‫‪ 

:‬بدايـة‪ ‬الطـريق‬

‫يقول الكثري من‪ ‬املؤرخني إن الوالدة احلقيقية‪ ‬لشعــر‪ ‬املهجــر‪ ‬تعود اىل أواخر القرن التاسع عشر حيث تعترب‪ ‬األندلس‪.. ‬‬
‫"‪ ‬أسبانيا‪ ‬حالياً " احلاضنة احلقيقية للجماعات القادمة من البالد العربية‪ ‬كلبنان وسوريا بعضها هرباً من ظلم األتراك‬
‫وبعضها حبثاً عن الرزق وبني اجلماعات‪ ‬املهاجرة كانت هناك طائفة من الشبان ترفرف بني جواحنهم قلوب متلؤها احلرية‬
‫ويف‪ ‬رؤوسهم آفاق رحاب من الفكر النري واخليال اخلصب أولئك كانوا من الرعيل املثقف‪ ‬الواعي الذي عز عليه أن يعيش‬
‫‪ .‬أسرياً للظلم والعوز فانطلقوا باحثني عن احلرية‪ ‬واالكتفاء‬

‫‪ :‬فئات شعـر‪ ‬املهجـر‬
‫‪ :‬ينقسم معشر شعراء‪ ‬املهجر اىل فئتني‬
‫‪ . .‬األوىل‪ ‬املهجر الشمايل أي " الواليات املتحدة األمريكية‪ " ‬أمريكا الشمالية أما‬
‫الفئة‪ ‬الثانية‪ ‬فكانت يف‪ ‬أمريكا اجلـنوبية واملعروف أن الشمال أغىن من اجلنوب الفقري الذي يدخل يف صلبه‪ ‬شعراؤنا‬
‫املتواجدون يف الربازيل وبلدان أمريكا اجلنوبية فلكل من هاتني الفئتني‪ ‬خصائص ومميزات منها األصيل ومنها املكتسب‬
‫واليت تتفق تارة مع خصائص األخرى‪ ‬ومميزاهتا وقد ختتلف أحياناً أخرى فقد ظهرت الفئتان يف وقت واحد وفرتة متقاربة‬
‫جداً‪ ‬تبدأ منذ أوائل القرن العشرين حتديداً مع بداية احلرب العاملية األوىل ‪1914‬م‪1918 -‬م‪ ‬حيث أسهمت كلتا "‬
‫‪ .‬الفئتني" يف تكوين يف تكوين ما عرف باملدرسة املهجرية األدبية‪ ‬اليت تركت كل منها أثرها على األخرى‬

‫إن فئة‪ ‬املهجر الشمايل‪ ‬على قلة عددهم كانت أبعد‪ ‬أثراً من فئة اجلنوب وعلى الرغم من أن الذين ظهروا يف احلقل األديب‬
‫هم مهاجرو‪ ‬اجلـنوب‪ ‬الذين ذاع صيتهم وأعماهلم يف العامل العريب إالّ أهنم كانوا ال‪ ‬يتجاوزن عدد األصابع حىت فئة الشمال‬
‫فقد تفوق منهم قلة ومن ذاع صيتهم أيضاً قلة‪ ‬إالّ أهنم أيضاً اثروا األدب العريب بالعناصر واألوزان اجلديدة اليت جتلت مع‬
‫‪ .‬منتصف‪ ‬اخلمسينات من القرن املاضي‬

‫‪ :‬رواد شعـر‪ ‬املهجـر‬
‫هناك العديد ممن يشار‪ ‬إليهم بالبنان على أهنم أصحاب الفضل يف إنارة األدب العريب منهم الشعراء‪ : ‬جربان خليل‬
‫جربان وميخائيل نعيمة إيليا أبو ماضي ونسيب‪ ‬عريضة ورشيد أيوب وعبداملسيح حداد وندرة حداد ووليم كاتسفليس‬
‫‪ . .‬والرحياين وأمني مشرق‪ ‬ومسعود مساحة ونعمة احلاج‬
‫فالثمانية املتواجدون يف السطور األوىل هم من أعضاء‪ " ‬الرابطة القلمية‪ " ‬اليت أنشئت يف نيويورك عام ‪1920‬م برئاسة‬
‫جربان خليل جربان وسكرتريه ميخائيل نعيمة‪ ‬فأعضاء الرابطة القلمية سرعان ما انتشرت أعماهلم يف املهجر والوطن وأقبل‬
‫املثقفون‪ ‬يف العاملني القدمي واجلديد " العريب واألمريكي " على إشباع ذروة عطشهم من القصة‪ ‬والنثر والشعر ملا رأوا فيه‬
‫‪ .‬من حيوية وأساليب غاية يف اجلمال‬
 ‫استطاع أدباء‪ ‬املهجـر الشـمايل‪ ‬أن يبدعوا يف أكثر من ميدان عنوانه األدب حيث أغرموا باألدب العريب‪ ‬وجعلوه مملوءاً‬
‫بأساليب فنية وشقوا طرقاً وفنوناً جديدة حىت لتعد مؤلفات بعضهم‪ ‬أحداثاً هلا قيمتها الكربى يف حياة النهضة األدبية يف‬
‫‪ .‬الشرق العريب‬

‫‪ . .‬فمن أبرز األعمال اليت ما زالت حية حىت يومنا‪ ‬هذا قصيدة‬
‫‪ " . .‬املواكب‪ " ‬جلربان‬
‫‪ . .‬و" اجلداول " و " اخلمائل " إليليا أبو ماضي مع عدد من قصائد اجلزء‪ ‬الثاين من ديوانه‬
‫‪ . .‬و " األرواح احلائرة " لنسيب عريضة‬
‫‪ . .‬و" مهس اجلفون‪ " ‬مليخائيل نعيمة‬

‫‪ :‬النسـوة‪ ‬يف أدب املهجـر‬

‫نظر األدب املهجري إىل املرأة على‪ ‬أهنا عنصر روائي مهم وشعري ال يشق له غبار وقصصي احننت له األقالم فهناك‬
‫جمموعة من‪  ‬النساء اللوايت أسهمت لكن ليس مبستوى جربان ونعيمة واآلخرين فمن أديبات املهجر‪ ‬اللوايت حظني بالشهرة‬
‫عرب صحافة املهجر السيدة‪ ‬سلمى‪ ‬صائغ‪ ‬مؤلفة كتاب "ذكريات وصور" وأيضاً السيدة‪ ‬ماري عطا اهلل‪ ‬و‪ ‬مريانا دعبول‬
‫فاخوري‪ ‬رئيسة‪ ‬حترير جملة " املراحل" واليت تصور يف مدينة سان باولو وأجنال عون شليطا االديبة‪ ‬والفنانة اليت كانت حتب‬
‫النثر والكتابة وتسهم يف اخلدمة االجتماعية أيضاً‪ ‬سلوى أطلس‪ ‬رئيسة حترير جملة "الكرامة" اليت عاشت أكثر من ربع قرن‬
‫‪.‬حيث ولدت‪ ‬سلوى يف محص بسوريا وهاجرت إىل الربازيل عام ‪1913‬م حيث توفيت‪ ‬هناك‬

‫‪ :‬خصائص‪ ‬ومميزات أدب املهجـر‬

‫‪ :‬ما مييز أدب‪ ‬املهجـر عن باقي دواوين األدب العـربـي‬
‫الوفرة الكبرية يف العناصر القوية حيث كان األدب العريب قبلها يف عصر‪ ‬االحنطاط ال يزال يزحف كالسلحفاة ينوء مبا‬
‫‪.‬جيرجره من ركام األلفاظ واألساليب‪ ‬القدمية البالية اليت تكبله وتثقله فتعوق مسريته وتقيد حركته‬

‫‪ :‬من هنا نستطيع‪ ‬القول إن ما متيزت به مـدرسـة املهجــر األدبـية‪ ‬تسع‪ ‬مـزايـا‪ ‬هي‬

‫‪ .‬التحرر التام من‪ ‬قـيود القدمي‪- ‬‬
‫‪.‬األسـلوب الفين والطابع الشخصي املتميز‪- ‬‬
‫‪ .‬والسبع البقية‪ : ‬هي جوهر العمل األديب‪- ‬‬
 ‫‪ .‬احلنني اىل الوطن‪- ‬‬
‫‪.‬التأمل‪- ‬‬
‫‪ .‬النزعة‪ ‬اإلنسانية‪- ‬‬
‫‪ .‬عمق الشعور بالطبيعة‪- ‬‬
‫‪ .‬براعة الوصف والتصوير‪- ‬‬
‫‪ .‬الغنائية‪ ‬الرقيقة يف الشعر‪- ‬‬
‫‪ .‬احلرية الدينية‪- ‬‬