Professional Documents
Culture Documents
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳراء
ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺪﺓ ،ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
ﺍﻟﻌﻤﺎﻭﻱ ،ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ)ﻣﺸﺮﻑ( ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ:
2018 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
ﻋﻤﺎﻥ ﻣﻮﻗﻊ:
1 - 78 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
903530 ﺭﻗﻢ :MD
إﺷراف اﻟدﻛﺗور
http://search.mandumah.com/Record/903530 ﺭﺍﺑﻂ:
ﻣﺣﻣد اﻟﻌﻣﺎوي
ﻗدﻣت ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﺳﺗﻛﻣﺎﻻً ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺑﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ اﻷردﻧﻲ
أ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳراء
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
ﻣﻘدم ﻣن اﻟطﺎﻟب
ﻋﺛﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﺻﺑﺎح اﻟزواﯾدة
إﺷراف اﻟدﻛﺗور
ﻣﺣﻣد اﻟﻌﻣﺎوي
ﻗدﻣت ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﺳﺗﻛﻣﺎﻻً ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺑﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ اﻷردﻧﻲ
أ
اﻹﻫــــــــــــــــداء
إﻟﻰ اﻟواﻟد اﻟﻌزﯾز اﻟﻐﺎﻟﻲ ،اﻟذي دﻋﻣﻧﻲ ﻷﺟل ﻣواﺻﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ
إﻟﻰ ﻛل اﻷﺻدﻗﺎء
اﻟﺑﺎﺣث
ب
اﻟﺷﻛر واﻟﺗﻘدﯾـــــــــــــر
أﺣﻣد اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻣداً ﻛﺛﯾراً اﻟـذي وﻓﻘﻧـﻲ ﻣـن إﺗﻣـﺎم ﻫـذا اﻟﻌﻣـل ،وأﺗﻘـدم ﺑﺟزﯾـل اﻟﺷـﻛر واﻟﻌرﻓـﺎن
إﻟــﻰ ﻣــن ﺗﻔﺿــل ﺑﺎﻹﺷـراف ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟرﺳــﺎﻟﺔ اﻷﺳــﺗﺎذ اﻟــدﻛﺗور ﻣﺣﻣــد اﻟﻌﻣــﺎوي ،ﻛﻣــﺎ أﺗﻘــدم ﺑﺎﻟﺷــﻛر
واﻟﺗﻘــدﯾر إﻟــﻰ اﻟﻛــﺎدر اﻟﺗدرﯾﺳــﻲ ﻟﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻹﺳ ـراء اﻟﺧﺎﺻـﺔ وﻻ أﻧﺳــﻰ ﻋﻣﯾــد ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق ﻓــﻲ ﺟﺎﻣﻌــﺔ
اﻹﺳـراء ،ا ٕوﻟــﻰ أﻋﺿــﺎء ﻟﺟﻧــﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷــﺔ اﻷﻋـزاء ،ﻋﻠـﻰ ﺗﻔﺿــﻠﻬم ﺑﻣﻧﺎﻗﺷــﺔ ﻫــذﻩ اﻟرﺳــﺎﻟﺔ ،واﻟﺗــﻲ ﺳــﺗﻛون
اﻟﺑﺎﺣث
ج
اﻟﻔﻬرس
اﻟﺻﻔﺣـﺔ اﻟﻣوﺿــــــــــــــوع
ب اﻹﻫداء
ج اﻟﺷﻛر واﻟﺗﻘدﯾر
د اﻟﻔﻬرس
ز اﻟﻣﻠﺧص
ج اﻟﻣﻠﺧص ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ
1 اﻟﻣﻘدﻣﺔ
5 اﻟﻔﺻل اﻷول:ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ
6 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
7 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎ
7 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ
8 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﺻطﻼﺣﺎ
10 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺗطوراﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
13 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ:ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
13 اوﻻً :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﺿﻣﺎن
13 ﺛﺎﻧﯾﺎً :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ
13 ﺛﺎﻟﺛﺎً :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﺗﺎﺑﻊ ﻹﻟﺗزام أﺻﻠﻲ
14 راﺑﻌﺎً :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗوﺛﯾق
14 ﺧﺎﻣﺳﺎً :اﻟﻛﻔﺎﻟﻪ ﻋﻘد ﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد
15 ﺳﺎدﺳﺎً :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗﺑرع
17 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﺗﻣﯾز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ
17 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻋن اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻷﺧرى
18 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟﺗﺿﺎﻣن
20 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر
د
اﻟﺻﻔﺣـﺔ اﻟﻣوﺿــــــــــــــوع
21 اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﺄﻣﯾن
22 اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟرﻫن اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟﻐﯾر
22 اﻟﻔرع اﻟﺳﺎدس :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺣو اﻟﺔ اﻟﺣق
23 اﻟﻔرع اﻟﺳﺎﺑﻊ :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺣواﻟﺔ اﻟدﯾن
24 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻣن :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻌﻣوﻟﺔ اﻟﺿﺎﻣن
26 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وارﻛﺎﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
26 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
31 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺣل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
32 اﻟﻔرع اﻷول :أن ﯾﻛون اﻻﻟﺗزام ﻣوﺟودا أو ﻣﻣﻛن اﻟوﺟود
33 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أن ﯾﻛون اﻟدﯾن ﻣﻌﯾﻧﺎً أو ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻠﺗﻌﯾن
34 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﺷروط اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻛﻔول ﺑﻪ ) ﻋﯾن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ (
34 اﻟﻔرع اﻷول :أن ﯾﻛون اﻟﻣﻛﻔول ﺑﻪ ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل ) اﻟﻣدﯾن (
35 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أن ﯾﻛون اﻟﻣﻛﻔول ﺑﻪ ﻣﻘدور اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻣن اﻟﻛﻔﯾل
35 اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ :ﺳﺑب اﻹﻟﺗزام ﻗﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
37 اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
38 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎﺑﯾن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ واﻟداﺋن
38 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺣﻠول أﺟل دﯾن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ
42 اﻟﻣطﻠﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣق اﻟداﺋن ﻓﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣدﯾن أو اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ أو ﻣطﺎﻟﺑﺗﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ
42 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾن اﻟﻣﺧﺻﺻﺔﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ
43 اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ :اﻧﻘﺳﺎم اﻟدﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﻛﻔﻼء
44 اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس :ﺑراءة ذﻣﺔ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟداﺋن
48 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ
49 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟدﻋوى اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
51 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :دﻋوى اﻟﺣﻠول
53 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :رﺟوع اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌددﻫم
53 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌدد اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن
ه
اﻟﺻﻔﺣـﺔ اﻟﻣوﺿــــــــــــــوع
54 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﻣدﯾﻧﯾن اﻟﻣﺗﺿﺎﻣﻧﯾن
56 اﻟﻣﺑﺣث اﻟراﺑﻊ :اﻟدﻓوع اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون
56 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟدﻓوع اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ
57 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟدﻓوع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺑطﻼن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ
58 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟدﻓوع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻧﻘﺿﺎء اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ
65 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟدﻓوع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت اﻟداﺋن
66 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟدﻓﻊ ﺑﺑراءة ذﻣﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺳﺑب ﺗﺄﺧر اﻟداﺋن ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻻﺟراءات ﺿد اﻟﻣدﯾن .
67 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋدم ﺗﻘدم اﻟداﺋن ﺑﺎﻟدﯾن ﻓﻲ ﺗﻔﻠﯾﺳﺔ اﻟﻣدﯾن
69 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
69 اﻟﻔرع اﻷول :اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ
70 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ أﺻﻠﯾﺔ
72 اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
73 اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
73 اﻟﺗوﺻﯾﺎت
75 ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
و
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻷردﻧﻲ)دراﺳﺔ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ(
اﻋداد
اﻟطﺎﻟب
ﻋﺛﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﺻﺑﺎح اﻟزواﯾدة
إﺷراف
اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﻌﻣﺎوي
اﻟﻣﻠﺧص
إن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣوﺿوع اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻷردﻧﻲ ) دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﻪ ( وﺗم ﺗﻧﺎول
أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻷردﻧﻲ رﻗم ) (43ﻟﺳﻧﺔ 1976ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع ،واﻟﺗﻌرض
ﻟﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرﻧﻪ ﻛﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺑﻌض اﻻراء اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع
وﻣوﻗف اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻷﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻗد ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻘﺳﻣﺔ إﻟﻰ ﻓﺻول .
ﺗﻧﺎول اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول دراﺳﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺣدﯾث ﻋن
ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وأﯾﺿﺎَ ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ أﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وأرﻛﺎﻧﻬﺎ
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﺗم ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻷﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺑﯾﺎن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎﺑﯾن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ
واﻟداﺋن و ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ و اﻟدﻓوع اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻛﻔﯾل ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون وﻣن ﺛم ﺗﻌرض اﻟﺑﺎﺣث
إﻟﻰ أﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ .
وﺗﺑرز ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ أن ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻗد ﺧﻠت ﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﻋدم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
،وﻣن اﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إن اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻟم ﯾﺿﻊ ﻧﺻوﺻﺎً ﺧﺎﺻﻪ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
وﺗﻧظﯾم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،وﻣن أﻫم اﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﯾﺗﻣﻧﻰ اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ
أن ﯾﺿﻊ أﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻌﺎﻟﺞ وﺗﻧظم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻧظراً ﻻﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ورﻋﺎﯾﺔ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺣﯾث أن اﻟﺗزاﻣﻪ
ﺗﺎﺑﻊ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت وﻋدم ﺗﻌطﯾل اﻷﺋﺗﻣﺎن.
ز
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﯾﻘﻊ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر أو ﻣﻧﻘول وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻟﻠداﺋن ﺿﻣﺎن أﻗوى ﻣن ﻏﯾرﻩ ،
ﻷن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺗﻛون ﺛﺎﺑﺗﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ أﺳﺗﻘرار اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻻﺋﺗﻣﺎن ﺑﯾن اﻻﺷﺧﺎص ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ،وﻷن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟﻐﯾر وﻫو ﻋﻘﺎر أو ﻣﻧﻘول وﻻ ﺗﻧﺗﻘل ﻫذﻩ
اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت إﻟﻰ ذﻣﺔ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وأﻧﻣﺎ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺣﻘق ﻫذا اﻟﺿﻣﺎن ﻟﻠداﺋن ﺿﻣﺎﻧﺎً اﻛﯾداً ﺑﺧﻼف اﻟﻛﻔﯾل اﻟﺷﺧﺻﻲ اﻟذي ﯾﻛﻔل ﻣن ﺧﻼل ﺿم ذﻣﺗﻪ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫذﻩ اﻟذﻣﺔ ﻗد ﺗﺗﻌرض إﻟﻰ اﻻﻓﻼس أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم
اﺳﺗﻘرار وارﺗﯾﺎح اﻟداﺋن إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺿﻣﺎن .
وﺗم ﺑﺣث ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﺗﻧﺎول اﻟﺑﺎﺣث ﻣﺎﻫﯾﺔ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎً ،واﯾﺿﺎً اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ
ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻧﺷﺋﺗﻬﺎ ،وﺑﻌد ذﻟك ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾﯾز ﺑﻬﺎ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻛﻔﺎﻻت اﻵﺧرى إذا إﻧﻬﺎ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﺿﻣﺎن واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ اﻟداﺋن ﺿﻣﺎﻧﺎ
واﯾﺿﺎً ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ إذا إﻧﻬﺎ ﺗﺗم ﺑﺎﻟرﺿﺎ ﺑﯾن اطراﻓﻬﺎ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ،وﻣن ﺛم ﺗﻧﺎول اﻟﺑﺎﺣث ﺗﻣﯾﯾز
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻻﻧظﻣﺔ إذا أن ﻫﻧﺎﻟك اﻧظﻣﺔ ﻛﺛﯾرﻩ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﻫﻧﺎ ﻻﺑد ﻣن
ﺗوﺿﯾﺢ ﻫذﻩ اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻬل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ اﻛﺛر ﺿﻣﺎﻧﺎً ﻣن ﻏﯾرﻫﺎ
ﻣن اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ .وﺑﻌد ذﻟك ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وارﻛﺎﻧﻬﺎ اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟرﺿﺎ
واﻟﻣﺣل واﻟﺳﺑب .
أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻧﺎول اﻟﺑﺎﺣث أﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﻫذﻩ اﻷﺛﺎر ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎﺑﯾن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ
واﻟداﺋن واﯾﺿﺎً ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ،وﻛذﻟك رﺟوع اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾﻧﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌددﻫم
،واﺧﯾراً ﺗم ﺑﺣث اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺈﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ واﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ اﺻﻠﯾﺔ ،
وﻣن ﺛم ﺗوﺻل اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ ﻋدة ﻧﺗﺎﺋﺞ وﻛذﻟك إﻟﻰ ﻋدة ﺗوﺻﯾﺎت .
1
ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ
وﺗظﻬر ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ إن اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﺧﻼ ﻣن ﺗﻧظﯾم ﻧﺻوص ﺗﻌﺎﻟﺞ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،وﺗم ﺗﻧﺎول ﻫذﻩ
اﻟدراﺳﺔ ﻹﻧﻪ ﺑﻔﺿل اﺳﺗﻘرار ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗزاﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺛروات اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ
أﺻﺑﺢ اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺳﻬل ورودﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻘول واﻟﻌﻘﺎر ﺳواء ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺣﯾﺎزة واﻟرﻫن ،وﺑذﻟك اﺻﺑﺣت أﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠداﺋن ﻣن اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺑﻌدﻩ ﻋن ﺧطر
اﻋﺳﺎر اﻟﻣدﯾن وﻣن ﯾﻠﺗزﻣون ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن ﻣﻌﻪ ،وﺗﺣﺻﻧﻪ ﻣن ﻗﺎﻋدة ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻐرﻣﺎء ،وﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﺗﺗﺑﻊ
اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻪ ﻓﻲ أي ﯾد ﯾﻛون .
ﺗﺳﺎؤ ﻻت اﻟدراﺳﺔ
وﺗﺳﺎءﻻت اﻟدراﺳﺔ أﻧﻪ ﻟﻣﺎذا ﻟم ﯾﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ اﺣﻛﺎﻣﺎً ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻌﺎﻟﺞ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ؟
ﻣﻧﻬﺞ اﻟدراﺳﺔ
وﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ واﻟﻣﻘﺎرن ﺣﯾث اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ودراﺳﺗﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑﻧﺻوص اﻟﻘواﻧﯾن اﻵﺧرى .
ﺧطﺔ اﻟدراﺳﺔ
وﻋرض ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول دراﺳﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺣدﯾث ﻋن ﺧﺻﺎﺋص
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وأﯾﺿﺎَ ﺗﻣﯾز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ أﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وأرﻛﺎﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﺗم
ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻷﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺑﯾﺎن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎﺑﯾن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ واﻟداﺋن و ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣدﯾن
ﺑﺎﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ و اﻟدﻓوع اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻛﻔﯾل ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون وﻣن ﺛم ﺗﻌرض اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ أﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
.
2
اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﺗﺑﯾن ﺑﻌد اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﺑﯾن أن ﻫﻧﺎك دراﺳﺎت واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻧواﯾن
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
_ 1ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻷﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ﺑﯾن ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
اﻟﻣﺻري .وﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث ﺳﻌﺎد ﺗوﻓﯾق أﺑوﻣﺷﯾﺎخ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ /ﻧﺎﺑﻠس /ﻓﻠﺳطﯾن
ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻌرﯾف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﺑﯾﺎن ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ واطراﻓﻬﺎ وﻓق ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻔﻘﻪ اﻷﺳﻼﻣﻲ وﻣﺟﻠﺔ
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري اﻟﻣدﻧﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ آﺧرى .
وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﺗم ﺗﻧﺎول أﻧواع اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺻدر اﻻﻟﺗزام ﺑﻬﺎ وﻫﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﻔت ﺑﻬﺎ
ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ .
وﺑﻌد ذﻟك اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻘﺳم إﻟﻰ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣدﻧﯾﺔ وﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﺗﻣﯾز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋن اﻟﻧظم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ واﯾﺿﺎً ارﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ .
ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻧطوت ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري وﻛذﻟك ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌدﻟﯾﺔ وﻣن ﺛم إﻟﻰ
اﻧواع اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺻدر وﻣن ﺛم ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،وﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ .
أﻣﺎ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣث ﺗﻧﺎوﻟت ﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﻫو) اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ( وﻗﺎم اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺗﻌرﯾف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
واﯾﺿﺎً اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﻣن ﺛم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﯾﺿﺎً ﻣﻣﯾﯾزات اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﻛذﻟك
3
أﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﻣن ﺛم أﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،واﻧطوت دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ ﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻟﺑﻌض وﻛذﻟك اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ اراء اﻟﻔﻘﻬﺎء .
_ 2اﻷﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ .ﻟﻠﺑﺎﺣث ﻣﺣﻣد ﺣﻣد ﻋﺑداﻟﺣﻣﯾد ﻋﺑداﻟﺣﻣﯾد ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ /اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ /ﺳﻧﺔ 1997
ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻷﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ع اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫﺎدﻓﺔ إﻟﻰ اظﻬﺎر ﻫذﻩ اﻷﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ
ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ .
وﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗم ﺗﻧﺎول أﺛر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل واﻷﺻﯾل وﻋﻼﻗﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻟداﺋن ﻣن ﺣﯾث
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ وأﺳﺎﺳﻬﺎ وﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻓﯾﻬﺎ وﺑﯾﻧت اﯾﺿﺎً ﺧطﺎﺑﺎت اﻟﺿﻣﺎن واﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﻓﯾﻬﺎ .
واوﺿﺣت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﯾﺿﺎً ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻷﺻﯾل ﺣﯾث ﺑﯾﻧت ﻣدى اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻷﺻﯾل
. إذا ﻣﺎ رﻓﻌت دﻋوى ﻋﻠﻰ آﺧر واوﺿﺣت اﯾﺿﺎً رﺟوع اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل وﺷروط ذﻟك
ﻛﻣﺎ ﺑﯾﻧت ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻛﻔﻼء ﻓﯾﻣﺎﺑﯾﻧﮭم إذا ﺗﻌددوا ﻟدﯾن واﺣد ورﺟوع ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض وﺑﯾﻧت اﯾﺿﺎ ً اﻟطرق
اﻟﺗﻲ
ھذه اﻟدراﺳﺔ اﻗﺗﺻرت ﻋﻠﻰ اﻷﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋل اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺑﺎﻷﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻛﻔﻼء ﻓﻲ
ﻣﺎﺑﯾﻧﮭم .
4
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻧﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻟﻠﻣوﺿوﻋﺎت اﻵﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ :ﺗﻌرﯾف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻌﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺗﻣﯾز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
وارﻛﺎﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗم ﺑﺣث أﺛﺎر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﯾﺿﺎً اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎﺑﯾن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ
واﻟداﺋن ورﺟوع اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌددﻫم وﻣن ﺛم اﻟدﻓوع اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ
ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون واﺧﯾراً ﺗم ﺑﺣث اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
ﻣن ﺣﯾث ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ وﻣن ﺣﯾث اﻻﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻧﺷﺄة وﺣﯾث اﻧﻬﺎ ﺗﻘدم ﻟﻠداﺋن
5
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻧظم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻷردﻧﻲ أﺣﻛﺎم ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺧﺎﻣس اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻌﻘود
اﻟﺗوﺛﯾﻘﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻗد ﺧﺻص ﻟﻪ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ اﻟﻣواد ) ، ( 952 _ 950ﻓﻌرف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة ) ، ( 950وﻣن ﺛم ﺑﯾن أرﻛﺎﻧﻬﺎ وﺷروطﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد ) ، ( 960 _ 951ﺛم ﻧظم ﺑﻌد ذﻟك أﺛﺎر
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻔﯾل واﻟداﺋن ﻓﻲ اﻟﻣواد ) ، ( 981 _ 966وﻧظم أﺣﻛﺎم اﻟﻛﻔﯾل واﻟﻣدﯾن ﻓﻲ اﻟﻣواد ) 982
_ ، ( 986وﺑﻌدﻫﺎ ﺧﺗم ﻓﻲ ﺣﺎﻻت إﻧﺗﻬﺎء اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد . ( 992 _ 987 ) ،وﺳﯾﺗم ﺑﺣث ﻋﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺻﻠﯾن ،أﺧﺻص اﻟﻔﺻل اﻷول ﻟﺑﺣث ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،واﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﺑﺣث
6
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺳﯾﺗم ﺑﺣث ﺗﻌرﯾف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ وﻣن ﺛم ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ اﺻطﻼﺣﺎً واﯾﺿﺎً ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾﺛﺔ
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ
ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﻧص ﻋﻠﻰ ﺟواز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺳواء ﻗرأت ﺑﺎﻟﺗﺷدﯾد أم اﻟﺗﺧﻔﯾف ،وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺿم ﯾﻌﻧﻲ وﺿﻣﻬﺎ زﻛرﯾﺎ
إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ ،وﻣن ﻗرأﻫﺎ ﺑﺎﻟﺗﺷدﯾد أي ﺿﻣﻧﻬﺎ اﷲ إﻟﻰ زﻛرﯾﺎ ،وﻛﻔﻠﻪ إﯾﺎﻫﺎ وﺿﻣﻧﻪ ﻣؤو ﻧﺗﻬﺎ ،وأﻣرﻩ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ
واﻟﻘر اءﺗﺎن ﺻﺣﯾﺣﺗﺎن ﺑﺄن ﯾﻛون اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻔﻠﻪ إﯾﺎﻫﺎ ﻓﺗﻛﻔل ﺑﻬﺎ. 2
اﻟﻛﻔﺎﻟﻪ ﺗﻛون ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺿﻣﺎن):واﻟﻛﻔﯾل اﻟﺿﺎﻣن وﺟﻣﻊ اﻟﻛﻔﯾل:ﻛﻔﻼء ،وﻗد ﯾﻘﺎل ﻟﻠﺟﻣﻊ:ﻛﻔﯾل ﻛﻣﺎ ﻗﯾل ﻓﻲ
اﻟﺟﻣﻊ ،وﻛﻔل اﻟﻣﺎل وﺑﺎﻟﻣﺎل ﺿﻣﻧﻪ وﻛﻔل ﺑﺎﻟرﺟل ﯾﻛﻔل ﻛﻔﻼً وﻛﻔوﻻً وﻛﻔﺎﻟﻪ وﻛﻔل وﺗﻛﻔل ﺑﻪ ﻛﻠﻪ ﺿﻣﻧﻪ ،وﻛﺎﻓل
4
)ﻛﻔﻼ وﻛﻔﺎﻟﻪ :ﺿﻣﻧﻪ ،وﯾﻘﺎل:ﻛﻔل اﻟﻣﺎل وﻛﻔل ﻋﻧﻪ اﻟﻣﺎل ﻟﻐرﯾﻣﻪ ،ﺗﻛﻔل ﺑﺎﻟﺷﻲ ،اﻟزﻣﻪ ﻧﻔﺳﻪ وﺗﺣﻣل ﺑﻪ(
7
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﺻطﻠﺢ ﺣدﯾث وﻟم ﯾﺗطرق ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن إﻟﻰ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ،وﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت أدﻧﺎﻩ ﻫﯾﻪ
ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻟم ﯾﺗم ﺗﻌرﯾف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺑﻠﻬم .
ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﻪ ﯾﻌرﻓوﻧﻬﺎ ﺑﺈﻧﻬﺎ):ﺿم ذﻣﺔ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻰ ذﻣﺔ اﻻﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﻪ ﻣطﻠﻘﺎ(. 1
وﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﻪ):اﻟﺿﻣﺎن ﺿم ذﻣﺔ اﻟﺿﺎﻣن اﻟﻰ ذﻣﺔ اﻟﻣﺿﻣون ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟﺣق ﻓﯾﺛﺑت ﻓﻲ ذﻣﺗﻬﺎ
ﺟﻣﯾﻌﺎ(.4
ﻓﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻧوع اﻷول :ﻫﻲ ﺗﺄﻣﯾن ﻋﯾﻧﻲ ﯾﺧرج اﻟﻌﯾن ﻣن ﯾد اﻟﻣدﯾن ﺣﯾث ﯾﻘدم اﻟﻛﻔﯾل ﻣﺎﻻً " ﻋﻘﺎرا أو
ﻣﻧﻘول " ﻣﻣﻠوك ﻟﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزام ﻓﻲ ذﻣﺔ ﺷﺧص آﺧر وﺳﻣﻲ اﻟﻛﻔﯾل ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺣﯾث ﯾﻘوم
ﺑﺗﺧﺻﯾص ﻋﻘﺎر أو ﻣﻧﻘول ﯾﻣﻠﻛﻪ ﻟﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن وﻫو ﻻ ﯾﺿﻣن ﻫذا اﻟوﻓﺎء إﻻ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻣﺎل
اﻟذي ﻗدﻣﻪ ﺗﺄﻣﯾﻧﺎً ﻟﻪ ﻓﺎﻟﺿﻣﺎن ﻻ ﯾرد ﻋﻠﻰ ﻛل ذﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﻪ وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻣﺳؤوﻻً
1اﻟﺣﻧﻔﻲ ،اﺑﻲ ﺑﻛر ﻣﺣﻣد ﺑن اﺣﻣد ﺑن اﺑﻲ ﺳﻬل اﻟرﺧﺳﻲ ،ﺳﻧﺔ ، 2001اﻟﻣﺑﺳوط ،ﺣﻘﻘﻪ ﻛﻣﺎل ﻋﺑداﻟﻌظﯾم اﻟﻌﻧﺎﻧﻲ ،
ﺑﯾروت _ ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﻪ ،ج ، 19ط ، 1ص 194
2اﻷﺻﺑﺣﻲ ،ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس ،ﺳﻧﺔ ، 1994اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ،ﺑﯾروت _ ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ج ، 4ﺑدون طﺑﻌﻪ ،
ص 96
3اﻟزاﻫر ﻓﻲ ﻏرﯾب اﻟﻔﺎظ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ,ﺣﻘﻘﻪ ﻣﺣﻣد اﻻﻟﻔﻰ ,دار اﻟﺷﺋون اﻻﺳﻼﻣﯾﻪ ,وزارة اﻻوﻗﺎف واﻟﺷﺋون ،اﻻﺳﻼﻣﯾﻪ ،اﻟﻛوﯾت
،ﺳﻧﺔ , 1979ط اﻻوﻟﻰ ,ص , 233
4اﺑن ﻋﺛﯾﻣﯾن ،ﻣﺣﻣد ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟﺷرح اﻟﻣﻣﺗﻊ ﻋﻠﻰ زاد اﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻊ ) ،د.ت ( ،ﻣرﻛز ﻓﺧر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،
اﻟﻘﺎﻫرة ،ص 119
8
ﺷﺧﺻﯾﺎً ﻋن اﻟدﯾن ﺑل ﯾﺿﻣن اﻟدﯾن ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻗدﻣﻪ و ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺗﻧدرج ﺗﺣت
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ :ﻫﻲ ﺗﺧﺻﯾص ﻣﺎل ﻣﻌﯾن ﯾﻛون ﻋﺎدة ﻣﻣﻠوﻛﺎً ﻟﻠﻣدﯾن ﻟﺗﺄﻣﯾن ﺣق اﻟداﺋن ،ﻓﯾﻛون ﻟﻠداﺋن ﺣق
2
ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻫو ﺣق ﺗﺑﻌﻲ وﯾﻛﻔل ﻫذا اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟوﻓﺎء ﺑﺣق اﻟداﺋن
وﯾرى اﻟﺑﺎﺣث إن ﺗﻌرﯾف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺈﻧﻬﺎ "ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺑرع ﺷﺧص ﻟﯾس ﻣدﯾﻧﺎ ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ؛ﺑﺗﻘدﯾم
ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف:إن اﻟﻣﺻدر اﻟﻣﻧﺷﺋﻲ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ؛ ﻫو اﻟﻌﻘد؛ وأطراف ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻫﻣﺎ:اﻟداﺋن واﻟﻛﻔﯾل؛ أﻣﺎ
اﻟﻣدﯾن ﻓﻬو ﻟﯾس طرﻓﺎً ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ؛ ﺑل إن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗم دون ﻋﻠم اﻟﻣدﯾن؛ﺑل وﯾﻣﻛن أن ﺗﺗم رﻏم
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ظﻬرت اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﺑﻌد ظﻬور اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺑﺎﻟﺗراﺟﻊ ،
ﻷﻧﻪ أﺻﺑﺢ إﻋﺳﺎر اﻷﺷﺧﺎص ﯾﻌﯾب اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﻓﻼ ﯾطﻣﺋن اﻟداﺋﻧون إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣدﯾن،
وﻛﺎﻧت ذﻣم اﻷﺷﺧﺎص ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة ﻣﺎﻟﯾﺎً ﻣﺗﻘﻠﺑﺔ ﻣن ﺣﯾن إﻟﻰ آﺧر وأﺻﺑﺢ اﻟداﺋﻧون ﯾﺧﺷون ﻋﻠﻰ ﺳداد
9
دﯾﻧﻬم .1ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ )اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ( وأﺧذت اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟظﻬور وأﺧذ اﻟﻧﺎس
ﯾﻌﺗﺎدون اﻹطﻣﺋﻧﺎن ﻋﻠﻰ دﯾوﻧﻬم ﻟدى داﺋﻧﯾﻬم ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛون ﻣن اﻷﻣوال ،ﻋﻘﺎرات ﻛﺎﻧت أم ﻣﻧﻘوﻻت ،وأﺻﺑﺣت
اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ أﻓﺿل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻷن اﻟدﺋن ﻓﯾﻬﺎ ﻻ ﯾﺗﻌرض ﻟﺧطر إﻋﺳﺎر اﻟﻛﻔﯾل. 2
أي ﺗﺳﻠﯾم ﺷﻲء ﻟﻠداﺋن ﻟﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﻣﺎم اﻟوﻓﺎء وﻟﯾﺗﻘﺎﺿﻰ اﻟداﺋن دﯾﻧﺔ ﻣن ﺛﻣﻧﻪ ﻋن طرﯾق اﻷﻓﺿﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺑﻘﯾﺔ اﻟداﺋﻧﯾن.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫو ﺣق ﯾﻧﺷﺄ ﻣن اﻟﻌﻘد ﻟﻛن ﻻ ﺗﺷرط ﻓﯾﻪ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﺑل ﻫو ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﯾﺧول
ﻟﻠداﺋن اﻟﻣرﺗﻬن ﻣزاﯾﺎ اﻟﺣق اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻘدم واﻟﺗﺗﺑﻊ ،وﯾﺳﺗوﻓﻲ اﻟداﺋن ﺣﻘﻪ ﻣن اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻧﻘدي اﻟذي ﯾﺣل
ﻣﺣل اﻟﺷﻲء ،وﻫو ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﺗﺑﻌﻲ ﯾﻘوم ﺿﻣﺎﻧﺎً ﻻﻟﺗزام أﺻﻠﻲ ،وﻟﻬذا ﻓﺈﻧﻪ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻣن ﺣﯾث
وﺟودﻩ وﺻﺣﺗﻪ واﻧﻘﺿﺎﺋﻪ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ذﻟك .
واﻟرﻫن اﻟﺣﯾﺎزي ﻛﺎﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﺟزﺋﺔ ﻓﻛل ﺟزء ﻣن اﻟﺷﻲء اﻟﻣرﻫون ﺿﺎﻣن ﻟﻛل اﻟدﯾن ،وﻛل ﺟزء
ﻣن اﻟدﯾن ﻣﺿﻣون ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣرﻫون ﻛﻠﻪ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون أو ﯾﻘﺿﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻐﯾر ذﻟك .3
1ذﻫﻧﻲ ﯾك ،ﻋﺑداﻟﺳﻼم ،ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺑﺷﺎرع ﺣﺳن اﻻﻛﺑر ،ﺳﻧﺔ ،1926
ص1
2ذﻫﻧﻲ ﯾك ،ﻋﺑداﻟﺳﻼم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 2
3ﻓرج ،ﺗوﻓﯾق ﺣﺳن ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻟﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،اﻟرھن ،اﻷﺧﺗﺻﺎص ،اﻷﻣﺗﯾﺎز ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﮫ ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،
ﺳﻧﺔ ، 1986ص 212
10
ﻫو ﺣق ﺣﺎﺋز اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ داﺋﻧﺎً ﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ أن ﯾﺣﺗﻔظ ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ،أي أن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﺳﻠﯾﻣﺔ
ﻟﻠﻣدﯾن طﺎﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﺗوﻓﻲ دﯾﻧﻪ ،واﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﺣﺑوس ﻟدﯾﻪ ،وﯾﺳﺗﻠزم ﻫﻧﺎ ﺗواﻓر ارﺗﺑﺎط ﻣﺎدي ﺑﯾن اﻟﺷﻲء
1
ﻣﺣل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺑس ودﯾن اﻟداﺋن اﻟﺣﺎﺑس .
ﺛﺎﻟﺛﺎً :اﻹﻣﺗﯾﺎز
ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻘﺎري وﻣﻧﻘول ﯾﺗﻘرر ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻧص ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺧول اﻟداﺋن أﺳﺑﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺿﺎء ﺣﻘﻪ ﻣراﻋﺎة
ﻟﺻﻔﺗﻪ ،وﺣق اﻷﻣﺗﯾﺎز ﯾﻌطﻲ أوﻟوﯾﺔ ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻟﺑﻌض ﻣن اﻟﺣﻘوق ﻣراﻋﺎة ﻟﺻﻔﺗﻬﺎ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك
ﺗﺧوﯾل ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣﯾزة اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺣﻘﻪ ﻣن أﻣوال اﻟﻣدﯾن ﻛﻠﻬﺎ أو ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﺗﻘدﻣﺎ ﺑذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟداﺋﻧﯾن اﻷﺧرﯾن .
ﻋﻘد ﺑﻪ ﯾﻛﺗﺳب اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺧﺻص ﻟوﻓﺎء دﯾﻧﻪ ﺣﻘﺎً ﻋﯾﻧﯾﺎً ﯾﻛون ﻟﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ أن ﯾﺗﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟداﺋﻧﯾن
اﻟﻌﺎدﯾﯾن واﻟداﺋﻧﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾن ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺣﻘﻪ ﻣن ﺛﻣن ذﻟك اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ أي ﯾد ﯾﻛون ،2وﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ
ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ :
_ 1ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟراﻫن ﻣﺎﻟﻛﺎً ﻟﻠﻌﻘﺎر اﻟﻣرﻫون وأﻫﻼً ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﯾﻪ .
_ 2ﯾﺟوز أن ﯾﻛون اﻟراﻫن ﻧﻔس اﻟﻣدﯾن أو ﻛﻔﯾﻼً ﻋﯾﻧﯾﺎً ﯾﻘدم رﻫﻧﺎً ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ .
ﻫﻲ ﺗﺄﻣﯾن ﻋﯾﻧﻲ ﺣﯾث ﯾﻘدم اﻟﻛﻔﯾل ﻣﺎﻻً )ﻋﻘﺎر أو ﻣﻧﻘول( ﻣﻣﻠوﻛﺎً ﻟﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزام ﻓﻲ ذﻣﺔ ﺷﺧص آﺧر
وﺳﻣﻲ اﻟﻛﻔﯾل ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑرﻫن ﻋﻘﺎر أو ﻣﻧﻘول ﯾﻣﻠﻛﻪ ﻟﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن وﻫو ﻻ
11
ﯾﺿﻣن ﻫذا اﻟوﻓﺎء اﻻ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻗدﻣﻪ ﺗﺄﻣﯾﺗﺎً ﻟﻪ ﻓﺎﻟﺿﻣﺎن ﻻﯾرد ﻋﻠﻰ ﻛل ذﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﻪ ،وﻣﻧﻪ
اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻣﺳؤول ﺷﺧﺻﯾﺎً ﻋن اﻟدﯾن ﺑل ﯾﺿﻣن اﻟدﯾن ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻗدﻣﻪ .
إن ﻫذﻩ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ذﻛرﻫﺎ ،ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن ﻧوع ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺧروج اﻟﻌﯾن ﻣن ﯾد اﻟﻣدﯾن ﻛﺎﻟرﻫن
واﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﺎﻟرﻫن اﻟرﺳﻣﻲ واﻹﻣﺗﯾﺎز :ﺗﺑﻘﻰ ﻓﯾﺔ اﻟﻌﯾن اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺗﺄﻣﯾن ﺑﯾد اﻟﻣدﯾن ،وﻻ ﺧوف ﻣن ذﻟك
ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن ﻣﺎداﻣت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺷﻲء ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟدﯾن ﻷن اﻟداﺋن ﻟﻪ ﺣق اﻷﻓﺿﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣزاﺣﻣﯾﻪ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﻘرر ﻟﻪ ﻣن
ﺣق اﻻوﻟوﯾﺔ وﻻ ﯾﺧﺷﻰ إﻧﺗﻘﺎل اﻟﻌﻘﺎر ﻣن ﯾد ﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﺣق اﻟﺗﺗﺑﻊ ،وﺣق اﻷوﻟوﯾﺔ ﯾﻌطﯾﺔ ﺣق ﺗﺗﺑﻊ
اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ أي ﯾد ﻛﺎن ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣزاد اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ دﯾﻧﺔ ﺑﺎﻷﻓﺿﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟداﺋﻧﯾن
1
اﻵﺧرﯾن.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﺑﻌدة ﻣﯾزات ،ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ وﻫﻧﺎك اﻧظﻣﺔ ﻛﺛﯾرﻩ
ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ دﻋﺎﻧﺎ ﻟﺗﻧﺎول ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺗوﺿﯾﺢ ﻫذﻩ اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﻬﺎ
12
اوﻻً :اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﺿﻣﺎن :ذﻟك إﻧﻬﺎ ﺗﺧول اﻟداﺋن ﺣق اﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾن اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠوﻓﺎء إذا
ﻟم ﯾو ﻓﻲ اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟدﯾن إذﯾﻠﺗزم اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ اﻟﺗزاﻣﺎً ﻋﯾﻧﯾﺎً ﺑﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣﺣددة ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن وﺑﻬذا ﯾﻛون ﻟﻠداﺋن
1
اﻛﺛر ﻣن ﺿﻣﺎن ﻫﻣﺎ اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ واﻟﻌﯾن اﻟﻣﻛﻔوﻟﺔ.
ﺗﻧﻌﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺗراﺿﻲ اﻟطرﻓﯾن اﻟداﺋن واﻟﻛﻔﯾل ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ) (951ﻣدﻧﻲ أردﻧﻲ ؛ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ:
) ﯾﻛﻔﻲ ﻓﻲ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﻧﻔﺎذﻫﺎ إﯾﺟﺎب اﻟﻛﻔﯾل ﻣﺎﻟم ﯾردﻫﺎ اﻟﻣﻛﻔول ﻟﻪ(
ﯾﻛﻔﻲ ﻹﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ اﻟﺗراﺿﻲ ﻣﺎﻟم ﯾردﻫﺎ اﻟﻣﻛﻔول ﻟﻪ ؛ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا ردﻫﺎ اﻟداﺋن ﻻﻧﻛون أﻣﺎم ﻛﻔﺎﻟﻪ؛ إذا ﻟم ﯾﺟز ﻫﺎ
و ﯾواﻓق ﻋﻠﯾﻬﺎ.
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﺛﺎﻧوي ﺗﺎﺑﻊ ﻻﻟﺗزام أﺻﻠﻲ ﻣﻘﺻودﻫﺎ ﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﻬذا اﻻﻟﺗزام.
2
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻻﻟﻧزام ﯾﻛون ﻣﻘﺻور ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾن اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن .
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل اﻟﺗزاﻣﺎً ﺗﺎﺑﻌﺎً ،ﻓﻠﯾس ﻣﻌﻧﻰ ﻫذا أﻧﻪ ﯾﺗﺣد ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﻣﻊ اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ،
ذﻟك أن اﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ ﻗد ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﻪ وﻓﻲ ﺳﺑﺑﻪ إذا ﻗد ﯾﻛوناﻟﺗزاﻣﺎً ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻧﻘود أو اﻟﺗزاﻣﺎً
ﺑﻌﻣل أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻋﻣل ،وﻗد ﯾﻛون ﻣﺻدرﻩ اﻟﻌﻘد أو اﻟﻔﻌل اﻟﻧﺎﻓﻊ أو اﻟﺿﺎر ،وﻟﻛن اﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾل ﯾﻧﺷﺋﺎ
داﺋﻣﺎً ﻋن اﻟﻌﻘد ،ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،أﻣﺎ ﻣوﺿوﻋﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﺗﻣل ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ .3
13
وﻫﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﻘﺻودﻫﺎ ﺗوﺛﯾق دﯾن ﻣﻌﯾن وﺿﻣﺎن اﻟو ﻓﺎء ﺑﻪ؛ ﻋﻧد ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣدﯾن ﻹﻟﺗزاﻣﻪ.
وﻋﻘود اﻟﺗوﺛﯾق ﻫذﻩ ﻻﺗؤدي ﻓﻲ أﺻﻠﻬﺎ إﻟﻰ أن ﯾدﺧل ﻓﻲ ذﻣﺔ أي ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾنﺷﻲء ذو ﻗﯾﻣﻪ ﻣﺎﻟﯾﻪ وا ٕ ن أدت
إﻟﻰذﻟك اﻧﺗﻬﺎء ً ،إﻻ أن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗﻌد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻌﯾﻧﯾﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺳب اﻟداﺋن ﺣﻘﺎً ﻋﯾﻧﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻛﻔول ﺑﻪ .
1
وﻣﺎ داﻣت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗوﺛﯾق ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑراءة ذﻣﺔ اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﻪ.
ﻷن اﻟﻌﻘد ﻻﯾﻧﺷﻲء أﻟﺗز ﻣﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ إﻻ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻌﯾن اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن ؛ ﻓﯾﻠﺗزم اﻟﻛﻔﯾل
أﻣﺎ اﻟداﺋن اﻟﻣﻛﻔول ﻟﻪ ﻓﻼ ﯾﻠﺗزم ﺑﺷﻲء ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻣدﯾن ﻻ ﯾﻠﺗزم ﺑﺷﻲء ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ .
ﻫذا ﻫو اﻻﺻل وﻟﻛن ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺎﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗزام اﻟداﺋن ﺑﻌوض ﯾﺳﺗﺣﻘﻪ اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻘﺎﺑل ﻛﻔﺎﻟﺗﻪ؛ﻓﯾﻧﻘﻠب اﻟﻌﻘد
ﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧﺑﯾن؛وﯾﻛون ذﻟك ﻋﺎدة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﺗرف اﻟوﻛﯾل اﻋﻣﺎل ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻐﯾر ﻛﺎﻟﻣﺻﺎرف ،وﻟﻛن ﻻﯾﺧرج اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﻋن ﻋﻘد ﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ﻣﺟرد اﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻛﻔول ﺑﻣﻘﺎﺑل ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﻛﻔﯾل؛ ﻓﺎﻟﻣدﯾن ﻟﯾس طرف ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌﻘد ﻣﻠزم ﻟﺟﺎﻧب واﺣد ،وﻟﻛن ﺟواز اﻟﺗزام اﻟداﺋن أو اﻟﻣدﯾن ﺑدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﻛﻔﯾل ﻋن
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺣﺻوراً ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك؛ أﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻷردﻧﻲ ﻓﻠم
ﯾﺟز إﺷﺗراط اﻟﻌوض ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻹﻧﻬﺎ ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗﺑرع اﻟﺗﻲ اﻧﻌﻘد إﺟﻣﺎع اﻟﻔﻘﻪ اﻷﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ إن ﻻ أﺟر ﻓﯾﻬﺎ
2
وﻫو ﻣﺎاﺧﺗﺎرﻩ اﻟﻣﺷرع اﻷردﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون.
14
او ٕ ذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن ﺑﻌض اﻹﻟﺗزاﻣﺎت؛ ﻛﺈﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻛﻔﯾل وﻗت وﻓﺎﺋﻪ اﻟدﯾن اﻟﻣﺳﺗﻧدات
اﻟﻺزﻣﻪ ﻹﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن؛وا ٕ ن ﯾﻧﻘل اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺳواء أﻛﺎن وارداً ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻘول أ و
ﻋﻘﺎر ،اﻟﻣﺎدة ) (980اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻷردﻧﻲ ،ﻓﻬذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون وﺗﻧﺷﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﻓﺎء اﻟﻛﻔﯾل
ﯾذﻫب ﺑﻌض ﺷراح اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫو ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﻪ؛ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﻪ ﻟﻠداﺋن اﻟﻣﻛﻔول ﻟﻪ؛ ﻹﻧﻪ اﺧذ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﺑﻣﻘﺎﺑل اﻟدﯾن ؛ وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﯾن اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﻪ ﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑرع ؛ﻹﻧﻪ ﺑﻘﺑول اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ إﻧﻣﺎ أراد ﺣث اﻟداﺋن ﻋﻠﻰ
1
ﻗﺑول إﺋﺗﻣﺎن اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻣﻘﺎﺑل اﻟدﯾن اﻷﺻﻠﻲ .
وﻹﺟل إﻋﺗﺑﺎر ﺗﺑرﯾر اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﻪ ؛ﯾﻘول ؤﻫ ﻻء اﻟﺷراح إن اﻟﻣﻌﺎوﺿﻪ ﻻﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ أن ﯾﻛون اﻟﻣﻌﺎوض
أﻋطﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد اﻷﺧر؛ وﻫذا اﻟﻘول ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﻹﻧﻪ ﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﻣﻌﺎوﺿﻪ؛ ﺑﺈﻧﻪ اﻟﻌﻘد
اﻟذي ﯾﺄﺧذ ﻓﯾﻪ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻣﺎ ﯾﻌطﻲ ،وﯾﻌطﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻣﺎ ﯾﺄﺧذ.
واﻟﻛﻔﯾل ﻟم ﯾﺄﺧذ ﻣن اﻟداﺋن اﻟﻣﻛﻔول ﻟﻪ ﺷﯾﺋﺎً ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺿﻣﺎن اﻟذي ﻗدﻣﻪ ﻟﻪ. 2
ﻟذا ﯾرى اﻟﺑﺎﺣث أن ﻋﻘد اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن ﻋﻘود اﻟﺗﺑرع اﻟﺗﻲ ﻻﯾﺄﺧذ ﻓﯾﻬﺎ اﺣد اﻟطرﻓﯾن وﻫو اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻘﺎﺑﻼً
ﻟﻠﺿﻣﺎن اﻟذي ﻗدﻣﻪ ﻟﻠداﺋن؛ واﻟذي ﻻﯾﻌطﻲ ﻓﯾﻪ اﻟطرف اﻷﺧر وﻫو اﻟداﺋن ﻣﻘﺎﺑﻼً ﻟﻬذا اﻟﺿﻣﺎن اﻟذي ﺣﺻل
ﻋﻠﯾﻪ .
15
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﻫﻧﺎك اﻧواع ﻣﺷﺎﺑﺔ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ ادى ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻫذﻩ اﻻﻧواع ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ واﯾﺿﺎَ
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ:ﻋﻘد ﺗرﺗب ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺷﺧص ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺗﺄﻣﯾﻧﺎً ﻋﯾﻧﯾﺎً ؛ ﻛﺈن ﯾﺧﺻص ﻋﻘﺎراً أو ﻣﻧﻘوﻻً
اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ :ﺗﻌﯾن ﻣﺎل ﻣﻌﯾن أو ﻣﺟﻣوﻋﻪ ﻣن اﻷﻣوال ﻟﺿﻣﺎن اﻟوﻓﺎء ﺑﺣق اﻟداﺋن؛وﯾﻛون ﻫذا اﻟﺿﻣﺎن
ﺣﻘﺎً ﻋﯾﻧﯾﺎً ﺗﺑﻌﯾﺎً ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻟﯾﺗﻣﻛن اﻟداﺋن ﻣن ﺗﺗﺑﻊ ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻓﻲ أي ﯾد ﯾﻛون ﻟﯾﻧﻔذ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺣﺟز ﺛم اﻟﺑﯾﻊ
ﻓﺎﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ؛ ﻫو إن ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﯾﺧﺻص ﻣﺎﻻً ﻣﻌﯾﻧﺎً ﻛﺄن ﯾﻛون ﻋﻘﺎراً ﻟﺻﺎﻟﺢ
وﻟﻛن اﻟﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﯾﻛون اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻠداﺋن ﻣن اﻟﻣدﯾن اﻷﺻﻠﻲ.
وأﻣﺎ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ :ﻓﺎﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻠداﺋن ﯾﻘدم ﻣن ﺷﺧص آﺧر ﻏﯾر اﻟﻣدﯾن)ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ(
16
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ إن اﻟﻛﻔﯾل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﯾﻛون ﻣﺳؤو ﻻً ﻓﻲ ﻛل
أﻣواﻟﻪ؛ أﻣﺎ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺣدد ﺑﻣﺎل واﺣد ﯾﺧﺻص ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟداﺋن وﻛذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﻌﯾﻧﻲ
1
اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾد ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺟوز ﻟﻠﻛﻔﯾل اﻟﺷﺧﺻﻲ ذﻟك .
واﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾد ﻫو :إذا اراد اﻟداﺋن اﻟﺗﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻠﻛﻔﯾل اﻟﺷﺧﺻﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ أوﻻً ﻋﻠﻰ أﻣوال
اﻟﻣدﯾن وﺗﺟرﯾدﻩ ﻣﻧﻬﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﻪ أﻣوال ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﻛل اﻟدﯾن ،وﻫو دﻓﻊ ﺗﻘرر ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ
ﺿﺎﻣﻧﺎ ﻟدﯾن ﻟﯾس ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﻪ ﻓﻣن ﺑﺎب اﻟﻌدل أﻻ ﯾﻧﻔذ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ وأﻣوال اﻟﻣدﯾن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻟم ﯾﻧﻔذ
ﻋﻠﯾﻬﺎ .
وﯾﺗﺷﺎﺑﻪ ﺛﻼﺛﺗﻬﻣﺎ ) ،اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ( ﺑﺈﻧﻬﻣﺎ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟوﻓﺎء اﻟﻣدﯾن
2
ﺑﺈﻟﺗزاﻣﻪ؛ وﺑﺈﻧﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺﻟﺗزام اﻷﺻﻠﻲ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟﺗﺿﺎﻣن
ﻫﻧﺎك ﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟﺗﺿﺎﻣن ،ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ؛ ﺣﯾث أن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻣﻧﺢ اﻟدﺋن ﺿﻣﺎﻧﺎً ؛
ﻓﺎﻟﺗﺿﺎﻣن ﻗد ﯾﻛون ﺑﯾن اﻟداﺋﻧﯾن ,أو اﻟﻣدﯾﻧﯾن ,ﻓﺎﻷول ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗﺿﺎﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ )ﺑﯾن اﻟداﺋﻧﯾن( ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن
1اﻟﻣﺎدة )(1050ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﺻري ،رﻗم 131ﻟﺳﻧﺔ 1948اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ"إذا ﻛﺎن اﻟراﻫن ﺷﺧﺻﺎً آﺧر ﻏﯾر
اﻟﻣدﯾن ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻪ إﻻ ﻣﺎرﻫن ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺎل ،وﻻ ﯾﻛون ﻟﻪ ﺣق اﻟدﻓﻊ ﺑﺗﺟرﯾد اﻟﻣدﯾن ﻣﺎﻟم ﯾوﺟد اﺗﻔﺎق ﯾﻘﺿﻲ
ﺑﻐﯾر ذﻟك "
2ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن زﻛﻲ ،ﻣﺣﻣود ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣطﺎﺑﻊ دار اﻟﺷﻌب ،ﺳﻧﺔ ، 1979ط ، 3ص 29
17