‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬المسيلة‬

‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم ‪ :‬علوم التسيير‬
‫تخصص إدارة أعمال‬
‫السنة‪ :‬ثالثة ليسانس‬
‫فوج‪08 :‬‬
‫مقياس‪ :‬إدارة استراتيجية‬

‫تحت عنوان‬

‫الميزة التنافسية‬

‫إعداد الطلبة‪:‬‬ ‫إشراف األستاذة‪:‬‬

‫مقران لينة وفاء‬ ‫زواوي حميدة‬

‫مخفي سلسبيل‬

‫مكي عبد الحق‬

‫عيشي عبد المجيد‬

‫‪1‬‬
‫السنة الجامعية‪2023/2024:‬‬

‫متهيد‬
‫المبحث األول‪ :‬االيطار المفاهيمي للميزة التنافسية‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم امليزة التنافسية وخصائصها‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أمهية امليزة التنافسية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أنوع امليزة التنافسية‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬أبعاد امليزة التنافسية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات في الميزة التنافسية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مصادر امليزة التنافسية ومعايري احلكم على جودهتا‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اسرتاتيجيات امليزة التنافسية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬حمددات امليزة التنافسية‪.‬‬
‫خامتة‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪2‬‬
 ‫مقدمة‪:‬‬
‫أخذ موضوع املنافسة حيظى باهتمام واسع النطاق بفعل العديد من التغريات اليت شاهدهتا املؤسسات يف‬
‫بيئتها على الصعيدين الداخلي واخلارجي‪ ،‬وعلى املستويني احمللي والعاملي حيث بدأت املؤسسات تدرك هذه املنافسة‬
‫وتلمس زيادة يف حدهتا‪ ،‬فضال عن ظهور العديد من املنافسني اجلدد‪ ،‬مما دفعها للبحث عن اسرتاتيجيات وسياسات‬
‫متنوعة تستطيع من خالهلا أن حتقق ميزة تنافسية هلا‪ ،‬وهلذا توجهت املؤسسات مبختلف أشكاهلا إىل البحث عن‬
‫اكتساب املي زة التنافسية من خالل رفع قدراهتا التنافسية والتفوق والتميز على املنافسني‪.‬‬

‫ويف هذا الفصل سنحاول التعرف على امليزة التنافسية من خالل التطرق إىل ما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االيطار المفاهيمي للميزة التنافسية؛‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات الميزة التنافسية؛‬

‫‪3‬‬
 ‫المبحث األول‪ :‬االيطار المفاهيمي للميزة التنافسية‪.‬‬

‫تعترب امليزة التنافسية عنصرا أساسيا وجوهريا للنجاح يف خلق قيمة للزبون يف ظل بيئة األعمال‬
‫احلديثة ‪،‬وحتقيقها أصبح غاية تسعى كل مؤسسة إىل الوصول إليها‪ ،‬لذلك التعرف على امليزة التنافسية يأيت من الدور‬
‫احلاسم الذي تلعبه يف حياة املؤسسات باعتبارها العنصر االسرتاتيجي احلرج الذي يقدم فرص جوهرية للمؤسسات‪.‬‬

‫وعليه سنحاول التعرف على امليزة التنافسية من حيث مفهومها خصائصها‪ ،‬وكذا حمددات امليزة التنافسية‬
‫وأهدافها من خالل هذا املبحث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الميزة التنافسية وخصائصها‪.‬‬

‫يشري مفهوم امليزة التنافسية إىل تفرد املؤسسة مبميزات تتضمن املوارد والقدرات واملهارات عن غريها من‬
‫املؤسسات األخرى اليت تعد منافس تقليدي هلا ويف هذا املطلب سنتعرف على مفهومها من وجهة الكتاب والباحثني‬
‫وأمهيتها‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬مفهوم الميزة التنافسية‪.‬‬

‫ارتبط مفهوم امليزة التنافسية باستخدام املؤسسة ملواردها وإمكانياهتا بشكل يتسم بنوع من اخلصوصية والتميز‬
‫مما يشكل فجوة تفوقها على منافسيها‪ ،‬وفيما يلي سنعرض جمموعة من التعريفات اليت تناوهلا خمتلف الباحثني‬
‫والكتاب‪:‬‬

‫‪4‬‬
 ‫‪porter‬‬
‫( على أهنا" مكانة موقع املؤسسة يف الصناعة اليت حتدد إذا ما كانت رحبيتها أعلى‬ ‫يعرفها) ‪,5891‬‬ ‫‪‬‬
‫أو أقل من متوسط رحبية الصناعة‪ ،‬فاملؤسسة اليت تستطيع التموضع بشكل جيد قد تكتسب معدات عالية على‬
‫الرغم من عدم مالئمة هيكل الصناعة وكون معدل رحبية تلك الصناعة معتدال"؛ )سويسي و اخلفاجي ‪،6104،‬‬
‫صفحة ‪(31‬‬
‫‪porter‬‬
‫( على أهنا "العمل على تقدمي فكرة القيمة من خالل حتليل مصادر امليزة‬ ‫كما عرفها) ‪، 0998‬‬ ‫‪‬‬
‫التنافسية‪ ،‬وعرف امليزة بأهنا خلق وإدامة األداء األفضل"؛ )مروان ‪ ،6100،‬صفحة ‪(41‬‬
‫‪M.Porter‬‬
‫‪ (1980‬امليزة التنافسية على أهنا "قد رة املؤسسة على التفوق على منافسيها من خالل‬ ‫وعرف)‬ ‫‪‬‬
‫‪)SAURABH,‬‬ ‫خلق قيمة للمشرتين وجتاوز تكلفة الشركة يف خلق القيمة"؛ (‪2019, p. 14‬‬
‫يناقش كل من )‪ (2015Hoskisson et Hittmlreland‬أن" املؤسسة تتمتع مبيزة تنافسية عندما تنفذ‬ ‫‪‬‬
‫(‬ ‫اسرتاتيجية ختلق قيمة فائقة للعمالء واملنافسني غري قادرين على التكرار أو جيدوا تكلفة عالية يف حماولة التقليد"؛‬
‫‪)Anabela‬‬ ‫‪& Paulino, 2019, p. 386‬‬
‫‪ey‬‬
‫ويعرفها )‪ (Harv ، 0984‬أهنا" املصدر الذي يعزز وضع املؤسسة يف السوق من خالل تفوقها على‬ ‫‪‬‬
‫منافسيها يف جماالت املنتج‪ ،‬والسعر والكلفة‪ ،‬والرتكيز على اإلنتاج"؛ )مروان ‪ ،6100،‬صفحة ‪(41‬‬
‫أما )صادق ‪ (6114،‬فيعرف امليزة التنافسية على أهنا "املهارة أو التقنية أو املورد املتميز الذي يتيح‬ ‫‪‬‬
‫للمؤسسة إنتاج قيم ومنافع للعمالء تزيد عما يقدمه هلم املنافسون اآلخرون"؛ )العسريي ‪ ،.610،‬صفحة ‪ (64‬‬
‫بينما )العالقي والطائي‪ (6110،‬عرفاها على أهنا "القابلية والقدرة على إجراء التعديالت والتحويرات اليت تراها‬
‫مناسبة وضرورية ملتطلبات العصر اليت فيه‪ ،‬أو اخلصائص الفنية لصناعاهتا لغرض حتقيق ميزات تنافسية لصاحلها‪ ،‬مما‬
‫جيعلها قادرة على متيزها من غريها‪ ،‬أي‪ :‬يزداد الطلب على صناعاهتا وتزداد أرباحها"‪) .‬مروان ‪،‬‬
‫‪ ،6100‬صفحة ‪(41‬‬

‫إذن ومما سبق نستنج أن امليز التنافسية هي ذلك املفهوم االسرتاتيجي الديناميكي الذي يعكس الوضع‬
‫التنافسي النسيب املريح واملستمر ملؤسسة ما إزاء منافسيها‪ ،‬حبيث يتجلى يف شكل تقدمي منتجات ذات خصائص‬
‫متفردة يكون معها العميل مستعدا لدفع أكثر أو تقدمي منتجات ال تقل قيمة عن منتجات املنافسني ولكن بأسعار‬
‫أقل كنتيجة لتكاليف أدىن‪.‬‬
‫‪5‬‬
 ‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية الميزة التنافسية‪.‬‬

‫من التعاريف السابقة ميكننا القول أن للميزة التنافسية أمهية كبرية يف جمال األعمال فهي تعترب‪:‬‬

‫• سالحا ملواجهة حتديات السوق واملؤسسات املناظرة من خالل قيام املؤسسة بتنمية معرفتها التنافسية وقدرهتا‬
‫على تلبية احتياجات الزبائن يف املستقبل؛‬
‫• معيار لتحديد املؤسسات الناجحة من غريها لكوهنا تتميز بإجياد مناذج جديدة متفردة يصعب‬
‫تقليدها ‪،‬ومتاحة بشكل واسع وأن املنافسني على علم هبا؛‬
‫• هدف أساسيا وضروريا تسعى إليه مجيع املؤسسات اليت تريد التفوق والتميز‪ ،‬وأن قدرة املؤسسة على‬
‫استغالل املوارد واإلمكانيات يف حتقيق موقع أفضل بني املنافسني والسعي إلرضاء الزبائن والتعرف حاجتهم ورغباهتم‬
‫بطريقة يصعب على املؤسسات األخرى تقليده؛‬
‫• مرتبطة أساس باألداء املتحقق من املؤسسة والعاملني فيها ومن مث ال ميكن أن تبين أو متتلك أي مؤسسة ميزة‬
‫تنافسية من دون أن ترتقي بأدائها إىل املستوى الذي تتفوق به على املنافسني اآلخرين وملدى زمين مناسب ‪،‬قد‬
‫يطول أو يقصر تبعا لقدرهتا يف احلفاظ على ميزهتا التنافسية وإدامتها‪) .‬يوسف و دهلوم ‪ ،6109،‬صفحة‬
‫)‪10.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الميزة التنافسية‪.‬‬

‫إن مفهوم امليزة التنافسية يعتمد على الكيفية اليت تستطيع املؤسسات هبا خلق قيمة اقتصادية أكرب مقارنة مع‬
‫املنافسني‪ ،‬هذه القيمة اليت جيب أن يلمسها من جانب العمالء‪ ،‬وتفوق املؤسسة على املنافسني‪ ،‬إما بفعل قلة‬
‫تكاليفها واجنذاب املستهلك إىل السعر املنخفض‪ ،‬إما أن تتفوق عن طريق سرعة التمايز يف خمتلف سياسات املزيج‬
‫التسويقي‪ ،‬وعليه ميكن القول بصفة عامة بأن هناك نوعني من امليزة التنافسية ومها‪) :‬بن زيان و قاشي ‪،6108،‬‬
‫صفحة ‪(.01‬‬

‫ميزة التكلفة األقل‪ :‬وتعين قدرة املؤسسة على تصميم‪ ،‬تصنيع وتسويق منتجاهتا بأقل تكلفة مقارنة مع‬
‫مؤسسات املنافسة مما يؤدي إىل حتقيق عوائد وأرباح كبرية‪ ،‬ولتحقيق هذه امليزة على املؤسسة فهم وحتديد وحتليل‬
‫األنشطة احلرجة يف سلسة القيمة للمؤسسة‪ ،‬واليت تعد عنصرا هاما لتحليل مصادر امليزة التنافسية‪ ،‬حيث أهنا هتتم‬

‫‪6‬‬
‫بتجزئة املؤسسة إىل وحدات نشاط اسرتاتيجية هبدف التعرف على تكاليفها ومصادرها احلالية واحملتملة لتحقيق امليزة‬
‫التنافسية‪.‬‬
‫ميزة التميز‪ :‬وهي قدرة املؤسسة على تقدمي منتجات متميزة‪ ،‬وفريدة ذات قيمة مرتفعة من وجهة نظر الزبون‬
‫مبا فيها اجلودة‪ ،‬اخلصائص الفريدة للمنتج‪ ،‬خدمات ما بعد البيع والضمانات املقدمة‪ ،‬لذلك على املؤسسة كذلك‬
‫فهم وحتليل مصادر التميز من خالل أنشطة سلسة القيمة‪ ،‬وتوظيف القدرات واملهارات‪ ،‬الكفاءات العمالية‪،‬‬
‫التقنيات التكن ولوجية املتطورة لإلنتاج واستخدام طرق وقنوات توزيع فعالة‪ ،‬وسائل وسياسات تسعريية وتروجيية‬
‫تسمح بزيادة أمهية ومسعة وشهرة املؤسسة لدى الزبون‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أبعاد الميزة التنافسية‪.‬‬

‫ميكن حصر أبعاد امليزة التنافسية يف مخسة عناصر وهي‪:‬‬

‫‪ .6‬التكلفة‪ :‬يقصد بالتكلفة قدرة املؤسسة على إنتاج وتوزيع املنتجات بأقل ما ميكن من التكاليف‬
‫مقارنةمبنافسيها يف نفس جمال الصناعة‪ ،‬إن الرتكيز على ختفيض التكلفة سوف ينعكس إجيابا على السعر النهائي‬
‫للمنتوج ومينح املؤسسة ميزة تنافسية‪ ،‬خاصة يف األسواق اليت يكون فيها عامل السعر أكثر أمهية بالنسبة للمستهلك‬
‫وميكن ختفيض التكاليف من خالل‪:‬‬
‫الوافرات املتحققة من زيادة منحىن اخلربة والتعلم لدى العاملني؛‬ ‫‪‬‬
‫االستثمار األقل يف املوارد وخباصة يف املواد األولية مع وجود أنظمة خزن متقدمة؛‬ ‫‪‬‬
‫اعتماد سياسة توزيع تتوافق مع خصوصية املنتوج واحملافظة عليه وسالمته من التلف أو التقادم؛‬ ‫‪‬‬
‫االرتقاء مبستوى استغالل الطاقات املتاحة يف موجودات املؤسسة لتقليل نسبة تأثري التكاليف الثابتة عن‬ ‫‪‬‬
‫التكلفة الكلية للوحدة الواحدة من اإلنتاج‪).‬عزون ‪ ،6101،‬صفحة ‪(34‬‬
‫‪ .3‬المرونة‪ :‬يقتضي هذا املفهوم القدرة على مسايرة التغي رات يف حاجات ورغبات الزبائن عن طريق تصميم‬
‫اجلوانب املتعلقة مبواصفات املنتج من جهة‪ ،‬ومسايرة حجم الطلب من جهة أخرى‪ ،‬كما تعين القدرة على االستجابة‬
‫للتغريات اإلنتاجية ومزيج املنتج‪ ،‬حيث أصبحت املرونة من املزايا التنافسية احلامسة يف الوقت احلاضر‪ ،‬بعد أن أصبح‬
‫اإلنتاج وفقا لطلب الزبون يتم من خالل القدرة على التالؤم مع احلاالت الفريدة للزبون والتصاميم املتغرية للمنتج مما‬

‫‪7‬‬
 ‫يتطلب مرونة االستجابة حلاجات الزبون والتغريات يف التصميم‪ .‬وعلى هذا األساس ميكن القول بأن املرونة اليت يتم‬
‫التمييز على أساسها تضم جانبني مهمني من جوانب النظام اإلنتاجي مها‪:‬‬
‫‪‬مرونة الحجم‪ :‬وتعين القدرة على التكيف مع حجم الطلب وتغرياته من خالل التحكم يف االنتاج بواسطة تسريع‬
‫أو ختفيض معدالته يف مواجهة ذلك؛‬
‫‪‬مرونة مزيج المنتجات‪ :‬ويرتبط هذا النوع من املرونة مبدى قدرة مزيج املنتجات على مواكبة حاجات ورغبات‬
‫الزبائن‪ ،‬وإشباعها والتكيف مع التقلبات احلاصلة فيها عن طريق تصاميم املنتجات ومواصفاهتا الفنية‪).‬بوحبيلة ‪،‬‬
‫‪ ،6161‬صفحة ‪(.01‬‬
‫‪ .3‬الجودة‪ :‬ميكن حتقيق اجلودة من خالل إضافة مسات فريدة للمنتجات اليت تقدمها سواء كانت سلع أو‬
‫خدمات لتعزيز جاذبيتها التنافسية‪ ،‬وذلك لالستفادة العمالء من املرحلة النهائية يف تقدمي املنتجات‪ ،‬وحتقيق اجلودة‬
‫يتم من خالل بعدين مها تصميم املنتج للتكيف مع وظيفته ونوعيته‪ ،‬وتتوقف على القدرة التنظيمية لتحويالملدخالت‬
‫إىل مطابقة النواتج؛ )سويسي و اخلفاجي ‪ ،6104،‬صفحة ‪(36‬‬
‫‪ .0‬اإلبداع‪ :‬هو حتقيق تطور وعمل خالق مبا حيقق اإلبداع يف اإلنتاج والتكنولوجيا املستعملة أو إجياد طرائق‬
‫جديدة إلنتاج أو توزيع املنتج بشكل خيتلف عما هو قائم حاليا‪ ،‬كما تتحقق ميزة االبتكار واإلبداع أيضا من خالل‬
‫استكشاف الفرص اجلديدة يف البيئة اخلارجية ومراقبة أعمال املنافسني وهو ما يطلق عليه اليقظة‬
‫االسرتاتيجية؛ )حفيان ‪ ،6104،‬صفحة ‪(11‬‬
‫‪ .2‬التسليم‪ :‬تشري إىل قدرة املؤسسة على االلتزام بالوقت املتفق عليه لتقدمي اخلدمة‪ ،‬وهذا يعين اعتياديا أن توفر‬
‫املؤسسة اخلدمات أو تقدمها يف وقت مبكرا قبل الوقت احملدد املتفق عليه‪ .‬كذلك االهتمام بالسرعة والتحويالت‬
‫السريعة اليت حتدث يف السوق ونتائجها على حتقيق أهداف املؤسسة‪ ،‬ومن أهم األسبقيات التنافسية اليت ركزت على‬
‫الوقت لتحقيق امليزة التنافسية‪:‬‬
‫‪‬وقت التسليم السريع ‪ :‬وهو ما يعرف بوقت االنتظار‪ ،‬أي‪ :‬الوقت الذي ينتظره الزبون حلني تسلمه اخلدمة؛‬
‫‪‬سرعة التطوير ‪ :‬وتعين االهتمام بقياس سرعة تطوير اخلدمة للفرتة منذ بداية والدة األفكار حىت حتقيق التصميم‬
‫النهائي‪).‬مروان ‪ ،6100،‬صفحة ‪(81‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات في الميزة التنافسية‪.‬‬

‫‪8‬‬
 ‫تشري امليزة التنافسية إىل اخلاصية اليت متيز املؤسسة عن غريها من املؤسسات املنافسة وبالتايل حتقق هلا موقفا‬
‫قويا جتاه منافسيها ومن خالل هذا املبحث سنحاول توضيح أساسيات امليزة التنافسية‪ ،‬وذلك من خالل التطرق إىل‬
‫مصادرها ومعايري احلكم على جودهتا‪ ،‬والتعرف على أنواعها وأبعادها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مصادر الميزة التنافسية ومعايير الحكم على جودتها‪.‬‬

‫إن هدف كل مؤسسة يرتكز حول السعي لتحقيق امليزة التنافسية املستمرة‪ ،‬حيث انه املسار الوحيد الذي‬
‫يسري يف دربه كل من لديه الرغبة واالستمرارية يف عامل األعمال اليوم عامل ال يعرفه سوى لغة واحدة هي لغة التفوق‬
‫والتميز ومن خالل هذا املطلب سنحاول توضيح مصادر امليزة التنافسية ومعايري احلكم على جودهتا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مصادر الميزة التنافسية‪.‬‬

‫إن اعتماد املؤسسة على امليزة التنافسية واحدة يعرضها غلى اخلطر سهولة تقليدها من قبل املنافسني‪ ،‬لذا‬
‫يستحسن تعدد مصادرها لكي تصعب على املنافسني تقليدها‪ ،‬حيث تستدعي احليازة على امليزة التنافسية بالتعرف‬
‫على املصادر اليت تستمد منها هذه األخرية واليت ميكن إمجاهلا باآليت‪):‬مربوك و شراد ‪ ،6109،‬صفحة‬
‫)‪644‬‬

‫انخفاض التكاليف‪ :‬حيث تتنافس املؤسسات يف تقدمي منتجاهتا بأسعار مغرية؛‬ ‫•‬
‫التكنولوجيا‪ :‬الوسائل املتطورة لألداء العايل حبيث تؤدي إىل تطوير مستويات مرتفعة من األداء العايل‬ ‫•‬
‫للمؤسسة والذي ال يستطيع املنافسون جماراهتا بتقدمي خدماهتم؛‬
‫خبرة المؤسسات ‪ :‬الطويلة يف اإلنتاج‪ ،‬التسويق ويف التمويل حبيث تؤدي إىل حتقيق امليزة التنافسية؛‬ ‫•‬
‫التفكير االستراتيجي‪ :‬تستند املؤسسات على اسرتاتيجية معينة للتنافس هبدف حتقيق أسبقية على منافسيها‬ ‫•‬
‫من خالل احليازة على ميزة أو مزايا تنافسية‪ ،‬وتعرف االسرتاتيجية على أهنا تلك القرارات اهليكلية اليت تتخذها‬
‫املؤسسة لتحقيق أهداف دقيقة‪ ،‬واليت يتوقف على د رجة حتقيقها بنجاح أو فشل املؤسسة؛‬
‫المعرفة‪ :‬تعد األصول املعرفية والفكرية هي األساس الستمرار نشاط املؤسسة يف املنافسة املرتكزة على‬ ‫•‬
‫املعلومات واملعارف‪ ،‬كما أصبح قياس قيمة املعرفة أمرا مهما للمؤسسات ذات املعامالت اخلاصة فهذه األخرية إذا‬
‫كانت تتمتع بالنجاح فهي تستثمر فيما تعرفه‪ ،‬حبيث تنقل تلك املعرفة عرب قنواهتا التنظيمية لالستفادة منها يف‬
‫عمليات اإلنتاج أو لتطوير هياكلها ووظائفها‪.‬‬
‫‪9‬‬
 ‫وهناك من حصر مصادر امليزة التنافسية يف نوعني أساسني ومها‪:‬‬

‫المصادر الخارجية‪ :‬وهي تتعلق بالبيئة اخلارجية العامة واإلطار الذي تعمل فيه املؤسسة إذ تضم جمموع‬ ‫•‬
‫القوى والعوامل االقتصادية والسياسية والدميوغرافية والتكنول وجية اليت تؤثر على املؤسسات باالجتاه السليب أو‬
‫االجيايب‪.‬‬

‫والعامل األخر يف بناء التنافسية هو حجم ومقدار املنافسة يف النشاط الذي تعمل فيه املؤسسة واإلمكانيات‬
‫املتوفرة لدى املنافسني‪ ،‬إذ أن زيادة حجم املنافسة يؤدي باملؤسسة إىل االهتمام باجلوانب االسرتاتيجية كالتخطيط‬
‫االسرتاتيجي لعملياهتا وأنشطتها ملواجهة املنافسني والتميز عليهم من خالل امتالك خصائص غري موجودة لدى‬
‫اآلخرين متكن املؤسسة من تقدمي منتج ذو قيمة للمتعاملني حتصل من خالله على رضائهم مبا يكسب املؤسسة‬
‫السمعة الطيبة ويوسع من حصتها على حساب املنافسني اآلخرين‪) .‬حفيان ‪،‬‬
‫‪ ،6104‬الصفحات ‪(16-10‬‬
‫المصادر الداخلية‪ :‬حيث ترتبط مبوارد املؤسسة امللموسة وغري امللموسة‪ ،‬مثل‪ :‬العوامل األساسيةلإلنتاج‬ ‫•‬
‫الطاقة واملوارد األولية قنوات التوزيع‪ ،‬املوجودات‪ ....‬وغريها‪ ،‬كذلك قد تأيت امليزة التنافسية من النظم اإلدارية‬
‫املستخدمة واملطورة‪ ،‬أساليب التنظيم اإلداري‪ ،‬طرق التحفيز‪ ،‬مردودات البحث والتطوير‪ ،‬اإلبداع واملعرفة‪.‬‬

‫كذلك املصادر الداخلية تتمثل يف موارد املؤسسة )مادية‪ ،‬مالية‪ ،‬بشرية ومعلوماتية‪ (...‬حبيث تتفاعل فيما‬
‫بينها لتساهم يف استمرار امل ؤسسة وتأقلمها مع البيئة اخلارجية ‪).‬يوسف و دهلوم ‪ ،6109،‬صفحة ‪.(011‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معايير الحكم على جودة الميزة التنافسية‪.‬‬

‫تتحدد نوعية ومدى جودة امليزة بثالث ظروف وهي‪:‬‬

‫مصدر ترتيب الميزة التنافسية‪ :‬ميكن ترتيب امليزة التنافسية وفق درجتني مها‪:‬‬
‫‪ ‬مزايا تنافسية من مرتبة منخفضة‪ :‬مثل‪ :‬التكلفة األقل لكل من قوة العمل واملوارد اخلام وحيث يسهل نسب‬
‫تقليدها وحماكاهتا من قبل املؤسسات املنافسة‪.‬‬

‫‪10‬‬
 ‫‪ ‬مزايا من مرتبة مرتفعة‪ :‬مثل متيز املنتج )التميز والتفرد من تقدمي منتج أو خدمة من نوعية معينة( السمعة‬
‫الطيبة بشأن العالمة استنادا إىل جمهودات تسويقية مرتاكمة‪ ،‬أو عالقات وطيدة مع العمالء حمكومة بتكاليف تبديل‬
‫مرتفعة‪).‬عزون ‪ ،6101،‬صفحة ‪(39‬‬
‫عدد مصادر الميزة التنافسية التي تمتلكها المؤسسة‪ :‬يف حال اعتماد املؤسسة عل ميزة واحدة فقط مثل‬
‫تصميم املنتج بأقل تكلفة أو القدرة على شراء مواد خام رخيصة الثمن‪ ،‬فإنه ميكن للمنافسني التحييد أو التغلب على‬
‫آثار تلك امليزة‪ ،‬فإنه يصعب على املنافسني تقليدها مجيعا‪.‬‬
‫درجة التحسين والتطوير والتجديد المستمر في الميزة التنافسية‪ :‬تتح رك املؤسسات حنو خلق مزايا‬
‫جديدة وبشكل أس رع قبل قيام املؤسسات املنافسة بتقليد أو حماكاة امليزة القائمة حاليا‪ ،‬لذا يتطلب األمر قيام‬
‫املؤسسات بتغيري املزايا القدمية وخلق مزايا تنافسية جديدة ومن مرتبة مرتفعة ال يكفي أن حتوز املؤسسة على ميزة‬
‫فحسب‪ ،‬بل جيب مبقدورها معرفة أداء هذه امليزة واحلكم على سدادها‪ ،‬ويتم ذلك باالستناد إىل معايري معربة خترت‬
‫وفقا للقواعد املعمول هبا يف قطاع النشاط‪ ،‬وميكن للمؤسسة أن تثري هذه املعايري كلما دعت الضرورة إىل ذلك‬
‫شريطة أن يؤدي ذلك إىل توضيح أدق وأسرع ألداء امليزة‪ ،‬حىت يتم اختاذ القرار املناسب بشأهنا‪ ،‬وجتنب هدر اجلهد‬
‫واملوارد يف ميزة ال حتقق هديف التفوق على املنافس والوافرات االقتصادية‪).‬جماين و طبول ‪ ،6103،‬الصفحات ‪-.01‬‬
‫‪(014‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إستراتجيات الميزة التنافسية‬

‫اسرتاتيجيات امليزة التنافسية‬

‫بصفتك مسوًقا أو رجل أعمال‪ ،‬قد يساعدك تفقد اسرتاتيجيات معينة ميكنك استخدامها يف حتديد األفضل ملكان‬
‫عملك؛ وفيما يلي بعض االسرتاتيجيات املفيدة اليت قد تستخدمها لتحسني امليزة اليت تتمتع هبا شركتك على‬
‫املنافسني‪:‬‬

‫‪ .1‬استراتيجية قيادة التكلفة‬

‫يف اسرتاتيجية قيادة التكلفة‪ ،‬اهلدف هو أن تصبح املنتج (جهة اإلنتاج) األقل تكلفة أو األكثر كفاءة؛ والطريقة‬
‫التقليدية إلنتاج منتجات أو خدمات منخفضة التكلفة هي أن تكون من كبار املوردين‪ .‬فإذا كان بإمكان شركتك‬

‫‪11‬‬
 ‫إنتاج منتجات بتكلفة أقل من منافسيك‪ ،‬فيمكنك حينئٍذ حتديد سعر بيع ال ميكن ملنافسيك تكراره؛ ولكي تكون‬
‫شركتك اجلهة املنتجة األقل تكلفة‪ ،‬ميكنك جتربة‪:‬‬

‫زيادة مستويات اإلنتاجية‬

‫االستفادة من القدرة علي التفاوض على أسعار أقل لإلنتاج‬

‫استخدام التكنولوجيا بشكل أكثر فعالية يف اإلنتاج‬

‫تقليل اهلدر‬

‫تدريب املوظفني بشكل أفضل‬

‫تقليل وقت تعطل اآلالت‬

‫‪ .2‬استراتيجية التمّيز‬

‫اسرتاتيجية التمّيز هي تلك اليت تتضمن تطوير سلع أو خدمات فريدة ختتلف اختالًفا كبًريا عن املنافسني؛ وجيب على‬
‫الشركات اليت تستخدم هذه االسرتاتيجية أن تستثمر باستمرار يف البحث والتطوير للحفاظ أو حتسن ميزات املنتج أو‬
‫اخلدمة الرئيسية‪ .‬فمن خالل تقدمي منتج فريد مع قيمة مقرتحة ‪ Value Proposition‬فريدة متاًم ا‪ ،‬ميكن‬
‫للشركات غالًبا إقناع املستهلكني بدفع سعر أعلى مما يؤدي إىل هوامش ربح أعلى؛ ونواحي التمّيز متنوعة وال حصر‬
‫هلا بسبب تعدد حاجات ورغبات العمالء واملستهلكني‪ ،‬فطول عمر املنتج‪ ،‬ودقة مواعيد التسليم‪ ،‬وسهولة‬
‫االستخدام‪ ،‬واجلودة العالية‪ ،‬والتوصيل اجملاين املنتج‪ ،‬كلها خصائص‪ ،‬على سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬ميكن أن تتخذها‬
‫اي شركة طريقًا للتميز‪.‬‬

‫‪ .3‬استراتيجية التركيز‬

‫يف اسرتاتيجية الرتكيز‪ ،‬تستهدف الشركة شرحية أو قطاعات معينة من السوق‪ ،‬وحتدد الشركة اليت تستخدم هذه‬
‫اإلسرتاتيجية جمموعات العمالء الذين لديهم احتياجات ورغبات فريدة وتوفر منتجات أو خدمات خصيًص ا هلم؛‬

‫‪12‬‬
 ‫واهلدف هو تلبية رغبات تلك الشرحية او هذا القطاع الصغري من السوق الذي ال يفي به املنافسون؛ واسرتاتيجية‬
‫الرتكيز هلا متغريين رئيسيني‪:‬‬

‫الرتكيز على التمايز‪ :‬تقدمي منتجات أو خدمات متميزة يف قطاع ضيق من السوق‪ ،‬مثل تقدمي حلوم حالل يف بلد‬
‫ذات أقلية من املسلمني‬

‫الرتكيز على التكلفة‪ :‬أن تكون املنتج األقل تكلفة يف قطاع ضيق من السوق‬

‫المطلب الثالث‪ :‬محددات الميزة التنافسية واهدافها‪.‬‬

‫إن فكرة امليزة التنافسية تتعلق بعملية حبث املؤسسة عن العوامل اليت متيزها عن منافسيها‪ ،‬وذلك ما ميكنها‬
‫من حتقيق الريادة يف السوق‪ ،‬حيث تتحدد هذه امليزة وفقا ملتغريين أساسني ميكن من خالهلما حتديد مدى قوة‬
‫وإمكانية امليزة التنافسية على مواجهة املنافسني أو الصمود أمامهم والبقاء حمتكرا هلذه امليزة ألكرب فرتة ممكنة وهذا ما‬
‫سندرسه يف هذا املطلب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬محددات الميزة التنافسية‪.‬‬

‫تتحدد امليزة التنافسية للمؤسسة من خالل متغريين أو بعدين هامني مها حجم امليزة ونطاق التنافس‪.‬‬

‫حجم الميزة التنافسية‪ :‬إن امليزة التنافسية للمؤسسة كلما كانت واضحة سواء من ناحية التكلفة أو من‬
‫ناحية التمييز فهذا يفرض على املؤسسات املنافسة بذل جهود معتربة حىت تتمكن من التغلب عليها وإبطال سيطرهتا‬
‫يف السوق‪ ،‬وبالتايل التقليل من املستهلكني ملنتجاهتا‪ ،‬ومن هذا املنطلق ميكن القول أن امليزة التنافسية متر بدو رة حياة‬
‫معينة كما هو احلال بالنسبة للمنتج ‪).‬عبد الكرمي ‪ ،6103،‬صفحة ‪ (044‬إذ متر امليزة التنافسية بنفس دورة حياة‬
‫املنتجات‪ ،‬ويتم متثيل ذلك من خالل الشكل) ‪:(0-6‬‬

‫‪13‬‬
 ‫الشكل (‪ :)6-3‬دورة حياة الميزة التنافسية‬
‫الميزة حجم‬

‫التنافسية الميزة‬
‫‪1‬‬ ‫الميزة‬ ‫التنافسية‬
‫‪2‬‬

‫المرحلة‬ ‫الذروة‬ ‫التقليد‬ ‫التبني‬ ‫التقديم‬

‫المصدر‬
‫الكرمي عبد (‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪044‬صفحة ‪،‬‬
‫‪6103‬‬ ‫)‬

‫‪ .0‬مرحلة التقدمي‪ :‬تعد أطول املراحل بالنسبة للمؤسسة املنشئة للميزة التنافسية‪ ،‬لكوهنا حتتاج الكثري من‬
‫التفكري واالستعداد البشري واملادي واملايل)عبد الكرمي ‪ ،6103،‬صفحة ‪.(044‬‬
‫‪ .6‬مرحلة التبين‪ :‬تعرف امليزة هنا استقرار نسبيا من حيث االنتشار‪ ،‬باعتبار أن املنافسني بدأوا يركزون‬
‫عليها‪ ،‬وتكون الوافرات هنا أقصى ما ميكن‪.‬‬
‫‪ ..‬مرحلة التقليد‪ :‬يرتاجع حجم امليزة وتتجه شيئا فشيئا إىل الركود‪ ،‬لكون املنافسني قاموا بتقليد ميزة املؤسسة‪،‬‬
‫وبالتايل تراجع أسبقيتها عليهم‪ ،‬ومن مثة اخنفاض يف الوافرات‪.‬‬
‫‪ .4‬مرحلة الضرورة‪ :‬تأيت هنا ضرورة حتسني امليزة احلالية وتطويرها بشكل سريع‪ ،‬أو إنشاء ميزة جديدة‬
‫على أسس ختتلف متاما عن أسس ميزة احلالية‪ ،‬وإذا مل تتمكن املؤسسة من التحسني أو احلصول على ميزة‬
‫‪14‬‬
 ‫جديدة فإهنا تفقد أسبقيتها متاما وعندها يكون من الصعب العودة إىل التنافس منجديد)عبد الكرمي ‪،‬‬
‫‪ ،6103‬صفحة ‪.(043‬‬
‫نطاق التنافس‪ :‬يعرب النطاق عن مدى اتساع أنشطة وعمليات املؤسسة بغرض حتقيق مزايا تنافسية فنطاق‬
‫النشاط على مدى واسع ميكن أن حيقق وفرات يف التكلفة عن املؤسسات املنافسة‪ ،‬ومن جانب أخر ميكن للنطاق‬
‫الضيق حتقيق ميزة تنافسية من خالل الرتكيز على قطاع سوق معني وخدمته بأقل تكلفة أو تقدمي منتجات مميزة‬
‫له‪) .‬جماين و طبول ‪ ،6103،‬صفحة ‪(016‬كما يتشكل نطاق التنافس من أربعة أبعاد هي‪) :‬جماين و طبول ‪،‬‬
‫‪ ،6103‬الصفحات ‪(.01-016‬‬
‫القطاع السوقي‪ :‬ويعكس مدى تنوع خمرجات املؤسسة وكذا تنوع الزبائن الذين يتم خدمتهم‪ ،‬وهنا يتم‬ ‫•‬
‫االختيار بني الرتكيز على قطاع معني من السوق أو خدمة الس وق؛‬
‫درجة التكامل األمامي‪ :‬يشري إىل درجة أداء املؤسسة ألنشطتها‪ ،‬سواء كانت داخلية أو خارجية ‪،‬فالتكامل‬ ‫•‬
‫األمامي املرتفع مقارنة باملنافس قد حيقق مزايا التكلفة األقل أو التمييز؛‬
‫البعد الجغرافي‪ :‬ميثل عدد املناطق اجلغرافية أو الدول اليت تنافس فيها املؤسسة ويسمح هذا البعد من حتقيق‬ ‫•‬
‫مزايا تنافسية من خالل تقدمي نوعية واحدة من األنشطة والوظائف عرب عدة مناطق جغرافية خمتلفة وتربز أمهية هذه‬
‫امليزة بالنسبة للمؤسسات اليت تعمل على نطاق عاملي‪ ،‬حيث تقدم منتجاهتا أو خدماهتا يف كل أحناء العامل؛‬
‫قطاع النشاط‪ :‬يعرب عن مدى ترابط بني الصناعات اليت تعمل يف خالهلا املؤسسة فوجود روابط بني‬ ‫•‬
‫األنشطة املختلفة عرب عدة صناعات‪ ،‬من شأنه خلق فلرص لتحقيق مزايا تنافسية عديدة‪ ،‬ويف هذا اإلطار تعمل‬
‫املؤسسة على البحث عن امليزة التنافسية اليت تالئم قدراهتا وميدان نشاطها أي بالنظر إىل حتليل إمكانيتها الداخلية‬
‫وحتليل احمليط‪.‬‬

‫فرع الثاني‪ :‬أهداف الميزة التنافسية‪.‬‬

‫تسعى املؤسسة من خالل امليزة التنافسية إىل حتقيق مجلة من األهداف أمهها‪:‬‬
‫خلق فرص تسويقية جديدة‪ ،‬كما هو احلال بالنسبة لشركة"‪ "Motorola‬اليت تعد أول من قام‬ ‫•‬
‫بابتكاراهلاتف احملمول‪ ،‬وشركة"‪ "APPLE‬اليت كانت أو من قام بابتكار احلاسب اآليل الشخصي؛‬

‫‪15‬‬
‫دخول جمال تنافسي جديد‪ ،‬كدخول أسواق جديدة‪ ،‬أو التعامل مع نوعية جديدة من العمالء‪ ،‬أو نوعية‬ ‫•‬
‫جديدة من املنتجات واألسواق؛‬
‫يتمثل أساس امليزة التنافسية يف خلق القيمة للعمالء‪ ،‬ألهنا أساس حتقيق اجلودة‪ ،‬تعد القيمة أكثر ما يهم‬ ‫•‬
‫املؤسسة كوهنا أمر معقد ال تستطيع معرفته ال من خالل عمالئها وبالتايل وجب عليها استطالع رأيهم كلما أمكن‬
‫ذلك؛‬
‫تسعى املؤسسة من خالل حتقيق وتعظيم القيمة الوصول إىل رضا العميل هبدف تأكيد بقائها يف السوق‬ ‫•‬
‫التنافسية احلالية؛‬
‫تكوين رؤية مستقبلية جديدة لألهداف اليت تريد املؤسسة بلوغها‪ ،‬والفرص الكبرية اليت ترغب يف‬ ‫•‬
‫اقتناصها‪).‬بوطالعة ‪ ،6118،‬صفحة ‪.(88‬‬

‫‪16‬‬
 ‫خاتمة ‪:‬‬

‫من خالل تناولنا لإلطار النظري للميزة التنافسية خلصنا إىل أن امليزة التنافسية هي املهارة أو التقنية أو املورد‬
‫املتميز الذي يتيح للمؤسسة إنتاج قيم ومنافع للزبائن تزيد عما يقدمه هلم املنافسون‪ ،‬ويؤكد متيزها واختالفها عن‬
‫هؤالء املنافسني من وجهة نظر الزبائن الذين يتقبلون هذا االختالف والتمايز‪ ،‬حبيث حيقق هلم املزيد من املنافع والقيم‬
‫اليت تتفوق على ما يقدمه هلم املنافسني اآلخرون‪ .‬وذلك من خالل نوعي امليزة التنافسية وهي ميزة التكلفة األقل واليت‬
‫تعين قد رة املؤسسة على تصميم وتصنيع وتسويق منتجاهتا بأقل تكلفة مقارنة مبنافسيها‪ ،‬أما النوع الثاين هو ميزة‬
‫التميز وهنا يكون قدرة املؤسسة على تقدمي خدمات متميزة وفريدة ذات قيمة مرتفعة من وجهة نظر الزبون‪.‬‬

‫ونظرا لألمهية املتزايدة للميزة التنافسية باعتبارها سالحا ملواجهة حتديات السوق ومعيارا لتحديد املؤسسة‬
‫الناجحة من غريها‪ ،‬وهدفا أساسيا وضروريا تسعى إليه مجيع املؤسسات اليت تريد التفوق والتميز‪ .‬عملت املؤسسات‬
‫جاهدة على البحث عن كل املصادر املختلفة اليت حتقق هلا ميزة تنافسية‪ .‬واليت هي يف احلقيقة متنوعة ومتعددة ومن‬
‫بينها اخنفاض التكاليف‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬خربة املؤسسات‪ ،‬التفكري االسرتاتيجي‪ ،‬واملعرفة‪ .‬وكذا الثقافة التنظيمية‪.‬‬

‫‪17‬‬
 ‫المراجع‬

‫‪ .1‬باديس جماين‪ ،‬و رمية طبول) ‪ .(6103.‬تأثري املوارد البشرية وامليزة التنافسية يف البنوك اجلزائرية‪.‬‬
‫اجلزائر‪ :‬ألفا للوثائق‪.‬‬
‫‪ .2‬مجال الدين حممد مرسي) ‪ .(6116.‬التفكري اإلسرتاتيجي واالدارة االسرتاتيجية‪ .‬اسكندرية‪ :‬الدار اجلامعية‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪3‬خالد حسني سعيد العسريي) ‪ .(.610.‬اسرتاتيجيةاستقطاب الكفاءة األكادميية لتحقيق امليزة التنافسية‪.‬‬
‫مصر‪ :‬منظمة العربية للتنمية إلدارية‪.‬‬
‫‪ .4‬زاهد حممد الديري) ‪ .(6100.‬السلوك التنظيمي )اجمللد االوىل(‪ .‬دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة‪.‬‬
‫‪ .5‬سيد حممد جاب الرب) ‪ .(.610.‬ادارة االبداع والتميز التنافسي‪ .‬مصر‪ :‬جامعة قناة السويس‪.‬‬
‫‪ .6‬سيد حممد جاد الرب) ‪ .(6101.‬االجتاهات املعاصرة يف ادارة االعمال "مناهج التميز التنافسي‪ ".‬منصورة‪:‬‬
‫مؤسسة اجلوهري لتجليد الفين‪.‬‬
‫‪ .7‬عبد الوهاب حفيان) ‪ .(6101.‬دور ادارة املوارد البشرية يف حتقيق امليزة التنافسية يف املنظمات‪.‬‬
‫عمان‪ :‬دار االيام للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫عز الدين علي سويسي‪ ،‬و نعمه عباس اخلفاجي) ‪ .(6104.‬امليزة التنافسية وفق منظور اسرتاتيجيات‬ ‫‪.8‬‬
‫التغيري التنظيمي‪ .‬عمان‪ :‬دار االيام‪.‬‬
‫كمال بو الشرش) ‪ .(6101.‬الثقافة التنظيمية واالداء يف العلوم السلوكية واإلدارية )اجمللد االوىل( ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫األردن‪ ،‬عمان‪ :‬دار االيام للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .10‬حممد جنيب مروان) ‪ .(6100.‬دور املزيج التسويقي السياحي يف حتقيق امليزة التنافسية‪ .‬مصر‪ :‬درا الكتب‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪ .11‬ناصر جراءات‪ ،‬و أخرون) ‪ .(.610.‬إدارة التغيري والتطوير )اجمللد االوىل(‪ .‬االردن‪ :‬إثراء لنشروالطباعة‪.‬‬

‫‪18‬‬