Professional Documents
Culture Documents
الشعر الاندلسي 1
الشعر الاندلسي 1
األندلسي
الحياة السياسية للمسلمين في بالد األندلس
.ولم تبدل النصرانية بمبادئها وتعاليمها ( التي كانت منتشرة في إسبانيا ) من الشرائع الرومانية القديمة التي جعلت السيادة المطلقة ألصحاب اإلقطاعات ,والعبودية للفالحين
.ساد في بالد األندلس مجموعة مختلفة من العناصر هي :العرب ,والبربر ,والموالي ,والمولدون ,وأهل الذمة من نصارى ويهود ,والصقالبة
:وقد كان لكل عنصر منها صفات خاصة به وهي على النحو التالي
العرب :فالعرب كانوا ُيحُّس ون إحساسا قويا بنوع من األرستقراطية نابع من غلبتهم على اإلسبان والبربر وإدخالهم في اإلسالم ,وكذلك من لغتهم التي تفوق1-
.غيرها .ولعل شعور التعالي هذا من ِقَب ل العرب ,هو ما كان يوِّلد ثورة البربر عليهم أحيانا
وقد كان العرب في مستهل الفتح ِقَّل ة بالقياس إلى العناصر األخرى ,ثم أخذت أعدادهم تتكاثر وتنتشر في أنحاء شبه جزيرة األندلس ,بفعل االستيطان والتوالد ,
.وبالمهاجرين العرب الذين أخذوا يرحلون إليها أفواجا تلو أفواج بعد الفتح اإلسالمي
.البربر :وهم يشاركون العرب في البداوة واإلسالم والشجاعة .وكانوا في أول أمرهم أكثر عددا وقوة من العرب ,وكان تيار هجرتهم متصال بحكم الجوار2-
نشطت العلوم والثقافات والفنون في األندلس نشاطا كبيرا ال حد له ,فقد كان لهم وسائلهم الخاصة في اكتساب العلم وتأسيس حركته في بالدهم
تتمثل في دعوة بعض علماء المشرق إلى األندلس ليفيد أهُله من علمهم وأدبهم ,ومن ذلك على سبيل المثال رحيل أبي علي القالي صاحب كتاب "األمالي" من
.بغداد إلى األندلس بدعوة من الخليفة عبدالرحمن الناصر ,حيث لقي عنده كل إكرام ,واختص بابنه الحكم المستنصر ,وأورث أهل األندلس علمه
وكان أبو علي القالي إماما في اللغة حافظا ألشعار العرب ,فنشر ما شاء هللا أن ينشر من علمه في األندلس ,وأخذ يروي مختارات من األدب حيثما اتفق ,ثم
.يشرح ما يحتاج إلى الشرح نظما ونثرا
ومن ذلك أيضا أبو العالء صاعد بن الحسن البغدادي ,عالم اللغة واألدب واألخبار ,فقد رحل إلى األندلس في والية المنصور بن أبي عامر ,ونال عنده كل
.حظوة وجمع له كتابا سماه " الفصوص "نحا فيه منحى القالي في أماليه ,وكان نبوغه ومهارته يتجليان في ُحْس ن بديهته األدبية ,ورواياته الشعرية
:الفنون الشعرية
الموشحات األندلسية
تعد الموشحات أول هذه الفنون التي يرجع الفضل في استحداثها وابتداعها إلى األندلسيين ,وقد أجمع مؤرخو الشعر العربي على أن " الموشحات " فن أندلسي
.خالص
.فابن بسام صاحب " الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة " يقرر أن أهل األندلس هم الذين وضعوا حقيقة صنعة التوشيح ونهجوا طريقتها
وصالح الدين بن أيبك الصفدي في كتابه " تشيع التوشيح" يقول " :الموشح فن تفرد به أهل المغرب ,وامتازوا به على أهل المشرق ,وتوسعوا في فنونه ,
" وأكثروا من أنواعه وضروبه
وابن خلدون في " مقدمته " يؤكد هذه الحقيقة بقوله " :وأما أهل األندلس فلما كثر الشعر في قطرهم ,وتهذبت مناحيه وفنونه ,وبلغ التنميق فيه الغاية ,استحدث