You are on page 1of 15

‫جامعة عبد الرحمن ميرة‪ -‬بجاية‬

‫كلية اآلداب واللغات‬

‫قسم اللغة العربية وآدابها‬

‫الواجب المنزلي الخاص بمادة المصادر‬

‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬المج األولى‬

‫األستاذة‪ :‬يمينة تابتي‬

‫السنة الجامعية‪2020-2019 :‬‬


‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫الواجب المنزلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلوب من الطلبة األعزاء اختيار أحد العناوين من المقرر المرفق أدناه أو من المحاضرة الثانية والقيام‬
‫بتحرير بطاقة قراءة موجزة ألحد المصادر اللغوية أو األدبية أو النقدية‪.‬‬

‫تتضمن بطاقة القراءة العناصر اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف صاحب الكتاب‪.‬‬

‫‪ -‬نبذة عن الحياة السياسية واألدبية للفترة التي عاش فيها الكاتب‪.‬‬

‫‪-‬ملخص لمضامين الكتاب‪.‬‬

‫‪ -‬مالحظات‪:‬‬

‫‪ -‬يمكن أن تكون األعمال ثنائية مشتركة بين طالبين‪.‬‬

‫تسلم األعمال يوم األربعاء‪ 14 :‬أكتوبر‪ ،2020‬مساء في المبنى ‪8‬‬ ‫‪-‬‬


‫أو ترسل إلى البريد اإللكتروني لألستاذة‪khalfi.yamina@yahoo.com :‬‬
‫في حال تعذر إحضارها في هذا التاريخ وتعذر إرسالها عبر البريد االلكتروني تسلم في فترة‬ ‫‪-‬‬
‫االمتحانات الخاصة بالوحدات األساسية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫مفردات مقياس المصادر‬

‫المصدر والمرجع‬ ‫‪-1‬‬


‫بيبلوغرافيا المصنفات اللغوية واألدبية والنقدية‬ ‫‪-2‬‬
‫معجم العين للخليل ابن أحمد‬ ‫‪-3‬‬
‫الخصائص البن جني‬ ‫‪-4‬‬
‫مقاييس اللغة البن فارس‬ ‫‪-5‬‬
‫لسان العرب البن منظور‬ ‫‪-6‬‬
‫المجامع الشعرية القديمة (المفضليات واألصمعيات‪-‬جمهرة أشعار العرب)‬ ‫‪-7‬‬
‫المجامع األدبية القديمة (الكامل للمبرد‪ ،‬البيان والتبيين للجاحظ‪ ،‬العقد‬ ‫‪-8‬‬
‫الفريد البن عبد ربه‪ ،‬زهر اآلداب للحصري‪)..‬‬
‫المجامع النقدية القديمة (الشعر والشعراء البن قتيبة‪ ،‬طبقات الشعراء البن‬ ‫‪-9‬‬
‫المعتز‪ ،‬العمدة البن رشيق‪ ،‬دالئل اإلعجاز للجرجاني‪ ،‬منهاج البلغاء وسراج‬
‫األدباء لحازم القرطاجني‪ ،‬أحكام صنعة الكالم للكالعي‪ ،‬المثل السائر البن‬
‫األثير )‬
‫المدونات الحديثة والمعاصرة (مؤلفات‪ :‬أحمد أمين‪ ،‬طه حسين‪ ،‬جرجي‬ ‫‪-10‬‬
‫زيدان‪ ،‬إحسان عباس‪)..‬‬
‫مصنفات ابن أبي شنب في اللغة واألدب والنقد‬ ‫‪-11‬‬
‫مصنفات في تاريخ األدب الجزائري‬ ‫‪-12‬‬

‫‪3‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫‪-13‬‬
‫المصدر والمرجع والفرق بينهما‬ ‫المحاضرة األولى‬
‫مصنفات في النقد المغاربي المعاصر‬
‫مدونات األدب المقارن‪ :‬غنيمي هالل‪.‬‬ ‫‪-14‬‬

‫‪ -1‬تعريف المصدر لغة ‪ :‬من فعل صدر‪ ،‬صدرا وصدورا‪ ،‬أي وقع وتقرر‪ ،‬وصدر الشيء عن غريه‪ :‬نشأ‪ .‬ويقال‪:‬‬
‫فالن يصدر عن كذا‪ :‬أي يستمد منه‪ .‬ويصدر عن املكان والوارد صدرا وصدورا‪ :‬رجع وانصرف‪ ،‬وصدر إىل‬
‫املكان‪ :‬انتهى إليه‪ .‬أصدر األمر‪ :‬أنفذه وأذاعه‪ ،‬وصدر الرعاء دواهبم‪ :‬سقوها وصرفوها عن املاء‪ .‬ومما جاء يف‬
‫القرآن قوله تعاىل‪﴿ :‬قالتا ال نسقي حىت يصدر الرعاء ﴾ القصص ‪ ،23‬وقوله تعاىل‪ ﴿ :‬يومئذ يصدر الناس‬
‫أشتاتا﴾‪ ،‬أي بدء مسري الناس إىل احملشر‪ ،‬ويدل أيضا على مقدم جسم الشيء‪ ،‬أو أعاله الذي يبدأ منه أضخمه‬
‫كصدر اإلنسان‪ ،‬ويف قوله تعاىل‪ ﴿ :‬أمل نشرح لك صدرك﴾ االنشراح ‪ ،1‬ومنه قالوا‪ :‬صدر كل شيء مقدمه‪.‬‬
‫ويقال فالن يورد وال يصدر‪ :‬يأخذ يف األمر وال يتمه‪ .‬صادرت الدولة األموال‪ :‬استولت عليها عقوبة ملالكها‬
‫األصدر‪ :‬العظيم الصدر‪ .‬طريق وارد صادر‪ :‬يكثر فيه مرور الناس ذهابا وإيابا‪ .‬الصدر‪ :‬ثوب يغطي الصدر‪.‬‬
‫الصدارة‪ :‬التقدم‪.‬‬

‫‪ -‬المصدر اصطالحا‪ :‬يستعمل املصدر يف االصطالح النحوي للداللة عما يصدر عنه الشيء‪ ،‬ويعرفه علماء‬
‫اللغة بأنه‪ :‬صيغة امسية تدل على احلدث فقط‪ ،‬أو على اللفظ الدال على احلدث جمردا عن الزمان متضمنا أحرف‬
‫فعله فقط‪ ،‬وهذا ما استندت إليه مدرسة البصرة يف القول يف أصل االشتقاق‪ ،‬الفعل هو أم املصدر‪ ،‬فرأت البصرة أن‬
‫الفعل يؤخذ من املصدر‪ ،‬ورأت الكوفة أن املصدر يؤخذ من الفعل‪ .‬أما يف االصطالح العام فهو‬
‫األساس )املتبع( الذي أخذت منه الفروع‪ ،‬وهو األصل األول للمادة‪ ،‬وبتعبري آخر هو ذلك الكتاب الذي جند فيه‬
‫املعلومات الصحيحة كاملة وأصلية‪ .‬واملصادر كتب شاملة مركزة يف مداها وجماهلا ومعاجلتها للموضوع‪ .‬وال‬
‫تستعمل املصادر جملرد القراءة والتسلية‪ ،‬وإمنا للبحث عن قضية معينة أو التأكد من صحة معلومة ما أو فسادها‪،‬‬
‫وهي غالبا تكون مرتبة بشكل معني لتسهيل عملية إجياد املعلومات بسرعة ويسر‪ ،‬وإن مل تكن مرتبة فإهنا تزود‬
‫بفهرست أو كشاف مفصل‪ .‬ومهما يكن من خالف فإن املصدر يعين املنهل الذي يصدر منه الشيء‪ .‬واملصدر‬
‫‪4‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫اللغوي أو األديب‪ :‬هو األصل األول الذي أخذت عنه املادة اللغوية أو األدبية أو النقدية‪ .‬واملقصود باملصدر العريب‬
‫هو ما كتب بالعربية من تراث فكري وأديب حفظه التاريخ إىل يومنا هذا‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف المرجع‪ :‬املرجع هي صيغة اسم مكان‪ ،‬ويقصد به املكان أو املوقع الذي يرجع إليه شخص من‬
‫األشخاص‪ ،‬أو الذي يصرف إليه شيء من األشياء أو يرد إليه أمر من األمور‪ .‬واملرجع هو كل ما يشتمل على‬
‫معلومات هلا صلة باملادة األساسية الواردة يف املصدر‪.‬‬

‫‪ -3‬الفرق بين المصدر والمرجع‪ :‬رغم ما تظهره الداللة اللغوية واالصطالحية للمصدر واملرجع من تقارب‪،‬‬
‫باعتبار أهنما معا موضع للرجوع‪ ،‬غري أن بينهما فروق جوهرية‪ ،‬ومنها‪ :‬أن املصدر هو األصل الذي أخذت عنه‬
‫املادة‪ ،‬واملصدر يف اللغات املادة األوىل )األساس( اليت تدون‪ ،‬وال تعتمد إال على املادة املسموعة‪ .‬أما املرجع‪ :‬فهو ما‬
‫يرجع إليه من كتاب أو غريه‪ ،‬وهو حمل الرجوع‪ ،‬وقد اعتمد على املصدر فهو حمدث‪ ،‬أي املادة الثانية اليت اعتمدت‬
‫على املادة األصل‪ .‬ولنتبني الفرق أكثر نقول‪ :‬املرجع كتاب يساعد على إكمال املعلومات والتثبت من بعض النقاط‬
‫)هو ثانوي(‪ ،‬ويسمى قدميا املصدر الثانوي‪ ،‬وإن املعلومات اليت نقلت عن العرب‪ ،‬ودونت يف كتب تسمى‬
‫املصادر‪ ،‬أما املراجع فهي الكتب اليت اعتمدت على تلك املصادر‪ .‬أو نقول مثال‪ :‬ديوان الشعر أو القصة أو الرواية‬
‫أو املسرحية املبتكرة هي مصادر‪ ،‬بينما الدراسة األدبية والنقدية لديوان شعر أو قصة أو رواية هي جمرد مراجع حتيلنا‬
‫إىل أصل وهو املصدر‪ .‬وقد يصبح املرجع مصدرا عند الرجوع إىل املرجع األول‪ ،‬واملصدر مفقود‪ ،‬وبعض اللغويني‬
‫يرون أن تقادم الزمن جيعل املرجع مصدرا‪ .‬وهناك خلط بني املصدر واملرجع يف بعض األحيان بسبب املادة اليت‬
‫حيملها الكتاب‪ ،‬وبسبب املوضوعات اليت يطرقها‪ ،‬إن مل يسند مادته إىل سند‪ ،‬أو نقد املادة األوىل‪ ،‬فهنا يقع‬
‫اخلالف يف نوعية تلك املادة‪ ،‬هل هي مصدر‪ ،‬أم مرجع؟‬

‫وميكن تلخيص أهم الفروق بينهما يف النقاط اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬املصدر أقدم من املرجع‪ ،‬أو أول من حيث الوضع والتصنيف‪ ،‬مثل‪ :‬كتاب اخلصائص البن جين هو من‬
‫مصادر النحو العريب‪ ،‬وكذلك كتاب سيبويه‪ ،‬فهي أصول يف باهبا‪.‬‬
‫‪ -‬املراجع فروع عن املصادر‪ ،‬إذا أخذت مادهتا منها اختصارا أو اقتباسا أو شرحا وتوضيحا‪ ،‬هلذا املراجع ترجع‬
‫إىل املصادر وليس العكس‪ ،‬حيث تعترب املراجع كتبا فرعية‪ ،‬أصلها موجود يف املصادر‪ ،‬اليت حتتكر أصول العلوم‬
‫واملعارف‪..‬‬

‫‪5‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫‪ -‬ألفت املراجع لعامة القراء لكي تكون أقرب إليهم لتحصيل علم ما‪ ،‬بينما ألفت املصادر خلاصة القراء‬
‫واملهتمني بالعلوم‪.‬‬
‫‪ -‬أوثق املصادر على اإلطالق القرآن الكرمي ملوثوقية مصدره‪ ،‬وهو الوحي اإلهلي املنزل على سيدنا حممد صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ .‬تليها األحاديث النبوية الشريفة املستقاة من كتب احلديث الصحيحة‪ ،‬كصحيحي البخاري‬
‫ومسلم‪..‬‬
‫‪ -4‬مصادر جمع اللغة العربية‪ :‬ومن املصادر اليت مجعت عنها اللغة‪ ،‬وقننت على ضوئها نذكر‪:‬‬

‫أ ‪ -‬القرآن الكريم‪ :‬نزل القرآن بلسان عريب مبني‪ ،‬يف الوقت الذي اس˜تفحل في˜ه اللس˜ان القرش˜ي‪ ،‬ومل يع˜د للهج˜ات‬
‫األخ˜˜رى س˜˜لطان على اآلداب‪ .‬ومن هن˜˜ا ميكن أن نق˜˜ول على أن اللس˜˜ان الع˜˜ريب املبني يع˜˜د ذل˜˜ك اللس˜˜ان ال˜˜ذي تنطق˜˜ه‬
‫اجلماعة الكبرية من أهل اجلزيرة العربية‪ .‬وهكذا كان لنزول القرآن هبذا اللسان تقوية وتدعيم سلطاهنا على األلس˜˜نة‪،‬‬
‫أضف إىل ذلك تنقيحها‪ ،‬والنهوض هبا إىل أرفع املستويات األدبية‪.‬‬

‫وقد اتس˜عت العربي˜ة بفض˜ل الق˜رآن أميا اتس˜اع‪ ،‬وذل˜ك يف األغ˜راض واملع˜اين واألخيل˜ة واألس˜اليب واأللف˜اظ‪ ،‬و‬
‫قد فتح القرآن أبوابا كث˜رية من فن˜ون الق˜ول مل يكن الع˜رب يعرفوهنا – رغم أهنم ق˜وم بالغ˜ة – وم˜ا حتدي˜ه هلم إال من‬
‫ب˜˜اب تل˜˜ك األس˜˜اليب اجلدي˜˜دة ال˜˜يت مل يألفه˜˜ا الع˜˜رب س˜˜ابقا‪ ،‬يق˜˜ول تع˜˜اىل‪ ﴿ :‬ق˜˜ل لئن اجتمعت اإلنس واجلن على أن‬
‫ي˜˜أتوا مبث˜˜ل ه˜˜ذا الق˜˜رآن ال ي˜˜أتون مبثل˜ه ول˜˜و ك˜˜ان بعض˜˜كم لبعض ظه˜˜ريا﴾ اإلس˜˜راء ‪ ، 88‬وقول˜˜ه‪﴿ :‬وإن كنتم يف ريب‬
‫مما نزلن˜˜ا على عب˜˜دنا ف˜˜اتوا بس˜˜ورة من مثل˜˜ه وادع˜˜وا ش˜˜هدائكم من دون اهلل إن كنتم ص˜˜ادقني﴾ البق˜˜رة ‪ ،23‬وق˜˜د ج˜˜اء‬
‫الق˜˜رآن معج˜˜زا يف نظم˜˜ه وأس˜˜اليبه‪ .‬كم˜˜ا أض˜˜اف الق˜˜رآن إىل العربي˜˜ة أغراض˜˜ا كث˜˜رية‪ ،‬عملت على ارتقائه˜˜ا لتتب˜˜وأ املكان˜˜ة‬
‫الكبرية اليت شرفها هبا‪ ،‬ومن ذلك غدا القرآن املدونة الصحيحة اليت يرجع إليها يف مجع اللغة‪ ،‬وق˜د ن˜زل بلس˜ان ع˜ريب‬
‫مبني‪ .‬وبالتايل فقد عد القرآن املصدر األساس جلمع اللغة‪ ،‬فكلما يقع خالف يرجعون إىل القرآن للفصل فيه‪.‬‬

‫ب‪ -‬الح~ديث النب~وي الش~ريف‪ :‬لق˜˜د حترج اللغوي˜˜ون األوائ˜˜ل من االحتج˜˜اج باحلديث النب˜˜وي الش˜˜ريف على أس˜˜اس‬
‫أن بعض ˜˜ا من˜ ˜˜ه روي ب˜ ˜˜املعىن‪ ،‬وبعض˜ ˜˜ه انقط˜ ˜˜ع س˜ ˜˜نده وبعض˜ ˜˜ه طعن يف روات˜ ˜˜ه‪ ...‬ومن ذل˜ ˜˜ك مل حيتج باحلديث النب ˜˜وي‬
‫الشريف إىل غاية القرن اخلامس اهلجري‪ ،‬حيث استشهد الزخمشري هبا وواصل ابن مالك االحتج˜˜اج ب˜˜ه يف ألفيت˜˜ه يف‬
‫الق˜˜رن الس˜˜ابع‪...‬على أن ه˜˜ذا التح˜˜رج ك˜˜ان من قب˜˜ل النح˜˜اة واللغ˜˜ويني األوائ˜˜ل‪ ،‬خوف˜˜ا مما اص˜˜طنعه بعض رواة احلديث‬
‫من حتري˜˜ف ووض˜˜ع ألح˜˜اديث غ˜˜ري ص˜˜حيحة‪...‬ومهم˜˜ا يكن من أم˜˜ر ف˜˜إن ه˜˜ذا م˜˜دعاة إىل االحتي˜˜اط وال˜˜رتيث يف األم˜˜ر‬

‫‪6‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫والتحق˜˜ق من م˜˜دى ص˜˜دق ال˜˜راوي‪ ،‬وثقت˜˜ه والتمي˜˜يز بني احلديث الص˜˜حيح واملش˜˜كوك في˜˜ه‪ ،‬ألن احلديث دون مت˜˜أخرا‬
‫والرس˜˜ول ص˜˜لى اهلل علي˜˜ه وس˜˜لم ال˜˜ذي هنى عن ت˜˜دوين أحاديث˜˜ه‪ ،‬يق˜˜ول‪) :‬من دون ع˜˜ين ش˜˜يئا فليمح˜˜ه(‪ ،‬وق˜˜ال أيض˜˜ا‪) :‬‬
‫من ك˜˜ذب علي متعم˜˜دا فليتب˜˜وأ مقع˜˜ده من الن˜˜ار( على أن التح˜˜رج ص˜˜در من˜˜ه‪ ،‬ومن هن˜˜ا حترج النح˜˜اة واللغ˜˜ويني كث˜˜ريا‬
‫من االحتج ˜˜اج باحلديث خ ˜˜وف م ˜˜ا يط ˜˜رأ عليه ˜˜ا من حتري ˜˜ف‪ .‬وم ˜˜ع ك ˜˜ل ذل ˜˜ك أعي ˜˜د النظ ˜˜ر يف األم ˜˜ر‪ ،‬ورأى النح ˜˜اة‬
‫واللغويون الذين جاؤوا من بعد أن احلديث النبوي الشريف حيم˜ل ث˜˜روة لغوي˜˜ة هام˜˜ة‪ ،‬ك˜˜ان من األح˜رى الرج˜وع إلي˜˜ه‬
‫واالستفادة منه‪ ،‬على أس˜اس أن˜ه لس˜ان ع˜ريب م˜بني‪ ،‬وكي˜ف وه˜و ال˜ذي ص˜در عن الرس˜ول ال˜ذي ال ينط˜ق عن اهلوى‪،‬‬
‫وقد وقع يف العصر احلاضر البت يف هذه املسألة على أن ما ورد يف الكتب الصحاح حيتج هبا دون جدال‪.‬‬

‫أضاف القرآن الكرمي واحلديث النبوي الشريف إىل رصيد العربية ثروة هائلة من املصطلحات‪ ،‬فنجم عن ذلك‬
‫اتساعها يف األغراض واالتقاء يف املعاين واألخيلة واألساليب‪ ،‬فقويت على جتلية املعاين الدقيقة‪ ،‬واستخدمت فيها‬
‫احلجج العقلية والرباهني الفلسفية ودخلت فيها عناصر جديدة للخيال والتشبيه‪ ،‬وهتذيب أساليبها وتشكلت يف‬
‫صورة األساليب العلمية‪ .‬ومن هنا عدا من املصادر الثالثة اليت مجعت منها اللغةـ باإلضافة إىل الشعر اجلاهلي‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الشعر الجاهلي‪ :‬مل يدون األدب اجلاهلي إال بعد اإلسالم بأكثر من مائة عام‪ ،‬وظل مدة طويلة يروى شفويا‪،‬‬
‫وما يروى شفهيا قد يناله التحريف‪ ،‬ويندس فيه ما مل يكن منه‪ .‬وتذكر بعض املصادر أن كثريا من األعراب خيلق˜˜ون‬
‫القصائد وينسبوهنا لشعراء اجلاهلي˜ة‪ ،‬إرض˜اء لرغب˜ة اللغ˜ويني‪ ،‬ال˜ذين ك˜انوا يلح˜ون عليهم ويطلب˜ون املزي˜د‪ ،‬وذك˜روا أن‬
‫محادا الراوي˜˜ة ك˜˜ان ينح˜˜ل وأن خل˜˜ف األمحر وغ˜˜ريه اخ˜˜رتعوا من الش˜˜عر م˜˜ا مل يكن ل˜˜ه وج˜˜ود‪ ،‬وك˜˜ذبوا على الش˜˜عراء‪.‬‬
‫لكن مهما يكن األم˜ر ف˜إن املنح˜ول من ذل˜ك الش˜عر‪ ،‬ال يق˜ل أمهي˜ة عن الص˜حيح ألن قائلي˜ه ك˜انوا قري˜يب عه˜د بالعص˜ر‬
‫اجلاهلي‪ ،‬فجاء ذلك الشعر حياكي أمناط الشعر اجلاهلي يف كل أحواله‪ .‬وبالتايل عد الشعر الق˜˜دمي الن˜˜واة األوىل وأح˜˜د‬
‫أهم مص˜˜ادر مجع اللغ˜˜ة العربي˜˜ة‪ ،‬وق˜˜د ك˜˜ان األمنوذج ال˜˜ذي حيت˜˜ذى ويستش˜˜هد ب˜˜ه يف مس˜˜ائل اللغ˜˜ة‪ ،‬ألن˜˜ه الوثيق˜˜ة الرمسية‬
‫ال˜˜ذي محل اللس˜˜ان الع˜˜ريب الص˜˜حيح‪ ،‬وك˜˜ل خ˜˜روج عن أمناط˜˜ه يع˜˜د ش˜˜ذوذا أو خرق˜˜ا للقاع˜˜دة‪ ،‬وزاد من ص˜˜حة ذل˜˜ك‬
‫الشعر نزول الق˜رآن الك˜رمي بنظم˜ه املعج˜ز‪ .‬وملا ج˜اء عص˜ر الت˜دوين هتافت مجاع اللغ˜ة لل˜نزول إىل البادي˜ة‪ ،‬على أس˜اس‬
‫أن ملكتهم مازالت على السليقة‪ ،‬وأن العريب ميتلك ناص˜ية اللغ˜ة الص˜حيحة ال˜يت ينط˜ق هبا على الس˜ليقة‪ ،‬وم˜ا يقول˜ه ال‬
‫حيم˜˜ل على اخلط˜˜أ ألن˜˜ه اس˜˜تمد لغت˜˜ه من حميط˜˜ه األص˜˜لي‪ .‬وق˜˜د اعت˜˜ربت على ه˜˜ذا األس˜˜اس على أهنا النم˜˜وذج الص˜˜حيح‪،‬‬
‫ووجب القياس عليها ‪ ،‬وقد عدت لغة العرب يف البادية كلها صحيحة إىل هناية القرن الراب˜ع اهلج˜ري‪ ،‬وبع˜ده مل تب˜ق‬
‫الفصاحة يف اجلزيرة العربية بفعل عوامل االختالط‪ ،‬والذي يهمنا يف هذا املقام أن لس˜˜ان الع˜˜ريب اعت˜˜رب يف ذل˜˜ك العص˜˜ر‬

‫‪7‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫حج˜˜ة‪ ،‬وأن˜˜ه ال ينط˜˜ق إال الص˜˜حيح من لغت˜˜ه‪ ،‬وت˜˜أىب علي˜˜ه نفس˜˜ه النط˜˜ق اخلط˜˜أ‪ ،‬وق˜˜د ح˜˜اول بعض النح˜˜اة أن يص˜˜طنعوا‬
‫بعض األخطاء‪ ،‬وأعطوها للعرب الذي تؤخذ عنهم اللغة فرفضوها‪ ،‬بدعوى أهنا ليست من لساهنم‪ .‬ومهم˜˜ا يكن من‬
‫أمر فإن اللسان العريب عد أمنوذجا حيتذى أثناء مجع اللغة‪ ،‬وإليه يرجع يف القي˜اس واالحتج˜اج اللغ˜وي‪ ،‬وم˜ا ورد على‬
‫لس ˜˜اهنم فه ˜˜و من ˜˜ه‪ ،‬وق ˜˜د اعت ˜˜رب الش ˜˜عر والن ˜˜ثر اجلاهليني مناذج يرج ˜˜ع إليه ˜˜ا‪ ،‬ألهنم ˜˜ا املادة اللغوي ˜˜ة الباقي ˜˜ة على لغ ˜˜ة ذل ˜˜ك‬
‫العصر‪.‬‬

‫بيبليوغرافيا المصنفات اللغوية واألدبية والنقدية القديمة والحديثة‬ ‫المحاضرة الثانية‬

‫‪ -‬توطئ~~ة‪ :‬لق˜˜د ب˜˜دأ اهتم˜˜ام الع˜˜رب بالدراس˜˜ة اللغوي˜˜ة مبك˜˜را (منتص˜˜ف الق˜˜رن األول اهلج˜˜ري)‪ .‬فابت˜˜داء من ه˜˜ذه احلقب˜˜ة‪،‬‬
‫وط ˜˜وال الق ˜˜رون الالحق ˜˜ة‪ ،‬س ˜˜جل إنت ˜˜اج غزي ˜˜ر من املص ˜˜ادر ال ˜˜يت تتن ˜˜اول خمتل ˜˜ف الظ ˜˜واهر اللغوي ˜˜ة العربي ˜˜ة‪ ،‬ك ˜˜الظواهر‬
‫الص ˜˜وتية‪ ،‬الص ˜˜رفية (املورفولوجي ˜˜ة)‪ ،‬الرتكيبي ˜˜ة (النحوي ˜˜ة)‪ ،‬والظ ˜˜واهر الداللي ˜˜ة‪ .‬وهي مس ˜˜تويات التحلي ˜˜ل ال ˜˜يت أرس ˜˜ت‬
‫للتقاليد اللغوية األساسية‪ ،‬ولعلوم اللغة كالنحو أو علم اللغة واملعجمية‪ ،‬والبالغ˜ة‪ .‬وميكن تلخيص األه˜˜داف الرئيس˜ية‬
‫للدراسات اللغوية العربية فيما يأيت‪ :‬أوال‪ :‬احلفاظ على صفاء اللغة العربية‪ :‬حيث أحس العرب مبكرا بأن لغتهم أي‬
‫لغة القرآن الك˜رمي ولغ˜ة الش˜عر اجلاهلي‪ ،‬فق˜دت بعض ص˜فاءها عن˜دما ب˜دأ يس˜تعملها املس˜لمون من غ˜ري الع˜رب‪ ،‬وه˜ذا‬
‫ما دفع احلكام إىل حماربة ظاهرة اللحن بتكليف بعض العلماء بوضع قواع˜د اللغ˜ة‪ ،‬وه˜ذا الس˜بب نفس˜ه دف˜ع إىل ميالد‬
‫وتطور خمتلف فروع علم اللغة‪ .‬ثانيا‪ :‬فهم الق˜رآن الك˜رمي‪ :‬حيث مل جيد املؤمن˜ون ط˜˜وال حي˜اة الرس˜ول ص˜لى اهلل علي˜ه‬
‫وس˜˜لم ص˜˜عوبة يف فهم مع˜˜اين الق˜˜رآن الك˜˜رمي‪ ،‬لكن م˜˜ع ال˜˜زمن ظه˜˜رت احلاج˜˜ة إىل تفس˜˜ري الق˜˜رآن الك˜˜رمي‪ ،‬وهلذه الغاي˜˜ة‬
‫ظه ˜˜رت عل˜˜وم اللغ ˜˜ة العربي ˜˜ة‪ ،‬كم˜˜ا ظه ˜˜رت املص ˜˜نفات األدبي ˜˜ة والنقدي ˜˜ة‪ .‬وهبدف حتقي ˜˜ق ه ˜˜ذه األه ˜˜داف س ˜˜عى العلم˜˜اء‬
‫العرب إىل تدوين علوم اللغ˜ة العربي˜ة وآداهبا‪ ،‬فظه˜رت ع˜دة مص˜نفات تعت˜رب من أمه˜ات املص˜˜ادر‪ ،‬ال˜يت احت˜وت ال˜رتاث‬
‫اللغوي واألديب والنقدي العريب‪ ،‬وباعتب˜ار الط˜ابع املوس˜وعي لعلم˜اء ال˜رتاث فق˜د ارتبطت العل˜وم وتض˜ايفت وتك˜املت‬
‫فيما بينها لتحقيق أهدافها املذكورة سابقا‪.‬‬
‫‪ -1‬مص~~ادر جم~~ع الش~~عر الع~~ربي‪ :‬يق˜˜ال إن الش˜˜عر دي˜˜وان الع˜˜رب وعلمهم ال˜˜ذي ال علم هلم غ˜˜ريه‪ .‬تلخص ه˜˜ذه العب˜˜ارة‬
‫املوجزة أمهي˜˜ة الش˜˜عر عن˜˜د الع˜˜رب‪ ،‬وه˜˜و م˜˜ا يفس˜˜ر م˜˜دى عن˜˜ايتهم ب˜˜ه حفظ˜˜ا ورواي˜˜ة وإنش˜˜ادا‪ ،‬والش˜˜اعر ه˜˜و املع˜˜رب عن‬
‫موقف القبيلة وهو اجملسد لقيمها وتقالي˜دها واحلاف˜ظ لرتاثه˜ا وتارخيه˜ا‪ ،‬ل˜ذلك مل يفق˜د الش˜عر قيمت˜ه عن˜د ن˜زول الق˜رآن‬
‫الكرمي ومل تتزحزح مكانته بع˜دما احت˜ل الق˜رآن الك˜رمي املرتب˜ة األوىل من اهتم˜ام الع˜رب‪ ،‬فكث˜ريا م˜ا اس˜تعني بالش˜عر يف‬

‫‪8‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫فهم القرآن الكرمي‪ ،‬كما أنه مل يفقد وظائف˜ه ال˜يت ك˜انت ل˜ه قب˜ل اإلس˜الم‪ .‬وق˜د ع˜اش الش˜عر ط˜ويال يف كن˜ف الش˜فوية‬
‫اليت كانت طاغية على الثقافة العربي˜ة إىل أن ب˜دأت عملي˜ة مجع الش˜عر وتدوين˜ه يف هناي˜ة العص˜ر األم˜وي‪ ،‬وق˜د مجع من‬
‫أفواه الرواة الذين كانوا حيفظون شعر اجلاهلية وصدر اإلسالم‪ ،‬ومن خالل ه˜˜ذا الش˜˜عر اس˜˜تطاع علم˜˜اء اللغ˜˜ة التع˜˜رف‬
‫على اللهج˜˜ات العربي˜˜ة والف˜˜روق بينه˜˜ا‪ .‬مث يف مرحل˜˜ة الحق˜˜ة ظه˜˜رت جمموع˜˜ات ش˜˜عرية خمت˜˜ارة ض˜˜مت دي˜˜وان الع˜˜رب‪،‬‬
‫ومن ضمن هذه اجملموعات الشعرية نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬المعلقات‪ :‬هي يف مقدمة االختيارات الش˜عرية زمان˜ا وأمهي˜ة‪ ،‬ت˜راوح ع˜ددها بني مخس أو س˜بع أو عش˜ر قص˜ائد‪ ،‬وق˜د‬
‫مسيت أيض ˜˜ا باملذهبات‪ ،‬وس ˜˜بب ه ˜˜ذه التس ˜˜مية أن الع ˜˜رب من ش ˜˜دة إعج ˜˜اهبم هبا كتبوه ˜˜ا مباء ال ˜˜ذهب وعلقوه ˜˜ا على‬
‫الكعب˜˜ة‪ ،‬بع˜˜دما ك˜˜انت عالق˜˜ة يف ص˜˜دور رواة الش˜˜عر ومنهم محاد الراوي˜˜ة‪ ،‬كم˜˜ا مسيت أيض˜˜ا بالقص˜˜ائد الط˜˜وال ألهنا من‬
‫أط ˜˜ول قص ˜˜ائد الع ˜˜رب‪ ،‬فجمعت بني الط ˜˜ول ال ˜˜دال على ط ˜˜ول نفس الش ˜˜عراء واجلودة الفني ˜˜ة يف نظمه ˜˜ا‪ .‬وق ˜˜د حظيت‬
‫املعلقات بشروح عديدة أمهها شرح األنباري وشرح الزوزين‪.‬‬
‫‪ -2‬المفض~ ~~ليات‪ :‬وهي ملؤلفه˜ ˜˜ا أبي العب~ ~~اس المفض~ ~~ل محم~ ~~د بن أبي يعلى الض~ ~~بي‪ ،‬املع˜ ˜˜روف باملفض˜ ˜˜ل الض˜ ˜˜يب‪( ،‬ت‬
‫‪175‬ه)‪ ،‬واجملموعة مسيت هكذا نسبة إليه‪ ،‬وهو من رواة الشعر‪.‬‬
‫‪ -3‬األص~معيات‪ :‬ألبي س~~عيد عب~د المل~ك بن ق~ريب‪ ،‬المع~~روف باألص~معي (‪122‬ه‪216-‬ه)‪ ،‬وه˜˜و تلمي˜˜ذ املفض˜˜ل‪،‬‬
‫وك ˜˜ان من رواة الش ˜˜عر أيض ˜˜ا‪ ،‬حيث عك ˜˜ف ط ˜˜ويال على مجع الش ˜˜عر واألخب ˜˜ار والن ˜˜وادر من ال ˜˜رواة ودوهنا‪ .‬طبعت‬
‫األصمعيات يف مصر سنة ‪ ،1955‬وحققها أمحد شاكر وعبد السالم هارون‪.‬‬
‫‪ -4‬جمهرة أشعار العرب‪ :‬ألبي زيد محمد بن أبي الخط~اب القرش~~ي‪ ،‬ع˜˜اش يف الق˜˜رن الث˜˜الث أو الراب˜˜ع اهلج˜˜ري‪ ،‬وق˜˜د‬
‫اعتم˜˜د على االختي˜˜ار أيض˜˜ا مثلم˜˜ا فع˜˜ل املفض˜˜ل الض˜˜يب واألص˜˜معي قبل˜˜ه‪ .‬طبعت اجلمه˜˜رة س˜˜نة ‪1967‬م بتحقي˜˜ق على‬
‫حممد البجاوي‪.‬‬
‫‪ -5‬حماسة أبي تمام‪ :‬ألبي تمام حبيب بن أوس الطائي‪ ،‬الش˜˜اعر العباس˜˜ي‪190( ،‬ه‪231-‬ه)‪ ،‬ك˜˜ان ش˜˜اعرا وحافظ˜˜ا‬
‫وراوي ˜˜ا لش ˜˜عر األق ˜˜دمني ومت ˜˜ذوقا هلا‪ ،‬حيث حكم ذوق ˜˜ه الف ˜˜ين يف اختيارات ˜˜ه يف كت ˜˜اب احلماس ˜˜ة‪ ،‬ال ˜˜ذي افتتح ب ˜˜ه لون ˜˜ا‬
‫جدي˜˜دا من االختي˜˜ارت الش˜˜عرية بقي ممت˜˜دا بع˜˜ده لف˜˜رتة طويل˜˜ة‪ .‬وق˜˜د نش˜˜رت احلماس˜˜ة بش˜˜رح الت˜˜ربيزي يف أربع˜˜ة أج˜˜زاء‬
‫سنة ‪1938‬م يف القاهرة‪ ،‬وقد حققها الشيخ حمي الدين عبد احلميد‪.‬‬
‫‪ -6‬حماس~~ة البح~~تري‪ :‬ه˜˜و أب~~و عب~~ادة الولي~~د بن عبي~~د البح~~تري‪ ،‬الش˜˜اعر العباس˜˜ي‪206( ،‬ه‪284-‬ه)‪ ،‬أل˜˜ف محاس˜˜ته‬
‫مقتفيا آثار أستاذه أبو متام‪ ،‬ووضع خمتاراته الشعرية متفقا م˜ع أس˜تاذه يف تفض˜يل الش˜عر اجلاهلي وش˜عر ص˜در اإلس˜الم‬

‫‪9‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫على الشعر األموي والعباسي‪ ،‬هلذا جاءت معظم اختياراته من الشعر الق˜˜دمي‪ .‬طبعت محاس˜˜ة البح˜رتي يف ب˜˜ريوت س˜˜نة‬
‫‪ ،1910‬بتحقيق األب لويس شيخو‪.‬‬
‫‪ -2‬المص~~نفات األدبي~~ة والنقدي~~ة‪ :‬ع˜˜نيت املص˜˜ادر األدبي˜˜ة الرتاثي˜˜ة األوىل بتثقي˜˜ف اإلنس˜˜ان وهتذيب س˜˜لوكياته االجتماعي˜˜ة‬
‫عرب اإلملام مبعارف العصر ووعي تراثه وتقاليد قومه‪ ،‬حىت أن بعضها مل يتوقف عند حدود جمتمعه ب˜˜ل توس˜˜عت ثقافت˜˜ه‬
‫لتش ˜˜مل اإلملام بأخب ˜˜ار األمم األخ ˜˜رى وقيمه ˜˜ا ومعارفه ˜˜ا وأس ˜˜اليبها‪ ،‬مس ˜˜تفيدا من انفت ˜˜اح الدول ˜˜ة العباس ˜˜ية على أمم‬
‫وثقاف ˜˜ات أخ ˜˜رى‪ ،‬وق ˜˜د لقي املفه ˜˜وم الثق ˜˜ايف لألدب قب ˜˜وال ل ˜˜دى املؤلفني الع ˜˜رب يف ب ˜˜دايات عص ˜˜ر الت ˜˜دوين فت ˜˜والت‬
‫املؤلفات يف هذا اجملال وتوسعت يف تناول خمتلف الثقافات األخرى‪ .‬ومن بني هذه املصنفات األدبية نذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬البيان والتبيين (التبين) للجاحظ‪ :‬مؤلفه أبو عثمان بن بحر بن محبوب الكناني‪ ،‬املع˜˜روف باجلاح˜˜ظ‪ ،‬بس˜˜بب‬
‫جح˜˜وظ يف عيني˜˜ه‪ ،‬املت˜˜وىف س˜˜نة ‪255‬ه‪ ،‬وحق˜˜ق الكت˜˜اب عب˜˜د الس˜˜الم ه˜˜ارون ونش˜˜ره س˜˜نة ‪ .1948‬وق˜˜د تن˜˜اول في˜˜ه‬
‫اجلاحظ مس˜ائل تتعل˜ق بالبي˜ان الع˜ريب والفص˜احة والبالغ˜ة‪ ،‬ال˜يت خص˜ها ببحث ش˜امل ي˜بني في˜ه طاق˜ات اللغ˜ة العربي˜ة يف‬
‫جمال التعب ˜˜ري‪ ،‬ويف جمال إقن ˜˜اع املس ˜˜تمع وإفح ˜˜ام اجملادل عن طري ˜˜ق املن ˜˜اظرة واخلطاب ˜˜ة‪ ،‬ومعرف ˜˜ة ش ˜˜روط اخلطاب ˜˜ة ش ˜˜كال‬
‫وموضوعا‪ .‬وكتاب البي˜ان مبثاب˜ة املوس˜وعة يف األدب الع˜ريب‪ ،‬اس˜تفاد من˜ه الق˜دماء واحملدثون‪ ،‬فق˜د اعتم˜د علي˜ه الق˜دماء‬
‫من بعده‪ ،‬مثل ابن قتيبة يف‪ :‬عيون األخبار‪ ،‬واملربد يف‪ :‬الكامل‪ ،‬وابن عبد ربه يف‪ :‬العقد الفريد‪..‬وغريهم‬

‫‪ -3‬الكام ~~ل للم ~~برد‪ :‬مؤلف ˜˜ه ه ˜˜و محم ~~د بن يزي ~~د بن عب ~~د األك ~~بر األزدي الثم ~~الي‪ ،‬املع ˜˜روف ب ˜˜املربد (بفتح ال ˜˜راء أو‬
‫بكس ˜˜رها)‪ ،‬ول ˜˜د س ˜˜نة‪ 210‬ه وت ˜˜ويف يف ع ˜˜ام ‪285‬ه‪ ،‬وق ˜˜د تتلم ˜˜ذ على اجلاح ˜˜ظ‪ ،‬لكن ˜˜ه ك ˜˜ان أك ˜˜ثر ميال إىل الثقاف ˜˜ة‬
‫اللغوي˜ ˜˜ة والنحوي ˜ ˜˜ة هلذا فق ˜ ˜˜د تتلم ˜ ˜˜ذ أك ˜ ˜˜ثر على أئم ˜ ˜˜ة وعلم ˜ ˜˜اء اللغ ˜ ˜˜ة والنح ˜ ˜˜و يف عص ˜ ˜˜ره أمث ˜ ˜˜ال اجلرمي وأيب عثم˜ ˜˜ان‬
‫املازين‪..‬كما أنه حفظ الش˜˜عر وص˜ادق أهم ش˜˜عراء عص˜˜ره ك˜˜أيب متام والبح˜رتي وابن ال˜˜رومي‪..‬ومن مؤلفات˜˜ه املنش˜˜ورة‪:‬‬
‫كتاب الفاضل‪ ،‬كتاب املقتضب‪ ،‬شرح المية الع˜رب‪ ،‬كت˜اب املذكر واملؤنث‪...‬اس˜تهل كتاب˜ه الكام˜ل مبقدم˜ة م˜وجزة‬
‫يوض˜˜ح فيه˜˜ا بدق˜˜ة م˜˜ادة الكت˜˜اب والغ˜˜رض من تأليف˜˜ه‪ ،‬يق˜˜ول‪« :‬هذا كت~اب ألفن~اه‪ ،‬يجم~ع ض~روبا من اآلداب م~ا بين‬
‫كالم منثور وشعر موصوف‪ ،‬ومث~ل س~~ائر‪ ،‬وموعظ~ة بالغ~ة‪ ،‬واختي~ار من خطب~ة ش~~ريفة‪ ،‬ورس~~الة بليغ~ة‪ .‬والني~ة في~ه‬
‫أن نفس ~~ر ك ~~ل م ~~ا وق ~~ع في ه ~~ذا الكت ~~اب من كالم غ ~~ريب‪ ،‬أو مع ~~نى مس ~~تغلق‪ ،‬وأن نش ~~رح م ~~ا يع ~~رض في ~~ه من‬
‫اإلعراب شرحا وافيا‪ ،‬حتى يك~~ون ه~ذا الكت~اب بنفس~ه مكتفي~ا‪ ،‬وعن أن يرج~~ع إلى أح~~د في تفس~يره مس~تغنيا»‪.‬‬
‫واحلقيق˜˜ة أن الكت˜˜اب موس˜˜وعة لغوي˜˜ة وحنوي˜˜ة وليس فق˜˜ط جمرد ش˜˜رح لنص˜˜وص أتى هبا الك˜˜اتب‪ ،‬وق˜˜د ك˜˜ان منهج˜˜ه في˜˜ه‬

‫‪10‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫أن يأيت بالنص‪ ،‬كأن يكون حديثا مثال‪ ،‬مث يشرحه شرحا لغويا وحنويا‪ ،‬مستشهدا يف ذلك بروائع من الشعر والنثر‪،‬‬
‫ف˜˜إذا ف˜˜رغ من ذل˜˜ك ق˜˜دم نص˜˜ا آخ˜˜ر ك˜˜أن يك˜˜ون خطب˜˜ة أو رس˜˜الة مش˜˜هورة‪ .‬وميكن تلخيص حمت˜˜وى الكت˜˜اب فيم˜˜ا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬خمت˜˜ارات من الش˜˜عر والن˜˜ثر واألمث˜˜ال واحلكم‪ -2 .‬إيض˜˜احات لغوي˜˜ة‪-3 .‬ش˜˜روح حنوي˜˜ة‪ -4 .‬حملات نقدي˜˜ة‪ .‬وق˜˜د‬
‫عاجل املربد ثالث قضايا نقدية هي‪ :‬قضية اللفظ واملعىن‪ ،‬وقضية اجلديد والقدمي‪ ،‬وقضية السرقات الشعرية‪.‬‬
‫‪ -4‬العق~~د الفري~~د البن عب~~د رب~~ه األندلس~~ي‪ :‬ه˜˜و أب~~و عم~~ر ش~~هاب ال~~دين أحم~~د بن محم~~د بن عب~~د رب~~ه بن ح~~بيب بن‬
‫حدير بن سالم القرط~بي‪ ،‬ول˜˜د بقرطب˜˜ة يف ع˜˜ام ‪264‬ه وت˜˜ويف ع˜˜ام ‪328‬ه‪ .‬وق˜˜د حق˜˜ق الكت˜˜اب أمحد أمني ورفيقي˜˜ه‪،‬‬
‫سنة ‪1948‬م‪ .‬وهو مص˜در مهم من مص˜ادر ال˜رتاث الع˜ريب‪ ،‬يتم˜يز ب˜وفرة املادة ال˜يت اس˜تقاها ابن عب˜د رب˜ه من مص˜ادر‬
‫متنوع ˜˜ة‪ ،‬ويتم ˜˜يز ك ˜˜ذلك بتن ˜˜وع موض ˜˜وعاته ال ˜˜يت خص ˜˜ها بفص ˜˜ول من كتاب ˜˜ه‪ ،‬مث ˜˜ل موض ˜˜وعات‪ :‬الس ˜˜لطان‪ ،‬احلرب‪،‬‬
‫والسؤدد‪ ،‬الطبائع واألخالق‪ ،‬العلم‪ ،‬الزهد‪ ،‬اإلخوان‪ ،‬احلوائج‪ ،‬الطعام‪ ،‬والنساء‪..‬‬
‫‪ -5‬األغاني ألبي فرج االصفهاني‪ :‬ه˜˜و أبو الف~رج علي بن الحس~ين بن محم~د‪ ،‬ول˜˜د بأص˜˜فهان ع˜˜ام ‪284‬ه وت˜˜ويف يف‬
‫ع˜˜ام ‪357‬ه‪ .‬وق˜˜د اتس˜˜ع مع˜˜ه جمال الت˜˜أليف واكتس˜˜ب بع˜˜دا جدي˜˜دا‪ ،‬ذل˜˜ك ألن˜˜ه اس˜˜تطاع أن ميزج بني العلم واألدب‬
‫على حنو منهجي موس˜ ˜˜وعي ومنظم‪ ،‬فق˜ ˜˜د أل˜ ˜˜ف يف علم الغن˜ ˜˜اء الع˜ ˜˜ريب‪ ،‬ولكن˜ ˜˜ه مزج˜ ˜˜ه باألخب˜ ˜˜ار واألنس˜ ˜˜اب والش˜ ˜˜عر‬
‫وعروض˜˜ه‪ ،‬والقص˜˜ص واألح˜˜اديث واألخب˜˜ار‪ .‬ويع˜˜د الكت˜˜اب من أغ˜˜ىن كتب عص˜˜ره يف أخب˜˜ار اجلاهلي˜˜ة واإلس˜˜الم وب˜˜ين‬
‫أمي˜˜ة‪ ،‬كم˜˜ا أن˜˜ه ع˜˜ين في˜˜ه بدراس˜˜ة فن الغن˜˜اء الع˜˜ريب وت˜˜اريخ املغ˜˜نني الع˜˜رب‪ ،‬وه˜˜و موض˜˜وع مل يلتفت إلي˜˜ه أح˜˜د قب˜˜ل أيب‬
‫الفرج‪ ،‬وهذا يعين أن كتابه يعد املصدر األساسي والوحيد لتاريخ الغناء واملغنني‪ .‬كما زخر الكتاب بوصف جلوانب‬
‫احلياة يف عصره‪ ،‬وقد تناوهلا بأسلوب قصصي ممتع‪ ،‬مل يكن فيه أبو الفرج جمرد ناقل أو راو بل كان ناقدا ممحصا‪.‬‬

‫وباإلضافة إىل هذه املصنفات هناك عدة مؤلفات أخرى‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫أدب الكاتب وعيون األخبار و الشعر والشعراء أليب حممد بن مسلم بن قتيبة (‪213‬ه‪276-‬ه)‬ ‫‪-‬‬
‫هناية األرب يف فنون األدب لشهاب الدين النويري (‪677‬ه‪733-‬ه)‬ ‫‪-‬‬
‫كتاب األمايل أليب علي القايل(‪288‬ه‪356-‬ه)‬ ‫‪-‬‬
‫نفح الطيب يف غصن األندلس الرطيب أليب العباس أمحد بن حممد للمقري (ت‪1041‬ه)‬ ‫‪-‬‬
‫طبقات فحول الشعراء البن سالم اجلمحي‬ ‫‪-‬‬
‫عيار الشعر البن طباطبا العلوي ت‪322‬ه‬ ‫‪-‬‬

‫‪11‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫كتاب البديع البن املعتز ت‪296‬ه‬ ‫‪-‬‬


‫املوازنة بني الطائيني لآلمدي ت‪371‬ه‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -4‬المص~~نفات اللغوي~~ة والمعجمي~~ة‪ :‬عك˜˜ف علم˜˜اء اللغ˜˜ة على دراس˜˜ة اللغ˜˜ة ووص˜˜فها وص˜˜فا دقيق˜˜ا من جوانبه˜˜ا املختلف˜˜ة‬
‫الص ˜˜رفية والنحوي ˜˜ة والداللي ˜˜ة والبالغي ˜˜ة‪ ،‬إس ˜˜هاما منهم يف احلف ˜˜اظ على الفهم الص ˜˜حيح للق ˜˜رآن الك ˜˜رمي واالس ˜˜تعمال‬
‫الص˜˜حيح للغت˜˜ه العربي˜˜ة‪ ،‬وق˜˜د كرس˜˜ت املراح˜˜ل األوىل جلم˜˜ع اللغ˜˜ة وترتيبه˜˜ا‪ ،‬مث اتس˜˜عت ه˜˜ذه العملي˜˜ة يف املراح˜˜ل التالي˜˜ة‬
‫فتوالت الدراسات اللغوية املتخصصة‪ ،‬واختلفت اآلراء وتش˜عبت‪ ،‬واتض˜حت من˜اهج الدراس˜ة اللغوي˜ة‪ ،‬وألفت العدي˜د‬
‫من املصادر املتخصصة يف علوم اللغة‪ ،‬ومن هذه املصادر نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬معجم العين للخليل بن أحم~د الفراه~دي‪( :‬ت‪100‬ه)‪ ،‬وه˜˜و من املع˜˜اجم الص˜˜وتية ألن ص˜˜احبه رتب املادة اللغوي˜˜ة‬
‫يف كتاب˜ه على حس˜ب خمارج احلروف من احلل˜ق‪ .‬وق˜د س˜ار على ترتيب˜ه ه˜ذا كث˜ري من م˜ؤلفي املع˜اجم‪ ،‬مث˜ل‪ :‬أب˜و علي‬
‫القايل (ت‪365‬ه) يف معجمه‪ :‬البارع‪ ،‬وأبو منصور األزهري (ت ‪370‬ه) يف معجم‪ :‬هتذيب اللغة‪ ،‬والصاحب بن‬
‫عباد (ت‪385‬ه) يف معجمه‪ :‬احمليط‪...‬وغريهم‪.‬‬
‫‪ -2‬مقاييس اللغة البن فارس‪ :‬هو أبو الحسين أحم~د بن ف~ارس بن زكري~~اء بن محم~د بن ح~~بيب ال~~رازي اللغ˜˜وي(ت‬
‫‪395‬ه)‪ .‬رتب ابن فارس معجمه وفق˜ا لل˜رتتيب األجبدي‪ ،‬فجع˜ل لك˜ل ح˜رف كتاب˜ا‪ ،‬فكت˜اب يف اهلم˜زة‪ ،‬وكت˜اب يف‬
‫الب˜˜اء‪ ،‬وكت˜˜اب يف الت˜˜اء‪..‬وهك˜˜ذا‪ ،‬مث قس˜˜م ك˜˜ل كت˜˜اب إىل أب˜˜واب‪ ،‬فب˜˜اب للثن˜˜ائي املض˜˜اعف‪ ،‬مث˜˜ل‪ :‬أب‪..‬وب˜˜اب للثالثي‬
‫مث˜˜ل‪ :‬أبت‪..‬وم˜˜ا زاد عن ذل˜˜ك من الرب˜˜اعي أو اخلماس˜˜ي خص˜˜ه بب˜˜اب‪ ،‬وب˜˜ذلك اختص˜˜ر ابن ف˜˜ارس أب˜˜واب اخللي˜˜ل ح˜˜ىت‬
‫يتمكن من تط˜˜بيق نظريت˜˜ه تطبيق˜˜ا حمكم˜˜ا‪ ،‬ورغم أن˜˜ه أخ˜˜ذ ه˜˜ذا ال˜˜رتتيب عن اخللي˜˜ل إّال أّن مق˜˜اييس اللغ˜˜ة يعت˜˜رب معجم˜˜ا‬
‫خاص˜˜ا‪ ،‬يهم الب˜˜احثني يف فق˜˜ه اللغ˜˜ة العربي˜˜ة‪ ،‬وليس من املع˜˜اجم ال˜˜يت يرج˜˜ع إليه˜˜ا يف األح˜˜وال العادي˜˜ة جملرد الكش˜˜ف عن‬
‫معىن لفظة من ألفاظ اللغة‪.‬‬
‫‪-3‬الص~~حاح للج~~وهري‪ :‬ه˜˜و أب~~و نص~~ر إس~~ماعيل بن حم~~اد الج~~وهري (‪332‬ه‪398-‬ه)‪ ،‬رتب اجلوهري م˜˜ادة ه˜˜ذا‬
‫املعجم على أساس ت˜رتيب ح˜روف اهلج˜اء‪ ،‬ال على أس˜اس ت˜رتيب خمارج احلروف ال˜ذي وض˜عه اخللي˜ل‪ ،‬وق˜د اعت˜رب يف‬
‫ه˜˜ذا ال˜˜رتتيب آخ˜˜ر ح˜˜روف املادة ال أوهلا‪ ،‬ف˜˜إذا ك˜˜انت األل˜˜ف املهم˜˜وزة ت˜˜أيت األوىل يف ت˜˜رتيب ه˜˜ذه احلروف فإن˜˜ه يب˜˜دأ‬
‫معجمه بباب جيم˜ع في˜ه ك˜ل املف˜ردات ال˜يت تنتهي ب˜ألف مهم˜وزة‪ ،‬مث يقس˜م ه˜ذا الب˜اب وفق˜ا لع˜دد ح˜روف اهلج˜اء إىل‬
‫مثانية وعشرين فصال‪ ،‬آخذا يف االعتبار ترتيب حروف اهلجاء‪ ،‬كم˜˜ا يعت˜˜رب احلرف األول من املادة‪ .‬وهك˜˜ذا فق˜˜د أف˜˜رد‬
‫اجلوهري لكل حرف من ح˜روف اهلج˜اء باب˜ا‪ ،‬وهك˜ذا ص˜ار معجم الص˜حاح مكون˜ا من مثاني˜ة وعش˜رين باب˜ا‪ ،‬يف ك˜ل‬

‫‪12‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫ب˜˜اب مثاني˜˜ة وعش˜˜رون فص˜˜ال‪ .‬ويص˜˜ل جمم˜˜وع م˜˜ا يض˜˜م الص˜˜حاح من الفص˜˜ول اثن˜˜ان وثالث˜˜ون وس˜˜تمائة فص˜˜ل‪ ،‬أم˜˜ا ع˜˜دد‬
‫املواد اللغوية فقد بلغت أربعني ألف مادة‪.‬‬

‫‪ -2‬لس ~~ان الع ~~رب البن منظ ~~ور‪ :‬ه ˜˜و أب ˜˜و الفض ~~ل جم ~~ال ال ~~دين محم ~~د بن مك ~~رم بن علي بن أحم ~~د األنص ~~اري‬
‫اإلفريقي (‪630‬ه‪711-‬ه)‪ .‬اختار ابن منظور ت˜˜رتيب م˜˜ادة معجم˜ه على نفس النظ˜ام ال˜˜ذي س˜˜ار علي˜˜ه اجلوهري يف‬
‫ص˜˜حاحه‪ ،‬أي نظ˜˜ام الب˜˜اب والفص˜˜ل‪ ،‬ومل يبتك˜˜ر ش˜˜يئا س˜˜وى أن˜˜ه جع˜˜ل من معجم˜˜ه خزان˜˜ة للغ˜˜ة العربي˜˜ة‪ ،‬هلذا فق˜˜د ط˜˜ال‬
‫حىت صار يف عشرين جزءا‪.‬‬

‫‪ -2‬الق~~اموس المحي~ط للفيروزآب~~ادي‪ :‬ه˜˜و محم~د بن يعق~~وب بن محم~د بن إب~~راهيم بن عم~ر الش~~يرازي مج~د ال~~دين‬
‫أب~ ~~و ط~ ~~اهر الفيروزآب~ ~~ادي (‪729‬ه‪817 -‬ه)‪ .‬يق˜ ˜˜ال أن الق˜ ˜˜اموس احملي˜ ˜˜ط مجع س˜ ˜˜تني أل˜ ˜˜ف م˜ ˜˜ادة‪ ،‬وق˜ ˜˜د زاد على‬
‫اجلوهري وابن منظور بعشرين ألف مادة‪ ،‬وقد اتبع فيه جمد الدين يف ترتيب ألفاظ معجمه ال˜رتتيب نفس˜ه ال˜ذي اتبع˜ه‬
‫الص˜˜حاح ولس˜˜ان الع˜˜رب من قب˜˜ل‪ ،‬فاش˜˜تمل معجم˜˜ه على‪ 28‬باب˜˜ا حس˜˜ب ت˜˜رتيب ح˜˜روف اهلج˜˜اء ألواخ˜˜ر الكلم˜˜ات‪،‬‬
‫وكل باب ينقسم إىل فصول تشري إىل أوائل الكلمات اليت ترتب أيضا حسب ترتيب حروف املعجم‪.‬‬
‫‪ -3‬الخص~~ائص البن ج~~ني‪ :‬ه˜˜و أب~~و الفتح عثم~~ان بن ج~~ني (ت ‪392‬ه)‪ ،‬والكت˜˜اب ه˜˜و أح˜˜د أش˜˜هر مص˜˜ادر فق˜˜ه اللغ˜˜ة‬
‫وأسرار العربية ووقائعها‪ ،‬وهو يبحث يف خصائص اللغة العربية‪ ،‬وإن اشتمل على مباحث تتص˜ل باللغ˜ة بص˜فة عام˜ة‪،‬‬
‫مثل البحث يف الفرق بني الكالم والقول‪ ،‬والبحث يف أصل اللغ˜˜ة‪ :‬أإهلام هي أم اص˜طالح؟ أم˜˜ا بقي˜˜ة األحباث فتختص‬
‫بفلسفة اللغة العربية ومشكالهتا‪.‬‬
‫‪ -4‬الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كالمها البن فارس‪( :‬ت‪395‬ه)‪ ،‬وهو يف فقه اللغة أيضا‪.‬‬
‫‪-5‬كت~اب األض~داد لألنب~اري‪ :‬محم~د بن القاس~~م بن محم~د بن بش~~ار االنب~اري (‪271‬ه‪327-‬ه)‪ ،‬طب˜˜ع الكت˜˜اب يف‬
‫الك˜˜ويت س˜˜نة ‪ ،1920‬حتقي˜˜ق‪ :‬حمم˜˜د أب˜˜و الفض˜˜ل اب˜˜راهيم‪ .‬وه˜˜و يع˜˜اجل مس˜˜ألة األض˜˜داد يف اللغ˜˜ة‪ ،‬وهي األلف˜˜اظ ال˜˜يت‬
‫حتمل معنيني متضادين‪.‬‬
‫‪ -6‬مجمع األمثال للميداني‪ :‬أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم الميداني (ت‪518‬ه)‪ ،‬طب˜˜ع الكت˜˜اب يف الك˜˜ويت‬
‫س ˜˜نة ‪1959‬م بتحقي ˜˜ق من الش ˜˜يخ حمم ˜˜د حمي ال ˜˜دين‪ .‬وه ˜˜و معجم مجع أمث ˜˜ال الع ˜˜رب‪ ،‬واألمث ˜˜ال ص ˜˜ورة من ص ˜˜ور‬
‫االستعمال اللغ˜وي األص˜يل‪ ،‬تكث˜ف فيه˜ا الش˜عوب جتارهبا يف عب˜ارة لغوي˜ة بليغ˜ة وم˜وجزة‪ ،‬ويتوارثه˜ا الن˜اس جيال بع˜د‬

‫‪13‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫جي˜ل دون أن يتص˜رفوا يف بنائه˜ا أو يب˜دلوا ألفاظه˜ا‪ ،‬وتص˜بح ب˜ذلك ص˜ورة أولي˜ة للغ˜ة لفظ˜ا واس˜تعماال وبن˜اء‪ ،‬وت˜دخل‬
‫كتب األمثال ضمن كتب األدب‪.‬‬
‫‪ -7‬جمه~~رة اللغ~~ة البن دري~~د‪ :‬أب~~و بك~~ر محم~~د بن الحس~~ين بن دري~~د (‪223‬ه‪321-‬ه)‪ ،‬اتب ˜˜ع ابن دري ˜˜د يف ت ˜˜رتيب‬
‫األلف˜˜اظ ترتيب˜˜ا ألفبائي˜˜ا بع˜˜د أن وج˜˜د الق˜˜راء ص˜˜عوبة يف اس˜˜تخدام معجم العني للخلي˜˜ل‪ ،‬ال˜˜ذي أقام˜˜ه على ت˜˜رتيب خمارج‬
‫احلروف‪ ،‬وهو ما يقتضي معرفة صوتية ال تتأتى لعامة الناس‪ ،‬بينما الرتتيب األلفبائي معروف ال يكاد جيهله متعلم‪.‬‬
‫‪ -8‬المخصص البن سيده‪ :‬هو أبو الحسن علي بن أحمد بن سيده األندلس~~ي االش~~بيلي‪( ،‬ت ‪458‬ه)‪ ،‬مجع املؤل˜˜ف‬
‫يف كتابه ألفاظ اللغة العربية واستقصاها وبني مواضع استخداماهتا وتصريفها وتفسري اشتقاقها‪.‬‬
‫‪ -3‬مصادر السير والتراجم‪ :‬ع˜˜ين الع˜˜رب من˜˜ذ الق˜˜دمي ب˜˜البحث يف األنس˜˜اب وت˜˜دوين الس˜˜ري وال˜˜رتاجم ب˜˜دءا بالس˜˜رية النبوي˜˜ة‬
‫الشريفة وسري العلماء واألدباء فكثرت كتب الرتاجم والسري والطبقات‪ ،‬وق˜د اختلفت ه˜ذه الس˜ري مض˜مونا ومنهج˜ا‪،‬‬
‫فمنها املتخصصة بفئة معينة كالشعراء أو الكت˜اب أو اللغ˜ويني‪..‬ومنه˜ا م˜ا اقتص˜ر على الرتمجة ألعالم بل˜د حمدد‪ ،‬ومنه˜ا‬
‫م˜˜ا توس˜˜ع يف مض˜˜مونه فش˜˜مل األعالم يف ش˜˜ىت املي˜˜ادين ويف أزمن˜˜ة وأمكن˜˜ة خمتلف˜˜ة‪ ،‬وتكمن أمهي˜˜ة ه˜˜ذه ال˜˜رتاجم يف أهنا‬
‫تعطين ˜ ˜˜ا فك ˜ ˜˜رة عن مسات العص ˜ ˜˜ر ال ˜ ˜˜ذي ع ˜ ˜˜اش في ˜ ˜˜ه ه ˜ ˜˜ؤالء األعالم مما يعم ˜ ˜˜ق فهمن ˜ ˜˜ا ألعم ˜ ˜˜اهلم األدبي ˜ ˜˜ة والنقدي ˜ ˜˜ة أو‬
‫اللغوية‪...‬وفيما يلي سنعرض أهم مصادر السري والرتاجم يف الرتاث العريب‪:‬‬
‫‪ -1‬طبقات الشعراء البن سالم‪ :‬محمد بن سالم الجمحي‪( ،‬ت‪231‬ه)‪ ،‬والكتاب من املصادر األوىل يف النق˜˜د األديب‬
‫ويف ال ˜˜وقت نفس ˜˜ه ميكن ع ˜˜ده أيض ˜˜ا ض ˜˜من أح ˜˜د كتب ال ˜˜رتاجم عن الش ˜˜عراء وأخب ˜˜ارهم‪ .‬طب ˜˜ع الكت ˜˜اب طبع ˜˜ة حمقق ˜˜ة‬
‫بالقاهرة سنة ‪1952‬م ضمن سلسلة ذخائر العرب‪.‬‬
‫‪ -2‬معجم الشعراء للمرزباني‪ :‬هو أبو عبد اهلل محمد بن عمران المرزباني‪( ،‬ت‪384‬ه)‪ ،‬والكتاب هو أحد املص˜˜ادر‬
‫املهمة يف سري الشعراء وتراجم حياهتم‪.‬‬
‫‪ -3‬بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي‪ :‬الكت˜اب مص˜در ل˜رتاجم اللغ˜وين والنح˜اة ومؤلف˜اهتم‪ ،‬من˜ذ بداي˜ة‬
‫التفكري اللغوي عند العرب حىت هناية القرن التاسع اهلجري‪ .‬صدرت طبعة حمقق˜ة ومفهرس˜ة للكت˜اب بعناي˜ة حمم˜د أب˜و‬
‫الفضل إبراهيم بالقاهرة سنة ‪.1966‬‬
‫‪ -4‬الفهرست البن النديم‪ :‬هو مصدر من مص˜ادر ال˜رتاجم والس˜ري ذات الص˜فة الش˜مولية واملس˜توعبة ألعالم ك˜ل الفن˜ون‬
‫والعلوم دون ختصيص لفئة معينة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫السنة األولى ليسانس‪ ،‬محاضرات مادة المصادر‬ ‫األستاذة ‪:‬يمينة تابتي‬

‫‪ -5‬معجم األدب~~اء لي~~اقوت الحم~~وي‪ :‬ه ˜˜و أب~~و عب~~د اهلل ي~~اقوت بن عب~~د اهلل الحم~~وي‪574(،‬ه‪626-‬ه)‪ ،‬والكت ˜˜اب‬
‫يهتم بأخب ˜˜ار أعالم األدب وس ˜˜ري حي ˜˜اهتم‪ ،‬وت ˜˜رجم في ˜˜ه للش ˜˜عراء والكت ˜˜اب والنح ˜˜ويني واللغ ˜˜ويني والق ˜˜راء والنس ˜˜ابني‬
‫واملؤرخني وأصحاب الرسائل‪ .‬وقد صدر الكتاب يف عشرين جزءا وطبع مرات عديدة يف أوروبا والقاهرة‪.‬‬
‫‪ -6‬وفي~~ات األعي~~ان البن خلك~~ان‪ :‬ه˜˜و ش~~مس ال~~دين أحم~~د بن محم~~د بن إب~~راهيم بن خلك~~ان‪608( ،‬ه‪680-‬ه)‪،‬‬
‫وكتابه سجل حافل وج˜امع لألعالم يف ك˜ل علم وفن على امت˜داد ال˜رتاث الع˜ريب اإلس˜المي زمان˜ا ومكان˜ا‪ ،‬ت˜رجم في˜ه‬
‫لثمامنائ ˜˜ة ومخس ومخس ˜˜ني َعلم ˜˜ا من أعالم األدب والفق ˜˜ه واإلدارة والفلس ˜˜فة والفن ˜˜ون والعل ˜˜وم الطبيعي ˜˜ة من ˜˜ذ ب ˜˜دايات‬
‫التأليف يف هذه الفروع‪ ،‬ومن شىت أحناء اخلالفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like