Professional Documents
Culture Documents
جامعة باتنة1
ismahanazouz@yahoo.com
لقد تعددت المقاربات في تفسير األمراض ومسبباتها بغرض فهم آلياتها والعمل على
التكف ل األحس ن بالمرض ى ،فق د ك ان التوج ه الط بي يرك ز على الم رض والج انب
العض وي دون االهتم ام بالج اني النفس ي والعوام ل النفس ية ال تي تمث ل عوام ل مفج رة
لألمراض العضوية فكان التوجه أحادي ولم يأتي هذا التوجه بنتائج مرضية للمرضى
وال للتحكم في سيرورة المرض لذا أصبح االهتمام بالمريض كوحدة كلية متكاملة
في ش موليته أين يك ون للج انب النفس ي للف رد دور في ظه ور الم رض ،تط وره أو
ش فائه إذا الت داخل بين النفس ي والجس دي ق د أع اد النظ رة الكلي ة لإلنس ان فلم يع د
باإلمك ان نهج المنهج الط بي دون النظ ر إلى وج ود خلفي ة دينامي ة نفس ية للمظ اهر
العض وية ،وه ذه العالق ة بين األبع اد النفس ية والجس دية للف رد هي أس اس ميالد فك ر
جديد يعرف بالمقارب ة السيكوس وماتية وهذا ما س نتناوله من خالل محتوى المقياس
أين يتمكن الطالب من :
معرف ة الحق ل السيكوس وماتي واالطالع على اهم الم دارس المفس رة
لالضطرابات النفس جسدية وكيف فسرت ظهور االضطراب الجسدي الن اتج
عن المشكالت النفسية.
التعرف على أهمية بروفيل الشخصية وعالقته بخصوصية العرض أو المرض
السيكوسوماتي .
التع رف على اهم االم راض السيكوس وماتية وأكثره ا انتش ارا ،انطالق ا من
نشوئها الى غاية طريقة التكفل.
التعرف على التظاهرات السيكوسوماتية عند الطفل.
:المحاضرة األولى +المحاضرة الثانية
هل يمكن أن تسهم العوامل النفسية في كل من الصحة والمرض؟ وإذا كان
األمر كذلك
كيف تغير العمليات العقلية من الميكانيزمات البيولوجية في الجسد؟
لقد كان للنفس منذ أقدم العصور مكانتها في الطب بطريقة أو بأخرى وك انت النظرة
نفس-جسد نظرة تتأرجح بين التأييد والرفض .ولتوضيح كيفية ميالد السكوسوماتية
وجب التط رق ألهم المحط ات التاريخي ة ال تي وض عت فيه ا ب ذور السيكوس وماتية
بصمتها في النهاية.
ي رى ه نري Henrieyأن الطب ت أرجح من ذ الماض ي الس حيق بين تي ار دين امي
تركيبي يدرس اإلنسان باعتباره كل ال يمكن فصله وهي مدرسة COSالتيار األول
بزعامة هيبوقراط حيث كان أول من أضفى الطابع العلمي على الطب الفلسفي وعمل
جاهدا لتفسير أي مرض من خالل سببيته وطبيعته والذي ربط مزاج الفرد باألخالط
األربع ة (ال دموي يف رزه الكب د /البلغمي تف رزه الرئت ان /الص فراوي تف رزه
المرارة/السوداوي أو اللمفاوي تفرزه الطحال).واعتبر أن الشخص السوي ه و ال ذي
له توازن بين هاته األخالط.
أما التيار الثاني فقد ظهر عن طريق جليان Galienفي القرن الثاني قبل الميالد
والذي يرى أن لألعراض جذورها المستقلة ألسباب تشريحية بحتة وطورت بالتالي
التص ور الوض عي الح الي-.كم ا نج د أفالط ون ال ذي رفض مب دأ الفص ل بين النفس
والجسد على الصعيد العالجي إذ كتب 347/428ق م .أن طبيعة الجسد ال يمكن
أن تكون مفهومة مالم ننظر للجسد ككل وهذا هو الخطأ الكبير ألطباء عصرنا إذ
أنهم يفض لون الجس د عن النفس في مع الجتهم للجنس البش ري .ويبقى ابن س ينا
المرج ع الموض وعي األول له ذا التص ور إذ يعت بر أول من نق ل وح دة النفس الجس د
إلى المي دان العلمي التجري بي وأحس ن تجرب ة لجاري ة مريض ة في بالط المل ك وال تي
كانت منحنية( بسبب تصلب مفاجئ في المفاصل )
د وماتيك أتى على ي طلح السيكوس دقيق لمص تخدام ال إال أن االس
Deutsch,1927بع د تن اول وتط وير الحق ل السيكوس وماتي في أمريك ا من
مجموع ة من المحللين وأش هرها مدرس ة ش يكاغو دون نس يان أعم ال الكس ندر و
دينب ار ( ) Alexander ,Dunbarمم ا مه د الطري ق أم ام م ارتي وس امي علي
ومدرسة البسيكوسوماتيك الحديثة والتي سنتناولها في المقاربات النظرية.
بينم ا ك ارل ه اس :يعرفه ا بانه ا االم راض البدني ة ال تي يمكن ان يك ون له ا ج ذور
سيكولوجية أي غالبا ما تكون ناشئة عن التفاعل بين المتغيرات الجسمية واالنفعالية
وتتأثر بمواقف الحياة وضغوطها.
في حين فيصل الزراد فعرفها بأنها اضطرابات عضوية أو حشوية والتي يشرف على
عملها الجهاز العصبي الالإرادي والتي ترجع أصال إلى عوامل نفسية مثل االنفعاالت
المتراكمة واإلجهاد النفسي.
-3أه داف السيكوس وماتية :تمام ا كب اقي العل وم والف روع الطبي ة ،ف ان اله دف
األساس ي للسيكوس وماتية هي الوص ول إلى العالج المناس ب وله ذا ينتهج
السيكوسوماتيين وسائال مختلفة للوصول إلى غرضهم ومن هذه السبل :
تحديد بروفيل الشخصية لكل مرض جسدي وبالتالي يصبح من الممكن التنبؤ
باحتمال اإلصابة بمرض ما قبل حدوثه مما يرسي قواعد العالج الوقائي.
إيصال المريض إلى التوازن بين حالتيه الجسدية والنفسية أو ما يسميه مارتي
التنظيم النفس جسدي.
اس تغالل العل وم اإلنس انية وعلم النفس لتحس ين المس توى الع ام للحي اة
اإلنسانية فالوصول بالفرد الى أفضل مستوى عقلي وصحي من أسمي اهداف
السيكوسوماتية.
المساهمة في تك وين نظرة كلية متكاملة عن الوج ود اإلنساني وعن اإلنسان
بمعنى دراسة االنسان في اطاره البيونفس اجتماعي.
دراس ة الص الت المتبادل ة بين األوج ه الس يكولوجية واألوج ه الفيزيولوجي ة
لجم ع الوظ ائف الجس مية في حال ة الص حة والم رض ،ح تى ي دمج في س لك
واحد( .العالج العضوي والعالج النفسي)
المن احي النظري ة المفس رة لالض طرابات السيكوس وماتية :لق د ش هد ت اريخ .II
السيكوس وماتية ب روز ع دة مقارب ات وتص ورات مفس رة لالض طراب السيكوس وماتي
وتعددت النظريات المختلفة والتيارات المتباينة من تيار تحليلي ومنها غير تحليلية،
وهذا ما سنفصله بشيء من االختصار متعرضين ألهم هذه النظريات
النظريات الكالسيكية: -1
:النظري ات التحليلي ة الدينامي ة :نج د في ه ذه النظري ة رواد المدرس ة 1-1
األمريكي ة والمت أثرين بالمدرس ة التحليلي ة لف ر وي د من أمث ال :
الكسندر ،دنبار ،فيليكس..
وه و عب ارة عن تص ور دين امي لوج ود ص راع تهتم بت وفر األرض ية لح دوث الم رض
وعلى العموم فقد ارتكزت تصوراته في المجال على نظريتين أساسيتين :نظرية تهتم
بالخصوصية التي تنطلق من مسلمة أساسها أن كل حالة انفعالية تحدد ظهور تناذرات
فيزيوباتولوجي ة ،ونظري ة عص اب العض و وه و أن العص اب اس تجابة لحال ة انفعالي ة
صراعية ال يستطيع الفرد التحكم فيها .وبالتالي فهو حالة نفسية تتميز بقمع مزمن أو
دوري لالنفعاالت التي التجد لها تصريف ال على المستوى النفسي وال على مستوى
المخارج السلوكية .إذ افترض أن لبعض الصراعات خاصية التأثير على أعضاء معينة
فالخوف والغضب ينعكسان غالبا على صعيد القلب واألوعية في حين مشاعر التبعية
والحاجة للحماية ينعكسان غالبا على صعيد الجهاز الهضمي.
إذ سمحت لها النتائج أن األمر يتعلق ببنية الشخصية التي تضعف منطقة محددة من
الجسم أمام االعتداءات الخارجية التي تمهد األرض لحدوث الجسدنة مما مكنها من
وصف شخصية المصاب باضطراب الشريان التاجي وشخصية المصاب بالسكري.
/1-2المدرسة التجريبية :نظرية اإلجهاد لهانز سيلي :يعتبر سيلي 1956رائدها إذ
يذهب إلى أن الجسم يستجيب للمثير المزعج بتحريك مصادر فسيولوجية وأجهزته
العضوية لمواجهة الضغوط بردود األفعال المعدة لمواجهة الخطر والضغط النفسي
وتص بح أجه زة والي ات المواجه ة في حال ة من اإلجه اد وق د تنتج عن ذل ك بعض
األعراض الفسيولوجية .تمر استجابة الضغط عبر 3مراحل وهي:
-1مرحل ة اإلن ذار :ويح دث خالله ا أن يق وم الفص األم امي للغ دة النخامي ة ب إفراز
هرمون ( ) ACTHوهو الهرمون المنبه للغدة الكضرية ،فهو ينشط لحاء الغدة
إلفراز مزيد من هرمون األدرينالين وهرمون الكورتيزول لمجابهة الخطر.
-2مرحلة المقاومة :إذا استمر الضغط في التنبيهات الدائمة فقد يتبع مرحلة اإلنذار
مرحلة مقاوم ة وخالل ه ذه المرحلة تتوق ف التغييرات الفس يولوجية ال تي حدثت في
المرحل ة الس ابقة وتح دث زي ادة في مقاوم ة العنص ر الض اغط وتنخفض المقاوم ة
للمنبهات األخرى معا ،وإذا استمر الضغط تدخل العضوية في مرحلة ثالثة وهي:
-3مرحل ة اإلجه اد :وهي المرحل ة ال تي يص ل فيه ا الجس م (العض وية )إلى مرحل ة ال
يستجيب بعدها ألي منبه إنذار أو مقاومة كما تفقد الغدد المفرزة للهرمونات الس ابقة
ق درتها على مزي د من اإلف رازات وتح دث فوض ى عض وية لم ا يح دث خالله ا من
اس تجابات وردود أفع ال غ ير موزون ة ت ؤدي إلى ض رر ب دني دائم أو االض طراب
السيكوسوماتي وهو ما يطلق عليها سيلي زملة التكيف العام.
-2مفه وم الص دمة :تحص ل الص دمة في اغلب األحي ان قب ل نهاي ة النم و وهي
ظاهرة ذات طبيعة وجدانية تمس التنظيم العقلي بدرجة أولى فالقدرة على تحمل
الص دمات تختل ف من ف رد ألخ ر وبالت الي فم ا يش كل ص دمة عن د ف رد م ا ق د ال
يحدثها عند فرد أخر .
غرائز الحياة وغرائز الموت :في بداية حياة الفرد تسيطر غرائز الحياة على -3
غرائز الموت ولكن هذه السيطرة ال تدوم ،إذ قد تتفوق غرائز الموت على
غرائز الحياة مؤدية إلى خلل التنظيم إما تسبب الضعف والتعب الناتجين عن
التقدم في السن أو بفعل الصدمات التي تتعرض لها الفرد خالل مراحل نموه.
التثبيتات والنكوص :النكوص هو حركة إلعادة التنظيم ويحدث حول نظام -4
وظيفي ك ان في وقت م ا موض وع تث بيت ،وه و م ا يس مى بتقوي ة النظ ام
الوظيفي ويصبح باستطاعته التصدي لخلل التنظيم مستقبال.
ويف ترض أن الجه از المن اعي ينش ا أساس ا من نظ ام عالئقي خ اص وان ه يت أثر بالجه از
النفس ي ف أي تغ ير يط رأ على الحال ة العقلي ة للف رد إذ ت ؤثر ت أثيرا مباش را على وظيف ة
الجهاز المناعي والعكس صحيح .ويستند سامي على أهمية ودور عدم تناسق التطور
النفسي من مراحل الطفولة المبكرة في إحداث األمراض السيكوسوماتية ،إذ أن عدم
التناسق هذا يجول دون تأسيس ميكانيزمات دفاعية مالئمة وهذا مايؤدي إلى ضعف
وهشاشة األنا.
نمط الشخصية أ : Aيتميز هذا النمط بأنه مسئول عن استجابة مفرطة إزاء -1
المواق ف المجه دة ،إذا يتص ف بقل ة الص بر والتعص ب وزي ادة الق درة
التنافس ية ،اإلص رار على تحقي ق اك بر انج از في اق ل وقت ،زي ادة الش عور
بالعدائي ة ،ل ديهم إحس اس ب ان ال وقت يس رقهم وان مس ؤولياتهم كب يرة ،
يسيرون ويتحركون ويأكلون بسرعة وامتالء نمط الحديث بالقوة والحيوية ،
يق اطعون من يح دثهم ويكمل ون كالم ه ،ومث ل ه ذه الجه ود المس تمرة تنتج
تنشيطا مفرطا للجهاز السمبثاوي وتنجر عنه عواقب متعددة تتمثل في ارتفاع
ضغط الدم ،انقباض األوعية الدموية ،إفراز مفرط لألدرينالين وبالتالي فهم
أكثر استهدافا ألمراض الشريان التاجي.
نمط الشخصية ب : Bيتميزون باالسترخاء والميل للقيام باألعمال السهلة -2
والتعاون أي يعيشون الحاضر ،وتحقيق االنجازات ضمن الحد المعق ول دون
المبالغ ة أي أنهم يعيش ون بشكل استس المي نوعا ما ويأخ ذون األم ر بسهولة
فهم اقل انخفاضا لالستهداف لألمراض القلبية.
نم ط الشخص ية س : Cاس تطاعت لي ديا تيموش وك 1987تمي يز بعض -3
السمات الشخصية المرتبطة لالستهداف لإلصابة بالالورام السرطانية ،وتتسم
الشخصية بأنها متعاونة ،عطوفة ،سلبية ،قليلة الثقة في ذاتها ،مضحة بذاتها
،باإلضافة إلى أنها تكبت مشاعرها ،تمتاز بالثبات أمام المصائب ،لديها ميل
إلى مشاعر العجز واليأس ،فالعجز عن تفريغ التوتر واإلفصاح عما يستبد به
من انفعاالت ،تعجز عن التعبير عن غضبها وعدوانيتها ،في وقت تسعى فيها
للحف اظ على واجه ة قوي ة وس عيدة ،وفي س نة 2008أض افت تيموش وك
ارتباط انخفاض وظيفة المناعة في هذا النمط من الشخصية.
نمط الشخصية د : Dطور هذا النمط سنة 1998من طرف جوهان دين ولت -4
يش ير ح رف د في الكلم ة االنجليزي ة ( Ditressالمحن ة و التعاس ة )
يتم يزون ب أنهم يمتنع ون عن التعب ير عن مش اعرهم وهم ال ذين يرتبط ون
باألمراض المرتبطة باإلجهاد ألنهم أكثر تطوير لمشاعر السلبية من قلق وتوتر
وس رعة غض ب ،الالمب االة نح و المحيطين واالنس حابية والش عور بالوح دة ،
يميل ون إلى الك ف عن التعب ير عن ال ذات في التف اعالت االجتماعي ة ،فهم
متوترون كنتيجة لسوء األحوال االجتماعية التي يعيشونها نتيجة الشعور بعدم
األمن يتجنبون الخطر الموجود في التفاعالت االجتماعية مثل االنتقاد أو عدم
الحص ول على الموافق ة من اآلخ ر ل ديهم مش كلة في تك وين الص داقات ،
الخوف من الرفض أو المعارضة ،أكد الباحثون أن زيادة هرمون الكورت يزول
تزيد من التوتر والقلق بشكل مضاعف لديهم مما يؤدي إلى تسريع ضربات
القلب ،توس يع األوعي ة الدموي ة وبالت الي فهم أك ثر عرض ة لخط ر الم وت
المفاجئ ،وأكثر عرضة للجلطات والسكتات القلبية.
يعتبر الكساندر ودنيبار أول من بينا كيف أن المصاب بارتفاع ضغط الدم تتنازعهم
ميوالت متناقضة من جهة الحاجة إلى السلبية والتبعية التي يعيشها الفرد كإنقاص من
القيم ة مخجل ة وغ ير مقبول ة ومن جه ة أخ رى س لوك رد فع ل يه دف إلى التحكم في
الوضعيات إلى السيطرة والى االستقاللية .مثل هؤالء المرضي يظهرون عادة بمظهر
خ ارجي ه اديء ال مب الي وال ذي يخب أ ش دة انفعالي ة معت برة ،وهي عدواني ة اتج اه
المحيط والتحكم في الذات عموما يكون نتيجة لحزم هؤالء األفراد وهم يستعملون
طاقة كبيرة لقمع عدوانيتهم وعاطفتهم.إثباتهم لذواتهم ،تنافسهم ونضالهم للبحث
عن مسؤوليات كأن يكون رئيسا ومرؤوسا في الوقت ذاته.
-هناك العديد من المميزات التي تنطوي عليها شخصية المصاب بالشريان التاجي
les coronariensال تي وص فتها دنب ار ،وق د يك ون ظه ور النم ط أ ( )Aعن د
ش خص س ليم مؤش ر ا نفس يا لإلص ابة بالش ريان الت اجي وله ذا يس مى ه ذا الن وع من
النموذج coronogeneونجد فيه الطموح االجتماعي ،الشعور بضياع الوقت
،وظه ور ردود فع ل ع دم الص بر .كم ا وج د ل ديهم نف ع اجتم اعي معت بر وال ذي
يتص ادف م ع حال ة الض غط ال دائم في العالق ة االجتماعي ة م ع حساس ية مفرط ة إزاء
الفشل .
-أم ا المص اب بالقرح ة المعدي ة حس ب الكس اندر فنج د لدي ه الكث ير من المم يزات
ال تي ذكرناه ا عن د المص اب باالض طرابات القلبي ة الوعائي ة .باإلض افة إلى المي والت
الفمية المحبطة عند المصاب بالقرحة وعلى الحاجة الشديدة للتبعية والحماية التي
قد يقمعها ويبعدها عن طريق نشاط مفرط وسلوك طموحي وتنافسي .قد يعوضها
باالشباعات التي يجدها في العالقات العائلية والزوجية .وأيضا بعكس مرضى الضغط
الدموي الذين يشكون من الوسط الطبي فان مريض القرحة المعدية تابعين ومنتظرين
وال يبادرون.
-بالنسبة لمرضى الربو نجد لديهم الطموح والتعلق وأيضا الحساسية المفرطة ،تأخذ
خاصية التبعية وبالتحديد البحث عن الحماية والتدليل من طرف األم.وعادة ما نجد
عندهم ارتباط كبير باألم.
المغص غير واضح األسباب :يظهر المغص عند الرضيع بعد فترة 10-8أيام -1
من البكاء والنوبات الحادة والتي يصعب على الوالدين مواجهتها .تظهر غالبا
بعد الرضاعة عندما يغفو الطفل أثناء النوم وال يكشف الفحص الجسدي عن
أي اضطراب عضوي واضح .يأتي على شكل نوبة من اإلثارة والتهيج والبك اء
ال تي تب دأ وتتوق ف دون وج ود أي س بب واض ح مفج ر له ا .يظه ر عن د
األطف ال مف رطي الت وتر ويرض عون حليبهم بنهم فهم متص لبون ألمه ات
حص ريات تفس رن بك اء أطف الهن بش كل غ ير مالئم ،يف رطن في إطع امهم م ا
يزيد من مشكل الهضم ويدخل الطفل في حلقة مفرغة ،يتصلب الطفل اثر
تص لب أم ه ال تي لم تس تطع ف ك ترم يز بك اءه وتس تجيب باعط اءه رض اعة
إضافية.
اإلص ابة باالكزيم ا :تعت بر أم راض النط اق الجل دي مك ان مم يز للتواص ل م ع -2
الع الم المحي ط ،ح اجز ض د االعت داءات الخارجي ة ،غالف يح د ويح وي
الداخل ،منطقة التبادل بين الداخل والخارج والمظاهر الجلدية ( االحمرار ،
الشحوب ،التعرق ،القشعريرة ) لها أصولها الفسيولوجية والنفسية.
واالكزيما عند الرضع في شكلها النموذجي :االكزيما االستشرائية (eczéma
) atopiqueتب دأ ب الظهور في الثالثي الث اني على الخ دين والرقب ة ويمكن أن
تنتش ر في جمي ع أج زاء الجس م .ت تراجع في كث ير من األحي ان خالل الس نة
األولى .وق د الح ظ س بيتز ت واتر ظه ور االكزيم ا عن د الرض ع ال ذين يعيش ون في
مؤسسات( األمهات العازبات ) إذ يبدو أن هذه االكزيما تأتي كرد على العدائية
الالواعي ة ال تي يتنك ر في القل ق الواض ح ل دى األم وال ذي يك ون أص ل االس تجابة
الجلدي ة المرض ية لرض يع حام ل الس تعداديه خلقي ة .فاالكزيم ا هي إم ا دع وة
للمالمسة أو رفض للمالمسة .إذ يرى النابلسي 1988أن االكزيما تشكل طلبا
ملح ا على األم لمالمس ته أو يش كل ن وع من العزل ة النرجس ية لتع ويض االث ارات
االيجابية المرفوضة له ال شعوريا من طرف األم هكذا يصبح المرض مصدر إثارة
ورسالة تبين استقاللية الجسم كمنبع لذة ويجب على األم تدعيمها.
* الشكل األزرق :وهو الشكل األكثر شيوعا بنسبة %80يتميز بفقدان الوعي
ويحدث في سياق البكاء بمناسبة التوبيخ واإلحباط واأللم :يشهق الطفل بشدة ،
يتسارع تنفسه حتى االنسداد واالنحباس القسري للشهيق ،تظهر زرقة في لون
الطفل ويفقد وعيه بعدها.
* الشكل الباهت :ويتميز بحدوث إغماء يأتي عادة بعد حدث غير مرغوب وغير
س ار :الم مف اجئ ،خ وف ،انفع االت ش ديدة ،يطل ق الطف ل ص رخة
قص يرة ،يش حب لون ه ويس قط .في كال الش كلين يح دث تقلص ظه ري ،بعض
الحرك ات االرتجاجي ة واالرتعاش ية لألط راف .ع ادة م ا تختفي النوب ات عن د س ن
الثالثة تقريبا.ومن الضروري مالحظة الظروف التي يحدث فيها التشنج كان يظهر
في وجود بعض أفراد األسرة فقط (األم أو الجدة) وعلى المستوى الفسيولوجي
تظهر دراسات تخطيط الدماغ الكهربائي عدم وجود أي شذوذ من نوع الصرع
او وجود إشارات مميزة لنقص االكسجة الدماغية .
تص نيف االض طرابات السيكوس وماتية :ق ام فيص ل ال زراد بحص ر جمي ع .V
االض طرابات السيكوس وماتية وق ام بتص نيفها حس ب ن وع االض طرابات وذل ك على
النحو التالي :
اضطرابات الجهاز الهضمي :نجد :اضطراب القرحة المعدية ،قرحة االثنا
عش رة ،الته اب المع دة الم زمن ،الته اب القول ون ،اإلمس اك الم زمن ،
اإلسهال المزمن ،فقدان الشهية العصبي ،عسر الهضم ،األلم انتفاخ البطن
والتجش ؤ ،.الس منة الفرط ة ،الته اب الفتح ة الش رجية ،الته اب البنكري اس ،
أع راض م رض ك رون ،الته اب الكب د والحويص لة الص فراء ،الته اب الزائ دة
الدودية.
اض طرابات الجه از التنفس ي :نج د في ه الرب و الش عبي ،اإلص ابة ب النزالت
البردية ،التدرن الرئوي (السل) ،الحساسية األنفية للروائح.
اض طرابات الجه از القل بي وال دوران :الخفق ان أو لغ ط القلب ال وظيفي ،
انس داد الش رايين التاجي ة واألوعي ة الدموي ة ،عص اب القلب ،الذبح ة
الصدرية ،ضغط الدم األساسي ،انخفاض ضغط الدم .
االض طرابات الجلدي ة :االرتكاري ا ،الحك ة ،حب الش باب ،االكزيم ا ،
تس اقط الش عر ،ف رط التع رق ،الحساس ية الذاتي ة للك رات الحم راء ،م رض
الصدفية .
االضطرابات الجنسية :العنة أو البرود الجنسي لدى الرجل ،البرود الجنس ي
لدى المرأة ،القذف المبكر ،القذف المتأخر ،تشنج المهبل ،عسر الجماع
،اض طراب الحيض ،العقم (أنث وي ،ذك وري ) اإلجه اض المتك رر ،آالم
الحوض .
اض طرابات الجه از العض لي والهيكلي :آالم الظه ر ،الته اب المفاص ل ش به
الروم اتيزمي ،فق دان التناس ق العض لي ،ض مور العض الت ،العض على
النواجذ .
اض طرابات اإلخ راج :التب ول الالإرادي ،الت برز الالإرادي ،ك ثرة م رات
التبول ،احتباس البول
اضطرابات الغدد والهرمونات :مرض السكري ،البدانة ،التسمم الدرقي .
اضطرابات الجهاز العصبي :الصداع ،الصداع النصفي ،الدوخة والدوار ،
الخلجات ...
اض طرابات سيكوس وماتية اخ رى :اإلحس اس ب األلم ،اض طرابات الن وم ،
السرطان ،نزيف األذن الوسطى ،اضطرابات الحمل ،مشاكل الغدة الدرقية
...
-2النظ ر في ت اريخ الحال ة للوق وف على الج وانب المرض ية والس وية لدي ه ،
وم دى استبص اره بنفس ه ام ان ه ال يس تطيع أن ي رى نق اط الض عف في نفس يته أو
شخصيته ويؤكد على أن مشكلته عضوية.
-3ازم ان الحال ة وت ردد الم ريض على عي ادات األطب اء وإج راء كاف ة الفح وص
والتحاليل واالختبارات الطبية دون وجود سبب عضوي واضح يفسر لألخصائي
شكوى المريض.
-4أن ال ينظ ر للم ريض بمع زل عن س ياقه االجتم اعي للكش ف عن الض غوط
الخارجية التي هي عوامل مساعدة على االنفجار لمن لديه استعداد داخلي.
-وج ود ت اريخ لأللم مرتب ط ب أربع وظ ائف مختلف ة على األق ل (ال رأس ،البطن،
الظهر ،المفاصل ،االطراف ،الصدر ،المستقيم )
-وج ود عرض ين من أع راض المع دة واألمع اء كت اريخ غثي ان ،انتف اخ تقيء
وخاصة أثناء الحمل ،إسهال ،عدم القدرة على تحمل مختلف األطعمة.
-وجود احد األعراض الجنسية التالية :األلم الجنسي ،غياب االهتمام بالجنس
و وجود اضطراب وظيفي في االنتصاب أو القذف ،عدم انتظام الدورة الطمثية .
-وج ود اح د األع راض العص بية الكاذب ة :أع راض تحويلي ة كخل ل أو اض طراب
التوازن ،شلل أو إحساس بالضعف ،الصعوبة في البلع ،اإلحساس بوجود كتلة
تحت الحنجرة ،احتباس البول ،هلوسات نوبات اإلغماء وفقدان الذاكرة.
تس تخدم العدي د من االختب ارات النفس ية في مي دان السيكوس وماتية ن ذكر منه ا على
سبيل الذكر وال الحصر :
-اختبار كورنل :هو اختبار من اقتباس محمود الزيادي نقال عن قائمة وايدر وزمالئه
والتي تحتوي على 101سؤال ،أما في صورته العربية فيتكون من 82سؤال يتناول
مش اعر الخ وف واالكتئ اب والقل ق واألع راض السيكوس وماتية وت وهم الم رض
والسيكوباتية ...
-االختب ارات االس قاطية :من بينه ا نج د اختب ار بق ع الح بر الرورش اخ واختب ار تفهم
الموض وع TATحيث نتع رف من خاللهم ا على ك ل م ا يتعل ق ب العواطف
والصراعات الالشعورية ،فمثال طبق كامبل اختبار الرورشاخ على مرضى الروماتيزم
وض غط ال دم السيكوس وماتي وت بين ل ه ارتب اط شخص يات معين ة ب أعراض معين ة فمثال
مرضى الروماتيزم يتميزون بأنهم سلبيون ومازوشيون وطفيليون ،أما مرضى الضغط
فيطمحون إلى القوة ويوجد لديهم صراع بين العدوان والحاجات االعتمادية.
-اختب ار رس م ال زمن في السيكوس وماتيك :ترج ع فك رة رس م ال زمن إلى إل يزابيث
موس ون ويمكن تلخيص طريق ة إج راءه بتق ديم قلم من الرص اص و ورق ة بيض اء إلى
المفح وص والطلب من ه أن يرس م وبطريق ة مفهوم ه تص وره لل وقت ،وب الرغم من
بس اطة االختب ار إلى ان ه يعكس عوام ل عدي دة وش ديدة الغ نى وذل ك تبع ا لشخص ية
المفحوص ،ثقافته ،لغته واضطرابه أو مرضه .
*التص ورات العالجي ة لالض طرابات السيكوس وماتية :أن عالج االض طرابات
السيكوس وماتية ال يقتص ر على العالج الط بي وح ده أو العالج النفس ي وح ده وإنم ا
يتوجب اتحاد جميع الطرق العالجية الطبية والنفسية واالجتماعي ة ...ومن العالج ات
الشائعة نذكر منها :
-العالج النفس ي :وفي ه يتم الترك يز على س بب الم رض من خالل تن اول الن واحي
االنفعالي ة والعم ل على ح ل الص راعات النفس ية والتخفي ف من القل ق وإع ادة الثق ة
بالنفس ويفضل تعديل حياة المريض وتوفير الراحة والطمأنينة وتجنب اإلجهاد العقلي
المتواصل .ومن بين العالجات نجد:
-التنويم واإليحاء.
-استخدام تقنيات العالج السلوكي التي تعتمد على مبادئ التعلم والتدريب باإلض افة
للعالج الس لوكي المع رفي لفهم األفك ار وتأثيره ا على الج انب الس لوكي واالنفع الي
للمريض.