You are on page 1of 78

‫الفصل ّاألول‪ :‬القرية األيكولوجية‬

‫‪ 1 -‬الفصل األ ول‪ :‬القرية األيكولوجية‪:‬‬


‫ّ‬

‫‪1.1-‬تعريف القرية‪:‬‬

‫خاصا بهم‪ ،‬وعادة ما‬


‫مجتمعا‬ ‫ويستقرون فيه‪ ،‬ويكّونون فيه‬ ‫يتجمع فيه مجموعة من الناس‬ ‫القرية هي مكان‬
‫عائلة‬ ‫أو عشيرة أو‬ ‫قبيلة‬ ‫يت اروح ما بين المئة والعشرة آالف‪ .‬سكان القرى قد يكونون من‬ ‫سكانه‬ ‫يكون عدد‬
‫واحدة‪ ،‬وقد يكونون من عدة عائالت مختلفة‪,Stevenson( )2006 .‬‬

‫‪ 2.1-‬تعريف األيكولوجيا‪:‬‬

‫إ ّن الكلمة االلتينية اإليكولوجيا تعني علم البيئة ‪ ،‬و المقصود منها على وجه التحديد علم األحياء‪ ،‬هذا العلم‬
‫الكائنات الحّية وبين محيطها الذي تعيش فيها ‪ ،‬ويعود مصطلح‬ ‫الذي يدرس التفاعالت التي تحصل بين‬
‫إيكولوجيا إلى أصله اإلغريقي (أويكوس) ‪ ،‬والتي تعني الذي يحيط بالشيء وبالتالي يصبح هذا المكان المحيط‪،‬‬
‫وأيضا القانون أو‬
‫ً‬ ‫مكاناً يعيش فيه ‪ ،‬أ ّما كلمة ( لوجيا ) ‪ ،‬والتي تعني في أصلها اليوناني الد ارسة أو العلم ‪،‬‬
‫الحية فيما بينها وبمحيطها ‪،‬‬
‫المنطق ‪ ،‬وبالتالي فإّنها تعني بمجملها التفاعالت الحاصلة بين جميع الكائنات ّ‬
‫ليفهم منه ّبأنه ما يعرف بـ ( علم شروط الحياة ) أو ( علم المسكن ) ‪.‬‬

‫اإليكولوجية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 3.1-‬تعريف القرية‬

‫في عام ‪ ،1991‬قام روبرت غيلمان بتعيين تعريف معياري للقرية الخض ارء ‪ (ecovillage).‬فعّرفها على ّأنها‪" :‬مستوطنة كاملة المواصفات تندمج‬
‫فيها األنشطة البشرية في العالم الطبيعي دون ان تسبب أي أذى وبطريقة‬
‫داعمة للتنمية البشرية السليمة‪ ،‬وقادرة على أن تستمر بنجاح في المستقبل إلى أجل غير مسمى‪".‬‬

‫إن القرية األيكولوجية هي مجتمعات تقليدية أو متعمدة هدفها أن تصبح أكثر استدامة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا‬
‫وإيكولوجيا‪ .‬وقد‬
‫تم تصميم القرية األيكولوجية من خالل مشاركة السكان المحليين بهدف تجديد واستعادة بيئتهم االجتماعية‬

‫والطبيعية‪ .‬وتت اروح معظمها بين عدد يت اروح بين ‪ 50‬و ‪ 150‬فردا‪ ،‬على الرغم من أن بعضها أصغر حجما‪،‬‬
‫فرد‪.‬تتألف القرى األيكولوجية الكبرى كشبكة‬
‫‪1‬‬
‫‪2000‬‬
‫وقد‬
‫يصل‬
‫عدد األف‬
‫ارد في‬
‫القرى‬
‫األيكولوجي‬
‫ة إلى‬
‫حوالي‬

‫‪2‬‬
‫من المجتمعات الفرعية الصغيرة المتداخلة‪ .‬وقد كبرت بعض القرى األيكولوجية بإضافة بعض األسر أو‬
‫المجموعات الصغيرة التي ليست بالضرورة تعيش ضمن نطاق القرية إّنما ذات مشاركة ف ّعالة في مجتمعها‪.‬‬

‫يتحد أعضاء هذه القرية بقيمهم اإليكولوجية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية والروحية المشتركة‪ .‬وتتألف هذه‬
‫القرى غالبا من الناس الذين اختاروا بديال للكهرباء والمياه المركزية وشبكات الصرف الصحي‪ .‬فهذه القرية تسعى على وجه التحديد إلى اعتماد‬
‫بدائل ألنظمة الكهرباء والمياه والنقل‪ .‬ويرى الكثيرون ان انهيار األشكال التقليدية للمجتمع‪ ،‬وأنماط الحياة االستهالكية المسرفة‪ ،‬وتدمير الموائل الطبيعية‪،‬‬
‫والزحف العم ارني‪ ،‬وكثرة‬
‫المصانع‪ ،‬واإلف ارط في االعتماد على الوقود األحفوري‪ ،‬هي عوامل يجب تغيرها لتجنب كارثة بيئية‪.‬‬

‫األيكولوجية ال‬
‫ّ‬ ‫القرى‬ ‫معينة في االستقاللّية بالطاقة والموارد الطبيعية‪ ،‬إّال أ‬
‫وعلى الرغم من الرغبة بدرجة ّ‬
‫ّن‬
‫ذاتيا بشكل تام‪ ،‬هي ال تعني مجمعات منعزلة‪ .‬بل على العكس ً‬
‫تماما‪ ،‬فهي تسعى لتكون‬ ‫تتطلع لتكون مكتفية ً‬
‫مرتبطة بشبكات من الروابط االجتماعية‪ ،‬االقتصادية والسياسية‪...‬‬

‫توفر أيضاً القرية األيكولوجية مجتمعات صغيرة النطاق ذات تأثير إيكولوجي محدود‪ .‬وقد تم تطوير مبدأ القرية‬
‫األيكولوجية بشكل أساسي من وجهة نظر مسكن األسرة الواحدة وكيفية دمج المنازل بشكل أفضل في الطبيعة‪.‬‬

‫‪ 4.1-‬تاريخ‪:‬‬

‫رغبة العصر الحديث لمجتمع تميزت بوضوح من خالل الحركات الجماعية في األعوام ‪ 1960‬و‪ 1970.‬من‬
‫هنا بدأ مفهوم القرى األيكولوجية بالظهور بعد أزمة الطاقة في السبعينات حيث قام العديد من المعماريين‬
‫والجهات العم ارنية بالبحث عن عمارة جديدة تقوم على التوافق مع البيئة بهدف خفض استهالك الطاقة للمباني وعدم التأثير على ثروات األجيال‬
‫القادمة‪،‬وفي تلك الفترة قام بعض المعماريون ببلورة التصاميم المعمارية التي ّركزت على د ارسة التأثير البيئي طويل المدى أثناء تشغيل وصيانة المباني‬

‫ونظروا لما هو أبعد من التكاليف األولية للبناء‪ .‬ثم‪ ،‬في عام ‪ ،1991‬روبرت غيلمان وديان غيلمان شاركا في تأليف د ارسة تحت عنوان "القرى‬
‫الخض ارء والمجتمعات المستدامة" ل ‪ Trust .Gaia‬اليوم‪ ،‬هناك قرى خض ارء في أكثر من ‪ 70‬بلدا في القا ارت‬
‫الست‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫في عام ‪ 1995‬بدأت حركة القرى الخض ارء على االلتئام في مؤتمر الخريف السنوي ل‪ ،Findhorn‬في‬ ‫ّثم‬
‫اسكتلندا‪ .‬حمل المؤتمر عنوان‪" :‬القرى الخض ارء والمجتمعات المستدامة‪ ".‬وفقا لروس جاكسون " على نحو ما ضرب المؤتمر على وتر‬
‫حساس وصل صداه القاصي والداني‪ ".‬كلمة قرية خض ارء ‪ ،village" "Eco‬والتي‬

‫من لغة اصحاب الثقافة االبتكارية‬ ‫الوقت‪ ،‬أصبحت جزءًا‬ ‫كانت بالكاد تبلغ من العمر أربع سنوات في ذلك‬
‫‪.‬وبعد هذا المؤتمر‪ ،‬وبدء العديد من المجتمعات المقصودة‪ ،‬بما فيها ‪ ،Findhorn‬تطلق على نفسها اسم " ‪ ،Eco "villages‬وهكذا كانت والدة‬
‫حركة جديدة‪ ،‬شبكة ‪ village Eco‬العالمية‪ ،‬التي تشكلت من قبل مجموعة من حوالي ‪ 25‬شخصا‪ ،‬من مختلف البلدان‪ ،‬حضروا مؤتمر‬
‫‪ ،Findhorn‬بلورت الحدث من خالل الربط بين مئات المشاريع الصغيرة من مختلف أنحاء العالم‪ ،‬حيث كانت هذه المشاريع تحمل أهداف‬
‫مماثلة لكنها كانت تعمل‬
‫دون معرفتها عن بعضها البعض‪.‬‬

‫األيكولوجية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 5.1 -‬مبادئ القرية‬

‫أ‪ -‬احت ارم خصائص الموقع‪:‬‬

‫يهدف هذا المبدأ إلى عدم اإلخالل باألرض التي سوف يقام عليها المبنى‪ ،‬بحيث إذا تم إ ازلته أو تحريكه من‬
‫موقعه فإن الموقع يعود كسابق حالته قبل أن يتم البناء‪ ،‬وبالتالي عدم إحداث تغي ارت جوهرية في معالم الموقع‪،‬‬
‫واجتماعياً‪ ،‬واالستفادة القصوى من ما‬
‫وأيكولوجيا‬
‫ً‬ ‫وكذاك عدم اإلخالل بخصائص األرض الطبيعية فيزيائياً‬
‫توفره البيئة المحيطة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ضرورة م ارعاة التجانس بين شكل المبنى والطبيعة المحيطة به وبمناخه‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحفاظ على الطاقة‪ :‬يجب أن‬

‫ويشيد بأسلوب يتم فيه تقليل استخدام الطاقة أو االستغاء عنها واالستعاضة بمصادر‬
‫يصمم المبنى ّ‬
‫اللتجاهات األربعة‪ ،‬مع د ارسة حركة الرياح والشمس‬ ‫طبيعية للطاقة‪ ،‬مع االلتفات إلى وضع المنازل وفقًا‬
‫للوصول إلى التصميم المعماري األمثل من ناحية االستفادة القسوة من هذه العوامل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ويمكن االستفادة من المعالجات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تصميم ح ارري محكم لتقليل استخدام أجهزة معالجة الهواء‪.‬‬


‫‪ ‬االقتصاد في تزويد المبنى بأجهزة الرفاهية كالمدفأة والسخان واالستعاضة عنها بوسائل طبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬تزويد المبنى بأجهزة تمتص الطاقة الطبيعية وتحويلها إلى كهرباء‪.‬‬

‫ج‪ -‬التكّيف مع المناخ‪:‬‬

‫يلعب االنسجام مع البيئة المناخية للموقع دو ًار كبي اًر في عمل التصميم األخضر خالل تصميم البيئة المبنية‪،‬‬
‫بحيث يقل تأثير المبنى على البيئة الطبيعية‪.‬‬

‫فالهدف األساس هو حرص اإلنسان على أن يتضمن بناؤه للمأوى عنصرين رئيسيين هما‪:‬‬

‫‪ّ ‬األول‪ :‬الحماية من المناخ وعوامله‬


‫‪ ‬الثاني‪ :‬محاولة خلق جو داخلي مالئم ل ارحته‬

‫مثال (في العمارة التقليدية) يتم تخزين الهواء البارد ً‬


‫ليال لمواجهة الح اررة الشديدة‬ ‫ففي المسكن ذو الفناء الداخلي ً‬
‫أجل‬
‫نها اًر‪ .‬باإلضافة إلى النوافير وأحواض المياه الموجودة في المنزل والتي يعتقد البعض أّنها تستخدم من‬
‫الشرب أو إلضافة جمالية إلى المنزل‪ ،‬إّال أن هذا العنصر يلعب دو اًر ها ًّما من الناحية البيئية فهي تساعد على‬
‫ضبط الرطوبة النسبية بالموقع‪ ،‬كما تساعد على تنقية وتبريد الهواء المار عليها‪.‬‬

‫د‪ -‬التقليل من استخدام الموارد الجديدة‪:‬‬

‫اتجاها‬
‫تمثل الموارد االقتصادية كل ما يمكن استخ ارجه من الموارد الطبيعية وطاقة الرياح والماء‪ ،‬ومع التطور الفكري للتعامل نع البيئة أصبح هناك ً‬
‫للحفاظ على المحيط الحيوي للبيئة الطبيعية‪ ،‬بحيث يتم التعامل مع معظم الموارد بصورة أكثر اقتصادية من خالل إعادة االستخدام بواسطة عمليات التدور‬
‫المختلفة‪ ،‬فالماء ‪-‬على سبيل‬
‫المثال‪ -‬من الممكن عمل شبكة تنقية للمياه المستعملة إلعادة استخدامها مّرة أخرى في أغ ارض الغسيل أو رّي‬
‫النباتات وغيرها من األنشطة المشابهة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫كما أن هذا المبدأ يدعو المصممين إلى تصميم المباني وإنشائها بأسلوب يجعلها هي نفسها أو بعض عناصرها‬
‫مورداً للمباني األخرى‪ .‬فقد يتم اللجوء إلى إعادة تدوير‬
‫في نهاية العمر االفت ارضي لهذه المباني مصد ًار أو‬
‫المواد والفضالت وبقايا المباني‪.‬‬

‫ه‪ -‬استخدام مواد البناء المحلية‪:‬‬

‫حيث يجب استخدام المواد المتوافرة في البيئة المحلية وتقليل الهدر وإساءة االستخدام وذلك من خالل‪ :‬استخدام مواد البناء المحلية‪ ،‬اختيار األنسب من مواد‬
‫البناء بعد د ارسة خصائصها الميكانيكية والبيية واالقتصادية‬
‫باإلضافة إلى الترشيد في عملية االستخدام‪.‬‬

‫و‪ -‬احت ارم المستخدمين‪:‬‬

‫إذا كانت مبادئ القرية الخض ارء تولي اهتماماً بقضية الحفاظ على الطاقة والموارد‪ ،‬كما تنبه المصممين ألهمية احت ارم البيئة بصفة عا ّمة فال شك‬

‫أّنها تعطي اهتمام أكبر للمتعاملين معها‪ ،‬فسالمة اإلنسان والحفاظ عليه هو‬
‫الهدف األسمى لها‪.‬‬

‫أيضا بالبعد اإلنساني ومالئمة المبنى لوظيفته وم ارعاة خصوصية األف ارد واحتياجاتهم المختلفة‪،‬‬
‫والبد من االهتمام ً‬
‫المعوقين‪).‬‬
‫مع عدم تجاهل تحقيق للفائدة للفئات الخاصة ( ّ‬

‫ز‪ -‬التصميم الشامل‪:‬‬

‫الحديقة والمبنى‪ :‬يالحظ بصفة عا ّمة انخفاض الوعي المعماري والحضاري في بعض المجتمعات حيث ينظر‬
‫للمناطق‬ ‫رفاهية ومن الكماليات‪ .‬إّال أ‬ ‫إلى الدعوة لوجود الحدائق على مستوى المدن والمباني على ّأنها‬
‫ّن‬
‫الخض ارء فوائد صحّية فهي تعمل على تنقية الهواء من الغبار والمخلفات العديدة العالقة به‪ .‬وبالتالي فإ ّن لها‬
‫الحارة‪ ،‬إضافة ألثر النفسي الجّيد وكذلك التأثير االجتماعي لمناطق الخض ارء‬
‫تأثير مباشر في تنظيف الجو وتحسين المناخ المحلي خاصة في المناطق ّ‬
‫خاصة غلى مستوى المجموعات والمجاو ارت السكنية‪ ،‬فهي ضرورية‬
‫لخلق نوع من التقارب والت اربط االجتماعي بين األسر المختلفة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ملخص‪:‬‬

‫هدف االنسان عند انشأه لمأواه إلى تأمين جو داخلي مالئم ل ارحته و بدأ بانشاء مسكنه من بيئته المحيطة‪،‬وعمد الى تسخير كافة التطو ارت و التكنولوجيا‬
‫للوصول لهذا الهدف‪،‬األمر الذي بدأ بأخذ منحا مؤذيا للطبيعة و البيئة‬
‫المحيطة و بالتالي التأثير على االنسان ذاته‪.‬‬

‫لذلك ظهرت فكرة القرية األيكولوجية التي تهدف الى النهوض بالمجتمع القائم أو اقامة مجتمع جديد يقوم على‬
‫أسس مدروسة ترعى الى حد كبير البيئة المحيطة و تأخذها بعين االعتبار شتى المجاالت ‪.‬‬

‫فقامت القرية االيكولوجية على احت ارم الموقع المنشأ فيه ‪ ،‬الحفاظ على الطاقات الطبيعية المتوارثة عبر األجيال ليتمكن كل جيل من االستفادة منها بالطريقة‬
‫السليمة ‪ ،‬التكيف مع المناخ و بالتالي القيام بتصاميم معمارية تتماش مع المناخ و غيرها من األسس والتي تهدف كلها للوصول الى ال ارحة البشرية‬
‫سواء داخل الوحدة المبنية‬
‫أو خارجها و الحفاظ على استدامتها و تنميتها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التنمية المستدامة‬

‫‪8‬‬
‫‪ 2 -‬الفصل الثاني‪ :‬التنمية المستدامة‪:‬‬

‫‪ 1.2-‬تعريف التنمية المستدامة‪:‬‬

‫وضعت العديد من التعريفات للتنمية المستدامة وبطرق مختلفة ولكن يستند التعريف الشائع المستخدم على‬
‫الذي نص‬
‫نطاق واسع إلى تقرير "مستقبلنا المشترك" الذي نشر أثناء عقد لجنة برونتالند في عام ‪1987‬‬
‫سبشكل أساسي على ما يلي‪" :‬التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة‬
‫األجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة‪".‬‬

‫‪ 2.2 -‬مفهوم التنمية المستدامة‪:‬‬

‫مفهوم التنمية المستدامة متعدد االستخدامات ومتنوع المعاني لهذا ظهرت تعاريف متنوعة ومتعددة ومتداخلة وان هذا التداخل بين التعاريف هو أكثر ما‬
‫يميز أدبيات التنمية المستدامة في المرحلة ال ارهنة‪ .‬ولقد حاول تقرير الموارد العلمية الذي نشر عام ‪ 1992‬الذي خصص بأكمله لموضوع التنمية‬
‫المستدامة لتوضيح هذا الخلط من خالل إج ارء مسح شامل ألهم تعريفات هذا المفهوم فحصر التقرير عشرين تعريفا واسع التداول للتنمية المستدامة‬
‫وقد وزع التقرير هذه التعاريف على المفاهيم األربع التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المفهوم البيئي‪ :‬وهو يركز على االستخدام األمثل ألل ارضي ال ازرعية والموارد المائية في العالم بما يؤدي‬
‫إلى مضاعفة المساحات الخضارء على الكرة األرضية‬
‫‪ ‬المفهوم االجتماعي‪ :‬يعني السعي من اجل استق ارر النمو السكاني ووقوف تدفق األفراد للمدن من خالل‬
‫تطوير مستوى الخدمات التعليمية والصحية في األرياف‬
‫‪ ‬المفهوم االقتصادي‪ :‬الذي يرى االستدامة من خالل اتجاهات رؤية الدول الصناعية من جهة والدول‬
‫النامية من جهة أخرى‪ .‬إذ ترى الدول الصناعية أن التنمية المستدامة تعني إج ارء تخفيض عميق‬
‫ومتواصل في استهالك هذه الدول من الطاقة والمواردو إحداث تحويالت جذرية في األنماط الحياتية‬
‫السائدة وامتناعها عن تصدير نموذجها التنموي الصناعي عالميا ‪ .‬أما بالنسبة للدول الفقيرة والتابعة‬
‫المستوى المعاشي للسكان األكثر فق ًار في‬
‫رفع‬ ‫فان التنمية المستدامة تعني توظيف الموارد من اجل‬
‫الجنوب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التنمية المستدامة هي التنمية التي تنقل المجتمع إلى عصر الصناعات‬ ‫يرى أن‬ ‫‪ ‬المفهوم التقني‪:‬‬
‫والتقنيات النظيفة التي تستخدم اقل قدر من الطاقة والموارد ‪ ،‬وتنتج الحد األدنى من الغا ازت والملوثات‬
‫التي تؤدي إلى رفع درجة ح اررة األرض والضارة باألوزون‪.‬‬

‫‪ 3.2 -‬أبعاد التنمية المستدامة‪:‬‬

‫أ‪ -‬البعد االقتصادي‪ :‬ال تتحقق التنمية المستدامة إّال بتأييد نظام اقتصادي يرفض نماذج التنمية المفروضة والبعيدة عن ذات المجتمع وغير المالئمة‬
‫للهوية الثقافية له من جانب‪ ،‬وسياسة ذاتية التقييم من جانب أخر ‪ ،‬إن مشاركة المجتمع في الق ار ارت المتعلقة بالتنمية هي أحد الشروط‬
‫األساسية لنجاح الخطة‬
‫االقتصادية وأيضا لتحقيق ذاتية التنمية المستدامة‪ .‬إن التنمية المستدامة في الدول الغنية تعني إج ارء تخفيضات في مستويات االستهالك المدد للطاقة‬
‫والموارد الطبيعية وذلك عن طريق تحسين كفاءة استخدام‬
‫الطاقة وأحداث تغير في أنماط االستهالك للموارد‪ ،‬وعلى البلدان الغنية أو الصناعية مسؤولية خاصة‬
‫في قيادة التنمية المستدامة الن استهالكها المت اركم في الماضي من الموارد الطبيعية أسهم بدرجة كبيرة وغير متناسبة في مشكالت التلوث العالمي‪.‬‬
‫أما في الدول الفقيرة فالتنمية المستدامة تعني استخدام الموارد بهدف تحسين مستويات المعيشة والتقليل من الفقر الذي يرتبط ارتباط وثيقا بتدهور البيئة والنمو‬
‫السكاني السريع وبشكل عام فإن التنمية المستدامة تعني الحد من التفاوت المت ازيد في الدخل وفي فرص الحصول‬
‫على الرعاية الصحية والتعليم والخدمات االجتماعية بين أف ارد المجتمع‪ .‬إذًا فإن استخدام الموارد الطبيعة بشكل عقالني وسليم والحفاظ على‬
‫الموارد البيئية سوف يؤدي إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة‪ .‬إ ّن أفضل أسلوب للحصول على الحد األقصى من الرفاهية االقتصادية مع‬
‫المحافظة على الجوانب البيئية‬
‫يحتاج من صانعي الق ارر اتخاذ ق ار ارت اقتصادية من شانها تحقيق السالمة البيئية عن طريق وضع حدود مادية على الضرر البيئي‬
‫الناتج عن العمليات االقتصادية مثل فرض الض ارئب تلوث حسب مقدار‬

‫الضرر البيئي المتولد عنها مما يسهم في توزيع التخطيط الشامل للموارد على المدى الطويل وبالطبع‬
‫فان هذا يحتاج إلى دعم مبدأ المشاركة وتأصيل قيم العدالة االجتماعية التي تسعى إلى تضييق الفجوة‬
‫كي تتحقق التنمية‬
‫فإننا نستطيع القول أنه‬ ‫في المستويات المعيشية بين الطبقات الغنية والفقيرة‪ ،‬وعليه‬
‫المستدامة على وفق البعد االقتصادي البد من‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬تحسين مستوى المعيشة والرفاهية واإلنسانية والحياة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام أكثر كفاءة ل أرس المال‪.‬‬
‫‪ ‬تقليل مستوى الفقر‪.‬‬
‫‪ ‬تالئم النمو االقتصادي مع البيئة‪.‬‬

‫ب‪ -‬البعد البيئي‪:‬‬

‫تلبية حاجة‬ ‫الطبيعية والبشرية تعمل على‬ ‫تعتمد التنمية المستدامة بيئيا على إدارة مسؤولة للموارد‬
‫األجيال الحالية وتحافظ على مصالح األجيال االلحقة وهذا هو التحدي الذي يواجه األف ارد والمجتمعات ويتطلب بذل الجهود الكبيرة‬
‫لتوعية السكان بهذه المشكلة ‪ .‬التنمية المستدامة تعني حماية الموارد الطبيعية من الضغوط البشرية وعدم اإلف ارط في استخدام األسمدة‬
‫والمبيدات التي تلوث المياه السطحية والجوفية ‪ ،‬واالستغالل الجائر للغابات ومصايد األسماك بمستويات غير مستدامة‪ .‬فالتنمية المستدامة تعني‬
‫االستخدام األمثل أللراضي ال ازرعية والموارد المائية في العالم ‪ ،‬وحماية األصناف الحيوانية والنباتية من خطر االنق ارض والحد من‬
‫التغير الكبير في استق ارر المناخ العالمي وتدمير طبقة األوزون‬

‫باتباع تكنولوجيا ازرعية محسنة تزيد الغلة وتتجنب اإلسارف في استخدام األسمدة الكيماوية والمبيدات‪،‬‬
‫والتنمية المستدامة تعني ترشيد استهالك المياه ‪ ،‬وتحسين كفاءة شبكات المياه‪.‬‬

‫ج‪ -‬البعد االجتماعي‪:‬‬

‫تعني التنمية المستدامة تحقيق تقدم كبير في سبيل تحديد نمو السكان ‪ ،‬الن نمو السكان السريع يؤدي إلى ضغوط حادة على الموارد الطبيعية ‪،‬‬
‫وعلى قدرة الحكومات على توفير الخدمات والتوزيع السكان‬
‫أهمية كبيرة ‪ ،‬والتوسع في التحضر له عواقب بيئية كبيرة فمع التوسع التكنولوجي للمستخدم حالية‪ ،‬تقوم المدن بتركيز النفايات والمواد الملوثة‬
‫التي تشكل خطورة على السكان وعلى النظم الطبيعية المحيطة فالتنمية المستدامة تعني إبطاء حركة الهجرة إلى المدن واالهتمام بالتنمية الريفية‬
‫النشطة عن‬
‫ورفع مستوى الدخل عن طريق تعزيز األنشطة السياحية والسياحة البيئية‬ ‫طريقة التعليم والتدريب‬
‫والثقافية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪ -‬البعد التكنولوجي‪:‬‬

‫يستنتج ان التنمية المستدامة تعني التحول والسيما في الدول الصناعية إلى تكنولوجيا أنظف وأكفأ‪،‬‬
‫ما تؤدي الم ارفق الصناعية إلى تلويث ما يحيط بها من هواء ومياه وأرض‪ .‬وفي البلدان‬
‫ألنه كثي اًر‬
‫المتقدمة النمو ‪ ،‬يتم الحد من تدفق النفايات وتنظيف التلوث بنفقات كبيرة ‪ ،‬أما في البلدان النامية فان النفايات المتدفقة في كثير منها ال يخضع‬
‫لرقابة إلى حد كبير‪ .‬ومع هذا فليس التلوث نتيجة ال مفر منها من نتائج النشاط الصناعي‪ .‬إن التنمية المستدامة هي التنمية التي تنقل المجتمع‬
‫إلى عصر الصناعات والتقنيات النظيفة التي تستخدم اقل قدر من الطاقة والموارد وتنتج الحد األدنى من الغا ازت‬
‫والملوثات التي تؤدي إلى رفع درجة الح اررة على سطح األرض‪.‬‬

‫‪ 4.2 -‬مبادئ التنمية المستدامة‪:‬‬

‫أ‪ -‬استخدام أسلوب النظم في إعداد وتنفيذ خطط التنمية المستديمة‪ :‬يعد أسلوب النظم أو المنظومات‬
‫شرطا أساسيا إلعداد وتنفيذ خطط التنمية المستدامة‪ ،‬وذلك يعود إلى أن البيئة اإلنسانية هي نظام فرعي‬
‫من النظام الكلي‪ ،‬ولهذا تعمل التنمية المستدامة من خالل هذا األسلوب إلى تحقيق النظم الفرعية بشكل‬
‫يؤدي الى توازن بيئة األرض عامة‪ .‬وهذا األسلوب هو أسلوب متكامل يهدف إلى الحفاظ على حياة‬
‫المجتمعات من جميع النواحي االقتصادية والبيئية واالجتماعية دون وجود تأثي ارت سلبية متعاكسة بين هذه‬
‫الجوانب‪.‬‬

‫فمن مشكالت البيئة المرتبطة بالتنمية االقتصادية مثال السياسات ال ازرعية المطبقة في كثير من دول العالم‬
‫والتي تؤثر بشكل رئيسي في تدهور التربة‪.‬‬

‫ب‪ -‬المشاركة الشعبية‪ :‬يتطلب تحقيق التنمية المستدامة توفير شكل مناسب من أشكال االلمركزية التي‬
‫تمكن الهيئات الرسمية والشعبية واألهلية والسكان بشكل عام من المشاركة في إعداد وتنفيذ ومتابعة خططها‪،‬‬
‫ويطلق على هذا المفهوم بالتنمية من أسفل ويمكن تلخيص دور الحكومات المحلية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الحد من الزيادة في ارتفاع درجة حاررة األرض‪.‬‬


‫‪ ‬إدارة ومعالجة النفايات البيئة والتجارية والصناعية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬الحد من انبعاث الغا ازت التي تؤثر على طبقة األوزون‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض االستهالك من مشتقات النفط‪.‬‬

‫ج‪ -‬مبدأ التوظيف األمثل الديناميكي للموارد االقتصادية ‪.‬‬

‫د‪ -‬مبدأ استطالة عمر الموارد االقتصادية‪ ،‬والتخطيط االستراتيجي لهذه الموارد‪.‬‬

‫ه‪ -‬مبدأ التوازن البيئي والتنوع البيولوجي‪.‬‬

‫و‪ -‬مبدأ الحفاظ على سمات وخصائص الطبيعة‪ ،‬وكذلك تحديد وتطوير هياكل اإلنتاج واالستثمار‬
‫واالستهالك‪,Baldassare( )1992 .‬‬

‫‪ 5.2-‬أهداف التنمية المستدامة‪:‬‬

‫تسعى التنمية المستدامة من خالل آلياتها ومحتواها إلى تحقيق جملة من األهداف وهي التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تحقيق نوعية حياة أفضل للسكان‪ :‬من خالل التركيز على العالقات بين نشاطات السكان والبيئة ‪،‬‬
‫وتتعامل مع نظام الطبيعة ومحتواها على أساس حياة اإلنسان ‪ ،‬وذلك عن طريق مقاييس الحفاظ على‬
‫نوعية البيئة واإلصالح وتعمل على أن تكون العالقة في األخيرة عالقة تكامل وانسجام‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز وعي السكان بالمشكالت البيئية القائمة‪ :‬وكذلك تنمية إحساسهم بالمسؤولية اتجاهها وحثهم على‬
‫المشاركة الف ّعالة في إيجاد حلول مناسبة لها من خالل مشاركتهم في إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقديم برنامج‬
‫ومشاريع التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫‪ ‬احت ارم البيئة الطبيعة‪ :‬وذلك من خالل التركيز على العالقة بين نشاطات السكان والبيئة وتتعامل مع‬
‫نظام الطبيعة ومحتواها على أساس حياة اإلنسان‪ ،‬و بالتالي فالتنمية المستدامة هي التي تستوعب‬
‫العالقة الحساسة بين البيئة المبينة وتعمل على تطوير هذه لتصبح عالقة تكامل وانسجام ‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق استغالل واستخدام عقالني للموارد‪ :‬وهنا تتعامل التنمية مع الموارد على أنها موارد محدودة‬
‫لذلك تحول دون استنازفها أو تدميرها وتعمل على استخدامها وتوظيفها بشكل عقالني ‪.‬‬
‫‪ ‬ربط التكنولوجيا الحديثة بأهداف المجتمع‪ :‬تحاول التنمية المستديمة توظيف التكنولوجيا الحديثة بما‬
‫يخدم أهداف المجتمع ‪ ،‬وذلك من خالل توعية السكان بأهمية التقنيات المختلفة في المجال التنموي ‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫وكيفية استخدام المتاح والجديد منها في تحسين نوعية حياة المجتمع وتحقيق أهدافه المنشودة ‪ ،‬دون أن يؤدي ذلك إلى مخاطر وأثار بيئية سلبية‪،‬‬
‫أو على األقل أن تكون هذه اآلثار مسيطرة عليها بمعنى‬
‫وجود حلول مناسبة لها ‪.‬‬
‫‪ ‬أحداث تغير مناسب في حاجات وأوليات المجتمع ‪ :‬وذلك باتباع طريقة تالئم إمكانيات وتسمح بتحقيق‬
‫التوازن الذي بواسطته يمكن تفعيل التنمية االقتصادية ‪ ،‬والسيطرة على جميع المشكالت البيئة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق نمو اقتصادي تقني ‪ :‬بحيث يحافظ على ال أرسمالية الذي يشمل الموارد الطبيعية والبيئية ‪ ،‬وهذا‬
‫بدوره يتطلب تطوير مؤسسات وبنى تحتية وإدارة مالئمة للمخاطر والتقلبات لتؤكد المساواة في تقاسم‬
‫الثروات بين األجيال المتعاقبة وفي الجيل نفسه‪.‬‬

‫‪ 6.2-‬كيفية تعزيز التنمية المستدامة‪:‬‬

‫‪ ‬إيجاد مناطق التجمع اإلنساني للسكان وتوفير أرضية تفاعل إجتماعي ‪.‬‬

‫‪ ‬العناصر الخض ارء توفر أجواء بيئية تعمل على تلطيف الجو والحد من الح اررة العالية وتنقية الهواء‪.‬‬

‫‪ ‬إستعمال مواد بناء غير ضارة بالبيئة من الطوب المزدوج والتي تساهم في التقليل من إستهالك الطاقة‬
‫مما يوفر استدامة في البعد التقني ‪.‬‬

‫‪ ‬التركيز على األلوان البئية المريحة والتي تعكس إندماج مع الموقع وإمتداد أفقي ‪،‬وتؤكد على الطابع‬
‫المعماري المستدام‪.‬‬

‫‪ ‬البعد عن العناصر ذات التكلفة العالية لتحقيق استدامة إقتصادية مالئمة ‪.‬‬

‫‪ ‬البساطة وانسجام بين المفردات المعمارية‪ ،‬وإحت ارم المحيط الخاص بالعائالت ‪.‬‬

‫‪ 7.2 -‬االستدامة والعمارة العربية (حسن فتحي‪):‬‬

‫‪ 1.7.2-‬نبذة عن المعماري حسن فتحي‪:‬‬

‫حسن فتحي مهندس معماري ولد في االسكندرية‪ّ ،‬تميز بمنظومة تفاعل فيها ذكاؤه مع البيئة‪ ،‬وأعاد اعتماد طرق ومواد البناء التقليدية‪ .‬شغل حياته دائما‬
‫بالفق ارء وبنى لهم قصو ار من طين‪ ،‬استغل بيئته المحلية ليصل بها‬

‫‪14‬‬
‫إلى العالمية‪ ،‬حتى حصل على جائزة "أحسن معماري في القرن العشرين"‪ ،‬وحصد عدد من الجوائز واألوسمة‬
‫لم يكن ليحصل عليها لوال تمسكه ببيئته وت ارثه‪ ،‬ويشكلها في إطار خاص‪ ،‬مصبوغة بموهبته الهندسية المتفردة‪.‬‬
‫(ستيل‪2008) ،‬‬

‫‪ 2.7.2-‬المبادئ التي اعتمدها‪:‬‬

‫كان يعتمد المهندس حسن فتحي على مبادئ مدروسة هي نتاج د ارساته المتخصصة وأبحائه في مجال ال ارحة‬
‫البشرية‪ ،‬التحكم بالضوابط المناخية الداخلية وأساليب البناء المحلية‪ .‬ارتبطت هذه المبادئ بشكل أساسي على‬
‫عالقة المبنى بالمحيط بشتى عناصره‪ ،‬فالتفت في تصميمه إلى العديد من العوامل الطبيعية ود ارستها واستغاللها‬
‫بما يعود بالفائدة القصوى على اإلنسان وعلى تأمين إطار معيشي مريح‪.‬‬

‫‪ ‬التوجيه‪:‬‬

‫موقع يجب تحديد موضع الشمس‬ ‫إن مصدر الح اررة الرئيسي في المناخات الحاّرة هو ال ّشمس‪ .‬ولتخطيط أ ّي‬
‫الحر‪.‬‬
‫وكذلك اتجاه الرياح السائدة‪ ،‬خصوصاً في فصل ّ‬ ‫لكل ساعة من ساعات النهار وفي كل الفصول‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك تتعرض كل مجموعة من المباني المتجاورة إللشعاع ال ّشمسي المنعكس عن المباني المجاورة‪ ،‬كما تحجب مجموعات أخرى‬
‫مجاورة عنها الرياح‪ ،‬مما يساهم في تكوين مناخ موضعي خاص بكل موضع في‬
‫االهتمام أيضاً بد ارسة حركة الهواء ودرجة الرطوبة إلى جانب التأثي ارت المباشرة وغير‬ ‫تلك المنطقة‪ .‬ويجب‬
‫المباشرة ألشعة الشمس‪.‬‬

‫إن الهدف الرئيسي من الدراسة هو إيجاد التوجيه األمثل فيما يتعلق بالشمس والرياح السائدة‪ .‬وتفرض الصعوية التي تتسم فيها هذه المسألة البدء بد ارسة‬
‫المتعلقة بصف واحد من األبنية التي يمكن على‬
‫الحالة البسيطة ّ‬
‫تعقيدا‪( .‬فتحي‪1988) ،‬‬
‫أساسها فهم الحاالت األكثر ً‬

‫‪ ‬التظليل‪:‬‬

‫جانبيا يتحقق بوضع جانبها الطويل باتجاه شرقي‪-‬غربي إّال أ ّن ذلك يصعب تطبيقه على‬
‫رغم أ ّن التوجيه األمثل للمباني المنفردة وصفوف المساكن المتصلة ّ‬
‫ولعدة‬
‫المخطط الكامل لمدينة‪ ،‬أو قطاع منها‪ ،‬بهذه السهولة دائماً ّ‬
‫مع انجاه الشوارع والمساحات التي‬ ‫أسباب‪ .‬إذ يجب أن تنتظم األبنية المنفردة أو المساكن المتصلة ً‬
‫جانبيا‬
‫‪15‬‬
‫تتفاوت زوايا انح ارفها عن الشمال مما يجعلنا بحاجة لوسيلة مناسبة للتظليل تختلف في كل حاجة بحسب‬
‫التوجيه‪.‬‬

‫ويعد وضع المبنى الذي تطل واجهته على الغرب أسوأ وضع‪ ،‬فباألضافة إلى اكتسابه للح اررة من البيئة المحيطة‬
‫ازوية االرتفاع عن األفق‪ .‬أ ّما في حالة‬
‫أشعة الشمس إلى داخله مباشرة بسبب انخفاض‬ ‫خالل النهار‪ ،‬تنفذ‬
‫قطاع من األبنية تتجه واجهاتها للغرب أو للشرق فتظل مجموعات األبنية بعضها ً‬
‫بعضا‪ .‬ولضمان ذلك يجب‬
‫تصميم األبنية بحيث يتناسب ارتفاعها مع عرض الشارع و ازوية ارتفاع الشمس عن األفق‪( .‬فتحي‪1988) ،‬‬

‫‪ ‬مواد البناء‪:‬‬

‫جدا االلتفات إلى كيفية اختيار مواد البناء‬


‫إن معظم الطاقة تنتقل عبر الجد ارن واألسقف لذا فهو من المهم ً‬
‫للمبنى بهدف الوصول إلى خلق مناخ داخلي مريح‪ .‬فبالنسبة‬
‫خارجيا‬
‫ً‬ ‫غالفا‬
‫وخصائص المواد التي تشكل ً‬
‫للحوائط البد أن تكون ذات خصائص فيزيائية وح اررية مناسبة‪ ،‬باإلضافة إلى السماكة المالئمة وذلك للحد من‬
‫التقلبات المفرطة بالح اررة والرطوبة مابين الداخل والخارج‪ .‬فكانت الجد ارن السميكة تساعد على الحد من خسارة واكتساب الح اررة‪ .‬كما أن اختيار‬
‫ّ‬
‫األلوان واستخدام تلك التي تعكس الح اررة للجد ارن واألسقف لعب دو ًار ها ّماً في‬
‫الحد من االنتقال الح ارري للداخل‪( .‬فتحي‪2009) ،‬‬

‫‪ ‬الواجهات‪:‬‬

‫الواجهة الشمالية‪ :‬وهي الواجهة األقل تعرضاً للشمس‪ ،‬فهي ال تتعرض للشمس ّإأل في ساعات النهار المبكرة والمتأخرة من ّأيام الصيف‪ .‬ومن م ازيا الحج‬

‫ارت التي تقع فسحاتها في هذه الواجهة أن التنوير ينتشر فيها بشكل‬
‫متساو‪.‬‬

‫الواجهة الجنوبية‪ :‬من م ازيا التعرض الجنوبي فيما يتعّلق بعامل الشمس في الناطق االستوائية وشبه اإلستوائية‪،‬‬
‫فوق األفق في فصل الصيف ويمكن بالتالي تظليل الواجهات بسهولة‪ .‬أ ّما في‬
‫أن الشمس تكون عالية جدًا‬
‫ازوية االرتفاع عن األفق تكون صغيرة‪ ،‬فتجلب معها‬ ‫فصل الشتاء‪ ،‬فتنفذ أشعة الشمس إلى الداخل مباشرة ألن‬
‫الدفء إلى الداخل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الواجهتان الشرقية والغربية‪ :‬تتعرض الواجهة الشرقية ألشعة الشمس منذ شروق الشمس وحتى الظهر فقط‪،‬‬
‫وتفقد الجد ارن الكثير من ح اررتها بحلول المساء‪ ،‬مما يجعلها أكثر مالءمة لحج ارت النوم من الغربية‪ .‬ويمكن تظليل المباني بتغطية الشوارع أو‬
‫االستعانة بغطاء نباتي‪ .‬كما يمكن تظليل واجهات الواحة بعناصر معمارية‬
‫كالشرفات والمظالت أو المم ارت المفتوحة الجوانب أو الشرفات المسقوفة‪ .‬أ ّما فيما يتعلق بتظليل الفتحات‬
‫فيمكن استعمال أجهزرة خا ّصة مثل الستائر المضلعة وكاس ارت الشمس والمشربية‪.‬‬

‫‪ ‬الفتحات‪:‬‬

‫تؤدي النوافذ عادة وظائف ثالثاً‪ :‬إدخال نور الشمس المباشر وغير المباشر‪ ،‬إدخال الهواء وتوفير المنظر‪ .‬وتقوم النوافذ بشكل عام في األقاليم المعتدلة‬
‫بهذه الوظائف الثالث بشكل مالئم‪ ،‬حيث يعتمد حجم النافذة وشكلها‬
‫وموضعها على األحوال المناخية السائدة‪ .‬أ ّما في المناخ الحار الجاف‪ ،‬فيندر أن تجتمع هذه الوظائق الثالث‬
‫في عمل معماري واحد‪ ،‬كما أن ذلك غبر مرغوب فيه‪.‬‬

‫لذا ّطورت ّعدة حلول للقيام بكل وظيفة على حدة‪:‬‬

‫‪ ‬الستائر المعدنية‬

‫المستند ‪ 1:‬الوضع (أ) يمثل الوضع األمثل التجاه حركة الهواء غير المرغــوب فيــه‬ ‫‪ ‬كاس ارت الشمس‬
‫وذلك فيما بتعلّق بالشمس‪ ،‬أّ ما الوضــع (ب) فهــو يمثـّل الوضـع األمثـل لحجب أشـعة‬
‫الشمس غير المرغوب فيها وذلك‬ ‫‪ ‬المشربية‬
‫فيما ّ‬
‫يتعلق باتجاه الريح‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬كتاب الطاقات الطبيعية والعمارة التقليدية‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫المستند ‪ 4:‬الشكل الخارجي للمشربية‬ ‫أثر الضوء الساقط‬ ‫المستند ‪3:‬‬ ‫المستند ‪ 2:‬أنماط شبكة المشربية‬
‫المصدر‪ :‬كتاب الطاقات الطبيعية‬ ‫على أسطوانة‬ ‫المصدر‪ :‬كتاب الطاقات الطبيعية‬
‫والعمارة التقليدية‬ ‫المصدر‪ :‬كتاب الطاقات الطبيعية‬ ‫والعمارة التقليدية‬
‫والعمارة التقليدية‬

‫‪17‬‬
‫‪ 3.7.2-‬من أعمال المهندس حسن فتحي‪:‬‬

‫‪ ‬منزل قليني‪(1945):‬‬

‫واحد من أكثر تصميمات فتحي ب ارعة ويبرز فيه الفصل الواضح بين المساحات العا ّمة والخا ّصة‪ ،‬حيث تقع‬
‫فيه منطقة الضيوف على فناء كبير‬
‫وتشبه النمط المغربي السائد في‬
‫شمال أفريقيا حيث كان العقد‬
‫على شكل حدوة الحصان‪.‬‬

‫الخشبية‬ ‫الحواجز‬ ‫كانت‬


‫موضوعة بالشرفة على شكل عقد‬
‫لتؤكد على البؤرة الداخلية للمبنى وقد‬
‫كان شكل القاعة ونسبها توكد هذا‬
‫الرمز القوي للفترة‬

‫العربية الكالسيكية‪ .‬أ ّما‬


‫النوافذ فإنها تذكر بتلك‬

‫المستند ‪ 5:‬مسقط منزل قليني‬ ‫الموجودة في ال ّشمال وخا‬


‫المصدر‪ :‬كتاب ‪architecture vernacular in energy Natural‬‬
‫ّصة في عمارة المنازل‬
‫المملوكية في لبنان ولكن ال يمكن القول بتأكيد مطلق ّإنها مستلهمة من هذه المنطقة‪.‬‬

‫لم يشجع اتجاه الرياح السائد هنا على وضع الملقف بعد الفناء مباشرة بل استلزمت الظروف المحلية وضع‬
‫الملقف فوق اإليوان الرئيسي ليحضر الهواء البارد إلى الضيوف‪ .‬وهذا الوضع نادر بين التصميمات العديدة‬
‫من الملقف والقاعة شيئ ثابت في‬
‫التالية التي وضع فيها فتحي الملقف بعد الفناء الرئيسي وقد أصبح ك ّ ًال‬
‫أغلب المقاطع الطولية لكل األعمال التالية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المستند ‪ 6:‬واجهة منزل قليني المصدر‪:‬‬
‫كتاب عمارة من أجل الّ ناس‪ :‬األعمال الكاملة لحسن فتحي‬

‫كانت نتيجة هذا التصميم هي حائط طويل ومرتفع به نافذة بارتفاع دورين توضع عليها مشربية تطل على الفناء المفتوح‪ .‬بالرغم من أن منزل قليني هو‬
‫واحد من أوائل أعمال فتحي ّإال ّأنه يعتبر واحد من أكثر مشاريعه‬
‫ب ارعة في التنظيم حيث وضع الحج ارت في المركز بين الفنائين الرئيسي والفرعي بما يسمح لهما باالتصال‬
‫ماديا وبصرياّ الواحد عن اآلخر وكان هذا المفهوم التصميمي‬
‫المباشر مع أج ازء المنزل وأن يكونا منفصلين ً‬
‫البارع البسيط البارع أكثر من مالئم ويحقق الخصوصية‪.‬‬

‫المستند ‪ 7:‬مقطع لمنزل قليني يبّين حركة الرياح ودور الملقف المصدر‪ :‬كتاب‬
‫‪architecture vernacular in energy Natural‬‬

‫‪19‬‬
‫كانت واحدة من أهم نقاط القّوة في هذا التصميم هي االحتفاظ بعزلة الفناء التي تجعله منطقة لل ارحة عن العالم‬
‫الخارجي لتوفير "السكينة" حيث أن كلمة السكن هي واحدة من األسماء العربية للمنزل وترمز إلى السالم والنقاء‪،‬‬
‫قائال‪" :‬كلمة سكينة تعني الهدوء والقدسية بينما كلمة حريم تعني النساء ومشتقة من‬
‫ّأم كلمة سكينة التي كان فتحي يستخدمها عادة ليصف بها األفنية التي صممها ّ‬
‫المقدس وترمز إلى المنطقة الداخلية‬
‫كلمة ح ارم التي تعني ّ‬
‫لمعيشة األسرة ومع هذا السالم والقدسية وهذا الجوهر األنثوي فإن كلمة الحياة المنزلية تصبح غبر كافية‬
‫لوصف هذا الجو المنزلي الرقيق للغاية لدرجة أن أقل تمزق في الحوائط المحيطة به تسمح له بالهرب" (ستيل‪،‬‬
‫‪)2008‬‬

‫وقد ّمثل منزل قليني واحد من أحسن األمثلة للسكينة في أعمال فتحي ويبقى كتعبير صريح من اهتمامه العميق‬
‫إلنشاء مكان للمأوى بداخل المنزل ال يتأثر بالعالم‪.‬‬

‫‪ ‬قرية القرنة الجديدة‪1945-1947 :‬‬

‫بدأت قصة القرنة عام ‪ ،1945‬عندما تفاقمت مشكلة سرقة اآلثار المصرية القديمة‪ ،‬والتي كان يقوم بها أهالي‬
‫يحميهم في أثناء‬
‫القرنة‪ ،‬الذين أقاموا مساكنهم على تالل قرب وادي الملكات‪ ...‬واتخذوا هذه المساكن سات ًار‬
‫التنقيب عن اآلثار‪ .‬لذا بدأت مصلحة‬
‫اآلثار في ذلك الوقت باتخاذ إج ارءات‬
‫لبناء قرية جديدة إلسكان أصحاب مساكن‬
‫القرنة‬

‫القديمة‪ .‬وفي العام ‪ 1946‬تم‬


‫تكليف حسن فتحي ببناء مساكن القرنة الجديدة‪،‬‬
‫وبدأ باختيار موقع القرية الجديدة‪ ،‬ووقع‬
‫االختيار على قطعة أرض ز ارعية‬
‫محاطة بنظام من السدود ضد فيضان‬

‫المستند ‪ 8:‬صورة للقرنة القديمة المصدر‪:‬‬ ‫النيل‪.‬‬


‫كتاب عمارة من أجل ال ّناس‪ :‬األعمال الكاملة لحسن فتحي‬

‫‪20‬‬
‫وقد وصف فتحي هذا المشروع قائال "كان هؤالء األف ارد جميعهم –بما هم عليه من صلة ق اربة في شبكة معقدة‬
‫في توازن‬
‫اجتماعيًا‬ ‫وبعداواتهﻢ‪ -‬كائناً‬ ‫بصداقتهﻢ‬ ‫وميولهﻢ و‬ ‫وبالزواج وبعاداتهﻢ‬ ‫من صالت القرابة بالدم‬
‫يتمم‬
‫المجتمع بأسره كان يلزم أن‬ ‫وأخشابها‪ .‬هذا‬ ‫وحوائطها‬ ‫القرية‬ ‫طبوغرافية‬ ‫يتﻜامل حميميًا مع‬ ‫رهيف‬
‫تفﻜيﻜه ليعاد بناؤه في موقع اخر"‪( .‬فتحي‪1973) ،‬‬

‫كبيرة ولكن من الممﻜن أيضا أن تﻜون نموذج‬ ‫أرى فتحي أن القرنة الجديدة ليست فقط مهمة معمارية‬ ‫و قد‬
‫يقدم حل لمشﻜلة اإلسﻜان للفالحين المصريين بطريقة آمنة وصحية وغير مرتفعة التﻜلفة‪ .‬ووجد أن القرية‬
‫إلى‬
‫قبيلة‬ ‫و تنقسﻢ كل‬ ‫أربعة مناﻃق مميزة على منحدر التل‬ ‫إلى خمسة قبائل تعيش بداخل‬ ‫القديمة تنقسﻢ‬
‫مجموعة عائالت لكل منها شيﺦ‪.‬‬

‫المستند ‪ 9:‬مسقط عام للمنطقة التي تﻢ بناؤها من القرنة الجديدة‪ ،‬إلى اليسار يقع السوق وإلى اليمين يقع الميدان العام للقرية وحوله الخان والجامع والمكاتب اإلدارية‬
‫ومنزل العمدة والمسرح والبالسترا والمعرض الدائﻢ للحرف اليدوية والفندق‬
‫المصدر‪ :‬كتاب عمارة من أجل ال ّناس‪ :‬األعمال الكاملة لحسن فتحي‬

‫التخطيطي للشوارع الرئيسية‬ ‫فﻜتب " الرسﻢ‬ ‫الجديدة‬ ‫القرية‬ ‫الرباعي في‬ ‫التقسيﻢ‬ ‫قرر االحتفاظ بهذا‬ ‫لذا فقد‬
‫هكذا كان يفصل ما بين األحياء األربعة للقرية‪ .‬وكل حي من هذه األحياء يتم فيه إسﻜان إحدى المجموعات القبلية الرئيسية للقرية القديمة ‪ ...‬و قد‬
‫قصد بالشوارع العريضة التي تفصل األحياء أن تﻜون ﻃرق المرور‬
‫تلتقي في الميدان ‪.‬وجعلت هذه الشوارع بعرض عشرة أمتار على‬ ‫كل المباني العامة و‬ ‫الرئيسية التي تصل‬

‫‪21‬‬
‫حدود االحياء‪ .‬وعلى‬
‫الحركة وإلبراز‬ ‫المنازل و أيضا لتسهيل‬ ‫بلوكات‬ ‫التهوئة وعزل‬ ‫األقل لضمان جودة‬

‫‪22‬‬
‫العﻜس من ذلك فان الشوارع الموصلة إلى الميادين شبه الخاصة للبدنات المختلفة جعلت ضيقة عن عمد‪-‬ال أكثر من ستة أمتار في عرضها‪-‬‬
‫لتوفر الظل واإلحساس باأللفة وهي تتضمن الﻜثير من الزوايا والمنحنيات لتصرف الغرباء عن استخدامها كطرق للمرور‪ ...‬ولﻢ أجعل للشوارع‬
‫هذا التخطيط المتعرج لمجرد أن تﻜون‬

‫في خطوط شبﻜة‬ ‫تخطيطا منتظما كما‬ ‫اتبعت‬ ‫الوسطى فلو إنني‬ ‫بالعصور‬ ‫الهيام‬ ‫أو بسبب بعض‬ ‫طريفة‬
‫متعامدة ألصبحت البيووت قصرا ذات تصميﻢ منتظم بدورها("‪.‬فتحي‪ 1973) ،‬وكتب عن المنازل المصممة‬
‫البيووت‬
‫"وإذ ألزمت نفسي في القرنة بأن أجعل البيوت تختلف في حجمها حسب مساحة‬ ‫خصيصا لسﻜانها‬
‫ً‬
‫مستعدا لتغيير مخطط ك ّل‬
‫ً‬ ‫محلها بحيث سيتم أعدادها في رقع شتى غير منتظمة وكنت‬
‫األصلية التي ستحل‬
‫منها لتالئم الناس الذين سيعيشون فيها فإني بذلك ضمنت أنني سأفﻜر بما ينبغي من حرص بشأن تصميﻢ كل‬
‫واألصالة في‬
‫التباين‬ ‫المنتظمة تؤدي إلى‬ ‫خطتي غير‬ ‫التنوع بال هدف‪....‬‬ ‫و أتجنب فﺦ إضافة‬ ‫واحد منها‬
‫التصميﻢ وإلى اإلثارة البصرية الذدائمة و تحول دون بناء تلك الصفوف المملة من المساكن المتماثلة و التي‬
‫كثي اًر ما تعتبر أنها كل ما يستحقه الفق ارء‪ ".‬هذا االنتباه إلى االهتمامات الفردية ولشخصية سﻜان المنازل كان‬
‫بالتأكيد جديد في هذا الوقت حيث كان المعماريون األوروبيون يضعون مقترحات منظمة للغاية‪.‬‬

‫للطابق العلوي لمجموعة‬


‫للطابقأفقياألرضي‬
‫مسقط‪11:‬أفقيمسقط‬‫المستند‬
‫المستند ‪:10‬‬
‫سكنية عائلية في القرنة الجديدة المصدر‪ :‬كتاب المعماريون‬
‫لمجموعة سكنية عائلية في القرنة الجديدة المصدر‪ :‬كتاب‬
‫العرب حسن فتحي‬
‫المعماريون العرب حسن فتحي‬

‫المستند ‪ 13:‬الفناء الداخلي في أحد بيوت القرنة‬ ‫الجديدة المصدر‪ :‬كتاب‬


‫‪23‬‬
‫المعماريون العرب حسن فتحي‬ ‫المستند ‪ 12:‬أحد البيوت من الطين النئ بالقرنة الجديــدة وتظهــر المشــربية‬
‫كعنصر جديــد في مبــاني القرنــة المصدر‪ :‬كتــاب المعمــاريون‬
‫العرب حسن فتحي‬

‫‪24‬‬
‫وقد تتضمنت القرية الجديدة العديد من الخدمات والمباني اإلدارية واالقتصادية منها‪:‬‬

‫‪ ‬الخان‪ :‬وقد كان مصمماً لتنمية األعمال اليدوية التقليدية التي سيتم ش ارئها بواسطة األعداد الكبيرة من السياح المتوقع دخولهم إلى الميدان‬
‫الرئيسي وكان فتحي ينوي أن يكون الخان نموذج إلعادة إحياء الورش الحرفية التي كانت قائمة في الماضي حيث كان المعلمين يقومون‬

‫بنقل أس ارر الصنعة إلى التالميذ‪ .‬فكان الخان يحتوي على عدد من الغرف إلقامة المعلمين الذين ّ‬
‫سيعلمون سكان‬

‫القرية أس ارر صنعتهم ويتم بيع المشغوالت التي ينحتونها في مح ّالت الخان ذات القباب‪.‬‬

‫المستند ‪ 14:‬مصنع الفخار في قرية القرنة الجديدة المصدر‪ :‬كتاب‬


‫المعماريون العرب حسن فتحي‬

‫المستند ‪ 15:‬مسقط أفقي للخان في القرنة الجديدة المصدر‪ :‬كتاب‬


‫المعماريون العرب حسن فتحي‬ ‫‪ ‬السوق‪ :‬السوق الز ارعي في الناحية األخرى من الشارع‬
‫الذي يقع فيه الخان‪ .‬تم تصميم السوق الواسع المفتوح‬
‫ليالئم حركة البيع والش ارء للمحاصيل والحيوانات‪،‬‬
‫ووضعت صفوف من األشجار لتعطي ظالل يعرض تحتها البائعون سلعهم ومم ارت عريضة بينها‬
‫ليمشي بينها المشترين‪.‬‬
‫‪ ‬الجامع‪ :‬كان جامع القرنة الجديد من أوائل المباني التي‬
‫تم تشييدها في القرية وقد تم الحفاظ عليه وترميمه‪.‬‬

‫المستند ‪ 16:‬مخطط المسجد في القرية الجديدة المصدر‪:‬‬


‫كتاب عمارة من أجل ال ّناس‪ :‬األعمال‬ ‫المستند ‪ 17:‬مسجد القرنة الجديدة المصدر‪:‬‬
‫الكاملة لحسن فتحي‬ ‫كتاب المعماريون العرب حسن فتحي‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬المنطقة المفتوحة لممارسة لعبة التحطيب (البالست ار‪ ):‬في محاولة من فتحي للحفاظ على التقاليد‬
‫حية وإيجاد مﻜان للزوار و سﻜان القرية يستطيعون فيه رؤية الفنون األصلية فأنه صمم منطقة‬
‫مفتوحة لممارسة لعبة التحطيب (القتال بالعصا) تقع بالقرب من مدخل الميدان العام مالصقة‬
‫للمسرح و يقع على أحد جانبيها المعرض الدائﻢ للحرف و الفندق يليهما الطريق الرئيسي ومن‬
‫الجانب اآلخر مﻜتب ومنزل العمدة‪.‬‬
‫‪ ‬المسرح‪ :‬يبدو المسرح الذي يميل على الميدان العام‬
‫وكأنه يمثل اإليماءة المادية بالترحيب والتي تكلم فتحي عنها‪.‬‬
‫كانت أماكن الجلوس على شكل مدرجات عريضة‬
‫ومنخفضة االرتفاع وتحيط بمساحة مربعة في الوسط‬
‫من ثالث‬
‫اتجاهات ويوجد خلفها ممرعريض به أعمدة يمكن‬
‫الوقوف فيه لمتابعة‬
‫المستند ‪ 18:‬المنطقة المفتوحة لممارسة لعبة التحطيب ويقع‬ ‫وكان التوجيه الغربي‬ ‫العروض‪.‬‬
‫أسفلها المسرح بمدرجاته‪ .‬إلى اليمين تقع المكاتب اإلدارية‬
‫ومنزل العمدة وإلى اليسار المعرض الدائﻢ للحرف‪ .‬المصدر‪:‬‬ ‫يجعلهما يستقبالن للشمس‬ ‫للمسرح والبالست ار‬
‫كتاب عمارة من أجل الناس‪ :‬األعمال الكاملة لحسن‬
‫فتحي‬ ‫في وقت‬ ‫الضوء الذهبي‬

‫الظهيرة النتأخر مما يخلق منظر جذاب من الظالل في هذا الوقت من اليوم‪.‬‬
‫‪ ‬المعرض الدائم للحرف‪ :‬قرر حسن فتحي وضع البضائع على خطوط المرور الرئيسية في مبنى‬
‫مكشوف هو المعرض الدائم للحرف حيث يتم عرضها في أحسن صورة وقد توقع زحام كبيرر من‬
‫السائحين فأحاط المعرض بأرضية من الحجارة الخشنة هي الوحيدة من نوعها في المشروع‪.‬‬
‫مخصصا للزوار الذين يريدون اإلقامة في القرية وكان‬
‫ً‬ ‫‪ ‬الفندق‪ :‬كان مالصقاً للمعرض الدائم للحرف‬
‫في الموقع محجوب عن الميدان العام ومنازل أهل القرية بواسطة الحوائط‬
‫يقع في جزء منفصل‬
‫المرتفعة للمسرح ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المكاتب اإلدارية ومنزل العمدة‪ :‬تمثل المكاتب اإلدارية ومنزل العمدة المكون الثالث لهذه المجموعة‬ ‫‪‬‬
‫من المباني وتقع قي الوسط بين المباني المرتبطة بالزوار والمساكن القريبة ألهل القرية‪.‬‬

‫ّإال أن هذه القرية فشلت وتعرض حينها حسن فتحي للعديد من االنتقادات بسبب المباني العامة التي اعت برت‬
‫وثارت التساؤالت عن‬
‫فتحي يأمل‪.‬‬ ‫بدال من جذب الزوار إليها كما كان‬
‫واحدة من األسباب في موت القرية ً‬
‫نسخة‬
‫مفترض أن يﻜون‬ ‫المسرح و الفندق والخان والحمام التركي إلى ما كان‬ ‫إضافة مباني مثل‬ ‫مالئمة‬
‫للعادات التقليدية ونمط‬
‫الحقيقي‬ ‫الفهﻢ‬ ‫وات هم فتحي بالرومانسية و نقص‬ ‫محسنة من القرية المصرية التقليدية‬
‫كل من‬
‫والعراقيل التي واجهها من‬ ‫للعوائق‬ ‫"عمارة الفقراء"‬ ‫كتابه‬ ‫وصف فتحي في‬ ‫الفالحين‪ .‬ولﻜن‬ ‫معيشة‬
‫ال يوجد أي‬
‫الحقيقي لفشل هذا المشروع‪.‬‬ ‫المنتقدين بالسبب‬ ‫تﻜفي لتذكر‬ ‫أنفسهﻢ‬ ‫القرنة‬ ‫اآلثار وأهل‬ ‫مصلحة‬
‫شك في أن فتحي خطط لمراعاة الروح الحقيقية للناس أنفسهﻢ حيﺚ كتب "كان لدينا تﻜنيك من النوبة إال إننا‬
‫ينتمي‬
‫بوقار إعادة إنتاج إبداع‬ ‫أن نعيد‬ ‫ال يعني‬ ‫أللسلوب‬ ‫فاإلخالص‬ ‫نوبية هنا‬ ‫بيوت‬ ‫لنستطيع بناء‬ ‫ما كنا‬
‫أو لمنطقة‬
‫إلى جيل ﺁخر‬ ‫تنتمي‬ ‫المباني التي‬ ‫افضل‬ ‫ننسﺦ حتى‬ ‫مما يرضي أن‬ ‫ألناس ﺁخرين‪ .‬ولن يﻜون‬
‫اخرى‪ .‬ربما يﻜون من الجائز استخدام منهج البناء ولﻜن عليك أن تنزع عنه كل ما فيه من طابع و تفصيل‬
‫برغباتك أجمل إيفاء‪ .‬ويجب عليك أن‬
‫صورة تلك البيوت التي سبق أن أوفت‬ ‫خاصين وأن تطرد من ذهنك‬
‫و مشﻜال‬
‫فيها‬ ‫سيعيشون‬ ‫من الحياة اليومية للناس الذين‬ ‫لتنشأ‬ ‫الجديدة‬ ‫مبانيكك‬ ‫اركا‬
‫األولى ت ً‬ ‫من البداية‬ ‫تبدأ‬
‫البيوت بمقياس ما يتغنى به الناس و ناسجا نمط القرية كما لو كان ذلك بألوانها هي وقد أفعمت بﻜل اليقظة أللشجار والمحاصيل التي تنمو هناك‬
‫وأفعمت تبجيال لخط األفق و تواضعا أمام تغيرات الفصول‪ .‬يجب أال‬

‫زائفة وإنما هو معمار يﻜون منه التعبير المرئي الدائﻢ لطابع المجتمع‪ .‬على‬ ‫ازئف أو حداثة‬ ‫يﻜون هناك تراث‬
‫أن هذا يعني ال اقل من معمار جديد بالﻜامل‪( ".‬فتحي‪1973) ،‬‬

‫يفترض الﻜثيرون إن فتحي أخطأ بطريقة أو بأخرى بتبنيه نظام تصميمي غير سليﻢ وأن هذا كان هو السبب‬
‫أن أهل القرنة لم يسﻜنوها‪ .‬ولﻜن قرية القرنة الجديدة –التي هي بال شك أكثر مشاريع فتحي شهرة ‪ -‬ذات‬

‫‪27‬‬
‫شأن كبير ألنها كانت أّول فرصة تمﺖ الموافقة عليها رسميا الختبار أفﻜاره الراديﻜالية على نطاق واسع وقد‬
‫فشلت لسببين‪ :‬االول أن سﻜان القرية كانوا معارضين إلعادة توطينهم فخربوا المشروع‪ ،‬والثاني أن المنافسين‬

‫‪28‬‬
‫باإلضافة إلى وقف الحفريات األثرية‬ ‫الثقافة إليقاف المشروع‪.‬‬ ‫أقنعوا وز ارء الحﻜومة خاصة وزير‬ ‫األقوياء‬
‫الغير شرعية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الملخص‬

‫باالستفادة لما سبق‪ ،‬نالحظ أن العمارة العربية اعتمدت عدة مبادئ تؤدي نحو االستدامة و تتناول مجاالت‬
‫تالئم مجالت التنمية المستدامة‪.‬‬

‫فتم التركيز على استغالل األقل للموارد الطبيعية و القدرة على التعامل مع المناخ و االستفادة القصوى من عوامل و معطياتها باالضافة الى احت ارم الموقع‬
‫و البيئة المحيطة و االستعانة بالموارد المحلية في انشاء المباني‬
‫و غيرها من الخصائص المذكورة في البحث‪.‬‬

‫من هنا نالحظ تقاربا كبي ار ما بين القري االيكولوجية‪ ،‬مبادئها و أهدافها و ما بين التنمية المستدامة باالضافة الى العمارة العربية التي شجعت السعي‬
‫النتشار قرى أيكولوجية هي خطوة أولية هامة نحو الوصول الى التنمية‬
‫المستدامة‪ .‬و التي تختلف كثي ار عن ثقافتها المعهودة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الت ارث المعماري المحّلي‬

‫‪31‬‬
‫‪ 3 -‬الفصل الثالث‪ :‬التراث المعماري ّ‬
‫المحلي‪:‬‬

‫‪ 1.3 -‬تعريف الت ارث‪:‬‬

‫يطلق لفظ الت ارث على مجموع نتاج الحضا ارت السابقة التي يتم و ارثتها من السلف إلى الخلف وهي نتاج تجارب اإلنسان ورغباته وأحاسيسه سواء‬
‫أكانت في ميادين العلم أو الفكر أو اللغة أو األدب وليس ذلك فقط بل يمتد‬

‫النواحي المادية والوجدانية للمجتمع من فلسفة ودين و ت ارث فلكلوري واقتصادي أيضا‪ .‬ومن‬ ‫ليشمل جميع‬
‫أو الخصائص القومية بل هو أعمق من ذلك فهو يعبر عن‬
‫الجدير بالذكر أن الت ارث هو ليس فن وعم ارن‬
‫مجموع التاريﺦ المادي والمعنوي لحضارة معينة منذ أقدم العصور فكثير هي الحضا ارت التي حكمت منطقة أو مكان واحد ومع أن هذه الحضا‬
‫ارت قد ولت إال أن الت ارث هو الوسيلة الوحيدة أو البصمة المميزة التي أعطت لتلك الحضا ارت شخصيتها والتي استطعنا أن نستدل على‬
‫عظمة هذه الحضا ارت من خالل مبانيها األثرية أو‬
‫أساطيرها التي وصلت إلينا‪ .‬أهم ما خلفته الشعوب واألمم عبر التاريﺦ هو الفنون بكل أنواعها وأهمها العمارة‪ ،‬التي تعد من الت ارث اإلنساني‬
‫والتي تشهد على الحضارة التي بنت وعاشت حياتها مع تلك األوابد‬
‫الخالدة(‪.‬صادق‪2016) ،‬‬

‫ويشكل الت ارث فعال ت اركميا لرصيد السلف في جميع المجاالت التي حققها مجتمع أو حضارة ‪ .‬تؤلف المرجعية‬
‫التقليدية الفعالة والغابرة ‪ ،‬وهي مبنية على مقومات فكرية و مادية ‪،‬معينة والمقومات الفعالة هي التي ما ازلت‬
‫حية في الحاضر وان استحدثت في وقت سابق وظروف كانت الحاجة االجتماعية والتقنية االجتماعية فيها تختلف أو تتناقض مع تلك القائمة والفعالة‬
‫في الحاضر‪ .‬لتدخل في تكوين المجتمع الحاضر بصفة المعالم‬
‫الت ارثية بقدر ما هي فعالة وحية‪ .‬وتشمل المقومات الت ارثية النواحي المادية والمعنوية والفكرية والعاطفية‪ ،‬وخاصيتها االجتماعية بحاجاتها الثالثة النفعية‬
‫والرمزية (الهوية والخصوصية) والجمالية (االستطيقية‪ ).‬فالمعالم‬
‫الت ارثية إذا حية وفعالة في معيش المجتمع‪ ,‬وتؤلف ذاكرته‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ 2.3-‬أنواع التراث المعماري‪:‬‬

‫قيمتها‬ ‫يتمثل بالمواقع والحفريات األثرية‪ ،‬وهي أبنية أو بقايا أبنية فقدت‬ ‫‪ ‬الت ارث المعماري األثري‪:‬‬
‫الوظيفية واإلنشائية‪ .‬هذه اآلثار لها أهمية بالغة في رسم صورة الماضي من خالل ما تحمله شواهدها من معالم وأس ارر الحقبات التاريخية‬
‫الغابرة‪ ،‬وهي تمثل التأكيد الحي عن عمق حضارة اإلنسان ورسوخ‬
‫تاريخه‪.‬‬
‫‪ ‬الت ارث المعماري التاريخي‪ :‬هو تشكيلة كاملة من التنظيم الحضري ‪ ،‬لعناصر المدينة القديمة ‪ ،‬والتي‬
‫ما ازلت حية و تحافظ على وظائفها أو غيرتها ‪ .‬وتتألف من ‪ :‬أبنية منفردة ذات قيمة معمـارية جمالية‬
‫األسواق ‪،‬‬
‫واألزقة ‪ ،‬والطرقات القـديمة‪،‬‬ ‫‪ ،‬الساحات‪ ،‬المم ارت‬ ‫أو مجموعة أبنية تشكل حي اًز عم ارنياً‬
‫والحوانيت ‪ ،‬والمشاغل الحرفية ‪ ،‬األبنية الدينية ‪ ،‬والعامة ‪ ،‬والمقابر‪ ،‬الحمامات ‪ ،‬والخانات ‪ ،‬والمقاهي‪ ،‬الم ارفئ‪ ،‬المساحات الخض ارء‪،‬‬
‫والبرك ‪ ،‬والنوافير ‪ ،‬إلى جميع العناصر اإلنشائية والزخرفية التي لها‬
‫قيمها النفعية أو المعنوية العاطفية ‪.‬‬
‫‪ ‬الت ارث المعماري الطبيعي‪ :‬ويتألف من قسمين‪ :‬القسم األول محيط طبيعي تاريخي‪ ،‬ارتبطت معالمه‬
‫بتاريﺦ المنطقة وأحداثه‪ ،‬كما اكتسب جزء من المعالم الطبيعية‪ ،‬قيمة تاريخية‪ ،‬الرتباطه بحاجات الناس‪ ،‬الحيوية المادية المباشرة‪ ،‬والمعنوية‬
‫والثقافية‪ .‬القسم الثاني وهو المحيط الطبيعي الحيوي الحاضن للمجال العم ارني ‪ ،‬والمتشكل من األ ارضـي الز ارعية ‪ ،‬والشاطئ‬
‫البحري ‪ ،‬ومصادر المياه ‪ ،‬والمناطق‬

‫الحرجية ‪ ،‬وأ ارضي الرعي والبور ‪ ،‬إلى آخره من المساحات التي تشكل المجال البيئي واالقتصادي‬
‫الحيوي الطبيعي للتجمعات السكانية ‪.‬‬
‫ومجتمع وثقافة محددين‪،‬‬
‫هو العمارة المنتجة في منطقة جغ ارفية محددة‪،‬‬ ‫‪ ‬الت ارث المعماري التقليدي‪:‬‬
‫بحيث تصبح عناصر ورموز وتقنية هذه العمارة مشتركة ومحددة لخصوصية نمطية في العمارة‪.‬‬
‫‪ ‬الت ارث المعماري المحلي‪architecture :Vernacular :‬‬

‫مصطلح يستخدم لتصنيف أساليب البناء بدون معماريين والقائم على الت اركم الحرفي الذي يستخدم الموارد‬
‫المتاحة جغ ارفيا لتلبية االحتياجات المحلية‪ .‬وفي سيرورة تطورها تعكس الظروف االجتماعية‪-‬الثقافية والبيئية‪ ،‬والسياق التاريخي الذي وجدت به ‪.‬والعمارة المحلية‬
‫مبنية على الحاجات النفعية المباشرة‪ ،‬ومرتكزة على التقنيات‬
‫‪33‬‬
‫الحرفية في تحقيق خصوصيتها وجمالياتها‪ .‬والتقدي ارت تشير إلى أن العمارة الشعبية تمثل النسبة األكبر من‬
‫العمارة العالمية وهذا يعني ان نسبة كبيرة من العمارة الموجودة لم تصمم من قبل مهندسين معماريين‪ .‬وهي‬
‫(صادق‪،‬‬
‫ميدان د ارسي هام يمسح ويصنف المساكن في المناطق الريفية‪ ،‬والمناطق الحضرية والضواحي‪.‬‬
‫‪)2016‬‬

‫‪ 3.3-‬أهمية المحافظة على التراث المعماري‪:‬‬

‫يرى التنظيم المديني المس ّمى (ثقافوي) أنه للتوصل إلى ما هم جديد وجيد في هذا‬ ‫‪ ‬لقيمة التعليمية‪:‬‬
‫المجال علينا البحث في ما هو قائم في التنظيم المديني الموروث ال لننقلها ولكن لتنعلم منها ولنوسع‬
‫قد ارتنا على االختيار واإلبداع في آن‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة الجمالية‪ :‬وأهمية الحفاظ على الجمال الذي يختزنه‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة التاريخية‪ :‬أن نمحي من ذاكرتنا وذاكرة اإلنسانية جمعاء صفحات ضرورية لفهم هذه الذاكرة‬
‫وتقديرها ألن كل تصرفاتنا ترتكز على ث ارء ذاكرتنا‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة المدينية والمعمارية‪ :‬في التنظيم المديني تلتقي عبقرية التأليف مع عبقرية المكان فتنتج هذا الكل‬
‫المتكامل ونطلق عليه التنظيم المديني التقليدي الت ارثي‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة االجتماعية‪ :‬الحفاظ على النسيج المبني التاريخي الت ارثي يعني‪ :‬إنتماء‪ ،‬اطمئنان‪ ،‬توازن‪...،‬‬
‫‪ ‬القيمة الرمزية‪ :‬قيمة الذاكرة الجماعية للناس قيمة الهوية واالنتماء‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة االقتصادية‪ :‬اآلثار والت ارث هما الركيزة األساسية التي تقوم عليها السياحة التي هي مصدر ال‬
‫ينضم لدخل مباشر وغير مباشر‪( .‬فياض‪2009)،‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ 4.3-‬العمارة المحلية التراثية في لبنان‪:‬‬

‫العمارة اللبنانية الت ارثية القديمة كما البيت اللبناني القديم ‪ ,‬تعتبر مزيج بين الموروث والمقتبس‪.‬حيث أن البيت‬
‫اللبنان يجسد أيام حكم اإلمب ارطورية العثمانية‪ ،‬وصوال إلى خروج اإلنتداب الفرنسي‪.‬‬

‫شكل الجدار في البيت اللبناني الت ارثي الخط المعماري األول لشكله وتوافقه مع المناخ والظروف ووسائل العمل والخبرة اإلنسانية والتطور اإلجتماعي‬
‫والطوبوغ ارفي والجغ ارفي‪ ،‬كلها عوامل حددت في مجملها خاصية البيت كوحدة سكنية متكاملة ومتالئمة مع الطقوس اللبنانية وأع ارفها وقيمها وبطبيعة‬
‫االنسان اللبناني وإحساسه الروحي‬

‫(فضل هلال‪2001) ،‬‬ ‫والمجتمعي والنفسي والجمالي‪ ،‬وبالتالي حددت المادة التي دخلت في تركيبته‪.‬‬

‫‪ 1.4.3-‬أنواع الوحدات السكنية‪:‬‬

‫‪ ‬البيت ذو المسقط المستطيل‪ :‬بداية تكون من مساحة مستطيلة‬


‫قليلة العرض مع باب منخفض وفتحات التهوئة‪ ,‬ثم ازدادت أبعاده وبات السقف محموالً‬
‫على األعمدة والجسور الخشبية بمعزل عن‬
‫الحوائط الحجرية التي بات من الممكن تحريكها في الداخل‬
‫بحسب الرغبة والحاجة‪ .‬كما وكانت الواجهات الداخلية والخارجية‬
‫تغطى أحيانا بالطين‪.‬‬
‫‪ ‬البيت ذو الرواق‪ :‬يتألف المنزل من الرواق (مساحة مسقوفة مزينة‬
‫بالقناطر و مفتوحة على الخارج) وغرف مت ارصفة‪ ،‬تقع غرفة‬
‫المستند ‪ 19:‬بيﺖ ذو مسقط مستطيل‬ ‫االستقبال مباشرة خلف الرواﻕ وهي تتوسط المنزل‪ .‬تبنى جد ارن‬
‫المصدر‪L`Architecture Libanaise :‬‬
‫‪du XVe au XIXe siècle ,‬‬ ‫هذا النموذج من المنازل بواسطة الحجر المقصب ‪ ,‬وتكون‬
‫‪avec l`assistance du fonds‬‬
‫‪international puor la promotion‬‬ ‫أحيانا قناطر نصفية‪،‬‬
‫‪de la culture de‬‬
‫الفتحات على شكل مستطيل و قد تعلوها ً‬
‫‪.l`UNESCO‬‬
‫وال وجود للنتوءات في هذه المنازل‪ .‬والرواﻕ يكون من الحجر‬
‫هذا الرواﻕ‬
‫بواجهة المنزل و يتداخل مع حجمه‪،‬‬ ‫وهو يلتصق‬

‫المستند ‪ 20:‬بيﺖ ذو الرواق‬


‫يحمي الواجهة من لهيب أشعة الشمس و‬
‫‪35‬‬
Ragette Friedrich , " Architecture in Lebanon, :‫المصدر‬
the Lebanese house during the 18th nd 19th centuries

36
‫لل ارحة و اإلستجمام ‪،‬وهوعادة ما يصمم باتجاه الشمال‬ ‫مثاليا‬ ‫مكانًا‬ ‫من عواصف المطر‪ ،‬كما يشكل‬
‫ً‬
‫إللستفادة من أفضل الظروف المناخية‪.‬‬
‫‪ ‬البيت ذو اإليوان‪ :‬وهو يتألف من غرفة وسطى مركزية مفتوحة من إحدى جهاتها على الهواء الطلق‬
‫بواسطة قنطرة حجرية كبيرة تسمى إيوان أما الفتحات األخرى فهي ذات شكل مستطيل ومتوازية مع بعضها البعض واألشكال النافرة فهي‬
‫غير موجودة ‪ .‬كان اإليوان يوجه عادة باتجاه الشمال‪ ،‬وذلك‬
‫للحيلولة دون تعرض المنزل للشمس والح اررة بشكل مباشر‪.‬‬
‫‪ ‬البيت ذو البهو المركزي ‪ :‬يتألف هذا البيت من البهو المركزي ‪ ,‬و حول هذا البهو أو القاعة المركزية‬
‫الكبيرة التي تعتبر غرفة تجمع العائلة‪ ،‬يوجد عدة غرف سكنية‪ ،‬أما في الخلف فيوجد اإليوان‪ .‬تنفتح‬
‫القاعة على الواجهة من خالل ثالثة فتحات مقّوسة و مزخرفة وفي أغلب المنازل يوجد شرفة تمد الصالة نحو الحديقة أو فوﻕ الشارع‪ .‬أما‬
‫النوافذ و الفتحات األخرى الموجودة في الواجهة تكون مستطيلة الشكل وكبيرة اللستفادة من الضوء الخارجي و للحصول على بانو ارما‬
‫جيدة على الجبل أو على البحر‪ .‬وتجدر‬
‫االشارة انه من الممكن ان نجد في البيت الواحد أكثر من نمط كان يكون البيت مثال و ايوان ويتضمن‬
‫رواق ‪(Ragette, 1985)...‬‬

‫المستند ‪ 21:‬بيﺖ ذو بهو مركزي‬


‫المصدر‪http://majnouna-creation.blogspot.com/2008/11/pixel :‬‬
‫‪pushing.html,Joumana Medlej, 2008‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ 1.4.3-‬العناصر المعمارية‪:‬‬

‫يشمل الت ارث اللبناني البيوت الحجرية القديمة في المدن والقرى حيث الجد ارن الحجرية‪ ,‬واألعمدة‪ ،‬والساللم‬
‫الحجرية ‪ ،‬المم ارت الحجرية‪ ،‬والطرﻕ واألرصفة‪ ،‬واألبواب الخشبية والنوافذ والقباب واألقواس ‪ ...‬كلها أجزء‬
‫وعناصر من البيت اللبناني الت ارثي والبنية اللبنانية التقليدية‪.‬‬

‫‪ ‬األقواس و القناطر‪:‬تعددت أنواع األقواس التي استخدمت في البيوت اللبنانية المتنوعة ‪.‬‬
‫‪ ‬الفتحات ‪ :‬تنوعت الفتحات من أبواب ونوافذ فكانت تلك المستطيلة و المقوسة والتي تعلوعا القناطر‬
‫النصفية ‪ ,‬هذه الفتحات منها النافر أو الداخل او المستوي مع الواجهة‪ ،‬كما وتنوعت ارتفاعاتها تبعا‬
‫لمعطيات مناخية وإجتماعية ‪ ...‬باإلضافة إلى الشكل واإلرتفاع ‪ .‬كما و كان هناك اإلختالف في‬
‫عدد الفتحات فمنها الثالث المتالصقة تكون الفتحة الوسطية تمثل الباب إذا كان هناك إمتداد لشرفة أو مجال خارجي ‪ ,‬وهناك الفتحات الثنائية‬
‫منها ما يعرف بالمندلون ‪.‬تغطي هذه المنافذ في بعض‬
‫األحيان أطر قابلة للفتح أو اإلغالﻕ مكونة من درفتين‪.‬‬
‫‪ ‬المندلون ‪ :‬عبارة عن فتحتين مقنطرتين في جدار حجري مع عامود في الوسط و الزخرفيات على‬
‫القمة‪ ،‬وحوض الزهور في أسفله‪ ،‬وهو متواجد في معظم المنازل التقليدية في لبنان‪.‬‬
‫‪ ‬الدرجات الحجرية للمدخل ‪ :‬التي تؤدي الى مدخل البيت الحجري القديم ‪ ,‬والغرض منها هو جعل‬
‫المدخل أعلى من مستوى األرض الطبيعية‪ ،‬لمنع الثلوج من الت اركم على باب المدخل في الشتاء(‪.‬فضل‬

‫هلال‪1985) ،‬‬

‫المستند ‪ 24:‬المندلون‬
‫‪:http://mimokhairphotogra‬‬ ‫المستند ‪ 23:‬الفتحات الثالثية في الواجهة المستند ‪:‬‬
‫المصدر‬
‫‪ 22‬القناطر‬
‫‪phy.com‬‬ ‫المصدر‪L`Architecture Libanaise :‬‬
‫‪du XVe au XIXe siècle , avec‬‬ ‫المصدر‪Ragette Friedrich , " :‬‬
‫‪day-25february-/26/02/012‬‬
‫‪l`assistance‬‬ ‫‪du fonds international‬‬ ‫‪Architecture in Lebanon, the‬‬
‫‪25lebanon/, THE LEBANESE‬‬
‫‪puor la promotion de la culture de‬‬ ‫‪Lebanese house during the‬‬
‫‪WINDOW‬‬ ‫‪l`UNESCO‬‬ ‫‪18th nd 19th centuries‬‬
‫‪38‬‬
‫الملخص‪:‬‬

‫تكمن أهمية الت ارث في أنه يمثل الجذور الحضارية ألل ّمة‪ ،‬كما ّأنه يعبر عن هويتها وانتمائها الحضاري ومدى ما قدمته من إسهامات في تطور‬
‫الحضا ارت اإلنسانية‪ ،‬وأن الت ارث العم ارني يمثل الشاهد األكبر على حضا ارت‬
‫األمم وثقافات الشعوب ويعد رم ًاز لتطورها على مدى التاريﺦ‪ ،‬بجانب أنه موروث اجتماعي فإّنه ت ارث حضاري يجب المحافظة عليه وتجديده‬
‫واإلضافة إليه لتوريثه أللجيال القادمة‪ ،‬ولهذا فإن المحافظ على الت ارث العم ارني‬
‫ال تعد ذات أبعاد عاطفية أو رمزية فقط‪ ،‬ولكنها تضمن بصورة واضحة استم اررية هوية األمم والمجتمعات‪ .‬كما أن المحافظة على الت ارث ال‬
‫تعني تقليد الماضي أو النقل الصريح لعمارته أو تبسيط عناصره بطريقة أو‬
‫بأخرى‪ ،‬إّال أّنه في الواقع تأصيل لروحه وفلسفته وهذا ما يجعل من الضروري أن تكون هناك د ارسة متع ّمقة‬
‫على المتطلبات الوظيفية‬ ‫لعناصر والمفردات الصورة الخارجية للمباني التقليدية القديمة وبصورة أكثر تركي ًاز‬
‫واإلنسانية واالجتماعية من خالل د ارسة تنموية مستدامة شاملة‪.‬‬

‫انطالقا من البحث المسبق يتضح لنا أن العالقة بين العمارة و البيئة ما هي الى عالقة تكاملية‪ ،‬فلوال البيئة لما‬
‫وجدت العمارة‪.‬‬

‫لذلك ال بد من االلتفات الى أهمية سير العالقة ما بينها من هنا ظهرت فكرة القرى األيكولوجية لوضع ااألسس الجوهرية التى تنظم العالقة بين هذين‬
‫العنصرين بهدف خدمة كل منهما آللخر دون الحاق أي ضرر بأي‬
‫طرف‪ ،‬والمثابرة على هذه األسس تصل بنا نحو التنمية المستدامة للمجتمع و الشعوب‪.‬‬

‫اال أن هذه األسس ال تختلف عن األسس المعروفة في عمارتنا المحلية الت ارثية لذلك ال بد من أخذ األسس التقليدية‪ .‬ودعمها بما وصلنا اليه من تطو‬
‫ارت و تكنولوجيا باالضافة الى الحفاظ على روحية عمارتنا المحلية‬
‫التي تجسد هويتنا المعمارية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل ال اربع‪ :‬المشاريع المشابهة‬

‫‪40‬‬
‫‪ 4 -‬الفصل الرابع‪ :‬المشاريع المشابهة‬

‫‪(Le plateau‬‬
‫هضبة بكيش‬ ‫األول‪:‬‬
‫المشروع ّ‬
‫)‪de Bakish‬‬

‫وهو أّول مشروع قرية إيكولوجية في لبنان‪ .‬يقع‬


‫المشروع على مقربة من نادي فق ار أ ّما المؤسسة‬
‫المسؤولة عنه فهي‪ :‬شكردجيان جروب‪.‬‬

‫المستند ‪ 25:‬منظور عام للمشروع‬ ‫يقع المشروع ّاألول على هضبة في منطقة سياحية تشهد تساقط ثلوج‬
‫‪http://leplateaudebakish.com‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫شتاءا وبالتالي فإن‬
‫بشكل غزير ً‬
‫لمحبي الرياضات الثلجية باإلضافة إلى طبيعتها الجغ ارفية حيث تكثر فيها‬
‫هذه المنطقة هي نقطة جذب ّ‬
‫المنحد ارت‪.‬‬

‫نوعا ما مع مناخ منطقة يونين حيث أن الثلج ال يتساقط فيها بغ ازرة‪ .‬إّال أ ّن يونين‬
‫مناخ هذه المنطقة يتعارض ً‬
‫ذات طبيعة جغ ارفية تتضمن وديان وتالل ومنحد ارت‪.‬‬

‫المستند ‪ 26:‬المسقط العام للمشروع‬


‫‪http://leplateaudebakish.com‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫الوحدات ال ّسكنية تتمركز حول منطقة وسطية تتضمن مسبح‬ ‫المسقط العام للمشروع أ ّن‬ ‫يظهر لنا من خالل‬
‫باإلضافة إلى ساحات صغيرة متفرقة تجمع بين ّعدة‬ ‫كبير باإلضافة إلى الوحدات الخدماتية الخاصة بالقرية‪،‬‬
‫وحدات سكنية‬

‫هذا الطابع يبرز بشكل واضح أن االتجاه المعماري المعتمد في هذا المشروع هو مطابق اللتجاه المعماري‬
‫المعتمد في تشكيل القرية اللبنانية القديمة‬

‫حيث كان لكل منزل باحة صغيرة خا ّصة به وأزقة بين الوحدات ال ّسكنية تؤدي كّلها إلى وسط القرية حيث‬
‫ال ّساحة الرئيسية التي تتضمن الخدمات التي تؤمن حاجات أهلها‪.‬‬

‫المستند ‪ 27:‬مساقط الوحدات في المشروع‬


‫المصدر‪http://leplateaudebakish.com :‬‬

‫لقد تم توظيف ثالث نماذج من الوحدات‬


‫السكنية في هذا‬
‫المشروح تختلف كل منها عن األخرة‬
‫بمساحتها وبتقسيمها‬
‫وشكلها المعماري‬

‫المستند ‪ 28:‬تماذج الوحدات المستخدمة في المشروع‬


‫المصدر‪http://leplateaudebakish.com :‬‬

‫‪42‬‬
‫المستند ‪ 29:‬مقطع عام في المشروع يبّين التعامل مع االنحدار‬
‫‪http://leplateaudebakish.com‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫بالنسبة للتصميم‪:‬‬

‫المستند ‪ 30:‬نماذج عن التصميﻢ المعتمد‬


‫‪http://leplateaudebakish.com‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫المستند ‪ 31:‬مناظير للمشروع‬
‫‪http://leplateaudebakish.com‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫فإن الفكرة أعاله يمكن تطبيقها في مشروعنا حيث‬ ‫يونين هي قرية يكثر فيها الطابع اللبناني التراثي‬ ‫وبما أ ّن‬
‫يتم مقاربة المسقط العام بما هو مذكور أعاله‪ .‬فيتم تركيز العناصر الخدماتية المك ّملة للمشروع في ساحة‬
‫األزقة والباحة الخا ّصة بكل وحدة‪.‬‬
‫وسطية وتوزيع الوحدات ال ّسكنية المختلفة حولها مع حفظ ّ‬

‫يفيدنا هذا المشروع أيضًا من خالل تعامله مع االنحدار الموجود وتأمين اإلطاللة لكل وحدة سكنية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫للوحدات ال ّسكنية فهو يحاكي نمط البيوت اللبنانية القديمة التقليدية‬ ‫للتصميم المعماري الخارجي‬ ‫أ ّما بالنسبة‬
‫إلى تخفيض الكلفة على‬ ‫البيوت مبنية بطريقة أيكولوجية ( تستخدم الياقة المتجددة وتهدف‬ ‫باإلضافة إلى أ ّن‬
‫المدى البعيد‪ ).‬وهذا المبدأ يتوافق مع المعايير البيئية لمشروعنا حيث يمكن االستفادة من العناصر المعمارية‬
‫المعتمدة في الوحدات باإلضافة إلى االستفادة من طريقة اإلنشاء وفق معايير بيئية وتوظيفها في المشروع‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المشروع الثاني‪Chene du Domaine :‬‬

‫يقع المشروع في بلدة كفرذبيان‪ -‬كسروان على‬


‫جبل ذو إطاللة فاخرة يتألف المشروع من‬
‫وحدات سكنية ذات مستوى عالي في‬
‫الجودة‬
‫والرفاهية‪.‬‬

‫المشروع هو سكني بالدرجة األولى‪ ،‬يقوم على‬


‫إنشاء وحدات سكنية ذات‬
‫مستوى عالي من الجودة والرفاهية‪.‬‬
‫األمر الذي يتضارب مع فكرة‬
‫المستند ‪ 32:‬المسقط العام للمشروع‬
‫المصدر‪:http://www.domaineduchene.com/index1.htm :‬‬ ‫المشروع المطروح حيث أ ّن المشروع يهدف‬
‫إلى تأمين وحدات سكنية‬
‫بأسعار مقبولة للمتزوجين حديثاً‪.‬‬

‫هذا المشروع مبني على بنى تحتية تتكّون من الطاقة‬


‫الكهربائية‪ ،‬نظام الطاقة في حاالت الطوارئ‪،‬‬
‫إنارة للطرقات‪ ،‬انترنت‪ ،‬شبكة توزيع المياه‪ ،‬نظام ّري‬
‫وبالتالي فإ ن لهذا‬ ‫مشترك وطرق داخلية مشتركة‪.‬‬
‫ّ‬
‫المشروع استقاللية ويعتمد مبدأ االكتفاء الذاتي‬
‫وهو مطابق لمبدأ القرية األيكولوجية‪.‬‬

‫المستند ‪ 33:‬نماذج الوحدات المعتمدة في المشروع‬


‫‪46‬‬
:http://www.domaineduchene.com/index1.htm :‫المصدر‬

47
‫المستند ‪ 34:‬مناظير للمشروع‬
‫المصدر‪:http://www.domaineduchene.com/index1.htm :‬‬

‫يشتمل المشروع على وحدات سكنية منفردة لكل منها إطاللة خا ّصة بها باإلضافة إلى ّحيز خاص مستقل عن‬
‫اآلخرين‪ ،‬باإلضافة إلى تناوله عدد من الساحات العا ّمة وهو النمط الذي سيتم اعتماده في المشروع‪.‬‬

‫أ ّما بالنسبة للطابع المعماري المعتمد في التصميم فهو طابع لبناني ت ارثي مع طابع معاصر حديث وهو يبرز‬
‫بشكل واضح من خالل العناصر المعمارية المعتمدة في التصميم كالقناطر‪ ،‬الفتحات الصغيرة مستطيلة الشكل‪،‬‬
‫الحيز الخاص بكل وحدة‪ ...،‬باإلضافة إلى المواد المعتمدة في اإلنشاء والتصميم كالحجر والخشب‪ .‬وبالتالي فيمكن االستفادة بشكل كبير من‬
‫القرميد‪ّ ،‬‬
‫التصميم المعماري المعتمد وتوظيفه في الواجهات المعمارية للمشروع‬
‫المطروح‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬د ارسة وتحليل الموقع‬

‫‪49‬‬
‫‪ 5 -‬الفصل الخامس‪ :‬دراسة وتحليل الموقع‪:‬‬

‫‪ 1.5 -‬اختيار الموقع‪:‬‬

‫‪ 1.1.5-‬نبذة عا ّمة عن يونين‪:‬‬

‫ال ت ازل قرية يونين الواقعة على السفح الغربي لسلسلة جبال لبنان‬
‫الشرقية وعلى بعد بضعة‬

‫كيلومت ارت من بعلبك‪ ،‬تعكس الطابع التقليدي‬


‫لقرى سهل البقاع وذلك بفضل هندستها المعمارية التي يغلب عليها‬
‫القرميد األحمر ومصطباتها ذات األسقف المنبسطة وطبقة الكلس‬
‫الناصعة‬
‫المستند ‪ 35:‬صورة ليونين‬

‫البياض التي تكسوها‪ .‬تنتشر تجمعات القرى‬


‫بالطواحين المزروعة‬
‫مزدانا‬
‫مجرى مياه ً‬ ‫والسكان على السفوح الغربية لسلسلة جبال لبنان الشرقة حيث يعبر‬
‫على طريقه‪ ،‬ويمتد نطاق أ ارضي يونين الز ارعية على مدى ال متناه من األ ارضي الواقعة تحت القرية‪.‬‬

‫‪ 2.1.5-‬التسمية‪:‬‬

‫حسب ما جاء في بعض الكتب القديمة‪" ،‬يونين" كلمة آ ارمية تعني "نجمة الصباح" ويمكن ان يكون اصل‬
‫التسمية نسبة الى "النبي يونس" الذي سكن فيها فترة من الزمن‪ ،‬حيث يقال ان اسمها كان "يونيس" ثم تحول‬
‫مع الزمن الى "يونين‪".‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ 3.1.5-‬الموقع‪:‬‬

‫تقع بلدة يونين في حضن اسفل الجبل الشرقي المحاذي للحدود السورية‪ ،‬في‬
‫القسم الشمالي من محافظة البقاع ضمن قضاء بعلبك‪ .‬تبعد عن العاصمة‬
‫بيروت ‪ 105‬كلم‪ ،‬وعن مركز المحافظة زحلة ‪ 52‬كلم‪ ،‬وعن‬
‫مركز القضاء بعلبك ‪ 17‬كلم‪ ،‬ترتفع عن سطح البحر حوالى‬
‫م ‪.1200‬‬
‫تصل اليها عبر طريق بعلبك ‪ -‬حمص الدولية‪ ،‬يحدها من الشمال بلدة‬
‫"شعث" ومن الجنوب بلدة" نحلة"‪ ،‬أما من الشرق فيحدها أسفل الجبل‬
‫الشرقي المحاذي للحدود‬
‫السورية حيث تتصل حدوديا ببلدة عرسال‪ ،‬ومن جهة‬

‫المستند ‪ 36:‬خريطة تبين موقع يونين بالنسبة للعاصمة‬ ‫مساحتها االجمالية‬ ‫الغرب تحدها بلدة "مكنة" لتبلغ‬
‫بيروت‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫فدانا‪ ،‬عدا عن البساتين المنتشرة حول‬ ‫حوالى ‪140‬‬
‫القرية من كروم عنب وأشجار تين‪.‬‬

‫المستند ‪ 37:‬خريطة تبين موقع يونين بالنسبة لمركز‬ ‫المستند ‪ 38:‬خريطة تبين موقع المشروع وعالقته بالطرق المؤدية ليونين‪،‬‬
‫القضاء بعلبك‬ ‫والموقع بالنسبة لوسط يونين‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪51‬‬
‫‪ 4.1.5-‬أسباب اختيار الموقع‪:‬‬

‫موقعا ممي ًاز لتسليط الضوء‬


‫ّتميزت يونين بالعديد من الخصائص والممي ازت في شتى المجاالت التي جعلت منها ً‬
‫عليه ولكشف ممي ازته للعالم فمن ممي ازت يونين‪:‬‬

‫‪ ‬الممي ازت الطبيعية‪ :‬تعتبر يونين بلدة الينابيع‪ ،‬وتمتاز بغ ازرة المياه‪ ،‬وهي من أكثر قرى منطقة البقاع‬
‫في صحن داره‪،‬‬
‫الشمالي غنى بالثروة المائية‪ ،‬ويكاد ال يوجد منزل اال وفيه جدول ماء صغير ّيمر‬
‫أرس العين (اليونيني) فموقع القرية على طرف خط تقسيم المياه‬ ‫تلك البيوت القريبة من‬ ‫خصوصًا‬
‫اعطاها ميزة هامة هي كثرة الينابيع الدائمة والموسمية على حد سواء باإلضافة إلى اآلبار االرتوازية‬
‫بها يونين‪ ،‬حيث أن معظم األ ارضي‬
‫العديدة‪ .‬هذا عدا عن المساحات الز ارعية الشاسعة التي تتمتع‬
‫الموجودة في القرية تعتبر صالحة للز ارعة‪.‬‬
‫لموقعها في حضن الجبل‬
‫تتمتع بلدة يونين بموقع اثري وسياحي هام نظ ًار‬ ‫‪ ‬ممي ازت سياحية وأثرية‪:‬‬
‫الشرقي‪ ،‬حيث يمد السهل كفه امامها فتق أر فيه كل حركة وسكنة ولون‪ ،‬ونظ ًار لكثرة الينابيع فيه (حيث يقال ان أحد ينابيع نهر العاصي‬
‫يتفجر من يونين) ولوجود خمس طواحين كانت تعمل بواسطة ضغط المياه قبل وصول الكهرباء والتكنولوجيا إلى البلدة ‪ 1969‬حيث‬
‫كان يؤمها كل سكان القرى المجاورة‬
‫لطحن غاللهم فيها‪ ،‬يذكر ان اثنين من الطواحين الخمسة ما ازلت تعمل حتى اليوم وبالطريقة القديمة‬

‫ذاتها‪ .‬كما يوجد في مدخل القرية "ناعورة" تعمل ً‬


‫أيضا بواسطة ضغط المياه‪ ،‬ويتم بواسطتها استخ ارج المياه من بئر مجاورة ال يتجاوز‬
‫عمقه الـ‪ 10‬أمتار وتختلف هذه الناعورة عن نواعير حماه الشهيرة وهي متوقفة عن العمل‪ ،‬وبذلك يغيب منظر ربما كان من أجمل‬
‫المناظر الموجودة في لبنان وهناك في جنوب القرية م ازر ديني يسمى "النبي سليمان" ويقع في منطقة مرتفعة حيث ينبع من داخله نبع‬
‫ماء‬
‫صيفا وال تزداد مياهه شتا ء‪ ،‬ويقصده العديد من ال ازئرين باإلضافة إلى وجود عدد كبير من المغاور األثرية من‬
‫صغير ال يجف ً‬
‫ً‬
‫عصور قديمة لم يجِر عليها الكشف حتى اآلن‪ ،‬أهمها‪ :‬مغارة الحصن ‪ -‬جبعا‬
‫‪ -‬قلعة فارس‪ -‬وقلعة الشوف‪.‬‬
‫‪ ‬ممي ازت ديموغ ارفية‪ :‬يعيش حوالي ‪ 90%‬من سكان البلدة على الز ارعة واإلنتاج الز ارعي بالدرجة األولى‬

‫‪52‬‬
‫وتشجيعا بالشكل المطلوب لبلدة مثل يونين التي تت ارمى مساحات ا ارضيها‬
‫ً‬ ‫حيث لم يعد يالقي إقباالً‬

‫‪53‬‬
‫الواسعة يميناً وشماالً دون أي فائدة تذكر‪ ،‬وتقدر مساحة األ ارضي الصالحة للز ارعة بعش ارت اآاللف من الدونمات‪ ،‬وأهم‬
‫المزروعات الحبوب على أنواعها وخاصة القمح والشعير والحمص والعدس‪ ،‬أما البساتين فمزروعة باألشجار المثمرة‬
‫كالمشمش والكرز والتين والعنب والخوخ باإلضافة إلى بعض‬
‫المزروعات الصيفية‪ .‬كما ويعيش عدد من السكان على تربية الماشية‪ ،‬وقسم آخر يعمل في بعض‬
‫بسط) وهذه الحرف كانت منتشرة‬
‫أواني قش‪-‬‬ ‫الصناعات الخفيفة وبعض الحرف اليدوية (مطر ازت‪-‬‬
‫بشكل واسع في القرية‪ ،‬وهي اليوم في طريقها إلى الزوال‪ ،‬أما القسم الباقي فيعيش من المحال التجارية‬
‫أو من الوظائف الحكومية‪.‬‬
‫‪ ‬ممي ازت عم ارنية‪ :‬أن هذه القرية ال ت ازل تحافظ على أصالتها وجذورها من الناحية المعمارية‪.‬‬

‫‪ 5.1.5-‬مناخ يونين‪:‬‬

‫المناخ في يونين يعتبر دافئ معتدل‪ ،‬متوسط درجة الح اررة ‪14.2‬‬
‫درجة مؤية أما متوسط هطول األمطار‬
‫السنوي فهو ‪ 431‬ملم‪.‬‬

‫الجدول ‪ 1:‬جدول المناخ في يونين‬


‫المصدر‪/https://ar.climate-data.org/location/419833:‬‬

‫المستند ‪ 40:‬الرسﻢ البياني للحرارة في يونين‬ ‫المستند ‪ 39:‬الرسﻢ البياني للمناخ في يونين‬
‫المصدر‪:‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪https://ar.climateldata.org/location/4199833‬‬ ‫‪https://ar.climateldata.org/location/4199833‬‬
‫‪54‬‬
‫‪2.5-‬تحليل الموقع‪:‬‬

‫‪ 1.2.5-‬تحليل العقار‪:‬‬

‫المستند ‪ 42:‬خريطة تحليل الموقع توضح اتجاه الرياح‬ ‫المستند ‪ 41:‬خريطة توضح الطرقات المجاورة‬
‫والشمس داخل العقار‬ ‫للعقار وكيفية الوصول إليه‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪ 2.2.5-‬طوبوغرافيا الموقع‪:‬‬

‫المستند ‪ 44:‬مقطع أ‪-‬أ في الموقع‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫المستند ‪ 45:‬مقطع ب‪-‬ب في الموقع‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المستند ‪ 43:‬خريطة المناسيب في الموقع‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪55‬‬
‫المستند ‪ 47:‬صورة فوتوغرافية للموقع‬ ‫المستند ‪ 46:‬صورة فوتوغرافية للموقع‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪ 3.2.5-‬مورفولوجيا الموقع‪:‬‬

‫المستند ‪ 49:‬خريطة االرتفاعات‬ ‫المستند ‪ 48:‬خريطة استخدامات المباني‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪56‬‬
‫‪ 4.2.5-‬البيئة المحيطة‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقاً أن يونين قرية غنية بالمواقع األثرية والت ارثية والطبيعة باإلضافة إلى حيازها على قيمة دينية‪،‬‬
‫الخريطة أدناه توضح كافة المواقع المميزة ليونين وعالقتها بالموقع المختار‬

‫المستند ‪ 50:‬خريطة المعالﻢ الموجودة في يونين وعالقتها بالموقع‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪57‬‬
‫المستند ‪ 51:‬صور فوتوغرافية للناعورة‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫المستند ‪ 52:‬صور‬
‫فوتوغرافية لطاحونة‬
‫الحاج يوسف غصن‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫المستند ‪ 53:‬صور فوتوغرافية لطاحونة لمعانة‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫المستند ‪ 54:‬صور فوتوغرافية الحاج توفيق‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪58‬‬
‫‪ 5.2.5-‬إطاللة المشروع‪:‬‬

‫المستند ‪ 55:‬اإلطاللة من كل جهة من الموقع‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪59‬‬
‫‪ 6.2.5-‬الطابع المعماري للقرية‪:‬‬

‫إن العمارة المحيطة يغلب عليها الطابع القديم حيث البيوت كلها مبنية من الحجر الصخري المتوفر في المنطقة ‪ ,‬فكانت العمارة محلية من مواد محلية‪.‬أما‬
‫واجهات البيوت فتغلب عليها البساطة حيث الفتحات المستقيمة ولكن مع وجود للقناطر في بعض البيوت‪،‬كما ويالحظ أن البيت عبارة عن مجال‬
‫داخلي وخارجي من دار وحديقة‬

‫الخصوصية تأخذ‬ ‫داخلي ذو امتداد خارجي ما يجعل‬ ‫إذا فالبيت هو فضاء‬


‫زرع وشجرة الصنوبر والعريشة‪ً ،‬‬
‫طبيعة خاصة تمتاز بها األرياف وتساعد على عالقات التواصل والتعاون بين مختلف قاطني القرية‪.‬‬

‫وانطالقا من التحليل للوحدات السكنية التي ال ت ازل قائمة حتى اليوم في يونين‪ ،‬نطرح أشكال الوحدات السكنية‬
‫ً‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬البيت البدائي‪( :‬المستطيل‪):‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫المستند ‪ 58:‬صورة فوتوغرافية بمنزل تراثي موجود‬ ‫المستند ‪ 57:‬نموذج آخر عن‬ ‫المستند ‪ 56:‬نموذج عن‬
‫في يونين‬ ‫البيﺖ البدائي‬ ‫البيﺖ البدائي‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المصدر‪Ragette :‬‬ ‫المصدر‪Ragette :‬‬
‫" ‪Friedrich ,‬‬ ‫" ‪Friedrich ,‬‬
‫‪Architecture in‬‬ ‫‪Architecture in‬‬
‫‪Lebanon, the‬‬ ‫‪Lebanon, the‬‬
‫‪Lebanese house‬‬ ‫‪Lebanese house‬‬
‫‪during the 18th nd‬‬ ‫‪during the 18th nd‬‬
‫‪19th centuries‬‬ ‫‪19th centuries‬‬

‫‪60‬‬
:‫ البيت ذو الرواق‬

‫ تطور البيﺖ ذو‬61: ‫المستند‬ ‫ صورة عن المنزل ذو الرواق في يونين‬60: ‫المستند‬ ‫ نماذج من البيﺖ‬59: ‫المستند‬
‫الرواق مع الزمن‬ ‫ الباحث‬:‫المصدر‬ ‫ذو الرواق‬
Ragette Friedrich :‫المصدر‬ Ragette :‫المصدر‬
, " Architecture Friedrich , "
in Lebanon, the Architecture in
Lebanese house during Lebanon, the
the 18th nd Lebanese house
19th centuries during the 18th nd
19th centuries

61
‫باإلضافة إلى وجود العناصر المعمارية منها‪:‬‬

‫‪ ‬القناطر‬
‫‪ ‬الفتحات المستطيلة البسيطة‬

‫‪‬‬
‫المستند ‪ 63:‬صورة للفتحات‬ ‫المستند ‪ 62:‬صورة للقناطر‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪ ‬األزقة‬
‫‪ ‬األد ارج‬

‫المستند ‪ 65:‬صورة للزقاق‬ ‫المستند ‪ 64:‬صورة للدرج‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪62‬‬
‫‪ 4.5 -‬استنتاجات الموقع‪:‬‬

‫نقاط القّوة‪:‬‬

‫‪ ‬وقوع المشروع على منحدر مقابل القرية مما يؤمن إطاللة بانو ارمية على القرية القديمة‬
‫‪ ‬كثرة إنتشار األ ارضي الز ارعية ال سيما حول الموقع‬
‫‪ ‬حفاظ يونين على الطابع المعماري الت ارثي‬
‫‪ ‬غنى يونين بالمعالم األثرية‬

‫نقاط الضعف‪:‬‬

‫تحّول يونين إلى قرية مهجورة تقل فيها نسبة الشباب‬ ‫‪‬‬

‫الفرص‪:‬‬

‫حاجة الشباب لعصرنا الحالي لمشروع سكني بتكلفة متوسطة‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬تأمين فرص عمل للشباب والم ازرعين العاملين في القرية باإلضافة إلى إمكانية تصريف منتوجاتهم‬
‫الز ارعية والمونة والصناعات الخفيفة‬
‫‪ ‬قرب يونين من مركز القضاء حيث تكثر الحركة السكانية وفرص العمل‬

‫المخاطر‪:‬‬

‫‪ ‬كون يونين قرية ال ت ازل غير مؤهلة وينعدم فيها التنظيم‬

‫‪63‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬برنامج المشروع‬

‫‪64‬‬
‫‪ 6 -‬الفصل السادس‪ :‬برنامج المشروع‪:‬‬

‫‪ 6 -‬عناصر المشروع ومساحاتها‪:‬‬

‫يتكون المشروع من عناصر عدة أهمها القسم السكني ‪ ,‬والقسم الثاني هو العناصر األخرى التي تلبي خدمات‬
‫عامة يحتاجها السكان وعالقاتهم ‪.‬‬

‫ومن العناصر التي ستوجد في المشروع باإلضافة إلى الوحدات السكنية و التي تحمل بعدا رمزيا في القرية ‪:‬‬
‫منها تنتشر األخبار تحلل ويعلق عليها ويتم‬
‫فيها تتم اللقاءات‪،‬‬ ‫ساحة الضيعة التي كانت بمثابة البرلمان‪،‬‬
‫التداول بشؤن الضيعة‪ ،‬مواسم الزرع‪ ،‬وهمومها ‪...‬وتستقبل الجميع من صغار وشباب ومسنين ‪...‬وهناك بركة المياه أو عين الماء التي كانت من أهم‬
‫معالم القرى البقاعية اللبنانية‪ ،‬كانت تستخدم مياهها للري‪ ،‬وكانت نقطة لقاء و تجمع األهالي‪ ...‬كما كان للمقهى دور في تأمين مكان للتالقي والتسلية بين‬
‫أبناء القرية‪ .‬باإلضافة إلى‬

‫باإلضافة إلى المحالت‬ ‫المسجد الذي يؤمن الحاجات الدينية للسكان‪ ،‬والمركز الصحي لتلبية الحاجات الصحية‪،‬‬
‫التجارية التي تلبي بعض الخدمات المعيشية‪.‬‬

‫يتضمن المشروع األقسام التالية‪:‬‬


‫الجدول ‪ 2:‬وظائف‬
‫القسﻢ السكني‬

‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪65‬‬
‫‪ ‬قسم سكني‪ :‬ويتضمن ثالث نماذج من‬
‫الوحدات تتفاوت مساحاتها وفق‬
‫الحاجة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪66‬‬
‫‪ ‬القسم التجاري ويتضمن أسواق تلبي‬
‫حاجات يومية للسكان‬

‫الجدول ‪ 3:‬وظائف القسﻢ التجاري‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪ ‬القسم الترفيهي‪ :‬ويتضمن العديد من الخدمات‬


‫الترفيهية سواء للسكان أو لل ازئرين من خارج‬
‫القرية وفيها نادي‬

‫صالة متعددة‬ ‫مطعم‪،‬‬ ‫رياضي‪،‬‬


‫االستعماالت‪ ،‬مقهى‪...‬‬

‫الجدول ‪ 4:‬وظائف القسﻢ الترفيهي‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪ ‬القسم الثقافي‪ :‬ويتضمن مكتبة‪ ،‬مسجد‪،‬‬


‫مشاغل‪.‬‬

‫الجدول ‪ 5:‬وظائف القسﻢ الثقافي‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪67‬‬
‫‪ ‬القسم الطبي‪ :‬وسيتضمن عدد من‬
‫العيادات الطبية‪.‬‬

‫الجدول ‪ 6:‬وظائف القسﻢ الطبي‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫سيتضمن‬ ‫الخدماتي‪:‬‬ ‫‪ ‬القسم‬


‫المساحات العامة في المشروع‪،‬‬
‫الطرقات‪،‬‬ ‫التالقي‪،‬‬ ‫ساحات‬
‫مالعب‪...،‬‬

‫الجدول ‪ 7:‬وظائف القسﻢ الخدماتي‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪68‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬فكرة المشروع‬

‫‪69‬‬
‫‪ 7 -‬الفصل السابع‪ :‬فكرة المشروع‬

‫القديمة الت ارثية وليس مشروعاً مستقالً‪ ،‬من هنا نطرح‬


‫امتدادا للقرية‬
‫ً‬ ‫انطلقت من كون المشروع‬ ‫فكرة المشروع‬
‫إشكالية كيفية الربط ما بين القريتين‪ ،‬القديمة والجديدة‪ .‬لذا تم اتباع الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬د ارسة النسيج العم ارني للقرية القديمة‪:‬‬

‫انطالقا من الساحة الرئيسية ليونين والعناصر المت اربطة من ساحة أساسية كبيرة تتضمن المبنى‬
‫تم خاللها الحصول على الخ ارئط القديمة ليونين وتحليلها ً‬
‫الديني‪ ،‬يمكن الوصول منها إلى ساحة أخرى أقل مساحة يتفرع منها‬
‫عدد من األزقة المت اربطة‪ ،‬باإلضافة إلى الوحدات السكنية المتوزعة على جانبي األزقة‪.‬‬

‫المستند ‪ 68:‬خريطة يونين القديمة يتﻢ فيها‬ ‫المستند ‪ 67:‬خريطة يونين القديمة يتﻢ فيها‬ ‫المستند ‪ 66:‬خريطة يونين القديمة يتﻢ فيها‬
‫التركيز على األزقة التي تشكل العنصر الرابط‬ ‫التركيز على التسلسل في‬ ‫التركيز على وجود المبنى الديني في الساحة‬
‫بين الفراغات‬ ‫الساحات‬ ‫الرئيسية المصدر‪ :‬عمل شخصي‬
‫المصدر‪ :‬عمل شخصي‬ ‫المصدر‪ :‬عمل شخصي‬

‫المستند ‪ 70:‬رسﻢ توضيحي‬ ‫المستند ‪ 69:‬رسﻢ توضيحي‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪70‬‬
‫‪ ‬د ارسة الطابع المعماري للقرية‪ :‬وفيها د ارسة الوحدات السكنية الموجودة باإلضافة إلى تحليل العناصر‬
‫المعمارية الموجودة‪.‬‬

‫المستند ‪ 72:‬رسﻢ يبين شكل الفتحات واألدراج‬ ‫المستند ‪ 71:‬رسﻢ يبين القناطر‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬ ‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫المستند ‪ 73:‬رسﻢ يبين شكل الفتحات‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫المستند ‪ 74:‬رسﻢ يبين طابع األزقة والتداخل‬


‫البيئي‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪71‬‬
‫المستند ‪ 75:‬رسﻢ يبين التعامل مع االنحدار وتدرج األسقف التي تخلق مصطبة‪ ،‬باإلضافة إلى التداخل النباتي مع الحيز‬
‫المبني‬
‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫من هنا تم التوصل إلى المسقط العام التالي‪،‬‬


‫حيث تبرز الساحة الوسطية الرئيسية التي‬
‫ستتضمن الخدمات األساسية ويبرز التنقل من‬
‫ساحة إلى أخرى عبر أزقة‪.‬‬

‫المستند ‪ 76 :‬مسقط عام أ ّولي للمشروع‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫المستند ‪ 77:‬تصور للمشروع‬


‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬النتائج والتوصيات‬

‫‪73‬‬
‫‪ 8 -‬الخاتمة‬

‫في نهاية هذا البحث العميق وبعد طرح العديد من التحليالت والد ارسات حول مفهوم الت ارث وقيمته في المجتمع باإلضافة إلى قدرته على التأثير على التنمية‬
‫المستدامة يتم التوصل إلى استنتاج يلخص ما مضى‪ ،‬أال وهو‬
‫أ ّن العمارة األنسب هي تلك التي تندمج مع محيطها م ارعية كاّفة عناصره وعوامله المناخية‪ ،‬التاريخية‪ ،‬الثقافية‪،‬‬
‫االجتماعية‪....،‬‬

‫ارعيا اللستدامة من‬


‫هنا يبرز دور المهندس المعمار حيث يعمل على دمج كتله المعمارية بما بتناسب مع المحيط المطروح محافظًا على الطبيعة وم ً‬
‫جهة‪ ،‬من خالل أخذ ّكافة العوامل الطبيعية بعين االعتبار‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫المحافظة على الت ارث من جهة أخرى‪ .‬حيث أ ّن الت ارث هو الهوية األساس لكل حضارة واالي يتجسد بالعمارة‬
‫العائدة لكل منها‪ .‬كما يركز البحث على بروز التكامل بين العمارة الت ارثية اللبنانية والعناصر الطبيعية للبيئة‬
‫المحيطة محققة االستدامة في العمارة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫المراجع العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬ستيل‪ ،‬ج‪ (2008) .‬كتاب عمارة من أجل النّاس‪ :‬األعمال الكاملة لحسن فتحي‪ ،‬قاهرة‪.‬‬
‫‪ -2‬صادق‪ ،‬ح‪ ،(2016) .‬محاضرة في الت ارث العم ارني‪ ،‬الجامعة اللبنانية الجدث‪ ،‬كلية الفنون الجميلة‬
‫والعمارة‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الباقي‪ ،‬إ‪ .‬المعماريون العرب حسن فتحي‪ ،‬ملركز الد ارسات التخطيطية والمعمارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬االسترداد‬
‫من ‪www.cpasegypt.com‬‬
‫‪ -4‬فتحي‪ ،‬ح )‪ ،.(1988‬الطاقات الطبيعية والعمارة التقليدية‪ :‬مبادئ وأمثلة من المناخ الحار‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة‬
‫العربية للد ارسات والنشر‪.‬‬
‫‪ -5‬فتحي‪ ،‬ح‪ ،(1969) .‬عمارة الفق ارء‪ :‬تجربة في ريف مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬و ازرة الثقافة‪.‬‬
‫‪ -6‬فروان‪ ،‬ط‪.‬ح‪ ،(2006) .‬االسكان المنخفض الكلفة ‪ ،‬جامعة العلوم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ -7‬فضل هلال‪ ،‬د)‪ ،.(2001‬اإلنسان األرض والحجر‪:‬فن العمارة الت ارثية في لبنان‪ ،‬لبنان‪ ،‬شركة الشرق األوسط‬
‫لتوزيع المطبوعات‪.‬‬
‫‪ -8‬فياض‪ ،‬ر‪ ،(2009) .‬أربعاء تريم الثقافي‪ :‬ما هو التاريﺦ الت ارثي في مدننا؟ ولماذا نحافظ عليه؟ االسترداد‬
‫من ‪www.tishreen.news.sy‬‬

‫‪75‬‬
:‫المراجع األجنبية‬

1. Baldassare. M, (1998), Suburban communities, Irvine California, California


2. Fathy, H, (16 Novmeber 2009), Natural energy in vernacular architecture,
Sean Rigdon, Tulu Toros AIA.
3. Ragette, F, (1985), Architecture in Lebanon, the Lebanese house during the
18th and 19th centuries, New York, caravan books.
4. Stevenson, G, (August 2006), what is a Village ? Wayback Machine.

76
‫الفصل التاسع‪ :‬المشروع‬

‫‪77‬‬

You might also like