You are on page 1of 773

‫‪ ..

‬هي عقيدة األنبياء والمرســـلني مجي ًعا‪ ،‬وعقيدة‬


‫المالئكـــة المكرمـــن‪ ،‬وعقيدة األوليـــاء الصاحلـــن‪ ،‬والعلماء‬
‫المنجية‪ ،‬والتجـــارة الراحبة‪ ،‬واألصل‬ ‫العاملني‪ ..‬وهـــي العقيدة ُ‬
‫كل خري‬ ‫يف قبـــول األعمال الصاحلـــة‪ ،‬واأل ُ ّس الذي ُيبـــى عليه ّ‬
‫ورس الســـعادة األبدية‪ ،‬وســـفينة النجـــاة‪ ،‬ومفتاح اجلنة‪،‬‬ ‫وبـــر‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫وأفضل األعمـــال عند اهلل وأرفعهـــا وأكرمها‪...‬‬
‫‪ ..‬هـي الفقـه األكبر‪ ،‬والتوحيـد‪ ،‬وعلـم الـكالم‪،‬‬
‫واإلميـان‪ ..‬هـي إ ْك ِسير ال َعمـل‪ ..‬دعـا هلـا كل أنبيـاء اهلل تعـاىل‪..‬‬
‫أفضـل الدعـاة إىل اهلل‪ ..‬وصبروا وصابـروا يف سـبيل نرشهـا‪..‬‬
‫ومنهم َمن ُحورب و ُعذّ ب وقُتل يف سبيل رفع راية ال إله إال اهلل‪...‬‬

‫ب َ ْس ٌط ملفاهيم العقيدة اإلسالمية ورشح ألصول إيامنية‬


‫ـارب مـن أعـداء اهلل‪ ..‬عل ًنـا‬ ‫ومـا زالـت هـذه العقيـدة احل ّقـة ُحُت َ‬
‫تعـدد الفكـر مـر ًة‪ ،‬وباسـم‬ ‫ٍ‬
‫خفيـةً تـارات أخـرى‪ ..‬باسـم ّ‬ ‫تـار ًة‪ ،‬و ُ‬
‫صورات من الوثائق‬ ‫و َع ْرض لِ َج ّيل الحقائق باألدلة و ُ‬
‫امل َّ‬ ‫وتدليسـا‪ ،‬للتعكير والتمويـه والتجهيل‪،‬‬ ‫تلبيسـا‬
‫ً‬ ‫الديـن مـرات‪ً ..‬‬ ‫ّ‬
‫مزجـا للحـق بالباطـل‪ ،‬وخلطًـا‬ ‫والتنفير والتشـويه والتضليـل‪ً ..‬‬
‫للحابـل بالنابـل‪...‬‬
‫هـذه هـي العقيـدة الصافيـة التي َحكاهـا علمـاء األمـة اجلهابـذة‬
‫النحاريـر‪ ..‬بالتحبير والتحريـر‪ ..‬والتحقيـق والتدقيـق‪ ..‬ذ َه ًبـا‬
‫ال� ة�‬ ‫ط� ة‬
‫ع� ث� ث‬
‫وم� ق� ة‬
‫ح�‬ ‫د� َّن‬ ‫�د� ب ة‬ ‫ً‬
‫سلسـبياًل‪ ..‬على منهـاج القـرءان‬ ‫وعذبـا فرا ًتـا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مجيلا‪،‬‬ ‫صافيـا‬
‫ً‬
‫ج ي‬
‫وسـ ّنة النبي الكريـم‪.‬‬ ‫العظيـم‪ُ ،‬‬
‫تنور القلـب‪ ،‬وتوضـح الدرب‪..‬‬ ‫احلمـد هلل على هـذه العقيـدة التي ّ‬
‫احلمـد هلل على نعمـة اإلسلام واإلميـان‪ ...‬وكفى بـه نعمة‪.‬‬

‫‪www.dmcpublisher.com‬‬
‫ال� ة�‬ ‫ط� ة‬
‫ع� ث� ث‬
‫وم� ق�ح�ة‬
‫د� ن َّ‬ ‫�د� ب ة‬
‫ج ي‬

‫ب َ ْس ٌط ملفاهيم العقيدة اإلسالمية ورشح ألصول إيامنية‬


‫صورات من الوثائق‬ ‫و َع ْرض لِ َج ّيل الحقائق باألدلة و ُ‬
‫امل َّ‬
‫الطبعة الثالثة‬
‫‪1444‬هـ ــ ‪2023‬م‬

‫بريوت ــ لبنان‬
‫العنوان‪ :‬املزرعة‪ ،‬بربور‪ ،‬شارع ابن خلدون‪،‬‬
‫بناية اإلخالص‪.‬‬
‫تلفون وفاكس‪00)961 1(304 311 :‬‬
‫صندوق بريد‪ 5283 :‬ــ ‪ 14‬بريوت ــ لبنان‪.‬‬

‫‪email: dar.nashr@gmail.com‬‬
‫‪www.dmcpublisher.com‬‬
#
‫‪4‬‬

‫السيرة الشخصية‬
‫للأستاذ الدكتور الشيخ طارق محمد نجيب اللحام‬
‫تاريخ ومكان الوالدة‪1391 :‬هـ ‪1972 -‬م بريوت‪-‬لبنان‬
‫اجلنسية‪ :‬لبناين‬
‫العنوان‪ :‬برج أيب حيدر‪-‬بريوت‪-‬لبنان‬
‫تلفون حممول‪009613222051 :‬‬
‫مكتب‪009611653117 :‬‬
‫عنوان العمل‪ :‬برج أيب حيدر‪-‬بريوت‪-‬لبنان‬
‫ص‪.‬ب‪5283-14 :‬‬
‫فاكس‪009611646714 :‬‬
‫إمييل‪sh_tarek_laham@hotmail.com :‬‬
‫إمييل الرابطة العاملية لقدامى وطالب األزهر الرشيف يف لبنان‪:‬‬
‫‪r.azhar.lb@gmail.com‬‬
‫الدرجة‪ :‬أستاذ دكتور ‪professor‬‬
‫التخصص الدقيق‪ :‬الفقه العام‪ /‬فقه مقارن‪ /‬علوم القرءان‪ /‬العقائد والفرق‪.‬‬
‫النســب‪ :‬يعود النسب إىل سيدنا رسول اهلل | من طريق سيدنا احلسني بن عيل‬
‫ريض اهلل عنهام‪ .‬وهذا النســب الرشيف‪ :‬السيد الرشيف طارق بن حممد جنيب بن‬
‫بالقدة ابن‬
‫أمحد بن يوسف بن إسامعيل املتصل نسبه بالسيد حممد اللحام الشهري ّ‬
‫السيد عيل اللحام ابن أمحد الكريدي امللقب بالكربيت األمحر ابن هباء الدين داود‬
‫‪5‬‬

‫ابن عبد احلفيظ بن حممد اهلامر بن بدر (املدفون يف وادي النسور) ابن يوسف بن‬
‫بــدران بن يعقوب بن مطر بن ســامل الوفائي ابن حممــد أيب الوفا ابن حممد بن زيد‬
‫ابن عيل بن احلسن بن حممد املرتىض ابن زيد الشهيد ابن اإلمام عيل زين العابدين‬
‫ابن اإلمام احلســن الســبط الشــهيد ابن اإلمام عيل بن أيب طالب كرم اهلل وجهه من‬
‫زوجته السيدة فاطمة الزهراء ريض اهلل عنها بنت سيد اخللق حممد صىل اهلل عليه‬
‫وعىل ءاله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫السرية الوظيفية‪:‬‬
‫أ‪-‬الوظائف السابقة‪:‬‬
‫إمام وخطيب مسجد برج أيب حيدر‪-‬بريوت‪-‬لبنان‪.‬‬
‫باحث يف الدائرة العلمية يف مجعية املشاريع اخلريية اإلسالمية‪.‬‬
‫باحث وحمقق كتب يف الرشكة الدولية للطباعة والنرش والتوزيع‪.‬‬
‫نائــب لرئيــس مكتــب اجلمهوريــة اللبنانية ملجلس الشــباب العــريب للتنمية‬
‫املتكاملة التابعة جلامعة الدول العربية‪.‬‬
‫سابقا‪.‬‬
‫عضو يف اللجنة العلمية والثقافية يف احتاد اجلامعات العربية ً‬
‫ب‪-‬الوظائف احلالية‪:‬‬
‫رئيس الرابطة العاملية لقدامى وطالب األزهر الرشيف يف لبنان‪.‬‬
‫أستاذ دكتور حمارض يف اجلامعة العاملية‪-‬لبنان‪.‬‬
‫حمقق كتب لعدة ُدور نرش‪.‬‬
‫خطيب ومدرس مكلف من دار اإلفتاء اللبنانية يف لبنان‪.‬‬
‫مندوب العالقات اخلارجية يف اجلامعة العاملية‪-‬لبنان‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫النشاط اإلداري والعلمي‪:‬‬


‫عضو يف مجعية املشاريع اخلريية اإلسالمية‪.‬‬
‫عضو يف مجعية شباب املشاريع‪-‬لبنان‪.‬‬
‫عضو يف مجعية األرشاف‪-‬لبنان‪.‬‬
‫عضو يف مجعية املشايخ الصوفية‪-‬لبنان‪.‬‬
‫عضو يف نادي املشاريع الريايض‪-‬لبنان‪.‬‬
‫األعامل العلمية‪:‬‬
‫مشاركة يف مؤمترات وندوات علمية وثقافية‪.‬‬
‫عمل دورات تدريب ألئمة وو َّعاظ يف بالد عدة‪.‬‬
‫عمل دورات تدريب ألساتذة معاهد وجامعات إسالمية‪.‬‬
‫اخلربة التدريسية‪:‬‬
‫وهيتــم بمواكبة غري‬
‫ّ‬ ‫معيــدا بعــد أن نال املاجســتري‪،‬‬
‫ً‬ ‫عــن يف اجلامعــة العامليــة‬
‫ّ‬
‫الناطقني بالعربية وحتضري الطالب الناجحني يف الثانويات لاللتحاق باجلامعات‪.‬‬
‫حمارضا يف اجلامعة العاملية‪-‬لبنان‪.‬‬
‫ً‬ ‫عنّي أستاذًا‬
‫ّ‬
‫تدرج حىت نال درجة أستاذ مساعد وكان يرشف عىل رسائل ماجستري‪.‬‬
‫تدرج إىل أســتاذ مشــارك مــع إلقاء حمارضات يف الدراســات العليــا يف اجلامعة‬
‫ّ‬
‫العاملية واملعاهد الرشعية يف عدة دول عربية وإسالمية‪.‬‬
‫فضاًل عــن التدريس الدعــوي والوعظ واإلرشــاد يف‬
‫تابــع تدريســه األكادميــي ً‬
‫املساجد واجلامعات يف لبنان وخارجه إىل أن نال رتبة األستاذيَّة‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫التدرج الوظيفي األكادميي‪:‬‬


‫أستاذ يف اجلامعة العاملية‪-‬لبنان‪.‬‬
‫أستاذ مساعد يف اجلامعة العاملية‪-‬لبنان‪.‬‬
‫أستاذ مشارك يف اجلامعة العاملية‪-‬لبنان‪.‬‬
‫أستاذ دكتور يف اجلامعة العاملية‪-‬لبنان‪.‬‬
‫عضو يف اللجنة العلمية للدراسات العليا يف اجلامعة العاملية‪-‬لبنان‪.‬‬
‫مواقع التواصل االجتامعي‪:‬‬
‫يوتيوب‪ :‬الشيخ الدكتور طارق اللحام‬
‫‪Youtube.com/DrTarikLahham‬‬
‫تلغرام‪009613222051 :‬‬
‫سكايب‪Tareklaham :‬‬
‫وتس اب‪009613222051 :‬‬
‫فيسبوك‪ :‬الشيخ أ‪.‬د طارق اللحام‬
‫‪Facebook.com/DrTarikLahham‬‬
‫انستغرام‪ :‬الشيخ أ‪.‬د طارق اللحام‬
‫‪Instagram: DrTarikLahham‬‬
‫تويرت‪ :‬الشيخ أ‪.‬د طارق اللحام‬
‫‪Twitter: DrTarikLahham‬‬
‫املشاركات اإلعالمية‪:‬‬
‫إعداد وإلقاء برامج تلفزيونية وإذاعية حملية وفضائية‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫مقابــات إذاعيــة وتلفزيونيــة يف برامــج تعىن بالشــأن العام يف حمطــات حملية‬


‫وعاملية‪.‬‬
‫أحباث ورسائل وكتب‪:‬‬
‫‪ -‬املعامالت املعارصة وحكم الرشع فيها‪.‬‬
‫‪ -‬دور املرأة يف إثراء املجتمع وإنصاف اإلسالم هلا‪.‬‬
‫‪ -‬خمترص عمدة الراغب يف خمترص بغية الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬الطريق املحبوب لدخول القلوب ج‪.1‬‬
‫‪ -‬الوهابية تكفرييون شموليون‪.‬‬
‫‪ -‬كتب يف املزيان‪.‬‬
‫‪ -‬تناقضات الوهابية‪.‬‬
‫‪ -‬التحذير الرشعي ممن خالف أهل السنة (بيان حال بعض الفرق املعارصة)‪.‬‬
‫‪ -‬رحلة التطرف من التكفري إىل التفجري‪.‬‬
‫‪ -‬قصص ال تليق باألنبياء‪.‬‬
‫جساًم‪.‬‬
‫‪ -‬اهلل ليس ً‬
‫‪ -‬نفائس املحارضات‪.‬‬
‫‪ -‬فتاوى األلباين يف مزيان الرشيعة‪.‬‬
‫‪ -‬كيف تفرس اآليات املتشاهبات‪.‬‬
‫‪ -‬حزب التحرير يف عني الناقد‪.‬‬
‫‪ -‬احلضانة يف الرشيعة اإلسالمية وقوانني الطوائف اللبنانية‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق ودراسة‪ :‬تفسري ءال عمران ملحمد بن سامل الشنقيطي‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ -‬كيفية التعامل مع اجلار بني الواقع واملرجتى‪.‬‬


‫‪ -‬املساعدة واخلدمة وإعانة الناس‪.‬‬
‫‪ -‬األنوار الزاهية من الدرة البهية رشح العقيدة الطحاوية‪.‬‬
‫‪ -‬مائة نصيحة ونصيحة‪.‬‬
‫‪ -‬خمترص كتاب الرشح القويم يف حل ألفاظ الرصاط املستقيم‪.‬‬
‫‪ -‬أدلة ووثائق فضائح الوهابية‪.‬‬
‫‪ -‬رشح كتــاب عقيدة املســلمني مع الوثائــق واألدلة‪(.‬وهو هذا الكتاب الذي‬
‫بني أيدينا)‪.‬‬

‫شــكرا رســول اهلل ‪ CD -‬العقيــدة الصالحيــة ‪ CD -‬أتــوق إىل‬


‫ً‬ ‫‪CD -‬‬
‫مكــة وطيبــة ‪ CD -‬معرفــة اإلرساء واملعــراج ‪ CD -‬رمضــان كريــم ‪-‬‬
‫‪ CD‬حبيبــي أمــي وصيــة نبيي | ‪ CD -‬املالئكة عليهم الســام ‪CD -‬‬
‫التصوف ‪ CD -‬اهلجرة نور‪.‬‬
‫االهتاممات‪:‬‬
‫‪ _1‬املطالعة‪.‬‬
‫‪ _2‬اقتناء الكتب النادرة واملخطوطات النفيســة والكتب املطبوعة يف شــى‬
‫العلوم والفنون مع املكتبة السمعية واملرئية‪.‬‬
‫‪ _3‬زيارة املكتبات العامة املتخصصة باملخطوطات‪.‬‬
‫‪ _4‬زيارة اآلثار اإلسالمية واملقامات‪.‬‬
‫‪ _5‬التصدي للمشاكل االجتامعية اليت يواجهها األفراد واألرس واملجتمعات‪.‬‬
‫‪ _6‬كتابة مقاالت لصحف وجمالت‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ _7‬عمل برامج إذاعية‪.‬‬


‫‪ _8‬ختصيص األطفال بدورات وأنشطة صيفية وحنوها‪.‬‬
‫‪ _9‬مشاركة الكشافة يف خميامهتا وإلقاء حمارضات للكشفيني‪.‬‬
‫‪ _10‬االهتــام بطالب املــدارس والثانويات‪ ،‬وإلقاء املحارضات باالســتعانة‬
‫بوسائل اإليضاح احلديثة والقدمية وتأمني األشياء املساعدة لذلك‪.‬‬
‫‪ _11‬تقوية األعاجم باللغة العربية‪.‬‬
‫ونرشا ‪.‬‬
‫حتقيقا وطباعة ً‬
‫ً‬ ‫‪ _12‬خدمة الرتاث باالهتامم باملخطوطات‬
‫‪ _13‬االهتــام بشــؤون صحيــة وبيئيــة ونــر ثقافــة الوقايــة يف األوســاط‬
‫االجتامعية‪.‬‬
‫‪ _14‬االهتامم بدور املرأة واستثامر طاقتها يف املجتمع‪.‬‬
‫‪ _15‬االهتامم بذوي االحتياجات اخلاصة ودور األيتام‪.‬‬
‫‪ _16‬االعتناء بعلم القراءات القرءانية‪ ،‬وإرســال طلبة الدراســات اإلســامية‬
‫للقراء املشاهري‪.‬‬
‫‪ _17‬املشــاركة يف الشــؤون الوطنية والقضايا العامة الــي هتم املواطن وحتفظ‬
‫أمن الوطن‪.‬‬
‫اإلجازات العلمية األخرى‪:‬‬
‫َتل ََّقى العلم مشافهة عن املشايخ والعلامء بالطريقة القدمية‪.‬‬
‫جمــاز بعلوم دينية يف األصول‪ /‬العقيدة‪ /‬الفقه‪ /‬التفســر‪ /‬احلديث وعلومه‪/‬‬
‫اللغة العربية وغريها من الفنون‪ ،‬من حمدثني وعلامء من مشــاهري املشــايخ يف العامل‬
‫العريب واإلسالمي بأعىل األسانيد‪.‬‬
‫جمــاز بالطــرق الصوفية األربعني وإعطائهــا كالرفاعية والقادرية والنقشــبندية‬
‫‪11‬‬

‫والشاذلية‪.‬‬
‫جماز باخللوة واخلرقة وتلقني األذكار واألوراد واملشابكة واخلتم واحلرضة‪.‬‬
‫والقراء إجــازة عامة‬
‫جمــاز من كثري مــن العلامء واملحدثــن والفقهاء واملشــايخ ّ‬
‫مطلقة بكل ما جتوز هلم روايته‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫مشاخيه‪:‬‬
‫‪ -1‬الشــيخ اإلمام احلافظ عبد اهلل بن حممد اهلرري املعروف باحلبيش‪( .‬احلبشــة‬
‫‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -2‬الشــيخ نزار رشــيد حليب األزهري الرئيس األسبق جلمعية املشاريع اخلريية‬
‫اإلسالمية‪( .‬لبنان)‪.‬‬
‫‪ -3‬الشيخ الدكتور حسام الدين بن مصطفى قراقرية‪( .‬لبنان)‪.‬‬
‫‪ -4‬حمدث البالد التونســية الشــيخ حممد الشاذيل ابن الشــيخ حممد الصادق بن‬
‫الشيخ حممد الطاهر ال ّنيفر‪( .‬تونس)‪.‬‬
‫‪ -5‬املحــدث الفقيــه احلنفــي حممد عاشــق إهلــي الربين ثــم املدين املفــي يف دار‬
‫العلوم‪-‬كراتيش‪( .‬اهلند)‪.‬‬
‫‪ -6‬الشــيخ الفقيــه الشــافعي أمحــد بــن حممد ســعيد املعــروف بأمحــد نصيب‬
‫املحاميــد احلوراين ثم الدمشــقي تلميذ حمدث الديار الشــامية الشــيخ بدر‬
‫الدين احلسين‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -7‬مفيت حمافظة الرقة السورية حممد السيد أمحد‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -8‬الشــيخ املعمــر الصالــح صاحــب األحــوال الســنية حممد ياســن حزوري‬
‫الرتكامين ثم احلميص‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫املسند حممد صالح الكمبوليش اهلرري‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫املعمر‬
‫‪ -9‬الشيخ ّ‬
‫‪ -10‬مؤرخ الشام الفقيه احلنفي الشيخ حممد رياض املالح‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -11‬مفيت مكة املكرمة الشيخ أمحد الرقيمي األشعري‪( .‬مكة املكرمة)‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ -12‬املفيت الشيخ عمر جيالين األشعري‪( .‬مكة املكرمة)‪.‬‬


‫(ج ّدة)‪.‬‬
‫‪ -13‬الشيخ املسند املقرئ إدريس مندييل الشافعي‪ُ .‬‬
‫‪ -14‬الشــيخ املعمــر الفقيــه الشــافعي أبو عمــر عبد الســام القصيبــايت العاتكي‬
‫الدمشقي‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -15‬الشــيخ الدكتــور أكــرم عبــد الوهــاب املال يوســف حممد ســعيد املوصيل‬
‫الشافعي‪( .‬العراق)‪.‬‬
‫‪ -16‬الشيخ املعمر يوسف حممود عمر العتوم األردين‪( .‬األردن)‪.‬‬
‫‪ -17‬الويل الصالح اهلائم الســائح نورين تندلكي الســوداين القادري خليفة قطب‬
‫الســودان املعمــر عبــد الباقي ابن احلاج عمر بن أمحد احلســيين املكاشــفي‪.‬‬
‫(السودان)‪.‬‬
‫‪ -18‬املعمــر الفقيه حامد بن علوي بن ســامل بن أيب بكر الكاف احلســيين‪( .‬مكة‬
‫املكرمة)‪.‬‬
‫‪ -19‬الشــيخ الدكتــور مجيــل حليــم رئيس مجعيــة املشــايخ الصوفيــة يف لبنان‪.‬‬
‫(لبنان)‪.‬‬
‫تبحــر يف فنــون احلديث الشــيخ حممــد ابن املفيت الشــيخ حممد رساج بن‬ ‫ِ‬
‫‪ -20‬املُ ّ‬
‫حممد سعيد ابن أيب بكر بن ءادم اآلين اجلربيت‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -21‬الشــيخ العابــد الزاهــد حممد أمــن الودي املعروف بشــيخ َكرس شــيخ حناة‬
‫احلبشة‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -22‬الشــيخ األســتاذ الدكتــور كــال احلــوت رئيــس مجعيــة األرشاف يف لبنان‪.‬‬
‫(لبنان)‪.‬‬
‫‪ -23‬املفيت الشيخ خطاب ابن املفيت عمر الفقريي التلوي ثم اإلسطنبويل الرتكي‪.‬‬
‫(تركيا)‪.‬‬
‫‪ -24‬الفقيه مال طيب بن عبد اهلل بن سليامن بن حممد البحركي‪( .‬العراق)‪.‬‬
‫‪ -25‬العالمــة الفقيه احلبيب عيل بن حســن بن عبــد اهلل عيديد‪( .‬اليمن ‪ -‬مكة‬
‫‪13‬‬

‫املكرمة)‪.‬‬
‫‪ -26‬الشيخ املشهور حممد رشاد بن عبد اهلل الطرطري اهلرري األورومي الشافعي‪.‬‬
‫(احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -27‬الوجيه الشيخ السيد حسني بن السيد عبد الرمحٰن ابن السيد عبد الصمد ابن‬
‫ِ‬
‫اآليِّن الشافعي احلبيش‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫السيد الفقيه مجال الدين حممد ّ‬
‫‪ -28‬الشــيخ الفاضــل عبــد الرمحٰن بــن أيب بكــر املال األحســائي‪( .‬األحســاء ‪-‬‬
‫السعودية)‪.‬‬
‫‪ -29‬الشيخ املعمر حممد عثامن بالل مفيت مدينة حلب‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -30‬الشيخ األستاذ املتفنن يف العلوم حممد سعيد أرواس ألواين‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -31‬الشــيخ الفقيه احلنفي خطيب املســجد األموي يف دمشــق الشيخ نزار حممد‬
‫اخلطيب‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -32‬الشــيخ احلــاج عيل ويل حفيد ويل اهلل املشــهور بالشــيخ برشى‪( .‬احلبشــة ‪-‬‬
‫أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -33‬الســيد الرشيف احلســيب النســيب الشــيخ مجال ابن الشــيخ إســاعيل ابن‬
‫نسابة العامل اإلسالمي‪( .‬سوريا)‪.‬‬ ‫الشيخ إبراهيم الراوي الرفاعي ّ‬
‫‪ -34‬العالمة الفقيه عبد الرمحٰن كنج كويا تنكل قايض بالل وعميد كلية الســيد‬
‫مــدين العربية ومرشــد مجعية علــاء أهل الســنة واجلامعة بعمــوم اهلند عبد‬
‫الرمحٰن البخاري‪( .‬اهلند)‪.‬‬
‫‪ -35‬الشيخ املعمر حممد طاهر ءايت علجت اجلزائري‪( .‬اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ -36‬الشــيخ العالمة املعمر الفقيه احلبيب حســن بن حممد بن هادي الســقاف‪.‬‬
‫(اليمن)‪.‬‬
‫الكتاين اإلدرييس‪( .‬املغرب)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -37‬الشيخ الرشيف إدريس بن حممد بن جعفر‬
‫‪ -38‬الشيخ احلبيب أبو بكر املشهور‪( .‬اليمن)‪.‬‬
‫‪ -39‬الشيخ عبد اهلل ءادم املعروف باخلريات‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫‪ -40‬الشيخ حممد نور عمر ّأباهرو‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬


‫‪ -41‬الشيخ عيل حممد يوسف اهلرري‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -42‬الشيخ الرشيف الدكتور نبيل بن حممد الرشيف األزهري‪( .‬لبنان)‪.‬‬
‫‪ -43‬الشيخ الدكتور سمري بن سامي القايض‪( .‬لبنان)‪.‬‬
‫يش العلوي‪( .‬مالزييا)‪.‬‬ ‫ب‬ ‫‪ -44‬الشيخ زين بن حسني احل ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫القادري‪( .‬اهلند)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -45‬الشيخ ضياء املصطفى‬
‫املحدث حبيب الرمحٰن األعظمي‪( .‬اهلند)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -46‬الشيخ رشيد أمحد ابن‬
‫‪ -47‬الشيخ مصطفى حاج ءادم حسني حديدو‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -48‬الشيخ حممد أمني شيخ بدر الدين شيخ رسور‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -49‬الشيخ حممد صالح ابن عبد اهلل اإلميالوي‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -50‬الشيخ الدكتور حممد التاويل‪( .‬املغرب)‪.‬‬
‫‪ -51‬األستاذ الدكتور حممد السييس‪( .‬مكناس‪ -‬املغرب)‪.‬‬
‫‪ -52‬الشيخ حممد ابن الشيخ إبراهيم عبد الباعث الكتاين‪( .‬اإلسكندرية ‪ -‬مرص)‪.‬‬
‫‪ -53‬الشيخ رشيف ثابت‪( .‬الصومال)‪.‬‬
‫‪ -54‬الشيخ الدكتور حممد مطيع بن حممد واصل احلافظ‪( .‬سوريا ‪ -‬اإلمارات)‪.‬‬
‫‪ -55‬الشيخ الفريض نور الدين خزن كاتيب‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -56‬الشيخ سعيد الطاري بن حممد بن زياد‪( .‬اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ -57‬الشــيخ األســتاذ الدكتور حممد عبد الفضيل القويص نائب رئيس املنظمة‬
‫العاملية خلرجيي األزهر‪( .‬مرص)‪.‬‬
‫‪ -58‬الشيخ عبد اهلل حممد وانغ‪( .‬الصني)‪.‬‬
‫‪ -59‬الشيخ عبد القادر رومان‪( .‬اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ -60‬الشيخ نورو حممد حسن الغوندري‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -61‬الشيخ مال حسن سيد أفندي مستك أوستوران احلنفي القادري النقشبندي‬
‫القونوي الرتكي‪( .‬تركيا)‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫الكدي‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -62‬الشيخ أمحد بن إدريس‬
‫‪ -63‬الشيخ األمني عثامن‪( .‬أريرتيا)‪.‬‬
‫‪ -64‬الشيخ األستاذ الدكتور أمحد معبد عبد الكريم‪( .‬مرص)‪.‬‬
‫‪ -65‬الشيخ حممد عبد الرحيم بن حممد عيل سلطان العلامء‪( .‬إيران ‪ -‬اإلمارات)‪.‬‬
‫‪ -66‬الشيخ الدكتور عثامن حممدي‪( .‬مالزييا)‪.‬‬
‫‪ -67‬الشيخ حممد برصي علوي مرتىض‪( .‬أندنوسيا)‪.‬‬
‫‪ -68‬الشيخ حممد حمفوظ أسريون‪( .‬أندنوسيا)‪.‬‬
‫اآلجي‪( .‬أندنوسيا)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حمب الدين بن حممد مدا ويل‬ ‫‪ -69‬الشيخ ّ‬
‫‪ -70‬الشيخ احلبيب بن طاهر‪( .‬تونس)‪.‬‬
‫‪ -71‬الشيخ برشى عثامن عيل البايل‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -72‬الشيخ حممد أرواح ابن الشيخ حممد توفيق اجلربيت‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -73‬الشيخ الدكتور حممد هشام سلطان‪( .‬األردن)‪.‬‬
‫الزركزوي‪( .‬العراق)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -74‬الشيخ مال عبد اجلبار بن أمحد بن حممد‬
‫‪ -75‬الشيخ حممد نور اإلسالم بن إحسان الزمان بن عبد الرحيم‪( .‬بنغالدش)‪.‬‬
‫‪ -76‬الشيخ الدكتور تقي الدين الندوي‪( .‬اهلند ‪ -‬اإلمارات)‪.‬‬
‫املسند حممد حسن زايت‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -77‬الشيخ‬
‫احلي عزب عبد العال رئيس جامعة األزهر الســابق‪.‬‬ ‫‪ -78‬األســتاذ الدكتور عبد ّ‬
‫(مرص)‪.‬‬
‫اإلدرييس‪( .‬املغرب)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫احلي الكتاين‬
‫‪ -79‬الشيخ عبد الرمحٰن ابن الشيخ عبد ّ‬
‫‪ -80‬الشيخ احلبيب شيخ بن أمحد املساوي‪( .‬أندنوسيا)‪.‬‬
‫‪ -81‬الشيخ احلبيب حممد صالح الدين بن سامل بن جندان‪( .‬أندنوسيا)‪.‬‬
‫‪ -82‬األستاذ الدكتور الشيخ عبد احلكيم األنيس‪( .‬سوريا ‪ -‬اإلمارات)‪.‬‬
‫‪ -83‬الشيخ املقرئ أمحد إسكندراين‪( .‬بريوت ‪ -‬لبنان)‪.‬‬
‫‪ -84‬الشيخ مال عبد اهلل هرتيل‪( .‬العراق)‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫املعمر صالح بن عيىس‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬ ‫‪ -85‬الشيخ ّ‬


‫‪ -86‬الشيخ زين بن إبراهيم بن سميط‪( .‬اليمن ‪ -‬السعودية)‪.‬‬
‫‪ -87‬الشيخ بشري املكاشفي خادم سيدي املكاشفي‪( .‬السودان)‪.‬‬
‫‪ -88‬الشيخ حمسن ابن الشيخ خالد املفيت الكردي‪( .‬العراق)‪.‬‬
‫‪ -89‬الشيخ أمحد األويف امللنوزي املعروف غوندر زاده‪( .‬تركيا)‪.‬‬
‫‪ -90‬الشيخ املعمر حممد بدر الدين السعردي العبايس‪( .‬تركيا)‪.‬‬
‫‪ -91‬الشيخ بسانو ما مادو‪( .‬أبدجان)‪.‬‬
‫املسند حممد بن محاد الصقيل‪( .‬املغرب)‪.‬‬‫ِ‬ ‫‪ -92‬الشيخ‬
‫‪ -93‬الشيخ أمحد نور سيف‪( .‬اإلمارات)‪.‬‬
‫‪ -94‬الشيخ حممد سعيد بن هانئ الكحيل‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -95‬الشيخ إدريس احلبيش‪( .‬اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ -96‬الشيخ الدكتور وان عز الدين ابن وان إبراهيم‪( .‬مالزييا)‪.‬‬
‫‪ -97‬الشيخ األستاذ الدكتور طه حبييش الدسوقي الرئيس األسبق لقسم العقيدة‬
‫يف كلية أصول الدين يف جامعة األزهر‪( .‬مرص)‪.‬‬
‫‪ -98‬الشيخ حممد عيل بدر رشيد أبو رشيد احلريري الرفاعي‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -99‬الشيخ حممد بن عيل الكلنتاين‪( .‬مالزييا) ‪.‬‬
‫‪ -100‬الدكتور فضل الرمحٰن مصباحي‪( .‬اهلند)‪.‬‬
‫(جدة ‪ -‬السعودية)‪.‬‬‫‪ -101‬الشيخ احلبيب حممد بن أيب بكر احلبيش‪ُ .‬‬
‫(جدة ‪ -‬السعودية)‪.‬‬‫‪ -102‬الشيخ احلبيب أمحد بن أيب بكر احلبيش‪ُ .‬‬
‫‪ -103‬الدكتور احتشام احلق قرييش‪( .‬اهلند)‪.‬‬
‫‪ -104‬الشيخ أمحد بن حممد بن يوسف اللكديديني العفري األرتري‪( .‬جيبويت)‪.‬‬
‫‪ -105‬الشيخ حامد بن أمحد بن أكرم بن سيد حممود بن عيل البخاري‪( .‬اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ -106‬الشيخ الطيب التونيس القريواين‪( .‬تونس)‪.‬‬
‫‪ -107‬الشيخ حممد بن حممد عبده سليامن األهدل‪( .‬اليمن)‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫‪ -108‬الشــيخ حممــد األمني بــن عبد اهلل بن يوســف بن حســن اهلــرري‪( .‬مكة‬
‫املكرمة)‪.‬‬
‫‪ -109‬الشيخ عبد الرزاق قسوم‪( .‬اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ -110‬الشيخ حممد اخرت رضا خان‪( .‬اهلند)‪.‬‬
‫‪ -111‬الشيخ األستاذ الدكتور فتحي عبد الرمحٰن أمحد حجازي رئيس قسم النقد‬
‫والبالغة يف جامعة األزهر‪( .‬مرص)‪.‬‬
‫‪ -112‬الشيخ الفقيه احلنفي عبد الرزاق احلليب‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -113‬الشيخ طه بن حسن فدعق‪( .‬مكة املكرمة)‪.‬‬
‫‪ -114‬الشيخ أمحد بن حممد بن بكري بن حممد بن حممد رسدار احلليب‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -115‬الشيخ خرض ابن الشيخ حممد الزقطمي األورومي‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -116‬الشيخ حسن الطيب‪( .‬كينيا)‪.‬‬
‫‪ -117‬الشيخ املعمر معوض عوض إبراهيم األزهري‪( .‬مرص)‪.‬‬
‫‪ -118‬الشيخ عبد اهلل شفا عبد الرمحٰن‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -119‬الشيخ أبو الفيض عيىس ابافيتا‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -120‬الشيخ حممد اهلادي عبد اجلليل عيل‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -121‬الشيخ عبده إبراهيم عبده‪( .‬احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫‪ -122‬الشيخ الدكتور القارئ أمحد عيىس املعرصاوي‪( .‬مرص)‪.‬‬
‫‪ -123‬الشيخ املقرئ أمحد احلساين الفايس‪( .‬املغرب)‪.‬‬
‫‪ -124‬الشيخ املعمر القارئ حممد حممد عيىس الزقازيقي‪( .‬مرص)‪.‬‬
‫‪ -125‬األستاذ الدكتور حامد بو طالب‪( .‬مرص)‪.‬‬
‫‪ -126‬األستاذ الدكتور عبد السميع األنيس‪( .‬سوريا ‪ -‬اإلمارات)‪.‬‬
‫‪ -127‬الشيخ الدكتور عبد الرمحٰن عامش‪( .‬لبنان)‪.‬‬
‫‪ -128‬الشيخ عبد املجيد حممد نور‪( .‬مالزييا)‪.‬‬
‫‪ -129‬الشيخ بلفضل البخييت التلمساين‪( .‬اجلزائر)‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫‪ -130‬الشيخ الدكتور حممد جنم الدين الكردي النقشبندي‪( .‬مرص)‪.‬‬


‫‪ -131‬الشيخ سهيل بن حممد الزبييب الدمشقي احلنفي‪( .‬سوريا)‪.‬‬
‫‪ -132‬املعمر الشــيخ عبد الصمد بن ســادو قلتو األوكولــي األ َ ُرويس األورومي‪.‬‬
‫(احلبشة ‪ -‬أثيوبيا)‪.‬‬
‫خريا‪.‬‬
‫وغريهم كثري كثري‪ ،‬جزاهم اهلل عنه وعن اإلسالم واملسلمني ً‬
‫اللغات‪ :‬العربية – اإلجنلزيية‪.‬‬
‫الدورات وورشات العمل اليت أقامها‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬دورات يف ِ‬
‫العلم األشــعري واملاتريدي ‪ -‬دورات يف فن الرتمجة وعدم التحريف‬
‫‪ -‬دورات بمعــى الوطنيــة وحفظهــا ‪ -‬دورات حلفظ عرى اإلســام ‪ -‬دورات يف‬
‫إدارة الوقــت وتوزيع األعــال ‪ -‬دورات يف جتهزي امليت وأحكام اجلنائز ‪ -‬دورات‬
‫تأهيــل وتدريب العاملني يف املؤسســات الدينية ‪ -‬دورات ألســاتذة املدارس يف‬
‫مفاهيــم الرمحة والرتبية ‪ -‬دورات يف طريقة التدرج للطالب بني مرحليت الثانوية‬
‫واجلامعيــة ‪ -‬دورات بعنوان «كي ال ننىس التاريخ» ‪ -‬دورات يف التيارات الفكرية‬
‫والفرق واألديان ‪ -‬دورات يف اخلطابة وفن املناظرة ‪ -‬دورات يف ضوابط ورشوط‬
‫كتابــة حبث حمكم ‪ -‬دورات يف إعداد مدريس معاهد رشعية ‪ -‬دورات يف البحث‬
‫العلمي وكتابة الرسائل ‪ -‬دورات يف املنهج الوسطي ‪ -‬دورات يف التعايش احلسن‬
‫يف املجتمعــات املعــارصة ‪ -‬دورات يف اســتعامل وســائل اإليضــاح والدمــج بني‬
‫الطــرق القدميــة واحلديثــة ‪ -‬دورات يف معرفــة الدخيــل واإلرسائيل ّيــات ‪ -‬إقامة‬
‫ندوات لألرس إلعفاف البنات ووقف االحنالل‪.‬‬
‫قام باإلرشاف عىل عرشات الرســائل واألطروحــات يف عدة جامعات يف لبنان‬
‫والعامل اإلســامي‪ ،‬وناقش عرشات رســائل املاجســتري والدكتوراه وراقب وح ّكم‬
‫عــرات األحبــاث يف جامعــات خمتلفــة‪ ،‬يف الفقه وأصولــه وعلوم القــرءان والفقه‬
‫املقارن والعقيدة‪.‬‬
‫إجازة بالكتاب‬
‫‪#‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصىل اهلل وسلم عىل سيدي حممد بن عبد اهلل‬
‫خري األولني واآلخرين‪ ،‬وعىل ءاله وأصحابه إىل يوم الدين‪.‬‬
‫بالتفقه‪ ،‬وعالمــة الفالح يف املؤمن طلب املزيد‬
‫ّ‬ ‫العلــم بالتعلّم والفقه‬
‫من علم الدين‪ ،‬فهني ًئا ملن كان منهو ًما معلّق القلب برشيعة معلّم الناس‬
‫اخلري صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬ورصف نفيس وقته يف طلب العلم النافع‪.‬‬
‫وعلم الدين يُؤ َخذ من أفواه أهل العلم الصادقني‪ ،‬بالسند امل ّتصل إىل‬
‫النــي عليه الصالة والســام؛ درايةً وروايــةً ‪ .‬اهلل يعلّمنا ما جهلنا‪ ،‬وجيعل‬
‫ونورا ألبصارنا وبصائرنا‪.‬‬ ‫القرءان ربيع قلوبنا‪ً ،‬‬
‫أجزي هبذا الكتاب «رشح عقيدة املسلمني»‬
‫األخ‪/‬ت‬
‫وذلــك بالــروط املنصــوص عليهــا عند علــاء احلديــث واألثر‪ ،‬مع‬
‫وجل‪ ،‬والتمســك بعقيــدة أهل الســنة‪ ،‬عقيدة‬
‫عــز ّ‬
‫الوصيــة بتقــوى اهلل ّ‬
‫األشاعرة واملاتريدية‪.‬‬
‫وحرر يف‬
‫ّ‬
‫برسم وختم‬

‫ويل التوفيق‪.‬‬
‫واهلل ّ‬
‫‪21‬‬

‫‪#‬‬
‫احلمـد هلل على نعمـة النعـم اإلسلام‪ ،‬وصلى اهلل وسـلم على سـيدنا حممد‬
‫نبي السلام‪ ،‬وعلى ءالـه وأصحابـه وأزواجـه وأتباعـه إىل يـوم الزحام‪.‬‬
‫أما بعد؛ فالكالم يف نرصة عقيدة اإلسالم ورشحها مَلَ ن أفضل األعامل‬
‫وأجل ال ُق َرب عند اهلل عز وجل‪ ،‬وفيه خالص احلب والوالء لرسول اهلل عليه‬
‫ّ‬
‫الصالة والسالم الداعي إىل عقيدة التوحيد وإفراد اهلل يف العبودية وتنزهيه‬
‫سبحانه عن مقتضيات التشبيه خبلقه‪ ،‬عقيدة كل األنبياء واملرسلني‪.‬‬
‫مزيـدا مـن اإلقبـال والرضـا‬
‫ً‬ ‫لقـد القـى هـذا الكتـاب ويالقـي بعـون اهلل‬
‫مـن أهـل العلـم وطالبـه‪ ،‬وهـو خالصـة سـنوات مـن الدعـوة إىل اهلل تعـاىل‪،‬‬
‫األمـر اإلجابـ َة عليهـا‬
‫ُ‬ ‫تكـررت أسـئلة النـاس حـول أشـياء معينـة‪ ،‬فاقتضى‬
‫بالدليل النقيل من الكتاب والسـنة‪ ،‬والعقيل حيث يتسـع املجال‪ ،‬بأسـلوب‬
‫مبسـط لطيـف‪ ،‬مـع التخريج واخلدمة واإلرفـاق باملصورات من كتب أهل‬
‫الباطـل املشوشين املشـككني‪ ،‬ومـن كتـب أهـل احلـق املحققين املدققني‪.‬‬
‫وللتذكير والتأكيـد فـإن هـذا الكتـاب يف األصـل كسـؤال وجـواب‬
‫معـروض على األزهـر الرشيـف يف مصر‪ ،‬وحائـز على املوافقـة املمهـورة‬
‫باخلتـم األزهـري بفضـل اهلل‪.‬‬
‫وءاخـرا‪ ،‬وصلى اهلل ريب على نبيـه وحبيبـه وءالـه‬
‫ً‬ ‫دائما ً‬
‫أواًل‬ ‫واحلمـد هلل ً‬
‫نـارصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وكل مؤمـن غـدا لدينـه‬
‫وصحبـه ّ‬
‫‪22‬‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والســام عىل ســيدنا حممد رسول اهلل‬
‫الدين‪.‬‬
‫األمني‪ ،‬وعىل ءاله وأزواجه وأصحابه وأتباعه إىل يوم ّ‬
‫لقــد اعتىن أنبيــاء اهلل تعاىل‪ ،‬صلــوات اهلل عليهم‪َ ،‬‬
‫أول مــا اعتنوا بنرش‬
‫العقيدة اإلســامية يف ما بني الناس‪ ،‬ومل يتوانوا يف تبليغ الوحي‪ ،‬وحتقيق‬
‫األمانة‪ ،‬وتأدية الرسالة‪ ،‬فجزاهم اهلل عنا خري اجلزاء‪ ،‬علّمونا كيف نعمل‬
‫يف دنيانا الفانية‪ ،‬وكيف نزرع آلخرتنا الباقية‪.‬‬
‫العقيــدة اإلســامية هــي واســطة العقد يف دين اإلســام‪ ،‬ومنشــأ كل‬
‫ســعادة‪ ،‬وعنوان كل خري‪ ،‬وأســاس األعامل الصاحلة كلهــا‪ .‬وتعليم هذه‬
‫وعزهم‪،‬‬
‫العقيــدة اإلســامية عمــل كل الدعــاة إىل اهلل حبــق‪ ،‬وفخرهــم ّ‬
‫للصغــار والكبار‪ ،‬للذكــور واإلناث‪ ،‬لألميــن واملتعلمــن‪ ،‬للمغمورين‬
‫واملشــاهري‪ ،‬لألبيض واألسود واألمحر واألصفر‪ ،‬وللقريب والبعيد‪ ،‬بكل‬
‫الوسائل املتاحة‪ ،‬والطرائق احلديثة‪ ،‬عرب التعليم يف املساجد واملصليات‬
‫واخلاليا واملراكز‪ ،‬واملدارس والثانويات واملعاهد واملهنيات واجلامعات‪،‬‬
‫واملؤمتــرات والنــدوات واللقاءات واملحارضات‪ ،‬ومن خــال التلفازات‬
‫واإلذاعــات والصحــف واملجــات واملنشــورات والكتــب والكت ّيبات‪،‬‬
‫وبالتقنيــات احلديثــة الرسيعة باإلنرتنت ووســائل التواصــل االجتامعي‬
‫مصورة وأقراص)‪...‬‬
‫َّ‬ ‫(رُشط وأفالم‬
‫ووسائط التعليم من بُعد ُ ُ‬
‫‪23‬‬

‫الدين يف جامعة‬ ‫لقد أُجزي كتاب «عقيدة املســلمني» مــن كلية أصول ّ‬
‫األزهــر الرشيــف‪ ،‬وهــو كتــاب خمتــر مك َّثف نافــع بأســئلته اإلحدى‬
‫واخلمســن يف مــا يتعلــق بالذي جيــب عىل اإلنســان اعتقــاده يف حق اهلل‬
‫الش َبه اليت يُثريها بعض‬
‫واألنبياء والعبادات والغيب ّيات‪ ،‬وبالرد عىل بعض ُّ‬
‫جهاًل وفتنةً ‪ .‬ولعموم نفع الكتاب عمدنا إىل‬‫املشــ ّككني باسم اإلســام؛ ً‬
‫واملدرســن‬
‫ّ‬ ‫لطاّلب العلم‪ ،‬وعو ًنا لألســاتذة‬
‫مفيدا ّ‬
‫لطيفــا ً‬‫رشحا ً‬‫رشحــه ً‬
‫رشدة‪.‬‬‫ونارشي العلم‪ ،‬بامدة مضبوطة حمققة مدعومة باألدلة امل ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫أهم األســئلة‬
‫ُجُييب هذا الكتاب «رشح كتاب عقيدة املســلمني» عىل ّ‬
‫صورات من كتب أهل‬ ‫اليت تثار حول العقيدة اإلســامية‪ ،‬مع َش ْفعها باملُ َّ‬
‫الضــال املذبذَ بــن التائهني عن جــا ّدة الصواب (مع وضــع عبارة‪ :‬هذا‬
‫احلــق يف الرتاث اإلســامي؛‬
‫الكتــاب فيــه ضــاالت)‪ ،‬ومــن كتب أهل ّ‬
‫واملصورات (الوثائق) يف ءاخــر الكتاب‪ ،‬تصل إليها‬
‫َّ‬ ‫وتنويرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫توضي ًحــا‬
‫من خالل (مصور رقم كذا) وأصل املتن يف األعىل‪ ،‬واحلوايش يف األسفل‬
‫حتت اخلط‪ ،‬وقياس اخلط واحد‪.‬‬
‫عمياًم بفضلك يا‬
‫خالصا لوجهك الكريم‪ ،‬واجعلــه نف ًعا ً‬
‫ً‬ ‫اللهــم اجعله‬
‫أرحم الرامحني‪ ،‬يا أكرم األكرمني‪.‬‬
‫وءاخرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫واحلمد هلل عىل نعمة اإلسالم‪ ،‬وكفى هبا نعمة‪ ،‬واحلمد هلل ً‬
‫أواًل‬
‫وصىل اهلل وسلم عىل سيدنا حممد وءاله وصحبه‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫الدين الرضوري ال يؤخذ باملطالعة من الكتب‪ ،‬ألنه قد يكون يف‬ ‫علم ّ‬


‫الديــن‪ ،‬أو قد يَفهم‬
‫دس وافرتاء عىل ّ‬‫هــذه الكتب اليت يطالعها الشــخص ٌّ‬
‫منها أشــياء عىل خالف ما هي عليه عند السلف واخللف‪ ،‬عىل ما تناقلوه‬
‫جياًل عن جيل من األمة‪ ،‬فيؤ ّدي عبادة فاسدة‪ ،‬أو يقع يف تشبيه اهلل خبلقه‬
‫ً‬
‫والتمثيل والكفر والضالل‪.‬‬
‫وعىل ك ّل ٍ‪ ،‬فليس ذلك ســبيل التعلم الذي هنجه الســلف واخللف‪ ،‬فال‬
‫الدين من عارف‬ ‫بد من تعلّم أمور ّ‬ ‫يُؤخذ العلم إال من أفواه العلامء‪ .‬إذًا ال َّ‬
‫ثقــة أخذ عن ثقة‪ ،‬وهكــذا إىل الصحابة ‪ ،‬فالذي يأخذ احلديث‬
‫صحفيــا‪ ،‬والذي يأخذ القرءان من املصحف يســمى‬ ‫ًّ‬ ‫من الكتب يُســمى‬
‫مصحفيا‪ ،‬وال يســمى قار ًئا‪ ،‬فالعلم قبل القول والعمل؛ وقال رســول اهلل‬ ‫ًّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدينِ‪ ،‬إنَّام العل ُْم بال َّتع ُّلم» ‪ .‬اإلسناد‬ ‫|‪َ « :‬م ْن يُ ِرد ُ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫خريا يُفقّ ْه ُه يف ّ‬
‫اهلل به ً‬
‫الديــن‪ ،‬والرواية ال تكــون إال عن الثقات‪ ،‬لذا قــال التابعي حممد بن‬ ‫مــن ّ‬

‫(‪ )1‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخاري (كتــاب العلم‪ ،‬باب من يــرد اهلل به‬
‫فقه ِ»)‪.‬‬ ‫الديــن‪( )39/1 ،‬من دون لفظ «والفق ُه بال َّت ُّ‬ ‫خريا يفقهه يف ّ‬‫ً‬
‫فقه‪ِ،‬‬ ‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬إنَّام العل ُْم بال َّتعليــ ِم والفق ُه بال َّت ُّ‬
‫وهبــذا اللفــظ‪« :‬يا ُّأهُّيا ُ‬
‫فقهــه يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدينِ» يف الطرباين‪ ،‬املعجم الكبري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خريا يُ ّ ْ ُ‬
‫اهلل به ً‬‫ــن يُ ِرد ُ‬
‫و َم ْ‬
‫(‪.)395/19‬‬
‫‪25‬‬

‫عمن تأخذون دي َنكم» اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬


‫«إن هذا العلم دين‪ ،‬فانظروا َّ‬
‫سريين ‪َّ :‬‬
‫(‪)2‬‬

‫قال احلافظ اللغوي حممد مرتىض الزبيدي‪(« :‬واستامع العلم النافع) يف‬
‫دينه ودنياه و(يف اآلخرة أفضل من اشتغاله بالنوافل) من الصلوات»(‪.)3‬‬
‫ذر‪،‬‬‫فقــد روى أبــو ذر ج ْن ُدب بن ج َنا َدة  عــن النيب |‪« :‬يا أبا ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صــي مائ َة ركعة‪ٍ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن تُ ِ َّ‬‫لك م ْن ْ‬ ‫ري َ‬ ‫َأَل َ ْن َت ْغ ُ‬
‫ــد َو فتعل ََّم ءاي ًة م ْن كتــاب اهلل خ ٌ‬
‫ألف‬ ‫َوأَلن تغدو فتعلَّم بابا من العل ِم ع ِم َل به ِ‬
‫تصيل َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ْ‬ ‫من‬
‫ْ‬ ‫ري‬
‫ٌ‬ ‫خ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫عم‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫أو‬ ‫ُ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ركعةٍ»(‪ .)4‬أي من النوافل‪.‬‬

‫(‪ )2‬مســلم‪ ،‬صحيح مســلم (املقدمة‪ ،‬باب بيان أن اإلسناد من ّ‬


‫الدين‬
‫[‪.)12/1 ،]...‬‬
‫(‪ )3‬حممد مرتىض الزبيدي‪ ،‬إحتاف الســادة امل َّتقــن برشح إحياء علوم‬
‫الدين‪.277/3 ،‬‬ ‫ّ‬
‫(‪ )4‬ابن ماجه‪ ،‬ســنن ابــن ماجه‪( ،‬كتــاب اإلميان وفضائــل الصحابة‬
‫والعلم‪ ،‬باب من تعلم القرءان وعلمه‪.)79/1 ،‬‬
‫‪26‬‬

‫الدين؟‬
‫س‪ :1‬ما هو الفرض العيين من علم ّ‬
‫جيــب عــى كل ُمكلَّف(‪ )1‬تع ُّلــم ق َْدر(‪ )2‬ال يســتغين عنه مــن العقيدة‬
‫(‪)3‬‬

‫والطهــارة(‪ )4‬والصــاة والصيــام والــزكاة(‪ )5‬ملن جتب عليــه‪ ،‬واحلج عىل‬


‫املستطيع‪ ،‬ومعايص القلب واليد والعني وغريها‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﭼ [الزمر‪.]9 :‬‬

‫املكلَّف هو البالغ العاقل الذي بلغته دعوة اإلسالم‪ ،‬أي بلغه أصل‬ ‫(‪)1‬‬
‫الدعوة‪ ،‬ومعىن أصل الدعوة أن يَ ْب ُل َغه «ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل»‬
‫ٍ‬
‫بلغة يفهمها‪ ،‬فال بد من اجتامع األمور الثالثة حىت يصري مكل ًَّفا‪.‬‬
‫الدين جيب عىل كل مسلم تعلّمه‪ ،‬فال جيب عىل‬ ‫قدر من علم ّ‬ ‫هناك ْ‬ ‫(‪)2‬‬
‫الدينية‪ ،‬مثل‪ :‬أمــر املرياث‪ ،‬وإنام‬
‫كل مســلم أن يتعلــم كل العلــوم ّ‬
‫ذلك من فروض الكفايات‪.‬‬
‫ال بد أن يتعلم معىن «ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل»‪ .‬فأول ما جيب‬ ‫(‪)3‬‬
‫عىل املكلف البالغ العاقل الذي سمع بدعوة اإلسالم‪ ،‬أن ُحُي ِّصل من‬
‫علوم الرشع ما يص ّحح به َع ْقد توحيده‪ ،‬لكي ال يســتهويه الشيطان‬
‫بوساوســه‪ ،‬ثم ُحُي ِّصل مــن العلوم ما يؤ ّدي به فرضــه‪ ،‬ليكون بناء‬
‫أمره عىل أساس حمكم صحيح‪.‬‬
‫ال بد أن يتعلم ما هي النجاسة‪ ،‬وما يتعلق بأركان الوضوء ونواقضه‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ومعرفة أحكام االستنجاء وحنوها‪.‬‬
‫الــزكاة ال جتــب عىل كل مكلف‪ ،‬إنام جتب عــى من وجبت يف ماله‬ ‫(‪)5‬‬
‫الزكاة‪ ،‬وإال فتعلّمها فرض عىل الكفاية‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫«طلب العل ِم فريض ٌة عىل ك ّل ِ مســلمٍ(‪ .»)6‬البيهقي‪ُ ،‬شــ َعب‬


‫ُ‬ ‫احلديث‪:‬‬
‫اإلميان‪.)195/3( ،‬‬

‫الديــن الرضوري فاســق مرتكب لكبــرة‪ ،‬وهذا‬ ‫(‪ )6‬تــار ُك تع ُّلــم علم ّ‬
‫احلديث ذكره احلافظ املزي وحكم حبســنه‪ .‬الســيوطي‪ ،‬التنقيح يف‬
‫(مصور رقم‪)1‬‬
‫َّ‬ ‫مسألة التصحيح‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فهو يف ســبيل ِ اهلل ّ‬
‫حىّت‬ ‫خرج يف طلب العل ِم َ‬ ‫ورد يف احلديــث‪َ « :‬م ْن َ‬
‫رجــع»‪ .‬هــذا حديث ثابــت يف جامع الرتمذي (كتــاب العلم عن‬ ‫َ‬ ‫يَ‬
‫رسول اهلل |‪ ،‬باب فضل طلب العلم‪ .)386/4 ،‬املعىن أن الذي‬
‫خــرج يف طلــب العلم يف بلــده أو إىل غربة ثوابه كثــواب اخلارج يف‬
‫ســبيل اهلل‪ ،‬واجلهاد يف ســبيل اهلل درجة عالية مــن أعىل الدرجات‪،‬‬
‫وقــد جعل اهلل للمجاهدين يف ســبيله يف اجلنــة مائة درجة‪ ،‬وما بني‬
‫درجة ودرجة كام بني الســاء واألرض‪ .‬هذا الذي خرج يطلب علم‬
‫حاماًل سالحه لوجه اهلل‪ ،‬ليقاتل‬
‫الدين مثاله كمثال هذا الذي خرج ً‬ ‫ّ‬
‫الشــيطان‪،‬‬
‫َ‬ ‫املؤمن‬
‫ُ‬ ‫الدين ســاح يدافع به‬‫أعداء اهلل‪ ،‬وذلك ألن علم ّ‬
‫شياطني اإلنس‪ ،‬ويدافع به هواه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ويدافع به‬
‫أشــد علينا‪:‬‬
‫إن الشــياطني اختلفوا فيام بينهم قالوا‪َ :‬من ّ‬ ‫* ولقد قيل‪ّ :‬‬
‫العامل الفاسق أم العابد اجلاهل؟ أبوهم إبليس قال هلم‪ :‬العامل الفاسق‬
‫أشد عليكم ألنه يعرف العقيدة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫* قــال اإلمــام أبو احلســن األشــعري‪« :‬أول ما جيب عــى العبد العلم‬
‫باهلل ورســوله ودينه» اهـ‪ .‬الزركــي‪ ،‬تشنيف املسامع‪.323/4 ،‬‬
‫(مصور رقم‪)2‬‬ ‫َّ‬
‫‪28‬‬

‫س‪ :2‬ما احلِكمة من خلق اجلن واإلنس؟‬


‫ليأمرهــم اهلل بعبادته‪ ،‬قــال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭼ(‪[ )1‬الذاريات‪.]56 :‬‬
‫ِ‬ ‫(‪ِ )2‬‬
‫رشكوا به ِ شــي ًئا»‪.‬‬
‫دوه وال يُ ِ‬ ‫ب‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫العبــاد‬ ‫عىل‬ ‫اهلل‬ ‫«حــق‬
‫ُّ‬ ‫احلديــث‪:‬‬
‫الشيخان(‪.)3‬‬

‫قدر لكل العباد أن يكونوا‬ ‫(‪ )1‬أي آلمرهــم بعبــاديت‪ ،‬وليس معناه أن اهلل َّ‬
‫طائعــن‪ ،‬قــال تعــاىل‪ :‬ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫ﭯﭼ [يونس‪ .]99 ،‬الطربي‪ ،‬تفسري الطربي‪.244/4 ،‬‬
‫(مصور رقم‪)4‬‬
‫َّ‬ ‫رقم‪ )3‬النسفي‪ ،‬تفسري النسفي‪.43 ،42/2 ،‬‬
‫ويوحدوه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )2‬هذا أعظم حقوق اهلل عىل عباده‪ ،‬أن يؤمنوا به‬
‫(‪ )3‬أي البخــاري ومســلم‪ .‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪( ،‬كتــاب‬
‫االستئذان‪ ،‬باب من أجاب بلبيك وسعديك‪ .)2312/5 ،‬مسلم‪،‬‬
‫صحيح مســلم‪( ،‬كتــاب اإلميان‪ ،‬بــاب الدليل عــى أن من مات‬
‫عــى التوحيد دخل اجلنة قط ًعا‪ .)58/1 ،‬أما الشــيخان يف مذهب‬
‫الشــافعي فهام‪ :‬الرافعي والنــووي‪ ،‬والشــيخان يف الصحابة فهام‪ :‬أبو‬
‫بكر وعمر ‪.‬‬
‫* ورد يف حديث صححه بعضهم‪ ،‬وضعفه ءاخرون‪ ،‬أن اهلل تعاىل قال‬
‫حممد ما خلق ُت َك»‪ .‬احلاكم‪ ،‬املستدرك عىل الصحيحني‪،‬‬ ‫آلدم‪« :‬لوال ٌ‬
‫(كتــاب تواريــخ املتقدمني مــن األنبيــاء واملرســلني‪.)672/2 ،‬‬
‫حممــدا | صفوهتا‬ ‫ً‬ ‫(مصــور رقم‪ )5‬ومعنــاه خلقت الدنيا ألظهر‬‫َّ‬
‫‪29‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫حممدا هو‬
‫أي أرشف اخللــق‪ ،‬فيفهــم من هذا أنه يصح أن يقال‪ :‬إن ً‬
‫ســبب وجود الدنيا‪ ،‬وهذا ترشيف‪ .‬لكــن ال جيوز أن يقال‪ :‬إن نور‬
‫خلق قبل كل ىشء‪ ،‬والقول بــأن حديث جابر املفتعل (أي‬ ‫حممــد ُ‬
‫املكذوب) والذي فيه‪« :‬أول ما خلق اهلل نور نبيك يا جابر‪ ،‬خلقه‬
‫كشــفا‪ .‬فهو كالم ال معىن له‪ ،‬ألن‬
‫ً‬ ‫صح‬
‫اهلل من نوره قبل األشــياء»‪َّ ،‬‬
‫الكشــف الذي خيالف حديث رســول اهلل | ال عربة به‪ ،‬فقد ذكر‬
‫أن إهلام الويل ليس حبجة‪ .‬الزركيش‪ ،‬تشنيف املسامع‪،‬‬ ‫علامء األصول َّ‬
‫(مصــور رقم‪ )6‬ألن إهلــام الويل قد ُخُيطئ‪ .‬وهذا‬
‫َّ‬ ‫ص‪.456 ،455‬‬
‫احلديث ركيك‪ ،‬والركاكة كام قال علامء احلديث‪ :‬دليل الوضع‪ .‬ابن‬
‫(مصور رقم‪)7‬‬
‫َّ‬ ‫الصالح‪ ،‬علوم احلديث‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪30‬‬

‫تصح العبادة؟‬
‫ّ‬ ‫س‪ :3‬كيف‬
‫يشبهه بىشء من خلقه(‪.)1‬‬
‫تصح عبادة اهلل ممَّن يعتقد وجود اهلل وال ّ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭼ [الشورى‪.]11 :‬‬

‫(‪ )1‬ال تكــون عبادة اإلنســان صحيحة إال مع اإلميــان‪ ،‬ودليل ذلك قوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ [النساء‪:‬‬
‫‪.]124‬‬
‫فاهلل تعاىل جعل اإلميان رشطًا ال بد منه لصحة العمل‪ ،‬ثم ال بد من‬
‫موافقــة العمل للرشيعــة‪ .‬وال تصح العبادة إال بعــد معرفة املعبود‪،‬‬
‫ومعــى معرفة املعبود أن يعتقــد أن اهلل موجود ال كاملوجودات‪ ،‬ال‬
‫جساًم‪ ،‬ال يتحزي‬
‫حجاًم وليس ً‬
‫يشبه القمر وال الضوء وال الظالم‪ ،‬ليس ً‬
‫يف السامء وال العرش‪.‬‬
‫* جنــدب بن عبــد اهلل  قال‪« :‬كنــا مع النــي | وحنن فتيان‬
‫حزاورة‪ ،‬فتعلمنا اإلميــان قبل أن نتعلم القرءان‪ ،‬ثم تعلمنا القرءان‬
‫فازددنــا بــه إميا ًنــا»‪ .‬ابن ماجه‪ ،‬ســنن ابن ماجه‪( ،‬كتــاب اإلميان‬
‫وفضائــل الصحابة والعلم‪ ،‬باب يف اإلميــان‪ .)23/1 ،‬قال احلافظ‬
‫البوصريي‪« :‬هذا إســناد صحيح‪ ،‬رجاله ثقــات» اهـ‪ .‬البوصريي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)8‬‬
‫َّ‬ ‫مصباح الزجاجة يف زوائد ابن ماجه‪.120/1 ،‬‬
‫الدين أفضل من‬ ‫* وقال اإلمام أبو حنيفة يف الفقه األبسط‪« :‬الفقه يف ّ‬
‫(مصور رقم‪)9‬‬
‫َّ‬ ‫الفقه يف األحكام» اهـ‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫* وقــال اإلمــام أبو حنيفــة يف كتابــه الفقه األكرب عــن التوحيد وعلم‬
‫العقيــدة والفقه األكــر‪« :‬أصل التوحيد وما يصــح االعتقاد عليه»‬
‫(مصور رقم‪)10‬‬
‫َّ‬ ‫اهـ‪.‬‬
‫* وقال اإلمام األشــعري‪« :‬أول ما جيب عىل العبد العلم باهلل ورســوله‬
‫(مصــور‬
‫َّ‬ ‫ودينــه» اهـــ‪ .‬الزركــي‪ ،‬تشــنيف املســامع‪.323/4 ،‬‬
‫رقم‪)11‬‬
‫* وقال العالمة البيايض احلنفي‪« :‬فقد قال مشــاخينا رمحهم اهلل تعاىل‪:‬‬
‫تعليــم صفة اإلميــان للناس وبيان فضائل أهل الســنة واجلامعة من‬
‫أهــم األمور‪ ،‬وألّف الســلف فيهــا تآليف كثرية‪ ،‬كــا يف «الذخرية»‬
‫و«التتارخانية»‪ ،‬وأشــار إليه بقوله‪« :‬إذا مــال إىل احلق وعرف أهله‬
‫وليــا»» اهـــ‪ .‬البيــايض‪ ،‬إشــارات املــرام‪ ،‬ص‪.24 ،23‬‬ ‫كان هلــم ًّ‬
‫حتصياًل هو معرفة اهلل‬
‫ً‬ ‫(مصــور رقم‪ )12‬وهذا يــدل أن أَ ْوىل العلوم‬
‫َّ‬
‫ورسوله |‪.‬‬
‫* وممــا جيــب معرفته عــى كل مكلف ثــاث عرشة صفــة هلل تعاىل‪،‬‬
‫والقدم والوحدانية والبقاء والقيام بالنفس واملخالفة‬ ‫وهي‪ :‬الوجود ِ‬
‫للحوادث والقدرة واإلرادة والعلم واحلياة والسمع والبرص والكالم‪.‬‬
‫ذكر ذلك كثري من العلامء‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫عبــد املجيــد الرشنــويب يف «رشح تائية الســلوك»‪ ،‬ص‪ 96‬ــ ‪.98‬‬
‫(مصور رقم‪)13‬‬ ‫َّ‬
‫أبو بكر الدمياطي املشهور بالسيد البكري يف كتابه «إعانة الطالبني»‬
‫‪32‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور رقم‪)14‬‬
‫َّ‬ ‫(‪.)26 ،25/1‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫أمحد املرزوقــي املالكي صاحب «عقيدة العــوام»‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫رقم‪)15‬‬
‫(مصور رقم‪)16‬‬
‫َّ‬ ‫النووي يف كتابه «املقاصد»‪ ،‬ص‪.12 ،11‬‬
‫(مصور رقم‪)17‬‬‫َّ‬ ‫أبو حنيفة يف «الفقه األكرب»‪ ،‬ص‪ 1‬ــــ ‪.3‬‬
‫ثم إنه ألمهية هذا العلم ألّف أهل العلم املؤلفات املتعددة يف بيانه‪،‬‬
‫ومنهم‪:‬‬
‫‪ -‬اإلمــام أبــو حنيفة النعــان بن ثابــت الكويف  (املتوىف ســنة‬
‫‪150‬هـ)‪ ،‬ألَّف مخس رسائل‪ ،‬وهي‪ :‬الفقه األكرب‪ ،‬والرسالة‪ ،‬والفقه‬
‫األبسط‪ ،‬والعامل واملتعلم‪ ،‬والوصية‪ .‬وهو أول متكلمي أهل السنة‬
‫من الفقهاء‪.‬‬
‫وقــد ألَّف أبو حنيفة  «الفقه األكرب»‪ ،‬و«الرســالة» يف نرصة‬
‫جمساًم‪،‬‬
‫أهل الســنة‪ ،‬إىل مقاتل بن ســليامن صاحب التفســر‪ ،‬وكان ً‬
‫وقــد ناظــر فرقــة اخلــوارج والقدريــة والدهرية‪ ،‬وكانــت دعاهتم‬
‫بالبرصة‪ ،‬فسافر إليها ن ّي ًفا وعرشين مرة‪ ،‬وق ََّض ُه ْم باألدلة الباهرة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمــام الشــافعي  (املتــوىف ســنة ‪204‬هـــ) ص ّنــف كتــاب‬
‫بقــدم العامَلَ من امللحدين‪ ،‬وكتاب‬ ‫«القيــاس»‪ ،‬رد فيه عىل من قال ِ‬
‫َّ‬
‫«الرد عىل الربامهة»‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬املحــدث نُ َعيم بن َمَحَّاد اخلُزاعي هو مــن أقران اإلمام أمحد ‬
‫‪33‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫كتابــا يف الر ّد عىل‬


‫(املتــوىف يف حبــس الواثق ســنة ‪228‬هـ) ص َّنف ً‬
‫اجلهمية وغريهم‪.‬‬
‫‪ -‬املحدث حممد بن أســلم الطويس (املتوىف ســنة ‪242‬هـ) من أقران‬
‫اإلمام أمحد ‪ ،‬صنف يف الرد عىل اجلهمية‪.‬‬
‫‪ -‬احلارث املحاسيب (املتوىف سنة ‪243‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬احلســن الكرابييس (املتوىف ســنة ‪248‬هـ) صاحب اإلمام الشافعي‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل بن ســعيد بن ُك ّاّلب املتوىف بعــد األربعني ومائتني هجرية‬
‫بقليل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمــام البخاري حممد بن إســاعيل (املتوىف ســنة ‪ 256‬هـ) ســيد‬
‫املحدثني يف زمانه‪ ،‬صنف كتاب «خلق أفعال العباد»‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمام أبو احلسن األشعري إمام أهل السنة واجلامعة  (املتوىف‬
‫سنة ‪324‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمــام أبــو منصــور املاتريــدي إمام أهــل الســنة واجلامعة ‬
‫(املتوىف بقليل بعد أيب احلسن األشعري)‪.‬‬
‫‪ -‬القايض أبو بكر الباقالين (املتوىف سنة ‪ 403‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬األستاذ أبو بكر بن فورك (املتوىف سنة ‪ 406‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬أبو إسحاق األسفراييين (املتوىف سنة ‪ 418‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬األســتاذ أبــو منصور عبد القاهــر التميمي البغدادي (املتوىف ســنة‬
‫الدين» وغريه‪.‬‬‫‪ 429‬هـ) صنف «أصول ّ‬
‫‪34‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫‪ -‬إمام احلرمني عبد امللك اجلويين (املتوىف سنة ‪ 478‬هـ)‪.‬‬


‫‪ -‬الغزايل أبو حامد (املتوىف سنة ‪ 505‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬احلافــظ ابن اجلوزي (املتوىف ســنة ‪ 597‬هـ)‪ ،‬ومن مصنفاته «الباز‬
‫األشهب»‪.‬‬
‫‪ -‬وغريهــم كثري كثري‪ ،‬وليــس مرادنا بام ذكرنــا إحصاءهم‪ ،‬فمن م ّنا‬
‫علاًم بعدد رمال الصحراء؟!‬ ‫حييص جنوم السامء أو حييط ً‬
‫* وحنن حنمد اهلل تعاىل عىل هذه العقيدة الســنية اليت حنن عليها‪ ،‬واليت‬
‫كان عليهــا رســول اهلل | وأصحابــه ومن تبعهم بإحســان‪ ،‬واليت‬
‫مــدح الرســول | معتنقها فقال فيام رواه اإلمام أمحد يف مســنده‪،‬‬
‫(‪ ،)335/4‬واحلاكم يف مســتدركه‪ ،‬بســند صحيح‪( ،‬كتاب الرقى‬
‫ِ‬
‫أمريها‪،‬‬
‫األمري ُ‬
‫ُ‬ ‫فتحن القسطنطيني ُة‪ ،‬ف َلن َ‬
‫عم‬ ‫َّ‬ ‫والتامئم‪َ « :)112/8 ،‬ل ُت‬
‫اجليش»‪ .‬ولقد فتحت القسطنطينية بعد ثامنامئة‬ ‫ِ‬
‫اجليش ذلك ُ‬ ‫عم ُ‬ ‫و َلن َ‬
‫عام‪ ،‬فتحها الســلطان حممد الفاتح ‪ ،‬وكان س ّن ًّيا يعتقد أن اهلل‬
‫موجود بال مكان‪ ،‬وحيب الصوفية الصادقني‪ ،‬ويتوسل بالنيب |‪.‬‬
‫* وقد ألّف العامل املتكلم الفقيه حممد بن هبة اهلل املكي احلموي رسالة‬
‫ســاها «حدائق الفصول»‪ ،‬واليت اشــتهرت فيام بعد باســم قصيدة‬
‫الدين‬‫أو عقيــدة ابن مكي‪ ،‬وقد أهداها للســلطان يوســف صالح ّ‬
‫‪ ،‬فأقبــل عليهــا وأمر بتعليمهــا حىت للصبيــان يف املدارس‪،‬‬
‫فقيها‬
‫عاملا ً‬
‫الدين ً‬ ‫فســميت «العقيدة الصالحية»‪ ،‬وقد كان صالح ّ‬
‫شــافعيا‪ ،‬له إملام بعلم احلديــث‪ ،‬حيرض جمالس املحدثني‪ ،‬وله رواية‬ ‫ًّ‬
‫‪35‬‬

‫الدر املنثور‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫احلديث‪« :‬ال فِ‬


‫الر ّب(‪ .»)2‬السيوطي‪ّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ك‬
‫ْ‬

‫عنهم‪ ،‬حفظ «التنبيه» يف الفقه الشافعي‪.‬‬


‫(مصور رقم‪ )18‬الســيوطي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )2‬البغــوي‪ ،‬تفســر البغوي‪.417/7 ،‬‬
‫(مصور رقم‪ )19‬معناه‬ ‫َّ‬ ‫الدر املنثور يف التفسري املأثور‪.662/7 ،‬‬
‫حــرام التفكــر يف ذات اهلل‪ .‬يُ ْر َوى عــن أيب بكر الصديق  أنه‬
‫قال‪[ :‬البسيط]‬
‫كفر وإرشا ُك»‬ ‫ِِ‬
‫والبحث عــن ذاته ٌ‬ ‫ُ‬ ‫«ال َع ْجــ ُز عــن َد َرك ِ اإلدراك ِ إدرا ُك‬
‫(مصور رقم‪)20‬‬ ‫َّ‬ ‫اهـ‪ .‬الزركيش‪ ،‬تشنيف املسامع‪.80/4 ،‬‬
‫أيضــا‪« :‬احلمد هلل الــذي مل جيعل‬ ‫* وقــال أبــو بكر الصديــق  ً‬
‫سبياًل إىل معرفته إال بالعجز عن معرفته» اهـ‪ .‬حممد مرتىض‬ ‫للخلق ً‬
‫(مصور رقم‪)21‬‬ ‫َّ‬ ‫الزبيدي‪ ،‬إحتاف السادة املتقني‪.71/2 ،‬‬
‫* وقــال اإلمام أبو ســليامن اخلطــايب‪« :‬إن الذي جيــب علينا وعىل كل‬
‫مســلم أن يعلم‪ ،‬أن ربنــا ليس بذي صورة وال هيئــة‪ ،‬ألن الصورة‬
‫تقتــي الكيفيــة‪ ،‬وهي عن اهلل وعــن صفاته منفية» اهـــ‪ .‬البيهقي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)22‬‬ ‫َّ‬ ‫األسامء والصفات‪ ،‬ص‪.219 ،218‬‬
‫مصو ًرا فيكون‬ ‫ِ‬ ‫«الم ِ‬
‫املصور َّ‬ ‫ّ‬ ‫صور»‪ ،‬فال جيوز أن يكون‬ ‫* ومن أسامء اهلل ُ ّ‬
‫صورة‪ ،‬وذلك منفي عن اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫س‪ :4‬ملاذا أرسل اهلل الرسل؟‬


‫أرسل اهلل الرسل عليهم السالم ليعلموا الناس مصالح دينهم ودنياهم‪،‬‬
‫ولدعوة الناس إىل عبادة اهلل وأن ال يرشكوا به شي ًئا(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬بعث اهلل تعاىل األنبياء عليهم السالم رمحة للعباد‪ ،‬إذ ليس يف العقل‬
‫يســتقل بمعرفة األشــياء املنجية‬
‫ُّ‬ ‫ما يُســتغىن به عنهم‪ ،‬ألن العقل ال‬
‫يف اآلخرة‪ ،‬ففي بعثة األنبياء مصلحة رضورية حلاجتهم لذلك‪ ،‬فاهلل‬
‫متفضل هبا عىل عباده‪ ،‬فهي سفارة بني احلق تعاىل وبني اخللق‪.‬‬
‫والســبيل إىل معرفة النيب املعجزة‪ ،‬فام من نيب إال وكانت له معجزة‪،‬‬
‫ومعىن املعجزة العالمة الشاهدة اليت تشهد أن هذا اإلنسان الذي يقول‬
‫نيب‪ :‬أنه نيب اهلل‪ ،‬وأنه صادق‪ .‬وهي أمر خارق للعادة‬ ‫عن نفســه إنه ٌّ‬
‫يــأيت عــى وفق دعوى من ادعوا النبوة‪ ،‬ســامل مــن املعارضة باملثل‬
‫كاذبا يف قوله‪ :‬إن اهلل أرســله‪ ،‬مل يأت‬
‫صاحلة للتحدي‪ ،‬ألنه لو كان ً‬
‫هبــذا األمر العجيب اخلارق للعادة الذي مل يســتطع أحد من الناس‬
‫أن يعارضــه بمثــل ما أتى به‪ ،‬فثبتت احلجة عليهم‪ ،‬وال يســعهم إال‬
‫اإلذعــان والتصديق‪ ،‬ألن العقل يوجب تصديق من أتى بمثل هذا‬
‫األمر الذي ال يســتطاع معارضته باملثل من ِقبل املعارضني‪ ،‬فمن‬
‫مهدرا لقيمة الربهان العقيل‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ‬ ‫ً‬ ‫مل يُذعن وعاند يعد‬
‫ﭒ ﭓ ﭔﭼ [احلديــد‪ .]25 :‬باحلجــج واملعجزات‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)23‬‬‫َّ‬ ‫أبو حيان األندليس‪ ،‬البحر املحيط‪.225/8 ،‬‬
‫‪37‬‬

‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ [البقــرة‪:‬‬


‫‪.)2(]213‬‬
‫قلــت أنا والنبيــونَ ِم ْن َق ْبيل ال إلــه إال اهلل»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫«أفضل ما‬
‫ُ‬ ‫احلديــث‪:‬‬
‫مالــك‪( ،‬موطّأ مالك كتاب القرءان‪ ،‬باب مــا جاء يف الدعاء‪،215/1 ،‬‬
‫‪.)216‬‬

‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫(‪ )2‬كل األنبياء عىل اإلسالم‪ .‬النسفي‪ ،‬تفسري النسفي‪.177/1 ،‬‬
‫رقــم‪ )24‬وهــذا فيه بيــان أن األنبياء والرســل مأمــورون بالتبليغ‪،‬‬
‫فالنــي مأمور بالتبليغ‪ ،‬كام أن الرســول مأمــور بالتبليغ‪ ،‬وهذه اآلية‬
‫ث‬‫نيب ٍيُب َع ُ‬
‫كل ّ‬‫تدل عىل هذا املعىن‪ ،‬وبدليل حديث النيب |‪« :‬كانَ ُّ‬
‫ِ ِ‬
‫أمحر وأســو َد»‪ .‬مســلم‪ ،‬صحيح‬ ‫عثت إىل ك ّل ِ َ‬
‫وب ُ‬‫إىل قومــه خاص ًة‪ُ ،‬‬
‫مسلم‪( ،‬كتاب املســاجد والصالة‪ ،)370/1 ،‬وليس املعىن أنه إذا‬
‫رسواًل‪ ،‬ولكن‬ ‫ً‬ ‫استطاع أن يأمر غري قومه ال يأمرهم‪ .‬وليس كل نيب‬
‫كل رسول نيب‪.‬‬
‫* النــي‪ :‬هــو من أوحي إليه باتباع رشع َمن قبله من الرســل وأن يُبلّغ‬
‫ذلك‪ ،‬وال يصح قوهلم‪ :‬النيب من أوحي إليه برشع وإن مل يؤمر بتبليغه‪.‬‬
‫الرســول‪ :‬أوحي إليه بنسخ بعض رشع َمن كان قبله من الرسل وأن‬
‫يبلّغ ذلك‪.‬‬
‫لعاَّلتٍ‪،‬‬
‫«األنبيــاء إخوةٌ َّ‬
‫ُ‬ ‫(‪ )3‬ديــن مجيع األنبياء هو اإلســام‪ ،‬احلديث‪:‬‬
‫واحــد»‪ .‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخاري‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫شــى ودي ُنهم‬
‫هاهُتــم َّ‬
‫أم ُ‬
‫َّ‬
‫(كتاب أحاديث األنبياء‪ ،‬باب ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫‪38‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ﭹ ﭺﭼ [مريــم‪ .)1270/3 ،]16 :‬اإلخــوة لعالت َمن كان‬


‫واحــدا وأمهاهتــم خمتلفة‪ ،‬وهنــا يف احلديث تشــبيه األنبياء‬
‫ً‬ ‫أبوهــم‬
‫بنّي | أن دينهم واحد ورشائعهم اختلفت‪.‬‬ ‫باإلخوة لعالت‪ ،‬فقد ّ‬
‫نبيا‪.‬‬
‫* بعض الناس قالوا والعياذ باهلل عن سيدنا ءادم‪ :‬إنه ليس ًّ‬
‫واجلــواب‪ :‬قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﭼ [ءال عمــران‪ ]33 :‬فاصطفاء ءادم‬
‫يف اآلية هو من جنس اصطفاء نوح وءال إبراهيم وءال عمران‪ ،‬وإال‬
‫فكيف يســوغ استثناء ءادم من االصطفاء بالنبوة والرسالة‪ ،‬كام هو‬
‫حال من ذكروا يف السياق عينه!‬
‫‪39‬‬

‫س‪ :5‬ما معىن التوحيد؟‬


‫املحدث‪ ،‬كام قال اإلمام اجلنيد(‪ ،)1‬ومراده بالقديم‬
‫َ‬ ‫هو إفراد القديم من‬
‫واملحدث املخلوق‪.‬‬
‫َ‬ ‫اهلل الذي ال بداية له‪،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢﭣﭼ [الشورى‪.]11 :‬‬
‫ِ‬
‫أي العمل أفضل؟ فقال‪« :‬إميا ٌن باهلل‬
‫احلديث‪ُ :‬ســئل رســول اهلل |‪ُّ :‬‬
‫ِ‬
‫ورســوله ِ»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري (كتاب اإلميان‪ ،‬باب من قال إن‬
‫اإلميان هو العمل‪.)16/1 ،‬‬

‫(مصور رقم‪ )25‬معناه ال‬


‫َّ‬ ‫(‪ )1‬القشــري‪ ،‬الرســالة القشــرية‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫تشــابه بني اهلل وبني خلقه‪ ،‬اخلالق ال يشــبه املخلوق‪ ،‬فاهلل ال يشــبه‬
‫خلقه‪ ،‬ال يشــبه القمر وال الضوء وال الظالم وال يشــبه الصور كلها‪،‬‬
‫إنام هو خالق الصور فال يتصف بالصورة‪ .‬وال يتصف باحلجم وال‬
‫باجلســم وال باملــكان‪ ،‬وال جيــوز أن يتحزي يف ســاء أو عرش أو جهة‬
‫مــن اجلهــات‪ ،‬كان قبل املــكان‪ ،‬وبعد أن خلق املــكان ما زال كام‬
‫فأي صفة من صفات املخلوقني ال تليق باهلل‪ ،‬التغري والتحول‬ ‫كان‪ُّ .‬‬
‫واالنتقال من حال إىل حال ال جيوز عليه‪.‬‬
‫التحزي يف اجلهة واملكان ال جيوز عىل اهلل‪ ،‬بل اهلل تبارك وتعاىل موجود‬
‫قبــل املكان بال مكان‪ ،‬وبعد أن خلــق املكان ما زال كام كان‪ ،‬فهو‬
‫غرّي يف اخللق من غري أن يتغري‪.‬‬
‫سبحانه يُ ّ‬
‫* قال اإلمام أمحد الرفاعي ‪« :‬التوحيد وجدان تعظيم يف القلب‬
‫مينــع من التعطيل والتشــبيه» اهـــ‪ .‬أمحد الرفاعــي‪ ،‬الربهان املؤيد‪،‬‬
‫‪40‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور رقم‪)26‬‬‫َّ‬ ‫‪.136‬‬


‫أجل العلوم وأعالها وأوجبها وأوالها‪،‬‬ ‫* إن العلــم باهلل تعاىل وصفاته ّ‬
‫ويسمى علم األصول وعلم التوحيد وعلم العقيدة‪ .‬وقد خص النيب‬
‫ِ‬
‫وأعلم ُكم باهلل‬
‫َ‬ ‫نفســه بالرتقي يف هذا العلم فقــال‪َّ :‬‬
‫«إن أتقا ُكم‬ ‫| َ‬
‫أنا»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب قول النيب‬
‫أعلمكم بــاهلل» [‪ .)16/1 ،]...‬فكان هــذا العلم أهم‬ ‫|‪« :‬أنــا ُ‬
‫وتبجياًل‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽﰊ ﰋ ﰌ‬ ‫ً‬ ‫تعظياًم‬
‫ً‬ ‫حتصياًل‪ ،‬وأحقها‬
‫ً‬ ‫العلوم‬
‫ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑﭼ [حممــد‪َّ ]19:‬‬
‫قــدم األمر بمعرفة‬
‫التوحيــد عــى األمر باالســتغفار‪ ،‬لتعلــق التوحيد بعلــم األصول‪،‬‬
‫أيضا مع أدلته‬‫وتعلق االســتغفار بعلم الفروع‪ .‬ويســمى هذا العلــم ً‬
‫العقلية والنقلية من الكتاب والسنة «علم الكالم»‪.‬‬
‫وهاك كلامت بعض أهل العلم يف التنزيه‪:‬‬
‫* قال اإلمام عيل ‪« :‬ســرجع قوم من هــذه األمة عند اقرتاب‬
‫كفــارا»‪ ،‬فقــال رجــل‪ :‬يا أمــر املؤمنــن‪ ،‬كفرهــم بامذا؟‬‫ً‬ ‫الســاعة‬
‫أباإلحــداث أم باإلنــكار؟ فقــال‪« :‬بل باإلنكار‪ ،‬ينكــرون خالقهم‬
‫فيصفونــه باجلســم واألعضــاء» اهـــ‪ .‬ابــن املعلم‪ ،‬جنــم املهتدي‪،‬‬
‫‪( .483/2‬مصور رقم‪)27‬‬
‫* قــال اإلمام جعفر الصــادق ‪« :‬من زعم أن اهلل يف ىشء أو من‬
‫ً‬
‫حممواًل‪ ،‬ولو‬ ‫ىشء أو عــى ىشء فقــد أرشك‪ ،‬إذ لو كان عىل ىشء لكان‬
‫حمد ًثا» اهـ‪( .‬أي‬
‫حمصورا‪ ،‬ولو كان من ىشء لكان َ‬ ‫ً‬ ‫كان يف ىشء لكان‬
‫‪41‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور رقم‪)28‬‬ ‫َّ‬ ‫خملو ًقا) أمحد الرفاعي‪ ،‬الربهان املؤيد‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫* قال اإلمام أبو حنيفة ‪« :‬ال يشــبه [اهلل] شي ًئا من األشياء من‬
‫خلقــه‪ ،‬وال يشــبهه ىشء من خلقــه» اهـ‪ .‬أبو حنيفــة‪ ،‬الفقه األكرب‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)29‬‬
‫َّ‬ ‫ص‪.1‬‬
‫* قال اإلمام الشافعي ‪« :‬من انتهض ملعرفة مدبره‪ ،‬فانتهى إىل‬
‫الرِّصف‬ ‫ِ‬
‫موجود يتصوره بفكره فهو مشبه‪ ،‬ومن انتهى إىل التعطيل ّ ْ‬
‫[اخلالــص] فهو معطّل‪ ،‬ومن انتهى إىل موجود واعرتف بالعجز عن‬
‫موحد» اهـ‪ .‬الزركيش‪ ،‬تشــنيف املســامع‪ ،‬ص‪.643‬‬ ‫ِ‬
‫إدراكه فهو ّ‬
‫(مصور رقم‪)30‬‬
‫َّ‬
‫* قال اإلمام أمحد بن حنبل ‪« :‬من قال‪ :‬اهلل جسم ال كاألجسام‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)31‬‬ ‫َّ‬ ‫كفر» اهـ‪ .‬الزركيش‪ ،‬تشنيف املسامع‪ ،‬ص‪.648‬‬
‫* قــال اإلمــام أمحد بــن حنبــل ‪« :‬األســاء مأخوذة مــن الرشيعة‬
‫وســمك‬ ‫ِ‬
‫واللغــة‪ ،‬وأهــل اللغة وضعوا هذا االســم مِلا له طول وعرض َ‬
‫جَيز أن‬
‫وتركيب وصورة وتأليف‪ ،‬واهلل تعاىل خارج عن ذلك كله‪ ،‬فلم َ ُ‬
‫جساًم خلروجه عن معىن اجلسمية‪ ،‬ومل جيىء يف الرشيعة» اهـ‪ .‬عبد‬‫يسمى ً‬
‫(مصور رقم‪)32‬‬ ‫َّ‬ ‫املبجل‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫الواحد التميمي‪ ،‬اعتقاد اإلمام ّ‬
‫* قال اإلمام ذو النون املرصي‪« :‬مهام تصورت ببالك فاهلل خبالف ذلك»‬
‫(مصور رقم‪)33‬‬ ‫َّ‬ ‫اهـ‪ .‬ابن عساكر‪ ،‬تاريخ مدينة دمشق‪.404/17 ،‬‬
‫* قــال اإلمام أبو جعفر الطحــاوي‪« :‬ومن وصف اهلل بمعىن من معاين‬
‫البــر فقــد كفر» اهـــ‪ .‬الطحــاوي‪ ،‬العقيــدة الطحاويــة‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪42‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور رقم‪)34‬‬
‫َّ‬
‫شبهٍ‬
‫* قال أبو احلسن البوشنجي‪« :‬التوحيد أن تعلم أن اهلل تعاىل غري م ِ‬
‫ُ‬
‫للــذوات وال منفي الصفات» اهـ‪ .‬القشــري‪ ،‬الرســالة القشــرية‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)35‬‬
‫َّ‬ ‫‪.464/2‬‬
‫‪43‬‬

‫س‪ :6‬تكلم عىل وجود اهلل‪.‬‬


‫اهلل موجــود ال شــك(‪ )1‬يف وجوده‪ ،‬موجود بال كيــف وال مكان (‪ )2‬وال‬
‫جهة‪ ،‬ال يشبه شي ًئا من خلقه‪ ،‬وال يشبهه ىشء من خلقه(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أي ال ريب‪ ،‬وهذا العامل دليل عىل وجود اهلل‪ .‬والعامل يشمل الساموات‬
‫واألرض وما ُجعل يف األرض كاألهنار والبحار‪ ،‬وهذه األشياء تدل‬
‫عــى عظيم قــدرة اهلل‪ ،‬ألهنا ال تصح أن توجد من غري خالق‪ ،‬بل ال‬
‫بد هلا من خالق أوجدها بعد عدمها‪ ،‬وهو اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫(‪ )2‬كام قال ســيدنا عيل ‪« :‬إن الذي أيَّن األين ال يقال له أين وإن‬
‫كيف الكيف ال يقال له كيف» اهـ‪ .‬األســفراييين‪ ،‬التبصري يف‬ ‫الذي َّ‬
‫(مصور رقم‪)36‬‬
‫َّ‬ ‫الدين‪ ،‬ص‪.162‬‬ ‫ّ‬
‫* وقــال اإلمــام عيل كــرم اهلل وجهــه‪« :‬كان اهلل وال مــكان‪ ،‬وهو اآلن‬
‫عــى ما عليــه كان» اهـ‪ .‬أبــو منصور التميمي‪ ،‬الفَ ــرق بني ِ‬
‫الفرق‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)37‬‬
‫َّ‬ ‫ص‪.287‬‬
‫* قال اإلمام زين العابدين ‪« :‬أنت اهلل الذي ال حيويك مكان»‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫اهـــ‪ .‬مرتىض الزبيدي‪ ،‬إحتاف الســادة املتقني‪.380/4 ،‬‬
‫رقم‪)38‬‬
‫* قال اإلمام أمحد الرفاعي ‪« :‬غاية املعرفة باهلل اإليقان بوجوده‬
‫ح َكم اإلمام الرفاعي‪،‬‬‫تعاىل بال كيف وال مكان» اهـ‪ .‬أمحد الرفاعي‪ِ ،‬‬
‫(مصور رقم‪)39‬‬
‫َّ‬ ‫ص‪.8‬‬
‫اهلل تعــاىل بصفات‬
‫يوصف ُ‬ ‫(‪ )3‬كمــا قــال اإلمام أبــو حنيفــة ‪« :‬ال َ‬
‫(مصور رقم‪)40‬‬
‫َّ‬ ‫المخلوقين» اهـ‪ .‬أبو حنيفة‪ ،‬الفقه األبسط‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪44‬‬

‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ [إبراهيم‪.]10 :‬‬


‫غري ُه»(‪ . )4‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪،‬‬
‫يكن ىشءٌ ُ‬
‫ومل ْ‬ ‫احلديث‪« :‬كان ُ‬
‫اهلل ْ‬
‫(كتــاب بدء اخللــق‪ ،‬باب ما جاء يف قول اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﮁ ﭼ [الروم‪.)789/3 ،]٢٧ :‬‬

‫حمد ًثا‪،‬‬
‫(‪ )4‬معنــاه اهلل تعــاىل أزيل ال بداية له‪ ،‬ألنه لــو مل يكن قدميًا لكان َ‬
‫حمتاجا‪ ،‬واملحتاج ال يكون إهلًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫حمد ًثا لكان‬
‫ولو كان َ‬
‫* أهــل احلق يرون االســتدالل عىل وجود اهلل تعــاىل بدليل عقيل‪ ،‬ولو‬
‫واجبا‪ ،‬وهذا الدليل اإلمجايل حاصل لكل مؤمن‪ ،‬ولو‬ ‫إمجاليــا‪ً ،‬‬
‫ًّ‬ ‫كان‬
‫متغرّي‬
‫متغرّي‪ ،‬وكل ّ‬ ‫مل يعــرف ترتيب هذا الدليل‪ ،‬كأن يقال‪ :‬العــامل ّ‬
‫املحدث هذا‬‫ِ‬ ‫حمدث‪ ،‬وهذا‬ ‫حــادث‪ ،‬فالعامل حــادث‪ ،‬فال بد له من ِ‬
‫نظرا صحي ًحا يدله‬ ‫ِ‬
‫سمى اهلل‪ ،‬فإن من نظر بعقله ً‬ ‫املوجد هو الذي يُ ّ‬
‫عىل ذلك‪ .‬والقرءان أرشــد إىل االستدالل العقيل بعدة ءايات‪ ،‬كقوله‬
‫تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﭼ [الذاريات‪ ]21 :‬أي أن‬
‫دليــا عىل وجود اهلل‪ .‬وذكر لذلــك بعض علامء العقيدة‬ ‫يف أنفســكم ً‬
‫كنت بعد أن مل أكن‪ ،‬وما كان بعد أن مل يكن‬ ‫مثااًل‪ ،‬وهو أن يقال‪ :‬أنا ُ‬ ‫ً‬
‫كون‪ .‬ويُســتن َتج من هذا‬ ‫كــون‪ ،‬فأنا ال بد يل من ُم ِ‬
‫فــا بــد له من ُم ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫شبيها يل وال لىشء ما من احلادثات‬ ‫املكون ال يكون ً‬ ‫ِ‬ ‫القول أن ذلك‬
‫ّ‬
‫سمى اهلل‪.‬‬
‫كون هو املُ َّ‬ ‫اليت هي مشاركة يف احلدوث‪ ،‬وهذا امل ِ‬
‫ُ ّ‬
‫‪45‬‬

‫س‪ :7‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ [احلديد‪ )1( ]4 :‬؟‬


‫معناه اإلحاطة بالعلم‪ ،‬قاله الثوري(‪ )2‬وأمحد(‪.)3‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﭼ [الطالق‪.]12 :‬‬
‫ِ‬
‫غائبا‪،‬‬
‫أص َّم وال ً‬ ‫احلديــث‪َ :‬‬
‫«ارب ُعوا عىل أنفســ ُكم فإنَّكم ال َت ْد ُعونَ َ‬
‫(‪)4‬‬

‫احلديــث‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيــح البخاري‪،‬‬ ‫َ‬ ‫(‪)5‬‬


‫قريبا»‬
‫إنَّــا َت ْد ُعونَ َســمي ًعا ً‬
‫(كتــاب القــدر‪ ،‬بــاب ال حول وال قــوة إال بــاهلل‪ .)2437/6 ،‬معناه ال‬
‫خيفى عىل اهلل ىشء‪.‬‬

‫(‪ )1‬هناك ءايات حمكامت وءايات متشــاهبات‪ ،‬املحكمة معناها واضح‬


‫جــي‪ ،‬كقوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ [حممد‪.]19 :‬‬
‫واهلل تعــاىل قال عن املحكم‪ :‬ﭽ ﮟ ﮠ ﮡﭼ [ءال عمران‪]7 :‬‬
‫أي األصــل الذي يرجع إليه‪ .‬النســفي‪ ،‬تفســر النسفي‪.237/1 ،‬‬
‫(مصــور رقم‪ )41‬واملتشــابه حيتمل أكثر مــن معىن‪ ،‬فال جيوز محل‬
‫َّ‬
‫اآليات املتشاهبة عىل معىن خمالف لآليات املحكمة‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)42‬‬
‫َّ‬ ‫(‪ )2‬أبو حيان األندليس‪ ،‬البحر املحيط‪.101/10 ،‬‬
‫(‪ )3‬الاللكائــي‪ ،‬رشح أصول اعتقــاد أهل الســنة واجلامعة‪ ،‬ص‪.331‬‬
‫(مصور رقم‪)43‬‬
‫َّ‬
‫هونوا عليكم‪ ،‬ال جتهدوا أنفسكم‪.‬‬ ‫(‪ )4‬اربعوا أي ّ‬
‫ِ‬
‫راحلته»‪ .‬أمحد‪ ،‬مسند‬ ‫(‪ )5‬تابــع احلديث‪« :‬أقرب إىل ِ‬
‫أحدكم ِمن ُع ُنق ِ‬ ‫ُ‬
‫أمحد‪ .)402/4( ،‬معناه أعلم بكم‪.‬‬
‫* حتذير‪ :‬الرســول | ال يعلم كل الغيب‪ ،‬اهلل تعاىل أطلعه عىل بعض‬
‫‪46‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫الغيب‪ ،‬لكن ليس كل الغيب‪.‬‬


‫قال اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭼ‬
‫أيضا‪ :‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫[النمل‪ ]65 :‬وقال ً‬
‫أيضا‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴﭵ‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﭼ [األحقاف‪ ]9 :‬وقال ً‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀﭼ‬
‫[التوبة‪ ]101 :‬ويف صحيح البخاري (كتاب التفسري‪ ،‬باب ﭽﯛ‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ‬
‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﭼ [املائــدة‪ )1691/4 ،]117 :‬أنــه يُؤ َخذ‬
‫ببعــض أصحابــه ذات الشــال يــوم القيامــة فيقــول عليــه الصالة‬
‫صيحايب»‪ ،‬فيقال‪ :‬إنك ال تدري ما أحدثوا بعدك‪.‬‬ ‫والسالم‪« :‬أ ُ َ‬
‫* التحذير من اعتقاد وقع بعض الناس فيه‪ ،‬وهو قوهلم‪ :‬إن النيب |‬
‫صىَّل عىل عبد اهلل بن أُ ّيب املنافق‪ ،‬وهو يعلم نفاقه وكفره‪ ،‬واحلق أن‬
‫َّ‬
‫النيب | اعتقد أنه أســلم‪ ،‬وحكــم عىل الظاهر‪ ،‬ألنه ال يعلم الغيب‬
‫وال ما يف القلوب‪ ،‬فهو ال يعلم إال ما علّمه اهلل‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫س‪ :8‬ما هو أعظم الذنوب؟‬


‫أعظــم الذنوب الكفــر(‪ ،)1‬ومن الكفر الــرك(‪ ،)2‬والرشك معناه عبادة‬
‫غري اهلل‪.‬‬
‫قال تعاىل حكاية عن لقامن‪ :‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭼ [لقامن‪.)3(]13 :‬‬
‫ِ‬
‫عل هلل نِ ًّدا‬
‫«أن َجَتْ َ‬
‫أي الذنوب أعظــم؟ قال‪ْ :‬‬
‫احلديث‪ُ :‬ســئل النيب |‪ُّ :‬‬
‫خ َلقَ َك»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخــاري‪( ،‬كتاب املحاربني من أهل‬ ‫وهــو َ‬
‫َ‬
‫الكفر والردة‪ ،‬باب إثم الزناة‪. )2497/6 ،‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪ )1‬الكفر ثالثة أنواع‪:‬‬


‫كفر قويل‪ :‬كالذي يسب اهلل أو األنبياء أو اإلسالم‪.‬‬
‫كفــر اعتقــادي‪ :‬كاعتقــاد أن اهلل جســم أو روح أو أنــه جالس عىل‬
‫العرش أو أنه ساكن السامء أو أنه يف جهة‪.‬‬
‫كفر فعيل‪ :‬كإلقاء املصحف يف القاذورات أو الدوس عىل املصحف‪.‬‬
‫(‪ )2‬ليس كل كفر رش ًكا‪ ،‬ولكن كل رشك كفر‪.‬‬
‫(‪ )3‬معناه أشد الذنوب وأعظمها هو الكفر‪.‬‬
‫قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ [البقرة‪ ]254 :‬معناه أن‬
‫الكفر هو أشد الظلم وأعاله‪.‬‬
‫يطعم‬
‫َ‬ ‫ولدكَ خماف َة أن‬
‫تقتل َ‬ ‫أي؟ قال‪ْ :‬‬
‫«وأن َ‬ ‫ثم ّ‬
‫(‪ )4‬تتمة احلديث‪ُ :‬سئل‪َّ :‬‬
‫حليلــ َة ِ‬
‫جاركَ »‪ .‬قال اهلل‬ ‫أي؟ قــال‪ْ :‬‬
‫زاين َ‬
‫«أن تُ َ‬ ‫فســئل‪ :‬ثم ّ‬‫معك»‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭼ [ الفرقان‪.]68 :‬‬
‫‪48‬‬

‫س‪ :9‬ما معىن العبادة؟‬


‫العبادة (‪ )1‬أقىص غاية اخلشوع واخلضوع‪ ،‬كام قاهلا احلافظ السبكي (‪.)2‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ [ األنبياء‪.]25 :‬‬

‫ــد الطريق أذلّلها‪ ،‬وليس معناها‬ ‫عب ُ‬‫(‪ )1‬العبــادة يف اللغة‪ :‬هناية التذلل‪ ،‬أ ُ ّ‬
‫جمرد الطاعة أو االستغاثة أو التوسل أو جمرد النداء‪ ،‬كام تقول املشبهة‬
‫نفاة التوســل‪ .‬التوسل هو الطلب من اهلل حصول منفعة أو اندفاع‬
‫للمتوســل به‪ .‬ولــو كان معىن‬
‫َّ‬ ‫مــرة بذكر اســم نــي أو ويل إكرا ًما‬
‫كافرا‪.‬‬
‫العبادة كام يقولون لكان كل من يرجو أو يطيع غري اهلل ً‬
‫ولو كان التوسل عبادة لغري اهلل لكان النيب عىل زعمهم يُعلّم الرشك‪.‬‬
‫نقواًل عن بعض اللغويني يف تعريف العبادة‪:‬‬ ‫(‪ )2‬وهاك ً‬
‫الز َّجــاج‪« :‬ومعــى العبادة يف اللغــة‪ :‬الطاعة مع اخلضــوع» اهـ‪ .‬ابن‬ ‫َّ‬
‫(مصور رقم‪)44‬‬ ‫َّ‬ ‫منظور‪ ،‬لسان العرب‪.273/3 ،‬‬
‫أبو القاســم األصفهــاين يف املفــردات‪« :‬العبادة غايــة التذلل» اهـ‪.‬‬
‫الراغــب األصفهــاين‪ ،‬املفــردات يف غريــب القــرءان‪.415/1 ،‬‬
‫(مصور رقم‪)45‬‬‫َّ‬
‫الفيومــي‪« :‬عبدت اهلل أعبده عباد ًة‪ ،‬وهــي االنقياد واخلضوع» اهـ‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)46‬‬ ‫َّ‬ ‫الفيومي‪ ،‬املصباح املنري‪ ،‬ص‪.389‬‬
‫احلافظ الفقيه النحوي املفرس عيل بن عبد الكايف السبكي يف تفسريه‬
‫لقولــه تعــاىل‪ :‬ﭽﭢ ﭣ ﭼ [الفاحتــة‪ ]5 :‬أي ّ‬
‫خنصــك بالعبــادة‬
‫اليت هي أقىص غاية اخلضوع والتذلل‪ .‬الســبكي‪ ،‬فتاوى الســبكي‪،‬‬
‫‪49‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور رقم‪)47‬‬
‫َّ‬ ‫‪.10/1‬‬
‫* والــذي أدى بالوهابيــة إىل تكفــر املســلمني املتوســلني باألنبيــاء‬
‫واألولياء هو جهلهم بمعىن العبادة السابق بيانه‪ ،‬فقوله تعاىل حكاية‬
‫عــن املرشكــن‪ :‬ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ [الزمــر‪:‬‬
‫زورا وهبتا ًنا‪.‬‬
‫‪ ]3‬محلوه عىل أهل اإلميان ً‬
‫‪50‬‬

‫س‪ :10‬هل يأيت الدعاء بمعىن العبادة؟‬


‫نعم‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﭼ [اجلــن‪]20 :‬‬
‫معناه أعبد اهلل(‪ ،)1‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﭼ [اجلن‪.]18 :‬‬

‫(‪ )1‬أتت كلمة الدعاء هنا بمعىن العبادة‪ .‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡﭢ ﭼ [غافــر‪ ]60 :‬معنــاه اعبــدوين أثبكــم عىل طاعيت‪ .‬النســفي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)48‬‬
‫َّ‬ ‫تفسري النسفي‪.218/3 ،‬‬
‫* إن جهــل الوهابيــة بمعىن الدعاء الوارد يف القرءان يف مواضع كقوله‬
‫تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﭼ [احلــج‪ ]13 :‬وقوله‬
‫تعــاىل‪ :‬ﭽﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭼ‬
‫[األحقــاف‪ ]5 :‬أ ّدى هبم ليظنوا أن هذا الدعاء هو جمرد النداء‪ ،‬ومل‬
‫يعلموا أن معناه هنا العبادة اليت هي غاية التذلل‪ ،‬فإن املفرسين قد‬
‫أطبقــوا عــى أن ذلك الدعــاء هو عبادهتم لغري اهلل عــى هذا الوجه‪،‬‬
‫ومل يفــره أحد من اللغويني واملفرسيــن بالنداء‪ ،‬لذلك صار هؤالء‬
‫يكفرون من يقول‪ :‬يا رسول اهلل أو يا عيل أو يا جيالين أو حنو هذا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫يف غري حالة حضورهم‪ ،‬يف حياهتم وبعد وفاهتم‪ ،‬ظ ًّنا منهم أن هذا‬
‫النداء هو عبادة لغري اهلل‪ ،‬أمل يعلم هؤالء أن القرءان واحلديث ال جيوز‬
‫تفسريمها بام ال يوافق اللغة‪ ،‬وماذا يقول هؤالء فيام رواه البخاري يف‬
‫األدب املفــرد‪ ،‬باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله‪.536/1 ،‬‬
‫(مصــور رقم‪ )49‬عن ابــن عمر  أنه خ ِ‬
‫ــد َر ْت رجله‪ ،‬فقيل‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫لــه‪« :‬اذكر أحب النــاس إليك»‪ ،‬فقال‪« :‬يا حممــد»‪ ،‬فهل يكفرونه‬
‫‪51‬‬

‫عاء هو العباد ُة»(‪ . )2‬البخاري‪ ،‬األدب املفرد‪( ،‬باب‬


‫الد َ‬ ‫احلديــث‪َّ :‬‬
‫«إن ُّ‬
‫فضل الدعاء‪ .)185/1 ،‬ومعىن العبادة هنا احلسنات‪.‬‬

‫هلــذا النداء أو ماذا يفعلون؟ وماذا يقولــون يف إيراد البخاري هلذا؟‬


‫هل حيكمون عليه أنه وضع يف كتابه الرشك ليعمل به؟ وعلّق عليه‬
‫نارص األلباين أحد مراجع الوهابية بأنه ضعيف وليس صحي ًحا‪ ،‬مع‬
‫حمد ًثا‪.‬‬
‫أن األلباين ليس من أهل التحقيق والعلم‪ ،‬وليس ّ‬
‫* اخلدر مرض شبه التشنج‪ ،‬وليس ما يسمى يف بالد الشام عند العامة‬
‫«التنميل»‪.‬‬
‫عرف بذلك‬ ‫(‪ )2‬معــى احلديث أن الدعاء الذي هو الرغبة إىل اهلل ‪-‬كام ّ‬
‫علامء اللغة‪ -‬من أعظم أنواع العبادة‪ ،‬بمعىن ما يتقرب به إىل اهلل‪ ،‬ألن‬
‫الصالة اليت هي أفضل ما يُتقرب به إىل اهلل بعد اإلميان مشتملة عىل‬
‫الدعاء‪ ،‬فهذا من العبادة اليت هي أحد إطالقَي لفظ العبادة يف ُعرف‬
‫أهــل الرشع‪ ،‬كإطالقها عىل انتظار الفرج‪ ،‬وهذا اإلطالق راجع إىل‬
‫تعريف العبادة العام الذي هو غاية التذلل‪ ،‬ألن العبد عندما يدعو‬
‫راغبــا إليــه‪ ،‬بام أنــه خالــق املنفعة واملــرة‪ ،‬فقد تذلل‬
‫اهلل تعــاىل ً‬
‫لــه غاية التذلل‪ .‬ثم من املعلــوم أن العبادة تطلق من باب احلقيقة‬
‫الرشعيــة املتعارفــة عنــد محلة الرشيعــة عىل فعل ما يتقــرب به إىل‬
‫اهلل‪ ،‬وقد وردت فيام صح عن رسول اهلل | بمعىن احلسنة‪ ،‬كقوله‬
‫ِ‬
‫انتظار الفَ َرج ِ»‪ ،‬أي من أفضلها‪ ،‬أي حســنة‬
‫ُ‬ ‫«وأفضل العبادة‬
‫ُ‬ ‫|‪:‬‬
‫يتقــرب هبا إىل اهلل‪ ،‬وهبذا املعىن الصدقة والصيام وعمل املعروف‬
‫كثريا‪ .‬أخرجه الرتمذي يف السنن‬ ‫واإلحسان إىل الناس‪ ،‬وهذا شائع ً‬
‫(كتــاب الدعوات‪ ،‬باب يف انتظار الفــرج وغري ذلك‪،)565/5 ،‬‬
‫والطرباين يف املعجم الكبري‪.)101/10( ،‬‬
‫‪52‬‬

‫س‪ :11‬هل يأيت الدعاء بغري معىن العبادة؟‬


‫نعم‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃﭼ [النور‪.)1(]63 :‬‬

‫(‪ )1‬مــن هذه اآلية نســتدل عىل أن الدعاء يأيت بمعــى غري العبادة‪ُ ،‬ح ّرم‬
‫نــداؤه |‪« :‬يــا حممد» يف وجهــه يف حياته بعد نــزول اآلية املبينة‬
‫أعــاه‪ ،‬وكان ســبب حتريــم ذلــك أن قو ًمــا جفــاة نادوه مــن وراء‬
‫فحــرم اهلل تعاىل ذلك يف وجهه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫حجراتــه‪« :‬يا حممد‪ ،‬اخرج إلينا»‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)50‬‬ ‫َّ‬ ‫ترشيفا له‪ .‬النسفي‪ ،‬تفسري النسفي‪.522/2 ،‬‬ ‫ً‬
‫* وأما توسل األعمى الذي طلب من الرسول | أن يدعو له بالشفاء‪،‬‬
‫وأتوجه إليك ِ‬
‫بنبينا‬ ‫َّ‬ ‫«اللهم إين أسألُك‬ ‫فعلَّمه الرسول | أن يقول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وجل يف حاجيت»‪،‬‬ ‫ريّب ع َّز َّ‬
‫بك إىل ّ‬ ‫أتوجه َ‬ ‫نيب ِالرمحة‪ ،‬يا ُ‬
‫حممد‪ ،‬إين َّ‬ ‫ّ‬ ‫حممد‬
‫فكان هذا دعاء يف غري حرضة الرسول |‪ ،‬ويف حياته |‪ .‬الطرباين‪،‬‬
‫(مصــور رقم‪ )51‬الطرباين‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫املعجم الصغــر‪.)184 ،183/1( ،‬‬
‫(مصور رقم‪)52‬‬ ‫َّ‬ ‫املعجم الكبري‪.)18 ،17/9( ،‬‬
‫‪53‬‬

‫غائبا أو طلب ىشء منه مل َجَتْ ِر‬


‫س‪ :12‬مــا حكم نداء نيب أو ويل ولــو كان ً‬
‫به العادة؟‬
‫يعد عبادة لغري اهلل‪ ،‬وليس جمرد قول‪« :‬يا‬ ‫جيوز ذلك‪ ،‬ألن جمرد ذلك ال ُّ‬
‫رســول اهلل» إرشا ًكا باهلل؛ وقد ثبت أن بالل بــن احلارث املُ َزين(‪ )1‬أتى قرب‬
‫النيب | عا َم الرمادة‪ ،‬أيام عمر ‪ ،‬فقال‪« :‬يا رســول اهلل‪ ،‬اس َتســق ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َّ‬
‫ألمتــك فإهنــم قد هلَكوا»‪ .‬البيهقــي‪ ،‬دالئل النبوة‪ ،‬وغــره(‪ ،)2‬فلم يُنكر‬
‫عليه عمر  وال غريه‪ ،‬بل استحسنوا فعله‪.‬‬
‫قال تعــاىل‪ :‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛﭼ [النساء‪.)3(]64 :‬‬

‫(‪ )1‬بالل بن احلارث صحايب‪ ،‬وهو ثقة‪ ،‬ولو كان ذلك الفعل غري جائز‬
‫ألنكره عمر  ُ‬
‫وغريه من الصحابة‪ ،‬لكنهم استحسنوا فعله‪.‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫(‪ )2‬رواه البيهقــي يف دالئــل النبوة‪ ،‬ص‪ ،47‬بإســناد صحيح‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)54‬‬ ‫َّ‬ ‫رقم‪ )53‬وابن أيب شيبة يف املص َّنف‪،118/11 ،‬‬
‫(مصور رقم‪)55‬‬ ‫َّ‬ ‫وابــن كثري يف «البداية والنهايــة»‪.92 ،91/7 ،‬‬
‫ورصح بصحــة ســنده‪ ،‬وكذا احلافظ ابن حجر العســقالين يف «فتح‬ ‫َّ‬
‫(مصور رقم‪)56‬‬
‫َّ‬ ‫الباري» ‪.115/4‬‬
‫(‪ )3‬ليس يف هذه اآلية ختصيص بأن يكون ذلك يف حال حياته‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫وثبــت أن ابن عمر  قال‪« :‬يا حممــد»(‪ )4‬عندما خدرت رجله‪.‬‬


‫البخــاري(‪ ،)5‬األدب املفــرد‪( ،‬باب مــا يقول الرجــل إذا َخ ِدرت رجله‪،‬‬
‫‪.)536/1‬‬

‫توج ْه يل إىل اهلل يف شفائي من شلل‬ ‫(‪ )4‬قوله‪« :‬يا حممد» معناه يا حممد‪َّ ،‬‬
‫رجيل‪ ،‬هذا استغاثة‪.‬‬
‫أيضا‪:‬‬
‫(‪ )5‬ونقله ً‬
‫(مصور رقم‪)57‬‬
‫َّ‬ ‫‪1.‬النووي يف «األذكار»‪ ،‬ص‪.260‬‬
‫(مصور رقم‪)58‬‬ ‫َّ‬ ‫‪2.‬ابن السين يف «عمل اليوم والليلة»‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫(مصور رقم‪)59‬‬ ‫َّ‬ ‫‪3.‬املزي يف «هتذيب الكامل»‪.143/17 ،‬‬
‫(مصور رقم‪)60‬‬
‫َّ‬ ‫‪4.‬ابــن تيميــة يف «الكلم الطيــب»‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫(وهو زعيمهم يف حتريم التوسل والتربك)‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)61‬‬ ‫َّ‬ ‫‪5.‬ابن اجلعد يف مسنده‪ ،‬ص‪.369‬‬
‫خلق‪ .‬احلاكم‪ ،‬املستدرك‪،‬‬ ‫* ءادم توسل بالنيب | مع أنه مل يكن قد ُ‬
‫(كتاب تواريخ املتقدمني من األنبياء واملرسلني‪.)672/2 ،‬‬
‫* مــن مجلة الدليــل عىل جواز طلب مــا مل َجَتْ ِر به العــادة بني الناس‪:‬‬
‫ما رواه مســلم يف صحيحــه (كتاب الصالة‪ ،‬باب فضل الســجود‬
‫واحلــث عليــه‪ )353/1 ،‬من أن ربيعة بن كعب األســلمي ‬
‫خدم رسول اهلل |‪ ،‬فقال له رسول اهلل | من باب ُحب املكافأة‪:‬‬
‫«ســل ِْيِن»‪ ،‬فطلب من رســول اهلل | أن يكون رفيقه يف اجلنة‪ ،‬قال‬ ‫َ‬
‫له‪« :‬أسألك مرافقتك يف اجلنة»‪ ،‬فلم ينكر عليه رسول اهلل |‪ ،‬بل‬
‫غري ذلك؟»‪ ،‬فقــال الصحايب‪« :‬هو‬ ‫قــال له من باب التواضــع‪« :‬أو ُ‬
‫‪55‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫نفسك بكثرةِ الس ِ‬ ‫ِ‬


‫جود»‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ذاك»‪ ،‬فقال النيب | له‪« :‬فأع ِ ّيِّن عىل ِ َ‬
‫وكذلك ســيدنا موىس عليه الســام حني طلبت منه عجوز من بين‬
‫إرسائيل أن تكون معه يف اجلنة‪ ،‬مل ينكر عليها ذلك‪ ،‬روى ذلك عنه‬
‫ابن حبان يف صحيحه‪( ،‬كتاب الرقائق‪ ،‬ذكر اخلرب الدال عىل أن عىل‬
‫املرء أن ال يعتاض عن أسباب اآلخرة [‪.)68 ،67/2 ،]...‬‬
‫فمن أين البن تيمية وأتباعه أن يبنوا قاعدة باطلة فاســدة‪ ،‬قوهلم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫طلب ما مل َجَتْ ِر به العادة من غري اهلل رشك؟!‬
‫‪56‬‬

‫س‪ّ :13‬بنّي معىن االستغاثة واالستعانة مع الدليل‪.‬‬


‫االستغاثة هي طلب الغوث عند الضيق‪ ،‬واالستعانة أعم(‪ )1‬وأشمل‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮰ ﮱ ﯓﭼ [البقرة‪.)2(]45 :‬‬
‫نصف‬
‫َ‬ ‫العرق‬
‫ُ‬ ‫يبلــغ‬
‫َ‬ ‫الشــمس تدنو يــو َم القيامةِ حىت‬
‫َ‬ ‫احلديــث‪َّ :‬‬
‫«إن‬
‫ٍ‬
‫بمحمد صىل‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬
‫ثم بمــوىس َّ‬ ‫هم كذلك اســتغاثُوا بآد َم َّ‬ ‫األذن‪ ،‬فبينــا ْ‬
‫(‪)3‬‬

‫اهلل عليه ِ وسل ََّم»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب من‬ ‫ُ‬
‫تكثرا‪.)536/2 ،‬‬‫سأل الناس ً‬

‫(‪ )1‬االستعانة تكون يف حال الضيق وغري الضيق‪.‬‬


‫(‪ )2‬وكذلــك يف قصة أصحاب الغــار الثالثة الذين دعوا اهلل متوســلني‬
‫بصالــح أعامهلــم‪ ،‬ففــرج اهلل عنهــم الصخرة اليت ســدت فــم الغار‬
‫عليهــم‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيــح البخاري‪( ،‬كتاب أحاديــث األنبياء‪،‬‬
‫بــاب ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﭼ [الكهــف‪:‬‬
‫جائزا‪ ،‬فكيف‬ ‫‪ .)1278/3 ،]9‬فإذا كان التوسل بالعمل الصالح ً‬
‫ال يصح بالذوات الفاضلة؟!‬
‫(‪ )3‬الوهــايب يقــول‪ :‬جمــرد االســتغاثة بغــر اهلل غــر جائــزة‪ .‬نقول‪ :‬يف‬
‫احلديث‪« :‬استغاثوا بآد َم»‪.‬‬
‫والنيب | ســمى املطــر مغيثا‪ ،‬قال‪« :‬اللهم اس ِ‬
‫ــقنا غي ًثــا ُمغي ًثا»‪.‬‬ ‫َّ ْ‬ ‫ً‬
‫أبو داود‪ ،‬ســنن أيب داود‪( ،‬كتاب االستســقاء‪ ،‬باب رفع اليدين يف‬
‫االستســقاء‪ ،)371 ،370/2 ،‬باإلســناد الصحيح‪ .‬يعين بإذن اهلل‬
‫يغيث‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫ويف هذا دليل عىل أن االســتعانة(‪ )4‬بغري اهلل جائزة‪ ،‬لكن مع اعتقاد أنه‬
‫ال ضار وال نافع عىل احلقيقة إال اهلل‪.‬‬

‫إذا قيل‪ :‬األنبياء ال ينفعون بعد موهتم‪ .‬نقول‪ :‬موىس عليه الســام‬
‫نفع أمة حممد | بعد موته‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب‬
‫الصالة‪ ،‬باب كيف فرضت الصلوات يف اإلرساء‪.)134/1 ،‬‬
‫العبد يف عــون ِ أخيه ِ»‪.‬‬ ‫(‪ )4‬يف احلديــث‪« :‬واهلل يف ع ِ ِ‬
‫ــون ال َعبد مــا كان ُ‬
‫ُ َ ْ‬
‫مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪( ،‬كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار‪،‬‬
‫باب فضل االجتامع عىل تالوة القرءان‪.)2074/4 ،‬‬
‫والتشــفع واالســتغاثة‬
‫ّ‬ ‫الدين الســبكي أن التوســل‬
‫* أ ّكــد احلافظ تقي ّ‬
‫والتجوه بمعىن واحد‪ .‬الســبكي‪ ،‬شــفاء السقام‪ ،‬ص‪.383‬‬ ‫ّ‬ ‫والتوجه‬
‫(مصور رقم‪)62‬‬
‫َّ‬
‫‪58‬‬

‫س‪ :14‬تكلم عىل التوسل باألنبياء‪.‬‬


‫جيوز التوســل هبــم باإلمجاع‪ ،‬والتوســل هو طلب جلــب(‪ )1‬منفعة أو‬
‫للمتوســل به‪ ،‬مع اعتقاد‬
‫َّ‬ ‫اندفاع(‪ )2‬مرضة من اهلل بذكر نيب أو ويل إكرا ًما‬
‫أن اهلل هو الضار(‪ )3‬والنافع عىل احلقيقة‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ [املائدة‪.)4(]35 :‬‬
‫احلديث‪ :‬الرســول | علَّم األعمى أن يتوســل به‪ ،‬ففعل األعمى يف غري‬
‫حــرة النيب |‪ ،‬فر َّد اهلل بــره إليه‪ .‬الطرباين‪ ،‬املعجــم الكبري (‪،17/9‬‬
‫‪ )18‬والصغري (‪ ،)184 ،183/1‬وص ّححه(‪.)5‬‬

‫مــااًل ً‬
‫حالاًل‪ ،‬ارزقــي أوال ًدا‬ ‫مثــال عىل جلــب منفعة‪ :‬اللهــم ارزقين ً‬ ‫(‪)1‬‬
‫صاحلني جباه النيب حممد |‪.‬‬
‫مثال عىل اندفاع مرضة‪ :‬اللهم ارفع البالء عن فالن جباه النيب |‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الضــار والنافع عــى احلقيقة هو اهلل‪ ،‬فنحن نتوســل بالنيب أو الويل‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ولكــن الطلــب من اهلل‪ .‬اهلل جعــل الدنيا عىل األســباب‪ ،‬والنيب |‬
‫علمنــا التوســل يف حديــث األعمــى‪ ،‬واهلل تعــاىل هو الــذي أظهر‬
‫املعجزات عىل أيدي األنبياء‪ ،‬وهو الذي رد لألعمى برصه‪.‬‬
‫يقربكــم إىل اهلل فاطلبــوه‪ ،‬يعــي هــذه األســباب‪ ،‬اعملوا‬
‫كل ىشء ّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫اهلل لكم مطالبكم هبذه‬ ‫املسببات‪ ،‬حيقق ُ‬
‫األســباب ف ُيحقق اهلل لكم َّ‬
‫األســباب‪ ،‬معناه باألعــال الصاحلة‪ ،‬فإذا جاز التوســل باملفضول‬
‫جاز التوســل باألفضل من باب أوىل‪ ،‬ألن األعامل الصاحلة خملوقة‪،‬‬
‫‪59‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫والرسول | أفضل املخلوقات عىل اإلطالق‪.‬‬


‫(‪ )5‬ولفــظ احلديــث عنــد علامء احلديــث يطلق عــى ما يرفــع إىل النيب‬
‫| ومــا يوقــف عىل الصحايب‪ ،‬كام هو مقــرر يف كتب االصطالح‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)63‬‬
‫َّ‬ ‫السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي‪.29/1 ،‬‬
‫وقــد أطلق اإلمام أمحــد لفظ احلديث عىل أثر لعمر  يف اجلبن‬
‫الــذي يــأيت به املجــوس‪ ،‬وكان من عاداهتم أن يســتعملوا يف اجلبن‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫أنفحة امليتة‪ .‬ابن رجب‪ ،‬جامع العلوم واحلكم‪ ،‬ص‪.633‬‬
‫رقم‪)64‬‬
‫* وممن صحح حديث األعمى‪:‬‬
‫(مصــور‬
‫َّ‬ ‫املنــذري يف «الرتغيــب والرتهيــب»‪.273 ،272/1 ،‬‬
‫رقم‪)65‬‬
‫وابن تيمية (املجســم) يف كتابه املســمى «قاعدة جليلة يف التوسل‬
‫(مصور رقم‪( )66‬وهو املشــهور يف‬‫َّ‬ ‫والوســيلة»‪ ،‬ص‪156 ،155‬‬
‫حتريم التوسل والتربك)‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)67‬‬ ‫َّ‬ ‫والسخاوي يف «القول البديع»‪ ،‬ص‪ 433‬ــ ‪.435‬‬
‫* ورواه ابن ماجه يف السنن‪( ،‬كتاب إقامة الصالة والسنة فيها‪ ،‬باب‬
‫ما جاء يف صالة احلاجة‪ )442 ،441/1 ،‬واحلاكم يف املســتدرك‪،‬‬
‫(كتاب صــاة التطوع‪ ،)458/1 ،‬والرتمذي يف الســنن‪( ،‬كتاب‬
‫الدعوات‪ ،‬باب ‪ ،)569/5 ،119‬وغريهم كثري‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ري لكــم‪ُ ،‬حُت ِدثونَ‬ ‫* ورد يف احلديــث‪« :‬حيــايت خ ٌ‬


‫ري لكــم‪ ،‬وممايت خ ٌ‬
‫رأيت‬
‫عــي أعاملُكم‪ ،‬فام ُ‬ ‫عر ُض َّ‬‫ري لكم‪ ،‬تُ َ‬ ‫ث لكــم‪ ،‬ووفايت خ ٌ‬ ‫وحُي َد ُ‬
‫ُ‬
‫اســتغفرت لكم»‪ .‬اهليثمي‪،‬‬ ‫رأيت ِمن ٍ‬
‫رش‬ ‫من ٍ ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫اهلل‪ ،‬وما ُ‬
‫دت َ‬ ‫خري مح ُ‬
‫جممع الزوائد‪( ،‬باب ما حيصل ألمته | من اســتغفاره بعد مماته‪،‬‬
‫‪ .)24/9‬والزبار‪ ،‬مسند الزبار‪ ،)309 ،308/5( ،‬ورجاله رجال‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫فهذا احلديث حج ٌة يف جواز التوســل بالرســول | يف حياته وبعد‬
‫مماته‪ ،‬يف حرضته ويف غري حرضته‪ ،‬وليس األمر كام يقول ابن تيمية‪،‬‬
‫فإنــه قــال‪ :‬ال جيوز التوســل إال باحلي احلارض‪ .‬ابــن تيمية‪ ،‬الكتاب‬
‫املســمى قاعــدة جليلة يف التوســل والوســيلة‪ ،‬ص‪.156 ،155‬‬
‫(مصــور رقم‪ )68‬وبــا أن األلباين يتبعه يف هذا الشــذوذ فقد طعن‬ ‫َّ‬
‫يف القَ ْدر املوقوف من احلديث‪ .‬األلباين‪ ،‬الكتاب املســمى التوسل‬
‫(مصور رقم‪ )69‬ومنشأ هذا اخلبط لأللباين‬ ‫َّ‬ ‫أنواعه وأحكامه‪.83 ،‬‬
‫حده‪ ،‬حيث مل يقف عند نصوص علامء احلديث أن من‬ ‫هو جماوزته َّ‬
‫مل يبلــغ مرتبــة احلافظ ليس له التصحيــح والتضعيف‪ ،‬وكذا احلكم‬
‫بالوضع‪.‬‬
‫* ثــم إن توســل األعمى بالنــي حممد | بالصيغة اليت علَّمه رســول‬
‫اهلل | مل يكن حبضور الرســول |‪ ،‬بل ذهب إىل امليضأة فتوضأ‬
‫وصىَّل ودعا باللفظ الذي علَّمه رســول اهلل |‪ ،‬ثم دخل عىل النيب‬ ‫َّ‬
‫|‪ ،‬والنــي | مل يفــارق جملســه‪ ،‬لقول راوي احلديــث الصحايب‬
‫‪61‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ِ‬
‫تفرقنــا وال طال بنا املجلس‬
‫َّ‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫«فواهلل‬ ‫عثــان بن حنيف ‪:‬‬
‫حىت دخل علينا الرجل وقد أبرص» اهـ‪.‬‬
‫أيضا عىل أن توســل هــذا األعمى كان يف غري حرضة النيب‬
‫ومما يدل ً‬
‫|‪ ،‬وأنــه قــال‪« :‬يا حممد» يف غري حرضته‪ ،‬أنــه قد ثبت النهي عن‬
‫نداء الرســول حممد | باسمه يف وجهه‪ ،‬وذلك بقوله تعاىل‪ :‬ﭽﭼ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﭼ [النــور‪:‬‬
‫تقدم‪.‬‬
‫‪ ]63‬كام َّ‬
‫‪62‬‬

‫س‪ :15‬تكلم عىل التوسل باألولياء‪.‬‬


‫ســلفا‬
‫جيوز التوســل هبــم‪ ،‬وال يعرف يف ذلــك خمالف من أهل احلق‪ً ،‬‬
‫وخلفا‪.‬‬
‫ً‬
‫بعم نب ّينا |»‪.‬‬ ‫عمر توسل بالعباس  ً‬
‫قائاًل‪« :‬وإنا نتوسل إليك ّ‬
‫البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب االستسقاء‪ ،‬باب سؤال الناس اإلمام‬
‫االستسقاء إذا قحطوا‪.)1()342/1 ،‬‬

‫(‪َ )1‬ت ْر ُك ســيدنا عمر  للتوســل بالنيب | يف ذلك املوضع ليس‬


‫كثــرا من املباحات‪ ،‬فهل‬
‫ً‬ ‫فيــه داللــة عىل املنع‪ ،‬فقد ترك النيب |‬
‫دل تركــه عىل حرمتهــا! فقد ذكر العلامء يف كتــب األصول أن ترك‬
‫الــىء ال يــدل عــى منعــه‪ .‬قال ابــن حجر العســقالين عقــب هذه‬
‫القصــة‪« :‬يُســتفاد مــن هــذه القصة اســتحباب االستشــفاع بأهل‬
‫اخلــر والصالح وأهل بيت النبوة» اهـ‪ .‬ابن حجر العســقالين‪ ،‬فتح‬
‫(مصور رقم‪)70‬‬
‫َّ‬ ‫الباري‪.119/4 ،‬‬
‫يبنّي جواز التوسل‬
‫وقد أراد سيدنا عمر ريض اهلل عنه بفعله ذلك أن ّ‬
‫بغري النيب | من أهل الصالح ممن تُرجى بركته‪.‬‬
‫توســل بــأيب حنيفة  بعد وفاتــه‪ ،‬فقد كان‬ ‫* كذلك الشــافعي َّ‬
‫مترب ًكا داع ًيا اهلل حباجة فال يبعد الوقت‬
‫الشافعي يأيت قرب أيب حنيفة ّ‬
‫حــى تقىض؛ ونص الشــافعي‪« :‬إين ألتــرك بأيب حنيفــة‪ ،‬وأجيء إىل‬
‫ضت يل حاجة صليت ركعتني‬ ‫عر َ‬
‫زائرا]‪ ،‬فإذا َ‬
‫قــره كل يوم [يعــي ً‬
‫وأتيت إىل قربه وســألت اهلل احلاجة عنده‪ ،‬فام تبعد عين حىت تُقىض»‬
‫‪63‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫اهـ‪ .‬اخلطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ مدينة الســام‪.445/1 ،‬‬
‫رقــم‪ )71‬واخلطيــب البغدادي هــو الذي قيل فيــه‪ :‬إن املؤلفني يف‬
‫يال عىل كتبه‪ ،‬الســيوطي‪ ،‬تدريب الراوي‪،‬‬ ‫كتب احلديــث درايةً ِع ٌ‬
‫(مصور رقم‪)72‬‬
‫َّ‬ ‫‪.94 ،93/1‬‬
‫‪64‬‬

‫س‪ّ :16‬بنّي معىن حديث اجلارية‪.‬‬


‫احلديث مضطرب(‪ ،)1‬و َمن جرى عىل تصحيحه فليس معناه عنده أن اهلل‬
‫ساكن السامء‪.‬‬
‫وقــول‪« :‬أين اهلل» ســؤال عن املكانة ال عن املــكان‪ .‬معناه ما اعتقادك ِ‬
‫جدا‪ ،‬وال جيوز‬
‫مــن التعظيــم يف اهلل؟ وقوهلا‪« :‬يف الســاء» أي رفيع القــدر ًّ‬
‫اعتقاد أن الرســول | ســأهلا عن املكان‪ ،‬وال اعتقاد أهنا قصدت أن اهلل‬
‫ساكن السامء‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣﭼ [الشورى‪.]11 :‬‬

‫(‪ )1‬املضطــرب من احلديث‪ :‬هو ما اختلف راويه فيه فرواه عىل وجه‪،‬‬
‫ومــرة عىل وجه ءاخــر خمالف له‪ ،‬وبعبارة أخــرى‪ :‬هو ما اضطرب‬
‫فيــه راويــان فأكثــر‪ ،‬فرواه كل واحــد عىل وجه خمالــف لآلخر‪ .‬ثم‬
‫االضطــراب قد يكون يف املتن‪ ،‬وقد يكون يف الســند‪ ،‬وإنام يُســمى‬
‫مضطربــا إذا تســاوت الروايتــان املختلفتــان يف الصحــة‪ ،‬حبيث مل‬
‫ً‬
‫ترتجح إحدامها عىل األخرى‪ ،‬أما إذا ترجحت إحدامها بكون راوهيا‬
‫أحفظ أو أكثر صحبة للمروي عنه أو غري ذلك من وجوه الرتجيح‪،‬‬
‫فإنــه ال يطلق عىل الوجه الراجح وصف االضطراب وال له حكمه‪.‬‬
‫واحلكــم حينئــذ للوجــه الراجــح‪ .‬واالضطــراب موجــب لضعف‬
‫احلديث‪ ،‬إلشعاره بعدم ضبط راويه أو رواته‪.‬‬
‫* بيان اضطراب حديث اجلارية‪ :‬احلديث يف مسلم (كتاب املساجد‬
‫ومواضع الصالة‪ ،‬باب حتريم الكالم يف الصالة ونســخ ما كان من‬
‫‪65‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫رجاًل جاء إىل رسول اهلل | فسأله عن جارية‬ ‫إباحة‪ )381/1 ،‬أن ً‬
‫عت ُقها؟ قــال‪ِ :‬‬
‫«ائتين هبا»‪ ،‬فأتاه‬ ‫لــه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رســول اهلل‪ ،‬أفال أُ ِ‬
‫اهلل؟»‪ ،‬قالت‪ :‬يف السامء‪ ،‬قال‪َ « :‬م ْن أنا؟»‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫هبا فقال هلا‪َ :‬‬
‫«أين ُ‬
‫«أعت ْقها فإهنــا مؤمنةٌ»‪ ،‬فليــس بصحيح‬ ‫أنــت رســول اهلل‪ ،‬قــال‪ِ :‬‬
‫ألمرين‪:‬‬
‫األمــر األول‪ :‬لالضطــراب‪ :‬ألنــه ُروي هبــذا اللفــظ‪ ،‬وبلفــظ « َم ْن‬
‫ربــك؟»‪ ،‬فقالت‪ :‬اهلل‪ ،‬وبلفظ‪« :‬أين اهلل؟»‪ ،‬فأشــارت إىل الســاء‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫«أتشهدين‬
‫َ‬ ‫«أتشهدين أن ال إله إال اهلل؟»‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫َ‬ ‫وبلفظ‪:‬‬
‫ُ ِ‬
‫الديــن العراقي‪ ،‬رشح التبرصة‬ ‫رســول اهلل؟»‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪ .‬زين ّ‬ ‫ّأيّن‬
‫(مصور رقم‪)73‬‬ ‫َّ‬ ‫والتذكرة‪.290/1 ،‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬أن رواية «أيــن اهلل؟» خمالفة لألصول‪ ،‬ألن من أصول‬
‫الرشيعة أن الشــخص ال ُحُيكَم له بقول‪« :‬اهلل يف الســاء» باإلســام‪،‬‬
‫ألن هذا القول مشرتك بني اليهود والنصارى وغريهم‪ ،‬وإنام األصل‬
‫أن أ ُ َ‬ ‫ِ‬
‫قاتل‬ ‫املعروف يف رشيعة اهلل ما جاء يف احلديث املتواتر‪« :‬أُم ُ‬
‫رت ْ‬
‫ُ ِ‬
‫رســول اهلل»‪ .‬البخاري‪،‬‬ ‫وأيّن‬
‫اهلل ّ‬
‫حىّت يَشــهدوا أن ال إلــ َه إال ُ‬
‫الناس ّ‬
‫َ‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ [التوبــة‪ .17/1 ،]5 :‬مســلم‪،‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب األمر بقتال الناس حىت يقولوا‬
‫صحابيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ال إله إال اهلل حممد رســول اهلل‪ .53/1 ،‬رواه مخســة عرش‬
‫(مصور رقم‪)74‬‬
‫َّ‬ ‫املناوي‪ ،‬فيض القدير‪.239 ،238/2 ،‬‬
‫‪66‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ولفــظ رواية مالــك يف املوطأ (كتاب العتق والــوالء‪ ،‬باب ما جيوز‬


‫«أتشــهدين» موافق‬
‫َ‬ ‫مــن العتق يف الرقــاب الواجبة‪:)1129/5 ،‬‬
‫لألصول‪.‬‬
‫* فــإن قيــل‪ :‬كيــف تكون روايــة مســلم يف صحيحه‪« :‬أيــن اهلل؟»‪،‬‬
‫فقالــت‪« :‬يف الســاء» إىل ءاخــره‪ ،‬مــردودة مع إخراج مســلم هلا يف‬
‫كتابه‪ .‬وكل ما رواه مسلم موسوم بالصحة؟‬
‫فاجلــواب‪ :‬أن عــد ًدا مــن أحاديث مســلم يف صحيحــه ر َّدها علامء‬
‫املحدثون يف كتبهم‪ ،‬كحديــث (كتاب اإلميان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫احلديــث‪ ،‬ذكرهــا‬
‫بــاب بيان أن من مات عــى الكفر فهو يف النــار [‪)191/1 ،]...‬‬
‫ضعفه احلافظ‬ ‫«إن أيب وأباكَ يف ِ‬
‫النار»‪َّ ،‬‬ ‫أن الرســول | قال لرجل‪َّ :‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫الســيوطي‪ .‬السيوطي‪ ،‬احلاوي للفتاوي‪.215 ،214/2 ،‬‬
‫رقــم‪ )75‬وحديث (كتاب التوبة‪ ،‬باب قبول توبة القاتل وإن كثر‬
‫قتلــه‪ )2119/4 ،‬فيــه أنــه يُعطى كل مســلم يوم القيامــة فداء له‬
‫من اليهود والنصارى‪ .‬ض ّعفه البخاري‪ ،‬ابن حجر العســقالين‪ ،‬فتح‬
‫(مصور رقــم‪ .)76‬وكذلك (كتاب الصالة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الباري‪.365/20 ،‬‬
‫بــاب حجة مــن قال ال جيهــر بالبســملة‪ )299/1 ،‬حديث أنس‪:‬‬
‫صلّيــت خلف رســول اهلل | وأيب بكر وعمــر ‪ ،‬فكانوا ال‬
‫يذكرون «بســم اهلل الرمحــن الرحيــم»‪ ،‬ض ّعفه الشــافعي‪ .‬البيهقي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)77‬‬
‫َّ‬ ‫السنن الكربى‪.75/2 ،‬‬
‫* فحديــث اجلارية عــى ظاهره باطــل‪ ،‬ملعارضته احلديــث املتواتر‬
‫‪67‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫املذكــور‪ ،‬وما خالف املتواتر فهو باطــل إن مل يقبل التأويل‪ ،‬اتفق‬


‫عىل ذلك املحدثون واألصوليون‪.‬‬
‫لكــن بعض العلــاء ّأولوه عىل هــذا الوجه‪ ،‬قالوا‪ :‬معــى «أين اهلل؟»‬
‫جدا‪.‬‬‫سؤال عن تعظيمها هلل‪ ،‬وقوهلا‪« :‬يف السامء» عايل القدر ًّ‬
‫وقد روى البخاري يف الصحيح (أبواب املساجد‪ ،‬باب حك الزباق‬
‫أحدكم إذا‬
‫«إن َ‬ ‫باليــد من املســجد‪ )159/1 ،‬أن النيب | قــال‪َّ :‬‬
‫القبلةِ‪ ،‬فال‬
‫إن ربه بينه وبــن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫ربــه ـ أو ـ َّ َّ َ ُ‬ ‫قــا َم يف صالته فإنَّه يُناجي َّ‬
‫ِِ‬ ‫يزْب َقن أحدكم قِب َل قِ ِ‬
‫حتت قدميهِ»‪ .‬وهذا‬ ‫يســاره أو َ‬ ‫عن‬
‫ْ ْ‬ ‫ولكن‬ ‫بلته ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ َّ ُ‬
‫احلديث أقوى إســنا ًدا من حديث اجلارية‪ .‬وأخرج أمحد يف مســنده‬
‫أيضا عن أيب موىس األشــعري  أن رســول اهلل‬ ‫(‪ً )374/32‬‬
‫غائبا‪،‬‬ ‫وال‬ ‫أصم‬ ‫ونَ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ما‬ ‫فإنكم‬ ‫ــكم‪،‬‬ ‫| قال‪« :‬اربعوا عىل ِ‬
‫أنفس‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقرب إىل أحدكم من‬ ‫إن الذي تد ُعــونَ‬‫قريبا‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫إنَّام تدعونَ ســمي ًعا ً‬
‫راحلته ِ»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُع ُنق ِ‬
‫للمعرتض‪ :‬إذا أخذت حديث اجلاريــة عىل ظاهره‪ ،‬وهذين‬ ‫ِ‬ ‫يُ ُ‬
‫قــال‬
‫احلديثــن عــى ظاهرمها‪ ،‬لَبطل زعمك أن اهلل يف الســاء‪ ،‬وإن ّأولت‬
‫تؤول حديث اجلارية فهذا حت ُّك ٌم – أي قول بال‬ ‫هذين احلديثني ومل ّ‬
‫دليــل‪ ،-‬ويصدق عليك قــول اهلل يف اليهود‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼﭼ [البقرة‪.]85 :‬‬
‫* وكذلــك ماذا تقول يف قوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﭼ‬
‫تــؤول حديث اجلارية؟! وقد‬ ‫فلم ال ّ‬
‫[البقــرة‪ ]115 :‬؟ فإن ّأولته‪َ ،‬‬
‫‪68‬‬

‫غريه»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪،‬‬


‫يكن ىشءٌ ُ‬ ‫احلديث‪« :‬كان ُ‬
‫اهلل ومل ْ‬
‫(كتــاب بدء اخللــق‪ ،‬باب ما جاء يف قول اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﮁ ﭼ [الروم‪.)789/3 ،]٢٧ :‬‬
‫األين»‪.‬‬
‫قــال اإلمام عيل كــرم اهلل وجهه‪« :‬ال يُقــال‪ :‬أين اهلل‪ ،‬ملــن أيّن َ‬
‫الدين‪( ،‬ص‪.)162‬‬ ‫األسفراييين‪ ،‬التبصري يف ّ‬
‫وقــال أبو حنيفة يف «الفقه األبســط»‪« :‬كان اهلل تعــاىل وال مكان‪ ،‬قبل‬
‫أن خيلــق اخللــق‪ ،‬وكان اهلل تعاىل ومل يكــن أين وال َخ ْلق وال ىشء» اهـ‪ .‬أبو‬
‫حنيفة‪ ،‬الفقه األبسط(‪.)2‬‬

‫جاء يف تفســر هذه اآلية عن جماهد تلميذ ابن عباس‪ِ :‬‬


‫«قبلة اهلل»‪.‬‬
‫ففرَّس الوجه ِ‬
‫بالقبلة‪ ،‬أي بصالة النفل يف السفر عىل الراحلة‪ .‬الطربي‪،‬‬ ‫َّ‬
‫(مصور رقم‪)78‬‬
‫َّ‬ ‫تفسري الطربي‪.459/2 ،‬‬
‫مستقرا‬
‫ًّ‬ ‫خمتصا جبهة وال‬
‫ًّ‬ ‫* قال أبو حامد الغزايل‪« :‬وأنه ســبحانه ليس‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫عــى مــكان» اهـــ‪ .‬الغــزايل‪ ،‬قواعــد العقائــد‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫رقم‪)79‬‬
‫(مصور رقم‪)80‬‬
‫َّ‬ ‫(‪ )2‬أبو حنيفة‪ ،‬الفقه األبسط‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪69‬‬

‫س‪ :17‬حكم ساب اهلل أنه كافر‪ّ ،‬بنّي ذلك مع الدليل‪.‬‬


‫غاضبا‬
‫(‪)1‬‬
‫ً‬ ‫نقل القايض عياض اإلمجاع عىل أن ساب اهلل كافر‪ ،‬ولو كان‬
‫مازحا أو غري منرشح الصدر‪.‬‬
‫ً‬ ‫أو‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ‬
‫ﮋﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕ‬
‫ﮖ ﮗﮘ ﭼ [التوبة‪.)2( ]66 ،65 :‬‬

‫(‪ )1‬القــايض عياض‪ ،‬الشــفا بتعريــف حقوق املصطفــى‪ ،‬ص‪.832‬‬


‫غاضبا ال يكفــر‪ .‬نقول‪ :‬أنت‬ ‫ً‬ ‫(مصــور رقم‪ )81‬إذا قيــل‪ :‬إن كان‬
‫َّ‬
‫تســتدرك عــى اهلل‪ ،‬والقاعــدة‪ :‬كل رشط ليس يف كتــاب اهلل وال يف‬
‫ســنة رســول اهلل فهو باطــل ولو كان مائة رشط‪ ،‬كــا ورد عن النيب‬
‫عليه الصالة والسالم‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب البيوع‪،‬‬
‫باب البيع والرشاء من النساء‪.)756/2 ،‬‬
‫تغضب»‪،‬‬
‫ْ‬ ‫* احلديث‪ :‬قال رجل للنيب |‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أوصين‪ ،‬قال‪« :‬ال‬
‫تغضب»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب‬ ‫ْ‬ ‫مرارا‪ ،‬قال‪« :‬ال‬
‫فر ّدد ً‬
‫األدب‪ ،‬بــاب احلذر من الغضب‪ .)2267/5 ،‬فرتك الغضب وصية‬
‫عذرا للكفر وسائر احلرام‪.‬‬
‫رسول اهلل |‪ ،‬وليس ً‬
‫(‪ )2‬قال القرطيب‪« :‬قال القايض أبو بكر بن العريب‪ :‬ال خيلو أن يكون ما قالوه‬
‫كفر‪ ،‬فإن اهلزل بالكفر كفر‪،‬‬ ‫مــن ذلك ِج ًّدا أو ً‬
‫هزاًل‪ ،‬وهو كيفــا كان ٌ‬
‫ال خالف فيه بني األمة» اهـ‪ .‬القرطيب‪ ،‬تفســر القرطيب‪.290/10 ،‬‬
‫(مصــور رقــم‪ )82‬وقال النــووي‪« :‬ولو غضب عىل ولــده أو غالمه‪،‬‬ ‫َّ‬
‫‪70‬‬

‫سبعني‬ ‫بأسا َهَيْ ِوي هبا‬ ‫هبا‬ ‫رى‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫الرجل َليتكلَّم بالكلمةِ‬
‫َ‬ ‫احلديث‪َّ :‬‬
‫«إن‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫النار»(‪ .)3‬الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪( ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب فيمن‬ ‫خريفً ا يف ِ‬
‫تكلم بكلمة يضحك هبا الناس‪.)557/4 ،‬‬

‫متعم ًدا‪،‬‬
‫شديدا‪ ،‬فقال رجل‪ :‬ألست بمسلم؟ فقال‪ :‬ال‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫رضبا‬
‫فرضبه ً‬
‫(مصور رقم‪)83‬‬
‫َّ‬ ‫كفر»‪ .‬النووي‪ ،‬روضة الطالبني‪.68/10 ،‬‬
‫(‪ )3‬إذا قيــل‪ :‬ليس معناه أنه كفر‪ ،‬فاجلواب‪ :‬ما جاء يف صحيح مســلم‬
‫(كتــاب اجلنــة وصفة نعيمها وأهلها‪ ،‬باب يف شــدة حر نار جهنم‬
‫[‪ )2184/4 ،]...‬عن أيب هريرة  قال‪ :‬كنا مع رســول اهلل‬
‫| إذ ســمعنا َو ْجبــة (الوجبــة بفتح الــواو واملوحــدة بينهام جيم‬
‫ســاكنة‪ :‬اهل َ ّدة‪ ،‬وهي شــدة صوت وقع الىشء الثقيــل)‪ ،‬فقال النيب‬
‫حجر‬
‫ٌ‬ ‫|‪« :‬أتدرونَ ما هذا؟»‪ ،‬قلنا‪ :‬اهلل ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪« :‬هذا‬
‫ســبعني خريفً ا‪ ،‬فهــو هَيوي يف ِ‬
‫النار‪ ،‬اآلنَ حىت‬ ‫َ‬ ‫رمي به ِ يف ِ‬
‫النار منذُ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫انتهى إىل ِ‬
‫قعرها»‪.‬‬
‫فإذا قيل‪ :‬هل بمجرد وصوله إىل قعرها يكون من الكفار؟‬
‫نقــول‪ :‬الويــل ٍ‬
‫واد يف جهنــم قعــره أربعــون عا ًمــا‪ ،‬ال يصله عصاة‬
‫املســلمني‪ ،‬كام رواه احلاكم يف املســتدرك‪( ،‬كتاب التفســر‪ ،‬تفسري‬
‫سورة املدثر‪ .)551/2 ،‬فإذا كان ال يصل إىل أربعني سنة‪ ،‬فكيف‬
‫إىل سبعني‪ ،‬وهي هناية قعر جهنم‪ ،‬كام يف حديث مسلم يف صحيحه‬
‫اآلنــف الذكــر‪ .‬وكذلك اهلل يقــول يف املنافقــن‪ :‬ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ [النساء‪ ]145 :‬أي هناك مستقرهم‪،‬‬
‫وهــو خاص بالكفار‪ ،‬فــا يصله عصاة املســلمني‪ .‬وهذا معناه أن‬
‫‪71‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫العبــد قــد يتكلم بالكلمــة اخلبيثــة املخرجة من اإلســام‪ ،‬وهو ال‬


‫يعرف أهنا خترج من اإلسالم‪ ،‬بل وال يرى ذلك معصية‪.‬‬
‫* روى البخــاري يف الصحيح (كتاب األدب‪ ،‬باب من أكفر أخاه بغري‬
‫تأويــل فهو كام قــال‪ )2263/5 ،‬أن رســول اهلل | قال‪« :‬إذا قال‬
‫يكون‬ ‫فالتكفــر قد‬ ‫أحدمها»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بــاء به ُ‬
‫كافر‪ ،‬فقد َ‬
‫الرجــل ألخيه‪ :‬يا ُ‬
‫ُ‬
‫بســبب ٍ رشعــي‪ ،‬فال حــرج فيــه‪ ،‬أي ال معصية فيــه‪ ،‬أو يكون بنوع‬
‫تأويل فال يكفر‪ .‬والتأويل معناه اعتمد عىل سبب يف ذلك الشخص‬
‫خمرجا من اإلســام‬
‫ً‬ ‫خمرجا من اإلســام‪ ،‬وهو يف احلقيقة ليس‬
‫ً‬ ‫ظ ّنــه‬
‫وكان لــه نوع شــبهة أي التبــاس‪ ،‬فــإن امل ِ‬
‫كفر هنا مل يكفــر‪ ،‬كام أن‬‫ُ ّ‬
‫كفر املســلم‬‫املك َّفــر مل يكفر (مثالــه اجلاهل حبكم املنتحر)‪ .‬أما إن ّ‬
‫ِ‬
‫املكفر‪.‬‬
‫أخاه بال تأويل فإنه يعود عليه وبال ذلك فيكفر هو أي ّ‬
‫‪72‬‬

‫س‪ :18‬ما الدليل عىل جواز زيارة القبور؟‬


‫ِ‬
‫فإهَّنا تُذ ّكر ُكم باآلخرة»(‪ .)1‬البيهقي‪ ،‬الســنن‬ ‫احلديث‪ُ :‬‬
‫«زوروا القبو َر َّ‬
‫الكربى‪( ،‬كتاب اجلنائز‪ ،‬باب زيارة القبور‪.)128 ،127/4 ،‬‬

‫(‪ )1‬هذا احلديث ليس فيه ختصيص بالذكور‪.‬‬


‫املســاجد‬ ‫خذين عليها‬ ‫ِ‬
‫القبــور وامل َّت‬ ‫* حديــث‪« :‬لعــن اهلل زوارات ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ‬
‫والرُّس َج»‪ .‬البيهقي‪ ،‬الســنن الكربى‪( ،‬كتــاب اجلنائز‪ ،‬باب ما ورد‬ ‫ُّ ُ‬
‫يف هنيهن عن زيارة القبور‪.)131 ،130/4 ،‬‬
‫مسجدا عىل قرب‬
‫ً‬ ‫املساجد»‪ :‬ال جيوز أن نبين‬
‫َ‬ ‫«املتخذين عليها‬
‫َ‬ ‫معىن‬
‫شــبيها بعبادته‪ ،‬لو‬
‫ً‬ ‫لتعظيــم هــذا القرب بالصالة إليــه‪ ،‬حرام‪ ،‬يكون‬
‫والرُّسج األضواء‪،‬‬
‫الشــخص عبادة هذا القرب‪ ،‬لكن شــبيه‪ُّ .‬‬ ‫مل يقصد‬
‫مثاًل من أجل تعظيم هذه البقعة‪ ،‬ال بنية أن‬ ‫ِ‬
‫فالذي يُشــع ُل الشــمع ً‬
‫ينتفــع بعــض املســلمني الذين يكونــون يف هذا املــكان للقراءة يف‬
‫املصحــف أو كتــاب ِعلم أو كتاب ِذكر‪ ،‬إنام جمرد اإلشــعال يف هذا‬
‫املــكان عندهــم فيه خصوصيــة‪ ،‬ألن صاحب املقــام عىل زعمهم‬
‫يقــي هلــم احلاجات‪ ،‬مــن أجل تعظيمهــم ملقامــه‪ ،‬ويزعمون أنه‬
‫يدفع عنهم البالء‪ ،‬هؤالء فعلهم مردود غري مقبول عند اهلل‪ ،‬هؤالء‬
‫ملعونــون‪ ،‬ألن هــؤالء والعياذ بــاهلل كعبدة األوثــان الذين يعبدون‬
‫األحجار أو األشجار‪ ،‬هؤالء مثلهم‪ .‬هذا منكر من املنكرات‪.‬‬
‫القبور» فمعناه النســاء الاليت يُكثرن من زيارة القبور‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أما «زوارات ِ‬
‫حُي ّل اهلل زيارة القبــور‪ ،‬ألن زيارة القبور كانت حرا ًما‬ ‫هــذا قبل أن ُ ِ‬
‫عىل الرجال والنساء‪ ،‬ثم أحلّها اهلل تعاىل فقال عليه الصالة والسالم‬
‫‪73‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القبور‪َ ،‬أاَل‬ ‫عن زيــارة‬
‫«كنت َهَني ُتكم ْ‬
‫ُ‬ ‫بعدمــا جاءه الوحي بــاإلذن‪:‬‬
‫وروها»‪ .‬احلاكم‪ ،‬املستدرك‪( ،‬كتاب اجلنائز‪ .)532/1 ،‬النهي‬ ‫ف ُز ُ‬
‫الــذي كان قبــل أن تنزل الرخصة بالوحي من اهلل إىل الرســول |‬
‫بالتحليــل انتســخ‪ .‬أمــا اختــاذ القبور مســاجد وإشــعال الرسج أي‬
‫األضواء عىل القبور فبقي حرا ًما‪.‬‬
‫* عنــد أيب حنيفــة‪ :‬زيــارة القبــور للرجــال والنســاء فيهــا ثــواب‪.‬‬
‫(مصور رقم‪ )84‬جمموعة‬ ‫َّ‬ ‫الرشنبــاين‪ ،‬متن نور اإليضاح‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫(مصور رقم‪)85‬‬
‫َّ‬ ‫علامء‪ ،‬الفتاوى اهلندية‪.429/5 ،‬‬
‫* عند الشــافعي‪ :‬للرجال ســنة‪ ،‬وللنســاء جائزة (لكنهــا مكروهة)‪.‬‬
‫(مصــور رقم‪)86‬‬ ‫َّ‬ ‫النــووي‪ ،‬املجمــوع رشح املهذب‪.285/5 ،‬‬
‫ومذهــب أيب حنيفــة يف هذه املســألة أَ ْوىل بالعمل بــه‪ ،‬فاملرأة إذا مل‬
‫خيصها بقرابة أو ال خيصها‪ ،‬إنام‬ ‫تزتيَّن ومل تتعطَّر‪ ،‬وذهبت إىل قرب من ّ‬
‫هو قرب مســلم فلها ثواب‪ ،‬حىت يف حال احليض لو ذهبت فسلمت‬
‫تسلياًم ومل تقرأ القرءان جيوز‪ ،‬وهلا ثواب‪ ،‬ألن احليض مينع من قراءة‬ ‫ً‬
‫القــرءان‪ ،‬وال مينع من االســتغفار والصالة عىل النيب | والتســبيح‬
‫والتحميد والتكبري والتهليل‪ ،‬وال مينع من دعاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫* مــن بــدع الوهابية حترميهــم الصالة يف مســجد فيه قــر‪ ،‬واحتجوا‬
‫حبديــث البخــاري (كتــاب اجلنائز‪ ،‬بــاب ما جاء يف قــر النيب |‬
‫خذُ وا‬ ‫اهلل اليهو َد والنصارى اتَّ َ‬ ‫[‪ )468/1 ،]...‬يف الصحيح‪َ :‬‬
‫«لعن ُ‬
‫مســاجد»‪ ،‬وفيه قول عائشــة ‪« :‬ولوال ذلك‬ ‫ِ‬
‫أنبيائهم‬ ‫قبــو َر‬
‫َ‬
‫‪74‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ألبــرزوا قربه»‪ ،‬تعين قرب رســول اهلل |‪ .‬فاجلــواب عن احتجاجهم‬


‫هبــذا احلديــث أن احلديث حممول عىل من يقصــد الصالة إىل القرب‬
‫لتعظيمــه‪ ،‬وهذا يتصور إن كان بار ًزا غري مســتور‪ ،‬وإال فال حرمة‪،‬‬
‫مستورا‪،‬‬
‫ً‬ ‫وذلك بأن ال يقصد املصيل الصالة إليه لتعظيمه‪ ،‬أو يكون‬
‫فإنــه إن مل يكن بــار ًزا ال يقصد بالصالة إليه‪ ،‬أما جمرد وجود قرب يف‬
‫مســجد مل يقصــده املصيل بالصــاة إليه فال ينطبــق عليه احلديث‬
‫املذكــور‪ ،‬ولذلك نصت احلنابلة عىل أن الصالة يف املقربة مكروهة‬
‫زورا أهنم حنابلة‪ ،‬وما أكثر ما خيالفون‬ ‫يدعون ً‬ ‫وال حترم‪ ،‬والوهابية َّ‬
‫أمحد يف األصــول والفروع! يكفي يف عــدم حرمة الصالة يف‬ ‫اإلمــام َ‬
‫مســجد فيه قرب قول عائشــة ‪« :‬ولوال ذلك ألبرزوا قربه»‪ .‬ومل‬
‫خيالــف يف ذلــك أحد من العلامء املعتربين يف الســلف واخللف‪ .‬ومما‬
‫يــدل عىل عــدم التحريم والكراهية إذا مل يكن بار ًزا ما ورد بإســناد‬
‫نبيا‪ ،‬حىت إن قرب ءادم عىل‬ ‫صحيح أن مسجد اخليف قُرب فيه سبعون ًّ‬
‫زمن الرسول‬‫صىَّل فيه َ‬‫قول ٍ هناك قرب املســجد‪ ،‬وهو مسجد كان يُ َّ‬
‫| إىل وقتنا هذا‪ ،‬وهذا احلديث أورده احلافظ ابن حجر العسقالين‬
‫(مصور رقم‪ )87‬وقال احلافظ‬ ‫َّ‬ ‫يف «املطالب العاليــة» (‪.)175/7‬‬
‫البوصريي‪« :‬رواه أبو يعىل والزبار بإسناد صحيح» اهـ‪ .‬البوصريي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)88‬‬‫َّ‬ ‫خمترص إحتاف السادة املهرة‪.347/1 ،‬‬
‫وأما حديث صحيح مسلم (كتاب تلقني املوتى ال إله إال اهلل‪ ،‬باب‬
‫النهي عــن جتصيص القرب والبناء عليــه‪« :)688/2 ،‬ال تُصلُّوا إىل‬
‫القبور» فهو حممول عىل اختالف أحوال القرب عىل التفصيل السابق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪75‬‬

‫س‪ :19‬كيف يكون الدخول يف اإلسالم؟‬


‫بالنطق بالشــهادتني بنية الدخول يف اإلســام وليس بقول‪« :‬أســتغفر‬
‫(‪)2‬‬
‫إخبارا عن نوح عليه السالم أنه قال‪ :‬ﭽﯼ‬
‫ً‬ ‫اهلل»(‪ ،)1‬أما قول اهلل تعاىل‬
‫ﯽ ﯾﭼ [نوح‪ ]10 :‬فمعناه أن ً‬
‫نوحا طلب من قومه أن يدخلوا‬
‫يف اإلسالم باإلميان باهلل ونبيه نوح ليغفر اهلل هلم‪.‬‬
‫وأيّن‬
‫اهلل ّ‬
‫حىّت يَشــهدوا أن ال إله إال ُ‬
‫الناس ّ‬ ‫أن أ ُ َ‬
‫قاتل َ‬ ‫احلديــث‪« :‬أ ُ ُ‬
‫مرت ْ‬
‫ِ (‪)3‬‬ ‫ُ‬
‫احلديث‪ .‬متفق عليه (صحيــح البخاري‪ ،‬كتاب اإلميان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫رســول اهلل»‬
‫بــاب ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ‬
‫[التوبة‪ .17/1 ،]5 :‬مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب األمر‬
‫بقتال الناس حىت يقولوا ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل‪.)53/1 ،‬‬

‫(‪ )1‬من وقع يف الكفر إذا قال‪« :‬أستغفر اهلل» بنية الرجوع عن كفره قبل‬
‫كفرا‪ ،‬ألن القرءان أخرب أن اهلل ال يغفر للكافر وهو عىل‬
‫الشــهادة زاد ً‬
‫كفــره‪ .‬قال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ﮭ ﮮﭼ [النســاء‪ ]48 :‬فالــذي يطلــب املغفرة قبــل أن يعود‬
‫لإلسالم يكون كذّ ب اهلل تعاىل‪.‬‬
‫وميدكم باألمــوال والبنني‪،‬‬
‫(‪ )2‬فــإذا فعلتــم ذلك يُكثر اهلل لكــم املطر‪ّ ،‬‬
‫وأهنارا‪ ،‬ومن هذه اآلية أخذ العلامء أن االستغفار‬
‫ً‬ ‫وجيعل لكم جنات‬
‫ينفــع ألمور كثرية‪ ،‬منها‪ :‬الــرزق‪ ،‬الذرية‪ ،‬نزول املطر‪ ،‬وحنو ذلك‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)89‬‬
‫َّ‬ ‫النسفي‪ ،‬تفسري النسفي‪.543/3 ،‬‬
‫(‪ )3‬هــذا احلديــث رواه حنــو مخســة عــر مــن الصحابة‪ ،‬فهــو حديث‬
‫‪76‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫نص عىل أن الدخول يف اإلســام يكون بالشــهادتني‪،‬‬


‫متواتــر‪ ،‬وقد َّ‬
‫نص فقهاء املذاهب األربعة‪ ،‬كالنووي الشافعي يف «روضة‬ ‫وكذلك ّ‬
‫(مصور رقم‪ )90‬والبهويت احلنبيل يف ّ‬
‫«كشاف‬ ‫َّ‬ ‫الطالبني»‪،283/8 ،‬‬
‫(مصور رقم‪)91‬‬
‫َّ‬ ‫القناع»‪.179/6 ،‬‬
‫‪77‬‬

‫س‪ّ :20‬بنّي حكم مدح رسول اهلل عليه الصالة والسالم‪.‬‬


‫جائز باإلمجاع‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ [القلم‪ ،]4 :‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﮖ ﮗﭼ [األعــراف‪ ]157 :‬ومعــى َّ‬
‫عزروه أثنوا عليه‬ ‫(‪)1‬‬

‫ومدحوه وعظموه‪.‬‬
‫احلديث‪ :‬إن بعض النســاء مدحن النيب عليه الصالة والســام بقوهلن‬
‫جار (‪ .)2‬ابن ماجه‪ ،‬ســنن ابن ماجه‪،‬‬‫حممد ِمن ِ‬
‫حبذا ٌ‬
‫أمامه‪[ :‬الرجز] يا َّ‬
‫(كتــاب النكاح‪ ،‬بــاب الغناء والــدف‪ .)612/1 ،‬وثبت مدح أكثر من‬
‫صحايب له كحســان بن ثابت‪( ،‬مســلم‪ ،‬صحيح مســلم‪ ،‬كتاب فضائل‬
‫الصحابــة ريض اهلل تعــاىل عنهم‪ ،‬باب فضائل حســان بن ثابت ‪،‬‬
‫‪ )1390/4‬والعبــاس ‪( ،‬الطــراين‪ ،‬املعجــم الكبري‪ ،‬بالســند إىل‬
‫العبــاس ‪ .213/4 ،‬الســيوطي‪ ،‬املقامــة السندســية يف النســبة‬
‫املصطفوية)‪ ،‬وغريمها‪ ،‬والرسول | مل ينكر ذلك‪ ،‬بل استحسنه‪.‬‬

‫(‪ )1‬هــذه اآليــة فيها مــدح للذين ميدحون الرســول | ويثنــون عليه‪،‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫يوقّرونــه ويعظّمونه‪ .‬الطربي‪ ،‬تفســر الطربي‪.497/10 ،‬‬
‫رقم‪)92‬‬
‫مر ببعض املدينة‪ ،‬فإذا هو‬‫(‪ )2‬عــن أنس بن مالك  أن النيب | َّ‬
‫بد ّفهن ويتغنني ويقلن‪[ :‬الرجز]‬ ‫وار يرضبن ُ‬ ‫جبَ ٍ‬
‫حممــد ِمــن ِ‬
‫جار‬ ‫ٌ‬ ‫حبــذا‬ ‫يــا‬ ‫جــوار ِمن بــي ال َّن َّج ِ‬
‫ار‬ ‫ٍ‬ ‫حنــن‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫حب ُك َّن»‪ .‬ابن ماجه‪ ،‬ســنن ابن‬‫علــم ّإيّن َأَل ُ ُّ‬
‫«اهلل يَ ُ‬ ‫فقــال النــي |‪ُ :‬‬
‫‪78‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ماجه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب الغناء والدف‪.612/1 ،‬‬


‫قــال احلافظ البوصــري يف كتابــه «زوائد ابن ماجــه» (ص‪)271‬‬
‫(مصور رقم‪« :)93‬إسناد أنس صحيح‪ ،‬ورجاله ثقات» اهـ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫* وثبت مدح الرسول | مجاعةً يف حديثني صحيحني‪:‬‬
‫أحدمها‪ :‬حديث رواه اإلمام أمحد يف املسند (‪ )152/3‬من حديث‬
‫الر ْقص) يف‬‫أنس بن مالك  أن احلبشــة كانوا يزفنون (شــبيه َّ‬
‫مسجد رسول اهلل | ويقولون بكالم هلم‪ :‬حممد عبد صالح‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)94‬‬ ‫َّ‬ ‫ثانيهام‪ :‬رواه الزبار يف مسنده (‪)269 ،268/13‬‬
‫أن احلبشــة كانــوا يزفنــون بني يدي رســول اهلل | ويقولــون‪ :‬أبا‬
‫القاســم ط ّي ًبا‪ .‬صححه احلافظ ابن القطــان يف كتابه «إحكام النظر‬
‫(مصور رقم‪)95‬‬
‫َّ‬ ‫يف أحكام النظر»‪ ،‬ص‪.437 ،436‬‬
‫* وروى احلافظ السيوطي (املقامة السندسية يف النسبة املصطفوية‪،‬‬
‫(مصــور رقم‪ )96‬أن العباس بن عبــد املطلب  عم‬ ‫َّ‬ ‫ص‪)2‬‬
‫رســول اهلل | قال‪ :‬قلــت‪ :‬يا رســول اهلل‪ ،‬إين امتدحتك بأبيات‪،‬‬
‫ِ‬
‫اهلل فاكَ »‪ ،‬قال‪ :‬فأنشــدهتا‪،‬‬ ‫فقــال رســول اهلل‪« :‬هــات‪ ،‬ال يَ ْف ُضض ِ ُ‬
‫فذكر قصيدة أوهلا‪[ :‬املنرسح]‬
‫َبلها ِطبت يف ِ‬
‫الظّالل ِ ويف‬ ‫ِمن ق ِ‬
‫رق‬
‫الو ُ‬
‫ف َ‬ ‫ْص ُ‬ ‫ُمســتو َدع ٍ َ‬
‫حني ُخُي َ‬ ‫َ‬
‫ويف ءاخرها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫لــدت أرشقــتِ‬
‫بنــور َك األ ُ ُف ُ‬
‫ــق‬ ‫وضــاءت‬
‫ْ‬ ‫األرض‬
‫ُ‬ ‫وأنــت ملَّــا ُو َ‬
‫َ‬
‫‪79‬‬

‫س‪ :21‬تكلَّم عىل عذاب القرب‪.‬‬


‫جيب اإلميان بعذاب القرب‪ ،‬وهو ثابت باإلمجاع(‪ ،)1‬ومن أنكره كفر‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﭼ(‪[ )2‬غافر‪.]46 :‬‬

‫(‪ )1‬اإلمجاع‪ :‬هو اتفاق جمتهدي أمة حممد | عىل مسألة دينية يف عرص‬
‫غري املجتهد‪.‬‬
‫من العصور‪ ،‬فال يدخل يف اإلمجاع ُ‬
‫* قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﭼ [طــه‪ ]124 :‬املــراد بالذّ ِ ْكر‬
‫هنــا القــرءان‪ ،‬كــا هو ظاهــر يف تتمــة اآليــات ﭽﭕﭼ [طه‪:‬‬
‫‪ ]126‬أي تركتهــا‪ ،‬وقولــه ﭽﭗ ﭘ ﭙﭼ [طــه‪ ]126 :‬أي‬
‫تُرتك من رمحة اهلل‪.‬‬
‫ُعــرف كــون املراد هبــا عذاب القرب مــن احلديث املرفــوع إىل النيب‬
‫فرَّس هذه اآلية‪ :‬ﭽ ﯹ ﯺﭼ [طه‪ ]124 :‬بعذاب‬ ‫| الذي َّ‬
‫القــر‪ .‬ابن حبان‪ ،‬صحيــح ابن حبان‪( ،‬كتاب اجلنائــز وما يتعلق‬
‫مؤخــرا‪ ،‬باب مــا جــاء يف الصرب وثــواب األمراض‬ ‫ً‬ ‫هبــا مقد ًمــا أو‬
‫واألعــراض‪ 127/4 ،‬وما بعدها)‪ .‬ويف هذا دليل عىل أن امليت يف‬
‫القــر بعد عود الــروح إليه يكون له إحســاس بالعذاب إن كان من‬
‫املعذبني للكفر أو للمعايص‪.‬‬
‫* ومن معاين النسيان يف اللغة‪ :‬الرتك‪ ،‬أي ترتك من رمحة اهلل‪.‬‬
‫(‪ )2‬ءال فرعــون هــم أتباع فرعــون‪ ،‬وهي دليل عىل إثبــات عذاب القرب‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)97‬‬ ‫َّ‬ ‫الفخر الرازي‪ ،‬تفسري الفخر الرازي‪.74/27 ،‬‬
‫‪80‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بــاهلل ِمن عذابِ‬
‫القــر»(‪ .)3‬البخــاري‪ ،‬األدب‬ ‫احلديــث‪« :‬اســتعيذوا‬
‫املفرد‪( ،‬باب من ذكر عنده النيب |‪.)340/1 ،‬‬

‫تواترا معنويًّا‪ ،‬ومعىن التواتر املعنوي‬


‫(‪ )3‬أحاديث عذاب القرب تواترت ً‬
‫أن معىن احلديث تواتر عن رسول اهلل |‪ ،‬ورد يف املسانيد والصحاح‬
‫والســنن‪ ،‬وإن مل يــرد باللفــظ عينــه‪ ،‬لكن املعىن متفــق‪ ،‬فهذا تواتر‬
‫معنــوي‪ .‬قال اجلويين‪« :‬وقد تواترت األخبار باســتعاذة رســول اهلل‬
‫| بربه من عذاب القرب» اهـ‪ .‬اجلويين‪ ،‬اإلرشاد إىل قواطع األدلة يف‬
‫أصول االعتقاد‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪81‬‬

‫س‪ :22‬ما هو أول املخلوقات؟‬


‫أول املخلوقات املاء‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﭼ [األنبياء‪.)1(]30 :‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫من املاء» (‪ .)2‬ابن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان‬ ‫لق َ‬
‫خ َ‬ ‫احلديث‪ُّ :‬‬
‫«كل ىشء ُ‬
‫(كتــاب الصالة‪ ،‬ذكر إجياب دخول اجلنان للقائم يف ســواد الليل يَتملَّق‬
‫إىل مواله‪.)421/3 ،‬‬

‫خ َّص احلي بالذكر لرشفه عىل اجلامد‪.‬‬ ‫(‪ )1‬املراد احلي واجلامد‪ ،‬و ُ‬
‫(‪ )2‬أبو هريرة  قال للنيب |‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إين إذا رأيتك طابت‬
‫ٍ‬
‫خ ِل َق‬
‫وقــرت عيين‪ ،‬فأنبئين عن كل ىشء؟ فقــال‪ُ « :‬ك ُّل ىشء ُ‬ ‫نفــي ّ‬
‫ِ‬
‫من املاء»‪.‬‬
‫َ‬
‫* روى الســدي عن َمَجْــع من أبنــاء الصحابة عن ءابائهم عن رســول‬
‫ِ‬
‫خ َل َق َ‬
‫قبــل املاء»‪ .‬ابن‬ ‫اهلل مل َخَيل ُْق شــي ًئا ممَّا َ‬
‫«إن َ‬ ‫اهلل | أنــه قــال‪َّ :‬‬
‫(مصور رقم‪ )98‬وروى‬ ‫َّ‬ ‫حجر العســقالين‪ ،‬فتح الباري‪.533/9 ،‬‬
‫البخــاري يف الصحيــح (كتاب بدء اخللق‪ ،‬بــاب ما جاء يف قول اهلل‬
‫تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ‬
‫ﮁ ﭼ [الروم‪ )789/3 ،]٢٧ :‬أن رسول اهلل | قال‪« :‬كان ُ‬
‫اهلل‬
‫ِ‬
‫عرشه عىل املاء»‪.‬‬ ‫غريه‪ ،‬وكان ُ‬ ‫ومل يكن ىشءٌ ُ‬
‫* فــإن قيل‪ :‬أليس قال رســول اهلل |‪« :‬أول ما خلــق اهلل نور نبيك‬
‫يــا جابــر‪ ،‬خلقه اهلل من نوره قبل األشــياء»؟ فاجلــواب‪ :‬أنه يكفي‬
‫خمالفــا لألحاديــث الثالثــة الصحيحة‬ ‫يف رد هــذا احلديــث كونــه ً‬
‫‪82‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫الســابقة‪ ،‬وأما َع ْزو هذا احلديث للبيهقي فغري صحيح‪ ،‬إنام ينســب‬
‫إىل مصنــف عبد الرزاق‪ ،‬وال وجود لــه يف مصنفه‪ ،‬بل املوجود يف‬
‫تفســر عبد الــرزاق َع ْك ُس هــذا‪ ،‬فقد ذكر يف تفســره (‪)183/2‬‬
‫(مصــور رقم‪ )99‬عن قتــادة يف رشح قولــه تعاىل‪ :‬ﭽﭬ‬ ‫َّ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯﭼ [هــود‪« :]7 :‬هــذا بــدء خلقه قبــل أن خيلق‬
‫الساموات واألرض» اهـ‪.‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫* وقــال احلافــظ الســيوطي يف «احلــاوي» (‪)313 ،311/1‬‬
‫رقم‪« :)100‬ليس له [أي حديث جابر] إســناد يعتمد عليه» اهـ‪.‬‬
‫رصح احلافظ السيوطي‬ ‫وهو حديث موضوع مكذوب جز ًما‪ ،‬وقد َّ‬
‫بأنــه مل يثبــت‪ ،‬يف رشحه عىل الرتمــذي‪ ،‬وأكد الشــيخ احلافظ أمحد‬
‫احلكم عليه بالوضع يف «املُغري عىل األحاديث‬ ‫َ‬ ‫ابن الصديق الغامري‬
‫(مصور رقم‪ ،)101‬فهذا‬ ‫َّ‬ ‫املوضوعة يف اجلامع الصغري» (ص‪)52‬‬
‫العــرة يف التصحيح‬ ‫احلديــث مل يصححــه أحــد مــن احلفــاظ‪ ،‬ألن ِ‬
‫ّ‬
‫والتضعيــف أن يكــون مــن حافظ‪ ،‬وهــذه القاعــدة ذكرها احلافظ‬
‫(مصور رقم‪)102‬‬ ‫َّ‬ ‫السيوطي يف ألفيته يف مصطلح احلديث‪ ،‬ص‪،8‬‬
‫فقال‪[ :‬الرجز]‬
‫عليه نص أو ِمــن مصنف ٍ جبم ِع ِ‬
‫ــه ُخُي َّص‬ ‫ِ‬ ‫حيث حافظٌ‬ ‫خذْ ُه‬
‫َْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫و ُ‬
‫بعضا‪ ،‬وهذا‬
‫بعضــه ً‬
‫* ومــن املعلــوم أن كالم الرســول | ال ينقض ُ‬
‫احلديــث املوضــوع اجلملــة الثانية منــه تنقــض األوىل‪ ،‬وذلك ألن‬
‫‪83‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫يف اجلملــة األوىل «أول مــا خلــق اهلل تعــاىل نور نبيــك»‪ ،‬جعل نور‬
‫النــي | أول العــامل واملخلوقــات عــى اإلطالق‪ ،‬ثم هــذه اجلملة‬
‫«خلقه من نوره قبل األشــياء» إن اعترب أن معىن «من نوره» أي نور‬
‫خملــوق هلل عــى أن اإلضافة إضافة امللك إىل املالك ليســت إضافة‬
‫صفــة إىل موصــوف‪ ،‬يكون املعىن أن أول املخلوقات نور خلقه اهلل‬
‫ثــم خلــق منه نور حممد‪ ،‬فهــذا يناقض اجلملــة األوىل‪ ،‬ألن اجلملة‬
‫تــدل عىل أن نور حممد أول املخلوقات عىل اإلطالق‪ ،‬وهذه اجلملة‬
‫نور‬
‫«خلقه اهلل من نوره قبل األشــياء» تدل عىل أن أول املخلوقات ٌ‬
‫متأخــرا عن ذلك النور يف‬
‫ً‬ ‫خلــق منه نور حممــد‪ ،‬فيكون نور حممد‬ ‫ُ‬
‫الوجــود‪ ،‬فال يصح عىل هذا قــول‪« :‬نور حممد أول املخلوقات عىل‬
‫اإلطــاق»‪ .‬وأمــا إن اعتربت اإلضافة اليت يف نوره إضافة الصفة إىل‬
‫حممدا‬
‫املوصوف فالبلية أشــد وأكــر‪ ،‬ألنه يكون املعىن أن ســيدنا ً‬
‫جــزء من صفة اهلل وهذا إثبات البعضية هلل‪ ،‬وذلك كفر‪ ،‬واهلل منزه‬
‫عن البعضية والرتكيب والتجزؤ‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫س ‪ :23‬تكلم عىل أنواع ِ‬


‫البدع‪ ،‬وما الدليل عىل وجود بدعة حسنة؟‬
‫البدعة لغةً هي كل ما أ ُ ِ‬
‫حدث عىل غري مثال سابق له‪ ،‬أما من حيث‬
‫(‪)1‬‬

‫الرشع فتنقسم إىل بدعة هدى وبدعة ضاللة‪.‬‬


‫قــال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛﭼ(‪[ )2‬احلديد‪.]27 :‬‬
‫احلديث‪« :‬من ســن يف اإلسال ِم سن ًة حسن ًة فله أجرها وأجر من ِ‬
‫عم َل‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫احلديث‪ .‬مســلم‪ ،‬صحيح مســلم (كتاب الزكاة‪ ،‬باب‬ ‫َ‬ ‫هبا ِمن َبعده»‬
‫احلث عىل الصدقة ولو بشق مترة [‪.)704/2 ،]...‬‬

‫(‪ )1‬البدعة رش ًعا‪ :‬ما أُحدث مما مل يَ ِرد ال يف القرءان وال يف احلديث‪.‬‬
‫* ملــا مجــع عمر  الناس عىل صالة الرتاويح قــال‪ِ :‬‬
‫«ن ْع َم البدع ُة‬
‫هذه» اهـ‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري (كتاب صالة الرتاويح‪ ،‬باب‬
‫فضل من قام رمضان‪.)707/2 ،‬‬
‫تفر ًغا للعبــادة‪ ،‬وكان‬‫(‪ )2‬تالميــذ لعيىس عليه الســام تركــوا الــزواج ُّ‬
‫جائزا يف رشيعة عيىس عليه الســام‪ .‬الطربي‪ ،‬تفسري الطربي‪،‬‬ ‫ذلك ً‬
‫حيرموا هذا‪ .‬وهو جائز يف‬ ‫(مصــور رقم‪ )103‬وهم مل ّ‬ ‫َّ‬ ‫‪.427/22‬‬
‫رشعنا‪.‬‬
‫الص َّفة إىل النيب | فشــكوا إليــه أنه ليس عندهم‬ ‫(‪ )3‬جــاء بعــض أهل ُّ‬
‫(تلون من الغضب) وج ُه الرســول |‪،‬‬ ‫فتمعر ّ‬
‫الطعام وال اللباس‪َّ ،‬‬
‫فتصدقوا‪ ،‬فلام‬
‫َّ‬ ‫فدعــا الناس ثم خطب فيهم وح ّثهــم عىل الصدقة‪،‬‬
‫اجتمع الىشء الكثري عنده هتلَّل وجه الرسول | ثم قال‪َ « :‬من َّ‬
‫سن‬
‫‪85‬‬

‫الدين‪،‬‬
‫كثريا من األمور احلسنة يف ّ‬
‫وقد أحدث الصحابة و َمن بعدهم ً‬
‫(‪)4‬‬

‫وتلقتها األمة بالقبول‪ ،‬كعمل املحاريب(‪ ،)5‬واألذان الثاين لصالة اجلمعة‪،‬‬


‫َّ‬
‫وتنقيط املصحف(‪ ،)6‬وعمل املولد الرشيف(‪. )7‬‬

‫احلديث‪.‬‬
‫َ‬ ‫يف اإلسال ِم»‬
‫مما فعله الصحابة ‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫يف عهــد أيب بكــر  َمَجْــع القــرءان يف بيــت واحد عقــب قتال‬
‫املرتديــن‪ .‬البخــاري‪ ،‬صحيح البخــاري‪( ،‬كتاب التفســر‪ ،‬باب‬
‫ﭽﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ﯕﯖﯗﯘ ﯙﯚ‬
‫(مصور رقم‪)104‬‬‫َّ‬ ‫ﯛﭼ [التوبة‪.)1156 ،1155/4 ،]128 :‬‬
‫عمــر  مجــع النــاس للرتاويــح‪ .‬الســيوطي‪ ،‬تاريــخ اخللفاء‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)105‬‬ ‫َّ‬ ‫ص‪.245‬‬
‫ِ‬
‫ــب القــرءان يف نُ َســخ‪ ،‬وو َّزعــه عثامن يف‬‫يف عهــد عثــان  ُكت َ‬
‫األمصــار‪ ،‬وزاد األذان الثــاين لصــاة اجلمعــة‪ .‬الســيوطي‪ ،‬تاريــخ‬
‫(مصور رقم‪)106‬‬ ‫َّ‬ ‫اخللفاء‪ ،‬ص‪.280‬‬
‫أحدث إنشــاء املحاريــب عمر بن عبد العزيــز ‪ .‬وفاء الوفا‬ ‫(‪)5‬‬
‫(مصور رقم‪)107‬‬ ‫َّ‬ ‫بأخبار دار املصطفى‪ ،‬ص‪.370‬‬
‫أحدثه أحد التابعني يقال له حيىي بن يعمر‪ .‬ابن أيب داود السجستاين‪،‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫(مصور رقم‪)108‬‬ ‫َّ‬ ‫املصاحف‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫ذكــر ذلــك ابــن كثــر يف «البدايــة والنهايــة» (‪)137 ،136/13‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪86‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور رقم‪ ،)109‬والذهيب يف «ســر أعــام النبالء» (‪ 234/22‬ــ‬ ‫َّ‬


‫(مصور رقم‪ ،)110‬وابن تيمية يف الكتاب املســمى «اقتضاء‬ ‫َّ‬ ‫‪)336‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫الرصاط املســتقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم»‪،126/2 ،‬‬
‫موساًم قد‬‫ً‬ ‫نصه ابن تيمية‪« :‬فتعظيم املولد واختاذه‬ ‫رقم‪ )111‬وهذا ما َّ‬
‫يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم‪ ،‬حلسن قصده وتعظيمه‬
‫لرسول اهلل |» اهـ‪ .‬وللحافظ السيوطي رسالة سامها «حسن املقصد‬
‫(مصور‬ ‫َّ‬ ‫يف عمــل املولد» يف «احلاوي للفتــاوى» (‪)189-181/1‬‬
‫رقــم‪ ،)112‬كام للحافظ الســخاوي مــدح وثناء عىل عمــل املولد يف‬
‫(مصور رقم‪)113‬‬
‫َّ‬ ‫«األجوبة املرضية» (‪.)1120-1116‬‬
‫* قال اإلمام الشافعي ‪« :‬املحدثات من األمور رضبان‪ ،‬أحدمها‬
‫أثــرا‪ ،‬فهذه البدعة‬
‫كتابا أو ســنة أو إمجا ًعا أو ً‬
‫مــا أحــدث مما خيالف ً‬
‫كتابا أو ســنة أو‬
‫الضاللــة‪ ،‬والثانية مــا أحدث من اخلري وال خيالف ً‬
‫إمجا ًعا‪ ،‬وهذه حمدثة غري مذمومة» اهـ‪ .‬البيهقي‪ ،‬مناقب الشافعي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪ )114‬ابن عســاكر‪ ،‬تبيني كذب املفرتي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ص‪.469‬‬
‫(مصور رقم‪)115‬‬ ‫َّ‬ ‫ص‪.97‬‬
‫«البدعة بكرس الباء يف الــرع هي إحداث ما‬ ‫* قــال احلافظ النــووي‪ِ :‬‬
‫مل يكــن يف عهــد رســول اهلل حممــد |‪ ،‬وهي منقســمة إىل حســنة‬
‫وقبيحة‪ .‬وقال الشــيخ أبو حممد عبد العزيز بن عبد الســام ‬
‫يف ءاخــر كتــاب «القواعــد»‪« :‬البدعة منقســمة إىل‪ :‬واجبة وحمرمة‬
‫ومندوبــة ومكروهة ومباحة»‪ .‬قــال‪« :‬والطريق يف ذلك أن تعرض‬
‫‪87‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫البدعــة عىل قواعــد الرشيعة‪ ،‬فــإن دخلت يف قواعــد اإلجياب فهي‬


‫واجبــة‪ ،‬أو يف قواعــد التحريــم فمحرمــة‪ ،‬أو النــدب فمندوبة‪ ،‬أو‬
‫املكــروه فمكروهــة‪ ،‬أو املبــاح فمباحــة» » اهـ‪ .‬النــووي‪ ،‬هتذيب‬
‫(مصور رقم‪)116‬‬
‫َّ‬ ‫األسامء واللغات‪.22/1 ،‬‬
‫‪88‬‬

‫س‪ :24‬تكلم عىل العمل بالسحر‪.‬‬


‫العمل بالسحر حرام‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ [البقرة‪.)1(]102 :‬‬
‫ــب َع املُوبقات ِ» (‪ )2‬قيل‪ :‬وما هي يا رسول اهلل؟‬
‫الس ْ‬
‫«اجتنبوا َّ‬
‫ُ‬ ‫احلديث‪:‬‬
‫ِ‬
‫باهلل ِ‬
‫والســ ْح ُر[‪ .)3(»]...‬مســلم‪ ،‬صحيح مســلم (كتاب‬ ‫ّ‬ ‫قــال‪« :‬الــركُ‬
‫ِاإليْمان‪ ،‬باب بيان الكبائر وأكربها‪.)92/1 ،‬‬

‫(‪ )1‬قال اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ‬


‫ﭚ ﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭼ [البقرة‪.]102 :‬‬
‫(‪ )2‬املوبقات أي املهلكات‪ ،‬والسحر منها‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال جيوز اعتقاد أن القرءان يُســتعمل للســحر‪ ،‬إنام بعض الســحرة هلم‬
‫جزءا‬
‫طالسم يستعينون هبا بالشياطني‪ ،‬ثم يذكرون بعض اآليات أو ً‬
‫من اآليات ليومهوا الناس أهنم إنام يستعملون القرءان لي ِ‬
‫قبلوا عليهم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وهذا خُم ِرج من ِ‬
‫الدين‪.‬‬‫ّ‬ ‫ُْ‬
‫* يناســب هنــا التحذير من قصة امللَكني هــاروت وماروت الباطلة‬
‫املكذوبة‪ ،‬فاملالئكة ال يعصون اهلل ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون‪،‬‬
‫فهــذان امللكان أُهبطا إىل األرض ليعلام الناس الســحر ليمزي الناس‬
‫بــن املعجزة والســحر‪ ،‬يف زمن انتــر فيه الســحر‪ ،‬فليس صحي ًحا‬
‫‪89‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫أهنــا رشبا اخلمر وزنيا وكان من ذلــك أوالد باحلرام‪ .‬والتحذير من‬
‫قــول بعض الناس‪« :‬إبليس ُمع ِّلم املالئكة»‪ ،‬وقوهلم‪« :‬إنه طاووس‬
‫وخفض للمالئكة‪ ،‬وهاتان العبارتان‬
‫ٌ‬ ‫مدح لــه‬
‫املالئكــة»‪ ،‬فإن هذا ٌ‬
‫ظاهرتا الفســاد‪ .‬إبليس كفر باعرتاضه عىل اهلل‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮦ‬
‫ﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ [البقرة‪.]34 :‬‬
‫‪90‬‬

‫س‪ :25‬مــا الدليل عــى أن من رمى ورقــة فيها اســم اهلل يف القاذورات‬
‫يكفر؟‬
‫ال جيوز رمي ورقة فيها اسم اهلل يف املستقذر‪ ،‬والذي يفعل ذلك يكفر‪،‬‬
‫ألن فعله يدل عىل االستخفاف‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ [التوبــة‪:‬‬
‫‪ .]66 ،65‬وقال ابن عابدين(‪« :)1‬يكفر من رمى املصحف يف القاذورات‬
‫ولو مل يقصد االستخفاف‪ ،‬ألن فعله يدل عىل االستخفاف» اهـ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابــن عابدين‪ ،‬رد املحتار عــى الدر املختار‪ ،‬احلاشــية‪.356/6 ،‬‬
‫(مصور رقم‪)117‬‬‫َّ‬
‫املعتمد هو أن من رمى الورقة اليت فيها اسم اهلل يف املستقذر‬
‫َ‬ ‫* القول‬
‫املتحققني من العلامء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يكفر ولو مل يقصد االســتخفاف‪ ،‬وهــذا قول‬
‫وقــال بعــض العلــاء‪ :‬إذا رمــى اســم اهلل يف القــاذورات عــى وجــه‬
‫االســتخفاف كفر‪ ،‬أما إذا مل يكن عىل وجه االســتخفاف فال يكون‬
‫فإن رمــي املصحف يف‬ ‫ردة‪ ،‬إنــا حــرام‪ ،‬هــذا يف غــر املصحــف‪َّ ،‬‬
‫القاذورات كفر ألنه يدل عىل االستخفاف‪ .‬وقال املالكية يف كتبهم‪:‬‬
‫تــرك ورقة يف القاذورات [أي وجدها أحدهم هناك] مكتوب فيها‬
‫قرءان استخفا ًفا ردة وكفر‪ ،‬أما الذي يرتكها ليس لالستخفاف هبا‪،‬‬
‫تكاســا فإنــه ال يكفر‪ ،‬ولكنه‬
‫ً‬ ‫بــل يعتقد أن هلا ُح ْرمة‪ ،‬لكن تركها‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫كبريا‪ .‬الدســوقي‪ ،‬حاشــية الدســوقي‪.301/4 ،‬‬ ‫إثاًم ً‬‫أثم ً‬
‫رقم‪)118‬‬
‫‪91‬‬

‫س‪ :26‬ما حكم النذر؟‬


‫حمرم فال‬
‫جيــوز النذر فيام هو قربــة إىل اهلل‪ ،‬وجيب الوفاء به‪ ،‬أما ما هو ّ‬
‫جيوز وال جيب الوفاء به‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ ﭼ [اإلنسان‪.)1(]7 :‬‬
‫عصي ُه فال‬
‫أن يَ َ‬ ‫اهلل فل ُْي ِط ْعــ ُه‪ ،‬و َم ْن َن َ‬
‫ــذ َر ْ‬ ‫طيــع َ‬
‫أن يُ َ‬ ‫احلديــث‪َ « :‬م ْ‬
‫ــن َن َذ َر ْ‬
‫صــه ِ»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيــح البخاري‪( ،‬كتاب األَيْمــان والنذور‪ ،‬باب‬ ‫يع ِ‬
‫َْ‬
‫النذر يف الطاعة‪.)2463/6 ،‬‬

‫عــي أن أفعل كذا أو‬


‫(‪ )1‬النــذر‪ :‬كل لفــظ فيه إلــزام النفس‪ ،‬كقوله‪ :‬هلل َّ‬
‫عيل‪.‬‬
‫نذرا ّ‬
‫نذرت أو ً‬
‫والنــذر ال يكــون إال يف الطاعــة‪ ،‬فــا يلــزم النذر عىل تــرك مباح‪،‬‬
‫حلاًم وال أرشب لب ًنا وما أشبه ذلك‪ .‬أبو شجاع‪ ،‬متن‬ ‫كقوله‪ :‬ال ءاكل ً‬
‫(مصور رقم‪)119‬‬ ‫َّ‬ ‫أيب شجاع‪ ،‬ص‪.45 ،44‬‬
‫هذا مدح للذين يوفون بالنذر‪ ،‬النذر الذي حيبه اهلل هو الذي يكون‬
‫فيه تقرب إىل اهلل تعاىل‪ ،‬واهلل تعاىل حيب الوفاء بالنذر إذا كان ذلك‬
‫النــذر يف ما حيب اهلل تعاىل من نوافــل العبادات كالصدقة‪ ،‬صدقة‬
‫التطــوع وصيام النفل وصــاة النفل واالعتكاف يف مســجد وحج‬
‫التطــوع حج النفل‪ ،‬النــذر يف ذلك يصح وجيب الوفــاء به‪ .‬كذلك‬
‫ســائر القربــات النافلة أي كل ىشء فيه تقــرب إىل اهلل‪َ ،‬من نذر أن‬
‫يفعلــه وجــب عليه أن يفعله‪ ،‬فإذا مل يف ِ بنــذره فهو ءاثم عند اهلل‪،‬‬
‫عذابا من اهلل تعاىل يف اآلخرة‪.‬‬
‫فعليه عقوبة يستحق ً‬
‫‪92‬‬

‫‪....................................................................‬‬
‫فالنــذر قســان‪ :‬نــذر فيه ثــواب جيب الوفــاء به‪ ،‬ونذر فاســد فيه‬
‫معصيــة ال يُوىف بــه وال يُن َّفذُ ‪ ،‬ال جيــوز الوفاء به‪ .‬ومــن النذر الذي‬
‫هــو معصية مــا يفعله بعض الناس يف بعض البــاد‪ ،‬تنذر املرأة أن‬
‫تشــحذ من الناس من أجــل ولدها‪ ،‬تنذر فتدور عــى الناس لتل َُّم‪،‬‬
‫وهذا حرام ألن الشــحاذة ال جتوز إال لرضورة‪ ،‬اإلنسان الذي ال جيد‬
‫مــا يكفيــه ل ُق ْوته أو للباســه الرضوري جيوز أن يشــحذ‪ ،‬أما إنســان‬
‫يشحذ لغري ذلك كهذه القضية فحرام‪ ،‬هذا من نوع النذر املحرم‪.‬‬
‫شخص لويل أو‬ ‫ٌ‬ ‫قال العالمة املحدث الشــيخ عبد اهلل اهلرري‪« :‬لو نذَ ر‬
‫تلك الولية‪ ،‬ليس بنية التقرب ِ إىل اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫تقربا إىل ذلك الويل أو َ‬ ‫ولية ً‬
‫ويفرج‬ ‫بــل النذر هلام بنية أن هذا الــويل أو هذه ِالولية يقيض احلاجات ّ‬
‫التقــرب إىل اهلل‪ ،‬فهذا النذر‬ ‫ُ‬ ‫الكربــات ناســ ًيا اهلل تعاىل‪ ،‬ما خطر بباله‬
‫كاألوزاعي‬
‫ّ‬ ‫ــذر لألولياء من أهل ِ ُ‬
‫القبــور‬ ‫وكفر‪ .‬وأ ّما ال ّن ُ‬
‫وباطــل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫فاســد‬
‫عن‬
‫صدق ْ‬ ‫التقرب إىل اهلل بال ّت ّ‬
‫والسيدة زينب‪ ،‬فإن كان هذا ال ّنذر بن ّية ّ‬ ‫ّ‬
‫روح األوزاعي مع رجاء أن يقيض اهلل حا َج َت ُه بربكة هذا اخلري الذي فعله‬
‫حلمه للفقراء الذين‬ ‫بأس‪ ،‬فإن كان النذر خرو ًفا ينوي أ ّنــ ُه يُطعم َ‬ ‫فــا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قيِض اهلل‬ ‫هنــاك أو اخلــاد ِم الذي يَ ْر َعــى املَقام ً‬
‫تقربا إىل اهلل مع ن ّيــة ْأن يَ َ‬
‫التقر ُب إىل اهلل‬
‫بأس به‪ ،‬وأ ّما إذا كان مل خيط ُْر بباله ّ‬ ‫فإن هذا ال َ‬ ‫حاج َته‪ّ ،‬‬
‫وكثري مــن الناس ِ نَذْ ُرهم‬‫ٌ‬ ‫يصح هذا ال َّنذر‪.‬‬
‫الــويل فال ّ‬
‫ِّ‬ ‫إال تعظيــم هذا‬
‫الويل‬ ‫ِ‬
‫التقر ُب إىل اهلل بال ّتصدق عن روح هذا ّ‬ ‫باط ٌل أل ّنه ال َخَيطُر بباهِلم ّ‬
‫باعتقاد ِهم أن هلا خصوص ّيــةً يف د ْفع املكروه‬ ‫ِ‬ ‫الب ْقعــة‬
‫إال تعظيــم هــذه ُ‬
‫ذر شبي ٌه بعبادةِ األوثان» اهـ‪ .‬عبد اهلل اهلرري‪،‬‬ ‫املنفعة‪ ،‬وهذا ال ّن ُ‬‫وجلب ِ َ‬
‫بغية الطالب ملعرفة العلم الديين الواجب‪ ،‬ص‪.844‬‬
‫‪93‬‬

‫س‪ :27‬ما الدليل عىل أن صوت املرأة ليس بعورة؟‬


‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ [األحزاب‪.]32 :‬‬
‫قــال األحنــف بــن قيس‪ « :‬ســمعت خطبــة أيب بكر الصديــق وعمر بن‬
‫اخلطاب وعثامن بن عفان وعيل بن أيب طالب رىض اهلل عنهم واخللفاء‬
‫جرا إىل يومي هذا‪ ،‬فام سمعت الكالم من فم خملوق أفخم وال‬ ‫هلم ًّ‬
‫أحســن منه من يف [فم] عائشــة » اهـــ‪ .‬احلاكم‪ ،‬املستدرك‪،‬‬
‫(كتاب معرفة الصحابة‪.)1()12/4 ،‬‬

‫(‪ )1‬املــرأة الفقيهة عندما كلَّمت عمــر  قالت له‪ :‬ليس لك ذاك‬
‫يــا أمــر املؤمنني‪ ...‬فلو كان صوت املرأة عــورة ملا كلمته وألنكر‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫عليها عمر وأســكتها‪ .‬البيهقي‪ ،‬السنن الكربى‪.380/7 ،‬‬
‫رقم‪)120‬‬
‫* النــي | دخــل مع بــال احلبيش  إىل املصــى حيث جتتمع‬
‫النســاء يف العيد فحضهن عىل الصدقة‪ ،‬بعض النسوة كلَّمته‪ ،‬وكان‬
‫حــارضا‪ ،‬والنــي | مل يطلــب منه اخلــروج‪ .‬فلو كان ســاع‬‫ً‬ ‫بــال‬
‫صوت األجنبية حرا ًما ألخرجه عليه الصالة والســام أو أســكتها‪.‬‬
‫البخــاري‪ ،‬صحيــح البخــاري‪( ،‬كتاب الــزكاة‪ ،‬باب الــزكاة عىل‬
‫األقارب‪.)531/2 ،‬‬
‫املعــول عليه يف املذاهــب األربعة يف صوت املــرأة أنه ليس‬‫َّ‬ ‫* القــول‬
‫بعــورة‪ .‬وكيــف يقال إنه عــورة‪ ،‬وقد ثبت يف احلديث أن الرســول‬
‫نشــيدا مــن غــر ءاالت‬
‫ً‬ ‫خــص جلاريــة يف الغنــاء (أي تنشــد‬ ‫| ر َّ‬
‫‪94‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫املحرمــة)‪ ،‬عند إهداء العــروس إىل زوجهــا‪ .‬روى البخاري‬ ‫َّ‬ ‫اللهــو‬
‫يف الصحيــح (كتــاب النكاح‪ ،‬باب النســوة الاليت هيديــن املرأة إىل‬
‫زوجها ودعائهن بالربكة‪ )1980/5 ،‬عن الســيدة عائشــة ‬
‫أهنا ز َّفت امرأة إىل رجل من األنصار‪ ،‬فقال نيب اهلل |‪« :‬يا عائش ُة‪،‬‬
‫هم الل َّْه ُو»‪ .‬ويف رواية الطرباين‬ ‫ِ‬
‫فإن األنصا َر يُعج ُب ُ‬ ‫هلو‪َّ ،‬‬ ‫ما كان مع ُكم ٌ‬
‫يف املعجم األوســط (‪ )315/3‬أنه قــال‪« :‬فهل بعث ُتم معها جاري ًة‬
‫غيّن»‪ .‬قالت عائشــة‪ :‬تقول ماذا؟ قال رســول اهلل‬ ‫ترضب بالد ِ‬
‫ف وتُ ّ‬ ‫ُ ّ ّ‬
‫|‪[ :‬اهلزج]‬
‫ـــم‬ ‫ـــيـــونـــا ُحُن ّ ِ‬
‫ـــيـــيـــ ُك ْ‬ ‫فـــ َح ُّ‬ ‫ـــم‬
‫ــــم أتـــيـــنـــا ُك ْ‬
‫أتــــيــــنــــا ُك ْ‬
‫ـــم‬ ‫ولــــوال الــــذَّ هــــب األمحـــر [ م ] مـــا ح ـ ـ َّلـ ـ ِ ِ‬
‫ـت بـــواديـــ ُك ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ــت عــذاريــ ُكـ ْـم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـراء [ م ] مــا َســمــ َن ْ‬ ‫ولـــوال احل ـ ْنــط ـ ُة الـ َّـســمـ ُ‬
‫رواية الطرباين هذه صحيحة‪ ،‬ومعىن اجلارية يف اللغة الفتاة‪.‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫وقال احلافظ ابن حجر العسقالين يف فتح الباري (‪)406/23‬‬
‫رقم‪« :)121‬ويف احلديث [يعين حديث مبايعة النســاء بالكالم] أن‬
‫كالم األجنبية مباح سامعه‪ ،‬وأن صوهتا ليس بعورة» اهـ‪.‬‬
‫(مصــور‬
‫َّ‬ ‫* وذكــر النــووي يف رشح صحيــح مســلم (‪)16/13‬‬
‫رقــم‪ )122‬يف رشح حديــث كيفيــة بيعة النســاء‪« :‬وفيــه أن كالم‬
‫األجنبية يُباح سامعه عند احلاجة‪ ،‬وأن صوهتا ليس بعورة» اهـ‪.‬‬
‫‪95‬‬

‫س‪ :28‬تكلم عىل صفة الكالم هلل تعاىل‪.‬‬


‫اهلل يتكلم ال ككالمنا‪ ،‬كالمه ليس حر ًفا وال صو ًتا وال لغة‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ(‪[ )1‬النساء‪.]164 :‬‬
‫قــال اإلمام أبــو حنيفــة يف «الفقه األكــر»(‪« :)2‬ويتكلــم ال ككالمنا‪،‬‬
‫ويســمع ال كسمعنا‪ ،‬وحنن نتكلم باآلالت(‪ )3‬واحلروف‪ ،‬واهلل تعاىل يتكلم‬
‫بال ءالة وال حروف» اهـ‪.‬‬

‫(‪ )1‬يف هذه اآلية‪ :‬التأكيد باملصدر‪ ،‬وفيه رفع احتامل املجاز‪ ،‬فال حيتمل‬
‫أن الذي تكلَّم غري اهلل‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)123‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )2‬أبو حنيفة‪ ،‬الفقه األكرب‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫(‪ )3‬اآلالت هي اليت جعلها اهلل لنا من أرضاس وأســنان ولســان وشفتني‬
‫وحنوها‪ ،‬أما اهلل تعاىل فيتكلم بال ءالة وال حرف‪.‬‬
‫كالم اهلل الــذي هــو صفة ذاته قديم أزيل ال ابتداء له‪ ،‬وما كان كذلك‬
‫فال يكون حر ًفا وصو ًتا‪ ،‬القرءان والتوراة واإلجنيل والزبور وسائر كتب‬
‫اهلل إن قُصد هبا الكالم الذايت فهي أزلية ليست حبرف وال صوت‪ ،‬وإن‬
‫قُصــد هبا اللفــظ املنزل الذي بعضــه بلغة العرب وبعضــه بالعربانية‬
‫وبعضه بالرسيانية فهو حادث خملوق هلل‪ ،‬لكنها ليســت من تصنيف‬
‫ملــك وال بــر‪ ،‬فهي عبارات عن الكالم الــذايت الذي ال يوصف بأنه‬
‫وكل يُطلَق عليه كالم اهلل‪ ،‬أي‬
‫عــريب وال بأنه عرباين وال بأنه رسيــاين‪ٌّ ،‬‬
‫أن صفــة الكالم القائمة بــذات اهلل يقال له‪ :‬كالم اهلل‪ ،‬واللفظ املنزل‬
‫فتبنَّي أن القرءان له إطالقان‪:‬‬
‫الذي هو عبارة عنه يقال له‪ :‬كالم اهلل‪َّ ،‬‬
‫‪96‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫األول‪ :‬إطالقه عىل الكالم الذايت الذي ليس حبرف وال صوت وال لغة‬
‫عربية وال غريها‪.‬‬
‫املنزل الذي يقرؤه املؤمنون‪.‬‬‫الثاين‪ :‬إطالقه عىل اللفظ َّ‬
‫وتقريــب ذلــك أن لفــظ اجلاللــة «اهلل» عبــارة عــن ذات أزيل قديم‬
‫أبــدي‪ ،‬فــإذا قلنا‪ :‬نعبد اهلل‪ ،‬فذلك الذات هــو املقصود‪ ،‬وإذا ُكتب‬
‫هذا اللفظ فقيل‪ :‬ما هذا؟ يقال‪« :‬اهلل»‪ ،‬بمعىن أن هذه احلروف تدل‬
‫عىل ذلك الذات األزيل األبدي‪ ،‬ال بمعىن أن هذه احلروف هي الذات‬
‫الــذي نعبــده‪ ،‬فصفة الكالم أزليــة أبدية ال جيوز أن تكــون حر ًفا أو‬
‫صو ًتــا‪ ،‬ألن احلــرف والصوت خملوقان باملشــاهدة‪ ،‬فكام أن صفاته‬
‫مــن العلــم والقدرة واإلرادة وغــر ذلك أزلية قدميــة‪ ،‬كذلك كالمه‬
‫الــذايت أزيل قديــم ليس حر ًفا وال صو ًتا‪ ،‬وذلك ألنه ســبحانه مباين‬
‫(أي غري مشابه) جلميع املخلوقات يف الذات‪ ،‬أي ذاته ال يشبه ذوات‬
‫املخلوقات‪ ،‬والصفات‪ ،‬فصفاته ال تشبه صفات املخلوقات‪.‬‬
‫* من كالم أهل العلم‪:‬‬
‫(مصــور‬
‫َّ‬ ‫‪1‬ـ قــال الشــيباين يف رشح الطحاويــة (ص‪)18 ،17‬‬
‫رقم‪« :)124‬واحلرف والصوت خملوق‪ ،‬خلقه اهلل تعاىل ليحصل به‬
‫التفاهم والتخاطب حلاجة العباد إىل ذلك [أي احلروف واألصوات]‬
‫والبارئ سبحانه وتعاىل وكالمه مستغن ٍ عن ذلك‪[ ،‬أي عن احلروف‬
‫واألصــوات] وهــو معىن قوله ‪-‬أي الطحــاوي‪« : -‬ومن وصف اهلل‬
‫‪97‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫بمعىن من معاين البرش فقد كفر» » اهـ‪.‬‬


‫‪2‬ـ قال ابن هبة اهلل املكي احلموي يف حدائق الفصول وجواهر العقول‬
‫(مصور رقم‪[ :)125‬الرجز]‬ ‫َّ‬ ‫(ص‪)12‬‬
‫والص ْوت ِ م ًعا َسالما‬ ‫باحلرف ِ‬ ‫الكالما‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫قد‬ ‫ن‬ ‫«وقل ِ‬
‫مِل‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ َ ْ‬
‫والرُبهانا» اهـ‪.‬‬ ‫فــإهَّنم قـــد كابـروا ِ‬
‫ليل ُ ْ‬ ‫الد َ‬
‫وخال ُفوا َّ‬ ‫العــيانـا‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ ُ ْ‬
‫* من الدليل عىل أن اللفظ املنزل املتألف من احلروف ال جيوز أن يكون‬
‫كالم اهلل األزيل القائــم بذاته‪ ،‬ما ثبت أن اهلل تعاىل يكلم كل فرد من‬
‫أفــراد العباد يوم القيامة‪ ،‬فلو كان اهلل تبارك وتعاىل يكلمهم بصوت‬
‫وحرف مل يكن حسابه لعباده رسي ًعا‪ ،‬واهلل تبارك وتعاىل وصف نفسه‬
‫بأنه رسيع احلســاب‪ .‬ولــو كان كالم اهلل تعاىل حبرف وأصوات لكان‬
‫أبطأ احلاســبني‪ ،‬وهذا ضد اآلية اليت فيها أن اهلل أرسع احلاسبني‪ ،‬قال‬
‫اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﭼ [األنعام‪ ]62 :‬فال يتحقق معىن أرسع احلاســبني إال‬
‫عىل مذهب أهل السنة أن اهلل متكلم بكالم أزيل بغري حرف وصوت‪.‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫* قــال مــا عــي القــاري يف «رشح الفقه األكــر» (ص‪)95‬‬
‫رقم‪« :)126‬وقد ذكر املشــايخ رمحهم اهلل تعاىل أنه يقال‪ :‬القرءان‬
‫كالم اهلل غــر خملــوق‪ ،‬وال يقــال‪ :‬القرءان غري خملوق‪ ،‬لئال يســبق‬
‫إىل الفهــم أن املؤلَّف من األصوات واحلروف قديم‪ ،‬كام ذهب إليه‬
‫بعض جهلة احلنابلة» اهـ‪.‬‬
‫‪98‬‬

‫س‪ :29‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ [طه‪]5 :‬؟‬


‫قال اإلمام مالك ‪« :‬اســتوى كام وصف نفسه(‪ ،)1‬وال يقال عنه‪:‬‬
‫كيــف‪ ،‬وكيف عنه مرفــوع»(‪ )2‬اهـ‪ .‬والكيف صفــة املخلوق‪ ،‬ومن صفة‬
‫املخلوق‪ :‬اجللوس(‪ )3‬واالســتقرار واملكان(‪ )4‬واجلهة(‪ ،)5‬وقال القشــري‪:‬‬
‫«ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ قهر وحفظ وأبقى»(‪ )6‬اهـ‪ .‬وال جيوز اعتقاد‬
‫أنه جالس عىل العرش‪ ،‬ألن هذه عقيدة اليهود‪ ،‬وفيها تكذيب لقوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭼ [النحــل‪ ،]74 :‬وقــال اإلمام عيل ‪« :‬إن‬
‫إظهارا لقدرته‪ ،‬ومل يتخذه مكا ًنا لذاته» اهـ‪ .‬أبو منصور‬
‫ً‬ ‫اهلل خلــق العرش‬
‫البغدادي‪ ،‬الفَ رق بني ِ‬
‫الف َرق(‪.)7‬‬ ‫ْ‬

‫أي كام ورد يف القرءان‪ ،‬استوى استواء يليق به‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫(مصور رقم‪)127‬‬
‫َّ‬ ‫البيهقي‪ ،‬األسامء والصفات‪ ،‬ص‪.379‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اجللــوس ليس لــه معىن يف لغة العرب إال هــذا املعروف ممن له جزء‬ ‫(‪)3‬‬
‫أعىل وجزء أسفل‪ ،‬واجلزء األسفل مالصق ملا حتته‪.‬‬
‫املكان‪ :‬الفراغ الذي يشغله احلجم‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫اجلهة‪ :‬الناحية‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫حممد مرتىض الزبيدي‪ ،‬إحتاف الســادة املتقني‪.108/2 ،‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫رقم‪)128‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫أبــو منصــور البغــدادي‪ ،‬الفرق بــن الفــرق‪ ،‬ص‪.287‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫رقم‪)129‬‬
‫‪99‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫* القاعــدة‪ :‬أن القرءان ال يتعــارض‪ ،‬واحلديث ال يتعارض‪ ،‬والقرءان‬


‫ال يعــارض احلديث‪ ،‬وكذلك احلديــث ال يعارض القرءان‪ ،‬فال بد‬
‫أن تكون هذه اآلية‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ [طه‪]5 :‬‬
‫منسجمة مع اآليات املحكامت‪ ،‬ومنها‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣﭤﭼ‬
‫[الشورى‪.]11 :‬‬
‫* قــال اإلمام جعفر الصــادق ‪« :‬من زعم أن اهلل يف ىشء أو من‬
‫ً‬
‫حممواًل‪ ،‬ولو‬ ‫ىشء أو عــى ىشء فقــد أرشك إذ لو كان عــى ىشء لكان‬
‫حمصورا‪ ،‬ولو كان من ىشء لكان ُحُم َد ًثا» اهـ‪ .‬أمحد‬
‫ً‬ ‫كان يف ىشء لكان‬
‫(مصور رقم‪)130‬‬ ‫َّ‬ ‫الرفاعي‪ ،‬الربهان املؤيد‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫«نقر بأن اهلل عىل العرش استوى‪ ،‬من‬ ‫* قال اإلمام أبو حنيفة ‪ّ :‬‬
‫غــر أن يكــون له حاجة إليه واســتقرار عليه‪ ،‬وهــو احلافظ للعرش‬
‫حمتاجا إىل اجللوس والقرار‬ ‫ً‬ ‫وغــر العرش من غري احتياج‪ ،‬ولو كان‬
‫علوا‬
‫فقبــل خلــق العرش أيــن كان اهلل تعــاىل‪ ،‬تعاىل اهلل عن ذلــك ًّ‬
‫كبــرا» اهـــ‪ .‬القاري‪ِ ،‬م َنــح الروض األزهــر يف رشح الفقه األكرب‪،‬‬
‫ً‬
‫(مصور رقم‪)131‬‬‫َّ‬ ‫ص‪.127 ،126‬‬
‫* قــال مالــك  لرجل ســأله عــن ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮍ ﭼ [طــه‪« :]5 :‬االســتواء غــر جمهول‪ ،‬والكيــف غري معقول‪،‬‬
‫واإلميان به واجب‪ ،‬والســؤال عنه بدعة‪ ،‬وما أراك إال مبتد ًعا» اهـ‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)132‬‬ ‫َّ‬ ‫البيهقي‪ ،‬األسامء والصفات‪ ،‬ص‪.379‬‬
‫‪100‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫* قال الشــافعي  عندما ســئل عــن قوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ‬


‫ﮋ ﮌ ﮍﭼ [طــه‪« :]5 :‬ءامنــت بال تشــبيه‪ ،‬وصدقت‬
‫بــا متثيل‪ ،‬واهتمــت نفيس يف اإلدراك‪ ،‬وأمســكت عن اخلوض فيه‬
‫ومتــرد‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫ّ‬ ‫كل اإلمســاك» اهـ‪ .‬احلصين‪ ،‬دفع ُشــبه من َّ‬
‫شــبه‬
‫(مصور رقم‪)133‬‬
‫َّ‬
‫* قــال الشــافعي ‪« :‬وكــذا [يكفــر] مــن يعتقــد أن اهلل جالس‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫عــى العــرش» اهـ‪ .‬ابــن املعلم‪ ،‬جنم املهتــدي‪.430/2 ،‬‬
‫رقم‪)134‬‬
‫* قــال أمحد بن حنبل ‪« :‬اســتوى كام أخــر ال كام خيطر للبرش»‬
‫(مصور رقم‪)135‬‬
‫َّ‬ ‫اهـ‪ .‬أمحد الرفاعي‪ ،‬الربهان املؤيد‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫ٍ‬
‫مســتو عىل العرش عــى الوجه الذي قاله‪،‬‬ ‫* قال الغزايل ‪« :‬وأنه‬
‫منز ًها عن املامسة واالستقرار والتمكن‬ ‫استواء َّ‬
‫ً‬ ‫وباملعىن الذي أراده‪،‬‬
‫واحللــول واالنتقال‪ ،‬ال حيمله العرش‪ ،‬بــل العرش ومحلته حممولون‬
‫بلطــف قدرتــه‪ ،‬ومقهورون يف قبضتــه‪ ،‬وهو فوق العرش والســاء‬
‫قربا‬
‫وفــوق كل ىشء إىل ختوم الثرى (فوقيــة القهر) فوقية ال تزيده ً‬
‫عدا عــن األرض والثرى‪ ،‬بل هو‬ ‫إىل العــرش والســاء كام ال تزيــده بُ ً‬
‫رفيــع الدرجات عــن العرش والســاء‪ ،‬كام أنه رفيــع الدرجات عن‬
‫األرض والثــرى‪ ،‬وهــو مع ذلــك قريب من كل موجــود‪( ،‬القرب‬
‫احليّس) وهو أقرب إىل العبد من حبل الوريد‪ ،‬وهو عىل‬ ‫املعنــوي ال ّ‬
‫‪101‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫كل ىشء شــهيد‪ ،‬إذ ال مياثل قربه قرب األجســام‪ ،‬كام ال مياثل ذاته‬
‫ذات األجسام‪ ،‬وأنه ال حيل يف ىشء‪ ،‬وال حيل فيه ىشء» اهـ‪ .‬الغزايل‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)136‬‬ ‫َّ‬ ‫قواعد العقائد‪ ،‬ص ‪.53 ،52‬‬
‫مســتو عىل عرشه باملعىن الذي‬ ‫ٍ‬ ‫* قال الغزايل ‪« :‬العلم بأنه تعاىل‬
‫أراد اهلل تعــاىل باالســتواء‪ ،‬وهو الذي ال ينايف وصــف الكربياء‪ ،‬وال‬
‫يتطرق إليه ســات احلدوث والفناء‪ ،‬وهو الذي أريد باالســتواء إىل‬
‫الســاء [‪ ]...‬وليــس ذلــك إال بطريــق القهــر واالســتيالء‪ ،‬كام قال‬
‫الشاعر‪[ :‬الرجز]‬
‫غري َس ْيف ٍ ودمٍ ُم ْهراقِ» اهـ‪.‬‬
‫ِمن ِ‬ ‫قد استوى بِرْش عىل ِ‬
‫العراق ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌْ‬
‫(مصور رقم‪)137‬‬
‫َّ‬ ‫الغزايل‪ ،‬قواعد العقائد‪ ،‬ص‪ 165‬ـ ‪.167‬‬
‫«نزهوا اهلل عن سامت املحدثني وصفات‬ ‫* قال أمحد الرفاعي ‪ّ :‬‬
‫وطهروا عقائدكم من تفسري معىن االستواء يف حقه تعاىل‬ ‫املخلوقني‪ّ ،‬‬
‫باالستقرار‪ ،‬كاستواء األجسام عىل األجسام املستلزم للحلول‪ ،‬تعاىل‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫اهلل عن ذلك» اهـ‪ .‬أمحد الرفاعي‪ ،‬الربهان املؤيد‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫رقم‪)138‬‬
‫ــدي [االســتواء] بـ‬
‫* قــال أبــو القاســم األصبهــاين ‪« :‬ومــى ُع ّ‬
‫«عىل» اقتىض معىن االســتيالء» اهـ‪ .‬األصبهــاين‪ ،‬مفردات القرءان‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)139‬‬‫َّ‬ ‫‪.331/1‬‬
‫‪102‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ِ‬
‫فــر االســتواء‬
‫ّ‬ ‫أنــه‬ ‫‬ ‫عبــاس‬ ‫ابــن‬ ‫عــن‬ ‫روي‬ ‫مــا‬ ‫* وال صحــة ل‬
‫باالســتقرار‪ ،‬فهــو مــن روايــة الســدي الصغــر عن الكلــي عن أيب‬
‫صالــح‪ ،‬قال احلافظ البيهقي‪« :‬الرواية منكرة» اهـ‪ .‬البيهقي‪ ،‬األسامء‬
‫(مصــور رقــم‪ )140‬وهذا الســند‬
‫َّ‬ ‫والصفــات‪ ،‬ص‪.384 ،383‬‬
‫يسمى «سلسلة الكذب»‪ ،‬فوجب احلذر من كتاب «تنوير املقباس‬
‫من تفسري ابن عباس»‪ ،‬فإنه كذب عليه‪.‬‬
‫الديــن احلصين‪« :‬ويف مواضــع أغراضهــم [أي ابن تيمية‬ ‫* قــال تقي ّ‬
‫جُيــرون األحاديث عىل مقتــى ال ُعرف واحلس‪،‬‬ ‫وأتباعه] الفاســدة ُ ْ‬
‫ويقولــون‪ :‬ينزل بذاته وينتقــل ويتحرك وجيلس عىل العرش بذاته‪،‬‬
‫ثم يقولون‪ :‬ال كام يُ ْعقَ ل‪ .‬يغالطون بذلك من يسمع من عامي وس ّيئ‬
‫الفهــم‪ ،‬وذلك عــن التناقض‪ ،‬ومكابرة للحــس والعقل‪ ،‬ألنه كالم‬
‫متهافت يدفع ءاخره أوله‪ ،‬وأوله ءاخره» اهـ‪ .‬احلصين‪َ ،‬دفْع ُشبه من‬
‫(مصور رقم‪)141‬‬ ‫َّ‬ ‫ومترد‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫َش َّبه َّ‬
‫‪103‬‬

‫س‪ :30‬تكلم عىل القدر‪.‬‬


‫كل ىشء حيصــل يف هــذه الدنيا من خــر أو رش‪ ،‬من طاعة أو معصية‪،‬‬
‫مــن إميان أو كفــر‪ ،‬بتقدير اهلل ومشــيئته وعلمه‪ ،‬اخلري واإلميــان والطاعة‬
‫بتقديــره وحمبتــه ورضاه‪ ،‬أما الــر واملعصية والكفــر فبتقدير اهلل وليس‬
‫بمحبته وليس برضاه‪ ،‬وال يوصف تقدير اهلل الذي هو صفته بالرش(‪.)1‬‬
‫قال تعاىل(‪ :)2‬ﭽ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﭼ [القمر‪.]9 :‬‬

‫رشا فتوصف‬ ‫(‪ )1‬إنام يقال‪ :‬تقدير اهلل حسن‪ ،‬أما املقدورات إن كانت ًّ‬
‫بالرش‪.‬‬
‫(‪ )2‬من اآليات الدالة عىل ذلك‪:‬‬
‫قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﭼ‬
‫[البقرة‪.]102 :‬‬
‫وقولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ [ءال‬
‫عمران‪.]166 :‬‬
‫وقوله تعاىل‪ :‬ﭽﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﭼ [التوبة‪:‬‬
‫‪.]51‬‬
‫وقولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ [الرعــد‪:‬‬
‫‪.]11‬‬
‫وقولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ [احلديد‪.]22 :‬‬
‫‪104‬‬
‫ٍ‬
‫بقــد ٍر ّ‬
‫حــى ال َع ْجــ ُز(‪ )4‬وال َك ْي ُس(‪ .»)5‬مســلم‪،‬‬ ‫احلديــث(‪ُّ :)3‬‬
‫«كل ىشء َ‬
‫صحيح مسلم (كتاب القدر‪ ،‬باب كل ىشء بقدر اهلل‪.)2045/4 ،‬‬

‫وقولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ‬


‫[التكوير‪.]29 :‬‬
‫وقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ‬
‫[الفلق‪.]2 ،1 :‬‬
‫يكن»‪ .‬أبو داود‪،‬‬‫اهلل كان وما مل يشأ ْ مل ْ‬ ‫(‪ )3‬كام ورد يف احلديث‪« :‬ما شاء ُ‬
‫سنن أيب داود‪( ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب ما يقول إذا أصبح‪،409/7 ،‬‬
‫‪ .)410‬والقدر معناه تدبري األشياء عىل وجه مطابق لعلم اهلل األزيل‬
‫ومشيئته األزلية‪ ،‬فيوجدها يف الوقت الذي علم أهنا تكون فيه‪.‬‬
‫وأهل‬‫أهل ســاواتِه ِ َ‬ ‫اهلل عذَّ ب َ‬
‫أن َ‬ ‫* وهنــاك احلديث املشــهور‪« :‬لــو َّ‬
‫ِ ِ‬
‫غري ظاملٍ هلم‪ ،‬ولو رمحَهم كانت رمح ُته هلم ً‬
‫خريا‬ ‫أرضه لَعذَّ هبم وهو ُ‬
‫ِ‬ ‫جبــل أ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ذهبا يف ســبيل ِ اهلل ع َّز َّ‬
‫وجل‬ ‫حد ً‬ ‫َ ُ‬ ‫أنفقت‬
‫َ‬ ‫من أعامهِلــم‪ ،‬ولو‬
‫بالقد ِر‬ ‫ِ‬
‫أن ما أصابك مل يكن‬ ‫وتعلــم َّ‬
‫َ‬ ‫تؤمن َ‬
‫َ‬ ‫مــا َقب َله ُ‬
‫اهلل منك حــى‬
‫غري ذلك‬‫ت عىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صيبك‪ ،‬ولــو ُم َّ‬
‫ــك‪ ،‬وما أخطــأك مل ي ُكن ل ُي َ‬ ‫ل ُيخط َئ َ‬
‫لدخلت النا َر»‪ .‬أمحد‪ ،‬مسند أمحد‪.)182/5( ،‬‬ ‫َ‬
‫(‪ )4‬العجز‪ :‬الضعف‪ ،‬أي ضعف الفهم‪.‬‬
‫(‪ )5‬الكيس‪ :‬الفطنة والذكاء واالجتهاد‪.‬‬
‫‪105‬‬

‫س ‪ :31‬ما الدليل عىل أن مصافحة الرجل للمرأة األجنبية حرام؟‬


‫ٍ‬ ‫ٍ (‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خ َيــط من حديد خ ٌ‬
‫ري له‬ ‫طعن يف رأس ِ أحدكم بم ْ‬‫احلديــث‪«َ :‬أَل َ ْن يُ َ‬
‫أن َمَي َّس امــرأ ًة ال َحَتِ ُّل ل ُه(‪ .»)2‬الطرباين‪ ،‬املعجــم الكبري‪،211/2( ،‬‬
‫مــن ْ‬
‫الب ْط ُش(‪ .»)3‬مســلم‪،‬‬
‫«واليد زناها َ‬
‫ُ‬ ‫‪ .)212‬وقــال عليه الصالة والســام‪:‬‬
‫قــدر عىل ابن ءادم حظــه من الزنى‬
‫صحيح مســلم (كتاب القدر‪ ،‬باب ّ‬
‫وغريه‪.)2046/4 ،‬‬

‫خي َط ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫به‪.‬‬ ‫(‪ )1‬امل ْخ َيط‪ :‬ما ْ‬
‫أن لو طُعن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )2‬معنــاه لــو ُع ّذ َب عىل هذه املعصية كان عذابه أشــد من ْ‬
‫حبديدة يف رأسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬زنى اليد يشــمل أشــياء كثــرة‪ ،‬يشــمل اللمس املحــرم‪ ،‬واملراد‬
‫بالبطش العمل باليد‪.‬‬
‫النســاء»‪ .‬ابــن حبان‪ ،‬صحيح‬‫َ‬ ‫أصافح‬
‫ُ‬ ‫* وجــاء أنــه | قال‪« :‬إين ال‬
‫ابــن حبــان‪( ،‬كتاب الســر‪ ،‬باب بيعــة األئمة وما يســتحب هلم‪،‬‬
‫‪ .)376 ،375/5‬وإســحاق بن راهويه بســند حسن‪ ،‬كام ذكر ابن‬
‫(مصور رقم‪)142‬‬ ‫َّ‬ ‫حجر العسقالين‪ ،‬فتح الباري‪.406/23 ،‬‬
‫ِ‬
‫يده امــرأ ًة قط‬
‫مســت ُ‬ ‫َّ‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫واهلل‬ ‫* وعــن عائشــة  قالــت‪« :‬وال‬
‫ذلك» » اهـ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يف املبايعــة‪ ،‬مــا يبايعهــن إال بقوله‪« :‬قد بايع ُتك عــى َ‬
‫البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب التفســر‪ ،‬باب ﭽﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭﭼ [املمتحنة‪.)1856/4 ،]10 :‬‬
‫ويف لفظ ءاخر عن عائشة  أهنا قالت‪« :‬ما أخذ رسول اهلل |‬
‫‪106‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫من النســاء قط إال بام أمره اهلل جل وعال‪ ،‬وما مست كفه كف امرأة‬
‫قــط‪ ،‬وما كان يقول هلن إذا أخذ عليهن إال‪« :‬قد بايع ُت ُك َّن» كال ًما»‬
‫اهـــ‪ .‬ابن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان‪( ،‬كتــاب احلظر واإلباحة‪ ،‬ذكر‬
‫حَم َر ًما يف مجيع‬
‫البيــان بأن املــرء ممنوع عن مس امــرأة ال يكون هلــا َ ْ‬
‫األحوال‪.)340 ،339/6 ،‬‬
‫* ويف ذلك ر ٌّد عىل من زعم أن النيب | بايع النساء باملصافحة‪ ،‬وهو‬
‫كالم باطل‪.‬‬
‫‪107‬‬

‫س ‪ :32‬تكلم عىل قراءة القرءان عىل امليت‪.‬‬


‫قراءة القرءان عىل امليت جائزة‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮜ ﮝ ﭼ(‪[ )1‬احلج‪.]77 :‬‬
‫احلديــث‪« :‬اقر ُؤوا عىل موتا ُكم يٰس»‪ .‬ابن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان‪،‬‬
‫وصححه‪( ،‬فصل يف املحترض‪.)2()66/4 ،‬‬
‫وإمجاع أهل احلق عىل جوازه ونفعه‪.‬‬

‫الرب واملعروف‪ .‬الفخر الرازي‪ ،‬تفسري الفخر الرازي‪،‬‬ ‫(‪ )1‬يدخل يف اخلري ُّ‬
‫(مصور رقم‪)143‬‬ ‫َّ‬ ‫‪.72/23‬‬
‫اهلل تبارك‬ ‫رجل يُ ُ‬
‫ريــد َ‬ ‫قلــب القــرءانِ‪ ،‬ال يَقر ُؤها ٌ‬ ‫ُ‬ ‫(‪ )2‬ويف لفــظ‪« :‬يٰس‬
‫ِ‬
‫وتعاىل والــدا َر اآلخر َة َّإاَّل ُغف َر ل ُه‪َ ،‬‬
‫واقر ُؤوهــا عىل موتا ُكم»‪ .‬أمحد‪،‬‬
‫مسند أمحد‪.)26/5( ،‬‬
‫ضعفوه‪ .‬فاجلواب مــا قد ذكره النووي‬ ‫* وإذا قيــل‪ :‬إن بعــض العلامء َّ‬
‫يف مقدمــة «األربعــن النوويــة» (‪« :)43 ،42‬اتفــق العلــاء عــى‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫جــواز العمل باحلديث الضعيف يف فضائــل األعامل» اهـ‪.‬‬
‫رقم‪)144‬‬
‫املحترَض فحســب‪ .‬فاجلواب‪ :‬ليس يف احلديث ختصيص‬ ‫َ‬ ‫* وإذا قيل‪:‬‬
‫باملحتــر‪ ،‬كلمة «موتاكم» حتتمل املحترض‪ ،‬وحتتمل الذي مات‬ ‫َ‬
‫من قريب أو من بعيد‪.‬‬
‫* وكذلك احلديث الذي رواه الطرباين يف املعجم الكبري (‪:)444/12‬‬
‫‪108‬‬

‫‪....................................................................‬‬
‫ِِ‬
‫قــره‪ ،‬ول ُْيقرأْ َ‬
‫عند‬ ‫وأرس ُعوا به ِ إىل‬
‫ــوه‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أحدكم فال حتب ُس ُ‬
‫«إذا مــات ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعنــد رجليه خبامتةِ البقــرة يف قربه»‪ .‬قال‬ ‫َ‬ ‫رأســه ِ بفاحتةِ الكتابِ‪،‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫احلافــظ ابــن حجــر يف رشح البخــاري (‪)659 ،658/4‬‬
‫رقم‪ )145‬عن هذا احلديث‪« :‬أخرجه الطرباين بإسناد حسن» اهـ‪.‬‬
‫* وهذا ما فهمه أصحاب رسول اهلل |‪ ،‬جواز قراءة القرءان للميت‬
‫عند قربه‪ ،‬فقد ثبت عن الصحايب اجلليل عبد اهلل بن عمر بن اخلطاب‬
‫‪ ،‬أنه قرأ عىل القرب أول سورة البقرة وخامتتها‪ .‬البيهقي‪ ،‬السنن‬
‫الكــرى‪( ،‬كتاب اجلنائز‪ ،‬باب ما ورد يف قــراءة القرءان عند القرب‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)146‬‬ ‫َّ‬ ‫وحسنه النووي‪ ،‬األذكار‪ ،‬ص‪.137‬‬ ‫‪َّ ،)93/4‬‬
‫* من أقوال املالكية‪« :‬أصل هذا الباب الصدقة اليت ال اختالف فيها‪،‬‬
‫فكــا يصــل للميت ثواهبــا فكذلك تصل قــراءة القــرءان والدعاء‬
‫واالســتغفار‪ ،‬إذ كل ذلــك صدقــة‪ ،‬فإن الصدقــة ال ختتص باملال»‬
‫(مصور رقم‪)147‬‬ ‫َّ‬ ‫اهـ‪ .‬القرطيب‪ ،‬التذكرة‪.279 ،277/1 ،‬‬
‫* من أقوال الشافعية‪ :‬قال النووي يف «رياض الصاحلني» (ص ‪)284‬‬
‫ستحب أن يُقرأ عنده‬ ‫ّ‬ ‫(مصور رقم‪« :)148‬قال الشــافعي ‪ :‬ويُ‬ ‫َّ‬
‫[أي امليــت املدفــون] ىشء من القرءان‪ ،‬وإن ختمــوا القرءان عنده‬
‫كان حس ًنا» اهـ‪.‬‬
‫* من أقوال احلنابلة‪ :‬قال أبو بكر املروزي‪« :‬ســمعت أمحد بن حنبل‬
‫يقــول‪« :‬إذا دخلتــم املقابــر فاقــرؤوا ءاية الكــريس و ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔ ﭕ ﭼ [اإلخــاص‪ ]1 :‬ثــاث مــرات‪ ،‬ثم قولــوا‪ :‬اللهم‬
‫‪109‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫اجعــل فضله ألهل املقابر» »‪ ،‬وقال‪« :‬فإنــه يصل إليهم» اهـ‪ .‬ابن‬
‫(مصور رقم‪)149‬‬
‫َّ‬ ‫مفلح‪ ،‬املقصد األرشد‪.339 ،338/2 ،‬‬
‫* وهاك نقلني عن عمدتني للوهابية‪:‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫ابــن تيمية يف «جممــوع فتاوى ابن تيميــة»‪)300/24( ،‬‬
‫رقم‪ )150‬حني ســئل عن حكم عمل اخلتمــة ملن مات‪« :‬من قرأ‬
‫حمتسبا وأهداه إىل امليت نفعه ذلك» اهـ‪.‬‬
‫ً‬ ‫القرءان‬
‫(مصور‬‫َّ‬ ‫ابــن عبــد الوهــاب يف «أحكام متــي املــوت» (ص‪)75‬‬
‫رقــم‪« :)151‬أخرج عبــد العزيز صاحب اخلالل بســنده مرفو ًعا‪:‬‬
‫من دخل املقابر فقرأ سورة «يٰس» خفف اهلل عنهم‪ ،‬وكان له بعدد‬
‫من فيها حسنات» اهـ‪.‬‬
‫* وهــذه قصــة يف كتاب «العاقبــة» لعبد احلق األزدي قــال‪« :‬حدثين‬
‫أبــو الوليد إســاعيل بن أمحد [ ُع ِرف بابن أفرنــد]‪ ،‬وكان هو وأبوه‬
‫صاحلني‪ .‬قال يل أبو الوليد‪ :‬مات أيب رمحة اهلل عليه‪ ،‬فحدثين بعض‬
‫إخوانــه ممــن يوثــق حبديثه‪ ،‬قــال يل‪ :‬زرت قرب أبيك فقــرأت عليه‬
‫حزبــا من القــرءان‪ ،‬ثم قلت له‪ :‬يا فالن‪ ،‬هذا قد أهديته لك‪ ،‬فامذا‬
‫ً‬
‫عيل نفحة مســك غشيتين‪ ،‬وأقامت معي ساعة‪ ،‬ثم‬ ‫فهبت َّ‬‫يل؟ قال‪َّ :‬‬
‫انرصفت وهي معي‪ ،‬فام فارقتين إال وقد مشيت حنو نصف الطريق»‬
‫(مصور رقم‪)152‬‬‫َّ‬ ‫اهـ‪ .‬عبد احلق اإلشبييل‪ ،‬العاقبة‪.127 ،‬‬
‫‪110‬‬

‫س‪ :33‬ما الدليل عىل جواز انتفاع امليت بالصدقة؟‬


‫انقطع عنه عملُــه َّإاَّل من ثالثةٍ‪ّ :‬إاّل من‬
‫َ‬ ‫احلديــث‪« :‬وإذا مات اإلنســان‬
‫ولــد صالح ٍ(‪ )1‬يَد ُعو ل ُه»‪ .‬مســلم‪،‬‬‫صدقــةٍ جاريةٍ‪ ،‬أو علــمٍ ينتفَ ع بهِ‪ ،‬أو ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫صحيح مســلم (كتــاب الوصيــة‪ ،‬باب ما يلحق اإلنســان مــن الفوائد‬
‫بعد وفاته‪ .)1254/3 ،‬معناه أن هذا مما ينتفع به املســلم مما يكون هو‬
‫ســببا فيه‪ .‬وكذلك قوله تعــاىل‪ :‬ﭽﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﭼ‬ ‫ً‬
‫يكون مــن فعله من اخلري وانتفع به‪ ،‬وما كان من‬ ‫ُ‬ ‫[النجــم‪ )2(]39 :‬أي ما‬
‫إحســان غــره إليه ومل يكــن من فعله انتفــع به‪ ،‬بفضــل اهلل عليه‪ ،‬وذلك‬
‫كصالة اجلنازة ليســت من فعل امليت وينتفع هبا‪ ،‬وكدعاء الرســول |‬
‫لغريه‪ ،‬ليس من فعل هذا الغري وينتفع به‪.‬‬

‫(‪ )1‬دعاء الولد الصالح ليس من فعل امليت‪ ،‬هو دعاء غري امليت وينتفع‬
‫به امليت‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)153‬‬‫َّ‬ ‫(‪ )2‬أبو حيان األندليس‪ ،‬البحر املحيط‪.24/10 ،‬‬
‫وهو سبحانه مل يقل إنه ال ينتفع إال بام سعى‪ ،‬فليس يف اآلية تعرض‬
‫ملنــع االنتفاع بعمل الغري‪ ،‬بل يف احلديث ما يشــهد لصحة وصول‬
‫األجــر والنفــع من عمل الغري‪ ،‬كام يف حديث‪« :‬إذا مات اإلنســانُ»‬
‫احلديــث‪ ،‬وحديــث البخــاري يف صحيحه (كتــاب الوصايا‪ ،‬باب‬
‫َ‬
‫أريض أو بســتاين عن أمي فهو جائز [‪ )1013/3 ،]...‬عن تصدق‬
‫ســعد بن عبادة  عن أمه اليت ماتت‪ .‬فعن ابن عباس ‬
‫أن ســعد بــن عبــادة  توفيت أمــه وهو غائب عنهــا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫‪111‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫«يــا رســول اهلل‪ ،‬إن أمي توفيــت وأنا غائب عنهــا‪ ،‬أينفعها ىشء إن‬
‫تصدقــت به عنها؟»‪ ،‬فقــال عليه الصالة والســام‪« :‬نعم»‪ ،‬فقال‬
‫سعد‪« :‬فأشهدك أن حائطي املخراف صدقة عليها»‪ .‬اهـ‪( .‬حائطي‬
‫املخراف‪ :‬بســتاين املثمر)‪ .‬وما فعله ســعد بن عبادة ليس من فعل‬
‫أمه‪ ،‬والرسول | قال له‪« :‬نعم»‪ ،‬أي ينفعها‪.‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫قــال الزبيدي يف «إحتاف الســادة املتقــن» (‪)373/10‬‬
‫رقم‪« :)154‬ثم قال الســيوطي‪ :‬واســتدلوا عــى الوصول بالقياس‬
‫عــى الدعــاء والصدقة والصوم واحلج والعتــق‪ ،‬فإنه ال فرق يف نقل‬
‫الثــواب بني أن يكون عن حــج أو صدقة أو وقف أو دعاء أو قراءة‪،‬‬
‫وباألحاديث الواردة فيه‪ ،‬وهي وإن كانت ضعيفة فمجموعها يدل‬
‫أصاًل‪ ،‬وبأن املســلمني ما زالوا يف كل مرص جيتمعون‬‫عىل أن لذلك ً‬
‫ويقرؤون ملوتاهم من غري نكري‪ ،‬فكان ذلك إمجا ًعا» اهـ‪.‬‬
‫‪112‬‬

‫س‪ :34‬ما الدليل عىل أنه جيوز قيام رمضان بأكثر من إحدى عرشة ركعة؟‬
‫قال اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ‬
‫[احلج‪.]77 :‬‬
‫مثــى»‪ .‬البخــاري‪ ،‬صحيــح البخاري‪،‬‬ ‫احلديــث‪« :‬صــا ُة الليل ِ َ‬
‫مثىَن َ‬
‫(كتاب الوتر‪ ،‬باب ما جاء يف الوتر‪ )1()337/1 ،‬واحلديث‪« :‬الصال ُة خ ٌري‬
‫استقل»‪ .‬ابن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان(‪( ،)3‬كتاب‬ ‫َّ‬ ‫استكثر أو‬
‫َ‬ ‫موضو ٌع(‪،)2‬‬
‫الرب واإلحسان‪ ،‬باب ما جاء يف الطاعات وثواهبا‪.)453 ،452/1 ،‬‬

‫(‪ )1‬ويف احلديث ترك التحديد بعدد‪ ،‬فيشــمل ســبع ركعات وتس ًعا إىل‬
‫عرشين إىل أربعني إىل مائة إىل أكثر من ذلك‪ ،‬كل هذا ىشء موافق‪،‬‬
‫والرســول | مل يفعل كل ما رغب فيه‪ .‬أليس ثبت عن أيب هريرة‬
‫ أنه كان يســبح اثنيت عرشة ألف تســبيحة‪ ،‬كل يوم‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫«أســبح بقــدر ذنــويب» اهـــ‪ .‬رواه ابن ســعد‪ ،‬وصححــه احلافظ ابن‬
‫ّ‬
‫(مصور رقم‪ .)155‬ومل يثبت أن‬ ‫َّ‬ ‫حجــر يف «اإلصابــة» (‪)360/7‬‬
‫سبح هبذا العدد‪ ،‬فهل يكون بذلك أبو هريرة عاص ًيا‪.‬‬ ‫الرسول | ّ‬
‫وهؤالء أهل املدينة كانوا يقومون يف رمضان بست وثالثني ركعة‪،‬‬
‫(مصور رقم‪ )156‬فهل‬‫َّ‬ ‫(النفــراوي‪ ،‬الفواكه الــدواين‪)490/1 ،‬‬
‫يقال‪ :‬إنه خاب ســعيهم وضل وأتعبوا أنفسهم فيام هو معصية هلل‪،‬‬
‫لقول متنطع بتحريم الزيادة عىل إحدى عرشة ركعة‪.‬‬
‫ث عليه‪.‬‬ ‫وح ّ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )2‬خري موضوع أي ىشء حسن ُوض َع ُ‬
‫(‪ )3‬أخرجــه ابن حبــان يف صحيحه وص َّححه‪ ،‬ووافقــه عليه احلافظ ابن‬
‫(مصور رقم‪)157‬‬
‫َّ‬ ‫حجر العسقالين‪ ،‬فتح الباري (‪.)82/4‬‬
‫‪113‬‬

‫س ‪ :35‬ما الدليل عىل جواز استعامل الدف؟‬


‫احلديث‪ :‬أن امرأة قالت للرسول |‪ :‬إين نذرت أن أرضب عىل رأسك‬
‫ِ ِ‬ ‫بالــدف‪ ،‬قــال‪ِ :‬‬
‫بنذرك»‪ .‬أبو داود‪ ،‬ســنن أيب داود‪( ،‬كتاب األميان‬ ‫«أويِف‬
‫والنذور‪ ،‬باب ما يؤمر بوفائه من النذر‪.)1( )199/5 ،‬‬

‫(‪ )1‬عمل املرأة هذا إلدخال الرسور عىل قلب رســول اهلل |‪ ،‬فلو كان‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يقر حرا ًما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫|‬ ‫النيب‬ ‫ألن‬ ‫»‪،‬‬ ‫«فأويِف بنذرك‬ ‫حرا ًما مَلَ ا قال هلا‪:‬‬
‫* ويف ســنن الرتمذي (كتاب النكاح‪ ،‬باب ما جاء يف إعالن النكاح‪،‬‬
‫‪ )390 ،389/3‬عــن عائشــة  أن النــي | قــال‪« :‬أعل ُنوا‬
‫وارض ُبوا عليه بالدفوف ِ»‪ .‬قال‬ ‫ِ‬ ‫املســاجد‪،‬‬‫ِ‬ ‫ُوه يف‬
‫النكاح واجعل ُ‬
‫َ‬ ‫هذا‬
‫ابن حجر اهليتمي‪« :‬وفيه إمياء إىل جواز رضب الدف يف املســاجد‪،‬‬
‫ألجل ذلك فعىل تسليمه يقاس عليه غريه» اهـ‪ .‬ابن حجر اهليتمي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)158‬‬ ‫َّ‬ ‫الفتاوى الكربى‪.356/4 ،‬‬
‫* وروى البخــاري يف صحيحــه (كتــاب النكاح‪ ،‬باب النســوة الاليت‬
‫هيدين املرأة إىل زوجها ودعائهن بالربكة‪ )1980/5 ،‬عن عائشــة‬
‫ أهنــا زفت امــرأة إىل رجل من األنصــار‪ ،‬فقال نيب اهلل |‪:‬‬
‫عجب ُه ُم الل َّْه ُو»‪ .‬قال‬
‫فإن األنصا َر يُ ُ‬
‫هلو‪َّ ،‬‬ ‫«يا عائشــ ُة‪ ،‬ما كان مع ُكم ٌ‬
‫احلافظ ابن حجر العسقالين يف رشحه يف رواية رشيك‪ ،‬فقال‪« :‬فهل‬
‫وتغيّن»‪ .‬ابن حجر العســقالين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالدف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ترضب‬
‫ُ‬ ‫بعث ُتم معها جاريــ ًة‬
‫(مصور رقم‪)159‬‬ ‫َّ‬ ‫فتح الباري‪.446/15 ،‬‬
‫* وأما من قال‪ :‬إن جوازه خاص بالنســاء‪ ،‬فقوله مردود‪ ،‬ألن إباحته‬
‫‪114‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫عامة للرجال والنســاء‪ ،‬والتخصيص ال يشــهد له العرف وال الرشع‪،‬‬


‫ألن األصــل اشــراك الذكور واإلناث يف األحــكام إال ما ورد الرشع‬
‫فيه بالفرق‪ ،‬ومل يرد هنا يف ذلك ىشء‪ ،‬وليس ذلك مما خيتص بالنساء‬
‫التشبه هبن‪ ،‬فبقي عىل العموم‪ ،‬ألن‬
‫ّ‬ ‫حىت يقال‪ :‬إنه حيرم عىل الرجال‬
‫أهل اليمن مشهور عندهم أن الرجال يرضبون به‪ ،‬وكذلك أهل َب ّر‬
‫الشام وسائر بالد املسلمني من الصوفية وأهل الذكر‪.‬‬
‫‪115‬‬

‫س ‪ :36‬من هو أول األنبياء والرسل؟‬


‫أول األنبياء والرسل ءادم عليه السالم‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ [ءال عمران‪.)1(]32 :‬‬

‫(‪ )1‬يف اآليــة‪ :‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ [ءال عمران‪ ]33 :‬اصطفاء‬


‫ءادم مــن جنــس اصطفاء نوح‪ ،‬ونــوح اصطُفي بالنبوة والرســالة‪،‬‬
‫وكذلك ءادم‪ ،‬لوروده يف سياق واحد‪ .‬ابن أيب حاتم الرازي‪ ،‬تفسري‬
‫(مصور رقم‪)160‬‬ ‫َّ‬ ‫القرءان العظيم‪.148/3 ،‬‬
‫* ويف قول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ‬
‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﭼ‬
‫[املائــدة‪ ]29 -27 :‬اآلية دليل عىل رســالة ءادم‪ ،‬وأن أبناءه كانوا‬
‫عــى رشيعــة أُنزلت عىل أبيهــم‪ .‬ويف حديث البخــاري يف الصحيح‬
‫(كتاب األنبياء‪ ،‬باب قول اهلل تعاىل ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭼ [البقــرة‪« :)1213/3 ،]30 :‬ال‬
‫دمها» دليل‬‫ــل ْنفس ُظلاًم ّإاّل كان عىل ابــن ِ ءادم األول ِ كِ ْف ٌل ِمن ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫تُق َت ُ ٌ‬
‫مرســا إىل أبنائه مل يكونوا مكلفني‪ ،‬فلم يكن‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬ألنه لو مل يكن‬ ‫ً‬
‫يكتب عىل ابن ءادم األول ذنب‪.‬‬
‫* وروى ابن حبان يف صحيحه‪( ،‬كتاب الرب واإلحســان‪ ،‬باب ما جاء‬
‫يف الطاعــات وثواهبــا‪ ،)454 ،453/1 ،‬عن أيب ذر  أنه قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬من كان أوهلم‪ ،‬قال‪« :‬ءادم»‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل‪،‬‬
‫‪116‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ِِ‬
‫خ فيه ِ ِمن‬ ‫مرســل؟ قال‪« :‬نعم‪ ،‬خلقَ ه ُ‬
‫اهلل بيــده [بعنايته]‪ ،‬ونفَ َ‬ ‫أنيب َ‬ ‫ٌّ‬
‫ِ‬
‫املــرف عنده]‪ ،‬وكل ََّمه ق َب ًاًل»‪ .‬أي من غري واســطة‬ ‫ِ‬
‫ُروحــه [الروح‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫املالئكة‪.‬‬
‫ورواه احلافظ ابن حجر العسقالين يف «املطالب العالية» (‪)204/14‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫(مصور رقــم‪ .)161‬وقــال يف «فتح البــاري» (‪)16/1‬‬ ‫َّ‬
‫قدم ذكر‬ ‫رقم‪« :)162‬قوله‪ :‬ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ [النساء] اآلية‪ّ .‬‬
‫نوح عليه السالم فيها ألنه أول نيب أُرسل [أي إىل الكفار] أو أول نيب‬
‫مطلقا»‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ُعوقب قومه‪ ،‬فال ير ّد كون ءادم أول األنبياء ً‬
‫* أمــا حديــث البخاري يف الصحيــح (كتاب األنبيــاء‪ ،‬باب قول اهلل‬
‫تعــاىل ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ [نــوح‪ )1215/3 ،]1 :‬الــذي فيــه أن النــاس‬
‫نوحا يوم القيامة فيقولون‪ :‬أنت أول الرسل إىل أهل األرض‪.‬‬ ‫يأتون ً‬
‫فمعناه أنه أول رسول أرسل إىل قبائل متعددة‪ ،‬ألنه من كان قبله مل‬
‫يكونوا كذلك‪ ،‬دل عىل ذلك كلمة «إىل أهل األرض»‪.‬‬
‫* وأمــا تكفــر منكر نبوتــه فهــو يف «الفتاوى اهلنديــة» (‪)291/2‬‬
‫(مصور رقم‪ ،)163‬ففيها‪« :‬عن جعفر فيمن يقول‪ :‬ءامنت جبميع‬ ‫َّ‬
‫نيب أم ال؟ يكفر‪ ،‬كذا يف «العتابية» » اهـ‪.‬‬‫أنبيائه‪ ،‬وال أعلم ءادم ّ‬
‫* ونقل اإلمجاع عىل أن إنكار رســالته كفر غري واحد‪ ،‬منهم ابن حزم‬
‫(مصور رقم‪)164‬‬ ‫َّ‬ ‫يف «مراتب اإلمجاع»‪ ،‬ص‪.269 ،268‬‬
‫‪117‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حتت ِلوائي [يو َم القيامة]»‪.‬‬
‫واه [من األنبياء] ّإاّل َ‬ ‫احلديث‪« :‬ءاد َم َ‬
‫فمن س ُ‬
‫الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪( ،‬كتاب تفسري القرءان‪ ،‬باب سورة بين إرسائيل‪،‬‬
‫‪. )2()308/5‬‬

‫* وال يلتفت إىل شذوذ بعض الوهابية‪ ،‬فإهنم خرجوا هبذا عن إمجاع‬
‫األمة‪ ،‬وليحذر من برامج وضعت عىل اإلنرتنت يطرح فيها أسئلة‪،‬‬
‫منها‪ :‬من هو أول رســل اهلل أو أول أنبياء اهلل؟ فإذا أجاب الشــخص‬
‫بأنه ءادم‪ ،‬جاء اجلواب أنه غلط؛ فيجب التحذير منه‪.‬‬
‫(‪ )2‬قال الرتمذي عقبه‪« :‬حسن صحيح» اهـ‪ .‬وهو حديث عن أيب سعيد‬
‫اخلدري  قال‪ :‬قال رســول اهلل |‪« :‬أنا ســيد ِ‬
‫ولد ءاد َم يو َم‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫يومئذ‬ ‫لواء احلَم ِد وال فخــرَ‪ ،‬وما من نيب ٍ‬ ‫وبيدي‬ ‫‪،‬‬ ‫فخر‬ ‫وال‬ ‫القيامــةِ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫األرض‬ ‫تنشــق عن ُه ُ‬
‫ُّ‬ ‫حتت ِلوائــي‪ ،‬وأنا ُ‬
‫أول َمن‬ ‫ســواه ّإاّل َ‬
‫ُ‬ ‫فمن‬ ‫ءاد َم َ‬
‫فخر»‪ .‬الرتمذي‪ ،‬ســنن الرتمذي‪( ،‬كتاب تفسري القرءان‪ ،‬باب‬ ‫وال َ‬
‫سورة بين إرسائيل‪.)308/5 ،‬‬
‫* ونقــل إمجاع املســلمني عىل نبوة ءادم أبو منصــور البغدادي املتوىف‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫الديــن»‪ ،‬ص‪159‬‬ ‫ســنة ‪ 429‬هجريــة يف كتابــه «أصول ّ‬
‫رقم‪« :)165‬أمجع املســلمون وأهل الكتاب عىل أن أول من أرســل‬
‫من الناس ءادم عليه السالم» اهـ‪.‬‬
‫وقد أخرب اهلل تبارك تعاىل يف كتابه بفضل البرش‪ ،‬ولو كان أوهلم ءادم‬
‫عليه السالم وأبناؤه عائشني بغري رشيعة يعملون هبا لكانوا كالبهائم‪،‬‬
‫ليس هلم ذلك الفضل الذي ناله أبوهم بإسجاد املالئكة له‪.‬‬
‫‪118‬‬

‫س ‪ :37‬ماذا جيب لألنبياء؟ وماذا يستحيل عليهم؟‬


‫(‪)1‬‬
‫جيــب أن يكونــوا متصفــن بالصــدق واألمانــة والفطانــة والعفــة‬
‫والشجاعة(‪ )2‬والفصاحة(‪ .)3‬ويستحيل عليهم الكذب(‪ )4‬واخليانة والرذالة‬
‫والزنى وسائر الكبائر والكفر قبل النبوة وبعدها‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ [األنعام‪.]86 :‬‬
‫حسن الصوت ِ»‪ .‬الرتمذي‪،‬‬ ‫بعث اهلل نبيا َّإاَّل حســن الوجه ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬ ‫احلديث‪« :‬ما َ ُ ًّ‬
‫الشامئل املحمدية (ص‪.)15‬‬

‫(‪ )1‬جيــب علينا أن نعتقد أن األنبياء من صغرهم مؤمنون‪ .‬ال يرتكبون‬


‫الزنى‪ ،‬وال يعزمون عىل فعله‪ ،‬وال يرت َّددون‪ :‬أفعل أو ال أفعل؟ سيدنا‬
‫يوسف عليه السالم مل هيم بالزنى‪ ،‬أصل اهلم ما حصل‪ ،‬وهو كقول‬
‫أمطر ْت»‪ .‬ومعناه أن الزيارة مل حتصل بســبب‬ ‫القائــل‪« :‬زرتك لوال َ‬
‫املطر‪.‬‬
‫(‪ )2‬أنبياء اهلل كلهم شــجعان‪ .‬ســيدنا مــوىس عليه الســام عندما ترك‬
‫قومــه كان هذا من احلكمة‪ ،‬ألنه لو بقي بينهم لقتلوه‪ ،‬فهو ال طاقة‬
‫له هبم‪ ،‬فهذا ال يكون جب ًنا‪ .‬وخروج ســيدنا حممد | من مكة ال‬
‫يدل عىل اجلبن‪ ،‬إنام خرج بأمر من اهلل‪.‬‬
‫(‪ )3‬أنبيــاء اهلل مــا فيهم من هــو َفأْفاء أو ألْ َثــغ‪ ،‬واأللثغ هو الــذي يُ َص ِّ ُرِّي‬
‫ثــاء‪ ...‬وأما نيب اهلل موىس عليه الســام‬ ‫الــراء غي ًنــا أو ال ًما والســن ً‬
‫الــذي تأثــر لســانه باجلمرة الــي تناوهلا ووضعها يف فمــه حني كان‬
‫طفاًل أمام فرعون حلكمة ربانية‪ ،‬ما تركت تلك اجلمرة يف لسانه أن‬ ‫ً‬
‫‪119‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫مفهاًم ال يُبدل حر ًفا‬


‫يكون كالمه غري ُمفهم للناس‪ ،‬بل كان كالمه ً‬
‫حبــرف‪ ،‬بــل يتكلم عىل الصواب‪ ،‬لكن كان فيــه عقدة خفيفة‪ ،‬أي‬
‫بطء من أثر تلك اجلمرة‪ ،‬ثم دعا اهلل تعاىل ملا نزل عليه الوحي قال‪:‬‬
‫ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﭼ [طــه‪،]28 ،27 :‬‬
‫فأذهبها اهلل عنه‪.‬‬
‫(‪ )4‬ســيدنا إبراهيــم عليه الســام مل يكذب ملا قال عن ســارة زوجته‪:‬‬
‫«هــذه أخيت»‪ ،‬عــى معىن أخيت يف اإلســام‪ ،‬وذلك ليدرأ عن نفســه‬
‫القتل‪ .‬وملا قال‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ [الصافات‪ ، ]89 :‬عىل تفسري‬
‫مريضا حقيقة‪ .‬وقوله‪ :‬ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬ ‫ً‬ ‫أنــه كان‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ [األنبيــاء‪ .]63 :‬معناه إن‬
‫كانوا ينطقون فقد فعله كبريهم‪ ،‬أو أن تعظيمكم هلذا الصنم الكبري‬
‫وكثرة عبادتكم له دفعين لتكســر األصنام الصغرية‪ ،‬فيكون نســبة‬
‫الفعل إىل الكبري من باب اإلسناد املجازي‪ ،‬فال كذب يف ذلك‪.‬‬
‫أيضا إىل تربئــة األنبياء عام ال يليــق هبم من قصص‬
‫* ينبغــي التنبيــه ً‬
‫خمتلقة مفرتاة درج بعض اجلهال عىل ذكرها‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬افرتاؤهــم عىل إبراهيم عليه الســام أنه مر بمرحلة شــك يف معرفة‬
‫اهلل‪.‬‬
‫هم بالزنا بامرأة العزيز‪.‬‬
‫‪ -‬افرتاؤهم عىل يوسف عليه السالم أنه ّ‬
‫‪ -‬افرتاؤهم عىل داود عليه الســام أنه أرســل أحد قادة جيشه‪ ،‬ليكون‬
‫يف مقدم املعركة ل ُيقتل ليستأثر هو بعد ذلك بزوجته‪.‬‬
‫‪120‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫‪ -‬افرتاؤهــم عــى أيوب عليه الســام أنه أكله الــدود يف املرض الذي‬
‫أصيب به‪ ،‬وذلك منفر‪ ،‬ال جيوز يف حق األنبياء‪.‬‬
‫‪ -‬فينبغــي التحذيــر من مواضع ُد َّســت يف «تفســر اجلاللــن»‪ ،‬وكذا‬
‫ءانفا وغريه كنسبة الرشك‬
‫«تفسري الثعاليب»‪ ،‬حيث ذكر فيهام ما بُ ّنّي ً‬
‫إىل ءادم وحــواء‪ .‬وكل ذلك مــن املفرتيات اليت ال جيوز اعتقادها يف‬
‫حق األنبياء عليهم السالم‪.‬‬
‫* صان اهلل األنبياء من املنفرات‪ ،‬ككون أساميهم من األسامء القبيحة‬
‫الشــنيعة‪ ،‬وأخالقهم من األخالق القبيحــة‪ ،‬فإذا كان األنبياء هكذا‬
‫تعنَّي أن تكون أساميهم حسنة‪ ،‬ثم إن لفظ اللواط عريب‪ ،‬ولوطًا اسم‬ ‫َّ‬
‫مدع ٍ أنه مشتق من اللواط‪ ،‬وكذلك عكسه‪،‬‬ ‫يدعي َّ‬‫أعجمي‪ ،‬فكيف َّ‬
‫وهو القول بأن اللواط مأخوذ من لوط‪ ،‬فلفظ اللواط كان قبل قوم‬
‫لــوط‪ ،‬ألن اللغة العربية لغة قدمية‪ ،‬فال جيوز ادعاء هذا االشــتقاق‪،‬‬
‫بل عىل من ادعى ذلك أن خيلص منه بالتشهد‪.‬‬
‫‪121‬‬

‫س‪ :38‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭼ [اإلخالص‪]3 :‬؟‬


‫معناه نفي املادية(‪ )1‬واالحنالل عن اهلل‪ ،‬فاهلل ال حيل يف ىشء‪ ،‬وال ينحل‬
‫منــه ىشء‪ ،‬وال حيل فيــه ىشء‪ ،‬قال اإلمام جعفر الصادق(‪« :)2‬من زعم أن‬
‫اهلل يف ىشء أو مــن ىشء أو عىل ىشء فقد أرشك» اهـ‪ .‬القشــري‪ ،‬الرســالة‬
‫القشريية(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬املادية‪ :‬املادة واجلسم‪.‬‬


‫(‪ )2‬هو جمتهد مطلق كابن ســرين وأيب حنيفة ومالك والشــافعي وأمحد‬
‫‪.‬‬
‫* نقــل الســيوطي اإلمجاع عــى كفر االحتاديــة واحللولية‪ .‬الســيوطي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)166‬‬
‫َّ‬ ‫احلاوي للفتاوى‪.125/2 ،‬‬
‫* فمــن قال باحللول فدينــه معلول‪ ،‬وما قال باالحتاد إال أهل اإلحلاد‪.‬‬
‫الدين بن عريب‬ ‫عىل أن أهل احللول والزيغ ينســبون إىل الشــيخ حميي ّ‬
‫وزورا‪ ،‬وهو قوهلم‪« :‬إن اهلل خلق اخللق من أصل‬ ‫باطاًل‪ ،‬افرتاء ً‬ ‫ً‬
‫قواًل ً‬
‫هــو عينه»‪ ،‬وهذا يفهم منه أن هــذه الكائنات بام فيها من مجادات‬
‫وهبائــم وإنــس وجن هي عــن ذات اهلل وقد حل فيهــا والعياذ باهلل‬
‫ويتطور إال املخلوق احلادث؟!‬
‫َّ‬ ‫ويتبدل ويتك َّثر‬
‫َّ‬ ‫يتحول‬
‫تعاىل‪ ،‬وهل َّ‬
‫فهــذه الكلمــة منافية ملا يرتدد عىل ألســنة املســلمني‪ ،‬وهي قوهلم‪:‬‬
‫يغرّي وال يتغــر»‪ ،‬وهي منســجمة مع قولــه تعاىل‪:‬‬ ‫«ســبحان الــذي ّ‬
‫ﭽﭡ ﭢ ﭣﭼ [الشورى‪.]11 :‬‬
‫* معــى قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ [احلديــد‪ ]4 :‬يعلم‬
‫‪122‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫بكم أينام كنتم‪ .‬وقوله تعاىل‪ :‬ﭽﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ‬


‫[ق‪ ]16 :‬أي أعلم بنفس الشــخص من نفسه بنفسه‪ ،‬فاهلل سبحانه‬
‫مع األنبياء واألولياء بالنرصة والكالءة واحلفظ‪.‬‬
‫* والعجــب كيف يســتحلون هذه الكلامت‪ ،‬وهــم يعلمون أن أفضل‬
‫أحب إىل اهلل من «ال إله إال اهلل»؟!‬ ‫الذكر هو «ال إله إال اهلل»‪ ،‬ال ذكر ّ‬
‫وقــد قال رســول اهلل | عندما ُســئل عن «ال إلــه إال اهلل»‪َ « :‬ن َع ْم‪،‬‬
‫أحســن احلســنات ِ»‪ .‬حديث صحيح رواه البيهقي يف األســاء‬ ‫ُ‬ ‫هي‬
‫والصفات‪.)351/1( ،‬‬
‫* وأما ما يتناقلونه عىل ألسنتهم عن اهلل‪« :‬ما وسعتين أريض وال سامئي‬
‫ولكــن وســعين قلب عبــدي املؤمن»‪ ،‬فهــو ليس حدي ًثــا‪ ،‬قال مال‬
‫(مصور رقم‪:)167‬‬ ‫َّ‬ ‫عيل القــاري يف «األرسار املرفوعة»‪ ،‬ص‪301‬‬
‫أصاًل»اهـ‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫«ذكــره يف «اإلحيــاء»‪ ،‬وقال العراقــي‪« :‬مل َأر لــه ً‬
‫«ومعناه وسع قلبه أي العبد املؤمن اإلميان يب وبمحبيت‪ ،‬وإال فالقول‬
‫باحللول كفر» اهـ‪ .‬مع أنه ال حاجة لتأويله ألنه ال أصل له‪.‬‬
‫زورا وهبتا ًنا إىل العــارف املكني‬ ‫* وجيــدر التنبيــه مــن كالم يُنســب ً‬
‫العامل الزاهد الشــيخ أيب يزيد البســطامي قدس اهلل رسه‪ ،‬وهو قول‪:‬‬
‫«اجلنــة ملعبة الصبيان»‪ ،‬و«ســبحاين ما أعظم شــأين»‪ ،‬وغريها من‬
‫األكاذيــب‪ ،‬فحاشــاه أن يتكلــم مثل هــذا الكالم القبيــح ألنه من‬
‫وفعاًل‪.‬‬ ‫حااًل ً‬
‫وقااًل ً‬ ‫املتمسكني بآداب السنة الرشيفة ً‬
‫‪123‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫* ومن األشعار املدسوسة عىل أولياء اهلل تعاىل يف كتاب «إيقاظ اهلمم‬
‫يف رشح احلكم» وغريه‪[ :‬املتدارك]‬
‫احلــي‬
‫ّ‬ ‫الكــون إال الق ّيــوم‬
‫ْ‬ ‫ــي فالدنيــا َ ّيَف مــا‬
‫دع طــرق ال َغ ّ‬
‫واملعروف الصواب عند أهل التصوف السابقني قوهلم‪[ :‬املتدارك]‬
‫حــي‬
‫ّ‬ ‫الكـــل يفــى والباقــي‬
‫ّ‬ ‫ــي فالدنيــا َ ّيَف‬‫دع طــرق ال َغ ّ‬
‫والدس مبل َغه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫َك أن ترى كم بلغ التحريف‬ ‫والفرق بينها َج ِ ٌّيِل‪ ،‬فل َ‬
‫ومنها قوهلم والعياذ باهلل‪:‬‬
‫أنا أنت بال شــك سبحانك سبحاين‪ ،‬توحيدك توحيدي وعصيانك‬
‫عصياين‪.‬‬
‫ومنها قوهلم والعياذ باهلل‪[ :‬الطويل]‬
‫ٍ‬
‫نابع‬
‫املــاء الذي هــو ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأنــت هبا‬
‫َ‬ ‫الكون يف التمثال ِ إال كثلجة‬ ‫ُ‬ ‫ومــا‬
‫[موشح]‬
‫ّ‬ ‫ومنها قوهلم والعياذ باهلل‪:‬‬
‫الرمحــن‬
‫ْ‬ ‫صــور ُة‬ ‫فيــك‬ ‫األكــوان‬
‫ْ‬ ‫أنــت نُســخ ُة‬
‫َ‬
‫ومنها قوهلم والعياذ باهلل‪:‬‬
‫إذا ذكرتــه باجلــد تــرى مــا ال تــراه ‪ /‬كل مــا هتــواه موجــود يف ذات اهلل‬
‫يــا خليــي قــل اهلل وحــده يف الكثــرة ‪ /‬ال تــرى مــا ســوى اهلل يف كل كائنة‬
‫اثنــان حنــن ويف احلقيقــة واحــد ‪ /‬لكــن أنــا األدنــى وأنــت األكــر‬
‫‪124‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫وهذه األبيات األخرية موجودة يف كتاب يسمى «مزامري داود»‪.‬‬


‫* وهاك قصيدة البدر املحمدي الالمع السيد حممد مهدي الصيادي‬
‫الرفاعــي احلســيين الشــهري بالــرواس ‪ ،‬وفيهــا رد عــى أهــل‬
‫الوحدة‪[ :‬الرسيع]‬
‫وافه ْم رمو َز اجلَمــع ِ وال َّتفرق ْه‬ ‫َ‬ ‫الوحدةِ املطلقَ ْه‬ ‫َد ْع َو ْه َم أهل ِ َ‬
‫مزقــ ْه‬ ‫ِ‬ ‫كل ّاحّت ٍ‬
‫قــد َّ‬ ‫الظاهــر ْ‬ ‫وشــاهد‬
‫ُ‬ ‫باطــل‬
‫ٌ‬ ‫ــاد ُح ْك ُمــ ُه‬ ‫ُّ‬
‫رغــا لــ ُه ِم ْف َرقَــ ْه‬ ‫ً‬ ‫ت‬ ‫وشــي َب ْ‬
‫َّ‬ ‫ــام أحوالَــ ُه‬ ‫غــر األَيَّ ُ‬ ‫مــن َّ َ‬
‫حتت ال َّثرى يف ُحفــرة ٍ ُمغ َلقَ ْه‬ ‫َ‬
‫ثــم حنتــه ثــم طاحــت ِ‬
‫بــه‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ َّ‬
‫ب املُ ْق ِلقَ ــ ْه‬ ‫ــو ُ‬
‫ِ‬
‫عرَتيــه ال ُّن َ‬ ‫و َت َ‬ ‫قــر ويَلقى ال َعنا‬ ‫الف َ‬‫و َم ْن يَرى َ‬
‫ــز واملَ ْل َعقَ ــ ْه‬ ‫ــه واخل ُ ِ‬ ‫لثوبِ ِ‬ ‫وكل وقــت ٍ ُك ُّلــ ُه حا َجــ ٌة‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫نــس بالط َّْق َطقَ ــ ْه‬ ‫ويــز ْر ُه األ ُ ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫وحشــ ٌة‬‫َ‬ ‫وت ْك َت ِن ْفــ ُه يف اخلَــا‬
‫لنوم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يبــول مقهــورا وت ْلــوى ِ‬
‫ُج َّث ُتــ ُه املُ ْع َرقَــ ْه‬ ‫ــه‬ ‫بــه‬ ‫ُ ْ ً ََ َ‬
‫ِ‬ ‫حاشــا وذا ِ‬ ‫ِ‬
‫الزندق ْه‬ ‫َّ‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫اســم‬
‫ُ‬ ‫عــز‬
‫َّ‬ ‫اهلل‬ ‫عــن‬
‫يكــون َ‬
‫ُ‬
‫ِِ‬
‫الش ْقشــق ْه‬ ‫أرش َك واط َْر ْح هذه َّ‬ ‫اخلالــق عــن قــول ِ َمن‬ ‫َ‬ ‫فنــزه‬
‫ّ‬
‫بالوحــدة ِ املُطلَقــ ْه‬ ‫معتقــد َ‬
‫ٌ‬ ‫اهلل تعــاىل امــر ٌؤ‬ ‫ــد َ‬ ‫وح َ‬
‫مــا ّ‬
‫(مصور رقم‪)168‬‬ ‫َّ‬ ‫الرواس‪ ،‬ديوان مشكاة اليقني‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫* وقال الســيد الكبري أمحد الرفاعــي القطب الغوث أمدنا اهلل بأمداده‬
‫‪125‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫الديــن‪ :‬القــول بالوحــدة‪،‬‬ ‫وريض اهلل عنــه‪« :‬لفظتــان ثُ ْلمتــان يف ّ‬


‫حد التحدث بالنعمة» اهـ‪ .‬أمحد الرفاعي‪ ،‬حكم‬ ‫والشــطح املجاوز َّ‬
‫(مصور رقــم‪ .)169‬أي أن التلفظ به هدم‬ ‫َّ‬ ‫أمحد الرفاعــي‪ ،‬ص‪7‬‬
‫للديــن‪ ،‬ولــو مل يعتقد قائلــه املعىن الذي هو احتــاد اهلل بالعامَلَ ‪ ،‬لكنه‬
‫يفهم معىن تلك األلفاظ الرصحية بذلك‪.‬‬
‫* وقال الســيد أمحد الرفاعي‪« :‬كل حقيقة ردهتا الرشيعة فهي زندقة‪.‬‬
‫تربع يف اهلواء‪ ،‬فال تلتفتــوا إليه حىت تنظروا حاله‬ ‫شــخصا ّ‬
‫ً‬ ‫إذا رأيتم‬
‫عنــد األمــر والنهــي»‪ .‬أمحد الرفاعــي‪ ،‬الربهــان املؤيد‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫(مصور رقم‪)170‬‬
‫َّ‬
‫متشكاًل‬
‫ً‬ ‫* ويف قصة الشــيخ عبد القادر اجليالين حيث ظهر له الشيطان‬
‫بنــور منبث يف اهلواء فتدلت منه صورة نورانية‪ ،‬وقال له‪ :‬يا عبدي‪،‬‬
‫يــا عبد القادر‪ ،‬أســقطت عنــك الواجبات‪ ،‬وأحبت لــك املحرمات‪.‬‬
‫فعندما أهنى الشــيخ عبد القادر صالته‪ ،‬قال‪ :‬خســئت يا لعني‪ ،‬فقال‬
‫عابدا مــن قبلك هبذه‬ ‫الشــيطان‪ :‬كيــف عرفتين وقد أغويت ســبعني ً‬
‫الطريقــة؟ فقــال الشــيخ عبد القــادر‪ :‬كيف تســقط عــي الواجبات‬
‫وتباح يل املحرمات ومل حيصل هذا لســيدي حممد |‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫لســان حاله‪ :‬جئتين بنور خملــوق واهلل خالق النور‪ ،‬وتكلمت بصوت‬
‫وحــرف ولغــة‪ ،‬وكالم اهلل ليــس ككالمنــا‪ ،‬وكنت يف مــكان‪ ،‬واهلل ال‬
‫يســكن األماكــن‪ .‬وفيهــا من حســن الرد عــى املشــبهة واحللولية من‬
‫‪126‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫الشيخ اجليالين ‪ ،‬وفيها أنه غالب الشيطان بالعلم الذي تعلمه‪.‬‬


‫جدا رواها الشيخ عبد القادر لولده الشيخ موىس‪،‬‬‫وهي قصة مشهورة ًّ‬
‫وذكرها العلامء باإلسناد‪ .‬ابن العامد احلنبيل‪ ،‬شذرات الذهب يف أخبار‬
‫َم ْن ذهب‪ .١٩٩/٤ ،‬وهذا نصها كام وردت يف الشذرات‪:‬‬
‫قال الشــيخ موىس ابن الشيخ عبد القادر اجليالين‪« :‬سمعت والدي‬
‫عيل منها ىشء يشبه الندى‪،‬‬‫يقول‪ :‬خرجت يف بعض سياحايت‪ ،‬ونزل َّ‬
‫نــورا أضاء به األفق‪ ،‬وبدت يل صورة‪ ،‬ونوديت‬‫فرويــت ثم رأيت ً‬
‫منها‪ :‬يا عبد القادر‪ ،‬أنا ربك‪ ،‬وقد أحللت لك املحرمات‪( ،‬أو قال‪:‬‬
‫مــا حرمت عىل غريك)‪ ،‬فقلــت‪ :‬أعوذ باهلل من الشــيطان الرجيم‪،‬‬
‫اخســأ يــا لعني‪ .‬فــإذا ذلك النور ظــام‪ ،‬وتلك الصــورة دخان‪ ،‬ثم‬
‫خاطبــي وقــال‪ :‬يــا عبد القادر‪ ،‬جنــوت مين بعلمــك‪ ،‬حبكم ربك‪،‬‬
‫وقوتــك يف أحــوال منازالتك‪ ،‬ولقــد أضللت هبذه الواقعة ســبعني‬‫ّ‬
‫قلت‪ :‬لــريب الفضل واملنة‪ .‬قال‪ :‬فقيل له‪ :‬كيف‬‫مــن أهل الطريق‪ُ ،‬‬
‫علمت أنه شيطان؟ قال‪ :‬بقوله‪ :‬قد أحللت لك املحرمات» اهـ‪.‬‬
‫* يف كتــاب «عقود األملــاس بمناقب اإلمام العارف احلبيب أمحد بن‬
‫حســن العطاس»‪ ،‬ملؤلفه الســيد علوي بن طاهــر احلرضمي‪ ،‬فتوى‬
‫الشــيخ أمحــد الرميل عن القائــل بوحدة الوجود‪ ،‬وحيــذر مؤلفه من‬
‫مطالعة الكتب املنســوبة للقوم (ألن فيها دسائس‪ ،‬والصحيح فيها‬
‫حيتاج لرشح وفهم وعلم)‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)171‬‬
‫َّ‬ ‫(‪ )3‬القشريي‪ ،‬الرسالة القشريية‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪127‬‬

‫س‪ :39‬ما الدليل عىل جواز الصالة عىل النيب | بعد األذان؟‬
‫حرم ذلك‪.‬‬
‫لتفت إىل من ّ‬
‫جتوز الصالة عىل النيب | بعد األذان‪ ،‬وال يُ َ‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ [األحزاب‪.)1(]56 :‬‬
‫عيل»‪.‬‬
‫ثم صلُّوا َّ‬ ‫ُ‬
‫يقــول َّ‬ ‫احلديــث‪« :‬إذا ســمع ُت ُم املؤذنَ فقولُوا َ‬
‫مثل ما‬
‫مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪( ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب استحباب القول مثل قول‬
‫املؤذن ملن سمعه [‪.)288/1 ،]...‬‬
‫عيل»(‪ .)2‬أبو يعىل‪ ،‬مســند أيب يعىل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واحلديــث‪َ « :‬مــن ذكَرين فل ُْيصــ ّل َّ‬
‫(‪.)3()354/6‬‬

‫(‪ )1‬ليس يف اآلية ختصيص الصالة عليه | بوقت دون ءاخر‪.‬‬


‫(‪ )2‬أليس املؤذن ذكر النيب |؟ فيؤخذ من ذلك أن املؤذن واملســتمع‬
‫مطلوب منه الصالة عىل النيب |‪ ،‬وهذا حيصل بالرس واجلهر‪.‬‬
‫* فــإن قــال قائــل‪ :‬مل يُنقــل عن مــؤذين رســول اهلل | أهنــم جهروا‬
‫رسا‪ ،‬وليس‬ ‫عيل إال ًّ‬
‫بالصالة عليه‪ .‬قلنا‪ :‬مل يقل النيب |‪ :‬ال تصلوا ّ‬
‫مكروها‪ ،‬إنام‬
‫ً‬ ‫كل مــا مل يفعــل عند رســول اهلل | يكون حرا ًمــا أو‬
‫األمــر يف ذلك يتوقــف عىل ورود هني بنص أو اســتنباط من جمتهد‬
‫مــن املجتهدين‪ ،‬كأيب حنيفة ومالك والشــافعي وأمحد وغريهم ممن‬
‫جاء بعدهم من املجتهدين الذين هم مستوفو الرشوط كاحلافظ ابن‬
‫املنذر وابن جرير ممن هلم القياس‪ ،‬أي قياس ما مل يرد فيه نص عىل‬
‫مــا ورد فيــه نص‪ .‬واجلهر بالصالة عىل النيب | عقب األذان توارد‬
‫‪128‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫عليه املسلمون منذ قرون‪ ،‬فاعتربه العلامء من حمدثني وفقهاء بدعة‬


‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫مستحبة‪ .‬وذكر احلافظ ابن حجر يف فتح الباري (‪)35/3‬‬
‫رقم‪ )172‬أن ذلك وحنوه من مكمالت األذان‪.‬‬
‫* قال الســخاوي‪« :‬قد أحدث املؤذنون الصالة والســام عىل رسول اهلل‬
‫| عقب األذان للفرائض اخلمس إال الصبح واجلمعة‪ ،‬فإهنم يقدمون‬
‫أصاًل لضيق وقتها‪،‬‬
‫ذلك فيها عىل األذان‪ ،‬وإال املغرب فإهنم ال يفعلونه ً‬
‫الدين أيب‬
‫وكان ابتــداء حدوث ذلك من أيام الســلطان النارص صالح ّ‬
‫املظفر يوســف بن أيــوب وأمره» اهـــ‪ .‬ثم قال‪« :‬ومعلــوم أن الصالة‬
‫والسالم من أ َج ّل ال ُق َرب‪ ،‬ال سيام وقد تواردت األخبار عىل احلث عىل‬
‫ذلك مع ما جاء يف فضل الدعاء عقب األذان والثلث األخري من الليل‬
‫وقرب الفجر‪ ،‬والصواب أنه بدعة حسنة يؤجر فاعله حبسن نية» اهـ‪.‬‬
‫(مصور رقم‪)173‬‬
‫َّ‬ ‫السخاوي‪ ،‬القول البديع‪ ،‬ص ‪ 376‬ــ ‪.378‬‬
‫(مصور رقم‪)174‬‬‫َّ‬ ‫(‪ )3‬أبو يعىل‪ ،‬مسند أيب يعىل‪.354/6 ،‬‬
‫‪129‬‬

‫س‪ :40‬ما هي الردة؟ وإىل كم قسم تنقسم؟‬


‫الردة(‪ )1‬هي قطع اإلسالم بالكفر‪ ،‬وتنقسم إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫ الــردة القوليــة(‪ )2‬كمســبة اهلل أو األنبيــاء أو اإلســام‪ ،‬ولــو يف حالة‬
‫الغضب‪.‬‬

‫(‪ )1‬يف لغــة العــرب‪ :‬ارتــد أي رجــع‪ ،‬فاملرتد هــو الراجع‪ ،‬والــردة هي‬
‫الرجوع‪ .‬أما من حيث الرشع فهي‪ :‬قطع اإلسالم بالكفر‪.‬‬
‫* قــال الفقيــه ابن عابدين احلنفــي يف «رد املحتار عــى الدر املختار»‪،‬‬
‫(مصور رقم‪« :)175‬قوله‪ :‬وركنها إجراء كلمة الكفر عىل‬ ‫َّ‬ ‫(‪)5/13‬‬
‫اللسان‪ ،‬هذا بالنسبة إىل الظاهر الذي حيكم به احلاكم‪ ،‬وإال فقد تكون‬
‫بدونه‪ ،‬كام لو عرض له اعتقاد باطل أو نوى أن يكفر بعد حني» اهـ‪.‬‬
‫(مصور رقم‪:)176‬‬‫َّ‬ ‫الدين الســبكي يف طبقاتــه (‪)91/1‬‬ ‫* قــال تاج ّ‬
‫«وال خالف عند األشــعري وأصحابه‪ ،‬بل وســائر املسلمني أن من‬
‫تل َّفظ بالكفر أو فعل أفعال الكفر أنه كافر باهلل العظيم خملد يف النار‬
‫ف بقلبه» اهـ‪.‬‬ ‫وإن َع َر َ‬
‫* قــال الشــيخ عبد الباســط الفاخوري يف «الكفاية لــذوي العناية»‪،‬‬
‫(مصور رقم‪« :)177‬وهي قطع مكلف‬ ‫َّ‬ ‫الفصل األول‪( ،‬ص‪)122‬‬
‫خمتار اإلسالم ولو امرأة بنية كفر أو فعل مكفر أو قول مكفر‪ ،‬سواء‬
‫استهزاء أو اعتقا ًدا أو عنا ًدا» اهـ‪.‬‬
‫ً‬ ‫قاله‬
‫(‪ )2‬القولية وحملها اللسان‪ ،‬فالغاضب ال يُعذر‪.‬‬
‫واأللفــاظ قســان‪ :‬رصيــح ليس لــه إال وجه واحــد‪ ،‬وظاهر حيتمل‬
‫معنيــن أحدمها أقــرب من اآلخر‪ ،‬فمن نطــق بالكفر الرصيح وهو‬
‫‪130‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫عامد أي بغري ســبق اللســان‪ ،‬وغري مكره‪ ،‬وعامل بمعىن اللفظ‪ ،‬فهذا‬
‫يكفر ســواء كان نطقه من باب الســب هلل أو للرســول أو لغريه من‬
‫األنبيــاء أو املالئكة أو ســب رشيعة اإلســام أو من بــاب إنكار ما‬
‫الديــن بالرضورة‪ ،‬وال يدخله التأويل‪ ،‬ألنه لو كان يدخله‬ ‫علم من ّ‬
‫التأويــل لتعطَّــل تطبيــق أحــكام الردة‪ ،‬وتل َّفظ من يشــاء بام يشــاء‬
‫مــن الرصيح‪ ،‬ثم قــال‪ :‬كالمي لــه تأويل؛ وهذا بــاب من الفوىض‬
‫كبــر‪ ،‬فال ينظــر بعد كون اللفظ رص ًحيا إىل قصد الشــخص وال إىل‬
‫معرفتــه حبكــم تلك الكلمة أهنا خترج من اإلســام‪ .‬أ َّما أن الرصيح‬
‫ــؤول فقد ذكــر ذلك غري واحد من األصوليــن‪ ،‬كإمام احلرمني‬ ‫ال يُ َّ‬
‫وأقرهم الرميل عىل ذلك يف كتابه «هناية املحتاج»‪ ،‬كتاب‬ ‫اجلويــي‪َّ ،‬‬
‫(مصور رقــم‪« :)178‬ونقل اإلمام عن‬ ‫َّ‬ ‫الــردة‪)415 ،414/7( ،‬‬
‫األصوليــن أن إضــار التوريــة أي فيام ال حيتملها كــا هو واضح ال‬
‫أيضا حلصول التهاون منه» اهـ‪.‬‬ ‫يفيد‪ ،‬فيكفر باط ًنا ً‬
‫(مصور رقم‪« :)179‬رجل كفر‬ ‫َّ‬ ‫* ويف الفتــاوى اهلنديــة (‪)309/2‬‬
‫كافــرا‪ ،‬وال يكون عند‬
‫ً‬ ‫بلســانه طائ ًعــا وقلبه مطمئن باإلميان يكون‬
‫اهلل مؤم ًنا‪ ،‬كذا يف فتاوى قاضيخان» اهـ‪.‬‬
‫* فمن تكلم بلفظ رصيح يف الكفر ُك ّ ِفر‪ ،‬وال يسأل عن مراده وال يقبل‬
‫لــه تأويــل إال أن يكــون ال يعرف ذلك املعىن الرصيــح‪ ،‬بل يظن أن‬
‫معناه غري ذلك‪ ،‬فإن هذا اللفظ بالنسبة إليه ليس له حكم الرصيح‪.‬‬
‫* وأمــا مــن نطــق بــكالم له معنيــان‪ :‬أحدمهــا كفــري‪ ،‬واآلخر ليس‬
‫‪131‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫بكفــري‪ ،‬فهــذا إذا مل يُ ِرد املعــى الكفري فال يكفــر‪ ،‬مثال ذلك أن‬
‫عاملا‬
‫يقــول شــخص‪« :‬هذا خري مــن اهلل»‪ ،‬إذا رأى نعمة‪ ،‬كأن رأى ً‬
‫تقيا ناص ًحا للناس شــفو ًقا عليهم‪ ،‬فإنه إن أراد أنه خري من‬ ‫جليــا ًّ‬
‫ً‬
‫غالبا‪،‬‬
‫عند اهلل فال يكفر‪ ،‬وال بأس بذلك‪ ،‬وهذا فهم من ينطق هبا ً‬
‫وإن أراد به أن ذلك العامل هو أفضل من اهلل فيكفر‪.‬‬
‫ثم إن الكفر الرصيح ُخُيرج قائله من اإلســام‪ ،‬ســواء كان الشخص‬
‫عاملا باحلكم أم ال‪.‬‬
‫ً‬
‫وال يشــرط للوقوع يف الكفر انرشاح الصــدر باإلمجاع‪ ،‬قال احلافظ‬
‫ابــن حجــر العســقالين‪« :‬قلت‪ :‬وممن جنــح إىل بعض هــذا البحث‬
‫الطربي يف هتذيبه‪ ،‬فقال بعد أن رسد أحاديث الباب [يعين أحاديث‬
‫اخلوارج] فيه الرد عىل قول من قال‪ :‬ال خيرج أحد من اإلســام من‬
‫عاملا‪ ،‬فإنه‬ ‫ِ‬
‫أهل القبلة بعد استحقاقه حكمه إال بقصد اخلروج منه ً‬
‫مبطــل لقوله | يف احلديــث‪« :‬يقولونَ َّ‬
‫احلق ويَقــرؤونَ القرءانَ ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫من اإلســا ِم وال يَتع َّلقونَ من ُه بشــىء»‪ .‬ثم قال‪« :‬وفيه أن‬
‫ومَي ُرقونَ َ‬
‫َ‬
‫الدين مــن غري أن يقصد اخلروج منه‪،‬‬ ‫من املســلمني من خيرج من ّ‬
‫ومن غري أن خيتار دي ًنا عىل دين اإلسالم» اهـ‪ .‬ابن حجر العسقالين‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)180‬‬ ‫َّ‬ ‫فتح الباري‪.256 ،252/22 ،‬‬
‫الدين الســبكي يف فتاويه املشــهورة‪« :‬وال ينجيهم‬ ‫* قال الشــيخ تقي ّ‬
‫إمجااًل والعمل بالواجبات عن احلكم‬‫[أي اخلوارج] اعتقاد اإلســام ً‬
‫بكفرهم‪ ،‬كام ال ينجي الســاجد للصنم ذلك» اهـ‪ .‬ويف ذلك أوضح‬
‫‪132‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫بيــان أن ما ينســب إىل الســبكي ممــا خيالف هذا املعىن فاســد‪ ،‬وأن‬
‫السبكي بريء منه‪.‬‬
‫* قال الطحاوي يف عقيدته (ص‪« :)21‬وال نكفر أحدا من أهل ِ‬
‫الق ْبلة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫بذنب ما مل يســتحله» اهـ‪ .‬وقد اختلــط عىل بعض الناس فهم هذه‬
‫رشحا هلا‪.‬‬
‫الكلمة‪ ،‬ولذلك أنقل هنا ً‬
‫قال املحدث الشيخ حممد أنور شاه الكشمريي املتوىف سنة ‪1352‬هـ‬
‫(مصور رقم‪« :)181‬أهل‬ ‫َّ‬ ‫يف كتابــه «إكفار امللحدين» (ص ‪)42‬‬
‫الدين أي‬ ‫ِ‬
‫القبلــة يف اصطــاح املتكلمــن من يصدق برضوريــات ّ‬
‫األمــور الــي علــم ثبوهتــا يف الرشع واشــتهر‪ ،‬فمــن أنكر شــي ًئا من‬
‫الرضوريــات‪ ،‬كحــدوث العامل وحرش األجســاد وعلم اهلل ســبحانه‬
‫باجلزئيــات وفرضيــة الصــاة والصــوم مل يكــن مــن أهــل القبلة‪،‬‬
‫جماهــدا بالطاعــات‪ ،‬وكذلك من بارش شــي ًئا من أمارات‬ ‫ً‬ ‫ولــو كان‬
‫التكذيب كســجود للصنم واإلهانة بأمر رشعي واالســتهزاء عليه‪،‬‬
‫فليــس مــن أهل القبلة؛ ومعــى عدم تكفري أهل القبلــة أن ال يُك َّفر‬
‫بارتكاب املعايص وال بإنكار األمور اخلفية غري املشــهورة‪ ،‬هذا ما‬
‫حققه املحققون فاحفظه» اهـ‪.‬‬
‫* قــال احلافــظ الفقيــه احلنفــي اللغوي خامتــة اللغويــن حممد مرتىض‬
‫(مصور رقم‪« :)182‬وقد ألَّف فيها‬ ‫َّ‬ ‫الزبيدي (اإلحتاف‪)333/5 ،‬‬
‫غري واحد من األئمة من املذاهب األربعة رسائل [يف بيان الكلامت‬
‫الكفرية]» اهـ‪.‬‬
‫‪133‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫* االستثناءات من الكفر اللفظي‪ :‬يستثىن من الكفر اللفظي‪:‬‬


‫حالة سبق اللسان‪ :‬أي أن يتكلم بىشء من ذلك من غري إرادة‪ ،‬بل‬
‫جــرى عىل لســانه ومل يقصد قوله باملرة‪ ،‬بــأن أراد أن يتكلم بكالم‬
‫غري كفري فأخطأ لســانه فخرجت منه كلمة كفرية من دون قصد‬
‫منــه للنطق هبا‪ ،‬ال يكفر‪ .‬كمــن أراد أن يقول‪« :‬اللهم أنت ريب وأنا‬
‫عبدك»‪ ،‬فقال من شــدة فرحه‪« :‬اللهم أنت عبدي وأنا ربك»‪ .‬كام‬
‫ذكر سيدنا حممد |‪ .‬مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪( ،‬كتاب التوبة‪ ،‬باب‬
‫احلض عىل التوبة والفرح هبا‪.)2104/4 ،‬‬
‫ص ْحو العقــل‪ ،‬الرتفــاع التكليف‬‫حالــة غيبوبــة العقل‪ :‬أي عــدم َ‬
‫حينذاك‪ ،‬ويشمل هذا النائم واملجنون وحنومها‪.‬‬
‫مكرها بالقتل وحنوه وقلبه‬
‫ً‬ ‫حالة اإلكراه‪ :‬فمن نطق بالكفر بلسانه‬
‫مطمئن باإلميان فال يكفر‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ [النحل‪.]106 :‬‬
‫األعامل بالنيات ِ»‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والعجب أن بعض الناس يــوردون حديث‪« :‬إنام‬
‫(البخــاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬بدء الوحي‪ ،‬كيف كان بدء الوحي إىل‬
‫رســول اهلل‪ )3/1 ،‬يف غــر حمله‪ ،‬فيضلون ويُضلــون غريهم‪ ،‬فإهنم‬
‫عمدا عىل وجه املزاح أو حال‬ ‫يوردونه لدفع تكفري من يتكلم بالكفر ً‬
‫الغضــب‪ ،‬ومــن فرط اجلهل املؤدي إىل الكفــر احتجاج بعض هؤالء‬
‫بقــول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭼ [البقرة‪]225 :‬‬
‫فظنــوا أن هذه اآلية معناها أن اإلنســان ال يكفــر إذا مل يقصد بكالم‬
‫‪134‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫الكفر‪ ،‬ومعىن هذه اآلية أن من حلف بال إرادة كقول‪« :‬ال واهلل»‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الكفر‬
‫و«بــى واهلل» بدون إرادة‪ ،‬ال يكتب عليه ذلك‪ ،‬وف َْرق بني األ َ ْمْيان اليت‬
‫هي مجع ميني وهو القَ َسم‪ ،‬وبني التلفظ بكالم الكفر‪ ،‬فال مناسبة بني‬
‫هذه اآلية وبني مسألة من تلفظ بالكفر وهو ال يقصد الكفر‪.‬‬
‫حالة احلكاية لكفر الغري‪ :‬فال يكفر احلاكي كفر غريه عىل غري وجه‬
‫الــرىض واالستحســان؛ ومســتندنا يف اســتثناء مســألة احلكاية قول‬
‫اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﭼ [التوبــة‪ ]30 :‬ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧﯨ ﭼ [املائدة‪.]64 :‬‬
‫ثــم احلكاية املانعــة لكفر حاكي الكفر إما أن تكــون يف أول الكلمة‬
‫ناويا‬
‫اليت حيكيها عمن كفر‪ ،‬وإما بعد ذكره الكلمة عقبها‪ ،‬وقد كان ً‬
‫أن يــأيت بأداة احلكاية قبل أن يقول كلمة الكفر‪ ،‬فلو قال‪ :‬املســيح‬
‫ابــن اهلل قول النصارى أو قالته النصارى‪ ،‬فهي حكاية مانعة للكفر‬
‫عن احلاكي‪.‬‬
‫ً‬
‫متأواًل‪ :‬باجتهاده يف فهم الرشع‪ ،‬فإنه ال يكفر‬ ‫حالة كون الشــخص‬
‫املتأول‪ ،‬إال إذا كان تأوله يف القطعيات فأخطأ فإنه ال يُعذر‪ ،‬كتأول‬
‫الذين قالوا ِ‬
‫بق َدم العامل وأزليته‪ ،‬كابن تيمية‪.‬‬
‫وأمــا مثــال من ال يكفر ممن تــأول‪ ،‬فهو كتأول الذيــن منعوا الزكاة‬
‫يف عهــد أيب بكــر ‪ ،‬بأن الزكاة وجبت يف عهد الرســول |‪،‬‬
‫ألن صالتــه كانت عليهم ســك ًنا هلم وطُهــرة‪ ،‬أي رمحة وطمأنينة‪،‬‬
‫‪135‬‬

‫ الــردة الفعليــة(‪ )3‬كإلقاء املصحــف يف القــاذورات وكالدوس عىل‬


‫املصحف‪.‬‬
‫ الــردة القلبيــة(‪ )4‬كاعتقــاد أن اهلل جســم أو روح أو أنــه جالس عىل‬
‫العرش أو أنه يسكن السامء أو يف كل مكان بذاته أو أنه يف جهة‪.‬‬

‫وأن ذلك انقطع بموته‪ ،‬فإن الصحابة مل يكفروهم لذلك ألن هؤالء‬
‫فهمــوا من قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﭼ [التوبــة‪ ]103 :‬أن املــراد‬
‫مــن قوله‪ :‬ﭽ ﮚ ﭼ [التوبة‪ ]103 :‬أي يا حممد الزكاة‪ ،‬لتكون إذا‬
‫دفعوهــا إليك ســك ًنا هلم‪ ،‬وأن هذا ال حيصل بعــد وفاته‪ ،‬فال جيب‬
‫عليهم دفعها‪ ،‬ألنه قد مات‪ ،‬وهو املأمور بأخذها منهم‪ ،‬ومل يفهموا‬
‫أن احلكم عام يف حال حياته وبعد موته؛ ومن هنا يعلم أنه ليس كل‬
‫متأول مينع عنه تأويله التكفري‪ ،‬ألن التأول مع قيام الدليل القاطع ال‬
‫مينع التكفري عن صاحبه‪.‬‬
‫(‪ )3‬تكــون بالفعــل‪ ،‬وحملها اجلوارح‪ .‬ومــن الردة الفعليــة اجللوس عىل‬
‫موضع فيه ءاية أو اسم اهلل وهو يعلم‪ ،‬والسجود لصنم‪ ،‬وكذا كتابة‬
‫منسوبا‬
‫ً‬ ‫الفاحتة بالبول ولو كان لغرض االستشفاء‪ ،‬فليحذر مما ُوجد‬
‫إىل ابــن عابديــن يف حاشــيته‪ ،‬فهو مــردود بدليل ما ذكــره يف ثَبته‬
‫أنــه ال جيوز ذلك‪ .‬ابــن عابدين‪ ،‬ثبت خامتة املحققني‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫(مصور رقم‪)183‬‬‫َّ‬
‫ظاهرا‪ ،‬يشــرك يف معرفته‬
‫ً‬ ‫علاًم‬
‫(‪ )4‬حملهــا القلب‪ ،‬ومنها‪ :‬إنكار ما علم ً‬
‫العلامء والعامة من املسلمني‪ ،‬إال أن يكون حنو حديث عهد بإسالم‪،‬‬
‫‪136‬‬

‫قال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭼ‬


‫[التوبــة‪ ]74 :‬وقــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﭼ‬
‫[فصلت‪.]37 :‬‬
‫العبد َليتكلَّم بالكلمةِ ما يتبنَّي فيها ي ِز ُّل هبا يف ِ‬
‫النار‬ ‫«إن َ‬ ‫احلديث‪َّ :‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫رْشق ِ»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب الرقاق‪،‬‬ ‫بني امل َ ْ ِ‬
‫ــد ممَّا َ‬
‫ْأب َع َ‬
‫(‪)5‬‬
‫باب حفظ اللسان‪)2377/5 ،‬‬

‫أو نشــأ يف بادية بعيدة عن العلامء‪ ،‬رشط أن يكون غري عامل بأن هذا‬
‫من دين اإلسالم‪ ،‬ورشط أن يكون هذا األمر غري حنو تنزيه اهلل عن‬
‫الشبيه وعن املكان‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ [احلجرات‪ ]15 :‬ألن االرتياب (الشــك)‬
‫يكون بالقلب‪.‬‬
‫عد الكثري من الفقهاء األلفاظ املخرجة من اإلسالم‪ ،‬كالفقيه احلنفي‬ ‫(‪ّ )5‬‬
‫بدر الرشــيد‪ ،‬وهو قريب من القرن الثامن اهلجري يف رسالته‪ ،‬وأيب‬
‫عــي عمر الســكوين املالكي املتــوىف ‪717‬هـ يف كتابه «حلــن العامة‬
‫واخلاصــة يف املعتقــدات»‪ .‬وكــذا الفتاوى اهلندية‪ ،‬اجلــزء الثاين‪ ،‬يف‬
‫الدينية الصادر من‬ ‫حنو مائة صحيفة‪ .‬وكذا كتاب تعليم الواجبات ّ‬
‫مكتب التوجيه واإلرشــاد باليمن‪ ،‬أل ََّف ُه واطلع عليها مائة شيخ من‬
‫األزهــر واليمــن‪ .‬فينبغي االطالع عىل ذلك‪ ،‬فــإن من مل يعرف الرش‬
‫يقع فيه‪ ،‬فل ُيحذر‪.‬‬
‫فــورا إىل اإلســام بالنطق‬
‫* جيــب عــى من وقعت منــه ردة أن يعود ً‬
‫بالشــهادتني‪ ،‬واإلقالع عــا وقعت به الــردة‪ ،‬وال يكفي للدخول يف‬
‫‪137‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫اإلسالم قول‪ :‬أستغفر اهلل بدل الشهادتني‪ ،‬فهذه املسألة من املهامت‪،‬‬


‫كثــرا مــن النــاس يقعون يف الردة بســب اهلل أو غــر ذلك‪ ،‬ثم‬ ‫ً‬ ‫ألن‬
‫يقولون‪ :‬أســتغفر اهلل أســتغفر اهلل‪ ،‬من دون أن يقولوا الشــهادتني‪،‬‬
‫كفرا‪ ،‬وهذا كثري‬
‫وهؤالء ال ينفعهم قول‪ :‬أســتغفر اهلل‪ ،‬بل يزيدهم ً‬
‫يف بعــض البالد‪ ،‬فل ُي َّنبهوا ول ُي َعلَّمــوا الصواب‪ .‬كام جيب عليه الندم‬
‫والعزم عىل أن ال يعود ملثله‪ ،‬ومها رشطان واجبان للتوبة‪ ،‬لكن ليسا‬
‫رشطًا لصحة الرجوع إىل اإلسالم‪.‬‬
‫‪138‬‬

‫س ‪ :41‬ما الدليل عىل جواز االحتفال باملولد النبوي الرشيف(‪)1‬؟‬


‫قــال اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ‬
‫[احلج‪.]77 :‬‬
‫احلديث‪ .‬مسلم‪،‬‬
‫َ‬ ‫أجرها(‪»)2‬‬ ‫احلديث‪َ « :‬من َس َّن يف اإلسال ِم ُس ّن ًة َ‬
‫حسن ًة فله ُ‬
‫صحيح مســلم‪( ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب احلث عىل الصدقة ولو بشــق مترة‬
‫[‪.)704/2 ،]...‬‬

‫(‪ )1‬روى مســلم يف صحيحــه (كتاب فضــل الصيام‪ ،‬باب اســتحباب‬


‫ثالثة أيام من كل شــهر [‪ )218/2 ،]...‬حني ســئل النيب | عن‬
‫لدت فيه ِ»‪.‬‬
‫صوم يوم االثنني قال‪« :‬ذاكَ يو ٌم ُو ُ‬
‫* من البدع احلسنة االحتفال بمولد الرسول |‪ ،‬فهذا العمل مل يكن‬
‫يف عهد النيب | وال الصحابة‪ ،‬وإنام أُحدث يف أوائل القرن الســابع‬
‫عاملا ُســ ّن ًّيا‬
‫للهجــرة‪ ،‬وأول مــن أحدثــه املظفــر ملك إربــل‪ ،‬وكان ً‬
‫كثريا مــن العلامء‪ ،‬فيهم مــن أهل احلديث‬ ‫تقيــا شــجا ًعا‪ ،‬مجــع هلذا ً‬
‫ًّ‬
‫العلامء يف مشــارق‬ ‫ُ‬ ‫العمل‬
‫َ‬ ‫والصوفيــة الصادقــن‪ ،‬فاستحســن ذلــك‬
‫تقدم ذلك عند الكالم عىل البدعة احلســنة‬ ‫األرض ومغارهبــا‪ .‬وقد َّ‬
‫مع األدلة والكتب واإلحلاق باملصورات‪.‬‬
‫ــن يف حيــاة رســول اهلل |‪ ،‬أما بعد‬ ‫(‪ )2‬فــإن قيــل‪ :‬هــذا معناه من َس َّ‬
‫وفاته فال‪ .‬فاجلواب أن يقال‪ :‬ال تثبت اخلصوصية إال بدليل‪ .‬وهنا‬
‫يدعـــون‪ ،‬حيث إن رســول اهلل | قال‪:‬‬ ‫الدلـــيل يعطي خالف ما ّ‬
‫ســن يف اإلســا ِم»‪ ،‬ومل يقل‪ :‬من ســن يف حيايت‪ ،‬وال قال‪ :‬من‬ ‫َّ‬ ‫« َم ْن‬
‫مقترصا عىل الزمن‬ ‫ً‬ ‫عماًل أنا عملته فأحياه‪ ،‬ومل يكن اإلســام‬ ‫عمل ً‬
‫‪139‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫الذي كان فيه رسول اهلل |‪ ،‬فبطل زعمهم‪.‬‬


‫أناســا فقراء شــديدي الفقر يلبســون‬ ‫فإن قالوا‪ :‬ســبب احلديث أن ً‬
‫امر (وهو ىشء يعمل من صوف وشعر‪ ،‬خرقوا وسطه وأدخلوه عىل‬ ‫ال ِّن ِ‬
‫رؤوسهم‪ ،‬ليس معه ىشء غريه يلبسونه‪ ،‬وهو ىشء يلبس للربد عاد ًة)‬
‫جــاؤوا‪ ،‬فتم ّعــر وجه رســول اهلل | ملا رأى من بؤســهم‪ ،‬فتصدق‬
‫كثريا‪ ،‬فتهلل وجه رســول اهلل | فقال‪:‬‬ ‫الناس حىت مجعوا هلم شــي ًئا ً‬
‫وأجر َمن َع ِم َل هبا»‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ــن يف اإلسال ِم ســن ًة حســن ًة فل ُه ُ‬
‫أجرها‬ ‫« َمن َس َّ‬
‫فاجلواب أن يقال‪« :‬إن العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب»‪ ،‬كام‬
‫هو مقرر عند علامء األصول‪ ،‬ومن أنكر ذلك فهو مكابر‪.‬‬
‫* تنبيهات‪:‬‬
‫‪ -1‬هنــاك كتــب أُلّفــت يف املولد‪ ،‬فيهــا الكذب الرصيــح املفرتى‪،‬‬
‫منهــا‪ :‬كتاب نُســب إىل احلافــظ ابن حجر العســقالين وليس له‪،‬‬
‫وكتــاب نُســب إىل احلافظ ابــن اجلوزي وليس له‪ ،‬وهو املســمى‬
‫«مولد العروس»‪ ،‬فيجب اجتناب هذين وما أشبههام‪.‬‬
‫‪ -2‬التحذير من فهم بعض الناس للرؤيا اليت تُنسب للعباس ‬
‫يف أيب هلــب‪ ،‬أن أبــا هلــب يرتاح كل اثنني يف نــار جهنم‪ ،‬ألنه يف‬
‫فرحا بوالدة ابن أخيه‪.‬‬ ‫هــذا اليوم عندما ولد النيب أعتــق جارية ً‬
‫فمجرد رؤيا ال تر ّد النصوص أن الكافر ال يرتاح‬ ‫َّ‬ ‫فهــي إن ثبتت‬
‫مــن العــذاب يف اآلخــرة طرفة عــن‪ ،‬وال يف قربه‪ .‬يقــول احلافظ‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫ابن حجر العسقالين (فتح الباري) (‪)288 ،287/15‬‬
‫رقــم‪« :)184‬لكنــه خمالــف لظاهــر القــرءان‪ ،‬قــال اهلل تعــاىل‪:‬‬
‫‪140‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ﭽﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ‬
‫أواًل بأن اخلرب مرســل‪ ،‬أرسله عروة‪ ،‬ومل‬ ‫[الفرقان‪ ]23 :‬وأجيب ً‬
‫ً‬
‫موصــواًل‪ ،‬فالذي يف‬ ‫حدثه بــه‪ ،‬وعىل تقدير أن يكون‬ ‫يذكــر من ّ‬
‫اخلــر رؤيا منام فــا حجة فيه‪ ،‬ولعل الذي رءاهــا مل يكن إذ ذاك‬
‫بعد‪ ،‬فال حيتج به [‪ ]...‬وأما عياض فقال‪« :‬انعقد اإلمجاع‬ ‫أســلم ُ‬
‫عــى أن الكفــار ال تنفعهــم أعامهلــم وال يثابــون عليهــا بنعيم وال‬
‫عذابا من بعض» [‪]...‬‬‫ختفيــف عذاب‪ ،‬وإن كان بعضهم أشــد ً‬
‫الم ِّنير يف احلاشــية‪« :‬هنــا قضيتان إحدامها حمال‪ ،‬وهي‬ ‫وقال ابن ُ‬
‫اعتبــار طاعة الكافر مــع كفره‪ ،‬ألن رشط الطاعــة أن تقع بقصد‬
‫صحيــح‪ ،‬وهذا مفقود من الكافــر‪ .‬الثانية إثابة الكافر عىل بعض‬
‫تفضاًل من اهلل تعاىل‪ ،‬وهذا ال حييله العقل‪ ،‬فإذا تقرر ذلك‬ ‫ً‬ ‫األعامل‬
‫مل يكــن عتــق أيب هلب لثويبة قُ ْربةً معتــرة [‪ ]...‬واملتبع يف ذلك‬
‫التوقيف نف ًيا وإثبا ًتا» » اهـ‪.‬‬
‫(مصور رقم‪:)185‬‬ ‫َّ‬ ‫* قال الشيخ العيين يف «عمدة القاري» (‪)95/20‬‬
‫«ومذهب املحققني أن الكافر ال خيفف عنه العذاب بسبب حسناته‬
‫يف الدنيا‪ ،‬بل يوسع عليه هبا يف دنياه‪ .‬وقال القايض عياض‪« :‬انعقد‬
‫اإلمجــاع عــى أن الكفار ال تنفعهــم أعامهلم وال يثابــون عليها بنعيم‬
‫عذابا حبســب جرائمهم»‬‫وال ختفيــف عذاب‪ ،‬ولكن بعضهم أشــد ً‬
‫اهـ‪ .‬وقال الكرماين‪« :‬ال ينفع الكافر العمل الصالح إذ الرؤيا ليست‬
‫بدليل» اهـ‪ ».‬اهـ‪.‬‬
‫‪141‬‬

‫اهلل‪ ،‬وإذا‬ ‫ِ‬


‫ســألت فاســأل َ‬
‫َ‬ ‫س ‪ :42‬مــا املــراد بقول الرســول |‪« :‬إذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاســتع ْن باهلل» (الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪ ،‬كتاب صفة القيامة‬ ‫استعنت‬
‫َ‬
‫والرقائق والورع عن رسول اهلل |‪ ،‬باب‪)667/4 ،59‬؟‬
‫هذا معناه أنه من باب األ َ ْوىل أن الذي يُسأل هو اهلل‪ ،‬وأن الذي يُستعان‬
‫به هو اهلل‪ ،‬وليس معناه ال تسأل غري اهلل وال تستعن بغري اهلل‪ .‬وهذا كحديث‬
‫ابن حبان يف صحيحه (كتاب الرب واإلحســان‪ ،‬باب الصحبة واملجالســة‪،‬‬
‫ذكــر الزجر عن أن يصحب املرء إال الصاحلــن ويُؤكل طعامه إال إياهم‪،‬‬
‫تقي(‪.»)1‬‬
‫يأكل طعا َم َك إال ٌّ‬
‫ب إال مؤم ًنا‪ ،‬وال ْ‬ ‫‪« :)557/1‬ال َت ْص َح ْ‬

‫(‪ )1‬املتوســل القائل‪« :‬اللهم إين أســألك بنبيك أو بــأيب بكر أو بأويس‬
‫القرين» أو حنو ذلك‪ ،‬ســأل اهلل مل يســأل غريه‪ ،‬فأيــن احلديث وأين‬
‫دعــوى الوهابيــة؟! ثــم إن احلديــث ليــس فيــه أداة هنــي‪ ،‬مل يقل‬
‫الرســول البن عباس‪ :‬ال تســأل غري اهلل‪ ،‬وال تســتعن بغري اهلل‪ ،‬ولو‬
‫ورد بلفــظ النهي‪ ،‬فليس كل أداة هني للتحريم‪ ،‬كحديث الرتمذي‬
‫يف سننه (كتاب الزهد‪ ،‬باب ما جاء يف صحبة املؤمن‪)600/4 ،‬‬
‫تقي»‪ .‬فهذ احلديث‬ ‫ّ‬ ‫صاحب ّإاّل مؤم ًنا‪ ،‬وال ْ‬
‫يأكل طعا َم َك إاّل ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫«ال تُ‬
‫دلياًل عىل حتريــم أن يطعم الرجل‬ ‫مــع وجــود أداة النهي فيه ليــس ً‬
‫غــر تقي‪ ،‬وإنــا املعــى أن األ َ ْوىل أن تطعــم طعامك التقــي‪ .‬فمعىن‬
‫احلديث األ َ ْوىل بأن تسأله وتستعني به اهلل‪ .‬أما قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦﭼ [الفاحتة‪ ]5 :‬فإنه يفيد أنه يُستعان باهلل االستعانةَ‬
‫اخلاصة‪ ،‬أي أن اهلل خيلق للعبد ما ينفعه من أســباب املعيشــة وما‬
‫يقوم عليه أمر املعيشــة‪ ،‬وليس املعىن أنه ال يستعان بغري اهلل مطلق‬
‫‪142‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫االســتعانة‪ ،‬بدليل ما جاء يف احلديث الذي رواه مسلم يف الصحيح‬


‫(كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار‪ ،‬باب فضل االجتامع عىل‬
‫العبد يف‬ ‫ِ ِ‬ ‫تــاوة القرءان‪:)2074/4 ،‬‬
‫«واهلل يف عــون العبد ما كان ُ‬ ‫ُ‬
‫عــون ِ أخيه ِ»‪ .‬وذلك يف اخلري خاصة‪ ،‬وليس املراد عون العبد للعبد‬
‫عىل الرش‪.‬‬
‫* ومن الدليل عىل جواز التوسل باألنبياء والصاحلني‪:‬‬
‫أخرج الزبار يف مسنده (‪ )181/11‬من حديث عبد اهلل بن عباس‬
‫ِ‬
‫احني يف األرض‬ ‫سي َ‬ ‫«إن هلل مالئك ًة َّ‬ ‫ عن رسول اهلل | قال‪َّ :‬‬
‫ِســوى احلفَ ظَــةِ يكتبونَ ما يســق ُ ِ‬
‫أصاب‬‫َ‬ ‫الش ِ‬
‫ــجر‪ ،‬فإذا‬ ‫ُط من ورق ِ َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ج ٌة بأرض ٍ َفالة فل ُْينــاد‪ :‬أَعي ُنوا عبا َد اهلل»‪ .‬قال احلافظ‬ ‫أحدكــم َع ْر َ‬ ‫َ‬
‫(مصــور رقم‪:)186‬‬ ‫َّ‬ ‫اهليثمــي يف «جممــع الزوائــد» (‪)273/20‬‬
‫«رواه الزبار‪ ،‬ورجاله ثقات» اهـ‪.‬‬
‫حســنه احلافــظ ابــن‬ ‫حديــث أيب ســعيد اخلــدري  الــذي َّ‬
‫حجــر العســقالين يف «نتائج األفكار يف ختريــج أحاديث األذكار»‬
‫(مصــور رقم‪ ،)187‬قــال‪ :‬قال رســول اهلل |‪« :‬إذا‬ ‫َّ‬ ‫(‪)268/1‬‬
‫ِ‬
‫حبق ِ‬
‫ُك ّ‬ ‫«اللهم ِ ّإيِّن أســأل َ‬
‫َّ‬ ‫بيته ِ إىل الصــاة فقال‪:‬‬ ‫الرجل ِمن ِ‬ ‫ُ‬ ‫خــرج‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أرشا وال َبط ًَرا‬
‫أخــر ْج ً‬ ‫ُ‬ ‫فإيِّن ْمل‬
‫شــاي هذا‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وحبق ِ َمَم ْ‬
‫عليك ّ‬ ‫َ‬ ‫ــائلني‬
‫َ‬ ‫الس‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫وابتغــاء مرضات َك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫قاء َســخَط َك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫خرجت ّات َ‬ ‫ُ‬ ‫ياء وال ُســمع ًة‪،‬‬ ‫وال ر ً‬
‫الذنوب‬ ‫يغفر‬ ‫نقذين من ِ‬ ‫أن تُ َ‬
‫َ‬ ‫تغفر يل ذنويب‪ ،‬إنه ال ُ‬ ‫وأن َ‬ ‫النار ْ‬ ‫َ‬ ‫ُك ْ‬ ‫أســأل َ‬
‫‪143‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫اهلل‬ ‫وأقبل‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫يستغفرونَ‬ ‫ّإاّل أنت»‪ ،‬و َّك َل اهلل به ِ ســبعني ألف م َلك ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قيض صال َت ُه»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫حىّت‬ ‫[برمحته]‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫بوجه‬ ‫عليه ِ‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫روى احلافــظ اخلطيــب البغدادي يف «تاريخ بغــداد» (تاريخ مدينة‬
‫ســابقا) بســنده إىل الشــافعي أنه يقول‪:‬‬ ‫ً‬ ‫(مــر‬
‫الســام) (‪ّ )445/1‬‬
‫زائرا]‪ ،‬فإذا‬ ‫«إين ألتــرك بأيب حنيفــة‪ ،‬وأجيء إىل قربه كل يوم [يعين ً‬
‫ضــت يل حاجــة صليــت ركعتني وجئت إىل قربه‪ ،‬وســألت اهلل‬ ‫عر َ‬ ‫َ‬
‫عيّن حىت تُقىض» اهـ‪.‬‬ ‫تعاىل احلاجة عنده‪ ،‬فام تبعد ّ‬
‫وهــذا اخلليفــة املنصــور العبــايس عندما حــج وزار قــر النيب |‪،‬‬
‫قائاًل‪« :‬يا أبا عبد اهلل‪ ،‬أســتقبل القبلة وأدعو أم‬ ‫ســأل اإلمام مال ًكا ً‬
‫«ومِلَ تــرف وجهك عنه‪،‬‬ ‫أســتقبل رســول اهلل |؟»‪ ،‬قال مالك‪ِ :‬‬
‫وهو وســيلتك ووســيلة أبيــك ءادم عليــه الســام إىل اهلل تعاىل بل‬
‫استقبله واستشفع به فيشفعه اهلل»‪ .‬ذكره القايض عياض يف «الشفا»‬
‫(‪ ،)520/2‬والســمهودي يف «خالصــة الوفــا» (‪)111 ،110‬‬
‫عياضا ساقه بسند جيد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫(مصور رقم‪ ،)188‬وأخرب أن القايض‬ ‫َّ‬
‫(مصور رقم‪)189‬‬ ‫َّ‬ ‫وقد روى البيهقي يف دالئــل النبوة (‪)489/5‬‬
‫اقرتف ءاد ُم اخلطيئ َة‬ ‫َ‬ ‫عن عمر  قال‪ :‬قال رسول اهلل |‪« :‬ملَّا‬
‫اهلل ع َّز‬
‫غفــرت يل»‪ ،‬فقــال ُ‬ ‫َ‬ ‫حمم ٍد َل َما‬
‫حبــق ِ َّ‬
‫ُك ّ‬ ‫رب أســأل َ‬
‫قــال‪« :‬يا ُّ‬
‫حمم ًدا‬
‫عرفت َّ‬
‫َ‬ ‫وكل الكون]‪« :‬يا ءاد ُم‪َ ،‬‬
‫كيف‬ ‫وجــل [وهو أعلم بآدم ّ‬ ‫َّ‬
‫بيــدكَ [بقدرتك‬ ‫أخلقــه؟»‪ ،‬قال‪« :‬ألنك يــا رب‪ ،‬ملا خلقتين ِ‬ ‫ومل‬
‫َ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫‪144‬‬

‫أي األ َ ْوىل باإلطعام التقي وبالصحبة املؤمن‪ ،‬وليس معىن ذلك أنه حرام‬
‫إطعــام غري املؤمــن أو صحبته‪ ،‬وقد مدح اهلل تعاىل يف القرءان املســلمني‬
‫بقوله‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ(‪[ )2‬اإلنسان‪:‬‬
‫‪ .]8‬واألسري هنا املراد به الكافر‪.‬‬

‫َك فنفخ الروح‬ ‫وح َك [أي أمــرت املل َ‬ ‫ونفخت ِيِف ِمن ر ِ‬ ‫وعنايتــك]‬
‫َ َّ ْ ُ‬
‫فرأيــت عىل قوائ ِم العــرش ِ م ْك ُت ً‬
‫وبا‬ ‫ُ‬ ‫رأيس‬
‫ت َ‬ ‫املرشفــة عنــدك] ر َف ْع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫اســم َك‬ ‫ف إىل‬
‫ت أنَّك مل تُض ْ‬ ‫رســول اهلل»‪ ،‬فعل ْم ُ‬ ‫حممد‬ ‫«ال إل َه َّإاَّل ُ‬
‫اهلل ٌ‬
‫إليــك» »‪ .‬احلاكم‪ ،‬املســتدرك‪( ،‬كتــاب تواريخ‬ ‫َ‬ ‫أحــب اخللــق ِ‬
‫َّ‬ ‫َّإاَّل‬
‫املتقدمني من األنبياء واملرسلني‪ .)672/2 ،‬وص َّححه‪ ،‬والسبكي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)190‬‬‫َّ‬ ‫شفاء السقام‪ ،‬ص‪.359 ،358‬‬
‫قال ابن احلاج املالكي املعروف بإنكاره للبدع يف كتابه «املدخل»‪،‬‬
‫(مصور رقم‪« :)191‬فالتوسل به عليه الصالة والسالم‬ ‫َّ‬ ‫(‪)259/1‬‬
‫هــو حمــل حطّ أمحــال األوزار وأثقــال الذنوب واخلطايــا‪ ،‬ألن بركة‬
‫ربه ال يتعاظمها ذنب‪،‬‬ ‫شفاعته عليه الصالة والسالم وعظمها عند ّ‬
‫إذ إهنا أعظم من اجلميع» اهـ‪.‬‬
‫(مصور رقم‪:)192‬‬ ‫َّ‬ ‫قال اإلمام أمحد للمروذي (اإلنصاف ‪)456/2‬‬
‫«يتوسل [أي الداعي] بالنيب | يف دعائه» اهـ‪.‬‬
‫(مصور رقم‪« :)193‬نزلت يف‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )2‬قال النسفي يف تفســره (‪)578/3‬‬
‫عيل وفاطمة وفضة جارية هلام واألســر املذكور يف اآلية كافر‪ ،‬ومع‬
‫‪145‬‬

‫وقــد ورد يف صحيــح البخاري (كتاب أحاديــث األنبياء‪ ،‬باب ﭽﮃ‬


‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﭼ [الكهف‪ )1278/3 ،]9 :‬أن‬
‫ففرج اهلل عنهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ثالثة نفر سألوا اهلل بصالح أعامهلم‬

‫ذلك قالوا‪ :‬ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭼ [اإلنسان‪.]9 :‬‬


‫(‪ )3‬واحلديث بطوله معروف‪ ،‬ويُســتفاد منه أنه إذا كان التوســل بالعمل‬
‫جائزا‪ ،‬فكيف ال يصح بالذوات الفاضلة‪ ،‬كذوات األنبياء؟!‬ ‫الصالح ً‬
‫دلياًل لو مل يكن دليل سواه‪ ،‬للتوسل باألنبياء واألولياء‪.‬‬ ‫فهذا يكفي ً‬
‫غــر اهلل‪ .‬يف الكتاب والســنة واإلمجاع‬
‫الشــخص َ‬
‫ُ‬ ‫* ال حيــرم أن يســأل‬
‫وال ُع ْرف أنه من زمن ءادم وحىت عرصنا هذا‪ ،‬ما زال الناس يستعينون‬
‫ببعضهــم‪ ،‬ويطرقــون أبواب بعضهم‪ ،‬ويســألون بعضهم العون‪ ،‬ومل‬
‫يأت نص واحد بتحريم هذا األمر‪.‬‬
‫أليس اهلل تعاىل قال‪ :‬ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ [الضحى‪ ]10 :‬؟‬
‫ِ ِ‬
‫وه»‪ .‬أمحد‪ ،‬مســند‬ ‫وقد جاء يف األثر‪« :‬و َم ْن ســأ َلكم بوجه اهلل فأع ُط ُ‬
‫أمحد‪ .)249/1( ،‬وروى مســلم يف صحيحه (كتاب حتريم اللعب‬
‫بالنردشــر‪ ،‬باب ما سئل رســول اهلل | شي ًئا قط فقال‪ :‬ال وكثرة‬
‫عطائه‪« :)1805/4 ،‬ما ُسئل رسول اهلل | قط فقال‪ :‬ال»‪ .‬وروى‬
‫البخاري يف صحيحه (كتاب املظامل‪ ،‬باب ال يظلم املســلم املســلم‬
‫وال يســلمه‪ )862/2 ،‬أن النــي | قــال‪« :‬ومــن كان يف حاجــةِ‬
‫َ‬
‫ســألت‬
‫َ‬ ‫حاجته ِ»‪ .‬وأما ما ُروي عن النيب |‪« :‬إذا‬ ‫ِ‬ ‫اهلل يف‬
‫أخيه كان ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاستع ْن باهلل» (الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪،‬‬ ‫استعنت‬
‫َ‬ ‫اهلل‪ ،‬وإذا‬
‫فاسأل َ‬
‫كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول اهلل |‪ ،‬باب‪،59‬‬
‫‪146‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫‪ ،)667/4‬فالرســول | مل يقل‪ :‬وإذا ســألت فال تســأل غري اهلل‪،‬‬


‫وإال إن كان األمر كذلك لكان اهلل أمرنا بنهر السائل ور ّد املحتاج‪.‬‬
‫وأما البيتان اللذان يقوهلام بعض الناس‪[ :‬الكامل]‬
‫ب‬‫ــي ءاد َم حاجــةً وســل ِ الــذي أبوابُــ ُه ال ُحُتْ َج ُ‬
‫تســألن َب َّ‬
‫َّ‬ ‫ال‬
‫ب‬ ‫غض ُ‬ ‫حني يُ ُ‬
‫ســأل يَ َ‬ ‫وبين ءاد َم َ‬
‫ُّ‬ ‫تركت ُســؤالَ ُه‬
‫َ‬ ‫غضب ْ‬
‫إن‬ ‫ُ‬ ‫فاهلل يَ‬
‫ُ‬
‫رشعيا‪ ،‬فال حاجة للكالم عليهام زيــادة عىل ما ذكرنا‬ ‫ًّ‬ ‫دليــا‬
‫فليســا ً‬
‫ونذكر‪.‬‬
‫وهناك بيت شعر عكس ذلك البيتني‪[ :‬البسيط]‬
‫الناس للناس ِ ِمن بد ٍو ِ‬
‫وم ْن َح َ ٍ‬
‫بعض لبعض ٍ ْ‬
‫وإن مل يَش ُعروا َخ َد ُم‬ ‫ٌ‬ ‫رَض‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫اهلل تعــاىل ال يغضــب عىل عبــده إن ترك ســؤاله إال يف حالة واحدة‪،‬‬
‫حيــث إن ســؤال اهلل فرض‪ ،‬وهــو يف قوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩ ﭪ ﭼ [الفاحتة‪ ]6 :‬إىل ءاخر السورة وذلك يف الصالة‪ ،‬ألن‬
‫فرضا يف هذه احلالة‪،‬‬
‫الصالة ال تصح بغري الفاحتة‪ ،‬فلذا كان السؤال ً‬
‫هــذا عــى قول مــن يوجب قــراءة الفاحتة يف الصــاة‪ ،‬ومعىن اآلية‪:‬‬
‫ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭼ [الفاحتة‪ّ ]6 :‬ثبتنا عىل اإلسالم‪.‬‬
‫* ويف كتــاب اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥﭼ [األحــزاب‪ ]53 :‬فهــذه اآليــة عن نســاء النــي |‪ ،‬فاهلل‬
‫سؤااًل بل قال‪ :‬ﭽﯲﭼ‬ ‫ســبحانه وتعاىل مل يقل‪ :‬وإذا ســألتموهن ً‬
‫[عبس‪ ، ]32 :‬فاهلل أرشــدنا إىل طريقة ســؤال هذا املتاع‪ ،‬ولو كان‬
‫‪147‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫يف األمــر ذلة وخضوع غري مرشوع لغري اهلل فكيف يرشــدنا اهلل هلذا‬
‫األمر؟!‬
‫* وقــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭼ [البقــرة‪ ، ]177 :‬فانظر إىل‬
‫قولــه تعاىل ميدح من كانت هذه الصفة فيه‪ ،‬ومن مجلة ذلك إعطاء‬
‫املــال للســائلني‪ ،‬ثم إن اهلل تعــاىل ذم يف القــرءان الكريم من كانت‬
‫هذه صفته ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﭼ [املاعون‪.]7 :‬‬
‫إخبارا عن ســيدنا يوســف عليه الســام‪ :‬ﭽ ﯓ ﯔ‬ ‫ً‬ ‫* ويف قول اهلل‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ [يوســف‪، ]42 :‬‬
‫فهل يُعرتض عىل ســيدنا يوســف عليه السالم‪ ،‬ألنه سأل املخلوق‬
‫ومل يســأل اخلالق‪ ،‬أمل يقل له‪ :‬ﭽﯙﭼ [يوســف‪]42 :‬؟ أمل‬
‫يســأله؟ فيوســف عليه الســام مل يقل‪ :‬اللهم أهلم هــذا الرجل أن‬
‫يذكرين عند ســيده‪ ،‬من غري طلب من السجني الذي كان معه‪ ،‬بل‬
‫طلب من السجني‪ ،‬فهل خضع وذل يوسف لغري اهلل؟!‬
‫* وهذا ذو القرنني الذي ورد ذكره يف القرءان الكريم يف سورة الكهف‪،‬‬
‫والــذي قيــل فيه‪ :‬نــي‪ ،‬وقيــل‪ :‬ويل‪ ،‬قد شــكا له قوم مــن يأجوج‬
‫ومأجــوج‪ ،‬فأخرب اهلل عنــه‪ :‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬
‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭼ [الكهــف‪ ، ]95 :‬فذو القرنني طلب‬
‫العون منهم‪ ،‬فأين اخلضوع والذل لغري اهلل يف ذلك؟!‬
‫‪148‬‬

‫س‪ :43‬ما الدليل عىل جواز زيارة قرب النيب | للرجال والنساء؟‬
‫تسن زيارة قرب النيب | باإلمجاع‪ ،‬نقل ذلك القايض عياض(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬قال القايض عياض ‪« :‬وزيارة قربه صىل اهلل تعاىل عليه وسلم‬
‫ُس ّنة بني املسلمني جممع عليها‪ ،‬وفضيلة مرغب فيها» اهـ‪ .‬القايض‬
‫(مصور رقم‪)194‬‬ ‫َّ‬ ‫عياض‪ ،‬الشفا‪.582/2 ،‬‬
‫(مصور‬ ‫َّ‬ ‫* قال احلافظ حيىي النووي يف كتاب متن اإليضاح (ص‪)156‬‬
‫رقم‪« :)195‬إذا انرصف احلجــاج واملعتمرون من مكة فليتوجهوا‬
‫إىل مدينــة رســول اهلل | لزيارة تربتــه | فإهنا من أهم القربات‬
‫وأجنح املســاعي» اهـ‪ .‬ابن حجر اهليتمي‪ ،‬حاشية اهليتمي عىل رشح‬
‫(مصور رقم‪)196‬‬
‫َّ‬ ‫اإليضاح يف مناسك احلج‪ ،‬ص‪.488‬‬
‫شــبه‬
‫الدين احلصين يف كتابه «دفع شــبه من َّ‬ ‫* وقــد أورد الشــيخ تقي ّ‬
‫نقــواًل كثرية عن أئمة من املذاهــب األربعة يف معىن ما قاله‬‫ً‬ ‫ومتــرد»‬
‫ّ‬
‫ومتــرد‪( ،‬ص‪)142‬‬ ‫ّ‬ ‫احلافظ النووي‪ .‬احلصين‪ ،‬دفع شــبه من َّ‬
‫شــبه‬
‫(مصور رقم‪ ،)197‬ور َّد فيه عىل ابن تيمية‪.‬‬
‫َّ‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫الدين السبكي يف شفاء السقام (ص‪)184‬‬ ‫* قال احلافظ تقي ّ‬
‫رقــم‪« :)198‬فيام ورد يف الســفر إىل زيارته | رص ًحيــا‪ ،‬وبيان أن‬
‫ذلــك مل يزل قدميًا وحدي ًثا‪ ،‬وممن روى ذلك عنه من الصحابة بالل‬
‫ابــن أيب ربــاح  مؤذن رســول اهلل |‪ ،‬ســافر من الشــام إىل‬
‫املدينــة املنورة لزيارة قربه صىل اهلل تعاىل عليه وســلم‪ ،‬روينا ذلك‬
‫بإســناد جيد إليــه‪ ،‬وهو نص يف الباب» اهـ‪ .‬ثم أفاض الســبكي يف‬
‫‪149‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور رقم‪ )199‬يف نقل استحباهبا عن‬ ‫َّ‬ ‫شفاء السقام (ص ‪)202‬‬
‫أعيان من العلامء من املذاهب األربعة‪ ،‬فنقل ذلك عن الشافعية‪ :‬عن‬
‫القايض أيب الطيب الطربي واملحاميل واحلليمي واملاوردي والروياين‬
‫والقايض حســن والشــيخ أيب إسحاق الشــرازي‪ .‬وعن احلنفية‪ :‬عن‬
‫أيب منصــور الكرمــاين يف مناســكه‪ ،‬وعبــد اهلل بن حممــود يف رشح‬
‫املختــار‪ ،‬وأيب الليث الســمرقندي يف فتاويــه‪ ،‬والرسوجي يف الغاية‪.‬‬
‫وعــن احلنابلة‪ :‬عــن أيب اخلطاب الكواذاين يف اهلدايــة‪ ،‬وأيب عبد اهلل‬
‫الدين بن محدان يف الرعاية الكربى‪.‬‬ ‫الســامري يف املستوعب‪ ،‬وجنم ّ‬
‫وعن املالكية‪ :‬عن أيب عمران الفايس‪ ،‬والشيخ ابن أيب زيد‪ .‬ثم ذكر‬
‫(مصور رقم‪ )200‬حديث أيب داود يف‬ ‫َّ‬ ‫الســبكي (ص‪)232 ،231‬‬
‫سننه (كتاب املناسك‪ ،‬باب زيارة القبور‪« :)169/2 ،‬وال جتعلُوا‬
‫عيدا»‪ ،‬وأجاب عنه بثالثة أجوبة‪:‬‬ ‫قربي ً‬
‫حيتمــل أن يكون املــراد به احلث عىل كثرة زيــارة قربه |‪ ،‬وأن ال‬
‫هيمل حىت ال يزار إال يف بعض األوقات كالعيد الذي ال يأيت يف العام‬
‫إال مرتني‪.‬‬
‫خمصوصــا ال تكون‬
‫ً‬ ‫وحيتمــل أن يكــون املــراد‪ :‬ال تتخذوا لــه وق ًتا‬
‫أي يوم كان‪.‬‬ ‫الزيارة إال فيه‪ ،‬وزيارة قربه | ليس هلا يوم بعينه‪ ،‬بل ّ‬
‫وحيتمــل أن يراد أن ال ُجُيعل كالعيد يف العكوف عليه وإظهار الزينة‬
‫واالجتــاع وغري ذلك ممــا يعمل يف األعياد‪ ،‬بــل ال يؤتى إال للزيارة‬
‫والسالم والدعاء‪ ،‬ثم ينرصف عنه‪ ،‬واهلل أعلم بمراد نبيه |‪.‬‬
‫‪150‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫* قال احلافظ أبو زرعة العراقي يف «طرح التثريب يف رشح التقريب»‬


‫(مصــور رقــم‪« :)201‬اســتدل به عىل أنه لــو نذر إتيان‬
‫َّ‬ ‫(‪)43/6‬‬
‫مســجد املدينــة لزيــارة قــر النــي | لزمه ذلــك‪ ،‬ألنه مــن مجلة‬
‫رصح‬‫املقاصــد الــي يؤتــى هلا ذلك املحــل‪ ،‬بل هو أعظمهــا‪ ،‬وقد ّ‬
‫بذلــك القــايض ابن كج [يوســف بن أمحــد] من أصحابنــا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫واحدا‪ ،‬ولو‬
‫وجهــا ً‬
‫عنــدي إذا نــذر زيارة قرب النــي | لزمه الوفاء ً‬
‫الدين ابن تيمية هنا‬ ‫نذر أن يزور قرب غريه فوجهان‪ ،‬وللشــيخ تقي ّ‬
‫كالم بشــع عجيب يتضمن منع شــد الرحل للزيارة وأنه ليس من‬
‫الدين السبكي يف «شفاء‬ ‫القرب بل بضد ذلك ور َّد عليه الشيخ تقي ّ‬
‫الســقام» فشفى صدور املؤمنني‪ .‬وكان والدي  حيكي أنه كان‬
‫الدين عبد الرحيم بن رجب احلنبيل يف التوجه‬ ‫ً‬
‫معاداًل للشــيخ زين ّ‬
‫إىل بلد اخلليل عليه الســام‪ ،‬فلــا دنا من البلد قال‪ :‬نويت الصالة‬
‫يف مســجد اخلليل‪ ،‬ليحرتز عن شــد الرحل لزيارته عىل طريقة ابن‬
‫تيمية‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬نويت زيارة قرب اخلليل عليه السالم‪ ،‬ثم قلت‬
‫ُ‬
‫الرحال إال إىل‬ ‫له‪ :‬أما أنت فقد خالفت النيب |‪ ،‬ألنه قال‪« :‬ال تُ ُّ‬
‫شد‬
‫مساجد»‪( ،‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬أبواب التطوع‪ ،‬باب‬ ‫ثالثةِ‬
‫َ‬
‫فضــل الصالة يف مســجد مكــة واملدينة‪ )398/1 ،‬وقد شــددت‬
‫الرحل إىل مسجد رابع‪ ،‬وأما أنا فاتبعت النيب | ألنه قال‪« :‬زوروا‬
‫فبهت» اهـ‪.‬‬‫القبورَ»‪ ،‬أفقال‪ :‬إال قبور األنبياء‪ ،‬قال‪ُ :‬‬
‫‪151‬‬

‫قال تعــاىل‪ :‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬


‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ (‪ )2‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﭼ‬
‫[النساء‪.]64 :‬‬

‫لسن زيارته |‪ ،‬فإنه عبد أضله اهلل‪ ،‬كام‬‫* وال يُغرت بإنكار ابن تيمية ّ‬
‫قال علامء كثريون وأطالوا يف الرد عليه‪ ،‬ووقوعه يف حق رسول اهلل |‬
‫ليس بعجب‪ ،‬فإنه وقع يف حق اهلل سبحانه وتعاىل عام يقول الظاملون‬
‫كبريا‪ ،‬فنســب إليه العظائــم‪ ،‬كقوله‪ :‬إن هلل تعاىل‬
‫علوا ً‬ ‫واجلاحــدون ًّ‬
‫كفره كثري من العلامء‪ ،‬عامله اهلل بعدله‪ ،‬وخذل متبعيه‬ ‫جهة‪ ،‬ولقــد ّ‬
‫الذين نرصوا ما افرتاه عىل الرشيعة الغراء‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينبغــي لــكل مســلم اعتقاد كــون زيارتــه | قربــة أي طاعة هلل‪،‬‬
‫لألحاديث الواردة يف ذلك‪ ،‬ولقوله تعاىل‪ :‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﮯ ﭼ [النساء‪ ،]64 :‬فتعظيمه | ال ينقطع بموته‪ ،‬وال يقال‪:‬‬
‫إن استغفار الرسول | هلم إنام هو يف حال حياته‪ ،‬وليست الزيارة‬
‫رحياًم‬
‫ً‬ ‫توابا‬
‫كذلــك؛ فاجلواب أن اآلية دلت عىل تعليــق وجدان اهلل ً‬
‫بثالثة أمور‪ :‬املجيء‪ ،‬واســتغفار الرســول هلم‪ ،‬وقد حصل استغفار‬
‫الرســول | جلميــع املؤمنني‪ ،‬ألنه | اســتغفر للجميــع‪ ،‬قال اهلل‬
‫تعــاىل‪ :‬ﭽ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓﭼ [حممــد‪:‬‬
‫تم املجيء واالســتغفار تكاملت األمور الثالثة املوجبة‬ ‫‪ ،]19‬فــإذا ّ‬
‫لتوبــة اهلل تعاىل ورمحتــه‪ .‬ألن لفظ اآلية عــام ال ختصيص فيه حبياة‬
‫رسول اهلل |‪.‬‬
‫‪152‬‬

‫ج َبــت له َشــفاعيت»‪ .‬الدارقطين‪ ،‬ســنن‬


‫احلديــث‪َ « :‬مــن زا َر قــري و َ‬
‫الدارقطين‪( ،‬باب املواقيت‪.)3()334/3 ،‬‬
‫وأما حديث البخاري يف الصحيح (أبواب التطوع‪ ،‬باب فضل الصالة‬
‫الرحــال َّإاَّل إىل ثالثــةِ‬
‫ُ‬ ‫يف مســجد مكــة واملدينــة‪« :)398/1 ،‬ال تُ َش ُّ‬
‫ــد‬
‫احلديث‪ ،‬فمعناه من أراد السفر ألجل الصالة يف مسجد ينبغي‬ ‫َ‬ ‫مساجد»‬
‫َ‬
‫أن يســافر هلذه املســاجد الثالثة‪ ،‬ألن الصالة فيها تتضاعف(‪ ،)4‬وحيمل‬
‫هــذا عــى الندب ال عــى الوجــوب‪ .‬فاحلديث خمصوص بالســفر ألجل‬
‫الصالة‪ ،‬وليس فيه أنه ال جتوز زيارة قرب النيب عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫(‪ )3‬ذكر الســيوطي يف «مناهل الصفا يف ختريج أحاديث الشــفا» (ص‬


‫ت له‬ ‫(مصــور رقم‪ )202‬أن حديث‪َ « :‬مــن زار قربي َ‬
‫وجب ْ‬ ‫َّ‬ ‫‪)208‬‬
‫حسنه الذهيب‪.‬‬‫شفاعيت»‪ّ ،‬‬
‫(‪ )4‬مل يفهم أحد من السلف ما فهمه ابن تيمية من قوله بتحريم السفر‬
‫احلديث‪ ،‬بل‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الرحال»‬ ‫تشــد‬
‫ُّ‬ ‫لزيارة قرب النيب |‪ ،‬من حديث‪« :‬ال‬
‫زيارة قرب الرسول | ُس َّنة‪ ،‬سواء كانت بسفر أم بغري سفر كسكان‬
‫املدينــة‪ ،‬واحلنابلــة قد نصوا كغريهم عىل كــون زيارة قرب النيب |‬
‫ســنة‪ ،‬ســواء قصدت بالســفر ألجلها أم مل تقصد بالســفر ألجلها‪،‬‬
‫احلديث معناه الذي فهمه الســلف‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الرحــال»‬ ‫تشــد‬
‫ُّ‬ ‫وحديث‪« :‬ال‬
‫واخللف أنه ال فضيلة زائدة يف الســفر ألجل الصالة يف مســجد إال‬
‫السفر إىل هذه املساجد الثالثة‪ ،‬ألن الصالة تتضاعف فيها إىل مائة‬
‫ألف وذلك يف املســجد احلرام‪ ،‬وإىل ألف وذلك يف مسجد الرسول‪،‬‬
‫‪153‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫وإىل مخســائة وذلك يف املســجد األقىص‪ ،‬فاحلديث املراد به الســفر‬


‫ويبنّي ذلك ما رواه اإلمام أمحد بن حنبل يف مســنده‬ ‫ألجل الصالة‪ّ ،‬‬
‫(‪ )64/3‬من طريق شــهر بن حوشــب أنه قــال‪« :‬ذكرت عند أيب‬
‫سعيد اخلدري  الصالة يف الطور‪ ،‬فقال أبو سعيد‪ :‬إين سمعت‬
‫ٍ‬
‫مسجد تُبتغى‬ ‫للم ِط ّي ِ ْ‬
‫أن تُ ْع َم َل إىل‬ ‫رسول اهلل | يقول‪« :‬ال ينبغي َ‬
‫ومسجدي هذا»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واملسجد األقىص‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املسجد احلرا ِم‬ ‫غري‬ ‫ِ‬
‫فيه الصال ُة ُ‬
‫وهو مبني ملعىن احلديث الســابق‪ ،‬وتفســر احلديث باحلديث خري‬
‫مــن حتريــف ابن تيمية وحترميه زيارة قرب النيب |‪ ،‬وهي من أبشــع‬
‫املســائل املنقولــة عنه‪ .‬قال احلافــظ العراقي يف ألفيتــه يف مصطلح‬
‫ِ‬
‫بالــوارد» اهـ‪.‬‬ ‫فرَّس َت ُه‬
‫«وخــر مــا َّ‬
‫ُ‬ ‫احلديــث (ص‪[ :)161‬الرجــز]‬
‫(مصور رقم‪)203‬‬ ‫َّ‬
‫عد ًاًل‬ ‫ِ‬
‫وإماما‬
‫ً‬ ‫ح َك ًاًم ْ‬ ‫مريم َ‬
‫َ‬ ‫ابن‬
‫طن عيسى ُ‬ ‫وقال رسول اهلل |‪َ « :‬ليهب َّ‬
‫وليأتني قربي‬
‫َّ‬ ‫بني ِتهام‬ ‫معتمرا أو ّ‬
‫ً‬ ‫حاجا أو‬
‫ًّ‬ ‫فجا‬ ‫ِ‬
‫ُمقس ًطا‪ ،‬و َل َيســل َك َّن ًّ‬
‫وأَلُر َّد َّن عليه ِ»‪ .‬صححه احلافظ أبو عبد اهلل احلاكم‬ ‫عيل َ‬
‫َّ‬ ‫ّم‬
‫َ‬
‫حىت ي ِ‬
‫ســل‬ ‫ُ‬
‫يف مســتدركه‪( ،‬كتاب تواريــخ املتقدمني من األنبياء واملرســلني‪،‬‬
‫‪.)651/2‬‬
‫‪154‬‬

‫س‪ :44‬ما الدليل عىل جواز التربك باألنبياء واألولياء؟‬


‫التربك بالنيب حممد | وءاثاره جائز‪.‬‬
‫قــال تعاىل حكايةً عن يوســف عليه الســام‪ :‬ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ [يوسف‪.)1(]93 :‬‬
‫احلديــث‪ :‬الرســول | قســم شــعره ووزعه بني النــاس ليتربكــوا به(‪.)2‬‬
‫البخــاري‪ ،‬صحيح البخــاري‪( ،‬كتاب الوضوء‪ ،‬باب املاء الذي يغســل‬
‫به شعر اإلنسان‪ .)74/1 ،‬ومسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪( ،‬كتاب احلج‪ ،‬باب‬
‫بيان السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر للناس [‪.)947/2 ،]...‬‬

‫(‪ )1‬ملَ مل يــد ُع ألبيــه فقط؟ وملَ قال هلم‪ :‬خذوا قمييص؟ هذا يدل عىل أن‬
‫التربك جائز‪.‬‬
‫(‪ )2‬شعر النيب | ال يوزع ليؤكل‪ ،‬إنام ألجل التربك‪.‬‬
‫* والتــرك هــو طلب الربكــة من اهلل‪ ،‬كــا أن الدواء ال خيلق الشــفاء‪،‬‬
‫كذلك القميص ال خيلق الشفاء‪ ،‬إنام اهلل خالق الشفاء يف احلالتني‪.‬‬
‫* أخــرج مســلم يف الصحيح (كتــاب اللبــاس والزينة‪ ،‬بــاب حتريم‬
‫اســتعامل إنــاء الذهب والفضــة‪ )1641/3 ،‬عن موىل أســاء بنت‬
‫أيب بكــر  قال‪« :‬أخرجــت إلينا جبة طيالســة كرسوانية‪ ،‬هلا‬
‫لبنة ديباج وفرجيها مكفوفني‪ ،‬وقالت‪« :‬هذه جبة رســول اهلل |‬
‫كانت عند عائشــة‪ ،‬فلام قُبضت قبضتها‪ ،‬فنحن نغســلها للمرىض‬
‫نستشفي هبا»‪ ،‬ويف رواية «نغسلها للمريض منا» » اهـ‪.‬‬
‫‪155‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫* عــن ثابت البنــاين التابعي قال‪« :‬كنت إذا أتيت أ َن ًســا ُخُي َرَب بمكاين‪،‬‬
‫فأقبلهام وأقول‪ :‬بأيب هاتان اليدان اللتان‬ ‫فأدخــل عليه فآخذ بيديه ّ‬
‫وأقبل عينيه وأقول‪ :‬بأيب هاتان العينان اللتان رأتا‬ ‫مستا رسول اهلل‪ّ ،‬‬
‫رســول اهلل» اهـــ‪ .‬أبو يعىل‪ ،‬مســند أيب يعــى‪ .)211/6( ،‬واحلافظ‬
‫(مصــور رقم‪ )204‬يوثّق أن‬ ‫َّ‬ ‫اهليثمــي‪ ،‬جممع الزوائد‪( ،‬ص‪)209‬‬
‫رجاله رجال الصحيح‪.‬‬
‫رجاًل‬
‫* عــن داود بــن أيب صالــح قــال‪« :‬أقبــل مــروان يو ًما‪ ،‬فوجــد ً‬
‫واض ًعــا وجهه عىل القرب‪ ،‬فقال‪ :‬أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه‪ ،‬فإذا‬
‫رســول اهلل | ومل ءات ِ‬ ‫َ‬ ‫جئت‬ ‫هــو أبو أيــوب  فقال‪ :‬نعــم‪،‬‬
‫ُ‬
‫الدين ِ إذا َو ِل َي ُه‬
‫احلجر‪ ،‬سمعت رسول اهلل | يقول‪« :‬ال تبكوا عىل ِ‬
‫ّ‬ ‫َْ ُ‬
‫غري أ ْه ِله ِ»‪ .‬أمحد‪ ،‬مســند أمحد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ْهلُــ ُه‪ ،‬ولكن ِ ْاب ُكوا عليــه إذا َول َي ُه ُ‬
‫(‪.)422/5‬‬
‫* عــن حنظلــة بن ِحذْ يَم قــال‪« :‬وفدت مع جدي حذيم إىل رســول‬
‫اهلل | فقــال‪ :‬يا رســول اهلل‪ ،‬إن يل بنــن ذوي حلى وغريهم‪ ،‬وهذا‬
‫أصغرهــم‪ ،‬فأدناين رســول اهلل | ومســح رأيس وقــال‪« :‬باركَ ُ‬
‫اهلل‬
‫فيك»‪ ،‬قال الذيال‪ :‬فلقد رأيت حنظلة يُؤتى بالرجل الوارم وجهه‬ ‫َ‬
‫أو الشاة الوارم رضعها‪ ،‬فيقول‪ :‬بسم اهلل عىل موضع كف رسول اهلل‬
‫| فيمســه فيذهب الورم» اهـ‪ .‬أمحد‪ ،‬مســند أمحد‪،262/34( ،‬‬
‫‪ .)263‬والطــراين‪ ،‬املعجم األوســط (‪ )191/3‬والكبري (‪،13/4‬‬
‫‪ )14‬بنحوه‪.‬‬
‫‪156‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور رقم‪ )205‬أن‬ ‫َّ‬ ‫* ويف ســر أعالم النبالء للذهيب (‪)212/11‬‬
‫عبد اهلل ابن اإلمام أمحد بن حنبل قال‪« :‬رأيت أيب يأخذ شعرة من‬
‫شــعر النيب | فيضعهــا عىل ِفيه [فمه] يُقبلها‪ ،‬وأحســب أين رأيته‬
‫يضعها عىل عينه ويغمسها يف املاء ويرشبه يستشفي به‪ ،‬ورأيته أخذ‬
‫ب [بئر] املاء ثم رشب فيها‪ ،‬ورأيته‬ ‫قصعة النيب | فغســلها يف ُج ّ‬
‫يرشب من ماء زمزم يستشفي به وميسح به يديه ووجهه» اهـ‪.‬‬
‫* ويف كتــاب «العلــل ومعرفــة الرجــال» لإلمــام أمحــد بــن حنبل‬
‫(مصور رقم‪« :)206‬سألته عن الرجل ميس منرب النيب‬ ‫َّ‬ ‫(‪)492/2‬‬
‫| ويتربك بمسه ويقبله ويفعل بالقرب مثل ذلك أو حنو هذا‪ ،‬يريد‬
‫وعز؟ فقال‪ :‬ال بأس بذلك» اهـ‪.‬‬ ‫جل َّ‬ ‫بذلك التقرب إىل اهلل َّ‬
‫ِ‬
‫تربكــوا»‪ ،‬نظم األديب الشــيخ الدكتور‬ ‫ــن ف َْضل ِ النيب ّ‬ ‫* قصيــدة‪« :‬م ْ‬
‫غانم جلول‪[ :‬الرجز]‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫عـــن ْأشـــباه‬ ‫ْ‬ ‫ـــن‬
‫ٰ ُ‬ ‫مح‬ ‫الر‬ ‫ه‬ ‫ـــز‬
‫َّ َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫اهلل‬ ‫أبدؤهـــــــا بقَ ـــــــول بســـم‬ ‫َ‬
‫ـــــله باهلــــــــدي والنـــوال ِ‬ ‫وأمحـــــــد اإللَـــــــه ذا اجلـــــــال لفض ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ثـــم الصـــاة والســـام ِ‬
‫للفـــاح ِ َســـ َّنا‬ ‫نـــي ٍ َ‬ ‫ّ‬ ‫عـــى‬ ‫ـــا‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ َّ‬
‫طريقـــةَ التـــرك ِ امليمونـــه يف ذا َك أهـــل ِ‬
‫العلـــ ِم ي ْت َبعو َنـــ ْه‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َّ َ ُّ‬
‫ـــر اهلُـــدى مل ي ْت َبـــع ِ‬
‫يدعي بأ َّنـــ ُه َغ َ‬
‫ـــم َّ‬
‫ـــن أتا ُك ْ‬
‫َـــإن َرأي ُت ْم َم ْ‬
‫ف ْ‬
‫ـــر َم احلـــاال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـــن َجهلـــه أو َح َّ‬
‫ضـــاال م ْ‬ ‫ـــل ُحر َمـــةً َ‬
‫أح َّ‬ ‫َـــد َ‬
‫وق ْ‬
‫‪157‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ــــيِ َزا َد َّشـــر َكـــــــا‬ ‫ِ‬


‫بـأثَــــــر الـ َّن ّ‬ ‫التـــركا‬
‫َ ُّ‬ ‫ـــر َم‬
‫قُولـــوا لـــ ُه إ ْذ َح َّ‬
‫الب َخـــاري‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫واه ُم ْســـل ٌم كـــذا ُ‬ ‫َر ُ‬ ‫ـــعر يـــا ُمُمـــاري‬ ‫إن اقتســـام َّ‬ ‫َّ‬
‫(‪)1‬‬

‫ص ِحيحـــةً َكـــا َرواهـــا أَمحَ ُد‬ ‫أيضا تُســـ َن ُد‬ ‫ســـم ُة األظ ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ْفـــار ً‬ ‫وق َ‬
‫مــائهــا ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫الشــفــاءا‬ ‫أت يف‬‫أ َما َر ْ‬ ‫أســـاءا‬ ‫ـــل ْ‬ ‫ـــيِ َس ْ‬ ‫وج َّبـــ ُة ال َّن ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ(‪)4‬‬ ‫ِ‬ ‫دليـــا ِمـــن أيب أَيـــوب ِ‬
‫املح ُبوب‬‫باخلد ثَـــرى ْ‬ ‫ّ‬ ‫ـــس‬
‫َمَي َ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫هـــا َك‬
‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫ليس احل َ َجرا‬ ‫َ‬ ‫اهلل‬ ‫ت َر ُسول‬ ‫ج ْئ ُ‬ ‫ـــن أ ْنكَرا‬ ‫ـــم بـــه َر ًّدا عـــى َم ْ‬ ‫أنع ْ‬
‫صحيحةَ اإلس ِ‬
‫(‪)7‬‬
‫ناد َع ْن َموال َها‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫والمُهــــــا(‪َ )6‬رواهـــــــا‬ ‫ســـلم أُ ُ‬
‫ٌ‬ ‫ف َُم‬
‫ِ(‪)8‬‬
‫ـــر َوان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حـــايب عـــى َم ْ‬ ‫ّ‬ ‫الص‬ ‫َر َّد َّ‬ ‫يـــث الثـــاين‬ ‫وأمحـــد َروى احلد َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ب ذا َك ما ُه َو ْه‬ ‫قال‪« :‬اطلُبوا» َس َب ُ‬ ‫َ‬ ‫ـــد لل َجيـــش ِ يف َقل َ‬
‫َنســـو ْه‬ ‫وخال ٌ‬
‫قي‬ ‫البيه‬ ‫روي‬ ‫ي‬ ‫وذا َك يف الريموك ِ‬ ‫ـــعرات ِ ال َّن ّيب‬ ‫ِ‬
‫ألن يف الط ََّّيـــات َش ْ‬ ‫َّ‬
‫(‪)9‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـــر لَــــــ ْه‬ ‫اع ًيــــــا باخل َ ِ‬ ‫ـــه ود ِ‬ ‫بكف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـــد لـــرأس ِ َحن َظ َل ْه‬ ‫ومســـح أمح ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ِ (‪)10‬‬ ‫ٍ‬ ‫َمن َجـــاءه والوجـــ ُه ِمنـــ ُه ِ‬
‫ُ‬ ‫ـــامِل‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ـــو‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫بمســـ َحة‬ ‫ْ‬ ‫وار ُم‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َيـــف َك ُّف ُه؟!‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َب َركـــ ُة النـــيِ‬
‫ـــع َك ّفـــه فك َ‬ ‫َموض ُ‬ ‫طـــاب َع ْر ُفـــ ُه‬‫َ‬ ‫ّ‬
‫الثقـــات ِ ي ِ‬
‫ســـن ُد‬ ‫مطَـــو ًاًل عـــن ِ ِ‬ ‫ــــــــــد‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫روى وأمحَ‬ ‫اين َ‬ ‫الــطــــــر ُّ‬
‫ََ‬
‫يـــدا وعينـــا رأت ِ‬
‫(‪)11‬‬
‫الرســـوال‬ ‫ُ‬ ‫َ ً ًَْ َ‬ ‫التقبيـــا‬‫ـــرر ْ‬ ‫ـــت قَـــد َك َّ‬ ‫وثابِ ٌ‬
‫األثـــر‬
‫ْ‬ ‫ـــو ًزا َروى أبـــو يَعـــى‬ ‫جُم ِ‬
‫َُ ّ‬ ‫عـــن ِم ْثل ِ ذا َك مـــا َز َج ْر‬
‫ـــس ْ‬ ‫وأ َن ٌ‬
‫‪158‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫رْت ُكوا‬ ‫ِ‬ ‫يـــا إخــــويت ِمـــن فَض ِ‬


‫ــــلــــه‬
‫تربكوا َمَت َ َّســـكوا َ َهَب ْديه ال َت ْ ُ‬
‫َّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ـــن ُحُي ّ ِر ُم‬ ‫َِ‬
‫ـــن ذَيـــل ِ َم ْ‬
‫فف ّت ُشـــوا َع ْ‬ ‫َّــــــم‬
‫نبـيــــنا امل َعـــظ ُ‬ ‫أ َجـــــــا َز ُه ُّ‬
‫الكريـــم يَ ْص َحبا‬
‫ُ‬ ‫َوم ْثلَـــ ُه يأبـــى‬ ‫خـــو اجل َ ُهـــول ِ يف ال َغبـــا‬
‫فإ َّنـــه أ ُ‬
‫اخلري ِ‬
‫أكرم ِهِبـــا يف ِ‬ ‫ِ‬
‫رجو َز ْه‬ ‫ـــن أ ُ ُ‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ِْ‬ ‫ـــــزيز ْه‬
‫َ‬ ‫ـــــــد ًة َع‬
‫ظم ُتــــــها ُمرش َ‬ ‫َن ْ‬
‫مقصوده أن النيب | حني حلق قسمه بني الصحابة‪ ،‬ومعلوم‬ ‫‪-1‬‬
‫أن الشــعر ال يــؤكل عــادة‪ ،‬وهــذه احلادثة رواهــا البخاري يف‬
‫الصحيــح (كتــاب الوضوء‪ ،‬باب املاء الذي يغســل به شــعر‬
‫اإلنســان‪ .)74/1 ،‬ومســلم يف الصحيح (كتاب احلج‪ ،‬باب‬
‫بيــان الســنة يــوم النحــر أن يرمــي ثم ينحــر للنــاس [‪،]...‬‬
‫‪.)947/2‬‬
‫يعــي بذلك أن الرســول | قســم أظفاره بــن الصحابة‪ ،‬كام‬ ‫‪-2‬‬
‫روى ذلك أمحد يف مسنده‪.)42/14( ،‬‬
‫وذلك أن أســاء بنت أيب بكر  كانت تغســل جبة النيب‬ ‫‪-3‬‬
‫| للمرىض يستشــفون هبا‪ ،‬كام روى مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‬
‫(كتــاب اللبــاس والزينة‪ ،‬باب حتريم اســتعامل إنــاء الذهب‬
‫والفضة‪.)1641/3 ،‬‬
‫وذلــك أن أبــا أيــوب األنصاري  وضــع وجهه عىل قرب‬ ‫‪-4‬‬
‫النيب |‪ ،‬كام روى أمحد يف مسنده (‪.)422/5‬‬
‫‪159‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫وذلــك أن أبا أيوب  ر َّد عىل مروان بن احلكم حني قال‬ ‫‪-5‬‬
‫لــه‪ :‬أتدري ما تصنع؟ فقال له‪« :‬إين أتيت رســول اهلل | ومل‬
‫ءات احلجر»‪.‬‬
‫مســلاًم روى يف صحيحه حادثة اجلبة عن أسامء بنت أيب‬
‫ً‬ ‫أي أن‬ ‫‪-6‬‬
‫بكر ‪.‬‬
‫أي موىل أسامء بنت أيب بكر  هو أخرب أن أسامء أخرجت‬ ‫‪-7‬‬
‫جبــة طيالســة كرسوانية وقالــت‪« :‬هذه جبة رســول اهلل |‬
‫كانت عند عائشــة فلام قبضت قبضتها‪ ،‬وكان النيب يلبســها‪،‬‬
‫فنحن نغسلها للمرىض نستشفي هبا» اهـ‪.‬‬
‫أي أن أمحد يف مســنده (‪ )422/5‬روى رد أيب أيوب ‬ ‫‪-8‬‬
‫عىل مروان بن احلكم حني رءاه واض ًعا خده عىل قرب النيب |‪.‬‬
‫روى البيهقي يف دالئل النبوة (باب ما جاء يف قلنســوة خالد‬ ‫‪-9‬‬
‫ابن الوليد واستنصاره بام جعل فيها من شعر رسول اهلل |‪،‬‬
‫ص‪ )249‬أن خالــد بــن الوليــد  فقد قلنســوة له يوم‬
‫الريموك فقال‪« :‬اطلبوها» فلم جيدوها‪ ،‬ثم طلبوها فوجدوها‪،‬‬
‫فإذا هي قلنســوة َخل ٌَق أي بالية‪ .‬فقال خالد ‪« :‬اعتمر‬
‫رســول اهلل | فحلق رأســه‪ ،‬فابتدر الناس جوانب شــعره‪،‬‬
‫فســبقتهم إىل ناصيته فجعلتها يف هذه القلنســوة‪ ،‬فلم أشــهد‬
‫ً‬
‫قتااًل وهي معي إال رزقت النرص» اهـ‪.‬‬
‫‪160‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫‪ -10‬وذلــك أن حنظلــة كان يف صغــره أخــذه جــده إىل الرســول‬


‫| وأدناه منه‪ ،‬فمســح الرســول | رأســه وقال‪« :‬باركَ ُ‬
‫اهلل‬
‫فيك»‪ ،‬قــال الذيال‪ :‬فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالرجل الوارم‬ ‫َ‬
‫وجهــه أو الشــاة الوارم رضعهــا فيقول‪ :‬بســم اهلل عىل موضع‬
‫كــف رســول اهلل‪ ،‬فيمســحه فيذهــب الــورم‪ .‬رواه أمحــد يف‬
‫املســند (‪ ،)263 ،262/34‬والطرباين يف معجميه األوســط‬
‫(‪ )191/3‬والكبري (‪ ،)14 ،13/4‬فانظر أهيا املنصف‪ ،‬إذا‬
‫كان موضع كف رســول اهلل | فيه بركة‪ ،‬فكيف كفه صىل‬
‫اهلل عليه وعىل ءاله وسلم؟!‬
‫‪ -11‬هــذه احلادثة رواها احلافظ أبو يعىل يف مســنده‪،)211/6( ،‬‬
‫قبل يدي أنس‬ ‫البنــاين  كان يُ ّ‬‫ابعــي ثاب ًتــا ُ‬
‫وذلــك أن ال َّت َّ‬
‫ ويقول‪« :‬بأيب هاتان اليدان اللتان مســتا رســول اهلل»‬
‫اهـ‪ .‬ويف هذا جواز تقبيل يد الرجل الصالح‪.‬‬
‫‪161‬‬

‫س ‪ :45‬مــا الدليــل عىل جواز لبــس احلرز الذي فيه قــرءان وحنو ذلك‪،‬‬
‫وليس الذي فيه طالسم حمرمة؟‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ‬
‫[اإلرساء‪.]82 :‬‬
‫قــال عبد اهلل بن عمــرو‪« :‬كنا ِ‬
‫نعلّــم(‪ )1‬صبياننا اآليات مــن القرءان‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ومن مل يبلغ(‪ )2‬نكتبها عىل ورقة ونعلّقها عىل صدره» اهـ‪ .‬الرتمذي‪ ،‬سنن‬
‫الرتمذي‪( ،‬كتاب الدعوات عن رسول اهلل |‪ ،‬باب‪.)541/5 ،94‬‬

‫حيدث عن ىشء كان يعمله هو وغريه‪.‬‬ ‫(‪ )1‬هو ّ‬


‫(‪ )2‬ولو بلغ ال مانع إذا علّق هذا احلرز‪.‬‬
‫* روى احلافظ ابن حجر العسقالين يف «نتائج األفكار» (‪)118/3‬‬
‫(مصور رقم‪« :)207‬وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪:‬‬ ‫َّ‬
‫كان رسول اهلل صىل اهلل عليه وعىل ءاله وسلم يُعلمنا كلامت نقوهلن‬
‫عند النوم من الفزع‪ ،‬ويف رواية إسامعيل‪« :‬إذا َف ِز َع ُ‬
‫أحدكم فلْيق ُْل‪:‬‬
‫ِ َ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ومن مهزات‬ ‫رش عباده ْ‬
‫ومن ّ‬ ‫من غضبه وعقابه ْ‬ ‫أعو ُذ بكلامت اهلل التامة ْ‬
‫وأن حيرضونَ »‪ .‬فكان عبد اهلل بن عمرو يعلّمها من بلغ‬ ‫الشياطني ِ ْ‬
‫من بنيه أن يقوهلا عند نومه‪ ،‬ومن مل يبلغ كتبها ثم علقها يف عنقه‪.‬‬
‫[قال احلافظ العسقالين‪ ]:‬هذا حديث حسن‪ ،‬أخرجه الرتمذي عن‬
‫عياش‪ ،‬وأخرجه النسائي [يف عمل‬ ‫عيل بن ُحجر عن إسامعيل بن َّ‬
‫الغاّلس عن يزيد بن هارون»‪.‬‬ ‫اليوم والليلة] عن عمرو بن عيل ّ‬
‫(مصــور‬
‫َّ‬ ‫* وروى ابــن أيب الدنيــا يف كتــاب «العيــال» (‪)868/2‬‬
‫‪162‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫رقم‪ )208‬عن حجاج قال‪« :‬أخربين من رأى سعيد بن جبري يكتب‬


‫التعاويذ للناس» اهـ‪ .‬البيهقي‪ ،‬الســنن الكربى‪( ،‬كتاب الضحايا‪،‬‬
‫باب النرشة‪ .)590/9 ،‬وأما احلديث الذي رواه أبو داود يف ســننه‬
‫امئم‬
‫الرقى وال َّت َ‬ ‫(كتــاب الطب‪ ،‬باب تعليق التامئــم‪َّ :)31/6 ،‬‬
‫«إن ُّ‬
‫والتولــ َة ِرِشكٌ »‪ .‬فليــس معناه التامئــم والتعاويذ الــي فيها قرءان أو‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫حرفت احلديــث‪ ،‬والتامئم معروف معناها‬ ‫ذكــر اهلل‪ ،‬لكن الوهابية ّ‬
‫يف اللغــة وهي اخلرز كانت اجلاهلية تضعهــا عىل أعناق الغلامن‪ ،‬كام‬
‫الرقى اليت قال الرســول | عنها‪« :‬رشك» هي ُرقى اجلاهلية وما‬ ‫أن ُّ‬
‫كان يف معناها‪ ،‬وليس املراد هبا الرقى اليت فعلها الرسول | وغريه‬
‫من الصحابة‪ ،‬فالوهابية ُحُيرفون الكلم عن مواضعه‪.‬‬
‫* ومما يدل عىل ما ذكرنا ما رواه ابن حبان يف صحيحه (كتاب احلظر‬
‫واإلباحــة‪ ،‬باب التواضــع والكرب والعجــب‪ )387 ،386/6 ،‬من‬
‫حديــث ابن مســعود  «أن رســول اهلل | كره ْ ً‬
‫عــرا‪ :‬تغيري‬
‫الشيب‪ ،‬وخاتم الذهب‪ ،‬والرضب بالكعاب‪ ،‬والرقى إال باملعوذات»‬
‫احلديــث‪ .‬معىن احلديث أنه إن كان فيه معوذات ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫َ‬
‫ﭧ ﭨ ﭼ [الفلــق‪ ]1 :‬و ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ‬
‫[النــاس‪ ]1 :‬ومــا كان من القرءان أو ذكر اهلل‪ ،‬ما هنى الرســول |‬
‫عنه‪ ،‬إنام هنى عن اليت ليس فيها قرءان وال ذكر اهلل‪ ،‬الوهابية تكذب‬
‫مطلقا‪ ،‬بل يقولون عن لبس احلرز‪:‬‬ ‫عىل الرسول | وحيرمون ذلك ً‬
‫إنه رشك‪ ،‬ويف املدينة املنورة إذا رأوا احلاج حيمل حر ًزا حياولون أن‬
‫‪163‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫يقطعوه ويقولوا بألســنتهم‪ :‬هذا رشك‪ .‬كذبوا هذا ليس رش ًكا‪ ،‬إنام‬
‫الرشك هو ما كان فيه عبادة للشياطني واألوثان‪ ،‬أما ما كان فيه ذكر‬
‫اهلل وءايات من القرءان فالتربك به حق‪.‬‬
‫* ويف كتاب «مســائل اإلمــام أمحد» أليب داود السجســتاين (ص‪)349‬‬
‫(مصور رقم‪« :)209‬أخربنا أبو بكر قال‪ :‬حدثنا أبو داود قال‪ :‬رأيت‬ ‫َّ‬
‫عــى ابــن ٍ ألمحد وهو صغري متيمــة يف رقبته من أديــم‪ .‬أخربنا أبو بكر‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو داود‪ ،‬ســمعت أمحد ُســئل عن الرجل يكتب القرءان‬
‫يف ىشء ثم يغسله ويرشبه‪ ،‬قال‪ :‬أرجو أن ال يكون به بأس» اهـ‪.‬‬
‫ومعىن قوله «متيمة»‪ :‬حرز‪ ،‬وال يعين التميمة اليت هي خرزات وثبت‬
‫والتامئم والتول َة‬
‫َ‬ ‫الرقى‬ ‫النهي عنها بقوله عليه الصالة والسالم‪َّ :‬‬
‫«إن ُّ‬
‫رشكٌ »‪ .‬وتلك التامئم اليت هنى الرســول | عنها كان أهل اجلاهلية‬
‫يعلقوهنا عىل أعناقهم‪ ،‬يعتقدون أهنا بطبعها حتفظ من العني وحنوها‬
‫مــن دون اعتقاد أهنا تنفع بإذن اهلل‪ ،‬وهلذا االعتقاد ســاها الرســول‬
‫| رش ًكا‪ ،‬كــا أنــه ذكر الرقى يف هذا احلديــث‪ ،‬ألن الرقى منها ما‬
‫هي رشكية ومنها ما هي رشعية‪ ،‬فرقى اجلاهلية اليت جعلها الرسول‬
‫| رش ًكا كان فيهــا دعوة الشــياطني والطواغيت‪ ،‬ومعلوم أنه كان‬
‫لكل قبيلة من العرب طاغوت‪ ،‬وهو شيطان ينزل عىل رجل منهم‬
‫فيتكلم عىل لســانه‪ ،‬فكانوا يعبدونه‪ .‬وأما الرقى الرشعية فقد فعلها‬
‫رسول اهلل | وعلَّمها أصحابه‪ ،‬وأما التامئم فإن املسلمني من عهد‬
‫‪164‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫الصحابــة كانوا يســتعملوهنا للحفظ مــن العني وحنوهــا بتعليقها‪،‬‬


‫وتتضمن شي ًئا من القرءان أو ذكر اهلل‪.‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫* ويف كتــاب «معرفة العلل وأحكام الرجــال» (‪)338/3‬‬
‫رقــم‪ )210‬عن عبــد اهلل بن أمحد بن حنبل قــال‪« :‬حدثين أيب [ثم‬
‫ســاق ســنده] عن الشــعيب قال‪ :‬ال بأس بالتعويذ من القرءان يُعلَّق‬
‫عىل اإلنسان» اهـ‪.‬‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫* ويف كتاب «مسائل اإلمام أمحد»‪ ،‬البنه عبد اهلل (ص‪)447‬‬
‫رقــم‪ :)211‬قــال عبد اهلل بــن أمحد‪« :‬رأيــت أيب يكتــب التعاويذ‬
‫رصع ولل ُح ّمى ألهله وقراباته‪ ،‬ويكتب للمرأة إذا عرس عليها‬
‫للذي يُ َ‬
‫الدين بن مفلح‬
‫الوالدة يف جام [وعاء] أو ىشء لطيف» اهـ‪ .‬شــمس ّ‬
‫(مصور رقم‪ )212‬ففيه من‬‫َّ‬ ‫احلنبــي‪ ،‬اآلداب الرشعيــة‪.441/2 ،‬‬
‫النقول عن اإلمام أمحد من ذلك الىشء الكثري‪.‬‬
‫اهلل ل ُه»‪ ،‬وحديث‪َ « :‬م ْن َت َعل ََّق‬ ‫* وأمــا حديث‪َ « :‬من علَّق متيم ًة فال َّ‬
‫أتــم ُ‬
‫شــي ًئا ُوكِ َل إليه ِ»‪ ،‬روامها البيهقي يف الســنن الكربى‪ ،‬فقد قال البيهقي‬
‫عقب روايته هلام ولغريمها من األحاديث‪« :‬وهذا كله يرجع إىل ما قلنا‬
‫من أنه إن رقى بام ال يُعرف‪ ،‬أو عىل ما كان من أهل اجلاهلية من إضافة‬
‫العافيــة إىل الرقــى مل َجَيز‪ ،‬وإن رقى بكتاب اهلل أو بام يعرف من ذكر اهلل‬
‫متــر ًكا بــه وهو يــرى نزول الشــفاء مــن اهلل تعاىل فال بــأس به وباهلل‬
‫(مصور رقم‪)213‬‬ ‫َّ‬ ‫التوفيق» اهـ‪ .‬البيهقي‪ ،‬السنن الكربى‪.590/9 ،‬‬
‫‪165‬‬

‫س‪ :46‬تكلم عىل ذ ْكر اهلل يف اجلنائز؟‬


‫ِذ ْكر اهلل يف اجلنائز جائز بال خالف‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ‬
‫[األحــزاب‪ ،)1(]41 :‬وقــال تعــاىل‪ :‬ﭽﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮚ ﮛﭼ [ءال عمران‪.]191 :‬‬
‫احلديــث‪ :‬كان رســول اهلل | يذكــر اهلل عــى مجيــع أحيانه‪ .‬مســلم‪،‬‬
‫صحيح مســلم‪( ،‬كتاب احليــض‪ ،‬باب ذكــر اهلل تعاىل يف حــال اجلنابة‬
‫وغريها‪.)282/1 ،‬‬

‫(‪ )1‬اآليــة ليــس فيها تقييــد بمكان خمصــوص أو وقــت خمصوص‪ ،‬فال‬
‫نصا من كالم الوهابية يف حتريم ذكر اهلل يف‬ ‫يسوغ حتريم ذلك‪ .‬وهاك ًّ‬
‫اجلنازة‪ ،‬قال عيل عبد احلميد تلميذ األلباين يف كتابه املسمى «املوت‬
‫(مصــور رقم‪ )214‬إنه ال جيوز‬‫َّ‬ ‫عظاتــه وأحكامه»‪( ،‬ص‪)30 ،29‬‬
‫«وحــدوا اهلل» يف أثنــاء اجلنازة‪ .‬وكذلك ذكــر (ص‪ )30‬أنه ال‬ ‫قــول‪ّ :‬‬
‫يرشع محل اجلنازة عىل ســيارة خمصصة للجنائز وتشــييع املشيعني هلا‬
‫وهم يف السيارات‪ ،‬ألن ذلك من عادات الكفار‪.‬‬
‫اجلــواب‪ :‬مل يثبــت أنه من عادة الكفـــار‪ ،‬وأمــــا بالنســبة لقــــول‪:‬‬
‫«وحدوا اهلل» خلف اجلنازة فإن ذلك جائز ِمِلا فيه من تذكري الناس‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بذكر اهلل وإبعادهم عن غيبة املســلم‪ ،‬بل يستحب ذكر اهلل يف أثناء‬
‫تشييع اجلنازة‪.‬‬
‫‪166‬‬

‫س ‪ :47‬تكلم عىل التأويل‪.‬‬


‫التأويل هو إخراج النص عن ظاهره(‪ ،)1‬وهو جائز يف اآليات واألحاديث‬
‫اليت يوهم ظاهرها أن اهلل له يد جارحة(‪ )2‬أو وجه جارحة أو أنه جيلس عىل‬
‫العرش أو يسكن يف جهة أو أنه يوصف بصفة من صفات اخللق‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ [عمران‪.]7 :‬‬
‫احلديث‪ :‬دعــاء النيب | البن عبــاس ‪« :‬اللهم ِ‬
‫عل ّْم ُه احلكم َة‬ ‫َّ‬
‫وتأويــل الكتــابِ»‪ .‬ابن ماجه‪ ،‬ســنن ابن ماجه‪( ،‬املقدمــة‪ ،‬فضل ابن‬
‫َ‬
‫عباس‪.)58/1 ،‬‬

‫(‪ )1‬هــذا من حيــث اإلمجال‪ ،‬ويشــمل املقبول وغري املقبــول‪ .‬التأويل‬


‫املقبــول‪ :‬إخــراج النص عــن ظاهره ملعــى حيتمله بدليــل مقبول‬
‫وليس هوى‪.‬‬
‫(‪ )2‬نقول‪ :‬هلل يد ليس كأيدينا‪ ،‬بمعىن الصفة‪.‬‬
‫* رشح التأويل يف القرءان واحلديث‪:‬‬
‫قــال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪ ﭼ [ءال عمران‪.]7 :‬‬
‫أخربنــا اهلل تعــاىل يف هذه اآلية أن القرءان فيه ءايات حمكامت هن أم‬
‫‪167‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫الكتــاب أي أصل الكتاب‪ ،‬وأن فيه ءايات متشــاهبات تُر ّد لفهمها‬


‫إىل اآليات املحكامت‪.‬‬
‫* واآليات املحكمة‪ :‬هي ما ال حيتمل من التأويل حبسب وضع اللغة‬
‫واحدا‪ .‬أو ما ُع ِرف بوضوح املعىن املراد منه‪ ،‬كقوله تعاىل‪:‬‬
‫وجها ً‬ ‫إال ً‬
‫ﭽ ﭡ ﭢ ﭣﭼ [الشورى‪ ]11 :‬وقوله‪ :‬ﭽ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ [اإلخالص‪ ،]4 :‬وقوله‪ :‬ﭽﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝ ﭞ ﭼ [مريم‪.]65 :‬‬
‫أوجهــا عديدة‬
‫* وأمــا املتشــابه‪ :‬فهــو مــا مل تتضــح داللته أو حيتمــل ً‬
‫واحتيــج إىل النظــر حلمله عىل الوجــه املطابق‪ ،‬أي لنظــر أهل النظر‬
‫والفهم الذين هلم دراية بالنصوص ومعانيها‪ ،‬وهلم دراية بلغة العرب‬
‫فال ختفى عليهم املعاين‪ ،‬إذ ليس لكل إنســان يقرأ القرءان أن يفرسه‪،‬‬
‫كقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ [طه‪.]5 :‬‬
‫* وقــد ذم اهلل الذيــن يتبعون ما تشــابه منــه ابتغاء الفتنــة‪ ،‬أي ابتغاء‬
‫اإليقاع يف األمر املحظور‪ ،‬ألن غرض املشبهة يف جداهلم أن يوقعوا‬
‫الس ِ ّ َّيِّن يف اعتقادهم الباطل‪ .‬والذين يف قلوهبم زيغ هم أهل األهواء‬‫ُّ‬
‫كاملعزتلة وغريهم‪ ،‬وقد حصل يف زمن عمر بن اخلطاب  أن‬
‫ص ِبيغ بن ِع ْســل‪ ،‬كان يســأل عن املتشــابه عىل وجه‬ ‫رجاًل يقال له َ‬
‫ً‬
‫ُخُيــى منــه الفتنــة‪ ،‬فرضبه ســيدنا عمر  ثم نفــاه وأمر أن ال‬
‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫خيتلــط النــاس به‪ .‬الدارمي‪ ،‬مســند الدارمــي‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪168‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫رقم‪)215‬‬
‫اهلل تعاىل املحكامت َّأم الكتاب أي َّأم القرءان‪ ،‬ألهنا األصل‬ ‫* وســمى ُ‬
‫الذي تُر ُّد إليها املتشاهبات‪.‬‬
‫* ثم املتشــابه قســان‪ :‬أحدمها‪ :‬ما ال يعلمــه إال اهلل‪ ،‬كوجبة القيامة‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬يعلمه الراسخون يف العلم‪ ،‬كمعىن االستواء املذكور يف قوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍﭼ [طه‪ ]5 :‬فإن الراسخني‬
‫فــروه بالقهــر‪ ،‬لكن ال يقطع بأن مــراد اهلل باالســتواء عىل العرش‬
‫القهر إنام يظن ظ ًّنا راج ًحا‪.‬‬
‫* فاملذمومــون الذيــن ذمهــم اهلل يف القــرءان بقولــه‪ :‬ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﭼ [ءال عمران‪ ]7 :‬هم الذين حياولون حتديد وقت‬
‫قيام الســاعة وخروج الدجال‪ ،‬والذين حياولون تفسري القسم اآلخر‬
‫من املتشابه عىل وجه فاسد كالتشبيه‪ ،‬فكال الفريقني مذموم‪.‬‬
‫ذم فاعلــه بل ُمُيدح‪،‬‬
‫* فالتأويــل إذا كان عــى الوجه الســائغ رش ًعا ال يُ ُّ‬
‫وقــد ذكــر علامء األصول أن التأويل أي إخــراج النص عن ظاهره‪ ،‬ال‬
‫يسوغ إال لدليل عقيل قاطع أو سمعي ثابت‪ .‬وقد ثبت باألدلة النقلية‬
‫والعقلية أن اهلل ســبحانه وتعاىل يستحيل عليه أن يوصف باالستقرار‬
‫أو باجللوس عىل العرش‪ ،‬فلذلك كان السلف ال حيملون املتشابه عىل‬
‫«أمروها كام جاءت بال كيف» اهـ‪( .‬البيهقي‪،‬‬ ‫ظاهره‪ ،‬وكانوا يقولون‪ُّ :‬‬
‫‪169‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫(مصور رقم‪ )216‬فلو كانوا حيملوهنا‬ ‫َّ‬ ‫األسامء والصفات‪ ،‬ص‪)418‬‬


‫عىل ظاهرها لقالوا‪« :‬بال تفسري»‪ ،‬ألن تفسري ظاهرها حينئذ معروف‬
‫ومعلوم‪ ،‬وهو االستقرار والعلو احليس‪ ،‬وكالمها جيب تنزيه اهلل عنهام‪،‬‬
‫فاكتفوا باإلميان هبا ومحلها عىل معىن يليق باهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫* أما املذموم فهو رصف اللفظ عن ظاهره بال دليل نقيل أو عقيل‪ ،‬بل‬
‫هو َع َبث ال جيوز يف كالم اهلل عز وجل وال يف كالم نبيه |‪ ،‬كام قال‬
‫(مصور رقم‪)217‬‬ ‫َّ‬ ‫الرازي يف «املحصول»‪.428 ،427/4 ،‬‬
‫* وإطــاق الوهابيــة قوهلــم‪« :‬التأويــل تعطيل وزيــغ» باطل‪ ،‬كيف‬
‫وقــد ثبت التأويل عن الســلف الصالح‪ ،‬ثــم إن الوهابية يناقضون‬
‫أنفســهم‪ ،‬فهذا الذم راجع عليهم‪ ،‬ألهنــم يؤولون اآليات اليت توهم‬
‫أن اهلل يف جهــة حتــت‪ ،‬أمــا اآليات الــي توهــم أن اهلل يف جهة فوق‬
‫فيرتكون تأويلها‪.‬‬
‫* فقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ [طه‪ ،]5 :‬وقوله‪:‬‬
‫ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﭼ [فاطــر‪ ]10 :‬ال بــد مــن تأويلهــا‬
‫ور ّدمهــا إىل اآليــات املحكامت‪ ،‬وال جيوز تــرك التأويل واحلمل عىل‬
‫الظاهــر‪ ،‬ألنه يلزم من ذلك رضب القرءان بعضه ببعض‪ ،‬وذلك ألن‬
‫ظاهــر قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ [طــه‪]5 :‬‬
‫وقوله‪ :‬ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﭼ [فاطر‪ ]10 :‬يوهم حتزي اهلل يف‬
‫جهة فوق‪ ،‬وقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫‪170‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ﮜﭼ [البقرة‪ ]115 :‬ظاهره أن اهلل يف أفق األرض‪ ،‬وقوله تعاىل يف‬
‫حق إبراهيم عليه السالم‪ :‬ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﭼ‬
‫[الصافات‪ ]99 :‬ظاهره أن اهلل ســاكن فلسطني‪ ،‬ألن إبراهيم عليه‬
‫متوجها إليها‪ ،‬وهذه اآلية ظاهرها أن اهلل تعاىل يف جهة‬
‫ً‬ ‫السالم كان‬
‫حتت‪.‬‬
‫تناقضا‪ ،‬وال جيوز‬
‫ً‬ ‫فــإن تركنا هذه اآليات عىل ظواهرهــا كان ذلك‬
‫وقوع التناقض يف القرءان‪ ،‬فوجب ترك األخذ بظواهر هذه اآليات‪،‬‬
‫والرجوع إىل ءاية‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣﭼ [الشورى‪.]11 :‬‬
‫* وأمــا من قــال‪« :‬جهة فوق تليــق باهلل وجهة حتــت نقص عىل اهلل‪،‬‬
‫نــؤول اآليات اليت تــدل ظواهرها عىل أنــه يف جهة فوق‬
‫فلذلــك ال ّ‬
‫بــل نــؤول اآليــات الــي تــدل ظواهرهــا عىل أنــه يف جهــة حتت»‪.‬‬
‫فاجلــواب‪ :‬أن جهــة فوق مســكن املالئكة‪ ،‬وكذلك مــدار النجوم‬
‫والشمس والقمر جهة فوق‪ ،‬وليس هؤالء أفضل من األنبياء الذين‬
‫منشؤهم يف جهة حتت وحياهتم يف جهة حتت إىل أن ميوتوا فيدفنوا‬
‫فيها‪ ،‬ثم إن امللك والســلطان قد يكونان يســكنان يف بطن الوادي‪،‬‬
‫وحراســهام يكونون عىل األعايل‪ ،‬فهذا القياس الذي تعتربه الوهابية‬
‫قياس فاســد ال يلتفت إليه إال من هو ضعيف العقل فاسد الفهم‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫فمذهــب أهل الســنة األشــاعرة واملاتريدية هو الصواب الســديد‬
‫املوافق للعقل والنقل‪.‬‬
‫‪171‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫* وقــال أبــو نــر القشــري يف «التذكــرة الرشقيــة» كــا نقــل حممد‬


‫(مصور‬
‫َّ‬ ‫مرتــى الزبيدي يف «إحتاف الســادة املتقني» (‪)108/2‬‬
‫رقــم‪« :)218‬فــإن قيــل‪ :‬أليــس اهلل يقــول‪ :‬ﭽﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌ ﮍ ﭼ [طــه‪ ]5 :‬فيجب األخذ بظاهــره؟ قلنا‪ :‬اهلل يقول‬
‫أيضا‪ :‬ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭼ [احلديد‪ ]4 :‬ويقول‪ :‬ﭽ ﰋ ﰌ‬ ‫ً‬
‫أيضا أن نأخذ‬‫ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﭼ [فصلــت‪ ]54 :‬فينبغــي ً‬
‫بظاهــر هذه اآليات حــى يكون عىل العرش وعندنــا ومعنا وحميطًا‬
‫بالعامل حمد ًقا به بالذات يف حالة واحدة‪ .‬والواحد يستحيل أن يكون‬
‫بذاتــه يف حالــة واحــدة بكل مــكان‪ .‬قالوا‪ :‬قولــه ﭽ ﭮ ﭯ ﭼ‬
‫[احلديد‪ ]4 :‬يعين بالعلم‪ ،‬وﭽﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﭼ [فصلت‪:‬‬
‫‪ ]54‬إحاطة العلم‪ ،‬قلنا‪ :‬وقوله ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ [طه‪:‬‬
‫‪َ ]5‬ح ِف َظ وقهر وأبقى» اهـ‪.‬‬
‫* يعــي أهنم قد أولوا هذه اآليــات ومل حيملوها عىل ظواهرها‪ ،‬فكيف‬
‫يعيبون عىل غريهم تأويل ءاية االســتواء بالقهر؟ فام هذا التحكم؟!‬
‫فأهل السنة واجلامعة يثبتون هلل تعاىل الصفات مع التنزيه عن مشاهبة‬
‫اخللق‪ ،‬أثبتوا هلل ما أثبت لنفسه مع تنزهيه تعاىل عن أن تكون صفاته‬
‫من لوازم اجلسمية‪ ،‬كاجللوس واالنتقال والتحزي يف جهة من اجلهات‬
‫فيؤولون ءايات الصفات‬ ‫والتغري والتطور وســائر أمارات احلدوث‪ّ ،‬‬
‫وأحاديث الصفات من املتشابه برتك محلها عىل الظواهر‪.‬‬
‫‪172‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫فهنا مسلكان‪ ،‬كل منهام صحيح‪:‬‬


‫األول‪ :‬مســلك الســلف وهم أهل القرون الثالثة األوىل‪ ،‬قرن أتباع‬
‫التابعني وقرن التابعني وقرن الصحابة وهو قرن الرسول |‪ ،‬هؤالء‬
‫يُسمون السلف‪ ،‬ومن جاؤوا بعد ذلك يُسمون اخللف‪.‬‬
‫إمجاليا‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫تأويــا‬
‫ً‬ ‫فالغالــب عىل الســلف أن يؤولوا اآليات املتشــاهبة‬
‫باإلميــان هبا وإمرارها كــا جاءت واعتقاد أن هلــا معىن يليق جبالل‬
‫اهلل وعظمتــه ليســت مــن صفــات املخلوقــن بــا تعيــن‪ ،‬كآيــة‬
‫ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ [طــه‪ ]5 :‬وحديــث النــزول‪،‬‬
‫بــأن يقولــوا‪« :‬بــا كيف»‪ ،‬أي من غــر أن يكون هبيئــة‪ ،‬ومن غري‬
‫أن يكون كاجللوس واالستقرار واجلوارح والطول والعرض والعمق‬
‫واملســاحة واحلركة والســكون واالنفعال مما هو صفــة حادثة‪ .‬هذا‬
‫مســلك الســلف‪ ،‬ردوها من حيــث االعتقاد إىل اآليــات املحكمة‬
‫كقوله تعــاىل‪ :‬ﭽﭡ ﭢ ﭣﭼ [الشــورى‪ ]11 :‬وتركوا‬
‫تعيني معىن معني هلا مع نفي تشبيه اهلل خبلقه‪.‬‬
‫* وهــو كقول أيب حنيفة النعامن بن ثابــت الكويف  يف الوصية‪:‬‬
‫قــر بأن اهلل عىل العرش اســتوى‪ ،‬من غــر أن يكون له حاجة إليه‬ ‫«نُ ّ‬
‫واستقرار عليه‪ ،‬وهو احلافظ للعرش وغري العرش من غري احتياج‪،‬‬
‫حمتاجا ملا قدر عىل إجياد العامل وتدبريه كاملخلوق‪ ،‬ولو كان‬
‫ً‬ ‫فلو كان‬
‫حمتاجــا للجلــوس والقرار فقبــل خلق العرش أيــن كان اهلل تعاىل؟‬
‫ً‬
‫‪173‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫كبريا» اهـ‪ .‬القاري‪ ،‬منح الروض األزهر يف‬ ‫علوا ً‬


‫تعاىل اهلل عن ذلك ًّ‬
‫رشح الفقه األكرب‪ ،‬ص‪.127 ،126‬‬
‫* وهــو كقــول اإلمام مالك بن أنس  فيام رواه البيهقي بإســناد‬
‫جيــد من طريــق عبد اهلل بن وهب قال‪« :‬كنــا عند مالك‪ ،‬فدخل‬
‫علينــا رجــل فقــال‪ :‬يــا أبــا عبــد اهلل ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫الرحضاء‬‫ﮍﭼ [طه‪ ]5 :‬كيف اســتوى؟ فأطرق مالك‪ ،‬فأخذته ُّ‬
‫ــرق من أثَر احل ُ َّمى] ثم رفع رأســه فقــال‪ :‬ﭽﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫[ال َع َ‬
‫ﮌ ﮍ ﭼ [طه‪ ]5 :‬كام وصف نفسه‪ ،‬وال يقال كيف؟ وكيف‬
‫عنــه مرفوع‪ ،‬وما أراك إال صاحب بدعة‪ ،‬أخرجــوه» اهـ‪ .‬البيهقي‪،‬‬
‫األسامء والصفات‪ ،‬ص‪.379‬‬
‫* وهو كقول اإلمام الشافعي ‪« :‬ءامنت بام جاء عن اهلل عىل مراد‬
‫اهلل‪ ،‬وبام جاء عن رسول اهلل عىل مراد رسول اهلل |» اهـ‪ .‬احلصين‪،‬‬
‫(مصور رقم‪ )219‬يعين الشافعي‬ ‫َّ‬ ‫دفع شبه من شبه ومترد‪ ،‬ص‪.86‬‬
‫ ال عىل ما قد تذهب إليه األوهام والظنون من املعاين احلسية‬
‫اجلسمية اليت ال جتوز يف حق اهلل تعاىل‪.‬‬
‫أيضا‪« :‬اســتوى كام أخرب‪،‬‬‫* وهو كقول اإلمام أمحد بن حنبل  ً‬
‫ال كــا خيطــر للبرش» اهـ‪ .‬ذكره الشــيخ أمحــد الرفاعــي يف «الربهان‬
‫املؤيد»‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫أيضا عن غري‬
‫* والتأويــل التفصيــي وإن كان عادة اخللف فقــد ثبت ً‬
‫‪174‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫واحد من أئمة السلف وأكابرهم كابن عباس من الصحابة وجماهد‬


‫تلميــذ ابــن عبــاس من التابعــن‪ ،‬واإلمــام أمحد ممن جــاء بعدهم‪،‬‬
‫وكذلك البخاري وغريه‪.‬‬
‫* وأمــا جماهد فقد روى احلافظ البيهقي عنه يف «األســاء والصفات»‬
‫(مصور رقــم‪ )220‬يف قوله عز وجل‪ :‬ﭽﮘ ﮙ‬ ‫َّ‬ ‫(ص‪)293‬‬
‫ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﭼ [البقــرة‪ ،]115 :‬قــال‪ِ « :‬قبلة اهلل‪ ،‬فأينام كنت يف‬
‫توجهن إال إليها» اهـ‪.‬‬
‫رشق أو غرب فال ّ‬
‫* وأمــا اإلمــام أمحد فقد روى البيهقي يف «مناقــب أمحد» أن أمحد بن‬
‫تأول قول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﯩ ﯪ ﭼ [الفجر‪ ]22 :‬أنه جاء‬ ‫حنبــل َّ‬
‫ثوابــه‪ .‬ثــم قال البيهقي‪« :‬وهذا إســناد صحيح ال غبــار عليه» اهـ‪.‬‬
‫نقــل ذلك ابــن كثري يف تارخيــه «البداية والنهايــة» (‪.)386/14‬‬
‫(مصور رقم‪)221‬‬‫َّ‬
‫* وهــذا دليل عىل أن اإلمام أمحد مــا كان يعتقد يف املجيء الذي ورد‬
‫ً‬
‫انتقااًل مــن مكان إىل‬ ‫بــه القــرءان والنــزول الــذي وردت به الســنة‬
‫مكان‪ ،‬كمجيء ذوات األجســام ونزوهلا‪ ،‬وإنام هو عبارة عن ظهور‬
‫ءايــات قدرته‪ .‬فلو كان اإلمام أمحد يعتقد يف اهلل احلركة والســكون‬
‫واالنتقال لرتك اآلية عىل ظاهرها‪ ،‬ومحلها عىل املجيء بمعىن التنقل‬
‫مــن علو إىل ســفل كمجيء املالئكة‪ ،‬وما فاه هبــذا التأويل‪ .‬أما ابن‬
‫تيميــة وأتباعــه فيثبتون اعتقــا ًدا التحــز هلل يف املكان واجلســمية‪،‬‬
‫‪175‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ظن هبم أهنم منزهون هلل‬ ‫ويقولــون لفظًا ما ميوهون به عىل الناس ل ُي َّ‬
‫عن مشــاهبة املخلــوق‪ ،‬فتارة يقولون‪ :‬بال كيــف كام قالت األئمة‪،‬‬
‫وتــارة يقولون‪ :‬عــى ما يليق باهلل‪ ،‬وانظر كالم ابــن تيمية يف ا ّدعاء‬
‫أن السلف ال أثبتوا هلل اجلهة وال نفوا عنه ذلك‪ .‬ابن تيمية‪ ،‬الكتاب‬
‫(مصور رقم‪)222‬‬ ‫َّ‬ ‫املسمى منهاج السنة النبوية‪.322/2 ،‬‬
‫* ويف صحيح البخاري (كتاب التفسري‪ ،‬باب تفسري سورة القصص‪،‬‬
‫‪ )1787/4‬عنــد قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﭼ‬
‫[القصــص‪ ، ]88 :‬قــال البخــاري‪« :‬إال ُملكه» اهـ‪ .‬ويقــال‪ :‬إال ما‬
‫أُريــد بــه وجــه اهلل‪ .‬ويف كتــاب املناقب‪ ،‬بــاب قــول اهلل عز وجل‬
‫ﭽﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﭼ [احلــر‪،]9 :‬‬
‫ب ِمن‬ ‫ِ‬
‫اهلل الليلــةَ» أو « َعج َ‬
‫«ضحك ُ‬
‫َ‬ ‫وفيه أن رســول اهلل | قــال‪:‬‬
‫عالكام»‪ ،‬قال ابن حجر العسقالين‪« :‬ونسبة الضحك والتعجب إىل‬ ‫فِ ِ‬
‫اهلل جمازية‪ ،‬واملراد هبام الرضا بصنيعهام» اهـ‪ .‬ابن حجر العســقالين‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)223‬‬ ‫َّ‬ ‫فتح الباري‪.226/11 ،‬‬
‫وأول البخــاري الضحك الــوارد يف احلديث بالرمحة‪ ،‬نقل ذلك عنه‬ ‫* ّ‬
‫اخلطــايب‪ ،‬وقــال‪« :‬وتأويله عىل معــى الرضا أقرب» اهـــ‪ .‬البيهقي‪،‬‬
‫(مصور رقم‪)224‬‬ ‫َّ‬ ‫األسامء والصفات‪ ،‬ص‪.433‬‬
‫وأول البخاري يف صحيحه (كتاب التفسري‪ ،‬باب تفسري سورة هود‪،‬‬ ‫ّ‬
‫‪ )1724/4‬اآلية‪« :‬ﭽﭸ ﭹﭼ [هود‪ ]56 :‬بقوله‪« :‬أي يف‬
‫‪176‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫ملكه وســلطانه» اهـ‪ّ .‬أول األخذ بناصية الدواب بالترصف بامللك‬


‫والســلطان‪ ،‬ألن املعــى الظاهــر ال يليــق باهلل‪ ،‬وهو إمســاك نوايص‬
‫جُي ُّس وال ُمُي َ ُّس‪.‬‬
‫جَي ُّس وال َمَي َ ُّس وال ُ َ‬
‫الدواب باجلس واللمس‪ ،‬فاهلل ال َ ُ‬
‫تفصيليا بتعيني معان ٍ هلا‬ ‫ًّ‬ ‫تأوياًل‬
‫يؤولوهنا ً‬ ‫* الثاين‪ :‬مسلك اخللف‪ :‬وهم ّ‬
‫أيضا كالسلف‪،‬‬ ‫مما تقتضيه لغة العرب‪ ،‬وال حيملوهنا عىل ظواهرها ً‬
‫فالسلف واخللف متفقان عىل عدم احلمل عىل الظاهر‪ ،‬هؤالء ب ّينوا‬
‫بقوهلم‪« :‬بال كيف»‪ ،‬وأولئك قالوا‪« :‬اســتوى أي قهر» (ومن قال‪:‬‬
‫«استوىل» فاملعىن واحد‪ ،‬أي قهر)‪ .‬وكال الفريقني ال حيمل االستواء‬
‫عــى الظاهــر لكن هؤالء ع ّينوا معىن وهم اخللــف‪ ،‬وأولئك مل يع ّينوا‬
‫إنام قالوا‪« :‬بال كيف» وهم السلف‪.‬‬
‫* وال بأس بســلوك مســلك اخللف‪ ،‬وال ســيام عند اخلوف من تزلزل‬
‫العقيدة‪ ،‬حفظًا من التشبيه‪ ،‬مثل قوله تعاىل يف توبيخ إبليس‪ :‬ﭽﯞ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﭼ [ص‪ .]75 :‬فيجــوز أن يقــال‪:‬‬
‫املراد باليدين العناية واحلفظ‪ ،‬هذا تأويل تفصييل ذهب إليه بعض‬
‫خلق‬ ‫اخللف‪ ،‬فدل قوله تعاىل‪ :‬ﭽﯤﭼ [ص‪ ]75 :‬عىل أن ءادم ُ‬
‫كر ًما خبــاف إبليس‪ ،‬وال جيوز أن حنمل كلمة ﭽﯤﭼ‬ ‫رش ًفــا ُم َّ‬
‫ُم َّ‬
‫[ص‪ ]75 :‬عــى معىن اجلارحة‪ ،‬فلو كانــت له جارحة لكان مثلنا‪،‬‬
‫ولو كان مثلنا ملا استطاع أن خيلقنا‪.‬‬
‫اهلل عباده حىت يكون للذي‬ ‫واحلكمة من اآليات املتشــاهبة أن يبتيل ُ‬
‫‪177‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫حيملها عىل حمملها أجر عظيم‪.‬‬


‫* ورد التأويل عن ابن العريب‪ ،‬فقد نقل الزرقاين يف رشحه عىل املوطأ‬
‫(مصــور رقــم‪ )225‬عن أيب بكر بن العــريب أنه قال يف‬
‫َّ‬ ‫(‪)384/1‬‬
‫ربنا»‪« :‬النزول راجع إىل أفعاله ال إىل ذاته‪ ،‬بل ذلك‬ ‫ُ‬
‫«ينزل ُّ‬ ‫حديث‪:‬‬
‫عبارة عن َمل َِك ِه الذي ينزل بأمره وهنيه» اهـ‪.‬‬
‫بنّي أبو نرص القشــري  الشــناعة اليت تلــزم نفاة التأويل‪،‬‬ ‫وقد ّ‬
‫وذلــك فيــا نقلــه عنه املحــدث الفقيــه احلنفــي مرتــى الزبيدي‬
‫يف رشحــه املســمى «إحتاف الســادة املتقــن» عن كتــاب التذكرة‬
‫(‪( )111 ،110/2‬مصــور رقــم‪ِ :)226‬‬
‫«ورِس األمــر أن هــؤالء‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫الذيــن ميتنعــون عــن التأويل معتقــدون حقيقة التشــبيه‪ ،‬غري أهنم‬
‫يدلّســون ويقولون‪ :‬له يد ال كاأليدي‪ ،‬وقد ٌم ال كاألقدام‪ ،‬واســتواء‬
‫المحقق‪ :‬هــذا كالم ال بد‬ ‫بالــذات ال كــا نعقل فيام بيننــا‪ .‬فليقل ُ‬
‫مــن اســتبيان‪ ،‬قولكم‪« :‬جنــري األمر عىل الظاهــر وال يعقل معناه»‬
‫تناقــض إن أجريــت عــى الظاهــر فظاهر الســياق يف قولــه تعاىل‪:‬‬
‫ﭽ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠﭼ [القلــم‪ ]42 :‬هــو العضــو املشــتمل عىل‬
‫اجللــد واللحــم والعظم والعصــب واملخ‪ ،‬فإن أخذت هبــذا الظاهر‬
‫والزتمت باإلقرار هبذه األعضاء فهو الكفر [ومعىن اآلية أي يكشف‬
‫يــوم القيامة عن شــدة شــديدة وهول شــديد‪ ،‬أي عن أمــر بالغ يف‬
‫الصعوبــة‪ ،‬أما املشــبهة فيقولون‪ :‬إن اهلل يكشــف عن ســاقه]‪ ،‬وإن‬
‫‪178‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫مل ميكنــك األخــذ هبــا [أي إن كنــت ال تقــول ذلــك] فأيــن األخذ‬
‫تقدس الرب تعاىل‬ ‫َ‬ ‫بالظاهر؟! ألســت قد تركت الظاهر وعلمــت‬
‫عــا يوهم الظاهر؟! فكيف يكون أخــذً ا بالظاهر؟!» اهـ‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫والتوســع يف اخلطاب‪ ،‬وكانوا‬
‫ُّ‬ ‫التجوز‬
‫ُّ‬ ‫«ويف لغة العرب ما شــئت من‬
‫يعرفــون موارد الكالم ويفهمــون املقاصد‪ .‬فمن جتاىف عن التأويل‬
‫فذلــك لقلة فهمه بالعربية [أي من ترك التأويل التفصييل واإلمجايل‬
‫ومتســك بالظاهــر هلك وخرج عن عقيدة املســلمني]‪ ،‬ومن أحاط‬ ‫َّ‬
‫بطرق من العربية هان عليه َمدرك احلقائق‪ .‬وقد قيل‪ :‬ﭽﯔ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯚ ﯛ ﯜﭼ [ءال عمــران‪ ]7 :‬فكأنــه قــال‪:‬‬
‫أيضا يعلمونه ويقولون‪ :‬ءامنــا به [عىل قراءة‬ ‫الراســخون يف العلــم ً‬
‫تــرك الوقف عىل لفظ اجلاللة‪ :‬يعلمون‪ ،‬ومع هذا يقولون‪ :‬ﭽ ﯞ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﭼ [ءال عمــران‪ ]7 :‬أي املحكــات من عند اهلل‬
‫أيضا معىن املتشابه‬ ‫واملتشاهبات من عند اهلل‪ ،‬فالراسخون يعلمون ً‬
‫تصور بعد‬
‫خاصــا باهلل]‪ ،‬فإن اإلميان بالىشء إنام يُ َّ‬
‫الــذي ليس علمه ًّ‬
‫متأتٍ‪ ،‬وهلذا قال ابن عباس‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫العلــم‪ ،‬أما ما ال يُعلم فاإلميان به غري‬
‫أنــا من الراســخني يف العلم» اهـــ‪ .‬نقل احلافظ الســيوطي هذا األثر‬
‫عــن ابن عباس ‪« :‬أنا من الراســخني يف العلــم‪ ،‬أنا ممن يعلم‬
‫(مصور رقم‪)227‬‬ ‫َّ‬ ‫تأويله» اهـ‪ .‬السيوطي‪ ،‬الدر املنثور‪.152/2 ،‬‬
‫* فتبــن أن قــول مــن يقــول‪« :‬إن التأويل غري جائــز» خبط وجهل‪،‬‬
‫‪179‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫وهــو حمجوج بقوله | البن عباس ‪« :‬اللهم ِ‬


‫عل ّْم ُه احلكم َة‬ ‫َّ‬
‫وتأويل الكتابِ»‪ .‬ابن ماجه‪ ،‬ســنن ابــن ماجه‪( ،‬املقدمة‪ ،‬فضل‬ ‫َ‬
‫ابــن عبــاس‪ .)58/1 ،‬فلــو كان التأويــل غري جائز فهــذا يعين أن‬
‫الرســول | ‪-‬عىل زعم الوهابية‪ -‬دعا بدعاء غري جائز‪ ،‬وال شــك‬
‫أن اهلل استجاب دعاء الرسول |‪.‬‬
‫* أنكــر ابن تيمية املجاز فقال يف كتابه املســمى «اإلميان» (ص ‪)95‬‬
‫(مصور رقم‪« :)228‬فهذا بتقدير أن يكون يف اللغة جماز‪ ،‬فال جماز‬ ‫َّ‬
‫يف القرءان‪ ،‬بل وتقسيم اللغة إىل حقيقة وجماز تقسيم مبتدع حمدث‬
‫لفظيا‪،‬‬
‫مل ينطق به السلف‪ ،‬واخللف فيه عىل قولني‪ ،‬وليس النزاع فيه ًّ‬
‫بل يقال‪ :‬نفس هذا التقسيم باطل‪ ،‬ال يتمزي هذا عن هذا» اهـ‪.‬‬
‫اجلــواب‪ :‬إن املجــاز ثابت عن الصحابة‪ ،‬فقد جــاء عن ابن عباس‬
‫ حيــث اســتند يف تفســر بعــض اآليــات إىل بعض أشــعار‬
‫العــرب الــي ألفاظها بعيدة من املعىن األصيل‪ ،‬كتفســره الســاق يف‬
‫قولــه تعاىل‪ :‬ﭽ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﭼ [القلم‪ ]42 :‬بالشــدة فقال‪:‬‬
‫«عن شــدة من األمــر‪ ،‬والعرب تقول‪ :‬قامت احلرب عىل ســاق إذا‬
‫اشتدت‪ ،‬وفيه‪[ :‬الرجز]‬
‫ساق»‬‫احلرب بنا عىل ْ‬ ‫ِ‬ ‫وقامت‬ ‫االعناق‬ ‫رضب‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫سن أصحابُ َك َ‬
‫قد َّ‬
‫اهـ‪.‬‬
‫* وقد أسند البيهقي األثر املذكور عن ابن عباس  بسندين كل‬
‫‪180‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫نقاًل عــن ابن عبــاس ‪« :‬إذا خفي عليكم‬ ‫منهــا حســن‪ ،‬وزاد ً‬
‫ىشء من القرءان فابتغوه من الشعر فإنه ديوان العرب» اهـ‪ .‬البيهقي‪،‬‬
‫(مصــور رقم‪ )229‬وهــذا هو عني‬
‫َّ‬ ‫األســاء والصفات‪ ،‬ص‪.325‬‬
‫املحــدث اللغوي أبو عبيدة‬
‫ُ‬ ‫املجــاز‪ .‬وكذا أثبت املجاز عن الســلف‬
‫معمر بن املثىن‪ ،‬فقد ص َّنف كتاب «املجاز»‪.‬‬
‫عرّبوا هبذا اللفظ‪،‬‬
‫* وليس من رشط املجاز أن يكون كل أئمة السلف ّ‬
‫بــل العــرة باملعىن‪ ،‬واملجــاز هو اللفظ املســتعمل يف غــر حقيقته‬
‫جدا من‬
‫بمعــى يقتــي ذلك‪ ،‬فكلمة الســاق معناها األصــي بعيد ًّ‬
‫املعىن الذي فرس ابن عباس  اآلية‪ ،‬لكن أســاليب لغة العرب‬
‫فكثريا مــا ينقلون اللفظ من معناه األصيل‬
‫ً‬ ‫ال تأبــى ذلك بل توافق‪،‬‬
‫إىل غريه‪.‬‬
‫وما دفع ابن تيمية إىل إنكار املجاز إال شــدة تعلقه بعقيدة التشبيه‪،‬‬
‫ومــا إنكاره املجــاز إال حماولة منه إلجراء النصوص املتشــاهبة عىل‬
‫ظاهرها‪ ،‬نسأل اهلل السالمة‪.‬‬
‫* ال خيالــف تقســيم اآليات إىل حمكم ومتشــابه قولــه تعاىل‪ :‬ﭽ ﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﭼ [هــود‪ ]1 :‬وقولــه‪ :‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭼ [الزمــر‪:‬‬
‫‪ ،]23‬ألن املــراد بإحكامــه إتقانه وعدم تطرق النقص واالختالف‬
‫بعضا يف احلق والصدق واإلعجاز‪.‬‬ ‫إليه‪ ،‬وبتشاهبه كونه يشبه بعضه ً‬
‫‪181‬‬

‫س ‪ :48‬ما الدليل عىل أن اإلميان رشط لقبول األعامل الصاحلة؟‬


‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈ(‪ )1‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏﭼ [النساء‪:‬‬
‫‪.]124‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورســوله ِ»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح‬ ‫«أفضل األعامل ِ(‪ )2‬إميا ٌن باهلل‬
‫ُ‬ ‫احلديث‪:‬‬
‫البخاري (كتاب اإلميان‪ ،‬باب من قال إن اإلميان هو العمل‪.)16/1 ،‬‬

‫(‪ )1‬رشطــه أن يكون عىل اإلميان‪ .‬وهكذا يف مواضع كثرية يف كتاب اهلل‬
‫تعاىل فالرشط األساس لقبول العمل الصالح عند اهلل اإلميان‪.‬‬
‫(‪ )2‬املــراد بــه العمــل القلــي‪ ،‬فاإلميان بــاهلل ورســوله أعــى الواجبات‬
‫وأفضلهــا عند اهلل تعاىل‪ ،‬وهو رشط لقبول األعامل الصاحلة‪ ،‬فمن مل‬
‫أبدا يف اآلخرة‪ ،‬وأما الكافر ف ُيجازى‬
‫يؤمن باهلل ورسوله فال ثواب له ً‬
‫يف الدنيا عىل صور أعامله احلســنة باملــال والصحة والولد‪ ،‬ولكنه يف‬
‫اآلخرة مفلس من احلسنات‪.‬‬
‫‪182‬‬

‫س‪ :49‬مــا معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﭼ [القصص‪:‬‬


‫‪]88‬؟‬
‫قال اإلمام البخاري يف الصحيح (كتاب التفســر‪ ،‬باب تفســر ســورة‬
‫القصص‪ )1787/4 ،‬يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽﮙ ﮚﭼ [القصص‪:]88 :‬‬
‫«إال ملكه» اهـ‪ .‬وقال اإلمام سفيان الثوري‪« :‬إال ما أريد به وجه اهلل» اهـ‪.‬‬
‫أي األعامل الصاحلة (‪.)1‬‬

‫(مصور رقم‪)230‬‬‫َّ‬ ‫(‪ )1‬السيوطي‪ ،‬الدر املنثور‪.447/6 ،‬‬


‫املشــبه‪ :‬إن اســتواء اهلل عىل العرش جلوس لكن ال كجلوســنا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫* إن قال‬
‫ويستشــهدون لذلك بقول بعض األئمة‪« :‬هلل وجــه ال كوجوهنا‪ ،‬ويد‬
‫ال كأيدينــا‪ ،‬وعــن ال كأعيننا»‪ .‬اجلواب عنه‪ :‬اجللــوس يف لغة العرب‬
‫ال يكــون إال من صفات األجســام‪ ،‬فالعــرب ال تطلق اجللوس إال عىل‬
‫اتصال جســم جبســم‪ ،‬عىل أن يكون أحد اجلســمني له نصفان نصف‬
‫أعىل ونصف أسفل‪ ،‬وليس للجلوس يف لغة العرب معىن إال هذا‪ ،‬وهم‬
‫يف هذا أثبتوا اجلســمية هلل‪ ،‬وال جيوز ذلك عىل اهلل‪ ،‬ألنه لو كان كذلك‬
‫لكان له أمثال ال حتىص‪ ،‬فاجللوس يشرتك فيه اإلنسان واجلن واملالئكة‬
‫والبقــر والكلــب والقرد واحلرشات‪ ،‬وإن اختلفت صفات جلوســهم‪.‬‬
‫ويقال هلم‪ :‬أما الوجه واليد والعني فليســت كذلك‪ ،‬فإن الوجه يف لغة‬
‫العرب يطلق عىل اجلســم وغري اجلســم‪ .‬والوجه بمعىن اجلســم هو هذا‬
‫اجلزء الذي هو مركب يف ابن ءادم ويف سائر ذوات األرواح‪.‬‬
‫* وأما معىن الوجه الذي هو غري هذا اجلزء يف لغة العرب‪ ،‬فمنه‪:‬‬
‫‪1‬ـ امللــك‪ .‬كام فرس البخــاري يف صحيحه (كتاب التفســر‪ ،‬باب‬
‫‪183‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫تفســر ســورة القصص‪ ،)1787/4 ،‬أول ســورة القصص‪،‬‬


‫قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﭼ [القصــص‪:‬‬
‫‪ ]88‬قال‪« :‬إال ملكه» اهـ‪ .‬بينام املشــبهة عكفوا عىل تفســرها‬
‫وحرموا التأويل الذي ســلكه بعض الســلف وكثري‬ ‫بظواهرها ّ‬
‫من اخللف‪ ،‬فوقعوا يف اخلزي‪ ،‬فبتفســرهم الوجه املضاف إىل‬
‫اهلل يف الكتاب والســنة عىل احلجم وقع بعضهم يف أبشع الكفر‪،‬‬
‫وذلك مثل ما وقع لبيان بن ســمعان التميمي من محل الوجه‬
‫املذكــور يف ءايــة ﭽﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﭼ [القصص‪:‬‬
‫‪ ]88‬عىل اجلســم‪ ،‬فقال‪ :‬اهلل ىشء أي موجود‪ ،‬والعامل ىشء أي‬
‫موجــود‪ ،‬فإذًا اهلل يفىن إال وجهه‪ ،‬والعامل يفىن كله يوم القيامة‪،‬‬
‫وذلك ألنه ملا استثىن الوجه يف اآلية فهم أن اهلل يفىن ويبقى منه‬
‫وجهــه الذي هو اجلزء املركب عىل أعــى البدن‪ .‬تعاىل اهلل عن‬
‫ذلك‪ ،‬وكان بيان هذا له طائفة تنسب إليه يقال هلم «البيانية»‪،‬‬
‫كام يقال للوهابية «الوهابية» نسبة إىل حممد بن عبد الوهاب‪.‬‬
‫قرب إىل اهلل من األعامل‪ :‬كالصالة والصيام وسائر األعامل‬ ‫‪2‬ـ ما يُ ّ‬
‫ِ ِ‬
‫تكون [املرأ ُة] إىل وجه اهلل‬
‫ُ‬ ‫الصاحلــة‪ ،‬كام يف حديث‪َّ :‬‬
‫«وإهَّنا ال‬
‫بيتها»‪ .‬واحلديث ثابت أخرجه ابن حبان‬ ‫أقرب منها يف َقع ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫يف صحيحــه‪( ،‬كتاب احلظر واإلباحــة‪ ،‬ذكر اإلخبار عام جيب‬
‫عىل املرأة من لزوم قعر بيتها‪.)347/6 ،‬‬
‫يؤولون الوجه أم يرتكونه‬ ‫ماذا تقول الوهابية فيه؟! فهل هنا ّ‬
‫‪184‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫عــى الظاهر؟! فإن َّأولوا بام َّأول به الســلف كان ذلك موافقة‬
‫ونقضا ملذهبهــم بمنع التأويــل‪ ،‬وإن َّأولوه بالذات‬
‫ً‬ ‫للســلف‬
‫فقــد نقضوا اعتقادهم بــأن اهلل فوق العــرش‪ ،‬ألنه يلزم عىل‬
‫هذا بأن اهلل قريب إىل املرأة باملســافة‪ ،‬فامذا يصنعون‪ ،‬وهذا‬
‫إلزام ال مهرب منه‪.‬‬
‫ــرم الكثيف أو‬ ‫ِ‬
‫‪3‬ـ الــذات‪ :‬والــذات بالنســبة إىل املخلوقــن اجل ْ‬
‫اللطيــف كحجــم اإلنســان وحجم النــور والريح‪ ،‬هــذا معىن‬
‫الــذات يف املخلــوق‪ ،‬أمــا الــذات إذا أضيــف إىل اهلل فمعناه‬
‫حقيقته‪ ،‬ال بمعىن احلجم الكثيف أو اللطيف‪.‬‬
‫* وأمــا اليــد فلها يف لغــة العرب معــانٍ‪ :‬منها ما هو أجرام وأجســام‪،‬‬
‫ومنها ما هو غري األجرام‪ ،‬فاليد تأيت بمعىن اجلارحة اليت هي مركبة‬
‫ــرم كالقوة كام يف قوله‬ ‫ِ‬
‫يف اإلنســان ويف البهائــم‪ ،‬وتأيت بمعىن غري اجل ْ‬
‫تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﭼ [الذاريــات‪ .]47 :‬وتــأيت بمعــى‬
‫العهد كام يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭼ [افتح‪.]10 :‬‬
‫* وأما العني فتطلق يف لغة العرب عىل اجلِ ْرم كعني اإلنسان واحليوانات‪،‬‬
‫وتطلــق عىل الذهب واجلاســوس واملاء النابــع‪ ،‬واحلفظ‪ .‬وهبذا بان‬
‫الفــرق بــن اجللوس وبــن الوجــه واليد والعــن‪ ،‬فلــا كانت هذه‬
‫األلفــاظ الثالثــة واردة يف القرءان مضافــة إىل اهلل كان هلا معان ٍ غري‬
‫اجلسم وصفات اجلسم‪ ،‬أراد أبو حنيفة وغريه من الذين أطلقوا هذه‬
‫العبــارة‪« :‬هلل وجه ال كوجوهنــا‪ ،‬ويد ال كأيدينا‪ ،‬وعني ال كأعيننا»‬
‫‪185‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫معاين هذه األلفاظ الثالثة اليت هي غري اجلســم وال هي صفة جســم‬
‫ممــا يليق بــاهلل‪ ،‬كالقوة واملُ ْلك والذات واحلفــظ‪ ،‬كام قال املفرسون‬
‫يف تفســر قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ [طه‪ :]39 :‬عىل‬
‫حفظي‪.‬‬
‫‪186‬‬

‫س‪ :50‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ‬


‫[امللك‪]16 :‬؟‬
‫املراد بمن يف الســاء املالئكة‪ ،‬وليس املراد أن اهلل ساكن يف السامء‪ ،‬كام‬
‫قال املفرسون املحققون(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬عىل تفســر‪ :‬املراد هبم املالئكة‪ ،‬جربيل عليه السالم بريشة واحدة‬
‫اقتلع املدن األربعة اليت كانت لقوم لوط ورفعها إىل السامء حىت سمع‬
‫أهل السامء نباح الكالب‪ ،‬وهنيق احلمري‪ ،‬ثم ق َل َبها أي جعل أعاليها‬
‫أسافلها‪ ،‬ثم ر َّدها إىل األرض‪.‬‬
‫وتفســر ءاخر‪ :‬أَأَ ِم ْن ُت ْم َمن له األلوهية والســلطان يف الســاء‪ .‬كقوله‬
‫تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﭼ [الزخــرف‪:‬‬
‫‪ ]84‬معنــاه إلــ ُه َمن يف الســاء وإل ُه َمن يف األرض أو له الســلطان يف‬
‫السامء‪ ،‬وله السلطان يف األرض‪ .‬أو املعبود من ِق َبل أهل السامء الذين‬
‫هــم املالئكة‪ ،‬واملؤمنــن من أهــل األرض‪ .‬وكقوله تعاىل‪ :‬ﭽﭑ‬
‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ [ءال عمــران‪ ]109 :‬وكقولــه‪:‬‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ [ءال عمــران‪ .]189 :‬الفخــر‬
‫(مصور رقم‪)231‬‬ ‫َّ‬ ‫الرازي‪ ،‬تفسري الفخر الرازي‪.69/30 ،‬‬
‫* تنزيه اهلل عن املكان وتصحيح وجوده بال مكان ً‬
‫عقاًل‪:‬‬
‫اهلل تعــاىل غــي عــن العاملني‪ ،‬أي مســتغن ٍ عــن كل ما ســواه ً‬
‫أزاًل‬
‫حي ُّل به أو إىل جهة‪،‬‬
‫وأبــدا‪ ،‬فال حيتاج إىل مكان يتحزي فيه أو ىشء ُ‬ ‫ً‬
‫لطيفا‪،‬‬
‫حجاًم ً‬
‫كثيفا وال ً‬ ‫حجــا ً‬
‫ً‬ ‫ألنه ليس كىشء من األشــياء‪ ،‬ليس‬
‫والتحزي من صفات اجلســم الكثيف واللطيف‪ ،‬فاجلســم الكثيف‬
‫‪187‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫واجلســم اللطيف متحزي يف جهة ومــكان‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﯡ‬


‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﭼ‬
‫[األنبياء‪ ]33 :‬فأثبت اهلل تعاىل لكل من األربعة التحزي يف َفلَكه‪،‬‬
‫وهو املَدار‪.‬‬
‫ويكفــي يف تنزيــه اهلل عن املكان واحلزي واجلهــة قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣﭼ [الشــورى‪ ]11 :‬ألنــه لو كان لــه مكان لكان له‬
‫حمد ًثا‬
‫أمثــال وأبعــاد طول وعــرض وعمق‪ ،‬ومــن كان كذلــك كان َ‬
‫حده هبذا الطول وهبذا العرض وهبذا العمق؛ هذا الدليل‬ ‫حمتاجا ملن َّ‬
‫ً‬
‫مــن القرءان‪ .‬أما من احلديث فــا رواه البخاري يف الصحيح (كتاب‬
‫بدء اخللق‪ ،‬باب ما جاء يف قول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﮁ ﭼ [الــروم‪)789/3 ،]٢٧ :‬‬
‫باإلســناد الصحيح أن رســول اهلل | قــال‪« :‬كان ُ‬
‫اهلل ومل يكن ىشءٌ‬
‫غري ُه»‪ .‬ومعناه أن اهلل مل يزل موجو ًدا يف األزل ليس معه غريه‪ ،‬ال ماء‬
‫ُ‬
‫وال هواء وال أرض وال سامء وال كريس وال عرش وال إنس وال جن وال‬
‫مالئكــة وال زمان وال مــكان وال جهات‪ ،‬فهو اهلل تعاىل موجود قبل‬
‫املــكان بال مكان‪ ،‬وهــو الذي خلق املكان فليس حباجة إليه‪ ،‬وهذا‬
‫ما يســتفاد من احلديث املذكور‪ .‬وليس حمــور االعتقاد عىل الوهم‪،‬‬
‫بل عىل ما يقتضيه العقل الصحيح الســليم الذي هو شــاهد للرشع‪،‬‬
‫حده بذلك احلد فال يكون إهلًا‪ .‬فكام‬‫وذلك أن املحدود حمتاج إىل من َّ‬
‫صــح وجود اهلل تعاىل بال مكان وجهة قبل خلق األماكن واجلهات‪،‬‬
‫‪188‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫فكذلك يصــح وجوده بعد خلق األماكن بال مكان وجهة‪ ،‬وهذا ال‬
‫يكون نف ًيا لوجوده تعاىل كام زعمت املشبهة والوهابية‪ ،‬وهم الدعاة‬
‫إىل التجســيم يف هذا العرص‪ .‬وحكم من يقول‪« :‬إن اهلل تعاىل يف كل‬
‫مــكان أو يف مجيــع األماكــن» التكفري إذا كان يفهم مــن هذه العبارة‬
‫حال يف األماكن‪ ،‬أمــا إذا كان يفهم من هذه‬ ‫نبــث أو ّ‬
‫أن اهلل بذاتــه ُم ّ‬
‫العبــارة أنه تعاىل مســيطر عىل كل ىشء‪ ،‬وعــامل بكل ىشء فال يكفر‪،‬‬
‫وهــذا قصد كثري ممن يلهج هباتني الكلمتني‪ ،‬وجيب النهي عنهام عىل‬
‫كل حال‪ ،‬ألهنام ليســتا صادرتني عن الســلف‪ ،‬بل عــن املعزتلة‪ ،‬ثم‬
‫استعملهام جهلة العوام‪.‬‬
‫* ونرفــع األيدي يف الدعاء للســاء ألهنــا مهبط الرمحــات والربكات‪،‬‬
‫وليــس ألن اهلل موجــود بذاتــه يف الســاء‪ ،‬كــا أننا نســتقبل الكعبة‬
‫الرشيفــة يف الصــاة ألن اهلل تعاىل أمرنا بذلــك‪ ،‬وليس ألن هلا مزية‬
‫بســكىن اهلل فيها‪ .‬ويكفر من يعتقد التحزي هلل تعاىل‪ ،‬أو‬ ‫وخصوصية ُ‬
‫مسجدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يعتقد أن اهلل ىشء كاهلواء أو كالنور ميأل مكا ًنا أو غرفة أو‬
‫ويُر ّد عىل املعتقدين أن اهلل متحزي يف جهة العلو ألن األيدي تُرفع عند‬
‫الدعاء إىل الســاء‪ ،‬بام ثبت عن الرســول | أنه استســقى أي طلب‬
‫املطر‪ ،‬وجعل بطن كفيه إىل األرض وظاهرمها إىل الســاء‪( ،‬مســلم‪،‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬كتاب صالة االستسقاء‪ ،‬باب الدعاء يف االستسقاء‪،‬‬
‫‪ )612/2‬وبأنه | هنى املصيل أن يرفع رأســه إىل الســاء‪( ،‬مســلم‪،‬‬
‫صحيح مســلم‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب النهي عن رفع البرص إىل السامء‬
‫‪189‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫يف الصــاة‪ )321/1 ،‬ولــو كان اهلل متحــ ًزا يف جهــة العلو كام تظن‬
‫املشبهة ما هنانا عن رفع أبصارنا يف الصالة إىل السامء‪ ،‬وبأنه | كان‬
‫قلياًل‪،‬‬
‫سبحة عند قول‪« :‬إال اهلل» يف التحيات وحينيها ً‬ ‫يرفع إصبعه امل ِ‬
‫ُ ّ‬
‫فلو كان األمر كام تقول املشبهة ما كان حينيها‪ ،‬بل يرفعها إىل السامء‪،‬‬
‫املحدثني (أبو داود‪ ،‬سنن أيب داود‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وكل هذا ثابت يف احلديث عند‬
‫أبواب تفريع استفتاح الصالة‪ ،‬باب اإلشارة يف التشهد‪.)260/1 ،‬‬
‫فامذا تفعل املشبهة والوهابية؟‬
‫ونســمي املساجد «بيوت اهلل» ال ألن اهلل يســكنها‪ ،‬بل ألهنا أماكن‬ ‫ّ‬ ‫*‬
‫ِ‬
‫أعده اهلل ليطوف‬ ‫معدة لذ ْكر اهلل وعبادته‪ ،‬ويقال يف العرش إنه ِج ْرم َّ‬ ‫َّ‬
‫به املالئكة كام يطوف املؤمنون يف األرض بالكعبة‪.‬‬
‫برَّصنا معارش أهل الســنة واجلامعة هبــذا التنزيه املوافق‬
‫* ِاحلمــد هلل أن َّ َ‬
‫مِلــا كان عليــه الصحابــة ‪ ،‬فمــن أدل دليــل عــى موافقتنــا‬
‫للصحابــة يف عدم اعتقادنا ِمِلــا تومهه ظواهر بعض النصوص ما جاء‬
‫عــن ابن عباس  بإســناد صحيح موقوف عليــه‪َ « :‬تف َّكروا يف‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ك ّل ِ ىشء‪ ،‬وال َتف َّكــروا يف ذات ِ اهلل»‪ .‬البيهقــي‪ ،‬األســاء والصفــات‪،‬‬
‫(مصور رقم‪ )232‬فإنه لو كان فهمه لتلك النصوص عىل‬ ‫َّ‬ ‫ص‪.271‬‬
‫حســب الظواهــر مل يكن للنهــي عن التفكر يف الــذات معىن‪ ،‬ولو كان‬
‫الصواب ما تفهمه الوهابية من تلك النصوص مل يكن لقول السلف‪:‬‬
‫«أمروهــا كام جاءت بال كيف» معىن‪ ،‬ومل يكن النزعاج مالك ‬ ‫ُّ‬
‫الرحضاء وإطراقه معىن‪.‬‬ ‫كيفية االستواء حىت أخذته ُّ‬
‫حني ُسئل عن َّ‬
‫‪190‬‬

‫س‪ :51‬مــا معىن قوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭼ‬


‫[الذاريات‪]47 :‬؟‬
‫قــال ابــن عبــاس‪ :‬ﭽ ﯲ ﭼ [الذاريــات‪ ]47 :‬أي بقــدرة(‪ ،)1‬وليس‬
‫منزه عن ذلك‪.‬‬
‫املقصود باليد هنا اليد اجلارحة اليت لنا‪ ،‬فإن اهلل َّ‬

‫(‪ )1‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ [الذاريات‪:‬‬


‫‪ ]58‬أي ذو القدرة‪ ،‬فال جيوز تسمية اهلل «قوة» كام فعل سيد قطب‪،‬‬
‫وكأنه اقتــدى بكالم بعض املالحدة الذين يقولون‪« :‬إن للعامل قوة‬
‫مدبِرة»‪ ،‬ويعنون أن اهلل هو هذه القوة‪ ،‬ولعل هذا مما اكتســبه منهم‬‫ّ‬
‫حني كان مع الشيوعية إحدى عرشة سنة‪ ،‬كام ذكر اعرتافه يف كتاب‬
‫«ملــاذا أعدموين»‪ ،‬وكذلك تســمية ســيد قطــب هلل بالعقل املدبر‪،‬‬
‫ألن العقل صفة من صفات البرش واجلن واملالئكة‪ ،‬وهذه التســمية‬
‫تدخــل حتت قــول اإلمام أيب جعفــر الطحاوي يف كتابــه الذي ألَّفه‬
‫لبيان ما عليه أهل الســنة‪« :‬ومــن وصف اهلل بمعىن من معاين البرش‬
‫فقد كفر» اهـ‪ .‬الطحاوي‪ ،‬العقيدة الطحاوية‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫* وكذلك ما ُوجد يف كتاب ملؤلف معارص من تسمية اهلل بالعلة الكربى‬
‫والســبب األول والواســطة‪ ،‬واملصدر واملنبع وذلك نوع من اإلحلاد‪،‬‬
‫ســمى اهلل علة أو‬ ‫ِ‬
‫الســ ْغدي أن من َّ‬
‫رصح اإلمام ركن اإلســام عيل ُّ‬
‫كام ّ‬
‫ســببا كفر‪ .‬كــا نقله عنه احلافظ حممد مرتــى الزبيدي يف اإلحتاف‬
‫ً‬
‫(مصور رقم‪)233‬‬‫َّ‬ ‫(‪)163/2‬‬
‫(مصور رقم‪ )234‬عند قوله‬ ‫َّ‬ ‫* وقال النســفي يف تفســره (‪)620/1‬‬
‫‪191‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫تعاىل‪ :‬ﭽﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ [األعراف‪:]180 :‬‬


‫«ومن اإلحلاد تسميته باجلسم واجلوهر والعقل والعلة»‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫* وقال الشــيخ عبــد الكريم الرفاعــي يف كتابــه «املعرفة« (ص‪)68‬‬
‫(مصور رقم‪« :)235‬وفعل اهلل سبحانه وتعاىل هو فعل باالختيار‪،‬‬ ‫َّ‬
‫إن شــاء فعل وإن مل يشــأ مل يفعل‪ ،‬وال يصح أن يكون اهلل تعاىل علة‬
‫لوجــود ىشء أو طبيعة‪ ،‬ألن معلــول العلة ومطبوع الطبيعة ال يكون‬
‫إال معها» اهـ‪.‬‬
‫* ويكفــي يف الزجر عــن ذلك قول اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭼ [األعــراف‪:‬‬
‫واملسبب َخ ْلق هلل تعاىل‪،‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ،]180‬فمذهب أهل الســنة أن الســبب‬
‫وتســمية اهلل بالعلة أشــد قب ًحا من تســميته بالســبب‪ ،‬ألن العلة يف‬
‫اللغــة التغري‪ ،‬واهلل أزيل أبدي ذا ًتا وصفات‪ ،‬فام أبعد هذا الكالم من‬
‫كالم من مارس كتب عقائد أهل السنة واجلامعة! فحاله كحال من‬
‫عرج عليها باملرة‪.‬‬ ‫مل يُ ّ‬
‫* قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮﭼ [طه‪ ]39 :‬أي عىل حفظي‪ ،‬وقوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﮋ ﮌ ﭼ [القمر‪ ]١٤ :‬بمعىن احلفظ‪.‬‬
‫* واليــد تأيت بمعىن العهد كام يف قوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭼ‬
‫[الفتح‪ ]10 :‬أي عهد اهلل فوق عهودهم‪ ،‬أي ثبت عليهم عهد اهلل‪،‬‬
‫ألن معاهدهتم للرســول | حتت شجرة الرضوان يف احلديبية عىل‬
‫‪192‬‬

‫‪....................................................................‬‬

‫أن ال يفــروا هــي معاهدة هلل تبارك وتعــاىل‪ ،‬ألن اهلل تعاىل هو الذي‬
‫أمر نبيه | هبذه املبايعة‪.‬‬
‫وأمــا قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﭼ [املائدة‪:‬‬
‫‪ ]64‬فمعناه غين واسع الكرم‪.‬‬
‫* واهلل تعاىل يغضب ويرىض ال كأحد من الورى‪ ،‬كام نطق به القرءان‬
‫بقولــه تعــاىل‪ :‬ﭽﭞ ﭟ ﭠﭼ [البينــة‪ ]8 :‬ويف حــق الكفــار‬
‫ﭽﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﭼ [الفتــح‪ ]6 :‬أي بــا كيف‪ ،‬هكذا‬
‫كان السلف خيترصون العبارة‪.‬‬
‫وأول اخللــف وبعض الســلف رضا اهلل قالوا‪ :‬رضــاه إرادته الرمحة‪،‬‬ ‫* ّ‬
‫وغضبه إرادته االنتقــام‪ ،‬أرجعوا الصفتني إىل اإلرادة‪ ،‬وكال القولني‬
‫صحيح‪ .‬وليست رمحته رقة القلب‪.‬‬
‫تم حبمد اهلل وتوفيقه‬
‫االنتهاء من مجع وإعداد مادة كتاب‬
‫«رشح كتاب عقيدة املسلمني»‬
‫يف شهر املحرم من العام اهلجري ‪ ١٤4٣‬املوافق‬
‫لشهر ءاب من العام امليالدي ‪.٢٠٢١‬‬
‫وصىل اهلل وسلم عىل سيدنا حممد وعىل ءاله‬
‫وأصحابه‪.‬‬
‫‪194‬‬

‫أســبغ اهلل النعمة علينا بإرســال األنبياء وإنزال الكتب‪ ،‬وموهبة العقل‬
‫سبياًل للخالص والفوز جبنة اخللد إىل‬
‫الســليم‪ ،‬وريض لنا عقيدة اإلسالم ً‬
‫ما ال هناية‪.‬‬
‫وتعددت مســاراهتا هي رصاع بني‬
‫تلونت خياراهتا ّ‬ ‫وهذه الدنيا كيفام َّ‬
‫الداعني إىل رصاط‬
‫احلق والباطل‪ ،‬بني الط ّيب واخلبيث‪ ،‬بني أتباع األنبياء ّ‬
‫الداعني إىل عذاب اجلحيم‪.‬‬ ‫مستقيم وأتباع الشياطني الضالّني ّ‬
‫وعقيدة اإلســام تناسب الفطرة الســليمة والعقول القومية‪ ،‬وال تضا ّد‬
‫جمااًل لفهــم حقيقة دعوة‬‫مصالــح اإلنســان وســعادته‪ ،‬بل كانت وتبقــى ً‬
‫املصطفني املرسلني من عند اهلل‪ ،‬هدايةً للبرش ِمِلا فيه خري احلياتني‬
‫َ‬ ‫األنبياء‬
‫يف الدارين‪.‬‬
‫يثبتنا عىل عقيدة كل األنبياء اإلسالم‪ ،‬وجيمعنا هبم يف دار‬
‫نسأل اهلل أن ّ‬
‫السالم‪ ،‬وأن يلهمنا ما فيه الصواب والرشاد‪ ،‬وما ينفع البالد والعباد‪ ،‬إن‬
‫اهلل عىل كل ىشء قدير‪ ،‬وبعباده لطيف خبري‪.‬‬
‫وءاخر دعوانا أن احلمد ّهّلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والســام عىل سيدنا‬
‫اهّلل‪ ،‬وعىل ءاله وصحبه الطيبني الطاهرين‪.‬‬ ‫حممد رسول ّ‬
195

:‫للمراجعة والتواصل‬
sh_tarek_laham@hotmail.com
tarek.m.laham@gmail.com
00961 3 222051 ‫بريوت ـــــ لبنان‬
14-6234 :‫ ب‬.‫ص‬
Facebook.com/DrTarikLahham
Youtube.com/DrTarikLahham
Instagram: DrTarikLahham
Twitter: DrTarikLahham
‫‪198‬‬

‫الدين؟‬
‫س‪ :1‬ما هو الفرض العيين من علم ّ‬
‫جيــب عىل كل ُمكلَّف تع ُّلم ق َْدر ال يســتغين عنه مــن العقيدة والطهارة‬
‫والصالة والصيام والزكاة ملن جتب عليه‪ ،‬واحلج عىل املستطيع‪ ،‬ومعايص‬
‫القلب واليد والعني وغريها‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﭼ [الزمر‪.]9 :‬‬
‫«طلــب العل ِم فريض ٌة عىل ك ّل ِ مســلمٍ»‪ .‬البيهقي‪ُ ،‬شــ َعب‬
‫ُ‬ ‫احلديــث‪:‬‬
‫اإلميان‪.)195/3( ،‬‬
‫س‪ :2‬ما احلِكمة من خلق اجلن واإلنس؟‬
‫ليأمرهــم اهلل بعبادته‪ ،‬قــال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭼ [الذاريات‪.]56 :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رشكــوا به ِ شــي ًئا»‪.‬‬
‫ــدوه وال يُ ِ‬
‫َُْ ُ‬‫ب‬ ‫ع‬‫ي‬ ‫أن‬ ‫العبــاد‬ ‫عــى‬ ‫اهلل‬ ‫«حــق‬
‫ُّ‬ ‫احلديــث‪:‬‬
‫الشيخان‪.‬‬
‫تصح العبادة؟‬
‫ّ‬ ‫س‪ :3‬كيف‬
‫يشبهه بىشء من خلقه‪.‬‬
‫تصح عبادة اهلل ممَّن يعتقد وجود اهلل وال ّ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭼ [الشورى‪.]11 :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدر املنثور‪.‬‬ ‫احلديث‪« :‬ال ف ْكر َة يف َّ‬
‫الر ّب»‪ .‬السيوطي‪ّ ،‬‬
‫س‪ :4‬ملاذا أرسل اهلل الرسل؟‬
‫أرسل اهلل الرسل ليعلموا الناس مصالح دينهم ودنياهم‪ ،‬ولدعوة الناس‬
‫‪199‬‬

‫إىل عبادة اهلل وأن ال يرشكوا به شي ًئا‪.‬‬


‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ [البقــرة‪:‬‬
‫‪.]213‬‬
‫قلت أنا والنبيونَ ِم ْن َق ْبيل ال إله إال اهلل»‪ .‬مالك‪،‬‬
‫«أفضل ما ُ‬
‫ُ‬ ‫احلديــث‪:‬‬
‫(مو ّطأ مالك‪ ،‬كتاب القرءان‪ ،‬باب ما جاء يف الدعاء‪.)216 ،215/1 ،‬‬
‫س‪ :5‬ما معىن التوحيد؟‬
‫املحدث‪ ،‬كام قال اإلمام اجلنيد‪ ،‬ومراده بالقديم‬
‫َ‬ ‫هــو إفراد القديم من‬
‫واملحدث املخلوق‪.‬‬
‫َ‬ ‫اهلل الذي ال بداية له‪،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢﭣﭼ [الشورى‪.]11 :‬‬
‫ِ‬
‫أي العمل أفضل؟ فقال‪« :‬إميا ٌن باهلل‬
‫احلديث‪ُ :‬ســئل رســول اهلل |‪ُّ :‬‬
‫ِ‬
‫ورســوله ِ»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري (كتاب اإلميان‪ ،‬باب من قال إن‬
‫اإلميان هو العمل‪.)16/1 ،‬‬
‫س‪ :6‬تكلم عىل وجود اهلل‪.‬‬
‫اهلل موجود ال شك يف وجوده‪ ،‬موجود بال كيف وال مكان وال جهة‪ ،‬ال‬
‫يشبه شي ًئا من خلقه‪ ،‬وال يشبهه ىشء من خلقه‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ [إبراهيم‪.]10 :‬‬
‫غري ُه»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪،‬‬
‫يكن ىشءٌ ُ‬
‫ومل ْ‬ ‫احلديــث‪« :‬كان ُ‬
‫اهلل ْ‬
‫(كتــاب بدء اخللــق‪ ،‬باب ما جاء يف قول اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﮁ ﭼ [الروم‪.)789/3 ،]٢٧ :‬‬
‫‪200‬‬

‫س‪ :7‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ [احلديد‪ ]4 :‬؟‬


‫معناه اإلحاطة بالعلم‪ ،‬قاله الثوري وأمحد‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﭼ [الطالق‪.]12 :‬‬
‫غائبا‪ ،‬إنَّام‬ ‫وال‬ ‫م‬ ‫أص‬ ‫ونَ‬‫ع‬ ‫د‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫كم‬ ‫ن‬ ‫فإ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ــ‬ ‫احلديث‪« :‬اربعوا عىل ِ‬
‫أنفس‬
‫ً‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َُ‬
‫احلديث‪ .‬البخــاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب‬ ‫َ‬ ‫قريبا»‬
‫َت ْد ُعونَ َســمي ًعا ً‬
‫القدر‪ ،‬باب ال حول وال قوة إال باهلل‪ .)2437/6 ،‬معناه ال خيفى عىل اهلل‬
‫ىشء‪.‬‬
‫س‪ :8‬ما هو أعظم الذنوب؟‬
‫أعظم الذنوب الكفر‪ ،‬ومن الكفر الرشك‪ ،‬والرشك معناه عبادة غري اهلل‪.‬‬
‫قال تعاىل حكاية عن لقامن‪ :‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭼ [لقامن‪.]13 :‬‬
‫ِ‬
‫عل هلل نِ ًّدا‬
‫«أن َجَتْ َ‬
‫أي الذنوب أعظم؟ قــال‪ْ :‬‬
‫احلديث‪ُ :‬ســئل النيب |‪ُّ :‬‬
‫خ َلقَ َك»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب املحاربني من أهل‬ ‫وهــو َ‬
‫َ‬
‫الكفر والردة‪ ،‬باب إثم الزناة‪.)2497/6 ،‬‬
‫س‪ :9‬ما معىن العبادة؟‬
‫العبادة أقىص غاية اخلشوع واخلضوع‪ ،‬كام قاهلا احلافظ السبكي‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ‪.‬‬
‫س‪ :10‬هل يأيت الدعاء بمعىن العبادة؟‬
‫‪201‬‬

‫نعم‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﭼ [اجلــن‪]20 :‬‬
‫معناه أعبد اهلل‪ ،‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﭼ [اجلن‪.]18 :‬‬
‫عاء هــو العباد ُة» ‪ .‬البخــاري‪ ،‬األدب املفرد‪( ،‬باب‬
‫الد َ‬ ‫احلديــث‪َّ :‬‬
‫«إن ُّ‬
‫فضل الدعاء‪ .)185/1 ،‬ومعىن العبادة هنا احلسنات‪.‬‬
‫س‪ :11‬هل يأيت الدعاء بغري معىن العبادة؟‬
‫نعم‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃﭼ [النور‪.]63 :‬‬
‫غائبا أو طلب ىشء منه مل َجَتْ ِر‬
‫س‪ :12‬مــا حكم نداء نيب أو ويل ولــو كان ً‬
‫به العادة؟‬
‫يعد عبادة لغري اهلل‪ ،‬وليس جمرد قول‪« :‬يا‬ ‫جيوز ذلك‪ ،‬ألن جمرد ذلك ال ُّ‬
‫رسول اهلل» إرشا ًكا باهلل؛ وقد ثبت أن بالل بن احلارث املُ َزين أتى قرب النيب‬
‫اس َت ْســق ِ ألمتك‬
‫الرمادة‪ ،‬أيام عمر ‪ ،‬فقال‪« :‬يا رســول اهلل‪ْ ،‬‬ ‫| عا َم َّ‬
‫فإهنــم قد هلَكوا»‪ .‬البيهقــي‪ ،‬دالئل النبوة‪ ،‬وغريه‪ ،‬فلــم يُنكر عليه عمر‬
‫ وال غريه‪ ،‬بل استحسنوا فعله‪.‬‬
‫قال تعــاىل‪ :‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛﭼ [النساء‪.]64 :‬‬
‫وثبت أن ابن عمر  قال‪« :‬يا حممد» عندما خدرت رجله‪ .‬البخاري‪،‬‬
‫‪202‬‬

‫األدب املفرد‪( ،‬باب ما يقول الرجل إذا َخ ِدرت رجله‪.)536/1 ،‬‬


‫س‪ّ :13‬بنّي معىن االستغاثة واالستعانة مع الدليل‪.‬‬
‫االستغاثة هي طلب الغوث عند الضيق‪ ،‬واالستعانة أعم وأشمل‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮰ ﮱ ﯓﭼ [البقرة‪.]45 :‬‬
‫نصف‬
‫َ‬ ‫العرق‬
‫ُ‬ ‫يبلــغ‬
‫َ‬ ‫الشــمس تدنو يو َم القيامــةِ حىت‬
‫َ‬ ‫احلديــث‪َّ :‬‬
‫«إن‬
‫اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ثم بمحمد صىل ُ‬ ‫ثم بمــوىس َّ‬‫هم كذلك اســتغاثُوا بآد َم َّ‬ ‫األذن‪ ،‬فبينا ْ‬
‫عليه ِ وســل ََّم»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيــح البخاري‪( ،‬كتاب الــزكاة‪ ،‬باب من‬
‫تكثرا‪.)536/2 ،‬‬ ‫سأل الناس ً‬
‫ويف هذا دليل عىل أن االســتعانة بغري اهلل جائزة‪ ،‬لكن مع اعتقاد أنه ال‬
‫ضار وال نافع عىل احلقيقة إال اهلل‪.‬‬
‫س‪ :14‬تكلم عىل التوسل باألنبياء‪.‬‬
‫جيوز التوسل هبم باإلمجاع‪ ،‬والتوسل هو طلب جلب منفعة أو اندفاع‬
‫للمتوســل به‪ ،‬مع اعتقاد أن اهلل هو‬
‫َّ‬ ‫مرضة من اهلل بذكر نيب أو ويل إكرا ًما‬
‫الضار والنافع عىل احلقيقة‪.‬‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ [املائدة‪.]35 :‬‬
‫احلديث‪ :‬الرســول | علَّم األعمى أن يتوســل به‪ ،‬ففعل األعمى يف غري‬
‫حــرة النيب |‪ ،‬فر َّد اهلل بــره إليه‪ .‬الطرباين‪ ،‬املعجــم الكبري (‪،17/9‬‬
‫‪ )18‬والصغري (‪ ،)184 ،183/1‬وص ّححه‪.‬‬
‫س‪ :15‬تكلم عىل التوسل باألولياء‪.‬‬
‫‪203‬‬

‫ســلفا‬
‫جيوز التوســل هبــم‪ ،‬وال يعرف يف ذلــك خمالف من أهل احلق‪ً ،‬‬
‫وخلفا‪.‬‬
‫ً‬
‫بعم نب ّينا |»‪.‬‬
‫قائاًل‪« :‬وإنا نتوســل إليك ّ‬
‫عمر توســل بالعباس  ً‬
‫البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬كتاب االستسقاء‪ ،‬باب سؤال الناس اإلمام‬
‫االستسقاء إذا قحطوا‪.)342/1 ،‬‬

‫س‪ّ :16‬بنّي معىن حديث اجلارية‪.‬‬

‫احلديــث مضطرب‪ ،‬و َمن جرى عىل تصحيحــه فليس معناه عنده أن اهلل‬
‫ساكن السامء‪.‬‬
‫وقــول‪« :‬أين اهلل» ســؤال عن املكانة ال عن املــكان‪ .‬معناه ما اعتقادك ِ‬

‫جدا‪ ،‬وال جيوز‬


‫مــن التعظيــم يف اهلل؟ وقوهلا‪« :‬يف الســاء» أي رفيع القــدر ًّ‬
‫اعتقاد أن الرســول | ســأهلا عن املكان‪ ،‬وال اعتقاد أهنا قصدت أن اهلل‬
‫ساكن السامء‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣﭼ [الشورى‪.]11 :‬‬
‫غريه»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪،‬‬
‫يكن ىشءٌ ُ‬ ‫احلديث‪« :‬كان ُ‬
‫اهلل ومل ْ‬
‫(كتــاب بدء اخللــق‪ ،‬باب ما جاء يف قول اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﮁ ﭼ [الروم‪.)789/3 ،]٢٧ :‬‬
‫األين»‪.‬‬
‫قــال اإلمام عيل كــرم اهلل وجهه‪« :‬ال يُقــال‪ :‬أين اهلل‪ ،‬ملــن أيّن َ‬
‫الدين‪( ،‬ص‪.)162‬‬
‫األسفراييين‪ ،‬التبصري يف ّ‬
‫‪204‬‬

‫وقــال أبو حنيفة يف «الفقه األبســط»‪« :‬كان اهلل تعــاىل وال مكان‪ ،‬قبل‬
‫أن خيلــق اخللــق‪ ،‬وكان اهلل تعاىل ومل يكــن أين وال َخ ْلق وال ىشء» اهـ‪ .‬أبو‬
‫حنيفة‪ ،‬الفقه األبسط‪.‬‬

‫س‪ :17‬حكم ساب اهلل أنه كافر‪ّ ،‬بنّي ذلك مع الدليل‪.‬‬

‫غاضبا أو‬
‫ً‬ ‫نقل القايض عياض اإلمجاع عىل أن ساب اهلل كافر‪ ،‬ولو كان‬
‫مازحا أو غري منرشح الصدر‪.‬‬
‫ً‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ‬
‫ﮋﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕ‬
‫ﮖ ﮗﮘ ﭼ [التوبة‪. ]66 ،65 :‬‬
‫بأســا َهَيْ ِوي هبا‬ ‫هبا‬ ‫رى‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫الرجــل َليتكلَّــم بالكلمــةِ‬
‫َ‬ ‫احلديــث‪َّ :‬‬
‫«إن‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫النار»‪ .‬الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪( ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب‬ ‫ســبعني خريفً ا يف ِ‬
‫َ‬
‫فيمن تكلم بكلمة يضحك هبا الناس‪.)557/4 ،‬‬

‫س‪ :18‬ما الدليل عىل جواز زيارة القبور؟‬


‫ِ‬
‫فإهَّنا تُذ ّكر ُكم باآلخرة»‪ .‬البيهقي‪ ،‬الســنن‬ ‫احلديــث‪ُ :‬‬
‫«زوروا القبــو َر َّ‬
‫الكربى‪( ،‬كتاب اجلنائز‪ ،‬باب زيارة القبور‪.)128 ،127/4 ،‬‬

‫س‪ :19‬كيف يكون الدخول يف اإلسالم؟‬

‫بالنطق بالشــهادتني بنية الدخول يف اإلســام وليس بقول‪« :‬أســتغفر‬


‫إخبارا عن نوح عليه الســام أنه قال‪ :‬ﭽﯼ‬
‫ً‬ ‫اهلل»‪ ،‬أمــا قــول اهلل تعاىل‬
‫‪205‬‬

‫ﯽ ﯾﭼ [نوح‪ ]10 :‬فمعناه أن ً‬


‫نوحا طلب من قومه أن يدخلوا‬
‫يف اإلسالم باإلميان باهلل ونبيه نوح ليغفر اهلل هلم‪.‬‬
‫وأيّن‬
‫اهلل ّ‬
‫حىّت يَشــهدوا أن ال إله إال ُ‬
‫الناس ّ‬ ‫أن أ ُ َ‬
‫قاتل َ‬ ‫مرت ْ‬‫احلديــث‪« :‬أ ُ ُ‬
‫ُ ِ‬
‫احلديــث‪ .‬متفق عليه (صحيح البخــاري‪ ،‬كتاب اإلميان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫رســول اهلل»‬
‫بــاب ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ‬
‫[التوبة‪ .17/1 ،]5 :‬مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬باب األمر‬
‫بقتال الناس حىت يقولوا ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل‪.)53/1 ،‬‬
‫س‪ّ :20‬بنّي حكم مدح رسول اهلل عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫جائز باإلمجاع‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ [القلم‪ ،]4 :‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﮖ ﮗﭼ [األعــراف‪ ]157 :‬ومعــى َّ‬
‫عــزروه أثنــوا عليه‬
‫ومدحوه وعظموه‪.‬‬
‫احلديث‪ :‬إن بعض النســاء مدحن النيب عليه الصالة والســام بقوهلن‬
‫جار ‪ .‬ابن ماجه‪ ،‬ســنن ابن ماجه‪،‬‬‫حممــد ِمن ِ‬ ‫حبذا‬
‫ٌ‬ ‫أمامــه‪[ :‬الرجــز] يا َّ‬
‫(كتــاب النكاح‪ ،‬بــاب الغناء والــدف‪ .)612/1 ،‬وثبت مدح أكثر من‬
‫صحايب له كحســان بن ثابت‪( ،‬مســلم‪ ،‬صحيح مســلم‪ ،‬كتاب فضائل‬
‫الصحابــة ريض اهلل تعــاىل عنهم‪ ،‬باب فضائل حســان بــن ثابت ‪،‬‬
‫‪ )1390/4‬والعبــاس ‪( ،‬الطــراين‪ ،‬املعجــم الكبــر‪ ،‬بالســند إىل‬
‫العبــاس ‪ .213/4 ،‬الســيوطي‪ ،‬املقامــة السندســية يف النســبة‬
‫املصطفوية)‪ ،‬وغريمها‪ ،‬والرسول | مل ينكر ذلك‪ ،‬بل استحسنه‪.‬‬
‫‪206‬‬

‫س‪ :21‬تكلَّم عىل عذاب القرب‪.‬‬


‫جيب اإلميان بعذاب القرب‪ ،‬وهو ثابت باإلمجاع‪ ،‬ومن أنكره كفر‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﭼ [غافر‪.]46 :‬‬
‫ِ‬
‫باهلل ِمن عذابِ ِ‬
‫القرب»‪ .‬البخاري‪ ،‬األدب املفرد‪،‬‬ ‫احلديث‪« :‬استعيذوا‬
‫(باب من ذكر عنده النيب |‪.)340/1 ،‬‬

‫س‪ :22‬ما هو أول املخلوقات؟‬

‫أول املخلوقات املاء‪.‬‬


‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﭼ [األنبياء‪.]30 :‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫من املــاء» ‪ .‬ابن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان‬ ‫َ‬ ‫لق‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫ىشء‬ ‫احلديــث‪ُّ :‬‬
‫«كل‬
‫(كتــاب الصالة‪ ،‬ذكر إجياب دخول اجلنان للقائم يف ســواد الليل يَتملَّق‬
‫إىل مواله‪.)421/3 ،‬‬
‫س ‪ :23‬تكلم عىل أنواع ِ‬
‫البدع‪ ،‬وما الدليل عىل وجود بدعة حسنة؟‬
‫البدعــة لغــةً هي كل ما أُ ِ‬
‫حدث عىل غري مثال ســابق له‪ ،‬أما من حيث‬
‫الرشع فتنقسم إىل بدعة هدى وبدعة ضاللة‪.‬‬
‫قــال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛﭼ [احلديد‪.]27 :‬‬
‫احلديث‪« :‬من ســن يف اإلسال ِم سن ًة حسن ًة فله أجرها وأجر من ِ‬
‫عم َل‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫‪207‬‬

‫احلديث‪ .‬مســلم‪ ،‬صحيح مســلم (كتاب الــزكاة‪ ،‬باب‬ ‫هبــا ِمن ب ِ‬


‫عده»‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫احلث عىل الصدقة ولو بشق مترة [‪ .)704/2 ،]...‬وقد أحدث الصحابة‬
‫وتلقتهــا األمة بالقبول‪،‬‬
‫الدين‪َّ ،‬‬
‫كثريا من األمور احلســنة يف ّ‬
‫و َمــن بعدهم ً‬
‫كعمــل املحاريــب‪ ،‬واألذان الثــاين لصــاة اجلمعة‪ ،‬وتنقيــط املصحف‪،‬‬
‫وعمل املولد الرشيف ‪.‬‬

‫س‪ :24‬تكلم عىل العمل بالسحر‪.‬‬

‫العمل بالسحر حرام‪.‬‬


‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ [البقرة‪.]102 :‬‬
‫ــب َع املُوبقات ِ» قيل‪ :‬وما هي يا رســول اهلل؟‬
‫الس ْ‬
‫«اجتنبوا َّ‬
‫ُ‬ ‫احلديــث‪:‬‬
‫ِ‬
‫بــاهلل ِ‬
‫والســ ْح ُر [‪ .»]...‬مســلم‪ ،‬صحيح مســلم (كتاب‬ ‫ّ‬ ‫قــال‪« :‬الرشكُ‬
‫اإلميان‪ ،‬باب بيان الكبائر وأكربها‪.)92/1 ،‬‬

‫س‪ :25‬مــا الدليل عــى أن من رمى ورقــة فيها اســم اهلل يف القاذورات‬
‫يكفر؟‬

‫ال جيوز رمي ورقة فيها اسم اهلل يف املستقذر‪ ،‬والذي يفعل ذلك يكفر‪،‬‬
‫ألن فعله يدل عىل االستخفاف‪ .‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ [التوبــة‪:‬‬
‫‪ .]66 ،65‬وقــال ابن عابديــن‪« :‬يكفر من رمى املصحف يف القاذورات‬
‫ولو مل يقصد االستخفاف‪ ،‬ألن فعله يدل عىل االستخفاف» اهـ‪.‬‬
‫‪208‬‬

‫س‪ :26‬ما حكم النذر؟‬


‫حمرم فال‬
‫جيــوز النذر فيام هو قربــة إىل اهلل‪ ،‬وجيب الوفاء به‪ ،‬أما ما هو ّ‬
‫جيوز وال جيب الوفاء به‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ ﭼ [اإلنسان‪.]7 :‬‬
‫عصي ُه فال‬
‫أن يَ َ‬ ‫اهلل فل ُْي ِط ْعــ ُه‪ ،‬و َم ْن َن َ‬
‫ــذ َر ْ‬ ‫طيــع َ‬
‫أن يُ َ‬ ‫احلديــث‪َ « :‬م ْ‬
‫ــن َن َذ َر ْ‬
‫صــه ِ»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيــح البخاري‪( ،‬كتاب األَيْمــان والنذور‪ ،‬باب‬ ‫يع ِ‬
‫َْ‬
‫النذر يف الطاعة‪.)2463/6 ،‬‬
‫س‪ :27‬ما الدليل عىل أن صوت املرأة ليس بعورة؟‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ [األحزاب‪.]32 :‬‬
‫قــال األحنف بن قيس‪ « :‬ســمعت خطبة أيب بكــر الصديق وعمر بن‬
‫اخلطــاب وعثــان بن عفان وعيل بــن أيب طالب ريض اهلل عنهــم واخللفاء‬
‫جــرا إىل يومــي هذا‪ ،‬فام ســمعت الــكالم من فم خملــوق أفخم وال‬
‫هلــم ًّ‬
‫أحســن منه من يف [فم] عائشــة ريض اهلل عنها» اهـ‪ .‬احلاكم‪ ،‬املستدرك‪،‬‬
‫(كتاب معرفة الصحابة‪.)12/4 ،‬‬
‫س‪ :28‬تكلم عىل صفة الكالم هلل تعاىل‪.‬‬
‫اهلل يتكلم ال ككالمنا‪ ،‬كالمه ليس حر ًفا وال صو ًتا وال لغة‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ [النساء‪.]164 :‬‬
‫قال اإلمام أبو حنيفة يف «الفقه األكرب»‪« :‬ويتكلم ال ككالمنا‪ ،‬ويسمع‬
‫ال كسمعنا‪ ،‬وحنن نتكلم باآلالت واحلروف‪ ،‬واهلل تعاىل يتكلم بال ءالة وال‬
‫‪209‬‬

‫حروف» اهـ‪.‬‬
‫س‪ :29‬مــا معــى قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ [طه‪:‬‬
‫‪]5‬؟‬

‫قــال اإلمــام مالك ‪« :‬اســتوى كام وصــف نفســه‪ ،‬وال يقال عنه‪:‬‬
‫كيــف‪ ،‬وكيــف عنه مرفــوع» اهـ‪ .‬والكيــف صفة املخلــوق‪ ،‬ومن صفة‬
‫املخلوق‪ :‬اجللوس واالســتقرار واملكان واجلهة‪ ،‬وقال القشريي‪ « :‬ﭽﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ قهر وحفظ وأبقى» اهـ‪ .‬وال جيوز اعتقاد أنه جالس‬
‫عــى العرش‪ ،‬ألن هذه عقيدة اليهــود‪ ،‬وفيها تكذيب لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤﭼ [النحل‪ ،]74 :‬وقال اإلمام عيل ‪« :‬إن اهلل خلق‬
‫إظهارا لقدرته‪ ،‬ومل يتخذه مكا ًنا لذاته» اهـ‪ .‬أبو منصور البغدادي‪،‬‬
‫ً‬ ‫العرش‬
‫الفَ رق بني ِ‬
‫الف َرق‪.‬‬ ‫ْ‬
‫س‪ :30‬تكلم عىل القدر‪.‬‬

‫كل ىشء حيصــل يف هــذه الدنيا من خــر أو رش‪ ،‬من طاعة أو معصية‪،‬‬
‫مــن إميان أو كفــر‪ ،‬بتقدير اهلل ومشــيئته وعلمه‪ ،‬اخلري واإلميــان والطاعة‬
‫بتقديــره وحمبتــه ورضاه‪ ،‬أما الــر واملعصية والكفــر فبتقدير اهلل وليس‬
‫بمحبته وليس برضاه‪ ،‬وال يوصف تقدير اهلل الذي هو صفته بالرش‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﭼ [القمر‪.]9 :‬‬
‫ٍ‬
‫بقــد ٍر ّ‬
‫حىّت ال َع ْجــ ُز وال َك ْي ُس»‪ .‬مســلم‪ ،‬صحيح‬ ‫احلديــث‪ُّ :‬‬
‫«كل ىشء َ‬
‫مسلم (كتاب القدر‪ ،‬باب كل ىشء بقدر اهلل‪.)2045/4 ،‬‬
‫‪210‬‬

‫س ‪ :31‬ما الدليل عىل أن مصافحة الرجل للمرأة األجنبية حرام؟‬


‫ٍ‬ ‫بم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ري له من‬
‫خ َيط من حديد خ ٌ‬ ‫طعــن يف رأس ِ أحدكم ْ‬
‫َ‬ ‫احلديــث‪«َ :‬أَل َ ْن يُ‬
‫ــس امرأ ًة ال َحَتِ ُّل ل ُه»‪ .‬الطرباين‪ ،‬املعجم الكبري‪.)212 ،211/2( ،‬‬
‫أن َمَي َّ‬
‫ْ‬
‫الب ْط ُش»‪ .‬مســلم‪ ،‬صحيح‬
‫«واليــد زناها َ‬
‫ُ‬ ‫وقــال عليه الصالة والســام‪:‬‬
‫قدر عىل ابــن ءادم حظه مــن الزنى وغريه‪،‬‬
‫مســلم (كتــاب القدر‪ ،‬بــاب ّ‬
‫‪.)2046/4‬‬

‫س ‪ :32‬تكلم عىل قراءة القرءان عىل امليت‪.‬‬

‫قراءة القرءان عىل امليت جائزة‪.‬‬


‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮜ ﮝ ﭼ [احلج‪.]77 :‬‬
‫احلديــث‪« :‬اقر ُؤوا عىل موتا ُكم يٰس»‪ .‬ابن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان‪،‬‬
‫وصححه‪( ،‬فصل يف املحترض‪.)66/4 ،‬‬
‫وإمجاع أهل احلق عىل جوازه ونفعه‪.‬‬

‫س‪ :33‬ما الدليل عىل جواز انتفاع امليت بالصدقة؟‬

‫انقطــع عنه عملُه َّإاَّل مــن ثالثةٍ‪ّ :‬إاّل من‬


‫َ‬ ‫احلديث‪« :‬إذا مات اإلنســان‬
‫ولد صالــح ٍ يَد ُعو ل ُه»‪ .‬مســلم‪،‬‬ ‫صدقــةٍ جاريــةٍ‪ ،‬أو علــمٍ ينتفَ ع بــهِ‪ ،‬أو ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫صحيح مســلم (كتاب الوصية‪ ،‬باب ما يلحق اإلنسان من الفوائد بعد‬
‫سببا‬
‫وفاته‪ .)1254/3 ،‬معناه أن هذا مما ينتفع به املسلم مما يكون هو ً‬
‫فيه‪ .‬وكذلك قوله تعاىل‪ :‬ﭽﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﭼ [النجم‪:‬‬
‫‪211‬‬

‫يكون من فعله من اخلري انتفع به‪ ،‬وما كان من إحســان غريه‬


‫ُ‬ ‫‪ ]39‬أي ما‬
‫إليــه ومل يكــن من فعله انتفع به‪ ،‬بفضل اهلل عليــه‪ ،‬وذلك كصالة اجلنازة‬
‫ليســت من فعل امليت وينتفع هبا‪ ،‬وكدعاء الرســول | لغريه‪ ،‬ليس من‬
‫فعل هذا الغري وينتفع به‪.‬‬

‫س‪ :34‬ما الدليل عىل أنه جيوز قيام رمضان بأكثر من إحدى عرشة ركعة؟‬

‫قال اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ‬


‫[احلج‪.]77 :‬‬
‫مثــى»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيــح البخاري‪،‬‬ ‫احلديث‪« :‬صــا ُة الليل ِ َ‬
‫مثىَن َ‬
‫(كتــاب الوتر‪ ،‬باب ما جاء يف الوتر‪ )337/1 ،‬واحلديث‪« :‬الصال ُة خ ٌ‬
‫ري‬
‫اســتقل»‪ .‬ابن حبــان‪ ،‬صحيح ابن حبان‪( ،‬كتاب‬
‫َّ‬ ‫استكثر أو‬
‫َ‬ ‫موضو ٌع‪،‬‬
‫الرب واإلحسان‪ ،‬باب ما جاء يف الطاعات وثواهبا‪.)453 ،452/1 ،‬‬

‫س ‪ :35‬ما الدليل عىل جواز استعامل الدف؟‬

‫احلديث‪ :‬أن امرأة قالت للرسول |‪ :‬إين نذرت أن أرضب عىل رأسك‬
‫ِ ِ‬ ‫بالــدف‪ ،‬قــال‪ِ :‬‬
‫بنذرك»‪ .‬أبو داود‪ ،‬ســنن أيب داود‪( ،‬كتاب األميان‬ ‫«أويِف‬
‫والنذور‪ ،‬باب ما يؤمر بوفائه من النذر‪. )199/5 ،‬‬
‫س ‪ :36‬من هو أول األنبياء والرسل؟‬

‫أول األنبياء والرسل ءادم عليه السالم‪.‬‬


‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ [ءال عمران‪.]32 :‬‬
‫‪212‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حتــت ِلوائي يو َم القيامةِ»‪.‬‬
‫َ‬ ‫ــواه ِمن األنبياء ّإاّل‬
‫فمن س ُ‬ ‫احلديــث‪« :‬ءاد َم َ‬
‫الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪( ،‬كتاب تفسري القرءان‪ ،‬باب سورة بين إرسائيل‪،‬‬
‫‪. )309 ،308/5‬‬

‫س ‪ :37‬ماذا جيب لألنبياء؟ وماذا يستحيل عليهم؟‬

‫جيب أن يكونوا متصفني بالصدق واألمانة والفطانة والعفة والشجاعة‬


‫والفصاحــة‪ .‬ويســتحيل عليهم الكــذب واخليانة والرذالة والزنى وســائر‬
‫الكبائر والكفر وصغائر اخل ِ ّسة قبل النبوة وبعدها‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ [األنعام‪.]86 :‬‬
‫حسن الصوت ِ»‪ .‬الرتمذي‪،‬‬ ‫بعث اهلل نبيا َّإاَّل حســن الوجه ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬ ‫احلديث‪« :‬ما َ ُ ًّ‬
‫الشامئل املحمدية (ص‪.)15‬‬

‫س‪ :38‬مــا معــى قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭼ‬


‫[اإلخالص‪]3 :‬؟‬

‫معنــاه نفــي املادية واالحنالل عن اهلل‪ ،‬فــاهلل ال حيل يف ىشء‪ ،‬وال ينحل‬
‫منــه ىشء‪ ،‬وال حيــل فيه ىشء‪ ،‬قــال اإلمام جعفر الصــادق‪« :‬من زعم أن‬
‫اهلل يف ىشء أو مــن ىشء أو عىل ىشء فقد أرشك» اهـ‪ .‬القشــري‪ ،‬الرســالة‬
‫القشريية‪.‬‬

‫س‪ :39‬ما الدليل عىل جواز الصالة عىل النيب | بعد األذان؟‬

‫حرم ذلك‪.‬‬
‫لتفت إىل من ّ‬
‫جتوز الصالة عىل النيب | بعد األذان‪ ،‬وال يُ َ‬
‫‪213‬‬

‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ‬


‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ [األحزاب‪.]56 :‬‬
‫عيل»‪.‬‬
‫ثم صلُّوا َّ‬ ‫ُ‬
‫يقــول َّ‬ ‫احلديــث‪« :‬إذا ســمع ُت ُم املؤذنَ فقولُوا َ‬
‫مثل ما‬
‫مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪( ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب استحباب القول مثل قول‬
‫املؤذن ملن سمعه [‪.)288/1 ،]...‬‬
‫عيل»‪ .‬أبــو يعىل‪ ،‬مســند أيب يعىل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واحلديــث‪َ « :‬مــن ذكَــرين فل ُْيصــ ّل َّ‬
‫(‪.)354/6‬‬

‫س‪ :40‬ما هي الردة؟ وإىل كم قسم تنقسم؟‬

‫الردة هي قطع اإلسالم بالكفر‪ ،‬وتنقسم إىل ثالثة أقسام‪:‬‬


‫ الردة القولية كمسبة اهلل أو األنبياء أو اإلسالم‪ ،‬ولو يف حالة الغضب‪.‬‬
‫ الــردة الفعليــة كإلقــاء املصحــف يف القــاذورات وكالــدوس عــى‬
‫املصحف‪.‬‬
‫ الردة القلبية كاعتقاد أن اهلل جسم أو روح أو أنه جالس عىل العرش‬
‫أو أنه يســكن السامء أو يف كل مكان بذاته أو أنه يف جهة‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭼ [التوبة‪]74 :‬‬
‫وقال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﭼ [فصلت‪.]37 :‬‬
‫يتبنَّي فيهــا يَ ِز ُّل هبا يف‬ ‫ِ‬ ‫احلديــث‪َّ :‬‬
‫العبــد َليتكل ُ‬
‫َّــم بالكلمة ما َّ‬ ‫َ‬ ‫«إن‬
‫ــرق ِ»‪ .‬البخاري‪ ،‬صحيــح البخاري‪( ،‬كتاب‬ ‫بني امل َ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫النــار ْأب َع َد ممَّا َ‬
‫الرقاق‪ ،‬باب حفظ اللسان‪.)2377/5 ،‬‬
‫‪214‬‬

‫س ‪ :41‬ما الدليل عىل جواز االحتفال باملولد النبوي الرشيف؟‬


‫قــال اهلل تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ‬
‫[احلج‪.]77 :‬‬
‫احلديث‪ .‬مسلم‪،‬‬
‫َ‬ ‫أجرها»‬ ‫ــن يف اإلسال ِم ُس ّن ًة َ‬
‫حسن ًة فله ُ‬ ‫احلديث‪َ « :‬من َس َّ‬
‫صحيح مســلم‪( ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب احلث عىل الصدقة ولو بشــق مترة‬
‫[‪.)704/2 ،]...‬‬
‫اهلل‪ ،‬وإذا‬ ‫ِ‬
‫ســألت فاســأل َ‬
‫َ‬ ‫س ‪ :42‬مــا املــراد بقول الرســول |‪« :‬إذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاســتع ْن باهلل» (الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪ ،‬كتاب صفة القيامة‬ ‫استعنت‬
‫َ‬
‫والرقائق والورع عن رسول اهلل |‪ ،‬باب‪)667/4 ،59‬؟‬
‫هذا معناه أنه من باب األ َ ْوىل أن الذي يُسأل هو اهلل‪ ،‬وأن الذي يُستعان‬
‫بــه هــو اهلل‪ ،‬وليــس معناه ال تســأل غــر اهلل وال تســتعن بغــر اهلل‪ .‬وهذا‬
‫كحديــث ابــن حبان يف صحيحــه (كتاب الرب واإلحســان‪ ،‬باب الصحبة‬
‫واملجالســة‪ ،‬ذكر الزجر عن أن يصحب املرء إال الصاحلني ويُؤكل طعامه‬
‫يــأكل طعا َم َك إال‬
‫ْ‬ ‫إال إياهــم‪« :)557/1 ،‬ال َت ْص َح ْ‬
‫ــب إال مؤم ًنــا‪ ،‬وال‬
‫تقــي»‪ .‬أي األ َ ْوىل باإلطعــام التقــي وبالصحبة املؤمــن‪ ،‬وليس معىن ذلك‬
‫ٌّ‬
‫أنــه حــرام إطعام غري املؤمــن أو صحبته‪ ،‬وقد مدح اهلل تعــاىل يف القرءان‬
‫املســلمني بقولــه‪ :‬ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ‬
‫[اإلنسان‪ .]8 :‬واألسري هنا املراد به الكافر‪.‬‬
‫وقــد ورد يف صحيــح البخاري (كتاب أحاديــث األنبياء‪ ،‬باب ﭽﮃ‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﭼ [الكهف‪ )1278/3 ،]9 :‬أن‬
‫ففرج اهلل عنهم‪.‬‬
‫ثالثة نفر سألوا اهلل بصالح أعامهلم ّ‬
‫‪215‬‬

‫س‪ :43‬ما الدليل عىل جواز زيارة قرب النيب | للرجال والنساء؟‬
‫تسن زيارة قرب النيب | باإلمجاع‪ ،‬نقل ذلك القايض عياض‪.‬‬
‫قال تعــاىل‪ :‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﭼ [النســاء‪:‬‬
‫‪.]64‬‬
‫ج َبــت له َشــفاعيت»‪ .‬الدارقطين‪ ،‬ســنن‬
‫احلديــث‪َ « :‬مــن زا َر قــري و َ‬
‫الدارقطين‪( ،‬باب املواقيت‪.)334/3 ،‬‬
‫وأما حديث البخاري يف الصحيح (أبواب التطوع‪ ،‬باب فضل الصالة‬
‫الرحــال َّإاَّل إىل ثالثــةِ‬
‫ُ‬ ‫يف مســجد مكــة واملدينــة‪« :)398/1 ،‬ال تُ َش ُّ‬
‫ــد‬
‫احلديث‪ ،‬فمعناه من أراد السفر ألجل الصالة يف مسجد ينبغي‬ ‫َ‬ ‫مساجد»‬
‫َ‬
‫أن يسافر هلذه املساجد الثالثة‪ ،‬ألن الصالة فيها تتضاعف‪ ،‬وحيمل هذا‬
‫عىل الندب ال عىل الوجوب‪ .‬فاحلديث خمصوص بالســفر ألجل الصالة‪،‬‬
‫وليس فيه أنه ال جتوز زيارة قرب النيب عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫س‪ :44‬ما الدليل عىل جواز التربك باألنبياء واألولياء؟‬
‫التربك بالنيب حممد | وءاثاره جائز‪.‬‬
‫قــال تعاىل حكايةً عن يوســف عليه الســام‪ :‬ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ [يوسف‪.]93 :‬‬
‫احلديث‪ :‬الرسول | قسم شعره ووزعه بني الناس ليتربكوا به‪ .‬البخاري‪،‬‬
‫صحيــح البخــاري‪( ،‬كتاب الوضــوء‪ ،‬باب املاء الذي يغســل به شــعر‬
‫اإلنســان‪ .)74/1 ،‬ومســلم‪ ،‬صحيح مســلم‪( ،‬كتاب احلج‪ ،‬باب بيان‬
‫‪216‬‬

‫السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر للناس [‪.)947/2 ،]...‬‬

‫س ‪ :45‬مــا الدليــل عىل جواز لبــس احلرز الذي فيه قــرءان وحنو ذلك‪،‬‬
‫وليس الذي فيه طالسم حمرمة؟‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ‬
‫[اإلرساء‪.]82 :‬‬
‫قال عبد اهلل بن عمرو‪« :‬كنا ِ‬
‫نعلّم صبياننا اآليات من القرءان‪ ،‬ومن مل‬ ‫َّ‬
‫يبلغ نكتبها عىل ورقة ونعلّقها عىل صدره» اهـ‪ .‬الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪،‬‬
‫(كتاب الدعوات عن رسول اهلل |‪ ،‬باب‪.)541/5 ،94‬‬

‫س‪ :46‬تكلم عىل ذ ْكر اهلل يف اجلنائز؟‬


‫ِذ ْكر اهلل يف اجلنائز جائز بال خالف‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ‬
‫[األحــزاب‪ ،]41 :‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛﭼ [ءال عمران‪.]191 :‬‬
‫احلديــث‪ :‬كان رســول اهلل | يذكــر اهلل عــى مجيــع أحيانه‪ .‬مســلم‪،‬‬
‫صحيح مســلم‪( ،‬كتاب احليــض‪ ،‬باب ذكــر اهلل تعاىل يف حــال اجلنابة‬
‫وغريها‪.)282/1 ،‬‬

‫س ‪ :47‬تكلم عىل التأويل‪.‬‬

‫التأويل هو إخراج النص عن ظاهره‪ ،‬وهو جائز يف اآليات واألحاديث‬


‫‪217‬‬

‫الــي يوهــم ظاهرها أن اهلل له يد جارحة أو وجه جارحة أو أنه جيلس عىل‬
‫العرش أو يسكن يف جهة أو أنه يوصف بصفة من صفات اخللق‪.‬‬
‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ [عمران‪:‬‬
‫‪.]7‬‬
‫احلديــث‪ :‬دعــاء النيب | البن عبــاس ‪« :‬اللهــم ِ‬
‫عل ّْم ُه احلكم َة‬ ‫َّ‬
‫وتأويــل الكتــابِ»‪ .‬ابن ماجه‪ ،‬ســنن ابن ماجه‪( ،‬املقدمــة‪ ،‬فضل ابن‬
‫َ‬
‫عباس‪.)58/1 ،‬‬
‫س ‪ :48‬ما الدليل عىل أن اإلميان رشط لقبول األعامل الصاحلة؟‬

‫قــال تعــاىل‪ :‬ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬


‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏﭼ [النســاء‪:‬‬
‫‪.]124‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورســوله ِ»‪ .‬البخــاري‪ ،‬صحيح‬ ‫«أفضــل األعامل ِ إميا ٌن باهلل‬
‫ُ‬ ‫احلديث‪:‬‬
‫البخاري (كتاب اإلميان‪ ،‬باب من قال إن اإلميان هو العمل‪.)16/1 ،‬‬

‫س‪ :49‬مــا معىن قوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﭼ [القصص‪:‬‬


‫‪]88‬؟‬

‫قال اإلمام البخاري يف الصحيح (كتاب التفســر‪ ،‬باب تفســر ســورة‬


‫القصص‪ )1787/4 ،‬يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽﮙ ﮚﭼ [القصص‪:]88 :‬‬
‫«إال ملكه» اهـ‪ .‬وقال اإلمام سفيان الثوري‪« :‬إال ما أريد به وجه اهلل» اهـ‪.‬‬
‫أي األعامل الصاحلة ‪.‬‬
‫‪218‬‬

‫س‪ :50‬مــا معــى قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬


‫ﭻﭼ [امللك‪]16 :‬؟‬
‫املــراد بمــن يف الســاء املالئكة‪ ،‬وليس املراد أن اهلل ســاكن يف الســاء‪،‬‬
‫كام قال املفرسون املحققون‪.‬‬
‫س‪ :51‬مــا معىن قوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭼ‬
‫[الذاريات‪]47 :‬؟‬
‫قــال ابــن عبــاس‪ :‬ﭽ ﯲ ﭼ [الذاريــات‪ ]47 :‬أي بقــدرة‪ ،‬وليــس‬
‫منزه عن ذلك‪.‬‬
‫املقصود باليد هنا اليد اجلارحة اليت لنا‪ ،‬فإن اهلل َّ‬
‫‪220‬‬
‫مصــور رقـم ‪1‬‬
‫‪221‬‬
‫مصــور رقـم ‪1‬‬
‫‪222‬‬
‫مصــور رقـم ‪2‬‬
‫‪223‬‬
‫مصــور رقـم ‪2‬‬
‫‪224‬‬
‫مصــور رقـم ‪3‬‬
‫‪225‬‬
‫مصــور رقـم ‪3‬‬
‫‪226‬‬
‫مصــور رقـم ‪4‬‬
‫‪227‬‬
‫مصــور رقـم ‪4‬‬
‫‪228‬‬
‫مصــور رقـم ‪4‬‬
‫‪229‬‬
‫مصــور رقـم ‪5‬‬
‫‪230‬‬
‫مصــور رقـم ‪5‬‬
‫‪231‬‬
‫مصــور رقـم ‪6‬‬
‫‪232‬‬
‫مصــور رقـم ‪6‬‬
‫‪233‬‬
‫مصــور رقـم ‪6‬‬
‫‪234‬‬
‫مصــور رقـم ‪7‬‬
‫‪235‬‬
‫مصــور رقـم ‪7‬‬
‫‪236‬‬
‫مصــور رقـم ‪8‬‬
‫‪237‬‬
‫مصــور رقـم ‪8‬‬
‫‪238‬‬
‫مصــور رقـم ‪9‬‬
‫‪239‬‬
‫مصــور رقـم ‪9‬‬
‫‪240‬‬
‫مصــور رقـم ‪10‬‬
‫‪241‬‬
‫مصــور رقـم ‪10‬‬
‫‪242‬‬
‫مصــور رقـم ‪11‬‬
‫‪243‬‬
‫مصــور رقـم ‪11‬‬
‫‪244‬‬
‫مصــور رقـم ‪12‬‬
‫‪245‬‬
‫مصــور رقـم ‪12‬‬
‫‪246‬‬
‫مصــور رقـم ‪12‬‬
‫‪247‬‬
‫مصــور رقـم ‪13‬‬
‫‪248‬‬
‫مصــور رقـم ‪13‬‬
‫‪249‬‬
‫مصــور رقـم ‪13‬‬

‫(*)‬

‫(*) اهلل موجــود ال كاملوجــودات‪ ،‬موجــود ال يشــبه املوجــودات‪ ،‬موجــود بــا‬


‫مــكان وال جهــة‪ ،‬عامل بام حيصــل يف كل مكان‪ .‬وال يقــال‪ :‬اهلل يف كل مكان‪،‬‬
‫وال يقال‪ :‬اهلل موجود يف كل مكان‪.‬‬
‫‪250‬‬
‫مصــور رقـم ‪13‬‬
‫‪251‬‬
‫مصــور رقـم ‪14‬‬
‫‪252‬‬
‫مصــور رقـم ‪14‬‬
‫‪253‬‬
‫مصــور رقـم ‪14‬‬
‫‪254‬‬
‫مصــور رقـم ‪15‬‬
‫‪255‬‬
‫مصــور رقـم ‪15‬‬
‫‪256‬‬
‫مصــور رقـم ‪16‬‬
‫‪257‬‬
‫مصــور رقـم ‪16‬‬
‫‪258‬‬
‫مصــور رقـم ‪16‬‬
‫‪259‬‬
‫مصــور رقـم ‪17‬‬
‫‪260‬‬
‫مصــور رقـم ‪17‬‬
‫‪261‬‬
‫مصــور رقـم ‪17‬‬
‫‪262‬‬
‫مصــور رقـم ‪17‬‬
‫‪263‬‬
‫مصــور رقـم ‪18‬‬
‫‪264‬‬
‫مصــور رقـم ‪18‬‬
‫‪265‬‬
‫مصــور رقـم ‪19‬‬
‫‪266‬‬
‫مصــور رقـم ‪19‬‬
‫‪267‬‬
‫مصــور رقـم ‪20‬‬
‫‪268‬‬
‫مصــور رقـم ‪20‬‬
‫‪269‬‬
‫مصــور رقـم ‪21‬‬
‫‪270‬‬
‫مصــور رقـم ‪21‬‬
‫‪271‬‬
‫مصــور رقـم ‪22‬‬
‫‪272‬‬
‫مصــور رقـم ‪22‬‬
‫‪273‬‬
‫مصــور رقـم ‪22‬‬
‫‪274‬‬
‫مصــور رقـم ‪23‬‬
‫‪275‬‬
‫مصــور رقـم ‪23‬‬
‫‪276‬‬
‫مصــور رقـم ‪24‬‬
‫‪277‬‬
‫مصــور رقـم ‪24‬‬
‫‪278‬‬
‫مصــور رقـم ‪25‬‬
‫‪279‬‬
‫مصــور رقـم ‪25‬‬
‫‪280‬‬
‫مصــور رقـم ‪26‬‬
‫‪281‬‬
‫مصــور رقـم ‪26‬‬
‫‪282‬‬
‫مصــور رقـم ‪27‬‬
‫‪283‬‬
‫مصــور رقـم ‪27‬‬
‫‪284‬‬
‫مصــور رقـم ‪28‬‬
‫‪285‬‬
‫مصــور رقـم ‪28‬‬
‫‪286‬‬
‫مصــور رقـم ‪29‬‬
‫‪287‬‬
‫مصــور رقـم ‪29‬‬
‫‪288‬‬
‫مصــور رقـم ‪30‬‬
‫‪289‬‬
‫مصــور رقـم ‪30‬‬
‫‪290‬‬
‫مصــور رقـم ‪31‬‬
‫‪291‬‬
‫مصــور رقـم ‪31‬‬
‫‪292‬‬
‫مصــور رقـم ‪32‬‬
‫‪293‬‬
‫مصــور رقـم ‪32‬‬
‫‪294‬‬
‫مصــور رقـم ‪33‬‬
‫‪295‬‬
‫مصــور رقـم ‪33‬‬
‫‪296‬‬
‫مصــور رقـم ‪34‬‬
‫‪297‬‬
‫مصــور رقـم ‪34‬‬
‫‪298‬‬
‫مصــور رقـم ‪35‬‬
‫‪299‬‬
‫مصــور رقـم ‪35‬‬
‫‪300‬‬
‫مصــور رقـم ‪36‬‬
‫‪301‬‬
‫مصــور رقـم ‪36‬‬
‫‪302‬‬
‫مصــور رقـم ‪37‬‬
‫‪303‬‬
‫مصــور رقـم ‪37‬‬
‫‪304‬‬
‫مصــور رقـم ‪38‬‬
‫‪305‬‬
‫مصــور رقـم ‪38‬‬
‫‪306‬‬
‫مصــور رقـم ‪39‬‬
‫‪307‬‬
‫مصــور رقـم ‪39‬‬
‫‪308‬‬
‫مصــور رقـم ‪40‬‬
‫‪309‬‬
‫مصــور رقـم ‪40‬‬
‫‪310‬‬
‫مصــور رقـم ‪41‬‬
‫‪311‬‬
‫مصــور رقـم ‪41‬‬
‫‪312‬‬
‫مصــور رقـم ‪42‬‬
‫‪313‬‬
‫مصــور رقـم ‪42‬‬
‫‪314‬‬
‫مصــور رقـم ‪43‬‬
‫‪315‬‬
‫مصــور رقـم ‪43‬‬
‫‪316‬‬
‫مصــور رقـم ‪44‬‬
‫‪317‬‬
‫مصــور رقـم ‪44‬‬
‫‪318‬‬
‫مصــور رقـم ‪45‬‬
‫‪319‬‬
‫مصــور رقـم ‪45‬‬
‫‪320‬‬
‫مصــور رقـم ‪46‬‬
‫‪321‬‬
‫مصــور رقـم ‪46‬‬
‫‪322‬‬
‫مصــور رقـم ‪47‬‬
‫‪323‬‬
‫مصــور رقـم ‪47‬‬
‫‪324‬‬
‫مصــور رقـم ‪48‬‬
‫‪325‬‬
‫مصــور رقـم ‪48‬‬
‫‪326‬‬
‫مصــور رقـم ‪49‬‬
‫‪327‬‬
‫مصــور رقـم ‪49‬‬
‫‪328‬‬
‫مصــور رقـم ‪50‬‬
‫‪329‬‬
‫مصــور رقـم ‪50‬‬
‫‪330‬‬
‫مصــور رقـم ‪51‬‬
‫‪331‬‬
‫مصــور رقـم ‪51‬‬
‫‪332‬‬
‫مصــور رقـم ‪51‬‬
‫‪333‬‬
‫مصــور رقـم ‪52‬‬
‫‪334‬‬
‫مصــور رقـم ‪52‬‬
‫‪335‬‬
‫مصــور رقـم ‪52‬‬
‫‪336‬‬
‫مصــور رقـم ‪53‬‬
‫‪337‬‬
‫مصــور رقـم ‪53‬‬
‫‪338‬‬
‫مصــور رقـم ‪54‬‬
‫‪339‬‬
‫مصــور رقـم ‪54‬‬
‫‪340‬‬
‫مصــور رقـم ‪55‬‬
‫‪341‬‬
‫مصــور رقـم ‪55‬‬
‫‪342‬‬
‫مصــور رقـم ‪55‬‬
‫‪343‬‬
‫مصــور رقـم ‪56‬‬
‫‪344‬‬
‫مصــور رقـم ‪56‬‬
‫‪345‬‬
‫مصــور رقـم ‪57‬‬
‫‪346‬‬
‫مصــور رقـم ‪57‬‬
‫‪347‬‬
‫مصــور رقـم ‪58‬‬
‫‪348‬‬
‫مصــور رقـم ‪58‬‬
‫‪349‬‬
‫مصــور رقـم ‪59‬‬
‫‪350‬‬
‫مصــور رقـم ‪59‬‬
‫‪351‬‬
‫مصــور رقـم ‪60‬‬
‫‪352‬‬
‫مصــور رقـم ‪60‬‬
‫‪353‬‬
‫مصــور رقـم ‪61‬‬
‫‪354‬‬
‫مصــور رقـم ‪61‬‬
‫‪355‬‬
‫مصــور رقـم ‪62‬‬
‫‪356‬‬
‫مصــور رقـم ‪62‬‬
‫‪357‬‬
‫مصــور رقـم ‪63‬‬
‫‪358‬‬
‫مصــور رقـم ‪63‬‬
‫‪359‬‬
‫مصــور رقـم ‪64‬‬
‫‪360‬‬
‫مصــور رقـم ‪64‬‬
‫‪361‬‬
‫مصــور رقـم ‪65‬‬
‫‪362‬‬
‫مصــور رقـم ‪65‬‬
‫‪363‬‬
‫مصــور رقـم ‪65‬‬
‫‪364‬‬
‫مصــور رقـم ‪66‬‬
‫‪365‬‬
‫مصــور رقـم ‪66‬‬
‫‪366‬‬
‫مصــور رقـم ‪66‬‬
‫‪367‬‬
‫مصــور رقـم ‪67‬‬
‫‪368‬‬
‫مصــور رقـم ‪67‬‬
‫‪369‬‬
‫مصــور رقـم ‪67‬‬
‫‪370‬‬
‫مصــور رقـم ‪67‬‬
‫‪371‬‬
‫مصــور رقـم ‪68‬‬
‫‪372‬‬
‫مصــور رقـم ‪68‬‬
‫‪373‬‬
‫مصــور رقـم ‪68‬‬
‫‪374‬‬
‫مصــور رقـم ‪69‬‬
‫‪375‬‬
‫مصــور رقـم ‪69‬‬
‫‪376‬‬
‫مصــور رقـم ‪70‬‬
‫‪377‬‬
‫مصــور رقـم ‪70‬‬
‫‪378‬‬
‫مصــور رقـم ‪71‬‬
‫‪379‬‬
‫مصــور رقـم ‪71‬‬
‫‪380‬‬
‫مصــور رقـم ‪72‬‬
‫‪381‬‬
‫مصــور رقـم ‪72‬‬
‫‪382‬‬
‫مصــور رقـم ‪72‬‬
‫‪383‬‬
‫مصــور رقـم ‪73‬‬
‫‪384‬‬
‫مصــور رقـم ‪73‬‬
‫‪385‬‬
‫مصــور رقـم ‪74‬‬
‫‪386‬‬
‫مصــور رقـم ‪74‬‬
‫‪387‬‬
‫مصــور رقـم ‪74‬‬
‫‪388‬‬
‫مصــور رقـم ‪75‬‬
‫‪389‬‬
‫مصــور رقـم ‪75‬‬
‫‪390‬‬
‫مصــور رقـم ‪75‬‬
‫‪391‬‬
‫مصــور رقـم ‪76‬‬
‫‪392‬‬
‫مصــور رقـم ‪76‬‬
‫‪393‬‬
‫مصــور رقـم ‪77‬‬
‫‪394‬‬
‫مصــور رقـم ‪77‬‬
‫‪395‬‬
‫مصــور رقـم ‪78‬‬
‫‪396‬‬
‫مصــور رقـم ‪78‬‬
‫‪397‬‬
‫مصــور رقـم ‪79‬‬
‫‪398‬‬
‫مصــور رقـم ‪79‬‬
‫‪399‬‬
‫مصــور رقـم ‪80‬‬
‫‪400‬‬
‫مصــور رقـم ‪80‬‬
‫‪401‬‬
‫مصــور رقـم ‪81‬‬
‫‪402‬‬
‫مصــور رقـم ‪81‬‬
‫‪403‬‬
‫مصــور رقـم ‪82‬‬
‫‪404‬‬
‫مصــور رقـم ‪82‬‬
‫‪405‬‬
‫مصــور رقـم ‪83‬‬
‫‪406‬‬
‫مصــور رقـم ‪83‬‬
‫‪407‬‬
‫مصــور رقـم ‪84‬‬
‫‪408‬‬
‫مصــور رقـم ‪84‬‬
‫‪409‬‬
‫مصــور رقـم ‪85‬‬
‫‪410‬‬
‫مصــور رقـم ‪85‬‬
‫‪411‬‬
‫مصــور رقـم ‪86‬‬
‫‪412‬‬
‫مصــور رقـم ‪86‬‬
‫‪413‬‬
‫مصــور رقـم ‪87‬‬
‫‪414‬‬
‫مصــور رقـم ‪87‬‬
‫‪415‬‬
‫مصــور رقـم ‪88‬‬
‫‪416‬‬
‫مصــور رقـم ‪88‬‬
‫‪417‬‬
‫مصــور رقـم ‪89‬‬
‫‪418‬‬
‫مصــور رقـم ‪89‬‬
‫‪419‬‬
‫مصــور رقـم ‪90‬‬
‫‪420‬‬
‫مصــور رقـم ‪90‬‬
‫‪421‬‬
‫مصــور رقـم ‪91‬‬
‫‪422‬‬
‫مصــور رقـم ‪91‬‬
‫‪423‬‬
‫مصــور رقـم ‪92‬‬
‫‪424‬‬
‫مصــور رقـم ‪92‬‬
‫‪425‬‬
‫مصــور رقـم ‪93‬‬
‫‪426‬‬
‫مصــور رقـم ‪93‬‬
‫‪427‬‬
‫مصــور رقـم ‪94‬‬
‫‪428‬‬
‫مصــور رقـم ‪94‬‬
‫‪429‬‬
‫مصــور رقـم ‪94‬‬
‫‪430‬‬
‫مصــور رقـم ‪95‬‬
‫‪431‬‬
‫مصــور رقـم ‪95‬‬
‫‪432‬‬
‫مصــور رقـم ‪95‬‬

‫)*(‬

‫(*) تعليق الدكتور اللحام‪:‬‬


‫ لعله خطأ مطبعي‪ :‬وجئته بدل وحيدته كما في كتب الحديث‪.‬‬
‫‪433‬‬
‫مصــور رقـم ‪96‬‬
‫‪434‬‬
‫مصــور رقـم ‪96‬‬
‫‪435‬‬
‫مصــور رقـم ‪97‬‬
‫‪436‬‬
‫مصــور رقـم ‪97‬‬
‫‪437‬‬
‫مصــور رقـم ‪98‬‬
‫‪438‬‬
‫مصــور رقـم ‪98‬‬
‫‪439‬‬
‫مصــور رقـم ‪99‬‬
‫‪440‬‬
‫مصــور رقـم ‪99‬‬
‫‪441‬‬
‫مصــور رقـم ‪100‬‬
‫‪442‬‬
‫مصــور رقـم ‪100‬‬
‫‪443‬‬
‫مصــور رقـم ‪100‬‬
‫‪444‬‬
‫مصــور رقـم ‪101‬‬
‫‪445‬‬
‫مصــور رقـم ‪101‬‬
‫‪446‬‬
‫مصــور رقـم ‪102‬‬
‫‪447‬‬
‫مصــور رقـم ‪102‬‬
‫‪448‬‬
‫مصــور رقـم ‪103‬‬
‫‪449‬‬
‫مصــور رقـم ‪103‬‬
‫‪450‬‬
‫مصــور رقـم ‪104‬‬
‫‪451‬‬
‫مصــور رقـم ‪104‬‬
‫‪452‬‬
‫مصــور رقـم ‪104‬‬
‫‪453‬‬
‫مصــور رقـم ‪105‬‬
‫‪454‬‬
‫مصــور رقـم ‪105‬‬
‫‪455‬‬
‫مصــور رقـم ‪106‬‬
‫‪456‬‬
‫مصــور رقـم ‪106‬‬
‫‪457‬‬
‫مصــور رقـم ‪107‬‬
‫‪458‬‬
‫مصــور رقـم ‪107‬‬
‫‪459‬‬
‫مصــور رقـم ‪108‬‬
‫‪460‬‬
‫مصــور رقـم ‪108‬‬
‫‪461‬‬
‫مصــور رقـم ‪109‬‬
‫‪462‬‬
‫مصــور رقـم ‪109‬‬
‫‪463‬‬
‫مصــور رقـم ‪109‬‬
‫‪464‬‬
‫مصــور رقـم ‪110‬‬
‫‪465‬‬
‫مصــور رقـم ‪110‬‬
‫‪466‬‬
‫مصــور رقـم ‪110‬‬
‫‪467‬‬
‫مصــور رقـم ‪110‬‬
‫‪468‬‬
‫مصــور رقـم ‪111‬‬
‫‪469‬‬
‫مصــور رقـم ‪111‬‬
‫‪470‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪471‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪472‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪473‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪474‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪475‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪476‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪477‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪478‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪479‬‬
‫مصــور رقـم ‪112‬‬
‫‪480‬‬
‫مصــور رقـم ‪113‬‬
‫‪481‬‬
‫مصــور رقـم ‪113‬‬
‫‪482‬‬
‫مصــور رقـم ‪113‬‬
‫‪483‬‬
‫مصــور رقـم ‪113‬‬
‫‪484‬‬
‫مصــور رقـم ‪113‬‬
‫‪485‬‬
‫مصــور رقـم ‪113‬‬
‫‪486‬‬
‫مصــور رقـم ‪114‬‬
‫‪487‬‬
‫مصــور رقـم ‪114‬‬
‫‪488‬‬
‫مصــور رقـم ‪115‬‬
‫‪489‬‬
‫مصــور رقـم ‪115‬‬
‫‪490‬‬
‫مصــور رقـم ‪116‬‬
‫‪491‬‬
‫مصــور رقـم ‪116‬‬
‫‪492‬‬
‫مصــور رقـم ‪117‬‬
‫‪493‬‬
‫مصــور رقـم ‪117‬‬
‫مصــو‬
‫‪494‬‬
‫مصــور رقـم ‪118‬‬
‫ور رقـم ‪117‬‬
‫‪495‬‬
‫مصــور رقـم ‪118‬‬
‫‪496‬‬
‫مصــور رقـم ‪119‬‬
‫‪497‬‬
‫مصــور رقـم ‪119‬‬
‫‪498‬‬
‫مصــور رقـم ‪119‬‬
‫‪499‬‬
‫مصــور رقـم ‪120‬‬
‫‪500‬‬
‫مصــور رقـم ‪120‬‬
‫‪501‬‬
‫مصــور رقـم ‪121‬‬
‫‪502‬‬
‫مصــور رقـم ‪121‬‬
‫‪503‬‬
‫مصــور رقـم ‪122‬‬
‫‪504‬‬
‫مصــور رقـم ‪122‬‬
‫‪505‬‬
‫مصــور رقـم ‪123‬‬
‫‪506‬‬
‫مصــور رقـم ‪123‬‬
‫‪507‬‬
‫مصــور رقـم ‪124‬‬
‫‪508‬‬
‫مصــور رقـم ‪124‬‬
‫‪509‬‬
‫مصــور رقـم ‪124‬‬
‫‪510‬‬
‫مصــور رقـم ‪125‬‬
‫‪511‬‬
‫مصــور رقـم ‪125‬‬
‫‪512‬‬
‫مصــور رقـم ‪126‬‬
‫‪513‬‬
‫مصــور رقـم ‪126‬‬
‫‪514‬‬
‫مصــور رقـم ‪127‬‬
‫‪515‬‬
‫مصــور رقـم ‪127‬‬
‫‪516‬‬
‫مصــور رقـم ‪128‬‬
‫‪517‬‬
‫مصــور رقـم ‪128‬‬
‫‪518‬‬
‫مصــور رقـم ‪129‬‬
‫‪519‬‬
‫مصــور رقـم ‪129‬‬
‫‪520‬‬
‫مصــور رقـم ‪130‬‬
‫‪521‬‬
‫مصــور رقـم ‪130‬‬
‫‪522‬‬
‫مصــور رقـم ‪131‬‬
‫‪523‬‬
‫مصــور رقـم ‪131‬‬
‫‪524‬‬
‫مصــور رقـم ‪131‬‬
‫‪525‬‬
‫مصــور رقـم ‪132‬‬
‫‪526‬‬
‫مصــور رقـم ‪132‬‬
‫‪527‬‬
‫مصــور رقـم ‪133‬‬
‫‪528‬‬
‫مصــور رقـم ‪133‬‬
‫‪529‬‬
‫مصــور رقـم ‪134‬‬
‫‪530‬‬
‫مصــور رقـم ‪134‬‬
‫‪531‬‬
‫مصــور رقـم ‪135‬‬
‫‪532‬‬
‫مصــور رقـم ‪135‬‬
‫‪533‬‬
‫مصــور رقـم ‪136‬‬
‫‪534‬‬
‫مصــور رقـم ‪136‬‬
‫‪535‬‬
‫مصــور رقـم ‪136‬‬
‫‪536‬‬
‫مصــور رقـم ‪137‬‬
‫‪537‬‬
‫مصــور رقـم ‪137‬‬
‫‪538‬‬
‫مصــور رقـم ‪137‬‬
‫‪539‬‬
‫مصــور رقـم ‪137‬‬
‫‪540‬‬
‫مصــور رقـم ‪138‬‬
‫‪541‬‬
‫مصــور رقـم ‪138‬‬
‫‪542‬‬
‫مصــور رقـم ‪139‬‬
‫‪543‬‬
‫مصــور رقـم ‪139‬‬
‫‪544‬‬
‫مصــور رقـم ‪140‬‬
‫‪545‬‬
‫مصــور رقـم ‪140‬‬
‫‪546‬‬
‫مصــور رقـم ‪140‬‬
‫‪547‬‬
‫مصــور رقـم ‪141‬‬
‫‪548‬‬
‫مصــور رقـم ‪141‬‬
‫‪549‬‬
‫مصــور رقـم ‪142‬‬
‫‪550‬‬
‫مصــور رقـم ‪142‬‬
‫‪551‬‬
‫مصــور رقـم ‪143‬‬
‫‪552‬‬
‫مصــور رقـم ‪143‬‬
‫‪553‬‬
‫مصــور رقـم ‪144‬‬
‫‪554‬‬
‫مصــور رقـم ‪144‬‬
‫‪555‬‬
‫مصــور رقـم ‪144‬‬
‫‪556‬‬
‫مصــور رقـم ‪145‬‬
‫‪557‬‬
‫مصــور رقـم ‪145‬‬
‫‪558‬‬
‫مصــور رقـم ‪145‬‬

‫تعليق الدكتور اللحام‪:‬‬


‫تكملة احلديث عند الطرباين‪« :‬ولْيقرأْ عند ِ‬
‫رأسه ِ بفاحتةِ الكتابِ‪ ،‬وعند رجليه ِ خبامتةِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البقرة يف قربه»‪.‬‬
‫‪559‬‬
‫مصــور رقـم ‪146‬‬
‫‪560‬‬
‫مصــور رقـم ‪146‬‬
‫‪561‬‬
‫مصــور رقـم ‪147‬‬
‫‪562‬‬
‫مصــور رقـم ‪147‬‬
‫‪563‬‬
‫مصــور رقـم ‪147‬‬
‫‪564‬‬
‫مصــور رقـم ‪148‬‬
‫‪565‬‬
‫مصــور رقـم ‪148‬‬
‫‪566‬‬
‫مصــور رقـم ‪149‬‬
‫‪567‬‬
‫مصــور رقـم ‪149‬‬
‫‪568‬‬
‫مصــور رقـم ‪149‬‬
‫‪569‬‬
‫مصــور رقـم ‪150‬‬
‫‪570‬‬
‫مصــور رقـم ‪150‬‬
‫‪571‬‬
‫مصــور رقـم ‪151‬‬
‫‪572‬‬
‫مصــور رقـم ‪151‬‬
‫‪573‬‬
‫مصــور رقـم ‪152‬‬
‫‪574‬‬
‫مصــور رقـم ‪152‬‬
‫‪575‬‬
‫مصــور رقـم ‪153‬‬
‫‪576‬‬
‫مصــور رقـم ‪153‬‬
‫‪577‬‬
‫مصــور رقـم ‪154‬‬
‫‪578‬‬
‫مصــور رقـم ‪154‬‬
‫‪579‬‬
‫مصــور رقـم ‪155‬‬
‫‪580‬‬
‫مصــور رقـم ‪155‬‬
‫‪581‬‬
‫مصــور رقـم ‪156‬‬
‫‪582‬‬
‫مصــور رقـم ‪156‬‬
‫‪583‬‬
‫مصــور رقـم ‪157‬‬
‫‪584‬‬
‫مصــور رقـم ‪157‬‬
‫‪585‬‬
‫مصــور رقـم ‪158‬‬
‫‪586‬‬
‫مصــور رقـم ‪158‬‬
‫‪587‬‬
‫مصــور رقـم ‪159‬‬
‫‪588‬‬
‫مصــور رقـم ‪159‬‬
‫‪589‬‬
‫مصــور رقـم ‪160‬‬
‫‪590‬‬
‫مصــور رقـم ‪160‬‬
‫‪591‬‬
‫مصــور رقـم ‪161‬‬
‫‪592‬‬
‫مصــور رقـم ‪161‬‬
‫‪593‬‬
‫مصــور رقـم ‪162‬‬
‫‪594‬‬
‫مصــور رقـم ‪162‬‬
‫‪595‬‬
‫مصــور رقـم ‪163‬‬
‫‪596‬‬
‫مصــور رقـم ‪163‬‬
‫‪597‬‬
‫مصــور رقـم ‪164‬‬
‫‪598‬‬
‫مصــور رقـم ‪164‬‬
‫‪599‬‬
‫مصــور رقـم ‪164‬‬
‫‪600‬‬
‫مصــور رقـم ‪165‬‬
‫‪601‬‬
‫مصــور رقـم ‪165‬‬
‫‪602‬‬
‫مصــور رقـم ‪166‬‬
‫‪603‬‬
‫مصــور رقـم ‪166‬‬
‫‪604‬‬
‫مصــور رقـم ‪167‬‬
‫‪605‬‬
‫مصــور رقـم ‪167‬‬
‫‪606‬‬
‫مصــور رقـم ‪168‬‬
‫‪607‬‬
‫مصــور رقـم ‪168‬‬
‫‪608‬‬
‫مصــور رقـم ‪169‬‬
‫‪609‬‬
‫مصــور رقـم ‪169‬‬
‫‪610‬‬
‫مصــور رقـم ‪170‬‬
‫‪611‬‬
‫مصــور رقـم ‪170‬‬
‫‪612‬‬
‫مصــور رقـم ‪171‬‬
‫‪613‬‬
‫مصــور رقـم ‪171‬‬
‫‪614‬‬
‫مصــور رقـم ‪172‬‬
‫‪615‬‬
‫مصــور رقـم ‪172‬‬
‫‪616‬‬
‫مصــور رقـم ‪173‬‬
‫‪617‬‬
‫مصــور رقـم ‪173‬‬
‫‪618‬‬
‫مصــور رقـم ‪173‬‬
‫‪619‬‬
‫مصــور رقـم ‪174‬‬
‫‪620‬‬
‫مصــور رقـم ‪174‬‬
‫‪621‬‬
‫مصــور رقـم ‪175‬‬
‫‪622‬‬
‫مصــور رقـم ‪175‬‬
‫‪623‬‬
‫مصــور رقـم ‪176‬‬
‫‪624‬‬
‫مصــور رقـم ‪176‬‬
‫‪625‬‬
‫مصــور رقـم ‪177‬‬
‫‪626‬‬
‫مصــور رقـم ‪177‬‬
‫‪627‬‬
‫مصــور رقـم ‪178‬‬
‫‪628‬‬
‫مصــور رقـم ‪178‬‬
‫‪629‬‬
‫مصــور رقـم ‪178‬‬
‫‪630‬‬
‫مصــور رقـم ‪179‬‬
‫‪631‬‬
‫مصــور رقـم ‪179‬‬
‫‪632‬‬
‫مصــور رقـم ‪180‬‬
‫‪633‬‬
‫مصــور رقـم ‪180‬‬
‫‪634‬‬
‫مصــور رقـم ‪180‬‬
‫‪635‬‬
‫مصــور رقـم ‪181‬‬
‫‪636‬‬
‫مصــور رقـم ‪181‬‬
‫‪637‬‬
‫مصــور رقـم ‪182‬‬
‫‪638‬‬
‫مصــور رقـم ‪182‬‬
‫‪639‬‬
‫مصــور رقـم ‪183‬‬
‫‪640‬‬
‫مصــور رقـم ‪183‬‬
‫‪641‬‬
‫مصــور رقـم ‪184‬‬
‫‪642‬‬
‫مصــور رقـم ‪184‬‬
‫‪643‬‬
‫مصــور رقـم ‪184‬‬
‫‪644‬‬
‫مصــور رقـم ‪185‬‬
‫‪645‬‬
‫مصــور رقـم ‪185‬‬
‫‪646‬‬
‫مصــور رقـم ‪186‬‬
‫‪647‬‬
‫مصــور رقـم ‪186‬‬
‫‪648‬‬
‫مصــور رقـم ‪187‬‬
‫‪649‬‬
‫مصــور رقـم ‪187‬‬
‫‪650‬‬
‫مصــور رقـم ‪188‬‬
‫‪651‬‬
‫مصــور رقـم ‪188‬‬
‫‪652‬‬
‫مصــور رقـم ‪188‬‬
‫‪653‬‬
‫مصــور رقـم ‪189‬‬
‫‪654‬‬
‫مصــور رقـم ‪189‬‬
‫‪655‬‬
‫مصــور رقـم ‪190‬‬
‫‪656‬‬
‫مصــور رقـم ‪190‬‬
‫‪657‬‬
‫مصــور رقـم ‪190‬‬
‫‪658‬‬
‫مصــور رقـم ‪191‬‬
‫‪659‬‬
‫مصــور رقـم ‪191‬‬
‫‪660‬‬
‫مصــور رقـم ‪192‬‬
‫‪661‬‬
‫مصــور رقـم ‪192‬‬
‫‪662‬‬
‫مصــور رقـم ‪193‬‬
‫‪663‬‬
‫مصــور رقـم ‪193‬‬
‫‪664‬‬
‫مصــور رقـم ‪194‬‬
‫‪665‬‬
‫مصــور رقـم ‪194‬‬
‫‪666‬‬
‫مصــور رقـم ‪195‬‬
‫‪667‬‬
‫مصــور رقـم ‪195‬‬
‫‪668‬‬
‫مصــور رقـم ‪196‬‬
‫‪669‬‬
‫مصــور رقـم ‪196‬‬
‫‪670‬‬
‫مصــور رقـم ‪197‬‬
‫‪671‬‬
‫مصــور رقـم ‪197‬‬
‫‪672‬‬
‫مصــور رقـم ‪198‬‬
‫‪673‬‬
‫مصــور رقـم ‪198‬‬
‫‪674‬‬
‫مصــور رقـم ‪199‬‬
‫‪675‬‬
‫مصــور رقـم ‪199‬‬
‫‪676‬‬
‫مصــور رقـم ‪200‬‬
‫‪677‬‬
‫مصــور رقـم ‪200‬‬
‫‪678‬‬
‫مصــور رقـم ‪200‬‬
‫‪679‬‬
‫مصــور رقـم ‪201‬‬
‫‪680‬‬
‫مصــور رقـم ‪201‬‬
‫‪681‬‬
‫مصــور رقـم ‪202‬‬
‫‪682‬‬
‫مصــور رقـم ‪202‬‬
‫‪683‬‬
‫مصــور رقـم ‪203‬‬
‫‪684‬‬
‫مصــور رقـم ‪203‬‬
‫‪685‬‬
‫مصــور رقـم ‪204‬‬
‫‪686‬‬
‫مصــور رقـم ‪204‬‬
‫‪687‬‬
‫مصــور رقـم ‪205‬‬
‫‪688‬‬
‫مصــور رقـم ‪205‬‬
‫‪689‬‬
‫مصــور رقـم ‪206‬‬
‫‪690‬‬
‫مصــور رقـم ‪206‬‬
‫‪691‬‬
‫مصــور رقـم ‪207‬‬
‫‪692‬‬
‫مصــور رقـم ‪207‬‬
‫‪693‬‬
‫مصــور رقـم ‪208‬‬
‫‪694‬‬
‫مصــور رقـم ‪208‬‬
‫‪695‬‬
‫مصــور رقـم ‪209‬‬
‫‪696‬‬
‫مصــور رقـم ‪209‬‬
‫‪697‬‬
‫مصــور رقـم ‪210‬‬
‫‪698‬‬
‫مصــور رقـم ‪210‬‬
‫‪699‬‬
‫مصــور رقـم ‪211‬‬
‫‪700‬‬
‫مصــور رقـم ‪211‬‬
‫‪701‬‬
‫مصــور رقـم ‪212‬‬
‫‪702‬‬
‫مصــور رقـم ‪212‬‬
‫‪703‬‬
‫مصــور رقـم ‪213‬‬
‫‪704‬‬
‫مصــور رقـم ‪213‬‬
‫‪705‬‬
‫مصــور رقـم ‪214‬‬
‫‪706‬‬
‫مصــور رقـم ‪214‬‬
‫‪707‬‬
‫مصــور رقـم ‪214‬‬
‫‪708‬‬
‫مصــور رقـم ‪215‬‬
‫‪709‬‬
‫مصــور رقـم ‪215‬‬
‫‪710‬‬
‫مصــور رقـم ‪216‬‬
‫‪711‬‬
‫مصــور رقـم ‪216‬‬
‫‪712‬‬
‫مصــور رقـم ‪217‬‬
‫‪713‬‬
‫مصــور رقـم ‪217‬‬
‫‪714‬‬
‫مصــور رقـم ‪217‬‬
‫‪715‬‬
‫مصــور رقـم ‪218‬‬
‫‪716‬‬
‫مصــور رقـم ‪218‬‬
‫‪717‬‬
‫مصــور رقـم ‪219‬‬
‫‪718‬‬
‫مصــور رقـم ‪219‬‬
‫‪719‬‬
‫مصــور رقـم ‪220‬‬
‫‪720‬‬
‫مصــور رقـم ‪220‬‬
‫‪721‬‬
‫مصــور رقـم ‪221‬‬
‫‪722‬‬
‫مصــور رقـم ‪221‬‬
‫‪723‬‬
‫مصــور رقـم ‪222‬‬
‫‪724‬‬
‫مصــور رقـم ‪222‬‬
‫‪725‬‬
‫مصــور رقـم ‪223‬‬
‫‪726‬‬
‫مصــور رقـم ‪223‬‬
‫‪727‬‬
‫مصــور رقـم ‪224‬‬
‫‪728‬‬
‫مصــور رقـم ‪224‬‬
‫‪729‬‬
‫مصــور رقـم ‪225‬‬
‫‪730‬‬
‫مصــور رقـم ‪225‬‬
‫‪731‬‬
‫مصــور رقـم ‪226‬‬
‫‪732‬‬
‫مصــور رقـم ‪226‬‬
‫‪733‬‬
‫مصــور رقـم ‪226‬‬
‫‪734‬‬
‫مصــور رقـم ‪227‬‬
‫‪735‬‬
‫مصــور رقـم ‪227‬‬
‫‪736‬‬
‫مصــور رقـم ‪228‬‬
‫‪737‬‬
‫مصــور رقـم ‪228‬‬
‫‪738‬‬
‫مصــور رقـم ‪229‬‬
‫‪739‬‬
‫مصــور رقـم ‪229‬‬
‫‪740‬‬
‫مصــور رقـم ‪230‬‬
‫‪741‬‬
‫مصــور رقـم ‪230‬‬
‫‪742‬‬
‫مصــور رقـم ‪231‬‬
‫‪743‬‬
‫مصــور رقـم ‪231‬‬
‫‪744‬‬
‫مصــور رقـم ‪232‬‬
‫‪745‬‬
‫مصــور رقـم ‪232‬‬
‫‪746‬‬
‫مصــور رقـم ‪233‬‬
‫‪747‬‬
‫مصــور رقـم ‪233‬‬
‫‪748‬‬
‫مصــور رقـم ‪234‬‬
‫‪749‬‬
‫مصــور رقـم ‪234‬‬
‫‪750‬‬
‫مصــور رقـم ‪235‬‬
‫‪751‬‬
‫مصــور رقـم ‪235‬‬
‫‪752‬‬

‫القرءان الكريم‪.‬‬ ‫‬


‫إبراهيــم بــن حممد‪ ،‬املقصد األرشــد يف ذكر أصحــاب اإلمام األمحــد‪ ،‬مكتبة‬ ‫‬
‫الرشد‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫أبو بكر الدمياطي السيد البكري‪ ،‬إعانة الطالبني‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬ ‫‬
‫أبو حاتم الرازي عبد الرمحن‪ ،‬تفسري القرءان العظيم‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬ ‫‬
‫أبو حنيفة النعامن بن ثابت‪:‬‬ ‫‬
‫أ‪ -‬الفقه األبسط‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفقــه األكــر‪ ،‬مطبعة جملس دائــرة املعارف العثامنيــة‪ ،‬ط‪١٣٩٩ ،3‬هـ‪/‬‬
‫‪١٩٧٩‬م‪.‬‬
‫األندليس حممد بن يوسف‪ ،‬تفسري البحر املحيط‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أبو حيان‬ ‫‬
‫بريوت‪.‬‬
‫أبو داود السجستاين سليامن بن األشعث‪ ،‬سنن أيب داود‪.‬‬ ‫‬
‫أمحد ابن تيمية‪:‬‬ ‫‬
‫الرّصاط املســتقيم ملخالفة أصحــاب اجلحيم‪ ،‬دار‬‫أ_ الكتاب املســمى اقتضاء ّ‬
‫إشبيليا‪.‬‬
‫ب_ الكتاب املسمى اإلميان‪.‬‬
‫ج_ جمموع فتاوى أمحد ابن تيمية‪.‬‬
‫‪753‬‬

‫د_ الكتاب املســمى قاعدة جليلة يف التوسل والوسيلة‪ ،‬رئاسة إدارة البحوث‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪١٤٢٠ ،1‬هـ‪١٩٩٩ /‬م‪.‬‬
‫هـ_ الكلم الطيب‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫أمحد بن حنبل‪:‬‬ ‫‬
‫أ‪ -‬العلل ومعرفة الرجال‪ ،‬دار اخلاين‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسند أمحد‪ ،‬مؤسسة قرطبة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫أمحد الرفاعي‪:‬‬ ‫‬
‫أ‪ -‬أمحد الرفاعي‪ ،‬الربهان املؤيد‪.‬‬
‫ب‪ -‬حكم أمحد الرفاعي‪ ،‬املطبعة األدبية‪ ،‬بريوت‪١٣٠١ ،‬هـ‪.‬‬
‫الدين ومتيزي الفرقة الناجية عن الفرق‬‫األسفراييين طاهر بن حممد‪ ،‬التبصري يف ّ‬ ‫‬
‫اهلالكني‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫األصفهاين أمحد بن احلسني‪ ،‬متن أيب شجاع‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫األصفهاين الراغب أبو القاســم احلســن‪ ،‬املفردات من غريب القرءان‪ ،‬مكتبة‬ ‫‬
‫نزار مصطفى الباز‪.‬‬
‫ابن حجر العسقالين أمحد بن عيل‪:‬‬ ‫‬
‫أ‪ -‬اإلصابة يف متيزي الصحابة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ب‪ -‬فتح الباري برشح صحيح البخاري‪ ،‬الرسالة العاملية‪.‬‬
‫ج‪ -‬املطالب العالية بزوائد املسانيد الثامنية‪ ،‬دار العاصمة‪.‬‬
‫د‪ -‬نتائج األفكار يف ختريج أحاديث األذكار‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ابــن حبــان‪ ،‬صحيح ابن حبان برتتيب ابن بلبان‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫‬
‫ط‪1414 ،2‬هـ‪1993/‬م‪.‬‬
‫ابن حجر اهليتمي أمحد بن حممد‪:‬‬ ‫‬
‫‪754‬‬

‫أ ‪ -‬حاشية ابن حجر اهليتمي عىل رشح اإليضاح يف مناسك احلج‪ ،‬دار احلديث‪،‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الفتاوى الكربى الفقهية‪ ،‬عبد احلميد أمحد حنفي للطباعة والنرش‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫ابن حزم الظاهري عيل بن أمحد‪ ،‬الكتاب املســمى مراتب اإلمجاع يف العبادات‬ ‫‬
‫واملعامالت واالعتقادات‪.‬‬
‫الدين‪ ،‬جامع العلوم واحلكم يف رشح مخسني‬ ‫ابن رجب عبد الرمحن بن شهاب ّ‬ ‫‬
‫حدي ًثا من جوامع الكلم‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ينوري‪ ،‬عمل اليوم واللّيلة‪ ،‬دار األرقم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الد‬
‫ابن السين أمحد بن حممد ّ‬ ‫‬
‫ابن عابدين حممد أمني بن عمر‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ ثبت خامتة املحققني‪.‬‬
‫الــدر املختــار رشح تنويــر األبصــار‪ ،‬دار عــامل الكتب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ب_ ر ّد املحتــار عــى‬
‫الرياض‪.‬‬
‫ابن عساكر عيل بن احلسن‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ تاريخ مدينة دمشق‪ ،‬دار ابن حزم‪.‬‬
‫ب_ تبيني كذب املفرتي فيام نسب إىل اإلمام أيب احلسن األشعري‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫ابــن العــاد احلنبــي عبــد احلــي بــن أمحــد‪ ،‬شــذرات الذهــب يف أخبــار مــن‬ ‫‬
‫ذهب‪.‬‬
‫ابن كثري إسامعيل بن عمر‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫ابن ماجه حممد بن يزيد‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫ابن املعلم حممد بن حممد‪ ،‬جنم املهتدي ورجم املعتدي‪ ،‬دار التقوى‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫‬
‫ط‪2019 ،1‬م‪.‬‬
‫ابن منظور حممد اإلفريقي‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫‪755‬‬

‫الدين‪ ،‬الكتاب املســمى التوســل أنواعــه وأحكامه‪ ،‬مكتبة‬ ‫األلباين حممد نارص ّ‬ ‫‬
‫املعارف‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫البخاري حممد بن إسامعيل‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ األدب املفرد‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫ب_ صحيح البخاري‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1407 ،3‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫الزبار أمحد بن عمرو‪ ،‬البحر الزخار مسند الزبار‪ ،‬مكتبة العلوم واحلكم‪ ،‬املدينة‬ ‫‬
‫املنورة‪.‬‬
‫البغدادي عبد القاهر بن طاهر‪:‬‬ ‫‬
‫الدين‪ ،‬دار الفنون‪ ،‬إسطنبول‪ ،‬ط‪١٣٤٦ ،1‬هـ‪١٩٢٨ /‬م‪.‬‬ ‫أ_ أصول ّ‬
‫ب_ الفرق بني ِ‬
‫الفرق‪ ،‬مكتبة سينا‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫البغدادي عبد اهلل حممد‪ ،‬كتاب العيال‪ ،‬دار ابن القيم‪.‬‬ ‫‬
‫البغوي احلسني بن مسعود‪ ،‬تفسري البغوي (معامل التنزيل)‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬الرياض‪.‬‬ ‫‬
‫البهويت منصور بن يونس‪ ،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫البوصــري أمحــد بــن أيب بكر‪ ،‬مصبــاح الزجاجــة يف زوائد ابن ماجــه‪ ،‬وزارة‬ ‫‬
‫التعليم العايل‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫البيايض أمحد بن حسني‪ ،‬إشارات املرام من عبارات اإلمام أيب حنيفة النعامن يف‬ ‫‬
‫الدين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪1971 ،‬م‪.‬‬ ‫أصول ّ‬
‫البيهقي أمحد بن احلسني‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ دالئل النبوة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫ب_ السنن الكربى‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ج_ مناقب الشافعي‪ ،‬مكتبة دار الرتاث‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الرتمذي حممد بن عيىس‪ ،‬سنن الرتمذي‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫‪756‬‬

‫التميمي عبد الواحد بن عبد العزيز‪ ،‬اعتقاد اإلمام املبجل أمحد بن حنبل‪ ،‬دار‬ ‫‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1422 ،1‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬
‫التيمي أمحد بن عيل‪ ،‬مسند أيب يعىل املوصيل‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫اجلويــي عبد امللك بن عبد اهلل‪ ،‬اإلرشــاد إىل قواطــع األدلة يف أصول االعتقاد‪،‬‬ ‫‬
‫مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1405 ،1‬هـ‪1985/‬م‪.‬‬
‫اجلوهري عيل بن جعد‪ ،‬مسند ابن اجلعد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫احلاكم النيســابوري حممد بن عبد اهلل‪ ،‬املســتدرك عىل الصحيحني‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1411 ،1‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬
‫ومترد‪ ،‬املكتبة األزهرية للرتاث‪ ،‬مرص‪.‬‬
‫شبه ّ‬ ‫احلصين أبو بكر‪ ،‬دفع شبه من ّ‬ ‫‬
‫حمدثيها‪ ،‬دار‬
‫اخلطيــب البغــدادي أمحد بــن عيل‪ ،‬تاريخ مدينة الســام وأخبــار ّ‬ ‫‬
‫العرب اإلسالمي‪.‬‬
‫رامي عبد اهلل بن عبد الرمحن‪ ،‬املسند اجلامع‪ ،‬دار البشائر‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬ ‫‬
‫الدســوقي حممد عرفة‪ ،‬حاشــية الدســوقي عىل الرشح الكبري‪ ،‬دار إحياء الكتب‬ ‫‬
‫العربية‪.‬‬
‫الذهيب حممد بن أمحد‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫الرفاعي عبد الكريم‪ ،‬املعرفة يف بيان عقيدة املسلم‪ ،‬دار اإلمام الغزايل‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫‬
‫الرمــي أمحد بن محــزة‪ ،‬هناية املحتــاج إىل رشح املنهــاج‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‬
‫بريوت‪.‬‬
‫الزبيــدي مرتــى حممد بن حممــد‪ ،‬إحتاف الســادة املتقني بــرح إحياء علوم‬ ‫‬
‫الدين‪ ،‬مؤسسة التاريخ العريب‪ ،‬بريوت‪١٤١٤ ،‬هـ‪١٩٩٤ /‬م‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الزركيش حممد بن مجال‪ ،‬تشنيف املسامع جبمع اجلوامع‪ ،‬مكتبة قرطبة‪.‬‬ ‫‬
‫الدين عيل بن عبد الكايف‪:‬‬
‫السبكي تقي ّ‬ ‫‬
‫‪757‬‬

‫أ_ شفاء السقام بزيارة خري األنام‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ب_ فتاوى السبكي‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫السبكي عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬طبقات الشافعية الكربى‪.‬‬ ‫‬
‫السجستاين سليامن بن األشــعت‪ ،‬كتاب املصاحف‪ ،‬املطبعة املسامة الرمحانية‪،‬‬ ‫‬
‫مرص‪ ،‬ط‪١٣٥٥ ،1‬هـ‪١٩٣١ /‬م‪.‬‬
‫الدين حممد بن عبد الرمحن‪:‬‬ ‫السخاوي شمس ّ‬ ‫‬
‫أ_ األجوبة املرضية فيام سئل السخاوي عنه من األحاديث النبوية‪ ،‬دار الراية‪.‬‬
‫ب_ القول البديع يف الصالة عىل احلبيب الشفيع‪.‬‬
‫السيوطي عبد الرمحن بن أيب بكر‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ ألف ّية السيوطي يف علم احلديث‪ ،‬املكتبة العلم ّية‪.‬‬
‫ب_ تاريخ اخللفاء‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬قطر‪.‬‬
‫ج_ تدريــب الراوي يف رشح تقريب النواوي‪ ،‬مكتبة الكوثر‪ ،‬ونســخة أخرى‪:‬‬
‫دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫الد ّر املنثور يف التفسري املأثور‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫د_ ُّ‬
‫هـ_ التنقيح يف مسألة التصحيح‪ ،‬دار البشائر‪.‬‬
‫و_ احلــاوي للفتــاوى يف الفقــه وعلــوم التفســر واحلديــث واألصــول والنحو‬
‫واإلعراب وسائر الفنون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ز_ املقامة السندسية يف النسبة املصطفوية‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫الصفا يف ختريج أحاديث الشفا بتعريف حقوق املصطفى‪ ،‬مؤسسة‬ ‫ح_ مناهل ّ‬
‫الكتب الثقافية‪ ،‬بريوت‪1408 ،‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫السمهودي عيل بن أمحد‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ خالصة الوفا بأخبار دار املصطفى‪ ،‬املكتبة العلمية‪ ،‬املدينة املنورة‪.‬‬
‫‪758‬‬

‫ب_ وفاء الوفا بأخبار دار املصطفى‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الرشنويب أمحد عرب‪ ،‬تائية السلوك إىل ملك امللوك‪ ،‬مكتبة القاهرة‪ ،‬مرص‪.‬‬ ‫‬
‫الشهرزوري عثامن بن عبد الرمحن‪ ،‬علوم احلديث‪ ،‬دار الفكر املعارص‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫الرزاق‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫الصنعاين عبد الر ّزاق بن مهّام‪ ،‬تفسري عبد ّ‬ ‫‬
‫الرواس‪ ،‬ديوان مشكاة اليقني وحم ّجة امل ّتقني‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫الص ّيادي حممد مهدي ّ‬ ‫‬
‫الطرباين سليامن بن أمحد‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ املعجم الصغري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ب_ املعجم الكبري‪ ،‬القاهرة‪ .‬ونســخة أخرى‪ :‬مكتبة العلوم واحلكم‪ ،‬املوصل‪،‬‬
‫ط‪1404 ،2‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬
‫الطربي حممد بن جرير‪ ،‬تفسري الطربي (جامع البيان عن تأويل ءاي القرءان)‪،‬‬ ‫‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫عبد احلق بن عبد الرمحن األزدي اإلشبييل‪ ،‬العاقبة‪ ،‬دار الصحابة للرتاث‪.‬‬ ‫‬
‫عبد اهلل بن أمحد‪ ،‬مسائل اإلمام أمحد بن حنبل‪.‬‬ ‫‬
‫عبد اهلل بن حممد بن إبراهيم‪ ،‬املصنف‪ ،‬مكتبة الرشد‪.‬‬ ‫‬
‫العبدري ابن احلاج حممد بن حممد‪ ،‬املدخل‪ ،‬مكتبة دار الرتاث‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‬
‫الدين عبد الرحيم بن حسني‪:‬‬ ‫العراقي زين ّ‬ ‫‬
‫أ_ ألف ّية العراقي‪ ،‬مكتبة دار املنهاج‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫ب_ رشح التبرصة والتذكرة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ج_ طرح التثريب يف رشح التقريب‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫عيل حســن عيل عبد احلميد‪ ،‬الكتاب املســمى املوت عظاته وأحكامه‪ ،‬املكتبة‬ ‫‬
‫عاّمن‪.‬‬
‫املسامة املكتبة اإلسالمية‪ّ ،‬‬
‫العيين حممود بن أمحد‪ ،‬عمدة القاري رشح صحيح البخاري‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‬
‫‪759‬‬

‫الغزايل أبو حامد حممد بن حممد‪ ،‬قواعد العقائد‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫الغامري أمحد‪ ،‬املغري عىل األحاديث املوضوعة يف اجلامع الصغري‪ ،‬دار املشاريع‪،‬‬ ‫‬
‫بريوت‪.‬‬
‫الفاخــوري عبــد الباســط‪ ،‬الكفايــة لــذوي العنايــة‪ ،‬مجعيــة الفنــون‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫‬
‫‪١٢٩٧‬هـ‪.‬‬
‫الفــايس بــن القطــان‪ ،‬إحكام النظــر يف أحكام النظر حباســة البــر‪ ،‬دار القلم‪،‬‬ ‫‬
‫دمشق‪.‬‬
‫الفخر الرازي حممد بن عمر‪ ،‬تفسري الفخر الرازي (التفسري الكبري)‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫‬
‫بريوت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫الفيومــي أمحــد بن حممد‪ ،‬املصباح املنري يف غريب الــرح الكبري للرافعي‪ ،‬دار‬ ‫‬
‫املعارف‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫القايض عياض بن موىس اليحصيب‪ ،‬الشفا بتعريف حقوق املصطفى‪ ،‬ديب‪.‬‬ ‫‬
‫واملبنّي ملا‬
‫ّ‬ ‫القرطــي أمحد بن أيب بكر‪ ،‬تفســر القرطيب (اجلامع ألحــكام القرءان‬ ‫‬
‫تضمنه متن السنة وءاي القرءان)‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫القرطــي حممد بــن أمحد‪ ،‬كتاب التذكرة بأحوال املوتــى وأمور اآلخرة‪ ،‬مكتبة‬ ‫‬
‫دار املنهاج‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫القشريي أبو قاسم عبد الكريم‪ ،‬الرسالة القشريية يف علم التصوف‪ ،‬دار الكتاب‬ ‫‬
‫العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الدين‪ ،‬دار البشائر‪.‬‬
‫الكشمريي حممد أنور‪ ،‬إكفار امللحدين يف رضوريات ّ‬ ‫‬
‫الكناين أمحد بن أيب بكر‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ زوائد ابن ماجه عىل الكتب اخلمسة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫ب_ خمترص إحتاف الســادة املهرة بزوائد املسانيد العرشة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪760‬‬

‫بريوت‪.‬‬
‫النســفي عبد اهلل بن أمحد‪ ،‬تفســر النســفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل)‪،‬‬ ‫‬
‫دار الكلم الطيب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الدين الربهنابوري‪ ،‬الفتــاوى اهلندية (املعروفة بالفتــاوى العاملكرييّة يف‬
‫نظــام ّ‬ ‫‬
‫مذهب اإلمام أيب حنيفة النعامن)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الدواين عىل رســالة ابن أيب زيد القريواين‪ ،‬دار‬
‫النفــراوي أمحد بن غنيم‪ ،‬الفواكه ّ‬ ‫‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫النووي حيىي بن رشف‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ األذكار النووية (حلية األبرار وشعار األخيار يف تلخيص الدعوات واألذكار‬
‫املاّلح‪.‬‬
‫املستحبة يف اللّيل والنهار)‪ ،‬دار ّ‬
‫ب_ األربعون النووية‪ ،‬دار املنهاج‪.‬‬
‫ج_ هتذيب األسامء واللّغات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫د_ روضة الطالبني‪.‬‬
‫هـ_ رياض الصاحلني من كالم س ّيد املرسلني‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫و_ متن اإليضاح‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫جدة‪.‬‬
‫ز_ املجموع برشح املذهب‪ ،‬مكتبة اإلرشاد‪ّ ،‬‬
‫ح_ املقاصد يف بيان العقائد‪ ،‬دار البشائر‪ ،‬ط‪1431 ،2‬هـ‪2010 /‬م‪.‬‬
‫مالك بن أنس‪ ،‬املوطأ‪ ،‬مؤسســة زايد بن ســلطان ءال هنيان‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‬
‫‪1425‬هـ‪2004 /‬م‪.‬‬
‫حممد بن عبد الوهاب‪ ،‬أحكام متين املوت‪ ،‬املكتبة السعودية‪ ،‬الرياض‪.‬‬ ‫‬
‫الراجح من اخلالف عىل مذهب‬ ‫املرداوي عيل بن ســليامن‪ ،‬اإلنصاف يف معرفة ّ‬ ‫‬
‫اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬ط‪١٣٧٥ ،1‬هـ‪١٩٥٦ /‬م‪.‬‬
‫‪761‬‬

‫املرزوقي أمحد‪ ،‬عقيدة العوام‪ ،‬أندونيسيا‪.‬‬ ‫‬


‫مســلم بن احلجاج‪ ،‬صحيح مســلم‪ ،‬مؤسســة قرطبة‪ ،‬القاهرة‪ .‬ونسخة أخرى‪:‬‬ ‫‬
‫دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫املكي حممد بن هبة‪ ،‬حدائق الفصول وجواهر األصول‪ ،‬ط‪١٣٢٧ ،1‬هـ‪.‬‬ ‫‬
‫املقديس عبد اهلل بن حممد‪ ،‬اآلداب الرشعية‪١٤١٩ ،‬هـ‪١٩٩٩ /‬م‪.‬‬ ‫‬
‫مال عيل القاري عيل بن حممد‪:‬‬ ‫‬
‫أ_ األسانيد املرفوعة يف األخبار املوضوعة‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫الروض األزهر يف رشح الفقه األكرب‪ ،‬دار البشائر‪.‬‬‫ب_ منح ّ‬
‫املنــاوي حممد عبد الــرؤوف‪ ،‬فيض القدير رشح اجلامــع الصغري من أحاديث‬ ‫‬
‫البشري ال ّنذير‪.‬‬
‫املنذري عبد العظيم بن عبد القوي‪ ،‬الرتغيب والرتهيب من احلديث الرشيف‪،‬‬ ‫‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫اهلرري عبد اهلل‪ ،‬بغية الطالب ملعرفة العلم الديين الواجب‪ ،‬رشكة دار املشاريع‪،‬‬ ‫‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪1443 ،9‬هـ‪2022/‬م‪.‬‬
‫يوسف املزي‪ ،‬هتذيب الكامل يف أسامء الرجال‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‬
‫‪762‬‬

‫‪4‬‬ ‫السرية الشخصية‬


‫‪19‬‬ ‫إجازة بالكتاب‬
‫‪21‬‬ ‫مقدمة الطبعة الثالثة‬
‫‪22‬‬ ‫املقدمة‬
‫‪24‬‬ ‫الدين‬
‫خذ علم ّ‬
‫كيف يُؤ َ‬
‫‪26‬‬ ‫الدين‬
‫س‪ :1‬ما هو الفرض العيين من علم ّ‬
‫‪26‬‬ ‫من هو املكلف‬
‫‪26‬‬ ‫الدين‬
‫القدر الرضوري من علم ّ‬
‫‪27‬‬ ‫الدين الرضوري‬
‫حكم تارك تعلم علم ّ‬
‫‪27‬‬ ‫الدين‬
‫فضل اخلارج لطلب علم ّ‬
‫‪28‬‬ ‫س‪ :2‬ما احلكمة من خلق اجلن واإلنس‬
‫‪28‬‬ ‫حممد | سبب وجود الدنيا‬
‫‪28‬‬ ‫حممد برش من حلم وليس من نور‬
‫‪28‬‬ ‫إهلام الويل قد ُخُي ِْطئ‬
‫‪30‬‬ ‫تصح العبادة‬
‫ّ‬ ‫س‪ :3‬كيف‬
‫‪30‬‬ ‫اإلميان رشط قبول العمل الصالح‬
‫‪30‬‬ ‫علم التوحيد أوىل تعل ًّاًم من فقه األحكام‬
‫‪30‬‬ ‫أقوال العلامء يف فضل علم التوحيد‬
‫‪763‬‬

‫‪31‬‬ ‫العلامء الذين قالوا بصفات اهلل الواجب معرفتها‬


‫‪32‬‬ ‫العلامء الذين ألّفوا يف علم التوحيد‬
‫‪34‬‬ ‫عقيدة السلطان حممد الفاتح ‬
‫‪34‬‬ ‫الدين األيويب ‬
‫عقيدة السلطان صالح ّ‬
‫‪35‬‬ ‫أقوال العلامء يف تنزيه اهلل تعاىل‬
‫‪36‬‬ ‫س‪ :4‬ملاذا أرسل اهلل الرسل‬
‫‪36‬‬ ‫فضل بعثة األنبياء عليهم السالم‬
‫‪36‬‬ ‫كل نيب مأمور بتبليغ الوحي‬
‫‪37‬‬ ‫اإلسالم دين مجيع األنبياء عليهم السالم‬
‫ءادم عليه السالم أبو البرش نيب رسول‬
‫‪38‬‬
‫‪39‬‬ ‫س‪ :5‬ما معىن التوحيد‬
‫‪39‬‬ ‫عقيدة اإلمام اجلنيد البغدادي ‬
‫‪40‬‬ ‫مزيد من أقوال العلامء يف التوحيد والتنزيه‬
‫‪43‬‬ ‫س‪ :6‬تكلم عىل وجود اهلل‬
‫‪43‬‬ ‫العامل َع َاَلمة عىل وجود اهلل تعاىل‬
‫‪43‬‬ ‫أقوال العلامء يف تنزيه اهلل عن املكان‬
‫‪44‬‬ ‫الدليل العقيل اإلمجايل عىل وجود اهلل‬
‫‪45‬‬ ‫س‪ :7‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ‬
‫‪45‬‬ ‫اهلل عامل بنا‬
‫‪46‬‬ ‫النيب | ال يعلم الغيب‬
‫‪764‬‬

‫‪47‬‬ ‫س‪ :8‬ما هو أعظم الذنوب‬


‫‪47‬‬ ‫الكفر ثالثة أنواع‬
‫‪47‬‬ ‫كل رشك كفر وليس كل كفر رش ًكا‬
‫‪47‬‬ ‫الكفر أعظم الذنوب‬
‫‪47‬‬ ‫ترتيب عظائم الذنوب‬
‫‪48‬‬ ‫س‪ :9‬ما معىن العبادة‬
‫‪48‬‬ ‫أقوال علامء اللغة يف معىن العبادة‬
‫‪49‬‬ ‫جهل الوهابية بمعىن العبادة‬
‫‪50‬‬ ‫س‪ :10‬هل يأيت الدعاء بمعىن العبادة‬
‫‪50‬‬ ‫الدعاء يأيت بمعىن العبادة‬
‫‪50‬‬ ‫جهل الوهابية بمعىن الدعاء‬
‫‪50‬‬ ‫توسل عبد اهلل بن عمر  بالنيب حممد | بعد موته‬
‫‪51‬‬ ‫الدعاء من أعظم أنواع العبادة‬
‫‪52‬‬ ‫س‪ :11‬هل يأيت الدعاء بغري معىن العبادة‬
‫‪52‬‬ ‫الدعاء يأيت بمعىن غري العبادة‬
‫‪52‬‬ ‫توسل األعمى بالنيب حممد | يف غري حرضته‬
‫غائبا أو طلب ىشء منه مل َجَتْ ِر به‬
‫ويل ولو كان ً‬
‫نيب أو ّ‬
‫س‪ :12‬ما حكم نداء ّ‬
‫‪53‬‬ ‫العادة‬
‫‪53‬‬ ‫توسل الصحايب بالل بن احلارث املزين بالنيب حممد بعد موته‬
‫بعض العلامء الذين ذكروا قصة ابن عمر  عندما توسل‬
‫‪54‬‬ ‫بالرسول | بعد مماته‬
‫‪765‬‬

‫‪54‬‬ ‫طلب صحايب من النيب | ما مل ِ‬


‫جتر به العادة‬
‫‪56‬‬ ‫س‪ّ :13‬بنّي معىن االستغاثة واالستعانة مع الدليل‬
‫‪56‬‬ ‫مىت تكون االستعانة‬
‫‪56‬‬ ‫توسل أصحاب الغار بصالح أعامهلم‬
‫‪56‬‬ ‫االستغاثة بغري اهلل جائزة‬
‫‪56‬‬ ‫األنبياء عليهم السالم ينفعون بعد مماهتم‬
‫‪57‬‬ ‫طلب العون من غري اهلل جائز‬
‫‪58‬‬ ‫س‪ :14‬تكلم عىل التوسل باألنبياء‬
‫‪58‬‬ ‫الضار وال ّنافع عىل احلقيقة هو اهلل‬
‫‪59‬‬ ‫العمل باألسباب سبيل لتحقيق املطلوب‬
‫‪59‬‬ ‫رواية الطرباين حلديث األعمى صحيحة باملرفوع واملوقوف‬
‫‪59‬‬ ‫بعض العلامء الذين ص ّححوا حديث األعمى‬
‫‪59‬‬ ‫بعض العلامء الذين رووا حديث األعمى‬
‫‪60‬‬ ‫ختبط ابن تيمية واأللباين يف قضية التوسل‬
‫ّ‬
‫‪60‬‬ ‫توضيح أن دعاء األعمى يف غري حرضة النيب |‬
‫‪62‬‬ ‫س‪ :15‬تكلم عىل التوسل باألولياء‬
‫‪62‬‬ ‫أسباب توسل سيدنا عمر بسيدنا العباس ‬
‫‪62‬‬ ‫توسل الشافعي بأيب حنيفة ‬
‫‪64‬‬ ‫س‪ّ :16‬بنّي معىن حديث اجلارية‬
‫‪64‬‬ ‫معىن احلديث املضطرب‬
‫‪64‬‬ ‫حديث اجلارية مضطرب‬
‫‪766‬‬

‫‪65‬‬ ‫بعض أحاديث صحيح مسلم ر ّدها العلامء‬


‫‪66‬‬ ‫أحاديث أقوى إسنا ًدا من حديث اجلارية‬
‫‪69‬‬ ‫س‪ :17‬حكم ساب اهلل أنه كافر‪ّ ،‬بنّي ذلك مع الدليل‬
‫‪69‬‬ ‫كل رشط ليس يف دين اهلل فهو باطل‬
‫‪69‬‬ ‫عذرا للكفر‬
‫الغضب ليس ً‬
‫‪70‬‬ ‫قعر النار خاص بالكفار‬
‫‪72‬‬ ‫س‪ :18‬ما الدليل عىل جواز زيارة القبور‬
‫املساجد‬ ‫خذين عليها‬ ‫ِ‬
‫القبور وامل َّت‬ ‫رشح حديث‪« :‬لعن اهلل زوارات ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ‬
‫‪72‬‬ ‫والرُّسج»‬
‫ُّ‬
‫‪73‬‬ ‫أقوال العلامء يف زيارة الرجال والنساء للقبور‬
‫ِ‬
‫أنبيائهم‬ ‫اهلل اليهو َد والنصارى اختذوا قبو َر‬ ‫رشح حديث‪َ :‬‬
‫«لعن ُ‬
‫‪73‬‬ ‫مساجد»‬
‫َ‬
‫‪74‬‬ ‫ِ‬
‫القبور»‬ ‫رشح حديث‪« :‬ال تصلُّوا إىل‬
‫‪75‬‬ ‫س‪ :19‬كيف يكون الدخول يف اإلسالم‬
‫‪75‬‬ ‫الكافر يف اإلسالم‬
‫َ‬ ‫كلمة «أستغفر اهلل» ال تُ ْدخل‬
‫‪75‬‬ ‫احلديث املتواتر الذي فيه أن الدخول لإلسالم بالشهادتني‬
‫‪77‬‬ ‫س‪ّ :20‬بنّي حكم مدح رسول اهلل عليه الصالة والسالم‬
‫‪77‬‬ ‫أدلة جواز الرضب بالدف والغناء والشعر يف مدح النيب حممد |‬
‫‪79‬‬ ‫س‪ :21‬تكلم عىل عذاب القرب‬
‫‪79‬‬ ‫ما هو تعريف اإلمجاع‬
‫‪79‬‬ ‫األدلة عىل وجود عذاب القرب‬
‫‪767‬‬

‫‪80‬‬ ‫تواترا معنويًّا‬


‫أحاديث عذاب القرب تواترت ً‬
‫‪81‬‬ ‫س‪ :22‬ما هو أول املخلوقات‬
‫‪81‬‬ ‫حديث جابر حول َّأولية النور املحمدي موضوع‬
‫‪81‬‬ ‫األدلة عىل أن املاء أول خملوقات اهلل‬
‫‪84‬‬ ‫س ‪ :23‬تكلّم عىل أنواع ِ‬
‫البدع‪ ،‬وما الدليل عىل وجود بدعة حسنة‬
‫مجلة من البدع احل َ َسنة اليت أحدثها الصحابة وتالميذ عيىس عليه‬
‫‪84‬‬ ‫السالم‬
‫‪85‬‬ ‫مدح ابن كثري وابن تيمية لفعل املولد النبوي الرشيف‬
‫‪88‬‬ ‫س‪ :24‬تكلم عىل العمل بالسحر‬
‫‪88‬‬ ‫القرءان ال يُ ْع َمل به السحر‬
‫‪88‬‬ ‫بيان حقيقة قصة امللَكني هاروت وماروت‬
‫‪90‬‬ ‫س‪ :25‬ما الدليل عىل أن من رمى ورقة فيها اسم اهلل يف القاذورات يكفر‬
‫‪90‬‬ ‫من رمى املصحف أو اسم اهلل يف القاذورات كفر‬
‫‪91‬‬ ‫س‪ :26‬ما حكم النذر‬
‫‪91‬‬ ‫مدح اهلل للموفني بالنذر‬
‫‪91‬‬ ‫النذر يف احلرام حرام‬
‫‪93‬‬ ‫س‪ :27‬ما الدليل عىل أن صوت املرأة ليس بعورة‬
‫‪94‬‬ ‫مزيد من األدلة عىل أن صوت املرأة ليس عورة‬
‫‪95‬‬ ‫س‪ :28‬تكلم عىل صفة الكالم هلل تعاىل‬
‫‪96‬‬ ‫أقوال العلامء يف كالم اهلل‬
‫‪768‬‬

‫‪97‬‬ ‫القرءان له إطالقان‬


‫‪98‬‬ ‫س‪ :29‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ‬
‫‪99‬‬ ‫معىن استواء اهلل عىل العرش‬
‫‪100‬‬ ‫أقوال العلامء يف استواء اهلل عىل العرش‬
‫‪100‬‬ ‫اجللوس مستحيل عىل اهلل‬
‫‪103‬‬ ‫س‪ :30‬تكلَّم عىل القدر‬
‫‪103‬‬ ‫من اآليات اليت ّ‬
‫تدل عىل أن اهلل خالق كل ىشء‬
‫‪104‬‬ ‫من األحاديث اليت تدل عىل أن اهلل خالق كل ىشء‬
‫‪105‬‬ ‫س‪ :31‬ما الدليل عىل أن مصافحة الرجل للمرأة األجنبية حرام‬
‫‪105‬‬ ‫معىن زنى اليد‬
‫‪105‬‬ ‫أدلة عىل حرمة مصافحة األجنبية‬
‫‪107‬‬ ‫س‪ :32‬تكلم عىل قراءة القرءان عىل امليت‬
‫‪107‬‬ ‫ِ‬
‫الرِب قراءة القرءان عىل امليت‬
‫من ّ‬
‫‪108‬‬ ‫أدلة عىل جواز قراءة القرءان عىل امليت‬
‫‪108‬‬ ‫أقوال العلامء يف قراءة القرءان عىل امليت‬
‫تناقض الوهابية بنقل ابن تيمية وابن عبد الوهاب جواز قراءة‬
‫‪109‬‬ ‫القرءان عىل امليت‬
‫‪110‬‬ ‫س‪ :33‬ما الدليل عىل جواز انتفاع امليت بالصدقة‬
‫‪110‬‬ ‫امليت املؤمن ينتفع بعمل غريه‬
‫‪111‬‬ ‫أدلة عىل انتفاع امليت بعمل غريه‬
‫س‪ :34‬ما الدليل عىل أنه جيوز قيام رمضان بأكثر من إحدى عرشة‬
‫‪769‬‬

‫‪112‬‬ ‫ركعة‬
‫‪112‬‬ ‫مزيد أدلة عىل جواز قيام رمضان بأكثر من إحدى عرشة ركعة‬
‫‪113‬‬ ‫س‪ :35‬ما الدليل عىل جواز استعامل الدف‬
‫‪113‬‬ ‫مزيد أدلة عىل جواز استعامل الدف‬
‫‪115‬‬ ‫س‪ :36‬من هو أول األنبياء والرسل‬
‫‪115‬‬ ‫عرض األدلة عىل أن ءادم عليه السالم أول األنبياء عليهم السالم‬
‫‪116‬‬ ‫نوح أول نيب أرسل إىل قوم كافرين‬
‫‪118‬‬ ‫س‪ :37‬ماذا جيب لألنبياء وماذا يستحيل عليهم‬
‫‪118‬‬ ‫تربئة األنبياء من بعض الصفات املنسوبة إليهم‬
‫‪119‬‬ ‫صيانة اهلل لألنبياء عليهم السالم‬
‫‪121‬‬ ‫س‪ :38‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝﭼ‬
‫‪121‬‬ ‫إمجاع علامء املسلمني عىل كفر من قال باحللول يف حق اهلل‬
‫‪121‬‬ ‫التحذير من كتب وعبارات فيها نسبة احللول واالحتاد هلل‬
‫‪124‬‬ ‫أقوال العلامء يف تنزيه اهلل عن احللول يف العامَلَ‬
‫‪127‬‬ ‫ورسا‬
‫جهرا ًّ‬
‫س‪ :39‬ما الدليل عىل جواز الصالة عىل النيب | بعد األذان ً‬
‫أقوال العلامء يف جواز الصالة عىل النيب | بعد األذان بصوت‬
‫‪127‬‬ ‫املؤذن‬
‫‪129‬‬ ‫س‪ :40‬ما هي الردة؟ وإىل كم قسم تنقسم‬
‫‪129‬‬ ‫تعريف الردة‬
‫‪129‬‬ ‫أقوال العلامء يف تقسيم الردة‬
‫‪129‬‬ ‫اللفظ الرصيح يف الكفر‬
‫‪770‬‬

‫‪133‬‬ ‫االستثناءات من الكفر اللفظي‬


‫‪138‬‬ ‫س‪ :41‬ما الدليل عىل جواز االحتفال باملولد النبوي الرشيف‬
‫‪138‬‬ ‫رشح وسبب حديث‪َ « :‬م ْن َس َّن يف اإلسال ِم»‬
‫‪139‬‬ ‫التحذير من بعض ما نُسب إىل املولد النبوي الرشيف‬
‫استعنت‬ ‫اهلل‪ ،‬وإذا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫سألت فاسأل َ‬
‫َ‬ ‫س‪ :42‬ما املراد بقول الرسول |‪« :‬إذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪141‬‬ ‫فاستع ْن باهلل»‬
‫‪141‬‬ ‫يُستعان باهلل االستعانة اخلاصة‬
‫‪141‬‬ ‫األ َ ْوىل أن يُستعان باهلل‬
‫‪142‬‬ ‫األدلة عىل جواز التوسل باألنبياء والصاحلني‬
‫‪146‬‬ ‫ال حيرم سؤال غري اهلل‬
‫‪148‬‬ ‫س‪ :43‬ما الدليل عىل جواز زيارة قرب النيب | للرجال والنساء‬
‫‪148‬‬ ‫ُس ّن ّية زيارة قرب النيب عليه الصالة والسالم‬
‫‪148‬‬ ‫أقوال العلامء يف استحباب زيارة قرب النيب عليه الصالة والسالم‬
‫‪149‬‬ ‫عيدا»‬
‫رشح حديث‪« :‬وال جتعلُوا قربي ً‬
‫‪152‬‬ ‫مساجد»‬ ‫حال ّإاّل إىل ثالثةِ‬
‫الر ُ‬
‫َ‬ ‫رشح حديث‪« :‬ال تُ ُّ‬
‫شد ّ‬
‫‪154‬‬ ‫س‪ :44‬ما الدليل عىل جواز التربك باألنبياء واألولياء‬
‫‪154‬‬ ‫رشح االستدالل بقميص يوسف عليه السالم عىل التربك‬
‫‪154‬‬ ‫ما هو التربك‬
‫‪154‬‬ ‫مزيد أدلة يف جواز التربك باألنبياء واألولياء‬
‫‪156‬‬ ‫قصيدة الشيخ األديب الدكتور غانم جلول يف التربك‬
‫س‪ :45‬ما الدليل عىل جواز لبس احلرز الذي فيه قرءان وحنو ذلك‪،‬‬
‫‪771‬‬

‫‪161‬‬ ‫وليس الذي فيه طالسم حمرمة‬


‫‪161‬‬ ‫مزيد أدلة يف جواز لبس احلرز‬
‫‪162‬‬ ‫«إن الرقى والتامئم ِ ِ‬
‫رِشكٌ »‬
‫والتول َة ْ‬
‫ّ َ ّ‬ ‫رشح حديث‪ُّ َّ :‬‬
‫اهلل ل ُه» و« َمن تعل ََّق شي ًئا‬
‫أتم ُ‬‫رشح حديث‪َ « :‬من عل ََّق متيم ًة فال َّ‬
‫‪164‬‬ ‫ُوكِ َل إليه»‬
‫‪165‬‬ ‫س‪ :46‬تكلم عىل ذ ْكر اهلل يف اجلنائز‬
‫‪165‬‬ ‫حتريم الوهابية ذكر اهلل يف أثناء اجلنازة‬
‫‪165‬‬ ‫ال يوجد دليل عىل حتريم ذكر اهلل يف اجلنازة‬
‫‪166‬‬ ‫س‪ :47‬تكلم عىل التأويل‬
‫‪166‬‬ ‫ما هو التأويل املقبول‬
‫‪166‬‬ ‫رشح التأويل يف القرءان واحلديث‬
‫‪167‬‬ ‫ما هي اآليات املحكمة‬
‫‪167‬‬ ‫ما هي اآليات املتشاهبة‬
‫‪168‬‬ ‫املتشابه قسامن‬
‫‪168‬‬ ‫التأويل املذموم‬
‫‪169‬‬ ‫إطالق الوهابية بتعطيل التأويل‬
‫‪169‬‬ ‫أقوال العلامء يف تفسري املتشابه‬
‫‪172‬‬ ‫مسلك السلف يف التأويل‬
‫‪176‬‬ ‫مسلك اخللف يف التأويل‬
‫‪179‬‬ ‫الرد عىل ابن تيمية يف إنكاره املجاز يف اللغة‬
‫‪181‬‬ ‫س‪ :48‬ما الدليل عىل أن اإلميان رشط لقبول األعامل الصاحلة‬
‫‪772‬‬

‫‪181‬‬ ‫الكافر مفلس يف اآلخرة من احلسنات‬


‫‪182‬‬ ‫س‪ :49‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﭼ‬
‫‪182‬‬ ‫رشح معىن الوجه واليد والعني إذا أُطلق عىل اهلل‬
‫س‪ :50‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ‪186‬‬
‫‪186‬‬ ‫عقاًل‬
‫تنزيه اهلل عن املكان وتصحيح وجوده بال مكان ً‬
‫‪188‬‬ ‫سبب رفع األيدي يف الدعاء إىل السامء‬
‫‪189‬‬ ‫بيوت اهلل‬
‫َ‬ ‫ملاذا ُس ّميت املساجد‬
‫‪190‬‬ ‫س‪ :51‬ما معىن قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭼ‬
‫عدم جواز تسمية اهلل بـ «قوة» و«عقل مدبر» و«علة» و«سبب»‬
‫‪190‬‬ ‫و«واسطة» و«مصدر» و«منبع»‬
‫‪190‬‬ ‫أقوال العلامء يف تنزيه اهلل عن أسامء النقص‬
‫‪192‬‬ ‫غضب اهلل ورضاه ال كأحد من اخل َ ْلق‬
‫‪194‬‬ ‫اخلامتة‬
‫‪197‬‬ ‫متن عقيد املسلمني‬
‫‪219‬‬ ‫صورات (الوثائق)‬
‫امل ُ َّ‬
‫‪752‬‬ ‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫‪762‬‬ ‫قائمة املحتويات‬

You might also like