You are on page 1of 17

‫الباب األول‬

‫مقدمة‬

‫‪ :‬خلفية البحث‬ ‫الفصل األول‬

‫القرآن الكريم هو املنزل على الرسول املكتوب في املصاحف املنقول عنه‬


‫ا‬ ‫ا‬
‫متواترا بًل شبهة‪ .‬والقرآن عند أهل الحق هو العلم اللدني االجملي الجامع‬ ‫نقًل‬
‫للحقائق ِّكلها (الجرجاني‪ .)121 : 4002 ،‬وعند مناع القطان‪ ،‬القرآن الكريم هو‬
‫معجزة اإلسًلم الخالدة التي ال يزيدها التقدم العلمي إال رسوخا في اإلعجاز‪،‬‬
‫أنزله هللا على رسولنا محمدصلى هللا عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى‬
‫النور ويهديهم إلى الصراط املستقيم (‪.)9 : 1119 ،‬‬

‫ويقال أيضا أن القرآن الكريم هو كًلم هللا تعالى املعجز‪ ،‬املوحى به إلى‬
‫النبي محمد عليه الصًلة والسًلم بواسطة املل جرييل عليه السًلم املنقول‬
‫َ‬
‫بالتواتر املكتوب في املصاحف واملتعبد بتًلوته‪ .‬كان القرآن هدى للناس كافة‬
‫وللمسلمين خاصة ألنه هداهم إلى الخيي في كل ناحية الحياة‪ ،‬العقيدة والشريعة‬
‫واألخًلق وما أشبه ذل بطريقة وضع املبادئ األساسية املتعلقة بها‪ ،‬وقد أمر‬
‫هللا جل شأنه رسوله صلى هللا عليه وسلم بإعطاء األخبار عن تل املبادئ‪،‬‬
‫واألمر بالناس كافة الهتمام بالقرآن الكريم وتعليمه‪( .‬قريش شهاب‪: 1111 ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫هللا تعالى املنزل على نبيه‬
‫‪ .)11‬إذا تعريف القرآن الكريم عند الكاتب أنه كًلم ِّ‬
‫بلفظه ومعناه‪ ،‬املُتعب ُد بتًلوته‪ ،‬املنقول‬
‫ُمحمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬املُ ْعجز ْ‬
‫َ ِّ‬ ‫ٍ‬
‫بالتواتر‪ ،‬املكتوب في املصاحف من أو ِّل سورة الفاتحة إلى ِّآخ ِّر سورة الناس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪4‬‬

‫وعرف العلماء أن املعجزة أو اإلعجاز أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي‬


‫سالم من العارضة يظهره هللا على يد رسله (مصطفى مسلم‪.)12 : 1111 ،‬‬
‫وقال الجرجاني‪ ،‬املعجزة هو أمر خارق للعادة داعية إلى الخيي والسعادة مقرونة‬
‫بدعوى النبوة قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول من هللا (‪.)112 : 4002‬‬
‫إن هللا سبحانه وتعالى ال ُيعجزه ش يء في األرض وال في السماء إال لفائدة فيه‪.‬‬
‫فيجدر أن يعرف أن القرآن الكريم هو املعجزة الكريى الخالدة الدالة على صدق‬
‫نبوة النبي محمد وقد تجلى ذل اإلعجاز في صور متعددة منها اإلعجاز البياني‪،‬‬
‫واإلعجاز العلمي‪ ،‬واإلعجاز التشريعي‪ ،‬واإلعجاز الغيبي واإلعجاز اللغوي‬
‫(مصطفى صادق الرافعي‪.)11 : 1191 ،‬‬

‫ويقسم مناع القطان اإلعجاز القرآني إلى الثًلثة النواحي فهي ‪ :‬ناحية‬
‫اإلعجاز اللغوي وناحية اإلعجاز العلمي وناحية اإلعجاز التشريعي‪ .‬ووصل القرآن‬
‫الكريم إلى الدرجة العالية من ناحية لغته‪ ،‬حتى يتعجب املؤمنون بلغة القرآن‬
‫الكريم بل يتعجب بها الكافرون‪.‬‬

‫والحقيقة أن القرآن الكريم معجز بكل ما يحتمله هذه اللفظ من معنى‪:‬‬


‫فهو معجز في ألفاظه وأسلوبه‪ ،‬والحرف الواحد منه في موضعه من اإلعجاز‬
‫الذي ال يغنى عنه غييه في تماس الكلمة‪ ،‬والكلمة في موضعها من اإلعجاز في‬
‫تماس الجملة‪ ،‬والجملة في موضعها من اإلعجاز في تماس اآليات‪ .‬وهو معجز‬
‫في بيانه ونظمه يجد فيه القارئ صورة حية للحياة والكون واإلنسان‪ .‬وهو‬
‫معجز في معانيه التي كشفت الستار عن الحقيقة اإلنسانية ورسائلها في الوجود‬
‫(مناع القطان‪.)491 - 492 : 1119 ،‬‬

‫كانت لغة القرآن الكريم من املعجزات التي ال يعادلها الناس من ناحية‬


‫لغته في جمالها و تركيبها ومعانيها البديعة‪ .‬فقد نزل هللا القرآن على سيدنا‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم باللفظ العربي أي اللغة العربية‪ .‬كما قال هللا تعالى‪:‬‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫ِّإنا أ َنزل َن ُاه ق ْرآنا َع َرِّبيا ل َعلك ْم ت ْع ِّقلون (يوسف \‪ .)1 : 14‬و في اآلية األخرى ‪ :‬حم *‬
‫‪1‬‬

‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َو ْالك َ‬


‫اب امل ِّب ِّين * ِّإنا َج َعل َن ُاه ق ْر اآنا َع َرِّب ًّيا ل َعلك ْم ت ْع ِّقلون (الزخرف \‪)1 - 1 : 21‬‬ ‫ت‬
‫ِّ ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫وقال تعالى أيضا ‪ :‬نز َل به ُّ ُ‬
‫نذ ِّرين * ِّب ِّل َس ٍان‬
‫الروح األ ِّمين * على قل ِّب ِّلتكون ِّمن امل ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َع َرِّب ٍي ُّم ِّب ٍين (الشعراء \‪)119-111 : 41‬‬

‫كما هو املعروف أن لغة القرآن الكريم عربية‪ ،‬ومن يريد فهمه فعليه أن‬
‫يستوعب على اللغة العربية وما يتعلق بها من مفرداتها واسلوبها ونحوها‬
‫وصرفها واسرار معانيها و اختيار لفظها علم النحو والصرف وما أشبه ذل من‬
‫فروع العلوم العربية‪( .‬محمد نور إخوان‪ .)10 : 4004 ،‬وإن للغة العربية ثروة‬
‫املفردات (شهاب الدين‪ )29 : 4009 ،‬ومتنوعة األلفاظ واملعاني‪ .‬ولها عًلقة‬
‫بعضها لبعض منها ألفاظ متيادفة وألفاظ مشتيكة أو متضادة‪ .‬وكل منها يظهر‬
‫وينتشر في القرآن الكريم حيث يؤكد إعجازه في املجال اللغوي‪.‬‬
‫ُ‬
‫كما سبق بينه أن القرآن الكريم معجز في كل معنى تندمج فيه ألفاظه‬
‫وأساليبه‪ .‬ومن االعجاز اللغوي للقران الكريم ظهور التياف في املفردات‪ ،‬هو‬
‫ألفاظ تدل في الداللة على معنى واحد‪ .‬قال إميل بديع يعقوب (‪،)191 : 1114‬‬
‫أن املتيادف (‪ )Synonyme‬في اللغة هو ما اختلف لفظه واتفق معناه‪ ،‬أو هو إتًلق‬
‫عدة كلمات على مدلول واحد‪ ،‬كاللفظ ألسد والسبع والليث وأسامة وغييها التي‬
‫ا‬ ‫تعني ا‬
‫معنا واحدا للحيوان املفتيس املئين‪ .‬وبجانب ذل ‪ ،‬مما يلزم علينا أن نهتم‬
‫باملعاني املتضمنة في القرآن الكريم‪ ،‬وهذا يحتاج إلى دراسة املعنى اهتماما لفهم‬
‫الرسائل األلوهية واملصادر األساسية فيه وهي علم الداللة (فخرو الراز‪:4001 ،‬‬
‫‪.)2‬‬

‫ومن األلفاظ املتيديفة التي يريد الكاتب بحثها في هذه الرسالة لفظ‬
‫"املطر والغيث والودق" مهما كانت هذه األلفاظ مختلفة إال أنها متحدة في املعنى‬
‫العام للمطر‪ .‬العتبار املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكريم أن لفظ املطر يكتب‬
‫فيه خمسة عشر لفظا في خمسة شكول‪ُ ،‬يجد في تسع آيات ويينتشر في تسع‬
‫سور من الفعل املاض ي والفعل األمر واالسم العالم واالسم الفاعل‪ .‬ولفظ‬
‫‪2‬‬

‫الغيث يكتب فيه ستة ألفاظ في اربعة شكول‪ ،‬يجد في خمس آيات ويينتشر في‬
‫خمس سور من الفعل املضارع واملصدر‪ .‬أما لفظ الودق يكتب فيه لفظان في‬
‫شكل واحد‪ ،‬يجد في ايتين ويينتشر في سورتين من املصدر‪.‬‬

‫إن ألفاظ املطر والغيث والودق معادلة في املعنى املاء املنسكب من‬
‫السحاب‪ .‬األول لفظ املطر‪ ،‬كما قيل في املعجم لسان العراب (‪،191 : 4010‬‬
‫جزء ‪ )9‬أن املطر هو املاء املنسكب من السحاب‪ .‬وقال محمد ياس خضر‬
‫الدوري (‪ )114 : 4009‬يقسمه على صفتين ‪ :‬املطر النافع واملطر الضار‪ ،‬بقول‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫هذا ‪ :‬املطر فهو املاء املنسكب ‪ ،‬قد يكون نافعا وضارا‪.‬‬

‫و من لفظ املطر له املعنى املاء املنسكب من السحاب‪ ،‬ثم يظهر املعنى‬


‫املجازي‪ ،‬كما قال ابن منظور (‪ ،191 : 4010‬جزء ‪ : )9‬جعل الحجارة كاملطر‬
‫لنزولها من السماء‪ .‬وزاد محمد محمد داود البيان قال أن املطر الحجارة من‬
‫السماء أهلكت هؤالء الطغاة املجرمين‪.‬‬

‫املطر في القرآن الكريم يكون معنى املصيبة يعنى باستعمال لفظ املطر‪.‬‬
‫املطر فيه مجازي بصورة الحجارة‪ .‬املطر الحجارة يصيبه إلى قوم نبينا لوط ‪-‬‬
‫عليه السًلم ‪.-‬‬
‫ُ ُْ‬ ‫ََ ْ َ َْ ََْ ْ َ َ ا َ ْ ُ ْ َ ْ َ‬
‫ف َك َ‬
‫ان َعا ِّق َبة امل ْج ِّر ِّم َين‬ ‫قال هللا تعالى ‪ :‬وأمطرنا علي ِّهم مطرا ۖ فانظر كي‬
‫(األعراف \‪)12 : 9‬‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫و في اآلية األخرى ‪ :‬فلما َج َاء أ ْم ُرنا َج َعل َنا َع ِّال َي َها َسا ِّفل َها َوأ ْمط ْرنا َعل ْي َها‬
‫ْ ُ‬ ‫َ ا ْ‬
‫ود (هود \‪)14 : 11‬‬ ‫ِّحجا َرة ِّمن ِّس ِّج ٍيل َمنض ٍ‬
‫ان ََٰه َذا ُه َو ْال َحق ِّم ْن ِّع ْن ِّد َك َف َأ ْم ِّطرْ‬‫وقال هللا تعالى ‪َ :‬وإ ْذ َق ُالوا الل ُهم إ ْن َك َ‬
‫َ َ ِّ ْ َ َ َ َِّ‬ ‫َع َل ْي َنا ح َجا َر اة م َ‬
‫اب أ ِّل ٍيم (األنفال \‪)14 : 1‬‬ ‫ِّ ٍ‬‫ذ‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ت‬
‫ِّ‬ ‫ائ‬ ‫و‬
‫ِّ‬ ‫أ‬ ‫اء‬
‫ِّ‬ ‫م‬‫الس‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫‪9‬‬

‫و من أكثي هذه اآليات في القرآن الكريم التي تشتمل على لفظ املطر‬
‫استعمله اللذكر الحديث العجيب‪ ،‬أنه عذاب أو املصيبة إلى القوم‪ .‬وبجانيب‬
‫ذل املطر في القرآن الكريم يكون معنى الرحمة والنعمة والريهان من قدرة هللا‬
‫على خلقه يعنى باستعمال لفظ الغيث‪ ،‬معناه املطر والكأل بل أصول املعنى منه‬
‫املطر‪ .‬كما قال ابن منظور (لسان العرب‪ ،199 : 4010 ،‬جزء ‪ : )1‬الغيث هو‬
‫ا‬
‫املطر والكأل وقيل األصول املطر ثم سمي ما ينبت به غيثا‪.‬‬

‫الغيث ُي ِّنبت النبت املنوع ويكون العين النازل من السماء لحياة اإلنسان‬
‫والحيوان والنبت وغييها في األرض‪ ،‬واألحاديث كلها بإرادة هللا‪ .‬قد تقدم محمد‬
‫ياس خضر الدوري (‪ ،)111 : 4009‬الغيث هو الحيا النازل من السماء‪ ،‬وسمي‬
‫نافعا ا‬
‫دائما‬ ‫حيا‪ ،‬ألنه تحيا به األرض‪ .‬وقد وضح أن الغيث يعطي ش ايء ا‬ ‫الغيث ا‬
‫لحياة خلق هللا في األرض‪ .‬مطابقا بما يقول محمد محمد داود (‪،)192 : 4001‬‬
‫الغيث ‪ :‬دائما في معنى املطر النافع املخصب لألرض والنبت‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ََٰ‬ ‫ُ َْ‬
‫كما قال هللا عز وجل ‪:‬ثم يأ ِّتي ِّمن بع ِّد ذ ِّل عام ِّف ِّيه يغاث الناس و ِّف ِّيه‬
‫ون (يوسف \‪)21 : 14‬‬‫َي ْعص ُر َ‬
‫ِّ‬
‫و في سورة الشعراء \‪ ،41 : 24‬تبين بها أن هللا تعالى ينزل الغيث بعد‬
‫َ َْ َ‬
‫يئسوا االنسان‪ ،‬هللا سبحانه وتعالى قال ‪َ :‬و ُه َو ال ِّذي ُين ِّز ُل الغ ْيث ِّم ْن َب ْع ِّد َما‬
‫يد (الشعراء \‪)41 : 24‬‬ ‫َق َن ُطوا َو َي ْن ُش ُر َ ْح َم َت ُه ۚ َو ُه َو ْال َول ُّي ْال َحم ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬

‫هذا هو برهان من قدرة هللا‪ ،‬إنما هو الذي ينزل الغيث ويعيس جميع‬
‫مخلوقات‪ ،‬وهو على كل ش يء قدير‪ .‬كما قوله تعالى ‪ :‬إن الل َه ع ْن َد ُه ع ْل ُم الس َ‬
‫اع ِّة‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫األ ْر َحام ۖ َو َما َت ْدري َن ْف ٌ‬ ‫َو ُي َنز ُل ْال َغ ْي َث َو َي ْع َل ُم َ‬
‫س َماذا تك ِّس ُب غدا ۖ َو َما تد ِّري‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬‫ف‬‫ِّ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ِّ‬
‫ٌ‬ ‫َ َ ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ٌ َ َْ َ‬
‫ض تموت ۚ ِّإن الله ع ِّليم خ ِّبيي (لقمان \‪)12 : 11‬‬ ‫نفس ِّبأ ِّي أر ٍ‬
‫بصرف النظر عن استمال لفظ الغيث‪ ،‬املطر كالتبشيي والرحمة في‬
‫القرآن الكريم يذكر بلفظ "الودق" الذي يكرره مرتان‪ .‬كثيي من العلماء يفهمونه‬
‫‪1‬‬

‫بمعنى املطر‪ .‬كما يكتب في معجم ألفاظ القرآن الكريم بمجمع اللغة العربية‪،‬‬
‫أن الودق مطر (‪ .)1190 : 4009‬وقيل أن الودق مطر‪ ،‬لألنه ِّيد ُق‪ ،‬أى يجيء من‬
‫السماء (أبو الحسن أحمد بن فارس‪ ،11 : 1191 ،‬جزء ‪ .)1‬فقال الراغب‬
‫ٌ‬
‫األصفهاني (‪ : ،)191 : 4001‬الودق هو ما يكون من خًلل املطر كأنه غبار وقد‬
‫يعري به عن املطر‪ .‬كما قال هللا تعالى في سورة الروم \‪: ،21 : 10‬‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ َ َ َ‬
‫اح ف ُت ِّث ُيي َس َح اابا ف َي ْب ُسط ُه ِّفي الس َم ِّاء ك ْيف َيش ُاء‬‫الري‬
‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫س‬‫ِّ‬ ‫ر‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ه‬‫الل ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ ْ َُ ُ َ ا َََ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ‬
‫ويجعله ِّكسفا فتيى الودق يخرج ِّمن ِّخًل ِّل ِّه ۖ ف ِّإذا أصاب ِّب ِّه من يشاء ِّمن ِّعب ِّاد ِّه‬
‫ون (الروم \‪)21 : 10‬‬ ‫إ َذا ُه ْم َي ْس َت ْبش ُر َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫و في سورة النور \‪ ،21 : 42‬عن عملية تكوين املطر في السماء أو‬
‫ف َب ْي َن ُه ُثم َي ْج َع ُل ُه ُر َك ااما َف َت َيى ْال َو ْدقَ‬ ‫َ ُْ َ َ ا ُ َُ ُ‬ ‫ََ ْ َ َ َ‬
‫السحاب‪ :‬ألم تر أن الله يز ِّجي سحابا ثم يؤِّل‬
‫َ‬ ‫َي ْخ ُر ُج ِّم ْن ِّخ ًَل ِّل ِّه َو ُي َنز ُل ِّم َن الس َم ِّاء ِّم ْن ج َبال ِّف َيها ِّم ْن َب َر ٍد ف ُي ِّص ُ‬
‫يب ِّب ِّه َم ْن َيش ُاء‬
‫َ‬
‫ِّ ٍ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫صر ُف ُه َع ْن َم ْن َي َش ُاء ۖ يكاد سنا ب ْرقه يذه ُب باأل ْب َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫ص ِّار (النور \‪)21 : 42‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫وي ِّ‬
‫في اشتمال لفظ املطر والغيث والودق في اآليات من القرآن الكريم أسرار‬
‫ينبغي بحثها ويعتكد الكاتب بهذه الظا أن القرآن الكريم له عزته وعظمته‪.‬‬
‫وتكون أمرا ا‬
‫مهما للمربي في عمله األساس يعني التيبية والتعليم‪.‬‬

‫كثيي من أسماء املطرر وأوصافه‪ ،‬يذكر أبو منصور عبد املل الثعلبي‬
‫عنها‪ :‬إذا أحيا األرض بعد موتها فهو الحياء‪ ،‬فإذا جاء َع َ‬
‫قيب املحل أو عند‬
‫ا‬
‫مستمرا فهو الودق‪...،‬وغييها (‪: 4010‬‬ ‫الحاجة إليه فهو الغيث‪ ،‬فإذا كان املطر‬
‫‪ .)111‬طبعا‪ ،‬ما دامت مختلفات املعنى املشتملة في لفظ املطر‪.‬‬

‫لفهم السر ومزية لفظ املطر والغيث والودق‪ ،‬واملعاني املشتملة عنها‬
‫واآليات املحتوية منها فيبحث كلها بواضح مبين‪ .‬ولذل ‪ ،‬يختار ويستخدم الكاتب‬
‫علم الداللة في هذا البحث خطوة مًلءمة‪ .‬ألن علم الداللة هو العلم الذي‬
‫يدرس املعنى‪ .‬والقرآن الكريم أصبح مصدرا أساسيا لتيبية اإلسًلم ألن له القيم‬
‫‪9‬‬

‫َ‬
‫القاطعة أنزله هللا جل رسوله إلرشاد الناس وتربيتهم في أنشطتهم اليومية‪ .‬نزل‬
‫القرآن الكريم إكماال للكتب التي أنزلها هللا من قبل ويشتمل على كل علم‪ .‬قال‬
‫هللا عز وجل‪:‬‬
‫ُ ُ َ ا ََْ ْ ْ َْ ُ ْ َ َْ َ َ ا َ‬ ‫َ ُ‬
‫يدا َعلى‬ ‫َو َي ْو َم ن ْب َعث ِّفي ك ِّل أم ٍة ش ِّهيدا علي ِّهم ِّمن أنف ِّس ِّهم و ِّجئنا ِّب ش ِّه‬
‫ْ‬ ‫ا ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََٰه ُ َؤآل ِّء َو َنزْل َنا َع َل ْي َ ْالك َت َ‬
‫اب ِّت ْب َي اانا ِّلك ِّل ش ْي ٍء َو ُه ادى َو َر ْح َمة َو ُبش َر َٰى ِّلل ُم ْس ِّل ِّم َين‬ ‫ِّ‬
‫(النحل \‪)11 : 11‬‬

‫كما هو املعروف أن القرآن الكريم هدى للناس حتى يكون منهجا للتيبية‪.‬‬
‫القيم التيبوية املحتوية في القرآن الكريم منها املعريفة والوجدانية والسلوكية‪،‬‬
‫وكذل في لفظ املطر والغيث والودق واآليات املحتوية منها التي لها القيام‬
‫املعريفة والوجدانية والسلوكية في التيبية‪.‬‬

‫وما يظهر حب االستطًلع العلي من الكاتب عن هذا األمر هو كيف يضع‬


‫هللا لفظ املطر والغيث والودق في وضعية مختلفة‪ .‬مثًل‪ ،‬في هذه االية يستخدم‬
‫لفظ املطر وفي االية األخرى يستخدم لفظ الغيث أو الودق‪ .‬اعتمادا على البيان‬
‫السابق يريد الكاتب أن يبحث عن هذه املشكلة تحت موضوع البحث ‪ :‬املطر‬
‫والغيث والودق وما يشتق منها في القرآن الكريم (دراسة تحليلية داللية وقيمها‬
‫التيبوية)‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ :‬تحقيق البحث‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اعتمادا على ما قد سبق بيانه‪ ،‬فتحقق املشكًلت لهذا البحث في صورة‬


‫األسئلة اآلتية ‪:‬‬

‫‪ .1‬أي آيات تشتمل على ألفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم؟‬

‫‪ .4‬ما املعاني املعجمية أللفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم؟‬

‫‪ .1‬ما املعاني السياقية أللفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم؟‬

‫املشتملة على ألفاظ املطر والغيث والودق في‬


‫ِّ‬ ‫‪ .2‬ما القيم التيبوية من اآليات‬
‫القرآن الكريم؟‬

‫‪ :‬أغراض البحث‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اعتمادا على تحقيق البحث السابق يقرر الكاتب أغراض هذا البحث‬
‫كما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬معرفة اآليات املشتملة على ألفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم‬

‫‪ .4‬معرفة املعاني املعجمية أللفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم‬

‫‪ .1‬معرفة املعاني السياقية أللفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم‬

‫‪ .2‬معرفة القيم التيبوية من اآليات املشتملة على ألفاظ املطر والغيث والودق في‬
‫القرآن الكريم‬
‫‪1‬‬

‫‪ :‬فوائد البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫والفوائد لهذا البحث هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬الفوائد النظرية‬

‫أ)‪ .‬لزيادة املعلومات اللغوية مما تتضمن في آيات القرآن الكريم‬

‫ب)‪ .‬للمعرفة في مجال ظاهرة التيادف خاصة وعلوم اللغوية والتيبية عامة‪.‬‬

‫‪ .4‬الفوائد التطبيقية‬

‫أ)‪ .‬لزيادة الرسائل والبحوث العلمية في شعبة تعليم اللغة العربية بجامعة‬
‫سونان غونونج جاتي اإلسًلمية الحكومية باندونح‬

‫ب)‪ .‬يفيد للعام الذي يحتاج إلى هذا البحث أو ما يتعلق به‬

‫‪ :‬أساس التفكيي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫القرآن الكريم واللغة العربية أمران متي ِّابطان ال انفصال بينهما‪ .‬لدراسة‬
‫اللغة العربية دور ضروري بأنها ركيزة أساسية وأداة لكشف الشرائع في القرآن‬
‫الكريم‪ .‬وللغة العربية أنظمة لغوية خاصة وتشتمل هذه األنظمة على نظام‬
‫صوتي و صرفي و نحوي و داللي و أسلوبي‪ .‬والقرآن الكريم كتاب قد تحدى‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم العرب به حيث أنه معجزة عظيمة للرسول وقد‬
‫ظهر إعجازه بًل تناقض وال اختًلف‪ .‬حينما يتأمل ويتدبر إعجاز القرآن اللغوي‪،‬‬
‫تريز املزايا الفريدة والبديعة من لفظ واحد إلى لفظ آخر ألن في القرآن الكريم‬
‫عديدا من عبارات وأساليب جميلة رائعة‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫لفهم القرآن وكل ما يتعلق به‪ ،‬الزم علينا أن نفهم ونستوعب اللغة‬
‫العربية ألنها لغة تستعمل في القرآن الكريم‪ .‬ومعرفة اللغة العربية بًل ش‬
‫أساس لفهم القرآن ألن األلفاظ القرآنية في ذاتها هي الوعاء له ألداة التعبيي عن‬
‫معاني القرآن وأهدافه وال يمكن االستغناء عن معرفتها‪ ،‬ومن يريد فهمه فعليه‬
‫أن يستوعب على القواعد اللغوية وفروع العلوم العربية‪.‬‬

‫ومن املعروف أن علم اللغة هو علم يدرس فيه اللغة ألن اللفظ واملعنى‬
‫جزء من أجزاء اللغة‪ .‬ترجع عناصر اللغة إلى أمرين هما الصوت والداللة‪.‬‬
‫وتتكون الداللة من خمسة عناصر‪ ،‬فهي علم األصوات اللغوية ومعاني املفردات‬
‫وقواعد البنية وقواعد التنظيم وقواعد األساليب (األشقر‪ .)1119 : 119 ،‬وقال‬
‫رمضان أبو التواب في كتابه املدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي‬
‫(‪ )14-10 : 1119‬أن علم اللغة يبحث في املجاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬دراسة األصوات )‪ (fonologi‬التي تتألف منها اللغة‪ ،‬ويتناول ذل تشريح الجهاز‬


‫الصوتي لدي اإلنسان‪ ،‬ومعرفة إمكانات النطق املختلفة الكامنة ووصف‬
‫أماكن النطق ومخارج األصوات في هذا الجهاز‪ ،‬وتقسيم األصوات اإلنسانية‬
‫إلى مجموعات‪ ،‬تظهر في كل مجموعة منها خصائص معينة‪ ،‬ودراسة املقاطع‬
‫الصوطية‪ ،‬والنري )‪ (penekanan‬والتنغيم )‪ (intonasi‬في الكًلم‪ ،‬والبحث عن‬
‫القوانين الصوتية التي تمكن وراء إبدال األصوات وتغيييها‪ .‬كل ذل يتناوله‬
‫فرع خاص من فروع اللغة‪ ،‬وهو علم األصوات ‪.‬‬

‫‪ .4‬دراسة البنية )‪ (morfologi‬أو البحث في القواعد املتصلة بالصيغ‪ ،‬واشتقاق‬


‫الكلمات )‪ (derivasi kata‬وتصريفها‪ ،‬وتغييي أبنية األلفاظ للداللة على املعاني‬
‫املختلفة‪ ،‬وهو ما يدرس عند العرب باسم علم الصرف‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ .1‬دراسة نظام الجملة )‪ (sintaksis‬من حيث ترتيب أجزائها وأثر كل جزء منها في‬
‫اآلخر‪ ،‬وعًلقة هذه األجزاء بعضها ببعض‪ ،‬وطريقة رتبها‪ .‬وبعض هذه‬
‫البحوث تدرس عند العرب في علم النحو ‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة داللة األلفاظ أو معاني املفردات )‪ (semantik‬والعًلقة بين هذه‬


‫الدالالت واملعاني املختلفة والحقيقي منها واملجازي والتطور الداللي وعوامله‬
‫ونتائجه ونشوء التيادف واإلشتياك اللفظي واألضداد وغيي ذل ‪ ،‬وهذه‬
‫تسمى بعلم الداللة ‪.‬‬

‫‪ .9‬البحث في نشأة اللغة اإلنسانية )‪ (psikolingusitik‬فهو أحد دراسة علم اللغة‬


‫الذي يقارن اللغات ويدرس تطور اللغة من وقت اآلخر ويراقب أحوال‬
‫كيفية تغيي اللغات ويكتشف سبب تغييها ‪.‬‬

‫‪ .1‬عًلقة اللغة باملجتمع اإلنساني والنفس البشرية )‪.(psiko-sosiolinguistik‬‬


‫فهناك بحوث ترمى إلى بيان العًلقة بين اللغة واإلنسان في حياته‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتبين أثر املجتمع وحضاراته ونظمه‪ ،‬وتاريخه وتركيبه وبيئته‬
‫الجغرافية في مختلفة الظواهر اللغوية ‪.‬‬

‫‪ .9‬البحث في حياة اللغة وتطورها (‪ )linguistik deskriptif‬لكل النواحي من علم‬


‫األصوات والبنية والداللة والتيكيب‪ .‬وكذل البحث في صراع اللغات‬
‫وانقسامها إلى الهجات وصراع الهجات بعضها مع بعض‪.‬‬

‫وقال محمد علي الخولي (‪ )11 : 4001‬إن علم اللغة هو العلم الذي يدرس اللغة‬
‫ينقسم إلى فرعين ‪:‬‬

‫‪ .1‬علم اللغة النظري (‪ .)lingustik teoritis‬ويشمل هذا الفرع عدة علوم منها علم‬
‫األصوات وعلم الفونيمات (‪ )fonem‬وعلم اللغة التاريخي (‪)linguistik historis‬‬
‫وعلم املعاني (‪ )semantik‬وعلم الصرف (‪ )morfologi‬وعلم النحو (‪.)sintaksis‬‬
‫‪14‬‬

‫‪ .4‬علم اللغة التطبيقي (‪ .)lingustik praktis‬ويشمل هذا الفرع عدة علوم منها‬
‫تدريس اللغات األجنبية والتيجمة وعلم اللغة النفس ي (‪ )psikolingustik‬وعلم‬
‫اللغة االجتماعي (‪.)sosiolinguistik‬‬
‫وفي خصائص التحليل أن اللفظ واملعنى يبحثان في علم املعاني أو علم‬
‫الداللة وهو من الفروع في علم اللغة النظري‪ .‬و إن محور املوضوع في هذا‬
‫البحث هو البحث عن معاني ألفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم‪.‬‬
‫ا‬
‫والحديث عن املعنى يرتبط ربطا بعلم معين يبحث عن املعنى وهوعلم الداللة‪.‬‬

‫علم الداللة هو العلم الذي يدرس املعنى‪ ،‬أو ذل الفرع من علم اللغة‬
‫الذي يتناول نظرية املعنى أو ذل الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توافرها‬
‫في الرمز حتى يكون قادرا على حمل املعنى‪ .‬وكان اللفظ واملعنى يبحثان في علم‬
‫الداللة وهما موضوع من علوم اللغة‪ .‬فعلم الداللة هو علم يدرس عن طبيعية‬
‫املعنى وعًلقة اللفظ باآلخر من ناحية املعنى (أحمد مختار عمر‪.)11 : 1114 ،‬‬
‫أما علم الداللة القرآنية كما قال توشيهيكو إيجوتثو (‪ )1 : 1119‬هو دراسة عن‬
‫املصطًلحات األساسية التي توجد في القرآن الكريم باستخدام اللغة القرآنية‬
‫نفسها ليعرف فيه املعنى يقدر على عقل اإلنسان وفهمه‪.‬‬

‫و يقسم أحمد مختار عمر (‪ )11 : 1114‬عن أنواع املعنى إلى خمسة‬
‫أقسام وهي ‪ :‬املعنى األساس ي واملعنى اإليضافي واملعنى األسلوبي واملعنى النفس ي‬
‫واملعنى اإليحائي‪ .‬وأراد الكاتب أن يبحث معنين منها في هذا البحث وهما ‪ :‬املعنى‬
‫املعجمي واملعنى السياقي‪.‬‬

‫بمناسبة الحديث عن املعنى‪ ،‬كان اللفظ حسب معانيه الدالة عليه عند‬
‫علم الداللة ينقسم على عدة أقسام منها املعنى املعجمي واملعنى السياقي (فاطمة‬
‫جايا سودارمى‪ .)11 : 4011 ،‬وذكر عبد الخيي (‪ )411 : 4001‬أن املعنى املعجمي‬
‫هو املعنى الحقيقي أو املحسوس ي أي يدرك بالحس ي أو الحواس ويكون في‬
‫‪11‬‬

‫املعاجم األساسية‪ .‬أما املعنى السياقي هو معنى اللغة الذي يعتمد على العلقة‬
‫بين اللفظ واستخدام الحال منه‪ .‬ويمكن فهمه بناء على بيئة مستخدمي اللغة‬
‫بحيث يمكن لكلمة واحدة وأن تكون مجموعة متنوعة من املعاني بناء على‬
‫الغرض من السماعة (عبد الكريم مجاهد‪.)199 : 1119 ،‬‬

‫ثم عند أحمد محمد قرار الداللة ال تبحث في املسائل التي تناسب‬
‫اللفظ واملعنى فحسب بل تواسع في ناحية كثيية وواسعة األلفاظ من أنواع‬
‫املعنى ومناسبتها ‪.‬و املفردات اللغوية من ناحية علم الداللة تنقسم على ثًلثة‬
‫أنواع هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬املتباين‪ ،‬هو اللفظ الواحد الذي يدل على معنى واحد وهو املفردات العامة‬
‫من أكثي اللغة‪.‬‬

‫‪ .4‬املشتيك‪ ،‬هو لفظ واحد له أكثي من معنى فإن كانت داللة على معنيين غيي‬
‫متضادين فهو املشتيك اللفظي‪ ،‬أما إذا كانت على معنيين متضادين فهو من‬
‫باب األضداد‪.‬‬

‫‪ .1‬املتيادف‪ ،‬هو ألفاظ تدل في الداللة على معنى واحد‪.‬‬

‫عندما ننظر إلى إعجاز القرآن الكريم ونهتم به من ناحية األلفاظ‪ ،‬نجد‬
‫من مظاهر لغة القرآن وجود كلمتين املختلفتين أو أكثي ولكنها متساويان في املعنى‬
‫ويسمى هذا في علم الداللة بالتيادف )‪ .(synonime‬وقال أيميل بديع يعقوب‬
‫(‪ )191 : 4011‬التيادف في اللغة ما اختلف لفظه واتفق معناه‪ ،‬أو هو إتًلق عدة‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫مسمى واحدا‪.‬‬ ‫كلمات على مدلول واحد‪ ،‬كاملطر والغيث والودق وغييها التي تعني‬
‫ووجدت هذه كلها في القرآن الكريم الكريم بمختلف الصيغة‪ ،‬وتسمى بتيادف‬
‫ألنها متساوية في املعنى هي املطر‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫ونقل عبيد رضا قول توفيق الرحمن (‪ )1 : 4019‬أن التيادف لفظان‬


‫مختلفان أو أكثي التي تدل على معنى واحد تقريبا‪ .‬ويقول له تقريبا ألن ال يجد‬
‫داللة لفظين أو أكثي على معنى واحد كامل‪ ،‬حقا أن هذا اللفظان يتساويان في‬
‫املعني األصلي أو الخري يتضمن فيها فحسب‪ .‬وبين خالد بن عثمان السبت‬
‫(‪ )210 : 4000‬أن التيادف واقع في اللغة وموجود في القرآن الكريم‪ ،‬واملقصود‬
‫هنا إنما هو التطابق في املعنى األصلي‪ ،‬وإن كان لكل لفظة معنى زائد يخصصها‬
‫ويميزها عن غييها‪ .‬ويؤكد محمد ياس خضر الدوري أن الكلمة املرادفة هي التي‬
‫تتقارب داللتها مع غييها في املعنى العام‪ ،‬لكن لها من خصوصيات الداللة ما ال‬
‫نكتشفه إال في سياقها الذي ترد فيه‪ ،‬أما تمام االتحاد والتطابق في املعنى فقد‬
‫منعه كثيي من اللغويين العارفين بدقة االستعمال (‪.)19 : 4009‬‬

‫ولذل ‪ ،‬أصبح من الواضح أن املعنى في العربية ُيفهم ُويكشف من خًلل‬


‫واستخدام املدخل املعجمي والسياقي والعًلقات الداللية يكون‬
‫ِّ‬ ‫علم الداللة‪،‬‬
‫مناسبا في هذا البحث ألن الهدف من هذا التحليل هو طلب املعنى و معرفة‬
‫عًلقته الداللية بين األلفاظ في القرآن الكريم وسببها حتى تعرف خصائص‬
‫الكلمات فيه‪.‬‬

‫و من املعروف أن دراسة معاني الكلمات في القرآن الكريم من املمكن أن‬


‫يستفاد منها في جميع نواحي الحياة منها ناحية التيبية حيث إن في القرآن الكريم‬
‫مناهج ثابتة و قيما سامية في مواجهة الحياة اإلنسانية‪ .‬ثم قال أنوار الباز‬
‫(‪ : 4009‬ب‪ ،‬جزء ‪ )1‬أن القرآن نزل كله للتيبية والتوجيه لبناء األمة الراشدة‬
‫التي تقوم بمهمة الخًلفة الراشدة في األرض‪ ،‬ويربي النفس البشرية من جميع‬
‫جوانبها‪ ،‬وينفذ إليها من جميع منافذها‪ .‬اإلنسان ال يحصل البهجة في الدنيا‬
‫أواألخرة إذا ال يربى بالتيبية املناسبة بتيبية القرآنية اإلسًلمية الصحيحة‪.‬‬
‫ا‬
‫فشيئا في جميع جوانبه‪،‬‬ ‫التيبية اإلسًلمية هي تنشئة اإلنسان ا‬
‫شيئا‬
‫ابتغاء سعادة الدارين‪ ،‬وفق املنهج اإلسًلمي (خالد بن حامد الحازمي‪: 4000 ،‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ .)11‬والتيبية اإلسًلمية عند أحمدي (‪ )111 : 4001‬فهو محاولة للحفاظ على‬


‫الطبيعة الشخصية واملوارد البشرية املوجودة وتكوينها في تكوين اإلنسان الكامل‬
‫السمة‬
‫وفقا للمعاييي اإلسًلمية‪ .‬أما القيمة في اإلسًلم هو الخلق‪ ،‬فاملراد به هو ِّ‬
‫املميزة لإلسًلم‪ .‬وذل أن القيمة والخلق مرتبطان بينهما وحدة في نفس املعنى‪.‬‬

‫مما ينتج إلى ذل من مفهوم القيمة والتيبية اإلسًلمية أن قيم التيبية‬


‫اإلسًلمية هي مجموعة من مبادئ الحياة املتيابطة التي تحتوي على تعليم من‬
‫أجل اختيار وتنمية الطبيعة الشخصية واملوارد البشرية املوجودة لها تشكيل‬
‫اإلنسان بأكمله (اإلنسان الكامل) وفقا للمعاييي أو التعاليم اإلسًلمية‪ .‬وقال‬
‫األبراش ي إن غرض التيبية اإلسًلمية هو تكوين األخًلق الكريمة في نفس اإلنسان‬
‫(هييي غوناوان‪ .)10 : 4012 ،‬وفي عملية التيبية غرضها هو أن تحقق القيمة إلى‬
‫نفس التًلميذ‪ ،‬ولذل خطة التيبية شامل تشتمل على كل وجوه وطرق‪ .‬إن‬
‫تفرق بالقيم التي ترتبط في غرض التيبية لتكوين الشخصية الكاملة‪.‬‬
‫التيبية ال ِّ‬
‫للتيبية اإلسًلمية تنوع القيم التي تعاون أنشطة التيبية‪ .‬فأصبحت القيمة‬
‫أساسا لتطوير الروح من أجل توفيي مخرجات التعليم وفقا لتوقعات املجتمع‬
‫األوسع‪ .‬أما النقاط الرئيسية لقيمة التيبية اإلسًلمية التي تجب استثمارها في‬
‫القيمة األساسية لتيبية األوالد والتًلميذ فهو القيم املعرفية والقيم الوجدانية‬
‫والقيم السلوكية‪.‬‬

‫بناء على ذل ‪ ،‬أن املحور في هذا البحث ظاهرة التيادف في القرآن الكريم‬
‫ُ َ‬
‫فت َع ِّرف من خًلل البحث مختلف املعنى‬ ‫وبخاصة ألفاظ املطر والغيث والودق‬
‫املعجمي والسياقي لكل منها وهي تعتمد على البحث في ضوء علم الداللة‪ .‬ومن‬
‫جهة أخرى تعرف القيم التيبوية في اآليات القرآنية التي تشتمل عليها وفقا‬
‫بالسياقات املًلئمة بها‪ ،‬وهي تعتمد على البحث في ضوء علم التيبية اإلسًلمية‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫َ‬
‫تصوره الكاتب في الرسم البياني اآلتي‪:‬‬ ‫إليضاح أساس التفكيي السابق‬

‫القرآن الكريم‬

‫اآليات املشتملة على ألفاظ املطر والغيث والودق‬

‫التحليلي التيبوي‬ ‫التحليلي الداللي‬

‫القيم التيبوية‬ ‫املعاني السياقي‬ ‫املعاني املعجمي‬

‫نتائج البحث‪:‬‬
‫‪ .1‬اآليات املشتملة على ألفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم‬
‫‪ .4‬املعاني املعجمية أللفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم‬
‫‪ .1‬املعاني السياقية أللفاظ املطر والغيث والودق في القرآن الكريم‬
‫‪ .2‬القيم التيبوية من اآليات املشتملة على ألفاظ املطر والغيث والودق في‬
‫القرآن الكريم‬
‫‪19‬‬

‫‪ :‬البحوث السابقة املناسبة‬ ‫الفصل السادس‬

‫البحث عن دراسة معنى املطر في القرآن الكريم ليس من البحث‬


‫الحادث‪ ،‬قد بحث الباحثون عن هذه املسئلة‪ .‬وجد الكاتب بعض البحوث التي‬
‫تناسب بهذه البحث ومنها ‪:‬‬

‫‪ .1‬الرسالة يوسف محمد حسين من قسم علم القرآن والتفسيي في كلية أصول‬
‫الدين بجامعة سونان غونونج جاتي اإلسًلمية الحكومية باندونج ‪،4011‬‬
‫باملوضوع "التحليلية الداللية عن معنى املطر وما يشتق منه في القرآن‬
‫الكريم"‪ .‬بحث هذه الرسالة عن معنى املطر وما يشتق منها‪ ،‬وأنه معنيان‬
‫الرحمة واملصيبة باستخدام التحليلية الداللية‪.‬‬

‫‪ .4‬الرسالة سبا زيدي أراري من قسم علم القرآن والتفسيي في كلية أصول الدين‬
‫بجامعة الدينية اإلسًلمية الحكومية فونورغا ‪ 4011‬باملوضوع "مفهم املطر‬
‫في القرآن وقثيقه بمحافظة البيئة (دراسة تفسرية موضوعية)"‪ .‬يبحث فيه‬
‫عن أسماء املطر في القرآن الكريم ومعانيه وعلقته على البيئة‪.‬‬

‫‪ .1‬البحث العلمي أحمد خلواني وأصدقائه في البحث العلمي "لسان العرب"‬


‫بجامعة الحكومية سمارنج‪ ،‬باملوضوع "األلفاظ لها معنى املطر في القرآن‬
‫(دراسة داللية ومجازية"‪ .‬بحث الباحث عن الفاظ أواآليات التي تبحث فيها‬
‫املطر من خًلل املدخل الداللي واملجازي‪.‬‬

You might also like