المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وحبيبنا محمد صلى هللا عليه وآله وصحبه وبارك وسلم. يقول هللا تبارك وتعالى في محكم التنزيل: ان الَّ ِذي أ ُ ِنز َل ِفي ِه ا ْلقُ ْر ُ آن ُه ًدى ض َ • َ ش ْه ُر َر َم َ ان ِ َ قرْ ُ فلْ اوَ َى د ه ُ ْ ل ت ِم َن ااس َوبَ ِينَا ٍ ِللنَّ ِ • ويقول جل وعال ِإنَّا أ َ َ نز ْلنَا ُه فِي لَ ْيلَ ٍة ار َك ٍة [سورة الدخان]3: ُمبَ َ فالليلة ال ُمباركة هي ليلة القدر ،وهي من شهر رمضان ،ومعناه أي أن القرآن الكريم نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا السماء األولى في ليلة القدر من شهر رمضان. ويقول النبي ﷺ وما تقرب العباد إلى هللا تعالى بمثل القرآن ،فمهما أتينا بصنوف العبارات من أحسن البديع وأجمل البيان من معان جليلة منمقة ومؤثرة فال يمكن أن نتقرب إلى هللا بمثل كالمه العظيم. فإن أقرب ما يقربنا إلى هللا عز وجل إنما هو تالوة كتابه المجيد وتدبر معانيه فكالمه ال يساويه أي كالم على اإلطالق. وفضائل كتاب هللا الجمة ال تعد و ال تحصى و هي من أجل القربات لنيل وكسب مرضاة هللا تعالى و مغفرته وإنما شفاعة القرآن تكون لنا في الدنيا و اآلخرة و عند الموت و في القبر وعند الحساب و كذلك لقضاء الحوائج و تفريج الهموم و شرح الصدور و لعل أهمها الترقي في منازل ودرجات الجنان حيث يقال لقارئ القرآن :اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها. فينصح في هذا الشهر اإلكثار من تالوة القرآن على وجه الخصوص, وكذلك النوافل وقيام الليل والصدقات وسائر أعمال البر فهذا موسم الخير والمنح اإللهية. أسأله تعالى أن يبارك لنا بهذا الشهر الفضيل وأن يتقبل منا الصيام وصالح أعمالنا خالصة لوجه الكريم وأن يتمم تقصيرنا بجوده وكرمه وسعة رمضان كريم فضله.