You are on page 1of 11

Arab Journal of Sciences & Research Publishing (AJSRP) • Vol 9, Issue 3 (2023) • P: 24 - 14

https: //journals.ajsrp.com/index.php/ajsrp
ISSN: 2518-5780 (Online) • ISSN: 2518-5780 (Print)

The ideal theory in Plato’s Philosophy and it’s relevance to man and the universe

Mrs. Nadha Mutlaq ALbogami


Received: Abstract: The study aimed to shed light on the ideal theory in Plato’s philosophy and the major issues addressed
05/06/2023
by this philosophy, as well as its successors who carried its torch after Plato. The study aimed to uncover the
Revised: foundations and principles upon which ideal philosophy was based. The researcher utilized a historical
17/06/2023
methodology at times and a descriptive methodology at other times, depending on the different parts of the
Accepted:
research. The study revealed that Plato sought, through his theory of Ideas, to find the true abode of the soul.
06/08/2023
According to Plato, truth lies in Ideas, which are the source of the similarity of things and the eternal and
Published:
immutable patterns underlying natural phenomena. The study concluded that human nature consists of the
30/09/2023
mind (soul) and matter (body), and in Plato’s view, the mind represents the soul. The soul, in his perspective, is
* Corresponding author: immortal and immaterial, while the human body is born, grows, and withers. The important issues addressed by
n.m.albugami14@gmail.c the ideal theory include the mind, society, values, truth, good and evil, knowledge, and the world.
om
Keywords: Plato, Ideal Theory, Universe, Philosophy.
Citation: ALbogami, N.
M. (2023). The ideal ‫فلسفة التيار املثالي عند أفالطون وعالقتها باإلنسان والكون‬
theory in Plato’s
Philosophy and it’s
relevance to man and the ‫ ناضا بنت مطلق البقمي‬.‫أ‬
universe. Arab Journal of ،‫ هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على التيار املثالي عند أفالطون والقضايا الكبرى التي تناولتها هذه الفلسفة‬:‫املستخلص‬
Sciences & Research
‫ وتحقيق‬.‫وروادها الذي حملوا مشاعل راياتها بعد أفالطون والكشف عن األسس واملبادئ التي قامت عليها الفلسفة املثالية‬
Publishing, 9(3), 14 – 24.
https://doi.org/10.26389/ ‫ وقد تبين‬،‫هدف البحث استخدمت الباحثة املنهج التاريخي تارة واملنهج الوصفي تارة أخرى بحسب ما تقتضيه أجزاء البحث‬
AJSRP.B050623 ‫ فالحقيقة عنده‬،‫من الدراسة أن أفالطون سعى من وراء نظريته في األفكار "نظرية املثل" إلى إيجاد املسكن الحقيقي للروح‬
‫ وتوصل إلى أن الطبيعة‬.‫ وإنها املثل األبدية الثابتة القائمة في أساس الظواهر الطبيعية‬،‫هي األفكار وهي مصدر تشابه األشياء‬
2023 © AISRP • Arab
‫ والروح في نظره خالدة غير‬.‫ والعقل عند “أفالطون” بمعنى الروح‬،)‫اإلنسانية تتكون من العقل (الروح) واملادة (الجسم‬
Institute of Sciences &
Research Publishing
،‫ القيم‬،‫ املجتمع‬،‫ العقل‬:‫ أما أهم القضايا التي عنيا بها التيار املثالي فهي‬.‫ أما الجسم اإلنساني يولد وينمو ويذبل‬،‫مادية‬
(AISRP), Palestine, all .‫ العالم‬،‫ املعرفة‬،‫ الخير والشر‬،‫الحقيقة‬
rights reserved. .‫ أفالطون ـ التيار املثالي ـ الكون ـ الفلسفة‬:‫الكلمات املفتاحية‬

 Open Access

This article is an open


access article distributed
under the terms and
conditions of the Creative
Commons Attribution (CC
BY-NC) license

14
‫… ‪The ideal theory in Plato’s Philosophy and it’s relevance‬‬ ‫‪ALbogami‬‬

‫‪ -1‬مقدمة البحث‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫مر الفكر اإلنساني بكثير من التطورات والفلسفات التي كأن لها أثر كبير في تطور املعرفة‪ ،‬ومن أبرزها الفلسفة املثالية أو التيار‬
‫املثالي ألفالطون؛ فقد قدمت فكرا غير مسبوق عن املعرفة والكون‪ ،‬وعن العقل والفكر فقد أثرت هذه الفلسفة في الكثير من مجاالت‬
‫املعرفة والقت انتشارا وذيوعا واسعا‪ ،‬وأيضا كان لها أثر على الشعوب في مختلف العصور‪.‬‬
‫وقد أشار إلى ذلك جعنيني (‪2004‬م‪ :‬ص‪ )108‬في كتابه بعنوان "الفلسفة وتطبيقاتها التربوية" حيث قال" لهذه الفلسفة تأثير‬
‫ً‬
‫كبير على حياة الشعوب‪ ،‬وساعدت الديانتان اليهودية واملسيحية على انتشار األفكار املثالية على نطاق واسع‪ .‬وال يزال أثرها قويا في أعمال‬
‫املفكرين واألدباء ورجال اإلصالح والسياسيين ورجال التربية‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫ُيعد التيار األفالطوني للفلسفة من أهم التيارات الفلسفية التي ما زالت تشغل أرفع مكان من الفكر اإلنساني فقد تبوأت مكانة‬
‫مرموقة منذ نشأتها إلى وقتنا الحالي وحظيت باهتمام كبير أدى إلى تطورها وتشكل مذاهب جديدة نشأت عنها وتفرعت منها‪.‬‬
‫وقد أكد على ذلك عثمان أمين (‪ )1967‬في كتابه"رواد املثالية في الفلسفة العربية " قد شغلت املثالية ومازالت تشغل أرفع‬
‫مكان في تاريخ الفكر اإلنساني‪ :‬تبوأت مكانها املرموق في مهد العلوم وبداياتها‪ ،‬وكانت تعود إلى الظهور على أنحاء مختلفة في جميع العصور‬
‫ولدى جميع الشعوب التي ارتفع فيها الفكر إلى مقام الفلسفة‪ .‬وال عجب أن يكون لها على حياة الناس وتفكيرهم أقوى وأبلغ تأثير‪ :‬إنها‬
‫قائمة على حاجة حقيقية في النفس وعلى قانون طبيعي من قوانين الذهن‪ .‬وبغير مثالية ال يكون علم صحيح وال نبالغ إذا قلنا إن كل‬
‫مذهب يعارض املثالية إنما مآله إنكار املعرفة‪ :‬ذلك أن الشرط األول لقيام العلم هو استناده إلى قوانين ثابتة ومبادئ ضرورية‪ .‬فاذا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أبطلنا املبادئ لم يبق غير الظاهرات‪ ،‬أي العناصر املتغيرة النسبية التي ال تصلح أساسا ثابتا للمعرفة‪ ،‬وأيا ما كان تصورنا للمبادئ‪ ،‬سواء‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تصورناها "مادة"‪ ،‬أو "روحا" أو "وجودا " أو "جوهرا"‪ ،‬أو "علة" أو "خيرا مطلقا"‪ ،‬فهذه املبادئ ال يمكن تعقلها وال معرفتها إال عن طريق‬
‫الفكرة‪ .‬فاذا أبطلنا الفكرة‪ ،‬خرجت ا لتجربة نفسها عن ضوابط الفكر ولم تستطع أن تقدم لنا إال تمثالت غامضة ال صلة بينها وال قيمة‬
‫لها‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق يجدر بنا أن نسلط الضوء على فلسفة التيار املثالي عند أفالطون وعالقتها باإلنسان والكون‪ ،‬ولسبر أغوار‬
‫هذه الفلسفة والكشف عن أسسها ومبادئها قسمت املقالة إلى ثالثة أقسام؛ فالقسم األول يعرض مقدمة املقالة وتتضمن مشكلة‬
‫البحث واألهداف التي نرنو إلى تحقيقها من خالل هذه املقالة ثم عرض أهمية البحث واملنهج املستخدم في هذه الدراسة‪.‬‬
‫أما القسم الثاني فقد خصصته للدراسات السابقة التي تناولت بأساليب علمية مختلفة الفلسفة املثالية عند أفالطون‬
‫وسعت إلى التعرف على مدى فاعلية تطبيقها في مجاالت مختلفة وعرض النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسات‪.‬‬
‫وفي القسم الثالث عرضت اإلطار النظري واشتمل على ثالثة مباحث؛ في املبحث األول تطرقت إلى التعريف بأفالطون ونشأة‬
‫الفلسفة املثالية واملصادر التي استمد منها أفالطون فلسفته ثم تناولت مفهوم املثالية ونشأتها التاريخية باإلضافة إلى نظرتها للقضايا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ابتداء من أساس الوجود وتصور الكون مرورا باألساس املعرفي‬ ‫الكبرى‪ .‬وفي املبحث الثاني فقد تطرقت إلى أسس ومبادئ الفلسفة املثالية‬
‫ً‬
‫وطبيعة املعرفة في املثالية وصوال إلى األساس القييي في املثالية‪ .‬أما املبحث الثالث فقد عرضت من خالله املذاهب املثالية وروادها في‬
‫القديم والحديث ثم عرضت أوجه التشابه واالختالف بين املثالية القديمة عند أفالطون واملثالية الحديثة عند كانط‪.‬‬

‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬ما فلسفة التيار املثالي ومن مؤسسها؟‬
‫‪ -2‬ما موقف التيار املثالي من اإلنسان والكون؟‬
‫‪ -3‬من هم رواد الفلسفة املثالية؟‬
‫‪ -4‬ما أسس ومبادئ الفلسفة املثالية؟‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على فلسفة التيار املثالي ومؤسسها‬
‫‪ -2‬الكشف عن نظرة التيار املثالي من اإلنسان والكون‬
‫‪ -3‬التعرف رواد الفلسفة املثالية‬

‫‪15‬‬
‫)‪Arab Journal of Sciences & Research Publishing (AJSRP) • Vol 9, Issue 3 (2023‬‬

‫‪ -4‬توضيح أسس ومبادئ التيار املثالي وموقفه من القضايا الكبرى‬

‫أهمية البحث‬
‫تكمن أهمية البحث في التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬استعراضه لفلسفة التيار املثالي باعتبارها أهم التيارات الفلسفية في الفكر اإلنساني والتي مازالت تتطور وتتشكل حتى وقتنا‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫‪ -2‬بيان أسس ومبادئ فلسفة التيار املثالي األفالطوني كونها أهم روافد املعرفة في الفكر اإلنساني‬
‫‪ -3‬اإلسهام في إثراء املكتبة العربية باعتبار البحث سيكون مرجعا للمهتمين بالفلسفة املثالية وروادها‪.‬‬

‫‪ -2‬منهجية البحث‪.‬‬
‫عدد من مناهج البحث املتداخلة التي اقتضاها البحث فقد تم استخدام املنهج التاريخي من أجل بيان‬ ‫اعتمد البحث على ٍ‬
‫نشأة التيار املثالي ومؤسسه‪ ،‬وأيضا ورواده عبر التاريخ القديم والحديث‪ .‬كما تم استخدام منهجية البحث الوصفي الذي من خالله يتم‬
‫وصف التيار املثالي من حيث املفهوم والتعرف على مبادئه وأسسه‪ ،‬واملذاهب الفلسفية املثالية وروادها‪ ،‬وقد سعى البحث ألن يتناول‬
‫التيار املثالي عند أفالطون‪ ،‬لذا‪ :‬فقد اعتمد البحث في شواهده وتحليالته على مراجعة متعمقة لألدبيات املتخصصة‪ ،‬وعلى الشواهد‬
‫واملعلومات املستمدة من املصادر األولية والثانوية للبحث املتمثلة في الكتب والقواميس والتقارير واألبحاث العلمية املتنوعة‪.،‬‬

‫‪ -3‬الدراسات السابقة‪.‬‬
‫دراسة أنيس فاللي (‪2020‬م) بعنوانـ ــ" جمالية املثال وإشراقات الفيض عند أفالطون" وقد هدف هذا البحث إلى التعرف على‬ ‫‪-‬‬
‫فكرة الجمال عند أفالطون‪ ،‬والكشف عن أسس ومبادئ نظرياتها عنده وقد توصل البحث إلى أن الجمال عند أفالطون مدار‬
‫للفضيلة والخير املطلق‪ ،‬من هنا كانت رؤيته بمثابة مدرسة استمرت لقرون طويلة حيث عدت أفكاره السياقية باعتباره الوجود‬
‫سابقا للفكر‪ ،‬جذرا للعديد من النظريات الجمالية الحديثة واملعاصرة إما تقليدا وإما تعديال وإما هدما ينطلق من نسق الباطن‬
‫بمفاهيمه الذوقية الجمالية لذلك ال يمكن فهم النظرية الجمالية دون الرجوع إلى مكوناتها الفلسفية األولى‪.‬‬
‫دراسة ليلى عبد الرزاق حافظ (‪ )2018‬بعنوان ـ " الفلسفة املثالية من منظور تربوي إسالمي" وقد هدفت الدراسة إلى نقد‬ ‫‪-‬‬
‫فلسفة أفالطون املثالية من منظور تربوي إسالمي والكشف عن اسسها الفكرية وتحليلها‪ .‬واعتمدت الدراسة على استخدام املنهج‬
‫الوصفي واملنهج التحليل الفلسفي‪ .‬ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة‪ -1 :‬أن مصادر التربية اإلسالمية هي النبع األصيل‬
‫للمعرفة والفكر اإلنساني‪ ،‬مما يسهم في توجيه فكر األمة اإلسالمية ومناضلة الفكر الفلسفي الوافد من الغرب ‪ -٢‬إن األسلوب‬
‫النقدي التحليلي هو األمثل لدراسة الفلسفات الغربية من منظور تربوي إسالمي؛ ألنه يضع املعالم الواضحة للفلسفة اإلسالمية في‬
‫نظرتها لإلنسان والكون والقيم واألخالق واملعرفة مما يبين املنهج السليم لسلوك الفرد واملجتمع ‪ -٣‬إن العقيدة اإلسالمية هي الغاية‬
‫املنشودة من الوجود اإلنساني منذ بداية وحتى نهايته كما خرجت الدراسة بعدة توصيات أوصت الباحثة بها وهي‪ - 1 :‬تحديد معايير‬
‫ثابتة مستنبطة من القرآن والسنة لتحليل ونقد الفلسفات الغربية الدخيلة ومواجهة التحديات الفكرية ومعتقداتها الفاسدة ‪- ٢‬‬
‫صناعة املفكرين واملربين املعتزين بعقيدتهم وتراثهم الفكري اإلسالمي والدفاع عن التربية الفكرية اإلسالمية بشتى األساليب العلمية‬
‫الصحيحة‪ -٣ .‬ربط النشء املسلم بجذوره األصيلة منذ نعومة أظافره وهو دور جميع املؤسسات التعليمية النظامية وغير النظامية‬
‫في املجتمع املسلم‪.‬‬
‫دراسة الرياش ي واليحيى (‪ )2018‬بعنوان ـ " أهداف التربية بين الفلسفة املثالية والفلسفة الواقعية دراسة مقارنة" هدف البحث‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫إلى بيان أوجه التشابه واالختالف بين الفلسفة املثالية والفلسفة الواقعية من حيث أهداف التربية‪ ،‬إضافة إلى بيان مفهوم‬
‫الفلسفة والتربية واألهداف في اللغة واالصطالح وأهمية الفلسفة في حياة الفرد واملجتمع‪ ،‬وعرض الفلسفتين من حيث املفهوم‬
‫والرواد واالتجاهات الفلسفية والتطبيقات التربوية لكل فلسفة بغية الوصول إلى الغاية املطلوبة من هذا البحث‪ .‬ومن أجل تحقيق‬
‫ً‬
‫أهداف البحث‪ ،‬وحال إلشكاليته‪ ،‬وإجابة على تساؤالته فقد أتبع الباحث عدد من مناهج البحث املتداخلة التي اقتضاها البحث من‬
‫أبرزها منهجية البحث الوصفي الذي من خالله يتم وصف كال الفلسفتين املثالية والواقعية بكل جوانهما‪ ،‬كما وظف الباحث املنهج‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املقارن نظرا لكونه منهجا مالئما لعرض أوجه التشابه واالختالف بين الفلسفة املثالية والفلسفة الواقعية من حيث أهدافهما‬
‫في التربية‪ .‬وتوصل البحث إلى نتائج علمية منها‪ :‬أن هنالك تشابه بين الفلسفتين من حيث مضمون أهداف التربية تمثلت في األهداف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التالية تنمية الفرد عقليا وخلقيا وتمكين املتعلمين من التكيف والتوافق مع املجتمع والبيئة التي يعيشون فيها‪ ،‬أي‪ :‬تدريب املتعلم‬
‫على القيام بمسئولياته االجتماعية وتدريب املتعلم على إدراك الحقائق الثابتة واملعارف الكلية والوصول إلى املعرفة اليقينية وأن‬
‫‪16‬‬
‫… ‪The ideal theory in Plato’s Philosophy and it’s relevance‬‬ ‫‪ALbogami‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هنالك اختالف بين الفلسفتين من حيث مضمون األهداف تمثلت في أن الفلسفة املثالية اهتمت تنمية الفرد عقليا وخلقيا‪،‬‬
‫وبتدريبه على إدراك الحقائق الثابتة واملعارف الكلية للوصول إلى الفضائل واملثل كون العقل هو أساس الوصول إلى الحقائق‬
‫بالتفكير والتأمل‪ .‬فيما نجد أن الفلسفة الواقعية قد اهتمت بتنمية جوانب الشخصية اإلنسانية وتكاملها في كل الجوانب العقلية‬
‫والبدنية والنفسية‪ ،‬واألخالقية في أن واحد‪.‬‬
‫دراسة إيمان عزوز(‪ )2017‬بعنوانـ ـ " نظرية الدولة املثالية عند أفالطون" وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على األساس الذي‬ ‫‪-‬‬
‫يقيم أفالطون دولته املثالية عليه وتكونت الدراسة من ثالثة فصول تناولت في الفصل األول دراسة الفكر السياس ي السابق على‬
‫أفالطون‪ ،‬تناولت فيه بداية الديمقراطية في أثينا مع صولون‪ ،‬مرورا بالفكر السفسطائي والسقراطي باعتبارهما أهم املحطات التي‬
‫ساهمت في تكوين الفكر السياس ي والفلسفي قبل أفالطون‪ .‬أما الفصل الثاني فخصصته لدراسة الفكر السياس ي في محاورة‬
‫الجمهورية ألفالطون‪ ،‬وحددت فيه أهم النظريات التي يقوم عليها ابتداءا من نظرية العدالة التي درست فيها الفضائل عند‬
‫أفالطون‪ ،‬ثم نظرية التربية بمراحلها وأهدافها‪ ،‬ثم نظرية الشيوعية‪ ،‬وانتهت بنظرية نظم الحكم التي ميز فيها بين حكومات صالحة‬
‫وأخرى أما الفصل الثالث فتطرقت فيه إلى محاور السياسية والقوانين وكيفية االنتقال من الدولة املثالية إلى دولة القوانين‪ ،‬وقد‬
‫خصصت في نهاية الفصل مبحثا ثالثا وأخيرا يتضمن نقدا وتقييما لفلسفة أفالطون‪ .‬وتوصلت إلى جملة من النتائج أهمها‪/1 :‬وضع‬
‫أفالطون نظام سياس ي يختلف عن النظام الذي وضعه أسالفه‪ ،‬ألنه كان يرى بأنه نظام ال يجلب سوى الكوارث االجتماعية؛ ‪/2‬‬
‫أفالطون ال يفرق بين األخالق والسياسة‪ ،‬بل يوحد بينهما‪ ،‬فاألخالق تعبر عن سلوك الفرد‪ ،‬والسياسة تعبر عن سلوك الجماعة‪/3 .‬‬
‫لكي نصل إلى مدينة فاضلة تسودها العدالة حسب أفالطون وجب أن تكون دولة ذات ثالث وظائف (اإلدارة‪ ،‬الدفاع‪ ،‬اإلنتاج) ولكي‬
‫تتحقق هذه الوظائف يجب تقسيم املجتمع إلى ثالث طبقات (حكام‪ ،‬جند‪ ،‬عامة الشعب)‬
‫دراسة شرف الشهاري (‪ )2012‬بعنوان ـ " الفلسفة املثالية‪ ...‬وأفكارها التربوية‪ :‬دراسة نقدية" وقد هدفت الدراسة إلى التعرف‬ ‫‪-‬‬
‫على (الفلسفة املثالية‪ ...‬وأفكارها التربوية) من خالل التعرف على األفكار العامة والتربوية في الفلسفة املثالية وتحليلها ونقدها‪ .‬منهج‬
‫البحث الذي اتبعه الباحث لتحقيق أهداف هذه الدراسة‪ ،‬هو املنهج الوصفي التحليلي؛ للتعرف على األفكار التربوية في الفلسفة‬
‫املثالية ومناقشتها‪ ،‬وتوصلت هذه الدراسة إلى أن الفلسفة املثالية هي خطوة جيدة في وقتها في مجال إظهار فلسفات تناقش واقع‬
‫التربية محاولة بذلك تطوير التربية بأساليبها‪ ،‬ومناهجها وكيفية التعامل مع الحقائق العلمية‪ ،‬إال أنه ومع تقدم العلوم‪ ،‬وتطورها‪،‬‬
‫وتطور النظرة لإلنسان‪ ،‬وأهميته‪ ،‬فقد ثبت أن الفلسفة املثالية بسلبياتها الكثيرة ال تصلح في كثير من أفكارها التربوية للتطبيق في‬
‫مدارسنا املعاصرة‪ ،‬السيما ومجتمعاتنا تسعي بجد نحو التطور‪ ،‬ومن تلك االنتقادات أهملت الجوانب املهارية واألنشطة اإلنسانية‬
‫األخرى‪ ،‬وركزت على الجانب املعرفي‪ ،‬أعلت من شأن الروح‪ ،‬وأهملت أمر الجسد‪ ،‬واهتمامات الطالب وميوله‪ .‬أهملت هذه الفلسفة‬
‫النظرة التكاملية لشخصية اإلنسان بتركيزها على القدرات العقلية‪ .‬اعتمدت على العقاب البدني لحفظ الهدوء والتنظيم داخل‬
‫ً‬
‫الصف الدراس ي‪ .‬رفضها املشاركة في العملية التعليمية كأولياء األمور ومجالس اآلباء مثال‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلطار النظري‪.‬‬

‫املبحث األول‪ -‬أفالطون ونشأة املثالية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ -‬التعريف بأفالطون‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫ولد في مدينة أثينا أو في أجينا في أسرة أرسطقراطية‪ ،‬ونال حظا عاليا من الثقافة من علم وأدب وشعر وفلسفة‪ ،‬إال أن ميله‬
‫كان لعلم الرياضيات‪ ،‬وقض ى معظم حياته يؤلف ويفكر في العلم والسياسة والتربية ويمهد لها بالفلسفة‪ .‬وقد تتلمذ أفالطون على يد‬
‫العديد من الفالسفة ومنهم سقراط الذي كان له أثر كبير على فكره وحياته‪ .‬أنشأ أكاديميته في أثينا عام (‪ )387‬ق‪.‬م والتي كانت عبارة عن‬
‫جامعة حفظت تراث اليونان الثقافي من هوميروس إلى سقراط‪ ،‬وبقي في الجامعة يعلم عن طريق الحوار والجدل‪ ،‬ومارس الكتابة قرابة‬
‫ً‬
‫أربعين عاما ونشر أفكاره التربوية في كتابيه “الجمهورية” و”القوانين” التي كانت مشتقة من فلسفته وباألخص أفكاره في طبيعة الدول‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واملواطنة فيها‪ ،‬فوضع بذلك نظاما تربويا شامال يكشف عن مواهب الفرد من أجل تحقيق العدالة والفضيلة في املجتمع‪ ،‬ويرى أن املدينة‬
‫الفاضلة التي تصورها تمتاز بصفات الحكمة والعدالة والعفة والشجاعة‪( .‬شفشق‪ :1982 ،‬ص‪)332 ،‬‬
‫وسعى من وراء نظريته في األفكار "نظرية املثل " إلى إيجاد املسكن الحقيقي للروح‪ ،‬فالحقيقة عنده هي األفكار وهي مصدر‬
‫تشابه األشياء‪ ،‬إنها املثل األبدية الثابتة القائمة في أساس الظواهر الطبيعية‪ .‬واعتقد أن األشياء ماهي إال نسخ ناقصة ملثل كاملة ال يمكن‬
‫معرفتها إال عن طريق العقل فالعقل أزلي وكوني ألنه يعمل في أشياء أزلية وكونية وهو الذي يوصلنا إلى املعرفة الحقيقية لقد كان أول‬

‫‪17‬‬
‫)‪Arab Journal of Sciences & Research Publishing (AJSRP) • Vol 9, Issue 3 (2023‬‬

‫فيلسوف تناول املسائل الرئيسية في الفلسفة من كون ومعرفة وأفكار ووضعها في نظام متماسك‪ ،‬ويعتبره البعض ملك الفالسفة‪ ،‬وكان‬
‫ً ً‬
‫يأمل أن تلعب فلسفته دورا قويا في السياسة‪( .‬جعنيني ‪2004‬م‪،‬ص‪)111 ،‬‬
‫وعندما اعدم سقراط بسبب السياسية وتحت شعار الديموقراطية يئس أفالطون من السياسية‪ ،‬وايقنن أن الحكومة العادلة‬
‫ال ترتجل ارتجاال‪ ،‬وإنما يجب التمهيد لها بالتربية‪ ،‬فقض ى حياته يفكر بالسياسة ويمهد لها بالفلسفة‪ ،‬وبدأ رحالته حيث ذهب الى‬
‫اقليدس أكبر تالميذ سقراط ملدة ثالث سنوات‪ ،‬ثم سافر بعدها الى مصر‪ ،‬وارتحل الى عدة أقطار في أسيا وأوروبا‪ ،‬فاتجه إلى إيطاليا‬
‫وانضم الى سلك الجماعة الفيثاغورسية التي تضم أصدقاء الحق‪ ،‬ثم انتقل الى مصر وفارس والهند والصين‪ ،‬واستوعب الفكرة‬
‫الشخصية التي تنادي بإله واحد‪ ،‬وقانون واحد للعدالة بين الجميع‪ ،‬ودرس جميع أنواع الحكومات التي تنشأ في شتى الظروف االجتماعية‬
‫واملذاهب السياسية‪ ،‬وهكذا عاد إلى أثينا وهو الرجل الذي خاض التجارب كلها وملدة اثنتي عشر سنة‪ ،‬حيث عاد وعمره في الخامسة‬
‫والثالثين‪.‬‬

‫املصادر التي استمد افالطون منها فلسفته‪:‬‬


‫‪ ‬فيثاغورس‪ :‬استمد افالطون وعيه باالتجاه الديني‪ ،‬واإليمان بالخلود‪ ،‬والقول بالحياة اآلخرة‬
‫‪ ‬بارمنيدس‪ :‬استمد منه افالطون اإليمان بأن العالم الواقع أبدي ال يقع في الزمن‪ ،‬وأن التغير البد له من أسس منطقية‬
‫‪ ‬هرقليطس‪ :‬استسقى منه املذهب السلبي الذي يقرر أن العالم املحسوس ال دوام فيه لش يء ما‪.‬‬
‫‪ ‬سقراط‪ :‬أخذ من أستاذه املسائل الخلقية‪ ،‬وميله إلى البحث عن تعليالت العالم والتي تكون أقرب إلى تعليالت غائية من التعليالت‬
‫ميكانيكية‪ ،‬فقد شغلته فكرة الخير كما شغلت سقراط من قبله‪( .‬اليماني‪ ،2004 ،‬ص‪)46‬‬
‫ويتضح لنا مما سبق أن أفالطون كان محبا للعلم واملعرفة وقد أوالها جل وقته وقد تأثر من فالسفة اليونان الذين سبقوه‬
‫مثل سقراط وغيره‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ -‬مفهوم املثالية ونشأتها التاريخية‪:‬‬


‫تعريف املثالية‪ :‬تعد الفلسفة املثالية من أقدم الفلسفات الفكرية‪ ،‬والتي ترجع إلى كل من سقراط‪ ،‬وأفالطون‪ ،‬وتؤمن بأزلية‬
‫األفكار وكونيتها‪ ،‬وأن العقل حقيقة كونية‪ ،‬وهو مصدر املعرفة الوحيد‪ ،‬وأن املعرفة أساس الفضيلة‪ ،‬ويرى املثاليون أن األفكار تسبق‬
‫املحسوسات‪ ،‬وأن ماهية األشياء تسبق وجودها‪ .‬كما يرى املثاليون أن اإلنسان مكون من عقل ومادة‪ ،‬أو روح وبدن‪ ،‬أما الروح؛ فينسب‬
‫إلى عالم املثل األزلي‪ ،‬الذي ال يدرك إال بالعقل‪ ،‬وأما البدن فينسب إلى عالم الحس‪ ،‬ورجحت عالم املثل على عالم الحس؛ لذلك اهتمت‬
‫بالجانب العقلي (املعرفي)‪ ،‬وعدت املعرفة قيمة عليا بوصفها طريق الفضيلة‪ ،‬ولذلك فإن الفلسفة املثالية هي فلسفة أم كما وصفها‬
‫الكثيرون‪ ،‬ألنها طبقت الوظيفة الحقيقية للفلسفة وهي االعتماد علي امليتافيزيقا كمنهج فلسفي‪ ،‬واالعتماد علي العقل كوسيلة للتفسير‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وهي فلسفة بالغة التجريد‪ ،‬وتعتبر من أكثر الفلسفات صعوبة‪ ،‬وغموضا‪ ،‬وتنوعا‪ ،‬هي األثرى في الطرح الفلسفي ولعل هذا يرجع إلى عمقها‬
‫تصور الواقع‪ .‬ورغم ذلك يمكن ردها إلى مبدأ واحد هو تصورها لحقيقة األشياء واملوضوعات بل الواقع ذاته‪ ،‬إذ أنه من صنع العقل‬ ‫في ّ‬
‫بمعنى أن عمل العقل يتمثل في تجريد الظاهر في الخارج وكشف الجوهر املتعالي للواقع الحق‪ .‬فاملثالية مذهب فلسفي‪ ،‬يرى أن العقل هو‬
‫تتبدى فيه الروح‪ ،‬واألرواح هي الفاعل وهي التي تملك إرادة كما يقول هيجل‬ ‫أساس املعرفة وأنه هو الحقيقة النهائية‪ ،‬فاملادة مظهر ّ‬
‫وكانت‪( .‬عبد السالم‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص‪)143‬‬
‫تعريفها لغة‪ :‬ترجع املثالية في أصلها اللغوي العربي إلي كلمة (مثل) بمعنى فضل‪ ،‬أي صار ذا فضل ُيقال‪ :‬أمثل بني فالن‪ ،‬أي‬
‫ُ‬
‫أدناهم إلي الخير أي أقربهم له ومنه املثالي ومعناه الشائع بين الناس هو‪ :‬وصف لكل ما هو كامل في بابه كالخلق املثالي واللوحة املثالية‬
‫ولكل ما يتصف بالسمو (صليبا‪ ،1982 ،‬ص‪ .)336‬فالناس يصفون إنسانا بأنه مثالي إذا كان في فكره وفي عمله حريصا على ترسم الصورة‬
‫الكاملة ساعيا إلى تحقيق املثل األعلى‪ ،‬واملثل بمعنى الشبه واألمثل بمعنى األعدل واألشبه وبمعنى النموذج ُويطلق املثالي للشخص الذي‬
‫يسير في فكره وعمله علي مبدأ معين محاوال االقتداء بمثل أعلي‪ ،‬هذا في اللغة‪.‬‬
‫أما في االصطالح إن استعمال الفالسفة لهذا املصطلح فمختلف‪ ،‬فاملثالية عندهم مذهبان‪.‬‬
‫املذهب األول‪ :‬وهو املذهب القديم وهو املذهب األفالطوني الذي يرى أن األفكار واملعقوالت أو املثل موجودة وجودا هو أسيى‬
‫من الوجود املحسوس‪ ،‬ألنها املبادئ النموذجية األصيلة لألشياء‪.‬‬
‫أما املذهب الثاني فهو املذهب الحديث الذي مهد له ديكارت‪ ،‬وأبرزه باركلي‪ ،‬ثم شيد البناء كانط‪ ،‬ويرى هذا املذهب أن‬
‫األشياء أو املوضوعات ليست سوى انطباعات حسية أو أفكار ال يمكن أن تتحقق في الوجود إال علي نحو ما باعتبارها تمثالت ذهنية‪ ،‬أي‬
‫أن األشياء املوجودة مرتبطة بالقوة املتعقلة التي تدركها (أمين‪ ،1967 ،‬ص ‪ 7‬ـ‪ .)8‬أما املثالية كمذهب فلسفي فهي‪ :‬مصطلح فلسفي ُيطلق‬
‫بوجه عام على النزعة الفلسفية التي ترد كل الوجود إلى الفكر بأوسع معانيه (صليبا‪ ،1982 ،‬ص‪.)337‬‬
‫‪18‬‬
‫… ‪The ideal theory in Plato’s Philosophy and it’s relevance‬‬ ‫‪ALbogami‬‬

‫وقيل املثالية‪ :‬مذهب فلسفي يرى أن العقل هو أساس املعرفة وأنه هو الحقيقة النهائية‪ ،‬وأن املادة مظهر تتبدى فيه الروح‬
‫واألرواح هي الفاعل وهي التي تملك إرادة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هي موقف فلسفي نظري وعملي يرد كل ظواهر الوجود إلى الفكر أو يجعل من الفكر منطلقا ملعرفة الوجود أو الحقيقة‬
‫مؤكدا على أسبقية املثال بكل معانيه على الواقع‪( ...‬عبد السالم‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪)145‬‬
‫أما املثالية في علم الجمال فهي‪ :‬أن الغاية من الفن ليست في محاكاة الطبيعة وإنما في تمثل طبيعة وهمية (وهبة‪،2007 ،‬‬
‫ص‪)573‬‬
‫وهكذا يتبين لنا أن الفلسفة املثالية تهتم بإعمال العقل فال فكر بدون عقل وأنها هي أساس املعرفة الناتجة من العقل والفكر‬
‫بأوسع معانيه‪ .‬أي تعقل األشياء بالفكر‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ -‬الفلسفة املثالية ونظرتها للقضايا الكبرى‪:‬‬


‫تتشكل النظرة املثالية لطبيعة العالم واإلنسان والحقيقة واملجتمع والقيم والتربية والتي تتلخص في االتي‪( :‬يماني‪)2004 ،‬‬
‫العقل‪ :‬تفترض املثالية أن العقل قادر على االتصال باألفكار الثابتة واألزلية املوجودة في الروح‪ ،‬وهو بهذا يسمو على الجسم‬
‫ويسيطر عليه‪.‬‬
‫املجتمع‪ :‬تقسم املثالية املجتمع الى طبقات‪ ،‬طبقة عاملة‪ ،‬وطبقة املفكرين وتتضح هذه النظرة عند أفالطون حيث قسم‬
‫املجتمع إلى ثالث طبقات (الحكام والجنود والعمال)‪ .‬والطبقة العليا الحاكمة واملفكرة هي املسؤولة عن التوصل إلى الحقائق الثابتة‬
‫ونشرها بين جميع الطبقات األخرى‪ ،‬لتوجيه حياتهم ونشاطهم‪ ،‬وال يستطيع أفراد الطبقات األخرى أن يشاركوا في تطوير املجتمع‪ ،‬أو في‬
‫التعبير عن آرائهم في مشكالته‪ ،‬ألنهم غير معدين ألن يشاركوا في عمل القرارات‪ .‬ألنهم يعملون على خدمة االحتياجات االقتصادية‬
‫للمجتمع‪ ،‬أو الحماية املدنية للدولة من الداخل والخارج فقط‪.‬‬
‫القيم‪ :‬القيم الحقة هي القيم املثالية‪ ،‬وهي القيم املطلقة وليست متغيرة أو متبدلة‪ ،‬وأن الخير والجمال ليسا من صنع‬
‫اإلنسان‪ ،‬بل هما جزء من نسيج الكون‪ ،‬وأن قيم الفرد ال تصبح ذات داللة يمكن االعتماد عليها إال إذا ارتبطت بالحقيقة‬
‫الحقيقة‪ :‬الحقيقة النهائية موجودة في عالم آخر وهي مطلقة وعامة وشاملة‪ ،‬وهي خالدة ال تتغير ويمكن إدراكها عن طريق‬
‫التفكير‪.‬‬
‫الخير والشر‪ :‬يعد الخير أساس فلسفة أفالطون‪ ،‬فإن فلسفته وإن كانت تنصب على عالم الوجود كله فإن الغرض األقص ى‬
‫لتأمله الفلسفي هو الخير‪ ،‬الذي يدرك بوصفه أساس الوجود واملعرفة على السواء‪ ،‬فاملعرفة مهما تكن رياضيه أو أخالقية ال قيمة لها‬
‫مالم يكن هدفها الخير ألن الخير هو املعيار املطلق الذي تقوم عليه املعرفة ونقيسها‪.‬‬
‫وبالنسبة لجانب الخير والشر في اإلنسان يرى أفالطون أن اإلنسان شرير بطبعه‪ ،‬وما هبطت نفس من عالم املثل إال القترافها‬
‫الخطيئة‪ ،‬وما وجودها في الحياة إال تكفير عن هذه الخطيئة‪ ،‬ومن ثم أعلى من شأن العقل ألنه سبيل النفس إلى الخالص من سجن‬
‫الجسد‪.‬‬
‫فان وهو عالم املحسوسات‪ ،‬وعالم املثل هو عالم الوجود له‬ ‫العالم‪ :‬تؤمن بوجود عاملين‪ ،‬عالم الواقع الذي نعيشه فيه عالم ٍ‬
‫على األرض إال في عالم القيم املجردة‪ ،‬وعالم املثل اسيى بكثير من عالم الواقع حيث يرى أفالطون أن الروح منبعثة من عالم املثل‪ ،‬وأنها‬
‫مسجونة بشكل مؤقت في الجسم‪ ،‬بحيث أنها تعود مرة أخرى بعد املوت إلى موطنها األصلي‪ ،‬وعالم املثل‪ ،‬يماثل األخرة وعالم الواقع يماثل‬
‫الحياة الدنيا‪( .‬الرياش ي‪ ،2018 ،‬ص‪)52‬‬
‫املعرفة‪ :‬يعتقد املثاليين أن املعرفة هي‪:‬‬
‫مستقلة عن الخبرات الحسية وال تستمد منها‪.‬‬
‫يؤكد أفالطون على أن املعرفة مكتسبة من خالل الحواس يجب أن تظل غير أكيدة ألن املعرفة الحقيقة هي نتاج العقل فقط‪.‬‬
‫أن اإلنسان قادر على املعرفة من خالل عملية التفكير والتي هي وظيفة العقل‪ ،‬وبهذه العملية يستطيع أن يختبر مدى صحة‬
‫أفكاره وتماسكها املنطقي‪.‬‬
‫أن املعرفة تكون صحيحة إلى الحد الذي تشكل به نظاما‪ .‬وكلما كان النظام أكثر شموال كلما كانت األفكار التي يتضمنها أكثرا‬
‫اتساقا‪.‬‬
‫يؤكد املثالين على أن التفكير الحدس ي وبخاصة في الحياة الشخصية مهم أهمية البحث التفكير العليي‪.‬‬
‫يوصون بدراسة األدب والفن جميعا لتنمية املواهب الحدسية وتنظيمها مع تفحص الحدس ذهنيا وتجريبا كلما أمكن ذلك‪.‬‬
‫ان التعليم ال يتكون من استيعاب مواد معرفية مختارة‪ ،‬بل من اكتشاف الحقيقة بنفسه تلك الحقيقة التي تحيط بنا‬
‫وبداخلنا‪( .‬إسماعيل‪ ،2020 ،‬ص‪)7‬‬

‫‪19‬‬
‫)‪Arab Journal of Sciences & Research Publishing (AJSRP) • Vol 9, Issue 3 (2023‬‬

‫املبحث الثاني‪ -‬أسس ومبادئ الفلسفة املثالية‪.‬‬


‫لكل فلسفة من الفلسفات عدد من املبادئ والركائز التي بنيت عليها وفي ضوئها برزت عدد من التطبيقات لها والتي جاءت‬
‫مؤكدة للنظرة الفلسفية لرواد املثالية في قضايا الوجود واملعرفة والقيم والطبيعة البشرية وقد ذكر مقداد يالجن (‪2008‬م‪ :‬ص‪ 53‬ـ ‪)61‬‬
‫أن املثالية لها أربعة أسس تقوم عليها فيما يتعلق بنظرتها إلى الوجود واملعرفة والقيم والطبيعة البشرية ولها تصور خاص لكل‬
‫قضية من هذه القضايا األربعة يتلخص في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أساس الوجود أو التصور عن الكون‪:‬‬
‫املثالية تعترف بوجود عالم روحاني إلى جانب العالم املادي وينسحب هذا على وجود اإلنسان وأنه مكون من املادة والروح‬
‫وعنايتهم بالعالم الروحاني أكثر من العالم املادي ألن العالم الروحاني يعني املثالي هو األساس والعالم املادي ظل له‪ ،‬وتستهدف الوصول‬
‫باإلنسان إلى هذا العالم والسمو إليه بتربية خاصة بالتربية الروحية وتأخذ هذه التربية أكبر اهتمام من هذه النظرية من اهتمامها‬
‫بالجوانب األخرى من التربية مثل التربية الصحية والجمالية والفنية وغيرها‬
‫ويرى مرس ي أن املثالية تنظر إلى العالم على أنه عالم العقل والروح وليس عالم الواقع‪ ،‬وأن هذا العالم قد رسمته عقولنا‬
‫وأرواحنا‪ .‬وهكذا تختزل املثالية الكون بكل ما فيه إلى عنصر واحد هو "الروح أو العقل " التي يجب أن تفهم على أنها التجرد الكامل من‬
‫املادية‪( .‬مرس ي‪ ،‬م‪ ،1993‬ص‪.)163 :‬‬
‫ً‬
‫وتنظر الفلسفة املثالية أيضا إلى طبيعة العالم نظرة ازدواجية حيث قسم أفالطون العالم إلى قسمين‪:‬‬
‫عالم علوي سماوي (عالم الحقيقة املطلقة واملثل املطلقة)‪ :‬يحوي املثل العليا من الخير والحق والجمال‪ ،‬ويوجد فيه العدل‬
‫املطلق‪ ،‬والحقيقة املطلقة‪ ،‬والقيم املطلقة‪ ،‬وهذا العالم أزلي خالد غير قابل للتغير‪ ،‬وسيظل هكذا على الدوام وال يمكن إدراكه إال عن‬
‫طريق العقل وعالم املثل أرقى من عالم الواقع‪.‬‬
‫عالم سفلي (عالم املادة أو عالم املحسوسات)‪ :‬عالم الواقع املتغير‪ ،‬ندركه بحواسنا‪ ،‬وهو عالم مضطرب متحول ونهايته‬
‫الفناء‪ ،‬عالم غير حقيقي من صنع العقل وتصوره‪( .‬محمد‪ ،2002 ،‬ص‪)71 :‬‬
‫‪ -2‬أساس الطبيعة البشرية‪:‬‬
‫نظر ” أفالطون ” إلى الطبيعة اإلنسانية على أنها تتكون من العقل (الروح) واملادة (الجسم)‪ ،‬والعقل عند “أفالطون ” بمعنى‬
‫الروح‪ .‬والروح في نظره خالدة غير مادية‪ ،‬أما الجسم اإلنساني يولد وينمو ويذبل‪ .‬شأنه شأن األشياء األخرى التي تتغير‪ ،‬وتشبه ثنائية‬
‫الطبيعة اإلنسانية في نظر “أفالطون” نظرته إلى الكون فكالهما يتكون من عالم الروح‪ ،‬وعالم املادة فالكون ينقسم إلى عاملين‪ :‬عالم‬
‫سماوي علوي ال يحوي أشياء مادية‪ ،‬وإنما يضم مثال عليا كالحق والخير والجمال ويسود فيه العدل املطلق وتوجد فيه الحقيقة املطلقة‪،‬‬
‫وقد اصطلح على تسميته "عالم املثل " وعالم مادي حس ي متغير يمكن لإلنسان أن يدركه بحواسه‪( .‬شومان‪)95 ،2012 ،‬‬
‫فاملثالية تنظر إلى اإلنسان نظرة ثنائية‪ ،‬أي أنه نفس وجسم‪ ،‬وأن النفس جاءت من عالم املثل‪ ،‬وحلت في الجسم لتقض ي‬
‫ً‬
‫حكما بالسجن صدر عليها‪ ،‬وبعد املوت ستعود مرة أخرى إلى عالم املثل”‪( .‬فرحان‪1989 ،‬م‪ ،‬ص‪.)47 :‬‬
‫ً‬
‫ووفقا لهذه الفلسفة “فاإلنسان مؤلف من جوهرين أحدهما ينتسب إلى عالم املثل وهو النفس‪ ،‬واآلخر ينتسب إلى عالم الحس‬
‫وهو البدن‪ ،‬وبما أن النفس من عالم املثل فهي إلهية أزلية أبدية‪ ،‬وهي أسبق في وجودها في البدن وتبقى بعد املوت‪(.‬الجعفري‪2010 ،‬م‪،،‬‬
‫ص‪)26-25 :‬‬
‫ونجد أن أفالطون قد فصل في النفس اإلنسانية بشكل أكبر‪ ،‬فهو يرى أن النفس تتكون من ثالثة أنواع من القوى أو القدرات‬
‫أو امللكات هي‪ :‬قوة العقل وقوة الغضب‪ ،‬وقوة الشهوة‪ .‬وباختالف األفراد في القوى يختلفون في املهن التي يصلحون لها‪ .‬فحيث يكون‬
‫للعقل الغلبة‪ ،‬فصاحبه يصلح للمهن التي تتطلب الدرس والتحصيل والتفكير‪ .‬وحيث تتغلب اإلرادة فاملهن التي تصلح لها أعمال تتطلب‬
‫القوة كالشرطة والحرب‪ .‬أما حيث تسود الشهوات‪ ،‬فخير ما يصلح لها املهن التي تتطلب التجارة واإلنتاج حيث الربح وتتحقق الذات‬
‫الشخصية”‪(.‬النوري‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪)150 :‬‬
‫‪ -3‬األساس املعرفي وطبيعة املعرفة في الفلسفة املثالية‪:‬‬
‫املثالية حسب فلسفتها املبدئية في تقسيم العالم إلى العالم العلوي املثالي والعالم السفلي املادي الحس ي ترى أن مصدر املعرفة‬
‫ً‬
‫أساسا السماء أو العالم املثالي عالم األرواح‪ ،‬وترى أن اإلنسان يعني روح اإلنسان قبل أن تحل وتنزل في جسم اإلنسان كانت تعرف‬
‫املعارف ومزودة باملعارف ولكن ملا نزلت إلى الجسم نسيت املعلومات وتذكر املعلومات بالتدريج حسب النمو ومساعدة أدوات الحواس أو‬
‫أجهزة املعرفة في الجسم‬
‫ويرى اليماني أن املعرفة لدى املثاليين نوعان‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫… ‪The ideal theory in Plato’s Philosophy and it’s relevance‬‬ ‫‪ALbogami‬‬

‫معرفة حقيقية أزلية األفكار أداتها العقل‪ ،‬فالحقيقة النهائية واملعرفة املطلقة موجودة في العالم العلوي‪ ،‬وهي عبارة عن األفكار‬
‫العامة الثابتة والشاملة واملثل النقية األزلية وهي خالدة ال تتغير ووظيفة العقل هي البحث عن املعرفة الحقيقية املطلقة‪( .‬اليماني‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪)63‬‬
‫معرفة متغيرة حسية أداتها الحواس‪ :‬فالحواس ترتبط بالعالم املادي الحس ي وهو عالم متغير متقلب زائف‪ ،‬والحواس غير قادرة‬
‫على معرفة الحقيقة وإدراكها‪ ،‬كونها غير صادقة في إدراكها وال تدرك سوى األمور املتغيرة ومظاهر األشكال‪ ،‬بينما املعارف الحقيقة الثابتة‬
‫املوجودة في عالم املثل ال يدركها إال العقل وهو يستمد ثباته وخلوده منه‪ .‬والعقل هو الذي يدرك املعارف الحسية املتغيرة ويحولها إلى‬
‫صور ومعاني ويسوغها في أفكار مدركة‪( .‬العمايرة‪ ،2005 ،‬ص‪)105‬‬
‫ويمكن تلخيص آراء املثالية حول املعرفة في التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬املعرفة مستقلة عن الخبرات الحسية وال تستمد منها‪ ،‬ويؤكد أفالطون على أن املعرفة املكتسبة عن طريق الحواس هي معرفة‬
‫غير أكيدة‪.‬‬
‫‪ .2‬املعرفة الحقيقية هي نتاج العقل وحده ألن العقل بحكم طبيعته يحول فوض ى املادة إلى تأمل الترتيب والوضوح الذي تتسم به‬
‫النماذج األصلية النقية‪ .‬فالحقيقة تكمن في أفكار العقل وليس في العالم الفيزيائي‪.‬‬
‫‪ .3‬بعض املثاليين ومنهم أفالطون يعتقدون أن املعرفة هي عملية استدعاء لها من عالم الروح‪ ،‬واألفكار لها وجود مستقل في عاملها‬
‫الذي تنتيي إليه "عالم املثل" أما املثاليون في العصر الحديث ومنهم باركلي فيرون أن اإلنسان قادر على معرفة ما يدركه فقط‪،‬‬
‫وهذا يعني أن معرفته تتمثل في حالته العقلية فقط‪ ،‬فالوجود يتوقف على العقل‪.‬‬
‫‪ -4‬األساس القيمي في الفلسفة املثالية‪:‬‬
‫ذكر يالجن (‪2008‬م‪ ،‬ص‪ )58 :‬أن الفلسفة املثالية تهتم بالقيم وقد بين أحد روادها األوائل وهو أفالطون مثلثة القيم وهي قيم‬
‫الحق والخير والجمال‪ .‬وقد اشتهرت هذه القيم منذ أفالطون‪ ،‬واهتمام املثالية بالقيم من متطلبات تلك الفلسفة وقد انعكست هذه‬
‫القيم على نظريتها في نطاق واسع‪ ،‬ألن هذه القيم هي وسيلة للرقي إلى عالم املثل‪ .‬فال بد من تربية األجيال عليها حتى يكون الكمال‬
‫اإلنساني‪.‬‬
‫فيرى أفالطون "أن العالم امل ادي الذي نعيش فيه ال يستحق االهتمام ألنه أشباح فانية وإنما الذي يستحق االهتمام هو عالم‬
‫القيم الروحية واملثل العليا ألنه حقائق خالدة وهي تتمثل في الخير والجمال والحق‪ ،‬وأن الخير هو الحق وأنهما يتضمنان الدين والخلق‪.‬‬
‫من أهم املبادئ العامة لدى الفلسفة املثالية ما ذكره العمايرة (‪ ،2005‬ص‪ )89‬في اآلتي‪ :‬تركز الفلسفة املثالية على دراسة‬
‫ً‬
‫األهداف األخالقية السامية‪ ...‬تقوم على تمجيد العقل والروح معا‪ ،‬وتقلل من دور املادة‪.‬‬
‫تؤمن بوجود عاملين‪ :‬عالم الواقع‪ ،‬وهو العالم الذي نعيش فيه‪ ،‬وهو عالم فان‪ ،‬وهو عالم املحسوسات وعالم املثل‪ ،‬وهو عالم‬
‫ً‬
‫مثال ال وجود له على األرض وهو عالم املثاليات والقيم املجردة‪ ،‬وعالم املثال أسيى كثيرا من عالم الواقع‪ .‬كما (يري أفالطون أن الروح‬
‫منبعثة من عالم املثل‪ ،‬وأنها مسجونة بصفة مؤقتة في الجسم‪ ،‬بحيث أنها تعود مرة أخرى بعد املوت إلى موطنها السابق‪ ،‬وعالم املثل‪:‬‬
‫يماثل اآلخرة وعالم الواقع يماثل الحياة الدنيا‪.‬‬
‫تؤمن بوجود قيم ثابتة ال تتغير‪ ،‬وال يجوز الشك في صحتها‪.‬‬
‫ً‬
‫الحقيقة النهائية في نظر املثاليين هي الحقيقة املطلقة وتكتشف عن طريق العقل الذي يعتبر مصدرا للمعرفة‬
‫حياة التفكير والتأمل عندهم هي املثل األعلى للحياة اإلنسانية‪.‬‬
‫ترى أن املجتمع يتكون من طبقتين هما‪ :‬املفكرون والعمال‪( .‬عمايرة‪ ،2005 ،‬ص‪)89‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويرى جعنيني (‪ ،2004‬ص ‪ )120-119‬أن هناك عدة مبادئ تؤمن بها الفلسفة املثالية قديما وحديثا ولكن بدرجات متفاوتة‪،‬‬
‫لعل من أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬النظر إلى العالم نظرة ازدواجية‪ ،‬فهناك عالم األفكار (املثل) وهو العالم الحقيقي‪ ،‬والعالم اآلخر وهو العالم األرض ي وهو الظل‬
‫للعالم الحقيقي‪ ،‬وأن الحقيقة النهائية موجودة في عالم األفكار وهي ليست من صنع الفرد أو املجتمع ألنها مطلقة وشاملة ويمكن‬
‫للعقل معرفتها عن طريق اإللهام أو الحدس‪ ،‬وليس عن طريق الطرائق العلمية‪ ،‬أو الوصول إليها بواسطة العقل املطلق‪ ،‬وأن هذه‬
‫الحقيقة ذات طبيعة عقلية أو ذهنية أو روحية وهي املعرفة الحقيقية‪.‬‬
‫‪ .2‬تنظر إلى اإلنسان نظرة ازدواجية فهو مكون من عقل أو روح وجسم‪ ،‬وترتكز على الروح أو العقل وتهمل الجسم‪.‬‬
‫‪ .3‬تنظر إلى الكون املادي من خالل الذات العارفة وتعلق وجوده على وجود العقل الذي يدركه‪ ،‬وأن األشياء املادية هي مصدر الفساد‬
‫وأصل املعرفة الظنية‪.‬‬
‫‪ .4‬تؤمن بأن الوجود الحق على املاهية‪ ،‬بمعنى أن جوهر اإلنسان (ماهيته) الذي يعبر عن خصائصه الذاتية التي تميزه عن غيره من‬
‫الكائنات تسبق وجوده الفعلي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫)‪Arab Journal of Sciences & Research Publishing (AJSRP) • Vol 9, Issue 3 (2023‬‬

‫‪ .5‬تكمن الجذور العرفانية للمثالية في املبالغة في جانب واحد من جوانب عملية املعرفة املعقدة‪ ،‬وتضفي عليه صفة اإلطالق‬
‫وتفصله عن الواقع والعالم املادي‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .6‬تفسر نشوء األفكار من تلقاء نفسها مستقلة عن الواقع‪ ،‬فمفهوم األشياء يوجد مستقال عنها‬
‫‪ .7‬تعتبر أن العقل البشري جزء من العقلي الكلي الشامل املتغلغل في الكون‪ ،‬واملعرفة الحقيقية هي من نتاج هذا العقل والحقيقة‬
‫كامنة في أفكار العقل فاملعرفة مستقلة عن الخبرة الحسية‪.‬‬
‫‪ .8‬القيم ثابتة ال تتغير‪ ،‬ويتوصل إليها العلماء والعظماء عن طريق اإليحاء وال يجوز الشك فيها‪ ،‬وصالحة لكل مكان وزمان‪ .‬وأهم‬
‫القيم في نظرها هي القيم املطلقة وهي‪ :‬الحق املطلق والخير املطلق والجمال املطلق‪ ،‬وهي موجودة قبل وجود اإلنسان وجزء من‬
‫تركيب الكون‪ ،‬لذا يجب أن تقوم سياسة املدرسة على مبادئ راسخة ثابتة‪.‬‬
‫‪ .9‬تبحث الفلسفة املثالية في أمور الحياة والكون‪ ،‬فتكشف ثغرات وفجوات تحاول سدها بمنهج العلم فتفشل‪ ،‬ومن ثم تلجأ للعقل‬
‫وحده تسأله عن الحل فيدلها على أفكار خارج الطبيعة‪.‬‬
‫ومن خالل ماسبق يتضح لنا أن التيار املثالي يحمل الكثير من القيم الفاضلة والتي تلتقي مع ما دعت إليه الديانات السماوية‬
‫ولعل هذا من أهم األسباب التي أدت إلى شعبية التيار املثالي الذي أسسه أفالطون وراج في جميع أنحاء العالم كما أنها تدعو إلى إعمال‬
‫العقل والسعي الدائم إلى املعرفة واكتشاف الكون‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ -‬املذاهب املثالية وروادها‪.‬‬

‫املطلب األول‪ -‬أنواع من املذاهب الفلسفية‪:‬‬


‫عدد من الباحثين في مجال العلوم الفلسفية املتنوعة عادة بين عدة أنواع من املذاهب الفلسفية التي تندرج تحت إطار‬ ‫يميز ٍ‬
‫الفلسفة املثالية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬املثالية الواقعية أو األنطولوجية أو املفارقة (أفالطون)‪ :‬وهي تؤكد على وجود عالم بذاته من املثل يقع خارج فكر البشر واألشياء‪.‬‬
‫‪ .2‬املثالية الالمادية (بركلي) وهي ال تعترف بوجود الحقيقة الخارجية وتعتبر أن املوجودات املادية ال وجود لها في الواقع‪ ،‬بل في تمثالتنا‬
‫الذهنية عنها وهذه األخيرة نتلقاها من الفكر اإللهي مباشرة عبر األشياء (الوجود هو الوجود املدرك)‪.‬‬
‫‪ .3‬املثالية املطلقة أو املوضوعية (كانط) ترى أن كل ما نعرفه عن العالم من مفاهيم وحواس هو إنتاج محض للفكر‪ .‬ويقول كانط‪:‬‬
‫"إن ما أسميه مثالية متعالية للظواهر هو مذهب يعتبر أن هذه الظواهر هي تمثيالت ذهنية وليست أشياء بذاتها ألن معرفة األشياء‬
‫بذاتها أمر غير ممكن‪.‬‬
‫‪ .4‬املثالية الذاتية (فيشته)‪ :‬وتقدم على أنها فلسفة األنا‪ .‬إنها "مثالية" ألنها تجعل من املثال مبدأ للوجود و"ذاتية" ألنها تضع هذا‬
‫املثال في الذات األخالقية املطلقة أي أنها ترد حقيقة العالم الخارجي إلى التمثيالت الفردية‪.‬‬
‫‪ .5‬املثالية املوضوعية (شلنغ)‪ :‬ترد كل الظواهر املتعلقة بالوعي إلى نظام مطلق سابق على وجود اإلنسان‪.‬‬
‫‪ .6‬املثالية املطلقة (هيغل)‪ :‬تماثل بين الفكر والواقع فكل ما هو عقلي واقعي وكل ما هو واقعي عقلي وترى أن العقل عبر تطوره‬
‫الخاص به يعبر عن تطور الواقع‪.‬‬
‫‪ .7‬املثالية الظاهراتية (هوسرل)‪ :‬ترد معرفة واكتشاف جواهر األشياء واملفاهيم إلى الحدس‪( .‬الحاج‪ ،2003 ،‬ص‪( ،)23‬كيالني‪،1991 ،‬‬
‫ص‪( ،)102‬حسان‪)80 ،1993 ،‬‬

‫املطلب الثاني‪ -‬أوجه التشابه واالختالف بين مثالية أفالطون واملثالية الحديثة لكانط‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نستطيع أن نقول إن املثالية األفالطونية مثالية «مطلقة» تتجه إلى ما هو بذاته‪ ،‬ألنها ترى في الفكرة أو املثال موجودا متمرا‬
‫ً‬
‫متعاليا‪ ،‬هو عنصر املعرفة املطلقة التى هى املوجود املطلق ذاته‪ ،‬ذلك املوجود الذي ال يتغير‪ ،‬والذي بفضله تجيء األشياء كلها إلى‬
‫الوجود‪.‬‬
‫أما املثالية الكانطية فهي مثالية نسبية‪ ،‬تنظر إلى العالم كما هو عندنا‪ :‬فهي مثالية تقد العالم على قد اإلنسان إن صح هذا‬
‫القول‪ .‬وهذا هو املعنى الذي قصد إليه كانط حين أعلن ما سيماه باسم (الثورة الكوبرنيقية)‪.‬‬
‫واملثالية األفالطونية أبعد محاولة إلثبات هللا‪ .‬واملعرفة فيها ذات طابع سماوي‪ ،‬ألنها هي معرفة مصدر األشياء ومدبرها‪.‬‬
‫أما املثالية الكانطية فتركز عنايتها في املعرفة اإلنسانية‪ ،‬واملثال فيها مندمج في األشياء الخارجية غير متعال عليها‪ .‬وتتميز املثالية‬
‫القدمة بأن األفكار فيها "مفارقة" لعالم الحس واملادة‪ ،‬في حين أن األفكار فى املثالية الحديثة انما هى أفكارنا نحن عن العالم‪ .‬وإذا صح لنا‬

‫‪22‬‬
‫… ‪The ideal theory in Plato’s Philosophy and it’s relevance‬‬ ‫‪ALbogami‬‬

‫أن نستعير هنا تفرقة صوفية بين عالم الالهوت وعالم الناسوت‪ ،‬استطعنا أن نقول إن املثالية األفالطونية مثالية (الهوتية)‪ ،‬في حين أن‬
‫املثالية الكانطية مثالية «ناسوتية»‬
‫هذه بعض وجوه االختالف بين املثاليتين‪ .‬لكنا نستطيع مع ذلك أن نالحظ أننا في كال الضربين من املثالية نجد الفكر مستقال‬
‫ً‬
‫عن املوضوعات واألشياء‪ :‬ذلك ألن املثالية الحديثة ترى أن ما فينا من قوة على تعقل األشياء يجعل وجود هذه األشياء أمرا ثانويا‪.‬‬
‫(عثمان‪ ،1967 ،‬ص‪)8‬‬
‫وتتفق املثاليتان كذلك في أنهما مذهبان في املعرفة‪ :‬ألنهما يريان أنه ال ش يء في املوجودات إال ويمكن أن يكون متعقال‪ .‬وكلتاهما‬
‫ال تريد أن تكون مذهبا وجوديا‪ ،‬يقنع بمالحظة ما هو كائن وحاصل‪ ،‬ويقتصر على وصف األشياء كما تبدو للناظر‪ ،‬بل كلتاهما مذهب‬
‫إنشائي يرسم األشياء بحسب ما حقه أن يكون‪ ،‬ويريد أن يصل إلى جوهر األشياء وأصلها‪.‬‬
‫ومن وجهة النظر هذه ال تستطيع املثالية أن تقبل أن يكون (لألشياء) وجود في ذاتها‪ ،‬مستقل عن الفكر‪ ،‬ألن ما هو خارج‬
‫الفكر ال يمكن أن يكون متعقال‪ ،‬وبالتالي ال يكون شيئا‪ .‬والذات العارفة إنما تفكر‪ ،‬أي تعقل األشياء بالفكر؛ وأداة الفكر في التعقل هي‬
‫األفكار‪ :‬وإذن فال ش يء هنالك سوى األفكار‪ .‬واألمر كما رآه الفارابي وديكارت وكانط حين أكدوا جميعا أن الفكر هو الواقعة األولى‪ ،‬وهو‬
‫ً‬
‫أولى "املعطيات"‪ :‬فإن كل تفسير وكل قضية إنما تفترض وجود الفكر‪ .‬وهذا ش يء أصبح مسلما به عند الخاصة والعامة على السواء‪.‬‬
‫ألسنا نسمع الناس يصفون من يقول كالما ليس وراءه معنى محصل بأنه كالم (فارغ)؟ وإذن فالناس جميعا يسلمون بأنه البد من فكر‬
‫وراء كل قول‪ .‬وهذا ما يذهب إليه الفيلسوف على العموم‪ ،‬والفيلسوف املثالي على الخصوص‪ .‬وكل ما في األمر أن الفيلسوف ال يقف عند‬
‫هذا األمر موقفا سلبيا‪ ،‬وانما يعقد النية على أن يفسر كل ش يء بالفكر‪ .‬وإذن فقد جاهد أفالطون وكانط للوصول إلى املبادئ العقلية‬
‫لكل معرفة‪ .‬وقد دأب أفالطون على النصيح لنا بأن نلجأ إلى تلك األفكار واملثل‪( .‬عثمان‪ ،1967 ،‬ص‪)9‬‬
‫لكي نجد فيها حقيقة األشياء‪ .‬و(الثورة الكوبرنيقية) التي يحدثنا عنها كانط قوامها أن ترتب املوضوعات أو األشياء طبقا‬
‫للمعاني واألفكار‪ ،‬وبعبارة أخرى أن يكون ما باألعيان مطابقا ملا باألذهان‪ ،‬كما يقول املتكلمون االسالميون‪.‬‬
‫واملثاليتان األفالطونية والكانطية تريان أنه ملا كان مبدأ كل معرفة هو عينه مبدأ كل وجود‪ ،‬فان الفكر واملطلق متحدان‪.‬‬
‫ويترتب على هذا أن الفكرة هنا ليست مجرد هوية منطقية أو سيكولوجية‪ ،‬بل هي إدراك الوجود والوجود نفسه‪ .‬والفكرة إنما نجدها في‬
‫أنفسنا‪ .‬وهذا الطابع « الجواني) للحقيقة قد تميزت به هاتان املثاليتان‪ ،‬كما تميزت به مذاهب الذات‪ .‬ولئن يكن سقراط قد قال‪( :‬اعرف‬
‫نفسك بنفسك)‪ ،‬فقد صرح كانط بأن « عصرنا لم يعاد يريد أن يطول به أمد التلذذ بظاهر املعرفة »‪ ،‬وأهاب كانط بالعقل أن (يأخذ‬
‫ً‬
‫على عاتقه من جديد مهمة هي أصعب املهام جميعا‪ ،‬أال وهي معرفة الذات‪ ،‬وأن ينش ئ محكمة تضمن له‪ .‬مزاعمه املشروعة‪ ،‬وتستطيع في‬
‫ً‬
‫مقابل ذلك أن تكبح جماح شططه‪ ،‬ال بإصدار أحكامها اعتسافا بل باسم قوانينه الخالدة الثابتة) (عثمان‪ ،1967 ،‬ص‪)10‬‬
‫يتبين لنا مما سبق أن هناك أوجه قرابة وتشابه بين هاتين املثاليتين وهذا التشابه أدى إلى الخلط بينهما وقد أشار عثمان أمين‬
‫(‪ )1967‬في كتابه بعنوان "رواد املثالية في الفلسفة الغربية " إلى أوجه اختالف جوهرية بين الفلسفتين املثالية القديمة ألفالطون‬
‫والحديثة لكانط ومن بعده حيث قال‪" :‬عند التأمل يتبين أن املثاليتين متباينتان أشد التباين‪ .‬وشتان ما بين املثالية القديمة واملثالية‬
‫ً‬
‫الحديثة في مسائل كثيرة ذات خطر‪ :‬في املعرفة‪ ،‬واملطلق‪ ،‬والجوانية‪ ،‬والذات! لكل واحدة من هذه املسائل في املثاليتين طابع مختلف جدا‬
‫ً‬
‫داخل هذا التشابه في اللفظ والنية والقصد‪ .‬ويكفي تنبها إلى هذا االختالف أن نذكر أن املثالية القديمة إنما هى الواقعية امليتافيزيقية‬
‫املطلقة أو الواقعية املتطرفة‪ ،‬بينما املثالية الحديثة إنما خرجت من املذهب العقلي "القطعي" الذي ساد في فلسفة القرن السابع عشر‪،‬‬
‫واملذهب العقلي "الصوري" لدى فالسفة القرن الثامن عشر‪.‬‬

‫‪ -5‬الخاتمة (أهم النتائج‪ ،‬الخاتمة)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬أهم النتائج‪:‬‬


‫‪ .1‬تعد الفلسفة املثالية من أقدم الفلسفات الفكرية‪ ،‬والتي ترجع إلى أفالطون‪ ،‬وتؤمن بأزلية األفكار وكونيتها‪ ،‬وأن العقل حقيقة‬
‫كونية‪ ،‬وهو مصدر املعرفة الوحيد‪.‬‬
‫‪ .2‬التيار املثالي مذهب القديم وهو املذهب األفالطوني الذي يرى أن األفكار واملعقوالت أو املثل موجودة وجودا هو أسيى من الوجود‬
‫املحسوس‪ ،‬ألنها املبادئ النموذجية األصيلة لألشياء‪.‬‬
‫‪ .3‬قدم أفالطون فلسفة مثالية تحمل قيم عليا بما فيها من مبادئ وأفكار إيجابية وقد أصبح مصطلح املثالية شائع االستخدام‪.‬‬
‫‪ .4‬يرى املثاليون أن اإلنسان مكون من عقل ومادة‪ ،‬أو روح وبدن‪ ،‬أما الروح؛ فينسب إلى عالم املثل األزلي‪ ،‬الذي ال يدرك إال بالعقل‪،‬‬
‫وأما البدن فينسب إلى عالم الحس‪ ،‬ورجحت عالم املثل على عالم الحس‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫)‪Arab Journal of Sciences & Research Publishing (AJSRP) • Vol 9, Issue 3 (2023‬‬

‫‪ .5‬املثالية تعترف بوجود عالم روحاني إلى جانب العالم املادي وينسحب هذا على وجود اإلنسان وأنه مكون من املادة والروح وعنايتهم‬
‫بالعالم الروحاني أكثر من العالم املادي ألن العالم الروحاني يعني املثالي هو األساس والعالم املادي ظل له‪ ،‬وتستهدف الوصول‬
‫باإلنسان إلى هذا العالم والسمو إليه بتربية خاصة بالتربية الروحية‪.‬‬
‫‪ .6‬قد انبثق من نظرية املثالية ألفالطون مذاهب مثالية متشابه في أطرها الخارجية ومختلفة في تفاصيلها‪.‬‬
‫‪ .7‬من القضايا الكبرى التي تناولها التيار املثالي هي‪ :‬العقل‪ ،‬املجتمع‪ ،‬القيم‪ ،‬الحقيقة‪ ،‬الخير والشر‪ ،‬املعرفة‪ ،‬العالم‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الخاتمة‪:‬‬
‫املثالية مذهب فلسفي يرى أن العقل هو أساس املعرفة وأنه هو الحقيقة النهائية‪ ،‬فاملادة مظهر تتبدى فيه الروح واألرواح هي‬
‫ً‬
‫الفاعل‪ .‬وهكذا يتبين لنا أن الفلسفة املثالية هي الفلسفة العقلية الكلية التي ترى أن الواقع إن لم يكن منبثقا عن الفكر ومعتمدا عليه‬
‫في وجوده فهو على أقل تقدير مرتبط به فال واقع بدون فكر وال فكر بدون عقل‪ .‬وقد قسم أفالطون العالم األنطولوجي إلى قسمين‪ :‬العالم‬
‫املثالي والعالم املادي‪ ،‬فالعالم املادي هو عالم متغير ونسبي ومحسوس واملعرفة فيه نسبية تقريبية وجزئية وسطحيه وأن العالم الحقيقي‬
‫هو عالم املثل الذي يوجد فوقه الخير األسيى والذي يمكن إدراكه عن طريق التأمل العقلي والتفلسف وتوجد املعرفة الحقيقية في عالم‬
‫املثل الذي يحتوي على حقائق مطلقة ويقينية وكلية‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪.‬‬
‫إسماعيل‪ ،‬صالح‪ ،2020 ،‬الثنائية في فلسفة العقل‪ ،‬مجلة املعنى اإللكترونية‪ ،‬تاريخ الوصول ‪ 2023/1/12‬الرابط‪https: :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪///mana.net/10348‬‬
‫الجعفري‪ ،‬ماهر إسماعيل‪ ،2010 ،‬املناهج الدراسية فلسفتها بناؤها تقويمها‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جعنيني‪ ،‬نعيم‪ ،2004 ،‬الفلسفة وتطبيقاتها التربوية ‪.‬عمان‪ .‬األردن‪ .‬دار وائل‬ ‫‪-‬‬
‫الحاج‪ ،‬أحمد علي‪ 2003 ،‬أصول التربية‪ .‬ط‪ .2‬دار النجم النشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حافظ‪ ،‬ليلى عبد الرزاق إسماعيل‪2018 ،‬م‪ ،‬الفلسفة املثالية من منظور تربوي إسالمي‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬مجلد‪ ،29‬عدد ‪.115‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسان‪ ،‬حسان محمد وآخرون‪ ،1993 ،‬مقدمة في فلسفات التربية‪ .‬مصر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرياش ي‪ ،‬محمد ناصر‪ ،2018 ،‬تعليم الكبار في الحضارة اليونانية القديمة‪ ،‬مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جامعة بابل‪ ،‬العدد‪.38‬‬
‫الرياش ي‪ ،‬محمد ناصر؛ واليحيى‪ ،‬محمد عبد هللا‪ ،2018 ،‬أهداف التربية بين الفلسفة املثالية والفلسفة الواقعية ـ دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة‬ ‫‪-‬‬
‫الحكمة للدراسات الفلسفية‪.‬‬
‫شفشق‪ ،‬محمود عبد الرزاق‪ 1982 ،‬األصول الفلسفية للتربية ‪.‬الكويت‪ .‬دولة الكويت‪ .‬دار البحوث العلمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشهاري‪ ،‬شرف أحمد‪ ،2012 ،‬الفلسفة املثالية وأفكارها التربوية‪ :‬دراسة نقدية‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬مجلد‪ ،28‬عدد‪.1‬‬ ‫‪-‬‬
‫شومان‪ ،‬طه مصطفى‪ ،2012 ،‬الطبيعة اإلنسانية بين املثالية والواقعية في ضوء التربية اإلسالمية‪ :‬دراسة تحليلية‪ ،‬املجلة التربوية‪ .‬مج ‪،26‬‬ ‫‪-‬‬
‫ع ‪104‬‬
‫صليبا‪ ،‬جميل‪1982 ،‬م‪ ،‬املعجم الفلسفي‪ ،‬مج‪ ،2‬ط‪ ،1‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد السالم‪ ،‬نادية عبد الهادي‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬املثالية املطلقة في الفكر الفلسفي الحديث ـ عرض وتحليل‪ ،‬كلية الدراسات اإلسالمية والعربية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عثمان‪ ،‬أمين‪ ،1967 ،‬رواد املثالية في الفلسفة الغربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عزوز‪ ،‬إيمان‪2017 ،‬م‪ ،‬نظرية الدولة املثالية عند أفالطون‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم الفلسفة‪ ،‬جامعة‬ ‫‪-‬‬
‫محمد بوضياف‪،‬الجزائر‪.‬‬
‫عمايرة‪ ،‬محمد حسين‪ ،2005 ،‬أصول التربية التاريخية والفلسفة والنفسية والفلسفية‪ ،‬ط‪ ،4‬دار املسيرة‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فرحان‪ ،‬محمد جلوب (‪ )1989‬دراسات في فلسفة التربية‪ ،‬املوصل‪ .‬العراق‪ .‬مطبعة التعليم العالي‬ ‫‪-‬‬
‫فياللي‪ ،‬أنيس؛ ودعيش‪ ،‬خير الدين‪ ،2021 ،‬جمالية املثال وإشراقات الفيض عند أفالطون‪ ،‬مجلة علوم اللغة العربية وآدابها‪ ،‬مجلد ‪،13‬‬ ‫‪-‬‬
‫العدد ‪1‬‬
‫كيالني‪ ،‬محمد أحمد الصادق‪ ،1991 ،‬التحليل الفلسفي ومفهوم فلسفة التربية مجلة العلوم التربوية والنفسية ‪ -‬جامعة املنوفية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مرس ي‪ ،‬محمد منير‪ ،1993 ،‬فلسفة التربية واتجاهاتها ومدارسها‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهبة‪ ،‬مراد‪ ،2007 ،‬املعجم الفلسفي‪ ،‬دار قباء الحديثة للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يالجن‪ ،‬مقداد‪ ،2008 ،‬النظريات التربوية في ضوء اإلسالم‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اليماني‪ ،‬عبد الكريم علي‪ ،2004 ،‬فلسفة التربية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪24‬‬

You might also like