أبو َع ْلي الُحَس ْيَن بن َع بد هللا بن الحَس َن بن َع ْلي بن ِس يَن ا الَب ْل خّي ثم الُبخارّي المعروف بابن سينا ،عالم
وطبيب مسلم ،اشتهر
بالطب والفلسفة واشتغل بهما .ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حاليًا) من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حاليًا) وأم قروية .ولد سنة 370هـ (980م) وتوفي في همدان (في إيران حاليا) سنة 427هـ (1037م)ُ .عرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير األطباء وأبي الطب الحديث في العصور الوسطى .وقد أّلف 200كتابا في مواضيع مختلفة ،العديد منها يرّك ز على الفلسفة والطب .ويعد ابن سينا من أول من كتب عن الطّب في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس. وأشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب ،وبقي كتابه (القانون في الطب) العمدة في تعليم هذا الفِّن حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوروبا وُيعد ابن سينا أَّو ل من وصف التهاب الَّسحايا األَّو لِّي وصًف ا صحيًح ا ،ووصف أسباب اليرقان ،ووصف أعراض حصى المثانة ،وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء .وكتاب الشفاء. اسمه لم يكن ابن سينا هو االبن بل حفيد الحفيد لرجل يدعى سينا .كان اسمه الرسمي باللغة العربية أبو علي الحسين بن عبد هللا بن الحسن بن علي بن سينا. ظروفه كان إنتاج ابن سينا من األعمال والمؤلفات بالغ الغزارة خالل حقبة ما يعرف باسم العصر الذهبي لإلسالم ،حيث انتشرت دراسة ترجمات النصوص اليونانية الرومانية والفارسية والهندية على نطاق واسع .وأضيفت الشروحات والتعليقات على المؤلفات والنصوص اليونانية-الرومانية (ومنها األفالطونية الوسطى والمحدثة واألرسطية) التي ترجمتها مدرسة الكندي ،وتمت صياغتها وتطويرها بشكل كبير من قبل المثقفين اإلسالميين ،الذين استندوا أيًض ا إلى النظم الرياضية الفارسية والهندية ،وعلم الفلك ،والجبر، وعلم حساب المثلثات والطب .ساللة السامانية في الجزء الشرقي من بالد فارس ،خراسان الكبرى وآسيا الوسطى وكذلك ساللة بوييد في الجزء الغربي من بالد فارس والعراق وفرت بيئة مزدهرة للتنمية العلمية والثقافية .في عهد السامانيين ،تنافس بخارى على بغداد كعاصمة ثقافية للعالم اإلسالمي. ازدهرت دراسة القرآن والحديث في هذا الجو العلمي .تم تطوير الفلسفة والفقه والالهوت (الكالم) بشكل أكبر ،بشكل ملحوظ من ِقبل أبن سينا وخصومه .قدم الرازي والفارابي منهجية ومعرفة في الطب والفلسفة .تمكن ابن سينا من الوصول إلى المكتبات الكبيرة مثل بلخ ،خوارزم ،غورغان ،ري ،أصفهان وهمدانُ .ت ظهر النصوص المختلفة (مثل العهد مع بهمانيار) أنه ناقش النقاط الفلسفية مع أعظم علماء العصر .يشرح أروزي سمرقندي كيف قبل أن يغادر ابن سينا خوارزم كان قد قابل البيروني (عالم مشهور وعالم فلك) وأبو نصر العراقي (عالم رياضيات مشهور) وأبو سهل مشيحي (فيلسوف محترم) وأبو الخير خمار. مطلع حياته عندما كان مراه ا ،شعر بانزعاج كبير من الميتافيزيقيا ألرسطو ،وهو ما لم يستطع فهمه حتى قرأ تعليق الفارابي حول العمل .لمده ًق عام ونصف ،درس الفلسفة ،والتي واجهت عقبات أكبر .في مثل هذه اللحظات من البحث الُم حِّير في أعماق الليل ،كان يواصل دراسته ،وحتى في أحالمه ،تتابعه المشكالت وتوصل إلى حل لها .ويقال إنه قرأ أربعين مرة الميتافيزيقيا ألرسطو ،حتى طبعت الكلمات في ذاكرته .لكن معانيها كانت غامضة بشكل يائس ،حتى وجد ذات يوم طرف الخيط من التعليق الصغير للفارابي ،الذي اشتراه في مكتبة مقابل مبلغ صغير قدره ثالثة دراهم .كان فرًح ا كبيًر ا باالكتشاف ،الذي تم بمساعدة عمل كان يتوقع منه المزيد من الغموض فقط ،وبعدها منح الصدقات للفقراء. التفت إلى الطب في سن ،16ولم يتعلم النظرية الطبية فحسب ،بل التطبيق العملي أيًض ا بحضور المرضى وذلك دون مقابل ،وفًقا لروايته الخاصة ،اكتشف طرًق ا جديدة للعالج .حقق المراهق مكانته الكاملة كطبيب مؤهل في سن 18عاًما ،ووجد أن «الطب ليس علمًا شاقًا وشائكًا ،مثل الرياضيات والميتافيزيقيا ،لذلك أحرز تقدمًا سريعًا؛ حتى أصبح طبيبًا ممتازًا وبدأ في عالج المرضى، باستخدام العالجات المعتمدة» .انتشرت شهرة الطبيب الشاب بسرعة ،وعالج العديد من المرضى دون أن يطلب منهم المال. وقد تم اقتراح عدد من النظريات فيما يتعلق بمذهبه (مدرسة الفكر في الفقه اإلسالمي) .اعتبر المؤرخ في العصور الوسطى شهر الدين البيهقي (المتوفى ) 1169أن ابن سينا من أتباع إخوان الصفا .من ناحية أخرى ،أظهر ديميتري جوتاس مع عائشة خان وجول جانسن سنس أن ابن سينا كان حنفي سني .ومع ذلك ،أكد فقيه نور هللا شوشتاري في القرن الرابع عشر وفًق ا لسيد حسين نصر ،أنه كان على األرجح شيعًيا اثني عشري .على عكس ذلك ،يعتقد شرف خراساني ،مستشهدًا برفض الحاكم السني سلطان محمود غضانوي من ِقبل ابن سينا إلى بالطه ،أن ابن سينا كان إسماعيلًيا .توجد خالفات مماثلة على خلفية عائلة ابن سينا ،في حين أن بعض الكتاب اعتبروهم سنيين ،لكن بعض الكتاب األحدث اعترضوا على أنهم شيعة. مرحلة البلوغ رسم البن سينا يصور في دقائق الحقایق ،للناصر الدین الرمل في القرن الرابع عشر الميالدي .جمجمة ابن سينا ،وجدت في عام 1950أثناء بناء الضريح الجديد كان عمل ابن سينا األول هو تعيينه كطبيب األمير ،نوح الثاني ،الذي يدين له بالشفاء من مرض خطير في عام 997ميالدية .وكانت المكافأة الرئيسية البن سينا لهذه الخدمة هي الوصول إلى المكتبة السامانية الملكية ،والسامينيون كانوا رعاة مشهورين للعلم والعلماء .وعندما تم تدمير المكتبة بالنار بعد فترة ليست طويلة ،اتهمه أعداء ابن سينا بحرقها ،من أجل إخفاء مصادر معرفته إلى األبد .وفي الوقت نفسه ،ساعد والده في أعماله المالية ،لكنه كان يجد دائمًا وقًت ا لكتابة بعض أعماله األولى. في الثانية والعشرين من عمره ،فقد ابن سينا والده ،وزالت األسرة السامانية في ديسمبر من عام 1004ميالدية .ويبدو أن ابن سينا رفض عروض محمود غزني ،وتوجه غرًبا إلى أورجينش في تركمانستان الحديثة ،حيث أعطاه الوزير ،الذي يعتبر صديًق ا للعلماء، راتبًا شهريًا صغيرًا .كان الراتب ضئياًل ،لذلك تجول ابن سينا من مكان إلى آخر عبر مقاطعتي نيسابور وميرف إلى حدود خراسان، بحًث ا عن فرصة لمواهبه .وكان قابوس ،حاكم تباريستان الكريم ،وهو نفسه شاعر وباحث ،كان يتوقع ابن سينا أن يلجأ إليه ،كان في ذلك التاريخ سنة 1012ميالدية جائًع ا حتى الموت على يد قواته التي ثارت .كان ابن سينا نفسه قد أصيب في هذا الوقت بمرض شديد .أخيًر ا ،في غورغان ،بالقرب من بحر قزوين ،التقى أبن سينا مع صديق له ،واشترى منزًال بالقرب من منزله الذي حاضر فيه ابن سينا حول المنطق وعلم الفلك .تم كتابة العديد من أطروحاته لهذا الراعي؛ وبدء كتاب القانون في الطب يعود أيًض ا إلى فترة إقامته في هركانيا. استقر ابن سينا في وقت الحق في الري ،بالقرب من مدينة طهران الحديثة ،مسقط رأس رزيس؛ حيث كان مجد عبد هللا ،ابن آخر أمير بويهي ،حاكما اسمًيا تحت الوصاية من والدته (السيدة خاتون)ُ .يقال إن حوالي ثالثين من أعمال ابن سينا األقصر كانت في الري .ومع ذلك فقد أجبرت الخالفات المستمرة بين الوصي وابنها الثاني ،شمس الدولة ،الباحث على ترك المكان .بعد قضاء فترة وجيزة في قزوين ،مر جنوًبا إلى حمدان حيث أسس شمس الدولة ،وهو أمير بويهي آخر ،إمارة لنفسه .وفي البداية ،دخل ابن سينا في خدمة سيدة رفيعة المستوى؛ لكن األمير ،الذي سمع عن وصوله ،استدعاه كمرافق طبي ،وأرسله مع الهدايا إلى مسكنه .لقد ُرقي ابن سينا إلى رتبة وزير .بعد ذلك أصدر األمير قراًر ا بنفيه من البالد .ومع ذلك ،ظل ابن سينا مختبًئ ا لمدة أربعين يوًما في منزل الشيخ أحمد فاضل ،إلى أن أدى هجوم جديد من المرض إلى تحفيز األمير على إعادته إلى منصبه .حتى خالل هذا الوقت المضطرب ،ثابر ابن سينا على دراسته وتدريسه .في كل مساء ،تم إمالء مقتطفات من أعماله العظيمة ،الشريعة وساناتيو ،وشرحت لتالميذه .عند وفاة األمير ،توقف ابن سينا عن كونه أكثر من ذلك وأخفى نفسه في منزل أحد األعيان ،حيث واصل ،بتكثيف شديد، تأليف أعماله. وفي الوقت نفسه ،كتب إلى أبو يعفار ،محافظ مدينة أصفهان المفعمة بالحيوية ،يقدم خدماته .أمير همدان الجديد ،وهو يسمع بهذه المراسالت ويكتشف فيها مخبأ ابن سينا ،سجنه في قلعة .استمرت الحرب بين حكام أصفهان وهمدان .في عام ،1024استولى السابق على همدان وبلداتها ،وطرد المرتزقة الطاجيك .عندما مرت العاصفة ،عاد ابن سينا مع األمير إلى حمدان ،واستمر في عمله األدبي .في وقت الحق ،ومع ذلك ،برفقة شقيقه ،وهو تلميذ مفضل ،واثنين من العبيد ،هرب ابن سينا من المدينة مرتديًا ثوًبا صوفًيا. بعد رحلة محفوفة بالمخاطر ،وصلوا إلى أصفهان ،وتلقوا ترحيبًا حارًا من األمير. حياته الالحقة السنوات العشر أو اإلثني عشر المتبقية من حياة ابن سينا أمضاها في خدمة حاكم الكاكويد محمد بن رستم دوشمانزيار (المعروف أيًض ا باسم عالء الدولة) ،الذي رافقه كطبيب ومستشار أدبي وعلمي عام ،حتى في حمالته العديدة. خالل هذه السنوات بدأ يدرس المسائل األدبية وعلم اللغة ،وأكَّب عليها .وبعد ذلك أصيب بمغص شديد ،أصابه أثناء مسيرة الجيش إلى همذان ،أخضع نفسه لعالجات عنيفة لدرجة أن ابن سينا كان بالكاد يقف ،وبصعوبة وصل إلى همذان ،حيث وجد أن المرض يتقدم ،فأوقف االستمرار بالحمية ،واستسلم لمصيره. الفلسفة كتب ابن سينا على نطاق واسع عن الفلسفة اإلسالمية المبكرة ،ال سيما في موضوعات المنطق ،واألخالق ،والميتافيزيقيا ،بما في ذلك األطروحات المسماة المنطق والميتافيزيقيا .معظم أعماله كانت مكتوبة باللغة العربية -التي كانت لغة العلم في الشرق األوسط - وبعضها باللغة الفارسية .من األهمية اللغوية حتى يومنا هذا بعض الكتب التي كتبها بلغة فارسّية تقريًبا (ال سيما دانيشنامه -عالء، فلسفة عالء الدولة) .غالبًا ما تنتقد تعليقات ابن سينا على أرسطو الفيلسوف ،لتشجيع نقاش حي بروح االجتهاد. أصبح مخطط ابن سينا لألفالطونية لـ «االنبثاق» أساسًيا في الكالم (مدرسة الخطاب الالهوتي) في القرن الثاني عشر. أصبح كتابه للشفاء متاًح ا في أوروبا بترجمة التينية جزئية بعد حوالي خمسين عاًما من كتابته ،تحت عنوان ،Sufficiaوقد حدد بعض المؤلفين «علم الطيور الالتينية» بأنه مزدهر لبعض الوقت ،مواٍز لطبقة الشهية الالتينية األكثر تأثيرًا المراسيم الباريسية لعام 1210و.1215 أثر علم النفس لدى ابن سينا ونظرية المعرفة على ويليام أوفيرن ،أسقف باريس وألبرتوس ماغنوس ،بينما أثرت الميتافيزيقيا في فكر توماس أكويناس. معارضوه كان ابن سينا عالمًا عارفًا وخاض بالمسائل الجوهرية للمجتمع اإلسالمي ،هذا التيار الذي بدأ يترسخ بعد أربعة قرون من بداية اإلسالم ،فعلى سبيل المثال نوقشت أفكار ابن سينا من ِقبل الغزالي في كتابه المنقذ من الضالل ،وكرر نفس الدالئل ابن كثير في كتابه البداية والنهاية .وكذلك ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب الذي قال :إّن كتابه الشفاء اشتمل على فلسفة ال ينشرح لها قلب متدين .أما ابن تيمية الذي ذهب بعيدًا في أفكاره فقد أكد أنه كان من اإلسماعيلية ،وهي عنده تهمة .وقال فيه ابن القيم في نونيته: عدمًا ويقلبه وجـودًا ثـاني وقضى بأَّن هللا يجعل خلقه ِن والقمـرا واألفـالُك األمالُك و واألرواح العرش والكرسـي األكواِن من عرض ومن جثماِن واألرض والبحر المحيط وسائر األشياء ِن فا كظـٍّل أثــر له يبقـى كٌّل سيفنيـه الفنـاُء المحـض ال محض الوجـود إعادة بزماِن ويعيـد ذا المعـدوم أيضًا ثانيًا َج هم وقـد نسبـوه للقرآِن هـذا المعـاد وذلك المبدأ لدى ِنالكفرا إلى ُةـ َتل مقا قالـوا واأللى هـذا الذي قاد ابن سينا تعريفه للنفس أهمية ابن سينا الفلسفية تكمن في نظريته في النفس وأفكاره في فلسفة النفس ،مقدمات ابن سينا في النفس هي مقدمات أرسطية. تعريف ابن سينا للنفس :النفس كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة أي من جهة ما يتولد (وهذا مبدأ القوة المولدة) ويربو (وهذا مبدأ القوة المنمية) ويتغذى (وهذا مبدأ القوة الغاذية) وذلك كله ما يسميه بالنفس النباتية .وهي كمال أول من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك باإلرادة وهذا ما يسميه بالنفس الحيوانية .وهي كمال أول من جهة ما يدرك الكليات ويعقل باالختيار الفكري وهذا ما يسميه النفس اإلنسانية. شرح التعريف ونعني في التعريف السابق أن النفس عند ابن سينا 3نباتية/حيوانية/إنسانية. كمال أول :تعني مبدأ أول ذي حياة بالقوة :يعني لدينا جسم مستعد وطبيعي لتقبل الحياة مبادئ النفس النباتية :تنمو وتتوالد وتتغذى وال يفعل النبات أكثر من ذلك. مبادئ النفس الحيوانية :تدرك الجزئيات (مثال يدرك أفعى أمامه /إنسان أمامه) يتحرك باإلرادة أي فيه إرادة توجهه (مثال األسد بإرادته ممكن أن يقفز على إنسان ويبتلعه). مبادئ النفس اإلنسانية :تدرك الكليات ،اختيار فكري أي الحرية الفكرية التي نتوجه لها لالختيار من بين بدائل مختلفة. تصور ابن سينا ألصل النفس: من أين جاءت ؟ عالقة النفس بالبدن. مصير النفس. المسألة غامضة عند ابن سينا ولكن ربما قصيدته العينية هي التي تعبر أكثر من غيرها عن رأي ابن سينا في المسائل الثالث. قصيدته مكونة من 4أقسام لدى قراءتها تتضح اإلجابة على الثالث أسئلة السابقة.
البراهين على وجود النفس عند ابن سينا:
برهن ابن سينا على وجود النفس عن طريق: -1البرهان الطبيعي : ويعتمد هذا البرهان على مبدأ الحركة والتي هي نوعان: حركة قسرية :ناتجة عن دفعة خارجية تصيب جسما فتحركه حركة القسرية :وهذا ما عناها ابن سينا وهي أنواع: منها ما يحدث على مقتضى الطبيعة كسقوط حجر من األعلى إلى األسفل منها ما يحدث ضد مقتضى الطبيعة وهنا يكمن «البرهان» كاإلنسان الذي يمشي على وجه األرض مع أن ثقل جسمه يدعو إلى السكون ،هذه الحركة المضادة للطبيعة ولقوانينها تستلزم محركا خاصا زائدا على عناصر الجسم المتحرك أال وهي (النفس) -2البرهان النفسي: ويقوم هذا البرهان على األفعال الوجدانية واإلدراك ،فاإلنسان يمتاز عن الحيوان بأنه يتعجب ويضحك ويبكي ،كما أنه من أهم خواصه :الكالم واستعمال الرموز واإلشارات وإدراك المعاني المجردة واستخراج المجهول من المعلوم .هذه األفعال واألحوال هي مما يختص به اإلنسان ،وهي ليست راجعة للبدن ،بل هي قوة مستقلة كما قال ابن سينا شيء آخر لك ان تسميه النفس .وهذا الجوهر الذي يتصرف في أجزاء بدنك هو فيك واحد وهو أنت بالتدقيق.. قصيدته العينية في النفس والتي يقول أول أبياتها: ورقاء ذات تعزز وتمنع. هبطت إليك من المحل األرفع وهي التي سفرت ولم تتبرقع. محجوبة عن كل مقلة عارف، كرهت فراقك ،وهي ذات تفجع. وصلت على كره إليك ،وربما ألفت مجاورة الخراب البلقع. أنفت وما أنست ،فلما واصلت المسألة غامضة عند ابن سينا ولكن ربما قصيدته العينية هي التي تعبر أكثر من غيرها عن رأي ابن سينا في المسائل الثالث. قصيدته مكونة من 4أقسام. يشير ابن سينا في قسمها األول من أين جاءت النفس ويقول أنها جاءت من محل أرفع أي من فوق وأتت رغما عنها وكارهة لذلك، ثم تتصل بالبدن وهي كارهه لكنها بعد ذلك تألف وجودها بالبدن ،وتألف البدن ألنها نسيت عهودها السابقة كما يقول في قصيدته، إذن فهو يقول هبطت النفس من مكان رفيع ،كرهت وأنفت البدن ،ثم ألفته واستأنسته ،ثم رجعت من حيث أتت وانتهت رحلتها واآلن في القسم األخير من القصيدة يبدأ ابن سينا يتساءل لماذا؟ فيجيب أنها هبطت لحكمة إلهية ،هبطت ال تعلم شيء لتعود عالمة بكل حقيقة ولكنها لم تعش في هذا الزمن إال فترة. مؤلفاته ومآثرة في الفلسفة أقدم نسخة لـ ابن سينا الصفحة الثانية من "قانون في الطب" من عام 1030ميالدية. اإلشارات والتنبيهات :في كتابه كتاب اإلشارات الذي ذهب فيه مذهب أرسطو وقربه قليًال إلى األديان ،فهو مؤسس االتجاه الفلسفي الذي تحدى العقيدة وفكرة النبوة والرسالة في اإلسالم وكان يقول بقدم العالم وإنكار المعاد ونفي علم هللا وقدرته وخلقه العالم وبعثه من في القبور .وذهب ابن سينا مذهب الفالسفة من أمثال الفارابي أبي نصر التركي الفيلسوف ،وكان الفارابي[؟] يقول بالمعاد الروحاني ال الجثماني ،ويخصص بالمعاد األرواح العالمة ال الجاهلة ،وله مذاهب في ذلك يخالف المسلمين والفالسفة من سلفه األقدمين ،وأعاد تلك الفكرة ابن سينا ونصره .ال شك أن صحبته لفالسفة الباطنية (أبو عبد هللا النائلي الذي علمه بصغره) قد أثرت في تفكير ابن سينا ،وهيأته للدور الذي لعبه في تنشيط تيار الفلسفة واتخاذها موقف التحدي للعقيدة اإلسالمية ،ومثال على ذلك «نظرية المعرفة» والتي ساوى فيها الفالسفة مع األنبياء ،وقد خص الفالسفة بميزة أخرى وهي أن الفالسفة استمروا في رسالتهم وارتقاء معارفهم في الوقت الذي ختمت النبوة بمحمد. وكان اتباعه يدعون بـ «األلى» وقالوا مقالته ومن أشهرهم النصير الطوسي واسمه محمد بن عبد هللا ويقال له الخواجا نصير الدين، الذي انتصر لمذهب ابن سينا والذب عنه وشرح إشاراته وكان يسميها «قرآن الخاصة» ،ويسمي كتاب هللا «قرآن العامة» ،ورد على الشهرستاني في مصارعته ابن سينا بكتاب سماه مصارعة المصارع. الشفاء وهو في أربعة أقسام ،المنطق ،الرياضي ،الطبيعي ،اإللهي يعتبر موسوعة كبرى في العلوم الطبيعية وما بعد الطبيعة اشتهرت في القرن العاشر الميالدي .أراد ابن سينا أن يغطي به كل ما شملته علوم ما بعد الطبيعة في ذلك الوقت .ويبين ابن سينا الغرض من هذا الكتاب فيقول« :فإن غرضنا في هذا الكتاب الذي نرجو أن يمهلنا الزمان إلى ختمه ،ويصحبنا التوفيق من هللا في نظمه ،أن نودعه لباب ما تحققناه من األصول في العلوم الفلسفية المنسوبة إلى األقدمين ...وتحريت أن أودعه أكثر الصناعة ،وأن أشير في كل موضع إلى موقع الشبهة وأحلها إليضاح الحقيقة بقدر الطاقة .واجتهدت في اختصار األلفاظ جدا ومجانبة التكرار أصال إال ما يقع خطأ أو سهوا .وال يوجد في كتب القدماء شيء يعتد به إال وقد ضمناه كتابنا هذا ،وقد أضفت إلى ذلك ما أدركته بفكري وحصلته بنظري وخصوصا في علم الطبيعة وما بعدها» النجاة في المنطق واإللهيات يتطرق ابن سينا في كتابه هذا إلى علم المنطق والطبيعيات ،ثم الهندسة والحساب ،فبعضا من علم الفلك ،ليختمه بالعلم اإللهي وسبل النجاة في الحياتين الدنيا واآلخرة .قد أورد في مقدمته «أن طائفة من اإلخوان الذين لهم حرص على اقتباس المعارف الحكمية سألوه أن يجمع لهم كتابًا يشتمل على ما ال بد من معرفته لمن يؤثر أن يتميز عن العامة وينحاز إلى الخاصة ويكون له باألصول الحكمية إحاطة وسألوه أن يبدأ فيه بإفادة األصول من علم المنطق ثم يتلوها بمثلها من علم الطبيعيات ثم يورد من علمي الهندسة والحساب ما ال بد منه لمعرفة القدر الذي يقرن بالبراهين على الرياضيات ويورد بعده من علم الهيئة ما يعرف به حال الحركات واألجرام واألبعاد والمدارات واألطوال والعروض دون األصول التي يحتاج إليها في التقاويم وما تشتمل عليه الزيجات مثل أحوال المطالع والزوايا وتقويم المسير بحسب التاريخ إلى غير ذلك وأن يختم الرياضيات بعلم الموسيقى ثم يورد العلم اآللهي على أن يبين وجهه ويوجزه ويذكر فيه حال المعاد وحال األخالق واألفعال النافعة فيه لدرك النجاة من الغرق في بحر الضالالت فأسعفهم بذلك وصنف الكتاب على نحو ملتمسهم ،فبدأ بإيراد الكفاية من صناعة المنطق ألنه اآللة العاصمة للذهن عن الخطأ فيما نتصوره ونصدق به والموصلة إلى االعتقاد الحق بإعطاء أسبابه ونهج سبله». صورة ابن سينا
في العلوم اآللية
تشتمل على كتب المنطق ،وما يلحق بها من كتب اللغة والشعر والعلوم والطب ،ومن آثاره اللغوية. في العلوم النظرية تشتمل على كتب العلم الكّلي ،والعلم اإللهي ،والعلم الرياضي ،والطب النفسي. في العلوم العملية وتشتمل على كتب األخالق ،وتدبير المنزل ،وتدبير المدينة ،والتشريع ،ومنها كتاب السياسة البن سينا. في العلوم األصلية طبيب ُيِع د جرعة ،رسم توضيحي من مخطوطة (مؤرخة عام ،1224ربما من بغداد) متحف المتروبوليتان للفنون فالطب عنده من توابع العلم الطبيعي ،ووالموسيقى وعلم الهيئة من فروع العلم الرياضي .أشهر كتب ابن سينا الطبية كتاب القانون في الطب الذي ترجم وطبع عّدة مرات :والذي ظل ُيدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر .ومن كتبه الطبية أيضًا كتاب األدوية القلبية ،وكتاب دفع المضار الكلية عن األبدان اإلنسانية ،وكتاب القولنج ،ورسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب ،ورسالة في تشريح القانون (كتاب) ،ورسالة في الفصد ،ورسالة في األغذية واألدوية .وإلبن سينا أراجيز طبية كثيرة منها: أرجوزة في التشريح ،وأرجوزة المجربات في الطب واأللفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت. وإلبن سينا كتاب نفيس في الطب هو «القانون» ،جمع فيه ما عرفه الطب القديم وما ابتكره هو من نظريات واكتشفه من أمراض، وقد جمع فيه أكثر من سبعمائة وستين عقارا مع أسماء النباتات التي يستحضر منها العقار .بحث ابن سينا في أمراض شتى أهمها السكتة الدماغية ،التهاب السحايا والشلل العضوي ،والشلل الناجم عن إصابة مركز في الدماغ ،وعدوى السل الرئوي ،وانتقال األمراض التناسلية ،والشذوذ في تصرفات اإلنسان والجهاز الهضمي .وميز مغص الكلى من مغص المثانة وكيفية استخراج الحصاة منهما كما ميز التهاب البلورة (غشاء الرئة) والتهاب السحايا الحاد من التهاب السحايا الثانوي. في الرياضيات مختصر اقليدس مختصر المجسطي مختصر علم الهيئة مختصر االرتماطيقي الزاوية بيان عّلة قيام األرض في وسط السماء ،طبعت في مجموع (جامع البدائع) ،في القاهرة سنة 1917 في الطبيعيات وتوابعها رسالة في إبطال أحكام النجوم رسالة في األجرام العلوية وأسباب البرق والرعد رسالة في الفضاء رسالة في النبات والحيوان قانون الحركة األول «الجسم الساكن يبقى ساكنا والجسم المتحرك يبقى متحركا مالم تؤثر عليه قوة خارجية» والذي نسبه لنفسه إسحاق نيوتن. في الطب القانون في الطب الصفحة األولى من أولى مقاالت كتاب القانون في الطب لـ ابن سينا ،من مخطوط يعود ربما للقرن الخامس عشر. في لفتة إنسانية فإن ابن سينا لما نبغ في الطب قام بعالج المرضى تأديا وبالمَج ان ،ال تكُسبا أو لجمع المال ؛ وذلك حًبا للخير واالستفادة بالعلم ،وقد حصل على فرصة عظيمة عندما نجح في عالج األمير نوح بن منصور وهو في السابعة عشرة من عمره، ذلك األمر الذي عجز عنه مشاهير األطباء ،فنال بذلك شهرة عظيمة ،كما جعل أمراء هذا البيت ُينِعمون عليه ،ويفتحون له دور كتبهم؛ ليعَّب منها علًما غزيًر ا لم يتوفر ولم يتحَّصل لغيره ،وعمره لم يأِت بعُد الثامنة عشرة .استطاع الشيخ الرئيس ابن سينا - بفضل ما مَّن به هللا عليه من العقل والعلم وسعة االّط الع والولع الشديد بالمعرفة -أن ُيقدم لإلنسانية أعظم الخدمات واالكتشافات واالبتكارات التي فاقت عصرها بالقياس إلى إمكانات ذلك العصر ومدى ما وصلت العلوم فيه آنذاك ،وباألخِّص في جانب الطب؛ فإليه يرجع الفضل في اكتشاف العديد من األمراض التي ما زالت منتشرة حتى اآلن ؛ إذ إنه أول من كشف عن طفيلة (اإلنكلستوما)، وسماها في كتابه (القانون في الطب) في الفصل الخامس الخاص بالديدان المعوية :الدودة المستديرة ،ووصفها بالتفصيل ألول مرة، وتحَّدث عن أعراض المرض الذي ُتسببه .وعن هذا الفتح الكبير كتب األستاذ الدكتور محمد خليل عبد الخالق مقاًال في مجلة الرسالة ،جاء فيه ...« :قد كان لي الشرف في عام ( 1921م) أن قمت بفحص ما جاء في كتاب القانون في الطب ،وتبَّين لي أن الدودة المستديرة التي ذكرها ابن سينا هي ما نسميه اآلن باإلنكلستوما ،وقد أعاد (دوبيني) اكتشافها بإيطاليا عام ( 1838م) ،أي بعد اكتشاف ابن سينا لها بتسعمائة سنة تقريًبا ،ولقد أخذ جميع المؤلفين في علم الطفيليات بهذا الرأي في المؤلفات الحديثة ،كما أخذت به مؤسسة (روكلفر) األمريكية التي تعني بجمع كل ما ُك ِتب عن هذا المرض ...ولذلك كتبُت هذا ليطلع عليه الناس ،وُيضيفوا إلى اكتشافات ابن سينا العديدة هذا االكتشاف العظيم لمرض هو أكثر األمراض انتشاًر ا في العالم اآلن». ثم إنه تطَّر ق إلى بعض أنواع الديدان الطفيلية التي تعيش بعيًد ا عن القناة الهضمية؛ مثل :ديدان العين ،التي ُتَفِّضل منطقة العين، وديدان الفالريا المسِّب َب ة لداء الفيل ،فتراه يقول عن األخير« :هو زيادة في القدم وسائر الِّر ْج ل على نحو ما يعرض في عروض الدوالي فيغلظ القدم ويكثفه». كما أنه أول من وصف االلتهاب السحائي ،وأول من فَّر ق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ والشلل الناتج عن سبب خارجي ،ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم ،مخالًفا بذلك ما استقَّر عليه أساطين الطب اليوناني القديم ،فضًال عن أنه أَّو ل من فَّر ق بين المغص المعوي والمغص الكلوي. وكان ابن سينا صاحب الفضل في عالج القناة الدمعية بإدخال مسبار معَّق م فيها! وابن سينا هو الذي أوصى بتغليف الحبوب التي يتعاطاها المريض ،وكشف في دَّق ة بالغة عن أعراض حصاة المثانة السريرية ،بعد أن أشار إلى اختالفها عن أعراض الحصاة الُك لوية ،يقول الدكتور خير هللا في كتابه الطب العربي « :ويصعب علينا في هذا العصر أن ُنضيف شيًئ ا جديًد ا إلى وصف ابن سينا ألعراض حصى المثانة السريرية». كما كان البن سينا باع كبير في مجال األمراض التناسلية ؛ فوصف بدَّق ة بعض أمراض النساء؛ مثل :االنسداد المهبلي ،واإلسقاط، واألورام الليفية .وتحَّد ث عن األمراض التي يمكن أن ُت صيب النفساء؛ مثل :النزيف ،واحتباس الدم ،وما قد يسِّببه من أورام وحميات حاَّدة ،وأشار إلى أن َت َع ُّفن الرحم قد ينشأ من ُعسر الِو الدة أو موت الجنين ،وهو ما لم يكن معروًف ا من قبُل .كما تعَّر ض -أيًض ا- للذكورة واألنوثة في الجنين ،وعزاها إلى الرجل دون المرأة ،وهو األمر الذي أَّك ده مؤَّخ ًر ا العلم الحديث. نسخة عربية من كتاب "القانون في الطب" كما كشف ابن سينا -ألَّو ل مَّر ة أيًض ا -طرق العدوى لبعض األمراض المعدية كالجدري والحصبة ،وذكر أنها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحية الدقيقة في الماء والجو ،وقال« :إن الماء يحتوي على حيوانات صغيرة جًد ا ال ُترى بالعين المجَّر دة ،وهي التي تسِّبب بعض األمراض» .وهو ما أَك ده (فان ليوتهوك) في القرن الثامن عشر والعلماء المتأخُر ون من بعده ،بعد اختراع المجهر. وُيظهر ابن سينا براعة كبيرة ومقدرة فائقة في علم الجراحة؛ فقد ذكر عَّد ة طرق إليقاف النزيف؛ سواء بالربط ،أو إدخال الفتائل ،أو بالكي بالنار ،أو بدواء كاٍو ،أو بضغط اللحم فوق العرق .كما تحَّد ث عن كيفية التعامل مع الِّسهام واستخراجها من الجروح ،وحَّذ ر المعالجين من إصابة الشرايين أو األعصاب عند إخراج السهام من الجروح ،كما نَّبه إلى ضرورة أن يكون المعالج على معرفة تاَّمة بالتشريح. وقد ُت رجمت كتب ابن سينا في الطب إلى الالتينية ومعظم لغات العالم ،وظَّلت حوالي ستة قرون المرجع العالمي في الطب، واسُت خدمت كأساس للتعليم في جامعات فرنسا وإيطاليا جميًع ا ،وظَّلت تدرس في جامعة مونبلييه حتى أوائل القرن التاسع عشر. كتاب القانون في الطب الذي ترجم وطبع عّدة مرات والذي ظل ُيدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر كتاب األدوية القلبية كتاب دفع المضار الكلية عن األبدان اإلنسانية كتاب القولنج رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب رسالة في تشريح األعضاء رسالة في الفصد رسالة في األغذية واألدوية أراجيز طبية آلة موسيقية ٌينسب اختراعها لـ ابن سينا أرجوزة في التشريح أرجوزة المجربات في الطب األلفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت إلبن سينا باع في الشعر العربي وله ديوان منشور في الموسيقى مقالة جوامع علم الموسيقى مقالة في الموسيقى ومقاالت أخرى وفاته ضريح ابن سينا في همدان ،إيران أصاب جسده المرض واعتّل ،حتى قيل إنه كان يمرض أسبوعًا ويشفى أسبوعًا ،وأكثر من تناول األدوية ،ولكّن مرضه اشتّد ،وعلم أنه ال فائدة من العالج ،فأهمل نفسه وقال« :إن المدبر الذي في بدئ عجز عن تدبير بدني ،فال تنفعّن المعالجة» ،واغتسل وتاب ،وتصدق بما لديه من مال للفقراء ،وأعتق غلمانه طلبًا للمغفرة .وبدأ بختم القرآن كل ثالثة أيام). توفي في يونيو 1037ميالدية ،الموافق لشهر رمضان المبارك ،في سن الثامنة والخمسين من عمره ،ودفن في همدان إيران .لما توفي كان ُيعد أحد عباقرة الفلسفة في اإلسالم ،وفي الطب وضع مصاف جالينوس حيث أطلق عليه لقب «جالينوس اإلسالم»، وبسبب شهرته الواسعة فقد تسابق لالحتفال بذكره عدة شعوب ،واألتراك هم أول من احتفلوا بذكراه ،عندما أقاموا عام 1937 مهرجانًا ضخمًا بمناسبة مرور تسعمائة سنة على وفاته ،ثم حذا حذوهم العرب والفرس[؟] حيث أقيم مهرجان لالحتفال به في كل من بغداد عام 1952وفي طهران ،1954وفي عام 1978دعت منظمة اليونسكو كل أعضائها للمشاركة في احتفال احياء ذكرى مرور ألف عام على والدة ابن سينا وذلك اعترافًا بمساهماته في مجالي الطب والفلسفة ،وبالفعل فقد استجاب كل أعضاء المنظمة وشاركوا في االحتفال الذي أقيم عام 1980في دمشق .ألف ابن سينا 276مؤلفا ،كلها كتبت باللغة العربية باستثناء بضع مؤلفات صغيرة كتبها بلغته األم الفارسية .إال أنه ولألسف فقد فقدت أكثر هذه المؤلفات ولم تصل إلينا .ويوجد حاليا 68مؤلفا منتشرا بين مكتبات الشرق والغرب.