Professional Documents
Culture Documents
وادي الشـراط… طـريـق "الكيـف" إلى البيضـاويين
وادي الشـراط… طـريـق "الكيـف" إلى البيضـاويين
صعوبة المسالك ساهمت في توافد عدد كبير من المروجين واستقرارهم بعدد من المناطق الوعرة
كشف تاجر مخدرات سابق أن غابات إقليم ابن سليمان ،تحتضن أكبر سوق للمخدرات تزود المدمنين
ومروجي المخدرات بكل أصنافها بين العاصمتين اإلدارية واالقتصادية وجهة الشاوية ورديغة ،مؤكدا أن
اإلقليم المجاور لتراب الدار البيضاء أصبح سوقا كبيرا لكل المخدرات بشتى أنواعها ،في مقدمتها القنب
الهندي (الكيف) .ويحكي (إسماعيل) لـ” الصباح” كيف أن شساعة اإلقليم وكثرة الجبال والهضاب والمناطق
الغابوية وصعوبة المسالك وتشتت السكان ،ساهمت في توافد عدد كبير من المروجين واستقرارهم بعدد من
المناطق الوعرة .ابن سليمان ،التي يحدها شماال إقليم الصخيرات تمارة وشرقا إقليم الخميسات وجنوبا إقليم
خنيفرة وإقليم خريبكة وغربا إقليم برشيد ووالية الدار البيضاء الكبرى ،تعتبر ثاني أكبر إقليم غابوي بالمغرب
كامتداد لغابة المعمورة ،ويأتي إليه كبار مروجي المخدرات من الجهة الشمالية الشرقية ،يقيمون داخل غابات
الشراط وواد النفيفيخ وبنابت وغابة الخطوات حيث يبيعون المخدرات بالجملة والتقسيط .وبذلك أصبحت تلك
المناطق خارج تغطية السلطة ونفوذ األمن الوطني ،خاصة بسبب الخصاص المهول في صفوف المكلفين
بحراستها ،بالنظر إلى قلة العناصر الدرك الملكي هناك .وعن مسار المخدرات يوضح المصدر ذاته أن نقطة
االنطالقة تبدأ بجماعة عين دريج بإقليم وزان ،حيث تمأل سيارات المرسيديس ( 408المضروبة) ،في إشارة
منه إلى أن أوراقها مزورة( ،تمأل) بالحشيش في اتجاه أماكن التخزين بكل من تطوان والناظور ،قبل أن يتم
نقل المخدرات من مكان التخزين صوب غابات ابن سليمان بواسطة سيارات كبيرة عبر الطريق السيار ،مع
تأمين مسارها بتواطؤ مع عناصر المداومة في الحواجز األمنية المنصوبة على طول الطرق الوطنية .كما
يمكن أن يلجأ المروجون إلى خدمات السيارات العادية التي تسبق السيارات الكبيرة بمسافة تتراوح بين 10و
20كيلومتر ،وذلك من أجل التنبيه إلى وجود الحواجز األمنية.
ويؤكد المصدر المذكور أن تلك الطريقة هي المعتمدة من قبل أغلب التجار في نقل بضائعهم إلى مداخل الدار
البيضاء ،خاصة منطقة وادي الشراط ،حيث تصل مواكب الكيف بين منتصف الليل والخامسة
صباحا .ويوضح (إسماعيل) أن عملية نقل المخدرات تدر أمواال كثيرة على الجميع بداية من عمال الحصاد
والتجميع وانتهاء بالتاجر بالتقسيط (البزناس) في حين يبقى أصحاب الحقول أكبر المتضررين ،على اعتبار
أنهم مطالبون بتغطية مصاريف الزراعة والحصاد والتجميع .وبخصوص تجارة الكيف أوضح إسماعيل كيف
يتم نقل الكيس الواحد من منطقة اإلنتاج إلى أماكن التخزين بـ 100درهم عن الكيس ،على أن تكلفة نقلها من
المخازن في اتجاه المدن الداخلية تناهز ألف درهم عن كل كيس .ويحتوي كل كيس على 90حزمة (طرف)
بوزن يتراوح بين 35و 45كيلوغرام للكيس الواحد .ويتغير ثمن مخدر القنب الهندي حسب الفصول ،ذلك أن
السعر يتراوح في موسم الحصاد بين 30و 40درهما للكيلوغرام ،وقد يصل في المواسم األخرى إلى 80
درهم .وال يقف األمر عند حدود الكيف ،بل إن جميع المخدرات الداخلة إلى البيضاء تعرج على منطقة وادي
الشراط ،قبل االنطالق عبر معبرين ،نقطة أداء الطريق السيار بالصخيرات حيت تخرج ناقالت الكيف
المحملة ،مرورا بالطريق الجهوية الرابطة بين مدينة الصخيرات وجماعة عين التيزغة التابعة إلقليم بن
سليمان على مستوى عين الدخلة ،فيما تعتبر غابة الخطوات ،التي تقع بين حدود إقليم خريبكة والجماعة
القروية بئر النصر التابعة إلقليم ابن سليمان ،معبرا ثانيا للبضاعة ،التي يتم توزيعها على أصحابها الذين
يتوزعون في “براكات” وهي عبارة عن خيام بالستيكية يكون بداخلها ما بين ثالثة إلى خمسة أشخاص كّلهم
ُم سّلُحون بالسيوف ترافقهم الكالب المدربة ،تسند لهم مهمة تقسيم البضاعة على الزبائن والقيام بكتابة رموز
فوق األكياس ثم قذفها بسفح الوادي الذي يكون به الزبناء ينتظرون بضاعتهم ،التي يتم شحنها عن طريق
الحمير والبغال ،بغية الصعود بها للجهة األخرى ونقلها إلى وجهتها النهائية عبر السيارات الخفيفة والدرجات
النارية ،والتي غالبا ما تكون مدن ابن سليمان والدار البيضاء وتمارة الصخيرات والمحمدية والكارة واستشهد
إسماعيل بغابة وادي الشراط التي قال عنها إنها تحوي أكثر من “ 12براكة” يتوزع فيها الزبائن ويحتمون من
رجال األمن والدرك بصعوبة المسالك وسفوح الوادي الخطيرة وعن طريق التآزر بينهم.
كمال الشمسي (ابن سليمان)