You are on page 1of 1

‫شعر‬

‫األندلسي‬
‫الحياة السياسية للمسلمين في بالد األندلس‬

‫‪ :‬الفتح اإلسالمي لألندلس‬


‫كانت إسبانيا قبل الفتح اإلسالمي في حالة سيئة يرثى لها ‪ ,‬لضعفها السياسي واالجتماعي ؛ فالضرائب الباهظة أثقلت كاهل الطبقات الشعبية واستنزفت ثرواتها بينما سيطرت الطبقة‬
‫االستقراطية على قلتها على معظم األراضي الخصبة وسخرت لخدمتها وخدمة ثرواتها وترفها عامة الشعب الذين يكدون في األرض كعبيد مستذلين ليوفروا لهم المال الالزم ‪ ,‬ثم ال‬
‫‪ .‬يجدون ما يقتاتون به غير الكفاف والحرمان‬

‫‪ .‬ولم تبدل النصرانية بمبادئها وتعاليمها ( التي كانت منتشرة في إسبانيا ) من الشرائع الرومانية القديمة التي جعلت السيادة المطلقة ألصحاب اإلقطاعات ‪ ,‬والعبودية للفالحين‬

‫‪ :‬الحياة االجتماعية في األندلس‬

‫‪ .‬ساد في بالد األندلس مجموعة مختلفة من العناصر هي ‪ :‬العرب ‪ ,‬والبربر ‪ ,‬والموالي ‪ ,‬والمولدون ‪ ,‬وأهل الذمة من نصارى ويهود ‪ ,‬والصقالبة‬

‫‪ :‬وقد كان لكل عنصر منها صفات خاصة به وهي على النحو التالي‬

‫العرب ‪ :‬فالعرب كانوا ُيحُّس ون إحساسا قويا بنوع من األرستقراطية نابع من غلبتهم على اإلسبان والبربر وإدخالهم في اإلسالم ‪ ,‬وكذلك من لغتهم التي تفوق‪1-‬‬
‫‪ .‬غيرها ‪ .‬ولعل شعور التعالي هذا من ِقَب ل العرب ‪ ,‬هو ما كان يوِّلد ثورة البربر عليهم أحيانا‬

‫وقد كان العرب في مستهل الفتح ِقَّل ة بالقياس إلى العناصر األخرى ‪ ,‬ثم أخذت أعدادهم تتكاثر وتنتشر في أنحاء شبه جزيرة األندلس ‪ ,‬بفعل االستيطان والتوالد ‪,‬‬
‫‪ .‬وبالمهاجرين العرب الذين أخذوا يرحلون إليها أفواجا تلو أفواج بعد الفتح اإلسالمي‬

‫‪ .‬البربر ‪ :‬وهم يشاركون العرب في البداوة واإلسالم والشجاعة ‪ .‬وكانوا في أول أمرهم أكثر عددا وقوة من العرب ‪ ,‬وكان تيار هجرتهم متصال بحكم الجوار‪2-‬‬

‫‪ :‬انتشار العلم واألدب‬

‫نشطت العلوم والثقافات والفنون في األندلس نشاطا كبيرا ال حد له ‪ ,‬فقد كان لهم وسائلهم الخاصة في اكتساب العلم وتأسيس حركته في بالدهم‬
‫تتمثل في دعوة بعض علماء المشرق إلى األندلس ليفيد أهُله من علمهم وأدبهم ‪ ,‬ومن ذلك على سبيل المثال رحيل أبي علي القالي صاحب كتاب "األمالي" من‬
‫‪ .‬بغداد إلى األندلس بدعوة من الخليفة عبدالرحمن الناصر ‪ ,‬حيث لقي عنده كل إكرام ‪ ,‬واختص بابنه الحكم المستنصر ‪ ,‬وأورث أهل األندلس علمه‬

‫وكان أبو علي القالي إماما في اللغة حافظا ألشعار العرب ‪ ,‬فنشر ما شاء هللا أن ينشر من علمه في األندلس ‪ ,‬وأخذ يروي مختارات من األدب حيثما اتفق ‪ ,‬ثم‬
‫‪ .‬يشرح ما يحتاج إلى الشرح نظما ونثرا‬

‫ومن ذلك أيضا أبو العالء صاعد بن الحسن البغدادي ‪ ,‬عالم اللغة واألدب واألخبار ‪ ,‬فقد رحل إلى األندلس في والية المنصور بن أبي عامر ‪ ,‬ونال عنده كل‬
‫‪ .‬حظوة وجمع له كتابا سماه " الفصوص "نحا فيه منحى القالي في أماليه ‪ ,‬وكان نبوغه ومهارته يتجليان في ُحْس ن بديهته األدبية ‪ ,‬ورواياته الشعرية‬

‫‪ :‬الفنون الشعرية‬

‫الموشحات األندلسية‬

‫تعد الموشحات أول هذه الفنون التي يرجع الفضل في استحداثها وابتداعها إلى األندلسيين ‪ ,‬وقد أجمع مؤرخو الشعر العربي على أن " الموشحات " فن أندلسي‬
‫‪ .‬خالص‬

‫‪ .‬فابن بسام صاحب " الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة " يقرر أن أهل األندلس هم الذين وضعوا حقيقة صنعة التوشيح ونهجوا طريقتها‬

‫وصالح الدين بن أيبك الصفدي في كتابه " تشيع التوشيح" يقول ‪ " :‬الموشح فن تفرد به أهل المغرب ‪ ,‬وامتازوا به على أهل المشرق ‪ ,‬وتوسعوا في فنونه ‪,‬‬
‫" وأكثروا من أنواعه وضروبه‬

‫وابن خلدون في " مقدمته " يؤكد هذه الحقيقة بقوله ‪ " :‬وأما أهل األندلس فلما كثر الشعر في قطرهم ‪ ,‬وتهذبت مناحيه وفنونه ‪ ,‬وبلغ التنميق فيه الغاية ‪ ,‬استحدث‬

You might also like