You are on page 1of 23

‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫اجملين عليه "يف خدمة" اجلاني‬

‫الفايسبوك منوذجا‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ "ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ" ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻔﺎﻳﺴﺒﻮﻙ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻣﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻻﻋﺮﺝ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺑﻦ ﻟﻌﻠﻴﺪ‪ ،‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪23‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2017‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺃﺑﺮﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪19 - 39‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪10.12816/0036848‬‬ ‫‪:DOI‬‬
‫‪849438‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/849438‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫ال شك أن االنسان كائن اجتماعي بطبعه كما قال بن خلدون ‪ ،‬ال يمكنه أن يعيش‬
‫بمعزل عن اآلخر ‪ ،‬إنه ميل األفراد إلى العيش في جماعات وذلك من أجل التعاون و‬
‫التحصيل و غير ذلك ‪ ،‬ألن تظافر الجهود يؤدي حتما إلى تحقيق و بلوغ األهداف‬
‫املنشودة بأقل التكاليف وفي وقت وجيز ‪ .‬واجتماع األفراد يدعو بالضرورة إلى املعاملة‪،‬‬
‫ومنه البد من تنازع على اعتبار أن الفرد تحكمه غرائز يصعب التحكم فيها دائما‪.21‬‬
‫هكذا اصطلحت املجتمعات على تسمية الخروج على ما رسمته من مبادئ بأنواعها بأنه‬
‫جريمة‪ ،‬و أن فاعلها أو مرتكبها مجرم‪.22‬‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ‪21‬‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕازناسن‬
‫مطبعة بني‬ ‫‪،2015‬‬
‫ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫الثانية ﻋﻠﻤﺎ‬
‫الطبعة ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬‬ ‫القانوني ‪،‬‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫االجتماع‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ‬ ‫ﺑﻨﺎﺀزاوي ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ علم‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‬ ‫ﻣﺘﺎﺣﺔبوع‬
‫بوجمعة‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬ ‫‪22‬‬
‫سامية حسن الساعاتي ‪ ،‬الجريمة و املجتمع ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1983‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر ‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫اجملين عليه "يف خدمة" اجلاني‬

‫منوذجا‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬ ‫الفايسبوك‬
‫ﺣﺴﺐ‬ ‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺑﻦ ﻟﻌﻠﻴﺪ‪ ،‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ .(2017) .‬ﺍﻟﻤﺠﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ "ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ" ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻔﺎﻳﺴﺒﻮﻙ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪،‬‬
‫ﻉ‪ .39 - 19 ،23‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪849438/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺑﻦ ﻟﻌﻠﻴﺪ‪ ،‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪" .‬ﺍﻟﻤﺠﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ "ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ" ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﻔﺎﻳﺴﺒﻮﻙ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﻣﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝﻉ‪23‬‬
‫)‪ .39 - 19 :(2017‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪849438/Record/com.mandumah.search//:http‬‬

‫ال شك أن االنسان كائن اجتماعي بطبعه كما قال بن خلدون ‪ ،‬ال يمكنه أن يعيش‬
‫بمعزل عن اآلخر ‪ ،‬إنه ميل األفراد إلى العيش في جماعات وذلك من أجل التعاون و‬
‫التحصيل و غير ذلك ‪ ،‬ألن تظافر الجهود يؤدي حتما إلى تحقيق و بلوغ األهداف‬
‫املنشودة بأقل التكاليف وفي وقت وجيز ‪ .‬واجتماع األفراد يدعو بالضرورة إلى املعاملة‪،‬‬
‫ومنه البد من تنازع على اعتبار أن الفرد تحكمه غرائز يصعب التحكم فيها دائما‪.21‬‬
‫هكذا اصطلحت املجتمعات على تسمية الخروج على ما رسمته من مبادئ بأنواعها بأنه‬
‫جريمة‪ ،‬و أن فاعلها أو مرتكبها مجرم‪.22‬‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ‪21‬‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫ﺣﻘﻮﻕازناسن‬
‫مطبعة بني‬ ‫‪،2015‬‬
‫ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫الثانية ﻋﻠﻤﺎ‬
‫الطبعة ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬‬ ‫القانوني ‪،‬‬
‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫االجتماع‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ‬ ‫ﺑﻨﺎﺀزاوي ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ علم‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‬ ‫ﻣﺘﺎﺣﺔبوع‬
‫بوجمعة‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬ ‫‪22‬‬
‫سامية حسن الساعاتي ‪ ،‬الجريمة و املجتمع ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1983‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر ‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫اجملين عليه "يف خدمة" اجلاني‬

‫الفايسبوك منوذجا‬

‫ال شك أن االنسان كائن اجتماعي بطبعه كما قال بن خلدون ‪ ،‬ال يمكنه أن يعيش‬
‫بمعزل عن اآلخر ‪ ،‬إنه ميل األفراد إلى العيش في جماعات وذلك من أجل التعاون و‬
‫التحصيل و غير ذلك ‪ ،‬ألن تظافر الجهود يؤدي حتما إلى تحقيق و بلوغ األهداف‬
‫املنشودة بأقل التكاليف وفي وقت وجيز ‪ .‬واجتماع األفراد يدعو بالضرورة إلى املعاملة‪،‬‬
‫ومنه البد من تنازع على اعتبار أن الفرد تحكمه غرائز يصعب التحكم فيها دائما‪.21‬‬
‫هكذا اصطلحت املجتمعات على تسمية الخروج على ما رسمته من مبادئ بأنواعها بأنه‬
‫جريمة‪ ،‬و أن فاعلها أو مرتكبها مجرم‪.22‬‬

‫‪ 21‬بوجمعة بوعزاوي ‪ ،‬علم االجتماع القانوني ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2015‬مطبعة بني ازناسن ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 22‬سامية حسن الساعاتي ‪ ،‬الجريمة و املجتمع ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1983‬دار النهضة العربية للطباعة و النشر ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪19‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫إذا كانت الجريمة تعتبر ظاهرة إنسانية و اجتماعية في نفس الوقت فمعنى ذلك‬
‫أنها مشكلة تواجه كافة املجتمعات اإلنسانية منذ بدأت هذه املجتمعات حتى اليوم و ما‬
‫بعد اليوم ‪ ،‬و ألنها ظاهرة إنسانية و اجتماعية فإن ما يعتبر جريمة خاصة في نطاق‬
‫الجرائم الطبيعية‪ 23‬يكاد يكون موحدا بين كافة التشريعات بل و على اختالف العصور‬
‫إلى حد ما ‪ .24‬و لكن عنصر االختالف يكمن في فلسفة املنع‪ 25‬و التجريم و العقاب على‬
‫اعتبار أن الجريمة تختلف في أسبابها و طرق التصدي لها باختالف املجتمعات‪ .‬و من‬
‫‪26‬‬
‫نظرا لصعوبة مواكبة القانون‬ ‫ثمة ال يمكن اختزال مواجهتها بالتشريع الجنائي فقط‬
‫الجنائي الحتواء كل مظاهر االنفالت املجتمعي‪.27‬‬

‫لقد اهتمت املدرسة التقليدية‪ 28‬بزعامة الفقيه اإليطالي سيزار بيكاريا ‪CESARE‬‬
‫‪BECCARIA‬بالجريمة و بذلك أهملت الجانب اإلنساني في الظاهرة اإلجرامية سواء تعلق‬
‫األمر منه بالجاني أو املجني عليه‪ . 29‬لتلتقط املدرسة الوضعية مع لومبروزو‬
‫‪LOMBROSO‬و فيري ‪ FERRI‬و كالوفالو ‪ GAROFALO‬اإلشارة من املدرسة التقليدية‬

‫‪ 23‬بعد اطالعنا على مجموعة من املراجع وجدنا أن هناك من يسميها أيضا بالجرائم التقليدية و يقصد بها مثال القتل و السرقة‪ ،‬و في‬
‫مقابل الجرائم التقليدية نجد ما يسمى بالجرائم الحديثة أو املصطنعة و التي تفيد الجرائم اإللكترونية كالنصب اإللكتروني و عموما‬
‫الجريمة في ثوبها الجديد ‪ ،‬يراجع في هذا الشأن ‪:‬‬
‫‪ Amzazi Mohieddine ,Eléments de droit criminel, première édition, DAR AL QALAM, p59‬باإلضافة إلى أحمد الخمليش ي ‪ ،‬شرح‬
‫القانون الجنائي ‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 1985 ،‬ص ‪ ،22‬و كذا محمد التغذويني‪ ،‬إشكالية التجريم في التشريع الجنائي املغربي‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ ،2005‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 24‬حافظ أبو الفتوح أبو املعاطي ‪ ،‬شرح القانون الجنائي املغربي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1980‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 25‬هناك من يسميها أيضا بفلسفة الوقاية ‪ ،‬و هي املرحلة التي تسبق ارتكاب الجريمة ‪.‬‬
‫‪ 26‬حسم االقتناع بأن الجريمة ظاهرة إنسانية و اجتماعية ‪ ،‬ال يمكن اختزال مواجهتها بالتشريع الجنائي فقط ‪ :‬فريد السموني ‪ ،‬تحديث‬
‫التشريع الجنائي بين الحفاظ على الثوابت و مواكبة املتغيرات ‪ ،‬انظر الرابط االلكتروني التالي ‪:‬‬
‫‪https://drive.google.com/file/d/0BxhljGZIIY_JLUloN1NVSzEzc0U/view‬‬
‫‪ 27‬فريد السموني‪ ،‬املعين في املادة الجنائية لولوج املهن القضائية و األمنية ‪ ،‬الجزء األول ‪ :‬القانون الجنائي الخاص‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪. ،2012-2011‬‬
‫‪ 28‬من بين مبادئها نجد الشرعية ‪ ،‬حرية االختيار و اإلرادة الحرة املطلقة ‪.‬‬
‫‪ 29‬محمد الحسيني كروط ‪ ،‬املجني عليه في الخصومة ‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة على ضوء علم املجني عليه ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬السنة ‪2011‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪20‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫الجديدة من خالل تفريد العقاب‪ 30‬و ركزت كثيرا على الجاني مما نتج عنه اعتماد‬
‫التدابير االحترازية و الوقائية الشخصية منها و العينية ‪.‬‬

‫خاطئ من يعتقد أن املدرسة التقليدية الجديدة ‪L’ECOLE NEOCLASSIQUE‬‬


‫أهملت باملطلق الجاني علما أن تفريد العقاب من صميم إنتاجها الفكري ‪ ،‬و جانب‬
‫الصواب من اعتبر املدرسة الوضعية بعيدة و لم تنتبه قط للمجني عليه و إال كيف‬
‫نفسر صنف '' املجرم بالعاطفة '' الذي يتأثر بضغط االنفعاالت التي يثيرها املجني‬
‫عليه‪. 31‬‬

‫و مع استفحال الظاهرة اإلجرامية ظهر علم املجني عليه ‪ la victimologie‬كعلم‬


‫جديد انصب لدراسة موضوع الضحية الذي لطاملا كان منعدما لدى املدرسة التقليدية‬
‫و شبه منعدم لدى املدرسة الوضعية ‪.‬‬

‫بفضل علم املجني عليه ‪ la victimologie‬اتضحت الصورة قليال من جديد فيما‬


‫يخص الظاهرة اإلجرامية‪ .‬إذن ال غبار على أن املجني عليه يعتبر نافذة أخرى سمحت‪،‬‬
‫بدون مجال للشك‪ ،‬في إضاءة جوانب مظلمة في الظاهرة اإلجرامية ‪ ،‬و بالتالي يمكن‬
‫استيعابها وفق تصور جديد و فهم شامل للمجرم و الضحية والجريمة مما سيمكن ال‬
‫محالة من طرح بدائل أخرى و حلول من شأنها التصدي للظاهرة اإلجرامية من جهة و‬
‫تطور فلسفة املنع والتجريم و كذا العقاب من جهة أخرى‪.‬‬

‫إن القول بأن علم املجني عليه ساهم و أسهم في تطور فلسفة املنع و العقاب لم‬
‫يأت صدفة بل تطلب األمر البحث الرزين و املالحظة القوية‪ .‬و لعل أهم الجوانب التي‬
‫أضاءها علم املجني عليه هو إبراز دور املجني عليه في وقوع الجريمة سواء بخلق فكرتها‬
‫أو تسهيل ارتكابها ‪ ،‬و هو عمل يندرج ضمن صلب انشغاالت و اهتمامات الباحثين في‬
‫علم املجني عليه ‪.‬‬

‫‪Amzazi ,op,cit, p17. 30 Mohieddine‬‬


‫‪ 31‬محمد الحسيني كروط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪21‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫إن خلق فكرة الجريمة قديما يختلف عما هو األمر حاليا و هو أمر منطقي أفرزه‬
‫تطور الجريمة ‪ .‬فاالستفزاز مثال ‪ ،‬سواء باألقوال أو األفعال أو الحركات املشروعة ‪ ،‬يعد‬
‫سبب يخلق فكرة الجريمة لدى الجاني‪ ، 32‬و حاليا قد يتم خلق فكرة الجريمة بطرق‬
‫جديدة تعكس التطور التكنولوجي املعاش كما سنرى ذلك بالتفصيل الحقا‪.‬‬

‫في هذا السياق تماما‪ ،‬شكل استخدام التكنولوجيا حدثا هاما في تاريخ البشرية و‬
‫ارتبط بشكل قوي بمختلف مجاالت النشاط اإلنساني حتى أصبحت أمرا ضروريا‬
‫يستحيل االستغناء عنها‪ ، 33‬خاصة و أننا نعلم جيدا أن العالم تتم فيه املبادالت املالية‬
‫عن طريق املعلوميات في ثوان معدودة ‪ ،34‬هذا بصرف النظر عن السلبيات التي رافقت‬
‫ذلك االستخدام ‪ .35‬و بفضل التطور التكنولوجي الكبير في السنوات األخيرة أصبح‬
‫يوصف و يتهم كل من لم يعط لها األهمية باملتخلف و املتأخر ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫غير أنه قد يتم جرد االختراع التكنولوجي أساسا من عمقه االنتفاعي و االيجابي‬
‫إلى إلحاق األذى باآلخرين من خالل عدة أفعال تسمح بذلك على مستوى املوقع‬

‫‪32‬محمد الحسيني كروط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.147‬‬


‫‪ 33‬يوسف قجاج‪ ،‬اإلطار اإلجرائي الدولي في مجال البحث عن الجريمة اإللكترونية ‪ ،‬أنظر الرابط االلكتروني التالي ‪:‬‬
‫‪http://www.marocdroit.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%B1-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9_a6035.html‬‬
‫‪34‬ميراي دملاس مارتي‪ ،‬محيي الدين أمزازي ‪ ،‬التحوالت املمكنة للسياسات الجنائية العربية‪croisée des 2013 les éditions de la ،‬‬
‫‪، ، chemins‬السنة ‪ ،2013‬ص ‪.100‬‬
‫‪ 35‬لم يكن التقدم العلمي و التكنولوجي و استعمال الحاسوب قد أدى إلى الجريمة بل ساهم منذ اللحظة األولى في الجريمة و ما‬
‫االستغناء على كثير من اليد العاملة إال مثال واضح ساهم بشكل كبير في ارتفاع نسبة البطالة التي تعد سببا من األسباب التي تؤدي إلى‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫‪36‬أضحى الفيسبوك بما ال يدع مجاال للشك ‪ ،‬مالذا و سندا لكل مطالب بحقوقه الضائعة ‪ ،‬كشف الفساد و فضحه ‪ ،‬و جعل رؤوسا‬
‫عديدة مستبدة و طاغية ترحل بال رجعة ‪ ،‬نصر فئات عريضة مستضعفة في األرض ‪ ،‬منح هذا حقوقه ‪ ،‬و جعل آخر يعتذر ‪ ،‬و هكذا ‪...‬‬
‫تلك إذن عدالة الفيسبوك التي لجأ إليها املاليين من أبناء هذا الوطن الحبيب ‪ ،‬و غيره من األمم املنتشرة عبر العالم‪.‬‬
‫هذه الوثيرة و الكيفية العادلة ‪ ،‬أضحى " الفيسبوك " محكمة سامية فوق العادة ‪ ،‬ال تعترف بالفوارق االجتماعية و ال تقبل الرشوة من‬
‫هذا أو ذاك ‪ ،‬و ال يمكن للقاض ي فيها ان يحكم بغير ما اجمع عليه عموم املواطنين ‪ ،‬حيث يستمع لجميع الردود الواردة عليها‪ ...‬يراجع في‬

‫‪22‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫االجتماعي الفايسبوك ‪ .37‬بفضل التطور التكنولوجي أصبح التواصل و الجواب مقترنا‬


‫بنفس اللحظة عبر وسائل االتصال الحديثة منها الفيس بوك أو الفايس بوك‪. 38‬‬

‫من هذا املنطلق‪ ،‬يثور التساؤل عن دور املجني عليه في وقوع الجريمة في فضاء‬
‫الفايسبوك ؟ أي إلى أي حد يمكن القول أن املجني عليه في خدمة الجاني ؟ خاصة و‬
‫أننا ندرك جيدا أن مجموعة من األفعال و األقوال و كذا املعلومات قد تخلق فكرة‬
‫الجريمة أو تسهل تنفيذها ‪ .‬و يمكن تفكيك هذا اإلشكال املركزي إلى سؤالين فرعيين ‪:‬‬
‫إلى أي حد يمكن القول بأن الفايسبوك يعتبر فضاء يسمح بخلق فكرة الجريمة لدى‬
‫الجاني ؟ و إلى أي حد يمكن اعتبار الفايسبوك فضاء يسمح بنشر معلومات تسهل‬
‫تنفيذ الجريمة ؟‬

‫إن مناقشة هذا املوضوع‪ ،‬بناءا على اإلشكالية املركزية السالفة الذكر‪ ،‬يقتض ي‬
‫منا تقسيمه إلى مطلبين أساسيين بحيث سنتولى مناقشة الفايسبوك و خلق فكرة‬
‫الجريمة لدى الجاني في املطلب األول‪ ،‬على أن نناقش الفايسبوك و تسهيل تنفيذ‬
‫الجريمة من طرف الجاني في املطلب الثاني ‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬الفايسبوك و خلق فكرة الجريمة‬

‫ال أحد ينكر الدور املتميز الذي لعبه األنترنيت بمناسبة الربيع الديموقراطي الذي‬
‫أفرز تحوالت سياسة هامة لم يكن أحد يتوقعها‪ ،39‬مما يبين و بامللموس أن األنترنت‬

‫هذا الشأن مقال ‪ :‬عبداالله بوسحابة ‪ ،‬عدالة " الفيسبوك " ‪ ...‬محكمة من ال محامي له‪،‬على الرابط االلكتروني التالي ‪:‬‬
‫‪http://www.akhbarona.com/social/154448.html#ixzz3zfK8lqpL‬‬
‫‪ 37‬استغالله في ارتكاب الجرائم كالنصب االلكتروني و االبتزاز مثال ‪.‬‬
‫‪ 38‬رشيدة أحفوظ ‪ ،‬واجب التحفظ‪ ..‬تدوينات القضاة على الفيس بوك ‪ ،‬جريدة األخبار ‪ ،‬العدد ‪ ،955‬الجمعة ‪ 12‬فبراير ‪ ،2016‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 39‬ميراي دملاس مارتي‪ ،‬محيي الدين أمزازي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪23‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫اكتسب في الوقت الحاضر سلطته من خالل املعلومات التي يوفرها و تبادل املعطيات‬
‫التي يؤمنها ‪ ،‬إضافة إلى دوره في نسج العالقات بين األفراد و الجماعات‪.40‬‬

‫في هذا السياق كان تبادل الصوت البشري من أعظم املهام التي كان يؤديها‬
‫الهاتف التقليدي بيد أن التطور التكنولوجي سمح بتطوير هذه الهواتف و أدوارها ‪.‬‬
‫باملوازاة مع تطور الهواتف املحمولة أصبح باإلمكان تبادل الجميع كمية هائلة من‬
‫البيانات و الصور و األفالم و غيرها من األمور على مستوى الفايسبوك‪.‬‬

‫هذا و قد أصبحنا في زمن الفايسبوك نتصارع في منح اآلخر جميع املعلومات عنا‬
‫ترسيخا لثقافة التواصل و االنفتاح من جهة و تأسيسا لفضاء مفعم بالثقة املتبادلة‬
‫من جهة ثانية‪ ، 41‬و تطبيق الفايسبوك ‪ APPLICATION‬يجود علينا بخدماته في هذا‬
‫الشأن خاصة الوحدة و املرض إلى جانب السفر‪.42‬‬

‫لقد كان الجاني يترصد املجني عليه ‪ ،‬و يجمع حوله املعلومات التي تتقاطر عليه‬
‫ببطء شديد بعد عناء طويل و ترصد دقيق ‪ ،‬أما اآلن فاملجني عليه يقوم بإهداء الجاني‬
‫معلومات ذهبية ‪ ،‬يتطلب جمعها و استقصائها مدة ليست بالهينة ‪ ،‬من قبيل الحالة‬
‫الصحية ( الفقرة األولى ) و الوحدة في البيت ( الفقرة الثانية ) و سفره أحيانا ( الفقرة‬
‫الثالثة )‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬املرض‬

‫مما ال شك فيه أن اإلرهابي ال يختار الضحية و ال يعرفها إال في حاالت نادرة‪،43‬‬


‫غير أنه في غالبية الجرائم األخرى يكترث الجاني بشخصية املجني عليه بحيث يستهدف‬

‫‪ 40‬كوثر كسطيط ‪ ،‬ترجمة أحمد بنشريح و محمد الصالحي ‪ ،‬حماية األطفال على األنترنيت‪ ،‬مجلة الشرطة ‪،‬أكتوبر ‪ ،2015‬العدد ‪،11‬‬
‫ص ‪.14‬‬
‫‪ 41‬بوشعيب أرميل ‪ ،‬الجريمة ‪ ...‬بين االحساس و الواقع ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬العدد ‪ ،1‬غشت ‪ ،2014‬ص‪.3‬‬
‫‪.en voyage.. , 42 En forme , malade , calme‬‬
‫‪ 43‬ميراي دملاس مارتي‪ ،‬محيي الدين أمزازي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪24‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫ضحية بعينها مادام يتوفر على صورها بمالمح بارزة تسمح له بإعداد القوة الالزمة‬
‫لتنفيذ الجريمة و األكثر من ذالك لديه معلومات دقيقة حول املجني عليه ‪.‬‬

‫يتميز عصرنا الحديث بصراع قوي للبحث عن املعلومة و إيصال املعلومة ‪ ،‬و‬
‫تستعمل تقنيات تعرف تطورا سريعا ملا له من انعكاسات على املجتمع ‪ .44‬من هنا يظهر‬
‫الدور الذي يلعبه املجني عليه في وقوع الجريمة التي يكون هو ضحية لها‪ .45‬إن موقف‬
‫املجني عليه يساهم ويؤدي في نفس الوقت إلى خلق فكرة الجريمة لدى الجاني في بعض‬
‫الحاالت‪ ،‬و ما الفايسبوك إال فضاء حيوي يسمح بذلك‪.‬‬

‫إننا بفضل الفايسبوك نعيش موت املسافات و نعلن بصدق عن همومنا و حاالتنا‬
‫النفسية و حالتنا املرضية و يطالب املجني عليه األصدقاء إيفاءه الدواء املناسب‬
‫للمرض املعلن عنه لعله يستفيد من تجربة ناجحة مر منها أحد األصدقاء ‪.‬‬

‫بنشره حالته املرضية في الفايسبوك ال يدرك درجة الخطر الذي قد يتعرض له في‬
‫ظل غياب الوعي بإمكانية وجود من يتربصون به في تلك الحالة املرضية التي يعجز‬
‫الدفاع عن نفسه بالرغم من كون الدفاع الشرعي حق منحه إياه املشرع له طبقا‬
‫للفصل ‪.46 124‬‬

‫إن التصريح بالحالة املرضية للمجني عليه قد تكون من تلقاء نفسه أو من طرف‬
‫أفراد العائلة أو من األصدقاء ‪ ،‬وغالبا ما يكون الغرض من وراء ذلك التصريح في‬
‫الفضاء األزرق باإلضافة إلى إمكانية االستفادة من تجربة سابقة‪ ،‬كما أسلفنا الذكر ‪،‬‬
‫فإنها ذات داللة دينية يرجى من خالله الدعاء للمجني عليه بالشفاء العاجل ‪.‬‬

‫‪ 44‬رشيدة أحفوظ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ 45‬محمد الحسني كروط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪46‬أسباب التبرير كالضرورة و القوة القاهرة و أمر القانون و السلطة الشرعية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫لقد أصبح الفايسبوك يعج بصور املرض ى داخل بيوتهم و داخل املصحات و‬
‫املستشفيات ‪ ،‬مشفوعة بنوع املرض و مكان تواجد املريض ‪ ،‬و تعليقات األصدقاء‬
‫يمكن تلخيصها في دعواتهم بالشفاء العاجل للمريض‪.‬‬

‫قد يتبادر إلى ذهنه أنه قدم هدية للجاني بطريقة غير مباشرة كلما كان غرضه من‬
‫إفشاء سر مرضه هو معرفة من سيتضامن معه و من ال يكترث ملرضه و من سيفرح ‪.‬‬

‫اإلعالن عن املرض فرصة ال تعوض ملن يتربص باملجني عليه بحيث قد يكلفه األمر‬
‫القيام بزيارة املريض ‪ ،‬املجني عليه ‪ ،‬لتنفيذ مخطته اإلجرامي‪ .‬هذا و يزداد األمر فرحا‬
‫لدى الجاني كلما ارتبط مرض املجني عليه بالوحدة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الوحدة‬

‫اعتبرت الكثير من الدراسات أن استخدام الهواتف النقالة و القدرة على التبادل‬


‫الرقمي للمعلومات و الخدمات سواء عبر الهاتف املحمول أو الحواسيب االلية من أبر‬
‫األسس املعرفية التي يقوم عليها مجتمع املعلومات‪ ،47‬و بهذا تكون التكنولوجيا و‬
‫املعلوميات و األنترنيت قد ساهمت في توطيد عالقات التواصل بين األفراد و الجماعات‬
‫‪ ،‬و يعتبر املوقع االجتماعي الفايسبوك مثاال واضحا في ذلك الشأن ‪.‬‬

‫بفعل حركية و دينامية املوقع االجتماعي يهدي الشخص أحيانا معلومات بسيطة‬
‫لكنها خطيرة في نفس الوقت‪ ،‬بسيطة ألنه يعتقد أن ال أحد يكترث ‪ ،‬و خطيرة مادام‬
‫البعض يترصد له و يتربص به‪.48‬‬

‫‪47‬طارق عفيفي صادق أحمد ‪ ،‬الجرائم االلكترونية جرائم الهاتف املحمول‪ ،‬دراسة مقارنة بين القانون املصري و االماراتي و النظام‬
‫السعودي‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2015‬املركز القومي لالصدارات القانونية ‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 48‬فعلى سبيل املثال معلومة بسيطة مفادها ادعاء تافه و مفاخرة صورية جعلت ختي طامو ضحية في قضية قتل نسجت حقائقها من‬
‫التالي ‪:‬‬ ‫على الرابط االلكتروني‬ ‫‪ ،‬راجع مقال الطاهر الجباري ‪ ،‬ثرثرة في ظل الجريمة‬ ‫مفاخرة كاذبة‬
‫‪http://www.hespress.com/writers/302146.html‬‬
‫‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫ولئن كانت الهواتف الذكية ال تفارق أيدي الشباب أينما حلو و ارتحلوا ‪ ،‬فإن كل‬
‫خطوة يقومون بها أو معلومة يعرفونها إال و هم يضغطون على أزرار ليشاركوها مع‬
‫زمالئهم‪ ،49‬خاصة و أننا ندرك جيدا أن أجهزة الهاتف النقال لم تعد مجرد وسيلة‬
‫اتصال صوتي بحيث أصبحت تستخدم كأجهزة كمبيوتر و تصفح األنترنت و األجهزة‬
‫الجديدة يمكنها التصوير بنفس نقاء و وضوح الكاميرات الرقمية‪ .‬و كذلك يمكن إرسال‬
‫الرسائل القصيرة ألي مكان في العالم‪.50‬‬

‫يعتبر معطى الوحدة خطير جدا و هدية مجانية للجاني و نصيب من املسؤولية في‬
‫خلق فكرة الجريمة ‪ ،‬و عليه فكل مجني عليه ليس بالضرورة مجني عليه مما يعني وجود‬
‫حاالت يكون املجني عليه فعال مجني عليه ‪ ، 51‬لوال البوح بالوحدة أو السفر ملا تجرأ أحد‬
‫على املجني عليه‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬السفر‬

‫سافر و ال تخبر أحدا ألن الناس يفسدون كل ش يء مبدأ و قاعدة سادت قديما لدى‬
‫عامة الناس‪ ،‬بحث يكتفي بإخبار من له املصلحة في ذلك كالوالدين و الزوجة و األبناء‬
‫وفقط‪.‬‬

‫غير أنه في الفايسبوك غالبا ما يشير املجني عليه للسفر داخل الوطن أو خارجه في‬
‫إطار حضور أشغال يوم دراس ي أو حدث نضالي معين أو غيره من األغراض األخرى ‪ ،‬هذا‬

‫‪49‬‬
‫‪En train de boire, en train d’écouter la music, de jouer …..‬‬
‫‪50‬طارق عفيفي صادق أحمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪le rôle accélérateur ou précipitant de la victime dans le passe à l’acte. voir l’article de Elysee /51 Le passage à l’acte criminel‬‬
‫‪AWAZI BIN SHABANI, appréciation souveraine du juge dans la détermination de la proportionnalité entre l’attaque et la‬‬
‫‪riposte : cas d’une victime agresseur originel , mémoire de licence 2010/2011, université de goma, publié sur le lien suivant :‬‬
‫‪http://www.memoireonline.com/08/11/4701/Appreciation-souveraine-du-juge-dans-la-determination-de-la-‬‬
‫‪proportionnalite-entre-lattaque-et.html#_Toc298306550‬‬

‫‪27‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫ويزداد السفر السياحي في العطل للتباهي بين األصدقاء و البحث في نفس الوقت عن‬
‫أكبر عدد ممكن من '' الجيمات ''‪.‬‬

‫لهذا فإن املجني عليه غالبا ما يلعب دورا خطيرا في املعلومات التي يدلي بها على‬
‫الفايسبوك ‪ ،‬و بمعلوماته تلك ال يدرك أنها تساهم في خلق فكرة الجريمة لدى الجاني ‪.‬‬
‫هكذا يكشف عن غيابه عن منزله فضال عن الكشف بمن معه في رحلته‪ ،‬تلك إذن‬
‫سنة املوقع االجتماعي‪.‬‬

‫بناءا على ما سبق يتضح بجالء الفرق بين حجم الجهد الذي يبذله الجاني إلرتكاب‬
‫جريمة في املاض ي و اليوم في سياق التطور التكنولوجي ‪.‬‬

‫بعدما نال الجاني معلومات مهمة عن املجني عليه بدون مشقة و عناء كبيرين ‪ ،‬ال‬
‫ينقصه ‪ ،‬بعد أن خلقت الجريمة في ذهنه ‪ ،‬إال صور بيته أو غرفته و مدة غيابه بعدما‬
‫حدد وجهة سفره ‪ ،‬حتى يتمكن الجاني من تنفيذ الجريمة بكل طمأنينة و إخفاء معالم‬
‫الجريمة و محو اثارها بدقة‪. 52‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬الفايسبوك و تسهيل تنفيذ الجريمة‬

‫بعدما أسدى املجني عليه خدمة مجانية جليلة للجاني من خالل تصريحه على‬
‫مستوى الفضاء األزرق بأنه وحيد أو مريض أو مسافر ‪ ،‬يكون قد منح للجاني فرصة‬
‫الرتكاب الجريمة‪ ،53‬مما يؤكد بأن الجريمة انتقلت من البساطة و العفوية إلى التنظيم‬
‫الدقيق الذي يتصف بالترتيب و االعداد ‪ ،54‬فالتنفيذ السحري للجريمة يقتض ي الحد‬
‫األدنى من الوسائل و املعلومات‪ .‬فتحركات الجناة لم تعد اعتباطية في غالب األمر‪ ،‬بل‬

‫‪ 52‬فك خيوط الجريمة و ألغازها بعيد كل البعد ‪ ،‬نظرا ألهمية الزمن في العثور أو فقدان أدلة االثبات في مسرح الجريمة‪.‬‬
‫‪ 53‬يكون كالشجرة التي يستغل خشبها في إنجاز عصا الفأس الذي سيقوم بقتل الشجرة التي هي أصال مصدر تلك العصا ‪.‬‬
‫‪ 54‬فاملجرم إنسان يملك جملة من الشواهد ‪ ،‬متخصص ‪ ،‬لديه هاتف ذكي ‪ ،‬و يرتدي الهندام إلى غير ذلك من األمور ‪ .‬لم يعد ذلك‬
‫الشخص ذو املالمح االجرامية الواضحة على وجهه و مالبسه منذ اللحظة األولى ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫هي تحركات مدروسة و مبنية على معطيات دقيقة من قبيل الصور )الفقرة األولى( و‬
‫الوجهة )الفقرة الثانية ( باإلضافة إلى مدة الغياب )الفقرة الثالثة( ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬الصور‬

‫لقد أصبحت الهواتف الذكية تحتوي على العديد من التقنيات املدمجة و من‬
‫ذلك الكاميرا الرقمية التي تحظى باهتمام غالبية مستخدمي هذه الهواتف ‪ ،‬إذ تمكنهم‬
‫من توثيق مشاعرهم و بعض اللحظات و التجارب الحياتية التي يمرون بها بصورة‬
‫عارضة في حياتهم اليومية‪.55‬‬

‫أصبح شيوع الصورة و اختراقها كل الفضاءات بدون تحفظ موضع اهتمام متزايد‬
‫في املجالس الخاصة باملغرب ‪ ،‬فالتطور التكنولوجي الكبير للسنوات األخيرة ـ خاصة في‬
‫صناعة الهواتف الذكية ـ أفض ى إلى واقع جعل كل املواطنين مصورين ملشاهد و موثقين‬
‫ألحداث‪.56‬‬

‫و بذلك صاحب قدوم األنترنت ظهور أنماط جديدة من اإلجرام‪ ،‬أو مايصطلح عليه‬
‫بجرائم األنترنيت‪ 57‬حيث تختلط الجريمة املعلوماتية بالجريمة التقليدية‪ .58‬و باملوازاة‬
‫استعانت مصالح األمن الوطني بالتقنية الحديثة ملواكبة التطورات التي يتميز بها هذا‬
‫النوع من الجريمة ‪ ،‬حيث وظفت مهندسين و أطر متخصصين في التكنولوجيا الحديثة‬
‫‪ ،‬و خلقت بنيات إدارية متخصصة في مكافحة هذا النوع من اإلجرام ‪ .59‬هذه‬

‫‪ 55‬طارق عفيفي صادق أحمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪ 56‬أحمد عصيد ‪ ،‬الصورة و الحياة الخاصة ‪ ،‬قراءة في '' النزعة الفضائحية '' ‪ ،‬مقال منشور على الرابط االلكتروني التالي ‪:‬‬
‫‪http://www.goud.ma/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D8%A9%D8%8C-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-‬‬
‫‪%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%B9-253436/‬‬

‫‪ 57‬عبد الرزاق رفيق ‪ ،‬النصب عبر األنترنت ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬العدد ‪ ،15‬أبريل ‪ ،2016‬ص ‪.22‬‬
‫‪58‬‬
‫النصب االلكتروني ‪ ،‬السب عبر االنترنت ‪ ،‬االعتداء على امللكية الفكرية التدوينات مثال ‪.‬‬
‫‪ 59‬سكرتارية التحرير ‪ ،‬االبتزاز الجنس ي االفتراض ي أو السكيزوفرينيا الرقمية ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬غشت ‪ ،2015‬العدد ‪ ،10‬ص‪.14‬‬

‫‪29‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫التكنولوجية الحديثة استغلها ذوي النية السيئة لإلضرار بمصالح الغير خاصة املوقع‬
‫االجتماعي الفايسبوك الذي ال يعترف بالحدود الجغرافية و الذي أفرز عالم مصغر‬
‫تتدفق فيه األخبار دون انقطاع بصفة نهائية‪.‬‬

‫إذا كان املجرم يجتهد دائما لحجب هويته ‪ ،60‬و يتفادى باستمرار ترك أشياء تدل‬
‫عليه بمسرح الجريمة ‪ ،61‬فإن املجني عليه ال يتوانى في التقاط صور عديدة من داخل‬
‫البيت أو خارجه‪ 62‬و مشاركة األصدقاء لحظات تدل عليها و تؤرخ لها تلك الصور و من‬
‫أجل التباهي في عدة أحيان على مستوى الفضاء األزرق كما يحلو للبعض تسميته‪.‬‬

‫هكذا يعتقد املجني عليه أن األمر عادي جدا و ينس ى أن عصرنا يتميز بصراع قوي‬
‫للبحث عن املعلومة و إيصال املعلومة ‪ 63‬و من ثمة لن يستطع أن يستوعب التداعيات‬
‫السلبية لتلك الصور ال حقا ‪ ،‬فمثال قد يتم إعادة تركيب الصور الجانبية املنشورة على‬
‫الصفحة الرسمية بموقع التواصل االجتماعي فايسبوك لينطلق بعد ذلك مسلسل‬
‫االبتزاز الجنس ي عبر التهديد بنشر تلك الصور املفبركة‪ 64‬و عندئذ يستوعب املجني عليه‬
‫األخطار التي تتربص به على مستوى مواقع التواصل و منتديات الدردشة على شبكة‬
‫االنترنيت بالخصوص املهووسين أو املدفوعين بنزوة جنسية‪.65‬‬

‫إلى جانب إعادة تركيب الصورة املنشورة بموقع التواصل االجتماعي فايسبوك ‪،‬‬
‫هناك صور اعتداء أخرى على خصوصيات االخرين خاصة التقاط صورهم الشخصية‬
‫‪ ،‬بكاميرا الهاتف أوتصويره بكاميرا الفيديو‪ ،‬دون الحصول على إذنهم أو حتى لفت‬
‫‪ 60‬و استثناء ينشر بعض الشبان لصور فوتوغرافية على حساباتهم الشخصية في موقع التواصل االجتماعي فايسبوك ‪ ،‬يظهرون فيها‬
‫حاملين ألسلحة بيضاء من مختف األحجام ‪ ،‬و يعرضون أمواال و ممتلكات منقولة على أساس أنها عائدات إجرامية ‪ ،‬فضال عن تذييل‬
‫تلك الصور بتدوينات تشيد بالسلوك االجرامي ‪ ،‬و تجعل منه مرادفا للرجولة و معيارا محددا لنيل االعجاب و استمالة املعجبين ‪ .‬راجع ‪،‬‬
‫بوشعيب أرميل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪61‬بوشعيب أرميل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ 62‬املقهى أو الطريق املألوفة ‪ ،‬وقت ممارسة الرياضة ‪.‬‬
‫‪ 63‬رشيدة أحفوظ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 64‬كوثر كسطيط ‪ ،‬ترجمة محمد الرحماني ‪ ،‬جميعا من أجل انترنت أكثر أمنا لشبابنا ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2015‬العدد ‪11‬ص‬
‫‪.19‬‬
‫‪ 65‬سكرتارية التحرير ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫‪30‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫انتباههم لهذا األمر‪ ،‬بل أنه في غالب األمر ال يدري الضحية بما تعرض له من اعتداء‬
‫سواء اقتصر األمر على ذلك أم قام الجاني بإرسالها و اطالع الغير على الصور و مقاطع‬
‫الفيديو امللتقطة‪.66‬‬

‫و في هذا السياق صدر قرار عدد ‪ 3127‬ملحكمة النقض بتاريخ ‪ 28‬يونيو ‪ 2011‬في‬
‫امللف مدني عدد ‪ 2009/3/1/2775‬بشأن كل من يسرق الصور الشخصية و ينشرها‬
‫دون إذن صاحبها و يستعملها في أغراض غير شرعية يستوجب التعويض ‪ ،‬و بذلك أقر‬
‫قاعدة مفادها أن لكل انسان الحق في االعتراض على نشر صورته بدون إذن منه ‪ .‬و هو‬
‫قرار ال يسعنا إال أن ننوه به في ظل االستغالل املفرط لصور املواطنين بدون إذنهم‪..67‬‬

‫عندما يلتقط صورا مختلفة من رحم ببته وينشرها بدون تردد وبدون حساب‪ ،‬ألنه‬
‫ال يعتقد أنه يترصدون له‪ .‬والخطير في األمر أن التقاط الصور من زاوية واحدة ممل‬
‫جدا ومنبوذ لدى زوار العالم األزرق‪ .‬هذا األخير يعرف نشاط وحيوية والحصول على‬
‫أكبر عدد ممكن من الجيمات يستوجب أخذ صور متعددة في وضعيات مختلفة ‪ ،‬وكل‬
‫ذلك بسبب ديناميته السريعة‪.‬‬

‫يكشف املجني عليه عن غيابه عن منزله‪ ،‬بتحديد الوجهة‪ ،‬بعدما أهدى للمجرم‬
‫صور مختلفة من عمق بيته و رحمها ‪ ،‬و بجمعه لتلك الصور املأخوذة من زوايا مختلف‬
‫يصبح أمر بلورة خطة تنفيذ الجريمة واضحا و بأقل التكاليف و املغامرة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الوجهة‬

‫يحظى الهاتف النقال الذكي كما الحاسوب بأهمية بالغة في الحياة اليومية لكل‬
‫فرد من خالل االستفادة من الخدمات املميزة بفضل تزويد هذه األجهزة بالقدرة على‬
‫االتصال بشبكة األنترنت ‪ ،‬و بالتالي فقد صار بمقدور املستخدم االستفادة من مختلف‬

‫‪66‬‬
‫طارق عفيفي صادق أحمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪67‬‬
‫قرار متاح على الرابط االلكتروني التالي ‪http://www.atlasscoop.com/news7662.html :‬‬

‫‪31‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫الخدمات الرقمية و في أي مكان‪ .68‬غير أنه ال يمكن اختزال دور الفايسبوك في تحديد‬
‫أماكن التواجد و أخذ الصور ‪.‬‬

‫الفايسبوك الذي ال تغرب عنه الشمس حيث يوجد هامش كبير من الحرية و‬
‫مساحات كثيرة من الجيكات لتحميل أجمل و أحسن الصور ‪ ،‬هناك اتفاقيات للتبادل‬
‫الحر بدون مساطير و جمارك‪.‬‬

‫إن إنشاء حساب على املوقع االجتماعي يجعلك تتلقى طلبات الصداقة ‪ ،‬و مبدئيا‬
‫يتم قبول طلبات األصدقاء الحقيقين الذين نعرفهم و غيرها من الطلبات الواردة ترفض‬
‫تماما ‪ .‬غير أنه يوجد من يقبل جميع الطلبات الواردة عليه بحثا عن عدد ممكن‬
‫للجيمات ملنشوراته‪.‬‬

‫في هذا السياق تجدر اإلشارة إلى وجود حسابات ألسماء وهمية غالبا ما تكون‬
‫للجناة أو انتحال هوية مستعارة أو التخفي وراء صفة وهمية‪ ،69‬ومنه يقوم الجناة بربط‬
‫عالقات صداقة مع ضحاياهم عبر مواقع الدردشة‪.70‬‬

‫و بالرغم من الحيطة و الحذر من الغرباء‪ ،‬فإنه ال ضمانة في بقاء األصدقاء‬


‫أصدقاء بل من املمكن أن يتحولوا إلى أعداء و بعد ذلك إلى جناة ‪ .‬و من املعلوم أن‬
‫الجرائم ترتكب بين أشخاص يعرف بعضهم بعضا كاألقارب و األزواج و األصدقاء‪ ، 71‬و‬
‫ليس غريبا أن يحدث في التعامل اليومبي بين من ال تربط بعضهم ببعض إال عالقات‬
‫اجتماعية عابرة أو غير وطيدة‪.72‬‬

‫‪ 68‬طارق عفيفي صادق أحمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪ 69‬ينتحل صفة فتاة ‪ ،‬و يتخذ أسماء مستعارة كثيرة ‪ ،‬إحداث حساب وهمي باسم مستعار لفتاة مع تعليق صورتها على الحائط الرقمي ‪،‬‬
‫و الحال أنه ذكر و خاصة من فئة الشباب ‪.‬‬
‫‪ 70‬عبد الرزاق رفيق ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 71‬محمد الحسيني كروط ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ 72‬سامية حسن الساعاتي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪32‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫سهولة الحصول و الوصول إلى املعلومة ‪ ،‬و اإلمكانيات الالمحدودة و تبادلها و‬


‫إرسالها بصرف النظر عن املسافات الجغرافية عالمة من عالمات املجتمع املعلوماتي‪.‬‬

‫فالجاني قد يترصد املجني عليه عن بعد في املسافة و عن قرب في الفايسبوك ‪،‬‬


‫فنشر املجني عليه لصوره و إعالنه الوجهة يجعل الجاني ينتظر معطى مدة الغياب الذي‬
‫ال يقل أهمية من املعلومات الذهبية التي أفشاها على مستوى املوقع االجتماعي‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مدة الغياب‬

‫واكب إضفاء الطابع الديموقراطي على تكنولوجيا املعلومات و االتصاالت‪ ،‬و تبادل‬
‫املعارف و الخبرات على شبكة األنترنت بشكل شبه يومي ‪ ،‬فتح افاق أوسع أمام االنسان‬
‫ليصل إلى املعلومات التي يبتغيها من خالل نقرات بسيطة و ذلك بشكل منهجي أو‬
‫عفوي‪..73‬‬

‫و الجدير بالذكر في هذا السياق ‪ ،‬أن الفايسبوك و جد أرضا خصبة النتشاره ‪ ،‬بل‬
‫و لهيمنته على عقول و عواطف الشباب‪ ، 74‬و واقع الحال يؤكد فعال أن أعين شبابنا‬
‫تظل عالقة بشكل دائم بشاشات الحاسوب‪ ،75‬كما تمسك أيديهم دائما بالهواتف‬
‫الذكية مهووسين باألخبار املتداولة و املستجدات املنشورة مما يخلق نوعا من الحماس‬
‫ملسايرة تلك املستجدات فيبوح بمدة غيابه بعدما فصح عن الوجهة و نشر صور غرفته‬
‫أو منزله‪.‬‬

‫مدة الغياب عن الغرفة أو املنزل معلومة ذهبية بالنسبة للجاني نشرها املجني‬
‫عليه بنقر بسيط على أزرار‪ ،‬فمن خاللها تتم بلورة خطة تنفيذ الجريمة‪ .‬فالغياب ملدة‬
‫قصيرة ليس هو الغياب ملدة طويلة‪ ،‬و األكثر من ذلك فنوع الجريمة يستوجب وسائل‬
‫تنفيذ تتماش ى معه‪ .‬أي ما معناه املدة الالزمة للتفكير في خطة محكمة من قبل الجاني‬

‫‪ 73‬نجوى فرح ‪ ،‬البالجيا و السرقة الفكرية ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬غشت ‪ ،2015‬العدد ‪ ،10‬ص ‪.16‬‬
‫‪ 74‬إبراهيم كراكي ‪ ،‬محاضرات في مادة املنهجية القانونية ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2016/2015‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 75‬كوثر كسطيط ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪33‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫تشمل مفهوم املشاركة و املساهمة في القانون الجنائي ‪ ،‬بمعنى املساهمين و املشاركين و‬


‫اليات التنفيذ ناهيك عن طرق إخفاء اثار الجريمة‪.‬‬

‫من األحسن تفادي نشر الصور من رحم البيوت ‪ ،‬و من الضروري تفادي إفشاء‬
‫أسرار عن مكان تواجد املجني عليه و األماكن املعتادة ‪ .‬و ملن لم يستطع ‪ ،‬فعلى األقل‬
‫عدم نشر املعطيات و املعلومات فورا و الصور في اللحظة ذاتها‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫إذا كان الفضاء السيبيراني جزأ ال يتجزأ من املعيش اليومي لإلنسان الحاضر‪،76‬‬
‫فإنه في أمس الحاجة ليقظة تهدف إلى ترشيد كيفية التعاطي مع وسائل االتصال‬
‫الجديدة و إنضاج شروط و قواعد استعمالها بشكل جيد‪.‬‬

‫إن تدخل املشرع لحماية املجني عليهم من خالل العناية القانونية بهم أمر يفرض‬
‫نفسه و بقوة ‪ ،‬ألن الدفاع عن الجاني و حقوقه خطاب نسمع صداه في مختلف أرجاء‬
‫املعمور‪ .‬غير أن تدخل املشرع في هذا املوضوع املعقد و الشائك أمر في غاية الصعوبة‬
‫مادام يناقش في ان واحد موضوع املجني عليه الحديث و تأطير التكنولوجيا بالقانون‬
‫موضوع حديث العهد بدوره‪.‬‬

‫لقد شاع القول طويال بأن التكنولوجيا محايدة ال تأثير لها على القانون و بأن‬
‫العكس هو الصحيح ‪ ،‬لكن املوضوعية تقتض ي االعتراف باألثر املتبادل بين الحقلين ‪،‬‬
‫على األقل بمالحظة قيام فرع قانون جديد إثر كل تطور مهم للعلوم و التكنولوجيا‬
‫‪.77‬‬
‫بغاية تنظيم استعمالها‬

‫‪ 76‬كوثر كسطيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪ 77‬محمد االدريس ي العلمي املشيش ي ‪ ،‬لهث القانون وراء تهافت العلم و التكنولوجيا ‪ ،‬انظر الرابط االلكتروني التالي ‪:‬‬
‫‪http://www.marocdroit.com/%D9%84%D9%87%D8%AB%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8‬‬
‫‪8%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%‬‬

‫‪34‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫هكذا يتدخل املشرع بالتجريم و العقاب‪ 78‬لضبط سلوكيات األفراد‪ ،‬و قد يتدخل‬
‫‪79‬‬
‫التي يقصد بها اإلجراءات و التدابير‬ ‫قبل التجريم و العقاب من خالل سياسة املنع‬
‫الالزمة قبل وقوع الجريمة للتخفيف من االجرام و ليس الحد منه‪ 80‬بل جعله في حدوده‬
‫املقبولة‪ .81‬و الحقيقة أن التدابير السابقة على الجريمة هي التي تستهدف إصالح الخلل‬
‫االجتماعي مباشرة باعتباره مصدر الداء ‪ ،‬فعلى املجتمع الذي يريد وقاية نفسه من‬
‫االجرام أن يقوم أن يقوم بإصالح نظمه السياسية و اإلدارية و القانونية و االقتصادية و‬
‫التربوية ‪ ،‬والصحية ‪ ،‬والعمرانية و غيرها من املقومات و الضوابط التي تنظم تعايش‬
‫أفراده ‪ ،‬و تحكم تماسكهم االجتماعي ‪.82‬‬

‫إن مختلف الدول تعمل على تأطير التقنيات الحديثة التكنولوجية منها و‬
‫البيوتكنولوجية و على ضبطها بالقانون ‪ ،‬إن القانون أصبح يتدخل في مجاالت متعددة‬
‫و يفرض نفوذه على أنشطة فردية و جماعية لم يكن يقترب منها في املاض ي‪ 83‬غير أنه إذا‬
‫كان ذلك منطقيا و مقبوال في بعض املجاالت‪ ، 84‬فإن التكنولوجيا ترى في ذلك أصفادا‬
‫غير مناسبة و ال مفيدة و تقييدا الستقاللها و تطورها ‪.85‬‬

‫‪88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D9%82%D9‬‬
‫‪%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_a5886.html‬‬
‫‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫املفهوم الضيق للسياسة الجنائية ‪ ،‬بمعنى أنها تخص التجريم و العقاب بعيدا عن املنع و الوقاية تماشيا و التعريف الذي وضعه‬
‫فيورباخ ‪ :‬مجموعة الوسائل الزجرية التي تواجه بها الدولة الجريمة‪.‬‬
‫‪ 79‬املفهوم الواسع للسياسة الجنائية ‪ ،‬بمعنى أنها تشمل إلى جانب التجريم و كذا العقاب املنع و الوقاية‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫‪Elysee AWAZI BIN SHABANI, op , cit .‬‬

‫‪ 81‬عبد الحفيظ بلقاض ي ‪ ،‬التدخل الجنائي بين التقييد بالحد األدنى و املد التوسعي الشامل ‪ :‬القانون الجنائي املعاصر و التغيير في‬
‫النموذج االرشادي ‪ ،‬مجلة القصر ‪ ،‬العدد ‪ 10‬يناير ‪ ،2005‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 82‬أحمد الخمليش ي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 83‬محيي الدين أمزازي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.108‬‬
‫‪ 84‬البيئة ‪ ،‬البيولوجيا و غيرها بحيث يظل الهدف األساس ي و الجوهري وراء ذلك النفوذ هو تحقيق الحماية لإلنسان من االستعمال‬
‫املنحرف للعلوم و الحد من املخاطر الناجمة منها‪.‬‬
‫‪ 85‬محمد االدريس ي العلمي املشيش ي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫في خضم ذلك يتم زعزعة املفاهيم األساسية للقانون و خلخلة القواعد و املبادئ‬
‫العتيقة‪ ،‬فضال عن إحداث طفرة في الذهنية القانونية خاصة القضاة ‪ ،‬املحامين ‪،‬‬
‫األساتذة و الطلبة‪.‬‬

‫مهما يكن من أمر ‪ ،‬علينا أن ال ننس ى فضل التكنولوجيا الحديثة على تعزيز املسار‬
‫الديموقراطي و انتشار حقوق االنسان‪ ،86‬فضال عن اطالع القضاة املغاربة على األحكام‬
‫و القرارات األجنبية لتبادل الخبرات و التجارب‪.‬‬

‫املـ ـراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬أحمد الخمليش ي ‪ ،‬شرح القانون الجنائي ‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1985 ،‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ ‬إبراهيم كراكي ‪ ،‬محاضرات في مادة املنهجية القانونية ‪ ،‬السنة الجامعية‬


‫‪.2016/2015‬‬

‫‪ ‬بوجمعة بوعزاوي ‪ ،‬علم االجتماع القانوني ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2015‬مطبعة بني‬


‫ازناسن‪.‬‬

‫‪ ‬حافظ أبو الفتوح أبو املعاطي ‪ ،‬شرح القانون الجنائي املغربي‪ ،‬القسم العام‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.1980‬‬

‫‪ ‬رشيدة أحفوظ ‪ ،‬واجب التحفظ‪ ..‬تدوينات القضاة على الفيس بوك ‪ ،‬جريدة‬
‫األخبار ‪ ،‬العدد ‪ ،955‬الجمعة ‪ 12‬فبراير ‪.2016‬‬

‫‪86‬ميراي دملاس مارتي ‪ ،‬محيي الدين أمزازي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪36‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫‪ ‬سامية حسن الساعاتي ‪ ،‬الجريمة و املجتمع ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 1983‬دار النهضة‬


‫العربية للطباعة و النشر ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪ ‬طارق عفيفي صادق أحمد ‪ ،‬الجرائم االلكترونية جرائم الهاتف املحمول‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة بين القانون املصري و االماراتي و النظام السعودي‪ ،‬الطبعة األولى ‪2015‬‬
‫‪ ،‬املركز القومي لالصدارات القانونية ‪.‬‬

‫‪ ‬فريد السموني ‪ ،‬تحديث التشريع الجنائي بين الحفاظ على الثوابت و مواكبة‬
‫املتغيرات‬

‫‪ ‬فريد السموني‪ ،‬املعين في املادة الجنائية لولوج املهن القضائية و األمنية ‪ ،‬الجزء‬
‫األول ‪ :‬القانون الجنائي الخاص‪ ،‬السنة الجامعية ‪. ،2012-2011‬‬

‫‪ ‬محمد الحسيني كروط ‪ ،‬املجني عليه في الخصومة ‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة على‬
‫ضوء علم املجني عليه ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬السنة ‪. 2011‬‬

‫‪ ‬محمد التغذويني‪ ،‬إشكالية التجريم في التشريع الجنائي املغربي‪ ،‬الطبعة الثانية‬


‫‪.2005‬‬

‫‪ ‬ميراي دملاس مارتي‪ ،‬محيي الدين أمزازي ‪ ،‬التحوالت املمكنة للسياسات الجنائية‬
‫العربية‪ ، croisée des chemins 2013 les éditions de la ،‬السنة ‪.2013‬‬

‫املجالت ‪:‬‬

‫‪ ‬بوشعيب أرميل ‪ ،‬الجريمة ‪ ...‬بين االحساس و الواقع ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬العدد ‪،1‬‬
‫غشت ‪.2014‬‬

‫‪ ‬سكرتارية التحرير ‪ ،‬االبتزاز الجنس ي االفتراض ي أو السكيزوفرينيا الرقمية ‪ ،‬مجلة‬


‫الشرطة ‪ ،‬غشت ‪ ،2015‬العدد ‪.10‬‬

‫‪37‬‬
‫العدد ‪ 23‬ابريل ‪2017‬‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

‫‪ ‬عبد الحفيظ بلقاض ي ‪ ،‬التدخل الجنائي بين التقييد بالحد األدنى و املد‬
‫التوسعي الشامل ‪ :‬القانون الجنائي املعاصر و التغيير في النموذج االرشادي ‪،‬‬
‫مجلة القصر ‪ ،‬العدد ‪ 10‬يناير ‪.2005‬‬

‫‪ ‬عبد الرزاق رفيق ‪ ،‬النصب عبر األنترنت ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬العدد ‪ ،15‬أبريل‬
‫‪.2016‬‬

‫‪ ‬كوثر كسطيط ‪ ،‬ترجمة محمد الرحماني ‪ ،‬جميعا من أجل انترنت أكثر أمنا‬
‫لشبابنا ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2015‬العدد ‪.11‬‬

‫‪ ‬كوثر كسطيط ‪ ،‬ترجمة أحمد بنشريح و محمد الصالحي ‪ ،‬حماية األطفال على‬
‫األنترنيت‪ ،‬مجلة الشرطة ‪،‬أكتوبر ‪ ،2015‬العدد ‪.11‬‬

‫‪ ‬نجوى فرح ‪ ،‬البالجيا و السرقة الفكرية ‪ ،‬مجلة الشرطة ‪ ،‬غشت ‪ ،2015‬العدد‬


‫‪.10‬‬

‫املقاالت االلكترونية ‪:‬‬

‫‪ ‬أحمد عصيد ‪ ،‬الصورة و الحياة الخاصة ‪ ،‬قراءة في '' النزعة الفضائحية‪.‬‬

‫‪ ‬الطاهر الجباري ‪ ،‬ثرثرة في ظل الجريمة ‪.‬‬

‫‪ ‬عبد االله بوسحابة ‪ ،‬عدالة " الفيسبوك " ‪ ...‬محكمة من ال محامي له‪.‬‬

‫‪ ‬محمد االدريس ي العلمي املشيش ي ‪ ،‬لهث القانون وراء تهافت العلم و‬


‫التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪ ‬يوسف قجاج‪ ،‬اإلطار اإلجرائي الدولي في مجال البحث عن الجريمة اإللكترونية‪.‬‬

‫مرجع بالفرنسية ‪:‬‬


‫‪38‬‬
2017 ‫ ابريل‬23 ‫العدد‬ ‫مجلة منازعات األعمال‬

Amzazi Mohieddine ,Eléments de droit criminel, première édition, 


.DAR AL QALAM

Elysee AWAZI BIN SHABANI, appréciation souveraine du juge dans la 


détermination de la proportionnalité entre l’attaque et la riposte : cas
d’une victime agresseur originel , mémoire de licence 2010/2011,
.université de goma

39

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like