You are on page 1of 105

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬المسيلة‬

‫ميدان‪ :‬الحـقـــــوق والعلـــــــوم السياسية‬ ‫كـلية الحـقـــــوق و العلـــــــوم السياسية‬


‫فرع‪ :‬العالقات الدولية‪.‬‬ ‫قسم‪ :‬العلوم السياسية والعالقات الدولية‬
‫تخصص‪ :‬عالقات دولية‪.‬‬ ‫رقم‪.......................................... :‬‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر أكاديمــي‬

‫إعداد الطالب(ة)‪ :‬سمية حريش‪.‬‬

‫تحت عنوان‬

‫السياسة الخارجية التركية الجديدة تجاه المنطقة العربية‬

‫وانعكاساتها على االقتصاد التركي‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬


‫رئيســـا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫د‪./‬حسام بوعيسي‬
‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫د‪/‬نور الدين فالك‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫د‪ /‬النوري دومي‬

‫السنة الجامعية‪2019/2018:‬‬
‫س‬
‫بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و لم‬
‫ال‬
‫حمد لله رب العالمين الدي وفقنى فى انجار هدة البحث؛‬

‫وطنى ‪ ...‬العالى؛‬

‫الى ملاكى فى الحياة ‪ ...‬امى العاليه؛‬

‫الى سيدي فى الدنيا‪...‬ابى الع يزز؛‬

‫ف‬ ‫ع‬‫ال‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ط ف عم هم علب‬


‫ا ال الله ى ز ا وادام ا حه و ا يه؛‬

‫كما اهدنه الى الدكتور نور الدين فلاك حفظه الله؛‬

‫واحوابى‪ ...‬نقديزا وفاء‪:‬‬


‫ل‬
‫ساميه‪ ،‬صييزة‪ ،‬اسماء‪ ،‬نبيلة‪ ،‬هاجز‪ ،‬وا كتكونه انه؛‬
‫ف‬
‫الى وحيد العائلة اخى العالى‪ :‬سميز بحى؛‬
‫بش‬
‫الى كل من ساهم فى مساندبى و حتعى ونص ىح‬

‫ولو يكلمه طييه سكزا وعزفائا؛‬

‫اهدي هدا الجهد المتواضع‪.‬‬


‫ال‬
‫الهى لا نظيث لحظاب ولا الحديث الا ندكز اسم الله نعالى؛‬
‫س‬ ‫م‬
‫الى من ئلغ الزسالة وادي الامانه‪ ...‬رسول الله حمد صلى الله عليه و لم‬
‫ع‬
‫الى من كللة الله ئالهييه والوفار؛ الى من لمنى العظاء ندون انتظار‪ ...‬ابى الك يزم العالى؛‬
‫ل‬
‫الى بسمه الحياة وسز الوحود؛ الى من كان دعانها سز نجاخى‪ ...‬امى ا حيبيه؛‬

‫اطال الله فى عمزهما؛‬


‫ال‬
‫الى من ررع التفاول فى د برى وفدم لى بسهيلاب فى عمليه انجار نحنى‬

‫الدكتور نور الدين فلاك اطال الله فى عمزة؛كما اسكز الدكتور رخموبى فبح التور؛‬
‫س‬ ‫م‬‫ع‬ ‫ح‬ ‫ل‬‫م م‬
‫الى من كايث لادي و ى ى زة؛‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫ن‬

‫والى كل عمابى وخالابى؛‬

‫والى كل عائلة ج بزش و فزخاب مشكو يرن كل ئاسمه؛‬


‫خ‬ ‫ح‬‫م‬‫ل م التف ف عيب الشع ف ضجك ل ال المفع ئل‬
‫ا ى ن اري اول ى يه و ادة ى يه ا ى وحه م ا ه‪...‬ا ى؛‬
‫ي‬

‫الى الفلوب الظاهزة الزفتقه احوابى الكزام‪ ...‬سكز؛ عزفان ونحيه؛‬


‫ئ‬
‫الى نوام روخى ورفتقه د برى الى صاحيه الفلث الظيث‪ ...‬خميلة عجابى وعا لبها ؛‬

‫الى رميلاب دراسنى؛‬


‫س‬
‫ضو نره س نزفى؛ سهام لعيدي؛ ساميه فليان‪ ،‬لييدة سهل‪ ،‬نور نورئان‪ ،‬فايزة نوعبسى‪ ،‬اخلام رفتق‪ ،‬لمى نوعبسى؛‬

‫الى رملاء الدراسه‪ :‬هسام؛ سمش الدين؛‬


‫ال‬ ‫م‬
‫كما اسكز اساندة فسم العلوم السياسيه والعلافاب الدوليه نجامعه حمد نوصياف – مسيلة‪-‬‬
‫ل‬
‫وا حمد لله رب العالمين‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مبادئ وآليات تنفيذ السياسة الخارجية التركية الجديدة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبادئ السياسة الخارجية التركية الجديدة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تنفيذ اإلستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية التركية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف السياسة الخارجية التركية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الواقع الجديد للعالقات التركية – العربية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العالقات التركية – السورية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات التركية – العراقية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الموقف التركي من القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬طبيعة العالقات العربية – التركية دراسة في الطبيعة واألبعاد‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العالقات االقتصادية العربية التركية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات السياسية بين تركيا والدول العربية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العالقات العربية التركية في ظل الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية العالقات التركية العربية بعد سنة ‪.2011‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الموقف التركي من الحراك السياسي العربي‪.‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬األهمية الجيواقتصادية للوطن العربي‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬األهمية الجيواقتصادية لتركيا‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حجم المبادالت المتنوعة في تركي والمنطقة العربية‪ :‬الصادرات والواردات‬
‫نحو تركيا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجم الصادرات العربية نحو تركيا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجم الواردات من تركيا إلى الوطن العربي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحديات التي تواجه السياسة االقتصادية التركية نحو المنطقة العربية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التحديات السياسية واألمنية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحديات االقتصادية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اآلفاق المستقبلية للعالقات التركية العربية‪.‬‬

‫الخاتمة‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫لم تعرف العالقات التركية‪-‬العربية منذ مرحلة الهيمنة التركية على الوطن العربي من وراء‬
‫الدولة العباسية إلى السيطرة العثمانية إلى غاية ‪ 1918‬مسا ار ثابتا‪ ،‬غيران الفترة التي أعقبت‬
‫هذا التاريخ شهدت اختالفا جذريا على كل ما سبقه‪ ،‬حيث لم تعد العالقات بين قوميتين‬
‫مسلمتين في إطار دولة األمة الدينية ـ‬

‫بل اتبع الطرفان العربي والتركي اتجاهين متباينين‪ ،‬يسودهما التوتر خاصة بعد أن اعتبر‬
‫األتراك أن خيانة العرب كانت سببا لهزيمتهم في الحرب العالمية األولى أمام الحلفاء بتحالفهم‬
‫مع بريطانيا ضد اإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬واعتبار العرب أن سبب تخلفهم راجع إلى السيطرة‬
‫العثمانية على الوطن العربي ألكثر من أربعة قرون ‪.‬‬

‫واتسعت الهوة بعد إعالن مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية العلمانية سنة‬
‫‪ 1923‬ونبذه الخالفة اإلسالمية نظ ار لتأثره الكبير بالفكر األوروبي‪ ،‬ما جعله يهتدي بدساتيرها‬
‫العلمانية ويجعل من تركيا أول دولة إسالمية تفصل الدين عن الدولة‪ ،‬وسار خلفاؤه العسكر‬
‫على دربه في فرض العلمانية على الحياة السياسية التركية بالقوة ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من محاوالت االنفتاح التركي على الوطن العربي خاصة في مرحلة‬
‫السبعينيات والثمانينيات‪ ،‬إال أن التحول األكبر جاء بعد وصول حزب العدالة والتنمية الى سدة‬
‫الحكم في تركيا سنة ‪ 2002‬الذي جعل للوطن العربي موقع مركزي في رؤيته الجديدة لمركز‬
‫تركيا على الصعيدين اإلقليمي والدولي‪ ،‬انطالقا من خلفية دينية تقول بالمشترك التاريخي‬
‫والحضاري للعرب وتركيا‪.‬‬

‫وقد نجح خالل سنوات قليلة في تغيير الصورة النمطية لتركيا لدى العرب من تلك‬
‫السلبية المعادية للعرب والمسلمين الى تلك الدولة التي تقف الى جانبهم وتدعمهم في قضاياهم‬
‫القومية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ .1‬أهمية الموضوع ‪:‬‬


‫➢ االهمية العلمية ‪:‬‬

‫تكتسب دراسة العالقات التركية ـ العربية في هذه المرحلة الراهن خصوصا اهمية كبيرة عند‬
‫الباحثين والدارسين المهتمين بالشأن العربي والتركي خاصة في ضوء ما تشهده المنطقة من‬
‫تغيرات بنيوية على الصعيد الداخلي والتي من شانها ان تلقي بظاللها على المستويين اإلقليمي‬
‫والدولي‪ ،‬خاصة في ظل االرتباط والتفاعل التاريخي‪ ،‬الجغرافي‪ ،‬االقتصادي والسياسي بين‬
‫العرب واألتراك ما جعل كال الطرفين يؤثر ويتأثر بالطرف االخر ‪ ،‬بل و يتعداه ليشمل‬
‫التفاعالت والتأثيرات التي تحدث على مستوى النظام الدولي‪.‬‬

‫من ناحية أخرى فان تبلور دور إقليمي تركي في المنطقة العربية الذي يتعاظم بشكل مستمر‬
‫جعل الموقف العربي منه يحظى بأهمية تحليلية استثنائية العتبارات مختلفة ‪،‬من بينها ان‬
‫العرب يشكلون الجزء األكبر للعمق االستراتيجي التركي جغرافيا وبشريا و ثقافيا وتاريخيا‬
‫واقتصاديا ما يمكنهم من التأثير في الدور التركي في المنطقة سواء بتسهيل عملية عودتها الى‬
‫التوازنات اإلقليمية او عرقلتها ‪.‬‬

‫➢ األهمية العملية ‪:‬‬

‫تندرج أهمية هذه الدراسة في كونها تساعدنا على الوقوف عند األسباب والدوافع التي‬
‫دفعت بالسلطة السياسية في تركيا إلى التوجه نحو الدول العربية‪ ،‬خاصة بعد التعثرات المتتالية‬
‫التي أدت إلى فشل المفاوضات التركية مع المجموعة األوروبية في محاولتها الساعية إلى‬
‫االنضمام إليها هذا من ناحية ‪ ،‬أما من ناحية أخرى فان هذه الدراسة تساعدنا على فهم األسس‬
‫التي تبنى عليها العالقات التركية العربية‪ ،‬ومحاولة معرفة ما إذا كانت مبنية على أسس ثقافية‬
‫إسالمية اجتماعية نظ ار للتقارب الكبير بين الطرفين أم أنها تخضع لطبيعة السلطة السياسية‬
‫الحاكمة في تركيا والباحثة عن فضاء اقتصادي كبير متميز داخل المنطقة العربية من خالل‬
‫االستثمار خاصة التاريخية في العوامل السابقة الذكر‪.‬‬

‫‪ .2‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫من بين االسباب التي دفعتنا الى دراسة هذا الموضوع والتي نقسمها الى ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫أ‪ -‬االسباب الموضوعية ‪:‬‬

‫حظيت تركيا في العقد االخير باهتمام كبير من الباحثين من مختلف الفئات‬


‫والتخصصات العلمية نظ ار لبروزها كفاعل اقليمي في المنطقة العربية بعد الغياب الطويل عن‬
‫احداثها السياسية ‪ .‬غير ان معظم الدراسات تتطرق الى العالقات التركية مع الدول القطرية‬
‫العربية كل على حدى او من خالل العالقات التركية مع االقاليم الجغرافية العربية مثل اقليم‬
‫الشرق االوسط او اقليم المغرب العربي او مع الدول الخليجية‪ ،‬غير ان الدراسات التي تتطرق‬
‫الى العالقات العربية التركية بصفة عامة تبقى قليلة خاصة في ظل غياب التنسيق السياسي‬
‫واالقتصادي بين الدول العربية التي تجعل منها وحدة متماسكة‪.‬‬

‫➢ األسباب الذاتية ‪:‬‬

‫لعل من بين االسباب التي شجعتنا لدراسة هذا الموضوع أننا ننتمي الى المنطقة العربية‪،‬‬
‫وألننا م هتمين بقضايا السياسية واالقتصادية التي تخص هذه المنطقة الحيوية في احتكاكها‬
‫وتفاعالتها الدولية واإلقليمية خاصة مع الدول التي تربطنا بها عالقات تاريخية متميزة نابعة من‬
‫ذلك الموروث الثقافي واإلسالمي الذي شهدته الحقبة العثمانية‪ ،‬لهذه األسباب مجتمعة حفزتنا‬
‫لد ارسة وتحليل مختلف الجوانب في العالقات التركية العربية خاصة ما تعلق بالجانب‬
‫االقتصادي وهو جانب مهم وأساسي في العالقات الدولية الراهنة‪.‬‬

‫‪ .3‬إشكالية الدراسة ‪:‬‬

‫ان هذه األهمية الكبيرة التي تحظى بها تركيا كقوة إقليمية خاصة بعد وصول حزب‬
‫العدالة والتنمية عام ‪ 2002‬إلى السلطة السياسية والتحوالت الكبيرة التي شهدتها من إصالحات‬
‫داخلية وخارجية خاصة فيما يخص عالقتها مع دول المنطقة العربية‪ ،‬والتي تأتي بعد فشل‬
‫المحاوالت الكثيرة والمتكررة لالنضمام إلى المجموعة األوروبية‪ ،‬يدفع بنا الى البحث عن الدوافع‬
‫واألسباب التي أدت بتركيا إلى التوجه نحو الدول العربية من ناحية‪.‬‬

‫وتتحدد اإلشكالية الرئيسية فيما يلي‪ :‬هل العالقات التركية العربية الجديدة مبنية على‬
‫المكونات الحضارية و الثقافية و الجغرافية المشتركة بين الطرفين‪ ،‬وما هي انعكاساتها على‬
‫الوضع االقتصادي التركي؟‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫وتنطوي تحت هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة الفرعية والتي ستساعدنا على اإلجابة على‬
‫اإلشكالية الرئيسية ومن ثمة التحقق من مدى صحة فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي الدوافع واألسباب التي أدت إلى تعزيز التوجه التركي اتجاه الدول العربية؟‪.‬‬

‫‪ -‬ما هي األسس التي تقوم عليها العالقات التركية العربية؟‪.‬‬

‫‪ -‬هل لحزب العدالة و التنمية التركي دور في إعادة نظر تركيا في توجهاتها الخارجية عامة‬
‫واتجاه الدول العربية بصفة خاصة؟‪.‬‬
‫‪-‬ها التوجه التركي اتجاه الدول العربية راجع إلى فشل المحاوالت المتتالية لالنضمام إلى‬
‫االتحاد األوروبي؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي اهم االنعكاسات لتلك العالقات العربية التركية على الوضع االقتصادي التركي؟‪.‬‬
‫‪ .4‬فرضيات الدراسة ‪:‬‬
‫لتحليل هذه االشكالية وتغطيتها على مستوى التحليل المقدم للموضوع تم اتباعها‬
‫بالفرضيات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬هاجس فقدان تركيا ألهميتها اإلستراتيجية في المنطقة أدى إلى مراجعة دورها من خالل‬
‫االنفتاح على الدول العربية كجزء من سياستها الجديدة‪.‬‬
‫‪-‬العالقات العربية التركية مرتبطة بطبيعة السلطة السياسية الحاكمة في تركيا‪.‬‬
‫‪-‬التاريخ السلبي بين تركيا و الدول العربية أدى إلى تردي العالقات بين الطرفين‬
‫‪-‬المكونات الثقافية و الحضارية والجغرافية المشتركة بين تركيا والوطن العربي تشكل احد‬
‫الحوافز األساسية لبناء تعاون واسع وعميق في كل المجاالت‬
‫‪ -‬كلما كانت فرص انضمام تركيا إلى االتحاد األوروبي كبيرة كلما تراجعت نسبة اهتمام تركيا‬
‫اتجاه الدول العربية‪.‬‬
‫‪-‬العالقات التاريخية اإلستراتيجية بين تركيا واسرائيل تقف في طريق التقارب التركي بالدول‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ .5‬ادبيات الدراسة‪:‬‬
‫إن التاريخ الطويل الذي يربط الدول العربية بتركيا‪ ،‬سواء قي الفترات التي شهدت‬
‫العالقات بين الطرفين تتميز بالثبات والقوة او في الم ارحل التي شهدت العالقات القطيعة‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫والصراع‪ ،‬أدى إلى االهتمام الكبير بالعالقة بين تركيا والدول العربية سواء مجتمعة ام منفردة‬
‫من خالل مجموعة من الدراسات والتي سنحاول إن نذكر البعض منها فيما يلي‪:‬‬
‫➢ دراسة فيليب روبنس سنة ‪ 1993‬تحت عنوان " تركيا والشرق االوسط " والتي‬
‫تناولت اهم المبادئ التي سارت عليها تركيا في سياسها الخارجية‪ ،‬ومدى االرتباط الوثيق بين‬
‫تركيا ومنطقة الشرق االوسط والمجتمع االسالمي االوسع من خالل تاثير القضايا الشرق‬
‫االوسطية على السياسة الداخلية التركية و على مجتمعها‪ ،‬ما يؤكد ان هذه المنطقة ال تقل‬
‫اهمية عن االهتمامات التركية االخرى خاصة فيما يتعلق بالشق االوروبي‪.‬‬
‫➢ دراسة ميشال نوفل " عودة تركيا الى الشرق " وهو من اهل االختصاص في الشأن‬
‫التركي وله مجموعة من الدراسات في هذا المجال‪ ،‬وقد تطرقت الدراسة الى اهم عناصر‬
‫وسمات التحول التركي وبروز ما يسمى بالعثمانية الجديدة مبر از اهم المنعطفات في هذا‬
‫التحول ‪ ،‬كما تطرق الى التجربة االسالمية في السلطة في تركيا في مراحلها المختلفة انطالقا‬
‫من حزب الرفاه الى حزب العدالة والتنمية‪ ،‬كما ركزت الدراسة على تحول الدور التركي من‬
‫دور الوكيل االقليمي الى دور الوسيط اإلقليمي غير ان اهم ما يدل عليه الكاتب يتعلق‬
‫بالسياسة الخارجية التركية الجديدة في الشرق األوسط كما قدم قراءة تحليلية شاملة للسياسة‬
‫الخارجية التركية اتجاه العراق واهتزاز الشراكة االستراتيجية مع الواليات المتحدة االمريكية‬
‫اضافة الى االنخراط التركي النوعي والكمي في القضية الفلسطينية‪.‬‬
‫➢ دراسة جالل معوض سنة ‪ 1998‬تحت عنوان " عملية صنع القرار في تركيا والعالقات‬
‫العربية‪-‬التركية " والتي عرض الكاتب خاللها واقع العالقات العربية التركية من جوانب مختلفة‬
‫وتطرق إلى قضايا مهمة في العالقات بين الجانبين مثل مشكلة المياه والمشكلة الكردية ومشكلة‬
‫التعاون التركي‪ -‬اإلسرائيلي‬
‫➢ دراسة وليد رضوان سنة ‪ 2006‬تحت عنوان " العالقات العربية‪ -‬التركية " حيث تناول‬
‫دراسة مستفيضة للعالقات التركية العربية بشكل عام والعالقات التركية السورية بشكل خاص‪،‬‬
‫وعالج أهم القضايا بين تركيا وسوريا التي أدت دو ار مؤث ار في مسار العالقات بينهما مثل قضية‬
‫المياه‪ ،‬المسالة الحدودية‪ ،‬القضية الكردية والتعاون التركي‪ -‬اإلسرائيلي‪.‬‬
‫‪ .6‬منهجية الدراسة‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫يختلف منهج البحث من دراسة إلى أخرى تبعا الختالفها من حيث الموضوع و الطرح‬
‫والحقبة الزمنية‪ ،‬فطبيعة الموضوع قيد الدراسة والفترة الزمنية التي عرفت فيها العالقات الثنائية‬
‫بين تركيا والدول العربية مزيج من التفاعالت والمتغيرات المتناقضة‪ ،‬فكان هناك الخالف‬
‫والصلح‪ ،‬القطيعة واالنفراج‪ ،‬التقارب والتباعد‪ ،‬فهذا التنوع فرض علينا االعتماد على أكثر من‬
‫منهج بحثي‪ ،‬وهذا مسايرة مع الطرح الجديد في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬أين أضحى‬
‫االتجاه الغالب فيها يقوم على أساس تحليل الظواهر السياسية يتم وفق استخدام أدوات ومسالك‬
‫تحليلية عديدة ‪ ،‬ووجوب المزاوجة بين المسالك الكلية والجزئية في آن واحد‪ ،‬أي االعتماد على‬
‫ما أصبح يسمى بنظرية التكامل المنهجي؛ومن ثمة فقد استعملنا في دراستنا هذه‪:‬‬
‫المنهج الوصفي ‪ :‬الذي يعتبر مضلة واسعة تتضمن عدد من المناهج البحثية األخرى ما‬
‫عدا المنهج التاريخي والمنهج التجريبي‪ ،‬حيث ان عملية الوصف والتحليل تكاد تكون عملية‬
‫مشتركة وموجودة في كل البحوث العلمية‪ ،‬ويسعى الباحث من خالله إلى جمع البيانات‬
‫والمعلومات ومحاولة تشخيصها و تحليلها وتفسيرها‪ .‬كما يهدف الباحث من خالله الى وصف‬
‫وتحليل الوضع الراهن ومحاولة استقراء المستقبل‪ ،‬فتحليل الظواهر السياسية ذات العالقة‬
‫بموضوع الدراسة يمكننا من معرفة األسباب التي أدت إلى التوجه التركي إلى الدول العربية بعد‬
‫العداء التاريخي الطويل‪ ،‬والتطور الذي شهدته في العالقات بين الطرفين خالل فترة الدراسة‬
‫ومن ثمة محاولة استشراف مستقبل هذه العالقات على ضوء الوضع الراهن‪.‬‬
‫المنهج التاريخي ‪ :‬الذي يعد من أكثر المناهج استعماال في دراسة العالقات الدولية وهو‬
‫المنهج الذي يهتم بالبحث والكشف عن الحقائق التاريخية من خالل تحليل وتركيب األحداث‬
‫والوقائع الماضية المسجلة في الوثائق واألدلة التاريخية واعطاء تفسير لها‪ ،‬حيث أنه ال يمكن‬
‫دراسة العالقات بين دولتين أو مجموعة من الدول دون الوقوف عند المحطات التاريخية في‬
‫تاريخ العالقات بينها ومن ثمة فهم الوقائع الحالية وكذا إمكانية فهم واستشراف المستقبل ‪ .‬كما‬
‫أن دراسة العالقات التركية العربية جاءت ضمن محيطها اإلقليمي والدولي وبالتالي كانت هناك‬
‫عالقة تأثير وتأثر متبادلة بين مختلف هذه األنظمة لهذا كان لمنهج النسق حضور في هذه‬
‫الدراسة لتتبع تفاعل هذه األنظمة فيما بينها للتوصل إلى استنتاجات عامة تتعلق بعوامل التوازن‬
‫واالختالل التي تحكم تطور هذه النظم الرئيسية و الفرعية و انتقالها من شكل ألخر‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مقدمة‬

‫المنهج الوظيفي ‪ :‬يقوم هذا المنهج على تحليل الدولة من خالل الوظائف التي تؤديها‬
‫خاصة إذا توافرت عوامل االنسجام والتوافق‪ ،‬وهذا يرتبط ارتباطا وثيقا بالناحية اإلستراتيجية في‬
‫إدارة السياسة الداخلية والخارجية فيما يرتبط بمصالح الدولة‪ .‬ويساهم هذا المنهج بشكل فعال في‬
‫إمكانية الربط بين متغيرات الدراسة وتتبعها‪ ،‬فموقع تركيا على تخوم الوطن العربي اوجد‬
‫تفاعالت بين الطرفين تتخللها أشكال من التعاون والصراع ما جعل كال الطرفين يأخذ في‬
‫حسبانه موقع الطرف اآلخر‪.‬‬
‫‪ .7‬اإلطار النظري ‪:‬‬
‫في دراسة هذا الموضوع سنستعين بالمقاربات التالية ‪:‬‬
‫• المقاربة بالبنائية ‪:‬وهي مقاربة مميزة للعالقات الدولية تشدد على البعد االجتماعي والذاتي‬
‫المشترك للسياسة العالمية ‪ ،‬وتركو هذه المقاربة على دور الثافة والقيم واالفكار في‬
‫العالقات الدولية ‪،‬وبالنسبة للبنائيين اليندرج التفاعل بين الوحدات الدولية السياسية ضمن‬
‫المصالح القومية المحددة ‪ ،‬ولكن يجب أن يتم إدراكه بصفته نمطا من االعمال يصوغ‬
‫الهويات وتعمل هي على صياغته عبر الزمن ‪.‬‬
‫‪ .8‬مصطلحات الدراسة ‪:‬‬
‫➢ السياسة الخارجية ‪ :‬يعرف الدكتور"محمد السيد سليم"إذ عرف السياسة الخارجية بأنها‪:‬‬
‫برنامج العمل العلني الذي يختاره الممثلون الرسميون للوحدة الدولية من بين مجموعة‬
‫‪1‬‬
‫من البدائل البرنامجية المتاحة من اجل تحقيق أهداف محددة في المحيط الخارجي‪.‬‬
‫➢ حزب العدالة والتنمية ‪:‬‬
‫أسس عام ‪ 2001‬بعد انشقاق مؤسسيه عن حزب الفضيلة‪ .‬حقق الحزب‬
‫بزعامة رجب طيب أردوغان شهرة محلية واقليمية وعالمية بفضل نجاحاته السياسية‬
‫واالقتصادية الكبيرة التي جعلت تركيا في مصاف الدول المتقدمة‪ ،‬أما التوجه‬
‫الفكري للحزب إسالمي المعتدل في تركيا‪ ،‬ويحرص على أال يستخدم الشعارات‬
‫الدينية في خطاباته السياسية‪ ،‬ويؤكد أنه ال يحبذ التعبير عن نفسه بأنه حزب‬

‫‪1‬احمد النعيمي ‪،‬السياسة الخارجية ‪،‬عمان‪:‬دار زهران للنشر والتوزيع‪،2009،‬ص‪.23‬‬


‫‪8‬‬
‫مقدمة‬

‫إسالمي‪ ،‬فهو حزب يحترم الحريات الدينية والفكرية ومنفتح على العالم ويبني‬
‫سياساته على التسامح والحوار‪.2‬‬
‫‪ .9‬تقسيم الدراسة‪:‬‬
‫تنقسم هذه الدراسة الى ثالثة فصول‪:‬‬
‫الفصل االول خصص "السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية"‪ ،‬حيث‬
‫تطرقنا الى دراسة السياسة الخارجية التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية حيث تم التطرق فيه‬
‫إلى مبادئ وآليات تنفيذ السياسة الخارجية التركية الجديد‪ ،‬تم تناول فيها المبادئ واآلليات‪ ،‬ثم‬
‫يليه الواقع الجديد للعالقات التركية – العراقية تم التطرق فيها إلى العالقات التركية –السورية‪،‬‬
‫العالقات التركية العراقية‪ ،‬والموقف التركي من القضية الفلسطينية‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني والذي يندرج تحت عنوان "الواقع الراهن للعالقات العربية‪-‬‬
‫التركية"‪ ،‬تم التطرق فيه إلى طبيعة العالقات العربية التركية دراسة في الطبيعة واألبعاد تم‬
‫تناول فيه العالقات السياسية واالقتصادية وكذا العالقات العربية التركية في ظل الصراع العربي‬
‫اإلسرائيلي ثم يليه أهمية العالقات العربية بعد سنة ‪ ،2011‬تم إدراج الموقف التركي واألهمية‬
‫االهمية الجيواقتصادية للوطن العربي وتركيا‪.‬‬
‫وبالنسبة للفصل الثالث واألخير والمعنون" أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية‬
‫على االقتصاد التركي"‪ ،‬تم تناول فيها مبحثين أساسيين هما حجم المبادالت المتنوعة بين تركيا‬
‫والمنطقة العربية‪ ،‬ثم تم إدراج المبحث الثاني بعنوان التحديات التي تواجه السياسة االقتصادية‬
‫التركية نحو المنطقة العربية‪.‬‬

‫"حزب العدالة والتنمية التركي"‪ ،‬تم التطلع بتاريخ‪ ،2018-12-12 ،‬على الساعة ‪ ،15:45‬على الرابط اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪https://www.aljazeera.net/encyclopedia/movementsandparties/2015/4//‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‬

‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬

‫➢ المبحث األول‪ :‬مبادئ وآليات تنفيذ السياسة الخارجية التركية‪.‬‬


‫➢ المبحث الثاني‪ :‬الواقع الجديد للعالقات التركية العربية‪.‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‬

‫كان لتلك التغيرات المتسارعة التي شهدها العالم ما بعد الحرب الباردة دور فعال في إعادة‬
‫توجهات السياسة الخارجية التركية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باهتمامها المتزايد بعمقها االستراتيجي في‬
‫المنطقة العربية خصوصا‪ ،‬والمتفحص للشأن التركي يمكنه مالحظة التغيير الجوهري الذي ط ار‬
‫على السياسية الخارجية التركية بعد الحرب الباردة‪ ،‬شهدت من خالله تركيا تحوالت في‬
‫ديناميات السياسة الخارجية وتجلياتها‪ ،‬وبمجيء حزب العدالة والتنمية ظهرت مدراك وتصورات‬
‫جديدة حول ما يجب أن تفعله تركيا وما ال يجب أن تفعله ضمن المتغيرات العالمية الجديدة من‬
‫جهة والمتغيرات الخارجية من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مبادئ وآليات تنفيذ السياسة الخارجية التركية الجديدة‪.‬‬

‫عملت الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية على إعطاء أبعاد جديدة إلى السياسة‬
‫الخارجية التركية‪ ،‬واعادة تعريف مبادئها واخراجها من اإلطار النظري إلى اإلطار التطبيقي‪،‬‬
‫حيث قامت الدولة التركية بتجديد وتحديث آلياتها لتحقيق إستراتيجيتها الخارجية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبادئ السياسة الخارجية التركية الجديدة‪.‬‬

‫تبلورت السياسة الخارجية التركية الجديدة بوصول حزب العدالة والتنمية لسدة الحكم في‬
‫تركيا واصرار زعيمه السيد "رجب أوردغان" على تفعيل الدور التركي والعودة بتركيا إلى الساحة‬
‫الدولية من خالل سياسة حكيمة ارتكزت على مبادئ أساسية نذكر منها‪:‬‬

‫‪ .1‬مبدأ التوازن السليم بين الحرية واألمن ‪:‬‬

‫وذلك من خالل إقتناع داود أوغلو على أنه ما لم تحصل دولة ما على التوازن بين‬
‫الحرية واألمن بداخلها فإنها ستكون عاجزة عن التأثير في محيطها كما أن مشروعية النظم‬
‫السياسية التي تمكنها أن تحقق مرتبطة بتوفير األمن لشعوبها وتحرمها في المقابل من الحرية‪،‬‬
‫فتتحول مع الوقت إلى أنظمة تسلطية‪ ،‬كذلك األنظمة التي تحضي باألمن بدعوى أنها تفتح‬
‫‪1‬‬
‫الكثير من الحريات بحالة من االضطراب المخيف‪.‬‬

‫فالدولة والمجتمعات القوية هي التي تبنى على أساس الحرية واألمن‪ ،‬إذ البد من التوازن‬
‫بينهما‪ ،‬فالحرية نابعة من الديمقراطية واألمن هو صمام حمايتها لذلك عليها ضمان حقوق‬
‫األفراد وحياتهم دون المساس باألفراد لسلطتها أو مشروعيتها‪.‬‬

‫‪ 1‬عربي الدمي محمد‪ ،‬التحول في السياسة الخارجية التركية اتجاه العراق‪ ،‬سوريا‪ ،‬القضية الفلسطينية‪ ،‬ط‪ ،01‬الجزائر‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫تمنراست‪ ،2017 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪12‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬مبدأ تصغير المشكالت مع دول الجوار‪:‬‬


‫وذلك من خالل العمل على حل المشكالت العالقة مع دول الجوار بعقد اتفاقيات شراكة‬
‫ومعاهدات ثنائية‪ ،‬لتفعيل العالقات إلى عالقات تعاونية وأبرز مثال على ذلك عالقتها مع‬
‫سوريا بحيث تحولت إلى عالقات تعاونية بعدما أن كادت أن تقع في الحرب عام ‪ ،1998‬كذلك‬
‫عالقات تركيا مع جورجيا وبلغاريا وبالتالي إخراج تركيا من بلد محاط باألعداد إلى بعد محاط‬
‫‪1‬‬
‫األصدقاء‪.‬‬
‫فالهدف من هذا المبدأ هو السعي من أجل االستمرار التواصل بين كافة المجتمعات‬
‫وال شعوب وتحقيق التعاون وحل المشكالت بين دول الجوار وبذلك صارت تركيا قمة ناجحة‬
‫ومتميزة‪.‬‬
‫‪ .3‬مبدأ الدولة الفاعلة ‪:‬‬

‫يقوم هذا المبدأ على أساس لعب تركيا دور محوري في األقاليم الداخلية والخارجية لدول‬
‫الجوار‪ ،‬خاصة في البلقان والشرق األوسط والقوقاز وآسيا الوسطى‪ ،‬فقد كان نجاح التأثير‬
‫التركي في أزمتي البوسنة والهرسك وكوسوفو في فترة التسعينات من القرن الماضي دافعا‬
‫‪2‬‬
‫مشجعا النتهاجها مبدأ التأثير في القضايا الداخلية والخارجية لدى الجوار‪.‬‬

‫كما يركز هذا المبدأ على رؤية واضحة لالهتمام بدول الجوار من أجل تأمين مكانة‬
‫إقليمية ودولية الئقة‪ ،‬وحل األزمات بين دول الجوار لضمان سياسة خارجية متميزة وفعالة‪.‬‬

‫‪ .4‬مبدأ سياسة متعددة األبعاد والمسالك‪:‬‬

‫ففي الظروف الحالية من غير الممكن إتباع سياسة ذات البعد الواحد ‪،‬وبدال أن تكون تركيا‬
‫مصد ار للمشكلة في الغرب والشرق والشمال والجنوب وآسيا وأوربا والعرب واإلسالم تكون على‬

‫عربي الدمي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫العكس مصد ار لحل اإلشكاالت والمبادرة إلى طرح الحلول‪ ،‬وبلدا يشكل مركز جذب يساهم في‬
‫إرساء السالم العالمي واإلقليمي ‪ ،‬ومن ضمن هذا المنظور ال يجب النظر إلى أي خيار على‬
‫أنه بديل عن اآلخر مع كل الخيارات في الوقت نفسه على أنه تناقض‪ ،1‬بمعنى أن تركيا ال‬
‫تقوم على بديل آخر وليست متناقضة ‪،‬فهي ال تتبع سياسة البعد الواحد‪ ،‬حيث أنها بلد يقدم‬
‫الحلول في صناعة السالم العالمي‪.‬‬

‫‪ .5‬استحداث أسلوب دبلوماسي جديد‪:‬‬

‫إعادة تعريف الدور التركي على الساحة الدولية‪ ،‬حيث كان التعريف السائد في المرحلة‬
‫الماضية أن تركيا بلد يصل بين طرفين‪ ،‬لكن في المرحلة الجديدة على تركيا أن تكون بلد‬
‫‪2‬‬
‫المركز‪ ،‬ويتجلى ذلك في األدوار التي تقوم فيها في جميع الفعاليات اإلقليمية والدولية‪.‬‬

‫كما أن االنتقال إلى دبلوماسية منتظمة ومتواضعة مع التواصل مع عدد كبير من‬
‫المسئولين على مختلف المستويات في دول العالم الثالث‪3.‬أمر ساهم بشكل كبير ومتميز في‬
‫التقارب التركي على كل األصعدة الدولية واالقليمية‪.‬‬
‫‪ .6‬اعتمادها على الدبلوماسية المتناغمة‪:‬‬
‫وقد تجسد ذلك بالفعل من خالل حضور دبلوماسي مكثف وعلى جميع األصعدة من أجل‬
‫التواصل مع كل دول العالم والتناغم مع مجمل القضايا الدولية واإلقليمية وهي المشاركة التي‬
‫‪4‬‬
‫هيأت لتركيا أن تصبح العبا مؤث ار في العالقات بين االتحاد اإلفريقي وأوربا‪.‬‬

‫حامد محمد طه السويداني‪" ،‬تراجع نظرية العمق اإلستراتيجي التركية بعد الربيع العربي ‪ ،"2011‬مجلة الرك للفلسفة‬ ‫‪1‬‬

‫واللسانيات والعلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪.452 ،32‬‬


‫عبد الحق زغدار‪ ،‬فهمي رملي‪ " ،‬التوجهات الجديدة في السياسة الخارجية التركية‪ :‬دراسة في الجذور النظرية والفكرية"‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬باتنة‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪3‬سعيدي السعيد‪" ،‬السياسة الخارجية في ظل حزب العدالة والتنمية وانعكاسها على العالقات العربية التركية"‪ ،‬مجلة الفكر‪،‬‬
‫العدد‪ ،10‬بسكرة‪ ،‬ص ‪.475‬‬
‫‪4‬علي الزقيم‪ ،‬التغيرات السياسية التركية في ظل حزب العدالة والتنمية ‪( ،2016-2002‬مذكرة ماستر في العلوم السياسية‬
‫‪،‬منشورة)‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2016 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪14‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫لذلك اعتمدتها تركيا ألنها إستراتيجية ناجحة للدبلوماسية المتناغمة والعالقات‬


‫الدولية‪،‬ليست في حالة تنافس وهي ليست في بديلة عن بعضها البعض وانما مكملة ومتمة‪.‬‬

‫كما وقعت تركيا مع جامعة الدول العربية على اتفاقية خاصة على خلفية االجتماع ودول‬
‫الجوار كالعراق‪ ،‬وذلك من خالل الفترة التي تصاعدت فيها األزمة بين العراق وحزب العمال‬
‫‪1‬‬
‫الكردستاني حي وقعت االتفاقية بتأسيس عالقات مؤسسية وتشكيل المنتدى التركي العربي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تنفيذ اإلستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية التركية‪.‬‬

‫إن هذا التحول الجوهري في السياسة الخارجية التركية منذ وصول حزب العدالة والتنمية‬
‫لمقاليد الحكم جعل منها تبحث عن آليات مستحدثة لتحقيق إستراتيجياتها الخارجية الجديدة ‪،‬‬
‫وقد تنوعت هذه اآلليات بين الدبلوماسية واالقتصادية والثقافية وأهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬قوة الدبلوماسية الناعمة ‪:‬‬

‫عملت تركيا على تجسيده نهج الثورة الناعمة أي الدبلوماسية منذ تولي حزب العدالة‬
‫والتنمية السلطة في نوفمبر‪ 2002‬إلى موضوع الطرف المتفرج والمنتظر لما يجري‪ ،‬بل‬
‫أصبحت أحد الفواعل المؤثرة في العالقات الدولية بعد أن كانت في موقف الدفاع ورد الفعل‪،‬‬
‫وقد تأكد ذلك من خالل حديث عبد اهلل غول في أحد تصريحاته بأن تركيا ال يمكن أن تبقى‬
‫‪2‬‬
‫متفرجة على منا يحصل من حولها‪.‬‬

‫بمعنى أن تركيا تعتمد في عالقتها مع دول الجوار على التعاون االقتصادي والتجاري‪ ،‬فقد‬
‫تحققت مكاسب جديدة في المجاالت السياسية واالقتصادية وغيرها ‪،‬وقد حضيت بمكانة متميزة‬
‫في الساحة الدولية ‪.‬‬

‫‪1‬العالم العربي وصراع المشاريع المحور التركي القطري‪ ،‬تم اإلطالع يوم ‪ ،2019/03/08‬على الساعة ‪ ،15:20‬على الرابط‬
‫التالي‪https://www.djazairess.com/elhiwar/1091648:‬‬ ‫اإللكتروني‬
‫عربي محمد الدمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55-54‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬تفعيل األداة االقتصادية‪:‬‬

‫لقد استغلت األدوات االقتصادية كوسيلة ناجعة ومؤثرة في السياسية الخارجية للدول‪ ،‬كما‬
‫تحتل مكانة هامة في العالقات الدولية المعاصرة‪ ،‬نظ ار إلحالل الرفاهية االقتصادية للشعوب‬
‫مكانة بارزة في سلم أولويات األهداف القومية للحكومات المعاصرة التي أصبح بقائها يعتمد‬
‫على قدرته ا في حل المشاكل االقتصادية للمجتمعات من البطالة والتضخم ونقص الموارد‬
‫‪1‬‬
‫الغذائية‪.‬‬

‫‪ .3‬الحضور مع قوات حفظ السالم‪:‬‬

‫حرصت تركيا على أن يكون لها حضور فعال في بعض مناطق التوتر الدولي‪ ،‬فشاركت‬
‫في قوات جنوب لبنان بعد عدوان تموز ‪ 2008‬وهذا أول حضور للجيش التركي في المنطقة‬
‫العربية منذ نهاية ‪ 1918‬كما وافق البرلمان التركي في فيفري ‪ 2009‬على إرسال قوات السالم‬
‫‪2‬‬
‫في الصومال‪.‬‬

‫‪ .4‬المؤسسات اإلقليمية‪:‬‬

‫في إطار سعيها إلى تعزيز االستقرار والتعاون في محيطها اإلقليمي سعت تركيا إلى‬
‫تجسيد وجودها في المنظمات اإلقليمية والدولية عديدة لتفعيل دورها النشط هذا ما تحقق لها أين‬
‫تجد لها حضور في مختلف المنظمات اإلقليمية والدولية غير أن تركيزها كان على تفعيل‬
‫منظمة المؤتمر اإلسالمي لكسب مصداقية لدى هذه الدول مما يؤهلها إلى لعب دور فعال في‬
‫حل المشاكل التي تعيشها المنطقة خاصة بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ 2011‬والغزو األمريكي‬
‫للعراق وأفغانستان في إطار الحرب على اإلرهاب حيث ينتقد أوغلوا المستوى المتدني للمدخل‬

‫محمد العربي الدمي‪" ،‬السياسة الخارجية اتجاه المشرق العربي بعد الحرب الباردة ‪ :‬المحددات واألبعاد"‪ ،‬من خالل الرابط ‪ :‬تمت زيارة‬ ‫‪1‬‬

‫الموقع يوم ‪-،https://www.politics-dz.com/community/threads/alsias-alxargi-altrki-tgax2019 -02-24‬‬


‫‪almshrq-alyrbi-byd-alxhrb-albard-almxhddat-ual-byad.14122/‬‬
‫أدوات السياسة الخارجية التركي‪ ،‬تمت زيارة الموقع يوم ‪ ،2019-02-24‬على الربط االلكتروني‪https://www.academia.edu :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫الدبلوماسي التركي في هذه المنظمة خاصة بعد ان أضاعت منها فرصة إبراز مرشح لها في‬
‫موقع األمين العام للمنظمة سنة‪ ،‬ما دفع بها الى توسيع إنتخابتها أمين عام للمنظمة سنة‬
‫والتي كانت من نتائج انتخابات أكمل الدين إحسان أغلو لهذا المنصب‬

‫ولتعزيز أدائها الدبلوماسي ودورها في تعزيز التعاون واالستقرار مع دورها اإلقليمي عملت‬
‫على دعم نشاطها من خالل اإلشارات غير الحكومية والهيئات الغير حكومية والمنظمات‬
‫‪1‬‬
‫المدنية األخرى في تقديم التغذية لعملية صنع السياسة الخارجية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف السياسة الخارجية التركية‪.‬‬

‫من المتعارف عليه أن القصد بالهدف في السياسة الخارجية الغايات التي تسعى الوحدة‬
‫الدولية إلى تحقيقها في البيئة الدولية ‪،‬والهدف في السياسة الخارجية الدولية ألي وحدة يختلف‬
‫من حيث الوسيلة ‪،‬وعلى الرغم من صعوبة تحديد أهداف السياسية الخارجية التركية وألي دولة‬
‫نظ ار لصعوبة تعيين موضوعاتها ومفرداتها ‪ ،‬اال أن السلوك الخارجي التركي الجديد يرتكز على‬
‫عدة أهداف من بينها‪:‬‬

‫‪ -‬أكد قادة حزب العدالة والتنمية على امتالك الحزب رؤية جديدة في مجال السياسة‬
‫الخارجية منح تركيا دو ار جديدا في محيطها اإلقليمي مختلف عن األدوار التي قامت بها من‬
‫قبل وصل هذا الحزب إلى السلطة‪ ،‬إال أن هذه الرؤية ليست رؤية موضوعية عقالنية تقوم‬
‫على التخطيط اإلستراتيجي طويل األمد لتعظيم االستفادة من ق اررات تركيا وتتسم هذه الرؤية‬
‫‪2‬‬
‫وفقا للرئيس اردوغان بالنشاط والجسم والعقالنية ذات الطابع المتعدي ‪.‬‬

‫بولنت أراس وآخرون‪ ،‬التحول التركي اتجاه المنظمة العربية‪ ،‬ط‪ ،01‬عمان‪ ،‬مركز دراسات الشرق األوسط‪ ،2012 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.23-21‬‬
‫داود مارية‪ ،‬السياسة الخارجية األمريكية اتجاه تركيا‪ ( ،‬مذكرة ماستر في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫‪2‬‬

‫بوضياف‪،‬المسيلة‪ ،2015 ،‬ص ‪.97-96‬‬


‫‪17‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أكد احمد داوود اوغلو أن العقد الذي أعقب الحرب الباردة مثل عقدا ضائعا بالنسبة‬
‫لتركيا‪ ،‬حيث تتبنى تركيا تصو ار متكامال مكتفية بسياسة "ردود األفعال " أو "االستجابة‬
‫لالزمات"‪ ،‬وعلى هذا األساس تتمحور الرؤية التركية في ضرورة امتالك تركيا السياسة الخارجية‬
‫‪1‬‬
‫لكل منطقة مع التكامل بين أبعاد هذه السياسة ومناطقها‪.‬‬

‫‪ -‬أن تكون تركيا مرك از إقليميا بما يعني أن توسع من دائرة عالقاتها الخارجية لتشمل‬
‫إضافة إلى الغرب عدد اكبر من الدوائر‪ ،‬ال سيما تلك التي ترتبط بها روابط جيوبوليتيكية‪،‬‬
‫ثقافية وتاريخية وهذا ما أكده داوود اوغلو في اغلب تصريحاته بان تركيا من دول مواجهة أو‬
‫جسر تركيا دولة مركزية‪ ،‬وفي هذا اإلطار يقول رجب الطيب اردوغان ‪" :‬لقد انتهى عهد التفكير‬
‫الضيق واالنطوائية بالنسبة لتركيا‪ ،‬من اآلن فصاعدا ستفكر بشكل أوسع وأكبر وستتحرك بأفكار‬
‫سامية تليق بمكانتها الجيواستراتجية ورسالتها التاريخية أخذة بعين االعتبار إمكانياتها الثقافية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬وعليه "تقوم السياسة الخارجية لحكومة حزب العدالة والتنمية على ما يعرف بمفهوم‬
‫العمق االستراتيجي والسياسة المتعددة اإلبعاد التي تفترض رؤية تركيا لذاتها باعتبارها دولة‬
‫مركزية " قال داوود اوغلو أنه يجب على تركيا إتباع سياسة صفر مشاكل مع جي ارنها وان‬
‫تطور لنفسها عمقا استراتجيا في جميع عالقاتها وذلك من خالل استخدام القوة الناعمة واإلرث‬
‫االستراتيجي إلمبراطورية العثمانية في الشرق األوسط وهذا يعني أنه في الوقت الذي تواصل‬
‫فيه تركيا جهودها في سبيل االنضمام إلى االتحاد األوروبي وتحافظ على صلتها بالواليات‬
‫المتحدة األمريكية وحلف شمال األطلسي‪ ،‬فإنها أيضا ستقرب إلى دول الشرق األوسط وتجري‬
‫محادثات مع األط ارف غير الحكومية الفاعلة وحل كل النزاعات اإلقليمية بما في ذلك قضية‬

‫داود مارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪97‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫قبرص وامنيا المستعصيات ويرى وزير الخارجية التركي أن من شان تركيا أن تصبح وسيطا‬
‫‪1‬‬
‫وضامنا وقوة استقرار في المنطقة‪.‬‬

‫وضح داوود اوغلو أن أهم أهداف السياسة الخارجية الجديدة لتركيا تتمثل في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫• أن تركيا تسعى جاهدة لخفض المشكالت مع دول الجوار المباشر لتركيا أي مع اليونان‬
‫إيران وقبرص وسوريا‪.‬‬
‫• تفعيل دورها وتوسيعه وذلك من خال االهتمام بمناطق األزمات خارج دوائر الجوار‬
‫المباشر لتركيا أي تنشيط الدور التركي أزمات لبنان‪ ،‬الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي‬
‫وأزمات القوقاز‪.‬‬
‫• تعزيز عالقات تركيا مع شركائها العالميين على نحو أكثر توازنا كاالتحاد األوروبي‬
‫والواليات المتحدة األمريكية وروسيا والمنظمات الدورية المتعددة األط ارف‪.‬‬
‫• التأكيد على تعزيز مكانة تركيا كفاعل عالمي مآثر يمتلك مصادر متعددة للقوة‬
‫‪2‬‬
‫الناعمة‪.‬‬

‫إن السياسة الخارجية التركية عرفت تغي ار واضحا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية من‬
‫خالل عدة دوائر ال سيما الدائرة العربية‪ ،‬الدائرة األسيوية والدائرة األوروبية البلقانية باعتبار‬
‫معظم دول هذه الدوائر كانت تحت حكم اإلمبراطورية العثمانية وهو ما استدعى إحياء المد‬
‫التاريخي والثقافي لهذه الحضارة وهو ما دفعها في ظل متغيرات داخلية وخارجية البحث عن‬
‫دور أساسي يتناسب وموقعها الجيواستراتيجي وقوتها االقتصادية وثقلها السياسي والدبلوماسي‬

‫داود مارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫‪1‬‬

‫فتيحة بوصبع‪ ،‬السياسة الخارجية تجاه الدول العربية‪( ،‬مذكرة ماستر في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.38‬‬ ‫المسيلة‪ ،2014 ،‬ص‬


‫‪19‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫وثروتها الثقافية وتماسكها االجتماعي لعب دور محوري مركزي مستقل نسبيا عن القوة العظمى‬
‫‪1‬‬
‫في المنطقة‪.‬‬

‫ومن أهم إنجازات السياسة الخارجية التركية‪:‬‬

‫• قدرتها على التوفيق بين المتناقضات في المواقف الدولية‪ ،‬وسعيها الدائم الندماج في‬
‫االتحاد األوروبي‪ ،‬وكذلك نشاطها المتزايد في القضايا المتعلقة بالعالم العربي واإلسالمي‪.‬‬
‫• التقارب والتعاون بين تركيا وايران تمثل في التعاون االقتصادي في مجال الطاقة والتجارة‬
‫واألمن ‪،‬ودعم إيران في الحصول على الطاقة النووية ألغراض سلمية رغم التنافس القائم‬
‫‪2‬‬
‫بينهما وهذا ما يؤكد شجاعة السياسة الخارجية التركية ‪.‬‬
‫• نجاحها في التوفيق بين التحالفات اإلستراتجية والمصالح الوطنية فنجد هناك عالقات‬
‫إستراتجية إسرائيل ولكن سرعان ما تدهورت مع حرب لبنان متينة بين تركيا ‪2006‬‬
‫ومذبحة غزة أواخر ‪ 2008‬الذي استشهد فيه مواطنون أتراك‪.‬‬
‫• صحيح أن العامل الثقافي أثر على العالقات األمريكية التركية‪ ،‬ولكن األت ارك لهم وعي‬
‫كبير بالمصلحة الوطنية التركية السياسية واإلستراتجية واالقتصادية ليس فقط التركيز‬
‫على القيم الحضارية والوطيدة المشتركة‪،‬حيث استفادت تركيا من قوتها االقتصادية‬
‫وتأثيرها السياسي في خدمة مصالحها االقتصادية عن طريق التعاون االقتصادي‬
‫األمريكي‪.‬‬
‫• استفادت تركيا من دوائر االنتماء المختلفة ‪،‬حيث عملت على االستفادة من انتماآتها‬
‫المتعددة جغرافيا وحضاريا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا ‪،‬من اجل تعزيز دورها المحوري‬
‫والقوي في كل دائرة تنتمي لها‪ ،‬فجغرافيتها تربط بين قارات العالم أسيا وأوروبا وحضارتها‬

‫سعيد الحاج‪" ،‬السياسة الخارجية التركية‪ :‬أسباب التحول وآفاق المستقبل"‪ ،‬تم اإلطالع في ‪ ،2019/03/15‬على الساعة‪،23:15 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫على الرابط‪https://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions :‬‬

‫إسماعيل زروقة‪ "،‬االتفاق النووي اإليراني في اإلستراتيجية التركية"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،15‬بسكرة‪ ،2017 ،‬ص ‪.254‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪20‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫تنتمي إلى الحضارة اإلسالمية واألوروبية واقتصاديا وعسكريا بانتمائها للدول الديمقراطية‬
‫‪1‬‬
‫العلمانية‪.‬‬

‫كل هذا أعطى لتركيا أدوا ار متعددة وزاد من قوتها وذلك من خالل تبني سياسة خارجية‬
‫متعددة إلبعاد تهدف للتأثير في دوائر مختلفة‪ ،‬فنجد تركيا تتحاور مع العالم وتقوم بتمتين‬
‫‪2‬‬
‫روابطها وتعمل على تصفير مشكاتها مع دول الجواري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الواقع الجديد للعالقات التركية – العربية‪.‬‬

‫محاوالت عديدة من قبل الحكومات العلمانية التركية المتوالية حاولت طمس الهوية اإلسالمية‬
‫التركية و االبتعاد عن العالم العربي و التركيز على التوجه الغربي لتركيا و تقليد نظمهم و‬
‫قوانينهم ‪ ،‬ليبصم بذالك عن نقطة تحول جذرية في العالقات مع الوطن العربي و اإلسالمي‬
‫التي دامت لقرون طويلة تعود بدايتها إلى عهد اعتناق القبائل التركية للدين اإلسالمي أين‬
‫تحول األتراك من خاللها إلى حماة اإلسالم و المسلمين في الدولة العباسية‪ ،‬وبعدها و بلغ‬
‫التعاون التركي – العربي ذروته في عهد الدولة العثمانية التي استمرت إلى غاية بداية القرن‬
‫العشرين‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العالقات التركية – السورية‪.‬‬

‫كانت أولى العالقات بين تركيا وجيرانها العرب قد بدأت مع سوريا والعراق‪ ،‬كونهما دولتين‬
‫تقعان على حدودها الجنوبية مباشرة‪ ،‬وقد اهتمت تركيا بتوطيد عالقتهما معهما بشكل كبيرو قد‬
‫أهمها‪:‬‬ ‫تميزت العالقات التركية‪-‬السورية بعدة مراحل‬

‫إسماعيل زروقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬بهاء الدين محمد‪" ،‬دروس مستفادة من السياسة الخارجية التركية الجديدة"‪ ،‬تم اإلطالع في ‪ ،2019/03/15‬على‬
‫الساعة‪ ،22:41 :‬على الرابط اإللكتروني‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267533&r=0:‬‬

‫‪21‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬المرحلة األولى ‪:‬‬

‫وهي أطول مرحلة تاريخية في العالقات بين الجانبين امتدت بين عامي ‪1998-1923‬‬
‫وقد شهدت هذه المرحلة الكثير من التوترات و النزاعات‪ ،‬وأدت فيها القضايا المشتركة "قضية‬
‫لواء إسكندرونة‪ ،‬قضية المياه المشتركة‪" ،‬القضية الكردية" دو ار كبي ار في زيادة حدة هذه التوترات‬
‫حتى كادت تصل مرحلة الصراع المسلح مرات عدة‪ ،‬وهذا ما جعل العالقات تصل إلى أعلى‬
‫درجات التراجع و القطيعة‪ ،‬و هو ما انعكس سلبا على المستويين الداخلي و الخارجي لكل بلد‪،‬‬
‫و انتهت هذه المرحلة من العالقات عام ‪ 1998‬بتوقيع اتفاق اضنة التاريخي الذي كان نهاية‬
‫لهذه المرحلة‪ ،‬وبداية لمرحلة جديدة في العالقات بينهما‪.1‬‬

‫‪ .2‬المرحلة الثانية‪:‬‬

‫وهي المرحلة الممتدة بين عامي ‪ 2011-1998‬وتعتبر هذه المرحلة تاريخية بكل‬
‫المقاييس‪ ،‬شهدت فيها العالقات نقلة نوعية غير مسبوقة من مرحلة النزاع الى مرحلة تعزيز‬
‫العالقات وتطويرها على المستويات كافة‪ ،‬حتى وصلت مرحلة التحالف االستراتيجي‪ ،‬وكان‬
‫االتفاق أضنة الدور األول في وضع حجر األساس لهذه المرحلة‪ ،‬ثم قامة عالقات جاءت‬
‫السياسة الخارجية لكل من تركيا وسورية لتسهم في تقارب البدلين جديدة على أساس المصلحة‬
‫المشتركة‪ ،‬وما أدى إليه ذلك من تطورات على األصعدة كافة‪.2‬‬

‫‪ .3‬المرحلة الثالثة‪:‬‬

‫أحدثت الثورة السورية التي اندلعت مطلع عام ‪ 2011‬متغيرات جديدة في طبيعة العالقات‬
‫التركية‪-‬السورية‪ ،‬إذ عادت هذه العالقات إلى التراجع بسبب تناقض مواقف كل من تركيا‬

‫صوفية بوعلي‪ ،‬وفاء طوالبية‪ ،‬الدور اإلقليمي في ظل المتغيرات الدولية الراهنة‪( ،‬مذكرة ماستر في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫‪.43‬‬ ‫تبسة‪ ،2015 ،‬ص‬


‫نفسه‪ ،‬ص ‪44‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪22‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫والنظام السوري حيال الثورة السورية‪ ،‬وهذا التناقض بين الطرفين جعل العالقات تعود إلى ما‬
‫كانت عليه قبل عام ‪1998‬م من التوتر وحتى القطيعة‪ ،‬وما تزال هذه المرحلة مستمرة لحد‬
‫‪1‬‬
‫اآلن‪.‬‬

‫وقد تبنى الموقف التركي تجاه األزمة السورية مدخال مزدوجا في التعامل مع تطورات‬
‫األوضاع في سوريا‪ ،‬يجمع في بداية األمر بين حماية النظام الصديق لتركيا ودعمه من جهة‪،‬‬
‫والتعاطف مع الثوار والتأيي د الضمني لهم ولمطالبهم من جهة أخرى‪ ،‬مع تنشيط دور المجتمع‬
‫المدني في استضافة أنشطتهم على األراضي التركية‪ ،‬لكنه تطور بعد ذلك إلى مطالبة الرئيس‬
‫‪2‬‬
‫بشار األسد بالتنحي عن السلطة‪.‬‬

‫وقد شجع ذلك اردوغان وحكومته على اعتبار أن تركيا مرشحة لملء الفراغ في حال‬
‫ذهاب النظام في سوريا‪ ،‬وخاصة في ظل تقلص الدور المصري في قيادة العالم العربي‪ ،‬لكن‬
‫صمود النظام السوري وترابطه وردود الفعل عن الرفض اإليرانية والمواقف الروسية والنشاطات‬
‫التركية‪ ،‬فضال السعودي الكامل لالقتراحات التركية في التغيير واإلصالح‪ ،‬كل ذلك كان له‬
‫‪3‬‬
‫تأثير على الموقف التركي مما يجري في سوريا‪.‬‬

‫وتشكل األزمة السورية هاجسا لتركيا‪ ،‬وذلك مع إمكانية ت ازيد النشاط والعمليات العسكرية‬
‫لحزب العمال الكردستاني‪ ،‬الذي أصبح له عمق إستراتيجي داخل األراضي السورية في‬
‫المناطق الكردية الشمالية التي تخلى عنها النظام السوري لصالح حزب االتحاد الديمقراطي –‬
‫الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني‪ ،-‬يضاف إلى ذلك االنعكاسات االقتصادية‬
‫واالجتماعية الناجمة عن مشكلة الالجئين السوريين إليها من القصف وتدمير النظام السوري‬

‫صوفية بوعلي‪ ،‬وفاء طوالبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪1‬‬

‫إيمان دني‪ ،‬البعد اإلقليمي والدولي للسياسة الخارجية التركية‪( ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫‪2‬‬

‫خيضر‪،‬بسكرة‪ ،2016 ،‬ص ‪.133‬‬


‫نفسه‪ ،‬ص ‪.134‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪23‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫للمدن والبلدان الذين فروا هربا تجاوز عددهم المائة ألف‪ ،‬وكل ذلك يرمي بثقله على الحكومة‬
‫‪1‬‬
‫التركية‪.‬‬

‫وقد مرت مواقف تركيا إزاء األزمة السورية بعدت مراحل األولى هي مطالبة النظام‬
‫السوري باإلصالحات و استعدادها لتقديم المساعدة‪ ،‬ثم احتضان المعارضة ودعمها ‪ ،‬وفي ماي‬
‫‪ 2012‬وصل األمر حد قطع العالقات نهائيا مع نظام األسد وذلك بطرد الدبلوماسيين السوريين‬
‫من أنقرة احتجاجا على االنتهاكات التي يقوم بها الجيش في مدينة الحولة‪ ،‬ثم مرحلة ما بعد‬
‫االتفاق األمريكي الروسي على إثر مؤتمر فيينا الذي ينص على بقاء األسد على رأس السلطة‬
‫إلى حين إجراء انتخابات وهو ما وافقت عليه تركيا‪.2‬‬

‫يبدوا أن لألزمة السورية تأثي ار واضحا على الساحة الدولية؛ بدليل تناقض مواقف دولية‬
‫واقليمية اتجاهها‪ ،‬فكل يسعى إلعادة ترتيب توجهات سياستها الخارجية وفق ما تقتضيه مصالح‬
‫الدولة العليا في المنطقة‪ ،‬وهو وفقنا عليه باستعراض المواقف التركية السورية تجاه األزمة‬
‫‪3‬‬
‫السورية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات التركية – العراقية‪.‬‬

‫إن تركيا والعراق بلدان تربطهما عالقة تاريخية ثقافية اقتصادية وسعي البلدان إلى تطوير‬
‫عالقتهما من االعتراف بالعراق سنة ‪ 1958‬انطالقا من مصالحها المشتركة ال سيما إن هذين‬
‫البلدين تربطهما حدود مشتركة قضايا مشتركة كالمياه واألعداد والتركمان وأخي ار النفط‪.‬وبعد‬
‫احتالل العراق في مارس ‪ 2003‬كانت عالقات البلدين قبل هذا التاريخ فمنذ الثورة العراقية‬

‫إيمان دني مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬ ‫‪1‬‬

‫زوبيدة سنوسي‪ ،‬تداعيات األزمة السورية على العالقات الروسية التركية فترة ‪( ،2017-2013‬مذكرة ماستر في العلوم‬ ‫‪2‬‬

‫السياسية)‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،2016 ،‬ص ‪.31‬‬


‫نفسه ‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪24‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 1958‬وعالقة البلدين مستقرة نسبيا إلى غاية احتالل العراق الذي كان منحص ار في تحويل‬
‫وتوتر العالقات بين البلدين‪.‬‬

‫‪ .1‬الطاقة في العالقات التركية العراقية‪:‬‬


‫نتيجة إلدراك الطاقة في العالقات التركية العراقية وأهمية الموارد النفطية وحصرها في‬
‫الغاز والنفط فقد شكلت الطاقة مرتك از رئيسيا في العالقات بين الدولتين وقد بدأ التعاون بينهما‬
‫في نتصف التس عينات من القرن الماضي والذي يعطي مرونة كبيرة لتصدير النفط الخام عبر‬
‫منافذ محددة‪.‬‬
‫كما أن أقامت مصانع كبيرة لتكرير النفط الخام والتوسع للدخول السوق الحر الدولية‪،‬وفي‬
‫الشأن نجد أن هناك دول تمتلك مصادر الثروة ودول تمتلك الصناعات القائمة على أساسها‪،‬‬
‫كما ان الطلب على الطاقة في طلب متزايد لإلستراتيجية الطاقوية التركية ‪.‬‬
‫كما أن التقارب الجغرافي بين البلدين والموقع الجغرافي مكن تركيا من استيراد نفط العراق‬
‫‪1‬‬
‫بأقل التكاليف مما يعني ميزة لكل منهما‪.‬‬
‫‪ .2‬العالقات االقتصادية التركية العراقية‪:‬‬

‫يبدو للوهلة األولى أنها ترتكز على القضايا األمنية والسياسية التي تشكل تحديا بالنسبة‬
‫للبلدين ولكن هناك مجاالت تبادل وتعاون اقتصادي بين البلدين حيث نجد أن التبادل التجاري‬
‫بين العراق وتركيا في عام ‪ 2004‬كان يقدر بـ ‪4.35‬مليون دوالر ليرتفع في ‪ 2010‬إلى‬
‫‪1354.6‬مليون دوالر‪ ،‬أما الواردات فارتفعت من ‪1996.6‬إلى ‪ 6041.9‬مليون دوالر من نفس‬
‫‪2‬‬
‫السنة وسنشاهد حجم االرتفاع في الصادرات والواردات بين البلدين‪.‬‬

‫فتيحة بوصبع‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬ ‫‪1‬‬

‫لحسن طبي‪ ،‬السياسة الخارجية التركية بين البعد الديني والبعد العلماني فترة حكم حزب العدالة والتنمية‪ (،‬رسالة ماجستير‬ ‫‪2‬‬

‫في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2015 ،03‬ص ‪.237‬‬


‫‪25‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫وعليه أصبحت تركيا تحتل المرتبة الثانية كشريك إيجابي في العراق بعد الصين‪ ،‬حيث‬
‫زادت عدد الشركات العاملة في العراق إلى حوالي ‪ 117‬شركة لها طابع صناعي‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ازدهار البناء والمقاوالت حيث بلغت سوق العمل في هذا المجال ‪ 10‬مليون دوالر ولقد زاد هذا‬
‫النشاط التجاري بين البلدين ليصل إلى ‪ 12‬مليار دوالر في ‪ 2013‬وهذا ما صرح به السفير‬
‫التركي بالعراق فاروق فيماغجي عند زيارته للموصل في محافظة نينوي‪.‬‬

‫ان فتح مجال االستثمارات األجنبية وتسهيلها حفز الشركات التركية على الظفر‬
‫باستثمارات كبيرة في اإلقليم وتبنت الحكومة خيا ار استراتيجيا مع اإلقليم وهذا من خالل الموافقة‬
‫على إنشاء خط أنابيب غاز وا كردستان‪ ،‬حيث اتفق رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان‬
‫مع رئيس وزراء ثنائي بين تركيا إقليم حكومة إقليم كردستان بارزاني في ‪ 28‬مارس ‪2013‬‬
‫على إنشاء هذه الخطوط وتقاسم اإليرادات واستيراد كميات كبيرة من النفط من حكومة إقليم‬
‫كردستان‪ ،‬وتم تجسيد االتفاق حيث بدأ ضخ النفط الخام من اإلقليم في‪2013/12/14‬بصورة‬
‫‪1‬‬
‫تجريبية ومن المتوقع تصدير الغاز عبر تركيا في عام ‪.2016‬‬

‫وبذلك فإن تصدير الغاز الكردستاني إلى أوروبا عبر تركيا سيجعل من أوروبا تستغني‬
‫عن الغاز اإليراني‪ ،‬وسيعود بالفائدة على اإلقليم الكردستاني‪ ،‬إضافة إلى التعريفة الجمركية التي‬
‫ستحصل عليها تركيا من جراء هذا االتفاق ألن طريق النفط إلى أوربا هو تركيا‪ ،‬ولعل هذا‬
‫الواقع االقتصادي لهذه البنى التحتية الجديدة بوجود حوالي ‪ 300‬شركة تركية عاملة باإلقليم‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ستساعد في التخفيف من التوترات السياسة بين تركيا وكردستان العراق‪.‬‬

‫‪ .3‬سياسات تركيا تجاه القضية التركية‪:‬‬


‫تتمحور السياسة الخارجية التركية اتجاه القضية الكردية في‪:‬‬

‫جوزل عبد الحكيم خسروا‪ ،‬قضايا الطاقة والسياسة على محور اربيل‪-‬أنقرة‪-‬بغداد‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة‬ ‫‪1‬‬

‫السياسات‪ ،2014 ،‬ص ‪.09‬‬


‫لحسن طبي‪ ،‬مرجع سابق‪.237 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪26‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫• تصفية حزب العمال الكردستاني الذي يقوم على التعاون مع الحكومة المركزية العراقية‪.‬‬
‫• دعم وحدة الدولة العراقية ورفض محاوالت تقسيمه على أساس طائفي أو عرقي ألن ذلك‬
‫يشكل تهديدا لألمن القومي التركي في قيام دولة كردية في شمال العراق‪.‬‬
‫وقد عبر زعيم حزب العدالة والتنمية في خطابه أمام البرلمان التركي عام ‪ 2007‬عن‬ ‫•‬
‫عمق العالقات اإلستراتيجية التركية العراقية من المنظور السياسي وأهمية التركيز على تطوير‬
‫هذه العالقات في مختلف المجاالت؛ كما ذكر أيضا دعم بناء الدولة على أسس ديمقراطية ألن‬
‫‪1‬‬
‫ذلك يصب في مصالح الدولة التركية‪.‬‬

‫ومن أهم الوسائل ال متبعة من قبل تركيا في التعامل مع الملف الكردي ضمن العالقات‬
‫التركية بعد ‪ 2002‬ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬فتح الحوار مع أكراد العراق‪ :‬حاولت تركيا توحيد عالقاتها مع حكومة كردستان العراق‬
‫من خالل المساعدات االقتصادية والثقافية بهدف المساعدة في التعامل مع الملف‬
‫الكردي‪.‬‬
‫ب‪ .‬التهديد باستخدام القوى العسكرية‪ :‬حيث هددت تركيا ألكثر من مرة من استخدام القوة‬
‫العسكرية إذا حاولوا االنفصال أو االستيالء على مدينة كركوك وقد شنت القوات التركية‬
‫هجمات ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراقي أكتوبر ‪.2008‬‬
‫ت‪ .‬احتفاظ تركيا بعدة قواعد عسكرية في شمال العراق‪ :‬من بينها القاعدة الموجودة في‬
‫دهوك وباميرني وغيرها وتضم هذه القواعد العسكرية حزب العمال لشمال العراق عدة‬
‫مرات كما حددها ‪.2008‬‬

‫ميشال نوفل‪ ،‬عودة تركيا إلى الشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،2008 ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫ث‪ .‬التهديد بفرض العقوبات االقتصادية‪ :‬يعتمد إقليم كردستان العراق على تركيا اقتصاديا‬
‫من عدة نواحي توظفها تركيا كضغط على اإلقليم ‪،‬ويقدر عدد الشركات التركية العاملة‬
‫‪1‬‬
‫في إقليم العراق ‪ 300‬شركة‪.‬‬
‫ج‪ .‬وحدة العراق ( العراق الجيوسياسي)‪ :‬تعتبر الحكومة التركية الحفاظ على وحدة العراق‬
‫ثابتا من ثوابت األمن القومي للبالد‪ ،‬وذلك على اعتبار أن تقسيمه من الممكن أن يفتح‬
‫الباب واسعا أمام تقسيمات أخرى في المنطقة قد ال تستثني تركيا نفسها ‪ ،‬خاصة إذا ما‬
‫تقر رسم هذا االنقسام على طول الخط الكردي في المنطقة ) باإلضافة إلى مصير‬
‫‪2‬‬
‫كركوك والعنصر التركماني‪.‬‬
‫ح‪ .‬االستقرار في العراق ‪:‬استقرار العراق بالنسبة إلى أنقرة مكسب إستراتيجي على الصعيد‬
‫السياسي واالقتصادي على الصعيد استثمار وأمن الطاقة وذلك نظ ار إلى ما يملكه‬
‫الطرفان ‪ ،‬من مقومات تساعد على تحقيق التكامل االقتصادي بين البلدين ‪ ،‬فالعراق‬
‫بحاجة إلى عمل هائل في البنية التحتية بعشرات مليارات الدوالرات وتركيا تمتلك قطاع‬
‫مقاوالت ضخما‪ ،‬وتحتل المرتبة الثانية في العالم بعد الصين بالنسبة إلى قطاع‬
‫اإلنشاءات ناهيك عن قطاع اإلنشاءات ناهيك عن قطاع خاص حيوي يمكنه أن يسهم‬
‫بشكل فعال في مساعدة العراق بما يعود بالنفع على تركيا أيضا كما أن عراق مستقرة‬
‫ومزده ار يعني إسهام في تحقيق أمن الطاقة التركية وارتفاعا في دخل الفرد العراقي‪،‬مما‬
‫يعني بدوره المزيد من االستهالك‪ 3.‬الذي يشكل ‪ -‬في وصفه الحالي غير المستقر ‪-‬‬
‫ثاني أكبر سوق للصادرات التركية بعد ألمانيا ‪ ،‬مما يؤهل العراق ألن يصبح أكبر شريك‬

‫‪ 1‬حسن خورشيدلي‪ ،‬تركيا وقضايا السياسة الخارجية ‪ ،‬دمشق‪ ،‬مكتبة األسد الوطنية‪ ،199 ،‬ص ‪.57-56‬‬
‫علي حسين باكير‪ " ،‬باحث في العالقات الدولية و الشؤون اإلستراتيجية" ‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات‪ ،2019/04/19 ،‬على‬ ‫‪2‬‬

‫الساعة ‪.12:30‬‬
‫سارة غراير‪ ،‬الموقف التركي من االتفاق النووي اإليراني مع الدول الكبرى‪( ،‬مذكرة ماستر في العلوم السياسة)‪ ،‬جامعة‬ ‫‪3‬‬

‫الجلفة‪ ،2017-2016 ،‬ص‪.30‬‬


‫‪28‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫تجاري ألنقرة مستقبال وأن يتضاعف حجر التبادل التجاري بين البلدين بسهولة مرتين أو‬
‫ثالثا خالل عشر سنوات‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الموقف التركي من القضية الفلسطينية‪:‬‬

‫إن معظم األحداث التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية من حيث الصراع العربي‬
‫اإلسرائيلي‪ ،‬كانت مخططة ومدروسة‪ ،‬سواء من قبل اليهود أنفسهم وتحديداً من الحركة‬
‫الصهيونية‪ ،‬أو نتاج مؤامرات عالمية وعربية‪ ،‬أو بتأثير منها‪ ،‬وهذا جعل من الصعوبة على‬
‫الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية القـدرة على تحقيق أهدافهم المنشودة‪ ،‬بل وجعلت القضية‬
‫الفلسطينية من أصعب القضايا تعقيدا بالعالم‪.‬‬

‫فنكبـة فلسطين عام ‪ 1948‬أفرزت العديد من األزمات‪ ،‬ناهيك عن الشهداء الذين قتلوا‬
‫وهم عزل من الس الح‪ ،‬مما يستجوب معرفة الموقف التركي لهذه اإلف ارزات وتداعيات النكبـة‪،‬‬
‫سواء بشكل فردي أو جماعي‪ ،‬ومنها؛ قضية الثورة الفلسطينية وشرعيتها‪ ،‬وقضية الالجئين‪،‬‬
‫ووضعية مدينة القدس‪ ،‬وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بإعالن دولته المستقلة بعد‬
‫‪1‬‬
‫مرور أكثر من اثنان وستون عاما على هذه النكبة‪.‬‬

‫على الرغم من أن تركيا تقيم عالقات متينة مع إسرائيل‪ ،‬إال أن موقفها من استخدام‬

‫الفلسطينيين للمقاومة المسلحة ضد االحتالل اإلسرائيلي والقوات الصهيونية كان يعكس تفهماً‬
‫واعياً للدوافع التي جعلت من الفلسطينيين إلى انتهاج مثل هذا الشكل من المقاومة‪ ،‬والذي‬
‫يهدف إعادة الحقوق المسلوبة والدفاع عن الحق في تقرير المصير‪ ،‬رأت تركيا في الثورة‬
‫الفلسطينية والهادفة للمطالبة باالستقالل والتحرر الوطني‪ ،‬بأنها شرعية وعادلـة‪ ،‬مستندة في ذلك‬

‫‪ 1‬طارق زياد ال ُشرطي‪" ،‬حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والنكبة الفلسطينية "‪ ،‬مجلة آفاق‪ ،‬العدد ‪ ، 2008 ،08‬ص‬
‫‪.187‬‬
‫‪29‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫لق اررات الشرعية الدولية التي تكفل للشعوب الواقعة تحت االحتالل من استخدام كافة وسائل‬
‫‪1‬‬
‫المقاومة المتاحة‪.‬‬

‫وواصلت تركيا بموقفها المؤيد لمقاومة الشعب الفلسطيني‪ ،‬لتعزز وتأخذ شكل العالقة‬
‫الوثيقة في إطار مساندة تركيا لمنظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬واالعتراف بها كممثل شرعي ووحيد‬
‫للشعب الفلسطيني‪ ،‬وما تبع ذلك من فتح مكتب تمثيلي لها في أنقرة‪.‬‬

‫أما بالنسبة العالقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية التزمت تركيا بعالقاتها مع السلطة‬
‫الوطنية الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني برئاسة محمود عباس‪،‬‬
‫وساهمت في توطيد التعاون والتواصل مع حكومته ورئيس وزرائها سالم فياض‪ ،‬وسعت بكافة‬
‫الجهود للعب ٍ‬
‫دور في ملف المصالحة الفلسطينية الهتمامها في الوحدة الفلسطينية‪.‬‬

‫ترفض تركيا االتهامات الموجهة لها بأنها أقرب إلى حماس من رئيس السلطة الفلسطينية‬
‫محمود عباس‪ ،‬وتؤكد على أنها ترى أن الوحدة الفلسطينية شرط للتقدم في عملية السالم‪ ،‬رغـم‬
‫أن هنـاك تبـاين بـين الموقفين التركي وموقف محمود عباس عندما قال‪ ":‬بأنه يرفض تدخل أي‬
‫طرف غير عربي فـي ملـف المصالحة‪ ،‬مما اثأر استياء أنقره‪ ،‬ليجعل من السيد محمود عباس‬
‫القول‪ ":‬بأنه لم يقصد تركيا‪ ،‬وأنه ال يريد غير الوساطة المصرية‪".2‬‬

‫كما أن الدور التركي في المصالحة الفلسطينية ‪ :‬ناشد أوردغان حرك التي فتح وحماس‬
‫للمشاركة في االئتالف بينهما‪ ،‬نظرها لفوز حماس وحصولها على ما يكفي من المقاعد لتأليف‬
‫الحكومة الفلسطينية من أتباعها حصرها لو أرادت‪ ،‬وأن التوصل إلى ائتالف مـع فتركيا تؤمن‬
‫بأن حركة حماس يجب إن تشارك في العمليـة السياسـية‪ 267 ،‬حركة فتح سيكون مهما للغاية ‪.‬‬

‫طارق الشرطي‪،‬تركيا وسياستها الخارجية تجاه القضية الفلسطينية "من االنتفاضة الثانية إلى العدوان على غزة ‪-2010‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (،2000‬رسالة ماجستير في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة فلسطين‪ ،2011 ،‬ص ‪.104‬‬


‫مقابلة أجراها الباحث مع رامي صب لبن‪ ،‬نائب منسق البرامج ومدير المشاريع في مؤسسة تيكا‪ ،‬مقابلة شخصية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.2010/12/6‬‬
‫‪30‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫وذلك مرتبط باستمرار وقف الن ار مع إسرائيل‪ ،‬ثم بالمصالحة مع حركة فتح‪ ،‬وتركيا تعمـل علـى‬
‫هـذا االتجاه وبمسافة واحدة بين محمود عباس وحركة حماس ‪.‬‬

‫عرض رئيس الوزراء التركي أوردغان على رئيس الوزراء الفلسطيني فـي حكومـة حمـاس‬
‫السـيد إسماعيل هنيه ومن خالل اتصال هاتفي في (‪ )2007/7 / 23‬استعداد بالده التحرك في‬
‫ملف المصـالحة‪ ،‬وقال‪":‬نحن في تركيا جاهزون للتحرك من أجل رأب الصدع‪ ،‬واعادة الوحدة‬
‫إلى صفوفكم‪ ،‬واننا سـنكون سعداء إذا نجحنا في تحقيق المصالحة بينكم‪ ،‬وعودة الوفاق إلى‬
‫صفوفكم‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‬

‫نخلص من خالل ما سبق أن السياسة الخارجية التركية تغيرت وتطورت وفيا للمتغيرات‬
‫العالمية والوطنية في العالم‪ ،‬لذلك قامت تركيا بتحديث آلياتها وأهدافها وفقا ما يضمن لها‬
‫التطور وكذا الوزن السياسي واالقتصادي في العالقات الدولية‪.‬‬

‫حيث انتهجت تركيا سياسة مرنة في عالقاتها الخارجية مع الدول‪ ،‬ومحاولة حل‬
‫المشكال ت مع دول الجوار دون تدخالت أجنبية؛ وعليه فإن الديناميكية والمرونة تكفل وزنا‬
‫سياسيا مهما للدولة في حل المشكالت الدولية واإلقليمية‪.‬‬

‫كما أن السياسة الخارجية التركية الجديدة من بين السياسات التي اعتمدت على التعاون‬
‫مع دول الجوار‪ ،‬واتباع مبدأ الدولة الفاعلة ذات التأثير في العالقات الدولية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‪.‬‬

‫➢ المبحث األول ‪ :‬العالقات العربية – التركية دراسة في الطبيعة واألبعاد‪.‬‬


‫➢ المبحث الثاني‪ :‬أهمية العالقات التركية العربية بعد سنة ‪.2011‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‬

‫تجاور تركيا العالـم العربي في جنوبيا من جهته الشرقية عف طريق الع ارق وسوريا كمنفذ‬
‫بري وحيد نحو جيوبولتيكا المنطقة‪ ،‬فكان من الطبيعي أف ينتج عن هذا التماس نسيج عالقاتي‬
‫بين المنطقتين (تركيا‪ -‬الدول العربية)‪.‬‬

‫حيث عززت تركيا في السنوات األخيرة عالقتها مع جيرانها العرب وتنامت التفاعالت‬
‫السياسية واالقتصادية والثقافية بين الطرفين لتصبح هنالك مصالح مشتركة لكال الطرفين على‬
‫مستوى كل المجاالت‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬طبيعة العالقات العربية – التركية دراسة في الطبيعة واألبعاد‪..‬‬

‫تعد دراسة العالقات بين تركيا والدول العربية من المواضيع المهمة التي حظيت باهتمام‬
‫وتتبع األدوار بما يخدم المصالح المشتركة بين الطرفين ضمن المجاالت االقتصادية؛ السياسية‬
‫وكذا العالقات التركية‪ -‬العربية في ظل الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العالقات االقتصادية العربية التركية‪.‬‬

‫أدرج االقتصاد التركي ضمن سبعة قوى اقتصادية صاعدة في العالم إلى جانب الصين‬
‫والب ارزيل والهند واندونيسيا والمكسيك وروسيا وأصدر مركز الدراسات بالكونغرس األمريكي‬
‫تقرير حول مستقبل االقتصاد العالمي وتحدث عن تركيا إذ جاءت تركيا بعد الصين في النموً‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي وتحتل المركز السادس اقتصادياً في العالم بحلول عام ‪.2050‬‬

‫إن األهمية االقتصادية لتركيا توضح طبيعة المحور االقتصادي الهام إذ تمتلك تركيا‬
‫النفط والغاز وهما العمود الفقري لها‪ .‬وهذا يتطلب بناء اتفاقيات تكامل إقليمية يكون محورها‬
‫تركيا تقع ضمن مصطلح مستودع الطاقة واالقتصاد لتشكل عنص اًر رئيسياً في األبعاد‬
‫اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية بل أنها تشكل بعدا إقليميا له مكانة على المستوى الدولي‬
‫فضاالً عن امتالك تركيا أراضى زراعية خصبة جدا موزعة في جميع إنحائها وبالنسبة‬
‫للصادرات والواردات فان التجارة الخارجية تعتمد على المحاصيل الزراعية‪.2‬‬

‫لقد بدأ اهتمام تركيا بتطوير عالقاتها التجارية واالقتصادية عموما مع الدول العربية‬
‫نتيجة ارتفاع النفط وتفاقم المشكلة وتداعياتها وفتور عالقات تركيا مع المجموعة األوربية منذ‬
‫عام ‪ 1973‬ومن ثم انضمامها الى عضوية منظمة المؤتمر اإلسالمي عام ‪ 1986‬حيث‬
‫أظهرت أهمية الدول العربية بالنسبة الى تركيا كمصدر رئيس لتزويدها بالنفط الخام وسوق‬
‫لصادراتها ولتشغيل عمالها وشركاتها العاملة في قطاع اإلنشاءات والمقاوالت وتوفر لها ما‬
‫صعبة سواء لتغطية تكلفة واردتها النفطية وكذلك لمواجهة انخفاض‬ ‫يلزمها من عمالت‬
‫تحويالت عمالها في الدول األوربية‪.‬‬

‫سعدون شالل الطاهر وآخرون‪" ،‬توجهات تركيا نحو المنطقة العربية"‪ ،‬مجلة البحوث الجغرافية‪،‬المجلد‪ ،01‬العدد‪،27‬‬ ‫‪1‬‬

‫العراق‪ ،2018 ،‬ص ‪.49‬‬


‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪35‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن ارتباط االقتصاديات العربية والتركية باالقتصاد الغربي والظروف السياسية في منطقة‬
‫الشرق األوسط ‪،‬حيث لم يكونا عاملين مشجعين لتوسع التبادل التجاري بين تركيا والدول العربية‬
‫والسيما ان تركيا كانت ال تزال متجهة بصورة كلية للتعامل االقتصادي مع أوربا وسوقها‬
‫المشترك لذلك لم تبلغ العالقات االقتصادية العربية التركية مستوى عاليا من التنوع والكم ‪,‬بعد‬
‫‪1‬‬
‫عام ‪ 2008 -2002‬هذا وان االقتصاد التركي تميز بعدد من النتائج منها‪:‬‬

‫❖ ارتفاع حجم االستثمارات األجنبية بحوالي أربعة أضعاف‪.‬‬


‫❖ ارتفاع حجم اإلنتاج في كافة القطاعات االقتصادية ضعفين‪.‬‬
‫❖ ارتفاع معدالت استخدام رؤوس األموال من ‪.%85 - %75‬‬
‫❖ ارتفاع معدل استثمار القطاع الخاص بنسبة ‪.%100‬‬

‫يعتبر إقليم الشرق األوسط محو ار اقتصاديا مهما جدا نظ ار لما يحويه من تشكيالت‬
‫ومصادر طبيعية تملك شروط تكامل استراتيجي تتقاطع عنده خطوط جيو‪-‬ثقافية‪ ،‬وجيو‪-‬‬
‫سياسية‪ ،‬وجيو‪ -‬اقتصادية؛ يضم اإلقليم اتجاهات ومسارات وعالقات اقتصادية وتجارية ثنائية‬
‫يتصدرها محور النفط والغاز‬
‫ّ‬ ‫شموليتها ومختلفة في أنواعها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومتعددة األطراف واسعة في‬
‫وخطوطها العابرة للحدود التي أنشأت مصالح إقليمية ودولية متشابكة ومعقّدة نظ ار لما ينتجه‬
‫مبالغ عظيمة ارتكزت عليها‬ ‫محور الطاقة والصناعة النفطية من صفقات ذات حجم‬
‫‪2‬‬
‫اقتصاديات وأسواق مالية وتجارية حول العالم‪.‬‬

‫البلدان العربية وتركيا في قلب محور الطاقة واالقتصاد والتجارة‪ ،‬ما يجعل خياراتها‬
‫االقتصادية واسعة ومفتوحة ومرنة وعالقاتها القائمة حاليا وفي المستقبل المنظور تشكل عنص ار‬
‫أساسيا في تصميم األبعاد اإلستراتيجية والسياسية والدبلوماسية لإلقليم‪ ،‬ولحقبة طويلة من‬
‫الزمن‪.‬‬

‫ومع وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم ازداد حجم التجارة بين تركيا والدول العربية‬
‫بشكل كبير بمعدل أكبر من ثالث مرات في الفترة ‪ 2002‬هذا على الرغم من بقاء االتحاد‬

‫سعدون شالل الطاهر وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪1‬‬

‫كمال القياسي‪ "،‬العالقات االقتصادية العربية"‪ ،‬تم تصفح الموقع يوم ‪ ،2019/04/23‬على السعة ‪ ،15:02‬على الرابط‬ ‫‪2‬‬

‫‪https://www.facebook.com/348366418532233/posts/461896633845877/‬‬ ‫االلكتروني‪:‬‬
‫‪36‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األوربي المحور األساسي القتصاد التركي بحوالي ‪ 52‬بالمئة من حجم تجارتها الخارجية‬
‫وروسيا شريكها االقتصادي األول على الدول‪.‬‬

‫وبرز حجم االستثمارات العربي وقطاع البناء كما توقعت تركيا اتفاقية تعاون ثنائي مع‬
‫معظم الدول العربية وكذلك مع منظمات إقليمية عربية مثل مذكرة التعاون مع مجلس التعاون‬
‫الخليجي سنة ‪.2008‬‬

‫حيث يتمحور المخطط التركي على تحقيق رقم ‪ 100‬مليار دوالر في مبادالته التجارية‬
‫مع الدول الخليجية إلى غاية ‪2023‬؛ على الرغم من المنافسة الكبيرة التي تلقاها من الصين‬
‫والهند؛ ولتحقيق هذا الهدف سعت الحكومة التركية إلى عقد العديد من االتفاقيات مع الدول‬
‫‪1‬‬
‫الخليجية في العقد األول من القرن ‪.21‬‬

‫وعلى العموم تنظم العالقات االقتصادية العربية التركية عد أطر مؤسساتية رئيسية وهي‬
‫جامعة الدول العربية‪ ،‬منظمة المؤتمر اإلسالمي؛ واالتفاقيات الثنائية بين الدول العربية‬
‫والجمهورية التركية؛ وعلى هذا األساس سوف نقوم بدراسة هذه المؤسسات وهي كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ .1‬جامعة الدول العربية‪:‬‬

‫تأسست جامعة الدول العربية عام ‪ 1945‬على يد مصر والعراق سورية ولبنان الردن‬
‫السعودية واليمن وانضمت إليها باقي الدول العربية تباعا‪ ،‬حاولت الدول العربية في إطار‬
‫الجامعة عدة مرات تحقيق وحدة اقتصادية عربية بداية بإحداث مجلس اقتصادي عربي في‬
‫إطار ميثاق الدفاع المشترك والتعاون االقتصادي عام ‪ ،1950‬وعلى الرغم من الق اررات‬
‫المتعددة المتخذة من طرف الجامعة والمجلس االقتصادي إال أن الوحدة العربية لم تحقق ولم‬
‫تكتمل ب سبب تنامي النزاعات القطرية والتبعية ألسواق عالمية إضافة إلى غياب اإلرادة‬
‫السياسية‪.‬‬

‫وفي سعيها لتسريع عملية التفاعل االقتصادي العري التركي التي تعتبر بطيئة نسبيا‬
‫أجرت الجامعة العربية الكثير من الباحثات التي أدت إلى إنشاء المنتدى االقتصادي العربي‬
‫التركي سنة ‪ ،2008‬سعيا منها إلى تدعيم العالقات االقتصادية العربية التركية من خالل زيادة‬
‫فرص االستثمارات المتبادلة بين الطرفين وتطوير العالقات المالية والمصرفية إضافة على‬

‫‪.204‬‬ ‫علي حسن باكير‪" ،‬تركيا بين تحديات الداخل ورهانات الخارج"‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬عدد جوان ‪ ،2009‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪37‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تطوير التبادل التجاري وتدعيم أوجه العالقات االقتصادية والسياحية والمالية واإلسكان‬
‫‪1‬‬
‫وتكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫‪ .2‬منظمة المؤتمر اإلسالمي‪:‬‬

‫استطاع الطرفين العربي والتركي من خالل اللجنة الدائمة للتعاون االقتصادي والتجاري‬
‫التي يترأسها رئيس الجمهورية التركي ومقرها أنقرة إلى التوصل إلى مجموعة من االتفاقيات‪.‬‬

‫• االتفاقية العامة للتعاون االقتصادي‪ :‬والتي وقعت عليها تركيا وكل الدول العربية ما‬
‫عدا الصومال‪ ،‬وتهدف إلى توفير الترتيبات والضمانات والحوافز الضرورية لتشجيع انتقال‬
‫الدول الموقعة تماشيا مع المنظمة والقوانين المعمول بها في كل دولة من الدول األعضاء‪.‬‬

‫االتفاقية اإلطارية لنظام الفضليات التجارية‪ :‬بين الدول األعضاء في المنظمة والتي‬ ‫•‬
‫تتم التوقيع عليها في إطار الدورة ‪ 21‬للجنة الدائمة الكومسيك التي عقدة في اسطنبول عام‬
‫‪ 2005‬والتي تسعى إلى توفير إطار متجانس ومتناسق وقابل للتطوير لتبادل االمتيازات‬
‫ولتنشيط التجارة‪.‬‬

‫• االتفاقية لتشجيع االستثمار‪ :‬وقعت عليها تركيا و ‪ 14‬دولة والتي تهدف إلى دعم حرية‬
‫انتقال رؤوس الموال بين الدول األعضاء لرفع المستوى التنموي فيها‪.‬‬

‫• االتفاقيات الثنائية‪ :‬قامت الدول العربية بتوقيع مجموعة من االتفاقيات بصفة منفردة مع‬
‫تركيا لتنشيط العالقات االقتصادية التجارية والتي تحتل في ها مصر الصادرة من االتفاقيات‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادية والتجارية الموقعة مع تركيا وتأتي المملكة الهاشمية األردنية في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫ويعود هذا االزدهار في العالقات االقتصادية بين الطرفين الفائدة لكل منها فبالنسبة إلى‬
‫تركيا فإن تطور العالقات االقتصادية مع الدول العربية يساعدها ويخدم أهدافها اإلستراتيجية‬
‫األخرى المتعلقة باستكمال مساعيها الهادفة إلى االنضمام إلى اإلتحاد األوربي ‪،‬مع الحفاظ‬
‫على دورها النشط في حلف الشمال األطلسي ‪.‬‬

‫سمير العطية وآخرون‪ ،‬العرب وتركيا‪ :‬تحديات الحاضر ورهانات المستقبل‪ ،‬الدوحة‪ :‬المركز العربي الديمقراطي‪،2012 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.234‬‬
‫‪.230‬‬ ‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واضفاء الطابع الشرقي على السياسة التركية من خالل اتخاذها خطوة جديدة مختلف‬
‫أوجه النشاط السياسي واالقتصادي‪ ،‬حيث رأت الدول العربية أنها في تواصل مستمر مع تركيا‬
‫‪ ،‬إن هذا التوجه التركي الجديد نحو الدول العربية هو فتح باب جديد آلفاق العالقات بين‬
‫الطرفين في إطار التح والت الدولية واإلقليمية من أجل إقامة شراكة حقيقية لمصلحة شعوب‬
‫المنظمة‪ ،‬كما تمكن لهذا ادوار أن يحقق توازن مع إسرائيل وايران في المنطقة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات السياسية بين تركيا والدول العربية‪.‬‬

‫جاء التحول الكبير مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم الذي جعل العالم العربي‬
‫واإلسالمي الموقع المركزي ضمن سياسات االنفتاح التركية الجديدة انطالقا من خلفية دينية‬
‫‪،‬بالقول المشترك التاريخي والحضاري للعرب واألتراك الذي نجح خالل السنوات األولى من‬
‫توليه الحكم في إعادة تموضع تركيا الثقافي والسياسي الذي يساهم بذلك في تغبير الصورة‬
‫النمطية السلبية لتركيا في عيون العرب التي كانت سائدة قبل ذلك‪ ،‬لتصبح صورة فيها الكثير‬
‫من عوامل اإلعجاب والتعاطف‪ ،‬كما أعطى وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم رؤية‬
‫مختلفة لمكانة تركيا وموقعها ودورها الجديد على المستويين اإلقليمي والدولي‪ ،‬والتي لخصها‬
‫أحمد داوود أوغلو بقوله‪ :‬إنه من دون قراءة صحيحة للظروف والمتغيرات الدولية ال يمكن فهم‬
‫‪1‬‬
‫السياسة الخارجية التركية ومن ثم فهم رؤيتها اإلستراتيجية الجديدة‪.‬‬

‫بدأت مفاهيم االهتمام التركي بالقضايا العربية سنة ‪ 2003‬والذي مثل اختيار قوي لحزب‬
‫العدالة والتنمية الساعي إلى إعادة رسم صفة جديدة لتركيا في المنطقة العربية ‪،‬وذلك من‬
‫خالل امتناع البرلمان التركي عن التصويت لفائدة انتشار القوات األمريكية تمهيدا لفتح جبهة‬
‫جديدة لفائدة انتشار القوات األمريكية في العراق‪.‬‬

‫بل وسبق هذا القرار عقد ندوة مغلقة في أنقرة قبل الغزو األمريكي للعراق في ديسمبر‬
‫‪ 2002‬لخبراء من دول جوار للعراق‪ 2‬من أجل بحث الوضع االستراتيجي‪ ،‬وما آلت إليه الحرب‬

‫علي حسن باكير‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬ ‫‪1‬‬

‫ميشال نوفل‪" ،‬تركيا في العالم العربي"‪ ،‬مجلة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬العدد‪،2012 ،92‬ص ‪.35‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حال وقوعها‪ 1،‬حيث حاول المسئولون األتراك ابتكار آلية للتشاور اإلقليمي مع ستة دول عربية‬
‫‪2‬‬
‫وايران سميت المؤتمر دول جوار العراق‪.‬‬

‫هذا الموقف التركي تجلت من خالله االستقاللية النسبية التركية بالنسبة إلى اإلستراتيجية‬
‫اإلقليمية األمريكية‪ ،‬وان كانت لتركيا أسباب ودوافع أدت بها إلى إبعاد هذا الموقف المتمثلة في‬
‫الحسابات المتأنية المحلية واإلقليمية المتعلقة بالنتائج التي سيسفر عنها هذا الغزو والتي سيؤدي‬
‫إلى سيادة حالة من الفوضى وعدم االستقرار في المنطقة كلها‪ ،‬وتفكيك العراق الذي من شأنه‬
‫أن يؤدي إلى تدعيم الحكم الذاتي ألكراد العراق‪ ،‬ما من شأنه أن يؤثر على أكراد تركيا ‪،‬وقد‬
‫كان هذا واضحا في تصريح رئيس األركان التركي أزكوك الذي قال‪":‬إن هذه الحرب ليست‬
‫حرب تركية ولن يدخلها الجيش التركي إال إذا حدثت أربعة أمور وهي إعالن االنفصال الكري‬
‫‪3‬‬
‫في العراق أو خروج عدد كبير لسكان الشمال أو تعرض المدن التركية لهجمات"‪.‬‬

‫أدى هذا الموقف إلى تحسين صورة تركيا في العالم العربي عبر تعزيز مكانتها وقوتها‬
‫اإلقليمية عن السياسة اإلقليمية للواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كما ساهمت في توفير والدعم‬
‫االقتصادي والسياسي لبناء العراق ما بعد الرئيس الراحل صدام حسين‪ ،‬وتشجيع المصالحة بين‬
‫المجموعة السنية والشيعية‪ ،‬وكذا إقناع السنة في المشاركة في العملية السياسية في العراق‬
‫وحراكها الدبلوماسي من أجل اإلسراع في عملية سحب القوات األمريكية من العراق مع حرصها‬
‫على إعادة األراضي العراقية‪ ،‬وقد لقي هذا الدور التركي ترحيبا أكثر باعتباره جاء مطابقا‬
‫للموقف العربي من احتالل العراق وموازنا بتأثير اإليراني المتصاعد في المنطقة العربية‪.‬‬

‫إذا كان الغزو األمريكي ويؤدي العراق اليوم دور الرافعة للدينامكية التركية‪ ،‬فالمصالحة‬
‫التركية الناجحة مع حولت هذا البلد من هاجس كردستان العراقية حولت تاريخي لألتراك إلى‬
‫خزان للنمو االقتصادي‪ ،‬كما سمحت بتلمس حل لمعضلة حزب العمال الكردستاني‪.‬‬

‫وعلى الرغم من انحياز واضح إلى المجموعة السنية‪ ،‬فإن تركيا تنجح حتى اآلن في‬
‫الحفاظ على موقعها الوسطي ومصالحها على المسرح السياسي العراقي‪ ،‬فقد وجدت هنا حلفاء‬

‫بولنت أوراس وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37-36‬‬ ‫‪1‬‬

‫ميشال نوفل‪" ،‬تركيا في العالم العربي"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪2‬‬

‫إيمان دني‪ ،‬الدور اإلقليمي التركي في الشرق األوسط بعد الحرب الباردة‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،2014 ،‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.139-138‬‬
‫‪40‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫متعددين للدفاع عن أولوياتها التقليدية‪ ،‬وهي تطرح نفسها قوة إقليمية على قدم المساواة مع إيران‬
‫والواليات المتحدة األميركية‪.‬‬

‫إن العراق يتوفر على صورة مكثفة للعالقات التركية ـ العربية‪ ،‬فالعراق الذي يمثل والية‬
‫عثمانية سابقة‪ ،‬ينطوي على مجموعة هائلة من التحديات األساسية يف العالقة التركية ـ العربية‪:‬‬
‫مشكلة كردية؛ مسائل مائية ونفطية؛ ارتباطات مع الواليـات المتحدة األميركية أو إيران‪ ،‬عالقة‬
‫بالعربية السعودية وسورية؛ انقسام سني – شيعي‪.1‬‬

‫وانطالقا من هذا األساس شكل العراق قاعدة عمل ال مركزية بالنسبة لتركيا في توجهاتها‬
‫الجديدة ‪ ،‬حيث ساهم هذا الحدث في إحداث تقارب كبير بين تركيا وسوريا وبين البلدين منسجم‬
‫اتجاه الغزو األمريكي أين أدان رئيسي البلدين هذا الغزو كما أبدى مخاوف البلدين من النتائج‬
‫السلبية للغزو وما يترتب عليه إنشاء دولة كردية في شمال العراق وانتقالها إلى البلدين في ظل‬
‫‪2‬‬
‫الدعم األمريكي ألكراد مما أدى بالطرفين إلى تغيير سياساتها اتجاه بعضها البعض‪.‬‬

‫وقد تزامن هذا التقارب مع سعي الواليات المتحدة األمريكية إلى عزل سوريا في عهد‬
‫الرئيس بوش االبن‪ ،‬ما يؤكد مرة أخرى استقاللية الغزو التركي عن السياسة األمريكية في‬
‫المنطقة بعد موقعها األول الرافض للغزو‪.‬‬

‫فبعد انتهاء اتفاق أضنه في ‪ 1998-10-20‬ملف احتضان سوريا لحزب العمال‬


‫الكردستاني راح التقارب بين البدين يزداد خاصة بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم‬
‫واعتماد نظرة اوغلو فيما يعرف بتصغير المشكالت مع دول الجوار قيد التنفيذ والتي أدت‬
‫بدورها إلى حدوث انقالب جوهري في السياسة الخارجية التركية حيث تحولت العالقة بين‬
‫البلدين من العداء إلى عالقات إستراتيجية‪ ،‬فقد جعل الوضع السوري اإلقليمي الدولي من تركيا‬
‫من طرف مهم ومنفذ لفك الحصار الدوري عليها ال سيما بعد اغتيال الرئيس الراحل الحريري‬
‫عام ‪ 2005‬والعدوان ‪ 2006-06‬على لبنان والعدوان على قطاع غزة عام ‪2009-2008‬‬
‫‪3‬‬
‫حيث اتخذت سوريا من تركيا حسر إلعادة التواصل مع الدول األوربية والمجتمع الدولي‪.‬‬

‫ميشال نوفل‪ "،‬تركيا في العالم العربي"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪1‬‬

‫إيمان دني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬ ‫‪2‬‬

‫سمير عطية وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.619‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪41‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تدعم هذا التقارب بتبادل الزيارات الرسمية من خالل زيارة رئيس الحكومة التركية عبد اهلل‬
‫غول إلى دمشق في ‪ 2003‬والتي كانت تهدف إلى تأكيد الرغبة التركية توطيد العالقات مع‬
‫سورية إضافة إلى حشد التأييد لمنع الحرب على العراق وجاءت زيارة وزير الخارجية السوري‬
‫وليد المعلم ردا على زيارة رئيس الحكومة في جانفي في نفس السنة مؤكدا على رغبة الرئيس‬
‫بشار األسد في فتح المجال أمام التعاون بين الطرفين في جميع المجاالت مع التشديد على‬
‫‪1‬‬
‫الوقوف أما م الغزو على العراق نظ ار النعكاساتها الخطيرة لها على المنطقة ‪.‬‬

‫و تعزيز العالقة بين البلدين حيث البد من إيجاد حلول للمشاكل العالقة بينهما فإلى‬
‫جانب المشكلة الكردية كان البد من إيجاد حل لمشكلة المائية حيث وقع البلدين برتوكول‬
‫مشترك في ‪ 2001‬و الذي اتفقا من خاللها على التدريب المشترك و تبادل التكنولوجيا و إقامة‬
‫مشاريع مشتركة كما اتفقت كل من سوريا و تركيا على إنشاء معهد للمياه تتكون من ‪ 18‬خبير‬
‫‪2‬‬
‫من كل دولة لوضع مقترحات من أجل حلول المشكلة المائية‪.‬‬

‫و فيما يلي نعرض نتائج التطورات الدراماتيكية في العالقة بين البلدين مع وصول الوزير‬
‫أوغلو إلى و ازرة الخارجية ‪.‬‬

‫➢ إنشاء مجلس تعاون استراتيجي الذي برأسه رئيس حكومة البلد المنعقدة فيه يضم ‪16‬‬
‫وزير من البلدين الخارجية والدفاع الداخلية الطاقة التجارة والنقل والنفط الزراعة واألشغال العامة‬
‫مع إمكانية ضم غيرهم من الوزراء واذا اقتضت الضرورة ذلك مثل السياحة وينعقد جلستين‬
‫سنويا واحد في كل بلد والهدف منه والسعي إي إنجاز أي استحقاقات العالقات اإلستراتيجية‬
‫بين البلدين‪.‬‬

‫➢ كما تم التوقيع نحو ‪ 56‬اتفاقية بين البلدين خالل الجلسة األولى للمجلس االستراتيجي‬
‫واالتفاقية واالستثمار والبنوك والمياه وغيرها والملفت للنظر أنها نفذت كلها من الوقت المحدد‬
‫لها ما يؤكد التزام كل طرف اآلخر بالمضي قدما في سبيل تطوير للعالقات بيناهما أجريت عام‬
‫‪ 2009‬وللمرة األولى مناورات عسكرية بين البدين وتم إلغاء التأشيرات بينهما في خطوة أخرى‬

‫مصطفى جاسم حسين‪ "،‬الدور التركي لمدة ‪ ،"2010-2002‬مجلة الجامعة المستنصرة‪ ،‬العدد‪ ،20‬العراق‪ ،2012 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.47‬‬
‫معين حداد‪ ،‬الشرق الوسط دراسة جيوبوليتيكية‪ :‬قضايا األرض والنفط والمياه‪ ،‬بيروت‪ :‬شركة مطبوعات للتوزيع‬ ‫‪2‬‬

‫والنشر‪،‬ص ‪.157‬‬
‫‪42‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تعيد عن مدى عمق العالقات التي وحدت الطرفان بين البلدين وكذا إنشاء الخطة التي تربط‬
‫‪1‬‬
‫بين البلدين عبر مديرية حلب السورية‪.‬‬

‫➢ في عام ‪ 2010‬تم توقيع اتفاقية أنقرة إلنشاء منطقة تجارية حرة انضمام بعدها عبرها‬
‫من الدول مع ضرورة رفع التأشيرات بين كل هذه الدول وتطبيق قوانين موحدة لتعزيز العالقات‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادية والتعاون االقتصادي والتجاري واالستثماري المشترك‪.‬‬

‫➢ وقد لعبت تركيا دور مهم في تطوير التعاون بين الدول الخليجية والحلف األطلسي من‬
‫خالل المبادرة للتعاون التي نشأت سنة ‪ 2004‬والتي تعتبر كل من البحرين وقطر الكويت‬
‫واإلمارات العربية المتحدة سنة ‪ 2008‬تم إطالق مجلس التعاون االستراتيجي الرفيع المستوى‬
‫‪3‬‬
‫الذي بدأ عقد منذ ذلك الحين اجتماعات حكومية رسمية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العالقات العربية التركية في ظل الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬

‫شهدت العالقات التركية اإلسرائيلية مزيدا من التوثيق حيث مهد مناخ التسوية السلمية‬
‫الطريق إلعادة التطبيع مع إسرائيل وركزت و ازرة الخارجية التركة في معرض ردها على‬
‫المعرضين لتطبيع عالقتها مع إسرائيل أنه ال يوجد مبرر ألن تكون عرب أكثر من العرب وبما‬
‫أن الدول العربية بما فيه منظمة التحرير التي تسعى إلى التطبيع عالقاتها بإسرائيل فلماذا‬
‫ينبغي التطبيع مع إسرائيل ال تعد نفس الشيء‪.‬‬

‫وهو الموقف الذي اعتبرته القيادة السياسية التركية ال تتعارض مع مجال موقفها من‬
‫قضية الصراع العربي اإلسرائيلي وضرورة التسوية بطرق سلمية وهو الموقف الذي ربطته بينه‬
‫وبين العاملين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬استعداد تركيا لتأمين المياه إلى المنطقة في حال إق ارر السالم‪.‬‬

‫"محددات الموقع التركي من األزمة السورية‪ :‬األبعاد اآلنية واالنعكاسات المستقبلية"‪ ،‬من خالل الرابط االلكتروني‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪https://www.dohainstitute.org/ar/ResearchAndStudies/Pages/The_Determinants_of_the_Turkish_Position_towar‬‬
‫‪ds_the_Syrian_crisis_The_immediate_dimensions_and_future_repercussions.aspx‬‬
‫سمير العطية وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.621‬‬ ‫‪2‬‬

‫بكر محمد البدور‪" ،‬العالقات التركية الخليجية "‪ ،‬تم التصفح يوم ‪ ،2019-04-24‬على الساعة ‪ ،18:30‬من خالل الرابط‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.https://www.turkpress.co/node/34248‬‬
‫‪43‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الثاني‪ :‬الفصل في ذلك بين تطوير عالقاتها بإسرائيل وبين عالقتها مع سوريا وتعزيز‬
‫التعاون معها ضد ما يسميه إرهاب حرب العمال الكردي وعليه فقد رحبت تركيا باشتقاق‬
‫المفاوضات بين إسرائيل وسوريا وبدأت عام ‪.1999‬‬

‫و تخالفه الدول الكبرى المساندة إلسرائيل في مقدمتها الواليات المتحدة األمريكية و‬


‫بريطانيا على تحطيم القوى الرافضة إلسرائيل كإيران والقوى الثورية والقومية األخرى و الدول‬
‫المتحالفة معها كروسيا ‪،‬غير أن انتقال منطقة الشرق األوسط إلى مسؤولية الدولة القطبية‬
‫األحادية كذلك المصالح الكونية في العالم خصوصا في هذه المنطقة التي تتجسد مصالحها‬
‫فيما يلي ‪:‬‬

‫‪.1‬تأمين الحصول على النفط وضمان تدفق األرصدة التي تتجسد مصالحها ‪.‬‬

‫‪.2‬تقويض األزمات والحركات الرد كآلية التي تستخدم العنف ‪.‬‬

‫‪ .3‬المحافظة على أمن إسرائيل‪.‬‬

‫‪ .4‬السيطرة على المنطقة ألنها تمتلك قدرات هائلة المتالك أسلحة الدمار الشامل ‪.1‬‬

‫‪.5‬إست شراف هذه المنطقة ألنها تمتلك قدرات هائلة ال منتهى على عدد من مضايق والطرق‬
‫البحرية والجوية األساسية ‪،‬وهنا أخذت إستراتيجية الواليات المتحدة اتجاه الشرق األوسط‬
‫تأخذ بالعولمة تارة وبالقضاء على أسلحة الدمار الشامل تارة أخرى‪ ،‬والتسيير الديمقراطي‬
‫ونقل المنطقة للعالم الحر وانهاء الدكتاتورية فال تستدعي ذلك أن تكون اإلستراتيجية‬
‫المعلنة تحقيق األهداف السابقة‪.‬‬

‫‪ .6‬ومع صعود الواليات المتحدة بثقافة مسؤولياتها وقيادتها للعالم واصدارها على صياغة‬
‫النظام الدولي بهيكلة القطبية األحادية المهيمنة وانعكاس ذلك على العراق وأصبح دولة‬
‫تشهد حرب طائفية فوضعه هش وطريقة إدارة الدولة اليوم التي تشير إلى امتصاص عدة‬
‫مكونات عرقية وكذلك التدخل في صراع الدائر في سوريا اليوم‪.2‬‬

‫حاكم خليد‪ ،‬صراع القوى الكبرى في منطقة الشرق األوسط‪( ،2015 ،2001 ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫السياسية تخصص دراسات مغربية) جامعة موالي طاهر‪ ،‬سعيدة‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪.32‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.33-32‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪44‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعليه من خالل تأمل قضية الصراع باتجاه ريادة كبيرة في درجة السلوك التعاوني اتجاه‬
‫إسرائيل‪:‬‬

‫❖ تغيير نمط السلوك التركي اتجاه القضية السلبية إلى االيجابية‪ ،‬ومن رد الفعل إلى المبادرة‬
‫وهو ما يتسق مع التغيير النتهاك توازن في السلوك التركي اتجاه األطراف الرئيسية‬
‫للصراع باتجاه زيادة كبيرة في درجة السلوك التعاوني اتجاه إسرائيلي‪.‬‬

‫❖ بعد أن كان يتنازع تركيا اتج اهان متناقضان اتجاه التسوية السلمية للصراع هما‪ :‬الرغبة‬
‫في تحقيق هذه التسوية والخوف من سلبيات ومخاطر تهددها جراء هذه التسوية أوضحت‬
‫تركيا في نهاية أقرب إلى االتجاه الثاني وهو ما ظهر جليا في سلوكها إزاء األطراف‬
‫الرئيسية لعملية التسوية وخاصة إسرائيل وسوريا‪.‬‬

‫❖ انتهاء سياسة الحياد وعدم دخول في نزاعات المنطقة وهي أحد القواعد التي سارت عليها‬
‫تركيا في سياستها الخارجية قبل التسعينات في القرن الماضي‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية العالقات التركية العربية بعد سنة ‪.2011‬‬

‫االهتمام التركي بالقضايا العربية و توجيه سياستها الخارجية اتجاه المنطقة في فترة حكم‬
‫حزب العدالة و التنمية هو بمثابة استثمار لتركيا على جميع األصعدة السياسية االقتصادية و‬
‫الثقافية هذا االستثمار الذي تجلى من خالل المواقف االيجابية التي تبنتها أنقرة اتجاه القضايا‬
‫العربية المركزية ما جعلها تتحول إلى طرف مركزي و فعال على أحداث المسرح العربي بعد‬
‫الغياب الطويل والتهميش النسبي لهذه القضايا خالل العقود السابقة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الموقف التركي من الحراك السياسي العربي‬

‫شهدت نهاية ‪ 2010‬وبداية ‪ 2011‬عدة تطورات في بعض أطراف المنطقة العربية تمثلت‬
‫على الخصوص خروج كثيف للجماهير منددة بالسياسات المتبعة والمطالبة باإلصالحات‬
‫العميقة شعارها إقرار الديمقراطية وتحقيق العدالة االجتماعية لكن في ختم األحداث وأمام الزخم‬
‫الجماهيري القوي وانضمام بعض تنظيمات المجتمع المدني التقليدية في المظاهرات تحولت‬
‫الشعارات المرفوعة إلى مطالبة مباشرة بترحيل النظام القائم‪ 2‬إذ يعرف الربيع العربي بأنه حركة‬

‫هدى متكيس والسيد صدقي عابدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.302‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد بوذراع‪ " ،‬فسر ثورات الربيع العربي"محاولة للفهم"‪ ،‬مجلة السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬العدد ‪،2017 ،11‬ص ‪.51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫احتجاجية سلمية ضخمة انطلقت أواخر عام ‪ 2010‬ومطلع ‪ 2011‬وبدأت الش اررة األولى من‬
‫تونس وتصاعدت بوتيرة سريعة إلى الحد الذي مكنها من اإلطاحة برأس النظام وتنحيته في أيام‬
‫قليلة وتميزت هذه الثورات بظهور هتاف عربي أصبح شهي ار في كل الدول العربية وهو الشعب‬
‫‪1‬‬
‫يريد إسقاط النظام‪.‬‬

‫بدأت الثورات في تونس عندما أضرم الشاب محمد البوعزيزي النار في نفسه احتجاجا‬
‫على األوضاع المعيشية واالقتصادية المتردية وعدم تمكنه من تأمين القوت لعائلته فاندلعت‬
‫بذلك الثورة في تونس وانتهت في ‪ 14‬يناير عندما غادر زين العابدين البالد وبعدها بتسع أيام‬
‫اندلعت ثورة ‪ 25‬يناير المصرية بإسقاط النظام بدأت االحتجاجات السلمية المطالبة بإنهاء‬
‫الفساد وتحسين األوضاع المعيشية بل وأحيانا إسقاط األنظمة في بعض الدول العربية مثل ليبيا‬
‫‪2‬‬
‫اندلعت فيها احتجاجات سلمية واسعة النطاق في سوريا في ‪ 15‬مارس ‪.2011‬‬

‫السبب في تلك الثورات يرجع لتوفر بعض العوامل منها عدم الرضا الواسع اتجاه‬
‫المسئولين‪ ،‬طلب مزيد من المشاركة والديمقراطية‪ ،‬مطالبا الطبقة الشغيلة‪ ،‬تراجع القومية وأخي ار‬
‫التحام الجيش مع المفاوضة حيث تم تسييس المشاكل االجتماعية وهو تقريبا نفس الشيء حدث‬
‫في العالم العربي من خالل الحركات المطالبة بإحداث التغيير السياسي واالجتماعي‪ .‬هذا يعتبر‬
‫أقرب لوصف هذه الحركات بالربيع العربي ألن أسبابها في جزء كبير منها هي نتيجة لتدهور‬
‫الظروف المعيشية السيما بعد األزمة االقتصادية لعام ‪.2008‬‬

‫اتبعت تركيا اتجاه الثورات العربية سياسة مركبة كل بلد حالة مستقلة عن اآلخر لكن‬
‫الثابت أن تركيا ترى في نفسها العب ا من حقه أن يتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من‬
‫منطلق أن استقرارها يهم تركيا وأنها تسدي النصح إلمالء وتجد تركيا في نفسها القوة ‪3‬القدرة‬
‫على التعبير عما تتطلع إليه في أول تجربة علنية لها في التعامل مع الدول العربية واذا كان‬
‫هذا دأب الدول الكبرى فإن سلطة حزب العدالة والتنمية باتت تنظر إلى اآلخرين والسيما‬
‫القريبين منها العب كبير‪.‬‬

‫إيمان بن قويدر ‪ ،‬الوجه اآلخر للعولة‪ ،‬الربيع العربي نموذجا‪( ،‬مذكرة ماستر في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تلمسان‪ ،‬ص‪17‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫لقمان عمر محمود النعيمي‪ ،‬تركيا والثورات العربية‪ ،‬تونس‪ ،‬مصر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العراق‪ ،‬مركز الدراسات اإلقليمية‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪46‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ولتحليل المواقف اعتمدت في بناء مواقفها على ثالث مبادئ أساسية هي تبني شعارات‬
‫الشعوب في مسار الثورات الشعبية والحفاظ على البنية التحتية للدول التي حدثت فيها الثورات‬
‫وهذه المبادئ الثالث تعد في الحقيقة مسألة أخالقية جوهرية في الدبلوماسية والسياسة الخارجية‬
‫الت ركية نظ ار للحكومة التركية اتجاه الثورات حديثا وهو ما أكده مصدر رفيع المستوى في و ازرة‬
‫الخارجية التركية عندما طرح قائال" ما نطلبه لشعبنا على صعيد الحريات الديمقراطية لكافة‬
‫‪1‬‬
‫شعوب العالم‪.‬‬

‫ثبتت تركيا مداخل مختلفة نسبيا في التعامل مع الثورات العربية فبذلك التزمت تركيا‬
‫مدخل المتابعة الحذرة لألوضاع في تونس ثم كان الموقف التركي أكثر وضوحا في الحالة‬
‫المصرية في دعوة النظام القائم إلى إدخال إصالحات واالستجابة للمطالب الشعبية التحول بعد‬
‫ذلك إلى نقد النظام علنا ومطالبته بالرحيل‪.‬‬

‫في خطاب اوردوغان أمام البرلمان التركي في فبراير ‪ 2011‬فيما عد تحوال نوعيا في‬
‫السياسة التركية نحو التدخل المباشر في الشؤون الداخلية لدول أخرى مرتبطة بشكل مباشر‬
‫لألمن الوطني لتركيا ومسابقة في العالقات بين القوى الرتيبة في المنطقة إن محاوالت تركيا‬
‫‪2‬‬
‫تجنب الصراعات العرقية والدينية في المنطقة‪.‬‬

‫دفعها بجدية إلى أن يكون موقفها معب ار عن دبلوماسية القوى الناعمة‪ ،‬لكنها فعالة في‬
‫كل األقاليم التي ترتبط معها بعالقات عبر التزام تركيا بسياسة السالم االستباقية من أجل‬
‫الحيلولة دون تحول العالقات إلى صراعات وأزمات مزمنة وقد رأت تركيا في الثورات العربية‬
‫على لسان (أحد داوود أوغلوا) أنها بمثابة تدفق طبيعي لتاريخ وأنها عضوية وضرورية وأنها‬
‫جاءت متأخرة حيث كان أن ينبغي أن تحدث في الثمانينيات والتسعينات من القرن العشرين وأن‬
‫التغييرات التي شهدتها دول الشرق األوسط الناتجة عن ضرورة اجتماعية البد من ابتعاد‬

‫لقمان عمر محمود النعيمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬وليدة ساعو‪ ،‬الثورات العربية بين التوازنات والتفاعالت الجيواستراتجية ومتغيرات المنطقة العربية‪ :‬دراسة حالة سوريا‪،‬‬
‫(مذكرة ماستر في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2014 ،2013 ،‬ص ‪.118-173‬‬
‫‪47‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الزعماء عن الوقوف أمام رياح التغيير فمثلت هذه الرؤيا منطلقا أساسيا للموقف التركي من هذه‬
‫الثورات‪ 1 ،‬وشملت اآلتي‪:‬‬

‫احترام إرادة الشعوب ورغبتهم في التغيير والديمقراطية والحرية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الحفظ على استقرار الدول وأمنها وضرورة أن يجعل التغيير سلميا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫رفض التدخل العسكري واألجنبي في الدول العربية‪ ،‬تجنبا لتكرار حالة العراق‬ ‫‪.3‬‬
‫وأفغانستان وتعرض البلدان العربية لخطر االحتالل والتقسيم‪.‬‬

‫تقديم العون والدعم للتحوالت الداخلية حسب الظروف الداخلية الخاصة بكل‬ ‫‪.4‬‬
‫دولة‪.‬‬

‫رعاية المصالح التركية العليا التي تشمل االستثمارات والمصالح االقتصادية‬ ‫‪.5‬‬
‫والحفاظ على الرعايا األتراك وممتلكاتهم‪.‬‬

‫االستناد إلى الشريعة الدولية والتحرك في إطار القوانين الدولية وق اررات األمم‬ ‫‪.6‬‬
‫المتحدة‪.‬‬

‫عدم استعمال القوات المسلحة التركية ضد الشعوب العربية واقتصار الدور‬ ‫‪.7‬‬
‫التركي اإلنسانية غير قتالية واعمال اإلعانة‪.‬‬

‫مراعاة خصوصية كل دولة وظروفها ووضعها الداخلي وعالقاتها الخارجية‬ ‫‪.8‬‬


‫‪2‬‬
‫ومصالح تركيا معها‪.‬‬

‫إن تعدد الدالالت المطروحة للمواقف التركية واالختالفات بينها نابع من طبيعة السياسة‬
‫التركية التي تقوم على توجيهات برغماتية‪ ،‬تمنح المصالح االقتصادية غلبة ملموسة ورغم أنها‬
‫تعطي مؤش ار عن ارتباك السياسة الخارجية التركية نتيجة وقوعها في حدود السياسات التي‬
‫تراعي حالة التوازن من خالل عدم االنحياز بوضوح للشعوب المطالبة بالتغيير لكنها تشير إلى‬
‫حالة من االرتباك عند تخليها عن األسس التوازنية التي تنادي بها في سياسة العمق‬
‫االستراتيجي‪ ،‬جراء قيام تركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وانحيازها ألطراف‬

‫الكعود‪ "،‬الموقفان التركي واإليراني اتجاه التحوالت السياسية في الشرق األوسط"‪ ،‬مجلة الكلية للبنات‪ ،‬العدد‬
‫ّ‬ ‫‪ 1‬إسراء شريف‬
‫‪ ،27‬بغداد‪ ،2016 ،‬ص ‪.38‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪48‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الدول األخرى‪ ،‬من خالل هذا فإن مواقف تركيا من ثورات الربيع العربي كانت سائرة باتجاه‬
‫الذي يتالءم مع التوجهات اإلسالمية لحزب العدالة والتنمية وارتباطه باإلخوان المسلمين في‬
‫مصر وسوريا‪ ،‬فيما الحظ عدد من المهتمين بالشأن التركي بأن هذه المواقف إنما تساير إلى‬
‫حد كبير مواقف العواصم الغربية وهو ما يناقض تفسيرات عدة لرفض التدخل العسكري‬
‫‪1‬‬
‫الخارجي في دول المنطقة أحد المحددات األساسية للموقف التركي‪.‬‬

‫لهذا أصبح للدور التركي اتجاه ثورات الربيع العربي أبعادها واتجاهات عديدة من أبرزها‬

‫‪ -‬الطابع البرلماني للسياسة التركية أو التركيز على تحقيق مصالح الوطنية وفقا لحسابات‬
‫قصيرة ‪.‬‬

‫‪ -‬األمد وتحول السياسة الخارجية نحو الشرق في إطار استعادة تركيا لذاكرتها الحضارية‬
‫اإلسالمية تحت قيادة حزب ذي مرجعية إسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬واستمرار التوجه الغربي لتركيا وأدوارها في المنطقة مع ارتباط نشاط تركيا بمساعيها‬
‫لزيادة أهميتها اإلستراتيجية لتعزيز فرص انضمامها لإلتحاد األوروبي‪.‬‬

‫‪ -‬وتنامي دور الخطاب التركي الرسمي لحكومة العدالة واسترشاد السياسة التركية في‬
‫عهدهم برؤية جديدة ومتعددة األبعاد‪.‬‬

‫األمر الذي أثار الجدل حول طبيعة الدوافع والحقائق المحركة لتعدد هذه التوجهات لذلك‬
‫كان على القيادة السياسية التركية ضرورة تحقيق تكامل بين جميع التوجهات السابقة من خالل‬
‫العمل على توفير العناصر‪ 2‬األساسية التالية‪:‬‬

‫ضرورة تنشيط الدور التركي في المنطقة بما يتجاوز حدودها المباشرة‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫تغلب الحوار السياسي والمبادرات الدبلوماسية في معالجة األزمات ورفض‬ ‫ب‪.‬‬


‫سياسات الحصار والعزل وتشجيع سياسات االنخراط االيجابي‪.‬‬

‫تعزيز االعتماد المتبادل بين اقتصاديات المنطقة لمعالجة الخالفات‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬

‫الكعود‪ "،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫ّ‬ ‫إسراء شريف‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.58‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ضرورة الحفاظ على وحدة البيانات القائمة وطابعها المتعدد في إطار تعزيز‬ ‫ث‪.‬‬
‫التعايش الثقافي‪.‬‬

‫أهمية التنسيق األمني ورفض سياسة المحاور وتأكيد مفهوم األمن للجميع مع‬ ‫ج‪.‬‬
‫عدم استبعاد إمكانية استخدام القوة العسكرية لكن في إطار التوفيق القوة الناعمة التركية‪.‬‬

‫ومن الناحية األمنية فقد أدت األزمات التي تستهدفها دور المنطقة إلى بروز أدوار أمنية‬
‫عسكرية تركية على نحو ما ظهر في ليبيا بشكل خاص‪ ،‬في إطار المشاركة التركية في حملة‬
‫الناتو لغرض حضر التسلح وايجاد المساعدات اإلنسانية‪.‬‬

‫كما كشفت عن حدود قدرة تركيا على الحد من التدخالت العسكرية األجنبية في المنطقة‬
‫واإلقرار بالمشاركة في هذه الترتيبات بشكل أو بآخر وهو ما ظهر في الحالة الليبية وفرض‬
‫نفسه في الحالة المصرية بتصاعد األوضاع والصعود التركي كقوة إقليمية في الشرق األوسط‬
‫يتمثل في أن تركيا اليوم تقدم نموذجا للبراعة في االحتفاظ بالتوازن الدقيق في عالقاتها مع القوة‬
‫‪1‬‬
‫اإلقليمية وفي تحقيق أقصى مصالحا التي تطبق مع العالم العربي‬

‫إن الوقائع السياسية التي أقرتها السياسة التركية اتجاه ثورات الربع العربي توصلت إلى‬
‫نتيجة أولية مفادها إن االبتعاد التركي عن المنطقة العربية طول العقود الماضية أثر وبشكل‬
‫واضح على انسحاب صناع القرار التركي لتطورات األحداث الجارية في الدول العربية‪ ،‬وجعلهم‬
‫لم يتوقعوا أن أمور معقدة ستجبر تركيا على مراجعة كاملة واعادة قراءة آلية صنع القرار‬
‫السياسي التركي بناء على المستجدات التي ولدت محاور وتحالفات قائمة على خلفيا مذهبية‬
‫‪2‬‬
‫وطائفية واضحة‪.‬‬

‫لذا ال يمكن القول أن تعاطف الشعب العربي مع تركيا تعرض النتكاسة واضحة وهي‬
‫الدولة التي حاولت كسب الرأي العام العربي على التصعيد مع إسرائيل‪ ،‬ودعم غزة المحاصرة‪،‬‬
‫واستغالل سوء العالقات معظم الدول العربية مع إيران‪ ،‬بعد حدوث تناقضات في الموقف‬
‫التركي اتجاه األحداث في تونس ومصر ظهر ذلك جليا في رفض المشاركة في حملة الناتو‬

‫وليدة ساعو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.119-118‬‬ ‫‪1‬‬

‫إسراء شريف العقود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪50‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على ليبيا ثم محاولة اللحاق بالثوار لكسب رضاهم خوفا من حرمان أنقرة من مكتسبات‬
‫إستراتيجية وتغيير الموقف الضعيف المتردي اتجاه األزمة السورية التي أثبتت أن أطروحات‬
‫‪1‬‬
‫الساسة األتراك مجرد ظاهرة إعالمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األهمية الجيواقتصادية للوطن العربي‬

‫ساهمت مجموعة من العوامل في إخفاء أهمية كبيرة على المكونات االقتصادية للوطن‬
‫العربي خاصة الموقع االستراتيجي الذي يتوسط قارات العالم القديم ما جعله يتحكم في طريق‬
‫التجارة العالمية خالل العصور التاريخية المختلفة وكذلك إشرافه على ثالث أذرع مائية مهمة‬
‫تلعب دو ار هاما في التجارة العالمية وهي البحر األبيض المتوسط البحر األحمر والخليج العربي‬
‫إضافة إلى تحكمه في أربع ممرات مائية كما ساهم تنوع األقاليم المناخية والحياة النباتية في‬
‫تنوع الموارد االقتصادية‪.‬‬

‫فالموقع االستراتيجي للوطن العربي البحري‪ ،‬يتمثل في إشرافه على عدة بحار مرتبطة‬
‫يبعضها البعض آلخر مضايق وممرات تعد من أقرب الطرق البحرية مما زاد أهمية هذه الطرق‬
‫اكتشاف الثورة البترولية في الوطن العربي التي يتم تعريف معظمها إلى الخارج بواسطة الطرق‬
‫البحرية كطريق الخليج العربي والبحر األحمر والبحر األبيض المتوسط‪ ،‬إن موقع الوطن‬
‫العربي الجغرافي يمثل الجسر العظيم الذي يربط آسيا بأوربا وافريقيا من ناحية ومن أجل ذلك‬
‫‪2‬‬
‫كان الوطن العربي منطقة العبور وحركة طوال العصور المتعاقبة‪.‬‬

‫ومما زاد في أهميته كان الموطن األصلي ألول الحضارات اإلنسانية مثل الحضارة‬
‫العراقية والحضارة المصرية وما يتبع عنها من حضارات فرعية وهذا مما عكس الوطن العربي‬
‫أهمية ايجابية شملت بالتقاء جميع اآلراء واألفكار‪.‬‬

‫تتنوع مظاهر النشاط االقتصادي في الوطن العربي وتختلف مساهمة كل منها في الدخل‬
‫القومي في هذه الدول‪ ،‬حيث نجد بعض الدول يعتمد اقتصاديا بنسبة كبيرة على الزراعة مثل‬
‫سوريا تونس السودان مصر من البترول مثل العربية السعودية الكويت قطر اإلمارات العربية‬

‫إسراء شريف العقود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪1‬‬

‫كفاية حسن ميثم الياسري‪" ،‬الموقع الجغرافي للوطن العربي"‪ ،‬تم التصفح في ‪ ،2019-05-03‬على الساعة ‪ ،18:16‬من‬ ‫‪2‬‬

‫اإللكتروني‪http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=11&depid=1&lcid=41926 :‬‬ ‫خالل الرابط‬


‫‪51‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المتحدة ليبيا بينما نجد دوال أخرى تعتمد على المجالين بنسبة متقاربة مثل العراق الجزائر‪،‬‬
‫وتحتل لبنان التميز بين هذه الدول باعتبار اقتصادها يعتمد على النشاط التجاري والسياسي‬
‫والمعرفي‪.‬‬

‫يتميز النفط العربي بعدة مميزات بارزة أهمها سهولة العثور عليه وقلة التكاليف اإلنتاجية‬
‫وتطويره ووفرة إنتاج أباره وموقعه االستراتيجي بين الشرق والغرب نظ ار إلى أن الحقول النفطية‬
‫التي تسيبه تقع في المناطق البرية القريبة من موانئ التقدير فإن تكاليف إنتاج النفط العربي في‬
‫المناطق األخرى من العالم وبحسب إحصاءات منظمة األقطار العربية المصدرة للنفط لذا فإن‬
‫إجمالي االحتياطي النفطي العربي في نهاية عام‪ 2006‬بلغ ‪ 669.6‬مليار برميل وحيث أن‬
‫وكالة الطاقة الدولية قدرت مجموعة الصادرات العالمية النفطية من النفط لعام ‪ ،2006‬بنحو‬
‫‪ 52‬مليون برميل يوميا فإن نسبة الصادرات النفطية العربية إلى الصادرات العالمية تصل نحو‬
‫‪ %38‬ويؤكد المؤلف أن البلدان العربية حققت خالل عام ‪ 2006‬مستوى قياسيا في قيمة‬
‫الصادرات النفط حيث بلغت أكثر من ‪ 393‬مليار دوالر بزيادة نحو ‪ 76‬مليار دوالر عن العام‬
‫‪1‬‬
‫الذي سبقته‪.‬‬

‫إن الحديث عن استخدام سالح النفط العربي ضد الصهيونية قد أثير عام ‪ 1947‬ومن ثم‬
‫عام ‪ ،1956‬إال أن أول استخدام لسالح النفط كان مع حرب عام ‪ 1973‬في هذا التاريخ قررت‬
‫البلدان العربية المنتجة للنفط في الكويت تخفيض إنتاج النفط وصادراته بنسبة تتراوح بين ‪%10‬‬
‫و‪ ،%25‬وفرض حظر على تصدير النفط العربي إلى الواليات المتحدة لوقوفها إلى جانب‬
‫إسرائيل‪.‬‬

‫مع أن سالح النفط عام ‪ 1973‬لم يحقق الهدف الرئيسي الذي أعلنه وزراء النفط في‬
‫الكويت المتمثل في خفض اإلنتاج حتى انسحاب إسرائيل من األراضي المحتلة‪ ،‬فإنه حقق‬
‫أهدافا أخرى ذات أهمية كبيرة‪.‬‬

‫إن القطاع الصناعي العربي كغيره من القطاعات االقتصادية األخرى سيتأثر بدوره‬
‫بالتطورات والتوجهات التي أفرزتها ظاهرة العولمة ‪ ،‬والسيما توجهات منظمة التجارة العالمية‬

‫الثورة النفطية ودورها العربي‪،‬تم التصفح في ‪ ،2019-04-12‬على الساعة ‪ ،17:32‬من خالل الموقع اإللكتروني ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.aljazeerj.net/konow/edgegate/books/2010/01.20‬‬
‫‪52‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التي تفرض واقعاً جديدًا يقوم على تغيير قواعد المنافسة وتكريس التحرير الشامل للتجارة ‪،‬‬
‫وانفتاح األسواق العالمية ‪ ،‬وحرية حركة رأس المال ‪ ،‬وعولمة اإلنتاج‪.‬‬

‫وبالتالي فان هذه التطورات المتسارعة تفرض على الدول العربية التهيؤ لمواجهة األوضاع‬
‫التي سوف تستجد نتيجة ت طبيق قواعد النظام الجديد للتجارة القائم على التبادل الحر وتحرير‬
‫األسواق ‪ .‬لذا فان الفرص المتاحة للصناعة العربية لالستفادة مما تتيحه العولمة وتحرير التجارة‬
‫من مزايا اقتصادية مرهونة بوجود بنية صناعية عربية متكاملة قادرة على تمكين القطاع‬
‫الصناعي من التنافس محلياً ودولياً‪.‬‬

‫يؤدي القطاع الصناعي في الدول العربية دو اًر بار اًز في خطط التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية ويساهم بشكل فعال بشقيه االستخراجي والتحويلي في الناتج المحلي اإلجمالي وفي‬
‫الصادرات‪.‬‬

‫فبحسب التقرير االقتصادي العربي الموحد لعام ‪ ، 2006‬وكما هو واضح في الجدول رقم‬
‫إلى ما يمثل ‪ %41.7‬من الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية الى نحو ارتفع إجمالي الناتج‬
‫الصناعي العربي من ‪ 517.8‬مليار دوالر عام ‪ 517.8 2000‬مليار دوالر عام‪ 2005‬وبما‬
‫يمثل‪ % 48.6‬من الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية وبمتوسط معدل نمو بلغ ‪% 10.8‬‬
‫خالل الفترة ‪ 2005-2000‬ويعود هذا التحسن الى استمرار الزيادة في أسعار النفط والطلب‬
‫العالمي عليه ‪ ،‬مما أدى الى زيادة ناتج الصناعة االستخراجية ‪ ،‬وزيادة إجمالي الناتج الصناعي‬
‫العربي‪.1‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬األهمية الجيواقتصادية لتركيا‬

‫تقع تركيا في منطقة الشرق األوسط في موقع استراتيجي يحل بين القارتين األوروبية‬
‫واالسياوية وتحدها كل من سوريا والعراق والبحر األبيض المتوسط ومن الجنوب جورجيا والبحر‬
‫األسود ومن الشمال إيران وارمانيا ومن الشرق بلغاريا وبحر ايجة واليونان ومن الغرب تنفصل‬
‫تركيا األسيوية عن تركيا األوروبية بمضيق البوسفور ومضيق الدردنيل وبحر مرمره وتشكل‬
‫حوالي ‪%97‬من مساحة البالد وتتميز بشكلها المستطيلي بطول ‪ 1,600‬كم وعرض ‪800‬‬

‫حامد عبيد حداد‪ " ،‬التكامل االقتصادي والتنسيق السياسي العربي‪ :‬دراسة تحليلية"‪ ،‬مجلة كلية اآلداب‪ ،‬العدد‪ ،99‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.645‬‬
‫‪53‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كم ‪ 1،‬تعد تركيا بوابة صادرات النفط والغاز الطبيعي وحس ار للطاقة من منطقة القوقاز‬
‫(كازاخستان‪،‬أذربيجان ‪،‬جورجيا‪،‬والعراق الى أوروبا )‪.‬‬

‫حيث يمر عبر أراضيها خط أنابيب (باكو ثيليسي ‪ ،‬جيالن)لنقل النفط الخام وخط أنابيب‬
‫القوقاز لنقل الغاز الطبيعي ‪،‬كما يعد امتالك تركيا لثروة مادية هائلة وضخمة ‪،‬وتعد السلعة‬
‫اإلستراتيجية المستقبلية والتي سوف يتنافس في قيمتها وأهميتها اإلستراتيجية قيمة الثروة النفطية‬
‫وأهميتها وخاصة مع تبني تركيا إستراتيجية بيع المياه ومناداتها بإنشاء بنوك تختص بذلك‪،‬‬
‫وتفاوت الثورة الزراعية والحيوانية والسمكية داخل المناطق الجغرافية السبعة التركية وتزدهر‬
‫قطاعات اإلنتاج الزراعي والحيواني في منطقة جنوب شرق األناضول حيث تؤثر المساحة‬
‫الشاسعة وضخامة القوى البشرية في تركيا على توجهات المؤسسات االقتصادية العالمية متعددة‬
‫الجنسيات وتغريها على ضخ استثمارات نقدية ضخمة في االقتصاد التركي ‪ 2‬حيث بلغ إنتاجها‬
‫‪3‬‬
‫النفطي ‪ 24,7‬مليون برميل من البترول و ‪ 253‬مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي‬

‫لقطاع الزراعة أهميته هو األخير في االقتصاد التركي حيث شهدت الزراعة مثل باقي‬
‫القطاعات اإلنتاجية طفرة نوعية بعد عام ‪ 2000‬لتقفز تركيا في السنوات األخيرة الى المراكز‬
‫األولى عالميا في اإلنتاج الزراعي ولتنافس دوال عمالقة مثل الواليات المتحدة األمريكية في‬
‫زراعة الحبوب وكان االستغالل األمثل لألراضي الواسعة الصالحة للزراعة التي تشكل ما يقارب‬
‫‪%50‬من أراضي تركيا واستخدام التكنولوجيا الحديثة في هذا القطاع الحيوي الذي ضم‬
‫‪%25‬من األيادي العاملة التركية هي العوامل الرئيسية لتطور هذا القطاع شهدت الزراعة مثل‬
‫باقي القطاعات اإلنتاجية طفرة نوعية بعد عام ‪ 2000‬لتقفز تركيا في السنوات األخيرة‬
‫إلى المراكز األولى عالميا في اإلنتاج الزراعي ولتنافس دوال عمالقة مثل الواليات المتحدة في‬
‫زراعة الحبوب‪.‬‬

‫اين تقع تركيا‪ ،‬تمت زيارة الموقع في ‪ ،2019-05-04‬على الساعة ‪ ،14:20‬على الموقع االلكتروني‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪https://nawdooz.com‬‬
‫صوفية بوعلي‪ ،‬وفاء طوالبية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫رواء زكي طويل‪ ،‬االقتصاد التركي واألبعاد المستقبلية للعالقات التركية العراقية ‪،‬عمان‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2010،‬ص‪.24‬‬
‫‪54‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وكان االستغالل األمثل لألراضي الواسعة الصالحة للزراعة التي تش ّكل ما يقارب ‪%50‬‬
‫من أراضي تركيا واستخدام التكنولوجيا الحديثة في هذا القطاع الحيوي الذي يضم ‪ %25‬من‬
‫األيدي العاملة التركية هي العوامل الرئيسية لتطور هذا القطاع ولتتّجه بعد ذلك نحو فتح باب‬
‫االستثمار الخارجي لالستفادة من رؤوس األموال األجنبية في استم اررية تطوير اإلنتاج‬
‫الزراعي‪.1‬‬

‫معطيات عام ‪ 2017‬فقد ارتفع حجم الصادرات التركية من الحديد والصلب إلى الدول‬
‫األوروبية‪ ،‬خالل الفترة من يناير‪ /‬كانون الثاني إلى يوليو‪ /‬تموز الماضي‪ ،‬بنسبة ‪ ،%79‬لتبلغ‬
‫قيمتها ‪ 3‬ماليين و‪ 300‬ألف طن‪ ،‬فيما بلغ حجم الصادرات إلى دول الشرق األوسط مليونين‬
‫مليونا و‪ 600‬ألف طن‪ ،‬ودول شمال أفريقيا ‪ 799‬ألف‬
‫ً‬ ‫و‪ 400‬ألف طن‪ ،‬ودول أمريكا الشمالية‬
‫طن‪.2‬‬

‫صناعة النسيج ‪ :‬اشتهرت تركيا منذ تأسيسها وحتى اآلن بإنتاج وتصدير المنسوجات‪،‬‬
‫التي شكلت عام ‪ 2015‬ما نسبته ‪ %7.3‬من إجمالي الصادرات التركية الذي بلغ ‪ 144‬مليار‬
‫دوالر‪.‬‬

‫وتعليقًا على التطورات الخاصة بقطاع النسيج في تركيا‪ ،‬أكد رئيس قطاع النسيج والجلد‬
‫التركي "محمد شاهين" بأن قطاع النسيج من أقدم القطاعات الصناعية والتجارية في تركيا‪،‬‬
‫وطور قدرته على إمداد أكبر الماركات العالمية بالمواد الخام ذات‬
‫مبينا أن القطاع بلغ ذروته ّ‬
‫ً‬
‫الجودة العالية‪ ،‬وهذا وفر العديد من الفرص للمستثمرين في هذا المجال حول العالم‪.3‬‬

‫صناعة السيارات‪ :‬حققت صناعة السيارات في تركيا رقماً قياسياً من حيث الصادرات‬
‫خالل األشهر الـ ‪ 11‬األولى من العام الجاري ‪2017‬م‪ ،‬إذ وصل إجمالي صادرات القطاع إلى‬

‫مظفر مؤيد العاني‪ " ،‬القطاع الزراعي في تركيا انفتاح نحو العالمية"‪ ،‬تم التصفح في ‪ ،2019-05-05‬على الساعة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،23:20‬على الرابط اإللكتروني‪https://i0.turkey-post.net/p-139316/ :‬‬


‫" تركيا تحتل المركز األول في إنتاج الحديد الصلب" ‪ ،‬تم التصفح يوم ‪ 00:00 ،2019-05-05‬ليال‪ ،‬على الرابط التالي‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪https://thenewkhalij.news/ar/node/80145‬‬
‫"النسيج التركي ‪ :‬المادة الخام األساسية للماركات العالمية "‪ ،‬تمت زيارة الموقع يوم ‪ ،1:12 ،2019-5-5‬على الرابط‬ ‫‪3‬‬

‫‪https://www.turkpress.co/node/20335‬‬ ‫االلكتروني‪:‬‬
‫‪55‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أكثر من ‪ 26‬مليار دوالر‪ ،‬وفقاً لما أفاد "أورهان سابونجو" رئيس رابطة أولوداغ لصناعة‬
‫السيارات)‪ ، (OİB‬متجاوزةً بهذا الرقم القياسي السابق البالغ ‪ 24.7‬مليار دوالر عام ‪2008‬م‪.1‬‬

‫أما االستثمارات األجنبية قدرت حتى عام ‪ ،2002‬بلغ إجمالي االستثمار األجنبي المباشر‬
‫في تركيا ‪ 15‬مليار دوالر أمريكي فقط‪ ،‬في حين استطاعت البالد – منذ ذلك الحين – جذب‬
‫استثمار أجنبي مباشر يقدر بحوالي ‪ 193‬مليار دوالر أمريكي في الفترة ما بين عام ‪-2003‬‬
‫‪.2017‬‬
‫لقد قاد أداء تركيا المؤثر على صعيد النمو واإلصالحات الهيكلية التي تم تنفيذها على‬
‫مدى ِ‬
‫العقد الماضي إلى جعل تركيا محط أنظار العديد من المستثمرين الدوليين‪.‬‬
‫ووفقًا لمؤشر جاذبية االستثمارات في أوروبا الصادر عن مؤسسة إرنست أند يونغ "‪،"EY‬‬
‫جذبا لالستثمار األجنبي المباشر في‬
‫فقد احتلت تركيا المركز السابع ضمن أكثر الوجهات ً‬
‫أوروبا في عام ‪ ،2017‬وبانتقالها لهذه المرتبة فقد ارتفعت تركيا ‪ 3‬مراكز منذ عام ‪ .2016‬فقد‬
‫مشروعا‪ ،‬بزيادة بنسبة ‪ %66‬في كل عام عن العام الذي يسبقه‪،‬‬
‫ً‬ ‫شهدت تركيا إقامة ‪229‬‬
‫لتحظى كذلك بحصة ‪ %3‬في جميع مشاريع االستثمار األجنبي المباشر في جميع أنحاء‬
‫‪2‬‬
‫أوروبا‪.‬‬

‫صادرات تركيا من السيارات تحقق رقما قياسيا بعد ‪ ،2017‬تمت زيارة الموقع يوم ‪ ،2019-05-05‬على الساعة ‪،9:00‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪https://www.turkpress.co/node/42744‬‬ ‫على الرابط االلكتروني‪:‬‬


‫االستثمارات األجنبية المباشرة في تركيا‪ ،‬تمت زيارة الموقع يوم‪ ،11:05 ،2019-05-05‬على الرابط اإللكتروني‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪http://www.invest.gov.tr/ar-SA/investmentguide/investorsguide/Pages/FDIinTurkey.aspx‬‬

‫‪56‬‬
‫الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‬

‫يعد االقتصاد التركي من بين اهم االقتصاديات العالمية الكبرى بين الدول‪ ،‬حيث يعتبر‬
‫االقتصاد التركي احد أهم األنظمة التي تسعى إلى الحفاظ على استم ارريتها وديمومتها‪ ،‬كما‬
‫تهدف تركيا إلى إقامة عالقات متعددة مع الدول العربية‪ ،‬وذلك من خالل العالقات التجارية‬
‫والسياسية بين الدول الطرفين‪.‬‬

‫حيث اتبعت تركيا اتجاه ثورات الربيع العربي بعد ‪ 2011‬سياسة مركبة ومعقدة حيث ان‬
‫لكل بلد خصوصية قيام الثورة فيه‪ ،‬مما ادى إلى تعدد الموقف التركي من كل ثورة سواء الثورة‬
‫السورية‪ ،‬المصرية‪ ،‬التونسية‪.‬‬

‫كما تعتبر تركيا نفسها عبر سياستها أنها فاعل إقليمي ودولي‪ ،‬قادر على حل المشكالت‬
‫المستعصية وذلك عبر آليات السياسة الخارجية التركية الجديدة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على‬
‫االقتصاد التركي‬

‫➢ المبحث األول‪ :‬حجم المبادالت المتنوعة في تركي والمنطقة العربية ‪ :‬الصادرات والواردات‬
‫نحو تركيا‪.‬‬
‫➢ المبحث الثاني‪ :‬التحديات التي تواجه السياسة االقتصادية التركية نحو المنطقة العربية‪.‬‬

‫تمهيد‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تعتبر تركيا من بين اكبر البلدان التي لها عالقات كثيرة مع الدول العربية باعتبارها ذات‬
‫توجه إسالمي بما يؤدي بالضرورة إلى إقامة عالقات اقتصادية كثيرة مع الدول العربية التي تؤدي‬
‫إلى بروز كل منهما في الجانب االقتصادي‪.‬‬
‫حيث تعددت الصادرات والواردات بين تركيا ودول المنطقة العربية‪ ،‬كما أدى ذلك على تزايد‬
‫التحديات والمعوقات لكل من تركيا والدول العربية‪ ،‬على المستوى العالمي‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬حجم المبادالت المتنوعة في تركي والمنطقة العربية‪ :‬الصادرات والواردات نحو‬
‫تركيا‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حجم الصادرات العربية نحو تركيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬معالم الصادرات التركية في العالم‪:‬‬
‫عما كانت عليه عام‬
‫ارتفعت الصادرات التركية عام ‪ 2017‬المنصرم‪ ،‬بنسبة ‪ّ %10.2‬‬
‫‪ ،2016‬لتصل إلى ‪ 157.1‬مليار دوالر‪ ،‬كما ارتفعت الواردات بنسبة ‪ ،%17.9‬خالل الفترة‬
‫نفسها لتصل إلى ‪ 234.2‬مليار دوالر‪.‬‬
‫وكشفت و ازرة الجمارك والتجارة التركية‪ ،‬اليوم الثالثاء‪ ،‬عن بيانات التجارة الخارجية لعام‬
‫‪ ،2017‬مؤكدة أن ‪ 157.1‬مليار دوالر‪ ،‬هو ثاني أعلى رقم بالصادرات في تاريخ الجمهورية‪.‬‬
‫ويقول المحلل التركي‪ ،‬أوكتاي يلماظ‪ ،‬كان العام الماضي ‪ 2017‬من أهم السنوات‬
‫االقتصادية على تركيا‪ ،‬والتي قفزت بمعظم مؤشراتها لمستوى عام ‪ 2014‬وبعضها أكثر‪ ،‬كنسبة‬
‫النمو التي زادت عن ‪ %5‬في حين لم تزد عن ‪ %3.2‬عام االنقالب ‪.2016‬‬
‫ويضيف يلماظ لـ"العربي الجديد" أن القفزة األهم‪ ،‬كانت بعدد السياح وحجم الصادرات التي‬
‫زادت قيمتها عن ‪ 157‬مليار دوالر لتقترب من صادرات عام ‪ 2014‬البالغة ‪ 157.6‬مليار دوالر‪،‬‬
‫ولتزيد نسبة الزيادة عن ‪ %10‬لعام ‪ 2016‬والذي لم تزد خالله الصادرات عن ‪ 142.6‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬وحول أسباب ارتفاع قيمة الصادرات‪ ،‬يقول المحلل التركي إن هناك سببين لزيادة قيمة‬
‫الصادرات‪ ،‬األول فتح األسواق الجديدة‪ ،‬في آسيا وافريقيا وأميركا الالتينية‪ ،‬وذلك نتيجة تركيز‬
‫الحكومة على أسواق بديلة للسوق األوروبية والزيارات المتكررة التي قام بها رئيس الدولة وبصحبته‬
‫‪1‬‬
‫مسئولون حكوميون ورجال أعمال‪.‬‬
‫إضافة إلى عودة السوق الروسية هذا العام بعد تقييد التجارة والعقوبات التي فرضتها روسيا‬
‫منذ نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 2015‬ولم تنته جميعها إال الشهر الفائت‪.‬‬

‫عدنان عبد الرزاق‪ " ،‬تركيا تحقق ثاني أعلى حجم صادرات في تاريخها خالل ‪ ،"2017‬تم التصفح يوم ‪،2019-05-31‬‬ ‫‪1‬‬

‫على الرابط اإللكتروني‪https://akhbarlibya.net/arabic-news/879207.html?source=true :‬‬

‫‪60‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والسبب الثاني برأي يلماظ‪ ،‬هو االستفادة من تراجع سعر صرف الليرة التركية مقابل الدوالر‬
‫والعمالت الرئيسية‪ ،‬فقد خسرت الليرة التركية أكثر من ‪ %50‬من قيمتها خالل العامين األخيرين‪،‬‬
‫وهي فرصة أمام التجار لتحسين الميزان التجاري عبر زيادة الصادرات‪ .‬ولم تخرج قيمة الصادرات‬
‫المرتفعة‪ ،‬عن توقعات المسئولين األتراك‪ ،‬بل تراجعت قليالً‪ ،‬حيث كان من المتوقع أن تزيد عن‬
‫صادرات عام ‪.2014‬‬
‫وكان وزير االقتصاد التركي نهاد زيبكجي‪ ،‬قد توقع سابقاً أن تحقق بالده خالل ‪2017‬‬
‫طفرة تاريخية على صعيد قيمة الصادرات‪ ،‬مشي اًر إلى أنها ستتجاوز عتبة ‪ 157.6‬مليار دوالر‪.‬‬
‫وشهدت الصادرات التركية منذ مطلع ‪ ،2017‬زيادات متتالية في قيمها‪ ،‬مع ارتفاع الطلب‬
‫‪1‬‬
‫الخارجي على صناعاتها المحلية في قطاعات الزراعة والصناعة واألسلحة والخدمات وغيرها‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬يمثل أهم صادرات تركيا إلى العالم لعام (‪.)2008‬‬

‫األهمية النسبية ‪%‬‬ ‫اسم السلع المستوردة‬ ‫كود السلع‬

‫‪%7.7‬‬ ‫زيوت النفط الخام‬ ‫‪27.9‬‬

‫‪%5.4‬‬ ‫زيوت النفط غير الخام‬ ‫‪2710‬‬

‫خردة وفضالت حديدية‪ ،‬سبائك ناتجة عن إعادة صهر الخردة‪،‬‬


‫‪%4.4‬‬ ‫‪71.8‬‬
‫الحديد أو الصلب‪.‬‬

‫‪%2.5‬‬ ‫الذهب بأشكال خام أو نصف مشغولة أو بشكل مسحوق‬ ‫‪71.8‬‬

‫منتجات مسطحة بالتجليخ من حديد صلب خالئطي بعرض‬


‫‪%2.3‬‬ ‫‪72.81‬‬
‫‪600‬مم أو أكثر‪.‬‬

‫‪https://comtrade.un.org/data/‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫عدنان عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪61‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬حجم الصادرات العربية نحو تركيا‪.‬‬


‫يعد االقتصاد التركي عرضة للتقلبات المالية العالمية وارتفاع الدوالر األمريكي بسبب الديون‬
‫الضخمة المقومة بالدوالر‪ .‬وقد زادت التوترات السياسية مع الواليات المتحدة و ارتفاع أسعار‬
‫الفائدة األمريكية من األوضاع سوءا ‪.‬‬
‫ففي الفترة بين يناير ‪/‬كانون الثاني و أغسطس ‪/‬أب‪،2018‬انخفضت سوق األسهم التركية‬
‫نحو ‪ % 25‬وتراجعت الليرة حوالي ‪% 40‬وتتسم عالقات تركيا االقتصادية و التجارية مع بلدان‬
‫الشرق ألوسط وشمال إفريقيا بأنها محدودة ‪.‬‬
‫وبين تحليل نموذج االنحدار الذاتي لبيانات مأخوذة من الربع األول ‪ 1998‬حتى الربع‬
‫الثاني ‪،2015‬إن هناك ارتباطا بين انخفاض نمو االقتصاد التركي بمقدار نقطة مئوية واحدة و‬
‫تأثيرات ضئيلة أو غير ذات داللة إحصائية على النمو في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‬
‫‪.‬‬
‫ان تعرض منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا للمخاطر التجارية في تركيا ضئيل نسبيا‪،‬‬
‫لكن هناك بعض االستثناءات المهمة وبالنسبة لمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا في المتوسط‬
‫بلغت الصادرات إلى تركيا عام ‪ 2016‬نحو ‪ %1.1‬من إجمالي الصادرات وايران ومصر‬
‫والمغرب والجزائر هي البلدان األربعة بالمنطقة التي لديها اكبر نصيب من الصادرات إلى‬
‫تركيا والسعودية ‪.1‬‬
‫حيث بلغت قيمة الصادرات المملكة العربية السعودية إلى تركيا عام ‪ ،2008‬حوالي ‪165‬‬
‫مليار دوالر مما يمثل ‪ % 0.99‬من إجمال قيمة صادرات المملكة العربية السعودية في العالم‬
‫نفسه ثم ارتفعت قيمة صادرات المملكة العربية السعودية إلى عام ‪ 2008‬بحوالي ‪ 6778‬مليون‬
‫لاير سعودي مقارنة بعام ‪ ،2007‬بينما ارتفعت بحوالي ‪ 7111‬مليون لاير مقارنة بعام ‪ ،2004‬ثم‬
‫ارتفع معدل نمو الصادرات المملكة العربية السعودية إلى تركيا عام ‪ 2008‬بحوالي ‪ %31‬عن‬
‫العام السابق‪.‬‬

‫مجموعة البنك الدولي‪ ،‬إقتصاد جديد لمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ‪ ،2018 ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪62‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما بلغ حجم الكمية التي صدرتها المملكة العربية على تركيا ‪ 4100‬ألف طن عام ‪2008‬‬
‫‪1‬‬
‫مما يمثل ‪ %0.91‬من حجم صادرات المملكة العربية السعودية للعام في العام نفسه‪.‬‬
‫كما ان التطور االقتصادي عزز من صورة تركيا في ما يعرف بالدولة النموذج أمام دول‬
‫الشرق األوسط ‪،‬مما ساهم في تطوير التفاعالت القتصادية بين الجانبين وتشير اإلحصاءات إن‬
‫قيمة الصادرات التركية إلى الشرق األوسط ارتفعت من ‪10‬مليار دوالر في عام ‪،205‬إلى ‪42‬مليار‬
‫دوالر خالل عام ‪،2012‬وشهدت تراجعا طفيفا خالل العام ‪2015‬الذي بلغت قيمة الصادرات‬
‫فيه‪31‬مليار دوالر ‪،‬ويعزي هذا التراجع إلى األزمات التي شهدنها بعض دول المنطقة التي أثرت‬
‫سلبا على االقتصاد التركي إلى الشرق األوسط بالطابع الصناعي فيما بلغت الواردات ‪13‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬وشهدت تراجعا حتى وصلت ‪13‬مليار خالل عام ‪ 2015‬كما في جدول (‪:)01‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)02‬الصادرات والواردات التركية مع الشرق الوسط‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫بمالين‬
‫الدوالرات‬
‫الصادرات ‪31085756 35383669 35574660 42451153 27743972 37849232‬‬
‫‪13574630 20480465 22214051 21410008 20439413 13010828‬‬ ‫الواردات‬
‫واحتلت ست دول من منطقة الشرق األوسط مراكز مختلفة ضمن أكثر من عشرين دولة‬
‫التي تصدر لها تركيا‪ ،‬وجاءت العراق في المركز الثالث عالميا واألول على مستوى الشرق األوسط‬
‫واسرائيل في المركز السابع على مستوى دول الشرق األوسط وفي المرتبة السادسة عشر بالنسبة‬
‫للدول العشرين األخرى‪ ،‬ويتضح أهمية السوق العراقية للمصدرين األتراك فضال عن أهمية الدول‬
‫‪2‬‬
‫العربية النفطية‪.‬‬

‫مركز المعلومات‪" ،‬األسواق العالمية الواعدة‪ ...‬تركيا"‪ ،‬غرفة الشرقية‪ ،‬ص ‪.08-07‬‬ ‫‪1‬‬

‫مي سامي المرشد‪ ،‬البعد اإلقليمي لتركيا تجاه الشرق األوسط ‪ ،2016-2002‬ألمانيا‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات‬ ‫‪2‬‬

‫اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،2017 ،‬ص ‪.128‬‬


‫‪63‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجدول رقم (‪ :)03‬أعلى الصادرات التركية مع دول الشرق األوسط ‪.‬‬


‫قيمة الصادرات لعام ‪2015‬‬ ‫الدولة‬

‫‪8.549.967‬‬ ‫العراق‬

‫‪4.681.255‬‬ ‫اإلمارات‬

‫‪3.663.760‬‬ ‫إيران‬

‫‪3.472.514‬‬ ‫السعودية‬

‫‪3.124.876‬‬ ‫مصر‬

‫‪2.698.139‬‬ ‫إسرائيل‬

‫المصدر‪.turkstat :‬‬
‫يالحظ من خالل الجدول أعاله أن قيمة الصادرات لعام ‪ 2015‬في الدول العربية تواليا‪،‬‬
‫حيث جاءت في المرتبة األولى العراق بقيمة ‪ ،8.549.967‬ثم اإلمارات بقيمة ‪،4.681.255‬‬
‫بعدها إيران والسعودية ومصر بقيم متباينة فيما بينها‪ ،‬وفي آخر مرتبة إسرائيل بقيمة‬
‫‪.2.698.139‬‬

‫‪64‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجدول رقم (‪ :)04‬يمثل نسبة الصادرات بالنسبة لتركيا في عام ‪.2016‬‬

‫متوسط منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‬ ‫الجزائر‬ ‫المغرب‬ ‫مصر‬ ‫إيران‬ ‫الدولة‬

‫‪1%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪4%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫السنوات‬


‫المصدر ‪ :‬من البنك الدولي والحلول العالمية المتكاملة للتجارة‪ ،‬وبنك التسويات الدولية‪.‬‬
‫من إعداد الطالبة‬

‫ي افي عام ‪2016‬‬ ‫ة ل‬ ‫ادرات ال‬ ‫ال‬ ‫ال اني (‪) 01‬‬ ‫ال‬

‫‪14%‬‬

‫‪12%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪8%‬‬

‫السنوات‬
‫‪6%‬‬ ‫‪12%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪2%‬‬
‫‪3%‬‬ ‫‪2%‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪1%‬‬
‫‪0%‬‬
‫متوسط منطقة‬
‫العراق‬ ‫إيران‬ ‫سوؤيا‬ ‫البحرين‬ ‫الشرق األوسط‬
‫وشمال إفريقيا‬
‫السنوات‬ ‫‪12%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪2%‬‬

‫المصدر ‪ :‬من البنك الدولي والحلول العالمية المتكاملة للتجارة‪ ،‬وبنك التسويات الدولية‪.‬‬
‫من إعداد الطالبة‬

‫يالحظ من خالل األعمدة البيانية ان قيم الصادرات بالنسبة إلي ارن مرتفعة بشكل واضح‬
‫بنسبة ‪ 5%‬ثم تليها مصر والمغرب ثم الجزائر تواليا (‪4%‬؛ ‪)%2 ،%3‬؛ ثن تليهم متوسط منطقة‬
‫الشرق األوسط وشمال إفريقيا بنسبة ‪.%1‬‬

‫‪65‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجم الواردات من تركيا إلى الوطن العربي‪:‬‬


‫حجم الواردات التركية اتجاه الوطن العربي‪:‬‬
‫تعتبر واردات من تركيا أكثر قليال ففي المتوسط ‪ %3.5‬من واردات المنطقة هي من تركيا‬
‫وكان العراق صاحب النصيب األكبر من الواردات التركية في عام ‪ )%10.8(2016‬يليه‬
‫اليمن(‪ )%9.8‬ثم تونس( ‪ )%4.2‬وايران (‪ )%4.2‬والعالقات المصرفية بين بلدان المنطقة وتركيا‬
‫ال تكاد تذكر ‪ ،‬باستثناء العراق‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)05‬بمثل نسبة مطالبات المصارف التركية المباشرة في الربع األول من عام ‪.2018‬‬

‫متوسط منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‬ ‫البحرين‬ ‫سوريا‬ ‫إيران‬ ‫العراق‬ ‫الدولة‬
‫‪2%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪12%‬‬ ‫السنوات‬
‫المصدر ‪ :‬من البنك الدولي والحلول العالمية المتكاملة للتجارة‪ ،‬وبنك التسويات الدولية‪.‬‬
‫من إعداد الطالبة‬

‫العراق‬ ‫إيران‬ ‫سوؤيا‬ ‫البحرين‬ ‫متوسط منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‬

‫‪2%‬‬
‫‪1%‬‬
‫‪1%‬‬

‫‪3%‬‬ ‫‪12%‬‬

‫المصدر ‪ :‬من البنك الدولي والحلول العالمية المتكاملة للتجارة‪ ،‬وبنك التسويات الدولية‪.‬‬
‫من إعداد الطالبة‬

‫حيث يوضح الشكل ‪ 01‬مطالبات البنوك التركية العاجلة كنسبة مئوية من إجمالي مطالبات‬
‫البنوك األجنبية العاجلة في الربع األول من عام ‪ 2018‬على المنطقة وعلى أربعة بلدان األكثر‬
‫اقتراضا من البنوك التركية والعراق هو أكثر بلدان المنطقة اقتراضا‪ .‬بلغ إجمالي المطالبات البنوك‬
‫‪66‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التركية العاجلة في الربع األول من عام ‪ 2018‬على العراق ‪ 269‬مليون دوالر‪ ،‬أي حوالي ‪%11‬‬
‫من جميع المطالبات المصرفية األجنبية الفورية على العراق‪.‬‬

‫حيث أنه في سنة ‪ 2017‬قدرت واردات تركيا ب ـ ـ ‪ 16‬مليا اًر و‪ 176‬مليون دوالر‪ ،‬منخفضة‬
‫بنسبة ‪ %23.8‬بالمقارنة مع الشهر نفسه من ‪.2017‬‬
‫ولفت البيان إلى أن عجز التجارة الخارجية انخفض إلى ‪ 456‬مليون دوالر‪ ،‬بنسبة ‪%93.8‬‬
‫وشدد بيان هيئة اإلحصاء على أن الصادرات التركية‬
‫في أكتوبر‪ /‬تشرين األول من العام الحالي‪ّ ،‬‬
‫ارتفعت بنسبة ‪ %7.6‬في الفترة بين يناير‪ /‬كانون الثاني وأكتوبر‪ /‬تشرين األول ‪ ، 2018‬مسجلة‬
‫‪ 138‬مليا اًر و‪ 700‬مليون دوالر‪ ،‬فيما ارتفعت الواردات بنسبة ‪ %0.1‬مسجلة ‪ 19‬مليا اًر و‪327‬‬
‫مليون دوالر في الفترة نفسها‪ .‬وأوضح أن عجز التجارة الخارجية بين يناير‪ /‬كانون الثاني وأكتوبر‪/‬‬
‫مسجالً ‪ 51‬مليا اًر و‪ 627‬مليون دوالر‪.‬‬
‫تشرين األول من العام الحالي‪ ،‬انخفض بنسبة ‪ّ ،%15.7‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التحديات التي تواجه السياسة االقتصادية التركية نحو المنطقة العربية‪.‬‬
‫سنقوم في هذا المبحث بدراسة التحديات التي تواجه السياسة الخارجية التركية نحو المنطقة‬
‫العربية‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التحديات السياسية واألمنية‪:‬‬
‫أدت السياسة الخارجية الجديدة التي تتبناها تركيا في الـشرق األوسـط إلى فتح فرص سياسـية‬
‫واقتـصادية‪ ،‬ووفـرت لهـا الوسـيلة لمعالجـة مخاوفهـا األمنيـة‪ .‬ولكـن الـسياسة التركيـة ال تـزال تواجـه‬
‫التحـديات وأول هـذه التحديات أن هناكً عددا من المشكالت السابقة الماثلة‪ .‬وعـلى سـبيل المثـال‪،‬‬
‫عقبـات‪،‬‬ ‫عـدة‬ ‫تواجـه‬ ‫مافتئـت‬ ‫السورية‪-‬التركية‬ ‫العالقات‬ ‫تطوير‬ ‫جهود‬ ‫فإن‬
‫على رغـم تحـسن العالقـات الثنائيـة بـوتيرة سريعـة‪.‬‬
‫وطريقـة معالجـة هـذه التحديات مسألة شديدة األهمية مـن أجـل اسـتدامة العالقـات الجيـدة‬
‫مـع سورية‪ ،‬وعلى رغم حدوث بعض التطورات اإليجابية‪ ،‬فإن قضية ميـاه نهـري الفرات ودجلة‪،‬‬
‫ال تزال من دون حل‪.‬‬
‫وقد تم توقيع بروتوكول بين الـدولتين في عام ‪ 2001‬يدعو إلى التعاون في مجـاالت‬
‫التـدريب واألبحـاث وتبـادل وتطـوير المـشروعات ولكـن الظـروف البيئيـة التـي تـزداد سوءا والجفاف‬
‫المتزايد في المنطقة يشكالنً ضغطا على الدولتين ويعرقالن التعاون‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نظـ ار ألن سـورية وتركيـا‬ ‫تعقيداً‬ ‫وعالوة على ذلك فإن المشكلة تزدادً‬
‫تشهدان توترات مع العراق‪.‬‬
‫وبصورة مشابهة لالنتخابات السابقة أظهـرت االنتخابات العراقية العامة في عام ‪2010‬‬
‫محدودية نفوذ تركيا وبخاصة مقابل إيران‪ ،‬فقد دعمت تركيا قائمة العراقية بزعامة إياد عـالوي‬
‫ومـع أن قائمـة العراقية فازت بالمرتبة األولى في االنتخابات فإنها لم تستطع تشكيل حكومـة‬
‫وخسرت موقعها أمام قائمة نوري المالكي المدعوم من قبل األحزاب الكردية‬
‫‪1‬‬
‫في العراق ومن قبل إيران بصورة عامة تتضمن عالقات تركيا مع إيران عدة مآزق‪.‬‬
‫وعـلى رغـم تحسن العالقات التركية‪-‬اإليرانية في السنوات األخيرة فـإن أزمـة البرنـامج‬
‫النووي اإليراني ال تزال تشكل تحدً يا فمن الناحيـة األولى نجـد أن تركيـا ال تريد أن تصبح إيران‬
‫‪2‬‬
‫قوة نووية وفي الوقت ذاته هي تعارض فرض عقوبات‪.‬‬
‫هناك تحديات تعترض أدوار الوساطة التي تلعبهـا تركيـا في المنطقـة أيضا وفي رأس قائمة‬
‫التحديات قضية نجاح الوساطة فعـلى رغـم قيـام تركيا بعديد من جهود الوساطة فإن معظم جهودها‬
‫لم يثمر نتائج إيجابية‪.‬‬
‫هـي‬ ‫لحلهـا‬ ‫التـي توسـطت‬ ‫الحـاالت‬ ‫جميـع‬ ‫إن‬ ‫تركيـا‬ ‫تقـول‬ ‫اآلن‬ ‫وحتـى‬
‫مشكالت صعبةً جدا وقد سبق أن فشلت دول أخـرى عديـدة في جهـود الوساطة في هذه المشكالت‬
‫ولذلك ليس من العدل أن نتوقع نتائج كبيرة من جهود تركيا‪.‬‬
‫واجه سياسة تركيا الخارجية صـعوبات في اتخـاذ مواقـف مـن االنتفاضات العربية الحالية‪.‬‬
‫فحكومة حزب العدالة والتنميـة التـي شـددت على الحاجة لإلصالح السياسي في فترتها الدستورية‬
‫األولى تخلـت عـن هـذا الخطاب في الفترة الثانية وطورت عالقـات وثيقـة مـع عديـد مـن األنظمـة‬
‫الحاكمة في الشرق األوسط‪ .‬ولذلك فإن الحكومة التركية استثمرت بـشكل ما في الوضع السياسي‬
‫فـوجئ‬ ‫كـما‬ ‫تركيـا‬ ‫فوجئـت‬ ‫وقـد‬ ‫المنطقـة‬ ‫في‬ ‫الـراهن‬
‫اآلخرون عندما اندلعت االنتفاضة التونسية‪.‬‬

‫مليحة بينلي ألطون إشيق‪ ،‬سياسة تركيا الخارجية وانعكاساتها اإلقليمية‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬سلسلة محاضرات اإلمارات‪،2011 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.31-30‬‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪68‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وأخي ار وخالل المظـاهرات في مصر أصدرت حكومة حزب العدالة والتنميةً بيانا أيـدت فيـه‬
‫‪1‬‬
‫المتظـاهرين وقال رئيس الوزراء اردوغانً مخاطبا ممثلي حزب العدالة والتنمية في البرلمان‪.‬‬
‫ولكن اندالع األزمة في ليبيا كشف مآزق تركيا مرة ثانيـة‪ ،‬فليبيـا دولـة‬
‫كان المقاولون األتراك ينفذون مشروعات تجارية فيها منذ بدء الطفرة النفطية هناك في سبعينيات‬
‫القرن العشرين وعلى رغم مواجهة مشكالت عـدم دفـع المستحقات المالية بين الحين واآلخر فقد‬
‫واصلت الشركات التركية األعـمال مع ليبيا‪.‬‬
‫وعندما اندلعت األزمة في ليبيـا تعرضـت االسـتثمارات التركيـة في تلك الدولة والتي تبلغ‬
‫قيمتها نحو ‪23‬مليار دوالر لخسائر كبيرة واضـافة إلى ذلك كان هناك نحو ‪30,000‬مواطن تركـي‬
‫يعملـون في ليبيـا وقـد تـم إجالء معظمهم منها وهكذا شكلت األزمة الليبية تحـدياً كبـي ار للمـصالح‬
‫االقتصادية التركية في تلك الدولة كما كانت حكومة حزب العدالة والتنميـة منزعجـة جــدا لرؤيـة‬
‫الفرنـسيين وهـم يقومـون بتـدخل عـسكري نـشط‪ ,‬ويحاولون موازنة تدخلهم بتحويل أي نشاط عسكري‬
‫إلى حلف الناتو‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التحديات االقتصادية‪:‬‬
‫تواجه بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا عدة تحديات‪ ،‬يمكن ‪ -‬إذا لم يتم التصدي لها‬
‫أن تكبح االنتعاش االقتصادي وتعوق آفاق النمو طويل األجل؛ وتشمل هذه التحديات‪:‬‬
‫➢ ضعف وتيرة اإلصالحات‪.‬‬
‫➢ واغراء العودة إلى سياسات المالية العامة المواتية للتقلبات الدورية‪.‬‬
‫➢ ارتفاع معدالت البطالة بين الشباب والنساء‬

‫كما أن ارتفاع مستويات الديون في بلدان المنطقة قد يؤدي أيضا إلى تراجع آفاق النمو‪،‬‬
‫إن المخاطر التي تواجه اآلفاق االقتصادية في الوطن العربي‪.‬‬
‫وتشمل المخاطر التصاعدية ارتفاع اإلنفاق على إعادة اإلعمار في البلدان التي مزقتها‬
‫الحروب‪ -‬أوال في العراق‪ ،‬ثم في ليبيا‪ ،‬واليمن‪ ،‬وسوريا‪ -‬واالستثمار في البنية التحتية المادية‬
‫والناعمة‪ ،‬مثل اإلنترنت عريض النطاق والهواتف المحمولة‪ ،‬التي يمكن أن تعزز آفاق انتعاش‬
‫اقتصادي له مقومات االستدامة ونمو يشمل الجميع في المنطقة‪.‬‬

‫مليحة بينلي ألطون إشيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35-33‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪69‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وقد يؤدي ذلك إلى إطالق العنان إلمكانات زيادة النمو وخلق فرص العمل المطلوبة بشدة‬
‫بين الشباب في المنطقة ‪.‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬فإن فقدان الزخم في تنفيذ اإلصالحات‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية وسياسات تحقيق االستقرار في المنطقة قد يؤثر سلبا على إمكانات النمو‪.‬‬
‫ويمكن أن يؤدي تدهور البيئة األمنية وتزايد المخاطر الجيوسياسية في المنطقة إلى إبطاء‬
‫االنتعاش في قطاع السياحة وتحويالت المغتربين واالستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬وهي مصادر‬
‫‪2‬‬
‫مهمة لوظائف قطاع الخدمات وايرادات النقد األجنبي لمستوردي النفط في المنطقة‪.‬‬
‫ويمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الدين العام والخارجي نتيجة سنوات من ضعف مراكز‬
‫الحساب الجاري والمالية العامة إلى كبح آفاق النمو‪ .‬كما أدى غياب سياسة مالية عامة تواجه‬
‫التقلبات الدورية خالل الطفرة في أسعار السلع األولية‪ ،‬التي أعقبها تباطؤ في تصحيح أوضاع‬
‫المالية العامة بعد صدمة أسعار السلع األولية‪ ،‬إلى زيادات حادة في الدين العام‪ .‬وتشمل البلدان‬
‫التي تشهد أكبر زيادة في نسب الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي في السنوات القليلة الماضية‬
‫البحرين ومصر واألردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر ‪.‬وعلى الصعيد الدولي‪ ،‬فإن المخاطر كلها‬
‫تقريبا ليست كبيرة‪ .‬ويمكن أن يحد ارتفاع أسعار الفائدة الدولية من حصول معظم بلدان المنطقة‬
‫على التمويل من األسواق العالمية‪ ،‬ال سيما تلك التي تعاني من مستويات عالية من الدين ‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن ارتفاع الدوالر األمريكي منذ شهر أبريل‪/‬نيسان والذي عرض عددا‬
‫من البلدان الناشئة والنامية ذات المديونية الكبيرة للخطر‪ ،‬يمكن أن يؤثر على اقتصاد بلدان يتسم‬
‫بدرجة عالية من المنطقة العربية‪ ،‬وخاصة لبنان‪.‬‬
‫ويجب متابعة التقلبات األخيرة في األسواق الناشئة مثل تركيا عن كثب ‪ -‬خاصة بالنسبة‬
‫لبلدان المنطقة التي تربطها عالقات اقتصادية مع تركيا ؛ ومن الممكن أن تؤدي إجراءات الحماية‬
‫والحروب التجارية المحتملة إلى انخفاض أسعار السلع األولية‪ ،‬بما في ذلك أسعار النفط بسبب‬
‫تقلص الطلب‪.‬‬

‫اإللكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،12:30‬‬ ‫الساعة‬ ‫‪،2019-04-12‬على‬ ‫زيارة‬ ‫تمت‬ ‫تحذير‪،‬‬ ‫صيحة‬ ‫‪1‬‬

‫‪https://arb.majalla.com/node/47316/%D8%B5%D9%8A%D8%AD%D8%A9%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D8‬‬
‫‪%B1‬‬
‫مجموعة البنك الدولي‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪70‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬انخفضت أسعار النحاس والزنك انخفاضا حادا منذ يونيو‪/‬حزيران‪ ،‬مع‬
‫احتدام التوترات التجارية بين الواليات المتحدة والصين‪ .‬وألن حصة الصين من االستهالك العالمي‬
‫للسلع األولية تتزايد بسرعة‪ ،‬فإن تراجع وتيرة نمو االقتصاد الصيني سيضر بأسعار تلك السلع‬
‫ومن بينها النفط‪ .‬ففي عام ‪ ،2017‬بلغ استهالك الصين من النفط ‪ 8.12‬مليون برميل يوميا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وهو ما يعادل نحو ‪% 13‬من االستهالك العالمي للخام‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬كانت بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا محصنة إلى حد كبير من التقلبات‬
‫المستمرة في األسواق الناشئة والتوترات التجارية المتصاعدة‪ ،‬حيث كان تعرضها للمخاطر التجارية‬
‫والمالية في االقتصاد العالمي محدودا‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أفاق العالقات التركية العربية‪:‬‬
‫رغم االختالفات بين الطرفين العربي والتركي في تأويل و الحكم على فترة حكم الدولة‬
‫العثمانية ‪ ،‬و رغم االتهامات المتبادلة من كل طرف اتجاه الطرف األخر‪ ،‬إال انه ال يمكن إنكار‬
‫باي شكل من اإلشكال أنها أبهى فترة عاشها الطرفين تحت لواء القومية اإلسالمية التي طغت‬
‫على القوميتين العربية والتركية وقادها الى تحقيق أمجاد عظيمة جعلت المجال الجغرافي للدولة‬
‫العثمانية ومكوناتها حصين أمام كل الغزوات الغربية بمختلف أشكالها الى غاية أواخر القرن‬
‫التاسع عشر الذي شكل بداية الصراع بين القوميتين العربية والتركية والذي أدى في أخر المطاف‬
‫الى سقوط الدولة العثمانية والى انفتاح هذا المجال الجغرافي على مصرعيه أمام األطماع الغربية‬
‫والتي مازالت تعاني من أثاره السلبية الى يومنا هذا‪.‬‬
‫‪ -‬حالة االنقسام التي يعيشها العالم العربي رغم توفر مؤسسات العمل المشترك باختالف‬
‫سمائها – جامعة الدول العربية‪ ،‬االتحاد المغاربي‪ ،‬مجلس التعاون الخليجي – والتي انشات‬
‫لغرض تحقيق الوحدة و التكامل العربي و التي من خاللها تبرز كقوة إقليمية لها مكانتها ودورها‬
‫الفعال في المحافل اإلقليمية و الدولية‪ ،‬غير أنها مازلت تقف عاجزة عن إيجاد حلول لمختلف‬
‫التزامات التي تعصف بوحداتها‪ ،‬كما أنها عاجزة عن الوقوف في وجه التدخالت الخارجية اإلقليمية‬
‫و الدولية في شؤونها الداخلية‪ ،‬ومن ثمة فهي تقف عاجزة على حماية مصالحها‪.‬‬

‫‪ 1‬الحرب التجارية تضغط على النفط انخفاضاً‪ ...‬والذهب في صعود‪ ،‬تمت زيارة الموقع يوم ‪ ،2019-03-12‬على الساعة‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/economy/2019// :‬‬ ‫‪ ،01‬على الرابط‬

‫‪71‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وللنهوض بالوطن العربي والخروج من الحالة االنحدارية التي يعيشها وللوقوف أمام‬
‫المشاريع الدولية و اإلقليمية التي ترسم و تهيأ في المنطقة العربية البد من إعادة النواة العربية‬
‫حول دولة عربية محورية مثل مصر او العربية السعودية ‪.‬‬
‫كما أنها بحاجة ملحة الى إستراتيجية إصالح شاملة لمعالجة االختالفات البنيوية والهيكلية‬
‫في اقتصاديات والعمل على إيجاد حلول للنزاعات العربية – العربية بعيدا عن االماالت الخارجية‬
‫و تعزيز وتفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك وذلك من خالل توحيد المواقف العربية اتجاه‬
‫القضايا العربية الكبرى في مقدمتها القضية الفلسطينية‪ ،‬توافر اإلرادة السياسية واستقالل القرار‬
‫السياسي لبناء عالقات تقوم على أساس المصالح المشتركة بعيدا عن المساومات عن طريق‬
‫االستفادة من التشابه الثقافي‪ ،‬الحضاري والتاريخي العربي – التركي‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‬
‫نستنتج من خالل دراسة أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد التركي‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫• أن نسبة الصادرات والواردات الموجهة للدول العربية من قبل تركيا تزداد بشكل كبير‬
‫في السنوات األخير‪ ،‬خصوصا على مستوى القطاع التجاري‪.‬‬
‫• رغم التقلبات التي يعاني منها االقتصاد التركي وعلى سبيل الخصوص حالة انخفاظ‬
‫أسعار العملة التركية أدى إلى عدة تحديات تحدث عنها يلماظ في مؤتمر عقد حول‬
‫االقتصاد التركي والعالقات االقتصادية مع دول المنطقة العربية‪.‬‬
‫• تعتبر العالقات التركية العربية من بين العالقات التي يبرز فيها االختالف من الناحية‬
‫السياسية والدبلوماسية‪ ،‬ولكن عند الحديث عن المجال االقتصادي اختلف االمر‬
‫وأصبحت العالقات عالقات تعاون‪ ،‬لكن تبقى العالقات التركية العربية تتسم بالنسبية‬
‫وعدم التكامل‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫بعد ثمانين عام من التمسك بالمبادئ االتاتوركية خاصة في الشق الغربي في السياسة الخارجية‬
‫التركية و إدارة ظهرها إلى الشرق ‪ ،‬بدأت تلك السياسة الخارجية تتخذ منحى جديد منذ وصول‬
‫حزب العدالة و التنمية سنة ‪ 2002‬عن طريق الموازنة في سياستها الخارجية بين التوجه الغربي‬
‫و التوجه نحو الشرق العربي اإلسالمي حيث يرتكز برنامجه في السياسة الخارجية على السعي‬
‫إلى الحصول على العضوية الكاملة في االتحاد األوروبي من ناحية و تطوير العالقات مع‬
‫األقطار العربية و في إطار منظمة المؤتمر اإلسالمي من ناحية أخرى ما يدفع به إلى تصحيح‬
‫المسار السياسي التقليدي في السياسة الخارجية الوحيدة الجانب الموروثة عن الكمالية ‪ ،‬فقد‬
‫شرعت السلطة السياسية الجديدة في دبلوماسية جديدة نشيطة تتخللها المبادرات االيجابية في‬
‫اتجاه األقطار العربية على مختلف المستويات السياسية ‪ ،‬االقتصادية ‪ ،‬الثقافية و الدفاعية‪.‬‬

‫إن التحول الكبير في السياسة الخارجية التركية من خالل االنفتاح على العالم العربي لم يكن‬
‫ليغادر إطاره النظري‪ ،‬رغم األهمية التي احتلها العالمين العربي و اإلسالمي في هذا االنفتاح ‪.‬‬
‫و إنما جاء ليدعم سياساتها الرامية إلى ممارسة المزيد من الضغط على الدول األوروبية و إبرازها‬
‫ألهميتها اإلستراتيجية التي لم تتراجع بعد نهاية الحرب الباردة ‪ .‬كما انه جاء ليكون احد الحلول‬
‫التي بإمكانها أن تكون مخرجا لالقتصاد التركي و للمنتجات الزراعية التركية بما أن عدم قبولها‬
‫في االتحاد األوروبي يمثل حاج از أمام ولوج منتجاتها الزراعية و الصناعية إلى السوق األوروبية‬
‫المشتركة خاصة بعد المشاريع الضخمة التي تم تشييدها على ضفاف نهري الدجلة و الفرات ‪،‬‬
‫ما يجعل من الوطن العربي بديال استراتيجيا لمنتجاتها بحكم القرب الجغرافي و حاجت هذا األخير‬
‫إلى المنتجات الزراعية و الصناعية التنافسية التركية‪.‬‬

‫وعليه وبالنظرة المتفحصة لما جاء في التقدمة قد خرجت هذه الدراسة بمجموعة من النتائج‬
‫البحثية تجيب في مجملها عن اإلشكالية المطروحة وهي كاألتي ‪:‬‬

‫• على الطرف العربي استيعاب فكرة أن المشكلة ليست في الطرف التركي الذي حسم خياره‬
‫االستراتيجي بان يكون له دور رئيسي و فعال في المنطقة من خالل موقعه في التحالف‬
‫مع الغرب‪ ،‬بقدر ما هي مرتبطة بالدول العربية ذاتها‪ ،‬التي انسلخت من دورها التاريخي‬
‫معطلة بذلك كل عوامل النجاح و التطور لديهم من موقع استراتيجي و ثروات طبيعية و‬

‫‪75‬‬
‫الخاتمة‬

‫طاقة بشرية هائلة‪ ،‬و بالتالي عليها ان تسعى إلى استعادة دورها و موقعها في النظامين‬
‫اإلقليمي و الدولي‪.‬‬
‫• خيبة أمل تركيا من عدم قبول عضويتها في االتحاد األوروبي رغم تنفيذها لإلصالحات‬
‫التي اشترطها عليها هذا األخير واستيفائها للشروط األساسية لالنضمام مقارنة بدول أخرى‬
‫تم قبول عضويتها‪ ،‬يوجب على الجانب التركي استيعاب فكرة أن انتمائها الحضاري‬
‫والتاريخي والثقافي ينحصر في المجال الجغرافي اإلسالمي العربي‪.‬‬
‫• التقدم الكبير الذي حققته تركيا في العقدين األخيرين في جميع المجاالت والتي جعل منها‬
‫قوة إقليمية هامة‪ ،‬بإمكانها أن تدخل في إطار البدائل اإلستراتيجية المتاحة لدى الدول‬
‫العربية للمساهمة في تعديل موازين القوة اإلقليمية‪ ،‬وكذا االستفادة من الخبرات التنموية‬
‫واإلصالحية التي اتبعتها الدولة التركية لتحقيق المكانة االقتصادية والسياسية الراهنة في‬
‫النظام الدولي‪.‬‬
‫• حالة االنقسام التي يعيشها العالم العربي رغم توفر مؤسسات العمل المشترك باختالف‬
‫أسمائها – جامعة الدول العربية‪ ،‬االتحاد المغاربي‪ ،‬مجلس التعاون الخليجي – والتي‬
‫أنشأت لغرض تحقيق الوحدة والتكامل العربي والتي من خاللها تبرز كقوة إقليمية لها‬
‫مكانتها ودورها الفعال في المحافل اإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫• سيادة الشعور العربي بالتفوق االقتصادي التركي وما حققته من تقدم في نظامها السياسي‬
‫من خالل سعيها لتحقيق شروط االنضمام إلى االتحاد األوروبي‪ ،‬مقابل العجز العربي في‬
‫تحقيق نهضة اقتصادية و رفاه اجتماعي لشعوبها و كذا االختالف في األنظمة السياسية‬
‫بين الطرفين‬

‫‪76‬‬
‫قائمة المالحق‬
‫الملحق رقم (‪ : )01‬قائمة بأسماء الدول األعضاء التي وقعت وصادقت على مختلف‬
‫االتفاقيات والنظم األساسية للتعاون االقتصادي والتجاري والفني فيما بين الدول األعضاء‬
‫بمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪OIC/ECO-04/38/2007‬‬ ‫‪2013/10/30‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﲰﺎء ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻭﺻﺎﺩﻗﺖ‬
‫ﻋﻠﻰ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء ﲟﻨﻈﻤﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﻌﻬﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻻﺗﺤﺎﺩ‬


‫ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻠﻜﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﺠﻠﺲ‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻹﻁﺎﺭﻳﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭﺿﻤﺎﻥ‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻠﻲ ﻟﻠﺘﻌﺮﻓﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ‬
‫)ﺳﻤﻴﻚ(‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ )‪(1‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-15/17‬ﻕ‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-13/16‬ﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-12/7‬ﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-8/1‬ﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻟﻮﺯﺭﺍء‬ ‫ﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ‪،‬‬ ‫ﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬
‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ – ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻧﻴﺎﻣﻲ – ﺍﻟﻨﻴﺠﺮ‬ ‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ – ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ – ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ‪ -‬ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺑﻐﺪﺍﺩ – ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‬ ‫ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ – ﻟﻴﺒﻴﺎ‬
‫‪1988/11/4-1‬‬ ‫ﺻﻨﻌﺎء – ﺍﻟﻴﻤﻦ‬ ‫‪1982/8/26-22‬‬ ‫‪2007/11/17-14‬‬ ‫‪2005/11/25-22‬‬ ‫‪1990/10/10-7‬‬ ‫‪1981/6/5-1‬‬ ‫‪1977/5/22-16‬‬
‫‪1984/12/22-18‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2010/10/8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2010/10/8‬‬ ‫أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن‬
‫‪07/10/23‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/12/01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/03/21‬‬ ‫‪80/05/20‬‬ ‫اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪96/11/16‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أﻟﺑﺎﻧﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪06/06/20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪60/60/20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪06/06/20‬‬ ‫أذرﺑﯾﺟﺎن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪2013/09/12‬‬ ‫‪09/06/29‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪01/06/09‬‬ ‫‪05/11/25‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪80/08/30‬‬ ‫‪80/05/21‬‬ ‫ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺣرﯾن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪88/04/16‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪01/12/05‬‬ ‫‪83/09/10‬‬ ‫‪23/06/2011‬‬ ‫‪15/02/2011‬‬ ‫‪09/11/02‬‬ ‫‪06/11/24‬‬ ‫‪04/01/17‬‬ ‫‪97/11/04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪97/11/04‬‬ ‫‪78/04/18‬‬ ‫‪77/12/05‬‬ ‫ﺑﻧﺟﻼدﯾش‬
‫‪-‬‬ ‫‪14/08/2012‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14/08/2012‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14/08/2012‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14/08/2012‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14/08/2012‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14/08/2012‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪13/08/2012‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪13/08/2012‬‬ ‫ﺑﻧﯾن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ﺑروﻧﺎي دار اﻟﺳﻼم‬
‫‪-‬‬ ‫‪01/10/21‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪01/01/21‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/06/10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/06/10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪93/09/14‬‬ ‫‪92/05/19‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪85/12/23‬‬ ‫ﺑورﻛﯾﻧﺎ ﻓﺎﺳو‬
‫‪00/07/07‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪06/11/24‬‬ ‫‪95/09/26‬‬ ‫‪94/10/24‬‬ ‫‪95/09/26‬‬ ‫‪94/10/25‬‬ ‫‪83/07/11‬‬ ‫‪78/01/23‬‬ ‫اﻟﻛﺎﻣﯾرون‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2010/10/7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2010/10/7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2010/10/7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪81/01/16‬‬ ‫‪78/04/28‬‬ ‫ﺟزر اﻟﻘﻣر‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/09/17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/09/17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/07‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/07‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/07‬‬ ‫ﻛوت دﯾﻔوار‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ﻗرﻗﯾزﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ﻛﺎزاﺧﺳﺗﺎن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/12/02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/01/25‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/01/25‬‬ ‫‪2012/12/02‬‬ ‫‪2012/01/25‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪82/08/25‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪79/04/21‬‬ ‫ﺟﯾﺑوﺗﻲ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪88/05/07‬‬ ‫‪87/06/11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪05/11/24‬‬ ‫‪99/12/31‬‬ ‫‪96/11/15‬‬ ‫‪87/12/16‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪78/06/06‬‬ ‫‪77/11/08‬‬ ‫ﻣﺻر‬
‫‪2011/04/05‬‬ ‫‪06/11/24‬‬ ‫‪89/03/21‬‬ ‫‪89/05/30‬‬ ‫‪89/03/21‬‬ ‫‪89/05/30‬‬ ‫‪08/10/12‬‬ ‫‪07/09/12‬‬ ‫‪08/10/12‬‬ ‫‪06/11/24‬‬ ‫‪05/08/15‬‬ ‫‪04/11/26‬‬ ‫‪89/01/14‬‬ ‫‪89/02/12‬‬ ‫‪1979‬‬ ‫‪77/12/29‬‬ ‫اﻹﻣﺎ رات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪08/01/21‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪08/01/21‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪08/01/21‬‬ ‫‪78/01/23‬‬ ‫اﻟﺟﺎﺑون‬
‫‪-‬‬ ‫‪06/11/24‬‬ ‫‪2011/04/27‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪2013/1/31‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪2013/1/31‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2013/1/31‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2009/08/11‬‬ ‫‪93/09/05‬‬ ‫‪2009/08/11‬‬ ‫‪93/09/04‬‬ ‫‪2009/08/11‬‬ ‫‪80/05/21‬‬ ‫ﺟﺎﻣﺑﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ﻏوﯾﺎﻧﺎ‬
‫‪03/06/20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪03/06/20‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪03/06/20‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪07/09/12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫‪03/06/20‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪03/06/20‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪81/02/10‬‬ ‫‪77/12/26‬‬ ‫ﻏﯾﻧﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫ﻏﯾﻧﯾﺎ ﺑﯾﺳﺎو‬
‫‪-2-‬‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﻌﻬﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻻﺗﺤﺎﺩ‬


‫ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻠﻜﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﺠﻠﺲ‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻹﻁﺎﺭﻳﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭﺿﻤﺎﻥ‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻠﻲ ﻟﻠﺘﻌﺮﻓﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ‬
‫)ﺳﻤﻴﻚ(‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ )‪(1‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-15/17‬ﻕ‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-13/16‬ﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-12/7‬ﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-8/1‬ﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻟﻮﺯﺭﺍء‬ ‫ﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ‪،‬‬ ‫ﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬
‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ – ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻧﻴﺎﻣﻲ – ﺍﻟﻨﻴﺠﺮ‬ ‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ – ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ – ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ‪ -‬ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺑﻐﺪﺍﺩ – ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‬ ‫ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ – ﻟﻴﺒﻴﺎ‬
‫‪1988/11/4-1‬‬ ‫ﺻﻨﻌﺎء – ﺍﻟﻴﻤﻦ‬ ‫‪1982/8/26-22‬‬ ‫‪2007/11/17-14‬‬ ‫‪2005/11/25-22‬‬ ‫‪1990/10/10-7‬‬ ‫‪1981/6/5-1‬‬ ‫‪1977/5/22-16‬‬
‫‪1984/12/22-18‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2011/09/6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2011/09/6‬‬ ‫‪2011/07/14‬‬ ‫‪92/02/04‬‬ ‫‪83/12/03‬‬ ‫‪83/05/01‬‬ ‫‪80/01/08‬‬ ‫‪79/04/30‬‬ ‫إﻧدوﻧﯾﺳﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪02/10/27‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2011/12/15‬‬ ‫‪01/10/24‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1978‬‬ ‫‪78/07/02‬‬ ‫اﻟﻌ راق‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪93/10/06‬‬ ‫‪93/09/04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪2013/11/11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2010/12/22‬‬ ‫‪09/04/27‬‬ ‫‪93/05/12‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪94/09/15‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪95/11/07‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫إﯾ ران‬
‫‪07/02/13‬‬ ‫‪05/11/24‬‬ ‫‪89/04/08‬‬ ‫‪88/03/12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪94/10/26‬‬ ‫‪07 / 10/ 09‬‬ ‫‪07/09/12‬‬ ‫‪07/02/13‬‬ ‫‪05/11/24‬‬ ‫‪98/12/21‬‬ ‫‪93/02/01‬‬ ‫‪99/02/25‬‬ ‫‪98/11/04‬‬ ‫‪79/05/10‬‬ ‫‪77/12/29‬‬ ‫اﻷردن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2011/10/20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2011/10/20‬‬ ‫‪2013/04/17‬‬ ‫‪04/11/26‬‬ ‫‪83/04/12‬‬ ‫‪81/11/18‬‬ ‫‪80/05/10‬‬ ‫‪77/12/05‬‬ ‫اﻟﻛوﯾت‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪08/11/18‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪03/07/11‬‬ ‫‪96/11/15‬‬ ‫‪05/03/06‬‬ ‫‪96/11/15‬‬ ‫‪03/11/26‬‬ ‫‪96/11/15‬‬ ‫ﻟﺑﻧﺎن‬
‫‪08/12/15‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪89/01/04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪92/11/02‬‬ ‫‪92/02/05‬‬ ‫‪96/02/13‬‬ ‫‪94/10/25‬‬ ‫‪78/04/15‬‬ ‫‪77/12/05‬‬ ‫ﻟﯾﺑﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪08/10/14‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫‪06/05/20‬‬ ‫‪06/03/27‬‬ ‫‪04/08/23‬‬ ‫‪04/06/30‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪87/09/30‬‬ ‫‪81/01/14‬‬ ‫‪78/05/18‬‬ ‫ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪06/04/11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪77/12/17‬‬ ‫اﻟﻣﺎﻟدﯾف‬
‫‪05/05/03‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2011/10/20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪82/05/24‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪81/08/08‬‬ ‫‪78/04/27‬‬ ‫ﻣﺎﻟﻲ‬
‫‪06/07/31‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪85/12/30‬‬ ‫‪06/07/25‬‬ ‫‪00/10/26‬‬ ‫‪2013/06/07‬‬ ‫‪08/10/24‬‬ ‫‪2013/06/07‬‬ ‫‪08/10/24‬‬ ‫‪06/07/25‬‬ ‫‪93/09/29‬‬ ‫‪90/05/07‬‬ ‫‪81/11/02‬‬ ‫‪79/04/16‬‬ ‫‪78/01/23‬‬ ‫اﻟﻣﻐرب‬
‫‪-‬‬ ‫‪2012/11/6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/11/6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/11/6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/11/6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/11/6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/11/6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/11/6‬‬ ‫‪79/05/09‬‬ ‫‪77/11/08‬‬ ‫ﻣورﯾﺗﺎﻧﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ﻣوزﻣﺑﯾق‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪84/12/08‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/09/10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/09/10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2012/09/10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪78/08/07‬‬ ‫‪78/05/18‬‬ ‫اﻟﻧﯾﺟر‬
‫‪-‬‬ ‫‪09/11/09‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪98/11/04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪98/11/04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/09‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/09‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪98/11/04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪98/11/04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪98/11/04‬‬ ‫ﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/01/20‬‬ ‫‪08/10/24‬‬ ‫‪20‬؟‪01‬؟‪09‬‬ ‫‪08/10/24‬‬ ‫‪07/07/08‬‬ ‫‪07/05/06‬‬ ‫‪94/12/10‬‬ ‫‪94/10/25‬‬ ‫‪81/04/28‬‬ ‫‪80/04/15‬‬ ‫ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪01/11/14‬‬ ‫‪93/09/05‬‬ ‫‪87/02/10‬‬ ‫‪87/11/26‬‬ ‫‪01/11/14‬‬ ‫‪78/08/08‬‬ ‫أوﻏﻧدا‬
‫‪2010/7/16‬‬ ‫‪2010/7/16‬‬ ‫‪86/04/30‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪13/04/2012‬‬ ‫‪08/09/03‬‬ ‫‪07/11/20‬‬ ‫‪07/02/17‬‬ ‫‪93/10/11‬‬ ‫‪94/10/25‬‬ ‫‪82/07/10‬‬ ‫‪81/12/20‬‬ ‫‪1978‬‬ ‫‪78/10/14‬‬ ‫ﺑﺎﻛﺳﺗﺎن‬
‫‪-‬‬ ‫‪99/11/07‬‬ ‫‪86/11/11‬‬ ‫‪87/01/03‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪83/05/22‬‬ ‫‪20/12/2011‬‬ ‫‪2010/12/27‬‬ ‫‪20/12/2011‬‬ ‫‪2010/12/27‬‬ ‫‪2011/07/12‬‬ ‫‪92/09/10‬‬ ‫‪82/03/15‬‬ ‫‪80/03/15‬‬ ‫‪80/03/18‬‬ ‫‪78/04/28‬‬ ‫ﻓﻠﺳطﯾن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪02/11/05‬‬ ‫‪01/10/21‬‬ ‫‪09/09/02‬‬ ‫‪09/11/07‬‬ ‫‪09/10/27‬‬ ‫‪08/10/23‬‬ ‫‪07/03/11‬‬ ‫‪04/11/26‬‬ ‫‪02/11/05‬‬ ‫‪00/10/26‬‬ ‫‪80/09/09‬‬ ‫‪78/09/24‬‬ ‫ﻗطر‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪04/04/11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11/08/2010‬‬ ‫‪09/11/09‬‬ ‫‪08/06/09‬‬ ‫‪08/06/02‬‬ ‫‪07/10/01‬‬ ‫‪92/09/10‬‬ ‫‪84/09/17‬‬ ‫‪85/09/23‬‬ ‫‪79/06/27‬‬ ‫‪78/01/14‬‬ ‫اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ‬
‫‪-‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫‪89/02/04‬‬ ‫‪87/06/17‬‬ ‫‪89/02/04‬‬ ‫‪87/06/17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪94/06/30‬‬ ‫‪91/09/09‬‬ ‫‪94/06/30‬‬ ‫‪87/06/17‬‬ ‫‪79/02/28‬‬ ‫‪77/12/25‬‬ ‫اﻟﺳﻧﻐﺎل‬
‫‪-‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/09‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/09‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/11/17‬‬ ‫ﺳﯾراﻟﯾون‬
‫‪2010/05 /13‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪2010/05 /13‬‬ ‫‪09/11/09‬‬ ‫‪2010/05 /13‬‬ ‫‪09/11/09‬‬ ‫‪2010/05 /13‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪2010/05 /13‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪2010/05 /13‬‬ ‫‪09/11/08‬‬ ‫‪84/11/25‬‬ ‫‪83/12/19‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪78/12/24‬‬ ‫اﻟﺻوﻣﺎل‬
‫‪03/01/28‬‬ ‫‪00/10/26‬‬ ‫‪06/08/26‬‬ ‫‪93/09/04‬‬ ‫‪06/08/26‬‬ ‫‪93/09/04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2013/03/18‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2013/03/18‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪92/05/13‬‬ ‫‪02/05/30‬‬ ‫‪81/12/20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪78/01/14‬‬ ‫اﻟﺳودان‬
‫‪-‬‬ ‫‪99/11/07‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪02/04/02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2010/04/15‬‬ ‫‪08/10/24‬‬ ‫‪06/05/23‬‬ ‫‪06/05/23‬‬ ‫‪05/11/27‬‬ ‫‪04/11/26‬‬ ‫‪2010/01/04‬‬ ‫‪01/10/21‬‬ ‫‪80/07/15‬‬ ‫‪78/06/04‬‬ ‫ﺳورﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ﺳورﯾﻧﺎم‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪97/11/04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪97/11/04‬‬ ‫طﺎﺟﯾﻛﺳﺗﺎن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪92/01/14‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪78/04/27‬‬ ‫ﺗﺷﺎد‬
‫‪-3-‬‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﻌﻬﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻻﺗﺤﺎﺩ‬


‫ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻠﻜﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﺠﻠﺲ‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻹﻁﺎﺭﻳﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ‬ ‫ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭﺿﻤﺎﻥ‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻠﻲ ﻟﻠﺘﻌﺮﻓﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ‬
‫)ﺳﻤﻴﻚ(‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺃﻗﺮﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ )‪(1‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-15/17‬ﻕ‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-13/16‬ﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ )‪ (1‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-12/7‬ﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪-8/1‬ﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﻣﺴﻴﻚ‬ ‫ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎء‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻟﻮﺯﺭﺍء‬ ‫ﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ‪،‬‬ ‫ﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬ ‫ﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‬
‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ – ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻧﻴﺎﻣﻲ – ﺍﻟﻨﻴﺠﺮ‬ ‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ – ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ – ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ‪ -‬ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺑﻐﺪﺍﺩ – ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ‬ ‫ﻁﺮﺍﺑﻠﺲ – ﻟﻴﺒﻴﺎ‬
‫‪1988/11/4-1‬‬ ‫ﺻﻨﻌﺎء – ﺍﻟﻴﻤﻦ‬ ‫‪1982/8/26-22‬‬ ‫‪2007/11/17-14‬‬ ‫‪2005/11/25-22‬‬ ‫‪1990/10/10-7‬‬ ‫‪1981/6/5-1‬‬ ‫‪1977/5/22-16‬‬
‫‪1984/12/22-18‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬ ‫ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﻗﻴﻊ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ﺗوﺟو‬
‫‪06/03/27‬‬ ‫‪01/09/18‬‬ ‫‪00/02/14‬‬ ‫‪95/11/08‬‬ ‫‪83/11/11‬‬ ‫‪83/01/06‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07/09/12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪05/11/25‬‬ ‫‪00/07/31‬‬ ‫‪93/01/21‬‬ ‫‪83/11/11‬‬ ‫‪82/06/10‬‬ ‫‪80/04/13‬‬ ‫‪79/01/27‬‬ ‫ﺗوﻧس‬
‫‪2010/07 /15‬‬ ‫‪99/11/07‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪09/11/02‬‬ ‫‪07/09/12‬‬ ‫‪08/05/02‬‬ ‫‪05/11/24‬‬ ‫‪91/11/28‬‬ ‫‪91/09/23‬‬ ‫‪91/02/09‬‬ ‫‪87/07/16‬‬ ‫‪82/07/02‬‬ ‫‪77/12/29‬‬ ‫ﺗرﻛﯾﺎ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ﺗرﻛﻣﻧﺳﺗﺎن‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أوزﺑﻛﺳﺗﺎن‬
‫‪-‬‬ ‫‪06/11/24‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪94/10/25‬‬ ‫‪08/03/26‬‬ ‫‪94/10/25‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪82/06/12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪77/12/29‬‬ ‫اﻟﯾﻣن‬

‫‪13‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ﺍجملﻤﻮﻉ‬

‫>‪<OIC/DOC/2008/AGREEMENTS/ZAK‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬
‫الكتب‬
‫النعيمي احمد‪ ،‬السياسة الخارجية ‪،‬عمان‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪.2009،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أراس بولنت وآخرون‪ ،‬التحول التركي اتجاه المنظمة العربية‪ ،‬ط‪ ،01‬عمان‪ ،‬مركز‬ ‫‪.2‬‬
‫دراسات الشرق األوسط‪.2012 ،‬‬
‫بينلي ألطون إشيق مليحة‪ ،‬سياسة تركيا الخارجية وانعكاساتها اإلقليمية‪ ،‬اإلمارات‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫سلسلة محاضرات اإلمارات‪.2011 ،‬‬
‫حداد معين‪ ،‬الشرق الوسط دراسة جيوبوليتيكية‪ :‬قضايا األرض والنفط والمياه‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫بيروت‪ :‬شركة مطبوعات للتوزيع والنشر‬
‫خورشيدلي حسن‪ ،‬تركيا وقضايا السياسة الخارجية ‪ ،‬دمشق‪ ،‬مكتبة األسد الوطنية‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪.199‬‬
‫دني إيمان‪ ،‬الدور اإلقليمي التركي في الشرق األوسط بعد الحرب الباردة‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪.2014 ،‬‬
‫زكي يونس الطويل رواء‪ ،‬االقتصاد التركي‪ :‬األبعاد المستقبلية للعالقات العراقية‬ ‫‪.7‬‬
‫التركية‪ ،‬األردن ‪ :‬المملكة األردنية الهاشمية‪.2011 ،‬‬
‫طويل رواء زكي‪ ،‬االقتصاد التركي واألبعاد المستقبلية للعالقات التركية‬ ‫‪.8‬‬
‫العراقية‪،‬عمان‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع ‪ ،2010،‬ص‪.24‬‬
‫عبد الحكيم خسروا جوزل‪ ،‬قضايا الطاقة والسياسة على محور اربيل‪-‬أنقرة‪-‬بغداد‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪.2014 ،‬‬
‫‪ .10‬العطية سمير وآخرون‪ ،‬العرب وتركيا‪ :‬تحديات الحاضر ورهانات المستقبل‪ ،‬الدوحة‪:‬‬
‫المركز العربي الديمقراطي‪.2012 ،‬‬
‫‪ .11‬الدمي محمد عربي‪ ،‬التحول في السياسة الخارجية التركية اتجاه العراق‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫القضية الفلسطينية‪ ،‬ط‪ ،01‬الجزائر‪ ،‬المركز الجامعي تمنراست‪ ،2017 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ .12‬المرشد مي سامي‪ ،‬البعد اإلقليمي لتركيا تجاه الشرق األوسط ‪،2016-2002‬‬
‫ألمانيا‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪.2017 ،‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ .13‬النعيمي لقمان عمر محمود‪ ،‬تركيا والثورات العربية‪ ،‬تونس‪ ،‬مصر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫مركز الدراسات اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ .14‬نوفل ميشال‪ ،‬عودة تركيا إلى الشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪.2008 ،‬‬
‫• الرسائل غير المنشورة‪:‬‬
‫الزقيم علي‪ ،‬التغيرات السياسية التركية في ظل حزب العدالة والتنمية ‪-2002‬‬ ‫‪.1‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬ ‫‪( ،2016‬مذكرة ماستر في العلوم السياسية ‪،‬منشورة)‪،‬‬
‫‪.2016‬‬

‫بن قويدر إيمان‪ ،‬الوجه اآلخر للعولة‪ ،‬الربيع العربي نموذجا‪( ،‬مذكرة ماستر في‬ ‫‪.2‬‬
‫العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.‬‬
‫بوصبع فتيحة‪ ،‬السياسة الخارجية تجاه الدول العربية‪( ،‬مذكرة ماستر في العوم‬ ‫‪.3‬‬
‫السياسية)‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.2014 ،‬‬
‫بوعلي صوفية‪ ،‬وفاء طوالبية‪ ،‬الدور اإلقليمي في ظل المتغيرات الدولية الراهنة‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫(مذكرة ماستر في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة تبسة‪.2015 ،‬‬
‫خليد حاكم‪ ،‬صراع القوى الكبرى في منطقة الشرق األوسط‪،2015 ،2001 ،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫(مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في العلوم السياسية تخصص دراسات مغربية) جامعة موالي‬
‫طاهر‪ ،‬سعيدة‪.2015-2014 ،‬‬
‫داود مارية‪ ،‬السياسة الخارجية األمريكية اتجاه تركيا‪ ( ،‬مذكرة ماستر في العلوم‬ ‫‪.6‬‬
‫السياسية)‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪،‬المسيلة‪.2015 ،‬‬
‫دني إيمان‪ ،‬البعد اإلقليمي والدولي للسياسة الخارجية التركية‪( ،‬أطروحة دكتوراه في‬ ‫‪.7‬‬
‫العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة‪.2016 ،‬‬
‫ساعو وليدة‪ ،‬الثورات العربية بين التوازنات والتفاعالت الجيواستراتجية ومتغيرات‬ ‫‪.8‬‬
‫المنطقة العربية‪ :‬دراسة حالة سوريا‪( ،‬مذكرة ماستر في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2014 ،2013 ،‬‬

‫سنوسي زوبيدة‪ ،‬تداعيات األزمة السورية على العالقات الروسية التركية فترة‬ ‫‪.9‬‬
‫‪( ،2017-2013‬مذكرة ماستر في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة أم البواقي‪.2016 ،‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ .10‬الشرطي طارق‪ ،‬تركيا وسياستها الخارجية تجاه القضية الفلسطينية "من االنتفاضة‬
‫الثانية إلى العدوان على غزة ‪ (،2000 -2010‬رسالة ماجستير في العلوم السياسية)‪،‬‬
‫جامعة فلسطين‪.2011 ،‬‬
‫‪ .11‬طبي لحسن‪ ،‬السياسة الخارجية التركية بين البعد الديني والبعد العلماني فترة حكم‬
‫حزب العدالة والتنمية‪ (،‬رسالة ماجستير في العلوم السياسية)‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2015 ،03‬‬

‫‪ .12‬غراير سارة‪ ،‬الموقف التركي من االتفاق النووي اإليراني مع الدول الكبرى‪( ،‬مذكرة‬
‫ماستر في العلوم السياسة)‪ ،‬جامعة الجلفة‪.2017-2016 ،‬‬
‫• المجالت والمقاالت‪:‬‬
‫السويداني حامد محمد طه‪" ،‬تراجع نظرية العمق اإلستراتيجي التركية بعد الربيع‬ ‫‪.1‬‬
‫العربي ‪ ،"2011‬مجلة الرك للفلسفة واللسانيات والعلوم االجتماعية‪ ،‬العدد ‪.32‬‬
‫باكير علي حسن‪" ،‬تركيا بين تحديات الداخل ورهانات الخارج"‪ ،‬مركز الجزيرة‬ ‫‪.2‬‬
‫للدراسات‪ ،‬عدد جوان ‪.2009‬‬
‫بوذراع أحمد‪ " ،‬فسر ثورات الربيع العربي"محاولة للفهم"‪ ،‬مجلة السياسية والعالقات‬ ‫‪.3‬‬
‫الدولية‪ ،‬العدد ‪.2017 ،11‬‬
‫جاسم حسين مصطفى‪ "،‬الدور التركي لمدة ‪ ،"2010-2002‬مجلة الجامعة‬ ‫‪.4‬‬
‫المستنصرة‪ ،‬العدد‪ ،20‬العراق‪.2012 ،‬‬
‫زروقة إسماعيل‪ " ،‬االتفاق النووي اإليراني في اإلستراتيجية التركية"‪ ،‬مجلة المفكر‪،‬‬ ‫‪.5‬‬

‫العدد ‪ ،15‬بسكرة‪.2017 ،‬‬

‫زغدار عبد الحق‪ ،‬فهمي رملي‪" ،‬التوجهات الجديدة في السياسة الخارجية التركية‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫دراسة في الجذور النظرية والفكرية"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،04‬باتنة‪.‬‬
‫السعيد سعيدي‪" ،‬السياسة الخارجية في ظل حزب العدالة والتنمية وانعكاسها على‬ ‫‪.7‬‬
‫العالقات العربية التركية"‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬العدد‪ ،10‬بسكرة‪.‬‬
‫ال ُشرطي طارق زياد‪" ،‬حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والنكبة الفلسطينية "‪،‬‬ ‫‪.8‬‬

‫مجلة آفاق‪ ،‬العدد ‪2008 ،08‬‬

‫‪82‬‬
‫الكعود إسراء‪ "،‬الموقفان التركي واإليراني اتجاه التحوالت السياسية في‬
‫ّ‬ ‫‪ .9‬شريف‬
‫الشرق األوسط"‪ ،‬مجلة الكلية للبنات‪ ،‬العدد ‪ ،27‬بغداد‪.2016 ،‬‬
‫‪ .10‬شالل الطاهر سعدون وآخرون‪" ،‬توجهات تركيا نحو المنطقة العربية"‪ ،‬مجلة البحوث‬
‫الجغرافية‪،‬المجلد‪ ،01‬العدد‪ ،27‬العراق‪.2018 ،‬‬
‫‪ .11‬نوفل ميشال‪" ،‬تركيا في العالم العربي"‪ ،‬مجلة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬العدد‪،92‬‬
‫‪.2012‬‬
‫• التقارير‬
‫مركز المعلومات‪" ،‬األسواق العالمية الواعدة‪ ...‬تركيا"‪ ،‬غرفة الشرقية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫• المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫"حزب العدالة والتنمية التركي"‪ ،‬تم التطلع بتاريخ‪ ،2018-12-12 ،‬على الساعة‬ ‫‪-1‬‬
‫اإللكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،15:45‬‬
‫‪https://www.aljazeera.net/encyclopedia/movementsandparties/2015/‬‬
‫‪4//‬‬
‫حامد عبيد حداد‪ " ،‬التكامل االقتصادي والتنسيق السياسي العربي‪ :‬دراسة تحليلية"‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مجلة كلية اآلداب‪ ،‬العدد‪.99‬‬

‫" تركيا تحتل المركز األول في إنتاج الحديد الصلب" ‪ ،‬تم التصفح يوم ‪-05-05‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التالي‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫ليال‪،‬‬ ‫‪00:00‬‬ ‫‪،2019‬‬
‫‪https://thenewkhalij.news/ar/node/80145‬‬
‫"النسيج التركي ‪ :‬المادة الخام األساسية للماركات العالمية "‪ ،‬تمت زيارة الموقع يوم‬ ‫‪-4‬‬
‫االلكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،1:12‬‬ ‫‪،2019-5-5‬‬
‫‪https://www.turkpress.co/node/20335‬‬
‫"محددات الموقع التركي من األزمة السورية‪ :‬األبعاد اآلنية واالنعكاسات‬ ‫‪-5‬‬
‫االلكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫المستقبلية"‪،‬‬
‫‪https://www.dohainstitute.org/ar/ResearchAndStudies/Pages/The_De‬‬

‫‪83‬‬
‫‪terminants_of_the_Turkish_Position_towards_the_Syrian_crisis_The_i‬‬
‫‪mmediate_dimensions_and_future_repercussions.aspx‬‬
‫‪http://www.aljazeerj.net/konow/edgegate/books/2010/01.20‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أدوات السياسة الخارجية التركي‪ ،‬تمت زيارة الموقع يوم ‪ ،2019-02-24‬على‬ ‫‪-7‬‬
‫الربط االلكتروني‪https://www.academia.edu :‬‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة في تركيا‪ ،‬تمت زيارة الموقع يوم‪،2019-05-05‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪http://www.invest.gov.tr/ar-‬‬ ‫اإللكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،11:05‬‬
‫‪SA/investmentguide/investorsguide/Pages/FDIinTurkey.aspx‬‬
‫اين تقع تركيا‪ ،‬تمت زيارة الموقع في ‪ ،2019-05-04‬على الساعة ‪ ،14:20‬على‬ ‫‪-9‬‬
‫الموقع االلكتروني‪https://nawdooz.com :‬‬
‫‪ -10‬البدور بكر محمد‪" ،‬العالقات التركية الخليجية "‪ ،‬تم التصفح يوم ‪،2019-04-24‬‬
‫على الساعة ‪ ،18:30‬من خالل الرابط‪https://www.turkpress.co/node/34248 :‬‬
‫‪ -11‬الثورة النفطية ودورها العربي‪،‬تم التصفح في ‪ ،2019-04-12‬على الساعة‬
‫‪ ،17:32‬من خالل الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪ -12‬الحاج سعيد‪" ،‬السياسة الخارجية التركية‪ :‬أسباب التحول وآفاق المستقبل"‪ ،‬تم اإلطالع‬
‫الرابط‪:‬‬ ‫على‬ ‫‪،23:15‬‬ ‫الساعة‪:‬‬ ‫على‬ ‫‪،2019/03/15‬‬ ‫في‬
‫‪https://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions‬‬
‫‪ -13‬الحرب التجارية تضغط على النفط انخفاضاً‪ ...‬والذهب في صعود‪ ،‬تمت زيارة الموقع‬
‫‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،01‬‬ ‫الساعة‬ ‫على‬ ‫‪،2019-03-12‬‬ ‫يوم‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/economy/2019//‬‬
‫‪ -14‬حسن ميثم الياسري كفاية‪" ،‬الموقع الجغرافي للوطن العربي"‪ ،‬تم التصفح في ‪-03‬‬
‫اإللكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫‪،18:16‬‬ ‫الساعة‬ ‫على‬ ‫‪،2019-05‬‬
‫‪http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=11&depid‬‬
‫‪=1&lcid=41926‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -15‬صادرات تركيا من السيارات تحقق رقما قياسيا بعد ‪ ،2017‬تمت زيارة الموقع يوم‬
‫االلكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،9:00‬‬ ‫الساعة‬ ‫على‬ ‫‪،2019-05-05‬‬
‫‪https://www.turkpress.co/node/42744‬‬
‫‪ -16‬صيحة تحذير‪ ،‬تمت زيارة ‪،2019-04-12‬على الساعة ‪ ،12:30‬على الرابط‬
‫اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://arb.majalla.com/node/47316/%D8%B5%D9%8A%D8%AD%D‬‬
‫‪8%A9%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D8%B1‬‬
‫‪ -17‬العالم العربي وصراع المشاريع المحور التركي القطري‪ ،‬تم اإلطالع يوم‬
‫التالي‪:‬‬ ‫اإللكتروني‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،15:20‬‬ ‫الساعة‬ ‫على‬ ‫‪،2019/03/08‬‬
‫‪https://www.djazairess.com/elhiwar/1091648‬‬
‫‪ -18‬العاني مظفر مؤيد‪ " ،‬القطاع الزراعي في تركيا انفتاح نحو العالمية"‪ ،‬تم التصفح‬
‫اإللكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،23:20‬‬ ‫الساعة‬ ‫على‬ ‫‪،2019-05-05‬‬ ‫في‬
‫‪https://i0.turkey-post.net/p-139316/‬‬
‫‪ -19‬عبد الرزاق عدنان‪ " ،‬تركيا تحقق ثاني أعلى حجم صادرات في تاريخها خالل‬
‫اإللكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،2019-05-31‬‬ ‫يوم‬ ‫التصفح‬ ‫تم‬ ‫‪،"2017‬‬
‫‪https://akhbarlibya.net/arabic-news/879207.html?source=true‬‬
‫‪ -20‬علي حسين باكير‪ " ،‬باحث في العالقات الدولية و الشؤون اإلستراتيجية" ‪ ،‬مركز‬
‫‪12:30‬‬ ‫الساعة‬ ‫على‬ ‫‪،2019/04/19‬‬ ‫للدراسات‪،‬‬ ‫الجزيرة‬
‫‪.http://studies.aljazeera.net/ar/reports/2019/06/190618071731705.html‬‬
‫‪ -21‬القياسي كمال‪ "،‬العالقات االقتصادية العربية"‪ ،‬تم تصفح الموقع يوم ‪،2019/04/23‬‬
‫االلكتروني‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫‪،15:02‬‬ ‫السعة‬ ‫على‬
‫‪https://www.facebook.com/348366418532233/posts/461896633845‬‬
‫‪877/‬‬
‫‪ -22‬الدمي محمد العربي‪" ،‬السياسة الخارجية اتجاه المشرق العربي بعد الحرب الباردة ‪:‬‬
‫المحددات واألبعاد"‪ ،‬من خالل الرابط ‪ :‬تمت زيارة الموقع يوم ‪-02-24‬‬
‫‪https://www.politics-dz.com/community/threads/alsias-alxargi-2019‬‬

‫‪85‬‬
‫‪-almshrq-alyrbi-byd-alxhrb-albard-almxhddat-ual-،altrki-tgax‬‬
‫‪byad.14122/‬‬
‫‪ -23‬مجموعة البنك الدولي‪ ،‬إقتصاد جديد لمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -24‬محمد بهاء الدين‪" ،‬دروس مستفادة من السياسة الخارجية التركية الجديدة"‪ ،‬تم‬
‫اإلطالع في ‪ ،2019/03/15‬على الساعة‪ ،22:41 :‬على الرابط اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267533&r=0‬‬

‫‪86‬‬
‫فهرس الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫الجداول‬ ‫الرقم‬
‫‪61‬‬ ‫يمثل أهم صادرات تركيا إلى العالم لعام (‪.)2008‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪63‬‬ ‫الصادرات والواردات التركية مع الشرق الوسط‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪64‬‬ ‫أعلى الصادرات التركية مع دول الشرق األوسط‪.‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪64‬‬ ‫يمثل نسبة الصادرات بالنسبة لتركيا في عام ‪.2016‬‬ ‫‪04‬‬
‫بمثل نسبة مطالبات المصارف التركية المباشرة في الربع األول‬
‫‪66‬‬ ‫‪05‬‬
‫من عام ‪.2018‬‬

‫‪89‬‬
‫فهرس األشكال‬
‫الصفحة‬ ‫األشكال‬ ‫الرقم‬
‫‪65‬‬ ‫يمثل الصادرات بالنسبة لتركيا في عام ‪2016‬‬ ‫‪01‬‬
‫نسبة مطالبات المصاريف التركية المباشرة في الربيع‬
‫‪66‬‬ ‫‪02‬‬
‫األول عام ‪.2018‬‬

‫‪89‬‬
‫الفهرس‬

‫‪1‬‬
‫الصفحة‬ ‫المحتويات‬

‫اإلهداء‬

‫الشكر والعرفان‬

‫‪09-02‬‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬السياسة الخارجية بقيادة حزب العدالة والتنمية‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪12‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مبادئ وآليات تنفيذ السياسة الخارجية التركية الجديدة‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مبادئ السياسة الخارجية التركية الجديدة‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تنفيذ اإلستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية التركية‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف السياسة الخارجية التركية‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الواقع الجديد للعالقات التركية – العربية‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬العالقات التركية – السورية‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات التركية – العراقية‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الموقف التركي من القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫خالصة الفصل‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الواقع الراهن في العالقات العربية – التركية‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪2‬‬
‫‪35‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬طبيعة العالقات العربية – التركية دراسة في الطبيعة واألبعاد‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬العالقات االقتصادية العربية التركية‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات السياسية بين تركيا والدول العربية‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬العالقات العربية التركية في ظل الصراع العربي اإلسرائيلي‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية العالقات التركية العربية بعد سنة ‪2011‬‬

‫‪45‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الموقف التركي من الحراك السياسي العربي‬

‫‪51‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬األهمية الجيواقتصادية للوطن العربي‬

‫‪53‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬األهمية الجيواقتصادية لتركيا‬


‫‪57‬‬ ‫خالصة الفصل‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬أبعاد وانعكاسات العالقات التركية العربية على االقتصاد‬
‫التركي‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫تمهيد‬
‫المبحث األول‪ :‬حجم المبادالت المتنوعة في تركي والمنطقة العربية ‪:‬الصادرات ‪60‬‬
‫والواردات نحو تركيا‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حجم الصادرات العربية نحو تركيا‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حجم الواردات من تركيا إلى الوطن العربي‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬التحديات التي تواجه السياسة االقتصادية التركية نحو‬
‫المنطقة العربية‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬التحديات السياسية واألمنية‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التحديات االقتصادية‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اآلفاق المستقبلية للعالقات التركية العربية‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫خالصة الفصل‪.‬‬
‫‪76-74‬‬ ‫الخاتمة‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫قائمة المالحق‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪79‬‬ ‫قائمة المراجع‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫قائمة الجداول‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫قائمة األشكال‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪4‬‬
‫ملخص‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى التعرف السياسة الخارجية التركية الجديدة تجاه المنطقة العربية‬
‫وانعكاسها على االقتصاد التركي حيث تندرج أهمية هذا الموضوع إلى تسليط الضوء إلى‬
‫ خاصة‬،‫األسباب والدوافع التي دفعت بالسلطة السياسية في تركيا إلى التوجه نحو الدول العربية‬
‫بعد التعثرات المتتالية التي أدت إلى فشل المفاوضات التركية مع المجموعة األوروبية في‬
‫ كما توصلت هذه الدراسة إلى أن السياسة الخارجية‬،‫محاولتها الساعية إلى االنضمام إليها‬
‫ لذلك قامت تركيا بتحديث‬،‫ال تركية تغيرت وتطورت وفيا للمتغيرات العالمية والوطنية في العالم‬
‫آلياتها وأهدافها وفقا ما يضمن لها التطور وكذا الوزن السياسي واالقتصادي في العالقات‬
.‫الدولية وخصوصا اإلقتصادية التي تربطها بالدول عبر العالم وخصوصا العربية‬

،‫ اإلقتصاد التركي‬،‫ المنطقة العربية‬،‫ السياسية الخارجية التركية الجديدة‬:‫الكلمات المفتاحية‬


.‫سياسات السياسة الخارجية التركية‬

Abstract
This study aims to research of the new Turkish foreign policy towards
the Arab region and its reflection on the Turkish economy. The
importance of this topic is to shed light on the reasons and motives that
led the political power in Turkey to move towards the Arab countries,
especially after the successive obstacles that led to the failure of the
Turkish negotiations with The European Community in its attempt to
join it. The study also concluded that the Turkish foreign policy has
changed and developed correctly for the global and national changes in
the world. Therefore, Turkey has modernized its mechanisms and
objectives, As well as political and economic weight in international
relations, especially economic ties with countries across the world,
especially Arab.
Key words: Turkish foreign policy, Arab region, Turkish economy,
Turkish foreign policy policies.

You might also like