You are on page 1of 2

‫فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست‬

‫وادي الشـراط… طـريـق “الكيـف” إلى البيضـاويين‬

‫صعوبة المسالك ساهمت في توافد عدد كبير من المروجين واستقرارهم بعدد من المناطق الوعرة‬
‫كشف تاجر مخدرات سابق أن غابات إقليم ابن سليمان‪ ،‬تحتضن أكبر سوق للمخدرات تزود المدمنين‬
‫ومروجي المخدرات بكل أصنافها بين العاصمتين اإلدارية واالقتصادية وجهة الشاوية ورديغة‪ ،‬مؤكدا أن‬
‫اإلقليم المجاور لتراب الدار البيضاء أصبح سوقا كبيرا لكل المخدرات بشتى أنواعها‪ ،‬في مقدمتها القنب‬
‫الهندي (الكيف)‪ .‬ويحكي (إسماعيل) لـ” الصباح” كيف أن شساعة اإلقليم وكثرة الجبال والهضاب والمناطق‬
‫الغابوية وصعوبة المسالك وتشتت السكان‪ ،‬ساهمت في توافد عدد كبير من المروجين واستقرارهم بعدد من‬
‫المناطق الوعرة‪ .‬ابن سليمان‪ ،‬التي يحدها شماال إقليم الصخيرات تمارة وشرقا إقليم الخميسات وجنوبا إقليم‬
‫خنيفرة وإقليم خريبكة وغربا إقليم برشيد ووالية الدار البيضاء الكبرى‪ ،‬تعتبر ثاني أكبر إقليم غابوي بالمغرب‬
‫كامتداد لغابة المعمورة‪ ،‬ويأتي إليه كبار مروجي المخدرات من الجهة الشمالية الشرقية‪ ،‬يقيمون داخل غابات‬
‫الشراط وواد النفيفيخ وبنابت وغابة الخطوات حيث يبيعون المخدرات بالجملة والتقسيط‪ .‬وبذلك أصبحت تلك‬
‫المناطق خارج تغطية السلطة ونفوذ األمن الوطني‪ ،‬خاصة بسبب الخصاص المهول في صفوف المكلفين‬
‫بحراستها‪ ،‬بالنظر إلى قلة العناصر الدرك الملكي هناك‪ .‬وعن مسار المخدرات يوضح المصدر ذاته أن نقطة‬
‫االنطالقة تبدأ بجماعة عين دريج بإقليم وزان‪ ،‬حيث تمأل سيارات المرسيديس ‪( 408‬المضروبة)‪ ،‬في إشارة‬
‫منه إلى أن أوراقها مزورة‪( ،‬تمأل) بالحشيش في اتجاه أماكن التخزين بكل من تطوان والناظور‪ ،‬قبل أن يتم‬
‫نقل المخدرات من مكان التخزين صوب غابات ابن سليمان بواسطة سيارات كبيرة عبر الطريق السيار‪ ،‬مع‬
‫تأمين مسارها بتواطؤ مع عناصر المداومة في الحواجز األمنية المنصوبة على طول الطرق الوطنية‪ .‬كما‬
‫يمكن أن يلجأ المروجون إلى خدمات السيارات العادية التي تسبق السيارات الكبيرة بمسافة تتراوح بين ‪ 10‬و‬
‫‪ 20‬كيلومتر‪ ،‬وذلك من أجل التنبيه إلى وجود الحواجز األمنية‪.‬‬
‫ويؤكد المصدر المذكور أن تلك الطريقة هي المعتمدة من قبل أغلب التجار في نقل بضائعهم إلى مداخل الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬خاصة منطقة وادي الشراط‪ ،‬حيث تصل مواكب الكيف بين منتصف الليل والخامسة‬
‫صباحا‪ .‬ويوضح (إسماعيل) أن عملية نقل المخدرات تدر أمواال كثيرة على الجميع بداية من عمال الحصاد‬
‫والتجميع وانتهاء بالتاجر بالتقسيط (البزناس) في حين يبقى أصحاب الحقول أكبر المتضررين‪ ،‬على اعتبار‬
‫أنهم مطالبون بتغطية مصاريف الزراعة والحصاد والتجميع‪ .‬وبخصوص تجارة الكيف أوضح إسماعيل كيف‬
‫يتم نقل الكيس الواحد من منطقة اإلنتاج إلى أماكن التخزين بـ‪ 100‬درهم عن الكيس‪ ،‬على أن تكلفة نقلها من‬
‫المخازن في اتجاه المدن الداخلية تناهز ألف درهم عن كل كيس‪ .‬ويحتوي كل كيس على ‪ 90‬حزمة (طرف)‬
‫بوزن يتراوح بين ‪ 35‬و ‪ 45‬كيلوغرام للكيس الواحد‪ .‬ويتغير ثمن مخدر القنب الهندي حسب الفصول‪ ،‬ذلك أن‬
‫السعر يتراوح في موسم الحصاد بين ‪ 30‬و ‪ 40‬درهما للكيلوغرام‪ ،‬وقد يصل في المواسم األخرى إلى ‪80‬‬
‫درهم‪ .‬وال يقف األمر عند حدود الكيف‪ ،‬بل إن جميع المخدرات الداخلة إلى البيضاء تعرج على منطقة وادي‬
‫الشراط‪ ،‬قبل االنطالق عبر معبرين‪ ،‬نقطة أداء الطريق السيار بالصخيرات حيت تخرج ناقالت الكيف‬
‫المحملة‪ ،‬مرورا بالطريق الجهوية الرابطة بين مدينة الصخيرات وجماعة عين التيزغة التابعة إلقليم بن‬
‫سليمان على مستوى عين الدخلة‪ ،‬فيما تعتبر غابة الخطوات‪ ،‬التي تقع بين حدود إقليم خريبكة والجماعة‬
‫القروية بئر النصر التابعة إلقليم ابن سليمان‪ ،‬معبرا ثانيا للبضاعة‪ ،‬التي يتم توزيعها على أصحابها الذين‬
‫يتوزعون في “براكات” وهي عبارة عن خيام بالستيكية يكون بداخلها ما بين ثالثة إلى خمسة أشخاص كّلهم‬
‫ُم سّلُحون بالسيوف ترافقهم الكالب المدربة ‪ ،‬تسند لهم مهمة تقسيم البضاعة على الزبائن والقيام بكتابة رموز‬
‫فوق األكياس ثم قذفها بسفح الوادي الذي يكون به الزبناء ينتظرون بضاعتهم‪ ،‬التي يتم شحنها عن طريق‬
‫الحمير والبغال‪ ،‬بغية الصعود بها للجهة األخرى ونقلها إلى وجهتها النهائية عبر السيارات الخفيفة والدرجات‬
‫النارية‪ ،‬والتي غالبا ما تكون مدن ابن سليمان والدار البيضاء وتمارة الصخيرات والمحمدية والكارة واستشهد‬
‫إسماعيل بغابة وادي الشراط التي قال عنها إنها تحوي أكثر من ‪“ 12‬براكة” يتوزع فيها الزبائن ويحتمون من‬
‫رجال األمن والدرك بصعوبة المسالك وسفوح الوادي الخطيرة وعن طريق التآزر بينهم‪.‬‬
‫كمال الشمسي (ابن سليمان)‬

You might also like