ِه ِهلل ِلٍد َح َّد َثَنا اْبُن َمُنٍرْي َ ،عْن َجُما َ ،عِن الَّش ْعِّيِبَ ،عِن اْبِن َعَّباٍس َ ،قاَل َ :قاَل َرُس وُل ا َص َّلى اُهلل َعَلْي َو َس َّلَمَ " :مْن َتَك َّلَم َيْو َم اُجْلُم َعِة َو اِإْل َم اُم ْخَيُطُب َ ،فُه َو َك َم َثِل اِحْلَم اِر ْحَيِم ُل َأْس َف اًر اَ ،و اَّلِذي َيُقوُل َلُهَ :أْنِص ْت َ ،لْيَس َلُه ُمُجَعٌة " تخريج الحديث: رواه أمحد بإسناد ال بأس به .وهذا احلديث يفسر حديث أيب هريرة يف الصحيحني مرفوعاِ " :إَذا ُقْلَت ِلَص اِح ِبَك َ :أْنِص ْت َ ،يْو َم اُجْلُم َعِة َو اِإْل َم اُم ْخَيُطُب َ ،فَقْد َلَغْو َت " المعنى اإلجمالي: يريد الرسول الكرمي أن حيفظ لصالة اجلمعة ومجاعتها الوقار والسكينة واهلدوء مع دقة النظام وحسن الوئام ،فاملصيب الذي خياطب من حوله وجلساءه أثناء اخلطبة حمروم من ثواب اجلمعة وفضلها ومرتكب ملا خيل من اآلداب العامة ومضيعا لفائدة اجلمعة من تعلم األحكام ألنه لو قال أنصت وقال غريه مثله وانرب كل واحد إلسكات اآلخر صارت خطبة اإلمام عبثا ويفقد االجتماع للجمعة ميزاته من األلفة والتعارف والتبصر بأمور الدين وأحكامه ،كل ذلك جعل الرسول حيكم على من تكلم أثناء اخلطبة بأنه لغا ومن لغا فال مجعة له. التحليل اللفطي: كمثل الحمار يحمل أسفارا :مجع سفر وهو الكتب الكبار وال يدري ما فيها فشبه باحلمار ألنه فاته االنتفاع مع حتمل التعب يف استحصابه. أنصت :اسكت ويشمل كل قول سواء بتلك العبارة أو غريها كما أنه يشمل غري القول كاإلشارات واحلركات اليت تفهم ألن اجلميع خيرج املصلي عن دائرة الوقار والسكينة فيبعد عن ساحة التأمل والتفكر واالستماع إىل اخلطبة. ليس له جمعة :ال صالة له كاملة بنفي الفضيلة اليت حيوزها من أنصت. فقه الحديث: حترمي الكالم مطلقا وقت خطبة اجلمعة وإن مل يسمعها ،ويه قال مالك. وقالت احلنفية إن الكالم مكروه حترميا وإن مل يسمع اخلطبة. وقال أمحد إنه حيرم على القريب دون غريه. وقالت الشافعية إنه مكروه تنزيها ومن مل يسمع ال كراهة عليه ،وهذا كله إذا من تكن ضرورة للكالم للتحذير من عقرب وحنوه وإال وجب كالنهي عن املنكر ،وقد يندب الكالم كرد السالم وتشميت العاطس والصالة على النيب صلى اهلل عليه وسلم إذا مسع امسه وسؤال اجلنة والتعوذ من إذا مسع امسها .أما خطبة غري اجلمعة فال خالف يف أن اإلنصات إليها سنة .وأما الكالم عند جلوس اإلمام على املنرب أو بني اخلطبتني أو بعد اخلطبة األخرية والتلبس بالصالة فذلك جائز. المرجع: مأخوذ من كتاب "إبانة األحكام شرح بلوغ املرام" للحافظ شهاب الدين أمحد بن علي بن حجر العسقالين (دار الفكر :بريوت) حبث مقدم الستفاء واجبات دراسية ملادة احلديث الثاين