You are on page 1of 31

‫بحث بعنوان تاريخ عمارة بالد الرافدين وتاريخ العمارة الفرعونية‬

‫اعداد الطالب ‪ -:‬باسم عطية مصباح عالقي‬

‫اسم المقرر ‪ -:‬نظريات العمارة‬


‫‪Architecture Theoretical Background‬‬

‫تحت اشراف الدكتور ‪ -:‬حمزه الخازمي‬


‫فهرس البحث‬
‫مقدمة عامة‬
‫الفصل األول ( تاريخ عمارة وادي الرافدين )‬
‫‪ – 1‬مقدمه‬
‫‪ – 2‬تاريخها‬
‫‪ 1- 2‬موقعها وجغرافيتها‬
‫أهم إنجازات حضارة بالد الرافدين ‪3 -‬‬
‫‪ - 4‬اهم الممالك التي حكمت بالد الرافدين‬
‫‪ 1 – 4‬مملكة الّس ومريين‬
‫‪ 2 – 4‬مملكة األكاديين‬
‫‪ 3 – 4‬مملكة البابليين‬
‫‪ 1 – 3 – 4‬العصر البابلي القديم‬
‫‪ 2 – 3 – 4‬العصرالبابلي الوسيط‬
‫‪ 3 – 3 – 4‬العصر البابلي الحديث‬
‫‪ 4 – 4‬مملكة اآلشوريين‬

‫‪ - 5‬العمارة في بالد الرافدين‬


‫‪ 1 – 5‬العوامل التي ساهمت في تشكيل فن العمارة في بالد الرافدين‬
‫‪ 2 – 5‬أبرز التصاميم المعمارية في بالد الرافدين‬
‫‪ 3 – 5‬أنواع المعابد في حضار بالد الرافدين‬
‫‪ 4 – 5‬اهم المعابد في حضار بالد الرافدين‬
‫‪ 5 – 5‬القصور في حضارة بالد الرافدين‬
‫‪ 6 – 5‬الخصائص المعمارية لحضارة بالد الرافدين‬
‫‪ – 6‬ملحق صور توضيحية لعمارة وادي الرافدين‬
‫الفصل الثاني العمارة المصرية القديمة ( الفرعونية )‬
‫‪ – 1‬مقدمة‬
‫‪ - 2‬األسر الفرعونية الحاكمة‬
‫‪ 1 – 2‬عصر الدولة القديمة‬
‫‪ 2 –2‬عصر الدولة الوسطي‬
‫‪ 3 – 2‬عصر الدولة الحديثة‬

‫‪ - 3‬العوامل التي أثرت علي تكوين العمارة الفرعونية‬


‫‪ 1 – 3‬العامل الجغرافي‬
‫‪ 2 – 3‬العامل الجيولوجي‬
‫‪ 3 – 3‬العامل المناخي‬
‫‪ 4 – 3‬العامل الديني‬
‫‪ 5 – 3‬العامل االجتماعي‬

‫‪ - 4‬الخصائص المعمارية للحضارة الفرعونية‬


‫‪ -5‬أنواع المباني في العمارة المصرية القديمة‬
‫‪ 1 –5‬البيت المصري‬
‫‪ 2 –5‬المقابر والمصاطب‬
‫‪ 3 –5‬المعابد‬
‫‪ 1 – 3 – 5‬معبد الكرنك‬
‫‪ 2 – 3 – 5‬معبد رامسيوم‬
‫‪ 3 – 3 – 5‬معبد الملقطة‬
‫‪ 4 – 5‬القالع المصرية القديمة‬
‫‪ 5 – 5‬االعمدة‬
‫ا‪ - 6‬الخالصة‬
‫‪ -7‬ملحق صور توضيحية للعمارة الفرعونية‬
‫‪ – 8‬المراجع‬
‫مقدمة عامة‬

‫التاريخ هوا جمع تواريخ ‪ ,‬أي هوا جملة من األحوال واألحداث التي مر بها كل كائن حي‬
‫وينطبق ذلك علي الفرد والمجتمع وما يصنعانه من أشياء مختلفة والظواهر الطبيعية ‪,‬‬
‫ويستعين التاريخ في تسجيل األحداث واألحوال باألثار والعمائر والروايات والمعاهدات‬
‫والمذكرات واألساطير وغيرها ‪.‬‬

‫عرف البعض العمارة بأنها دافع غريزي عند االنسان للبناء لغرض المأوي واللجوء ‪ ,‬فتم‬
‫تطوير هذا المكان إلي مسكن للعيش ‪ ,‬مكتب للعمل ‪ ,‬مكان مقدس للعبادة ‪ ,‬ميادين وابنية‬
‫ترفيهية وغيرها ‪ .‬لذلك نجد أن معظم المباني علي هذه األرض توفر المأوي والملجأ‬
‫والمنفعة وهو مايسمي (( مكونات العمارة )) ‪.‬‬

‫فدراسة الماضي ودراسة تاريخ العمارة إنما لنبني أساسآ راسخآ وآهداف أسمي لنتاجنا في‬
‫المستقبل ‪ ,‬حيث دراسة الماضي تزيد من اإللهام وخصوصآ ماكان متميزآ منها جماآل‬
‫وإبداعآ وابتكارآ ‪ ,‬كذلك دراسة تاريخ العمارة كما يراه البعض إنما هوا متداخل للغاية مع‬
‫الحضارة بشكل عام ‪ ,‬لذا فهم معظم الحضارات يكمن في فهم مبانيها وأشكالها الفنية وفقا‬
‫للثقافات السائدة لكل عصر من العصور أوفترة زمنية معينة ‪.‬‬

‫ومن خالل دراسة تاريخ العمارة بشكل موسع نستطيع معرفة االتي وهو في نفس الوقت‬
‫يعتبر السبب او األسباب الرئيسية لدراسة تاريخ العمارة فا تاريخ العمارة وتاريخ الحضارة‬
‫متداخالن مع بعضهم البعض وفهم الحضارة يكون من خالل دراسة عمارتها ومبانيها‬
‫الباقية كمصدر رئيسي للمعلومات حيث يمثل تاريخ العماره عملية من التطور المستمر من‬
‫الطرز المعمارية المختلفة ومعرفتنا لهذه الطرز نتعرف علي الفترات الزمنية المختلفة فا‬
‫الخلفية التاريخية تساعدنا في وضع مخططاتنا لمنجزاتنا المستقبلية من خالل االبداع المتميز‬
‫المستخدم في فتات مختلفة‬
‫الفصل األول‬

‫عمارة بالد الرافدين‬

‫‪-1‬مقدمة ‪-:‬‬

‫تقع بالد الرافدين ما بين نهري دجلة والفرات ( وتحديدا بالد العراق الحالية ) ‪ ،‬ويحدها من‬
‫الشرق بالد فارس ‪ ،‬ومن الجنوب شبه الجزيرة العربية ‪ ،‬ومن الغرب البحر االبيض المتوسط‬
‫‪ .‬وبالد مصر ‪ ،‬ويحيطها من كل الجهات الهالل الخصيب‬
‫وكلمة الرافدين في اللغة اآلرامية القديمة تعني “ما بين النهرين” ‪ ،‬والنهرين هما ‪ :‬دجلة والفرات‬
‫‪ ،‬لذلك نجد في بعض المصادر التاريخية قد ذكرت بالد الرافدين باسم “بالد ما بين النهرين”‬
‫‪ .‬وكال االسمين هما صحيحين‬

‫من خالل مالحظة الخط الزمني لحضارة بالد الرافدين ‪ ،‬يتضح لنا أن بالد الرافدين خرجت من‬
‫مرحلة ما قبل التاريخ الى مرحلة التاريخ سنة ‪ 3500‬ق‪.‬م تقريبا‪ ،‬وقد عمرت بالد الرافدين منذ‬
‫القديم العديد من الحضارات االنسانية التي الزال أثر معالمها محفورا ومحفوظ الى اآلن ‪.‬‬
‫فبالد الرافدين تعتبر مهد الحضارات حيث نشأت فيه العديد من الحضارات المختلفة والتي كان‬
‫من أهمها ‪-:‬‬
‫السومريه (‪ )5000-2000‬ق‪.‬م‬ ‫‪-‬‬
‫البابلية القديمة (‪ )2000-1600‬ق‪.‬م‬ ‫‪-‬‬
‫األشورية (‪ )900-700‬ق‪.‬م‬ ‫‪-‬‬
‫البابلية الحديثة (‪ )626-539‬ق‪.‬م‬ ‫‪-‬‬
‫تشير معظم الدراسات واألبحاث التي شملت العديد من المدن العراقية إلي عنصر الخشب‬
‫الحجر بشكل كبير لذلك فإنه العمارة في معظم هذه المدن كانت بصوره عامة باستخدام مادة‬
‫الطين كمادة أساسية في البناء خاصة في المنطقة الوسطي ‪ ,‬والجنوبية ‪ ,‬اما الشمالية فإن الحجر‬
‫كان متوفر نوعا ما لذلك استعمل بشكل ملحوظ ‪.‬‬
‫قلة الغابات واألخشاب جعلت العمارة الرافدينية تستغني عن االسقف الخشبية ومساند األبواب‬
‫والنوافذ وتنفيذ العقود والقباب باستخدام األجر ‪ ,‬حيث أن بالد الرافدين هم اول من ابتكر هذه‬
‫األنواع من األسقف ومازالت القباب من خصائص العمارة الي يومنا هذا‪.‬‬
‫كما أنشأة العمارة السومرية العديد او معظم مبانيها من المواد المتوفرة محليا مثل الطين‬
‫والقصب في إنشاء هياكل األكواخ وغيرها واستعمل الطين في بناء الجدران معا األحجار ‪,‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫كما تم استعمال األفنية في العمارة السومرية خاصة في القصور والمعابد لكبر مساحتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تاريخها‬

‫ُذ كر في كتاب التوراة أّن سفينة سيدنا نوح عليه الصالة والسالم قد رست بالقرب من منطقة‬
‫بابل‪ ،‬أّما كتب التفسير اإلسالمية فقد ذكرت رواية مشابهة لها تقول أّن سفينة نوح قد رست في‬
‫منطقة الكوفة وهي قريبة من بابل‪ ،‬وذلك بعد أن ُأبيد جميع البشر في حادثة الطوفان‪ ،‬ثّم ظهر‬
‫أول مجتمع بشري بعد هذه الحادثة في منطقة ما بين النهرين‪ ،‬والتي تعتبر منشًأ لساللة البشر‬
‫والحضارات المتعاقبة على األرض‪ .‬بعد سنة ‪ 6000‬قبل الميالد كانت الحاجة لري‬
‫المزروعات والدفاع عن المدن وحمايتها دافعًا في تشّك ل الحضارة األولى في بالد ما بين‬
‫النهرين على أيدي سكانها القدامى‪ ،‬حيث قاموا ببناء األسوار حول مدنهم وإنشاء قنوات الري‪،‬‬
‫ثم قامت المستوطنات والتي صارت مدنًا فيما بعد‪ ،‬ومن أقدم هذه المستوطنات التي نشأت هناك‬
‫(‪)3‬‬ ‫(تل الحل‪ ،‬وأوروك)‪ ،‬كما كان السومريون مسؤولين عن انتشار الثقافة هناك‪.‬‬

‫‪ 1- 2‬موقعها وجغرافيتها‬

‫تقع بالد ما بين النهرين في الوقت الحالي بالعراق‪ ،‬وتركيا‪ ،‬والجمهورية السورية أي جميع‬
‫المناطق التي تقع ما بين نهري الفرات ودجلة‪ ،‬وكال هذين النهرين ينبعان من جبال أرمينيا‬
‫الموجودة في تركيا‪ ،‬وتغذيهما عّد ة روافد‪ .‬توجد الطرق البرية فقط على ضفاف نهر الفرات‬
‫كون ضفاف نهر دجلة أغلبها موجودة في مناطق صعبة ووعرة وحادة‪ ،‬ومناخ بالد ما بين‬
‫النهرين غالبًا ما يكون شبه جاف ورطب كونها مناطق صحراوية خاصة من الجهة الشمالية‪،‬‬
‫وتتمّيز بكثرة البحيرات والمستنقعات الطينية‪ ،‬وفي الجهة الجنوبية يتوّح د النهران بشط العرب‬
‫(‪)1‬‬ ‫ويصبان في خليج العرب‪.‬‬

‫الرافدين( ‪3 - ) 2‬‬ ‫أهم إنجازات حضارة بالد‬


‫نجحت حضارة بالد الرافدين أن تصبح األساس األول لجميع الحضارات البشرية ‪1-‬‬
‫على مستوى العالم‪ ،‬فتوافد عليها أقوام السومريين‪ ،‬ثم اآلراميون‪ ،‬ثم العموريون‪،‬‬
‫وتوسعت بالد الرافدين من سوريا ‪ ،‬وحتى البحر األبيض المتوسط؛ وذلك منذ ‪6000‬‬
‫قبل الميالد‪ ،‬وحتى سنة ‪ 1100‬قبل الميالد‬
‫إزدهرت حضارة بالد الرافدين بفض النشاط الزراعي‪ ،‬والذي ُو جد بسبب األنهار‪2- ،‬‬
‫وكذا هطول األمطار بأرضي بالد الرافدين‪ ،‬واعتمدت جماعات رعاية األغنام على‬
‫التواجد في المواسم الحارة والجافة بين النهرين‪ ،‬وكذا كان هناك العديد من العاملين‬
‫بحرفة الصيد‬
‫نجحت شعوب بين الرافدين في إياج لغة للتواصل وهي اللغة السومرية‪ ،‬والتي ‪3-‬‬
‫أصبحت اللغة الرسمية للدين والسياسة واالقتصاد‪ ،‬كما اخترعوا الكتابة المسمارية على‬
‫الحوائط وألواح الطين‪ ،‬األمر الذى أدى بدوره إلى حدوث نهضة تعليمية قوية‪ ،‬بحيث‬
‫خلت شعوب الحضارة من األميين‬
‫هذا ولقد انتشرت المكتبات بالمعابد ومعظم مدن بالد الرافدين‪ ،‬ما انتشرت الكثير من‪4-‬‬
‫ترجمات األدب البابلي والتي حوت النصوص المختلفة‪ ،‬والمعاجم لتفسير الكلمات‬
‫الغامضة‪ ،‬ويعد من أبرز اإلنجازات األدبية هي “ملحمة جلجامش” والتي تمت كتابتها‬
‫في اثنتي عشر كتبًا‪ ،‬وظلت موجودة حتى وقتنا هذا‬
‫كما تمثل الظهور األول للفلسفة في حضارة بالد الرافدين‪ ،‬وهذا ما ظهر في‪5-‬‬
‫الحوارات والجداالت بالمنطق‪ ،‬والنصوص حول األخالقيات‪ ،‬وكان لها تأثير واضح‬
‫على الفلسفة الهيلينية‪ ،‬والفلسفة اليونانية‬
‫تنتمي أبرز نظريات علم الفلك‪ ،‬إلى حضارة ما بين الرافدين؛ حيث أرست القواعد‪6-‬‬
‫األولى لدوران األرض حول الشمس‪ ،‬وحركة النجوم والكواكب‪ ،‬وكذا تعاقب فصول‬
‫السنة‬
‫كذلك فإن نظام الـ‪ 60‬الذي نتبعه في قياس التوقيت الخاص بالساعة حتى اآلن‪ ،‬وهم‪7-‬‬
‫أول من اعتمدوا على حساب األسبوع بسبعة أيام‪ ،‬وأن الدائرة ‪ 360‬درجة‪ ،‬كما أنهم‬
‫أول من أرسوا قواعد الميل البابلي‪ ،‬وقطر الدائرة‪ ،‬وقياس المسافات‪ ،‬والوقت‬
‫كما تميزت حضارة بالد الرافدين بإنجازاتها في مجال الطب؛ وذلك من خالل‪8-‬‬
‫ابتكارهم للدليل التشخيصي لألمراض‪ ،‬واكتشاف طرق متعددة للعالج‪ ،‬هذا باإلضافة إلى‬
‫إجراء الكشف‪ ،‬وعالج المريض بطريقة عقالنية‪ ،‬وباتباع المنهج التجريبي‬
‫تم تطويع المعادن المختلفة مثل الحديد والنحاس والبرونز والذهب في بناء وتشييد‪9-‬‬
‫القصور‪ ،‬وفي صنع المصابيح‪ ،‬وصناعة النسيج‪ ،‬والتحكم في الفيضانات‪.‬كما أنهم‬
‫استخدموا هذه المعادن في تصنيع األدوات الحربية؛ مثل السيوف والدروع‬
‫كما اعتقدت شعوب بالد الرافدين في أن هذا الكون عبارة عن قرص مسطح به ثقب‪10-‬‬
‫فوقه الجنة‪ ،‬وكانوا يؤمنون بآلهة عدة‪ ،‬ورمز كل إله لجزء من الطبيعة‪ ،‬أو لصفة‬
‫‪.‬بشرية؛ مثل إنيليل إله الهواء‪ ،‬ونينورتا اإلله السومري للحرب‬
‫ولقد دفن شعب بالد مابين النهرين موتاهم في مقابر األسرة تحت منازلهم وإلى‪11-‬‬
‫جوار ممتلكاتهم‪ ،‬وتم وشع األطفال المتوفيين في “جرار” كبيرة‪ ،‬تم وضعها بكنيسة‬
‫‪.‬العائلة‬
‫ارتبطت احتفاالت حضارة ما بين الرافدين بستة عوامل وهي ‪ :‬شكل القمر‪ ،‬مرحلة‪11-‬‬
‫الدورة الزراعية السنوية‪ ،‬انقالب الشمس من السنة الشمسية‪ ،‬ونجاح الملك أو تتويجه‪،‬‬
‫وأساطير المدينة ورعاتها من اآللهة‪ ،‬أو إحياء لذكرى أحد االنتصارات‪ ،‬أو عطالت‬
‫المعبد‪ ،‬أو تاريخ تأسيس‬
‫أحب أهل بالد الرافدين الموسيقى‪ ،‬وكانت تسلية الملوك‪ ،‬وكذا أبناء الشعب‪ ،‬وأيضًا‪12-‬‬
‫األطفال‪ .‬كما كان شعب بالد الرافدين أول من صنع العود من الخشب‪ ،‬كما أحبوا‬
‫‪.‬ممارسة رياضات الصيد‪ ،‬والبولو‪ ،‬والطاولة‪ ،‬ولعبة تشبه الرجبي ولكن بكرة خشبية‬
‫جسدت الحياة األسرية شكًال من أشكال المساواة بين الرجل‪ ،‬والمرأة ‪،‬ولكن سرعان‪13-‬‬
‫ما هوت مكانة المرأة‪ ،‬وانحصرت مهماتها في رعاية األطفال‪ ،‬وإدارة شؤون المنزل؛‬
‫‪.‬حيث أن رجال حضارة ما بين الرافدين كانوا أقوى بكثير مما يتم توقعه‬
‫تم وضع أكثر من ‪ 282‬لقانون بالد ما بين النهرين‪ ،‬وأجرى كل حاكم إلقليم نظام‪14-‬‬
‫يجمع به الضرائب‪ ،‬ويستدعي الجنود‪ ،‬ويطبق القانون‪ ،‬ويوفر العاملين لبناء المعابد‪ ،‬كما‬
‫‪.‬كان يأمر بما يؤمن البالد؛ فبنيت حول الرافدين األسوار لحمايتها وتحديد مساحتها‬
‫كما ساند اإلقتصاد المتطور للبابليون‪ ،‬والسوميون السير على نهج” كل شيء مباح‪15-‬‬
‫‪ - 4‬اهم الممالك التي حكمت بالد الرافدين ‪-:‬‬

‫‪ 1 – 4‬مملكة الّس ومريين‬

‫مملكة الّسومريين هي إحدى الممالك اّلتي قامت في العراق‪ ،‬وأنشأت هذه المملكة حضارة‬
‫كبيرة‪ ،‬وامتّد ت أراضي هذه المملكة حّت ى وصلت البحرين ( جزيرة دلمون قديمًا )‪ .‬وتعتبر‬
‫حضارة الّسومريون أقدم حضارة في العالم‪ .‬وقد ُقّسمت فترة حكم الّسومريين إلى ثالث عصوٍر‬
‫وهي كالّت الي‪:‬‬
‫عصر فجر الّسالالت األول ( ‪ 2700-2800‬قبل الميالد )‪.‬‬

‫عصر فجر الّسالالت الّث اني ( ‪ 2600-2700‬قبل الميالد )‪.‬‬

‫عصر فجر الّسالالت الّث الث ( ‪ 2400-2600‬قبل الميالد )‪.‬‬

‫كان للحضارة الّسومرّية العديد من اإلنجازات في مختلف المجاالت فقد تمّيزت في العمارة‬
‫وخاّصة في عمارة القصور والمعابد ففي العهد الّسومري ظهرت العقود والقبوات ألول مرة‪،‬‬
‫كما تمّيزت في الّن حت وكذلك الّت عدين‪ ،‬وسبك المعادن‪ ،‬وقد كان للّسومريين الفضل في ابتكار‬
‫طريقة لحم الّذ هب‪ ،‬وذلك في عام ‪ 2500‬قبل الميالد‪ .‬وُيذكر أّن لغة الّسومريين تعّد من اللغات‬
‫الملتصقة‪Agglutinative(1).‬‬
‫‪ 2 – 4‬مملكة األكاديين‬

‫األّك اديون هم قوم نزحوا من موطنهم األصلي ( شبه الجزيرة العربّية ) إلى بالد الّر افدين‬
‫(العراق) في أوائل األلفية الّث الثة قبل الميالد تقريبا أو قبل ذلك بقليل‪ ،‬وُيعتقد أّن األكاديين قد‬
‫عاشوا في نفس الوقت مع الّسومريين‪ .‬وقد قامت الّد ولة األكادّية على يد سرجون األكادي (‬
‫‪ 2316 - 2371‬قبل الميالد)‪ ،‬اّلذي وّح د العراق في مملكة واحدة‪ ،‬وقد استمّر حكم سرجون‬
‫األكادي لمدة خمس وخمسين سنة‪ ،‬قام خاللها بالكثير من اإلصالحات في الجيش ( تطوير‬
‫الّسالح وأساليب الحرب ) وكذلك إصالحات في نظام الحكم‪ ،‬كما تطّو رت في عهده الفنون‬
‫والعمارة‪.‬‬

‫ومن ملوك الّد ولة األكادّية نرام سين اّلذي يعّد من أقوى الملوك األكاديين‪ ،‬وقد دام حكمه ما‬
‫يقارب األربعين عامًا‪ ،‬وَت ذكر الكثير من الّر وايات واألساطير أّن نرام سين قد كان هو الحاكم‬
‫األعلى‪ ،‬وُيعتبر نرام سين أول ملك في بالد الّر افدين يّؤ له نفسه‪ ،‬وقد َأطلق نارام سين على نفسه‬
‫لقب ملك ملوك األرباع‪ ،‬وفي عهده وصلت المملكة األكادية إلى أوجها إال أّن ها بدأت بالّسقوط‬
‫بعد وفاة نرام سين‪.‬‬

‫‪ 3 – 4‬مملكة البابليين‬

‫في بالد الّر افدين ظهرت مملكة قوّية وهي المملكة البابلّية وقد ُقّسمت المملكة البابلّية إلى‬
‫عصور ثالثة لكل عصر ميزاته الحضارّية‪ .‬وهذه العصور هي‪:‬‬

‫‪ 1 – 3 – 4‬العصر البابلي القديم‪:‬‬

‫في بداية األلف الّث اني قبل الميالد نشأت الّد ولة البابلّية على يد أسرة ُعرفت بساللة بابل األولى (‬
‫‪ ) 1595 - 2894‬قبل الميالد‪ ،‬ويعّد حمورابي من أشهر ملوك هذا العصر ( ‪1686 - 1728‬‬
‫) قبل الميالد إذ بفضله تم توحيد البالد‪ ،‬ومن أهم أعمال حمورابي َس ُّن ه قوانين ُموَّح دة تسري‬
‫على جميع بالد الّر افدين (قانون حمورابي )‪ ،‬وهي أولى القوانين المتكاملة في العالم اّلتي ضّمت‬
‫قانون العقوبات والقانون المدني إضافة إلى األحوال الّشخصّية‪ ،‬وقد تمّيز العصر البابلي القديم‬
‫بتطور علومه ومعارفه البشرّية إضافة إلى اتساع وازدياد عدد المدن‪.‬‬

‫‪ 2 – 3 – 4‬العصرالبابلي الوسيط‪:‬‬

‫في أواخر العصر البابلي القديم هجمت على العراق أقوام جاءت من الّش مال الّش رقي أو من‬
‫الّشرق ُعرفت باسم الكاشيين وَأسست هذه األقوام دولة حكمت مدة خمسة قرون تقريبًا‪ ،‬وُيعتقد‬
‫أّن هم تحولوا إلى بابلين‪ ،‬وُيذكر الملك ( أجوم ‪ -‬كاكريم ) كأول ملك لهم‪ ،‬وهو اّلذي أعاد تمثال‬
‫اإلله مردوخ بعد هزم الحثيين‪ُ .‬يعتبر العصر البابلي الوسيط عصر ضمور وتراجع للحضارة‬
‫البابلّية‪ ،‬وعلى الرغم من وجود حكم سياسي في بابل إال أنها بقيت تحت حكم وسيطرة قوًى‬
‫أقوى منها‪ ،‬تمّث لت في مملكة ميتاني اّلتي اندثرت وانهارت بعد بروز الّد ولة اآلشورّية‪ ،‬وقد‬
‫أصبحت بابل تحت سيطرة اآلشوريين في عهد الملك نينورتا اآلشوري‪.‬‬
‫‪ 3 – 3 – 4‬العصر البابلي الحديث‪:‬‬

‫تعد فترة حكم الملك البابلي نبوخذ نصر الّث اني من الفترات المزدهرة في الّت اريخ‬
‫البشري بشكل عام‪ ،‬وفترة انتعاش وقوة للحضارة البابلّية بشكٍل خاص‪ ،‬وقد‬
‫تمّيزعهد نبوخذ نّصر الّث اني بالعمران‪ ،‬ومن أهم المعالم العمرانية التي ُبنيت في‬
‫عهده الّز قورة‪ ،‬إضافًة إلى بناء العديد من المعابد في مدينة بابل‪ ،‬وإقامة شارع‬
‫الموكب‪ ،‬وبوابة عشتار‪ ،‬وكذلك الحدائق المعّلقة التي ُتعتبر من عجائب الّد نيا‬
‫الّسبعة‪.‬‬

‫في عام ‪ 539‬قبل الميالد احتّل قورش العظيم مدينة بابل‪ ،‬وعلى الرغم من سقوطها‬
‫إال أنها بقيت في صراع مع الحكم فظهرت العديد من الّث ورات فيها‪ ،‬مثل ثورة‬
‫نبوخذ نصر الثّالث في عام ‪ 522‬قبل الميالد‪ ،‬وثورة عام ‪ 521‬قبل المالد بقيادة‬
‫نبوخذ نصر الّر ابع‪ ،‬وثورة عام ‪ 484‬بقيادة بيل سيماني وسامسا إيريبا وغيرها من‬
‫الّث ورات‪.‬‬
‫‪ 4 – 4‬مملكة اآلشوريين‬

‫ظهرت المملكة اآلشورّية في الجزء الّش مالي من العراق‪ ،‬وُيعرف اآلشوريين بأنهم أقوام‬
‫هاجروا من شبه الجزيرة العربّية واستقّر وا في العراق‪ ،‬وقد اشُتق اسمهم من إسم إلههم آشور‪،‬‬
‫وتمّيزت المملكة اآلشورّية بالعديد من الملوك العظماء منهم‪:‬‬

‫شلمنصر األول ‪ :‬وهو من أعظم ملوك الّد ولة اآلشورّية‪ ،‬وكان له إنجازات كبيرة في مختلف‬
‫المجاالت‪ ،‬إاّل أّن أهّمها الّت وسع الخارجي للّد ولة‪.‬‬

‫سرجون الّث اني‪ :‬تمّيز عهده بالفتوحات الخارجّية‪ ،‬حيث قام ببناء عاصمة قرب نينوى ُسّميت‬
‫بدور شروكين‪.‬‬

‫آشور بانيبال‪ :‬من أكثر الملوك ُحبًا لألدب والعلم والمعرفة فقد قام ببناء دار للكتب جمع فيها‬
‫مختلف أنواع المعارف والعلوم التي عرفتها الحضارة في العراق‬
‫‪) 3 (.‬‬

‫‪ - 5‬العمارة في بالد الرافدين‬


‫امتدت حضارة بالد الرافدين من األلفية العاشرة قبل الميالد إلى القرن السادس قبل الميالد‪،‬‬
‫وبالد الرافدين من الحضارات التي امتازت بالثقافة‪ ،‬وفن الهندسة المعمارية‪ ،‬ومعظم التصاميم‬
‫المعمارية تمت في الفترة السومرية‪ ،‬وامتاز السومريون باستخدام الطوب الدائري للتصميم‪،‬‬
‫‪ 1 –5‬العوامل التي ساهمت في تشكيل فن العمارة في بالد الرافدين‪:‬‬

‫‪-1‬التنظيم االجتماعي‪ ،‬والسياسي لدول المدن السومرية‪ ،‬والممالك‪ ،‬واإلمبراطوريات التي‬


‫تلتها‪ ،‬حيث كانت هذه المدن تسعى لبناء أسوار لتحصينها‪ ،‬وبناء أبنية عامة مزينة‪،‬‬
‫ومزخرفة‪ ،‬وألن الحروب كانت الشغل الشاغل لحكام بالد الرافدين‪ ،‬كانوا يستخدمون فن‬
‫العمارة لتمجيد انتصاراتهم‪ ،‬ونجاحاتهم العسكرية‪.‬‬
‫‪-2‬التنظيم الديني كان له دور في بناء فن العمارة في بالد الرافدين خصوًص ا في العصر‬
‫السومري‪ ،‬حيث كان للكاهن سلطة مساوية لسلطة الحاكم‪ ،‬ومجلس الشيوخ‪ ،‬لذلك تم توجيه‬
‫العمارة لخدمة المباني الدينية‪ ،‬وكل المنحوتات كانت ُتختم برموز دينية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تزيين القصور‪ ،‬وزخرفتها في العصر اآلشوري‪.‬‬
‫‪-3‬الطبيعة كان لها دور مهم في عمارة بالد الرافدين‪ ،‬حيث كانت أحد القيود المفروضة‬
‫على الفنانين‪ ،‬والمهندسين من حيث المناخ‪ ،‬والجغرافيا‪ ،‬واإلمكانيات المتوفرة‪ ،‬حيث كان‬
‫اآلشوريون يستخدمون الحجارة في تصميماتهم الفاخرة ألن تكلفة نقل حجارة البناء مرتفعة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫لذلك اقتصر استخدام الحجر في التصاميم المميزة‪ ،‬والمنحوتات البارزة‪ ،‬وذات األهمية‪.‬‬

‫‪ 2 – 5‬أبرز التصاميم المعمارية في بالد الرافدين‬


‫تطورت العمارة في بالد الرافدين نتيجة التراكم المعرفي‪ ،‬والعلمي‪ ،‬والعملي‪ ،‬وشيدت مدن بالد‬
‫الرافدين العديد من التصاميم الغاية في الروعة‪ ،‬والتي تدل على مدى التقدم الذي وصلوا له في‬
‫مجال هندسة العمارة‪ ،‬وفي يلي نذكر أبرز التصاميم المعمارية لبالد الرافدين‬

‫‪ -1‬زقورة توشغا زبيل‪ ،‬والزقورة هي المعابد المدرجة‪ ،‬وتم بناؤه في عام ‪ 1250‬قبل الميالد‪،‬‬
‫ويرجح أن سبب بنائه هو لتكريم اآللهة‪.‬‬

‫‪-2‬الموسو‪ ،‬أو الثور المجنح‪ ،‬وهو إله الحماية عند اآلشوريين‪ ،‬وتم تصميمه على شكل رأس‬
‫إنسان‪ ،‬وجسم ثور‪ ،‬وأجنحة طائر‪.‬‬

‫‪-3‬بوابة عشتار والتي تم تشيدها في عام ‪ 575‬قبل الميالد‪ ،‬وهي معروضة في وقتنا الحالي في‬
‫متحف بيرغامون في برلين‪ .‬زقورة أور‪ ،‬وتقع حالًيا في العراق‪ ،‬في محافظة ذي قار‪.‬‬

‫‪-4‬القبر الملكي ألور‪ ،‬وتم اكتشافها في عام ‪.1922‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫‪-5‬تل براك‪ ،‬وهي مدينة قديمة في سوريا دمرت قديًما‪ ،‬وتم التنقيب عنها في عام ‪.1937‬‬
‫‪ 3 – 5‬أنواع المعابد في حضار بالد الرافدين ‪-:‬‬

‫هناك نوعان من المعابد آنذاك وهي (المعابد المرتفعة – المعابد األفقية )‬

‫المعابد المرتفعة‬ ‫‪-1‬‬


‫معظم المعابد المرتفعة كانت مخصصة للمعابد الرئيسية للمدن وكان إنشائها يعتمد علي‬
‫سلطة الملك وعلي مدي اهتماماته الدينية ‪.‬‬
‫المعابد األفقية او األرضية‬ ‫‪-2‬‬
‫كانت منتشرة بشكل كبير فهي اشبه ببناء بسيط يشبه تخطيط المنازل العادية فهوا يتكون‬
‫من فناء يحاط به غرف خاصة بالكهنة ويتصل بفناء اخر تحيط به غرف تعتبر كخزائن‬
‫بها الهدايا المقدمة لأللهة وغرف اخري خاصة بالتعبد ثم الحرم الخاص بالمعبد ‪.‬‬

‫‪ 4 – 5‬اهم المعابد في حضار بالد الرافدين ‪-:‬‬


‫معبد عشتار‬ ‫‪-‬‬
‫معبد صومعة األلهة‬ ‫‪-‬‬
‫المعبد األبيض‬ ‫‪-‬‬
‫المعبد البيضاوي‬ ‫‪-‬‬
‫كذلك نشات في مدينة بابل بشكل خاص المدارس والمكتبات والمسرح البابلي وهوا مسرح‬
‫مدرج فهوا اول مسرح خصص للفاعليات غير الدينية مثل العروض الفنية والمهرجانات‬
‫(‪) 2 ( )3‬‬ ‫الرياضية والترفيهية ‪.‬‬

‫‪ 5 – 5‬القصور في حضارة بالد الرافدين ‪-:‬‬

‫بالنسبة للقصور فكانت أيضا منتشره وكانت تقام علي مناطق إصطناعية واسعة يصل‬
‫إرتفاعها الي ‪ 15‬متر ويوضع عليها أبنية القصر المختلفة حيث أن القصر كان يتألف من‬
‫ثالثة أجزاء وهي ‪-:‬‬

‫سكن الملك واسرتة‬ ‫‪-‬‬


‫القسم الرسمي وملحقاتة ( مساكن الخدم – المطابخ – المخازن – اإلسطبالت )‬ ‫‪-‬‬
‫فناء مركزي كبير كان يتوسط هذه االجزء وتفتح فيه كل الغرف واالقسام المختلفة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن اشهر هذه القصور قصر الملك ماري في الحضارة السومرية الذي تم تشييده بالطين‬
‫(‪)2 ( )1‬‬ ‫وكانت غالبا ماتكون هذه القصور قريبة او مالصقة للمعبد‬

‫‪ 6 – 5‬الخصائص المعمارية لحضارة بالد الرافدين ‪-:‬‬

‫العمارة في بالد الرافدين وصلت الي تنظيم هندسي عالي فكانت المدينة منظمة الشوارع‬ ‫‪-1‬‬
‫الرئيسية معظمها علي شكل شطرنجي ( متصالبة ) تتخللها االزقة ‪ ,‬وكان لكل مدينة‬
‫تقريبا شارع رئيسي ضخم ينتهي بالمعبد الرئيسي للمدينة ‪ ,‬وأشهرها مدينة بابل –‬
‫أشور‬
‫العمارة في بالد الرافدين ذات جدران مائلة ترقق وتقل مساحتها كلما اتجهنا إلي األعلى‬ ‫‪-2‬‬
‫وتوضح هذه الجدران القصص والتواريخ المختلفة عليها عبر مجموعة من الصور‬
‫والحكايات والبروز والتجاويف المختلفة‬
‫قلة استعمال األعمدة فكانت معظم المباني عن طريق الربط باألكتاف كذلك صغر‬ ‫‪-3‬‬
‫فتحات األبواب والشبابيك مقارنة بحجم الفراغات‬
‫إستخدام العقود النصف دائرية في البناء لغرض التسقيف عليها في العتبات فوق‬ ‫‪-4‬‬
‫الفتحات‬
‫استخدام االفنية المتعددة في معظم مبانيها سواء في المعابد او القصور وغيرها‬ ‫‪-5‬‬
‫من اهم أبنيتها المعابد والتي علي شكل هياكل هرمية مختلفة الشكل‬ ‫‪-6‬‬
‫نقشت جدران المباني بالطوب المزجج ( الموزابيك ) واعتمدت الزخالفة علي النظام‬ ‫‪-7‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫العمودي في تقسيمة ( علي شكل أعمدة )‬
‫الفصل الثاني‬
‫العمارة المصرية القديمة ( الفرعونية )‬
‫‪ - 1‬مقدمة‬

‫بني المصريون قبل أي من الشعوب األخرى العمارات الضخمة من الحجر والتي تحتوي‬
‫الصاالت الواسعة وغيرها ‪ ,‬واحتواء هذه الصاالت علي أعمدة مختلفة األشكال واألحجام ‪,‬‬
‫حيث تمتاز حضارة بالد النيل بعراقتها ‪.‬‬

‫ويرجع تاريخ االسر الحاكمة لمملكة مصر الي ‪ 3000‬سنة ‪ /‬ق ‪.‬م وقد ظلت واستمرت هذه‬
‫العمارة اكثر وأطول عمرآ من الحضارات التي استعمل فيها الطين إلنشائها وذلك إلعتمادها‬
‫علي عنصر القصب وسعف النخيل والبردي في عملية البناء نظرا لتوفر عنصر الحجر بشكل‬
‫كبير في المنطقة ‪.‬‬

‫أخذت العمارة المصرية خصائصها من الحياة الطبيعية الصعبة والقاسية علي االنسان المصري‬
‫حيث تمثلت هذه الخصائص في فكرة الصالبة التي يعانيها المصري في قوة عناصرها والن‬
‫اإلنسان المصري يومن بالحياة والموت فكان اإلنسان المصري يبني القبور الضخمة مثل‬
‫االهرامات ‪ ,‬وكذلك المعابد ذات االعمدة الهائلة والعديدة باإلضافة الي بناء الجدران المائلة ‪,‬‬
‫(‪)1( )2‬‬ ‫واستخدام النحت والرسم عليها متمثال في المناظر التاريخية والدينية والعائلية وغيرها ‪.‬‬

‫‪ - 2‬األسر الفرعونية الحاكمة ‪-:‬‬

‫حكمت مصر عدد ثالث أسر فرعونية بثالث ممالك وهي ( المملكة القديمة – المملكة الوسطي‬
‫– المملكة الجديدة ) وهي كاألتي ‪-:‬‬

‫– ‪ 1‬عصر الدولة القديمة ( ‪ 3000 – 2180‬ق‪.‬م )‬ ‫‪2‬‬

‫عاصمتها منف أو ممفيس ‪ ,‬أنشأها الملك مينا ‪ ,‬من اهم معالمها هوا أثار ( أبوالهول )‬
‫والسرابيوم ( معبد التحنيط ) والجبانة الكبيرة التي تقع في سقارة في الموقع القديم لمدينة‬
‫منف هذه الجبانة يعلوها هرم يسمي ( زروس ) المدرج ‪.‬‬

‫أهم األماكن التي يمكن زيارتها في مدينة سقارة هوا هرم اوناس والسرابيوم ومقابر النبالء‬
‫( العظماء ) وهي مجموعة بنايات مستطيلة بجدران مائلة من الطوب او الحجر تمتاز بكثرة‬
‫األبواب والمصاطب ‪.‬‬
‫– ‪ 2‬عصر الدولة الوسطي ( ‪ 2180 – 1780‬ق‪.‬م )‬ ‫‪2‬‬

‫عاصمتها مدينة طيبة ‪ ,‬ومن أهم معابدها ( حتشبوت ) الذي صممة المعماري ( سمنوت )‬
‫في الضفة اليسري من نهر النيل منحوت في الجبل ‪ ,‬وقد زين هذا المعبد بنقوش تحكي‬
‫قصة بعثة الملكة آنذاك الي الصومال وما حصل فيها ‪ ,‬كذلك معبد الكرنك ‪ ,‬باإلضافة إلي‬
‫مقابر أسوان وغيرها ‪.‬‬

‫– ‪ 3‬عصر الدولة الحديثة ( ‪ – 1780‬العصر المسيحي )‬ ‫‪2‬‬

‫أيضا عاصمتها طيبة ثم تل العمارنة في عهد الملك اخناتون ‪ ,‬أشهر ملوك الدولة الحديثة‬
‫هوا الملك ( رمسيس الثاني ) الذي كان له عدة بصمات في إظهار العمارة بهذه الدولة ومن‬
‫أشهرها معبد ( أبوسنبل ) ومعبد ( األقصر ) حيث يتم إعطاء األوامر من قبل الملك فقط‬
‫(‪)1‬‬ ‫لبناء العمارة والعمران التي ظهرت علي طول نهر النيل ‪.‬‬

‫‪ - 3‬العوامل التي أثرت علي تكوين العمارة الفرعونية ‪-:‬‬

‫هناك مجموعة من العوامل التي أدت وساعدت علي ظهور العمارة الفرعونية والتي من‬
‫أهمها ‪-:‬‬

‫‪ 1 – 3‬العامل الجغرافي ‪ -:‬أثر العامل الجغرافي في تكوين الحضارة المصرية القديمة‬


‫وذلك نتيجة لوجود المجري المائي المتمثل في نهر النيل والذي يعتبر شريان الحياة في‬
‫مصر وفي كل الحضارات ‪.‬‬

‫‪ 2 – 3‬العامل الجيولوجي ‪ -:‬وفرت مواد البناء المختلفة وربطها معا المعتقدات الدينية‬
‫جعلت من الحضارة المصرية لها الطابع الخاص بها ‪ ,‬حيث ربط المعتقد الديني مابين‬
‫الحياة والموت في اختيار مواد االنشاء من خالل اختيار ( الطمي ) في بناء المباني السكنية‬
‫الضعيفة وتمثيلة بالحياة ( الدنيا الفانية ) أما األحجار فتم إستخدامها في بناء العمائر‬
‫الجنائزية ( المقابر ) والمعابد وغيرها لقوتها وديمومتها ‪.‬‬

‫‪ 3 – 3‬العامل المناخي ‪ -:‬المدن المصرية تتميز باعتدال درجات الحرارة بشكل عام وفي‬
‫حالة إرتفاعها في أوقات معينة لجاء المصري القديم الس استخدام الحوائط السميكة لعزل‬
‫الفراغ الداخلي عن الخارجي ‪.‬‬
‫‪ 4 – 3‬العامل الديني ‪ -:‬المعتقدات الدينية أثرت بصورة مباشرة علي الحضارة المصرية‬
‫الفرعونية في تحديد معالم الحضارة والعمارة علي النحو التالي ‪-:‬‬
‫تم اختيار المواد الهشة ( الطوب – الطين – القش ) في بناء المباني السكنية والتي‬ ‫‪-1‬‬
‫تمثل الحياة الدنيوية الغير دائمة ‪.‬‬
‫اختيار المواد الصلبة مثل ( الحجر – الجرانيت ) في بناء المباني الدينية والجنائز‬ ‫‪-2‬‬
‫والتي تمثل القوة للكاهن والحياة الدائمة ‪.‬‬
‫أثر انتقال الشمس من المشرق الي المغرب في اختيار مواقع المباني حيث وضعت‬ ‫‪-3‬‬
‫المباني السكنية شرق النهر والباقي غرب النهر ‪.‬‬

‫– ‪ 5‬العامل االجتماعي ‪ -:‬حيث كان التدرج االجتماعي لإلنسان المصري قديما من‬ ‫‪3‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫االلهة الي الفرعون – الكهنة – الوزراء وكبار الدولة – الشعب‬

‫‪ - 4‬الخصائص المعمارية للحضارة الفرعونية‬

‫من ابرز اإلنجازات المصرية بناء النصب الجنائزية والمعابد التي بنيت من الحجارة‬ ‫‪-1‬‬
‫لتوفرها وتحملها كذلك االهرامات المدرجة والغير المدرجة والتي من أهمها‬
‫( هرم الخوفو ) الذي يصل ارتفاعه الي ( ‪ 146‬م ) وهو بناء بسيط بداخلة مجموعه‬
‫من السراديب المرتفعة والهابطة يبلغ طول قاعدتة حوالي ( ‪ 230‬م ) واشتغل ببنائة‬
‫( ‪ ) 100‬الف عامل لمدة عشر سنوات‬
‫تم انشاء العمارة المصرية بنظام العمود والعتب ويالحظ ذلك في المعابد أيضا تميزت‬ ‫‪-2‬‬
‫باسقفها المدرجة والخالية من العقود ( االقواس ) ‪.‬‬
‫ابرز معابدها معبد ( الشمس ) مفتوح من الوسط ويتالف من جدار محيط علي شكل‬ ‫‪-3‬‬
‫مستطيل في حائطة الجنوبي نفس رمز الشمس ويتصل بطريق معبد بالحجر الي قاعة‬
‫كبيرة بالمدينة ‪.‬‬
‫لالعمدة المصرية العديد من االشكال والذي اغلبها يكون علي شكل ساق وقاعدة وتاج‬ ‫‪-4‬‬
‫تعلو التاج وسادة مربعة الشكل تفصل التاج عن كتلة السقف جاءت تصاميم االعمدة‬
‫مقتبسة من العديد من النباتات مثل زهرة اللوتس ونبات البردي والنخيل وغيرها من‬
‫التصاميم المختلفة في شكلها وتاجها وقاعدتها وساقها وقد اعتمدت الزخارف علي‬
‫النحت بدال من التزيين‬
‫امتازت العمارة المصرية بالكتل الجدارية الضخمة والقوية واالعمدة الكثيرة لتقارب‬ ‫‪-5‬‬
‫مسافاتها من بعضها البعض وذلك لتحمل االعتاب التي بدورها تستطيع حمل االسقف ‪.‬‬
‫صممت الفراغات الفراغات المصرية لكي يكون للضوء تاثير واضح في فراغها‬ ‫‪-6‬‬
‫الداخلي حيث كان لالفنية والشبابيك العلوية دورا مؤثرا في وصول الضوء الطبيعي‬
‫الي وسط الفرغات بشكل كبير وملحوظ ‪.‬‬
‫زيينت الجدران في معظم االثار والمعابد بنظام النحت وليس التزيين باستخدام القوالب‬ ‫‪-7‬‬
‫وكان ذلك واضخا في معبد ( هورس ) و ( امون ) وغيرها ‪.‬‬
‫الدخول الي المعابد المصرية يتم عبر واضحة المداخل من خالل وضع المجسمات‬ ‫‪-8‬‬
‫بجسم األسد و راس االنسان تنقلنا هذه المداخل عبر ممرات بجدران مائلة عليها‬
‫مجموعة من النقوش مرورا بالبهو الي الغرفة المقدسة التي اليدخلها اال الكهنة فقط ‪.‬‬

‫العمارة المصرية تحافظ علي جزء او عملية التناظر في الكتل وخاصة في المعابد‪9 -‬‬
‫وبشكل عام فهي عمارة كتلية ( قليلة الفتحات ) وذات ابنية ضخمة يقل ارتفاعها كلما توغلنا‬
‫(‪)1‬‬ ‫الي الداخل لزيادة الرهبة والهيبة ‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع المباني في العمارة المصرية القديمة‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 1 –5‬البيت المصري‬

‫تم بناء المنازل والمقابر في فترة ما قبل األسرات من الطوب اللبن الذي تم تجفيفه في‬
‫الشمس (وهي ممارسة استمرت طوال تاريخ مصر)‪ .‬كانت المنازل عبارة عن هياكل من‬
‫القش من القصب تم دهنها بالطين للجدران قبل اكتشاف صناعة الطوب‪ .‬كانت هذه المباني‬
‫المبكرة دائرية أو بيضاوية قبل استخدام الطوب وبعد ذلك أصبحت مربعة أو مستطيلة‪.‬‬
‫اجتمعت المجتمعات مًع ا للحماية من العناصر والحيوانات البرية والغرباء ونمت لتصبح‬
‫مدًن ا تطوق نفسها بالجدران‪.‬‬

‫مع تقدم الحضارة‪ ،‬كذلك تقدمت العمارة بمظهر النوافذ واألبواب المدعمة والمزينة‬
‫بإطارات خشبية‪ .‬كان الخشب أكثر وفرة في مصر في ذلك الوقت ولكنه لم يكن بالكمية التي‬
‫تشير إلى نفسه كمواد بناء على أي نطاق كبير‪ .‬أصبح المنزل البيضاوي المبني من الطوب‬
‫(‪)1‬‬ ‫اللبن منزاًل مستطياًل بسقف مقبب وحديقة وفناء‪.‬‬

‫‪ 2 –5‬المقابر والمصاطب‬

‫كانت العمارة الجنائزية في مصر متطورة للغاية وغالًبا ما تكون رائعة‪ .‬تتألف معظم المقابر‬
‫من جزأين رئيسيين‪ ،‬حجرة الدفن (القبر المناسب) والمعبد الصغير‪ ،‬حيث يمكن تقديم‬
‫القرابين للمتوفى‪ .‬في المدافن الملكية‪ ،‬تطور المعبد بسرعة إلى معبد جنائزي‪ ،‬والذي بدأ في‬
‫المملكة المصرية الحديثة‪ ،‬وُبني عادة بشكل منفصل وعلى مسافة من القبر‪ .‬في المناقشة‬
‫التالية‪ ،‬سيتم تغطية المعابد الجنائزية المبنية بشكل منفصل بالمعابد بشكل عام وليس كجزء‬
‫من المجمع الجنائزي‪.‬‬

‫كانت المصاطب هي النوع القياسي من المقابر في األسرات المبكرة‪ .‬هذه الهياكل الفوقية‬
‫المستطيلة ذات األسقف المستوية لها جوانب مشيدة في البداية من الطوب اللبن ثم من‬
‫الحجر الحًقا‪ ،‬على شكل مشاٍك مغطاة بألواح مطلية باللون األبيض ومزينة بتصميمات‬
‫متقنة من «الحصير»‪ .‬تم بناؤها فوق العديد من غرف التخزين المجهزة بالطعام والمعدات‬
‫للمتوفى‪ ،‬الذين يرقدون في حجرة دفن مستطيلة تحت األرض‪.‬‬

‫تشير الترتيبات والتجمعات الخاصة بمدافن النبالء إلى تقلبات التوقعات غير الملكية لما بعد‬
‫الوفاة‪ .‬في األسرة المصرية الثالثة في سقارة‪ ،‬كانت أهم المدافن الخاصة تقع على مسافة ما‬
‫من أهرامات زوسر وسخم خت‪ .‬ضمت مصاطبهم الكبيرة منافذ وممرات يمكن أن تستوعب‬
‫لوحات معدات الحياة اآلخرة وفترات استراحة لعقد منحوتات للمالك المتوفى‪ .‬في وقت‬
‫الحق من المملكة المصرية القديمة‪ ،‬أصبحت المساحة الداخلية في المصاطب أكثر تعقيًد ا‬
‫ألنها استوعبت المزيد من المدافن‪ .‬في مصطبة مريروكا‪ ،‬وزير تيتي‪ ،‬أول ملوك األسرة‬
‫المصرية السادسة‪ ،‬كان هناك ‪ 21‬غرفة لألغراض الجنائزية‪ ،‬ستة منها لزوجته وخمسة‬
‫البنه‪.‬‬

‫بدأ قبر زوسر‪ ،‬ثاني ملوك األسرة الثالثة‪ ،‬كمصطبة وتم توسيعه تدريجيًا ليصبح هرًما‬
‫مدرًج ا‪ .‬تم بناؤه داخل سياج واسع في موقع قيادي في سقارة‪ ،‬المقبرة المطلة على مدينة‬
‫ممفيس‪ .‬يرجع الفضل إلى المسؤول الملكي الكبير إمحوتب في التصميم وقرار استخدام‬
‫الحجر المحفور‪ .‬يعتبر هذا المقال األول من الحجر رائًع ا لتصميمه المكون من ست مراحل‬
‫متراكبة ذات حجم متناقص‪ .‬كما أن لديها سياًج ا ضخًما (‪ 909 × 1784‬قدًما [‪× 544‬‬
‫‪ 277‬متًر ا]) محاًط ا بجدار مغطى بألواح من الحجر الجيري الناعم ويحتوي على سلسلة‬
‫من المباني «الوهمية» (جدران حجرية مليئة بالركام أو الحصى أو الرمل) التي ربما تمثل‬
‫الهياكل المرتبطة باألضرحة الشائنة لمصر ما قبل األسرات‪ .‬في منطقة زوسر‪ ،‬قام‬
‫الحجريون المصريون بأول ابتكاراتهم المعمارية‪ ،‬باستخدام الحجر إلعادة إنتاج أشكال‬
‫المباني الخشبية والطوب ما قبل األسرات‪ .‬تشبه األعمدة الموجودة في ممر المدخل القصب‬
‫المجمعة‪ ،‬بينما تحتوي األعمدة المتداخلة في مناطق أخرى من المنطقة على تيجان تشبه‬
‫أزهار البردي‪ .‬في أجزاء من المجمعات الجوفية‪ ،‬تعتبر النقوش البارزة للملك وألواح‬
‫الجدران المتقنة المصنوعة من البالط المزجج من بين االبتكارات الموجودة في هذا النصب‬
‫التذكاري الرائع‪.‬‬

‫بالنسبة للمملكة المصرية القديمة‪ ،‬كان الشكل األكثر تميًز ا لبناء المقابر هو الهرم الحقيقي‪،‬‬
‫ومن أروع األمثلة على ذلك أهرامات الجيزة (الجيزة)‪ ،‬وال سيما الهرم األكبر للملك خوفو‬
‫من األسرة المصرية الرابعة‪ .‬وصل الشكل نفسه إلى مرحلة النضج في عهد سنفرو‪ ،‬والد‬
‫خوفو‪ ،‬الذي بنى ثالثة أهرامات‪ ،‬أحدها يعرف باسم الهرم المنحني بسبب انحداره المزدوج‪.‬‬
‫في وقت الحق فقط اقترب هرم خفرع‪ ،‬خليفة خوفو‪ ،‬من حجم وكمال الهرم األكبر‪.‬‬
‫القياسات البسيطة للهرم األكبر تشير بشكل كاٍف إلى حجمه وأثره ودقته‪ :‬جوانبه ‪755.43‬‬
‫قدًما (‪ 230.26‬متًر ا؛ شمااًل )‪ 756.08 ،‬قدًما (‪ 230.45‬متًر ا؛ جنوًبا)‪ 755.88 ،‬قدًما (‬
‫‪ 230.39‬متًر ا؛ شرًقا)‪ 755.77 ،‬قدًما (‪ 230.36‬متًر ا غرًبا)؛ اتجاهه على النقاط‬
‫األساسية يكاد يكون دقيًق ا؛ كان ارتفاعه عند االنتهاء ‪ 481.4‬قدم (‪ 146.7‬متر)؛ وتبلغ‬
‫مساحتها في القاعدة ما يزيد قليًال عن ‪ 13‬فداًن ا (‪ 5.3‬هكتار)‪ .‬يتكون القلب من كتل ضخمة‬
‫من الحجر الجيري‪ ،‬كانت مغطاة بغالف من الحجر الجيري الملبس‪ .‬تساهم الميزات‬
‫األخرى في بنائها بشكل كبير في طابعها الرائع‪ :‬معرض غراند غاليري ذو حواف رفيعة‬
‫وغرفة الملك ‪ -‬مبنية بالكامل من الجرانيت ‪ -‬مع خمس حجرات مريحة (غرف فارغة‬
‫لتقليل الضغط)‪.‬‬

‫كانت األهرامات التي ُش يدت لملوك المملكة القديمة الالحقين ومعظم ملوك المملكة المصرية‬
‫الوسطى أصغر حجًما نسبًيا وليست جيدة البناء‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن قبر الملك منتوحتب الثاني‬
‫من األسرة المصرية الحادية عشر له أهمية استثنائية‪ .‬كانت مكوناته األساسية عبارة عن‬
‫هيكل مستطيل‪ ،‬وأروقة متدرجة‪ ،‬وسلسلة من العيادات المتنقلة ذات األعمدة‪ ،‬والفناء‬
‫المفتوح‪ ،‬وقاعة األعمدة المطوية في المنحدرات‪.‬‬

‫إن أثر الهرم لم يجعله رمًز ا قوًيا للسلطة الملكية فحسب‪ ،‬بل جعله أيًض ا هدًفا واضًح ا‬
‫لصوص القبور‪ .‬خالل عصر المملكة المصرية الحديثة‪ ،‬أدت الرغبة في وقف نهب وتدنيس‬
‫المقابر الملكية إلى تجمعهم مًع ا في واد بعيد في طيبة‪ ،‬تهيمن عليه قمة تشبه في حد ذاتها‬
‫الهرم‪ .‬هناك‪ ،‬في وادي الملوك‪ ،‬تم نحت القبور في عمق الحجر الجيري دون أي هيكل‬
‫خارجي‪ .‬تم بناء هذه المقابر المنحوتة في الصخور للمواطنين في وقت مبكر من األسرة‬
‫الرابعة‪ .‬كان معظمها عبارة عن غرف مفردة بسيطة إلى حد ما تخدم جميع وظائف تعدد‬
‫الغرف في المصطبة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تم التنقيب عن بعضها مع ادعاءات معمارية كبيرة‪ .‬كانت‬
‫القاعات الضخمة في أسوان‪ ،‬التي غالًبا ما ترتبط لتشكيل مجمعات متاهة‪ ،‬رسمية جزئًيا‪،‬‬
‫مع أعمدة مقطوعة بعناية من الصخر‪ ،‬وجزء منها محفور‪ .‬تم نحت الكنائس ذات األبواب‬
‫المعلقة داخل القاعات‪ .‬في بعض الحاالت كانت الواجهات ضخمة مع أروقة ونقوش‪.‬‬

‫في بني حسن قام النبالء المحليون خالل عصر المملكة المصرية الوسطى بقطع غرف‬
‫قبور كبيرة ودقيقة في منحدرات الحجر الجيري‪ .‬توفر الميزات المعمارية ‪ -‬األعمدة‬
‫واألسطح البرميلية واألروقة‪ ،‬المنحوتة من الصخر ‪ -‬إعدادات رائعة للزخارف الجدارية‬
‫المرسومة‪ .‬يعد قبر خنوم حتب مثاًال بارًز ا على التصميم الرائع المنفذ بدقة‪.‬‬

‫كانت أقدم المقابر الملكية في وادي الملوك مخفية تماًما عن األنظار؛ تلك التي كانت في‬
‫عصر الرعامسة (األسرتان التاسعة عشر والعشرون) تم تحديدها فقط بمدخل محفور في‬
‫الوجه الصخري‪ .‬لم يكن لديهم خطة متطابقة‪ ،‬لكن معظمهم يتكون من سلسلة من الممرات‬
‫تفتح على فترات لتشكل غرف وتنتهي في حجرة دفن كبيرة في أعماق الجبل‪ ،‬حيث استقر‬
‫التابوت الجرانيتي الضخم على األرض‪ .‬غطت النصوص والصور الهيروغليفية الدينية‬
‫والجنائزية جدران المقبرة من البداية إلى النهاية‪ .‬أفضل المقابر هو مقبرة سيتي األول‪ ،‬ثاني‬
‫ملوك األسرة التاسعة عشر‪ .‬يمتد ‪ 328‬قدًما (‪ 100‬متر) داخل الجبل ويحتوي على غرفة‬
‫دفن مذهلة‪ ،‬ويمثل سقفها على شكل برميل قبو السماء‪.‬‬

‫بعد التخلي عن الوادي في نهاية األسرة المصرية العشرون‪ ،‬تم دفن ملوك الساللتين‬
‫الالحقتين في مقابر بسيطة للغاية داخل هيكل معبد مدينة تانيس في الدلتا‪ .‬لم يتم التعرف‬
‫(‪)1‬‬ ‫على مقابر ملكية الحقة في مصر‪.‬‬

‫‪ 3 –5‬المعابد‬

‫ظهرت أقدم األضرحة المعروفة في مصر ما قبل التاريخ في أواخر األلفية الرابعة قبل‬
‫الميالد ‪ ،‬في مواقع مثل سايس وبوتو في مصر السفلى ونخن وقفط في مصر العليا‪ .‬كانت‬
‫معظم هذه األضرحة مصنوعة من مواد قابلة للتلف مثل الخشب وحصائر القصب وطوب‬
‫الطين‪ .‬على الرغم من عدم ثبات هذه المباني القديمة ‪ ،‬فيما بعد الفن المصري ُيعاد‬
‫استخدامها باستمرار وتكييف عناصر منها ‪ ،‬مما يستدعي األضرحة القديمة لتوضيح‬
‫الطبيعة األبدية لآللهة وأماكن سكنهم‪.‬‬
‫في أوائل عصر األسرات (‪ 3150‬ق‪.‬م ‪ 2686 -‬ق‪.‬م)‪ ،‬بنى الملوك المصريين األوائل‬
‫مجمعات جنائزية في المركز الديني أبيدوس بعد عام واحد نمط ‪ ،‬مع حاوية مستطيلة‬
‫طوب‪ .‬في المملكة المصرية القديمة (‪ 2686‬ق‪.‬م ‪ 2181 -‬ق‪.‬م) ذلك في أعقاب فترة‬
‫األسرات المبكرة ‪ ،‬توسعت اآلثار الجنائزية الملكية بشكل كبير ‪ ،‬بينما ظلت معظم المعابد‬
‫اإللهية صغيرة نسبًيا ‪ ،‬مما يشير إلى أن الدين الرسمي في هذه الفترة أكد على عبادة الملك‬
‫اإللهي أكثر من العبادة المباشرة لآللهة‪ .‬اآللهة المرتبطة ارتباًط ا وثيًقا بالملك ‪ ،‬مثل إله‬
‫الشمس رع‪ ،‬تلقت مساهمات ملكية أكثر من اآللهة األخرى‪ .‬كان معبد رع في أون أحد‬
‫أعظم المراكز الدينية في العصر ‪ ،‬وقام العديد من فراعنة المملكة القديمة ببناء كبير معابد‬
‫الشمس المصرية تكريما له بالقرب من األهرامات‪ .‬وفي الوقت نفسه ‪ ،‬احتفظت المعابد‬
‫اإلقليمية الصغيرة بمجموعة متنوعة من األساليب المحلية من عصور ما قبل األسرات ‪،‬‬
‫ولم تتأثر مواقع العبادة الملكية‪ .‬رسم هرم محاط بجدار‪ .‬يمتد مبنى به العديد من الغرف من‬
‫جانب واحد من الهرم ‪ ،‬وفي الطرف المقابل للمبنى يمتد جسر خارج اإلطار‪.‬‬

‫إعادة بناء معبد هرم من عصر الدولة القديمة ‪ ،‬مع جسر يؤدي إلى معبد الوادي‬

‫بدأ توسع اآلثار الجنائزية في عهد زوسر‪ ،‬الذي بنى مجمعه بالكامل من الحجر ووضع في‬
‫السور الهرم المدرج الذي ُد فن تحته‪ :‬هرم زوسر‪ .‬بالنسبة لبقية المملكة القديمة ‪ ،‬تم ضم‬
‫المقابر والمعبد في مجمعات هرمية حجرية متقنة‪ .‬بالقرب من كل مجمع هرمي كانت هناك‬
‫بلدة توفر احتياجاتها ‪ ،‬حيث ستدعم المدن المعابد عبر التاريخ المصري‪ .‬حدثت تغييرات‬
‫أخرى في عهد سنفرو الذي ‪ ،‬بدًءا بأول هرم له في ميدوم‪ ،‬بنى مجمعات هرمية متناظرة‬
‫على طول محور شرق غربي ‪ ،‬مع معبد وادي على ضفاف النيل مرتبطة بمعبد هرمي عند‬
‫سفح الهرم‪ .‬اتبع خلفاء سنفرو المباشرين هذا النمط ‪ ،‬ولكن بدًءا من أواخر الدولة القديمة ‪،‬‬
‫جمعت المجمعات الهرمية عناصر مختلفة من المخطط المحوري ومن المخطط المستطيل‬
‫لزوسر‪ .‬لتزويد مجمعات األهرام ‪ ،‬أسس الملوك مدًن ا وعقارات جديدة على األراضي غير‬
‫المطورة في جميع أنحاء مصر‪ .‬ساعد تدفق البضائع من هذه األراضي إلى الحكومة‬
‫المركزية ومعابدها على توحيد المملكة‪.‬‬

‫واصل حكام المملكة المصرية الوسطى (حوالي ‪ 2055‬ق‪.‬م – ‪ 1650‬ق‪.‬م) بناء‬


‫األهرامات والمجمعات المرتبطة بها‪ .‬البقايا النادرة من الشرق ُتظهر معابد الملكوت ‪ ،‬مثل‬
‫تلك الموجودة في مدينة ماضي‪ ،‬أن مخططات المعابد نمت أكثر تناسًقا خالل تلك الفترة ‪،‬‬
‫وأن المعابد اإللهية استخدمت الحجر بشكل متزايد‪ .‬غالًبا ما يظهر نمط حرم يرقد خلف‬
‫قاعة ذات أعمدة في معابد الدولة الوسطى ‪ ،‬وأحياًن ا يكون هذان العنصران أمام ساحات‬
‫مفتوحة ‪ ،‬مما ينذر بالتخطيط القياسي للمعبد المستخدم في العصور الالحقة‪.‬‬

‫‪ 1 – 3 – 5‬معبد الكرنك‬

‫مثال على النقوش الموجودة في جميع أنحاء المجمع‪ .‬تم طالء المناطق العلوية ‪ ،‬مما يشير‬
‫(في القانون مع المعابد األخرى) إلى أن األعمدة والسقوف المتبقية كانت مطلية بألوان‬
‫زاهية‪ .‬سقف المعبد ‪ ،‬الذي يمثل السماء ‪ ،‬غالًبا ما كانت تحمل صوًر ا للنجوم والطيور ‪،‬‬
‫في حين كانت األعمدة غالًبا ما تحمل صوًر ا للنخيل واللوتس والناس‪.‬‬

‫يقع مجمع معبد الكرنك على ضفاف نهر النيل على بعد ‪ 2.5‬كيلومتر (‪ 1.5‬ميل) شمال‬
‫األقصر‪ .‬وتتكون من أربعة أجزاء رئيسية‪ ،‬فناء آمون‪-‬رع‪ ،‬ومنطقة مونتو‪ ،‬ومنطقة موت‬
‫ومعبد أمنحتب الرابع (تم تفكيكها)‪ ،‬وكذلك كعدد قليل من المعابد والمعابد الصغيرة التي تقع‬
‫خارج األسوار المحيطة لألجزاء األربعة الرئيسية‪ ،‬والعديد من طرق تماثيل أبي الهول‬
‫برأس الكبش التي تربط منطقة موت‪ ،‬ومنطقة آمون رع ومعبد األقصر‪ .‬يعتبر مجمع المعبد‬
‫هذا ذا أهمية خاصة‪ ،‬حيث أضاف إليه العديد من الحكام‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬أضاف إليها بشكل‬
‫خاص كل حكام المملكة الحديثة‪ .‬يغطي الموقع أكثر من ‪ 200‬فدان ويتكون من سلسلة من‬
‫األبراج المؤدية إلى األفنية والقاعات والمصليات والمسالت والمعابد األصغر‪ .‬الفرق‬
‫الرئيسي بين الكرنك ومعظم المعابد والمواقع األخرى في مصر هو طول الفترة الزمنية‬
‫التي تم خاللها تطويره واستخدامه‪ .‬بدأت أعمال البناء في القرن السادس عشر قبل الميالد‪،‬‬
‫وكانت في األصل متواضعة الحجم‪ ،‬ولكن في نهاية المطاف‪ ،‬في المنطقة الرئيسية وحدها‪،‬‬
‫تم بناء ما يصل إلى عشرين معبًد ا ومصلى ا‪ .‬ساهم ما يقرب من ‪ 30‬ملك في المباني‪ ،‬مما‬
‫مكنها من الوصول إلى الحجم والتعقيد والتنوع غير المرئي في أي مكان آخر‪ .‬قليل من‬
‫الميزات الفردية للكرنك فريدة من نوعها‪ ،‬لكن حجم هذه الميزات وعددها ساحق‪.‬‬

‫استجمام مجمع المعبد في مركز زوار الكرنك‬

‫أحد أعظم المعابد في التاريخ المصري هو معبد آمون رع في الكرنك‪ .‬كما هو الحال مع‬
‫العديد من المعابد األخرى في مصر‪ُ ،‬يفِّص ل هذا المعابد مآثر الماضي (بما في ذلك آالف‬
‫السنين من التاريخ المفصل عبر النقوش على العديد من الجدران واألعمدة الموجودة في‬
‫الموقع‪ ،‬والتي غالًبا ما يتم تعديلها أو محوها بالكامل وإعادة بنائها باتباع الحكام)‪ ،‬ويكرم‬
‫اآللهة‪ .‬تم بناء معبد آمون رع في ثالثة أقسام‪ ،‬تم بناء الجزء الثالث من قبل ملوك المملكة‬
‫الحديثة الالحقين‪ .‬في الشريعة ذات الطراز التقليدي للعمارة المصرية‪ ،‬كانت العديد من‬
‫الميزات المعمارية‪ ،‬مثل الحرم الداخلي للمجمع‪ ،‬تتماشى مع غروب الشمس في االنقالب‬
‫الصيفي‪.‬‬

‫إحدى السمات المعمارية الموجودة في الموقع هي قاعة األعمدة التي تبلغ مساحتها ‪5000‬‬
‫متر مربع (‪ 50000‬قدم مربع) والتي تم بناؤها خالل فترة الرعامسة‪ .‬القاعة مدعومة‬
‫بحوالي ‪ 139‬عموًد ا من الحجر الرملي والطوب اللبن‪ ،‬مع ‪ 12‬عموًد ا مركزًيا (ارتفاع ‪69‬‬
‫قدًما تقريًبا) كانت جميعها مطلية بألوان زاهية‪.‬‬

‫‪ 2 – 3 – 5‬معبد رامسيوم‬

‫يلتزم معبد رمسيس الجنائزي بأسلوب معماري من معابد المملكة المصرية الحديثة‪ .‬يتألف‬
‫مدخل المعبد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي‪ ،‬ويتألف من عدد من األشكال‬
‫الحجرية‪ ،‬أحدها يقع أفقًيا إلى اآلخر‪ .‬في وسط المجمع توجد قاعة أعمدة مغطاة مكونة من‬
‫‪ 48‬عموًد ا تحيط بالحرم الداخلي‪.‬رمسيس الثاني‪ ،‬ملك األسرة المصرية التاسعة عشر‪ ،‬حكم‬
‫مصر من حوالي ‪ 1279‬إلى ‪ 1213‬قبل الميالد‪ .‬من بين إنجازاته العديدة‪ ،‬مثل توسيع‬
‫حدود مصر‪ ،‬قام ببناء معبد ضخم يسمى رامسيوم‪ ،‬يقع بالقرب من طيبة‪ ،‬ثم عاصمة‬
‫المملكة المصرية الحديثة‪ .‬كان الرامسيوم معبًد ا رائًع ا مكتماًل بالتماثيل الضخمة لحراسة‬
‫مدخله‪ .‬األكثر إثارة لإلعجاب كان تمثال طوله ‪ 62‬قدًما لرمسيس نفسه‪ .‬القاعدة والجذع هما‬
‫كل ما تبقى من هذا التمثال الرائع للملك المتوج ؛ وبالتالي فإن أبعادها األصلية ووزنها‬
‫(حوالي ‪ 1000‬طن) تستند إلى التقديرات‪ .‬يتميز المعبد بالنقوش الرائعة‪ ،‬والعديد منها‬
‫يعرض بالتفصيل عدًد ا من االنتصارات العسكرية لرمسيس‪ ،‬مثل معركة قادش (حوالي‬
‫‪ 1274‬قبل الميالد) ونهب مدينة «شاليم»‪.‬‬

‫‪ 3 – 3 – 5‬معبد الملقطة‬

‫في عهد أمنحتب الثالث شيد العمال أكثر من ‪ 250‬مبنى ونصًبا تذكارًيا‪ .‬كان أحد أكثر‬
‫مشاريع البناء إثارة لإلعجاب هو مجمع معابد الملقطة‪ ،‬المعروف بين قدماء المصريين باسم‬
‫«بيت االبتهاج»‪ ،‬والذي تم تشييده لخدمة مسكنه الملكي على الضفة الغربية من طيبة‪ ،‬فقط‬
‫جنوب مقبرة طيبة‪ .‬تبلغ مساحة الموقع حوالي ‪ 226000‬متر مربع (أو ‪ 2432643‬قدم‬
‫مربع)‪ .‬نظًر ا للحجم الهائل للموقع‪ ،‬إلى جانب العديد من المواقع المباني‪ ،‬والمحاكم‪ ،‬وأرض‬
‫العرض‪ ،‬واإلسكان‪ ،‬ال تعتبر مجرد معبد ومسكن للملك ولكن كمدينة‪.‬‬
‫تتكون المنطقة المركزية للمجمع من شقق فرعون المكونة من عدد من الغرف والمحاكم‪،‬‬
‫وجميعها كانت موجهة حول قاعة مأدبة ذات أعمدة‪ .‬كانت مرافقة الشقق‪ ،‬التي ُيفترض أنها‬
‫كانت تضم المجموعة الملكية والضيوف األجانب‪ ،‬عبارة عن غرفة عرش كبيرة متصلة‬
‫بغرف أصغر للتخزين واالنتظار ولجمهور أصغر‪ .‬العناصر األكبر لهذه المنطقة من‬
‫المجمع هي ما أصبح ُيطلق عليه اسم الفيالت الغربية (غرب قصر الملك مباشرًة) والقصر‬
‫الشمالي والقرية والمعبد‪.‬‬

‫تبلغ األبعاد الخارجية للمعبد حوالي ‪ 110.5 × 183.5‬متًر ا‪ ،‬ويتكون من جزأين‪ :‬الفناء‬
‫األمامي الكبير والمعبد المناسب‪ .‬تبلغ مساحة المحكمة األمامية الكبيرة ‪105.5 × 131.5‬‬
‫متًر ا‪ ،‬وهي موجهة نحو المحور الشرقي الغربي‪ ،‬ويحتل الجزء الشرقي من مجمع المعبد‪.‬‬
‫الجزء الغربي من الفناء على مستوى أعلى وينقسم عن باقي الفناء بواسطة جدار احتياطي‬
‫منخفض‪ .‬القاعة السفلية مربعة الشكل تقريبًا ‪ ،‬بينما الشرفة العلوية مستطيلة الشكل‪ .‬كان‬
‫الجزء العلوي من الفناء مرصوًف ا بالطوب اللبن وله مدخل بعرض ‪ 4‬أمتار من الجزء‬
‫السفلي من الفناء األمامي ‪ ،‬وكان يربط القاعدة بالهبوط العلوي منحدًر ا محاًط ا بالجدران‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫كان هذا المنحدر والمدخل في وسط المعبد ‪ ،‬بنفس اتجاه مدخل الفناء األمامي والمعبد‬

‫‪ 4 – 5‬القالع المصرية القديمة‬

‫تم بناء التحصينات داخل مصر القديمة في أوقات الصراع بين اإلمارات المتنافسة‪ .‬من بين‬
‫جميع القالع التي تم تحليلها خالل هذا اإلطار الزمني ‪ ،‬تم بناء معظمها (إن لم يكن جميعها)‬
‫من نفس المواد‪ .‬كان االستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو بعض الحصون من المملكة المصرية‬
‫القديمة مثل الحصون مثل حصن بوهين التي استخدمت الحجر إلنشاء أسوارها‪ .‬تم بناء‬
‫الجدران الرئيسية بشكل أساسي بالطوب اللبن ولكن تم تعزيزها بمواد أخرى مثل الخشب‪.‬‬
‫كما تم استخدام الصخور ليس فقط للحفاظ عليها من التعرية وكذلك الرصف‪ .‬سيتم بناء‬
‫الجدران الثانوية خارج أسوار الحصون الرئيسية وكانت قريبة نسبًيا من بعضها البعض‪.‬‬
‫نتيجة لذلك ‪ ،‬سيشكل هذا تحدًيا للغزاة حيث أجبروا على تدمير هذا التحصين قبل أن‬
‫يتمكنوا من الوصول إلى الجدران الرئيسية للقلعة‪ .‬تم استخدام إستراتيجية أخرى إذا تمكن‬
‫العدو من اختراق الحاجز األول‪ .‬عند الوصول إلى الجدار الرئيسي ‪ ،‬سيتم إنشاء خندق يتم‬
‫وضعه بين الجدران الثانوية واألولى‪ .‬كان الغرض من ذلك هو وضع العدو في وضع من‬
‫شأنه أن يتركه عرضة للعدو ‪ ،‬مما يجعل الغزاة عرضة لنيران األسهم‪ .‬موقع هذه األسوار‬
‫الخنادق داخل الحصون الداخلية تصبح منزوعة السالح في أوقات الوحدة ؛ مما أدى إلى‬
‫هدمهم‪ .‬يمكن إعادة استخدام األجزاء التي تم استخدامها لبناء الجدران المذكورة ‪ ،‬مما يجعل‬
‫(‪)1‬‬ ‫التصميم العام مفيًد ا للغاية‪.‬‬

‫‪ 5 – 5‬االعمدة‬

‫‪ - 1‬أعمدة مخددة‬

‫أعمدة مخددة‪ ،‬مدخل الفناء الجنوبي للهرم المدرج لزوسر‪ .‬ظهر هذا الشكل المبكر من‬
‫العمود ألول مرة في السياج الهرمي المتدرج لزوسر‪ ،‬لكن الشكل تالشى في الغالب من قبل‬
‫اإلمبراطورية المصرية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬استمر استخدامه في النوبة‪ .‬تشبه هذه األعمدة وتمثل‬
‫القصب أو سيقان النباتات المجمعة‪ ،‬ولكن خالل فترات الحقة‪ ،‬اتخذت في بعض األحيان‬
‫شكل عمود عمود متعدد األضالع‪ .‬ربما يكون األمر األكثر إثارة لالهتمام حول األعمدة‬
‫المخددة في مصر هو أنها تمثل على األرجح األعمدة األولى المصنوعة من الحجر في‬
‫العالم‪ .‬في حين أن األعمدة المخددة ربما فقدت شعبيتها كأسلوب مستقل‪ ،‬فإن العديد من‬
‫األعمدة المستقبلية تضم عناصر تصميم منها‪ ،‬في الواقع‪ ،‬ببساطة تتضمن تيجان أكثر‬
‫تعقيًد ا‪.‬‬

‫‪ - 2‬أعمدة النخيل‬

‫كانت أعمدة النخل أيًض ا واحدة من أقدم أنماط األعمدة في عمارة المعابد المصرية‪ .‬تم‬
‫العثور على أمثلة لهذا النوع من األعمدة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في مجمع األهرام الجنائزي‬
‫لألسرة الخامسة للملك أوناس‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬بعد األسرة الخامسة‪ ،‬أصبحت هذه األنواع من‬
‫األعمدة نادرة‪ ،‬ولكنها استمرت في االستخدام من حين آلخر‪ .‬في الغالب نجد أمثلة خالل‬
‫فترات الحقة في معبد طهارقة في كاوة في النوبة العليا‪ ،‬وفي بعض المعابد التي تعود إلى‬
‫العصر اليوناني الروماني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن العثور عليها أيًض ا في الرامسيوم‪ .‬هناك‪ ،‬في‬
‫الجانب الداخلي من الفناء‪ ،‬صفان من عشرة أعمدة‪ .‬األعمدة األربعة الوسطى في كل صف‬
‫هي أعمدة بردي بينما األعمدة األخرى هي أعمدة راحي‪ .‬من الواضح أن هذه األعمدة كانت‬
‫تحتوي على شكل شجرة نخيل‪ ،‬لكنها لم تمثل الشجرة نفسها في الواقع‪ ،‬بل كانت عبارة عن‬
‫ثماني سعف نخيل مثبتة على عمود‪.‬‬
‫‪ - 3‬أعمدة لوتيفورم‬

‫أعمدة لوتيفورم‪ ،‬مقبرة بتاحشبس الخاص هو وزير وقاضي في عهد ساحورع‪.‬‬

‫ربما كانت أعمدة لوتيفورم تستخدم في المباني غير العلمانية ثم في المعابد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هذا‬
‫ال يعني أنهم لم يكونوا يعملون في بعض األحيان في العمارة الدينية‪ .‬تمتع شكل العمود‬
‫البسيط برعم اللوتس باستخدام واسع النطاق في معابد المملكة المصرية القديمة والمملكة‬
‫المصرية الوسطى‪ .‬انخفض استخدامه خالل عصر اإلمبراطورية المصرية‪ ،‬ولكنه وجد‬
‫شعبيته مرة أخرى خالل العصر اليوناني الروماني‪ .‬يحتوي هذا العمود عادًة على أعمدة‬
‫مضلعة تمثل سيقان اللوتس‪ ،‬وتيجان على شكل زهرة لوتس مغلقة (برعم) أو مفتوحة‪ .‬تماًما‬
‫كمالحظة جانبية‪ ،‬لم تكن نباتات اللوتس على وجه التحديد موجودة في العصور القديمة من‬
‫العصور المصرية القديمة‪ .‬ما نشير إليه كثيًر ا باسم «اللوتس» كان في الواقع نوًع ا من‬
‫زنبق الماء‪.‬‬

‫‪ - 4‬أعمدة بردي‬

‫هناك العديد من االختالفات في هذا النوع من األعمدة‪ .‬يحتوي بعضها على أعمدة دائرية‬
‫تمثل نباًت ا واحًد ا‪ ،‬بينما يحتوي البعض اآلخر على أعمدة مضلعة تمثل نباًت ا متعدد السيقان‪.‬‬
‫يمكن إغالق التيجان (البراعم) أو فتحها بشكل عريض على شكل جرس‪ .‬خالل عصر‬
‫اإلمبراطورية المصرية‪ ،‬كانت أعمدة معظم أعمدة البردي تتدحرج إلى أعلى من القواعد‬
‫المزينة بأنماط مثلثة تمثل أغلفة جذعية منمنمة‪ .‬يمكن العثور على أقدم األمثلة التي نعرفها‬
‫عن أعمدة نمط العمود الدائري في حاوية هرم زوسر المتدرجة في سقارة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهذه‬
‫ليست أعمدة قائمة بذاتها‪ ،‬ولكنها مدمجة في هياكل أخرى‪ .‬على الرغم من أن شكل العمود‬
‫الدائري للعمود يبدو أنه قد تم استخدامه عبر التاريخ المصري‪ ،‬إال أنهم شهدوا استخداًما‬
‫واسع النطاق خالل عصر اإلمبراطورية المصرية‪ ،‬جنًبا إلى جنب مع كل من أنماط التيجان‬
‫المفتوحة والمغلقة‪.‬‬

‫‪ - 5‬أعمدة بردي ذات تيجان مغلقة‬

‫وجدا أوًال الشكل متعدد الجذوع لهذا العمود مستخدًما خالل األسرة المصرية الخامسة‪،‬‬
‫ولكنه استخدم أيًض ا بشكل متكرر خالل عصر اإلمبراطورية المصرية‪ .‬تعتبر أعمدة األسرة‬
‫الثامنة عشر جيدة بشكل خاص مع تفاصيل فنية كبيرة‪ .‬أصبحوا أكثر أسلوًبا في األسرة‬
‫التاسعة عشر‪.‬‬
‫‪ - 6‬أعمدة مخروطية الشكل‬

‫يبدو أن نمط العمود هذا سرعان ما تالشى بعد استخدامه في جدار زوسر المدرج للهرم‪ .‬لم‬
‫يتم العثور عليه في المعابد الالحقة‪ .‬يتميز النمط بعمود مخدد يعلوه تاج يمثل أغصان شجرة‬
‫صنوبرية‪.‬‬

‫‪ -7‬أعمدة عمود الخيمة‬

‫على الرغم من أننا ربما نعرف تطبيقات أخرى لهذا األسلوب من الوثائق‪ ،‬إال أنه من‬
‫الواضح أن األمثلة الوحيدة الباقية موجودة في مهرجان معبد تحتمس الثالث في الكرنك‪ .‬من‬
‫الممكن أن تكون النماذج المبكرة جًد ا لألسلوب قد شيدت أيًض ا من الطوب‪ .‬ليس هناك شك‬
‫في أن هذا النوع من األعمدة المصنوعة من الحجر كان نادًر ا‪ .‬العمود عبارة عن تمثيل‬
‫بالحجر لألعمدة الخشبية المستخدمة لدعم الهياكل الخفيفة مثل الخيام وأحياًن ا األضرحة أو‬
‫األكشاك أو كبائن السفن‪ .‬ربما يكون سبب استخدام تصميم عمود الخيمة هذا لغًز ا إلى حد‬
‫ما‪ ،‬على الرغم من أنها تنعكس بالتأكيد على أقدم الهياكل في مصر ونظيراتها الخشبية‪.‬‬
‫ُيعتقد أحياًن ا أن األعمدة المحددة في معبد تحتمس الثالث قد تم تصميمها على غرار أعمدة‬
‫خشبية فعلية لخيمته العسكرية‪.‬‬

‫‪ - 8‬أعمدة كامبانيفورم‬

‫يوجد تنوع كبير في هذا النمط من األعمدة‪ .‬أخذوا في بعض األحيان شكل عمود أو عمود‬
‫زهري‪ .‬كان لبعضها أعمدة دائرية أو مضلعة أو مربعة‪ .‬كان لديهم جميًع ا شكل من أشكال‬
‫التيجان على شكل زهرة‪ .‬اثنان من أشهرها موجودان في قاعة حوليات تحتمس الثالث في‬
‫الكرنك‪ .‬في هذا المعبد‪ ،‬تأخذ الهياكل شكل عمود‪ .‬وهي تشتمل على نمطين من األعمدة‪،‬‬
‫أحدهما يمثل النبات الشعري لمصر السفلى (الشمالية)‪ ،‬نبات البردي‪ ،‬واآلخر يمثل النبات‬
‫الرمزي لمصر العليا (الجنوبية)‪ ،‬اللوتس‪ .‬يتم وضعهم بشكل رمزي على الجانبين الشمالي‬
‫والجنوبي للقاعة‪ .‬لم يكن هذا التنسيب غير عادي‪ ،‬ونرى العديد من األمثلة على األعمدة‬
‫الموضوعة في شمال وجنوب األفنية بزخارف شمالية وجنوبية‪ .‬هذه األنواع المحددة من‬
‫األعمدة نادرة‪ ،‬لكن أشكالها األكثر نمًط ا ظهرت بشكل متكرر في العصر اليوناني‬
‫الروماني‪.‬‬
‫‪ - 9‬أعمدة مركبة‬

‫كانت هذه األعمدة شائعة خالل العصر اليوناني الروماني‪ .‬من المحتمل أن تكون األعمدة‬
‫المركبة امتداًد ا تطورًيا ألعمدة كامبانيفورم مع زخارف تيجان بما في ذلك تصميمات نباتية‬
‫ألي عدد من النباتات الحقيقية أو حتى المتخيلة‪ .‬يمكن أن يكون تنوعها ال نهاية له‪ ،‬وقد‬
‫أصبحوا منمقين تماًما بحيث يصعب التعرف على الزخارف الزهرية األصلية‪ .‬في الواقع‪،‬‬
‫استمر هذا النوع من األعمدة في التطور في اليونان وروما‪ ،‬وأصبح مختلًفا تماًما عن‬
‫(‪)1‬‬ ‫الصنف المصري‪.‬‬

‫الخالصة‬

‫ان دراسة الماضي ليس لكي نضيع ونتوه فيه‪ ،‬ولكن لكي نبني أسس راسخة ونضع أهدافا‬
‫أسمي لنتاجاتنا في المستقبل‪ ،‬فنتاج الماضي مصادر إلهام خصوصا ما كان منها متميزة‬
‫وأكثر تفردا وجماال وأكثر إبداعا وابتكارا‪ ،‬فالكثيرمن نتاجاتنا المعاصرة تستلهم بشكل أو‬
‫بآخر من منجزات الماضي دون أن تبتعد عن روح العصر الذي هي فيه‪ ،‬ناهيك عن‬
‫الحركات اإلحيائية التي ظهرت في أزمان مختلفة خالل تاريخ العمارة… وكلها استندت في‬
‫نتاجاتها إلى عمارة الماضي والعصر السابق لزمانها سواء منه القريب أو البعيد‪.‬‬

‫كما أن تاريخ العمارة ‪-‬كما يراه إرنست بوردین ‪-‬متداخل للغاية مع تاريخ الحضارة‪ ،‬ولذا‬
‫يمكن فهم الحضارات المبكرة من خالل مبانيها وأشكالها الفنية‪ ،‬حيث أن العديد من الثقافات‬
‫األولى لم تترك أي سجالت مكتوبة‪ ،‬ولم يكن من الممكن فك رموز سجالتها‪ .‬ولذا تعد هذه‬
‫البقايا الخالدة والمنحوتات مصدرة أساسية للمعلومات‪ .‬ويلعب التاريخ دورا مهما في‬
‫مساعدتنا على فهم التصميم بمعناه الواسع وكذلك فهم العمارة بمعناها الواسع‪ ،‬ولكن هذا ال‬
‫يعني أنه يجب تقليد (استنساخ أشكال واتجاهات الفترات السابقة ولكن يمكننا اإلبداع في‬
‫(‪)1‬‬ ‫إطار خلفية تاريخية أعرض‪.‬‬

‫أن الهدف من دراسة تاريخ العمارة يكمن فيما يلي‪:‬‬

‫– تاريخ العمارة وتاريخ الحضارة متداخالن فعال‪ ،‬وفهم الحضارة القديمة والسابقة عامة‬
‫يكون من خالل دراسة عمارتها وشواخصها الباقية كمصدر أساسي للمعلومات‪.‬‬
‫– كما يمثل تاريخ العمارة عملية من التطور المستمر للطرز المعمارية التي تعرفنا‬
‫بالفترات الزمنية المختلفة واألماكن المختلفة‪.‬‬

‫– إلى جانب أن اإلبداع يكون أكثر تميزه في إطار خلفية تاريخية تساعدنا على وضع‬
‫(‪)1‬‬ ‫أهداف أسمى لمنجزاتنا ونتاجاتنا في المستقبل‪.‬‬
‫‪ – 8‬المراجع‬

‫كتاب تاريخ العمارة عبر العصور د‪ .‬قبيلة فارس المالكي ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كتاب العمارة وحلقات تطورها عبر التاريخ القديم د‪ .‬هاشم عبود الموسوي‬ ‫‪-2‬‬
‫كتاب تاريخ العمارة د‪ .‬احمد عبدالجواد‬ ‫‪-3‬‬

You might also like