You are on page 1of 42

‫مجيع احلقوق حمفوظة‬

Copyright reserved ©

.‫مجيع حقوق امللكية حمفوظة لدار الفتوحات العلمية‬


‫حيضر طبع أو تصوير الكتاب أو تسجيله على اآلالت‬
.‫وااللكرتونية اال مبوافقة الناشر‬
No part of this book may be
distributed in any form or by any means, or
stored in a data base , without the
permission of the publisher .

‫الطبعة األول‬
‫ م‬2023 / ‫ ه‬1444 ‫دار الفتوحات العلمية‬
‫كريال – اهلند‬
Dar Al – Futhuhath Al – ilmiyya
kerala – India

Email: darulfuthuhathililmiyya@gmail.com

‫يرجى مشاركة آرائك واقرتاحاتك يف هذا الربيد‬


.‫ وال تنس االبالغ عن أخطاء الكتاب‬،‫االلكرتوين‬

Please share your opinions and suggestion with this id,


don’t forget to point out mistakes and errors in the book .
‫‪5‬‬ ‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬

‫اعمالنا في هذا الكتاب‬ ‫كلماتنا‬


‫(‪ )1‬املراجعة وتسجيل النسخ ‪ :‬أخذان سبع نسخ‬ ‫بسم هللا الرمحن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل رب العاملني‪،‬‬
‫للكتاب ‪ ،‬وهي ( أ )‪ ،‬و (ب)‪ ،‬و (ج)‪ ،‬و (د)‪ ،‬و‬ ‫والصالة والسالم على أشرف املخلوقني‪ ،‬وعلى آله‬
‫(ه)‪ ،‬و (و)‪ ،‬و (ز) ‪.‬‬ ‫وصحبه والتابعني هلم إبحسان أمجعني‪ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫(أ) نسخة "حاشية لقط الدرر" املطبوعة مبطبع شركة‬
‫فإن أهل احلديث واحملدثني أوىل الناس برسول هللا‬
‫مصطفى البايب وأوالده مبصر ‪ ،‬وعدد صفحاهتا ‪. 1٨4‬‬
‫صلى هللا تعاىل عليه وسلم يوم القيامة‪ ،‬واإلشتغال‬
‫(ب) نسخة خمطوطة وجدانها يف موقع األلوكة‪ ،‬ويف‬
‫ابحلديث ‪ -‬أسانيده ومتونه وأصوله ‪ -‬من أفضل الطاعة‬
‫واجهته ‪":‬أصل هذه النسخة يف مكتبة البلدية‬
‫والعبادة ‪ .‬فإذن اجتهنا إىل حنو هذا املنهج الكرمي‪،‬‬
‫ابإلسكندرية"‪ .‬وعدد صفحاهتا ‪. ٦0‬‬
‫واهتممنا خبدمة أصول احلديث وأصحابه وكتبهم القومي ‪.‬‬
‫(ج) نسخة "النكت على نزهة النظر" لعلي بن حسن‬
‫فرأينا كتااب ضئيال حجمه وجسيما نفعه ورفيعا فضله‬
‫احلليب األثري‪ ،‬وطبعها دار ابن اجلوزي ابلدمام سنة‬
‫ألمري املؤمنني يف احلديث‪ ،‬حافظ الدنيا والدين‪ ،‬مقبول‬
‫‪1٩٩2‬م‪ .‬وعدد صفحاهتا ‪.244‬‬
‫عند العرب والعجم‪ ،‬اإلمام ابن حجر العسقالين رمحه هللا‬
‫(د) نسخة قدمية طبعها كتب خانة رحيمية ديوبند يف‬
‫تعاىل‪ ،‬وامسه نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر ‪ ،‬فعزمنا‬
‫اهلند‪ ،‬ويف واجهته ‪" :‬وهو الغفور الرحيم"‪ ،‬ويف هامشه‬
‫العمل والتحقيق والتعليق لدى هذا الكتاب املنري‬
‫تعليقات مل نعلم صانعها ‪ .‬وعدد صفحاهتا ‪.122‬‬
‫واملصنف النحرير ‪ .‬فوفقنا هللا جل جالله هلما؛ فاحلمد‬
‫(ه) نسخة "شرح شرح النخبة" للمال علي لقاري اليت‬
‫هلل عز فعاله فينا ‪.‬‬
‫طبعها دار األرقم ببريوت‪ ،‬علقها وحققها حممد نزار متيم‬
‫وال ننسى خدمات بعض احملبني ابلتحرير والكتابة‬
‫وهيتم نزار متيم ‪ .‬وعدد صفحاهتا ‪. ٩24‬‬
‫والطبع واإلرشاد ‪ .‬وهننأهم ابلشكر من عمق قلبنا ‪ .‬وهللا‬
‫(و) نسخة "شرح نزهة النظر" لوجيه الدين العلوي‬
‫يعطيهم جزيل ثواب يوم املعاد ‪ ،‬آمني ‪.‬‬
‫الغجرايت اليت طبعها جممع اإلمام أمحد بن عرفان الشهيد‬
‫وأوصيكم أيها الطالب والقارئون ابلدعاء لنا‪،‬‬
‫برائي بريلي‪ ،‬اهلند‪ ،‬سنة ‪142٧‬ه ‪ ،‬واعتىن هبا عبد هللا‬
‫ونرغب أن تتفضلوا‪ ،‬فتلفتوا نظران إىل ما نكون قد حلنا‬
‫اخلطيب الندوي ‪ .‬وعدد صفحاهتا ‪. 344‬‬
‫فيه على أننا مل نسلم من األخطاء والغفالت وإننا غري‬
‫(ز) نسخة جديدة اشرتينا من موقع كوكل بالي بوكس‬
‫معصومني ‪ .‬ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم‪،‬‬
‫(‪ )google play books‬وفيها "حاشية كمال بن أيب‬
‫وصلى هللا على سيدان حممد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫شريف" ‪ ،‬طبعها دار الكتب العلمية ببريوت سنة‬ ‫‪ -‬أبو ألفة البازوري‬
‫‪201٩‬م‪ ،‬وحقهها الشيخ أمحد فريد املزيدي‪ ،‬وعدد‬
‫صفحاهتا ‪. 24٩‬‬
‫¦??‪. _????_??_????_??¦_©??°‬‬

‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪٦‬‬


‫وجعنا املقدمة منها النسخة (ج)‪ ،‬مث نعارضها ببقية النسخ‪ )5( ،‬التشكيل والضبط ‪ :‬شكلنا من الكلمات واحلروف ما‬
‫وحينما اختلفت يف مراجعتنا أنخذ وخنتار أجودها‪ ،‬ونشري حيتاج اليه املتعلمون والقارؤون فقط دون كلها ؛ فإنه عائق‬
‫لرايضة عمل التعبري‪ ،‬ومانع لتعلم إعراب الكلمات‬ ‫ايل ابقيها يف أسفل الصفحة ابحلروف األجبدية ‪.‬‬
‫وتركيبها‪ ،‬ومهبط لتطور الطالب يف اللغة العربية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬التعليق ‪ :‬ووضعنا يف اسفل الصفحات موضعني ‪:‬‬
‫موضع التعليق‪ ،‬وموضع التحقيق‪ ،‬ويكون يف أعاله موضع (‪ )6‬ترمجة املصنف ‪ :‬أتينا يف بداية الكتاب برتمجته‬
‫التعليق ويف أدانه موضع التحقيق ‪ .‬وموضع التعليق فيه واعتمدان هلا على كتب الرتاجم املعتمدة ‪ ،‬وأظهران أساميها‬
‫تعليقات وشروح خطفناها وقطفناها من شىت شروح النزهة ورقم صفحاهتا يف أسفل الصفحة ‪.‬‬

‫وحواشيها وغريها من املصنفات واملؤلفات‪ .‬ومل ننس فيه ذكر (‪ )7‬التبويب ‪ :‬ترى يف هذا الكتاب التبويب‪ ،‬وافهم أنه‬
‫من لدينا ال من املصنف؛ ألن املصنف فيما نعلم مل يبوب‪.‬‬ ‫ترمجة األئمة واحملدثني ملخصا عند ذكرهم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬التحقيق ‪ :‬وموضع التحقيق فيه نلتزم تسجيل اختالف وصنعنا هذا لتسهيل اإلطالع والرتتيب للطالب‬
‫النسخ‪ ،‬واحلث على مطالعة كتب كذا وكذا أمام أو وراء كل والقارئني ‪.‬‬
‫ابب أو مسألة‪ ،‬كما نرتكب إرجاع أقوال األئمة احملكية‬
‫(‪ )8‬املراجع واملطالع ‪ :‬وضعنا املصادر واملراجع يف آخر‬
‫عنهم يف هذا الكتاب؛ إىل الكتب الكذائية وإعالن أجزائها‬
‫الكتاب بكل التفاصيل‪ ،‬وأحلقنا مع جل الكتب رموز‬
‫وصفحاهتا‪ ،‬وذكر الصفحات املشار إليها يف هذا الكتاب‬
‫اإلستجابة السريعة من الشبكة (‪ )qr codes‬لتصفحها‬
‫ب "تقدم"‪ ،‬و"سيأيت"‪ ،‬وحنو ذلك ‪.‬‬
‫وحتملها من املوقع الذي رفعناها عليه ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ترمجة األئمة واحملدثني ‪ :‬قد قمنا يف موضع التعليق‬
‫(‪ )9‬نبذة عن هذا الكتاب ‪ :‬قد بي نا بياان ملخصا عن هذا‬
‫بوظيفة ترمجة من ذكر يف الكتاب من األئمة واحملدثني‪.‬‬
‫الكتاب‪ ،‬وذكران شروحه وحواشيه ومنظوماته بتفاصيلها‬
‫ولعلها ستكون ان شاء هللا انفعة للطالب واملعلمني يف هذا‬
‫املهمة ‪.‬‬
‫اجليل الذين ال يعتربونه حق اإلعتبار ‪ .‬فإن النظر يف اترخيهم‬
‫وترمجتهم مبصر أي مبصر‪ ،‬ومأثر كل مدبر‪ ،‬ألنه بذكرهم (‪ )10‬تفصيل شاف عن فن هذا الكتاب ومبدأه ومباديه‬
‫يرتوح بصورة اإلمجال ‪.‬‬ ‫وحكاية أخبارهم وأحواهلم واتباع سريهم وهديهم؛ َّ‬
‫األرواح ويتطور األنظار‪ ،‬ويتفوق األجيال‪ ،‬ويتكون األعالم (‪ )11‬املنت اخلالص ‪ :‬صدران هذا الكتاب بتخليص منت‬
‫واألبطال‪ ،‬وألن توارخيهم ومواقعهم كاملنظار للعصر املستقبل‪" ،‬خنبة الفكر" جمردا عن الشرح؛ ليتسهل ملن يريد حتفيظ‬
‫واملرآة للوقت املقبل‪ ،‬يعرف كل من نظر فيها كيف يعيش املتون‪.‬‬
‫وخيلق التاريخ كمثلهم‪ ،‬وإمنا التاريخ ألن يتكرر ويسرتد ‪ )12( .‬قائم ة ة ة ةةة األع ة ة ة ةةالم املة ة ة ة ة جم هل ة ة ة ةةم ‪ :‬قمن ا ابع داد‬
‫وكلما تكرر ذكرهم نبهناكم على تقدم ذكر ترمجتهم ورقم قائم ة األع الم والعلم اء املرتمج ني هل م يف‬
‫الكت اب‪ ،‬وأعلن ا أرق ام الورق ات ال يت ت رجم هل م فيه ا ‪.‬‬ ‫صفحتها يف موضع التحقيق ‪.‬‬
‫‪٧‬‬ ‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬

‫علم احلديث ‪ :‬مبدأه ومبادئه‬


‫بعضهم بعضا؛ حىت وقعت فتنة الشيعة واخلوارج‪،‬‬
‫السنة هو املصدر الثاين كما أن القرآن هو املصدر‬
‫وانقسمت األمة ِشيَعا وأحزااب‪ ،‬فعمل بعضهم على أن‬
‫األول من مصادر شريعة اإلسالم‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫يتأولوا القرآن والسنة مبا يوافق هواهم‪ ،‬وطفق بعضهم أن‬
‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ََ َ‬
‫یهم َر ُسول ِمن أنف ِس ِهم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫﴿ لقد من ٱَّلل على ٱلمؤ ِم ِنین إِذ بعث ِف ِ‬
‫يضعوا على لسان رسول هللا صلى هللا تعاىل عليه وسلم‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬
‫كمة َوإِن َكنوا‬ ‫یَتلُوا َعلَیهم َءایَ ٰـتهۦ َو ُی َزكیهم َو ُی َعل ُم ُه ُم ٱل َ َ‬
‫كت ٰـب َوٱ ِ‬
‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫أحاديث تؤيد دعواهم‪ ،‬وقد قال رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫ۡ‬ ‫ِ‬
‫[س َورةُ آل عمَرا َن‪ . ]1٦4 :‬قرن‬‫ِ‬ ‫َ َ ٰ ُّ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِمن قبل ل ِفى ضلـل م ِبین ﴾ ُ‬
‫وسلم‪ :‬من كذب علي متعمدا ‪ . .‬فليتبوأ مقعده من النار‪.‬‬ ‫احلكمة يف هذه اآلية ابلكتاب ‪ .‬واحلكمة يف هذه اآلية‬
‫وكانت الصحابة وأكابر التابعني يف معزل عن هذا العمل‬ ‫هي السنة؛ كما قال الشافعي رمحه هللا تعاىل‪.‬‬
‫القبيح‪ ،‬واملبتدعة واجلهلة من الناس هم الذين جترؤوا على‬ ‫فاتباع الكتاب والسنة هو هنج السعادة يف‬
‫هذا الوضع الفضيح‪ .‬فلوال كانت هنضة العلماء اجلبارة‬ ‫الدارين‪ ،‬ولذلك وصى صلى هللا عليه وسلم أمته يف‬
‫يف حفظ سنة رسول هللا صلى هللا تعاىل عليه وسلم من‬ ‫خطبة الوداع ابلتمسك هبما ‪ .‬ومن مث كانت الصحابة‬
‫وضع الوضاعني وكذب الكذابني ‪ . .‬لكان احلق‬ ‫حيرصون على تتبع أفعاله وأقواله وتقريراته يف مجيع‬
‫مدروسا‪ ،‬والصواب مطموسا ‪ .‬فالعلماء بذلوا غاية اجلهد‬ ‫األحوال واألماكن‪ ،‬فكان صلى هللا تعاىل عليه وسلم حمور‬
‫وهناية اجلد يف نقد األحاديث ومتحيص صحيحها عن‬ ‫حياهتم الدينية والدنيوية‪ ،‬وكانت سنته مصدرا هاما من‬
‫فاسدها‪ ،‬ومتييز قويها عن ضعيفها أبقوم الطرق العلمية‬ ‫مصادر التشريع عند الصحابة(‪.)1‬‬
‫للنقد والتمحيص(‪. )3‬‬ ‫ََ َ َ َ َ‬
‫اس َما‬ ‫َُ‬
‫لذك َر ِلتب ِی َن لِلن ِ‬ ‫قال هللا تعاىل ‪:‬‬
‫نزلنا إِلیك ٱ ِ‬ ‫﴿وأ‬
‫فوضعوا قواعد لنقد السند واملنت‪ ،‬وذلك واجب‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َََ ُ َََ ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫[س َورةُ النَّح ِل‪ .]44 :‬فاحلديث‬
‫ن ِزل إِل ِیهم ولعلهم یتفكرون ﴾ ُ‬
‫عليهم؛ ألن اإلمجاع واقع على وجوب العمل ابخلرب‬
‫هو بيان وتفسري وتفصيل للقرآن الكرمي‪ ،‬فال يتصور فهم‬
‫الثابت عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وذلك بشرط‬
‫القرآن ومعرفة ظاهره وابطنه‪ ،‬وعامه وخاصه‪ ،‬ومطلقه‬
‫أن يغلب على الظن صدقه‪ ،‬فيجب على العلماء حتقيق‬
‫الطرق اليت ِ‬ ‫ومقيده‪ ،‬وانسخه ومنسوخه إال مبعرفة احلديث(‪.)2‬‬
‫حتصل ذلك الظن‪ ،‬وذلك ابلنظر يف األسانيد‬
‫ومعرفة ما جيب العمل به من األحاديث بوقوعه على‬ ‫تدون تدوينا رمسيا يف عهد رسول‬ ‫ولكن السنة مل َّ‬
‫السند الكامل الشروط‪ ،‬ويعلم ذلك مبعرفة رواة احلديث‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلم؛ كما دون القرآن‪ ،‬إال النزر‬
‫ابلعدالة والضبط ‪ .‬وإمنا يثبت ذلك ابلنقل عن أعالم =‬ ‫اليسري الذي كتبه بعض الصحابة ألنفسهم‪ ،‬فكانوا‬
‫حيفظون سنته ويبلغوهنا؛ كما أوصاهم به صلى هللا عليه‬
‫(‪ )1‬واحة العدل يف قاحة اجلور للعالمة قلم اإلسالم ابوا‬ ‫الغائب" ‪ ،‬وكما دفعهم‬
‫َ‬ ‫وسلم ‪" :‬أال فليبلغ الشاه ُد منكم‬
‫املليباري حفظه هللا ورعاه ‪ :‬ص ‪101 - 100‬‬ ‫إىل ذلك قوله صلى هللا تعاىل عليه وسلم ‪" :‬نضر هللا امرءا‬
‫(‪ )2‬تصقيل املرآة بشرح مقدمة املشكوة للدكتور عبد الغفور‬ ‫فرب مبلِّغ‬
‫مسع مقاليت‪ ،‬فحفظها ووعاها‪ ،‬فأدَّاها كما مسعها‪َّ ،‬‬
‫املليباري حفظه هللا ‪ :‬ص ‪. 15‬‬ ‫أوعى من سامع" رواه أبو داود والرتمذي‪ .‬فكان الناس‬
‫(‪ )3‬واحة العدل يف قاحة اجلور للعالمة قلم اإلسالم ابوا‬ ‫يرتددون؛ كما‬
‫أيخذون عن الصحابة‪ ،‬ال يشكون وال َّ‬
‫املليباري حفظه هللا ورعاه ‪102 - 100 :‬‬ ‫ِ‬
‫كانت الصحابة أيخذ بعضهم عن بعض‪ ،‬ال يكذب‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪٨‬‬

‫=الدين بتعديلهم وبراءهتم من اجلرح والغفلة(‪ . )1‬وجعلوا‬


‫الذوق الغين جماال يف نقد األحاديث‪ ،‬حىت قال الربيع بن‬
‫مبادئ علم احلديث ‪:‬‬
‫ُخثَ ْيم ‪ :‬إن من احلديث حديثا له ضوء النهار تعرفه به‪،‬‬
‫حيسن لكل دراس عل ٍم من العلوم أن يعرف‬ ‫وإن من احلديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل تعرفه هبا‪.‬‬
‫مبادئ ذلك العلم قبل اخلوض في ه؛ ليحصل على تصور‬
‫إمجايل عنه قبل الشروع فيه‪ ،‬وليكون على بينة من أمره يف‬ ‫فبهذه اجلهود املشكورة استطاعوا على اقصاء كل‬
‫دراسته‪.‬‬ ‫دخيل عن السنة املطهرة‪ ،‬والتمييز بني أقسام األحاديث‬
‫واعلم أن علم احلديث ينقسم إىل قسمني ‪:‬‬ ‫من الصحيح واحلسن والضعيف‪ ،‬فصانوا السنة النبوية‬
‫‪ - 1‬علم احلديث دراية ‪.‬‬ ‫عن دس الدساسني وعبث املفسدين‪ ،‬حىت استقام أمر‬
‫‪ - 2‬علم احلديث رواية ‪.‬‬ ‫الشريعة بتوطيد دعائم السنة ‪ .‬فقد كانت يف أول األمر‬
‫فإليك مبادئ كل من هذين القسمني ‪.‬‬ ‫حمفوظة يف الصدور‪ ،‬منقولة ابملشافهة والتلقني‪ ،‬فانقضى‬
‫عصر الصحابة‪ ،‬ومل تدون فيه السنة إال النزر اليسري‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مبادئ علم احلديث دراية ‪:‬‬
‫امسه ‪ :‬علم احلديث دراية ‪ ،‬أو علم مصطلح احلديث‪.‬‬ ‫فأول من فكر ابلتدوين من التابعني عمر بن عبد‬
‫تعريفه ‪ :‬علم يعرف به حال الراوي واملروي من حيث‬ ‫العزيز رمحه هللا تعاىل إذ أرسل إىل أيب بكر بن حزم عامله‬
‫القبول والرد‪.‬‬ ‫وقاضيه على املدينة ‪" :‬انظر ما كان من حديث رسول‬
‫موضوعه ‪ :‬الراوي واملروي والرواية من حيث القبول‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فاكتبه؛ فإين خفت دروس العلم‬
‫والرد‪.‬‬ ‫وذهاب العلماء" ‪ ،‬كما أنه أرسل إىل أهل املدينة وإىل‬
‫مثرته ‪ :‬معرفة ما يقبل وما يرد من األحاديث‪.‬‬ ‫والة األمصار كلها وكبار علمائها‪ ،‬يطلب منهم مجع‬
‫شرفه ‪ :‬هو من أشرف العلوم؛ إذ يعرف به املقبول‬ ‫األحاديث وتدوينها ‪.‬‬
‫واملردود من األحاديث‪.‬‬ ‫فقام هبذه املهمة أبو بكر بن حزم‪ ،‬وحممد بن‬
‫نسبته ‪ :‬التباين الكلي ابلنسبة إىل العلوم األخرى؛‬ ‫مسلم بن شهاب الزهري ‪ .‬فأما ابن حزم مل جيمع إال‬
‫إلختالف موضوع ه عن غريه ‪.‬‬ ‫جزءا يسريا‪ ،‬والزهري هو الذي اثبر على هذا العمل‪،‬‬
‫واضعه ‪ :‬القاضي أبو حممد احلسن بن عبد الرمحن‬ ‫حىت قالوا ‪ :‬أول من دون العلم ابن شهاب الزهري‬
‫الرامهرمزي (ت ‪3٦0‬ه)؛ ألنه هو أول من ألف فيه ‪.‬‬ ‫أبمر عمر بن عبد العزيز‪ .‬فكان ذلك بداية التدوين‬
‫حكمه ‪ :‬الفرض الكفائي؛ لتوقف معرفة املقبول واملردود‬ ‫الرمسي للسنة‪ ،‬مث تتابع العلماء ابجلمع والرتتيب‪ ،‬وشاع‬
‫من األحاديث عليه ‪.‬‬ ‫التدوين فيما بعد‪ ،‬وازدهر القرن الثاين ابلتدوين‪،‬‬
‫استمداده ‪ :‬من أحوال منت احلديث ورواته وروايته وتتبع‬ ‫وصار القرن الثالث أزهى عصور السنة ابلتآليف‬
‫تلك األحوال ‪.‬‬ ‫اخلالدة ألئمة احلديث املشتهرة‪ ،‬فلله در عمر بن عبد‬
‫العزيز حيث بدأ هبذه احلركة املباركة‪ ،‬وبعث على هذه‬
‫(‪ )1‬مقدمة ابن خلدون بتص ‪. )1٧٧ / 2 :‬‬
‫املهمة الالزمة ‪ .‬جزاه هللا عن األمة املسلمة خري اجلزاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬واحة العدل يف قاحة اجلور للعالمة قلم اإلسالم ابوا‬
‫املليباري حفظه هللا ورعاه ‪. 103 - 102 :‬‬ ‫آمني(‪. )2‬‬
‫‪٩‬‬ ‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬

‫مسائله ‪ :‬القضااي الكلية املتعلقة أبحوال السند واملنت؛‬


‫كقوهلم ‪ :‬كل حديث موضوع؛ حترم روايته إال مقروان‬
‫خنبة الفكر وشرحها نزهة النظر‬ ‫ببيان حاله ‪.‬‬
‫وشروحه واملنظومات عليها‬
‫اثنيا ‪ :‬مبادئ علم احلديث رواية ‪:‬‬
‫خنبة الفكر هي منت متني يف علوم احلديث‪،‬‬ ‫امسه ‪ :‬علم احلديث رواية‪.‬‬
‫وكراسة فيها مقاصد األنواع البن الصالح وزايدة أنواع مل‬ ‫تعريفه ‪ :‬علم يشتمل على نقل ما أضيف إىل النيب‬
‫يذكرها‪ ،‬فاحتوت على أكثر من مائة نوع من أنواع‬ ‫صلى هللا عليه وسلم م ن قول أو فعل أو تقرير أو‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫وصف‪.‬‬
‫موضوعه ‪ :‬ذات النيب صلى هللا عليه وسلم من حيث‬
‫كانت مقدمة ابن الصالح املنهل الوحيد يف علم‬
‫املصطلح حنو مئيت سنة‪ ،‬مث ألف احلافظ ابن حجر خنبة‬ ‫أقواله وأفعاله وتقريرات ه وصفاته ‪.‬‬
‫الفكر رسالة خمتصرة جامعة‪ ،‬مث شرحها بكتابه الذي مساه‬ ‫فائدته‪ :‬االقتداء ابلنيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬واستنباط‬
‫"نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر‪ ،‬ودجمها فيه‪ ،‬فاجتهت‬ ‫األحكام الشرعية م ن أقواله وأفعاله وتقريراته ‪.‬‬
‫أنظار العلماء إليه‪ ،‬وعولوا يف علم املصطلح عليه؛‬ ‫شرفه ‪ :‬ملا كان التابع بشرف املتبوع ‪ . .‬كان هذا العلم‬
‫الختصاره وتنسيقه‪ ،‬ومتحيصه وحتقيقه‪ ،‬واحتوائه لزايدة‬ ‫أش رف العل وم؛ لتعلق ه أبشرف املرسلني صلى هللا عليه‬
‫مجلة هامة من أنواع علم املصطلح‪ ،‬خلت عنها مقدمة‬ ‫وسلم‪ ،‬وألنه األصل الثاين من أصول الشريعة ‪.‬‬
‫ابن الصالح‪ ،‬فمن مث صارت "خنبة الفكر" وشرحها؛ حمل‬ ‫نسبته ‪ :‬التباين الكلي ابلنسة إىل العلوم األخرى؛ ألنه‬
‫الدرس والنظر من علماء األثر‪ ،‬فكثر شراحها‪،‬‬ ‫ينفرد مبوضوعه عنها ‪.‬‬
‫وخمتصروها‪ ،‬وحمشوها‪ ،‬وانظموها كثرة ابلغة كادت ما‬ ‫واضعه ‪ :‬أول من مجع احلديث هو حممد بن مسلم بن‬
‫بلغته مقدمة ابن الصالح‪.‬‬ ‫شهاب الزهري املتوىف سنة ‪ 124‬ه أبمر اخلليفة عمر بن‬
‫فرغ ابن حجر رمحه هللا من أتليف خنبة الفكر يف‬ ‫عبد العزيز؛ كما حققه مجهور احملققني‪.‬‬
‫اثنيت عشرة ومثامنائة‪ .‬وفرغ من شرحه نزهة النظر يف ذي‬ ‫حكمه ‪ :‬الفرض الكفائي‪.‬‬
‫احلجة سنة مثان عشر ومثامنائة‪ .‬قال تلميذه السخاوي‬ ‫استمداده ‪ :‬من أقوال النيب صلى هللا عليه وسلم وأفعاله‬
‫رمحه هللا تعاىل‪" :‬تنافس الفضالء من أبناء العرب والعجم‬ ‫وتقريراته وصفاته‪.‬‬
‫يف حتصيله واإلعتناء به" ‪ .‬وأشار املصنف بقوله يف‬ ‫مسائله ‪ :‬قضاايه املبحوث فيها عن أقوال النيب صلى هللا‬
‫خطبته "صاحب البيت أدرى ابلذي فيه" إىل العالمة‬ ‫عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته ‪.‬‬
‫كمال الدين الشمين؛ فإنه كان شرح النخبة قبل مؤلفها‪،‬‬ ‫غايته ‪ :‬الفوز بسعادة الدارين؛ إذ به يتم االقتداء ابلنيب‬
‫وانتهى منه يف رمضان سنة سبع عشرة ومثامنائة‪ ،‬ومساه‬ ‫صلى هللا عليه وسلم والعمل بشريعته وينتظم به أمر الدين‬
‫"نتيجة النظر يف خنبة الفكر"‪ ،‬وهو أكرب من شرح‬ ‫والدنيا(‪. )1‬‬
‫املصنف ‪.‬‬
‫(‪ )1‬تصقيل املرآة بشرح مقدمة املشكوة للدكتور عبد الغفور‬
‫املليباري حفظه هللا‪ :‬ص ‪. 30 - 2٩‬‬
‫‪11‬‬ ‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬

‫ترمجة املصنف (‪852 - 773‬ه)‬


‫إمسه ولقبه‬
‫هو شيخ اإلسالم وإمام احلفاظ يف زمانه‪ ،‬أمري املؤمنني يف احلديث‪ ،‬حافظ الدنيا‪ ،‬قاضي القضاة‪،‬‬
‫شهاب الدين‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬أمحد بن علي بن حممد بن حممد بن علي بن حممود بن أمحد‪ ،‬الكناين‬
‫العسقالين األصل‪ ،‬املصري املولد واملنشأ والدار والوفاة‪ ،‬الشافعي املذهب‪ ،‬الشهري اببن حجر(‪. )1‬‬

‫مولده ونشأته ورحلته‬


‫ولد يف اثين عشر شعبان سنة ثالث وسبعني وسبعمائة (‪٧٧3‬ه)‪ ،‬ومات والده وهو حدث السن؛‬
‫فكفله بعض أوصياء والده إىل أن كرب‪ ،‬وحفظ القرآن العظيم وهو ابن تسع ‪ .‬كان ولع ابألدب والشعر‪،‬‬
‫مث حبب هللا إليه طلب احلديث‪ ،‬فأقبل عليه‪ ،‬ورحل والزم شيخه احلافظ أاب الفضل العراقي‪ ،‬ورحل إىل‬
‫احلجاز لسماع الشيوخ‪ ،‬ومسع الكثري مبصر وغريها‪ ،‬ورحل إىل اليمن بعد أن جاور مبكة‪ ،‬وأقبل على‬
‫التصنيف‪ ،‬وبرع يف الفقه واحلديث والعربية‪ ،‬فقصده الناس لألخذ عنه‪ ،‬فصار حافظ اإلسالم يف عصره‪.‬‬

‫شيوخه وتالميذه‬
‫مسع من السراج البلقيين‪ ،‬واحلافظني ابن ِ‬
‫امللقن والعراقي‪ ،‬وأخذ عنهم الفقه أيضا ‪ .‬ومن الربهان‬
‫األبناسي‪ ،‬والعز بن اجلماعة‪ ،‬ونور الدين اهليثمي‪ ،‬وصدر الدين اإلبشيطي‪ ،‬وأمحد بن حممد اخلليلي‪،‬‬
‫وأمحد بن حممد األيكي‪ ،‬وصاحل بن خليل بن سامل‪ ،‬ومشس الدين القلقشندي‪ ،‬وبدر الدين بن مكي‪،‬‬
‫وحممد املنبجي‪ ،‬وحممد بن عمر بن موسى‪ ،‬وزين الدين أيب بكر بن احلسني‪.‬‬
‫ملا اشتهر ذكره ارحتل األئمة إليه‪ ،‬وتبجح األعيان ابلوفود عليه‪ ،‬وكثرت طلبته‪ ،‬حىت كان رؤوس‬
‫العلماء من كل مذهب؛ من تالمذته‪ ،‬وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى‪ ،‬وخترج به عدة من طلبة احلديث‬
‫وغريه ‪ :‬من أشهرهم ‪ :‬اإلمام السخاوي (صنف كتااب خاصا يف ترمجة ابن حجر يف ‪ 1402‬ورقة‪ ،‬امسه ‪:‬‬
‫اجلواهر والدرر يف ترمجة شيخ اإلسالم ابن حجر) ‪ ،‬والربهان البقاعي‪ ،‬واحلافظ تقي الدين ابن فهد‪،‬‬
‫وشيخ اإلسالم زكراي األنصاري وغريهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬نسبة إىل آل حجر ‪ -‬قوم تسكن اجلنوب اآلخر على بالد اجلريد وأرضهم قابس ‪( .‬شذرات الذهب ‪)3٩5 / ٩‬‬
‫قال السخاوي ‪ :‬هو لقب لبعض آابئه (الضوء الالمع ‪. )3٦ / 2‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪14‬‬

‫مسلم مث شرطُهما ‪.‬‬


‫‪50‬‬
‫طرقه‬ ‫منت "خنبة الفكر"‬
‫خف الضبط ‪ . .‬فاحلسن لذاته ‪ .‬وبكثرة ُ‬ ‫فإن َّ‬
‫حيث التفرُد‪ ،‬وإال‬ ‫مجعا ‪ِ . .‬‬
‫فللرتدد يف الناقل ُ‬ ‫صحح‪ ،‬فإن ُِ‬‫يُ َّ‬
‫‪ . .‬فباعتبار إسنادين ‪ .‬وزايدةُ راويهما مقبولة‪ ،‬ما مل تقع‬
‫لف أبرجح ‪ . .‬فالراجح‬ ‫منافيةً ملن هو أوثق‪ ،‬فإن ُخو َ‬ ‫خطبة الكتاب‬ ‫صفحة ‪17‬‬
‫الض ْعف ‪ . .‬فالراجح‬ ‫احملفوظ‪ ،‬ومقابله الشاذ ‪ .‬ومع َّ‬ ‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫احلمد هلل الذي مل يزل عليما قديرا‪ ،‬وصلى هللا على املعروف‪ ،‬ومقابله املنكر ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫والفرد النِسيب إن وافقه غريه ‪ . .‬فهو املتابِع‪ ،‬وإن وِجد ‪60‬‬ ‫سيدان حممد‪ ،‬الذي أرسله إىل الناس كافة بشرياً ونذيراً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ‬
‫منت يُشبِهه ‪ . .‬فهو الشاهد ‪ .‬وتَتَ ب ُع الطرق لذلك هو‬ ‫وعلى آل حممد وصحبه وسلم تسليماً كثرياًكثرياً‪.‬‬
‫أما بعد ‪ :‬فإن التصانيف يف اصطالح أهل احلديث؛ االعتبار‪.‬‬
‫صرت؛ فسألين بعض اإلخوان أن‬ ‫قد كثرت وبسطَت واختُ ِ‬
‫أنواع املقبول‬ ‫ُ‬
‫‪64‬‬ ‫أخلِص هلم امل ِه َّم من ذلك؛ فأجبته إىل سؤاله؛ رجاءَ االندراج‬
‫مث املقبول ‪ :‬إن َسلِم من املعارضة ‪ . .‬فهو احمل َكم‪ ،‬وإن‬ ‫يف تلك املسالك ‪ .‬فأقول ‪:‬‬
‫ِ‬
‫عورض مبثله‪ ،‬فإن أمكن اجلمع ‪ . .‬فهو ُخمتلف احلديث‪،‬‬
‫أو ال‪ ،‬وثبت املتأخر ‪ . .‬فهو الناسخ‪ ،‬واآلخر املنسوخ‪،‬‬ ‫اخلرب وأنواعه ابعتبار طرقه‬ ‫‪23‬‬
‫ف‪.‬‬ ‫فالرتجيح‪ ،‬مث التوق ُ‬
‫ُ‬ ‫معني‪ ،‬أو مع وإال ‪. .‬‬ ‫اخلرب إما أن يكون له طرق بال عدد َّ‬
‫أنواع املردود للسقط‬ ‫فاألول ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫حصر مبا فوق اإلثنني‪ ،‬أو هبما‪ ،‬أو بواحد ‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫املتواتِر املفيد للعلم اليقيين بشروطه ‪ .‬والثاين ‪ :‬املشهور‬
‫لس ْقط‪ ،‬أو طعن‪ ،‬والسقط‬ ‫مث املردود َّإما ‪ :‬أن يكون‪َ :‬‬ ‫وهو املستفيض على رأي ‪ .‬والثالث ‪ :‬العزيز ‪ ،‬وليس شرطا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إما أن يكون ‪ :‬من مبادئ السند من مصنف‪ ،‬أو من آخره‬ ‫للصحيح؛ خالفاً ملن زعمه ‪ .‬والرابع ‪ :‬ال غ ري ب ‪.‬‬
‫املرسل‪،‬‬
‫َ‬ ‫الثاين‬ ‫و‬ ‫ق‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫املع‬ ‫فاألول‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫غري‬ ‫أو‬ ‫التابعي‪،‬‬ ‫بعد‬
‫والثالث ‪ :‬إن كان ابثنني فصاعداً مع التوايل ‪ . .‬فهو‬ ‫خرب الواحد وأنواعه‬ ‫‪34‬‬
‫فاملنقطع‪ ،‬مث قد يكون واضحاً أو ِ‬
‫خفياً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫املعضل‪ ،‬وإال ‪. .‬‬ ‫وكلها ‪ -‬س وى األول ‪ -‬أحاد‪ ،‬وفيه ا ال م ق ب ول واملردود؛‬
‫َ‬
‫ومن َمثَّ احتيج إىل التاريخ‪.‬‬ ‫لتوقف االستدالل هبا على البحث عن أحوال رواهتا‪ ،‬دون فاألول يدرك بعدم التالقي‪ِ ،‬‬
‫حتتمل اللِقاءَ ‪ :‬ك "عن"‪،‬‬ ‫األول‪ ،‬وقد يقع فيها ما يفيد العلم النظَري ابلقرائن؛ على والثاين املدلَّس‪ ،‬وي ِرد بصيغة ِ‬
‫املختار‪ .‬مث الغرابة ‪ :‬إما أن تكون يف أصل السند‪ ،‬أو ال ‪ .‬و"قال" ‪ .‬وكذلك املرسل اخلفي من ِ‬
‫معاصر مل يلْ َق ‪.‬‬
‫فاألول ‪ :‬الفرد املطلَق‪ ،‬والثاين ‪ :‬الفرد النِ ْسيب‪ ،‬ويَِقل‬
‫‪76‬‬ ‫أسباب الطعن‬ ‫إطالق الفردية عليه‪.‬‬
‫مث الطعن إما ‪ :‬أن يكون لكذب الراوي‪ ،‬أو هتمته‬ ‫صل السند‪،‬‬ ‫اتم الضبط‪ ،‬متَّ ِ‬ ‫عدل‪ِ ،‬‬ ‫بنقل ٍ‬
‫‪ 43‬وخرب اآلحاد ِ‬
‫شاذ ‪ :‬هو الصحيح لذاته‪ ،‬وتتفاوت رتبه بذلك‪ ،‬أو فُ ْحش غلطه‪ ،‬أو غفلته‪ ،‬أو فسقه‪ ،‬أو ومهه أو‬ ‫غري معلَّ ٍل وال ٍ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫خمالفته‪ ،‬أو جهالته‪ ،‬أو بدعته‪ ،‬أو سوء حفظه ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صحيح البخاري مث‬
‫ُ‬ ‫بتفاوت هذه األوصاف؛ ومن َمثَّ قُدم‬
‫‪1٧‬‬ ‫خطبة الكتاب‬

‫خطبة الكتاب‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫احلمد هلل الذي مل يزل عليماً قديراً‪ ،‬وصلى هللا على سيدان حممد‪ ،‬الذي أرسله إىل‬
‫الناس كافة بشرياً ونذيراً‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثرياً كثرياً‪.‬‬

‫خطبة الكتاب‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫قال(‪ )1‬الشيخ اإلمام العامل العامل احلافظ‪ ،‬وحيد دهره وأوانه(‪ ،)2‬وفريد عصره‬
‫وزمانه(‪ِ ،)3‬شهاب املِلَّة والدين(‪ ، )4‬أبو الفضل أمحد بن علي العسقالين الشهري اببن‬
‫حجر‪ ،‬أاثبه هللا اجلنة بفضله وكرمه ‪:‬‬
‫(بسم هللا الرمحن الرحيم(‪ ،[1] )5‬احلمد هلل الذي مل يزل عليماً قديرا(‪ ))٦‬حيا قيوماً‬
‫مسيعاً بصرياً‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأ ِ‬
‫ُكربُه تكبرياً‪ ،‬وأشهد أن حممدا‬
‫عبده ورسوله‪( ،‬وصلى هللا على سيدان حممد الذي أرسله إل الناس كافةً بشرياً ونذيراً‪،‬‬
‫وسلَّ َم تسليماً كثرياً كثرياً) ‪.‬‬
‫وعلى آله وصحبه َ‬
‫(‪ )٦‬ملا كانت صيغة املضي حمتملة للحمل على حقيقته‪،‬‬ ‫(‪ )1‬قوله (قال الشيخ) اخل ‪ :‬الظاهر أنه من كالم بعض‬
‫فيكون كالمه رمحه هللا تعاىل مقتصرا على ذكر األزل ‪. .‬‬ ‫التالمذة النقاد؛ اعالما أبنه تصنيف األستاذ؛ ليصح‬
‫أومأ يف الشرح اىل محله على اإلستمرار؛ دفعا لتوهم‬ ‫اإلسناد ويصلح لإلعتماد واإلستناد ( شرح شرح خنبة‬
‫قصور عبارته عن ذكر األبد‪ ،‬فقال فيه عقيب هذا‬ ‫الفكر للعالمة املال علي القاري ص ‪.)11٩‬‬
‫الكالم ‪" :‬حيا قيوما" ‪ ،‬فأفاد بزايدة قوله "قيوما" ما‬ ‫(‪ )2‬اإلضافة مبعىن يف واملعىن ‪ :‬اندرة زمانه ومنفرد أوانه‬
‫ذكرانه؛ ألن معناه ‪ :‬دائم البقاء أو دائم القيام ابخللق‬ ‫أي ‪ :‬وقته اه قاري بتص ‪.‬‬
‫واحلفظ له اه سندي ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬ال نظري له يف شأنه‪ ،‬عطف تفسري اه قاري‪.‬‬
‫(‪ )4‬أي ‪ :‬جنمهما الذي يستضيئان بنوره اه قاري ‪.‬‬
‫]‪ِ [1‬م ن "ق ال" ايل هن ا؛ مل ي رد يف (أ) و(ج) و(و)‬
‫(‪ )5‬عمال ابلقرآن اجمليد وأتسيا ابحلديث املشهور عند‬
‫و(ز) ‪ ،‬وال البسملة الثانية يف (ه) ‪.‬‬
‫أئمة األثر ‪" :‬كل أمر ذي ابل ال يبدأ فيه ببسم هللا‬
‫الرمحن الرحيم؛ فهو أبرت اه قاري بتص ‪.‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪1٨‬‬

‫أما بعد ‪ :‬فإن التصانيف يف اصطالح أهل احلديث؛ قد كثرت‪...............‬‬

‫(أما بعد‪ :‬فإن التصانيف يف اصطالح أهل احلديث قد كثرت) لألئمة يف القدمي‬
‫أول َمن صنف يف ذلك ‪ :‬القاضي أبو حممد الر َام ُه ْرُمزي(‪ )1‬يف كتابه‬ ‫فمن ِ‬‫واحلديث‪ِ ،‬‬
‫ِ (‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫"احملدث الفاصل"‪ ،‬لكنه مل يستوعب‪ ،‬واحلاكم أبو عبدهللا النيسابوري(‪ ،)2‬لكنه مل يُهذب‬
‫"مستخ ِرجاً"(‪ ،)٧‬وأبقى‬ ‫(‪)٦‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ِ‬
‫صبَهاين ‪ ،‬فعمل على كتابه ُ‬ ‫ومل يُرتب‪ ،‬وت اله أبو نعيم األ ْ‬
‫أشياء للمتعقب(‪ .)٨‬مث جاء بعدهم اخلطيب أبو بكر البغدادي(‪ ،)٩‬فصنف يف قوانني الرواية‬
‫كتاابً مساه "الكفاية"(‪ ،)10‬ويف آداهبا(‪ )11‬كتاابً مساه "اجلامع آلداب الشيخ والسامع" ‪.‬‬
‫فرداً؛ فكان كما قال احلافظ أبو بكر‬ ‫وقَ َّل فن من فنون احلديث إال وقد صنف فيه كتاابً ُم َ‬

‫مؤلفاته ‪ :‬حلية األولياء (معجم املؤلفني ‪.)1٧٦ / 1 :‬‬ ‫(‪ )1‬هو ابو حممد‪ ،‬احلسن بن عبد الرمحن بن ُخ َّالد‪،‬‬
‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬معرتضا على كتاب احلاكم أو على منوال‬ ‫الرامهرمزي ‪ :‬حمدث‪ ،‬حافظ‪ ،‬أديب‪ ،‬شاعر‪ ،‬تويف يف‬
‫كتابه اه قاري ‪.‬‬ ‫حدود ‪ 3٦0‬ه مبدينة رامهرمز (معجم املؤلفني ‪/ 1 :‬‬
‫(‪ )٧‬وامسه "معرفة علوم احلديث على كتاب احلاكم" اه‬ ‫‪. )55٧‬‬
‫أثري ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وكتابه املشار إليه هو "معرفة علوم احلديث" اه‬
‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬للذي جاء بعد زمانه‪ ،‬أو للمعرتض ولو يف‬ ‫أثري ‪ .‬مث احلاكم هو حممد بن عبد هللا بن حممد بن‬
‫أوانه اه قاري ‪.‬‬ ‫محدويه بن نعيم بن احلكم الضيب (‪ 405 - 321‬ه)‬
‫(‪ )٩‬هو أمحد بن علي بن اثبت بن أمحد بن مهدي بن‬ ‫الطهماين‪ ،‬الشافعي ‪ :‬حمدث‪ ،‬حافظ‪ ،‬مؤرخ‪ ،‬ولد‬
‫اثبت (‪ 4٦3 - 3٩2‬ه) ابو بكر البغدادي ‪ :‬حمدث‪،‬‬ ‫بنيسابور‪ ،‬وتويف هبا ‪ .‬من كتبه ‪ :‬املستدرك (معجم‬
‫مؤرخ‪ ،‬أصويل‪ ،‬صاحب املنهل ‪ .‬هو أول املتأخرين‪ ،‬أو‬ ‫املؤلفني ‪. )453 / 3 :‬‬
‫بد ْرزجيان من قرى العراق‪ ،‬ونشأ‬ ‫آخر املتقدمني‪ . ،‬ولد َ‬ ‫هذب الشيء ‪ :‬نقاه وأصلحه اه معجم الرائد ‪.‬‬ ‫(‪َّ )3‬‬
‫يف بغداد‪ ،‬ورحل ومسع احلديث‪ ،‬وتويف ببغداد ‪ .‬من‬ ‫واملعىن ‪ :‬أنه مل يصلح كتابه ومل ينقه ابلتنقيح والتصحيح‪،‬‬
‫تصانيفه ‪ :‬اتريخ بغداد (معجم املؤلفني ‪- 1٩٨ / 1 :‬‬ ‫بل ذكر فيه أشياء مستغىن عنها اه سندي‪-‬قاري بتص‬
‫قاري ‪ :‬ص ‪.)13٩‬‬ ‫احلاكم يف ترتيبه ويف عدم هتذيبه‪ ،‬أو جاء‬
‫َ‬ ‫(‪ )4‬أي ‪ :‬تبع‬
‫(‪ )10‬هو "الكفاية يف علم الرواية" اه أثري ‪.‬‬ ‫بعده اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )11‬أي ‪ :‬وصنف يف آداب حتمل الرواية وأدائها اه‬ ‫(‪ )5‬هو أمحد بن عبد هللا بن أمحد بن إسحاق بن‬
‫قاري بتص ‪.‬‬ ‫موسى بن مهران (‪ ) 430 - 33٦‬األصبهاين‪،‬‬
‫الشافعي ‪ :‬حمدث‪ ،‬مؤرخ‪ ،‬صويف‪ ،‬تويف أبصبهان ‪ .‬من‬
‫‪1٩‬‬ ‫خطبة الكتاب‬

‫وبسطَت واختُ ِ‬
‫صرت؛‬ ‫ُ‬

‫َنصف(‪ )2‬؛ علم أن احملدثني بعد اخلطيب]‪ [1‬عيال(‪ )3‬على كتبه "‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بن نُ ْقطَة ‪" :‬كل من أ َ‬
‫مث جاء بعدهم بعض من أتخر عن اخلطيب‪ ،‬فأخذ من هذا العلم بنصيب(‪ ،)4‬فجمع‬
‫القاضي عياض(‪ )5‬كتاابً لطيفاً مساه "اإلملاع"(‪ ،)٦‬وأبو حفص ا َمل َّيان َِجي(‪ )٧‬جزءا(‪ )٨‬مساه "ما‬
‫احملدث جهلُه" ‪ ،‬وأمثال(‪ )٩‬ذلك من التصانيف اليت اشتهرت (وبُسطَت) ليتوفر‬
‫َ‬ ‫ال يَ َسع‬
‫علمها (واختُ ِّ‬
‫صرت) ليتيسر فهمها(‪ ،)10‬إىل(‪ )11‬أن جاء احلافظ الفقيه تقي الدين أبو‬

‫ويقال له املياجني]‪ . [2‬تويف مبكة‪ ،‬وكان عاملا‪ ،‬ورعا‪،‬‬ ‫(‪ )1‬هو حممد بن عبد الغين بن أيب بكر بن شجاع بن‬
‫حمداث‪ ،‬متقنا‪ ،‬صاحلا ‪ .‬من كتبه ‪ :‬اجملالس املكية ‪.‬‬ ‫أيب نصر بن عبد هللا البغدادي‪ ،‬احلنبلي‪ ،‬املعروف اببن‬
‫(العقد الثمني ‪ ،334 /٦ :‬شذرات الذهب ‪/ ٦ :‬‬ ‫نقطة(‪ )٦2٩ - 5٧٩‬أبو بكر ‪ :‬حمدث‪ ،‬حافظ‪ ،‬ولد‬
‫‪. )44٧‬‬ ‫وتويف ببغداد ‪ .‬من آاثره ‪ :‬املستدرك على كتاب‬
‫(‪ )٨‬وهو جزء لطيف موجز اه أثري ‪.‬‬ ‫اإلكمال البن ماكوال (معجم املؤلفني ‪. )41٧ /3 :‬‬
‫(‪ )٩‬مبتدأ خربه حمذوف‪ ،‬تقديره ‪ :‬وأمثال ذلك كثرية‪،‬‬ ‫(‪ )2‬من اإلنصاف وهو العدل اه قاري ‪.‬‬
‫وقيل غري ذلك اه قاري بتص ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬عيال الرجل بكسر العني‪ :‬من يعوله ذلك الرجل‪،‬‬
‫(‪ )10‬ملا كان اإلختصار سببا لتيسري احلفظ‪ ،‬وهو‬ ‫أي يقوته وينفق عليه‪ ،‬واملعىن ‪ :‬عيال له‪ ،‬معتمدون اه‬
‫يستلزم تيسري الفهم غالبا؛ ألن التطويل يشتِت الفكر‬ ‫قاري ‪.‬‬
‫ويُصعِب فهم املراد‪ ،‬واملقصود احلقيقي هو الفهم ‪. .‬‬ ‫(‪ )4‬أي‪ :‬حظ عظيم بفهم قومي‪ ،‬والباء زائدة اه قاري‪.‬‬
‫وضع موضع احلفظ اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬هو عياض بن موسى بن عياض اليحصيب‪ ،‬السبيت‬
‫(‪ )11‬متعلق مبقدر‪ ،‬أي ‪ :‬واستمرت األمر على ما ذكر‬ ‫(‪ ) 544-4٧٦‬أبو الفضل ‪ :‬عامل املغرب وإمام أهل‬
‫من الكثرة والبسط واإلختصار؛ إىل أن جاء‪ ،‬اي ‪ :‬ظهر‬ ‫احلديث يف وقته ‪ .‬ولد يف سبتة وتويف مبراكش مسموما‪،‬‬
‫اه قاري ‪.‬‬ ‫قيل ‪ :‬مسه يهودي‪ .‬من تصانيفه ‪ :‬الشفا بتعريف حقوق‬
‫املصطفى (األعالم ‪. )٩٩ / 5 :‬‬
‫(‪ )٦‬ومتام امسه ‪" :‬اإلملاع إيل معرفة أصول الرواية وتقييد ]‪ [1‬مضت ترمجته آنفا (صفحة ‪. )1٩‬‬
‫]‪ [2‬ق ال الفاس ي يف أثن اء ترمجت ه ‪" :‬وه ذا ي دل عل ى‬
‫أم رين ‪ :‬أح دمها ‪ :‬أن ااب حف ص امليانش ي يق ال ل ه‬ ‫السماع" اه أثري ‪.‬‬
‫(‪ )٧‬هو عمر بن عبد اجمليد بن عمر بن حسني املالكي ‪ :‬املي اجني‪ ،‬وال يق ال أن ه غ ريه" اه العق د الثم ني ‪:‬‬
‫(ت‪5٨1‬ه) أبو حفص‪ :‬نزيل مكة وشيخها وخطيبها‪. 334 /٦ ،‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪20‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫يس‬ ‫ر‬ ‫تد‬ ‫يل‬‫الش ْهَرُزوري(‪ ،)1‬نزيل ِدمشق‪ ،‬فجمع لَ َّما َوِ‬
‫عمرو عثمان بن الصالح عب دال رمحن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فهذب فنونه ‪ ،‬وأماله(‪ )3‬شيئاً بعد شيء(‪)4‬؛‬ ‫احلديث ابملدرسة األشرفية كتابه املشهور(‪ )2‬؛ َّ‬
‫(‪[1] )٨‬‬
‫املتناسب(‪ ،)٦‬واعتىن(‪ )٧‬بتصانيف اخلطيب‬ ‫فلهذا(‪ )5‬مل حيصل ترتيبه على الوضع ِ‬
‫ب فوائدها(‪ ،)10‬فاجتمع يف‬ ‫وض َّم إليها من غريها ُخنَ َ‬
‫(‪)٩‬‬
‫ملتفرقة‪ ،‬فجمع شتات مقاصدها ‪َ ،‬‬ ‫ا ِ‬
‫(‪)13‬‬ ‫(‪)12‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫صى‬‫ف الناس عليه وساروا بسريه ‪ ،‬فال ُحي َ‬ ‫كتابه ما تَ َفَّر َق يف غريه ؛ فلهذا ؛ ع َك َ‬

‫غري ترتيبه ‪ . .‬ختالفت النسخ؛‬ ‫ورمبا غاب بعضهم‪ ،‬فلو َّ‬ ‫(‪ )1‬هو عثمان بن عبد الرمحن بن عثمان بن موسى‬
‫فرتكها على أول حاهلا ‪ .‬كذا يف كشف الظنون (‪/ 2‬‬ ‫الكردي‪ ،‬الشهرزوري‪ ،‬املوصلي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬املعروف اببن‬
‫‪ )11٦2‬اه أثري ‪.‬‬ ‫الصالح (‪٦43 - 5٧٧‬ه) ‪ :‬حمدث‪ ،‬مفسر‪ ،‬فقيه‪،‬‬
‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬إهتم احلافظ اه قاري ‪.‬‬ ‫أصويل‪ ،‬حنوي‪ ،‬عارف ابلرجال ‪ .‬ولد بشرخان وتويف‬
‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬جبمعها اه قاري ‪.‬‬ ‫بدمشق ‪ .‬من تصانيفه ‪ :‬علوم احلديث املشتهر مبقدمة‬
‫(‪ )٩‬أي ‪ :‬فجمع متفرقات مقاصد تصانيف اخلطيب ‪.‬‬ ‫ابن الصالح (معجم املؤلفني ‪. )3٦1 / 2 :‬‬
‫والشتات والتشتيت ‪ :‬مصدران مبعىن التفريق واإلفرتاق اه‬ ‫(‪ )2‬وإمسه ‪" :‬معرفة علوم احلديث" ‪ ،‬وقد اشتهر ابسم‬
‫قاري بتص ‪.‬‬ ‫"مقدمة ابن الصالح" أو "علوم احلديث" اه أثري بتص‬
‫(‪ )10‬أي ‪ :‬خيار فوائد فنون احلديث؛ كما قال شارح‪،‬‬ ‫(‪ )3‬اإلمالء ‪ :‬إخراج ما يف الضمري علي اللسان‪ ،‬ويقال‬
‫والذي يظهر‪ :‬أن ضمري "فوائدها" للغري‪ ،‬والتأنيث ‪:‬‬ ‫له قول‪ ،‬ويف الكتاب يقال له رسم‪ ،‬وليس املراد اإلمالء‬
‫إبعتبار كونه عبارة عن التصانيف الباقية‪ ،‬أوإبعتبار‬ ‫للطلبة اه عدوي ‪.‬‬
‫املضاف إليه وجوز رجع الضمري إيل "تصانيف‬ ‫(‪ )4‬أي ‪ :‬أملى كتابه حالة كون اإلمالء شيئا بعد‬
‫اخلطيب"‪ ،‬أي ‪ :‬الفوائد املتعلقة هبا اه قاري بتص ‪.‬‬ ‫شيء‪ ،‬أي ‪ :‬واقعا بعده‪ ،‬واملعىن ‪ :‬حرره وقرره كما‬
‫(‪ )11‬أي ‪ :‬كتاب ابن الصالح اه قاري ‪.‬‬ ‫مست احلاجة اليه ومحلت الداعية عليه اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )12‬من العكف والعكوف ‪ :‬إقبال اإلنسان على‬ ‫(‪ )5‬أي ‪ :‬ألجل أنه مل خييل الفنون يف خاطره ومل يرتبها‬
‫الشيء مالزما له‪ ،‬حبيث ال يصرف وجهه اه قاري‬ ‫إمجاال يف ذهنه؛ كما هو شأن املصنفني ودأب املؤلفني‬
‫بتص‪.‬‬ ‫اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )13‬بفتح السني وسكون الياء‪ ،‬أي ذهبوا مذهبه‬ ‫(‪ )٦‬قال احلافظ البقاعي يف النكت الوفية ‪ :‬قيل ‪ :‬إن‬
‫وأخذوا مشربه‪ ،‬وحيتمل ان يكون بكسر السني وفتح‬ ‫ابن الصالح أملى كتابه إمالء‪ ،‬فكتبه يف حال اإلمالء‬
‫الياء‪ ،‬أي ‪ :‬بطرقه املرضية يف مجع متفرقات الفنون‬ ‫مجع جم‪ ،‬فلم يقع مرتبا على ما يف نفسه‪ ،‬وصار إذا‬
‫احلديثية اه قاري ‪.‬‬ ‫ظهر له أن غري ما وقع له أحسن ترتيبا ‪ . .‬يراعي ما‬
‫ُكتب على النسخ‪ ،‬وحيفظ قلوب أصحاهبا‪ ،‬فال يغريها‪،‬‬
‫وهو البغدادي املتقدم ذكره (ص ‪.)1٩‬‬ ‫]‪[1‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪2٦‬‬

‫أو مع حصر مبا فوق اإلثنني‪ ،‬أو هبما‪ ،‬أو بواحد ‪.‬‬

‫مشهور(‪ ،)1‬من غري عكس ‪ .‬وقد يقال ‪ :‬إن الشروط األربعة إذا حصلت ‪ . .‬استلزمت‬
‫ف عن البعض(‪ )3‬ملانع(‪.)4‬‬ ‫حصول العلم ‪ ،‬وهو كذلك يف الغالب‪ ،‬لكن قد يَتَ َخلَّ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫ض َح هبذا التقرير تعريف املتواتر‪ .‬وخالفه(‪ )5‬قد يرد بال حصر أيضاً؛ لكن مع‬ ‫وقد َو َ‬
‫فقد بعض الشروط (أو مع حصر مبا فوق االثنني) أي ‪ :‬بثالثة فصاعداً ما مل جتتمع‬
‫شروط املتواتر(‪( )٦‬أو هبما) أي ‪ :‬ابثنني فقط (أو بواحد) فقط ‪ .‬واملراد بقولنا ‪" :‬أن يرد‬
‫ابثنني" ‪ :‬أن ال يَِرَد أبقل منهما‪ ،‬فإن ورد أبكثر يف بعض املواضع من السند الواحد(‪. .)٧‬‬
‫ضي(‪ )٨‬على األكثر(‪. )٩‬‬ ‫ضر‪ ،‬إذ األقل يف هذا]‪[1‬؛ ي ْق ِ‬‫ال يَ ُ‬
‫َ‬

‫حصلت الشروط ‪ . .‬حصل العلم‪ ،‬خالفا للمصنف ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬قيل ‪ :‬ولعله أراد ابملشهور‪ :‬املعىن اللغوي‪ ،‬ال‬
‫(‪ )5‬أي ‪ :‬غري املتواتر وهو املشهور‪ ،‬قد يرد بال حصر‪،‬‬‫اإلصطالحي‪ ،‬وهلذا قال حمش يف قوله(فكل متواتر‬
‫هذا ينايف ما قاله املصنف من احلصر‪ ،‬ويبطله‪ ،‬وأيضا‬ ‫مشهور) أي ‪ :‬ال ابملعىن املقابل للمتواتر اه قاري ‪ .‬قال‬
‫فإنه ينظر ماذا يسمى حينئذ؟ قلت ‪ :‬الصواب ‪ ....‬اخل‪.‬‬ ‫يف إمعان النظر بعدما أطال الكالم فيه ؛ قال ‪ :‬فالالئق‬
‫أنظر لقط الدرر للعدوي ‪.‬‬‫ان حيمل املشهور يف قوله (فكل متواتر مشهور) على‬
‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬الشروط األخرى له اه أثري ‪ .‬قوله‪( :‬ما مل‬ ‫املعىن العام الشامل للمتواتر اجلامع جلميع الشروط‪ ،‬ال‬
‫جتتمع) اخل ‪ :‬قيد لقوله (فصاعدا) ؛ إذ قد يصل إىل كثرة‬
‫املعىن املقابل للمتواتر املذكور‪ ،‬وكون مرجع البحث إىل‬
‫تفيد التواتر اه قاري ‪.‬‬
‫املعىن املصطلح عليه؛ ال ينايف احلمل على املعىن العام؛‬
‫(‪ )٧‬وكذا من السندين‪ ،‬واالقتصار على السند الواحد‬ ‫فإنه أيضا مصطلح عليه اه سندي ‪.‬‬
‫لالكتفاء على أقل املراتب اه سندي ‪.‬‬
‫(‪ )2‬قيل ‪ :‬الرابع من الشروط ‪ :‬هو حصول العلم؛‬
‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬حيكم ويغلب اه قاري ‪.‬‬ ‫فكيف تكون أربعة بدونه حىت تستلزمه؟ فاألوىل أن‬
‫(‪ )٩‬أي ‪ :‬فإذا رواه أربعة عن أربعة عن اثنني عن أربعة‬
‫يقال ‪ :‬الثالثة ‪ .‬وقد أجاب بعضهم مبا ينىبء أن العدد‬
‫‪ . .‬فال يقال له ‪ :‬مشهور‪ ،‬بل عزيز‪ ،‬وكذا إذا رواه‬ ‫الكثري شرط‪ ،‬وإحالة العادة تواطؤهم؛ شرط آخر؛ كما‬
‫عشرة عن واحد ‪ . .‬فيقال له ‪ :‬غريب‪ ،‬وال يقال له ‪:‬‬ ‫حررانه سابقا‪ ،‬وعلى هذا فبانضياف اإلستواء واإلستناد‬
‫عزيز اه عدوي ‪.‬‬ ‫إليهما تصري أربعة بدون حصول العلم اه قاري بتص ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي ‪ :‬بعض األخبار اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )4‬قيل ‪ :‬كغباوة السامع‪ ،‬وفيه ‪ :‬أنه ال عربة به؛ ألنه ]‪ [1‬هك ذا يف (ه) ‪ .‬ويف ابق ي النُس خ ‪" :‬يف ه ذا‬
‫مبنزلة احليوان أو األصم ‪ .‬وقيل غري هذا‪ ،‬واعرتض عليه العلم" ‪.‬‬
‫اه أنظر القاري ‪ .‬والذي يظهر من اعرتاضاهتم ‪ :‬أنه إذا‬
‫‪2٧‬‬ ‫الخبر وأنواعه باعتبار طرقه‬

‫فاألول ‪ :‬املتواتِر املفيد للعلم اليقيين بشروطه ‪.‬‬


‫َّ‬

‫) وهو (املفيد للعلم اليقيين) فأ َ‬ ‫(فاألول املتواتر‬


‫(‪)2‬‬ ‫(‪[1] )1‬‬
‫املتواتر‬ ‫ري على ما‬‫َخرج النظَ َّ‬
‫(‪)4‬‬
‫أييت تقريره]‪( [2‬بشروطه(‪ ))3‬اليت تقدمت‪ ،‬واليقني ‪ :‬هو االعتقاد اجلازم املطابِق‪ ،‬وهذا‬
‫ضطَر(‪ )٧‬اإلنسا ُن‬ ‫(‪)٦‬‬
‫فيد العلم الضروري]‪ ، [3‬وهو الذي يَ ْ‬
‫(‪)5‬‬
‫هو املعتمد ‪ :‬أن اخلرب املتواتر يُ ُ‬
‫إليه حبيث ال ُمي ِكنه دفعُه(‪ ،)٨‬وقيل‪ :‬ال يفيد(‪ )٩‬العلم إال نظراي(‪ .[4] )10‬وليس بشيء(‪)11‬؛‬
‫ألن العلم ابلت وات ر حاص ل ملن ليس له أهلية النظر؛ كالع امي‪ ،‬إذ النظر‪ :‬ترتيب أم ور‬
‫معلومة(‪ )12‬أو مظنونة‪ ،‬يتوصل هبا إىل علوم أو ظنون‪ ،‬وليس يف العامي أهلية ذلك‪ ،‬فلو‬
‫كان نظرايً‪ . .‬ملا حصل هلم]‪. [5‬‬
‫(‪)13‬‬
‫الفرق بني‬
‫الفرق بني العلم الضروري والعلم النظري‪ ،‬إذ الضروري يفيد‬‫والح هبذا التقرير ُ‬
‫العلم‬ ‫العلم بال استدالل(‪ ،)14‬والنظري يفيده؛ لكن مع االستدالل على اإلفادة(‪ ،)15‬وأن‬
‫الضروري‬ ‫الضروري حيصل لكل سامع‪ ،‬والنظري ال حيصل إال ملن فيه أهلية النظَر ‪.‬‬
‫والعلم‬
‫النظري‬
‫(‪ )13‬أي ‪ :‬تبني اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬فيه نظر لبعض الشراح ‪ .‬أنظر قاري ‪.‬‬
‫(‪ )14‬ويف تعبريه ب "يفيد" و"استدالل" نظر لبعض‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬التقييد ابليقيين اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )3‬قيل ‪ :‬قوله ‪( :‬بشروطه) لغو؛ ألنه داخل يف مفهوم الشراح ‪ .‬أنظر ‪ :‬قاري ‪.‬‬
‫املتواتر ‪ .‬وأجيب ‪ :‬أبنه متعلق ابألول‪ ،‬ال ابملفيد؛ كما (‪ )15‬أي ‪ :‬على طريقها أو على ما يستفاد به املطلوب‬
‫ذكره شارح‪ ،‬أي ‪ :‬األول مع شروطه هو املتواتر اه من األدلة اه قاري ‪.‬‬
‫قاري‪.‬‬
‫(‪ )4‬أي ‪ :‬كون املتواتر مفيدا للعلم اليقيين اه قاري ‪ [1] .‬إن ترد اإلحاطة يف هذه املسألة (مسألة التواتر) ‪. .‬‬
‫ارجع إىل‪ :‬اإلحكام لآلمدي (‪ )42 - 20 / 2‬فإنه‬ ‫(‪ )5‬بدل من هذا اه عدوي ‪.‬‬
‫أطال فيها الكالم‪.‬‬ ‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬العلم الضروري اه قاري ‪.‬‬
‫]‪ [2‬آنفا ‪.‬‬ ‫لجأه اه معجم الغين ‪.‬‬‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬ي ِ‬
‫ُ‬
‫(‪ )٨‬قوله (حبيث اخل) ‪ :‬تفسري ل "يضطر اإلنسان إليه ]‪ [3‬أنظر للتفصيل ‪ :‬اإلحكام لآلمدي ‪،2٦ / 2 :‬‬
‫ومجع اجلومع مع شرح احمللي وحاشية البناين ‪/ 2 :‬‬ ‫اه لقاين ‪.‬‬
‫‪.122‬‬ ‫(‪ )٩‬أي ‪ :‬املتواتر اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )10‬أي‪ :‬أنه ال يفيد علما إال علما نظراي اه عدوي‪ [4] .‬وأما حجج أصحاب هذا القول؛ فذكرها يف‬
‫(‪ )11‬أي ‪ :‬وليس هذا القول بشيء يعتد به اه عدوي اإلحكام ‪ ، 2٩ / 2 :‬فافهمها ‪.‬‬
‫(‪ )12‬كقولك ‪ :‬العامل متغري‪ ،‬وكل متغري حادث‪ ،‬فالعامل ]‪ [5‬ولتقرير هذه املسألة أنظر ‪ :‬التلويح على التوضيح‬
‫للتفتازاين ‪. 3 / 2 :‬‬ ‫حادث اه عدوي ‪.‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪2٨‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫وإمنا أهبمت شروط املتواتر يف األصل(‪)1‬؛ ألنه(‪ )2‬على هذه الكيفية ليس من مباحث‬
‫عمل به أو‬‫بحث فيه عن صحة احلديث أو ضعفه؛ ليُ َ‬ ‫علم اإلسناد‪ ،‬إذ علم اإلسناد يُ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫بحث عن رجاله‪ ،‬بل جيب‬ ‫صفات الرجال وصيغ األداء ‪ ،‬واملتواتر ال يُ َ‬ ‫ُ‬ ‫يُ َرتك]‪ [1‬من حيث‬
‫العمل به من غري حبث ‪.‬‬
‫وجوده(‪،)4‬‬ ‫ِ‬
‫فائدة ‪ :‬ذكر ابن الصالح ‪ :‬أن مثال املتواتر على التفسري املُتقدِّ م ؛ يَعز ُ‬
‫] ‪[2‬‬
‫ادعاء‬
‫مقعده من النار"(‪.! )5‬‬ ‫إال أن يدَّعى ذلك يف حديث‪":‬من َك َذب علي م ِ‬
‫تعمداً ‪ . .‬ف ْليَتبَ َّوأ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ابن الصاح‬
‫العدم؛ ألن ذلك نشأ عن قلة االطالع‬ ‫وما ادعاه من العِزة ممنوع‪ ،‬وكذا ما ادعاه غريه من َ‬ ‫أبن املتواتر‬

‫على كثرة الطرق وأح وال الرجال وصفاهتم(‪ )٦‬املقتضية إلبعاد العادةِ أن يتواطؤوا على‬
‫يعز وجوده‬

‫الكذب‪ ،‬أو حيصل منهم اتفاقاً ‪.‬‬

‫تعليال ‪" :‬ألن من شرط التواتر ‪ :‬أن ينقله مجع ال يتصور‬ ‫(‪ )1‬أي ‪ :‬يف املنت وبينتها يف الشرح اه عدوي ‪ .‬بل امنا‬
‫توطؤهم على الكذب‪ ،‬وحيصل العلم الضروري أو‬ ‫تعرض للمتواتر من أصله؛ تتميما لفائدة التقسيم الذي‬
‫النظري بصدقهم قطعا عن رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫ذكره للخرب‪ ،‬وال خيفاك ‪ :‬أن هذا جواب أن يقال ‪:‬‬
‫وسلم [مساعا] من فيه‪ ،‬مث يسمع من هؤالء اجلمع مجع‬ ‫حيث كان للمتواتر يف إفادته العلم؛ شروط ‪ . .‬كان‬
‫اثن‪ ،‬ال يتصور تواطؤهم على الكذب وحيصل العلم‬ ‫الواجب عليه يف املنت؛ ذكرها ملا تقرر من امتناع اإلمجال‬
‫بصدقهم‪ ،‬مث يسمع مجع اثلث من اجلمع الثاين‪ ،‬وهلم‬ ‫يف حمل التعليم اه لقاين ‪.‬‬
‫جرا إىل آخر اإلسناد؛ فال بد من حصول هذا الشرط‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬املتواتر ‪ .‬وقوله ‪( :‬على هذه الكيفية) أي ‪:‬‬
‫وحتققه من الطرفني والوسط‪ ،‬ومثل هذا ال يقع يف‬ ‫من بيان الشروط املذكورة يف الشرح (ليس من مباحث‬
‫األحاديث النبوية" اه أثري ‪.‬‬ ‫علم اإلسناد) أي ‪ :‬الذي هو علم احلديث دراية اه‬
‫(‪ )5‬لرواية أزيد من مائة صحايب له وفيهم العشرة‬ ‫عدوي ‪ .‬ويف اجلواهر ‪ :‬أصول احلديث ‪ :‬علم أبصول‬
‫املبشرة‪ ،‬مث مل تزل رواته يف ازدايد مع اجتماع الشروط فيه‬
‫تعرف هبا أحوال حديث الرسول صلى هللا تعاىل عليه‬
‫اه قاري ‪.‬‬‫وسلم من حيث صحة النقل عنه وضعفه والتحمل‬
‫(‪ )٦‬عطف تفسري اه قاري ‪.‬‬ ‫واألداء اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وهي ‪ :‬مسعت‪ ،‬وحدثنا‪ ،‬وأخربان‪ ،‬وحنوها اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أي ‪ :‬يقل حبيث ال يكاد يوجد اه قاري ‪ .‬قال ]‪ [1‬يف (د) و(و) ‪ :‬أو يرتك به‬
‫املرتضى الزبيدي ‪ " :‬وفسرت العزة ابلقوة‪ ،‬أي ‪ :‬ال يكاد ]‪ [2‬يف علوم احلديث(ص ‪ )2٦٧‬بدون هذا اللفظ ‪ .‬مث‬
‫يوجد‪ ،‬أو مبعىن العدم‪ ،‬إال ان يدَّعى ‪ :‬أنه ممكن الوجود ابن الصالح رمحه هللا قد تقدمت ترمجته ‪.‬‬
‫يف بعض األحاديث" ‪ .‬مث نقل عن ابن أيب الدم قوله‬
‫‪2٩‬‬ ‫الخبر وأنواعه باعتبار طرقه‬

‫والثاين ‪ :‬املشهور وهو املستفيض على رأي ‪.‬‬

‫الدليل‬
‫وجود كثرةٍ(‪ )1‬يف األحاديث ‪ :‬أن‬
‫ومن أحسن ما يُ َقَّرُر به كو ُن املتواتر موجوداً َ‬
‫على وجود‬ ‫املقطوع عندهم بصحة نسبتها‬
‫َ‬ ‫الكتب(‪ )2‬املشهورة املتداولة أبيدي أهل العلم َش ْرقاً وغرابً‪،‬‬
‫ت على إخراج حديث‪ ،‬وتعددت طرقه تعدداً ُحتيل العادةُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫تمع ْ‬
‫اج َ‬‫إىل مصنفيها إذا ْ‬
‫احلديث‬
‫املتواتر‬ ‫(‪)4‬‬
‫]‪[1‬‬
‫العلم اليقيين بصحة نسبته‬
‫َ‬ ‫اطؤهم على الكذب ‪ . . .‬إىل آخر الشروط ‪ . .‬أفاد‬ ‫تو َ‬
‫ثل ذلك يف الكتب املشهورة؛ كثري(‪. )5‬‬ ‫ِ‬
‫إىل قائله ‪ .‬وم ُ‬
‫املشهور‬ ‫(والثاين) ‪ -‬وهو أول أقسام األحاد ‪ -‬ما له طرق حمصورة أبكثر من اثنني‪ ،‬وهو‬
‫(املشهور]‪ )[2‬عند احملدثني ‪ :‬مسي بذلك لوضوحه (وهو املُستفيض على رأي) ٍ‬
‫مجاعة من‬ ‫ْ‬
‫(‪)٨‬‬
‫فيض فَ ْيضاً ‪ .‬ومنهم من‬ ‫(‪)٧‬‬ ‫(‪ِ )٦‬‬ ‫ِ‬
‫أئمة الفقهاء‪ُ ،‬مسي بذلك النتشاره ‪ ،‬من ‪ :‬فاض املاءُ يَ ُ‬
‫غايََر(‪ )٩‬بني املستفيض واملشهور؛ أبن املستفيض يكون يف ابتدائه وانتهائه سواءً‪ ،‬واملشهور‬
‫أعم من ذلك ‪ .‬ومنهم من غاير على كيفية أخرى(‪ ،)10‬وليس من مباحث هذا الفن(‪. )11‬‬
‫(‪ )1‬أي ‪ :‬وجودا كثريا‪ ،‬إبضافة املوصوف إىل الصفة‪ )٩( ،‬أي ‪ :‬أظهر املغايرة اه قاري ‪.‬‬
‫ففرق أبن املستفيض ما تلقته األمة ابلقبول دون‬ ‫(‪َّ )10‬‬ ‫مفعول مطلق ملوجود اه قاري ‪.‬‬
‫اعتبار عدد(اليواقيت) اه أثري ‪ ،‬ولذا قال أبو بكر‬ ‫(‪ )2‬مبتدأ خربه "ومن أحسن" اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي ‪ :‬الكتب‪ ،‬واجلملة خرب "إن" من قوله "أن الصرييف ‪ :‬أنه هو واملتواتر مبعىن واحد اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )11‬أي ‪ :‬وليس بيان املستفيض على الكيفيات؛ من‬ ‫الكتب املشهورة" إخل اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )4‬جواب الشرط‪ ،‬أي ‪ :‬أفاد اإلجتماع املفهوم من مباحث هذا الفن‪ ،‬وكذا التفرقة اليت ذكرها؛ ليست من‬
‫مباحث هذا الفن اه عدوي ‪.‬‬ ‫قوله "إذا اجتمعت" اه قاري بتص ‪.‬‬
‫(‪ )5‬وقد ألف السيوطي كتااب يقول عنه يف تدريب‬
‫الراويب ‪ :‬أنه مل أسبق إىل مثله‪ ،‬ومساه "األزهار املتناثرة ]‪ [1‬كذا يف (د) و (ه)‪ .‬ويف (أ) و(ج)‪" :‬بصحته" ‪،‬‬
‫يف األخبار املتواترة"‪ ،‬مث خلصه يف جزء لطيف‪ ،‬مساه " ويف (و) و(ز)‪ :‬بصحة نسبتها ‪.‬‬
‫]‪ [2‬ينظر علوم احلديث البن الصالح ‪ :‬ص ‪،2٦5‬‬ ‫قطف األزهار" ‪.‬أنظر تدريب الراوي (ص ‪. )٦30‬‬
‫وتدريب الراوي ‪ :‬ص ‪ . ٦2‬ذكر احلاكم النيسابوري‬ ‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬اشتهاره بني الرواة اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )٧‬أي‪ :‬كثر حىت سال على طرف الوادي اه عدوي أمثلة هلذا النوع من األحاديث‪ ،‬فانظر كتابه ‪ :‬معرفة‬
‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬من أئمة الفقهاء‪ ،‬أو من احملدثني‪ ،‬أو من علوم احلديث ‪ :‬ص ‪. 304‬‬
‫جمموعهم اه قاري ‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫خبر الواحد وأنواعه‬

‫صل السند‪ ،‬غري معلَّ ٍل وال ٍ‬


‫شاذ ‪ :‬هو‬ ‫اتم الضبط‪ ،‬متَّ ِ‬ ‫بنقل ٍ‬
‫عدل‪ِ ،‬‬ ‫وخرب اآلحاد ِ‬
‫َ‬
‫الصحيح لذاته‪،‬‬
‫الصحيح‬
‫غري ُم َعلَّل(‪ )2‬وال‬ ‫‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫السند‬ ‫ِّ (‪)1‬‬ ‫(وخرب اآلحاد بنقل عدل‪ِّ ،‬‬
‫اتم الض َّْبط‪ ،‬متَّص َل‬
‫لذاته‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫شاذ ‪ :‬هو الصحيح لذاته )‪ ،‬وهذا أول تقسي ٍم للمقبول إىل أربعة أنواع؛ ألنه إما أن‬
‫]‪[1‬‬

‫شتمل من صفات القبول على أعالها‪ ،‬أو ال ‪ :‬األول ‪ :‬الصحيح لذاته ‪ .‬والثاين ‪ :‬إن‬ ‫ي ِ‬
‫َ‬
‫القصور‪ -‬ككثرة الطرق‪ -‬فهو الصحيح أيضاً‪ ،‬لكن ال لذاته ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ُوجد ما َجي ُرب ذلك‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وحيث ال جربا َن(‪)4‬؛ فهو احلسن لذاته‪ ،‬وإن قامت قرينة تُرِجح جانب ِ‬
‫قبول ما يُتَ َوقَّ ُ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫فيه(‪)5‬؛ فهو احلسن أيضاً‪ ،‬لكن ال لذاته‪َّ .‬‬
‫وقدم الكالم على الصحيح لذاته لعلو رتبته ‪.‬‬
‫واملراد ابلعدل ‪ :‬من له ملكة َحت ِمله(‪ )٦‬على مالزمة التقوى واملروءة ‪ .‬واملراد ابلتقوى ‪:‬‬
‫ص ْدر(‪ ،)٧‬وهو أن‬ ‫اجتناب األعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة ‪ .‬والضَّْبط ‪ :‬ضبط َ‬
‫(‪)٩‬‬
‫يتمكن من استحضاره مىت شاء ‪ .‬وضبط كتاب(‪ :)٨‬وهو ِصيانته‬ ‫يثبت ما مسعه حبيث َّ‬
‫وصححه(‪ )10‬إىل أن يؤدي منه ‪ .‬وقُيِ َد(‪ )11‬ب "التام" إشارةً إىل الرتبة‬ ‫لديه منذ مسع فيه َّ‬
‫العليا يف ذلك(‪ . )12‬واملتَّصل ‪ :‬ما َسلِم إسناده من سقوط فيه(‪ ،)13‬حبيث يكون كل من‬
‫رجاله مسع ذلك امل َْر ِو َّي من شيخه ‪ .‬والسند ‪ :‬تَقدَّم تعريفه(‪ . )14‬واملُ َع َّل ُل لغة ‪ :‬ما فيه علة‪،‬‬
‫(‪ )11‬اي ‪ :‬التعريف اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬حال من النقل اه قاري بتص ‪.‬‬
‫(‪ )2‬اي معلول‪ ،‬حال أخرى متداخلة او مرتادفة اه (‪ )12‬اي ‪ :‬يف ضبط الصدر اي ‪ :‬ال يكتفي فيه‬
‫مبسمى الضبط على ما هو املعترب يف احلسن لذاته ‪ .‬وأما‬ ‫قاري ‪.‬‬
‫ضبط الكتاب ؛ فالظاهر أن كله اتم ال يتصور فيه‬ ‫(‪ )3‬اي ‪ :‬يعوض اه قاري ‪.‬‬
‫اخلفوف ‪ ،‬وهلذا ال يقسم احلديث ابعتباره اه غجرايت‪.‬‬ ‫(‪ )4‬لذلك القصور اه أثري ‪.‬‬
‫تقوى طرف قبول حديث يتوقف احملدثون يف (‪ )13‬اي سقوط راو فيه‪ ،‬أي ‪ :‬يف أثنائه اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬اي ‪َّ :‬‬
‫قبوله من جهة إسناده‪ ،‬أبن يكون ضعيفا يف نفسه لكن (‪ )14‬اي ‪ :‬يف ضمن اإلسناد عند قوله " طرق كثرية "‬
‫بناء على أن السند واالسناد واحد‪ ،‬والراجح أن اإلسناد‬ ‫كثرت طرقه او أعتضد حبديث صحيح اه قاري ‪.‬‬
‫حكاية طريق املنت ‪ ،‬والسند نفس ذلك الطريق‪ ،‬وبذلك‬ ‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬حتثه امللكةُ اه قاري‪.‬‬
‫صرح السخاوي‪ ،‬وإن كان املآل واحدا اه عدوي ‪.‬‬ ‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬حفظا يف الذاكرة اه أثري‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مستقل مصون اه أثري ‪.‬‬ ‫(‪ )٨‬اي ‪ :‬حفظا يف كتاب‬
‫]‪ [1‬لزايدة التفصيل طالع ‪ :‬فتح املغيث بشرح ألفية‬
‫(‪ )٩‬اي ‪ :‬حفظ الكتاب اه عدوي ‪.‬‬
‫احلديث للسخاوي ‪ ، 2٩ - 23 / 1‬وتدريب الراوي‬
‫(‪ )10‬حىت ال يتطرق احتمال اخللل اليه اه غجرايت ‪.‬‬
‫ص ‪. ٦٨ - ٦0‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪44‬‬

‫وتتفاوت ُرتَبه بتفاوت هذه األوصاف؛‬

‫واصطالحاً ‪ :‬ما فيه علة(‪َ )1‬خ ِفيَّة قادحة(‪ . )2‬والشاذ لغة ‪ :‬املنفرد]‪ ،[1‬واصطالحاً ‪ :‬ما‬
‫خيالف فيه الراوي من هو أرجح منه ‪ .‬وله تفسري آخر سيأيت(‪ [2])3‬إن شاء هللا تعاىل ‪.‬‬
‫تنبيه ‪:‬‬
‫قوله ‪" :‬وخرب اآلحاد"؛ كاجلنس(‪ ،)4‬وابقي قيوده؛ كالفصل‪ ،‬وقوله ‪ " :‬بنقل عدل "‬
‫احرتاز عما ينقله غري العدل‪ ،‬وقوله ‪" :‬هو" يسمى فصال يتوسط بني املبتدأ واخلرب‪ ،‬يؤذن‬
‫أبن ما بعده خرب عما قبله‪ ،‬وليس بنعت له(‪ ،)5‬وقوله ‪" :‬لذاته" خيرج ما يسمى صحيحاً‬
‫أبمر خارج عنه؛ كما تقدم ‪.‬‬
‫مراتب‬
‫ت رتَةبه) أي ‪ :‬الصحيح (ب) سبب (تَة َفاو ِّ‬
‫ت هذه األوصاف) املقتضية‬ ‫ُ‬ ‫(وتَةتَة َف َاو ُ ُ ُ‬ ‫الصحيح‬

‫للتصحيح يف القوة(‪)٦‬؛ فإهنا(‪ )٧‬ملا كانت مفيدة لغلبة الظن الذي عليه(‪ )٨‬مدار الصحة؛‬
‫بعضها فوق بعض حبسب األمور املُ َق ِّوية(‪ . )٩‬وإذا كان‬
‫اقتضت أن يكون هلا درجات ُ‬
‫كذلك فما يكون(‪ )10‬رواته يف الدرجة العليا من العدالة (‪ )11‬والضبط وسائر الصفات اليت‬
‫ليس من املاهيات احلقيقية حىت يكون له اجلنس‬ ‫(‪ )1‬العلة ‪ -‬كما سيجيء ‪ -‬عبارة عن سبب خفي‬
‫والفصل اه غجرايت‪.‬‬
‫غامض طراء على احلديث وقدح يف صحته‪ ،‬مع أن‬
‫(‪ )5‬وإال ‪ . .‬يلزم الفصل بني النعت واملنعوت أبجنيب اه‬
‫الظاهر السالمة منه‪ ،‬وتدرك العلة بتفرد الراوي بذلك‬
‫غجرايت ‪.‬‬
‫احلديث وعدم املتابعة‪ ،‬ومبخالفة غريه مع قرائن تنبه‬
‫(‪ )٦‬متعلق ابلتفاوت‪ ،‬كذا يف القاري والغجرايت ‪.‬‬
‫العارف على وهم إبرسال يف موصول أو وقف يف مرفوع‬
‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬األوصاف اه عدوي ‪.‬‬ ‫او دخول حديث يف حديث آخر‪ ،‬وسيجيء مجيع ذلك‬
‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬على الظن اه عدوي ‪.‬‬‫يف مبحث املعلل ‪ .‬فقوله "خفية قادحة" صفتان‬
‫(‪ )٩‬أي ‪ :‬ألصل الصحة اه عدوي ‪.‬‬ ‫كاشفتان اه غجرايت ‪.‬‬
‫(‪ )10‬أي ‪ :‬فاحلديث الذي يكون رواته اه لقاين ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬خرج ب "القادحة" غريها ‪ -‬كإبدال ثقة بثقة ‪-‬‬
‫(‪ )11‬أي‪ :‬من درجات العدالة ومراتب متام الضبط اه‬ ‫كما خرج ب "اخلفية" الظاهرة ‪ ،‬ال لكوهنا ال تؤثر بل‬
‫لقاين‬
‫هي أوىل ابلتأثري ‪ ،‬بل لكوهنا ترجع اما لضعف الراوي‬
‫وإما لعدم اتصال السند ‪ ،‬وكل منهما احرتز عنه يف‬
‫]‪ [1‬هكذا يف (ب) و(ج) و(ز) ‪ ،‬ويف ابقي النسخ ‪:‬‬
‫التعريف بقيد خيرجه اه لقاين ‪.‬‬
‫"الفرد" ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أنظر شرح القاري ‪.‬‬
‫]‪ [2‬يف صفحة ‪.5٩‬‬
‫(‪ )4‬إمنا قال ‪" :‬كاجلنس" و " كالفصل"؛ ألن الصحيح‬
‫‪45‬‬ ‫خبر الواحد وأنواعه‬

‫‪………………………………………………………….‬‬

‫توجب الرتجيح؛ كان أصح مما دونه ‪.‬‬


‫فمن الرتبة العليا يف ذلك(‪ : )1‬ما أطلق عليه بعض األئمة أنه أصح األسانيد ‪:‬‬
‫ين عن َعبِ َ‬ ‫ِ‬
‫يدةَ بن عمرو‬ ‫كالزْه ِري عن سامل بن عبدهللا بن عمر عن أبيه‪ ،‬وكمحمد بن سري َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫السلماين عن علي‪ ،‬وكإبراهيم النَ َخعي عن علقمة عن ابن مسعود ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ودوهنا يف الرتبة ‪ :‬كرواية بَُريْ ِد بن عبدهللا بن أيب بُْرَدةَ عن جده عن أبيه أيب موسى‪،‬‬
‫كح َّماد بن َسلَ َمةَ عن اثبت عن أنس ‪.‬‬
‫و َ‬
‫كسهيل بن أيب صاحل عن أبيه عن أيب هريرة‪ ،‬وكالعالء بن‬ ‫ودوهنا يف الرتبة ‪ُ :‬‬
‫اسم "العدالة" و "الضبط" ؛ إال أن‬‫شملُهم ُ‬ ‫عبدالرمحن عن أبيه عن أيب هريرة؛ فإن اجلميع يَ َ‬
‫للمرتبة األوىل من الصفات امل ُ َر ِّج َحة؛ ما يقتضي تقدمي روايتهم على اليت تَليها‪ ،‬ويف اليت‬
‫تليها من قوة الضبط؛ ما يقتضي تقدميها على الثالثة‪ ،‬وهي مقدمة على رواية من يُ َعد ما‬
‫عاصم بن عمر عن جابر‪ ،‬وعمرو بن شعيب‬ ‫ينفرد به حسناً(‪)2‬؛ كمحمد بن إسحاق عن ِ‬
‫عن أبيه(‪ )3‬عن جده(‪ ،)4‬وقس على هذه املراتب ما يَشبَ ُهها ‪.‬‬
‫واملرتبة األوىل هي اليت أطلق عليها بعض األئمة ‪ :‬أهنا أصح األسانيد‪ ،‬واملعتمد ‪ :‬عدم‬
‫اإلطالق لرتمجة ُمعيَّ ٍنة منها(‪ ،)5‬نَ َع ْم يُستفاد من جمموع ما أطلق األئمة عليه ذلك(‪)٦‬؛‬
‫(‪)٩‬‬ ‫ِ (‪)٨‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪)٧‬‬
‫ق هبذا التفاضل ما اتفق الشيخان على خترجيه املفاضلة بني‬ ‫أرجحيتُه على ما مل يُطلقوه‪ ،‬ويَْلتَح ُ‬
‫]‪[1‬‬

‫ابلنسبة إىل ما انفرد به أحدمها‪ ،‬وما انفرد به البخاري ابلنسبة إىل ما انفرد به مسلم؛ البخاري‬
‫اختالف بعضهم يف أيهما أرجح ‪ ،‬ومسلم‬ ‫ِ‬ ‫كتابيهما ابل َقبول‪ ،‬و‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫التفاق العلماء بَ ْعدمها على تَلَقي ْ‬
‫(‪ )1‬أي ‪ :‬يف ابب الصحيح أو يف هذا الفن اه عدوي‪ )٦( .‬أي ‪ :‬ما ذكر من كونه أصح األسانيد اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬يستفاد منه ‪ :‬أن ما أطلقوه عليه ذلك من‬ ‫(‪ )2‬مفعول اثن‪ ،‬أي ‪ :‬يعد حسنا لذاته اه قاري ‪.‬‬
‫األسانيد أرجح اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬شعيب أو حممد اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أي ‪ :‬جد عمرو أو جد شعيب‪ ،‬واجلد حممد بن (‪ )٨‬هذا كالتوطية والتمهيد لقوله اآليت "ومن مث قدم‬
‫عبد هللا بن عمرو بن العاص‪ ،‬كذا يف املظ ِهر وقيل غري صحيح البخاري" إخل اه سندي ‪.‬‬
‫(‪ )٩‬أي ‪ :‬الذي عليه مدار علو اإلسناد اه قاري ‪.‬‬ ‫ذلك اه قاري بتص‬
‫(‪ )5‬أي ‪ :‬من الرتاجم‪ ،‬بداللة قوله "لرتمجة" ‪ ،‬أو من‬
‫]‪ [1‬تقدمت ترمجتامها (ص ‪. )33‬‬ ‫املرتبة األوىل‪ ،‬يعين ‪ :‬من ترامجها اه عدوي ‪.‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪4٦‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫أرجح من هذه احليثية(‪ )1‬مما مل يتفقا عليه‪ ،‬وقد صرح اجلمهور بتقدمي‬ ‫فما اتفقا عليه؛ ُ‬
‫يح بنقيضه ‪.‬‬‫وجد عن أحد؛ التصر ُ‬ ‫"صحيح البخاري" يف الصحة ‪ ،‬ومل يُ َ‬
‫]‪[1‬‬

‫أصح من كتاب‬ ‫ُ‬ ‫ماء‬‫الس‬ ‫ِ‬


‫َدمي‬‫أ‬ ‫حتت‬ ‫"ما‬ ‫قال‪:‬‬ ‫أنه‬ ‫(‪)2‬‬
‫وأما ما نُِقل عن أيب علي النيسابوري‬
‫أصح‬ ‫يصرح بكونه أصح من صحيح البخاري(‪)3‬؛ ألنه إمنا نفى وجود ٍ‬
‫كتاب‬ ‫مسلم" ؛ فلم ِ‬
‫َ‬
‫من كتاب مسلم؛ إذ املنفي إمنا هو ما تقتضيه صيغة " أَفْ عل" من زايدة صحة يف ٍ‬
‫كتاب‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫كتاب مسلم يف الصحة‪َ ،‬ميتاز(‪ )4‬بتلك الزايدة عليه(‪ ،)5‬ومل يَْنف املساواةَ ‪.‬‬
‫(‪[2])٦‬‬
‫شارك َ‬

‫(‪ )5‬أي ‪ :‬على كتاب مسلم اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬قال املصنف ‪ :‬أي ‪ :‬من حيث تلقي كتابيهما‬
‫(‪ )٦‬قال القاري ‪" :‬فال يكون صرحيا أبن مسلما أصح‬ ‫ابلقبول اه عدوي ‪.‬‬
‫من البخاري؛ إلحتمال أن يراد املعىن لغة‪ ،‬ولذا قال ‪:‬‬ ‫(‪ )2‬هو احلسني بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري‬
‫"فلم يصرح" ‪ ،‬فيه ‪ :‬أنه نقيض ما قالوا من أن البخاري‬ ‫(‪ 34٩ - 2٧٧‬ه) الصايغ‪ ،‬أبو علي ‪ :‬من كبار حفاظ‬
‫أصح من مسلم سواء أراد به نفي األفضلية أو نفيها مع‬ ‫احلديث‪ ،‬شيخ احلاكم النيسابوري ‪ .‬ولد يف نيسابور‪،‬‬
‫نفي املساواة" اه قاري ‪ .‬قال السندي ‪ :‬إمنا محل على‬ ‫ورحل يف طلب احلديث إىل اآلفاق‪ ،‬مسع بدمشق‬
‫نفي الزايدة فقط‪ ،‬مع أن العرف يقتضي نفي املساواة‬ ‫وحدث ببغداد‪ ،‬وعظمت شهرته‪ ،‬وتويف بنيسابور ‪ .‬كان‬
‫أيضا؛ ألنه حيمل الكالم على املعىن اللغوي عند القرينة‬ ‫مقدما يف مذاكرة األئمة‪ ،‬كثري التصنيف (معجم املؤلفني‬
‫الدالة على عدم إرادة املعىن العريف‪ ،‬وههنا تصريح‬ ‫‪ ، ٦2٩ / 1 :‬األعالم ‪. )344 / 2 :‬‬
‫اجلمهور بفضل البخاري؛ يصلح قرينة له اه سندي ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬لكن قال املصنف نقال عن ابن الصالح ‪ " :‬هذا‬
‫إن كان املراد به ‪ :‬أن كتاب مسلم يرتجح أبنه مل ميازجه‬
‫]‪ [1‬للزايدة يف هذا البحث طالع ‪ :‬هدي الساري‬ ‫غري الصحيح؛ فإنه ليس فيه بعد خطبته إال احلديث‬
‫للمصنف ص‪. 1٦ - 11‬‬ ‫الصحيح مسرودا غري ممزوج مبثل ما يف كتاب البخاري‬
‫]‪ [2‬ينظر ‪ :‬هدي الساري للمصنف ‪ :‬ص‪،12‬‬ ‫يف تراجم أبوابه من األشياء اليت مل يسندها على الوصف‬
‫وللتفصيل الزائد راجع ‪ :‬كتاب السيوطي تدريب الراوي‬ ‫املشروط يف الصحيح ‪ . .‬فهذا ال أبس به‪ ،‬وليس يلزم‬
‫‪ :‬ص ‪ 101 - ٩٨‬؛ فإن فيه ما يكفيك أيها الطالب‬ ‫منه أن كتاب مسلم أرجح فيما يرجع إىل نفس الصحيح‬
‫العاطش‪ ،‬وفتح املغيث بشرح ألفية العراقي للسخاوي ‪:‬‬ ‫على كتاب البخاري ‪ .‬وإن كان املراد به ‪ :‬أن كتاب‬
‫‪ ، 50 - 4٨ / 1‬والنكت على كتاب ابن الصالح ‪:‬‬ ‫مسلم أصح صحيحا ‪ . .‬فهذا مردود على من يقوله‬
‫ص ‪. 2٨٦ - 2٨4‬‬ ‫(هدي الساري بتص ‪ :‬ص ‪. )12‬‬
‫(‪ )4‬أي ‪ :‬ذلك الكتاب اه قاري ‪.‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪٧٦‬‬

‫أسباب الطعن‬
‫مث الطعن إما ‪ :‬أن يكون لكذب الراوي‪ ،‬أو هتمته بذلك‪،‬‬

‫أسباب الطعن‬
‫بعضها أشد يف القدح من بعض‪ ،‬مخسة منها تتعلق‬‫(مث الطعن) يكون بعشرة أشياءَ‪ُ ،‬‬
‫ابلعدالة‪ ،‬ومخسة تتعلق ابلضبط‪ ،‬ومل حيصل االعتناء(‪ )1‬بتمييز أحد القسمني من اآلخر‬
‫وجب الرد على سبيل‬ ‫فاألشد يف م ِ‬
‫ِ‬ ‫ملصلحة اقتضت ذلك(‪ ،)2‬وهي(‪ )3‬ترتيبها(‪ )4‬على ِ‬
‫األشد‬
‫ُ‬
‫الت ََّدِيل(‪)5‬؛ ألن الطعن (إما أن يكون ل َك ِّذب الراوي) يف احلديث النبوي‪ ،‬أبن يَرِوي عنه‬
‫صلى هللا عليه وآله وسلم ما مل ي ُق ْله(‪ِ )٦‬‬
‫متعمداً(‪ )٧‬لذلك (أو هتُمته بذلك(‪ ))8‬أبن ال‬ ‫َ‬
‫يُروى(‪ )٩‬ذلك احلديث إال من جهته ‪ ،‬ويكون خمالفاً للقواعد املعلومة ‪ ،‬وكذا‬
‫(‪)13‬‬ ‫(‪)12‬‬ ‫(‪)11‬‬ ‫(‪)10‬‬

‫(‪ )٧‬فيخرج منه الساهي والغالط اه أثري ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬قوله (ومل حيصل اإلعتناء اخل) أي ‪ :‬فلم يعتنوا بتمييز‬
‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬هتمة الراوي ابلكذب املذكور اه عدوي ‪.‬‬ ‫أحد القسمني عن اآلخر للمصلحة اليت ذكرها وإن كان‬
‫(‪ )٩‬قوله (أبن ال يروى) ‪ :‬تصوير للتهمة‪ ،‬أي ‪ :‬اهتامه‬ ‫بعضها متعلقا ابلضبط وبعضها متعلق ابلعدالة‪ ،‬ويعرف‬
‫ابلكذب يكون أبن ال يروى احلديث إال من جهته‪ ،‬مع‬ ‫ذلك ابلذوق اه عدوي ‪.‬‬
‫كونه خمالفا للقواعد املعلومة اه هامش بتص ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬اقتضت عدم احلصول املذكور اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )10‬أي ‪ :‬الراوي املتهم‪ ،‬أي ‪ :‬وغريه من الثقات‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬املصلحة اه عدوي ‪.‬‬
‫الذين حضروا معه على الشيخ مل يروه‪ ،‬وأما لو كان هو‬ ‫(‪ )4‬أي ‪ :‬العشرة اه قاري ‪.‬‬
‫ثقة من بينهم‪ ،‬أو كان هو ينفرد ابلشيخ يف بعض‬ ‫(‪ )5‬أي ‪ :‬على سبيل التنزل من األعلى يف الشدة إىل‬
‫األحيان؛ فإنه يقبل اه عدوي ‪.‬‬ ‫األدىن فيها‪ ،‬عكس الرتقي من األدىن إىل األعلى اه‬
‫(‪ )11‬أي ‪ :‬ذلك احلديث اه قاري ‪.‬‬ ‫عدوي بتص ‪.‬‬
‫(‪ )12‬أي ‪ :‬قواعد الدين قاله القاري‪ ،‬وقد رده العدوي‬ ‫(‪ )٦‬خص املصنف الكذب برواية ما مل يقله ﷺ عنه؛‬
‫(انظر لقط الدرر) ‪.‬‬ ‫جراي على الغالب‪ ،‬وتربكا بلفظ احلديث ‪" :‬من يقل‬
‫(‪ )13‬أي ‪ :‬من الشريعة ابلضرورة؛ حبيث ال خيفى على‬ ‫فليتبوأ مقعده من النار" رواه‬
‫َّ‬ ‫على ما مل أقله ‪. .‬‬
‫أي واحد له أدىن تعلق ابلشرع؛ أبن ما رواه خمالف‬ ‫البخاري‪ ،‬وإال فالفعل‪ ،‬والعزم‪ ،‬واهلم‪ ،‬والتقرير‪ ،‬والوصف‬
‫لقواعد الشرع ومقاصده اه تصقيل املرآة بتص (ص‬ ‫كذلك؛ كما ال خيفى اه لقاين بتص ‪.‬‬
‫‪. )2٧4‬‬
‫‪٧٧‬‬ ‫أسباب الطعن‬

‫أو فُ ْحش غلطه‪ ،‬أو غفلته‪ ،‬أو فسقه‪ ،‬أو ومهه أو خمالفته‪ ،‬أو جهالته‪ ،‬أو بدعته‪ ،‬أوسوء‬
‫حفظه ‪.‬‬
‫من عُ ِرف(‪ )1‬ابلكذب يف كالمه(‪ )2‬وإن مل يظهر منه وقوع ذلك يف احلديث النبوي‪ ،‬وهذا‬
‫دون األول(‪( )3‬أو فُ ْحش غلطه) أي ‪ :‬كثرته(‪( )4‬أو غفلته(‪ ))5‬عن اإلتقان (أو فسقه(‪))6‬‬
‫الكفر(‪ . )٧‬وبينه وبني األول عموم‪ ،‬وإمنا أفرد األول؛‬‫أي ‪ :‬ابلفعل أو ابلقول مما ال يبلغ َ‬
‫لكون القدح به أشد يف هذا الفن ‪ .‬وأما الفسق ابملعت َقد(‪)٨‬؛ فسيأيت بيانه]‪( . [1‬أو ِّ‬
‫ومهه) أبن‬ ‫َ‬
‫يَرِوي على سبيل التوهم (أو خمالفته) أي ‪ :‬للثقات (أو جهالته) أبن ال يُ َ‬
‫(‪)٩‬‬
‫عرف فيه تعديل‬
‫ُحدث على خالف املعروف عن النيب صلى هللا‬ ‫معني (أو بدعتةه) وهي اعتقاد ما أ ِ‬
‫وال جتريح َّ‬
‫عاندة‪ ،‬بل بنوع شبهة (أو سوء حفظه) وهي عبارة عن أن ال يكون‬ ‫عليه وآله وسلم‪ ،‬ال مبُ َ‬
‫أقل من إصابته(‪. )10‬‬
‫غلطه َّ‬
‫ابلفسق هنا ‪ :‬الفسق يف العمل‪ ،‬دون اإلعتقاد؛ فإن ذلك‬ ‫(‪ )1‬قوله (من عُ ِّرف‪.....‬احلديث النبوي)‪ :‬قال القاري ‪:‬‬
‫داخل يف البدعة اه مقدمة املشكوة مع شرحها تصقيل‬ ‫هذا داخل يف الفسق القويل‪ ،‬وجعلُه داخال يف التهمة؛ غري‬
‫املرآة للدكتور عبد الغفور املليباري بتص (ص ‪. )2٧٧‬‬ ‫مستبعد اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬من فعله‪ ،‬أو قوله ‪ .‬وأما الكفر؛ فهو خارج عن‬ ‫(‪ )2‬خبالف من مل يُعرف ومل يُعلم به‪ ،‬بل يقع منه الكذب‬
‫املبحث؛ ألن الكالم يف الراوي املسلم اه قاري ‪.‬‬ ‫أحياان اندرا يف كالم الناس اه تصقيل املرآة (ص ‪.)2٧4‬‬
‫(‪ )٨‬فإنه داخل يف البدعة‪ ،‬وأكثر ما يستعمل البدعة يف‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬أن من عرف ابلكذب يف كالمه دون األول‪،‬‬
‫اإلعتقاد اه مقدمة املشكوة (ص ‪. )1٦‬‬ ‫أي ‪ :‬وهو املتهم‪ ،‬وليس املراد ابألول كذب الراوي؛ ألنه‬
‫(‪ )٩‬أي ‪ :‬بناء على الطرف املرجوح من الشك اه قاري‬ ‫معلوم اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )10‬يرد على املصنف ‪ :‬أنه ال يظهر الفرق بني فحش‬ ‫(‪ )4‬أبن يكون خطؤه أكثر من صوابه‪ ،‬أو يتساواين؛ إذ‬
‫الغلط وسوء احلفظ‪ ،‬حىت تعد األقسام عشرة‪ ،‬اللهم إال ان‬ ‫ال خيلو اإلنسان من الغلط والنسيان اه قاري ‪.‬‬
‫يقال ‪ :‬أن بينهما عموما وخصوصا مطلقا؛ فكل سوء‬ ‫(‪ )5‬عطف على غلطه‪ ،‬ال على الفحش‪ ،‬واملعىن ‪ :‬أو‬
‫حفظ فحش غلط‪ ،‬وال عكس؛ فلذا عدا قسمني؛ إذ سوء‬ ‫فحش غفلته‪ ،‬أي ‪ :‬كثرة غفلته‪ ،‬ألن جمرد الغفلة ليس سببا‬
‫احلفظ ما تساوى فيه الصواب واخلطأ‪ ،‬أو ما رجح فيه‬ ‫للطعن لقلة من يعافيه هللا منها‪ ،‬بل السبب كثرهتا؛ أبن‬
‫جانب اخلطأ على جانب الصواب‪ ،‬وفحش الغلط ما كثر‬ ‫يكون غفلته أكثر من حفظه‪ ،‬أو يتساواين اه قاري –‬
‫فيه اخلطأ‪ ،‬سواء كان هناك تساوي أو ال؛ فيصدق حىت‬ ‫حاشية موالان حممد عميم على مقدمة املشكوة (ص‬
‫مبا إذا أخطأ يف مخسني حديثا من ألف اه قاري – لقاين‪،‬‬ ‫‪ .)1٩‬وفرق بني كثرة الغلط وكثرة الغفلة؛ العالمة عبد‬
‫قال القاري ‪ :‬وان محل فحش الغلط على كثرته يف نفس‬ ‫احلق الدهلوي يف مقدمة مشكوة املصابيح‪ ،‬فقال ‪ :‬أما‬
‫األمر‪ ،‬وسوء احلفظ على أن ال يكون الغلط أقل من‬ ‫فرط الغفلة وكثرة الغلط؛ فمتقارابن‪ ،‬فالغفلة يف السماع‬
‫االصابة بقرينة املقابلة ‪ . .‬مل يكن لتأخر سوء احلفظ‪-‬أي‪:‬‬ ‫وحتمل احلديث‪ ،‬والغلط يف اإلمساع واألداء اه مقدمة‬
‫ما يكون الغلط مساواي لإلصابة أو أكثر منها عن فحش‬ ‫املشكوة (ص ‪. )1٩‬‬
‫الغلط‪-‬وجه أصال اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )٦‬الفسق معناه ‪ :‬اخلروج عن طريق احلق وعن طاعة هللا‬
‫تعاىل ‪ ،‬وهو يكون بفعل السيئة وابعتقاد البدعة ؛ فاملراد‬
‫]‪ [1‬يف ص ‪. ٩5‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪٧٨‬‬

‫أنواع املردود للطعن‬


‫فاألول ‪ :‬املوضوع‪،‬‬

‫أنواع املردود للطعن‬


‫(ف) القسم (األول) وهو الطعن بكذب الراوي يف احلديث النبوي؛ هو‬ ‫املوضوع‬

‫(املوضوع]‪ )[1‬واحلكم عليه ابلوضع(‪ )1‬إمنا هو بطريق الظن الغالب‪ ،‬ال ابلقطع ‪ ،‬إذ قد‬
‫يصدق ال َكذوب‪ ،‬لكن ألهل العلم ابحلديث؛ ملكة قوية مييزون هبا ذلك(‪ ، )2‬وإمنا يقوم‬
‫بذلك(‪ )3‬منهم(‪)4‬؛ من يكون اطالعه اتماً‪ ،‬وذهنه اثقباً(‪ ،)5‬وفهمه قوايً‪ ،‬ومعرفته ابلقرائن‬
‫الدالة على ذلك(‪ )٦‬متمكنة ‪.‬‬
‫وقد يعرف الوضع إبقرار واضعه‪ ،‬قال ابن دقيق العيد(‪" : [2])٧‬لكن ال يُقطَع بذلك؛‬
‫الحتمال أن يكون كذب يف ذلك اإلقرار" اه ‪ .‬وفَ ِهم منه بعضهم ‪ :‬أنه ال يعمل بذلك‬

‫(‪ )٧‬هو حممد بن علي بن وهب بن مطيع بن أيب‬ ‫(‪ )1‬أي ‪ :‬بكونه موضوعا اه عدوي ‪.‬‬
‫الطاعة القشريي‪ ،‬املنفلوطي‪ ،‬مث القوصي‪ ،‬املصري‪،‬‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬املوضوع من غريه‪ ،‬والكذب من الصدق اه‬
‫الشافعي‪ ،‬املالكي (‪٧02 - ٦25‬ه) املعروف اببن‬ ‫عدوي ‪.‬وليس املراد أن من وقع منه الكذب يف احلديث‬
‫دقيق العيد‪ ،‬أبو الفتح‪ ،‬تقي الدين ‪ :‬حمدث‪ ،‬حافظ‪،‬‬ ‫النبوي مييز صدقه عن كذبه؛ فيحكم على الكاذب من‬
‫فقيه‪ ،‬أصويل‪ ،‬أديب‪ ،‬حنوي‪ ،‬شاعر‪ ،‬خطيب ‪ .‬ولد يف‬ ‫روايته ابلوضع‪ ،‬دون الصادق؛ كما هو مقتضى ظاهر‬
‫ينبع على ساحل البحر األمحر من أرض احلجاز‪ ،‬ونشأ‬ ‫اإلستدراك؛ فإن مجيع ما انفرد به؛ حمكوم عليه ابلوضع‬
‫بقوص‪ ،‬ورحل إىل الشام ومصر‪ ،‬وويل قضاء الداير‬ ‫بطريق الظن‪ ،‬بل املراد أهنم مبلكاهتم مييزون األحاديث‬
‫املصرية‪ ،‬وتويف ابلقاهرة ‪ .‬من تصانيفه ‪ :‬اإلقرتاح يف‬‫املوضوعة من غريها؛ فيحكمون ولو بطريق الظن؛ على‬
‫علوم احلديث (معجم املؤلفني ‪. )554 / 3 :‬‬ ‫من عرفوا وضع أحاديثهم مبلكاهتم؛ ابلكذب يف احلديث‬
‫النبوي صلى هللا عليه وسلم اه سندي ‪.‬‬
‫]‪ [1‬ملزيد التفاصيل طالع ‪ :‬فتح املغيث ‪- ٩٨ / 2 :‬‬
‫(‪ )3‬أي ‪ :‬ابحلكم على احلديث أبنه موضوع اه عدوي‪.‬‬
‫‪ ،132‬واخلالصة للطييب ص ‪. ٩٨ - ٨4‬‬
‫(‪ )4‬أي ‪ :‬من احملدثني اه سندي ‪.‬‬
‫]‪ [2‬يف اإلقرتاح يف بيان اإلصطالح ص ‪( 315‬بغري هذه‬
‫(‪ )5‬أي ‪ :‬مضيئا بتنوير قلبه وشرح صدره اه قاري ‪،‬‬
‫العبارة) ‪.‬‬
‫يقال ‪ :‬ثقب الكوكب إذا أضاء اه معجم الرائد بتص ‪.‬‬
‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬كون احلديث موضوعا اه قاري ‪.‬‬
‫‪٧٩‬‬ ‫أنواع المردود للطعن‬

‫‪................................................................................‬‬

‫نفي‬
‫اإلقرار أصال ‪ .‬وليس ذلك مر َاده‪ ،‬وإمنا نفى القطع بذلك‪ ،‬وال يلزم من نفي القطع ُ‬
‫احلكم؛ ألن احلكم يقع ابلظن الغالب‪ ،‬وهو هنا كذلك‪ ،‬ولوال ذلك ‪ . .‬لَ َما ساغ قتل‬
‫امل ُ ِقر ابلقتل‪ ،‬وال رجم امل ُ ِ‬
‫عرتف ابلزىن؛ الحتمال أن يكوان كاذبني فيما اعرتفا به ]‪. [1‬‬ ‫ُ‬
‫القرائن‬ ‫درك هبا الوضع ‪ :‬ما يؤخذ]‪ [3‬من حال الراوي؛ كما وقع ملأمون‬ ‫ومن القرائن اليت يُ َ‬
‫] ‪[2‬‬

‫اليت‬ ‫اخلالف يف كون احلسن(‪ )1‬مسع من أيب هريرة أو ال؟‬ ‫ُ‬ ‫بن أمحد ‪ :‬أنه ذُكر حبضرته‬
‫درك هبا‬
‫يُ َ‬ ‫فساق(‪)2‬يف احلال إسناداً إىل النيب صلى هللا عليه وآله وسلم أنه قال ‪ :‬مسع احلسن(‪ )3‬من‬
‫الوضع‬
‫أيب هريرة‪ ،‬وكما وقع لغِياث بن إبراهيم حيث دخل على املهدي(‪ ،)4‬فوجده يلعب‬
‫ابحلَ َمام‪ ،‬فساق يف احلال إسناداً إىل النيب صلى هللا عليه وعلى آله وسلم ‪ :‬أنه قال ‪" :‬ال‬
‫ف(‪ )٦‬أو حافِر أو َجناح" ‪ ،‬فزاد يف احلديث ‪" :‬أو جناح" ‪،‬‬ ‫ص ل(‪ )5‬أو ُخ ٍ‬ ‫َسبَ َق إال يف نَ ْ‬
‫فعرف املهدي أنه كذب ألجله؛ فأمر بذبح احلَمام ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬ما يؤخذ من حال املَروي؛ كأن يكون ُمناقِضاً لنص القرآن أو السنة املتواترة‬
‫التأويل ‪ .‬مث املروي اترة‬
‫َ‬ ‫أو اإلمجاع القطعي أو صريح العقل‪ ،‬حيث ال يَقبَل شيء من ذلك‬
‫َخي ِرتعه الواضع‪ ،‬واترة َأي ُخذ من كالم غريه؛ كبعض السلف الصاحل أو قدماء احلكماء أو‬
‫اإلسرائيليات‪ ،‬أو أيخذ حديثاً ضعيف اإلسناد؛ ُفريكِب له إسناداً صحيحاً َلريُوج(‪. )٧‬‬

‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬ذي خف (أو حافر) أي ‪ :‬ذي حافر‪ ،‬يعين‬ ‫(‪ )1‬البصري اه قاري ‪.‬‬
‫‪ :‬اإلبل والفرس اه فيض القدير (‪. )42٧ / ٦‬‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬املأمون اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬لينتشر ويشتهر‪ ،‬وهذا النوع يكون موضوع‬ ‫(‪ )3‬البصري اه أثري بتص ‪.‬‬
‫اإلسناد‪ ،‬ال املنت اه أثري ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬وهو اخلليفة العباسي املشهور اه أثري ‪.‬‬
‫(‪ )5‬النصل ‪ :‬حديدة السهم‪ ،‬أي ‪ :‬كسهام ورماح‪ [1] ،‬لزايدة الوضوح انظر تدريب الراوي ص ‪.324‬‬
‫واخلف ‪ :‬لبعري‪ ،‬واحلافر ‪ :‬للخيل‪ ،‬واجلناح أي ‪ :‬ريش‪ [2] ،‬قد بسط يف تلك القرائن؛ العالمة القاري يف خامتة‬
‫وهو للطائر‪ ،‬فكىن ببعض أعضائها عنها ‪ .‬واملعىن ‪ :‬ال‬
‫كتابه "املوضوعات الكربى" ص ‪. 4٧٦ - 40٦‬‬
‫حيل أخذ املال ابملسابقة إال يف ذوات هذه األشياء اه‬
‫]‪ [3‬يف (د) و(و) ‪ :‬يوجد ‪.‬‬
‫قاري – عدوي – فيض القدير(‪ )42٧ / ٦‬بتص ‪.‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪٨0‬‬

‫‪................................................................................‬‬

‫اندقة(‪ ،)1‬أو غلبةُ اجلهل؛ كبعض‬ ‫كالز ِ‬


‫عدم الدين؛ َّ‬
‫األمور واحلامل للواضع على الوضع ‪ :‬إما ُ‬
‫]‪[1‬‬

‫العصبِيَّة(‪)3‬؛ كبعض املُق ِّلدين(‪ ،)4‬أو اتباع هوى بعض الرؤساء‪ ،‬أو‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫البواعث امل ُ َتع ِّبدين ‪ ،‬أو فَ ْرط َ‬
‫ِ (‪)٦‬‬
‫للوضع اإلغراب(‪ )5‬لقصد االشتهار‪ ،‬وكل ذلك حرام إبمجاع من يُعتَد به؛ إال أن بعض ال َكَّرامية‬
‫تصوفة نُِقل عنهم إابحةُ الوضع يف الرتغيب والرتهيب(‪ ، )٧‬وهو خطأ من فاعله‪،‬‬ ‫وبعض امل ُ ِّ‬

‫أمحد اهلروي يف وضعه حديثا ‪ :‬يكون يف أميت رجل‬ ‫(‪ )1‬متثيل للواضع ال للحامل‪ ،‬وا َّلز ِ‬
‫اندقة هم املبطنون‬
‫أضر على أميت من‬ ‫يقال له حممد بن إدريس‪ ،‬يكون َّ‬‫للكفر املظهرون لإلسالم‪ ،‬أو الذين ال يتدينون بدين‪،‬‬
‫ابليس اه قاري ‪.‬‬
‫يفعلون ذلك استخفافا ابلدين؛ ليضلوا به الناس‪ ،‬فقد‬
‫(‪ )5‬أي ‪ :‬اإلتيان حبديث غريب؛ لريغب الناس فيه؛‬ ‫قال محاد بن زيد ‪ :‬إهنم وضعوا أربعة عشر ألف حديث‬
‫كأن يذهب إىل بالد بعيدة‪ ،‬مث أييت ويقول ‪ :‬حدثنا‬ ‫اه قاري بتص‪.‬‬
‫فالن وهكذا اه عدوي ‪.‬‬
‫الزهادة‪ ،‬وضعوا أحاديث‬ ‫(‪ )2‬أي‪ :‬املنتسبني إىل العبادة و َّ‬
‫كرام‪ ،‬هلم اعتقادات عدة ابطلة‪،‬‬ ‫(‪ )٦‬هم أتباع حممد بن َّ‬
‫يف الفضائل والرغائب؛ كصالة ليلة نصف شعبان‬
‫منها أهنم يزعمون ‪ :‬أن اإلميان هو اإلقرار والتصديق‬
‫وحنوها‪ ،‬ويتدينون يف ذلك يف زعمهم وجهلهم‪ ،‬وهم‬
‫ابللسان‪ ،‬دون القلب‪ ،‬وزعموا ‪ :‬أن املنافقني الذين كانوا‬
‫أعظم األصناف ضررا على أنفسهم وغريهم؛ ألهنم يرونه‬
‫على عهد رسول هللا ﷺ كانوا مؤمنني على احلقيقة؛‬ ‫قربة‪ ،‬ويرجون عليه املثوبة؛ فال ميكن تركهم لذلك‪،‬‬
‫كما يف مقاالت اإلسالميني (ص ‪ )141‬اه أثري ‪.‬‬
‫والناس يعتمدون عليهم‪ ،‬ويعتنون بنقل أقواهلم؛ حىت قد‬
‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬يف اببيهما زعما منهم أن الكذب فيهما ليس‬
‫خيفى على بعض علماء األمة وأكابرهم؛ ثقة واعتمادا‬
‫كذاب يف األحكام الشرعية احملرم عليه الكذب فيها اه‬
‫على ما نقلوه؛ فيقعون فيما وقعوا فيه اه قاري بتص ‪.‬‬
‫لقاين ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي ‪ :‬شدة التعصب لرأيه ومذهبه اه سندي ‪.‬‬
‫(‪ )4‬فقد روى ابن حامت عن شيخ من اخلوارج ‪ :‬أنه كان‬
‫يقول بعد ما اتب ‪ :‬انظروا عمن أتخذون دينكم؛ فإان ]‪ [1‬الواضعون ستة أصناف‪ ،‬ذكرها املصنف يف النكت‬
‫إذا كنا إذا هوينا أمرا ‪ . .‬صريانه حديثا اه سندي ‪ .‬ص ‪. ٨5٨ - ٨50‬‬
‫وقال اجلزري ‪ :‬وقوم وضعوها تعصبا وهوى؛ كمأمون بن‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪100‬‬
‫‪................................................................................‬‬

‫ومثال املرفوع من التقرير حكماً ‪ :‬أن ُخيِرب الصحايب ‪ :‬أهنم كانوا يفعلون يف زمان النيب‬
‫إطالعه‬‫صلى هللا عليه وآله وسلم كذا؛ فإنه يكون له حكم الرفع من جهة أن الظاهر ِ‬
‫صلى هللا عليه وآله وسلم على ذلك؛ لتَ َوفر دواعيهم(‪ )1‬على سؤاله عن أمور دينهم‪ ،‬وألن‬
‫فعل شيء ويستمرون عليه إال وهو‬ ‫ذلك الزمان زمان نزول الوحي؛ فال يقع من الصحابة ُ‬
‫ممنوع الفعل‪ ،‬وقد استدل جابر وأبو سعيد اخلُ ْد ِري رضي هللا عنهما؛ على جواز‬ ‫غريُ ِ‬
‫الع ْزل؛ أبهنم كانوا يفعلونه والقرآن يَن ِزل]‪ ،[1‬ولو كان مما يُنهى عنه ‪ . .‬لَنَ َهى عنه القرآ ُن ‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪)4‬‬ ‫ويلتحق بق ويل‪" :‬حكْماً"؛ ما ورد بصيغة الكناية يف موضع ِ‬
‫الصيَغ الصرحية‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬ ‫(‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬‫(‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫احلديث‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫ابلنسبة إليه صلى هللا عليه وآله وسلم ؛ كقول التابعي عن الصحايب ‪ :‬يَرفَع‬
‫]‪[2‬‬

‫قتصرون على القول مع‬ ‫يرويه‪ ،‬أو ينميه(‪ ،)5‬أو روايةً(‪ ،)٦‬أو يبلُ ُغ به(‪ ،)٧‬أو رواه ‪ .‬وقد ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫حذف القائل‪ ،‬ويريدون به النيب صلى هللا عليه وآله وسلم؛ كقول ابن سريين عن أيب هريرة‬
‫رضي هللا عنه؛ قال ‪ :‬قال ‪ :‬تُقاتِلون قوماً]‪ . . . . [3‬احلديث ‪ .‬ويف كالم اخلطيب أنه‬
‫]‪)٨( [4‬‬

‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬النيب صلى هللا عليه وسلم اه عدوي ‪.‬‬ ‫= و"املعرفة" عن الشافعي فيما بلغه عن عباد عن عاصم‬
‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬اإلقتصار على القول مع حذف القائل اه‬ ‫األحول عن قزعة عن علي رضي هللا تعاىل عنه ‪ :‬أنه صلى‬
‫عدوي ‪.‬‬ ‫يف الزلزلة ست ركعات يف أربع سجدات‪ ،‬مخس ركعات‬
‫]‪ [1‬رواه البخاري (‪ ،)520٩‬ومسلم (‪ ،)1440‬والرتمذي‬ ‫وسجدتني يف ركعة‪ ،‬وركعة وسجدتني يف ركعة ‪ .‬قال‬
‫(‪ ،)113٧‬وابن ماجه (‪ )1٩2٧‬كلهم عن جابر بغري‬ ‫الشافعي ‪ :‬ولو ثبت هذا عن علي رضي هللا تعاىل عنه ‪. .‬‬
‫هذه العبارة ‪.‬‬ ‫لقلته به‪ ،‬وهم يثبتونه وال أيخذون به اه لقاين ‪.‬‬
‫]‪ [2‬للبسطة يف ذلك طالع ‪ :‬فتح املغيث ‪1٩4 / 1 :‬‬ ‫(‪ )1‬أي ‪ :‬لتكثر بواعث الصحابة اه قاري ‪.‬‬
‫‪ ،23٧ -‬وتدريب الراوي ص ‪. 21٧ - 204‬‬ ‫(‪ )2‬قوله (ما ورد اخل) ‪ :‬أي ‪ :‬ما وضعت فيه صيغة‬
‫]‪ [3‬قال األثري ‪ :‬هو يف الصحيحني عن أيب هريرة‪ ،‬لكن‬ ‫الكناية عن الرفع مكان الصيغة الصرحية يف الرفع اه لقاين‪.‬‬
‫من غري رواية ابن سريين عنه ‪ .‬وانظر ‪ :‬جامع األصول ‪:‬‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬وهو أن يذكر العامل وحيذف معموله إما ‪:‬‬
‫‪ ،3٧5 / 10‬وفتح الباري ‪ ،٧٦ / ٦ :‬وحتفة األشراف ‪:‬‬ ‫فاعله أو مفعوله أو متعلقه‪ ،‬وليس املراد الكناية املصطلح‬
‫‪ 1٦٧ / 10‬فلعله سبق قلم من احلافظ رمحه هللا‪ ،‬أراد أن‬ ‫عليها‪ ،‬وقد مثل الشارح للجميع اه عدوي ‪.‬‬
‫يكتب ‪" :‬األعرج" ‪ ،‬فكتب ‪" :‬ابن سريين"‪ ،‬وخباصة أهنما‬ ‫(‪ )4‬أي ‪ :‬اليت ذكر معموهلا من ظرف أو جمرور أو مفعول‬
‫من مشاهري الرواة عن أيب هريرة‪ ،‬وهللا أعلم ‪ .‬مث رأيت ما‬ ‫أو فاعل‪ ،‬يعين ‪ :‬ما ورد ابلصيغ اليت كىن هبا أصحاب‬
‫يرجح ذلك من إيراد اخلطيب رمحه هللا يف الكفاية (ص‬ ‫احلديث عن قوهلم "قال رسول هللا ﷺ" وهو إما لكونه‬
‫‪ )5٨٦‬احلديث نفسه من طريق األعرج عن أيب هريرة‬ ‫رواه ابملعىن أو اختصارا أو غري ذلك اه عدوي ‪.‬‬
‫(النكت على نزهة النظر لألثري ص ‪. )144 - 143‬‬ ‫(‪ )5‬أي ‪ :‬ينسبه ويسنده للنيب ﷺ اه عدوي ‪.‬‬
‫]‪ [4‬يف الكفاية ص ‪. 41٨‬‬ ‫(‪ )٦‬ابلنصب على املصدرية اه عدوي ‪.‬‬
‫‪101‬‬ ‫أنواع الخبر باعتبار ما يَنتهي اليه اإلسناد‬

‫‪................................................................................‬‬

‫اصطالح خاص أبهل البصرة(‪. )1‬‬


‫حتملة ‪ :‬قول الصحايب ‪" :‬من السنة كذا" ‪ ،‬فاألكثر على أن ذلك‬ ‫الصيغ امل ِ‬
‫ومن ِ‬
‫َ ُ‬
‫الصيغ‬
‫احملتملة‬ ‫االتفاق‪ ،‬قال]‪" : [2‬وإذا قاهلا غري الصحايب ‪ . .‬فكذلك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مرفوع ‪ .‬ونقل ابن عبدالرب]‪ [1‬فيه‬
‫كسنة العُ َمَريْن"(‪ .)2‬ويف نقل االتفاق نظر‪ ،‬فعن الشافعي يف‬ ‫ِ‬
‫ما مل يُضفها إىل صاحبها؛ ُ‬
‫ألن تكون‬
‫مرفوعا‬
‫وموقوفا‬
‫الص ْ َرييف(‪ )3‬من الشافعية‪ ،‬وأبو‬ ‫أصل املسألة ‪ :‬قوالن‪ ،‬وذهب إىل أنه غري مرفوع؛ أبو بكر َّ‬
‫(‪)٦‬‬
‫بكر الرازي]‪ [3‬من احلنفية‪ ،‬وابن َحَزم(‪ [4])4‬من أهل الظاهر(‪ ،)5‬واحتجوا أبن السنة تَََرتَّد ُد‬
‫بني النيب ﷺ‪ ،‬وبني غريه(‪ ،)٧‬وأجيبوا أبن احتمال إرادة غري النيب ﷺ؛ بعيد(‪ ، [5] )٨‬وقد‬

‫على قريب من مثانني ألف ورقة‪ .‬وكان يقال ‪" :‬لسان‬ ‫(‪ )1‬أي ‪ :‬الذين منهم ابن سريين وغريه اه عدوي ‪.‬‬
‫ابن حزم وسيف احلجاج شقيقان" ‪ .‬أشهر مصنفاته ‪:‬‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬أيب بكر وعمر رضي هللا عنهما اه أثري ‪.‬‬
‫الفصل يف امللل واألهواء والنحل (األعالم ‪)254 / 4 :‬‬ ‫(‪ )3‬هو حممد بن عبد هللا الصرييف‪ ،‬الشافعي‪ ،‬البغدادي‬
‫(‪ )5‬هم مجاعة كبريهم داود الظاهري‪ ،‬وهم الذين ال‬ ‫(ت‪330‬ه) أبو بكر ‪ :‬فقيه‪ ،‬أصويل‪ ،‬متكلم‪ ،‬حمدث‪،‬‬
‫يؤولون األحاديث‪ ،‬بل ُجيروهنا على ظاهرها اه عدوي ‪.‬‬ ‫تويف مبصر ‪ .‬من آاثره ‪ :‬شرح رسالة الشافعي (معجم‬
‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬تتداول اه معجم الغين ‪.‬‬ ‫املؤلفني ‪. )442 / 3 :‬‬
‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬من اخللفاء‪ ،‬فقد مساها النيب ﷺ سنة يف قوله‬ ‫(‪ )4‬هو علي بن أمحد بن سعيد بن حزم الظاهري‬
‫‪" :‬عليكم بسنيت وسنة اخللفاء الراشدين من بعدي" اه‬ ‫(‪ )45٦ - 3٨4‬أبو حممد ‪ :‬عامل األندلس يف عصره‪،‬‬
‫عدوي ‪.‬‬ ‫وأحد أئمة اإلسالم ‪ .‬كان يف األندلس خلق كثري‬
‫(‪ )٨‬يعين ‪ :‬وغلبة الظن كافية يف املسألة اه عدوي ‪.‬‬ ‫ينتسبون إىل مذهبه‪ ،‬يقال هلم "احلزمية" ‪ .‬ولد بقرطبة‪،‬‬
‫وكانت له وألبيه من قبله رايسة الوزارة وتدبري اململكة‪،‬‬
‫]‪ [1‬ترجم له (ص ‪. )٩1‬‬
‫فزهد هبا‪ ،‬وانصرف إىل العلم والتأليف‪ ،‬فكان من صدور‬
‫]‪ [2‬يف كتابه "جتريد التمهيد ص ‪ 141‬ابللفظ املغري ‪.‬‬
‫الباحثني‪ ،‬فقيها‪ ،‬حافظا‪ ،‬يستنبط األحكام من الكتاب‬
‫]‪ [3‬يف كتابه "الفصول يف األصول ‪ ،1٩٧ / 3 :‬مث أبو‬
‫والسنة‪ ،‬بعيدا عن املصانعة‪ ،‬وانتقد كثريا من العلماء‬
‫بكر الرازي قد تقدمت ترمجته (ص ‪. )٧2‬‬
‫والفقهاء؛ فتمالؤوا على بغضه‪ ،‬وأمجعوا على تضليله‪،‬‬
‫]‪ [4‬يف اإلحكام يف أصول األحكام ‪. ٧2 / 2 :‬‬
‫وحذروا سالطينهم من فتنته‪ ،‬وهنوا عوامهم عن الدنو‬
‫]‪ [5‬وللمصنف رمحه هللا حبث مطول يف هذه املسألة‪،‬‬
‫منه‪ ،‬فأقصته امللوك وطاردته؛ فرحل إىل ابدية لَْب لَة (من‬
‫أودعه يف "النكت على ابن الصالح ص ‪- 523‬‬
‫بالد اندلس)‪ ،‬فتويف فيها ‪ .‬رووا عن ابنه الفضل ‪ :‬أنه‬
‫‪ ،52٨‬فلرياجع ‪ .‬وانظر أيضا فتح املغيث ‪1٩4 / 1 :‬‬
‫اجتمع عنده خبط أبيه من آتليفه حنو ‪ 400‬جملد تشتمل‬
‫‪ ،203 -‬وجامع األصول البن األثري ‪. ٩3 / 1 :‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪102‬‬

‫‪………………………………………………………….‬‬

‫روى البخاري]‪ [1‬يف صحيحه]‪ [2‬يف حديث ابن شهاب عن سامل بن عبدهللا بن عمر عن‬
‫فه ِجر‬
‫يد السنَّةَ ‪َ . .‬‬
‫كنت تُر ُ‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أبيه يف قصته مع احلَ َّجاج حني قال له ‪ " :‬إن َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ابلصالة"(‪ ، [3])5‬قال ابن شهاب ‪ :‬فقلت لسامل ‪ :‬أَفَ َعلَه(‪ )٦‬رسول هللا صلى هللا تعاىل عليه‬
‫وآله وسلم؟ فقال ‪ :‬وهل يَ ْعنون بذلك]‪ [4‬إال سنتَه صلى هللا تعاىل عليه وآله وسلم؟! فنقل‬
‫سامل وهو أحد الفقهاء السبعة(‪ )٧‬من أهل املدينة وأحد احلفاظ من التابعني عن الصحابة‬
‫أهنم إذا أطلقوا السنة ‪ . .‬ال يريدون بذلك إال سنة النيب صلى هللا عليه وآله وسلم ‪ .‬وأما‬
‫قول بعضهم ‪ :‬إذا كان مرفوعاً ‪ . .‬فلِ َم ال يقولون فيه ‪ :‬قال رسول هللاﷺ؟ فجوابه ‪ :‬إهنم‬
‫تركوا اجلزم بذلك تَ َورعاً واحتياطاً‪ ،‬ومن هذا ‪ :‬قول أيب قالبة عن أنس ‪" :‬من السنة ‪ :‬إذا‬

‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬التهجري اه عدوي ‪.‬‬


‫(‪ )1‬أي ‪ :‬أيب سامل‪ ،‬وهو عبد هللا بن عمر رضي هللا‬
‫(‪ )٧‬هم فقهاء املدينة النبوية الذين كانوا يُنتهي إىل قوهلم‬ ‫عنهما ‪.‬‬
‫وإفتائهم‪ ،‬وهم ‪ :‬خارجة بن زيد األنصاري‪ ،‬والقاسم بن‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬ابن عمر اه عدوي ‪.‬‬
‫حممد بن أيب بكر الصديق‪ ،‬وعروة بن الزبري بن العوام‬‫(‪ )3‬هو ابن يوسف‪ ،‬أمري أمراء عبد امللك بن مروان اه‬
‫األسدي‪ ،‬وسليمان بن يسار اهلاليل‪ ،‬وعبيد هللا بن عبد‬ ‫عدوي ‪.‬‬
‫هللا بن عتبة بن مسعود‪ ،‬وسعيد بن املسيب ‪ .‬هؤالء‬ ‫(‪ )4‬أي ‪ :‬سامل حقيقة أو ابن عمر حكما‪ ،‬وقوله "له"‬
‫الستة متفق عليهم‪ ،‬وأما السابع؛ فقد اختلف فيه‪،‬‬ ‫أي ‪ :‬للحجاج اه قاري‪.‬‬
‫فالذي جزم به الشارح ‪ :‬أنه سامل بن عبد هللا بن عمر‬‫(‪ )5‬أي ‪ :‬بكر هبا وأوقعها يف أول وقت اهلاجرة اه‬
‫بن اخلطاب‪ ،‬وبه قال مجاعة أيضا‪ ،‬قيل ‪ :‬إنه أبو سلمة‬‫لقاين‪ .‬والقضية على ما نقله السخاوي عن البخاري ‪:‬‬
‫بن عبد الرمحن بن عوف‪ ،‬وهذا عليه األكثرون‪ ،‬وقيل ‪:‬‬ ‫أن احلجاج عام نزل اببن الزبري سأل عبد هللا ‪ -‬يعين ‪:‬‬
‫إنه أبو بكر بن عبد الرمحن بن احلارث بن هشام القرشي‬
‫ابن عمر رضي هللا تعاىل عنهما ‪ :‬كيف تصنع يف املوقف‬
‫اه لقاين ‪.‬‬
‫يوم عرفة‪ ،‬فقال سامل ‪ :‬إن كنت تريد السنة ‪ . .‬فهجر‬
‫ابلصالة يوم عرفة‪ ،‬فقال ابن عمر ‪ :‬صدق أهنم كانوا‬
‫]‪ [1‬سلفت ترمجته (ص ‪. )33‬‬
‫جيمعون بني الظهر والعصر يف السنَّة ‪ .‬قال القاري ‪ :‬ويف‬
‫]‪ [2‬برقم ‪. 1٦٦2 :‬‬
‫كالم ابن عمر زايدة إفادة أن هذه سنة واظب عليها‬
‫"يوم عرفة" ‪.‬‬
‫النيب صلى هللا تعاىل عليه وسلم وأصحابه‪ ،‬لكن لام كان ]‪ [3‬متامه َ‬
‫]‪ [4‬والذي وجد يف نسختنا للبخاري ‪" :‬وهل تتبعون يف‬ ‫ّ‬
‫مومها أن يكون سنة اخللفاء فقط ‪ . .‬قال ابن شهاب ‪ :‬ذلك ‪.‬‬
‫فقلت اخل اه قاري بتص ‪.‬‬
‫‪103‬‬ ‫أنواع الخبر باعتبار ما يَنتهي اليه اإلسناد‬

‫‪………………………………………………………….‬‬

‫البكر على الثَّيِب أقام عندها سبعاً" ‪ ،‬أخرجاه يف الصحيحني]‪ ،[1‬قال أبو قِالبةَ‬
‫(‪)1‬‬
‫تَ َزَّو َج َ‬
‫قلت‬
‫لقلت ‪ :‬إن أنسا رفعه إىل النيب صلى هللا عليه وآله وسلم ‪ ،‬أي ‪ :‬لو ُ‬
‫]‪[2‬‬
‫شئت ‪ُ . .‬‬ ‫‪ :‬لو ُ‬
‫ب؛ ألن قوله ‪" :‬من السنة" هذا معناه‪ ،‬لكن إيراده ابلصيغة اليت ذَ َكَرها الصحايب‬ ‫ِِ‬
‫‪ :‬مل أَكذ ْ‬
‫أوىل ‪.‬‬
‫قول الصحايب ‪ :‬أ ُِم ْران بكذا‪ ،‬أو ُهنينا عن كذا‪ ،‬فاخلالف فيه كاخلالف‬‫ومن ذلك ‪ُ :‬‬
‫يف الذي قبله(‪)2‬؛ ألن ُمطلَ َق ذلك يَنص ِرف بظاهره إىل من له األمر والنهي‪ ،‬وهو الرسول‬
‫غريه؛‬
‫صلى هللا عليه وآله وسلم ‪ .‬وخ الف يف ذلك طائفة متََ َّسكوا ابحتمال أن يكون املراد َ‬
‫كأمر القرآن‪ ،‬أو اإلمجاع‪ ،‬أو بعض اخلُلفاء‪ ،‬أو االستنباط ‪ .‬وأجيبوا أبن األصل(‪ )3‬هو‬
‫تمل‪ ،‬لكنه(‪ )5‬ابلنسبة إليه(‪ )٦‬مرجوح ‪ .‬وأيضاً؛ فمن كان يف طاعة‬ ‫األول(‪ ،)4‬وما عداه ُحم ِ‬
‫ئيسه ‪ .‬وأما قول من قال(‪: )٧‬‬ ‫ِ‬
‫آمره ليس إال ر ُ‬
‫فهم عنه أن َ‬ ‫رت؛ ال يُ َ‬
‫رئيس إذا قال ‪ :‬أُم ُ‬
‫تمل أن يَظن(‪ )٨‬ما ليس أبمر أمرا(‪)٩‬؛ فال اختصاص له(‪ )10‬هبذه املسألة‪ ،‬بل هو مذكور‬ ‫َحي ِ‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم بكذا‪ ،‬وهو(‪ )11‬إحتمال‬‫صَّرح‪ ،‬فقال ‪ :‬أ ََمَران ُ‬
‫فيما لو َ‬

‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬الراوي اه عدوي ‪.‬‬


‫بكرا اه فتح‬
‫(‪ )1‬أي ‪ :‬يكون عنده امرأة‪ ،‬فيتزوج معها ً‬
‫(‪ )٩‬أي ‪ :‬يف نفس األمر؛ فال يصح أن يقول ‪" :‬أمران"‪،‬‬ ‫الباري (‪. )225 / ٩‬‬
‫يعين ‪ :‬أن النيب ﷺ إذا خري الصحايب بني أمرين ‪. .‬‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬وهو قوله "من السنة كذا" ‪ ،‬وهو أن الوقف‬
‫فيقول الصحايب‪" :‬أمران أو هنينا" ؛ لعدم فهم الصحايب‪،‬‬
‫مذهب البعض‪ ،‬والرفع مذهب األكثر الذي هو‬
‫وهو بعيد؛ ألن الصحابة عندهم الزكاوة اه عدوي بتص‪.‬‬ ‫الصحيح اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )10‬قوله (فال اختصاص له اخل) ‪ :‬أي ‪ :‬فجوابه ‪ :‬أنه‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬يف األمر اه عدوي ‪.‬‬
‫ال اختصاص له‪ ،‬أي ‪ :‬الحتمال الظن حينئذ هبذه‬ ‫(‪ )4‬أي ‪ :‬وهو أن الصحايب إذا قال ‪ :‬أُمران أو ُهنينا؛‬
‫املسألة اه عدوي ‪.‬‬
‫َمران أو هناان النيب ﷺ اه عدوي‬ ‫فاملراد النيب ﷺ‪ ،‬أي ‪ :‬أ َ‬
‫(‪ )11‬أي ‪ :‬احتمال الظن اه عدوي ‪.‬‬ ‫بتص‪.‬‬
‫]‪ [1‬البخاري ‪ ،5214 :‬مسلم ‪. 14٦1 :‬‬ ‫(‪ )5‬أي ‪ :‬احملتمل اه عدوي ‪.‬‬
‫]‪ [2‬هك ذا يف رواي ة البخ اري ‪ ،‬وال ذي يف مس لم ‪:‬‬ ‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬إىل األصل الذي هو األول اه عدوي ‪.‬‬
‫"قال خالد ‪ :‬ولو قلت إنه رفعه ‪ . .‬لصدقت" ‪.‬‬ ‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬متسكا على عدم الرفع اه عدوي ‪.‬‬
‫‪13٩‬‬ ‫خاتمة في المُهِمَّات التي ينبغي للمحدث معرفتُها‬

‫واجلرح َّ‬
‫مقدم على التعديل إن صدر مبيَّناً من عارف أبسبابه‪،‬‬

‫التساهل يف اجلرح والتعديل؛ فإنه إن عدَّل أحداً‬


‫ُ‬ ‫ولْيَح َذ ِر املتكلم يف هذا الفن من‬
‫يدخل يف زمرةِ "من‬‫بغري تثبت ‪ . .‬كان كاملُثبِت ُحكماً ليس بثابت؛ فيُخشى عليه أن ُ‬
‫روى حديثاً وهو يظُن أنه َك ِذب" ‪ ،‬وإن َجَّرح بغري َحتَرز ‪ . .‬فإنه أ َ‬
‫َقد َم(‪ )2‬على الطعن‬ ‫(‪)1‬‬

‫ٍ (‪)4‬‬ ‫وومسه(‪ )3‬مبِ‬ ‫يف مسلم ٍ‬


‫عاره أبدا(‪ ،)5‬واآلفة تدخل يف‬‫يس ِم سوء يَب َقى عليه ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫من‬ ‫بريء‬
‫هذا ‪ :‬اترة من اهل وى(‪ )٦‬والغرض الفاسد ‪ -‬وكالم املتقدمني سامل من هذا غالباً ‪ -‬واترة‬
‫(‪)٧‬‬

‫من املخالفة يف العقائد‪ ،‬وهو موجود كثرياً قدمياً وح ديثاً‪ ،‬وال ينبغي إطالق اجلرح بذلك]‪،[1‬‬
‫فقد قدَّمنا]‪ [2‬حتقيق احلال يف العمل برواية امل ِ‬
‫بتدعة ‪.‬‬ ‫ُ‬

‫مقد ٌم على التعديل(‪ ))8‬وأطلق ذلك مجاعة‪ ،‬ولكن حملُه(‪( )٩‬إن صدر‬
‫(‪)10‬‬
‫(واجلرح َّ‬
‫اجلرح‬
‫مبيَّناً من عارف أبسبابه ) ألنه إن كان غري ُم َّ‬
‫(‪)12‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫مقدم‬
‫قدح فيمن ثبتت‬
‫فسر ‪ . .‬مل يَ َ‬
‫على‬ ‫عترب به أيضاً]‪. [3‬‬
‫عدالته‪ ،‬وإن صدر من غري عارف ابألسباب ‪ . .‬مل يُ َ‬
‫التعديل‬

‫والتعديل يف راو واحد؛ فجرحه بعضهم وعدله بعضهم‬ ‫(‪ )1‬أي ‪ :‬بغري احرتاز واحتياط اه عدوي بتص ‪.‬‬
‫‪ . .‬فاجلرح مقدم على التعديل ويعمل به ‪ .‬هذا ما عليه‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬دخل جبرأة اه عدوي ‪.‬‬
‫اجلمهور‪ ،‬وعليه ال فرق بني كثرة املعدلني وقلتهم اه‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬علمه وفضحه اه عدوي ‪.‬‬
‫لقاين ‪ -‬غجرايت ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬أي ‪ :‬بعالمة مذمومة اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أي ‪ :‬دائما حبسب الظاهر عند الناس وإن كان مربأً (‪ )٩‬أي ‪ :‬حمل تقدمي اجلرح على التعديل اه عدوي ‪.‬‬
‫يف احلقيقة عند هللا عز وجل‪ ،‬وكذا عند العارفني حباله (‪ )10‬أي ‪ :‬اجلرح اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )11‬أي ‪ :‬سببه اه غجرايت ‪.‬‬ ‫وحسن فِعاله اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )٦‬أي ‪ :‬هوى النفس من احلسد والغِل والغِش الكائنة (‪ )12‬أي ‪ :‬اجلرح اه قاري ‪.‬‬
‫]‪ [1‬انظر ‪ :‬اإلقرتاح ص ‪. 445 - 43٦‬‬ ‫يف الباطن اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )٧‬من العداوة والتعصب املذهيب والرايء والسمعة مما ]‪ [2‬يف ص ‪. ٩5‬‬
‫يتضمن من تزكية النفس؛ كما هو املشاهد يف كثري من ]‪ [3‬لتقري ر ه ذه املس ألة اق رأ ‪ :‬اإلحك ام لآلم دي ‪:‬‬
‫‪ ،110 - 105 / 2‬ومقدم ة ش رح مس لم للن ووي‬
‫املتأخرين اه قاري ‪.‬‬
‫ص ‪ ،٧0 - ٦٩‬والكفاي ة للخطي ب ص ‪- 105‬‬
‫‪ ،110‬واملستصفى للغزايل ‪.25٦ - 252 / 2 :‬‬ ‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬عند تعارضهما‪ ،‬يعين ‪ :‬إذا تعارض اجلرح‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪140‬‬

‫فإن خال عن التعديل ‪ . .‬قُبِل جممالً على املختار‪.‬‬


‫فصل‬
‫ومن املهم ‪ :‬معرفة كنى املُ َس َّم ْ َني وأسامء املُ َكن ْ ََّني‪ ،‬ومن امسُه كنيتُه‪ ،‬ومن اختُلِف يف‬
‫كنيته‪،‬‬

‫(فإن خال) اجملروح (عن التعديل ‪ . .‬قُبِّل) اجلرح فيه ُ‬


‫(جم َمال) غري ُم َّبني السبب‪ ،‬إذا صدر‬
‫من عارف (على املختار) ألنه إذا مل يكن فيه تعديل ‪ . .‬فهو يف حيِز اجملهول‪ ،‬وإعمال‬
‫اجملرح أوىل من إمهاله‪ ،‬ومال ابن الصالح]‪ [1‬يف مثل هذا إىل التوقف فيه(‪. )1‬‬ ‫قول ِ‬
‫)فصل‪(:‬‬
‫(ومن املُِّه ِّم) يف هذا الفن (معرفة ُك َىن املُ َس َّم ْ َ‬
‫ني(‪ ))3‬ممن اشتُ ِهَر ابمسه وله كنية ال‬ ‫(‪)2‬‬
‫معرفة‬
‫آخر]‪. [2‬‬
‫ؤمن أن أييت يف بعض الرواايت مكنَّيا؛ لئال يُظَ َّن أنه َ‬ ‫يُ َ‬ ‫األمساء‬
‫والكىن‬
‫َّني(‪ ))4‬وهو عكس الذي قبله(‪. )5‬‬ ‫(و) معرفة (أمساء املُ َكن ْ َ‬
‫(من امسُه كنيتُه(‪ ))6‬وهم قليل ‪.‬‬ ‫(و) معرفة َ‬
‫(و) معرفة (من اختُلِّف يف كنيته) ‪ ،‬وهم كثري ‪.‬‬

‫مسميني بياءين‪ ،‬أوالمها الم الفعل‪ ،‬حتركت وانفتح ما‬ ‫(‪ )1‬هذا كالم فيه إمجال‪ ،‬وملخص تفصيله ‪ :‬أن طريق‬
‫قبلها‪ ،‬فقلبت ألفا‪ ،‬مث حذفت إللتقاء الساكنني‪ِ ،‬‬
‫فأعل‬ ‫ابن الصالح واجلمهور ‪ :‬أنه ال بد من بيان أسباب‬
‫ابلقلب واحلذف اه لقاين بتص ‪.‬‬ ‫اجلرح؛ فال يقبل إال مفسرا‪ ،‬ال جممال؛ فأورد عليه ‪ :‬أنه‬
‫(‪ )4‬أي ‪ :‬املشتهرين ابلكنية اه عدوي ‪.‬‬ ‫كثر يف كالم أئمة احلديث؛ اإلقتصار – غالبا ‪ -‬على‬
‫(‪ )5‬فإن الذي قبله؛ له إسم وكنية‪ ،‬ولكن اشتهر ابمسه‪،‬‬ ‫جمرد قوهلم "فالن ضعيف" أو "ليس بشيء" من غري‬
‫وهنا اشتهر بكنيته اه عدوي ‪.‬‬ ‫بيان لسبب يقتضي التجريح؛ فاشرتاط التصريح أبسباب‬
‫صني اه عدوي ‪.‬‬‫(‪ )٦‬كأيب بالل وأيب ح ِ‬ ‫اجلرح والتضعيف؛ يفضي إىل تعطيل مثل ذلك‪ ،‬وسد‬
‫َ‬
‫ابب اجلرح يف األغلب ‪ .‬فأجاب ابن الصالح عن‬
‫]‪ [1‬يف عل وم احل ديث ص ‪ . 10٨‬مث اب ن الص الح ق د‬
‫مضى ذكر ترمجته (ص ‪. )20‬‬
‫اإليراد ‪...‬اخل اه انظر قضاء الوطر للقاين ‪.‬‬
‫]‪ [2‬واعل م أن اب ن الص الح قس م ه ذا الن وع إىل تس عة‬ ‫(‪ )2‬مجع كنية‪ ،‬وهي ما صدرت أبب أو أم اه عدوي ‪.‬‬
‫أقس ام أو عش رة ‪ .‬ذك ر مجيعه ا يف قض اء ال وطر؛‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬الرواة املشهورون أبمسائهم دون كناهم‪ ،‬وكذا‬
‫فاعلمها منه‪.‬‬ ‫الباقي‪ ،‬وهو بفتح امليم الثانية وسكون املثناة‪ ،‬أصله‬
‫‪141‬‬ ‫خاتمة في المُهِمَّات التي ينبغي للمحدث معرفتُها‬

‫اسم أبيه‪ ،‬أو ابلعكس‪ ،‬أو كنيتُه كنيةَ‬


‫ومن كثرت كناه أو نعوته‪ ،‬ومن وافقت كنيتُه َ‬
‫زوجته‪ ،‬ومن نسب إىل غري أبيه‪ ،‬أو إىل أمه‪،‬‬

‫(و) معرفة (من كثرت ُكناه) كابن ُجَريْج‪ ،‬له كنيتان ‪ :‬أبو الوليد‪ ،‬وأبو خالد ‪( .‬أو)‬
‫كثرت (نعوته) وألقابه ‪.‬‬
‫اسم أبيه(‪ ))1‬كأيب إسحاق إبراهيم بن إسحاق املدين‪،‬‬ ‫(و) معرفة (من وافقت كنيتُه َ‬
‫أحد أتباع التابعني ‪ .‬وف ائ دة معرفته(‪ : )2‬نفي الغلط عمن نَ َسبَه(‪ )3‬إىل أبيه(‪ ،)4‬فقال(‪: )5‬‬
‫أخربان ابن إسحاق‪ ،‬فنُ ِسب(‪ )٦‬إىل التصحيف‪ ،‬وأن الصواب‪ :‬أخربان أبو إسحاق(‪( . )٧‬أو‬ ‫َ‬
‫السبِيعي ‪ ( .‬أو ) وافقت (كنيته كنيةة زوجته) كأيب‬ ‫ابلعكس) كإسحاق بن أيب إسحاق َّ‬
‫أيوب‪ ،‬صحابيان مشهوران‪ ،‬أو وافق اسم شيخه اسم أبيه؛ كالربيع بن‬ ‫أيوب األنصاري وأم َ‬ ‫َ‬
‫]‪[1‬‬
‫أنس عن أنس‪ ،‬هكذا أييت يف الرواايت‪ ،‬فيُظَن أنه يَروي عن أبيه؛ كما وقع يف الصحيح‬
‫(‪)٨‬‬
‫الده‪ ،‬بل أبوه‬‫شيخ الربيع؛ و َ‬
‫‪ :‬عن عامر ابن سعد عن سعد‪ ،‬وهو أبوه‪ ،‬وليس أنس ُ‬
‫بك ِري وشيخه أنصاري‪ ،‬وهو أنس بن مالك الصحايب املشهور‪ ،‬وليس الربيع املذكور من‬
‫أوالده ‪.‬‬
‫معرفة‬
‫(و) معرفة (من نسب إل غري أبيه) كاملِقداد بن األسود‪ ،‬نسب إىل األسود الزهري‬
‫من نسب‬ ‫لكونه تَبَ نَّاه(‪ ،)٩‬وإمنا هو(‪ )10‬مقداد بن َعمرو ‪ ( .‬أو ) نسب (إل أمه) كابن عُلَيَّة‪ ،‬هو‬
‫اشتهر هبا‪ ،‬وكان ال حيب أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إمساعيل بن إبراهيم بن م ْق َسم‪ ،‬أحد الثقات‪ ،‬وعُليَّةُ اسم أمه‪َ ،‬‬
‫إل غري‬
‫أبيه أو‬
‫إل أمه‬ ‫(‪ )٨‬أي ‪ :‬سعد اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أي ‪ :‬موافقة جزئية اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )٩‬تفعل مصنوع من اإلبن ‪ .‬قال حمش وكذا شارح ‪ :‬أو إل‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬معرفة املوافق املذكور اه قاري ‪.‬‬
‫ألنه كان املقداد ولد زوجة األسود انتهى ‪ .‬وفيه ‪ :‬أن غري ما‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬الراوي اه غجرايت ‪.‬‬
‫مثله يقال له ‪ :‬الربيب‪ ،‬وأما التبين إمنا يستعمل يف الولد يسبق‬ ‫(‪ )4‬أي ‪ :‬أيب الراوي اه قاري ‪.‬‬
‫إل‬ ‫األجنيب‪ ،‬جيعله ابنا له اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬أي ‪ :‬من نسبه اه قاري ‪.‬‬
‫الفهم‬ ‫اجلاهل مبعرفته (‪ )10‬أي ‪ :‬املقداد بن األسود يف احلقيقة اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )٦‬بصيغة اجملهول‪ ،‬أي ‪ :‬فنَ َسب‬
‫ُ‬
‫الناسب العامل مبعرفته إىل التصحيف اه قاري ‪.‬‬
‫َ‬
‫]‪ [1‬صحيح البخاري ‪ :‬ح ‪. 5354‬‬
‫(‪ )٧‬واحلال أن كالمها صواب‪ ،‬وال حتريف يف اإلنتساب‬
‫اه قاري ‪.‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪142‬‬

‫ِ‬
‫وشيخ‬
‫اسم شيخه ِ‬ ‫أو إىل غري ما يَسبق إىل الفهم‪ ،‬ومن اتَّفق امسُه و ُ‬
‫اسم أبيه وجده أو ُ‬
‫شيخه فصاعداً‪،‬‬

‫يقال له ‪ :‬ابن عُلَيَّة ‪ .‬وهلذا كان يقول الشافعي]‪ : [1‬أخربان إمساعيل الذي يقال له ‪ :‬ابن‬
‫عُلَيَّة ‪( .‬أو) نسب (إل غري ما يَسبِّق إل الفهم) كاحلَ َّذ ِاء(‪ ،)1‬ظاهره أنه منسوب إىل‬
‫صناعتها(‪ ،)2‬أو بيعها‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬وإمنا كان ُجيالِسهم(‪ ،)3‬فنُسب إليهم ‪ .‬وكسليمان‬
‫ؤمن‬‫التَّيمي‪ ،‬مل يكن من بين التَ ْيم‪ ،‬ولكن نزل فيهم ‪ .‬وكذا من نُسب إىل جده‪ ،‬فال يُ َ‬
‫اسم اجلد املذكور(‪. )5‬‬
‫َ‬ ‫أبيه‬ ‫اسم‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫التباسه مبن وافق امسُه امسَه‬
‫واسم أبيه وجده) كاحلسن بن احلسن بن احلسن بن علي‬ ‫(و) معرفة (من اتفق امسُه ُ‬ ‫معرفة من‬
‫بن أيب طالب رضي هللا تعاىل عنهم ‪ .‬وقد يقع أكثر من ذلك‪ ،‬وهو من فروع املسلسل ‪.‬‬ ‫اتفق امسه‬

‫وقد يتفق االسم(‪ )٦‬واسم األب مع اسم اجلد واس ِم أبيه(‪ [2])٧‬فصاعداً؛ كأيب اليُ ْم ِن‬ ‫واسم أبيه‬
‫َ‬
‫وجده‬
‫الكْن ِد ِي‪ ،‬هو زيد بن احلسن بن زيد بن احلسن بن زيد بن احلسن ‪ ( .‬أو ) اتفق اسم‬ ‫ِ‬
‫أو‬
‫وشيخ شيخه فصاعداً) كعِ ْمرا َن عن عمران عن عمران ‪ :‬األول ‪:‬‬ ‫الراوي و (اسم شيخه ِّ‬ ‫اسم شيخه‬

‫يُعرف ابل َقصري‪ ،‬والثاين ‪ :‬أبو رجاء العُطا ِردي‪ ،‬والثالث ‪ :‬ابن ُح َ‬
‫وشيخ‬
‫ِّ‬
‫ص ْني الصحايب رضي هللا‬
‫شيخه‬
‫عنه ‪ .‬وكسليم ان عن سليمان عن سليمان ‪ :‬األول‪ :‬ابن أمحد بن أيوب الطََّرباين‪ ،‬والثاين‪:‬‬ ‫فصاعداً‬

‫بن بشر‪ ،‬األول ثقة‪ ،‬والثاين ضعيف‪ ،‬وينسب إىل جده؛‬ ‫(‪ )1‬الذي حيذو النعل اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي ‪ :‬صناعة احلِذاء ابلكسر وهو النعل‪ ،‬والضمري فيحصل اللبس‪ ،‬وقد وقع ذلك يف الصحيح ‪ .‬نقله‬
‫يرجع إليه ابعتبار أنه مفهوم من احلذاء‪ ،‬وأنثه ابلنظر إىل التلميذ اه قاري ‪.‬‬
‫معناه األصلي‪ ،‬وهو النعل؛ ألنه مؤنث مساعي اه قاري‪ )٦( .‬أي ‪ :‬اسم الراوي اه قاري ‪.‬‬
‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬أيب اجلد اه قاري ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬احلذائني بداللة احلذاء اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ضمري "امسه" األول ل "من" الثانية‪ ،‬والثاين ل ]‪ [1‬يف مسند الشافعي ‪ ، 2٧٦ ،121 / 1 :‬تقدمت‬
‫"من نسب" ‪ ،‬وجيوز العكس‪ ،‬وهو أَوىل؛ لقلة الفصل اه ترمجة الشافعي رمحه هللا (ص ‪. )3٨‬‬
‫]‪ [2‬يف (أ) و(ب) و(ه) ‪" :‬وقد يتفق اإلسم واسم األب‬ ‫لقاين ‪.‬‬
‫(‪ )5‬قال املصنف ‪ :‬كمحمد بن بشر وحممد بن السائب مع اإلسم واسم األب" ‪ ،‬وما هنا كالشرح هلا ‪.‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪15٦‬‬

‫وصنَّفوا يف غالب هذه األنواع‪ .‬وهي نقل َْحمض‪ ،‬ظاهرةُ التعريف‪ُ ،‬مستغنِية عن‬
‫اج ْع هلا مبسوطا ُهتا ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فلرت َ‬
‫وحص ُرها ُمتعسر؛ ُ‬
‫التمثيل‪ْ ،‬‬
‫وهللا املوفِق واهلادي‪ ،‬ال إله إال هو‪.‬‬

‫(وصنفوا يف غالِّب هذه األنواع(‪ ))1‬على ما أشران إليه غالباً (وهي) أي ‪ :‬هذه‬
‫ض‪ ،‬ظاهرةُ التعريف(‪ُ ،)2‬مستغنِّيةٌ عن التمثيل(‪،)3‬‬
‫(نقل َْحم ٌ‬
‫األنواع املذكورة يف هذه اخلامتة ٌ‬
‫ِّ (‪)4‬‬
‫الوقوف على حقائقها(‪. )٦‬‬
‫ُ‬ ‫اج ْع هلا مبسوطاهتُا(‪ ))5‬ليحصل‬
‫وحص ُرها ُمتعسر فل ُ َ‬
‫ْ‬
‫ختام‬
‫وح ْسبُنا هللاُ ونِ ْع َم‬ ‫ِ (‪)٧‬‬
‫يب ‪َ ،‬‬ ‫(وهللا املَُوفُّق واهلادي‪ ،‬ال إله إال هو) عليه تَ َوَّك ُ‬
‫لت وإليه أُن ُ‬ ‫الكناب‬
‫وسلَّ َم(‪. )٨‬‬
‫كيل‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصلى هللا على سيدان حممد وعلى آله وصحبه َ‬ ‫الو ُ‬

‫الختام‬

‫(‪ )1‬أي ‪ :‬أكثرها‪ ،‬وهي زائدة على الثمانني‪ ،‬بل على (‪ )٦‬ولذا اهتممنا يف موضع التحقيق بذكر الكتب‬
‫املبسوطة أمام أو وراء كل حبث ومسألة وابب وفصل مع‬ ‫املائة؛ كما ذكره السخاوي اه عدوي ‪.‬‬
‫إعالن اجلزء والصفحة ؛ للمراجعة واملطالعة؛ فليعنت هبا‬ ‫(‪ )2‬أي ‪ :‬ال حتتاج إىل بيان اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي ‪ :‬عن اإلتيان ابألمثلة لظهورها وعدم توقفها أي عاطش جائع ‪.‬‬
‫(‪ )٧‬أي ‪ :‬وأرجع إليه اه عدوي ‪.‬‬ ‫على معرفة جزئياهتا اه عدوي ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أي‪ :‬احصاء األمثلة أو األنواع متعسر اه عدوي‪ )٨( ،‬وآخر دعواان أن احلمد هلل رب العاملني ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أي ‪ :‬الكتب املبسوطة املطولة اه عدوي ‪.‬‬
‫‪15٧‬‬ ‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬

‫األعالم امل جم هلم‪ ،‬ورقم صفحات ترمجتهم‬


‫احلسن بن سفيان (النسوي) ‪٩3 -‬‬ ‫أ‬
‫إبن حزم (الظاهري) ‪101 -‬‬ ‫اإلصبهاين (أبو نُ َعيم)‪1٨-‬‬
‫إبن أيب حامت (أبو حممد‪ ،‬حممد بن إدريس) ‪144 -‬‬ ‫اإلصبهاين (أبو الشيخ‪ ،‬عبد هللا بن حممد) ‪114 -‬‬
‫خ‬ ‫اإلسفراييين (األستاذ أبو إسحاق)‪3٧-‬‬
‫اخلطيب البغدادي (أبو بكر)‪1٩ -‬‬ ‫أمحد بن حنبل (الشيباين)‪3٨ -‬‬
‫إبن خزمية (حممد بن إسحاق) ‪٦1 -‬‬ ‫إبن األثري (أبو السعادات‪ ،‬جمد الدين)‪٩0 -‬‬
‫اخلطايب (محد بن حممد) ‪٩1 -‬‬ ‫إمام احلرمني (عبد امللك بن عبد هللا‪ ،‬اجلويين) ‪٩4 -‬‬
‫إبن أيب خيثمة (أمحد بن زهري‪ ،‬أبو بكر) ‪12٧ -‬‬ ‫ب‬
‫د‬ ‫البخاري (حممد بن إمساعيل) ‪33 -‬‬
‫الدارقطين (أبو احلسن) ‪4٨ -‬‬ ‫البغدادي (األستاذ أبو منصور) ‪3٧ -‬‬
‫أبو داود (السجستاين) ‪٦٦ -‬‬ ‫البزار (أبو بكر‪ ،‬صاحب املسند) ‪41-‬‬
‫إبن دقيق العيد (حممد بن علي) ‪٧٨ -‬‬ ‫الباجي (أبو الوليد)‪٧2 -‬‬
‫إبن أيب داود (إبن صاحب السنن) ‪12٧ -‬‬ ‫الربدجيي (أمحد بن هارون‪ ،‬أبو بكر) ‪14٦ -‬‬
‫ذ‬ ‫ت‬
‫الذهيب (مشس الدين‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان) ‪-‬‬ ‫الرتمذي (أبو عيسي) ‪٦٦ -‬‬
‫‪130‬‬ ‫ث‬
‫ر‬ ‫الثوري (سفيان بن سعيد‪ ،‬أبو عبد هللا)‪110 -‬‬
‫الرامهرمزي (القاضي‪ ،‬أبو حممد) ‪1٨-‬‬ ‫ج‬
‫إبن رشيد الفهري (حمب الدين) ‪32-‬‬ ‫اجلبائي (أبو علي‪ ،‬املعتزيل) ‪30 -‬‬
‫الرازي (أبو بكر‪ ،‬اجلصاص) ‪٧2 -‬‬ ‫اجلويين (أبو حممد) ‪٨1 -‬‬
‫ز‬ ‫اجلوزجاين (إبراهيم بن يعقوب‪ ،‬أبو إسحاق)‪٩4 -‬‬
‫أبو زرعة (الرازي) ‪5٧ -‬‬ ‫اجلياين (أبو علي‪ ،‬احلسني بن حممد‪ ،‬االندلسي) ‪-‬‬
‫الزخمشري (أبو القاسم) ‪٩0 -‬‬ ‫‪145‬‬
‫س‬ ‫اجليزي (حممد بن الربيع‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬املصري)‪14٧-‬‬
‫إبن سعد (أبو عبد هللا‪ ،‬حممد بن سعد البغدادي‪،‬‬ ‫ح‬
‫الزهري)‪134 -‬‬ ‫احلاكم النيسابوري (أبو عبد هللا) ‪1٨-‬‬
‫ش‬ ‫إبن حبان (أبو حامت البسيت) ‪32 -‬‬
‫الشافعي (االمام‪ ،‬حممد بن إدريس)‪3٨-‬‬ ‫احلميدي (أبو عبد هللا) ‪3٧ -‬‬
‫شعبة (إبن احلاجاج‪ ،‬الواسطي) ‪110 -‬‬ ‫أبو حامت (احلنظلي) ‪5٧ -‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪15٨‬‬
‫ق‬ ‫إبن شاهدين (أبو حفص‪ ،‬حممد بن أمحد بن البغدادي)‬
‫القاضي عياض ‪1٩-‬‬ ‫‪144 -‬‬
‫إبن قتيبة (عبد هللا بن مسلم)‪٦5 -‬‬ ‫ص‬
‫ك‬ ‫إبن الصالح (تقي الدين‪ ،‬أبو عمرو‪ ،‬الشهرزوري) ‪-‬‬
‫الكالابذي (أمحد بن حممد بن احلسني‪ ،‬البخاري) ‪-‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪144‬‬ ‫الصوري (حممد بن علي) ‪٩2 -‬‬
‫م‬ ‫الصرييف (أبو بكر) ‪101 -‬‬
‫املياجني (أبو حفص) ‪1٩-‬‬ ‫إبن الصابوين (حممد بن علي‪ ،‬أبو حامد )‪130 -‬‬
‫مالك بن أنس (إمام دار اهلجرة) ‪3٩ -‬‬ ‫ط‬
‫مسلم (بن احلجاج‪ ،‬أبو احلسني )‪33-‬‬ ‫الطرباين (أبو القاسم ) ‪41 -‬‬
‫إبن ماجه (أبو عبد هللا) ‪٦٧ -‬‬ ‫الطحاوي (أبو جعفر) ‪٦5 -‬‬
‫املديين (أبو موسي) ‪٩0 -‬‬ ‫ع‬
‫إبن منده (أبو عبد هللا‪ ،‬حممد بن إسحاق‪ ،‬العبدي) ‪-‬‬ ‫إبن العريب (أبو بكر) ‪30 -‬‬
‫‪12٧‬‬ ‫عبد القاهر البغدادي (أبو منصور) ‪3٧-‬‬
‫إبن ماكوال (أبو نصر‪ ،‬علي بن جعفر) ‪12٩ -‬‬ ‫عبد الرمحن بن مهدي (أبو سعيد‪ ،‬اللؤلؤي) ‪5٦ -‬‬
‫منصور بن َسليم (إبن العمالية) ‪130 -‬‬ ‫علي بن املديين (أبو احلسن) ‪5٦ -‬‬
‫إبن منجويه (أبو بكر‪ ،‬أمحد بن علي بن حممد) ‪-‬‬ ‫العقيلي (حممد بن عمرو) ‪٨٦-‬‬
‫‪145‬‬ ‫العسكري (احلسن بن عبد هللا‪ ،‬أبو أمحد)‪٨٧ -‬‬
‫املزي (يوسف بن عبد الرمحن‪ ،‬أبو احلجاج‪ ،‬مجال‬ ‫إبن عبد الرب (يوسف بن عبد هللا املالكي) ‪٩1 -‬‬
‫الدين) ‪145 -‬‬ ‫العالين (خليل بن كيكدي‪ ،‬صالح الدين) ‪115-‬‬
‫ن‬ ‫إبن عيينة (سفيان‪ ،‬حمدث احلرم املكي) ‪11٩ -‬‬
‫إبن نقطة (احلافظ أبو بكر) ‪1٩-‬‬ ‫عبد الغين بن سعيد االزدي (أبو حممد) ‪٩2 -‬‬
‫النيسابوري (أبو علي‪ ،‬الصايغ) ‪4٦ -‬‬ ‫العجلي (أبو احلسن‪ ،‬أمحد بن عبد هللا‪ ،‬الكويف) ‪-‬‬
‫النسائي (أبو عبد هللا) ‪٦٦-‬‬ ‫‪144‬‬
‫ه‬ ‫إبن عدي (أبو أمحد‪ ،‬عبد هللا بن عدي اجلرجاين‪ ،‬إبن‬
‫اهلروي (أمحد بن حممد بن حممد‪ ،‬أبو عبيد) ‪٨٩ -‬‬ ‫القطان)‪144 -‬‬
‫ي‬ ‫عبد الغين املقدسي (أبو حممد‪ ،‬اجلماعيلي ) ‪145 -‬‬
‫حيي القطان (أبو سعيد) ‪5٦ -‬‬ ‫العكربي (عمر بن أمحد‪ ،‬البزاز‪ ،‬أبو حفص) ‪155 -‬‬
‫حيي بن معني (البغدادي‪ ،‬أبو زكراي) ‪5٦ -‬‬ ‫ف‬
‫يعقوب بن شيبة (املالكي) ‪٨2 -‬‬ ‫إبن فورك (أبو بكر) ‪3٧ -‬‬
‫أبو يعلى ابن الفراء (حممد بن احلسني) ‪155 -‬‬ ‫أبو الفضل بن طاهر (حممد بن طاهر اهليسراين) ‪-‬‬
‫‪145‬‬
‫املراجع واملطالع‬

‫‪-٩‬اكمال املعلم بفوائد مسلم (‪ ٩‬جملدات)‪/‬‬ ‫‪-1‬األعالم (‪ 5‬جملدات)‪ /‬للشيخ خري الدين‬
‫لإلمام احلافظ أيب الفضل (القاضي عياض) بن‬ ‫الزركلي‪ /‬دار العلم للماليني‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫موسى بن عياض اليحصيب‪ ،‬املتوىف سنة‬ ‫اخلامسة عشرة‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪5٤٤‬ه‪ /‬دار الوفاء‪ ،‬املنصورة‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫‪-2‬إمعان النظر بشرح نزهة النظر‪/‬للمولوي‬
‫‪1٩٩٨‬م‪.‬‬ ‫حممد أكرم بن عبد الرمحن (السندي)‪.‬‬
‫‪-10‬اإلحسان يف تقريب صحيح ابن حبان‬
‫(‪ 1٨‬جملدا)‪/‬لإلمام احلافظ أيب حامت حممد (بن‬ ‫‪-3‬اإلحكام يف أصول األحكام(‪ ٤‬جملدات)‪/‬‬
‫حبان) البسيت‪ ،‬املتوىف سنة ‪35٤‬ه‪ /‬مؤسسة‬ ‫لإلمام علي بن حممد ِ‬
‫(اآلمدي) املتوىف سنة‬
‫الرسالة ‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1٩٨٨ ،‬م‪.‬‬ ‫‪٦31‬ه‪ /‬دار الصميعي‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة‬
‫‪-11‬اإلحكام يف أصول األحكام (‪ ٨‬جملدات‪/‬‬ ‫األوىل‪2003،‬م‪.‬‬
‫لإلمام أيب حممد علي بن أمحد بن سعيد (بن‬ ‫‪-٤‬اإلقرتاح يف بيان اإلصطالح‪ /‬تقي الدين‬
‫حزم) املتوىف سنة ‪٤5٦‬ه‬ ‫حممد بن علي الشهري ب (ابن دقيق العيد)‪،‬‬
‫‪-12‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ /‬لإلمام احلافظ‬ ‫املتوىف سنة ‪٧02‬ه‪ /‬دار العلوم‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‬
‫أمحد بن علي بن حجر العسقالين‪ ،‬املتوىف سنة‬ ‫األوىل‪200٧ ،‬م‪.‬‬
‫‪٨5٦‬ه‪ /‬املكتبة العصرية ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-5‬اإلمام الشافعي ‪ :‬مناقبه ومواهبه‪ /‬للعالمة‬
‫األوىل‪2012 ،‬م‬ ‫قلم اإلسالم عبد الرمحن ابوا بن حممد‬
‫‪-13‬اإلملاع إىل معرفة أصول الرواية وتقييد‬ ‫املليباري‪/‬دار املعارف‪ ،‬اهلند‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫السماع‪ /‬للقاضي عياض بن موسى اليحصيب‪،‬‬ ‫‪2012‬م‪.‬‬
‫املتوىف سنة ‪5٤٤‬ه‪ /‬دار الرتاث‪-‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-٦‬إحكام الفصول يف أحكام األصول‪ /‬لإلمام‬
‫املكتبة العتيقة‪-‬تونس‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫أيب الوليد سليمان بن خلف (الباجي)‪ ،‬التوىف‬
‫‪1٩٧0‬م‪.‬‬ ‫سنة ‪٤٧٤‬ه‪ /‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫‪-1٤‬إجازة اجملهول واملعدوم‪ /‬لإلمام أيب بكر‬ ‫األوىل‪1٩٨٩ ،‬م‪.‬‬
‫أمحد علي بن اثبت‪ ،‬املعروف ابخلطيب‬ ‫‪-٧‬أسباب اختالف احملدثني (جملدان)‪/‬‬
‫البغدادي املتوىف سنة ‪٤٦3‬ه‪ /‬مكتبة ابن‬ ‫للدكتور خلدون األحدب‪ /‬دار كنوز العلم‪،‬‬
‫تيمية‪-‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1٤13‬ه‪.‬‬ ‫جدة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪-15‬إحكام األحكام شرح عمدة األحكام‬ ‫‪-٨‬إرشاد طالب احلقائق إىل معرفة سنن خري‬
‫(جملدان)‪ /‬لإلمام احلافظ تقي الدين (ابن دقيق‬ ‫اخلالئق‪ /‬لإلمام حميي الدين أيب زكراي حيىي بن‬
‫العيد) املتوىف سنة ‪٧02‬ه‪ /‬عامل الكتب‪-‬‬ ‫شرف (النووي) املتوىف سنة ‪٦٧٦‬ه‪ /‬مكتبة‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1٩٨٧ ،‬م‪.‬‬ ‫األميان‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1٩٨٧ ،‬م‪.‬‬
‫الطبعة األوىل ‪2012‬م‪.‬‬ ‫‪-1٦‬تدريب الراوي يف شرح تقريب النواوي‪/‬‬
‫‪-25‬حتفة احملتاج بشرح املنهاج (‪ 10‬جملدات)‪/‬‬ ‫لإلمام احلافظ جالل الدين (السيوطي) املتوىف‬
‫لإلمام خامتة احملققني شهاب الدين أمحد ابن‬ ‫سنة ‪٩11‬ه‪ /‬مكتبة الكوثر‪-‬الرايض‪ ،‬الطبعة‬
‫حجر (اهليتمي) الشافعي املتوىف سنة ‪٩٧3‬ه‪/‬‬ ‫الثانية ‪1٤15‬ه‪.‬‬
‫مطبعة مصطفى حممد‪-‬مصر‪.‬‬ ‫‪-1٧‬شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح‬
‫‪-2٦‬جتريد التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين‬ ‫يف أصول الفقه (جملدان)‪ /‬لإلمام سعد الدين‬
‫واألسانيد‪ /‬لإلمام أيب عمر يوسف بن عبد الرب‬ ‫مسعود بن عمر (التفتاذاين) الشافعي املتوىف‬
‫النمري األندلسي املتوىف سنة ‪٤٦3‬ه‪ /‬دار‬ ‫سنة ‪٧٩2‬ه‪ /‬دار الكتب العلمية‪-‬بريوت‪.‬‬
‫الكتب العلمية‪-‬بريوت‪.‬‬ ‫‪-1٨‬توضيح األفكار شرح تنقيح األنظار (‪٤‬‬
‫‪-2٧‬تذكرة الطالب املعلَّم مبن يقال ‪ :‬إنه خمضرم‪/‬‬ ‫جملدات)‪ /‬لإلمام حممد بن امساعيل األمري‬
‫لإلمام احلافظ برهان الدين أيب اسحاق ابراهيم‬ ‫الصنعاين املتوىف سنة ‪11٨2‬ه‪ /‬مكتبة الرشد‪-‬‬
‫سبط ابن العجمي املتوىف سنة ‪٨٤1‬ه‪ /‬الدار‬ ‫الرايض‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2011‬م‪.‬‬
‫العلمية‪-‬دهلي‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1٩٨٦‬م‪.‬‬ ‫‪-1٩‬حتفة األشراف مبعرفة األطراف (‪ 13‬جملدا)‪/‬‬
‫‪-2٨‬التبصرة والتذكرة شرح ألفية العراقي (‪3‬‬ ‫للحافظ مجال الدين أيب احلجاج يوسف (املزي)‬
‫جملدات)‪ /‬لناظمها احلافظ زين الدين عبد الرحيم‬ ‫املتوىف سنة ‪٧٤2‬ه‪ /‬دار الغرب االسالمي‪-‬‬
‫بن احلسني بن عبد الرمحن (العراقي) املتوىف سنة‬ ‫بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1٩٩٩‬م‪.‬‬
‫‪٨0٦‬ه‪ /‬دار الكتب العلمية‪-‬بريوت‪.‬‬ ‫‪-20‬تيسري اجلاللني حاشية تفسري اجلاللني (‪2٤‬‬
‫‪-2٩‬اتريخ بغداد أو اتريخ مدينة السالم (‪1٧‬‬ ‫جملدا)‪ /‬للعالمة قلم اإلسالم عبد الرمحن ابوا‬
‫جملدا)‪ /‬لإلمام احلافظ أيب بكر أمحد بن علي‬ ‫املليباري حفظه هللا‪ /‬مركز اإلسالمي دار املعارف‪.‬‬
‫(اخلطيب البغدادي) املتوىف سنة ‪٤٦3‬ه‪ /‬دار‬ ‫‪-21‬التقييد واإليضاح شرح مقدمة ابن الصالح‪/‬‬
‫الغرب االسالمي‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2001‬م‬ ‫للحافظ زين الدين عبد الرحيم بن احلسني‬
‫‪-30‬حتقيق الرغبة يف توضيح النخبة‪ /‬للدكتور‬ ‫(العراقي) املتوىف سنة ‪٨0٦‬ه‪.‬‬
‫عبد الكرمي بن عبد هللا بن عبد الرمحن اخلضري‪/‬‬ ‫‪-22‬حترير علوم احلديث‪ /‬لعبد هللا بن يوسف‬
‫مكتبة دار املنهاج‪-‬الرايض‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫اجلديع‪ /‬مؤسسة الراين‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪1٤2٦‬ه‪.‬‬ ‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪-31‬جامع التحصيل يف أحكام املراسيل‪/‬‬ ‫‪-23‬تغليق التعليق على صحيح البخاري (‪٤‬‬
‫للحافظ صالح الدين أيب سعيد بن خليل بن‬ ‫جملدات)‪ /‬للحافظ أمحد بن علي بن حجر‬
‫كيكلدي (العالئي) املتوىف سنة ‪٧٦1‬ه‪ /‬عامل‬ ‫(العسقالين) املتوىف سنة ‪٨52‬ه‪ /‬دار عمار‪-‬‬
‫الكتب‪ ،‬الطبعة الثانية‪1٩٨٦ ،‬م‪.‬‬ ‫األردن‪ ،‬املكتبة اإلسالمي‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪-32‬اجلامع ألخالق الراوي وآداب السامع‬ ‫‪1٩٨5‬م‪.‬‬
‫(جملدان)‪ /‬لإلمام احلافظ أيب بكر أمحد بن علي‬ ‫‪-2٤‬تصقيل املرآة بشرح مقدمة املشكوة يف علم‬
‫(اخلطيب البغدادي) املتوىف سنة ‪٤٦3‬ه‪ /‬مؤسسة‬ ‫مصطلح احلديث‪ /‬للدكتور عبد الغفور زين الدين‬
‫الرسالة‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1٩٩٦ ،‬م‪.‬‬ ‫القامسي املليباري‪ /‬جلنة إشاعة السنة‪-‬كريال‪،‬‬
‫‪1٦5‬‬ ‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬

‫احملتوايت‬
‫احلسن لذاته‪50 ...........................‬‬ ‫كلماتنا ‪5 ...................................‬‬
‫معىن قوهلم ‪" :‬حديث حسن صحيح"‪52 ....‬‬ ‫اعمالنا يف هذا الكتاب‪5 ......................‬‬
‫احلسن عند الرتمذي‪54 ....................‬‬ ‫علم احلديث ‪ :‬مبدأه ومبادئه‪٧ .................‬‬
‫زايدة الثقة‪5٦ .............................‬‬ ‫مبادئ علم احلديث‪٨ .........................‬‬
‫احملفوظ والشاذ‪5٩ .........................‬‬ ‫خنبة الفكر وشرحها نزهة النظر وشروحه‬
‫املعروف واملنكر‪5٩ ........................‬‬ ‫واملنظومات عليها‪٩ ...........................‬‬
‫املتابع‪٦0 .................................‬‬ ‫ترمجة املصنف‪11 .............................‬‬
‫الشاذ‪٦2 .................................‬‬ ‫منت "خنبة الفكر "‪14 .........................‬‬
‫اإلعتبار‪٦3 ...............................‬‬ ‫خطبة الكتاب‪17 ............................‬‬
‫أنواع املقبول‪64 ..........................‬‬ ‫سبب أتليف هذا الكتاب‪21 ..................‬‬
‫احملكم‪٦4 .................................‬‬ ‫اخلرب وأنواعه ابعتبار طرقه‪23 .................‬‬
‫خمتلف احلديث‪٦4 .........................‬‬ ‫شروط املتواتر‪25..............................‬‬
‫الناسخ واملنسوخ‪٦٦ ........................‬‬ ‫املتواتر‪2٧ ....................................‬‬
‫أنواع املردود للسقط‪69 ...................‬‬ ‫الفرق بني العلم الضروري والعلم النظري‪2٧ ......‬‬
‫املعلق‪٦٩ ..................................‬‬ ‫ادعاء ابن الصاح أبن املتواتر يعز وجوده‪2٨ ......‬‬
‫املرسل‪٧1 .................................‬‬ ‫الدليل على وجود احلديث املتواتر‪2٩ ............‬‬
‫املعضل واملنقطع‪٧2 ........................‬‬ ‫املشهور‪2٩ ...................................‬‬
‫املدلس‪٧3 ................................‬‬ ‫العزيز‪30 .....................................‬‬
‫الفرق بني املدلَّس و َ‬
‫املرسل اخلفي‪٧4 .........‬‬ ‫الغريب‪33 ...................................‬‬
‫أسباب الطعن‪76 ........................‬‬ ‫خرب الواحد وأنواعه‪34 .......................‬‬
‫أنواع املردود للطعن‪78 ...................‬‬ ‫أنواع اخلرب احملتف ابلقرائن‪35 ...................‬‬
‫املوضوع‪٧٨ ...............................‬‬ ‫الفرد ‪ :‬املطلق والنسيب‪40 ......................‬‬
‫درك هبا الوضع ‪٧٩.............‬‬
‫القرائن اليت يُ َ‬ ‫الصحيح لذاته‪43 .............................‬‬
‫األمور البواعث للوضع‪٨0 .................‬‬ ‫مراتب الصحيح‪44 ............................‬‬
‫املرتوك واملنكر‪٨1 .........................‬‬ ‫املفاضلة بني البخاري ومسلم‪45 ................‬‬
‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬ ‫‪1٦٦‬‬

‫أقسام العلو النسيب ‪ :‬املوافقة والبدل‬ ‫املعلل‪٨2 ....................................‬‬


‫واملساواة واملصافحة‪111 ...................‬‬ ‫مدرج اإلسناد‪٨3 ............................‬‬
‫النزول وأقسامه‪113 .......................‬‬ ‫مدرج املنت‪٨4 ...............................‬‬
‫رواية األقران‪113 ..........................‬‬ ‫املقلوب‪٨5 ..................................‬‬
‫املدبج‪113 ...............................‬‬ ‫املزيد يف ُمتَّصل األسانيد‪٨٦ ...................‬‬
‫َ‬
‫رواية األكابر عن األصاغر‪ ،‬ورواية اآلابء‬ ‫املضطرب‪٨٦ ................................‬‬
‫عن األبناء‪114 ...........................‬‬ ‫املصحف واحملرف‪٨٧ .........................‬‬
‫السابق والالحق‪115 ......................‬‬ ‫حكم تعمد تغيري املنت واختصار احلديث‪٨٨ ....‬‬
‫الرواية عن متفقي اإلسم‪11٦ ...............‬‬ ‫حكم الرواية ابملعىن‪٨٨ .......................‬‬
‫إنكار الراوي حلديثه‪11٧ ...................‬‬ ‫اجلهالة ابلراوي وسببها‪٩1 ....................‬‬
‫املسلسل‪11٩ .............................‬‬ ‫جمهول العني وجمهول احلال‪٩4 ................‬‬
‫صيغ األداء ومراتبها‪120 ...................‬‬ ‫البدعة وأنواعها وأحكامها‪٩5 .................‬‬
‫معىن تلك الصيغ وحمل استعماهلا‪121 .......‬‬ ‫الشاذ على رأي‪ ،‬واملختلط‪٩٧ .................‬‬
‫تنبيه‪122..................................‬‬ ‫احلسن لغريه‪٩٧ ..............................‬‬
‫عنعنة املعاصر وحكمها‪123 ................‬‬ ‫أنواع اخلرب ابعتبار ما يَنتهي اليه اإلسناد‪98 ...‬‬
‫إطالق املشافهة واملكاتبة‪124 ..............‬‬ ‫املرفوع تصرحيا وحكما‪٩٨ .....................‬‬
‫شرط صحة املناولة والوجادة والوصية‬ ‫أمثلة املرفوع تصرحيا‪٩٨ .......................‬‬
‫ابلكتاب واإلعالم‪124 .....................‬‬ ‫أمثلة املرفوع حكما‪٩٩ .......................‬‬
‫أنواع أمساء الرواة إبعتبار اإلتفاق‬ ‫الصيغ احملتملة ألن تكون مرفوعا وموقوفا‪101 ...‬‬
‫واإلختالف واإلشتباه فيها‪128 ............‬‬ ‫تعريف الصحايب‪104 ........................‬‬
‫فرت ُق‪12٨ .................................‬‬‫املُتَّ ِف ُق وامل ُ َ ِ‬ ‫تنبيهان‪10٦ ................................‬‬
‫املُؤْ تَلِ ُف وامل ُ ْختَلِ ُف‪12٨ .............................‬‬ ‫تعريف التابعي‪10٧ .........................‬‬
‫املتشابه‪131 ..............................‬‬ ‫املخضرمون‪ :‬هل يعدون يف الصحابة‬
‫خامتة يف املُِّه َّمات اليت ينبغي للمحدث‬ ‫أو التابعني؟‪10٧ ............................‬‬
‫معرفتُها‪134 .............................‬‬ ‫املرفوع واملوقوف واملقطوع واألثر‪10٨ ..........‬‬
‫معرفة طبقات الرواة‪134....................‬‬ ‫املسند‪10٩ .................................‬‬
‫العلو املطلق والعلو النسيب‪110 ...............‬‬
‫‪1٦٧‬‬ ‫نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر‬

‫معرفة الكىن اجملردة واملفردة واأللقاب‬ ‫معرفة مواليدهم ووفياهتم وبلداهنم وأحواهلم تعديال‬
‫واألنساب‪14٧ .............................‬‬ ‫وجترحيا وجهالة‪135...........................‬‬
‫معرفة املوايل واإلخوة واألخوات‪14٨ ..........‬‬ ‫مراتب اجلرح‪13٦ ............................‬‬
‫معرفة آداب الشيخ والطالب‪14٩ ............‬‬ ‫مراتب التعديل‪13٦ ..........................‬‬
‫معرفة سن التَّحمل واألداء‪151 ..............‬‬ ‫أحكام اجلرح والتعديل‪13٧ ...................‬‬
‫معرفة صفة كتابة احلديث‪ ،‬وعرضه‪ ،‬ومساعه‪،‬‬ ‫اجلرح مقدم على التعديل‪13٩..................‬‬
‫وإمساعه‪ ،‬والرحلة فيه‪152 ...................‬‬ ‫فصل‪140 ..................................‬‬
‫معرفة صفة تصنيف الكتب‪154..............‬‬ ‫معرفة األمساء والكىن‪140 .....................‬‬
‫معرفة سبب احلديث‪155 ...................‬‬ ‫معرفة من نسب إىل غري أبيه أو إىل أمه أو‬
‫ختام الكتاب‪156 .........................‬‬ ‫إىل غري ما يسبق إىل الفهم‪141 ................‬‬
‫األعالم املرتجم هلم‪ ،‬ورقم صفحات‬ ‫اسم أبيه وجده‬
‫معرفة من اتفق امسه و َ‬
‫ترمجتهم‪15٧ ..............................‬‬ ‫وشيخ شيخه فصاعداً ‪142 ......‬‬ ‫أو اسم شيخه ِ‬
‫املراجع واملطالع‪15٩ ........................‬‬ ‫اسم شيخه والراوي عنه‪143 .....‬‬ ‫معرفة من اتفق ُ‬
‫احملتوايت‪1٦5 .............................‬‬ ‫معرفة األمساء اجملردة‪144 ......................‬‬
‫معرفة األمساء املفردة‪14٦ ......................‬‬

You might also like