت على البيئة يف عصران احلايل لتأثريه على عمليات إطالق خمتلف املركبات والعناصر اهليدروكربونية‪ ،‬سواء‬
‫كانت حبالتها السائلة أو الغازية أو الصلبة خالل مجيع مراحل أنشطة الصناعة النفطية أبحجام و تراكيز أعلى من‬
‫احلد املسموح به واملنصوص عليها ابلقوانني والتعليمات البيئية‪ ،‬حبيث تؤدي إىل حصول آاثر ضارة على البيئة‬
‫جبميع عناصرها فضال عن األضرار اخلطرية على الصحة العامة واقتصاد الدولة بشكل عام‪ 2.‬يعترب من أكثر أنواع‬
‫التلوث شيوعا وأشدها خطرا على البيئة بوجه عام واحلياة بوجه خاص من بني مصادره نذكر‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬تدفق زيت البرتول أثناء عملية التنقيب‪ ،‬وعلى سبيل املثال ما حدث على شواطئ كاليفورنيا ابلوالايت املتحدة‬
‫األمريكية يف هناية الستينات من القرن امليالدي مما أدى إىل تكوين بقعة أدت ملوت أعداد كبرية من طيور البحر‬
‫والدالفني‪ ،‬األمساك والكائنات البحرية؛‬
‫‪ -‬ما قامت به بعض الناقالت البحرية ااحمملة ابلنفط‪ ،‬مثل كارثة الناقلة "توري كانيون " عام ‪1967‬؛‬
‫‪ -‬حدوث تسرب أو إنفجارات ابآلابر النفطية البحرية أو أبجهزة إنتاج النفط املوجودة يف البحر أو على الشواطئ‬
‫أو حدوث آتكل كيميائي يف خطوط أانبيب البرتول البحرية؛‬
‫‪ -‬يعترب اخلليج العريب من أكثر حبار العامل تعرضا للخطر‪ ،‬وواحدا من أضعف النظم البيئية‪ ،‬هو ذو قدرة قليلة على‬
‫االمتصاص أو لفظ احلجم املتزايد من النفاايت الصناعية ونفاايت املدن وصبه يف ااحميط اهلندي‪.‬‬

‫ج‪-‬تلوث الرتبة‪ :‬تعرف الرتبة أبهنا املادة املعدنية اليت قد توجد على هيئة صلبة أو على هيئة جزيئات معدنية‬
‫انعمة اليت يشار إليها ابلرمال والطني‪ .‬إذ جاء يف تقرير األمم املتحدة حول بيئة احلياة عام ‪ 1971‬أن احلياة‬
‫مصدر طبيعي حمدود وغري قابل لالستبدال‪ ،‬ويف حالة اإلمهال واهلدر يصبح هذا املصدر يف كثري من أحناء العامل‬
‫‪4‬‬
‫حدودا فاصلة أمام أي تقدم الحق للمجتمع البشري‪.‬‬
‫من خالل األنواع السابقة الذكر للتلوث جند أيضا نوع آخر من التلوث الذي أصبح يشكل خطرا كبريا على‬
‫البيئة وعلى اإلنسان بصفة خاصة‪ ،‬وهو مشكلة عاملية نتج عن التزايد الكبري للتنمية االقتصادية من خالل‬

‫‪ 1‬سلطان الرفاعي‪ ،‬التلوث البيئي (أسباب‪ ،‬أخطار‪ ،‬حلول)‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ 2‬جعفر يونس جابر الالمي‪ ،‬خلود هادي عبود الربيعي ‪ ،‬أثر الضرائب البيئية يف السيطرة على مستوًّيت التلوث الناجم عن أنشطة شركات النفط األجنبية‬
‫املتعاقدة للعمل يف العراق‪ ،‬حبث تطبيقي يف اِليئة العامة للضرائب‪ ،‬جملة دراسات حماسبية ومالية‪ ،‬اجمللد ‪ ،13‬العدد ‪ ،2018 ،44‬ص ‪.02‬‬
‫‪ 3‬خالد مصطفى قاسم‪ ،‬إدارة البيئة والتنمية املستدامة يف ظل العوملة املعاصرة‪ ،‬الدار اجلامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ 4‬جنم العزاوي‪ ،‬عبد هللا حكمت النقار‪ ،‬إسرتاتيجيات ومتطلبات وتطبيقات إدارة البيئة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.189‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫النشاطات الصناعية‪ ،‬الفالحية‪ ،‬االجتماعية‪ ....‬أدى إىل تزايد هذا النوع من التلوث‪ ،‬كما أن له عالقة مباشرة مع‬
‫األنواع السابقة للتلوث‪.‬‬
‫‪ -6‬التلوث ابلنفاًّيت‪ :‬يقصد به‪" :‬تلك النفاايت اليت ميكن أن تتسبب بكمياهتا أو تركيزها أو خصائصها‬
‫الفيزايئية أو الكيميائية يف إحداث خطر جسيم على البيئة أو على صحة اإلنسان‪ ،‬إذ مل تتم معاجلتها أو إزالتها‬
‫أو ختزينها أو نقلها بطريقة سليمة" ‪ ،‬وتقوم إدارة محاية البيئة املعنية يف الدولة بوضع قوائم للنفاايت اخلطرة يف ضوء‬
‫بعض املعايري‪ ،‬كالسمية ومقاومة التحلل والقابلية لالشتعال والقابلية للتجميع يف األنسجة احلية‪ ،‬تطبيقا لذلك‬
‫قامت وكالة محاية البيئة يف عام ‪ 1980‬إبعداد قوائم ل لنفاايت اخلطرة‪ ،‬وفقا لقانون ااحمافظة على املوارد واالسترياد‬
‫األمريكي الصادر عام ‪ 1.1976‬وابلتايل سنتطرق إىل نوعني من النفاايت‪:‬‬

‫أ‪ -‬النفاًّيت الصلبة‪ :‬ابلنسبة لالجتاهات يف إدارة النفاايت الصلبة ينتج العامل ‪ 2.01‬مليار طن من النفاايت‬
‫سنواي‪ ،‬مع ما ال يقل عن ‪ 33‬من ذلك يف شكل متحفظ للغاية‪ ،‬ال تتم إدارته بطريقة آمنة بيئياا‪.‬‬ ‫الصلبة ا‬
‫يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬يبلغ متوسط النفاايت املتولدة للفرد يومياا ‪ 0.74‬كغ‪ ،‬لكنها ترتاوح على نطاق واسع بني‬
‫‪ 0.11‬و‪ 4.54‬كغ على الرغم من أهنا ال متثل سوى ‪ 16‬من سكان العامل‪ ،‬إال أن البلدان ذات الدخل‬
‫املرتفع تنتج حوايل ‪ ، 34‬أو ‪ 683‬مليون طن من نفاايت العامل‪ .‬بناءا على حجم النفاايت املتولدة تكوينها‬
‫وكيفية إدارهتا تشري التقديرات إىل أن ‪ 1.6‬مليار طن من انبعااثت غازات االحتباس احلراري املكافئة لثاين أكسيد‬
‫الكربون نتجت عن معاجلة النفاايت الصلبة والتخلص منها يف عام ‪ ،2016‬و ‪ % 5‬من االنبعااثت العاملية‪.‬‬
‫تشكل خملفات الطعام ما يقارب ‪ ٪50‬من االنبعااثت‪ .‬من املتوقع أن تزيد االنبعااثت املتعلقة ابلنفاايت الصلبة‬
‫سنواي حبلول عام ‪ 2050‬إذا مل يتم إجراء حتسينات يف هذا‬ ‫إىل ‪ 2.38‬مليار طن من مكافئ اثين أكسيد الكربون ا‬
‫القطاع‪.2‬‬
‫ب‪ -‬النفاًّيت االلكرتونية‪ :‬يف عام ‪ ،2019‬أنتج العامل ‪ 53.6‬مليون طن من النفاايت اإللكرتونية مبتوسط‬
‫‪ 7.3‬كغ للفرد‪ .‬منا اإلنتاج العاملي للنفاايت اإللكرتونية مبقدار ‪ 9.2‬مليون طن منذ عام ‪ 2014‬ومن املتوقع أن‬
‫ينمو إىل ‪ 74.7‬مليون طن حبلول عام ‪ .2030‬ترجع الكمية املتزايدة من النفاايت اإللكرتونية بشكل أساسي‬
‫إىل معدالت استهالك األجهزة الكهرابئية و اإللكرتونية العالية‪.،.....‬‬

‫‪ 1‬به شيمان فيض هللا عمر‪ ،‬املسؤولية املدنية عن أضرار التلوث ابلنفاًّيت‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.27-26‬‬
‫‪ 2‬أنظر إىل‪:‬‬
‫‪What a Waste 2.0, A Global Snapshot of Solid Waste Management to 2050, The world Bank,‬‬
‫‪available at: https://datatopics.worldbank.org/what-a-waste/trends_in_solid_waste_management.html‬‬
‫‪Page consulté le: 10/09/2020‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫أنتجت آسيا أكرب كمية من النفاايت اإللكرتونية يف عام ‪ 2019‬بـ ـ ـ ‪ 24.9‬مليون طن‪ ،‬تليها األمريكتان‬
‫(‪ 13.1‬مليون طن) وأورواب (‪ 12‬مليون طن) بينما أنتجت إفريقيا و أوقيانوسيا ‪ 2.9‬مليون طن و ‪ 0.7‬مليون‬
‫طن على التوايل‪ .‬والشكل املوايل يوضح ذلك‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )10-1( :‬توليد النفاًّيت اإللكرتونية العاملية‬

‫‪Source: Vanessa Forti, and Others, The Global E-waste Monitor 2020, Quantities, flows, and the‬‬
‫‪circular economy potential, United Nations university, United Nations institute for training and‬‬
‫‪research, P 13. Available at:‬‬
‫‪http://ewastemonitor.info/wp-content/uploads/2020/07/GEM_2020_def_july1_low.pdf Page consulté‬‬
‫‪le:13/08/2020‬‬

‫‪The Global E-waste Monitor 2020, Quantities, flows,‬‬ ‫تشري اإلحصائيات لسنة ‪ 2019‬حسب تقرير (‬
‫‪ )and the circular economy potential,‬إىل أن أورواب هي القارة ذات املعدل األعلى جلمع النفاايت وإعادة‬
‫تدويرها مبعدل يصل إىل ‪ ، 42.5‬تليها آسيا يف املرتبة الثانية مبعدل ‪ ، 11.7‬أما األمريكيتان (الشمالية‬
‫‪ ،‬وحصلت إفريقيا على أدىن نسبة ‪0.9‬‬ ‫واجلنوبية) احتلتا املرتبة الثالثة مبعدل ‪ ، 9.4‬أوقيانوسيا ‪8.8‬‬
‫احتلت بذلك املرتبة اخلامسة‪ .‬لدينا الشكل املوايل يوضح ذلك‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )11-1(:‬معدالت مجع وإعادة تدوير النفاًّيت‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعطيات السابقة‪.‬‬

‫أما من انحية أخرى احتلت أورواب املرتبة األوىل عاملياا من حيث توليد النفاايت اإللكرتونية للفرد‪ ،‬حيث بلغت‬
‫‪ 16.2‬كغ للفرد‪ .‬جاءت أوقيانوسيا يف املرتبة الثانية (‪ 16.1‬كغ للفرد) ‪ ،‬تليها األمريكيتان (‪ 13.3‬كغ للفرد)‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫بينما أنتجت آسيا وإفريقيا ‪ 5.6‬و ‪ 2.5‬كغ فقط للفرد على التوايل‪ 1.‬اجلدول املوايل يلخص حجم توليد النفاايت‬
‫جملموعة من الدول حول العامل خالل سنة ‪ 2019‬كمايلي‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )3-1( :‬توليد النفاًّيت اإللكرتونية لبعض الدول سنة ‪2019‬‬

‫التوثيق جلمع النفاًّيت‬ ‫توليد النفاًّيت اإللكرتونية‬ ‫توليد النفاًّيت اإللكرتونية‬ ‫البلد‪ /‬القارة (املنطقة)‬
‫اإللكرتونية وإعادة تدويرها‬ ‫(كيلوجرام للفرد) (‪)2019‬‬ ‫(كيلو طن)(‪)2019‬‬
‫ال‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪309‬‬ ‫اجلزائر‪/‬إفريقيا‬
‫نعم‬ ‫‪21.7‬‬ ‫‪554‬‬ ‫أسرتاليا‪/‬‬
‫ال‬ ‫‪15.9‬‬ ‫‪24‬‬ ‫البحرين‪ /‬آسيا‬
‫نعم‬ ‫‪20.4‬‬ ‫‪234‬‬ ‫بلجيكا‪/‬أورواب‬
‫نعم‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪10129‬‬ ‫الصني‪/‬آسيا‬
‫نعم‬ ‫‪22.4‬‬ ‫‪130‬‬ ‫الدمنارك‪/‬أورواب‬
‫نعم‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪586‬‬ ‫مصر‪/‬إفريقيا‬
‫نعم‬ ‫‪21.0‬‬ ‫‪1362‬‬ ‫فرنسا‪/‬أورواب‬
‫نعم‬ ‫‪19.4‬‬ ‫‪1607‬‬ ‫أملانيا‪/‬أورواب‬
‫نعم‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪3230‬‬ ‫اِلند‪ /‬آسيا‬
‫ال‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪278‬‬ ‫العراق‪ /‬آسيا‬
‫نعم‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪1063‬‬ ‫إيطاليا‪/‬أورواب‬
‫نعم‬ ‫‪20.4‬‬ ‫‪2569‬‬ ‫الياابن‪/‬آسيا‬
‫نعم‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪55‬‬ ‫األردن‪/‬آسيا‬
‫ال‬ ‫‪15.8‬‬ ‫‪74‬‬ ‫الكويت‪ /‬آسيا‬
‫ال‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪50‬‬ ‫لبنان‪/‬آسيا‬
‫ال‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ليبيا‪/‬إفريقيا‬
‫نعم‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪1220‬‬ ‫املكسيك‪ /‬أمريكا‬
‫ال‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪164‬‬ ‫املغرب‪/‬إفريقيا‬
‫نعم‬ ‫‪20.1‬‬ ‫‪208‬‬ ‫السويد‪/‬أورواب‬
‫نعم‬ ‫‪23.4‬‬ ‫‪201‬‬ ‫سويسرا‪/‬أورواب‬

‫(بتصرف)‪Source : Vanessa Forti, and others, op.cit, p 105-115.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Vanessa Forti, and others, Op.cit, P 13.‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫من خالل اجلدول الذي يعرض حجم إنتاج أو توليد النفاايت االلكرتونية نالحظ أن الدول االقتصادية الكربى‬
‫تسجل أكرب حجم هلا‪ ،‬وذلك مقارنة مبستوى الدخل فكلما كان أكرب كلما قابله خملفات إلكرتونية أكرب‪ ،‬حبيث‬
‫جند الصني تتصدر الدول من انحية إنتاج النفاايت اإللكرتونية بلغ ‪ 10129‬كيلو طن من املخلفات‪ ،‬فرنسا‬
‫‪ 1362‬كيلو طن ‪ ،‬أملانيا ‪ 1607‬كيلو طن وهي دولة رائدة يف جمال إعادة تدوير و رسكلة النفاايت يف االحتاد‬
‫األورويب‪ ،‬كما سجلت اهلند ‪ 3230‬كيلو طن‪ ،‬إيطاليا ‪ 1063‬كيلو طن‪ ،‬الياابن ‪ 2569‬كيلو طن‪ ،‬كما بلغ‬
‫حجم اإلنتاج يف املكسيك ‪ 1220‬كيلو طن ‪.‬أما كل من السويد وسويسرا بلغ ‪ 208‬و‪ 201‬كيلو طن على‬
‫التوايل‪ ،‬تعكس هذه املعطيات دور األنشطة االقتصادية لقارة أورواب من خالل تصدرها لقائمة إنتاج املخلفات‬
‫اإللكرتونية ويف حصوهلا على املرتبة األوىل اليت تشكل بدورها خطرا كبريا على البيئة خاصة سوء إدارهتا‪.‬‬
‫أما من انحية أخرى يتجاوز إنتاج الفرد يف سويسرا ‪ 23.4‬كغ‪ ،‬أسرتاليا ‪ 21.7‬كغ‪ ،‬بلجيكا ‪ 20.4‬كغ‪،‬‬
‫الدمنرك ‪ 22.4‬كغ‪ ،‬فرنسا ‪ 21‬كغ‪ ،‬الياابن ‪20.4‬كغ‪ ،‬أما كل من الصني واهلند بلغ ‪ 2.4 ،7.2‬كغ للفرد‬
‫على التوايل‪.‬‬
‫ابلنسبة للدول العربية جند كل من مصر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العراق واملغرب فاقت كمية اإلنتاج فيها ‪ 150‬كيلو طن‪ ،‬حبيث‬
‫تصدرت مصر القائمة ب ـ ـ ‪ 586‬كيلو طن‪ ،‬تليها كل من اجلزائر العراق واملغرب ‪ ،164 ،278 ،309‬كيلو طن‬
‫على التوايل‪ .‬أما بقية الدول العربية فلم تتعدى كمية اإلنتاج عتبة ‪ 80‬كيلو طن و أقل كمية سجلتها الكويت‬
‫بـ ـ ـ ـ ‪ 24‬كيلو طن‪.‬‬
‫أما ابلنسبة إلنتاج الفرد ترتفع النسب يف الدول اخلليجية وليبيا إىل أكثر من ‪ 11‬كغ يف السنة‪ .‬ينخفض معدل‬
‫توليد النفاايت اإللكرتونية للفرد يف ابقي الدول إىل حنو ‪ 8‬كغ أو أقل فهي يف لبنان ‪ 8.2‬كغ‪ ،‬اجلزائر والعراق‬
‫‪7.1‬كغ‪ ،‬مصر واألردن ‪ 5.9‬و ‪ 5.4‬كغ على التوايل‪ .‬بينما تبقى املغرب متثل أقل نسبة خملفات إلكرتونية منتجة‬
‫يف الدول العربية بلغت ‪ 4.6‬كغ‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للمخلفات اإللكرتونية ترتفع النسب يف الدول اخلليجية إىل أكثر من ‪ 15‬كغ للفرد يف كل من‬
‫البحرين‪ ،‬الكويت‪ ،‬اإلمارات وعمان‪ ،‬بينما بلغت كمية اإلنتاج يف قطر ‪ 13.6‬كغ‪.‬‬
‫تعد مشكلة املخلفات اإللكرتونية أحد أهم القضااي البيئية اليت تشكل خطورة على اإلنسان ابلدرجة األوىل فعند‬
‫مجعها وإعادة تدويرها جند أن هلا أثر إاجايب على البيئة‪ ،‬من خالل محايتها وااحمافظة عليها وهو اهلدف األمسى ومن‬
‫جهة أخرى احلصول على منافع مالية و اقتصادية‪ .‬ال يكون هذا إال من خالل التعاون والتنسيق بني األطراف‬
‫املعنية سواء داخل أو خارج الدولة نفسها أو بني الدول األخرى عن طريق وضع اسرتاتيجيات والعمل على حتقيق‬
‫متطلبات االقتصاد الدائري‪.‬‬
‫فمن اجلانب التنظيمي والتشريعي جند أنه ال يوجد حتفيز حىت سنة ‪ 2019‬لبعض الدول اليت تتبىن قانون جلمع‬
‫النفاايت االلكرتونية وإدارهتا بشكل سليم‪ ،‬ومن أهم األسباب نذكر اجلانب االستثماري مع عدم وجود تبادل‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫وتنسيق دويل ‪ ،‬حبيث جند أن أغلب الدول العربية ال ختصص تشريعا لذلك ماعدا مصر واألردن عكس الدول‬
‫األجنبية اليت تتبىن ذلك‪.‬‬

‫املطل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب الثالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـث‪:‬األسباب اليت أدت إىل تفاقم مشكالت التلوث البيئي يف العامل‬
‫تتعدد املشاكل البيئية يف العامل وتتفاقم بشكل متسارع نظرا جملموعة من األسباب ختتلف ابختالف درجة‬
‫التقدم التكنولوجي والنمو االقتصادي الذي يقابله التزايد املستمر يف عدد السكان يف كل دولة‪ ،‬إضافة إىل عوامل‬
‫أخرى نذكرها كمايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب تتعلق ابلنمو الديغرايف‪ :‬التزايد اهلائل يف عدد السكان والذي وصل حاليا إىل معدالت كبرية‬
‫حيث ميثل اجلدول املوايل الكثافة السكانية جلميع القارات وترتيبها من حيث النمو السكاين ونسبة التغري خالل‬
‫‪ 2020-2019‬وهو كمايلي‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )4-1( :‬الزًّيدة السكانية يف العامل خالل سنيت ‪2020-2019‬‬

‫النمو ‪2020‬‬ ‫النسبة‬ ‫عدد السكان‬ ‫القارة‬ ‫الرتتيب‬


‫النسبة ‪%‬‬ ‫صايف التغري‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪39.683.577 59.54 4.641.054.775 4.601.371.198‬‬ ‫آسيا‬ ‫‪1‬‬
‫‪2.49‬‬ ‫‪32.533.952 17.20 1.340.598.147 1.308.064.195‬‬ ‫إفريقيا‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.06‬‬ ‫‪453.275‬‬ ‫‪9.59‬‬ ‫‪747.636.026‬‬ ‫‪747.182.751‬‬ ‫أورواب‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.77‬‬ ‫‪4.549.737‬‬ ‫‪7.60‬‬ ‫‪592.072.212‬‬ ‫‪587.522.475‬‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.83‬‬ ‫‪3.560.320‬‬ ‫‪5.53‬‬ ‫‪430.759.766‬‬ ‫‪427.199.446‬‬ ‫أمريكا اجلنوبية‬ ‫‪5‬‬
‫‪1.31‬‬ ‫‪549.778‬‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪42.677.813‬‬ ‫‪42.128.035‬‬ ‫أوقيانوسيا‬ ‫‪6‬‬
‫‪1.05‬‬ ‫‪81.330.639‬‬ ‫‪7.794.798.739 7.713.468.100‬‬ ‫الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامل‬

‫‪Source: List of continents by population, statistics time, Available at:‬‬


‫‪http://statisticstimes.com/demographics/continents-by-population.php Page consulté le: 20/11/2020‬‬

‫مع زايدة ‪ 40‬مليون شخص يف عام ‪ 2020‬مقارنة بعام ‪ ،2019‬تعد آسيا أكرب مساهم يف إمجايل الزايدة‬
‫معا ‪ ٪ 89‬من إمجايل سكان العامل‪ .‬حققت مجيع القارات‬ ‫مليوان)‪ .‬ميثالن ا‬
‫السكانية يف العامل تليها إفريقيا (‪ 33‬ا‬
‫األربع املتبقية زايدة إمجالية أقل من ‪ 5‬ماليني‪ 1.‬من خالل اجلدول نالحظ مايلي‪:‬‬
‫من سكان العامل حبيث بلغ عددهم سنة ‪ 2020‬ما يزيد عن ‪4.6‬‬ ‫‪ -1‬ميثل سكان قارة آسيا ما يقارب ‪60‬‬
‫؛‬ ‫مليار نسمة وهي تعد بذلك القارة األكثر اكتظاظا‪ ،‬حتتل بذلك املرتبة األوىل عامليا مبعدل ‪0.86‬‬
‫‪ -2‬تعد إفريقيا أكرب قارة من حيث عدد السكان يبلغ عدد سكاهنا ‪ 1.3‬مليار نسمة سنة ‪ 2020‬مقارنة‬

‫‪1‬‬
‫‪List of continents by population, Op.cit.‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫بـ ـ ـ ‪ 2.49‬سنة ‪ 2019‬وهو أكرب معدل منو سكاين بني القارات اخلمس‪ .‬ميثل سكان قارة إفريقيا ‪17‬‬
‫وابلتايل تشرتك مع آسيا بنسبة ‪ 77‬من سكان العامل؛‬
‫‪ -3‬تبقى النسبة املتبقية ‪ 23‬مقسمة على القارات الثالث أورواب‪ ،‬أمريكا (الشمالية‪ ،‬اجلنوبية) ابإلضافة إىل‬
‫أوقيانوسيا ب ـ ـ ـ ‪ 0.55 ، 5.53 ، 7.60 ، 9.59‬على التوايل؛‬
‫‪ -4‬أما فيما خيص النمو السكاين تبقى أورواب القارة الوحيدة ذات معدل منو ضعيف قدره ‪ ، 0.06‬تليها كل‬
‫من أمريكا الشمالية ‪ ، 0.77‬أمريكا اجلنوبية ‪ ، 0.83‬و آسيا ‪ 0.86‬؛‬
‫على التوايل أعلى نسب منو سكاين من بني‬ ‫و‪1.31‬‬ ‫‪ -5‬تبقى كل من إفريقيا و أوقيانوسيا متثالن ‪2.49‬‬
‫القارات األخرى لسنة ‪.2020‬‬
‫اثنيا‪ :‬أسباب تتعلق ابلسلوك البشري‬
‫‪-1‬يف البلدان النامية‪ :‬نظرا ألن هذه البلدان تعطي األولوية إلشباع احلاجات األساسية للسكان‪ ،‬فإن ختريب‬
‫البيئة ال يعطى إال قليال من االهتمام‪ ،‬إذ يكون االهتمام منصبا على أتمني متطلبات احلياة األساسية من الغذاء‬
‫والسكن ولو كان ذلك على حساب البيئة‪.‬‬
‫‪-2‬يف البلدان الصناعية املتقدمة ذات م ستوى املعيشة املادي املرتفع وصل السكان إىل مستوى من الرتبية‬
‫والتكوين‪ ،‬فهم غري مستعدين للتخلي عن مستوى املعيشة املادي املتنامي الذي وصلوا إليه مقابل حتسني نوعية‬
‫البيئة‪ ،‬والفرد الواحد يف البلدان الصناعية املتقدمة حسب التقديرات هو أخطر على البيئة و على املوارد البيئية‬
‫الطبيعية مبقدار أربعة أمثال نظريه يف البلدان النامية‪ ،‬نظرا ملا يستهلكه الفرد يف البلدان املتقدمة وما حيتاجه من‬
‫‪1‬‬
‫متطلبات تفوق كثريا ما حيتاجه الفرد يف البلدان النامية‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أسباب اقتصادية واجتماعية‬
‫‪ -1‬من أهم أسباب التدمري البيئي هو كون البيئة الطبيعية ملكية عامة مشاعة مفتوحة أمام اجلميع‪ ،‬أي عدم‬
‫وجود مالك حمدد ملوجودات البيئة‪ .‬والقسم األعظم من السلع يصعب جتزئته وال ميكن أن يباع و أن أي فرد‬
‫يستطيع وحبرية أن يستخدم هذه السلع‪ ،‬وابعتبار أن أي شخص يستطيع أن يستهلكها بشكل جماين فإنه سوف‬
‫يستهلك من هذه السلع بقدر ما يستطيع ما دام غري ملزم بدفع أي تكلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود ما يسمى ابلتكاليف البيئية اخلارجية‪ ،‬وتعين التكاليف اخلارجية اليت يتحملها اجملتمع دون أن تظهر‬
‫أو يشار إليها يف حساابت املؤسسة أو يف احلساابت االقتصادية الوطنية‪ .‬وتعترب هذه التكاليف اخلارجية النامجة‬
‫عن اآلاثر اجلانبية اخلارجية للنشاط االقتصادي من أهم مظاهر التدمري البيئي‪ ،‬واآلاثر اخلارجية هي تلك اآلاثر‬

‫‪ 1‬إبراهيم جابر السيد‪ ،‬حماسبة التلوث البيئي ‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2014 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املتبادلة بني الفعاليات االقتصادية واليت ال تقوم يف السوق‪ .‬وتتمثل تلك اآلاثر يف التأثريات الكيميائية‪ ،‬الفيزايئية‬
‫‪2‬‬
‫والتأثريات األخرى اليت ال تقيم تقييما نقداي‪ 1.‬تتمثل اآلاثر اخلارجية فيمايلي‪:‬‬
‫أ‪-‬اإلضرار بنوعية املياه‪ :‬حبيث أن تلوث املياه يؤدي إىل خلق مشاكل يف مياه الشرب ويؤثر على كل من‬
‫اإلنتاج الزراعي والصناعي‪ ،‬مثل حوادث تدفق البرتول بسبب حتطم انقالت النفط؛‬
‫ب‪-‬موت النباًتت‪ :‬أو احلد من منوها مما يؤدي إىل فقدان التنوع احليوي وحدوث خلل يف األنظمة البيئية‬
‫ابإلضافة إىل قطع أشجار الغاابت‪ ،‬التوسع يف استعمال األمسدة الكيميائية‪ ،‬املبيدات واحلرائق؛‬
‫ج‪-‬أضرار صحية انةجتة عن تلوث اِلواء‪ :‬وهو ما ينتج عن حرق الوقود ويزيد من إنتاج الغازات الدفيئة خاصة‬
‫اثين أكسيد الكربون األحفوري الذي يتسبب يف االحتباس احلراري؛‬
‫د‪ -‬اخنفاض قيمة وإاجار املساكن بسبب التلوث والضوضاء اليت تعد من بني أخطر أنواع التلوث له آاثر وخيمة‬
‫على صحة اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -3‬من املؤكد أن هناك عالقة وثيقة بني البيئة والتنمية االقتصادية بل أن أحد عوامل تدهور البيئة أت يت من‬
‫عمليات التنمية االقتصادية واالستغالل غري الرشيد للموارد الطبيعية‪ ،‬كما أن التوسع يف جمال الصناعة يؤدي إىل‬
‫زايدة معدالت التلوث وختلف النفاايت‪ ،‬نواتج ضارة ابلبيئة‪ ،‬ويؤدي التوسع يف جمال التنمية الزراعية حتما إىل‬
‫استغالل كميات كبرية من املياه بكميات متزايدة من املبيدات احلشرية واملخصبات‪ .‬وتظهر اآلاثر البيئية لعمليات‬
‫التنمية االقتصا دية يف دول العامل الثالث أو "الدول النامية " اليت حتاول حتقيق معدالت منو عالية لتلحق بركب‬
‫‪3‬‬
‫الدول املتقدمة‪.‬‬
‫‪ -4‬نقص الغذاء مما يؤدي إىل موت أعداد كبرية من األفراد جوعا يف الدول الفقرية‪ ،‬ويؤثر على الرتبة مما يهدد‬
‫األمن الغذائي‪ ،‬ويزيد من الفقر ويف املقابل جند أن ثالثة أرابع املنتجات الغذائية يف الدول الصناعية هي منتجات‬
‫تضر ابلصحة‪ ،‬مع إنتاج كم هائل من املخلفات الصناعية الضارة‪ 4.‬ابإلضافة إىل عامل احلروب اليت تؤدي بدورها‬
‫إىل التلوث البيئي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬طبيعة التكنولوجيات احلديثة‪ :‬ترتبط طبيعة التكنولوجيات اإلنتاجية يف السنوات األخرية ارتباطا وثيقا‬
‫ابألزمة البيئة‪ ،‬حبيث أن التحوالت الشاملة للتكنولوجيا اإلنتاجية من احلرب العاملية الثانية واليت هلا آاثر شديدة‬
‫على البيئة قد حلت حمل التقنيات األقل تدمريا‪ .‬كان هذا العامل مسؤوال إىل حد كبري عن توليد املواد االصطناعية‬

‫‪1‬عايد راضي خنفر‪ ،‬مهند راضي خنفر‪ ،‬االقتصاد كأداة حلماية البيئة‪ ،‬دوره ومتطلبات جناحه‪ ،‬جملة أسيوط للدراسات البيئية‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬اجمللد ‪ ،11‬العدد‬
‫‪ ،01‬مارس ‪ ،2008‬ص ص ‪.6 -5‬‬
‫‪ 2‬مالك حسني حوامدة‪ ،‬األبعاد االقتصادية للمشاكل البيئية وأثر التنمية املستدامة‪ ،‬دار دجلة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2014 ،‬ص ‪( .48‬بتصرف)‬
‫‪ 3‬انتصار بلخري‪ ،‬اإلطار املفاهيمي حلماية البيئة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى الدويل املوسوم بعنوان‪ :‬آليات محاية البيئة‪ ،‬مركز جيل للبحث العلمي‪ ،‬لبنان‬
‫‪ ،‬طرابلس‪ ،‬يومي ‪ 16‬و ‪ 17‬ديسمرب ‪ ،2017‬ص ‪17‬‬
‫‪ 4‬نور اهلدى محاد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪20- 19‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫غري قابلة للتحلل احليوي مثل البالستيك‪ ،‬املنظفات االصطناعية‪ ،‬البرت وكيماوايت وغريها من املواد الضارة ابلبيئة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وابلتايل فإن األزمة البيئية هي النتيجة احلتمية لنمط بيئي معاكس للنمو اإلنتاجي‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يلخص الشكل املوايل األسباب اليت تؤدي إىل خلق مشاكل بيئية وتتسبب يف التلوث‬
‫البيئي‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )12-1( :‬أسباب املشاكل البيئية العاملية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ramamohana Reddy Appannagari, Environmental pollution causes and consequences: A study,‬‬
‫‪North Asian International research Journal of social science and consortiums, Vol 3, Issue-8, August-‬‬
‫‪2017, P 154.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املطلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الرابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‪ :‬آاثر وثغرات مكافحة التلوث البيئي‬


‫للتلوث البيئي جمموعة من اآلاثر اليت هلا عالقة مباشرة بصحة اإلنسان وتدمر الكائنات احلية األخرى‪ ،‬حبيث‬
‫ختتلف آاثره من شكل آلخر‪ ،‬لذا تسعى احلكومات إىل محاية البيئة من اآلاثر الضارة واحلفاظ عليها عن طريق‬
‫التعرف على الثغرات اليت تقف كحاجز ملكافحته‪ ،‬والعمل على إاجاد حلول مناسبة مع ضرورة التخطيط السليم‬
‫واجليد للبيئة‪.‬‬
‫أوال‪:‬آاثر التلوث البيئي‬
‫يتسبب التلوث الغذائي يف هالك العديد من أبناء اجملتمع‪ ،‬يف حالة ما إذا كانت األطعمة أصيبت مبادة سامة‬
‫أو بتلف شديد‪ ،‬إذ يؤدي التلوث الغذائي ببعض البكترياي يف كثري من احلاالت للموت‪ ،‬كالتسمم الناتج عن‬
‫خمالطة الغذاء لبعض امللواثت اجلرثومية مثل بكترياي السالمونيا اليت تسبب التيفوئيد‪ ،‬كما حيدث صعوبة يف البلع‬
‫والكالم وشلل يف عضالت التنفس وحساسية اجللد واألزمات الصدرية‪ .‬أما األضرار غري املباشرة اليت تكون على‬
‫املدى الطويل نذكر منها اآلاثر الضارة الناجتة عن استخدام الصبغات الصناعية يف الغذاء‪ ،‬وتلوث الغذاء ابملبيدات‬
‫الزراعية‪ ،‬وما حيدثه من أورام سرطانية والطفح اجللدي‪ ،‬اخلمول وخلل األمحاض النووية‪ ،‬وما يسببه تلوث الغذاء‬
‫ابلرصاص من مغص دائم ابلبطن‪ ،‬وشلل ابليدين‪.‬‬

‫وتتأثر صحة اإلنسان بشكل أكرب عند تعرضه لإلشعاعات النووية‪ ،‬دون االستهانة بتلك الصبغة‪ ،‬إذ تؤدي‬
‫على املدى الطويل لإلضرار بصحة اإلنسان هذا وفقا للجنة الدولية للحماية من اإلشعاع‪.‬‬
‫وحيدث التلوث النفطي خلل ابلوسط الطبيعي للمياه‪ ،‬والبيئة البحرية بصفة خاصة ألنه يؤثر على األحياء‬
‫البحرية واجعلها غري صاحلة حىت لالستخدام البشري‪ ،‬كنتيجة لعدم جتدد األكسيجني‪ ،‬كما يظهر النفط يف مذاق‬
‫األمساك ورائحتها‪ ،‬ويؤثر على حركة السياحة واالجتار‪ ،‬وينقص منو النبااتت البحرية‪ ،‬وتسبب الغازات امللوثة كأول‬
‫أكسيد الكربون االختناق نتيجة لعدم إمداد اجلسم ابألكسجني وتسمم النبااتت‪ ،‬كما يقل إنتاج ااحماصيل الزراعية‬
‫يف حالة تعرضها جلرعات كبرية من غاز اثين أكسيد الكربون وأكسيد الكربيت الذي يؤثر على جهازي الشم‬
‫والتنفس‪ ،‬واخنفاض نسبة مقاومة األجسام لألمراض‪.‬‬

‫وتشكل النفاايت هتديدا كبريا للبيئة‪ ،‬ملا هلا من انعكاسات سيئة على الصحة العامة والنواحي النفسية‬
‫واجلمالية لدى املواطن‪ ،‬وما تسببه من كساد اقتصادي نتيجة اإلضرار اباحماصيل ومصادر املياه‪ ،‬وتعد عامال‬
‫مساعدا لتكوين احلشرات الضارة والناقلة لألمراض وهناك بعض النفاايت اخلطرية اليت تؤدي ألمراض الفشل‬
‫الكلوي‪ ،‬أمراض القلب والسرطان وغريها من األمراض اخلطرية‪ 1.‬كما مت ربط التلوث الضوضائي ابرتفاع ضغط‬

‫‪ 1‬يوسفي نور الدين‪ ،‬جرب ضرر التلوث البيئي‪ ،‬دراسة حتليلية مقارنة يف ظل أحكام القانون املدين والتشريعات البيئية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬جامعة‬
‫حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.53-51‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫الدم والنوابت القلبية والسكتة الدماغية‪ ،‬يسبب مشاكل صحية من خالل حتفيز اجلهاز العصيب والغدد الصماء‬
‫وتغيري معدل ضرابت القلب وضغط الدم‪ ،‬ويؤدي إفراز إىل هرمون التوتر‪ .‬مما يؤثر سلبا على الصحة‪.‬‬
‫تشري التقديرات إىل أتثر أكثر من ‪ 100‬مليون مواطن ابلتعرض ملستوايت عالية من الضوضاء من حركة املرور‬
‫على الطرق‪ .‬تعد السكك احلديدية واملطارات والصناعة أيضا مصادر مهمة للتلوث الضوضائي‪ .‬ونتيجة لذلك‬
‫يعاين حوايل ‪ 6‬ماليني شخص من اضطراب شديد يف النوم‪ ،‬يف حني يعزى ‪ 69000‬حالة دخول إىل‬
‫‪1‬‬
‫املستشفيات و‪ 15900‬حالة وفاة مبكرة سنواي إىل الضوضاء البيئية يف االحتاد األورويب‪.‬‬
‫ويوضح اجلدول املوايل مصادر الضوضاء و أتثريها على السامع انطالقا من اعتبار أن الصوت الذي تكاد‬
‫تسمعه األذن السليمة متاما هو‪ Décibel 0‬بينما حد الصوت الذي يسبب اآلالم يف األذن ‪130-120‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ Décibel‬وبني هذين الرقمني قسم اجلدول إىل أقسام وهي كمايلي‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )5-1( :‬مصادر الضجيج ووحدة قياسه وأتثريه على السمع‬

‫التأثري على اإلنسان‬ ‫وحدة القياس ‪-‬الديسيبل‬ ‫مصدر الضجيج‬


‫ختريب آين للسمع‬ ‫‪150‬‬ ‫انفجار قذيفة على بعد ‪ 1‬مرت‬
‫حد اآلالم‬ ‫‪130‬‬
‫ختريب السمع بعد ‪ 7.5‬دقيقة‬ ‫‪120‬‬ ‫إقالع طائرة نفاثة على بعد ‪ 200‬مرت‬
‫ختريب السمع يف ساعتني‬ ‫‪100‬‬ ‫دراجة انرية قوية‬
‫ختريب يف ‪ 8‬ساعات‬ ‫‪90‬‬ ‫حركة املرور الكثيفة‬
‫احلد املسموح به يف ‪ 8‬ساعات متتالية‬ ‫‪80‬‬ ‫موسيقى كالسيكية عالية‬
‫عدم االستمرار يف الرتكيز‬ ‫‪70‬‬ ‫املكنسة الكهرابئية‬
‫تقطع احلديث‬ ‫‪60‬‬ ‫ااحمادثة العالية‬
‫هدوء‬ ‫‪40‬‬ ‫غرفة النوم‬
‫هدوء شديد‬ ‫‪20‬‬ ‫اهلمس‬
‫ابلكاد يسمع‬ ‫‪10‬‬ ‫حركة أوراق الشجر‬
‫حد السمع ‪*HZ 4000-1000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫البعوضة على بعد ‪ 4‬مرت‬

‫املصدر‪ :‬جهاد بن عثمان‪ ،‬فاطمة الزهراء زرواط‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.846‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Future Brief: what are the health costs of environment pollution?, European commission,‬‬
‫‪Science for Environment policy, December 2018, issue 21. P 08. Available at:‬‬
‫‪https://ec.europa.eu/environment/integration/research/newsalert/pdf/health_costs_environmental_pollu‬‬
‫‪tion_FB21_en.pdf Page consulté le: 23/12/2019‬‬
‫‪ 2‬جهاد بن عثمان‪ ،‬فاطمة الزهراء زرواط‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.846-844‬‬
‫* (" ‪ Hertz‬اختصارا ‪ :HZ‬وحدة قياس تردد الصوت أي عدد موجات الصوت يف الثانية‪ ،‬فاألذن يف األوضاع الطبيعية تسمع األصوات الواقعة بني ‪ 16‬و ‪HZ 20000‬‬
‫وال تسمع ما هو أعلى أو أدىن من ذلك‪).‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫اثنيا‪ :‬ثغرات مكافحة التلوث‬


‫‪1‬‬
‫للتلوث البيئي العديد من الثغرات نذكرها كمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ثغرات التنفيذ‪ :‬كثريا ما تنشأ هذه الثغرات بسبب عدم توافد املوارد وقصور القدرة اإلدارية‪ ،‬املالية واملؤسسية‬
‫والتقنية أو عدم توافر اإلرادة السياسية أو التنسيق بني الوزارات؛‬
‫‪ -2‬الثغرات املعرفية‪ :‬تستمر هذه الثغرات بسبب قصور الوعي ابملعلومات الرئيسية‪ ،‬مبا يف ذلك مصادر التلوث‬
‫ومسارات التعرض واآلاثر واحللول‪ .‬كما اجب أ ن تؤخذ يف االعتبار االستنتاجات اجلديدة بشأن التأثريات على‬
‫الصحة والنظم اإليكولوجية‪ ،‬واملسائل املستجدة‪ .‬وال يفصح بدرجة كافية عن املعلومات كما أن فهم األبعاد‬
‫االجتماعية للتلوث حمدودة؛‬
‫‪ -3‬الثغرات يف البنية التحتية‪ :‬توجد الثغرات مثال فيما يتعلق برصد التلوث‪ ،‬مجع النفاايت واملياه املستعملة‬
‫ونفاايت املناجم ومعاجلتها والتخلص منها‪ ،‬تيسري إعادة التدوير وحتسني ختزين األغذية؛‬
‫‪ -4‬اضطالع املؤسسات املالية والصناعية بدور قيادي حمدود‪ :‬هذه ااحمدودية شديدة بوجه خاص يف جماالت‬
‫اإلفصاح عن املعلومات املتعلقة ابلتلوث‪ ،‬واالستيعاب الداخلي لتكاليف التلوث‪ ،‬منع التلوث‪ ،‬والتمويل األخضر‬
‫وهي تعوق اختاذ إجراءات فعالة؛‬
‫‪ -5‬سوء التسعري وعدم وضوح القيم اإليكولوجية واالستيعاب اخلارجي لتكاليف التلوث‪ :‬أسفرت هذه‬
‫الثغرات عن هدر املوارد واإلفراط يف استخدامها‪ ،‬ويف التعامل مع النظم اإليكولوجية على أهنا مدفن للنفاايت‬
‫ومصارف هلا‪ ،‬مع حتديد اخليارات بدون الوعي الكامل بعواقبها البيئية؛‬
‫‪ -6‬االعرتاف غري الكاف مبا الختيارات املستهلكني من عواقب من حيث التلوث‪ :‬هذه االختيارات اليت‬
‫متارس حىت يف حالة وجود لوائح وسياسات مناسبة‪ ،‬تشري للحاجة إىل حتسني فهم السلوك واحلوافز‪ .‬فاالختيارات‬
‫قد تكون حبكم العادة‪ ،‬أو نتيجة للشعور أبن شخصا واحدا ال ميكن أن حيدث فارقا أو نتيجة لوجود مشكلة‬
‫"منتفع ابجملان"‪ ،‬أو األعراف واملمارسات االجتماعية‪.‬‬
‫يتطلب حل مشكل التلوث البيئي تضافر اجلهود والتعاون بني الدول واحلكومات يف كل أحناء العامل ملكافحة‬
‫هذه الظاهرة‪ ،‬ولتسهيلها البد من الوقوف على أهم الثغرات أو العراقيل اليت حتول دون جتسيد احللول على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬فمن بينها نذكر عدم تعميم تطبيق سياسات اقتصادية للحد من هذا املشكل‪ ،‬عدم التنسيق بني اإلدارات‬
‫والوزارات أو حىت بني مصاحل املؤسسات وأقسامها‪ ،‬عدم البحث عن املعلومات الضرورية والرئيسية واليت تعطي‬
‫صورة عامة عن التلوث وآاثره واحللول املناسبة له‪ ،‬ابإلضافة إىل اهلدر وعدم االستغالل األفضل للموارد‪.‬‬

‫‪1‬حنو كوكب خايل من التلوث ‪ ،‬مجعية األمم املتحدة للبيئة التابعة لربانمج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدورة الثالثة‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2017‬ص ‪ .15‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪Page consulté le: 20/11/2019https://papersmart.unon.org/resolution/uploads/k1708345a.pdf‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املبحث الثاين‪ :‬التنمية املستدامة‪ ،‬االقتصاد األخضر واجلهود الدولية حلماية البيئة من التلوث‬
‫ختتلف التهديدات البيئية بني عاملية وأخرى إقليمية نذكر منها التغري املناخي‪ ،‬االحتباس احلراري‪ ،‬استنفاذ طبقة‬
‫األوزون‪ ،‬ندرة املياه‪ ،‬تدهور األراضي‪...‬إخل‪ ،‬وهي من املشاكل البيئية اليت تتعلق بصورة مباشرة ابلنشاط البشري‬
‫جبوانبه املتعددة االقتصادية‪ ،‬السياسية‪ ،‬االجتماعية وعالقته هبذه اجلوانب‪ ،‬كما أن اهتمامه ابلتنمية على حساب‬
‫البيئ ة ونشاطه الصناعي وعدم وعيه كلها أسباب تؤدي إىل تفاقم األزمة وحدوث مشكل التلوث البيئي‪ .‬وهو ما‬
‫أدى ابحلكومات واهليئات العاملية إىل عقد مؤمترات تضم معظم الدول من أجل إاجاد حلول مناسبة‪ ،‬أبرزها مؤمتر‬
‫استوكهومل الذي ميثل البداية الفعلية لعوملة التفكري البيئي وهو قاعدة أساسية للمؤمترات الالحقة‪ ،‬من أجل حتقيق‬
‫تنمية بيئية مستدامة يف ظل تطبيق االقتصاد األخضر‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التنمية املستدامة وأبعادها‬


‫إن إسرتاتيجية ااحمافظة العاملية على البيئة اليت بدأها برانمج األمم املتحدة للبيئة )‪ (UNEP‬والصندوق‬
‫العاملي للطبيعة)‪ (WWF‬واالحتاد الدويل حلفظ الطبيعة وفرت منربا للنقاش الدويل بشأن االستدامة‪ ،‬وأهم خطوة‬
‫جديرة ابملالحظة حنو االهتمام ابلتنمية املستدامة هي نشر تقرير دويل بعنوان "مستقبلنا املشرتك" من قبل اللجنة‬
‫العاملية املعنية ابلبيئة والتنمية)‪ (WCED‬سنة ‪ 1.1987‬استعرض هذا التقرير جوانب خمتلفة أمهما اجلانب‬
‫البيئي‪ ،‬املرتبط ابلقضااي االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬مربزا أمهية التنمية املستدامة وتوجهاهتا ضمن السياسات‬
‫واالسرتاتيجيات العاملية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التنمية املستدامة‬
‫أقرت هيئة األمم املتحدة للتنمية سنة ‪ 1956‬تعريفا ل لتنمية على أهنا‪" :‬تلك العمليات اليت ميكن من خالهلا‬
‫توحيد جهود املواطنني واحلكومة لتحسني األحوال االقتصادية واالجتماعية والثقافية يف اجملتمعات ااحملية‬
‫وملساعدهتا على االندماج يف تقدمها أبقصى قدر مستطاع"‪ .‬ويعد هذا التعريف هليئة األمم املتحدة مبثابة دعوى‬
‫للح كومات يف اإلسراع ابلقيام بعمليات التنمية‪ ،‬وذلك بتحفيز املواطنني وااللتفاف حوهلم للقيام ابلعمليات‬
‫‪2‬‬
‫الالزمة يف أقصر األوقات وبطريقة مجاعية تنصهر فيها احلكومات داخل شعوهبا‪.‬‬
‫يعرف البنك الدويل التنمية املستدامة أبهنا تلك‪" :‬العملية اليت هتتم بتحقيق التكافؤ املتصل الذي يضمن إاتحة‬
‫نفس الفرص التنموية احلالية لألجيال القادمة‪ ،‬وذلك بضمان ثبات رأس املال الشامل أو زايدته املستمرة عرب‬

‫‪1‬‬
‫‪Abdul Ghafoor Awan, Relationship between Environment and Sustainable Economic‬‬
‫‪development: A Theoretical approach to environmental problems, International Journal of Asian‬‬
‫‪Social Science, 2013, p p 743-744. Available at: https://www.aessweb.com/pdf-files/741-761.pdf‬‬
‫‪Page consulté le: 28/09/2019‬‬
‫‪ 2‬سامل نصرية‪ ،‬الفكر البيئي مبشاريع التنمية احمللية ابجلنوب اجلزائري‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى بعنوان‪ :‬آليات محاية البيئة‪ ،‬اجلزائر العاصمة‪ ،‬مركز‬
‫جيل للبحث العلمي‪ ،‬لبنان‪ ،‬طرابلس‪ ،2017/12 /30 ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫الزمن"‪[ .‬حيث أن رأس املال الشامل يتضمن‪ :‬رأس مال صناعي (معدات وطرق‪ ....‬إخل ) وبشري (معرفة‬
‫‪1‬‬
‫ومهارات)‪ ،‬اجتماعي (عالقات ومؤسسات)‪ ،‬بيئي (غاابت ومرجانيات)] ‪.‬‬
‫حبيث جاء مفهوم وتعريف التنمية املستدامة كمصطلح يف جدول األعمال العاملي السائد يف تقرير يشار إليه‬
‫عموما ابسم "تقرير برونتالند"‪ ،‬وكان أول استعراض للجوانب االقتصادية واالجتماعية والسياسية يف العامل‪ .‬يعرف‬
‫التنمية املستدامة أبهنا‪" :‬التنمية اليت تليب احتياجات احلاضر دون املساس بقدرة األجيال املقبلة على تلبية‬
‫احتياجاهتا"‪ 2.‬ويف جوهره‪ ،‬يدعو التقرير إىل إتباع هنج متضافر من جانب مجيع الدول لتحقيق التوازن بني التنمية‬
‫واحلفاظ على املوارد العاملية‪.‬‬
‫ومنه على األجيال احلاضرة عدم جتاهل حقوق األجيال املقبلة يف البيئة واملوارد الطبيعية عند استخدامها‪ ،‬والشك‬
‫أن هذا يهدد بعدم استمرارية التنمية املستقبلية‪ ،‬وال يتأ يت إال ابحلفاظ على املوارد الطبيعية ما يؤدي إىل حتقيق‬
‫‪3‬‬
‫التقدم االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬فكل استنزاف للموارد البيئية الطبيعية أعباؤه تنعكس على األجيال الالحقة‪.‬‬
‫كما تضيف جلنة (‪ )WCED‬إىل التعريف مفهومني متأصلني ومها‪ :‬مفهوم "احلاجة"‪ ،‬وفكرة "القيود"‬
‫حرماان واليت اجب إعطاء األولوية القصوى هلا‬ ‫ا‬ ‫وبشكل أكثر حتديد االحتياجات األساسية لألشخاص األكثر‬
‫‪4‬‬
‫حيتوي "تقرير برونتالند"‬ ‫وحالة التقنيات والتكنولوجيا و القدرة على تلبية االحتياجات احلالية واملستقبلية‪.‬‬
‫على معلومات مجعتها اللجنة خالل ثالث سنوات من البحث والتحليل مع الرتكيز على القضااي االجتماعية‬
‫السيما فيما يتعلق ابستخدام األراضي‪ ،‬إمدادات املياه‪ ،‬اخلدمات االجتماعية‪ ،‬التعليم والصحة‪ ،‬فضال عن إدارة‬
‫‪5‬‬
‫النمو احلضري‪.‬‬
‫منذ بداية االهتمام ابلتنمية املستدامة سنة ‪ 1987‬توسع مفهومها واختلفت تعاريفها‪ ،‬وذلك ملا هلا من أمهية‬
‫ابرزة هتتم ابألنظمة الثالث االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬وخاصة البيئية وصلته الوثيقة ابلتنمية‪.‬‬

‫‪ 1‬نوزاد عبد الرمحن اهلييت‪ ،‬التنمية املستدامة اإلطار العام والتطبيقات‪ ،‬دولة اإلمارات العربية املتحدة منوذجا‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث‬
‫االسرتاتيجية‪ ،‬أبوظيب‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،2009 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪2‬‬
‫‪S.R. Abdulrazak, Fauziah Sh. Ahmed, Sustainable development: A Malaysian perspective,‬‬
‫‪International Confererence on Accounting Studies 2014, Kuala Lumpur, Malaysia, procedia Social‬‬
‫‪and Behavioral Sciences , 18-19 August 2014, p 268. Available online at:‬‬
‫‪https://pdf.sciencedirectassets.com Page consulté le: 9 /12/2019‬‬
‫‪ 3‬بن بو عبد هللا مونية‪ ،‬بن بو عبد هللا وردة‪ ،‬تقييم اآلليات القانونية حلماية البيئة يف التشريع اجلزائري‪ ،‬جملة ريس للعلوم االجتماعية والرتبوية‪ ،‬اجمللد ‪ ،6‬العدد‬
‫‪ ،05‬ماي ‪ ،2019‬ص ‪.508‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Chouali Naima, les pratique du système de management environnemental certifié ISO 14001 au‬‬
‫‪sein d’une entreprise publique algérienne : cas de l’entreprise portuaire de Bejaia (EPB), p 102‬‬
‫(بتصرف)‬
‫مداخلة منشورة يف كتاب أعمال ملتقى آليات محاية البيئة‪ ،‬الذي نظمه مركز جيل البحث العلمي اجلزائر العاصمة يوم ‪ 30‬ديسمرب ‪.2017‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Gisele Silva Barbosa, And others, A conceptual Review of the Terms Sustainable Development‬‬
‫‪and Sustainability, International Journal of Social sciences, volume 3, N (2), 2014. P 03.Available at:‬‬
‫‪https://www.iises.net/download/Soubory/soubory-puvodni/pp-01-15_ijossV3N2.pdf Page consulté:‬‬
‫‪15/12/2019.‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫يوضح اجلدول التايل احمة اترخيية عن تطور مفهوم التنمية املستدامة وفقا هليئات عاملية وابحثني اقتصاديني خالل‬
‫الفرتة املمتدة من ‪ 1987‬إىل غاية ‪: 2015‬‬
‫جدول رقم‪ )6-1( :‬حملة ًترخيية عن معىن التنمية املستدامة خالل الفرتة ‪2015-1987‬‬

‫معىن ومفهوم التنمية املستدامة‬ ‫السنة‬


‫التنمية املستدامة هي تنمية تليب احتياجات احلاضر دون املساس بقدرة جيل املستقبل على‬ ‫‪1987‬‬
‫تلبية احتياجاته‬
‫تنطوي التنمية املستدامة على نظام اجتماعي‪ -‬اقتصادي مفاهيمي يكفل استدامة األهداف يف‬ ‫‪1989‬‬
‫شكل حتقيق دخل حقيقي‪ ،‬وحتسني مستوايت التعليم‪ ،‬والرعاية الصحية ونوعية احلياة عموما‬
‫هي تنمية غري حمدودة تركز على حتقيق فوائد أكرب للبشر واستخدام املوارد بشكل أكثر كفاءة‬ ‫‪1990‬‬
‫يف موازنة البيئة الالزمة لكل البشر ومجيع األنواع األخرى‬
‫التنمية املستدامة عملية من التغيريات املستهدفة اليت ميكن تكرارها إىل األبد‪ (.‬االحتاد الدويل‬ ‫‪1991‬‬
‫حلفظ الطبيعة‪ ،‬برانمج األمم املتحدة اإلمنائي‪ ،‬الصندوق العاملي للطبيعة)‬
‫هي بناء اجتماعي مستمد من التطور الطويل األجل لتنمية سكانية واقتصادية بشرية ملنظومة‬ ‫‪1998‬‬
‫ابلغة التعقيد‪ ،‬اليت تكون مدجمة يف النظم اإليكولوجية ويف العمليات الكيميائية احليوية يف‬
‫األرض‬
‫هي التنمية اليت توفرها القدرة االستيعابية للنظام اإليكولوجي‬ ‫‪1999‬‬
‫برانمج يغري عملية التنمية االقتصادية لضمان نوعية احلياة األساسية‪ ،‬ومحاية النظم اإليكولوجية‬ ‫‪1999‬‬
‫القيمة واجملتمعات ااحملية األخرى يف الوقت نفسه‬
‫إن التنمية املستدامة تناقض عاملي قوي للثقافة الغربية املعاصرة وألسلوب احلياة‬ ‫‪2004‬‬
‫هي عملية تغيري حيث ترفع املوارد‪ ،‬وحيدد اجتاه االستثمارات‪ ،‬كما تركز على تطوير‬ ‫‪2007‬‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬وتنسيق عمل خمتلف املؤسسات‪ ،‬وابلتايل تزداد إمكاانت حتقيق االحتياجات‬
‫والرغبات البشرية أيضا‬
‫التنمية املستدامة هي التوفيق بني االقتصاد والبيئة على مسار جديد للتنمية منِ شأنه أن يتيح‬ ‫‪2010‬‬
‫للبشرية تنمية مستدامة طويلة األجل‬
‫تتيح التنمية املستدامة إمكانية التفاعل الزمين غري ااحمدود بني اجملتمع والنظم اإليكولوجية‬ ‫‪2012‬‬
‫وأنظمة املعيشة األخرى دون إفقار املوارد الرئيسية‬
‫التنمية املستدامة هي تنمية حتمي البيئة‪ ،‬ألن البيئة املستدامة متكن من حتقيقها‬ ‫‪2015‬‬

‫‪Source: Tomislav Klarin, The Concept of Sustainable Development: From its Beginning to the‬‬
‫‪Contemporary Issues, Zagreb International Review of Economics & Business, University of Zagreb‬‬
‫(بتصرف) ‪and De Gruyter Open Vol 21, No. 1, 2018, p 77.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫ختتلف تعاريف التنمية املستدامة ابختالف وجهات نظر الباحثني يف هذا اجملال‪ ،‬فمنهم من يربط التنمية‬
‫ابجلانب االقتصادي واالجتماعي أي التنمية االجتماعية ذات البعد البيئي‪ ،‬والتنمية االقتصادية ذات البعد البيئي‬
‫وهو املفهوم السائد الذي اهتمت به اللجنة العاملية للتنمية والبيئة‪ ،‬ركزت من خالل تعريفها على إمكانية حتقيق‬
‫أمهية التنمية من خالل االستعمال العقالين للموارد الطبيعية وعدم استغالهلا وذلك لتلبية احتياجات اجليل احلايل‬
‫واملستقبلي عن طريق إدارة جيدة للموارد الطبيعية‪ ،‬احلفاظ على التنوع البيولوجي‪ ،‬توازن النظام البيئي‪ ،‬وضع‬
‫اسرتاتيجيات وسياسات حمكمة للتنمية والتخطيط هلا‪ ،‬دراسات جدوى اقتصادية للمشاريع البيئية وحتليل عائداهتا‬
‫ومعاجلة آاثرها البيئية‪ .‬وذلك من أجل القدرة على مواجهة التحدايت العاملية من تلوث بيئي‪ ،‬وتدهور البيئة العاملية‬
‫وماهلا من آاثر سلبية على اجلانب االجتماعي واالقتصادي خاصة فيما يتعلق ابلتكاليف البيئية اليت تؤرق‬
‫احلكومات‪ ،‬ابإلضافة إىل قدرة الدول على حتقيق تنمية اقتصادية أبقل قدر ممكن من التلوث واألضرار البيئية‬
‫لتحقيق ذلك البد من القيام ابلتخطيط البيئي املناسب وتسليط الضوء على األدوات االقتصادية كااحماسبة البيئية‬
‫ودورها الفعال يف احلفاظ على البيئة عن طريق املعاجلة ااحماسبية للتكاليف البيئية واإلفصاح عنها‪ ،‬وابلتايل تطبيق‬
‫تنمية مستدامة فعالة‪ .‬كما أن مفهوم هذه األخرية يهدف إىل حتقيق التوازن بني األنظمة الثالث (النظام‬
‫االقتصادي‪ ،‬االجتماعي والبيئي)‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬أبعاد التنمية املستدامة‬


‫للتنمية املستدامة ثالث أبعاد رئيسية تتمثل يف‪ :‬البعد االقتصادي‪ ،‬االجتماعي والبعد البيئي‪ ،‬حبيث ال يرتبط‬
‫بعدها اب جلانب البيئي فقط وإمنا تشمل أيضا اجلوانب االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما يضيف االقتصاديني بعد آخر‬
‫وهو البعد التكنولوجي إىل األبعاد الرئيسية‪ ،‬مت تقسيمها إىل بعد بيئي وبعد حملي وبعد عاملي‪ ،‬وفيما يلي عرض‬
‫‪1‬‬
‫ألبعاد التنمية املستدامة بصفة عامة‪:‬‬

‫‪ -1‬البعد االقتصادي‪ :‬يقضي هذا املبدأ بزايدة رفاه اجملتمع إىل أقصى حد والقضاء على الفقر من خالل‬
‫استغالل املوارد الطبيعية على حنو أمثل‪ ،‬ومن مقومات هذا البعد جند‪:‬‬
‫أ‪ -‬احلد من تبديد املوارد الطبيعية‪ :‬إن التنمية املستدامة لدى الدول املتقدمة تعين إجراء خفض عميق ومتواصل‬
‫يف استهالك املوارد الطبيعية و الطاقوية‪ ،‬يف حني تراها الدول املتخلفة على أهنا حماولة لالهتمام بتوظيف املوارد من‬
‫أجل رفع مستوايت املعيشة‪ ،‬وعليه البد من إجراء ختفيضات متواصلة يف مستوايت االستهالك املبدد للطاقة‬
‫وذلك بتحسني مستوى الكفاءة يف االستغالل وإحداث تغيري جذري يف أسلوب احلياة إذ البد من التأكد من‬
‫عدم تصدير الضغوط البيئية للدول املتخلفة‪.‬‬

‫‪ 1‬حتانوت خرية‪ ،‬بن مسعود آدم‪ ،‬بن مهدي مراد‪ ،‬التنمية املستدامة بني املعوقات والتحدًّيت املستقبلية للدول النامية‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى‬
‫الدويل اخلامس حول ‪ :‬اسرتاجتيات الطاقات املتجددة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬دراسة جتارب بعض الدول‪ ،‬جامعة لونيسي علي‪ ،‬البلدية ‪ ،02‬يومي ‪23‬‬
‫‪ 24-‬أفريل ‪ ،2018‬ص ‪.11‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫ب‪ -‬احلد من التفاوت يف مستوى الدخل‪ :‬إن هذا التفاوت يرتفع بشكل كبري يف الدول املتخلفة عنه يف الدول‬
‫املتقدمة وذلك لعدم تنفيذ احللول املناسبة للحد منه واليت نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬حتسني فرص التعليم والرعاية الصحية‪.‬‬
‫‪-‬منح قروض للفقراء تكون بسيطة‪ ،‬ميسرة وبدون فوائد‪.‬‬
‫ج‪ -‬املساواة يف توزيع املوارد‪ :‬من بني األمور اليت تشكل حاجزا أمام حتقيق التنمية هي الفرص غري املتساوية يف‬
‫احلصول على التعليم واخلدمات االجتماعية واملوارد الطبيعية‪ ،‬ولذا اجب على الدولة الفقرية والغنية أن تعمل معا‬
‫لتخفيض عبء وحتسني مستوايت املعيشة للمجتمعات من أجل حتقيق تنمية اقتصادية شاملة‪.‬‬
‫د‪ -‬تقليص اإلنفاق العسكري‪ :‬يف ظل هذا الزخم والتسابق بني الدول من أجل امتالك اآللة العسكرية جند أن‬
‫اإلنفاق العسكري أصبح من األولوايت االقتصادية للدول املتقدمة واملتخلفة‪ ،‬فكل دولة تعمل على ختصيص جزء‬
‫كبري من إراداهتا لتمويل نفقاهتا العسكرية وابلتايل لو خصص جزء بسيط من هذا اإلنفاق لدعم النشاط‬
‫االستثماري لكان له نتائج إاجابية على التنمية‪.‬‬

‫‪ -2‬البعد البيئي‪ :‬يركز البعد البيئي للتنمية املستدامة على مراعاة احلدود البيئية حبيث تكون لكل نظام بيئي‬
‫حدود معينة ال ميكن جتاوزها من االستهالك واالستنزاف‪ .‬أما يف حالة جتاوز تلك احلدود‪ ،‬فإنه يؤدي إىل تدهور‬
‫النظام البيئي‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬اجب وضع احلدود أمام االستهالك والنمو السكاين والتلوث وأمناط اإلنتاج‬
‫السيئة واستنزاف املياه وقطع الغاابت واجنراف الرتبة‪.‬‬

‫‪ -3‬البعد االجتماعي‪ :‬يركز البعد االجتماعي للتنمية املستدامة على أن اإلنسان يشكل جوهر التنمية وهدفها‬
‫النهائي من خالل االهتمام ابلعدالة االجتماعية ومكافحة الفقر‪ ،‬وتوفري اخلدمات االجتماعية جلميع ااحمتاجني‬
‫‪1‬‬
‫إليها‪ ،‬ابإلضافة إىل ضمان الدميقراطية من خالل مشاركة الشعوب يف اختاذ القرار بكل شفافية‪.‬‬
‫إضافة إىل األبعاد الثالثة الرئيسية املذكورة سابقا هناك بعد آخر وهو البعد التكنولوجي يهدف هذا األخري إىل‬
‫استخدام التكنولوجيا يف عملية التنمية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -4‬البعد التكنولوجي‪ :‬يتضمن هذا البعد العناصر التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬استغالل تكنولوجيا أنظف يف املرافق الصناعية‪ :‬كثريا ما تؤدي املرافق الصناعية إىل تلويث ما حييط هبا من‬
‫هواء ومياه وأرض‪ ،‬ويف البلدان املتقدمة يتم احلد من تدفق النفاايت وتنظيف التلوث بنفقات كبرية‪ ،‬أما يف البلدان‬
‫النامية فإن النفاايت املتدفقة يف كثري منها هي نتائج النشاط الصناعي؛‬

‫‪ 1‬انصر مراد‪ ،‬التنمية املستدامة وحتدًّيهتا يف اجلزائر‪ ،‬جملة حبوث اقتصادية عربية‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ 2009 ،46‬ص ص ‪.109-108‬‬
‫‪ 2‬حتانوت خرية‪ ،‬بن مسعود آدم‪ ،‬بن مهدي مراد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.14 -13‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫ب‪-‬األخذ ابلتكنولوجيا احملسنة وابلنصوص القانونية الزاجرة‪ :‬تعترب التكنولوجيا املستخدمة يف البلدان النامية‬
‫أكثر تسببا يف التلوث من مثيلتها املستخدمة يف الدول املتقدمة‪ ،‬والتنمية املستدامة تعين التوجه حنو التكنولوجيات‬
‫ااحمسنة وكذلك التوجه ابلنصوص القانونية اخلاصة لفرض العقوابت يف اجملال وتطبيقها؛‬
‫ج‪ -‬احلد من انبعااثت الغازات‪ :‬يف هذا اجملال هتدف التنمية املستدامة إىل احلد من املعدل العاملي لزايدة انبعاث‬
‫الغازات احلرارية‪ ،‬وكذلك من خالل احلد بصورة كبرية من استخدام ااحمروقات وإاجاد مصادر أخرى للطاقة النظيفة‬
‫إلمداد اجملتمعات الصناعية‪ ،‬ويستوجب على الدول الصناعية اختاذ خطوات جريئة للحد من انبعااثت اثين أكسيد‬
‫الكربون؛‬
‫د‪ -‬احليلولة دون تدهور طبقة األوزون‪ :‬التنمية املستدامة تعين احليلولة دون تدهور طبقة األوزون احلامية لألرض‬
‫فاتفاقية كيوتو جاءت مطالبة ابلتخلص تدراجيا من املواد الكيميائية املهددة لألوزون‪ ،‬وتوضح أبن التعاون الدويل‬
‫ملعاجلة خماطر البيئة العاملية هو أمر مستطاع لكن تعنت الوالايت املتحدة األمريكية جعلها ترفض التوقيع على هذه‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫أما الدكتور عمر عبد اهلادي يف كتابه‪ ":‬االستثمار األجنيب املباشر وحقوق البيئة يف االقتصاد اإلسالمي‬
‫واالقتصاد الوضعي " قسم أبعاد التنمية املستدامة إىل ثالث أبعاد رئيسية‪ ،‬األول البعد البيئي وقد مت التطرق إليه‬
‫‪1‬‬
‫والثاين‪ :‬البعد العاملي أما البعد األخري يتمثل يف البعد ااحملي‪ ،‬وهي كمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬اعترب البعد العاملي من بني العناصر املهمة للتنمية املستدامة وهو ميثل خمتلف املشاكل الناجتة عن التفاعالت‬
‫االقتصادية بني الدول‪ ،‬والتعامالت االقتصادية العاملية اليت تضع العامل أمجع أمام نفس االجتاه ونفس املشكل مثل‬
‫التغري املناخي العاملي وماله من آاثر سلبية على اجلانب البيئي‪ ،‬من خالل ارتفاع االنبعااثت الغازية العاملية اليت‬
‫تؤدي إىل االحتباس احلراري‪ ،‬وابألخص مع تطور التجارة العاملية والنمو االقتصادي واالحتادات الدولية‪ ،‬والدور‬
‫البارز للشركات املتعددة اجلنسيات من الناحية االقتصادية‪ ،‬وابلتايل البد من محاية البيئة وااحمافظة عليها لصاحل‬
‫األجيال احلالية واملستقبلية‪ .‬ابإلضافة إىل وضع اسرتاتيجيات وسن قوانني حتكم الشركات العاملية واالحتادات‬
‫الدولية حىت يتم التخفيف من حدة املشاكل العاملية خاصة التلوث مع األخذ بعني االعتبار اجلانب االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬أما البعد ااحملي فيتعلق األمر ابلتنسيق والربط بني األبعاد األساسية السابقة الذكر(االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‬
‫والبيئية) واليت تؤثر على سري التنمية املستدامة‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر إىل‪:‬‬
‫سليمان عمر عبد اهلادي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.45-44‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املطلب الثاين‪ :‬االقتصاد األخضر وعالقته ابلتنمية املستدامة‬


‫ال يوجد تعريف متفق عليه دولياا لالقتصاد األخضر‪ ،‬حبيث مت تعريفه يف برانمج األمم املتحدة للبيئة أبنه‪:‬‬
‫["اقتصاد يؤدي إىل حتسني رفاهية اإلنسان والعدالة االجتماعية‪ ،‬مع تقليل املخاطر البيئية والندرة البيئية بشكل‬
‫كبري"‪ 1.‬وبتعبري أبسط فإن االقتصاد األخضر "هو اقتصاد منخفض الكربون وفعال من حيث املوارد وشامل‬
‫اجتماعيا‪ .‬ويوجه فيه النمو يف الدخل والعمالة بواسطة استثمارات القطاعني العام واخلاص‪ ،‬تفضي إىل ختفيض‬
‫انبعااثت الكربون والتلوث وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة واملوارد وخدمات النظم اإليكولوجية"]‪.2‬‬
‫أما البنك الدويل يعرف االقتصاد األخضر أبنه "الذي يتسم ابلفعالية يف استخدامه للموارد الطبيعية حبيث حيد‬
‫من األثر لتلوث اهلواء واآلاثر البيئية ويراعي املخاطر الطبيعية‪ ،‬ودور اإلدارة البيئية ورؤوس األموال الطبيعية يف منع‬
‫الكوارث املادية‪ ،3"....‬كما أنه يقوم بتعزيز الفرص االقتصادية اليت ال تتعارض مع االستدامة البيئية والرفاهية‬
‫‪4‬‬
‫أشكاال جديدة من الفرص االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ا‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ويعزز األهداف البيئية اليت ميكن أن توفر‬
‫لالقتصاد األخضر جمموعة من الفوائد سواء على املستوى البيئي أو االقتصادي وحىت االجتماعي‪ ،‬وهي موضحة‬
‫يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )7-1( :‬فوائد االقتصاد األخضر‬

‫فوائد اقتصادية واجتماعية‬ ‫فوائد بيئية‬


‫‪ -‬الوظائف واملهارات‬ ‫‪-‬محاية املوارد الطبيعية‪ ،‬حفظها وتعزيزها‬
‫‪-‬إمكاانت اإلنتاج‬ ‫‪-‬استدامة خدمات التنوع البيولوجي‬
‫‪-‬أعمال مستدامة تتسم ابلكفاءة‬ ‫‪-‬خفض انبعاث الغازات الدفيئة‬
‫‪-‬أسواق ومنتجات جديدة‬ ‫‪-‬املرونة يف مواجهة املناخ‬
‫‪-‬جمتمعات ريفية جمدية اقتصاداي‬
‫‪ -‬الشمولية االجتماعية‬

‫‪Source: Green Economy opportunities for rural Europe, Publications Office of the European Union,‬‬
‫‪European Network for Rural Development, EU Rural Review N° 23, Luxembourg, 2017, p 05. Available at:‬‬
‫‪https//enrd.ec.europa.eu/sites/enrd/files/publi-enrd-rr-23-2017-en.pdf Page consulté le: 13/02/2020‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Cameron Allen, Stuart clouth, UN Division for Sustainable Development, A guidebook to the‬‬
‫‪Green Economy, division for sustainable development, August 2012. p 9 Available at :‬‬
‫‪https://sustainabledevelopment.un.org/content/documents/GE%20Guidebook.pdf Page consulté le: 10/02/2020‬‬
‫التنمية املستدامة والعمل الالئق والوظائف اخلضراء‪ ،‬مكتب العمل الدويل جنيف‪ ،‬التقرير اخلامس‪ ،‬ص ‪16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬هاشم مرزوك علي الشمري‪ ،‬محيد عبيد عبد الزبيدي‪ ،‬إبراهيم كاطع علو اجلوراين‪ ،‬االقتصاد األخضر مسار جديد يف التنمية املستدامة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار األايم‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.20- 19‬‬
‫‪4‬‬
‫‪European Network for Rural Development, Green Economy opportunities for rural Europe, Op.cit,‬‬
‫‪p 05.‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫فالنسبة للعالقة‪ ،‬ال حيل مفهوم االقتصاد األخضر حمل التنمية املستدامة‪ ،‬ولكن هناك اعرتاف متزايد أبن حتقيق‬
‫االستدامة يعتمد ابلكامل تقريباا على االقتصاد الصحيح‪1.‬حبيث يهدف االقتصاد األخضر إىل تعزيز الرتابط بني‬
‫االقتصاد من جهة‪ ،‬البيئة والتنمية املستدامة من جهة أخرى‪ ،‬وذلك ابعتماد سياسات اقتصادية فاعلة للحفاظ‬
‫على البيئة واحلد من تدهورها نتيجة التغريات املناخية اليت ابتت هتدد الصحة واحلياة بصورة عامة‪ ،‬والسعي للحد‬
‫من آاثر الفقر بتوفري فرص العمل الالئق وحتقيق احلد األدىن من مستوى املعيشة واستخدام مصادر الطاقة‬
‫البديلة‪ .2‬تعكس أهدف التنمية املستدامة جدول أعمال متوازن للغاايت االقتصادية واالجتماعية والبيئة‪ .‬ولتحقيق‬
‫‪3‬‬
‫أهدافها‪ ،‬يتعني على البلدان حتديد أوجه التكامل اليت ميكن أن تعزز إحراز تقدم هادف‪.‬‬

‫من خالل ما سبق جند أن مفهوم االقتصاد األخضر ارتبط ابلعديد من القضااي (االقتصادية‪ ،‬البيئية‬
‫والتجارية‪ ،)..‬حبيث ربط برانمج األمم املتحدة تعريف االقتصاد األخضر ابلرفاهية والعدالة االجتماعية مقابل‬
‫االستثمارات البيئية‪ ،‬ينتج عنها منوا يف الدخل وفرص العمل‪ ،‬أما البنك الدويل فقط وصفه ابالقتصاد الفعال‬
‫وقدرته على احلد من األضرار البيئية خاصة تلوث اهلواء وآاثره اخلطرية‪ ،‬فمن بني أهداف االقتصاد األخضر أنه‬
‫اجعل احلياة احلضرية أكثر استدامة وأقل انبعااث للكربون‪.‬‬
‫كما أن له فوائد عديدة ما اجعله يتوافق مع أهداف التنمية املستدامة اليت تعطي أمهية كبرية جملموعة واسعة من‬
‫القضااي االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬أدرجت هذه األهداف يف قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة واليت وضعت‬
‫من قبل منظمة األمم املتحدة يف سبتمرب ‪ ،2015‬وهي عبارة عن ‪ 17‬هدفا‪ ،‬وضعت ضمن خطة التنمية‬
‫املستدامة لعام ‪ ،2030‬نعرضها يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Europe’s Environment an assessment of assessments, European environment agency green‬‬
‫‪economy, September 2011, Luxembourg, P 96. Disponible sur :‬‬
‫‪Page consulté le:20/10/2019https://www.eea.europa.eu/publications/europes-environment-aoa#tab-figures-used‬‬
‫‪ 2‬قحام وهيبة‪ ،‬شرقوق مسري‪ ،‬االقتصاد األخضر ملواجهة التحدًّيت البيئية وخلق فرص عمل‪ ،‬مشاريع االقتصاد األخضر يف اجلزائر‪ ،‬جملة البحوث االقتصادية‬
‫واملالية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2016‬ص ‪439‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Justice Mensah, Sustainable development: Meaning, history, principles, pillars, and‬‬
‫‪implications for human action: Literature review, cogent social sciences, 14 august 2019. P P 14-15.‬‬
‫‪Available at: https://www.tandfonline.com/doi/pdf/ Page consulté le: 25/10/2019‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫جدول رقم‪ )8-1( :‬أهداف التنمية املستدامة ملنظمة األمم املتحدة لسنة ‪2015‬‬

‫األهداف‬ ‫الرقم‬
‫‪ -‬القضاء على الفقر جبميع أشكاله‬ ‫‪01‬‬
‫‪-‬القضاء على اجلوع وحتقيق األمن الغذائي وتعزيز الزراعة املستدامة‬ ‫‪02‬‬
‫‪-‬ضمان حياة صحية جيدة وتعزيز الرفاهية جلميع األعمار‬ ‫‪03‬‬
‫‪-‬ضمان التعليم اجليد‬ ‫‪04‬‬
‫‪-‬حتقيق املساواة بني اجلنسني‬ ‫‪05‬‬
‫‪-‬ضمان توافر املياه والصرف الصحي للجميع وإدارهتا بشكل مستدام‬ ‫‪06‬‬
‫‪-‬ضمان حصول اجلميع على طاقة نظيفة ومستدامة وأبسعار معقولة‬ ‫‪07‬‬
‫‪ -‬تعزيز النمو االقتصادي الشامل واملستدام والعمل الالئق للجميع‬ ‫‪08‬‬
‫‪-‬البنية التحتية‪ ،‬تعزيز االبتكار‬ ‫‪09‬‬
‫‪-‬احلد من عدم املساواة داخل البلدان وفيما بينها‬ ‫‪10‬‬
‫‪ -‬مدن وجمتمعات حملية مستدامة‬ ‫‪11‬‬
‫‪ -‬ضمان وجود أمناط استهالك وإنتاج مستدامة‬ ‫‪12‬‬
‫‪-‬اختاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغري املناخ وآاثره‬ ‫‪13‬‬
‫‪-‬حفظ ااحميطات والبحار واملوارد البحرية واستخدامها على حنو مستدام لتحقيق التنمية املستدامة‬ ‫‪14‬‬
‫‪-‬محاية النظم اإليكولوجية‪ ،‬إدارة الغاابت‪ ،‬مكافحة التصحر‪ ،‬ووقف تدهور األراضي‬ ‫‪15‬‬
‫‪-‬تعزيز اجملتمعات السليمة والشاملة لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة‬ ‫‪16‬‬
‫‪-‬تنشيط الشراكة العاملية من أجل التنمية املستدامة‬ ‫‪17‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪-Transforming our world: the 2030 Agenda for Sustainable Development, United Nations,‬‬
‫‪Department of Economic and Social Affairs Sustainable Development, Available at:‬‬
‫‪https://sdgs.un.org/2030agenda Page consulté le: 05-01-2020.‬‬

‫ميثل اجلدول جمموعة من األهداف اليت وضعت من أجل خطة التنمية البيئية املستدامة جلميع الدول حول‬
‫العامل‪ ،‬فلتحقيق هذا ينبغي دراسة األداء البيئي للدول عن طريق هذه األهداف‪ ،‬وذلك وفقا جملموعة من البياانت‬
‫واليت يتم مجعها وحتليلها مثل‪ :‬محاية النظم اإليكولوجية‪ ،‬التصدي لتغري املناخ وآاثره على صحة اإلنسان‪ ،‬ضمان‬
‫احلصول على طاقة نظيفة‪ ،‬نوعية اهلواء وتعزيز الزراعة املستدامة‪...‬إخل‪ ،‬تعترب كلها عناصر تدخل ضمن الدراسة‬
‫ملعرفة مدى قدرة الدول على تطبيق سياسات بيئية فعالة‪.‬‬
‫حبيث سنتطرق إىل مؤشر األداء البيئي للدول ابعتباره يعد وسيلة لتقييم السياسات البيئية العاملية من جهة‬
‫ومدى فعاليتها يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫تعترب املؤشرات البيئية جزءا ال يتجزأ من مؤشرات التنمية املستدامة وتكتسب أمهية خاصة يف كوهنا حتقق‬
‫أهداف التنمية املستدامة عن طريق مراقبة الوضع القائم ورصد التغريات اليت حتدث على البيئة واملوارد الطبيعية‬
‫‪1‬‬
‫سواء كانت إاجابية أو سلبية‪ ،‬كما أهنا تقيس مدى حتقق اهلدف‪.‬‬
‫من بني هذه املؤشرات نتطرق إىل مؤشر األداء البيئي الذي يعترب مؤشرا مهما لوضع مصفوفة رقمية تتيح تقييم‬
‫السياسات املتبعة عامليا لتحسني األداء البيئي لكوكبنا املهدد بكثري من األخطار احلقيقية‪ ،‬ويعطي فرصة للمقارنة‬
‫بني البلدان ووضع ترتيب تنافسي هلا‪ ،‬ويسمح بتقييم السياسات الوطنية بشكل معمق لتتمكن كل دولة من‬
‫‪2‬‬
‫تشخيص مواطن القوة والضعف يف معاجلة كل قضية على حدة‪.‬‬
‫تقوم فكرة "مؤشر األداء البيئي " على تقييم الوضع البيئي للدول وفق جمموعتني أساسيتني مها الصحة البيئية‬
‫وحيوية النظم البيئية حبيث يشمل كل منهما على نوعية اهلواء‪ ،‬الطاقة‪ ،‬مياه الشرب‪ ،‬املوارد املائية‪ ،‬التنوع البيولوجي‬
‫واملناخ ‪...‬إخل ‪ ،‬ضمت كل تقارير مؤشر األداء البيئي مؤشرات عديدة تنصب كلها ضمن موضوع البيئة‪ ،‬حىت‬
‫يتسىن للدول معرفة أدائها مقارنة ابلدول األخرى‪ ،‬ومدى فعالية سياساهتا البيئية املتبعة‪ ،‬مث اكتشاف نقاط القوة‬
‫والضعف واختاذ اإلجراءات املناسبة لذلك‪.‬‬

‫ضم تقرير ‪ 2014‬ملؤشر األداء البيئي ‪ 178‬دولة أما ابلنسبة للتقارير األخرى (‪)2020-2018-2016‬‬
‫ضمت ‪ 180‬دولة حول العامل‪ ،‬ت ستخدم أحدث البياانت املتاحة لكل دولة خالل فرتة زمنية وهي سنة كاملة من‬
‫طرف مؤسسات البحوث العاملية واملنظمات الدولية اليت نذكر منها البنك الدويل‪ .‬يتم دراسة مؤشر األداء البيئي‬
‫العاملي من طرف جامعيت ييل وكولومبيا ابلتعاون مع املنتدى االقتصادي العاملي دافوس ومركز األحباث املشرتكة‬
‫ابملفوضية األوروبية‪ ،‬يتم إصداره كل سنتني تقريبا‪.‬‬

‫أوىل تقرير ‪ 2020‬اهتماما كبريا ملشكلة التلوث اهلوائي وكمية الكربون املنبعث يف اهلواء واليت هلا أتثري كبري على‬
‫صحة اإلنسان‪ ،‬كما أنه يشكل خطورة على العامل أمجع‪ ،‬حبيث جند أن الدول اليت أعطت اهتماما أكثر هلذا‬
‫اجلانب قد انلت املراتب األوىل مستخدمة بذلك سياسات أاتحت هلا الفرصة للتخفيف من حدة التلوث اهلوائي‬
‫والتنويع من استخدام مصادر الطاقة البديلة عن طريق جتنب استخدام الكربون واستبداله مبصادر أخرى للطاقة‬
‫النظيفة‪ ،‬وعليه سنقوم بعرض جدول يوضح مؤشر األداء البيئي للدول األجنبية كمايلي‪:‬‬

‫‪ 1‬عباس عبد احلفيظ ‪ ،‬شريف حممد‪ ،‬حمجويب حممد األخضر‪ ،‬دور ومدى فعالية النظام اجلبائي يف احلد أو التخفيف من حدة التلوث البيئي‪ ،‬جملة دراسات‬
‫جبائية‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪ ،2013‬ص ص ‪.424-423‬‬
‫‪ 2‬عبد الفتاح داودي‪ ،‬اجلزائر يف التصنيفات االقتصادية العاملية‪ ،‬جملة اقتصادايت املال واألعمال‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪.217‬‬

‫‪44‬‬
‫ اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬:‫الفصل األول‬

2020-2014 ‫) نتائج الدول األجنبية ملؤشر األداء البيئي مع ترتبيها خالل الفرتة‬9-1( :‫جدول رقم‬

2020 2018 2016 2014 ‫السنوات‬/ ‫الدول‬


‫ جمموع النقاط‬/ ‫الرتبة‬ ‫ جمموع النقاط‬/ ‫الرتبة‬ ‫ جمموع النقاط‬/ ‫الرتبة‬ ‫ جمموع النقاط‬/‫الرتبة‬
82.5 1 81.60 03 89.21 04 76.92 13 ‫الدمنرك‬
82.3 2 79.12 07 86.58 20 83.29 02 ‫لكسمبورغ‬
78.9 7 78.64 10 90.68 01 75.72 18 ‫فنلندا‬
80 5 83.95 02 88.2 10 71.05 27 ‫فرنسا‬
77.2 10 78.37 13 88.26 30 80.47 06 ‫أملانيا‬
71 20 76.96 16 84.48 29 74.36 22 ‫إيطاليا‬
74.3 14 78.39 12 84.91 06 79.79 07 ‫إسبانيا‬
78.7 8 80.51 05 90.43 03 78.09 09 ‫السويد‬
81.3 4 79.89 06 87.38 12 77.35 12 ‫اململكة املتحدة‬
81.5 3 87.42 01 86.93 16 87.67 01 ‫سويسرا‬
37.3 120 50.74 120 65.1 109 43 118 ‫الصني‬
27.6 168 30.57 177 53.58 141 31.23 155 ‫اهلند‬
75.1 12 74.69 20 80.59 39 72.35 26 ‫الياابن‬
50.5 58 63.79 52 83.52 32 53.45 73 ‫روسيا‬
63.3 24 71.19 27 84.72 26 67.52 33 ‫و – م األمريكية‬

:‫ من إعداد الطالبة ابالعتماد على‬:‫املصدر‬


01-Environmental Performance Index, country ranking, EPI 2014, 29/01/2014, Available at:
https://archive.is/20140129142747/http://epi.yale.edu/epi/country-rankings Page consulté le: 20/12/2020

02 - Environmental Performance Index, EPI 2016, Global Metrics for the Environment, The Environmental
Performance Index ranks countries’ performance on high-priority environmental issues, Yale Center for
Environmental Law & Policy, Yale Data Driven Environmental Group, Center for International Earth Science
Information Network, In collaboration with the World Economic Forum, 2016 Report, p 112-114.

03- Environmental Performance Index, Global metrics for the environment: Ranking country performance on
high-priority environmental issues, Yale University, Colombia University, Center of international earth science
information Network, World economic forum, 2018, p 04, Available at:
https://epi.envirocenter.yale.edu/downloads/epi2018policymakerssummaryv01.pdf Page consulté le:
20/12/2020
04 -Environmental Performance Index, EPI 2020 Result, Available at: https://epi.yale.edu/epi-
results/2020/component/epi Page consulté le: 21-12-2020.
:‫من خالل اجلدول السابق نستنتج مايلي‬
‫ حتتل الدول األوروبية املراكز األوىل من حيث مؤشر األداء البيئي وهي دول غنية ومتقدمة كالدمنرك‬:2020-
‫ أملانيا وذلك نتيجة االلتزامات اليت تتبناها كل دولة‬،‫ السويد‬،‫ فنلندا‬،‫ أسرتاليا‬،‫ بريطانيا‬،‫ سويسرا‬،‫ فرنسا‬،‫لكسمبورغ‬

45
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫من أجل ااحمافظة على البيئة‪ ،‬حتقيق تنمية بيئية مستدامة وتقييمها املتواصل لسياساهتا املتبعة‪ .‬حبيث تصدرت‬
‫الدمنارك قائمة ‪ 2020‬حتصلت على أعلى نقطة ‪ ،100/82.5‬لكسمبورغ ‪ 100/82.3‬احتلت املرتبة الثانية‬
‫خالل الفرتتني ‪ 2014‬و‪ ،2020‬تراجعت سويسرا مبرتبني احتلت املرتبة األوىل خالل ‪ 2018‬و ‪2014‬‬
‫حتصلت على نقطة ‪ 100/81.5‬يف ‪ ،2020‬اململكة املتحدة يف املرتبة الرابعة متقدمة بدرجتني عن سنة‬
‫‪ 2018‬بعدما كانت حتتل املرتبة ‪ 12‬خالل سنيت ‪ 2014‬و ‪ ،2016‬مسجلة ‪ 81.3‬نقطة‪ ،‬بينما كانت املرتبة‬
‫اخلامسة من نصيب فرنسا بـ ـ ـ ‪ 80‬نقطة تراجعت عن املرتبة الثانية اليت حققتها سنة ‪ .2018‬أما ابلنسبة لفنلندا‬
‫أملانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اسبانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬الياابن حتصلت هذه الدول على أكثر من ‪ 70‬نقطة‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية‬
‫بـ ـ ‪ 100/ 63.3‬يف املرتبة ‪ ،24‬يف حني مل حتقق الدول األخرى نقاط أعلى مثل سابقاهتا‪.‬‬
‫‪ :2018-‬حلت سويسرا على رأس القائمة اليت ضمت ‪ 180‬دولة حتصلت على ‪ 87.42‬نقطة‪ .‬يشري تقرير‬
‫مؤشر األداء البيئي لسنة ‪ 2018‬إىل أهنا حققت أداء جيد خاصة يف جمال محاية املناخ وخفض تلوث اهلواء‬
‫وااحمافظة على جودته من جهة‪ ،‬وخفض انبعاث الغازات الدفيئة من جهة أخرى‪.‬كما حلت فرنسا يف املرتبة‬
‫الثانية‪ ،‬الدمنارك املرتبة الثالثة‪ ،‬السويد يف املرتبة اخلامسة حتصلت على أكثر من ‪ 80‬نقطة‪ ،‬كما حتصلت كل من‬
‫فنلندا‪ ،‬أملانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اسبانيا‪ ،‬اململكة املتحدة‪ ،‬الياابن‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية على أكثر من ‪ 70‬نقطة‪.‬‬
‫وذلك حسب أدائهما الفعال يف العديد من القضااي البيئية واجلهود العاملية خاصة االحتاد األورويب والوالايت‬
‫املتحدة يف جمال االحتباس احلراري‪.‬‬
‫‪-‬أما سنة ‪ :2016‬تصدرت فنلندا الئحة التصنيف احتلت املرتبة األوىل‪ ،‬كما صنفت بلدان الشمال األورويب‬
‫األخرى ضمن مراتب عالية‪ ،‬وتعد نيوزيلندا أفضل بلد غري أورويب يف املركز احلادي عشر‪ 1.‬حتصلت فنلندا على‬
‫أعلى نقطة ‪ .90.68‬تليها أيسلندا يف املرتبة الثانية بـ ـ ـ ـ ـ‪ 90.51‬نقطة‪ ،‬يف حني سجلت السويد ‪ 90.43‬نقطة‬
‫احتلت بذلك املرتبة الثالثة‪.‬‬
‫تصنف الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬الصني‪ ،‬الياابن‪ ،‬اهلند‪ ،‬روسيا‪ ،‬اإلحتاد األورويب من بني الدول األوىل يف العامل‬
‫األكثر تلواث لسنة ‪( 2018‬وهو ما تطرقنا إليه سابقا)‪ ،‬جند أن كل من اهلند والصني تسجل كل سنة تراجع‬
‫مقارنة ابلدول األخرى‪ ،‬حبيث احتلت اهلند املرتبة ‪ 168‬سنة ‪ 2020‬والصني ‪ 120‬لنفس السنة كنتيجة‬
‫ألدائهما البيئي‪ ،‬فبالرغم من االستثمارات الصينية يف جمال الطاقات اخلضراء إال أهنا تعاين من التلوث البيئي خاصة‬
‫يف جمال ارتفاع االنبعااثت الغازية واعتمادها بدرجة كبرية على الوقود األحفوري‪.‬‬
‫‪ -‬احتلت الياابن املرتبة ‪ 12‬لسنة ‪ 2020‬وهي أحسن مرتبة سجلتها مقارنة ابلسنوات السابقة تربز مسامهتها‬
‫وحرصها على أدائها البيئي خاصة فيما يتعلق ابالنبعااثت الغازية والتخلي تدراجيا عن استخدام الكربون واللجوء‬

‫‪1‬‬
‫‪2016 Environmental performance Index (EPI), Network for Green Economy indicators Report‬‬
‫‪launched at WEF 25 January 2016 Available on : https://netgreen-project.eu/blog/2016/01/25/2016-‬‬
‫‪environmental-performance-index-epi-report-launched-wef Page consulté le: 23/12/2020‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫إىل مصادر الطاقة النظيفة‪ .‬احتلت الوالايت املتحدة األمريكية خالل السنوات ‪ 2020-2014‬مراتب متقاربة‬
‫آخرها املرتبة ‪ 24‬بـ ـ ـ ـ ‪ 63.3‬نقطة ويعود تراجعها هلذه املراتب إىل استخداماهتا املتواصلة للغاز والوقود األحفوري‬
‫الذي يتم استهالكه يف القطاعات االقتصادية خاصة قطاع النقل مما يؤثر على املناخ عن طريق ارتفاع االنبعااثت‬
‫الغازية لثاين أكسيد الكربون‪.‬‬
‫‪-‬أما فيما خيص روسيا اليت تعتمد بشكل كبري يف حياهتا اليومية على كل من الغاز الطبيعي والوقود األحفوري‬
‫ابلرغ م من السياسات املتبعة إال أهنا تصنف كخامس دولة اقتصادية صناعية ملوثة ويف املقابل حتتل مراتب متدنية‬
‫مقارنة بدول االحتاد األورويب والوالايت املتحدة األمريكية‪ .‬احتلت املرتبة ‪ 58‬لسنة ‪ 2020‬بينما احتلت املرتبة‬
‫‪ 32‬لسنة ‪ 2016‬وهي أحسن مرتبة حتصلت عليها خالل السنوات ‪ .2020-2014‬ابلرغم من التزاماهتا البيئية‬
‫إال أهنا مل تستطع ختفيض حجم التلوث البيئي مما اجعلها تصنف ضمن الدول األكثر تلواث للهواء يف العامل‪.‬‬
‫أما اجلدول املوايل خيص مؤشر األداء البيئي للدول العربية نعرضه كمايلي‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )10-1( :‬نتائج الدول العربية ملؤشر األداء البيئي مع ترتيبها العاملي خالل الفرتة ‪2020- 2014‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫الدول‪ /‬السنوات‬


‫م النقاط‬ ‫م النقاط الرتبة‬ ‫الرتبة‬ ‫م النقاط‬ ‫م النقاط الرتبة‬ ‫الرتبة‬
‫‪37.1‬‬ ‫‪122 67.80‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪69.94‬‬ ‫‪87 63.03‬‬ ‫‪44‬‬ ‫قطر‬
‫‪42.3‬‬ ‫‪100 63.47‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪74.18‬‬ ‫‪64 51.89‬‬ ‫‪81‬‬ ‫املغرب‬
‫‪46.7‬‬ ‫‪71 62.35‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪77.28‬‬ ‫‪53 58.99‬‬ ‫‪52‬‬ ‫تونس‬
‫‪53.6‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪62.28‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪64.41‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪63.94‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الكويت‬
‫‪53.4‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪62.20‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪72.24‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪55.78‬‬ ‫‪60‬‬ ‫األردن‬
‫‪43.3‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪61.21‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪66.91‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪61.11‬‬ ‫‪50‬‬ ‫مصر‬
‫‪55.6‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪58.90‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪69.35‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪72.91‬‬ ‫‪25‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬
‫‪44‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪57.47‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪68.63‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪66.66‬‬ ‫‪35‬‬ ‫العربية السعودية‬
‫‪44.8‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪57.18‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪70.28‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪50.08‬‬ ‫‪92‬‬ ‫اجلزائر‬
‫‪51‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪55.15‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪70.07‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪51.83‬‬ ‫‪82‬‬ ‫البحرين‬
‫‪34.8‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪51.49‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪42.25‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪24.64‬‬ ‫‪171‬‬ ‫السودان‬
‫‪38.5‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪51.32‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪60.13‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪47.75‬‬ ‫‪99‬‬ ‫عمان‬
‫‪39.5‬‬ ‫‪106 43.20‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪63.97‬‬ ‫‪116 33.39‬‬ ‫‪149‬‬ ‫العراق‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على نفس مراجع اجلدول السابق (رقم ‪.)9- 1‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫من خالل اجلدول نستنتج مايلي‪:‬‬


‫‪ -‬احتلت كل من اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬العربية السعودية‪ ،‬الكويت‪ ،‬قطر‪ ،‬مصر املراكز اخلمس األوىل عربيا‬
‫لسنة ‪ 2014‬ما يفسر ممارساهتم للسياسات البيئية وقدرة هذه الدول على احلفاظ على البيئة وجهودها املبذولة يف‬
‫هذا اجملال‪ ،‬وذلك ب ـ ـ ـ ‪ 100/72.91‬كنتيجة لإلمارات العربية املتحدة والدول األربع األخرى حققت‬
‫‪ 100/66.66‬نقطة للعربية السعودية‪ ،‬و ‪ 100/61.11 ،100 /63.03 ،100/63.94‬ابلنسبة لكل من‬
‫الكويت‪ ،‬قطر‪ ،‬مصر على التوايل‪.‬‬
‫‪-‬أما ابلنسبة للجزائر احتلت املرتبة ‪ 92‬عامليا لسنة ‪( 2014‬مقارنة ابملرتبة ‪ 86‬من أصل ‪ 132‬دولة لسنة‬
‫‪ )1.2012‬متحصلة على عالمة ‪ 100/50.08‬كنتيجة ألدائها البيئي‪ .‬احتلت كل من العراق‪ ،‬عمان والسودان‬
‫مراتب مـتأخرة مقارنة ابلدول العربية األخرى‪ 171 ،‬ابلنسبة للسودان مبجموع نقاط ‪ 100/ 24.64‬و ‪47.75‬‬
‫‪ 100/‬لعمان‪ ،‬العراق يف املركز ‪ 149‬ب ـ ـ ـ ـ‪.100/ 33.39‬‬
‫‪ :2016-‬نالحظ تسجيل تراجع الدول العربية من بينها اإلمارات العربية املتحدة حلت حملها تونس سجلت‬
‫املرتبة األوىل عربيا و ‪ 53‬عامليا بـ ـ ‪ ،100/77.28‬تليها كل من املغرب مبجموع ‪ ،100/ 74.18‬مث األردن يف‬
‫املرتبة الثالثة بـ ـ ـ ـ ‪ ،100/ 72.24‬يف حني سجلت اجلزائر تقدما ملحوظا ب ـ ‪ 100/70.28‬احتلت بذلك‬
‫املرتبة ‪ 83‬عامليا و الرابعة عربيا‪ ،‬تليها كل من قطر‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬العربية السعودية‪ ،‬أما املراتب األخرية‬
‫يف قائمة الدول العربية كانت من نصيب مصر‪ ،‬الكويت‪ ،‬السودان‪ ،‬عمان‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪ :2018-‬تصدرت قطر قائمة الدول العربية ملؤشر األداء البيئي‪ ،‬احتلت املرتبة ‪ 32‬عامليا مبجموع‬
‫‪ 100/67.80‬تلتها كل من املغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬الكويت‪ ،‬األردن‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬العربية السعودية‬
‫مبجموع نقاط يرتاوح بني ‪ 50‬و ‪ 60‬نقطة نتيجة للسياسات البيئية املنتهجة يف جمال الطاقات املتجددة واحلفاظ‬
‫على البيئة‪ ،‬والتزاماهتا الدولية خبفض االنبعااثت الغازية‪ ،‬بينما كانت املراتب األخرية للدول العربية من نصيب كل‬
‫من اليمن‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫‪ :2020-‬يضم تقرير مؤشر األداء البيئي ‪ EPI‬مقاييس جديدة خاصة فيما يتعلق ابلتغري املناخي‪ ،‬و انبعااثت‬
‫غاز اثين أكسيد الكربون‪.‬‬
‫‪-‬تصدرت اإلمارات العربية املتحدة قائمة الدول العربية من جديد سنة ‪ 2020‬بـ ـ ‪ ،100/55.6‬احتلت املرتبة‬
‫‪ 42‬عامليا‪ ،‬تليها الكويت‪ ،‬األردن يف املرتبة الثانية والثالثة عربيا أما عامليا فقد احتال املرتبة ‪ 47‬و ‪ 48‬مبجموع‬
‫نقاط ‪ 53.6‬و ‪ ،53.4‬كما احتلت البحرين املرتبة الرابعة عربيا و ‪ 56‬عامليا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2012 Environmental performance index and pilot trend environmental performance index,‬‬
‫‪World economic forum – Columbia and Yale universities, , 2012 , p 10 Available at :‬‬
‫‪https://wbc-rti.info/object/document/7519/attach/2012EPI_Report.pdf Page consulté le: 23/12/2020.‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪-‬أما الدول العربية اليت احتلت املراكز األخرية متثلت يف عمان املرتبة ‪ 14‬عربيا و ‪ 110‬عامليا‪ ،‬قطر يف املرتبة ‪15‬‬
‫عربيا و ‪ 122‬عامليا‪ ،‬السودان يف املرتبة األخرية عربيا (‪ )16‬و ‪ 130‬عامليا‪ .‬ترجع هذه النتائج إىل جمموعة من‬
‫األسباب أمهها نذكر‪ :‬نوعية اهلواء‪ ،‬جودة مياه الشرب‪ ،‬التنوع البيولوجي‪ ،‬االنبعااثت الغازية‪....‬‬
‫‪-‬احتلت اجلزائر املركز ‪ 84‬عامليا ب ـ ـ ‪ 100/44.8‬تقدمت أبربع مراتب مقارنة بسنة ‪ ،2018‬احتلت بذلك‬
‫املركز ‪ 6‬عربيا متقدمة على السعودية (‪ ،)90‬مصر (‪ ،)94‬املغرب (‪ ،)100‬العراق (‪ ،)106‬عمان (‪)110‬‬
‫قطر(‪ ،)122‬السودان (‪.)130‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬اجلهود الدولية الرمسية والعاملية يف جمال احلفاظ على البيئة‬
‫سامهت املؤمترات واالتفاقيات الدولية يف وضع آليات وقواعد تعكس احلرص الشديد من جانب الدول على‬
‫محاية البيئة واحلفاظ عليها من املشاكل العاملية‪ ،‬وذلك مع االرتفاع الكبري يف درجة املخاطر البيئية خاصة مشكل‬
‫التلوث الذي أصبح ظاهرة تؤرق خمتلف اهليئات واملنظمات احلكومية وغري احلكومية‪ .‬ركزت جمموعة من املؤمترات‬
‫واالتفاقيات على بنود تعد يف جمملها لصاحل البيئة البشرية‪ ،‬أهم عنصر هو احلفاظ على عي اإلنسان برفاهية‬
‫وكرامة واحلفاظ على ممتلكاته عن طريق الدعوة إىل االستغالل اجليد للموارد الطبيعية سواء لألجيال احلالية أو‬
‫املستقبلية ومعاجلة مشكل التلوث البيئي مبختلف أشكاله خاصة التلوث اهلوائي وما نتج عنه من ارتفاع كبري‬
‫لالنبعااثت الغازية اليت تسبب االحتباس احلراري‪ ،‬تعد كلها من بني املواضيع املسطرة واليت حتتاج إىل حلول سريعة‬
‫جملاهبة خطورهتا وأضرارها سواء على اإلنسان أو بيئته‪ .‬سنتطرق فيمايلي إىل أهم املؤمترات الدولية واالتفاقيات‬
‫اخلاصة حبماية البيئة على املستوى الدويل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهم املؤمترات الدولية لتغري املناخ واحلد من تلوث البيئة‬


‫"التكنولوجيا سالح ذو حدين" بشقيها اإلاجايب والسليب من خالل أتثري استخدامها على اإلنسان والكائنات‬
‫احلية األخرى‪ ،‬وااحمافظة على البيئة لتحقيق االنتفاع الكامل هبا أو تدمري عناصرها‪ ،‬ابإلضافة إىل التطور العلمي‬
‫والصناعي واستخدام الطاقة‪ ،...‬كلها عوامل أدت إىل ارتفاع خماطر التلوث البيئي‪ ،‬مما أدى إىل تفعيل تعاون دويل‬
‫من خالل عقد مؤمترات تضم خمتلف الدول من أجل العمل على محاية البيئة ومكافحة التلوث‪ ،‬من أهم هذه‬
‫املؤمترات نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤمتر استوكهومل عام ‪ :1972‬دعت اجلمعية العامة لألمم املتحدة بقرارها رقم ‪ 2398‬املؤرخ يف ‪- 03‬‬
‫‪ 1968-12‬إىل عقد مؤمتر دويل ملناقشة األخطار واألضرار اليت حتيط ابلبيئة اإلنسانية وحماولة وضع األساليب‬
‫واحللول ملواجهتها‪ .‬نتيجة هلذا انعقد مؤمتر األمم املتحدة حول البيئة اإلنسانية مبدينة استوكهومل ابلسويد خالل‬
‫الفرتة املمتدة بني ‪ 5‬و ‪ 6‬جوان عام ‪ ،1972‬شدد املؤمتر على محاية البيئة‪ ،‬كما دعا إىل السعي للتوصل إلاجاد‬
‫سياسة عاملية للبيئة ووضع اخلطوط لعمل عاملي وخلق مؤسسات هتتم ابلبيئة ضمن نطاق هيئة األمم املتحدة‪ ،‬وقد‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫مت إنشاء برانمج لذلك يف إطار األمم املتحدة (‪ )UNEP‬كهيئة دولية خمتصة بشؤون البيئة‪ ،‬يهتم هذا الربانمج‬
‫بوضع مبادئ مؤمتر استوكهومل موضع التنفيذ وخاصة تلك اليت تتعلق مببدأ مسؤولية الدولة عن األضرار اليت تصيب‬
‫البيئة‪ ،‬وحث الدول على إبرام معاهدات دولية تستهدف محاية البيئة‪ ،‬والعمل على تنسيق اجلهود الدولية‬
‫واإلقليمية يف اجملال البيئي‪1.‬لقد ترمجت املبادئ األساسية املفاهيم احلديثة الواردة يف ديباجة إعالن استوكهومل ويشري‬
‫املبدآن األول والثاين على أتكيد حق اإلنسان يف احلرية واملساواة يف ظروف عي مناسبة‪ ،‬ويف بيئة تسمح نوعيتها‬
‫ابحلياة يف ظل الكرامة‪ .‬وهو يتحمل م سؤولية رمسية تتمثل يف محاية البيئة والنهوض هبا من أجل اجليل احلاضر‬
‫واألجيال املقبلة‪ 2.‬يعد مؤمتر استوكهومل من أهم املؤمترات الدولية اليت نظمتها األمم املتحدة ويعد مبثابة بوابة موجهة‬
‫جلميع املؤمترات الالحقة ابعتباره انطالقة فعالة يف جمال محاية البيئة وااحمافظة عليها‪.‬‬

‫‪ -2‬مؤمتر نريويب ‪ :1982‬ملتابعة ما مت التوافق عليه يف استوكهومل‪ ،‬مت عقد مؤمتر نريويب يف كينيا‪ ،‬لكن هذا املؤمتر‬
‫مل حيظ ابلزخم اإلعالمي واالهتمام الرمسي الذي حظيت به ابقي املؤمترات الدولية اليت عقدهتا األمم املتحدة لبحث‬
‫األوضاع البيئية العاملية‪.‬‬

‫وقد مت يف نريويب‪ ،‬استعراض اجنازات األمم املتحدة يف تنفيذ خطة عمل استوكهومل‪ ،‬والوقوف على أبرز التحدايت‬
‫اليت واجهها اجملتمع يف جمال محاية البيئة‪ ،‬على ضوء اخلربة املكتسبة‪ .‬كما جرى التطرق إىل املسائل املتعلقة ابلبيئة‬
‫والتنمية‪ ،‬وكذا االرتفاع الكبري يف عدد سكان العامل السيما الدول النامية واألقل منوا‪ ،‬ودعا املؤمتر إىل بذل املزيد‬
‫من اجلهود والتعاون الدويل واإلقليمي للحد من انتشار الفقر والتلوث ومعاجلة التصحر واجلفاف‪ ،‬وتشجيع الزراعة‬
‫ومكافحة الفقر‪ ،‬التعاون والتنسيق بني الدول من أجل محاية البيئة يف العامل‪.‬‬

‫وتبعا لذ لك اعتمد إعالن نريويب ملساعدة الدول النامية ماداي وتقنيا ملعاجلة التصحر واجلفاف ومكافحة الفقر‬
‫وحتسني أوضاع البيئة‪ ،‬حيث تضمن إعالن نريويب عشرة حماور أساسية‪ ،‬لكنها يف الواقع مل تضف جديدا ذا أمهية‬
‫يف جمال تطوير مبادئ القانون الدويل حلماية البيئة‪ ،‬سوى التأكيد على أمهية تعاون الدول يف مواجهة املشكالت‬
‫‪3‬‬
‫البيئية‪ ،‬وإبراز فكرة الوقاية من التلوث‪ ،‬بشكل مهد لظهور املبدأ الوقائي يف جمال محاية البيئة‪.‬‬

‫‪ 1‬مراح أمحد‪ ،‬تفعيل وسائل محاية البيئة (دراسة على ضوء قواعد القانون الدويل للبيئة)‪ ،‬اجمللة األكادميية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬اجمللد ‪ ،03‬العدد‪،02‬‬
‫جامعة عمار ثليجي ابألغواط‪ ،‬سبتمرب ‪ ،2019‬ص ص ‪.236-235‬‬
‫‪ 2‬صالح عبد الرمحن عبد اجلديثي‪ ،‬النظام القانوين الدويل حلماية البيئة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،2010 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 3‬عبد الناصر زايد هياجنه‪ ،‬القانون‪ ،‬النظرية العامة للقانون البيئي مع شرح التشريعات البيئية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.239-238‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪ -3‬مؤمتر ريو دي جانريو‪ :‬انعقد مؤمتر قمة األرض للبيئة والتنمية بريو دي جانريو يف ‪ 03‬جوان ‪1992‬‬
‫واستمر لغاية ‪ 14‬منه حبضور ‪ 185‬دولة برعاية األمم املتحدة‪ ،‬ابإلضافة إىل منظمات دولية وإقليمية وحملية هتتم‬
‫بشؤون البيئة‪.‬‬
‫واجلدير ابلذكر أن هذه القمة كانت األوىل من نوعها من حيث أهنا تشكل القاسم املشرتك بني الشعوب‪ ،‬كبرية‬
‫كانت أو صغرية غنية أم فقرية متطورة أم انمية‪ ،‬للتباحث يف إاجاد احللول ومعاجلة املخاطر البيئية اليت هتدد البشرية‬
‫على الكرة األرضية‪ .‬فمن بني أهم األسباب اليت أدت إىل انعقاده وابألخص من جانب التلوث البيئي جند أنه‬
‫أوىل اهتمامه إبدارة النفاايت اخلطرة عن طريق اعتماد سلوك اإلدارة السليمة بيئيا للنفاايت الصلبة‪ ،‬إاجاد إدارة‬
‫سليمة بيئيا لتصريف النفاايت املشعة‪ ،‬محاية الغالف اجلوي وطبقة األوزون وكيفية احلد من االنبعااثت الغازية‪.‬‬
‫اختتم هذا املؤمتر بتوقيع اتفاقيتني األوىل تتعلق إبنقاذ كوكب األرض وقعتها ‪ 150‬دولة امتنعت الوالايت‬
‫املتحدة األمريكية عن التوقيع‪ ،‬أما ا لثانية تتعلق مبكافحة درجات احلرارة يف مجيع أحناء العامل وقع عليها معظم‬
‫الدول مبا يف ذلك الوالايت املتحدة األمريكية وصدر عن املؤمتر وثيقة أطلق عليها تسمية (جدول أعمال القرن‬
‫‪ 1.)21‬حظي هذا املؤمتر مبشاركة دولية واسعة وعلى أعلى املستوايت‪ ،‬كما أنه متخض على تبين إعالن ريو‬
‫الذي تكرست فيه املبادئ األساسية للقانون البيئي وبشكل خاص مبدأ التنمية املستدامة واملبدأ الوقائي‪ ،‬مبدأ‬
‫امللوث الدافع ‪ ،‬ومبدأ املشاركة الشعبية‪ ،‬مبدأ تقييم األثر البيئي وكذلك مبدأ املسؤولية املشرتكة واملتباينة للدول يف‬
‫‪2‬‬
‫جمال محاية البيئة‪ ،‬ومل يغفل اإلعالن دعوة الدول إىل وضع تشريعات بيئية فعالة على أساس هذه املبادئ‪.‬‬
‫‪ -4‬مؤمتر كيوتو‪ :‬اهلدف األساسي للمؤمتر هو حتديد الطرق والقواعد واملبادئ التوجيهية ملعرفة كيفية احتواء‬
‫النشاطات اليت يقوم هبا اإلنسان واملتصلة ابلتغريات املناخية من جراء انبعااثت الغازات الدفيئة‪ ،‬اليت تشكل خطرا‬
‫مباشرا على الكرة األرضية مسببة ارتفاعا يف درجة حرارة األرض وتغري املناخ مما يؤدي إىل الزالزل والفيضاانت‬
‫املدمرة يف العامل‪ .‬نتيجة هلذا جند أن املؤمتر تبىن بروتوكول كيوتو امللحق ابتفاقية األمم املتحدة اإلطارية لتغري املناخ‬
‫وحيتوي هذا الربوتوكول على ديباجة و ‪ 28‬مادة وملحق للربوتوكول‪.‬‬
‫من أهم ما تضمنه هذا الربوتوكول هو إلزام ‪ 38‬دولة صناعية بتخفيض انبعااثهتا من غازات االحتباس احلراري‬
‫بنسب ختتلف من دولة ألخرى وفقا ملبدأ "مسؤوليات مشرتكة متباينة"‪ ،‬مت االتفاق على أن تقوم دول االحتاد‬
‫أقل من مستوى سنة ‪ ،1990‬والوالايت املتحدة األمريكية بنسبة‬ ‫األورويب بتخفيض انبعااثهتا بنسبة ‪8‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬أما الياابن فكانت نسبتها من التخفيض هي ‪6‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 1‬مجال عبد الكرمي‪ ،‬احلماية الدولية للبيئة من خالل تطور قواعد القانون الدويل للبيئة‪ ،‬جملة البحوث السياسية واإلدارية‪ ،‬جامعة زاين عاشور اجللفة‪ ،‬اجمللد ‪،06‬‬
‫العدد ‪ ،2017 ،10‬ص ص ‪( 256-255‬بتصرف)‬
‫‪ 2‬عبد الناصر زايد هياجنه‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ 3‬مراح أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.238-237‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪ -5‬مؤمتر جوهانسبورغ ‪ :2002‬هو أول مؤمتر أممي بيئي يف القرن احلادي والعشرين‪ ،‬وقد جاء استكماال‬
‫للمؤمترات اليت تعقدها األمم املتحدة لبحث الشأن البيئي العاملي ومراجعة ما مت إجنازه يف هذا الصدد‪ .‬وقد أعاد‬
‫املؤمتر أتكيد التزام دول العامل ابلتنمية املستدامة‪ ،‬واستذكر مسرية العمل البيئي الدويل من إستوكهومل‪ ،‬نريويب‪ ،‬مرورا‬
‫بريو دي جانريو‪ ،‬وجدد العزم على املضي يف املسرية العاملية حلماية البيئة وضمان مستقبل أفضل لألجيال القادمة‪.‬‬
‫وقد أشار إعالن جوهانسبورغ للتنمية املستدامة الصادر عن املؤمتر إىل أن القضاء على الفقر وتغيري أمناط اإلنتاج‬
‫واالستهالك غري املستدامة‪ ،‬محاية املوارد الطبيعية وإدارهتا من أجل التنمية االقتصادية واالجتماعية هي أهداف‬
‫شاملة ومتطلبات أساسية لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬كما ركز اإلعالن على أهنا تتطلب منظورا طويل األجل‬
‫ومشاركة واسعة يف وضع السياسات واختاذ القرارات والتنفيذ على كافة املستوايت‪ ،...‬وقد جرى يف املؤمتر تداول‬
‫العديد من الواثئق والتقارير واألوراق خبصوص مواضيع شىت اجمع بينها قاسم مشرتك كبري هو التنمية املستدامة‬
‫ومن أبرز هذه الواثئق ما يتعلق ابلصحة والتنمية املستدامة‪ ،‬محاية وإدارة املوارد الطبيعية الالزمة لتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية والتنمية املستدامة يف عامل يتحول إىل العوملة‪ ،‬وتغيري أمناط االستهالك واإلنتاج غري‬
‫‪1‬‬
‫املستدامة‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫‪ -6‬مؤمتر كوبنهاغن‪ :‬انعقد هذا املؤمتر بني ‪ 19-12‬ديسمرب ‪ 2009‬حبضور معظم دول العامل برعاية األمم‬
‫املتحدة‪ ،‬واختتم املؤمتر أعماله مبعاهدة دولية غري ملزمة قانونيا بشأن تغري املناخ‪ ،‬نظمت هذه االتفاقية اليت تدعم‬
‫مبدأ "املسؤوليات املشرتكة" إجراءات خفض االنبعااثت بشكل إجباري ابلنسبة للدول املتقدمة والعمل التطوعي‬
‫من جانب الدول النامية‪ .‬ومن نتائج هذا املؤمتر صعوبة التوصل إىل اتفاقية ملزمة قانوان حول محاية املناخ خاصة ما‬
‫‪2‬‬
‫تعلق حبماية البيئة من خماطر التغريات املناخية وختفيض الغازات الدفيئة‪.‬‬

‫‪-7‬مؤمتر كانكون‪ :‬انعقد يف نوفمرب ‪ ، 2010‬يعد من بني ااحمطات الدولية اهلامة ملواجهة تداعيات ظاهرة التغري‬
‫املناخي‪ ،‬شاركت فيه ‪ 193‬دولة‪ ،‬قرابة ‪ 15‬ألف شخص من الوفود احلكومية وخرباء البيئة واملنظمات غري‬
‫احلكومية ورجال األعمال و اإلعالميني‪ ،‬وجاء هذا املؤمتر كنتيجة لفشل مؤمتر كوبنهاجن يف التوصل إىل صيغة‬
‫ملزمة حلماية األرض من التغريات املناخية‪ ،‬اعتمدت خالل هذا املؤمتر مجلة من القرارات تقضي بتعهدات خلفض‬
‫انبعااثت الغازات الدفيئة وضمان املساءلة بشأهنا فضال عن اختاذ اإلجراءات امللموسة حلماية البيئة يف العامل‬
‫وضرورة إبقاء درجة حرارة األرض عند درجتني مؤويتني والدعوة إىل إنشاء صندوق لدعم البلدان النامية على املدى‬
‫الطويل مبساعدهتا يف التكيف مع الظروف املناخية‪ ،‬متيز هذا املؤمتر ابنقسام وجهات النظر حوله‪ ،‬فالدول الصناعية‬
‫حاولت تقليص التزاماهتا لتجنب أية أعباء اقتصادية رافضني متديد العمل بربوتوكول كيوتو‪ ،‬ومن انحية أخرى‬

‫‪ 1‬عبد الناصر زايد هياجنه‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.243‬‬


‫‪ 2‬مراح أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.238‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫متثلت مطالب الدول النامية يف متديد العمل ابلربوتوكول مادام مل يتم التوصل إىل اتفاق آخر أكثر مشوال‪ ،‬وهي‬
‫تعترب أن هناك مسؤولية اترخيية للدول املتقدمة لرتاكم اثين أكسيد الكربون يف اجلو وتسببه يف االحتباس احلراري‪.‬‬

‫‪ -8‬مؤمتر ديرابن‪ :‬انعقد يف جنوب إفريقيا خالل ديسمرب ‪ ،2011‬وشكل اتفاق قانوين بني مجيع البلدان‬
‫املشاركة فيه بشأن جماهبة التغريات املناخية حبلول ‪ ،2015‬وقد توصل املشاركون فيه إىل متديد العمل بربوتوكول‬
‫كيوتو إىل ما بعد ‪ 2012‬والتفاوض على معاهدة جديدة للمناخ طويلة املدى مع إقرار البلدان املتقدمة بضرورة‬
‫مضاعفة اجلهود للحد من انبعاث الغازات الدفيئة ومساعدة البلدان النامية على التكيف مع بعض اآلاثر احلتمية‬
‫لتغري املناخ‪.‬‬
‫‪ -9‬مؤمتر الدوحة‪ :‬عقد أواخر سنة ‪ ،2012‬تضمنت نتائجه موافقة الدول املشاركة على العمل للتوصل إىل‬
‫اتفاق عاملي متعلق بتغيري املناخ ويشمل كافة البلدان اعتبارا من ‪ 2020‬على أن يتم اعتماده خالل سنة ‪2015‬‬
‫كما مت االتفاق على إاجاد سبل تكثيف اجلهود قبل حلول ‪ 2020‬للحد من االنبعااثت حىت تبقى الزايدة يف‬
‫متوسط درجة حرارة العامل دون ‪ 2‬درجة مئوية‪ ،‬حيث وافقت الدول على تقدمي املعلومات ورفع االقرتاحات بشأن‬
‫خطهها ومبادراهتا يف هذا اجملال إىل أمانة األمم املتحدة املعنية بتغري املناخ يف مارس ‪ 2013‬والتوصل إىل نص‬
‫‪1‬‬
‫قانوين تفاوضي خالل فرتة ال تتعدى هناية العام للتوصل إىل إعداد مسودة نص تفاوضي قبل عام ‪.2015‬‬

‫‪ -10‬مؤمتر األمم املتحدة للتنمية املستدامة (ريو ‪ :)20 +‬مت تنظيم مؤمتر األمم املتحدة للتنمية املستدامة‬
‫تنفيذا لقرار اجلمعية العامة‪ ،‬حيث انعقد يف الربازيل يف ‪ 22-20‬جوان ‪ 2012‬بريو دي جانريو‪ ،‬عرف ابسم‬
‫ريو‪ ،20+‬ركز املؤمتر على موضوعني مها‪ :‬االقتصاد األخضر يف سياق التنمية املستدامة للقضاء على الفقر واإلطار‬
‫املؤسسي للتنمية املستدامة‪ ،‬طالب االحتاد األورويب يف وثيقته‪ :‬ريو ‪ ،20+‬حنو "اقتصاد أخضر و حكامة جيدة"‬
‫أن يشكل املؤمتر فرصة للعامل املرتابط‪ ،‬وذلك أبن يعيد أتكيد االلتزام السياسي خلدمة قضااي التنمية املستدامة‪،‬كما‬
‫‪2‬‬
‫استعرضت فيه اجلهود الدولية ومعظم األقطار العربية‪ ،‬إضافة إىل حتدايت السياسات البيئية العاملية وتقييمها‪.‬‬

‫‪ -11‬اتفاق ابريس ‪( 2015‬مؤمتر األطراف يف اتفاقية األمم املتحدة اإلطارية بشأن تغري املناخ)‪ :‬فــي‬
‫ديســمرب ‪ ،2015‬مت التوصل بشــأن تغيــر املنـاخ إلـى االتفـاق العـاملي األول بشـأن املنـاخ ويضـع اتفـاق بـاريس‬
‫اهلـدف الطمـوح املتمثـل فـي اإلبقـاء علـى ارتفـاع معـدل درجـة احلـرارة العامليـة دون درجتـني مئـويتني‪ ،‬وهو اتفـاق‬
‫ملـزم قانوان مبسؤوليات متباينة‪ ،‬يسلم ابملسؤوليات امللقاة علـى عـاتق أغنـى البلـدان‪ ،‬ولكـن يضـم أيضـا إجراءات‬
‫تتخذها الدول النامية فـي التمويـل اخلـاص‪ .‬وهو يتضمن التزاما بتعبئـة مـا ال يقـل عـن ‪ 100‬مليـار دوالر أمريكـي‬

‫‪ 1‬بومدين طامشة‪ ،‬التنمية املستدامة وإدارة البيئة‪ ،‬بني الواقع ومقتضيات التطور‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص ص‬
‫‪575- 574‬‬
‫‪ 2‬شكراين احلسني‪ ،‬من مؤمتر إستوكهومل ‪ 1972‬إىل ريو ‪ 20+‬لعام ‪ ،2012‬مدخل إىل تقييم السياسات البيئية العاملية‪ ،‬جملة حبوث اقتصادية عربية‪ ،‬العددان‬
‫‪ ،2013 ،64 -63‬ص ص ‪.161-160‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫سـنواي يف التمويل اخلاص ابملناخ على املستوى الدويل حبلول عام ‪ ،2020‬من أجـل ختفيـف وطـأة تغيـر املنـاخ‬
‫(تقليـل مقـدار تغيـر املنـاخ‪ ،‬بصـفة أساسـية مـن خـالل احلـد مـن انبعاثـات غـازات االحتبـاس احلـراري)‪ ،‬ويتيح اتفـاق‬
‫بـاريس فرصـة ابلغـة األمهيـة للمضي قدما ابلصحة العمومية كعنصر مركزي ليس فقط يف االستجابة لتغري املناخ‬
‫ولكن أيضا يف خطة التنمية املستدامة لعام ‪ 2030‬بوجه عام‪ 1.‬وجهت جمموعة من االنتقادات للبنود املتفق‬
‫ع ليها يف اتفاقية ابريس من طرف اخلرباء واجلمعيات البيئية تتمثل أمهها يف عدم وضع سعر للكربون ابعتباره‬
‫ضروراي للتحفيز على ترشيد استخدام الطاقة وزايدة االستثمارات‪ ،‬ويف املقابل متسكت الدول املتقدمة كالوالايت‬
‫املتحدة األمريكية والياابن‪ ،‬بريطانيا واسرتاليا أبن تكون االلتزامات طوعية وليست إجبارية‪ ،‬وذلك ألنه ال يوجد‬
‫‪2‬‬
‫ضمان للتمويل الالزم للتعامل مع التغري املناخي‪....‬‬

‫يف ضوء ما تقدم‪ ،‬جند أن املؤمترات الدولية السابقة الذكر حققت نتائج إاجابية على الساحة الدولية أمهها مؤمتر‬
‫استوكهومل الذي كان نقطة انطالق للمؤمترات الالحقة‪ .‬حبيت برز دورها الفعال من خالل مجلة من البنود اليت‬
‫وضعت وسطرت من قبل الدول املشاركة مع ضرورة االلتزام بتطبيقها على أرض الواقع‪ ،‬ابإلضافة إىل ظهور‬
‫جمموعة من املبادئ اليت تسهل على اجملتمعات تطبيقها خاصة إذا تعلق األمر مببدأ امللوث الدافع‪ ،‬ووضع‬
‫تشريعات فع الة تساعد على محاية البيئة‪ ،‬فعلى سبيل املثال نذكر مدى قدرة الدول الصناعية الكربى على إتباع‬
‫االلتزامات اخلاصة بتخفيض االنبعااثت الغازية والتحول الستخدام طاقة أنظف عن طريق سياسات بيئية‬
‫واقتصادية وهو ما مت حتقيقه من قبل االحتاد األورويب مثال‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك تداولت املؤمترات العديد من القضااي‬
‫كالتنمية املستدامة للبيئة‪ ،‬االقتصاد األخضر ‪ ،...‬فالربغم من اجلهود الدولية املبذولة إال أنه البد من إبرام اتفاقية‬
‫عامة تضم مجيع الدول تعاجل مواضيع البيئة من مجيع اجلوانب حىت يتسىن للدول تطبيقها مع تسخري املوارد املالية‬
‫وا لبشرية الالزمة لتنفيذها ومراقبتها‪ .‬واجلدول املوايل يعرض جمموعة أخرى من املؤمترات اليت مت عقدها يف دول‬
‫عديدة وعلى فرتات زمنية خمتلفة‪:‬‬

‫‪ 1‬الصحة وتغري املناخ‪ ،‬تقرير منظمة الصحة العاملية‪ ،‬مؤمتر األطراف يف اتفاقية األمم املتحدة اإلطارية بشأن تغري املناخ الدورة التاسعة والثالثون بعد املائة‪ 20 ،‬ماي‬
‫‪ ،2016‬ص ص ‪.2-1‬‬
‫‪ 2‬عبد املؤمن جمدوب‪ ،‬ملني مهاش‪ ،‬مكانة السياسات البيئية ضمن أجندة األمم املتحدة‪ ،‬جملة السياسة والقانون‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬ورقلة‪ ،‬العدد ‪،15‬‬
‫جوان ‪ ،2016‬ص ‪(.612‬بتصرف)‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫جدول رقم‪ )11-1( :‬مؤمترات دولية أخرى حلماية البيئة خالل الفرتة (‪)2000-1979‬‬

‫املؤمترات الدولية‬ ‫السنوات‬


‫مؤمتر جنيف حول تلوث اهلواء (األمم املتحدة)‬ ‫‪1979‬‬
‫االسرتاتيجية العاملية للحفظ (االحتاد الدويل حلفظ الطبيعة)‬ ‫‪1980‬‬
‫اهليئة العاملية للبيئة واالستدامة (األمم املتحدة)‬ ‫‪1983‬‬
‫بروتوكول مونرتايل بشأن طبقة األوزون (األمم املتحدة)‬ ‫‪1987‬‬
‫مستقبلنا املشرتك (األمم املتحدة)‬ ‫‪1987‬‬
‫عقد مؤمتر األعضاء ‪ Conference of parties‬يف برلني‪ ،‬أملانيا للحد من االنبعااثت الغازية‬ ‫‪1995‬‬
‫مؤمتر األعضاء اجتماعه الثاين يف جنيف بسويسرا أصدر إعالان يبني فيه أتثري اإلنسان على التغري املناخي‬ ‫‪1996‬‬
‫عقد املؤمتر الرابع واخلامس هتدف مجيع هذه املؤمترات (‪ )5-1‬إىل فرض ضريبة الكربون لتثبيت غاز‬ ‫‪-1998‬‬
‫‪𝐶𝑂2‬على مصادر الطاقة األحفوري‬ ‫‪1999‬‬
‫مؤمتر هيا (‪ )Haia‬حول تغري املناخ‬ ‫‪2000‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪-Gisele Silva Barbosa, Patricia Regina Drach, Oscar Daniel Corbella, A Conceptual Review of the‬‬
‫‪Terms Sustainable Development and Sustainability, International Journal of Social Sciences Vol 3‬‬
‫‪N(2), 2014, p 08.‬‬
‫‪ -‬حيي محود حسن البوعلي‪ ،‬أثر االتفاقيات البيئية على الصناعة النفطية يف دول اخلليج العريب‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ،06‬العدد ‪ ،22‬سبتمرب ‪،2008‬‬
‫ص ص ‪.105 -104‬‬
‫اثنيا‪ :‬االتفاقيات يف جمال محاية البيئة‬
‫هتتم االتفاقيات الدولية بوضع قواعد ومعايري من أجل محاية البيئة‪ ،‬واليت تقوم من خالهلا هيئة مشرفة ابلتنسيق‬
‫بني الدول ملناقشة املشاكل الدولية‪ ،‬وطرح حلول مستعجلة مقارنة ابألوضاع اخلطرية واليت تتسبب يف أضرار كبرية‬
‫للبيئة نتيجة لتنمية غري مستدامة هتدد البشرية‪ ،‬وهو ما أدى إىل التعاون بني الدول وإبرام اتفاقيات حلماية البيئة من‬
‫أخطار التلوث‪ .‬يوضح اجلدول املوايل االتفاقيات الدولية‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫جدول رقم‪ )12-1( :‬االتفاقيات الدولية‬

‫اسم االتفاقية‬ ‫السنة‬


‫االتفاقية الدولية ملنع تلوث البحار ابلنفط‪ ،‬لندن‬ ‫‪1954‬‬
‫االتفاقية اإلفريقية حلفظ الطبيعة واملوارد الطبيعية املنعقدة يف مدينة اجلزائر‬ ‫‪1968‬‬
‫االتفاقية الدولية اخلاصة ابملسؤولية املدنية عن الضرر الناتج عن التلوث ابلنفط‪ ،‬بروكسل‬ ‫‪1969‬‬
‫االتفاقية الدولية املتعلقة إبنشاء صندوق دويل للتعويض عن الضرر الناتج عن التلوث ابلنفط‪ ،‬بروكسل‬ ‫‪1971‬‬
‫اتفاقية منع التلوث البحري الناجم عن إلقاء الفضالت من السفن والطائرات (بصيغتها املعدلة)‪ ،‬أوسلو‬ ‫‪1972‬‬
‫اتفاقية منع التلوث البحري الناجم عن إغراق النفاايت ومواد أخرى(بصيغتها املعدلة)‪ ،‬لندن‪ ،‬مكسيكو‪ ،‬واشنطن‬ ‫‪1972‬‬
‫الربوتوكول اخلاص ابلتدخل يف أعايل البحار يف حاالت التلوث البحري مبواد أخرى غري النفط(بصيغتها املعدلة)‪،‬‬ ‫‪1973‬‬
‫لندن‬
‫بروتوكول منع تلوث البحر األبيض املتوسط الناجم عن إلقاء الفضالت من السفن والطائرات‪ ،‬برشلونة‬ ‫‪1976‬‬
‫االتفاقية الدولية ملنع التلوث الذي تتسبب فيه السفن‪ ،‬لندن‬ ‫‪1978‬‬
‫اتفاقية الكويت اإلقليمية للتعاون يف محاية البيئة البحرية من التلوث‪ ،‬الكويت‬ ‫‪1978‬‬
‫الربوتوكول املتعلق ابلتعاون اإلقليمي يف مكافحة التلوث ابلنفط ومبواد ضارة أخرى يف حاالت الطوارئ‬ ‫‪1978‬‬
‫بروتوكول محاية البحر األبيض املتوسط من التلوث من مصادر ألرب أثينا‬ ‫‪1980‬‬
‫الربوتوكول املتعلق ابلتعاون اإلقليمي يف مكافحة التلوث ابلنفط ومبواد ضارة أخرى يف حاالت الطوارئ‪ ،‬جدة‬ ‫‪1982‬‬
‫بروتوكول االتفاقية عام ‪ 1979‬اخلاصة بتلوث اهلواء البعد عرب احلدود املتعلق خبفض انبعااثت الكربيت أو تدفقاهتا‬ ‫‪1985‬‬
‫عرب احلدود مبقدار ‪ 30‬يف املائة على األقل‪ ،‬هلسينكي‬
‫اتفاقية ابزل للتحكم يف النفاايت اخلطرة والتخلص منها عرب احلدود‬ ‫‪1989‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪ -‬يونس إبراهيم أمحد مزيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.173-169‬‬
‫‪ -‬عبد الناصر زايد هياجنه‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.255-245‬‬

‫لعبت هذه االتفاقيات دورا ابرزا يف جمال محاية البيئة مبختلف قطاعاهتا البحرية‪ ،‬اجلوية‪ ،‬الربية‪ ،‬أخذت أبعادا‬
‫خمتلفة‪ ،‬وسامهت يف التخفيف من حدة األزمة البيئية من خالل املبادئ وبنود هذه االتفاقيات اليت تلزم الدول على‬
‫التعامل جبدية اجتاه وضعية البيئة وااحمافظة ع ليها‪ ،‬ومعاجلة مشاكلها‪ ،‬حبيث يعد مشكل التلوث البيئي أبنواعه‬
‫املختلفة من أبرز القضااي املتداولة على الساحة الدولية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املبحث الثالث‪ :‬اإلطار النظري للسياسة اجلبائية والنظام اجلبائي‬

‫يشكل النظام اجلبائي الرتمجة العملية للسياسة اجلبائية‪ ،‬حبيث ميثل جمموعة حمددة وخمتارة من الصور الفنية‬
‫للضرائب تتالءم مع الواقع االقتصادي واالجتماعي والسياسي للمجتمع‪ ،‬تشكل يف جمملها هيكال ضريبيا‬
‫‪1‬‬
‫متكامال‪ ،‬يعمل بطريقة حمددة من خالل قوانني ضريبية ولوائح تنفيذية من أجل حتقيق أهداف السياسة اجلبائية‪.‬‬
‫وعليه البد على الدول االهتمام أكثر هبذه األداة االقتصادية وترمجتها على أرض الواقع بصورة منتظمة‬
‫ومستحدثة‪ ،‬من أجل ضمان تطبيق برامج الدولة وفقا ملا هو مسطر بفعالية واالستفادة منها خاصة من اجلانب‬
‫التمويلي واجلانب التنموي‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف وأهداف السياسة اجلبائية‬
‫تعترب السياسة اجلبائية أداة فعالة للتأثري على الواقع االقتصادي واالجتماعي ألي دولة‪ ،‬وأداة متويلية تعتمد عليها‬
‫الدولة يف رسم خططها وبراجمها االقتصادية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف السياسة اجلبائية‬
‫تعرف السياسة اجلبائية أبهنا جمموعة من اإلجراءات تتخذها السلطة العامة إلدارة شؤون اجملتمع يف ظروف‬
‫وأوضاع اقتصادية ومالية‪ ،‬وذلك من خالل القوانني واألنظمة املالية والضريبية‪ 2.‬فهي تعرب عن جمموعة التدابري‬
‫ذات الطابع اجلبائي املتعلق بتنظيم التحصيل اجلبائي قصد تغطية النفقات العمومية من جهة‪ ،‬والتأثري على الوضع‬
‫‪3‬‬
‫االقتصادي واالجتماعي حسب التوجيهات العامة لالقتصاد من جهة"‪.‬‬
‫كما تعرف أبهنا‪" :‬فن مايل متارسه الدولة عن طريق وسائلها املالية (النفقات واإليرادات العامة) وفقا لألهداف‬
‫اليت تسعى إليها فلسفة احلكم‪ ،‬مبعىن أهنا ليست إال تعبريا عن األهداف السياسية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية اليت‬
‫تؤمن هبا الدولة"‪ 4.‬وهي عبارة عن " جمموعة اإلجراءات اليت تستهدف تعبئة املوارد املالية وتوزيعها واستخدامها‬
‫لتنفيذ وظائف الدولة وأهدافها وذلك من خالل دورها املايل ابعتبار الضريبة املمول الرئيسي خلزينة الدولة‪ ،‬إىل‬
‫جانب الدور الضبطي والتوجيهي واحلد من الضغوط التضخمية ومعاجلة ميزان املدفوعات‪ 5.‬كما تلعب السياسة‬
‫اجلبائية دورا مهما وأساسيا يف التأثري على كافة فروع االقتصاد‪ ،‬وهذا ما يفسر صعوبة فرض فصل الضريبة عن‬

‫‪ 1‬عزوز علي‪ ،‬آليات ومتطلبات تفعيل التنسيق الضرييب العريب" الواقع والتحدًّيت"‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 2‬أعاد محود القيسي‪ ،‬املالية العامة والتشريع الضرييب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ 3‬بومدين بكرييت ‪ ،‬السياسة اجلبائية وحتدًّيت اإلصالح االقتصادي يف اجلزائر خالل الفرتة (‪ )2014-1970‬دراسة حتليلية وقياسية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2018 ،‬ص ص ‪.17-16‬‬
‫‪ 4‬توفيق صربي املرااي يت‪ ،‬دور السياسة الضريبية يف حتقيق االستقرار يف املستوى العام لألسعار يف العراق‪ ،‬جملة اخلليج العريب‪ ،‬جامعة البصرة مركز الدراسات البصرة‬
‫واخلليج العريب‪ ،‬العراق‪ ،‬اجمللد ‪ ،36‬العدد ‪ ،2 - 1‬جوان ‪ ، 2008‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 5‬قرين رشيد‪ ،‬السياسة اجلبائية‪ :‬بني املفاضلة يف التوسع يف اإلنفاق اجلبائي واحلصيلة اجلبائية‪ ،‬جملة معارف‪ ،‬جامعة أكلي حمند أوحلاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬اجمللد ‪،11‬‬
‫العدد ‪ ،2016 ،20‬ص ‪.315‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫النظام االقتصادي واالجتماعي والسياسي‪ ،‬حيث تشكل وحدة متكاملة يصعب فصل أحدمها عن‬
‫اآلخر‪1.‬وابلتايل اجب أن حتقق السياسة اجلبائية توازان بني أتمني اإليرادات اليت حتتاجها احلكومات لتمويل براجمها‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعية واالقتصادية واحلاجة إىل نظام جبائي يعزز االبتكار واإلنتاجية والنمو االقتصادي الشامل‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ميكن القول أبنه يصعب حتديد مفهوم للسياسة اجلبائية‪ ،‬اختلف الباحثني االقتصاديني‬
‫واملاليني يف وضع تعريف دقيق هلا بسبب اختالف وجهات النظر حول دقة ما يعنيه هذا املصطلح‪ .‬فمن خالل‬
‫التعاريف السابقة نستنتج مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬السياسة اجلبائية عبارة عن جمموعة من اإلجراءات اليت تتميز ابلتكامل والتنسيق فيما بينها تسعى لتحقيق‬
‫األهداف العامة للمجتمع‪.‬‬
‫‪-‬تعد السياسة اجلبائية املصدر الرئيسي لتمويل اخلزينة العمومية من خالل حتقيق دورها املايل ابإلضافة إىل دور‬
‫الضبط والتوجيه‪.‬‬
‫‪-‬تعرب عن التدابري اجلبائية املنظمة واإلجراءات اليت تطبق من قبل الدولة ممثلة يف السلطة اجلبائية املختصة من أجل‬
‫التحصيل اجلبائي لتغطية نفقاهتا العمومية‪ ،‬وفق سياسة جبائية مسطرة‪.‬‬
‫‪ -‬للسياسة اجلبائية القدرة على التأثري على كافة فروع االقتصاد من خالل ترابط العالقة بينها وبني األنظمة‬
‫األخرى‪ :‬النظام املايل‪ ،‬االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬فتحقيق أهداف أي نظام مرهون برسم سياسة جبائية فعالة‪.‬‬
‫‪-‬اعتبار السياسة اجلبائية فن مايل مع اإلشارة إىل فلسفة احلكم اليت تندرج ضمن أبعاد اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‬
‫وسياسية واليت تعرب على فن استخدام الوسائل اجلبائية وتبحث يف كيفية ممارسات الدولة وسلوكياهتا لتوجيه‬
‫ضرائبها وحتقيق األبعاد السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام ابجلانب القانوين مع اإلشارة إىل إدخال التشريع يف السياسة اجلبائية الذي أضاف بعدا قانونيا هلا‬
‫والرتكيز على األهداف االقتصادية واملالية واالجتماعية اليت تسعى الدولة إىل حتقيقها يف ضوء السياسة اجلبائية مع‬
‫مراعاة األوضاع االقتصادية واملالية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ميكن القول أن السياسة اجلبائية تعد جزءا من السياسة املالية‪ ،‬حبيث تعرب عن جمموعة من‬
‫اإلجراءات والربامج اليت تضعها الدولة وفق خطة حمكمة تتماشى مع األوضاع السائدة للدولة من أجل تغطية‬
‫النفقات العمومية ابعتبارها مصدر للتمويل والتأثري على النشاط االقتصادي ودعمه من أجل حتقيق األهداف‬
‫املسطرة االقتصادية‪ ،‬السياسية‪ ،‬االجتماعية والوقوف أمام التحدايت اليت تواجهها من خالل التوجيه والرقابة‪.‬‬

‫‪1‬أعاد محود القيسي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫‪2‬‬
‫‪OECD Work on taxation, The Organisation for Economic Co-operation and development, 2018, p‬‬
‫‪33.‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫اثنيا‪ :‬أهداف السياسة اجلبائية‬


‫تستعمل السياسة اجلبائية يف األساس كأداة متويلية‪ ،‬كما أن هذا الدور التمويلي الزال قائما إال أنه تغري نوعيا‬
‫تبعا لتغري مهام الدولة‪ ،‬ال يت بعد أن ختلت عن حيادها أصبحت تستعمل الضريبة كأداة للتأثري على الوضع‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي واالجتماعي لتحقيق العديد من األهداف وهي كمايلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬توجيه االستهالك‪ :‬تستعمل الضريبة كأداة للتأثري على السلوك االستهالكي من خالل أتثريها على األسعار‬
‫النسبية للسلع واخلدمات فمثال فرض ضريبة مرتفعة على بعض السلع (الضارة ابلصحة) ميكن أن يثبط استهالكها‬
‫أو حيول دون االستهالك من سلعة إىل صاحل سلعة أخرى (إحالل سلعة أبخرى) كما يعمل ختفيض الضرائب‬
‫على بعض السلع ( كالسلع املنتجة حمليا) إىل تشجيع استهالكها؛‬

‫‪ -2‬توجيه قرارات أرابب العمل‪ :‬فيما يتعلق ابلكميات اليت يرغبون يف إنتاجها‪ ،‬ذلك أن الضرائب ميكن‬
‫استخدامها للتأثري على حجم ساعات ونوعية العمل‪ ،‬وعلى حجم املدخرات‪ .‬وميكن استخدامها لتغيري اهليكل‬
‫الوظيفي يف اجملتمع إبعادة توزيع املوارد البشرية بني األنشطة االقتصادية املختلفة‪....‬؛‬

‫‪ -3‬زًّيدة تنافسية املؤسسات‪ :‬تؤثر الضريبة على تنافسية املؤسسات من خالل أتثريها على عوامل اإلنتاج‬
‫فاخنفاض الضرائب يساعد على زايدة اإلنتاج واالستفادة من مزااي احلجم الكبري من جهة‪ ،‬ومن جهة اثنية يعمل‬
‫على ختفيض أسعار عوامل اإلنتاج مما يعمل يف النهاية على ختفيض التكاليف الكلية لإلنتاج‪ .‬وهلذا جند الدول‬
‫سعيا يف زايدة تنافسية منتجاهتا على مستوى األسواق اخلارجية‪ ،‬تقوم إبعفاء املنتجات املصدرة من الرسوم‬
‫واحلقوق اجلمركية ومن الكثري من الضرائب ااحملية كالرسم على النشاط املهين‪ ،‬الدفع اجلزايف‪ ...‬إخل؛‬

‫‪ -4‬تصحيح إخفاقات السوق‪ :‬يعمل سوق املنافسة الكاملة على ختصيص املوارد بشكل جيد‪ ،‬إال أن هذا‬
‫السوق مثلما تصوره الكتب املدرسية غري موجود على أرض الواقع‪ .‬وهلذا جند األسواق غري التنافسية عاجزة عن‬
‫ختصيص كفء للموارد وذلك بسبب اآلاثر اخلارجية ‪ Externalité‬اليت تعمل على ختفيض التكاليف اليت‬
‫يتحملها األ فراد نظري نشاط معني (استهالك‪ ،‬إنتاج‪ )...‬مقارنة ابلتكاليف اليت يتحملها اجملتمع ككل‪ ،‬ذلك أن‬
‫هناك ميال حنو اخنفاض التكاليف اخلاصة يف حني أن التكاليف االجتماعية مافتئت تزداد‪ ،‬وتتمثل يف تكاليف‬
‫التلوث الصناعي‪ ،‬الضجيج‪ ،‬تدهور البيئة والرتبة‪ ،‬التصحر‪ ،‬انكماش طبقة األوزون‪....‬إخل‪ .‬وهو ما جعل اإلدراك‬
‫يتزايد بوجود روابط بني األنشطة االقتصادية والبيئة‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬املدخل إىل السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬دراسة حتليلية تقييميه‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪-168‬‬
‫‪172‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫وهذا ما أدى إىل األخذ بعني االعتبار هلذا البعد عند رسم السياسات االقتصادية‪ .‬ويف هذا اإلطار تستخدم‬
‫السياسة اجلبائية لتصحيح هذه اآلاثر اخلارجية‪ ،‬وهو برفع التكاليف اخلاصة بعد فرض الضريبة إىل مستوى‬
‫التكاليف االجتماعية أو االقرتاب منها‪.‬‬
‫‪ -5‬السياسة اجلبائية كأداة لالندماج االقتصادي‪ :‬من خالل تنسيق األنظمة اجلبائية واعتماد نفس املدونة من‬
‫الضرائب‪ ،‬تنسيق املعدالت‪ ،‬اإلعفاءات والتخفيضات املمنوحة‪ ،‬أمناط االهتالك املعتمدة‪ ،‬تبادل املعلومات‬
‫خبصوص ظاهرة التهرب‪ ،‬بل جند دوال كدول االحتاد األورويب تعمل على توحيد أنظمتها اجلبائية بشكل كامل ألنه‬
‫من غري هذا التوحيد ال ميكن احلديث عن تكامل اقتصادي‪.‬‬

‫‪ -6‬إعادة توزيع الدخل‪ :‬تؤثر السياسة اجلبائية على احلصص النسبية للدخل القومي املوجهة ملختلف الشرائح‬
‫والفئات وهذا يف اجتاه ختفيض الفوارق بني املداخيل أين تقوم الضريبة بدور املصحح حلالة التوزيع األويل‪ .‬إال أن‬
‫حتقيق هذا اهلدف اجعل أصحاب القرار أمام موقفني‪ :‬إما اختيار كفاءة ختصيص املوارد وإما اختيار العدالة‬
‫الضريبية‪...‬؛‬
‫‪ -7‬متويل التدخالت العمومية‪ :‬وهو اهلدف األصلي والثابت للضريبة‪ .‬رغم وجود عدة إمكاانت لتمويل اإلنفاق‬
‫العام‪ ،‬فإن اللجوء إىل الضريبة يتميز بكونه إجراء غري تضخمي‪ .‬خاصة إذا اعتمد أمناطا معينة من الضرائب‬
‫كالضريبة على الدخل اليت تعمل على تقليص حجم املداخيل املتاحة لإلنفاق اخلاص‪ .‬وحىت الضريبة على‬
‫االستهالك فإهنا تعمل على كبح الطلب (ارتفاع الطلب مصدر من مصادر التضخم)‪.‬‬

‫‪ -8‬توجيه املعطيات االجتماعية‪ :‬كما تلعب الضريبة دورا أساسيا يف التخفيف من حدة بعض األزمات كأزمة‬
‫السكن من خالل اإلعفاءات املمنوحة ملداخيل اإلاجار أو شراء األراضي لبناء املساكن االجتماعية‪ .‬يوضح‬
‫الشكل املوايل أهداف السياسة اجلبائية‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )13-1( :‬أهداف السياسة اجلبائية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫ومن جهة أخرى مت تقسيم أهداف السياسة اجلبائية إىل أهداف اقتصادية‪ ،‬مالية وبيئية نعرضها يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )13-1(:‬أهداف السياسة اجلبائية‬

‫أهداف السياسة اجلبائية‬ ‫اِلدف‬


‫إن اهلدف املايل للسياسة اجلبائية يتمثل يف التمويل اجلبائي للنفقات العمومية سواء كان ذلك على‬
‫مستوى امليزانية العامة‪ ،‬أو على مستوى اجلماعات ااحملية حيث تعتمد هذه األخرية على الضرائب ااحملية يف‬
‫متويلها جزئيا‪ ،‬إضافة إىل اإلعاانت املتأتية من ميزانية الدولة‪ .‬وابلتايل اجب على الضريبة أن تكون منتجة‬
‫وذات مردودية‪ ،‬واجب أن تتميز مبايلي‪:‬‬
‫‪-‬أكرب عدد ممكن من العناصر اجلبائية‬ ‫املايل‬
‫‪-‬أن متس الضريبة املادة اخلاضعة أبوسع صفة‬
‫‪-‬وجوب استقرار االقتطاع اجلبائي‬
‫‪ -‬وجوب املرونة يف االقتطاع اجلبائي‬
‫إن اإلجراءات اجلبائية املتخذة تكون هلا ردود فعل سريعة على خمتلف األعوان االقتصادية‪ ،‬حيث أن تغيري‬
‫نسب االقتطاع اجلبائي يؤثر على سلوك العائالت‪ ،‬وبذلك على االستهالك‪ ،‬وتؤثر على سلوك املدخرين‬
‫ومن مث على مستوى االدخار‪ ،‬وكذلك تؤثر على قرارات االستثمار ومن مث على مستوى االستثمار‪ ،‬هلذا‬
‫ميكن اعتبار التقنية اجلبائية تقنية حرة أكثر منه تقنية تدخلية‪،‬‬
‫االقتصادي إن إحدى العوامل الرئيسية اليت تؤخذ بعني االعتبار عند اختاذ قرار االستثمار هو كيفية أتثري الضرائب على‬
‫أنشطة األعمال لشركة ما‪ ،‬فاإلفراط يف فرض الضرائب قد حتدث أاثرا سلبية إزاء االستثمار‪ ،‬يكون من‬
‫نتائجها عزوف االستثمار األجنيب عن التوجه إىل املناطق أو الدول ذات العبء الضرييب املرتفع واليت تشكل‬
‫فيها الضريبة مبختلف أنواعها خطرا على رأمساله‪ ،‬أو تقلل فيها االقتطاعات من نسبة العائد عن االستثمار‪،‬‬
‫وال تشمل األعباء الضريبية معدالت ال ضريبة فحسب بل املعاملة الضريبية من طرف إدارة الضرائب‪.‬‬
‫تستعمل كذلك السياسة اجلبائية للمحافظة على البيئة ومواجهة أبعاد مشكلة التلوث البيئي‪ ،‬إذ أصبحت‬
‫من أهم املقارابت الدولية املستخدمة يف رسم السياسات البيئية‪ ،‬ملا هلا من األهداف خاصة فيما يتعلق‬ ‫البيئي‬
‫إب اجاد مصادر جديدة للتمويل وحتقيق النمو األخضر‪ ،‬مما يستوجب إدخال السياسات اجلبائية مبا يسمح‬
‫ابستيعاب التطبيقات اجلديدة لضرائب التلوث(ضرائب الطاقة‪ ،‬ضرائب النقل‪.)....،‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪ -‬حراق مصباح‪ ،‬كفاءة السياسة املالية ودورها يف التخصيص األمثل للموارد‪ -‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،-‬جملة ميالف للبحوث والدراسات‪ ،‬املركز‬
‫اجلامعي ميلة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2016‬ص ‪.41-39‬‬
‫‪ -‬عطيوة مسرية‪ ،‬عبد احلميد مهري‪ ،‬السياسة الضريبية ودورها يف جذب االستثمار األجنيب إىل اجلزائر – إشارة إىل ةجتارب دولية‪ ،-‬جملة الدراسات‬
‫املالية وااحماسبية واإلدارية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2015‬ص ‪.137‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املطلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاين‪ :‬مفهوم و أسس النظام اجلبائي‬


‫للضرائب أثر اقتصادي واجتماعي كبري من خالل الدور الذي تلعبه يف متويل اإلنفاق العام للدول مهما اختلفت‬
‫درجة تقدمها ومنوها االقتصادي‪ ،‬كما أن هلا دور يف التأثري على الطلب الكلي يف األجل القصري‪ ،‬وهذا من خالل‬
‫تصميم نظام جبائي كفء وفعال‪ ،‬يتم برجمته للتأثري على مجيع اجملاالت (االقتصادية‪ ،‬التجارية‪ ،‬البيئية‪...‬إخل)‪.‬‬
‫للنظام اجلبائي أهداف وأسس يقوم عليها وهو ما سنتطرق إليه يف هذا املطلب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم النظام اجلبائي‬
‫النظام اجلبائي لبلد ما هو "جمموعة الضرائب املختلفة والعالقات املتوازنة بينها‪ ،‬ختتلف خصائص األنظمة‬
‫الضريبية ابختالف البياانت االجتماعية والسياسية واالقتصادية للبلد"‪ 1.‬ويوجد مفهومان للنظام اجلبائي األول‬
‫ضيق‪ ،‬والذي يتمثل يف‪ " :‬جمموعة القواعد القانونية والفنية اليت متكن من االستقطاع الضرييب يف مراحل متتالية من‬
‫التشريع إىل الربط والتحصيل" والثاين واسع‪ ،‬والذي يتمثل يف "كافة العناصر اإليديولوجية واالقتصادية والفنية اليت‬
‫يؤدي تراكبها معا وتفاعلها مع بعضها البعض إىل كيان ضرييب معني"‪ .‬كما يعرف النظام اجلبائي أبنه" جمموعة‬
‫حمدودة من الصور الفنية للضرائب تتالءم مع الواقع االقتصادي‪ ،‬السياسي واالجتماعي‪ ،‬وتشكل يف جمموعها‬
‫هيكال ضريبيا متكامال يعمل بطريقة حمددة من خالل التشريعات والقوانني واللوائح التنفيذية من أجل حتقيق‬
‫أهداف اجملتمع"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫وهو عبارة عن "جمموعة من التشريعات والسياسات واألجهزة اليت تنظم وختطط وتنفذ عمليات تعبئة وجباية‬
‫االستقطاعات املالية‪ ،‬اليت يؤديها األفراد الطبيعيني واملعنويني للدولة بصورة جربية وهنائية بدون مقابل خاص‬
‫ومباشر‪ .‬ويكشف هذا النظام حقيقة األهداف اليت ينبغي للدولة حتقيقها من وراء الدور الذي تريد الضرائب أن‬
‫تلعبه يف فرتة زمنية‪ ،‬والوسائل اليت تنتهجها لتحقيق تلك األهداف"‪ 3.‬للنظام اجلبائي أربع أهداف رئيسية تتمثل‬
‫‪4‬‬
‫يف‪:‬‬
‫‪ -1‬إنتاج اإليرادات‪ :‬يتمثل اهلدف األول يف حتصيل اإليرادات العامة من خمتلف دافعي الضرائب؛‬
‫‪-2‬إعادة التوزيع‪ :‬اجب إعادة توزيع اإليرادات عن طريق احلد من عدم املساواة‪ .‬وتسمح الضرائب التصاعدية‬
‫عموما بتحقيق هذا اهلدف‪ ،‬وهذا يعين أن معدل الضريبة األعلى يطبق على الدخول املرتفعة (مثل ضريبة الثروة)؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Hamid Fall, La Fiscalité Dans tous ses états, éditions L’harmattan-Sénégal, paris, France, 2017, p p‬‬
‫‪16-17.‬‬
‫‪ 2‬خري فضيلة‪ ،‬دور السياسة اجلبائية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر خالل الفرتة (‪ ،)2013-2000‬جملة أبعاد اقتصادية‪ ،‬جامعة أحممد بوقرة بومرداس‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2017 ،01‬ص ‪.454‬‬
‫‪ 3‬بن عاتق حنان‪ ،‬السياسة اجلبائية ودورها يف حتقيق النمو االقتصادي يف اجلزائر (دراسة قياسية)‪ ،‬أطروحة مقدمة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبوبكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2014-2013 ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Chiha Khemici, la fiscalité comme levier de développement économique dans les pays en‬‬
‫‪développement ; cas de l’Algérie, Revue algérienne de la mondialisation et des politique économique‬‬
‫‪N 03, 2012, P 33.‬‬
‫‪62‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪ -3‬استيعاب العوامل اخلارجية‪ :‬اهلدف الثالث هو حتديد أسعار جديدة للحلول االقتصادية األخرى‪ ،‬أي‬
‫استخدام الضرائب واإلعاانت لضمان أن تعكس السوق على حنو أفضل التكلفة االجتماعية واملنفعة اجلماعية؛‬
‫‪-4‬التمثيل‪ :‬وأخريا‪ ،‬من الضروري تعزيز التمثيل السياسي عندما تكون احلكومات أكثر اعتمادا على العائدات‬
‫الضريبية وأقل اعتمادا على عائدات املوارد الطبيعية أو املساعدات الدولية أو متويل الديون‪ ،‬فإن مسؤولية‬
‫احلكومات تزداد جتاه املواطنني عن استخدام القطاع العام‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن عواقب فرض الضرائب املباشرة على‬
‫دخول األفراد والشركات أكثر عمقا‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة للنظام اجلبائي وأهدافه نستنتج مايلي‪:‬‬


‫‪-‬يسعى النظام اجلبائي إىل حتقيق جمموعة من األهداف مع مراعاة ظروف اجملتمعات‪.‬‬
‫‪ -‬ختتلف النظم اجلبائية ابختالف األوضاع االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية للبلد‪.‬‬
‫‪-‬يعرب عن جمموعة من الضرائب املتنوعة وعن عالقات التوازن بينهم‪.‬‬
‫‪-‬جمموعة الربامج املتناسقة اليت تعرب عن األهداف وتعمل على إحداث تغيريات خمتلفة وفقا خلطة الدولة‪ ،‬وإتباع‬
‫طريقة سليمة يف تنفيذها من أجل حتقيق منو اقتصادي للبلد‪ ،‬ابإلضافة إىل حتصيل موارد مالية للخزينة‪.‬‬
‫‪-‬جمموعة القوانني امللزمة واألجهزة املنفذة لالستقطاع املايل من طرف الدولة لألشخاص الطبيعيني واملعنويني وفقا‬
‫للتشريع‪ .‬أي عبارة عن عمل حمدد من طرف الدولة وفقا ألحكام القانون اجلبائي‪.‬‬
‫‪-‬يهدف إىل توليد اإليرادات اجلبائية وتوزيعها‪.‬‬

‫اثن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيا‪ :‬أسس النظام اجلبائي‬


‫من اجلدير ابلذكر أنه يف كل دولة مثة هرما ضريبيا تتبوأ السياسة اجلبائية قمته ويتألف هذا اهلرم من أربعة مستوايت‬
‫‪1‬‬
‫رأسية متدرجة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬السياسة اجلبائية‪ :‬تؤدي السياسة اجلبائية دورا هاما يف جمال حتقيق وتنفيذ أهداف السياسة املالية على خمتلف‬
‫املستوايت واجب أن تتصف ابملرونة التلقائية‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام اجلبائي (التشريع اجلبائي)‪ :‬وهو الذي يقوم بتحويل السياسة اجلبائية إىل واقع مادي ملموس من‬
‫خالل قواعد قانونية وتشريعات تنظم الضريبة يف اجملتمع‪ ،‬وما يصاحب ذلك من وجود بعض التعليمات التفسريية‬
‫اليت تساعد اإلدارة الضريبية على تنفيذ التشريع الضرييب‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلدارة اجلبائية ‪ :‬ومتثل ذلك اجلهاز الفين الذي يتحمل مسؤولية تنفيذ التشريعات الضريبية وتطبيقها على‬
‫أرض الواقع‪ ،‬فنجاح أي نظام ضرييب يتطلب إدارة ضريبية كفأة‪ ،‬خبرية ونزيهة‪ ،‬تتبع أساليب مرنة وفعالة‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر إىل كل من‪:‬‬


‫‪ -‬عزوز علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪-‬أمحد عبد الصبور الدجلاوي‪ ،‬مفاهيم أساسية حول السياسة الضريبية‪ ،‬جملة امليزان‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬العدد ‪ ،211‬مارس ‪ .2018‬ص ‪.55‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪ -4‬اجملتمع الضرييب‪ :‬والذي يتكون من املخاطبني ابلتشريعات الضريبية‪ ،‬وابلتدقيق يف هذا التقسيم يتبني لنا أن‬
‫السياسة اجلبائية توجد على قمة هذا اهلرم ألهنا ترسم اخلطوط العامة العريضة لفلسفة الضريبة ودورها يف حتقيق‬
‫أهداف اجملتمع‪ ،‬واليت يتم تقنينها يف النظام اجلبائي من خالل التشريع الذي خياطب اإلدارة اجلبائية واملكلفني يف‬
‫اجملتمع الضرييب‪ ،‬وذلك عن طريق اإلدارة اجلبائية اليت تسند إليها مهمة تنفيذ أحكام هذا التشريع‪ ،‬وبذلك تتكامل‬
‫مستوايت اهلرم الضرييب الذي هتيمن فيه السياسة اجلبائية على التشريع اجلبائي‪ ،‬ينظم بدوره العالقة بني اإلدارة‬
‫اجلبائية واملكلفني داخل اجملتمع الضرييب‪ .‬والشكل املوايل يعرض األسس األربع للنظام اجلبائي‪:‬‬

‫شكل رقم‪ )14-1( :‬أسس النظام اجلبائي‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫املطل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الثال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث‪ :‬قواعد السياسة اجلبائية‬


‫هناك العديد من القواعد واألسس اليت يتعني على املشرع إتباعها ومراعاهتا عند وضع أسس النظام اجلبائي‪ ،‬وهي‬
‫القواعد اليت حتقق مصلحة املكلف ابلضريبة من جهة‪ ،‬ومصلحة اخلزينة العمومية من جهة أخرى‪ ،‬كما أن‬
‫الضرائب يتم فرضها بغرض حتقيق جمموعة من األهداف املالية واالقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ .‬ويعد آدم‬
‫‪1‬‬
‫مسيث أول من حدد هذه القواعد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قاعدة العدالة‬

‫يعين مبدأ العدالة إسهام كافة أفراد اجملتمع يف حتمل األعباء العامة‪ ،‬وحسب مقدرة كل منهم على الدفع حبيث‬
‫ينبغي أن تتناسب الضريبة مع دخل املمول وثروته‪ ،‬ألن اخلدمة اليت حيصل عليها الفرد تزداد بزايدة دخله وثروته‬
‫وبذلك فإن الضريبة النسبية هي اليت حتقق العدالة يف إطار الدور التقليدي للمالية العامة وهذه العدالة مل حتصل‬
‫على قبول اجلميع واتفاقهم‪ ،‬فالبعض يرى أن العدالة الضريبية تتحقق عن طريق الضريبة التصاعدية‪ .‬أما فكرة‬
‫العدالة يف املالية احلديثة فهي ال تقتصر على األخذ ابلضريبة التصاعدية‪ ،‬وإمنا متتد لتتضمن اإلعفاءات من‬

‫‪ 1‬عفيف عبد احلميد‪ ،‬دور السياسة الضريبية يف حتسني بعض املؤشرات االجتماعية‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر خالل الفرتة (‪ ،)2014-2000‬جملة دراسات‬
‫جبائية‪ ،‬العدد الثاين ‪ ،2014 ،‬ص ‪.240- 238‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫الضريبة مقابل اعتبارات شخصية وعائلية‪ ،‬حيث تقرر إعفاءات لألشخاص الذين حيصلون على دخول منخفضة‬
‫وإعفاءات إلعالة أفراد األسرة تبعا لعدد األفراد‪ ،‬إضافة إىل أهنا تقتضي األخذ مبعدالت ضريبية تبعا لنوع الدخل‬
‫أو النشاط الذي تفرض عليه‪ ،‬وهو ما يعين أن مفهوم العدالة الضريبية يف املالية احلديثة قد اتسع بشكل يتجاوز‬
‫فيه مفهومها يف إطار الدور التقليدي للمالية العامة‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬قاعدة التأكد والوضوح‬

‫يعين أن الضريبة اجب أن تفرض على أساس أهنا ستضمن اليقني والتأكد بشكل تكون فيه الضريبة حمددة‬
‫بوضوح‪ ،‬متنع حصول التصرف الكيفي يف السعر الذي تفرض به أو يف وقت وكيفية حتصيلها‪ ،‬ذلك ألن عدم‬
‫التحديد التام والدقيق يوفر اإلمكانية والفرصة للتحكم الشخصي وغري املوضوعي يف هذه اجلوانب املتعلقة‬
‫ابلضريبة‪ ،‬وهو األمر الذي ميكن أن حيصل معه تالعب وفساد وعدم حتقق العدالة يف جباية الضريبة‪ ،‬ولذلك تتوىل‬
‫حتصيلها حىت يتحقق من خالل ذلك مبدأ اليقني التام‪ .‬وقد أخذت التشريعات الضريبية احلديثة هبذا املبدأ‬
‫فأصبحت الضريبة واضحة وحمددة من حيث وعائها وسعرها ووقت وكيفية حتصيلها‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬قاعدة املالءمة‬

‫تعين هذه القاعدة مالءمة الضريبة عند د فعها لظروف دافعها‪ ،‬حبيث يتم فرضها يف الوقت وابلطريقة اليت‬
‫تتناسب وتتالءم مع رغبة املمول وظروفه بدرجة كبرية‪ ،‬ويتم حتصيلها كذلك يف الوقت وابلطريقة اليت تناسب‬
‫املمول وتتيح إمكانية دفعها‪ ،‬حبيث تكون أوقات حتصيلها تتناسب مع حصول املمول على دخله أو إيراداته‬
‫وعوائ ده‪ ،‬وبذلك فإن الضريبة الزراعية مثال تكون مالءمة عندما يتم فرضها وحتصيلها يف وقت حتقق اإلنتاج يف‬
‫هناية املوسم الزراعي‪ ،‬واألمر ذاته ينطبق على الضريبة املفروضة على الدخل الذي يتحقق من النشاطات األخرى‬
‫حبيث يراعى يف حتصيلها حتقق الدخل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قاعدة االقتصاد‬


‫تعين هذه القاعدة عند آدم مسيث االقتصاد يف تكلفة جباية الضريبة‪ ،‬أي أن تنظم كل ضريبة حبيث ال تزيد‬
‫تكلفة جبايتها عما يدخل خزينة الدولة‪ ،‬ويعين ذلك أنه البد من الدولة أن ختتار أسلواب للجباية يكلفها أقل نفقة‬
‫ممكنة حىت ال يتحمل املكلف تضحية يف غري حملها‪ ،‬وأن يتضاءل الفرق بني ما يدفعه وما يدخل خزانة الدولة‪،‬‬
‫فكل زايدة يف تكلفة اجلباية تؤدي إىل حتميل املكلف عبئا ال تقابله زايدة يف اإليرادات العامة‪ .‬وعليه فان قاعدة‬
‫االقتصاد تعين أن أفضل الضرائب هي تلك اليت تتميز ابخنفاض تكلفة جبايتها وارتفاع حصيلتها‪.‬‬
‫هذه هي القواعد األساسية للضريبة كما صاغها آدم مسيث‪ ،‬مازالت حمل اعتبار يف علم املالية احلدي‪ ،‬ويضيف‬
‫بعض االقتصاديني قاعدتني تكميليتني تتمثالن يف قاعدة املرونة اليت يقصد هبا زايدة احلصيلة تبعا للدخل والثروة‬

‫‪65‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫القوميتني‪ ،‬وقاعدة اإلنتاجية ومعناها أن تكون حصيلة الضريبة كبرية حىت تغين ضرائب قليلة عن ضرائب كثرية‬
‫ومتعددة‪.‬‬
‫املطلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرابع‪ :‬العالقة بني السياسة اجلبائية والسياسات األخرى‬
‫سنتطرق يف هذا املطلب إىل عرض عالقة السياسة اجلبائية بكل من النظام اجلبائي والسياسة االقتصادية واملالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العالقة بني السياسة اجلبائية والنظام اجلبائي‬


‫يتم تقدمي السياسة اجلبائية كرؤية موحدة لنظام جبائي متماسك وثنائي‪ ،‬تعرب عن حتركاته وحتوالته‬
‫وأغراضه‪1.‬كما أن السياسة اجلبائية هي عملية حتديد لإلجراءات اجلبائية اليت تسمح بتطبيق النظام اجلبائي‬
‫وتسهيل عملية دراسة أشكال النشاط املايل لتحقيق األهداف بناءا على رغبات أفراد اجملتمع‪ ،‬وهلا عالقة مباشرة‬
‫مع ابقي السياسات األخرى‪ ،‬وهي تسمح ابلبحث عن الظواهر الضريبية وحتليل أوجه النشاط املايل‪ 2.‬ابإلضافة‬
‫إىل أن السياسة اجلبائية تتعلق جبميع القرارات والتوجهات اليت حتدد خصائص النظام اجلبائي واليت تسمح بتمويل‬
‫النفقات العامة مع دعم النشاط االقتصادي‪ ،‬تتمثل الوظيفة الرئيسية للسياسة اجلبائية يف حتديد كيفية حتصيل‬
‫اإليرادات لتمويل اإلنفاق احلكومي‪ ،‬اهلدف منها هو مجع عوائد كافية ومستقرة‪ ،‬ابإلضافة إىل وظائف أخرى‪،‬‬
‫لكنها تتعلق ابلدور ا لذي تلعبه الدولة يف االقتصاد‪ :‬التنظيم االقتصادي‪ ،‬ختصيص املوارد وإعادة التوزيع‪ 3.‬إن‬
‫األهداف اليت يسعى إىل حتقيقها النظام اجلبائي‪ ،‬ماهي إال أهداف السياسة اجلبائية ذاهتا‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬الرتابط بني السياسة اجلبائية والسياسة املالية واالقتصادية‬

‫تستخدم السياسة االقتصادية بشكل أساسي األدوات ذات الطبيعة املالية‪ ،‬ويتم توجيه عملها بشكل أساسي‬
‫من خالل الطلب الكلي (أي االستهالك واالستثمار)‪ 4.‬كما تعد السياسة اجلبائية من أهم أدوات الدولة يف إدارة‬
‫وتوجيه النشاط االقتصادي‪ ،‬وقد شهدت العقود األخرية تغريات وتطورات هامة على صعيد األوضاع‬
‫االقتصادية‪5.‬فالبنظر إىل االجتاهات احلالية للسياسة اجلبائية ويف سعيها للتكيف مع السياق املتغري‪ ،‬قامت‬
‫حكومات البلدان الصناعية‪ ،‬منذ هناية القرن املاضي‪ ،‬إبجراء تعديالت كبرية على سياساهتا اجلبائية‪ .‬يف حني أن‬
‫قدما بنفس الوترية أو تسعى لتحقيق نفس األهداف‪ ،‬فقد ظهرت مع ذلك تطورات‬ ‫مجيع البلدان ال متضي ا‬
‫‪6‬‬
‫مشرتكة متيل إىل التوحيد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Hamid Fall, Op.cit, p 17.‬‬
‫‪ 2‬رضا خالصي‪ ،‬شذرات النظرية اجلبائية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪487‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Pierre Cliche, Politique Fiscale, le dictionnaire encyclopédique de l’administration publique, la‬‬
‫‪référence pour comprendre l’action publique, Canada, 2012, p 01.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Laurent Braquet, David Mourey, Politique économique, DeBoeck supérieur, paris, 2017, p 03‬‬
‫‪ 5‬قرين رشيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.316- 315‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Pierre Cliche, OP.cit, p 04.‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫ال ميكن احلديث عن السياسة اجلبائية مبعزل عن ربطها ابلسياسة املالية العمومية‪ ،‬أي النفقات‪ ،‬مبعىن ماذا نفعل‬
‫ابلعائدات الضريبية‪ ،‬ابعتبار أن املواطن يدفع واجباته اجلبائية ليحصل على خدمات جبودة معينة‪.‬‬

‫كما ال ميكننا احلديث عن السياسة اجلبائية مبعزل عن املالية العمومية يف مشوهلا‪ ،‬حيث ال ميكن تقوية القدرة‬
‫التنافسية للمقاوالت بواسطة السياسة اجلبائية دون النظر إىل ما تقدمه الدولة هلذه املقاوالت على مستوى‬
‫النفقات‪ ،‬وكيف يتم توزيع هذه النفق ات؟ وماهي القطاعات األكثر استفادة؟ إن ما يقع هو غياب تناغم بني‬
‫السياسة اجلبائية والسياسة املالية العمومية‪ 1.‬ال تصمم السياسة اجلبائية من أجل حتقيق النمو االقتصادي‬
‫أو االستقرار أو حتقيق العدالة التوزيعية فقط وإمنا تصمم عادة من أجل حتقيق أهداف إضافية أخرى قد تكون‬
‫أكثر أمهية للمجتمع كأهداف متويل برامج االتفاقية العامة‪ ،‬واحلد من األنشطة غري املرغوب فيها اجتماعيا‬
‫‪2‬‬
‫كاألنشطة اليت يرتتب عليها تلوث البيئة‪ ،‬أو اليت يرتتب عليها مضار صحية أو أخالقية‪.‬‬

‫من خالل ما سبق ميكن القول أن للسياسة اجلبائية دور كبري يف التأثري على النشاط االقتصادي للدول(من‬
‫خالل التأثري على االستثمار‪ ،‬االدخار‪ ،‬رؤوس األموال األجنبية‪ ،)....،‬هلا عالقة كبرية مع األنظمة األخرى فهي‬
‫تعد ترمجة ألهداف النظام اجلبائي اليت تسعى من خالهلما الدولة إىل حتقيق املوارد املالية الالزمة لتغطية نفقاهتا‬
‫ابإلضافة إىل مهام أخرى واليت تصمم وفقا ملتابعة النشاط االقتصادي وتنميته‪ ،‬والوضع االجتماعي ملختلف‬
‫الدول ‪ ،‬فال ميكن تصميم سياسة جبائية بدون القيام بدراسة شاملة للسياسات األخرى االقتصادية‪ ،‬املالية وحىت‬
‫النقدية‪.‬‬

‫‪ 1‬رضا خالصي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪589‬‬


‫نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪560‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املبحث الرابع‪ :‬األسس النظرية للسياسة اجلبائية وخصائصها يف الدول املتقدمة والنامية‬

‫تتعدد أهداف الدول عند فرضها للسياسة اجلبائية داخل جمتمعاهتا ابلنظر لوضعها االقتصادي واالجتماعي‬
‫فهي تفرضها ابعتبارها وسيلة للسيطرة على املشكالت االقتصادية عن طريق الرفع من معدالهتا‪ ،‬أو اخلفض منها‬
‫أو من أجل تشجيع قطاع معني يف الدولة عن طريق ختفيض الضرائب أو حتفيز املعامالت التجارية واالقتصادية‬
‫أو كوسيلة لتشجيع االستثمار األجنيب‪ ،‬دون أن ننسى األهداف االجتماعية‪ ،‬ابإلضافة إىل اهلدف األهم وهو‬
‫متويل اإلنفاق احلكومي‪ ،‬ولن يتحقق هذا إال يف إطار سياسة جبائية مدروسة ومستحدثة من أجل جماهبة األوضاع‬
‫االقتصادية والسياسة ألي دولة‪ ،‬وذلك إبتباع قواعد سليمة وأدوات مناسبة حسب األوضاع‪ ،‬و العمل على تقييم‬
‫مدى كفاءة السياسة اجلبائية ومدى جناحها ابستعمال مؤشرات يسرتشد هبا يف حتقيق ذلك‪ ،‬وهو ما سنتطرق‬
‫إليه‪ ،‬إضافة إىل االختالفات بني األنظمة اجلبائية وخصائصها للدول املتقدمة والنامية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬قواعد السياسة اجلبائية‬


‫‪1‬‬
‫للسياسة اجلبائية عدة قواعد أمهها مايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إسرتاتيجية فرض الضريبة‪ :‬ويعتمد هذا األساس على ضمان توليفة سليمة بني خمتلف الضرائب لضمان‬
‫االستمرارية على املدى الطويل‪ ،‬فإعداد هذه التوليفة يتم بناءا على إسرتاتيجية يرجى من خالهلا احلفاظ على‬
‫االستمرارية والدميومة لضمان على األقل حد أدىن من املوارد‪ ،‬ألن هذه االستمرارية تتطلب اإلملام والتحكم يف‬
‫األدوات التقنية اخلاصة ابجلباية‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬قدرة األداء اجلبائي ‪ :‬تتحدد القدرة اجلبائية على نطاق واسع من عدم املساواة املوجود يف توزيع الدخل‬
‫الوطين وابلتايل فهي تتغري حسب املستوى الفعلي للدخل احلقيقي للفرد واملستوى املعيشي السائد يف الدولة فنسبة‬
‫االقتطاع اجلبائي إىل الدخل الوطين (الناتج الداخلي ااحملي أو املدخول الوطين) يف الدول املتخلفة ضعيفة مقارنة‬
‫بنظريهتا يف الدول املتقدمة (جمموع االقتطاعات‪ /‬الدخل الوطين)‪ ،‬والسبب يف ذلك يعود لضعف األداء اجلبائي‬
‫عن الفقر املسجل يف هذه البلدان من جهة‪ ،‬وعدم االستغالل اجليد هلذه القدرة من جهة أخرى‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬اِليكل اجلبائي ‪ :‬هتدف السياسة اجلبائية إىل األخذ مببدأ األفضلية فيما خيص الضرائب املباشرة والضرائب‬
‫غري املباشرة‪ ،‬وهذا بناءا على ميزة وخصوصيات كل قطاع اقتصادي‪ ،‬فاهليكل اجلبائي للدول املتخلفة هتيمن عليه‬
‫الضرائب غري املباشرة‪ ،‬عكس الدول املتقدمة اليت هتمني عليها الضرائب املباشرة‪ ،‬وهذا يعود أساسا لتعدد‬
‫النشاطات االقتصادية ومنو حجم التعامالت الضريبية والتنافس الشريف‪ ،‬أما اقتصادايت الدول املتخلفة فبسبب‬
‫الالعدالة والتنافس غري الشريف فهي تلجأ القتطاعات ظاملة وغري ظاهرة‪،‬كما تعمل الدول املتقدمة والدول‬
‫املتخلفة على سواء بتهيئة ااحميط اجلبائي الذي يعترب ميدانيا لتوليف جمموعة من العالقات والعوامل الداخلية‬

‫‪ 1‬رضا خالصي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.494-492‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫واخلارجية اليت من طبيعتها حل مشكل توازن املعدالت والنسب واجلداول ابلنسبة لكل نوع من الضرائب‪ .‬يف‬
‫األخري‪ ،‬هي حتديد اهليكل الضرييب من حيث أنواعها وأوزاهنا النسبية يف الكتلة الضريبية أو إمجايل احلصيلة‬
‫الضريبية وحتديد أسعار كل نوع من أنواع الضرائب املباشرة وغرب املباشرة مع التسيري املتدرج لتلك األسعار صعودا‬
‫وهبوطا وذلك حسب نوع النشاط االقتصادي وموقعه على حسب حجم الدخل‪ ،‬والظروف الشخصية‬
‫واالجتماعية للمولني على اختالف فئاهتم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬احمليط املؤسسايت والسياسي (البيئة)‪ :‬إن استقرار اهليئات السياسية يف دولة ما وكذا استمرار السياسات‬
‫املتبعة من شأنه أن يؤدي إىل استقرار النظام اجلبائي وتدعيمه حيث يؤدي إىل ضمان موارد اثبتة على األقل يف‬
‫اآلجال القصرية‪ ،‬أما على املدى الطويل يسمح إبعداد اسرتاتيجيات صحيحة مبنية على عوامل ومؤشرات‬
‫صحيحة‪ ،‬كما يعترب االستقرار ضماان مكلفا ملواصلة نشاطه أبمان‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أدوات السياسة اجلبائية‬


‫تعتمد السياسة اجلبائية لتحقيق أهدافها على مجلة من األدوات صنفتها منظمة التعاون والتنمية االقتصادية إىل‬
‫مخس جمموعات حتت مسمى النفقات اجلبائية‪ ،‬يوضحها اجلدول التايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )14-1( :‬أدوات السياسة اجلبائية وفقا لتقسيم منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‬

‫التفسري‬ ‫العناصر‬
‫املبالغ املستثنىات من الوعاء الضرييب‬ ‫اإلعفاءات‬
‫املبالغ املخصومة من الوعاء الضرييب‬ ‫التخفيضات اخلاصة ابلوعاء‬
‫املبالغ املخصومة من االلتزامات الضريبية‬ ‫القرض الضرييب‬
‫معدل الضريبة املخفض املطبق على فئة دافعي الضرائب أو املعامالت اخلاضعة للضرائب‬ ‫التخفيضات اخلاصة ابملعدل‬
‫إعفاء أيخذ شكل أتخري يف دفع الضريبة‬ ‫أتجيل الضريبة‬

‫‪Source: Nigar Hashimzade, Chris Heady, and others, The Definition Measurement, and‬‬
‫‪Evaluation of tax Expenditures and Tax reliefs, National Audit Office, Tax Administration‬‬
‫‪Research Centre, June 2014, p 06.‬‬
‫‪Available at: https://www.nao.org.uk/wp-content/uploads/2014/03/TARC-Tax-Expenditures-‬‬
‫‪and-tax-reliefs-technical-paper.pdf Page consulté le: 05/11/2019‬‬

‫تعتمد السياسة اجلبائية على جمموعة من األدوات اليت أصبح يعرب عنها يف األدبيات الضريبة ابإلنفاق اجلبائي‬
‫وهو عبارة عن ختفيفات متس املعايري اجلبائية النمطية أو األساسية أو املعيارية‪ ،‬واهلدف منها هو التأثري على بعض‬
‫السلوكات أو األنشطة أو إعانة بعض فئات املمولني الذين يوجدون يف وضعيات خاصة‪ ،‬كما تقوم احلكومات‬
‫ابستخدام النفقات اجلبائية لدعم التنمية االقتصادية وتشجيع االدخار وترقية البحث والتطوير‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪1‬‬
‫تصنف أدوات السياسة اجلبائية كمايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلعفاءات الضريبية‪ :‬هي إسقاط حلق الدولة عن بعض املمولني ملبلغ الضرائب الواجبة السداد مقابل‬
‫التزامهم مبمارسة نشاط معني يف ظروف حمددة‪ ،‬وهو ما يساعد املمول على زايدة دخله الصايف بعد الضريبة وميكن‬
‫أن يكون اإلعفاء كليا أو جزئيا‪ ،‬دائما أو مؤقتا‪ .‬وتعترب اإلعفاءات الضريبية املؤقتة من أكثر النفقات اجلبائية‬
‫استخداما يف البالد النامية لكوهنا بسيطة اإلدارة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬التخفيضات الضريبية اخلاصة ابلوعاء‪ :‬وهي عبارة عن إجراءات ضريبية تسمح بتخفيض بعض أجزاء‬
‫الدخل عن طريق خصومات يتم إجراؤها على املادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬وميكن أن تستند هذه اخلصومات إىل‬
‫نفقات حقيقة أو جزافية حسب مبلغ حيدده التشريع‪ .‬وهذا ما يسمح للممول بتحقيق وفرات ضريبية انمجة عن‬
‫تغري املعدل احلدي لإلخضاع حنو االخنفاض ‪ ،‬وتقليص حجم املادة اخلاضعة للضريبة عندما يكون املعدل تصاعداي‬
‫أو نسبيا‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬ختفيضات خاصة ابملعدل ‪ :‬يعين ذلك إخضاع املكلف ابلضريبة إىل معدالت أقل من املعدالت العادية‬
‫املستخدمة يف النظام اجلبائي‪ ،‬كاملعدل املفروض على األرابح املعاد استثمارها بدال من املعدل العادي على أرابح‬
‫الشركات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬القرض الضرييب‪ :‬هو حق ضرييب قابل للتحمل على ضريبة أخرى‪ ،‬وهو عبارة عن امتياز ضرييب يتعلق بفئة‬
‫املمولني الذين يتمتعون بشروط خاصة‪ ،‬ويتمثل يف ختفيض مبلغ الضريبة املدفوع أخذا بعني االعتبار قواعد الضريبة‬
‫سارية املفعول فيعمل القرض الضرييب على التخفيض من قيمة الضريبة املستحقة وال ميس قيمة املادة اخلاضعة‬
‫للضريبة‪ ،‬ولكنه يؤدي إىل حتقيق وفرات ضريبية وال تتغري هذه الوفرات تبعا لسلم االقتطاع التصاعدي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أتجيل الضريبة‪ :‬هي عبارة عن مبالغ ال تدخل يف حساب املادة اخلاضعة للضريبة للفرتة الزمنية املعنية‬
‫ابلضريبة‪ ،‬وإمنا تدخل يف املادة اخلاضعة للضريبة يف الفرتات الالحقة‪ .‬إضافة إىل األدوات السابقة الذكر‪ ،‬تعتمد‬
‫‪2‬‬
‫السياسة اجلبائية على جمموعة أخرى من األدوات نذكرها كمايلي‪:‬‬
‫سادسا‪ :‬نظام تثبيت الضريبة‪ :‬وذلك بتحديد سعر اثبت للضريبة طوال مدة املشروع أو االستثمار‪ ،‬حىت ال‬
‫يتعرض املشروع الضطراب يف أعماله نتيجة لتعديل نظام الضريبة أو سعرها‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬السماح االستثماري ‪ :‬هتدف هذه األداة من أدوات السياسة اجلبائية إىل التغلب على أثر التضخم النقدي‬
‫على إهتالك األصول الثابتة‪ ،‬وذلك ألن الفكر ااحماسيب يقوم على أساس التكلفة التارخيية دون مراعاة أثر‬
‫التضخم‪ ،‬وابلتايل سيكون خمصص االهتالك غري كاف الستبدال األصول الثابتة عند انتهاء عمرها اإلنتاجي‪ ،‬فمع‬
‫ارتفاع األسعار تنخفض القيمة احلقيقية ألقساط االهتالك اليت يتم حتديدها على أساس التكلفة األساسية‬

‫‪ 1‬عفيف عبد احلميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.240-239‬‬


‫‪ 2‬أمحد عبد الصبور الدجلاوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.54 -52‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫(التارخيية) لألصول مما يزيد من العبء الضرييب احلقيقي على املشروعات‪ ،‬لذلك اجب أن يرتفع معدل االهتالك‬
‫ابرتفاع األسعار‪ ،‬فيتم تقرير حافز السماح االستثماري الذي يسمح للمستثمر خبصم نسبة معينة من إيراداته‬
‫للوصول إىل االستهالكات العادية‪ ،‬وابلتايل يتم استهالك األصول الرأمسالية أبكرب من قيمتها التارخيية‪.‬‬

‫اثمنا‪ :‬نظام االستهالك املعجل‪( :‬االستهالك السريع لألصول)‪ :‬وذلك من خالل مضاعفة معدل استهالك رأس‬
‫املال الثابت املخصوم من وعاء الضريبة وتكوين احتياطي معفى من الضرائب وخمصص ألغراض معينة‪ ،‬وال‬
‫يت جاوز نسبة معينة من قيمة االستثمار‪ ،‬أو قيمة الربح الصايف‪ ،‬ويرتبط هذا األسلوب ارتباطا مباشرا حبجم‬
‫االستثمار يف األصول الرأمسالية‪ ،‬ابإلضافة إىل ما حيققه من ميزة ضريبية هامة‪ ،‬وهو أداة من أدوات السياسة‬
‫اجلبائية يؤدي إىل زايدة معدالت االستثمار‪ ،‬ذلك ألنه ولكي يستفيد املستثمر استفادة أكرب يتعني عليه أن يزيد‬
‫من حجم استثماراته يف أصول جديدة من سنة إىل أخرى وكذلك استبدال األصول املستهلكة وإحالل أصول‬
‫أحدث فنيا وتكنولوجيا حمل األصول القدمية واألقل كفاءة‪.‬‬

‫ًتسعا‪ :‬نظام رد الضريبة‪ :‬وذلك يف حالة قيام املمول ببيع أصل اثبت قدمي واستخدام مثن البيع يف شراء أصل‬
‫جديد حيل حمل األصل القدمي خالل فرتة زمنية معينة‪ ،‬هبدف تشجيع املشروعات على تنفيذ برامج اإلحالل‬
‫والتجديد ودفع عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬كذلك هناك الرد الضرييب ملشرتايت السياح اليت يتم إخراجها معهم عند‬
‫مغادرهتم حدود الدولة‪ ،‬وقد يكون الرد مطلقا بدون حد أدىن أو حد أقصى ملبلغ الضريبة املدفوعة‪ ،‬وقد يكون‬
‫مبلغ الضريبة اليت ترد حمددا حبد أدىن أو حبد أقصى‪ ،‬أو ابحلدين معا‪ .‬من خالل ما سبق ميكن القول أن الدولة‬
‫تعتمد عند وضع أي سياسة جديدة على جمموعة من األدوات اليت تساعدها على القيام مبهامها من أجل حتقيق‬
‫األهداف املسطرة‪ .‬والشكل املوايل يوضح ابختصار هذه األدوات‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )15-1( :‬أدوات السياسة اجلبائية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫املطل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الثال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث‪ :‬طرق تقييم السياسة اجلبائية‬


‫قصد تقييم كفاءة السياسة اجلبائية ومدى جناحها تستعمل جمموعة من املؤشرات اليت يسرتشد هبا للحكم على‬
‫كفاءة هذه السياسة يف حتقيق أهدافها‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )15-1( :‬مؤشرات السياسة اجلبائية‬

‫تتمثل يف‪:‬‬ ‫املؤشرات‬


‫‪ -‬القدرة على التحكم يف نفقات التحصيل حتقيقا ملبدأ االقتصاد يف النفقات‬ ‫التقنية‬
‫‪ -‬سهولة وبساطة اإلجراءات اليت حتكم املعامالت بني اإلدارة الضريبية واملكلفني قبل وعند التحصيل‬
‫‪ -‬كفاءة موظفي اإلدارة الضريبية يف أداء املهام املوكلة هلم‪ ،‬ودرجة مك افحة ظاهرة الغ والتهرب اجلبائي‬
‫‪ -‬استفاء قاعدة اليقني‪ ،‬من خالل كفاءة املشرع يف سن التشريعات بصورة جتعل الضريبة حمددة على سبيل‬
‫اليقني‪ ،‬فضال عن املرونة عند تسوية املنازعات‬
‫‪ -‬القدرة على توفري املوارد املالية للدولة بشكل يتناسب مع القدرة التكليفية لالقتصاد الوطين و املكلفني‬ ‫املالية‬
‫‪ -‬ضمان دميومة تدفق اإليرادات املالية إىل اخلزينة العمومية من أجل جتنب التعرض لألزمات واالختناقات‬
‫املالية‬
‫‪-‬التخفيف من حدة الضغوط التضخمية وااحمافظة على النقد الوطين‬ ‫االقتصادية‬
‫‪-‬توجيه عوامل اإلنتاج حنو القطاعات واملناطق اليت ترغب الدولة يف تطويرها‬
‫‪ -‬حتقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬من خالل قدرهتا على تعبئة املوارد املالية الالزمة لتمويلها‬
‫‪ -‬محاية الصناعات واملنتجات ااحملية من املنافسة األجنبية‪ ،‬ودعم مكانتها يف السوق الداخلية ‪ ،‬ملا لذلك‬
‫من آاثر مرغوبة على االقتصاد الوطين‬
‫‪ -‬حتقيق التنمية اجلهوية اليت تقلل من الفوارق يف مستوايت املعيشة بني خمتلف الدول واملسامهة يف توجيه‬
‫االستثمارات‬
‫‪ -‬تصحيح اإلختالالت اهليكلية يف االقتصاد الوطين وإكسابه صفة التنويع مبعية السياسات االقتصادية‬
‫األخرى‬
‫‪-‬ختفيض من حدة الضغط اجلبائي‬ ‫االجتماعية‬
‫‪-‬احلد من التفاوت الكبري يف امتالك الدخول والثروات وذلك من أجل حتقيق العدالة الضريبية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬مع العمل على زايدة القدرة الشرائية للفئات حمدودة الدخل‬
‫‪ -‬املسامهة يف هتذيب السلوك االستهالكي‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪ -‬زواق احلواس‪ ،‬فعالية السياسة الضريبية يف توجيه االستثمار لتحقيق التنويع االقتصادي يف اجلزائر‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة حممد بوضياف ابملسيلة‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،15‬ص ص ‪.357-356‬‬
‫‪ -‬بكرييت بومدين‪ ،‬يوسفي رشيد‪ ،‬السياسة اجلبائية وإشكالية الغش اجلبائي يف اجلزائر‪ -‬دراسة حتليلية واقتصادية‪ ،‬جملة املالية واألسواق‪ ،‬جامعة ابن‬
‫ابديس مستغامن‪ ،‬العدد الثالث‪ ،2015 ،‬ص ‪.167‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫من خالل اجلدول أعاله ميكننا القول أبنه مت تقسيم املؤشرات اخلاصة ابلسياسة اجلبائية إىل أربع أقسام ختتص‬
‫األوىل ابجلانب التقين واليت تتعلق ابلتنظيم الفين للضرائب‪ ،‬تعمل على هيكلة النظام اجلبائي ضمن تشكيلته تتعلق‬
‫أكثر ابإلدارة اجلبائية من جهة وابملكلف من جهة أخرى من خالل العالقة اليت تربط بينهما‪ ،‬واإلجراءات‬
‫املتكاملة اليت تعمل على التنسيق بينهم‪ ،‬ومدى كفاءة العاملني وقدرهتم على تسهيل املعامالت وأداء مهامهم على‬
‫أكمل وجه‪ ،‬كما تتعلق أكثر مبدى تطبيق مبادئ السياسة اجلبائية السابقة وخنص ابلذكر كل من مبدأ االقتصاد يف‬
‫النفقات من خالل اختيار أقل أساليب اجلباية تكلفة‪ ،‬ومبدأ اليقني والوضوح‪.‬‬

‫أما املالية فتتم ثل يف مؤشرات الكفاءة املالية واليت تتعلق أكثر ابجلانب التمويلي للدولة من خالل القدرة على‬
‫توفري املوارد املالية وضمان دميومتها تفاداي ألي أزمة مالية‪ ،‬دون أن ننسى اجلانب االجتماعي وما تلعبه السياسة‬
‫اجلبائية عن طريق دورها الفعال يف توفري إيرادات جبائية للخزينة العمومية‪ ،‬حبيث تتمثل مؤشرات الكفاءة‬
‫االجتماعية للسياسة اجلبائية يف مدى قدرهتا على حتقيق العدالة االجتماعية من خالل زايدة القدرة الشرائية لذوي‬
‫الدخول املنخفضة والتخفيف من تفاوهتا‪ ،‬ابإلضافة إىل أهم عنصر وهو التخفيف من الضغط اجلبائي على ذوي‬
‫الدخول ااحمدودة‪ ،‬أما اجلانب االقتصادي فمن املؤشرات الدالة على الكفاءة االقتصادية للسياسة اجلبائية هي‬
‫قدرهتا على حتقيق جمموعة من األحداث االقتصادية تتمثل ابلدرجة األوىل يف حتقيق النمو االقتصادي والتنمية‬
‫وذلك من خالل تعبئة املوارد املالية الالزمة لتمويلها والتخفيف من التضخم مع األخذ بعني االعتبار تشجيع‬
‫املنتجات ااحملية ومحايتها من املنافسة اخلارجية وفتح اجملال لالستثمارات األجنبية وتسهيل إجراءاهتا اليت ختدم‬
‫اجلانب االقتصادي للدولة‪ .‬فمن خالل دراسة املؤشرات السابقة وعند احلكم على السياسة اجلبائية ابلفعالية‬
‫والكفاءة يؤدي ذلك إ ىل تعزيز إدارة اإليرادات اجلبائية‪ ،‬وكفاءة أنظمة التحصيل وابلتايل جناح اإلدارة الضريبية‬
‫وحتقيق كفاءة النظام اجلبائي‪ ،‬ألن السياسة اجلبائية تعد ترمجة لقوانينه وقراراته‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬نظرة عامة حول السياسة اجلبائية يف الدول املتقدمة والدول النامية‬
‫تعد الضرائب من مصادر الدخل اهلامة للدولة خاصة من انحية زايدة إيرادات اخلزينة العمومية مقارنة مبصادر‬
‫الدخل األخرى هذا من جهة‪ ،‬أما من اجلهة الثانية تؤدي إىل حتقيق النمو االقتصادي والتنمية للمجتمعات‪ .‬كما‬
‫يرتبط النظام اجلبائي ابلوضع االقتصادي للدول من خالل متيزه مبجموعة من اخلصائص من بينها جند النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬حجم اإلنتاج يف القطاعات الزراعية‪ ،‬الصناعية‪ ،‬استخدام التكنولوجيا احلديثة خاصة يف اإلدارات‬
‫الضريبية‪ ،‬درجة التنسيق بني أجهزة الدول وأنظمتها‪...‬إخل‪ ،‬وهي من بني العوامل اليت تنعكس على الدول املتقدمة‬
‫على عكس الدول النامية اليت الزالت تعاين من مشاكل اقتصادية مجة أمهها ضعف اإلنتاج‪ ،‬اقتصاد بطيئ‬
‫النمو‪....‬إخل‪ ،‬سنتطرق يف هذا املطلب إىل خصائص النظام اجلبائي يف كل من الدول املتقدمة والنامية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫أوال‪ :‬خصائص النظام اجلبائي والسياسة اجلبائية يف الدول النامية‬


‫‪1‬‬
‫للنظام اجلبائي يف البلدان النامية ميزات متعددة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ضعف احلصيلة الضريبية‪ :‬تقاس احلصيلة الضريبية مبعدل الضغط الضرييب الذي ميثل نسبة االقتطاعات‬
‫الضريبية إىل الدخل الوطين‪ .‬إن هذه احلصيلة للبلدان املتخلفة ضعيفة أمام حصيلة الدول املتقدمة من الضرائب‬
‫ويرجع ضعف املردود اجلبائي لل دول النامية إىل كون أن املصدر الذي تفرض عليه الضريبة ضعيف جدا ومن مث‬
‫تكون احلصيلة غري مرضية‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظمة جبائية ُمتلة التوازن‪ :‬تعتمد الدول النامية يف سياستها اجلبائية على الضرائب غري املباشرة ابلدرجة‬
‫األوىل دون الضرائب املباشرة‪ ،‬هذا ما أدى إىل اختالل التوازن يف النظم اجلبائية‪ .‬كما أن اختيار الدول النامية‬
‫للضرائب غري املباشرة انتج عن الوضع االجتماعي جملتمعاهتا‪ ،‬فتلجأ إليها للحصول على مورد مايل إضايف ألهنا ال‬
‫تثري غضب املمولني‪ ،‬فأغلب أصناف هذه الضرائب يكون على االستهالك وحجم املعامالت وتداول الثروات‬
‫عالوة على أهنا متتاز بصفة االستمرار‪ ،‬فهي متول خزينة الدولة على مدار السنة‪ .‬كما تعد الضرائب املباشرة صعبة‬
‫التطبيق على املعامالت اليت ال تتخذ شكال نقداي‪ ،‬إذ جند مثل هذه املعامالت يف اجملال الزراعي بدرجة أكرب‪.‬‬
‫وكذلك كثرة ال تخفيضات واإلعفاءات من الضرائب املباشرة بغية تشجيع التنمية االقتصادية وكذا ضعف مستوى‬
‫‪2‬‬
‫الدخل الوطين لألفراد اجعل من الدول النامية ختتار الضرائب غري املباشرة على املباشرة؛ ابإلضافة إىل‪:‬‬

‫‪ -3‬عدم االنسجام يف التشريع اجلبائي‪ :‬إن التشريعات اجلبائية املعمول هبا يف أغلب البلدان النامية ماهي إال‬
‫نسخة مشوهة يف أغلب األحيان عن التشريعات اجلبائية املطبقة يف الدول الرأمسالية‪ ،‬واليت نسجها االقتصادية‬
‫ختتلف كليا عن نسج ومكوانت اقتصادايت الدول النامية‪ ،‬لذلك ينصح دائما أن تتخلى الدول النامية عن‬
‫تشريعات مالية مستوردة وعلى هذه الدول إقامة تشريعاهتا اجلبائية يف ضوء معطيات وظروف اقتصادها وجمتمعها‪.‬‬

‫‪ -4‬العجز يف اإلدارة اجلبائية‪ :‬إن ظاهرة العجز تشمل مجيع اإلدارات احلكومية يف البلدان النامية وخاصة البلدان‬
‫اليت مازالت عاجزة عن تكوين كوادر متقدمة يف اجملال اجلبائي‪ ،‬إما لنقص اإلمكانيات وإما ألن اإلدارة الضريبية‬
‫املعاصرة حباجة إىل ثقافات متطورة من حاسبات وأجهزة معقدة‪ ،‬مازالت البلدان النامية غري قادرة على إعدادها‬
‫ووضعها موضع اخلدمة‪ ،‬فهذا العجز اإلداري يؤثر ابلتأكيد يف اإليرادات اجلبائية أو التحصيل اجلبائي اإلمجايل‬
‫للدولة‪.‬‬
‫إن االختالف يف االقتصادات العربية واعتمادها على مواردها الطبيعية أفرز تباين بني نظمها اجلبائية من‬
‫حيث نظم قائمة على أوعيتها اجلبائية املتنوعة واليت فرضتها وفقا لسياسات جبائية تعتمد عليها يف تطبيقها‪ ،‬ونظم‬

‫‪ 1‬بن عاتق حنان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.224-220‬‬


‫‪ 2‬خالد شحاده اخلطيب‪ ،‬أمحد زهري شامية‪ ،‬أسس املالية العامة‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،2016 ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫قائمة على تنوع أوعيتها اجلبائية وفقا ملمتلكاهتا من املوارد الطبيعية كالنفط والغاز فمن خالل العناصر السابقة‬
‫واملتعلقة بكل من ضعف احلصيلة اجلبائية واألنظمة اجلبائية غري املتوازنة واليت تدخل ضمن مسات النظام اجلبائي‬
‫للدول النامية سنتطرق إىل بعض الدول العربية ومدى اعتمادها على مواردها الطبيعية أو اعتمادها على قطاعات‬
‫أخرى حسب نشاطها االقتصادي‪ ،‬وذلك من خالل التمييز بني مسات النظم اجلبائية للدول العربية النفطية وغري‬
‫النفطية وهي موضحة يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )16-1( :‬مسات النظم اجلبائية للدول العربية النفطية وغري النفطية‬

‫الدول غري النفطية‬ ‫الدول النفطية (املصدرة للنفط والغاز)‬


‫‪-1‬تكييف سياستها اجلبائية لصاحل تشجيع االستثمار ودعم ‪-1‬نظم ضريبية راسخة وقائمة على أوعية مستقرة ومتنوعة‬
‫النمو جراء التدفق املستمر لعائدات النفط والغاز‬
‫‪ -2‬تفاوت اهلياكل الضريبية من حيث أنواع الضرائب املطبقة‬ ‫‪-2‬نظم جبائية قائمة على النفط والغاز‬
‫‪ -3‬قلة االعتماد بشكل كبري على ضرائب االستهالك والدخل ‪-3‬تركز اهلياكل الضريبية بشكل أكرب على الضرائب غري املباشرة‬
‫وقلة أمهية الضرائب املباشرة‬ ‫الشخصي كمصادر لإليرادات اجلبائية‬
‫‪-4‬تقتصر الضرائب إىل حد كبري على الضرائب على التجارة ‪ -4‬قلة أمهية الضرائب على الدخل الشخصي ودخل املمتلكات‬
‫اخلارجية وأرابح الشركات األجنبية العاملة يف القطاع النفطي واملؤسسات‬
‫والقطاع املصريف (دول جملس التعاون لدول اخلليج العريب)‬
‫‪ -5‬متويل نفقاهتا العامة يعتمد على اإليرادات غري الضريبية ‪-5‬اعتمادها بصورة كبرية على اإليرادات الضريبية حبيث تتسم‬
‫بصورة أكرب من اإليرادات الضريبية أي عائدات النفط كمصدر نظمها اجلبائية بسيادة الضرائب غري املباشرة كما تقل أمهية‬
‫الضرائب املباشرة‬ ‫رئيسي لإليرادات العامة‬
‫‪ -6‬اخنفاض مستوى الدخل القومي ومتوسط دخل الفرد مما اجعل‬
‫الضرائب املباشرة أقل أمهية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪ -‬طارق امساعيل‪ ،‬كفاءة التحصيل الضرييب يف الدول العربية ‪ ،‬دراسات اقتصادية‪ ،‬صندوق النقد العريب‪ ،‬أبوظيب‪ ،‬دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2019 ،52‬ص ص ‪.03-02‬‬

‫تشكل اإليرادات الضريبية مصدرا رئيسيا لإليرادات احلكومية يف الدول العربية ذات االقتصادات األكثر تنوعا‬
‫إذ جتاوزت مسامهتها ابلنسبة إلمجايل اإليرادات العامة نسبة ‪ %80‬يف كل من املغرب وتونس ولبنان خالل عام‬
‫‪ ،2018‬أيضا سامهت خالل نفس السنة بنسب تراوحت بني ‪ %80-50‬من إمجايل اإليرادات العامة يف كل‬
‫من فلسطني‪ ،‬مصر‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬السودان‪ ،‬جيبو يت‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫تقل نسبة مسامهة اإليرادات الضريبية ابلنسبة إلمجايل اإليرادات العامة يف الدول العربية املصدرة للنفط والغاز‬
‫الطبيعي‪ ،‬إال أن هذه النسبة تسري يف منحى تصاعدي‪ .‬فقد بلغت مسامهة اإليرادات الضريبية يف إمجايل اإليرادات‬

‫‪75‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫العامة حنو ‪ % 45‬يف اجلزائر واإلمارات عام ‪ .2018‬كما تراوحت النسبة ما بني ‪ % 10.1‬و‪ %18.3‬يف كل‬
‫من العراق‪ ،‬البحرين‪ ،‬قطر‪ ،‬عمان والسعودية‪ ،‬أما يف ليبيا فقد بلغت ‪ ،%6‬بينما بلغت ‪ %5.3‬يف الكويت‬
‫تقتصر الضرائب يف الدول العربية النفطية إىل حد كبري على ضرائب التجارة اخلارجية وأرابح الشركات األجنبية‬
‫العاملة يف القطاع النفطي والقطاع املصريف‪ ،‬حيث ال تفرض حاليا ضريبة الدخل الشخصي وأرابح الشركات خارج‬
‫نطاق القطاعني النفطي واملصريف يف عدد من هذه الدول‪ .‬بدأ عدد منها يف تطبيق الرسم على القيمة املضافة منذ‬
‫بداية عام ‪( 2018‬اإلمارات‪ ،‬السعودية)‪ ،‬فهناك دول عربية ترتفع فيها نسب ضرائب الدخل من اإليرادات‬
‫الضريبية‪ ،‬مثل اإلمارات‪ ،‬السودان‪ ،‬العراق وجيبو يت‪ ،‬حيث بلغت نسبة مسامهة ضرائب الدخل واألرابح من إمجايل‬
‫احلصيلة الضريبية ‪ %50.7 ،%54.1 ،%70.7 ،%86.7‬يف هذه الدول على التوايل‪.‬‬

‫يف األردن والسعودية وموريتانيا تشكل الضرائب على السلع واخلدمات نسبة مرتفعة من إمجايل اإليرادات‬
‫الضريبية (حوايل ‪ % 68.4 ، % 70.2‬و‪ %52.2‬هلذه الدول على التوايل)‪ .‬أما يف فلسطني والكويت ولبنان‬
‫فتمثل الرسوم اجلمركية على التجارة اخلارجية مصدرا هاما لإليرادات الضريبية‪ ،‬بنسب مسامهة تبلغ حوايل‬
‫‪ %69.8‬و ‪ %60‬و‪ ، %54‬على التوايل‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬يتسم اهليكل الضرييب يف عدد من الدول العربية مثل‬
‫املغرب وتونس ابلتنوع من حيث توزيع حصيلة اإليرادات الضريبية على املصادر الرئيسية للضرائب وعدم تركزها‬
‫على مصدر واحد‪ 1.‬واجلدول املوايل يعرض البنود الرئيسية لإليرادات اجلبائية للدول العربية‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )17-1( :‬البنود الرئيسية لإليرادات اجلبائية للدول العربية‪ / )2018-2014( :‬مليار دوالر‬

‫نسبة التغري‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬


‫‪)%(2018‬‬
‫‪16.7 241.1 206.6 189.9 201.6‬‬ ‫‪240.1‬‬ ‫اإليرادات الضريبية وهي‪:‬‬
‫‪18.3‬‬ ‫‪96.3‬‬ ‫‪81.4‬‬ ‫‪50.1‬‬ ‫‪55.0‬‬ ‫‪65.0‬‬ ‫الضرائب على الدخل واألرابح‬
‫‪28.2‬‬ ‫‪88.8‬‬ ‫‪69.3‬‬ ‫‪83.3‬‬ ‫‪98.4‬‬ ‫‪127.2‬‬ ‫الضرائب على السلع واخلدمات‬
‫‪8.3‬‬ ‫‪29.1‬‬ ‫‪26.9‬‬ ‫‪29.4‬‬ ‫‪26.0‬‬ ‫‪26.4‬‬ ‫الرسوم اجلمركية على التجارة اخلارجية‬
‫‪7.5-‬‬ ‫‪26.9‬‬ ‫‪29.1‬‬ ‫‪27.1‬‬ ‫‪22.2‬‬ ‫‪21.4‬‬ ‫ضرائب ورسوم أخرى‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬التطورات املالية‪ ،‬الفصل السادس‪ ،‬صندوق النقد العريب‪ ،2019 ،‬ص ‪.112‬‬

‫من خالل اجلدول أعاله ميكن القول أبن اإليرادات اإلمجالية اخلاصة بكل من الضرائب على الدخل واألرابح‬
‫والضرائب على السلع واخلدمات تشكل أكرب حصيلة إليرادات الضرائب العامة‪ ،‬حبيث فاقت ‪ 96‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪ 2018‬وهذا يدل على االعتماد الكبري من قبل الدول العربية على هذا النوع من الضرائب‪ ،‬يف حني حققت‬

‫التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬التطورات املالية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.114-113‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫الضرائب على السلع واخلدمات أعلى حصيلة هلا مقارنة ابلسنوات املعروضة يف اجلدول فاقت ‪ 127‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪ ،2014‬إال أهنا اخنفضت إىل أقل من ذلك حبيث سجلت سنة ‪ 2018‬قيمة ‪ 88.8‬مليار دوالر‪ ،‬حققت‬
‫كلتا الضريبتني (‪)2-1‬نسبة تغيري ‪ ،% 28.2 ، 18.3‬كل هذه التغيريات تعود لعدم استقرار األنظمة اجلبائية‬
‫للدول‪ ،‬كما حققت كل من الرسوم اجلمركية على التجارة اخلارجية وضرائب ورسوم أخرى قيم مالية معتربة إال أهنا‬
‫مل تتعدى ‪ 30‬مليار دوالر طيلة السنوات املذكورة(‪ .)2018-2014‬كما تعتمد الدول العربية على الضرائب‬
‫غري املباشرة تصل مداخيلها إىل غاية ‪ 70‬من إمجايل اإليرادات اجلبائية مقارنة ابلضرائب املباشرة واليت ال‬
‫تتجاوز نسبة ‪ ، 30‬حبيث تعتمد على هذا النوع من الضرائب بصورة كبرية مقارنة ابلضرائب املباشرة مما اجعل‬
‫األنظمة اجلبائية للدول العربية غري متوازنة‪ .‬والشكل املوايل يوضح ذلك‪:‬‬

‫شكل رقم‪ )16-1( :‬هيكل اإليرادات اجلبائية يف الدول العربية خالل الفرتة ‪2017-2000‬‬

‫املصدر‪ :‬طارق امساعيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.05‬‬

‫كما يعرض الشكل املوايل اختالف الدول من حيث اعتمادهم على الضرائب املباشرة وغري املباشرة ومدى‬
‫مسامهة كل منهما يف الناتج ااحملي اإلمجايل ملختلف دول العامل‪:‬‬

‫شكل رقم‪ )17-1( :‬متوسط نسبة الضرائب املباشرة وغري املباشرة من‪ PDG‬حسب اإلقليم ‪2017-2000‬‬

‫املصدر‪ :‬طارق امساعيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫من خالل الشكل نالحظ أن الضرائب غري املباشرة تستحوذ على مكانة هامة يف اقتصادايت الدول‪ ،‬تشكل‬
‫يف االقتصادايت الناشطة للدول األوروبية‪ ،‬تليها كل من أمريكا الالتينية‬ ‫الضرائب غري املباشرة أكثر من ‪15‬‬
‫وجنوب إفريقيا‪ ،‬ودول آسيا بنسبة تقدر ما بني أكثر من ‪ 10‬و أقل من ‪ ، 15‬وهذا يدل على اعتماد‬
‫هذه الدول على الضرائب غري املباشرة يف نظمها اجلبائية خالل الفرتة املمتدة بني ‪ 2000‬و ‪ ،2017‬على‬
‫عكس االقتصادات املتقدمة اليت تعتمد على الضرائب املباشرة حبيث يصل متوسط نسبة هذه األخرية إىل‬
‫‪ ، 14‬مقارنة بـ ـ ‪ 11‬كنسبة للضرائب غري املباشرة‪ ،‬تعتربان نسب قريبة داللة على فرض كال النوعني من‬
‫الضرائب على مستوى هذه الدول ‪ ،‬أما ابلنسبة للدول العربية جند أن الضرائب غري املباشرة تعدت نسبة ‪ 5‬من‬
‫الناتج ااحملي اإلمجايل‪ ،‬على عكس الضرائب املباشرة واليت مل تشكل نسبة كبرية حبيث مل تتعدى ‪ 3‬من إمجايل‬
‫اإليرادات اجلبائية‪.‬‬
‫أما من انحية أخرى وفيما خيص العبء الضرييب ميثل يف الدول العربية ‪ 9.1‬من الناتج ااحملي اإلمجايل وفق‬
‫بياانت صندوق النقد العريب‪ ،1‬بلغ متوسط مؤشر العبء الضرييب املتضمن ملؤشر احلرية االقتصادية يف قطاع‬
‫املالية العامة الصادر عن مؤسسة هرياتج "‪ * "Heritage‬حنو ‪ ،%87.6‬وهو يشري إىل اخنفاض مستوايت‬
‫العبء الضرييب يف الدول العربية مقارنة ابملتوسط العاملي‪.‬‬
‫يتباين حجم العبء الضرييب على مستوى الدول العربية حيث حققت غالبية الدول العربية معدالت تفوق‬
‫املتوسط العاملي البالغ (‪ ،) 77.2‬مثل السعودية (‪ )%99.8‬قطر(‪ ،)%99.7‬اإلمارات (‪ ،)%99.2‬عمان‬
‫(‪ ،)%97.8‬الكويت (‪ ،)%97.7‬لبنان (‪ ،)%91.8‬األردن (‪ ،)%91‬السودان (‪)%86.3‬‬
‫مصر(‪ ،)%85.2‬موريتانيا (‪ ، )%78‬يف حني حققت أربع دول عربية فقط معدالت دون املتوسط العاملي وهي‬
‫اجلزائر (‪ ،)%76.4‬جيبو يت (‪ ،)%76.2‬تونس (‪ ،)%74.4‬املغرب (‪ 2.)%72.2‬والشكل املوايل يبني مؤشر‬
‫العبء الضرييب على مستوى الدول العربية لعام ‪:2019‬‬

‫‪ 1‬الوليد طلحة‪ ،‬العبء الضرييب‪ ،‬موجز سياسات‪ ،‬صندوق النقد العريب‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2019‬ص ‪.01‬‬
‫* ‪ :Heritage‬مؤسسة الرتاث العاملية األمريكية‪ ،‬من أكثر املؤسسات البحثية أتثريا يف العامل موجهة خلدمة السياسات العامة‪ ،‬تتمثل مهمتها يف صياغة وتعزيز‬
‫السياسات العامة ااحمافظة على أساس مبادئ املشاريع احلرة‪ ،‬واحلكومة ااحمدودة‪ ،‬واحلرية الفردية‪ ،‬القيم األمريكية التقليدية والدفاع الوطين القوي‪ ،‬تنشر العديد من األحباث‬
‫منها‪ :‬مؤشر احلرية االقتصادية‪ ،‬مؤشر التبعية‪...‬إخل‪ .‬أنظر إىل‪:‬‬
‫‪ https://www.heritage.org/about-heritage/mission‬اتريخ اإلطالع ‪.2021-01-25 :‬‬
‫* مؤشر احلرية االقتصادية‪ :‬يصدر عن مؤسسة هرياتج األمريكية‪ ،‬يهدف إىل قياس درجة احلرية االقتصادية يف العامل‪ ،‬يعتمد على العديد من املؤشرات الفرعية اليت‬
‫تتمثل يف‪ :‬الفساد احلكومي‪ ،‬حواجز التجارة الدولية‪ ،‬ضرائب الدخل والشركات‪ ،‬النفقات احلكومية‪ ،‬العبء الضرييب‪ ،‬القانون العام‪... ،‬إخل‪.‬‬
‫‪ 2‬الوليد طلحة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.04‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫شكل رقم‪ )18-1( :‬مؤشر العبء الضرييب للدول العربية لسنة ‪2019‬‬

‫املصدر‪ :‬الوليد طلحة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.04‬‬

‫من خالل ما سبق يشكل مؤشر العبء الضرييب لكل من تونس واجلزائر واملغرب‪ ،‬جيبو يت وموريتانيا نسب‬
‫مرتفعة وهو األثقل عربيا‪ .‬حبيث كلما قلت القيمة كلما كان عبئا ضريبيا أكرب للدولة‪ ،‬وكلما ارتفع يدل على عبء‬
‫ضرييب أقل‪ ،‬وفيما خيص مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان حققت نسب متوسطة‪.‬‬

‫الصادر عن مؤسسة هرياتج‬ ‫أما ابلنسبة لسنة ‪ : 2020‬يشري تقرير مؤشر احلرايت االقتصادية‬
‫"‪ 1"Heritage‬أن الدول العربية حققت جمموعة من النقاط‪ :‬اجلزائر (‪ ،)75.4‬جيبو يت (‪ ،)75.3‬تونس‬
‫(‪ ،)74.2‬املغرب (‪ ،)71.8‬مع ارتفاع ملحوظ لدولة موريتانيا (‪ ،)80.9‬بينما حققت الكويت (‪ )97.7‬نقطة‬
‫تعد األحسن عربيا مقارنة ابلدول األخرى هلذا املؤشر‪.‬‬

‫اثنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيا‪ :‬خصائص النظام اجلبائي والسياسة اجلبائية يف الدول املتقدمة‬


‫إن مفهوم الضريبة حيتل مركزا قواي يف اقتصادايت البلدان املتطورة وحكومات هذه الدول تستخدمها كأداة فعالة‬
‫يف تنفيذ السياسات املالية واالجتماعية وهذا األمر منسجم مع العوامل االقتصادية املناسبة‪ ،‬حيث يوجد جهاز‬
‫‪2‬‬
‫إنتاجي متطور والدخول الفردية مرتفعة‪ ،....‬وابلتايل يرتفع حجم الضرائب مما يتولد عليه إيرادات مالية للدولة‪.‬‬
‫من بني خصائص هذه الدول أهنا تزخر ابقتصاد متنوع وهو ما يتيح للدولة أوعية ضريبية كثرية ومتنوعة‪ ،‬وعموما‬
‫‪3‬‬
‫يتسم النظام الضرييب يف الدول املتقدمة جبملة من اخلصائص نوجزها فيمايلي‪:‬‬
‫‪-1‬زًّيدة مسامهة القطاعات االقتصادية‪ :‬إن النظام اجلبائي يتأثر بنسبة مسامهة القطاعات االقتصادية‪ ،‬حبيث‬
‫تزيد مسامهة القطاعني الصناعي واخلدمي يف الدول املتقدمة من مركز الرايدة يف نظامها اجلبائي‪ ،‬حيث تعتمد‬
‫‪1‬‬
‫‪Tax Burden, 2020 Index of Economic Freedom, available at:‬‬
‫‪https://www.heritage.org/index/download Page consulté le: 02/01/2021.‬‬
‫‪2‬خالد شحاده اخلطيب‪ ،‬أمحد زهري شامية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ 3‬عبد اهلادي خمتار‪ ،‬اإلصالحات اجلبائية ودورها يف حتقيق العدالة االجتماعية يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أيب بكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.49 -46‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫وبشكل كبري على هذين القطاعني يف احلصول على إيراداهتا الضريبية‪ ،‬مما فتح اجملال أمام ظهور صناعات جديدة‬
‫وابلتايل إيرادات إضافية‪.‬‬
‫‪-2‬ارتفاع حصيلة اإليرادات اجلبائية‪ :‬تتسم النظم اجلبائية يف الدول املتقدمة ابرتفاع حصيلتها اجلبائية وذلك نظرا‬
‫العتمادها على خمتلف أنواع الضرائب‪ ،‬و ألهنا متتلك جهازا إنتاجيا (صناعيا وخدميا) وماليا ضخما لذا فهي‬
‫تتمتع مبستوى معيشي مرتفع ويقل فيها سوء توزيع الدخل ومتتلك انجتا مرتفعا‪ ،‬وذلك نظرا لتنوع فروع النشاط‬
‫االقتصادي الذي يؤدي إىل تنوع وكثرة األوعية الضريبية وابلتايل زايدة احلصيلة الضريبية‪ ،‬واليت تقرتن بوجود جهاز‬
‫إداري على قدر عال من الكفاءة يف تطبيق أحكام وقوانني النظام اجلبائي من التشريع إىل الربط والتحصيل‪.‬‬

‫‪ -3‬زًّيدة األمهية النسبية للضرائب املباشرة‪ :‬على عكس الدول النامية فإن الدول املتقدمة تعتمد على‬
‫الضرائب املباشرة‪ ،‬نظرا لكوهنا متتلك قطاعا صناعيا كبريا‪ ،‬ونظرا الرتفاع الدخل الوطين وكذا ارتفاع مستوايت‬
‫نصيب الفرد منه‪ ،‬توسيع نطاق القطاعات احلديثة وانكماش االقتصاد غري الرمسي‪ ،‬كلها عوامل تؤدي إىل اتساع‬
‫األوعية الضريبية وقدرات هذه الدول تدعم الزايدة يف اإليرادات الضريبية‪.‬‬
‫‪ - 4‬اتساع جمال فرض الضرائب التصاعدية‪ :‬إن الشيء الذي جعل الضرائب املباشرة تزداد أمهية أن غالبية‬
‫دخول أفراد اجملتمع املتقدم تتجاوز حد اإلعفاء الضرييب‪ ،‬حبيث أن الدخل الباقي بعد دفع الضرائب يسمح‬
‫مبستوى معيشي مالئم لظروف اجملتمع‪.‬‬

‫‪ -5‬األمهية النسبية للضرائب غري املباشرة‪ :‬إن الضرائب املباشرة تشكل يف الدول املتقدمة نسبة كبرية من‬
‫إمجايل الضرائب‪ ،‬كما متثل نسبة كبرية أيضا من الدخل الوطين‪ ،‬إال أن الضرائب غري املباشرة يف تزايد مستمر يف‬
‫السنوات األخرية‪ ،‬وذلك نظرا العتماد الرسم على القيمة املضافة يف بعض الدول‪ ،‬كفرنسا اليت تعتمد يف هيكلها‬
‫الضرييب على ضرائب الدخل والرسم على القيمة املضافة‪.‬‬

‫‪ -6‬مرونة النظام اجلبائي‪ :‬ختتلف النظم اجلبائية وتتعدد من دولة ألخرى‪ ،‬وختتلف كذلك داخل الدولة الواحدة‬
‫من فرتة زمنية معينة إىل أخرى كما أن النظام اجلبائي يعكس جمموعة من التطورات االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‬
‫والسياسية يف الدولة‪ ،‬وعليه اجب أن يكون على قدر معني من املرونة يسمح ابستمراره كعنصر فعال ومتطور من‬
‫عناصر السياسة االقتصادية‪ ،‬ومنه فإن تطور النظم اجلبائية مرتبط مبدى ما تتسم به من مرونة مرتفعة تعكس الواقع‬
‫السياسي االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫من خالل ما سبق وفيما خيص حتصيل اإليرادات اجلبائية سنتطرق إىل االجتاهات الكربى للضرائب املطبقة‬
‫خاصة يف دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬ومدى اعتماد الدول على نظامها اجلبائي املطبق يف التحصيل‬
‫ابإلضافة إىل أبرز الضرائب اليت تتميز مبداخيل مرتفعة مقارنة مبجموعة أخرى من الضرائب املفروضة وذلك خالل‬
‫الفرتة املمتدة من ‪ 1965‬إىل غاية ‪:2018‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫شكل رقم‪ )19-1( :‬اةجتاهات اِلياكل اجلبائية وإمجايل اإليرادات اجلبائية ل ـ ‪ OECD‬خالل الفرتة ‪2018-1965‬‬

‫‪Source: Revenue Statistics 2020 Tax revenue trends in the OECD, OCDE, 2020, p 10.‬‬

‫من خالل الشكل والذي ميثل االجتاهات املختلفة يف اهلياكل اجلبائية خالل الفرتة املمتدة من ‪- 1965‬‬
‫‪ 2018‬وذلك من إمجايل اإليرادات الضريبية لدول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬اليت يبلغ عددها ‪36‬‬
‫دولة يف ‪ ، 2020‬نالحظ درجة االرتفاع الكبري للرسم على القيمة املضافة من إمجايل اإليرادات العامة وذلك‬
‫خالل الفرتة ‪ 1965‬إىل غاية ‪ 2001‬ما يقارب ‪ ، 20‬مث بدأ ابالستقرار التدراجي من ‪ 2001‬إىل ‪2018‬‬
‫حبيث مل يتعدى ‪ ، 21‬أما فيما خيص اشرتاكات الضمان االجتماعي تتميز ابالرتفاع التدراجي من ‪ 17‬إىل‬
‫‪ 25‬خالل الفرتة املمتدة بني ‪ 1965‬إىل غاية ‪ 1995‬لتبدأ ابالستقرار خالل الفرتة ‪ 1995‬و ‪2007‬‬
‫بنسبة ‪ 25‬مث ترتفع بنسبة ‪ 25‬و ‪ 26‬سنيت ‪ 2007‬و ‪ ،2009‬مث يرتاجع تدراجيا إىل نسبة ‪25‬‬
‫يف السنوات املاضية بسبب التغيريات اليت مست معدالت املسامهات االجتماعية‪ ،‬والرسم على القيمة املضافة‪ ،‬أما‬
‫فيما خيص الضرائب على السلع واخلدمات األخرى نالحظ اخنفاضا كبريا‪ ،‬حبيث وصل يف بداايته إىل أكرب من‬
‫‪ 35‬يف سنة ‪ 1965‬لتصل إىل حدود ‪ 13‬سنة ‪ ،2018‬وهذا يدل على نقص االهتمام من قبل الدول‬
‫األعضاء هبذا النوع من االقتطاعات واالعتماد الكبري على الرسم على القيمة املضافة‪ .‬أما فيما خيص ضريبة العقار‬
‫جتاوزت نسبة ‪ 8‬من إمجايل اإليرادات إال أهنا استقرت على ‪ 5‬خالل فرتة زمنية طويلة‪ .‬شكلت ضريبة‬
‫إال أهنا متيزت‬ ‫الدخل الفردي تطورا ملحوظا خالل السنوات ‪ 1965‬إىل غاية ‪ 1988‬أبكثر من ‪30‬‬
‫ابالخنفاض التدراجي خالل السنوات ‪ 1988‬إىل غاية ‪ 2018‬إىل أقل من ‪ . 25‬عكس الضريبة على دخل‬

‫‪81‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫الشركات واليت مل تتجاوز نسبة ‪ 10‬إال خالل فرتة ‪ 2005‬و ‪ ،2007‬مث جتاوزت ‪ 12‬سنة ‪2009‬‬
‫لتنخفض إىل أقل من ‪ 10‬خالل السنوات األخرية‪ .‬فمن خالل التقرير الصادر عن ‪ OECD‬بعنوان‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫( ‪ )Revenue Statistics 2020 Tax revenue trends in the OECD‬نلخص مايلي‪:‬‬
‫‪-‬اخنفضت حصة الضرائب على العقارات بني عامي ‪ 1965‬و ‪ 2018‬من ‪ 7.9‬إىل ‪ 5.6‬من إمجايل‬
‫اإليرادات اجلبائية لدول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬حبيث فاقت عائدات الضرائب على العقارات لكل‬
‫من كوراي‪ ،‬اململكة املتحدة والوالايت املتحدة أكثر من ‪ 10‬من إمجايل اإليرادات اجلبائية؛‬
‫‪-‬اخنفضت حصة ضرائب االستهالك من ‪ 38.4‬إىل ‪ 32.7‬بني عامي ‪ 1965‬و ‪ 2018‬خالل هذه‬
‫من إمجايل اإليرادات‬ ‫الفرتة حدث تغيريا جذراي خاصة يف جمال الرسم على القيمة املضافة بنسبة ‪20.4‬‬
‫اجلبائية؛‬
‫‪-‬ساعدت األمهية املتزايدة بشكل كبري للرسم على القيمة املضافة على مواجهة تناقض حصة ضرائب االستهالك‬
‫ااحمددة‪ ،‬مثل الضرائب والرسوم اجلمركية خالل الفرتة ‪ 1975‬و ‪ ،2018‬كما اخنفضت حصة الضرائب ااحمددة‬
‫على االستهالك خاصة فيما يتعلق ابلتبغ والوقود وبعض الضرائب املتعلقة ابلبيئة إىل النصف تقريبا من ‪17.7‬‬
‫من إمجايل اإليرادات العامة؛‬ ‫إىل ‪9.6‬‬

‫‪ -‬متاشيا مع االجتاه العاملي إلزالة احلواجز التجارية مت ختفيض معدالت الضرائب املفروضة على السلع املستوردة‬
‫بشكل كبري يف مجيع دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬حبيث مجعت ‪ 34.3‬من إيراداهتا من ضرائب‬
‫الدخل واألرابح (األفراد والشركات على حد سواء)‪ ،‬كما مجعت ‪ 09‬دول إيراداهتا من ضرائب االستهالك مبا يف‬
‫ذلك الرسم على القيمة املضافة‪ ،‬ومن جهة أخرى لعبت الضرائب املفروضة على املمتلكات دورا أصغرا يف أنظمة‬
‫اإليرادات للبلدان سنة ‪.2018‬‬
‫ومن خالل تقرير( ‪Taxation Trends in the European Union, Data for the EU‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ )Member States, Iceland and Norway‬الصادر سنة ‪ 2020‬نلخص مايلي‪:‬‬
‫‪-‬تشكل ضرائب العمل يف االحتاد األورويب أكرب حصة من اإليرادات اجلبائية لسنة ‪ 2018‬بنسبة ‪51.7‬‬
‫تليها كل من ضرائب االستهالك وضرائب رأس املال بنسبة (‪ 27.8‬و ‪ ) 20.4‬على التوايل‪ .‬كما استقرت‬
‫حصة ضرائب االستهالك وضرائب رأس املال عامي ‪ 2014‬و ‪2018‬؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Revenue Statistics 2020 Tax revenue trends in the OECD, op.cit, p p 08-09.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Taxation Trends in the European Union, Data for the EU Member States, Iceland and‬‬
‫‪Norway, Taxation and Customs Union, European Commission, 1st edition, Luxembourg, May 2020,‬‬
‫‪p 20.‬‬
‫‪82‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫‪-‬ختتلف احلصة النسبية ملكوانت القاعدة الضريبة بشكل كبري بني الدول األعضاء حبيث خيتلف هيكل الضرائب‬
‫بشكل ملحوظ‪ ،‬تشكل كل من ضرائب االستهالك والعمل ورأس املال النسبة الغالبة لإليرادات الضريبية مقارنة‬
‫ابلدول األخرى؛‬
‫‪-‬للدمنارك أعلى حصة للضرائب املباشرة من إيرادات الضرائب العامة وابلتايل تعد األعلى يف االحتاد األورويب بينما‬
‫متلك دول أخرى مثل التشيك وسلوفاكيا أنظمة جبائية ذات حصص عالية من املسامهات االجتماعية يف إمجايل‬
‫اإليرادات اجلبائية‪.‬‬
‫كما سلطت دراسة للمعهد االقتصادي (‪ 1)Institut Economique Molinari‬لسنة ‪ 2020‬الضوء‬
‫على الضرائب املطبقة على املوظف العادي‪ ،‬حبيث صنفت كل من فرنسا‪ ،‬النمسا‪ ،‬بلجيكا يف املراتب األوىل من‬
‫انحية النظام اجلبائي املطبق‪ ،‬كما أشارت إىل فرنسا واعتربهتا بطلة الضرائب يف اإلحتاد األورويب للعام اخلامس على‬
‫التوايل بلغت نسبة الضرائب على املوظف العادي ‪ 54.68‬ابخنفاض طفيف للغاية قدر ب ـ ـ ‪ 0.05‬مقارنة‬
‫بسنة ‪ .2019‬يعترب كنتيجة للتخفيض اجلبائي املطبق البالغ ‪ 5‬مليارات يورو الذي مت حتديده يف أعقاب أزمة‬
‫السرتات الصفراء‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى تظهر الدراسة أنه ال يزال كل من الضغط االجتماعي و اجلبائي مرتفعا للغاية‪ ،‬حبيث ارتفع‬
‫معدل اهلام الضرييب يف سنة ‪ 2020‬للموظف العادي يف مجيع أحناء أورواب بلغ ‪ ، 44.72‬مقارنة‬
‫بـ ‪ 44.50‬للعام املاضي (‪ )2019‬وذلك لدول اإلحتاد األورويب (‪ ،)28‬بزايدة قدرها ‪ . 0.22‬أما من خالل‬
‫الرتكيز على دول اإلحتاد (‪ )27‬وذلك بتزامن خروج اململكة املتحدة سنة ‪ 2020‬يصبح املعدل املطبق أقل قليال‬
‫‪2‬‬
‫‪ 45.09‬لذات السنة بزايدة قدرها ‪ 0.24‬عن سنة ‪.2019‬‬
‫أما فيما خيص مؤشر التنافسية الضريبية الدولية (‪ )ITCI‬الذي يسعى إىل قياس مدى التزام النظام اجلبائي‬
‫لبلد ما جبانبني مهمني من جوانب السياسة اجلبائية‪ :‬مها التنافسية واحلياد‪ .‬هناك العديد من العوامل اليت ال عالقة‬
‫مهما يف صحة اقتصاد البلد‬
‫دورا ا‬
‫هلا ابلضرائب واليت تؤثر على األداء االقتصادي للبلد ومع ذلك‪ ،‬تلعب الضرائب ا‬
‫حمايدا وتنافسياا‪ ،‬ويوفر نظرة عامة حول كيفية التفكري يف السياسة‬ ‫لقياس ما إذا كان النظام اجلبائي لبلد ما ا‬
‫‪3‬‬
‫اجلبائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Nicolas Marques, Cécile Philippe, James Rogers, La pression sociale et fiscale‬‬
‫‪réelle du salarié moyen au sein de l’UE en 2020, Institut Economique MOLINARI, 11ème édition,‬‬
‫‪( disponible sur : https://www.institutmolinari.org/wp-‬بتصرف) ‪Paris‐ Bruxelles, Juillet 2020, p 17.‬‬
‫‪content/uploads/sites/17/2020/07/fardeau-fiscal-eu-2020.pdf Page consulté le : 05/01/2021.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p 11.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Daniel Bunn, Elke Asen, International tax competitiveness Index 2020, Tax Foundation,‬‬
‫‪Washington, 2020, p p 01-02, Available at: https://files.taxfoundation.org/20201009154525/2020-‬‬
‫‪International-Tax-Competitiveness-Index.pdf Page consulté le : 10/01/2021‬‬
‫‪83‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫جلعل نظامهم اجلبائي أكثر مالءمة للنمو االقتصادي‪ ،‬يعتمد املؤشر على أكثر من ‪ 40‬عامالا خمتل افا لتصنيف‬
‫اجلودة االقتصادية لألنظمة اجلبائية يف ‪ 36‬دولة داخل منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬املؤشر شامل يف نطاقه‬
‫حيلل اجملاالت اخلمسة الرئيسية للنظام اجلبائي للدولة وهي‪ :‬ضريبة دخل الشركات‪ ،‬وضريبة الدخل الشخصي‬
‫وضرائب االستهالك‪ ،‬ضرائب امللكية وأحكام الضرائب الدولية‪.‬‬
‫احتلت كل من استونيا‪ ،‬التفيا‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬لكسمبورغ‪ ،‬املراتب اخلمس األوىل ملؤشر التنافسية الدولية‬
‫للضرائب حتصلت الدول على أكثر من ‪ 76‬نقطة‪ .‬حبيث احتلت استونيا للسنة السابعة على التوايل املرتبة األوىل‬
‫متحصلة على ‪ 100‬نقطة‪ ،‬المتالكها أفضل قانون جبائي مقارنة بدول منظمة ‪ OECD‬تتحكم أعلى درجاهتا‬
‫يف أربع مسات إاجابية لنظامها اجلبائي نذكرها كمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬تفرض معدل ضريبة بنسبة ‪ 20‬على دخل الشركات الذي يتم تطبيقه على األرابح املوزعة؛‬
‫‪ -‬لديها ضريبة اثبتة على الدخل الفردي ال تنطبق على دخل توزيعات األرابح الشخصية؛‬
‫‪-‬تطبق ضريبة املمتلكات اخلاصة هبا فقط على األراضي‪ ،‬وليس على قيمة املمتلكات العقارية أو رأس املال؛‬
‫‪-‬نظامها اجلبائي إقليمي يعفى ‪ 100‬من األرابح األجنبية اليت حتققها الشركات ااحملية من الضرائب ااحملية مع‬
‫قيود قليلة‪ .‬وابلتايل تعد استونيا بنظامها اجلبائي األكثر تنافسية يف دول املنظمة‪.‬‬

‫فمن خالل النتائج اخلاصة ابملؤشر احتلت أملانيا املرتبة ‪ 15‬مسجلة ‪ 67.9‬نقطة تلتها فنلندا يف املرتبة ‪16‬‬
‫بـ ـ ـ‪ 65.7‬نقطة‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية يف املرتبة ‪ ،)61.9( 21‬اململكة املتحدة يف املرتبة ‪( 61.6( 22‬‬
‫الدمنرك يف املرتبة ‪ ،)58.3( 28‬بينما سجلت فرنسا ‪ 50.7‬نقطة واحتلت بذلك املرتبة ‪ ،32‬ويف آخر الرتتيب‬
‫‪1‬‬
‫جند إيطاليا يف املرتبة ‪ 36‬مسجلة ‪ 44.3‬نقطة نتيجة امتالكها لنظام جبائي أقل تنافسية يف دول (‪.)OECD‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Daniel Bunn, and others, 2018 International Tax Competitiveness Index, tax foundation,‬‬
‫‪Washington, 2018. P P 01-02.‬‬
‫‪84‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للسياسة اجلبائية والتلوث البيئي‬

‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالصة الفصل‪:‬‬


‫تطرقنا يف هذا الفصل إىل املفاهيم النظرية املتعقلة ابلبيئة والتلوث البيئي أبنواعه‪ ،‬التنمية املستدامة و االقتصاد‬
‫األخضر‪ ،‬إضافة إىل املشاكل اليت أدت لتفاقم حجم األضرار البيئية‪ ،‬حبيث تعد جزءا مهما ملعرفة املشكل‬
‫األساسي ومن مث العمل على إاجاد حلول مناسبة هتدف ابلدرجة األوىل للحد من التلوث البيئي‪ ،‬كما تطرقنا إىل‬
‫السياسة اجلبائية والنظام اجلبائي وخصائصهما املتعددة ابلنسبة للدول املتقدمة والنامية‪.‬‬

‫يعد كل من التلوث ابلنفاايت خاصة االلكرتونية والتلوث اهلوائي أكثر أنواع التلوث ضررا على صحة اإلنسان‬
‫ويشكالن خ طرا كبريا‪ ،‬كما أصبح االهتمام ابلغازات املنبعثة يف اجلو واليت تسبب االحتباس احلراري أهم املواضيع‬
‫املطروحة حاليا على املستوى الدويل‪ ،‬جند أن غاز اثين أكسيد الكربون أكثر انبعااث يف اهلواء جراء استهالك الوقود‬
‫األحفوري من فحم وغاز ونفط‪ ،‬ومن بني القطاعات اليت تساهم بدرجة كبرية يف ذلك جند القطاع الصناعي‬
‫والنقل تستحوذ على نسب عالية من االنبعااثت خاصة ابلنسبة للدول املتقدمة‪ ،‬احتلت بذلك املراتب األوىل يف‬
‫العامل‪ ،‬خنص ابلذكر الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬الياابن‪ ،‬اإلحتاد األورويب‪ ،‬الصني‪ ،‬روسيا واهلند‪.‬‬

‫اعتمدت الدول ال سابقة الذكر بدورها على خمططات طويلة ومتوسطة املدى من أجل ختفيضها إىل ‪%20‬‬
‫ابلنسبة لسنة ‪ 2020‬مقارنة بسنة ‪ %40 ،1990‬ابلنسبة لسنة ‪ ،2030‬و‪ %80‬حىت ‪ %95‬ابلنسبة لسنة‬
‫‪ ، 2050‬هدفهم الوصول إىل صفر كربون متاشيا مع أهداف التنمية املستدامة وتطبيقا ملبادئ االقتصاد األخضر‪.‬‬

‫يعد النظام اجلبائي ترمجة عملية للسياسة اجلبائية اليت هلا دور كبري يف التأثري املباشر على النشاط االقتصادي‬
‫تصمم وفقا للوضع االقتصادي‪ ،‬االجتماعي والسياسي للدولة وهي أداة فعالة لتمويل اإلنفاق العام للحكومة‪ ،‬يتم‬
‫احلكم على مدى كفاءهتا من خالل جمموعة من املؤشرات تقنية‪ ،‬مالية‪ ،‬اقتصادية واجتماعية‪ ،‬فاحلكم على كفاءهتا‬
‫يعين كفاءة أنظمة التحصيل وجناح اإلدارة الضريبية وابلتايل تعزيز اإليرادات اجلبائية‪ ،‬مما يؤدي إىل احلكم على‬
‫كفاءة النظام اجلبائي ككل‪.‬‬

‫سامهت املؤمترات الدولية واالتفاقيات على طرح فكرة استخدام السياسة اجلبائية أبدواهتا ضمن خمططات‬
‫الدول من أجل احلد من مشكالت التلوث البيئي لتصحيح إخفاقات السوق واآلاثر اخلارجية للتلوث من أجل‬
‫الوصول إىل حجمه األمثل ومستواه املقبول‪ ،‬وإىل إاجاد سبل لضبط تكاليفه اليت أصبحت تثقل ميزانية الدول‪.‬‬
‫وهو ما سنتطرق إليه يف الفصل املوايل من أجل التعرف أكثر على هذه األداة االقتصادية‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفص ــل الثاين‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫تـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيد‪:‬‬

‫إن تزايد مظاهر التصنيع املختلفة املتعلقة ابلنشاط اإلنساين صاحبها بروز العديد من مشاكل التلوث البيئي اليت‬
‫تسبب خماطر عديدة على صحة اإلنسان أوال وعلى ابقي الكائنات احلية‪ ،‬األمر الذي أدى ابلباحثني االقتصاديني‬
‫إىل تسليط الضوء على طبيعة العالقة بني البيئة واالقتصاد‪ ،‬عن طريق إجياد آليات كفيلة ابحلد من مشاكلها متثلت‬
‫السياسة اجلبائية أبدواهتا أحد أهم االقرتاحات اليت تبناها العديد منهم‪ ،‬أمههم آرثر بيغو الذي بني دور الضرائب يف‬
‫احلد من مشاكل التلوث البيئي‪ ،‬واليت هتدف إىل حتميل امللوث تكاليف تلويثه جراء إحلاقه الضرر ابآلخرين من‬
‫أجل تغيري سلوكه إجيابيا‪ ،‬أفرزت نتائج املؤمترات الدولية على ضرورة إدراج الضرائب كأداة للسياسة اجلبائية ضمن‬
‫برامج احلكومات للحد من التلوث خاصة اهلوائي عن طريق فرض ضرائب على الغازات الدفيئة املسببة لالحتباس‬
‫احلراري املوضوع األكثر نقاشا يف املؤمترات‪ ،‬خنص ابلذكر ضريبة الكربون من أجل مواجهة التغري املناخي والتصدي‬
‫ملخاطر النفاايت نظرا لتفاقم حجمها والعمل على إعادة تدويرها لصاحل اقتصاد الدول‪.‬‬

‫يهدف هذا الفصل إىل التعرف على مدى مسامهة الضرائب البيئية ملعاجلة اآلاثر اخلارجية للتلوث عن طريق‬
‫إتباع نظرية بيغو مع دراسات أخرى مؤيدة هلا‪ ،‬ابإلضافة إىل التعرف على التكاليف االقتصادية والنفقات البيئية‬
‫اليت ختصصها الدول للحفاظ على البيئة واحلد من التلوث‪ ،‬والتطرق إىل التنظيم الفين للجباية البيئية وأساس فرضها‬
‫مبدأ امللوث الدافع وأمهيته على املستوى الدويل‪ ،‬كيفية التخطيط هلا ومقارنتها مع األدوات األخرى للسياسة‬
‫البيئية‪ ،‬وأخريا التطرق إىل تقييم دور أدوات السياسة اجلبائية يف احلد من التلوث البيئي من خالل الرأي املؤيد‬
‫والرافض هلا‪.‬‬
‫وبناءا على ما سبق‪ ،‬مت تقسيم حمتوى هذا الفصل إىل أربع مباحث وهي‪:‬‬

‫الضريبة البيئية لتصحيح إخفاقات السوق وتكاليف مكافحة التلوث وحجمه األمثل؛‬
‫التنظيم الفين للسياسة اجلبائية البيئية ومبدأ امللوث الدافع؛‬
‫أدوات السياسة اجلبائية ومقارنتها مع السياسة البيئية وكيفية التخطيط هلا؛‬
‫تقييم أدوات السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫املبحث األول‪ :‬الضريبة البيئية لتصحيح إخفاقات السوق وتكاليف مكافحة التلوث وحجمه األمثل‬

‫بعد التطرق يف الفصل األول إىل املفاهيم العامة للبيئة‪ ،‬التلوث البيئي والسياسة اجلبائية والتعرف على أهم‬
‫املشاكل اليت أدت إىل تدهور وعدم توازن النظام البيئي الناجتة عن النمو السكاين‪ ،‬ضعف التنمية االقتصادية‬
‫اإلجراءات والسياسات االقتصادية اليت تتبناها العديد من الدول الصناعية من أجل النهوض ابقتصادها وتطويره‬
‫على حساب البيئة‪ ،‬ابإلضافة إىل طبيعة التكنولوجيا احلديثة‪ ،‬كلها عوامل أدت إىل تفاقم املشاكل مما أدى‬
‫ابحلكومات إىل اختاذ تدابري وحلول مستعجلة ملواجهتها‪ ،‬وابلتايل وجب وضع أداة اقتصادية وقانونية كفيلة بتحقيق‬
‫تنمية بيئية مستدامة‪ ،‬والتخفيف من حدة الوضع الراهن‪ .‬تعد الضرائب أحد أهم األدوات اليت يتم االعتماد عليها‬
‫ابلنظر إىل دورها الفعال يف تصحيح فشل آليات السوق والبحث عن سبل لتصحيح العوامل اخلارجية‪ .‬وهو ما‬
‫سنتطرق إليه يف هذا املبحث‪ ،‬إضافة إىل كل من تكاليف مكافحة التلوث‪ ،‬حجمه األمثل ومبادئ السياسة‬
‫اجلبائية البيئية‪ ،‬واإلصالح اجلبائي يف اجملال البيئي‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التكاليف االقتصادية للتلوث البيئي وحجمه األمثل‬


‫هي عبارة عن تلك التكاليف اليت تتحملها الدولة أو املؤسسة أو اإلثنني معا يف حدود التلوث‪ ،‬ومن مثة‬
‫جتنب وقوع آاثره على أفراد اجملتمع‪ ،‬ففي حاالت عدة تتضمن العديد من التشريعات نصوصا جترب املؤسسة‬
‫أو املستثمر على حتمل تلك التكلفة مع تقدمي بعض احلوافز الضريبية وغري الضريبية‪ ،‬واليت متثل مسامهات من قبل‬
‫احلكومات يف حتمل تكلفة التحكم يف التلوث‪ 1.‬كما عرفتها وكالة محاية البيئة ابلوالايت املتحدة األمريكية أباهنا‪:‬‬
‫"اآلاثر النقدية وغري النقدية اليت حتدثها املؤسسة نتيجة أنشطة تؤثر على جودة البيئة‪ ،‬وتتضمن هذه النفقات كال‬
‫من التكاليف التقليدية والتكاليف الضمنية احملتملة‪ ،‬و التكاليف امللموسة بدرجة أقل"‪ .‬ومع تفاقم املشاكل البيئية‬
‫‪2‬‬
‫ينتج عنه ضخامة التكاليف البيئية‪ ،‬واليت نلخصها يف املظاهر التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تكاليف تدهور نوعية البيئة‪ :‬تتمثل أساسا يف اخنفاض إنتاجية األراضي وجتاوز قدرة النظام احليوي على‬
‫إنتاج مواد بيولوجية انفعة واستيعاب النفاايت الناجتة عن األنشطة البشرية‪ ،‬بسبب االستخدام املفرط للموارد حتت‬
‫فرضية امللكية اجلماعية أو عدم وجود حقوق التملك‪ ،‬ابإلضافة الستمرار عمليات استنزاف املوارد الذي ينعكس‬
‫سلبا على حتقيق األمن الغذائي والسياسات الرامية لتقليل الفقر‪.‬‬

‫‪ 1‬مصباح حراق‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬عرض جتارب دولية ‪ ،‬جملة الدراسات املالية‪ ،‬احملاسبية واإلدارية‪ ،‬جامعة أو البواقي‪ ،‬العدد ‪ ، 2014 ،01‬ص ‪.95‬‬
‫‪ 2‬سلمى عائشة كيحلى‪ ،‬وآخرون‪ ،‬التكاليف االقتصادية للمشكالت البيئية وأهم طرق التقييم البيئي املستخدمة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات املؤمتر الدويل‬
‫املوسوم بعنوان‪ :‬سلوك املؤسسة االقتصادية يف ظل رهاانت التنمية املستدامة والعدالة االجتماعية‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمرب ‪،2012‬‬
‫ص ‪.461‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫اثنيا‪ :‬تكاليف اختالل توازن البيئة‪ :‬تكمن يف اخنفاض أعداد من الكائنات احلية أو انقراض البعض منها‪ ،‬ونشري‬
‫يف هذا الصدد إىل اختالل املعادلة بني البصمة البيئية والسعة البيولوجية املتاحة‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬تكاليف تلوث البيئة‪ :‬حيث يصعب حتديد التكاليف املرتبطة ابلتلوث بسبب وجود آاثر خارجية سلبية‬
‫على البيئة‪ .‬ويف هذا الصدد البد من التمييز بني تكاليف تلوث البيئة أو األضرار اخلارجية لتلوث البيئة اليت‬
‫تتحملها البشرية من جراء التلوث احلاصل‪ ،‬والتكاليف اليت يتحملها اجملتمع سواء كان أفراد أو حكومة أو شركات‬
‫ملنع حدوث التلوث الناتج عن نشاط إنتاجي أو استهالكي‪.‬‬
‫ونظرا لضخامة التكاليف اليت يتحملها االقتصاد ابإلضافة إىل أن القدرة االستيعابية تتمتع بدرجة معينة من‬
‫التلوث‪ ،‬األمر الذي جيعل منعه إىل ما دون هذه الدرجة ال مربر له وال عائد منه‪ .‬لذلك جيب البحث عن املستوى‬
‫األمثل للتلوث وهو امل ستوى املقبول اجتماعيا‪ .‬وكمكن أن يصل اجملتمع إىل املستوى األمثل لتلوث البيئة عندما‬
‫تكون إمجايل تكاليف التلوث أدىن ما كمكن‪ ،‬ويصل اجملتمع إىل املستوى األمثل من النوعية البيئية عندما يتمكن‬
‫من تعظيم املنافع املتحققة من حتسني النوعية البيئية لتصل إىل أعلى قيمة هلا‪ ،‬وعليه الشكل املوايل يبني املستوى‬
‫األمثل للتلوث‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )1-2( :‬املستوى األمثل للتلوث‬

‫املصدر‪ :‬سلمى عائشة كيحلى‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.462‬‬

‫حيث كمثل املنحىن ‪ c‬النفقة احلدية ملواجهة التلوث‪ ،‬واملنحىن ‪ s‬النفقة احلدية االجتماعية‪ ،‬ويقع املستوى األمثل‬
‫للتلوث عند النقطة ‪ ، *p‬وهو املستوى الذي تتساوى عنده التكلفة احلدية ملواجهة التلوث مع التكلفة احلدية‬
‫االجتماعية‪ ،‬فإذا كانت التكلفة احلدية ‪ s‬أصغر أو أكرب من ‪ c‬فإن مستوى التلوث يف احلالتني ال يكون املستوى‬
‫األمثل‪ ،‬وهذا واضح من خالل الشكل فعند النقطة ‪ p1‬تكون ‪ s‬أصغر من ‪ c‬وتكون خسارة املؤسسة هي‬
‫املساحة املظللة على يسار نقطة تقاطع املنحنيني ‪ ،i‬وعند النقطة ‪ p2‬تكون ‪ s‬أكرب من ‪ c‬وتكون خسارة‬
‫اجملتمع هي املساحة املظللة على كمني النقطة ‪ ،i‬وإذا حتقق املستوى األمثل للتلوث (‪ )*p‬تلقائيا فإن احلكومة ال‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫تكون حباجة إىل التدخل لضبط التلوث ألنه اختذ املستوى األمثل تلقائيا عن طريق املساومة بني املؤسسة‬
‫‪1‬‬
‫واألطراف املتضررة من التلوث‪ ،‬وهو ما يعرف بنظرية " كوز ‪."Coase‬‬

‫فبالنسبة لالحتاد األورويب‪ ،‬وإبتباع اهنج متوافق مع احلساابت القومية‪ ،‬تبدأ حساابت نفقات محاية البيئة ببياانت‬
‫حول املوارد االقتصادية اليت ختصصها احلكومات حلماية البيئة يف هذا الصدد‪ ،‬يتم جرد موارد واستخدامات‬
‫خدمات محاية البيئة‪ .‬تُستخدم حساابت نفقات محاية البيئة واليت يتم تعريفها على أاهنا‪" :‬جمموع إمجايل‬
‫استخدامات خدمات محاية البيئة من إمجايل تكوين رأس املال الثابت" من أجل إنتاج خدمات وحتويالت حلماية‬
‫‪2‬‬
‫البيئة‪ ،‬الوفاء اباللتزامات األوروبية تقدم النفقات للعديد من القطاعات املؤسسية والعديد من اجملاالت البيئية‪.‬‬
‫م ن بني دول االحتاد األورويب سنعرض جانب من اإلنفاق الفرنسي لقطاع البيئة‪ ،‬حبيث تسعى هي األخرى‬
‫كباقي دول اإلحتاد إىل احلفاظ على البيئة من التلوث من خالل رصد مبالغ معتربة لإلنفاق البيئي و الشكل املوايل‬
‫يوضح ذلك‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )2-2( :‬تطور إمجايل اإلنفاق البيئي والناتج احمللي اإلمجايل لفرنسا خالل الفرتة ‪2016 - 2000‬‬

‫‪Source: Financement de la transition écologique: les instruments économiques, fiscaux et‬‬


‫‪budgétaires au service de l’environnement et du climat, Annexe au projet de la loi de finances,‬‬
‫‪république Française, 2020, p 62‬‬

‫من خالل الشكل البياين نالحظ االرتفاع الكبري يف حجم النفقات البيئية وهذا يدل على االهتمام ابجلانب‬
‫البيئي وأمهيته لفرنسا‪ ،‬ففي سنة ‪ 2015‬يقرتب اإلنفاق الوطين على البحث والتطوير حلماية البيئة من ‪ 4.5‬مليار‬
‫يورو بعد االخنفاض لسنيت ‪ 2014 - 2013‬الذي مل حيدث من قبل حسب اإلحصائيات منذ عام ‪2006‬‬
‫كما ازداد اإلنفاق على البيئة يف سنة ‪ 2015‬لكنه ظل أقل من ذلك الذي لوحظ يف عام ‪ .2013‬فبني‬
‫‪ 2000‬و‪ 2014‬تزايدت نفقات محاية البيئة بنسبة ‪ %3.5‬يف املتوسط ابلسنة‪ ،‬يف حني كان متوسط النمو‬

‫سلمى عائشة كيحلى‪ ،‬سليمة غدير أمحد‪ ،‬يوسف قريشي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.463- 462‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪bureau fédéral du plan, comptes des dépenses de protection de l’environnement 2014-2015,‬‬
‫(بتصرف)‪Institut des comptes nationaux, Bruxelles, décembre 2017, p 01.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫للناتج احمللي اإلمجايل(‪ )PIB‬السنوي ‪ 2.6‬خالل هذه الفرتة‪ 1.‬ابلنسبة لإلحتاد األورويب(‪ 28‬دولة) ويف سنة‬
‫‪ ،2017‬بلغ إمجايل إنفاق احلكومة العامة على "محاية البيئة" ‪ ٪ 0.8‬من الناتج احمللي اإلمجايل‪ ،‬وبلغت النفقات‬
‫على "إدارة النفاايت" ‪ ٪0.4‬من إمجايل الناتج احمللي‪ ،‬بينما مت ختصيص ‪ ٪0.1‬من إمجايل الناتج احمللي لإلنفاق‬
‫يف كل من جمموعات ‪ *COFOG‬التالية‪" :‬إدارة مياه الصرف"‪" ،‬احلد من التلوث"‪" ،‬محاية التنوع البيولوجي‬
‫واملناظر الطبيعية‪ 2.‬يوضح الشكل املوايل النفقات البيئية لالحتاد األورويب للفرتة ‪:2019-2006‬‬
‫شكل رقم‪ )3-2( :‬حساابت النفقات البيئية يف اإلاحتاد األوروي خالل الفرتة ‪2019-2006‬‬

‫‪Source : Environmental protection expenditure accounts, Eurostat, July 2020, Available‬‬


‫‪at:https://ec.europa.eu/eurostat/statisticsexplained/index.php/Environmental_protection_expenditure_a‬‬
‫‪ccounts#, Page consulté le: 20/02/2021.‬‬

‫ختصص النفقات يف اإلحتاد األورويب حلماية البيئة من أي تدهور‪ ،‬ابإلضافة إىل احلد من التلوث البيئي‬
‫مبختلف أشكاله‪ :‬اهلوائي‪ ،‬املائي‪ ،‬النفاايت‪ ،‬الرتبة‪ ،‬الضوضاء‪...‬إخل‪ ،‬فمن خالل الشكل نالحظ االرتفاع التدرجيي‬
‫للنفقات خالل الفرتة ‪ ، 2019 -2009‬سواء من انحية نفقات محاية البيئة أو الناتج احمللي اإلمجايل‪ ،‬وذلك‬
‫بعد االخنفاض الناتج عن األزمة املالية العاملية لسنة ‪ ،2008‬وأضرارها على مستوى االقتصاد واالستثمار خاصة‬
‫يف جماالت محاية البيئة من التلوث‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪les comptes de l’économie de l’environnement en 2014 Ministère de l’environnement de‬‬
‫‪l’Energie et de la Mer En Charge des relations internationales sur le climat mars 2017, p 17,‬‬
‫‪disponible sur:‬‬
‫‪http://www.statistiques.developpementdurable.gouv.fr/fileadmin/documents/Produits_editoriaux/Publi‬‬
‫‪cations/Datalab/2017/Datalab-16-les-comptes-de-l-economie-de-l-environnement-en-2014-‬‬
‫‪mars2017.pdf Page consulté le 25/12/2018.‬‬
‫* ‪ :COFOG‬التصنيف الوظيفي للنفقات احلكومية‪ ،‬هي طريقة لتصنيف اإلنفاق احلكومي‪ ،‬مت تطوير وظائف احلكومة هبذا االسم سنة ‪ 1999‬من طرف‬
‫منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬حيتوي على أقسام وجمموعات‪ ،‬فمن بني األقسام الرئيسية لتصنيف وظائف احلكومة نذكر‪ :‬اخلدمات العامة‪ ،‬الدفاع‪ ،‬النظام العام‬
‫والسالمة العامة‪ ،‬الشؤون االقتصادية‪ ،‬محاية البيئة‪ ،‬اإلسكان‪ ،‬الصحة‪ ،‬التعليم‪....‬إخل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Government expenditure on environmental protection, Eurostat, Statistics Explained, March‬‬
‫‪2019 Available at:‬‬
‫‪https://ec.europa.eu/eurostat/statisticsexplained/index.php/Government_expenditure_on_environmenta‬‬
‫‪l_protection#Expenditure_on_.27environmental_protection.27 Page consulté le 16/04/2019.‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫كما تطور إمجايل اإلنفاق املرتبط ابلبيئة بشكل أسرع قليالً من الناتج احمللي اإلمجايل‪ .‬بني عامي ‪2000‬‬
‫سنواي‪ ،‬بينما بلغ متوسط النمو السنوي‬
‫و‪ ،2016‬منا اإلنفاق البيئي بنسبة ‪ ٪2.8‬من حيث القيمة يف املتوسط ً‬
‫للناتج احمللي اإلمجايل من حيث القيمة ‪ ٪2.6‬وبلغ معدل التضخم ‪ ٪1.7‬خالل نفس الفرتة‪ ،‬كان اإلنفاق أكثر‬
‫ديناميكية بني عامي ‪ 2000‬و ‪ ٪4.1 +( 2010‬يف املتوسط السنوي)‪ .‬جماالت املياه والنفاايت هي اليت‬
‫سامهت أكثر من غريها يف هذه الزايدة بني عامي ‪ 2000‬و ‪ ،2010‬وتغري اإلنفاق بشكل أبطأ بني عامي‬
‫‪ 2010‬و ‪ ٪1 +( 2016‬متوسط النمو السنوي بني عامي ‪ 2010‬و‪ ،)2016‬مع مرحلة اخنفاض طفيف منذ‬
‫عام ‪ 2012‬بعد االستثمارات اليت ارتفعت بشكل حاد حىت بداية عام ‪ 2010‬لرفع مستوى املياه إىل املعايري‬
‫املطلوبة مت ختفيض النفقات يف هذا اجملال‪ 1.‬أما فيما خيص اإلنفاق على البحث والتطوير يف قطاعات خمتلفة من‬
‫بينها جمال محاية البيئة جند أن فرنسا تويل اهتماما كبريا هبذا الشأن‪ ،‬وهو ما يوضحه الشكل املوايل‪:‬‬

‫شكل رقم‪ )4-2( :‬حصة اإلنفاق البيئي يف جماالت البحث والتطوير البيئي يف القطاع العام سنة ‪) ( 2017‬‬

‫‪Source: État de l'Enseignement supérieur, de la Recherche et de l'Innovation en France n°13,‬‬


‫‪la recherche en environnement, Recherche & Innovation, Ministère de l'Enseignement supérieur, de la‬‬
‫‪Recherche et de l'Innovation, Disponible sur : https://publication.enseignementsup-‬‬
‫‪recherche.gouv.fr/eesr/FR/T842/la_recherche_en_environnement/ Page consulté le 07/12/2020‬‬

‫مت تقسيم اإلنفاق العام حسب وزارة التعليم العايل‪ ،‬البحث واالبتكار إىل ثالث جماالت حبثية ذات أهداف‬
‫بيئية‪ ،‬األول يتعلق حبماية البيئة واإلشراف عليها ومراقبتها خصص له مبلغ ‪ 539‬مليون يورو‪ ،‬يليه البحوث يف‬
‫جمال البيئات الطبيعية إبنفاق قدره ‪ 4.9‬مليون يورو‪ ،‬مث اجملال األخري حول استكشاف واستغالل األرض والبحر‬
‫‪2‬‬
‫ب ـ ـ ‪ 180‬مليون يورو‪ ،‬يف حني يبقى البحث والتطوير لقطاع الطاقة مسيطرا على اإلنفاق البيئي بنسبة ‪.% 57‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Financement de la transition écologique: les instruments économiques, fiscaux et budgétaires au‬‬
‫‪service de l’environnement et du climat, Op.cit, p 61.‬‬
‫‪2‬‬
‫& ‪État de l'Enseignement supérieur, de la Recherche et de l'Innovation en France n°13, Recherche‬‬
‫‪Innovation, Op.cit.‬‬
‫‪92‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫من خالل الشكل البياين املتعلق ابحلصة اخلاصة مبجاالت اإلنفاق املخصص للبحث والتطوير يف القطاع العام‬
‫لسنة ‪ ،2017‬نالحظ أن نسبة اإلنفاق قاربت ‪ 57‬لقطاع الطاقة داللة على االهتمام الواسع ابلبحوث ذات‬
‫الصلة ومتويلها للحصول على أهداف مسطرة خاصة اإليرادات املتوقعة واملتأتية من هذا اإلنفاق‪ .‬تليها البحوث‬
‫تبقى اجملاالت األخرى املتعلقة ابلنقل‬ ‫اخلاصة حبماية البيئة ومراقبتها واإلشراف عليها بنسبة تقدر بـ ـ ‪16‬‬
‫واهليئات الطبيعية و البحوث يف جمال االستكشاف واالستغالل لألراضي والبحار متثل نسبة ما يقارب ‪10‬‬
‫‪ 5 ، 12‬على الت وايل‪ ،‬وهي نسبة متوسطة مقارنة بتمويل البحوث اخلاصة مبجال الطاقة اليت حازت على‬
‫نسبة أكرب‪ ،‬أما اجلدول املوايل يبني وجهات النفقات البيئية خالل الفرتة ‪:2017-2000‬‬

‫جدول رقم‪ )1-2( :‬النفقات البيئية لفرنسا وفقا لتوجهاهتا خالل الفرتة ‪2017-2000‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2000‬‬


‫‪49156‬‬ ‫‪45258‬‬ ‫‪29418‬‬ ‫محاية البيئة(‪)01‬‬
‫‪2443‬‬ ‫‪3454‬‬ ‫‪1636‬‬ ‫اهلواء‬
‫‪12857‬‬ ‫‪12669‬‬ ‫‪9641‬‬ ‫مياه الصرف الصحي‬
‫‪18138‬‬ ‫‪14927‬‬ ‫‪9316‬‬ ‫النفاايت‬
‫‪1749‬‬ ‫‪1611‬‬ ‫‪737‬‬ ‫الرتبة واملياه اجلوفية والسطحية‬
‫‪2017‬‬ ‫‪1933‬‬ ‫‪1550‬‬ ‫الضوضاء‬
‫‪2269‬‬ ‫‪1708‬‬ ‫‪1132‬‬ ‫التنوع البيولوجي واملناظر الطبيعية‬
‫‪634‬‬ ‫‪729‬‬ ‫‪570‬‬ ‫النفاايت املشعة‬
‫‪4799‬‬ ‫‪3709‬‬ ‫‪3217‬‬ ‫البحث والتطوير‬
‫‪4250‬‬ ‫‪4518‬‬ ‫‪1617‬‬ ‫اإلدارة العامة‬
‫‪20623‬‬ ‫‪19449‬‬ ‫‪13195‬‬ ‫نفقات إدارة املوارد (‪)02‬‬
‫‪13987‬‬ ‫‪13910‬‬ ‫‪9790‬‬ ‫إمدادات مياه الشرب‬
‫‪6636‬‬ ‫‪5539‬‬ ‫‪3406‬‬ ‫إعادة التحليل‬
‫‪69779‬‬ ‫‪64707‬‬ ‫‪42613‬‬ ‫النفقات البيئية ‪2+1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪3354‬‬ ‫‪2131‬‬ ‫املساحات اخلضراء واحلضرية‬
‫‪-‬‬ ‫‪26357‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الطاقات املتجددة‬

‫‪Source: Mariam Besbes, Claude Betti, Tableaux de l’économie française, Édition 2020, Institut‬‬
‫‪national de la statistique et des études économiques, Collection Insee Références, France, 2020, p 17.‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ االرتفاع التدرجيي لنفقات محاية البيئة لفرنسا مبختلف اجتاهاهتا‪ ،‬حبيث فاقت ‪69‬‬
‫مليون يورو سنة ‪ ،2017‬ما يقارب ‪ 49.2‬مليون يورو خمصصة كنفقات حلماية البيئة‪ ،‬و ‪ 20.6‬مليون يورو‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫لنفقات إدارة املوارد وهو ما يدل على االهتمام الكبري ابلبيئة ومحايتها من التلوث من خالل املبالغ املرصودة يف‬
‫اجلدول أعاله‪ ،‬تتميز أغلبها ابالرتفاع التدرجيي واملتعلقة بنفقات محاية البيئة (اهلواء‪ ،‬املياه‪ ،‬النفاايت‪ ،)...‬حيتل‬
‫اإلنفاق على محاية البيئة النسبة الغالبة‪ ،‬جند أن النفاايت أتخذ احليز األكرب وما يتعلق هبا من عمليات كتسيري‬
‫النفاايت وإعادة تدويرها‪ ،‬فاقت ‪ 18‬مليون يورو سنة ‪ .2017‬أما االجتاه الثاين للنفقات هو إدارة املياه واليت‬
‫تتمثل يف معاجلة مياه الصرف الصحي‪ ،‬سجلت ‪ 12.8‬مليون يورو سنة ‪ .2017‬مث تليها كل من مصاريف‬
‫البحث والتطوير ومصاريف اإلدارة العامة‪ ،‬جتاوزت ‪ 4.7‬مليون يورو و ‪ 4.2‬مليون يورو على التوايل واليت متيزت‬
‫هي األخرى ابالرتفاع التدرجيي‪.‬‬
‫يف حني تبقى كل من نفقات محاية البيئة من اهلواء والضوضاء والتنوع البيولوجي واملناظر الطبيعية ال تتعدى‬
‫‪ 2.5‬مليون يورو‪ ،‬وتبقى النفاايت املشعة تسجل أقل النفقات واليت بلغت قيمة ‪ 729‬مليون يورو كأعلى قيمة هلا‬
‫سنة ‪ ،2010‬مقابل ‪ 634‬مليون يورو سنة ‪.2017‬‬
‫أما فيما خيص اجلانب الثاين من نفقات إدارة املوارد سجلت إمدادات مياه الشرب أكرب قيمة مقارنة إبعادة‬
‫حتليلها فاقت ‪ 13.9‬مليون يورو يف كل من السنوات ‪ 2010‬و ‪ .2017‬ومل تتعدى إعادة حتليل املياه ‪6.4‬‬
‫مليون يورو كنفقات إلدارة املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى تبقى كل من اإلحصائيات املتعلقة ابلطاقات املتجددة واملساحات اخلضراء احلضرية غري‬
‫متاحة ضمن هذا اجلدول إال أاهنا أتخذ جانب أكرب من االهتمام هلذه الدولة وابلتايل من املؤكد أاهنا تسجل‬
‫ارتفاعا خالل السنوات‪ ،‬حبيث سجل اجلانب الطاقوي فقط ‪ 26.3‬مليون يورو سنة ‪ 2010‬وهي نفقات كبرية‬
‫مقارنة ابلفئات السابقة املعروضة يف اجلدول‪ ،‬جتاوزت بدورها نفقات إدارة املوارد لنفس السنة ‪ 2010‬و النفقات‬
‫اخلاصة بسنة ‪.2017‬‬

‫أما فيما خيص اإليرادات البيئية عرفت فرنسا اخنفاضا كبريا إىل أقل من ‪ 2‬من الناتج الوطين اإلمجايل وذلك‬
‫خالل الفرتة املمتدة من ‪ 1995‬إىل غاية ‪ ،2002‬مث ارتفعت إىل أكثر من ‪ 2‬لترتاجع سنة ‪ 2008‬إىل أقل‬
‫من ‪ 1.9‬مع بداايت األزمة االقتصادية العاملية وما نتج عنها من خسائر يف اجلانب االقتصادي‪ ،‬مث ارتفعت‬
‫خالل السنوات األخرية إىل ‪ 2.4‬من الناتج احمللي اإلمجايل‪ .‬نفس الشيء ابلنسبة لالحتاد األورويب الذي عرف‬
‫تغيريات ابالخنفاض يف جانب اإليرادات‪ ،‬إال أاهنا بدأت ابالرتفاع بعد سنة ‪ 2009‬لتصل إىل ‪ 2.4‬سنة‬
‫‪ 2018‬لكافة دول اإلحتاد وهو ما يؤدي إىل حدوث إشكال حول إمكانية تغطية اإليرادات للنفقات البيئية‬
‫أو يتم متويلها بشكل إضايف من جانب احلكومة خاصة فيما يتعلق مبصادر التلوث اليت تتطلب مبالغ مرتفعة للحد‬
‫منها كالنفاايت واهلواء واملياه‪ ،‬البحث والتطوير يف جمال الطاقات املتجددة‪ .‬والشكل املوايل يوضح تطور اإليرادات‬
‫البيئية من الناتج الوطين اإلمجايل للفرتة ‪ 1995‬إىل غاية ‪:2018‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫شكل رقم‪ )5-2( :‬تطور حصة اإليرادات البيئية من الناتج احمللي اإلمجايل خالل الفرتة ‪2018- 1995‬‬

‫‪Source: Mariam Besbes, Claude Betti, Op cit, p 17.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الضرائب كأداة ملعاجلة اآلاثر اخلارجية للتلوث البيئي‬


‫سنتطرق يف هذا املطلب إىل الدراسات اليت استخدمت الضرائب كأداة ملعاجلة آاثر التلوث البيئي‪ ،‬بداية بدراسة‬
‫آرثر بيغو مث دراسات أخرى أيدته وطبقت فكرته وأثبتت فعاليتها من خالل النتائج احملققة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دراسة آرثر بيغو‬


‫يعد آرثر سيسيل بيغو أول اقتصادي تبىن فكرة تطبيق الضرائب ملعاجلة آاثر التلوث البيئي واختاذها كوسيلة‬
‫لتصحيح إخفاقات السوق‪ ،‬وينسب إليه مفهوم استخدام الضرائب لتصحيح العوامل اخلارجية عموما‪ ،‬ويشار‬
‫أحياان إىل هذه الضرائب التصحيحية ابسم ضريبة بيغوفيان ‪ .Pigouvian Tax‬ففكرهتا األساسية بسيطة‬
‫حبيث أن وجود أتثري خارجي سليب وهي احلالة اليت يؤدي فيها إنتاج أو استهالك بعض السلع إىل إحلاق الضرر‬
‫بشخص آخر غري املشرتي أو البائع لتلك السلعة كمثل إخفاقا يف السوق‪ ،‬ألن قرارات كل من البائع واملشرتي ال‬
‫أتخذ بعني االعتبار تلك التكلفة اخلارجية‪ .‬وابلتايل فإن السوق احلرة غري املنظمة ستؤدي عموما إىل كمية عالية‬
‫غري فعالة من أي سلعة ذات أتثري خارجي سليب مرتبط هبا‪ .‬الضرائب البيئية ال تصحح العوامل اخلارجية فقط‪،‬‬
‫كما أاهنا تزيد من اإليرادات‪ ،‬كمكن أن تكون ميزة كبرية هلا ابستخدام هذه اإليرادات خلفض أو منع زايدة الضرائب‬
‫‪1‬‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Roberton C, Williams III, Environmental Taxation, Conference on the Economics of Tax Policy,‬‬
‫‪Penn Wharton Public Policy, Urban-Brookings, 2015, p 04.‬‬
‫‪95‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫ويف نفس الوقت كمكن أن تؤدي التفاعالت بني الضرائب البيئية والضرائب األخرى املوجودة مسبقا (ضرائب‬
‫الدخل بشكل أساسي) إىل زايدة كبرية يف كفاءة الضرائب البيئية‪ .‬وقد برزت احلجة القائلة أبن دور الضرائب‬
‫البيئية يف زايدة اإليرادات سببا إضافيا كبريا لتنفيذ هذه الضرائب ألول مرة يف أدبيات "العائد املزدوج"‪.‬‬

‫ويشري مصطلح "العائد املزدوج" إىل أن الضرائب البيئية ترفع الكفاءة االقتصادية من خالل قناتني منفصلتني‬
‫عن طريق تصحيح خارجي أو بزايدة اإليرادات اليت كمكن استخدامها خلفض الضرائب األخرى‪ ،‬وأصبح يُعرف‬
‫كذلك العائد الثاين ابسم "أتثري إعادة تدوير اإليرادات"‪ .‬وينطبق هذا املفهوم األساسي أيضا على جمموعة أوسع‬
‫من االستخدامات لإليرادات‪ :‬فإنفاق اإليرادات على السلع العامة أو استخدامها خلفض عجز امليزانية كمكن أن‬
‫حيقق مكاسب مماثلة يف الكفاءة االقتصادية‪ 1.‬والشكل املوايل يبني ضريبة التلوث املثالية‪:‬‬

‫شكل رقم‪ )6-2( :‬ضريبة التلوث املثالية‬

‫*‪Q‬‬ ‫‪Q‬‬

‫املصدر‪ :‬جعفر طالب أمحد‪ ،‬غدير جنم عبد هللا‪ ،‬إشكالية التلوث البيئي اهلايدروكاربوين وانعكاسه على التنمية املستدامة يف العراق‪،‬‬
‫جملة الكوت للعلوم االقتصادية و اإلدارية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة واسط‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،17‬ص ‪.07‬‬

‫يوضح الشكل أنه إذا فرضت ضريبة على وحدة من الوحدات اإلنتاجية اليت تؤدي إىل التلوث واليت ستكون‬
‫مساوية إىل مقدار (‪ )T1 T2‬فيكون أتثري هذه الضريبة هو حتويل منحىن دالة الضرر البيئي(‪ )MNPB‬إىل‬
‫اليسار أي إىل (‪ )MNPB-T‬وهنا سينخفض صايف املنفعة احلدية بقيمة الضريبة املفروضة (‪)T1 T2‬‬
‫وينخفض اإلنتاج من ‪ Q1‬إىل ‪ ، Q‬وسيحاول املسبب للتلوث تعظيم منافعه اخلاضعة للضريبة وحيصل هذا‬
‫عند النقطة ‪ Q‬اليت حتقق احلد املثايل االجتماعي لضريبة بيغو املثالية (‪ )T1 T2‬واليت تتساوى عندها التكلفة‬
‫احلدية اخلاصة والتكلفة احلدية االجتماعية للسلوك امللوث عند النقطة (‪.) E‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Roberton C, Williams III, Op.cit, P 05‬‬
‫‪96‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬زاد االهتمام العاملي مبوضوع البيئة واالنعكاسات اليت تقوم هبا األنشطة البشرية عليها‬
‫والسيما حرق الوقود الذي يؤدي إىل انبعاث جمموعة من الغازات واليت تؤدي إىل ظاهرة االحتباس احلراري‪ ،‬لذلك‬
‫فقد اقرتحت بعض احلكومات ضريبة أطلق عليها (ضريبة الكربون)‪ ،‬وهي عبارة عن الضريبة اليت تدفع إىل احلكومة‬
‫نتيجة استهالك الوقود األحفوري الذي ينتج عنه غاز اثين أكسيد الكربون ( ‪ ،)𝐶𝑂2‬وأن اهلدف من هذه‬
‫الضريبة هو التقليل من انبعاث هذا الغاز‪ ،‬إن فرض موضوع ضريبة الكربون يؤدي إىل تغري االستهالك من الوقود‬
‫األحفوري‪ ،‬ومن مث احلد من انبعاث غاز اثين أكسيد الكربون‪ ،‬و الشكل املوايل يوضح ذلك‪:‬‬

‫شكل رقم‪ )7-2( :‬تقييم التكاليف احلدية لتخفيض اثين أكسيد الكربون مقابل املنافع احلدية‬

‫املصدر‪ :‬جعفر طالب أمحد‪ ،‬غدير جنم عبد هللا‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.08‬‬

‫يقيس احملور األساسي التكاليف واملنافع معربا عنها ابلدوالر‪ ،‬يف حني يقيس احملور األفقي اخنفاض االنبعااثت‬
‫معربا عنها ابلنسبة املئوية الخنفاض ( ‪ ،)𝐶𝑂2‬ومتثل النقطة (‪ )E‬نقطة الكفاءة [املستوى الكفء لتخفيض‬
‫انبعااثت ( ‪ ،])𝐶𝑂2‬إذ تتساوى تكاليف املكافحة مع املنافع احلدية النامجة عن تقليل التغريات املناخية‪ ،‬وهي‬
‫النقطة اليت يتم عندها تعظيم القيمة احلالية لالستهالك البشري املستقبلي وعلى العكس من ذلك‪ ،‬نالحظ أن‬
‫احلل الذي يقدمه السوق يتحقق عند اخنفاض االنبعااثت عند النقطة صفر‪ ،‬إذ ترتفع املكاسب االجتماعية احلدية‬
‫إىل النقطة (‪ )A‬وتنخفض التكاليف احلدية إىل األدىن (صفر) وأخريا كمدان الشكل حبل يسعى من خالله محاة‬
‫البيئة إىل جتنب إحلاق أي ضرر ابألنظمة البيئية الطبيعية ومتثله (‪ )E‬إذ يكون املنحىن ‪ MC‬أعلى كثريا من‬
‫‪1‬‬
‫املنحىن (‪.)MSP‬‬

‫كما قام العديد من الباحثني االقتصاديني بتبين الفكرة األوىل اليت طرحها االقتصادي آرثر بيغو واليت تتمثل يف‬
‫فرض الضرائب كأداة اقتصادية على التلوث البيئي‪ ،‬فمنهم من أيده وقام بتوسيع فكرته‪ ،‬ومنهم من عارض فكرته‬
‫عن طريق العمل على إبراز سلبياهتا والدفاع عن أساليب أخرى أكثر كفاءة من الضرائب البيغوفية‪ .‬فباإلضافة إىل‬

‫‪ 1‬جعفر طالب أمحد‪ ،‬غدير جنم عبد هللا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.9- 8‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫دراسة بيغو هناك العديد من الدراسات االقتصادية العاملية األخرى اليت أسفرت نتائجها عن كفاءة السياسة‬
‫‪1‬‬
‫اجلبائية يف مكافحة التلوث و من أهم هذه الدراسات نذكر‪:‬‬
‫اثنيا‪ :‬دراسة نيس (‪)kneese‬‬
‫دراسة عن التلوث و األسعار‪ ،‬تبني من خالهلا أن الضريبة أكثر كفاءة من سياسة الرقابة احلكومية املباشرة يف‬
‫جمال مكافحة التلوث‪ ،‬كما تبني أن استخدام ضريبة التلوث أدى إىل تقليل تكاليف مكافحة التلوث بني ‪40‬‬
‫– ‪ 90‬و ابلتايل حتقق وفورات ترتاوح بني ‪ 250-100‬بليون دوالر‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬دراسة جونسون (‪)Johnson‬‬
‫تستهدف الدراسة تقدير أقل تكلفة ممكنة لربانمج مكافحة التلوث لنهر ديالوار‪ ،‬وأسفرت نتائج هذه الدراسة‬
‫على أنه كمكن حتسني نوعية املياه يف النهر أبقل تكلفة ممكنة ابستخدام نظام جبائي تتباين فيه معدالت الضريبة‬
‫من منطقة ألخرى على جمرى النهر استنادا إىل اختالف حجم األضرار بني هذه املناطق‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬دراسة دورسي (‪)Dorcey‬‬
‫دراسة لنهر ويسكنسن (‪ )Wisconsin‬الذي تعرض للتلوث بسبب فضالت مصانع الورق ومرافق البلدية‬
‫تبني هذه الدراسة أن ارتفاع ضريبة التلوث على مصانع الورق فوق مستوى التكاليف احلدية اخلاصة أدى إىل‬
‫حتسني نوعية املياه يف النهر‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مبادئ السياسة اجلبائية ذات البعد البيئي‬


‫هتدف السياسة اجلبائية من حيث املبدأ إىل أن يتم إدراج األسعار ضمن تكاليف األضرار البيئية (أو ما يسمى‬
‫ابلعوامل اخلارجية السلبية)‪ ،‬من أجل إعادة توجيهها حنو خيارات اإلنتاج واالستهالك األكثر مالءمة للبيئة‪ .‬ومن‬
‫احملتمل أن تغطي الضرائب البيئية مجيع جماالت البيئة واحلفاظ عليها‪ ،‬حبيث تعد الضغوط اليت تعاين منها‬
‫البيئة(استخدام املوارد‪ ،‬التنوع البيولوجي)‪ ،‬التلوث (خاصة املياه)‪ ،‬مكافحة تغري املناخ‪ ،‬ابإلضافة إىل االنبعااثت‬
‫الغازية واست خدام املواد الضارة كلها عوامل كمكن أن تكون موضوعا للضرائب‪ ،‬تعترب كتدابري عامة أو انتقائية‬
‫خيتلف تطبيقها وفقا للدول وترابطها‪ ،‬ففي اإلحتاد األورويب حتدد كل من السياسة البيئية والسياسة اجلبائية اخلطوط‬
‫العريضة لإلجراءات اليت تتخذها الدول األعضاء لالحتاد‪ .‬مبا أن األهداف البيئية معرتف هبا عموما فإن تطبيق‬
‫التدابري اجلبائية ذات البعد البيئي يتطلب النظر يف خمتلف اجلوانب‪ ،‬مبا فيها اجلوانب املتصلة ابلقدرة التنافسية‬
‫‪2‬‬
‫والعدالة‪ ،‬من أجل سهولة قراءة اجلباية البيئية وضمان قبوهلا جلعلها أداة فعالة للتحوالت الضرورية‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬اقتصادايت البيئة و العوملة‪ ،‬دار مؤسسة رسالن للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬سوراي‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.354 -353‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Cécile Remeur, comprendre la fiscalité environnementale, les politiques de l’Union – Aperçu,‬‬
‫‪Service de recherche du Parlement européen (EPRS), janvier 2020. Disponible sur :‬‬
‫‪https://www.europarl.europa.eu/RegData/etudes/BRIE/2020/646124/EPRS_BRI(2020)646124_FR.pdf‬‬
‫‪Page Consulté le : 15/06/2020.‬‬
‫‪98‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪1‬‬
‫فمن خالل ما سبق نذكر مبادئ السياسة اجلبائية ذات البعد البيئي اليت تعتمد عليها معظم دول العامل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ العبء اجلماعي‬


‫تتحمل السلطة العامة تكاليف للحد من األضرار البيئية بشكل مباشر بدال من املتسببني للتلوث يف حالة عدم‬
‫إمكانية حتديد املتسبب للتلوث أو يف احلاالت الطارئة اليت يتوجب معاجلتها من طرف الدولة‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬مبدأ الوقاية أو احليطة‬
‫ويقصد هبذا املبدأ أن اإلجراءات البيئية احلكومية جيب أن توجه حلماية املرتكزات البيئية وإعطائها األولوية من‬
‫أجل محاية الوقود البشري‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬مبدأ املشاركة و التعاضد‬
‫تعد املسؤولية مجاعية ومشرتكة للفعاليات االقتصادية املعنية بتخريب البيئة وهلا أتثري ضار عليها من خالل‬
‫املشاركة يف ختطيط وتنفيذ اإلجراءات الالزمة حلماية البيئة للوصول إىل عالقات متوازنة بني احلرية الفردية‬
‫واحلاجات اجلماعية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مبدأ امللوث الدافع‬

‫أساس فرض الضريبة البيئية هو املبدأ العاملي مبدأ امللوث الدافع الذي أوصت به منظمة التعاون والتنمية‬
‫االقتصادية عام ‪ 1972‬ويقضي هذا املبدأ إىل أن امللوث جيب أن تقتطع منه السلطات العمومية النفقات اخلاصة‬
‫ابإلجراءات الرامية إىل احلفاظ على البيئة‪ ،‬فسعر الضريبة يساوي تكلفة تفادي الضرر أو تكلفة إزالة الضرر وقد‬
‫أقره االحتاد األوريب كمبدأ أساسي لسياسته البيئية‪.‬‬

‫اجتهت العديد من دول العامل إىل االعتماد على جمموعة من السياسات للحد من التلوث البيئي ومحاية البيئة‬
‫وضمان تنمية بيئية مستدامة عن طريق التخطيط هلذه السياسات وتطبيقها على أرض الواقع‪ ،‬ترتكز على جمموعة‬
‫املبادئ السابقة الذكر وابألخص مبدأ امللوث الدافع الذي سيتم التطرق إليه ابلتفصيل يف املبحث املوايل‪.‬‬

‫‪1‬عامر عمران كاظم املعموري‪ ،‬ابتهال انهي شاكر أملرشدي‪ ،‬دور السياسة املالية يف مواجهة التلوث البيئي يف العراق‪ ،‬اجمللة العراقية للعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة كربالء‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،12‬العدد ‪ ،2016 ،49‬ص ‪134‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫املطلب الرابع‪ :‬أمهية وآاثر اإلصالح اجلبائي البيئي‬


‫يعد اإلصالح اجلبائي أداة قوية لتحقيق األهداف البيئية ويف نفس الوقت خلق فوائد اقتصادية‪ ،‬كما كمكن أن‬
‫يسا هم يف إجياد أساس مستقر للتمويل العام‪ .‬وقد حبثت دراسة أجريت بتكليف من الوكالة األوروبية للبيئة اآلاثر‬
‫اليت كمكن أن ترتتب على هذا اإلصالح عند تنفيذه على نطاق أوسع يف مجيع أحناء أورواب‪ .‬والفكرة األساسية‬
‫لإلصالح اجلبائي البيئي هي زايدة الضرائب على املوارد البيئية أو الطاقة مع ختفيض العبء الضرييب يف جماالت‬
‫أخرى‪ ،‬مثل العمل‪ 1.‬ويف سلسلة من التقارير حول اإلصالح اجلبائي البيئي)‪ ، (ETR‬اليت نُشرت يف عام‬
‫عرفته الوكالة األوروبية للبيئة على أنه‪" :‬إصالح للنظام اجلبائي الوطين من خالل حتويل العبء الضرييب‬
‫‪َّ ،2005‬‬
‫إىل األنشطة الضارة بيئيًا‪ ،‬مثل استخدام املوارد أو التلوث"‪ ،‬يتكون اإلصالح اجلبائي البيئي من عنصرين األول‬
‫مرغواب فيه ألسباب عديدة‪ ،‬مبا‬‫اجلانب الرادع لألنشطة الضارة بيئيًا عجعلها أكثر تكلفة‪ ،‬فمن الواضح أنه قد يكون ً‬
‫يف ذلك تقليل الضرر الذي يلحق ابلبيئات اليت نقدرها للرتفيه أو أمهيتها الثقافية‪ ،‬التخفيف من التلوث الذي‬
‫كمكن أن يؤثر على صحة اإلنسان ومستوايت املعيشة‪ ،‬واحلفاظ على املوارد الطبيعية واألنظمة اليت تدعم اجملتمعات‬
‫واالقتصاد اليوم ولألجيال القادمة‪ ،‬لكن اجلانب الثاين من اإلصالح اجلبائي ال يقل أمهية وهو ينطوي على إعادة‬
‫تدوير اإليرادات املتزايدة واملكتسبة من اجلباية البيئية واستخدامها خللق نتائج اقتصادية واجتماعية إجيابية‪ ،‬مثل‬
‫زايدة فرص العمل وتعزيز احلوافز للعمل‪ 2.‬كما أن له آاثر إجيابية أكثر يف البلدان النامية من تلك اليت ترتتب على‬
‫‪3‬‬
‫البلدان املتقدمة النمو وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تسمح القطاعات غري الرمسية الكبرية يف البلدان النامية يف جمال العمالة واإلنتاج ابستخدام إيرادات اجلباية‬
‫البيئية خلفض ضريبة القطاع الرمسي‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن األنظمة اجلبائية غري الفعالة توفر فرصاً للحد من‬
‫التشوهات الضريبية‪ ،‬وتوسيع القاعدة الضريبية بدالً من األرابح‪ ،‬كما أن اخنفاض مستوايت الضرائب احمللية يتيح‬
‫فرصاً لتعبئة املؤسسات احمللية لتمويل االستثمار العام؛‬
‫اثنياً‪ :‬متيل الفوائد املشرتكة من االستثمار يف االقتصادات األوروبية إىل أن تكون أكرب يف البلدان النامية‪ .‬وكمكن‬
‫للسياسة اجلبائية ذات البعد البيئي أن تعزز التحسينات يف نوعية اهلواء والصحة العامة‪ ،‬وأن ختفف من ازدحام‬
‫املرور الباهظ التكلفة‪ ،‬وأن تقلل من حوادث الطرق‪ .‬وكمكن لإليرادات املتأتية منها أن تساعد االقتصاد على‬
‫التكيف مع تغري املناخ أو كمكن أن تزيد اإلنفاق على التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬اخلدمات االجتماعية والسلع العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Tax Reform in Europe: long-term implications for the environment, eco-innovation and‬‬
‫‪household distribution, European Environment Agency (EEA), p 01, Available at:‬‬
‫‪https://www.ecologic.eu/4517 Page consulté le: 03/12/2020‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Environmental tax reform in Europe: implications for income distribution, Publications Office‬‬
‫‪of the European Union, EEA Technical report No 16/2011, 2011. P 05.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Miria Pigato Dirk Heine, and others, Fiscal policies for development and climate action, policy‬‬
‫‪summary for finance ministers, World bank Group, Macroeconomics, trade and investment, p 03.‬‬
‫‪100‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫شكل رقم‪ )8-2( :‬اإلصالح اجلبائي البيئي‬

‫اإلصالح اجلبائي البيئي ‪ETR‬‬

‫التشريع والتنظيم‬

‫السياسة البيئية‬ ‫السياسة اجلبائية‬

‫‪-‬احلوافز البيئية‬ ‫‪-‬اإليرادات اجلبائية‬


‫‪ -‬احلوافز السلوكية‬ ‫‪-‬التحكم يف التكاليف‬
‫‪-‬الكفاءة االقتصادية‬
‫‪-‬زايدة اإليرادات البيئية وحتسينها‬
‫‪ -‬محاية البيئة‬

‫‪Source : N .Cherif, H Benzidane, La fiscalité environnementale en Algérie, Revue Cahiers‬‬


‫‪Economique, Université Ziane Achour de Djelfa, Volume 02, N° 02, Septembre 2011, p 25.‬‬

‫تتعدد أسباب اإلصالح اجلبائي البيئي لكل دولة حسب ظروفها االقتصادية واالجتماعية وحىت السياسية فمنهم‬
‫من طبق اإلصالح كإجراء من أجل تغيريات يف النظام اجلبائي‪ ،‬أو ألنه ال يتوافق مع الفرتة الراهنة وال يتالءم مع‬
‫املرحلة االنتقالية خاصة إذا طبقت الدولة سياسة بيئية اقتصادية جديدة‪ ،‬ومنهم من طبقه مباشرة من أجل احلد‬
‫من التلوث‪ ،‬ولتحقيق ذلك يتم إتباع سياسة اقتصادية وبيئية مما كمنح حوافز وإيرادات جبائية تساهم بدورها يف‬
‫توجيه سلوك املستهلكني ولن يكون ذلك سهل التطبيق إال من خالل تشريع جبائي فعال يف نصوصه ودقيق يف‬
‫وعائه ألن الصعوبة تكمن يف عدم إمكانية حتديد املتسبب يف التلوث البيئي‪ ،‬فإذا مت تطبيق إصالح جبائي بيئي‬
‫متناسق يؤدي ذلك إىل عدة نتائج أمهها محاية البيئة من التلوث‪ ،‬زايدة اإليرادات وإعادة توزيعها بصورة عادلة‪،‬‬
‫وابلتايل حتقيق كفاءة وفعالية اقتصادية ولن يكون هذا ممكن إال من خالل تبين سياسة جبائية مع مراعاة التنظيم‬
‫الفين ألدواهتا‪ ،‬تطبيقا للمبدأ القانوين امللوث الدافع الذي يعد أساسا لفرضها‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫املبحث الثاين‪ :‬التنظيم الفين للسياسة اجلبائية البيئية ومبدأ امللوث الدافع‬

‫يعد التنظيم الفين ألدوات السياسة اجلبائية من أهم العناصر اليت تقوم هبا الدولة عند فرض أي أداة‪ ،‬فاالهتمام‬
‫ابجلوانب التقنية واليت تتمثل يف املعدل‪ ،‬الوعاء وحتديد ابألخص املكلف ابلضريبة الذي يتسبب يف التلوث يربز لنا‬
‫مدى قدرة الدولة على التحكم يف هذه اإلجراءات‪ ،‬ويدعم دور السياسة اجلبائية يف اجملال البيئي‪ ،‬وهو ما يؤدي‬
‫إىل تطبيق نظام جبائي بيئي فعال وكفء‪.‬‬

‫وابلتايل البد من االهتمام هبذه اجلوانب وأخذها بعني االعتبار فبواسطتها تستطيع الدول تنفيذ سياستها‬
‫اجلبائية والبيئية على أكمل وجه‪ ،‬حبيث يتم فرض سلسلة من الضرائب والرسوم البيئية‪ ،‬وحىت التحفيزات وذلك‬
‫حسب طبيعة األنشطة االقتصادية لكل بلد ومسائله البيئية من أجل بلوغ اهلدف األساسي املتمثل يف محايتها‬
‫واحلفاظ عليها من التلوث‪ ،‬ولن يكون هذا إال من خالل تطبيق مبدأ امللوث الدافع وهو أساس فرض الضريبة‬
‫الذي اعترب كأحد املبادئ االقتصادية األساسية للسياسات اجلبائية البيئية‪ ،‬مت تبنيه رمسيا من دول ‪ OECD‬ومت‬
‫العمل به يف العديد من دول العامل‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف ووظائف مبدأ امللوث الدافع‬


‫تعد منظمة التعاون والتنمية االقتصادية أول من سامهت يف إرساء مبدأ امللوث الدافع وحثت الدول على تطبيقه‬
‫وهو عبارة عن مبدأ اقتصادي يرمي إىل ترشيد استخدام املوارد الطبيعية اليت حتتويها البيئة‪ ،‬ويهدف إىل منع‬
‫ومكافحة التلوث من أجل محاية البيئة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف مبدأ امللوث الدافع‬

‫يرجع األساس القانوين هلذا املبدأ إىل منظمة التعاون االقتصادي األورويب‪ ،‬واليت أتسست عام ‪ 1948‬لتجسيد‬
‫خطة مارشال بعد احلرب العاملية الثانية بغرض إعادة إعمار أورواب بتمويل أمريكي‪ ،‬و انطالقا من التوصية املعتمدة‬
‫يف ‪ 1972/05/26‬واليت صدرت بعنوان املبادئ التوجيهية املتعلقة عجوانب االقتصاد الدويل للسياسة البيئية‬
‫صرحت أبن "مبدأ امللوث الدافع" يوظف يف ختصيص التكاليف اليت تشمل الوقاية من التلوث وإجراءات الرقابة‬
‫قصد التشجيع على االستخدام العقالين للموارد النادرة وجتنب تشويه التجارة واالستثمار الدويل"‪.‬‬

‫أما توصية ‪ 1974‬واليت اعتمدت يف ‪ 14‬أكتوبر‪ ،‬جاء مضمواهنا مؤكدا بشكل كبري على مضمون توصية عام‬
‫‪ ،1972‬حيث عرفت املبدأ على أنه‪" :‬يقتضي من امللوث أن يدفع النفقات املتصلة ابلتدابري املختلفة لضمان أن‬
‫تكون البيئة يف حالة مقبولة‪ ،‬وينبغي أيضا مبقتضى هذا املبدأ أن تنعكس هذه التدابري يف تكاليف خمتلف السلع‬
‫واخلدمات اليت يسببها التلوث الناجم عن اإلنتاج واالستهالك‪ ،‬مع ضرورة التشجيع على االستخدام األمثل‬
‫للموارد" ‪ ،‬وتضيف التوصية أبن التطبيق املوحد للمبدأ سيساهم يف صنع سياسات بيئية مماثلة‪ ،‬وابلتايل منع تشويه‬
‫‪102‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫التجارة واالستثمار الدويل‪ .‬غري أن اجلديد والشيء املختلف الذي جاءت به هذه التوصية هو اقرتاحها ألسلوب‬
‫‪1‬‬
‫تنفيذ وتطبيق املبدأ يتمثل يف أسلوب تقدمي اإلعاانت ونقل التكنولوجيا السلبية بيئيا‪.‬‬

‫تطرقت أهم الدراسات االقتصادية واالجتماعية إىل موضوع من يتحمل أعباء حدوث التلوث‪ ،‬ووفق األصل‬
‫العام وما مت ليه العدالة االجتماعية أن من "يتحمل عبء التلوث البيئي هو من تسبب يف إحداثه (أي امللوث)‬
‫ويعين هذا املبدأ" أن امللوث جيب أن يتحمل التكاليف املتعلقة إبجراءات منع ومراقبة وتنظيف البيئة اليت تقررها‬
‫السلطات العامة"‪ 2.‬مت تبين هذا املبدأ يف إعالن ريو‪ ،‬ومت تكريسه يف القانون ‪ 1-110‬املتعلق ابلبيئة وامليثاق‬
‫البيئي لعام ‪ 2004‬يف املادة ‪ ،4‬ومبوجب هذه املادة من قانون البيئة‪ ،‬يعرف مبدأ امللوث الدافع "والذي مبوجبه‬
‫جيب أن يتحمل امللوث التكاليف الناجتة عن تدابري منع التلوث وخفضه ومكافحته"‪ .‬كما تنص املادة ‪ 4‬من‬
‫ميثاق البيئة على أنه "جيب على اجلميع املسامهة يف إصالح الضرر الذي يلحق ابلبيئة‪ ،‬وف ًقا للشروط اليت حيددها‬
‫القانون"‪.‬‬
‫عنصرا وقائيًا ألنه يهدف إىل حتميل اجلهات الفاعلة يف االقتصاد تكلفة تدابري‬
‫ً‬ ‫يتضمن مبدأ امللوث الدافع‬
‫الوقاية من احلوادث‪ ،‬حيث يتم حتميل امللوث فقط تكلفة اإلجراءات املعقولة‪ ،‬تطبق ضرائب هذا املبدأ من خالل‬
‫دمج تكلفة إزالة تلوث املياه‪ ،‬ومجع النفاايت والقضاء عليها وتصريف الغازات الدفيئة يف الغالف اجلوي‪ .‬تتطلب‬
‫هذه املشكالت البيئية املختلفة أدوات مالية حمددة بسبب املشاكل اليت تنفرد هبا‪ .‬ومن هنا مت تنفيذ إجراءات مالية‬
‫متعددة‪ :‬الضرائب والرسوم وتصاريح التلوث واملساعدات واإلعاانت‪ .‬كل أداة مالية قادرة على االستجابة لقضية‬
‫‪3‬‬
‫بيئية من خالل إجبار الفاعلني االقتصاديني أو تشجيعهم على احلد من التلوث‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كما عرف املشرع الفرنسي هذا املبدأ يف القانون الريفي لـ ـ ‪ 02‬فيفري سنة ‪ 1995‬كمايلي‪:‬‬
‫هو ذلك املبدأ الذي يقضي أبن كل املصاريف الناجتة عن إجراءات الوقاية من التلوث والتخفيض منه جيب أن‬
‫يتحملها امللوث"‪ ،‬ظهر هذا املبدأ لتفادي حماوالت بعض الصناعيني الرامية إىل حتميل الدولة أعباء حماربة التلوث‬
‫اليت تفرضها متطلبات محاية البيئة‪ ،‬وكان مبنيا منذ ظهوره على رفض منح الدولة إعاانت من أجل تغطية هذه‬
‫النفقات‪ ،‬فكما جيب على املؤسسة أن تتحمل أعباء محاية صحة العاملني فيها جيب عليها محاية صحة احمليط‬
‫الذي تعمل فيه‪ ،‬وذلك بتحملها ألعباء حماربة التلوث دون طلب مساعدات مالية من الدولة‪ ،‬واآلن أصبح هذا‬

‫‪ 1‬محو فرحات‪ ،‬راوية مطماطي‪ ،‬نور دين دعاس‪ ،‬مبدأ امللوث الدافع كأساس املسؤولية املدنية البيئية‪ ،‬جملة قانون البيئة العقاري‪ ،‬جامعة عبد احلميد بن ابديس‬
‫مستغامن‪ ،‬اجمللد ‪ ،08‬العدد ‪ ،2020 ،14‬ص ص ‪.32-31‬‬
‫‪ 2‬نشيدة معزوزة ‪ ،‬احتدايت اجلباية الدولية يف ظل العوملة‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،2015 ،3‬ص ‪.142‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ballandras- Rozet Christelle, La fiscalité environnementale, Encyclopédie de L’environnement,‬‬
‫‪université Grenoble alpes, 01/05/2018, P 03‬‬
‫‪ 4‬فالق علي‪ ،‬ساملي رشيد‪ ،‬هاين حممد‪ ،‬دور الضريبة على تلوث البيئة يف محاية األمن البيئي وإحداث التنمية املستدامة‪ ،‬جملة دراسات جبائية‪ ،‬جامعة البليدة‬
‫‪ ،02‬لونيسي علي‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،01‬ص ص ‪.153-152‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫املبدأ متعارفا عليه عامليا ويشكل أحد مبادئ القانون الدويل كما مت اعتماده من طرف مجيع احلكومات‪ ،‬ويظهر‬
‫ذلك من خالل االتفاقيات العديدة والقوانني الوطنية اليت أقرت هبذا املبدأ‪.‬‬
‫وقد اجته الفقه الفرنسي إىل حتديد الطبيعة احلقيقية ملبدأ امللوث الدافع‪ ،‬وذلك من خالل اخلصائص اليت يتحدد‬
‫‪1‬‬
‫هبا هذا املبدأ وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتباره مبدأ اقتصادي‪ :‬ألن ضبط قيمة هذا الرسم تسمح بوضع سياسة مالية ملكافحة التلوث والتقليل من‬
‫آاثره‪ ،‬وعليه فهذا املبدأ له وظيفة فعالة قد تنتهي بظهور سوق التلوث؛‬
‫‪ -2‬مبدأ التعويض‪ :‬حيث يعتربونه أحسن احللول للتعويض املايل املتعلق ابألضرار البيئة دون أي مسؤولية‬
‫أو يعترب ك نفقات مكافحة التلوث تنفقها الدولة يف املشاريع املضادة للتلوث‪ ،‬وعليه كمكن إسناده إىل مبدأ‬
‫املسؤولية لتحديد أساس التعويض عن األضرار البيئية بشأن تطبيق هذا املبدأ‪ ،‬ويستندون يف ذلك أيضا إىل أن‬
‫هناك عالقة بني الضرر والفعل املسبب للضرر ويكون التعويض على أساس الفرض وليس على أساس اخلطأ‪.‬‬

‫كما تطرق أيضا املشرع اجلزائري إىل تعريف مبدأ امللوث الدافع يف القانون ‪ 10-03‬املتعلق حبماية البيئة يف إطار‬
‫التنمية املستدامة أبنه‪" :‬يتحمل مبقتضاه كل شخص يتسبب نشاطه أو كمكن أن يتسبب يف إحلاق الضرر ابلبيئة‬
‫نفقات كل تدابري الوقاية من التلوث والتقليص منه وإعادة األماكن وبيئتها إىل حالتها األصلية"‪ 2.‬بداية من سنة‬
‫‪ 2003‬مت إدخال هذا املبدأ ضمن املبادئ األساسية واعترب من أهم القوانني اليت يتأسس عليها قانون محاية البيئة‬
‫يف اجلزائر‪ ،‬تزامن إبدراج العديد من الرسوم البيئية‪ ،‬حبيث ركز على كل من املتسبب أو الذي كمكن أن يسبب يف‬
‫التلوث فاالثنني ملزمني ابملبدأ مع ضرورة إعادة األماكن إىل حالتها األصلية بعد دفع مبالغ مالية كنتيجة للضرر‬
‫الذي مت إحلاقه‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬وظائف مبدأ امللوث الدافع‬


‫يعد مبدأ امللوث الدافع من اآلليات القانونية واالقتصادية اليت تساهم يف احلد من التلوث البيئي يتميز بعدة‬
‫‪3‬‬
‫وظائف وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬وظيفة إعادة توزيع تكاليف التلوث لتحقيق التكامل االقتصادي‪ :‬يكمن اهلدف من إقرار مبدأ امللوث‬
‫الدافع يف كونه الوسيلة واآللية ملكافحة التلوث الناجم عن األنشطة اليت يسببها امللوثني‪ ،‬لكن مثل هذا القول‬
‫عرف انتقاد على أساس أن مبدأ امللوث الدافع يقضي ابختاذ تدابري معقولة ومقبولة‪ ،‬فامللوث يدفع جزء من‬
‫التكاليف الالزمة لتغطية تكاليف األضرار البيئية‪ ،‬كما أنه يعترب قاعدة لتحقيق العدالة‪ ،‬لكنه تعرض إىل انتقادات‬

‫‪ 1‬نشيدة معزوزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.143‬‬


‫‪ 2‬القانون رقم ‪ ،10 - 03‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ 3‬عطوي وداد‪ ،‬مبدأ امللوث الدافع كآلية بعدية حلماية البيئة‪ ،‬جملة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املركز اجلامعي تيبازة‪ ،‬اجمللد ‪ ،04‬العدد ‪،9‬‬
‫‪ ،2020‬ص ص ‪.44-43‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫عديدة من بينها‪ :‬أن امللوث الدافع يكرس التلوث احلقيقي كونه يقبل بتدهور البيئة‪ ،‬ويبقي على التلوث ولو يف‬
‫حدود معينة مقابل تعويض مايل للضرر املتسبب فيه ابلنسبة للمؤسسات الكبرية هو عبارة عن رسوم إضافية‪.‬‬

‫‪ -2‬الوظيفة الوقائية‪ :‬إن اهلدف من توقيع الرسوم البيئية على امللوث إمنا يكمن يف دفع امللوثني إىل تغيري‬
‫سلوكياهتم إجيابيا اجتاه البيئة‪ ،‬وقد أصرت منظمة التعاون األورويب يف التوصية رقم ‪ ،436 -75‬واليت ركزت فيها‬
‫على الوظيفة الوقائية ملبدأ امل لوث الدافع‪ ،‬جاءت كرد على االنتقادات اليت قيلت بشأن كونه يكرس التلوث‬
‫احلقيقي ومن مثة ال داعي للحديث عن الوقاية كون أن الضرر قد وقع‪ ،‬فالوظيفة الوقائية تكاد تتمركز يف جمال‬
‫محاية البيئة اليت تتوالها اإلدارة البيئية واليت ترتبط فعاليتها عجملة من القواعد املرنة والتخطيط الذي حيدد التوجهات‬
‫العامة للسياسة البيئية مث تليها القواعد التحفيزية ذات الطابع املايل‪.‬‬

‫‪ -3‬الوظيفة العالجية‪ :‬من املتفق عليه أن القضاء على التلوث ومن مث الرجوع إىل نسبة الصفر تكون مستحيلة‬
‫وعليه سيسمح بنسبة معينة من التلوث‪ ،‬واليت بدورها ستؤدي على املدى الطويل إىل تدهور البيئة‪ ،‬وابلتايل كان‬
‫من األنسب حتميل امللوث أعباء األضرار اليت تلحق ابلبيئة‪ ،‬ومن مثة ال كمكن االستهانة ابلتعويض الذي يقوم‬
‫على مسؤولية املت سبب يف هذه األضرار كونه مكمل للسياسة البيئية الوقائية‪ .‬وهو ما أقره مؤمتر ريو دي جانريو‬
‫سنة ‪ 1992‬من خالل تفسريه الواسع للوظيفة العالجية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬جماالت تطبيق مبدأ امللوث الدافع‬


‫على العموم فإن مبدأ امللوث الدافع يشمل أو ابألحرى يطبق عند وقوع أضرار مباشرة يتسبب فيها امللوث‬
‫للبيئة‪ ،‬وهو بذلك يشمل النشاطات امللوثة للبيئة بصفة دائمة أو مؤقتة‪ ،‬إال أن هناك جماالت أخرى يشملها مبدأ‬
‫‪1‬‬
‫امللوث الدافع ظهرت خاصة يف الدول األوروبية‪ ،‬واليت كمكن إجيازها كمايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اتساع جمال تطبيق مبدأ امللوث الدافع ليشمل مصاريف اإلجراءات اإلدارية‬
‫حبيث أن نفقات عمليات الرقابة والقياس والتحليل للتلوث اليت تقوم هبا مصاحل إدارية معنية يتم حتميلها‬
‫للمتسبب يف التلوث وفق مبدأ امللوث الدافع‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬اتساع مبدأ امللوث الدافع إىل األضرار املتبقية‬


‫مبعىن أن امللوث حىت وإن التزم بدفع أقساط معينة مقابل تلويثه للمحيط‪ ،‬فإنه كمكن متابعته أو ابألحرى حتميله‬
‫نفقات أخرى إضافية عند حصول أضرار جانبية متبقية أو مل تكن يف احلسبان‪.‬‬

‫‪ 1‬حروشي جلول‪ ،‬دراسة الضرائب البيئية يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ .2011 ،3‬ص ص ‪.176-175‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫اثلثا‪ :‬اتساع مبدأ امللوث الدافع ليشمل حاالت التلوث الناجم عن احلوادث‬
‫مت إدراج حاالت التلوث الناجم عن احلوادث من قبل منظمة التعاون والتنمية االقتصادية سنة ‪ ،1988‬وهذا‬
‫اإلجراء يهدف إىل ختفيف أعباء امليزانية العامة فيما خيص نفقات حوادث التلوث مقابل حتملها من قبل صاحب‬
‫املؤسسة‪،‬كما يهدف أيضا إىل حتفيز أصحاب هذه املؤسسات لكي يلتزموا ابالحتياطات الضرورية لتجنب مثل‬
‫هذه احلوادث‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اتساعه إىل جمال التلوث غري املشروع‬
‫حبيث أنه إذا جتاوز أحد امللوثني العتبة املسموح هبا للتلوث‪ ،‬وسبب ضررا للغري فإنه يلزم ابلتعويض ودفع‬
‫الغرامات‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اتساعه إىل التلوث العابر للحدود‬
‫ال يوجد إمجاع على املستوى الدويل فيما خيص الطريقة املثلى ملكافحة أشكال التلوث العابر للحدود‪ ،‬ذلك أن‬
‫املمارسة الدولية يف هذا اجلانب تكرس حاالت التعاون اجملاين بني الدول‪ ،‬ملكافحة آاثر الكوارث ذات التأثريات‬
‫البيئية‪ .‬إال أن هذا الشكل ليس هو السائد دائما‪ ،‬إذ مقابل ذلك جند الكثري من الدول تقدم خدماهتا ابملقابل‬
‫مثل حاالت التلوث البحري ابلنفط‪ .‬ورغم أن هذا املبدأ ليس مكرسا بصفة واضحة يف إطار القانون الدويل‪ ،‬إال‬
‫أن القواعد الدولية تتجه حنو التبلور للوصول إىل مبدأ امللوث الدافع بصورة واضحة على املستوى الدويل‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬االعرتاف مببدأ امللوث الدفع يف االتفاقيات و املمارسات الدولية‬


‫يعد مبدأ امللوث الدافع من بني أبرز مبادئ السياسات البيئية الذي القى اهتماما كبريا من طرف املنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬وقد مت االعرتاف به كقانون من خالل االتفاقيات واملؤمترات الدولية اليت جسدت تطبيقه على أرض الواقع‬
‫خالل سنوات عديدة‪ ،‬اعتمدت عليه أغلب دول العامل من أجل محاية بيئتها واالهتمام بصحة اإلنسان‪ ،‬ففي هذا‬
‫اجملال سنتناول بعض االتفاقيات والقرارات اليت تبني االهتمامات الدولية‪:‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫جدول رقم‪ )2-2( :‬تطبيقات مبدأ امللوث الدافع يف االتفاقيات واملمارسات الدولية‬

‫اجملال‬ ‫االتفاقيات الدولية‬


‫االتفاقية الثنائية املربمة بني أقرت هذه االتفاقية مببدأ امللوث الدافع فيما يتعلق بتسوية املسائل املتعلقة ابجملاري املائية والسدود‬
‫الدامنارك وأملانيا سنة ‪ 1922‬املوجودة على حدود الدولتني‪ .‬حيث نصت املادة ‪ 26‬على أنه‪ ":‬أي شخص يتعرض خلسارة أو‬
‫ضرر نتيجة لتنظيم ا جملاري املائية أو لتغيري يف حالتها يرتتب على هذا التنظيم‪ ،‬له احلق يف املطالبة‬
‫بتعويض كامل من الشخص املستفيد من العمل قيد البحث ‪"..‬‬
‫اتفاقية بروكسل سنة ‪ 1969‬نصت املادة ‪ 01‬من االتفاقية على مايلي‪" :‬يقصد أبضرار التلوث اخلسارة أو الضرر الذي حيدث‬
‫املتعلقة ابملسؤولية املدنية عن خارج السفينة ابلزيت عن طريق الناتج من التسرب أو إلقاء الزيت من السفينة‪ ،‬أينما حيدث هذا‬
‫األضرار الناجتة عن التلوث التسرب أو اإللقاء‪ ،‬ويشمل تكاليف اإلجراءات الوقائية وأيضا أي خسارة أو ضرر آخر حيدث‬
‫نتيجة هذه اإلجراءات"‪.‬‬ ‫ابلنفط‪.‬‬
‫أتكد مبدأ امللوث الدافع من خالل هذه االتفاقية يف املادة ‪ 01/03‬منها حبيث جعلت مالك‬
‫السفينة مسؤوال عن أي ضرر تلوث ينشأ من الزيت الذي ألقي من السفينة‪ ،‬كنتيجة حلادث‬
‫السفينة لـ ــ(‪)Torry canyon‬سنة ‪.1967‬‬
‫االتفاقية الدولية املتعلقة نصت املادة ‪ 1/4‬من هذه االتفاقية على أنه‪ ...." :‬يلتزم الصندوق أبن يدفع تعويضا ألي‬
‫دويل شخص أصيب بضرر انجم عن التلوث‪ ،‬وال يستطيع أن حيصل على تعويض كامل ومناسب‬ ‫صندوق‬ ‫إبنشاء‬
‫للتعويض عن األضرار النامجة مبقتضى شروط اتفاقية ‪ 1969‬اخلاصة ابملسؤولية املدنية‪ ،‬مبا يف ذلك التدابري املعقولة اليت اختذت‬
‫عن التلوث ابلنفط لسنة خلفض الضرر إىل احلد األدىن"‪.‬‬
‫‪.1971‬‬
‫اتفاقية األمم املتحدة املتعلقة هتدف هذه االتفاقية إىل تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة يف الغالف اجلوي عن مستوى حيول دون‬
‫تدخل خطري من جانب نشاطات اإلنسان يف النظام املناخي‪ .‬تنص املادة ‪ 03‬على أنه‪ " :‬للدول‬ ‫بتغري املناخ سنة ‪1992‬‬
‫وفقا مليثاق األمم املتحدة ومبادئ القانون الدويل حق السيادة يف استغالل موادها طبقا لسياستها‬
‫البيئية اخلاصة‪ ،‬وهي تتحمل مسؤولية ضمان أن األنشطة املضطلع هبا داخل حدود سلطتها أو‬
‫حتت إشرافها ال تضر ببيئة دولة أخرى أو ببيئة مناطق خارج حدود الوالية الوطنية"‪.‬‬
‫إعالن ريو دي جانريو من بني أهم املبادئ اليت أقرها إعالن "ريو" بشأن البيئة والتنمية هو البند السادس عشر‬
‫(‪)16‬واملتمثل يف مبدأ امللوث الدافع ‪ ،‬والذي ينص على أنه‪" :‬ينبغي أن تسعى السلطات الوطنية‬ ‫‪1992‬‬
‫إىل تشجيع حساب التكاليف البيئية كعنصر داخلي ضمن عناصر اإلنتاج واستخدام األدوات‬
‫االقتصادية‪ ،‬واألخذ يف احلسبان النهج القاضي أبن امللوث جيب أن يتحمل من حيث املبدأ تكلفة‬
‫التلوث‪ ،‬مع مراعاة الصاحل العام وبدون اإلضرار ابلتجارة واالستثمار الدوليني"‪.‬‬
‫اتفاقية استوكهومل ‪ ،2001‬تعترب من بني االتفاقيات اليت أقرت ابملبدأ واهلدف منها هو محاية صحة اإلنسان وبيئته من أخطار‬
‫امللواثت العضوية خلاصيتها السامة‪ ،‬واليت تنتقل عن طريق اهلواء‪.‬‬ ‫و املتعلقة ابمللواثت العضوية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪-‬رداوية حورية‪ ،‬تكريس مبدأ امللوث الدافع يف املمارسات الدولية ‪ ،‬جملة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،02‬العدد ‪ ،09‬ص ‪20-14‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫من خالل ما سبق كمكن القول أبن االتفاقيات واملنظمات الدولية اهتمت مببدأ امللوث الدافع وأسقطت تطبيقاته‬
‫على مجيع النواحي البيئية (التلوث ابلنفط‪ ،‬النقل‪ ،‬امللواثت العضوية‪ ،‬املياه‪ ،‬النفاايت‪..‬إخل)‪ ،‬وأكدت على ضرورة‬
‫البدء ابلعمل به‪ ،‬فمنها من كانت نصوصها واضحة ومنها من أشارت إليه فقط‪ ،‬وأكدت على ضرورة تطبيقه من‬
‫خالل وضعه كبند من بنود االتفاقيات مع توضيح جماالت تطبيقه على أرض الواقع‪ ،‬والعمل على إلزام امللوث‬
‫بدفع التعويض جراء ممارساته وأنشطته املضرة ابلبيئة‪ ،‬وااللتزام بفرضها على كل من األشخاص الطبيعية واملعنوية‬
‫حبيث تعد هذه األخرية املساهم األكرب للمشاكل البيئية‪ ،‬كما فرض هذا املبدأ كنتيجة الرتفاع االنبعااثت الغازية‬
‫وأتثريها السليب على تغري املناخ من أجل مكافحة التلوث بصفة عامة‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬ماهية اجلباية البيئية‬


‫إن اجلباية البيئية اليت تقوم أساسا على نظرية استيعاب العوامل اخلارجية ومبدأ امللوث الدافع‪ ،‬ليس هلا هدف‬
‫مايل فحسب‪ ،‬بل أيضا اقتصادي‪ ،‬فأداهتا الضريبية تعد سلوكية تساهم يف توعية دافعي الضرائب مبا ألنشطتهم من‬
‫آاثر ضارة على البيئة‪ ،‬وهو استجابة نقدية للقضااي البيئية الرئيسية من خالل تطوير أدوات تستند إىل الطاقة‬
‫والنقل والتلوث واملوارد الطبيعية‪ .‬فإىل جانب طابعها امللزم تتضمن وسائل ردع وحتفيز‪1.‬وابلتايل سنتطرق إىل‬
‫التعاريف املختلفة للجباية البيئية‪ ،‬خصائصها‪ ،‬مكوانهتا وأهدافها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اجلباية البيئية‬

‫لقي استخدام اجلباية البيئية يف مكافحة أو ا حلد من التلوث ومحاية البيئة أتييدا واسعا من قبل االقتصاديني‬
‫املعاصرين‪ ،‬بل وأصبحوا يفضلواهنا على السياسات البديلة اليت تنطوي على الرقابة احلكومية املباشرة‪ .‬كما زاد‬
‫اهتمام الدول هبا منذ أوائل التسعينات من القرن املاضي‪ ،‬واعتربها االقتصاديني حمور األساليب االقتصادية وأكثرها‬
‫كفاءة يف مواجهة التلوث‪ .‬تفرض الضريبة على امللوثني الذين حيدثون أضرارا بيئية من خالل نشاطاهتم االقتصادية‬
‫‪2‬‬
‫املختلفة النامجة عن منتجاهتم امللوثة أو استخدامهم لتقنيات إنتاجية مضرة ابلبيئة‪.‬‬

‫تعرف اجلباية البيئية" أباهنا جمموع التدابري اجلبائية (الضرائب‪ ،‬اإلعفاءات الضريبية‪...‬إخل) اليت يكون لوعائها‬
‫(املنتج‪ ،‬اخلدمات‪ ،‬املعدات‪...‬إخل) أتثري على البيئة‪ ،‬الغرض منه تشجيع السلوك البيئي اجليد وردع السلوك‬
‫‪3‬‬
‫السليب"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ballandras – Rozet Christelle, Op.cit, p 11.‬‬
‫‪ 2‬صيد مرمي‪ ،‬حمرز نور الدين ‪ ،‬فعالية تطبيق الرسوم والضرائب البيئية يف احتقيق أهداف التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬جملة الواحات للبحوث والدراسات‪ ،‬جامعة‬
‫غرداية‪ ،‬اجمللد ‪ ،9‬العدد ‪ ،2015 ،2‬ص ‪.608‬‬
‫‪3‬‬
‫‪La Fiscalité écologique ou environnementale, lorello ecodata, Paris, Mai 2014, p 01.‬‬
‫‪108‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫اتفقت كل من منظمة التعاون والتنمية االقتصادية والوكالة الدولية للطاقة (‪ )IEA‬واملفوضية األوروبية على‬
‫تعريف واحد للجباية البيئية وهو أاهنا عبارة عن " مدفوعات إلزامية بدون مقابل للحكومة العامة تفرض على أسس‬
‫ضريبية ذات الصلة ابلبيئة تشمل األوعية الضريبية منتجات الطاقة‪ ،‬السيارات‪ ،‬النفاايت‪ ،‬االنبعااثت املقاسة‬
‫أو املقدرة واملوارد الطبيعية‪...،‬إخل"‪ 1.‬وكما يطلق عليها أيضا مصطلح اجلباية اخلضراء وهي جمموعة اإلجراءات‬
‫اجلبائية الرامية إىل التعويض‪ ،‬أو احلد من اآلاثر الضارة الالحقة ابلبيئة جراء التلوث‪ 2.‬أما الديوان األورويب‬
‫لإلحصاء فقد عرفها على أاهنا" اقتطاع نقدي يرتكز وعاؤها على املوارد واخلدمات اليت تشكل خماطر على البيئة‬
‫أو على عمليات استغالل املوارد الطبيعية‪ ،‬ابعتبار أن أي تغيري يف أحد خواصها يعد تلواث بيئيا ويؤثر على‬
‫توازاهنا"‪ .‬ويعرفها املعهد الفرنسي للبيئة على أاهنا "كل االقتطاعات املالية املباشرة وغري املباشرة اليت تنصب أوعيتها‬
‫على كافة التأثريات السلبية على البيئة‪ ،‬فهي كافة الضرائب والرسوم اليت تستخدمها إدارة الضرائب ألجل متويل‬
‫عمليات إصالح األضرار اليت يسببها متحملوها سواء كانوا منتجني أو مستهلكني"‪ 3.‬كما وقد صنفت الوكالة‬
‫‪4‬‬
‫األوروبية للبيئة اإلجراءات اجلبائية البيئية ابالستناد على معايري اقتصادية‪ ،‬إىل مايلي‪:‬‬

‫‪-1‬إجراءات تغطية التكاليف‪ :‬وهتدف هذه اإلجراءات إىل إشراك املستفيدين من اخلدمات البيئية (الصرف‬
‫الصحي‪ ،‬شبكات املياه) يف تغطية مصاريف املراقبة واملتابعة‪ ،‬وهذا عن طريق حتميلهم جزء من التكاليف؛‬
‫‪ -2‬إجراءات احتفيزية‪ :‬وترمي إىل تعديل السلوك الضار ابلبيئة‪ ،‬من دون السعي إىل حتقيق إيرادات؛‬
‫‪ -3‬إجراءات متويلية‪ :‬وهتدف إىل توفري إيرادات أو مداخيل للحكومات‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل أن هذا التصنيف‬
‫نسيب‪ ،‬فإجراءات تغطية التكاليف أو اإلجراءات التمويلية املرتكزة على ضرائب بيئية يتغلب عليها اجلانب التمويلي‬
‫أكثر من اجلانب التحفيزي للحد من التلوث‪ ،‬كمكن تكييفها أكثر فأكثر لتحقيق أهداف بيئية حمددة‪.‬‬

‫تعد كل من اجلباية البيئية‪ ،‬اجلباية اإليكولوجية‪ ،‬الضرائب البيئية‪ ،‬الرسوم البيئية‪ ،‬الضرائب اخلضراء‪ ،‬السياسة‬
‫اجلبائية البيئية مصطلحات تستخدم لنفس املعىن وهو إدراج األدوات اجلبائية يف اجملال البيئي للحد من التلوث‬
‫ومعاجلة آاثره السلبية الضارة‪ ،‬سواء تعلق األمر ابجلانبني الردعي أو التحفيزي هلذه األداة‪ ،‬من أجل تشجيع‬
‫امللوثني على تبين تكنولوجيا جديدة لبيئة أنظف من جهة‪ ،‬ومتويل املشاريع البيئية من خالل إعادة تدوير اإليرادات‬
‫اخلاصة ابجلباية البيئية من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Taxation, Innovation and the Environment, OECD, Green Growth strategy, 2010, P 34.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mohammed amine khelladi, Politique publique d’environnement écologique des entreprises‬‬
‫‪algériennes, thèse de doctorat en science commerciales, Université d ORAN, faculté des sciences‬‬
‫‪économique Des sciences de gestions, Et des sciences commerciales, 2012, p75.‬‬
‫‪ 3‬خدجية بوطبل‪ ،‬دور التشريعات اجلبائية يف محاية البيئة‪ ،‬جملة جيل حقوق اإلنسان‪ ،‬لبنان‪ ،‬طرابلس‪ ،‬العدد ‪ ،25‬ديسمرب ‪ ،2017‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 4‬مسعودي حممد‪ ،‬اجلباية البيئية كأداة لتحقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬جملة أحباث اقتصادية وإدارية‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،15‬جوان‬
‫‪ ،2014‬ص ص ‪.52-51‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫اثنيا‪ :‬خصائص اجلباية البيئية‬


‫إن احلديث عن خصائص اجلباية البيئية يستدعي منا البحث يف مدى توافق الرسوم البيئية مع املبادئ التقليدية‬
‫يف قانون املالية والضرائب كمبدأ عمومية امليزانية‪ ،‬ومبدأ املساواة أمام الضرائب‪ ،‬ابعتبار أن الرسوم البيئية حديثة‬
‫‪1‬‬
‫ولتحقيق الغرض الذي أنشأت من أجله‪ ،‬جند أاهنا تتميز خباصيتني أساسيتني مها‪:‬‬
‫‪ -1‬ختصيص الرسوم البيئية واخلروج على مبدأ عمومية امليزانية‪ :‬لقد تطور مفهوم الضريبة الذي كان يستند إىل‬
‫هدف وحيد يتمثل يف استخدام السلطات العامة الضريبة كأداة للحصول على اإليرادات املالية هبدف تغطية‬
‫النفقات العمومية‪ ،‬وأصبح ينظر إليها على أاهنا أداة حتقيق أغراض اقتصادية واجتماعية متعددة‪ ،‬لكن الرسوم اليت‬
‫تفرض ألغراض بيئية ختصص إيراداهتا لالستعمال يف األغراض البيئية‪.‬‬
‫ومبعىن آخر توزيع عبء الضريبة على املتسببني يف التلوث‪ ،‬وتوزيع حصيلة الرسوم لتمويل التدابري املتخذة من‬
‫طرف السلطات العامة حلماية البيئة‪ ،‬أو املسامهة يف متويل مؤسسات يقيمها امللوثني أنفسهم ملكافحة التلوث‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ املساواة أمام الضرائب‪ :‬يتخذ مبدأ املساواة املنصوص عليه يف دساتري خمتلف الدول‪ ،‬عدة أشكال‬
‫منها املساواة أمام األعباء العامة واملساواة أمام الضرائب املنصوص عليها يف املادة ‪ 6‬و ‪ 13‬من إعالن حقوق‬
‫اإلنسان ‪ ،1948‬وابلتايل فانه ال جمال لوجود أي تباين يف معاملة امللوثني أو املواد أو األنشطة امللوثة يفقد الرسوم‬
‫البيئية طابعها التحفيزي‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬مكوانت اجلباية البيئية‬

‫تتكون اجلباية البيئية من ثالث عناصر واملتمثلة يف الضرائب البيئية‪ ،‬الرسوم البيئية‪ ،‬اإلعفاءات و التحفيزات‬
‫الضريبية وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬الضرائب البيئية‪ :‬تسمى كذلك ابلضرائب البيغوفية هي تلك الضرائب اليت تستند مباشرة إىل التكاليف‬
‫اخلارجية فهي مصممة خصيصا هلدف جبائي بيئي‪ ،‬نظرا ألاهنا هتدف إىل دمج التكاليف اخلارجية يف األسعار‪.‬‬
‫فضريبة البيئة على املنتجات مثال يتم حساب قيمتها على أساس التكلفة اخلارجية الناجتة عن استخدامها‪ 2.‬فعلى‬
‫املستوى األورويب‪ ،‬تعرف ‪ OECD‬الضريبة البيئية على النحو التايل‪" :‬هي كل ضريبة يكون وعائها وحدة مادية‬
‫(أو تقريبية للوحدة املادية) لشيء ما له أثر سليب ومثبت على البيئة"‪ 3.‬إن فرض هذه الضرائب يعكس قيمة اآلاثر‬
‫اخلارجية السلبية النامجة عن تشغيل املشروعات امللوثة للبيئة‪ ،‬ووفقا هلذه الضريبة يسعى املنتجون إىل ختفيض‬
‫االنبعااثت من خالل جمموعة من اإلجراءات كبعض التغيريات يف نوعية املدخالت املستخدمة أو التحول إىل‬

‫‪ 1‬صونية بن طيبة‪ ،‬اجلباية البيئية حلماية البيئة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى الدويل بعنوان النظام القانوين حلماية البيئة يف ظل القانون الدويل والتشريع‬
‫اجلزائري‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قاملة‪ ،‬يومي ‪09‬و ‪ 10‬ديسمرب ‪ ،2013‬ص ص ‪.10-09‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Fiscalité et Parafiscalité, La Politique Fiscale et L’environnement, Septembre 2009, p 25.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪La Fiscalité écologique ou environnentale , Op.cit, p 01.‬‬
‫‪110‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫إنتاج منتجات أخرى أقل تلويثا‪ ،‬وابلتايل فإن جوهر استخدام هذه الضريبة هو إعطاء احلرية للمنتج امللوث للبيئة‬
‫يف اختيار الطريقة املالئمة لتخفيض حجم االنبعااثت امللوثة هلا‪1.‬فالضريبة البيئية تفرض إما على املدخالت وإما‬
‫‪2‬‬
‫على املخرجات‪:‬‬
‫أ‪ -‬فرض ضريبة على املدخالت‪ :‬تقوم بفرض ضريبة على املواد األولية اليت حتتوي على عناصر خطرية يف‬
‫تركيبتها الكيميائية اليت تؤثر على البيئة‪ ،‬واليت تعترب مهمة وضرورية يف إنتاج بعض السلع‪ ،‬وبعبارة أخرى فهي‬
‫ضريبة على املواد اليت تستخدم كمدخالت يف العملية اإلنتاجية‪ ،‬وتؤثر ابلسلب على البيئة؛‬
‫ب‪ -‬فرض ضريبة على املخرجات‪ :‬تتمثل يف األنشطة االقتصادية ويف السلع واخلدمات ابإلضافة إىل بعض‬
‫املخلفات مبختلف أنواعها صلبة أو سائلة أو غازية ومما كمكن أ ن ختلفه العملية اإلنتاجية‪ ،‬وعلى هذا يتم فرض‬
‫ضريبة على املنتجات‪ ،‬وتقوم الدولة بفرض ضريبة قيمية أو نوعية على اإلنتاج يف خمتلف الوحدات اإلنتاجية اليت‬
‫يصاحب إنتاجها تلوث البيئة‪ ،‬وإحداث أضرار اجتماعية وذلك هبدف ختفيض حجم امللواثت إىل املستوايت‬
‫املقبولة اجتماعيا‪.‬‬

‫‪ -2‬الرسوم البيئية‪ :‬تعرف الرسوم أباهنا‪" :‬حقوق نقدية مقتطعة من طرف احلكومة إزاء استخدام البيئة‪ ،‬نقصد‬
‫ابالستخ دام كل نشاط يغري احمليط‪ ،‬ويعترب التلوث نشاطا يغري البيئة سلبا‪ ،‬تفرض الرسوم البيئية هبدف تغطية‬
‫جمموع تكاليف التسيري للنفاايت احلضرية تدرجييا واملبلغ احلقيقي للرسم حيدد وفق مبدأ امللوث الدافع‪ ،‬وهذا‬
‫حسب الكمية املرمية‪ 3.‬نظرا ملا توفره الدولة من خدمات خاصة تستخدم فيها تقنيا التطهري والسالمة البيئية‪ ،‬فهي‬
‫تفرض على املستفيدين من هذه اخلدمات رسوما خاصة ال تظهر إال عند االستفادة مباشرة من هذه اخلدمات‬
‫مثل‪ :‬رسم التطهري‪ ،‬رسم النظافة‪ ،‬رسم االستفادة من املياه الصاحلة للشرب‪ .‬ترتبط األسعار والرسوم واإلاتوات اليت‬
‫يتم مجعها من أجل خمتلف اخلدمات البيئية (مثل مجع النفاايت‪ ،‬توزيع املياه ومعاجلة مياه الصرف الصحي‬
‫وإمدادات الطاقة) ارتباطا وثيقا ابستخدام الضرائب البيئية‪ .‬كما أنه من املهم أن يعاد دوراي تقييم األداء الفعلي‬
‫للضرائب البيئية لتحديد ما إذا كان من املمكن حتسني فعاليتها البيئية أو كفاءهتا االقتصادية‪.4‬‬

‫‪ 1‬هيثم علي حممد العنبكي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬واقع التلوث البيئي واستخدام الضرائب البيئية للحد منه حبث احتليلي ملولدات الديزل يف حمافظة بغداد‪ ،‬جملة دراسات‬
‫حماسبية ومالية‪ ،‬املعهد العايل للدراسات املالية واحلاسبية‪ ،‬اجمللد ‪ ،11‬العدد ‪ ،2016 ،34‬ص ص ‪.246-245‬‬
‫حيدر عبد األمري نعمة‪ ،‬صبحي حسون السعدي‪ ،‬توجهات املؤسسات الدولية يف اإلصالح الضرييب وانعكاساهتا على جتارة العراق اخلارجية‪ -‬سيناريوهات‬ ‫‪2‬‬

‫مقرتحة‪ ،-‬اجمللة العراقية للعلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،2019 ،60‬ص ‪.123‬‬


‫‪ 3‬بوذريع صاليحة‪ ،‬دور السياسات البيئية يف ردع واحتفيز املؤسسات االقتصادية على محاية البيئة‪ ،‬جملة اقتصادايت مشال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‬
‫الشلف‪ ،‬العدد ‪ ،2017 ،17‬ص ‪.99‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Cadre d’action de l’OCDE pour des politiques de l’environnement efficaces et efficientes :‬‬
‫‪Synthèse, Réunion du Comité des politiques d’environnement (EPOC) au niveau ministériel‬‬
‫‪Environnement et compétitivité mondiale 28-29 avril 2008, OCDE, p 29.‬‬
‫‪111‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪ -3‬احلوافز واإلعفاءات اجلبائية‪ :‬الواقع أن مضمون اجلباية البيئية ليس كله ضرائب ورسوم‪ ،‬وإمنا يوجد فيه‬
‫احلوافز واإلعفاءات اجلبائية اليت قد يكون هلا أثر كبري يف اعتماد أنشطة أو صناعات صديقة للبيئة‪ ،‬ألن فرض‬
‫الضرائب والرسوم دوما ما يقابله هترب وغش ضرييب‪ ،‬بينما قد يقابل التحفيز استجابة تلقائية من املواطن‪ ،‬علما‬
‫‪1‬‬
‫أن اإلعفاء أو اإلجراءات التحفيزية قد أتخذ إحدى الصور التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلعفاء الدائم‪ :‬وهذا من الضرائب والرسوم اليت تفرض على النشاطات االقتصادية املختلفة للتمييز بني‬
‫النشاطات االقتصادية امللوثة للبيئة وتلك الصديقة هلا‪ ،‬علما أن هذا النوع قد القى جناحا لدى الدول املتقدمة‬
‫مثل الياابن والنرويج؛‬
‫ب‪ -‬اإلعفاء املؤقت‪ :‬الذي يكون لفرتة زمنية حمدودة‪ ،‬كأن يتم إعفاء منطقة سكنية معينة أو نشاط استثماري‬
‫معني من دفع الضرائب والرسوم البيئية ملدة زمنية ما هبدف حتفيزها على استعمال أنشطة أو صناعات أو موارد‬
‫متجددة تكون صديقة للبيئة‪.‬‬
‫ج‪ -‬احلوافز اجلبائية‪ :‬كأن يتم إعفاء جتهيزات أو منتجات معينة من الرسوم اجلمركية وذلك ابعتبارها صديقة‬
‫للبيئة‪ ،‬هذا ما من شأنه تكريس ثقافة املواطنة لدى الرئيس واملرؤوس داخل املؤسسات واملصانع‪.‬‬

‫تزداد شعبية اإلعفاءات الضريبية يف جمال البحث والتطوير بني حكومات ‪ ،OECD‬حيث بلغ عدد بلدااهنا‬
‫اليت تستخدمها ‪ 21‬بلداً سنة ‪ ،2008‬أي بزايدة ‪ 18‬بلداً عن سنة ‪ .2004‬ويف بعض البلدان‪ ،‬كمكن أن توفر‬
‫هذه التدابري حوافز مالية إضافية كبرية لالضطالع أبنشطة البحث والتطوير‪ ،‬ألن اإلعفاءات اجلبائية يف هذا اجملال‬
‫هي عادة األداة الرئيسية للسياسة اجلبائية اليت تستهدف االبتكار‪ ،‬وابلنسبة للحكومات اليت تفكر يف استخدام‬
‫‪2‬‬
‫اإلعفاءات الضريبية يف جمال البحث والتطوير كأداة للسياسة البيئية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهداف اجلباية البيئية‬

‫للجباية البيئية جمموعة من األهداف اليت جتعلها تتميز عن غريها من األدوات االقتصادية والبيئية اليت تساهم‬
‫‪3‬‬
‫بدورها يف محاية البيئة من التلوث‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬حتقيق التخصيص األمثل للموارد‪ ،‬فاآلاثر اخلارجية للتلوث تؤدي إىل عدم التخصيص األمثل هلا‪ ،‬وإزاء هذا‬
‫األمر فإن الضريبة تلعب دور املصحح‪ ،‬حبيث تكفل إعطاء املؤشرات السعرية احلقيقية وابلتايل التخصيص األمثل‬
‫للموارد؛‬

‫‪ 1‬قليل عالء الدين ‪ ،‬دور اجلباية البيئية يف ترسيخ املواطنة البيئية واحلد من اإلنفاق البيئي‪ ،‬جملة القانون واجملتمع‪ ،‬جامعة أمحد دراية ‪ ،‬أدرار‪ ،‬العدد ‪،10‬‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.277‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Green Growth Strategy, Taxation, Innovation and the Environment, OECD, 2010, p 119,‬‬
‫‪Disponible sur: www.oecd.org/publishing/corrigenda. Page consulté le : 13/08/2020‬‬
‫‪ 3‬عزي هاجر‪ ،‬ساملي رشيد‪ ،‬اجلباية البيئية عنصر مفتاحي حلماية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬جملة علوم االقتصاد والتسيري والتجارة‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،33‬ص ‪.148‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪ -2‬استعماهلا كوسيلة فعالة إلدماج تكاليف اخلدمات واألضرار البيئية مباشرة يف أسعار السلع واخلدمات‪ ،‬أو يف‬
‫تكاليف األنشطة املتسببة يف التلوث وهذا تطبيقا ملبدأ امللوث الدافع‪ ،‬الذي حيرص على التكافل بني السياسات‬
‫االقتصادية والبيئية الرامية إىل احلفاظ على البيئة؛‬
‫‪ -3‬تشجيع التجديد التكنولوجي والتحوالت اهليكلية يف أساليب اإلنتاج وتعزيز احرتام التشريعات اخلاصة حبماية‬
‫البيئة؛‬
‫‪ -4‬املسامهة يف حماربة املصادر الصغرية للتلوث مثل‪ :‬النفاايت‪ ،‬املواد الكيماوية؛‬
‫‪ -5‬املسامهة يف جتسيد مفهوم التنمية املستدامة‪ ،‬فالبعض من املختصني يعتربون أو يسمون اجلباية البيئية‬
‫ب ـ ـ " جباية التنمية املستدامة"‪.‬‬
‫‪ -6‬املسامهة يف متويل سياسات محاية البيئة‪ ،‬من خالل زايدة اإليرادات اجلبائية اليت تستعمل لتغطية النفقات‬
‫البيئية‪ ،‬ويعد هذا اهلدف من بني األسباب الرئيسية لتأسيس الضرائب البيئية يف أغلب الدول‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل‬
‫أن حتقيق هذا اهلدف غالبا ما يتم عن طريق فرض ضرائب بيئية‪ ،‬متس جماالت الطاقة والكربون وخمتلف أنواع‬
‫‪1‬‬
‫الوقود‪ .‬ابإلضافة إىل أهداف أخرى وهي‪:‬‬

‫‪ -7‬تلعب اجلباية البيئية دور احملفز لالبتكار ابلنسبة للمنتجني‪ ،‬عندما تصبح الطاقة‪ ،‬املياه‪ ،‬املواد اخلام والنفاايت‬
‫الغازية‪ ،‬السائلة والصلبة خاضعة للتكليف الضرييب فسوف يطور دافعي الضرائب طرقا جديدة لإلنتاج ويساعد‬
‫هذا على حتقيق املزيد من الكفاءة االقتصادية وتنفيذ مبدأ االحتياطات وحتسني االستدامة والتنافسية العاملية؛‬

‫‪ -8‬توجيه قرارات أرابب العمل حنو استخدام التقنيات احلديثة والصديقة للبيئة‪ ،‬اليت من شأاهنا ختفيض مستوايت‬
‫املواد امللوثة للبيئة ‪ .‬مبعىن السعي حنو التعديل اإلجيايب لسلوك امللوثني عن طريق ردعهم ماليا‪ ،‬وهذا حسب درجة‬
‫تلويثهم وأضرارهم ابلبيئة ‪ ،‬حبيث كلما كان سعر الضريبة مرتفعا كلما كان اجتاه امللوثني حنو تبين تقنيات إنتاج‬
‫أنظف وأكثر احرتاما للبيئة‪ ،‬أي حتفيز الشركات واملشروعات االستثمارية على البحث ابستمرار عن التكنولوجيا‬
‫الصديقة للبيئة؛‬
‫‪ -9‬املسامهة يف إزالة التلوث عن طريق ما تتضمنه اجلباية البيئية من إجراءات عقابية رادعة سواء كانت غرامات‬
‫مالية‪ ،‬أو عقوابت جنائية يتعرض هلا مجيع املخالفني لقواعد محاية البيئة‪.‬‬

‫‪ 1‬جعفر يونس جابر الالمي‪ ،‬خلود هادي عبود الربيعي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫أثبت االقتصادي (*‪ )Beat Burgenmeier‬من خالل أحباثه أن هلذا النوع من الضرائب أثر إجيايب كبري على‬
‫البيئة‪ .‬وأكد أن الفكرة العامة هي جعل التلوث ابهظ الثمن للملوث‪ ،‬نظرا لدفعه مبلغا له عالقة ابلتلوث الذي‬
‫ينبعث منه‪ ،‬أي دفع امللوث لغرامة مالية كنتيجة لتصرفاته وأفعاله املضرة ابلبيئة‪ ،‬مما يؤدي ابملكلف إىل االجتاه حنو‬
‫‪1‬‬
‫التقليل من حدته‪ .‬فوفقا له يشمل املصطلح العام للجباية البيئية فئتني ختتلفان وفقا هلدفهما الرئيسي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفئة األوىل‪ :‬هتدف إىل استيعاب العوامل اخلارجية‪ ،‬وتصحيح األسعار ملراعاة التكاليف اخلارجية‪ ،‬كما أاهنا‬
‫تشجع على اعتماد السلوك الذي أيخذ بعني االعتبار مجيع التكاليف النامجة عن األنشطة الضارة ابلبيئة؛‬
‫ب‪ -‬الفئة الثانية‪ :‬هتدف إىل متويل أنشطة محاية البيئة‪ ،‬وهي من الضرائب املالية أو إاتوات اخلدمة املقدمة اليت‬
‫تؤثر أيضا على جودة البيئة‪.‬‬
‫يرى االقتصادي فارس مسدور يف مقاله حول "أمهية تدخل احلكومات يف محاية البيئة من خالل اجلباية‬
‫البيئية"‪ 2‬أنه من أجل التخفيف من حدة التلوث البيئي ومحاية البيئة يف حال مت استخدام اجلباية البيئية‪ ،‬فإنه‬
‫يتطلب املرور أبربع مراحل‪ ،‬تتمثل األوىل يف املرحلة االنتقالية عن طريق الرتكيز على التصنيع الصديق للبيئة وخلق‬
‫ابتكارات تساهم يف ختفيف حجم الضرر البيئي وال يكون إال من خالل إعالم وحتسيس أصحاب املصانع اليت‬
‫تتسبب يف مشاكل بيئية خاصة األنشطة التجارية‪ ،‬أما املرحلة الثانية فتتعلق بتدخل الدولة عن طريق متويلها‬
‫للمشاريع ابعتبارها تتطلب تكاليف مرتفعة نتيجة لتلك اآلاثر السلبية اليت نتجت عنها‪ .‬كما تؤدي إىل زايدة‬
‫أمهيتها وتوسيعها للمشاريع ‪ ،‬ما جيعلها تظهر على أرض الواقع كنموذج يقتاد به ألصحاب املصانع خاصة‬
‫اإلنتاجية منها يف تنفيذ مشاريعها‪ ،‬أطلق عليها اسم مرحلة املشاريع النموذجية‪.‬‬
‫لندخل ضمن املرحلة الثالثة واليت تكون فيها الدولة كشريك أساسي عن طريق مشاريع مشرتكة بينها وبني األعوان‬
‫االقتصاديني أو بني الدولة وشراكة أجنبية‪ ،‬من أجل اعتماد مشاريع صديقة للبيئة ما يزيد من فرص تشجيع هذه‬
‫الشراكة ابإلضافة إىل تقليل التكاليف وتقامسها بني الطرفني‪.‬‬
‫أما املرحلة الرابعة فهي مرحلة االستقاللية تتميز ابنسحاب الدولة وخروجها من املشاريع النموذجية اليت هتدف‬
‫إىل حتسني املستوى البيئي ‪ ،‬وابلتايل تفتح اجملال أمام اخلواص الذين أصبحوا كمتلكون خربة وذوي دراية اتمة بطبيعة‬
‫هذه املشاريع‪ .‬إال أن االنسحاب ال يكون اهنائي حبيث ال يكتمل دور الدولة عند هذا احلد وإمنا تبدأ مرحلة‬
‫جديدة وهي مرحلة الرقابة املباشرة على خمتلف املشاريع من أجل ضمان السري احلسن هلا‪.‬‬

‫* ‪ : Beat Bürgenmeier‬خبري اقتصادي وأستاذ يف جامعة جنيف لالقتصاد واإلدارة منذ عام ‪ ،1982‬من بني مؤلفاته‪ ،‬االقتصاد يف صيغة اجلمع‪،‬‬
‫النظرايت االقتصادية اليت تواجه التحدايت البيئية واالجتماعية‪...‬إخل‪.‬‬
‫‪ 1‬أنظر إىل‪:‬‬
‫‪Mohammed amine khelladi, Op.cit, p75.‬‬
‫أنظر إىل‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫فارس مسدور‪ ،‬أمهية تدخل احلكومات يف محاية البيئة من خالل اجلباية البيئية‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪ ،2009 ،07‬ص‬
‫‪.350‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫من خالل ما سبق كمكن القول أن جل االتفاقيات واملؤمترات الدولية واليت دعت إىل احلفاظ على صحة‬
‫اإلنسان يف مقدمة أهدافها قامت بطرح فكرة تسخري األدوات االقتصادية خلدمة األغراض البيئية واليت سعت من‬
‫ورائها إىل تسليط الضوء على الضرائب والرسوم البيئية وخنص ابلذكر سلسلة املؤمترات اخلمس بداية من ‪1995‬‬
‫إىل غاية ‪ ،1999‬هتدف مجيعها إىل ختفيض حجم االنبعااثت الغازية ووضع قيود ملزمة‪ ،‬ويف مقدمة التدابري‬
‫الكفيلة حبل هذا املشكل واليت سعت إليها املؤمترات جند فرض ضريبة الكربون لتثبيت ‪ 𝐶𝑂2‬على مصادر الطاقة‪.‬‬
‫واختذت اإلجراءات على مجيع الغازات الدفيئة‪ ،‬كما وضعت أهداف حتد من االنبعااثت الغازية وفقا ملخططات‬
‫زمنية ‪.2030 ،2020 ،2010 ،2005‬‬

‫اعترب العنصر البشري هو املتسبب األكرب يف هذا املشكل لذا فرضت جمموعة من الضرائب اليت تقلل من‬
‫سلوكياته املضرة وتعدهلا إجيابيا سواء للمنتجني أو املستهلكني‪ ،‬واستعمال املوارد املتاحة بشكل عقالين وسليم‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إىل حتفيزهم على االبتكار وتبين تكنولوجيا جديدة من أجل بيئة أنظف مع احرتام التشريعات البيئية وابلتايل‬
‫حتقيق فوائد مالية للدولة تستغلها يف اإلنفاق على مشاريع استثمارية حلماية البيئة وحتقيق تنمية اقتصادية‬
‫واجتماعية سريعة ذات فوائد مشرتكة حمليا‪ ،‬مثل النفاايت اليت تتطلب أمواال إلزالتها أو إعادة تدويرها‪ ،‬وابلتايل‬
‫البد من البحث عن طرق لتصريفها ومتابعة املشاريع االستثمارية يف هذا اجملال‪ ،‬واألخذ بنماذج دولية مثل أملانيا‬
‫اليت أصبحت رائدة يف جمال تسيري وإدارة النفاايت‪ ،‬وبناء مدن مستدامة مثل مناذج دول اخلليج اليت تعترب كنموذج‬
‫انجح للدول العربية للمدن الصديقة للبيئة‪ ،‬كلها تدخل ضمن األهداف األساسية للجباية البيئية من أجل احلد‬
‫من التلوث‪ ،‬ولتطبيقها بشكل جيد ابلنسبة للدول اليت تسعى إىل محاية بيئتها البد من املرور أبربع مراحل سابقة‬
‫الذكر بداية ابملرحلة االنتقالية مث مرحلة املشاريع النموذجية والشراكة بني الدولة واخلواص وحىت األجانب لتطوير‬
‫العالقات‪ ،‬وأخريا مرحلة استقاللية الدولة عن هذه املشاريع مع ضرورة توفري إجراءات الرقابة والتسهيالت الالزمة‬
‫من أجل حتقيق جباية بيئية مستدامة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬نطاق تطبيق اجلباية البيئية‬


‫يتمثل التنظيم الفين للضريبة يف الطرق واإلجراءات الالزمـة بداية بفـرض الضـريبة وكيفية حتصيلها‪ ،‬إضافة إىل‬
‫الرتكيز على كل من الوعـاء واملعدل الضريبيني‪ ،‬حبيث يعد الوعاء الضرييب عنصر أساسي يف اجلوانب التقنية‬
‫للضرائب والرسوم‪ ،‬كما يعترب عامل مهم لتطويرمها‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار حتديد شكل السعر املالئم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الوع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء الضرييب‬

‫كمكن تعريف وعاء الضريبة أبنه " املادة اليت تفرض عليها الضريبة أو هو املوضوع الذي خيضع هلا" ويعد اختيار‬
‫الوعاء نقطة البداية يف تنظيم أي ضريبة‪ 1.‬مبعىن اختيار املادة اليت تفرض عليها الضريبة‪ ،‬ويف جمال ضريبة التلوث‬
‫فإن اختيار العناصر اليت يتضمنها الوعاء اخلاضع للضريبة جيب أن يقوم على أساس وجود عالقة واضحة ومنطقية‬
‫بني واقعة التلوث وأتثريها املادي امللموس على البيئة‪ ،‬أي يتعني حتديد العناصر داخل الوعاء بشكل حمدد ودقيق‬
‫وأن تعطى تعريفات موحدة داخل نطاق احلدود اجلغرافية اليت تطبق فيها الضريبة‪ ،‬هذا التحديد الدقيق والتعريف‬
‫‪2‬‬
‫املوحد للعناصر اخلاضعة للضريبة يزيد من مصداقية التأثري البيئي للضريبة‪.‬‬
‫إن اختيار املادة اليت تفرض عليها الضريبة يف جمال حتديد ضريبة التلوث جيب أن يؤسس على عالقة واضحة‬
‫ومنطقية بني واقعة التلوث وأتثريها املادي امللموس‪ ،‬أي يتعني حتديد العناصر داخل الوعاء بشكل حمدد ودقيق‬
‫وأن تعطي تعريفات موحدة داخل نطاق احلدود اجلغرافية‪ .‬ولذلك فإن العناصر اليت قد تشمل الوعاء الضرييب‬
‫‪3‬‬
‫البيئي تتكون من االنبعااثت‪ ،‬التدفقات واملخلفات الصلبة والسائلة اليت يلقى هبا يف البيئة‪.‬‬

‫تثري دراسة وعاء الضريبة البيئية ثالث مسائل هامة وأساسية نظرا للطبيعة اخلاصة اليت تتميز هبا عن غريها من‬
‫‪4‬‬
‫الضرائب وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬اختيار وعاء الضريبة البيئية أي اختيار املادة اليت تفرض عليها الضريبة‪ :‬على عكس الشائع يف الضرائب‬
‫األخرى فان وعاء الضريبة البيئية ال يتحدد بقيمة نقدية ولكن بوحدات مادية كحجم املخلفات اليت تصرف يف‬
‫مسطحات املياه أو كمية تطلق ابهلواء أو درجة الضوضاء الصادرة عن الطائرات واملركبات وهنا جيب أن تكون‬
‫العالقة مباشرة بني وعاء الضريبة البيئية والتلوث البيئي ومثال ذلك انبعااثت دخان مصنع معني فان وعاء الضريبة‬
‫هو كمية االنبعااثت الناجتة عن هذا املصنع وال يصلح وعاء الضريبة على كمية الوقود اليت احرتقت داخل هذا‬
‫املصنع كما ال يصلح وعاء الضريبة على حجم الوقود املستعمل‪.‬‬

‫‪ 1‬هيثم علي حممد العنبكي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪ 2‬حسونة عبد الغين‪ ،‬النظام اجلبائي البيئي بني الردع والتحفيز‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،13‬فيفري ‪ ،2016‬ص ‪184‬‬
‫‪ 3‬وهلي بوعالم ‪ ،‬آفاق تطبيق اإلسرتاتيجية املالية اخلضراء يف ظل الدول اجلديد للدولة مع اإلشارة إىل حالة اجلزائر‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة املسيلة‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،12‬ص ‪.188‬‬
‫‪ 4‬هيثم علي حممد العنبكي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.244‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪ -2‬احتديد اجلزء الذي تفرض عليه الضريبة‪ :‬ونقصد به اجلزء الذي يتعدى املستوى األمثل من التلوث املسموح‬
‫به اجتماعيا ويتحدد هذا املستوى عندما تتعادل التكلفة احلدية لتخفيض التلوث مع التكلفة احلدية للضرر‪.‬‬
‫‪ -3‬تقدير وعاء الضريبة‪ :‬نظرا لصعوبة قياس وتقدير االنبعااثت والتدفقات واملخلفات تلجأ األنظمة الضريبية إىل‬
‫ترمجة هذه امللواثت يف شكل معادالت وجداول حتسب على أساس أمهية املخاطر الناجتة عن كل نوع من أنواع‬
‫هذه امللواثت‪ ،‬على أن يتم توضيح وبيان مقدار الضريبة املخصص لكل وحدة معينة من وحدات القياس وذلك‬
‫وفقا لنوع وطبيعة تلك امللواثت‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬املعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدل الضرييب‬

‫حىت يتحقق اهلدف املايل والبيئي للجباية البيئية‪ ،‬البد من أن تتوافق معدالهتا مع مستوى املخاطر واألضرار اليت‬
‫تنصب عليها‪ ،‬فيأخذ املشرع بعني االعتبار كمية التلوث املنبعثة ودرجة خطورة العناصر امللوثة‪ ،‬ونوعية الوسط‬
‫البيئي املراد محايته ودرجة حساسيته للملوث‪ ،‬فالوسط اهلوائي أكثر األوساط الطبيعية إاتحة وابلشكل اجملاين‪ ،‬فهو‬
‫يستغل مبا يفوق احلد األمثل إللقاء خمتلف امللواثت الغازية اليت تسببت يف ظهور مشكلة االحتباس احلراري وثقب‬
‫األوزون‪ ،‬لذلك تعترب معدالت ضرائبه من أعلى املعدالت يف معظم بلدان العامل‪ ،‬خاصة ابلنسبة لضريبة" ‪."𝐶𝑜2‬‬
‫وقد خيتلف املعدل يف البلد نفسه ويف نفس الضريبة ابلنظر إىل خصوصية الوسط املعين ابحلماية فيه‪ ،‬فمثال‬
‫ابلنسبة لـ ــ" غاز النيرتوجني أو اآلزوت ‪ "𝑁𝑂x‬املسبب لثقب األوزون تطبق عليه معدالت أعلى يف بعض البلدان‬
‫خاصة يف املناطق اجلبلية مقارنة ابملناطق املنخفضة‪ ،‬ألن كثافة األكسجني تقل كلما زاد ارتفاعا عن سطح البحر‬
‫وتكون أعلى يف املدن حيث يرتفع استهالك الوقود املتسبب يف انبعااثت هذا الغاز‪ ،‬وابلتايل يتحكم يف معدل‬
‫الضرائب والرسوم البيئية مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬املستجدات العلمية يف اجملال االيكولوجي والطيب اليت قد تكشف عن آاثر ضارة جديدة لبعض العناصر‬
‫على البيئة وصحة الكائن احلي‪ ،‬مما سوف يؤثر على قرارات صانعي السياسة اجلبائية يف عملية فرض الضرائب‬
‫والرسوم مبعدالت قادرة على حتقيق اهلدف البيئي املسطر؛‬
‫‪ -2‬خصوصية املورد الطبيعي املراد محايته‪ ،‬فاملورد غري القابل للتجدد واملعرض للندرة والنفاذ يلقى محاية أكرب من‬
‫السلطات وذلك بفرض عليه معدالت أعلى للضرائب والرسوم؛‬
‫‪ -3‬كمية امللواثت ودرجة خطورة العناصر اليت تشكلها‪ ،‬فالتلوث اهلوائي بغاز اثين أكسيد الكربون أكثر خطورة‬
‫من التلوث الرتايب‪ ،‬وابلتايل فاملعدالت ختتلف تبعا لذلك؛‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪ -4‬حىت يكون املعدل أمثال من الناحية االقتصادية‪ ،‬البد من أن يعكس بشكل كبري وليس كلي حجم األضرار‬
‫احلالية واملتوقعة يف املستقبل‪ ،‬والتكاليف الناجتة عن ذلك بشكل مستمر‪ ،‬لذلك يفرض بشكل قابل للتعديل‬
‫‪1‬‬
‫السنوي حىت حيقق عالقة التكاليف احلدية لتخفيض التلوث أقل أو تساوي التكاليف االجتماعية للتلوث‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬السع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫يعرف سعر الضريبة بوجه عام على أنه مبلغ من املال الذي جيب على املمول أن يدفعه عن كل وحدة من‬
‫موضوع الضريبة أو أنه النسبة املئوية اليت حيدد هبا مقدار الضريبة‪ ،‬فهو عبارة عن مقدار الضريبة منسواب إىل قيمة‬
‫‪2‬‬
‫وعائها أو حملها‪ ،‬ومن أهم األشكال اليت يتخذها جند السعر الثابت والسعر التصاعدي وهي كمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬السعر الثابت‪ :‬يف هذه احلالة فإن السعر يبقى اثبتا على كامل املادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬تسمى الضريبة‬
‫النسبية حبيث تطبق مبعدل واحد اثبت مهما تغري الوعاء الضرييب‪ ،‬إذن فالضريبة حتسب على أساس معدل اثبت‬
‫مهما كان حجم أو قيمة املادة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬ومعدهلا ال يتغري بتغري قيمة هذه املادة‪.‬‬
‫‪ -2‬السعر التصاعدي‪ :‬طبقا هلذا األسلوب يتصاعد سعر الضريبة مع تزايد الوعاء اخلاضع هلا‪ ،‬ويتميز أسلوب‬
‫التصاعد أبنه يتماشى مع مبدأ العدالة وأتخذ به التشريعات املالية يف الدول املتقدمة‪ ،‬كما أنه يعد من أدوات‬
‫التوجيه االقتصادي وقد يكون له أثر فعال يف حث امللوث على جتنب أسعار الضريبة املرتفعة وابلتايل ختفيض ما‬
‫يقذفه إىل البيئة من وحدات التلوث إىل أن يتم حتديد احلدود اليت يبدأ عندها التصاعد عن طريق جهة علمية‬
‫متخصصة‪ ،‬وكمكن استخدام التميز السعري يف حالة وضع حد للتلوث مسموح به‪ ،‬جيب عدم جتاوزه وتستخدم‬
‫أسعار منخفضة يف حالة عدم التجاوز ولكن يف حالة التجاوز تطبق أسعار مرتفعة‪.‬‬
‫كما كمكن حتريك السعر ا ألعلى مما جيعل نفقة الضريبة ترتفع لتتجاوز نفقة مكافحة التلوث‪ ،‬وذلك ابلنسبة‬
‫لبعض املناطق أو ابلنسبة لبعض أنواع امللواثت مما يدفع امللوث لتخفيض كمية امللواثت الناشئة عن نشاطه‪ ،‬ويف‬
‫املقابل تطبيق معدالت ضريبية بيئية منخفضة ابلنسبة للمؤسسات الناشئة‪.‬‬

‫املطلب السادس‪ :‬ختصيص حصيلة اجلباية البيئية‬


‫من املعروف أنه يف امليزانية العامة مجيع اإليرادات متول كل النفقات‪ ،‬حبيث يعترب ختصيص اإليرادات لتغطية‬
‫نفقات معينة استثناءا‪ ،‬وهو أمر مقيد ابلضرورة يف طبيعته كما أن اإليرادات املتأتية من اجلباية البيئية متول امليزانية‬
‫العام ة للحكومات‪ ،‬أنخذ على سبيل املثال‪ :‬الرسوم اخلاصة ابملنتجات الطاقوية والضرائب على املركبات‪.‬‬
‫يعتمد استخدام إيراداهتا على التوجهات السياسية الرئيسية‪ ،‬حبيث ال تستخدم الرسوم على الوقود لتمويل شبكة‬
‫الطرق على الرغم من أن املواطنني قد يشعرون أباهنم " يدفعون مثن الطرق" عند دفع الضرائب على إمدادات الوقود‬

‫‪ 1‬هشام سفيان صالواتشي‪ ،‬بودلة يوسف‪ ،‬اجلباية البيئية كآلية ملكافحة التلوث البيئي يف اجلزائر‪ ،‬جملة دراسات جبائية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،02‬العدد ‪ ،12‬جوان‬
‫‪ ،2018‬ص ص ‪.131-130‬‬
‫‪ 2‬حسونة عبد الغين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،2016 ،‬ص ‪.185‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫اخلاصة هبم‪ ،‬وكمكن دائما ختصيص هذه اإليرادات لنفقات معينة السيما للنفقات البيئية‪ .‬فمن خالل مالحظات‬
‫‪1‬‬
‫واقرتاحات ‪ OECD‬حول ختصيص اإليرادات نذكر مايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حيدد مسبقا استخدام اإليرادات الضريبية وابلتايل يزيد من صعوبة إعادة تقييم برامج اإلنفاق املستهدفة اليت‬
‫متوهلا هذه اإليرادات املخصصة استثناءا إىل اعتبارات اقتصادية وبيئية‪ .‬مما يؤدي يف كثري من األحيان إىل عدم‬
‫كفاءة اإلنفاق العام‪ ،‬ذكرت ‪ OECD‬على سبيل املثال‪ :‬قد يؤدي ختصيص ضرائب النقل إىل تغطية نفقات‬
‫البنية التحتية للطرق إىل اإلفراط يف االستثمار يف هذا القطاع‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬يدخل ختصيص اإليرادات مجودا يف خيارات امليزانية فاخلطر يتمثل يف أن برامج اإلنفاق املوضوعة ستمتد إىل‬
‫ما بعد مدهتا املثلى ألاهنا متول من اإليرادات املخصصة هلا حتديدا‪ ،‬فاالجتاه حنو التجديد الذي تربزه املصاحل‬
‫القطاعية القائمة حيول دون إعادة ختصيص األموال املتاحة وفقا لألولوايت العامة املتغرية‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬تعرتف املنظمة أبن ختصيص اإليرادات كمكن أن يعزز من القبول السياسي للضرائب‪ ،‬نظرا ألن وجهة‬
‫اإليرادات معروفة‪ ،‬وبعضها يعاد إىل دافع الضرائب يف شكل إعاانت أو استثمارات عامة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تقرتح املنظمة أنه من املفيد زايدة اإلنفاق لغرض "شعيب" ابلتزامن مع اقرتاح الضريبة دون الربط امللزم قانوان‬
‫بني اإليرادات الضريبية و النفقات املستقبلية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تطرقت املنظمة إىل املشكلة اليت تتعلق بقبول اجلمهور لضرائب جديدة ذات الصلة ابلبيئة وهي أن‬
‫العديد من الناس ينسون خالل فرتة زمنية قصرية أي تعويض يتم تقدكمه يف شكل ختفيضات يف الضرائب األخرى‪.‬‬
‫كما كمكن القول ابختصار أن استخدام إيرادات اجلباية البيئية للحد من الضرائب املشوهة يدل على أن هذه‬
‫األدوات البيئية تؤدي إىل أتثريين إجيابيني األول يتمثل يف التأثري املباشر على الرفاه من خالل استيعاب اآلاثر‬
‫‪2‬‬
‫اخلارجية السلبية‪ ،‬والثاين يتعلق بتأثري إعادة تدوير الدخل من خالل خفض الضرائب املشوهة‪.‬‬
‫ومن الناحية االقتصادية ختصص اإليرادات املتأتية من الضرائب البيئية يف املقام األول إلجراءات التنمية‬
‫املستدامة مثل املساعدات االستثمارية يف الطاقات املتجددة‪ ،‬ومن جهة أخرى كمكن لفرض الضرائب أن تكون هلا‬
‫عواقب على التجارة‪ .‬مثل فرض ضريبة على مركبات السلع الثقيلة وليس على الرحالت البحرية مما تعيق القدرة‬
‫التنافسية للمنتجات املصنعة حمليا مقارنة ابملنتجات األخرى املصنعة خارج الدولة ذاهتا‪.‬‬
‫أما من اجلانب االجتماعي فإن اجلباية البيئية هلا أتثري على القدرة الشرائية لذلك جيب حتديد هذه اآلاثر عند‬
‫‪3‬‬
‫تطبيق الضرائب وقد تكون مصحوبة إبجراءات تعويضية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(بتصـ ـ ــرف) ‪Fiscalité et Parafiscalité, OP.cit, p p 35-36.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mohammed amine khelladi, OP.cit, p 77.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Fiscalité environnementale, Énergie et déchets : objectifs, impacts, perspectives, salamandre, Le‬‬
‫‪Magazine qui traite de vos déchets et du Développement Durable, Le journal du SIVERT de l’Est, N° 17, janvier‬‬
‫‪2015, p 07. Disponible sur :‬‬
‫‪http://www.sivert.fr/wp-content/uploads/2015/06/salamandre17_sivert.pdf Page consulté le : 20/05/2019‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أدوات السياسة اجلبائية و مقارنتها مع السياسة البيئية وكيفية التخطيط هلا‬

‫للجباية البيئية أمهية كبرية على مستوى مجيع الدول مهما اختلفت درجة تقدمها‪ ،‬حيث ازداد االهتمام هبا‬
‫مقارنة بغريها من أدوات السياسة البيئية ألن هلا دور فعال يف متويل ميزانية الدولة‪ ،‬وحتقيق اهلدف البيئي الذي‬
‫أنشأت من أجله‪ ،‬كما أاهنا تساهم يف ختفيف عبء الضرائب على العمال عكس الضرائب األخرى‪ ،‬وتسعى إىل‬
‫حتقيق جمموعة من األهداف اليت متيزها عن غريها من األدوات‪ ،‬وابلتايل فيما تتمثل أدوات اجلباية البيئية؟ وكيف‬
‫يتم التخطيط هلا؟‪ .‬إضافة إىل ذلك سنتطرق يف هذا املطلب إىل اجلباية البيئية ضمن أدوات السياسة البيئية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬أدوات السياسة اجلبائية البيئية‬


‫تستند القواعد اجلبائية يف الدول املتقدمة على تعاريف اجلباية البيئية اليت مت التطرق إىل البعض منها يف املبحث‬
‫السابق وهي‪( :‬املياه‪ ،‬االنبعااثت الغازية ‪ ،‬املواد املؤثرة على طبقة األوزون‪ ،‬النفاايت‪ ،‬املوارد الطبيعية‪ ،‬الوقود‬
‫والكهرابء‪ ،‬النقل‪ ،)...‬كما أن االعتماد على السياسة اجلبائية هو األسلوب الذي شاع استخدامه على املستوى‬
‫الدويل عن طريق استخدام أدواهتا اليت تقسم بدورها إىل أدوات مباشرة وغري مباشرة واليت كمكن االعتماد عليها يف‬
‫معاجلة مشكل التلوث واحلد من آاثره على البيئة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األدوات املباشرة‬

‫تتمثل األدوات املباشرة يف ضريبة النقل‪ ،‬الضريبة على املنتجات‪ ،‬ضرائب على النفاايت‪ ،‬ضرائب الطاقة‬
‫والكربون‪ ،‬ابإلضافة إىل نظام الدفع والرد‪.‬‬
‫‪ -1‬ضرائب النقل )‪(Transport taxes‬‬
‫تضمن هذا النوع من الضرائب كل من ضريبة املبيعات على حمركات السيارات‪ ،‬ضريبة الكيلومرتات على الوقود‬
‫‪1‬‬
‫األحفوري‪ ،‬ضريبة حمركات السيارات وهي كالتايل‪:‬‬

‫أ‪ -‬ضريبة على حمركات السيارات‪ :‬يفرض هذا النوع من الضرائب على استرياد السيارات‪ ،‬وعلى تصنيعها والغاية‬
‫منها إقامة التوازن بني االقتصاد والنمو السريع لقيادة السيارات‪ ،‬فقد متثل نسبة مئوية من سعر البيع‪ ،‬أو تفرض‬
‫على أساس وزن السيارة وعمرها‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضريبة الكيلومرتات على الوقود األحفوري‪ :‬تفرض هذه الضريبة على العرابت اليت تعمل ابلديزل وتفرض‬
‫كمجموع حمدد لكل عشرة كيلو مرتات‪ ،‬وتندرج استنادا إىل نوع ووزن السيارة اخلاضعة للضريبة‪ ،‬نظرا إىل أن هذه‬
‫الضريبة تعترب رسم مباشر على استهالك الوقود (كلفة متغرية)‪ ،‬وهي أداة فعالة من وجهة نظر بيئية ويتضح هذا‬

‫قاسم كاظم محيد الربيعي‪ ،‬عبد األمري عبد احلسني أشياع‪ ،‬استخدام الضريبة البيئية للحد من امللواثت النامجة عن عوادم السيارات‪ -‬أمنوذج مقرتح للضريبة‬ ‫‪1‬‬

‫البيئية يف العراق‪ ،‬جملة دراسات حماسبية ومالية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬اجمللد ‪ ،06‬العدد ‪ ،17‬العراق‪ ،‬ص ص ‪.31-30‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫أكثر فيما إذا قورنت بضريبة حمركات السيارات اليت تعترب ضريبة على مالك السيارة وال تتأثر ابستخدامها‬
‫وابلنتيجة ال تؤثر على البيئة‪.‬‬
‫ج‪ -‬ضريبة على حمركات السيارات‪ :‬هي ضريبة على مالك السيارة‪ ،‬تفرض هبدف جعل مالكي السيارات‬
‫يتحملون جزء من تكلفة إصالح الطرق‪ ،‬تعترب هذه الضريبة مبلغ من املال يدفع من أجل حق استخدام الطرق‬
‫العامة‪ ،‬وعليه فهي ضريبة اثبتة‪ ،‬تفرض كقيمة حمددة لفرتة معينة‪ ،‬بغض النظر عن املدى الذي تستخدم فيه العربة‬
‫أو السيارة هلذه الطرق‪ ،‬حجم الضريبة يعتمد على نوع السيارة‪ ،‬نوع الوقود وعدد عجالت السيارة‪.‬‬

‫‪ -2‬الضريبة على املنتجات (‪)Out puts tax‬‬


‫يقصد هبذا الشكل من الضرائب قيام احلكومة بفرض ضريبة قيمية ونوعية على اإلنتاج يف خمتلف الوحدات اليت‬
‫يصاحب إنتاجها أو نشاطها تلوث البيئة‪ ،‬وذلك هبدف ختفيض حجم االنتاج‪ ،‬ومن مث ختفيض حجم امللواثت‬
‫الناجتة إىل املستوايت املقبولة اجتماعيا‪ ،‬ويف ظل أكثر من وحدة إنتاجية داخل نفس الصناعة أو النشاط يلوث‬
‫إنتاجها البيئة احمليطة مبستوايت متباينة‪ ،‬حيث ختتلف التكاليف الناجتة عن ممارسة النشاط من وحدة إنتاجية إىل‬
‫أخرى‪ ،‬نتيجة الختالف العمر اإلنتاجي لألصول واملعدات واختالف طبيعة العمليات اإلنتاجية داخل كل وحدة‬
‫إنتاجية‪ ،‬فإ ن فرض ضريبة موحدة على إنتاج خمتلف الوحدات اإلنتاجية املسببة للتلوث لن يكون كافيا لتخفيض‬
‫معدالت التلوث إىل املستوايت القياسية املقبولة اجتماعيا‪ ،‬ولن يكون كافيا لتحقيق الكفاءة يف استخدام املوارد‬
‫داخل تلك الوحدات اإلنتاجية‪ ،‬بل من املتوقع أن يصاحب استخدام هذا الشكل من الضريبة اختالل يف‬
‫ختصيص املوارد االقتصادية لصاحل بعض الوحدات ويف غري صاحل البعض اآلخر‪ ،‬ليس استنادا إىل اعتبارات‬
‫‪1‬‬
‫اقتصادية أو موضوعية بل الختيار شكل غري مالئم للضريبة‪.‬‬

‫‪ -3‬ضريبة النفاايت أو االنبعااثت‪(Waste tax / emission tax ) :‬‬


‫يفرض هذا النوع من الضرائب على خمتلف النشاطات اإلنتاجية للوحدات االقتصادية‪ ،‬كما أاهنا متارس دور‬
‫األسعار السوقية للتكلفة اخلارجية للتلوث‪ ،‬فهي تعكس قيمة اآلاثر اخلارجية السلبية النامجة عن تشغيل‬
‫املشروعات امللوثة للبيئة‪ ،‬ووفقا هلذه الضريبة يسعى املنتجون إىل ختفيض االنبعااثت من خالل جمموعة من‬
‫اإلجراءات كبعض التغيريات يف نوعية املدخالت املستخدمة أو التحول إىل إنتاج منتجات أخرى أقل تلويثا‬
‫وابلتايل فإن جوهر هذا الشكل من الضريبة هو إعطاء احلرية للمنتج امللوث للبيئة يف حبث واختيار الطريقة املالئمة‬
‫‪2‬‬
‫لتخفيض حجم االنبعااثت امللوثة للبيئة إىل مستوايت مقبولة‪.‬‬

‫‪ 1‬مصباح حراق‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬جتارب دولية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.98- 97‬‬
‫قاسم كاظم محيد الربيعي‪ ،‬عبد األمري عبد احلسني أشياع‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.29-28‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪ -4‬ضرائب الطاقة والكربون‪(Energy and Carbon Tax) :‬‬


‫أ‪ -‬التعريف‪ :‬ضرائب الطاقة هي إحدى السياسات احلكومية واليت تشمل الضرائب على منتجات الطاقة‬
‫املستخدمة ألغراض النقل واألغراض الثابتة‪ ،‬حبيث تتمثل أهم منتجات الطاقة ألغراض النقل يف البنزين و الديزل‬
‫‪1‬‬
‫وتشمل منتجات الطاقة لالستخدامات الثابتة على زيوت الوقود والغاز الطبيعي والفحم والكهرابء‪.‬‬

‫أما ضريبة الكربون حتدد سعر الكربون مباشرة من خالل حتديد معدل الضريبة على انبعااثت غازات االحتباس‬
‫احلراري أو ابلشكل األكثر شيوعا على احملتوى الكربوين للوقود األحفوري‪ .‬وهو خيتلف عن نظام تبادل االنبعااثت‬
‫من حيث أن نتيجة خفض االنبعااثت لضريبة الكربون ليست حمددة مسبقاً‪ 2.‬كما تعد ضريبة الكربون من أهم‬
‫الضرائب البيئية املطبقة عامليا وهي من الضرائب على الطاقة‪ ،‬كما تعترب ضريبة قدكمة جدا وقد مت فرضها ألغراض‬
‫مالية حبتة وتفرض على أنواع الوقود مثل (البرتول‪ ،‬الوقود‪ ،‬النفط‪ ،‬زيت الديزل‪ ،‬الغاز البرتويل السائل‪ ،‬الغاز‬
‫الطبيعي‪ ،‬فحم الكوك‪ ،‬الفحم)‪ ،‬حيث ال حتسب معدالت الضريبة على خمتلف أنواع الوقود كنسبة من سعة‬
‫الطاقة فيها وذلك إلعطاء مرونة على فرض ضرائب الوقود لتحقيق غاايت سياسية واجتماعية‪ ،‬مثال الوقود‬
‫املستخدم يف النقل خيضع لضريبة أعلى من الوقود املستخدم ألغراض الطبخ ولألغراض املنزلية‪ ،‬كما أنه يستخدم‬
‫ألغراض النقل التجاري املايل أو لصناعات حمدودة‪ ،‬وتطال الضرائب على الكهرابء أيضا حبيث يقع العبء‬
‫الضرييب على املستهلك النهائي‪ ،‬وملنع االزدواج الضرييب يف مثل هذه احلاالت يتم إعفاء الوقود املستخدم يف إنتاج‬
‫‪3‬‬
‫الكهرابء من ضريبة الطاقة اليت تعترب موردا أساسيا للعوائد الضريبية ومن أهم آاثر ضريبة الكربون نذكر‪:‬‬
‫‪-‬تعديل األسعار جملموع الوقود (األحفوري وغري األحفوري)؛‬

‫‪-‬تعديل أسعار عناصر اإلنتاج وإحالل عنصر العمل ورأس املال حمل الطاقة يف بعض احلاالت؛‬

‫‪-‬إحالل الوقود األقل تلواث حمل الوقود األكثر تلواث؛‬

‫‪-‬تعديل األسعار قياسيا ألنواع الوقود األحفوري؛‬

‫‪ -‬زايدة أسعار السلع واخلدمات املستخدمة للطاقة مقارنة ابلسلع واخلدمات أقل استخداما هلا مما يزيد من‬
‫معدالت االستبدال بينهما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Dörte Fouquet and others, Energy and Environmental Tax Models from Europe and Their Link‬‬
‫‪to Other Instruments for Sustainability: Policy Evaluation and Dynamics of Regional‬‬
‫‪Integration, International Institute for Industrial Environmental Economics, Lund University,‬‬
‫‪(without publication year), p 10.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Pricing Carbon, What Is Carbon Pricing?, The world Bank, Available at :‬‬
‫‪https://www.worldbank.org/en/programs/pricing-carbon page consulté le: 18/11/2020.‬‬
‫‪ 3‬أديب قاسم شندي‪ ،‬فريد جاسم حسن‪ ،‬السياسة الضريبية يف العراق وقعها ومتطلبات إصالحها يف ظل التوجه حنو اقتصاد السوق‪ ،‬جملة الكوت للعلوم‬
‫االقتصادية واإلدارية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة واسط‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،17‬ص ص ‪.9-8‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪1‬‬
‫أما عن طريقة التحصيل ابلنسبة لضريبة الكربون‪ ،‬فإن األمر ال خيرج عن إحدى الطريقتني‪:‬‬

‫‪-‬الطريقة األوىل‪ :‬أن يتم الفرض على الشكل اخلام ألنواع الوقود األحفوري (مرحلة اإلنتاج)‪ ،‬وتتميز هذه الطريقة‬
‫بسهولتها من الناحية اإلدارية‪ ،‬والقدرة على أخذ مستوى االنبعااثت خالل عملية اإلنتاج لتحديد معدل الضريبة؛‬

‫‪-‬الطريقة الثانية‪ :‬جباية الضريبة من املستهلكني النهائيني‪ ،‬لذلك حيدد مستوى الضريبة على املنتج النهائي‬
‫(الديزل‪ ،‬الغازويل‪ ،‬امليثان)‪.‬‬

‫تعد مصادر االنبعااثت الكربونية مصادر مركزة‪ ،‬مما جيعل التهرب من ضرائب الكربون أمرا ابلغ الصعوبة‪ ،‬ففي‬
‫الوالايت املتحدة‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬كمكن حتصيل الضرائب على ‪ % 80‬من االنبعااثت من خالل مراقبة ما يقل‬
‫عن ‪ 3‬آالف نقطة‪ ،‬وخاصة مصايف النفط ومناجم الفحم‪ ،‬وحقول الغاز الطبيعي‪ .‬ويف السويد‪ ،‬اليت تطبق ضريبة‬
‫على الكربون منذ عام ‪ ،1992‬تقل نسبة التهرب الضرييب عن ‪ % 1‬للكربون‪ ،‬وهو ما يقل كثريا عن ضريبة‬
‫القيمة املضافة‪ .‬ويف اململكة املتحدة‪ ،‬تبلغ نسبة التهرب من ضرائب الطاقة حوايل ‪ ، 2‬وهو أقل بكثري من نسبة‬
‫التهرب من ضريبة الدخل اليت تبلغ ‪ . 17‬ويعد فرض ضريبة على االنبعااثت الكربونية ميزة كبرية يف البلدان‬
‫النامية اليت تعاين من التهرب الضرييب والفجوة اليت يتسبب فيها التهرب الضرييب بني القطاعني الرمسي وغري الرمسي‬
‫‪2‬‬
‫من االقتصاد‪.‬‬

‫ب‪ -‬حمددات تصميم ضريبة الكربون‪ :‬يتطلب التحول لضريبة الكربون مراعاة مخسة مبادئ رئيسية على النحو‬
‫‪3‬‬
‫التايل‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون الضريبة واسعة التغطية‪ ،‬حيث تطبق الضريبة على كافة أنواع الوقود على أساس حمتوى الكربون يف كل‬
‫نوع من أنواعه؛‬

‫‪ -‬التنفيذ املتدرج والقابل للتنبؤ به حىت كمكن للمستهلكني واملنتجني أن أيخذوا بعني االعتبار ارتفاع تكلفة الوقود‬
‫ىف املستقبل عند اختاذ قرارات طويلة األجل مثل شراء السيارات وحتديد أماكن السكن؛‬

‫‪ -‬استغالل مجيع الفرص لتخفيض الضرر البيئي واستخدام االستثمار اخلاص ابلتكنولوجيات النظيفة؛‬

‫‪ 1‬إبراهيم كامل الشوابكة‪ ،‬دور القوانني الضريبية (اجلبائية) يف احلد من التلوث البيئي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬جملة األحداث القانونية التونسية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،24‬تونس‪ ،2014 ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪2‬إاين ابري‪ ،‬ماهي ضريبة الكربون؟ لضرائب الكربون دور رئيسي يف احلد من الغازات الدفيئة‪ ،‬عودة األسس‪ ،‬جملة التمويل والتنمية‪ ،‬جوان ‪ ،2019‬ص ص‬
‫‪.02-01‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Todd Litman, Carbon Taxes “Tax What You Burn, Not What You Earn”, Victoria Transport‬‬
‫‪Policy Institute, 4 June 2010, p p 02-03.‬‬
‫‪123‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪ -‬فعالية التكلفة مبعىن حتقيق أهداف بيئية أبقل تكلفة على االقتصاد‪ ،‬أو مبعىن آخر حتقيق التوازن بني املنافع‬
‫وتكاليف التحسني البيئي‪ ،‬بل وتعظيم صايف هذه املنافع؛‬

‫‪ -‬توجيه اإليرادات الضريبية حلماية األسر األقل دخال والفئات األخرى املتضررة‪ ،‬ابإلضافة إىل استفادة األفراد‬
‫واملنتجني من التخفيضات اليت حيصلون عليها يف أسعار الضرائب األخرى املفروضة عليهم‪ .‬وهذا يعىن أن تطبيق‬
‫ضريبة الكربون ينطوي على تعديالت متبادلة يف الضرائب‪ ،‬وليس ابلضرورة على زايدة صافية يف العبء الضرييب‪.‬‬

‫من خالل ما سبق كمكن القول أن ضريبة الكربون هي ضريبة طاقوية تفرض على الوقود األحفوري الذي‬
‫يتحول إىل غازات متنوعة ابألخص غاز اثين أكسيد الكربون الذي يعد من أكثر الغازات انبعااث وتلويثا للهواء‬
‫تقدم هذه الضريبة فوائد عديدة خاصة االقتصادية منها‪ ،‬ألاهنا ضريبة تزيد من اإليرادات وهو ما يبني جلوء الدول‬
‫إىل فرض هذه الضريبة هلذه الغاية ابلذات‪ ،‬كما أن هلا أهداف اجتماعية عديدة منها إعادة توزيع الدخل على‬
‫التوظيف والعمالة‪ ،‬وحتسني القدرة الشرائية لألسر الضعيفة الدخل عن طريق توجيه إيرادات هذه الضريبة لصاحل‬
‫هذه الفئة من جهة‪ ،‬ومواجهة تغري املناخ يف الوقت ذاته من جهة أخرى‪ ،‬ألن هدفها هو خفض املستوايت الضارة‬
‫من غاز اثين أك سيد الكربون وجتنب آاثره املضرة على اإلنسان والكائنات احلية األخرى‪ ،‬فهي ضريبة فعالة للحد‬
‫من هذا الغاز ابإلضافة إىل غازات أخرى‪ ،‬جند أن العديد من الدول نفذت ضرائب الكربون يف سنوات تزامنت‬
‫مع فرتة اإلصالح اجلبائي البيئي خاصة فرتة التسعينات‪ ،‬حبيث جند أن دول اإلحتاد األورويب كانت السباقة يف‬
‫تطبيق هذه الضريبة لتحقيق أهدافها املذكورة سابقا‪ ،‬كما تويل اهتماما خاصا لآلاثر االقتصادية لضرائب اثين‬
‫أكسيد الكربون وضرائب الطاقة‪ ،‬نوضحها يف اجلدول املوايل‪:‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫جدول رقم‪ )3-2( :‬نظرة عامة على فرض ضرائب الكربون وضرائب الطاقة لبعض الدول األوروبية (‪)2013- 1990‬‬

‫الدولة‬
‫وصف خمتصر‪ /‬معدل ضريبة 𝟐𝑶𝑪(ابليورو للطن الواحد من 𝟐𝑶𝑪)‬ ‫حصة انبعااثت 𝟐𝑶𝑪اليت‬
‫تؤخذ بعني االعتبار‬
‫‪ :1992‬إدخال ضريبة 𝟐𝑶𝑪على منتجات الطاقة املخصصة لالقتصاد اعتبارا من عام ‪1993‬‬ ‫الدمنارك‬
‫فرضت ضريبة إضافية للطاقة والفحم والكهرابء والغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫‪%59.1‬‬
‫ضريبة اثين أكسيد الكربيت على مجيع أنواع وقود الكربيت املخصصة للمنازل والسيارات‪.‬‬
‫معدل ضريبة 𝟐𝑶𝑪(ابليورو للطن الواحد من 𝟐𝑶𝑪)‪ 21.3 :‬يورو سنة ‪2012‬‬
‫‪ :1990‬إدخال ضريبة 𝟐𝑶𝑪وانتشارها تدرجييا‬ ‫فنلندا‬
‫معدل ضريبة 𝟐𝑶𝑪(ابليورو للطن الواحد من 𝟐𝑶𝑪) ‪- :‬الوقود ‪ 60‬يورو‬
‫‪-‬وقود التدفئة ‪ 30‬يورو يف سنة ‪2012‬‬ ‫‪%32.6‬‬
‫‪ : 1999‬إدخال إصالح جبائي بيئي مع زايدة مستمرة يف الضرائب احلالية على الوقود والغاز‬ ‫أملانيا‬
‫الطبيعي‪ ،‬مع إضافة ضريبة جديدة على الكهرابء‪ ،‬خضع اإلصالح ألسباب بيئية واقتصادية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وكمكن مع استثناءات خمتلفة مت منحها ملراكز اإلنتاج والصناعات كثيفة الطاقة‬
‫ديسمرب ‪ :2009‬إدخال ضريبة 𝟐𝑶𝑪‪ ،‬مت تطويرها على ثالث مستوايت من ‪ 2009‬إىل غاية‬ ‫أيرلندا‬
‫‪ ،2013‬وهي تستهدف انبعااثت 𝟐𝑶𝑪يف القطاعات اليت ال ختضع لنظام تداول االنبعااثت‬
‫يف االحتاد األورويب‪.‬‬ ‫‪%60.4‬‬
‫‪ :1991‬إدخال ضريبة 𝟐𝑶𝑪 على استهالك البرتول و الديزل والزيوت املعدنية وكذلك قطاع‬ ‫النرويج‬
‫البرتول البحري‪ ،‬ابإلضافة إىل هذه الضريبة‪ ،‬يشمل نظام ضريبة استهالك الوقود األحفوري يف‬ ‫‪-‬‬
‫النرويج أيضا على ضريبة الطاقة وضريبة اثين أكسيد الكربيت‪.‬‬
‫معدل ضريبة 𝟐𝑶𝑪(ابليورو للطن الواحد من 𝟐𝑶𝑪) ‪ :‬يعتمد على عامل الطاقة‪:‬‬
‫‪ 101‬كرونة نروجيية (‪ 13.7‬يورو‪ /‬للطن الواحد من 𝟐𝑶𝑪)(الزيت الثقيل)‪.‬‬
‫‪ 225‬كرونة نروجيية(‪ 30.5‬يورو‪ /‬للطن من 𝟐𝑶𝑪)(الغاز الطبيعي وزيت الوقود اخلفيف)‪.‬‬
‫‪ 384‬كرونة نروجيية (‪ 52.1‬يورو‪/‬طن من 𝟐𝑶𝑪)(بنزين) لسنة ‪.2012‬‬
‫ضريبة 𝟐𝑶𝑪 يف سويسرا ‪ 36‬فرنكا لكل طن من 𝟐𝑶𝑪عام ‪.2013‬‬ ‫سويسرا‪%35.3 :‬‬
‫‪ 1991‬إدخال ضريبة 𝟐𝑶𝑪متبوع بربانمج"التحول اجلبائي األخضر" والذي استمر من عام‬ ‫السويد‬
‫‪ 2001‬إىل عام ‪ 2010‬واقرتنت اإلصالحات لضريبة الطاقة وضريبة 𝟐𝑶𝑪سلسلة من‬
‫اإلعفاءات حلماية القدرة التنافسية والصناعات كثيفة االستهالك للطاقة‪.‬‬ ‫‪%41.2‬‬
‫معدل ضريبة 𝟐𝑶𝑪(ابليورو للطن الواحد من 𝟐𝑶𝑪)‪ 1080 :‬كرونة سويدية (‪ 118‬يورو‪ /‬طن‬
‫من 𝟐𝑶𝑪) لسنة ‪.2012‬‬

‫‪Source : Patrick Ten Brink, Sirini Withana, Taxes CO2 et redevances climatiques: les leçons de‬‬
‫‪l’étranger, Politique Energétique et climatique, La vie économique, Plateforme de politique‬‬
‫(بتص ـ ـ ـ ــرف) ‪économique, 2015, p 24.‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫من خالل اجلدول كمكن القول أبن اإلصالح اجلبائي البيئي الذي مت اعتماده يف بداية التسعينات‬
‫كان مؤشر جيد للدول األوروبية من أجل حتقيق الغاايت املسطرة واليت تتمثل أبرزها يف فرض ضريبة‬
‫الكربون من أجل حتسني املناخ‪ ،‬حبيث جند أن كل الدول األوربية تبنته ووافقت على تنفيذ تدابري من‬
‫أجل ختفيض حجم االنبعااثت الغازية اليت تتسبب فيها قطاعاهتا وابألخص األنشطة الصناعية وقطاع‬
‫النقل‪ ،‬كما فرضت ضريبة على انبعااثت اثين أكسيد الكربون وفقا ملعدالت منخفضة يف البداية‬
‫وزادت تدرجييا هذه املعدالت وفقا للظروف االقتصادية واالجتماعية لكل دولة‪ ،‬خاصة بعد األزمة‬
‫االقتصادية لسنة ‪ 2008‬وهي أسوء كارثة على االقتصاد العاملي وما عرفته تلك الفرتة من كساد‪ ،‬مما‬
‫استدعى من الدول إجياد سبل جديدة وسريعة من أجل تعبئة املوارد املالية وكانت اجلباية البيئية أحسن‬
‫اليت تؤخذ بعني االعتبار‪ ،‬فمثال‬ ‫𝟐𝑶𝑪‬ ‫حل لذلك‪ ،‬كما حددت كل دولة حصة من االنبعااثت لغاز‬
‫النرويج تتعدى نسبتها ‪ ،%60‬و الدمنارك ‪ ،%59.1‬بينما متثل فنلندا أقل نسبة مقارنة ابلدول املعروضة ب ـ‬
‫‪ ،%32.6‬كما حددت معدل ضريبة 𝟐𝑶𝑪 وفقا النبعااثت كل دولة‪.‬‬

‫‪ -5‬نظام الدفع والرد )‪(Deposit/ Refunds‬‬


‫هو نظام قائم على فكرة فرض رسوم ضريبية على املتسببني يف التلوث ملقابلة خسائر التلوث احملتملة‪ ،‬على أن‬
‫يتم رد هذه الرسوم لدافعها يف حالة قيامهم إبعادة تدوير املواد امللوثة أو إجراء عمليات من شأاهنا عالج التلوث‬
‫وابلتايل فان هذا األسلوب حيفز املتسببني يف التلوث على التخلص من امللواثت بطريقة مشروعة‪ ،‬بعكس ما كان‬
‫حيدث يف نظام ضرائب النفاايت واليت يرتتب على استخدامها قيام بعض املتسببني ابلتلوث ابلتخلص من امللواثت‬
‫بطرق غري مشروعة وغري آمنة على البيئة كإحدى الطرق لتجنب دفع الضريبة‪.‬‬

‫يعد أسلوب الدفع والرد‪ ،‬أداة اقتصادية جتمع بكفاءة بني حافز ضريبة التلوث وبني آلية التحكم يف التكاليف‬
‫التنظيمية‪ ،‬وهي وسيلة جتمع بني الدفع مقابل ا خلسائر احملتملة للنشاط‪ ،‬وبني ضمان رد تلك الرسوم مقابل‬
‫احملاوالت االجيابية للتقليل من التلوث‪ ،‬وقد أستخدم هذا األسلوب يف البداية كأداة لتقليل االختالف بني‬
‫التكاليف اخلاصة‪ ،‬والتكاليف االجتماعية للتخلص من النفاايت‪.‬‬

‫تعد من أكثر التطبيقات هلذا النظام تلك اليت استخدمت لتشجيع التخلص الصحيح من عبوات املشروابت‪ ،‬ففي‬
‫والية متشيجان األمريكية سجلت معدالت الرد ‪ 95‬يف أول سنة اتلية لتطبيق هذا النظام‪ ،‬كذلك فإن فنلندا‬
‫‪1‬‬
‫والنرويج وهولندا والسويد سجلت معدالت رد على عبوات املشروابت تراوحت بني ‪ 70‬و ‪. 90‬‬

‫‪ 1‬حراق مصباح‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬جتارب دولية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫اثنيا‪ :‬األدوات غري املباشرة‬


‫‪1‬‬
‫تتضمن األدوات غري املباشرة أشكاال متعددة نذكر أمهها‪:‬‬
‫‪ -1‬السماح للوحدات اإلنتاجية اليت متتلك تكنولوجيا إنتاجية جديدة أن تقلل من التلوث البيئي ابالعتماد على‬
‫االهتالك املعجل يف حساب أقساط االستهالك ألغراض الضريبة‪ ،‬وذلك يف نطاق حساب ضرائب الدخل مما‬
‫يساعد على حتقيق وفورات ضريبية تساهم بنفس الوقت‪ ،‬حث املشروعات على ختفيض مستوايت التلوث؛‬
‫‪ -2‬إعفاء العتاد واآلالت غري امللوثة للبيئة من الرسوم اجلمركية وضريبة املبيعات ومن مث ختفيض تكلفة احلصول‬
‫عليها؛‬
‫‪ -3‬السماح خبصم أقساط قروض متويل التكنولوجيا املعاجلة للتلوث البيئي من وعاء الضريبة اليت تفرض على‬
‫الدخل‪ ،‬ابإلضافة إىل خصم الفوائد؛‬
‫‪ -4‬ختفيض أسعار الضريبة للمؤسسات واملواد‪ ،‬األجهزة واملعدات اليت تعمل أو تستخدم يف جمال مكافحة‬
‫التلوث البيئي؛‬
‫‪ -5‬خصم النفقات اليت تتحملها املؤسسات يف سبيل محاية البيئة ومكافحة التلوث البيئي من الوعاء الضرييب‬
‫هلذه املؤسسات؛‬
‫‪ -6‬منح إعفاء جزئي من الضرائب حمددة مبدة معينة للمؤسسات واملواد واألجهزة واملعدات اليت تعمل‬
‫أو تستخدم يف جمال مكافحة التلوث البيئي‪.‬‬
‫شكل رقم‪ )9-2( :‬أدوات اجلباية البيئية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫‪ 1‬علي حامت القريشي‪ ،‬مدخل االقتصاد البيئي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الكتب والواثئق‪ ،‬حوض فرات‪ ،‬النجم االشرف‪ ،‬العراق‪ ،2017 ،‬ص ص ‪.180- 179‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫أما من الناحية الدولية‪ :‬مت االتفاق على قائمة األوعية الضريبية ذات الصلة ابلبيئة سنة ‪ 1997‬من قبل‬
‫يوروستات ‪ ،Eurostat‬واملديرية العامة للبيئة التابعة للمفوضية األوروبية‪ ،‬واحتاد الضرائب العامة واجلمارك‬
‫التابعة للمديرية‪ ،‬منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪ ،‬ووكالة الطاقة الدولية‪ ،‬وقد مت حتديث هذه القائمة بشكل‬
‫طفيف يف ‪ 2011‬و ‪ 2012‬مبساعدة فرقة عمل اتبعة للمكتب اإلحصائي للجماعات األوروبية استنادا إىل‬
‫اخلربة العملية واهلدف من هذه القائمة هو املساعدة على حتليل الضرائب الفردية وتقدمي إرشادات حول الضرائب‬
‫وقائمة األوعية اجلبائية هي األساس الوحيد لتحديد اجلباية البيئية ألغراض املقارانت الدولية‪ 1.‬يعرض اجلدول‬
‫املوايل بعض الضرائب املختلفة للبيئة‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )4-2( :‬القواعد الضريبية املدرجة يف إطار إحصاءات اجلباية البيئية‬

‫األمثلة‬ ‫األوعية الضريبية‬


‫االنبعااثت املقاسة أو املقدرة يف اهلواء ‪-‬انبعااثت اكاسيد النيرتوجني املقاسة أو املقدرة‬
‫‪-‬حمتوى اثين أكسيد الكربيت من الوقود األحفوري‬ ‫(ضريبة التلوث)‬
‫‪-‬االنبعااثت األخرى املقاسة أو املقدرة يف اهلواء‬
‫املواد املستنفدة لألوزون (ضريبة التلوث)‬
‫‪-‬حمتوى الوقود من الكربون‬ ‫غازات االحتباس احلراري (ضريبة الطاقة)‬
‫‪-‬انبعااثت الغازات الدفيئة‬
‫‪-‬النفاايت السائلة املقاسة أو املقدرة للمواد القابلة لألكسدة‬ ‫النفاايت السائلة املقاسة أو املقدرة للمياه‬
‫‪-‬مجع النفاايت السائلة ومعاجلتها‪ ،‬الضرائب السنوية الثابتة‬ ‫(ضريبة التلوث)‬
‫‪-‬النفاايت السائلة األخرى املقاسة أو املقدرة للمياه‬
‫‪ -‬ضرائب سنوية اثبتة على مجع ومعاجلة النفاايت السائلة‬
‫‪-‬املبيدات (على أساس احملتوى الكيميائي)‬ ‫مصادر معينة غري حمددة لتلوث املياه‬
‫‪-‬أمسدة صناعية (على أساس حمتوى الفوسفات‪ ،‬النرتوجني أو السعر)‬ ‫(ضريبة التلوث)‬
‫‪ -‬السماد‬
‫‪-‬إدارة النفاايت بشكل عام (مثل الضرائب على مجع أو معاجلة)‬ ‫إدارة النفاايت (ضريبة التلوث)‬
‫‪-‬إدارة النفاايت‪ ،‬واملنتج الفردي (التعبئة والتغليف‪ ،‬وأوعية املشروابت)‬
‫‪-‬مجع أو معاجلة أو التخلص من املنتجات الفردية (مثل التعبئة والتغليف)‬
‫‪ -‬البطارايت ‪ ،‬اإلطارات‪ ،‬مواد التشحيم‬
‫إقالع الطائرات وهبوطها‬ ‫الضوضاء (ضريبة التلوث)‬
‫‪-‬منتجات الطاقة املستخدمة ألغراض النقل‪( :‬البنزين اخلال من الرصاص‪،‬‬ ‫منتجات الطاقة (ضريبة الطاقة)‬

‫‪1‬‬
‫‪Environmental taxes A statistical guide, Eurostat, Manuals and guidelines, European‬‬
‫‪Commission, 2013 p p 09-10.‬‬
‫‪128‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫البنزين الذي حيتوي على الرصاص‪ ،‬الديزل)‬


‫‪-‬منتجات طاقة أخرى ألغراض النقل (الغاز الطبيعي‪ ،‬زيت الوقود)‬
‫‪-‬منتجات الطاقة ألغراض اثبتة‪( :‬زيت الوقود اخلفيف‪ ،‬زيت الوقود الثقيل‪،‬‬
‫الغاز الطبيعي‪ ،‬الفحم‪ ،‬فحم الكوك‪ ،‬الوقود احليوي‪ ،‬استهالك وإنتاج‬
‫الكهرابء‪ ،‬االستهالك املباشر للحرارة وإنتاجها)‬
‫‪-‬اسرتاد أو بيع للسيارات (ضرائب ملرة واحدة)‬ ‫النقل (ضريبة النقل)‬
‫‪ -‬التسجيل أو االستخدام الدوري للسيارات ( الضرائب السنوية)‬
‫‪-‬استخدام الطريق (ضرائب الطريق السريع)‬
‫‪-‬رسوم االزدحام ورسوم املدينة‬
‫‪-‬وسائل أخرى للنقل (السفن‪ ،‬الطائرات السكك احلديدية‪...‬إخل)‬
‫‪-‬الرحالت اجلوية وتذاكر الطريان‬
‫‪-‬أتمني السيارات (ابستثناء ضرائب التأمني العامة)‬
‫‪-‬استخراج املياه‬ ‫املوارد(ضريبة التلوث واملوارد)‬
‫‪ -‬استخراج املواد اخلام (ما عدا النفط والغاز)‬
‫‪ -‬جتميع املوارد البيولوجية (خشب‪ ،‬الصيد أبنواعه)‬
‫‪ -‬تغيري املناظر الطبيعية وقطع األشجار‬

‫‪Source:‬‬
‫‪01- Marlene Attzs Malini Maharaj Gopiechand Boodhan, Survey and Assessment of Environmental‬‬
‫‪Taxes in the Caribbean, IBD, Inter-American Development Bank, July 2014, p p 14-15.‬‬
‫‪02- Environmental taxes A statistical guide, Op.cit, p 09-13.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اجلباية البيئية ضمن أدوات السياسة البيئية‬


‫سنتطرق يف هذا املطلب إىل األدوات التنظيمية املباشرة للسياسة البيئية واليت تتمثل يف التنظيم ابستخدام األوامر‬
‫والتحكم‪ ،‬التنظيم املبين على التكنولوجيا‪ ،‬التنظيم املبين على آليات السوق‪ ،‬مث إىل األدوات االقتصادية‪ ،‬وأخريا‬
‫مؤشرات األداء واجلودة البيئية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األدوات التنظيمية املباشرة للسياسة البيئية‬


‫يتطلب استخدام األدوات التنظيمية وجود األطر التشريعية واملؤسسية‪ ،‬وتشمل هذه األدوات جممل األنشطة‬
‫التدخلية هليئات حكومية يف آليات السوق هبدف معاجلة اخللل السوقي املتمثل يف غياب أسواق السلع البيئية‬
‫ووجود التأثريات اخلارجية السالبة لألنشطة االقتصادية املرتبطة ابلتلوث البيئي‪ ،‬وعادة ما يلقى هذا األسلوب الرضا‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫العام من اجلماهري ومجاعات املصاحل ألنه ال حيمل يف طياته فرصا كبرية للتأثري على معدالت التشغيل واملكتسبات‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬وابلتايل يوجد ثالث أساليب من التنظيم تستخدم يف مكافحة التلوث البيئي وهي‪:‬‬
‫‪-1‬التنظيم ابستخدام األوامر والتحكم‪ :‬ويتمثل يف التحديد املباشر ملستوى امللواثت املسموح به لألنشطة‬
‫االقتصادية مثل حتديد احلدود العليا لالنبعااثت ملستوايت تركيز التلوث يف البيئة املسموح هبا من كل مصدر‪ ،‬وقد‬
‫شاع استخدام هذا النوع من أدوات التنظيم يف الوالايت املتحدة األمريكية يف السبعينات والثمانينات من القرن‬
‫العشرين ولكن بدأ التخلي عنه يف التسعينات‪.‬‬
‫‪-2‬التنظيم املبين على التكنولوجيا‪ :‬ويتمثل يف التحديد املباشر للمستوايت الدنيا للتقنيات اليت جيب استخدامها‬
‫يف األنشطة االقتصادية املرتبطة ابلتلوث‪ ،‬ويكثر استخدام هذا النوع من التنظيم يف الدول املتقدمة كأورواب‬
‫والياابن‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية‪...،‬‬
‫‪ -3‬التنظيم املبين على آليات السوق‪ :‬أو تصحيح القوة السوقية لألخذ يف االعتبار آاثر التلوث الناجم عن‬
‫األنشطة االقتصادية وهو النوع الذي تدعمه وتشجعه النظرية االقتصادية كأجنع األساليب ملكافحة التلوث وخاصة‬
‫االقتصادايت احلرة واليت تعتمد آلية السوق يف توزيع املوارد االقتصادية‪ .‬حبيث منيز بني نوعان‪ :‬األدوات السعرية‬
‫(تتمثل يف الضرائب والرسوم البيئية)‪ ،‬واألدوات الكمية ( تتمثل يف احلصص الكمية املسموح هبا‪ ،‬وتفرض بصورة‬
‫مباشرة على مقدار التلوث‪ ،‬أو غري مباشرة على مقدار املنتج أو كميات مدخالت اإلنتاج‪.)...‬‬

‫ترتكز السياسات البيئية على التنظيمات امللزمة من النوع اإلداري " قانون حتديد املعايري البيئية" وهي أكثر‬
‫قوانني التلوث شيوعا‪ ،‬يسعى حتديد املعيار لوضع معدالت معينة من الرتكيز البيئي للمادة امللوثة‪ .‬ينطوي حتديد‬
‫املعايري على بعض اجلهات اليت تتابع فعاليات املتسببني ابلتلوث واليت تتمتع بصالحية فرض بعض العقوابت‪ ،‬وإذا‬
‫كانت تلك اجلهات ال تتمتع بصالحية املعاقبة فإن احلافز الوحيد للمتسبب ابلتلوث للبقاء ضمن املعيار هو بعض‬
‫أشكال الوعي االجتماعي‪ ،‬وهكذا فإن املعايري ترتبط ابلعقوابت أي أنه كمكن مقاضاة املتسببني ابلتلوث‬
‫أو التهديد بذلك على األقل‪ .‬هناك أربعة أشكال للمعايري املرتبطة ابلبيئة وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬معايري النوعية البيئية (جودة البيئة)‪ :‬تضع هذه املعايري األهداف النوعية العامة الواجب حتقيقها بناء على‬
‫قدرات الوسط‪ ،‬فهي إذن ترتبط بغاايت‪ -‬حمددة مسبقا‪ -‬يرجى بلوغها‪ ،‬حبيث حتدد مستوى جودة األوساط‬
‫املستقبلة للتلوث مثال‪ :‬احلد األقصى لنسبة اثين أكسيد الكربون ‪ 𝐶𝑜2‬يف اجلو؛‬
‫ب‪ -‬معايري االنبعاث (اإلصدار)‪ :‬حتدد هذه املعايري الكمية القصوى املسموح هبا للنفاايت امللوثة يف مكان‬
‫معني‪ ،‬مثال‪ :‬حد إصدار الضجيج من قبل السيارة‪ ،‬وزن املواد القابلة لألكسدة واليت كمكن رميها يف املاء‪ ،‬حدود‬
‫إصدار اثين أكسيد الكربون يف مؤسسة ما؛‬

‫‪1‬بوذريع صاليحة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.100-99‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫ج‪ -‬معايري خاصة ابملنتوج‪ :‬وهي اليت حتدد وتوضح اخلصائص اليت جيب أن تتوافر يف املنتجات لتقليص أثر‬
‫استخدامها على البيئة‪ ،‬مثال نسبة الكربيت يف عوادم السيارات‪ ،‬نسبة الرصاص يف البنزين‪...‬إخل؛‬
‫د‪ -‬معايري خاصة ابلطريقة‪ :‬وهي تلك اليت حتدد الطرائق التقنية الواجب استعماهلا يف‪ :‬عملية اإلنتاج‪ ،‬إعادة‬
‫التدوير‪ ،‬التجهيزات املقاومة للتلوث الواجب تنصيبها‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬األدوات االقتصادية املستخدمة حلماية البيئة‬


‫تعرف األداة االقتصادية وفقا ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية أباهنا عبارة عن‪" :‬مقياس يستخدم نظام األسعار‬
‫وقوى السوق لتحقيق هدف معني"‪ .‬كمكن تصنيف األداة على أاهنا مؤهلة اقتصاداي عندما يكون هلا أتثري على‬
‫تقدير تكاليف وخيارات خمتلف النشاطات املتاحة للوكالء االقتصاديني‪ .‬لذلك فإن استخدامها ألغراض البيئة‬
‫والتنمية املستدامة ينطوي على زايدة تكاليف األنشطة اليت هلا آاثر سلبية على البيئة‪ ،‬أو خفض تكاليف األنشطة‬
‫املفيدة‪ .‬وابلت ايل فإن اختاذ القرار من قبل األفراد والشركات يرتكز على األهداف البيئية من خالل تسعري‬
‫‪2‬‬
‫األنشطة‪ 1.‬وتكثر األدبيات حول فوائد األدوات االقتصادية نذكر منها املزااي الثالث التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬مزااي األدوات االقتصادية‪ :‬لألدوات االقتصادية املزااي الثالث التالية‪:‬‬


‫أ‪ -‬احلد من التلوث بتكلفة أقل‪ :‬امليزة األكرب لألدوات االقتصادية أاهنا كمكن أن تقلل من التلوث‪ ،‬حبيث ختتلف‬
‫تكلفة التنظيف بشكل عام من مصدر تلوث إىل آخر‪ ،‬أتخذ األدوات االقتصادية هذه االختالفات بعني‬
‫االعتبار‪ ،‬جيعل من املمكن خفض سعر التلوث من قبل أولئك الذين تكون عملية إزالة التلوث أقل تكلفة ابلنسبة‬
‫هلم‪ ،‬وابلتايل يؤدي للفشل بسبب املساواة يف املعاملة أمام مجيع امللوثني مبختلف أنواعهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشجيع االبتكار‪ :‬يعد امليزة الثانية لألدوات االقتصادية ويكون عن طريق تزويد الشركات حبافز مستمر‬
‫لتحسني أدائها البيئي فبمجرد أن متتثل الشركة للمعايري املطلوبة‪ ،‬فإنه ليس ابلضرورة أن تفعل املزيد‪.‬‬
‫ومع عدم فرض ضريبة أو السماح بفرض إسرتاتيجية تلوث معينة‪ ،‬يشجع امللوث دائما على االبتكار و إجياد طرق‬
‫جديدة خلفض االنبعااثت من أجل حتقيق أقصى قدر من األرابح‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإليرادات‪ :‬تنشأ فائدة أخرى عن تنفي ذ السياسات البيئية القائمة على السوق عندما تدر هذه السياسات‬
‫إيرادات انجتة عن الضرائب والرسوم كمكن استخدامها لتخفيض عبء الضرائب األخرى أو ختصيصها لربامج معينة‬
‫حلماية البيئة‪ ،‬أو لتمويل املنظمات البيئية‪ ،‬كما نسبت العديد من الدراسات فوائد أخرى إىل األدوات‬
‫االقتصادية‪ ،‬مبا يف ذلك زايدة الكفاءة البيئية‪ ،‬العمل السريع واملرونة العالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Philippe Bourke, Andrea Vallejos, Réforme de la fiscalité québécoise, Les instruments‬‬
‫‪économiques au service du développement durable, Mémoire déposé dans le cadre des‬‬
‫‪consultations publiques de la Commission d’examen sur la fiscalité, Regroupement national des‬‬
‫‪conseils régionaux de l’environnement, Octobre 2014, p 11.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p 13.‬‬
‫‪131‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪ -2‬األدوات االقتصادية‬
‫أ ‪ -‬تصاريح التلوث القابلة للتداول )‪ : (Negotiable Emission Permits‬إن تصاريح‬
‫التلوث القابلة للتداول تقوم على أساس حتديد مستوى معياري للتلوث وحتديد مقدار لالنبعااثت اليت حيدثها‬
‫امللوثون‪ ،‬من خ الل إنشاء سوق خاص بشهادات حقوق التلوث‪ ،‬وفكرة هذا السوق قائمة على أساس ضمان‬
‫عدم ختطي امللوثني للمستوى املعياري الذي حتدده السلطات‪ ،‬ويتم ذلك يف إطار إصدار تصاريح التلوث القابلة‬
‫للتداول‪ ،‬وهنا يلعب التسعري دورا رئيسيا حيث كمكن للحكومة أن تستخدم عالقة (السعر‪-‬الكمية) يف حتديد‬
‫أسعار التصاريح ويتم ذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬إصدار عدد من تصاريح التلوث على أن تكون كمية التصاريح املصدرة مقيدة مبستوى التلوث املعياري الذي‬
‫حتدده السلطات؛‬
‫‪ -‬السماح بتسويق (تبادل) تلك التصاريح بني مسبيب التلوث؛‬
‫جوهر هذا األسلوب يتمثل يف أن تصاريح التلوث توجه السعر يف السوق حيث يزيد طلب املتسببني يف التلوث‬
‫عليها‪ ،‬ويسمح ذلك هلم ببيع أو شراء التصريح مع بعضهم البعض‪ ،‬فإذا كان سعر التصاريح يفوق تكاليف‬
‫التحكم يف التلوث فسوف يقوم املتسبب اب لتلوث ابستخدام جمموعة أخرى من األدوات‪ ،‬أو إجراء عمليات تدوير‬
‫للحد من التلوث‪ ،‬وذلك على حساب ختفيض الكمية املشرتاة من تصاريح التلوث‪.‬‬
‫أما إذا كانت أسعار هذه التصاريح أقل من تكاليف التحكم يف التلوث فإن املتسبب يف التلوث سوف يشرتي‬
‫تصاريح التلوث‪ ،‬وال يتحمل أية تكلفة للتخلص من االنبعااثت أو امللواثت‪ ،‬ألن ذلك يعد بديال له من أن جيري‬
‫‪1‬‬
‫املعاجلات اخلاصة بتقليل مستوايت التلوث البيئي‪ ،‬مبا يتماشى مع املستوايت القياسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬احلوافز املالية‪ :‬وهي عبارة عن منح مالية أو قروض ميسرة أو ضماانت قروض للملوثني قصد االستثمار يف‬
‫حتسني البيئة‪ ،‬و تعمل هذه احلوافز على خفض تكاليف تدابري وإجراءات التحكم يف التلوث إىل مستوايت يكون‬
‫مبقدور امللوثني حتملها‪ ،‬من خالل منح الدولة بعض األموال للمشاركة يف إقامة مصنع يطبق برامج حلماية البيئة‬
‫أو املسامهة يف تدريب العاملني أو تقدمي إعانة إلجناح حبث علمي هبدف حل مشكلة فنية حمددة‪.‬‬

‫ج‪ -‬الضماانت املالية‪ :‬وتتمثل يف مدفوعات تقدم إىل احلكومة مبثابة تعويض يف حالة عدم االمتثال للقوانني‬
‫القائمة ويتم اسرتدادها عندما يتم االمتثال إلي ها‪ ،‬ففي ظل هذه الضماانت يدفع املستهلكون عند الشراء مبالغ‬
‫مالية كوديعة يتم اسرتجاعها مرة أخرى عند إرجاعهم تلك السلعة اليت يفرتض التخلص منها مبعرفة املستهلك‬
‫‪2‬‬
‫وسوف يؤدي ذلك إىل أضرار بيئية ويكون اإلرجاع ملركز معني إلعادة التدوير (الرسكلة) أو التخلص منها‪.‬‬

‫‪ 1‬مصباح حراق‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬جتارب دولية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.103-102‬‬
‫‪ 2‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬دراسات يف علم الضرائب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص ‪.175‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫د‪ -‬اإلعاانت‪ :‬متثل مبالغ تقدمها الدولة إىل املؤسسات والصناعات املختلفة لتشجيع االلتزام ابلقواعد اخلاصة‬
‫حبماية البيئة واليت متنح للصناعة أو للمشروع التنموي دون غريه ألسباب بيئية‪ ،‬مثال بسبب استعماهلا معدات‬
‫مكافحة التلوث أو استخدام تكنولوجيا تتماشى مع نشاط محاية البيئة‪ ،‬أو حتدد اإلعاانت املخصصة للصناعة‬
‫اليت تولد أقل قدر من املخلفات‪ ،‬أو تعيد استخدام أ غلب خملفاهتا‪ .‬وتعد اإلعاانت أهم حمفز لسلوك الباعث‬
‫ليخفض من التلوث‪ ،‬وتكون اإلعانة البيئية مثلى يف حالة كواهنا مساوية للضرر البيئي احلدي عند مستوى الضريبة‬
‫‪1‬‬
‫األمثل‪ ،‬وتكون النتيجة حتسنا بيئيا وكفاءة اقتصادية اثبتة‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬مؤشرات األداء واجلودة البيئية‬


‫يتعلق التقسيم الثالث ألدوات السياسة البيئية مبؤشرات األداء واجلودة البيئية واليت تتعلق بدورها ابألداء البيئي‬
‫والفعالية االقتصادية واإلدارية ابإلضافة إىل التحفيز على اإلبداع واالبتكار‪.‬‬

‫فمن أجل زايدة الفعالية البيئية والكفاءة االقتصادية للضرائب املتعلقة ابلبيئة‪ ،‬من الضروري أوال النظر يف إمكانية‬
‫تقليص اإلعفاءات واألحكام اخلاصة املدرجة ابلفعل يف الضرائب وحتسينها‪ ،‬ابإلضافة إىل الوعاء‪ ،‬ومعدالت‬
‫الرسوم على النطاق الفعلي للضرر البيئي الذي جيب مكافحته‪ .‬وهكذا حققت العديد من دول منظمة التنمية‬
‫والتعاون االقتصادي جناحا بني إدخال الضرائب املرتبطة ابلبيئة مع خفض العبء الضرييب على العمل (بفضل‬
‫ختفيض مسامهات الضمان االجتماعي)‪ ،‬جيب تقييم فعاليتها ابنتظام لتجنب اإلنفاق غري الفعال الذي ال كمكن‬
‫متويله من خالل اإليرادات الضريبية العامة‪.‬‬

‫تعترب الضرائب املتعلقة ابلبيئة حالً مناسبًا لبعض املشكالت‪ ،‬على سبيل املثال لتقليل احلجم اإلمجايل النبعااثت‬
‫معينة (أو استخدام ملوث معني) يف املنطقة اليت يتم فرضها فيها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهي من تلقاء نفسها أقل مالءمة‬
‫اعتمادا على مكان حدوث االنبعااثت‪ ،‬وقت وطريقة ومكان حدوث االنبعااثت‬ ‫ً‬ ‫عندما خيتلف الضرر البيئي‬
‫يؤخذ بعني االعتبار استخدام ملوث معني‪ .‬يف ظل هذه الظروف‪ ،‬كمكن دمج الضرائب البيئية مع أدوات أخرى‬
‫على سبيل املثال املعايري اخلا صة عجودة البيئة احمليطة يف خمتلف القطاعات‪ ،‬واللوائح اليت حتدد شروط استخدام‬
‫‪2‬‬
‫املنتجات امللوثة‪ ...‬إخل‪ .‬كمكن أن تؤدي الضرائب املتعلقة ابلبيئة إىل تكاليف إدارية منخفضة نسبيًا‪.‬‬

‫كما وتتحقق الكفاءة االقتصادية للضريبة‪ ،‬أي تقليل تكاليف احلد من التلوث‪ ،‬من خالل توزيع اجلهود‪.‬‬
‫ابلنظر إىل أن التكلفة اإلمجالية خلفض التلوث يتم تقليلها من خالل معادلة التكاليف احلدية مع الضرائب‪ ،‬فإن‬
‫امللوثني الذين لديهم أقل تكاليف إلزالة التلوث يتم تشجيعهم على تقليل انبعااثهتم بقوة أكرب من اآلخرين‪.‬‬

‫‪ 1‬جعفر طالب أمحد‪ ،‬غدير جنم عبد هللا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Cadre d’action de l’OCDE pour des politiques de l’environnement efficaces et efficientes :‬‬
‫‪Synthèse, OCDE, Réunion du Comité des politiques d’environnement (EPOC) au niveau ministériel‬‬
‫‪Environnement et compétitivité mondiale 28-29 avril 2008, p p 23-24.‬‬
‫‪133‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫مساواي للتكلفة احلدية لألضرار اليت تسببها وحدة التلوث‬


‫ً‬ ‫من الناحية النظرية‪ ،‬جيب أن يكون مبلغ الضريبة‬
‫اإلضافية تدفع الضرائب البيئية امللوثني إىل التحكيم بني دفع الضريبة والتكلفة احلدية لتقليل التلوث‪ ،‬طاملا أن هذا‬
‫األخري أقل من مبلغ الضريبة‪ ،‬سيتم تشجيع الشركات على تقليل انبعااثت التلوث أو استخدام املنتجات امللوثة‪.‬‬
‫نظرا ألن لديها مجيع‬
‫يف حالة املعلومات الكاملة‪ ،‬من السهل على السلطات العامة حتديد هذا املبلغ الضرييب ً‬
‫املعلومات الضرورية‪ ،‬ال سيما بشأن تقييم األضرار أو تكاليف الشركات مع العلم أن الشركات لديها مصلحة يف‬
‫املبالغة يف تقديرها لتكلفة التنظيف للتخفيض من معدل الضريبة‪ .‬فمن خالل املعلومات الكاملة‪ ،‬حتدد السلطات‬
‫العامة معدل الضريبة األمثل الذي جيعل من املمكن احلصول على كمية "التلوث األمثل" وتقليل التكلفة اإلمجالية‬
‫إلزالة التلوث‪.1‬‬

‫من خالل ما سبق كمكن اختصار أدوات السياسة البيئية وفقا جلانبني األول يتعلق بسياسات غري قائمة على‬
‫أساس السوق والثاين يتعلق ابلسياسات القائمة على أساس السوق وهو كالتايل‪:‬‬

‫شكل رقم‪ )10-2( :‬نظرة عامة على أدوات السياسة البيئية‬

‫‪Source: Angela Köppl, Margit Schratzenstaller, Effects of Environmental and Carbon Taxation A‬‬
‫‪Literature Review, WIFO, Working Papers, N° 619, January 2021, p 02.‬‬

‫من خالل ما سبق كمكن التمييز واملقارنة بني أدوات السياسة البيئية و السياسة اجلبائية من خالل التطرق ملزاايها‬
‫وعيوهبا واليت خنتصرها يف اجلدول املوايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jennifer Alves, La responsabilité environnementale, Thèse de Doctorat, Sciences Economiques,‬‬
‫‪Centre d'Economie de la Sorbonne, Université de Paris 1 – Panthéon la Sorbonne, 2016, p 139.‬‬
‫‪134‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫جدول رقم‪ )5-2( :‬مزااي وعيوب بعض أدوات السياسة البيئية مقارنة ابجلباية البيئية‬

‫العيوب‬ ‫املزااي‬ ‫األدوات‬


‫‪-‬ال توجد كفاءة ديناميكية‪ -‬قليل من احلوافز للتنظيم‬ ‫‪-‬حتقيق أهداف بيئية حمددة ومؤكدة نسبيا‬ ‫املعايري‪ :‬مثل‬
‫وللتحسني إىل ما بعد االبتكار‬ ‫‪-‬بسيطة نسبيا يف إعدادها‬ ‫‪-‬معايري‬
‫‪-‬أقل كفاءة من األدوات القائمة على أساس السوق‬ ‫‪-‬الوضوح يف األعمال التجارية‬ ‫االنبعااثت‬
‫‪-‬املراقبة والعقوابت يف حالة عدم االمتثال‬ ‫‪-‬اخلربة‪ /‬أفضل املمارسات املتاحة على نطاق واسع‬ ‫‪-‬معايري‬
‫‪ -‬عدم تناسق املعلومات‬ ‫‪-‬مستقلة عن ظروف السوق‬ ‫التكنولوجيا‬
‫املرنة‪- :‬يف حال كانت احلكومة قوية‪ ،‬يزداد االمتثال للتدابري ‪ -‬التنفيذ غري ممكن‪ -‬يصعب تطبيقه ما مل تتوافق‬ ‫األدوات‬
‫األهداف مع املصاحل التجارية‬ ‫الطوعية‬ ‫مثل‪:‬‬
‫‪ -‬عندما تكون تكاليف االمتثال مرتفعة‪ ،‬تتجه‬ ‫‪-‬توفر مرونة أكرب من اللوائح‬ ‫االتفاقيات‬
‫‪-‬تشجيع املواقف الوقائية الالزمة يف جمال الصناعة االتفاقيات إىل عدم الوفاء هبا‬ ‫الطوعية‬
‫‪ -‬يصعب تطبيقها على املستوى العاملي‬ ‫ورفع الوعي البيئي‬
‫‪-‬تعزيز الثقة بني الصناعة وأصحاب املصاحل األخرى‬
‫‪-‬حافز ديناميكي للحد من التلوث على املدى ‪-‬إعادة تفعيل األنشطة االقتصادية غري الرمسية‬ ‫اجلباية البيئية‬
‫‪ -‬كمكن أن ينتج عن النقاش السياسي معدالت‬ ‫الطويل‬
‫ضريبية منخفضة‬ ‫‪ -‬تكاليف إدارية منخفضة وفعالة من حيث التكلفة‬
‫‪ -‬إعفاءات عديدة‪ ،‬أقل كفاءة وفعالية من حيث‬ ‫‪-‬إمكانية زايدة اإليرادات‬
‫التكلفة‬ ‫‪ -‬معاجلة إخفاقات وتشوهات السوق‬
‫‪-‬هلا آاثر اجتماعية إجيابية مثل‪ :‬التوظيف‪ ،‬احلد من ‪ -‬قد تنخفض اإليرادات مع مرور الوقت إذا مل يتم‬
‫تعديل معدالت الضرائب‬ ‫الفقر‬
‫‪ -‬قد تبقى تشوهات السوق‪ ،‬إذا مل يتم تصحيح‬
‫اإلعاانت الضارة مثال‪.‬‬
‫‪ -‬متيل اجلباية البيئية إىل التفاعل مع السياسات‬
‫األخرى‪ ،‬وكمكن هلذه التفاعالت أن تقلل أو تزيد من‬
‫التأثريات البيئية‪ .‬كما تتعارض مع السياسات‬
‫التعويضية من خالل التأثري سلبا على احلوافز السلوكية‬
‫‪1‬‬
‫اليت يواجهها املستثمرون واملستهلكون‪.‬‬

‫‪Source: Jacqueline Cottrell, Damian Ludewig, and others, Environmental Tax Reform in Asia and‬‬
‫‪the Pacific, United Nation, ESCAP, Green Budget Germany (FÖS/GBG), the 4th High-Level‬‬
‫(بتصرف) ‪Dialogue on Financing for Development in Asia and the Pacific, April 2017, p 27.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Miria A. Pigato, Fiscal Policies for Development and Climate Action, International Development In‬‬
‫‪Focus, International Bank for Reconstruction and Development, World Bank Group, 2019, p 45.‬‬
‫‪135‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن للجباية البيئية مزااي وعيوب كغريها من السياسات البيئية األخرى‪ ،‬لذا البد على‬
‫كل دولة تطبق هذه األدوات أن تعتمد يف عملها على أكثر من أداة‪ ،‬حىت يتم حتقيق اهلدف املنشود وهو احلد‬
‫من التلوث البيئي ‪ ،‬ألن طبيعة املشاكل البيئية ختتلف من دولة إىل أخرى‪ ،‬وابلتايل كمكن دمج الضرائب مع أدوات‬
‫اقتصادية أخرى مثل املعايري اخلاصة عجودة البيئة‪ ،‬أو اللوائح التنظيمية اليت تساهم بدورها يف محاية البيئة‪ ،‬استخدام‬
‫ضريبة الكربون والرخص القابلة للتداول كذلك من أجل ختفيض االنبعااثت الغازية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬كيفية التخطيط للسياسة اجلبائية للحد من التلوث البيئي‬
‫عند التخطيط لفرض ضريبة للمحافظة على البيئة من التلوث فإنه يتعني أن أنخذ بعني االعتبار عدد من اخلطوات‬
‫‪1‬‬
‫األساسية التالية واليت تتمثل فيمايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬احتديد اهلدف البيئي‪ :‬مبا أن اجلباية البيئية عبارة عن وسيلة للوصول إىل غاية تتمثل يف مكافحة التلوث فإنه‬
‫البد من وجود تعريف واضح للهدف البيئي‪ ،‬مثال االعتماد على السيارات اليت حترق الوقود الطبيعي يؤدي إىل‬
‫تلوث اهلواء الناتج عن االنبعااثت الضارة‪ ،‬فاهلدف البيئي يتمثل يف تقليل نسبة هذه االنبعااثت‪ .‬وابلتايل مت حتقيق‬
‫هدف بيئي من خالل فرض جباية بيئية (اخلطوة األوىل)‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬احتديد السلوك الواجب تغريه‪ :‬ابإلضافة إىل حتديد اهلدف البيئي فإنه البد من حتديد السلوك الذي جيب‬
‫تغيريه لتحقيق هذا اهلدف‪ ،‬فمثال إذا كان اهلدف من فرض الضريبة هو تقليل االنبعااثت الضارة وتشجيع االجتاه‬
‫إىل أمناط أكثر اندماجا وتنظيما‪ ،‬فالبد أن حندد جمموعة من األجوبة واليت تتعلق مبايلي‪:‬‬
‫إمكانية تقليل الناس لسرعتهم عند قيادة السيارات‪ ،‬السؤال عن الوجهة املطلوبة من خالل التفكري جيدا‬
‫واستخدام أنواع بديلة من وسائل املواصالت مثل املواصالت العامة أو الدراجات‪ ،‬أو املشي لنفس املسافة‪ ،‬وهل‬
‫يتم قيادة أنواع خمتلفة من السيارات أو االعتماد على نوع حمدد‪ ،‬ابإلضافة إىل سؤال حول إمكانية استخدام‬
‫ال سيارات اليت تزود ابلبنزين واليت تقطع مسافات طويلة‪ ،‬أم استخدام سيارات خمتلفة متاما كالسيارات اليت تزود‬
‫بوقود بديل‪ .‬إذن البد أن حندد السلوك الواجب تغيريه حىت نصل إىل اهلدف البيئي الذي جيب أن حنققه (اخلطوة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬احتديد األشخاص ممن جيب تغيري سلوكهم‪ :‬ابإلضافة إىل ضرورة حتديد السلوك الواجب تغيريه فإنه ال بد‬
‫من حتديد األشخاص الذين يتعني عليهم تغيري سلوكهم‪ ،‬هل نبحث عن مستهلكني على املستوى املنزيل‬
‫أو التجاري أم صناع التكنولوجيا؟ من ستكون لديه القدرة من خالل قراراته على إحداث التغيري املطلوب وحتقيق‬
‫اهلدف املنشود وهو احملافظة على البيئة من التلوث (اخلطوة الثالثة)‪.‬‬

‫‪ 1‬نزيه عبد املقصود حممد مربوك‪ ،‬الضرائب اخلضراء والرخص القابلة للتداول كأدوات ملكافحة التلوث‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪(.77 -74‬بتصرف)‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫رابعا‪ :‬الوصول إىل النظام اجلبائي الصحيح‪ :‬بعد اخلطوات الثالث السابقة البد من التأكد إذا ما كان النظام‬
‫اجلبائي يسري يف اجتاه صحيح أم ال‪ ،‬هل يستطيع النظام اجلبائي املتبع أن حيدد السلوك املراد تغيريه أبسلوب‬
‫منطقي أو عملي؟‬
‫‪-‬للعثور على النظام اجلبائي الصحيح‪ :‬لدينا عدد من االختيارات مثل ضرائب الدخل‪ ،‬ضريبة املبيعات‪ ،‬ضرائب‬
‫العقارات‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫‪-‬العثور على تعديل مناسب هلذا النظام‪ :‬إمكانية تعديل األنظمة اجلبائية لتغيري األسعار وذلك ابستخدام عدة‬
‫طرق‪ ،‬فإذا أردان ختفيض التكلفة الضريبية نقدم التخفيضات واإلعفاءات الضريبية‪ ،‬ولزايدة التكلفة الضريبية كمكن‬
‫أن نرفع من معدل الضريبة املوجودة‪ ،‬إلغاء اإلعفاءات أو فرض ضريبة جديدة متاما‪،....‬كما كمكن أن نقدم‬
‫ختفيضات ضريبية لتحقيق هذه األهداف بتوفري ائتماانت ضريبية للموظفني ممن يستخدمون املواصالت العامة‬
‫أو البديلة‪ ،‬أو حىت ختفيف األعباء الضريبية لألمالك الواقعة يف وسط البلد‪ ،‬وكل هذه االختيارات وضعها ائتالف‬
‫فري مونت للضرائب العادلة ( اخلطوة الرابعة)‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬احتديد قوة النظام اجلبائي‪ :‬البد من حتديد نسبة الزايدة أو اخلصم للضريبة اليت ستحقق النتائج املرجوة‬
‫وذلك بتحديد اآللية الصحيحة للتعامل مع األمر‪.‬‬
‫ويلعب رجال االقتصاد دور هام يف هذا الشأن ألاهنم القادرون على تقدير مدى قوة النظام اجلبائي وقدرته على‬
‫حتقيق نتائج حمددة على املدى القصري‪ ،‬أو نتائج على املدى الطويل‪ ،‬اليت حتتاج إىل تطوير التكنولوجيا احلديثة‬
‫أو إحداث تغيري جذري يف إدارة احلياة‪( .‬اخلطوة اخلامسة)‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬مواجهة احلقائق املالية‪ :‬عند القيام ابلتخطيط للجباية البيئية البد من مواجهة العواقب املالية‪ ،‬وابلتايل‬
‫التمييز بني عنصرين يتمثالن يف تقدمي ختفيضات ضريبية‪ ،‬أو زايدة فرض ضرائب جديدة‪.‬‬
‫فعند تقدمي ختفيضات ضريبية الشك أاهنا سوف تكلف الدولة الكثري من املال أو مبعىن آخر سوف تضيع على‬
‫الدولة كثري من األموال اليت كانت جيب أن تدخل خزينتها العامة‪ ،‬فإذا قدمت الدولة خصم ضرييب هذا العام‬
‫سيكون عائد الضرائب أقل مما كان عليه يف العام املاضي‪ ،‬وهنا سوف تكون االختيارات حمدودة‪ ،‬فإما أن تقلل‬
‫احلكومة من اإلنفاق أو تبحث عن مصادر جديدة ومتوازنة للدخل أو االستفادة من فائض امليزانية‪ ،‬كل هذه‬
‫االختيارات صعبة ولكنها واقعية‪ ،‬ضرورية وسياسية (اخلطوة السادسة)‪.‬‬

‫وعند زايدة قواعد اجلباية البيئية فإاهنا سوف تدر أنواع جديدة من الدخل إىل خزينة الدولة مما كمكنها من زايدة‬
‫اإلنفاق‪ ،‬وكذلك حلل املشكالت البيئية‪ ،‬أو حىت استخدامها يف ختفيف األعباء اليت تفرضها الضرائب األخرى‬
‫فهذه الضريبة هلا فائدة مزدوجة‪ ،‬تتعلق األوىل ابجلانب البيئي وهو املطلوب من فرض ضرائب ورسوم للتخفيف من‬
‫األضرار البيئية‪ ،‬وتتعلق الثانية عجانب مهم وهو اجلانب االقتصادي عن طريق دورها الفعال يف زايدة إيرادات‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫الدولة‪ ،‬كما أاهنا ستتصف ابلعدالة عند استخدام دخلها يف ختفيف العبء الذي تفرضه الضرائب األخرى‪ .‬كما‬
‫‪1‬‬
‫أنه جيب إتباع جمموعة من الشروط عند تصميم اجلباية البيئة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ابلنسبة للوعاء الضرييب جيب أن يكون موجها إىل عنصرين‪ :‬األول يتعلق ابمللواثت والثاين يتعلق ابلسلوك‬
‫الذي يؤدي إىل التلوث البيئي؛‬
‫‪ -2‬جيب أن يكون نطاق اجلباية البيئية من الناحية املثالية واسعا ليشمل كافة األضرار البيئية أي مثل نطاق الضرر‬
‫البيئي؛‬
‫‪-3‬جيب أن تكون الضريبة معقولة وذات مصداقية وكمكن التنبؤ مبعدهلا من أجل التحفيز على تقدمي حتسينات‬
‫بيئية والتخفيف من األضرار البيئية اليت تسببها خمتلف األنشطة؛‬
‫‪ -4‬جيب أن يكون معدل الضريبة املفروضة متناسبا مع حجم الضرر البيئي؛‬
‫‪ -5‬كمكن أن تساعد اإليرادات اخلاصة ابجلباية البيئية يف دعم خزينة الدولة وضبط أوضاعها املالية‪ ،‬كما تساعد يف‬
‫خفض ضرائب أخرى عن طريق ختفيف األعباء الضريبية الناجتة عن فرضها؛‬
‫‪ -6‬عند التأثري املرحلي للجباية البيئية على اجملتمع ينبغي بشكل عام معاجلة آاثرها من خالل استخدام أدوات‬
‫السياسة األخرى؛‬
‫‪-7‬التواصل‪ ،‬واالتصال مع اجلمهور عنصر يف غاية األمهية ومطلب البد منه حىت تكون الضرائب املفروضة‬
‫مبسطة ومفهومة للجميع‪ ،‬مما يؤدي إىل القبول العام بني الطرفني مشرعي الضريبة واملمولني‪.‬‬
‫ال ختتلف شروط تصميم اجلباية البيئية عن خطوات وضعها فهي تعترب عناصر مكملة هلا‪ ،‬ال بد من تطبيقها‬
‫عند التوجه إىل فرض ضرائب أو رسوم جديدة وحىت التحفيزات اليت تدخل كلها ضمن احملافظة على البيئة من‬
‫خالل أداة اقتصادية فعالة‪.‬‬
‫من خالل ما سبق كمكن اختصار خطوات التخطيط للجباية البيئية يف الشكل التايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Environmental Taxation A Guide for Policy Makers, OECD, September 2011, p 01, Available‬‬
‫‪at: https://www.oecd.org/env/tools-evaluation/48164926.pdf page consulté le: 23/06/2019‬‬
‫‪138‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫شكل رقم‪ )11-2( :‬كيفية التخطيط للجباية البيئية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫من خالل ما سبق كمكن القول أبنه عند التخطيط لفرض ضرائب ورسوم بيئية أو حىت حتفيزات البد من مراعاة‬
‫ثالث جوانب‪ ،‬يتعلق األول ابلبيئة عن طريق وضع اهلدف املالئم كأول خطوة للتخطيط احملكم والسليم‪ ،‬مع‬
‫األخذ بعني االعتبار لتحقيق هذا اهلدف مراعاة تغيري اجلانب السلوكي وتكييفه وفقا ملا هو مطلوب مع‬
‫األشخاص املطالبني بتغيريه‪ ،‬وابلتايل يؤدي تناسق هذه العناصر الثالث إىل وجهة واحدة وهي حتقيق اهلدف البيئي‬
‫املسطر‪ ،‬أما اجلانب الثاين يتعلق ابلنظام اجلبائي ودراسته بشكل صحيح مع إمكانية تعديله عند الضرورة كما‬
‫جيب االهتمام أيضا ابلوضع االقتصادي والسياسي للدولة وعالقة هذه األنظمة ابجلباية‪ ،‬ويف األخري جند اجلانب‬
‫املايل كأهم عنصر ألي دولة تسعى إىل فرض جباية بيئية من أجل زايدة اإليرادات ومتويل اإلنفاق العام حبيث‬
‫ختتلف فرض الضرائب عن منح حتفيزات من اجلانب املايل ابلنسبة خلزينة الدولة إال أن اهلدف يبقى واحد وهو‬
‫حتقيق منو اقتصادي وتنمية‪ ،‬واحلد من مشاكل التلوث البيئي‪ ،‬فعند فرض ضرائب أو رسوم جديدة تتعلق ابجلانب‬
‫البيئي البد من أن حتظى ابلقبول العام من أطراف اجملتمع خاصة األحزاب السياسية ومتوسطي الدخل مع ضرورة‬
‫تفعيل دوري التنسيق واالتصال لتسهيل التعامل‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫املبحث الرابع‪ :‬تقييم أدوات السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي‬

‫تبىن العديد من الباحثني االقتصاديني فكرة فرض ضرائب ذات بعد بيئي تؤثر على سلوكيات ملوثي البيئة‬
‫متاشيا مع الفكرة األساسية لالقتصادي آرثر بيغو وتطبيقا ملبدأ امللوث الدافع‪ ،‬حبيث اهتم هبذه الفكرة فئة من‬
‫الباحثني و عملوا عليها ودعموا دراساهتم مبربرات لفرضها على املستوى الدويل وهو ما يبني الرأي املؤيد هلا‪ ،‬وفئة‬
‫أخرى رفضت تطبيق هذه الفكرة وعارضت ذلك بشدة ووجهت جمموعة من االنتقادات يف اجملال االقتصادي‬
‫االجتماعي وحىت القانوين‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املربرات األساسية لفرض اجلباية البيئية‬


‫يركز مؤيدو فرض الضرائب على التلوث البيئي ل عدة مربرات اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬قانونية‪ ،‬بينوا من خالهلا‬
‫األسباب اليت دفعتهم إىل استخدام هذا النوع كأداة حلماية البيئة‪ ،‬وهو ما سيتم توضيحه يف اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )6-2( :‬مربرات فرض اجلباية البيئية‬

‫مربرات فرض اجلباية البيئية‬ ‫اجلانب‬


‫‪ -‬فسح اجملال إلجياد وظائف تنافسية جديدة واللحاق ابلركب العاملي‬ ‫االقتصادي‬
‫‪-‬توجيه الصناعات لوجهة جديدة تعتمد على موارد متجددة مقارنة بتلك املوارد القابلة للنفاذ‬
‫‪-‬دمج تكاليف اخلدمات البيئية واألضرار الناجتة عن التلوث ضمن أسعار السلع واخلدمات‬
‫‪ -‬احلد من االعتماد على االسترياد من اخلارج وتشجيع النشاط احمللي خاصة فيما يتعلق ابلطاقات البديلة للمنتجات‬
‫‪-‬تقليص أنشطة الصناعات امللوثة وإجبارها على حل مشكل التلوث ابستخدام تكنولوجيات متطورة‬
‫‪-‬تقليص حجم نفقات وتكاليف احلد من التلوث‬
‫‪ -‬إجياد أسواق جديدة ملبتكرات التحكم ابلتلوث ومنتجاهتا‬
‫‪-‬زايدة الضرائب على األنشطة املسببة للتلوث وختفيض الضرائب على الدخل‬
‫‪-‬حتسني جودة حياة األفراد بصفة خاصة واجملتمع بصفة عامة‬ ‫االجتماعي‬
‫‪-‬الرفع من كفاءة العمل مما يساعد بدوره على الرفع من مستوى اإلنتاج واألجور‬
‫‪-‬تعويض اجملتمعات عن األضرار اليت حلقت هبا من جراء التلوث‪ ،‬وضمان بيئة صحية لكل أفراد اجملتمع والعامل‬
‫‪-‬تقليل حدوث التلوث إىل املستوايت املقبولة اجتماعيا‬
‫‪ -‬تشجيع األفراد على االهتمام ابلبيئة ونشر الوعي البيئي‬
‫‪-‬حتقيق العدالة (حتمل الشخص نتائج أفعاله وليس من املنطق حتمل الدولة كل أعباء امللوثني وما أفسدوه يف بيئتهم)‪.‬‬ ‫القانوين‬
‫‪-‬حتسني النظام اجلبائي عن طريق التعديل يف القوانني‪ ،‬حبيث حتقق اجلباية البيئية عند تطبيقها ربح مزدوج للدول‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪ -‬شيماء فارس حممد احلمد‪ ،‬الوسائل الضريبية حلماية البيئة‪ ،‬دراسة قانونية مقارنة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.83 -79‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تقييم تقنية فرض الضرائب البيئية‬


‫يرى عدد كبري من الباحثني أبنه كمكن للضرائب أن تلعب دورا مهما يف تقليل مستوايت التلوث إىل املستوايت‬
‫املقبولة اجتماعيا‪ ،‬أبقل تكلفة وذلك إذا صممت وطبقت بصورة فعالة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إجيابيات فرض الضرائب البيئية‬


‫فمع زايدة الوعي ابلقضااي البيئية شاع استخدام الضرائب كأداة للسياسة اجلبائية واليت تعترب مبثابة تعويض عن‬
‫مستوى الضرر البيئي عن النشاطات امللوثة خاصة الصناعية‪ ،‬ويعود سبب هذا االنتشار الواسع الستخدامها كأداة‬
‫‪1‬‬
‫من قبل الدول إىل املزااي اليت توفرها‪ ،‬واليت تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ -1‬تعديل سلوك املنتجني واملستهلكني‪ :‬إن فرض الضرائب البيئية على األفراد والشركات جيعلهم أمام أحد‬
‫الوضعيات الثالثة‪ ،‬إما الوقف التام عن النشاط امللوث للبيئة‪ ،‬أو حتمل تكاليف األنشطة الضارة اليت يسببها‬
‫السلوك البيئي‪ ،‬أو البحث عن حلول فنية وتقنية تكفل قيامهم ابألنشطة دون تلويث للبيئة‪ .‬وابلتايل يظهر األثر‬
‫املباشر لفرض الضريبة من خالل احلفاظ على املوارد الطبيعية‪ ،‬وحتقيق تنمية بيئية مستدامة من أجل توفري‬
‫احتياجات األجيال احلالية واملستقبلية‪.‬‬

‫‪ -2‬فرض الضرائب يعد أكثر كفاءة وأقل تكلفة من وسائل الرقابة املباشرة‪ :‬لقد أثبتت دراسات متعددة أن‬
‫تكلفة فرض الضرائب البيئية للحصول على املستوى املرغوب من نوعية البيئة أقل عدة مرات من تكاليف الرقابة‬
‫املباشرة‪ ،‬كما أن كفاءهتا تستمد من أتثريها يف توجيه الدوافع حنو ما هو مرغوب اجتماعيا من خالل إجبارها‬
‫للمؤسسات امللوثة على تضمني التكاليف اخلارجية يف تكاليفها الداخلية‪.‬‬

‫‪ -3‬أسلوب فرض الضريبة البيئية يعد أكثر مرونة من أي أسلوب آخر‪ :‬إن تغيري معدل الضريبة البيئية ورفعها‬
‫قد يكون أكثر سهولة من تغيري التعليمات املنظمة للرقابة املباشرة للحد من التلوث البيئي‪ ،‬أي تتسم ابملرونة‬
‫وإمكانية االستجابة السريعة ملواجهة أي تغريات حتدث ابلنسبة لنوع أو حجم التلوث وال تتطلب ذلك الكم من‬
‫املعلومات اليت تتطلبها األدوات التنظيمية‪.‬‬

‫‪ -4‬استعمال إيرادات الضرائب البيئية يف إصالح ما أفسده التلوث‪ :‬كمكن استعمال إيرادات الضرائب‬
‫البيئية يف متويل أحباث تتعلق بتكنولوجيا البيئة واخرتاع اآلالت واملعدات الصديقة للبيئة‪ ،‬وتشجيع األشخاص‬
‫للبحث يف جمال الطاقات البديلة‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد فنيدس‪ ،‬دور اجلباية يف احلد من التلوث البيئي‪ ،‬حوليات جامعة قاملة للعلوم االجتماعية و اإلنسانية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬العدد ‪،18‬‬
‫ديسمرب ‪ ،2016‬ص ص ‪.162-161‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪1‬‬
‫أما فيما خيص تطبيق الضريبة على النفاايت فإاهنا تتمتع ابملزااي التالية‪:‬‬
‫‪ -5‬إن فرض الضريبة على نفاايت أو خملفات املتسبب يف التلوث سوف يشجعه على إجياد طرق أقل تكلفة‬
‫للسيطرة على مستوايت التلوث‪ ،‬وختفيضها إىل املستوايت املرغوبة ومعاجلة النفاايت بطرق مالئمة‪ ،‬كل ذلك من‬
‫أجل ختفيف العبء الضرييب الذي كمكن أن يتحمله إذا مل تنخفض االنبعااثت املصاحبة للنشاط إىل املستوى‬
‫القياسي‪ ،‬ومع ارتفاع سعر الضريبة سوف تسعى الوحدة اإلنتاجية إىل اقتناء أساليب تكنولوجية جديدة تتمكن‬
‫من حتقيق وفورات يف التكلفة‪ ،‬يؤدي إىل ختفيض التكاليف احلدية ملعاجلة التلوث‪.‬‬
‫‪ -6‬إن فرض ضرائب االنبعااثت مبعدالت مرتفعة سوف يقدم حافزا قواي للوحدات اإلنتاجية على االبتكار‬
‫والتجديد‪ ،‬واحلصول على التكنولوجيا احلديثة األقل تلواث للبيئة‪ ،‬كما تقوم الوحدات اإلنتاجية الضخمة ابستثمار‬
‫جزء من أمواهلا يف البحوث والدراسات اليت تتعلق ابلنفاايت سعيا إىل ابتكار وسائل تكنولوجية تسمح بتخفيض‬
‫معدالت التلوث إىل املعدالت املقبولة بتكلفة منخفضة نسبيا‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬سلبيات فرض الضرائب البيئية‬
‫تساهم الضرائب البيئية يف نشر املعارف والتكنولوجيات القائمة‪ ،‬وتوفر حافزاً لتطوير معارف وتكنولوجيا‬
‫جديدة‪ ،‬أمر له أمهية خاصة ابلنسبة ملسألة ما إذا كان ينبغي الرتكيز على كفاءة التكلفة أو الكفاءة الديناميكية يف‬
‫حتقيق األهداف البيئية‪ .‬ولذلك ينبغي تنسيق تصميم الضرائب البيئية (القاعدة الضريبية‪ ،‬املعدل‪ ،‬والتوقيت) بعناية‬
‫مع سياسة االبتكار‪ .‬ومن الواضح أن الرتكيز الشديد على احللول الرخيصة والقصرية األجل كمكن أن يتعارض‬
‫بسهولة مع أهداف السياسة العامة الطويلة األجل‪ 2.‬يرى املعارضون الستخدام الضريبة كأداة للسياسة اجلبائية‬
‫أباهنا مرفوضة‪ ،‬وغري مقبولة على مستوى اجملتمعات ألاهنا ال تقوم أبي دور يف جمال محاية البيئة‪ ،‬ويستندون يف ذلك‬
‫‪3‬‬
‫على جمموعة من السلبيات‪:‬‬

‫‪ -1‬السعر والتهرب الضرييب‪ :‬توجد العديد من الصعوابت تتعلق بتحديد السعر يتوجب حتديد التكلفة اخلارجية‬
‫للملواثت واليت قد ختتلف من وحدة إىل وحدة أخرى ويواجه تقدير تلك التكلفة العديد من املشاكل والصعوابت‬
‫يتعلق بعضها ابختيار مناذج التقدير املالئمة والبعض اآلخر بصعوبة حصر التكاليف اخلارجية وحتديد نطاقها‬

‫‪ 1‬مصباح حراق‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬جتارب دولية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.101- 100‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Herman Vollebergh, Environmental taxes and Green Growth exploring possibilities within‬‬
‫‪Energy and Climat policy, Policy Studies, PBL Netherlands Environmental Assessment Agency,‬‬
‫‪2012, p25 .‬‬
‫‪ 3‬عمرو حممد يوسف حممد‪ ،‬مسامهات السياسات والتشريعات البيئية يف احتقيق التنمية االقتصادية يف مصر‪ ،‬حبث مقدم ضمن فعاليات املؤمتر العلمي الثالث‬
‫بعنوان‬
‫" دور الدولة يف حتقيق التنمية املستدامة يف مصر يف ظل التحدايت السياسية واالقتصادية الراهنة"‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬يوم ‪ 9‬مايو ‪ ،2017‬ص ‪.21‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫وإجياد أسس موضوعية لقياسها‪ ،‬ويف ظل اخنفاض الوعي الضرييب خاصة يف الدول النامية‪ ،‬فإن فرض مثل هذه‬
‫الضرائب السيما إذا كانت أبسعار مرتفعة سوف خيلق حافزا قواي لدى األفراد واملؤسسات على التهرب من‬
‫الضريبة‪ ،‬ورمبا ذلك ابلتخلص من النفاايت بطرق غري قانونية تؤدي إىل أضرار بيئية خطرية‪.‬‬

‫‪ -2‬اآلاثر السلبية على االقتصاد‪ :‬يرتتب على فرض هذه الضرائب بعض اآلاثر التوزيعية غري املرغوب فيها فمن‬
‫املتوقع (وهي احلالة األكثر حدواث) أن يصاحب فرض هذه الضرائب ارتفاع أسعار املنتجات اليت يقرتن إنتاجها‬
‫مبلواثت بيئية‪ ،‬وقد ي كون ارتفاع السعر كبريا(حيث أن األمر يتوقف على قدرة الوحدات االقتصادية على نقل‬
‫عبء الضريبة وعوامل أخرى) وغري مقبول اقتصاداي أو اجتماعيا‪ ،‬وتزداد املشكلة صعوبة إذا كانت تلك املنتجات‬
‫أساسية وضرورية من الناحية االقتصادية واالجتماعية مثل منتجات االمسنت واحلديد وبعض املنتجات‬
‫البرتوكيمياوية‪ ....‬إخل‪.‬‬

‫يرى املعارضون الستخدام الضريبة كأداة للسياسة اجلبائية املفروضة حلماية البيئة‪ ،‬أاهنا ال تصلح للنهوض أبي دور‬
‫‪1‬‬
‫يذكر يف جمال محاية البيئة‪ ،‬وذلك لعدة أسباب‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫‪ -3‬إن فكرة املقدرة التكليفية اليت تقوم عليها الضريبة وعدالتها ال تستوعب الظواهر الطبيعية واحملافظة على البيئة‬
‫من الناحية الفنية‪ .‬فحصيلة الضريبة تعترب دالة للمقدرة التكليفية أو القدرة على الدفع لألشخاص اخلاضعني هلا‬
‫ومن مث تتحدد قدرة كل ممول على املسامهة يف أعباء النفقات ذات النفع العام عن طريق األخذ يف االعتبار‬
‫األشكال املختلفة للمادة اخلاضعة من حيث الكم والكيف‪ ،‬وكذلك عن طريق إدخال مظهر أو أكثر من الوضع‬
‫االجتماعي‪-‬االقتصادي الواقعي للممول يف النصوص الضريبية مثل العمر واحلالة العائلية وطبيعة النشاط‬
‫املهين‪....‬اخل ‪ .‬وال توجد يف الواقع أي رابطة مباشرة بني ما سبق وبني الظواهر الطبيعية أو نشاط اإلنسان املتسبب‬
‫يف تدهور بعض هذه الظواهر‪ ،‬كما قد يضر أصحاب املقدرة التكليفية املنخفضة ابلبيئة أكثر من الضرر الذي‬
‫يسببه أصحاب املقدرة التكليفية املرتفعة‪.‬‬

‫‪ -4‬غالبا ما تفقد الضرائب البيئية فاعليتها بفعل اإلعفاءات الشاملة املمنوحة للصناعات الثقيلة على أساس‬
‫مزاعم احملافظة على قدرة املنتج الوطين على املنافسة‪ ،‬وهو مثال على رفاهية الشركات وهو ما يتم تكراره يف اجملال‬
‫البيئي‪ .‬وتعتقد ‪ OECD‬أنه إذا تبنت الدول األعضاء فيها فرض ضريبة على الكربون وعلى الكيماوايت وقللت‬
‫اإلعاانت املالية احلكومية غري الصديقة للبيئة فستتمكن هذه الدول من حتسني بيئتها بصورة كبرية خالل عقدين‬
‫من الناتج اإلمجايل احمللي على افرتاض أن اإليرادات سيجرى تدويرها إىل‬ ‫فقط وبتكلفة زهيدة أقل من ‪1‬‬
‫دافعي الضرائب بصورة ما‪.‬‬

‫‪ 1‬عمرو حممد السيد الشناوي‪ ،‬تقومي الضريبة كأداة لسياسة محاية البيئة‪،‬دراسة حالة مصر‪ ،‬جملة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬أفريل ‪،2011‬‬
‫ص ‪.447- 444‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫كما وجه العديد من الباحثني يف جمال الضرائب جمموعة من االنتقادات للضرائب على التلوث البيئي منها ما‬
‫يصب يف اجملال االقتصادي ومنها ما يقع ضمن اجملال االجتماعي وأخرى يف اجملال القانوين‪ ،‬سنتناول اجلوانب‬
‫‪1‬‬
‫الثالث يف هذا املطلب من خالل تلخيصها كمايلي‪:‬‬

‫‪ -5‬تعطي الصناعات ترخيصا ابلتلوث‪ ،‬إذا ما وجدت أن دفع الضريبة كمثل أقل تكلفة من تبين طرق جديدة‬
‫للتحكم ابلتلوث‪ ،‬أو ما إذا كان إبمكان تلك الصناعات القيام ببعض العمليات الداخلية لتقليل التلوث بتكلفة‬
‫منخفضة‪.‬‬
‫‪ -6‬تزيد الضريبة على التلوث البيئي من تكلفة اإلنتاج والذي يؤثر بدوره على األسعار‪ ،‬ويؤثر يف األخري على‬
‫التجارة الدولية والقدرة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -7‬ليس من السهل حتديد الضرر أو التكلفة اإلمجالية اليت تقوم عليها الضرائب على التلوث‪ ،‬إذ يشري الكثري من‬
‫الفقهاء والعاملني على محاية البيئة ومكافحة التلوث إىل أنه من الصعب حتديد أو تقدير الضرر بشكل عملي‬
‫ويؤكدون أنه من غري الواقعي اإل دعاء أبنه من املمكن التوصل حلساب السعر األمثل للضريبة على التلوث البيئي‬
‫بدقة‪ ،‬وأن كل الذي كمكن احلصول عليه يف أحسن األحوال هو جمرد اإلطاحة بشكل كلي مبستوى الضرر املتحقق‬
‫من التلوث البيئي‪.‬‬
‫ويضيفون ابلقول أنه حىت لو متكنا من تقدير الضرر فليس من السهل إجياد اخلرباء اآلخرين الذين يناقشون‬
‫بشأن األضرار املختلفة‪ ،‬ويفتحون طريق اجلدل حول األساس القانوين لفرض هذه الضريبة‪ ،‬وأن تطبيق هذه‬
‫الضريبة حيتاج إىل خربات متنوعة تشكل أغلب االختصاصات وهو ما يصعب توافره يف كثري من الدول (الدول‬
‫النامية)‪ ،‬فكيف هلذه الدول أن توفر فرق عمل ذات كفاءة عالية تضم متخصصني يف جمال البيئة‪ ،‬القانون‬
‫واالقتصاد واإلعالم فضال عن الفنيني؛‬

‫‪ -8‬صعوبة تطبيق هذه الضريبة يف الدول ذات االقتصادايت البسيطة ألن هذه االقتصادايت تفتقر إىل أمور‬
‫ضرورية يعتمد عليها يف ضمان جناح الضريبة على التلوث البيئي يف حتقيق اهلدف املرجو منها‪ ،‬ومن هذه األمور أن‬
‫أسواق هذه الدول تفتقر إىل وجود شروط أسواق املنافسة الكاملة؛‬

‫‪ -9‬إن الضريبة على التلوث البيئي تؤذي الفقري مقارنة ابلغين‪ ،‬ألن الفقري ينفق أكرب نسبة من دخله على السلع‬
‫االستهالكية واليت تتأثر أمثااهنا بفرض الضريبة على التلوث البيئي‪ ،‬فعلى سبيل املثال حالة فرض الضريبة على تلوث‬
‫اهلواء كضريبة الكربون فإن األسر الفقرية سوف جتد صعوبة كبرية يف مواجهة الزايدة يف أعباء اإلضاءة و التدفئة‬
‫املنزلية؛‬

‫‪ 1‬شيماء فارس حممد احلرب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.93-89‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪ -10‬إن مبدأ امللوث الدافع ال كمثل مبدأ عدالة‪ ،‬ألن فرض الضريبة على التلوث البيئي ال يعين حتميل امللوث‬
‫العبء النهائي ملا قام به ألنه إبمكانه – وهو ما حيدث يف الغالب‪ -‬نقل العبء الضرييب إىل غريه وهو املستهلك‬
‫من دون أن جيرب على ختفيض أرابحه‪ ،‬وحيدث إذا كان السوق يسمح بذلك‪ ،‬أو كان الطلب على تلك السلعة‬
‫مران‪ ،‬أو كانت الصناعة أكرب حجما وأكثر تنظيما‪ ،‬وتتوافر هذه احلاالت يف الدول املتقدمة صناعيا إذ جنحت يف‬
‫نقل اجلزء األكرب من العبء الضرييب إىل املستهلك يف الدول املستوردة ملنتجاهتا؛‬

‫‪ -11‬تشري بعض الدراسات احلديثة إىل أن الضرائب على التلوث البيئي تزيد بدال من أن تقلل التشوهات اليت‬
‫يعاين منها النظام اجلبائي ‪ ،‬يتحقق ذلك إذا ما استخدمت حصيلة الضرائب على التلوث البيئي يف ختفيض أعباء‬
‫الضرائب األخرى اليت ينظر إليها الفقه احلديث على أاهنا ضرائب مشوهة‪ -‬وهذه الضرائب هي اليت تقع عادة على‬
‫االستثمار والعمل‪.‬‬
‫ركزت الباحثة من خالل ما سبق على ثالث فروع‪ ،‬األول خيص االنتقادات اليت تقع ضمن اجملال االجتماعي‬
‫والثاين للجانب االقتصادي‪ ،‬أما الثالث لالنتقادات اليت تقع ضمن اجملال القانوين واليت تعرضت هلا اجلباية البيئية‬
‫خاصة الضرائب‪ ،‬إال أاهنا أمهلت اجلانب السياسي الذي ال يدعم هذه األداة‪ ،‬فمن جهة عدم اهتمام السياسيني‬
‫ابلدراسات النظرية التحليلية يف جمال الضرائب على البيئة وعدم وجود إرادة سياسية قوية يشرتطون يف ذلك عدة‬
‫عوامل أمهها البد من أن تكون الضرائب البيئية سهلة التطبيق‪ ،‬ابإلضافة إىل سهولة احلصول على مداخيلها‬
‫ومدى تقبلها من طرف الرأي العام ومن جهة أخرى ردود أفعال أصحاب املصاحل اليت تتعارض مع أهدافهم وردود‬
‫أفعاهلم احملتملة وهو أهم عامل‪ ،‬وابلتايل ال يرون أن هذه الضريبة تؤدي إىل حتقيق العدالة وتعظيم املنافع وهو ما‬
‫جيعلهم يعارضون تطبيقها‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬دور احلوافز واإلعفاءات الضريبية يف مكافحة التلوث البيئي‬


‫تعد كل من احلوافز واإلعفاءات الضريبية إحدى أدوات السياسة اجلبائية كما أاهنا تقرر من طرف الدولة ضمن‬
‫سياساهتا لتحقيق أغراض متعددة أمهها ختفيض األضرار البيئية واكتساب تكنولوجيا جديدة وتقنيات نظيفة‪ ،‬فعلى‬
‫الرغم من أمهيتها و امتيازاهتا إال أن هلا عيوب سنتناوهلا يف هذا املطلب‪.‬‬

‫إن محاية البيئة من التلوث ال يتطلب االعتماد فقط على فرض الضريبة واألدوات العقابية‪ ،‬وإمنا جيب الرتكيز‬
‫على األدوات التحفيزية واإلعفاءات الضريبية‪ ،‬كوسيلة لتوجيه النشاط االقتصادي يف اإلنتاج واالستغالل‬
‫واالستهالك مبختلف صوره‪ ،‬فكما تعد الضريبة أحد أهم األدوات اليت يستخدمها املشرع يف احلصول على‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫اإليرادات املالية الالزمة لتمويل النفقات العامة‪ ،‬فإاهنا يف الوقت نفسه وسيلة مهمة لتحديد السياسات االستثمارية‬
‫الوطنية‪ ،‬وابلتايل أداة جاذبة لالستثمارات الوطنية واألجنبية‪ ،‬وبصفة خاصة االستثمارات غري ملوثة للبيئة‬
‫أو االستثمارات األقل تلويثا هلا‪ 1.‬كمكن تقييم تقنية منح احلوافز اجلبائية من جانبني اإلجيايب والسليب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إجيابيات منح احلوافز اجلبائية‬


‫‪2‬‬
‫من بني اإلجيابيات املتعلقة بتقنية منح احلوافز اجلبائية البيئية نذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬توجيه رأس املال حنو األنشطة الصديقة للبيئة‪ :‬احلوافز الضريبية تكسب املنتجني مرونة كافية لتوجيه رأس‬
‫املال حنو املشاريع األقل تلويثا للبيئة أو تلك اليت تستخدم تكنولوجيا حتمي البيئة‪ ،‬اليت هتدف إىل توفري منتجات‬
‫نظيفة‪.‬‬
‫‪ -2‬إنشاء املشروعات االستثمارية اجلديدة‪ :‬احلوافز اجلبائية حتفز املؤسسة على استرياد التكنولوجيا الصديقة‬
‫للبيئة‪ ،‬يساعد ذلك يف توسيع دائرة النشاطات االقتصادية اليت ال تضر ابلبيئة‪ ،‬وهذا سيؤدي إىل زايدة الناتج‬
‫احمللي اإلمجايل وزايدة فرص العمل وتشغيل األيدي العاملة‪.‬‬
‫‪ -3‬تشجع احلوافز اجلبائية املستهلكني على شراء السلع واخلدمات املعفاة‪ :‬إن مبدأ امللوث الدافع يدرج كلفة‬
‫الرسوم البيئية ضمن مثن السلعة أو اخلدمة النهائية اليت يقدمها‪ ،‬وابلتايل يصبح الدافع احلقيقي هو املستهلك الذي‬
‫يشعر أبنه يدفع مثن التلوث‪ ،‬وابلتايل تشجع احلوافز اجلبائية على املستوى الفردي املستهلكني على شراء السلع‬
‫واخلدمات املعفاة كليا أو جزئيا من الضرائب البيئية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬سلبيات منح احلوافز اجلبائية‬

‫على الرغم من أمهية نظام احلوافز اجلبائية ذات الصلة حبماية البيئة‪ ،‬إال أنه كثريا ما يساء استخدامها حبيث تؤدي‬
‫بشكل مباشر أو غري مباشر إىل تدهور البيئة نذكر منها‪:‬‬
‫‪-1‬اخنفاض احلصيلة الضريبية‪ :‬تسبب احلوافز اجلبائية وخصوصا اإلعفاءات الضريبية اخنفاضا يف احلصيلة‬
‫الضريبية‪.‬‬
‫‪ -2‬إعاانت التنمية غري املستدامة خترب البيئة‪ :‬إن إعاانت التنمية غري املستدامة خترب بطريقة غري مباشرة البيئة‬
‫وتستنزفها‪ ،‬ومثال على ذلك دعم استهالك املياه حىت يف الدول اليت تشهد اخنفاضا يف مستوى املياه اجلوفية‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إىل سوء استغالل املورد املائي‪ ،‬وأيضا دعم القطاع الزراعي ابملبيدات واألمسدة امللوثة للرتبة واحمليط‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد عبد الصبور الدجلاوي‪ ،‬دور السياسة الضريبية يف محاية البيئة من التلوث‪ ،‬جملة املنار للبحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية عجامعة حيي فارس‪ ،‬املدية‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2018‬ص ‪.127-125‬‬
‫‪ 2‬أمحد فنيدس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪166‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫ابإلضافة إىل السلبيات السابقة‪ :‬جند أن احلوافز اجلبائية قد ال تؤثر على القرار االستثماري للمستثمرين إذا كانت‬
‫ال تتناسب مع التضحية اليت سيتحملها املستثمر‪ ،‬كما أن احلوافز اجلبائية قد تكون من وجهة نظر بعض‬
‫املستثمرين سببا من أسباب التدخل احلكومي مما جيعلها تؤدي نتيجة عكسية غري النتيجة املبتغاة‪ 1.‬ولضمان فعالية‬
‫‪2‬‬
‫احلوافز اجلبائية يف جمال احلد من التلوث‪ ،‬كمكن ربطها بعدد من العوامل على النحو التايل‪:‬‬

‫أ‪ -‬كمكن ربطها بنوع النشاط املرغوب فيه‪ ،‬والنشاط املقصود هنا هو الذي يعمل يف جمال احلد من التلوث ومحاية‬
‫البيئة‪.‬‬
‫ب‪ -‬كمكن ربطها ابملوقع الذي سيقام فيه املشروع‪ ،‬كأن يقام املشروع أو النشاط يف مناطق بعيدة عن التجمعات‬
‫السكانية‪ ،‬مما يؤدي إىل ختفيف أضرار التلوث بشكل عام‪ ،‬وختفيض درجة التلوث يف املناطق املكتظة ابلسكان‬
‫بشكل خاص‪.‬‬
‫ج‪ -‬كمكن ربطها إبعادة استثمار األرابح احملققة يف املشروعات البيئية‪ ،‬وابلتايل يكون هناك ضمان الستمرار هذه‬
‫املشروعات البيئية وزايدة درجة ختفيض التلوث ابستمرار‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬معوقات تطبيق اجلباية البيئية ومبدأ امللوث الدافع‬


‫هناك جمموعة من العوائق اليت تقف يف وجه تطبيق مبدأ امللوث الدافع منها املتعلقة بوسائل تطبيقه ومنها عوائق‬
‫‪3‬‬
‫أخرى سيتم ذكرها كمايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ابلنسبة للوسائل املستخدمة لتطبيق مبدأ امللوث الدافع‬


‫هناك جمموعة من الوسائل اليت يتم استخدامها قصد تطبيق مبدأ امللوث الدافع ومن أمهها‪:‬‬
‫‪ -1‬ابلنسبة للقوانني واملعايري أو الضوابط املتبعة ضد التلوث‪ :‬ال تؤدي دائما إىل نتائج مرضية‪ ،‬حيث أنه البد‬
‫من أخذ االستحدااثت التكنولوجية والقدرات املالية للملوثني بعني االعتبار كما أنه جيب قبل وضعها عقد مداولة‬
‫عميقة مع أصحاب الصناعات‪ .‬إضافة إىل ذلك يصعب تطبيقها إذ تتطلب نظاما للرقابة وتدابري دائمة للملواثت‬
‫املنبعثة قصد التحقق من احرتام مستوايت امللواثت املقررة طبق القوانني‪.‬‬
‫‪ -2‬تنقصها الليونة فمن حيث املبدأ املوحد على سائر اإلقليم ال أتخذ يف حسبااهنا النصوص احمللية ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ -3‬االصطدام أثناء مراجعة هذه اآلليات ابلطابع اجلامد لألعمال القانونية‪ ،‬ما يعين توقف التقدم الفين واالبتكار‬
‫بشأن تقنيات مكافحة التلوث‪ ،‬واليت من املفروض أن تتم معاينتها أوال أبول‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد عبد الصبور الدجلاوي‪ ،‬دور السياسة الضريبية يف محاية البيئة من التلوث‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.127-126‬‬
‫‪ 2‬مسعودي حممد‪ ،‬اجلباية البيئية يف اجلزائر –الواقع واآلفاق‪ ،-‬جملة احلقيقة‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،29‬ص ص ‪.110-109‬‬
‫‪ 3‬مسية سبع‪ ،‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬عوائق وفرص تطبيق مبدأ امللوث الدافع‪ ،‬جملة االقتصاد اجلديد‪ ،‬جامعة مخيس مليانة‪ ،‬اجمللد ‪ ،02‬العدد ‪ ،2015 ،13‬ص ص‬
‫‪.18-17‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪-4‬ابلنسبة لفرض ضريبة تصاعدية على امللواثت‪ :‬هذه الضريبة تعود فعاليتها إىل معدهلا إذ البد أن يدفع هذا‬
‫املعدل امللوث إىل التقليل من درجة التلوث اليت حيدثها إىل املستوى الذي يتساوى فيه معدل الضريبة املوحد‬
‫والتكلفة احلدية اليت يتحملها امللوث إلزالة تلوثه‪ ،‬حيث لو كانت الضريبة غري مؤثرة بشكل كاف فإاهنا لن تدفع‬
‫امللوثني إىل تقليل انبعااثهتم‪.‬‬
‫‪ -5‬ابلنسبة لإلعاانت‪ :‬جند أن معظم الدول األعضاء يف منظمة التعاون والتنمية االقتصادية تقدم مساعدات‬
‫مالية سواء كانت مباشرة أو غري مباشرة للملوثني‪ ،‬واندرا ما يتحملون كافة التكاليف املرتبطة ابلتلوث‪ ،‬كذلك‬
‫تقدم مساعدات مالية عن طريق الربامج البيئية يتم متويلها من قبل السلطات العامة أو اجلماعات األوروبية‪ ،‬لكن‬
‫يف أغلب األحيان جند أن هذه اإلعاانت واملنح ال حتقق اهلدف املطلوب منها‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬العوائق األخرى لتطبيق مبدأ امللوث الدافع‬


‫يف كثري من األحيان يكون من الصعب إن مل يكن من املستحيل معرفة امللوث األساسي‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫الصعوابت فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬انتقال التلوث إىل أماكن بعيدة‪ ،‬ففي حالة التلوث الذي حيدث يف البحار أو األاهنار أو اهلواء يصل حىت إىل‬
‫آالف الكيلومرتات‪.‬‬
‫‪ -2‬تعدد األنشطة اليت تسبب الضرر البيئي وابلتايل تعذر معرفة امللوثني‪.‬‬
‫‪ -3‬أتخر ظهور اآلاثر الناجتة عن تلويث وإفساد البيئة فبعض النشاطات ال تظهر أتثرياهتا على البيئة إال بعد مرور‬
‫وقت وقد متتد ألسابيع‪ ،‬أشهر أو سنني وقد تنتقل من جيل آلخر‪.‬‬
‫‪ -4‬عند تطبيق املبدأ قد تنجم عنه آاثر لتوزيع التكاليف غري مرغوب فيها يف جمال التكلفة االجتماعية اإلضافية‬
‫أي أن توزيع التكلفة قد يصيب نشاطات وفئات ضعيفة تتضرر‪ ،‬وعليه نستنتج أن حتديد امللوث يعد مبثابة صعوبة‬
‫حقيقية سواء يف حاالت التلوث بعيدة املدى أو الداخلية‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬صعوابت تطبيق اجلباية البيئية‬

‫مايلي‪1:‬‬ ‫تتعدد مشاكل وصعوابت تطبيق اجلباية البيئية واليت نذكر أمهها‬
‫‪ - 1‬إن اإلبقاء على مبدأ امللوث الدافع كأساس لفرض اجلباية البيئية يطرح صعوبة يف املمارسة العملية‪ .‬أوال‪ ،‬من‬
‫املرجح أن يكون تنفيذ اجلباية البيئية على أساس مبدأ امللوث الدافع معقدا‪ ،‬ومسألة توافقه مع قانون امليزانية‬
‫تستحق أن تثار‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه الصعوابت ليست مستعصية على احلل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Nicolas CARUANA, La fiscalité environnementale, Entre impératifs fiscaux et objectifs‬‬
‫‪environnementaux, une approche conceptuelle de la fiscalité environnementale, Thèse de‬‬
‫‪doctorat, Faculté de Droit et de Science Politique Centre d’Études Fiscales et Financières, Ecole‬‬
‫‪doctorale Sciences Juridiques et Politiques (ED67), Aix-Marseille Université, 2015, p 80-84.‬‬
‫‪148‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫‪ -2‬من احملتمل أن حيد من خيارات املشرع الضرييب فيما يتعلق ابلتدابري املمكنة‪ ،‬مما يتعارض إىل حد كبري مع‬
‫اهلدف التحفيزي املنشود‪ .‬وهي الثغرة الرئيسية اليت تدفع إىل اعتبار مبدأ امللوث الدافع أساسا غري كاف لفرض‬
‫جباية بيئية بل ويؤدي إىل نتائج عكسية‪.‬‬
‫‪ -3‬صعوابت التنفيذ‪ :‬تنشأ صعوبتان رئيسيتان عند النظر إىل اجلباية البيئية اليت تفرض على أساس مبدأ امللوث‬
‫الدافع‪:‬‬

‫أ‪ -‬فيما خيص مسألة توافق هذا األساس (اإلبقاء على مبدأ امللوث الدافع) مع النفقات الضريبية‪ :‬واليت‬
‫أيضا ضمن فئة املساعدات واإلعاانت‪ .‬مبعىن آخر‪ ،‬هل من املمكن‬ ‫تعترب عنصر أساسي للجباية البيئية‪ ،‬تقع ً‬
‫إرجاع مبدأ امللوث الدافع إىل الوراء ودعم امللوث حبيث يقلل من التلوث (أو يتوقف عن التلوث)؟‪.‬‬

‫ب‪ -‬يبدو أن ملبدأ امللوث الدافع نتيجة واضحة‪ :‬وهي ختصيص اإليرادات لإلجراءات البيئية‪ ،‬فمن حيث املبدأ‬
‫ختضع اإليرادات اجلبائية للمبادئ األساسية لقانون امليزانية الكالسيكي‪ .‬ومن بني هذه املبادئ‪ ،‬مبدأ عاملية‬
‫امليزانية‪ ،‬وهو أحد أهم املبادئ الذي يعارض بشكل مسبق أي ختصيص‪ .‬حبيث كمنع ختصيص إيرادات معينة‬
‫لتغطية نفقات حمددة‪ .‬لذلك سيكون من الضروري التشكيك يف الرتابط بني الضرائب البيئية القائمة على مبدأ‬
‫امللوث الدافع ومبدأ عاملية امليزانية‪.‬‬

‫‪ -4‬توافق احملاسبة اخلاصة بنفقات اجلباية البيئية مع اجلباية البيئية اليت تقوم على أساس مبدأ امللوث الدافع‪:‬‬
‫النفقات الضريبية كثرية ومتنوعة يف أنظمة الضرائب احلديثة‪ .‬قد تكون على وجه اخلصوص‪ ،‬تدابري تتدخل على‬
‫مستوى حتديد األساس مثل املخصصات كاملعدالت املخفضة‪ ،‬أو على مستوى حتديد الضريبة املستحقة مثل‬
‫التخفيضات أو اإلعفاءات اجلبائية‪ .‬مبا أن هذه اإلجراءات تستخدم بشكل خاص من قبل احلكومات ابسم‬
‫شيوعا من التدابري اليت تزيد العبء الضرييب على دافعي الضرائب ‪ -‬فليس‬
‫التدخل املايل ‪ -‬بقدر ما تكون أكثر ً‬
‫من املستغرب العثور على جمموعة واسعة إىل حد ما من حيث اجلباية البيئية‪ ،‬مما خيلق مشكل أمام كيفية حماسبة‬
‫النفقات اخلاصة ابجلباية البيئية‪ ،‬وكمثال على ذلك ما هو مطبق يف فرنسا واملتعلق بنفقات الضرائب اخلاصة‬
‫بتحسني اإلسكان‪ ،‬هبدف حتسني املنازل وجتديدها‪ ،‬ال سيما هبدف توفري الطاقة‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية حلماية البيئة من التلوث‬

‫خ ـ ـ ـالصة الفصل‪:‬‬
‫حاولنا من خالل هذا الفصل الربط بني التلوث البيئي والسياسة اجلبائية اليت يتم االعتماد عليها من أجل احلد‬
‫من مشاكله املتعددة وابألخص التلوث اهلوائي‪ ،‬والتعرف على الضريبة البيئية اليت تستخدم من أجل تصحيح آاثر‬
‫العوامل اخلارجية‪ ،‬أي أاهنا تعمل على حتميل امللوث تكاليف تلويثه وفقا ملبدأ امللوث الدافع الذي يعد أساسا‬
‫لفرضها واليت تساهم بدورها إضافة للحوافز واإلعفاءات يف نشر وتبادل املعارف والتكنولوجيات وتوفر حافزا‬
‫لتطويرها‪.‬‬

‫كما أن للسياسة اجلبائية عدة أدوات تستخدمها الدول حلماية بيئتها سواءا بشكل ردعي عن طريق فرض‬
‫ضرائب ورسوم‪ ،‬أو منح حتفيزات‪ ،‬إعفاءات ضريبية من أجل زايدة االستثمار يف جماالت عديدة كالطاقة املتجددة‬
‫إعادة تدوير النفاايت‪ ،‬النقل‪ ...،‬إخل‪ ،‬وال يكون هذا جمداي إال من خالل مراعاة اجلوانب التقنية والتنظيم الفين‬
‫هلذه األدوات مع تبين مبدأ امللوث الدافع كقانون أساسي حلماية البيئة والعمل على التنسيق بينها وبني أدوات‬
‫اقتصادية أخرى من أجل ضمان حتقيق اهلدف املنشود‪.‬‬

‫ختصص إيرادات اجلباية البيئية لالستفادة منها وفقا جلانبني األول متويل امليزانيات السنوية للحكومات‬
‫ابعتبارها أداة يتم فرضها من أجل احلصول على إيرادات مالية‪ ،‬والثاين من أجل خدمة اجملال أو القطاع الذي‬
‫فرضت عليه كضرائب الطاقة لتمويل املشاريع اليت تعمل على إجياد بديل للطاقات التقليدية‪ ،‬ابإلضافة إىل حتقيق‬
‫منافع بيئية للحد من التلوث البيئي ويكون ذلك وفقا لتخطيط جيد بداية بتحديد اهلدف البيئي مع الرتكيز على‬
‫النظام اجلبائي الصحيح وحتديد قوته‪ ،‬كما أن استخدامها أصبح يشهد تقدما ملحوظا على الصعيد الدويل خاصة‬
‫ابلنسبة للدول األكثر تلواث واليت حتتاج إىل تطبيق األدوات اجلبائية املباشرة وغري املباشرة سواء ابلتنسيق مع أدوات‬
‫اقتصادية أخرى أو آليات قانونية هتدف للحد من مشكالت التلوث البيئي وإىل حتقيق منافع اقتصادية‪ ،‬حبيث‬
‫مت تبنيها من طرف العديد من الدول كفكرة وتطبيقها كقاعدة‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه يف الفصل املوايل‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫مت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيد‪:‬‬
‫تزايد االهتمام يف خمتلف دول العامل بتطبيق السياسة اجلبائية والبيئية وتكريسهم للحد من التلوث البيئي الذي‬
‫أصبح يعرف انتشارا واسعا‪ ،‬فهو يعد من أبرز القضااي اليت تطرح للنقاش على املستوى الدويل‪ ،‬كما يشكل هتديدا‬
‫على املنظومة البيئية أبنواعه خاصة مشكل التلوث اهلوائي‪ ،‬وما نتج عنه من ظاهرة االحتباس احلراري أدى ابلعديد‬
‫من الدول إىل تطبيق سياسة جبائية فعالة أبدواهتا من أجل احلفاظ على بيئتها من خطر التلوث‪.‬‬

‫يهدف هذا الفصل إىل التطرق للدول الناجحة والرائدة يف تطبيق سياسة جبائية بيئية فعالة واليت استطاعت‬
‫أن حتد من أتثري التلوث البيئي‪ ،‬وخنص ابلذكر اإلحتاد األورويب‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية والياابن‪ ،‬من خالل‬
‫التطرق إىل اإلصالح اجلبائي لبعض دول اإلحتاد األورويب والتعرف على مدى إرساء أسس السياسة اجلبائية اليت‬
‫تقوم على جتسيد مبدأ امللوث الدافع وتطبيقه‪ ،‬وابعتبار أن هذه الدول هي األكثر انبعااث للغازات الدفيئة سطرت‬
‫برانجما للوصول إىل صفر كربون خالل فرتات زمنية خمتلفة‪ ،‬فهل حققت هذه الدول منافع بيئية ومالية جراء‬
‫تطبيقها أدوات السياسة اجلبائية‪ ،‬أم أهنا تستعني أبدوات أخرى مساعدة من خالل التنسيق بينها هذا من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يهدف الفصل إىل التعرف على جتارب الدول العربية وهي مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬املغرب واإلمارات‬
‫العربية املتحدة‪ ،‬ومدى تطبيقها للسياسة اجلبائية يف امليدان البيئي وعلى أجهزهتا القانونية واإلدارية اليت تعمل على‬
‫محاية البيئة واألدوات اجلبائية املطبقة؛‬

‫كما سنحاول تسليط الضوء على ضريبة الكربون اليت أصبحت يف نظر ‪ OECD‬فعالة‪ ،‬يف ظل ما تواجهه‬
‫من رفض سياسي وجدل اجتماعي جند أن دوال فرضتها مث ألغتها وأعادت فرضها من جديد للحد من االنبعااثت‬
‫الغازية خاصة غاز اثين أكسيد الكربون‪ ،‬فالزايدة يف انبعااثت هذا الغاز خاصة للدول املتقدمة الثالث يؤكد عدم‬
‫جدوى التدابري االقتصادية األخرى املتخذة اليت يتم تنفيذها من أجل حتقيق األهداف اليت مت االلتزام هبا يف‬
‫املؤمترات الدولية ‪ ،‬وهو ما جعلنا نتسائل حول إمكانية تطبيق ضريبة الكربون كأداة للحد من التلوث اهلوائي يف ظل‬
‫بدائل الطاقة املستخدمة والسياسات البيئية األخرى‪ ،‬وحتقيقا ألهداف مؤمتر ابريس ‪ 2015‬اليت حترص على‬
‫تطبيق أداوت جبائية للحد من االنبعااثت الغازية تشمل أحدها ضريبة الكربون من أجل الوصول إىل برانمج‬
‫احلياد الكربوين لسنة ‪.2050‬‬
‫جتربة اإلحتاد األورويب واململكة املتحدة؛‬
‫جتربيت الوالايت املتحدة األمريكية والياابن؛‬
‫الدول العربية وتطبيقاهتا للسياسة اجلبائية للحد من التلوث البيئي؛‬
‫حتليل إيرادات اجلباية البيئية للدول العربية واألجنبية والدروس املستفادة من تطبيقها‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املبحث األول‪ :‬جتربة اإلحتاد األورويب واململكة املتحدة‬


‫تشكل اجلباية البيئية وأسواق التصاريح أهم أشكال األدوات االقتصادية‪ ،‬وهي تستخدم ابلفعل يف االحتاد‬
‫األورويب ويف عدة بلدان ‪ .OECD‬فمن خالل إعطاء سعر للسلع البيئية‪ ،‬ومعدل للضريبة أو سعر التصريح‬
‫فإهنا تشجع امللوثني على تغيري سلوكهم‪ .‬فهي تتمتع ابلعديد من املزااي وذلك ألهنا تقوم ابستبعاد مجيع اإلجراءات‬
‫اليت تكلف أكثر من سعر التصريح أو مبلغ الوحدة من الضريبة‪ ،‬فإهنا حتقق أوالً هدفًا بيئيًا معينًا بتكلفة أقل‪ .‬كما‬
‫أهنا تعد حافز للسعي ابستمرار إىل إجياد حلول أقل تكلفة وتضخيم جهود االبتكار اليت تبذهلا اجلهات الفاعلة‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬واليت ميكن أن تكون حامسة على املدى الطويل‪.‬‬
‫طبقت اجلباية البيئية يف العديد م ن البلدان ويف فرتات زمنية خمتلفة‪ ،‬وقد شهدت أوائل التسعينات اهتماما‬
‫متزايدا ابلسياسة البيئية وإدخال العديد من اإلصالحات اخلضراء‪ ،‬ويف ذلك الوقت كانت بلدان الشمال األورويب‬
‫من بني الرواد يف تنفيذها‪ ،‬حبيث جند الضرائب املفروضة على الوقود النوع األكثر شيوعا وهي تولد أكرب قدر من‬
‫اإليرادات‪ 2.‬فمن بني دول اإلحتاد األورويب اليت سعت إىل تطبيق الضرائب والرسوم البيئية وحرصها على تنفيذ هذه‬
‫األداة االقتصادية واليت سنتطرق إليها يف هذا املبحث نذكر كل من‪ :‬السويد‪ ،‬الدمنارك‪ ،‬فرنسا‪ ،‬أملانيا‪ ،‬بلجيكا‬
‫سويسرا‪ ،‬هولندا واململكة املتحدة‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـويد‬


‫منذ سبعينيات القرن املاضي‪ ،‬أصبحت مشاكل تلوث اهلواء املرتبطة بشكل خاص أبكسيد الكربيت اليت‬
‫تؤدي إىل تدهور الغاابت مصدر قلق للسويديني‪ ،‬لكن مع اقرتاح استخدام الضرائب لتوجيه السلوك الذي تسبب‬
‫يف هذا الضرر مل يقتنع به السياسيني أو الرأي العام فالبعض يفضل اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وخيشى آخرون من إدخاهلا‬
‫كأداة جديدة‪ ،‬بعد ذلك يف سنة ‪ ،1988‬وهو عام االنتخاابت العامة تغري الوضع يف السويد‪ ،‬حقق حزب‬
‫اخلضر فوزه وعكس متاما موقفه املناهض للتلوث معلنا خالل احلملة االنتخابية أنه يعترب فر الضرائب والرسوم‬
‫على االنبعااثت امللوثة أكثر الطرق عدالة للحد من التلوث‪ ،‬شريطة إعادة توزيع اإليرادات‪ ،‬وال سيما يف شكل‬
‫إعفاء ضرييب على دخل العمال‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬بدأ تطبيق الضرائب البيئية عن طريق "إصالح جبائي شامل"‪ ،‬ميكن التنبؤ به وإدارته‪ .‬وابلتايل‪ ،‬فقد‬
‫تبىن الربملان السويدي قانوان بواسطته مت إعادة هيكلة الضرائب على الطاقة والضرائب املتعلقة ابلبيئة ابلكامل‬
‫لتصبح أدوات تعزز توفري الطاقة وصديقة أكثر للبيئة‪ .‬وبقدر ما اقرتن ذلك ابلفعل ابلتخفيض يف ضريبة الدخل‬
‫‪1‬‬
‫‪Christophe Wendling, Les instruments économiques au service des politiques‬‬
‫‪environnementales, La Documentation française, Économie & prévision, N° 182, 2008, p 147.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Sebastián J. Miller, Mauricio A. Vela, Are Environmentally Related Taxes Effective?, IDB‬‬
‫‪working Paper Series, inter – American Development, department of research and chief Economist, N°‬‬
‫‪IBD-WP 467, November 2013, p 05.‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪1‬‬
‫الشخصي والتخفيض يف الضريبة على أرابح الشركات‪ ،‬فقد مت قبوهلا على الصعيدين السياسي واالجتماعي‪.‬‬
‫كانت السويد‪ ،‬إىل جانب الدول اإلسكندانفية األخرى من أوائل الدول اليت حتركت يف نقاش االحتاد األورويب‬
‫للشأن البيئي‪ ،‬مت إدخال ضريبة 𝟐𝐎𝐂 أول مرة سنة ‪ ،1991‬كجزء من اإلصالح اجلبائي األوسع نطاقاً يهدف‬
‫عاما يف فاتورة الضرائب‪ ،‬مما جعل‬ ‫اخنفاضا ً‬
‫ً‬ ‫إىل تقليل العبء الضرييب اإلمجايل‪ .‬شهد غالبية املواطنني والشركات‬
‫اإلصالح اجلبائي أبكمله أقل إاثرة للجدل‪ 2.‬ففي سياق العجز الكبري للميزانية‪ ،‬قررت السويد تنفيذ "اإلصالح‬
‫اجلبائي األخضر" من انحية‪ ،‬مت زايدة الرسم على القيمة املضافة ملنتجات الطاقة وفر ضرائب على 𝟐𝑶𝑪 واثين‬
‫أكسيد الكربيت‪ ،‬من انحية أخرى يتم ختفيض معدل الضريبة على أرابح الشركات من ‪ ٪53‬إىل ‪ ٪30‬واخنفا‬
‫الرسم على القيمة املضافة إىل معدل اثبت‪ .‬يف بداية العقد األول من القرن احلادي والعشرين‪ ،‬أدى اإلصالح‬
‫اجلبائي األخضر إىل خفض العائد الداخلي مبقدار ‪ 1.34‬مليار يورو واملسامهات االجتماعية مبقدار ‪ 220‬مليون‬
‫يورو بفضل الزايدة يف اإليرادات من ضرائب اثين أكسيد الكربون‪ ،‬اخنفضت الضرائب على العمالة مبقدار ‪7.4‬‬
‫مليار يورو بني عامي ‪ 2007‬و ‪ 3.2010‬ومن جهة أخرى تظهر تقارير اخنفا تلوث املياه لنهر الراين ابلزئبق‬
‫من ‪ 3‬مليجرامات يف اللرت الواحد إىل ‪ 1.2‬مليجرام يف اللرت وحدوث حتسن ملموس ابلنسبة لعنصر الكاديوم‬
‫نتيجة فر ضريبة تلوث املياه‪ 4.‬وهو ما يبني الدور الفعال ألدوات السياسة اجلبائية اليت فرضت سواء على املياه‬
‫أو الطاقة أو على مستوى القطاعات األخرى‪ ،‬واستخدامها للحد من التلوث البيئي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائب الطاقة‬

‫طبقت السويد ضريبة على استهالك املنتجات النفطية يف وقت مبكر بداية من سنة ‪ ،1924‬وقد أثرت‬
‫هذه الضريبة تدرجييا على مجيع أشكال الطاقة األخرى مع اختالف معدالت الطاقة واالستخدام أو النقل‪ ،‬وهذه‬
‫الضريبة هلا معدل خمفض أو حىت إعفاء للصناعة والزراعة‪.‬‬
‫ويف عام ‪ ،1991‬وكجزء من برانمج عام لتقليل العبء الضرييب خفضت احلكومة بقيادة كارل بيلت‬
‫(‪ )Carle Bildt‬العبء على العمال‪ .‬واختذت بذلك طريقتني‪ ،‬أوالً مددت احلكومة الرسم على القيمة‬
‫املضافة لتشمل استهالك الطاقة‪ ،‬وطبقت الضرائب على انبعااثت مركبات الكربيت ( 𝐱𝐨𝐒) ومركبات النيرتوجني‬
‫(𝑿𝑶𝑵)‪ .‬اثنيا خفضت الضريبة العامة على الطاقة ولكنها فرضت ضريبة على انبعااثت 𝟐𝑶𝑪 اليت لديها‬

‫‪1‬‬
‫‪Dominique Bureau, Fiscalité verte et compétitivité : la démonstration suédoise, Conseil‬‬
‫‪Economique pour le développement durable, Références Economique pour le développement durable,‬‬
‫‪N° 26, 2013, p 02.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Chris Hewett & Paul Ekins, Environmental Fiscal Reform in Europe An overview of policy and‬‬
‫‪politics of implementing environmental fiscal reform in Europe between 1990 and 2013, Green‬‬
‫‪Budjet Europe, European expert platform on environmental taxation and green fiscal reform, The‬‬
‫‪Danish Ecological Council, Tomorrow’s environment is created today, October 2014, p 22.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Delphine Siquier-Delot, Environmental taxation: towards a "green tax shift" in France?, Institut‬‬
‫‪Friedland, Project Green taxation, Paris, France, December 2016, p 03.‬‬
‫‪ 4‬إبراهيم كامل الشوابكة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪154‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫بدورها معدال منخفضا لقطاعات معينة من النشاط ومنخفضا جدا للصناعات الكثيفة اليت تستهلك كميات كبرية‬
‫من الطاقة‪ .‬وتُفر كلتا اجلبايتني على املصدر‪ ،‬عند البيع من جانب املنتجني أو املستوردين أو جتار اجلملة‪ .‬وقد‬
‫شهدت هذه الضرائب سلسلة من الزايدات على مر السنني‪ ،‬ففي سنة ‪ ،1991‬بلغت انبعااثت 𝟐𝒐𝑪‬
‫‪ 33.40‬يورو‪/‬طن ابلنسبة للقطاع السكين وقطاع اخلدمات‪ ،‬و‪ 8.40‬يورو‪/‬طن للصناعة والزراعة (ابستثناء‬
‫‪1‬‬
‫القطاعات الكثيفة الطاقة)‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬ضريبة النقل واإلعاانت للمركبات‬


‫ختضع املركبات مثل السيارات‪ ،‬الشاحنات‪ ،‬احلافالت و اجلرار والدراجات النارية لضرائب سنوية ويف بعض‬
‫احلاالت إلعاانت ترتبط مبستوايت انبعااثت الغازات الدفيئة‪ .‬قبل جويلية ‪ ،2018‬عندما مت تنفيذ خطة جديدة‬
‫للضرائب واإلعاانت‪ ،‬تباينت نسبة الضريبة السنوية على املركبات مع عدة جوانب من بينها انبعااثت اثين أكسيد‬
‫الكربون‪ ،‬حبيث يتم دفع ضريبة سنوية أعلى للمركبات املرتبطة مبستوى أعلى من انبعااثت اثين أكسيد الكربون‪.‬‬
‫مت دفع تكلفة أساسية قدرها ‪ 360‬كرونة سويدية (‪ 37.38‬يورو) للسيارة الواحدة‪ ،‬ومت دفع تكلفة إضافية قدرها‬
‫‪ 22‬كرونة سويدية (‪ 2.28‬يورو) لكل غرام من اثين أكسيد الكربون‪ .‬وقد ُدفعت ضريبة بيئية إضافية قدرها‬
‫‪ 500‬كرونة سويدية (‪ 51.91‬يورو) لسيارات الديزل اليت استخدمت قبل عام ‪ .2008‬ولتشجيع شراء‬
‫السيارات ذات التأثري البيئي املنخفض نسبياً مثل السيارات الكهرابئية مت فر إعفاء ضرييب للسنوات اخلمس‬
‫األوىل على السيارات املصنفة على أهنا سيارة ذات أتثري بيئي منخفض ابإلضافة إىل اإلعفاء الضرييب‪ ،‬مت تقدمي‬
‫دعم للسيارات اجلديدة املرتبطة ابنبعااثت منخفضة جداً من اثين أكسيد الكربون (‪ 50‬غراماً يف الكيلومرت) منذ‬
‫عام ‪ .2012‬وكان احلد األقصى لإلعانة ‪ 40 000‬كرونة سويدية (‪ 4 153‬يورو)‪.‬‬
‫يف جوان ‪ ، 2018‬حدث تغيري كبري يف نظام الضرائب والدعم للمركبات من خالل تطبيق نظام املكافآت‪ .‬تتلقى‬
‫السيارات ذات االنبعااثت املنخفضة للغاية إعانة حبد أقصى ‪ 60‬ألف كرونة سويدية (‪ 6229‬يورو) وقت‬
‫الشراء‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريبة الطريان‬
‫يف عام ‪ ، 2017‬مت اختاذ قانون جديد يفر ضريبة على الطريان يف املطارات السويدية‪ ،‬تسري الضريبة‬
‫اعتبارا من ‪ 1‬أفريل ‪ ،2018‬يتم دفع الضريبة لكل مسافر وختتلف ابختالف الوجهة‪ ،‬تبلغ الضريبة ‪60‬‬
‫اجلديدة ً‬
‫كرونة سويدية (‪ 6.23‬يورو) للرحالت الداخلية والرحالت داخل أورواب‪ ،‬و ‪ 250‬كرونة سويدية (‪25.96‬‬
‫يورو) للرحالت خارج أورواب على مسافة أقل من ‪ 6000‬كيلومرت و ‪ 400‬كرونة سويدية (‪ 41.53‬يورو)‬
‫‪2‬‬
‫للرحالت لوجهات أخرى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Michel Cruciani, La Transition Enegetique en Suéde, Etude de L’Ifri, Centre d’energie, juin 2016,‬‬
‫‪p p14-15.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Lea Skræp Svenningsen, Liv Lærke Hansen, The Use of Economic Instruments in Nordic‬‬
‫‪Environmental Policy 2014–2017, Nordic Council of Ministers, TemaNord, 2019, p p 103-104.‬‬
‫‪155‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫رابعا‪ :‬ضريبة الكربون‬


‫إدخال ضريبة الكربون جزء ال يتجزأ من اإلصالح اجلبائي الرئيسي لسنة ‪ ،1991‬منذ ذلك احلني‪ ،‬مت رفع‬
‫معدل ضريبة الكربون من أجل الوصول إىل ‪ 340‬كرونة سويدية ‪ /‬طن 𝟐𝐨𝐂 يف عام ‪ 31( 1994‬يورو) ‪630‬‬
‫كرونة سويدية ‪ /‬طن من 𝟐𝒐𝑪 يف عام ‪ 58( 2002‬يورو)‪ 760 ،‬كرونة سويدية ‪ /‬طن من 𝟐𝒐𝑪 (‪70‬‬
‫يورو) يف ‪ 910 ،2003‬كرونة سويدية ‪ /‬طن من 𝟐𝒐𝑪 (‪ 84‬يورو)‪ ،‬يف ‪ ،2004‬وارتفعت إىل ‪ 1050‬كروان‬
‫سويدية ‪ /‬طن من 𝟐𝒐𝑪 (‪ 97‬يورو)‪ .‬إىل جانب إدخال ضريبة الكربون‪ ،‬مت ختفيض معدل ضريبة الطاقة‪ ،‬ومت‬
‫إدخال ضريبة القيمة املضافة على الطاقة مبعدل عام يبلغ ‪ 1 .٪25‬يف وقت مبكر فرضت السويد ضريبة على‬
‫انبعااثت 𝟐𝒐𝑪 ‪ ،‬منت هذه الضريبة تدرجييًا‪ :‬مت إدخاهلا عند ‪ 27‬يورو ‪ /‬طن يف عام ‪ 1991‬لألفراد و ‪ 7‬يورو ‪/‬‬
‫طن للشركات الصناعية والزراعية‪ ،‬ووصلت سنة ‪ 2018‬إىل ‪ 120‬يورو ‪ /‬طن لألفراد وكذلك للشركات اليت ال‬
‫ختضع لنظام تداول االنبعااثت األوروبية‪ .‬مع السماح للشركات الصناعية والزراعية ابلتكيف دون فقدان قدرهتا‬
‫التنافسية‪ ،‬ومت فر ضرائب عليها أوالً عند مستوى أقل ابلنسبة لألفراد (‪ ٪26‬عند إنشاء النظام يف عام‬
‫‪ 2.)1991‬يبني اجلدول املوايل أتثري اإلصالح اجلبائي وخصائص فر ضريبة الكربون يف السويد‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫مميزاهتا‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )1-3( :‬إصالح ضريبة الكربون يف السويد خالل الفرتة ‪2012-1990‬‬

‫تدابري التعويض (لألسر‬ ‫خصائص غري متعلقة ابلطاقة‬ ‫خصائص الطاقة‪/‬الكربون‬ ‫السنوات‬
‫والشركات)‬ ‫‪/‬الكربون‬
‫زايدة الرسم على القيمة املضافة على ختفيض وتبسيط معدالت ضريبة دعم عام قوي لتطوير تدفئة‬ ‫‪-1990‬‬
‫املناطق وشبكات إنتاج الطاقة‬ ‫العمل(‪ 6-‬مليون يورو)‬ ‫الطاقة (‪ 1.6+‬مليون يورو)‬ ‫‪1991‬‬
‫املتجددة‬
‫الضريبة‬ ‫معدل‬ ‫ضريبة الكربون‪ ،‬مقرتنة بتخفيض ‪ ٪50‬ختفيض معدالت الضرائب لألسر ختفيض‬ ‫‪-2001‬‬
‫للقطاعات الصناعية الضعيفة‬ ‫ذات الدخل املنخفض‬ ‫يف ضريبة الطاقة‬ ‫‪2006‬‬
‫(‪ 0.3+‬مليون يورو)‬
‫ختفيض معدالت الضرائب لألسر ختفيض معدل الضريبة‬ ‫زايدة الضرائب البيئية‬ ‫‪-2007‬‬
‫للقطاعات الصناعية الضعيفة‬ ‫ذات الدخل املنخفض‬ ‫(‪ 0.5+‬مليون يورو)‬ ‫‪2012‬‬
‫(‪ 8.6-‬مليون يورو)‬

‫‪Source: Lucas Chancel, Simon Ilse, Environmental taxes and equity concerns: A European‬‬
‫‪perspective, Background paper prepared for the Spring Alliance conference “Go green, be social”,‬‬
‫‪2014, p 22.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Katrin Millock, La taxation énergie-climat en Suède, Droit de l’environnement, Victoires Edition,‬‬
‫‪HAL archives-ouvertes.fr, 2010, p 03‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Thierry Weil, En Suède, la « taxe carbone » est bien acceptée, Reporterre le quotidien de‬‬
‫‪l’écologie, , (The Conversation), 14 novembre 2018, p 02.‬‬
‫‪156‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫من خالل اجلدول نالحظ التغيريات يف فر ضرائب الطاقة والكربون خالل ثالث فرتات زمنية خمتلفة متثل‬
‫برامج احلكومة السويدية‪ ،‬حبيث متيزت الفرتة األوىل وهي فرتة اإلصالح اجلبائي البيئي برفع معدل الرسم على‬
‫القيمة املضافة على الطاقة‪ ،‬أدى ذلك إىل ختفيض معدالت ضريبة العمل بـ ـ ‪ 06‬مليون يورو‪ ،‬أما الفرتة الثانية‬
‫‪ 2006-2001‬مت فر ضريبة الكربون مع ختفيض ‪ % 50‬يف ضريبة الطاقة‪ ،‬نتج عن ذلك ختفيض معدالت‬
‫الضرائب لألسر ذات الدخل املنخفض‪ ،‬أما الفرتة الثالثة فتميزت بزايدة اإليرادات من الضرائب البيئية‪ ،‬ويف املقابل‬
‫تدعم احلكومة كل من األسر والشركات بتقدمي ختفيضات ضريبة للشركات الضعيفة‪ ،‬ابإلضافة إىل االهتمام أكثر‬
‫ابلطاقة املتجددة وإنتاجها مما يؤدي إىل تشجيع االستثمار فيها‪ ،‬واستخدام تكنولوجيا جديدة تساعد بدورها على‬
‫ختفيض التكاليف النامجة عن القطاع الصناعي‪.‬‬

‫أما الشكل املوايل يبني تطور ضريبة الكربون خالل الفرتة ‪ 1991‬وهي بداية تطبيق الضريبة إىل غاية ‪2018‬‬
‫وذلك من خالل املستوى العام واملستوى الصناعي لضريبة اثين أكسيد الكربون‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )1-3( :‬تطور ضريبة الكربون خالل الفرتة ‪( 2018-1991‬املستوى العام و م الصناعي)‬

‫‪Source: Thomas Sterner, L’économie politique de l’experience suédoise : pacte fiscal‬‬


‫‪économique et compétitivité, Séminaire du Conseil économique pour le développement durable,‬‬
‫‪Quel cadre fiscal pour accélérer la Transition écologique et solidaire ?, Conseil économique pour le‬‬
‫‪développement durable, 13 février 2018, p 13.‬‬

‫من خالل الشكل البياين نالحظ أن ضريبة اثين أكسيد الكربون مبستواها العام متيزت ابالرتفاع التدرجيي خالل‬
‫السنوات العشر األوىل من فرضها‪ ،‬حبيث مل تتعدى ‪ 40‬يورو للطن وذلك بداية من سنة ‪ 1991‬إىل غاية سنة‬
‫‪ ،2000‬و من مث ارتفعت تدرجييا من سنة ‪ 2001‬إىل غاية ‪ 2004‬بضريبة قدرها ‪ 100‬يورو للطن وهو ارتفاع‬
‫كبري بقيمة ‪ 60‬يورو للطن خالل أربع سنوات نتيجة للزايدة يف معدالت هذه الضريبة من قبل احلكومة‪ ،‬بعد‬
‫ذلك مل يتم زايدة الضريبة إال بعد األزمة االقتصادية العاملية من أجل زايدة اإليرادات لتغطية العجز املايل‪ ،‬مت رفع‬
‫املعدل من أجل إجياد سبل لتمويل إضايف‪ ،‬مث استقرت على ‪ 120‬يورو للطن يف السنوات األخرية بداية من‬
‫‪ 2015‬إىل غاية ‪.2018‬‬
‫‪157‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫أما ابلنسبة للمستوى الصناعي مل يشكل ارتفاعا كبريا مثل املستوى العام‪ ،‬فضريبة 𝟐𝑶𝑪 هلذا املستوى أي‬
‫الصناعي متيزت ابالستقرار خالل السنوات األوىل من فرضها مع االرتفاع النسيب إىل غاية سنة ‪ ،2010‬ومل‬
‫يتعدى بذلك ‪ 40‬يورو للطن إال بعد سنة ‪ ،2014‬حبيث وصلت إىل ما يفوق ‪ 90‬يورو للطن سنة ‪ 2016‬مع‬
‫قرار رفع ضريبة 𝟐𝒐𝑪 ملستواها الصناعي إىل ‪ 120‬يورو للطن سنة ‪ ،2018‬وهي نفس الضريبة للمستوى‬
‫العام‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الضريبة املفروضة على انبعااثت اكاسيد النيرتوجني‬
‫تعترب الضريبة اليت فرضت على اكاسيد النيرتوجني ابلسويد عام ‪ 1992‬يف إطار برانمج التدابري اليت اختذهتا‬
‫السويد للحد من األمطار احلمضية مثاال على الضريبة البيئية اليت تعتمد مباشرة على االنبعااثت املقاسة‪ ،‬وتفر‬
‫على انبعااثت اكاسيد النيرتوجني اليت جيري قياسها مبعدل ‪ 40‬كوروان سويدية لكل كيلوجرام من اثين أكسيد‬
‫النيرتوجني‪ .‬ال تسري الضريبة إال على املراكز الصناعية الضخمة وحمطات الطاقة‪ .‬تطبق الضريبة على احملطات اليت‬
‫تولد مبعدل ‪ 25‬جيغاوات ‪/‬ساعة يف العام على األقل‪ ،‬ويبلغ العدد اإلمجايل حملطات الطاقة يف السويد ‪260‬‬
‫‪1‬‬
‫الصناعية‪.‬‬ ‫حمطة‪ ،‬وهي املسؤولة عن قرابة نصف إمجايل اكاسيد النيرتوجني الناجتة عن توليد الطاقة لألغرا‬

‫سادسا‪ :‬ضـ ـ ـ ـريبة األمسدة الزراعية‬


‫فرضت السويد ضريبة على األمسدة النيرتوجينية يف عام ‪ ،1985‬يف ذلك الوقت مت متييز ضريبتني األوىل حوايل‬
‫‪ ٪20‬من سعر األمسدة كانت هتدف إىل متويل تكلفة الصادرات الزراعية إىل السوق العاملية‪ ،‬إال أنه مت التخلي‬
‫عنها يف عام ‪ 1993‬قبل االنضمام إىل االحتاد األورويب‪ ،‬أما الثانية مأخوذة من النيرتوجني و الفسفور وقد مثلت‬
‫زايدة بنسبة ‪ ٪10‬يف سعر األمسدة سنة ‪ ،1988‬وارتفع معدهلا إىل ‪ ٪20‬سنة ‪ .1996‬عند بدء تطبيق الضريبة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ظل االستهالك مستقراً يف البداية مث اخنفض خالل الزايدة التدرجيية يف الضريبة البيئية‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬إعاانت الزراعة وضريبة املوارد الطبيعية‬
‫لتقليل استخراج الرتاكمات الطبيعية من احلصى‪ ،‬فرضت ضريبة يف السويد سنة ‪ ،1995‬فهي مناسبة‬
‫الستخراج مورد طبيعي حمدود الذي يلعب دورا هاما يف إنتاج مياه الشرب على سبيل املثال من خالل توفري عملية‬
‫التنظيف الطبيعي‪ .‬يف عام ‪ ،2015‬مت رفع الضريبة من ‪ 13‬كرونة سويدية (‪ 1.35‬يورو) إىل ‪ 15‬كرونة سويدية‬
‫(‪ 1.56‬يورو) للطن‪.‬‬
‫وتتاح إعاانت يف جمال الزراعة متاشيا مع تنفيذ السويد للسياسة الزراعية املشرتكة األوروبية‪ ،‬العديد من‬
‫اإلعاانت للمزارعني من خالل برانمج التنمية الريفية السويدي‪ ،‬وتتألف اخلطة من إعاانت خمتلفة للزراعة‪ ،‬منها‬

‫‪ 1‬ستيفن مسيث‪ ،‬االقتصاد البيئي‪ ،‬مقدمة قصرية جدا ‪ ،‬ترمجة إجني بنداري‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2014 ،‬ص ص‬
‫‪.56-55‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Vincent Marcus, et autres, La fiscalité environnementale en France : un état des lieux, Service de‬‬
‫‪l’économie, de l’évaluation et de l’intégration du développement durable, commissariat général au‬‬
‫‪développement durable, Avril 2013, p 25.‬‬
‫‪158‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫عدة إعاانت تستهدف اإلجراءات املتخذة لتحسني نوعية البيئة‪ .‬وميكن تصنيف اإلعاانت على أساس اجلانب‬
‫البيئي املستهدف‪ ،‬منها ما يُدفع للدعم املايل للمزارعني من أجل إنشاء أرا رطبة أو مناطق جماورة لألهنار‬
‫‪1‬‬
‫أو لتدابري خمتلفة بغر احلفاظ على التنوع البيولوجي‪.‬‬

‫اثمنا‪ :‬ضريبة مدافن القمامة ورسوم مجع النفاايت املنزلية‬


‫مت فر ضريبة على النفاايت يف السويد سنة ‪ 2001‬هبدف التخلص من النفاايت يف مدافن القمامة‬
‫وتشجيع إعادة استخدام املواد وإعادة تدويرها‪ .‬تعتمد الضريبة على الوزن وال ختتلف فيما يتعلق ابملواد أو احملتوى‬
‫تضاعفت الضريبة منذ تطبيقها يف عام ‪ ،2001‬كما مت رفع الضريبة على النفاايت يف عام ‪ 2015‬بنسبة ‪٪15‬‬
‫لتصل إىل ‪ 500‬كرونة سويدية (‪ 51.91‬يورو) للطن‪.‬‬
‫معظم البلدايت يف السويد أتخذ رسوما جلمع النفاايت يف املساكن اخلاصة‪ ،‬وتستخدم البعض منها بدال من‬
‫ذلك ضريبة لتمويل التكاليف املرتبطة هبا‪ ،‬وغالباً ما يتكون الرسم من جزء اثبت وجزء خيتلف مع تكرار مجع‬
‫النفاايت وحجمها‪ .‬إن اخنفا تكاليف مجع القمامة بشكل أقل تواتراً وصغر حجم صناديق القمامة حيفز األسر‬
‫على إنتاج كميات أقل من النفاايت‪ ،‬وحتفز بعض البلدايت على فصل النفاايت القابلة للتحلل البيولوجي‪ ،‬اليت‬
‫تستخدم إلنتاج الغاز احليوي مثالً‪ ،‬وذلك بتقدمي تكلفة أقل لألسر اليت جتمع النفاايت القابلة للتحلل احليوي يف‬
‫صناديق منفصلة‪ ،‬خيتلف مستوى الرسوم ابختالف البلدايت ولكن متوسط التكلفة السنوية للفيال هو ‪2,035‬‬
‫‪2‬‬
‫كرونة سويدية (‪ 211‬يورو) و‪ 1,305‬كرونة سويدية (‪ 135‬يورو) لشقة حبجم قياسي يف عام ‪.2015‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة الدمن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارك‬


‫قامت الدمنا رك بفر جمموعة من الضرائب والرسوم كغريها من الدول األوروبية حسب مسائلها البيئية ونظرا‬
‫للخالفات السياسية حول فر سياسة جبائية ذات بعد بيئي‪ ،‬مل يتم التوصل إىل إمجاع سياسي‪ ،‬وفرضت‬
‫جتميدا للضرائب البيئية‪ .‬استمر هذا لعدة سنوات حىت األزمة املالية يف ‪2008/2007‬‬ ‫احلكومة سنة ‪ً 2001‬‬
‫وأزمة اليورو الالحقة‪ ،‬غريت أولوايت مجيع احلكومات األوروبية بشكل كبري‪ .‬مت ختفيض اإليرادات من ضرائب‬
‫سنواي يف عام ‪ 2009‬مقارنة بعام ‪ 2001‬بسبب التجميد الضرييب وهو ما يعادل‬ ‫الطاقة مبقدار ‪ 1.3‬مليار يورو ً‬
‫حوايل ‪ ٪ 25‬من إمجايل اإليرادات السنوية للجباية البيئية‪ .‬جلبت احلاجة إىل خفض عجز امليزانية يف مجيع أحناء‬
‫أورواب ضغوطًا جديدة على الوضع املايل ملعظم احلكومات‪ .‬ويف الدمنارك‪ ،‬غري رئيس الوزراء رأيه بشأن ضرائب‬
‫الطاقة مستوحى جزئيا من حقيقة أن الدمنارك ستستضيف الدورة اخلامسة عشرة ملؤمتر األطراف بشأن تغري املناخ‬
‫يف ديسمرب ‪ .2009‬مث قر ًارا جديدا تضمن جمموعة من اإلصالحات اجلبائية اليت أعادت إدخال نظام مؤشر‬

‫‪1‬‬
‫‪Lea Skræp Svenningsen, Liv Lærke Hansen, Op.cit, p 105.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p 101.‬‬
‫‪159‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫ضرائب الطاقة‪ 1.‬وابلتايل سنتطرق يف هذا املطلب إىل اإلصالح اجلبائي البيئي ابإلضافة إىل اجلبائية البيئية املطبقة‬
‫يف الدمنارك‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلصالح اجلبائي البيئي‬
‫‪2‬‬
‫متيزت السياسة اجلبائية للدمنارك مبرورها على فرتات خمتلفة وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬فرتة ( ‪ )1980- 1970‬أزمات الطاقة والوعي البيئي‪ :‬كانت أوىل ضرائب البيئة يف التاريخ احلديث هي‬
‫الضرائب املفروضة على النقل‪ ،‬الضريبة على تسجيل السيارات وضريبة البنزين‪ ،‬وقد أدخلت الضرائب خالل هذه‬
‫الفرتة لتقليل الواردات وتقييد استخدام العمالت األجنبية‪ .‬يف سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن املاضي‬
‫أدى الوعي البيئي املتزايد إىل إدخال أول ضرائب بيئية حقيقية على النفاايت‪ ،‬والتغليف‪ ،‬واملبيدات احلشرية‪ .‬كما‬
‫مت التنفيذ األول لضريبة البرتول حسب حمتوى الرصاص‪ .‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬أدت أزمات الطاقة إىل استخدام‬
‫ضرائب الطاقة كإحدى الطرق العديدة اليت تقلل اعتماد الدمنارك على الوقود األحفوري املستورد‪ .‬مت فر‬
‫الضرائب على الكهرابء والزيوت املعدنية والغاز والفحم يف أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات؛‬

‫‪ -2‬فرتة (‪ :)1990‬تبىن الربملان الدمناركي سنة ‪ 1993‬إصالحا جبائيا أخضر من شأنه أن حيول تدرجييا‬
‫الضرائب من العمل إىل البيئة والطاقة خالل الفرتة ‪ .1998-1994‬مشل اإلصالح فر ضرائب خضراء‬
‫جديدة على املياه ومياه الصرف والتغليف‪ ،‬فضال عن زايدة الضرائب على البنزين والديزل والكهرابء والفحم‬
‫والنفاايت والسيارات‪ .‬ويف اجملموع‪ ،‬مت حتويل حوايل ‪% 1‬من الناتج احمللي اإلمجايل من ضرائب العمل إىل اجلباية‬
‫البيئية‪ ،‬حيث كانت غالبيتها تثقل كاهل األسر‪ .‬وكان اهلدف هو زايدة احلوافز لتوفري اليد العاملة واحلد يف الوقت‬
‫نفسه من السلوك الضار ابلبيئة وهذا ما يسمى ابلعوائد املزدوجة؛‬
‫ويف عام ‪ ،1995‬اعتمد الربملان الدمناركي تغيرياً كبرياً وزاد يف فر الضرائب على انبعااثت اثين أكسيد‬
‫الكربون من قطاع األعمال واستهالك الطاقة‪ .‬ومشل اإلصالح زايدة تدرجيية يف ضريبة اثين أكسيد الكربون اليت بدأ‬
‫العمل هبا يف عام ‪ ( ،1992‬وفر ضرائب على الطاقة‪ ،‬وفر ضريبة جديدة على انبعااثت الكربيت‪ ،‬فضال‬
‫عن توسيع قاعدة ضرائب الطاقة)؛ مث يف عام ‪ 1998‬أرادت احلكومة مواصلة اإلصالح اجلبائي األخضر الذي‬
‫بدأ سنة ‪ 1994‬ويف الوقت نفسه كانت هناك حاجة إىل إبطاء النمو االقتصادي من خالل االنكماش املايل‪.‬‬
‫مشل اإلصالح اجلبائي األخضر لسنة ‪ 1998‬زايدة تدرجيية يف الضرائب املفروضة على البنزين والزيوت املعدنية‬
‫والفحم والغاز الطبيعي والكهرابء‪ ،‬وفر ضريبة جديدة على التدفئة اليت تنتجها حرق النفاايت‪ .‬وقد استُخدم‬
‫جزء من إيرادات الضرائب اخلضراء خلفض معدل ضريبة الدخل الشخصي األدىن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Chris Hewett & Paul Ekins, Op.cit, p p 23-24‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Thomas LARSEN, Greening the Danish Tax System, Federale Overheidsdienst Financiën - België‬‬
‫‪Volume 71, Issue 2, 2nd quarter 2011, p 99-101 .‬‬
‫‪160‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ -3‬العقد األول من القرن احلادي والعشرين‬

‫متيزت السياسة اجلبائية يف أوائل العقد احلادي والعشرين ابلتجميد الضرييب الذي يشكل التزاما سياسيا‬
‫ابحلفاظ على مجيع معدالت الضرائب من االرتفاع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يف جمال الطاقة واملناخ والبيئة‪ ،‬يُسمح بزايدة‬
‫الضرائب أو إدخاهلا شريطة إعادة تدوير اإليرادات ابلكامل من خالل التخفيضات الضريبية املقابلة‪ ،‬خالل‬
‫العامني ‪ 2006‬و ‪ ،2007‬مت إلغاء الضريبة املفروضة على ركاب شركات الطريان؛‬
‫يف جوان ‪ ،2007‬مت تنفيذ إصالح كبري نسبيًا لضريبة التسجيل على السيارات والشاحنات الصغرية (أقل من‬
‫‪ 4‬أطنان)‪ ،‬يف عام ‪ ،2008‬مت اعتماد ضريبة جديدة على انبعااثت اكاسيد النيرتوجني من استهالك الطاقة‬
‫دخلت حيز التنفيذ سنة ‪ ،2010‬كانت هذه الضريبة جزءًا من إعادة هيكلة ضريبة 𝟐𝐎𝐂؛‬
‫كبريا‪ .‬دخل التشريع حيز التنفيذ تدرجيياً خالل‬
‫إصالحا جبائيا ً‬
‫ً‬ ‫يف هناية ماي ‪ ،2009‬اعتمد الربملان الدمنركي‬
‫األعوام ‪ ،2019-2010‬يتضمن اإلصالح ختفيضات ضريبية ومتويالت حبوايل ‪ 30‬مليار كرونة دمنركية تعادل‬
‫حوايل ‪ ٪1.7‬من الناتج احمللي اإلمجايل‪ .‬يهدف اإلصالح إىل زايدة املعرو من العمالة على املدى املتوسط‬
‫والطويل ويف نفس الوقت املسامهة يف ختفيف آاثر األزمات االقتصادية العاملية على املدى القصري‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬ضرائب الطاقة والكربون وتلوث اهلواء‬

‫‪ -1‬منذ عام ‪ ،2010‬مت فر ضريبة على انبعااثت اكاسيد النيرتوجني‪ ،‬تراجعت االنبعااثت يف الدمنارك خالل‬
‫العقد األول من القرن احلادي والعشرين‪ ،‬ومت حتقيق أهداف سنة ‪ 2010‬املنصوص عليها يف التوجيهات الصادرة‬
‫عن االحتاد األورويب يف الوقت احملدد تقريبًا‪ ،‬عندما مت إدخال الضريبة يف سنة ‪ 2010‬كان املعدل ‪ 5‬كرونة دمنركية‬
‫(‪ 0.67‬يورو) لكل كغ متت زايدة الضريبة إىل ‪ 5.20‬كرونة دمنركية (‪ 0.68‬يورو) لكل كغ سنة ‪ ،2012‬ومرة‬
‫‪1‬‬
‫أخرى وبشكل أكرب إىل ‪ 25.50‬كرونة دمنركية (‪ 3.42‬يورو) لكل كغ سنة ‪.2013‬‬
‫‪ -2‬مت إدخال ضريبة الكربون يف عام ‪ 1992‬على املنازل وعلى األماكن الصناعية‪ ،‬ومنذ ذلك احلني مت زايدهتا‬
‫وتوسيعها لتشمل استخدامات أخرى‪ .‬يف عام ‪ ،2008‬رفعت الدمنارك الضريبة من ‪ 25‬كرونة دمنركية إىل ‪150‬‬
‫كرونة دمنرك‪ .‬يف عام ‪ ،2018‬بلغ املعدل ‪ 173.2‬كرونة دمنركية ‪ /‬طن 𝟐𝑶𝑪 (‪ 23‬يورو ‪ /‬طن 𝟐𝐎𝐂)‬
‫وهو أقل مما هو عليه يف السويد والنرويج‪ .‬وجتدر اإلشارة‪ ،‬إىل أن الدمنارك تفر ضرائب أعلى على بعض‬
‫استخدامات الطاقة‪ ،‬مثل وقود النقل واستخدام الطاقة السكنية‪ ،‬مما يرفع سعر الكربون‪ .‬ختتلف رسوم و ضرائب‬
‫كبريا حسب جمموعة املستخدمني‪ ،‬مما خيلق حوافز غري متكافئة خلفض‬ ‫الطاقة وابلتايل سعر الكربون اختالفًا ً‬
‫انبعااثت 𝟐𝑶𝑪‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تستفيد العمليات الصناعية من ختفيض ضريبة 𝟐𝑶𝑪 ‪ ،‬إضافة إىل حتديد‬

‫‪1‬‬
‫‪Hrafnhildur Bragadóttir, Carl von Utfall Danielsson, and others, The Use of Economic‬‬
‫‪Instruments In Nordic Environmental Policy 2010–2013, TemaNord 2014, Denmark, Norden‬‬
‫‪publication, p 41.‬‬
‫‪161‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫سعر الكربون عن طريق الضرائب‪1.‬كان للصناعات كثيفة االستهالك للطاقة خيار سداد إضايف‪ ،‬إذا وقعت اتفاقية‬
‫كفاءة الطاقة مع وكالة الطاقة الدمناركية واستثمرت يف معدات توفري الطاقة مت توقع مسبقا‪ ،‬أن ضريبة الكربون يف‬
‫قطاع األعمال جيب أن تقلل من انبعااثت 𝟐𝑶𝑪 بنسبة ‪ ،٪4.6‬وخلص تقييمان مشرتكان بني اإلدارات الحقا‬
‫إىل أن ضريبة الكربون أثرت على انبعااثت 𝟐𝑶𝑪 كما هو متوقع‪ ،‬وأن اآلاثر السلبية لالقتصاد الكلي لفر‬
‫‪2‬‬
‫ضرائب على الكربون كانت حمدودة للغاية‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلعفاءات الضريبية للعمليات كثيفة االستخدام للطاقة يف الدمنارك (الطاقة والكربون)‬
‫خلص استعراضان حكوميان متعمقان أجراي سنيت ‪ 1999‬و ‪ 2011‬إىل أن الضريبة الدمنركية على 𝟐𝑶𝑪‬
‫خفضت إنبعااثته اخنفاضاً كبرياً‪ ،‬وأن كثافة الطاقة قد اخنفضت بنسبة ‪ %22‬يف الفرتة من ‪ 1990‬إىل ‪.2008‬‬
‫وخلصت هذه االستعراضات أيضا إىل أن االستخدام الواسع النطاق للضرائب البيئية ال يؤثر سلبا على القدرة‬
‫التنافسية عموما‪ .‬سلطوا الضوء على إمكانية زايدة معدالت الضرائب بشكل كبري دون التأثري على القدرة‬
‫التنافسية العامة أو على التوظيف‪.‬‬
‫وكما هو احلال يف بلدان أخرى‪ ،‬فإن عددا حمدودا من املشاريع اليت تعتمد على الطاقة بشكل مكثف ال‬
‫تستطيع احلفاظ على قدرهتا التنافسية يف الدمنارك‪ .‬ورداً على ذلك‪ ،‬أدخلت احلكومة إعفاءات من ضريبة الطاقة‬
‫والكربون للعمليات اليت تعتمد على الطاقة بشكل مكثف وعرضت على هذه الشركات عقوداً لتسهيل زايدة‬
‫االستثمارات يف التكنولوجيات ذات الكفاءة يف استخدام الطاقة‪ ،‬وأتمني معدالت خمفضة لضريبة 𝟐𝐎𝐂 وتقدمي‬
‫‪3‬‬
‫الدعم املايل للمشاريع االستثمارية الكبرية‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬ضرائب ورسوم النقل‬


‫تتكون ضرائب املركبات من ضريبة عند الشراء (ضريبة التسجيل)‪ ،‬وضريبة امللكية سنوية (تسمى عادةً ضريبة‬
‫املالك اخلضراء) والرسوم التعويضية ملركبات الديزل‪ .‬يضاف إىل ذلك ضريبة على أقساط التأمني على السيارات‪.‬‬
‫يف حني مت ختفيض الضرائب على سيارات الركاب عدة مرات يف السنوات األخرية‪ ،‬إال أهنا ال تزال مرتفعة ابملقارنة‬
‫الدولية ويرجع ذلك يف الغالب إىل ارتفاع ضريبة التسجيل‪ .‬شجعت ضريبة التسجيل املرتفعة على شراء املركبات‬
‫األرخص‪ ،‬واليت متيل إىل أن تكون صغرية وأكث ر كفاءة يف استهالك الوقود‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ترتبط كل من‬
‫ضريبة التسجيل وضريبة املالك اخلضراء بكفاءة الوقود‪.‬‬
‫ويف سنة ‪ ،2010‬مت تطبيق تكلفة إضافية قدرها ‪ 1000‬كرونة دمنركية (‪ 134‬يورو) على سيارات الديزل‬
‫رسوما تعويضية اثبتة قدرها‬‫واملركبات التجارية اجلديدة (املسجلة بعد مارس ‪ .)2009‬تدفع حافالت الديزل ً‬
‫سنواي‪ ،‬وتُعفى الشاحنات و اجلرارات‪ .‬كان هدف احلكومة هو فر ضريبة‬ ‫‪ 1230‬كرونة دمنركية (‪ 165‬يورو) ً‬
‫‪1‬‬
‫‪Environmental performance Reviews, OECD, Denmark, 2019, p 130.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Successful environmental taxes in Denmark, Green Budget Europe, The Danish Ecological‬‬
‫‪Council, October 2014, p 03.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Chris Hewett & Paul Ekins, Op.cit, p 15.‬‬
‫‪162‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫التسجيل على هذه السيارات (‪ ٪20‬يف ‪ ٪40 ،2016‬يف ‪ ٪65 ،2017‬يف ‪ ٪90 ،2018‬يف ‪2019‬‬
‫و‪ ٪ 100‬يف ‪ ،)2020‬ولكن هذا‪ ،‬ابلتزامن مع اخنفا عام يف ضريبة التسجيل‪ ،‬وشل مبيعات السيارات‬
‫الكهرابئية‪ ،‬لذلك قررت احلكومة اإلبقاء على ضريبة تسجيل السيارات الكهرابئية بنسبة ‪ ٪20‬ملدة عامني‬
‫إضافيني أو حىت الوصول إىل عتبة ‪ 5000‬تسجيل جديد‪ .‬يف اآلونة األخرية‪ ،‬اقرتحت احلكومة فر ضريبة‬
‫تسجيل للسيارات الكهرابئية مع قائمة أسعار أقل من‪ 400000‬كرونة دمنركية (‪ 54000‬يورو) بني عامي‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2019‬و ‪.2020‬‬

‫رابعا‪ :‬ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريبة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياه‬


‫مت فر الضريبة على املياه املنقولة ابألانبيب يف الدمنرك سنة ‪ 1994‬من قبل احلكومة االشرتاكية من أجل‬
‫تقليل استهالك املياه‪ ،‬مل يكن هناك نقص يف املياه‪ ،‬وإمنا كان الغر هو تقليل كميات مياه الصرف‪ ،‬فرضت يف‬
‫البداية ضريبة بـ ـ ـ ‪ 1‬كرونة دامنركية لكل 𝟑𝑴 من املياه (‪ 0.75‬يورو)‪ ،‬وكان هلا أتثري فوري على استهالك املياه‬
‫اخنفض توزيع مياه الشرب من ‪ 513‬إىل ‪ 480‬مليون 𝟑𝑴 ‪ ،‬من سنة ‪ 1993‬إىل ‪.1995‬‬

‫مت زايدة ضريبة املياه إىل ‪ 6.1‬كرونة دمنركية لكل 𝟑𝑴 (‪ 0.8‬يورو) سنة ‪ 2014‬و ‪ 6.5‬كرونة دمنركية لكل‬
‫𝟑𝑴 (‪ 0.9‬يورو) سنة ‪ 2015‬مبا يف ذلك الضريبة اإلضافية ملياه الشرب‪ .‬كما يتم تسديد الضريبة على املياه‬
‫املنقولة ابألانبيب للمؤسسات إىل جانب ضريبة مياه الصرف‪ ،‬وابلتايل قللت ضريبة املياه من استهالك املياه يف‬
‫املنازل‪ .‬ومن جهة أخرى تدفع حمطات املياه ضريبة على هدر املياه بسبب التسرابت يف نظام األانبيب إذا كانت‬
‫النفاايت تزيد عن ‪ ٪10‬من إمجايل إنتاج املياه‪ .‬أدى هذا النظام إىل احلد بشكل ملحوظ من تسرب املياه من‬
‫األانبيب‪ .2‬كما مت تطبيق الضريبة البيئية على إمدادات املياه على مراحل من سنة ‪ 1994‬إىل ‪ .1998‬واستجابة‬
‫لتطبيق هذه الضريبة‪ ،‬اخنفض استهالك املياه املنزلية الدمنركية بنسبة ‪ ٪21‬من سنة ‪ 1993‬إىل ‪ ،2002‬يف سنة‬
‫‪ 2013‬كان املعدل ‪ 5.46‬كرونة دمنركية (‪ 0.73‬يورو) لكل 𝟑𝑴‪ ،‬يف عام ‪ ،2012‬مت إدخال رسوم إضافية‬
‫بقيمة ‪ 0.67‬كرونة دمنركية (‪ 0.09‬يورو) لكل 𝟑𝑴‪ ،‬واليت سيتم استخدامها لدفع تكاليف محاية املياه اجلوفية‪.‬‬
‫مت متويل نفقات محاية املياه اجلوفية ساب ًقا من خالل الرسوم اليت مجعتها البلدايت لتزويد املياه‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫الضريبة البيئية على إمدادات املياه‪ ،‬مت إدخال ضريبة مياه الصرف الصحي يف عام ‪ 1997‬ومت تنفيذها ابلكامل‬
‫سنة ‪ ،1998‬كان الغر من الضريبة هو تقدمي حوافز لتقليل كمية املياه املستعملة‪ ،‬وحتسني تقنيات التنظيف‬
‫‪3‬‬
‫حملطات معاجلة مياه الصرف الصحي وتقليل كمية مياه األمطار يف نظام الصرف الصحي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Environmental performance Reviews, Op.cit, p p 131-132.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Successful environmental taxes in Denmark, Op.cit, p 01.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Hrafnhildur Bragadóttir, Op.cit, p 42 .‬‬
‫‪163‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫خامسا‪ :‬النف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاايت‬


‫تفر الدمنارك ضرائب على دفن النفاايت وحرقها‪ .‬مت زايدة ضريبة مدافن النفاايت سنة ‪ 2015‬إىل ‪475‬‬
‫كرونة دمنركية للطن من ‪ 160‬كرونة دمنركية ‪ /‬طن يف ‪ ،2012‬مت إدخال هذه الضريبة سنة ‪ ،1987‬ساعدت يف‬
‫تقليل عمليات الدفن للنفاايت ولكن أتثريها حمدود فقط على معدالت إعادة التدوير‪ .‬مت حتويل ضريبة الرتميد يف‬
‫عام ‪ 2009‬من ضريبة على أساس الوزن إىل ضريبة على أساس حمتوى الطاقة واثين أكسيد الكربون‪ .‬يهدف‬
‫النظام اجلديد إىل توفري حافز أقوى إلعادة تدوير النفاايت األكثر استهال ًكا للطاقة‪ ،‬مثل البالستيك‪ .‬يتم حتصيلها‬
‫أيضا ضريبة‬
‫عند قيمة ‪ 26.5‬كرونة دمنركية لكل ‪ GJ‬وف ًقا حملتوى الطاقة يف نفاايت املدخالت‪ .‬تطبق الدمنارك ً‬
‫نفاايت التعبئة على أساس احلجم على عدة أنواع من حاوايت املشروابت اليت ليست جزءًا من نظام اإليداع‬
‫‪1‬‬
‫واإلرجاع‪ ،‬وعلى األكياس اليت تستخدم ملرة واحدة‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬جتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرنسا‬


‫تعد التجربة الفرنسية من حيث األدوات االقتصادية والبيئية قدمية منذ إنشاء نظام اإلواتوات لوكاالت املياه سنة‬
‫‪ ،1964‬وحىت مع الرسوم الداخلية على املنتجات البرتولية )‪ (TIPP‬وجديدة مع إدخاهلا سنة ‪ 1999‬للرسم‬
‫العام على األنشطة امللوثة‪ ،‬والسوق األوروبية حلصص انبعااثت اثين أكسيد الكربون سنة ‪ .2005‬يف البداية مت‬
‫تطويره هبدف مل يكن لتثبيط السلوك امللوث ولكن من أجل املوارد املالية‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬كان الرسم العام على‬
‫األنشطة امللوثة ‪ TGAP‬أول رسم مت تقدميه منذ إنشائه كأداة لتغيري السلوك بطريقة أكثر صداقة للبيئة‪ .‬على‬
‫مقبوال على نطاق‬
‫الرغم من أن ‪ TIPP‬مل يتم إنشاؤه لألغرا البيئية‪ ،‬إال أن أتثريه على استهالك الوقود يبدو ً‬
‫واسع‪2 .‬من بني أسباب فر ‪ TGAP‬ومن وجهة نظر قانونية هناك ثالثة أسباب متعاقبة توىل النظر إىل إنشاء‬
‫‪3‬‬
‫وتطوير فر الضرائب على انبعااثت اهلواء امللوثة منذ عام ‪ ،1999‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬متويل مكافحة التلوث‪ ،‬وال سيما من خالل تقدمي املساعدة لالستثمارات وذلك ملنع أو خفض االنبعااثت‬
‫امللوثة املدفوعة للشركات املسؤولة عن الضريبة (‪ )1985‬وتطوير شبكة رصد نوعية اهلواء (‪)1995‬؛‬

‫‪ -‬تعزيز مبدأ امللوث الدافع‪ ،‬الذي يهدف إىل جعل الشركات الصناعية تساهم يف التكاليف اليت تتكبدها‬
‫انبعااثهتا امللوثة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Environmental performance Reviews, Op.cit, p 133.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Christophe wendeling, Op.cit, p 148.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Vincent Lidsky, Jérôme Gazzano, et autres, Évaluation de l’impact environnemental et‬‬
‫‪économique de la Taxe générale sur les activités polluantes (TGAP) sur les émissions de‬‬
‫‪polluants atmosphériques, Inspection générale des Finances - Conseil général de l'économie, de‬‬
‫‪l'industrie, de l'énergie et des technologies, Conseil général de l'Environnement et du Développement‬‬
‫‪durable, 15 Octobre 2018, p 03.‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ -‬حافز لتلبية معايري جودة اهلواء اليت وضعتها لوائح االحتاد األورويب‪.‬‬
‫انتقلت إدارة شركة ‪ TGAP Air‬إىل املديرية العامة للجمارك واحلقوق غري املباشرة وبلغ إمجايل عائداهتا من‬
‫هذه الضريبة ‪ 59‬مليون يورو يف عام ‪ ،2016‬منها ‪ 27‬مليون يورو يتم دفعها يف شكل حترير تربعات للجمعيات‬
‫املعتمدة ملراقبة جودة اهلواء (*‪ ،)AASQA‬والباقي يذهب إىل امليزانية العامة للدولة‪ .‬ويطبق معدال قانونيا على‬
‫انبعااثت اهلواء اخلارجي من ‪ 18‬ملواثً‪ .‬ويدفع هذه الضريبة ‪ 817‬صناعياً يعملون يف ‪ 1 205‬شركة مصنفة‪.‬‬
‫والقطاعات الرئيسية املعنية هي توليد الكهرابء (‪ % 16‬من جمموع املدفوعات)‪ ،‬صناعة الصلب (‪)% 15‬‬
‫‪1‬‬
‫وتكرير النفط (‪.)%14‬‬
‫أوال‪ :‬ضرائب الط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاقة‬
‫تلتزم فرنسا كغريها من الدول مبحتوى االتفاقيات الدولية الرامية إىل محاية البيئة من التلوث اهلوائي‪ ،‬فبالنسبة‬
‫‪2‬‬
‫لتحديد أهداف خفض انبعااثت امللواثت اخلمس يف فرنسا حبلول عام ‪ 2020‬و‪ 2030‬مت حتديد مرحلتني‪:‬‬
‫‪ - 1‬املرحلة األوىل‪ :‬للفرتة من ‪ 1990‬إىل ‪ 2020‬مبوجب التوجيه ‪ EC/81/2001‬الصادر يف ‪ 23‬أكتوبر‬
‫‪ 2001‬الذي حيدد حدوداً وطنية لالنبعااثت ابلنسبة لبعض ملواثت اهلواء؛‬
‫‪ - 2‬املرحلة الثانية‪ :‬للفرتة ‪ 2020‬إىل ‪ 2029‬مث سنة ‪ 2030‬مبوجب التوجيه ‪EU/2284/2016‬‬
‫الصادر يف ‪ 14‬ديسمرب ‪ 2016‬بشأن خفض االنبعااثت الوطنية لبعض ملواثت اهلواء‪ .‬وتعكس أهداف خفض‬
‫االنبعااثت الواردة يف التوجيه الصادر عن االحتاد األورويب ‪ EU/2284/2016‬ما يرد يف بروتوكول غوتنربغ‬
‫املعتمد مبوجب اتفاقية التلوث اجلوي عرب احلدود البعيدة املدى‪ ،‬الذي ميددها لفرتة ما بعد عام ‪ .2030‬ومن‬
‫أجل حتقيق ذلك اعتمدت فرنسا على الضرائب والرسوم الطاقوية التالية‪:‬‬

‫‪* AASQA:‬‬
‫هي عبارة عن منظمات فرنسية ختتص مبجموعة من املهام احملددة من طرف احلكومة من بينها‪ :‬مراقبة وتقييم اهلواء ابستخدام أدوات القياس‪ ،‬نشر املعلومات والتنبؤات‬
‫املتعلقة مبراقبة جودة اهلواء‪ ،‬إجراء جرد النبعااثت امللواثت اجلوية‪ .‬للمزيد من املعلومات أنظر إىل‪:‬‬
‫‪https://ree.developpement-durable.gouv.fr/donnees-et-ressources/ressources/glossaire/article/aasqa‬‬
‫أطلع عليه بتاريخ‪.2020/04/22 :‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Vincent Lidsky, Jérôme Gazzano, et autres, OP.cit, p 03.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p 06.‬‬
‫‪165‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )2-3( :‬ضرائب الطاقة لفرنسا‬

‫املعدل‬ ‫الوعاء‬ ‫الطاقة‬


‫‪-‬الديزل‪ 60.69 :‬يورو‪/‬ه ل‬ ‫املنتجات البرتولية املستخدمة كوقود أو‬ ‫الرسم الداخلي على املنتجات البرتولية‬
‫‪-‬التعديل اإلقليمي كحد أقصى‪ 2.5 :‬يورو‪/‬‬ ‫مادة قابلة لالحرتاق‬ ‫‪TICPE‬‬
‫اللرت‬
‫‪ 1.9‬يورو ‪ /‬ميغاواط ساعة‬ ‫الغاز الطبيعي املستخدم كوقود‬ ‫الرسم الداخلي على استهالك الغاز‬
‫الطبيعي ‪TICGN‬‬
‫‪0.50 :TICFE‬يورو‪Mwh /‬‬ ‫الرسم احمللي على الكهرابء( ‪ TICFE‬كمية الكهرابء اليت مت االشرتاك هبا إذا‬
‫‪ 0.75 :TCFE‬يويو‪Mwh/‬‬ ‫كانت أكرب أو تساوي ‪ 250‬كيلوفولط‬ ‫‪ TCFE +‬ابتداء من ‪)2011‬‬
‫‪ 36‬كيلوفولت أمبري‬ ‫لكل األسر واملهنيني‬ ‫أمبري‬
‫‪ 0.25‬يويو ‪ Mhw /‬ابلنسبة للمهنيني‬
‫البلدات احلضرية‪:‬‬ ‫إيرادات موزعي الطاقة ذات الضغط‬ ‫ضريبة موزعي الطاقة ذات الضغط‬
‫املعدل األقصى‪2.2 :‬‬ ‫املنخفض‬ ‫املنخفض‬
‫‪-‬البلدايت الريفية‪0.44 :‬‬
‫‪ 7.5‬يورو ‪Mwh /‬‬ ‫ابلتناسب مع كمية الكهرابء املستهلكة‬ ‫الرسم العام خلدمات الكهرابء‬
‫‪ %7‬من القيمة الثابتة احملددة لكل من الوقود‬ ‫استهالك الوقود‪:‬‬ ‫الرسم العام على األنشطة امللوثة‬
‫يف حدود جدول الرسوم والضرائب املطبقة‬ ‫‪-‬الوقود الفائق‬ ‫‪TGAP‬‬
‫على املنتجات الطاقة وتزداد مبقدار الرسوم‬ ‫‪-‬الديزل‬
‫والضرائب املستحقة الدفع‬ ‫‪-‬مبدأ احلد من ‪ TGAP‬على الوقود‬
‫يف حالة دمج الوقود احليوي‬
‫‪30000‬‬ ‫النفط اخلام‪ :‬إنتاج ‪% 12‬‬ ‫اإلواتوات املستحقة على مشغلي املناجم قيمة إنتاج اهليدروكربوانت السائلة أو‬
‫طن‬ ‫الغازية‬ ‫للهيدروكربوانت السائلة‬
‫‪300 𝑀𝑚3‬‬ ‫الغاز‪ %5 :‬إنتاج‬
‫مفاعالت اإلنتاج النووي من الطاقة خبالف‬ ‫مبلغ اثبت لكل تركيب ‪ +‬معامالت‬ ‫ضرائب على املؤسسات النووية‬
‫تلك املخصصة أساسا للبحث‬ ‫مضاعفة للبحث والدعم والنشر‬
‫‪ 3.583.930‬يورو يف عام ‪2012‬‬ ‫التكنولوجي‬
‫أبراج دعم خطوط الكهرابء اليت يرتاوح‬ ‫أبراج تدعم خطوط الكهرابء مع اجلهد‬ ‫ضريبة اثبتة سنوية على‬
‫جهدها مابني ‪ 200‬و ‪ 350‬كيلو فولط‪:‬‬ ‫على األقل يساوي ‪ 200‬كيلو فولط‬ ‫األبراج(الكهرابء)‬
‫‪ 1914‬يورو‬
‫بعد ذلك ‪ 3827 :‬يورو‬

‫‪Source: Vincent Marcus, Peggy Duboucher, et autres, Op.cit, p 32.‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫تفر فرنسا وفقا لسياستها اجلبائية سلسلة من الضرائب والرسوم الطاقوية‪ ،‬تسعى من خالهلا إىل حتقيق فوائد‬
‫بيئية‪ ،‬واحلد من التلوث البيئي‪ ،‬حبيث أصبحت هذه األدوات اخليار األمثل والفعال ملواجهة التغري املناخي وكذلك‬
‫من أجل اختاذ إجراءات بشأن املناخ والبيئة‪ .‬وهي موضحة يف اجلدول أعاله‪ .‬تفر أساسا على الوقود‪ ،‬الكهرابء‬
‫الغاز الطبيعي‪ ،‬املنتجات البرتولية‪ ،‬وذلك وفقا ملعدالت تتغري من فرتة ألخرى حسب الظروف االقتصادية‬
‫والتغيريات السياسية‪ ،‬ومن جهة أخرى لتمويل امليزانية العامة‪.‬‬
‫ختصص إيراداهتا لتمويل وجهات عديدة أمهها امليزانية العامة للحكومة والبلدايت‪ ،‬ابإلضافة إىل حتويل إيرادات‬
‫البعض منها إىل الوجهة اليت فرضت من أجلها مثال‪ :‬ضريبة موزعي الطاقة ذات الضغط املنخفض توجه مباشرة‬
‫لتمويل صندوق النفقات الكهرابئية الفرنسي‪ ،‬والرسم العام خلدمات الكهرابء ختصص كتعويض لتمويل املرافق‬
‫الكهرابئية‪ .‬وما يالحظ من ختصيص إيرادات الضرائب البيئية يف فرنسا أهنا موجهة أكثر للميزانية العامة‬
‫وللبلدايت‪ ،‬كما أن هلا نسبة إيرادات إضافية سنواي من تطبيق هذه الضرائب‪ ،‬وهو ما يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )3-3( :‬ختصيص إيرادات ضرائب الطاقة يف فرنسا‬

‫ختصيص الضرائب‬ ‫الطاقة‬


‫امليزانية العامة‬ ‫الرسم الداخلي على املنتجات البرتولية ‪TICPE‬‬
‫امليزانية العامة‬ ‫الرسم الداخلي على استهالك الغاز الطبيعي ‪TICGN‬‬
‫‪ :TICFE‬امليزانية العامة‬ ‫الرسم احمللي على الكهرابء( ‪ TCFE + TICFE‬ابتداء من ‪)2011‬‬
‫‪ : TCFE‬البلدايت واإلدارات‬
‫صندوق استهالك النفقات الكهرابئية‬ ‫ضريبة موزعي الطاقة ذات الضغط املنخفض‬
‫تعويض التكاليف اإلضافية ملوردي‬ ‫الرسم العام خلدمات الكهرابء‬
‫الكهرابء‪ ،‬املتعلقة مبرافق الكهرابء‬
‫(إعادة شراء‪)...‬‬
‫امليزانية العامة‬ ‫الرسم العام لألنشطة امللوثة ‪TGAP‬‬
‫امليزانية العامة‬ ‫اإلواتوات املستحقة على مشغلي املناجم للهيدروكربوانت السائلة‬
‫امليزانية العامة للدولة والبلدايت‬ ‫ضرائب على املؤسسات النووية‬
‫البلدايت‬ ‫ضريبة اثبتة سنوية على األبراج(الكهرابء)‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪- Vincent Marcus, Peggy Duboucher, et autres, Op.cit, p 32.‬‬

‫ابإلضافة إىل ما سبق وفيما خيص الضرائب الداخلية لبعض منتجات الطاقة وبعد إدخال مكون الكربون والتدابري‬
‫األخرى املعتمدة‪ ،‬مبا يف ذلك ضرائب البنزين و الديزل‪ ،‬يوضح اجلدول املوايل التغيريات يف رسم االستهالك احمللي‬
‫خالل الفرتة ‪:2021-2013‬‬
‫‪167‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )4-3( :‬التغريات يف رسم االستهالك احمللي خالل الفرتة ‪ 2013‬و‪2021‬‬

‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪8,43‬‬ ‫‪8,45‬‬ ‫‪8,45‬‬ ‫‪8,45‬‬ ‫‪5,88‬‬ ‫‪4,34‬‬ ‫‪2,64‬‬ ‫‪1,27‬‬ ‫إعفاء‬ ‫الغاز الطبيعي املنزيل‬
‫)‪(€/MWh‬‬
‫(يورو‪/‬ميغاواط ساعة)‬
‫‪14,62 14,62 14,62 14,62 9,99‬‬ ‫‪7,21‬‬ ‫‪4,75‬‬ ‫‪2,29‬‬ ‫‪1,19‬‬ ‫الفحم‬
‫(يورو‪ /‬ميغاواط ساعة)‬
‫‪59,40 59,40 59,40 59,40 53,07 49,81 46,82 42,84 42,84‬‬ ‫الديزل (يورو‪ /‬لرت)‬
‫‪68,29 68,29 68,29 68,29 65,07 64,12 62,41 60,69 60,69‬‬ ‫البنزين نوع ‪E5‬‬
‫(يورو‪ /‬لرت)‬
‫‪66,29 66,29 66,29 66,29 63,07 62,12 62,41 60,69 60,69‬‬ ‫البنزين نوع ‪E10‬‬
‫(يورو ‪/‬لرت)‬
‫‪15,62 15,62 15,62 15,62 11,89 9,63‬‬ ‫‪7,64‬‬ ‫‪5,66‬‬ ‫‪5,66‬‬ ‫الوقود املنزيل‬
‫(وقود التدفئة)‬
‫(يورو‪/‬لرت)‬
‫‪13,95 13,95 13,95 13,95 9,54‬‬ ‫‪6,88‬‬ ‫‪4,53‬‬ ‫‪2,19‬‬ ‫‪1,85‬‬ ‫زيت الوقود الثقيل‬
‫(يورو‪ /‬كغ)‬

‫‪Source: Fiscalité des énergies, Ministère de la transition Ecologique, 4 février 2021, disponible sur :‬‬
‫‪https://www.ecologie.gouv.fr/fiscalite-des-energies Page consulté le : 27/03/2021.‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن احلكومة الفرنسية تفر رسوما أعلى على كل من البنزين بنوعيه (‪)E10- E5‬‬
‫والديزل‪ ،‬مقارنة ابلعناصر األخرى‪ ،‬حبيث ميثل البنزين أعلى رسم والذي ميثل ‪ 68.29‬و ‪ 66.29‬لسنة ‪2021‬‬
‫لكل منهما على التوايل‪ ،‬كان الرسم يفر على كالمها بنفس القيمة خالل السنوات ‪ ،2016- 2013‬مث بدأ‬
‫ابالرتفاع التدرجيي لكل منهما إىل غاية ‪ 2018‬استقرت الرسوم على ‪ 68.29‬يورو للنوع األول ‪E05‬‬
‫و‪ 66.29‬للنوع الثاين ‪ ،E10‬كما نالحظ كل من الرسوم اخلاصة ابلوقود املنزيل‪ ،‬أو زيت الوقود الثقيل والفحم‬
‫ال يتعداين ‪ 16‬يورو ‪( /‬لرت‪ ،‬كغ‪ ،‬ميغاواط ساعة) لسنة ‪ ،2021‬بقيمة (‪14.62 ،13.95 ،15.62‬يورو)‬
‫على التوايل‪ .‬استقرت بدورها على نفس الرسم دون زايدة خالل الفرتة ‪ .2021-2018‬كما نالحظ أن الغاز‬
‫الطبيعي املنزيل تفر عليه رسوم صغرية مقارنة ابلعناصر األوىل حبيث ال تتعدى ‪ 9‬يورو ‪/‬ميغاواط ساعة‪ ،‬سجلت‬
‫قيمة ‪ 8.43‬يورو لسنة ‪ ،2021‬بعدما كان معفى سنة ‪ ،2013‬إال أنه أدرج سنة ‪ 2014‬برسم ‪1.27‬‬
‫يورو كما استقر على ‪ 8.45‬يورو خالل الفرتة ‪.2020-2018‬‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫ويعود سبب االستقرار للرسوم اخلاصة بكل عنصر للفرتة ‪ 2021-2018‬إىل األوضاع االقتصادية‬
‫واالجتماعية وحىت السياسية اليت عرفته ا فرنسا‪ ،‬أدت ابحلكومة إىل عدم زايدة هذه الرسوم ألهنا تعترب أحد أهم‬
‫أسباب األزمة يف فرنسا وبسبب الضرائب الطاقوية بصفة عامة والزايدات‪ ،‬مما أدى إىل عدم تقبل األوضاع‬
‫وحدوث الفوضى فالبالد‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى وفيما خيص الرسوم اخلاصة ابلكهرابء‪ ،‬مت إصالح اإلطار القانوين للرسم العام خلدمات‬
‫الكهرابء يف ‪ 1‬جانفي ‪ 2016‬مبوجب قانون املالية املعدل لسنة ‪ ،2015‬تغريت تسميتها إىل الرسم الداخلي‬
‫على االستهالك النهائي للكهرابء مبوجب املادة ( ‪ ) C 266‬من قانون اجلمارك‪ ،‬يدفعها موردو الكهرابء على‬
‫أساس تسليمهم الكهرابء للمستهلكني النهائيني‪ ،‬ويظهر على فواتري الكهرابء اخلاصة هبم‪ ،‬وتذهب عائداته مباشرة‬
‫إىل امليزانية العامة للدولة‪ .‬إن إصالح متويل رسوم خدمات الطاقة العامة الذي أدخله القانون رقم ‪-1786‬‬
‫‪ 2015‬الصادر يف ‪ 29‬ديسمرب ‪ 2015‬بشأن تعديل التمويل لعام ‪ 2015‬يتضمن مكوانن رئيسيان‪:‬‬
‫‪-‬إدراج رسوم الكهرابء والغاز يف ميزانية الدولة (برانمج خدمات الطاقة العامة "انتقال الطاقة")‪ ،‬الذي يعزز‬
‫السلطة اإلشرافية للربملان وحيسن الشفافية يف الرسوم؛‬
‫‪ -‬دمج " الرسم العام خلدمات الكهرابء " مع الرسم احمللي لالستهالك النهائي للكهرابء ( ‪ ،)TICFE‬مت حتديد‬
‫معدل الضريبة بـ ‪ 22.5‬يورو ‪ /‬ميغاواط ساعة منذ عام ‪ 1.2016‬تسعى السلطات الفرنسية من انحية إىل تثبيت‬
‫مستوى الرسم العام خلدمات للكهرابء‪ ،‬ومن انحية أخرى‪ ،‬إىل تطبيق مبدأ امللوث الدافع‪ .‬مت متويل الرسوم املتعلقة‬
‫اباللتزام بشراء مصادر الطاقة املتجددة‪ ،‬منذ عام ‪ ،2016‬من خالل حساب ائتماين لتحويل الطاقة حتت عنوان‬
‫)‪ ،(CAS-TE‬والذي يشكل استثناءً ملبدأ عدم ختصيص اإليرادات العامة‪ .‬ومنذ ذلك احلني‪ ،‬حددت احلكومة‬
‫احلد األقصى لـلرسم العام خلدمات الكهرابء عند مستواها لعام ‪ 2016‬البالغ ‪ 22‬يورو لكل ميجاواط‪ /‬ساعة‬
‫ومتول هذه الضريبة اآلن امليزانية العامة للدولة‪ .‬نص قانون املالية لعام ‪ 2017‬على أن )‪ (CAS-TE‬سيتم‬
‫فصاعدا من خالل الرسم الداخلي على الفحم وفحم الكوك‪ ،‬ومستواها متواضع‪ ،‬ومن الرسوم‬ ‫ً‬ ‫متويلها من اآلن‬
‫الداخلية على استهالك منتجات الطاقة )‪ ،(TICPE‬واليت تعتمد يف الغالب على استهالك املنتجات البرتولية‬
‫وكميتها أعلى بكثري هذه املرة (يتم ختصيص جزء بسيط من حوايل ‪ ٪53‬من هذه الضريبة لدعم الطاقات‬
‫املتجددة)‪ .‬أما مهمات اخلدمة العامة األخرى متول من امليزانية العامة‪ .‬إنه نفس النظام الذي مت جتديده يف عام‬
‫‪ . 2018‬وابلتايل فإن مستهلكي البنزين والديزل هم الذين ميولون اآلن التكلفة اإلضافية ملصادر الطاقة املتجددة‬
‫‪2‬‬
‫واليت تبدو أكثر منطقية وأخالقية‪ .‬يدفع امللوثون مقابل الرتويج للطاقات اخلضراء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Fiscalité des énergies, Ministère de la transition Ecologique, Op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jean-Philippe Lafontaine, Le bilan carbone la France : 20 ans déjà ! Responsabilité et‬‬
‫‪environnement, La transition électrique, entre marchés et objectifs politiques, L’institut Mines‬‬
‫‪Télécom, L économie du nouveau mix électrique, une série des Annales des Mines, N° 93, P 78.‬‬
‫‪169‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫أما فيما خيص ضريبة الكربون املطبقة يف فرنسا‪ :‬فقبل قانون انتقال الطاقة من أجل النمو األخضر لعام‬
‫‪ ، 2015‬كان الوقود األحفوري خيضع ابلفعل لضريبة حمددة‪ ،‬من خالل رسوم االستهالك الداخلي للمنتجات‬
‫البرتولية‪ ،‬الغاز الطبيعي و للفحم ومشتقاته‪ .‬ينص قانون انتقال الطاقة على زايدة تدرجيية يف الضرائب على هذه‬
‫الطاقات ابالعتماد على حمتواها من الكربون‪ .‬هذه الزايدة بعد عام ‪ 2014‬يف الرسم على االستهالك الداخلي‬
‫مصنفة حسب حمتوى الكربون‪ ،‬هي اليت تسمى "ضريبة الكربون"‪ ،‬مت إدخاهلا بداية من ‪ 7‬يورو‪ /‬طن من 𝟐𝑶𝑪‬
‫سنة ‪ ،2014‬وصل هذا السعر إىل ‪ 44.6‬يورو‪ /‬طن من 𝟐𝑶𝑪 سنة ‪ .2018‬ويقدر إمجايل اإليرادات املرتبطة‬
‫مبكون الكربون بنحو ‪ 6.4‬مليار يورو يف ‪ 2017‬و ‪ 9.2‬مليار يورو يف ‪ .2018‬كان من املقرر أن يستمر‬
‫املسار الذي أعلنته احلكومة يف الزايدة ليصل إىل ‪ 86.2‬يورو ‪ /‬طن من 𝟐𝑶𝑪 يف عام ‪ ، 2022‬ولكن تقرر‬
‫وقف العمل يف هناية عام ‪ 2018‬للرد على حركة "السرتات الصفراء"‪1.‬وضعت هذه األخرية (حركة السرتات‬
‫الصفراء) قضية ضرائب الطاقة يف قلب النقاش العام‪ ،‬وال سيما ضريبة الكربون ومواءمة الضرائب على الديزل مع‬
‫‪2‬‬
‫الضرائب املفروضة على البنزين‪ .‬واليت تكشف بدورها عن أربع قضااي أساسية مل يتم تقديرها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬احلاجة إىل العدالة حبيث تؤثر ضريبة الكربون بشكل أكرب على األسر ذات الدخل املنخفض مبا يتناسب مع‬
‫دخلها‪ ،‬وتعزز اإلعفاءات الضريبية الشعور جبهود مشرتكة بشكل غري عادل؛‬
‫‪ -‬الصعوبة اليت يواجهها البعض يف تقليل استهالكهم على املدى القصري؛‬
‫‪ -‬سوء فهم مرتبط حبقيقة أن اإليرادات الضريبية خمصصة بشكل هامشي فقط النتقال الطاقة؛‬
‫‪ -‬رفض زايدة الضرائب اإلجبارية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬ضرائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب النقل‬

‫تتميز فرنسا كغريها من الدول األوروبية ببنية حتتية ذات أمهية كبرية يف جمال النقل‪ ،‬وتوفر العديد من إمكانيات‬
‫النقل احلديثة يف مجيع اجملاالت ملواطنيها‪ ،‬ويف املقابل تفر رسوما بيئية خاصة بكل جمال‪ ،‬ختصص إيراداهتا‬
‫لتغطية اجلانب الذي أنشأت من أجله يف بعض األحيان‪ ،‬أو لتغطية امليزانية العامة للدولة أو هيئاهتا التابعة هلا مثل‬
‫منظمات الضمان االجتماعي‪ ،....‬حبيث هتدف فرنسا من خالل فر هذه الرسوم والضرائب إىل زايدة إيراداهتا‬
‫ابلدرجة األوىل‪ .‬ففي هذا اجملال تفر الرسوم املوضحة يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Antoine Guillou, Quentin Perrier, Climat et fiscalité : Trois scénarios pour sortir de l’impasse,‬‬
‫‪Tera nova, (Institute for Climate Economics), paris, 28 février 2019, p 07.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p 12.‬‬
‫‪170‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )5-3( :‬الرسوم اخلاصة بقطا النقل لفرنسا‬

‫املعدل‬ ‫الوعاء‬ ‫النقل‬


‫عدد املركبات اخلاصة اململوكة أو املؤجرة يعتمد معدل الرسم على‪:‬‬ ‫الرسم على سيارات الشركة‬
‫‪-‬معدل انبعااثت الكربون للمركبات اليت مت احلصول‬ ‫من قبل الشركة أو اليت حيتفظ هبا‬
‫عليها منذ ‪ 1‬جانفي ‪.2006‬‬ ‫موظفو الشركة و الكيلومرتات املقطوعة‬
‫كل منطقة حتدد سعر الوحدة‬ ‫الرسم على البطاقات الرمادية‬
‫يعتمد مبلغ الضريبة على معدل اإلصدار بني ‪200‬‬ ‫تدفع على سيارات الركاب األكثر‬ ‫الرسم على شراء املركبات‬
‫يورو و ‪ 3600‬يورو ( ‪)𝐶𝑂2‬‬ ‫تلويثا‪ ،‬عندما يتم تسجيلهم ألول مرة‬ ‫اجلديدة األكثر تلويثا‬
‫يف فرنسا‬ ‫( ‪ Malus‬عند الشراء)‬
‫وفقا ملقياس تدرجيي النبعااثت ‪𝐶𝑂2‬‬ ‫استخدام املركبات اليت تنبعث منها‬ ‫الرسم القتناء السيارات‬
‫أكثر من ‪ 200‬غ من ‪𝐶𝑂2‬‬ ‫املستعملة األكثر تلويثا‬
‫‪ 160‬يورو للمركبات‬ ‫تدفع الضريبة يف السنة الثانية من‬ ‫الرسم السنوي على حيازة‬
‫تسجيل املركبات اليت تصدر أكثر من‪:‬‬ ‫املركبات اخلاصة امللوثة‬
‫‪ 250‬غ من ‪ /𝐶𝑂2‬كم‬
‫‪ 240‬غ من ‪/ 𝐶𝑂2‬كم للمركبات‬
‫املسجلة يف ‪.2012‬‬
‫املعدل حسب نظام التعليق‬ ‫حركة املرور على الطريق العام ملركبة‬ ‫رسوم احملور‬
‫من ‪ 4‬إىل ‪ 234‬يورو لكل فصل‬ ‫مسجلة يف فرنسا أو دولة اثلثة (خارج‬
‫االحتاد األورويب) واليت مل يتم إبرام‬
‫اتفاقية إعفاء متبادلة مع فرنسا‪ ،‬بوزن‬
‫مصرح به يساوي أو يزيد عن ‪ 12‬طن‬
‫يف ‪:2011‬‬ ‫عدد الركاب‪ ،‬وكتلة الشحن والربيد اليت‬ ‫رسوم الطريان املدين‬
‫‪ -‬لكل مسافر متجه إىل االحتاد األورويب أو سويسرا‬ ‫يتم تسجيلها يف فرنسا‬
‫‪ 4.17‬يورو‬
‫‪-‬إىل بلدان أخرى‪ 7.49‬يورو لكل طن من‬
‫الشحن أو الربيد على منت الطائرة ‪ 1.25‬يورو‬
‫للبلدايت و‪2‬‬ ‫الدخل اإلمجايل من بيع تذاكر املصاعد املعدل األقصى يف حدود ‪3‬‬ ‫رسوم على املصاعد امليكانيكية‬
‫لإلدارات من إمجايل اإليرادات بيع تذاكر النقل‬ ‫امليكانيكية يف املناطق اجلبلية‬
‫‪ 7.32‬يورو لكل ‪ 1000‬كم يتم قطعها‬ ‫تتناسب مع عدد الكيلومرتات اليت‬ ‫الرسوم املستحقة على التجار‬
‫يقطعها مستخدمون‬ ‫مستعملي الطرق السريعة‬
‫التعريفات اليت حيددها كل جملس إقليمي ضمن احلد‬ ‫عدد الركاب على منت الطائرة إىل‬ ‫الرسوم املستحقة من قبل‬
‫املسموح به ‪ 4.57‬يورو لكل راكب‬ ‫املناطق التالية‪:‬‬ ‫شركات النقل اجلوي والبحري‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪Corse Guadeloupe,‬‬ ‫العامة (مؤسسات النقل العام)‬


‫‪Guyane, Martinique et‬‬
‫‪(Département Réunion‬‬
‫)‪et région d'outre-mer‬‬
‫يعتمد مقداره على طول اهليكل وقوة احملرك‬ ‫حيازة قارب النزهة‬ ‫الرسم على قوارب النزهة (حق‬
‫امتياز سنوي للمالحة واإلحبار)‬
‫يتم تعديل االشرتاك بنسبة ‪ %15‬من مبلغ أقساط‬ ‫تتناسب املسامهة مع أقساط التأمني‬ ‫الرسوم اإلضافية على أتمني‬
‫التأمني‬ ‫للسيارات‬ ‫السيارات‬
‫معدل الرسم حمدد بنسبة ‪%7‬من سعر التذكرة ذات‬ ‫عدد الركاب على منت الطائرة املتجهة‬ ‫رسوم على النقل البحري إىل‬
‫االجتاه الواحد‪ ،‬حبد أقصى ‪ 1.57‬يورو لكل راكب‬ ‫إىل املناطق الطبيعية احملمية (قائمة‬ ‫املناطق الطبيعية احملمية‬
‫لعام ‪2012‬‬ ‫حمددة مبرسوم)‬

‫‪- Vincent Marcus, Peggy Duboucher, et autres, OP .cit, p p 33-34‬‬

‫ابإلضافة إىل الرسوم املعروضة يف اجلدول تفر فرنسا ضرائب على السيارات املنبعثة للغازات خاصة يف‬
‫املدن الكربى‪ ،‬يتم إصدار شهادات جودة اهلواء )‪ ، (Crit'Air‬مبوجب املرسوم الصادر يف ‪ 29‬جوان ‪2016‬‬
‫يف حالة حدوث ذروة يف تلوث اهلواء فامللصقات اليت خيتلف لوهنا حسب الفئة ونوع احملرك وعمر املركبات تسمح‬
‫هلا ابلتفريق بينها وفقا ملستوى تلوثها‪ ،‬كما ميكن إنشاء مناطق املرور املقيدة حلظر املركبات األكثر تلويثًا‪ .‬أتسست‬
‫ألول مرة يف ابريس‪ ،‬ومتتد حركة املرور املتباينة يف حالة حدوث ذروة التلوث يف التجمعات الكبرية يف غرونوبل‬
‫وليل وسرتاسبورغ وليون وتولوز‪ .‬وينطبق حظر املرور‪ ،‬الذي حتدده كل مدينة وف ًقا ملستوى التلوث‪ ،‬يتعلق بشكل‬
‫أساسي ابملركبات األكثر تلويثا دون شهادة‪ ،‬ويف حالة حدوث أزمة كبرية‪ ،‬فإن إشارة ‪ Crit’Air‬إلزامية‪ ،‬يشكل‬
‫عدم حيازهتا وعرضها يف حالة التفتيش جرمية من الدرجة الثالثة يعاقب عليها بغرامة قدرها ‪ 68‬يورو خمفضة إىل‬
‫‪1‬‬
‫‪ 45‬يورو‪ ،‬منذ ‪ 1‬جوان ‪.2017‬‬
‫ومع التوجه لالحتاد األورويب وخمتلف دول العامل خلفض مستوى االنبعااثت الغازية يف جمال النقل وخطط فرنسا‬
‫لتقليل هذه االنبعااثت خاصة اثين أكسيد الكربون واملتعلقة بقطاع النقل‪ ،‬تفر فرنسا نظامي الرسم – املكافأة‬
‫(‪ )Bonus- Malus‬من أجل الوصول إىل هدفها املسطر وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪( Malus-‬الرسم)‪ :‬هو عبارة عن نظام للدفع ينطبق على سيارات الركاب ونقل املسافرين األكثر تلويثا‬
‫وانبعااث لغاز ‪ 2. 𝐶𝑂2‬اجلدول املوايل يبني مبالغ ‪ Malus‬لسنة ‪ 2018‬و‪:2019‬‬

‫‪1‬‬
‫‪BALLANDRAS-ROZET Christelle, Op.cit, p 08.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Fiscalité automobile en 2019, Alphabet, p 08, disponible sur :‬‬
‫‪https://www.alphabet.com/files/2019-02/alphabet_lb_fiscalite_final_md.pdf Page consulté le :‬‬
‫‪23/04/2020‬‬
‫‪172‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )6-3( :‬مبالغ ‪ Malus‬لفرنسا سنة ‪ (2019 -2018‬ابليورو ‪)€‬‬

‫مبلغ العقوبة‬ ‫انبعااثت‬ ‫مبلغ العقوبة‬ ‫انبعااثت‬ ‫مبلغ العقوبة‬ ‫انبعااثت‬ ‫مبلغ‬ ‫انبعااثت‬
‫‪Malus‬‬ ‫‪𝐶𝑂2‬‬ ‫‪Malus‬‬ ‫‪𝐶𝑂2‬‬ ‫‪Malus‬‬ ‫‪𝐶𝑂2‬‬ ‫العقوبة‬ ‫‪𝐶𝑂2‬‬
‫(غ‪/‬كم)‬ ‫(غ‪/‬كم)‬ ‫(غ‪/‬كم)‬ ‫‪Malus‬‬ ‫(غ‪/‬كم)‬
‫‪5573‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪2153‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪473‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪116‬‬
‫‪6053‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪2453‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪410‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪117‬‬
‫‪6553‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪2773‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪540‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪118‬‬
‫‪7073‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪2940‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪860‬‬ ‫‪142‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪119‬‬
‫‪7890‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪3113‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪1101‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪8753‬‬ ‫‪185‬‬ ‫‪3756‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪1260‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪130‬‬
‫‪9660‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪4460‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪1613‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪131‬‬
‫‪10500‬‬ ‫‪≥ 191‬‬ ‫‪5340‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪134‬‬

‫‪Source: Fiscalité automobile Alphabet en 2019, p 09, disponible sur :‬‬


‫‪https://www.alphabet.com/files/2019-02/alphabet_lb_fiscalite_final_md.pdf. Page consulté le‬‬
‫‪23/04/2020‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن الرسوم البيئية املطبقة هلذا النظام تتزايد بزايدة حجم االنبعااثت لغاز ‪ 𝐶𝑜2‬حبيث‬
‫تبدأ عتبة الرسوم البيئية من ‪117‬غ من ‪/ 𝐶𝑂2‬كم ‪ ،‬مع إعفاء السيارات اليت ينبعث منها حجم ‪116‬غ‪/‬كم‬
‫‪ 𝐶𝑂2‬من أو أقل‪ ،‬وذلك حسب سلم تدرجيي يرتاوح بني (‪117‬و‪191‬غ‪ /‬كم )‪ ،‬يوجد ‪ 75‬فئة من الرسوم‬
‫تبلغ قيمتها ‪ 35‬يورو ابلنسبة لالنبعااثت البالغة ‪117‬غ من ‪/ 𝐶𝑂2‬كم‪ ،‬تصل إىل مبلغ ‪ 10500‬يورو ابلنسبة‬
‫لالنبعاث البالغة ‪191‬من ‪/ 𝐶𝑂2‬كم فعند جتاوز ‪191‬غ‪/‬كم‪ ،‬يتم تطبيق وبشكل منهجي مباشرة مبلغ اثبت‬
‫قدره ‪ 10500‬يورو‪.‬‬
‫أما النظام الثاين(‪ ) Bonus‬املكافأة اإليكولوجية‪ :‬هي مساعدة مالية متنح ألي مشرتي للمركبة منخفضة‬
‫التلوث (الكهرابئية أو اهليدروجينية) ‪ ،‬وينطبق هذا النظام بنفس الشروط على املركبات املستأجرة على املدى‬
‫الطويل وفقاً للمرسوم رقم ‪ 2014-723‬املؤرخ ‪ 27‬جوان ‪ .2014‬جيعل املرسوم الصادر يف ‪ 19‬جانفي‬
‫‪ 2021‬املركبات الثقيلة اليت تعمل على الكهرابء أو اهليدروجني مؤهلة للحصول على املكافأة حىت ‪ 31‬ديسمرب‬
‫‪ . 2022‬وأعلنت احلكومة عن هذا التدبري املدرج يف خطة فرنسا‪ ،‬يف ‪ 15‬ديسمرب ‪ ،2020‬كما ينص املرسوم‬
‫على مكافأة إضافية قدرها ‪ 1000‬يورو لألشخاص املقيمني يف اخلارج ويستفيدون من املكافأة لسيارة جديدة‪.‬‬
‫وفقا للمرسوم الصادر يف ‪ 7‬ديسمرب ‪ ،2020‬فإن شراء أو استئجار سيارة كهرابئية مستعملة على املدى‬
‫الطويل يسمح أيضا ابالستفادة من املكافأة‪ .‬و ينص مرسوم صدر يف ‪ 7‬ديسمرب ‪ ،2020‬يتعلق ابملساعدة على‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫اقتناء أو استئجار مركبات منخفضة االنبعااثت‪ ،‬اعتبارا من ‪ 9‬ديسمرب ‪ 2020‬على مكافأة قدرها ‪ 1 000‬يورو‬
‫( لشراء أو استئجار طويل األجل) لسيارة كهرابئية مستعملة‪ .‬كما يشري إىل أن مبالغ املكافأة اخلضراء للمركبة‬
‫‪1‬‬
‫اجلديدة ستنخفض مبقدار ‪ 1 000‬يورو يف هناية جويلية ‪ ،2021‬ومرة أخرى بنفس املبلغ يف عام ‪.2022‬‬

‫اثلثا‪ :‬ضرائب املوارد والتلوث‬


‫فيما خيص املياه يف فرنسا خيضع استخدام املياه على وجه اخلصوص‪ ،‬لرسوم االستهالك أو االستخراج اليت‬
‫مباشرا بكمية املياه املستخدمة‪ ،‬ورسوم التلوث اليت تُستخدم لتمويل أعمال إنشاء الشبكات‬
‫ً‬ ‫ترتبط ارتباطا‬
‫‪2‬‬
‫وحمطات معاجلة مياه الصرف الصحي‪ ،‬يتضمن نوعني من الرسوم‪:‬‬
‫‪ - 1‬رسوم التلوث املنزيل اليت تتناسب مع استهالك املياه‪ ،‬يتم حساهبا مع األخذ بعني االعتبار حجم املياه اليت‬
‫يستهلكها كل ساكن‪.‬‬
‫‪ - 2‬رسوم التلوث غري املنزيل واليت تتعلق أبي نشاط اقتصادي أو صناعي ينتج عنها تصريفات ملوثة‪ ،‬تناسب مع‬
‫كمية التلوث اليت يتم صرفها يف البيئة املائية‪.‬‬
‫أما فيما خيص النفاايت املنزلية حتاول اآلليات الضريبية اخلاصة توعية املستخدمني بعواقب أتثري منط حياهتم على‬
‫البيئة‪ ،‬من خالل فر الضرائب عليهم تعتمد يف ذلك على التلوث الذي يتسببون فيه‪ ،‬مت طرح التسعري التحفيزي‬
‫يف‪ ، *grenelle de l'environnement :‬يتعلق األمر ابلضريبة والرسوم املفروضة على مجع النفاايت‬
‫املنزلية‪ .‬كالمها يشتمل على جزء اثبت وجزء متغري يعتمد على الوزن أو عدد احلاوايت اجملمعة وكميات النفاايت‬
‫املنتجة‪.‬‬
‫ينطبق يف نفس الوقت على تطبيق مبدأ مسؤولية املنتج املمتدة‪ ،‬والذي مبوجبه يتم تشجيع املصنعني أو املستوردين‬
‫أو موزعي املنتجات (األدوية‪ ،‬املعدات الكهرابئية‪ ،‬اإلطارات‪ ،‬البطارايت‪ ،‬املنتجات املنزلية‪ ،‬املنسوجات‪ ...،‬إخل)‬
‫على منع واحلد من إنتاج النفاايت عند املصدر وتعزيز استعادهتا‪ ،‬من خالل الدفع إىل جهة معتمدة لتمويل مجع‬
‫ومعاجلة النفاايت من هذه املنتجات‪ ،‬هذا النظام الذي ازدهر يف فرنسا منذ سنة ‪ 2010‬والذي خيص ‪ 5‬ماليني‬

‫‪1‬‬
‫‪Comment fonctionne le bonus sur l'achat d'un véhicule ?, Le système du bonus automobile vise à‬‬
‫‪favoriser le choix d’un véhicule peu émetteur de CO2, Ministère de L’Economie des Finances et de la‬‬
‫‪relance, https://www.economie.gouv.fr/cedef/bonus-automobile, Page consulté le 24 février 2021.‬‬
‫‪* Grenelle de l'environnement :‬‬
‫هي عبارة عن جمموعة من اإلجراءات اليت وضعها الرئيس السابق نيكوالس ساركوزي يف عام ‪ 2007‬حول البيئة‪ ،‬هتدف إىل حتقيق شروط البيئة والتنمية‬
‫املستدامة والتخطيط‪ ،‬نفذت ‪ Grenelle de l'environnement‬أيضا إجراءات فعالة بشأن كفاءة الطاقة وأتثري الكربون خاصة فيما يتعلق‬
‫ابستهالك ‪ % 20‬من الطاقات املتجددة حبلول ‪ 2020‬كهدف‪ ،‬ابإلضافة إىل إجراءات أخرى تتمثل يف تطوير اجليل الثاين من الوقود احليوي‪ ،‬البحث‬
‫والتطوير لتخزين اثين أكسيد الكربون‪ ،‬إنشاء البصمة الكربونية للمباين اإلدارية‪ ،‬دمج البنود البيئية يف قانون املشرتايت العامة‪.....‬إخل‪ .‬للمزيد أنظر إىل‪:‬‬
‫‪Grenelle de l'environnement, ClimatMaison Le guide expert confort thermique, disponible sur :‬‬
‫‪https://www.climamaison.com/lexique/grenelle-de-l-environnement.htm Page consulté Le :‬‬
‫‪03/03/2019‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ballandras-Roset Christelle, Op.cit, p 06.‬‬
‫‪174‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫نسمة‪ ،‬ثبت يف عام ‪ 2015‬أنه فعال للغاية يف تشجيع الفرز وتقليل النفاايت خاصة يف اجملتمعات اليت يتم‬
‫تطبيقه فيها‪ 1.‬اجلدول املوايل يعر الرسوم واإلواتوات املتعلقة ابلتلوث واملوارد لفرنسا‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )7-3( :‬الرسوم البيئية واإلاتوات اخلاصة ابملوارد والتلوث لفرنسا‬

‫الوعاء واملعدل‬ ‫التلوث واملوارد‬


‫‪-‬النفاايت‪ :‬مرافق التخلص من النفاايت املنزلية (احلرق أو التخزين) والنفاايت الصناعية اخلاصة‪:‬تباين يف‬ ‫الرسم العام على‬
‫املعدالت حسب األداء البيئي للمرافق‬ ‫األنشطة امللوثة‬
‫‪( TGAP‬النفاايت ‪-‬االنبعااثت ‪ TGAP‬امللوثة يف الغالف اجلوي‪:‬‬
‫‪-‬أكاسيد الكربيت ومركبات الكربيت األخرى ‪ 43.24‬يورو للطن‬ ‫وتلوث اهلواء)‬
‫‪-‬احلمض اهليدروليكي ‪ 43.24‬يورو للطن‬
‫‪-‬أكسيد النرتوز ‪ 64.86‬يورو للطن‬
‫‪-‬أكاسيد النرتوجني وغريها من مركبات النرتوجني األخرى‪ 160.8 .‬يورو ابتداءا من ‪2012/1/1‬‬
‫‪-‬اهليدروكربوانت غري امليثانية وغريها من املركبات العضوية ‪ 43.24‬يورو ‪ /‬طن‬
‫‪-‬معدل الضريبة املطبق على كل مطار بني القيم الدنيا والقيم العليا للمجموعة اليت يقع حتتها‪ ،‬وهذا يتوقف‬ ‫رسم الضوضاء اجلوية‬
‫على احلاجة إىل التمويل يف كل مطار‬
‫‪-‬الفوج ‪ :)Orly( 1‬من ‪ 30‬إىل ‪ 68‬يورو‬
‫‪-‬الفوج ‪ :)Charles –de-gaulle( 2‬من ‪ 10‬إىل ‪ 22‬يورو‬
‫‪-‬الفوج ‪ :3‬من ‪ 4‬إىل ‪ 8‬يورو‬
‫‪-‬الفوج ‪ :4‬من ‪ 0.5‬إىل ‪ 3‬يورو‬
‫تعتمد إواتوة املياه على كمية مياه الشرب املستهلكة‪ 0.3 :‬يورو ‪𝑀3 /‬‬ ‫إواتوات على تلوث‬
‫‪ -‬تعتمد رسوم حتديث شبكات مياه الصرف الصحي على كمية املياه املستخدمة واملرسلة إىل شبكات‬ ‫املياه‪.‬‬
‫التجميع‪ 0.5 :‬يورو لكل ‪𝑀3‬‬
‫ابإلضافة إىل إواتوات التلوث املتعلقة ابملنتجات الصحية النباتية(األدوية النباتية) ويراعى درجة مسومها‬
‫وخطورهتا على البيئة من املواد اليت حتتويها بني ‪ 2‬و ‪ 5.1‬يورو لكل كغ‬
‫تعتمد إواتوات احلفاظ على املياه على خمططات الصيد‪:‬‬ ‫إواتوات على‬
‫‪ 10-‬يورو عن كل شخص ابلغ ميارس صيد األمساك ملدة سنة‬ ‫استخدامات أخرى‬
‫‪-‬رسوم على العوائق النهرية اليت تشكل عقبة متنع عبور اجملاري املائية وهجرة األمساك وهي حمددة مبعدل‬ ‫للمياه‬
‫اثبت من قبل وكالة املياه كحد أقصى يورو للمرت‬
‫تستند اإلواتوات على كل طن صايف من الفحم أو الغاز أو املنتجات األخرى املستخرجة يف إقليم ما وجلبت‬ ‫إواتوة اإلدارة العامة‬
‫إىل آابر ومرافق فرنسا واليت مت استخراجها من أصحاب االمتيازات يف املناجم‬ ‫للمناجم‬

‫‪Source : Vincent Marcus, Peggy Duboucher, et autres, OP.cit, p p 35-36.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ballandras-Roset Christelle, Op.cit, p 11.‬‬
‫‪175‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫رابعا‪ :‬اإلعفاءات الضريبية‬


‫بصرف النظر عن اإلعفاءات اليت تبدو أهنا "إعاانت ضارة" ابلبيئة مثل تلك اليت تنطبق على ضريبة‬
‫االستهالك الداخلي‪ ،‬فإن املساعدة املالية جتعل من املمكن تشجيع الفاعلني االقتصاديني على تعديل سلوكهم من‬
‫أجل احلد من انبعااثهتم امللوثة‪ .‬وابلتايل يستفيد املزارعون والصناعيني من الدعم املايل من وكاالت املياه للقيام‬
‫أبعمال لتحسني هياكلهم‪ .‬لدى األفراد آليتان وضعتهما الدولة حىت يتمكنوا من حتسني أداء الطاقة لديهم‪.‬‬

‫مت إنشاء القر البيئي بدون فائدة مبوجب قانون املالية لعام ‪ 2009‬وحبد أقصى ‪ 30000‬يورو‪ ،‬يستفيد منه‬
‫املالك الذين يعيشون يف منازهلم أو يؤجروهنا‪ ،‬دون شروط دخل من املوارد منذ قانون املالية لسنة ‪ 2017‬من أجل‬
‫متويل أعمال التجديد البيئي‪ 1.‬كما تشمل اجلباية البيئية أيضا على النفقات البيئية‪ ،‬مثل القر الضرييب على‬
‫التنمية املستدامة أو اإلعاانت األخرى‪ ،‬ابلنسبة لسنة ‪ 2011‬كان هناك ‪ 29‬تدبريا يف النظام اجلبائي الفرنسي‬
‫حوايل ‪ 2.6‬مليار يورو إمجاليا‪ ،‬ولكن ختتلف من انحية املبالغ‪ ،‬ميثل االئتمان الضرييب للتنمية املستدامة ‪1.95‬‬
‫مليار يورو‪ ،‬أي أكثر بعشر أضعاف على اإلعفاء من ضريبة االستهالك احمللي على الوقود احليوي‪ ،‬وهذه‬
‫النفقات الضريبية عرضة للتغيريات بشكل أسرع‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬يضيف نص قانون "انتقال الطاقة من أجل‬
‫النمو األخضر"‪ ،‬الذي مت اإلعالن عنه منذ سنة ‪ 2012‬ومت التصويت عليه يف أوائل سنة ‪ ،2015‬ختفيضا‬
‫ضريبيا جديدا بنسبة ‪ ٪30‬ألعمال جتديد الطاقة اليت متت بني ‪ 1‬سبتمرب ‪ 2014‬و ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،2015‬يف‬
‫‪2‬‬
‫حماولة للوصول إىل هدف مليون سكن معزول حراراي يف السنة مت حتديده خالل احلملة الرائسية لسنة ‪.2012‬‬
‫وكذلك من بني النفقات الضريبية الصديقة للبيئة اليت تطبقها احلكومة نعرضها يف اجلدول املوايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Balladras-Rozet Christelle, Op.cit, p p 09-10.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mireille Chiroleu-Assouline, La fiscalité environnementale en France peut-elle devenir‬‬
‫‪réellement écologique? État des lieux et conditions d’acceptabilité, Revue de l’OFCE, Presses de‬‬
‫‪Sciences, N° 139, 15 Sep 2015, p p 137-138.‬‬
‫‪176‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )8-3( :‬قائمة النفقات الضريبية الصديقة للبيئة‬

‫نفقات‬ ‫سنة التطبيق‬ ‫اإلجراء‬


‫‪2011‬‬
‫(مليون يورو)‬
‫‪1950‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫االئتمان الضرييب للمعدات الرئيسية لإلسكان لصاحل توفري الطاقة والتنمية املستدامة‬ ‫‪01‬‬
‫‪196‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫اإلعفاء من الرسم الداخلي على االستهالك للوقود احليوي‬ ‫‪02‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪1981‬‬ ‫اإلعفاء اجلزئي لألخشاب والغاابت وحصص الفائدة اململوكة جملموعة الغاابت‬ ‫‪03‬‬
‫والعقارات الريفية املؤجرة عن طريق إجيار طويل األجل‬
‫‪50‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫ختفيض مسامهة ضريبة األمالك على العقارات املبنية للمنظمات )‪/(HLM‬‬ ‫‪04‬‬
‫)‪* (SEM‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫قر ضرييب مبعدل صفر‬ ‫‪05‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫ختفيض معدل رسم االستهالك احمللي على غاز البرتول املسال‬ ‫‪06‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫االئتمان الضرييب للشركات الزراعية اليت تستخدم منتجات بيولوجية‬ ‫‪07‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫معدل ‪ % 5.5‬لتزويد شبكات الطاقة املتجددة‬ ‫‪08‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫املصاريف اخلاصة ابلعمل يف إطار الوقاية من املخاطر التكنولوجية‬ ‫‪09‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫االستهالك االستثنائي للمعدات املصممة لتوفري الطاقة ومعدات إنتاج الطاقة املتجددة‬ ‫‪10‬‬
‫أقل من ‪0.5‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫ختفيض الضرائب على املسامهات املدفوعة للرابطات النقابية املصرح هبا واليت هتدف‬ ‫‪11‬‬
‫مليون يورو‬ ‫إىل القيام أبعمال وقائية للدفاع عن الغاابت ضد احلرائق يف األراضي املشمولة يف‬
‫الغاابت املصنفة‬

‫‪Source: Vincent Marcus, Peggy Duboucher, Op-cit, P P 38-39.‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن النفقات الضريبية املتعلقة ابجلانب البيئي‪ ،‬واخلاصة كذلك ابلتخفيضات‬
‫واإلعفاءات اليت تتعلق بشكل أكرب بكل من االستثمار يف الطاقات املتجددة وتوفري الطاقة والوقود احليوي اليت‬
‫أتخذ حيزا كبريا من االهتمام احلكومي من جهة‪ ،‬وجانب القطاع الزراعي‪ ،‬واحلفاظ على الغاابت ومواردها‬
‫الطبيعية‪....‬إخل من جهة أخرى‪ .‬ابإلضافة إىل ماهو معرو يف اجلدول متنح احلكومة الفرنسية بعض اإلعفاءات‬
‫‪1‬‬
‫والتخفيضات اخلاصة بسنة ‪ 2020‬وهي كالتايل‪:‬‬

‫*منظمات )‪( : (SEM) /(HLM‬منظمات اإلسكان منخفضة اإلجيار‪ :‬مؤسسات عامة وخاصة تقوم ببناء أو إدارة مساكن اإلجيار لألشخاص ذوي املوارد‬
‫احملدودة)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Fiscalité des énergies, Ministère de la transition Ecologique, Op.cit.‬‬
‫‪177‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ -‬تستفيد عدة قطاعات النشاط االقتصادي من ختفيضات أو إعفاءات ترتاوح بني ‪ % 30‬إىل ‪ %100‬من‬
‫التخفيضات أو اإلعفاءات اليت يتم تطبيقها يف جمال تكنولوجيا املعلومات وشبكات النقل الربية ومستعملي النقل‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ -‬حيصل املزارعون على اسرتداد جزئي لـ ‪( TICPE‬املادة ‪ 32‬من القانون ‪ )2013-1278‬للديزل‪ ،‬وزيت‬
‫الوقود الثقيل وغاز البرتول املسال والغاز الطبيعي الذي يشرتونه؛‬
‫‪ -‬النقل النهري غري اخلاص وغري املمتع (املادة ‪ 265‬مكرر من قانون اجلمارك)‪ :‬مبوجب القانون ‪- 1479‬‬
‫‪ 2019‬بتاريخ ‪ 28‬ديسمرب ‪ 2019‬للتمويل لعام ‪ ،2020‬تتمتع املالحة النهرية إبعفاء من الـ ‪ TICPE‬على‬
‫الوقود املستخدم بغض النظر عن النشاط املعين‪ ،‬اقتصر هذا اإلعفاء على نقل البضائع‪ ،‬كما تشمل أنشطة نقل‬
‫الركاب وكذلك على سفر السلطات العامة بصفة خاصة‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة أملانيا‬


‫تبني اإلصالحات اجلبائية على الطاقة يف أملانيا الرؤية الواضحة للتحول الطاقوي ولكن مع وضع اقتصادي‬
‫صعب‪ ،‬حبيث جلبت االنتخاابت الفيدرالية لعام ‪ ،1998‬للمرة األوىل‪ ،‬ائتالفاً اجتماعياً دميقراطياً أخضر إىل‬
‫السلطة‪ ،‬والذي أدخل جمموعة من الضرائب البيئية بني عامي ‪ 1999‬و‪ ،2003‬استهدفت هذه السياسة قطاع‬
‫النقل بفر ضرائب على الزيوت املعدنية خلفض انبعااثت الكربيت والغبار‪ ،‬وخفض اإلعاانت الضارة ابلبيئة‬
‫وفر ضريبة على استهالك الكهرابء‪ .‬كما أن ‪ %90‬من اإليرادات الضريبية اإلضافية (حوايل ‪ 8‬مليار يورو) مت‬
‫توجيهها إىل نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬وابلتايل خفض الضرائب على العمالة بنسبة ‪ .%1.2‬استكملت اإلرادة‬
‫السياسية لزايدة كفاءة الطاقة وإنتاج الطاقة املتجددة بقرار التخلص التدرجيي من الطاقة النووية‪ .‬ومنذ ذلك احلني‬
‫أعطى قانون الطاقة املتجددة (ما يسمى بـ "‪ ("EEG‬لسنة ‪ 2000‬األولوية للطاقات النظيفة يف شبكات‬
‫الكهرابء الوطنية (الطاقة اخلضراء اليت تتدفق أوال) ويضمن سعرا أدىن ملنتجي الطاقة النظيفة‪ 1.‬تعد أملانيا من بني‬
‫الدول األوروبية السباقة يف تطبيق السياسة اجلبائية أبدواهتا املتعددة متاشيا مع التوجه األورويب لإلصالح اجلبائي يف‬
‫اجملال البيئي‪ ،‬كما أدرج التشريع البيئي يف أملانيا العديد من القوانني اليت هتدف إىل محاية البيئة من التلوث‪.‬‬
‫بدأ اإلصالح يف أملانيا سنة ‪ 1999‬ابلتزامن مع إجراء إصالح كبري للنظام اجلبائي ككل‪ ،‬وطبقت اجلباية البيئية‬
‫ابلدرجة األوىل على الطاقة‪ ،‬وذلك هبدف ختفيض انبعااثت ‪ 𝐶𝑂2‬بنسبة ‪ % 25‬سنة ‪ 2005‬ابملقارنة مع‬
‫مستوى ‪ ، 1990‬ابإلضافة إىل خفض العبء اجلبائي على العمل(االشرتاكات االجتماعية‪ ،‬أرابب العمل‬

‫‪1‬‬
‫‪Lucas Chancel, Simon Ilse, Environmental taxes and equity concerns: A European perspective‬‬
‫‪Background, paper prepared for the Spring Alliance conference “Go green, be social”, 2014, p 15.‬‬
‫‪178‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫والعمال) يف سياق حتقيق ربح مزدوج‪ .1‬ويف سنة ‪ 1999‬وافق الربملان األملاين على " تطبيق قانون اإلصالح‬
‫‪2‬‬
‫اجلبائي البيئي" متثل هذا اإلصالح يف‪:‬‬
‫‪-‬زايدة الضرائب على الغاز واملنتجات البرتولية؛‬
‫‪-‬رفع الضرائب على الكهرابء؛‬
‫‪-‬التخفيض من مسامهات الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫مت فر ضرائب على وقود السيارات والطاقة املنزلية وعلى استهالك الطاقة يف األعمال التجارية‪ ،‬مع الصناعة‬
‫التحويلية‪ ،‬كما أعطيت القطاعات كثيفة االستهالك للطاقة والزراعة معاملة خاصة‪ ،‬مت إعادة تدوير غالبية‬
‫اإليرادات يف املقام األول لتقليل تكاليف العمالة غري املدفوعة األجر من خالل مسامهات أصحاب العمل‬
‫واملوظفني يف املعاشات التقاعدية‪ ،‬مع استخدام بعضها لدعم االستثمار يف الطاقة املتجددة‪ 3.‬فمن خالل هذا‬
‫اإلصالح تبنت أملانيا العديد من الضرائب والرسوم من أجل محاية بيئتها‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الضرائب على استخدام الطاقة يف أملانيا‬


‫يقارن منشور ‪ OECD‬بعنوان‪" :‬فر ضرائب على استخدام الطاقة" لسنة (‪ )2015‬الضرائب‬
‫املفروضة على استخدام الطاقة (ضرائب اإلنتاج والكربون) يف ‪ 34‬اقتصاداً من اقتصادات ‪ OECD‬و‪7‬‬
‫اقتصادات شريكة‪ .‬فمن خالل اإلصالح‪ ،‬مت فر ضريبة على الطاقة الكهرابئية تستخدم إيراداهتا يف حتسني‬
‫استخدام الطاقة لدى امل ؤسسات‪ .‬تطبق أملانيا معدالت ضريبية مرتفعة على أسعار وقود النقل (‪15.39‬يورو‪/‬‬
‫‪ )GJ‬مقارنة ابلوقود املستخدم ألغرا التدفئة أو توليد الكهرابء (‪ 1.84‬يورو‪ ،)GJ /‬إمجاال الضرائب يف أملانيا‬
‫يتم تسعريها على أساس ‪ % 84‬من انبعااثت ‪ 𝐶𝑂2‬الناجتة عن استخدام الطاقة‪ ،‬كما أن التغطية الضريبية‬
‫للكهرابء متثل ‪ %100‬والنقل الربي ‪ 4.%100‬كما أن لدى أملانيا ‪ 12‬أعلى معدل ضرييب على الطاقة على‬
‫مستوى االقتصاد ككل‪ ،‬يبلغ ‪ 3.98‬يورو‪ GJ /‬مقارنة بـ ـ ـ ـ ‪ 2.7‬يورو‪ GJ /‬وهو املتوسط البسيط للدول ‪34‬‬
‫‪ 5 .OECD‬ميثل اجلدول املوايل ضرائب الطاقة والكربون اليت مت فرضها يف أملانيا على برامج خمتلفة بداية بسنة‬
‫‪ 1999‬إىل غاية ‪:2012‬‬

‫‪ 1‬مسية سبع‪ ،‬حماولة اختبار فعالية األدوات اجلبائية يف محاية البيئة‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة دكتوراه يف العلوم التجارية‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪-2014 ،03‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.91‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Environmental Fiscal Reform for poverty reduction, OECD , DAC Guidelines and reference‬‬
‫‪series, 2005, p 35‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Hewett & Paul Ekins, Op.cit, p p 25-26,‬‬
‫‪4‬‬
‫‪David Bradbury, Kurt Van Dender, Environmentally related taxes, Taxes on energy use, OCDE,‬‬
‫‪Better policies for better live, p 02.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Environmentally related taxes, taxes on energy use, OECD, Center for tax policy and‬‬
‫‪administration, p 01.‬‬
‫‪179‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )9-3( :‬ضرائب الكربون يف أملانيا خالل الفرتة ‪2012-1999‬‬

‫تدابري التعويض (لألسر‬ ‫خصائص غري متعلقة ابلطاقة‬ ‫خصائص الطاقة‪/‬الكربون‬ ‫السنوات‬
‫والشركات)‬ ‫‪/‬الكربون‬
‫الضرائب البيئية اليت تستهدف قطاع النقل‪ /‬ختفيض معدالت ضرائب العمل إعفاءات الكهرابء للصناعات‬ ‫‪-1999‬‬
‫والضمان االجتماعي(‪ 8 -‬مليار ذات االستهالك العايل‬ ‫الزيوت الطبيعية‪ ،‬ضريبة الكهرابء‬ ‫‪2003‬‬
‫للطاقة‬ ‫يورو)‬ ‫(‪ 9‬مليار يورو) قانون الطاقة املتجددة‬
‫( ملستهلكي الطاقة)‬
‫جمموع الضرائب البيئية ‪+1.4‬‬
‫االحتفاظ بضرائب الطاقة والكهرابء‪ ،‬زايدة الرسم على القيمة املضافة العام التوسع اخلفيف لإلعفاء‬ ‫‪-2001‬‬
‫الضرييب للتجارة‬ ‫إىل ‪. 19‬‬ ‫من ‪16‬‬ ‫التخلص التدرجيي من الفحم‪،‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪.‬‬ ‫جمموع الضرائب البيئية ‪-1‬‬
‫ضرائب جديدة على حركة الطريان‪ ،‬الوقود تصل الطاقة النظيفة إىل ‪ 27‬من التوسع يف الكهرابء والكربون‬ ‫‪-2007‬‬
‫مزيج الطاقة يف عام ‪ ،2012‬وإعفاءات قانون الطاقة‬ ‫النووي (‪ +2.3‬مليار يورو)‪،‬‬ ‫‪2012‬‬
‫التخلص التدرجيي من الطاقة النووية (ضريبة وأسعار الكهرابء لألسر تزيد عن املتجددة ‪ EEG‬لألعمال‬
‫التجارية‬ ‫ضريبة العمل املرتفعة نسبيا‬ ‫قانون ‪ ،)EEG‬دعم الوقود األحفوري‬

‫‪Source: Lucas Chancel, Simon Ilse, Op.cit, p 22.‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ التغيريات يف فر الضرائب الطاقوية وضريبة الكربون‪ ،‬حبيث متثل الفرتة األوىل بداية‬
‫اإلصالح اجلبائي سنة ‪ ،1999‬وذلك بفر ضرائب جديدة مع الرتكيز على قطاع النقل وضريبة الكهرابء‪ ،‬نتج‬
‫عنها زايدة يف إيرادات اجلباية البيئية‪ ،‬ويف املقابل ختفيض معدالت ضرائب العمل والضمان االجتماعي بقيمة ‪8‬‬
‫مليار يورو‪ ،‬وابلتايل برز الدور اإلجيايب لفر كل من ضريبة الكربون والطاقة على مستوى احلكومة األملانية يف‬
‫تلك الفرتة‪ .‬أما الفرتة الثانية متيزت بفر نفس الضرائب إال أن احلكومة اجتهت إىل التقليل من الفحم واالعتماد‬
‫على مصادر أخرى أقل ضررا على البيئة‪ ،‬ويف املقابل زادت من الرسم على القيمة املضافة بنسبة ‪ %19‬بعدما‬
‫كانت ‪ %16‬للفرتة السابقة‪.‬‬
‫أما ا لفرتة الثالثة فرضت ضرائب جديدة على الوقود النووي‪ ،‬الغر من ذلك هو التخلص من الطاقة النووية‬
‫من أجل طاقة نظيفة‪ ،‬وهو ما جاء به قانون الطاقة املتجددة‪ ،‬نتج عن فر هذه الضرائب تدابري لتعويض األسر‬
‫والشركات نذكر منها إعفاءات لقطاعي الصناعة والتجارة‪ ،‬وذلك دعما للطاقة املتجددة‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫اثنيا‪ :‬النفاايت يف أملانيا‬


‫جدا‬
‫اهلدف الرئيسي لسياسة إدارة النفاايت يف أملانيا هو منع اآلاثر البيئية الضارة‪ .‬كما تركز على معايري عالية ً‬
‫حلماية املياه والرتبة واهلواء من االنبعااثت املرتبطة مبعاجلة النفاايت وختزينها‪ 1.‬أصبح قانون التعبئة والتغليف ساري‬
‫املفعول يف ‪ 12‬جويلية ‪ ،1991‬مبوجب قانون النفاايت* ‪ .‬وهبذا القانون‪ ،‬أصبحت أملانيا أول بلد حيدد‬
‫متطلبات اسرتداد وإعادة تدوير عبوات املبيعات‪ 2.‬يف أملانيا‪ ،‬مت إنشاء ‪Duales System Deutschland‬‬
‫(نظام ديوالز األملاين)‪.‬‬
‫فمع التغليف‪ ،‬يصعب تتبع العبوة ملنتج معني وإعادة كل قطعة من العبوة إىل منتجها‪ ،‬فبموجب ‪PRO‬‬
‫معا مبسؤوليتهم عن مجع وإعادة تدوير العبوات ويدفعون رسوم الرتخيص وف ًقا لكمية ونوع‬
‫يطالب منتجو التغليف ً‬
‫نفاايت التغليف اليت ميثلها تغليف الشركة الفردية من اإلمجايل يف عام معني‪ ،‬رمز ‪ Green Dot‬املوضوع على‬
‫العبوة حيدده كجزء من نظام ديوالز األملاين‪ ،‬فهذه ليست مسؤولية مشرتكة حيث تدفع البلدايت مقابل اجلمع‬
‫وتقع املسؤولية الكاملة على الشركة املصنعة واملوزع‪ ،‬نتج عن ذلك تقليل النفاايت‪ .‬يف عام ‪ ،1993‬بداية‬
‫احلصص اإللزامية‪ ،‬مقارنة بعام ‪ 1992‬كان هناك ‪ 500000‬طن أقل من العبوات‪ .‬حبلول هناية فرتة دراسة‬
‫‪ )1997( OECD‬مت تقليل العبوات مبقدار مليون طن مما أدى إىل اخنفا حجم العبوة إىل ‪ 15‬كغ ‪ /‬فرد‪.‬‬
‫مت إدراج التكاليف اإلضافية يف جدول رسوم الرتخيص‪ ،‬حبيث كانت يف البداية تفر على أساس حجم‬
‫التعب ئة والتغليف (وليس نوع العبوة)‪ .‬وسرعان ما اتضح أن هيكل الرسوم هذا مل خيلق أي حوافز للمصنعني‬
‫الختيار املواد اليت يسهل إعادة تدويرها‪ ،‬ومت تغيريه يف أكتوبر ‪ 1993‬ليعكس تكاليف فرز املواد املختلفة وإعادة‬
‫تدويرها‪ .‬تتلقى التعبئة والتغليف جملموعات معينة من املنتجات ختفيضاً متفاوضاً عليه يف رسوم الرتخيص ترتاوح بني‬
‫‪3‬‬
‫‪ %12‬إىل ‪.%35‬‬
‫كما تساعد إعادة التدوير وحصاد الطاقة من النفاايت على تقليل غازات االحتباس احلراري‪ .‬وهبذه الطريقة منذ‬
‫عام ‪ ، 1990‬مت ختفيض االنبعااثت السنوية من قطاع إدارة النفاايت بنحو ‪ 56‬مليون طن من مكافئ اثين‬
‫أكسيد الكربون‪ .‬مكافئ اثين أكسيد الكربون هو طريقة لقياس احتمالية اإلحرتار العاملي للغازات الدفيئة مقارنة‬
‫بـ ـ 𝟐𝑶𝑪‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Nature conservation and nuclear safety, waste Management in Germany 2018, Facts, data,‬‬
‫‪Diagrams, Federal Ministry for the environment, Germany, march 2018, p 38.‬‬
‫* قانون النفاايت األملاين‪ :‬قانون من أجل جتنب النفاايت وإعادة التدوير والتخلص منها لعام ‪ ،1986‬املعدل يف سبتمرب ‪ ،1994‬حبيث يفر على جتار التجزئة‬
‫واملنتجني استعادة نسبة مئوية معينة من مواد التعبئة والتغليف وإعادة تدويرها‪ ،‬تزداد هذه احلصص سنة بعد سنة‪ ،‬إن أحد اجلوانب املهمة هلذا القانون هو وجود‬
‫أيضا‬
‫منظمة ملسؤولية املنتج االختيارية )‪ (PRO‬وهي منظمة واتبعة للقطاع اخلاص تدير نظام إدارة النفاايت للشركات امللتزمة ابلتشريع‪ .‬قد يُطلق على ‪ً PRO‬‬
‫نظام إعفاء صناعي ألنه يعفي الشركة من إدارة نفاايهتا مباشرة (تقوم بذلك من خالل طرف اثلث بدالً من ذلك)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Nina Nakajima, William H.Vanderburg, A description and Analysis of the German packaging‬‬
‫‪take-back system, Pennsylvania State University, September 17, 2016, p 511.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Nina Nakajima Willem H, Op. cit, p 513.‬‬
‫‪181‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫ميثل هذا التخفيض يف االنبعااثت أكثر من ‪ % 20‬من "أهداف بروتوكول كيوتو" الدولية اليت تعهدت أملانيا‬
‫بتحقيقها‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫حيدد قانون التعبئة والتغليف وهو أول قانون اعتمدت عليه أملانيا إلعادة تدوير نفاايهتا مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلطار القانوين الذي حددته احلكومة الفدرالية ملسؤولية املنتجني عن التعبئة والتغليف؛‬
‫‪-2‬نفاايت التعبئة والتغليف اليت سيتم إدارهتا يف شكل منفصل عن النفاايت املنزلية ("النظام املزدوج")؛‬
‫‪-3‬التزام املنتجني ابلتعبئة من أجل ضمان استعادة عبواهتم واسرتدادها؛‬
‫‪ -4‬أهداف إعادة التدوير حسب املبدأ املادي‪ :‬إلزام املنتجني املسؤولني عن إنشاء النظام كجهد مجاعي‪ ،‬من‬
‫أجل"حفظ األمن الذايت"؛‬
‫‪-5‬دور البلدايت يف إعادة تدوير التعبئة والتغليف يف أملانيا؛‬
‫‪ -6‬ميكن لشركات إدارة نفاايت البلدية أن تتنافس مع الشركات اخلاصة على مناقصة جلمع الزجاج والتغليف‬
‫خفيف الوزن‪( ،‬مناقصة لفرز التعبئة والتغليف خفيفة الوزن)؛‬
‫‪ -7‬أتسيس سجل التعبئة والتغليف املركزي ملكافحة الغش؛‬
‫‪ -8‬االلتزام ابلتسجيل ملصنعي ومنتجي العبوات‪ .‬والشكل املوايل يوضح تطور معدالت إعادة التدوير بني سنة‬
‫‪ 1991‬و ‪ 2016‬حسب نوع النفاايت‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )2-3( :‬تطور معدالت إعادة التدوير لعبوات املبيعات يف أملانيا خالل الفرتة ‪2016-1991‬‬

‫‪Source: EPR for packaging in Germany, Op.cit, p11‬‬

‫من خالل الشكل البياين نالحظ االرتفاع الكبري ملعدالت التعبئة والتغليف‪ ،‬وذلك بداية من فر املعدل سنة‬
‫‪ 1991‬مقارنة بسنة ‪ ،2016‬حبيث جند أن لوح الصفيح يتميز أبعلى معدل فاق ‪ % 92‬مقارنة بسنة ‪1991‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Waste Management in Germany 2018 Facts, Federal Ministry for the Environment, Nature‬‬
‫‪Conversation and Nuclear Safety, data, diagrams, Public Relations Division, Berlin , Germany, March‬‬
‫‪2018, p 38.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪EPR for Packaging in Germany, Der Grüne Punkt, Green Dot Norway Conference November 22,‬‬
‫‪2017, p 09.‬‬
‫‪182‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫والذي كان ميثل ‪ ،%33.8‬يليه كل من الزجاج والورق واألملنيوم بنسب ‪ %88 ،%81.1 ،%85.6‬على‬
‫التوايل‪ ،‬مث علب املشروابت مبعدل ‪ ، %77.6‬ويف األخري املعدل األقل يفر على البالستيك بنسبة ‪%53‬‬
‫مقارنة أبقل معدل فر عليه سنة ‪ 1991‬ميثل ‪ ،%3.1‬يليه األملنيوم بـ ـ ـ ‪ .%5.1‬ويف املقابل نالحظ أن الزجاج‬
‫فر عليه معدل أعلى من العناصر األخرى عند بداية تطبيق قانون التعبئة والتغليف ميثل ‪ ،%53.7‬يليه كل من‬
‫لوح الصفيح وورق الكرتون‪ .‬مت تغيري قانون التعبئة والتغليف وذلك بزايدة أهداف جديدة إلعادة التدوير بدأ‬
‫تطبيقه يف ‪ 01‬جانفي‪ ،2019‬واجلدول املوايل يوضح األهداف اجلديدة كمايلي‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )10-3( :‬قانون التعبئة والتغليف اجلديد وزايدة أهداف إعادة التدوير لسنة ‪2019‬‬

‫معدل ‪ 1‬جانفي‬ ‫التغليف معدل ‪ 1‬جانفي ‪2019‬‬ ‫مرسوم‬ ‫املواد‬


‫‪2022‬‬ ‫املستهدف‬
‫‪%90‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫الزجاج‬
‫‪%90‬‬ ‫‪%85‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫الورق والكربون‬
‫‪%90‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫املعادن احلديدية‬
‫‪%90‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫أملنيوم‬
‫‪%80‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫عبوات الكرتون للمشروابت‬
‫‪%70‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫مركبات أخرى‬
‫‪%90‬‬ ‫‪%90‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫البالستيك‬
‫‪%63‬‬ ‫‪%58.5‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫إعادة التدوير امليكانيكي‬
‫(البالستيك)‬

‫مت حتقيق األهداف ابلفعل‪.‬‬


‫‪-‬زايدة اهلدف إلعادة تدوير البالستيك من ‪ %36‬إىل ‪.%63‬‬
‫‪Source: EPR for packaging in Germany, Op.cit, p12.‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ جمموع املعدالت اليت مت فرضها بداية من واتريخ سراين القانون اخلاص ابلتعبئة‬
‫والتغليف اجلديد‪ ،‬حبيث مت زايدة اهلدف من إعادة تدوير البالستيك من ‪ %36‬إىل ‪ %63‬سنة ‪ ،2022‬أما‬
‫فيما خيص املواد األوىل واملتمثلة يف الزجاج‪ ،‬الورق‪ ،‬املعادن احلديدية‪ ،‬األملنيوم‪ ،‬عبوات املشروابت الكرتونية حققت‬
‫هدف أكرب مما هو خمطط له داللة على إتباع تقنيات فعالة يف إعادة تدوير النفاايت‪ ،‬حبيث مت حتقيق األهداف‬
‫املسطرة ابلفعل من خالل مرسوم التغليف سنة ‪ ،2019‬ابإلضافة إىل التخطيط لزايدة األهداف لسنة ‪2022‬‬
‫وذلك إبتباع معدالت خاصة هبذه السنة‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة بل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجيكا‬


‫تقع مسؤولية البيئة واملواد ذات الصلة مثل الطاقة أو النقل أساسا على عاتق املناطق يف بلجيكا‪ ،‬وال يزال‬
‫املستوى االحتادي مسؤوال عن عدد قليل من التدابري مثل وضع معايري للمنتجات‪ ،‬وحتديد أسعار الطاقة‪ ،‬وسياسة‬
‫التنقل االحتادية‪ ،‬ولذلك فإن املناطق هي اليت تتوىل وضع تعريفات لتوزيع الكهرابء والغاز‪ .‬كما أن الدولة االحتادية‬
‫هي اليت توقع وتلتزم ابحرتام االتفاقيات الدولية والتشريعات األوروبية يف حني أن املستوايت املختصة من السلطة‬
‫(مناطق املسائل البيئية) هي املسؤولة عن تنفيذها‪ ،‬حبيث كانت السياسة اجلبائية من مسؤولية السلطات االحتادية‬
‫أساسا‪ ،‬على الرغم من أن الكياانت االحتادية كانت هلا سلطتها الضريبية اخلاصة نتيجة ملختلف اإلصالحات‬
‫احلكومية‪.‬‬
‫إن إصالح قانون التمويل اخلاص الذي مت التفاو عليه هناية سبتمرب ‪ 2011‬مينح األقاليم استقالال ماليا‬
‫أكرب‪ ،‬ولذلك فإن الوالية القضائية على اجلباية البيئية تُقسم بني مستوايت عديدة من السلطة‪ :‬فهناك تدابري‬
‫جبائية بيئية تُتخذ على الصعيدين االحتادي واإلقليمي‪ ،‬ولكن أيضا على مستوى املقاطعات‪ ،‬ألن هذه الكياانت‬
‫تتمتع أيضا بسلطة ضريبية‪ 1 .‬تعتمد بلجيكا على سياسة جبائية فعالة تساعدها على حتقيق أهدافها سواء البيئية‬
‫أو املالية‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه يف هذا املطلب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الضريبة على البنزين‬


‫تعد بلجيكا من بني الدول اليت تفر معدالت عالية نسبيًا من الضرائب على البنزين‪ ،‬حبيث مت فر ضريبة‬
‫على البنزين بلغت ‪ 599‬يورو لكل ألف لرت من البنزين هناية مارس ‪ ،2009‬يف ذلك الوقت‪ ،‬كان متوسط دول‬
‫االحتاد األورويب اخلمس عشرة ‪ 545‬يورو لكل ألف لرت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الدول اجملاورة ‪ -‬فرنسا وأملانيا ‪ -‬تفر‬
‫معدالت أعلى من ‪ 606‬و ‪ 655‬و ‪ 701‬يورو لكل ألف لرت على التوايل‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬فإن‬
‫معدال أقل بكثري‪ ،‬أي ‪ 462‬يورو لكل ألف لرت‪ .‬ويف أوت ‪ ،2003‬مت إدخال نظام جديد‬ ‫ً‬ ‫لوكسمبورغ تفر‬
‫للبنزين (‪ ،)The ratchet system‬حيث حددت الزايدة القصوى يف الضريبة بـ ‪ 14‬يورو لكل ألف لرت‬
‫سنواي‪ ،‬بني أوت ‪2003‬‬ ‫سنواي‪ .‬يف عامي ‪ 2004‬و ‪ ،2005‬مت رفع احلد األقصى إىل ‪ 28‬يورو لكل ألف لرت ً‬ ‫ً‬
‫و ماي ‪ 2005‬مت زايدة الضريبة على البنزين مبا جمموعه ‪ 70‬يورو لكل ألف لرت يف البداية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬الضريبة على الديزل‬


‫تفر بلجيكا ضريبة على الديزل مبعدل ‪ 353‬يورو لكل ألف لرت يف مارس ‪ ،2009‬أقل من متوسط‬
‫االحتاد األورويب (‪ 387‬يورو لكل ألف لرت) وأقل من مستوايت الضريبة يف هولندا (‪ 413‬يورو لكل ألف لرت)‬
‫وفرنسا (‪ 428‬يورو لكل ألف لرت) وأملانيا (‪ 470‬يورو لكل ألف لرت)‪ ،‬وهي من بني البلدان اليت تفر أعلى‬
‫معدالت يف االحتاد األورويب‪ ،‬اليت تبلغ ‪ 302‬يورو لكل ألف لرت وهو السعر الذي مت حتصيله يف لكسمبورغ‬
‫‪1‬‬
‫‪La fiscalité verte en Belgique, FGTB wallonne, Octobre 2011, p 04.‬‬
‫‪184‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫بداية من سنة ‪ ،2009‬قبل دخول نظام (‪ )The ratchet system‬حيز التنفيذ‪ ،‬كان هذا أيضاً املعدل‬
‫الذي تفرضه بلجيكا على وقود الديزل احليوي (الضريبة على وقود الديزل احليوي هي ‪ 15‬يورو لكل ألف لرت‬
‫أقل من الديزل العادي)‪ .‬ارتفع احلد األدىن للضريبة يف االحتاد األورويب إىل ‪ 330‬يورو لكل ألف لرت يف عام‬
‫‪ .2010‬ويف عام ‪ ،2004‬أدخلت بلجيكا أيضا نظاما جديدا (‪ )The ratchet system‬للديزل‪ ،‬مع‬
‫احلد األقصى نفسه ابلنسبة للبنزين‪ ،‬وهو ‪ 28‬يورو لكل ألف لرت‪ .‬ففي الفرتة من بداية عام ‪ 2004‬إىل ماي‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،2005‬زادت الضريبة على الديزل مبا جمموعه ‪ 63‬يورو لكل ألف لرت‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬اإلعفاء اخلاص بوقود الطائرة‬


‫مينح إعفاء من الرسوم اجلمركية عند الوصول ابلنسبة لوقود الطائرات اليت ختدم خطوطا دولية منتظمة‪ ،‬كما‬
‫مينح إعفاء من رسم االستهالك للمؤن واإلمدادات والوقود على منت الطائرة عند وصوهلا‪ .‬وتفر رسوم على‬
‫املطارات تستخدم حصيلتها لتسديد قيمة اخلدمات املقدمة أو لتمويل االستثمارات لصاحل الطريان املدين‪ .‬حتدد‬
‫رسوم إقالع وهبوط الطائرات وفقا لنسبة متفاوتة على أساس وزن الطائرة وفئتها من املستوى الصويت وموعد‬
‫‪2‬‬
‫التشغيل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الضريبة املفروضة على زيت التدفئ ة‬


‫يف هناية مارس ‪ ،2009‬بلغت الضريبة املفروضة يف بلجيكا على زيت التدفئة ‪ 18.49‬يورو لكل ألف لرت‬
‫مما يضعها ضمن أدىن املعدالت يف االحتاد األورويب إىل جانب الضريبة املفروضة يف لوكسمبورغ (‪ 10‬يورو لكل‬
‫ألف لرت)‪ .‬وهذه املعدالت أقل بكثري ابلنسبة لـدول االحتاد األورويب ‪ 146‬يورو لكل ألف لرت‪ ،‬وأقل من‬
‫املعدالت املفروضة يف البلدان اجملاورة‪ :‬فرنسا (‪ 57‬يورو لكل ألف لرت)‪ ،‬وأملانيا (‪ 61‬يورو لكل ألف لرت)‬
‫وهولندا (‪ 249‬يورو لكل ألف لرت)‪ .‬احلد األدىن للضريبة األوروبية على زيت التدفئة هو ‪ 21‬يورو لكل ألف‬
‫لرت‪ ،‬ولكن بلجيكا ولوكسمبورغ حصلت على إعفاء يسمح هلما بتطبيق معدالت أقل‪ .‬من الصعب تربير‬
‫الضرائب املنخفضة على زيت التدفئة يف بلجيكا ألسباب بيئية‪ ،‬ألن زيت التدفئة هو يف األساس نفس منتج‬
‫الديزل‪ .‬وأحد أسباب االخنفا إىل حد ما يف مستوى الضريبة هو أن املنتج يشكل نسبة كبرية من إنفاق‬
‫األسر املعيشية ذات الدخل املنخفض نسبيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪K. Van Cauter, L. Van Meensel, Towards more environmental taxes?, National Bank of‬‬
‫‪Belgium, Economic Review, September 2009, p p 85-86.‬‬
‫‪ 2‬سياسات اإليكاو بشأن فرض الضرائب يف جمال النقل اجلوي الدويل‪ ،‬وثيقة رقم ‪ ،8632‬الطبعة الثالثة‪ ،‬جويلية ‪ ،2009‬ص ص ‪.17-16‬‬
‫‪185‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫خامسا‪ :‬الضرائب على الغاز الطبيعي‬

‫أيضا أقل من متوسط دول االحتاد األورويب‬‫الضرائب البلجيكية على الغاز الطبيعي لالستخدام املنزيل هي ً‬
‫اخلمسة عشر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬منذ عام ‪ ،1990‬شكلت التدفئة املنزلية اثين أكرب زايدة يف انبعااثت 𝟐𝑶𝑪 بعد‬
‫النقل جزئيًا نتيجة للضرائب املنخفضة على زيت التدفئة و الديزل‪ ،‬وكنتيجة ملركبات الديزل واألنشطة الصناعية‬
‫‪1‬‬
‫وتدفئة املباين السكنية اليت تنبعث منها تركيزات اجلسيمات‪ ،‬واليت تعد شكل من أشكال التلوث اجلوي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬املكافأة والرسم على السيارات‬


‫يشجع النظام اجلبائي للسيارات النظيفة (ختفيض بنسبة ‪ ٪15‬على سعر الشراء مبا يف ذلك الرسم على‬
‫القيمة املضافة للسيارة اليت ينبعث منها أقل من ‪ 105‬غ من 𝟐𝑶𝑪‪ /‬كم‪ ،‬و‪ %3‬للسيارة اليت ينبعث منها ما‬
‫بني ‪ 105‬غ و‪ 115‬غ من 𝟐𝑶𝑪 ) الستخدام السيارة‪ .‬يف عام ‪ ،2010‬دعمت احلكومة الفيدرالية شراء‬
‫‪ 112000‬سيارة مببلغ إمجايل قدره ‪ 213‬مليون يورو‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬متنح منطقة والون مكافأة قدرها‬
‫‪ 600‬يورو إذا كانت السيارة تصدر أقل من ‪ 99‬غ‪.‬‬
‫اعتبارا من ‪ 1‬سبتمرب ‪ 2010‬مت منح مكافأة من‬
‫ً‬ ‫ويطبق هذا النظام على املركبات املسجلة من قبل األفراد‪،‬‬
‫مرتا من 𝟐𝑶𝑪 ‪/‬كم‪ .‬كما متت املطالبة بغرامة ترتاوح‬ ‫‪ 100‬إىل ‪ 1200‬للمركبات اليت تقل انبعااثهتا عن ‪ً 99‬‬
‫بني ‪ 100‬و ‪ 1 500‬يورو إىل مالكي املركبات اليت تنبعث منها أكثر من ‪ 155‬غ من 𝟐𝑶𝑪 ‪ /‬الكيلومرت‬
‫اليت مت السفر فيها‪ .‬ويف ‪ 5‬جويلية ‪ ،2005‬قدمت املفوضية األوروبية اقرتاحاً بشأن التوجيه‬
‫(‪ )COM/2005/261/FINAL‬مت فيه التخطيط إلعادة هيكلة نظم فر الضرائب على سيارات‬
‫الركاب‪ ،‬كما نظر الربملان األورويب هلذا االقرتاح واعتمد قرارا تضمن تعديالت خمتلفة مبا يف ذلك التعديل ‪12‬‬
‫الذي ينص على أن" مبدأ فر الضرائب على استخدام املركبة وأتثريها البيئي يتماشى مع املبدأ األساسي‬
‫للسياسة البيئية اليت مبوجبها جيب أن يتحمل امللوثون تكلفة الضرر البيئي"‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬يهدف هذا القرار إىل‬
‫تعزيز االستدامة البيئية‪ 2.‬كما يعزز هذا القرار العمل مببدأ امللوث الدافع‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬احلوافز املقدمة يف النظام البلجيكي‬


‫يدعم النظام اجلبائي البلجيكي اجلانب البيئي من خالل تقدميه جملموعة من احلوافز هلذا القطاع واجلدول‬
‫املوايل يوضح طبيعة احلوافز املمنوحة على مستوى كل من الفدرالية ومستوى والون (‪( )WALLON‬هي‬
‫إحدى األقاليم املكونة لبلجيكا واليت تقع يف اجلنوب‪ ،‬وهي انطقة ابللغة الفرنسية)‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪K. Van Cauter, L. Van Meensel, Op.cit, p 87.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪La fiscalité verte en Belgique, Op.cit, p 06-10.‬‬
‫‪186‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )11- 3 ( :‬نظرة عامة على التحفيزات اجلبائية واملساعدات املباشرة للطاقة واملركبات النظيفة‬

‫حوافز السيارات النظيفة (األفراد)‬


‫طبيعة احلافز‬ ‫عدد احلوافز‬ ‫على املستوى‬
‫‪-‬السيارات النظيفة‬ ‫‪03‬‬ ‫الفدرايل‬
‫‪-‬السيارات الكهرابئية‬
‫‪-‬حمطات إعادة الشحن‬
‫‪ -‬نظام املكافأة (‪ )BONUS‬ل ـ ‪ WALLON‬لشراء سيارات نظيفة‬ ‫‪01‬‬ ‫‪WALLON‬‬
‫حوافز الطاقة (األفراد)‬
‫‪-‬التخفيضات الضريبية على اإلنفاق لتوفري الطاقة‬ ‫‪12‬‬ ‫الفدرايل‬
‫‪-‬ختفيض الضرائب للمنازل املوفرة للطاقة‬
‫‪-‬صندوق لتخفيض التكاليف العامة للطاقة‬
‫‪ 24-‬مكافأة للطاقة والطاقة املتجددة‬ ‫‪28‬‬ ‫منطقة‬
‫‪ 04-‬خطط للمساعدة يف متويل االستثمار‬ ‫‪WALLON‬‬
‫حوافز الطاقة للشركات‬
‫‪-‬خصم لالستثمارات‬ ‫‪02‬‬ ‫الفدرايل‬
‫‪-‬احتياطي استثماري معفى من الضرائب‬
‫‪-‬حوافز الطاقة والطاقة املتجددة (‪ 28‬مكافأة)‬ ‫‪33‬‬ ‫منطقة‬
‫‪ -‬احلوافز االستثمارية للبحث والتطوير يف جمال الطاقة ومحاية البيئة ومن‬ ‫‪WALLON‬‬
‫أجل االستخدام املستدام للطاقة (‪ 05‬مكافآت)‬

‫‪Source: La fiscalité verte en Belgique, Op.cit, p 17.‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن سياسة اجلباية البيئية تشمل على جمموعة من التدابري للدعم البيئي‬
‫فاخلصومات والتخفيضات اجلبائية مقسمة على املستويني الفدرايل ومنطقة والون‪ ،‬حبيث تعتمد عليها بلجيكا‬
‫من أجل محاية البيئة خاصة يف جمال االستثمار يف الطاقات املتجددة‪ ،‬وذلك من أجل التخفيض من حجم‬
‫االنبعااثت الغازية‪ ،‬جندها متنح اجلانب الطاقوي أمهية كبرية‪ ،‬كما تعتمد على نظام ‪ BONUS‬مثل فرنسا‬
‫ملكافأة السيارات النظيفة من أجل نفس اهلدف‪ ،‬واجلانب األهم هو احلوافز املمنوحة للبحث والتطوير يف‬
‫اجلانب الطاقوي‪.‬‬
‫نظرا الختالف السياسة اجلبائية لكل منطقة يف بلجيكا جند كل منها تفر ضرائب ورسوم متنوعة حسب‬
‫أهدافها البيئية وهو ما نالحظه يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )12-3( :‬توزيع الضرائب والرسوم املفروضة يف بلجيكا‬

‫على املستوى اإلقليمي (‪)Wallon‬‬ ‫على املستوى الفدرايل‬


‫‪-‬رسوم الطرق‬ ‫‪-‬الضريبة على منتجات الطاقة‬
‫‪-‬رسوم التسجيل‬ ‫‪-‬رسوم الرقابة على الوقود احمللي‬
‫‪-‬الضرائب البيئية ورسوم التعبئة والتغليف (على حاوايت ‪-‬اإلواتوات على املياه‬
‫املشروابت والكامريات‪ ،‬البطارايت‪ ،‬تغليف بعض ‪-‬الرسوم على تصريف املياه الصناعية واملنزلية‬
‫‪-‬رسوم النفاايت‬ ‫املنتجات)‬
‫‪-‬الرسوم على مواقع األنشطة االقتصادية املهجورة‬
‫على مستوى البلدايت‬ ‫على مستوى املقاطعات‬
‫‪-‬الرسم على النفاايت‬ ‫‪ -‬الرسوم على املؤسسات اخلطرة وغري صحية‬
‫‪-‬الرسم على مجع ومعاجلة النفاايت املنزلية وما مياثلها‬ ‫‪-‬الرسوم على مستودعات اخلردة‬
‫‪-‬الرسم على طلبات الرتخيص ابألنشطة(تصريح بيئي)‬ ‫‪-‬الرسوم على تصاريح وتراخيص الصيد‬
‫‪-‬الرسوم على مدافن النفاايت وعلى املنتجات اخلاصة ‪ -‬الرسم على تصاريح البناء‬
‫‪-‬الرسم على املركبات املستعملة‬ ‫ابحلرق‬
‫‪-‬الرسم على مدافن النفاايت‬
‫‪-‬الرسم على احلقائب املدفوعة‬

‫‪Source: La fiscalité verte en Belgique, Op.cit, p 15.‬‬

‫ويف األخري ميكن القول أبن السياسة اجلبائية البلجيكية أثبتت دورها الفعال يف حتقيق أهداف بيئية ابلدرجة‬
‫األوىل‪ ،‬من خالل فرضها لضرائب ورسوم على جماالت خمتلفة خاصة القطاع الطاقوي‪ ،‬ابإلضافة إىل متيز سياستها‬
‫اجلبائية ابلتنويع من خالل فرضها للحوافز يف اجملال البيئي‪ ،‬وحبكم االستقاللية املالية للسلطة يف بلجيكا تتخذ هذه‬
‫التدابري على مستوايت خمتلفة من السلطة‪ ،‬أي حرية املناطق يف اختاذ تدابري جبائية وفقا ملسائلها البيئية‪ ،‬ودون‬
‫التشاور فيما بينهم‪ ،‬كما أهنا ال تعتمد على نظام موحد مما حيدث فروقات كبرية بني السياسات اجلبائية املسطرة‬
‫خاصة من انحية الضرائب والرسوم املفروضة‪ ،‬وهو ما نالحظه يف اجلدول حبيث جندها تشرتك يف الرسوم املفروضة‬
‫على النفاايت‪ ،‬وحىت جانب احلوافز يف اجلدول السابق‪ ،‬مما يؤدي بدوره إىل تفاوت كبري بينهم يف اإليرادات نظرا‬
‫الختالف أنظمتهم ‪ ،‬ابإلضافة إىل أهنا تتميز بفر ضرائب مرتفعة جدا على البنزين والديزل أبعلى معدالت‬
‫مقارنة ابلدول األوروبية من أجل حتقيق اهلدف املشرتك بينهم وهو ختفيض االنبعااثت الغازية إىل املستوايت‬
‫املطلوبة‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املطلب السادس‪ :‬جتربة س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويسرا‬


‫تعد سويسرا من الدول اليت تتمتع بسجل جيد يف بيئتها‪ ،‬وقد أدرك السياسيني أنه ميكن حتقيق أهداف بيئية‬
‫عديدة بطرق أرخص من خالل التوسع يف استخدام األدوات االقتصادية أمهها استخدام الضرائب البيئية ملكافحة‬
‫التلوث واحملافظة على البيئة‪ ،‬ومت استخدام عنصرين من الضرائب على املستوى الفدرايل‪ ،‬وكانت أول ضريبة‬
‫دخلت حيز التنفيذ هي الضريبة على الزيت اخلفيف الذي حيتوي على نسبة كربيت عالية وذلك يف جوان عام‬
‫‪ ،1998‬والعنصر الثاين هو الضريبة على املكوانت العضوية املتطايرة دخلت حيز التنفيذ عام ‪.2000‬‬
‫كما وتوجد ضرائب أخرى مثل ضرائب النفاايت وذلك على مستوى األقاليم وجمالس البلدية‪ ،‬وغريها من‬
‫الضرائب اليت هتدف أساسا إىل زايدة الدخل كما أن هلا أتثريات بيئية إجيابية‪ ،‬وقدرت الضرائب املرتبطة ابلبيئة‬
‫حبوايل ‪ 2‬من الناتج القومي‪ 1.‬أحرزت سويسرا تقدما حنو النمو األخضر من خالل توسيع احلوافز للحد من‬
‫األثر البيئي لالستهالك وتعزيز مبدأ امللوث الدافع‪ ،‬تشجيع االبتكار اإليكولوجي واالهتمام ابألعمال التجارية‬
‫والقطاع املايل‪ .‬واعتمد اجمللس االحتادي على خطة عمل حمددة جيدا بشأن االقتصاد األخضر يف عام ‪2013‬‬
‫ابلنسبة للفرتة ‪ ، 2019-2016‬ينصب الرتكيز على النهو مبفهوم االقتصاد الدائري‪ ،‬كما متت املوافقة على‬
‫قانون الطاقة املعدل عن طريق استفتاء يف ‪ 21‬ماي ‪ ،2017‬واهلدف منه هو االنتقال من الطاقة النووية إىل‬
‫الطاقة املتجددة حبلول عام ‪ ،2050‬ومن جهة أخرى يشجع إصالح قانون الطاقة للفرتة ‪ 2020-2018‬على‬
‫االستثمار يف الطاقة املتجددة الذي يتم متويله جزئياً من خالل رسوم إضافية على فواتري الكهرابء‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫‪2‬‬
‫انتقال الطاقة سيكون على حساب مستهلكي الكهرابء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ضرائب سويسرا على املركبات العضوية املتطايرة‬


‫ابتداءً من سنة ‪ ،2000‬فرضت احلكومة الفيدرالية السويسرية ضريبة على املركبات العضوية املتطايرة *بقيمة‬
‫‪ 2‬فرنك سويسري لكل كيلوغرام‪ ،‬ارتفعت إىل ‪ 3‬فرنك سويسري لكل كيلوغرام سنة ‪ .2003‬وبفضل السياسة‬
‫اجلبائية‪ ،‬اخنفضت انبعااثت املركبات العضوية املتطايرة اخنفاضاً كبرياً‪ ،‬ففي الفرتة ‪ 2001-1998‬اخنفضت‬
‫االنبعااثت على املنتجات اخلاضعة للضريبة بنسبة ‪ ،% 12‬ويف الفرتة ‪ 2004-2001‬عندما مت تطبيق الضريبة‬
‫ابلكامل اخنفضت االنبعااثت بنسبة أخرى قدرها ‪ ،%25‬ويرجع ذلك إىل التقليل من استخدام السيارات إىل حد‬
‫‪3‬‬
‫كبري‪.‬‬

‫‪1‬عبد الباسط على جاسم الزبيدي‪ ،‬السياسة الضريبية يف ظل العوملة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.93-92‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Examens environnementaux de l’OCDE : Suisse l’essentiel 2017, OCDE, des politiques‬‬
‫‪meilleures pour une vie meilleure, Paris, 2 Novembre 2017, p10.‬‬
‫* املركبات العضوية املتطايرة‪ :‬هي مذيبات تستخدم يف الصناعات اليت تتطلب مواد سريعة التبخر‪ ،‬مثل صناعة الطالء وقطع املعادن‪ ،‬فالقصد من ذلك هو فر‬
‫ضرائب على انبعااثت املركبات العضوية املتطايرة داخل سويسرا للحد من آاثرها خاصة على صحة اإلنسان‪ ،‬يتم إعفاء صادرات املركبات العضوية املتطايرة أو تصدير‬
‫السلع احملتوية عليها من الضريبة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Taxation, Innovation and the Environment, OECD, Green Growth Strategy, 2010, p 82.‬‬
‫‪189‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫اثنيا‪ :‬الضرائب على الطرق والسيارات‬


‫فرضت سويسرا ضريبة على السيارات اجلديدة وضريبة على الطرق ومستخدميها يف كل مرة يدخلون فيها‬
‫املدن‪ ،‬وهذه الضرائب حتاول تطبيقها العديد من الدول اليت تعاين من االزدحام اخلانق كوسيلة لتقليل تكاليف هذا‬
‫‪1‬‬
‫االزدحام‪ .‬حبيث فرضت سويسرا الضرائب البيئية على السيارات وذلك لتحقيق أهداف منها‪:‬‬
‫الطلب‪ ،‬حيث أن فر الضرائب البيئية على السيارات وخاصة احلديثة منها تؤدي إىل‬ ‫‪ -1‬التحفيز حنو اخنفا‬
‫تقليل استهالك السيارات‪.‬‬
‫‪ -2‬استبدال السلع اليت تسبب التلوث ببدائل أخرى أقل تلواث للبيئة أو ما يسمى ابملنتجات الصديقة للبيئة‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬رسوم البضائع والنقل‬


‫سويسرا هي رابط أساسي يف عبور البضائع بني مشال أورواب (ميناء روتردام‪ ،‬على سبيل املثال) وجنوهبا‪ ،‬يف هذا‬
‫السياق‪ ،‬مت إدخال رسوم خدمة مرتبطة مبركبات البضائع الثقيلة يف عام ‪ 2001‬لتحل حمل الرسوم املوجودة مسب ًقا‬
‫على تداول هذه املركبات‪ .‬وهكذا أصبحت سويسرا‪ ،‬إىل جانب أملانيا والنمسا ومجهورية التشيك‪ ،‬واحدة من أربع‬
‫دول يف ‪ OECD‬اليت لديها نظام تسعري وطين للطرق ملركبات البضائع الثقيلة‪ .‬النظام السويسري هو الوحيد‬
‫الذي يغطي مجيع الطرق وليس فقط الطرق السريعة كما هو احلال يف البلدان الثالثة األخرى‪ .‬تعتمد الرسوم على‬
‫املسافة املقطوعة ووزن السيارة‪ .‬كما أنه خيتلف وف ًقا للملواثت املنبعثة لتشجيع جتديد األسطول مبركبات أقل تلويثًا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بفضل هذا ومراعاة للمسافة املقطوعة‪ ،‬فإهنا حترتم جزئيًا مبدأ امللوث الدافع‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النقل اجلوي‬


‫منذ عام ‪ ،1981‬فرضت سويسرا ضريبة اهلبوط املرتبطة بضوضاء الطائرات يف مطاراهتا الرئيسية‪ ،‬وتستخدم‬
‫عائداهتا لتمويل إجراءات احلد من الضوضاء ودفع تعويضات للسكان احملليني‪ ،‬مت إدخال ضريبة هبوط إضافية‬
‫مرتبطة ابنبعااثت أكسيد النيرتوجني من الطائرات يف عام ‪ 1997‬يف زيورخ‪ ،‬و ‪ 1998‬يف جنيف‪ ،‬و‪ 2000‬يف‬
‫برن و ‪ 2003‬يف ابزل‪ .‬وبذلك مت ختفيض الضجيج املتعلق ابلضوضاء حبيث يكون التأثري على إيرادات املطار‬
‫حمايدا‪.‬‬
‫ً‬
‫تعد سويسرا أول دولة (إىل جانب السويد) فرضت ضريبة هبوط مرتبطة ابالنبعااثت‪ ،‬يف عام ‪ 2010‬قامت‬
‫مبواءمة نظامها مع منوذج ضرييب يتم تنسيقه اآلن يف مجيع أحناء أورواب‪ .‬حىت ذلك احلني‪ ،‬تباينت ضريبة أكسيد‬
‫النيرتوجني حسب احملرك لتفضيل الطائرات منخفضة االنبعااثت‪ .‬منذ عام ‪ ،2010‬مت حتسني هذا النظام لتقريب‬
‫الضريبة من االنبعااثت الفعلية‪ ،‬وابلتايل تعزيز تطبيق مبدأ امللوث الدافع‪ ،‬منذ عام ‪ ،2009‬مت استخدام عائدات‬
‫ضريبة اهلبوط لتدابري األمن ومكافحة التلوث يف املطارات‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الباسط على جاسم الزبيدي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Examens environnementaux de l’OCDE : Suisse 2017, Op.cit, p 12.‬‬
‫‪190‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫يف عام ‪ ،2014‬مت ختصيص ‪ 35‬مليون فرنك سويسري ملشاريع مكافحة التلوث* اليت سيتم تنفيذها من‬
‫‪ 2014‬إىل ‪ .2021‬كما خيضع بنزين الطائرات املخصص للرحالت الداخلية لضريبة الزيوت املعدنية والرسم‬
‫على القيمة املضافة‪ ،‬يتم ختصيص ثلثي عائدات ضرائب البنزين للتمويل اخلاص ابحلركة اجلوية‪ ،‬والذي يغطي تدابري‬
‫‪1‬‬
‫السالمة واألمن والتدابري البيئية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الضرائب املتعلقة ابلنفاايت‬


‫ينص قانون محاية البيئة على أن إدارة نفاايت البلدية جيب أن متول وف ًقا ملبدأ امللوث الدافع‪ .‬كما مت إدخال‬
‫رسوم أكياس النفاايت يف عام ‪ 1975‬وهي مطبقة اآلن يف ‪ ٪90‬من البلدايت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬توضح نفاايت‬
‫البلدية الصعوابت اليت تواجهها سويسرا يف احلد من أتثري االستهالك على البيئة‪ .‬حبيث توقف طمر النفاايت (بعد‬
‫احلظر املفرو على دفن النفاايت القابلة لالحرتاق) وزادت معدالت إعادة التدوير مع إدخال الرسوم‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فقد فشل هذا النظام املشرتك يف تقليل إنتاج نفاايت البلدية للفرد‪ ،‬والذي استمر يف الزايدة منذ عام ‪ 1975‬وال‬
‫يزال أعلى بكثري من متوسط ل ـ ـ ‪ .OECD‬ميكن تفسري الصعوابت يف احلد من إنتاج نفاايت البلدية جز ًئيا‬
‫ابحلصة الكبرية واملستقرة اليت يشغلها احلرق‪ ،‬وقد تلقت ‪ 30‬حمرقة نفاايت البلدية عند إنشائها دعما ماليا عاما‬
‫‪2‬‬
‫وقع مشغلو احملارق اتفاقية طوعية مع احلكومة الفيدرالية لتقليل انبعااثت ‪ 𝐶𝑂2‬بنسبة ‪ ٪18‬سنة ‪.2020‬‬

‫سادسا‪ :‬ضريبة الطاقة والكربون‬


‫أعدت الفيدرالية قانوان لتقليل انبعااثت ‪ 𝐶𝑂2‬مستخدما ضريبة الكربون‪ ،‬وافق الربملان على هذا القانون عام‬
‫‪ ،1999‬كما أعدت ثالث تعديالت دستورية مستخدمة ضرائب الطاقة ومجعت التوقيعات املطلوبة لوضع هذه‬
‫املبادرات حيز االقرتاع‪ ،‬ويف نفس الوقت راجع الربملان واحلكومة تشريعات الطاقة واعدت تعديالت لنظم الضرائب‬
‫الفدرالية ونتيجة لكل هذا النشاط قدمت االقرتاحات اخلاصة بضرائب الطاقة لالقرتاع عليها يف سبتمرب عام‬
‫‪ 3.2000‬وفرضت سويسرا سنة ‪ 2008‬ضريبة ‪ 𝐶𝑂2‬على عدد حمدود من منتجات الطاقة‪ ،‬مثل زيت الغاز‬
‫والغاز الطبيعي املستخدم ألغرا التدفئة‪ ،‬ويف املقابل قامت إبعفاء وقود النقل‪ ،‬ويشمل هذا املخطط هنجا‬
‫إبتكاراي ألن ارتفاع معدل الضريبة يرتبط بعدم حتقيق أهداف كمية حمددة مسبقاً خلفض االنبعااثت‪.‬‬
‫مت حتديد املعدل يف البداية عند ‪ 12‬فرنكاً سويسرايً (‪ 11‬يورو) للطن الواحد من ‪ 𝐶𝑂2‬يف عام ‪2008‬‬
‫وارتفع ‪ 84‬فرنكاً سويسرايً (‪ 76‬يورو) يف جانفي ‪ .2016‬وعلى الرغم من أن انبعااثت ‪ 𝐶𝑂2‬وهي ذات الصلة‬

‫* تشمل هذه املشاريع مكافحة التلوث يف سويسرا على مايلي‪ :‬تركيب األلواح الكهروضوئية واملضخات احلرارية‪ ،‬واستبدال املركبات اليت تعمل ابلديزل مبركبات‬
‫كهرابئية‪ ،‬وتقييم أتثري انبعااثت الطائرات وتنفيذ تدابري صديقة للبيئة يف املطارات مبوجب القانون االحتادي بشأن الطبيعة ومحاية املناظر الطبيعية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Examens environnementaux de l’OCDE : Suisse 2017, Op.cit, P 123.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, P 127.‬‬
‫‪ 3‬عبد الباسط على جاسم الزبيدي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪191‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫مل يكن‬ ‫بتقييم ما إذا كان قد حتقق هدف التخفيض احملدد سلفا ‪ -‬قد اخنفضت خالل هذه الفرتة‪ ،‬فإن االخنفا‬
‫كافيا‪.‬‬
‫وقد تؤدي التعديالت األخرية للقانون السويسري إىل زايدات أخرى تصل إىل حد أقصى يبلغ ‪ 120‬فرنكاً‬
‫سويسرايً (‪ 109‬يورو) للطن الواحد من ‪ 𝐶𝑂2‬لعام ‪.2018‬‬
‫يرتبط تصميم ضريبة اثين أكسيد الكربون مباشرة ابلتغريات يف سلوك مستخدمي الطاقة نظرا ألن املعدل يزداد إذا‬
‫مل يتم بلوغ أهداف التخفيض احملددة سلفا‪ 1.‬لدى سويسرا أعلى معدل ضرييب على وقود النقل (‪ 17.71‬يورو‪/‬‬
‫‪ )GJ‬مقارنة ابلوقود املستخدم ألغرا التدفئة (‪ 1.38‬يورو‪ )GJ /‬أو توليد الكهرابء (‪ 1.19‬يورو‪.)GJ /‬‬
‫ولديها اثلث أعلى معدل ضرائب على الطاقة على مستوى االقتصاد ككل‪ ،‬عند ‪ 5.92‬يورو‪ ،GJ/‬مقارنة‬
‫‪2‬‬
‫بـ ـ ـ ‪ 2.7‬يورو‪ GJ /‬مبتوسط معدالت لدول ‪.OECD‬‬

‫سابعا‪ :‬اإلعاانت واإلعفاءات الضريبية البيئية يف سويسرا‬


‫تعتمد سويسرا على جمموعة من اإلعاانت واإلعفاءات الضريبية اليت متنحها احلكومة من أجل تشجيع القطاع‬
‫‪3‬‬
‫البيئي ومن بينها نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬يف عام ‪ ،2014‬قُ ِّدر دعم الوقود األحفوري مببلغ ‪ 260‬مليون فرنك سويسري‪ ،‬يف شكل إعاانت وإعفاءات‬
‫ضريبية؛‬
‫‪ -2‬زايدة اإلعاانت الزراعية ذات األهداف البيئية الصرحية بـ ـ ـ ‪ %6‬من إمجايل املدفوعات لسنة ‪ 2000‬إىل‬
‫‪ %23‬لسنة ‪ .2015‬ومبوجب السياسة الزراعية ‪ ،2017-2014‬حبيث جيب على املزارعني إظهار أدائهم‬
‫البيئي من أجل االستفادة من اإلعاانت؛‬
‫‪ -3‬اختذت سويسرا خطوات هامة إبدماج كفاءة الطاقة يف املباين والنقل املستدام يف سياستها االستثمارية‬
‫العامة؛‬
‫‪ -4‬كما هتدف إىل تشجيع االبتكار البيئي‪ ،‬فس ويسرا يف موقع متقدم يف جماالت العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‬
‫وهي تواصل تعزيزها من خالل وضع خطط رئيسية حمددة املعامل للبحوث البيئية وحبوث الطاقة‪ ،‬فضال عن التعاون‬
‫الفعال مع القطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Environmental taxation and EU environmental policies, Luxembourg, Publications Office of the‬‬
‫‪European Union, European Environment Agency Report, N° 17, Denmark, 2016, p 29.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪David Bradbury, Kurt Van Dender, Effective Carbon rates in Switzerland , pricing 𝑪𝑶𝟐 throught‬‬
‫‪taxes and emissions trading systems, OECD, p 01.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Examens environnementaux de l’OCDE, Op.cit, p 11.‬‬
‫‪192‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املطلب السابع‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولندا‬


‫خالل التسعينيات‪ ،‬كانت هولندا واحدة من الدول الرائدة يف استخدام الضرائب البيئية‪ ،‬وذلك بتبنيها‬
‫قدما يف مثل‬
‫اإلصالح اجلبائي البيئي ألول مرة سنة ‪ 1996‬بعد جلنيت الضرائب اخلضراء اللتني أوصتا ابملضي ً‬
‫هذه التدابري‪ ،‬مت إعادة تدوير اإليرادات املتأتية من ضرائب الكربون والطاقة إىل ختفيضات يف ضريبة الدخل‬
‫ومسامهات الضمان االجتماعي ألصحاب العمل وضريبة الشركات‪ 1.‬يف مارس ‪ 1999‬أتسست جلنة الضريبة‬
‫الب يئية يف هولندا على يد وزير املالية‪ ،‬وذلك لتقييم االحتماالت العملية الستخدام الضرائب لتحسني الكفاءة‬
‫البيئية والتطوير احلقيقي لالقتصاد‪ ،‬وتقدمي اقرتاحات حول ختضري النظام اجلبائي‪ .... ،‬أعدت اللجنة ثالث‬
‫تقارير‪ ،‬نشر التقرير األول يف أواخر عام ‪ ،1995‬حيث عر ترتيبات الضريبة احلالية خاصة يف قطاع املواصالت‬
‫مع توصيات بتغيريها وذلك بتخفيض الضريبة على السيارات اخلاصة‪ ،‬ونشر التقرير الثاين سنة ‪ 1996‬ابحثا عن‬
‫احتماالت رفع الضرائب البيئية املوجودة وانتهى إىل أن دور ضرائب الطاقة حموري يف هذا اجملال‪ ،‬كما أوصى‬
‫بتقدمي خصومات ضريبية لألعمال االستثمارية صديقة للبيئة‪ ،‬ويف هذا التقرير مت تقييم ضريبة ‪ 𝐶𝑂2‬املوجودة منذ‬
‫‪ 1980‬أبشكال متعددة‪ ،‬وظهر أهنا قللت من انبعااثت ‪ 𝐶𝑂2‬على املستوى القومي بنسبة ‪ % 1‬يف عام‬
‫‪ ، 1994‬وتعامل التقرير الثالث واألخري للجنة مع احتماالت جعل النظام اجلبائي اهلولندي أكثر اخضرار على‬
‫‪2‬‬
‫املدى الطويل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ضريبة النفاايت واإلعانة املقدمة‬

‫أحد أهم التطورات املبكرة للجباية البيئية يف هولندا هو وجود الكثري من اإلجراءات الضريبية الصغرية اليت هتدف‬
‫إىل تغيريات سلوكية معينة‪ ،‬مثل فر ضريبة على التغليف‪ .‬تشهد التطورات األخرية التخلي عن بعضا منها ابسم‬
‫تبسيط الضرائب‪ ،‬أو استجابةً إللغاء الوعاء الضرييب‪ ،‬على سبيل املثال إلغاء ضريبة املكب‪ ،‬حيث مت استبدال‬
‫املكب بشكل كبري ابحلرق‪ 3.‬ولتشجيع استخدام النفاايت كوقود‪ ،‬دخل برانمج اجلودة البيئية إلنتاج الكهرابء حيز‬
‫التنفيذ يف ‪ ،2003/06/1‬كما خططت لتغيري ضريبة الطاقة التنظيمية ودعم إنتاج الكهرابء من النفاايت‪ ،‬ويتم‬
‫منح إعانة قدرها ‪ 0.029‬يورو لكل كيلوواط ساعي )‪ (KWh‬من الكهرابء اليت توفرها حمطات الطاقة‬
‫واملؤسسات املستقلة وحمطات احلرق‪ ،‬واليت تتمتع بكفاءة طاقة أعلى بنسبة ‪ ،٪26‬الغر من هذا الربانمج هو‬
‫‪4‬‬
‫تشجيع املؤسسات يف املقام األول على االستثمار يف احلرق كطريقة لالسرتداد وليس كطريقة للتخلص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Chris Hewett & Paul Ekins, Op.cit, P 27.‬‬
‫‪ 2‬نزيه عبد املقصود حممد مربوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.105- 104‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Chris Hewett & Paul Ekins, Op.cit, p 28.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Politique de l’environnement : Quelles combinaisons d’instruction d’instruments ?, OCDE,‬‬
‫‪Paris, France, 2007, p 62.‬‬
‫‪193‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫اثنيا‪ :‬الضريبة على تلوث املياه‬


‫متثل الضريبة على تلوث املياه أهم بنود الضرائب البيئية يف هولندا‪ ،‬ففي سنة ‪ 1983‬مت فر ضرائب على‬
‫استخراج املياه اجلوفية‪ ،‬وهذا مبعدل ‪ 0.01‬فلورين ‪ M 3‬من املياه‪ ،‬وقد مت ختصيص إيرادات هذه الضريبة لتمويل‬
‫البحوث والدراسات املرتبطة ابملياه اجلوفية‪ ،‬كما مت تعديل معدالت هذه الضريبة سنة ‪ 1995‬لتصبح ‪0.34‬‬
‫فلورين ‪ ،M 3‬ابلنسبة ملؤسسات املياه‪ ،‬و ‪ 0.17‬فلورين ‪M 3‬ابلنسبة للصناعيني اآلخرين‪ .‬وقد قدرت عائدات‬
‫هذه الضريبة بـ ـ ‪ 310 :‬مليون فلورين سنة ‪.1995‬‬

‫اثلثا‪ :‬اإلعاانت‬
‫اعتمدت هولندا أيضا‪ ،‬على سياسة منح اإلعاانت وخاصة ابلنسبة للمشروعات املرتبطة ابلطاقة‪ ،‬وهذا لتشجيع‬
‫عمليات الصيانة والتحسينات املستمرة‪ ،‬وتقدم كذلك‪ ،‬إعاانت للبحوث املرتبطة مبسائل البيئة والطاقات املتجددة‪.‬‬
‫كما تستفيد العديد من البلدايت اهلولندية من إعاانت البحوث املرتبطة ابلبيئة تقدمها السلطات املركزية‪ ،‬ألجل‬
‫‪1‬‬
‫مساعدهتا على متويل مشاريع فرز ومجع النفاايت‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬بعض التغيريات يف جمال الضرائب البيئية بعد األزمة املالية لسنة ‪2008‬‬
‫اجعا‬
‫خالل العقد األول من القرن احلادي والعشرين‪ ،‬مل يتم إدخال العديد من األدوات‪ ،‬وشهد عام ‪ 2010‬تر ً‬
‫عن بعض التدابري‪ ،‬عقب جمموعة دراسات بتكليف من احلكومة‪ ،‬واليت خلصت إىل أن الضرائب البيئية سيكون‬
‫مطلواب املزيد من االتفاق الدويل بشأن خفض‬
‫ً‬ ‫هلا أتثري ضار على القدرة التنافسية‪ ،‬و من جهة أخرى كان‬
‫االنبعااثت يف تلك اآلونة‪.‬‬

‫خالل عامي ‪ 2011‬و ‪ ،2012‬مت اقرتاح التدابري املتعلقة ابلضرائب البيئية واإلعاانت الضارة ابلبيئة والتفاو‬
‫كتال خمتلفة يف الربملان‪ .‬ومشلت هذه التغيريات‬ ‫بشأهنا بني العديد من األحزاب السياسية اهلولندية اليت شكلت ً‬
‫ضريبة الطاقة ووقود السيارات‪ ،‬واإلعفاءات الضريبية للتنقل ابلسيارات‪ ،‬وإعاانت الطاقة املتجددة والوقود‬
‫األحفوري‪ .‬مت طرح حزمة من اإلجراءات يف هناية املطاف يف ميزانية عام ‪ ،2013‬وذلك من أجل زايدة اإليرادات‬
‫يف املقام األول ‪ ،‬لكن املعارضة العامة لبعض هذه اإلجراءات أدت إىل سحبها يف هناية املطاف‪ ،‬على سبيل املثال‬
‫ما يسمى بـ "ضريبة الركاب"‪ ،‬واليت استلزمت إلغاء اإلعفاءات الضريبية عن الوقود املستخدم يف التنقل‪ .‬يف الوقت‬
‫أيضا سحب بعض إعاانت الطاقة اخلضراء (للطاقة املتجددة‬ ‫نفسه‪ ،‬وألسباب تتعلق ابإليرادات بشكل أساسي مت ً‬
‫‪2‬‬
‫وكفاءة الطاقة)‪ ،‬إىل جانب إلغاء اإلعفاء من ضريبة الفحم حملطات الطاقة‪.‬‬

‫‪ 1‬مسعودي حممد‪ ،‬فعالية اآلليات االقتصادية حلماية البيئة‪ ،‬دراسة تقييمية لتجارب بعض الدول منها اجلزائر‪ ،‬أطروحة الدكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أيب‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2014 ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Chris Hewett & Paul Ekins, Op.cit, p 28.‬‬
‫‪194‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫بعد األزمة املالية وما خلفته من عواقب على املستوى االقتصادي بدأ االهتمام السياسي أكثر بتطبيق ضرائب‬
‫بيئية من أجل حتسني الوضع االقتصادي‪ ،‬إال أن هناك عراقيل تؤول دون تطبيق ضرائب جديدة على مستوى‬
‫السياسة اجلبائية اهلولندية‪ ،‬حبيث بدأت إبلغاء اإلعفاءات اجلبائية وفر ضرائب جديدة اهلدف من ذلك زايدة‬
‫اإليرادات‪ ،‬وإلغاء احلوافز وعدم فتح اجملال أمام املشاريع االستثمارية ألهنا حتتاج إىل متويل خاصة يف اجملال‬
‫الطاقوي‪ ،‬ابإلضافة إىل نقص البحث يف اجملال البيئي الذي حيتاج إىل دعم من الدولة‪ ،‬وابلتايل يدل على عدم‬
‫استقرار النظام اجلبائي اهلولندي بسبب جدال األحزاب السياسية على إجيابيات وسلبيات الضرائب البيئية‪.‬‬

‫املطلـ ـ ـ ـ ـ ــب الثـ ـ ـ ــامن‪ :‬جتربة اململـكة املتحدة‬

‫تعد فرتة (‪ )2001 -1995‬يف جمال اإلصالح اجلبائي البيئي إحدى فرتات النقاش الفكري الذي مسح‬
‫ابغتنام الفرصة السياسية‪ ،‬تاله بعد سنوات قليلة رد فعل عنيف وتراجع سياسي‪ ،‬فخالل أواخر الثمانينيات وأوائل‬
‫التسعينيات من القرن املاضي‪ ،‬كان هناك اهتمام أكادميي متزايد ابستخدام آليات السوق ملعاجلة املشكالت‬
‫البيئية‪ ،‬ال سيما املتعلقة بقضااي توليد النفاايت واستخدام الوقود األحفوري‪ ،‬رفضت احلكومة فكرة فر ضريبة‬
‫أوروبية على الطاقة الكربونية منتصف التسعينيات إىل حد كبري على أساس التبعية‪ ،‬كوهنا ترى أن الضرائب جيب‬
‫أن تظل من اختصاص الدول األعضاء وليس املفوضية األوروبية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬حبلول منتصف التسعينيات عندما‬
‫كانت الدولة خترج من الركود وكانت احلكومة حباجة إىل عائدات ضريبية‪ ،‬بدأت وزارة املالية يف اللجوء إىل‬
‫الضرائب البيئية لزايدة اإليرادات‪ ،‬وفر الرسم على القيمة املضافة الستخدام األسر للوقود‪ ،‬وفر رسوم‬
‫أيضا ضريبة‬‫مكبات النفاايت‪ ،‬وزايدة رسوم الوقود على الطرق بنسبة ‪ ٪3‬مث ‪ ،٪5‬ويف املقابل خفضت الوزارة ً‬
‫الدخل وضرائب الشركات‪.‬‬
‫عندما وصل حزب العمال إىل السلطة سنة ‪ ،1997‬قاموا بزايدة رسوم الوقود على الطرق إىل ‪ ،٪6‬وقدموا‬
‫سلما لضريبة دفن النفاايت‪ ،‬وضريبة تغري املناخ مت تقدميهم كإجراء من إجراءات اإلصالح اجلبائي البيئي‪ ،‬حيث‬ ‫ً‬
‫يتم استخدام اإليرادات خلفض ضرائب العمل‪ ،‬على الرغم من منح الصناعة كثيفة االستخدام للطاقة إعفاءا جزئيًا‬
‫إذا وقعت اتفاقيات طوعية لتحسني كفاءة الطاقة‪.‬‬
‫فعندما بدأ السعر العاملي للنفط يف االرتفاع سنة ‪ ،2000‬مما أدى إىل ارتفاع أسعار البنزين و الديزل‪ ،‬حصل‬
‫احتجاج بقيادة سائقي الشاحنات واملزارعني على دعم شعيب كبري وجعل ضريبة الوقود قضية سياسية كبرية‬
‫كافحت احلكومة للدفاع عليها على الرغم من وجود أدلة على أهنا خفضت االنبعااثت ووفرت إيرادات كافية‬
‫للسماح بتخفيضات ضريبية على الدخل‪ ،‬كل من احلزبني السياسيني الرئيسيني يف اململكة املتحدة نفذوا فكرة‬
‫‪1‬‬
‫اإلصالح اجلبائي البيئي جزئيًا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Chris Hewett & Paul Ekins, Op.cit, p p 24-25.‬‬
‫‪195‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫أوال‪ :‬ضرائب الطاقة والكربون‬


‫مبوجب بروتوكول كيوتو كان للمملكة املتحدة هدف احلد من انبعااثت غازات االحتباس احلراري بنسبة‬
‫خفضا من حوايل ‪ 210‬مليون‬ ‫‪%12.5‬وذلك حبلول سنة ‪ 2008‬مقارنة مبستوايت سنة ‪ ،1990‬وهذا يعين ً‬
‫طن من مكافئ الكربون إىل ‪ 186‬مليون طن‪ ،‬كما أن حكومة اململكة املتحدة كانت هتدف حمليا إىل تقليل‬
‫انبعااثت 𝟐𝑶𝑪 بنسبة ‪ % 20‬حبلول عام ‪ 2010‬مقارنة مبستوى عام ‪ ،1990‬وهذا يعين خفض من ‪161‬‬
‫مليون طن مرتي إىل ‪ 129‬مليون طن مرتي‪ ،‬بني عامي ‪ 1990‬و‪ ،2003‬اخنفضت انبعااثت 𝟐𝑶𝑪 من‬
‫الصناعة والتجارة بشكل كبري بنسبة ‪ %17‬و ‪ %12‬على التوايل‪ ،‬وابلكاد تغريت االنبعااثت من املنازل واملصادر‬
‫األخرى‪ ،‬يف حني ارتفعت االنبعااثت من النقل بنسبة ‪.%8‬‬
‫وحبلول عام ‪ ،2003‬كان النقل ميثل ‪ % 27.3‬من إمجايل انبعااثت 𝟐𝑶𝑪 يف اململكة املتحدة‪ ،‬ومتثل‬
‫الصناعة ‪ 1.%28.1‬حبيث مت فر ضريبة على اثين أكسيد الكربون متاشيا مع التوجه العاملي‪ ،‬وابلتايل اخنفضت‬
‫انبعااثت 𝟐𝑶𝑪 من حمطات الطاقة بنسبة ‪ %29‬يف التسعينيات ولكنها ارتفعت بنسبة ‪ %16‬بني عامي‬
‫‪ 1999‬و‪ ،2005‬وهذا يعكس زايدة استخدام توليد الطاقة ابلفحم يف تلك السنوات‪ ،‬كما مت إدخال ضريبة تغري‬
‫املناخ)‪ (CCL‬سنة ‪ 2001‬كضريبة على الطاقة لقطاع األعمال‪ .‬إن إنتاج الطاقة هو مصدر رئيسي النبعااثت‬
‫غازات االحتباس احلراري يف اململكة املتحدة‪ ،‬لذلك متثل الضرائب على إنتاج الطاقة وسيلة رئيسية لتقليل‬
‫االنبعااثت عن طريق التخفيض‪.‬‬
‫وف ًقا الجتاهات الطاقة لشهر مارس ‪ ،2006‬ينتج عن إنتاج ‪ 1‬جيجاوات ساعة من الكهرابء ابستخدام الفحم‬
‫‪ 238‬طنًا من اثين أكسيد الكربون‪ ،‬مقارنة بـ ‪ 207‬طنًا من النفط و ‪ 99‬طنًا من الغاز‪ ،‬كما اخنفضت‬
‫‪2‬‬
‫االنبعااثت من حمطات الطاقة بنسبة ‪ %16‬بني عامي ‪ 1990‬و ‪.2005‬‬

‫اثنيا‪ :‬الضريبة املتعلقة مبدافن النفاايت‬


‫مت فر ضريبة على مدافن النفاايت يف اململكة املتحدة سنة ‪ ،1996‬لتعكس التكلفة البيئية لطمر النفاايت‬
‫وكذلك للحد من توليد النفاايت وتعزيز إعادة التدوير‪ .‬فبفضل هذه الضريبة‪ ،‬اخنفضت كمية النفاايت املرسلة إىل‬
‫مدافن النفاايت من ‪ 50‬مليون طن يف عام ‪ 2001‬إىل ‪ 12‬مليون طن يف عام ‪ 3.2015‬كما جتمع اململكة‬
‫املتحدة بني الرسوم الداخلية للتكاليف البيئية املرتبطة ابستكشاف واستغالل النفاايت والرسم على النفاايت يف‬
‫مواقع دفنها من أجل تشجيع تقليل النفاايت واستخدام املواد املعاد تدويرها تعتمد الرسوم اإلمجالية على الكمية‬

‫‪1‬‬
‫‪Andrew Leicester, The UK Tax System and the Environment, Copy-edited by Judith Payne, The‬‬
‫‪Institute for Fiscal Studies 7 Ridgmount Street London WC1E 7AE, October 2006, p p 03-04.‬‬
‫‪2 Ibid, p 85.‬‬
‫‪ 3‬عباسي صابر‪ ،‬زنودة إميان ‪ ،‬قراءة حمددات فعالية وكفاءة الضرائب البيئية‪...‬أين حنن؟ تشخيص لتجربة دول اإلحتاد األورويب‪ ،‬جملة االقتصاد اجلديد‪ ،‬جامعة‬
‫جياليل بونعامة خبميس مليانة‪ ،‬اجمللد ‪ ،02‬العدد ‪ ،2019 ،01‬ص ‪.102‬‬
‫‪196‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املنتجة (مت حتديد سعرها عند ‪ 2.10‬جنيه إسرتليين)‪ 1.‬مت دفن أكثر من ‪ % 80‬من نفاايت البلدية يف ‪-1996‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،1997‬وحبلول سنة ‪ 2005-2004‬اخنفضت إىل أقل من ‪.%70‬‬
‫اثلثا‪ :‬الضرائب على النقل‬
‫‪3‬‬
‫من بني الضرائب والرسوم املفروضة على قطاع النقل نذكر مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يف سنة ‪ 2001‬مت إصالح رسوم السيارات‪ ،‬يعتمد املبلغ املدفوع على نوع الوقود وتصنيف انبعااثت السيارة‬
‫جنيها‬
‫حبيث ارتفعت الفجوة بني معدالت الرسوم السنوية للمركبات ذات االنبعااثت املنخفضة واألعلى من ‪ً 55‬‬
‫جنيها إسرتلينيًا يف ‪ ،2007–2006‬كما ال يقدم هذا النوع حوافز‬ ‫إسرتلينيًا يف ‪ 2002-2001‬إىل ‪ً 210‬‬
‫لقيادة أقل‪ ،‬لكنها حتفز سائقي السيارات على اختيار سيارات أكثر كفاءة يف استهالك الوقود‪ ،‬فمن خالل‬
‫استخدام هذه الرسوم اخنفض متوسط انبعااثت السيارات اجلديدة من ‪ 190‬غ من 𝟐𝐎𝐂 لكل كيلومرت يف عام‬
‫‪ 1997‬إىل ‪ 169‬غ يف عام ‪2005‬؛‬
‫‪ -2‬ضمن سلم رسوم الوقود ترتفع الرسوم احلقيقية كل سنة بني عامي ‪ 1993‬و ‪ ،1999‬ولكن مت التخلي‬
‫عنها يف نوفمرب ‪( 1999‬قبل احتجاجات أسعار الوقود لعام ‪ ،)2000‬وحبلول فيفري ‪ 2006‬سجلت رسوم‬
‫الوقود احلقيقية أدىن مستوايهتا منذ جويلية ‪ ،1997‬حيث اخنفضت بنحو ‪ % 21‬على الديزل مقارنة بذروة‬
‫مارس ‪ ،1999‬تعد رسوم الوقود تنازلية بني األسر املالكة للسيارات ولكن ليس بني مجيع السكان‪ ،‬حيث أن‬
‫معدالت ملكية السيارات أقل بكثري ابلنسبة لألسر الفقرية؛‬
‫‪ -3‬بني عامي ‪ 1990‬و ‪ ،2004‬زادت االنبعااثت من الطريان أبكثر من الضعف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬أدت‬
‫اإلصالحات اليت أدخلت على رسوم الركاب اجلوية يف عام ‪ 2001‬إىل خفض معدهلا إىل النصف ابلنسبة ملعظم‬
‫املسافرين داخل االحتاد األورويب‪ .‬كما ميكن أن يقدم هذا النوع حوافز على اهلامش لتقليل الرحالت اجلوية تشري‬
‫دراسة إىل أن زايدة بنسبة ‪ %10‬يف أسعار الرحالت اجلوية تقلل الطلب على الرحالت الرتفيهية طويلة املدى‬
‫بنسبة ‪ % 10‬والرحالت القصرية بنسبة ‪%15‬؛‬
‫‪ً -4‬‬
‫نظرا ألن االنبعااثت من الرحالت اجلوية هي نفسها تقريبًا سواء كانت الطائرة ممتلئة أو فارغة‪ ،‬وابلتايل مت‬
‫فر ضرائب على الرحلة بدالً من املسافر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Vincent Marcus, Peggy Duboucher, Atika Ben Maïd, et autres, Op.cit, p 18.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Chris Hewett & Paul Ekins, Op.cit, p 04.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Andrew Leicester, Op.cit, p p 03-04.‬‬
‫‪197‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املبحث الثاين‪ :‬جتربيت الوالايت املتحدة األمريكية والياابن‬

‫إىل جانب اإلحتاد األورويب تعاين كل من الوالايت املتحدة األمريكية والياابن من مشاكل بيئية خاصة يف جمال‬
‫االنبعااثت الغازية‪ ،‬وابلتايل تعد من الدول املطالبة بتخفيضها‪ ،‬وهو ما أدى هبما إىل التوقيع على بروتوكول كيوتو‬
‫والتعهد هبذا االلتزام يف مدة حمددة وبنسب حمددة كذلك‪ ،‬حبيث تعد هذه الدول املتسببة األوىل والرئيسية يف‬
‫ارتفاع حجم االنبعااثت من الغازات الدفيئة خاصة 𝟐𝐎𝐂 املضر نتيجة لقطاعي الصناعة والنقل وابلتايل سنتطرق‬
‫يف هذا املبحث لعر جتربة كل من الوالايت املتحدة األمريكية والياابن وتطبيقهما للسياسة اجلبائية البيئية‪ ،‬مع‬
‫اإلشارة إىل قوانني محاية البيئة يف الياابن وهيكل النظام اجلبائي يف الوالايت املتحدة األمريكية اليت تعترب أكثر دول‬
‫العامل اهتماما ابملشاكل البيئية احمللية ‪ ،‬ابإلضافة إىل ضريبة الكربون كأداة من أدوات السياسة اجلبائية واليت تطالب‬
‫بتطبيقها معظم الدول املتقدمة متاشيا مع األوضاع البيئية لتفادي حدوث عواقب وخيمة بيئيا‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬جتربة الوالايت املتحدة األمريكية‬


‫تعد الوالايت املتحدة األمريكية من بني الدول السباقة يف حل املشاكل البيئية‪ ،‬واليت تدعو إىل تبين أدوات‬
‫اقتصادية من أجل محاية البيئة من التلوث‪ ،‬نظرا الهتمامها الكبري هبذه القضااي ودورها الفعال يف املؤمترات الدولية‬
‫كما تتبىن سياسة جبائية بيئية تعتمد على اجلانب التحفيزي عن طريق منح حوافز وإعفاءات ضريبية يف جماالت‬
‫متعددة وهو ما مييزها عن اإلحتاد األورويب‪ ،‬وحترص عند تنفيذ براجمها على التنسيق بني اآلليات االقتصادية مبا فيها‬
‫السياسة اجلبائية أبدواهتا إضافة إىل اآلليات القانونية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬هيكل النظام اجلبائي وبداايت تطبيق السياسة اجلبائية البيئية‬


‫يف الستينيات والسبعينيات من القرن املاضي عندما أصبحت محاية البيئة جزءًا من أجندة الوالايت املتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬أدرك مجيع السياسيني أمهية وفعالية السياسة اجلبائية كأداة لعالج مشاكل بيئية معينة‪ ،‬قام الرئيس‬
‫نيكسون أبول حماولة لتسخري النظام اجلبائي حلماية البيئة من خالل اقرتاح ضرائب على بعض انبعااثت البنزين‬
‫واثين أكسيد الكربيت‪ ،‬كان من أبرز التشريعات يف هذا الصدد قانون ضريبة الطاقة لعام ‪ 1978‬الذي فر‬
‫ضريبة على السيارات اليت تستهلك الكثري من الوقود‪ ،‬عالوة على ذلك سنة ‪ 1980‬فر القانون ضريبة على‬
‫املواد الكيميائية اخلطرية اليت مولت إيراداهتا صندوق خمصص لتنظيف مواقع النفاايت اخلطرة‪.)Superfund( .‬‬

‫يف وقت الحق وابلتحديد سنة ‪ ،1980‬وف ًقا للمفاوضات بشأن بروتوكول مونرتايل‪ ،‬مت سن قانون تسوية‬
‫فصاعدا‪ ،‬حتول‬
‫ً‬ ‫اإليرادات لعام ‪ 1989‬لفر ضريبة على املواد الكيميائية املستنفدة لألوزون‪ .‬مث من التسعينيات‬
‫الرتكيز إىل دمج قاعدة عريضة من ضرائب الطاقة وبرامج النفقات الضريبية واإلنفاق املباشر لالستثمارات اخلضراء‪.‬‬
‫ينتشر نظام الضرائب أبكمله يف الوالايت املتحدة على مستوايت خمتلفة من احلكومة الفيدرالية‪ ،‬تعد ضرائب‬
‫الدخل‪ ،‬ضرائب اإلنتاج والضرائب العقارية وضرائب الضمان االجتماعي أدوات قابلة للتكيف مع أدوات‬
‫‪198‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫الضرائب البيئية‪ ،‬ع لى الرغم من أن مثل هذه اإلجراءات الضريبية الفيدرالية قابلة للتطبيق على الصعيد الوطين‪ ،‬إال‬
‫أن للوالايت احلرية يف سن سياسات جبائية حلماية البيئة‪ ،‬غالبًا ما يتسبب هذا االختالف يف أنظمة السياسة من‬
‫دولة إىل أخرى يف االحنراف واالرتباك ويبطل مبدأ الفيدرالية من خالل التسبب يف عدم التوحيد‪ ،‬حىت يف بعض‬
‫مهما يف تطبيق هذه اإلصالحات اجلبائية‪.‬‬
‫دورا ً‬
‫احلاالت‪ ،‬تلعب البلدايت ً‬
‫ومبوجب قانون بولدر ‪ Boulder‬املعدل لسنة ‪ ،2010‬مت فر ضريبة على الكهرابء اليت متول برانمج املناخ‬
‫يف املدينة‪ .‬وابلتايل‪ ،‬تعكس أدوات اجلباية البيئية خصائص األنظمة اجلبائية اليت يتم تسخريها هلا‪ ،‬وال ينبغي حتليل‬
‫‪1‬‬
‫كل أداة مبعزل عن غريها بل يف ضوء تفاعالهتا مع السياسات على خمتلف مستوايت احلكومة‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬هيكل النظام اجلبائي األمريكي وعالقته ابلضرائب البيئية‬


‫حتما من خالل طبيعة األنظمة اجلبائية‬ ‫إن استخدام أدوات السياسة اجلبائية البيئية يف الوالايت املتحدة يتشكل ً‬
‫على خمتلف مستوايت احلكومة واليت تعتمد على ضرائب الدخل‪ ،‬ضرائب اإلنتاج‪ ،‬ضرائب العقارات‪ ،‬وضرائب‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬والثالث األوىل منها قابلة للتكيف مع أدوات السياسة اجلبائية البيئية‪.‬‬
‫كقاعدة عامة وليست مطلقة‪ ،‬متيل نفقات الضرائب البيئية إىل أن تندرج ضمن نظام ضريبة الدخل وغالبًا ما‬
‫أيضا ضرائب على الدخل‪ ،‬وضرائب اإلنتاج‬ ‫تتخذ ضرائب التلوث شكل ضرائب اإلنتاج‪ .‬تفر معظم الوالايت ً‬
‫فرصا مماثلة للتدابري البيئية‪ .‬على مستوى الوالية‬
‫أو املبيعات‪ ،‬وضرائب الرتكات أو املرياث‪ ،‬واليت ميكن أن توفر ً‬
‫دورا‬
‫واملستوى احمللي‪ ،‬تدخل ضريبة األمالك (ضريبة سنوية على قيمة املمتلكات العقارية) يف الصورة فهي تلعب ً‬
‫مهما يف توليد اإليرادات حلكومات البلدية‪ ،‬فبموجب سياسات الدولة اليت تنطبق على البلدايت تعمل ضريبة‬ ‫ً‬
‫ا ألمالك يف كثري من األحيان كوسيلة للنفقات الضريبية لألراضي غري املطورة‪ ،‬وتتخذ شكل تقييمات ضريبية‬
‫خمفضة لألراضي الزراعية أو الغاابت‪ ،‬أو أراضي احلفظ احملمية‪ .‬مع وجود سلطة ضريبية مستقلة حمدودة‪ ،‬قد تتمتع‬
‫البلدايت حبرية أقل يف تصميم وتنفيذ الضرائب البيئية‪ ،‬لكن االستثناءات تثبت أن هذه ليست قاعدة اثبتة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن الرئيس نيكسون أراد السعي إىل فر الضرائب البيئية‪ ،‬إال أن محاية البيئة يف الوالايت‬
‫املتحدة كانت راسخة اجلذور يف نظام رئيسي للقيادة والسيطرة‪ ،‬بدأ يف عام ‪ 1970‬مع القانون االحتادي للسياسة‬
‫البيئية الوطنية‪ ،‬وقانون اهلواء النظيف‪ ،‬وإنشاء وكالة محاية البيئة‪ ،‬توسع ومل مينع الرتكيز التنظيمي استخدام أدوات‬
‫‪2‬‬
‫اجلباية البيئية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Aratrika Deb, Green Tax: An International Perspective, National Law University, Mandor,‬‬
‫‪Jodhpur, Rajasthan, India, National Journal of Environmental Law, Volume 1, Issue 1, 2018, p 33.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Janet E. Milne, Environmental taxation in the United States: The log view, Lewis and Clark‬‬
‫‪Review, Vol 15, N°02, April 2011, p 424-427.‬‬
‫‪199‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الضرائب البيئية يف الوالايت املتحدة األمريكية‬


‫الوالايت املتحدة األمريكية جمموعة من الضرائب والرسوم البيئية هدفها محاية البيئة من التلوث نذكر‬ ‫تفر‬
‫منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ضريبة املواد الكيميائية املستنفدة لألوزون )‪(The ozone Depleting Chemicals Tax‬‬
‫إن الضريبة االحتادية على املواد الكيميائية املستنفدة لألوزون تقدم مثاالً إجيابياً على مسات تصميم السياسة‬
‫اجلبائية البيئية‪ ،‬وقد ُسنِّت هذه االسرتاتيجية للمساعدة يف معاجلة مشكلة انبعااثت املواد الكيميائية املستنفدة‬
‫لألوزون اليت تسبب آتكل طبقة األوزون وترتك األر أكثر عرضة لألشعة فوق البنفسجية‪ .‬ومبوجب بروتوكول‬
‫مونرتايل الدويل‪ ،‬وافقت البلدان على التخلص التدرجيي من استخدام املواد الكيميائية الرئيسية املستنفدة لألوزون‬
‫وعربت الوالايت املتحدة االحتادية األمريكية ابلتزاماهتا مبوجب الربوتوكول‪.‬‬
‫وترتبط الضريبة بدقة بني القاعدة الضريبية ومعدل الضريبة اخلاص ابملشكلة البيئية‪ ،‬وتتألف القاعدة الضريبية من‬
‫‪ 20‬مادة كيميائية معروفة خبصائصها يف استنفاد األوزون‪ ،‬وعلى نفس املنوال‪ ،‬فإن القاعدة الضريبية تستبعد حبق‬
‫املواد الكيميائية اليت ستستهلك ابلكامل يف صناعة مادة كيميائية أخرى (مواد وسيطة) وابلتايل لن تُطلق أبدا يف‬
‫الغالف اجلوي‪ .‬وخيتلف معدل الضريبة ابختالف اإلمكاانت املستنفدة لألوزون لكل مادة كيميائية‪ .‬ويُضرب‬
‫معدل الضريبة األساسي الذي يزداد سنوايً يف عامل استنفاد األوزون لكل مادة كيميائية‪ ،‬ابستخدام عوامل مت‬
‫‪1‬‬
‫حتديدها يف بروتوكول مونرتايل الدويل‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬ضريبة النفاايت يف مينيسوات )‪(Minnesota waste tax‬‬


‫يف والية مينيسووات لتشمل خدمات القمامة‪ ،‬ويف عام‬ ‫يف عام ‪ 1989‬مت زايدة ضريبة املبيعات ‪6.5‬‬
‫‪ 1990‬زاد الدخل ‪ )88( %24.3‬مليون دوالر ومت االستفادة من جزء من هذه املواد يف متويل برامج إعادة‬
‫التصنيع وتقليل نسبة النفاايت‪ ،‬وإمداد األعمال اخلاصة إبعادة التصنيع ابلقرو والضماانت‪ ،‬ويستخدم اجلزء‬
‫الثاين يف ردم مواقع دفن النفاايت‪ ،‬وفرضت الوالية ضريبة على الكيماوايت السامة املدرجة يف قائمة جرد السموم‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬ضريبة التبغ يف كاليفورنيا )‪(California Tobacco Tax‬‬


‫يف عام ‪ 1987‬وافق سكان كاليفورنيا على اقرتاح بفر ضريبة إضافية على منتجات السجائر والتبغ‪ ،‬حيث‬
‫تضمن االقرتاح فر ‪ 25‬سنت كضريبة إضافية مع الضرائب املوجودة فعال واليت تبلغ ‪ 10‬سنت لكل علبة ومت‬
‫تنفيذها يف جانفي ‪ ،1989‬ويف عام ‪ 1990‬زادت حصيلة هذه الضريبة لتبلغ ‪ 543‬مليون دوالر‪ ،‬ومت استخدام‬

‫‪1‬‬
‫‪Janet E. Milne, OP.cit, p 430.‬‬
‫‪200‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫األموال لتمويل برامج التعليم العام‪ ،‬وبرامج عالج إدمان النيكوتني ابإلضافة إىل دفع التكاليف الصحية املرتبطة‬
‫‪1‬‬
‫ابستخدام التبغ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ضريبة استهالك الغاز(‪)The Gas Guzzler Tax‬‬
‫تستخدم الضريبة الفيدرالية على السيارات اليت تستهلك الكثري من الوقود قاعدة ضريبية منطقية بيئيًا ومعدل‬
‫ضرائب‪ ،‬ولكنها حتتوي على ميزات تصميم تقلل من فعاليتها البيئية‪ ،‬فعلى الرغم من أن الضريبة مت سنها يف عام‬
‫‪ 1978‬استجابةً للمخاوف املتعلقة ابالعتماد على النفط املستورد بعد حظر النفط‪ ،‬إال أن وجودها اليوم يرتبط‬
‫مباشرا ابملشاكل البيئية اليت يسببها 𝟐𝑶𝑪 واالنبعااثت األخرى من احرتاق املركبات اآللية للبنزين‪ ،‬مبا‬
‫ارتباطًا ً‬
‫يف ذلك تغري املناخ‪.‬‬
‫تنطبق الضريبة على السيارات بناءا على اقتصادها يف استهالك الوقود‪ ،‬وهو عامل مهم يساهم يف مستوى‬
‫االنبعااثت‪ ،‬ويزيد معدل الضريبة بشكل مناسب مع اخنفا االقتصاد يف استهالك الوقود‪ ،‬يبدأ معدل الضريبة‬
‫من ‪ 1000‬دوالر للمركبات اليت يكون اقتصادها يف استهالك الوقود أقل من ‪ 22.5‬ميال للغالون الواحد ولكن‬
‫أكثر من ‪ 21.5‬ميال للغالون الواحد‪ ،‬وترتفع مع كل اخنفا مبقدار ميل واحد لالقتصاد يف استهالك الوقود حىت‬
‫ميال للغالون‪.‬‬
‫يصل إىل ‪ 7700‬دوالر للمركبات ذات االقتصاد يف استهالك الوقود أقل من ‪ً 12.5‬‬

‫خامسا‪ :‬ضريبة ‪)The But Tax( :But‬‬


‫عندما توىل الرئيس كلينتون منصبه يف عام ‪ ،1993‬كان مصمما على خفض العجز الفدرايل‪ ،‬بدأ فريقه على‬
‫الفور ابلنظر يف ضرائب الطاقة‪ ،‬زايدة ضريبة الغاز أو ضريبة الكربون‪ ،‬أو ضريبة الطاقة تكون على أساس حمتوى‬
‫الطاقة من الوقود الذي يقاس ابلوحدات احلرارية الربيطانية (ضريبة ‪.)But‬‬
‫وإىل حد ما‪ ،‬أتثر االختيار بني هذه البدائل ابحلدث السياسي‪ ،‬وكان من املمكن أن تكون الزايدة الكبرية يف‬
‫ضريبة الغاز إشكالية سياسية‪ ،‬نظراً ملعارضة كلينتون القرتاح برفع ضريبة الغاز مبقدار ‪ 50‬سنتاً للغالون أثناء احلملة‬
‫االنتخابية الرائسية‪ ،‬فضالً عن التصور أبن زايدة ضريبة الغاز كانت متقلبة سياسياً‪ .‬كان لضريبة الكربون املفضلة‬
‫بيئياً أن يكون هلا التأثري األكثر أمهية على الفحم‪ ،‬كما انطوى االختيار على اآلاثر اإلقليمية النسبية لكل بديل‬
‫وهو اعتبار ينطوي على آاثر سياسية واقتصادية‪ .‬ومن شأن فر ضريبة على الغاز أن يكون له أتثري أكرب على‬
‫املناطق اليت يتعني على الناس فيها أن يقطعوا مسافات أطول دون خيارات النقل العام‪ ،‬ومن شأن فر ضريبة‬
‫على الكربون أن يؤثر أشد على املناطق اليت تعتمد على اقتصاد الفحم أو مصادر الطاقة اليت تعمل ابلفحم‪.‬‬
‫وابلنظر إىل هذه التحدايت‪ ،‬استقر الرئيس كلينتون على ضريبة تستند إىل حمتوى الطاقة ‪( But‬ضريبة ‪.)But‬‬
‫فبتغطية الوقود األحفوري والطاقة النووية والطاقة الكهرومائية‪ ،‬كان من املمكن أن يؤثر على مناطق من البالد‬

‫نزيه عبد املقصود حممد مربوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.89‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪201‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫بشكل متساو نسبيا‪ .‬ووفقاً لتقديرات اإلدارة‪ ،‬فإن الضريبة ختتلف حسب املنطقة من ‪ %0.54‬إىل ‪ %0.67‬من‬
‫‪1‬‬
‫الدخل الشخصي املتاح لدافعي الضرائب‪ ،‬على األكثر يف حدود ‪.%0.13‬‬

‫سادسا‪ :‬ضريبة التدخني )‪(Smoking tax‬‬


‫حظي مفهوم الضرائب على األنشطة املدمرة بيئيا بدفعة قوية يف الوالايت املتحدة األمريكية يف نوفمرب‬
‫‪ 1998‬عندما وافقت صناعة التبغ على تعويض حكومات الوالايت مببلغ ‪ 251‬مليار دوالر على تكاليف‬
‫الرعاية الصحية لعالج األمرا املرتبطة ابلتدخني‪ .‬وقد كان هذا يف الواقع ضريبة أبثر رجعي على مليارات علب‬
‫السجائر اليت بيعت يف الوالايت املتحدة يف العقود السابقة‪ ،‬وقد كان مبلغا مهوال يقرب من ‪ 1000‬دوالر‬
‫أمريكي‪ .‬وكان ذلك على ضريبة دخان السجائر وهو ملوث يدمر صحة اإلنسان بدرجة قد تفوق أضرار مجيع‬
‫امللواثت األخرى جمتمعة‪ .‬وهذه الضريبة اليت تؤديها الصناعة عن األضرار املرتبطة ابلتدخني سيتم متويلها برفع‬
‫أسعار السجائر‪ .‬وقد ارتفع متوسط سعر بيع اجلملة من السجائر يف الوالايت املتحدة فيما بني جانفي ‪1998‬‬
‫خالل عامني وهو ما يساعد على خفض‬ ‫وأفريل ‪ 2001‬دوالر للعلبة إىل ‪ 2.21‬دوالر بزايدة قدرها ‪66‬‬
‫‪2‬‬
‫تدخني السجائر‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬ضريبة الكربون )‪(Carbon tax‬‬


‫منذ عام ‪ ،1993‬جعل الرئيس األمريكي أوابما مكافحة تغري املناخ إحدى أولوايت واليته الثانية‪ ،‬يف جوان‬
‫‪ ، 2013‬أصدر البيت األبيض خطة عمل الرئيس يف هذا اجملال كان اهلدف من هذه اخلطة هو تقليل انبعااثت‬
‫𝟐𝐎𝐂 ‪ ،‬ال سيما من خالل تطوير الطاقات النظيفة‪ ،‬كانت ضريبة الكربون يف الوالايت املتحدة موضوع اقرتاح‬
‫برملاين‪ ،‬وقد حصل هذا االقرتاح على دعم الرئيس األمريكي يف ‪ 4‬يف فيفري ‪ 3.2013‬حبيث أحرزت كندا تقدما‬
‫يف تسعري الكربون‪ ،‬كما أن املقاطعات األربع األكثر اكتظاظًا ابلسكان لديها ضريبة الكربون ونظام احلد األقصى‬
‫واملتاجرة لالنبعااثت‪ ،‬ففي معظم الوالايت القضائية يتم فر ضرائب منخفضة على الوقود األحفوري لتوليد‬
‫‪4‬‬
‫الطاقة والتدفئة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى جند أن الوالايت املتحدة األمريكية جنحت وبشكل كبري يف تبين نظام الرخص القابلة للتداول‬
‫ابعتباره أداة اقتصادية‪ ،‬فالواقع أهنا تشهد تقدما كبريا‪ ،‬وهذا لكون أمريكا رائدة وسباقة يف إدراجها منذ سنة‬
‫‪ ، 1976‬وتضطلع وكالة محاية البيئة األمريكية مبهمة السهر على إرساء وتطبيق أنظمة رخص التلويث القابلة‬
‫للتداول يف كامل الرتاب األمريكي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق ابلتلوث اهلوائي ويف بعض األحيان التلوث ابملياه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Janet E. Milne, Op.cit, p p 429-430 .‬‬
‫‪ 2‬ليسرت براون‪ ،‬اقتصاد البيئة ‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجلمعية املصرية لنشر املعرفة والثقافة العاملية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Les notes d'information du service fiscal de Washington, Aperçu de la fiscalité‬‬
‫‪environnementale des USA, République Française, Ambassade de France Aux Etats-Unis‬‬
‫‪D’Amérique, Finances Publique, Numéro 01, 2014, p 05.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Examens environnementaux de l’OCDE, Canada 2017, OECD, canada, Décembre 2017, p 10.‬‬
‫‪202‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫ويستهدف برانمج " رخص التلويث األمريكي " احلد من ظاهرة التلوث اجلوي ابلنسبة جملموعة من امللواثت تتمثل‬
‫يف احملروقات‪ ،‬أكاسيد اآلزوت‪ ،‬اجلزئيات الدقيقة‪ ،‬أكاسيد الكربيت‪ ،‬أول أكسيد الكربون‪.‬‬

‫كما يتيح هذا النظام للمؤسسات األمريكية امللوثة‪ ،‬إمكانية التكيف مع أهداف ومتطلبات حتقيق جودة بيئية‬
‫معينة أبقل التكاليف ومبرونة كبرية‪ ،‬ومنذ سنة ‪ ،1995‬مت إرساء نظام رخص مرتبط أساسا ابلتحكم ابنبعااثت‬
‫‪1‬‬
‫اثين أكسيد الكربيت 𝟐𝒐𝑺 ‪ ،‬يف إطار الربانمج العام ملكافحة ظاهرة األمطار احلمضية‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى أصبحت املكسيك أول دولة انمية تفر ضريبة الكربون على مستوى االقتصاد يف عام‬
‫‪ ،2014‬وذلك من أجل تنفيذ ختفيضات االنبعااثت املخطط هلا مبوجب قانون تغري املناخ لسنة ‪ ،2012‬وتنويع‬
‫إمداداهتا من الطاقة حنو الطاقة املتجددة‪ .‬مت تصميم ضريبة الكربون حبيث ال تعيق املنافسة الدولية‪ ،‬كما تشمل‬
‫أنواع الوقود املغطاة الغاز الطبيعي والربوابن والبيوواتن والبنزين والديزل ووقود الطائرات‪ ،‬وزيت الوقود وفحم الكوك‬
‫‪2‬‬
‫والفحم‪ .‬شهدت البالد احتجاجات ضد ارتفاع تكاليف الوقود يف عام ‪.2017‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬اإلعفاءات واحلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوافز اجلبائية للوالايت املتحدة األمريكية‬


‫منذ عام ‪ ،1993‬حتول االهتمام إىل النفقات الضريبية اليت تقلل من تكلفة اخليارات الصديقة للبيئة‪ .‬يف‬
‫الفرتة األخرية‪ ،‬وقع الرئيس أوابما على قانون اإلنعاش وإعادة االستثمار األمريكي الصادر يف ‪ 17‬فيفري ‪2009‬‬
‫لتنفيذ العديد من الربامج املتعلقة بشكل رئيسي ابلطاقات املتجددة (الرايح‪ ،‬والطاقة الشمسية‪ ،‬والكتلة احليوية)‬
‫‪3‬‬
‫وإنفاق البنية التحتية اليت تتضمن حوافز جبائية‪.‬‬
‫نص التشريع يف عام ‪ 1969‬على ختفيضات ملرافق مكافحة التلوث‪ ،‬كما تضمن قانون ضريبة الطاقة لعام‬
‫‪ 1978‬على حوافز للطاقة املتجددة‪ ،‬كما أن قانون سياسة الطاقة لعام ‪ 1992‬أدخل حوافز جبائية على مركبات‬
‫الوقود البديل‪ ،‬واإلعفاءات الضريبية على اإلنتاج للكهرابء املنتجة من مصادر متجددة‪.‬‬
‫ويف عام ‪ ، 2005‬وفرت التشريعات الشاملة للطاقة مزااي ضريبية للفحم النظيف‪ ،‬واملباين واألجهزة ذات‬
‫الكفاءة يف استخدام الطاقة‪ ،‬واملركبات البديلة للسيارات ووقود السيارات‪ ،‬وقد تضمن تشريع التحفيز االقتصادي‬
‫يف أواخر سنة ‪ 2008‬يف عهد الرئيس بوش وأوائل سنة ‪ 2009‬يف عهد الرئيس أوابما حوايل ‪ 38‬مليار دوالر يف‬
‫شكل حوافز جبائية للطاقة املتجددة واحلفاظ على الطاقة‪ ،‬والتكنولوجيات منخفضة الكربون‪.‬‬

‫مسعودي حممد‪ ،‬فعالية اآلليات االقتصادية حلماية البيئة‪ ،‬دراسة تقييميه لتجارب بعض الدول منها اجلزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.234‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Fiscal Policies for Development and Climate Action, World Bank Group, International‬‬
‫‪Development in Focus, International Bank for Reconstruction and Development, 2019, p 271.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Aperçu de la fiscalité environnementale des USA, Les notes d'information du service fiscal de‬‬
‫‪Washington, République Française, Ambassade de France Aux Etats-Unis D’Amérique, Finances‬‬
‫‪Publique, Numéro 01, Année 2014, p 05.‬‬
‫‪203‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪1‬‬
‫وتعاجل النفقات الضريبية طائفة واسعة من املسائل البيئية‪ ،‬وهي مل حتدد إال إبجياز وجزئي يف القائمة التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬خصم ضرييب من أجل اإلصالح البيئي للحقول البنية (احلقول املصابة ابلتلوث)؛‬
‫اثنيا‪ :‬اإلعفاءات الضريبية للمنازل اجلديدة ذات الكفاءة يف استخدام الطاقة‪ ،‬والتحسينات على املنازل القائمة‬
‫وتصنيع األجهزة املوفرة للطاقة؛‬
‫اثلثا‪ :‬خصم ضرييب للمباين التجارية املوفرة للطاقة؛‬
‫رابعا‪ :‬خصم ضرييب إلنتاج الكهرابء من أجل إعادة بيعها من الرايح والكتلة احليوية والطاقة احلرارية األرضية‬
‫أو الطاقة الشمسية والنفاايت الصلبة وغريها من املصادر؛‬
‫خامسا‪ :‬خصم ضرييب للشركات اليت تستخدم خالاي الوقود أو طاقة الرايح أو الطاقة الشمسية أو الطاقة احلرارية‬
‫األرضية لتلبية احتياجاهتا الداخلية؛‬
‫سادسا‪ :‬خصم ضرييب ملشرتي السندات الصادرة لبعض مشاريع حفظ الغاابت أو الطاقة املتجددة أو مشاريع‬
‫حفظ الطاقة؛‬
‫سابعا‪ :‬اإلعفاءات الضريبية لشراء مركبات الوقود البديلة وتركيب البنية التحتية للتزود ابلوقود؛‬
‫اثمنا‪ :‬إعفاء ضرييب الستثمارات الشركات املصنعة يف عمليات التصنيع جملموعة واسعة من التكنولوجيات‬
‫املنخفضة الكربون‪ ،‬خصم ضرييب على إنتاج وقود الديزل منخفض الكربيت وخصم من التكاليف الرأمسالية‬
‫للمصايف اليت يتم تكبدها لالمتثال للوائح منخفضة الكربيت‪.‬‬
‫يوفر اإلعفاء الضرييب إلنتاج الطاقة املتجددة خصما ضريبيا قدره ‪ 2‬سنت‪/‬كيلوواط ساعة من الكهرابء املولدة‬
‫من مصادر متجددة مؤهلة (الطاقة الشمسية أساسا‪ ،‬والرايح‪ .‬وبدالً من ذلك‪ ،‬ميكن للشركات أن أتخذ خصماً‬
‫ضريبياً لالستثمار بنسبة ‪ %30‬من تكلفة االستثمار يف املعدات املؤهلة لتوليد الطاقة‪ .‬وهذه االعتمادات ختفض‬
‫تكلفة توليد الطاقة من مصادر متجددة‪ ،‬وابلتايل تشجع على استخدام الطاقة املتجددة‪ .‬وميكن اعتبار هذه‬
‫السياسة مبثابة تصحيح لعوامل خارجية للتلوث‪ ،‬بقدر ما حتل الطاقة املتجددة حمل مصادر كهرابء أخرى أكثر‬
‫تلويثاً (وأن تلك العوامل اخلارجية للتلوث ال تُصححها ابلفعل سياسات أخرى)‪ .‬وقد يزعم املرء أيضاً أن السياسة‬
‫العامة تتناول العوامل اخلارجية يف تطوير التكنولوجيا (مثل اآلاثر غري املباشرة للبحث والتطوير)‪ ،‬ولو أن هذا التربير‬
‫أكثر هشاشة‪ ،‬نظراً إىل أن هذه التكنولوجيات ليست جديدة وأن الوالايت املتحدة متثل حصة صغرية نسبياً من‬
‫الطلب العاملي‪.2‬‬
‫أما من انحية احلوافز اجلبائية اليت متنحها بعض املناطق من الوالايت املتحدة األمريكية من أجل محاية البيئة‬
‫جندها ختتلف من والية ألخرى نعرضها يف اجلدول املوايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Janet E. Milne, Op.cit, p p 440-441.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Roberton C. Williams III, Environmental Taxation, University of Maryland, Resources for the‬‬
‫‪Future, and NBER, December 2016, p p 30-31.‬‬
‫‪204‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )13-3( :‬اإلعفاءات واحلوافز اجلبائية البيئية املمنوحة يف الوالايت املتحدة األمريكية‬

‫احلافز الضرييب‬ ‫الوالية‬


‫خصم ضرييب للمعدات املستخدمة يف إنتاج منتجات إعادة التدوير‪ ،‬بغية تشجيع وتطوير املنتجات‬ ‫كاليفورنيا‬
‫املصنعة من مواد إعادة التدوير‬
‫خصومات يف ضريبة الدخل على االستثمارات املرتبطة بتكنولوجيات إعادة تدوير البالستيك‬ ‫كولورادو‬
‫إعفاء من ضريبة املبيعات على مشرتايت آالت ومعدات إعادة التدوير‬ ‫فلوريدا‬
‫إعفاء من ضريبة املبيعات على معدات إعادة التدوير‬ ‫الينوس‬
‫إعفاء ضرييب للمباين واملعدات و األراضي املستخدمة يف إعادة تدوير النفاايت إلنتاج منتجات جديدة‬ ‫اندايان‬
‫إعفاءات ضريبة ألنشطة إعادة التدوير‬ ‫كينيكي‬
‫خصم ضرييب لألعمال بنسبة ‪ %30‬من تكلفة معدات إعادة التدوير‪ ،‬وإعاانت حملية لتغطية تكاليف‬ ‫ماين‬
‫نقل اخلردة املعدنية‬
‫إعفاء على ضريبة املبيعات بنسبة ‪ %60‬على شراء معدات وآالت إعادة التدوير‬ ‫نيوجريسي‬
‫خصم على ضريبة الدخل وإعفاءات ملعدات إعادة التدوير‬ ‫نيوكارولينا‬

‫إعفاءات ضريبية خاصة ملؤسسات إعادة تدوير الرواسب الطينية‬ ‫تكساس‬


‫دفع ‪ $ 21‬لكل طن من العجالت املطاطية‪ ،‬حتتاج إىل إعادة التدوير ليتم حتويلها إىل عجالت جديدة‬ ‫أووات‬
‫خصم ‪ %10‬على اآلالت واملعدات املستخدمة يف إعادة تدوير املواد‬ ‫فريجينيا‬
‫إعفاء من ضريبة املبيعات على معدات تقليل االنبعااثت وإعادة تدوير‬ ‫واسنجون‬
‫خصومات على ضريبة الدخل وتسهيالت ملعدات إعادة التدوير‬ ‫أورجيون‬

‫املصدر‪ :‬مسعودي حممد‪ ،‬فعالية اآلليات االقتصادية حلماية البيئة‪ ،‬دراسة تقييميه لتجارب بعض الدول منها اجلزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.233‬‬

‫ومن جهة أخرى متنح الوالايت املتحدة األمريكية حوافز على املباين اخلضراء وف ًقا لوكالة محاية البيئة األمريكية‬
‫وفعاال طوال فرتة وجوده‪ .‬تشمل مسات املباين اخلضراء‬ ‫فإن املبىن الصديق للبيئة أو األخضر هو هيكل مسؤول بيئيًا ً‬
‫كفاءة الطاقة واملياه‪ ،‬محاية صحة الساكن‪ ،‬حتسني اإلنتاجية واحلد من النفاايت والتلوث والتدهور البيئي‪ .‬تعد‬
‫صناعة البناء يف الوالايت املتحدة واحدة من أكرب الصناعات يف العامل‪ ،‬يوجد يف الوالايت املتحدة أكثر من ‪223‬‬
‫ألف شركة يف صناعة البناء‪ ،‬متثل أكثر من ‪ 531‬مليار دوالر أمريكي من اإليرادات السنوية‪ ،‬وما يقرب من ‪62‬‬
‫مليار دوالر أمريكي يف األجر السنوي ألكثر من ‪ 1.7‬مليون موظف‪ ،‬ينظم جملس املباين اخلضراء األمريكي‬
‫سياسة املباين اخلضراء يف الوالايت املتحدة‪ ،‬تتمثل مهمتها يف تغيري طريقة تصميم املباين واجملتمعات وبنائها‬
‫اقتصاداي عندما يوفر لشاغله مساحات أكثر إشراقًا‬ ‫ً‬ ‫وتشغيلها‪ .‬يعتقد اجمللس أن املبىن يكون أكثر فائدة بيئيًا و‬
‫وصحة للعيش والعمل واللعب‪ .‬يؤدي دور جملس املباين يف اعتماد املباين اخلضراء اجلديدة إىل زايدة احلوافز‬
‫اجلبائية‪ ،‬هذا مهم بشكل خاص ألن الوالايت املتحدة تتصدر مؤشرات الضرائب العاملية بسبب احلوافز الفيدرالية‬

‫‪205‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫الواسعة للمباين اخلضراء وكفاءة الطاقة والطاقة املتجددة‪ ،‬املباين مسؤولة عن حوايل ثلث انبعااثت غازات‬
‫‪1‬‬
‫االحتباس احلراري العاملية‪ ،‬مبا يف ذلك االنبعااثت غري املباشرة‪.‬‬
‫للعمل على احلد من التلوث البيئي خاصة التلوث اهلوائي ابالنبعااثت الغازية قامت الوالايت للمتحدة‬
‫األمريكية بسن قانون اهلواء النظيف والذي تسعى من ورائه إىل احلد من انبعااثهتا الغازية متاشيا مع ما مت االتفاق‬
‫عليه دوليا‪ ،‬وابلتنسيق مع هذا القانون فرضت جمموعة من الضرائب والرسوم البيئية واليت تتعلق ابلتلوث اهلوائي‬
‫ضريبة املواد املستنفذة لطبقة األوزون اليت تعد منوذج انجح للتجربة األمريكية ابإلضافة إىل النموذج الثاين واملتمثل‬
‫يف الضريبة املفروضة على وقود السيارات‪ ،‬ابإلضافة إىل ضرائب أخرى إال أهنا مل حتقق جناحا مثل الضريبتني‬
‫السابقتني‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى جند أن السياسة اجلبائية للوالايت املتحدة متنح جمموعة من اإلعفاءات واخلصومات واحلوافز‬
‫اجلبائية‪ ،‬وهو ما مييزها عن غريها من السياسات اجلبائية للدول األخرى‪ ،‬وابلتايل يتفوق النظام اجلبائي األمريكي‬
‫عن النظام اجلبائي األورويب هبذه النقطة‪ ،‬خاصة اإلعفاءات و التحفيزات املمنوحة لقطاعي النقل والصناعة من‬
‫أجل طاقة نظيفة ومتجددة‪ ،‬ابإلضافة إىل منوذج البناايت اخلضراء املعتمد يف الوالايت املتحدة‪.‬‬

‫املطل ـ ـ ـ ـ ــب الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرابع‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـياابن‬


‫تعد الياابن من بني الدول العشر األوائل األكثر انبعااث لغازات االحتباس احلراري‪ ،‬ومن بني الدول املطالبة‬
‫بتخفيض هذه الغازات إىل مستوايت مقبولة للحد من التلوث اجلوي‪ ،‬وابلتايل عملت على تبين سياسة جبائية‬
‫متنوعة أبدواهتا‪ ،‬وآخر ما فرضته هو ضريبة الكربون متاشيا مع املتطلبات الدولية من أجل حتقيق هدفها املتمثل يف‬
‫ختفيض االنبعااثت الغازية أبنواعها خاصة اثين أكسيد الكربون إىل ‪ %80‬حبلول سنة ‪ .2050‬وهو ما أدى بنا‬
‫إىل التطرق هلذه التجربة من خالل اإلجابة على جمموعة من األسئلة تتعلق بدور سياستها اجلبائية يف حل املشاكل‬
‫البيئية وهل حققت األهداف املسطرة كغريها من دول اإلحتاد األورويب والوالايت املتحدة األمريكية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حملة عن قوانني محاية البيئة يف الياابن‬

‫تستند السياسات البيئية الياابنية إىل قانونني أساسيني‪ :‬القانون األساسي ملكافحة التلوث البيئي الذي مت سنه‬
‫يف عام ‪ ،1967‬وقانون محاية الطبيعة الذي مت سنه يف عام ‪ ،1972‬وقد جنحت هذه القوانني اليت صيغت‬
‫نظرا ألن نظامها االجتماعي‬‫ملكافحة التلوث الصناعي اخلطري واحلفاظ على البيئة الطبيعية‪ ،‬ومع ذلك‪ً ،‬‬
‫واالقتصادي وأسلوب حياهتا قد أخذ بشكل متزايد على طبيعة اإلنتاج الضخم‪ ،‬واالستهالك الشامل فإن اإلطار‬
‫قادرا على التعامل بشكل‬
‫القانوين القائم آنذاك‪ ،‬والذي كان يعمل بشكل أساسي من خالل فر القيود‪ ،‬مل يعد ً‬
‫‪1‬‬
‫‪Kali Waller, Environmental Tax Incentives: What the United States Can Learn From the‬‬
‫‪Netherlands and Japan, Golden Gate University Environmental Law Journal, Vol 8, May 2015, p‬‬
‫‪161.‬‬
‫‪206‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫مناسب مع التعقيد والتنوع الناشئ حديثًا‪ ،‬ومع املشاكل البيئية مثل التلوث احلضري واملنزيل‪ ،‬واملشاكل البيئية‬
‫العاملية‪.‬‬
‫ويف نوفمرب ‪ ،1993‬مت سن قانون البيئة األساسي لرسم اجتاه جديد للسياسات البيئية األساسية يف الياابن‬
‫هدفه األساسي هو محاية البيئة من خالل االعرتاف هبا كنظام أساسي لدعم احلياة والذي جيب نقله إىل األجيال‬
‫اقتصاداي‪ ،‬واملسامهة بشكل إجيايب يف احلفاظ على البيئة‬
‫ً‬ ‫القادمة‪ ،‬يتحقق هذا اهلدف من خالل بناء جمتمع مستدام‬
‫‪1‬‬
‫العاملية‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى زادت الضغوطات على الياابن من أجل اعتماد تدابري ملكافحة تغري املناخ منذ سنة ‪1997‬‬
‫مباشرة بعد اتفاق بروتوكول كيوتو‪ .‬حبيث أصبح القانون املتعلق بتعزيز تدابري التعامل مع ظاهرة االحتباس احلراري‬
‫ساراي سنة ‪ .1998‬طلب هذا القانون من الدوائر التجارية وأرابب املنازل حماولة تقليل انبعااثت الغازات الدفيئة‬
‫اعتمدت جهود احلد من االنبعااثت الناجتة عن األعمال التجارية على خطة العمل التطوعي اليت تقودها‬
‫مجعية ‪ .*Keidanren‬يف عام ‪ ،2009‬قدمت احلكومة الياابنية مشروع قانون أساسي بشأن تدابري مكافحة‬
‫اإلحرتار العاملي إىل الربملان‪ ،‬حدد مشروع القانون هدفًا متوسط املدى لتقليل انبعااثت الغازات الدفيئة بنسبة‬
‫‪ ٪25‬أقل من مستوى عام ‪ 1990‬يف عام ‪ ،2020‬وهدف بعيد املدى بنسبة ‪ ٪80‬أقل من مستوى عام‬
‫‪ 1990‬لسنة ‪ .2050‬وتشمل األهداف األخرى يف زايدة حصة الطاقة املتجددة من إمجايل إمدادات الطاقة‬
‫األولية إىل ‪ ٪10‬حبلول عام ‪ ،2020‬تضمنت التدابري الالزمة لتحقيق هذه األهداف مقرتحات لضرائب الكربون‬
‫وكذلك خمطط تداول االنبعااثت‪.‬‬
‫يف عام ‪ ،2010‬اقرتحت وزارة البيئة يف الياابن "نظام تداول االنبعااثت" الذي ينفذ يف عام ‪ ،2013‬على‬
‫الرغم من الطلبات القوية لتطبيق "نظام تداول االنبعااثت" من املنظمات البيئية غري احلكومية واألوساط‬
‫األكادميية‪ ،‬اقرتح احلزب احلاكم (أي احلزب الدميقراطي الياابين) أتجيل تنفيذه يف ‪ 17‬ديسمرب ‪ ،2010‬بسبب‬
‫معارضة ‪ ،Keidanren‬ابإلضافة إىل اآلاثر االقتصادية السلبية احملتملة‪ .‬يف هناية عام ‪ ،2010‬اختارت‬
‫احلكومة الياابنية إدخال ضريبة الكربون سنة ‪ 2011‬بدالً من نظام تداول االنبعااثت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مت أتجيل تنفيذ‬
‫‪2‬‬
‫هذه الضريبة سنة ‪ 2012‬بسبب أتثري تسوانمي عام ‪ 2011‬يف الياابن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪The Basic Environment law and basic Environment Plan, Available at:‬‬
‫‪http://www.env.go.jp/en/laws/policy/basic_lp.html Page consulté le: 12/03/2021.‬‬
‫صناعيا‪ ،‬مهمتها تسريع منو‬
‫ً‬ ‫* مجعية ‪ : Keidanren‬هي مجعية األعمال العامة األكثر نفوذاً يف الياابن واليت تنتمي إليها ‪ 1281‬شركة رائدة و‪ً 127‬‬
‫احتادا‬
‫االقتصاد الياابين والعاملي وتعزيز الشركات خللق قيمة مضافة لتحويل االقتصاد الياابين إىل اقتصاد مستدام‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Soocheol Lee, Hector Pollitt, and Kazuhiro Ueta, An Assessment of Japanese Carbon Tax Reform‬‬
‫‪Using the E3MG Econometric Model, The Scientific World Journal, 10 October 2012, p 02.‬‬
‫‪207‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫اثنيا‪ :‬السياسة اجلبائية البيئية يف الياابن‬


‫أساسا النبعاث امللواثت ومنتجات الطاقة‪ ،‬وتتجسد‬‫حىت التسعينيات‪ ،‬كانت الضريبة البيئية يف الياابن خمصصة ً‬
‫بشكل أساسي يف ضريبة وقود السيارات‪ ،‬منذ تسعينيات القرن املاضي‪ ،‬كثفت احلكومة جهودها حلماية البيئة‪.‬‬
‫تنقسم السياسة اجلبائية البيئية تقريبًا إىل فئتني‪ :‬األوىل هي الضرائب اليت تتمثل أهم أهدافها يف‪ :‬النفاايت‪ ،‬الوقود‬
‫واملركبات‪ ،‬والفئة الثانية هي اإلجراءات اجلبائية املتعلقة مبعدات معاجلة النفاايت ومكافحة التلوث‪.‬‬
‫من أجل حتقيق هدف التنمية االقتصادية ومحاية البيئة على أساس حماولة تقليل عبء اإلنفاق‪ ،‬قرر الياابنيون‬
‫إطالق جولة جديدة من إصالح النظام اجلبائي البيئي‪ ،‬واليت تركز بشكل أساسي على ضريبة الكربون احملدد يف‬
‫برانمج اإلصالح‪ ،‬على هذا األساس ‪ ،‬وف ًقا لثالث مراحل‪ ،‬مت رفع معدالت الضرائب‪ ،‬حىت تتمكن من ضمان‬
‫تنفيذ أفضل ألمناط توزيع العبء الضرييب مع "معدل ضرييب منخفض ‪ ،‬قاعدة ضريبية واسعة"‪ ،‬وذلك ملنع العبء‬
‫الضرييب لبعض الصناعات أو القطاعات الثقيلة للغاية‪ ،‬وتساعد على ضمان عدالة الضرائب البيئية‪1.‬‬

‫اعتمدت الياابن على تنفيذ سياسة جبائية بيئية تسعى إىل حتقيق األهداف املنشودة واليت تتمثل ابلدرجة األوىل‬
‫يف ختفيض االنبعااثت الغازية‪ ،‬فمن بني الضرائب املتبعة يف التجربة الياابنية نذكر مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الضرائب والرسوم البيئية املفروضة على الطاقة‬

‫يبني اجلدول املوايل بعض من الضرائب والرسوم اليت تعتمد عليها الياابن من أجل محاية البيئة وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Shen Jian- fei, Yi Ying, Sun Qiao, International Experience of Environmental Taxes and Its‬‬
‫‪Implications for China, International Conference on Mechatronics, Electronic, Industrial and‬‬
‫‪Control Engineering (MEIC 2014). P1461.‬‬
‫‪208‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )14-3( :‬الضرائب والرسوم البيئية املفروضة على الطاقة يف الياابن‬

‫كيفية إنفاق اإليرادات الضريبية‬ ‫معدل الضريبة‬ ‫موضو الضريبة‬


‫املالية العامة‬ ‫‪ 48.6‬ين ايابين ‪/‬‬ ‫النفط‬ ‫ضريبة البنزين(الدولة)‬
‫اللرت‬
‫املالية العامة‬ ‫‪ 5.2‬ين ايابين‪ /‬اللرت‬ ‫ضريبة البنزين احمللية‬
‫املالية العامة‬ ‫‪ 17.6‬ين ايابين‪ /‬اللرت‬ ‫النفط والغاز للسيارة‬ ‫ضريبة النفط والغاز‬
‫املالية العامة‬ ‫‪ 32.1‬ين ايابين‪ /‬اللرت‬ ‫زيت الديزل‬ ‫ضريبة تسليم زيت‬
‫الديزل‬
‫صيانة الطريان (‪ 9/2‬من عائدات الضرائب‬ ‫‪ 18‬ين ايابين‪ /‬اللرت‬ ‫وقود الطائرات (جيب أن‬ ‫ضريبة وقود الطائرات‬
‫متنح كتكلفة لتدابري الطريان يف املدن‬ ‫معدل الضريبة اخلاص‬ ‫يكون معبأ يف الطائرات)‬
‫والوالايت املتعلقة ابلطريان)‬ ‫مبارس ‪2014‬‬
‫‪-‬تدابري إمدادات الطاقة املستمرة‪:‬‬ ‫النفط اخلام واملنتجات‬ ‫النفط اخلام واملنتجات‬ ‫ضريبة البرتول والفحم‬
‫مثل ختزين النفط والغاز الطبيعي من أجل‬ ‫البرتولية ‪ 2.040‬ين‬ ‫البرتولية والغازية‬
‫ضمان إمدادات مستقرة وغري مكلفة من‬ ‫ايابين ‪/‬كيلو لرت‬ ‫واهليدروكربوانت والفحم‬
‫النفط والفحم والغاز الطبيعي القابل‬ ‫الفحم‪ 670 :‬ين ايابين‬
‫لالشتعال‬ ‫‪/‬طن‪.‬‬
‫‪-‬تدابري تطوير هيكل الطلب على الطاقة‪:‬‬ ‫النفط اخلام واملنتجات‬ ‫يضاف إىل معدل‬ ‫حكم خاص للضريبة‬
‫تدابري مثل توفري الطاقة‪ ،‬والطاقة املتجددة‪،‬‬ ‫البرتولية‬ ‫الضريبة حسب كمية‬ ‫من أجل التخفيف من‬
‫‪ 760‬ين ايابين‪/‬كيلولرت احلد من انبعااثت ‪ 𝐶𝑂2‬ومن أجل بناء‬ ‫االنبعااثت من ‪𝐶𝑂2‬‬ ‫آاثر تغري املناخ‬
‫هيكل طاقة مستقرة ومناسبة وفقا للبيئة‬ ‫الفحم‪ 670 :‬ين‬ ‫ساري من أكتوبر‬
‫االقتصادية واالجتماعية يف الداخل واخلارج‪.‬‬ ‫ايابين‪ /‬كيلو لرت‬ ‫‪.2012‬‬
‫‪ 375‬ين ايابين ‪-‬مرافق توليد الطاقة الكهرابئية‪:‬‬ ‫الكهرابء املباعة‬ ‫رسوم الطاقة الكهرابئية‬
‫بواسطة املرافق العامة ‪ 1000/‬كيلو واط يتم منحها عمال أبحكام قانون تنمية املناطق‬
‫اجملاورة ملرافق توليد الطاقة الكهرابئية‪،‬‬ ‫ساعة‬ ‫للكهرابء‬
‫والتدابري املالية للمسامهة يف تركيب املرافق‬
‫املستخدمة لتوليد الطاقة األخرى وتشغيلها‪.‬‬
‫‪-‬تدابري استخدام الطاقة‪:‬‬
‫التدابري املالية لتعزيز استخدام املرافق لتوليد‬
‫الطاقة‪ ،‬لضمان السالمة ولتسهيل إمداد‬
‫الكهرابء عن طريق مرافق لتوليد الطاقة‪.‬‬

‫‪Source: Environment-Related Tax System in Japan, August 2012, p 01. Available at:‬‬
‫‪https://www.env.go.jp/en/policy/tax/env-tax/20120814a_ertj.pdf Page consulté le: 15/03/2021.‬‬

‫‪209‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫مت وضع استثناءات لتجنب العبء الثقيل على قطاعات معينة (الطريان على سبيل املثال) أو أنواع الوقود‬
‫األحفوري (مثل النفط الثقيل للزراعة والغاابت وصيد األمساك)‪ ،‬يتم ختصيص اإليرادات من الضريبة للتدابري‬
‫املتعلقة ابلطاقة اليت ختفف من انبعااثت اثين أكسيد الكربون مثل تدابري توفري الطاقة‪ ،‬وتعزيز تطوير الطاقة‬
‫‪1‬‬
‫املتجددة‪ ،‬وتطوير استخدام الوقود األحفوري النظيف والفعال‪.‬‬
‫‪ -2‬الضرائب والرسوم املفروضة على قطا النقل‬
‫اجلدول املوايل يبني الضرائب والرسوم البيئية املفروضة على قطاع النقل يف الياابن‪:‬‬
‫جدول رقم‪ :)15-3( :‬الرسوم البيئية املفروضة على النقل يف الياابن‬

‫ختصيص اإليرادات الضريبية‬ ‫معدل الضريبة‬ ‫موضو الضريبة‬


‫املالية العامة‬ ‫‪-‬‬ ‫السيارات‬ ‫الرسم اخلاص بوزن‬
‫مينح ‪1000 / 407‬من‬ ‫السيارات اليت مت فحصها من‬ ‫السيارات‬
‫حصيلة الضرائب للصندوق‬ ‫أجل احلصول على شهادة‬
‫العام للمدن‪ .‬يتم إصدار جزء‬ ‫تفتيش وإخطار السيارة‬
‫من اإليرادات الضريبية‬ ‫اخلفيفة الستالم رقم تعريف‬
‫كمصاريف تعويض عن‬ ‫السيارة‬
‫األضرار املرتبطة ابلتلوث‬
‫املالية العامة‬ ‫إمجايل االنبعااثت ‪2 -1.5‬‬ ‫السيارة‬ ‫رسوم السيارات‬
‫لرت يتم دفع ‪ 39.500‬ين‬ ‫السيارة أو الشاحنة اليت مت‬
‫ايابين سنواي‬ ‫شرائها‬
‫املالية العامة‬ ‫الوزن اخلفيف والسيارات‬ ‫املربكات اخلفيفة‪ ،‬دراجات‬ ‫رسوم املركبات اخلفيفة‬
‫اخلاصة ‪ 7.200‬ين ايابين‬ ‫بواسطة حمرك رئيسي‬
‫‪/‬السنة‬
‫املالية العامة‬ ‫سيارة خاصة‪:‬‬ ‫السيارة اليت يتم اكتساهبا‬ ‫رسم اقتناء السيارات‬
‫‪ %5‬من سعر الشراء‬
‫سيارة األعمال واملركبات‬
‫اخلفيفة‪ %3 :‬من سعر الشراء‬

‫‪Source: Environment-Related Tax System in Japan, Op.cit, p 01.‬‬

‫ابإلضافة إىل الضرائب املفروضة على قطاع النقل والطاقة تفر الياابن جمموعة أخرى من الضرائب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Japan The World’s Carbon Markets: A Case Study Guide to Emissions Trading, CDC Climat‬‬
‫‪Research, Environmental Defense Fund, IETA, May, 2015, p 08.‬‬
‫‪210‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ -3‬املدفوعات املقدمة إلدارة الغاابت واملمولة من الضرائب البيئية‪ :‬فرضت ‪ 29‬حمافظة يف الياابن منذ عام‬
‫‪ 2003‬ضرائب بيئية يف جمال الغاابت‪ ،‬وهي متثل ضرائب تقتضي دفع املستفيدين ملبالغ مالية مقابل احلصول‬
‫على خدمات النظام اإليكولوجي للغاابت‪ ،‬وخيصص جزء من اإليرادات ليتم دفعه إىل مالكي الغاابت الذين‬
‫يصرفونه على أعمال إدارة الغاابت اليت تعىن حبماية املناطق احلرجة جملمعات املياه‪ ،‬وقد بدأت خطط املدفوعات‬
‫مقابل خدمات النظام اإليكولوجي اليت ميوهلا القطاع اخلاص ترتسخ‪ ،‬وميكن تلخيص أحد الدروس املستفادة يف‬
‫‪1‬‬
‫ضرورة حتديد معدالت الضريبة عند مستوايت مناسبة من أجل إدرار إيرادات كافية خلطط املدفوعات‪.‬‬

‫‪ -4‬رسوم على املياه‪ :‬تفر الياابن رسوم املياه على مستخدمي الزراعة من أجل حتسني األراضي البالغ عددها‬
‫‪ 6000‬مقاطعة اليت تستخدم كمناطق للري ‪ ،‬ويتم فر رسوم إضافية ابلنسبة للمناطق املنخفضة املستصلحة‬
‫واليت يتم فيها استخدام املضخات للري والصرف الصحي على حد سواء‪ .‬و أكثر من ‪ % 90‬للعبوات اليت‬
‫تستخدمها‪ ،‬تستند الرسوم على أساس املنطقة‪ .‬وتستند الرسوم أيضا إىل منطقة هبا مرافق للري تتمايز بني األراضي‬
‫‪2‬‬
‫املرتفعة وغري املرتفعة‪ .‬ويهيمن األرز على األراضي املروية‪ ،‬وتعترب مجيع حقول األرز تقريباً مروية‪.‬‬

‫‪ -5‬ضريبة على التدابري املضادة لالحتباس احلراري‪ :‬مت تنفيذ ضريبة لإلجراءات املضادة لالحتباس احلراري‬
‫اعتبارا من أكتوبر ‪ 2012‬ووصلت إىل معدل الضريبة املخطط أصالً يف أفريل ‪ ،2016‬وهي‬ ‫تدرجييًا يف الياابن ً‬
‫تغطي استخدام مجيع أنواع الوقود األحفوري مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم‪ ،‬يتم حتديد معدل الضريبة لكل‬
‫مساواي لـ ‪ 289‬ين ايابين (‪ 2.75‬دوالر‬‫ً‬ ‫كمية وحدة معينة (كيلو لرت أو طن) حبيث يكون العبء الضرييب‬
‫أمريكي) لكل طن من انبعااثت ‪ 𝐶𝑂2‬وإضافته إىل ضريبة البرتول والفحم‪ .‬وابملقارنة مع الدول األخرى‪ ،‬ال يزال‬
‫جدا‪ ،‬يتم توجيه اإليرادات من هذه الضريبة إىل الطاقة املتجددة والتقنيات منخفضة الكربون‬‫منخفضا ً‬
‫ً‬ ‫املعدل‬
‫‪3‬‬
‫وتدابري ومعدات توفري الطاقة‪.‬‬

‫‪ -6‬ضريبة الكربون‪ :‬إن تغري املناخ مسألة عاملية هامة وملحة‪ .‬ولتحقيق جمتمع منخفض الكربون‪ ،‬هتدف الياابن‬
‫إىل احلد من انبعااثهتا من غازات االحتباس احلراري بنسبة ‪ ٪80‬حبلول عام ‪ .2050‬كما أن قرابة ‪ % 90‬من‬
‫انبعااثت الغازات الدفيئة يف الياابن هي ‪( 𝐶𝑂2‬اثين أكسيد الكربون املتصل ابلطاقة)‪ ،‬ومن أجل التخفيض‬
‫اجلذري لل غازات الدفيئة من الضروري تعزيز تدابري التحكم يف انبعااثت اثين أكسيد الكربون املتصلة ابلطاقة يف‬
‫األجلني املتوسط والطويل‪ .‬إضافة إىل ذلك‪ ،‬وفيما يتعلق ابحلد من االعتماد على الطاقة النووية فإن املزيد من‬

‫‪ 1‬برانمج األمم املتحدة‪ ،‬املادة ‪ 11‬من االتفاقية املتعلقة ابلتنو البيولوجي ‪ ،‬التدابري احلافزة‪ ،‬املعلومات وحاالت املمارسات اجليدة من خمتلف املناطق بشأن حتديد‬
‫التدابري احلافزة الضارة وإزالتها أو التخفيف من حدهتا‪ ،‬وتشجيع التدابري احلافزة اإلجيابية‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2010‬ص ‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪James E. Nickum, Chisa Ogura, Agricultural Water Pricing: Japan and Korea, Japan Office,‬‬
‫‪Asian Water And Resources Institute , OECD, 2010, p 08.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪William Acworth, Maia Hall, and others, FACTSHEET Experiences with Carbon Pricing in‬‬
‫‪Germany, the EU and Japan, ECOS Consult GmbH / adelphi consult GmbH, 16/02/2021, p 20.‬‬
‫‪211‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫التعزيز لتدابري التحكم يف انبعااثت هذا الغاز مثل تعزيز الطاقة املوفرة وجتديدها‪ ،‬أصبحت أكثر أمهية مما كانت‬
‫عليه قبل زلزال شرق الياابن الكبري (حدث يف ‪ 11‬مارس‪.)2011‬‬
‫أتسست "ضريبة من أجل التخفيف من آاثر تغري املناخ" (ضريبة الكربون) كنتيجة لإلصالح اجلبائي للسنة‬
‫املالية ‪ .2012‬وعلى وجه التحديد‪ ،‬ابستخدام عامل انبعااثت اثين أكسيد الكربون لكل وقود أحفوري‪ ،‬يتم‬
‫مساواي لـ ‪ 289‬ينًا ايابنيًا‬
‫ً‬ ‫تعيني معدل الضريبة لكل وحدة كمية (كيلو لرت أو طن) حبيث يكون كل عبء ضرييب‬
‫لكل طن من انبعااثت ‪ .CO2‬عالوة على ذلك‪ ،‬لتجنب الزايدة السريعة يف العبء‪ ،‬يتم رفع معدالت الضرائب‬
‫على ثالث مراحل على مدى ثالث سنوات ونصف‪ 1.‬واجلدول املوايل يوضح طبيعة هذه الضرائب‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )16-3( :‬ضرائب الكربون و الطاقة املفروضة يف الياابن (ين ايابين)‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫مصادر طاقة الوقود األحفوري‬


‫‪260‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ضريبة الكربون‬ ‫النفط اخلام واملنتجات البرتولية‬
‫‪2800‬‬ ‫‪2540‬‬ ‫‪2290‬‬ ‫‪2040‬‬ ‫الضريبة العامة‬ ‫(لكل كيلو لرت)‬
‫‪260‬‬ ‫‪260‬‬ ‫‪260‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ضريبة الكربون‬ ‫اهليدروكربون الغازي (للطن)‬
‫‪1860‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪1340‬‬ ‫‪1080‬‬ ‫الضريبة العامة‬
‫‪230‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ضريبة الكربون‬ ‫الفحم (للطن)‬
‫‪1370‬‬ ‫‪1140‬‬ ‫‪920‬‬ ‫‪700‬‬ ‫الضريبة العامة‬

‫‪Source : Japan The World’s Carbon Markets: A Case Study Guide to Emissions Trading,‬‬
‫‪Op.cit, p 09.‬‬

‫تعد الياابن من بني الدول االقتصادية الكربى يف العامل‪ ،‬ومن الدول األوىل املصدرة النبعااثت اثين أكسيد‬
‫الكربون‪ ،‬لذا وقعت على بروتوكول كيوتو الذي يهدف إىل ختفيض االنبعااثت الغازية وحتقيق احلياد الكربوين‪ ،‬كما‬
‫تسعى إىل العمل على ختفيض حجم االنبعااثت من خالل تبين تطبيق ضريبة الكربون اليت جتدها احلل املناسب‬
‫من بني السياسات االقتصادية األخرى‪ ،‬فمن خالل اجلدول أعاله نالحظ أن الياابن تفر معدالت ضريبية‬
‫منخفضة ابلنسبة لضريبة الكربون واليت مت تطبيقها بداية من ‪ 2012‬مقارنة بدول أخرى اليت تفرضها مبعدالت‬
‫أكرب‪ ،‬كما أهنا مل تتعدى ‪ 260‬ين ايابين بتاريخ ‪ ،2016‬وابملقابل جند أن معدالت الضريبة العامة ترتفع تدرجييا‬
‫كل سنة لألنواع الثالثة املعروضة يف اجلدول‪ ،‬كما أهنا انتهجت سياسة جبائية متنوعة األدوات واملصادر‪ ،‬من‬
‫ضرائب ورسوم على النقل‪ ،‬الطاقة‪ ،‬املياه‪ ،‬ابإلضافة إىل أهم عنصر وهي الضريبة على التدابري املضادة لالحتباس‬
‫احلراري وضريبة الكربون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Details on the Carbon Tax (Tax for Climate Change Mitigation), Environmental Taxation Team,‬‬
‫‪Ministry of the Environment, Japan, p 02. Available at: https://www.env.go.jp/en/policy/tax/env-‬‬
‫‪tax/20121001a_dct.pdf Page consulté le: 20/01/2021‬‬
‫‪212‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املبحث الثالث‪ :‬الدول العربية وتطبيقاهتا للسياسة اجلبائية للحد من التلوث البيئي‬
‫اجتهت العديد من الدول العربية إىل تبين خمتلف السياسات من أجل احملافظة على البيئة من التدهور الناتج‬
‫عن التلوث‪ ،‬اتبعت يف ذلك اسرتاتيجيات من أجل تنمية بيئية مستدامة‪ ،‬متاشيا مع متطلبات االقتصاد األخضر‬
‫مستعينة ابلسياسة اجلبائية وابلقوانني اليت تساهم بدورها يف حل املشاكل البيئية‪ ،‬إضافة إىل خلق مؤسسات‬
‫وهيئات واتبعة للدولة تعمل كوسيط من أجل إجياد حلول للمشكلة البيئية وتسهيل العمل احلكومي‪.‬‬

‫املطلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب األول‪ :‬التلوث البيئي يف املنطقة العربية والتدابري املتخذة‬


‫تعاين الدول العربية من مشاكل بيئية يف خمتلف امليادين ختتلف من دولة إىل أخرى‪ ،‬بناءا على ذلك نشرت‬
‫منظمة الصحة العاملية سنة ‪ 2019‬وغريها من املنظمات اإلقليمية والدولية بياانت تقسم الدول إىل ثالث‬
‫جمموعات على أساس مؤشرات بيئية وهي‪ :‬الصحة البيئية‪ ،‬مزااي اخلدمات البيئية ونتائج الصحة العامة‪ ،‬أداء النظم‬
‫‪1‬‬
‫الصحية‪ ،‬و إمكانيات متويلها وهي كالتايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اجملموعة (‪ )01‬البلدان ذات الدخل املرتفع (البحرين‪ ،‬الكويت‪ ،‬عمان‪ ،‬قطر‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬
‫واإلمارات العربية املتحدة ) واليت متثل ‪ %13‬من سكان املنطقة العربية مستوى خدماهتا البيئية جيدة‪ ،‬تتمثل‬
‫عوامل اخلطر البيئية للدول املذكورة يف تلوث اهلواء‪ ،‬والتعر للمواد الكيميائية؛‬
‫اثنيا‪ :‬اجملموعة (‪ )02‬البلدان ذات الدخل املتوسط (اجلزائر‪ ،‬مصر‪ ،‬العراق‪ ،‬األردن‪ ،‬لبنان‪ ،‬سوراي‪ ،‬املغرب‬
‫فلسطني‪ ،‬تونس‪ ،‬ليبيا) متثل اجملموعة الثانية ‪ % 57‬من سكان املنطقة‪ ،‬املستوى البيئي واخلدمات الصحية غري‬
‫مرضية ابلكامل‪ ،‬أما ابلنسبة لعوامل اخلطر البيئية السائدة جند كل من‪ :‬تلوث املياه‪ ،‬الصرف الصحي‪ ،‬تلوث اهلواء‬
‫والتعر للمواد الكيميائية والنفاايت وتلوث األغذية‪ ،‬كما تواجه ضغوطا إضافية وتدهور الصحة البيئية بشكل‬
‫متزايد؛‬
‫اثلثا‪ :‬اجملموعة (‪ )03‬البلدان ذات الدخل املنخفض (جزر القمر‪ ،‬جيبويت‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬الصومال‪ ،‬السودان‪ ،‬اليمن)‬
‫‪ % 30‬من السكان يعيش يف هذه املنطقة‪ ،‬مستوى اخلدمات الصحية غري موجود‪ ،‬تشمل عوامل اخلطر السائد‬
‫املياه‪ ،‬الصرف الصحي‪ ،‬تلوث اهلواء‪ ،‬التعر للمواد الكيميائية‪ ،‬النفاايت وتلوث األغذية‪.‬‬

‫يوضح اجلدول املوايل مؤشر التلوث البيئي* للدول العربية واجلزائر خالل الفرتة ‪ 2021-2016‬وهو كالتايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Najib Rima R, Habib, Health and the Environment in Arab Countries, Arab Forum For‬‬
‫‪Environment and development, Beirut, Lebanon, 2020, p p 14-15.‬‬
‫*مؤشر التلوث البيئي‪ :‬هو تقدير للتلوث العام يف املدن يُعطى أكرب وزن لتلوث اهلواء مقارن ًة بتلوث املياه‪ ،‬ومها عامالن رئيسيان للتلوث‪ ،‬كما ال يعطي اهتماما‬
‫لألنواع األخرى للتلوث‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )17-3( :‬مؤشر التلوث البيئي للجزائر وبعض الدول العربية خالل الفرتة ‪2021- 2016‬‬

‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫الدول العربية‬


‫النقطة‬ ‫املرتبة‬ ‫النقطة‬ ‫املرتبة‬ ‫النقطة‬ ‫املرتبة‬ ‫النقطة‬ ‫املرتبة‬
‫‪65.32‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪65.75‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪64.16‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪76.17‬‬ ‫‪23‬‬ ‫اجلزائر‬
‫‪84.35‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪85.65‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪87.64‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪96.05‬‬ ‫‪01‬‬ ‫مصر‬
‫‪70.85‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪69.53‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪66.16‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪75.12‬‬ ‫‪27‬‬ ‫تونس‬
‫‪70.38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪70.64‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪67.66‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪66.87‬‬ ‫‪40‬‬ ‫املغرب‬
‫‪50.44‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪51.15‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪55.78‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪59.54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫اإلمارات‬
‫‪64.13‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪65.09‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪71.72‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪72.20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫السعودية‬
‫‪60.18‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪61.06‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪70.24‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪80.96‬‬ ‫‪18‬‬ ‫قطر‬

‫‪Source: Pollution index by country, (2016-2018-2020-2021), Available at:‬‬


‫‪https://www.numbeo.com/pollution/rankings_by_country.jsp page consulté le: 01-04-2021.‬‬

‫فيما خيص املؤشر يتم إصدار نتائجه يف موقع "‪ "Numbeo‬املتخصص يف نشر البياانت املتعلقة جبودة‬
‫احلياة والبيئة‪ ،‬حبيث تشري نتائجه إىل أن أغلب دول العامل قد زادت معدالهتا بنسب متفاوتة خالل السنوات‬
‫األخرية‪ ،‬فمن خالل اجلدول نالحظ أن الدول العربية حتتل مكانة متقدمة يف مؤشر التلوث البيئي‪ ،‬حتتل مصر‬
‫املرتبة األوىل للمدن اإلفريقية والعربية األكثر تلواث خالل سنيت ‪( 2016‬األوىل من أصل ‪ 99‬دولة حول العامل)‬
‫واملرتبة السادسة سنة ‪( 2018‬من أصل ‪ 98‬دولة)‪ ،‬واملرتبة الثالثة إفريقيا لسنيت ‪2020‬و ‪ ،2021‬كما احتلت‬
‫املرتبة العاشرة من أصل ‪ 110‬دولة سنة ‪ ،2020‬املرتبة من أصل ‪ 115‬دولة من العامل سنة ‪ 2021‬حمققة‬
‫‪ ، 100/84.35‬تدل هذه املراتب على حجم التلوث البيئي وأنواعه املختلفة الذي تعاين منه خاصة التلوث‬
‫اهلوائي الناتج عن قطاع النقل والصناعات‪ ،‬املياه‪ ،‬الضوضاء نتيجة للكثافة السكانية والتوسع العمراين‪ ،‬كما تعترب‬
‫من بني الدول اليت تعتمد على البرتول ومشتقاته كمصدر أول للطاقة وذلك لألنشطة الصناعية واالقتصادية‬
‫فاالستهالك املفرط فيها يؤدي إىل تلوث البيئة واإلضرار ابلصحة العامة‪.‬‬

‫أما ابلنسبة للجزائر ووفقا لنفس املؤشر‪ ،‬احتلت املرتبة الثانية إفريقيا سنة ‪ ،2016‬السابعة (‪ )07‬سنة‬
‫‪ ،2017‬والتاسعة (‪ )09‬لكل من ‪ 2020‬و‪ ،2021‬أما ابلنسبة ملقارنتها مع الدول العربية جند أهنا احتلت‬
‫املرتبة ‪ 23‬سنة ‪ 2016‬وهي أحسن مرتبة حازت عليها خالل السنوات ‪ ،2021-2016‬املرتبة ‪ 43‬سنة‬
‫‪ 2018‬بـ ـ ـ ـ ‪100/ 64.16‬كنتيجة حمققة لنفس السنة‪ ،‬واملرتبة ‪ 47‬لكل من سنيت ‪ 2020‬و‪ ،2021‬حمققة‬
‫‪ 100/.65‬و ‪ 100/ 65.32‬على التوايل‪ ،‬وهذا الرتاجع يدل على زايدة حجم التلوث البيئي يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫وابعتبار أن اجلزائر من الدول املصدرة للنفط تعتمد كثريا على الوقود األحفوري (من غاز‪ ،‬نفط وفحم) الذي‬
‫ينبعث منه أكثر الغازات خطورة وانتشارا يف العامل‪ ،‬ويعد مصدرا هاما لتوليد الكهرابء وهو ما يفسر تصدرها‬
‫املراتب األخرية‪ ،‬أما ابلنسبة لتونس فحسب هذا املؤشر سجلت املرتبة الثالثة سنة ‪ ،2016‬واملراتب ‪08 -06‬‬
‫‪ 07-‬للسنوات ‪ 2021 -2020-2018‬على التوايل إفريقيا أبحسن نتيجة هلا ‪ ،75.12‬حمتلة بذلك املرتبة‬
‫‪ 27‬من أصل ‪ 99‬دولة‪ ،‬ومن جهة أخرى نالحظ أن املغرب استقرت على املرتبة ‪ 36‬خالل السنوات األخرية‬
‫‪ 2020-2018‬و ‪ 39‬لسنة ‪ 2021‬داللة على انتهاج برامج وخمططات حكومية خاصة ابجملال الطاقوي‪ .‬هذا‬
‫ابلنسبة لدول الشمال اإلفريقي‪ ،‬عكس الدول اخلليجية اليت متيزت مراتبها ابلتقدم خاصة قطر بعدما كانت حتتل‬
‫املرتبة ‪ 18‬سنة ‪ 2016‬تراجعت إىل املرتبة ‪ 61‬ب ـ ـ ‪ 60.18‬نقطة حمققة‪ ،‬وذلك بسبب جهودها يف جمال الطاقة‬
‫املتجددة‪ ،‬نفس الشيء ابلنسبة لكل من اإلمارات والسعودية‪ ،‬وهذا داللة على سعيهم حلماية البيئة من التلوث‬
‫عن طريق السياسات العامة اليت تطبق يف هذه الدول‪ ،‬وحرصهم الدائم على تسخري كل الوسائل القانونية واإلدارية‬
‫لتخطي هذا املشكل خاصة اإلمارات اليت كانت من أكثر دول العامل تلواث للهواء سنوات التسعينات‪ ،‬إال أهنا‬
‫أخ ذت منحا آخر واجتهت حنو إجياد حلول كفيلة مبعاجلة وضعها البيئي ومراتبها وذلك خالل السنوات األخرية‪.‬‬
‫يدعو وضع الدول العربية للقلق مما استلزم تبين سياسات اقتصادية وبيئية من أجل محاية البيئة وحماولة كل دولة‬
‫التخلص من التلوث املرتفع تدرجييا وفقا ملا هو مسطر يف براجمها‪ .‬حسب تقرير املنتدى العريب للبيئة والتنمية لسنة‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،2017‬نستخلص التدابري اليت تقوم هبا الدول العربية وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬شهد العقد املاضي حتوال كبريا إىل حد ما للدول العربية إىل االقتصاد األخضر‪ ،‬فمن عدم وجود بلد تقريبًا‬
‫يتبىن االقتصاد األخضر أو إسرتاتيجية مستدامة‪ ،‬إىل أكثر من سبعة بلدان إما وضعت مثل هذه االسرتاتيجيات‬
‫أو أدرجت عناصر من االقتصاد األخضر واالستدامة يف خططها؛‬
‫‪ -2‬ترمجت االسرتاتيجيات اخلضراء اليت تبنتها الدول العربية إىل جمموعة من التدابري التنظيمية واحلافزة اليت أدخلت‬
‫يف هذه البلدان لتسهيل التحول إىل االقتصاد األخضر‪ ،‬دفع ابلقطاع اخلاص إىل زايدة االستثمار يف قطاعات‬
‫االقتصاد األخضر بشكل مضاعف‪ ،‬وخاصة الطاقة املتجددة‪ ،‬وهو ما ينطبق على املغرب واإلمارات العربية‬
‫املتحدة‪ ،‬حيث مت استثمار املليارات يف مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرايح؛‬
‫‪ - 3‬أعلنت معظم الدول العربية عن أهداف وطنية للطاقة املتجددة‪ ،‬ميثل هدف الطاقة النظيفة يف املغرب ‪%52‬‬
‫حبلول سنة ‪ 2030‬ابعتباره اهلدف األكثر طموحا يف املنطقة العربية‪ ،‬ابإلضافة إىل اثنتا عشرة دولة عربية من بينها‬
‫اإلمارات‪ ،‬األردن‪ ،‬اجلزائر ومصر‪ ،‬اململكة العربية السعودية وتونس‪ ،‬اليت أعلنت أهدافا طموحة تتجاوز ‪% 20‬‬
‫اعا خمتلفة من تدابري السياسة لتعزيز كفاءة الطاقة؛‬
‫من الطاقة املتجددة لنفس السنة‪ ،‬وذلك بتبنيها أنو ً‬

‫‪1‬‬
‫‪Najib Saab, 2017 Report of the Arab Forum for Environment and Development, Environment in‬‬
‫‪10 years, Arab Forum for Environment and Development (AFED), Beirut, Lebanon, 2017, p p 18-19.‬‬

‫‪215‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ -4‬زاد استهالك الكهرابء بنسبة ‪ ،%75.5‬مما أدى إىل انبعاث إمجايل ‪ 766.5‬مليون طن من اثين أكسيد‬
‫الكربون سنة ‪ ،2015‬مقارنة بـ ‪ 436.6‬مليون طن يف سنة ‪ ،2006‬كما زادت االنبعااثت من قطاع النقل‬
‫بسبب النمو الكبري يف القطاع‪ ،‬مع عدم وجود تدابري التخفيف الفعالة وضعف النقل العام يف معظم البلدان؛‬
‫‪-5‬كانت التغيريات يف قطاع الطاقة مدفوعة ابالسرتاتيجيات اليت مت تنفيذها بنجاح يف العديد من البلدان يف‬
‫املنطقة لتحسني الوصول إىل الطاقة‪ ،‬مما أدى إىل حرق املزيد من الوقود األحفوري يف حمطات الطاقة احلرارية لتلبية‬
‫الزايدة يف الطلب على الطاقة؛‬
‫‪ -6‬وفقا ملنظمة الصحة العاملية‪ ،‬كانت املنطقة العربية من بني أسوأ الدول أداءً يف جودة اهلواء‪ ،‬غالبًا ما جتاوزت‬
‫املستوايت املسجلة لتلوث اهلواء حدود منظمة الصحة العاملية من ‪ 5‬إىل ‪ 10‬أضعاف‪ ،‬وتعد العديد من املدن‬
‫العربية من بني أكثر ‪ 20‬مدينة تلوًاث يف العامل؛‬
‫‪ -7‬تشمل االنبعااثت املفرطة أول أكسيد الكربون الناتج عن قطاع النقل‪ ،‬وأكسيد الكربيت وأكسيد النيرتوجني‬
‫مما يؤدي إىل تكوين املطر احلمضي واملركبات العضوية املتطايرة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬جت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربة املغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬


‫اعتمد املغرب يف السنوات القليلة املاضية على جمموعة من القوانني هتدف إىل التصدي للتهديدات اليت تتعر‬
‫هلا كل من البيئة واملوارد الطبيعية‪ ،‬ومن أجل إجياد سبل ملكافحة التلوث تعزز البلد ابالعتماد على مخسة قوانني‬
‫بيئية جديدة وهي قانون املياه‪ ،‬القانون اإلطاري حلماية البيئة والتنمية‪ ،‬قانون تقييم األثر‪ ،‬وقانون مكافحة تلوث‬
‫اهلواء‪ ،‬وقانون إدارة النفاايت والتخلص منها‪ ،‬وتطبيقا لذلك مت االعتماد على سياسة جبائية جديدة ممثلة ابألخص‬
‫يف احلوافز اجلبائية من أجل االستثمار خاصة يف جمال الطاقات املتجددة‪ ،‬االبتكار‪ ،‬البحث والتطوير‪ ،‬والنفاايت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬قوانني محاية البيئة‬
‫من أجل محاية البيئة يف املغرب‪ ،‬بدأ التفكري يف البحث عن أنسب احللول والوسائل لتنفيذ األدوات االقتصادية‬
‫والبيئية ‪ ،‬من خالل حتديد اإلجراءات اليت ميكن أن تواجه هذا التحدي وتقدميها إىل صانعي القرار‪ ،‬وابلتايل ُعقد‬
‫أول اجتماع (مائدة مستديرة)‪ ،‬ضم حنو ‪ 20‬خبريا معرتفا هبم وطنيا يف جماالت خرباهتم (الطاقة‪ ،‬النفاايت‪ ،‬املياه‬
‫‪1‬‬
‫الغاابت‪..‬إخل) وذلك يف ‪ 23‬أفريل ‪ 2009‬بشأن هذا املوضوع‪ .‬وابلتايل نتج عن هذا االجتماع القوانني التالية‪:‬‬
‫اإلواتوات والضرائب لتحسني املوارد ومتويل مشاريع احلفاظ على‬ ‫‪ -1‬قانون املياه‪ :‬تنص املادة ‪ 23‬على فر‬
‫الرتاث املائي واستغالله؛‬

‫‪1‬‬
‫‪La fiscalité environnementale au Maroc (TABLE RONDE), L'Association Marocaine des Experts‬‬
‫‪en Gestion des Déchets et en Environnement, p 02, Disponible sur :‬‬
‫‪http://www.abhatoo.net.ma/maalama-textuelle/developpement-economique-et-social/developpement-‬‬
‫‪economi,que/environnement/politique-de-l-environnement/la-fiscalite-environnementale-au-maroc-‬‬
‫‪table-ronde Page consulté le 23-02-2021‬‬
‫‪216‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ -2‬القانون اإلطاري حلماية البيئة والتنمية‪ :‬ينص هذا القانون على إنشاء نظام للحوافز املالية و اجلبائية‬
‫لتشجيع االستثمار يف البيئة‪ .‬كما ينص على إنشاء صندوق وطين للبيئة‪ .‬ويف القانون نفسه‪ ،‬فإن مبدأ نظام‬
‫املسؤولية املدنية اخلاصة هو املدخل إىل أي إجراء يهدف إىل تعبئة األموال للتمويل من أجل مكافحة التلوث؛‬
‫‪-3‬قانون مكافحة تلوث اهلواء‪ :‬تنص املادة ‪ 23‬من قانون مكافحة تلوث اهلواء على إنشاء نظام للحوافز‬
‫واإلعفاءات اجلبائية لتشجيع أي استثمار ملنع تلوث اهلواء واستخدام الطاقة املتجددة وترشيد استخدام الطاقة؛‬
‫‪ -4‬قانون النفاايت‪ :‬تنص املادة ‪ 23‬من قانون النفاايت على إنشاء إواتوة تستخدم لتمويل اخلدمات اليت‬
‫تقدمها البلدية وما يتصل هبا من خدمات إدارة النفاايت املنزلية‪ ،‬وحتدد البلدية أيضاً (املادة ‪ )25‬رمساً إلدارة‬
‫النفاايت الصناعية غري اخلطرية؛‬
‫‪-5‬تنص املادة ‪ 45‬على إنشاء أتمني مايل أو ضمان ألي عملية السترياد وتصدير النفاايت‪ :‬متويل التدخالت‬
‫يف حالة وقوع حادث أو تلوث تولده هذه النفاايت‪.‬‬
‫‪-6‬تنص املادة ‪ 58‬على ضرورة توفري ضمان مايل ألي مرفق ملعاجلة النفاايت واسرتدادها‪ :‬يتم حتديد قائمة املرافق‬
‫اخلاضعة هلذا الضمان من خالل التنظيم‪ ،‬كما أن اجلزاءات اليت ينص عليها هذا القانون هي مصادر للدخل‬
‫لتمويل إدارة النفاايت على املستوايت الثالث‪ :‬البلدية واإلقليمية والوطنية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬صناديق محاية البيئة يف املغرب‬

‫يعاين املغرب من حمدودية املوارد املائية ويواجه حتدايت كبرية‪ ،‬يصل حجم املياه اليت ميكن استغالهلا تقنيا‬
‫واقتصاداي إىل ‪ ٪80‬من املوارد‪ ،‬يوضح هذا الرقم القيود الوطنية على قضااي املياه والتحدايت مما يتطلب هنج‬
‫لإلدارة املتكاملة هلا‪ ،‬ترتبط معظم مشكالت إدارة املياه هبدر موارد املياه العذبة وتصريف مياه الصرف الصحي‬
‫غري املعاجلة‪ ،‬وتصل خسائر املياه إىل ‪ ٪35‬يف املتوسط‪ .‬عدم وجود أنظمة تتعلق ابلقيم احلدية لتصريف املياه من‬
‫صناعات معينة متنع التطبيق العملي للمبادئ "املستخدم يدفع" و "امللوث الدافع"‪ .‬كما ترتبط التكاليف‬
‫االقتصادية للتدهور البيئي يف املغرب بضعف أداء نظام إدارة النفاايت الصلبة‪ ،‬ويتم التخلص بشكل غري قانوين‬
‫من جزء كبري من النفاايت‪ ،‬غالبا يف جماري األهنار ويف املناطق اليت تتميز مبوارد املياه ضعيفة‪ .‬هذا يؤدي إىل تلوث‬
‫الرتبة واملياه‪ ،‬امليثان والغازات األخرى‪....‬إخل‪ ،‬وكذلك حرق النفاايت يف اهليئات العامة هي املصادر الرئيسية‬
‫‪1‬‬
‫لتلوث اهلواء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Examen des performances environnementales, Commission Economique des Nations Unies Pour‬‬
‫‪L’Europe, en coopération avec Commission Economique des Nations Unies Pour L'Afrique, Bureau‬‬
‫‪du Nord, Maroc, Nations Unies, 2014, p 08.‬‬
‫‪217‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫وابلتايل عمدت احلكومة املغربية على إنشاء هيئات واتبعة للوزارة من أجل معاجلة األوضاع البيئية املتدهورة‪ .‬فمن‬
‫‪1‬‬
‫بني األجهزة اإلدارية اليت تعتمد عليها املغرب يف تسيري الشؤون البيئية ومحايتها نذكر كل من‪:‬‬
‫‪ -1‬صندوق مكافحة التلوث الصناعي‪ :‬يهدف الصندوق الذي أنشئ ابلشراكة مع الوكالة األملانية للتعاون‬
‫املايل‪ ،‬إىل‪:‬‬
‫أ‪-‬تشجيع احرتام البيئة؛‬
‫ب‪ -‬السماح ابرتقاء الصناعات املغربية جلعلها أكثر قدرة على املنافسة؛‬
‫ج‪-‬توقع اعتماد اللوائح الوطنية‪ ،‬والنهج املتبع لتحقيق هذه األهداف هو تشجيع املؤسسات الصناعية واحلرفية‬
‫على القيام ابستثمارات يف جمال التنظيف‪ ،‬توفري املوارد الطبيعية ومراعاة البعد البيئي يف مشاريعها بصفة عامة‪.‬‬
‫ويتدخل االحتاد من خالل تقدمي التربعات يف ظل الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ % 20-‬للمشاريع املتكاملة اليت تنطوي على اقتصادايت املوارد الطبيعية واستخدام التكنولوجيات النظيفة؛‬
‫‪ %40-‬للمشاريع اليت تقلل التلوث من خالل معاجلة أو التخلص من النفاايت السائلة أو الصلبة أو الغازية‪.‬‬

‫‪ -2‬الصندوق الوطين حلماية البيئة والتنمية‪ :‬كجزء من تنفيذ أحكام القانون ‪ 03-11‬بشأن محاية البيئة‬
‫والتنمية‪ ،‬وللتمكن من حساب العمليات املتعلقة حبماية البيئة والتنمية ومن خالل قانون املالية لسنة ‪ ،2007‬مت‬
‫إنشاء حساب ائتماين بعنوان" الصندوق الوطين حلماية البيئة والتنمية"‪ ،‬يعمل كمنسق مع احلكومية‪ ،‬وتتعلق‬
‫نفقات الصندوق ابحلوافز على املشاريع االستثمارية حلماية البيئة وتعزيزها املنصوص عليه يف التشريع‪.‬‬
‫تقدم الوكالة الوطنية للنفاايت دعما ماليا‪ ،‬وال سيما لتنفيذ الربانمج الوطين للنفاايت املنزلية‪ ،‬حنو ‪ 230‬مليون‬
‫درهم هو جمموع املبالغ اليت مت فتحها للسنة املالية ‪ 2009‬من طرف الصندوق‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬اجلباية البيئية يف املغرب‬


‫يرتبط جناح تنفيذ سياسة التنمية املستدامة ارتباطًا وثي ًقا ابلقدرة على تعبئة املوارد الالزمة‪ ،‬واستخدام الضرائب‬
‫كأداة للسياسة اجلبائية عملية معقدة ألهنا ال تتناسب ابلضرورة مع اهلدف املخصص تقليداي للضرائب واملتمثل يف‬
‫أيضا إىل توجيه السلوك كأداة‬
‫مجع املوارد‪ .‬على عكس ما يسمى ابلضرائب املسامهة‪ ،‬هتدف الضرائب البيئية ً‬
‫حتكيم‪ .‬يف الواقع ‪ ،‬ميكن للوكالء االقتصاديني إما دفع الضريبة أو تقليل أو تعديل سلوكهم املستهدف من قبل‬
‫الضريبة‪ 2.‬ووفقا ملبدأ امللوث الدافع اعتمد املغرب على سياسة جبائية أبدواهتا من ضرائب ورسوم وابألخص‬
‫احلوافز الضريبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Les instruments économiques au service de la protection de l’environnement au Maroc, conseil‬‬
‫‪National de l’environnement, Royaume du Maroc, Mai 2009, p 18-21.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Stratégie Naionale de développement Durable (SNDD) 2030, Résumé Exécutif, Royaume du‬‬
‫‪Maroc, Octobre 2017, p 19.‬‬
‫‪218‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫تنص املادة ‪ 30‬من القانون اإلطاري ‪ 12-99‬للميثاق الوطين للبيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬الذي نشر يف اجلريدة‬
‫الرمسية رقم ‪ 06( 09-14-1‬مارس ‪ )2014‬على مايلي‪" :‬يتم إنشاء نظام جبائي بيئي يتكون من الضرائب‬
‫واإلاتوات اإليكولوجية املفروضة على األنشطة اليت تتسم ابرتفا مستوى التلوث واستهالك املوارد الطبيعية‬
‫وميكن تطبيق هذه الضرائب واإلاتوات على أي سلوك فردي أو مجاعي ضار ابلبيئة وينتهك مبادئ وقواعد‬
‫التنمية املستدامة"‪ .‬يف عام ‪ ،2016‬مت اختيار املغرب كمضيف ملؤمتر األطراف يف نسخته الثانية والعشرين‬
‫(‪ )COP 22‬بشأن تغري املناخ‪ ،‬مؤكدا التزامه حبماية البيئة العاملية‪ .‬وكان املؤمتر الذي عقد يف مراكش فرصة‬
‫للبلدان اليت وقعت على اتفاقية ابريس للمناخ لسنة ‪ 2015‬لتأكيد التزامها خبفض انبعااثت غازات االحتباس‬
‫احلراري واهلدف الطموح املتمثل يف احتواء اإلحرتار العاملي دون مستوايت ما قبل الثورة الصناعية بكثري وذلك‬
‫‪1‬‬
‫حبلول عام ‪.2100‬‬

‫فمن خالل املادة القانونية للجريدة الرمسية لسنة ‪ ،2014‬نستنتج أن املغرب وضع نظام جبائي متنوع أبدواته‬
‫من أجل محاية البيئة‪ ،‬يفر أدوات جبائية على كل من يتسبب ابلقيام يف إحلاق الضرر البيئي‪ ،‬سواء ابلنسبة‬
‫للشخص املعنوي أو الطبيعي‪ .‬ويعاقب كل من خيالف ذلك‪ ،‬من أجل حتقيق تنمية بيئية مستدامة متاشيا مع‬
‫االهتمامات الدولية‪ ،‬والتزامه كغريه من الدول ابالتفاقيات مع األطراف اخلارجية‪ ،‬وهو مبثابة إصالح ملنظومته‬
‫اجلبائية املتعلقة ابلبيئة‪ .‬حبيث يوضح اجلدول املوايل القوانني املغربية اليت تتبىن اجلباية البيئية وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Soufiane Tabeut, Hassan Bougantouche, La Fiscalité Environnementale au Maroc Entre‬‬
‫‪Impératifs Fiscaux et Objectifs Environnementaux, Revue du Contrôle de la Comptabilité et de‬‬
‫‪l’Audit, Numéro 5, Juin 2018, p p 348-349.‬‬
‫‪219‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )18-3(:‬اجلباية البيئية املطبقة يف املغرب حسب القوانني العامة‬

‫أدوات السياسة اجلبائية املطبقة‬ ‫القانون‬


‫‪-‬الرسم على استخراج منتجات احملاجر‬
‫‪-‬ضريبة رخصة القيادة‬
‫‪ -‬فر رسوم على رخص سيارات األجرة ورخص احلافالت‬
‫‪ -‬ضريبة مراجعة احلساابت على املركبات اليت يزيد عمرها على ‪ 5‬سنوات‬
‫‪ -‬الضريبة على الدراجات النارية بسعة ‪ 𝐂𝐦𝟑 125‬أو أكثر‬
‫‪-‬الرسم احمللي على منتجات الطاقة‬ ‫قانون اجلمارك والضرائب غري‬
‫‪ -‬الضريبة اخلضراء على البالستيك‬ ‫املباشرة‬
‫‪-‬الرسم اخلاص ابالمسنت‬
‫‪ -‬الرسم اخلاص ابلرمال‬
‫‪ -‬الرسم على القيمة املضافة على الواردات‪ :‬تنص املادة ‪ 8‬من قانون املالية لسنة‬
‫‪ 2017‬على إعفاء ضريبة القيمة املضافة من الواردات على السلع واملعدات حلماية‬
‫البيئة‬
‫‪ -‬ضريبة االستهالك احمللي‪ :‬املادة ‪ 5‬من قانون املالية لسنة ميزانية ‪ ،2004‬والنفط‬
‫الثقيل والفحم وفحم الكوك النفطي إلنتاج الكهرابء أبكثر من ‪ 10‬ميغاواط معفاة من‬
‫ضريبة االستهالك احمللي‬
‫‪ -‬إعفاء من الضريبة السنوية على السيارات‪:‬‬ ‫قانون الضرائب العام‬
‫‪-‬مركبات النقل العام لألشخاص الذين يكون وزهنم اإلمجايل يف احلمولة املسحوبة أقل‬
‫من أو يساوي ‪ 3 000‬كيلوغرام والسيارات الكهرابئية والسيارات اهلجينة (الكهرابئية‬
‫واحلرارية)‬
‫‪ -‬إخضاع مبيعات سخاانت املياه الشمسية للرسم على القيمة املضافة مبعدل خمفض‬
‫قدره ‪٪10‬‬
‫‪ -‬رسوم اهلبوط للطائرات ورسوم املطارات األخرى (املرسوم ‪ 161-61-2‬املؤرخ يف‬
‫‪ 10‬جويلية ‪ 1962‬املنظم للطريان املدين)‬
‫‪ -‬رسوم املرافق (إمدادات املياه‪ ،‬والصرف الصحي‪ ،‬ومجع النفاايت ومعاجلتها)‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪- Soufiane Tabeut, Hassan Bougantouche, Op.cit, p p 351-352.‬‬

‫كما يبني اجلدول املوايل الرسوم البيئية يف املغرب وفقا جملال تطبيقها ومعدهلا وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪220‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )19-3( :‬الرسوم البيئية املطبقة يف املغرب وفقا للمعدل وجمال التطبيق‬

‫الرسوم البيئية‬ ‫املعدل‪ /‬جمال التطبيق‬


‫الرسم على استخراج منتجات احملاجر‬
‫‪-‬الرسم السنوي على الكميات املنتجة واملستخرجة من احملاجر‬ ‫جمال التطبيق‬
‫‪-‬ألنواع الرخام‪ 15 :‬درهم ‪ 𝑴𝟑 /‬املستخرج‪.‬‬ ‫املعدل‬
‫‪-‬الصخور املخصصة للبناء(احلجر‪ ،‬احلصى‪ ،‬الرمل‪ 3 ،)....‬درهم لكل 𝟑𝑴‪.‬‬
‫‪ 3-‬درهم لكل 𝟑𝑴 للصخور املعدة لالستخدام الصناعي‬
‫الضريبة البيئية على البالستيك‬
‫تطبق على البيع‪ ،‬الشراء‪ ،‬وعلى اخلروج من املصنع و استرياد املواد البالستيكية‬ ‫جمال التطبيق‬
‫‪ %1.5‬من القيمة‬ ‫املعدل‬
‫الرسم اخلاص املفروض على احلديد اخلرساين‬
‫تطبق على البيع والشراء واخلروج من املصنع ملواد احلديد اخلرساين‬ ‫جمال التطبيق‬
‫‪ 0.10‬درهم ‪ /‬كغ من احلديد اخلرساين‬ ‫املعدل‬
‫الرسم اخلاص ابلرمال‬
‫تطبق على بيع الرمال‬
‫‪ 50 -‬درهم ‪ 𝑴𝟑 /‬تطبق على رمال الكثبان الساحلية ورمال األهنار‬
‫‪ 20 -‬درهم ‪ 𝑴𝟑 /‬تطبق على رمال التكسري‬
‫الرسم اخلاص ابإلمسنت‬
‫اعتبارا من ‪ 2015/1/1‬مت تطبيق الرسم على االمسنت املنتج حمليا سواء مت بيعه أو استهالكه‬ ‫جمال التطبيق‬
‫داخليا‬
‫‪ 0.15‬درهم‪ /‬كغ من االمسنت سنة ‪2012‬‬ ‫املعدل‬
‫‪ 0.05‬درهم ‪ /‬كغ من االمسنت سنة ‪2002‬‬
‫رسم تدهور الطرق‬
‫الرسم على عمليات الطرق اليت تتعلق ابلبناء والتعمري والتوسعة‪ ،‬وعمليات الرتميم اليت جيب أن‬ ‫جمال التطبيق‬
‫ختضع لرتخيص البناء‬
‫حيسب الرسم على أساس مساحة 𝟑𝑴 املغطاة لكل جزء فيما يتعلق ابملباين اليت تتكون من‬ ‫املعدل‬
‫شرفات تقع على امللك العام للبلدية‪ ،‬فإن مساحات الشرفات تعترب ضعفا حلساب الضريبة(تدفع‬
‫مرة واحدة عند إصدار رخصة البناء)‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪-Soufiane Tabeut, Hassan Bougantouche, Op.cit, p 357-353.‬‬

‫‪221‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫من خالل اجلداول السابقة ميكن القول أبن السياسة اجلبائية للمغرب تتميز بفرضها رسوما بيئية أكثر من‬
‫الضرائب وذلك يف مجيع اجملاالت‪ :‬النقل‪ ،‬الطاقة‪ ،‬املياه‪ ،‬النفاايت وفقا ملعدالت تتغري كل فرتة حسب الوضع‬
‫البيئي‪ ،‬كما أن النظام اجلبائي ال يركز على جوانب محاية البيئة إال قليال‪ ،‬طاملا أن اهلدف املنشود يتعلق ابمليزانية‬
‫بشكل أساسي وال يشجع السلوكيات واملواقف اليت تعترب مواتية للبيئة‪ .‬إ ال أهنا تتميز بفرضها للحوافز اجلبائية أكثر‬
‫واليت حققت بفضلها نتائج مرضية يف جمال االستثمار يف الطاقات املتجددة‪ ،‬والنفاايت من خالل دعمها وتركيزها‬
‫على الطاقات النظيفة من أجل ختفيض االنبعااثت الغازية متاشيا مع املتطلبات العاملية‪ ،‬كما يطبق املغرب بعض‬
‫‪1‬‬
‫اإلعفاءات الضريبية واليت تعترب كمساعدات مالية للحد من التلوث وهي خمصصة من أجل‪:‬‬
‫‪-1‬تشجيع جتديد املركبات؛‬
‫‪-2‬ختفيض الرسم على القيمة املضافة على أتجري عدادات املياه والكهرابء؛‬
‫‪ -3‬ختفيض الرسم على القيمة املضافة على السيارات االقتصادية؛‬
‫‪ -4‬تعليق الرسم على القيمة املضافة على واردات غاز البوواتن؛‬
‫‪ -5‬ختفيض الرسم على القيمة املضافة على سخاانت املياه ابلطاقة الشمسية؛‬
‫‪ -6‬إعفاء كلي ودائم من الدخل للمزارع غري املثمرة اليت هتدف إىل محاية الرتبة من التعرية بسبب الرايح‬
‫واألمطار‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬جتربة اإلمارات العربية املتحدة‬


‫هتتم اإلمارات العربية ابلقضااي البيئية كغريها من الدول‪ ،‬ابعتبارها كانت والزالت تعاين من مشاكل عويصة‪ ،‬إال‬
‫أهنا اختذت طريقا جديدا من أجل احلفاظ على بيئتها وفقا لشروط حمددة‪ ،‬وابلتايل وضعت سياسات اقتصادية‬
‫وجمموعة من القوانني اليت سامهت هي األخرى يف ختفيف حدة تدهور الوضع البيئي‪ ،‬ومن أجل حتقيق االستدامة‬
‫البيئية يف إطار تشريعي وتنظيمي يساعدها يف احلفاظ على بيئتها من التلوث‪ ،‬اجتهت إىل تبين سياسة جبائية‬
‫تعتمد يف األصل على احلوافز اجلبائية كأداة مناسبة لوضعها البيئي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬قوانني محاية البيئة‬
‫صدر أول قانون احتادي بشأن محاية البيئة وتنميتها يف عام ‪ ،1999‬وقد سبق ذلك صدور العديد من القوانني‬
‫‪2‬‬
‫االحتادية اليت تنظم محاية البيئة يف خمتلف اجملاالت ويهدف قانون محاية البيئة وتنميتها إىل‪:‬‬
‫‪ -1‬محاية البيئة واحلفاظ على نوعيتها وتوازهنا الطبيعي؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Nabil Bouayadamine, Khalid Rouggani, Développement Durable : Ou En est la Fiscalité du‬‬
‫‪Maroc?, Economie et Capital, N°8, 2016, p 66.‬‬
‫‪ 2‬عبد الناصر هياجنه‪ ،‬الدليل القانوين حلماية البيئة‪ ،‬يف دولة اإلمارات العربية املتحدة يف قانون محاية البيئة وتنميتها‪ ،‬معهد التدريب والدراسات القضائية‪ ،‬رقم‬
‫‪ 24‬لسنة ‪ ،1999‬ص ص ‪.13-12‬‬
‫‪222‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ -2‬مكافحة التلوث أبشكاله املختلفة وجتنب أية أضرار أو آاثر سلبية فورية أو بعيدة املدى نتيجة خلطط وبرامج‬
‫التنمية االقتصادية أو الزراعية‪ ،‬الصناعية أو العمرانية وغريها من برامج التنمية اليت هتدف إىل ترسيخ الوعي البيئي‬
‫ومبادئ مكافحة التلوث؛‬
‫‪ -3‬تنمية املوارد الطبي عية واحلفاظ على التنوع احليوي يف إقليم الدولة واستغالله االستغالل األمثل ملصلحة‬
‫األجيال احلاضرة والقادمة؛‬
‫‪ -4‬محاية اجملتمع وصحة اإلنسان والكائنات احلية األخرى من مجيع األنشطة واألفعال املضرة بيئيا أو اليت تعيق‬
‫االستخدام املشروع للوسط البيئي؛‬
‫‪ -5‬محاية البيئة يف الدولة من التأثري الضار لألنشطة اليت تتم خارج إقليم الدولة؛‬
‫‪ -6‬تنفيذ االلتزامات اليت تنظمها االتفاقيات الدولية أو اإلقليمية املتعلقة حبماية البيئة ومكافحة التلوث‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬اجلباية البيئية يف اإلمارات العربية املتحدة‬


‫تتطلع اإلمارات إىل أن تصبح م ن الدول األوىل عامليا يف مجيع اجملاالت خاصة البنية التحتية والطاقات املتجددة‬
‫والنظيفة‪ ،‬النقل واالتصاالت تسعى إىل حتقيق بيئة مستدامة وضمان استمرارها وحتقيق التوازن بني التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬من خالل احلوافز اجلبائية اليت متنحها للمشاريع االستثمارية خاصة يف جمال النقل‬
‫والطاقات املتجددة‪ ،‬وابلتايل سنتطرق إىل الضرائب والرسوم املطبقة يف اإلمارات وحىت احلوافز اليت أخذت بعدا‬
‫‪1‬‬
‫كبريا يف مواجهة التحدايت البيئية وكانت األداة األكثر أمهية يف السياسة اجلبائية لإلمارات وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪ -1‬الكربون وتغري املناخ‪ :‬ال تشارك اإلمارات العربية املتحدة يف برانمج نظام الرخص القابلة للتداول‪ ،‬وال‬
‫خرا إدارة الطاقة وتغري املناخ داخل وزارة اخلارجية كأفضل‬‫يوجد لديها ضريبة كربون‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد أنشأت مؤ ً‬
‫حل لبناء القدرات املطلوبة إلدارة أجندة تغري املناخ والطاقة املتجددة يف دولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬

‫‪ -2‬الطاقة املتجددة والوقود‪ :‬مت إطالق محلة "‪ "I LED the way‬على الصعيد الوطين يف ‪ 22‬ماي‬
‫‪ 2016‬من قبل هيئة اإلمارات للمواصفات واملقاييس وهيئة كهرابء ومياه ديب (ديوا) وبنك أبوظيب التجاري خالل‬
‫محلة اإلضاءة الفعالة‪ ،‬يتم ختفيض مجيع منتجات اإلضاءة ‪ LED‬عالية الكفاءة املعتمدة من قبل هيئة اإلمارات‬
‫بنسبة ‪ % 25‬ملدة أسبوع‪ .‬كما يتم تزويد السكان حبلول صديقة للبيئة للتخلص من مصابيحهم الكهرابئية القدمية‬
‫وهي محالت تشجع على استخدام وسائل نقل أكثر استدامة‪ ،‬من خالل احلوافز اجلبائية املمنوحة للمؤسسات‪.‬‬

‫‪-3‬املركبات اخلضراء‪ :‬وافقت دولة اإلمارات العربية املتحدة ً‬


‫مؤخرا على إسرتاتيجية املركبات منخفضة االنبعااثت‬
‫من أجل رفع الوعي وتثقيف اجلمهور املستهدف من خالل احلوافز اجلبائية‪ ،‬وإعفاءات للسيارات األقل تلواث؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Green Tax index, An exploration of green tax incentives and penalties, The KPMG, July 2017, p‬‬
‫‪94.‬‬
‫‪223‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ -4‬املاء‪ :‬تتزايد الرسوم اإلمجالية للمياه للفيالت والشقق‪ ،‬مع اختالف املعدالت للوافدين واملواطنني‪ ،‬لتشجيع‬
‫مؤخرا يف رسوم املياه للجهات‬
‫السكان (خاصة املغرتبني) على تقليل استهالك املياه‪ ،‬وهناك زايدات حادة ً‬
‫احلكومية‪.‬‬
‫‪ -5‬ضريبة حظر أو إلقاء القمامة والنفاايت الصلبة‪ :‬حظر إلقاء أو حرق القمامة والنفاايت الصلبة يكون إال‬
‫يف األماكن املخصصة لذلك بعيدا عن املناطق السكنية والصناعية‪ ،‬الزراعية‪ ،‬البيئة واملائية‪ ،‬وحتدد الالئحة التنفيذية‬
‫املواصفات والضوابط واحلد األدىن لبعض األماكن املخصصة هلذه األغرا عن تلك املناطق‪ .‬ويفر مقدار‬
‫‪1‬‬
‫الضريبة بني أكثر من ألفي درهم وال تزيد عن عشرين ألف درهم‪.‬‬
‫‪ -6‬احلوافز اجلبائية املمنوحة يف جمايل الطاقة واملباين اخلضراء‪ :‬أكدت املسامهة الوطنية اليت قدمتها دولة‬
‫اإلمارات العربية املتحدة قبل ‪(COP21‬مؤمتر ابريس ‪ )2015‬على هدفها املتمثل يف زايدة حصتها من الطاقة‬
‫النظيفة من ‪ % 0.2‬سنة ‪ 2014‬إىل ‪ % 24‬من إمجايل الطاقة‪ ،‬وذلك حبلول عام ‪.2021‬‬
‫تستهدف ‪% 27‬من مصادر الطاقة النووية والشمسية‪ ،‬مما يساعد بشكل كبري يف تقليل انبعااثت الكربون‪.‬‬
‫كما أن احتجاز الكربون وختزينه له أتثري كبري حمتمل على احلد من انبعااثت الكربون‪ ،‬تعمل اإلمارات العربية‬
‫املتحدة على تطوير مشروع كبري الحتجازه وختزينه من خالل مشروع مشرتك بني مصدر وشركة برتول أبوظيب‬
‫الوطنية‪ .‬وتقوم املؤسسة ابحتجاز ما يصل إىل ‪ 800.000‬طن من اثين أكسيد الكربون سنواي‪ 2.‬وذلك وفقا‬
‫للتدابري واحلوافز اليت متنحها اإلمارات للمؤسسات الناشطة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫وقد وضع مشروع القانون حوافز جبائية لدمج عناصر املباين اخلضراء (‪ )Green Building‬يف املباين‬
‫التجارية والسكنية‪ .‬وتعد هذه احلوافز اجلبائية ضرورية ومرغوبة لتشجيع االبتكار لتحسني جودة احلياة عموما‬
‫وتشجيع الشركات على اعتماد املكوانت املوفرة للطاقة مثل املصابيح الكهرابئية واألجهزة املستدامة‪ ،‬مما يؤدي يف‬
‫النهاية إىل زايدة الوعي وإىل اخنفا كبري يف استخدام الطاقة‪ .‬وتوجد يف السعودية منظمة مماثلة للمجلس‬
‫األمريكي للمباين اخلضراء حتمل اسم جملس البناء األخضر السعودي الذي حياول املساعدة على تشكيل سياسات‬
‫البيئة العمرانية وتسهيل احللول التعاونية لتعزيز املمارسات املستدامة يف السعودية‪.‬‬
‫ومنذ إنشاء اجمللس عام ‪ 2009‬مت تشجيع تنفيذ سياسات ولوائح املباين اخلضراء‪ ،‬من خالل اعتماد نظم‬
‫تصنيف متسقة‪ ،‬واملساعدة على زايدة تبادل املعرفة الشاملة واملعلومات املتاحة حول البيئات العمرانية واجملتمعات‪.‬‬
‫ومن بني املبادرات األخرى املماثلة يف منطقة الشرق األوسط مبادرة برانمج "استدامة" اليت مت تطويرها من قبل‬
‫جملس أبوظيب للتخطيط العمراين ويستخدم برانمج استدامة "نظام التصنيف" اخلاص به للرتكيز يف املقام األول على‬

‫‪ 1‬عبد الناصر هياجنه‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Green Tax index, An exploration of green tax incentives and penalties, Op.cit, p 94.‬‬
‫‪224‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫ختضري البيئة العمرانية يف إمارة أبوظيب من خالل الرتكيز على أربعة عوامل رئيسة هي‪ :‬البيئة واجملتمع والثقافة‬
‫‪1‬‬
‫واالقتصاد‪.‬‬
‫لكل من أنواع الطاقة املتجددة وكفاءة الطاقة على مجيع مستوايت احلكومات مبا‬‫كما مت اعتماد أهداف مشرتكة ٍ‬
‫يف ذلك ما يتم على املستوى اإلقليمي يف حالة االحتاد األورويب‪ .‬كذلك‪ ،‬فإن صانعي السياسات يستخدمون اللوائح‬
‫‪2‬‬
‫املضي قُدماً ابجلانبني مع بعضهما البعض وهو ما يتضح بصورة جلية يف قطاع البناء‪.‬‬
‫واحلوافز الضريبية من أجل ِّ‬
‫ووف ًقا لتقرير برانمج التنمية التابع لألمم املتحدة الصادر سنة ‪ ، 2005‬بلغت انبعااثت غازات االحتباس‬
‫احلراري يف اإلمارات ‪ 34.1‬طنًا للفرد يف عام ‪ ،2004‬وهي اثلث أعلى نسبة يف العامل بعد قطر والكويت وأعلى‬
‫بكثري من انبعااثت الفرد يف الوالايت املتحدة البالغة ‪ 20.6‬طنًا‪.‬‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬يف مؤمتر القمة العاملي للطاقة الذي عقد يف أبو ظيب سنة ‪ ،2007‬خصصت اإلمارات‬
‫‪ 7.7‬مليار جنيه إسرتليين ملشاريع الطاقة البديلة‪ ،‬كما كشفت عن أول مدينة يف العامل خالية من الكربون‬
‫والنفاايت‪ .‬القت مبادرة املباين اخلضراء أو الصديقة للبيئة استقباال جيدا يف املؤمتر الدويل األول للمباين اخلضراء‬
‫يف أوائل عام ‪ 2005‬يف ديب بدعم كامل من اجمللس العاملي لألبنية اخلضراء والشبكة العاملية للطاقة املتجددة‪.‬‬
‫مواكبةً للخطوات اخلضراء‪ ،‬خططت اإلمارات العربية املتحدة للبدء يف بناء مدينة خضراء مبليارات الدوالرات يف‬
‫ائدا يف جمال الطاقة البديلة‪ ،‬يتم توجيه املدينة اخلالية من‬ ‫الصحراء‪ ،‬حيث يتطلع منتج النفط إىل أن يصبح ر ً‬
‫الكربون والنفاايت من قبل "مصدر"‪ ،‬وهي مبادرة أطلقتها حكومة أبوظيب لتطوير طاقة مستدامة ونظيفة‪ 3.‬ويكون‬
‫ذلك من خالل دعم الدولة ومنح حوافز جبائية من أجل إسرتاتيجية التنمية اخلضراء‪.‬‬

‫‪-7‬النفاايت البالستيكية‪ :‬وفقا لتقرير برانمج األمم املتحدة للبيئة يف سنة ‪ ،2018‬بلغ اإلنتاج العاملي جلميع‬
‫املواد البالستيكية يف عام ‪ 2015‬حنو ‪ 400‬مليون طن منها ‪( % 36‬أي حنو ‪ 144‬مليون طن) من العبوات‬
‫ومواد التنظيف البالستيكية املستخدمة ملرة واحدة‪ ،‬فيما تتم إعادة تدوير ‪ %9‬فقط من مجيع أنواع البالستيك‬
‫وحرق ‪ % 12‬والباقي ‪ %79‬يتم التخلص منه يف مكبات النفاايت أو املطامر‪ ،‬أو يتسرب إىل البيئة‪ .‬أما يف دول‬
‫اإلمارات العربية يتم استهالك ‪ 11‬مليار من األكياس البالستيكية سنواي‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 1.182‬كيس بالستيكي‬
‫سنواي على مستوى الفرد‪ .‬ويعترب ذلك معدال مرتفعا جدا مقارنة مع املعدل العاملي والبالغ ‪ 307‬أكياس للفرد‬
‫سنواي‪.‬‬

‫‪ 1‬هيثم ابحيدرة ‪ ،‬نظرة عامة على املباين اخلضراء ‪ ..‬الطاقة والتصميم البيئي‪ ،‬جريدة العرب االقتصادية الدولية‪ 03 ،‬مارس ‪ ،2014‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://www.aleqt.com/2014/03/03/article_829896.html‬واتريخ اإلطالع ‪2020-08-01‬‬
‫‪ 2‬أثر تكنولوجيات الطاقات على كفاءة الطاقة العاملية‪ ،‬األمم املتحدة‪ ،‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://www.un.org/ar/chronicle/article/20315‬واتريخ اإلطالع ‪2020-08-01‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Mustafa Khalifa, Green Building Revelution in UAE, Environment Protection and Development‬‬
‫‪Authority, 26 May 2014, p 02-05.‬‬
‫‪225‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫هدف اإلمارات هو خفض استخدام املواد البالستيكية (وغري البالستيكية) املستخدمة ملرة واحدة‪ ،‬وإعالن‬
‫الدولة خالية من األكياس البالستيكية ملرة واحدة يف ‪ ،2021‬وضع تشريع من أجل احلد من استخدام هذه املواد‬
‫عرب التدرج يف اإلجراءات لتحفيز خفض استهالك األكياس البالستيكية املستخدمة ملرة واحدة ووضع الرسوم‬
‫عليها وصوال إىل حظرها الشامل ووضع الرسوم على املواد ذات البدائل الواضحة ومنع توزيعها جماان للمستهلك‬
‫النهائي‪ .‬منح إعفاءات ضريبية للمؤسسات اليت تعمل يف جمال رسكلة النفاايت‪ ،‬وإنشاء صندوق البيئة للرسوم‬
‫‪1‬‬
‫املستوفاة لتمويل النشاطات البيئية‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬جتربة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــصر‬

‫تسعى مصر إىل احملافظة على بيئتها ابعتبارها من بني الدول األكثر تلواث يف العامل خاصة التلوث اهلوائي‪ ،‬بسبب‬
‫الكثافة السكانية للدولة‪ .‬يربز إهتمام احلكومة املصرية حلماية البيئة من التلوث من خالل املشاركة يف الفعاليات‬
‫الدولية والبحث عن سبل انجعة من أجل ختطي التدهور البيئي إبختاذها من السياسة اجلبائية جزءا من حل‬
‫ملشاكلها البيئية‪ .‬فقبل التطرق إىل التجربة املصرية يف اجملال اجلبائي وأدواته البد من التعرف على قوانينها ومبادئها‬
‫اليت تعمل هبا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قوانني محاية البيئة يف مصر‬


‫يعد القانون رقم ‪ 1994 /4‬أول قانون موحد حلماية البيئة يف مصر جبميع عناصرها وأنظمتها من التلوث‬
‫واالستنزاف والتدهور‪ .‬ويتوافق ذلك مع االجتاه التشريعي الدويل اخلاص حبماية البيئة‪ .‬كما أوجب هذا القانون‬
‫ضرورة متثيل املنظمات غري احلكومية يف جملس إدارة جهاز شؤون البيئة‪ ،‬يعد كذلك أول قانون مصري ينص على‬
‫تطبيق األدوات االقتصادية لتحقيق أهداف السياسة البيئية‪ ،‬فضال عن تطبيقه ألهم املبادئ االقتصادية يف هذا‬
‫الشأن‪ ،‬وهو مبدأ امللوث الدافع أو حتميل املتسبب لنفقة تلويثه للبيئة‪ .‬كما نصت املادة اخلامسة من ذات القانون‪،‬‬
‫يف البند الثامن عشر منها على أن جهاز شؤون محاية يف سبيل حتقيق أهدافه " اقرتح آليات اقتصادية لتشجيع‬
‫األنشطة املختلفة الختاذ إجراءات منع التلوث" ويعد هذا النص اعرتافا هاما ابلدور احليوي الذي ميكن أن تلعبه‬
‫‪2‬‬
‫األدوات االقتصادية يف حتقيق أهداف السياسات البيئية املصرية‪.‬‬

‫‪ 1‬سياسة املواد البالستيكية املستخدمة ملرة واحدة يف إمارة أبوظيب ‪ ،2020‬هيئة البيئية‪ ،‬أبوظيب‪ 22 ،‬مارس ‪ ،2020‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://www.ead.gov.ae/ar/knowledge-hub/laws-and-policies‬واتريخ اإلطالع‪2020-08-02 :‬‬
‫‪ 2‬عمر حممد السيد الشناوي ‪ ،‬تقومي الضريبة كأداة لسياسة محاية البيئة‪ ،‬دراسة حالة مصر‪ ،‬جملة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬أفريل ‪ ،2011‬ص ص‬
‫‪.449 - 448‬‬
‫‪226‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫ووفقا لالتفاقية الدولية اخلاصة حبماية البيئة البحرية وتطبيقا ملبدأ امللوث الدافع تنص املادة ‪ 48‬من قانون البيئة‬
‫‪1‬‬
‫املصري على أهداف محاية البيئة البحرية يف مصر وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬محاية شواطئ مجهورية مصر العربية و موانيها من خماطر التلوث جبميع صوره وأشكاله؛‬
‫‪ -2‬محاية بيئة البحر اإلقليمي و املنطقة االقتصادية اخلالصة و مواردها الطبيعية احلية وغري احلية و ذلك مبنع‬
‫التلوث أاي كان مصدره و خفضه و السيطرة عليه؛‬
‫‪ -3‬محاية املوارد الطبيعية يف املنطقة االقتصادية؛‬
‫‪ -4‬التعويض عن األضرار اليت تلحق أبي شخص طبيعي أو اعتباري من جراء تلوث البيئة املائية؛‬
‫‪ -5‬اإلدارة البيئية املتكاملة للمناطق الساحلية مبا يكفل إدارة مواردها لتحقيق التنمية املستدامة‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬اجلباية البيئية يف مصر‬

‫إن دور النظام اجلبائي كجزء من السياسة البيئية املتبعة يف مصر يقتصر على اإلجراءات الضريبية املطبقة على‬
‫منح إعفاء اآلالت واملعدات اجلديدة املستوردة من الضريبة اجلمركية أو السماح ىف بعض األحيان خبصم إهتالك‬
‫مرتفع من قيمة اآلالت واملعدات اجلديدة من وعاء ضريبة الدخل يف شروط وقيود معينة‪ 2.‬حبيث تطبق مصر‬
‫جمموعة من الضرائب والرسوم اليت هتدف من ورائها إىل احلفاظ على بيئتها وهي مقسمة وفقا للطاقة والنقل واملوارد‬
‫والتلوث‪:‬‬
‫‪-1‬الضرائب والرسوم املطبقة على قطا الطاقة‬
‫أ‪ -‬رسوم استخدام املناجم واحملاجر‪ :‬جتمع احملافظات رسوم استخدام مقابل استغالل املناجم واحملاجر مث حتول‬
‫العوائد إىل حساابت وزارة املالية‪ .‬وال حتتفظ احملافظات أبي مبلغ لألنشطة املتعلقة بصيانة املنجم أو أي أنشطة‬
‫‪3‬‬
‫مماثلة‪ .‬ولتعويض ذلك جتين احملافظات رمسا إضافيا على محولة كل شاحنة خترج من مناطق احملاجر‪.‬‬

‫ب‪ -‬جمال الطاقة املتجددة‪ :‬اإلطار القانوين املصري يسمح ابإلنتاج الذايت للطاقة من املصادر املتجددة‪ ،‬يقوم‬
‫جهاز تنظيم مرفق الكهرابء ومحاية املستهلك بتطوير ما يسمى "بنك الطاقة" للسماح للمنتجني الذاتيني للطاقة‬
‫من مصادر متجددة بتغذية فائض الكهرابء للشبكة‪ ،‬مع إمكانية استعادهتا جمددا عند احلاجة‪.‬‬
‫يف جوان ‪ 2012‬وافق جملس الوزراء على إنشاء صندوق لتمويل مشروعات الطاقة املتجددة‪ ،‬و يف ‪ 26‬جوان‬
‫‪ 2009‬وافق كذلك اجمللس األعلى للطاقة على سياسة احلصول على الضماانت املالية لتأمني املدفوعات مبوجب‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ ،1994‬املتضمن محاية البيئة واملعدل ابلقانون رقم ‪ 9‬لسنة ‪ ،2009‬وزارة البيئة املصرية‪ ، ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،5‬ص ص ‪.27-26‬‬
‫‪ 2‬سعيد عبد املنعم حممد‪ ،‬وائل فوزي عبد الباسط‪ ،‬أمحد حممد عبد العزيز‪ ،‬إطار مقرتح للحوافز الضريبية ىف قطا البرتول من منظور بيئي‪ ،‬جملة العلوم البيئية‬
‫معهد الدراسات والبحوث البيئية ‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬اجمللد الثامن والثالثون‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.443‬‬
‫‪ 3‬حممد عبد الرؤوف ‪ ،‬األدوات االقتصادية يف السياسة البيئية‪ ،‬حالة دولة جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مركز اخلليج لألحباث‪ ،‬ديب‪ ،‬اإلمارات العربية‬
‫املتحدة‪ ،2008 ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪227‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫اتفاقيات شراء الطاقة‪ .‬ووفقا لقرار جملس الوزراء الصادر بتاريخ ‪ 26‬ماي ‪ 2010‬فإن مشروعات الطاقة املتجددة‬
‫تتمتع إبعفاء من الرسوم اجلمركية‪ ،‬كما جيب على املستثمرين التقدم إىل هيئة الطاقة اجلديدة واملتجددة بقائمة‬
‫‪1‬‬
‫املعدات اليت حتتاج السترياد‪ ،‬وتقوم اهليئة ابلتصديق على املعدات املؤهلة لإلعفاء من الرسوم اجلمركية‬
‫‪ -2‬ضرائب املوارد والتلوث‬
‫‪2‬‬
‫تتعلق هذه الرسوم بكثرة حول النفاايت يف جماالت متعددة‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫أ‪-‬رسوم املستخدمني مقابل إدارة نفاايت البلدية الصلبة‪ :‬يدفع منتجو النفاايت مثل املنازل رمسا شهراي جلامعي‬
‫النفاايت واملتعهدين اخلاصني‪ .‬ومث ة تفاوت يف الرسم املطبق على املنازل والوحدات االقتصادية األخرى‪ .‬جيمع‬
‫املتعهدون اخلاصون النفاايت الصلبة من البيوت وقطاع اخلدمات والصناعة‪ ،‬والسيما يف األماكن اليت حتتوي‬
‫النفاايت فيها على مواد ذات قيمة ميكن إعادة تدويرها‪.‬‬
‫ب‪-‬نفاايت أعمال البناء‪ :‬فيما يتعلق بنفاايت أعمال البناء‪ ،‬فإن الصورة خمتلفة بعض الشيء‪ .‬من أجل احلصول‬
‫على رخصة بناء‪ ،‬يفر رسم متغري كنوع من ضمانة أداء البناء ‪/‬اهلدم‪.‬كما تفر رمسا آخر جتنيه البلدية من كل‬
‫الوحدات السكنية ذات الصلة بتنظيف الشوارع‪ ،‬وخدمات إدارة النفاايت على العموم‪ ،‬وحيدد لكل رسم اخلاص‬
‫من قيمة ضريبة امللكية احملددة لكل وحدة سكنية‪.‬‬ ‫ابلتنظيف ب ـ ـنسبة ‪2.5‬‬

‫ج‪ -‬رسم استخدام االمسنت‪ :‬بلغ القلق العام من صناعة االمسنت يف مصر وآاثرها السلبية على الصحة البشرية‬
‫والبيئة ذروته يف هناية الثمانينات وبداية التسعينات‪ ،‬واختذت احلكومة بعض اخلطوات املهمة يف هذا الصدد‪ .‬أوال‬
‫وقبل كل شيء‪ ،‬قيام شركات االمسنت اليت متتلكها احلكومة أبكملها برتكيب أجهزة أو تدابري ختفيفية‪ .‬اثنيا‪ :‬فر‬
‫رسم مقداره ‪ 5‬جنيهات مصرية على الطن يتحمله املستهلك وختصص عوائد هذا الرسم ملشاريع محاية البيئة‪.‬‬
‫ويبلغ اإليراد السنوي من ذلك حوايل ‪ 135‬مليون جنيه مصري‪.‬‬

‫د‪ -‬رسوم زايرة احملميات الطبيعية‪ :‬ختصص رسوم زايرة احملميات الطبيعية لصندوق محاية البيئة من أجل متويل‬
‫األنشطة البيئية وصيانة احملمية‪ .‬غري أن احملميات مل حتصل على أي متويل من صندوق محاية البيئة حىت واترخيه‪ ،‬إذ‬
‫أن احملميات مل تطور اسرتاتيجيات أو تضع موازانت لتنفيذها‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل الرسوم السابقة جند كل من الرسم على املخلفات السائلة وكذلك قرار التحصيل من قيمة إجيار‬
‫املساكن كرسم للنظافة‪ ،‬ابإلضافة إىل ما نصت عليه املادة ‪ 82‬من الالئحة التنفيذية للقانون رقم ‪ 48‬لسنة‬
‫‪ ،1982‬من تقرير رسم سنوي عن املخلفات السائلة املعاجلة اليت يرخص بتصريفها يف اجملاري املائية قبل االنتفاع‬
‫‪3‬‬
‫ابستغالل هذه اجملاري‪.‬‬

‫‪ 1‬نبذة عن الطاقة املتجددة سنة ‪ ،2012‬تقرير املركز اإلقليمي للطاقة املتجددة وكفاءة الطاقة‪ ،2013 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ 2‬حممد عبد الرؤوف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ 3‬عمر حممد السيد الشناوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.453‬‬
‫‪228‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ -3‬الضرائب والرسوم املطبقة على قطا النقل‪ :‬يف هذا اجملال جند كل من‪:‬‬
‫أ‪ -‬رسم تذاكر السفر اجلوي‪ :‬يتم فر رسم مقداره ‪ 12.5‬على تذاكر السفر اجلوي الدويل‪ .‬وتوجه العوائد‬
‫إىل صندوق البيئة والسياحة الذي يكون أمينه العام وزير للشؤون البيئية‪ .‬ويقدم الصندوق حاليا مساعدة مالية إىل‬
‫‪1‬‬
‫عدد من املشاريع احلكومية يف جمايل البيئة والسياحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضرائب مركبات النقل السريع ‪ :‬تكون الضرائب عن املركبات إذا كان الوقود املستعمل ىف إدارة حمركها‬
‫بنزينا صافيا على الوجه اآليت‪:‬‬
‫‪ 15-‬جنيها سنواي للسيارات اليت تقل سعة حمركاهتا عن ‪Cm3 1000‬؛‬
‫‪ 18-‬جنيها سنواي للسيارات اليت سعة حمركها عن ‪ Cm3 1000‬وال تزيد على ‪Cm3 1300‬؛‬
‫‪ 30-‬جنيها سنواي للسيارات اليت تزيد سعة حمركها ‪ Cm3 1300‬وال تزيد على ‪Cm3 1600‬؛‬
‫‪ 50-‬جنيها سنواي للسيارات اليت تزيد سعة حمركها ‪ Cm3 1600‬وال تزيد على ‪Cm3 2000‬؛‬
‫‪ 90-‬جنيها سنواي للسيارات اليت تزيد سعة حمركها على ‪Cm3 2500‬؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ 120-‬جنيهاً سنوايً للسيارات اليت تزيد سعة حمركها على ‪.Cm3 2500‬‬
‫‪ -‬تكون الضريبة عن اجلرار املفرد أو الذي يقطر مقطورة زراعية وعن كل آلة ذات عجالت تسري على الطرق وغري‬
‫معدة لنقل األشخاص أو األشياء جنيهني (‪ 2‬جنيه) سنواي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ضرائب املركبات املقطورة تكون هذه الضرائب سنواي عن املركبات املقطورة املبنية كالتايل‪:‬‬
‫‪-‬عن املقطورة امللحقة اخلاصة (‪ 12‬جنيه)؛‬
‫‪ -‬عن املقطورة الزراعية (‪ 15‬جنيه)؛‬
‫‪ -‬عن كل راكب من عدد الركاب املصرح به للمقطورات املخصصة لنقل الركاب (‪ 2.250‬جنيه)؛‬
‫‪ -‬عن الكيلو جرام من الوزن الصايف للمقطورة أو نصف املقطورة غري الزراعية املخصصة لنقل البضائع‬
‫واألشياء (‪ 20‬جنيه)؛‬
‫‪ -‬عن كغ من الوزن الصايف للمقطورات امللحقة بسيارات النقل املشرتك للركاب والبضائع اليت تكون من نوعها‬
‫(‪ 25‬جنيه)؛‬

‫‪ 1‬حممد عبد الرؤوف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫‪ 2‬جدول الضرائب والرسوم على النقل‪ ،‬املوقع الرمسي لبوابة مرور مصر‪ ،2019 ،‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://traffic.moi.gov.eg/Arabic/OurServices/InfoServices/TrafficLaw/Pages/Fees -tax-table.aspx‬واتريخ‬
‫االطالع‪2020-07-27 :‬‬
‫‪ 3‬ضرائب ملركبات النقل‪ ،‬وزارة التخطيط واملتابعة‪ ،‬واإلصالح اإلداري‪ ،‬مقاطعة بورسعيد‪ ،‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪ http://www.portsaid.gov.eg/ServiceGuide/TrafficDetails.aspx?ID=11‬واتريخ االطالع‪2020- 07- 27 :‬‬
‫‪229‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫ج‪ -‬سيارات النقل‪ :‬مت فر رسم تنمية موارد الدولة اعتبارا من واتريخ ‪ 22‬ماي ‪ 2008‬كبند جديد ينص على‬
‫سيارات النقل‪:‬‬
‫‪ 500 -‬جنيه لسيارات النقل اليت ال تزيد محولتها عن ‪ 05‬أطنان؛‬
‫‪ 1000 -‬جنيه لسيارات النقل اليت تزيد محولتها عن مخسة أطنان وال تتجاوز مخسة عشر طنا؛‬
‫‪ 2000 -‬جنيه لسيارات النقل اليت ال تزيد محولتها عن ‪ 17‬طن‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بتخصيص إيرادات الرسوم البيئية املطبقة يف مصر فإهنا ختصصها إىل امليزانية العامة كما تتخذ من‬
‫صندوق محاية البيئة مصدرا لذلك‪ ،‬حبيث يعرف الصندوق على أنه‪" :‬شخصية اعتبارية يتبع الوزير املختص بشؤون‬
‫‪1‬‬
‫البيئة‪ ،‬وختصص موارد الصندوق للصرف منها يف حتقيق أغراضه" (املادة ‪ 15‬من قانون البيئة)‪،‬‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬جتربة تون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬


‫سنتطرق يف هذا املطلب إىل التجربة التونسية والتعرف على قوانني ومؤسسات محاية البيئة من التلوث ومدى‬
‫تطبيقها للجباية البيئية أبدواهتا املختلفة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار التشريعي واملؤسسايت حلماية البيئة يف تونس‬

‫ختضع محاية البيئ ة يف تونس إىل ترسانة قانونية هامة تعكس من جهة اإلرادة السياسية احلريصة على معاجلة‬
‫القضااي املتعلقة ابلتصرف يف املوارد الطبيعية‪ ،‬وتؤكد من جهة أخرى التزام البالد على االستعمال الرشيد واملستدام‬
‫ملوارد األجيال املستقبلية‪ ،‬وقد ظهرت منذ االستقالل عددا من القوانني والتشريعات املتعلقة حبماية عناصر معينة‬
‫يف البيئة وتشمل على سبيل املثال قانون الغاابت (‪ 1966‬واملعدل يف ‪ ،)1988‬وقانون املياه (‪ ،)1975‬وقانون‬
‫التعمري (‪ 1979‬املعدل يف ‪ ،)1994‬وتدعمت وترية سن القوانني واللوائح اخلاصة حبماية البيئة منذ سنة‬
‫‪ ،1988‬إبحداث ِّأول مؤسسة عمومية تعىن حبماية البيئة وهي الوكالة الوطنية حلماية البيئة‪ .‬ومت سنة ‪1991‬‬
‫وألول مرة يف تونس إحداث وزارة للبيئة‪.‬‬
‫مت تعزيز اإلطار التشريعي والتنظيمي مبجموعة من النصوص يف جمال محاية البيئة ومقاومة التلوث وتشمل‬
‫خصوصا قانون رقم ‪ 73-95‬املؤرخ يف ‪ 24‬جويلية ‪ 1995‬يتعلق ابجملال البحري العمومي‪ ،‬القانون رقم ‪- 95‬‬
‫‪ 70‬املؤرخ يف ‪ 17‬جويلية ‪ 1995‬املتعلق ابحلفاظ على املياه والرتبة ‪ ،‬والقانون رقم ‪ 29 - 96‬املؤرخ يف ‪ 3‬أفريل‬
‫‪ 1996‬الذي ضبط خطة عمل وطنية عاجلة ملقاومة حوادث التلوث البحري‪ ،‬والقانون رقم ‪ 41-96‬املؤرخ يف‬
‫‪ 10‬جوان ‪ 1996‬يتعلق ابلنفاايت ومراقبة التصرف والتخلص منها والنصوص التطبيقية لتنفيذها‪ ،‬والقانون رقم‬
‫‪ 34-2007‬املؤرخ يف ‪ 4‬جوان ‪ 2007‬املتعلق جبودة اهلواء‪ .‬وتتأثر هذه النصوص إىل حد كبري ابالتفاقيات‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ ، 1994‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪230‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫الدولية اليت صادقت عليها تونس‪ 1.‬ابإلضافة إىل املؤسسات السابقة الذكر سنتطرق إىل كل من صندوق مقاومة‬
‫‪2‬‬
‫التلوث‪ ،‬وصندوق سالمة البيئة ومجالية احمليط‪ ،‬اليت هتدف إىل محاية البيئة يف تونس‪:‬‬
‫‪-1‬صندوق مقاومة التلوث‪ :‬يف إطار سياسة الدولة حلماية البيئة ومقاومة التلوث مت مبقتضى القانون رقم ‪122‬‬
‫لسنة ‪ 1992‬املؤرخ يف ‪ 29‬ديسمرب ‪ 1992‬املتعلق بقانون املالية لسنة ‪ 1993‬إحداث صندوق خاص يف‬
‫اخلزينة يسمى "صندوق مقاومة التلوث"‪ ،‬يهدف هذا الصندوق إىل تشجيع األعمال الرامية إىل محاية البيئة من‬
‫التلوث الصناعي‪ ،‬واملسامهة يف متويل التجهيزات اليت من شأهنا أن حتد أو تزيل التلوث الصادر عن املؤسسات‬
‫الصناعية ومشاريع جتميع و رسكلة النفاايت‪ .‬مت مبقتضى الفصل ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 106‬لسنة ‪ 2005‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 19‬ديسمرب ‪ 2005‬املتعلق بقانون املالية لسنة ‪ 2006‬توسيع ميدان تدخل الصندوق ليشمل متويل‪:‬‬

‫أ‪-‬النظم العمومية للتصرف يف أصناف النفاايت احملدثة أو اليت سيتم إحداثها؛‬


‫ب‪-‬نفقات التصرف للوكالة الوطنية يف النفاايت؛‬
‫ج‪ -‬نسبة من كلفة معاجلة النفاايت املنزلية؛‬
‫وقد بلغت تدخالت الصندوق سنة ‪ 2014‬مبلغ قدره ‪ 442.9‬مليون دينار تونسي مت صرفها أساسا كمنح‬
‫للمؤسسات الصناعية قصد املسامهة يف متويل مشاريع احلد من التلوث‪.‬‬
‫‪ -2‬صندوق سالمة البيئة ومجالية احمليط‪ :‬مبقتضى القانون رقم ‪ 80‬لسنة ‪ 2003‬املؤرخ يف ‪ 29‬ديسمرب‬
‫‪ 2003‬واملتعلق بقانون املالية لسنة ‪ 2004‬مت إحداث حساب خاص يف اخلزينة بعنوان "صندوق سالمة البيئة‬
‫ومجالية احمليط" يتوىل متويل العمليات الرامية إىل العناية ابحمليط واحملافظة على البيئة ومجالية املدن واملتمثلة خاصة‬
‫يف‪:‬‬

‫أ‪ -‬العمليات املتعلقة مبقاومة ظاهرة البالستيك؛‬


‫ب‪-‬العمليات املتعلقة ابلنظافة العامة؛‬
‫ج‪-‬العمليات املتعلقة ابملالية البيئية؛‬
‫د‪-‬التحسيس والتوعية يف جمال البيئة؛‬
‫وميول صندوق نظافة البيئة ومجالية احمليط بواسطة‪ :‬اقتطاع مبلغ ‪ 5‬داننري عن كل طابع جبائي موظف على‬
‫عمليات تسليم جوازات السفر‪ ،‬مردود الطابع اجلبائي املوظف على شهادات الفحص الفين لوسائل النقل‪ ،‬املوارد‬
‫األخرى اليت ميكن ختصيصها لفائدة الصندوق طبقا للتشريع اجلاري العمل به‪.‬‬

‫‪ 1‬اإلطار التشريعي واملؤسسات‪ ،‬وزارة البيئة‪ 27 ،‬جانفي ‪ ،2016‬متاح على الرابط‪:‬‬


‫‪ http://www.environnement.gov.tn/index.php/ar/cadre-legislatif-et-institutionnel-ar‬واتريخ اإلطالع‪-08-23 :‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪ 2‬ميزانية الدولة لسنة ‪ ،2016‬الباب الثامن عشر‪ ،‬وزارة البيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬اجلمهورية التونسية‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2015‬ص ‪.31-29‬‬
‫‪231‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫اثنيا‪ :‬اجلباية البيئية املطبقة يف تونس‬


‫تطبق تونس بعض الرسوم اخلاصة ابلبيئة كما أهنا تعتمد على احلوافز اجلبائية من أجل خلق فرص االستثمار‬
‫لتدعيم التنمية املستدامة‪ ،‬والبحث يف جماالت متعددة خاصة النفاايت‪ .‬حبيث ينص قانون الضرائب احمللي على‬
‫الضرائب واإلواتوات‪ ،‬الغر الرئيسي هو متويل ميزانية البلدية وليس محاية البيئة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مؤخرا فر رمسني بيئيني على وجه التحديد ابإلضافة إىل احلوافز اجلبائية وهي كالتايل‪:‬‬
‫مت ً‬
‫‪ -1‬رسم محاية البيئة‪ :‬هو أول جتسيد للرقابة البيئية من حيث أتثريها على بعض منتجات الطاقة امللوثة وختصص‬
‫إيراداهتا لصندوقني خاصني للخزينة‪ ،‬صندوق مقاومة التلوث وصندوق سالمة البيئة‪.‬‬
‫‪ -2‬الرسوم املدفوعة على املبيعات احمللية للمنتجات السمكية‪ :‬هذه الرسوم ال تؤثر كثريا على البيئة وعلى‬
‫سلوك امللوث ابإلضافة إىل أتثريها على االستهالك (تفر على املنتجني)‪.‬‬
‫‪-3‬تويل تونس اهتماما كبريا للحوافز اجلبائية خاصة ابلنسبة للشركات املتخصصة يف مجع وحتويل ومعاجلة‬
‫النفاايت‪ ،‬والشركات اليت تكافح التلوث الناتج عن األنشطة االقتصادية‪ ،‬وترتبط هذه احلوافز مبنظمات محاية‬
‫البيئة‪.‬‬
‫ويف إطار تعزيز التكنولوجيا‪ ،‬البحث والتطوير وتوفري الطاقة مينح االستثمار يف الطاقات املتجددة احلق يف اإلعفاء‬
‫من الرسوم اجلمركية والرسم على القيمة املضافة بنسبة ‪ ٪12‬للمعدات املستوردة اليت ليس هلا مثيل حمليًا‪ ،‬وتعليق‬
‫الرسم على القيمة املضافة على تلك املكتسبة حمليًا‪ ،‬يف حني أن االستثمارات يف توفري املياه تعطي فقط احلق يف‬
‫عالوة‪ .‬ومن القطاعات األخرى اليت ميكن دجمها يف التنمية املستدامة قطاع الشركات الصغرية واملتوسطة واحلرف‪،‬‬
‫اليت تستفيد من خمصصات امليزانية واإلعفاءات اجلبائية‪.‬‬

‫‪ -4‬النفاايت‪ :‬تقدر النفاايت العضوية حبوايل ‪ 8-7‬مليون طن منها ‪ 2.3‬مليون طن قابلة إلعادة التدوير اليت‬
‫تتكون من نفاايت املواشي والصناعات الغذائية ونفاايت البلدية وكذلك من حمطات معاجلة مياه الصرف الصحي‪.‬‬
‫مت تعزيز اإلطار املؤسسي من خالل إنشاء الوكالة الوطنية إلدارة النفاايت‪ ،‬ومركز معاجلة النفاايت الصناعية‬
‫واخلطرة بسعة ‪ 90.000‬طن‪ .‬كما كانت هناك زايدة يف مدافن القمامة غري اخلاضعة للرقابة وتدهور حاد يف‬
‫ظروف املكبات‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تعترب إدارة خملفات البناء واألشغال العامة مشكلة رئيسية بسبب زايدة عدد‬
‫اإلنشاءات الفوضوية وغري القانونية‪ .‬يتم متويل إدارة النفاايت بشكل أساسي من قبل الدولة (‪ ،)٪80‬ويستثمر‬
‫جدا يف استعادة أو إعادة تدوير النفاايت‪ .‬تشجع االسرتاتيجية‬ ‫القطاع اخلاص فقط يف اجلمع والنقل والقليل ً‬
‫الوطنية احلالية لإلدارة املتكاملة واملستدامة للنفاايت االستثمار اخلاص‪ ،‬هبدف حتقيق نسبة مشاركة تصل إىل‬

‫‪1‬‬
‫‪Zouhour Kourda, « La politique fiscale tunisienne en faveur du développement durable »,‬‬
‫‪Chahier Politique et droit, N 11, Juin, 2014, p p 05-06.‬‬
‫‪232‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪ %50‬حبلول عام ‪ .2016‬وحتقيقا هلذه الغاية‪ ،‬مت وضع حوافز جبائية بيئية خاصة جانب االستثمار يف قطاع‬
‫‪1‬‬
‫رسكلة النفاايت‪.‬‬
‫ويف األخري‪ ،‬وكآخر إجراء قانوين خيص التحفيزات اجلبائية يف تونس مت استحداث قانون رقم ‪ 8‬لسنة ‪2017‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 14‬فيفري ‪ 2017‬والذي يتعلق مبراجعة منظومة االمتيازات اجلبائية‪ ،‬وابلتحديد الفصل ‪ 70‬ينص‬
‫‪2‬‬
‫على مايلي‪:‬‬
‫"بصرف النظر عن أحكام الفصل ‪ 12‬مكرر من القانون عدد ‪ 114‬لسنة ‪ 1989‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب‬
‫‪ 1989‬املتعلق إبصدار جملة الضريبة على دخل األشخاص الطبيعيني والضريبة على الشركات‪ ،‬يطرح من أساس‬
‫الضريبة على الدخل ثلثا املداخيل املتأتية من االستثمارات املباشرة اليت تنجزها املؤسسات املختصة يف مجع‬
‫أو حتويل أو تثمني أو رسكلة أو معاجلة النفاايت‪ ".‬يعين هذا القانون أنه يعفي املؤسسات اليت تستثمر يف جمال‬
‫النفاايت من جزء من ضرائبها واهلدف من وراء هذا اإلجراء هو تشجيع املؤسسات على دخول جمال االستثمار‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى محاية البيئة وتقليل حجم النفاايت‪ ،‬ابإلضافة إىل جوانب أخرى تتمثل يف االستثمار‬
‫يف جمال الطاقات املتجددة والزراعة‪ ،‬من أجل خلق فرص عمل وتنمية االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪L’Economie verte en Tunisie, un outil de mise en œuvre de la nouvelles stratégie de‬‬
‫‪développement durable (2014-2020), p p 11-12.‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ ،08‬املؤرخ يف ‪ 14‬فيفري ‪ ،2017‬املتضمن مراجعة منظومة االمتيازات اجلبائية‪ ،‬الرائد الرمسي للجمهورية التونسية‪ ،‬العدد ‪ ،15‬بتاريخ ‪ 21‬فيفري‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.606‬‬
‫‪233‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املبحث الرابع‪ :‬حتليل إيرادات اجلباية البيئية للدول العربية واألجنبية والدروس املستفادة من تطبيقها‬

‫فرضت العديد من الدول خاصة األوروبية ضرائب ورسوم بيئية ضمن سياساهتا اجلبائية‪ ،‬وذلك بداية‬
‫اب إلصالحات اجلبائية خالل فرتة التسعينات لغرضها البيئي فقط‪ ،‬إال أنه بعد مرورها ابألزمات االقتصادية‬
‫أصبحت تعتربها أداة مناسبة لتمويل املالية العامة للدول خاصة بعد األزمة املالية العاملية لسنة ‪ ،2008‬بعدما‬
‫كانت الدول تبحث عن موارد مالية جديدة ملواجهة الوضع االقتصادي‪ ،‬وذلك بغية إعادة استخدامها لوجهات‬
‫متنوعة يستفاد منها‪ ،‬إضافة إىل متويل امليزانية العامة‪ .‬سنتطرق يف هذا املطلب إىل حتليل اإليرادات اخلاصة ابلدول‬
‫األجنبية والدول العربية‪ ،‬وإىل تلخيص الدروس املستفادة من التجارب الدولية‪.‬‬
‫املطل ـ ـ ــب األول‪ :‬حتليل إيرادات اجلباية البيئية للدول األجنبية‬
‫يتم حتديد الضرائب ذات الصلة ابلبيئة يف إحصاءات اإليرادات ابستخدام املصطلحات اهلرمية للدليل‬
‫التفسريي للـ ‪ OECD‬من خالل أمساء ‪ 8250‬ضرائب مدرجة يف قواعد بياانت إحصاءات اإليرادات العاملية‬
‫يف ‪ 13‬ديسمرب ‪ . 2018‬مت استخدام الكلمات الرئيسية التالية لفحص املرشحني احملتملني للضرائب املتعلقة‬
‫‪1‬‬
‫ابلبيئة مسب ًقا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الطاقة‪ :‬اثين أكسيد الكربون‪ ،‬الطاقة املائية‪ ،‬النفط‪ ،‬الفحم‪ ،‬الغاز‪ ،‬الديزل‪ ،‬الوقود‪ ،‬الكهرابء‪ ،‬البنزين‬
‫والطاقة النووية‪....‬إخل؛‬
‫اثنيا‪ :‬النقل‪ :‬السيارات‪ ،‬الدراجات‪ ،‬الطريق‪ ،‬اجلو‪ ،‬القيادة‪ ،‬الطريان‪ ،‬املتنزه‪ ،‬السائق‪ ،‬الطريق السريع‪ ،‬الطريان‬
‫واملغادرة‪ ،‬السفر‪ ،‬القارب‪ ،‬حركة املرور‪ ،‬السكك احلديدية‪ ،‬السفينة‪ ،‬احلمولة‪ ،‬اجلرار‪....‬إخل؛‬
‫اثلثا‪ :‬التلوث‪ :‬اخلطر‪ ،‬الرصاص‪ ،‬البالستيك‪ ،‬األعشاب‪ ،‬األوزون‪ ،‬األمسدة‪ ،‬املبيدات احلشرية‪ ،‬السماد الطبيعي‬
‫االنبعااثت‪ ،‬النفاايت‪ ،‬الكربيت‪ ،‬النيرتوجني‪ ،‬التعبئة والتغليف‪ ،‬املطاط‪ ،‬الضوضاء‪....‬إخل؛‬
‫رابعا‪ :‬املوارد‪ :‬املياه‪ ،‬الصيد‪ ،‬املناجم‪ ،‬اخلشب‪ ،‬الغاابت‪ ،‬قطع األشجار‪....‬إخل‪.‬‬
‫واجلدول املوايل يوضح اإليرادات اجلبائية ذات البعد البيئي للدول اليت مت عرضها (اإلحتاد األورويب‪ ،‬الوالايت‬
‫املتحدة األمريكية‪ ،‬الياابن) خالل الفرتة ‪:2019-1994‬‬

‫‪1‬‬‫‪Special feature: Identifying environmentally-related tax revenues in Revenue Statistics,‬‬


‫‪Environmentally related tax revenue data reported to Revenue Statistics, OECD, 2019, Available at:‬‬
‫‪https://www.oecd-ilibrary.org/sites/52465399-en/index.html?itemId=/content/component/52465399-‬‬
‫‪en Page consulté le 15/04/2021‬‬
‫‪234‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫جدول رقم‪ )20-3( :‬إيرادات اجلباية البيئية خالل الفرتة ‪( 2019 –1994‬مليون دوالر أمريكي)‬
‫الوالايت املتحدة الياابن‬ ‫اإلحتاد األورويب‬ ‫السنوات‬ ‫املتحدة الياابن‬ ‫الوالايت‬ ‫اإلحتاد األورويب‬ ‫السنوات‬
‫األمريكية‬ ‫األمريكية‬
‫‪73182,994‬‬ ‫‪118351,845‬‬ ‫‪464522,531‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪80632,782‬‬ ‫‪74986,626‬‬ ‫‪228255,406‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪78272,991‬‬ ‫‪116266,254‬‬ ‫‪487740,375‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪90022,73‬‬ ‫‪77942,731‬‬ ‫‪265805,25‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪84473,007‬‬ ‫‪114503,319‬‬ ‫‪449924,438‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪80612,022‬‬ ‫‪85070,057‬‬ ‫‪276470,625‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪87792,149‬‬ ‫‪118247,825‬‬ ‫‪456078,531‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪71989,496‬‬ ‫‪89209,555‬‬ ‫‪259081,688‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪94449,082‬‬ ‫‪122479,77‬‬ ‫‪497983,844‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪66547,464‬‬ ‫‪92609,189‬‬ ‫‪269852,75‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪93961,911‬‬ ‫‪126094,506‬‬ ‫‪476357,156‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪77298,093‬‬ ‫‪96805,995‬‬ ‫‪276825,438‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪76270,494‬‬ ‫‪126763,289‬‬ ‫‪502066,938‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪81840,184‬‬ ‫‪99381,614‬‬ ‫‪249256,734‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪68246,289‬‬ ‫‪130097,755‬‬ ‫‪510500,156‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪72643,08‬‬ ‫‪98708,754‬‬ ‫‪246620,922‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪59891,066‬‬ ‫‪132650,518‬‬ ‫‪444672,219‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪70063,873‬‬ ‫‪100328,795‬‬ ‫‪274751,906‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪67530,344‬‬ ‫‪134721,268‬‬ ‫‪446137‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪76060,3‬‬ ‫‪102473,246‬‬ ‫‪338049,188‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪65537,212‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪449893,344‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪81162,693‬‬ ‫‪106896,29‬‬ ‫‪384582,125‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪66687,375‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪477164,375‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪80171,917‬‬ ‫‪112617,237‬‬ ‫‪400926,375‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪66619,718‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪454682,313‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪74941,924‬‬ ‫‪115902,183‬‬ ‫‪414496,938‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪Source: Environmentally related tax revenue, OECD .Stat, 2021, Available at :‬‬
‫‪https://stats.oecd.org/Index.aspx?DataSetCode=ERTR, Page consulté le: :15-04- 2021.‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن اجلباية البيئية حققت مداخيل معتربة للدول املذكورة نوجزها كمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الوالايت املتحدة األمريكية‪ :‬ابلرغم من اعتمادها على احلوافز اجلبائية أكثر من الضرائب والرسوم البيئية‪ ،‬إال‬
‫أهنا ختطت عتبة ‪ 100‬مليون دوالر أمريكي بداية من سنة ‪ ،2002‬وذلك مع التوسع يف تطبيقاهتا هلذه األداة‬
‫خاصة الضرائب على الطاقة‪ ،‬ففي بداية التسعينات كانت تعتمد على عدد قليل من الضرائب كالضريبة على املواد‬
‫املستنفذة لألوزون‪ ،‬ضريبة التبغ‪...‬إخل‪ .‬مث توسعت من خالل ضريبة الكربون‪ ،‬ضريبة على السيارات األكثر‬
‫استهالكا للوقود‪ ،‬ضريبة الكهرابء‪ ،‬أي أن معظم مداخيلها تستند على ضرائب الطاقة‪ ،‬حبيث تتميز اإليرادات‬
‫األمريكية ابلتزايد التدرجيي من سنة ألخرى ختطت ‪ 130‬مليون دوالر أمريكي وهي أعلى قيمة مت تسجيلها سنة‬
‫‪ ، 2016‬يرجع السبب يف ذلك إىل فر املزيد من الضرائب على مستوى العديد من الفدراليات األمريكية‬
‫هتدف من ورائها إىل محاية البيئة‪ ،‬كما أهنا أدت إىل حتقيق إيرادات تساهم هبا يف ختفيف العبء على الضرائب‬
‫األخرى؛‬

‫‪ -2‬تتميز إيرادات اجلباية البيئية يف الياابن‪ :‬بعدم االستقرار خاصة يف السنوات األخرية نتيجة لفر الضرائب‬
‫مث إلغائها من طرف احلكومة‪ ،‬وهو ما يسبب تذبذب يف اإليرادات‪ ،‬سجلت أعلى قيمة هلا سنة ‪ 2011‬فاقت‬
‫‪ 94‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬حبيث تتميز السياسة اجلبائية بفرضها ضرائب على قطاع الطاقة أكثر من القطاعات‬
‫األخرى؛‬

‫‪235‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫‪-3‬ابلنسبة لالحتاد األورويب‪ :‬بدأت اإليرادات ترتفع بداية من سنة ‪ 2003‬كنتيجة لتوسع الدول األوروبية يف‬
‫فر املزيد من الضرائب عن طريق إصالحات اجلباية البيئية اليت عرفتها بعض الدول خالل هذه الفرتة‪ .‬سجل‬
‫اإلحتاد أعلى قيم لإليرادات سنيت ‪ 2013‬و ‪ 2014‬فاقتا ‪ 510‬مليون دوالر أمريكي؛‬

‫‪ -4‬من خالل مؤشر الضرائب اخلضراء الصادر عن شركة(‪ )*KPMG‬احتلت كل من اهلند‪ ،‬كوراي اجلنوبية‬
‫اململكة املتحدة‪ ،‬هولندا‪ ،‬إيطاليا املراتب األوىل من حيث تصنيف عائدات اجلباية البيئية‪ .‬مت إنشاء املؤشر لزايدة‬
‫الوعي يف مجيع أحناء العامل‪ ،‬وتشجيع الشركات على استكشاف فرص وحوافز اجلباية البيئية واحلد من تعرضها‬
‫للعقوابت‪ .‬حبيث احتلت هولندا املرتبة الثالثة بعد كل من اهلند وكوراي اجلنوبية‪ ،‬واملرتبة األوىل ابلنسبة لدول اإلحتاد‬
‫سنة ‪ ،12017‬مبعدل ‪ %9.3‬من جمموع إيرادات اجلباية العامة‪ ،‬تليها إيطاليا (‪ )04‬مبعدل ‪ ،%8.8‬دمنارك‬
‫(‪ )06‬مبعدل ‪ ،%8.2‬اململكة املتحدة (‪ ،)10‬ب ـ ـ ‪ ،%7.2‬سويسرا (‪ )12‬ب ـ ـ ‪ ،%6.6‬فرنسا يف املرتبة ‪18‬‬
‫مبعدل ‪ ،% 4.4‬السويد (‪ )18‬مبعدل ‪ ،%5.2‬أما ابلنسبة للوالايت املتحدة احتلت املرتبة ‪ 25‬مبعدل ‪%2.8‬‬
‫الياابن (‪ )19‬مبعدل ‪ ،% 5.1‬وذلك من أصل ‪ 36‬دولة‪ .‬وابلنسبة لسنة ‪ 2019‬فلم يتغري معدل مسامهة‬
‫إيرادات اجلباية البيئية للوالايت املتحدة ‪ ،%2.8‬أما الياابن ارتفع قليال ليسجل ‪ %6.8‬من جمموع اإليرادات‬
‫‪2‬‬
‫اجلبائية وهولندا األوىل مبعدل ‪ %9.1‬ابلنسبة لإلحتاد األورويب‪ ،‬وحققت دول ‪ OECD‬ككل معدل ‪.%5‬‬
‫وذلك من جمموع املسامهة العامة لإليرادات اجلبائية؛‬
‫‪ -5‬بلغ سنة ‪ 2019‬إمجايل إيرادات اجلباية البيئية من الناتج احمللي اإلمجايل لإلحتاد األورويب ‪ %2.4‬و ‪%5.9‬‬
‫من إمجايل إيرادات دول االحتاد من املسامهات االجتماعية‪ ،‬شكلت الضرائب على الطاقة أكثر من ¾ إلمجايل‬
‫إيرادات اجلباية البيئية (‪ ،)%77.9‬تليها الضرائب على النقل (‪ ،)%18.9‬والضرائب على التلوث واملوارد كأقل‬
‫جدا من عائدات الضرائب البيئية لالحتاد األورويب لعام ‪ 2018‬بنسبة ‪ ٪77.7‬من‬ ‫نسبة ‪ .%3.2‬أييت جزء كبري ً‬
‫جدا يف‬
‫ضرائب الطاقة‪ .‬تبلغ حصة ضرائب النقل ‪ ،٪19.1‬وال تزال حصة الضرائب على التلوث واملوارد صغرية ً‬
‫االحتاد األورويب (‪)٪3.3‬؛‬
‫‪ -6‬بلغت قيمة اجلباية البيئية يف االحتاد األورويب لعام ‪ 2018‬حوايل ‪ 107‬مليار يورو أعلى مما كانت عليه سنة‬
‫‪ 2017‬ابلنسبة إىل ‪ ،PDG‬فقد اخنفض مستواه بشكل طفيف (من ‪ 2.5‬إىل ‪ ٪2.4‬من ‪ .)PDG‬خالل‬
‫نفس الفرتة‪ ،‬اخنفضت حصة اجلباية البيئية يف الضرائب واملسامهات االجتماعية مبقدار ‪ 0.6‬نقطة مئوية‪ ،‬من‬
‫‪ ٪6.6‬يف عام ‪ 2002‬إىل ‪ ٪6.0‬يف عام ‪ .2018‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تطور إيرادات اجلباية البيئية ابلنسبة إىل‬
‫‪TSC‬و‪ PDG‬قد غري منطه يف عام ‪ ،2008‬ومرة أخرى يف عام ‪ ،2016‬بعد مخس سنوات متتالية من‬

‫* (‪ :)The KPMG‬تعد من أكرب الشركات العاملية املختصة يف اخلدمات املهنية أبنواعها الثالث‪ :‬التدقيق‪ ،‬اخلدمات الضريبية‪ ،‬واخلدمات االستشارية‪.‬‬
‫‪ 1‬أنظر إىل‪:‬‬
‫‪The KPMG Green Tax index, Op.cit, p 09.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Environmental tax, OECD.Data, 2019, Available at :https://data.oecd.org/envpolicy/environmental-‬‬
‫‪tax.htm page consulté le: 02/03/2020.‬‬
‫‪236‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫االخنفا ‪ ،‬بدأ يف الزايدة يف عام ‪( 2009‬على األرجح بسبب الركود االقتصادي واالخنفا يف كل من الناتج‬
‫احمللي اإلمجايل االمسي واإليرادات احلكومية كنتيجة للمالية األزمة) وظلت مستقرة نسبيًا بعد ذلك‪ .‬بدءًا من عام‬
‫‪ ،2016‬بدأت النسب ترتاجع ببطء مرة أخرى‪ 1.‬وهو ما يوضحه الشكل املوايل للفرتة ‪:2019-2002‬‬

‫شكل رقم‪ :)3-3(:‬إيرادات اجلباية البيئية حسب النو وإمجايل الضرائب البيئية كحصة من الناتج احمللي‬
‫اإلمجايل ومن مسامهة الضمان االجتماعي‪ ،‬لالحتاد األورويب (‪( 2019-2002 ،)27‬مليون يورو ‪)٪/‬‬

‫‪Source: Environmental tax revenue by type and total environmental taxes as share of TSC and‬‬
‫‪GDP, EU-27, 2002-2019 (million EUR, %), Eurostat Statistics Explained, December 2020, last‬‬
‫‪modification on 7 January 2021, Available at:‬‬
‫‪https://ec.europa.eu/eurostat/statisticsexplained/index.php/Environmental_tax_statist ics‬‬
‫‪Page consulté le 15- 04-2021‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل أن الضرائب على الطاقة تستحوذ على النسبة األكرب من إيرادات اجلباية البيئية‬
‫لإلحتاد األورويب خالل الفرتة ‪ 2019 -2002‬جتاوزت ‪ %05‬خالل سنة ‪ ،2019‬و‪ 250‬ألف يورو كقيمة‬
‫تليها ضرائب النقل بنسبة أقل‪ ،‬مث ضرائب التلوث واملوارد بنسب قليلة جدا ختطت ‪ ،%1‬وهذا داللة على اهتمام‬
‫اإلحتاد األورويب بفر ضرائب الطاقة‪ ،‬كما أن دول اإلحتاد ختتلف يف فر الضرائب والرسوم البيئية حبيث جند أن‬
‫فرنسا تعتمد على العديد منها مقارنة بدول أخرى وهو ما يفسر ارتفاع أو اخنفا نسبة ‪ PDG‬للدول‪.‬‬
‫ففي سنة ‪،2014‬حققت إيرادات متثلت يف ‪ 44‬مليار يورو و ‪ ٪2.1‬من ‪ ،PDG‬عندما كان متوسط‬
‫االحتاد األورويب (‪ ،٪2.5 )28‬وبذلك احتلت فرنسا املرتبة ‪ 22‬من أصل ‪ 28‬دولة يف االحتاد األورويب‪ .‬ظلت‬
‫حصة اجلباية البيئية إىل ‪ PDG‬ترتاجع بشكل عام ملدة ‪ 20‬سنة يف فرنسا‪ .‬فقد بلغت ‪ ٪2.5‬من ‪ PDG‬سنة‬
‫‪ ،1995‬ووصل إىل أدىن مستوى له عند ‪ ٪1.8‬يف عام ‪ ،2008‬قبل أن يرتفع بشكل طفيف حىت سنة‬
‫ضا ‪ ٪4.5‬فقط من الرسوم اإلجبارية يف فرنسا‪ 2.‬وتراوحت نسب‬ ‫‪ .2015‬كما متثل هذه الضريبة البيئية أي ً‬
‫عائدات اجلباية البيئية إىل الناتج احمللي اإلمجايل يف عام ‪ 2019‬بني ‪( ٪1.4‬أيرلندا) و ‪( ٪3.9‬اليوانن)‪ ،‬تباينت‬

‫‪1‬‬
‫‪Energy, transport and environment statistics, Eurostat, Publications Office of the European‬‬
‫‪Union, Luxembourg, 2020, p 134.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Eléments pour une Fiscalité Environnementale, Enjeux et Politiques de l’Environnement, SNE‬‬
‫‪Syndicat Nationale de L’environnement, Avril 2017, p 09.‬‬
‫‪237‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫أيضا الضرائب البيئية لنسب الضرائب واملسامهات االجتماعية عرب الدول األعضاء يف االحتاد‪ ،‬حيث أبلغت‬ ‫ً‬
‫بلغاراي (‪ )٪10.3‬عن أكرب حصة من اجلباية البيئية يف أملانيا ولوكسمبورغ (كالمها ‪ 1.) %4.4‬كما تشكل‬
‫ضرائب الطاقة أهم مداخيل اجلباية البيئية يف اململكة املتحدة خالل الفرتة ‪:‬‬

‫شكل رقم‪ )4-3( :‬إيرادات ضرائب الطاقة يف اململكة املتحدة خالل الفرتة ‪2019-1997‬‬

‫)‪Source: N. Sönnichsen, Government revenue from energy taxes in the United Kingdom (UK‬‬
‫‪from 1997 to 2019(in million British pounds), 2021, Available at:‬‬
‫‪https://www.statista.com/statistics/491639/tax-revenue-from-energy-taxes-united-kingdom-uk/ Page‬‬
‫‪consulté le: 27/04/2021.‬‬

‫يبني الشكل ارتفاع املداخيل اخلاصة بضرائب الطاقة يف اململكة املتحدة وهي يف تزايد خالل الفرتة نتيجة لزايدة‬
‫فرضها هلذا النوع سنة ‪ 2019‬خاصة ضريبة الكهرابء‪ ،‬الوقود‪ ،‬اثين أكسيد الكربون وغريه من الغازات امللوثة‬
‫حبيث فاقت ‪ 38000‬مليون جنيه إسرتليين‪.‬‬

‫أما ابلنسبة لسنة ‪ 2020‬وابملقارنة مع ‪ 2019‬جند أن الناتج احمللي اإلمجايل الذي يعد األساس الذي تقوم‬
‫عليه الدول قد إخنفض جراء األزمة الصحية العاملية مع تفشي وابء كوروان‪ ،‬حبيث جند دوال قد اخنفض انجتها‬
‫احمللي كمصر‪ ،‬غاان‪ ،‬كودي فوار‪ ،‬كينيا‪ ،‬أما دوال أخرى سبب هلا انكماشا اقتصاداي بسبب اخنفاضه بدرجة كبرية‬
‫أكثر من ‪ ،%7‬اخنفض يف دول ‪ OECD‬إىل تقريبا ‪ %6-‬سنة ‪ ،2020‬مقارنة بدول العامل ‪ ،%4-‬هو ما‬
‫يوضحه الشكل املوايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Environmental taxes in the EU, Environmental Tax Statistics, Eurostat Statistics Explained,‬‬
‫‪December 2020, Available at: https://ec.europa.eu/eurostat/statistics-‬‬
‫‪explained/index.php?title=Environmental_tax_statistics#Environmental_taxes_in_the_EU‬‬
‫‪Page consulté le: 06/01/2021‬‬
‫‪238‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫شكل رقم‪ )5-3( :‬التغري السنوي يف الناتج احمللي اإلمجايل احلقيقي ‪2020- 2019‬‬

‫‪Source: Taxing Energy Use for Sustainable Development Opportunities for energy tax and‬‬
‫‪subsidy reform in selected developing and emerging economies, OECD, 2021, p 07‬‬
‫وابلتايل جند أن اإلحتاد األوريب اختذ جمموعة من التدابري من أجل مواجهة هذا الوضع‪ ،‬من خالل االعتماد على‬
‫ضرائب ورسوم جديدة وافق يف جويلية ‪ 2020‬على حزمة من اإلجراءات ملعاجلة بعض عواقب الوابء العاملي‬
‫‪1‬‬
‫(فريوس كوروان)‪ ،‬ويشمل ذلك التدابري الضريبية ذات الصلة ابلوضع البيئي‪:‬‬
‫اعتبارا من ‪ 1‬جانفي ‪.2021‬‬‫‪-‬مت فر الضريبة على البالستيك غري القابل إلعادة التدوير يف االحتاد األورويب ً‬
‫ويهدف اإلجراء إىل تشجيع إعادة استخدام البالستيك‪ .‬سيُطلب من الدول األعضاء يف االحتاد األورويب حتصيل‬
‫الضرائب مع حتويل اإليرادات إىل االحتاد األورويب‪ .‬يتم احتساب الضريبة على أساس وزن نفاايت العبوات‬
‫البالستيكية غري القابلة إلعادة التدوير‪ ،‬مبعدل متوقع قدره ‪ 0.80‬يورو للكيلوغرام الواحد‪ ،‬ومن املتوقع أن تساهم‬
‫هولندا بنحو ‪ 250‬مليون يورو؛‬

‫اعتبارا من عام ‪2023‬؛‬


‫‪-‬هناك خطط لفر ضريبة على اثين أكسيد الكربون على مستوى االحتاد األورويب‪ً ،‬‬
‫‪ -‬ويف جانفي ‪ 2021‬نشرت ‪ OECD‬تقريرا جديدا بعنوان الضرائب املفروضة على استخدام الوقود من أجل‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬ذكر التقرير أن ‪ %83‬من انبعااثت غاز ‪ 𝐶𝑂2‬املرتبط ابلطاقة غري خاضعة للضريبة متاما‪ ،‬كما‬
‫أشار إىل أنه ميكن تولي د إيرادات إضافية يف الناتج احمللي اإلمجايل يف حال فر ضريبة على الوقود األحفوري مبا‬
‫يعادل ‪ 30‬يورو لكل طن من ‪ ،𝐶𝑂2‬ومن جهة أخرى سينضم صندوق النقد الدويل إىل منظمة ‪ OECD‬يف‬
‫عمل مرتقب على الضرائب البيئية واحلث على زايدة اجلهود خبصوص البدء يف حوار سياسي حول تسعري الكربون‬

‫‪1‬‬
‫‪Environment-related tax measures are proposed (COVID-19), August 14, 2020 , Available at:‬‬
‫‪https://home.kpmg/us/en/home/insights/2020/08/tnf-eu-environment-related-tax-measures-‬‬
‫‪proposed.html Page consulté le: 30-09-2020‬‬
‫‪239‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫من خالل فر ضريبة الكربون والتحول إىل اقتصاد عاملي أكثر اخضرارا‪ ،‬سيقدم كالمها تقريرا أوليا يف االجتماع‬
‫‪1‬‬
‫الذي سينعقد يف أواخر سنة ‪ ،2021‬سيشكل األساس ألول ندوة جملموعة العشرين حول الضرائب البيئية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل إيرادات اجلباية البيئية للدول العربية (مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬املغرب)‬
‫حققت معظم الدول األوروبية مداخيل مالية سامهت بدورها يف احلد من املشاكل البيئية عن طريق إعادة‬
‫تدوريها يف جماالت ختص محاية البيئة‪ ،‬وهو ما يربز دور اجلباية البيئية من خالل حتقيقها للغر املايل‪ ،‬وابلتايل‬
‫سنعر من خالل اجلدول والشكل البياين مداخيل الدول العربية مصر‪ ،‬املغرب‪ ،‬تونس حسب إحصائيات‬
‫‪ OECD‬خالل الفرتة ‪:2017-1999‬‬

‫جدول رقم‪ )21-3( :‬إيرادات اجلباية البيئية للدول العربية خالل الفرتة ‪2017-1999‬‬
‫(مليون دوالر أمريكي)‬

‫املغرب‬ ‫مصر‬ ‫تونس‬ ‫السنوات‬ ‫املغرب‬ ‫مصر‬ ‫تونس‬ ‫السنوات‬


‫‪1852,673 1672,091 645,351‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪957,328‬‬ ‫‪.. 377,126‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪2137,192 1669,642 535,465‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪975,794‬‬ ‫‪.. 394,084‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1965,566 1835,038‬‬ ‫‪557,4‬‬ ‫‪2011 1008,892‬‬ ‫‪146,585 403,596‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪2131,133 2088,009‬‬ ‫‪572,62‬‬ ‫‪2012 1187,409‬‬ ‫‪181,012 425,495‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪2960.991‬‬ ‫‪877.839 596.759‬‬ ‫‪2013 1183.515‬‬ ‫‪155.125 465.336‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪450,709 1930,113 582,759‬‬ ‫‪2014 1308,795‬‬ ‫‪209,672 467,744‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪420,001 1588,764 670,386‬‬ ‫‪2015 1375,897‬‬ ‫‪383,24 476,941‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪760,227 1999,676 662,013‬‬ ‫‪2016 1636,532‬‬ ‫‪520,594 532,927‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪541,874 2277,804 646,329‬‬ ‫‪2017 1840,602‬‬ ‫‪478,214 583,342‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪- 1924,725 1550,314 560,225‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪Source : Environmentally related tax revenue, OECD. Stat, March 2021, Available at :‬‬
‫‪https://stats.oecd.org/Index.aspx?DataSetCode=ERTR# Page consulté le : 05-04-2021‬‬

‫وميكن متثيل اجلدول السابق بيانيا كمايلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪OECD Secretary-General Tax Report to G20 Finance Ministers and Central Bank Governors,‬‬
‫‪OECD, Italy, Febuary 2021, p p 20-21.‬‬
‫‪240‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫شكل رقم‪ )6-3( :‬إيرادات اجلباية البيئية للدول العربية مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬املغرب‬
‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬
‫‪Tunisia ..‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪Egypt ..‬‬
‫‪Morocco ..‬‬
‫‪500‬‬

‫‪0‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على معطيات اجلدول السابق‪.‬‬

‫من خالل كل من الشكل البياين واجلدول نالحظ أن املغرب حققت مداخيل أعلى مقارنة بتونس ومصر‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املغرب‪ :‬عرفت إيرادات اجلبائية للمغرب تطورا ملحوظا خالل الفرتة ‪ 2013-1999‬انتقلت إىل ما قيمته‬
‫‪ 957‬مليون دوالر أمريكي إىل ‪ 2960‬م ‪.‬د‪.‬أ سنة ‪ 2013‬أي بزايدة تقارب ‪ 3‬أضعاف من قيم إيرادات‬
‫السنوات األوىل من التطبيق‪ ،‬مث سجلت اخنفاضا ملحوظا سنة ‪ 2014‬بقيمة ‪ 450‬م‪.‬د‪.‬أ‪ ،‬واستمرت املداخيل‬
‫يف االخنفا خالل السنوات الالحقة‪ ،‬لتسجل أقل قيمة سنة ‪ 2015‬قدرت ب ـ ـ ‪ 420‬م‪.‬د‪.‬أ‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫وحسب إحصائيات ‪ ،OECD‬تساهم اجلباية البيئية بنسبة ‪ %2‬يف الناتج اإلمجايل احمللي يف سنوات‬
‫التسعينات‪ ،‬إال أهنا اخنفضت إىل أقل من ‪ %1‬يف السنوات املاضية‪ .‬وحققت سنة ‪ 2018‬نسبة ‪ %0.45‬نتيجة‬
‫لالخنفا يف إيرادات اجلباية البيئية؛‬
‫اثنيا‪ :‬تونس‪ :‬ال تساهم اجلباية البيئية بقدر كبري من املداخيل مقارنة ابملغرب‪ ،‬حبيث سجلت قيمة ‪ 670‬م‪.‬د‪.‬أ‬
‫كأعلى قيمة هلا سنة ‪ ،2015‬يرجع سبب نقص اإليرادات إىل السياسة اجلبائية املطبقة يف تونس ألهنا تعتمد على‬
‫اجلانب التحفيزي أكثر من تطبيق الضرائب والرسوم‪ .‬تساهم املداخيل أبكثر من ‪ %1.6‬للناتج الوطين اإلمجايل؛‬
‫اثلثا‪ :‬مصر‪ :‬عرفت اإليرادات اجلباية اخلاصة ابلبيئة مراحل خمتلفة حبيث متيزت ابالرتفاع التدرجيي خالل سنوات‬
‫التسعينات إىل غاية ‪ ،2007‬سجلت أكرب قيمة خالل سنة ‪ 2006‬ب ـ ـ ‪ 520‬مليون د‪.‬أ‪ ،‬مث تضاعفت مبقدار‬
‫ثالث مرات بداية من ‪ 2012 -2008‬أبعلى قيمة سجلت لنفس السنة ‪ 2088‬م ‪.‬د‪.‬أ‪ ،‬مث تراجعت اإليرادات‬
‫بشكل ملحوظ سنة ‪ 2013‬بقيمة قدرها ‪ 877‬م‪.‬د‪.‬أ لرتتفع جمددا إىل ما يقارب ‪ 2300‬م‪.‬د‪.‬أ لسنة ‪2017‬‬
‫كما تساهم اجلباية البيئية بـ ـ ـ‪ %1.027‬من الناتج الوطين اإلمجايل ملصر سجلت كأعلى نسبة سنة ‪2017‬‬
‫مقارنة ب ــما يقارب ‪ %0.8‬خالل السنوات األخرية‪( .‬قبل ‪)2017‬‬
‫تعود أسباب اخنفا اإليرادات يف الدول العربية إىل اعتماد هذه الدول على نظام جبائي حتفيزي أكثر منه‬
‫ردعي‪ ،‬أي أهنا متنح حتفيزات وإعفاءات جبائية من أجل االستثمار‪ ،‬بدال من فر ضرائب ورسوم على‬
‫‪241‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫مشكالت التلوث ماعدا املغرب اليت تفر عدد قليل جدا من الرسوم‪ ،‬ابإلضافة إىل عدم استقرار األنظمة‬
‫اجلبائية نظرا للتغيريات اليت متسها كل فرتة وهو ما يفسر اخنفا اإليرادات يف كل من الدول الثالث خاصة مصر‬
‫واملغرب‪ ،‬وابلتايل على الدول العربية التوسع يف تطبيق اجلباية البيئية خاصة الضرائب‪ ،‬وتكييف سياستها اجلبائية‬
‫وفقا للوضع البيئي ومسائل التلوث يف الدولة استنادا ملبدأ امللوث الدافع‪ ،‬ورفع اإلعاانت اليت تقدمها الدولة عن‬
‫األنشطة امللوثة للبيئة ابإلضافة إىل الرقابة على التحصيل اجلبائي‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الدروس املستفادة من التجارب الدولية وإمكانية تطبيقها عربيا‬
‫سنتطرق يف هذا املطلب إىل الدروس املستفادة اليت مت استنتاجها من الدول اليت جاءت يف هذه الدراسة‪ ،‬مع‬
‫استخالص جمموعة من الشروط اليت متكن الدول العربية من حتقيق نتائج إجيابية وحتد من مشكالت التلوث البيئي‬
‫عن طريق االستفادة من جتارهبا‪ ،‬إضافة إىل شروط تفعيل وتنفيذ سياسة جبائية تسمح بتحقيق كفاءة وفعالية بيئية‬
‫واقتصادية دوليا خاصة إذا مت تطبيق الضرائب يف هذا اجملال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدروس املستفادة من التجارب الدولية‬
‫‪ -01‬التجربة األوروبية‪ :‬نلخص الدروس املستفادة للتجربة يف النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬قامت دول اإلحتاد إبصالح جبائي شامل تبىن دراسة لكل املشكالت البيئية مع الرتكيز على الضرائب‬
‫الطاقوية؛‬
‫ب‪ -‬مراعاة الظروف االقتصادية للدول ومدى مالءمتها من خالل االهتمام أكثر بفر ضرائب أو منح حوافز‬
‫من أجل دعم االستثمارات خاصة يف القطاعات اجلوهرية كقطاع الطاقة والنقل؛‬
‫ج‪ -‬العمل على توسيع القاعدة الضريبية حىت تشمل مجيع املشكالت اليت تسبب التلوث البيئي‪ ،‬مع منح احلرية‬
‫لدول الـإحتاد يف ضبط السعر‪ ،‬الوعاء‪ ،‬وحىت التحصيل اجلبائي؛‬
‫د‪ -‬العمل على تفعيل وتنفيذ االتفاقيات الدولية املربمة يف جمال محاية البيئة؛‬
‫ه‪ -‬تعمل على فر ضرائب بيئية من أجل مجع إيرادات تساهم يف ختفيف العبء خاصة يف فرتة األزمات‬
‫وابلتايل تستخدم الضرائب كأداة متويلية بدال من منافعها البيئية؛‬
‫و‪ -‬التقييم الدوري لفعالية الضرائب والرسوم البيئية احلالية ومدى إمكانية تطبيق ضرائب ورسوم جديدة‪ ،‬أو إلغاء‬
‫البعض منها‪ ،‬من أجل احلكم على الدور الفعلي للسياسة اجلبائية املنفذة؛‬
‫ز‪ -‬تعمل دول اإلحتاد على تطبيق االقتصاد الدائري هتدف من خالله إىل االنتقال من الطاقة النووية إىل الطاقة‬
‫املتجددة وفق خمطط طويل املدى ابستخدام احلوافز اجلبائية؛‬
‫ح‪-‬تويل دول اإلحتاد أمهية جملال العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬مع تعزيز ذلك خبطط حمددة املعامل للبحوث البيئية‬
‫وحبوث الطاقة فضال عن التعاون الفعال مع القطاع اخلاص؛‬

‫‪242‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫ط‪ -‬العمل على إدماج كفاءة الطاقة يف املباين والنقل املستدام يف سياسة االستثمارات العامة ابلتنسيق مع‬
‫السياسة اجلبائية؛‬
‫ي‪-‬االهتمام أكثر ابجلوانب التقنية للجباية البيئية‪ ،‬مع حتديثها حسب مستجدات الوضع البيئي؛‬
‫ك‪ -‬مراعاة العدالة الضريبة‪ :‬وذلك من أجل ختفيف ثقل العبء الضرييب لبعض الصناعات أو القطاعات الثقيلة‬
‫("معدل منخفض‪ ،‬قاعدة ضريبية واسعة")‪ ،‬تساعد على ضمان عدالة الضرائب البيئية‪.‬‬

‫‪-02‬جتربة الوالايت املتحدة األمريكية‪ :‬نلخص الدروس املستفادة للتجربة يف النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬متنح الوالايت أمهية أكرب لنظام احلوافز اجلبائية من أجل االستثمار يف الطاقة املتجددة واحلفاظ على الطاقة‬
‫والتكنولوجيا منخفضة الكربون؛‬
‫ضرائب عديدة استطاعت أن تربهن‬ ‫ب‪ -‬تعمل على وضع خمططات تتماشى مع حجم الضرر البيئي‪ ،‬تفر‬
‫فعاليتها خنص ابلذكر ضريبة املواد املستنفذة لألوزون‪ ،‬وضريبة استهالك الغاز؛‬
‫ج‪-‬تويل أمهية لالستثمار يف جمال املباين اخلضراء عن طريق منح احلوافز اجلبائية‪ ،‬وإنشاء جملس املباين اخلضراء له‬
‫عدة مهام‪ ،‬حبيث تتصدر الوالايت مؤشرات الضرائب العاملية بسبب احلوافز الفدرالية الواسعة للمباين اخلضراء‬
‫وكفاءة الطاقة والطاقة املتجددة؛‬
‫د‪-‬إعطاء احلرية للفدراليات التابعة للوالايت يف فر ضرائب ورسوم أو منح حوافز جبائية من أجل احلد من‬
‫التلوث حسب الوضع البيئي‪ ،‬ومتاشيا مع األوضاع االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -03‬جتربة الياابن‪ :‬نلخص الدروس املستفادة للتجربة يف النقاط التالية‪:‬‬


‫أ‪ -‬االستعانة ابلتجارب الرائدة خاصة اإلحتاد األورويب من خالل تطبيق العديد من الضرائب والرسوم على‬
‫قطاعات متنوعة أبرزها النقل‪ ،‬الطاقة؛‬
‫ب‪ -‬التخطيط البيئي احملكم متالزما ابلرقابة على األداء الفعلي‪ ،‬يكون ذلك متوسط أو بعيد املدى؛‬
‫ج‪ -‬تعمل على التنسيق بني اللوائح التنظيمية واجلباية البيئية من أجل بناء جمتمع مستدام اقتصاداي واملسامهة يف‬
‫احلفاظ على البيئة العاملية؛‬
‫د‪ -‬تعمل على ختصيص اإليرادات للتدابري املتعلقة ابلطاقة اليت ختفض من ‪ 𝐶𝑜2‬نذكر منها توفري الطاقة‪ ،‬تعزيز‬
‫تطوير الطاقة املتجددة‪ ،‬تطوير استخدام الوقود األحفوري النظيف والفعال‪.‬‬

‫‪ -04‬جتربة اإلمارات العربية‪ :‬نلخص الدروس املستفادة للتجربة يف النقاط التالية‪:‬‬


‫أ‪ -‬االستعانة ابلتجارب الرائدة خاصة جتربة الوالايت املتحدة األمريكية من خالل تتبع نفس التدابري املعمول هبا‬
‫يف جمال احلوافز اجلبائية؛‬
‫ب‪ -‬العمل بنفس جتربة الوالايت املتحدة األمريكية خاصة ما يتعلق إبنشاء مدن خضراء وجملس البناء األخضر؛‬
‫‪243‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫ج‪ -‬تعمل اإلمارات على توسيع وزايدة تبادل املعارف واخلربات الشاملة واملعلومات املتاحة حول البناايت‬
‫والبيئات العمرانية واجملتمعات؛‬
‫د‪ -‬استخدام اللوائح التنظيمية واحلوافز اجلبائية من أجل حتقيق فعالية أكرب يف قطاع البناء من أجل الوصول إىل‬
‫مدن خالية من الكربون و االنبعااثت الغازية والنفاايت؛‬
‫ه‪ -‬الرتكيز على البناءات اخلضراء من أجل حتقيق فوائد مزدوجة بيئية واقتصادية ولتعزيز متطلبات االنتقال إىل‬
‫االقتصاد األخضر؛‬
‫و‪ -‬رسم إسرتاتيجية زمنية واضحة لعملية تنفيذ سياسات جبائية حتفيزية يف جمال الطاقات املتجددة والنقل‬
‫املستدام على املدى املتوسط والطويل‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬الدروس املستفادة من التجارب الدولية حىت تكون السياسة اجلبائية فعالة ومقبولة على مستوى الدول‬
‫العربية‬
‫حىت تكون أدوات السياسة اجلبائية املطبقة يف أي دولة فعالة ومقبولة جمتمعيا البد من مراعاة النقاط التالية‬
‫‪1‬‬
‫واالستفادة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الضرائب البيئية أكثر كفاءة من الناحية االقتصادية من الضرائب التقليدية‪ :‬إن هذا املنطق يدفع اهليئات‬
‫الدولية مثل ‪ OECD‬والعديد من االقتصاديني إىل اعتبار أن الضرائب البيئية أقل تعطيال للنشاط االقتصادي‬
‫من الضرائب التقليدية‪ ،‬ولذلك سيكون من األفضل االستعانة ابلضرائب البيئية بدال من الضرائب األخرى السيما‬
‫تلك املفروضة على العمال‪ .‬وقد مت تنفيذ هذا النهج يف دول مشال أورواب مثل الدمنارك والسويد يف أوائل‬
‫التسعينات ومل يكن هلا أتثري سليب على اجلانب االقتصادي؛‬
‫‪ -2‬الضرائب البيئية تكملة مفيدة للوائح البيئية املعمول هبا ابلفعل‪ :‬يف القدمي كانت الوجهة األوىل من‬
‫اإلجراءات العامة ألي دولة للحد من الضرر الذي يلحق ابلبيئة هو التنظيم أي سن القواعد القانونية اليت هتدف‬
‫إىل السيطرة على ممارسات الفاعلني االقتصاديني‪ .‬واللوائح مناسبة حلاالت الطوارئ والتهديدات اليت تعترب غري‬
‫مقبولة‪ ،‬وغالبا ما يتم فر قاعدة قانونية موحدة على اجلميع‪ ،‬يصعب تكييفها مع املواقف اخلاصة‪.‬‬
‫ويف املقابل تشكل التدابري اجلبائية وسيلة لتصحيح هذا العيب يف التنظيم من خالل اقرتاح إتباع هنج حيدده املشرع‬
‫بوضع سعر لألضرار البيئية يف شكل ضريبة مفروضة على اجلميع‪ ،‬ولكل فاعل يف اجملال االقتصادي حرية‬
‫التصرف‪ ،‬ويف الواقع ميكن لألدوات التنظيمية و اجلبائية أن تكمل بعضها لالستفادة من املزااي اخلاصة لكل منها‪.‬‬

‫‪ -3‬التعريف الصعب لقاعدة ميكن قياسها وميكن التحكم فيها وربطها بوضوح ابهلدف البيئي املنشود‪:‬‬
‫تستند مجيع الضرائب إىل قاعدة حمدد ة وقابلة للقياس وميكن التحكم فيها واليت ينطبق عليها املقياس‪ .‬ابلنسبة‬
‫للضرائب غري البيئية يتم حتديد القاعدة بشكل عام من حماسبة الشركات (ضريبة الشركات‪ ،‬الرسم على القيمة‬

‫‪1‬‬
‫‪Vincent Marcus, Peggy Duboucher, et autres, Op.cit, p 30-38.‬‬
‫‪244‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫املضافة)‪ ،‬دخل األسر أو عوائد الثروة (ضريبة الدخل‪ ،‬ضريبة الثروة)‪ ،‬أو السجالت اإلدارية (ضريبة اإلسكان‬
‫وضريبة امللكية)‪ .‬وكلها تتبع قواعد صارمة ومنظمة‪ .‬أما املسائل البيئية يكون املوضوع صعب ويصبح أكثر‬
‫حساسية‪ ،‬فاألفضل هو أن تكون الدولة قادرة على فر ضرائب مباشرة على التلوث أو على احلدث الذي أدى‬
‫إىل املشكلة البيئية اليت حتاول الدولة حلها‪ ،‬وهذا غري ممكن عموما‪ ،‬ألنه غالبا ال ميكن التحكم يف مصادر التلوث‬
‫بشكل مباشر وال يوجد نظام حماسبة للتلوث مقدم مسبقا‪ ،‬وابلتايل من الضروري وضع أدوات للقياس‪.‬‬
‫‪ -4‬مناهج خمتلفة لضبط املستوى الصحيح للضريبة‪ :‬ال يكفي فر ضريبة هتدف إىل مكافحة مشكلة بيئية‬
‫بل جيب أن تتميز بقاعدة مناسبة حىت تكون فعالة‪ .‬يعتمد أتثري الضريبة بشكل كبري على املقياس املختار فإذا كان‬
‫معدل الضريبة منخفضا جدا فإنه لن يؤدي إىل تغيري يف السلوك ألهنا لن حتقق هدفها البيئي‪ .‬وعلى العكس إذا‬
‫كان معدل الضريبة مرتفعا جدا أي ضرائب مفرطة يثقل كاهل دافع الضريبة ويؤدي إىل التهرب الضرييب‪ ،‬ابإلضافة‬
‫إىل خماطر اقتصادية كبرية وفق األنشطة ذات الصلة من حيث املكاسب االقتصادية واألضرار البيئية وخماطر‬
‫املنافسة اليت هتدد الشركات احمللية مقارنة ابلشركات األجنبية‪.‬‬
‫‪ -5‬الزايدة التدرجيية تعزز القبول االجتماعي للضريبة‪ :‬من احملتمل أن يؤثر تطبيق رسم جديد أو ضريبة على‬
‫توازن امليزانية لبعض األسر‪ ،‬وأن يغري شروط املنافسة بني الشركات املتضررة من خالل معاقبة األكثر تلويثا منها‬
‫أو ملستهلكي الطاقة‪ .‬وابلتايل فإن توزيع الزايدة يف الضريبة مبرور الوقت مينح األسر والشركات وقتا للتكيف معها‪.‬‬
‫‪ -6‬خيارات خمتلفة من أجل استخدام وتطبيق الضرائب البيئية‪ :‬تظهر التجارب األجنبية والتقييمات‬
‫االقتصادية أن التأثري الكلي للضرائب البيئية يعتمد بشكل كبري على استخدام عائداهتا‪ :‬مثل إعادة توزيع‬
‫اإليرادات على الشركات التجارية أو األسر املتضررة من الضريبة والسيما اليت تعاين من أوضاع هشة وجعل النظام‬
‫االقتصادي أكثر كفاءة وختصيصها لإلنفاق على البيئة‪ ،‬وتشجيع االبتكار األخضر وتعظيم املكاسب البيئية‪.‬‬
‫‪ -7‬إلغاء اإلعاانت البيئية الضارة واملوجودة يف النظام اجلبائي‪ :‬مثل فر ضرائب ورسوم جديدة جيب أن‬
‫تكون اخلطوة األوىل هي ختضري النظام اجلبائي وإزالة اإلعاانت الضارة بيئيا‪ .‬يف سنة ‪ 2005‬نشرت ‪OECD‬‬
‫تقريرا حول هذا املوضوع والذي وجد أن مقدار اإلعاانت البيئية الضارة يف البلدان األعضاء هو أكثر من ‪400‬‬
‫مليار دوالر سنواي‪ ،‬يتعلق جزء كبري منه بقطاعي النقل والطاقة‪.‬‬
‫‪ -8‬احلد من عدد األدوات سيساعد على سهولة القراءة العامة للنظام‪ :‬جيب أن حترتم السياسة اجلبائية‬
‫املبادئ العامة للكفاءة الضريبية من بني هذه املبادئ أمهية احلد من عدد األجهزة املوجودة يف ظروف جيدة ومتاشيا‬
‫مع هذا املبدأ ينبغي استعادة الضرائب ذات العائد املنخفض‪ ،‬وتلك اليت تتسم تصفيتها وحتصيلها ابلتعقيد الشديد‬
‫ويف احلالتني ستكون تكاليف اإلدارة مرتفعة جدا ابملقارنة مع اإلقرار الضرييب‪.‬‬
‫‪ -9‬مبدأ املساواة قبل الضرائب مسألة حامسة للسياسة اجلبائية‪ :‬مبدأ املساواة قبل الضرائب هو مبدأ دستوري‬
‫أساسي يف مسائل الضريبة وهو يعين أن املسامهة العامة يف الضريبة جيب أن توزع بشكل منصف بني مجيع‬
‫املواطنني‪.‬‬
‫‪245‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬جتارب دولية لتطبيقات السياسة اجلبائية البيئية ومدى إمكانية االستفادة منها عربيا‬

‫خالصة الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‪:‬‬

‫حاولنا من خالل هذا الفصل إبراز الدول اليت تويل حلماية البيئة أمهية كبرية وتعتربها إحدى القيم األساسية‬
‫واليت تتمثل يف اإلحتاد األورويب‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية والياابن‪ ،‬وما يؤكد ذلك هو تكريس مبدأ امللوث‬
‫الدافع وجتسيده على أر الواقع‪ ،‬وتبين إصالح جبائي بيئي شامل وسياسة جبائية فعالة متكاملة من فرضها‬
‫لضرائب ورسوم بيئية وإعفاءات وحوافز جبائية كفيلة بفتح اجملال أمام التكنولوجيات البديلة والبحث عن سبل‬
‫للطاقة املستدامة‪ ،‬والدافع األساسي ورواء ذلك هو اإلدراك املتزايد ابملشاكل البيئية وأن التلوث البيئي مل يتوقف‬
‫على احلدود الوطنية لكل دولة‪ ،‬وإمنا أضراره وخماطره تطال مجيع الدول دون استثناء؛‬
‫يعاجل التشريع اجلبائي للدول املذكورة قضااي عديدة تتعلق بتلوث اهلواء‪ ،‬تلوث املياه‪ ،‬الطاقة‪ ،‬النفاايت‪ ،‬طبقة‬
‫األوزون‪ ،‬النقل‪ ،‬الضوضاء الغازات‪...،‬إخل‪ ،‬تسعى هذه الدول إىل تقليل اآلاثر االقتصادية السلبية اليت قد‬
‫تصاحب السياسة اجلبائية‪.‬‬
‫طبقت العديد من الدول األوروبية والياابن ضرائب ورسوم عديدة صنفتها ‪ OECD‬إىل ضرائب الطاقة‬
‫النقل‪ ،‬التلوث واملوارد‪ ،‬أعطت أمهية كبرية لضرائب الطاقة يف إطار اجلهود الشاملة للتعامل مع تغري املناخ‪ ،‬حبيث‬
‫جند أن العديد من الدول األوروبية طبقت سياسة جبائية بيئية من أجل متويل العجز املوازين يف سنوات التسعينات‬
‫وسنة ‪ 2008‬ملواجهة األزمة االقتصادية‪.‬‬
‫حققت الوالايت املتحدة األمريكية خطوة جيدة مبنحها حوافز جبائية بيئية من خالل تطبيقها لقانون‬
‫التحفيز الفدرايل سنة ‪ 2009-2008‬وذلك من أجل البحث والتطوير يف اجملال الطاقوي‪ ،‬االستثمارات اخلضراء‬
‫ومتويلها‪ ،‬القت قبوال من الوسط السياسي واجملتمع األمريكي كما جند أن كل من ضريبة الكربون والرخص القابلة‬
‫للتداول تعمالن ابلتنسيق معا للحد من التلوث اهلوائي‪.‬‬

‫أما فيما خيص الدول العربية جند أهنا تتخذ من مبدأ امللوث الدافع كقانون أساسي حلماية البيئة‪ ،‬كما تطبق‬
‫عدد قليل جدا من الضرائب مقارنة ابلدول املتقدمة إال أهنا اختذت من التحفيزات اجلبائية دليال ملسائلها البيئية‬
‫خاصة الطاقوية تدعيما لالقتصاد األخضر وتنفيذا للربامج الدولية خلفض االنبعااثت الغازية‪ ،‬جند أن اإلمارات‬
‫العربية املتحدة منوذجا انجحا يف النقل املستدام والبناايت اخلضراء‪ ،‬وحتويل النفاايت إىل طاقة متجددة وذلك‬
‫ابلعمل وفقا حلوافز جبائية تساهم بدورها يف محاية البيئة‪.‬‬

‫ويف األخري مت التطرق إىل حتليل إيرادات اجلباية البيئية للدول العربية واألجنبية‪ ،‬إضافة إىل استخالص جمموعة‬
‫من الدروس املستفادة من التجارب الدولية الرائدة مع مدى إمكانية تطبيقها يف الدول العربية وحىت ابلنسبة‬
‫للجزائر ابعتبارها من الدول األكثر تلواث واليت تعاين كذلك من تدهور الوضع البيئي‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه يف‬
‫الفصل املوايل‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫تـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهيد‪:‬‬
‫يشهد الوضع البيئي يف اجلزائر تدهورا كبريا يف اآلونة األخرية‪ ،‬وذلك بسبب النشاطات الصناعية واالعتماد‬
‫على التكنولوجيات امللوثة‪ ،‬وزايدة الكثافة السكانية‪ ،‬مما يؤدي بدوره إىل زايدة ظاهرة التلوث البيئي أبنواعه خاصة‬
‫النفاايت‪ ،‬مشكل تلوث املياه‪ ،‬التصحر‪ ،‬تغري املناخ و االنبعااثت الغازية‪ ،‬الضوضاء‪....‬إخل‪ ،‬إضافة إىل استغالل‬
‫املوارد الطبيعية بشكل غري متوازن‪ ،‬مما يشكل خطرا كبريا على صحة اإلنسان‪ ،‬األمر الذي أدى ابحلكومة اجلزائرية‬
‫إىل االعتماد على جمموعة من القوانني وإىل تطبيق سياسة جبائية بيئية‪.‬‬

‫يهدف هذا الفصل إىل التطرق جلوانب محاية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬بداية ابلوقوف على مظاهر التلوث البيئي‬
‫وتقييمها وتدعيم ذلك إبحصائيات حىت يتسىن لنا التعرف أكثر على الوضع الذي آلت إليه البيئة خاصة من‬
‫انحية النفاايت‪ ،‬املياه‪ ،‬التلوث اجلوي‪...‬إخل‪ ،‬مع التطرق إىل برامج محاية البيئة يف اجلزائر والقوانني البيئية‪ ،‬اهليئات‬
‫واملؤسسات اهلادفة إىل محاية البيئة‪ ،‬والتعرف أكثر على السياسة اجلبائية البيئية املطبقة يف اجلزائر خالل الفرتة‬
‫‪ 1992‬إىل غاية ‪ ،2021‬وحماولة الوقوف على أهم املشاكل اليت تصاحب تطبيقها واقرتاح حلول من خالل‬
‫الدروس املستفادة من التج ارب الدولية السابقة الذكر‪ ،‬ابإلضافة إىل حتليل اإليرادات اخلاصة بتمويل الصندوق‬
‫الوطين حلماية البيئة والساحل خالل الفرتة ‪ ،2020-2000‬مع الرتكيز على قانون املالية لسنة ‪ ،2018‬ورسالة‬
‫املديرية العامة للضرائب رقم ‪ 87‬لنفس السنة‪ ،‬مع التعرف على صعوابت تطبيق السياسة اجلبائية البيئية يف اجلزائر‬
‫واإلشارة إىل أسباب ضعف إيرادات البلدايت حسب التقرير السنوي جمللس احملاسبة لسنة ‪.2020‬‬

‫وابلتايل مت تقسيم هذا الفصل إىل املباحث التالية‪:‬‬

‫التلوث ومحاية البيئة يف اجلزائر‬


‫واقع السياسة اجلبائية البيئية يف اجلزائر‬
‫حتليل إيرادات الرسوم البيئية للصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫املبحث األول‪ :‬التلوث ومحاية البيئة يف اجلزائر‬


‫من بني األسباب العامة اليت أدت إىل حدوث وتفاقم ظاهرة التلوث البيئي يف دول العامل واليت مت التطرق إليها‬
‫سابقا جند كل من النمو السكاين‪ ،‬تدمري الطبيعة كون أن البيئة ملكية مجاعية‪ ،‬التكاليف البيئية لألنشطة‬
‫االقتصادية‪ ،‬مشكل تلوث املياه‪ ،‬التلوث اهلوائي‪ ،‬الضوضاء‪ ،‬التغري املناخي‪ ،‬النفاايت‪ ،‬طبيعة التكنولوجيا اليت‬
‫سامهت بدرجة كبرية يف زايدة التلوث‪.....‬إخل‪ ،‬تعاين اجلزائر من هذه املشاكل كغريها من الدول اليت أدت إىل‬
‫تدهور بيئتها واختالل توازن أنظمتها‪ ،‬لذلك تسعى إلجياد حلول مناسبة وفعالة هلاـ كما أهنا طورت إسرتاتيجيات‬
‫وطنية من أجل حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬عملت بشكل جاد على تفعيل إطارها القانوين حلماية بيئتها‪ ،‬فهل‬
‫استجابت هذه اآلليات لوضعها البيئي وأدت إىل التخفيف من حدة التلوث؟‪ .‬سنتطرق يف هذا املبحث إىل‬
‫مشاكل البيئة اجلزائرية اليت أدت إىل حدوث التلوث‪ ،‬والتعرف على أهم القوانني واألجهزة اإلدارية الداعمة حلماية‬
‫البيئة ابإلضافة إىل املخططات والربامج البيئية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املظاهر العامة للتلوث البيئي يف اجلزائر‬


‫يعد التلوث البيئي من أكرب التحدايت اليت تواجه دول العامل يف الوقت احلايل الناتج بدرجة كبرية عن النشاطات‬
‫الصناعية واملدن احلضرية‪ ،‬وهو من املواضيع اهلامة اليت تؤرق احلكومة اجلزائرية ابألخص التلوث اهلوائي الذي‬
‫يسببه قطاع النقل والنشاطات الصناعية‪ ،‬وما تشهده من تغريات مناخية وتزايد الغازات الدفيئة خاصة اثين أكسيد‬
‫الكربون ومستوايته اخلطرية‪ ،‬النفاايت‪ ،‬التلوث املائي‪...‬إخل‪ ،‬فبالرغم من اإلجراءات التنظيمية واالقتصادية الداعمة‬
‫للحد من هذه االنبعااثت للدول املتقدمة والنامية من خالل املؤمترات إال أهنا الزالت يف تزايد مستمر واليت قد‬
‫تؤدي إىل كوارث بيئية وصحية يف آن واحد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬استنزاف األراضي وتصحرها‬

‫وفقا للتعريف اخلاص ابتفاقية األمم املتحدة ملكافحة التصحر (‪ 17‬جوان ‪ ،)1994‬فإنه‪ :‬يعين تدهور األراضي‬
‫يف املناطق القاحلة وشبه القاحلة واجلافة وشبه الرطبة نتيجة لعوامل عديد منها التغريات املناخية واألنشطة البشرية‪.‬‬
‫مت تناول ظاهرة التصحر منذ دخول اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة التصحر حيز التنفيذ سنة ‪ ،1996‬وما تالها‬
‫‪1‬‬
‫من اتفاقيات بشأن التنمية املستدامة‪ ،‬وخاصة خطة جوهانسبورغ‪.‬‬
‫حتدث ظاهرة التصحر عند اقتالع الغطاء الشجري والنبايت الذي يكفل متاسك الرتبة‪ ،‬وميكن آلاثره أن تكون‬
‫مدمرة للغاية‪ ،‬فهو يضعف من قدرة األراضي على جماهبة تغريات املناخ الطبيعية‪ ،‬كما أنه يعرقل الدورة الطبيعية‬

‫‪ 1‬تقرير اجتماع التنفيذ اإلقليمي التابع للجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا (الزراعة‪ ،‬التنمية الريفية‪ ،‬اجلفاف‪ ،‬التصحر)‪ ،‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية‬
‫لغريب آسيا‪( ،‬بدون سنة نشر)‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪249‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫للمياه والعناصر املغذية‪ ،‬ويؤدي كذلك إىل زايدة شدة الرايح القوية واحلرائق اهلائلة‪ ،‬وتعترب تكلفته ابهظة ليس من‬
‫الناحية االقتصادية وحدها بل ميثل هتديدا للتنوع البيولوجي‪ ،‬كما ميكن أن يتسبب بفرتات طويلة من اجملاعة يف‬
‫البلدان الفقرية وهي غري قادرة على حتمل خسائر زراعية جسيمة‪ ،‬ويزيد من التهديدات احملدقة أبمن اجلميع يف‬
‫العامل‪ ،‬وميكن لشح املوارد أن يؤدي إىل حروب واضطراابت اجتماعية وعدم االستقرار السياسي واهلجرة‪ ،‬حبيث‬
‫جند أن األراضي املتصحرة تغطي نسبة ‪ % 25‬من مساحة اليابسة على كوكب األرض‪ ،‬أي ‪ 6.3‬مليار هكتار‬
‫‪1‬‬
‫ويلحق تدهور األراضي اخلراب بقرابة ‪12‬مليون هكتار كل سنة يف العامل‪.‬‬
‫أشارت دراسات مؤمتر التصحر العاملي لسنة ‪ 1992‬أبن مساحة األراضي املهددة بشكل مباشر هبذه الظاهرة‬
‫تتمثل يف أراضي البحر األبيض املتوسط تقدر حبوايل ‪ 1.32‬مليار هكتار‪ ،‬وتقدر املساحة املتأثرة بكل من التعرية‬
‫الرحيية واملائية حبوايل ‪ 110‬مليون هكتار‪ 92.4 ،‬مليون هكتار على التوايل‪ 2،‬حبيث يعد إزالة الغاابت وعدم‬
‫إدارهتا بشكل جيد أحد األسباب الرئيسية حلدوث هذه الظاهرة واليت تعاين منها جل دول العامل خاصة العربية‪.‬‬
‫يوضح اجلدول املوايل حالة التصحر يف الدول العربية كالتايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )1-4( :‬املساحات املتصحرة واملهددة ابلتصحر يف الدول العربية‬

‫املساحة املهددة ابلتصحر‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫املساحة املتصحرة‬ ‫املساحة الكلية‬ ‫الدولة‬
‫(‪)%‬‬ ‫(ألف ‪)𝐾𝑚2‬‬ ‫(ألف ‪) 𝐾𝑚2‬‬ ‫(ألف ‪)𝐾𝑚2‬‬
‫‪33.3‬‬ ‫‪343‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪636‬‬ ‫‪1031‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪27.4‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪455‬‬ ‫‪711‬‬ ‫املغرب‬
‫‪9.7‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪82.7‬‬ ‫‪1970‬‬ ‫‪2382‬‬ ‫اجلزائر‬
‫‪64‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪164‬‬ ‫تونس‬
‫‪21.1‬‬ ‫‪380.635‬‬ ‫‪87.96‬‬ ‫‪1589‬‬ ‫‪1806.53‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪25.9‬‬ ‫‪650‬‬ ‫‪28.9‬‬ ‫‪725‬‬ ‫‪2506‬‬ ‫السودان‬
‫‪15.9‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪71.6‬‬ ‫‪405‬‬ ‫‪566‬‬ ‫اليمن‬
‫‪22.2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪27.8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكويت‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫قطر‬
‫‪40‬‬ ‫‪860‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪1182‬‬ ‫‪2150‬‬ ‫السعودية‬
‫‪25.2‬‬ ‫‪2857.635‬‬ ‫‪61.51‬‬ ‫‪6978‬‬ ‫‪11345.53‬‬ ‫اجملموع‬

‫املصدر‪ :‬التعاون العريب يف جمال مكافحة التصحر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.255‬‬

‫‪ 1‬تقرير حول التصحر‪ ،‬الصندوق الدويل للتنمية الزراعية‪ ،‬أوت ‪ ،2010‬ص ص ‪.02-01‬‬
‫‪ 2‬التعاون العريب يف جمال مكافحة التصحر‪ ،‬الفصل الثاين عشر‪ ،‬تقرير صندوق النقد الدويل‪ ،2012 ،‬ص ‪.255‬‬

‫‪250‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن أكرب امل ساحات املتصحرة للدول العربية توجد يف كل من اجلزائر‪ ،‬ليبيا‬
‫والسعودية‪،‬كما أن هناك دول ختطت نسبة التصحر فيها ‪ %80‬من بينها اجلزائر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬قطر‪ ،‬سجلت هذه‬
‫األخرية نسبة ‪ %100‬سنة ‪ ،1992‬مما يعين أن مساحتها اإلمجالية متصحرة أي ‪ 11‬ألف ‪ ، 𝐾𝑚2‬تليها ليبيا‬
‫بنسبة ‪ ،%87.96‬مث اجلزائر بنسبة ‪ ،%82.7‬اليمن ‪ ،%71.6‬كما سجلت املغرب وموريتانيا نسبيت ‪%64‬‬
‫‪ %62‬على التوايل‪ ،‬تليهم السعودية بنسبة ‪ ،%55‬وما يالحظ أن هلذه الدول السبع املذكورة فاقت نسبة‬
‫التصحر فيها ‪ %50‬من املساحة الكلية‪ ،‬أما ابلنسبة للمساحات اليت كانت مهددة ابلتصحر جند أنه كل من‬
‫تونس والسعودية‪ ،‬موريتانيا سجلت نسب ‪ ،%64‬و‪ %33.3 ، %40‬على التوايل‪ ،‬يف حني ال تتعدى نسب‬
‫الدول األخرى ‪ .%30‬كما جند أن اجلزائر يف مقدمة الدول اليت كانت تعاين من التصحر الذي يؤدي إىل تدهور‬
‫الوضع البيئي بشكل كبري مما يشكل خطرا عليها‪.‬‬
‫ومع هناية القرن التاسع عشر‪ ،‬قُدرت مساحات املناطق املتصحرة يف السهوب اجلزائرية أبربعة ماليني هكتار‬
‫ويف عام ‪ 1989‬تقلصت إىل النصف وفقا للمركز الوطين لتقنيات الفضاء‪ ،‬بناء على صور األقمار الصناعية اليت‬
‫تغطي ‪ 13.8‬مليون هكتار (أو ‪ %69‬من مساحة السهوب) ‪ ،‬قُدرت املساحة املتصحرة متاما‬
‫ب ـ ـ ‪ 487000‬هكتار يف سنة ‪ ،2000‬واملناطق اليت تعترب شديدة احلساسية للتصحر مع أقل من ‪% 20‬‬
‫من الغطاء النبايت متثل حوايل ‪ 2.2‬مليون هكتار‪ 1،‬وهو ما يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )2-4( :‬تقييم جزئي ملناطق السهوب املتدهورة (مباليني اهلكتارات)‬

‫املساحة (مباليني اهلكتارات)‬ ‫مناطق السهوب‬


‫‪0.487‬‬ ‫منطقة متصحرة‬
‫‪2.2‬‬ ‫منطقة شديدة احلساسية للتصحر‬
‫‪5.06‬‬ ‫منطقة حساسة‬
‫‪3.67‬‬ ‫منطقة حساسة بدرجة متوسطة‬
‫‪2.38‬‬ ‫منطقة قليلة احلساسية أو معدومة‬
‫‪Source: Abdelkader Khaldi, La gestion non– durable de la steppe algérienne, La Revue‬‬
‫‪électronique en science de L’environnement, 2014, (Article en ligne), Disponible sur :‬‬
‫‪https://journals.openedition.org/vertigo/15152#article-15152 page consulté le : 25/02/2021‬‬

‫من أجل مواجهة التصحر قامت اجلزائر بتبين مشروع السد األخضر الذي يعد من أكرب املشاريع ملقاومة هذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬وقد بدأ هذا املشروع سنة ‪ ،1971‬فبعد مصادقة اجلزائر على االتفاقية الدولية ملكافحة التصحر سنة‬
‫‪ 1994‬دخلت حيز التنفيذ سنة ‪ ، 1996‬سامهت اجلزائر إبصالح نظامها البيئي من خالل هذا املشروع‬
‫‪1‬‬
‫‪Abdelkader Khaldi, OP.Cit.‬‬
‫‪251‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫ابإلضافة إىل مشروع التشجري وتطوير الغاابت‪ .‬كما تبنت املرسوم التنفيذي رقم ‪ 128-20‬يف ‪ 21‬ماي ‪2020‬‬
‫الذي حيدد صالحيات وزير الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬ويعاجل قضية التصحر من خالل املواد ‪ 3-1‬واليت تنص على‬
‫‪1‬‬
‫مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬املادة األوىل‪ :‬يهدف هذا املرسوم إىل إنشاء هيئة تنسيقية ملكافحة التصحر وإعادة بعث السد األخضر‬
‫وحتديد مهامها وتشكيلها وسريها؛‬
‫‪ -2‬املادة الثالثة‪ :‬تكلف اهليئة بضمان التنسيق بني القطاعات للربانمج الوطين ملكافحة التصحر وخمطط عمل‬
‫إعادة بعث السد األخضر‪.‬‬
‫كما عزمت اجلزائر من خالل خطة العمل لسنة ‪ 2020‬حول التصحر‪ 2‬على محاية الطبيعة وتعزيز مناظرها‬
‫ابستمرار وإعادة بنائها بطرق صحية‪ ،‬آمنة وخضراء‪ ،‬عادلة وأكثر مرونة‪ .‬وملواجهة هذا الطموح‪ ،‬تتخذ اجلزائر‬
‫تدابري ملموسة ملعاجلة األسباب اجلذرية من خالل تشجيع الزراعة‪ ،‬ختصيص االمتيازات الزراعية وإحياء السد‬
‫األخضر‪ ،‬وتطوير األساليب املقاومة للجفاف‪ ،‬تطوير إدارة وطنية للجفاف واستعادة املناظر الطبيعية املتدهورة‬
‫على نطاق واسع‪ ،‬ال سيما بسبب حرائق الغاابت‪ ،‬من خالل تشجيع األفراد على االستثمار يف استعادة‬
‫األراضي‪ ،‬حيث شهد عام ‪ 2020‬إطالق برانمج إعادة تشجري كبري يضم ‪ 43‬مليون نبتة حتت شعار‪ " :‬شجرة‬
‫لكل مواطن "‪.‬‬
‫كما مت وضع خطة العمل الوطنية حول أساليب االستهالك واإلنتاج املستدامني‪ ،‬واليت تتمحور حول التكامل‬
‫وتوسيع نطاق السياسات العامة املنخرطة يف إطار التنمية املستدامة‪ .‬هي خطة مستعرضة ومشرتكة بني‬
‫القطاعات‪ ،‬وتنفيذها ليس مسؤولية قطاع البيئة فحسب‪ ،‬بل يشمل مجيع القطاعات املؤسسية يف ديناميكية من‬
‫التكامل والتعاون من أجل التنفيذ‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نستنتج أن الوضع البيئي للدول العربية يتسم ابلتدهور املستمر‪ ،‬وهذا راجع لعدة أسباب‬
‫انجتة عن ضعف السياسات البيئية املتبعة من قبل هذه الدول‪ ،‬كما أن اخلطط والربامج املسطرة مل تساهم يف‬
‫التخفيف من حدة الوضع واالستنزاف لألراضي‪ ،‬حبيث تتفاوت حدة التصحر من دولة إىل أخرى واليت تقارب‬
‫‪ % 62‬للمساحات املتصحرة للدول العربية‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار املساحات اليت هي يف طريق التصحر‬
‫حيدث ذلك نتيجة االستغالل غري العقالين للموارد مما جيعله يتعارض مع متطلبات التنمية املستدامة‪ ،‬يساهم يف‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 213-20‬املؤرخ يف ‪ 9‬ذي احلجة ‪ ،1441‬املوافق ل ـ ـ‪ 21‬ماي ‪ ،2020‬املتضمن إنشاء هيئة تنسيقية ملكافحة التصحر وإعادة بعث‬
‫السد األخضر‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،45‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬أنظر إىل‪:‬‬
‫‪- Célébration de la Journée Mondiale de la Lutte Contre la Désertification, Ministère de‬‬
‫‪L’agriculture et du développement rural, Direction Générale des Forets, disponible sur :‬‬
‫‪http://madrp.gov.dz/dgf/2020/06/01/celebration-de-la-journee-mondiale-de-la-lutte-contre-la-‬‬
‫‪desertification-17-juin-2020-slogan-aliments-fourrage-fibres page consulté le : 17/11/2020‬‬
‫‪252‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫زايدة التلوث البيئي وهو ما يفسر متركز الدول العربية خاصة اجلزائر‪ ،‬مصر‪ ،‬املغرب‪ ،‬تونس يف مراتب متقدمة‬
‫وابألخص مصر اليت حتتل املراتب األوىل عربيا وإفريقيا ملؤشر التلوث البيئي‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬استنزاف املوارد البيئية ومشكل املياه‬

‫يقصد هبا تقليل املورد أو اختفاءه عن أداء دوره العادي يف شبكة احلياة و الغذاء وال تكمن خطورة استنزاف‬
‫املورد فقط عند حد اختفائه أو التقليل من قيمته فقط‪ ،‬و إمنا األخطر من ذلك أتثري االستنزاف على توازن النظام‬
‫البيئي الذي ينتج عنه أخطار ابلغة يتعدى أثره إىل موارد أخرى‪ ،‬ومن هنا تتسع دائرة املشكلة وتتداخل حمليا‬
‫وعامليا‪ ،‬ويف هذا اإلطار اجلزائر تزخر مبوارد كالبرتول والغاز الصخري‪ ،‬الفحم واحلديد‪ ،‬الفوسفات و املياه اجلوفية‬
‫اليت تعتمد عليها بشكل كبري يف عملية التنمية من خالل استغالهلا هلذه املوارد واستثمار عائداهتا لكن من املهم‬
‫اإلشارة إىل أن االستغالل املفرط من شأنه أن يؤدي إىل استنزافها وابلتايل كان البد من بسط احلماية القانونية‬
‫الالزمة هلذه املوارد وهذا حلمايتها‪ ،‬إن أبرز و أهم أوجه هذه احلماية هو إعطاء األولوية للبيئة وهذا ما جسدته من‬
‫خالل اإلقرار الدستوري الصريح للحق يف البيئة (تعديل ‪ )2016‬الذي يدل على االهتمام حبماية هذه األخرية‬
‫‪1‬‬
‫والعمل على مواجهة املشاكل اليت تعاين منها‪.‬‬

‫يعد شح املوارد املائية واختالل التوازن بني العرض والطلب أهم مسات واقع املياه يف الدول العربية‪ ،‬ففي الوقت‬
‫ا لذي تعترب فيه هذه املنطقة من أفقر مناطق العامل يف املوارد املائية وأقلها من حيث حصة الفرد يف املياه السنوية‬
‫املتجددة‪ ،‬فإهنا تشهد أيضا منوا متواصال يف الطلب على املياه ملختلف االستخدامات‪ ،‬أدى إىل اختالل التوازن‬
‫بني العرض والطلب‪ ،‬من بني كذلك أهم العوامل نذكر‪ :‬وقوع املنطقة ضمن أراضي قاحلة وجافة‪ ،‬عامل التغري‬
‫املناخي الذي يؤدي إىل تناقص األمطار السنوية‪ ،‬ارتفاع معدل منو السكان‪ ،‬غياب اتم إلدارة املياه وما يقابله من‬
‫ضعف القدرات املؤسساتية القائمة على متابعة األوضاع وعلى إدارة القطاع‪ ،‬وضعف دراساهتا اخلاصة برسم‬
‫سياسات بيئية مناسبة ملعاجلة اإلختالالت‪ 2،‬تتسبب هذه العوامل املذكورة يف تدهور وضع املوارد املائية للدول‬
‫العربية‪ ،‬واجلدول املوايل يوضح الوضع املائي هلذه الدول‪:‬‬

‫‪ 1‬بن تركية نصرية‪ ،‬تكريس الدستور اجلزائري للحق يف البيئة يف تعديل ‪ 2016‬مبوجب القانون ‪ ،01/16‬جملة املعيار‪ ،‬جامعة تسمسيلت‪ ،‬اجمللد ‪ ،08‬العدد‬
‫‪ ،18‬جوان ‪ ،2017‬ص ص ‪.52-51‬‬
‫‪ 2‬قطاع الزراعة واملياه‪ ،‬التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬الفصل الثالث‪ ،‬صندوق النقد العريب‪ ،2020 ،‬ص ‪(.55‬بتصرف)‬

‫‪253‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )3-4( :‬الوضع املائي للدول العربية حسب حصة الفرد من املياه السنوية املتجددة‬

‫البلدان‬ ‫السكان (م‪ /‬نسمة)‬ ‫حصة الفرد 𝟑𝑴‪ /‬السنة‬ ‫الوضع املائي‬
‫موريتانيا‪.‬‬ ‫‪4.077‬‬ ‫أكثر من ‪1.700‬‬ ‫اكتفاء ذايت‬
‫العراق‪ ،‬الصومال‪ ،‬القمر‪ ،‬جيبويت‬ ‫‪56.396‬‬ ‫‪1.700-1.000‬‬ ‫إجهاد مائي‬
‫لبنان‪ ،‬سوراي‪ ،‬مصر‪ ،‬السودان‪ ،‬املغرب‬ ‫‪201.865‬‬ ‫‪1.000-500‬‬ ‫ندرة مياه‬
‫اليمن‪ ،‬السعودية‪ ،‬عمان‪ ،‬الكويت‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬البحرين‪،‬‬ ‫‪164.771‬‬ ‫أقل من ‪500‬‬ ‫فقر مائي حاد‬
‫قطر‪ ،‬األردن‪ ،‬فلسطني‪ ،‬ليبيا‪ ،‬تونس‪ ،‬اجلزائر‬

‫املصدر‪ :‬قطاع الزراعة واملياه‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن اجلزائر تصنف ضمن الدول العربية األكثر فقرا‪ ،‬حبيث يصل نصيب الفرد من‬
‫املياه املتجددة السنوية إىل أقل من ‪ / 𝑴𝟑 500‬السنة مما جيعلها تعاين من فقر مائي حاد أدى إىل حمدودية املياه‬
‫يف اجلزائر وتوزع بطريقة غري عادلة ‪ ،‬تستمر حصة الفرد من املياه املتجددة يف االخنفاض عاما بعد آخر‪ ،‬حيث‬
‫اخنفضت من حوايل ‪ / 𝑴𝟑 3430‬السنة عام ‪ 1955‬إىل حوايل ‪ / 𝑴𝟑 800‬لسنة ‪ ،2019‬مع تقدير أن‬
‫يصل إىل ‪ / 𝑴𝟑 667‬السنة حبلول سنة ‪ ،2025‬أي حوايل ‪ % 20‬مما كان عليه سنة ‪ .1955‬تتطلب‬
‫التنمية املستدامة للموارد املائية يف الدول العربية استثمارات عالية لتطوير البنية األساسية لتعبئة املوارد املائية‪ ،‬حبيث‬
‫يعاين قطاع املياه يف الدول العربية من فجوة متويلية كبرية‪ ،‬إذ يرتاوح اإلنفاق احلكومي على القطاع من ‪% 1.7‬‬
‫إىل ‪ % 3.6‬من الناتج احمللي اإلمجايل وهو أقل من االستثمار املطلوب واملقدر حبوايل ‪ ،%4.5‬هذا على الرغم‬
‫من أن بعض الدول العربية (اجلزائر‪ ،‬مصر واليمن) خصصت لقطاع املياه خالل الفرتة ‪ 2010-2000‬ما يرتاوح‬
‫بني ‪ %30-20‬من إمجايل اإلنفاق االستثماري‪.‬‬
‫تستخدم الدول العربية يف املتوسط حوايل ‪%84‬من املياه املستغلة لألغراض الزراعية والبقية لالستخدامني‬
‫املنزيل‪ ،%9‬الصناعي والتجاري ‪ . %7‬وتنقسم املوارد املتاحة يف الدول العربية إىل مياه سطحية (حوايل ‪274‬‬
‫مليار ‪ ،)𝑀3‬ومياه جوفية ومياه حتلية (‪ 62‬مليار ‪ ،) 𝑀3‬ويقدر متوسط نسبة املوارد املائية املستغلة حوايل‬
‫‪ %77‬من املياه ال سنوية املتجددة‪ ،‬وتعترب هذه النسبة مرتفعة جدا ابملقارنة مع النسبة العاملية ( حوايل ‪)% 7.5‬‬
‫علما أن نسبة االستغالل يف بعض الدول العربية تتجاوز ‪ %2000‬حيث يتم تغطية الفارق من خالل استنزاف‬
‫املياه اجلوفية‪ ،1‬اجلزائر كغريها من الدول تسجل نسبة مئوية ترتاوح ما بني ‪ %71‬إىل ‪ %100‬خاصة ابلكمية‬
‫املسحوبة والكمية املتجددة نفس الشيء ابلنسبة لتونس‪ ،‬العراق‪ ،‬السودان على غرار ابقي الدول اليت تسجل‬

‫‪ 1‬أنظر إىل‪:‬‬
‫قطاع الزراعة واملياه‪ ،‬التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪56‬‬

‫‪254‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫نسب أقل من ‪ %70‬جند كل ‪:‬الصومال‪ ،‬لبنان‪ ،‬املغرب‪ ،‬ودول تسجل أكثر من ‪ %100‬نذكر أبرزها‪ :‬األردن‬
‫قطر‪ ،‬البحرين‪ ،‬مصر‪ ،‬السعودية‪ ،‬اإلمارات‪.....‬إخل‪ ،‬وهو ما يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )4-4( :‬مستوايت استغالل املوارد املائية يف الدول العربية لسنة ‪2019‬‬

‫النسبة بني كمية السحب السنوي من املياه والكمية املتجددة سنواي‬


‫أكثر من‬ ‫‪-1000‬‬ ‫‪-102‬‬ ‫‪-101‬‬ ‫‪-71‬‬ ‫‪%70-26 %25-10‬‬ ‫أقل من‬
‫‪%1200‬‬ ‫‪%1200‬‬ ‫‪%500‬‬ ‫‪%200‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%10‬‬
‫الكويت‬ ‫ليبيا‬ ‫البحرين‬ ‫عمان‬ ‫اجلزائر‬ ‫الصومال‬ ‫موريتانيا‬ ‫القمر‬
‫اإلمارات‬ ‫السعودية‬ ‫اليمن‬ ‫سورية‬ ‫العراق‬ ‫لبنان‬ ‫جيبويت‬
‫قطر‬ ‫األردن‬ ‫السودان‬ ‫فلسطني‬
‫مصر‬ ‫تونس‬ ‫املغرب‬

‫املصدر‪ :‬قطاع الزراعة واملياه‪ ،‬التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫اثلثا‪ :‬مشكل الثقل السكاين واآلاثر املرتتبة عنها‬


‫يعترب مشكل التزايد السكاين أخطر من التلوث البيئي يف حد ذاته‪ ،‬إذ يساهم يف تدهور اخلدمات واملرافق‬
‫األساسية‪ ،‬وله أثره الكبري على املوارد الطبيعية احملدودة خاصة األرض واملياه العذبة واملوارد البحرية والساحلية‬
‫نتيجة للضغط على امل رافق األساسية وتلوث املياه للتخلص من املخلفات السائلة والصلبة يف مياه األهنار والبحار‪.‬‬
‫تعترب الزايدة يف السكان مشكلة اقتصادية‪ ،‬كما أن النمو السكاين يصاحبه الكثري من املشاكل االقتصادية والبيئية‬
‫اليت تؤدي حتما إىل تدهور البيئة ويظهر ذلك يف وسائل النقل‪ ،‬الصناعات ويف املناطق السكنية‪ ،‬وافتقار املراكز‬
‫احلضرية إىل أنظمة الصرف الصحي املناسبة‪ ،‬مرافق مجع النفاايت الصلبة‪ ،‬حمطات النفاايت‪ ،‬وارتفاع نسبة‬
‫الضجيج مما يؤدي إىل تزايد املشاكل الصحية‪.‬‬
‫إن التوسع أدى إىل نتائج سلبية على البيئة من خالل الزحف على األراضي الزراعية احمليطة ابملناطق احلضرية‬
‫واالستيطان يف أماكن غري مرغوبة وخطرية ألن النمو السكاين يف األصل هو منو غري رمسي وغري خمطط له‪1.‬حسب‬
‫اإلحصائيات تزايد عدد السكان ابجلزائر خالل الفرتة األخرية إىل ‪ 42.6‬مليون ساكن يف ‪ 1‬جويلية ‪2018‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 43‬مليون ساكن يف جويلية ‪ ،2019‬و ‪ 43.9‬مليون ساكن يف ‪ 1‬جويلية ‪.2020‬‬

‫‪ 1‬صفية عالوي‪ ،‬ظاهرة التلوث البيئي يف اجلزائر وآليات احلد منها‪ ،‬دراية حالة قطاع احملروقات بشركة سونطراك حاسي الرمل‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة عمار ثليجي األغواط‪ ،2014- 2013 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Population et démographie, Office national des statistiques, disponible sur :‬‬
‫‪https://www.ons.dz/spip.php?rubrique34 page consulté le: 03/03/2021‬‬

‫‪255‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫رابعا‪ :‬التلوث اهلوائي‬


‫اهلواء هو أحد العناصر األساسية للحياة وهو العنصر الذي تستهلكه الكائنات احلية بشكل مستمر‪ .‬ونظرا‬
‫ألن اجلزائر شهدت تطورا حضراي وصناعيا كبريا فقد أدى أتثريها على البيئة إىل استمرار التدهور وتلوث اهلواء‬
‫بشكل كبري بسبب حركة مرور السيارات‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬تسبب كل من التوسع احلضري املتسارع والنمو‬
‫الدميغرايف‪ ،‬الكثافة السكانية والتغري يف أمناط االستهالك ابإلضافة إىل زايدة أسطول املركبات يف تدهور تدرجيي‬
‫‪1‬‬
‫للبيئة (تلوث اهلواء‪ ،‬والنفاايت الصلبة‪ ،‬وتلوث املوارد املائية ‪.)...‬‬

‫ومن أجل املسامهة يف مكافحة االحتباس احلراري‪ ،‬صادقت اجلزائر سنة ‪ 1993‬على اتفاقية األمم املتحدة‬
‫اإلطارية بشأن تغري املناخ انضمت إىل بروتوكول كيوتو سنة ‪ .2005‬يف هذا السياق‪ ،‬أجرت أول جرد وطين‬
‫النبعااثت غازات االحتباس احلراري )‪ (GHG‬سنة ‪ 1994‬وأجري اجلرد الثاين لسنة ‪ 2000‬وغطى هذا‬
‫األخري مجيع الغازات الدفيئة )‪ (GHGs‬ذات التأثري املباشر واليت تتمثل يف‪ :‬اثين أكسيد الكربون ) ‪(CO2‬‬
‫وامليثان ) ‪ (𝐶𝐻4‬وأكسيد النيرتوجني )‪ ، (N2O‬ومركبات الكربون اهليدروفلوري‪ ،‬ومركبات الكربون الفلورية‬
‫وسداسي فلوريد الكربيت )‪ (SF6‬وكذلك الغازات الدفيئة ذات التأثري غري املباشر واليت تتمثل يف‪ :‬أكسيد‬
‫النيرتوجني ( ‪ )𝑁𝑜X‬وأول أكسيد الكربون (‪ )CO‬واملركبات العضوية املتطايرة خبالف امليثان واثين أكسيد‬
‫الكربيت ( ‪ ،)𝑆𝑂2‬حبيث تعد غازات االحتباس احلراري من الغازات اليت متتص جزءا من أشعة الشمس عن طريق‬
‫‪2‬‬
‫إعادة توزيعها يف شكل إشعاع داخل الغالف اجلوي لألرض وهي ظاهرة تسمى أتثري االحتباس احلراري‪.‬‬
‫واجلدول املوايل ينب تطور انبعاث الغازات الدفيئة سواء املباشرة أو غري املباشرة حسب نوع الغاز وقطاع النشاط‬
‫اليت توصل إليها اجلرد األول (‪ )1994‬والثاين (‪ )2000‬وهو كالتايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Compendium National sur les Statistiques de L’environnement, Office National des Statistiques,‬‬
‫‪Alger 2006, P 42.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Statistique sur l’Environnement, La Direction Technique Chargée des Statistiques Régionales et‬‬
‫‪de la Cartographie, Collections Statistiques, Statistiques Régionales et Cartographie, Alger, N° 177,‬‬
‫‪Série C, février 2015, p 47.‬‬
‫‪256‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )5-4( :‬تطور انبعااثت الغازات الدفيئة (املباشرة وغري املباشرة) حسب نوع الغاز وقطاع النشاط يف اجلزائر‬
‫خالل الفرتة ‪( 2000- 1994‬الوحدة ‪) Unit: Gg‬‬

‫معدل النمو‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫قطاع النشاط‬ ‫نوع الغاز‬


‫‪12.1‬‬ ‫‪66410‬‬ ‫‪59246‬‬ ‫الطاقة‬
‫‪15.7‬‬ ‫‪5157‬‬ ‫‪4458‬‬ ‫‪-‬العمليات الصناعية‬
‫‪-50.5‬‬ ‫‪6019‬‬ ‫‪12167‬‬ ‫اثين أكسيد الكربون ‪-‬الزراعة والغاابت‬
‫‪-‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬النفاايت‬ ‫𝟐𝒐𝒄‬
‫‪-‬‬ ‫‪77.612‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪94‬‬ ‫‪1001‬‬ ‫‪516‬‬ ‫الطاقة‬


‫‪-‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬العمليات الصناعية‬
‫‪3.7‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪-‬الزراعة والغاابت‬ ‫𝟒𝑯𝑪‬ ‫امليثان‬
‫‪-‬‬ ‫‪382‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬النفاايت‬

‫‪-‬‬ ‫‪1579.27‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اجملموع‬


‫‪70‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫الطاقة‬

‫‪-5‬‬ ‫‪0.95‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬العمليات الصناعية‬


‫النيرتوجني‬
‫‪-69.9‬‬ ‫‪8.68‬‬ ‫‪28.87‬‬ ‫‪-‬الزراعة والغاابت‬
‫‪-‬‬ ‫‪10.91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬النفاايت‬ ‫‪N₂ O‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪21.14‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اجملموع‬


‫‪17.2‬‬ ‫‪278.87‬‬ ‫‪238‬‬ ‫الطاقة‬

‫‪-35‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬العمليات الصناعية‬


‫أكسيد النرتوجني‬
‫‪-49.3‬‬ ‫‪3.04‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-‬الزراعة والغاابت‬
‫𝑿𝑶𝑵‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ -‬النفاايت‬
‫‪15.13‬‬ ‫‪985.62‬‬ ‫‪246‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪7.6‬‬ ‫‪985.62‬‬ ‫‪916‬‬ ‫الطاقة‬ ‫أول أكسيد‬
‫‪5.2‬‬ ‫‪5.26‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬العمليات الصناعية‬ ‫الكربون‪CO‬‬
‫‪90.4-‬‬ ‫‪105.55‬‬ ‫‪1101.77‬‬ ‫‪-‬الزارعة والغاابت‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬النفاايت‬

‫‪45.8-‬‬ ‫‪1096.43‬‬ ‫‪2022.77‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪257‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪39.8‬‬ ‫‪257.27‬‬ ‫‪184‬‬ ‫الطاقة‬


‫‪362.1‬‬ ‫‪429.75‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪-‬العمليات الصناعية‬ ‫املركبات العضوية‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬الزراعة والغاابت‬ ‫املتطايرة (ابستثناء‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬النفاايت‬ ‫امليثان)‬
‫‪COVNM‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪687.02‬‬ ‫‪277‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪26.5‬‬ ‫‪40.49‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الطاقة‬
‫‪34.5-‬‬ ‫‪5.24‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪-‬العمليات الصناعية‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬الزراعة والغاابت‬ ‫اثين أكسيد‬
‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬النفاايت‬ ‫الكربيت 𝟐𝑶𝑺‬

‫‪-‬‬ ‫‪45.73‬‬ ‫‪40‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪Source : Statistique sur l’Environnement, Op.cit, p 48.‬‬

‫من خالل اجلدول الذي يتعلق ابالنبعااثت الغازية خالل الفرتة ‪ 2000 -1994‬واليت تتعلق أبنواع الغازات‬
‫( ‪ ،)𝑆𝑂2 -COVNM -CO -𝑁𝑂𝑋 -N₂ O − 𝐶𝐻4 −𝐶𝑂2‬واخلاصة كذلك بنوع‬
‫النشاطات من الطاقة والعمليات الصناعية‪ ،‬الزراعة والغاابت والنفاايت اليت تنبعث منها الغازات املذكورة‪ ،‬نالحظ‬
‫أن كل من قطاعي الطاقة‪ ،‬الزارعة والغاابت هي اليت أتخذ النسبة الغالبة لالنبعااثت الغازية يف اجلزائر خالل الفرتة‬
‫‪2000-1994‬؛‬

‫‪ : 𝑪𝑶𝟐-1‬يف سنة ‪ 2000‬أنتج قطاع الطاقة وحده نسبة ‪ %85.57‬من إمجايل غاز اثين أكسيد الكربون‬
‫كما ميثل قطاع نشاط الزراعة والغاابت نسبة ‪ %7.75‬من إمجايل الغاز‪ ،‬أما العمليات الصناعية أنتجت‬
‫‪ %6.64‬أي ما يقارب ‪ %7‬من نفس الغاز‪ ،‬وابملقارنة بسنة ‪ 1994‬مت تسجيل لكل من قطاع الطاقة‬
‫(‪ )Gg 59246‬وهو القطاع األكثر انبعااث‪ ،‬مث الزراعة والغاابت (‪ ،)Gg 12167‬العمليات الصناعية‬
‫(‪ ،) Gg 4458‬وفيما خيص معدل النمو هلذا الغاز حقق كل من قطاع الطاقة وقطاع العمليات الصناعية نسب‬
‫منو ‪ %12.1‬و‪ %15.7‬على التوايل‪ ،‬أما فيما خيص قطاع الزراعة والغاابت سجل ختفيضا بـ ـ ‪ %50.5‬خالل‬
‫الفرتة ‪ 2000-1994‬حبيث تعد الزراعة قطاعا اسرتاتيجيا يف االقتصاد اجلزائري‪ ،‬ترجع أسباب التخفيض إىل‬
‫إصالح النظام البيئي الذي قامت به اجلزائر خاصة بعد املؤمتر العاملي ملكافحة التصحر الذي مت عقده سنة‬
‫‪ 1994‬امتثاال ل لمتطلبات الدولية لتخفيض هذه الظاهرة وما هلا من أتثري على القطاع البيئي‪ ،‬ودخوهلا حيز‬
‫التنفيذ سنة ‪ 1996‬ابإلضافة إىل مشروع التشجري وتطوير الغاابت‪ ،‬والقوانني الداعمة حلماية البيئة خالل هذه‬
‫الفرتة إضافة إىل االتفاقية اإلطارية بشأن تغري املناخ لعام ‪ 1992‬اليت صادقت عليها اجلزائر يف ‪ 21‬أفريل‬
‫‪1993‬؛‬
‫‪258‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪ : 𝑪𝑯𝟒 -2‬ترجع انبعااثت هذا الغاز بنسبة كبرية لقطاع الطاقة‪ ،‬عرفت هذه االنبعااثت تطورا وارتفاعا كبريا‬
‫بنسبة منو ‪ %94‬خالل الفرتة ‪ ،2000-1994‬حقق قطاع الزراعة والغاابت نسبة ‪ ،%3.7‬حبيث حقق قطاع‬
‫النشاط اخلاص ابلطاقة نسبة تفوق ‪ %63‬من إمجايل القطاعات خالل سنة ‪ ،2000‬يليه قطاع النفاايت ب ــنسبة‬
‫‪ %24.18‬داللة على زايدة حجم النفاايت خالل هذه الفرتة بصورة كبرية‪ ،‬مث قطاع الزراعة والغاابت بنسبة‬
‫‪ %12.41‬من جمموع االنبعااثت هلذا الغاز؛‬

‫‪ : N₂ O -3‬حقق كل من قطاع الزراعة والغاابت اخنفاضا كبريا من االنبعااثت اخلاصة هلذا الغاز بنسبة‬
‫تقارب ‪ ،%70‬واخنفاض ‪ %5‬لقطاع العمليات الصناعية‪ ،‬على عكس قطاع الطاقة الذي عرف ارتفاعا كبريا‬
‫بنسبة منو ‪ ،%70‬خالل الفرتة‪ ،‬حبيث ساهم قطاع النفاايت بنسبة انبعااثت فاقت ‪ )%51.60( %50‬من‬
‫إمجايل القطاعات األخرى النبعااثت هذا الغاز؛‬

‫‪ :𝑵𝑶𝑿 -4‬قطاع الطاقة حقق مكاان ابرزا النبعااثت غاز أكسيد النرتوجني مبعدل منو جتاوز ‪ %17.2‬سنة‬
‫‪ 2000‬مقارنة ب ـ ـ ‪ ، 1994‬كما أن قطاع العمليات الصناعية وقطاع الزراعة والغاابت عرف كل منهما اخنفاضا‬
‫ملحوظا ومبعدالت فاقت ‪ %49.3 ،%35‬على التوايل؛‬

‫‪ :CO -5‬يعد غاز أول أكسيد الكربون من الغازات األكثر انبعااث حبيث جند أن قطاع الطاقة يشكل النسبة‬
‫األكرب والعامل املشرتك جلميع الغازات السابقة‪ ،‬سجل هذا الغاز معدل منو فاق ‪ %7‬للفرتة املدروسة‪ ،‬مع حتقيق‬
‫معدل اخنفاض ابرز لقطاع الغاابت والزراعة الذي سجل ‪ %90.4‬وارتفاع ‪ %5.2‬ابلنسبة للعمليات الصناعية‬
‫كما سجلت مجيع القطاعات املعروضة هلذا الغاز اخنفاضا مبعدل ‪%45.8‬؛‬

‫‪ :COVNM-6‬سجلت املركبات العضوية املتطايرة نسبة منو تقارب ‪ %40‬مع ارتفاع ملحوظ لقطاع‬
‫العمليات الصناعية بنسبة تفوق ‪ %62.55‬من إمجايل انبعاث غازات القطاعات األخرى (الطاقة) الزراعة‬
‫والغاابت‪ ،‬أما قطاع النفاايت فإحصائياته غري متاحة؛‬
‫‪ :𝑺𝑶𝟐 -7‬ابلنسبة لغاز اثين أكسيد الكربيت حقق قطاع الطاقة ارتفاعا قدر بـ ـ ‪ Gg 40.49‬سنة ‪2000‬‬
‫مقارنة ب ـ ـ ـ ‪ Gg 32‬بنسبة ‪ %88.54‬من إمجايل انبعاث الغازات للقطاعات سنة ‪ ،2000‬مع تسجيل معدل‬
‫منو ‪ %26.5‬خالل فرتة الدراسة ‪ ،2000-1994‬على عكس قطاع العمليات الصناعية الذي سجل اخنفاضا‬
‫ملحوظا مبعدل ‪ %34.5‬خالل الفرتة‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ميكن القول أبن قطاع الطاقة هو الذي يشكل أكرب االنبعااثت للغازات الدفيئة املذكورة‬
‫سابقا لسنة ‪ 2000‬بنسبة تقارب ‪ %75‬مقارنة ابلقطاعات األخرى اليت تشكل نسبة ‪ %25‬املتبقية مقسمة‬
‫كالتايل‪ %10.9 :‬للزراعة والغاابت‪ %9.7 ،‬للنفاايت‪ ،‬و ‪ %4.7‬للعمليات الصناعية‪ ،‬و هو ما يوضحه‬
‫الشكل التايل‪:‬‬

‫‪259‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫شكل رقم‪ )1-4( :‬توزيع حصص االنبعااثت الغازية حسب القطاع لسنة ‪2000‬‬

‫‪Source: Statistique sur l’Environnement, Op.cit, p 49.‬‬

‫ويف األخري ميكن القول أبن القطاع الطاقوي هو الذي يسبب أكرب االنبعااثت الغازية املذكورة‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫كل من قطاع الزراعة والغاابت والعمليات الصناعية اليت تشكل هي األخرى أكرب نسبة لالنبعااثت حسب أنواع‬
‫الغازات‪ ،‬بينما ال تتوفر إحصائيات حول الغازات املنبعثة من النفاايت واليت بدورها تعد من املشاكل اخلطرية اليت‬
‫أصبحت السبب املباشر للتلوث اجلوي‪ ،‬ويعود سبب خفض االنبعااثت الغازية‪ :‬اثين أكسيد الكربون (قطاع‬
‫الزراعة والغاابت ‪ )%50.5‬النيرتوجني لنفس القطاع ‪ ،%69.9‬أكسيد النيرتوجني ‪ ،%49.3‬أول أكسيد‬
‫الكربون ‪ ،%90.4‬نتيجة إلبرام االتفاقية اخلاصة بتخفيض الغازات الدفيئة لألمم املتحدة يف إطار تغري املناخ‬
‫وتوقيع اجلزائر عليها لتخفيض االحتباس احلراري سنة ‪ 1993‬وفقا للسياسات البيئية املعتمدة ابألخص يف‬
‫اإلصالح اجلبائي البيئي للجزائر سنة ‪ ، 1992‬حبيث ميثل الشكل املوايل حجم االنبعااثت الغازية خالل الفرتة‬
‫‪ ، 2015-1991‬وهي فرتة تسمح بتقييم الوضع البيئي خاصة التلوث اهلوائي بعد تطبيق سياسات بيئية‬
‫و جبائية ومرور زمن طويل من التوقيع على االتفاقيات اخلاصة ابالحتباس احلراري ومحاية املناخ وهو كمايلي‪:‬‬

‫‪260‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫شكل رقم‪ )2-4( :‬انبعاث الغازات الدفيئة يف اجلزائر للفرتة ‪2015-1991‬‬

‫‪Source: Crippa M, Oreggioni G, Guizzardi D, And others, Op.cit, p 40.‬‬

‫من خالل الشكل ميكن القول أبن اجلزائر كغريها من الدول تعاين من كثرة االنبعااثت الغازية خاصة اثين‬
‫أكسيد الكربون الذي يشكل خطرا كبريا‪ ،‬وأيخذ النسبة الغالبة من االنبعااثت مقارنة ابلغازات األخرى‪ ،‬حبيث‬
‫يتميز ابالرتفاع املستمر خاصة يف السنوات األخرية جتاوز ‪ 200‬مليون طن من مكافئ اثين أكسيد الكربون ‪/‬‬
‫السنة خالل سنة ‪ ،2015‬مع تسجيل ‪ 150‬مليون طن من مكافئ اثين أكسيد الكربون‪ /‬السنة لعام ‪-1990‬‬
‫‪ 1991‬و ‪ 2002-2001‬كأحسن فرتة نظرا الخنفاض انبعااثت هذا الغاز‪ ،‬يليه غاز امليثان حبيث عرف‬
‫اخنفاضا خالل الفرتة ‪ . 1992-1990‬ابعتبار أن غاز اثين أكسيد الكربون هو الغاز األكثر انبعااث وتلويثا للجو‬
‫ألغلب دول العامل‪ ،‬تعاين اجلزائر كذلك من هذا الغاز وذلك بسبب قطاع الطاقة‪ ،‬النقل والنفاايت اليت تتحلل‬
‫وتتحول موادها احملللة إىل غازات ضارة‪ ،‬حبيث ميثل الشكل املوايل انبعااثت هذا الغاز يف اجلزائر خالل الفرتة‬
‫‪:2018-1990‬‬
‫شكل رقم‪ )3-4( :‬انبعااثت غاز اثين أكسيد الكربون للجزائر خالل الفرتة ‪2018-1990‬‬

‫‪Source: Crippa M, Oreggioni G, Guizzardi D, And others, Op.cit, p 40.‬‬

‫‪261‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫من أهم املشاكل البيئية على املستوى العاملي جند النشاط الزراعي والصناعي من خالل املبيدات والكيماوايت‬
‫املستخدمة‪ ،‬قطاع النقل واملواصالت وخمتلف األنشطة السكانية اليت تتولد عنها العديد امللواثت‪ ،‬كلها أسباب‬
‫تؤدي إىل التلوث اهلوائي‪ ،‬ففي اجلزائر مصادر التلوث اجلوي اليت ينبعث منها غاز اثين أكسيد الكربون مرتبة‬
‫تنازليا كالتايل‪ :‬قطاع النقل‪ ،‬جمال إنتاج الطاقة (النفط والفحم والغاز)‪ ،‬االحرتاق الصناعي‪ ،‬البناايت‪ ،‬قطاعات‬
‫أخرى‪ ،‬وحسب ما هو موضح يف الشكل أعاله يتسبب قطاع النقل أبكثر االنبعااثت لغاز اثين أكسيد الكربون‬
‫يفوق قطاع الصناعة‪ ،‬يعود السبب يف ذلك إىل تطور املواصالت واالستخدام الكبري للسيارات اليت تساهم بدورها‬
‫يف التلوث اجلوي‪ ،‬يليه قطاع إنتاج الطاقة بداية من السنوات األخرية ‪ ،2018-2010‬زادت االنبعااثت اخلاصة‬
‫ابلغازات الدفيئة جملال إنتاج الطاقة بنسبة ‪ %260‬و ‪ %290‬من ‪ ،𝐶𝑂2‬أما خبصوص االحرتاق الصناعي‬
‫زادت ب ـ ـ‪ %27‬و‪ %36‬ابلنسبة ل ـ ‪ ،𝐶𝑂2‬قطاع البناايت ساهم ب ـ ـ ‪ %257‬كزايدة و‪ %289‬ل ـ ـ ‪𝐶𝑂2‬‬
‫و‪ %194‬للنقل و‪ %184‬لـ ـ ـ ‪ ،𝐶𝑂2‬ونسبة ‪ %9‬للقطاعات األخرى‪ ،‬مقارنة ب ـ ـ ‪ %77‬لـ ـ ـ ‪ 𝐶𝑂2‬وذلك‬
‫خالل سنة ‪ 2015‬ابلنسبة جلميع االنبعااثت و ‪ 2018‬ابلنسبة ل ـ ـ ‪ 𝐶𝑂2‬مقارنة بسنة ‪.1990‬‬
‫أما فيما خيص نصيب كل فرد من االنبعااثت مت تسجيل ‪ 3.7‬مليون طن سنة ‪ 2014‬مقارنة ب ـ ‪ 3‬مليون‬
‫طن سنة ‪ 1.1991‬وهو ما يوضحه الشكل املوايل‪:‬‬

‫شكل رقم‪ )4-4( :‬تطور انبعااثت الغازات الدفيئة واثين أكسيد الكربون خالل الفرتة‬
‫‪2018-2015-1990‬‬

‫‪Source: Crippa M, Oreggioni G, Guizzardi D, And others, Op.cit, p 40.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Environment, Energy dependency, efficiency and carbon dioxide emissions, World‬‬
‫‪Development Indicators, 09/08/2017, p 01, Available at: World Development Indicators | The World‬‬
‫‪Bank Page consulté le: 13/12/2020‬‬

‫‪262‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫تلعب العديد من أنواع الوقود السائل دورا رئيسيا يف النقل واالقتصاد‪ ،‬ومعظم أنواعه مشتقة من الوقود‬
‫األحفوري وهي مستخدمة على نطاق واسع‪ ،‬ابإلضافة إىل الوقود غري األحفوري‪ ،‬يعترب غاز اثين أكسيد الكربون‬
‫من الغازات األكثر انتشارا يشكل خطورة وهتديدا للدول مقارنة ابلغازات األخرى‪ ،‬وهو املتسبب يف تغري املناخ‬
‫واالحتباس احلراري‪ ،‬حبيث تسعى العديد من الدول إىل االنتفاع من هذا الغاز من خالل حتويله إىل عناصر مفيدة‬
‫وذات منفعة مثل الوقود احليوي كبديل عن الوقود األحفوري وإىل طاقة متجددة كبديل عن الطاقات التقليدية وهو‬
‫ما يعرف بتدوير اثين أكسيد الكربون هبدف مواجهة التغري املناخي واحلد من االنبعااثت الغازية‪ ،‬فبالنسبة‬
‫النبعااثت الوقود السائل من اثين أكسيد الكربون يف اجلزائر للفرتة ‪ 2016-2000‬سجل بني ‪ %28‬حىت‬
‫ـ ‪ ،%38‬مت حتقيق نسبة ‪ %28‬سنة ‪ 2005‬كأقل نسبة و‪ %38‬سنة ‪ 1،2012‬وهذه النسب ختتلف من سنة‬
‫ألخرى بني الزايدة واالخنفاض بشكل تدرجيي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬النفاايت‬

‫تواجه اجلزائر العديد من املشاكل املتعلقة إبدارة املوارد الطبيعية ومكافحة التلوث ومحاية الرتاث واحلفاظ عليه‪.‬‬
‫بعد أن مت هتميشه لفرتة طويلة‪ .‬إن التقرير الوطين حول "الدولة ومستقبل البيئة"‪ ،‬والذي كان مبثابة األساس‬
‫لتطوير خطة العمل الوطنية للبيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬كشف جرد املشاكل عن تدهور مستمر يف موارد الرتبة‬
‫والغطاء النبايت‪ ،‬وحمدودية موارد املياه ذات النوعية الرديئة‪ ،‬والتحضر غري املنضبط للمناطق الساحلية‪ ،‬والتصنيع‬
‫السيئ الذي يولد تلواث صناعيا وحضراي يف العامل‪ .‬وهو مصدر مشاكل خطرية للصحة العامة مع النقص املؤسسي‬
‫وغياب اإلطار القانوين آبليات تنظيمية وغالبا ما يتم تطبيقها بشكل سيئ‪ 2.‬عملت وزارة البيئة على تنفيذ‬
‫الربانمج الوطين إلدارة نفاايت البلدية منذ عام ‪ ،2002‬هذا الربانمج هو انعكاس لسياسة بيئية وطنية جتاه‬
‫اجملتمعات احمللية‪ ،‬وقد مت ابلفعل تطوير العديد من املشاريع (خمططات توجيهية للبلدية ومواقع دفن النفاايت‬
‫الفرز‪..‬إخل)‪ ،‬ابإلضافة إىل برانمج اإلدارة الوطنية للنفاايت الصناعية واخلاصة والنفاايت من أنشطة الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬وبرانمج ‪ * PROGEM‬لتسيري النفاايت الصلبة‪.‬‬

‫كما زادت كمية النفاايت املنزلية يف اجلزائر وما شاهبها بشكل كبري خالل العقود املاضية بسبب النمو السكاين‬
‫إىل جانب التوسع احلضري غري املنضبط يف الوقت نفسه‪ ،‬فإن هذه النفاايت تتكون من مواد عضوية (نفاايت‬

‫‪1‬‬
‫‪𝑪𝑶𝟐 Emission in Algeria, World Development Indicators, The World Bank, 19-03-2021, Available‬‬
‫‪at: Algeria | Data (worldbank.org) Page consulté le: 14/12/2020‬‬
‫* ‪ :PROGDEM‬الربانمج الوطين املندمج لتسيري النفاايت الصلبة‪ :‬هو برانمج ذو توجه عاملي تبنته اجلزائر سنة ‪ 2002‬يف جمال تسيري النفاايت‪ ،‬يعتمد‬
‫على مبادئ مت تبنيها عامليا خنص ابلذكر‪" :‬مبدأ امللوث الدافع"‪ ،‬كما يدعم هذا الربانمج اإلطار القانوين والتنظيمي واآلليات االقتصادية يف جمال محاية البيئة واملسامهة‬
‫يف حتقيق التنمية املستدامة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪L’eau et l’environnement en Algérie, UbiFrance et les Missions Economiques, Fiche de synthèse,‬‬
‫‪Algérie, 2010, p 01.‬‬
‫‪263‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫الطعام) ومواد (التعبئة والتغليف‪ ،‬والبالستيك‪ ،‬وما إىل ذلك) اليت تشكل خماطر كبرية على البيئة والصحة العامة‪.‬‬
‫والطريقة املتبعة يف التخلص منها ال تزال تعتمد على املكب‪ ،‬بسبب تكلفته املنخفضة مقارنة ابلطرق األخرى مثل‬
‫احلرق أو التسميد‪ .‬أما فيما خيص النفاايت الطبية‪ ،‬ال تزال هناك أوجه قصور حىت اآلن يف إدارهتا‪ .‬يف الواقع‪ ،‬ويف‬
‫بعض املستشفيات يتم أحياان مجع النفاايت الطبية أبيديهم أو يتم توجيهها مباشرة إىل مدافن النفاايت‬
‫و ‪ /‬أو حرقها يف املوقع أو يف مواقد مفتوحة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تتطلب إدارة هذا النوع من النفاايت مزيدا من االهتمام‬
‫لتجنب التعرض للعوامل املعدية واملواد السامة‪ 1.‬واجلدول املوايل يبني حجم النفاايت و تركيبتها ابلنسبة للجزائر‬
‫وذلك خالل الفرتة ‪ 2018-2000‬وهو كالتايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )6-4( :‬تطور حجم النفاايت مبختلف أنواعها يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2019 -2000‬‬

‫حجم النفاايت املولدة خالل الفرتة ‪2019-2000‬‬ ‫السنوات‬


‫تركيبة النفاايت لسنوات ‪ 2000‬كانت كالتايل‪)2009-2000(2 :‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪ -‬الورق والكرتون‪%10.11 :‬؛‬ ‫‪-‬النفاايت العضوية*‪%76.50 :‬؛‬
‫‪ -‬البالستيك‪%2.68:‬؛‬ ‫‪-‬املنسوجات‪%2.08:‬؛‬
‫‪ -‬الزجاج‪%1.05 :‬؛‬ ‫‪-‬املعادن‪%2.88:‬؛‬
‫‪ -‬نفاايت من مواد أخرى غري عضوية‪.%4.70 :‬‬
‫تركيبة النفاايت لسنة ‪ 2009‬كانت كالتايل‪:‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪-‬الورق والكرتون‪%9 :‬؛‬ ‫‪-‬النفاايت العضوية*‪%62 :‬‬
‫‪ -‬البالستيك‪%13 :‬؛‬ ‫‪-‬املنسوجات‪%12:‬؛‬
‫‪ -‬الزجاج‪%1 :‬؛ ‪ -‬مواد أخرى غري عضوية‪.%2 :‬‬ ‫‪-‬املعادن‪%1 :‬؛‬
‫‪3‬‬
‫متثلت إحصائيات سنة ‪ 2011‬فيمايلي‪:‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪ 30.000‬طن‪ /‬السنة من نفاايت الرعاية الصحية؛‬
‫‪ 2.547.000‬طن ‪ /‬السنة من النفاايت الصناعية؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Country Report on Solid Waste Management in Ageria, Report on the Solid Waste Management‬‬
‫‪in Algeria, The regional solid waste exchange of information and expertise network in Mashreq and‬‬
‫‪Maghreb countries, SweepNet, April 2014, p 06- 14-26.‬‬
‫* النفاايت العضوية‪ :‬هي نفاايت قابلة للتح لل بواسطة الكائنات احلية الدقيقة‪ .‬منها نفاايت تتحلل بشكل سريع كاملواد املتعفنة وتشمل الغذاء الفواكه‬
‫واللحوم واخلبز‪ ،‬وأخرى تتحلل بشكل بطيء كالورق والكرتون واألخشاب واألقمشة واملطاط الطبيعي‪ ،‬كما أهنا انجتة عن النشاطات الزراعية‬
‫أو ع ن عمليات التصنيع الزراعي أو من تربية احليواانت أو خملفات الطعام من املنازل واملطاعم‪ ،‬أنظر املرجع التايل‪:‬‬
‫‪ -‬شليحي الطاهر‪ ،‬مزلف سعاد‪ ،‬أمهية تدوير النفاايت العضوية كسماد فالحي يف محاية البيئة‪ ،‬جملة االقتصاد والبيئة‪ ،‬جامعة عبد احلميد بن ابديس مستغامن‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،01‬العدد ‪ ،2018 ،01‬ص ‪.127‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Statistique sur l’Environnement, Op.cit, p 68.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kehila Youcef, Rapport sur la gestion des déchets solides en Algérie, Internationale‬‬
‫‪Zusammenarbeit (GIZ) GmbH, En coopération avec Agence Nationale de Gestion des Déchets‬‬
‫‪(ANGed), Avril 2014, p 14. Disponible sur : https://www.resource-‬‬
‫‪recovery.net/sites/default/files/algerie_ra_fr_web_0.pdf Page Consulté le : 23/04/2021‬‬
‫‪264‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪ 330.000‬طن ‪ /‬السنة من النفاايت اخلطرية‪.‬‬


‫‪ 13.5‬مليون طن ‪ /‬السنة منها ‪ %45‬قابلة للتدوير؛‬ ‫‪2012‬‬
‫‪ 10.3‬مليون طن ‪ /‬السنة من النفاايت املنزلية اخلاصة؛‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2‬مليون وألف طن ‪ /‬السنة منها ‪ 330‬ألف طن ‪ /‬السنة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أما فيما خيص تركيبة النفاايت‪:‬‬
‫‪ -‬نفاايت أخرى ‪%13.5‬؛‬ ‫‪ -‬النفاايت العضوية‪%62.1 :‬؛‬
‫‪-‬معادن ‪%1.4‬؛‬ ‫‪-‬بالستيك ‪%12‬؛‬
‫‪ -‬الزجاج ‪.%1.6‬‬ ‫‪ -‬ورق كرتون ‪%9.4‬؛‬
‫‪ 11 -‬مليون طن من النفاايت؛‬ ‫‪2014‬‬
‫‪ 0.8-‬كغ ‪ /‬من النفاايت املنزلية للفرد؛‬
‫‪-‬نسبة منو النفاايت الوطنية السنوية ‪%3‬؛‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬تسهم املناطق احلضرية بـ ـ ـ ـ ‪ %65‬من النفاايت‪ ،‬واملناطق الريفية بـ ـ ‪.%35‬‬
‫كما سجلت النفاايت الصناعية إنتاجا سنواي يقارب ‪ 2.550.000‬طن ‪ /‬السنة؛‬
‫أما فيما خيص النفاايت اخلاصة متثل حوايل ‪ 330.000‬ألف طن‪ /‬السنة؛‬
‫‪4‬‬
‫ونفاايت الرعاية الصحية تقرتب من ‪ 30.000‬طن‪ /‬السنة‪.‬‬
‫‪ 13.5‬مليون طن من النفاايت كل سنة‪ ،‬منها ‪ 7‬إىل ‪ 8‬ماليني طن ميكن اسرتدادها؛‬ ‫‪2016‬‬
‫‪ %10‬من النفاايت املنزلية؛‬ ‫‪ %54‬من النفاايت العضوية؛‬
‫‪5‬‬
‫‪ % 17‬من البالستيك‪.‬‬ ‫‪ %13‬من املنسوجات؛‬
‫‪6‬‬
‫النفاايت املنزلية وما شاهبها‪ :‬سجلت ‪ 13‬مليون طن‪.‬‬ ‫‪2018‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة‪.‬‬

‫من خالل اجلدول ميكن القول أبن النفاايت بكل أنواعها تتميز ابالرتفاع املستمر حلجمها خاصة كل من‬
‫البالستيك‪ ،‬والنفاايت العضوية اليت تشكل نسبة تفوق ‪ %50‬من إمجايل النفاايت‪ ،‬ابإلضافة إىل العديد من‬
‫النفاايت (الورق والكرتون‪ ،‬الزجاج‪ ،‬املعادن‪....‬إخل) اليت تشكل خطرا بيئيا‪ ،‬وتضاعف التكاليف االقتصادية اليت‬
‫تضعها احلكومة اجلزائرية حلماية البيئة من التلوث ابلنفاايت‪ ،‬مما يتطلب عليها أن تعتمد على سياسات بيئية‬

‫‪ 1‬االقتصاد األخضر يف اجلزائر‪ ،‬فرصة لتنويع اإلنتاج الوطين ‪ ،‬األمم املتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية ألفريقيا‪ ،‬مكتب مشال إفريقيا‪ ،2015 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kehila Youcef, Rapport sur la gestion des déchets solides en Algérie, OP.cit, p 07.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kehila Youcef, Caractérisation des déchets ménagers et assimilés dans les zones nord, semi-‬‬
‫‪aride et aride d’Algérie, Agence Nationale des Déchets, Caractérisation DMA, 2014, p 11 ,‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Kehila Youcef, Rapport sur la gestion des déchets solides en Algérie, Op.cit, p 13.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪La gestion des déchets doit être transformée en une filière économique, Agence Nationale des‬‬
‫‪déchets, 2016, Disponible sur : https://and.dz/la-gestion-des-dechets-doit-etre-transformee-en-une-‬‬
‫‪filiere-economique/ Page Consulté le : 03/02/2021‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Tahar Tolba, et autres, Le recouvrement des coûts : un défi pour une gestion durable des déchets‬‬
‫‪ménagers en Algérie. Cas de la Commune d’Annaba, Working paper CIRIEC, N°03, 2020, p 13‬‬
‫‪265‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫واقتصادية أو ابلتنسيق بينهما مدعمة بقوانني بيئية للتخلص من النفاايت عن طريق تنظيم عمليات اجلمع والفرز‬
‫واملعاجلة هلا‪ ،‬ومنح دعم مايل وحوافز جبائية ملختف املؤسسات لالستثمار يف هذا اجملال مثل التجربة األملانية اليت‬
‫أصبحت من الدول الرائدة يف جمال إعادة تدوير النفاايت عن طريق نظام الديوالز الذي يعد من األنظمة الناجحة‬
‫يساهم يف محاية البيئة و احلصول على منافع اقتصادية ومالية‪ .‬أما خبصوص النفاايت املنزلية تتميز ابالرتفاع‬
‫املستمر خالل السنوات السابقة ‪ ،‬ويرجع ذلك للعديد من األسباب أمهها التوسع العمراين وزايدة الكثافة السكانية‬
‫دون أن يصاحبها سياسات بيئية واقتصادية للحد من ارتفاعها‪ .‬اجلدول املوايل يبني تزايد حجم النفاايت املنزلية يف‬
‫اجلزائر خالل الفرتة ‪ 1977‬و‪ 2008‬مقارنة بتزايد عدد السكان‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )7-4( :‬تطور إنتاج النفاايت املنزلية حسب عدد السكان للفرتة ‪2008 -1977‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1977‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪34080‬‬ ‫‪29081‬‬ ‫‪23039‬‬ ‫‪16849‬‬ ‫عدد السكان(اآلالف)‬
‫‪8700‬‬ ‫‪5300‬‬ ‫‪4200‬‬ ‫‪3093‬‬ ‫كمية النفاايت املنزلية (طن)‬

‫‪Source: Statistique sur l’Environnement, Op.cit, p 67.‬‬

‫قدرت كمية النفاايت املتولدة على الصعيد الوطين سنة ‪ 2008‬بنحو ‪ 8.7‬مليون طن ‪ /‬سنة (مبا يف ذلك‬
‫‪ 1.5‬مليون طن من النفاايت الصناعية)‪ .‬من خالل اجلدول أعاله نالحظ أن حجم النفاايت املنزلية ترتفع مع‬
‫ارتفاع عدد السكان‪ ،‬مت تسجيل ما يقارب ‪ 3100‬طن و ‪ 4200‬طن للفرتة ‪ 1977 -1987‬ابرتفاع يقدر‬
‫بـ ـ ‪ 1107‬طن خالل ‪ 10‬سنوات‪ ،‬و ‪ 1100‬طن للفرتة ‪ 3400 ،1987 -1998‬طن كارتفاع للفرتة‬
‫‪ ،1998 – 2008‬وذلك ابملقارنة مع االرتفاع الكبري لعدد السكان‪ 34080 ،‬لسنة ‪ 29081 ،2008‬لسنة‬
‫‪ ،1998‬وابملقابل ضعف القوانني والسياسات اليت ال تساهم يف حل مشكل النفاايت وإعادة تدويرها واالستفادة‬
‫منها اقتصاداي‪.‬‬
‫كما أظهرت الدراسة اليت أجرهتا وكالة النفاايت الوطنية (‪ )AND‬أن متوسط كمية النفاايت املنزلية وما‬
‫شاهبها* املتولدة يوميا هو ‪ 0.8‬كغ ‪ /‬ساكن‪ ،‬أو ‪ 292‬كغ‪ /‬ساكن‪ /‬السنة‪ ،‬وابلتايل اجلزائر بعيدة عن املتوسط‬
‫األورويب (‪ 512‬كغ‪ /‬ساكن‪ /‬السنة) وبلجيكا (‪ 489‬كغ‪ /‬ساكن‪ /‬السنة)‪ .‬كما ازداد إنتاج النفاايت بشكل‬
‫مطرد ‪ ،‬سواء من حيث القيمة املطلقة أو على أساس نصيب الفرد مبعدل منو سنوي قدره ‪ 1،٪3‬خالل الفرتة‬
‫‪ 1983‬و ‪ 2010‬سجلت املواد العضوية أكرب نسبة خالل هذه الفرتة من احلجم اإلمجايل للنفاايت قدرت‬

‫‪1‬‬
‫‪Tahar TOLBA, et autres, Op.cit, p 13.‬‬
‫* النفاايت املنزلية وما شاهبها‪ :‬هي النفاايت الناجتة عن األ نشطة املنزلية والنفاايت املماثلة النامجة عن النشاطات الصناعية والتجارية واحلرفية وغريها‪ ،‬واليت بفعل‬
‫طبيعتها ومكوانهتا تشبه النفاايت املنزلية‪( .‬القانون ‪ 19-01‬الذي يتعلق بتسيري النفاايت ومراقبتها وإزالتها)‬

‫‪266‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫بـ ـ ‪ %80‬لسنة ‪ 1983‬و‪ % 62.12‬لسنة ‪ ،2010‬تليه النفاايت البالستيكية حبيث تضاعفت يف سنوات‬
‫‪ ،2007-2000‬وسجلت سنة ‪ 2010‬نسبة ‪ ،%12‬مث ورق الكرتون بنسبة مل تتعدى ‪ %10‬خالل الفرتة‬
‫بينما ال يسجل الزجاج نسبة كبرية‪ ،‬وأعلى نسبة مت تسجيلها هي ‪ %2‬سنة ‪ ،2007‬نفس الشيء ابلنسبة‬
‫للمعادن اليت سجلت أعلى نسبة ‪ %5‬سنة ‪ ،2007‬وهو ما يوضحه اجلدول املوايل اخلاص بتطور إنتاج‬
‫النفاايت املنزلية مبختلف أنواعها‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )8-4( :‬تطور إنتاج النفاايت املنزلية مبختلف أنواعها خالل الفرتة ‪)%( 2010-1983‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1983‬‬


‫‪62.12‬‬ ‫‪68.00‬‬ ‫‪74.00‬‬ ‫‪80.00‬‬ ‫املواد العضوية‬
‫‪9.39‬‬ ‫‪8.50‬‬ ‫‪7.00‬‬ ‫‪7.45‬‬ ‫ورق الكرتون‬
‫‪12.00‬‬ ‫‪11.00‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫‪3.10‬‬ ‫بالستيك‬
‫‪1.63‬‬ ‫‪5.50‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫‪4.90‬‬ ‫املعادن‬
‫‪1.36‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪0.60‬‬ ‫الزجاج‬

‫‪Source: Youcef Kehila, Caractérisation des déchets ménagers et assimilés dans les zones nord, Op.cit,‬‬
‫‪p 16 .‬‬

‫أما فيما خيص السنوات ‪ 2010‬و ‪ 2014‬حتتل املواد القابلة للتحلل النسبة األكرب للنفاايت املنزلية وما شاهبها‬
‫يف اجلزائر والشكل املوايل يوضح ذلك‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )5-4( :‬تطور تركيبة النفاايت املنزلية وما شاهبها للجزائر خالل الفرتة ‪2014-2010‬‬

‫‪Source : Tahar TOLBA, et autres, OP.cit, p 14,‬‬

‫من خالل الشكل نالحظ أن النوع األول الذي يسبب مشكل النفاايت خالل هذه الفرتة هو املواد القابلة‬
‫لالحنالل (املتعفنة) وهي متثل النسبة األكرب من النفاايت اإلمجالية‪ ،‬حبيث تعدت ‪ %60‬لسنة ‪ 2010‬مع‬

‫‪267‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫تسجيل اخنفاض سنة ‪ 2014‬بنسبة تقارب ‪ % 53‬من إمجايل النفاايت‪ ،‬يليه البالستيك مسجال ‪ %18‬سنة‬
‫‪ 2014‬سجل بذلك ارتفاعا مابني الفرتة ‪ 2014-2010‬ب ـ ـ ‪ ،%7‬كما سجلت النفاايت من املنسوجات‬
‫ارتفاعا سنة ‪ ،2014‬مقارنة ب ـ ـ ‪ 2010‬حبيث مل تتخطى النسبة يف كلتا السنتني ‪ ،%12‬أما ورق الكرتون سجل‬
‫نسبة تقارب ‪ %10‬لكلتا السنتني‪ ،‬يف حني تبقى النفاايت األخرى واليت تتمثل يف املعادن‪ ،‬الزجاج‪ ،‬والنفاايت‬
‫اخلاصة‪ ،‬أنواع الوقود غري املصنفة‪ ،‬املواد غري القابلة لالحرتاق غري املصنفة تسجل نسبة مل تتعدى ‪.%2‬‬
‫كما أن للتلوث البالستيكي أتثريات بيئيـة‪ ،‬اجتماعية واقتصادية كبرية داخل احلدود الوطنية‪ ،‬وخاصة يف املناطق‬
‫احلضرية ‪ ،‬ميكن أن تسد األكياس والزجاجات البالستيكية اجملاري وأنظمة الصرف األخرى‪ ،‬وتزيد من خماطر‬
‫الفيضاانت أثناء هطول األمطار الغزيرة‪ .‬ميكن أن حتتوي املواد البالستيكية املوجودة يف الشوارع أو يف احلقول‬
‫أو املياه على انتشار احلشرات الضارة‪ ،‬مما يتسبب يف مشاكل صحية عن طريق انتشار املالراي أو أمراض أخرى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قد تتسرب املواد البالستيكية إىل الرتبة‪ ،‬وتلوث املناطق الزراعية وتصل إىل املياه اجلوفية‪.‬‬

‫وفقا لألرقام الصادرة عن املركز الوطين للمعلومات واإلحصاء‪ ،‬استوردت اجلزائر ما يقارب ‪ 2.03‬مليار دوالر‬
‫من املدخالت لصناعة البالستيك سنة ‪ 2017‬وذلك مقابل ‪ 1.9‬مليار دوالر سنة ‪ 2016‬و‪ 1.7‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪ ،2015‬فمن حيث استهالك هذه املواد مت تسجيل زايدة قدرها ‪ ٪11‬سنواي خالل السنوات العشر السابقة‬
‫‪ ،2010-2007‬ومن استخدام ‪ 10‬كغ للفرد سنة ‪ 2007‬إىل ‪ 23‬كغ سنة ‪ ،2017‬مع تقدير ‪ 25.8‬كغ‬
‫سنة ‪ ،2020‬وخيصص ‪ ٪60‬من هذا االستهالك للتغليف‪ ٪20 ،‬لقطاع البناء والتشييد والباقي للصناعات‬
‫‪2‬‬
‫األخرى‪.‬‬
‫كما أن التزايد املستمر الستعماهلا يعد كنتيجة لالعتماد الكبري على البالستيك خالل احلياة اليومية لألفراد يف‬
‫اجلزائر والشكل املوايل يبني ذلك‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Nils Simon, Maro Luisa Schulte, Stopping Global Plastic Pollution: The Case for an‬‬
‫‪International Convention, Heinrich Böll Foundation, Publication series Ecology, Volume 43, April‬‬
‫‪2017, p 21.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Les Déchets Plastique en Algérie, Regard Croise sur les Plastique A Usage Unique, Quelles‬‬
‫‪perspectives pour les déchets plastique à usage unique en Algérie?, Ministère de L’environnement,‬‬
‫‪2019-2020, p 11.‬‬
‫‪268‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫شكل رقم‪ )6-4( :‬ارتفاع استهالك البالستيك يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2020-2007‬‬

‫‪Source: Les Déchets Plastique en Algérie, Regard Croise sur les Plastique A Usage Unique, Quelles‬‬
‫‪perspectives pour les déchets plastique à usage unique en Algérie, Op.cit, p 12.‬‬

‫ابإلضافة إىل اجلزائر تعاين الدول العربية هي األخرى من مشكل النفاايت‪ ،‬حبيث يوضح اجلدول املوايل تركيبة‬
‫النفاايت يف الدول العربية لكل من تونس‪ ،‬مصر‪ ،‬املغرب‪ ،‬األردن‪ ،‬اجلزائر كالتايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )9-4( :‬مقارنة لرتكيبة النفاايت يف الدول العربية (‪)%‬‬

‫اجلزائر‬ ‫األردن‬ ‫املغرب‬ ‫مصر‬ ‫تونس‬ ‫الرتكيبة‬


‫‪72‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪68‬‬ ‫املواد العضوية‬
‫‪10‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫البالستيك‬
‫‪9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫كرتون وورق‬
‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الزجاج‬
‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫املعادن‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫نفاايت أخرى‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪Source : Brahim Djemaci, La gestion des déchets municipaux en Algérie: Analyse prospective et‬‬
‫‪éléments d’efficacité, Thèse de doctorat en sciences économiques, Ecole Doctorale Economic,‬‬
‫‪Université Rouen, Gestion Normandie Faculté de Droit, France, 2012, P 42‬‬

‫يلخص اجلدول أعاله أن كل الدول العربية املذكورة تتشارك يف مكون رئيسي واحد للنفاايت من انحية النسبة‬
‫الغالبة وهي املواد العضوية لكل دولة‪ ،‬حتتل اجلزائر املرتبة األوىل بني هذه الدول بـ ـ ‪ ،%72‬تليها تونس ‪%68‬‬
‫املغرب ‪ ،%67‬مصر ‪ ،%60‬واألردن ‪ %56‬وهو ما يعكس النمط االستهالكي لألسر العربية مبا فيها اجلزائر‬
‫كما تنتج هذه املواد العضوية عن العديد من املصادر من بينها الصناعات الغذائية‪ ،‬القمامة املنزلية مما جيعلها‬
‫مصدرا لتلوث البيئة العربية و لالنبعااثت الغازية املسببة لالحتباس احلراري‪ ،‬أما خبصوص البالستيك تشكل كل‬

‫‪269‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫الدول نسب تفوق ‪ ،%10‬على خالف املغرب اليت تسجل ‪ %2.6‬من النفاايت البالستيكية اليت تعترب املكون‬
‫الثاين لنفاايت الدول العربية‪ ،‬حبيث تعتمد هذه الدول على املنتجات مثل الزجاجات البالستيكية‪ ،‬علب‬
‫املشروابت‪ ،‬علب الزيوت‪....،‬إخل‪ ،‬أما خبصوص الكرتون والورق جند أن املغرب واألردن تسجالن نسبة ‪%19‬‬
‫و‪ %16‬على التوايل‪ ،‬كما أن األردن حتتل املرتبة األوىل من بني الدول املذكورة للنفاايت اخلاصة ابلزجاج واملعادن‬
‫‪ %7‬و‪ %5‬على التوايل‪ ،‬وال تشكل النفاايت األخرى نسب كبرية ابلنسبة لباقي الدول مل تتجاوز ‪ ،%5‬كما جند‬
‫أن كل من مصر واملغرب تشكالن أكرب نسبة ‪ %13‬ملصر‪ ،‬و‪ %9.6‬لألردن مقارنة ابجلزائر اليت سجلت نسبة‬
‫‪.%4‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬برامج محاية البيئة يف اجلزائر وتكاليف احلفاظ عليها‬

‫تسعى اجلزائر من خالل براجمها وخمططاهتا إىل محاية البيئة من التلوث متاشيا مع التوجه العاملي خاصة يف جمال‬
‫النفاايت‪ ،‬التدهور البيئي‪ ،‬التنمية املستدامة‪ ،‬التغري املناخي الذي تتأثر به كل الدول خاصة العربية سواء من اجلهة‬
‫االقتصادية أو الطبيعية‪ ،‬وخبصوص هذه املشاكل تستند خطة اجلزائر على ثالث ركائز أساسية متثل االنطالقة‬
‫لتطبيق اسرتاتيجياهتا وهي ضمان لتنفيذ التنمية املستدامة‪ ،‬التخفيف من آاثر وحجم االنبعااثت الغازية‪ ،‬والتكيف‬
‫مع ظاهرة تغري املناخ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬خمططات وبرامج محاية البيئة يف اجلزائر‬
‫من األمثلة احملددة يف العامل العريب واخلاصة بوضع برامج وخمططات حلماية البيئة من التلوث جند برانمج تسويق‬
‫طاقة الرايح يف مصر‪ ،‬انتشار استخدام التدفئة الشمسية يف تونس واملغرب‪ ،‬إدخال الغاز الطبيعي املضغوط كوقود‬
‫للنقل يف مصر‪ ،‬أول مشروعات الطاقة الشمسية املركزة يف مصر وتونس واملغرب واجلزائر‪ .‬أول جملسني عربيني‬
‫لألبنية اخلضراء يف اإلمارات العربية املتحدة ومصر‪ ،‬برانمج التشجري الضخم وأول مدينة خالية من الكربون يف‬
‫اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬املشروع الرائد اللتقاط الكربون وختزينه يف اجلزائر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن معظم هذه املبادرات‬
‫‪1‬‬
‫جمزأة وال يبدو أهنا نُفذت كجزء يف إطار سياسات شاملة على املستوى الوطين‪ ،‬انهيك عن املستوى اإلقليمي‪.‬‬
‫ففي اجلزائر أوىل الربانمج اخلماسي لالستثمارات العمومية (‪ )2014-2010‬الذي يبلغ غالفه املايل ‪ 286‬مليار‬
‫دوالر األمهية لت حديث البنيات التحتية وخصخصة االقتصاد‪ ،‬وقد مت تنفيذ برامج يف جماالت محاية البيئة وتدابري‬
‫املياه والتحكم يف نسبة انبعااثت الغازات الدفيئة‪ ،‬ومت ختصيص غالف مايل يبلغ ‪ 2000‬مليار دينار (‪ 27‬مليار‬
‫دوالر) لقطاع املاء والتطهري‪ ،‬و ‪ 07‬مليار دوالر لقطاع هتيئة اجملال الرتايب (هتيئة اإلقليم) والبيئة وإحداث ‪04‬‬
‫مدن جديدة وحنو ‪ 100‬بنية حتتية حلماية البيئة ابإلضافة إىل املخطط الوطين ملكافحة التصحر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Mostafa. K. Tolba, Najib W Saab, Arab Environment, Climate Change, Report of the Arab‬‬
‫‪Forum for Environment And Development, Impact of Climate Change on Arab Countries, Arab‬‬
‫‪Forum for Environment and Development (AFED), 2009 p 15.‬‬
‫‪270‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫اجلدول املوايل يبني املخططات والربامج الوطنية مع أهدافها‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )10-4( :‬برامج وخمططات اجلزائر حلماية البيئية وأهدافها‬

‫األهداف‬ ‫املخطط ‪ /‬الفرتة‬


‫‪ -‬تقليص انبعااثت الكربون من خالل حجز وختزين اثين أكسيد الكربون‬ ‫املخطط الوطين‬
‫‪ -‬النهوض ابستعمال الطاقات النظيفة‬ ‫للمناخ‬
‫‪-‬تقليص حضور الكربون يف األنشطة الصناعية واألسرية‬ ‫(‪-2015‬‬
‫‪-‬مالءمة البناايت التحتية للتغريات املناخية‪ :‬حتسني النظام املائي‪ ،‬التشجري املكثف وتوسيع السدود‬ ‫‪)2050‬‬
‫اخلضراء من أجل مكافحة التصحر‬
‫‪-‬مالءمة الفالحة مع التغريات املناخية‬
‫‪ -‬تقدر الكلفة اإلمجالية للربانمج ب ـ ـ ‪ 80‬إىل ‪ 100‬مليار دوالر‬ ‫الربانمج الوطين‬
‫‪ -‬مت حتديده ضمن القانون رقم ‪ 09-04‬سنة ‪ 2004‬اخلاص ابلطاقات املتجددة‬ ‫للتنمية‬
‫‪-‬الصندوق الوطين للطاقات املتجددة(‪ )2009‬ميول ب ـ ـ ‪ %1‬من اجلباية البرتولية‬ ‫وللطاقات‬
‫أهدافه يف أفق ‪:2030‬‬ ‫املتجددة‬
‫‪ 22 -‬ألف ميغاواط منها ‪ 12‬ألف ميغاواط للسوق الوطنية (‪ % 22‬من جمموع اإلنتاج الكهرابئي)‬ ‫(‪-2011‬‬
‫‪ -‬تغطية ‪ % 40‬من حاجيات البلد من الكهرابء‬ ‫‪)2030‬‬
‫‪-‬خلق حنو ‪ 200‬ألف منصب عمل مباشر وغري مباشر‬
‫‪ -‬اقتصاد حنو ‪ 600‬مليار ‪ M 3‬من الغاز‬
‫‪-‬الرفع من معدل إدماج الصناعة احمللية ‪)2030( %80 ،)2020( %50‬‬
‫‪ -‬إحداث أول حمطة توليد الكهرابء اعتمادا على الطاقة الشمسية والغاز توفر ‪ 150‬ميغاواط منها‬
‫‪ 25‬ميغاواط اعتمادا على الطاقة الشمسية احلرارية‬
‫‪ -‬وضع برانمج وطين للبحث يف الطاقات املتجددة‪:‬‬
‫‪ :2020-2015 -‬مرحلة النشر وتصنيع التجهيزات‬
‫‪ : 2030-2020 -‬مرحلة التطوير على نطاق واسع‬

‫املصدر‪ :‬االقتصاد األخضر يف اجلزائر‪ ،‬فرصة لتنويع اإلنتاج الوطين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن اجلزائر تسعى إىل محاية بيئتها متاشـيا مـع التوجـه العـاملي للحـد مـن التلـوث البيئـي‬
‫أبنواعه‪ ،‬حبيث سطرت جمموعة من الربامج اليت تسعى من ورائها إىل حتقيق العديـد مـن األهـداف خـالل فـرتة زمنيـة‬
‫حمــددة‪ ،‬هت ـتم هــذه ال ـربامج مبختلــف املشــاكل البيئيــة الــيت تعــاين منهــا اجلزائــر وابألخــص املنــاخ مــن خــالل حماولتهــا‬
‫لتقليص انبعااثت الكربون والغـازات الدفيئـة خاصـة غـاز اثين أكسـيد الكربـون‪ ،‬ابإلضـافة إىل مشـاكل أخـرى تتعلـق‬
‫ابمليـاه‪ ،‬التصـحر‪ ،‬االعتمــاد علـى الطاقـات التقليديــة‪ ،‬النفـاايت‪...‬إخل‪ ،‬تشـجع اجلزائــر ضـمن خططهـا االســتثمار يف‬

‫‪271‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫مشـاريع ختـص القطاعــات الرئيسـية واملتمثلــة يف الصـناعة‪ ،‬الزراعــة‪ ،‬امليـاه‪ ،‬احلـث علـى اســتحداث طاقـات متجــددة‬
‫والنهوض ابلطاقات النظيفة ‪ ،‬إعادة تـدوير النفـاايت‪ ،‬وذلـك مـن أجـل تطـوير االقتصـاد األخضـر فهـو وسـيلة لتنفيـذ‬
‫أهداف التنمية املسـتدامة‪ ،‬يـتم ذلـك وفقـا لسياسـيات بيئيـة تعمـل احلكومـة اجلزائريـة علـى تسـطريها وفقـا ألوضـاعها‬
‫البيئية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية ومتطلبات الفرتة الزمنية ابإلضافة إىل الضغوط اخلارجية‪ ،‬كما يتم متويلها من خالل‬
‫جمموعــة مــن الصــناديق اهلادفــة إىل محايــة البيئــة مثــل الصــندوق الــوطين للطاقــات املتجــددة‪ ،‬الصــندوق الــوطين للبيئــة‬
‫والساحل‪.....‬إخل‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬متويل وتكاليف محاية البيئة يف اجلزائر‬


‫‪ -1‬النفاايت‪ :‬منذ تنفيذ برانمج ‪ PROGDEM‬سنة ‪ ،2002‬مت القيام ابستثمارات كبرية يف هذا‬
‫القطاع‪ ،‬تبلغ القيمة ‪ 88‬مليار دينار جزائري (حوايل ‪ 640‬مليون يورو) للفرتة بني ‪ 2002‬و ‪ ،2016‬منها ‪41‬‬
‫‪1‬‬
‫مليار دينار جزائري (حوايل ‪ 300‬مليون يورو) مت استخدامها لتعزيز معدات التجميع ونقل النفاايت احلضرية‪.‬‬
‫أما فيما خيص إدارة النفاايت الصناعية جند برانمج دعم النمو االقتصادي الذي مدته مخس سنوات ‪- 2005‬‬
‫‪ ،2009‬الذي خصص ‪ 36.5‬مليار دينار (‪ 386‬مليون يورو) لقطاع البيئة‪ ،‬أكثر من ‪ ٪50‬منها خمصص‬
‫‪2‬‬
‫للنفاايت من خالل إدارة النفاايت املنزلية )‪ (PROGDEM‬واخلطة الوطنية إلدارة النفاايت اخلاصة‪.‬‬
‫وفقا لتقييم أجرته وزارة البيئة ‪ MATE‬بلغت تكاليف التدهور وعدم الكفاءة بسبب سوء إدارة النفاايت‬
‫‪ ٪0.32‬من إمجايل الناتج احمللي للعام املرجعي ‪ %0.19 ،1998‬من الناتج احمللي اإلمجايل لسنة ‪2017‬‬
‫كشف حتديث هلذه التكاليف أن حصتها من الناتج احمللي اإلمجايل قد تضاعفت أكثر‪ ،‬حبيث بلغت ‪٪0.76‬‬
‫من إمجايل الناتج احمللي للسنة املرجعية ‪ .2015‬ومع ذلك‪ ،‬بلغ اإلنفاق العام إلدارة النفاايت ‪ ٪0.06‬من الناتج‬
‫احمللي اإلمجايل سنة ‪ 2002‬و‪ ٪0.03‬من الناتج احمللي اإلمجايل سنة ‪ ،2016‬والذي ال يزال أقل من النفقات‬
‫الالزمة ملعاجلة تكلفة التدهور البيئي الناجم عن زايدة النفاايت ابستمرار واليت كانت تقدر بنحو ‪ ٪0.49‬من‬
‫الناتج احمللي اإلمجايل لسنة ‪.2016‬‬
‫زادت تكاليف عدم إعادة تدوير اجلزء القابل لالسرتداد من النفاايت املنزلية من ‪ ٪0.13‬من الناتج احمللي‬
‫اإلمجايل يف عام ‪ 1998‬إىل ‪ ٪0.25‬من إمجايل الناتج احمللي سنة ‪ ،2015‬يتم التعبري عن هذه التكاليف إما‬
‫ابلوحدة النقدية للفرد والسنة (د ج ‪ /‬ساكن ‪ /‬سنة)‪ ،‬أو بوحدة نقدية للطن (د ج ‪ /‬طن)‪ .‬عند إطالق برانمج‬
‫‪ PROGDEM‬يف عام ‪ ، 2002‬قدرت التكاليف السنوية الالزمة (مع األخذ يف االعتبار اخنفاض قيمة‬
‫‪3‬‬
‫االستثمارات) إلدارة النفاايت املنزلية مببلغ ‪ 50‬دوالرا أمريكيا ‪ /‬طن من النفاايت‪ ،‬أي ‪ 4000‬دج ‪ /‬طن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪L’eau et l’environnement en Algérie, UbiFrance et les Missions Economiques, Fiche de synthèse,‬‬
‫‪Algérie, 2010, p 15.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p 02.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Tahar Tolba, et autres, OP.cit, p 21.‬‬
‫‪272‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪ -2‬تكاليف التلوث الصحي واملياه وآتكل الرتبة‬

‫للتلوث البيئي آاثر مادية كبرية للدول العربية وابألخص اجلزائر‪ ،‬حبيث هتتم العديد منها بتمويل املشاريع‬
‫االستثمارية من أجل محاية البيئة‪ ،‬تكلفها اقتصاداي مبالغ مالية كبرية من أجل احلد منه‪ ،‬وخبصوص تكلفة اآلاثر‬
‫البيئية لبعض أنواع التلوث البيئي كنسبة من الناتج اإلمجايل واليت ختص الدول العربية نعرضها يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )11-4( :‬تكلفة اآلاثر البيئية لبعض الدول العربية كنسبة من الناتج احمللي اإلمجايل لسنة ‪2008‬‬

‫آتكل الرتبة‬ ‫املياه والصرف الصحي‬ ‫التلوث الصحي‬ ‫الدولة‬


‫‪0.37‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫اجلزائر‬
‫‪0.88‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪2.02‬‬ ‫مصر‬
‫‪1.82‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪2.82‬‬ ‫العراق‬
‫‪0.67‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪1.32‬‬ ‫األردن‬
‫‪0.34‬‬ ‫‪1.28‬‬ ‫‪0.53‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪1.18‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫املغرب‬
‫‪1.62‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫‪1.72‬‬ ‫السودان‬
‫‪1.44‬‬ ‫‪3.99‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫تونس‬
‫‪1.23‬‬ ‫‪15.04‬‬ ‫‪0.57‬‬ ‫اليمن‬

‫املصدر‪ :‬تقرير التنمية العربية‪ ،‬حنو منهج هيكلي لإلصالح االقتصادي‪ ،‬املعهد العريب للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،2013 ،‬ص ‪.292‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن تكلفة اآلاثر البيئية للدول العربية مرتفعة خاصة ابلنسبة لليمن اليت ختطت ‪%15‬‬
‫من الناتج احمللي اإلمجايل ابلنسبة لتلوث املياه والصرف الصحي‪ ،‬واليت سجلت أعلى نسبة مقارنة ابألنواع األخرى‬
‫للتلوث‪ ،‬تليها كل من تونس والسودان بنسبة ‪ ،%3.99‬و ‪ %3.61‬على التوايل من الناتج احمللي اإلمجايل من‬
‫التلوث‪ ،‬أما ابلنسبة للتلوث الصحي جند أن كل من العراق ومصر سجلتا أكرب نسبة ‪ ،%2.82‬و‪ ،%2.02‬أما‬
‫السودان واألردن تسجالن نسبة ‪ %1.32 ،%1.72‬وتبقى الدول األخرى (اجلزائر‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬تونس‪ ،‬املغرب‬
‫واليمن) تسجل أقل من ‪ %1‬من الناتج احمللي كتكلفة لآلاثر البيئية‪ ،‬أما من انحية آتكل الرتبة تسجل العراق‬
‫املغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬السودان‪ ،‬اليمن أعلى النسب واليت فاقت ‪ ،%1‬أما ابلنسبة للجزائر وفيما خيص هذا اجملال‬
‫سجلت ‪ %0.37‬سنة ‪.2008‬‬
‫‪ -3‬متويل قطاع املياه‪ :‬تتطلب التنمية املستدامة للموارد املائية يف الدول العربية استثمارات عالية لتطوير البنية‬
‫األساسية لتعبئة املوارد املائية‪ ،‬حبيث يعاين قطاع املياه يف الدول العربية من فجوة متويلية كبرية‪ ،‬إذ يرتاوح اإلنفاق‬
‫احلكومي على القطاع بني ‪ % 1.7‬و ‪ % 3.6‬من الناتج احمللي اإلمجايل وهو أقل من االستثمار املطلوب واملقدر‬

‫‪273‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫حبوايل ‪ ، %4.5‬هذا على الرغم من أن بعض الدول العربية (اجلزائر‪ ،‬مصر واليمن) خصصت لقطاع املياه خالل‬
‫‪1‬‬
‫الفرتة ‪ 2010-2000‬ما يرتاوح بني ‪ %30-20‬من إمجايل اإلنفاق االستثماري‪.‬‬
‫‪ -4‬التمويل اخلاص ابلتغري املناخي‪ :‬يعترب تغري املناخ حاليا من أخطر املشاكل البيئية اليت تواجه العامل بشكل‬
‫عام والدول العربية بشكل خاص فهي من أكثر الدول أتثرا ابلتغري املناخي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق ابجلفاف واختالف‬
‫مواسم املطر وذلك يسبب ضررا كبريا على عدة فئات أمهها املزارعني‪ .‬وملواجهة التغريات املناخية يف العامل بشكل‬
‫عام ألزمت اتفاقية األمم املتحدة اجملتمع الدويل بتقدمي مبالغ مالية للدول النامية ملواجهة التغري املناخي لديها وهو‬
‫ما يعرف بتمويل املناخ (‪ .2)Climate Finance‬كما تعمل الدول العربية على متويل سياساهتا املناخية‬
‫والشكل املوايل يوضح ذلك‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )7-4( :‬توزيع متويل املناخ للدول العربية (مليون دوالر أمريكي)‬

‫املصدر‪ :‬التعاون العريب يف شؤون البيئة ودوره يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬الفصل الثاين عشر‪ ،‬صندوق النقد العريب‪،‬‬
‫‪ ،2020‬ص ‪.248‬‬
‫من خالل الشكل والذي ميثل متويل الدول العربية ملشاريع املناخ نالحظ أن املغرب هي اليت متول سياساهتا‬
‫املناخية بدرجة كبرية وتويل اهتمامها هلذا النوع من املشاريع‪ ،‬خاصة وأهنا هتتم بصورة كبرية مبجال الطاقات‬
‫املتجددة‪ ،‬حبيث تقرتب من مبلغ ‪ 800‬مليون دوالر أمريكي لتمويل املشاريع واالستثمار يف جمال املناخ تليها‬
‫مصر بدرجة أقل من نصف متويل املغرب ملناخها وهو ما يقارب ‪ 400‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬مع تسجيل أكثر‬
‫من ‪ 100‬مليون دوالر أمريكي إلثيوبيا وجزر القمر‪ ،‬يف حني مل تتخطى دول أخرى عتبة ‪ 100‬مليون دوالر مثل‬
‫السودان‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬الصومال‪ ،‬اليمن‪ ،‬األردن‪ ،‬أما اجلزائر تبقى ضمن الدول العربية األخرية اليت ال تويل اهتماما‬
‫للمجال الطاقوي وال لتموي ل سياساهتا املناخية ويعترب متويلها ضعيف جدا مقارنة مبصر واملغرب‪ ،‬وال ميكن حتسني‬
‫جودة املناخ إال من خالل االستثمار يف جمال الطاقة املتجددة اليت تتطلب متويال أكرب والبحث عن سبل أجنع‬
‫للتخلص من الوقود األحفوري الذي تنبعث منه الغازات املضرة واخلطرية يف اجلو خاصة اثين أكسيد الكربون مما‬
‫يؤدي إىل االحتباس احلراري‪ ،‬ويشكل ذلك عائقا أمام كل الدول‪ ،‬وابلتايل البد من زايدة متويل لسياسات املناخ‬

‫‪ 1‬قطاع الزراعة واملياه‪ ،‬التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،2020 ،‬ص ‪56‬‬
‫‪ 2‬التعاون العريب يف شؤون البيئة ودوره يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.246‬‬

‫‪274‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫عن طريق الشراكة بني القطاع اخلاص واحلكومة اجلزائرية ألن مثل هذا النوع من املشاريع واالستثمارات يتطلب‬
‫خربة ومتويل كبري‪.‬‬
‫يوجه التمويل لنوعني من السياسات اليت تستخدم ملواجهة التغيريات املناخية‪ ،‬إما سياسات التكيف‬
‫(‪ )Adaptation Policies‬وهي للتكيف مع املظاهر العامة للمناخ‪ ،‬وسياسة التخفيف ( ‪Mitigation‬‬
‫‪ ) Policies‬للتخفيف من حدة أضرار التغيري املناخي‪ ،‬ويوضح الشكل املوايل نسبة اجتاهات التمويل املناخي يف‬
‫دول منطقة الشرق األوسط ومشال إفريقيا لكال النوعني كالتايل‪:‬‬
‫شكل رقم‪ )8-4( :‬توزيع سياسات متويل املناخ لدول الشرق األوسط ومشال إفريقيا‬

‫املصدر‪ :‬التعاون العريب يف شؤون البيئة ودوره يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪247‬‬

‫من خالل الشكل نالحظ أن سياسات التخفيف من حدة أضرار التغري املناخي أتخذ النسبة األكرب تقارب‬
‫‪ %80‬للدول العربية خاصة مصر واملغرب ابعتبارمها الدولتان األكثر متويال للسياسات البيئية اخلاصة ابملناخ‪ ،‬كما‬
‫يسعى كل منهما إىل حتسني جودة املناخ‪ ،‬وتبقى نسبة ‪ %17‬لسياسات التكيف مع املناخ‪ ،‬أما املزج بني‬
‫السياستني ال ميثل سوى ‪ %4‬من اهتمام الدول العربية‪.‬‬
‫تلقت املنطقة العربية ‪ 4.6‬مليار دوالر أمريكي يف شكل تدفقات ثنائية وإقليمية وتدفقات أخرى خاصة ابملناخ‬
‫يف عام ‪ 2016‬واليت متثل حوايل ‪ ٪15‬أي ‪ 31.3‬مليار دوالر أمريكي‪ .‬كانت هذه الزايدة ملحوظة سنة‬
‫‪ ،2015‬حيث كان هناك ‪ 1.7‬مليار دوالر أمريكي من التدفقات إىل الدول العربية مع زايدة يف املبلغ لتمويل‬
‫سياسات التخفيف بشكل خاص‪ .‬كان الدافع الرئيسي للزايدة يف عام ‪ 2016‬هو العدد الصغري من املشاريع‬
‫الكبرية‪ ،‬مبا يف ذلك ‪ 1.2‬مليار دوالر أمريكي كتمويل لسياسة التخفيف مقدم من الياابن إىل قطر (‪ ٪ 26‬من‬
‫مجيع التدفقات إىل املنطقة يف عام ‪ )2016‬و ‪ 800‬مليون دوالر أمريكي كتمويل من الياابن إىل مصر‪ 1.‬ميثل‬
‫الشكل املوايل التمويل الدويل للمنطقة العربية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Climate Finance in the Arab Region, Technical Report, Economic and Social Commission for‬‬
‫‪Western Asia (ESCWA), United Nations Beirut, 27 December 2019, p 12.‬‬
‫‪275‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫شكل رقم‪ )9-4( :‬إمجايل تدفقات التمويل الدويل العام من البلدان املتقدمة إىل الدول العربية (‪)2016- 2015‬‬

‫‪Source: Climate Finance in the Arab Region, Technical Report, Op.cit, p 13.‬‬

‫من خالل الشكل نالحظ أن التمويل الدويل للمنطقة العربية يرتكز على مخس دول ابلنسبة لسنة ‪2015‬‬
‫حبيث متول مصر أبكرب قيمة مالية ‪ 1469‬مليون دوالر أمريكي تليها قطر ‪ 1201‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬املغرب‬
‫ب ـ ـ ‪ 872‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬تونس ‪ 416‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬األردن ‪ 355‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬أما ابقي‬
‫الدول فال ميثل متويلها حصة كبرية واليت مل تتعدى ‪ 100‬مليون دوالر أمريكي كالسودان‪ ،‬الصومال‪ ،‬ودول أخرى‬
‫مل تتعدى قيمة متويلها ‪ 20‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬من بينها اجلزائر ‪ 17‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬كما أن هناك دول‬
‫مل تستفد من التمويل لسنة ‪ 2016‬وهي جيبويت‪ ،‬ليبيا‪ ،‬عمان‪ ،‬العربية السعودية أما فيما خيص سنة ‪ 2015‬مل‬
‫تتلقى العديد من الدول أي متويل ثنائي أو إقليمي أو أي متويل مناخي آخر من األطراف املدرجة كسوراي‪ ،‬عمان‬
‫وليبيا واليمن‪ .‬كما نالحظ أن كل من مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬األردن‪ ،‬حتصلت على متويل كبري من أجل مواجهة التغري‬
‫املناخي‪ ،‬وخنص ابلذكر املغرب اليت حتصلت على أكرب إعانة من الدول املتقدمة فاقت ‪ 600‬مليون دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬فبالتنسيق مع التمويل اخلارجي والسياسات البيئية واإلعاانت الداخلية للمغرب واهتمامها ابلطاقات‬
‫املتجددة‪ ،‬وحبثها عن سياسات بديلة من أجل ختفيض االنبعااثت الغازية استطاعت أن حتتل املغرب املراتب األوىل‬
‫ملؤشر تغري املناخ‪ ،‬واجلدول املوايل يبني ذلك‪:‬‬

‫‪276‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )12 -4( :‬مؤشر أداء تغري املناخ ‪)CCPI( 2021‬‬

‫النقطة‬ ‫الدولة‬ ‫املرتبة‬ ‫األداء‬


‫املراتب‪ 03- 02 - 01 :‬ال يوجد دولة حتقق أداء بيئي عال جدا‬ ‫عال جدا‬
‫‪Very High‬‬
‫‪74.42‬‬ ‫السويد‬ ‫‪04 -‬‬
‫‪69.66‬‬ ‫اململكة املتحدة‬ ‫‪05 -‬‬
‫‪69.42‬‬ ‫الدمنارك‬ ‫‪06 -‬‬
‫‪67.59‬‬ ‫املغرب‬ ‫‪07 -‬‬ ‫عال‬
‫‪62.63‬‬ ‫فنلندا‬ ‫‪11 -‬‬ ‫‪High‬‬
‫‪60.85‬‬ ‫سويسرا‬ ‫‪14 -‬‬
‫‪57.29‬‬ ‫االحتاد األورويب‬ ‫‪16 -‬‬
‫‪56.39‬‬ ‫أملانيا‬ ‫‪19 -‬‬ ‫متوسط‬
‫‪54.33‬‬ ‫مصر‬ ‫‪22-‬‬ ‫‪Medium‬‬
‫‪53.72‬‬ ‫فرنسا‬ ‫‪23 -‬‬
‫‪50.96‬‬ ‫هولندا‬ ‫‪29 -‬‬
‫‪48.18‬‬ ‫الصني‬ ‫‪33 -‬‬ ‫منخفض‬
‫‪45.11‬‬ ‫بلجيكا‬ ‫‪40 -‬‬ ‫‪Low‬‬
‫‪45.02‬‬ ‫اسبانيا‬ ‫‪41 -‬‬
‫‪43.27‬‬ ‫اجلزائر‬ ‫‪43 -‬‬
‫‪42.49‬‬ ‫الياابن‬ ‫‪45-‬‬
‫‪30.34‬‬ ‫روسيا‬ ‫‪52 -‬‬ ‫منخفض جدا‬
‫‪28.82‬‬ ‫أسرتاليا‬ ‫‪54 -‬‬ ‫‪Very Low‬‬
‫‪24.82‬‬ ‫كندا‬ ‫‪85 -‬‬
‫‪22.46‬‬ ‫العربية السعودية‬ ‫‪60 -‬‬
‫‪19.75‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫‪61-‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪- Jan Burck, and Others, CCPI 2021, Climate Change Performance Index, GermanWatch, New‬‬
‫‪Climate Institue, Climate Action Network International, 2020, Available at,‬‬
‫‪/https://ccpi.org/download/the-climate-change-performance-index-2021 Page consulté le: 02/05/2021‬‬

‫صمم مؤشر األداء املناخي لعام ‪ 2021‬من طرف مؤسسة البيئة والتنمية األملانية "‪"GermanWatch‬ابإلضافة‬
‫إىل هيئات أخرى‪ ،‬وذلك لتعزيز الشفافية يف سياسات املناخ الدولية‪ ،‬ضم التقرير ‪ 57‬دولة ابإلضافة إىل اإلحتاد‬

‫‪277‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫األورويب جيري تقييم األداء ابالعتماد على أربع فئات وهي‪ :‬الغازات الدفيئة‪ ،‬الطاقة املتجددة‪ ،‬استهالك الطاقة‬
‫وسياسة املناخ‪ ،‬كما يقسم املؤشر الدول إىل ‪ 05‬فئات حسب أدائها إىل مستوى‪ :‬عال جدا‪ ،‬عال‪ ،‬متوسط‬
‫ومنخفض‪ ،‬منخفض جدا‪ ،‬ويعترب املؤشر أنه ال يوجد دول حققت أداء عال جدا لذا تبقى املراتب الثالث األوىل‬
‫فارغة؛‬
‫ومتاشيا مع االتفاق اخلاص مبؤمتر ابريس لسنة ‪ ،2015‬الذي أكد على ضرورة خفض االنبعااثت الغازية من‬
‫أجل مواجهة ظاهرة االحتباس احلراري والتخفيف من حدة ضررها على البيئة وآاثرها االقتصادية على الدول‬
‫ابإلضافة إىل اهلدف األول وهو احلد من ارتفاع درجة احلرارة إىل أقل من درجتني مئويتني‪ ،‬تعمل الدول على‬
‫ختفيض درجة انبعااثهتا الغازية من خالل إسرتاتيجيات هادفة؛‬
‫فاملغرب تعد من الدول اليت عملت على تنفيذ سياسات مناخية‪ ،‬ابإلضافة إىل جهودها املبذولة يف إطار‬
‫اسرتاتيجيات وطنية من أجل املناخ والطاقات املتجددة‪ ،‬أهلها ذلك إىل أن حتتل املرتبة الرابعة من أصل ‪ 57‬دولة‬
‫مت دراستها من قبل املؤشر‪ ،‬وذلك من حيث أدائها مسجلة ‪ 100 /67.59‬نقطة وابلتايل تنتمي املغرب يف هذا‬
‫التقرير إىل الدول اخلمس األوىل على الصعيد العاملي‪ ،‬واألوىل إفريقيا وعربيا‪ ،‬بعد كل من السويد (‪)74.42‬‬
‫اململكة املتحدة (‪ ،)69.66‬الدمنارك (‪ ،)69.42‬صنفها املؤشر ضمن الدول ذات األداء العايل إضافة إىل فنلندا‬
‫(‪ ،)62.63‬سويسرا (‪ )60.85‬واالحتاد األورويب (‪)57.29( )28‬؛‬
‫كما نالحظ من خالل اجلدول أن أملانيا احتلت املرتبة ‪ ،)56.39( 19‬أما مصر جندها يف املرتبة ‪22‬‬
‫بـ ـ ـ ‪ 54.33‬نقطة‪ ،‬وحتتل بذلك املرتبة الثانية عربيا بعد املغرب‪ ،‬فرنسا يف املرتبة ‪ 23‬بعد مصر بـ ـ ـ ‪53.72‬‬
‫نقطة‪ ،‬هولندا يف املرتبة ‪ 29‬مبجموع ‪ ، 50.96‬صنفها املؤشر ضمن قائمة الدول ذات األداء املتوسط إضافة إىل‬
‫دول أخرى؛‬
‫أما اجلزائر فقد احتلت املرتبة ‪ 43‬مبجموع ‪ ،43.27‬مقارنة ابملغرب يف املرتبة الرابعة ومصر يف املرتبة ‪22‬‬
‫كما مت تصنيفها يف اجملموعة الرابعة مع كل من الصني‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬اسبانيا‪ ،‬الياابن وهي دول ذات أداء منخفض؛‬
‫ابلرغم من أن روسيا والياابن والصني من الدول اخلمس األوىل األكثر انبعااث لغازات االحتباس احلراري‪ ،‬وهي‬
‫من الدول املطالبة بتخفيض انبعااثهتا الغازية‪ ،‬إال أهنا ولغاية ‪ 2020‬ال يزال االلتزام البيئي هلذه الدول ضعيف‬
‫جدا مقارنة مبا وقعت عليه والتزمت على تنفيذه‪ ،‬حبيث جند أن الصني (املرتبة ‪ 33‬مبجموع ‪ 48.18‬نقطة)‬
‫والياابن (املرتبة ‪ 45‬مبجموع ‪ )42.49‬وهي ضمن الدول ذات األداء املنخفض ملؤشر تغري املناخ‪ ،‬مما يتطلب‬
‫من ها إعادة النظر يف سياساهتا االقتصادية من أجل احلد من االنبعااثت الغازية وهو ما يعزز دور السياسة اجلبائية‬
‫يف جمال محاية البيئة من التلوث اهلوائي ولتحقيق اهلدف املسطر املتمثل يف اقتصاد خال من الكربون حبلول‬
‫‪ 2050‬ابستعمال أحسن أداة وهي ضريبة الكربون‪ ،‬خاصة وأن التوجه العاملي يسعى إىل تسعري الكربون من‬
‫خالل العمل على فرض هذه األداة‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫كما نالحظ من خالل اجلدول أن كل من العربية السعودية واإلمارات العربية احتلتا املراتب األخرية ‪ 60‬و‪61‬‬
‫لكل منهما‪ ،‬جبموع نقاط ‪ 100 /19.75 ،100/22.46‬على التوايل‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬اإلطار القانوين والتشريعي حلماية البيئة يف اجلزائر‬


‫عزم املشرع اجلزائري على محاية البيئة واحلد من التلوث بكل أنواعه كباقي الدول اليت قامت بتحديث قوانينها‬
‫البيئية‪ ،‬حبيث أصبحت البيئة خالل العقد األخري ذات اهتمام كبري ومن أولوايت احلكومة اجلزائرية عند إعداد‬
‫سياسا هتا البيئية والقانونية‪ ،‬وتتبعها للمستجدات الدولية يف امليدان البيئي ابعتبار أن التلوث البيئي أصبح عابر‬
‫للحدود ومل يعد ينحصر يف دولة واحدة أو إقليم فقط‪ ،‬مما يتطلب تضافر جهود مجيع الدول من أجل إجياد حلول‬
‫فعالة للحد من مشاكله‪ ،‬جتسد ذلك يف اجلزائر من خالل القوانني البيئية ومن خالل الدساتري اليت نصت على‬
‫محايتها‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه يف هذا املطلب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬محاية البيئة ومكافحة التلوث يف إطار القانون ‪ 03 -83‬والقانون ‪10-03‬‬
‫‪ -1‬القانون ‪03-83‬‬
‫صدر سنة ‪ 1983‬قانون حلماية البيئة من التلوث (قانون ‪ )03-83‬والذي حيدد السياسة الوطنية حلماية البيئة‬
‫ويعترب من أهم القوانني اليت شيدت عليها املنظومة التشريعية حلماية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬فمن بني األحكام العامة‬
‫‪1‬‬
‫واملبادئ اليت يهدف إليها هذا القانون‪ ،‬مايلي‪:‬‬
‫أ‪-‬محاية املوارد الطبيعية؛‬
‫ب‪-‬اتقاء كل شكل من أشكال التلوث ومكافحته؛‬
‫ج‪-‬حتسني إطار املعيشة ونوعيتها؛‬
‫د‪-‬التخطيط الوطين لعامل محاية البيئة اليت تعد مطلبا أساسيا للسياسة الوطنية وللتنمية االقتصادية واالجتماعية؛‬
‫ه‪ -‬تقتضي التنمية الوطنية حتقيق التوازن الضروري بني متطلبات النمو االقتصادي ومحاية البيئة واحملافظة على‬
‫إطار معيشة السكان؛‬
‫و‪ -‬حتديد شروط إدراج املشاريع يف البيئة وكذا التعليمات التقنية والتنظيمية املتعلقة ابحلفاظ على التوازانت‬
‫الطبيعية؛‬
‫ي‪ -‬احلفاظ على الطبيعة ومواردها واحلفاظ على التنوع البيولوجي؛‬
‫ك‪-‬محاية األراضي ذات الطابع الزراعي من التصحر واالجنراف؛‬
‫ل‪ -‬حيدد القانون كيفيات إنشاء مجعيات للمسامهة يف محاية البيئة وسريها وتنظيمها؛‬

‫‪ 1‬القانون ‪ 03 -83‬املؤرخ يف ‪ 2‬ربيع الثاين ‪ ،1403‬املوافق لـ ‪ 05‬فرباير ‪ 1983‬املتضمن محاية البيئة‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،1983 ،06‬ص ‪.383-381‬‬

‫‪279‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫ابإلضافة إىل جماالت أخرى حلماية البيئة من بينها النفاايت‪ ،‬املياه‪ ،‬محاية احمليط اجلوي‪ ،‬محاية البحر‪ ،‬كما مت‬
‫وضع عقوابت صارمة لكل من خيالف قوانني محاية البيئة وهي حمددة يف إطار هذا القانون‪.‬‬

‫‪ -2‬القانون ‪10 -03‬‬


‫حيتوي هذا القانون على مجلة من املبادئ واألهداف املتعلقة حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة‪ ،‬صدر سنة‬
‫‪ ، 2003‬وذلك متاشيا مع املستجدات العاملية والتأثريات اخلارجية وتزايد املشكالت البيئية يف اجلزائر‪ ،‬مما أدى‬
‫ابحلكومة إىل التغيري يف قوانينها وابألخص البيئية‪ ،‬يتعلق القانون جبملة من األهداف اليت تسعى من ورائها احلكومة‬
‫‪1‬‬
‫إىل محاية البيئة‪ ،‬وخبصوص املادة ‪ 02‬من القانون فهي تنص على مايلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬حتديد املبادئ األساسية وقواعد تسيري البيئة؛‬
‫ب‪-‬ترقية تنمية وطنية مستدامة بتحسني شروط املعيشة‪ ،‬والعمل على ضمان إطار معيشي سليم؛‬
‫ج‪ -‬الوقاية من كل أشكال التلوث واألضرار امللحقة ابلبيئة‪ ،‬وذلك بضمان احلفاظ على مكوانهتا؛‬
‫د‪-‬إصالح األوساط املتضررة؛‬
‫ه‪ -‬ترقية االستعمال اإليكولوجي العقالين للموارد الطبيعية املتوفرة‪ ،‬وكذلك استعمال التكنولوجيات األكثر نقاء؛‬
‫و‪-‬تدعيم اإلعالم و التحسيس ومشاركة اجلمهور يف تدابري محاية البيئة؛‬

‫وحددت املادة ‪ 03‬من نفس القانون املبادئ العامة اآلتية‪:‬‬


‫‪-‬مبدأ احملافظة على التنوع البيولوجي‪ :‬الذي ينبغي مبقتضاه‪ ،‬على كل نشاط جتنب إحلاق ضرر معترب ابلتنوع‬
‫البيولوجي؛‬
‫‪-‬مبدأ عدم تدهور املوارد الطبيعية‪ :‬الذي ينبغي مبقتضاه‪ ،‬جتنب إحلاق الضرر ابملوارد الطبيعية‪ ،‬كاملاء‪ ،‬اهلواء‬
‫واألرض وابطن األرض واليت تعترب يف كل احلاالت جزءا ال يتجزأ من مسار التنمية‪ ،‬وجيب أال تؤخذ بصفة منعزلة‬
‫يف حتقيق تنمية مستدامة؛‬
‫‪ -‬مبدأ االستبدال‪ :‬الذي ميكن مبقتضاه‪ ،‬استبدال عمل مضر ابلبيئة آبخر يكون أقل خطرا عليها‪ ،‬وخيتار هذا‬
‫النشاط األخري حىت ولو كانت تكلفته مرتفعة مادامت مناسبة للقيم البيئية موضوع احلماية؛‬

‫‪-‬مبدأ اإلدماج‪ :‬الذي جيب مبقتضاه دمج الرتتيبات املتعلقة حبماية البيئة والتنمية املستدامة عند إعداد املخططات‬
‫والربامج القطاعية وتطبيقها؛‬
‫‪-‬مبدأ النشاط الوقائي وتصحيح األضرار البيئية ابألولوية عند املصدر‪ :‬ويكون ذلك ابستعمال أحسن‬
‫التقنيات املتوفرة وبتكلفة اقتصادية مقبولة‪ ،‬يلزم كل شخص ميكن أن يلحق نشاطه ضررا كبريا ابلبيئة مراعاة مصاحل‬
‫الغري قبل التصرف‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون ‪ ،10-03‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪280‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪-‬مبدأ احليطة‪ :‬الذي جيب مبقتضاه‪ ،‬أال يكون عدم توفر التقنيات نظرا للمعارف العلمية والتقنية سببا يف أتخري‬
‫اختاذ التدابري الفعلية واملناسبة للوقاية من خطر األضرار اجلسيمة املضرة ابلبيئة‪ ،‬ويكون بتكلفة اقتصادية مقبولة؛‬
‫‪ -‬مبدأ امللوث الدافع‪ :‬الذي يتحمل مبقتضاه‪ ،‬كل شخص يتسبب نشاطه أو ميكن أن يتسبب يف إحلاق الضرر‬
‫ابلبيئة‪ ،‬نفقات كل تدابري الوقاية من التلوث والتقليص منه وإعادة األماكن وبيئتها إىل حالتهما األصلية؛‬
‫‪-‬مبدأ اإلعالم واملشاركة‪ :‬الذي يكون مبقتضاه‪ ،‬لكل شخص احلق يف أن يكون على علم حبالة البيئة‪ ،‬واملشاركة‬
‫يف اإلجراءات املسبقة عند اختاذ القرارات اليت قد تضر ابلبيئة‪.‬‬
‫اجلزائر من جهتها من الدول اليت أولت البيئة أمهية كبرية وتعتربها حقا دستوراي‪ ،‬ميكن القول أن املشرع‬
‫اجلزائري قد تناول موضوع البيئة واملسائل القانونية اليت أثريت من خالل إصدار القانون رقم ‪ 03/10‬بشأن محاية‬
‫البيئة يف إطار التنمية املستدامة‪ .‬هذا املشروع هو مثرة مشاركة اجلزائر يف خمتلف احملافل الدولية مثل ندوة ستوكهومل‬
‫وقمة األرض يف ريو دي جانريو واليت تشكل حجر الزاوية يف الرؤية اجلزائرية ملوضوع البيئة‪ 1.‬ومن جهة أخرى‬
‫يوجه القانون رقم ‪ 13/01‬املؤرخ يف ‪ 7‬أوت ‪ 2001‬وينظم النقل الربي يف إطار التنمية املستدامة‪ ،‬مع اعتبار‬
‫النقل العام خيارا ذا أولوية‪ .‬كما يهدف القانون رقم ‪ 06-98‬الصادر يف ‪ 27‬جوان ‪ 1998‬بشأن القواعد‬
‫العامة للطريان املدين إىل حتقيق تنمية متوازنة للنقل اجلوي لألشخاص والبضائع‪ ،‬يف ظل أفضل ظروف السالمة‬
‫واالقتصاد والفعالية يف جمال النقل البحري‪ ،‬يتم االهتمام حبماية البيئة ومكافحة التلوث البحري كجزء من التزاماهتا‬
‫الدولية‪ 2.‬من خالل ما سبق ميكن القول أبن اجلزائر ومن خالل هذا القانون أعطت توجها جديدا حلماية بيئتها‬
‫يتجسد ذلك من خالل تطبيق مبدأ امللوث الدافع ضمن قوانينها وهي انطالقة هامة هلا من خالل االعرتاف به‬
‫قانوان‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬مكافحة التلوث ومحاية البيئة يف ظل املواثيق والدساتري اجلزائرية‬
‫نصت العديد من الدساتري اجلزائرية على محاية البيئة من التلوث وضرورة احملافظة عليها‪ ،‬ومن بني الدساتري‬
‫واملواثيق اليت اهتمت هبذا اجلانب نذكر مايلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Moussa Noura, La protection de l’environnement dans la législation algérienne, Revue‬‬
‫‪Elmofaker, Université Mohamed Khider Biskra, Faculté de Droit et de Sciences Politique, N° 12, p 05.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪19ème session de la Commission du Développement Durable des Nations Unies (CDD-19(,‬‬
‫‪Rapport Nationale de L’Algérie, Mai 2011, p14.‬‬
‫‪281‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )13-4( :‬البيئة يف الدستور اجلزائري‬

‫الشرح‬ ‫الدستور ‪ /‬امليثاق‬


‫امليثاق الوطين لسنة أشار امليثاق الوطين لسنة ‪ 1973‬إىل ضرورة مكافحة التلوث مبختلف أشكاله ومحاية البيئة من‬
‫خماطره‪ ،‬وطرح املشكل يف إطار خمططات الدولة‪ ،‬كما نص على أهم التدابري الضرورية اليت جيب أن‬ ‫‪1973‬‬
‫تتخذ وتنظم كل ما يلزم لصيانة احمليط والوقاية من كل ظاهرة‬
‫من بني الدالئل الواضحة اليت تدل على اهتمام املشرع اجلزائري مبوضوع محاية البيئة ضمن دستور‬ ‫دستور ‪1976‬‬
‫‪ ،1976‬الذي تبىن مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬اخلطوط العريضة لسياسة اإلعمار اإلقليمي‪ ،‬البيئة‪ ،‬ونوعية احلياة‪ ،‬ومحاية احليواانت والنبااتت‬
‫‪ -‬النظام العام للغاابت‬
‫‪-‬النظام العام للمياه‬
‫أبقى دستور سنة ‪ 1996‬على نفس الصالحيات املمنوحة للمجلس الشعيب الوطين‪ ،‬مضيفا إىل‬ ‫دستور ‪1996‬‬
‫ذلك القواعد العامة اخلاصة ابلتهيئة العمرانية‬
‫من خالل الدساتري السابقة اكتفت اجلزائر بوضع تشريعات وطنية متعلقة ابلبيئة مل يتم ذكر "احلق يف‬ ‫دستور ‪2016‬‬
‫بيئة سليمة"‪ ،‬إال أن ه مع تزايد االهتمام الدويل ابحلق يف البيئة من منظور عالقته الوثيقة ابلتنمية‬
‫املستدامة اجتهت اجلزائر من خالل دستور ‪ 2016‬إىل تقنني حق املواطن ابلعيش يف بيئة سليمة‬
‫ليضفي عليها بذلك الشرعية الدستورية‬
‫حبيث جاء يف ديباجة الدستور مايلي‪" :‬يظل الشعب اجلزائري متمسكا خبياراته من أجل احلد من‬
‫الفوارق االجتماعية والقضاء على أوجه التفاوت اجلهوي‪ ،‬ويعمل على بناء اقتصاد منتج وتنافسي يف‬
‫إطار التنمية املستدامة واحلفاظ على البيئة"‪ ،‬وإضافة إىل نص احلق يف البيئة ضمن الديباجة أن‬
‫للمواطن احلق يف بيئة سليمة‪ ،‬تعمل الدولة على احلفاظ على البيئة‪ ،‬وحيدد القانون واجبات‬
‫األشخاص الطبيعيني و املعنويني حلمايتها‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪ -‬جمدوب عبد احلليم‪ ،‬إشكالية التلوث البيئي يف اجلزائر ‪ ،‬اجمللة املتوسطية للقانون واالقتصاد‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجمللد ‪،04‬‬
‫العدد ‪ ،2019 ،01‬ص ‪ ،2019‬ص ص ‪.219-218‬‬
‫‪ -‬حممد زايد‪ ،‬دور االتفاقيات الدولية يف حتديد املسؤولية عن األضرار البيئية‪ ،‬جملة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫متنراست‪ ،‬اجمللد ‪ ،09‬العدد ‪ ،2020 ،02‬ص ‪.303‬‬

‫من خالل اجلدول ميكن القول أبن االهتمام البيئي أصبح له مكانة خاصة يف القوانني والدستور اجلزائري‬
‫وذلك ابلنظر إىل املستجدات العاملية وتفاقم األضرار البيئية مما أدى ابلسلطات إىل اختاذ تدابري جديدة ووضع‬
‫قوانني بيئية تساهم بدورها يف احلد من مشكالت التلوث البيئي‪ ،‬وتتماشى مع متطلبات البيئة اخلارجية‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫اثلثا‪ :‬التعاون اجلزائري والدويل حلماية البيئة‬

‫أما خبصوص التعاون الدويل اجلزائري حلماية البيئة يف جماالت متعددة من بينها النفاايت جند أن للجزائر العديد‬
‫من العالقات مع بلدان أجنبية أملانيا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬اإلحتاد األورويب وبرانمج األمم املتحدة‪ ،‬ابإلضافة إىل العديد من‬
‫االتفاقيات الدولية مع دول عربية وأخرى أجنبية وذلك خالل الفرتة األخرية عن طريق برامج تدعم محاية البيئة‬
‫احمللية وهي موضحة يف اجلدول املوايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )14-4( :‬برامج التعاون اجلزائري –الدويل يف جمال محاية البيئة‬

‫الربامج‬ ‫التعاون الدويل‬


‫‪-‬دعم خطة املناخ الوطنية‬ ‫التع ـ ـ ـ ـ ــاون األمل ـ ـ ـ ـ ــاين والـ ـ ـ ـ ـ ــذي‬
‫‪ -‬ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرانمج حوكم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة النف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاايت الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلبة و االقتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدائري؛‬ ‫يهدف إىل‪:‬‬
‫‪-‬احل وكمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة البيئي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و التنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع البيول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجي‬
‫‪-‬تعزيز قنوات إعادة التدوير واستعادة النفاايت‬
‫‪-‬تعزيز دور املرأة يف احلفاظ على البيئة من خالل استعادة النفاايت‬
‫‪-‬تعزيز حوكمة املناخ كجزء من تنفيذ املسامهة الوطنية احملددة‬
‫‪ -‬بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرانمج دع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اإلدارة املتكامل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة للنف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاايت‬ ‫التعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاون مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع بلجيكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫‪ -‬بناء القدرات يف جمال البيئة‬ ‫من خالل‪:‬‬
‫‪-‬نظام تقاسم املعلومات البيئية األوروبية‪.‬‬ ‫التع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاون م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع اإلحت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬
‫املتوسط‬ ‫األبيض‬ ‫البحر‬ ‫منطقة‬ ‫من‬ ‫التلوث‬ ‫إلزالة‬ ‫اإلقليمي‬ ‫‪-‬الربانمج‬ ‫األورويب من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬الربانمج اإلقليمي لتشجيع االقتصاد لالنتقال إىل أمناط االستهالك و االنتاج املستدامني‬
‫واالقتصاد األخضر‬
‫‪-‬التخط ـ ـ ـ ـ ـ ــيط ال ـ ـ ـ ـ ـ ــوطين للتن ـ ـ ـ ـ ـ ــوع البيولـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجي و تنفي ـ ـ ـ ـ ـ ــذ اخلط ـ ـ ـ ـ ـ ــة اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرتاجتية لالتفاقيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرانمج األم ـ ـ ـ ـ ـ ــم املتح ـ ـ ـ ـ ـ ــدة‬
‫املتعلق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ابلتن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع البيول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجي ‪ 2020-2011‬يف اجلزائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر؛‬ ‫للتنمية‬
‫‪ -‬ال ـ ـ ـ ـ ــربانمج التج ـ ـ ـ ـ ـ ـرييب ال ـ ـ ـ ـ ــوطين إلدارة النف ـ ـ ـ ـ ــاايت املتكامل ـ ـ ـ ـ ــة يف بلدي ـ ـ ـ ـ ــة قس ـ ـ ـ ـ ــنطينة‪ :‬بـ ـ ـ ـ ـ ــدأ‬
‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا املش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروع يف ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ‪ 2017‬لف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتة تنفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدهتا ‪ 3‬س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنوات؛‬
‫‪ -‬إع ـ ـ ـ ـ ــداد االتص ـ ـ ـ ـ ــاالت الثالث ـ ـ ـ ـ ــة بش ـ ـ ـ ـ ــأن تغ ـ ـ ـ ـ ــري املن ـ ـ ـ ـ ــاخ‪ :‬يه ـ ـ ـ ـ ــدف املش ـ ـ ـ ـ ــروع إىل مس ـ ـ ـ ـ ــاعدة‬
‫اجلزائ ـ ـ ـ ـ ــر يف إع ـ ـ ـ ـ ــداد املداخل ـ ـ ـ ـ ــة الوطني ـ ـ ـ ـ ــة الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـة ح ـ ـ ـ ـ ــول تغ ـ ـ ـ ـ ــري املن ـ ـ ـ ـ ــاخ‪ ،‬وإجن ـ ـ ـ ـ ــاز اخلط ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫الوطنية للتكيف مع املناخ‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪- Coopération internationale, Ministère de l’Environnement disponible sur:‬‬
‫‪https://www.me.gov.dz/a/?page_id=2459 Page Consulté Le : 20-03-2021‬‬

‫‪283‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫من خالل اجلدول نالحظ أن للجزائر تعاون مع خمتلف الدول األجنبية إال أان التعاون مع أملانيا خبصوص محاية‬
‫البيئة مبجاالهتا املتعددة يعد أمهها‪ ،‬حبيث تتمتع اجلزائر وأملانيا بتاريخ طويل من التعاون منذ عام ‪ ،1993‬مت متثيل‬
‫الشراكة األملانية اجلزائرية ب ـ ـ ‪ * GIZ‬من خالل مكتبها اخلاص‪ ،‬تعمل الوكالة األملانية للتعاون الدويل (‪)GIZ‬‬
‫يف اجلزائر على وجه اخلصوص نيابة عن الوزارة االحتادية األملانية للتعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬لدى ‪GIZ‬‬
‫‪ 108‬موظفا يف اجلزائر‪ ،‬مبا يف ذلك ‪ 15‬خبريا أجنبيا (وذلك اعتبارا من ‪ .)2018/09/31‬يركز التعاون‬
‫اجلزائري األملاين على السياسة البيئية من خالل جمموعة من املشاريع إىل جانب محاية البيئة‪ ،‬وهي اإلدارة املستدامة‬
‫للموارد الطبيعية‪ ،‬احلفاظ على التنوع البيولوجي‪ ،‬التكيف مع تغري املناخ‪ ،‬إدارة النفاايت وتعزيز التقنيات‬
‫واالبتكارات الصديقة للبيئة‪ 1،‬يؤدي ذلك إىل حتقيق التنمية املستدامة وبدورها تساهم نتائجها بشكل خاص يف‬
‫إنشاء اقتصاد أخضر وابلتايل خلق فرص العمل واحلد من الفقر‪.‬‬
‫وابلنظر إىل التزامها الدويل ابلتنمية املستدامة‪ ،‬فقد ُدعيت اجلزائر سنة ‪ 2012‬إىل املؤمتر التحضريي الدويل لقمة‬
‫األمم املتحدة املنعقدة يف ابريس بشأن التنمية املستدامة‪ .‬يف هذا السياق‪ ،‬أبدت اجلزائر دائما اهتماما خاصا‬
‫بتطوير واستخدام الطاقات املتجددة‪ ،‬وقد أتكدت هذه الرغبة من خالل القرارات األخرية اليت اختذت على صعيد‬
‫تنويع مصادر الطاقة من خالل تطبيق الربانمج الوطين للطاقة املتجددة الضروري لضمان التنمية واالقتصاد‬
‫‪2‬‬
‫املستدام‪.‬‬

‫* التعاون اجلزائري‪-‬األملاين ‪ :Giz‬تدعم الوكالة األملانية ‪ 34‬بلدية يف اجلزائر تطبيقا ملشروع البلدايت اخلضراء‪ ،‬ويدعم التعاون أو املشروع األملاين هذه البلدايت يف‬
‫جهودها لزايدة استخدام تقنيات الطاقة املتجددة والكفاءة يف استخدامها‪ ،‬تكون البلدايت بذلك قادرة على توفري جزء من تكاليف الطاقة‪ .‬ويف ديسمرب ‪ ،2020‬مت‬
‫إبرام عقود جديدة ل تنفيذ مشروعني متعلقني ابلتعاون يف جمال محاية البيئة و التنوع البيولوجي يف الساحل و حتسني تنفيذ التشريعات اجلبائية البيئية بني وزارة البيئة‬
‫والوكالة األملانية للتعاون الدويل (‪ .)Giz‬هذا املشروع يهدف إىل مراجعة مجيع أسس النظام اجلبائي البيئي وذلك من أجل وضع قوانني و مراسيم متناسقة و قابلة‬
‫للتطبيق‪ ،‬يعمل كذلك على نظام حساب الوعاء الضرييب و تدريب املفتشني على استخدامه عالوة على وضع نظام لرقمنة البياانت واملعطيات الضريبية بني املديرية‬
‫العامة للضرائب ووزارة البيئة‪ .‬للمزيد من املعلومات أنظر إىل‪:‬‬
‫‪- German-Algerian Energy Day, Partenariat énergitique Partnerschaft, Algerie- Allemagne,‬‬
‫‪Disponible sur :‬‬
‫‪https://www.energypartnership-algeria.org/home/german-algerian-energy-day/ Page consulté le :‬‬
‫‪23/04/2021‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Le portefeuille d’activités de la GIZ en Algérie Gestion de l’environnement et développement‬‬
‫‪durable, Deutsche Gesellschaftfür Internationale Zusammenarbeit (GIZ) GmbH, GIZ Algérie,‬‬
‫‪,Allemagne, Algerie, 2019, p 01.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪L'Algérie face aux enjeux environnementaux avec une stratégie intégrant le développement‬‬
‫‪durable, Extrait du Portail Algérien des ENERGIES RENOUVELABLES, Portail Algerien des‬‬
‫‪ENERGIES RENOUVELABLES 30 octobre 2012, p 04,‬‬
‫‪284‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫املطلب الرابع‪ :‬تطور اهليئات واملؤسسات املشرفة على محاية البيئة يف اجلزائر‬
‫مع بداية الوعي العاملي بضرورة محاية البيئة من التلوث بعد مؤمتر قمة األرض لسنة ‪ 1972‬ومتاشيا مع قراراته‬
‫قامت اجلزائر إبحداث أول هيئة خمصصة للبيئة تتمثل يف اجمللس الوطين للبيئة سنة ‪ ،1974‬ويوضح اجلدول املوايل‬
‫اهليئات املشرفة على محاية البيئة بعدما كانت من نشاط مساعد ضمن هيئات أخرى أصبحت وزارة مكلفة ابملهام‬
‫البيئية‪ ،‬خالل الفرتة ‪ 1974‬بداية أبول هيئة وصوال إىل آخر تغيري لسنة ‪:2017‬‬

‫جدول رقم‪ )15-4( :‬اهليئات املشرفة و املسؤولة عن اإلدارة البيئية‬

‫اهليئة‬ ‫السنة‬
‫اجمللس الوطين للبيئة‬ ‫‪1974‬‬
‫وزارة املوارد املالية واستصالح األراضي ومحاية البيئة‬ ‫‪1977‬‬
‫كتابة الدولة وتطوير األراضي‬ ‫‪1981‬‬
‫وزارة املوارد املائية والبيئة والغاابت‬ ‫‪1984‬‬
‫وزارة الداخلية‬ ‫‪1988‬‬
‫وزارة مكلفة ابلبحث والتكنولوجيا والبيئة‬ ‫‪1990‬‬
‫وزارة الرتبية الوطنية‬ ‫‪1992‬‬
‫وزارة مكلفة ابجلامعات‬ ‫‪1993‬‬

‫وزارة الداخلية والسلطات احمللية والبيئة‬ ‫‪1994‬‬


‫استحداث املديرية العامة للبيئة والتفتيش البيئي على مستوى خمتلف والايت الوطن‬ ‫‪1995‬‬
‫إنشاء كتابة الدولة املسؤولة عن البيئة‬ ‫‪1996‬‬
‫وزارة البيئة هتيئة اإلقليم‬ ‫‪2000‬‬
‫وزارة التخطيط اإلقليمي والبيئة والسياحة‬ ‫‪2007‬‬
‫وزارة التخطيط اإلقليمي والبيئة واملدينة‬ ‫‪2010‬‬
‫وزارة املوارد املائية والبيئة‬ ‫‪2016‬‬
‫وزارة البيئة والطاقات املتجددة‬ ‫‪2017‬‬

‫‪Source : Hamouche Ouehchia, Bouhadida Mohamed, Réponses De La Gouvernance‬‬


‫‪Environnementale Algérienne A la Question de la protection de L’environnement,‬‬
‫‪Revue des Réformes Economiques et Intégration En Economie Mondiale, Ecole Supérieure de‬‬
‫‪Commerce, Volume 14, N° 01, 2020, p p 303-304.‬‬

‫من خالل اجلدول ميكن القول أبن تطور اهليئات املخصصة حلماية البيئة يف اجلزائر كان من حيث املضمون‪ ،‬وأن‬
‫هذه التغيريات املتعددة يف اإلشراف على البيئة وعدم استقرارها على مؤسسة واحدة على مدى فرتة ‪-1974‬‬
‫‪ 2017‬أدى ذلك إىل عدم االستقرار يف وضع برامج عمل وخمططات دائمة تتمتع ابلتنسيق مع سياسات بيئية‬

‫‪285‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫وقانونية أخرى‪ ،‬ما يفسر ذلك عدم وجود تقارير دورية تبني الوضع احلقيقي للتلوث البيئي وحجم املشاكل البيئية‬
‫يف مجيع اجملاالت ‪ ،‬خاصة الفرتة األخرية اليت تعرف فيها دول العامل أبسره تغيريات متطورة يف وضعها البيئي‬
‫ابإلضافة إىل عدم وجود تقارير من الوزارة حول تقييم السياسات البيئية اليت تعمل عليها احلكومة‪ ،‬وهل جنحت يف‬
‫تنفيذ األهداف املسطرة من خالل مقارنة ماهو خمطط مع ما مت التوصل إليه يف هناية الربانمج‪ ،‬واكتشاف اخللل مما‬
‫جيعل احلكومة تتخذ إجراءات وفق ما مت التوصل إليه‪ .‬أما خبصوص املؤسسات اليت مت أتسيسها خدمة لألغراض‬
‫البيئية نعرض بعضها يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )16-4( :‬بعض املؤسسات الداعمة حلماية البيئة يف اجلزائر‬

‫املهام‬ ‫اهليئة‬
‫يكلف املرصد مبايلي‪ :‬وضع شبكات الرصد وقياس التلوث وحراسة األوساط الطبيعية‪ ،‬تسيري ومجع‬ ‫املرصد الوطين‬
‫املعطيات واملعلومات املتصلة ابلبيئة والتنمية املستدامة لدى املؤسسات الوطنية واهليئات املتخصصة‪ ،‬معاجلة‬ ‫للبيئة والتنمية‬
‫املعطيات واملعلومات البيئية قصد إعداد أدوات اإلعالم‪ ،‬املبادرة ابلدراسات الرامية إىل حتسني املعرفة البيئية‬ ‫املستدامة‬
‫لألوساط و الضغوط املمارسة على تلك األوساط‪ ،‬إجناز هذه الدراسات أو املشاركة يف إجنازها‬
‫الوكالة الوطنية وهي مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وجتاري تتمتع ابلشخصية املعنوية واالستقالل املايل من مهامها‬
‫تكلف الوكالة بتطوير نشاطاهتا‪ ،‬فرز النفاايت ومجعها‪ ،‬معاجلة النفاايت وتثمينها و إزالتها‬ ‫للنفاايت‬
‫صندوق مكافحة خصص له مبلغ مايل أويل قدر ب ـ ‪ 500 :‬مليون دج‪ ،‬وهو اتبع لوزارة الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬وتتمثل أهم‬
‫وتنمية األنشطة اليت سيقوم بتدعيمها ومتويلها تلك املتعلقة بـ ــ‪ :‬مكافحة التصحر‪ ،‬صيانة و تنمية األراضي‪ ،‬تطوير‬ ‫التصحر‬
‫إنتاج احليواانت يف األوساط السهبية‪ ،‬محاية مداخيل مريب املواشي وصيانة املناطق الرعوية‪.‬‬ ‫املناطق الرعوية‬
‫و السهبية‬
‫الصندوق الوطين الصندوق موجه ملنح عالوات لتهيئة اإلقليم ومساعدات لتصنيف األنشطة و اليت تتعلق بـ‪ :‬إنشاء‬
‫للتهيئة و التنمية مؤسسات عامة تتكون من عشرة عمال دائمني على األقل يف مناطق الرتقية يف اجملاالت املرتبطة ابألنشطة‬
‫اإلنتاجية؛ إنشاء مؤسسات عامة تتكون من عشرة عمال دائمني على األقل يف نفس املناطق و يف جمال‬ ‫املستدامة لإلقليم‬
‫اخلدمات من النوع السامي (تقنيات جديدة لالتصال)‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪-‬بلعياضي آمنة‪ ،‬البيئة احلضرية يف اجلزائر واقعها وإجراءات محايتها يف اجلزائر ‪ ،‬جملة دراسات وأحباث‪ ،‬اجمللة العربية يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة زاين‬
‫عاشور اجللفة‪ ،‬اجمللد ‪ ،09‬العدد ‪ ،2017 ،28‬ص ‪.350‬‬
‫‪ -‬فروحات حدة‪ ،‬اسرتاتيجيات املؤسسات املالية يف متوي ل املشاريع البيئية من أجل حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬العدد ‪،07‬‬
‫‪ ،2010/2009‬ص ‪.132‬‬

‫ابإلضافة إىل العديد من اهليئات اليت تعمل على محاية البيئة‪ ،‬مركز تطوير الطاقات اجلديدة واملتجددة‪ ،‬الصندوق‬
‫الوطين للتهيئة والتنمية املستدامة لإلقليم‪ ،‬الصندوق الوطين للرتاث الثقايف‪ ،‬الصندوق الوطين للبيئة‬
‫والساحل‪....‬إخل‪( .‬سيتم التطرق إليه ابلتفصيل يف املبحث الثالث)‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬واقع السياسة اجلبائية البيئية يف اجلزائر‬

‫عملت اجلزائر على تبين سياسية جبائية ذات بعد بيئي نتيجة لعدم كفاية األدوات االقتصادية والقانونية‬
‫األخرى‪ ،‬تسعى من خالهلا إىل احلد من مشكالت التلوث الذي أصبح يشكل خطرا على النظام البيئي ككل‬
‫وذلك عن طريق فرض العديد من الرسوم البيئية‪ ،‬حبيث يعد الرسم على النشاطات امللوثة أو اخلطرية على البيئة‬
‫أول هذه الرسوم‪ ،‬مت أتسيسه سنة ‪ 1992‬اليت كانت مبثابة انطالقة لإلصالح اجلبائي البيئي من خالل قانون‬
‫املالية لنفس لسنة‪ ،‬ابإلضافة إىل قانون املالية لسنة ‪ 2002‬الذي تضمن العديد من التعديالت واإلضافات يف‬
‫اجملال البيئي‪ ،‬وتطبيقا لذلك تعتمد احلكومة اجلزائرية على مبدأ امللوث الدافع الذي مت تبنيه يف القانون ‪10-03‬‬
‫لسنة ‪ ،2003‬ابلرغم من أمهيته على املستوى الدويل إال أن تطبيقه عرف أتخرا كبريا يف اجلزائر‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬الرسوم البيئية يف اجلزائر‬


‫مع بداية التسعينات عملت اجلزائر على تبين العديد من الضرائب والرسوم البيئية خاصة وأن كل من محاية‬
‫النظام البيئي وتغري املناخ أصبح من االنشغاالت اهلامة لكثري من الدول خاصة اجلزائر‪ ،‬وابلتايل سيتم عرض الرسوم‬
‫والضرائب البيئية وفقا ملا جاء يف قوانني املالية ابتداءا من سنة ‪ 1992‬إىل غاية ‪ ،2021‬مع عرض رسالة املديرية‬
‫العامة للضرائب رقم ‪ 87‬اليت تضمنت تعديالت جديدة يف جمال الرسوم البيئية لسنة ‪ ،2018‬بعنوان‪" :‬اجلباية‬
‫البيئية" ضمان تنمية مستدامة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الرسم على النشاطات امللوثة أو اخلطرية على البيئة‬

‫مت أتسيس هذا الرسم سنة ‪ 1992‬مبوجب املادة ‪ 117‬من القانون ‪ 25- 91‬الذي يتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ ، 1992‬يعترب كأول رسم بيئي تبنته اجلزائر من أجل محاية البيئة يتعلق ابملؤسسات امللوثة ابألخص اخلطرية‬
‫منها‪ ،‬كما طبق هذا الرسم على النشاطات املرفقة قائمتها ابملرسوم التنفيذي رقم ‪ 336-09‬املؤرخ يف ‪20‬‬
‫أكتوبر ‪ 2009‬الذي حـدد النشاطات اخلاضعة للرسم واملعامل املضاعف عليها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫يصنف النشاطات امللوثة واخلطرية على البيئة إىل صنفني‪:‬‬
‫‪ -1‬النشاطات اخلاضعة لتصريح مسبق قبل الشروع يف اخلدمة من رئيس اجمللس الشعيب البلدي املختص إقليميا؛‬
‫‪ -2‬النشاطات اخلاضعة لتصريح مسبق سواء من الوزير املكلف ابلبيئة أو الوايل املختص إقليميا أو رئيس اجمللس‬
‫الشعيب البلدي املختص إقليميا‪ .‬وخبصوص املعدالت األساسية للرسم السنوي‪ ،‬واملعامل املضاعف الذي فرض يف‬
‫بداية تطبيق هذا الرسم كانت كالتايل‪:‬‬

‫‪ 1‬اجلباية البيئية‪ ،‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://www.mfdgi.gov.dz/index.php/‬اتريخ اإلطالع‪2021-04-04 :‬‬

‫‪287‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪ 3.000 -3‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة و اليت هلا نشاط واحد على األقل خاضع إلجراء التصريح؛‬
‫‪ 30.000 -4‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة اليت هلا نشاط واحد على األقل خاضع الجراء الرتخيص؛‬
‫حبيث تعترب (‪ )30.000-3000‬حمددة مبوجب املرسوم رقم ‪ 19-88‬املؤرخ يف ‪ 26‬جويلية ‪ 1988‬و املتعلق‬
‫ابملؤسسات املصنفة و احملددة لقائمتها‪ .‬وخبصوص املؤسسات اليت ال تشغل أكثر من شخصني‪ ،‬خيفض املعدل‬
‫األساسي إىل‪:‬‬
‫أ‪ 750 -‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة اخلاضعة للتصريح؛‬
‫ب‪ 6.000 -‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة اخلاضعة للرتخيص‪.‬‬
‫يطبق املعامل املضاعف املرتاوح بني ‪1‬و ‪ 6‬على كل نشاط من هذه النشاطات حسب طبيعتها و أمهيتها‪.‬‬
‫يكون مبلغ الرسم الواجب حتصيله عن كل نشاط من هذه األنشطة مساواي حلاصل املعدل األساسي و املعامل‬
‫املضاعف‪ ،‬وحيصل الرسم من قبل قابض الضرائب للوالية‪ ،‬على أساس تعداد املؤسسات املعنية اليت تقدمها‬
‫املصاحل املكلفة حبماية البيئة‪ .‬تضاعف نسبة الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية بـ ـ ـ ‪ %10‬إذا مل يتم تسديد‬
‫املبالغ املطابقة يف اآلجال احملددة‪ 1 .‬ومع التغريات اليت تشهدها البيئة اجلزائرية عرف هذا الرسم تعديالت متعددة‬
‫من خالل قانون املالية لسنة ‪ ،2000‬نعرضها يف اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )17-4( :‬املبال السنوية للرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية على البيئة‬

‫مؤسسات مصنفة تشغل‬ ‫مؤسسات مصنفة تشغل‬ ‫التصنيف‬


‫أقل من شخصني‬ ‫أكثر من شخصني‬
‫‪ 24.000‬دج‬ ‫النشاطات املصنفة اليت ختضع إحدى نشاطاهتا على األقل لرخصة من ‪ 120.000‬دج‬
‫وزير املكلف ابلبيئة‬
‫‪ 18.000‬دج‬ ‫‪ 20.000‬دج‬ ‫املؤسسات املصنفة اليت ختضع إحدى نشاطاهتا على األقل لرخصة‬
‫من الوايل املختص إقليميا‬
‫‪ 3.000‬دج‬ ‫‪ 90.000‬دج‬ ‫املؤسسات املصنفة اليت ختضع إحدى نشاطاهتا على األقل لرخصة‬
‫من رئيس اجمللس الشعيب البلدي املختص إقليميا‬
‫‪ 2.000‬دج‬ ‫‪ 9.000‬دج‬ ‫املؤسسات املصنفة اليت ختضع إحدى نشاطاهتا على األقل للتصريح‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على ‪:‬‬

‫‪ -‬املادة ‪ 54‬اليت تعدل وتتمم املادة ‪ 117‬من القانون رقم ‪ 11-99‬املؤرخ يف ‪ 15‬رمضان ‪ ،1420‬املوافق ل ـ ‪ 23‬ديسمرب ‪ ،1991‬املتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ ،2000‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،92‬ص ‪.23‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 25-91‬املؤرخ يف ‪ 11‬مجادى الثانية ‪ 1412‬املوافق لـ ـ ‪ 18‬ديسمرب ‪ ،1991‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،1992‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،65‬‬
‫ص ‪.2503‬‬

‫‪288‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫أما خبصوص عوائد الرسم على النشاطات امللوثة أو اخلطرية على البيئة‪ ،‬فإهنا ختصص ابلكامل للصندوق الوطين‬
‫للبيئة والساحل‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬رسم التطهري ورفع القمامة املنزلية‬

‫مت أتسيسه سنة ‪ 1993‬مبوجب املادة ‪ 263‬من القانون ‪ 01- 93‬اليت تنص على أنه‪ " :‬يؤسس لفائدة‬
‫البلدايت اليت تشتغل فيها مصلحة رفع القمامات املنزلية رسم سنوي لرفع القمامات املنزلية وذلك على كل‬
‫امللكيات املبنية"‪ .‬أما املادة ‪ 263‬مكرر من نفس القانون تنص على أنه‪":‬يؤسس سنواي رسم خاص برفع‬
‫القمامات املنزلية ابسم املالك أو املنتفع‪ ،‬يتحمل هذا الرسم املستأجر الذي ميكن أن يكلف مع املالك بصفة‬
‫تضامنية"‪ 1.‬ومع التغريات للوضع البيئي يف اجلزائر والتزايد املستمر لعدد السكان‪ ،‬وما يصاحبه يف ذلك من تزايد‬
‫للنفاايت املنزلية وما شاهبها‪ ،‬فرضت احلكومة هذا الرسم مع تعديله من فرتة ألخرى‪ .‬نوضح مبالغه يف اجلدول‬
‫التايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )18-4( :‬مبال الرسوم اخلاصة برفع القمامات املنزلية ‪2000-1994‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫حتديد الرسم‬


‫‪375‬‬ ‫‪150‬‬ ‫كل منزل واقع يف البلدية اليت يقل عدد سكاهنا عن ‪ 50.000‬نسمة‬
‫‪500‬‬ ‫‪200‬‬ ‫كل منزل واقع يف البلدية اليت يبلغ عدد سكاهنا ‪ 50.000‬نسمة فأكثر‬
‫‪1000‬‬ ‫‪400‬‬ ‫كل حمل جتاري و حريف و غري جتاري أو ما شاهبه واقع يف البلدية اليت يقل عدد‬
‫سكاهنا عن ‪ 50.000‬نسمة‬
‫‪1250‬‬ ‫‪500‬‬ ‫كل حمل جتاري و غري جتاري أو ما شاهبه واقع يف بلدية يبلغ عدد سكاهنا ‪50.000‬‬
‫نسمة فأكثر‬
‫‪ 2500‬دج –‬ ‫كل حمل صناعي أو جتاري أو حريف أو مماثل‪ ،‬ينتج كمية فضالت أكرب من األصناف‬
‫‪ 50000‬دج‬ ‫املذكورة أعاله‬
‫‪ 2000‬دج –‬ ‫‪1000‬دج –‬ ‫حتدد عن طريق قرار صادر عن رئيس اجمللس الشعيب البلدي وتصادق عليه السلطات‬
‫‪ 4000‬دج‬ ‫‪ 2000‬دج‬ ‫الوصية‪ ،‬وذلك عن كل حمل صناعي وجتاري وحريف أو ما شاهبه ينتج درجة تلوث‬
‫تفوق درجة األصناف املذكورة أعاله‪ ،‬وذلك مهما كان عدد سكان البلدية اليت يقع‬
‫فيها‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪ -‬املادة ‪ 24‬اليت تعدل املادة ‪ 263‬مكرر ‪ ،2‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 01- 93‬املؤرخ يف ‪ 15‬رجب ‪ ،1414‬املوافق ل ـ ‪ 29‬ديسمرب سنة ‪ ،1993‬املتضمن‬
‫قانون املالية لسنة ‪ ،1994‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،88‬ص ‪.12‬‬
‫‪-‬املادة ‪ 15‬تعدل ومتم أحكام املادة ‪ 263‬مكرر ‪ 2‬من القانون ‪ 11-99‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.08-07‬‬

‫‪ 1‬املواد ‪ ،263‬و ‪ 263‬مكرر من املرسوم التشريعي رقم ‪ 01-93‬املؤرخ يف ‪ 26‬رجب عام ‪ 1413‬املوافق ل ـ ‪ 19‬جانفي سنة ‪ ،1993‬املتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ ،1994‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬ص ص ‪.14 -13‬‬

‫‪289‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫ابلنسبة لتحصيل هذا الرسم فاجملالس الشعبية البلدية هي اليت أوكلت هلا هذه املهمة‪ ،‬أما خبصوص اإلعفاءات‬
‫اخلاصة ابلرسم على رفع القمامات املنزلية‪ ،‬تعفى امللكيات املبنية اليت ال تستفيد من خدمات رفع القمامات‬
‫املنزلية"‪ 1.‬منصوص عليه يف املادة ‪ 27‬اليت تعدل وتتمم املادة ‪ 265‬من املرسوم التشريعي رقم ‪.18-93‬‬
‫ابلرغم من املبالغ املرصودة للرسم إال أن معدالت حتصيله ضعيفة وال تنعكس على حجم الضرر البيئي الناتج‬
‫عن النفاايت اليت ختلفها املنازل بشكل يومي‪ ،‬مما يزيد من الوضع سوءا خاصة يف اآلونة األخرية أين تعرف‬
‫النفاايت املنزلية وما شاهبها تزايدا ملحوظا‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬رسم تصريف املياه يف اجملاري‬

‫تنص املادة ‪ 264‬من املرسوم التشريعي لسنة ‪ ،1994‬على أنه‪" :‬يقتطع رسم تصريف املياه يف اجملاري على‬
‫كل امللكيات املبنية لفائدة البلدايت اجملهزة بشبكة للقنوات"‪ .‬كما يؤسس رسم تصريف املياه يف اجملاري دوراي‬
‫ابسم مشرتك من طرف املؤسسة املكلفة بتوزيع املياه الصاحلة للشرب و الصناعية‪ .‬وتكلف هيئة أو مؤسسة توزيع‬
‫املياه الصاحلة للشرب بتحصيل و دفع انتج هذا الرسم لقابض الضرائب الكائن ابلبلدية اليت ينتمي إليها املشرتك‬
‫حتدد تعريفة الرسم بـ‪ 10‬دج من السعر خارج الرسم للمياه الصاحلة للشرب‪ ،‬الصناعية واملستهلكة‪ (2.‬املواد ‪264‬‬
‫و‪ 264‬مكرر‪ 264 ،‬مكرر ‪ ،02‬من املرسوم التشريعي رقم ‪)01-93‬‬

‫رابعا‪ :‬الرسم على املنتوجات البرتولية والرسم على الوقود‬

‫يطبق هذا الرسم على البنزين املمتاز‪ ،‬البنزين العادي‪ ،‬البنزين اخلال من الرصاص‪ ،‬غاز أويل‪ ،‬غاز البرتول املميع‬
‫أي يطبق على املنتوجات البرتولية واملماثلة هلا‪ ،‬املستوردة أو احملصل عليها يف اجلزائر‪ ،‬خاصة يف املصانع حتت‬
‫الرقابة اجلمركية مت أتسيسه لصاحل ميزانية الدولة‪ ،‬واجلدول اآليت يوضح تطور أسعار هذا الرسم من خالل قوانني‬
‫املالية اخلاصة ابلسنوات ‪ ،2020-2018-2017 -2016 -2001 -1997- 1996‬وفقا للمعدالت‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ 1‬املرسوم تشريعي رقم ‪ ،18 – 93‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫املرسوم التشريعي رقم ‪ ،01-93‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪290‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )19-4( :‬أسعار الرسوم على املنتجات البرتولية للسنوات‬


‫تعيني املواد( الرسم‪ :‬دج ‪ % /‬هكتو لرت)‬ ‫السنوات‬
‫غاز البرتول املميع‪/‬‬ ‫غاز أويل‬ ‫البنزين اخلال‬ ‫البنزين العادي‬ ‫البنزين املمتاز‬
‫الوقود‬ ‫من الرصاص‬
‫‪1‬‬
‫بدون تغيري‬ ‫‪900.00‬‬ ‫‪1.700.00‬‬ ‫‪1.700.00‬‬ ‫‪1.600.00‬‬ ‫‪2020‬‬
‫‪2‬‬
‫بدون تغيري‬ ‫‪400.00‬‬ ‫‪1.400.00‬‬ ‫‪1.300.00‬‬ ‫‪1.400.00‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪3‬‬
‫بدون تغيري‬ ‫‪200.00‬‬ ‫‪900.00‬‬ ‫‪800.00‬‬ ‫‪900.00‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪4‬‬
‫بدون تغيري‬ ‫‪100.00‬‬ ‫‪600.00‬‬ ‫‪500.00‬‬ ‫‪600.00‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪5‬‬
‫‪260.80‬‬ ‫‪163.80‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪629.50‬‬ ‫‪777.50‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%76.7‬‬ ‫‪%94.5‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪7‬‬
‫‪%246‬‬ ‫‪%12.5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪%85‬‬ ‫‪1996‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على قوانني املالية ‪2020-2018 – 2017-2016‬‬

‫من خالل اجلدول املتعلق أبسعار املنتوجات البرتولية خاصة للسنوات األخرية ‪ 2020 ،2018‬نالحظ‬
‫االرتفاع املستمر للرسم على مجيع أنواع املنتوجات البرتولية املعروضة اخلاصة ابلنسبة للبنزين العادي‪ ،‬البنزين املمتاز‬
‫والبنزين اخلال من الرصاص‪ ،‬حبيث تتميز هذه األنواع الثالث أبسعارها املرتفعة خالل الفرتة ‪ 2020 -2016‬مع‬
‫ارتفاع منتج الغاز أويل لسنة ‪ 2020‬بضعف الرسم لسنة ‪.2018‬‬

‫أما ابلنسبة للرسم على الوقود مت أتسيسه ألول مرة من خالل قانون املالية لسنة ‪ ،2002‬حبيث تنص املادة‬
‫‪ 38‬من القانون ‪ 21-01‬على أنه "يؤسس رسم على الوقود حيدد تعريفته بدينار واحد (‪ )01‬دج لكل لرت من‬
‫البنزين "املمتاز" و"العادي" و" ابلرصاص"‪ .‬يقتطع الرسم وحيصل كما هو احلال ابلنسبة للرسم على املنتوجات‬
‫البرتولية"‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،24‬من القانون ‪ 07-20‬مؤرخ يف ‪ 12‬شوال ‪ 1441‬املوافق ‪ 04‬جويلية ‪ ،2020‬يتضمن قانون املالية التكميلي ‪ ،2020‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،33‬‬
‫‪ ،2020‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ ،33‬من القانون رقم ‪ 11-17‬مؤرخ يف ‪ 8‬ربيع الثاين ‪ ،1439‬املوافق ل ـ ‪ 27‬ديسمرب ‪ ،2017‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2018‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2018 ،76‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ ،29‬من قانون رقم ‪ 14-16‬املؤرخ يف ‪ 28‬ربيع األول ‪ ،1438‬املوافق ل ـ ‪ 28‬ديسمرب سنة ‪ ،2016‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2017‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2017 ،77‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 18-15‬مؤرخ يف ‪ 18‬ربيع األول عام ‪ 1437‬املوافق لـ ـ ‪ 30‬ديسمرب سنة ‪ ،2015‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2016‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،72‬ص ‪.08‬‬
‫‪5‬القانون رقم ‪ 06-2000‬مؤرخ يف ‪ 27‬رمضان ‪ 1421‬املوافق ل ـ ـ ‪ 23‬ديسمرب سنة ‪ ،2000‬يتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2001‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،80‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 6‬أمر رقم ‪ 31 -96‬مؤرخ يف ‪ 19‬شعبان ‪ ،1417‬املوافق ل ـ ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،1996‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،1997‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،85‬ص ‪27‬‬
‫‪ 7‬أمر رقم ‪ 27 -95‬مؤرخ يف ‪ 8‬شعبان عام ‪ 1416‬املوافق ل ـ ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،1995‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،1996‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،82‬ص ‪.35‬‬

‫‪291‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫يتعلق الرسم على الوقود ابألخص ابلبنزين العادي وابلرصاص‪ ،‬البنزين املمتاز‪ ،‬والغاز أويل يوزع انتج الرسم على‬
‫الوقود حسب املادة ‪ 38‬من القانون رقم ‪ 21- 01‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2002‬كما أييت‪:‬‬
‫‪ %50 -‬حلساب التخصيص اخلاص رقم ‪ 302 -100‬بعنوان‪" :‬الصندوق الوطين للطرق والطرق السريعة"؛‬
‫‪1‬‬
‫‪ % 50 -‬حلساب التخصيص اخلاص رقم ‪ 302 -065‬بعنوان‪ " :‬الصندوق الوطين للبيئة والساحل"‪.‬‬
‫أما املادة ‪ 55‬من قانون املالية لسنة ‪ ،2007‬اليت تعدل أحكام املادة ‪ 38‬من القانون رقم ‪ 21-01‬املؤرخ يف‬
‫‪ 7‬شوال عام ‪ 1422‬املوافق ‪ 22‬ديسمرب ‪ 2001‬واملتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2002‬على أنه يؤسس رسم‬
‫‪2‬‬
‫على الوقود وحتدد تعريفته كما أييت‪:‬‬
‫‪ -‬بنزين ابلرصاص ( عادي وممتاز)‪ 0.10 :‬دج ‪ /‬للرت؛‬
‫‪ -‬غاز أويل‪ 0.30 :‬دج للرت ؛‬
‫‪ -‬يقتطع انتج الرسم و يعاد دفعه كما هو احلال ابلنسبة للرسم على املنتوجات البرتولية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرة‬
‫مت أتسيس هذا الرسم سنة ‪ 2002‬مبوجب قانون املالية‪ ،‬حبيث تنص املادة ‪ 203‬من القانون ‪ 21 -01‬على‬
‫أنه‪ " :‬يؤسس رسم للتشجيع على عدم التخزين حيدد مببلغ ‪ 10.500‬دج عن كل طن خمزون من النفاايت‬
‫الصناعية اخلاصة و ‪/‬أو اخلطرة"‪ .‬و ومبوجب هذه املادة ختصص عائدات هذا الرسم كما أييت‪:‬‬
‫‪% 10 -‬لفائدة البلدايت؛‬
‫‪ %15 -‬لفائدة اخلزينة العمومية؛‬
‫‪3‬‬
‫‪ %75 -‬لفائدة الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬
‫إال أنه ومبوجب قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2008‬مت تعديل النسب العائدة من الرسم التحفيزي إىل فائدة‬
‫كل من البلدايت والصندوق الوطين للبيئة والساحل مع التخلي عن النسبة املخصصة لفائدة اخلزينة العمومية‬
‫‪4‬‬
‫وإضافتها لفائدة البلدايت‪ .‬أصبحت النسب كالتايل‪:‬‬
‫‪ % 25 -‬لفائدة البلدايت؛‬
‫‪ % 75 -‬لفائدة الصندوق الوطين و الساحل‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 21- 01‬املؤرخ يف ‪ 7‬شوال ‪ 1422‬املوافق لـ ـ ‪ 22‬ديسمرب ‪ ،2001‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2002‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،79‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 24 -06‬املؤرخ يف ‪ 6‬ذي احلجة عام ‪ 1427‬املوافق ل ـ ‪ 26‬ديسمرب ‪ ،2006‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2007‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،85‬ص‬
‫‪.19‬‬
‫‪ 3‬القانون رقم ‪ ،21- 01‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 4‬أمر رقم ‪ 02 -08‬مؤرخ يف ‪ 21‬رجب ‪ ،1429‬املوافق ل ـ ‪ 24‬جويلية ‪ ،2008‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2008‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،42‬ص‬
‫‪.15‬‬

‫‪292‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫سادسا‪ :‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت املتعلقة أبنشطة العالج يف املستشفيات‬
‫والعيادات الطبية‬
‫مت أتسيس هذا الرسم مبوجب املادة ‪ 204‬من القانون ‪ 21- 01‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ 2002‬واليت‬
‫تنص على مايلي‪" :‬يؤسس رسم للتشجيع على عدم ختزين النفاايت املرتبطة أبنشطة العالج يف املستشفيات‬
‫والعيادات الطبية بسعر مرجعي قدره ‪ 24.000‬دج للطن ويضبط الوزن املعين وفقا لقدرات العالج و أمناطه يف‬
‫كل مؤسسة معنية أو عن طريق قياس مباشر"‪ .‬وخيصص حاصل هذا الرسم كما يلي‪:‬‬
‫‪%10 -‬لفائدة البلدايت؛‬
‫‪ %15 -‬لفائدة اخلزينة العمومية؛‬
‫‪ % 75 -‬لفائدة الصندوق الوطين للبيئة و الساحل‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫مع العلم أنه يتم منح مهلة ثالث سنوات للمستشفيات والعيادات الطبية من أجل التزود بتجهيزات الرتميد‬
‫املالئمة أو حليازهتا وذلك حسب نص املادة ‪ 204‬السابقة الذكر‪.‬‬
‫مت تعديل طريقة توزيع نواتج هذا الرسم مبوجب قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2008‬حبيث مت إضافة احلصة‬
‫املوزعة سابقا للخزينة العمومية لفائدة البلدايت‪ ،‬وابلتايل مت ختصيص انتج هذا الرسم حسب املادة ‪ 16‬من األمر‬
‫‪2‬‬
‫رقم ‪ 02 -08‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ % 25 -‬لفائدة البلدايت؛‬
‫‪ % 75 -‬لفائدة الصندوق الوطين للبيئة و الساحل‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬
‫مت أتسيس رسم تكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي سنة ‪ ،2002‬حبيث تنص املادة ‪ 205‬من‬
‫القانون ‪ 21 -01‬على أنه‪" :‬يؤسس رسم تكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي على الكميات‬
‫املنبعثة اليت تتجاوز حدود القيم‪ .‬و حيدد هذا الرسم ابلرجوع إىل املعدل األساسي السنوي الذي حدد مبوجب‬
‫أحكام املادة ‪ 54‬من القانون رقم ‪ 11-99‬املؤرخ يف ‪ 23‬ديسمرب سنة ‪ 1999‬واملتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ .2000‬املعامل املضاعف مشمول بني ‪ 1‬و ‪ 5‬حسب نسبة جتاوز حدود القيم‪ .‬يتم ختصيص حاصل هذا‬
‫الرسم كما يلي‪:‬‬
‫‪ % 10 -‬لفائدة البلدايت؛‬
‫‪ % 15 -‬لفائدة اخلزينة العمومية؛‬
‫‪3‬‬
‫‪ % 75 -‬لفائدة الصندوق الوطين للبيئة و الساحل‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ ،21- 01‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.56‬‬


‫‪ 2‬أمر رقم ‪ ،02 -08‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪3‬القانون رقم ‪ ،21- 01‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪293‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪1‬‬
‫كما حددت املادة ‪ 03‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 299-07‬لسنة ‪ 2007‬توزيع املعامل املضاعف كما أييت‪:‬‬
‫‪ -‬الكميات املنبعثة اليت تتجاوز ‪ %10‬إىل ‪ %20‬من القيم القصوى‪ :‬املعامل ‪1‬؛‬
‫‪ -‬الكميات املنبعثة اليت تتجاوز ‪ %21‬إىل ‪ %40‬من القيم القصوى‪ :‬املعامل ‪2‬؛‬
‫‪ -‬الكميات املنبعثة اليت تتجاوز ‪ %41‬إىل ‪ %60‬من القيم القصوى‪ :‬املعامل ‪3‬؛‬
‫‪-‬الكميات املنبعثة اليت تتجاوز ‪ %61‬إىل ‪ %80‬من القيم القصوى‪ :‬املعامل ‪4‬؛‬
‫‪ -‬الكميات املنبعثة اليت تتجاوز ‪ %81‬إىل ‪ %100‬من القيم القصوى‪ :‬املعامل ‪.5‬‬
‫كما تنص املادة ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي على أنه حتدد كميات التلوث املنبعثة هبدف حتديد املعامل املضعف‬
‫املطبق على أساس حتاليل االنبعااثت اجلوية ذات املصدر الصناعي اليت يقوم هبا املرصد الوطين للبيئة والتنمية‬
‫املستدامة‪.‬‬
‫اثمنا‪ :‬الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‬
‫تنص املادة ‪ 94‬من القانون ‪ 11-02‬على أنه‪" :‬ينشأ رسم تكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‬
‫ل لمؤسسة وفقا حلجم املياه املنتجة و عبء التلوث الناجم عن النشاط الذي يتجاوز حدود القيم احملددة مبوجب‬
‫التنظيم الساري املفعول"‪ .‬خيصص حاصل هذا الرسم كمايلي‪:‬‬
‫‪ % 50 -‬لفائدة الصندوق الوطين للبيئة و الساحل؛‬
‫‪ % 20 -‬لفائدة ميزانية الدولة؛‬
‫‪ % 30 -‬لفائدة البلدايت‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حتدد كيفيات تطبيق هذه املادة‪ ،‬عند احلاجة‪ ،‬عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫كما مت تعديل توزيع احلصص هلذا الرسم من خالل نص املادة ‪ 46‬اليت تعدل وتتمم املادة ‪ 94‬من األمر ‪-08‬‬
‫‪ 02‬لسنة ‪ ،2008‬ينشأ رسم تكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‪ .‬خيصص انتج هذا الرسم كما‬
‫‪3‬‬
‫أييت‪:‬‬
‫‪ %50 -‬لفائدة البلدايت؛‬
‫‪ % 50 -‬لفائدة الصندوق الوطين للبيئة و الساحل‪.‬‬
‫خيضع توزيع املعامل املضاعف للرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي لنفس توزيع‬
‫املعامل املضاعف للرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‪ [ ،‬الكميات املنبعثة‪- %10 ( :‬‬
‫‪ %20‬املعامل‪ %40 - % 21 ( ،)1 :‬املعامل‪ %60- %41( ،)2 :‬املعامل‪ %80- %61 ،3 :‬املعامل‪:‬‬

‫‪ 1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 299 – 07‬مؤرخ يف ‪ 15‬رمضان عام ‪ 1428‬املوافق لـ ‪ 27‬سبتمرب سنة ‪ ،2007‬املتضمن كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على التلوث‬
‫اجلوي ذي املصدر الصناعي‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،63‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ ،11 – 02‬املؤرخ يف ‪ 20‬شوال عام ‪ 1423‬املوافق لـ ـ ‪ 24‬ديسمرب ‪ ،2002‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،86‬ص‬
‫‪.35‬‬
‫‪ 3‬أمر رقم ‪ ، 02 -08‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪294‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪ %100- %81( ،)4‬املعامل‪ ،] ) 5 :‬وتوكل مهمة حتديد كميات التلوث الصادرة للمرصد الوطين للبيئة‬
‫والتنمية املستدامة‪ ،‬وذلك وفقا للمواد ‪ 03‬و ‪ ،04‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 300 -07‬املؤرخ يف ‪ 15‬رمضان‬
‫عام ‪ ،1428‬املوافق ل ـ ‪ 27‬سبتمرب ‪ ،2007‬حيدد كيفيات تطبيق الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات‬
‫املصدر الصناعي‪.‬‬
‫اتسعا‪ :‬الرسم على األكياس البالستيكية‬
‫مت أتسيس هذا الرسم مبوجب قانون املالية لسنة ‪ ،2004‬حبيث تنص املادة ‪ 53‬من القانون ‪ 22 -03‬على‬
‫أنه‪" 1 :‬يؤسس رسم قدره ‪ 10.50‬دج للكيلوغرام الواحد‪ ،‬يطبق على األكياس البالستيكية املستوردة‬
‫و‪/‬أو املصنوعة حمليا"‪ .‬كما أن حاصل هذا الرسم يدفع حلساب التخصيص اخلاص رقم ‪ 302-065‬بعنوان"‬
‫الصندوق الوطين للبيئة و الساحل "‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬الرسم على األطر املطاطية اجلديدة املستوردة و‪/‬أو املصنوعة حمليا‬
‫مت أتسيس رسم على األطر املطاطية مبوجب قانون املالية لسنة ‪ ،2006‬من خالل املادة ‪ 60‬من القانون‬
‫رقم ‪ 2 16– 05‬اليت تنص على أنه‪" :‬يؤسس رسم على األطر املطاطية اجلديدة املستوردة و‪/‬أو اخلطرية املصنوعة‬
‫حمليا"‪ .‬ومع تغري الوضع البيئي كان البد من تعديل جمموعة من الرسوم من بينها الرسم على األطر املطاطية‬
‫املستورة و‪ /‬أو املصنوعة حمليا‪ ،‬وذلك خالل الفرتات ‪ ،2016-2008 – 2006‬من خالل قوانني املالية‬
‫للسنوات املعنية‪ ،‬واجلدول املوايل يوضح تعديل النسب لإلطار املخصص للسيارات الثقيلة أو لإلطار املخصص‬
‫للسيارات اخلفيفة‪ ،‬وهو كالتايل‪:‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 22 - 03‬مؤرخ يف ‪ 4‬ذي القعدة ‪ 1424‬املوافق ل ـ ‪ 28‬ديسمرب ‪ ،2003‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2004‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،83‬ص‬
‫‪.24‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪ 16-05‬مؤرخ يف ‪ 29‬ذي القعدة عام ‪ 1426‬املوافق ل ـ ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،2005‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2006‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،85‬ص ‪.23‬‬

‫‪295‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )20-4( :‬التعديالت اخلاصة ابلرسم على األطر املطاطية املستوردة أو املصنوعة حمليا‬
‫خالل السنوات ‪2017-2008-2006‬‬

‫التخصيص‬ ‫مبل الرسم‬ ‫القانون‬ ‫السنوات‬


‫‪% 10‬لفائدة الصندوق الوطين‬ ‫‪ 10-‬دج عن كل إطار‬ ‫املادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪05‬‬
‫للرتاث الثقايف‬ ‫خمصص للسيارات الثقيلة‬ ‫– ‪ 16‬املتضمن قانون املالية‬
‫‪% 15‬لفائدة اخلزينة العمومية‬ ‫‪ 5-‬دج عن كل إطار خمصص‬ ‫لسنة ‪2006‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪%25‬لفائدة البلدايت‬ ‫للسيارات اخلفيفة‬
‫‪%50‬لفائدة الصندوق الوطين‬
‫للبيئة والساحل‬
‫‪ % 10-‬لفائدة الصندوق الوطين‬ ‫املادة ‪ :46‬تعدل أحكام املادتني‬
‫للرتاث الثقايف‬ ‫‪ 60‬و ‪ 61‬من قانون املالية لسنة‬
‫‪%40 -‬لفائدة البلدايت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ ،2006‬لقانون املالية التكميلي‬ ‫‪2008‬‬
‫‪ %-50‬لفائدة الصندوق الوطين‬ ‫لسنة ‪2008‬‬
‫للبيئة والساحل‬
‫‪ % 35‬للبلدايت‬ ‫‪ 750-‬دج‪ ،‬عن إطار خمصص‬ ‫املادة ‪ 112‬اليت تعدل وتتمم‬ ‫‪2017‬‬
‫‪ % 35‬مليزانية الدولة‬ ‫للسيارات الثقيلة؛‬ ‫املادة ‪ 60‬من القانون رقم‬
‫‪ % 30‬للصندوق الوطين اخلاص‬ ‫‪ 450 -‬دج‪ ،‬عن إطار‬ ‫‪ 14-16‬املتضمن قانون املالية‬
‫للتضامن الوطين‬ ‫للسيارات اخلفيفة‬ ‫لسنة ‪2005‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،16- 05‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪ -‬األمر رقم ‪ ،02 -08‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 14-16‬املؤرخ يف ‪ 28‬ربيع األول ‪ ،1438‬املوافق ل ـ ‪ 28‬ديسمرب سنة ‪ ،2016‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2017‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،77‬‬
‫ص ‪ ،2017‬ص ‪.47‬‬

‫من خالل اجلدول ميكن القول أبن النسب املخصصة هلذا الرسم ارتفعت خالل الفرتة ‪ 2017- 2006‬نظرا‬
‫لكثرة استعماهلا اليت تساهم بدورها وبشكل كبري يف التلوث البيئي‪ ،‬وتتسبب يف تلويث اجلو كما وأن ختصيص‬
‫عائدات هذا الرسم قد مت تعديلها‪ ،‬ففي سنة ‪ 2017‬مت ختصيصها إىل كل من ميزانية الدولة‪ ،‬البلدايت‪ ،‬الصندوق‬
‫الوطين للتضامن‪ ،‬دون ختصيص جزء من إيرادات هذا الرسم للصندوق الوطين للبيئة والساحل بعدما كان يف‬
‫سنوات ‪ 2008-2006‬حيوز على نصف إيرادات هذا الرسم‪ ،‬واستبعاد ختصيص نسبة من العائدات للصندوق‬
‫الوطين للرتاث الثقايف بعدما كان خمصصا له نسبة ‪ %10‬من جمموع إيرادات هذا الرسم سنة ‪.2008‬‬

‫‪296‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫أحد عشر‪ :‬الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‬

‫مت أتسيس هذا الرسم مبوجب قانون املالية لسنة ‪ 2006‬من خالل املادة ‪ 61‬من القانون ‪ ،16-05‬اليت تنص‬
‫على أنه‪" :‬يؤسس رسم على الزيوت و الشحوم و حتضري الشحوم‪ ،‬حيدد ب ـ ـ ‪ 12.500‬دج عن كل طن مستورد‬
‫أو مصنوع داخل الرتاب الوطين‪ ،‬و اليت تنجم عن استعماهلا زيوت مستعملة"‪ .‬ختصص مداخيل هذا الرسم‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪%15 -‬لصاحل اخلزينة العمومية؛‬
‫‪ %35 -‬لصاحل البلدايت؛‬
‫‪1‬‬
‫‪ % 50 -‬لصاحل الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تعديالت قوانني املالية من الفرتة ‪ 2018‬إىل غاية ‪2021‬‬


‫من خالل قوانني املالية للفرتة املمتدة بني ‪ 1992‬و ‪ 2017‬ميكن القول أبن الساسة اجلبائية اخلاصة ابجلانب‬
‫البيئي تتميز جبانبيها الردعي والتحفيزي‪ ،‬يتجلى ذلك ابلتنويع يف جماالت تطبيق الرسوم البيئية كالنفاايت‪ ،‬املياه‬
‫التلوث اجلوي‪ ،‬الوقود وخمتلف املنتوجات البرتولية‪ ،‬أما ابلنسبة لسنة ‪ 2018‬ختلل قانون املالية تغيريات عديدة‬
‫مست مجيع الرسوم من جانيب السعر والتحصيل‪ ،‬وهو ما توضحه رسالة املديرية العامة للضرائب لسنة ‪ 2018‬رقم‬
‫‪ 87‬بينت مجيع التغيريات اليت مست الرسوم البيئية املطبقة يف اجلزائر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعديالت الرسوم البيئية لسنة ‪2018‬‬


‫مست تغيريات سنة ‪ 2018‬العديد من الرسوم البيئية خاصة يف جمال حتصيل العائدات املخصصة سواء مليزانية‬
‫الدولة‪ ،‬أو البلدايت‪ ،‬الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪ .... ،‬إخل‪.‬‬

‫‪ -1‬الرسم على النشاطات امللوثة أو اخلطرية على البيئة‬


‫يوضح اجلدول املوايل التغيريات اليت مست الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية على البيئة لسنة ‪ ،2018‬وذلك‬
‫وفقا لقانون املالية لنفس السنة‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،61‬من القانون ‪ ،16-05‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪297‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )21-4( :‬مبال الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية لسنة ‪2018‬‬

‫مؤسسات تشغل أقل من‬ ‫مؤسسات تشغل أكثر من‬ ‫التصنيف‬


‫شخصني‬ ‫شخصني‬
‫‪ 34.000‬دج‬ ‫‪ 180.000‬دج‬ ‫املؤسسات املصنفة واليت خيضع أحد نشاطاهتا‪ ،‬على‬
‫األقل‪ ،‬لرتخيص الوزير املكلف ابلبيئة‪.‬‬
‫‪ 25.000‬دج‬ ‫‪ 135.000‬دج‬ ‫املؤسسات املصنفة واليت خيضع أحد نشاطاهتا‪ ،‬على‬
‫األقل لرتخيص الوايل املختص إقليميا‪.‬‬
‫‪ 4.500‬دج‬ ‫‪ 30.000‬دج‬ ‫املؤسسات املصنفة واليت خيضع أحد نشاطاهتا‪ ،‬على‬
‫األقل‪ ،‬لرتخيص رئيس اجمللس الشعيب البلدي املختص‬
‫إقليميا‪.‬‬
‫‪ 3.000‬دج‬ ‫‪ 13.500‬دج‬ ‫املؤسسات املصنفة واليت خيضع أحد نشاطاهتا للتصريح‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪-‬القانون ‪ 11 -17‬املؤرخ يف ‪ 8‬ربيع الثاين عام ‪ ،1439‬املوافق ل ـ ‪ 27‬ديسمرب ‪ ،2017‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2018‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ ،76‬ص‬
‫‪.29‬‬
‫يطبق املعامل املضاعف املرتاوح بني ‪ 1‬و ‪ 10‬على كل نشاط من هذه األنشطة‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )22-4( :‬املعامل املضاعف للرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬

‫املعامل املضاعف‬ ‫املعايري‬


‫‪1‬‬ ‫التصريح‬ ‫الطبيعة واألمهية‬
‫‪2‬‬ ‫رخصة رئيس اجمللس الشعيب البلدي‬
‫‪3‬‬ ‫رخصة الوايل‬
‫‪4‬‬ ‫رخصة الوزير‬
‫‪1‬‬ ‫اخلطرة على البيئة‪ ،‬مهيجة‪ ،‬واألكالة‬
‫‪2‬‬ ‫قابلة لالنفجار‪ ،‬ملهبة‪ ،‬قابلة لالشتعال‬ ‫نوع النفاايت‬
‫‪3‬‬ ‫ضارة‪ ،‬سامة‪ ،‬حمدثة للسرطان‪ ،‬سامة ابلنسبة للتكاثر‪ ،‬مبدلة‬
‫‪2‬‬ ‫‪ 100‬وأقل أو يساوي ‪ 1000‬طن‪ /‬سنة‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪ 1000‬وأقل أو يساوي ‪ 5000‬طن ‪ /‬سنة‬ ‫كمية النفاايت‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 5000‬طن ‪ /‬سنة‬

‫املصدر‪ :‬اجلباية البيئية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬متاح على الرابط‪:‬‬


‫‪https://www.mfdgi.gov.dz/index.php/ar/2014-05-29-13-06-51/148-2014-07-17-14-20-39/404-‬‬
‫‪page consulté le: 29/04/20212014-05-28-14-21-11‬‬

‫‪298‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪-2‬رسم التطهري‪ :‬حيدد مبلغ الرسم كما يلي‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )23-4( :‬رسم التطهري‬

‫يفرض على‪:‬‬ ‫الرسم‬


‫على كل حمل ذي استعمال سكين‬ ‫ما بني ‪500‬دج و ‪2.000‬دج‬
‫على كل حمل ذي استعمال مهين أو جتاري أو حريف أو ما شاهبه‬ ‫ما بني ‪ 1000‬دج و ‪ 10.000‬دج‬
‫على كل أرض مهيأة للتخييم و املقطورات‬ ‫ما بني ‪ 5.000‬دج و ‪ 20.000‬دج‬
‫على كل حمل ذي استعمال صناعي‪ ،‬أو جتاري أو حريف أو ما شاهبه‪،‬‬ ‫ما بني ‪ 10.000‬دج و ‪ 100.000‬دج‬
‫ينتج كميات من النفاايت تفوق األصناف املذكورة أعاله‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على موقع املديرية العامة للضرائب‪.‬‬

‫‪ -3‬الرسم على املنتوجات التبغية ورسم االستهالك الداخلي‬

‫أ‪ -‬الرسم على املنتوجات التبغية‪ :‬حيدد مبلغ الرسم كمايلي‪:‬‬


‫جدول رقم‪ )24-4( :‬الرسم على املنتوجات التبغية‬

‫التعريفات‬ ‫بيان املنتوجات‬


‫املعدل النسيب (على قيمة املنتج)‬ ‫احلصة الثابتة (دج‪ /‬كغ)‬ ‫املنتوجات التبغية والكربيت‬
‫‪ -1‬السجائر‬
‫‪% 10‬‬ ‫‪1.640‬‬ ‫‪ -‬التبغ األسود‬
‫‪% 10‬‬ ‫‪2.250‬‬ ‫‪ -‬التبغ األشقر‬
‫‪%10‬‬ ‫‪2.600‬‬ ‫‪ -2‬السيجار‬
‫‪%10‬‬ ‫‪682‬‬ ‫‪ -3‬تبغ التدخني‬
‫‪%20‬‬ ‫‪ -4‬الكربيت والقداحات‬

‫‪Source : La Fiscalité Ecologique, Une Assurance pour Un développement Durable, Direction‬‬


‫‪Générale des Impôts, La Lettre de la DGI, Bulletin mensuel de la Direction Générale des Impôts -‬‬
‫‪N° 87, 2018, p 06,‬‬
‫ب‪ -‬الرسم الداخلي على االستهالك‪ :‬يؤسس رسم داخلي على االستهالك يتكون من حصة اثبتة ومعدل‬
‫نسيب‪ ،‬يطبق على املنتوجات والسلع املضرة ابلصحة وهي حمددة ضمن جدول يف املادة ‪ 25‬من قانون الرسوم‬
‫على رقم األعمال‪ ،‬وهي كالتايل‪ :‬السجائر‪ ،‬التبغ أبنواعه والكربيت‪ ،‬حبيث تستند احلصة الثابتة إىل الوزن الصايف‬
‫للتبغ يف احملتوى للمنتج النهائي‪ ،‬يستند املعدل النسيب إىل سعر البيع بدون احتساب الرسوم‪ ،‬أما خبصوص املواد‬
‫املشكلة جزئيا من التبغ يطبق الرسم الداخلي لالستهالك على املنتوج أبكمله‪ .‬أما السجائر واملواد املعدة للتدخني‬

‫‪299‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫اخلالية من التبغ‪ ،‬يطبق املعدل النسيب فقط على سعر البيع بدون احتساب الرسوم‪ ،‬أما ابلنسبة للكربيت يؤسس‬
‫الرسم الداخلي على االستهالك املستحق على الثمن عند خروجها من املصنع‪ ،‬وعند االسترياد يطبق هذا الرسم‬
‫على القيمة احملددة لدى اجلمارك‪ ،‬خيصص الرسم الداخلي على االستهالك بنسبة ‪ %5‬حلساب التخصيص‬
‫‪1‬‬
‫اخلاص رقم ‪ 084 -302‬الذي عنوانه "الصندوق الوطين لرتقية الصادرات"‪.‬‬

‫‪ -4‬التعديالت اخلاصة ابلرسوم البيئية األخرى‪ :‬مت تعديل نسب التوزيع اخلاص بعائدات الرسوم البيئية‬
‫للصندوق الوطين للبيئة والساحل ‪ ،‬وهذه التعديالت تتسبب يف اخنفاض مداخيل الصندوق نظرا لعدم استقرارها‬
‫وتغيرياهتا الدائمة وعدم ارتكازها على نسبة حمددة‪ ،‬ابإلضافة إىل التغيري يف سعر الرسم التحفيزي للتشجيع على‬
‫عدم ختزين النفاايت الصناعية أو اخلطرية بقيمة ‪ 16.500‬دج لسنة ‪ 2018‬مقابل ‪ 12.500‬دج قبل‬
‫‪ ، 2018‬مث الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت املرتبطة أبنشطة العالج يف املستشفيات‬
‫والعيادات الطبية بقيمة ‪ 30.000‬دج سنة ‪ 2018‬مقابل ‪ 24.000‬دج قبل ‪ ،2018‬والزايدة يف الرسم على‬
‫الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم بقيمة ‪ 18.750‬دج مقابل ‪ 12.500‬دج قبل هذه السنة‪ ،‬وما يالحظ أيضا‬
‫من خالل اجلدول هو النسبة املخصصة للصندوق الوطين للبيئة والساحل للرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫لسنة ‪ 2018‬مت تقسيمها إىل جزئني األول خيص الصندوق بنسبة ‪ ،%67‬والثاين بنسبة ‪ % 33‬موجهة إىل‬
‫ميزانية الدولة‪ ،‬بعدما كانت ختصص النسبة اإلمجالية ‪ %100‬للصندوق‪ .‬يوضح اجلدول املوايل توزيع حصيلة‬
‫الرسوم البيئية لسنة ‪:2018‬‬

‫‪ 1‬املواد ‪ 25‬و ‪ 26‬مكرر من قانون الرسوم على رقم األعمال‪ ،‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،2019 ،‬ص ‪.19 -16‬‬

‫‪300‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )25-4( :‬توزيع حصيلة الرسوم البيئية لسنة ‪2018‬‬

‫التعديل‬ ‫الرسم‬
‫‪ %33-‬مليزانية الدولة‬ ‫الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪ %67 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫‪ %48-‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬ ‫الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية‬
‫‪ %36-‬لفائدة ميزانية الدولة‬ ‫اخلاصة و‪ /‬أو اخلطرة‪( .‬حيدد مببلغ ‪ 16.500‬دج عن كل طن‬
‫‪ %16-‬لفائدة البلدايت‬ ‫خمزن)‬
‫‪ % 60 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬ ‫الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت املرتبطة‬
‫‪ %20-‬لفائدة ميزانية الدولة‬ ‫أبنشطة العالج يف املستشفيات والعيادات الطبية ( حيدد بسعر‬
‫‪ %16 -‬لفائدة البلدايت‬ ‫مرجعي قدره ‪ 30.000‬دج ‪ /‬طن)‬
‫‪ %34 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬ ‫الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‬
‫‪ 16-‬للصندوق الوطين للمياه‬
‫‪ %34-‬لفائدة البلدايت‬
‫‪ %16-‬لفائدة ميزانية الدولة‬
‫‪ %34 -‬لفائدة البلدايت ابلنسبة للزيوت والشحوم وحتضري‬ ‫الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم (حيدد ب ـ ـ‬
‫الشحوم املصنوعة داخل الرتاب الوطين‪ ،‬ولفائدة صندوق‬ ‫‪ 18.750‬دج عن كل طن مستورد أو مصنوع داخل الرتاب‬
‫التضامن والضمان للجماعات احمللية ابلنسبة للزيوت‬ ‫الوطين‪ ،‬واليت تنجم عن استعماهلا زيوت مستعملة)‬
‫والشحوم وحتضري الشحوم املستوردة‬
‫‪ %34-‬لفائدة الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫‪ %32-‬لفائدة ميزانية الدولة‬
‫‪ %27 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬ ‫الرسم على األكياس البالستيكية‬
‫‪ %73-‬لفائدة ميزانية الدولة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪La Fiscalité Ecologique Une Assurance pour Un développement Durable, Op. Cit, p 4-6.‬‬

‫أما فيما خيص تصنيف هذه الرسوم حسب املديرية العامة للضرائب فهي كالتايل‪:‬‬

‫‪301‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )26-4( :‬تصنيف الرسوم البيئية حسب املديرية العامة للضرائب‬

‫التصنيف‬ ‫الرسوم‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 01‬الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪-‬الرسم على الوقود‬ ‫‪ 02‬الرسوم ذات العالقة ابلتلوث اجلوي‬
‫‪-‬الرسم على املنتوجات البالستيكية‬
‫‪-‬الرسم على الزيت والشحوم وحتضري الشحوم‬
‫‪-‬الرسم على اإلطارات اجلديدة أو املستوردة‬
‫‪-‬الرسم التحفيزي على عدم ختزين النفاايت الصناعية‬ ‫‪ 03‬الرسوم التحفيزية للتخلص من النفاايت‬
‫‪-‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت املتعلقة أبنشطة‬ ‫السامة و اخلطرية‬
‫العالج يف املستشفيات والعيادات الطبية‬
‫‪-‬الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‬ ‫‪ 04‬الرسوم التكميلية‬
‫‪-‬الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬
‫‪-‬الرسم على االستهالك الداخلي‬ ‫‪ 05‬الرسوم على املنتوجات التبغية‬
‫‪-‬الرسم على عمليات بيع التبغ‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 06‬الرسم على رفع القمامات املنزلية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪-La Fiscalité Ecologique Une Assurance pour Un développement Durable, Op. Cit, p 4-6.‬‬

‫اثنيا‪ :‬تعديالت قوانني املالية لسنيت ‪2020- 2019‬‬

‫مست تعديالت ‪ 2019‬الرسم على األطر املطاطية املستوردة من خالل توزيع عائد هذا الرسم إىل اجلهات‬
‫املعنية‪ ،‬أما سنة ‪ 2020‬فقد مست الرسم على األنشطة اخلطرية أو امللوثة من خالل مبالغ الرسم وتوزيع العائد‬
‫وهو ما يوضحه اجلدول املوايل‪:‬‬

‫‪302‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )27-4( :‬تعديالت قانون املالية لسنيت ‪2020- 2019‬‬

‫التعديالت‬ ‫الرسم‪ /‬القانون‬ ‫السنوات‬


‫حيدد مبلغ هذا الرسم كما أييت‪:‬‬ ‫الرسم على األطر املطاطية‬
‫‪ 750 -‬دج‪ ،‬عن كل إطار خمصص للسيارات الثقيلة‬ ‫املستوردة و ‪/‬أو املصنوعة حمليا‬
‫‪ 450 -‬دج‪ ،‬عن كل إطار خمصص للسيارات اخلفيفة‬ ‫املادة ‪ 112‬من القانون ‪-18‬‬ ‫‪2019‬‬
‫ويوزع حاصل هذا الرسم‪ ،‬كما أييت‪:‬‬ ‫‪ 18‬املتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ % 35 -‬لصاحل صندوق التضامن والضمان للجماعات احمللية‬ ‫‪2019‬‬
‫‪ %34 -‬لصاحل ميزانية الدولة‬
‫‪ %30-‬لصاحل الصندوق اخلاص للتضامن الوطين‬
‫‪ % 1-‬لصاحل الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫‪360.000 -‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة اليت تشغل أكثر من‬ ‫الرسم على النشاطات امللوثة‬
‫عاملني اخلاضعة لرتخيص الوزير املكلف ابلبيئة‬ ‫أو اخلطرية على البيئة‬
‫‪ 270.000 -‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة اخلاضعة لرتخيص‬ ‫املادة ‪ 88‬من القانون ‪14-19‬‬
‫الوايل املختص إقليميا‬ ‫املتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ 60.000 -‬دج‪ ،‬ابلنسبة للمؤسسات املصنفة اخلاضعة لرتخيص رئيس‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2020‬‬
‫اجمللس الشعيب البلدي املختص إقليميا‬ ‫حيدد مبلغ الرسم السنوي كما‬
‫‪ 27.000-‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة واليت خيضع أحد‬ ‫أييت‪:‬‬
‫نشاطاهتا على األقل للتصريح وفقا للتنظيم الساري املفعول واملطبق على‬
‫املؤسسات املصنفة حلماية البيئة‬
‫ابلنسبة للمؤسسات اليت ال تشغل أكثر من شخصني‪:‬‬
‫‪ 86.000-‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة واخلاضعة لرتخيص الوزير‬
‫املكلف ابلبيئة‬
‫‪ 50.000 -‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة واخلاضعة لرتخيص الوايل‬
‫املختص إقليميا‬
‫‪ 4.500 -‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة واخلاضعة لرتخيص رئيس‬
‫جملس الشعيب البلدي املختص إقليميا‬
‫‪ 9.000-‬دج ابلنسبة للمؤسسات املصنفة واخلاضعة لتصريح رئيس‬
‫اجمللس الشعيب البلدي املختص إقليميا‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 18 -18‬املؤرخ يف ‪ 19‬ربيع الثاين ‪ 1440‬املوافق ‪ 27‬ديسمرب ‪ ،2018‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2019‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،79‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 14 -19‬املؤرخ يف ‪ 14‬ربيع الثاين ‪ ،1441‬املوافق ل ـ ـ ‪ 11‬ديسمرب سنة ‪ ،2019‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2020‬ج ر العدد ‪ ،81‬ص ص‬
‫‪.35 34‬‬
‫‪ -‬اجلباية البيئية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫من خالل اجلدول ميكن القول أبن قانون املالية لسنة ‪ 2019‬قد تضمن تعديال خيص الرسم على األطر‬
‫املطاطية املستوردة وذلك بتخصيص ‪ %1‬فقط لصاحل الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪ ،‬ففي السابق كان خيصص‬
‫له نسبة ‪ %50‬أي نصف املبلغ احملصل من هذا الرسم تذهب مباشرة كإيرادات للصندوق (‪ ،)FNEL‬خالل‬
‫سنيت ‪ 2006‬و ‪ ،2008‬ابإلضافة إىل ختصيص نسبة ‪ %35‬لصاحل صندوق التضامن والضمان للجماعات‬
‫احمللية‪ ،‬و‪ % 30‬لصاحل الصندوق الوطين اخلاص للتضامن الوطين‪ ،‬وما يالحظ أن هذه النسبة مل تتغري عن سنة‬
‫‪ ،2017‬مع عدم إدراج ختصيص نسبة للبلدايت خالل سنة ‪ ،2019‬بعدما كانت متثل ‪ %35‬سنة ‪.2017‬‬

‫ابلنسبة للرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‪ ،‬ومن خالل قوانني املالية السابقة الذكر واليت مست تعديالت يف‬
‫هذا الرسم ميكن القول أبنه مت زايدة مبالغ الرسم مبقدار الضعف خالل سنيت ‪ ،2020 -2018‬وهذه الزايدة‬
‫الكبرية جتعل من املؤسسات تتهرب عن الدفع من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى عدم فسح اجملال أمامها للبحث عن‬
‫سبل القتناء تكنولوجيا صديقة للبيئة اليت تتطلب بدورها تكلفة مرتفعة‪ ،‬وهو ما ال تستطيع املؤسسات توفريه‪.‬‬
‫ومن بني التعديالت كذلك لقانون املالية لسنة ‪ ،2020‬نوجزها يف اجلدول املوايل‪:‬‬

‫‪304‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )28-4( :‬تعديالت يف النسب املوزعة على رسوم البيئية لسنة ‪2020‬‬

‫الرسم والتعديل‬
‫‪ % 50‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬ ‫الرسم على النشاطات اخلطرية أو امللوثة‪ %50 - :‬مليزانية الدولة‪،‬‬
‫الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و ‪ /‬أو اخلطرة‪( :‬حيدد مببلغ ‪ 30.000‬دج عن‬
‫كل طن خمزن)‪ % 46 -:‬لفائدة ميزانية الدولة‬
‫‪ % 38-‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫‪ % 16 -‬لفائدة البلدايت‬
‫الرسم تكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‪ :‬حدد بسعر مرجعي قدره ‪ 60.000‬دج ‪/‬طن‬
‫‪ %50 -‬لفائدة ميزانية الدولة‬
‫‪ %33 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫‪ %17 -‬لفائدة البلدايت‬
‫الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‪ :‬حيدد ب ـ ـ ‪ 37.000‬دج عن كل طن مستورد أو مصنوع‬
‫‪ %34 -‬لفائدة ميزانية الدولة‬ ‫داخل الرتاب الوطين‪ ،‬واليت تنجم عن استعماهلا زيوت مستعملة‪:‬‬
‫‪ %34 -‬لفائدة البلدايت‬
‫‪ %16 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫‪ % 16 -‬للصندوق الوطين للمياه‬
‫الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‪:‬‬
‫‪ % 42-‬لفائدة ميزانية الدولة‬
‫‪ %34-‬لفائدة البلدايت ابلنسبة للزيوت والشحوم حتضري الشحوم املصنوعة داخل الرتاب الوطين‪،‬‬
‫ولفائدة صندوق التضامن والضمان للجماعات احمللية ابلنسبة للزيوت والشحوم وحتضري الشحوم املستوردة‬
‫‪ %24 -‬لفائدة الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫‪ %73 -‬لفائدة ميزانية الدولة‬ ‫الرسم على األكياس البالستيكية‬
‫‪ % 27 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫رسم التطهري ‪- :‬ما بني ‪1500‬دج و ‪2.000‬دج‪ ،‬على كل حمل ذي استعمال سكين‬
‫‪-‬ما بني ‪ 4000‬دج و ‪ 14.000‬دج ‪،‬على كل حمل ذي استعمال مهين أو جتاري أو حريف أو ما شاهبه‬
‫‪ -‬ما بني ‪ 10.000‬دج و ‪ 25.000‬دج‪ ،‬على كل أرض مهيأة للتخييم و املقطورات‬
‫‪ -‬ما بني ‪ 22.000‬دج و ‪ 132.000‬دج‪ ،‬على كل حمل ذي استعمال صناعي‪ ،‬أو جتاري أو حريف‬
‫أو ما شاهبه‪ ،‬ينتج كميات من النفاايت تفوق األصناف املذكورة أعاله‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪ -‬املواد من ‪ 88‬إىل ‪ 94‬من القانون رقم ‪ ،14 -19‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.37-35‬‬

‫‪305‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫نالحظ من خالل اجلدول ختفيض يف النسب املوجهة للصندوق الوطين للبيئة والساحل لكل من الرسوم خاصة‬
‫الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية بعدما كان خيصص له نسبة ‪ %100‬يف السنوات األوىل من فرضه مث‬
‫ختفيضه إىل نسبة ‪ %67‬سنة ‪ ،2018‬ليتم ختفيضه أيضا سنة ‪ 2020‬إىل ‪ %50‬وذلك مناصفة مع ميزانية‬
‫الدولة‪ ،‬حبيث مت ختفيض معظم الرسوم لسنة ‪ 2020‬وزايدهتا يف كل من حصة البلدايت وميزانية الدولة‪ .‬ويف‬
‫املقابل تعترب النسب املخصصة للبلدايت ضعيفة جدا مقارنة ابلدور الذي تقوم به‪ ،‬وهو ما يربر كذلك عدم‬
‫اهتمام الدولة هبذا الصنف من الرسوم والضرائب‪ ،‬وال يوجد رقابة على اجلهات اليت يتم ختصيص هلم نسب من‬
‫العائدات كالصندوق الوطين للبيئة والساحل الذي يعد أهم اهليئات املكلفة بتسيري ومحاية البيئة‪ ،‬وابلتايل التخفيض‬
‫الدائم للحصص املوزعة للصندوق هلا أتثري سليب على احلصيلة السنوية وعلى مهامه‪ ،‬وهو ما حيد من دوره‪ .‬كما‬
‫يبقى دور الدولة حمدود يف هذا اجلانب مقارنة ابلدول اليت طبقتها وحققت مكاسب بيئية واقتصادية منها‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬قانون املالية لسنة ‪2021‬‬

‫ابلنظر إىل قوانني املالية السابقة جند أن السياسة اجلبائية لسنة ‪ 2021‬تدعمت برمسان إضافيان هلما عالقة‬
‫ابلرسوم السابقة و اللذان يتمثالن يف الرسم على إعتمادات مكاتب الدراسات الناشطة يف جمال البيئة‪ ،‬والرسم‬
‫على تراخيص تصدير النفاايت اخلاصة و ‪/‬أو اخلطرة‪ ،‬ابإلضافة إىل أتسيس رسم لرتاخيص واستغالل املؤسسات‬
‫اجلديدة واملصنفة إىل ثالث درجات‪ ،‬ختصص عائداهتم إىل كل من الصندوق الوطين للبيئة والساحل وميزانية‬
‫الدولة‪ ،‬حبيث تنص املواد ‪ 123‬و ‪ 124‬و ‪ 125‬من القانون ‪ 16-20‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪2021‬‬
‫‪1‬‬
‫على مايلي‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 123‬من القانون رقم ‪ 16-20‬لسنة ‪ ،2021‬على أنه ‪":‬يؤسس رسم على تراخيص استغالل‬
‫املؤسسات اجلديدة املصنفة من الدرجة األوىل اخلاضعة لرتخيص الوزير‪ ،‬ومن الدرجة الثانية اخلاضعة لرتخيص‬
‫الوايل‪ ،‬ومن الدرجة الثالثة اخلاضعة لرخصة رئيس اجمللس الشعيب البلدي‪ .‬يسند هذا الرسم عن طريق وصل لدى‬
‫قابض الضرائب"‪ .‬وحتدد مبالغه يف اجلدول املوايل‪:‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 16-20‬مؤرخ يف ‪ 16‬مجادى األوىل ‪ 1442‬املوافق ‪ 31‬ديسمرب سنة ‪ ،2020‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2021‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،83‬ص ص ‪- 43‬‬
‫‪.44‬‬

‫‪306‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )29-4( :‬الفئات اخلاضعة للرسم على تراخيص استغالل املؤسسات اجلديدة‬

‫املبل (دج)‬ ‫القدرة اجلبائية للرتخيص ابالستغالل‬


‫‪30.000‬‬ ‫الدرجة األوىل (الفئة ‪)01‬‬
‫‪15.000‬‬ ‫الدرجة الثانية (الفئة ‪)02‬‬
‫‪5000‬‬ ‫الدرجة الثالثة (الفئة ‪)03‬‬

‫املصدر‪ :‬القانون رقم ‪ ،16-20‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫ختصص مداخيل هذا الرسم كما أييت‪:‬‬


‫‪ %70 -‬مليزانية الدولة؛‬
‫‪ %30-‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬
‫املادة ‪ : 124‬يؤسس رسم على إعتمادات مكاتب الدراسات الناشطة يف جمال البيئة‪ ،‬حسب فئاهتم اخلمس اليت‬
‫حتدد عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫يسدد هذا الرسم عن طريق وصل لدى قابض الضرائب‪ ،‬وحتدد مبالغه كما أييت‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )30-4( :‬الفئات اليت تفرض عليها رسم على إعتمادات مكاتب الدراسات الناشطة يف جمال البيئة‬

‫املبل (دج)‬ ‫احلق اجلبائي العتماد مكتب الدراسات‬


‫‪5000‬‬ ‫الفئة أ‬
‫‪4000‬‬ ‫الفئة ب‬
‫‪3000‬‬ ‫الفئة ج‬
‫‪2000‬‬ ‫الفئة د‬
‫‪1000‬‬ ‫الفئة ه‬

‫املصدر‪ :‬القانون رقم ‪ ،16-20‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪43‬‬

‫يتم توزيع مداخيل هذا الرسم كما أييت‪:‬‬


‫‪ % 50 -‬مليزانية الدولة؛‬
‫‪ %50 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى مت مبوجب قانون املالية أتسيس رسم على تصدير النفاايت اخلاصة و‪/‬أو اخلطرة‪ ،‬مت حتديد مبلغه‬
‫ب ـ ـ ‪ 5.000‬دج‪ ،‬يسدد هذا الرسم عن طريق وصل لدى قابض الضرائب‪ ،‬وهو ما تنص عليه املادة ‪ 125‬من‬
‫القانون ‪ 16- 20‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2021‬ختصص مداخيل الرسم كما أييت‪:‬‬

‫‪307‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪ % 60 -‬مليزانية الدولة؛‬
‫‪ %40 -‬للصندوق الوطين للبيئة والساحل‪.‬‬

‫من خالل ما سبق ميكن القول أبن تطبيق السياسة اجلبائية البيئية يف اجلزائر يبقى بعيدا جدا عن ما مت حتقيقه‬
‫سواء ابلنسبة للدول األجنبية اليت مت عرضها وهي االحتاد األورويب‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية والياابن من اجلانبني‬
‫الردعي أو التحفيزي‪ ،‬ابإلضافة إىل الدول العربية وما حققته بتبين اجلانب التحفيزي األهم للسياسة اجلبائية وابلتايل‬
‫ميكن تقسيم تطبيقاهتا يف اجلزائر إىل مراحل وفقا للفرتات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬الفرتة األوىل‪ :2001- 1992 :‬وهي فرتة اإلصالح اجلبائي لسنة ‪ 1992‬الذي مس النظام اجلبائي‬
‫تزامنت هذه الفرتة ابإلصالحات اجلبائية البيئية يف جل دول العامل خاصة الدول األوروبية‪ ،‬أين مت االعتماد على‬
‫الضرائب والرسوم ضمن سياساهتا اجلبائية من أجل حتقيق أغراض اقتصادية‪ ،‬اجتماعية وبيئية‪ ،‬فالنسبة للجزائر‬
‫متيزت الفرتة إبدخال البعد البيئي ضمن هذا اإلصالح ابستحداث أول رسم الذي يتعلق ابألنشطة امللوثة‬
‫أو اخلطرية على البيئة مع ختصيص مداخيله كليا للصندوق الوطين للبيئة والساحل ابإلضافة إىل رسم التطهري مع‬
‫رسم تصريف مياه اجملاري‪ ،‬كما اكتفت اجلزائر هبذه الرسوم إىل غاية صدور قانون املالية لسنة ‪ 2002‬الذي‬
‫أحدث تغيريا يف هذا اجلانب ابستحداث رسوم جديدة؛‬

‫‪ -2‬الفرتة الثانية‪ :2006 -2002 :‬وهي الفرتة اليت عرفت أكرب تغيريات يف هذا اجلانب ابجلزائر‪ ،‬متيزت‬
‫بفرض العديد من الرسوم البيئية وهي فرتة هيكلية ابلنسبة للسياسة اجلبائية البيئية يف اجلزائر خاصة مع التنوع يف‬
‫تطبيقات الرسوم لسنة ‪ 2002‬وهي الرسم على الوقود‪ ،‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت‬
‫الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية‪ ،‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت املتعلقة أبنشطة العالج يف‬
‫امل ستشفيات والعيادات الطبية والرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‪ ،‬أما خبصوص سنة‬
‫‪ 2003‬فقد مت استحداث الرسم التكميلي اخلاص ابملياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‪ ،‬ويف سنة ‪ 2004‬مت‬
‫إضافة الرسم على األكياس البالستيكية‪ ،‬ومت إضافة رمسان جديدان سنة ‪ 2006‬ومها الرسم على اإلطارات‬
‫اجلديدة املستوردة و‪ /‬أو املصنوعة حمليا والرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‪ ،‬واجلدول املوايل يلخص‬
‫ذلك‪:‬‬

‫‪308‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )31-4( :‬الرسوم البيئية يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2002 -1992‬‬

‫الرسم‬ ‫الفرتة‬
‫‪ -1992‬الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬ ‫‪-1992‬‬
‫‪ -1993‬رسم التطهري ورفع القمامة املنزلية‬ ‫‪2001‬‬
‫‪ -1993‬رسم تصريف املياه يف اجملاري‬
‫‪ -‬الرسم على املنتوجات البرتولية‬
‫‪ -2002 – 2002‬الرسم على الوقود‬
‫‪ -2002‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية‬ ‫‪2004‬‬
‫‪ -2002‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت املتعلقة أبنشطة العالج يف‬
‫املستشفيات والعيادات الطبية‬
‫‪ -2002‬الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬
‫‪ -2003‬الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‬
‫‪ -2004‬الرسم على األكياس البالستيكية‬
‫‪-‬الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‬ ‫‪2006‬‬
‫‪-‬الرسم على األطر املطاطية اجلديدة املستوردة و‪/‬أو املصنوعة حمليا‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على املعلومات السابقة‪.‬‬

‫‪-3‬الفرتة الثالثة‪ :2017 -2007 :‬متيزت هذه الفرتة ابجلمود يف تطبيق رسوم أو ضرائب جديدة‪ ،‬واكتفت‬
‫احلكومة بتعديل طفيف سنة ‪ 2016‬خاص ابلرسم على املنتوجات البرتولية‪ ،‬والرسم على االستهالك الداخلي‬
‫املتعلق ابملنتجات التبغية‪ ،‬أما سنة ‪ 2017‬مت تعديل الرسم على األطر املطاطية إبلغاء النسبة املخصصة للصندوق‬
‫الوطين للبيئة والساحل‪ ،‬مما ساعد ذلك على استقرار السياسة اجلبائية‪ ،‬ويصاحبه ذلك استقرار يف التحصيل‬
‫اجلبائي للرسوم البيئية؛‬

‫‪ -4‬الفرتة الرابعة‪ :2021- 2018 :‬مست إصالحات سنة ‪ 2018‬جانب توزيع النسب فقط اخلاصة‬
‫ابلرسوم البيئية املفروضة خالل الفرتة السابقة‪ ،‬ومل يتم فرض ضرائب ورسوم جديدة وال حىت حتفيزات جبائية‪ ،‬بل‬
‫اكتفى املشرع اجلزائري بتخفيض سعر بعض الرسوم‪ ،‬وبتغيري النسب املوزعة للحصيلة اجلبائية اليت تتعلق ابلصندوق‬
‫الوطين للبيئة والساحل لسنة ‪ ،2018‬مع إلغاء نسبة الرسم على اإلطارات اجلديدة املستوردة و ‪/‬أو املصنوعة حمليا‬
‫مقابل الزايدة يف ختصيص حصص البلدايت وميزانية الدولة‪ ،‬فلماذا يتم ختصيص نسب من الرسوم البيئية مليزانية‬

‫‪309‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫الدولة ابعتبار أن اجلزائر ال تعتمد على اجلباية البيئية خللق إيرادات إضافية‪ ،‬وهذا كون أهنا تغطي نفقاهتا العمومية‬
‫ابالعتماد على إيرادات اجلباية خاصة البرتولية‪ ،‬وابلتايل ال بد من إعادة النظر يف النسب املوزعة على كل من‬
‫الصندوق الوطين للبيئة والساحل والبلدايت مع إلغاء احلصص املوجهة خلزينة الدولة والصناديق األخرى‪ ،‬حىت‬
‫يتسىن قيام كل منهما بدوره‪ ،‬ابإلضافة إىل التغيريات اليت حدثت لسنة ‪ 2019‬و ‪ 2020‬اخلاصة كذلك بتعديل‬
‫الرسوم البيئية‪ ،‬وختفيض حصة الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪ ،‬مع استحداث رمسان جديدان سنة ‪ 2021‬هذه‬
‫التعديالت تؤدي إما إىل اخنفاض إيرادات الصندوق أو زايدهتا خاصة بعد سنة ‪ ،2018‬وهو ما سيتم التطرق‬
‫إليه يف املبحث املوايل‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬السياسة اجلبائية التحفيزية يف اجملال البيئي‬


‫من بني التحفيزات اجلبائية البيئية يف اجلزائر نذكر مايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التحفيز اجلبائي يف القانون ‪ 10 -03‬املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة لقانون املالية سنة‬
‫‪ :2003‬نصت املادة ‪ 76‬على أنه‪":‬تستفيد من حوافز مالية ومجركية حتدد مبوجب قانون املالية‪ ،‬املؤسسات‬
‫الصناعية اليت تستورد جتهيزات تسمح يف سياق صناعتها أو منتوجاهتا إبزالة أو ختفيف ظاهرة االحتباس احلراري‬
‫والتقليص من التلوث بكل أشكاله"‪.‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 77‬من القانون ذاته‪ ،‬واليت تنص على أنه‪ :‬يستفيد كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم‬
‫أبنشطة ترقية البيئة من ختفيض يف الربح اخلاضع للضريبة"‪ .‬فمن خالل املواد ‪ 77- 76‬ميكن القول أبن اجلزائر‬
‫هتتم ابحلفاظ على البيئة من مجيع أشكال التلوث‪ ،‬وذلك مبنح حوافز مالية ابألخص للمؤسسات الصناعية‬
‫ابعتبارها شخص معنوي واملساهم األكرب يف ظاهرة التلوث البيئي‪ ،‬كما أهنا تعمل مثل ابقي الدول على إجياد‬
‫احللول الناجعة من أجل التصدي لظاهرة االحتباس احلراري وتغري املناخ؛‬

‫اثنيا‪ :‬التحفيز اجلبائي املنصوص عليه يف قانون محاية الساحل‪ :‬كرس املشرع اجلزائري لذلك القانون ‪02 -02‬‬
‫‪ 1‬لسنة ‪ ، 2002‬والذي يتعلق حبماية الساحل وتثمينه‪ ،‬من خالل سن هذا القانون الذي يعد كأساس لتهيئة‬
‫اإلقليم وتنميته املستدامة‪ ،‬عن طريق وسائل قانونية‪ ،‬إدارية‪ ،‬مالية ومؤسساتية تضمنها هذا القانون‪ .‬فمن خالل‬
‫املادة ‪ 36‬من القانون ‪ 20- 01‬املؤرخ يف ‪ 12‬ديسمرب سنة ‪ 2001‬واملتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته املستدامة‬
‫واليت تنص على أنه‪ " 2 :‬تؤسس تدابري جبائية واقتصادية تشجع على تطبيق التكنولوجيات غري امللوثة‪ ،‬ووسائل‬
‫أخرى تتوافق و إستدخال التكاليف اإليكولوجية‪ ،‬يف إطار السياسة الوطنية للتسيري املندمج والتنمية املستدامة‬

‫‪ 1‬القانون ‪ 02-02‬املؤرخ يف ‪ 05‬فيفري ‪ ،2002‬املتضمن حبماية الساحل وتثمينه‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 10‬الصادرة بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪.2002‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 36‬من القانون ‪ 20- 01‬املؤرخ يف ‪ 12‬ديسمرب سنة ‪ ، 2001‬واملتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته املستدامة‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،10‬الصادرة يف ‪ 07‬فيفري‬
‫‪ ،2001‬ص ‪.25‬‬

‫‪310‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫للساحل واملناطق الشاطئية"‪ ،‬وهذا ما يؤكد اهتمام احلكومة اجلزائرية ابألدوات التحفيزية يف جمال السياسة اجلبائية‬
‫من أجل احلفاظ على البيئة‪ ،‬وتبين تكنولوجيات تساهم بدورها يف إزالة التلوث أو التحكم فيه‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬التحفيز اجلبائي املنصوص عليه يف قانون االستثمار‬
‫تنص املادة ‪ 10‬من األمر ‪ ،03- 01‬الذي يتعلق بتطوير االستثمار على أنه تستفيد من مزااي خاصة كل من‪:‬‬
‫‪ -1‬االستثمارات اليت تنجز يف املناطق اليت تتطلب تنميتها مسامهة خاصة من الدولة؛‬
‫‪ -2‬االستثمارات ذات األمهية اخلا صة ابلنسبة لالقتصاد الوطين‪ ،‬السيما عندما تستعمل تكنولوجيات خاصة مثل‬
‫اليت حتافظ على البيئة‪ ،‬وحتمي املوارد الطبيعية‪ ،‬وتدخر الطاقة وتفضي إىل تنمية مستدامة‪ .‬كما تستفيد هذه‬
‫‪1‬‬
‫االستثمارات وحسب املادة ‪ 11‬من القانون ‪ 03-01‬من املزااي اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬بعنوان إجناز االستثمار‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من حقوق نقل امللكية فيما خيص املقتنيات العقارية اليت متت يف إطار االستثمار املعين؛‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الرسم على القيمة املضافة فيما خيص السلع واخلدمات اليت تدخل مباشرة يف إجناز االستثمار؛‬
‫‪-‬تطبيق النسبة املخفضة يف جمال احلقوق اجلمركية فيما خيص السلع املستوردة واليت تدخل مباشرة يف إجناز‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫ب‪ -‬بعد معاينة انطالق االستغالل‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء ملدة ‪ 10‬سنوات من النشاط الفعلي من الضريبة على أرابح الشركات‪ ،‬ومن الضريبة على الدخل‬
‫اإلمجايل على األرابح املوزعة‪ ،‬ومن الدفع اجلزايف‪ ،‬ومن الرسم على القيمة املضافة؛‬
‫‪ -‬اإلعفاء ملدة ‪ 10‬سنوات ابتداءا من اتريخ االقتناء‪ ،‬من الرسم العقاري على امللكيات العقارية اليت تدخل يف‬
‫إطار االستثمار؛‬
‫‪ -‬منح مزااي إضافية من شأهنا أن حتسن و‪/‬أو تسهل االستثمار‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التحفيز اجلبائي اخلاص ابلتحكم يف الطاقة‬
‫لتحقيق هذا اهلدف وضع املشرع اجلزائري القانون ‪ 09 -99‬والذي يتعلق ابلتحكم يف الطاقة‪ ،‬يشمل هذا‬
‫األخري جممل اإلجراءات والنشاطات التطبيقية بغية ترشيد استخدام الطاقة املتجددة واحلد من أتثري النظام الطاقوي‬
‫على البيئة‪ ،‬كما أن أتثريات النظام الطاقوي على البيئة هو التقليص من انبعااثت الغازات الدفيئة وغازات‬
‫السيارات يف املدن‪( 2.‬املواد رقم ‪ 05-02‬من القانون ‪ .)09-99‬كما ينص هذا األمر من خالل املادة ‪33‬‬
‫من نفس القانون على أنه‪ :‬ميكن منح امتيازات مالية و جبائية ومجركية لألنشطة واملشاريع اليت تساهم يف حتسني‬
‫‪3‬‬
‫الفعالية الطاقوية وترقية الطاقات املتجددة"‪.‬‬

‫‪ 1‬أمر رقم ‪ 03- 01‬املؤرخ يف أول مجادى الثانية عام ‪ 1422‬املوافق ل ـ ‪ 20‬أوت سنة ‪ ،2001‬املتضمن تطوير االستثمار‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،47‬ص ‪.04‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 09 – 99‬املؤرخ يف ‪ 15‬ربيع الثاين عام ‪ ،1420‬املوافق لـ ‪ 28‬جويلية ‪ ،1999‬املتضمن التحكم يف الطاقة‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،51‬ص ‪.05‬‬
‫نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪311‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫خامسا‪ :‬التحفيز اجلبائي املنصوص عليه يف قانون ترقية الطاقات املتجددة يف إطار التنمية املستدامة‬
‫يقصد ابلطاقات املتجددة أشكال الطاقات الكهرابئية أو احلركية أو احلرارية أو الغازية احملصل عليها انطالقا‬
‫من حتويل اإلشعاعات الشمسية وقوة الرايح واحلرارة اجلوفية والنفاايت العضوية والطاقة والكتلة احليوية‪ 1.‬وألجل‬
‫ترقية أعمال البحث والتنمية واستعمال الطاقات املتجددة بصفة مكملة أو بديال عن الطاقات التقليدية تستفيد‬
‫املؤسسات من حتفيزات مالية حددت طبيعتها يف قانون املالية لسنة ‪ 2004‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ 15‬من‬
‫القانون ‪ ، 2 09-04‬املتعلق برتقية الطاقات املتجددة يف إطار التنمية املستدامة‪ .‬وما يؤكد ذلك هو استحداث‬
‫الصندوق الوطين للطاقات املتجددة الذي يعمل على متويل املشاريع اخلاصة هبا يف إطار التنمية املستدامة‪ ،‬ألن‬
‫الطاقات املتجددة هلا أمهية كبرية ابعتبارها مصدر من مصادر الطاقة يف اجلزائر‪ ،‬كما تعد الوسيلة الرئيسية لتحقيق‬
‫اهلدف املنشود واملسطر يف مؤمتر ابريس بشأن تغري املناخ واحلد من االنبعااثت الغازية خاصة اثين أكسيد‬
‫‪3‬‬
‫الكربون؛ يضاف إىل ذلك ختفيضات ختص أنشطة محاية البيئة على النحو التايل‪:‬‬
‫سادسا‪ :‬ختفيض معدل الرسم على القيمة املضافة من ‪ ٪17‬إىل ‪ ٪7‬للمعدات املخصصة لغاز البرتول املسال ‪/‬‬
‫الوقود‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬احلاوايت اليت تشتمل على أجهزة التحكم أو الضبط أو القياس املخصصة لغاز البرتول املسال‪ /‬الوقود والغاز‬
‫الطبيعي‪ /‬الوقود ؛‬
‫‪ -2‬مضخات لتوزيع غاز البرتول املسال؛‬
‫‪ -3‬غاز البرتول املسال ‪ /‬الوقود والغاز الطبيعي ‪ /‬معدات حتويل الوقود‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬ختفيض معدل الرسم على القيمة املضافة من ‪ ٪17‬إىل ‪ ٪7‬ملكيفات اهلواء العاملة ابمتصاص الغاز‬
‫الطبيعي و الربوابن‪.‬‬
‫اثمنا‪ :‬ختفيض معدل الرسم على القيمة املضافة من ‪ ٪17‬إىل ‪ ٪7‬املطبق على املعدات وامللحقات املخصصة لغاز‬
‫البرتول املسال‪ ،‬والغاز الطبيعي املضغوط‪ :‬هذه املعدات امللحقة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬شاحنات صهرجيية خمصصة لنقل غاز البرتول املسال؛‬
‫‪ - 2‬قارورات ختزين غاز البرتول املسال؛‬
‫‪ - 3‬عدادات ملضخات غاز البرتول املسال‪ ،‬مقياس حجم غاز البرتول املسال‪ ،‬اخلزاانت‪.‬‬

‫‪ 1‬حسونة عبد الغين‪ ،‬النظام اجلبائي البيئي بني الردع والتحفيز‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجمللد ‪ ،11‬العدد ‪ ،2016 ،01‬ص ‪.191‬‬
‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 09- 04‬املؤرخ يف مجادى الثانية ‪ ،1425‬املوافق ل ‪ 14‬أوت ‪ ،2004‬املتضمن ترقية الطاقات املتجددة يف إطار التنمية املستدامة‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،52‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Pour une fiscalité écologique incitative, Direction Générale des Impôts, La Lettre de la DGI,‬‬
‫‪Bulletin mensuel de la Direction Générale des Impôts - N° 31, 2008, p 04.‬‬
‫‪312‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬حتليل إيرادات الرسوم البيئية للصندوق الوطين للبيئة والساحل‬

‫تطرقنا يف املبحث األول إىل تطور اهليئات واملؤسسات املشرفة على محاية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬توقفنا عند‬
‫الصندوق الوطين للبيئة والساحل الذي يهتم مباشرة حبماية البيئة من خالل نشاطاته املتعددة‪ ،‬وابلتايل قبل البدء‬
‫يف حتليل اإليرادات اخلاصة ابجلباية البيئية (‪ ،)2020-2000‬البد من التعرف على هذا الصندوق مهامه‬
‫إيراداته‪ ،‬نفقاته‪ ،‬والتعديالت اليت مر هبا سواء ابلنسبة للتسمية أو حصص الرسوم البيئية اليت هلا عالقة مباشرة هبذا‬
‫الصندوق‪ ،‬وذلك خالل الفرتة ‪ 2021 -1992‬أي من بداية إنشاء هذا الصندوق إىل غاية آخر تعديل والذي‬
‫يتعلق ابلسنة احلالية‪ ،‬مث نتطرق إىل حتليل إيرادات الرسوم البيئية اخلاصة ابلصندوق‪ ،‬إضافة إىل معوقات تطبيق‬
‫السياسة اجلبائية للحد من مشكالت التلوث البيئي‪ ،‬مع اإلشارة إىل أسباب ضعف إيرادات البلدايت للرسوم‬
‫البيئية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الصندوق الوطين للبيئة والساحل تعريفه‪ ،‬إيراداته ونفقاته‬
‫هو صندوق خمصص حلماية البيئة ومكافحة التلوث‪ ،‬مت أتسيسه سنة ‪ 1992‬مبوجب القانون ‪25-91‬‬
‫‪1‬‬
‫املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،1992‬يعمل حتت رعاية وزارة البيئة‪ ،‬تغطي جماالت تدخالته اجلوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الدراسات والبحوث‪ ،‬التعليم البيئي واملنح للجمعيات البيئية؛‬
‫‪ -‬التدخل يف إجراءات مكافحة التلوث الصناعي أو احلضري؛‬
‫‪ -‬حتويل املرافق احلالية إىل تقنيات نظيفة؛‬
‫‪ -‬املساعدة يف اإلجراءات اليت تساهم يف حتويل املؤسسات القائمة إىل تقنيات نظيفة‪ ،‬وفقا ملبدأ املنع؛‬
‫‪ -‬إجراءات للسيطرة على التلوث عند املصدر؛‬
‫‪ -‬إجراءات لرصد حالة البيئة؛‬
‫‪ -‬الدراسات والبحوث العلمية اليت تقوم هبا مؤسسات التعليم العايل أو االستشارات الوطنية أو األجنبية؛‬
‫‪ -‬التدخالت الطارئة يف حالة التلوث العرضي؛‬
‫‪ -‬إجراءات اإلعالم والتوعية والتعميم املتعلقة ابلقضااي البيئية اليت تقوم هبا املؤسسات البيئية الوطنية أو مجعيات‬
‫املرافق العامة؛‬
‫‪ -‬مجعيات املرافق العامة النشطة يف جمال البيئة؛‬
‫‪ -‬املشاريع االستثمارية اليت تدمج التقنيات النظيفة؛‬
‫‪ -‬اإلجراءات املتعلقة إبزالة التلوث الصناعي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Menouer Boughedaoui, Algérie Rapport D’étude Analyse des sources existantes de financement‬‬
‫‪au service de l’efficacité énergétique et des energies renouvelables dans les communes, Cleaner‬‬
‫‪Energy saving Mediteranean Cites, Alger, 30 Décembre 2014, p p 34-35.‬‬
‫‪313‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫أما فيما خيص النفقات واإليرادات اخلاصة ابلصندوق مع التغيريات اليت طرأت عليه خالل الفرتة ‪- 1992‬‬
‫‪ 2009‬نعرضها يف اجلدول املوايل‪،‬‬

‫جدول رقم‪ )32-4( :‬إيرادات ونفقات الصندوق الوطين للبيئة والساحل خالل الفرتة ‪2009 -1992‬‬

‫النفقات‬ ‫اإليرادات‬
‫‪1992‬‬
‫‪-‬متويل نشاطات مراقبة التلوث كما حيددها التنظيم املتعلق ابلبيئة‬ ‫‪-‬رسم النشاطات امللوثة أو اخلطرية على البيئة‬
‫‪-‬حاصل الغرامات بصدد املخالفات للتنظيم ‪-‬متويل الدراسات و األحباث احملققة يف جمال البيئة من طرف مؤسسات التعليم‬
‫العايل و البحث العلمي أو من طرف مكاتب الدراسات الوطنية أو األجنبية‬ ‫املتعلق ابلبيئة‬
‫‪-‬النفقات املتعلقة ابلوسائل املستعملة للتدخل العاجل يف حالة تلوث مفاجئ‬ ‫‪-‬اهلبات و الوصااي الوطنية الدولية‬
‫‪-‬التعويضات بصدد النفقات ملكافحة التلوث ‪-‬النفقات الناجتة عن عمليات اإلعالم و التوعية والتعميم املتعلقة مبسائل البيئة‬
‫املفاجئ املنجر عن تدفق مواد كيماوية خطرية يف اليت تقوم هبا املؤسسات الوطنية للبيئة أو مجعيات ذات منفعة عامة‬
‫البحر وجماالت الري و املياه اجلوفية العمومية أو ‪-‬اإلعاانت للجمعيات ذات منفعة عامة يف جمال البيئة‬
‫‪-‬يكون الوزير املكلف ابلبيئة اآلمر ابلصرف للصندوق الوطين للبيئة‬ ‫يف اجلو‬
‫‪ -‬حتديد كيفيات تنظيم وسري الصندوق الوطين للبيئة عن طريق التنظيم‬
‫‪1998‬‬
‫تشجيع املشاريع االستثمارية من أجل ضم التكنولوجيات غري امللوثة‬
‫‪2006‬‬
‫‪-‬النفقات املتعلقة ابلتدخالت االستعجالية يف حالة التلوث العرضي ابستثناء‬ ‫التعويضات املتعلقة بنفقات إزالة التلوث العرضي‬
‫التلوث البحري‬ ‫الناجم عن تفريغ املواد الكيماوية اخلطرية يف جمال‬
‫الري والطبقات املائية الباطنية ويف اجلو‬
‫‪2009‬‬
‫املسامهة املالية ملراكز الردم التقين‪ ،‬ملدة ثالث (‪ )3‬سنوات من بداية االستغالل‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬

‫‪ :1992 -‬املادة ‪ ،189‬من القانون رقم ‪ 25- 91‬املؤرخ يف ‪ 11‬مجادى الثانية ‪ 1412‬املوافق ل ـ ـ ‪ 18‬ديسمرب ‪ ،1991‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪،1992‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،65‬ص ص ‪.2520- 2519‬‬
‫‪ :1998-‬املادة ‪ 84‬تعدل وتتمم املادة ‪ ،189‬من القانون ‪ 02- 97‬املؤرخ يف ‪ 2‬رمضان ‪ ،1418‬املوافق لـ ـ ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،1997‬املتضمن قانون املالية لسنة‬
‫‪ ،1998‬اجلريدة الرمسية لسنة ‪ ،1998‬العدد ‪ ،89‬ص ‪.42‬‬
‫‪ :2006 -‬املادة ‪ 70‬اليت تعدل وتتمم املادة ‪ 189‬من القانون قانون رقم ‪ 16-05‬مؤرخ يف ‪ 29‬ذي القعدة عام ‪ 1426‬املوافق ل ـ ‪ 31‬ديسمرب ‪،2005‬‬
‫املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2006‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،85‬ص ‪.27‬‬
‫‪ :2009 -‬املادة ‪ 59‬اليت تعدل و تتمم أحكام املادة ‪ 189‬من القانون رقم ‪ 21 -08‬مؤرخ يف ‪ 2‬حمرم ‪ 1430‬املوافق ل ـ ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،2008‬املتضمن قانون‬
‫املالية لسنة ‪ ،2009‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،74‬ص ‪.18‬‬

‫‪314‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫أما ابلنسبة لقانون املالية لسنة ‪ 2015‬وابلتحديد املادة ‪ 135‬اليت تعدل أحكام املادة ‪ 110‬من القانون رقم‬
‫‪ 10 -14‬املؤرخ يف ‪ 8‬ربيع األول عام ‪ 1436‬املوافق لـ ـ ‪ 31‬ديسمرب ‪ 2014‬تنص على أنه‪" :‬يتم جتميع‬
‫عمليات التخصيص اخلاص رقم ‪ 302-113‬الذي عنوانه‪ :‬الصندوق الوطين حلماية الشواطئ واملناطق‬
‫الساحلية"‪ ،‬ضمن حساب التخصيص اخلاص رقم ‪ 302 -065‬بعنوان " الصندوق الوطين للبيئة وإزالة التلوث"‪.‬‬
‫وبناءا على ذلك‪ ،‬يقفل حساب التخصيص اخلاص رقم ‪ 302 -113‬بعد وضع اإلطار التنظيمي املتضمن‬
‫تعديل سري احلساب رقم ‪ 302-065‬الذي جيب أن يتم يف أجل أقصاه ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،2016‬وهو التاريخ‬
‫الذي يقفل فيه احلساب رقم ‪ 302 -113‬هنائيا ويصب رصيده يف احلساب ‪ 302 -065‬الذي أصبح عنوانه‬
‫حينئذ‪ "،‬الصندوق الوطين للبيئة واملناطق الساحلية"‪ 1.‬وخبصوص قانون املالية لسنة ‪ 2018‬فقد مت االعتماد على‬
‫نفس اإليرادات اخلاصة إال أنه مت إضافة نفقات جديدة يف هذا القانون وهي كالتايل‪:‬‬

‫جدول رقم(‪ :)33-4‬النفقات اإلضافية اخلاصة ابلصندوق الوطين للبيئة والساحل لسنة ‪2018‬‬

‫سنة ‪2018‬‬ ‫‪FNEL‬‬


‫يف ابب النفقات ‪ -‬اإلعاانت املوجهة للدراسات والنشاطات املتعلقة إبزالة التلوث الصناعي واحلضري‬
‫‪-‬متويل أنشطة محاية وتثمني األوساط البحرية واألرضية‬
‫‪ -‬متويل عمليات احملافظة واحلفاظ على التنوع البيولوجي واألنظمة البيئية واملوارد الطبيعية ومكافحة‬
‫التغريات املناخية وتثمينها‬
‫‪-‬متويل أنشطة إحياء األايم الوطنية والعاملية ذات الصلة حبماية البيئة‬
‫‪ -‬متويل العمليات املرتبطة مبنح جوائز خمتلفة يف إطار محاية البيئة‬
‫‪ -‬التكفل ابلنفقات اخلاصة إبجناز أنظمة اإلعالم املرتبطة ابلبيئة واقتناء أجهزة اإلعالم اآليل‬
‫‪ -‬متويل التقارير واملخططات البيئية‬
‫‪ -‬متويل األنشطة واإلعاانت املرتبطة ابالقتصاد األخضر‬
‫‪-‬متويل الدراسات‪ ،‬السيما تلك املرتبطة بتطبيق التشريع والتنظيم املتعلقني ابلبيئة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 186 -18‬مؤرخ يف ‪ 26‬شوال عام ‪ 1439‬املوافق ‪ 10‬جويلية سنة ‪ ،2018‬املتضمن كيفيات تسيري حساب التخصيص اخلاص‬
‫رقم ‪ 302-065‬الذي عنوانه " الصندوق الوطين للبيئة والساحل"‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،2019 ،42‬ص ‪.17‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 14-16‬املؤرخ يف ‪ 28‬ربيع األول ‪ ،1438‬املوافق ل ـ ‪ 28‬ديسمرب سنة ‪ ،2016‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2017‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،77‬‬
‫ص ‪ ،2017‬ص ص ‪.63- 62‬‬

‫‪315‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫من خالل ما سبق ميكن القول أبن نفقات وإيرادات الصندوق الوطين للبيئة والساحل تغريت خالل سنوات‬
‫عديدة بعد أتسيسه بداية بقانون املالية لسنة ‪ 1998‬الذي تضمن إنفاقا جديدا للصندوق من خالل إعادة تدوير‬
‫إيراداته لتمويل املشاريع االستثمارية من أجل اقتناء تكنولوجيات جديدة وغري ملوثة‪ ،‬بناءا على استعمال إيرادات‬
‫هذا احلساب ‪ ، 302 -065‬كما مت إضافة نفقة جديدة خاصة بقانون املالية لسنة ‪ 2006‬واليت تتمثل يف‬
‫التدخالت االستعجالية اليت حتدث يف حال التلوث العرضي يف جمايل الري واجلو‪ ،‬ماعدا اجملال البحري‪ ،‬مقابل‬
‫منح تعويضات متعلقة بنفقات إزالة التلوث العرضي الناجم ابألخص عن املواد الكيماوية اخلطرية اليت مت إفراغها يف‬
‫جمايل الري و اجملال اجلوي وذلك يف ابب اإليرادات‪ .‬كما مت إضافة نفقات جديدة للصندوق خاصة جبانب‬
‫النفاايت وكيفية التخلص منها عن طريق الردم التقين هلا من خالل متويل هذه املراكز ملدة ثالث (‪ )3‬سنوات من‬
‫بداية االستغالل من قبل الصندوق الوطين للبيئة؛‬
‫أما ابلنسبة لقانون املالية لسنة ‪ 2016‬وابلتحديد املادة ‪ 135‬من القانون ‪ 14- 16‬اليت نصت يف مفهومها‬
‫على غلق احلساب اخلاص ابلصندوق الوطين حلماية الشواطئ واملناطق الساحلية‪ ،‬وإضافة موارده وختصيص نفقاته‬
‫للحساب ‪ 302-065‬بعنوان الصندوق الوطين للبيئة واملناطق الساحلية‪.‬‬
‫وخبصوص التغيري يف التسميات اخلاصة حبساب ‪ 302 -065‬فقد مت تبين العديد من العناوين اخلاصة به‬
‫بسبب الزايدة يف كل من نفقات الصندوق وإيراداته وزايدة مهامه اليت هتدف إىل التصدي للمشاكل البيئية يف‬
‫اجلزائر وحلها يف كل جماالهتا‪ ،‬وذلك بداية بتاريخ أتسيسه ‪ 1992‬بعنوان الصندوق الوطين للبيئة‪ ،‬مث الصندوق‬
‫الوطين للبيئة وإزالة التلوث سنة ‪ ،2001‬وختاما ابلصندوق الوطين للبيئة والساحل لسنة ‪ ،2018‬واجلدول املوايل‬
‫خيتصر ذلك‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )34-4( :‬تسميات الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬

‫التسمية‬ ‫القانون‬ ‫السنة‬


‫الصندوق الوطين للبيئة‪.‬‬ ‫املادة ‪ 189‬من القانون رقم ‪ 25-91‬املتضمن قانون املالية لسنة‬ ‫‪1992‬‬
‫‪1992‬‬
‫قانون رقم ‪ 12- 01‬مؤرخ يف ‪ 19‬جويلية ‪ ،2001‬املتضمن قانون الصندوق الوطين للبيئة وإزالة التلوث‬ ‫‪2001‬‬
‫املالية التكميلي لسنة ‪.2001‬‬
‫الصندوق الوطين للبيئة واملناطق الساحلية‬ ‫قانون رقم ‪ 14-16‬مؤرخ يف ‪ 28‬ديسمرب ‪ ،2016‬يتضمن قانون‬ ‫‪2016‬‬
‫املالية لسنة ‪.2017‬‬
‫الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬ ‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 186 -18‬املؤرخ يف ‪ 10‬جويلية ‪،2018‬‬ ‫‪2018‬‬
‫حيدد كيفيات تسيري حساب التخصيص اخلاص رقم ‪-065‬‬
‫‪(302‬قانون املالية التكميلي لسنة ‪)2018‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على قوانني املالية للسنوات ‪.2018 - 2016-2001 - 1992‬‬

‫‪316‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫مت إنشاء الصندوق الوطين للبيئة وهو عنوانه األول‪ ،‬على شكل حساب خاص ابخلزينة‪ ،‬كان يقتصر يف بداايته‬
‫على مهام وإجراءات هتتم مبراقبة حالة البيئة وإجراء البحوث والدراسات البيئية‪ ...‬إخل يعتمد هذا الصندوق بشكل‬
‫أساسي على موارد الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية بنسبة ‪ ،%100‬إال أنه مع تطور الوضع البيئي وتدهور‬
‫حالته مل تعد مهامه مناسبة ملا هو يف الواقع لذا مت إضافة نفقات جديدة وإيرادات متثلت يف الرسوم البيئية ابإلضافة‬
‫إىل الدعم احلكومي‪ ،‬وآخر تسمية هي الصندوق الوطين للبيئة والساحل؛‬
‫أما خبصوص اإلشراف على الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪ ،‬خيول تسيريه للوزير املكلف ابلبيئة فهو يعد‬
‫اآلمر الرئيسي خبصوص صرف احلساب ‪ 302-056‬وهو املسؤول الرئيسي عنه‪ ،‬وذلك بداية من اتريخ أتسيسه‬
‫سنة ‪ ،1992‬أما سنة ‪ 12020‬فقد مت حتديد النفقات واإليرادات اخلاصة هبذا احلساب عن طريق قرار وزاري‬
‫مشرتك بني وزير البيئة والطاقات املتجددة ووزير املالية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل إيرادات الصندوق الوطين للبيئة والساحل خالل الفرتة ‪2020-2000‬‬

‫يعد اهلدف املايل أهم األهداف اليت تفرض الدولة من أجله ضرائب توفر من خالهلا موارد مالية دائمة هلا‪ ،‬وال‬
‫يكون ذلك إال من خالل جمموعة من اخلطوات اليت تقوم هبا السلطات املعنية‪ ،‬حبيث يعد التحصيل اجلبائي آخر‬
‫عملية تقوم هبا بعد تتبع كل العمليات السابقة بداية بتحديد مفهوم الضريبة إىل غاية الوصول إىل حتديد دينها‬
‫ومن مث التحصيل اجلبائي‪ .‬اجلزائر كغريها من الدول تعتمد على الصندوق الوطين للبيئة والساحل الذي يسعى إىل‬
‫محاية البيئة من التلوث‪ ،‬تقوم بتحديد نفقاته وإيراداته‪ ،‬وهو ما سنوضحه من خالل هذا املطلب عن طريق دراسة‬
‫إي رادات هذا الصندوق ابعتباره هيئة مكلفة حبماية البيئة يف اجلزائر‪ .‬يوضح الشكل املوايل تطور اإليرادات خالل‬
‫الفرتة ‪ 2011-2000‬وهو كالتايل‪:‬‬

‫‪ 1‬القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 8‬ربيع األول عام ‪ 1442‬املوافق ‪ 25‬أكتوبر سنة ‪ ،2020‬املتضمن قائمة اإليرادات والنفقات حلساب التخصيص اخلاص رقم‬
‫‪ 302- 065‬الذي عنوانه "الصندوق الوطين للبيئة والساحل"‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫شكل رقم‪ )10-4( :‬تطور اإليرادات حلساب التخصيص ‪ 302-065‬خالل الفرتة ‪( 2011-2000‬مليار‪ /‬دج)‬

‫‪Source: Davide Maradan, Blockley‬‬ ‫‪Jonathan, Analyse du FEDEP et des sources‬‬


‫‪de financement, Etude réalisée pour le compte du Ministère des Ressources en Eau et‬‬
‫‪de L’environnement sous l’égide da la GIZ, Ecosys, octobre 2016, p 20.‬‬

‫من انحية اإليرادات‪ ،‬شهد الصندوق الوطين للبيئة والساحل منوا منذ سنة ‪ 2002‬وذلك نتيجة إلضافة رسوم‬
‫بيئية جديدة‪ ،‬وبسبب تعزيز الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية واتساع تطبيقه على املستوى الوطين‪ ،‬وابألخص‬
‫إدخال جمموعة من الرسوم اجلديدة واليت تتمثل يف الرسم على الوقود بنسبة ‪ %50‬تعترب كإيراد للصندوق ابإلضافة‬
‫إىل الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة أو اخلطرية‪ ،‬الرسم التحفيزي للتشجيع‬
‫على عدم ختزين النفاايت املتعلقة أبنشطة العالج يف املستشفيات والعيادات الطبية‪ ،‬الرسم التكميلي على التلوث‬
‫اجلوي ذي املصدر الصناعي بنسبة ‪ % 75‬ابلنسبة هلذه الرسوم‪ ،‬و ‪ %50‬للرسم التكميلي على املياه املستعملة‬
‫ذات املصدر الصناعي‪ ،‬بعدما كان الصندوق قبل سنة ‪ 2002‬يعتمد فقط على إيرادات الرسم على األنشطة‬
‫امللوثة أو اخلطرية بنسبة ‪ ،%100‬وابلتايل‪ ،‬فإن اإليرادات املسجلة من خالل اجلباية البيئية يف عام ‪ 2002‬أعلى‬
‫بكثري مما كانت عليه يف عام ‪.2001‬‬

‫كما نالحظ من خالل الشكل أن السنوات الثالث البارزة لإليرادات املتعلقة ابلصندوق تتمثل يف سنة ‪2002‬‬
‫مبا يقارب ‪ 2.5‬مليار د ج‪ ،‬و ‪ 2009- 2008 – 2007‬حبيث مت تسجيل ‪ 2.6‬مليار دج‪ 3.1 ،‬مليار دج‬
‫و ‪ 3.7‬مليار دج على التوايل‪ ،‬وتسجيل اخنفاض سنة ‪ 2010‬بقيمة مليار د ج لرتتفع املداخيل سنة ‪2011‬‬
‫إىل ‪ 03‬أضعاف ما سجلته سنة ‪ 2010‬فاقت ‪ 03‬مليار دج‪ ،‬ويرجع سبب هذه التغيريات يف اإليرادات لعدم‬
‫استقرار اجلانب التشريعي اخلاص ابلرسوم البيئية ونسب توزيعها اليت تعترب كتمويل للصندوق الوطين للبيئة‬

‫‪318‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫والساحل‪ .‬أما اجلدول املوايل ميثل التحصيل اجلبائي اخلاص ابلصندوق الوطين للبيئة والساحل خالل الفرتة‬
‫‪ 2012‬و ‪ 2020‬وهو كالتايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )35-4( :‬حتصيل الرسوم للصندوق الوطين للبيئة والساحل ‪( 2020-2012‬مليار ‪ /‬دج)‬

‫جمموع الرسوم ‪ /‬السنوات‬


‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪6.906.049.487‬‬ ‫‪6.421.965.406‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪7.576.302.321‬‬ ‫‪6.800.376.871‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪3.960.076.411‬‬ ‫‪8.083.011.560‬‬
‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪3.860.006.927‬‬ ‫‪3.512.641.510‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪- Davide Maradan, Blockley Jonathan, Op.cit, p 16.‬‬
‫‪- Situation des recouvrements du compte 302 -065, Fond National de L’environnement‬‬
‫‪et du littoral – 2016- 2020, La Direction des Opérations Fiscales et du Recouvrement, Direction‬‬
‫‪Générale des impôts, (2016- 2020).‬‬

‫ابلنسبة للرسوم اليت تدخل ضمن التحصيل اجلبائي اخلاص ابلسنوات ‪ 2012‬حىت ‪ ،2014‬تتعلق ابلرسم‬
‫على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‪ ،‬الرسم على الوقود‪ ،‬الرسم التحفيزي على عدم ختزين النفاايت اخلاصة‬
‫أو الصناعية‪ ،‬الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‪ ،‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم‬
‫ختزين النفاايت املتعلقة أبنشطة العالج يف املستشفيات والعيادات الطبية‪ ،‬الرسم التكميلي على املياه املستعملة‬
‫ذات التلوث الصناعي‪ ،‬الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‪ ،‬الرسم على اإلطارات املطاطية اجلديدة‬
‫املستوردة و‪/‬أو املصنوعة حمليا‪ ،‬الرسم على رفع النفاايت املنزلية‪ ،‬ابإلضافة إىل الرسم على األكياس البالستيكية إال‬
‫أن مداخيله اخلاصة هبذه السنوات الثالث غري متوفرة على مستوى املديرية العامة للضرائب‪ ،‬داللة على عدم‬
‫تسجيل التحصيل هلذا النوع من الرسوم ابلنسبة لكل والايت الوطن؛‬
‫أما ابلنسبة للسنوات ‪ 2017- 2016‬فيتعلق التحصيل جبميع الرسوم املذكورة ماعدا الرسم على رفع‬
‫النفاايت املنزلية‪ ،‬نفس الشيء ابلنسبة للرسوم اخلاصة ابلسنوات ‪ 2020- 2018‬واليت تتعلق جبميع الرسوم‬
‫املذكورة ماعدا الرسم على رفع النفاايت املنزلية والرسم على األطر املطاطية اجلديدة املستوردة و ‪/‬أو املصنوعة حمليا‬
‫حبيث مل خيصص هلذا األخري أي نسبة للصندوق الوطين للبيئة والساحل بداية من تغيريات ‪2018‬؛‬

‫‪319‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫فمن خالل اجلدول نالحظ أن اإليرادات املخصصة حلساب ‪ 302 -065‬فاقت ‪ 8‬مليار سنة ‪2017‬‬
‫وهي أكرب قيمة مت تسجيلها منذ سنة ‪ ،2000‬كما سجلت السنوات ‪ 2014- 2012‬قيم معتربة كادت‬
‫تقارب ‪ 07‬مليار دج ابلنسبة لـ ـ ‪ 2013‬و ‪ ،2014‬أما سنة ‪ 2016‬فقد سجلت هي األخرى قيمة ‪ 7.5‬مليار‬
‫دج وعلى العموم فإن السنوات من ‪ 2016 -2012‬قد سجلت مستوى دخل يرتاوح بني ‪ 6‬و ‪ 7‬مليار بسبب‬
‫االستقرار يف التشريع اجلبائي البيئي وعدم اعتماد الدولة على أي سياسة جبائية بيئية جديدة طيلة هذه الفرتة مما‬
‫أدى إىل استقرار التحصيل اجلبائي على القيم املعروضة يف اجلدول؛‬
‫أما فيما خيص السنوات ‪ 2018‬و ‪ 2020‬فإننا نالحظ من خالل اجلدول أهنا سجلت اخنفاضا ملحوظا‬
‫مبقدار النصف تقريبا أي ما يقارب نسبة ‪ % 49‬كاخنفاض لسنة ‪ 2018‬عن سنة ‪2017‬؛‬
‫ومن خالل معطيات وإحصائيات املديرية العامة للضرائب‪ ،‬يتم حتصيل الرسوم البيئية على املستوى الوطين‬
‫عن طريق املديرايت اجلهوية التابعة هلا واليت يبلغ عددها تسع مديرايت‪ ،‬تتمثل يف اجلزائر‪ ،‬سطيف‪ ،‬وهران‬
‫البليدة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬عنابة‪ ،‬الشلف‪ ،‬ورقلة‪ ،‬بشار‪ ،‬وهي بدورها تضم العديد من الوالايت‪ ،‬حبيث يوضح اجلدول‬
‫املوايل إيرادات الصندوق الوطين للبيئة والساحل خالل الفرتة ‪ 2020-2016‬للمديرايت اجلهوية‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )36-4( :‬مداخيل الصندوق الوطين للبيئة والساحل اخلاصة ابملديرايت اجلهوية للضرائب (مليون‪/‬دج)‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫املديرايت اجلهوية للضرائب‬


‫‪138.266.994‬‬ ‫‪51.448.068‬‬ ‫‪42.303.675‬‬ ‫‪64.771.252‬‬ ‫‪50.457.190‬‬ ‫اجلزائر ( وسط‪-‬شرق ‪ -‬غرب)‬
‫‪285.013.318‬‬ ‫‪210.049.066‬‬ ‫‪120.085.454‬‬ ‫‪675.623.168‬‬ ‫‪276.423.504‬‬ ‫سطيف (جباية‪ -‬بويرة‪ -‬سطيف‪-‬‬
‫مسيلة‪ -‬برج بوعريرج )‬
‫‪172.785.479‬‬ ‫‪62.912.514‬‬ ‫‪125.339.798‬‬ ‫‪396.722.840‬‬ ‫‪119.916.855‬‬ ‫وهران (سيدي بلعباس‪ -‬معسكر‪-‬‬
‫وهران ‪-‬عني متوشنت)‬
‫‪95.753.503‬‬ ‫‪65.554.835‬‬ ‫‪68.202.500‬‬ ‫‪85.213.614‬‬ ‫‪73.140.853‬‬ ‫البليدة (البليدة‪ -‬تيزي وزو‪ -‬جلفة‪-‬‬
‫مدية‪ -‬بومرداس‪ -‬بشار)‬
‫‪109.153.378‬‬ ‫‪135.521.251‬‬ ‫‪151.071.608‬‬ ‫‪179.922.689‬‬ ‫‪119.114.748‬‬ ‫قسنطينة (قسنطينة‪ -‬ابتنة –بسكرة ‪-‬‬
‫جيجل‪ -‬خنشلة ‪-‬ميلة)‬
‫‪102.623.066‬‬ ‫‪174.003.843‬‬ ‫‪136.172.115‬‬ ‫‪168.986.875‬‬ ‫‪271.815.565‬‬ ‫عنابة (عنابة سكيكدة‪ -‬أم البواقي‪-‬‬
‫تبسة‪-‬قاملة ‪-‬سوق أهراس الطارف)‬
‫‪79.497.186‬‬ ‫‪81.573.666‬‬ ‫‪58.804.385‬‬ ‫‪101.419.679‬‬ ‫‪112.439.615‬‬ ‫الشلف (تيارت – مستغامن‪-‬‬
‫تيسمسيلت‪-‬عني الدفلة‪ -‬غليزان)‬
‫‪207.273.753‬‬ ‫‪138.161.856‬‬ ‫‪216.872.516‬‬ ‫‪299.100.517‬‬ ‫‪342.539.777‬‬ ‫ورقلة (لغواط‪ -‬متنراست‪ -‬ورقلة‪-‬‬
‫إليزي‪ -‬الواد‪ -‬عنابة)‬
‫‪37.698.251‬‬ ‫‪20.634.158‬‬ ‫‪11.597.908‬‬ ‫‪16.030.745‬‬ ‫‪14.364.238‬‬ ‫بشار (أدرار‪ -‬بشار‪ -‬البيض‪-‬‬
‫تندوف‪ -‬نعامة)‬

‫‪Source : Situation des recouvrements du compte 302 -065, Fond National de L’environnement et du‬‬
‫‪littoral – 2016- 2020, Op .cit.‬‬

‫‪320‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫من خالل اجلدول نستنتج مايلي‪:‬‬


‫‪ -‬مجيع اإليرادات اخلاصة ابملديرايت اجلهوية للضرائب املخصصة حلساب ‪ 302-065‬واملتعلقة ابلصندوق‬
‫الوطين للبيئة والساحل قد اخنفضت سنة ‪ 2018‬إىل نصف اإليرادات احملصل عليها تقريبا سنيت ‪2016‬‬
‫و‪ 2017‬وخنص ابلذكر املديرية اجلهوية للضرائب ابلشلف سنة ‪( 2017‬من ‪ 101‬مليون دج إىل ‪ 58‬مليون‬
‫دج)‪ ،‬أو أقل خبمس مرات عن اإليرادات احملصلة سنة ‪ 2017‬وهي املديرية اجلهوية التابعة لسطيف (من ‪675‬‬
‫مليون دج إىل ‪ 120‬مليون دج)‪ ،‬وإىل ‪ 03‬مرات أقل عن اإليراد احملصل لسنة ‪ 2017‬ملديرية وهران ( من ‪396‬‬
‫مليون دج إىل ‪ 125‬مليون دج)‪ ،‬بينما مل تتأثر املديرايت اجلهوية األخرى بشكل كبري خاصة‪ :‬مديرية بشار (أكثر‬
‫من ‪ 16‬مليون دج إىل ‪ 11‬مليون دج سنة ‪ ،)2018‬مديرية ورقلة (من ‪ 299‬مليون دج إىل ‪ 216‬مليون دج‬
‫سنة ‪ ،)2018‬مديرية قسنطينة ( من ‪ 179‬مليون إىل ‪ 151‬مليون)‪ ،‬وذلك كنتيجة للتعديالت املصاحبة لسنة‬
‫‪ 2018‬واليت مست جل الرسوم البيئية املخصصة لتمويل الصندوق؛‬
‫‪-‬ابلنسبة ل ـ ـ ‪ :2016‬حققت املديرية اجلهوية للضرائب لورقلة أكرب إيراد بقيمة فاقت ‪ 342‬مليون دج‪ ،‬تليها‬
‫املديرية اجلهوية لسطيف ب ــأكثر من ‪ 276‬مليون دج ‪ ،‬أما املرتبة الثالثة فهي للمديرية اجلهوية للضرائب لعنابة‬
‫حبيث فاقت ‪ 271‬مليون دج‪ ،‬مث كل من مديرية وهران‪ ،‬ومديرية قسنطينة بقيمة فاقت ‪ 119‬مليون دج لكل‬
‫منهما‪ ،‬مث مديرية الشلف اليت سجلت ‪ 112‬مليون دج هلذه السنة‪ ،‬أما يف املراتب األخرية جند كل من مديرية‬
‫البليدة ب ـ ـ ـ ‪ 73‬مليون دج‪ ،‬مث مديرية اجلزائر ب ـ ـ ‪ 50‬مليون دج‪ ،‬و أخريا مديرية بشار يف املرتبة التاسعة بـ ـ ـ ‪14‬‬
‫مليون دج؛‬

‫‪-‬ابلنسبة لسنة ‪ :2017‬احتلت املديرية اجلهوية للضرائب بسطيف املرتبة األوىل‪ ،‬سجلت أكثر من ‪ 675‬مليون‬
‫دج كإيراد للرسوم البيئية‪ ،‬وهي أعلى قيمة سجلت هلذه املديرية خالل الفرتة ‪ ،2020- 2016‬تليها املديرية‬
‫اجلهوية لوهران‪ ،‬حققت إيرادا متثل يف أكثر من ‪ 396‬مليون دج‪ ،‬مث املديرية اجلهوية لورقلة احتلت سنة ‪2016‬‬
‫املرتبة األوىل واليت تراجعت للمرتبة الثالثة سنة ‪ ،2017‬سجلت قيمة ‪ 299‬مليون كإيراد من جمموع‬
‫اإليرادات‪،‬كما أن املديرايت اجلهوية للضرائب األخرى سجلت إيرادات أكثر من ‪ 100‬مليون متثلت يف كل من‬
‫قسنطينة‪ ،‬عنابة‪ ،‬الشلف‪ ،‬أما املديرية اجلهوية لبشار سجلت آخر مرتبة لسنة ‪ 2017‬بقيمة ‪ 16‬مليون‪ ،‬بنسبة‬
‫‪ %0.19‬من اإليرادات اإلمجالية‪ ،‬وهي أصغر نسبة سجلتها مديرية بشار ضمن ابقي املديرايت؛‬

‫‪ -‬ابلنسبة لسنة ‪ :2018‬احتلت املديرية اجلهوية لورقلة املرتبة األوىل بقيمة ‪ 216‬مليون دج‪ ،‬سجلت تراجعا‬
‫مستمرا خالل السنوات الثالث ‪ 2016‬و ‪ ،2018 ،2017‬تليها املديرية اجلهوية لقسنطينة سجلت ‪151‬‬
‫مليون كإيراد‪ ،‬مث املديرية اجلهوية لعنابة يف املرتبة الثالثة مببلغ ‪ 136‬مليون‪ ،‬بعدما كانت يف املرتبة اخلامسة سنة‬
‫‪ ،2017‬كما حققت املديرايت األخرى أكثر من ‪ 100‬مليون دج كإيراد واليت تتمثل يف مديرية وهران‪ ،‬ومديرية‬
‫سطيف‪ ،‬أما املديرايت التابعة لكل من الشلف‪ ،‬اجلزائر والبليدة جند أهنا حققت أقل من ‪ 100‬مليون (‪– 58‬‬
‫‪321‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪ 68 -42‬مليون دج) على التوايل‪ ،‬ومن جهة أخرى احتلت بشار مثل السنوات السابقة املرتبة األخرية بنسبة‬
‫‪ %0.29‬من جمموع اإليرادات سجلت ‪ 11.597.908‬دج وهي أقل قيمة مت تسجيلها مقارنة ابملديرايت‬
‫اجلهوية األخرى للسنوات ‪2020 -2016‬؛‬

‫‪ -‬ابلنسبة لسنة ‪ :2019‬احتلت سطيف املرتبة األوىل متقدمة أبربع مراتب عن سنة ‪ 2018‬مببلغ فاق ‪210‬‬
‫مليون دج‪ ،‬تليها كل من عنابة‪ ،‬ورقلة و قسنطينة مببالغ فاقت ‪ 100‬مليون دج‪ ،‬ابإلضافة إىل حتقيق كل من‬
‫مديرية الشلف‪ ،‬البليدة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬وهران إيرادات فاقت ‪ 50‬مليون‪ ،‬بينما احتلت املديرية اجلهوية للضرائب التابعة‬
‫للجزائر ولبشار املراتب األخرية‪ ،‬حققت بشار ‪ 20‬مليون كإيراد؛‬

‫‪-‬ابلنسبة لسنة ‪ :2020‬حققت املديرية اجلهوية لسطيف لسنتني متتاليتني املرتبة األوىل بقيمة ‪ 285‬مليون وهي‬
‫أعلى قيمة مقارنة ابملديرايت األخرى‪ ،‬تليها مديرية ورقلة بنسبة ‪ % 22.05‬مببلغ ‪ 207‬مليون دج‪ ،‬مث كل من‬
‫مديرية وهران‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬عنابة إبيرادات فاقت ‪ 100‬مليون دج‪ 102 -109 ،138 ،172( ،‬مليون‬
‫دج) على التوايل‪ ،‬أما املديرايت اجلهوية للضرائب التابعة لكل من الشلف‪ ،‬البليدة‪ ،‬بشار حتتل املراتب الثالث‬
‫األخرية حمققة بذلك (‪ 37 -49 -95‬مليون دج) على التوايل حبيث جند أن أصغر قيمة لسنة ‪ 2020‬متثلت يف‬
‫‪ 37.698.251‬دج وبتسجيلها هلذه القيمة احتلت املديرية اجلهوية لبشار املرتبة األخرية مقارنة ابملديرايت‬
‫اجلهوية للضرائب؛‬

‫‪ -‬تعد قيمة ‪ 11.597.908‬دج أضعف إيراد مت تسجيله للمديرية اجلهوية لبشار لسنة ‪ ،2018‬وقيمة‬
‫‪ 675.623.168‬دج أكرب إيراد مت تسجيلها لسنة ‪ 2017‬من طرف املديرية اجلهوية للضرائب لسطيف وذلك‬
‫خالل الفرتة ‪.2020 -2016‬‬

‫أما فيما خيص الوالايت التابعة للمديرايت اجلهوية للضرائب واليت حققت بدورها أعلى إيراد خالل الفرتة‬
‫‪ 2020 -2016‬نعرضها يف اجلدول املوايل‪:‬‬

‫‪322‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫جدول رقم‪ )37-4( :‬اإليرادات اخلاصة ابلوالايت التابعة للمديرايت اجلهوية للضرائب األكثر حتصيال‬
‫خالل الفرتة ‪2020-2018‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫الوالايت‬ ‫‪DRI‬‬


‫‪15.954.595‬‬ ‫‪30.158.733‬‬ ‫‪31.158.903‬‬ ‫اجلزائر‪:‬‬ ‫اجلزائر‬
‫‪114.149.298‬‬ ‫‪18.884.542‬‬ ‫‪351.418‬‬ ‫شرق‬
‫‪8.163.101‬‬ ‫‪2.404.793‬‬ ‫‪10.793.355‬‬ ‫وسط‬
‫غرب‬
‫‪138.266.994‬‬ ‫‪51.448.068‬‬ ‫‪42.303.675‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪116.022.614‬‬ ‫‪137.985.125‬‬ ‫‪61.954.122‬‬ ‫جباية‬ ‫سطيف‬
‫‪74.209.178‬‬ ‫‪20.706.685‬‬ ‫‪23.449.464‬‬ ‫مسيلة‬
‫‪67.006.599‬‬ ‫‪25.510.037‬‬ ‫‪13.983.151‬‬ ‫سطيف‬
‫‪42.695.750‬‬ ‫‪41.801.512‬‬ ‫‪88.488.346‬‬ ‫وهران‬ ‫وهران‬
‫‪97.501.012‬‬ ‫‪12.794.146‬‬ ‫‪18.200.207‬‬ ‫معسكر‬
‫‪6.880.140‬‬ ‫ع‬
‫‪20.507.611‬‬ ‫‪2.740.297‬‬ ‫متوشنت‬
‫تلمسان‬
‫‪19.613.979‬‬ ‫‪22.646.780‬‬ ‫تيزي وزو‬ ‫البليدة‬
‫‪16.999.971‬‬ ‫‪18.391.899‬‬ ‫‪13.158.354‬‬ ‫البليدة‬
‫‪13.516.871‬‬ ‫‪15.788.031‬‬ ‫بومرداس‬
‫‪11.984.909‬‬ ‫تيبازة‬
‫‪37.238.977‬‬ ‫املدية‬
‫‪51.943.340‬‬ ‫‪29.119.205‬‬ ‫‪23.992.623‬‬ ‫ابتنة‬ ‫قسنطينة‬
‫‪51.688.139‬‬ ‫‪70.932.64‬‬ ‫جيجل‬
‫‪33.877.822‬‬ ‫‪30.411.281‬‬ ‫قسنطينة‬
‫‪24.591.971‬‬ ‫ميلة‬
‫‪12.397.110‬‬ ‫بسكرة‬
‫‪-‬‬ ‫‪81.067.943‬‬ ‫‪76.861.937‬‬ ‫سكيكدة‬ ‫عنابة‬
‫‪25.147.462‬‬ ‫‪55.814.213‬‬ ‫‪27.655.072‬‬ ‫عنابة‬
‫‪21.421.171‬‬ ‫‪18.420.396‬‬ ‫‪11.022.202‬‬ ‫تبسة‬
‫‪18.185.729‬‬ ‫الطارف‬
‫‪22.615.086‬‬ ‫‪24.392.693‬‬ ‫‪16.672.063‬‬ ‫الشلف‬ ‫الشلف‬
‫‪13.854.252‬‬ ‫‪16.699.656‬‬ ‫‪12.962.857‬‬ ‫تيارت‬

‫‪323‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪15.343.657‬‬ ‫‪10.045.843‬‬ ‫مستغامن‬


‫‪20.508.527‬‬ ‫عني‬
‫الدفلى‬
‫‪66.916.492‬‬ ‫‪41.593.463‬‬ ‫‪154.842.169‬‬ ‫ورقلة‬ ‫ورقلة‬
‫‪76.482.040‬‬ ‫‪64.161.402‬‬ ‫‪54.729.446‬‬ ‫إليزي‬
‫‪38.086.680‬‬ ‫‪24.387.115‬‬ ‫لغواط‬
‫‪7.658.727‬‬ ‫‪5.453.505‬‬ ‫‪4.956.471‬‬ ‫النعامة‬ ‫بشار‬
‫‪7.091.106‬‬ ‫‪3.667.915‬‬ ‫تندوف‬
‫‪10.852.463‬‬ ‫‪4.367.328‬‬ ‫‪4.367.328‬‬ ‫أدرار‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على واثئق مقدمة من املديرية العامة للضرائب‪.‬‬

‫أما ابلنسبة للوالايت نالحظ من خالل اجلدول مايلي‪:‬‬


‫‪ -‬ابلنسبة لسنة ‪ :2018‬سجلت والية ورقلة أعلى إيراد يف اجلزائر بقيمة ‪ 154.842.169‬دج معتمدة يف‬
‫ذلك على رمسني مها‪ :‬الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية ب ـ ـ ـ ‪ 57.945.954‬دج والرسم التحفيزي للتشجيع‬
‫على عدم ختزين النفاايت اخلاصة و ‪/‬أو اخلطرية بـ ـ ـ ـ ‪ 96.896.215‬دج فقط دون تسجيل حتصيل أي إيراد‬
‫لرسوم أخرى؛ تليها والية وهران (شرق وغرب) بتسجيل قيمة ‪ 88.488.346‬دج واليت متيزت خالل هذه‬
‫السنة عن ابقي الوالايت حسب املديرية العامة للضرائب بتحصيل مجيع الرسوم اليت متول الصندوق الوطين للبيئة‬
‫والساحل‪ ،‬إال أهنا حمدودة وهي كالتايل‪ :‬احتل الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت اخلاصة‬
‫و ‪/‬أو اخلطرية املرتبة األوىل مقارنة ابلرسوم األخرى بقيمة ‪ 42.769.521‬دج‪ ،‬يليه الرسم على الزيوت‬
‫والشحوم وحتضري الشحوم بـ ـ ـ ‪ 23.788.709‬دج‪ ،‬والرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية بقيمة‬
‫‪ ،21.279.309‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت اليت تتعلق أبنشطة العالج اخلاص‬
‫ابملستشفيات و العيادات الطبية بـ ـ ـ ‪ 240.000‬دج‪ ،‬الرسم على الوقود ‪ 189.111‬دج‪ ،‬والرسم على التلوث‬
‫اجلوي ذي املصدر الصناعي بقيمة ‪ 144.000‬دج‪ ،‬الرسم على األكياس البالستكية ب ـ ـ ‪ 57.295‬دج‪ ،‬وأخريا‬
‫الرسم على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي بقيمة ‪ 20.400‬دج؛‬
‫أما يف املرتبة الثالثة‪ :‬والية جيجل اليت حققت إيرادا للصندوق بقيمة ‪ 70.932.647‬دج‪ ،‬حبيث سجل‬
‫الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية أكرب قيمة ‪40.346.013‬‬
‫دج واث ين أكرب رسم للوالية يتمثل يف الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية ب ـ ـ ـ ‪ 24.503.498‬دج يليه اثلثا‬
‫الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي بـ ـ ‪ 4.688.813‬دج؛ و ‪ 1.388.261‬دج كإيراد‬
‫للرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‪ ،‬و‪ 6.062‬دج للرسم على األكياس البالستيكية‪،‬‬
‫ويف املقابل عدم تسجيل إيرادات لرسوم أخرى كالرسم على الوقود‪ ،‬الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم؛‬
‫‪324‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫أما ابلنسبة للوالايت األخرى واليت حققت إيرادا أكرب من ‪ 50‬مليون تتمثل يف كل من سكيكدة‪ ،‬جباية‬
‫وإليزي‪ ،‬بينما ترتاوح إيرادات الصندوق بني ‪ 10‬مليون و أقل من ‪ 50‬مليون لكل من اجلزائر‪ ،‬مسيلة‪ ،‬سطيف‬
‫معسكر‪ ،‬البليدة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ابتنة‪ ،‬تيارت‪ ،‬مستغامن‪ ،‬تبسة أما الوالايت املتبقية حققت مداخيل ما‬
‫يقارب ‪ 07‬مليون‪ ،‬كما تعترب قيمة ‪ 698.542‬دج أقل إيراد مت حتقيقه خالل سنة ‪ 2018‬واخلاص بوالية‬
‫متنراست‪ ،‬وذلك حسب إحصائيات املديرية العامة للضرائب؛‬
‫‪ -‬ابلنسبة لسنة ‪ :2019‬سجلت جباية أكرب إيراد مقارنة ابلوالايت األخرى بقيمة ‪ 137.985.125‬دج‬
‫حبيث تتمثل إيراداهتا يف الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية والرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين‬
‫النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية اليت تشكل أكرب إيرادات الوالية بقيمة ‪ 31.063.541‬د ج‬
‫و ‪ 106.921.584‬دج على التوايل فقط دون تسجيل إيرادات لرسوم أخرى‪ ،‬تليها والية سكيكدة‬
‫ب ـ ـ ‪ 81.067.943‬دج حبيث متثلت الرسوم البيئية احملصلة يف كل من الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪ 202.416 .29‬دج‪ ،‬والرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية‬
‫بقيمة ‪ 49.482.175‬دج ‪ ،‬مث الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي بـ ـ ـ ‪ 900.000‬دج‬
‫والرسم على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي بقيمة ‪ 1.483.352‬دج‪ ،‬بينما مل تسجل الرسوم األخرى أي‬
‫إيراد يذكر؛‬
‫بينما احتلت إليزي املرتبة الثالثة لنفس السنة مسجلة بذلك ‪ 64.161.402‬دج ‪ ،‬حبيث تتمثل الرسوم‬
‫احملصلة فقط يف‪ :‬أوال الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية بقيمة ‪ 144.225 .29‬دج ‪ ،‬اثنيا‪ :‬الرسم التحفيزي‬
‫للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و ‪/‬أو اخلطرية ‪ 33.811.990‬دج ‪ ،‬اثلثا‪ :‬الرسم‬
‫التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي بقيمة ‪ 205.186‬دج‪ ،‬بينما حققت والايت أخرى إيرادا‬
‫أكرب من ‪ 50‬مليون واليت تتمثل يف اجلزائر‪ ،‬جيجل‪ ،‬عنابة حبيث ميثل كل من الرسم على األنشطة امللوثة‬
‫أو اخلطرية والرسم للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية األكثر إيرادا ابلنسبة‬
‫للوالايت املذكورة‪ ،‬كما حققت عني متوشنت أقل إيرادا لسنة ‪ 2019‬بقيمة ‪ 701.810‬دج يتعلق فقط ابلرسم‬
‫على األنشطة امللوثة أو اخلطرية؛‬
‫‪-‬أما ابلنسبة لسنة ‪ :2020‬حققت اجلزائر العاصمة أكرب إيرادا بقيمة ‪ 138.266.994‬دج حبيث تتمثل‬
‫إيراداهتا يف الرسوم التالية‪ :‬الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‪ ،‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين‬
‫النفاايت الصنا عية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية‪ ،‬الرسم على الوقود والرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر‬
‫الصناعي‪ ،‬تليها والية جباية بقيمة ‪ 116.022.614‬دج كإيراد واعتبارها بذلك اثين والية بعد اجلزائر‪ ،‬حبيث‬
‫متثلت إيراداهتا يف الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية بقيمة ‪ 20.061.393‬دج والرسم التحفيزي على عدم‬
‫ختزين النفاايت اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية بقيمة ‪ 95.961.221‬دج‪ ،‬اثلثا‪ :‬والية إليزي اليت ارتفعت إيراداهتا عن‬
‫السنوات السابقة حبيث سجلت ‪ 76.482.040‬دج كتحصيل إليرادات الصندوق لسنة ‪ ،2020‬متثلت يف‪:‬‬
‫‪325‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫الرسم على الوقود بـ ـ ـ ‪ 438.101‬دج‪ ،‬الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية بـ ـ ـ ‪ 41.711.748‬دج والرسم‬
‫التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية بقيمة ‪ 34.193.646‬دج ‪ ،‬الرسم‬
‫على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي ‪ 138.545‬دج‪ ،‬يف حني سجلت والية خنشلة أقل إيرادا بقيمة‬
‫‪ 378.778‬دج ميثل فقط ابلنسبة للرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‪ .‬أما ابلنسبة للرسوم البيئية واليت تعترب‬
‫أكثر إيرادا للفرتة ‪:2014-2012‬‬

‫جدول رقم‪ )38-4( :‬الرسوم البيئية األكثر إيرادا يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2014- 2012‬‬

‫املبال‬ ‫السنوات ‪ /‬الرسوم‬


‫‪2012‬‬
‫‪3.765.691.132‬‬ ‫‪-1‬الرسم على الوقود‬
‫‪1.268.286.832‬‬ ‫‪-2‬الرسم على الزيوت والشحوم‪ ،‬وحتضري الشحوم‬
‫‪673.211.299‬‬ ‫‪ -3‬الرسم على النشاطات امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪412.796.043‬‬ ‫‪ -4‬رسم رفع النفاايت (القمامات) املنزلية‬
‫‪269.697.686‬‬ ‫‪ -5‬الرسم التحفيزي على عدم ختزين النفاايت ذات املصدر الصناعي‬
‫‪28.008.413‬‬ ‫‪ -6‬الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬
‫‪2013‬‬
‫‪3.898.695.506‬‬ ‫‪ -1‬الرسم على الوقود‬
‫‪1.720.318.222‬‬ ‫‪ -2‬الرسم على الزيوت والتشحيم‪ ،‬وحتضري الشحوم‬
‫‪731.928.506‬‬ ‫‪ -3‬الرسم على النشاطات امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪307.062.620‬‬ ‫‪ -4‬رسم رفع النفاايت املنزلية‬
‫‪199.400.355‬‬ ‫‪ -5‬الرسم التحفيزي على عدم ختزين النفاايت ذات املصدر الصناعي‬
‫‪42.380.141‬‬ ‫‪ -6‬الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬
‫‪2014‬‬
‫‪3.998.320.228‬‬ ‫‪ -1‬الرسم على الوقود‬
‫‪1.402.151.374‬‬ ‫‪ -2‬الرسم على الزيوت والتشحيم‪ ،‬وحتضري الشحوم‬
‫‪870.969.430‬‬ ‫‪ -3‬الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪321.024.184‬‬ ‫‪-4‬رسم رفع النفاايت املنزلية‬
‫‪165.982.408‬‬ ‫‪ -5‬الرسم التحفيزي على عدم ختزين النفاايت ذات املصدر الصناعي‬
‫‪35.940.106‬‬ ‫‪ -6‬الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬

‫‪Source: Davide Maradan, Blockley Jonathan, Op.cit, p 16.‬‬

‫‪326‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫من خالل اجلدول نستنتج مايلي‪:‬‬


‫‪ -‬ميثل الرسم على الوقود أهم اإليرادات اخلاصة ابلسنوات ‪ ،2014 -2013 -2012‬وهو يف ارتفاع مستمر‬
‫خالل هذه الفرتة‪ ،‬حبيث فاق ‪ 3.7‬مليار دج سنة ‪ ،2012‬و ‪ 3.8‬مليار سنة ‪ ،2013‬أما ابلنسبة لـ ـ ‪2014‬‬
‫اقرتبت إيراداته من ‪ 04‬مليار دج‪ ،‬فالربغم من حتصيل الصندوق لنصف مداخيل هذا الرسم أي ‪ %50‬فقط إال‬
‫أن نسبة إيراداته كبرية مقارنة ابلرسوم األخرى‪ ،‬حبيث متثل ‪ %58.63‬لسنة ‪ ،2012‬و‪ %56.45‬لسنة‬
‫‪ ،2013‬و‪ %58.79‬لسنة ‪ ،2014‬أي أكثر من ‪ %50‬كإيراد من الرسم على الوقود فقط من اإليرادات‬
‫العامة للصندوق الوطين للبيئة والساحل؛‬
‫‪ -‬يعد الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم اثين أكرب إيراد للصندوق بعد الرسم على الوقود‪ ،‬حبيث فاق‬
‫إيراده ‪ 1.2‬مليار دج سنة ‪ 2012‬بنسبة ‪ % 19.74‬من جمموع إيرادات الصندوق‪ ،‬ومع ارتفاع استعمال‬
‫الزيوت صاحبه ذلك ارتفاع يف اإليرادات اخلاصة ابلرسم لسنة ‪ 2013‬إىل ‪ 1.7‬مليار دج‪ ،‬أي بنسبة ‪%24.91‬‬
‫وهي أعلى نسبة سجلها الرسم خالل الفرتة ‪ ،2014-2012‬كما مت حتقيق نسبة ‪ %20.61‬لسنة ‪ 2014‬أي‬
‫ما يقابله ‪ 1.4‬مليار دج؛‬
‫‪ -‬يعد الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية اثلث أكرب إيراد للفرتة ‪ ،2014-2012‬فخالل هذه الفرتة‬
‫خصصت إيراداته كليا إىل الصندوق الوطين للبيئة والساحل أي بنسبة ‪ ،%100‬فالربغم من ذلك إال أهنا ضعيفة‬
‫جدا مقارنة حبجم النفاايت امللوثة واخلطرية أو السامة أو حىت القابلة لالنفجار واملنتشرة يف املؤسسات الصناعية‬
‫سواء اليت ختضع للتصريح أو لسلطة الوايل أو الوزير أو حىت لسلطة اجمللس الوطين الشعيب؛‬

‫‪ -‬ميثل الرسم على رفع النفاايت املنزلية نسبة ‪ %6.42‬من جمموع اإليرادات اخلاصة ابلصندوق الوطين للبيئة‬
‫والساحل لسنة ‪ ،2012‬مقابل ‪ %4.44‬و ‪ %4.72‬من جمموع اإليرادات لسنيت ‪ 2013‬و ‪ ،2014‬حبيث مت‬
‫حتصيل ما يفوق ‪ 412‬مليون دج لسنة ‪ ،2012‬أما ابلنسبة لسنيت ‪ 2013‬و ‪ 2014‬مت حتصيل ‪307‬‬
‫و‪ 321‬مليون دج على التوايل‪ ،‬إال أن نسبة التحصيل تبقى ضعيفة جدا مقارنة حبجم النفاايت الذي يعرف تزايدا‬
‫مستمرا‪ ،‬وهو ما مت التطرق إليه يف املبحث األول‪ ،‬حبيث مت تسجيل ‪ 11‬مليون طن خالل سنة ‪ ،2014‬وحوايل‬
‫‪ 13‬مليون طن سنة ‪ ،2013‬أما ابلنسبة لسنة ‪ 2016‬مت تسجيل ‪ %10‬من احلجم اإلمجايل السنوي للنفاايت‬
‫الذي يقدر بـ ـ ـ ‪ 13.5‬مليون طن‪ ،‬وابملقارنة مع هذه اإلحصائيات جند أن اإليرادات املخصصة للصندوق‪ ،‬واليت‬
‫مت حتصيلها ال تتناسب مع حجم النفاايت؛‬
‫‪ -‬ال حتصل الرسوم األخرى واملتمثلة يف الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت ذات املصدر‬
‫الصناعي‪ ،‬والرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي أي إيرادات مهمة مثل ما يتم حتصيله من‬
‫الرسم على الوقود والرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم للصندوق‪ ،‬حبيث حقق الرسم األول ما قيمته‬
‫‪ 269‬مليون دج سنة ‪ ،2012‬و ‪ 199‬مليون دج سنة ‪ ،2013‬وما قيمته ‪ 165‬مليون دج سنة ‪ ،2014‬أما‬

‫‪327‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫الرسم الثاين اخلاص ابلتلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي فال حيصل كذلك إيرادات كبرية ابلرغم من تطور حجم‬
‫االنبعااثت الغازية يف اجلزائر خاصة اثين أكسيد الكربون املنبعث من إنتاج الطاقة‪ ،‬ونشاط املؤسسات الصناعية‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ختصيص نسبة ‪ %50‬فقط من جمموع إيرادات هذا الرسم للصندوق‪ ،‬إال أن مداخيله‬
‫تبقى ضعيفة (‪ 35-42 -28‬مليون دج) على التوايل للفرتة ‪2014-2012‬؛‬
‫من خالل اجلدول نالحظ أنه ابلرغم من الرسوم املذكورة إال أهنا ال متثل مجيع الرسوم البيئية املطبقة يف اجلزائر‬
‫واليت مت عرضها سابقا‪ ،‬يف حني تبقى إيرادات الرسوم األخرى غري متوفرة على مستوى املديرية العامة للضرائب‬
‫مثل الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‪ ،‬الرسم على اإلطارات املطاطية اجلديدة املستوردة‬
‫و‪/‬أو املصنوعة حمليا‪ ،‬الرسم على األكياس البالستيكية‪...‬؛ للفرتة ‪ ،2014-2012‬أما اجلدول املوايل فيمثل‬
‫الرسوم البيئية األكثر إيرادا‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )39-4( :‬الرسوم البيئية األكثر إيرادا يف اجلزائر خالل الفرتة ‪2020- 2016‬‬
‫املبال ‪ /‬السنوات‬ ‫الرسوم‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪4.621.965.796‬‬ ‫‪4.168.382.843‬‬ ‫الرسم على الوقود‬
‫‪1.482.755.679‬‬ ‫‪2.009.332.081‬‬ ‫الرسم على الزيوت والتشحيم وحتضري الشحوم‬
‫‪1.010.276.814‬‬ ‫‪900.038.950‬‬ ‫الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪863.694.023‬‬ ‫‪447.632.290‬‬ ‫الرسم التحفيزي على عدم ختزين النفاايت ذات املصدر الصناعي‬
‫‪89.997.702‬‬ ‫‪46.347.517‬‬ ‫الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪1.893.567.627‬‬ ‫‪2.310.466.220‬‬ ‫الرسم على الوقود‬
‫‪706.697.185‬‬ ‫‪709.985.587‬‬ ‫الرسم على الزيوت والتشحيم وحتضري الشحوم‬
‫‪605.107.374‬‬ ‫‪534.317.182‬‬ ‫الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪271.145.659‬‬ ‫‪343.002.022‬‬ ‫الرسم التحفيزي على عدم ختزين النفاايت ذات املصدر الصناعي‬
‫‪29.895.587‬‬ ‫‪54.842.188‬‬ ‫الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬
‫‪2020‬‬
‫‪1.972.168.308‬‬ ‫الرسم على الوقود‬
‫‪1.015.520.325‬‬ ‫الرسم على الزيوت والتشحيم وحتضري الشحوم‬
‫‪684.716.288‬‬ ‫الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪160.119.400‬‬ ‫الرسم التحفيزي على عدم ختزين النفاايت ذات املصدر الصناعي‬
‫‪15.875.379‬‬ ‫الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬

‫– ‪Source: Situation des recouvrements du compte 302 -065, Fond National de L’environnement et du littoral‬‬
‫‪2016- 2020, Op.cit.‬‬

‫‪328‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫ميثل الرسم على الوقود أكثر الرسوم إيرادا فاق ‪ 04‬ماليري دج من جمموع إيرادات الصندوق الوطين للبيئة‬
‫والساحل‪ ،‬حبيث سجل هذا الرسم نسبة ‪ %55‬جملموع إيرادات الصندوق لسنة ‪ ،2016‬مقابل ‪%57.18‬‬
‫لسنة ‪ ،2017‬أي ‪ 4.1‬مليار دج و ‪ 4.6‬مليار دج‪ ،‬وهذا راجع الرتفاع أسعار الوقود يف احملطات خاصة وأنه‬
‫عرف ارتفاعا ملحوظا خالل السنتني ‪ 2016‬و ‪ 2017‬حبيث ارتفع سعر البنزين العادي من ‪ 28.45‬دج إىل‬
‫‪ 32.69‬دج‪ ،‬وارتفع البنزين املمتاز من ‪ 31.42‬دج إىل ‪ 35.72‬دج كما سجل البنزين بدون رصاص ارتفاعا‬
‫يف السعر من ‪ 31.02‬دج إىل ‪ 35.33‬دج‪ ،‬وهو ما يوضحه اجلدول التايل‪:‬‬

‫جدول رقم‪ )40-4( :‬أسعار الوقود يف احملطات خالل (‪)2017-2016‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫األنواع ‪/‬السنوات‬


‫‪32.69‬‬ ‫‪28.45‬‬ ‫البنزين العادي‬
‫‪35.72‬‬ ‫‪31.42‬‬ ‫البنزين املمتاز‬
‫‪35.33‬‬ ‫‪31.02‬‬ ‫بنزين بدون رصاص‬
‫‪20.42‬‬ ‫‪18.076‬‬ ‫الغازويل‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪-2016: Prix des produits pétroliers à la pompe en vigueur à partir du 1 er janvier 2016, Autorité‬‬
‫‪de Régulation des hydrocarbures, Ministère de L’Energie,‬‬
‫‪Disponible sur : http://www.arh.gov.dz/pdf/prix_carburants_2016.pdf Page consulté le:10/05/2021‬‬
‫‪- 2017 : Prix de vente des carburants à la pompe à compter du 1er janvier 2017 sur tout le‬‬
‫‪territoire national, Autorité de Régulation des hydrocarbures, Ministère de L’Energie,‬‬
‫‪Disponible sur :‬‬
‫‪http://www.arh.gov.dz/pdf/prix_carburants_2017.pdf Page consulté le: 10/05/2021.‬‬

‫كما حيت ل الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم مركزا مهما من انحية متويل اإليرادات اخلاصة‬
‫ابلصندوق الوطين للبيئة والساحل‪ ،‬حبيث ميثل نسبة ‪ %26.52‬و ‪ %18.34‬من جمموع إيراداته حمققا بذلك‬
‫مبلغ ‪ 2‬مليار ابلنسبة لسنة ‪ 2016‬و‪ 1.4‬مليار لسنة ‪ ،2017‬يليه الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية بنسبة‬
‫‪ %11.87‬و‪ %12.49‬من جمموع إيرادات الصندوق (‪ ،)2017-2016‬وهو ما ميثل أكثر من ‪ 900‬مليون‬
‫لسنة ‪ 2016‬و مليار لسنة ‪ ،2017‬أما يف املرتبة الرابعة الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت‬
‫ذات املصدر الصناعي اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية‪ ،‬متثل نسبة ‪ % 5.90‬ابلنسبة لسنة ‪ 2016‬مع تسجيل ارتفاع‬
‫لسنة ‪ 2017‬ب ـ ـ ‪ %10.68‬جملموع اإليرادات حمققا بذلك أكثر من ‪ 863‬مليون دج لسنة ‪ 2017‬مقارنة بـ ـ‬
‫‪ 447‬مليون دج لسنة ‪ 2016‬أي زايدة تقريبا بنصف ما مت حتصيله لسنة ‪ ،2016‬وأخريا الرسم التكميلي على‬
‫التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي الذي ال يشكل بدوره إيرادا مهما ابلنسبة للصندوق حبيث سجل ‪ 46‬مليون‬

‫‪329‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫دج لسنة ‪ 2016‬مقارنة ب ـ ـ ‪ 89‬مليون دج لسنة ‪ ،2017‬بنسبة ضعيفة جدا ‪ %0.61‬لسنة ‪2016‬‬
‫و‪ %1.11‬لسنة ‪ 2017‬من جمموع إيرادات الصندوق؛‬
‫أما ابلنسبة لسنة ‪ 2018‬فقد عرفت هذه السنة تعديالت تتعلق ابجلباية البيئية مت التطرق إليها سابقا‪ ،‬هذه‬
‫التعديالت سامهت بشكل كبري يف اخنفاض مستوى اإليرادات للسنوات ‪ 2020- 2018‬خاصة وأن نسب‬
‫توزيع الرسوم اليت تتعلق بتمويل الصندوق قد اخنفضت بشكل كبري سنة ‪ 2018‬وهو ما أدى إىل اخنفاض الرسم‬
‫على الوقود وما مت حتصيله خالل ‪ 2017- 2016‬من ‪ 04‬مليار إىل ‪ 02‬مليار سنة ‪2018‬‬
‫و ‪ 01‬مليار لكل من ‪ 2019‬و ‪ ، 2020‬أما فيما خيص استهالك الوقود فله عالقة مباشرة ابرتفاع أو اخنفاض‬
‫الرسم على الوقود حبيث مت تسجيل اخنفاض يف استهالكه سنة ‪ 2019‬عن ‪ 2018‬بنسبة ‪ %0.5‬أي أبقل عن‬
‫‪ 20‬كيلو طن‪ ،‬وتسجيل كذلك اخنفاض لسنة ‪ 2018‬عن ‪ 2017‬بنسبة ‪ %5.1‬أي بكمية ‪ 227‬كيلو طن‬
‫عن سنة ‪ ،2017‬وتسجيل اخنفاض يف استهالك الغازويل بنسبة ‪ % 16‬لسنة ‪ 2016‬مقارنة بسنة ‪2015‬‬
‫بكمية قدرت بـ ـ ـ ‪ 278‬كيلو طن لسنة ‪ .2016‬وهو ما ميثله اجلدول املوايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )41-4( :‬التغيريات يف أنواع الوقود األكثر استهالكا يف اجلزائر للفرتة ‪2019- 2015‬‬

‫‪%‬‬ ‫الكمية* ‪K Tep‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫النوع‪ /‬السنوات‬


‫‪-0.5‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪4187‬‬ ‫‪2407‬‬ ‫البنزين‬
‫‪4.1‬‬ ‫‪636‬‬ ‫‪16706‬‬ ‫‪10498‬‬ ‫الغازويل‬
‫‪%‬‬ ‫الكمية ‪K Tep‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫النوع‪ /‬السنوات‬
‫‪-5.1‬‬ ‫‪-227‬‬ ‫‪4207‬‬ ‫‪4433‬‬ ‫البنزين أبنواعه‬
‫‪2.8‬‬ ‫‪282‬‬ ‫‪10493‬‬ ‫‪10211‬‬ ‫الغازويل‬
‫‪%‬‬ ‫الكمية ‪K Tep‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫النوع‪/‬السنوات‬
‫‪0.4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1608‬‬ ‫‪1601‬‬ ‫البنزين‬
‫‪-16‬‬ ‫‪-278‬‬ ‫‪1459‬‬ ‫‪1737‬‬ ‫الغازويل‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على‪:‬‬


‫‪* K Tep : kilotonne d'équivalent pétrole‬‬
‫‪-2018-2019: Bilan Energétique National 2019, Ministère de l’Energie, Edition 2020, p 23,‬‬
‫‪- 2017 – 2018: Bilan Énergétique National, Année 2018, Ministère de l’Energie, Edition 2019, p‬‬
‫‪2015-2016 : Bilan Energétique National 2016, Ministère de l’Energie, Edition 2017, p 12,‬‬

‫‪330‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫ويف املقابل إن ارتفاع عدد السيارات يؤدي بدوره إىل ارتفاع استهالك الوقود أبنواعه‪ ،‬حبيث سجل الديوان‬
‫الوطين لإلحصائيات‪ 1‬من اجلانب اخلاص ابلسيارات اليت بلغ عددها ‪ 6.577.188‬مركبة يف هناية ‪2019‬‬
‫بنسبة ارتفاع ‪ %2.30‬عن سنة ‪ ،2018‬حبيث بلغت نسبة السيارات السياحية ‪ ،%59.30‬والدراجات النارية‬
‫‪ ،%26.11‬وتسجيل ‪ %9.39‬للشاحنات الصغرية‪ ،‬كما سجلت سنة ‪ 2019‬كل من اجلزائر العاصمة نسبة‬
‫‪ ،%29‬تليها البليدة بـ ـ ـ ‪ ،%19.35‬وهي الوالايت اليت حتتوي على أكرب السيارات املرقمة وابألخص املركبات‬
‫اجلديدة ذات االستعمال السياحي؛‬
‫وابلرجوع إىل اجلدول اخلاص ابلرسوم األكثر تلواث نالحظ أن الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‬
‫اخنفض من ‪ 01‬مليار دج لسنة ‪ 2017‬إىل ‪ 709‬مليون دج لسنة ‪ ،2018‬مث إىل ‪ 706‬مليون دج سنة‬
‫‪ 2019‬بسبب ختفيض نسبة متويل الصندوق من ‪ %50‬للسنوات السابقة إىل ‪ % 34‬لسنة ‪ ،2018‬مث سجل‬
‫الرسم ارتفاعا لسنة ‪ 2020‬إىل ‪ 01‬مليار دج‪ ،‬ابلرغم من إعادة ختفيض نسبة هذا الرسم اليت متول الصندوق إىل‬
‫‪ %24‬إال أنه سجل ارتفاعا للسنة األخرية؛‬
‫أما ابلنسبة للرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية سجل اخنفاضا كبريا من ‪ 01‬مليار لسنة ‪ 2017‬إىل نصف‬
‫ما مت حتصيله ابلتقريب لسنة ‪ 2018‬واستمراره يف االخنفاض من ‪ 709‬مليون إىل ‪ 706‬مليون دج مث أخريا‬
‫‪ 684‬مليون لسنة ‪ ، 2020‬وذلك بسبب ختفيض النسبة املوجهة لتمويل الصندوق من ‪ %100‬إىل‪ % 67‬سنة‬
‫‪ ،2018‬مث إىل ‪ %50‬سنة ‪2020‬؛‬
‫كما اخنفضت إيرادات الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت ذات املصدر الصناعي من ‪863‬‬
‫مليون دج سنة ‪ 2017‬إىل ‪ 343‬مليون‪ ،‬مث إىل ‪ 271‬مليون‪ ،‬مث إىل ‪ 160‬مليون خالل السنوات الثالث‬
‫األخرية (‪ ،)2020-2018‬وذلك بسبب التعديالت اليت مست هذا الرسم سنة ‪ ،2018‬و ‪ 2020‬يف قوانني‬
‫املالية حبيث مت ختفيض نسبة متويل الصندوق هلذا الرسم من ‪ %75‬إىل ‪ %48‬سنة ‪ ،2018‬مث إىل ‪ %38‬سنة‬
‫‪2020‬؛‬
‫أما ابلنسبة للرسم األخري الذي يتمثل يف الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‪ ،‬نالحظ أن‬
‫هذا الرسم اخنفض أيضا من ‪ 89‬مليون لسنة ‪ 2017‬إىل ‪ 54‬مليون دج‪ ،‬مث إىل ‪ 29‬مليون دج‪ ،‬مث إىل ‪15‬‬
‫مليون دج‪ ،‬خالل السنوات الثالث األخرية‪ ،‬وذلك بسبب عدم فعالية التحصيل اجلبائي من جهة ومن جهة اثنية‬
‫ختفيض نسبة متويل الصندوق من هذا الرسم من ‪ %50‬إىل ‪ %16‬سنة ‪ ،2020‬وهي نسبة صعبة جدا وال‬
‫تؤدي إىل متويل الصندوق بشكل كاف؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Les Immatriculations des véhicules Automobiles (Deuxième Semestre 2019), N° 914, ONS,‬‬
‫‪Algérie, Janvier 2021, p 01, Disponible sur: https://www.ons.dz/IMG/pdf/e.immat_s2_2019.pdf Page‬‬
‫‪consulté le: 15/05/2021.‬‬

‫‪331‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫أما ابلنسبة ملديرية كربايت املؤسسات ‪ :DGE‬اليت مت إنشائها مبوجب املادة ‪ 32‬من قانون املالية لسنة‬
‫‪ ،2002‬يف إطار الربانمج الشامل لتحديث اإلدارة اجلبائية سواء من الناحية التنظيمية أو العملية‪ .‬مت فتحها‬
‫للجمهور بتاريخ ‪ 02‬جانفي ‪ ،2006‬تقوم بتسيري امللفات اجلبائية املتعلقة ابملؤسسات التابعة للقانون اجلزائري‬
‫واخلاضعة للضريبة على أرابح الشركات و اليت يفوق رقم أعماهلا ‪ 100‬مليون د ج‪ ،‬الشركات البرتولية وكذا‬
‫الشركات األجنبية اليت ليس هلا إقامة مهنية ابجلزائر‪ .‬للمديرية مصاحل ملراقبة كل الشركات الناشطة يف جمال الصناعة‬
‫‪1‬‬
‫والبناء واألشغال العمومية واخلدمات والتجارة‪.‬‬
‫أما فيما خيص إيرادات مديرية كربايت املؤسسات للسنوات األخرية للفرتة ‪ 2020 -2016‬تتمثل فيمايلي‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )42-4( :‬إيرادات مديرية كربايت املؤسسات للسنوات ‪2020-2016‬‬

‫املبال ‪ /‬السنوات‬ ‫الرسوم‬


‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪4.620.806.948‬‬ ‫‪4.141.837.375‬‬ ‫الرسم على الوقود‬
‫‪16.654.018‬‬ ‫‪47.835.788‬‬ ‫الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪1.457.759.233‬‬ ‫‪2.006.866.813‬‬ ‫الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‬
‫‪6.095.220.199‬‬ ‫‪6.196.089.976‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪1.893.232.107‬‬ ‫‪2.306.155.276‬‬ ‫الرسم على الوقود‬
‫‪553.420‬‬ ‫‪25.008.139‬‬ ‫الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪678.469.550‬‬ ‫‪686.147.881‬‬ ‫الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‬
‫‪-‬‬ ‫‪11.700.499‬‬ ‫الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬
‫‪527.187‬‬ ‫‪14.657‬‬ ‫الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‬
‫‪2.572.782.263‬‬ ‫‪3.029.026.452‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪2020‬‬
‫‪1.968.051.851‬‬ ‫الرسم على الوقود‬
‫‪663.890.149‬‬ ‫الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‬
‫‪2.631.942.000‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪Source‬‬ ‫‪: Situation des recouvrements du compte 302 -065, Fond National de L’environnement et du‬‬
‫‪littoral – 2016- 2020, Op.cit.‬‬

‫‪ 1‬اهلياكل اجلديدة للمديرية العامة للضرائب‪ ،‬متاح على الرابط‪:‬‬


‫‪ https://www.mfdgi.gov.dz/index.php/ar/com-smartslider3/modernisation-‬اتريخ اإلطالع‪2021-04-07 :‬‬

‫‪332‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫تتمثل الرسوم املدرجة ضمن إيرادات مديرية كربايت املؤسسات فقط يف الرسم على الوقود‪ ،‬الرسم على األنشطة‬
‫امللوثة أو اخلطرية‪ ،‬الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‪ ،‬الرسم التكميلي للتلوث اجلوي ذي املصدر‬
‫الصناعي‪ ،‬الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي اخلاصة ابملؤسسات التابعة للمديرية؛‬
‫من خالل اجلدول ميكن القول أبن الرسوم األكثر إيرادا من املؤسسات اخلاضعة للقانون التجاري أو البرتولية‬
‫أو حىت املؤسسات األجنبية اليت مت ذكرها سابقا تتمثل يف الرسم على الوقود‪ ،‬الرسم على الزيوت والشحوم‬
‫وحتضري الشحوم‪ ،‬ميثل الرسم على الوقود األكثر إيرادا ضمن هذه الرسوم‪ ،‬فبالنسبة لسنيت ‪ 2016‬و ‪2017‬‬
‫جتاوزت اإليرادات ‪ 06‬ماليري دج‪ ،‬ختص الرسم على الوقود‪ ،‬الرسم على الزيوت والشحوم‪ ،‬والرسم على املياه‬
‫املستعملة ذات املصدر الصناعي؛‬
‫أما ابلنسبة ل ـ ‪ 2018‬و ‪ 2019‬نالحظ االخنفاض الكبري يف اإليرادات إىل ‪ 03‬مليار دج لسنة ‪ 2018‬أي‬
‫نصف ما مت حتصيله لسنة ‪ 2017‬بفارق سنة واحدة فقط‪ ،‬وإىل ‪ 2.5‬مليار لسنة ‪ ،2019‬أما ابلنسبة‬
‫لل ـ ـ ‪ 2020‬نالحظ أنه هناك ارتفاع بقيمة ‪ 59.159.737‬دج عن سنة ‪ ،2019‬عرف الرسم على الزيوت‬
‫والشحوم اخنفاضا إىل نسبة ‪ %24‬لسنة ‪ ،2020‬بعدما كان ‪ %34‬سنة ‪2018‬؛‬
‫أما ابلنسبة لسنة ‪ 2018‬نالحظ االخنفاض الكبري يف اإليرادات إىل نصف القيمة احملصل عليها يف سنيت‬
‫‪ ،2017-2016‬وذلك بسبب التغيري الكبري يف الرسوم البيئة لسنة ‪ ،2018‬وابألخص الرسم على الزيوت‬
‫والشحوم وحتضري الشحوم‪ ،‬حبيث كانت النسبة ‪ %50‬موجهة لصاحل الصندوق الوطين للبيئة والساحل قبل‬
‫‪ ،2018‬أما سنة ‪ 2018‬فقد مت ختفيضها إىل ‪ %34‬لصاحل الصندوق‪ ،‬أما خبصوص الرسم على الوقود فلم‬
‫تتغري النسبة وبقيت ‪ %50‬لصاحل الصندوق‪ ،‬إال أنه سجل اخنفاضا ملحوظا يف املداخيل خالل الفرتة ‪-2016‬‬
‫‪ ،2020‬وهذا يدل على عدم فعالية التحصيل اجلبائي‪ ،‬وعدم وجود رقابة هلذا النوع من الرسوم ذات البعد البيئي‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬معوقات تطبيق السياسة اجلبائية البيئية يف اجلزائر‬


‫ابلرغم من التطبيق الواسع الذي عرفته السياسة اجلبائية يف اجملال البيئي‪ ،‬والنجاح احملقق خاصة ابلنسبة للدول‬
‫األوروبية اليت تعترب رائدة يف هذا اجملال إال أن هذه األداة تعاين من مشاكل وصعوابت عديدة‪ ،‬ترجع أسباب نقص‬
‫اإليرادات اخلاصة ابجلباية البيئية يف اجلزائر إىل عدة عوامل واليت نلخصها من جانبني األول يتعلق التحصيل والثاين‬
‫من انحية تطبيق السياسة اجلبائية يف اجملال والبيئي وتنفيذها بشكل صحيح‪.‬‬
‫أوال‪ :‬معوقات من انحية التحصيل‪ :‬يرجع ذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬كثرة التعديالت اليت ختص النسب املوجهة للتمويل البيئي وابألخص بعد سنة ‪ 2018‬اليت عاجلها قانون‬
‫املالية ورسالة املديرية العامة للضرائب رقم ‪ ،87‬حبيث مت التطرق إىل مجيع النسب املعدلة ضمن قوانني املالية بداية‬
‫من سنة ‪ 1992‬إىل غاية آخر تعديل اخلاص بسنة ‪ ،2021‬واليت نوجزها يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم‪ )43-4( :‬تعديل النسب املوجهة للصندوق الوطين للبيئة والساحل خالل الفرتة ‪2021 - 1992‬‬

‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017-1992‬‬ ‫الرسم ‪/‬السنوات‬


‫‪%50‬‬ ‫‪%67‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫الرسم على النشاطات امللوثة أو اخلطرية‬
‫‪%50‬‬ ‫الرسم على الوقود‬
‫‪%38‬‬ ‫‪% 48‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية‬
‫اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية‬
‫‪%34‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت املتعلقة‬
‫أبنشطة العالج يف املستشفيات والعيادات الطبية‬
‫‪%33‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫الرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‬
‫‪%16‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫الرسم التكميلي على املياه املستعملة ذات املصدر الصناعي‬
‫‪%27‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫الرسم على األكياس البالستيكية‬
‫‪%50‬‬ ‫الرسم على األطر املطاطية‬
‫‪%24‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪% 50‬‬ ‫الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‬
‫‪%30‬‬ ‫الرسم على تراخيص استغالل املؤسسات اجلديدة‬
‫‪%50‬‬ ‫رسم إعتمادات مكاتب الدراسات اجلديدة‬
‫‪%40‬‬ ‫رسم تصدير النفاايت الصناعية‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة ابالعتماد على قوانني املالية للسنوات املعنية‪.‬‬

‫‪ -2‬ضعف التحصيل اجلبائي وما يفسر ذلك بعض الوالايت اليت مل حتصل إيرادات خاصة ابجلباية البيئية حسب‬
‫الواثئق املقدمة من املديرية العامة للضرائب كالبيض سنة ‪ ،2018‬وحتصيل الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬

‫‪334‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫فقط يف املديرية اجلهوية للضرائب يف بشار‪ ،‬وعدم حتصيل الرسم على الوقود للعديد من الوالايت خاصة بعد‬
‫التعديالت املصاحبة لقانون املالية لسنة ‪ 2018‬وخنص ابلذكر‪ :‬املديرايت اجلهوية للضرائب لكل من بشار‬
‫الشلف‪ ،‬البليدة‪ ،‬ورقلة‪ ،‬فعدم حتصيل إيرادات هذا الرسم يؤدي إىل نقص إيرادات الصندوق يف ظل ارتفاع أسعاره‬
‫من جهة وزايدة استهالكه من جهة أخرى؛‬
‫‪ -3‬نقص الفعالية من انحية اإلجراءات اخلاصة ابلتحصيل اجلبائي للرسوم البيئية وما يفسر ذلك الرسوم األقل‬
‫حتصيال يف والايت اجلزائر حسب املعطيات املقدمة من طرف املديرية العامة للضرائب وهي‪:‬‬
‫أ ‪ 385-‬دج للرسم التكميلي على اإلطارات اجلديدة املستوردة و‪/‬أو املنتجة حمليا لسنة ‪ ،2016‬ملديرية سطيف‬
‫فقط؛‬
‫ب‪ 500 -‬دج للرسم على الوقود لوالية قسنطينة لسنة ‪2018‬؛‬
‫ج‪ 19 -‬دج للرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية لوالية‬
‫تيسمسيلت سنة ‪2020‬؛‬
‫د‪ 806 -‬دج للرسم التكميلي على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية لسنة ‪ 2018‬للمديرية‬
‫اجلهوية لسطيف فقط؛‬
‫ه‪ 1.800-‬دج ابلنسبة للرسم على اإلطارات املطاطية اجلديدة املستوردة و‪/‬أو املصنوعة حمليا لسنة‬
‫‪ 2017‬واخلاص ابملديرية اجلهوية للجزائر(اجلزائر وسط)؛‬
‫‪ -3‬ختصص املوارد املالية يف اجلزائر إىل العديد من الوجهات اليت مت اعتمادها طيلة سنوات فرض الرسوم البيئية من‬
‫‪ 1992‬إىل غاية ‪ 2018‬إىل الوجهات التالية‪ :‬خزينة الدولة‪ ،‬البلدايت‪ ،‬الصندوق الوطين للبيئة والساحل‬
‫الصندوق الوطين للرتاث الثقايف‪ ،‬الصندوق الوطين للطرق والطرقات السريعة‪ ،‬الصندوق الوطين اخلاص للتضامن‬
‫الوطين‪ ،‬عكس إيرادات اجلباية البيئية يف الدول املتقدمة مثل اإلحتاد األورويب واليت خيصص اجلزء األكرب منها‬
‫مباشرة حلماية البيئة؛‬
‫‪ -4‬متثل الضرائب على الطاقة أبنواعها يف اإلحتاد األورويب‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬الياابن النسبة األكرب من‬
‫إمجايل إيرادات اجلباية البيئية‪ ،‬عكس اجلزائر حبيث ميثل الرسم على الوقود‪ ،‬الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‬
‫والرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرية أكثر الرسوم إيرادا‪ ،‬وذلك‬
‫نظرا لعدم توسيع القاعدة الضريبية يف اجلزائر؛‬
‫‪ -5‬حسب تقرير ‪ Ecosys‬املتعلق ب ــ‪:‬‬
‫‪ ،Analyse de FEDEP et des sources de financement‬متثل نسبة اجلباية البيئية إىل اجلباية‬
‫العادية واخلاصة ابلصندوق الوطين للبيئة والساحل للسنوات ‪%0.18 %0.19 2014 -2013- 2012‬‬
‫‪ %0.16‬على التوايل‪ ،‬أما فيما خيص إيرادات اجلباية البيئية بصفة عامة تتمثل لنفس لسنوات تتمثل يف‬

‫‪335‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪ ،%0.73 ،%0.72 ،%0.78‬وهي نسبة ضعيفة جدا مقارنة ابلنسب اليت ترتاوح بني ‪ %2‬إىل غاية ‪%4.5‬‬
‫للناتج احمللي اإلمجايل للدول املتقدمة واليت سبق عرضها؛‬
‫‪ -6‬زايدة نفقات ا لصندوق الوطين للبيئة والساحل حبيث يتم كل فرتة إضافة استعماالت جديدة للصندوق يف‬
‫ظل اخنفاض اإليرادات العامة خاصة بعد سنة ‪ 2018‬وما صاحبه من صدور للقرار الوزاري املشرتك بني وزير‬
‫املالية ووزير البيئة والطاقات املتجددة عن طريق قرار وزاري مشرتك مؤرخ يف ‪ 8‬ربيع األول عام ‪ 1442‬املوافق ‪25‬‬
‫أكتوبر سنة ‪ ،2020‬حيدد قائمة اإليرادات والنفقات حلساب التخصيص اخلاص رقم ‪302-065‬؛‬
‫‪-7‬عدم االستقرار يف التسميات اخلاصة ابلصندوق الوطين للبيئة والساحل‪ ،‬نظرا لزايدة مهامه ونفقاته اليت ال‬
‫تتناسب مع التسمية القدمية وما يوضح ذلك أكثر إلغاء حساب الصندوق الوطين حلماية الشواطئ واملناطق‬
‫الساحلية سنة ‪ ،2016‬وإضافة موارده وختصيص نفقاته للحساب ‪.302-065‬‬
‫‪ -8‬يكمن املشكل األكرب لضعف إيرادات الرسوم البيئية يف اجلزائر يف التحصيل اجلبائي فإذا ما مت استثناء الرسوم‬
‫األكثر دخال وهي الرسم على الوقود‪ ،‬الرسم على األنشطة امللوثة أو اخلطرية‪ ،‬والرسم التحفيزي على عدم ختزين‬
‫النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرة‪ ،‬فإن إيرادات الرسوم األخرى ال تعد ذات أمهية تذكر‪ ،‬وابلتايل فإن املصدر‬
‫األكرب لإليرادات غري مستغل يف اجلزائر‪ ،‬حبيث إذا ما مت حتصيل هذه الرسوم اليت ميكن اسرتدادها ببساطة عن‬
‫طريق الرقابة فإهنا ت شكل إيرادات سنوية مضاعفة‪ ،‬عن طريق تسريع إجراءات التحصيل والتنسيق بني املصاحل‬
‫الضريبية املكلفة بعمليات التحصيل ابلقدر الكايف‪ ،‬كما أهنا تفتح جماال أكرب لتمويل مشاريع بيئية خمتلفة للبحث‬
‫عن بيئة أنظف خالية من التلوث‪ ،‬وضمان لتغطية مجيع نفقات الصندوق الوطين للبيئة والساحل؛‬

‫‪ -9‬عدم وجود إدارة خمصصة للجباية البيئية‪ ،‬وال حىت تقارير تتضمن تقييم فعالية اجلباية البيئية املطبقة يف اجلزائر‬
‫خالل الفرتة ‪ ،2021-1992‬كما هو احلال ابلنسبة للعديد من الدول اليت تصدر تقارير سنوية أو دورية‪ ،‬مثل‬
‫تقارير ‪ ، OECD‬والتقارير اخلاصة بفرنسا‪ ،‬حبيث تكون متخصصة بتقييم اجلباية البيئية ومقارنتها مع السنوات‬
‫السابقة حىت يتم التمكن من معرفة نقاط القوة ومعاجلة نقاط الضعف‪ ،‬مع عرض إحصائيات كل سنة؛‬

‫‪ -10‬عدم حتصيل إيرادات العديد من الرسوم خالل السنوات األخرية وذلك حسب الواثئق املقدمة من طرف‬
‫املديرية العامة للضرائب مثل الرسم على الزيت والشحوم وحتضري الشحوم‪ ،‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم‬
‫ختزين النفاايت املتعلقة أبنشطة العالج يف املستشفيات والعيادات الطبية‪ ،‬والرسم على األكياس البالستيكية‬
‫للمديرية اجلهوية للجزائر وذلك لسنتني متتاليتني‪ ،‬أما ابلنسبة للمديرية اجلهوية لسطيف مل تسجل أي إيراد لسنتني‬
‫متتاليتني للرسوم التالية‪ :‬الرسم على اإلطارات املطاطية اجلديدة املستوردة و‪/‬أو املصنوعة حمليا الرسم التحفيزي‬
‫للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة و‪/‬أو اخلطرة‪ ،‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين‬
‫النفاايت املتعلقة أبنشطة العالج يف املستشفيات والعيادات الطبية‪ ،‬الرسم على املياه املستعملة ذات املصدر‬
‫الصناعي‪ ،‬الرسم على األكياس البالستيكية‪ ،‬أما ابلنسبة ملديرية وهران مل تسجل أي إيراد لسنتني متتاليتني للرسوم‬
‫‪336‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫التالية‪ :‬الرسم على اإلطارات املطاطية اجلديدة املستوردة و‪/‬أو املصنوعة حمليا‪ ،‬الرسم التكميلي على املياه املستعملة‬
‫ذات املصدر الصناعي‪ ،‬الرسم على األكياس البالستيكية‪....‬؛‬

‫و ما يتطلب يف األخري إعادة النظر يف موارد ونفقات الصندوق الوطين للبيئة والساحل‪ ،‬وضمان حتصيل‬
‫موارده عن طريق رقابة جبائية فعالة لتحصيل موارده الضائعة‪ ،‬والرفع من نسب الرسوم املوجهة له‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬معوقات من انحية تطبيق السياسة اجلبائية البيئية‬

‫تتمثل من هذه الناحية يف جمموعة املشاكل والصعوابت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم اإلملام مبشكل التلوث البيئي يف اجلزائر وما يعرفه من تدهور للوضع البيئي دون أن يصاحبه ذلك تقارير‬
‫دورية حول حالة البيئة يف اجلزائر‪ ،‬مما يسبب نقص املعلومات وابلتايل يصعب على املهنيني يف اجملال اجلبائي فرض‬
‫ضرائب أو رسوم خاصة ابلوضع؛‬

‫‪ -2‬عدم استقرار اهليئات اليت هتتم حبماية البيئة أي عدم استقرار التنظيم اإلداري بسبب تعدد الوزارات اليت هتتم‬
‫حبماية البيئة كمهمة من صالحيات وزارة إىل غاية استحداث أول وزارة هتتم ابلبيئة؛‬

‫‪ -3‬عدم القيام بدراسات على مستوى املديرية العامة للضرائب اليت ختص تقييم فعالية تطبيقات الرسوم البيئية‬
‫املفروضة بداية من سنة ‪ 1992‬إىل غاية ‪ ،2021‬واالكتفاء إبصدار رسائل للمديرية رقم ‪ 31‬و ‪ 87‬اليت متثل‬
‫الرسوم املطبقة وليس تقييم مدى كفاءة وفعالية الرسوم البيئية؛‬

‫‪ -4‬عدم دراسة األسعار الضريبية وفقا ملتطلبات البيئة اخلارجية‪ ،‬حبيث كلما كان السعر أقل كلما فضلت‬
‫املؤسسات دفع الضريبة عكس ما إذا مت رفع السعر تبحث عن البديل وهو احلصول على التكنولوجيا إلزالة‬
‫التلوث البيئي‪ ،‬واليت تتطلب بدورها متويل كبري‪ ،‬أو تتهرب ضريبيا؛‬

‫‪ -5‬عدم استحداث رسوم جديدة منذ قانون املالية لسنة ‪ 2002‬اليت تعترب مبثابة فرتة هيكلية للرسوم البيئية‬
‫واالكتفاء بتعديالت لألسعار والنسب املخصصة للتحصيل اجلبائي‪ ،‬خاصة تعديالت قانون املالية لسنة ‪2018‬‬
‫اليت مت وضعها بدون دراسة ميدانية قبلية وتطبيقاهتا على أرض الواقع وما يفسر ذلك االخنفاض الكبري إليرادات‬
‫الصندوق الوطين للبيئة والساحل؛‬

‫‪ -6‬عدم االعتماد بشكل كبري على اجلانب التحفيزي و اإلعفاءات اجلبائية خاصة يف جمال الطاقات املتجددة؛‬
‫‪ -7‬عدم إدراج هذا النوع من الضرائب ضمن اإلطار العام للنظام اجلبائي‪ ،‬وتكتفي احلكومة بعرض التقارير‬
‫اخلاصة ابجلباية العادية والبرتولية‪ ،‬بدون إعطاء أمهية هلا‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫اثلثا‪ :‬األسباب اليت أدت إىل ضعف عائدات خزائن البلدايت‬


‫خلص التقرير السنوي جمللس احملاسبة لسنة ‪ 2020‬من جانب عائدات الرسوم البيئية اخلاصة ابلبلدايت إىل أنه‬
‫ابلرغم من استحداث جمموعة من الرسوم املتعلقة حبماية البيئة‪ ،‬وختصيص حصة كبرية من عائداهتا لصاحل البلدايت‬
‫إال أن أتثريها على ميزانيات البلدايت تبقى غري ملموسة‪ ،‬وكشفت التحرايت اليت أجريت على مستوى خزائن‬
‫‪1‬‬
‫البلدايت عن العوامل اليت كانت سببا يف ضعف إيرادات الرسوم البيئية واليت تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1‬ابلنسبة للرسم على رفع القمامات املنزلية‪:‬‬
‫أ‪ -‬غياب البياانت الكافية اليت تسمح ابلتعرف على اخلاضعني للرسم‪ ،‬مثل‪ :‬األمساء والعناوين الدقيقة‪ ،‬إىل جانب‬
‫عدم حتيني املتوفر منها من طرف املصاحل اجلبائية بسبب التغيريات املتكررة يف عناوين اخلاضعني؛‬
‫ب‪ -‬التأخر الكبري الذي سجلته بعض البلدايت يف اختاذ املداوالت املتعلقة بتحديد التعريفات الواجب تطبيقها‬
‫على الرسم املتعلق برفع القمامات املنزلية واليت حيدد نطاقه القانون؛‬
‫ج‪ -‬التأخر يف تلقي واستالم اجلداول الضريبية واإلشعارات ابلدفع على مستوى خزائن البلدايت؛‬
‫د‪-‬عدم توفر دفاتر الوصوالت اخلاصة ابلرسم على رفع القمامات املنزلية على مستوى مصاحل خزائن البلدايت‪ ،‬مما‬
‫أدى ابلوكيل القابض إىل رفض استالم مبالغ تلك الرسوم من كل مكلف يتقدم لتسديدها لدى مصاحله‪.‬‬
‫‪-2‬ابلنسبة ل لرسم التكميلي على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي والرسم التكميلي على املياه‬
‫املستعملة ذات املصدر الصناعي‪ :‬مل تسجل أية تعبئة هلذي الرمسني بسبب عدم توفر التجهيزات الالزمة اليت‬
‫تسمح بقياس معدل التلوث‪.‬‬
‫‪ -3‬ابلنسبة للرسم التشجيعي على عدم ختزين النفاايت املرتبطة أبنشطة العالج يف املستشفيات والعيادات‬
‫الطبية التابعة للبلدايت املعنية‪ :‬يعود سبب عدم تعبئة هذا الرسم إىل التعاقد مع مؤسسات خاصة للتكفل‬
‫ابلنفاايت املرتبطة أبنشطتها‪.‬‬
‫كما أوضح التقرير أبن بلدية املسيلة هي الوحيدة اليت سجلت إيرادات انجتة عن الرسوم البيئية بلغت عائداهتا‬
‫على التوايل ‪ 4.119.385‬دج‪ 3.318.789 ،‬دج‪ 1.909.513 ،‬دج‪ 1.910.245 ،‬دج خالل‬
‫السنوات املالية من ‪ 2014‬إىل ‪.2017‬‬
‫وأوصى ابختاذ تدابري استعجاليه من أجل حتسني أمثل لعائدات الرسوم البيئية للبلدايت خاصة عن طريق إجراء‬
‫إحصاء شامل لإلمكانيات اجلبائية املتاحة‪ ،‬والقيام بكل املساعي الضرورية واملالئمة لتحصيل العوائد ذات الصلة‬
‫وإىل ضرورة دعم وتعزيز نشاطات التكوين وحتسني املستوى يف جمال اجلباية البيئية لفائدة عمال البلدايت‪ ،‬إن‬
‫املسامهة احلالية للرسوم املرتبطة ابلبيئة يف متويل البلدايت املشمولة ابلرقابة تكاد تكون منعدمة‪ ،‬ومع ذلك ميكنها‬

‫التقرير السنوي‪ ،‬اإليرادات اجلبائية احمللية‪ ،‬جملس احملاسبة‪ ،2020 ،‬ص ‪227-187‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪338‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫مستقبال تؤدي جللب مصادر مهمة شريطة أن تقوم املصاحل املختلفة املكلفة ابلوعاء الضرييب والتحصيل ببذل‬
‫اجلهد الالزم‪.‬‬
‫ومن خالل استعراض للتجارب الدولية ولالستفادة منها وإلجياد حلول للمشاكل السابقة الذكر نقرتح‬
‫مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على توفري املعدات واألجهزة الالزمة للبلدايت اليت تسمح بقياس معدالت التلوث من أجل ضبطها؛‬
‫‪ -‬إنشاء جلنة خاصة لدراسة وتقييم الوضع البيئي ملعرفة احلجم احلقيقي للتلوث يف اجلزائر بكل أنواعه‪ ،‬ابإلضافة‬
‫إىل التخطيط البيئي الذي على أساسه يتم فرض ضرائب ورسوم جديدة أو حىت منح حتفيزات جبائية؛‬
‫‪ -‬إنشاء جلان للجباية البيئية اليت هتتم ابلرقابة على التحصيل اجلبائي‪ ،‬ابإلضافة إىل جلان خمتصة بتحليل جناعة‬
‫اجلباية البيئية املطبقة وتقييمها من أجل حتسني الوضع البيئي أمام األطراف اخلارجية وحتسني مكانتها دوليا ضمن‬
‫مؤشر األداء البيئي‪ ،‬مؤشر التلوث البيئي‪ ،‬مؤشر تغري املناخ‪....‬إخل‪ .‬كما تعمل اللجان من أجل التدقيق على‬
‫احلساب ‪ 302-065‬والرقابة على التحصيل اجلبائي للمديرايت اجلهوية للضرائب بصفة عامة وللوالايت بصفة‬
‫خاصة؛‬
‫‪-‬التنسيق أكثر بني اهليئات الوزارية خاصة وزير البيئة‪ ،‬وزير املالية ووزير الصناعة من أجل الدراسة الفعلية للوضع‬
‫اخلاص بكل وزارة مع تقدمي تقارير من أجل العمل على فرض ضرائب و رسوم جديدة أو إلغاء السابقة منها‬
‫وذلك وفقا ملا هو مدروس فعليا؛‬
‫‪ -‬االعتماد أكثر على التحفيزات اجلبائية واإلعفاءات يف جمال الطاقات املتجددة ومثل مشاريع البناايت اخلضراء‬
‫الصديقة للبيئة اليت تعتمد يف األساس على احلوافز اجلبائية لإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬وتقدمي حوافز جبائية‬
‫لالستثمار يف جمال املعدات واآلالت الصديقة للبيئة أو منحها إعفاء من الرسوم اجلمركية‪ ،‬ابإلضافة إىل منح‬
‫إعفاءات لفرتات زمنية حمددة للمؤسسات اليت تعمل يف جمال مكافحة التلوث؛‬
‫‪-‬العمل على إزالة العقبات للمؤسسات اليت تسعى إىل االستثمار يف التكنولوجيا اخلضراء وقطاع الطاقة؛‬
‫‪ -‬العمل على التنسيق بني األدوات االقتصادية األخرى مثل تطبيق ضرائب الكربون‪ ،‬والرخص القابلة للتداول من‬
‫أجل احلد من ا النبعااثت الغازية مع تدعيم ذلك ابجلانب القانوين‪ ،‬مثل ماهو مطبق يف الوالايت املتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬حبيث تشري املمارسات الدولية إىل أن وجود مزيج بني السياسات االقتصادية والتنظيمات القانونية يعد‬
‫أمرا حتميا من أجل احلد من مشكالت التلوث البيئي؛‬
‫‪ -‬التوسع يف القاعدة اجلبائية من أجل احلفاظ على البيئة وإضافة مصادر جديدة للدخل وهو ما يعمل بدوره على‬
‫زايدة اإليرادات وإعادة تدويرها واليت تعمل على حتسني املستوى املعيشي لألفراد‪ ،‬ختفيض ضرائب الدخل‪ ،‬وذلك‬
‫بفرض ضرائب جديدة كضريبة استهالك الغاز يف أمريكا‪ ،‬ضريبة النفاايت يف أملانيا اهلدف منها هو منع اآلاثر‬
‫الضارة للبيئة؛‬

‫‪339‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫‪-‬إعادة هيكلة ضرائب الطاقة مع إدراج رسوم وضرائب بيئية خاصة ابالنبعااثت الغازية املسببة لالحتباس احلراري‬
‫وتلوث اجلو‪ ،‬مثل الرسم على اثين أكسيد الكربون‪ ،‬اثين أكسيد النيرتوجني‪ ،‬أول أكسيد الكربون‪ ،‬واثين أكسيد‬
‫الكربيت؛‬
‫‪-‬ا الهتمام أكثر ابلضرائب البيئية اليت تستهدف قطاع النقل مثل ضريبة الضوضاء اخلاصة ابلطائرات واليت ختصص‬
‫إيراداهتا للمطارات من أجل احلد من الضوضاء‪ ،‬واالعتماد على الرسوم البيئية واملكافئات اخلاصة ابلسيارات‬
‫األكثر أو األقل تلواث من خالل تطبيق منوذج ‪ Bonus- Malus‬للسيارات مثل النموذج الفرنسي الذي مت‬
‫اعتماده يف معظم الدول األوروبية‪ ،‬هبدف التخفيض من الغازات املنبعثة من دخان السيارات‪ ،‬ومثل الرسم اخلاص‬
‫بوزن السيارات‪ ،‬ورسم اقتناء السيارات مثل الياابن؛‬
‫‪ -‬العمل على تكوين إطارات اليت ختصص يف اجملال اجلبائي البيئي من طرف خرباء أجانب للدول اليت جنحت يف‬
‫هذا اجملال‪ ،‬وهو ابلفعل ما قامت به من خالل التعاون األملاين‪ -‬اجلزائري للجباية البيئية من أجل االستفادة من‬
‫اخلربات األملانية إضافة إىل ضرورة اتفاقها مع دول أخرى‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬جتربة اجلزائر يف تطبيق السياسة اجلبائية ودورها يف احلد من التلوث البيئي خالل الفرتة ‪2021- 1992‬‬

‫خالصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الفصل‪:‬‬
‫حاولنا من خالل ما تقدم يف هذا الفصل دراسة الوضع البيئي يف اجلزائر الذي يشهد تدهورا كبريا نتيجة لزايدة‬
‫النشاطات الصناعية‪ ،‬واالعتماد أكثر على التكنولوجيا األكثر تلويثا‪ ،‬زايدة الكثافة السكانية وتزايد الالوعي يف‬
‫اجملتمع اجلزائري‪ ،‬التلوث اجلوي وتغري املناخ‪ ،‬املياه‪ ،‬آتكل الرتبة‪ ،‬التصحر‪ ،‬تلوث املياه‪ ،‬وتفاقم حجم النفاايت‬
‫كلها أسباب أدت إىل استفحال ظاهرة التلوث البيئي أبنواعه‪ ،‬إضافة إىل التعرف على قوانني محاية البيئة‬
‫واملؤسسات واهليئات الداعمة لذلك‪ ،‬والتعاون الدويل اجلزائري يف اجملال البيئي‪.‬‬

‫كما مت ت سليط الضوء على السياسة اجلبائية املطبقة يف اجلزائر للحد من مشكالت التلوث البيئي‪ ،‬من خالل‬
‫عرضها على فرتات خمتلفة بداية من ‪ 1992‬إىل غاية ‪ ،2021‬مث انتقلنا إىل دراسة حالة الصندوق الوطين للبيئة‬
‫والساحل من خالل التعرف على نفقاته وحتليل إيراداته‪ ،‬مع اإلشارة إىل أسباب ضعف اإليرادات يف البلدايت‪.‬‬

‫تطبيقا ملبدأ امللوث الدافع‪ ،‬اعتمدت اجلزائر على جمموعة من الرسوم واحلوافز اجلبائية مثل الرسم على األنشطة‬
‫امللوثة أو اخلطرية‪ ،‬الرسم على الوقود‪ ،‬الرسم التحفيزي للتشجيع على عدم ختزين النفاايت الصناعية اخلاصة‬
‫و‪/‬أو اخلطرية‪ ،‬الرسم على الزيوت والشحوم وحتضري الشحوم‪.....‬إخل‪ ،‬وهي الرسوم البارزة اليت حتقق أكرب إيرادا‬
‫للصندوق الوطين للبيئة والساحل‪ ،‬وابلرغم من اإلطار التشريعي إال أن دورها يبقى حمدودا وال تعرب عن ماهو‬
‫موجود أبرض الواقع ابملقارنة مع احلجم احلقيقي للتلوث البيئي يف اجلزائر‪ ،‬وابلتايل يبقى دورها بعيدا جدا عن ما‬
‫مت حتقيقه يف الدول األجنبية‪ ،‬نظرا لعدم تبين سياسة جبائية واضحة وعدم فعالية وكفاءة التحصيل اجلبائي للرسوم‬
‫البيئية سواء من خالل املديرايت اجلهوية للضرائب أو حىت الوالايت حبد ذاهتا‪ ،‬وعدم مصاحبة التطبيق بعنصر مهم‬
‫وفعال يتعلق ابلتدقيق على هذه اإليرادات‪ ،‬كلها صعوابت تعرقل تنفيذ السياسة اجلبائية‪ ،‬وابلتايل يستوجب على‬
‫السلطات احمللية بذل املزيد من اجلهد من أجل تطبيق هذه الرسوم واالهتمام أكثر ابجلانب التحفيزي‪ ،‬واالستفادة‬
‫من جتارب الدول األجنبية‪ ،‬والوقوف على ثغرا ت السياسة اجلبائية البيئية املطبقة من خالل تقدمي حلول فعالة من‬
‫أجل االستفادة من هذه األداة بيئيا واقتصاداي‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامتة‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامتة‬

‫يف ظل تزايد النشاط الصناعي واالعتماد الكبري على التكنولوجيات املتطورة والطاقات التقليدية‪ ،‬أصبحت‬
‫ظاهرة التلوث البيئي تشكل خطورة كبرية على االقتصاد وعلى صحة اإلنسان‪ ،‬كما يعد من أهم املواضيع اليت‬
‫أخذت أبعادا عاملية تلتزم الدول إبعداد سياسات كفيلة حبل املشكالت البيئية عن طريق استخدام األدوات‬
‫اجلبائية كحل بديل عن السياسات البيئية واآلليات القانونية اليت مل تعد قادرة على مواجهته‪ ،‬وكانت أيضا ضمن‬
‫متطلبات االتفاقيات الدولية اهلادفة حلماية البيئة خاصة من النفاايت والتلوث النفطي‪ ،‬التلوث اجلوي حبيث يعد‬
‫هذا األخري من أبرز االهتمامات احلالية للحد من االنبعااثت الغازية وحتسني املناخ عن طريق فرض ضريبة الكربون‬
‫كأداة جبائية لعالج هذا املشكل؛‬
‫حاولنا من خالل هذه الدراسة معاجلة اإلشكالية املتعلقة بدور السياسة اجلبائية كأداة اقتصادية واجتماعية‬
‫للحد من مشكالت التلوث البيئي على املستوى الدويل واحمللي‪ ،‬وذلك من خالل عرض لتجارب دولية انجحة يف‬
‫هذا اجملال واليت حققت نتائج إجيابية بتطبيقها للسياسة اجلبائية جبانبيها الردعي والتحفيزي امتثاال ملتطلبات دولية‬
‫للحد من التلوث‪ ،‬أسفرت هذه التجارب على جمموعة من الدروس اهلامة اليت ميكن االستفادة منها عند استخدام‬
‫أي دولة أخرى هلذا النوع من السياسات وتبيان كيف ميكن هلا أن تكون فعالة ومقبولة جمتمعيا‪ ،‬كما تطرقنا من‬
‫خالل الدراسة إىل دول عربية واليت تعد من أكثر الدول تلواث عن طريق عرض جارب هذه الدول مع حتليل‬
‫إيرادات اجلباية البيئية اخلاصة بكل دولة‪ ،‬ويف األخري تطرقنا إىل حالة اجلزائر من خالل إبراز املشكالت البيئية‬
‫وجهود اجلزائر يف محاية بيئتها‪ ،‬وتقييم سياستها اجلبائية لفرتة ‪ ،2021-1992‬مع حتليل مداخيل الصندوق‬
‫الوطين للبيئة والساحل‪ ،‬وعرض صعوابت التطبيق واقرتاح حلول هلا‪ ،‬إضافة إىل توصيف متغريات الدراسة يف‬
‫فصول نظرية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اختبار صحة الفرضيات‬
‫‪ -‬خبصوص الفرضية األوىل اليت متحورت حول" التنسيق والربط بني كل من أدوات السياسة اجلبائية والبيئية‬
‫ضروري من أجل حتقيق الكفاءة والفعالية للضرائب البيئية‪ ،‬وابلتايل تعزيز دورها الفعلي" صحيحة‪ :‬خاصة فيما‬
‫يتعلق بعرض التجارب الدولية حبيث تستعمل فرنسا الضرائب البيئية ابملوازاة مع األدوات التنظيمية املباشرة‬
‫للسياسة البيئية إضافة إىل املعايري اليت ترتبط ابلعقوابت‪ ،‬وهي معايري االنبعاث ومعايري النوعية البيئية‪ ،‬معايري‬
‫خاصة ابملنتوج ومعايري خاصة ابلطريقة وخنص ابلذكر كل من دول االحتاد األورويب ممثلة يف أملانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬السويد‪،‬‬
‫سويسرا‪....‬إخل والوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬إضافة إىل تطبيق ضريبة الكربون مع تصاريح التلوث القابلة للتداول‬
‫من أجل تسعري الكربون تطبق كذلك يف الياابن‪ ،‬الوالايت املتحدة األمريكية واالحتاد األورويب مع تقدمي إعاانت‬
‫وحوافز مالية وتدعيم ذلك ابلقوانني كاعتبار مبدأ امللوث الدافع ضمن القانون األساسي حلماية البيئة يف الدول‬
‫السابقة الذكر كما أن الياابن تعتمد بصفة كلية على التنظيم املبين على التكنولوجيا الذي يتمثل يف حتديد‬

‫‪343‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامتة‬

‫املستوايت الدنيا للتقنيات املستخدمة يف األنشطة االقتصادية املرتبطة ابلتلوث‪ ،‬ومن جهة أخرى تقدمي الدعم‬
‫املايل للمشاريع االستثمارية الكربى؛‬
‫‪-‬وخبصوص الفرضية الثانية واليت مفادها أنه " تعتمد الدول املتقدمة األكثر تلواث على سياسة جبائية فعالة للحد‬
‫من مشكالت التلوث البيئي‪ ،‬من أجل بيئة أنظف" صحيحة‪ :‬خاصة ابلنسبة للدول املتطورة واليت متت دراستها‬
‫نذكر على سبيل املثال ال احلصر ضريبة الكربون اليت تقلل من انبعااثت اثين أكسيد الكربون وحتد من استخدام‬
‫الوقود األحفوري‪ ،‬مت تطبيقها من أجل احلد من التلوث اهلوائي وهي من بني التوجهات العاملية لتخفيض‬
‫االنبعااثت الغازية الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬اإلحتاد األورويب والياابن‪ :‬الدول األكثر انبعااث للغازات يف العامل)‬
‫متاشيا مع ما مت التخطيط له وفقا ملا جاء يف االتفاقيات الدولية من أجل مكافحة تغري املناخ‪ ،‬تويل اهتماما كبريا‬
‫للحوافز واإلعفاءات اجلبائية من أجل االستثمار يف القطاعات اجلوهرية أبرزها قطاع الطاقة‪ ،‬كما أن الدول املتقدمة‬
‫هتتم بتوسيع قاعدهتا الضريبية وحتديثها واليت تشمل الطاقة‪ ،‬النقل‪ ،‬املوارد والتلوث؛‬
‫‪-‬الفرضية الثالثة‪ :‬واليت تتمثل يف‪" :‬تويل الدول أمهية أكرب للضرائب والرسوم البيئية ملا هلا من منافع بيئية‬
‫واق تصادية عكس احلوافز واإلعفاءات اجلبائية اليت من املمكن أن تزيد من حجم إنفاقها البيئي" خاطئة‪ ،‬ال ينطبق‬
‫ذلك على التجارب الدولية اليت مت التطرق إليها حبيث تعتمد فرنسا على العديد من احلوافز اجلبائية أبرزها نظام‬
‫‪ Bonus‬الذي اعتمدته العديد من الدول اجملاورة والذي يهدف للتقليل من االنبعااثت الغازية املتولدة عن‬
‫السيارات القدمية خاصة اثين أكسيد الكربون‪ ،‬كما تتبع الوالايت املتحدة األمريكية العديد من احلوافز يف اجملال‬
‫البيئي واليت ختص أكثر أنشطة إعادة التدوير‪ ،‬اإلعفاءات اخلاصة بقطاع النقل‪ ،‬الطاقة‪...‬إخل‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫تعتمد اإلمارات العربية على احلوافز اجلبائية واإلعفاءات يف جماالت عديدة خاصة املباين اخلضراء‪ ،‬وكذلك املغرب‬
‫يف القطاع الطاقوي للبحث عن التكنولوجيا البديلة؛‬
‫‪ -‬أشارت الفرضية الرابعة إىل أنه ‪ ":‬ال تتناسب الضرائب والرسوم البيئية املطبقة جبوانبها التقنية السعر‪ ،‬الوعاء‬
‫والتحصيل اجلبائي) يف اجلزائر والدول العربية مع حجم األضرار البيئية اليت تتسبب يف التلوث البيئي أبنواعه عكس‬
‫الدول املتقدمة"‪ ،‬صحيحة‪ :‬ألهنا تعترب من بني حتدايت السياسة اجلبائية يف اجلزائر وحىت الدول العربية حبيث ال‬
‫يتم االهتمام هبا شكل كاف وال تدجم ها ضمن سياساهتا البيئية وخنص ابلذكر تونس ومصر اليت حتتل املرتبة األوىل‬
‫عربيا للدول األكثر تلواث وفقا ملؤشر التلوث البيئي وال تتبع سياسة جبائية فعالة للحد منه‪ ،‬إضافة إىل الدول‬
‫األخرى‪ ،‬إال أن للدول العربية جانب إجيايب وهو استخدام احلوافز واإلعفاءات للحد من التلوث يف اجملال‬
‫الطاقوي لكل من اإلمارات العربية قطاع الطاقة وحتويل النفاايت إىل طاقة‪ ،‬النقل املستدام‪ ،‬البناايت اخلضراء)‬
‫واملغرب قطاع الطاقة) حبيث احتل هذا األخري املرتبة الرابعة عامليا واألوىل عربيا ملؤشر أداء تغري املناخ بسبب‬
‫السياسة اجلبائية احملفزة؛ أما اجلزائر جند أن سياستها اجلبائية مل تستقر على هدف واحد منذ بداية فرضها‪ ،‬حبيث‬
‫تتميز بكثرة التعديالت لنفس الرسوم وبدون تغيري مما يؤدي إىل عدم استقرارها‪ ،‬وال يتم االعتماد على قاعدة‬

‫‪344‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامتة‬

‫ضريبية واسعة واالكتفاء ببعض الرسوم اليت ال تعكس حجم الضرر البيئي يف ظل وجود تعقيدات لتطبيق احلوافز‬
‫اجلبائية وغياب اإلرادة السياسية لتطبيق هذا النوع من السياسات حلماية البيئة من التلوث‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬النتائج املتوصل إليها‬
‫ميكن حصر جمموعة مهمة من النتائج اليت توصلنا إليها من معاجلتنا ملوضوع البحث فيمايلي‪:‬‬
‫‪-‬يعترب كل من تلوث املياه‪ ،‬اهلوا ء‪ ،‬والنفاايت النامجة عن إنتاج الطاقة من أهم التحدايت الرئيسية اليت تعاين منها‬
‫كل دول العامل؛‬
‫‪ -‬من الصعب تصميم رسوم وضرائب التلوث اليت تقلل من التكلفة اإلمجالية للتلوث بسبب نقص يف البياانت‬
‫املتعلقة أبضرار التلوث‪ ،‬صعوبة قياس االنبعااثت بدقة‪ ،‬وأخريا املعارضة السياسية للتحويالت الكبرية لإليرادات من‬
‫رسوما وضرائب؛‬
‫املؤسسات امللوثة إىل احلكومة أو السلطات اليت تفرض ً‬
‫‪ -‬مبدأ امللوث الدافع يعد من املبادئ األساسية للضرائب البيئية مينع التشوهات يف االستثمار والتجارة الدوليتني‬
‫حيمي البيئة ويشجع على االستخدام األمثل للموارد؛‬
‫‪ -‬يعد مبدأ امللوث الدافع أساس فرض الضرائب البيئية‪ ،‬ففي حالة عدم إمكانية حتديد املتسبب ابلتلوث تتحمل‬
‫السلطات العامة التكاليف اخلاصة ابألضرار البيئية بدال من املتسببني؛‬
‫‪ -‬أصبحت الضرائب البيئية من أهم املقارابت الدولية املستخدمة يف رسم السياسات البيئية ملا هلا من دور يف‬
‫احملافظة على البيئة وقدرهتا على مواجهة مشاكل التلوث البيئي؛‬
‫‪ -‬تطبيق السياسة اجلبائية من أجل احلد من التلوث البيئي يؤدي إىل إجياد أسواق جديدة ملبتكرات التحكم يف‬
‫التلوث ومنتجاهتا؛‬
‫‪-‬يكمن دور السياسة اجلبائية من اجلانب البيئي يف احلد من التلوث البيئي ومعاجلة آاثره الضارة ابستخدام أدواهتا‬
‫املباشرة وغري املباشرة؛‬
‫‪-‬يكمن دور السياسة اجلبائية من اجلانب اجلبائي يف فرض العديد من التشريعات اإلجيابية اليت حتقق اهلدف البيئي‬
‫من خالل تسخري النظام اجلبائي لذلك‪ ،‬ألن الدافع للتشريع أييت من اهلدف البيئي؛‬
‫‪-‬يكمن دور السياسة اجلبائية من اجلانب املايل يف احلصول على إيرادات جديدة وإعادة تدويرها يف متويل أحباث‬
‫متعلقة بتكنولوجيا البيئة واخرتاع اآلالت واملعدات الصديقة للبيئة والتشجيع على تبين وسائل الطاقة البديلة؛‬
‫‪-‬إن تطبيق السياسة اجلبائية حلماية البيئة فسح اجملال لتقليص حجم الضرائب األخرى‪ ،‬مثل الضرائب على‬
‫الدخل‪ ،‬الضرائب على األرابح؛‬
‫‪-‬ميكن للسياسة اجلبائية املنفذة يف اجملال البيئي أن تعزز من التطورات التكنولوجية من خالل أتثريها على االقتصاد‬
‫من جانيب االبتكار التكنولوجي والنمو األخضر‪،‬‬
‫‪ -‬السياسة اجلبائية يف اجملال البيئي تعمل على محاية القدرة التنافسية للصناعات كثيفة االستهالك للطاقة؛‬

‫‪345‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامتة‬

‫‪-‬تعترب السياسة اجلبائية حمور األساليب االقتصادية وأكثرها كفاءة يف مواجهة التلوث‪ ،‬الغرض منها هو تشجيع‬
‫السلوك البيئي اجليد وردع السلوك السليب؛‬
‫‪ -‬من أجل الوص ول إىل مستوى التلوث املقبول اجتماعيا البد من أن يكون معدل الضريبة البيئية مساواي للتكلفة‬
‫احلدية لألضرار البيئية اليت تسببها وحدة التلوث ضريبة أكسيد النرتوجني يف السويد منوذجا)؛‬
‫‪-‬تعمل الضرائب البيئية على تصحيح إخفاقات السوق عن طريق ختصيص كفء للموارد اليت تعجز األسواق غري‬
‫التنافسية على حتقيقها بسبب اآلاثر اخلارجية؛‬
‫‪ -‬تعمل الضرائب البيئية على زايدة القدرة الشرائية لدافع الضريبة من خالل إعادة التوزيع عندما أيخذ شكل‬
‫نفقات ضريبية بيئية غري مشروطة مثل نظام املكافأة والرسم املمنوح ملشرتي السيارات النظيفة من سعر هذه‬
‫الضريبة مما يسمح بتحقيق وفورات ضريبية كبرية)؛‬
‫‪ -‬إذا مت تصميم وتطبيق الضرائب البيئية بصورة جيدة وعادلة فإهنا ستؤدي إىل تقليل مستوايت التلوث أو الوصول‬
‫إىل احلد األمثل وأبقل تكلفة اجتماعية؛‬
‫‪ -‬فرض الضرائب البيئية ينتج عنه دمج تكاليف اخلدمات االجتماعية واألضرار الناجة عن التلوث البيئي ضمن‬
‫أسعار السلع واخلدمات؛‬
‫‪-‬يتحكم يف فرض الضرائب والرسوم البيئية عامل جد مهم وهو املستجدات يف اجملال اإليكولوجي الذي ينجم عنه‬
‫آاثر جديدة لبعض العناصر اليت تتسبب يف التلوث البيئي؛‬
‫‪-‬تتميز الضرائب البيئية ابملرونة وإمكانية االستجابة السريعة ملواجهة أي تغريات حتدث ابلنسبة لنوع أو حجم‬
‫التلوث وال تتطلب معلومات كثرية مقارنة ابألدوات التنظيمية؛‬
‫‪ -‬يعد فرض الضرائب البيئية أقل تكلفة وأكثر كفاءة من وسائل الرقابة املباشرة يف جمال مكافحة التلوث من‬
‫خالل أتثريها للحصول على نوعية البيئة املطلوبة؛‬
‫‪-‬فرض ضرائب االنبعااثت مبعدالت مرتفعة يؤدي ابملؤسسات اإلنتاجية إىل االبتكار والتجديد أو االستثمار جبزء‬
‫من أمواهلا يف البحوث والدراسات؛‬
‫‪ -‬السياسات التكميلية املستخدمة ابالشرتاك مع ضريبة الكربون تساعد يف احلد من اآلاثر السلبية ملعدل الضريبة‬
‫على اقتصاد الدولة؛‬
‫‪-‬تلعب ضريبة الكربون دورا مهما ألهنا تعمل على احلد من االنبعااثت الغازية خاصة اثين أكسيد الكربون‪ ،‬وهي‬
‫ضريبة جديدة من احملتمل فرضها إجباراي وتطبيقها على املستوى العاملي؛‬
‫‪-‬حتقق ضريبة الكربون منافع بيئية ومالية عند فرضها مبعدالت مقبولة وتدرجيية‪ ،‬ميكن بواسطة إيراداهتا ختفيض‬
‫معدالت الضرائب األخرى؛‬

‫‪346‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامتة‬

‫‪ -‬متول إيرادات ضريبة الكربون االستثمارات اإلنتاجية للمساعدة يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة خاصة تلك‬
‫املتعلقة ابلبيئة؛‬
‫‪ -‬منح احلوافز و اإلعفاءات اجلبائية ختلق سلوكا إجيابيا للبيئة‪ ،‬يكون هلا أثر كبري يف اعتماد أنشطة أو صناعات‬
‫صديقة للبيئة‪ ،‬عكس الضرائب البيئية اليت تؤدي إىل التهرب الضرييب يف حال ارتفاع معدالهتا؛‬
‫‪ -‬اإلعفاءات اجلبائية هي األداة الرئيسية للسياسة اجلبائية اليت تستهدف االبتكار‪ ،‬كما أهنا ميكن أن توفر حوافز‬
‫مالية إضافية من أجل أنشطة البحث والتطوير؛‬
‫‪ -‬لل حوافز اجلبائية يف اجملال البيئي دور مهم يف إنشاء مؤسسات ومشاريع استثمارية جديدة‪ ،‬مما يساعد على زايدة‬
‫الناتج احمللي اإلمجايل وابلتايل زايدة فرص العمل‪ ،‬زايدة الدخل ومحاية البيئة؛‬
‫‪ -‬إيرادات اجلباية البيئية ميكن أن تساعد االقتصاد على التكيف مع تغريات املناخ‪ ،‬وميكن أن تزيد من اإلنفاق‬
‫على التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬اخلدمات االجتماعية؛‬

‫أما ابلنسبة لنتائج التجارب الدولية‪:‬‬


‫‪-‬يعد اإلحتاد األورويب من الدول السباقة يف معاجلة مشاكل التلوث اهلوائي عن طريق اهتمامه املتزايد ابنتهاج‬
‫سياسات جبائية هتدف ابلدرجة األوىل إىل االنتقال من االعتماد على الطاقات التقليدية إىل الطاقات البديلة‬
‫واستعماله ملصادر الوقود األحفوري إىل االعتماد على الطاقات الشمسية والعمل على حتسني كفاءهتا ومتويل‬
‫مشاريعها االقتصادية؛‬
‫‪-‬تعد دول االحتاد األورويب رائدة يف جمال تطبيق السياسة اجلبائية للحد من مشكالت التلوث البيئي أبداتيها‬
‫املباشرة وغري املباشرة حققت بذلك عائد مزدوج؛‬
‫‪ -‬جنحت السويد يف فرض ضريبة اكاسيد النرتوجني خالل فرتة قصرية حققت نتائج إجيابية متثلت يف احلد من‬
‫هذا الغاز ضمن خططها العامة ملعاجلة مشكل االنبعااثت الغازية؛‬
‫‪-‬جنحت سويسرا يف فرض ضريبة ال نقل عن طريق ضريبة لكل كيلومرت من نقل البضائع عرب الطرق مثل أملانيا‬
‫وسويسرا؛‬
‫‪-‬تعد سويسرا أول دولة إىل جانب السويد) فرضت ضريبة اهلبوط املرتبطة بضوضاء الطائرات‪ ،‬و ضريبة على‬
‫انبعااثت اكاسيد النرتوجني من الطائرات‪ ،‬قامت مبواءمة نظامها مع نظام ضرييب مت تنسيقه الحقا يف مجيع أحناء‬
‫أورواب؛‬
‫‪-‬الدمنارك‪ ،‬السويد‪ ،‬فنلندا‪ ،‬النرويج دول رائدة يف جمال الضرائب والرسوم البيئية قامت إبصالح منظومتها اجلبائية‬
‫طبقت سياسة جبائية فعالة ملعاجلة مشكل التلوث‪ ،‬واستخدمت إيراداهتا حلماية البيئة؛‬

‫‪347‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامتة‬

‫‪-‬تطبق فرنسا نظامي ‪ Bonus-malus‬حلماية البيئة من االنبعااثت الغازية فاألول يعد كرسم إيكولوجي ينطبق‬
‫على سيارات الركاب ونقل املسافرين األكثر تلويثا‪ ،‬والثاين يعد كنظام حتفيزي أي مساعدات تدفعها احلكومة‬
‫للتقليل من انبعااثت غاز اثين أكسيد الكربون؛‬
‫‪-‬تعد أملانيا دولة رائدة يف جمال إعادة تدوير النفاايت عن طريق ما يسمى ابلنقطة اخلضراء اليت تشري إىل أنه قد مت‬
‫دفع الرسوم‪ ،‬وهو معروف بنظام الديوالز تبنته العديد من الدول األوروبية كفرنسا‪ ،‬الدمنارك‪ ،‬و إسبانيا هدفه‬
‫األساسي منع اآلاثر الضارة للبيئة؛‬
‫‪ -‬تعترب السويد رائدة يف جمال ضرائب الكربون هتدف من خالهلا إىل محاية البيئة من االنبعااثت الغازية الضارة‬
‫وإىل زايدة حجم إيراداهتا الضريبية؛‬
‫‪-‬تعترب الضرائب على الطاقة أهم مصدر إليرادات الضرائب والرسوم البيئية جلل دول االحتاد األوريب‪ ،‬متثل نسبة‬
‫تقارب ‪ ، 80‬لقطاع الطاقة يعاد استثمارها يف البحوث واملشاريع البيئية يف الطاقات املتجددة‪ ،‬النفاايت‪...‬إخل؛‬
‫‪ -‬ختصص دول اإلحتاد األورويب وابألخص فرنسا حصص كبرية جملال البحث والتطوير يف القطاع البيئي حبيث‬
‫يسيطر قطاع الطاقة على النسبة األكرب من إمجايل اإلنفاق؛‬
‫‪-‬هتدف دول االحتاد األورويب واألمريكي وحىت الياابن إىل تشجيع االبتكار فهي يف مواقع متقدمة يف جماالت‬
‫العلوم والتكنولوجيا؛‬
‫‪ -‬تويل الدول األجنبية أمهية كبرية حلماية البيئة ضمن خطط رئيسية حمددة املعامل للبحوث البيئية و الطاقوية‪ ،‬فضال‬
‫عن التعاون الفعال مع القطاع اخلاص؛‬
‫‪ -‬تستخدم الدول األوروبية احلوافز اجلبائية من أجل دعم مشاريع التدفئة ابلطاقة املتجددة والوقود احليوي؛‬
‫‪ -‬تظهر جربة الوالايت املتحدة األمريكية أن تصميم الضرائب البيئية ممكن تقنيا وهو ما يتضح من خالل ضريبة‬
‫املواد الكيميائية املستنفذة لألوزون‪ ،‬ضريبة استهالك الغاز من خالل التصميم اجليد للمعدالت وحتديث توسعات‬
‫القاعدة الضريبية اليت ترتبط ابملشاكل البيئية؛‬
‫‪-‬أخفقت سويسرا يف احلد من مشكل النفاايت ابلرغم من الرسوم البيئية املفروضة إال أهنا ال تزال تعاين منه؛‬
‫‪ -‬تعاين الضرائب البيئية يف فرنسا من عدم القبول السياسي واجملتمعي الرتفاع معدالهتا وتكاليفها‪ ،‬يعد ذلك عائقا‬
‫أمام تطبيقها‪ ،‬وابلتايل فضلت اللجوء إىل التحفيزات واإلعفاءات اجلبائية من أجل االستثمار يف اجملال البيئي؛‬
‫‪ -‬أخفقت فرنسا يف إجياد حلول مناسبة للضرائب الطاقوية املفروضة واليت تشكل عبء على ذوي الدخل احملدود‬
‫وهو ما أدى إىل تصاعد االحتجاجات وعدم قبوهلا جمتمعيا؛‬
‫‪ -‬جنحت الوالايت األمريكية يف تنفيذ سياسة جبائية حمفزة‪ ،‬تتعلق أكثر ابحلوافز املمنوحة لقطاع الطاقة املتجددة‬
‫إعادة تدوير النفاايت‪ ،‬البناايت اخلضراء‪...‬إخل؛‬

‫‪348‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامتة‬

‫‪-‬تفرض الياابن العديد من الضرائب والرسوم البيئية خاصة يف اجملال الطاقوي من بينها ضريبة الكربون متاشيا مع‬
‫خمططاهتا الرامية إىل التخفيض من حجم االنبعااثت الغازية وتنفيذ التزاماهتا الدولية؛‬
‫‪ -‬اإلصالح اجلبائي البيئي للدول األجنبية مشل قاعدة ضريبية واسعة حلماية البيئة وأحدث نتائج إجيابية؛‬
‫‪ -‬توفر الضرائب البيئية للدول األوروبية واألمريكية وحىت الياابن إيرادا اثبتا نسبيا للخزينة العامة للدولة؛‬
‫‪ -‬تسعى الدول العربية إىل جذب االستثمارات النظيفة غري امللوثة للبيئة من خالل احلوافز اجلبائية اليت هتدف إىل‬
‫تشجيع شراء وتركيب أو تصنيع أنظمة الطاقة املتجددة واملعدات‪ ،‬وتعتربها من األدوات اهلامة لتطوير الطاقة؛‬
‫‪ -‬ابلرغم من عدم اعرتاف اإلمارات العربية املتحدة مببدأ امللوث الدافع إال أهنا جنحت يف تطبيق حوافز جبائية‬
‫للحد من االنبعااثت الغازية و ملعاجلة مشكل النفاايت‪.‬‬
‫‪ -‬استحدثت تونس جمموعة من اإلعفاءات واحلوافز اجلبائية اليت تطمح من خالهلا احلد من مشكل التلوث البيئي‬
‫اخلاص ابلنفاايت و االنبعااثت الغازية؛‬
‫‪-‬يستخدم املغرب جمموعة من اإلجراءات والتدابري اهلادفة إىل توجيه سلوك األفراد لتعزيز االمتثال ملعايري االستدامة‬
‫واليت تتمثل يف احلوافز اجلبائية‪.‬‬
‫‪ -‬تعد مصر من بني الدول األكثر تلواث يف العامل تشهد يف اآلونة األخرية تصاعد مشكالت التلوث البيئي‪ ،‬حبيث‬
‫يعد تلوث اهلواء أكرب التحدايت اليت تواجهها وخصوصا يف املناطق احلضرية؛‬
‫‪ -‬انعدام التنسيق بني خمتلف اهلياكل اإلدارية بشأن تقدمي البياانت وتبادل املعلومات ال تساهم يف تعزيز التطبيق‬
‫الفعلي للسياسة اجلبائية البيئية للدول العربية؛‬
‫‪-‬ال هتتم الدول العربية بتبين سياسة جبائية وتنفيذها للحد من مشكالت التلوث البيئي خاصة وأهنا تصنف من‬
‫الدول األكثر تلواث وما هو مفروض من رسوم بيئية ال يعكس الواقع؛‬
‫‪-‬تعرتف الدول العربية مببدأ امللوث الدافع ضمن قوانينها األساسية حلماية البيئة إال أهنا ال تعتمد عليه ميدانيا؛‬
‫‪ -‬يب قى مشكل التحصيل اجلبائي وعدم االهتمام أكثر ابجلوانب التقنية من أهم الصعوابت اليت حتول دون جسيد‬
‫مبدأ امللوث الدافع على أرض الواقع يف اجلزائر؛‬
‫‪-‬ترمجت اجلزائر اهتماماهتا حبماية البيئة ابستحداث هياكل إدارية مساعدة‪ ،‬وتعاوهنا الدويل خاصة الشراكة األملانية‬
‫فيما خيض الضرائب البيئية هناية ديسمرب ‪.2020‬‬
‫اثلثا‪ :‬التوصيات‬
‫على ضوء النتائج املتوصل إليها نقرتح التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪-‬إنشاء قانون دويل للضرائب البيئية يعمل على استخدام املعاهدات الضريبية من أجل احلد من مشكالت التلوث‬
‫البيئي الدويل؛‬

‫‪349‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامتة‬

‫‪-‬رفع الوعي وحتسيس األفراد واملؤسسات بضرورة محاية البيئة من التلوث على املستوى الدويل خاصة يف ظل تزايد‬
‫حجم األضرار البيئية؛‬
‫‪ -‬إبرام اتفاق عاملي بشأن األدوات االقتصادية ابألخص السياسة اجلبائية حلل املشكالت البيئية خاصة االنبعااثت‬
‫الغازية والنفاايت وتلوث البحار من خالل التنسيق الدويل دون التعرض للضرر االقتصادي للدول ضعيفة الدخل؛‬
‫‪ -‬ضرورة العمل على التطبيق املوحد ملبدأ امللوث الدافع الذي يساهم يف صنع سياسات جبائية دولية مماثلة‬
‫وابلتايل منع تشويه التجارة واالستثمار الدويل؛‬
‫‪-‬احلرص على عدم ختصيص إيرادات اجلباية البيئية لغرض معني لفرتة زمنية طويلة إال من خالل تقييمها فمثال‬
‫ضرائب النقل للبنية التحتية ألنه يؤدي إىل اإلفراط الواسع يف االستثمار هلذا القطاع؛‬
‫‪ -‬العمل على التنسيق بني الضرائب وأدوات أخرى للسياسة البيئية كاللوائح التنظيمية القوانني البيئية‪ ،‬اإلعاانت‬
‫املالية ‪...‬إخل‪ ،‬من أجل مكافحة التلوث؛‬
‫‪ -‬االعتماد أكثر على اجلانب التحفيزي للسياسة اجلبائية ملكافحة التلوث البيئي ألهنا توفر منتجات نظيفة كما‬
‫تكسب املنتجني مرونة كافية لتوجيه رأس املال حنو املشاريع األقل تلويثا للبيئة‪ ،‬إضافة إىل حتقيق تنمية اقتصادية؛‬
‫‪ -‬التحديد الدقيق للمعدل والذي البد أن يعكس بشكل كبري حجم األضرار البيئية احلالية والتكاليف الناجة‬
‫عنها‪ ،‬وأن يكون قابل للتعديل كل فرتة وبشكل مستمر ودون انقطاع‪ ،‬خاصة للجزائر والدول العربية؛‬
‫‪ -‬التقييم الدوري لألداء الفعلي للضرائب والرسوم البيئية لتحديد ما إذا كان من املمكن حتسينها لتحقق الكفاءة‬
‫والفعالية االقتصادية هلا؛‬
‫‪ -‬ضرورة العمل على تكثيف اجلهود من أجل خلق تعاون بني الدول العربية يف جمال نقل التكنولوجيا وأنشطة‬
‫البحث والتطوير املشرتكة؛‬
‫‪-‬تطبيق التدابري اجلبائية ذات البعد البيئي يف اجلزائر أو حىت يف الدول العربية يتطلب إعادة النظر يف العديد من‬
‫اجلوانب‪ ،‬مبا فيها اجلوانب املتصلة ابلقدرة التنافسية والعدالة‪ ،‬من أجل سهولة قراءة اجلباية البيئية وضمان قبوهلا‬
‫جلعلها أداة فعالة للتحوالت الضرورية؛‬
‫‪ -‬البد من الدول العربية أن تعمل على زايدة معدالت الضرائب البيئية وتوسيع قاعدهتا الضريبة حبيث تتماشى مع‬
‫الوضع البيئي‪ ،‬ومع ختفيض حجم الضرائب على الدخل والعمالة ورفعها على السلع واخلدمات امللوثة للبيئة؛‬
‫‪-‬ضرورة تشكيل جلان خاصة ابلضرائب املفروضة على مسببات التلوث البيئي من أجل تقييم تطبيقاته يف اجلزائر‬
‫والدول العربية؛‬
‫‪ -‬العمل على إدخال فكرة تطبيق السياسة اجلبائية كأداة للحد من التلوث البيئي ضمن السياسات البيئية للدول‬
‫العربية إلجياد حلول من أجل التصدي لألضرار البيئية؛‬

‫‪350‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامتة‬

‫‪ -‬العمل على متويل البحوث والدراسات البيئية و إصدار تقارير دورية حول الوضع البيئي للدول العربية من أجل‬
‫فرض معدالت ضريبية أو رسوم مناسبة تتماشى مع حجم األضرار البيئية أو منح إعفاءات و حتفيزات جبائية إذا‬
‫تطلب األمر؛‬
‫‪ -‬دمج السياسات اجلبائية والبيئية والعمل على التنسيق بينهما إلجياد أفضل الطرق للحفاظ على القدرة التنافسية‬
‫للصناعات كثيفة االستخدام للموارد مع احلفاظ على احلافز البيئي؛‬
‫‪ -‬االستفادة من جارب الدول املتقدمة يف جمال الضرائب والرسوم البيئية وتعبئة املوارد الالزمة لتمويل مرافق البنية‬
‫التحتية خاصة للدول النامية اليت تواجه مصاعب يف توفريها وختصيص موارد للمشاريع منخفضة الكربون؛‬
‫‪-‬ضرورة التنسيق بني خمتلف أدوات السياسة اجلبائية سواء بفرض ضرائب و رسوم أو منح إعفاءات و حتفيزات‬
‫لتفادي التهرب الضرييب والعمل على منح رخص قابلة للتداول للتخفيف من حدة التلوث اهلوائي؛‬
‫‪ -‬العمل على تطوير ضرائب جديدة قابلة للتطبيق ميدانيا لتغطية نطاق أوسع من األضرار البيئية خاصة يف الدول‬
‫العربية واجلزائر؛‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام أكثر بتطبيق مبدأ امللوث الدافع على التلوث البحري العابر للحدود خاصة التلوث ابلنفط؛‬
‫‪ -‬على الدول العربية تنفيذ إصالح جبائي أخضر حبيث تعترب الضرائب اإلقليمية مناسبة ملكافحة املشاكل البيئية؛‬
‫‪ -‬ضرورة الرتكيز على توسيع القاعدة الضريبية للدول العربية مع التفكري يف إدخال ضريبة الكربون ضمن خمططاهتا‬
‫للحد من التلوث اجلوي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬آفاق البحث‬


‫ارأتينا يف األخري أن نقدم جمموعة من املواضيع اليت هلا صلة مبوضوع حبثنا وهي‪:‬‬

‫‪-‬الضرائب اخلضراء كجزء من هنج احلوكمة الرشيدة وأهداف التنمية املستدامة‪.‬‬


‫‪-‬الضرائب البيئية واالقتصاد األخضر ضمن سياسات الطاقة واملناخ يف الدول األوروبية والوالايت املتحدة‬
‫األمريكية‪.‬‬
‫‪-‬ضريبة الكربون ونظام الرخص القابلة للتداول كأدوات اقتصادية ملواجهة االحتباس احلراري و االنبعااثت الغازية‪.‬‬
‫‪-‬عالقة ضريبة الكربون خبفض االنبعااثت الغازية خاصة اثين أكسيد الكربون واحلد من التلوث اهلوائي‪.‬‬
‫‪ -‬دور احلوافز واإلعفاءات اجلبائية يف تطوير مفهوم االقتصاد األخضر والتنمية املستدامة يف الدول النامية‪.‬‬
‫‪ -‬دور اجلباية البيئية يف احلد من مشكل تلوث النفاايت يف دول اإلحتاد األورويب‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫املراجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬

‫ـ‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

‫‪ –I‬املراجع ابللغة العربية‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪ -01‬إبراهيم جابر السيد‪ ،‬حماسبة التلوث البيئي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -02‬أعاد محود القيسي‪ ،‬املالية العامة والتشريع الضرييب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫‪ -03‬به شيمان فيض هللا عمر‪ ،‬املسؤولية املدنية عن أضرار التلوث ابلنفاايت‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -04‬بومدين طامشة‪ ،‬التنمية املستدامة وإدارة البيئة‪ ،‬بني الواقع ومقتضيات التطور‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -05‬خالد شحاده اخلطيب‪ ،‬أمحد زهري شامية‪ ،‬أسس املالية العامة‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪.2016 ،‬‬
‫‪ -06‬خالد مصطفى قاسم‪ ،‬إدارة البيئة والتنمية املستدامة يف ظل العوملة املعاصرة‪ ،‬الدار اجلامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -07‬رضا خالصي‪ ،‬شذرات النظرية اجلبائية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -08‬ره رنج رسول حممد‪ ،‬املسؤولية املدنية عن تلوث البيئة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪. 2016 ،‬‬
‫‪ -09‬ستيفن مسيث‪ ،‬االقتصاد البيئي‪ ،‬مقدمة قصرية جدا ‪ ،‬ترمجة إجني بنداري‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -10‬سلطان الرفاعي‪ ،‬التلوث البيئي (أسباب‪ ،‬أخطار‪ ،‬حلول)‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ -11‬سليمان عمر عبد اهلادي‪ ،‬االستثمار األجنيب املباشر وحقوق البيئة يف االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الوضعي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬األكادمييون للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ -12‬شيماء فارس حممد احلمد‪ ،‬الوسائل الضريبية حلماية البيئة‪ ،‬دراسة قانونية مقارنة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -13‬صالح عبد الرمحن عبد اجلديثي‪ ،‬النظام القانوين الدويل حلماية البيئة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -14‬طارق إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬األمن البيئي النظام القانوين حلماية البيئة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -15‬عامر حممود طراف‪ ،‬قضااي البيئة والتنمية‪ ،‬أزمة دولية متفاقمة ‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬جمد املؤسسات اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -16‬عبد الباسط على جاسم الزبيدي‪ ،‬السياسة الضريبية يف ظل العوملة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -17‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬املدخل إىل السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬دراسة حتليلية تقييميه‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -18‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬دراسات يف علم الضرائب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ -19‬عبد الناصر زايد هياجنه‪ ،‬القانون‪ ،‬النظرية العامة للقانون البيئي مع شرح التشريعات البيئية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2012 ،‬‬
‫‪ -20‬علي حامت القريشي‪ ،‬مدخل االقتصاد البيئي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الكتب والواثئق‪ ،‬حوض فرات‪ ،‬النجم االشرف‪ ،‬العراق‪.2017 ،‬‬
‫‪ -21‬عماد حممد احلفيظ‪ ،‬إدارة النفاايت ربح ومحاية للبيئة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2018 ،‬‬
‫‪ -22‬عماد حممد ذايب احلفيظ‪ ،‬البيئة‪ ،‬محايتها‪ ،‬تلوثها‪ ،‬خماطرها‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ -23‬قريد مسري‪ ،‬محاية البيئة ومكافحة التلوث ونشر الثقافة البيئية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2013 ،‬‬
‫‪ -24‬كاظم املقدادي‪ ،‬علي عبد هللا اهلوشي‪ ،‬محاية البيئة البحرية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مركز الكتاب األكادميي‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪.2016 ،‬‬
‫‪ -25‬ليسرت براون‪ ،‬اقتصاد البيئة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اجلمعية املصرية لنشر املعرفة والثقافة العاملية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -26‬مالك حسني حوامدة‪ ،‬األبعاد االقتصادية للمشاكل البيئية وأثر التنمية املستدامة‪ ،‬دار دجلة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2014 ،‬‬
‫‪ -27‬مثىن عبد الرزاق العمر‪ ،‬التلوث البيئي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -28‬حممد عبد الرؤوف ‪ ،‬األدوات االقتصادية يف السياسة البيئية‪ ،‬حالة دولة جملس التعاون اخلليجي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مركز اخلليج لألحباث‪ ،‬ديب‪،‬‬
‫اإلمارات العربية املتحدة‪.2008 ،‬‬
‫‪ -29‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬اقتصادايت البيئة و العوملة‪ ،‬دار مؤسسة رسالن للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬سوراي‪.2013 ،‬‬

‫‪353‬‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

‫‪ -30‬جنم العزاوي‪ ،‬عبد هللا النقار‪ ،‬إدارة البيئة‪ ،‬نظم ومتطلبات وتطبيقات ‪ ،ISO 14000‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪ -31‬جنم العزاوي‪ ،‬عبد هللا حكمت النقار‪ ،‬إسرتاتيجيات ومتطلبات وتطبيقات إدارة البيئة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2015 ،‬‬
‫‪ -32‬نزيه عبد املقصود حممد مربوك‪ ،‬الضرائب اخلضراء والرخص القابلة للتداول كأدوات ملكافحة التلوث‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -33‬نوال علي تعاليب‪ ،‬احلوكمة البيئية العاملية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مركز الكتاب األكادميي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2014 ،‬‬
‫‪ -34‬نوزاد عبد الرمحن اهلييت‪ ،‬التنمية املستدامة اإلطار العام والتطبيقات‪ ،‬دولة اإلمارات العربية املتحدة منوذجا‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مركز اإلمارات‬
‫للدراسات والبحوث االسرتاتيجية‪ ،‬أبوظيب‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪.2009 ،‬‬
‫‪-35‬هاشم مرزوك علي الشمري‪ ،‬محيد عبيد عبد الزبيدي‪ ،‬إبراهيم كاطع علو اجلوراين‪ ،‬االقتصاد األخضر مسار جديد يف التنمية املستدامة‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬دار األايم للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2016 ،‬‬
‫‪-36‬يونس إبراهيم أمحد مزيد‪ ،‬البيئة يف اإلسالم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬

‫اثنيا‪ :‬األطروحات‬
‫‪ -01‬بن عاتق حنان‪ ،‬السياسة اجلبائية ودورها يف حتقيق النمو االقتصادي يف اجلزائر (دراسة قياسية)‪ ،‬أطروحة مقدمة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة أبوبكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2014-2013 ،‬‬
‫‪ -02‬بومدين بكرييت ‪ ،‬السياسة اجلبائية وحتدايت اإلصالح االقتصادي يف اجلزائر خالل الفرتة (‪ )2014-1970‬دراسة حتليلية وقياسية‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2018 ،‬‬
‫‪ - 03‬حروشي جلول‪ ،‬دراسة الضرائب البيئية يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪.2011 ،3‬‬
‫‪ -04‬مسية سبع‪ ،‬حماولة اختبار فعالية األدوات اجلبائية يف محاية البيئة‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر ‪ ،‬أطروحة مقدمة دكتوراه يف العلوم التجارية‪ ،‬جامعة اجلزائر‬
‫‪.2015-2014 ،03‬‬
‫‪ -05‬صفية عالوي‪ ،‬ظاهرة التلوث البيئي يف اجلزائر وآليات احلد منها‪ ،‬دراية حالة قطاع احملروقات بشركة سونطراك حاسي الرمل‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة عمار ثليجي األغواط‪.2014-2013 ،‬‬
‫‪ -06‬عبد اهلادي خمتار‪ ،‬اإلصالحات اجلبائية ودورها يف حتقيق العدالة االجتماعية يف اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أيب بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪ -07‬عزوز علي‪ ،‬آليات ومتطلبات تفعيل التنسيق الضرييب العريب" الواقع والتحدايت"‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة حسيبة بن‬
‫بوعلي‪ ،‬الشلف‪.2014 ،‬‬
‫‪ - 08‬مسعودي حممد‪ ،‬فعالية اآلليات االقتصادية حلماية البيئة‪ ،‬دراسة تقييمية لتجارب بعض الدول منها اجلزائر‪ ،‬أطروحة الدكتوراه يف العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة أيب بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2014 ،‬‬
‫‪ -09‬نشيدة معزوزة‪ ،‬حتدايت اجلباية الدولية يف ظل العوملة‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪.2015 ،3‬‬
‫‪ -10‬يوسفي نور الدين‪ ،‬جرب ضرر التلوث البيئي‪ ،‬دراسة حتليلية مقارنة يف ظل أحكام القانون املدين والتشريعات البيئية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف القانون‬
‫اخلا‪ ،،‬جامعة حممد خيرر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪.2012 ،‬‬

‫اثلثا‪ :‬الـ ـ ـ ــمجالت‬


‫‪ -01‬بن بو عبد هللا مونية‪ ،‬بن بو عبد هللا وردة‪ ،‬تقييم اآلليات القانونية حلماية البيئة يف التشريع اجلزائري‪ ،‬جملة ريس للعلوم االجتماعية والرتبوية‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،6‬العدد ‪ ،05‬ماي ‪.2019‬‬

‫‪354‬‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

‫‪ - 02‬بن تركية نصرية‪ ،‬تكريس الدستور اجلزائري للحق يف البيئة يف تعديل ‪ 2016‬مبوجب القانون ‪ ،01/16‬جملة املعيار‪ ،‬جامعة تسمسيلت‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،08‬العدد ‪ ،18‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ -03‬إبراهيم كامل الشوابكة‪ ،‬دور القوانني الضريبية (اجلبائية) يف احلد من التلوث البيئي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬جملة األحداث القانونية التونسية‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،24‬تونس‪.2014 ،‬‬
‫‪ -04‬أمحد عبد الصبور الدجلاوي‪ ،‬دور السياسة الضريبية يف محاية البيئة من التلوث‪ ،‬جملة املنار للبحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬كلية احلقوق‬
‫والعلوم السياسية جبامعة حيي فارس‪ ،‬املدية‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬ديسمرب ‪.2018‬‬
‫‪ -05‬أمحد عبد الصبور الدجلاوي‪ ،‬مفاهيم أساسية حول السياسة الضريبية‪ ،‬جملة امليزان‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬العدد ‪ ،211‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ -06‬أمحد فنيدس‪ ،‬دور اجلباية يف احلد من التلوث البيئي‪ ،‬حوليات جامعة قاملة للعلوم االجتماعية و اإلنسانية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قاملة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،18‬ديسمرب ‪.2016‬‬
‫‪ -07‬أديب قاسم شندي‪ ،‬فريد جاسم حسن‪ ،‬السياسة الضريبية يف العراق وقعها ومتطلبات إصالحها يف ظل التوجه حنو اقتصاد السوق‪ ،‬جملة‬
‫الكوت للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬جامعة واسط‪ ،‬العدد ‪.2015 ،17‬‬
‫‪ -08‬إلياس شاهد‪ ،‬عبد النعيم دفرور‪ ،‬البيئة ومقومات محايتها يف اجلزائر‪ ،‬جملة الدراسات والبحوث االجتماعية‪ ،‬جامعة الشهيد محة خلرر‪-‬الوادي‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،04‬العدد ‪ ،20‬ديسمرب ‪.2016‬‬
‫‪ -09‬إاين ابري‪ ،‬ماهي ضريبة الكربون؟ لضرائب الكربون دور رئيسي يف احلد من الغازات الدفيئة‪ ،‬عودة األسس‪ ،‬جملة التمويل والتنمية‪ ،‬جوان‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ -10‬بكرييت بومدين‪ ،‬يوسفي رشيد‪ ،‬السياسة اجلبائية وإشكالية الغش اجلبائي يف اجلزائر‪ -‬دراسة حتليلية واقتصادية‪ ،‬جملة املالية واألسواق‪ ،‬جامعة ابن‬
‫ابديس مستغامن‪ ،‬العدد الثالث‪.2015 ،‬‬
‫‪ -11‬بلعياضي آمنة‪ ،‬البيئة احلضرية يف اجلزائر واقعها وإجراءات محايتها يف اجلزائر‪ ،‬جملة دراسات وأحباث‪ ،‬اجمللة العربية يف العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة زاين عاشور اجللفة‪ ،‬اجمللد ‪ ،09‬العدد ‪.2017 ،28‬‬
‫‪ -12‬بوذريع صاليحة‪ ،‬دور السياسات البيئية يف ردع وحتفيز املؤسسات االقتصادية على محاية البيئة‪ ،‬جملة اقتصادايت مشال إفريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن‬
‫بوعلي الشلف‪ ،‬العدد ‪.2017 ،17‬‬
‫‪ -13‬توفيق صربي املرااييت‪ ،‬دور السياسة الضريبية يف حتقيق االستقرار يف املستوى العام لألسعار يف العراق‪ ،‬جملة اخلليج العريب‪ ،‬جامعة البصرة مركز‬
‫الدراسات البصرة واخلليج العريب‪ ،‬العراق‪ ،‬اجمللد ‪ ،36‬العدد ‪ ،2 -1‬جوان ‪.2008‬‬
‫‪ - 14‬جعفر يونس جابر الالمي‪ ،‬خلود هادي عبود الربيعي‪ ،‬أثر الضرائب البيئية يف السيطرة على مستوايت التلوث الناجم عن أنشطة شركات النفط‬
‫األجنبية املتعاقدة للعمل يف العراق‪،‬حبث تطبيقي يف اهليئة العامة للضرائب‪ ،‬جملة دراسات حماسبية ومالية‪ ،‬اجمللد ‪ ،13‬العدد ‪.2018 ،44‬‬
‫‪ -15‬مجال عبد الكرمي‪ ،‬احلماية الدولية للبيئة من خالل تطور قواعد القانون الدويل للبيئة‪ ،‬جملة البحوث السياسية واإلدارية‪ ،‬جامعة زاين عاشور اجللفة‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،06‬العدد ‪.2017 ،10‬‬
‫‪ -16‬جهاد بن عثمان‪ ،‬فاطمة الزهراء زرواط‪ ،‬دراسة حتليلية اقتصادية حول التلوث وتقييم تكلفة التدهور البيئي يف اجلزائر‪ ،‬جملة الدراسات املالية‬
‫واحملاسبية واإلدارية‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ -17‬حراق مصباح‪ ،‬كفاءة السياسة املالية ودورها يف التخصيص األمثل للموارد‪ -‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،-‬جملة ميالف للبحوث والدراسات‪ ،‬املركز‬
‫اجلامعي ميلة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمرب ‪.2016‬‬
‫‪ -18‬حسونة عبد الغين‪ ،‬النظام اجلبائي البيئي بني الردع والتحفيز‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬جامعة حممد خيرر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجمللد ‪ ،11‬العدد ‪ ،13‬فيفري ‪.2016‬‬
‫‪ -19‬محو فرحات‪ ،‬راوية مطماطي‪ ،‬نور دين دعاس‪ ،‬مبدأ امللوث الدافع كأساس املسؤولية املدنية البيئية‪ ،‬جملة قانون البيئة العقاري‪ ،‬جامعة عبد احلميد‬
‫بن ابديس مستغامن‪ ،‬اجمللد ‪ ،08‬العدد ‪.2020 ،14‬‬
‫‪ -20‬حيدر عبد األمري نعمة‪ ،‬صبحي حسون السعدي‪ ،‬توجهات املؤسسات الدولية يف اإلصالح الضرييب وانعكاساهتا على جتارة العراق اخلارجية‪-‬‬
‫سيناريوهات مقرتحة‪ ،-‬اجمللة العراقية للعلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪.2019 ،60‬‬
‫‪ -21‬خدجية بوطبل‪ ،‬دور التشريعات اجلبائية يف محاية البيئة‪ ،‬جملة جيل حقوق اإلنسان‪ ،‬لبنان‪ ،‬طرابلس‪ ،‬العدد ‪ ،25‬ديسمرب ‪.2017‬‬

‫‪355‬‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

‫‪ -22‬خري فريلة‪ ،‬دور السياسة اجلبائية يف حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر خالل الفرتة (‪ ،)2013-2000‬جملة أبعاد اقتصادية‪ ،‬جامعة أحممد‬
‫بوقرة بومرداس‪ ،‬اجمللد ‪ ،07‬العدد ‪.2017 ،01‬‬
‫‪ -23‬رداوية حورية‪ ،‬تكريس مبدأ امللوث الدافع يف املمارسات الدولية ‪ ،‬جملة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،02‬العدد ‪،09‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ -24‬زواق احلواس ‪ ،‬فعالية السياسة الضريبية يف توجيه االستثمار لتحقيق التنويع االقتصادي يف اجلزائر‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة حممد بوضياف ابملسيلة‪ ،‬العدد ‪.2016 ،15‬‬
‫‪ -25‬سعيد عبد املنعم حممد‪ ،‬وائل فوزي عبد الباسط‪ ،‬أمحد حممد عبد العزيز‪ ،‬إطار مقرتح للحوافز الضريبية ىف قطاع البرتول من منظور بيئي‪ ،‬جملة‬
‫العلوم البيئية معهد الدراسات والبحوث البيئية ‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬اجمللد الثامن والثالثون‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ -26‬مسية سبع‪ ،‬قدي عبد اجمليد‪ ،‬عوائق وفرص تطبيق مبدأ امللوث الدافع‪ ،‬جملة االقتصاد اجلديد‪ ،‬جامعة مخيس مليانة‪ ،‬اجمللد ‪ ،02‬العدد ‪،13‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -27‬شكراين احلسني‪ ،‬من مؤمتر إستوكهومل ‪ 1972‬إىل ريو ‪ 20+‬لعام ‪ ،2012‬مدخل إىل تقييم السياسات البيئية العاملية‪ ،‬جملة حبوث اقتصادية‬
‫عربية‪ ،‬العددان ‪.2013 ،64 -63‬‬
‫‪ -28‬شليحي الطاهر‪ ،‬مزلف سعاد‪ ،‬أمهية تدوير النفاايت العضوية كسماد فالحي يف محاية البيئة ‪ ،‬جملة االقتصاد والبيئة‪ ،‬جامعة عبد احلميد بن ابديس‬
‫مستغامن‪ ،‬اجمللد ‪ ،01‬العدد ‪.2018 ،01‬‬
‫‪ -29‬صيد مرمي‪ ،‬حمرز نور الدين ‪ ،‬فعالية تطبيق الرسوم والضرائب البيئية يف حتقيق أهداف التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬جملة الواحات للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬اجمللد ‪ ،9‬العدد ‪.2015 ،2‬‬
‫‪ -30‬عامر عمران كاظم املعموري‪ ،‬ابتهال انهي شاكر أملرشدي‪ ،‬دور السياسة املالية يف مواجهة التلوث البيئي يف العراق‪ ،‬اجمللة العراقية للعلوم اإلدارية‪،‬‬
‫جامعة كربالء‪ ،‬اجمللد ‪ ،12‬العدد ‪.2016 ،49‬‬
‫‪ -31‬عايد راضي خنفر‪ ،‬مهند راضي خنفر‪ ،‬االقتصاد كأداة حلماية البيئة‪ ،‬دوره ومتطلبات جناحه‪ ،‬جملة أسيوط للدراسات البيئية‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،11‬العدد ‪ ،01‬مارس ‪.2008‬‬
‫‪ -32‬عباس عبد احلفيظ ‪ ،‬شريف حممد‪ ،‬حمجويب حممد األخرر‪ ،‬دور ومدى فعالية النظام اجلبائي يف احلد أو التخفيف من حدة التلوث البيئي‪ ،‬جملة‬
‫دراسات جبائية‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬العدد ‪ ،03‬ديسمرب ‪2013‬‬
‫‪ -33‬عباسي صابر‪ ،‬زنودة إميان‪ ،‬قراءة حمددات فعالية وكفاءة الضرائب البيئية‪...‬أين حنن؟ تشخيص لتجربة دول اإلحتاد األورويب‪ ،‬جملة االقتصاد‬
‫اجلديد‪ ،‬جامعة جياليل بونعامة خبميس مليانة‪ ،‬اجمللد ‪ ،02‬العدد ‪.2019 ،01‬‬
‫‪ -34‬عبد الفتاح داودي‪ ،‬اجلزائر يف التصنيفات االقتصادية العاملية‪ ،‬جملة اقتصادايت املال واألعمال‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬جوان ‪.2018‬‬
‫‪ - 35‬عبد املؤمن جمدوب‪ ،‬ملني مهاش‪ ،‬مكانة السياسات البيئية ضمن أجندة األمم املتحدة‪ ،‬جملة السياسة والقانون‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،15‬جوان ‪.2016‬‬
‫‪ - 36‬عزي هاجر‪ ،‬ساملي رشيد‪ ،‬اجلباية البيئية عنصر مفتاحي حلماية البيئة يف اجلزائر‪ ،‬جملة علوم االقتصاد والتسيري والتجارة‪ ،‬العدد ‪.2016 ،33‬‬
‫‪ - 37‬عطوي وداد‪ ،‬مبدأ امللوث الدافع كآلية بعدية حلماية البيئة‪ ،‬جملة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املركز اجلامعي تيبازة‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،04‬العدد ‪.2020 ،9‬‬
‫‪ -38‬عطيوة مسرية‪ ،‬عبد احلميد مهري‪ ،‬السياسة الضريبية ودورها يف جذب االستثمار األجنيب إىل اجلزائر – إشارة إىل جتارب دولية‪ ،-‬جملة الدراسات‬
‫املالية واحملاسبية واإلدارية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمرب ‪.2015‬‬
‫‪ -39‬عفيف عبد احلميد‪ ،‬دور السياسة الضريبية يف حتسني بعض املؤشرات االجتماعية‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر خالل الفرتة (‪ ،)2014-2000‬جملة‬
‫دراسات جبائية‪ ،‬العدد الثاين‪.2014 ،‬‬
‫‪ -40‬عقيل محيد جابر احللو‪ ،‬عبد الرسول جابر إبراهيم‪ ،‬م‪.‬م حيدر حسني عذافة‪ ،‬اآلاثر االقتصادية للتلوث البيئي املخاطر‪ ،‬والتكاليف‪ ،‬واملعاجلات‪،‬‬
‫العراق حالة دراسية‪ ،‬جملة القادسية للعلوم اإلدارية واالقتصادية‪ ،‬جامعة القادسية‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العراق‪ ،‬اجمللد ‪ ،15‬العدد ‪.2013 ،1‬‬
‫‪ -41‬عمر حممد السيد الشناوي ‪ ،‬تقومي الضريبة كأداة لسياسة محاية البيئة‪ ،‬دراسة حالة مصر‪ ،‬جملة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬أفريل‬
‫‪.2011‬‬
‫‪356‬‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

‫‪ -42‬عمرو حممد السيد الشناوي‪ ،‬تقومي الضريبة كأداة لسياسة محاية البيئة‪،‬دراسة حالة مصر‪ ،‬جملة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬أفريل‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -43‬فارس مسدور ‪ ،‬أمهية تدخل احلكومات يف محاية البيئة من خالل اجلباية البيئية‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬اجمللد ‪ ،07‬العدد‬
‫‪.2009 ،07‬‬
‫‪ -44‬فروحات حدة‪ ،‬اسرتاتيجيات املؤسسات املالية يف متويل املشاريع البيئية من أجل حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر‪ ،‬جملة الباحث‪،‬‬
‫العدد ‪.2010/2009 ،07‬‬
‫‪ -45‬فالق علي‪ ،‬ساملي رشيد‪ ،‬هاين حممد‪ ،‬دور الضريبة على تلوث البيئة يف محاية األمن البيئي وإحداث التنمية املستدامة‪ ،‬جملة دراسات جبائية‪،‬‬
‫جامعة البليدة ‪ ،02‬لونيسي علي‪ ،‬العدد ‪.01‬‬
‫‪ -46‬قاسم كاظم محيد الربيعي‪ ،‬عبد األمري عبد احلسني أشياع‪ ،‬استخدام الضريبة البيئية للحد من امللواثت النامجة عن عوادم السيارات‪ -‬أمنوذج‬
‫مقرتح للضريبة البيئية يف العراق‪ ،‬جملة دراسات حماسبية ومالية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬اجمللد ‪ ،06‬العدد ‪ ،17‬العراق‪.‬‬
‫‪ -47‬قحام وهيبة‪ ،‬شرقوق مسري‪ ،‬االقتصاد األخضر ملواجهة التحدايت البيئية وخلق فرص عمل‪ ،‬مشاريع االقتصاد األخضر يف اجلزائر‪ ،‬جملة البحوث‬
‫االقتصادية واملالية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬ديسمرب ‪2016‬‬
‫‪ -48‬قرين رشيد‪ ،‬السياسة اجلبائية‪ :‬بني املفاضلة يف التوسع يف اإلنفاق اجلبائي واحلصيلة اجلبائية‪ ،‬جملة معارف‪ ،‬جامعة أكلي حمند أوحلاج‪ ،‬البويرة‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،11‬العدد ‪.2016 ،20‬‬
‫‪ -49‬قليل عالء الدين ‪ ،‬دور اجلباية البيئية يف ترسيخ املواطنة البيئية واحلد من اإلنفاق البيئي‪ ،‬جملة القانون واجملتمع‪ ،‬جامعة أمحد دراية ‪ ،‬أدرار‪ ،‬العدد‬
‫‪.2017 ،10‬‬
‫‪ -50‬جمدوب عبد احلليم‪ ،‬إشكالية التلوث البيئي يف اجلزائر ‪ ،‬اجمللة املتوسطية للقانون واالقتصاد‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬اجمللد ‪ ،04‬العدد ‪،01‬‬
‫‪.2019‬‬
‫‪ -51‬حممد زايد‪ ،‬دور االتفاقيات الدولية يف حتديد املسؤولية عن األضرار البيئية ‪ ،‬جملة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة متنراست‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،09‬العدد ‪.2020 ،02‬‬
‫‪ -52‬مراح أمحد‪ ،‬تفعيل وسائل محاية البيئة (دراسة على ضوء قواعد القانون الدويل للبيئة)‪ ،‬اجمللة األكادميية للبحوث القانونية والسياسية‪ ،‬اجمللد ‪،03‬‬
‫العدد‪ ،02‬جامعة عمار ثليجي ابألغواط‪ ،‬سبتمرب ‪.2019‬‬
‫‪ -53‬مسعودي حممد‪ ،‬اجلباية البيئية يف اجلزائر –الواقع واآلفاق‪ ،-‬جملة احلقيقة‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪.29‬‬
‫‪-54‬مسعودي حممد‪ ،‬اجلباية البيئية كأداة لتحقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬جملة أحباث اقتصادية وإدارية‪ ،‬جامعة حممد خيرر بسكرة‪ ،‬العدد ‪،15‬‬
‫جوان ‪.2014‬‬
‫‪ -55‬مصباح حراق‪ ،‬اجلباية البيئية‪ ،‬عرض جتارب دولية‪ ،‬جملة الدراسات املالية‪ ،‬احملاسبية واإلدارية‪ ،‬جامعة أو البواقي‪ ،‬العدد ‪.2014 ،01‬‬
‫‪ - 56‬انصر مراد‪ ،‬التنمية املستدامة وحتدايهتا يف اجلزائر‪ ،‬جملة حبوث اقتصادية عربية‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪.2009 ،46‬‬
‫‪ - 57‬هشام سفيان صالواتشي‪ ،‬بودلة يوسف‪ ،‬اجلباية البيئية كآلية ملكافحة التلوث البيئي يف اجلزائر‪ ،‬جملة دراسات جبائية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،02‬العدد‬
‫‪ ،12‬جوان ‪.2018‬‬
‫‪ -58‬هيثم علي حممد العنبكي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬واقع التلوث البيئي واستخدام الضرائب البيئية للحد منه حبث حتليلي ملولدات الديزل يف حمافظة بغداد‪،‬‬
‫جملة دراسات حماسبية ومالية‪ ،‬املعهد العايل للدراسات املالية واحلاسبية‪ ،‬اجمللد ‪ ،11‬العدد ‪.2016 ،34‬‬
‫‪ -59‬وهلي بوعالم ‪ ،‬آفاق تطبيق اإلسرتاتيجية املالية اخلضراء يف ظل الدول اجلديد للدولة مع اإلشارة إىل حالة اجلزائر‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية والتسيري‬
‫والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة املسيلة‪ ،‬العدد ‪.2014 ،12‬‬
‫‪ -60‬حيي محود حسن البوعلي‪ ،‬أثر االتفاقيات البيئية على الصناعة النفطية يف دول اخلليج العريب‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية‪ ،‬اجمللد ‪ ،06‬العدد ‪،22‬‬
‫سبتمرب ‪.2008‬‬

‫‪357‬‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

‫رابعا‪ :‬امللتقيات‬
‫‪ -01‬انتصار بلخري‪ ،‬اإلطار املفاهيمي حلماية البيئة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى الدويل املوسوم بعنوان‪ :‬آليات محاية البيئة‪ ،‬مركز جيل للبحث‬
‫العلمي‪ ،‬لبنان ‪ ،‬طرابلس‪ ،‬يومي ‪ 16‬و ‪ 17‬ديسمرب ‪.2017‬‬
‫‪ -02‬حتانوت خرية‪ ،‬بن مسعود آدم‪ ،‬بن مهدي مراد‪ ،‬التنمية املستدامة بني املعوقات والتحدايت املستقبلية للدول النامية ‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن‬
‫فعاليات امللتقى الدويل اخلامس حول ‪ :‬اسرتاجتيات الطاقات املتجددة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬دراسة جتارب بعض الدول‪ ،‬جامعة لونيسي علي‪،‬‬
‫البلدية ‪ ،02‬يومي ‪ 24- 23‬أفريل ‪.2018‬‬
‫‪ -03‬سامل نصرية‪ ،‬الفكر البيئي مبشاريع التنمية احمللية ابجلنوب اجلزائري‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى بعنوان‪ :‬آليات محاية البيئة‪ ،‬اجلزائر‬
‫العاصمة‪ ،‬مركز جيل للبحث العلمي‪ ،‬لبنان‪ ،‬طرابلس‪.2017/12 /30 ،‬‬
‫‪ -04‬سلمى عائشة كيحلى‪ ،‬وآخرون ‪ ،‬التكاليف االقتصادية للمشكالت البيئية وأهم طرق التقييم البيئي املستخدمة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات‬
‫املؤمتر الدويل املوسوم بعنوان‪ :‬سلوك املؤسسة االقتصادية يف ظل رهاانت التنمية املستدامة والعدالة االجتماعية‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬يومي ‪-20‬‬
‫‪ 21‬نوفمرب ‪2012‬‬
‫‪ -05‬صاحل درويش الكاشف‪ ،‬دور الشريعة اإلسالمية يف محاية البيئة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات املؤمتر الدويل املوسوم بعنوان‪ :‬آليات محاية البيئة‪،‬‬
‫مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،‬يومي ‪ 27-26‬ديسمرب ‪.2017‬‬
‫‪ -06‬صونية بن طيبة‪ ،‬اجلباية البيئية حلماية البيئة‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى الدويل بعنوان النظام القانوين حلماية البيئة يف ظل القانون الدويل‬
‫والتشريع اجلزائري‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قاملة‪ ،‬يومي ‪09‬و ‪ 10‬ديسمرب ‪.2013‬‬
‫‪ -07‬عمرو حممد يوسف حممد‪ ،‬مسامهات السياسات والتشريعات البيئية يف حتقيق التنمية االقتصادية يف مصر‪ ،‬حبث مقدم ضمن فعاليات املؤمتر‬
‫العلمي الثالث بعنوان " دور الدولة يف حتقيق التنمية املستدامة يف مصر يف ظل التحدايت السياسية واالقتصادية الراهنة"‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬يوم ‪9‬‬
‫مايو ‪.2017‬‬
‫‪ - 08‬موساوي عمر‪ ،‬ابيل مصعب‪ ،‬إدماج البعد البيئي يف املؤسسات الصناعية اجلزائرية‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى الدويل األول املوسوم‬
‫بعنوان"سلوك املؤسسات االقتصادية يف ظل رهاانت التنمية املستدامة والعدالة االجتماعية"‪ ،‬جامعة قاصدي مرابح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬يومي ‪ 21-20‬نوفمرب ‪.2012‬‬

‫خامسا‪ :‬التقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارير‬


‫‪ -01‬االقتصاد األخضر يف اجلزائر‪ ،‬فرصة لتنويع اإلنتاج الوطين‪ ،‬األمم املتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية ألفريقيا‪ ،‬مكتب مشال إفريقيا‪.2015 ،‬‬
‫‪ -02‬اإليرادات اجلبائية احمللية‪ ،‬التقرير السنوي جمللس احملاسبة‪.2020 ،‬‬
‫‪ -03‬التعاون العريب يف شؤون البيئة ودوره يف حتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬الفصل الثاين عشر‪ ،‬صندوق النقد العريب‪،‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ -04‬التعاون العريب يف جمال مكافحة التصحر‪ ،‬الفصل الثاين عشر‪ ،‬تقرير صندوق النقد الدويل‪.2012 ،‬‬
‫‪ -05‬التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬التطورات املالية‪ ،‬الفصل السادس‪ ،‬صندوق النقد العريب‪.2019 ،‬‬
‫‪ -06‬التنمية املستدامة والعمل الالئق والوظائف اخلضراء‪ ،‬مكتب العمل الدويل جنيف‪ ،‬التقرير اخلامس‪.‬‬
‫‪ -07‬الصحة وتغري املناخ‪ ،‬تقرير منظمة الصحة العاملية‪ ،‬مؤمتر األطراف يف اتفاقية األمم املتحدة اإلطارية بشأن تغري املناخ الدورة التاسعة والثالثون بعد‬
‫املائة‪ 20 ،‬ماي ‪.2016‬‬
‫‪ -08‬الوليد طلحة‪ ،‬العبء الضرييب‪ ،‬موجز سياسات‪ ،‬صندوق النقد العريب‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬ديسمرب ‪.2019‬‬
‫‪ -09‬برانمج األمم املتحدة‪ ،‬املادة ‪ 11‬من االتفاقية املتعلقة ابلتنوع البيولوجي ‪ ،‬التدابري احلافزة‪ ،‬املعلومات وحاالت املمارسات اجليدة من خمتلف املناطق‬
‫بشأن حتديد التدابري احلافزة الرارة وإزالتها أو التخفيف من حدهتا‪ ،‬وتشجيع التدابري احلافزة اإلجيابية‪ ،‬أكتوبر ‪.2010‬‬

‫‪358‬‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

‫‪ -10‬تقرير اجتماع التنفيذ اإلقليمي التابع للجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا (الزراعة‪ ،‬التنمية الريفية‪ ،‬اجلفاف‪ ،‬التصحر)‪ ،‬اللجنة االقتصادية‬
‫واالجتماعية لغريب آسيا‪( ،‬بدون سنة نشر )‬
‫‪ -11‬تقرير التنمية العربية‪ ،‬حنو منهج هيكلي لإلصالح االقتصادي‪ ،‬املعهد العريب للتخطيط‪ ،‬الكويت‪.2013 ،‬‬
‫‪ -12‬تقرير حول التصحر‪ ،‬الصندوق الدويل للتنمية الزراعية‪ ،‬أوت ‪.2010‬‬
‫‪ - 13‬سياسات اإليكاو بشأن فرض الضرائب يف جمال النقل اجلوي الدويل‪ ،‬وثيقة رقم ‪ ،8632‬الطبعة الثالثة‪ ،‬جويلية ‪.2009‬‬
‫‪ -14‬طارق امساعيل‪ ،‬كفاءة التحصيل الضرييب يف الدول العربية ‪ ،‬دراسات اقتصادية‪ ،‬صندوق النقد العريب‪ ،‬أبوظيب‪ ،‬دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬العدد‬
‫‪.2019 ،52‬‬
‫‪ -15‬عبد الناصر هياجنه‪ ،‬الدليل القانوين حلماية البيئة‪ ،‬يف دولة اإلمارات العربية املتحدة يف قانون محاية البيئة وتنميتها‪ ،‬معهد التدريب والدراسات‬
‫القرائية‪ ،‬رقم ‪ 24‬لسنة ‪.1999‬‬
‫‪ -16‬قطاع الزراعة واملياه‪ ،‬التقرير االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬الفصل الثالث‪ ،‬صندوق النقد العريب‪.2020 ،‬‬
‫‪ -17‬نبذة عن الطاقة املتجددة سنة ‪ ،2012‬تقرير املركز اإلقليمي للطاقة املتجددة وكفاءة الطاقة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -18‬حنو كوكب خايل من التلوث ‪ ،‬مجعية األمم املتحدة للبيئة التابعة لربانمج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدورة الثالثة‪ ،‬ديسمرب ‪ .2017‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪ https://papersmart.unon.org/resolution/uploads/k1708345a.pdf‬اتريخ اإلطالع‪.2019-11-20 .‬‬

‫سادسا‪ :‬قوانني وتعليمات ومراسيم تنفيذية‬


‫‪ -01‬القانون ‪ 02- 97‬املؤرخ يف ‪ 2‬رمران ‪ ،1418‬املوافق ل ـ ـ ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،1997‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،1998‬اجلريدة الرمسية لسنة‬
‫‪ ،1998‬العدد ‪.89‬‬
‫‪ -02‬القانون رقم ‪ 09 – 99‬املؤرخ يف ‪ 15‬ربيع الثاين عام ‪ ،1420‬املوافق لـ ‪ 28‬جويلية ‪ ،1999‬املترمن التحكم يف الطاقة‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد‬
‫‪.51‬‬
‫‪ -03‬القانون رقم ‪ 25-91‬املؤرخ يف ‪ 11‬مجادى الثانية ‪ 1412‬املوافق ل ـ ـ ‪ 18‬ديسمرب ‪ ،1991‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،1992‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪.65‬‬
‫‪ -04‬القانون رقم ‪ 25-91‬املؤرخ يف ‪ 11‬مجادى الثانية ‪ 1412‬املوافق ل ـ ـ ‪ 18‬ديسمرب ‪ ،1991‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،1992‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪.65‬‬
‫‪ -05‬القانون رقم ‪ 11-99‬املؤرخ يف ‪ 15‬رمران ‪ ،1420‬املوافق لـ ـ ‪ 23‬ديسمرب ‪ ،1991‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2000‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‬
‫‪.92‬‬
‫‪ -06‬القانون رقم ‪ 06-2000‬مؤرخ يف ‪ 27‬رمران ‪ 1421‬املوافق ل ـ ـ ‪ 23‬ديسمرب سنة ‪ ،2000‬يترمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2001‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪.80‬‬
‫‪ -07‬القانون ‪ 20- 01‬املؤرخ يف ‪ 12‬ديسمرب سنة ‪ ،2001‬واملتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته املستدامة‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،10‬الصادرة يف ‪ 07‬فيفري‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -08‬القانون ‪ 02-02‬املؤرخ يف ‪ 05‬فيفري ‪ ،2002‬املترمن حبماية الساحل وتثمينه‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 10‬الصادرة بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪.2002‬‬
‫‪ -09‬القانون ‪ 10- 03‬املؤرخ يف ‪ 19‬مجادى األوىل عام ‪ 1424‬املوافق ل ‪ 19‬جويلية سنة ‪ ،2003‬املتضمن محاية البيئة يف إطار التنمية املستدامة‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية العدد ‪.43‬‬
‫‪ -10‬القانون رقم ‪ 21- 01‬املؤرخ يف ‪ 7‬شوال ‪ 1422‬املوافق ل ـ ـ ‪ 22‬ديسمرب ‪ ،2001‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2002‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪.79‬‬
‫‪ -11‬القانون رقم ‪ 11 – 02‬مؤرخ يف ‪ 20‬شوال عام ‪ 1423‬املوافق ل ـ ـ ‪ 24‬ديسمرب ‪ ،2002‬يترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‬
‫‪.86‬‬
‫‪ -12‬القانون ‪ 09- 04‬املؤرخ يف مجادى الثانية ‪ ،1425‬املوافق ل ‪ 14‬أوت ‪ ،2004‬املترمن ترقية الطاقات املتجددة يف إطار التنمية املستدامة‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪.52‬‬

‫‪359‬‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

‫‪ -13‬القانون رقم ‪ 22 -03‬مؤرخ يف ‪ 4‬ذي القعدة ‪ 1424‬املوافق لـ ـ ‪ 28‬ديسمرب ‪ ،2003‬يترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2004‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‬
‫‪.83‬‬
‫‪ -14‬القانون رقم ‪ 16- 05‬مؤرخ يف ‪ 29‬ذي القعدة عام ‪ 1426‬املوافق لـ ـ ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،2005‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2006‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪.85‬‬
‫‪ -15‬القانون رقم ‪ 24 -06‬املؤرخ يف ‪ 6‬ذي احلجة عام ‪ 1427‬املوافق لـ ـ ‪ 26‬ديسمرب ‪ ،2006‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2007‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪.85‬‬
‫‪ -16‬القانون رقم ‪ 21 -08‬مؤرخ يف ‪ 2‬حمرم ‪ 1430‬املوافق ل ـ ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،2008‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2009‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪.74‬‬
‫‪ - 17‬القانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ ،1994‬املترمن محاية البيئة واملعدل ابلقانون رقم ‪ 9‬لسنة ‪ ،2009‬وزارة البيئة املصرية‪ ، ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪.5‬‬
‫‪ -18‬القانون ‪ 11 -17‬املؤرخ يف ‪ 8‬ربيع الثاين عام ‪ ،1439‬املوافق ل ـ ‪ 27‬ديسمرب ‪ ،2017‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2018‬ج ر رقم ‪.76‬‬
‫‪ - 19‬قانون الرسوم على رقم األعمال‪ ،‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للررائب‪.2019 ،‬‬
‫‪ -20‬القانون ‪ 07-20‬مؤرخ يف ‪ 12‬شوال ‪ 1441‬املوافق ‪ 04‬جويلية ‪ ،2020‬يترمن قانون املالية التكميلي ‪ ،2020‬ج ر ‪ ،‬العدد ‪،2020 ،33‬‬
‫‪ -21‬القانون رقم ‪ ،08‬املؤرخ يف ‪ 14‬فيفري ‪ ،2017‬املتضمن مراجعة منظومة االمتيازات اجلبائية‪ ،‬الرائد الرمسي للجمهورية التونسية‪ ،‬العدد ‪،15‬‬
‫بتاريخ ‪ 21‬فيفري ‪.2017‬‬
‫‪-22‬القانون رقم ‪ 18-15‬مؤرخ يف ‪ 18‬ربيع األول عام ‪ 1437‬املوافق ل ـ ـ ‪ 30‬ديسمرب سنة ‪ ،2015‬يترمن قانون املالية لسنة ‪،2016‬ج ر العدد ‪.72‬‬
‫‪ -23‬القانون رقم ‪ 14-16‬املؤرخ يف ‪ 28‬ربيع األول ‪ ،1438‬املوافق لـ ـ ‪ 28‬ديسمرب سنة ‪ ،2016‬يترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2017‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪.2017 ،77‬‬
‫‪ -24‬القانون رقم ‪ 11-17‬مؤرخ يف ‪ 8‬ربيع الثاين ‪ ،1439‬املوافق لـ ـ ‪ 27‬ديسمرب ‪ ،2017‬يترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2018‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‬
‫‪.2018 ،76‬‬
‫‪ -25‬القانون رقم ‪ 18 -18‬املؤرخ يف ‪ 19‬ربيع الثاين ‪ 1440‬املوافق ‪ 27‬ديسمرب ‪ ،2018‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2019‬ج ر‪ ،‬العدد ‪.79‬‬
‫‪ -26‬القانون رقم ‪ 14 -19‬املؤرخ يف ‪ 14‬ربيع الثاين ‪ ،1441‬املوافق ل ـ ـ ‪ 11‬ديسمرب سنة ‪ ،2019‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2020‬ج ر‪ ،‬ع ‪،81‬‬
‫‪ - 27‬القانون رقم ‪ 16-20‬مؤرخ يف ‪ 16‬مجادى األوىل ‪ 1442‬املوافق ‪ 31‬ديسمرب سنة ‪ ،2020‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،2021‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪.83‬‬
‫‪ -28‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 213-20‬املؤرخ يف ‪ 9‬ذي احلجة ‪ ،1441‬املوافق ل ـ ـ‪ 21‬ماي ‪ ،2020‬املترمن إنشاء هيئة تنسيقية ملكافحة التصحر‬
‫وإعادة بعث السد األخرر‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪.45‬‬
‫‪ - 29‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 186 -18‬مؤرخ يف ‪ 26‬شوال عام ‪ 1439‬املوافق ‪ 10‬جويلية سنة ‪ ،2018‬املترمن كيفيات تسيري حساب التخصيص‬
‫اخلا‪ ،‬رقم ‪ 302-065‬الذي عنوانه " الصندوق الوطين للبيئة والساحل"‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪.2019 ،42‬‬
‫‪ -30‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 299 – 07‬مؤرخ يف ‪ 15‬رمران عام ‪ 1428‬املوافق لـ ‪ 27‬سبتمرب سنة ‪ ،2007‬املترمن كيفيات تطبيق الرسم التكميلي‬
‫على التلوث اجلوي ذي املصدر الصناعي‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪.63‬‬
‫‪ -31‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 01-93‬املؤرخ يف ‪ 15‬رجب ‪ ،1414‬املوافق لـ ـ ‪ 29‬ديسمرب سنة ‪ ،1993‬املترمن قانون املالية لسنة ‪ ،1994‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪.88‬‬
‫‪ -32‬أمر رقم ‪ 02 -08‬مؤرخ يف ‪ 21‬رجب ‪ ،1429‬املوافق لـ ـ ‪ 24‬جويلية ‪ ،2008‬املترمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2008‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪.42‬‬
‫‪ -33‬أمر رقم ‪ 31 -96‬مؤرخ يف ‪ 19‬شعبان ‪ ،1417‬املوافق لـ ـ ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،1996‬يترمن قانون املالية لسنة ‪ ،1997‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪.85‬‬
‫‪ -34‬أمر رقم ‪ 03- 01‬املؤرخ يف أول مجادى الثانية عام ‪ 1422‬املوافق ل ـ ‪ 20‬أوت سنة ‪ ،2001‬املترمن تطوير االستثمار‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪.47‬‬
‫‪ -35‬أمر رقم ‪ 27 -95‬مؤرخ يف ‪ 8‬شعبان عام ‪ 1416‬املوافق لـ ـ ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،1995‬يترمن قانون املالية لسنة ‪ ،1996‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪.82‬‬
‫‪ -36‬القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 8‬ربيع األول عام ‪ 1442‬املوافق ‪ 25‬أكتوبر سنة ‪ ،2020‬املترمن قائمة اإليرادات والنفقات حلساب التخصيص‬
‫اخلا‪ ،‬رقم ‪ 302-065‬الذي عنوانه "الصندوق الوطين للبيئة والساحل"‪.‬‬
‫‪ -37‬ميزانية الدولة لسنة ‪ ،2016‬الباب الثامن عشر‪ ،‬وزارة البيئة والتنمية املستدامة‪ ،‬اجلمهورية التونسية‪ ،‬أكتوبر ‪.2015‬‬
‫‪360‬‬
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

‫ املواقع اإللكرتونية‬:‫سابعا‬
:‫ متاح على الرابط‬،2014 ‫ مارس‬03 ،‫ جريدة العرب االقتصادية الدولية‬،‫ الطاقة والتصميم البيئي‬.. ‫ نظرة عامة على املباين اخلضراء‬، ‫هيثم ابحيدرة‬- 01
2020-08-01 ‫ اتريخ اإلطالع‬https://www.aleqt.com/2014/03/03/article_829896.html
:‫ متاح على الرابط‬،‫ األمم املتحدة‬،‫ أثر تكنولوجيات الطاقات على كفاءة الطاقة العاملية‬-02
2020-08-01 ‫ اتريخ اإلطالع‬https://www.un.org/ar/chronicle/article/20315
:‫ متاح على الرابط‬،2020 ‫ مارس‬22 ،‫ أبوظيب‬،‫ هيئة البيئة‬،2020 ‫ سياسة املواد البالستيكية املستخدمة ملرة واحدة يف إمارة أبوظيب‬-03
2020-08-02 :‫ اتريخ اإلطالع‬https://www.ead.gov.ae/ar/knowledge-hub/laws-and-policies
:‫ متاح على الرابط‬،2019 ،‫ املوقع الرمسي لبوابة مرور مصر‬،‫ جدول الضرائب والرسوم على النقل‬-04
‫ اتريخ‬https://traffic.moi.gov.eg/Arabic/OurServices/InfoServices/TrafficLaw/Pages/Fees -tax-table.aspx
2020-07-27 :‫االطالع‬
:‫ متاح على الرابط‬،‫ مقاطعة بورسعيد‬،‫ واإلصالح اإلداري‬،‫ وزارة التخطيط واملتابعة‬،‫ ضرائب ملركبات النقل‬-05
2020- 07- 27 :‫ اتريخ االطالع‬http://www.portsaid.gov.eg/ServiceGuide/TrafficDetails.aspx?ID=11
:‫ متاح على الرابط‬،2016 ‫ جانفي‬27 ،‫ وزارة البيئة‬،‫ اإلطار التشريعي واملؤسسات‬-06
2020-08-23 :‫ اتريخ اإلطالع‬http://www.environnement.gov.tn/index.php/ar/cadre-legislatif-et-institutionnel-ar
:‫ متاح على الرابط‬،‫ املديرية العامة للررائب‬،‫ وزارة املالية‬،‫ اجلباية البيئية‬-07
https://www.mfdgi.gov.dz/index.php/2021- 04-04 :‫اتريخ اإلطالع‬
:‫ متاح على الرابط‬،‫ اهلياكل اجلديدة للمديرية العامة للررائب‬-08
2021-04- 07 :‫ اتريخ اإلطالع‬https://www.mfdgi.gov.dz/index.php/ar/com-smartslider3/modernisation-

‫ املراجع ابللغة األجنبية‬- II


- Les Ouvrages
01- Laurent Braquet, David Mourey, Politique économique, DeBoeck supérieur, paris, 2017.
02- Gilles Landry, l’environnement, fédération interprofessionnelle de la santé du Québec, bibliothèque
national du Québec, 2013.
03- Hamid Fall, La Fiscalité Dans tous ses états, éditions L’harmattan-Sénégal, paris, France, 2017.
04- Pierre André, Claude E Delisle, Jean-Pierre Revéret, L’évaluation des impacts sur
l’environnement, 3 eme éditions, presses internationales polytechnique, la francophonie, canada, 2010.
04- Pierre Cliche, Politique Fiscale, le dictionnaire encyclopédique de l’administration publique, la
référence pour comprendre l’action publique, Canada, 2012.

- Les Thèses
01- Jennifer Alves, La responsabilité environnementale, Thèse de Doctorat, Sciences Economiques,
Centre d'Economie de la Sorbonne, Université de Paris 1 – Panthéon la Sorbonne, 2016.
02- Mohammed amine khelladi, Politique publique d’environnement écologique des entreprises
algériennes, thèse de doctorat en science commerciales, Université d ORAN, faculté des sciences
économique Des sciences de gestions, Et des sciences commerciales, 2012.

03- Nicolas CARUANA, La fiscalité environnementale, Entre impératifs fiscaux et objectifs


environnementaux, une approche conceptuelle de la fiscalité environnementale, Thèse de doctorat,
Faculté de Droit et de Science Politique Centre d’Études Fiscales et Financières, Ecole doctorale
Sciences Juridiques et Politiques (ED67), Aix-Marseille Université, 2015.

04 - Philippe Bourke, Andrea Vallejos, Réforme de la fiscalité québécoise, Les instruments


économiques au service du développement durable, Mémoire déposé dans le cadre des consultations
361
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

publiques de la Commission d’examen sur la fiscalité, Regroupement national des conseils régionaux de
l’environnement, Octobre 2014.

- Les Revues
01- Abdul Ghafoor Awan, Relationship between Environment and Sustainable Economic
development: A Theoretical approach to environmental problems, International Journal of Asian
Social Science, 2013. Available at: https://www.aessweb.com/pdf-files/741-761.pdf Page consulté le:
28/09/2019
02- Andrew Leicester, The UK Tax System and the Environment, Copy-edited by Judith Payne, The
Institute for Fiscal Studies 7 Ridgmount Street London WC1E 7AE, October 2006.
03- Angela Köppl, Margit Schratzenstaller, Effects of Environmental and Carbon Taxation A
Literature Review, WIFO, Working Papers, N° 619, January 2021.
04- Aperçu de la fiscalité environnementale des USA, Les notes d'information du service fiscal de
Washington, République Française, Ambassade de France Aux Etats-Unis D’Amérique, Finances
Publique, Numéro 01, Année 2014.
05- Aratrika Deb, Green Tax: An International Perspective, National Law University, Mandor,
Jodhpur, Rajasthan, India, National Journal of Environmental Law, Volume 1, Issue 1, 2018.
06- Ballandras- Rozet Christelle, La fiscalité environnementale, Encyclopédie de L’environnement,
université Grenoble alpes, 01/05/2018.
07- Cécile Remeur, comprendre la fiscalité environnementale, les politique de l’Union – Aperçu,
Service de recherche du Parlement européen (EPRS), janvier 2020. Disponible sur :
Chahier Politique et droit, N 11, JUIN 2014.
08- Chiha Khemici, la fiscalité comme levier de développement économique dans les pays en
développement ; cas de l’Algérie, Revue algérienne de la mondialisation et des politique économique N
03, 2012.
09- Christophe Wendling, Les instruments économiques au service des politiques environnementales,
La Documentation française, Économie & prévision, N° 182, 2008.
10 - Delphine Siquier-Delot, Environmental taxation: towards a "green tax shift" in France?,
Institut Friedland, Project Green taxation, Paris, France, December 2016.
11- Dominique Bureau, Fiscalité verte et compétitivité : la démonstration suédoise, Conseil
Economique pour le développement durable, Références Economique pour le développement durable, N°
26, 2013.
12- Dörte Fouquet and others, Energy and Environmental Tax Models from Europe and Their Link
to Other Instruments for Sustainability: Policy Evaluation and Dynamics of Regional Integration,
International Institute for Industrial Environmental Economics, Lund University, (without publication
year).
13- Fiscalité environnementale, Énergie et déchets : objectifs, impacts, perspectives, salamandre, Le
Magazine qui traite de vos déchets et du Développement Durable, Le journal du SIVERT de l’Est, N° 17,
janvier 2015.
14- Future Brief: what are the health costs of environment pollution?, European commission, Science
for Environment policy, December 2018, issue 21. Available at:
https://ec.europa.eu/environment/integration/research/newsalert/pdf/health_costs_environmental_pollutio
n_FB21_en.pdf Page consulté le: 23/12/2019
15- Gisele Silva Barbosa, And others, A conceptual Review of the Terms Sustainable Development
and Sustainability, International Journal of Social sciences, volume 3, N (2), 2014.Available at:
https://www.iises.net/download/Soubory/soubory-puvodni/pp-01-15_ijossV3N2.pdf Page consulté:
15/12/2019.
16 - Gisele Silva Barbosa, Patricia Regina Drach, Oscar Daniel Corbella, A Conceptual Review of the
Terms Sustainable Development and Sustainability, International Journal of Social Sciences Vol 3 N(2),
2014.

362
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

17- Green Economy opportunities for rural Europe, Publications Office of the European Union,
European Network for Rural Development, EU Rural Review N° 23, Luxembourg, 2017. Available at:
https//enrd.ec.europa.eu/sites/enrd/files/publi-enrd-rr-23-2017-en.pdf Page consulté le: 13/02/2020.
18- Hamouche Ouehchia, Bouhadida Mohamed, Réponses De La Gouvernance Environnementale
Algerienne A la Question de la protection de L’environnement, Revue des Réformes Economiques
et Intégration En Economie Mondiale, Ecole Supérieure de Commerce, Volume 14, N° 01, 2020.
19- Hassani Ali, Chadli Wassila, Environnement et développement durable, Revue de recherche
scientifique sur la législation environnementale, Volume 05, N° 02.
http://www.sivert.fr/wp-content/uploads/2015/06/salamandre17_sivert.pdf Page consulté le : 20/05/2019

20- Jacqueline Cottrell, Damian Ludewig, and others, Environmental Tax Reform in Asia and the
Pacific, United Nation, ESCAP, Green Budget Germany (FÖS/GBG), the 4th High-Level Dialogue on
Financing for Development in Asia and the Pacific, April 2017.
21- Janet E. Milne, Environmental taxation in the United States: The log view, Lewis and Clark
Review, Vol 15, N°02, April 2011.
22- Jean-Philippe Lafontaine, Le bilan carbone la France : 20 ans déjà ! Responsabilité et
environnement, La transition électrique, entre marchés et objectifs politiques, L’institut Mines
Télécom, L économie du nouveau mix électrique, une série des Annales des Mines, N° 93.
23- Justice Mensah, Sustainable development: Meaning, history, principles, pillars, and implications
for human action: Literature review, cogent social sciences, 14 august 2019. Available at:
https://www.tandfonline.com/doi/pdf/ Page consulté le: 25/10/2019
24- K. Van Cauter, L. Van Meensel, Towards more environmental taxes?, National Bank of
Belgium, Economic Review, September 2009.
25- Kali Waller, Environmental Tax Incentives: What the United States Can Learn From the
Netherlands and Japan, Golden Gate University Environmental Law Journal, Vol 8, May 2015.
26- Katrin Millock, La taxation énergie-climat en Suède, Droit de l’environnement, Victoires
Edition, HAL archives-ouvertes.fr, 2010.
27- La fiscalité environnementale au Maroc (TABLE RONDE), L'Association Marocaine des Experts
en Gestion des Déchets et en Environnement, Disponible sur :
http://www.abhatoo.net.ma/maalama-textuelle/developpement-economique-et-
social/developpement-economi,que/environnement/politique-de-l-environnement/la-fiscalite-
environnementale-au-maroc-table-ronde Page consulté le 23-02-2021
28- Les instruments économiques au service de la protection de l’environnement au Maroc, conseil
National de l’environnement, Royaume du Maroc, Mai 2009.
29- Les notes d'information du service fiscal de Washington, Aperçu de la fiscalité
environnementale des USA, République Française, Ambassade de France Aux Etats-Unis D’Amérique,
Finances Publique, Numéro 01, 2014.
30- Lucas Chancel, Simon Ilse, Environmental taxes and equity concerns: A European perspective,
Background paper prepared for the Spring Alliance conference “Go green, be social”, 2014.
31- Mireille Chiroleu-Assouline, La fiscalité environnementale en France peut-elle devenir
réellement écologique? État des lieux et conditions d’acceptabilité, Revue de l’OFCE, Presses de
Sciences, N° 139, 15 Sep 2015.
32- Moussa Noura, La protection de l’environnement dans la législation algérienne, Revue
Elmofaker, Université Mohamed Khider Biskra, Faculté de Droit et de Sciences Politique, N° 12.
33- Mustafa Khalifa, Green Building Revelution in UAE, Environment Protection and Development
Authority, 26 May 2014.
34- N .Cherif, H Benzidane, La fiscalité environnementale en Algérie, Revue Cahiers Economique,
Université Ziane Achour de Djelfa, Volume 02, N° 02, Septembre 2011.
35- Nabil Bouayadamine, Khalid Rouggani, Développement Durable : Ou En est la Fiscalité du
Maroc?, Economie et Capital, N°8, 2016.
36- Navindu Gupta, and others, Environmental sciences: scope and importance, The Energy and
Resources Institute, January 2015.

363
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

37- Nils Simon, Maro Luisa Schulte, Stopping Global Plastic Pollution: The Case for an
International Convention, Heinrich Böll Foundation, Publication series Ecology, Volume 43, April
2017.
38- Nina Nakajima, William H.Vanderburg, A description and Analysis of the German packaging
take-back system, Pennsylvania State University, September 17, 2016.

39- Patrick Ten Brink, Sirini Withana, Taxes CO2 et redevances climatiques: les leçons de
l’étranger, Politique Energétique et climatique, La vie économique, Plateforme de politique économique.
40 - Pierre André, Claude E Delisle, Jean-Pierre Revéret, L’évaluation des impacts sur
l’environnement, 3 eme éditions, presses internationales polytechnique, la francophonie, canada, 2010.
41- Ramamohana Reddy Appannagari, Environmental pollution causes and consequences: A study,
North Asian International research Journal of social science and consortiums, Vol 3, Issue-8, August-
2017.
42- Roberton C. Williams III, Environmental Taxation, University of Maryland, Resources for the
Future, and NBER, December 2016.
43- S.R. Abdulrazak, Fauziah Sh. Ahmed, Sustainable development: A Malaysian perspective,
International Confererence on Accounting Studies 2014, Kuala Lumpur, Malaysia, procedia Social and
Behavioral Sciences , 18-19 August 2014. Available online at: https://pdf.sciencedirectassets.com Page
consulté le: 9 /12/2019
44- Sebastián J. Miller, Mauricio A. Vela, Are Environmentally Related Taxes Effective?, IDB
working Paper Series, inter – American Development, department of research and chief Economist, N°
IBD-WP 467, November 2013.
45- Shen Jian- fei, Yi Ying, Sun Qiao, International Experience of Environmental Taxes and Its
Implications for China, International Conference on Mechatronics, Electronic, Industrial and Control
Engineering (MEIC 2014).
46- Soocheol Lee, Hector Pollitt, and Kazuhiro Ueta, An Assessment of Japanese Carbon Tax
Reform Using the E3MG Econometric Model, The Scientific World Journal, 10 October 2012.
47- Soufiane Tabeut, Hassan Bougantouche, La Fiscalité Environnementale au Maroc Entre
Impératifs Fiscaux et Objectifs Environnementaux, Revue du Contrôle de la Comptabilité et de
l’Audit, Numéro 5, Juin 2018.
48- Tahar Tolba, et autres, Le recouvrement des coûts : un défi pour une gestion durable des déchets
ménagers en Algérie. Cas de la Commune d’Annaba, Working paper CIRIEC, N°03, 2020.
49- Thomas LARSEN, Greening the Danish Tax System, Federale Overheidsdienst Financiën België
Volume 71, Issue 2, 2nd quarter 2011.
50- Todd Litman, Carbon Taxes “Tax What You Burn, Not What You Earn”, Victoria Transport
Policy Institute, 4 June 2010.
51- Tomislav Klarin, The Concept of Sustainable Development: From its Beginning to the
Contemporary Issues, Zagreb International Review of Economics & Business, University of Zagreb
and De Gruyter Open Vol 21, No. 1, 2018.
52- Zouhour KOURDA, « La politique fiscale tunisienne en faveur du développement durable »,
Chahier Politique et droit, N 11, JUIN 2014.

Les conférences

01- Cadre d’action de l’OCDE pour des politiques de l’environnement efficaces et efficientes :
Synthèse, OCDE, Réunion du Comité des politiques d’environnement (EPOC) au niveau ministériel
Environnement et compétitivité mondiale 28-29 avril 2008.
02- Chouali Naima, les pratique du système de management environnemental certifié ISO 14001 au
sein d’une entreprise publique algérienne : cas de l’entreprise portuaire de Bejaia (EPB), 30
Decembre 2019.
03- Lucas Chancel, Simon Ilse, Environmental taxes and equity concerns: A European perspective
Background, paper prepared for the Spring Alliance conference “Go green, be social”, 2014.

364
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

04- Roberton C, Williams III, Environmental Taxation, Conference on the Economics of Tax Policy,
Penn Wharton Public Policy, Urban-Brookings, 2015.
05- Thomas Sterner, L’économie politique de l’experience suédoise : pacte fiscal économique et
compétitivité, Séminaire du Conseil économique pour le développement durable, Quel cadre fiscal pour
accélérer la Transition écologique et solidaire ?, Conseil économique pour le développement durable, 13
février 2018.

Les rapports

01- Antoine Guillou, Quentin Perrier, Climat et fiscalité : Trois scénarios pour sortir de l’impasse,
Tera nova, (Institute for Climate Economics), paris, 28 février 2019.
02- Bilan Energétique National 2016, Ministère de l’Energie, Edition 2017.
03- Bilan Energétique National 2019, Ministère de l’Energie, Edition 2020.
04- Bilan Énergétique National, Année 2018, Ministère de l’Energie, Edition 2019.
05- bureau fédéral du plan, comptes des dépenses de protection de l’environnement 2014-2015,
Institut des comptes nationaux, Bruxelles, décembre 2017.
06- Cameron Allen, Stuart clouth, UN Division for Sustainable Development, A guidebook to the
Green Economy, division for sustainable development, August 2012.
07- Chris Hewett & Paul Ekins, Environmental Fiscal Reform in Europe An overview of policy and
politics of implementing environmental fiscal reform in Europe between 1990 and 2013, Green
Budjet Europe, European expert platform on environmental taxation and green fiscal reform, The Danish
Ecological Council, Tomorrow’s environment is created today, October 2014.
08- Climate Finance in the Arab Region, Technical Report, Economic and Social Commission for
Western Asia (ESCWA), United Nations Beirut, 27 December 2019.
09- Country Report on Solid Waste Management in Ageria, Report on the Solid Waste Management
in Algeria, The regional solid waste exchange of information and expertise network in Mashreq and
Maghreb countries, SweepNet, April 2014.
10- Crippa, M, Oreggioni, and others, Fossil CO2 and GHG emissions of all world countries,
European Commission, JRC science for policy report, Publications Office of the European Union ,
Luxembourg, 2019.
11- Daniel Bunn, and others, 2018 International Tax Competitiveness Index, tax foundation,
Washington, 2018.
12- Daniel Bunn, Elke Asen, International tax competitiveness Index 2020, Tax Foundation,
Washington, 2020. Available at: https://files.taxfoundation.org/20201009154525/2020-International-
Tax-Competitiveness-Index.pdf Page consulté le : 10/01/2021
13- David Bradbury, Kurt Van Dender, Effective Carbon rates in Switzerland , pricing 𝑪𝑶𝟐 throught
taxes and emissions trading systems, OECD.
14- David Bradbury, Kurt Van Dender, Environmentally related taxes, Taxes on energy use, OCDE,
Better policies for better live.
15- Davide Maradan, Blockley Jonathan, Analyse du FEDEP et des sources de financement, Etude
réalisée pour le compte du Ministère des Ressources en Eau et de L’environnement sous l’égide da la
GIZ, Ecosys, octobre 2016.
16- Details on the Carbon Tax (Tax for Climate Change Mitigation), Environmental Taxation Team,
Ministry of the Environment, Japan. Available at: https://www.env.go.jp/en/policy/tax/env-
tax/20121001a_dct.pdf Page consulté le: 20/01/2021
17- Eléments pour une Fiscalité Environnementale, Enjeux et Politiques de l’Environnement, SNE
Syndicat Nationale de L’environnement, Avril 2017.
18- Energy, transport and environment statistics, Eurostat, Publications Office of the European Union,
Luxembourg, 2020.
19- Environmental Fiscal Reform for poverty reduction, OECD , DAC Guidelines and reference
series, 2005.
20- Environmental performance index and pilot trend environmental performance index, World
economic forum – Columbia and Yale universities, 2012.
365
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

21- Environmental Performance Index, EPI 2016, Global Metrics for the Environment, The
Environmental Performance Index ranks countries’ performance on high-priority environmental issues,
Yale Center for Environmental Law & Policy, Yale Data Driven Environmental Group, Center for
International Earth Science Information Network, In collaboration with the World Economic Forum,
2016 Report.
22- Environmental Performance Index, Global metrics for the environment: Ranking country
performance on high-priority environmental issues, Yale University, Colombia University, Center of
international earth science information Network, World economic forum, 2018.
23- Environmental performance Reviews, OECD, Denmark, 2019.
24- Environmental tax reform in Europe: implications for income distribution, Publications Office
of the European Union, EEA Technical report No 16/2011, 2011.
25- Environmental Taxation A Guide for Policy Makers, OECD, September 2011.
26- Environmental taxation and EU environmental policies, Luxembourg, Publications Office of the
European Union, European Environment Agency Report, N° 17, Denmark, 2016.
27- Environmental taxes A statistical guide, Eurostat, Manuals and guidelines, European Commission,
2013.
28- Environmentally related taxes, taxes on energy use, OECD, Center for tax policy and
administration.
29- Environment-Related Tax System in Japan, August 2012. Available at:
https://www.env.go.jp/en/policy/tax/env-tax/20120814a_ertj.pdf Page consulté le: 15/03/2021.
30- EPR for Packaging in Germany, Der Grüne Punkt, Green Dot Norway Conference November 22,
2017.
31- État de l'Enseignement supérieur, de la Recherche et de l'Innovation en France n°13, la
recherche en environnement, Recherche & Innovation, Ministère de l'Enseignement supérieur, de la
Recherche et de l'Innovation, Disponible sur : https://publication.enseignementsup-
recherche.gouv.fr/eesr/FR/T842/la_recherche_en_environnement/ Page consulté le 07/12/2020
32- Europe’s Environment an assessment of assessments, European environment agency green
economy, September 2011, Luxembourg.
33- Examen des performances environnementales, Commission Economique des Nations Unies Pour
L’Europe, en coopération avec Commission Economique des Nations Unies Pour L'Afrique, Bureau du
Nord, Maroc, Nations Unies, 2014.
34- Examens environnementaux de l’OCDE : Suisse l’essentiel 2017, OCDE, des politiques
meilleures pour une vie meilleure, Paris, 2 Novembre 2017.
35- Financement de la transition écologique: les instruments économiques, fiscaux et budgétaires
au service de l’environnement et du climat, Annexe au projet de la loi de finances, république
Française, 2020.
36- Fiscal Policies for Development and Climate Action, World Bank Group, International
Development in Focus, International Bank for Reconstruction and Development, 2019.
37- Fiscalité et Parafiscalité, La Politique Fiscale et L’environnement, Service Public Fédéral Finances
– Belgique, Bulletin de documentation 69ème année, n° 3, 3ème trimestre Septembre 2009.
38- Future Brief: what are the health costs of environment pollution?, European commission, Science
for Environment policy, December 2018, issue 21. Available at:
https://ec.europa.eu/environment/integration/research/newsalert/pdf/health_costs_environmental_pollutio
n_FB21_en.pdf Page consulté le: 23/12/2019
39- Green Growth Strategy, Taxation, Innovation and the Environment, OECD, 2010. Disponible
sur: www.oecd.org/publishing/corrigenda. Page consulté le : 13/08/2020
40- Green Tax index, An exploration of green tax incentives and penalties, The KPMG, July 2017.
41- Greenhouse gas emission statistics - emission inventories, Statistics Explained, June 2020,
Available at : https://www.ceeweb.org/wp-content/uploads/Eurostat-Greenhouse-gas-emission-statistics-
emission-inventories.pdf
42- Herman Vollebergh, Environmental taxes and Green Growth exploring possibilities within
Energy and Climat policy, Policy Studies, PBL Netherlands Environmental Assessment Agency, 2012.
43- Hrafnhildur Bragadóttir, Carl von Utfall Danielsson, and others, The Use of Economic Instruments
In Nordic Environmental Policy 2010–2013, TemaNord 2014, Denmark, Norden publication,

366
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

44- J.G.J. Olivier, J.A.H.W. Peters, Trends in Global CO2 And Total Greenhouse Gas AS Emissions,
PBL Netherlands Environmental Assessment Agency, 26 May 2020.
45- James E. Nickum, Chisa Ogura, Agricultural Water Pricing: Japan and Korea, Japan Office,
Asian Water And Resources Institute , OECD, 2010.
46 - Jan Burck, and Others, CCPI 2021, Climate Change Performance Index, GermanWatch, New
Climate Institue, Climate Action Network International, 2020, Available at,
/https://ccpi.org/download/the-climate-change-performance-index-2021 Page consulté le: 02/05/2021
47- Japan The World’s Carbon Markets: A Case Study Guide to Emissions Trading, CDC Climat
Research, Environmental Defense Fund, IETA, May, 2015.
48- Kehila Youcef, Caractérisation des déchets ménagers et assimilés dans les zones nord, semi-
aride et aride d’Algérie, Agence Nationale des Déchets, Caractérisation DMA, 2014.
49- Kehila Youcef, Rapport sur la gestion des déchets solides en Algérie, Internationale
Zusammenarbeit (GIZ) GmbH, En coopération avec Agence Nationale de Gestion des Déchets (ANGed),
Avrile 2014.
50 - L’eau et l’environnement en Algérie, UbiFrance et les Missions Economiques, Fiche de synthèse,
Algérie, 2010.
51- L’Economie verte en Tunisie, un outil de mise en œuvre de la nouvelles stratégie de
développement durable (2014-2020).
52- La Fiscalité écologique ou environnementale, lorello ecodata, Paris, Mai 2014.
53- La Fiscalité Ecologique, Une Assurance pour Un développement Durable, Direction Générale
des Impôts, La Lettre de la DGI, Bulletin mensuel de la Direction Générale des Impôts - N° 87, .2018
54- La fiscalité verte en Belgique, FGTB wallonne, Octobre 2011.
55- L'Algérie face aux enjeux environnementaux avec une stratégie intégrant le développement
durable, Extrait du Portail Algérien des ENERGIES RENOUVELABLES, Portail Algerien des
ENERGIES RENOUVELABLES 30 octobre 2012.
56- Le portefeuille d’activités de la GIZ en Algérie Gestion de l’environnement et développement
durable, Deutsche Gesellschaftfür Internationale Zusammenarbeit (GIZ) GmbH, GIZ Algérie,
Allemagne, Algerie, 2019.
57- Lea Skræp Svenningsen, Liv Lærke Hansen, The Use of Economic Instruments in Nordic
Environmental Policy 2014–2017, Nordic Council of Ministers, TemaNord, 2019.
58- les comptes de l’économie de l’environnement en 2014 Ministère de l’environnement de l’Energie
et de la Mer En Charge des relations internationales sur le climat mars 2017.
59- Les Déchets Plastique en Algérie, Regard Croise sur les Plastique A Usage Unique, Quelles
perspectives pour les déchets plastique à usage unique en Algérie?, ? Ministère de L’environnement,
2019-2020.
60- Les Immatriculations des véhicules Automobiles (Deuxième Semestre 2019), N° 914, ONS,
Algérie, Janvier 2021. Disponible sur: https://www.ons.dz/IMG/pdf/e.immat_s2_2019.pdf Page consulté
le: 15/05/2021.
61- Mariam Besbes, Claude Betti, Tableaux de l’économie française, Édition 2020, Institut national
de la statistique et des études économiques, Collection Insee Références, France, 2020.
62- Marlene Attzs Malini Maharaj Gopiechand Boodhan, Survey and Assessment of Environmental
Taxes in the Caribbean, IBD, Inter-American Development Bank, July 2014.
63- Mengesha Admassu, Mamo Wubeshet, Air Pollution, Lecture notes for Environmental Health
Science Students, University of Gondar, August 2006.
64- Menouer Boughedaoui, Algérie Rapport D’étude Analyse des sources existantes de financement
au service de l’efficacité énergétique et des energies renouvelables dans les communes, Cleaner
Energy saving Mediteranean Cites, Alger, 30 Décembre 2014.
65- Michel Cruciani, La Transition Enegetique en Suéde, Etude de L’Ifri, Centre d’energie, juin 2016.
66- Miria A. Pigato, Fiscal Policies for Development and Climate Action, International Development
In Focus, International Bank for Reconstruction and Development, World Bank Group, 2019.
67- Miria Pigato Dirk Heine, and others, Fiscal policies for development and climate action, policy
summary for finance ministers, World bank Group, Macroeconomics, trade and investment.
68- Mostafa. K. Tolba, Najib W Saab, Arab Environment, Climate Change, Report of the Arab
Forum for Environment And Development, Impact of Climate Change on Arab Countries, Arab Forum
for Environment and Development (AFED), 2009.
367
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

69- Najib Rima R, Habib, Health and the Environment in Arab Countries, Arab Forum For
Environment and development, Beirut, Lebanon, 2020.
70- Najib Saab, 2017 Report of the Arab Forum for Environment and Development, Environment in
10 years, Arab Forum for Environment and Development (AFED), Beirut, Lebanon, 2017.
71- Nature conservation and nuclear safety, waste Management in Germany 2018, Facts, data,
Diagrams, Federal Ministry for the environment, Germany, march 2018.
72- Nicolas Marques, Cécile Philippe, James Rogers, La pression sociale et fiscale réelle du salarié
moyen au sein de L’EU en 2020, Institue Economique Molinari, 11ème édition, Paris Bruxelles,
Juillet 2020.
73- Nigar Hashimzade, Chris Heady, and others, The Definition Measurement, and Evaluation of tax
Expenditures and Tax reliefs, National Audit Office, Tax Administration Research Centre, June 2014.
74- OECD Secretary-General Tax Report to G20 Finance Ministers and Central Bank Governors,
OECD, Italy, Febuary 2021.
75- OECD Work on taxation, The Organisation for Economic Co-operation and development, 2018.
76- Politique de l’environnement : Quelles combinaisons d’instruction d’instruments ?, OCDE,
Paris, France, 2007.
77- Pour une fiscalité écologique incitative, Direction Générale des Impôts, La Lettre de la DGI,
Bulletin mensuel de la Direction Générale des Impôts - N° 31, 2008.
78- Prix de vente des carburants à la pompe à compter du 1er janvier 2017 sur tout le territoire
national, Autorité de Régulation des hydrocarbures, Ministère de L’Energie,
79- Prix des produits pétroliers à la pompe en vigueur à partir du 1 er janvier 2016, Autorité de
Régulation des hydrocarbures, Ministère de L’Energie,
80- réelle du salarié moyen au sein de l’UE en 2020, Institut Economique MOLINARI, 11ème
édition, Paris‐ Bruxelles, Juillet 2020. disponible sur : https://www.institutmolinari.org/wp-
content/uploads/sites/17/2020/07/fardeau-fiscal-eu-2020.pdf Page consulté le : 05/01/2021.
81- Revenue Statistics 2020 Tax revenue trends in the OECD, OCDE, 2020.
82- Situation des recouvrements du compte 302 -065, Fond National de L’environnement et du
littoral –( 2016- 2020 ), La Direction des Opérations Fiscales et du Recouvrement, Direction Générale
des impôts, 2021.
83- Special feature: Identifying environmentally-related tax revenues in Revenue Statistics,
Environmentally related tax revenue data reported to Revenue Statistics, OECD, 2019.
84- State of global Air /2018, A special Report on Global Exposure To air pollution and its disease
burden, Institute For Health Metrics and Evaluation (IHME), Boston, USA, 2018. Available at:
https://www.stateofglobalair.org/sites/default/files/soga-2018-report.pdf page consulté le: 13/03/2020.
85- Statistique sur l’Environnement, La Direction Technique Chargée des Statistiques Régionales et de
la Cartographie, Collections Statistiques, Statistiques Régionales et Cartographie, Alger, N° 177, Série C,
février 2015.
86- Stratégie Naionale de développement Durable (SNDD) 2030, Résumé Exécutif, Royaume du
Maroc, Octobre 2017.
87- Successful environmental taxes in Denmark, Green Budget Europe, The Danish Ecological
Council, October 2014.
88- Tax Reform in Europe: long-term implications for the environment, eco-innovation and
household distribution, European Environment Agency (EEA). Available at:
https://www.ecologic.eu/4517 Page consulté le: 03/12/2020
89- Taxation Trends in the European Union, Data for the EU Member States, Iceland and Norway,
Taxation and Customs Union, European Commission, 1st edition, Luxembourg, May 2020,
90- Taxation, Innovation and the Environment, OECD, Green Growth strategy, 2010.
91- Taxing Energy Use for Sustainable Development Opportunities for energy tax and subsidy
reform in selected developing and emerging economies, OECD, 2021.
92- Thierry Weil, En Suède, la « taxe carbone » est bien acceptée, Reporterre le quotidien de
l’écologie, (The Conversation), 14 novembre 2018.

368
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

93- Transforming our world: the 2030 Agenda for Sustainable Development, United Nations,
Department of Economic and Social Affairs Sustainable Development.
94- Vanessa Forti, and Others, The Global E-waste Monitor 2020, Quantities, flows, and the circular
economy potential, United Nations university, United Nations institute for training and research.
95- Vincent Lidsky, Jérôme Gazzano, et autres, Évaluation de l’impact environnemental et
économique de la Taxe générale sur les activités polluantes (TGAP) sur les émissions de polluants
atmosphériques, Inspection générale des Finances - Conseil général de l'économie, de l'industrie, de
l'énergie et des technologies, Conseil général de l'Environnement et du Développement durable, 15
Octobre 2018.
96- Vincent Marcus, et autres, La fiscalité environnementale en France : un état des lieux, Service de
l’économie, de l’évaluation et de l’intégration du développement durable, commissariat général au
développement durable, Avril 2013.
97- Waste Management in Germany 2018 Facts, Federal Ministry for the Environment, Nature
Conversation and Nuclear Safety, data, diagrams, Public Relations Division, Berlin , Germany, March
2018.
98- William Acworth, Maia Hall, and others, FACTSHEET Experiences with Carbon Pricing in
Germany, the EU and Japan, ECOS Consult GmbH / adelphi consult GmbH, 16/02/2021.

Les sites d’internet

01- Arpit KumaAr Jain, Environment Pollution: Types, Causes, Effects, Gradeup, 15 November,
2019, Available at : https://gradeup.co/environment-pollution-i Page consulté le: 20/07/2020.
02- La gestion des déchets doit être transformée en une filière économique, Agence Nationale des
déchets, 2016, Disponible sur : https://and.dz/la-gestion-des-dechets-doit-etre-transformee-en-une-filiere-
economique/ Page Consulté le : 03/02/2021
03- Overview of Greenhouse Gases, United States Environmental protection Agency, United States
government, 2020, Available at: https://www.epa.gov/ghgemissions/overview-greenhouse-gases page
consulté le: December 2020.
04- Greenhouse Gas Emissions, Inventory of U.S. Greenhouse Gas Emissions and Sinks, United
States Environmental Protection Agency, 2020, available at:
https://www.epa.gov/ghgemissions/inventory-us-greenhouse-gas-emissions-and-sink
Page consulté le: 10/11/2020.
05- What a Waste 2.0, A Global Snapshot of Solid Waste Management to 2050, The world Bank,
available at: https://datatopics.worldbank.org/what-a-waste/trends_in_solid_waste_management.html
Page consulté le: 10/09/2020
06- List of continents by population, statistics time, Available at:
http://statisticstimes.com/demographics/continents-by-population.php Page consulté le: 20/11/2020
07- Environmental performance Index (EPI), Network for Green Economy indicators Report
launched at WEF 25 January 2016 Available on : https://netgreen-project.eu/blog/2016/01/25/2016-
environmental-performance-index-epi-report-launched-wef Page consulté le: 23/12/2020
08- Tax Burden, 2020 Index of Economic Freedom, available at:
https://www.heritage.org/index/download Page consulté le: 02/01/2021.
09- Greenhouse Gas Emissions, Inventory of U.S. Greenhouse Gas Emissions and Sinks, United
States Environmental Protection Agency, 09-04-2021, Available at:
https://www.epa.gov/ghgemissions/inventory-us-greenhouse-gas-emissions-and-sinks page consulté
le: 20-04-2021
10- How are emissions of greenhouse gases by the EU evolving? , Available at:
https://ec.europa.eu/eurostat/cache/infographs/energy/bloc-4a.html Page consulté le: 13/09/2020.
11- Greenhouse gas emission trend projections and target, European Environment Agency, 19
December 2019, Available at: https://www.eea.europa.eu/data-and-maps/figures/greenhouse-gas-
emission-trend-projections Page consulté le: 05/05/2020.

369
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

12- Global Emissions by Sectors, Greenhouse Gas Emissions, European Environment Agency, 2020,
Available at: https://www.eea.europa.eu/data-and-maps/indicators/greenhouse-gas-emission-trends-
6 page consulté le: 23-11-2020
13- List of continents by population, statistics time, Available at:
http://statisticstimes.com/demographics/continents-by-population.php Page consulté le: 20/11/2020
14- Environmental Performance Index, country ranking, EPI 2014, 29/01/2014, Available at:
https://archive.is/20140129142747/http://epi.yale.edu/epi/country-rankings Page consulté le: 20/12/2020
15- Environmental Performance Index, EPI 2020 Result, Available at: https://epi.yale.edu/epi-
results/2020/component/epi Page consulté le: 21-12-2020.
16- Government expenditure on environmental protection, Eurostat, Statistics Explained, March 2019
Available at:
https://ec.europa.eu/eurostat/statisticsexplained/index.php/Government_expenditure_on_environmental_p
rotection#Expenditure_on_.27environmental_protection.27 Page consulté le 16/04/2019.
17- Pricing Carbon, What Is Carbon Pricing?, The world Bank, Available at :
https://www.worldbank.org/en/programs/pricing-carbon page consulté le: 18/11/2020
18- Environmental protection expenditure accounts, Eurostat, July 2020, Available
at:https://ec.europa.eu/eurostat/statisticsexplained/index.php/Environmental_protection_expenditure_acco
unts#, Page consulté le: 20/02/2021.
19- Fiscalité automobile en 2019, Alphabet, p 08, disponible sur : https://www.alphabet.com/files/2019-
02/alphabet_lb_fiscalite_final_md.pdf Page consulté le : 23/04/2020
20- Comment fonctionne le bonus sur l'achat d'un véhicule ?, Le système du bonus automobile vise à
favoriser le choix d’un véhicule peu émetteur de CO2, Ministère de L’Economie des Finances et de la
relance, https://www.economie.gouv.fr/cedef/bonus-automobile, Page consulté le 24 février 2021.
21- The Basic Environment law and basic Environment Plan, Available at:
http://www.env.go.jp/en/laws/policy/basic_lp.html Page consulté le: 12/03/2021.
22- Environmental tax, OECD .Data, 2019, Available at :https://data.oecd.org/envpolicy/environmental-
tax.htm page consulté le: 02/03/2020
23- Environmental taxes in the EU, Environmental Tax Statistics, Eurostat Statistics Explained,
December 2020, Available at: https://ec.europa.eu/eurostat/statistics-
explained/index.php?title=Environmental_tax_statistics#Environmental_taxes_in_the_EU
Page consulté le: 06/01/2021
24- Environment-related tax measures are proposed (COVID-19), August 14, 2020 , Available at:
https://home.kpmg/us/en/home/insights/2020/08/tnf-eu-environment-related-tax-measures-proposed.html
Page consulté le: 30-09-2020
25-Fiscalité des énergies, Ministère de la transition Ecologique, 4 février 2021, disponible sur :
https://www.ecologie.gouv.fr/fiscalite-des-energies Page consulté le : 27/03/2021.
26- Fiscalité automobile Alphabet en 2019, p 09, disponible sur : https://www.alphabet.com/files/2019-
02/alphabet_lb_fiscalite_final_md.pdf. Page consulté le 23/04/2020
27- Pollution index by country, (2016-2018-2020-2021), Available at:
https://www.numbeo.com/pollution/rankings_by_country.jsp page consulté le: 01-04-2021.
28- Environmentally related tax revenue, OECD .Stat, 2021, Available at :
https://stats.oecd.org/Index.aspx?DataSetCode=ERTR, Page consulté le: :15-04- 2021.
29- Environmental tax revenue by type and total environmental taxes as share of TSC and GDP,
EU-27, 2002-2019 (million EUR, %), Eurostat Statistics Explained, December 2020, last modification
on 7 January 2021, Available at:
https://ec.europa.eu/eurostat/statisticsexplained/index.php/Environmental_tax_statistics
Page consulté le 15- 04-2021
30- N. Sönnichsen, Government revenue from energy taxes in the United Kingdom (UK) from 1997 to
2019(in million British pounds), 2021, Available at: https://www.statista.com/statistics/491639/tax-
revenue-from-energy-taxes-united-kingdom-uk/ Page consulté le: 27/04/2021.
31- Environmentally related tax revenue, OECD. Stat, March 2021, Available at :
https://stats.oecd.org/Index.aspx?DataSetCode=ERTR# Page consulté le : 05-04-2021

370
‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـائمة املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع‬

32- Célébration de la Journée Mondiale de la Lutte Contre la Désertification, Ministère de


L’agriculture et du développement rural, Direction Générale des Forets, disponible sur :
http://madrp.gov.dz/dgf/2020/06/01/celebration-de-la-journee-mondiale-de-la-lutte-contre-la-
desertification-17-juin-2020-slogan-aliments-fourrage-fibres page consulté le : 17/11/2020.
33- Population et démographie, Office national des statistiques, disponible sur :
https://www.ons.dz/spip.php?rubrique34 page consulté le: 03/03/2021
34- 𝑪𝑶𝟐 Emission in Algeria, World Development Indicators, The World Bank, 19-03-2021, Available
at: Algeria | Data (worldbank.org) Page consulté le: 14/12/2020
35- Coopération internationale, Ministère de l’Environnement disponible sur:
https://www.me.gov.dz/a/?page_id=2459 Page Consulté Le : 20-03-2021.
36- Heritage, https://www.heritage.org/about-heritage/mission, Page consulté le 25-01-2021.
37-https://ree.developpement-durable.gouv.fr/donnees-et-ressources/ressources/glossaire/article/aasqa
Page consulté le 22-04-2020.
38- Grenelle de l'environnement, ClimatMaison Le guide expert confort thermique, disponible sur :
https://www.climamaison.com/lexique/grenelle-de-l-environnement.htm Page consulté Le : 03/03/2019
39- German-Algerian Energy Day, Partenariat énergitique Partnerschaft, Algerie- Allemagne,
Disponible sur : https://www.energypartnership-algeria.org/home/german-algerian-energy-day/
Page consulté le : 23/04/2021

371

You might also like