Professional Documents
Culture Documents
التاريخ هوا جمع تواريخ ,أي هوا جملة من األحوال واألحداث التي مر بها كل كائن حي
وينطبق ذلك علي الفرد والمجتمع وما يصنعانه من أشياء مختلفة والظواهر الطبيعية ,
ويستعين التاريخ في تسجيل األحداث واألحوال باألثار والعمائر والروايات والمعاهدات
والمذكرات واألساطير وغيرها .
عرف البعض العمارة بأنها دافع غريزي عند االنسان للبناء لغرض المأوي واللجوء ,فتم
تطوير هذا المكان إلي مسكن للعيش ,مكتب للعمل ,مكان مقدس للعبادة ,ميادين وابنية
ترفيهية وغيرها .لذلك نجد أن معظم المباني علي هذه األرض توفر المأوي والملجأ
والمنفعة وهو مايسمي (( مكونات العمارة )) .
فدراسة الماضي ودراسة تاريخ العمارة إنما لنبني أساسآ راسخآ وآهداف أسمي لنتاجنا في
المستقبل ,حيث دراسة الماضي تزيد من اإللهام وخصوصآ ماكان متميزآ منها جماآل
وإبداعآ وابتكارآ ,كذلك دراسة تاريخ العمارة كما يراه البعض إنما هوا متداخل للغاية مع
الحضارة بشكل عام ,لذا فهم معظم الحضارات يكمن في فهم مبانيها وأشكالها الفنية وفقا
للثقافات السائدة لكل عصر من العصور أوفترة زمنية معينة .
ومن خالل دراسة تاريخ العمارة بشكل موسع نستطيع معرفة االتي وهو في نفس الوقت
يعتبر السبب او األسباب الرئيسية لدراسة تاريخ العمارة فا تاريخ العمارة وتاريخ الحضارة
متداخالن مع بعضهم البعض وفهم الحضارة يكون من خالل دراسة عمارتها ومبانيها
الباقية كمصدر رئيسي للمعلومات حيث يمثل تاريخ العماره عملية من التطور المستمر من
الطرز المعمارية المختلفة ومعرفتنا لهذه الطرز نتعرف علي الفترات الزمنية المختلفة فا
الخلفية التاريخية تساعدنا في وضع مخططاتنا لمنجزاتنا المستقبلية من خالل االبداع المتميز
المستخدم في فتات مختلفة
الفصل األول
-1مقدمة -:
تقع بالد الرافدين ما بين نهري دجلة والفرات ( وتحديدا بالد العراق الحالية ) ،ويحدها من
الشرق بالد فارس ،ومن الجنوب شبه الجزيرة العربية ،ومن الغرب البحر االبيض المتوسط
.وبالد مصر ،ويحيطها من كل الجهات الهالل الخصيب
وكلمة الرافدين في اللغة اآلرامية القديمة تعني “ما بين النهرين” ،والنهرين هما :دجلة والفرات
،لذلك نجد في بعض المصادر التاريخية قد ذكرت بالد الرافدين باسم “بالد ما بين النهرين”
.وكال االسمين هما صحيحين
من خالل مالحظة الخط الزمني لحضارة بالد الرافدين ،يتضح لنا أن بالد الرافدين خرجت من
مرحلة ما قبل التاريخ الى مرحلة التاريخ سنة 3500ق.م تقريبا ،وقد عمرت بالد الرافدين منذ
القديم العديد من الحضارات االنسانية التي الزال أثر معالمها محفورا ومحفوظ الى اآلن .
فبالد الرافدين تعتبر مهد الحضارات حيث نشأت فيه العديد من الحضارات المختلفة والتي كان
من أهمها -:
السومريه ( )5000-2000ق.م -
البابلية القديمة ( )2000-1600ق.م -
األشورية ( )900-700ق.م -
البابلية الحديثة ( )626-539ق.م -
تشير معظم الدراسات واألبحاث التي شملت العديد من المدن العراقية إلي عنصر الخشب
الحجر بشكل كبير لذلك فإنه العمارة في معظم هذه المدن كانت بصوره عامة باستخدام مادة
الطين كمادة أساسية في البناء خاصة في المنطقة الوسطي ,والجنوبية ,اما الشمالية فإن الحجر
كان متوفر نوعا ما لذلك استعمل بشكل ملحوظ .
قلة الغابات واألخشاب جعلت العمارة الرافدينية تستغني عن االسقف الخشبية ومساند األبواب
والنوافذ وتنفيذ العقود والقباب باستخدام األجر ,حيث أن بالد الرافدين هم اول من ابتكر هذه
األنواع من األسقف ومازالت القباب من خصائص العمارة الي يومنا هذا.
كما أنشأة العمارة السومرية العديد او معظم مبانيها من المواد المتوفرة محليا مثل الطين
والقصب في إنشاء هياكل األكواخ وغيرها واستعمل الطين في بناء الجدران معا األحجار ,
()1 كما تم استعمال األفنية في العمارة السومرية خاصة في القصور والمعابد لكبر مساحتها .
-2تاريخها
ُذ كر في كتاب التوراة أّن سفينة سيدنا نوح عليه الصالة والسالم قد رست بالقرب من منطقة
بابل ،أّما كتب التفسير اإلسالمية فقد ذكرت رواية مشابهة لها تقول أّن سفينة نوح قد رست في
منطقة الكوفة وهي قريبة من بابل ،وذلك بعد أن ُأبيد جميع البشر في حادثة الطوفان ،ثّم ظهر
أول مجتمع بشري بعد هذه الحادثة في منطقة ما بين النهرين ،والتي تعتبر منشًأ لساللة البشر
والحضارات المتعاقبة على األرض .بعد سنة 6000قبل الميالد كانت الحاجة لري
المزروعات والدفاع عن المدن وحمايتها دافعًا في تشّك ل الحضارة األولى في بالد ما بين
النهرين على أيدي سكانها القدامى ،حيث قاموا ببناء األسوار حول مدنهم وإنشاء قنوات الري،
ثم قامت المستوطنات والتي صارت مدنًا فيما بعد ،ومن أقدم هذه المستوطنات التي نشأت هناك
()3 (تل الحل ،وأوروك) ،كما كان السومريون مسؤولين عن انتشار الثقافة هناك.
1- 2موقعها وجغرافيتها
تقع بالد ما بين النهرين في الوقت الحالي بالعراق ،وتركيا ،والجمهورية السورية أي جميع
المناطق التي تقع ما بين نهري الفرات ودجلة ،وكال هذين النهرين ينبعان من جبال أرمينيا
الموجودة في تركيا ،وتغذيهما عّد ة روافد .توجد الطرق البرية فقط على ضفاف نهر الفرات
كون ضفاف نهر دجلة أغلبها موجودة في مناطق صعبة ووعرة وحادة ،ومناخ بالد ما بين
النهرين غالبًا ما يكون شبه جاف ورطب كونها مناطق صحراوية خاصة من الجهة الشمالية،
وتتمّيز بكثرة البحيرات والمستنقعات الطينية ،وفي الجهة الجنوبية يتوّح د النهران بشط العرب
()1 ويصبان في خليج العرب.
مملكة الّسومريين هي إحدى الممالك اّلتي قامت في العراق ،وأنشأت هذه المملكة حضارة
كبيرة ،وامتّد ت أراضي هذه المملكة حّت ى وصلت البحرين ( جزيرة دلمون قديمًا ) .وتعتبر
حضارة الّسومريون أقدم حضارة في العالم .وقد ُقّسمت فترة حكم الّسومريين إلى ثالث عصوٍر
وهي كالّت الي:
عصر فجر الّسالالت األول ( 2700-2800قبل الميالد ).
كان للحضارة الّسومرّية العديد من اإلنجازات في مختلف المجاالت فقد تمّيزت في العمارة
وخاّصة في عمارة القصور والمعابد ففي العهد الّسومري ظهرت العقود والقبوات ألول مرة،
كما تمّيزت في الّن حت وكذلك الّت عدين ،وسبك المعادن ،وقد كان للّسومريين الفضل في ابتكار
طريقة لحم الّذ هب ،وذلك في عام 2500قبل الميالد .وُيذكر أّن لغة الّسومريين تعّد من اللغات
الملتصقةAgglutinative(1).
2 – 4مملكة األكاديين
األّك اديون هم قوم نزحوا من موطنهم األصلي ( شبه الجزيرة العربّية ) إلى بالد الّر افدين
(العراق) في أوائل األلفية الّث الثة قبل الميالد تقريبا أو قبل ذلك بقليل ،وُيعتقد أّن األكاديين قد
عاشوا في نفس الوقت مع الّسومريين .وقد قامت الّد ولة األكادّية على يد سرجون األكادي (
2316 - 2371قبل الميالد) ،اّلذي وّح د العراق في مملكة واحدة ،وقد استمّر حكم سرجون
األكادي لمدة خمس وخمسين سنة ،قام خاللها بالكثير من اإلصالحات في الجيش ( تطوير
الّسالح وأساليب الحرب ) وكذلك إصالحات في نظام الحكم ،كما تطّو رت في عهده الفنون
والعمارة.
ومن ملوك الّد ولة األكادّية نرام سين اّلذي يعّد من أقوى الملوك األكاديين ،وقد دام حكمه ما
يقارب األربعين عامًا ،وَت ذكر الكثير من الّر وايات واألساطير أّن نرام سين قد كان هو الحاكم
األعلى ،وُيعتبر نرام سين أول ملك في بالد الّر افدين يّؤ له نفسه ،وقد َأطلق نارام سين على نفسه
لقب ملك ملوك األرباع ،وفي عهده وصلت المملكة األكادية إلى أوجها إال أّن ها بدأت بالّسقوط
بعد وفاة نرام سين.
3 – 4مملكة البابليين
في بالد الّر افدين ظهرت مملكة قوّية وهي المملكة البابلّية وقد ُقّسمت المملكة البابلّية إلى
عصور ثالثة لكل عصر ميزاته الحضارّية .وهذه العصور هي:
في بداية األلف الّث اني قبل الميالد نشأت الّد ولة البابلّية على يد أسرة ُعرفت بساللة بابل األولى (
) 1595 - 2894قبل الميالد ،ويعّد حمورابي من أشهر ملوك هذا العصر ( 1686 - 1728
) قبل الميالد إذ بفضله تم توحيد البالد ،ومن أهم أعمال حمورابي َس ُّن ه قوانين ُموَّح دة تسري
على جميع بالد الّر افدين (قانون حمورابي ) ،وهي أولى القوانين المتكاملة في العالم اّلتي ضّمت
قانون العقوبات والقانون المدني إضافة إلى األحوال الّشخصّية ،وقد تمّيز العصر البابلي القديم
بتطور علومه ومعارفه البشرّية إضافة إلى اتساع وازدياد عدد المدن.
2 – 3 – 4العصرالبابلي الوسيط:
في أواخر العصر البابلي القديم هجمت على العراق أقوام جاءت من الّش مال الّش رقي أو من
الّشرق ُعرفت باسم الكاشيين وَأسست هذه األقوام دولة حكمت مدة خمسة قرون تقريبًا ،وُيعتقد
أّن هم تحولوا إلى بابلين ،وُيذكر الملك ( أجوم -كاكريم ) كأول ملك لهم ،وهو اّلذي أعاد تمثال
اإلله مردوخ بعد هزم الحثيينُ .يعتبر العصر البابلي الوسيط عصر ضمور وتراجع للحضارة
البابلّية ،وعلى الرغم من وجود حكم سياسي في بابل إال أنها بقيت تحت حكم وسيطرة قوًى
أقوى منها ،تمّث لت في مملكة ميتاني اّلتي اندثرت وانهارت بعد بروز الّد ولة اآلشورّية ،وقد
أصبحت بابل تحت سيطرة اآلشوريين في عهد الملك نينورتا اآلشوري.
3 – 3 – 4العصر البابلي الحديث:
تعد فترة حكم الملك البابلي نبوخذ نصر الّث اني من الفترات المزدهرة في الّت اريخ
البشري بشكل عام ،وفترة انتعاش وقوة للحضارة البابلّية بشكٍل خاص ،وقد
تمّيزعهد نبوخذ نّصر الّث اني بالعمران ،ومن أهم المعالم العمرانية التي ُبنيت في
عهده الّز قورة ،إضافًة إلى بناء العديد من المعابد في مدينة بابل ،وإقامة شارع
الموكب ،وبوابة عشتار ،وكذلك الحدائق المعّلقة التي ُتعتبر من عجائب الّد نيا
الّسبعة.
في عام 539قبل الميالد احتّل قورش العظيم مدينة بابل ،وعلى الرغم من سقوطها
إال أنها بقيت في صراع مع الحكم فظهرت العديد من الّث ورات فيها ،مثل ثورة
نبوخذ نصر الثّالث في عام 522قبل الميالد ،وثورة عام 521قبل المالد بقيادة
نبوخذ نصر الّر ابع ،وثورة عام 484بقيادة بيل سيماني وسامسا إيريبا وغيرها من
الّث ورات.
4 – 4مملكة اآلشوريين
ظهرت المملكة اآلشورّية في الجزء الّش مالي من العراق ،وُيعرف اآلشوريين بأنهم أقوام
هاجروا من شبه الجزيرة العربّية واستقّر وا في العراق ،وقد اشُتق اسمهم من إسم إلههم آشور،
وتمّيزت المملكة اآلشورّية بالعديد من الملوك العظماء منهم:
شلمنصر األول :وهو من أعظم ملوك الّد ولة اآلشورّية ،وكان له إنجازات كبيرة في مختلف
المجاالت ،إاّل أّن أهّمها الّت وسع الخارجي للّد ولة.
سرجون الّث اني :تمّيز عهده بالفتوحات الخارجّية ،حيث قام ببناء عاصمة قرب نينوى ُسّميت
بدور شروكين.
آشور بانيبال :من أكثر الملوك ُحبًا لألدب والعلم والمعرفة فقد قام ببناء دار للكتب جمع فيها
مختلف أنواع المعارف والعلوم التي عرفتها الحضارة في العراق
) 3 (.
-1زقورة توشغا زبيل ،والزقورة هي المعابد المدرجة ،وتم بناؤه في عام 1250قبل الميالد،
ويرجح أن سبب بنائه هو لتكريم اآللهة.
-2الموسو ،أو الثور المجنح ،وهو إله الحماية عند اآلشوريين ،وتم تصميمه على شكل رأس
إنسان ،وجسم ثور ،وأجنحة طائر.
-3بوابة عشتار والتي تم تشيدها في عام 575قبل الميالد ،وهي معروضة في وقتنا الحالي في
متحف بيرغامون في برلين .زقورة أور ،وتقع حالًيا في العراق ،في محافظة ذي قار.
()1 -5تل براك ،وهي مدينة قديمة في سوريا دمرت قديًما ،وتم التنقيب عنها في عام .1937
3 – 5أنواع المعابد في حضار بالد الرافدين -:
بالنسبة للقصور فكانت أيضا منتشره وكانت تقام علي مناطق إصطناعية واسعة يصل
إرتفاعها الي 15متر ويوضع عليها أبنية القصر المختلفة حيث أن القصر كان يتألف من
ثالثة أجزاء وهي -:
العمارة في بالد الرافدين وصلت الي تنظيم هندسي عالي فكانت المدينة منظمة الشوارع -1
الرئيسية معظمها علي شكل شطرنجي ( متصالبة ) تتخللها االزقة ,وكان لكل مدينة
تقريبا شارع رئيسي ضخم ينتهي بالمعبد الرئيسي للمدينة ,وأشهرها مدينة بابل –
أشور
العمارة في بالد الرافدين ذات جدران مائلة ترقق وتقل مساحتها كلما اتجهنا إلي األعلى -2
وتوضح هذه الجدران القصص والتواريخ المختلفة عليها عبر مجموعة من الصور
والحكايات والبروز والتجاويف المختلفة
قلة استعمال األعمدة فكانت معظم المباني عن طريق الربط باألكتاف كذلك صغر -3
فتحات األبواب والشبابيك مقارنة بحجم الفراغات
إستخدام العقود النصف دائرية في البناء لغرض التسقيف عليها في العتبات فوق -4
الفتحات
استخدام االفنية المتعددة في معظم مبانيها سواء في المعابد او القصور وغيرها -5
من اهم أبنيتها المعابد والتي علي شكل هياكل هرمية مختلفة الشكل -6
نقشت جدران المباني بالطوب المزجج ( الموزابيك ) واعتمدت الزخالفة علي النظام -7
()1 العمودي في تقسيمة ( علي شكل أعمدة )
الفصل الثاني
العمارة المصرية القديمة ( الفرعونية )
- 1مقدمة
بني المصريون قبل أي من الشعوب األخرى العمارات الضخمة من الحجر والتي تحتوي
الصاالت الواسعة وغيرها ,واحتواء هذه الصاالت علي أعمدة مختلفة األشكال واألحجام ,
حيث تمتاز حضارة بالد النيل بعراقتها .
ويرجع تاريخ االسر الحاكمة لمملكة مصر الي 3000سنة /ق .م وقد ظلت واستمرت هذه
العمارة اكثر وأطول عمرآ من الحضارات التي استعمل فيها الطين إلنشائها وذلك إلعتمادها
علي عنصر القصب وسعف النخيل والبردي في عملية البناء نظرا لتوفر عنصر الحجر بشكل
كبير في المنطقة .
أخذت العمارة المصرية خصائصها من الحياة الطبيعية الصعبة والقاسية علي االنسان المصري
حيث تمثلت هذه الخصائص في فكرة الصالبة التي يعانيها المصري في قوة عناصرها والن
اإلنسان المصري يومن بالحياة والموت فكان اإلنسان المصري يبني القبور الضخمة مثل
االهرامات ,وكذلك المعابد ذات االعمدة الهائلة والعديدة باإلضافة الي بناء الجدران المائلة ,
()1( )2 واستخدام النحت والرسم عليها متمثال في المناظر التاريخية والدينية والعائلية وغيرها .
حكمت مصر عدد ثالث أسر فرعونية بثالث ممالك وهي ( المملكة القديمة – المملكة الوسطي
– المملكة الجديدة ) وهي كاألتي -:
عاصمتها منف أو ممفيس ,أنشأها الملك مينا ,من اهم معالمها هوا أثار ( أبوالهول )
والسرابيوم ( معبد التحنيط ) والجبانة الكبيرة التي تقع في سقارة في الموقع القديم لمدينة
منف هذه الجبانة يعلوها هرم يسمي ( زروس ) المدرج .
أهم األماكن التي يمكن زيارتها في مدينة سقارة هوا هرم اوناس والسرابيوم ومقابر النبالء
( العظماء ) وهي مجموعة بنايات مستطيلة بجدران مائلة من الطوب او الحجر تمتاز بكثرة
األبواب والمصاطب .
– 2عصر الدولة الوسطي ( 2180 – 1780ق.م ) 2
عاصمتها مدينة طيبة ,ومن أهم معابدها ( حتشبوت ) الذي صممة المعماري ( سمنوت )
في الضفة اليسري من نهر النيل منحوت في الجبل ,وقد زين هذا المعبد بنقوش تحكي
قصة بعثة الملكة آنذاك الي الصومال وما حصل فيها ,كذلك معبد الكرنك ,باإلضافة إلي
مقابر أسوان وغيرها .
أيضا عاصمتها طيبة ثم تل العمارنة في عهد الملك اخناتون ,أشهر ملوك الدولة الحديثة
هوا الملك ( رمسيس الثاني ) الذي كان له عدة بصمات في إظهار العمارة بهذه الدولة ومن
أشهرها معبد ( أبوسنبل ) ومعبد ( األقصر ) حيث يتم إعطاء األوامر من قبل الملك فقط
()1 لبناء العمارة والعمران التي ظهرت علي طول نهر النيل .
هناك مجموعة من العوامل التي أدت وساعدت علي ظهور العمارة الفرعونية والتي من
أهمها -:
2 – 3العامل الجيولوجي -:وفرت مواد البناء المختلفة وربطها معا المعتقدات الدينية
جعلت من الحضارة المصرية لها الطابع الخاص بها ,حيث ربط المعتقد الديني مابين
الحياة والموت في اختيار مواد االنشاء من خالل اختيار ( الطمي ) في بناء المباني السكنية
الضعيفة وتمثيلة بالحياة ( الدنيا الفانية ) أما األحجار فتم إستخدامها في بناء العمائر
الجنائزية ( المقابر ) والمعابد وغيرها لقوتها وديمومتها .
3 – 3العامل المناخي -:المدن المصرية تتميز باعتدال درجات الحرارة بشكل عام وفي
حالة إرتفاعها في أوقات معينة لجاء المصري القديم الس استخدام الحوائط السميكة لعزل
الفراغ الداخلي عن الخارجي .
4 – 3العامل الديني -:المعتقدات الدينية أثرت بصورة مباشرة علي الحضارة المصرية
الفرعونية في تحديد معالم الحضارة والعمارة علي النحو التالي -:
تم اختيار المواد الهشة ( الطوب – الطين – القش ) في بناء المباني السكنية والتي -1
تمثل الحياة الدنيوية الغير دائمة .
اختيار المواد الصلبة مثل ( الحجر – الجرانيت ) في بناء المباني الدينية والجنائز -2
والتي تمثل القوة للكاهن والحياة الدائمة .
أثر انتقال الشمس من المشرق الي المغرب في اختيار مواقع المباني حيث وضعت -3
المباني السكنية شرق النهر والباقي غرب النهر .
– 5العامل االجتماعي -:حيث كان التدرج االجتماعي لإلنسان المصري قديما من 3
()1 االلهة الي الفرعون – الكهنة – الوزراء وكبار الدولة – الشعب
من ابرز اإلنجازات المصرية بناء النصب الجنائزية والمعابد التي بنيت من الحجارة -1
لتوفرها وتحملها كذلك االهرامات المدرجة والغير المدرجة والتي من أهمها
( هرم الخوفو ) الذي يصل ارتفاعه الي ( 146م ) وهو بناء بسيط بداخلة مجموعه
من السراديب المرتفعة والهابطة يبلغ طول قاعدتة حوالي ( 230م ) واشتغل ببنائة
( ) 100الف عامل لمدة عشر سنوات
تم انشاء العمارة المصرية بنظام العمود والعتب ويالحظ ذلك في المعابد أيضا تميزت -2
باسقفها المدرجة والخالية من العقود ( االقواس ) .
ابرز معابدها معبد ( الشمس ) مفتوح من الوسط ويتالف من جدار محيط علي شكل -3
مستطيل في حائطة الجنوبي نفس رمز الشمس ويتصل بطريق معبد بالحجر الي قاعة
كبيرة بالمدينة .
لالعمدة المصرية العديد من االشكال والذي اغلبها يكون علي شكل ساق وقاعدة وتاج -4
تعلو التاج وسادة مربعة الشكل تفصل التاج عن كتلة السقف جاءت تصاميم االعمدة
مقتبسة من العديد من النباتات مثل زهرة اللوتس ونبات البردي والنخيل وغيرها من
التصاميم المختلفة في شكلها وتاجها وقاعدتها وساقها وقد اعتمدت الزخارف علي
النحت بدال من التزيين
امتازت العمارة المصرية بالكتل الجدارية الضخمة والقوية واالعمدة الكثيرة لتقارب -5
مسافاتها من بعضها البعض وذلك لتحمل االعتاب التي بدورها تستطيع حمل االسقف .
صممت الفراغات الفراغات المصرية لكي يكون للضوء تاثير واضح في فراغها -6
الداخلي حيث كان لالفنية والشبابيك العلوية دورا مؤثرا في وصول الضوء الطبيعي
الي وسط الفرغات بشكل كبير وملحوظ .
زيينت الجدران في معظم االثار والمعابد بنظام النحت وليس التزيين باستخدام القوالب -7
وكان ذلك واضخا في معبد ( هورس ) و ( امون ) وغيرها .
الدخول الي المعابد المصرية يتم عبر واضحة المداخل من خالل وضع المجسمات -8
بجسم األسد و راس االنسان تنقلنا هذه المداخل عبر ممرات بجدران مائلة عليها
مجموعة من النقوش مرورا بالبهو الي الغرفة المقدسة التي اليدخلها اال الكهنة فقط .
العمارة المصرية تحافظ علي جزء او عملية التناظر في الكتل وخاصة في المعابد9 -
وبشكل عام فهي عمارة كتلية ( قليلة الفتحات ) وذات ابنية ضخمة يقل ارتفاعها كلما توغلنا
()1 الي الداخل لزيادة الرهبة والهيبة .
1 –5البيت المصري
تم بناء المنازل والمقابر في فترة ما قبل األسرات من الطوب اللبن الذي تم تجفيفه في
الشمس (وهي ممارسة استمرت طوال تاريخ مصر) .كانت المنازل عبارة عن هياكل من
القش من القصب تم دهنها بالطين للجدران قبل اكتشاف صناعة الطوب .كانت هذه المباني
المبكرة دائرية أو بيضاوية قبل استخدام الطوب وبعد ذلك أصبحت مربعة أو مستطيلة.
اجتمعت المجتمعات مًع ا للحماية من العناصر والحيوانات البرية والغرباء ونمت لتصبح
مدًن ا تطوق نفسها بالجدران.
مع تقدم الحضارة ،كذلك تقدمت العمارة بمظهر النوافذ واألبواب المدعمة والمزينة
بإطارات خشبية .كان الخشب أكثر وفرة في مصر في ذلك الوقت ولكنه لم يكن بالكمية التي
تشير إلى نفسه كمواد بناء على أي نطاق كبير .أصبح المنزل البيضاوي المبني من الطوب
()1 اللبن منزاًل مستطياًل بسقف مقبب وحديقة وفناء.
2 –5المقابر والمصاطب
كانت العمارة الجنائزية في مصر متطورة للغاية وغالًبا ما تكون رائعة .تتألف معظم المقابر
من جزأين رئيسيين ،حجرة الدفن (القبر المناسب) والمعبد الصغير ،حيث يمكن تقديم
القرابين للمتوفى .في المدافن الملكية ،تطور المعبد بسرعة إلى معبد جنائزي ،والذي بدأ في
المملكة المصرية الحديثة ،وُبني عادة بشكل منفصل وعلى مسافة من القبر .في المناقشة
التالية ،سيتم تغطية المعابد الجنائزية المبنية بشكل منفصل بالمعابد بشكل عام وليس كجزء
من المجمع الجنائزي.
كانت المصاطب هي النوع القياسي من المقابر في األسرات المبكرة .هذه الهياكل الفوقية
المستطيلة ذات األسقف المستوية لها جوانب مشيدة في البداية من الطوب اللبن ثم من
الحجر الحًقا ،على شكل مشاٍك مغطاة بألواح مطلية باللون األبيض ومزينة بتصميمات
متقنة من «الحصير» .تم بناؤها فوق العديد من غرف التخزين المجهزة بالطعام والمعدات
للمتوفى ،الذين يرقدون في حجرة دفن مستطيلة تحت األرض.
تشير الترتيبات والتجمعات الخاصة بمدافن النبالء إلى تقلبات التوقعات غير الملكية لما بعد
الوفاة .في األسرة المصرية الثالثة في سقارة ،كانت أهم المدافن الخاصة تقع على مسافة ما
من أهرامات زوسر وسخم خت .ضمت مصاطبهم الكبيرة منافذ وممرات يمكن أن تستوعب
لوحات معدات الحياة اآلخرة وفترات استراحة لعقد منحوتات للمالك المتوفى .في وقت
الحق من المملكة المصرية القديمة ،أصبحت المساحة الداخلية في المصاطب أكثر تعقيًد ا
ألنها استوعبت المزيد من المدافن .في مصطبة مريروكا ،وزير تيتي ،أول ملوك األسرة
المصرية السادسة ،كان هناك 21غرفة لألغراض الجنائزية ،ستة منها لزوجته وخمسة
البنه.
بدأ قبر زوسر ،ثاني ملوك األسرة الثالثة ،كمصطبة وتم توسيعه تدريجيًا ليصبح هرًما
مدرًج ا .تم بناؤه داخل سياج واسع في موقع قيادي في سقارة ،المقبرة المطلة على مدينة
ممفيس .يرجع الفضل إلى المسؤول الملكي الكبير إمحوتب في التصميم وقرار استخدام
الحجر المحفور .يعتبر هذا المقال األول من الحجر رائًع ا لتصميمه المكون من ست مراحل
متراكبة ذات حجم متناقص .كما أن لديها سياًج ا ضخًما ( 909 × 1784قدًما [× 544
277متًر ا]) محاًط ا بجدار مغطى بألواح من الحجر الجيري الناعم ويحتوي على سلسلة
من المباني «الوهمية» (جدران حجرية مليئة بالركام أو الحصى أو الرمل) التي ربما تمثل
الهياكل المرتبطة باألضرحة الشائنة لمصر ما قبل األسرات .في منطقة زوسر ،قام
الحجريون المصريون بأول ابتكاراتهم المعمارية ،باستخدام الحجر إلعادة إنتاج أشكال
المباني الخشبية والطوب ما قبل األسرات .تشبه األعمدة الموجودة في ممر المدخل القصب
المجمعة ،بينما تحتوي األعمدة المتداخلة في مناطق أخرى من المنطقة على تيجان تشبه
أزهار البردي .في أجزاء من المجمعات الجوفية ،تعتبر النقوش البارزة للملك وألواح
الجدران المتقنة المصنوعة من البالط المزجج من بين االبتكارات الموجودة في هذا النصب
التذكاري الرائع.
بالنسبة للمملكة المصرية القديمة ،كان الشكل األكثر تميًز ا لبناء المقابر هو الهرم الحقيقي،
ومن أروع األمثلة على ذلك أهرامات الجيزة (الجيزة) ،وال سيما الهرم األكبر للملك خوفو
من األسرة المصرية الرابعة .وصل الشكل نفسه إلى مرحلة النضج في عهد سنفرو ،والد
خوفو ،الذي بنى ثالثة أهرامات ،أحدها يعرف باسم الهرم المنحني بسبب انحداره المزدوج.
في وقت الحق فقط اقترب هرم خفرع ،خليفة خوفو ،من حجم وكمال الهرم األكبر.
القياسات البسيطة للهرم األكبر تشير بشكل كاٍف إلى حجمه وأثره ودقته :جوانبه 755.43
قدًما ( 230.26متًر ا؛ شمااًل ) 756.08 ،قدًما ( 230.45متًر ا؛ جنوًبا) 755.88 ،قدًما (
230.39متًر ا؛ شرًقا) 755.77 ،قدًما ( 230.36متًر ا غرًبا)؛ اتجاهه على النقاط
األساسية يكاد يكون دقيًق ا؛ كان ارتفاعه عند االنتهاء 481.4قدم ( 146.7متر)؛ وتبلغ
مساحتها في القاعدة ما يزيد قليًال عن 13فداًن ا ( 5.3هكتار) .يتكون القلب من كتل ضخمة
من الحجر الجيري ،كانت مغطاة بغالف من الحجر الجيري الملبس .تساهم الميزات
األخرى في بنائها بشكل كبير في طابعها الرائع :معرض غراند غاليري ذو حواف رفيعة
وغرفة الملك -مبنية بالكامل من الجرانيت -مع خمس حجرات مريحة (غرف فارغة
لتقليل الضغط).
كانت األهرامات التي ُش يدت لملوك المملكة القديمة الالحقين ومعظم ملوك المملكة المصرية
الوسطى أصغر حجًما نسبًيا وليست جيدة البناء .ومع ذلك ،فإن قبر الملك منتوحتب الثاني
من األسرة المصرية الحادية عشر له أهمية استثنائية .كانت مكوناته األساسية عبارة عن
هيكل مستطيل ،وأروقة متدرجة ،وسلسلة من العيادات المتنقلة ذات األعمدة ،والفناء
المفتوح ،وقاعة األعمدة المطوية في المنحدرات.
إن أثر الهرم لم يجعله رمًز ا قوًيا للسلطة الملكية فحسب ،بل جعله أيًض ا هدًفا واضًح ا
لصوص القبور .خالل عصر المملكة المصرية الحديثة ،أدت الرغبة في وقف نهب وتدنيس
المقابر الملكية إلى تجمعهم مًع ا في واد بعيد في طيبة ،تهيمن عليه قمة تشبه في حد ذاتها
الهرم .هناك ،في وادي الملوك ،تم نحت القبور في عمق الحجر الجيري دون أي هيكل
خارجي .تم بناء هذه المقابر المنحوتة في الصخور للمواطنين في وقت مبكر من األسرة
الرابعة .كان معظمها عبارة عن غرف مفردة بسيطة إلى حد ما تخدم جميع وظائف تعدد
الغرف في المصطبة .ومع ذلك ،تم التنقيب عن بعضها مع ادعاءات معمارية كبيرة .كانت
القاعات الضخمة في أسوان ،التي غالًبا ما ترتبط لتشكيل مجمعات متاهة ،رسمية جزئًيا،
مع أعمدة مقطوعة بعناية من الصخر ،وجزء منها محفور .تم نحت الكنائس ذات األبواب
المعلقة داخل القاعات .في بعض الحاالت كانت الواجهات ضخمة مع أروقة ونقوش.
في بني حسن قام النبالء المحليون خالل عصر المملكة المصرية الوسطى بقطع غرف
قبور كبيرة ودقيقة في منحدرات الحجر الجيري .توفر الميزات المعمارية -األعمدة
واألسطح البرميلية واألروقة ،المنحوتة من الصخر -إعدادات رائعة للزخارف الجدارية
المرسومة .يعد قبر خنوم حتب مثاًال بارًز ا على التصميم الرائع المنفذ بدقة.
كانت أقدم المقابر الملكية في وادي الملوك مخفية تماًما عن األنظار؛ تلك التي كانت في
عصر الرعامسة (األسرتان التاسعة عشر والعشرون) تم تحديدها فقط بمدخل محفور في
الوجه الصخري .لم يكن لديهم خطة متطابقة ،لكن معظمهم يتكون من سلسلة من الممرات
تفتح على فترات لتشكل غرف وتنتهي في حجرة دفن كبيرة في أعماق الجبل ،حيث استقر
التابوت الجرانيتي الضخم على األرض .غطت النصوص والصور الهيروغليفية الدينية
والجنائزية جدران المقبرة من البداية إلى النهاية .أفضل المقابر هو مقبرة سيتي األول ،ثاني
ملوك األسرة التاسعة عشر .يمتد 328قدًما ( 100متر) داخل الجبل ويحتوي على غرفة
دفن مذهلة ،ويمثل سقفها على شكل برميل قبو السماء.
بعد التخلي عن الوادي في نهاية األسرة المصرية العشرون ،تم دفن ملوك الساللتين
الالحقتين في مقابر بسيطة للغاية داخل هيكل معبد مدينة تانيس في الدلتا .لم يتم التعرف
()1 على مقابر ملكية الحقة في مصر.
3 –5المعابد
ظهرت أقدم األضرحة المعروفة في مصر ما قبل التاريخ في أواخر األلفية الرابعة قبل
الميالد ،في مواقع مثل سايس وبوتو في مصر السفلى ونخن وقفط في مصر العليا .كانت
معظم هذه األضرحة مصنوعة من مواد قابلة للتلف مثل الخشب وحصائر القصب وطوب
الطين .على الرغم من عدم ثبات هذه المباني القديمة ،فيما بعد الفن المصري ُيعاد
استخدامها باستمرار وتكييف عناصر منها ،مما يستدعي األضرحة القديمة لتوضيح
الطبيعة األبدية لآللهة وأماكن سكنهم.
في أوائل عصر األسرات ( 3150ق.م 2686 -ق.م) ،بنى الملوك المصريين األوائل
مجمعات جنائزية في المركز الديني أبيدوس بعد عام واحد نمط ،مع حاوية مستطيلة
طوب .في المملكة المصرية القديمة ( 2686ق.م 2181 -ق.م) ذلك في أعقاب فترة
األسرات المبكرة ،توسعت اآلثار الجنائزية الملكية بشكل كبير ،بينما ظلت معظم المعابد
اإللهية صغيرة نسبًيا ،مما يشير إلى أن الدين الرسمي في هذه الفترة أكد على عبادة الملك
اإللهي أكثر من العبادة المباشرة لآللهة .اآللهة المرتبطة ارتباًط ا وثيًقا بالملك ،مثل إله
الشمس رع ،تلقت مساهمات ملكية أكثر من اآللهة األخرى .كان معبد رع في أون أحد
أعظم المراكز الدينية في العصر ،وقام العديد من فراعنة المملكة القديمة ببناء كبير معابد
الشمس المصرية تكريما له بالقرب من األهرامات .وفي الوقت نفسه ،احتفظت المعابد
اإلقليمية الصغيرة بمجموعة متنوعة من األساليب المحلية من عصور ما قبل األسرات ،
ولم تتأثر مواقع العبادة الملكية .رسم هرم محاط بجدار .يمتد مبنى به العديد من الغرف من
جانب واحد من الهرم ،وفي الطرف المقابل للمبنى يمتد جسر خارج اإلطار.
إعادة بناء معبد هرم من عصر الدولة القديمة ،مع جسر يؤدي إلى معبد الوادي
بدأ توسع اآلثار الجنائزية في عهد زوسر ،الذي بنى مجمعه بالكامل من الحجر ووضع في
السور الهرم المدرج الذي ُد فن تحته :هرم زوسر .بالنسبة لبقية المملكة القديمة ،تم ضم
المقابر والمعبد في مجمعات هرمية حجرية متقنة .بالقرب من كل مجمع هرمي كانت هناك
بلدة توفر احتياجاتها ،حيث ستدعم المدن المعابد عبر التاريخ المصري .حدثت تغييرات
أخرى في عهد سنفرو الذي ،بدًءا بأول هرم له في ميدوم ،بنى مجمعات هرمية متناظرة
على طول محور شرق غربي ،مع معبد وادي على ضفاف النيل مرتبطة بمعبد هرمي عند
سفح الهرم .اتبع خلفاء سنفرو المباشرين هذا النمط ،ولكن بدًءا من أواخر الدولة القديمة ،
جمعت المجمعات الهرمية عناصر مختلفة من المخطط المحوري ومن المخطط المستطيل
لزوسر .لتزويد مجمعات األهرام ،أسس الملوك مدًن ا وعقارات جديدة على األراضي غير
المطورة في جميع أنحاء مصر .ساعد تدفق البضائع من هذه األراضي إلى الحكومة
المركزية ومعابدها على توحيد المملكة.
1 – 3 – 5معبد الكرنك
مثال على النقوش الموجودة في جميع أنحاء المجمع .تم طالء المناطق العلوية ،مما يشير
(في القانون مع المعابد األخرى) إلى أن األعمدة والسقوف المتبقية كانت مطلية بألوان
زاهية .سقف المعبد ،الذي يمثل السماء ،غالًبا ما كانت تحمل صوًر ا للنجوم والطيور ،
في حين كانت األعمدة غالًبا ما تحمل صوًر ا للنخيل واللوتس والناس.
يقع مجمع معبد الكرنك على ضفاف نهر النيل على بعد 2.5كيلومتر ( 1.5ميل) شمال
األقصر .وتتكون من أربعة أجزاء رئيسية ،فناء آمون-رع ،ومنطقة مونتو ،ومنطقة موت
ومعبد أمنحتب الرابع (تم تفكيكها) ،وكذلك كعدد قليل من المعابد والمعابد الصغيرة التي تقع
خارج األسوار المحيطة لألجزاء األربعة الرئيسية ،والعديد من طرق تماثيل أبي الهول
برأس الكبش التي تربط منطقة موت ،ومنطقة آمون رع ومعبد األقصر .يعتبر مجمع المعبد
هذا ذا أهمية خاصة ،حيث أضاف إليه العديد من الحكام .ومع ذلك ،أضاف إليها بشكل
خاص كل حكام المملكة الحديثة .يغطي الموقع أكثر من 200فدان ويتكون من سلسلة من
األبراج المؤدية إلى األفنية والقاعات والمصليات والمسالت والمعابد األصغر .الفرق
الرئيسي بين الكرنك ومعظم المعابد والمواقع األخرى في مصر هو طول الفترة الزمنية
التي تم خاللها تطويره واستخدامه .بدأت أعمال البناء في القرن السادس عشر قبل الميالد،
وكانت في األصل متواضعة الحجم ،ولكن في نهاية المطاف ،في المنطقة الرئيسية وحدها،
تم بناء ما يصل إلى عشرين معبًد ا ومصلى ا .ساهم ما يقرب من 30ملك في المباني ،مما
مكنها من الوصول إلى الحجم والتعقيد والتنوع غير المرئي في أي مكان آخر .قليل من
الميزات الفردية للكرنك فريدة من نوعها ،لكن حجم هذه الميزات وعددها ساحق.
أحد أعظم المعابد في التاريخ المصري هو معبد آمون رع في الكرنك .كما هو الحال مع
العديد من المعابد األخرى في مصرُ ،يفِّص ل هذا المعابد مآثر الماضي (بما في ذلك آالف
السنين من التاريخ المفصل عبر النقوش على العديد من الجدران واألعمدة الموجودة في
الموقع ،والتي غالًبا ما يتم تعديلها أو محوها بالكامل وإعادة بنائها باتباع الحكام) ،ويكرم
اآللهة .تم بناء معبد آمون رع في ثالثة أقسام ،تم بناء الجزء الثالث من قبل ملوك المملكة
الحديثة الالحقين .في الشريعة ذات الطراز التقليدي للعمارة المصرية ،كانت العديد من
الميزات المعمارية ،مثل الحرم الداخلي للمجمع ،تتماشى مع غروب الشمس في االنقالب
الصيفي.
إحدى السمات المعمارية الموجودة في الموقع هي قاعة األعمدة التي تبلغ مساحتها 5000
متر مربع ( 50000قدم مربع) والتي تم بناؤها خالل فترة الرعامسة .القاعة مدعومة
بحوالي 139عموًد ا من الحجر الرملي والطوب اللبن ،مع 12عموًد ا مركزًيا (ارتفاع 69
قدًما تقريًبا) كانت جميعها مطلية بألوان زاهية.
2 – 3 – 5معبد رامسيوم
يلتزم معبد رمسيس الجنائزي بأسلوب معماري من معابد المملكة المصرية الحديثة .يتألف
مدخل المعبد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ،ويتألف من عدد من األشكال
الحجرية ،أحدها يقع أفقًيا إلى اآلخر .في وسط المجمع توجد قاعة أعمدة مغطاة مكونة من
48عموًد ا تحيط بالحرم الداخلي.رمسيس الثاني ،ملك األسرة المصرية التاسعة عشر ،حكم
مصر من حوالي 1279إلى 1213قبل الميالد .من بين إنجازاته العديدة ،مثل توسيع
حدود مصر ،قام ببناء معبد ضخم يسمى رامسيوم ،يقع بالقرب من طيبة ،ثم عاصمة
المملكة المصرية الحديثة .كان الرامسيوم معبًد ا رائًع ا مكتماًل بالتماثيل الضخمة لحراسة
مدخله .األكثر إثارة لإلعجاب كان تمثال طوله 62قدًما لرمسيس نفسه .القاعدة والجذع هما
كل ما تبقى من هذا التمثال الرائع للملك المتوج ؛ وبالتالي فإن أبعادها األصلية ووزنها
(حوالي 1000طن) تستند إلى التقديرات .يتميز المعبد بالنقوش الرائعة ،والعديد منها
يعرض بالتفصيل عدًد ا من االنتصارات العسكرية لرمسيس ،مثل معركة قادش (حوالي
1274قبل الميالد) ونهب مدينة «شاليم».
3 – 3 – 5معبد الملقطة
في عهد أمنحتب الثالث شيد العمال أكثر من 250مبنى ونصًبا تذكارًيا .كان أحد أكثر
مشاريع البناء إثارة لإلعجاب هو مجمع معابد الملقطة ،المعروف بين قدماء المصريين باسم
«بيت االبتهاج» ،والذي تم تشييده لخدمة مسكنه الملكي على الضفة الغربية من طيبة ،فقط
جنوب مقبرة طيبة .تبلغ مساحة الموقع حوالي 226000متر مربع (أو 2432643قدم
مربع) .نظًر ا للحجم الهائل للموقع ،إلى جانب العديد من المواقع المباني ،والمحاكم ،وأرض
العرض ،واإلسكان ،ال تعتبر مجرد معبد ومسكن للملك ولكن كمدينة.
تتكون المنطقة المركزية للمجمع من شقق فرعون المكونة من عدد من الغرف والمحاكم،
وجميعها كانت موجهة حول قاعة مأدبة ذات أعمدة .كانت مرافقة الشقق ،التي ُيفترض أنها
كانت تضم المجموعة الملكية والضيوف األجانب ،عبارة عن غرفة عرش كبيرة متصلة
بغرف أصغر للتخزين واالنتظار ولجمهور أصغر .العناصر األكبر لهذه المنطقة من
المجمع هي ما أصبح ُيطلق عليه اسم الفيالت الغربية (غرب قصر الملك مباشرًة) والقصر
الشمالي والقرية والمعبد.
تبلغ األبعاد الخارجية للمعبد حوالي 110.5 × 183.5متًر ا ،ويتكون من جزأين :الفناء
األمامي الكبير والمعبد المناسب .تبلغ مساحة المحكمة األمامية الكبيرة 105.5 × 131.5
متًر ا ،وهي موجهة نحو المحور الشرقي الغربي ،ويحتل الجزء الشرقي من مجمع المعبد.
الجزء الغربي من الفناء على مستوى أعلى وينقسم عن باقي الفناء بواسطة جدار احتياطي
منخفض .القاعة السفلية مربعة الشكل تقريبًا ،بينما الشرفة العلوية مستطيلة الشكل .كان
الجزء العلوي من الفناء مرصوًف ا بالطوب اللبن وله مدخل بعرض 4أمتار من الجزء
السفلي من الفناء األمامي ،وكان يربط القاعدة بالهبوط العلوي منحدًر ا محاًط ا بالجدران.
()1 كان هذا المنحدر والمدخل في وسط المعبد ،بنفس اتجاه مدخل الفناء األمامي والمعبد
تم بناء التحصينات داخل مصر القديمة في أوقات الصراع بين اإلمارات المتنافسة .من بين
جميع القالع التي تم تحليلها خالل هذا اإلطار الزمني ،تم بناء معظمها (إن لم يكن جميعها)
من نفس المواد .كان االستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو بعض الحصون من المملكة المصرية
القديمة مثل الحصون مثل حصن بوهين التي استخدمت الحجر إلنشاء أسوارها .تم بناء
الجدران الرئيسية بشكل أساسي بالطوب اللبن ولكن تم تعزيزها بمواد أخرى مثل الخشب.
كما تم استخدام الصخور ليس فقط للحفاظ عليها من التعرية وكذلك الرصف .سيتم بناء
الجدران الثانوية خارج أسوار الحصون الرئيسية وكانت قريبة نسبًيا من بعضها البعض.
نتيجة لذلك ،سيشكل هذا تحدًيا للغزاة حيث أجبروا على تدمير هذا التحصين قبل أن
يتمكنوا من الوصول إلى الجدران الرئيسية للقلعة .تم استخدام إستراتيجية أخرى إذا تمكن
العدو من اختراق الحاجز األول .عند الوصول إلى الجدار الرئيسي ،سيتم إنشاء خندق يتم
وضعه بين الجدران الثانوية واألولى .كان الغرض من ذلك هو وضع العدو في وضع من
شأنه أن يتركه عرضة للعدو ،مما يجعل الغزاة عرضة لنيران األسهم .موقع هذه األسوار
الخنادق داخل الحصون الداخلية تصبح منزوعة السالح في أوقات الوحدة ؛ مما أدى إلى
هدمهم .يمكن إعادة استخدام األجزاء التي تم استخدامها لبناء الجدران المذكورة ،مما يجعل
()1 التصميم العام مفيًد ا للغاية.
5 – 5االعمدة
- 1أعمدة مخددة
أعمدة مخددة ،مدخل الفناء الجنوبي للهرم المدرج لزوسر .ظهر هذا الشكل المبكر من
العمود ألول مرة في السياج الهرمي المتدرج لزوسر ،لكن الشكل تالشى في الغالب من قبل
اإلمبراطورية المصرية .ومع ذلك ،استمر استخدامه في النوبة .تشبه هذه األعمدة وتمثل
القصب أو سيقان النباتات المجمعة ،ولكن خالل فترات الحقة ،اتخذت في بعض األحيان
شكل عمود عمود متعدد األضالع .ربما يكون األمر األكثر إثارة لالهتمام حول األعمدة
المخددة في مصر هو أنها تمثل على األرجح األعمدة األولى المصنوعة من الحجر في
العالم .في حين أن األعمدة المخددة ربما فقدت شعبيتها كأسلوب مستقل ،فإن العديد من
األعمدة المستقبلية تضم عناصر تصميم منها ،في الواقع ،ببساطة تتضمن تيجان أكثر
تعقيًد ا.
- 2أعمدة النخيل
كانت أعمدة النخل أيًض ا واحدة من أقدم أنماط األعمدة في عمارة المعابد المصرية .تم
العثور على أمثلة لهذا النوع من األعمدة ،على سبيل المثال ،في مجمع األهرام الجنائزي
لألسرة الخامسة للملك أوناس .ومع ذلك ،بعد األسرة الخامسة ،أصبحت هذه األنواع من
األعمدة نادرة ،ولكنها استمرت في االستخدام من حين آلخر .في الغالب نجد أمثلة خالل
فترات الحقة في معبد طهارقة في كاوة في النوبة العليا ،وفي بعض المعابد التي تعود إلى
العصر اليوناني الروماني .ومع ذلك ،يمكن العثور عليها أيًض ا في الرامسيوم .هناك ،في
الجانب الداخلي من الفناء ،صفان من عشرة أعمدة .األعمدة األربعة الوسطى في كل صف
هي أعمدة بردي بينما األعمدة األخرى هي أعمدة راحي .من الواضح أن هذه األعمدة كانت
تحتوي على شكل شجرة نخيل ،لكنها لم تمثل الشجرة نفسها في الواقع ،بل كانت عبارة عن
ثماني سعف نخيل مثبتة على عمود.
- 3أعمدة لوتيفورم
ربما كانت أعمدة لوتيفورم تستخدم في المباني غير العلمانية ثم في المعابد .ومع ذلك ،هذا
ال يعني أنهم لم يكونوا يعملون في بعض األحيان في العمارة الدينية .تمتع شكل العمود
البسيط برعم اللوتس باستخدام واسع النطاق في معابد المملكة المصرية القديمة والمملكة
المصرية الوسطى .انخفض استخدامه خالل عصر اإلمبراطورية المصرية ،ولكنه وجد
شعبيته مرة أخرى خالل العصر اليوناني الروماني .يحتوي هذا العمود عادًة على أعمدة
مضلعة تمثل سيقان اللوتس ،وتيجان على شكل زهرة لوتس مغلقة (برعم) أو مفتوحة .تماًما
كمالحظة جانبية ،لم تكن نباتات اللوتس على وجه التحديد موجودة في العصور القديمة من
العصور المصرية القديمة .ما نشير إليه كثيًر ا باسم «اللوتس» كان في الواقع نوًع ا من
زنبق الماء.
- 4أعمدة بردي
هناك العديد من االختالفات في هذا النوع من األعمدة .يحتوي بعضها على أعمدة دائرية
تمثل نباًت ا واحًد ا ،بينما يحتوي البعض اآلخر على أعمدة مضلعة تمثل نباًت ا متعدد السيقان.
يمكن إغالق التيجان (البراعم) أو فتحها بشكل عريض على شكل جرس .خالل عصر
اإلمبراطورية المصرية ،كانت أعمدة معظم أعمدة البردي تتدحرج إلى أعلى من القواعد
المزينة بأنماط مثلثة تمثل أغلفة جذعية منمنمة .يمكن العثور على أقدم األمثلة التي نعرفها
عن أعمدة نمط العمود الدائري في حاوية هرم زوسر المتدرجة في سقارة .ومع ذلك ،فهذه
ليست أعمدة قائمة بذاتها ،ولكنها مدمجة في هياكل أخرى .على الرغم من أن شكل العمود
الدائري للعمود يبدو أنه قد تم استخدامه عبر التاريخ المصري ،إال أنهم شهدوا استخداًما
واسع النطاق خالل عصر اإلمبراطورية المصرية ،جنًبا إلى جنب مع كل من أنماط التيجان
المفتوحة والمغلقة.
وجدا أوًال الشكل متعدد الجذوع لهذا العمود مستخدًما خالل األسرة المصرية الخامسة،
ولكنه استخدم أيًض ا بشكل متكرر خالل عصر اإلمبراطورية المصرية .تعتبر أعمدة األسرة
الثامنة عشر جيدة بشكل خاص مع تفاصيل فنية كبيرة .أصبحوا أكثر أسلوًبا في األسرة
التاسعة عشر.
- 6أعمدة مخروطية الشكل
يبدو أن نمط العمود هذا سرعان ما تالشى بعد استخدامه في جدار زوسر المدرج للهرم .لم
يتم العثور عليه في المعابد الالحقة .يتميز النمط بعمود مخدد يعلوه تاج يمثل أغصان شجرة
صنوبرية.
على الرغم من أننا ربما نعرف تطبيقات أخرى لهذا األسلوب من الوثائق ،إال أنه من
الواضح أن األمثلة الوحيدة الباقية موجودة في مهرجان معبد تحتمس الثالث في الكرنك .من
الممكن أن تكون النماذج المبكرة جًد ا لألسلوب قد شيدت أيًض ا من الطوب .ليس هناك شك
في أن هذا النوع من األعمدة المصنوعة من الحجر كان نادًر ا .العمود عبارة عن تمثيل
بالحجر لألعمدة الخشبية المستخدمة لدعم الهياكل الخفيفة مثل الخيام وأحياًن ا األضرحة أو
األكشاك أو كبائن السفن .ربما يكون سبب استخدام تصميم عمود الخيمة هذا لغًز ا إلى حد
ما ،على الرغم من أنها تنعكس بالتأكيد على أقدم الهياكل في مصر ونظيراتها الخشبية.
ُيعتقد أحياًن ا أن األعمدة المحددة في معبد تحتمس الثالث قد تم تصميمها على غرار أعمدة
خشبية فعلية لخيمته العسكرية.
- 8أعمدة كامبانيفورم
يوجد تنوع كبير في هذا النمط من األعمدة .أخذوا في بعض األحيان شكل عمود أو عمود
زهري .كان لبعضها أعمدة دائرية أو مضلعة أو مربعة .كان لديهم جميًع ا شكل من أشكال
التيجان على شكل زهرة .اثنان من أشهرها موجودان في قاعة حوليات تحتمس الثالث في
الكرنك .في هذا المعبد ،تأخذ الهياكل شكل عمود .وهي تشتمل على نمطين من األعمدة،
أحدهما يمثل النبات الشعري لمصر السفلى (الشمالية) ،نبات البردي ،واآلخر يمثل النبات
الرمزي لمصر العليا (الجنوبية) ،اللوتس .يتم وضعهم بشكل رمزي على الجانبين الشمالي
والجنوبي للقاعة .لم يكن هذا التنسيب غير عادي ،ونرى العديد من األمثلة على األعمدة
الموضوعة في شمال وجنوب األفنية بزخارف شمالية وجنوبية .هذه األنواع المحددة من
األعمدة نادرة ،لكن أشكالها األكثر نمًط ا ظهرت بشكل متكرر في العصر اليوناني
الروماني.
- 9أعمدة مركبة
كانت هذه األعمدة شائعة خالل العصر اليوناني الروماني .من المحتمل أن تكون األعمدة
المركبة امتداًد ا تطورًيا ألعمدة كامبانيفورم مع زخارف تيجان بما في ذلك تصميمات نباتية
ألي عدد من النباتات الحقيقية أو حتى المتخيلة .يمكن أن يكون تنوعها ال نهاية له ،وقد
أصبحوا منمقين تماًما بحيث يصعب التعرف على الزخارف الزهرية األصلية .في الواقع،
استمر هذا النوع من األعمدة في التطور في اليونان وروما ،وأصبح مختلًفا تماًما عن
()1 الصنف المصري.
الخالصة
ان دراسة الماضي ليس لكي نضيع ونتوه فيه ،ولكن لكي نبني أسس راسخة ونضع أهدافا
أسمي لنتاجاتنا في المستقبل ،فنتاج الماضي مصادر إلهام خصوصا ما كان منها متميزة
وأكثر تفردا وجماال وأكثر إبداعا وابتكارا ،فالكثيرمن نتاجاتنا المعاصرة تستلهم بشكل أو
بآخر من منجزات الماضي دون أن تبتعد عن روح العصر الذي هي فيه ،ناهيك عن
الحركات اإلحيائية التي ظهرت في أزمان مختلفة خالل تاريخ العمارة… وكلها استندت في
نتاجاتها إلى عمارة الماضي والعصر السابق لزمانها سواء منه القريب أو البعيد.
كما أن تاريخ العمارة -كما يراه إرنست بوردین -متداخل للغاية مع تاريخ الحضارة ،ولذا
يمكن فهم الحضارات المبكرة من خالل مبانيها وأشكالها الفنية ،حيث أن العديد من الثقافات
األولى لم تترك أي سجالت مكتوبة ،ولم يكن من الممكن فك رموز سجالتها .ولذا تعد هذه
البقايا الخالدة والمنحوتات مصدرة أساسية للمعلومات .ويلعب التاريخ دورا مهما في
مساعدتنا على فهم التصميم بمعناه الواسع وكذلك فهم العمارة بمعناها الواسع ،ولكن هذا ال
يعني أنه يجب تقليد (استنساخ أشكال واتجاهات الفترات السابقة ولكن يمكننا اإلبداع في
()1 إطار خلفية تاريخية أعرض.
– تاريخ العمارة وتاريخ الحضارة متداخالن فعال ،وفهم الحضارة القديمة والسابقة عامة
يكون من خالل دراسة عمارتها وشواخصها الباقية كمصدر أساسي للمعلومات.
– كما يمثل تاريخ العمارة عملية من التطور المستمر للطرز المعمارية التي تعرفنا
بالفترات الزمنية المختلفة واألماكن المختلفة.
– إلى جانب أن اإلبداع يكون أكثر تميزه في إطار خلفية تاريخية تساعدنا على وضع
()1 أهداف أسمى لمنجزاتنا ونتاجاتنا في المستقبل.
– 8المراجع
كتاب تاريخ العمارة عبر العصور د .قبيلة فارس المالكي . -1
كتاب العمارة وحلقات تطورها عبر التاريخ القديم د .هاشم عبود الموسوي -2
كتاب تاريخ العمارة د .احمد عبدالجواد -3