You are on page 1of 49

‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫بنية السرد عند الكاتب اإليرانى عباس قدير محسنى‬


‫(نماذج مختارة)‬
‫‪‬‬
‫د‪ .‬آماؿ عبد المنعـ أحمد محمد‬
‫‪amalabdelmonem33@yahoo.com‬‬
‫ممخص‬
‫يدرس البحث سمات بنية السرد فى قصص األطفاؿ عند الكاتب عباس قدير‬
‫محسنى‪ ،‬عبر تناوؿ ثبلثة نماذج مختارة مف أعمالو القصصية التى كتبيا لمطفؿ‪ ،‬وىى‪( :‬ىزار‬
‫ويكػ ﭘػا‪ /‬ألؼ قدـ وقدـ)(‪ ،)1‬و(ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪ /‬جميع اآلباء سوؼ يختفوف‬
‫(‪)3‬‬
‫يوماً ما)(‪ ،)2‬و(يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ /‬السمحفاء العجوز)‬

‫فى البداية تشير الباحثة إلى المكانة األدبية المرموقة لئليرانى عباس قدير محسنى‬
‫فى مجاؿ كتابة القصة القصيرة لؤلطفاؿ فى إيراف‪ ،‬موضحة أسباب اختيارىا لو لدراسة بنية‬
‫السرد فى أعمالو‪ ،‬ثـ توجز أحداث القصص الثبلث بوصفيا النماذج التطبيقية لمبحث‪ ،‬وترصد‬
‫السمات التى تميز بنية السرد فى كؿ منيا‪ ،‬بداية مف اختيار عناويف ىذه القصص‪ ،‬مرو اًر‬
‫بأسموب البناء‪ ،‬واختيار المضاميف المطروحة‪ ،‬ورسـ الشخصيات‪ ،‬وتصوير الصراع‪ ،‬فضبلً‬
‫عف لغة السرد‪ ،‬وصوالً إلى تشكيؿ الفضاء الزمانى والمكانى‪.‬‬

‫وقد أسفر البحث عف نتائج عدة ميمة‪ ،‬مف أبرزىا‪ :‬أف بنية السرد فى قصص‬
‫األطفاؿ عند عباس قدير محسنى كشفت عف قدرتو عمى صياغة عناويف قصصو بشكؿ جيد‪،‬‬
‫وتأسست عمى التتابع المتصاعد فى البناء الذى يتكوف مف بداية ووسط ونياية‪ ،‬وطرحت قيماً‬
‫ومضاميف متعددة تنوعت مابيف العجائبية والفكاىة والثيمة الدينية‪ ،‬ورسمت شخصيات متنوعة‪،‬‬
‫وصورت نوعيف مف الصراع‪( :‬صراع داخمى) و(صراع خارجى)‪ ،‬واستخدمت لغة تتسـ‬
‫بالوضوح والبساطة‪ ،‬واالعتماد عمى الجمؿ القصيرة‪ ،‬واأللفاظ التى تثير األوصاؼ الحسية‪،‬‬
‫فضبلً عف التكرار المغوى‪ ،‬وأدارت األحداث فى زماف مفتوح‪ ،‬ومكاف متعيف تحدد عبر أسموب‬
‫القص‪.‬‬

‫الكممات المفتاحية‪ :‬بنية السرد ‪ -‬قصص األطفاؿ ‪ -‬عباس قدير محسنى‪.‬‬

‫‪‬مذرس األدب الفارسى الحذيث والمعاصر تقسم اللغاخ الشرقيح وآداتها ‪ -‬كليح اآلداب –‬
‫جامعح اإلسكنذريح‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4857‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫مقػػػدمػة‬
‫لقد حظى أدب الطفؿ فى إيراف باىتماـ ممحوظ؛ بسبب التقدـ العممى‬
‫والصناعى العالمى فى القرف التاسع عشر‪ ،‬وبداية القرف العشريف؛ لمدرجة التى‬
‫احتؿ معيا أىمية كبرى عمى خارطة األدب اإليرانى الحديث والمعاصر؛ حتى‬
‫أصبح مف أبرز الروافد الثقافية والتربوية المعاصرة داخؿ الساحة اإليرانية؛ ولعؿ‬
‫مف أوضح الشواىد عمى ذلؾ تأسيس مركزيف ميميف فى إيراف يمعباف دو اًر‬
‫جوىرياً فى تطوير أدب األطفاؿ اإليرانى‪ ،‬وىما‪( :‬مركز خبلقيت فكرى كودكاف‬
‫ونوجواناف‪ /‬مركز اإلبداع الفكرى لؤلطفاؿ والناشئة)‪ ،‬و(مجمس نويسندﮔػاف‬
‫كودكاف‪ /‬جمعية ُكتاب األطفاؿ)‪ ،‬فضبلً عف وجود أربع جامعات إيرانية رسمية‬
‫تعتنى بأدب األطفاؿ‪ ،‬وتُنمى فى الطبلب حب ىذا المجاؿ‪ ،‬وأىميتو؛ لمدرجة التى‬
‫أصبح معيا بمثابة تربة خصبة لممبدعيف‪ ،‬والمؤلفيف‪ ،‬والمترجميف‪ ،‬والباحثيف‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫والطبلب‪.‬‬

‫ومف المبلحظ أف القصة القصيرة فى إيراف‪ -‬بوصفيا إحدى صور أدب‬


‫الطفؿ – ُعػدت بمثابة روح العصر‪ ،‬والتجربة الشخصية واالجتماعية لمبشر الذيف‬
‫يحيوف فى مجتمع واحد معاصر؛ وىى تجربة التعنى بزماف معيف‪ ،‬أو مكاف دوف‬
‫غيره؛ ولعؿ ىذا ما جعميا أقرب إلى وجداف األطفاؿ؛ مما دفع كثير مف ال ُكتاب‬
‫إلى تأليؼ القصة القصيرة استناداً إلى مجريات الحياة اليومية اإليرانية؛ فظير‬
‫فى وقت قصير عشرات ال ُكتاب‪ ،‬ومئات القصص القصيرة الموجية لمطفؿ‬
‫اإليرانى‪ ،‬وكاف األسموب السمس البسيط‪ ،‬وسيمة ال ُكتاب لترويجيا‪.‬‬

‫ويعد فضؿ اهلل صبحى أحد رواد القصص القصيرة لؤلطفاؿ فى إيراف؛‬ ‫ُ‬
‫فقد كاف مف أوائؿ مف اعتنوا بكتابتيا‪ ،‬وكاف يستقى موضوعاتيا مف األدب‬
‫الشعبى‪ ،‬ثـ يقوـ بإعادة صياغتيا‪ .‬وىنا مف الضرورى اإلشارة إلى أف صادؽ‬
‫ىدايت كاف أوؿ مف أشار إلى أىمية األدب الشعبى وضرورة العناية بو‪ ،‬فاستميـ‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4858‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫فضؿ اهلل صبحى منو أعمالو القصصية فى أدب األطفاؿ؛ وكاف يقدـ صباح كؿ‬
‫يوـ جمعة برنامجاً إذاعياً خاصاً باألطفاؿ يحكى ليـ القصص المتنوعة‪ ،‬وكاف‬
‫يبدأه بقولو‪" :‬أييا الصغار‪ ،‬تحية طيبة وبعد‪ ،"...‬ثـ يقص عمييـ قصصاً شيقة؛‬
‫وليذا أطمقوا عميو اسـ (والد الصغار)‪ .‬كما ظير عباس يميف شريؼ ‪ -‬فى تمؾ‬
‫كثير مف األعماؿ القصصية المتنوعة‪ ،‬ونظـ األشعار العذبة‬‫اً‬ ‫الحقبة– وقد كتب‬
‫الخاصة باألطفاؿ‪ ،‬والتى حققت شيرة واسعة‪ ،‬واستمرت لسنوات طويمة موضع‬
‫(‪)5‬‬
‫عناية الكتب الدراسية؛ إذ كانت تقتبس منيا نماذج كثيرة‪.‬‬

‫وكاف عباس يميف شريؼ قد قاـ بتحرير مجبلت متخصصة لؤلطفاؿ‬


‫ينشر فييا قصصو القصيرة‪ ،‬كما تولى إدارة مجمتيف مخصصتيف لمطفؿ‪ ،‬وىما‪:‬‬
‫(التمميذ)‪ ،‬و(كيياف)‪ ،‬وترجـ الكثير مف قصص األطفاؿ مف ثقافات أخرى إلى‬
‫المغة الفارسية؛ فكانت ىذه الترجمات مف أبرز ما شيدتو إيراف فى مجاؿ أدب‬
‫األطفاؿ فى العقود الماضية‪ ،‬وقد عنيت دور النشر بيذه الترجمات‪ .‬ومنذ أواخر‬
‫الثبلثينيات ُعرفت أىمية أدب األطفاؿ بصفة عامة‪ ،‬والقصص القصيرة لمطفؿ‬
‫عمى وجو الخصوص بوصفيا وسيمة الستغبلؿ أوقات فراغ التبلميذ بأسموب‬
‫(‪)6‬‬
‫جذاب يثير خياليـ‪ ،‬ويعود عمييـ بالفائدة‪.‬‬

‫وفى آخريات القرف العشريف ظير فى إيراف جيؿ جديد مف ُكتاب القصة‬
‫القصيرة لمطفؿ‪ُ ،‬يعد عباس قدير محسنى مف أبرزىـ عمى الساحة األدبية‪ ،‬وقد‬
‫وعرؼ عنو أنو كاتب ساخر‪ ،‬كتب معظـ أعمالو فى‬ ‫ُولد فى عاـ ‪1972‬ـ‪ُ ،‬‬
‫مجاؿ أدب األطفاؿ والناشئة‪ ،‬فضبلً عف أنو عمؿ فى الصحافة اإليرانية‪.‬‬
‫ولقد بدأ حياتو المينية بالتعاوف مع مركز التنمية الفكرية لؤلطفاؿ والناشئة‪ ،‬إلى‬
‫جانب كتابة القصص القصيرة والمقاالت فى المجبلت‪ ،‬والصحؼ اإليرانية‪ ،‬كما‬
‫نشر معظـ أعمالو فى مجبلت األطفاؿ والناشئة تحت اسـ مستعار "بابا قدير"‪،‬‬
‫ومف ىذه األعماؿ نذكر‪( :‬كيياف بػﭼػو ىا‪ /‬أطفاؿ مدينة كيياف)‪ ،‬و(سبلـ بػﭼػو‬
‫ىا‪ /‬سبلـ أييا األطفاؿ)‪ ،‬و(بوباؾ‪ /‬بوباؾ)؛ وفى ىذا الوقت شكؿ نشر األعماؿ‬
‫(‪)7‬‬
‫الخيالية لؤلطفاؿ والقصص الواقعية لمشباب جزًءا رئيساً مف كتاباتو‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4859‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫وتتناوؿ الباحثة بالدراسة بنية السرد فى القصة اإليرانية القصيرة عند‬


‫عباس قدير محسنى‪ ،‬مف خبلؿ بعض أعمالو القصصية القصيرة المعاصرة‬
‫الموجية لمطفؿ؛ لترصد السمات الفنية المميزة لبنية السرد القصصى فى ىذه‬
‫األعماؿ‪ ،‬وتكشؼ عف أىمية بنية السرد فى القصة القصيرة لؤلطفاؿ‪ ،‬تطبيقاً‬
‫عمى بعض نماذج مف أعمالو؛ األمر الذى يطرح مجموعة مف التساؤالت توردىا‬
‫الباحثة فيمايأتى‪:‬‬

‫‪ -‬ما األىمية التى تحظى بيا بنية السرد فى القصة القصيرة لؤلطفاؿ؟‬
‫‪ -‬ىؿ ىناؾ أمور تخص بنية السرد القصصى يجب عمى كاتب قصص‬
‫األطفاؿ مراعاتيا؟‬
‫‪ -‬ما السمات الفنية المميزة لبنية السرد القصصى لمطفؿ فى أعماؿ عباس قدير‬
‫محسنى؟‬
‫‪ -‬كيؼ تبمورت ىذه السمات داخؿ أعمالو القصصية موضوع البحث؟‬

‫وتجيب الباحثة عف ىذه التساؤالت مف خبلؿ تناوؿ ثبلث قصص قصيرة‬


‫موجية لمطفؿ‪ ،‬كتبيا اإليرانى المعاصر عباس قدير محسنى‪ ،‬وىى‪( :‬ألؼ قدـ‬
‫وقدـ)‪ ،‬و(جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما)‪ ،‬و(السمحفاء العجوز)؛ وذلؾ‬
‫بوصفيا نماذج تطبيقية ترصد الباحثة بوساطتيا السمات التى تميز بنية السرد‬
‫عند الكاتب‪.‬‬
‫المكانة األدبية لإليػػرانى عباس قدير محسنى‬

‫ُيعد عباس قدير محسنى مف القمة القميمة التى حققت مكانة أدبية مرموقة‬
‫فى مجاؿ كتابة القصة القصيرة لؤلطفاؿ فى إيراف‪ ،‬وقد تبدت ىذه المكانة األدبية‬
‫الرفيعة فى غ ازرة انتاجو القصصى‪ ،‬وما حصؿ عميو مف جوائز‪ ،‬فضبلً عف‬
‫جيوده فى تطوير قصص األطفاؿ؛ وبسبب ذلؾ كمو تعود أسباب اختيار الباحثة‬
‫لو ‪ -‬مف دوف غيره مف معاصريو ‪ -‬لدراسة بنية السرد فى أعمالو القصصية‬
‫المعاصرة الموجية لمطفؿ‪ ،‬وىذا ما توجزه فيما يأتى‪:‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪485:‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫(اوالً) يتميز بيف أقرانو‪ ،‬ومعاصريو‪ ،‬بغ ازرة إنتاجو األدبى فى مجاؿ‬
‫القصة القصيرة اإليرانية المعاصرة الموجية لمطفؿ؛ إذ كتب أعماالً قصصية‬
‫كثيرة‪ ،‬ومتنوعة‪ ،‬مف أبرزىا‪ -‬عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪( -‬ﭘسری کو ﮔـ شد‪/‬‬
‫الولد الذى فُقد)‪( ،‬مف يک جادوﮔر ىستـ‪ /‬أنا ساحر)‪( ،‬مستاف ﭘػرنده کوﭼک‪/‬‬
‫مستاف الطائر الصغير)‪( ،‬قصوىای غولی‪ /‬قصص العمبلؽ)‪( ،‬توی شکـ ايف‬
‫ﮔرگ ﭼو خبر است؟‪ /‬ماذا يحدث فى بطف ىذا الذئب؟)‪( ،‬سرزميف دزدىای‬
‫يک ﭼشـ‪ /‬أرض المصوص العور)‪( ،‬زميف روی دوش بابای مف بود‪ /‬كانت‬
‫األرض فوؽ كاىؿ والدى)‪( ،‬يک آدـ يک دماغ‪ /‬إنساف بأنؼ واحدة)‪( ،‬مجموعو‬
‫اى قصو ىاى عيد بوؽ ‪ /4 ،3 ،2 ،1‬مجموعة قصص عيد بوؽ ‪،3 ،2 ،1‬‬
‫‪( ،)4‬يادداشتىای يک بﭼو نخستيف باىوش نو‪ ،‬خيمی خيمی باىوش‪ /‬مذك ارت‬
‫أوؿ طفؿ ذكى‪ ،‬ال بؿ ذكى جداً جداً)‪.‬‬
‫(ثانياً) حصد الكثير مف الجوائز عف أعمالو فى الميرجانات األدبية‬
‫المختمفة؛ إذ حصؿ عمى جائزة "صادؽ ىدايت" فى مسابقة القصة القصيرة عاـ‬
‫‪2007‬ـ‪ ،‬وناؿ جائزة الميرجاف األدبى الخامس لػ "يوسؼ المختار" فى عاـ‬
‫‪2012‬ـ‪ ،‬وحظى بجائزة أفضؿ قصة فى الميرجاف األوؿ ل ػ "القصص الساخر‬
‫اليزلى" فى عاـ ‪2019‬ـ‪ ،‬كما فاز بالجائزة التقديرية فى المسابقة األدبية "شييد‬
‫حبيب غنيبور" عف كتاب (ضيوؼ الشياطيف)‪ )8(.‬وقد تكرر اختياره وترشيحو‬
‫لتحكيـ أبرز ميرجانات القصة فى إيراف؛ بسبب أىميتو فى مجاؿ األدب‬
‫القصصى اإليرانى‪ ،‬ومف أىميا ميرجاف الخياؿ الثانى لمركز التنمية الفكرية‬
‫لؤلطفاؿ والناشئة‪.‬‬
‫(ثالثاً) ُعرؼ عنو سعيو الدائـ لبلرتقاء بأدب األطفاؿ بعامة‪ ،‬والقصة‬
‫القصيرة المعاصرة عمى وجو الخصوص؛ إذ كانت لديو نظرة انتقادية صائبة‬
‫لموضع الحالى ألدب األطفاؿ والناشئة فى إيراف؛ لذلؾ ُنشر عدداً مف انتقاداتو‬
‫البناءة فى مجبلت متخصصة مثؿ‪(:‬كتاب ماه كودؾ ونوجواناف‪ /‬الكتاب الشيرى‬
‫لؤلطفاؿ والناشئة)‪ ،‬و(ادبيات داستانى‪ /‬األدب القصصى)؛ بيدؼ تطوير أدب‬
‫الطفؿ‪ ،‬وتصحيح مساره‪ ،‬وانعكس ذلؾ‪ -‬ببل شؾ ‪ -‬عمى نضج إنتاجو األدبى‬
‫مف القصص القصيرة‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫;‪485‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫أحداث القصص الثالث‬

‫تصور قصة (ىزار ويكػ ﭘػا‪ /‬ألؼ قدـ وقدـ) دودة ضخمة تممؾ ألؼ قدـ‪،‬‬
‫وتسخرىا لخدمتيا؛ فكؿ ماتفعمو فى الحياة ىو أف تستيقظ وتطمب مف أقداميا أف‬
‫تبحث ليا عف الطعاـ‪ ،‬ثـ تأكؿ وتناـ‪ ،‬لتستيقظ وتأكؿ مرة أخرى‪ ،‬وما أف يحؿ‬
‫المساء تُجبر أقداميا عمى الغناء ليا حتى تناـ‪ ،‬لتستيقظ فى صباح اليوـ التالى‪،‬‬
‫ويتكرر األمر نفسو؛ حتى جاء اليوـ الذى تمردت فيو األقداـ مف شدة التعب‪،‬‬
‫وأبت أف تستسمـ‪ ،‬فاتفقت جميعيا عمى عدـ اإلصغاء لمدودة‪ ،‬وعدـ تمبية‬
‫طمباتيا‪ ،‬فكاف ىذا ىو يوـ نيايتيا؛ إذ قررت الدودة مف شدة جوعيا أف تمتيـ‬
‫أقداميا الواحدة تمو األخرى؛ حينئذ تحولت إلى دودة أرض ضعيفة تختبئ فى‬
‫التراب‪ ،‬وتبحث عف طعاميا بنفسيا؛ وىنا ُعرؼ سبب تسميتيا باأللؼ قدـ وقدـ؛‬
‫إذ كانت القدـ الزائدة ىى الدودة نفسيا‪.‬‬

‫وتحكى قصة (ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪ /‬جميع اآلباء سوؼ‬
‫يختفوف يوماً ما) عف ذئب يطرؽ باب منزؿ العنزة األـ بزقندى فى غيابيا؛ ليأخذ‬
‫صغارىا وليمة لصغاره الجوعى‪ ،‬فيفتح لو صغار العنزة الباب‪ ،‬ويعتقدوف أنو‬
‫أبوىـ الغائب منذ مدة طويمة وقد عاد إلييـ‪ ،‬فيستقبمونو بالترحاب‪ ،‬والعتاب‪ ،‬لكنو‬
‫يشعر فى ق اررة نفسو أنو عمى أعتاب الجنوف لما يراه مف الصغار‪ ،‬خاصة حيف‬
‫وقعت عيناه عمى صورة لو ُمعمقة عمى الحائط‪ ،‬وأكدوا لو أنو لـ يتغير كما فى‬
‫الصورة تماماً‪ ،‬وسرعاف ما يتذكر صغاره الجوعى‪ ،‬فييـ باليرب مف منزؿ العنزة‬
‫بزقندى‪ ،‬لكنو يقابميا فى أثناء دخوليا إلى المنزؿ‪ ،‬فتنظر لو‪ ،‬ثـ تعاتبو بغضب‬
‫شديد عمى غيابو؛ مما يثير شدة جنونو‪ ،‬حينئذ تسرع ىى وصغارىا الثبلثة بربطو‬
‫بوساطة حبؿ طويؿ؛ كى ال يتركيـ مرة أخرى‪ ،‬ثـ يخرج الصغار سعداء ليخبروا‬
‫صغار الذئب بأف أباىـ قد عاد بعد غياب‪ ،‬وفى الوقت نفسو كاف صغار الذئب‬
‫يجروف ليخبروا صغار العنزة بأف أباىـ قد اختفى‪ ،‬وفُقد‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫<‪485‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ /‬السمحمفاء العجوز) فتدور حوؿ‬ ‫أما قصة (يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫سمحفاء كيؿ كسوؿ‪ ،‬يعيش فى غابة‪ ،‬ويقضى حياتو فى غفوات نوـ متكررة‪،‬‬
‫واذا بطوفاف شديد يوشؾ أف يجتاح الغابة؛ مما يضطر الحيوانات إلى الصعود‬
‫إلى أعمى التؿ حيث ترسو سفينة نوح التى ستحمييـ مف الطوفاف‪ ،‬لكف شرط‬
‫ركوب ىذه السفينة أف يكوف الجميع أزواجاً؛ إذ ال يسمح بركوب أى و ٍ‬
‫احد بمفرده‬ ‫ُ‬
‫مف دوف زوجو‪ ،‬ويرى السمحفاء العجوز العرسة وىى تجرى بسرعة فيسأليا عما‬
‫يحدث‪ ،‬فتخبره بحقيقة الطوفاف‪ ،‬لكنو ال يتحرؾ مف موضعو؛ بسبب كسمو‪،‬‬
‫وعندما يشتد المطر يجد نفسو مضط اًر لمبحث عف زوجة لو؛ حتى يستطيع أف‬
‫يحتمى بالسفينة‪ ،‬فيذىب باحثاً عف السمحفاة التى كاف قد تقدـ لمزواج منيا منذ‬
‫مائتيف وخمسيف عاماً‪ ،‬ويضطر مجب اًر إلى قبوؿ ما تمميو عميو مف شروط؛ حتى‬
‫وينقذ الجميع‪.‬‬
‫ينقذ نفسو‪ ،‬وعند موافقتيا عمى الزواج منو تبتمع األرض الماء‪ُ ،‬‬

‫البنى السػردية فى القصص الثالث‬


‫سمات ُ‬
‫تتوقؼ الباحثة – فى البداية – عند العنواف فى القصص الثبلث‪،‬‬
‫وصياغتو صياغة مقبولة ومنطقية‪ ،‬بوصفو عتبة سردية دالة؛ إذ ُ"يعد العنواف‬
‫مفتاح الموضوع‪ ،‬ويدؿ عمى محتوياتو فى الغالب؛ فيو أوؿ ما يق أر المتمقى‪ ،‬ومف‬
‫وظائفو‪ :‬تشويؽ القارىء‪ ،‬واثارة فضولو؛ كى يقرأ‪ .‬والكاتب الجيد يستطيع أف يثير‬
‫(‪)9‬‬
‫فضوؿ القارىء‪ ،‬ويجذبو نحو كتاباتو"‪.‬‬

‫ومف الواضح أف الكاتب دقؽ فى اختيار عناويف القصص الثبلث؛ ألف‬


‫"اختيار العناويف واألسماء فى القصة لو مفعوؿ السحر فى نفوس األطفاؿ‪،‬‬
‫وخاصة اختيار اسـ البطؿ‪ ،‬وعنواف القصة؛ ومف عوامؿ نجاح ىذا االختيار‬
‫اتفاؽ األسماء والعناويف مع مراحؿ نمو األطفاؿ"(‪ ،)10‬وىذا ما قد انتبو إليو‬
‫الكاتب وراعاه؛ فقد كتب القصص الثبلث لتناسب أطفاؿ المرحمة االبتدائية‪ ،‬وكما‬
‫نعمـ أف االبتدائية ىى المرحمة التى تتضمف فى طياتيا طوريف مف األطوار‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4861‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫المختمفة التى تمثؿ النمو العقمى والوجدانى لدى األطفاؿ كما حددىا عمماء‬
‫النفس‪ ،‬والتربويوف‪ ،‬وىما‪( :‬طور الخياؿ الحر)(‪ )11‬ويمثمو الطفؿ مف سف الخامسة‬
‫إلى الثامنة أو التاسعة‪ ،‬ويجنح فيو إلى بيئة الخياؿ الحر الذى تظير فيو‬
‫الجنيات‪ ،‬والعمالقة‪ ،‬واألقزاـ‪ .‬و(طور البطولة والمغامرة)(‪ )12‬ويمثمو األطفاؿ مف‬
‫سف الثامنة إلى الثانية عشرة‪ ،‬وفيو ينجذب الطفؿ بكثرة إلى قصص المغامرات‪،‬‬
‫والشجاعة‪ ،‬والعنؼ‪ ،‬عما ينجذب إلى األمور الخيالية والوجدانية إلى ٍ‬
‫حد ما‪.‬‬

‫وبمطابقة سمات ىذيف الطوريف مع عناويف قصصو الثبلث – موضوع‬


‫البحث ‪ -‬نبلحظ أف الكاتب تحرى الدقة فى عناوينيا؛ إذ ضمنيا مف أسماء‬
‫الحيوانات‪ ،‬والكائنات البلبشرية‪ ،‬والمغامرات ما يناسب الطفؿ فى ىذه المرحمة‬
‫التى ييتـ فييا بمثؿ ىذا النوع مف القصص‪.‬‬

‫فإحدى القصص الثبلث يحمؿ عنوانيا اسـ بطميا (ألؼ قدـ وقدـ)؛‬
‫وىو عنواف يشى بما تتضمنو القصة مف مغامرات‪ ،‬واثارة‪ ،‬وشجاعة‪ ،‬وقصة‬
‫صغار العنزة الثبلثة كاف دور الذئب فييا يتبمور بوصفو أباً فسميت (جميع اآلباء‬
‫سوؼ يختفوف يوماً ما)؛ ومف ثـ ينبو عنوانيا لما بيا مف مغامرات‪ ،‬وعنؼ‬
‫يستيوى الطفؿ فى ىذه المرحمة السنية‪ ،‬أما القصة األخيرة سميت باسـ بطميا‬
‫(السمحفاء العجوز)؛ وىو عنواف يشير إلى أف وقائعيا ومغامراتيا تدور حوؿ‬
‫سمحفاء كيؿ عجوز‪.‬‬

‫وبإمعاف النظر فى القصص الثبلث يتضح أف الكاتب َن َّوع فى عناوينيا‪،‬‬


‫كما يتضح أف ىذه العناويف جاءت مختصرة فى معظميا‪ ،‬فضبلً عف ابتعادىا‬
‫عف الرمزية؛ أى إنيا تتسـ بالوضوح؛ ومف ثـ يدرؾ الطفؿ أف األحداث تتمحور‬
‫حوؿ الكائف المذكور اسمو فى عنوانيا‪ ،‬وىو البطؿ الرئيس فييا‪ ،‬ومفجر‬
‫الصراع؛ ومف ثـ يشكؿ العنواف ‪ -‬عمى ىذا النحو‪ -‬طميعة سردية كاشفة تعكس‬
‫ما تحويو القصص مف مضاميف‪ ،‬وأفكار‪ ،‬بؿ تجعؿ القارىء يخمف أحداثاً ما قد‬
‫تحدث؛ مما يضفى قد اًر مف التشويؽ لديو‪ ،‬وىو أسموب يثير فضوؿ الطفؿ؛‬
‫كى يقبؿ عمى القصة‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4864‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫وىكذا لـ تحمؿ القصص الثبلث عناويف مضممة ال ارتباط بينيا وبيف‬


‫ماتحممو مف أفكار‪ ،‬أو ما تشتمؿ عميو مف أحداث‪ ،‬بؿ لـ يترؾ الكاتب مساحة‬
‫لتسرب الحيرة إلى الطفؿ وتشتيتو؛ "فالقصص التى ال توحى عناوينيا بشىء ذى‬
‫داللة‪ ،‬تترؾ الطفؿ حائ اًر‪ ،‬وغير قادر عمى تحديد المناسب لميولو‪ ،‬المتفؽ مع‬
‫(‪)13‬‬
‫استعداداتو"‪.‬‬

‫وتنتقؿ الباحثة إلى أسموب البناء؛ إذ تبلحظ أف بنية السرد فى القصص‬


‫الثبلث تأسست عمى أسموب التتابع المتصاعد؛ ذلؾ الذى بموجبو تسير األحداث‬
‫بشكؿ منطقى يقوـ عمى السببية فى ترتيب المواقؼ والوقائع؛ أى إف الحدث‬
‫الثانى يكمؿ الحدث األوؿ ويميد لمحدث التالى‪ ،‬وىكذا حتى تنتيى القصة؛ وفى‬
‫إطار ىذا السياؽ تتصاعد األحداث بشكؿ تدريجى لتصؿ إلى لحظات التأزـ‬
‫التى يجىء بعدىا الحؿ؛ وىو ما ُيعرؼ بػػالبناء اليرمى لؤلحداث‪ ،‬أو(البنية‬
‫األرسطية)(‪ )14‬التى تقوـ عمى بداية‪ ،‬ووسط‪ ،‬ونياية‪.‬‬

‫وُيعد االستيبلؿ الجيد مف أبرز خصائص ىذا البناء المتصاعد؛ وىو‬


‫ما يتمثؿ فى بداية القصة‪ ،‬فيما ُيعرؼ بػ (البداية) أو(الحدث االفتتاحى)؛ وىو‬
‫ما ال يعقب أى شىء بالضرورة‪ ،‬ولكف يعقبو بالضرورة شىء آخر‪ ،‬أو ينتج عنو‪.‬‬
‫وترجع أىمية ىذ االستيبلؿ إلى أنو يحدد الموقؼ الرئيس الذى تنطمؽ منو‬
‫الوقائع الدرامية‪ ،‬بؿ يمثؿ األساس الذى تُبنى عمى ما يتولد مف أحداث؛ ومف ثـ‬
‫(‪)15‬‬
‫فيو يحدد مجاؿ االىتماـ الرئيس فى القصة بتركيز انتباىنا عمى أشياء محددة‪.‬‬
‫كما ُيعرؼ القارىء بشخصيات الحكاية‪ ،‬تمييداً لمصراع الذى سيتفجر بينيا؛‬
‫لذلؾ ُيعرؼ باالستيبلؿ الجيد‪.‬‬

‫وىذا ما نبلحظو بوضوح فى القصص الثبلث؛ إذ إف االستيبلؿ فى كؿ‬


‫منيا يحدد الموقؼ الرئيس الذى تنطمؽ منو األحداث‪ ،‬ويمقى الضوء عمى‬
‫شخصيات الحكاية منذ البداية‪ ،‬ويميد لمصراع الذى سينشب بينيا؛ فقصة (ألؼ‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4865‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫قدـ وقدـ) تُفتتح بيذا االستيبلؿ‪" :‬آقاى ىزار ﭘػا‪ ،‬ىزار ﭘػا نداشت‪ .‬ىزار ويؾ ﭘػا‬
‫داشت؛ بو خاطر ىميف ىمو بو او مى ﮔػفتند‪( :‬آقاى ىزارﭘػا) ﭼػوف ىيػﭻ كس‬
‫ﭘػاى ىزار ويكـ او ار نديده بود حتى خودش‪ .‬ىزار ويكػ ﭘػا ىر روز صبح زود‬
‫از خواب بيدار مى شد وبو ﭘػاىايش فرماف مى داد بروند دنباؿ غذا‪ .‬خودش‬
‫ﭼػرت مى زد تا ﭘػاىا بو غذا‬ ‫ىـ روى ﭘػاىايش لَـ مى داد وﮔػاىى اوقات ىـ ُ‬
‫ﭼػرت مى ﭘػريد وغذا ار مى خورد ودوباره فرماف مى داد تا ﭘػاىا‬
‫برسند‪ .‬بعد از ُ‬
‫غذاى بيشترى ﭘػيدا كنند؛ ﭘػاىا ىـ تا شب غذا ﭘػيدا مى كردند واو مى خورد‬
‫ومى خورد ومى خورد‪ /‬لـ يكف لمسيد (ىزار ﭘػا) ألؼ قدـ‪ .‬كاف لو ألؼ وواحد‬
‫قدـ‪ ،‬لكف الناس كانوا يمقبونو بػالسيد (ىزار ﭘػا)؛ ألنو لـ ير أحد قدمو الواحدة بعد‬
‫األلؼ‪ ،‬وال حتى ىو نفسو‪ .‬كاف (ىزار ويؾ ﭘػا) يستيقظ كؿ يوـ فى الصباح‬
‫الباكر‪ ،‬ويطمب مف أقدامو أف تذىب وتبحث عف الطعاـ‪ .‬وكاف ىو نفسو يتمدد‬
‫عمى أقدامو‪ ،‬وكاف أحياناً أخرى يغفو حتى تصؿ األقداـ بالطعاـ‪ ،‬وكاف بعد أف‬
‫ينيض مف الغفوة ويتناوؿ الطعاـ‪ ،‬يطمب مرة أخرى مف األقداـ أف تبحث عف‬
‫مزيد مف الطعاـ؛ فكانت األقداـ تبحث عف الطعاـ حتى الميؿ‪ ،‬وكاف ىو يأكؿ‬
‫(‪)16‬‬
‫ويأكؿ ويأكؿ"‪.‬‬

‫واذ تأممنا ىذا االستيبلؿ نبلحظ أف تسمط السيد عمى أقدامو األلؼ ىو‬
‫الموقؼ الرئيس الذى تنطمؽ منو األحداث‪ ،‬كما يتبيف أف السيد وأقدامو األلؼ ىـ‬
‫الشخصيات التى تدور حوليا وقائع الحكاية‪ .‬وينجح ىذا االستيبلؿ فى التمييد‬
‫إلى الصراع الذى سينشب بيف ىذه الشخصيات؛ إذ يكشؼ عف طبيعة العبلقة‬
‫بينيـ‪ ،‬وىى التى تحكميا سمة التسمط مف قبؿ أحد األطراؼ‪ ،‬وما ينجـ عف ذلؾ‬
‫مف معاناة تقع عمى كاىؿ الطرؼ اآلخر؛ مما ينبىء بحتمية انفجار الصراع‬
‫بينيما‪ ،‬وىذا يتضح مما يأتى‪" :‬زندﮔػى براى ﭘػاىا سخت بود وتكرارى‪ .‬آنيا‬
‫مجبور بودند ىر روز صبح وزف سنػﮔػيف ىزار ويؾ ﭘػا ار كو روز بو روز ىـ‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4866‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫سنػﮔػيف تر مى شد‪ ،‬تحمؿ كنند وساعت ىا راه بروند وغذا ﭘػيدا كنند‪ .‬بيشتر‬
‫ﭘػاىا تاوؿ زده بودند واز درد تاوؿ تا صبح خوابشاف نمى برد‪ /‬كانت الحياة‬
‫بالنسبة لؤلقداـ صعبة ومتكررة‪ .‬فكانت مجبرة عمى تحمؿ الوزف الثقيؿ لػمسيد‬
‫(ىزار ويؾ ﭘػا)‪ ،‬الذى يثقؿ يوماً بعد يوـ‪ ،‬فكانت تمشى لساعات طويمة‪ ،‬وتبحث‬
‫عف الطعاـ‪ .‬وكانت األرجؿ معظمعيا متقرحة‪ ،‬وال تستطيع النوـ حتى الصباح‬
‫(‪)17‬‬
‫مف ألـ التقرح"‪.‬‬

‫وبالنسبة لقصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما) فتبدأ بيذا‬
‫االستيبلؿ‪( :‬آقا ﮔػرﮔػو ىميف كو در خانو بزبزقندى ار زد‪ ،‬شنػﮔػوؿ ومنػﮔػوؿ در‬
‫ار بازكردند وﭘػريدند توى بغؿ آقا ﮔػرﮔػو وﮔػفتند‪" :‬سالـ بابا جوف! ايف ىمو‬
‫وقت كجا بودى؟" بعد ىـ زدند زير ﮔػريو وتوى بغؿ آقا ﮔػرﮔػو‪ ،‬ىاى ىاى ﮔريو‬
‫كردند‪ .‬آقا ﮔػرﮔػو كو حسابى ﮔػيج شده بود‪ ،‬نمى دانست ﭼػو كار كند‪ .‬بو‬
‫خاطر ىميف كمى ﮔػوش راست وكمى ﮔػوش ﭼػﭘػش ار خاراند وآمد حرفى بزند‬
‫كو شنػﮔػوؿ دست او ار ﮔػرفت ومنػﮔػوؿ ىـ از ﭘػشت سر او ار ىؿ داد‪ ،‬او ار‬
‫بردند توى خانو شاف‪ .‬آقا ﮔػرﮔػيكو ىنوزﮔػيج ومنػﮔػ بود‪ ،‬رفت توى خانوء‬
‫بزبزقندى وﭼػشمش افتاد بو حبوء انػﮔػور كو تاتى تاتى كناف آمد كنارش‬
‫وﮔػفت‪" :‬بابا‪ ...‬بابا"‪ /‬بمجرد أف طرؽ السيد الذئب باب منزؿ العنزة (بزقندى)‪،‬‬
‫فتح شنجوؿ ومنجوؿ الباب وقف از فى حضف السيد الذئب وقاال‪" :‬أىبلً أبى العزيز!‬
‫أيف كنت كؿ ىذا الوقت؟" ثـ أخذا يصرخاف ويبكياف فى حضف السيد الذئب‪.‬‬
‫وكاف السيد الذئب متعجباً‪ ،‬ولـ يكف يعرؼ ماذا يفعؿ‪ .‬لذلؾ خدش أذنو اليسرى‬
‫قميبلً واليمنى قميبلً‪ ،‬وعندما ىـ بالحديث‪ ،‬فأمسؾ شنجوؿ يده ودفعو منجوؿ مف‬
‫ظيره‪ ،‬وأدخبله منزليما‪ .‬دخؿ السيد الذئب الذى مازاؿ متعجباً إلى منزؿ‬
‫(بزقندى) ووقعت عيناه عمى الصغير أنجور الذى اقترب منو وقاؿ‪" :‬أبى‪...‬‬
‫(‪)18‬‬
‫أبى"‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4867‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ويصور ىذا االستيبلؿ أف رد فعؿ الصغار الثبلثة الذى صدـ الذئب ولـ‬
‫يكف يتوقعو حيف طرؽ باب منزليـ فى غياب أميـ العنزة (بزقندى) ىو الموقؼ‬
‫الرئيس الذى تُبنى عميو األحداث وتنطمؽ منو‪ .‬كما يوضح أف الذئب الماكر‪،‬‬
‫والعنزة األـ (بزقندى) الذكية‪ ،‬وصغارىا الثبلث‪(:‬شنجوؿ‪ ،‬ومنجوؿ‪ ،‬وأنجور)‬
‫ىـ شخصيات الحكاية‪ .‬وقد نجح ىذا االستيبلؿ فى التمييد إلى الصراع الذى‬
‫نشب بيف الشخصيات‪.‬‬

‫أما قصة (السمحفاء العجوز) فإنيا تُفتتح بيذ االستيبلؿ‪" :‬يكػ الكػ ﭘشت‬
‫ﭘير توى جنگؿ ُﭼرت مي زد كو با سر وصداى جنگؿ از خواب بيدار شد‬
‫وسرش ار آراـ آراـ آراـ از توى الكش بيروف آورد وايف طرؼ وآف طرؼ ار‬
‫نگاه كرد وبو خودش ﮔفت‪" :‬باز ﭼو خبر شده ؟‪ ...‬بعد از ىـ يؾ خميازهء‬
‫بمند بمند بمند كشيد وﭘػيش خودش ﮔفت‪" :‬اﮔر ﮔذاشتند ﭼرت ما يؾ سالو بشو‬
‫؟‪ ...‬الكػ ﭘشت ﭘير ﭘير ﭘير دوباره اطرافش ار با دقت بيشترى نگاه كرد‪ .‬اطراؼ‬
‫او ﭘر از سر وصدا وﮔرد وخاؾ بود‪ .‬حيوانات جنگؿ يكى يكى و دوتا دوتا با‬
‫عجمو ايف طرؼ و آف طرؼ مى دويدند ومعموـ نبود ﭼو خبر شده است‪ /.‬كاف‬
‫ىناؾ سمحفاء عجوز يغفو فى الغابة‪ ،‬وقد استيقظ مف النوـ بسبب صخب الغابة‬
‫وضجتيا‪ ،‬أخرج رأسو مف داخؿ قوقعتو ببطء شديد وأخذ ينظر ىنا وىناؾ وقاؿ‬
‫لنفسو‪" :‬ماذا حدث مرة أخرى؟" بعد ذلؾ تثاءب بصوت عاؿ وقاؿ لنفسو‪" :‬ماذا‬
‫لو تركوا غفوتنا تستمر لمدة عاـ؟"‪ ...‬نظر السمحفاء العجوز حولو مرة أخرى‬
‫بعناية أكثر‪ .‬كانت األنحاء مف حولو مميئة بالصخب والغبار والتراب‪ .‬وكانت‬
‫حيوانات الغابة تركض بسرعة ىنا وىناؾ واحدة تمو األخرى بشكؿ ثنائى‪ ،‬وليس‬
‫(‪)19‬‬
‫معموماً ماذا حدث؟!"‪.‬‬

‫ويكشؼ ىذا االستيبلؿ عف أف اليمع الذى أصاب حيوانات الغابة‪،‬‬


‫وىرولتيـ فى فزع فى ثنائيات‪ ،‬وما نتج عف ذلؾ مف صخب وضجة ‪ -‬بينما‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4868‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫السمحفاء العجوز ال يدرؾ مايدور حولو مف أمر الطوفاف ‪ -‬ىو الموقؼ الرئيس‬
‫الذى تنطمؽ منو الحكاية‪ .‬كما أف السمحفاء العجوز وحيوانات الغابة المختمفة ىـ‬
‫الشخصيات التى تنسج المواقؼ واألحداث‪ .‬وقد نجح ىذا االستيبلؿ فى التمييد‬
‫إلى الصراع بيف الشخصيات‪.‬‬

‫وفى سياؽ البناء المتصاعد الذى انتيجو الكاتب فى قصصو الثبلث‪،‬‬


‫فإف النياية تُمثؿ الجزء األخير مف القصة فيما ُيعرؼ بػ (الخاتمة أو الحؿ)‪ ،‬وىى‬
‫تعقب بالضرورة شيئاً آخر‪ ،‬ولكف ال شىء آخر يعقبيا‪ ،‬وىى تمتد مف نقطة‬
‫الذروة‪ ،‬وتأتى نتيجة طبيعية لؤلحداث السابقة كميا؛ فاألحداث كميا البد أف تصؿ‬
‫بنا ‪ -‬بشكؿ منطقى‪ -‬إلى ىذه النياية أو ىذا الحؿ؛ ومف ثـ فمف شأنيا أف تحقؽ‬
‫حالة مف التوازف المطموب(‪)20‬؛ إذ ينبغى أف تأتى الخاتمة عادلة يتوزع فييا‬
‫الثواب والعقاب عمى مف يستحقوف‪.‬‬

‫وىذا ما تحقؽ بالفعؿ فى خاتمة القصص الثبلث؛ إذ جاءت النيايات‬


‫واضحة ومحددة شممت الشخصيات جميعيا؛ حتى ال ُيترؾ األطفاؿ فى حيرة‬
‫عند نياية القصة بشأف مصير أية شخصية مف شخصياتيا‪ ،‬أو حدث مف‬
‫أحداثيا؛ وقد توافقت النيايات بذلؾ مع رغبات األطفاؿ وميوليـ مف حيث عقاب‬
‫الشخصيات الشريرة‪ ،‬واثابة الشخصيات الخيرة؛ إذ ينجذب األطفاؿ دوماً إلى‬
‫القصص ذات النيايات العادلة؛ فقصة (ألؼ قدـ وقدـ) تنتيى بمسخ السيد ألؼ‬
‫قدـ وقدـ فى صورة دودة أرض ضعيفة؛ بسبب ظممو‪ ،‬وتسمطو‪ .‬وقصة (جميع‬
‫اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما) تنتيى باحتباس الذئب‪ ،‬وتقييده بالحباؿ‪ ،‬وحرمانو‬
‫مف أبنائو؛ بسبب أفعالو الشريرة‪ .‬وقصة (السمحفاء العجوز) تنتيى بنجاة السمحفاء‬
‫والسمحفاة عندما امتثبل إلى الصواب‪ ،‬واعتزما عمى تمبية نداء سيدنا نوح‪.‬‬

‫ومف المبلحظ أف الخاتمة فى القصص الثبلث اتسمت بأنيا نيايات‬


‫مغمقة؛ أى تنتيى أحداثيا نياية حاسمة ال تسمح بنسج قصة جديدة تعد امتداداً‬
‫ليا‪ ،‬ومكممة ألحداثيا‪ ،‬وىذه سمة مف السمات المميزة لقصص األطفاؿ؛ إذ ال‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4869‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫يمكف أف يستوعب خياؿ الطفؿ النيايات المفتوحة‪ ،‬أو الغامضة‪ .‬واذا تأممنا‬
‫نيايات ىذه القصص الثبلث نبلحظ أنيا تضمنت بوضوح الفكرة التى يريد‬
‫الكاتب إيصاليا لؤلطفاؿ؛ إذ تضافرت جميعيا وتوافقت؛ لمتأكيد عمى حكمة ميمة‬
‫مفادىا أف مف يعمؿ خي اًر يجد الخير كمو‪ ،‬ومف يعمؿ ش اًر ينبغى أف يتذوؽ‬
‫م اررتو؛ فالجزاء دوماً مف جنس العمؿ‪.‬‬

‫وبالنسبة لممضاميف التى تعالجيا القصص الثبلث‪ ،‬فتبلحظ الباحثة أف‬


‫عباس قدير محسنى وفؽ فى بث عناصر اإلثارة‪ ،‬والتشويؽ فى ىذه القصص؛‬
‫وذلؾ عف طريؽ طرح ثيـ ومضاميف متنوعة تراوحت مابيف العجائبية‪ ،‬والفكاىية‪،‬‬
‫فضبلً عف الثيمة الدينية‪.‬‬

‫فبالنسبة إلى العجائبية فيى "نزعة إنسانية قواميا ابتكار ماىو عجيب‪،‬‬
‫والعجيب ىو ما يكسر المألوؼ‪ ،‬ويتجاوز الممكف؛ ليخترؽ المستحيؿ‪ ،‬ويحقؽ‬
‫ما ال يمكف تحقيقو"(‪)21‬؛ أى إف الحكايات العجائبية تسير فى اتجاه ما اليصدقو‬
‫العقؿ‪ .‬واذا تأممنا القصص الثبلث سنجدىا تنطوى عمى الغرابة‪ ،‬والدىشة‪،‬‬
‫وال تخمو مف األحداث العجيبة؛ فالعجيب فى قصة (ألؼ قدـ وقدـ) ىو أف السيد‬
‫يمتيـ أقدامو األلؼ الواحدة تمو األخرى ليسد جوعو بدالً مف أف يبحث عف‬
‫الطعاـ لنفسو‪ .‬والعجيب فى قصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما) أف‬
‫الصغار يرتموف فى أحضاف الذئب الغادر حيف يفد إلى منزليـ‪ ،‬ويتوىموف أنو‬
‫أبوىـ الغائب بدالً مف أف يفزعوا‪ ،‬وييربوا خوفاً منو‪ .‬والعجيب فى قصة‬
‫(السمحفاء العجوز) أف حيوانات الغابة جميعيا يتممكيا حالة مف الرعب‪ ،‬والفزع‪،‬‬
‫وييرعوف خوفاً مف الطوفاف الذى يكاد أف ييمكيـ‪ ،‬بينما نجد السمحفاء العجوز‬
‫تتممكو حالة المباالة شديدة‪ ،‬فبل يعبأ بما يحدث مف حولو‪ ،‬ويظؿ فى موضعو‬
‫ال يحرؾ ساكناً‪.‬‬

‫وبالنسبة إلى الفكاىية فيى مضاميف تحوى طرافة ومواقؼ تثير‬


‫الضحؾ؛ إذ ينبغى أف تتضمف قصص األطفاؿ روح الفكاىة عند تقديـ‬
‫موضوعاتيا‪ ،‬وشخصياتيا لؤلطفاؿ؛ ألف األطفاؿ يقفوف موقفاً مرحاً مف الحياة‪،‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪486:‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ويواجيونيا بسعادة‪ ،‬وايجابية؛ لذلؾ البد أف تحتوى القصص المقدمة لؤلطفاؿ‬


‫كاؼ مف المرح‪ ،‬أو الفكاىة؛ حتى عند تقديـ الشخصيات السيئة أو‬‫عمى قدر ٍ‬
‫الشريرة يجب أف تُقدـ بشكؿ يجعؿ األطفاؿ تسخر منيا؛ ألف السخرية تشعرنا‬
‫بالتفوؽ؛ مما يؤكد لمطفؿ أف مواقؼ الشر ال تسبغ عمى صاحبيا صفة البطولة‪،‬‬
‫فضبلً عما تتيحو السخرية مف إمكانات فكاىية مرغوبة‪.‬‬

‫وىذا ماتوفر فى القصص الثبلث؛ إذ ضمنيا الكاتب قد ًار مف الطرافة‪،‬‬


‫والفكاىة‪ ،‬والمواقؼ المرحة‪ ،‬مستعيناً بالمفارقات الساخرة التى تأسست عمى‬
‫(أسموب القمب)(‪)22‬؛ حيث قمب األوضاع المألوفة؛ إذ تنقمب المواقؼ وتنعكس‬
‫األدوار؛ مما يخمؽ جواً ىزلياً مثؿ موقؼ الظالـ الذى يقع ضحية ظممو‪،‬‬
‫والمخادع الذى يقع ضحية خداعو‪ ،‬وىذا ما تبدى فى القصص الثبلث؛‬
‫فالشخصيات الشريرة جميعيا كالسيد ألؼ قدـ وقدـ‪ ،‬والذئب‪ ،‬وقعت ضحية‬
‫أفعاليا الشريرة‪ .‬والشخصيات الكسولة كالسمحفاء العجوز تضطر أف تفعؿ ماكانت‬
‫ترفضو مف قبؿ‪ ،‬وىكذا‪ .‬فبعد أف كاف السيد ألؼ قدـ وقدـ يحيا مرفياً فى راحة‬
‫شديدة‪ ،‬ولـ يذؽ فى حياتو م اررة البحث عف الطعاـ طواؿ اليوـ؛ ألف أقدامو كانت‬
‫مسخرة ليذا األمر‪ ،‬انقمبت األوضاع رأساً عمى عقب؛ إذ تحوؿ إلى دودة أرض‬
‫ضعيفة عاجزة‪ ،‬تبحث عف الطعاـ فى كؿ مكاف‪ .‬وبعد أف كاف الذئب ىو سيد‬
‫الموقؼ‪ ،‬والقادر عمى الفتؾ بصغار المعزة‪ ،‬انقمبت األوضاع؛ فأصبح ضعيفاً‬
‫ذليبلً يقع تحت قبضة الصغار‪ ،‬وبعد أف كاف ح اًر طميقاً تغيرت أحوالو وأصبح‬
‫حبيساً مقيداً‪ ،‬وبعد أف كاف صغاره ينعموف بوجوده بينيـ‪ ،‬بينما تعانى صغار‬
‫العنزة مف حرماف األب‪ ،‬تبدلت المواقؼ وتحولت؛ إذ ُحرـ صغار الذئب مف‬
‫أبييـ‪ ،‬وتوىـ صغار العنزة أف أباىـ قد عاد إلييـ‪ .‬أما فى (السمحفاء العجوز)‬
‫فبعد أف رفضت السمحفاة طمب السمحفاء العجوززواجو منيا عادت ووافقت عمى‬
‫طمبو مقابؿ تمبية شروطيا‪ ،‬ورغـ رفضيا لو مف قبؿ‪ ،‬عاد مرة ثانية مضط اًر بعد‬
‫مرور مائتيف وخمسيف عاماً؛ يستجدى موافقتيا عمى الزواج منو‪ ،‬راضياً بشروطيا‬
‫ومتطمباتيا عمى مضض‪ .‬وكميا مواقؼ تفجر المفارقات الساخرة التى تبعث عمى‬
‫المرح‪ ،‬والفكاىة‪ ،‬والسخرية‪ ،‬وتثير ضحؾ األطفاؿ‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫;‪486‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫أما المضاميف الدينية فتتبدى فى استمياـ القصص الدينى وشخصياتو‬


‫الدينية‪ ،‬وىذا ما توافر فى قصة (السمحفاء العجوز)؛ إذ استعار الكاتب حكاية‬
‫الطوفاف الذى أغرؽ قوـ سيدنا نوح‪ ،‬مستميماً قصة سيدنا نوح وسفينتو التى‬
‫التحمؿ سوى زوجيف مف كؿ نوع‪ :‬الذكرواألنثى‪ ،‬وىذا تناص دينى؛ إذ إف قصة‬
‫(‪)23‬‬
‫الطوفاف‪ ،‬وسيدنا نوح وسفينتو‪ ،‬وردت فى القرآف الكريـ فى سورة (ىود)‪.‬‬
‫كما ذكر الكاتب فى قصتو أف الطوفاف استمر أربعيف يوماً‪" :‬ﭼػيؿ روز باراف‬
‫باريد وتوفاف وآب ىمو ﭼػيز ار روى زميف خراب كرد واز بيف برد‪ /‬أمطرت‬
‫أربعيف يوماً وخرب الطوفاف والماء كؿ شىء عمى وجو األرض ومحاه"(‪،)24‬‬
‫وىذه ىى المدة التى استغرقيا الطوفاف بالفعؿ كما ورد فى القصص القرآنى‪.‬‬

‫أما الشخصيات الدينية اإليمانية صاحبة العقيدة – فقد تجمت مبلمحيا‬


‫فى ىذه القصة ممثمة فى شخصية سيدنا نوح بوصفيا شخصية (حاضرة ‪/‬‬
‫غائبة)؛ أى إنيا لـ تكف حاضرة حضو اًر مباش اًر فى األحداث عف طريؽ اشتباكيا‬
‫فى أطراؼ الحوار مع باقى شخصيات القصة‪ ،‬وانما كانت حاضرة عبر حديث‬
‫الشخصيات األخرى عنيا‪ ،‬فتذكرىا العرسة فى حديثيا مع السمحفاء العجوز فى‬
‫أكثر مف موضع‪( :‬األوؿ) حيف تحفز العرسة السمحفاء العجوز عمى اإلسراع؛‬
‫كى ينجو بنفسو‪ ،‬فقالت لو‪" :‬تو كو ىنوز ايستادى؟ زود باش! االف نوح‪ ،‬لنػﮔر‬
‫كشتى رو مى كشو وتو جا مى مونى‪ /‬أال زلت واقفاً؟ أسرع! اآلف نوح سيسحب‬
‫مرساة السفينة‪ ،‬وأنت مازلت فى مكانؾ؟"‪ )25(.‬و(الثانى) حيف تجيبو عف تساؤلو‬
‫حوؿ ضرورة أف يصعد السفينة مع زوجتو مف عدمو‪ ،‬فتقوؿ‪" :‬آره‪ .‬توى كشتى‬
‫نوح‪ ،‬ىمو ار با جفت خودشاف راه مى دىند‪ /‬نعـ‪ .‬فى سفينة نوح‪ ،‬يفسحوف‬
‫(‪)26‬‬
‫الطريؽ لمجميع مع أزواجيـ"‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫<‪486‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫وتنتقؿ الباحثة إلى عنصر الشخصيات؛ إذ إف الشخصية "مف أىـ عناصر‬


‫النص السردى؛ ألنيا تمثؿ العنصر األساسى الذى يضطمع بميمة األفعاؿ‬
‫السردية‪ ،‬ودفعيا نحو نيايتيا المطموبة‪ ،‬ويمكف القوؿ إف طبيعة الشخصيات‪،‬‬
‫(‪)27‬‬
‫ووعييا‪ ،‬وقدرتيا‪ ،‬تحدد نوع النص السردى"‪.‬‬

‫ومف المبلحظ عمى القصص الثبلث تنوع شخصياتيا ما بيف شخصيات‬


‫رئيسة وأخرى ثانوية‪ ،‬وشخصيات ثابتة وأخرى متنامية‪ ،‬وشخصيات صالحة‬
‫وأخرى شريرة؛ فشخصيات مثؿ‪ :‬السيد (ىزار ﭘػا)‪ ،‬والذئب‪ ،‬والسمحفاء‪ ،‬أنموذجاً‬
‫لمشخصيات الرئيسة التى تدور حوليا األحداث‪ ،‬بينما تُعد صغار العنزة‪ ،‬وصغار‬
‫الذئب‪ ،‬والعرسة‪ ،‬وحيوانات الغابة جميعيا كاألسد‪ ،‬والنمر‪ ،‬والدب‪ ،‬والديؾ‪،‬‬
‫والفيؿ‪ ،‬وغيرىـ‪ ،‬أنموذجاً لمشخصيات الثانوية؛ إذ يقوموف بأدوار صغيرة غير‬
‫محورية‪ .‬واف العرسة أنموذجاً لمشخصيات الثابتة التى لـ يط أر عمييا أى تحوؿ‬
‫أو تغيير عبر األحداث؛ إذ كانت دوماً عمى عجمة مف أمرىا طواؿ األحداث‬
‫واقتصر دورىا عمى تنبيو السمحفاء العجوز بقدوـ الطوفاف الذى أوشؾ عمى‬
‫الوقوع‪ .‬لكف شخصيات مثؿ‪ :‬األقداـ األلؼ‪ ،‬العنزة (بزقندى)‪ ،‬والسمحفاء العجوز‪،‬‬
‫يمكف أف توصؼ بأنيا شخصيات نامية؛ إذ يط أر عمييا تغيير واضح عبر‬
‫األحداث‪ ،‬ويتبدؿ وضعيا مف ٍ‬
‫حاؿ إلى حاؿ؛ فاألقداـ األلؼ يتبدؿ وضعيا مف‬
‫الخضوع واالستسبلـ إلى الجرأة والتمرد‪ ،‬والعنزة األـ (بزقندى) تيزـ الذئب فى‬
‫النياية وتنتصر عميو مف دوف أف ينجح فى تحقيؽ أىدافو‪ ،‬أما السمحفاء العجوز‬
‫فيتحوؿ مف التراخى إلى الحماس‪ ،‬ومف البلمباالة إلى الجدية‪ ،‬واإلصرار‪.‬‬

‫وقد ُرسمت شخصيات مثؿ‪ :‬السيد (ىزار ﭘػا)‪ ،‬والذئب بوصفيما مف‬
‫صورت العنزة (بزقندى)‪ ،‬والعرسة بوصفيما مف‬‫الشخصيات الشريرة‪ ،‬بينما ُ‬
‫الشخصيات اإليجابية الصالحة التى تجابو الشر‪ ،‬وتقدـ الخير لآلخريف‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4871‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ومف الضرورى أف تحتوى أية قصة عمى شخصية رٍاو‪ ،‬أو سارد‪ ،‬أو‬
‫حكاء‪ ،‬يروى أحداثيا‪ ،‬ويستعرض شخصياتيا‪ ،‬وليس مف الضرورى أف يخصص‬
‫الكاتب لمسرد القصصى شخصية محددة تعرؼ ب ػ (الراوى)؛ إذ إف الراوى "وجوده‬
‫ممموس مف التعميقات التى يسوقيا‪ ،‬واألحكاـ العامة التى يعطييا‪ ،‬ومف الحقائؽ‬
‫التى يدخميا إلى العالـ التخيمى مستمدة مف العالـ الحقيقى‪ ،‬والتى تتجاوز محور‬
‫(‪)28‬‬
‫معرفة الشخصيات"‪.‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أف مظاىر حضور الراوى داخؿ فف القصة يتمثؿ‬


‫فى شكميف‪( :‬األوؿ) أف يكوف خارج نطاؽ األحداث؛ أى إنو ليس إحدى‬
‫شخوصيا‪ ،‬وال يشارؾ باإليجاب أو السمب فيما يجرى مف وقائع‪ .‬و(الثانى) أف‬
‫يكوف جزًءا مف أحداثيا‪ ،‬وشخصية حكائية موجودة داخؿ القصة‪ ،‬يشارؾ فيما‬
‫(‪)29‬‬
‫‪.‬‬ ‫يجرى فييا‪ ،‬ويروى سيرتو‬

‫وبتأمؿ عنصر السرد القصصى داخؿ القصص الثبلث‪ ،‬يمكف أف ترصد‬


‫الباحثة سمات عدة تتعمؽ بالراوى‪ ،‬وتوجزىا فيما يأتى‪:‬‬

‫‪( -‬أوالً) لـ يكف لشخصية الراوى حضور صريح ومباشر؛ إذ لـ توجد شخصية‬
‫داخؿ أية قصة مف القصص الثبلث موضوع الدراسة تحمؿ اسـ (الراوى)‪ ،‬وانما‬
‫كاف وجوده ممموساً مف التعميقات والحقائؽ التى يدلى بيا؛ لذلؾ لـ تكف القصص‬
‫الثبلث فى حاجة إلى القوالب الحكائية التقميدية التى تمثميا الصيغ الموحدة‬
‫لمبداية‪ ،‬والتى يتوسؿ بيا الراوى عند بدء القصة مثؿ‪( :‬كاف يامكاف‪ ،‬فى قديـ‬
‫الزماف‪ ،‬وسالؼ العصر واألواف)‪ ،‬كما تنتيى الخاتمة التى يخاطب فييا الراوى‬
‫األطفاؿ؛ ليوجز الغاية التعميمية والوعظية‪ ،‬أو ليبمور القيـ التربوية التى‬
‫تتضمنيا القصة‪.‬‬

‫‪( -‬ثانيا) لـ يتمثؿ الراوى فى إحدى الشخصيات الحكائية داخؿ أية قصة‪ ،‬ولـ‬
‫يشارؾ فى أى حدث‪ ،‬بؿ يتجمى حضوره خارج نطاؽ األحداث‪ ،‬فكاف صوت‬
‫الكاتب يمثؿ صوت الراوى‪ ،‬وكانت وظيفتو األساسية سردية محضة؛ إذ يروى‬
‫حكاية القصة بأسموب مبسط؛ حتى يضمف أف تصؿ الرسالة‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4874‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫‪( -‬ثالثاً) كاف نمط (الراوى كمى المعرفة) ىو المظير المسيطر عمى محور‬
‫السرد فى ىذه القصص الثبلث؛ أى كاف الراوى يحيط عمماً بكؿ شىء؛ يعرؼ ما‬
‫يدور فى ُخمد أبطالو‪ ،‬ويعرؼ طباعيـ‪ ،‬ويعرؼ ما تفكر فيو الشخصية‪ ،‬ويصؼ‬
‫مشاعرىا الداخمية‪ ،‬ويعبر عف معاناتيا‪ ،‬وأمنياتيا‪ ،‬واليتوقؼ عند ىذا الحد بؿ‬
‫يخبرنا بالوقائع التى تحدث داخؿ المدف وفوؽ األرض كما فى قصة (ألؼ قدـ‬
‫وقدـ)‪ ،‬والوقائع التى تحدث فى الغابات كما فى قصة (السمحفاء العجوز)‪،‬‬
‫والوقائع التى تحدث خمؼ الجدراف كما فى قصة (جميع األباء سوؼ يختفوف‬
‫يوماً ما)؛ وكأف الراوى "ينتقؿ فى الزماف والمكاف مف دوف معاناة‪ ،‬ويرفع أسقؼ‬
‫المنازؿ فيرى ما بداخميا وما فى خارجيا‪ ،‬ويشؽ قموب الشخصيات‪ ،‬ويغوص‬
‫فييا‪ ،‬ويتعرؼ عمى ما خفى مف الدوافع‪ ،‬وأعمؽ الخمجات‪ ،‬وتستوى فى ذلؾ عنده‬
‫كتاب منشور‬
‫ٌ‬ ‫الشخصيات جميعيا‪ ،‬فكأنيا كميا مف أكبرىا شأناً إلى أقميا شأناً‬
‫(‪)30‬‬
‫أمامو‪ ،‬يق أر فيو ما يدور فى نفوسيا كمو"‪.‬‬

‫‪( -‬رابعاً) جاء السرد عمى لساف الراوى سرداً الحقاً لمحدث‪ ،‬ال سابقاً لو‪ ،‬أو‬
‫متزامناً‪ ،‬أو متداخبلً معو؛ أى إف األحداث تُروى عبر صوت الراوى بعد أف تقع‪.‬‬
‫ففى قصة (ألؼ قدـ وقدـ) تُروى الحكاية بعد أف التيـ السيد أقدامو األلؼ‪،‬‬
‫وتدور قصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما) بعد أف وقعت األحداث‪،‬‬
‫ويسرد الراوى قصة (السمحفاء العجوز) بعد أف انتيت وقائعيا‪.‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أف عبلقة صوت الراوى بصوت الشخصيات‬


‫الحكائية تتجمى ‪ -‬فى فف القصة بصفة عامة ‪ -‬فى ثبلثة أنماط أسموبية ‪:‬‬
‫(األسموب المباشر) وفيو ينقطع السرد؛ كى يفسح مساحة لكبلـ الشخصية أو‬
‫صوتيا؛ أى يتوقؼ صوت الراوى لتبادر الشخصية بالكبلـ والنطؽ المباشر؛‬
‫(‪)31‬‬
‫ألنيا تخاطب أو تحاور آخر‪ ،‬وعادة ما يوضع الكبلـ بيف مزدوجيف‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4875‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫و(األسموب غير المباشر) وفيو يعيد الراوى طرح ما تفوىت بو الشخصية‬


‫الحكائية بصياغتو الخاصة؛ أى إنو ينقؿ كبلـ الشخصية عمى لسانو ىو‪ ،‬ال‬
‫(‪)32‬‬
‫بمفظو كما نطقت بو بؿ بمعناه‪.‬‬

‫و(األسموب البلمباشر الحر) وفيو يتداخؿ صوت الراوى وصوت‬


‫الشخصية‪ ،‬فيبدو الكبلـ ممتبساً‪ ،‬ويقع القارىء فى حيرة إزاء ذلؾ‪ ،‬فبل يعرؼ أىو‬
‫(‪)33‬‬
‫كبلـ منقوؿ بصوت الراوى‪ ،‬أو منطوؽ بصوت الشخصية مباشرة‪.‬‬

‫وقد الحظت الباحثة أف العبلقة بيف صوت الراوى وصوت الشخصيات‬


‫الحكائية تجسدت فى ىذه القصص الثبلث عبر األسموبيف‪( :‬األسموب المباشر)‪،‬‬
‫و(األسموب غير المباشر)‪ .‬وقد تبدى (األسموب المباشر) فى قصتيف فقط‪،‬‬
‫إحداىما قصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما)‪ ،‬فتذكر الباحثة كبلـ الصغير‬
‫شنجوؿ لمذئب "بابا‪ ،‬ماماف ىميشو مى ﮔػفت تو ﮔػـ شدى؟ راست مى ﮔػفت؟"‪/‬‬
‫"أبى‪ ،‬كانت أمى تقوؿ دائماً أنؾ فُقدت؟ ىؿ كانت تقوؿ الحقيقة؟"‪ ،)34(.‬وكبلـ‬
‫الصغير منجوؿ لمذئب "بابا‪ ،‬تو كجا ﮔػـ شده بودى؟ راه رو بمد نبودى؟"‪" /‬أبى‪،‬‬
‫(‪)35‬‬
‫وكبلـ العنزة (بزقندى) لمذئب "وبعد‬ ‫أيف كنت تائياً؟ ألـ تكف تعرؼ الطريؽ؟"‪.‬‬
‫بزبزقندى داد زد‪" :‬اى سنػﮔػدؿ بى رحـ! تو نػﮔػفتى مف با ايف سو تا بػﭼػوء‬
‫تنيا بايد ﭼػو كار كنـ؟"‪ /‬ثـ صاحت العنزة (بزقندى)‪" :‬أييا القاسى عديـ‬
‫(‪)36‬‬
‫الرحمة! لـ تخبرنى ماذا يجب أف أفعؿ مع ىؤالء الصغار الثبلثة بمفردى؟"‪.‬‬

‫والقصة األخرى ىى‪( :‬السمحفاء العجوز) وتروى أف السمحفاء تثاءب‬


‫ٍ‬
‫بصوت ٍ‬
‫عاؿ "وبا خودش ﮔفت‪" :‬اﮔر ﮔذاشتند ﭼرت ما يؾ سالو بشو؟" ‪ /‬وقاؿ‬
‫لنفسو ‪" :‬ماذا لو تركوا غفوتنا تستمر لمدة عاـ؟"(‪ ،)37‬ووجيت العرسة كبلميا إلى‬
‫السمحفاء العجوز "بو او ﮔفت‪" :‬تو كو ىنوز ايف جايى‪ .‬نكنو ﭼسبيدى بو‬
‫زميف! نمى خواىى نجات ﭘيدا كنى؟ االف باروف اوف قدر زياد مى شو واﮔو‬
‫نجنبى توى آب غرؽ مى شى زود باش‪ .‬جفتت رو ﭘيدا كف وبيا باالى تﭘو‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4876‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫توى كشتى" ‪ /‬وقالت لو‪" :‬أتزاؿ ىنا؟ ال تمتصؽ باألرض! أال تريد أف تنجو؟ إنيا‬
‫ستمطر كثي اًر اآلف‪ ،‬إذا لـ تتحرؾ ستغرؽ فى الماء‪ .‬أسرع‪ ،‬اعثر عمى زوجؾ‬
‫(‪)38‬‬
‫فضبلً عف الحوار الذى دار بيف السمحفاء‬ ‫وتعاؿ أعمى التؿ داخؿ السفينة"‪.‬‬
‫العجوز والسمحفاة "سرش ار برﮔرداند وتوى دلش ﮔفت‪" :‬اﮔر مجبور نبودـ!" بعد‬
‫ىـ رو كرد بو الكى خانـ وﮔفت‪" :‬الكى جاف‪ ،‬مى بينـ كو شما ىـ ىنوز تنيا‬
‫ىستيد‪ .‬مف كو بعد از شما نتوانستـ بو ىيﭻ‪".‬الكى خانـ در ىميف وقت ﭘػريد‬
‫توى حرؼ الكػ ﭘػشت ﭘػير وﮔفت‪ :‬تو االف توى دلت ﭼػى ﮔفتى؟" ‪ /‬أدار رأسو‬
‫وقاؿ فى سره‪" :‬لو لـ أكف مضط اًر!"‪ .‬ثـ توجو نحو السمحفاة وقاؿ‪" :‬عزيزتى‬
‫السمحفاة‪ .‬أرى أنؾ الزلت وحيدة‪ .‬وأنا لـ أستطع فعؿ شىء مف بعدؾ" حينئذ‬
‫(‪)39‬‬
‫قاطعت السمحفاة كبلـ السمحفاء العجوز وقالت‪" :‬ماذا قمت اآلف فى سرؾ؟"‪.‬‬

‫ففى ىذه األمثمة وغيرىا نبلحظ أف كبلـ الراوى ينقطع‪ ،‬وصوتو يتوقؼ؛‬
‫ليتكمـ صوت الشخصية عبر حوار مباشر‪ ،‬وقد ميز الكاتب ىذه الجمؿ الحوارية‬
‫لمشخصيات الحكائية عف كبلـ الراوى حيف وضعيا بيف مزدوجيف‪.‬‬

‫أما مف أمثمة (األسموب غير المباشر) فى القصص الثبلث؛ فتذكر‬


‫الباحثة ما ورد فى قصة (ألؼ قدـ وقدـ)‪ :‬كاف السيد كؿ صباح "وبو ﭘػاىايش‬
‫فرماف داد بروند دنباؿ غذا‪ /‬يطمب مف أقدامو أف تذىب وتبحث عف‬
‫(‪)40‬‬
‫كذلؾ "بعد ىـ ﭘػاىا دوتا دوتا توى ﮔوش ىمديػﮔػر حرؼ زدند‪،‬‬ ‫الطعاـ"‪.‬‬
‫وآنقدر آراـ ﭘػﭻ ﭘػﭻ كردند‪ /‬تحدثت األقداـ كؿ اثنتيف فى أذف بعضيما بعضاً‪،‬‬
‫(‪)41‬‬
‫وكانوا ييمسوف ٍ‬
‫بقدر مف اليدوء"‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4877‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫وقصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما) تروى‪" :‬آقا ﮔػرﮔػو براى ايف‬
‫كو حبوء انػﮔػور ار ساكت كند‪ ،‬او ار بغؿ كرد‪ /‬أسكت الذئب الصغير أنجور‪،‬‬
‫(‪)42‬‬
‫وأف صغار العنزة "رفتو بيروف خانو تا بو بػﭼػو ﮔػرﮔػ ىا بػﮔػويند‬ ‫واحتضنو"‪.‬‬
‫ﭘػدر آنيا بعد از مدت ىا برﮔػشتو است‪ .‬ودرست ىميف موقع بػﭼػو ﮔػرﮔػ ىا‬
‫دويده بودند بيروف تا بو بزغالو ىا بػﮔػويند بابايشاف ﮔػـ شده است‪ /‬خرجوا مف‬
‫المنزؿ ليخبروا صغار الذئب أف والدىـ قد عاد بعد وقت طويؿ‪ .‬وفى الوقت‬
‫(‪)43‬‬
‫نفسو‪ ،‬كاف صغار الذئب قد خرجوا ليخبروا صغار العنزة بأف والدىـ قد فُقد"‪.‬‬

‫وقصة (السمحفاء العجوز) تروى‪" :‬الكػ ﭘػشت ﭘػير كو مى ديد با ايف‬


‫ﭼػرت زد‪ /‬كاف السمحفاء العجوز يرى أنو لف يغفو مع‬
‫اوضاع واحواؿ نمى شود ُ‬
‫(‪)44‬‬
‫كما تروى أنو "دوباره وبا صداى بمندتريف سالـ‬ ‫كؿ ىذه األوضاع واألحواؿ"‪.‬‬
‫داد وسو باره وﭼيار باره ىـ سالـ داد اما خبرى نشد‪ /‬ألقى التحية مرة أخرى‬
‫(‪)45‬‬
‫بصوت أعمى‪ ،‬وكذلؾ ألقى السبلـ لممرة الثالثة والرابعة‪ ،‬ولكف لـ يجد رداً"‪.‬‬

‫وفى ىذه األمثمة – جميعيا‪ -‬وغيرىا يتضح أف السرد لـ يتوقؼ‪ ،‬ولـ‬


‫ينقطع صوت الراوى كى تتكفؿ الشخصيات بميمة الحوار‪ ،‬بؿ كاف صوت‬
‫الراوى ينوب عنيا‪ ،‬وينقؿ كبلميا عمى لسانو بمعناه؛ فمـ يترؾ مساحة لمحوار‬
‫المباشر بيف الشخصيات‪.‬‬

‫وبالنسبة لعنصر الصراع فى القصص الثبلث فقد توافر فى صورتيف‬


‫مختمفتيف ىما‪(:‬الصراع الداخمى)‪ ،‬و(الصراع الخارجى)؛ فتبلحظ الباحثة – عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ – أف الصراع الداخمى فى قصة (ألؼ قدـ وقدـ) يتمثؿ فى معاناة‬
‫األقداـ األلؼ مف إجبار السيد ليـ عمى البحث لو عف الطعاـ لساعات طواؿ‪،‬‬
‫وما يسببو ليا ذلؾ مف مشقة وتعب شديد مف دوف راحة أو نوـ‪ ،‬فضبلً عف‬
‫تحمميـ بدانتو ووزنو الثقيؿ؛ مما بدد قواىـ‪ ،‬وأرىقيـ‪ ،‬وأصابيـ باأللـ والتقرح‪.‬‬
‫وقد أفضى ذلؾ إلى خمؽ حالة مف الصراع الخارجى تمثؿ فى تمرد األقداـ عمى‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4878‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ظمـ السيد؛ ومف ثـ فمـ تستجيب ألوامره كما ىو معتاد؛ مما أثار دىشتو‬
‫وغضبو‪ ،‬فالتيميا مف شدة جوعو‪ ،‬وىذا يتضح فيما يأتى‪" :‬اما ﭘػاىا بو روى‬
‫خودشاف نياوردند وىماف طور بى حركت ماندند‪ ...‬آقاى ىزار ويكػ ﭘػا ىـ‬
‫تعجب كرده بود‪ ،‬ىـ ناراحت شده بود‪ ،‬ىـ عصبانى‪ .‬از ىموء ايف ىا بدتر‬
‫ﮔػرسنو اش شده بود‪ .‬خيمى ىـ ﮔػرسنو اش شده بود وايف آخرى آف قدر بو‬
‫او فشار آورد كو سر انجاـ از ىماف جمو شروع كرد بو خوردف ﭘػاىايش؛ ﭘػاى‬
‫اوؿ‪ ،‬ﭘػاى دوـ‪ ،‬ﭘػاى سوـ‪ ،‬و‪ /....‬لكف األقداـ لـ تستجب‪ ،‬وظمت كما ىى عمى‬
‫وضعيا التتحرؾ‪...‬كاف السيد (ىزار ويؾ ﭘػا) متعجبا‪ ،‬وكذلؾ مضطربا‪ ،‬وأيضا‬
‫غاضباً‪ .‬واألسوء مف كؿ ىذا أنو كاف جائعا‪ .‬وكاف جوعو يشتد جداً ويضغط‬
‫عميو حتى أنو فى النياية بدأ فى التياـ أقدامو‪ ،‬القدـ األولى‪ ،‬القدـ الثانية‪ ،‬القدـ‬
‫(‪)46‬‬
‫الثالثة‪ ،‬و‪."...‬‬

‫وفى قصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما) تبلحظ الباحثة أف‬
‫الصراع الداخمى يتمثؿ فى ذلؾ الصراع الذى دب فى نفس الذئب إثر صدمتو‬
‫مف رد الفعؿ غير المتوقع مف صغار العنزة الثبلثة‪ ،‬فبدالً مف فزعيـ منو‪ ،‬شعر‬
‫بميفتيـ عميو‪ ،‬وتعمقيـ بو‪ ،‬متوىميف أنو أبوىـ الغائب؛ فرؽ قمبو‪ ،‬وانتابتو رغبتاف‬
‫تتصارعاف داخمو‪ :‬الرغبة فى التياـ الصغار الثبلثة بسبب جوعو الشديد مف‬
‫ناحية‪ ،‬واإلشفاؽ الذى شعر بو تجاه ىؤالء الصغار مف ناحية أخرى؛ األمر الذى‬
‫وسبب لو قد اًر كبي اًر مف الدىشة والحيرة‪ ،‬وأشعره بالدوار الشديد‪ ،‬وىذا ما ظير‬
‫بوضوح فى أكثر مف موضع‪ ..." :‬يكػ لحظو تصميـ ﮔػرفت‪ ،‬ىر سو تا بزغالو ار‬
‫با يكػ حركت بػﮔػيرد وآف ىا ار لقموء ﭼػپ وراست كند وبخورد‪ ...‬آقا ﮔػرﮔػو‬
‫براى ايف كو حبوء انػﮔػور ار ساكت كند‪ ،‬او ار بغؿ كرد‪ ...‬آقا ﮔػرﮔػو خيمى‬
‫خيمى ﮔػيج شده بود‪ ...‬آقا ﮔػرﮔػو داشت ديوانو مى شد؛ يكػ لحظو سرش ﮔػيج‬
‫رفت ونشست روى زميف‪ ... /‬وقرر ذات لحظة أف يأخذ صغار العنزة الثبلثة‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4879‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫دفعة واحدة‪ ،‬ويمضغيـ يميناً ويسا اًر ويأكميـ‪ ...‬أسكت السيد الذئب الصغير‬
‫أنجور‪ ،‬واحتضنو‪ ...‬كاف السيد الذئب يشعر بالدوار الشديد‪ ...‬فأصيب السيد‬
‫(‪)47‬‬
‫الذئب بالجنوف‪ ،‬وشعر بالدوار لمحظة وجمس عمى األرض"‪.‬‬

‫أما الصراع الخارجى فقد نشب بيف العنزة (بزقندى) األـ والذئب‪ ،‬حيف‬
‫وصمت ووجدت الذئب يفتح باب المنزؿ محاوالً اليروب؛ فواجيتو‪ ،‬واشتبكت معو‬
‫سـ ىايش زد توى سينوء آقا ﮔػرﮔػو‪ .‬آقا ﮔػرﮔػيعقب‬
‫عمى النحو اآلتى‪..." :‬وبا ُ‬
‫عقب رفت وافتاد زميف‪ ...‬ويكػ طناب بزرﮔػ آورد وبا كمكػ بزغالو ىايش دست‬
‫وﭘػاى آقا ﮔػرﮔػو ار محكـ محكـ بست تا ديػﮔػر نتواند جايى برود ‪ ... /‬وضربت‬
‫السيد الذئب فى صدره بكؿ غضبيا‪ .‬فتراجع السيد الذئب وسقط عمى األرض‪...‬‬
‫وأحضرت حببلً طويبلً‪ ،‬وقامت بربط يد السيد الذئب وقدمو بإحكاـ بمساعدة‬
‫(‪)48‬‬
‫عنزاتيا حتى اليستطيع الفرار مرة أخرى"‪.‬‬

‫وقد صورت قصة (السمحفاء العجوز) صراعاً داخمياً يدور فى نفس‬


‫السمحفاء العجوز‪ ،‬وقد تبدى ذلؾ فى رغبتو فى االستفسار عما يدور حولو فى‬
‫الغابة مف أمر‪ ،‬ويتضح ذلؾ فيما يأتى‪" :‬الكػ ﭘشت ﭘير كو مى ديد با ايف‬
‫ﭼػرت زد‪ ،‬دنباؿ دوستى وآشنايى ﮔشت تا از او‬
‫اوضاع واحواؿ نمى شود ُ‬
‫بﭘرسيد ﭼو خبر شده است‪ /.‬كاف السمحفاء العجوز يرى أنو لف يغفو مع كؿ‬
‫(‪)49‬‬
‫ىذه األوضاع واألحواؿ‪ ،‬وبحث عف صديؽ قريب لو ليسألو عما حدث"‪.‬‬
‫كما تبدى فى خوفو مف الغرؽ بسبب الطوفاف‪ ،‬ورغبتو فى النجاة بحياتو؛‬
‫مما دفعو إلى أف يفكر فى البحث عف السمحفاة التى كاف قد طمبيا لمزواج مف‬
‫قبؿ‪ ،‬فيقوؿ‪" :‬يعنى مف دوباره بايد برـ سراغ الكى خانـ‪ .‬اوف ىـ بعد از ‪٠٥٢‬‬
‫ساؿ ‪ ...‬يا يؾ جفت ديگو"‪ /‬ىذا يعنى أننى البد أف أذىب مرة ثانية بعد مائتيف‬
‫(‪)50‬‬
‫وتبدى الصراع‬ ‫وخمسيف عاماً لمبحث عف السيدة السمحفاة‪ ،‬أو زوجة أخرى"‪.‬‬
‫الداخمى أيضاً فى اضطرار السمحفاء العجوز إلى أف يعاود طمب الزواج مف‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪487:‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫السمحفاة رغـ الذكريات المؤلمة السابقة بينيـ‪ ،‬وىذا ما ورد فى أكثر مف موضع‬
‫بوضوح‪ ..." :‬حاال ديگر ىيﭻ اثرى از حيوانات جنگؿ نبود‪ .‬ىما رفتو بودند‬
‫وفقط او مانده بود والكى خانـ‪ .‬الكػ ﭘشت ﭘير ىيﭻ ﭼاره اى نداشت‪ .‬باالخره‬
‫تصميمش ار ﮔرفت‪ ...‬الكػ ﭘشت ﭘير كو با ديدف الكى خانـ دوباره ياد خاطرات‬
‫‪ 050‬ساؿ قبؿ افتاد بود سرش ار برﮔرداند توى دلش ﮔفت‪" :‬اﮔر مجبور‬
‫نبودـ"‪ ... /‬ولـ يكف ىناؾ أى أثر لحيوانات الغابة‪ ،‬الجميع كانوا قد ذىبوا‪ .‬وبقى‬
‫فقط ىو والسمحفاة‪ .‬فمـ يكف لديو أى خيار! وفى النياية اتخذ ق ارره‪ ...‬وتَ َذ َّكر‬
‫السمحفاء العجوز مع رؤية السمحفاة ذكريات كانت قد وقعت قبؿ مائتيف وخمسيف‬
‫(‪)51‬‬
‫عاماً‪ .‬فأدار رأسو وقاؿ فى سره‪" :‬لو لـ أكف مضط اًر"‪.‬‬

‫كذلؾ صورت ىذه القصة صراعاً خارجياً نشب بيف السمحفاء العجوز‬
‫والسمحفاة‪ ،‬وىذا ما يتضح فيما يأتى‪" :‬بنابر ايف دوباره وبا صداى بمندترى سالـ‬
‫داد وسو باره وﭼيار باره ىـ سالـ كرد‪ ،‬اما خبرى نشد وآخر سر نعػره كشيد‪:‬‬
‫"سالاااـ"‪ ...‬وبا عصبانيت ﮔفت‪" :‬باز‪ ..‬ىـ‪ ..‬تويى؟دست‪ ..‬بردار‪ ..‬نيستى؟‬
‫مگو‪ ..‬ديروز‪ ..‬بيت‪ ..‬نگفتـ‪ ..‬نمى خواـ‪ ..‬با‪ ..‬تو‪..‬عروسى‪ ..‬كنـ؟‪ /‬لذلؾ‬
‫ألقى التحية مرة أخرى بصوت أعمى وألقى السبلـ كذلؾ لممرة الثالثة والرابعة‬
‫ولكف لـ يجد رداً! وفى النياية صرخ قائبلً‪" :‬مرحباااااا"‪ ...‬فقالت بغضب‪" :‬أنت‬
‫(‪)52‬‬
‫مرة أخرى؟ ألـ تصرؼ نظر؟ ألـ أخبرؾ أمس أننى ال أريد الزواج منؾ؟!"‪.‬‬

‫وفيما يخص عنصر لغة السرد فتوضح الباحثة أنو مف الضرورى أف‬
‫ييتـ الكاتب بمغة السرد فى قصص األطفاؿ؛ ذلؾ ألف "المغة ىى البناء األدبى‬
‫ٍ‬
‫معاف‪ ،‬ومعارؼ‪ ،‬وقيـ؛ فإذا لـ يكف البناء مبلئماً لمطفؿ‪ ،‬انصرؼ‬ ‫المعبر عف‬
‫عنو وأىمؿ القراءة‪ ،‬واذا الءمو البناء أقبؿ عميو‪ ،‬وشرع يستفيد مف مضمونو‪،‬‬
‫وشكمو‪ ،‬ولكى يحقؽ البناء معيار المبلءمة البد مف‪ :‬وضوح المغة‪ ،‬وبساطتيا‪،‬‬
‫واالبتعاد عف الغموض فى األلفاظ‪ ،‬والتداخؿ فى التراكيب‪ .‬وكذلؾ االبتعاد عف‬
‫(‪)53‬‬
‫األلفاظ الغريبة عف معجـ الطفؿ المغوى"‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫;‪487‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ومما يسيـ فى تحقيؽ وضوح المغة‪ ،‬وبساطتيا فى قصص األطفاؿ –‬


‫كما ُيذكر ‪ -‬ىو قرب المفاىيـ والمدركات مف عالـ الطفؿ‪ ،‬ووجود التكرار‪،‬‬
‫واإلكثار مف األلفاظ المألوفة‪ ،‬والتراكيب القصيرة‪ ،‬وعدـ اإلغراؽ فى المجاز‪،‬‬
‫واالقتصاد فى الروابط؛ بيدؼ االبتعاد عف الجمؿ المركبة‪.‬‬

‫وترجع أىمية استخداـ الجمؿ القصيرة فى قصص األطفاؿ‪ ،‬وضرورة‬


‫وضوحيا إلى أف "الطفؿ يريد مف الجممة نتيجة سريعة‪ ،‬وىو قميؿ الصبر‬
‫اليحتمؿ التريث‪ ،‬ويريد مف تراكيبيا أف تكوف واضحة؛ ألنو ال يحمؿ نفسو كثي اًر‬
‫(‪)54‬‬
‫ويفضؿ أف يتسمـ النتائج جاىزة فى كثير مف األحياف"‪.‬‬
‫مشقة االستنتاج‪ُ ،‬‬
‫ومف ثـ فإف عمى كاتب القصة أف يراعى دوماً المستوى المغوى لمفئة‬
‫العمرية التى يقدـ ليا قصتو‪ ،‬فيستخدـ الكممات‪ ،‬والعبارات‪ ،‬واأللفاظ التى تدخؿ‬
‫فى القاموس المغوى لمطفؿ فى كؿ مرحمة عمرية‪ ،‬كما يراعى طوؿ الجممة‬
‫المناسبة لو‪ ،‬ودرجة صعوبتيا مف حيث التركيب والتعقيد بما يتبلءـ ومرحمتو‬
‫العمرية‪.‬‬
‫ويتجمى وضوح المغة‪ ،‬وبساطتيا‪ ،‬وقصر جمميا عند عباس قدير‬
‫محسنى فى قصصو الثبلث‪ ،‬كما فى قصة (ألؼ قدـ وقدـ)؛ حيث يقوؿ فييا‪:‬‬
‫"روزىا ىميف طور مى ﮔػذشت وادامو داشت تا ايف كو يؾ شب وقتى ىزار ويؾ‬
‫وخر وﭘػفش رفتو بود آسماف‪ ،‬ﭘػاى ىزار ويكـ ىموء ﭘػاىا ار يكى‬
‫ﭘػا خواب بود ّ‬
‫يكى وبو آرامى بيدار كرد‪ .‬بعد ىـ بو ىماف آرامى شايد ىـ آراـ تر در ﮔػوش‬
‫ﭘػاىا شروع كرد بو حرؼ زدف وﭘػﭻ ﭘػﭻ كردف‪ .‬بعد ىـ ﭘػاىا دوتا دوتا توى‬
‫ﮔػوش ىمديػﮔػر حرؼ زدند وآف قدر آراـ ﭘػﭻ ﭘػﭻ كردند كو ما ﭼيزى از حرؼ‬
‫ىاى آنيا نفيميديـ‪ ،‬فقط مى دانيـ كو ايف حرؼ ىا تا صبح ادامو داشت‪/‬‬
‫ىكذا كانت تمر األياـ‪ ،‬وىكذا استمرت حتى جاءت ىذه الميمة التى ناـ فييا السيد‬
‫(ىزار ويؾ ﭘػا)‪ ،‬ووصؿ صوت شخيره إلى السماء‪ ،‬فأيقظت قدـ السيد (ىزار ﭘػا)‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫<‪487‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫جميع األقداـ بيدوء‪ ،‬الواحدة تمو األخرى‪ .‬وبدأت باليدوء نفسو‪ ،‬وربما بيدوء‬
‫أكثر‪ ،‬بالحديث‪ ،‬واليمس فى أذف األقداـ‪ .‬ثـ تحدثت األقداـ كؿ اثنتيف فى أذف‬
‫بعضيما بعضاً‪ ،‬وكانوا ييمسوف ٍ‬
‫بقدر مف اليدوء؛ حيث إننا لـ نفيـ شيئاً مف‬
‫(‪)55‬‬
‫حديثيا‪ ،‬ولكف ما نعممو فقط ىو أف حديثيا استمر حتى الصباح"‪.‬‬

‫وفى قصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما) يقوؿ‪" :‬بعد ىـ زدند زير‬
‫ﮔػريو وتوى بغؿ آقا ﮔػرﮔػو‪ ،‬ىاى ىاى ﮔريو كردند‪ .‬آقا ﮔػرﮔػو كو حسابى ﮔػيج‬
‫شده بود‪ ،‬نمى دانست ﭼػو كار كند‪ .‬بو خاطر ىميف كمى ﮔػوش راست وكمى‬
‫ﮔػوش ﭼػﭘػش ار خاراند وآمد حرفى بزند كو شنػﮔػوؿ دست او ار ﮔػرفت ومنػﮔػوؿ‬
‫ىـ از ﭘػشت سر او ار ىؿ داد‪ ،‬او ار بردند توى خانو شاف‪ /‬ثـ بدأوا يصرخوف‪،‬‬
‫ويبكوف فى حضف الذئب‪ .‬وكاف الذئب متعجباً‪ ،‬ولـ يكف يعرؼ ماذا يفعؿ‪ .‬لذلؾ‬
‫ىـ بالحديث‪ ،‬فأمسؾ شنجوؿ‬
‫خدش أذنو اليسرى قميبلً‪ ،‬واليمنى قميبلً‪ ،‬وعندما َّ‬
‫(‪)56‬‬
‫يده‪ ،‬ودفعو منجوؿ مف ظَيَ ِره‪ ،‬وأدخبله منزليما"‪.‬‬

‫أما فى قصة (السمحفاء العجوز) فيقوؿ‪" :‬عجيب بود‪ .‬حاال آب روى‬


‫زميف جنػﮔػؿ ار افتاده بود و از زير ﭘػاىاى الكى خانـ ىـ رد شده بود‪ ،‬اما او‬
‫ىنوز خواب خواب خواب بود‪.‬الؾ ﭘشت ﭘير‪،‬نزديؾ الكى خانـ كو رسيد‪،‬ايستاد‬
‫واوؿ فكر كرد‪ .‬بعد كمى ايف طرؼ وآف طرؼ ار نػﮔػاه كرد‪ .‬انػﮔػار ىنوز مطمئف‬
‫نشده بود‪ ،‬ىنوز تصميـ نگرفتو بود‪ .‬حاال ديگر ىيﭻ اثرى از حيوانات جنگؿ‬
‫نبود‪ .‬ىمو رفتو بودند وفقط او ماند بود والكى خانـ‪ ،‬الؾ ﭘشت ﭘير ىيﭻ ﭼاره‬
‫اى نداشت!‪ /‬كاف األمر عجيباً‪ .‬كاف الماء يتساقط فوؽ أرض الغابة‪ ،‬وكاف يمر‬
‫مف تحت أقداـ السمحفاة‪ ،‬لكنيا الزالت مستغرقة فى النوـ! وصؿ السمحفاء‬
‫العجوز بالقرب مف السمحفاة‪ ،‬وقؼ وفكر أوالً‪ .‬وبعد مدة قصيرة نظر ىنا وىناؾ‪،‬‬
‫كما لو كاف ال يزاؿ غير متأكد‪ ،‬أو أنو لـ يقرر بعد‪ .‬ولـ يكف ىناؾ أى أثر‬
‫لحيوانات الغابة‪ ،‬كانوا قد ذىبوا جميعيـ‪ .‬وبقى ىو والسمحفاة فقط‪ .‬فمـ يكف لديو‬
‫(‪)57‬‬
‫أى ٍ‬
‫خيار!"‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4881‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ففى ىذه األمثمة وغيرىا يتبيف اقتصاد الكاتب فى الروابط المغوية؛ مف‬
‫أجؿ االبتعاد عف الجمؿ المركبة‪ ،‬واستخدامو الجمؿ القصيرة الواضحة التى ال‬
‫تكمؼ الطفؿ عناء فيميا‪ .‬كما تبلحظ الباحثة أنو يفصؿ بيف الجممة واألخرى فى‬
‫ىذه االستشيادات بوساطة الفاصمة (‪ )،‬أو النقطة (‪).‬؛ لتمييز كؿ جممة‪ .‬واذا‬
‫تأممنا ىذه الجمؿ يتضح أف ىناؾ جمبلً تتكوف مف ثبلث كممات‪ ،‬وىناؾ جمؿ‬
‫أخرى تتكوف مف أربع كممات‪ ،‬أو خمس كممات أو ستة أو أكثر‪ ،‬ولكف لـ تزد‬
‫أطوؿ جممة عف إحدى عشرة كممة تقريباً؛ وىو عدد مقبوؿ مف الكممات‪،‬‬
‫والتراكيب المغوية التى تبلئـ عقمية الطفؿ فى ىذه المرحمة العمرية؛ ومف ثـ‬
‫يسيؿ عميو استيعاب معانييا بكؿ يسر‪.‬‬

‫كذلؾ تدلؿ الباحثة – عبر ىذه األمثمة ‪ -‬أف الكاتب لجأ إلى لغة‬
‫واضحة‪ ،‬خالية مف الصعوبة‪ ،‬والغموض‪ ،‬وغريب األلفاظ‪ .‬وقد تشكمت المغة فى‬
‫جمؿ بسيطة غير معقدة؛ لتتفؽ ودرجة النمو المغوى ألطفاؿ المرحمة العمرية‬
‫الموجية إلييـ‪ .‬كما راعى أف تكوف الجمؿ المغوية قصيرة إلى ٍ‬
‫حد ما؛ حتى تتيح‬
‫لمطفؿ أف يدرؾ حوادث القصة‪ ،‬ويتخيميا‪ ،‬فاليدؼ الرئيس مف وراء أية قصة ىو‬
‫أف تصؿ فكرتيا لمطفؿ فى لغة قريبة مف مستواه الفكرى؛ ومف ثـ فميست ىناؾ‬
‫ضرورة لتحميؿ القصة بمضاميف فكرية أعمى مف مستوى تفكير الطفؿ عبر لغة‬
‫تتسـ بالغموض أو التعقيد‪.‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أنو ينبغى عمى كاتب قصص األطفاؿ أف يختار مف‬
‫األلفاظ‪ ،‬والمفردات‪ ،‬والتراكيب المغوية‪ ،‬ما يثير المعانى واألوصاؼ الحسية‬
‫كالمبصرات‪ ،‬والمسموعات‪ ،‬والممموسات‪ ،‬والمتحركات وغيرىا؛ وذلؾ مف غير‬
‫(‪)58‬‬
‫مبالغة أو إسراؼ فى الحميات المغوية‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4884‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫وقد تبدت ىذه السمة بشكؿ واضح أيضاً فى لغة السرد عند عباس قدير‬
‫محسنى؛ إذ الحظت الباحثة فى قصصو القصيرة الموجية لمطفؿ اختياره ‪ -‬بيف‬
‫الحيف واآلخر‪ -‬بعض األلفاظ التى تثير األوصاؼ الحسية التى تُدرؾ بالبصر‪،‬‬
‫أو السمع‪ ،‬أو غيره؛ مما يقرب المعانى مف الطفؿ‪ ،‬ويحرؾ خيالو‪ ،‬فتتجسد صورة‬
‫الوقائع واألحداث فى مخيمتو‪ .‬ومف أمثمة ىذه األلفاظ ما ورد فى قصة (ألؼ قدـ‬
‫وقدـ) مف وصؼ السيد بالبدانة تارةً‪" :‬ىر روز ﭼػاؽ وﭼػاؽ وﭼػاؽ تر مى شد‪/‬‬
‫كؿ يوـ يزيد وزنو يوماً بعد يوـ‪ ،‬ويصبح أكثر بدانة"(‪ ،)59‬والضعؼ تارةً أخرى؛‬
‫إذ تحوؿ إلى "يؾ كرـ بى دست وﭘػا‪ /‬دودة ضعيفة عاجزة"(‪ ،)60‬ووصؼ بطنو‬
‫بالضخامة‪" :‬ﭘػاىا يكى يكى مى رفتند توى شكـ بزرﮔػ ىزار ويؾ ﭘػا‪ /‬وىكذا‬
‫ذىبت األقداـ واحدة تمو األخرى فى بطف السيد (ىزار ويؾ ﭘػا) الضخمة"(‪،)61‬‬
‫ووصؼ مدى غضبو وقوتو‪" :‬وﭘػاىايش ار محكـ تكاف تكاف داد‪ /‬وقاـ بيز‬
‫أقدامو بقوة"(‪)62‬؛ وكميا ٍ‬
‫معاف حسية تدرؾ بالبصر‪.‬‬

‫فضبلً عف وصؼ األغانى الجميمة‪" :‬ﭘػاىا ىـ‪ ،‬ىمػﮔػى با ىـ الاليى‬


‫قشنػﮔػى مى خواندند‪ /‬كانت األقداـ جميعيا تغنى مع بعضيا بعضاً أغانى‬
‫اليدىدة الجميمة"(‪ ،)63‬ووصؼ الضحكات اليادئة‪" :‬والبتو بو ىماف آرامى شب‬
‫قبؿ خنديدند تا ىزار ويؾ ﭘا نفيميد‪ /‬وبالطبع ضحكوا بيدوء الميمة الماضية‬
‫نفسو؛ حتى ال يفيـ السيد (ىزار ويؾ ﭘػا)"(‪)64‬؛ وكميا أوصاؼ حسية تُدرؾ بالسمع‪.‬‬

‫ومف أمثمة األلفاظ التى تثير الصور والمعانى الحسية كالمبصرات‪ ،‬تذكر‬
‫الباحثة األتى مف قصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما)‪" :‬حبوء انػﮔػور‪/‬‬
‫الصغير انجور‪ ،‬ﭼػند بستو عمؼ‪ /‬مجموعة حزـ مف العشب"‪ )65(.‬والمسموعات‬
‫(‪)66‬‬
‫مثؿ قوؿ الصغير انجور‪" :‬ماماف‪ ..‬دد‪ ..‬بو بو‪ /‬أمى‪ ..‬دد‪ ..‬ب ب"‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4885‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫أما فى قصة (السمحفاء العجوز) فقد وردت ألفاظ عبر السرد القصصى‬
‫تصؼ السمحفاء بمدى تقدمو فى السف مثؿ‪" :‬الؾ ﭘشت ﭘػير ﭘػير ﭘػير دوباره‬
‫اطرافش ار با دقت بيشترى نػﮔػاه كرد‪ /‬نظر السمحفاء العجوز حولو مرة أخرى‬
‫بعناية أكثر"(‪ ،)67‬وألفاظ تصؼ شجرة الصنوبر بالضخامة مثؿ‪" :‬الكى خانـ ار‬
‫ﭼػرت‪ /‬كانت السمحفاة‬
‫زير درخت بزرﮔػ كاج وسط وسط وسط جنػﮔػؿ توى يؾ ُ‬
‫فى قيمولة تحت شجرة الصنوبر الضخمة"(‪ ،)68‬وألفاظ تصور ىمع العرسة مثؿ‪:‬‬
‫"راسوى جوانى كو با سرعت از كنارش رد مى شد‪ /‬كانت العرسة تمر مف جانبو‬
‫بسرعة‪ ،‬راسو كو خيمى عجمو بود‪ /‬كانت العرسة عمى عجمة مف أمرىا‪ ،‬راسو‬
‫(‪)69‬‬
‫كما وردت ألفاظ أخرى‬ ‫كو داشت مى دويد‪ /‬العرسة التى كانت تركض"‪.‬‬
‫مثؿ‪" :‬سر وصداى جنػﮔػؿ‪ /‬صخب الغابة وضجتيا‪ ،‬يؾ خميازه ى بمند بمند بمند‬
‫عاؿ‪ ،‬صدايش ار صاؼ كرد وبو آرامى ﮔػفت‪ /‬رقؽ صوتو‬ ‫بصوت ٍ‬‫ٍ‬ ‫كشيد‪ /‬تثائب‬
‫وقاؿ بيدوء"‪ )70(.‬وىذه األلفاظ جميعيا توضح الصورة الحسية والبصرية والسمعية‪.‬‬

‫ومف المبلحظ عمى لغة السرد القصصى عند عباس قدير محسنى ظاىرة‬
‫التكرار المغوى‪ ،‬سواء أكاف تكرار كممة‪ ،‬أـ تكرار جممة‪ ،‬أـ تكرار عبارة‪ ،‬وىو أمر‬
‫إيجابى يحسب لمكاتب؛ إذ يستيدؼ التأكيد عمى بعض المعمومات حتى تثبت فى‬
‫ذىف الطفؿ‪ ،‬بؿ ينبيو لمتركيز عمى أمر محدد؛ حتى يفيـ أبعاد الفكرة‬
‫المطروحة؛ فإف "مف جماليات المغة فى حكايات األطفاؿ استعماؿ أسموب‬
‫التكرار؛ ألنو مف األساليب المغوية المحببة عند األطفاؿ‪ .‬كما أف لو ىدفاً تعميمياً‬
‫(‪)71‬‬
‫يتمثؿ فى تأكيد المعمومة فى ذىف الطفؿ؛ مف خبلؿ إعادتيا"‪.‬‬

‫ويحمؿ أسموب التكرار فى طياتو فوائد فنية أخرى تتعدى ذلؾ؛ فالوحدة‬
‫المغوية المكررة التظمكما ىى‪ ،‬بؿ تصبح أخرى بمجرد أف تخضع لمتكرار؛ إذ نق أر‬
‫فى المقطع المكرر المعنى المباشر المقصود‪ ،‬وشيئاً آخر يكمف خمفو(‪)72‬؛ ومف‬
‫ثـ فإف أسموب التكرار يسيـ فى إثارة الطاقة اإليحائية لمكممات‪ ،‬وتفجير طاقة المغة‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4886‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫وقد تجمت سمة التكرار المغوى فى قصصو القصيرة الموجية لمطفؿ‬


‫بوضوح‪ ،‬بؿ تتوافر فييا بأشكاؿ متنوعة‪ ،‬ففى قصة (ألؼ قدـ وقدـ) ‪ -‬عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ ‪ -‬تكرر اسـ (آقاى ىزار ويؾ ﭘػا‪ /‬السيد ألؼ قدـ وقدـ)‪ ،‬وتكررت‬
‫كممة (ﭘػاىا‪ /‬األقداـ) مرات كثيرة فى مواضع عدة عبر السرد القصصى؛ وذلؾ‬
‫لمتنبيو عمى أنيما المحور الرئيس لؤلحداث‪ ،‬فعبر عبلقة السيد بأقدامو األلؼ‬
‫تنكشؼ الفكرة الرئيسة‪ ،‬وتتصاعد األحداث‪ ،‬وتتشابؾ‪ ،‬وتتأزـ‪ .‬كذلؾ تكررت‬
‫كممتى‪( :‬خواب‪ /‬النوـ) و(غذا‪ /‬الطعاـ) كثي اًر جداً فى أكثر مف موضع منذ‬
‫البداية‪ ،‬مع اقترانيما باألقداـ تارةً‪ ،‬وبالسيد تارةً أخرى؛ فالسيد ىو مف يطالب‬
‫أقدامو بالطعاـ‪ ،‬ثـ يناـ منتظ اًر عودتيا بو إليو‪ ،‬واألقداـ ىى التى تبحث عف‬
‫الطعاـ‪ ،‬وتقدمو إلى السيد‪ ،‬وقد أ ُْرِىقت مف كثرة البحث عف الطعاـ‪ ،‬وقمة النوـ؛‬
‫ومف ثـ فإف تكرار الكممتيف كثي اًر عبر األحداث فجر طاقتيما اإليحائية‪،‬‬
‫وأكسبيما عمقاً؛ إذ خرجتا عف معناىما المباشر‪ ،‬وأصبحتا بمثابة وسيمتى إمتاع‬
‫وتعذيب؛ فالطعاـ والنوـ وسيمتا إمتاع لمسيد طواؿ األحداث‪ ،‬لكنيما بمثابة تعذيب‬
‫يسبب المعاناة لؤلقداـ‪ ،‬وفى الوقت نفسو تعكس الكممتاف مدى القير الذى‬
‫يمارسو السيد عمى أقدامو عمى الرغـ مف المعنى اإليجابى ليما؛ مما يؤكد عمى‬
‫أف السيد الىـ لو فى الحياة سوى الطعاـ ثـ النوـ‪ ،‬فما يكاد يناـ إال ويستيقظ‬
‫متميفاً عمى الطعاـ‪ ،‬فيأكؿ ثـ يناـ‪ ،‬ثـ يستيقظ‪ ،‬وىكذا‪.‬‬

‫كما تكررت الكممة الواحدة مرتيف متتاليتيف‪ ،‬أو ثبلث مرات متتالية‬
‫تباعاً‪ ،‬بيدؼ تعميؽ بعض الصفات‪ ،‬مثؿ تكرار جممة‪( :‬مى خورد‪ /‬كاف يأكؿ)‬
‫واقترانيا بالسيد مثؿ‪( :‬او مى خورد ومى خورد ومى خورد‪ /‬كاف يأكؿ ويأكؿ‬
‫ويأكؿ)؛ لمكشؼ عف صفة النيـ التى يتسـ بيا‪ ،‬فيو يأكؿ بنيـ وشره طواؿ‬
‫اليوـ؛ والدليؿ عمى ذلؾ أف وزنو قد ثقؿ‪ ،‬وازدادت بدانتو‪ .‬وكذلؾ تكرار كممة‬
‫(الغرتر‪ /‬أنحؼ) واقترانيا باألقداـ‪" :‬وﭘػاىا كو فقط راه رفتف وغذا ﭘػيدا كردف بمد‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4887‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫بودند‪ ،‬ىر روز الغر والغر والغر تر مى شدند‪ /‬واألقداـ تعرؼ فقط الذىاب‪،‬‬
‫والبحث عف الطعاـ‪ ،‬وتصير أنحؼ‪ ،‬وأنحؼ‪ ،‬وأنحؼ"(‪)73‬؛ وىو تكرار يشى‬
‫بمدى سوء الحاؿ الذى صارت إليو األقداـ‪.‬‬

‫وتكرار كممة الجوع أو جممة (ﮔػرسنو اش شده بود‪ /‬قد كاف جائعاً) أكثر‬
‫مف مرة فى ذروة األحداث مثؿ‪" :‬از ىموء ايف بدتر ﮔػرسنو اش شده بود‪.‬‬
‫خيمى ىـ ﮔػرسنو اش شده بود‪ ،‬وايف آخرى آف قدر بو او فشار آورد‪/‬‬
‫واألسوء مف كؿ ىذا أنو قد كاف جائعاً‪ ،‬وقد كاف جوعو يشتد ويضغط عميو"(‪)74‬؛‬
‫فيو تكرار يؤكد عمى حالة الجوع الشديدة التى اجتاحت السيد بعد أف عاقبتو‬
‫أقدامو‪ ،‬ورفضت أف تبحث لو عف الطعاـ؛ مما ييىء ذىف الطفؿ لما سيحدث‬
‫مف جرـ بشع‪ ،‬وكأنو يضع المبرر‪ ،‬أو الباعث الذى يدفع السيد اللتياـ أقدامو بنيـ‪.‬‬

‫كذلؾ نبلحظ تكرار النقيضيف كثي اًر وىما‪( :‬صبح‪ ،‬شب‪ /‬الصباح‪ ،‬الميؿ)‬
‫لمتعبير عف الحياة الروتينية المتكررة التى يحياىا الطرفاف‪ :‬السيد‪ ،‬واألقداـ؛ فيو‬
‫ما بيف الصباح والميؿ يتناوؿ الطعاـ أكثر مف مرة‪ ،‬ثـ يتمدد حتى يأتى الميؿ‬
‫فيناـ عمى صوت األقداـ وىى تغنى لو بعض أغنيات اليدىدة الجميمة‪ ،‬ثـ‬
‫يستيقظ فى الصباح ليتناوؿ الطعاـ‪ ،‬وىكذا‪ .‬أما األقداـ فيى ما بيف الصباح‬
‫والميؿ تستيقظ لتبحث لمسيد عف الطعاـ‪ ،‬وتقدمو لو‪ ،‬ثـ تبحث لو عف مزيد مف‬
‫الطعاـ‪ ،‬وما إف يحؿ الميؿ تغنى لو حتى يفقد جميعيـ وعيو مف شدة التعب‪ ،‬ثـ‬
‫تستيقظ فى صباح اليوـ التالى تبحث لو عف الطعاـ وىكذا؛ فالجميع يسير عمى‬
‫نمط واحد متكرر‪ ،‬وحياة رتيبة ال جديد فييا؛ فالسيد يعيش فى رفاىية دوماً‪،‬‬
‫واألقداـ تتعذب باستمرار‪ ،‬وىو ما يميد لتمرد األقداـ عمى السيد‪ ،‬كما يميد لغرس‬
‫قيمة الشجاعة فى نفوس األطفاؿ‪ ،‬مثمما تشجعت األقداـ ورفضت ىذا الظمـ‬
‫الواقع عمييا‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4888‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫وفى قصة (السمحفاء العجوز) ظير التكرار المغوى بوضوح أيضاً؛‬


‫فتكررت كممة (جنػﮔػؿ‪ /‬الغابة) مرات كثيرة؛ لتذكير الطفؿ بيف الحيف واآلخر بأف‬
‫الغابة ىى المكاف الذى تدور فيو األحداث‪ ،‬والتأكيد عمى ذلؾ‪ .‬وتكررت كممة‬
‫(سر وصدا‪ /‬صخب) كثي اًر؛ لمتأكيد عمى حالة الذعر واليمع التى تنتاب حيوانات‬
‫الغابة‪ .‬وتكررت كممة (توفاف‪ /‬الطوفاف) أكثرمف مرة؛ لمتأكيد عمى جسامة الخطر‬
‫الذى سيجتاح الغابة‪ .‬وتكررت تساؤالت السمحفاء العجوز كثي اًر مثؿ‪( :‬ﭼػرا؟‪/‬‬
‫لماذا)‪ ،‬و(براى ﭼػى؟ مف أجؿ ماذا؟)‪ ،‬و(اينجا ﭼػو خبره؟‪ /‬ماذا يحدث ىنا؟)‬
‫وغيرىا؛ ليشى بعدـ إدراكو بما يدور حولو مف أحداث بسبب نومو الكثير‪،‬‬
‫وغفواتو المتكررة التى تستمر الواحدة منيا ستة أشير؛ ومف ثـ أصبح مغيباً عف‬
‫الواقع‪ ،‬وما يحدث فيو؛ لمدرجة التى يصبح معيا السمحفاء غير مدرؾ لما يدور‬
‫حولو مف أمور‪ ،‬وأىواؿ‪.‬‬

‫وتكررت جممة "ىمو داراف با جفت خودشاف مى رف باالى تػﭘػو‪/‬‬


‫الجميع يصعدوف أعمى الجبؿ مع أزواجيـ"(‪)75‬؛ مما يكشؼ عف مدى الرغبة فى‬
‫البقاء‪ ،‬فالكؿ يحاوؿ أف ينقذ نفسو وحياتو عف طريؽ الصعود إلى أعمى الجبؿ؛‬
‫لبلحتماء داخؿ سفينة نوح؛ ومف ثـ يصور التكرار غريزة التمسؾ بالحياة أماـ‬
‫خطر الموت‪ ،‬كما يكشؼ عف ضرورة التفكير الجيد وقت األزمات‪ ،‬وحسف‬
‫التصرؼ المطموب‪.‬‬

‫وتكررت (كشتى نوح‪ /‬سفينة نوح) أيضاً؛ لمتأكيد عمى أنيا وسيمة النجاة‬
‫المثمى مف الطوفاف‪ .‬كما تكررت كممة (جاف‪ /‬عزيزتى) التى يتفوه بيا السمحفاء‬
‫العجوز حيف يطمب مف العرسة أف تجيبو عف تساؤالتو‪ ،‬وتفسر لو حيرتو تجاه ما‬
‫يحدث حولو فى الغابة مف صخب‪ ،‬فيقوؿ‪" :‬آىاى راسو جاف! راسو جاف ﭼػو‬
‫خبر شده‪ /‬عزيزتى العرسة! ماذا حدث عزيزتى العرسة؟"(‪)76‬؛ وىى صيغة تحمؿ‬
‫قد اًر مف المودة‪ ،‬والتقدير؛ ومف ثـ فإف تكرارىا ُيعد وسيمة لمتأكيد عمى أىمية‬
‫مخاطبة اآلخريف بكؿ تقدير؛ حتى يستجيبوا لمطالبنا‪ ،‬فمف يطمب مساعدة‪ ،‬أو‬
‫عوناً مف اآلخريف ينبغى عميو أف يطمبو بأسموب ميذب‪ ،‬والئؽ‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4889‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫كذلؾ الحظت الباحثة أف المفظة الواحدة تتكرر مرتيف متتاليتيف تباعاً أو‬
‫أكثر‪ ،‬عند اقترانيا بأمر ما‪ ،‬مثؿ "الؾ ﭘػشت ﭘػير كو خيمى خيمى خيمى تعجب‬
‫كرده بود‪ ،‬كمى فكر كرد‪ /‬فكر السمحفاء العجوز– الذى كاف متعجباً جداً جداً‬
‫جداً – قميبلً"(‪)77‬؛ وىنا تكررت لفظة (خيمى‪ /‬جداً) ثبلث مرات متتالية تباعاً وراء‬
‫بعضيا بعضاً؛ لمتأكيد عمى اإلمعاف فى حالة التعجب التى تتممكو بسبب‬
‫الصخب الذى يحدث حولو فى الغابة‪ .‬كما تكررت جممة (حسابى حسابى‬
‫حسابى تعجب كرده بود‪ /‬كاف متعجباً جداً) مرة أخرى؛ مما يفجر الطاقة‬
‫اإليحائية لمجممة‪ ،‬فتكشؼ عف عدـ إدراكو لمخطر الجسيـ المحيط بو؛ بسبب‬
‫غفواتو المتكررة‪.‬‬

‫أما عف عنصرى‪ :‬الزماف‪ ،‬والمكاف فى القصص الثبلث؛ فتشير الباحثة‬


‫أوالً إلى عنصر الزماف‪ ،‬موضحة أف ىذه القصص اعتمدت عمى الزماف المفتوح؛‬
‫أى ليس ىناؾ تحديد صريح ومباشر لمزماف أو العصر الذى تدور فيو األحداث؛‬
‫مما يمنحو صفة الشموؿ؛ مما يعنى إمكانية حدوث ىذه الوقائع أو مثيمتيا فى‬
‫أى وقت وحيف؛ فالزماف المفتوح "فضبلً عف أنو ممتد طوالً‪ ،‬فيو مبيـ‪ ،‬وغير‬
‫محدود؛ وىو فى األغمب قديـ الزماف‪ ،‬وسالؼ العصر واألواف"‪ )78(.‬وقد تضمنت‬
‫ىذه القصص بعض اإلشارات الزمنية المتنوعة التى تدؿ عمى عمؽ زمف‬
‫األحداث؛ فتارة تحوى بعض اإلشارات الزمنية التى تشير إلى الصباح‪ ،‬والمساء‪،‬‬
‫ومرور األياـ‪ ،‬كما فى قصة (ألؼ قدـ وقدـ) مف دوف اإلشارة إلى عصر‬
‫األحداث‪ ،‬ويكرر ىذه اإلشارات‪ ،‬ومنيا‪( :‬ىر روز صبح زود‪ /‬كؿ يوـ فى‬
‫الصباح الباكر‪ ،‬شب كو مى شد‪ /‬عندما يأتى الميؿ‪ ،‬روز بو روز‪ /‬يوماً بعد‬
‫يوـ‪ ،‬روزىا ىمينطور مى ﮔػذشت‪ /‬ىكذا كانت تمر األياـ‪ ،‬ساعات ىا‪ /‬لساعات‬
‫طويمة‪ ،‬معموـ نيست ﭼػو قدر طوؿ كشيد‪ /‬ليس معموماً كـ المدة التى‬
‫استغرقتيا)‪ ،‬وغيرىا؛ وكميا عبلمات تشير إلى زمف مبيـ وغير محدد‪ ،‬وىو فى‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪488:‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫الغالب فى قديـ الزماف‪ ،‬لكنيا توحى بالديمومة‪ ،‬واالستمرار – فى الوقت ذاتو ‪-‬‬
‫حيث ديمومة تسمط الظالـ مف ناحية‪ ،‬وتضاعؼ معاناة المظموـ بسبب استمرار‬
‫فعؿ التسمط الواقع عميو مف ناحية أخرى؛ ومف ثـ وفؽ الكاتب فى توظيؼ‬
‫اإلشارات الزمنية؛ لبمورة مغزى محدد يرتبط بالفكرة الرئيسة‪.‬‬

‫وتارةً ثانية تتبدى بعض اإلشارات الزمنية التى توحى بالزمف الماضى‬
‫كاستخداـ األفعاؿ الماضية‪ ،‬وىى كثيرة‪ ،‬منيا عمى سبيؿ المثاؿ ما ورد فى قصة‬
‫(جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما) مثؿ‪" :‬در زد‪ /‬طرؽ‪ ،‬تصميـ ﮔػرفت‪ /‬قرر‪،‬‬
‫خيمى عجيب بود‪ /‬كاف عجيباً جداً"(‪ ،)79‬وغيرىا‪ .‬وفى القصة – ذاتيا –‬
‫لجأ أيضاً إلى أسموب وصؼ مرور مدة زمنية ما ب ػ (مدت ىا‪ /‬وقت طويؿ)‪،‬‬
‫كما ورد فى عبارة "رفتند بيروف خانو تا بو بػﭼػو ﮔػرﮔػيا بػﮔػويند ﭘػدر آنيا بعد‬
‫از مدت ىا برﮔػشتو است‪ /‬خرجوا مف المنزؿ ليخبروا صغار الذئب أف والدىـ‬
‫(‪)80‬‬
‫وكميا عبلمات توحى بوقوع األحداث فى الزماف‬ ‫قد عاد بعد وقت طويؿ"‪.‬‬
‫القديـ المبيـ‪.‬‬

‫وتارةً ثالثة ترتبط األحداث بشخصية ما عاشت منذ قروف فى قديـ‬


‫الزماف؛ ومف ثـ ينتقؿ الفضاء الزمانى لمقصة إلى عمؽ الزمف؛ إذ ُيستدؿ عمى‬
‫زمف األحداث عف طريؽ العصر القديـ الذى عاشت فيو ىذه الشخصية أو تمؾ‪،‬‬
‫كما فى قصة (السمحفاء العجوز) التى ُيستدؿ عمى زمنيا عف طريؽ ارتباط‬
‫أحداثيا بوقائع الطوفاف‪ ،‬وسيدنا نوح‪ ،‬وسفينتو؛ وىو نوع مف اإلخبار الرمزى؛‬
‫إذ ُيرمز بشخصية سيدنا نوح إلى الزمف الماضى‪ ،‬فيدرؾ القارىء أف القصة‬
‫دارت فى الماضى فى عصر سيدنا نوح؛ أى منذ ٍ‬
‫قروف عدة‪.‬‬

‫وىكذا تبلحظ الباحثة أف الكاتب قد أطمؽ الفضاء الزمانى فى القصص‬


‫الثبلث‪ ،‬بحيث يعود باألحداث إلى زمف قديـ مجيوؿ فى بعضيا‪ ،‬وزمف قديـ‬
‫معموـ ‪ -‬فى بعضيا اآلخر ‪ -‬يضرب بجذوره فى الماضى السحيؽ‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫;‪488‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫أما بالنسبة إلى الفضاء المكانى فى قصص األطفاؿ فبل يمكف إغفالو؛‬
‫إذ يحتؿ المكاف أىمية كبرى؛ فيبتدى فى معظـ األحياف بوصفو جزًءا رئيساً مف‬
‫مجرى القصة‪ ،‬وعنص اًر فاعبلً فيو؛ لذلؾ يؤثر فى الشخصيات‪ ،‬بؿ تتأثر بو‬
‫الوقائع واألحداث‪ ،‬كما تنبع أىميتو أيضاً مف كونو أنو "يجعؿ مف أحداثيا بالنسبة‬
‫لمقارىء شيئاً محتمؿ الوقوع‪ ،‬بمعنى أنو يوىـ بواقعيتيا؛ فمف الطبيعى أف أى‬
‫حدث اليمكف أف نتصور وقوعو إال ضمف إطار مكانى معيف"(‪)81‬؛ ومف ثـ ال‬
‫يمكف االستغناء عف عنصر المكاف فى القصص القصيرة لمطفؿ‪.‬‬

‫وقد اعتمد ُكتاب فف القصة عمى تقنيات عدة فى بناء األمكنة داخؿ‬
‫أعماليـ‪ ،‬مثؿ‪( :‬الوصؼ)؛ وىو يعنى رسـ المكاف بوساطة المغة‪ ،‬وتحويمو إلى‬
‫لوحة عبر الكممات‪ )82(.‬و(القص)؛ إذ "يكتسب المكاف مبلمحو بشكؿ غير مباشر‬
‫عف طريؽ سرد أحداث قصة تجرى فى إىابو‪ ،‬أوعف طريؽ عرض تفاصيمو‪،‬‬
‫(‪)83‬‬
‫و(مبلمح الشخصيات)؛ والمقصود بيا‬ ‫وموجوداتو‪ ،‬واطاره بشكؿ قصصى"‪.‬‬
‫أف "يتمكف القارىء ‪ -‬أحياناً ‪ -‬مف إدراؾ مبلمح المكاف عف طريؽ األشخاص‬
‫(‪)84‬‬
‫المتحركيف فوقو عمى طريقة تجريد الصفة مف عناصر الموصوؼ"‪.‬‬

‫وفى ىذه القصص الثبلث تبلحظ الباحثة أف الكاتب لـ يمجأ إلى‬


‫(الوصؼ) فى بناء األمكنة؛ إذ لـ يخصص مقاطع وصفية يسيب بوساطتيا فى‬
‫ذكر مبلمح األمكنة وتفاصيميا‪ ،‬ولـ يعوؿ عمى (مبلمح الشخصيات) فى إدراؾ‬
‫طبيعة المكاف وتفاصيمو‪ ،‬لكنو اعتمد بشكؿ رئيس عمى (القص) فى بمورة مبلمح‬
‫األمكنة كالمنزؿ فى قصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما)‪ ،‬وكالغابة فى‬
‫قصة (السمحفاء العجوز)‪ ،‬وغيرىا؛ فكانت ىذه األمكنة تتحدد بشكؿ غير مباشر‬
‫ضمنو الكاتب بعض اإلشارات الخاطفة‬‫عبر السرد القصصى لؤلحداث‪ ،‬والذى ُي َ‬
‫والمقتضبة لممكاف فى سياؽ القصة‪ ،‬فتأتى ىذه اإلشارات الخاطفة غير منفصمة‬
‫عف السرد أو القص‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫<‪488‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ففى قصة (ألؼ قدـ وقدـ) لـ تُخصص مقاطع وصفية مسيبة لممكاف‪،‬‬
‫بؿ اتضحت مبلمح المكاف عبر إشارة وحيدة مقتضبة جاء ذكرىا فى النياية؛‬
‫إذ ورد فى خاتمة القصة‪" :‬درست بعد از خوردف ايف ﭘا‪ ،‬ىزار ويؾ ﭘػا تبديؿ شد‬
‫بو يؾ كرـ بى دست وﭘػا وخزيد توى خاؾ وشد كرـ خاكى واز ىماف جا دنباؿ‬
‫غذا ﮔػشت‪ /‬تحولت ىذه القدـ بعد األكؿ مباشرةً مف ألؼ قدـ وقدـ إلى دودة‬
‫ضعيفة عاجزة‪ ،‬تزحؼ فى التراب‪ ،‬بؿ أصبحت تبحث عف الطعاـ مف نفس‬
‫المكاف"(‪)85‬؛ وعبر ىذه اإلشارة الخاطفة يدرؾ القارىء أف األحداث ال تدور فى‬
‫مياة البحر‪ ،‬أو فوؽ سحب السماء‪ ،‬بؿ فى تراب األرض‪.‬‬

‫كما تضمنت قصة (جميع اآلباء سوؼ يختفوف يوماً ما) إشارات‬
‫مقتضبة عف المكاف‪" :‬آقا ﮔػرﮔػو خيمى خيمى ﮔػيج شده بود‪ .‬اتاؽ داشت كـ كـ‬
‫دور سرش مى ﭼػرخيد كو ﭼػشمش افتاد بو قاب عكس روى ديوار وخشكش‬
‫زد‪ .‬شنػﮔػوؿ كو حواسش بود ﮔػفت‪ :‬بابا تو اصال عوض نشدى‪ ،‬درست مثؿ‬
‫عكست ىستى‪ /‬كاف الذئب يشعر بالدوار الشديد‪ ،‬وكانت الغرفة تدور حوؿ رأسو‬
‫رويداً رويداً؛ حتى وقعت عيناه عمى إطار صورة عمى الحائط‪ ،‬وأصيب بالذىوؿ‪،‬‬
‫(‪)86‬‬
‫فقاؿ شنجوؿ بكؿ اىتماـ‪ :‬إنؾ لـ تتغير مطمقاً يا أبى‪ ،‬تماماً مثؿ صورتؾ"‪.‬‬
‫وىكذا قد حمؿ ىذا السرد فى طياتو ما يفيد بأف مكاف األحداث عبارة عف غرفة‬
‫وحيدة ُعمقت عمى أحد جدرانيا صورة لمذئب‪.‬‬

‫فيشار إلى مكاف األحداث فى الغابة‬ ‫أما فى قصة (السمحفاء العجوز) ُ‬


‫مف دوف أف توصؼ مبلمحو‪ ،‬وتفاصيمو‪ ،‬فتروى القصة‪" :‬يكػ الؾ ﭘػشت ﭘػير ﭘػير‬
‫(‪)87‬‬
‫ﭼػرت مى زد‪ /‬كاف ىناؾ سمحفاء عجوز يغفو فى الغابة"‪.‬‬
‫ﭘػير توى جنػﮔػؿ ُ‬

‫وحيف انتقمت األحداث إلى وسط الغابة ورد أف السمحفاء العجوز "آراـ‬
‫آراـ آراـ حركت كرد ورفت طرؼ درخت بزرﮔػ كاج وسط جنػﮔػؿ‪ .‬جايى كو الكى‬
‫خانـ ‪ 050‬ساؿ قبؿ آنجا بود‪ /‬تحرؾ ببطء شديد‪ ،‬وذىب ناحية شجرة الصنوبر‬
‫الضخمة وسط الغابة؛ حيث المكاف الذى كانت تقبع فيو السمحفاة قبؿ مائتيف‬
‫(‪)88‬‬
‫وخمسيف عاماً"‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4891‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ومف المبلحظ أنو فى قصص األطفاؿ تتنوع األمكنة ما بيف (المكاف‬


‫المتخيؿ)؛ وىو فضاء غير محدد وغير حقيقى‪ ،‬مثؿ‪ :‬بيوت الجنيات‪ ،‬ومغارة‬
‫المصوص‪ ،‬والمصباح السحرى‪ ،‬وغيره‪ ،‬وىو ما ينقؿ المكاف إلى مستوى‬
‫الفانتازيا‪ ،‬وتجتذب ىذه األمكنة الكثير مف الحالميف؛ ألنيا تدفع الناس نحو الحمـ‬
‫(‪)89‬‬
‫والخياؿ‪ ،‬ومنيـ األطفاؿ‪.‬‬

‫و(المكاف المتعيف)؛ ىو ليس مكاناً خيالياً‪ ،‬بؿ لو وجود فى الواقع‪،‬‬


‫(‪)90‬‬
‫ويمكف لمطفؿ أف يتعامؿ معو‪ ،‬أو يراه‪ ،‬كالشارع‪ ،‬أو المدينة‪ ،‬أو القرية‪ ،‬أو غيره‪.‬‬

‫وقد وظؼ الكاتب النوع الثانى فقط مف األمكنة داخؿ القصص الثبلث؛‬
‫فإف تراب األرض فى قصة (ألؼ قدـ وقدـ)‪ ،‬والمنزؿ فى قصة (جميع اآلباء‬
‫سوؼ يختفوف يوماً ما)‪ ،‬والغابة فى قصة (السمحفاء العجوز) تُعد نماذج لممكاف‬
‫المتعيف الذى لو وجود واقعى‪.‬‬

‫وىكذا فإف األمكنة التى وردت فى ىذه القصص عمى ىذه الشاكمة تقرب‬
‫الوقائع واألحداث مف ذىف الطفؿ‪ ،‬وتجعميا سيمة االستيعاب‪ ،‬فضبلً عف أف‬
‫الفضاء المكانى لعب ىنا دو اًر ميماً فى بناء األحداث‪ ،‬واحتوائيا‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4894‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫نتػائػج البحػػث‬
‫‪ -‬كشفت بنية السرد عند عباس قدير محسنى عف قدرتو عمى صياغة عناويف‬
‫ٍ‬
‫بشكؿ جيد؛ إذ اتسمت ىذه العناويف بالتنوع‪ ،‬والوضوح‪،‬‬ ‫قصصو الموجية لمطفؿ‬
‫وجاءت مختصرة‪ ،‬غير مضممة‪ ،‬تبتعد عف الرمزية‪ ،‬بؿ تكشؼ عما تحويو‬
‫القصص مف مضاميف وأفكار؛ مما يمنع تسرب الحيرة إلى الطفؿ‪ ،‬ويثير‬
‫تشويقو‪ ،‬وفضولو‪.‬‬

‫‪ -‬تأسست بنية السرد عند الكاتب عمى أسموب التتابع المتصاعد الذى يتكوف‬
‫مف‪ :‬بداية‪ ،‬ووسط‪ ،‬ونياية‪.‬‬

‫‪ -‬نجحت بنية السرد فى أعمالو فى طرح قيـ ومضاميف متنوعة‪ ،‬تراوحت ما بيف‬
‫العجائبية‪ ،‬والفكاىة‪ ،‬فضبلً عف الثيمة الدينية؛ مما يبعث عمى اإلثارة‪ ،‬والتشويؽ‪.‬‬

‫‪ -‬حققت بنية السرد قد اًر كبي اًر مف التنوع فى رسـ شخصيات القصص الثبلث‬
‫مابيف شخصيات رئيسة وأخرى ثانوية‪ ،‬وشخصيات ثابتة وأخرى متنامية‪،‬‬
‫وشخصيات صالحة وأخرى شريرة‪.‬‬

‫‪ -‬صورت بنية السرد فى القصص الثبلث نوعيف مف الصراع‪( :‬صراع داخمى)‬


‫يدور فى نفس الشخصية مف الداخؿ؛ وذلؾ إلبراز بعض المشاعر واألحاسيس‬
‫المختمفة التى تنتابيا‪ .‬و(صراع خارجى) ينشب بيف شخصيات القصة؛ وذلؾ‬
‫لينتصر فى النياية لمفكرة المطروحة‪ ،‬ويبمورىا‪.‬‬

‫‪ -‬تبمورت شخصية الراوى عبر صوت الكاتب؛ إذ لـ يكف لشخصية الراوى‬


‫حضور صريح‪ ،‬وكاف نمط (الراوى كمى المعرفة) ىو المظير المسيطر عمى‬
‫محور السرد فى القصص الثبلث‪ ،‬وقد تجسدت العبلقة بيف صوت الراوى‬
‫وصوت الشخصيات الحكائية فى القصص الثبلث عبر األسموبيف‪( :‬المباشر)‪،‬‬
‫و(غير المباشر)‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4895‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫‪ -‬صيغت بنية السرد فى ىذه القصص عبر لغة اتسمت بوضوحيا‪ ،‬وبساطتيا‪،‬‬
‫وقصر جمميا‪ ،‬وقد اعتمدت ىذه المغة عمى بعض المفردات واأللفاظ التى تثير‬
‫األوصاؼ الحسية التى تُدرؾ بالبصر‪ ،‬أو السمع‪ ،‬أو غيره؛ حتى تُقرب المعانى‬
‫مف الطفؿ‪ ،‬وتثير خيالو‪ ،‬كما توافرت فييا سمة التكرار المغوى؛ بيدؼ تثبيت‬
‫بعض المعمومات فى ذىف الطفؿ‪ ،‬والتركيز عمى أمور محددة توضح أبعاد الفكرة‬
‫المطروحة‪.‬‬

‫‪ -‬أبرزت بنية السرد الفضاء الزمانى بوضوح فى األعماؿ القصصية عند‬


‫الكاتب؛ إذ وظؼ الزمف المفتوح فى القصص الثبلث؛ أى إطبلؽ الزماف دوف‬
‫تحديد صريح لمعصر الذى تدور فيو األحداث؛ مما يمنحو صفة الشموؿ؛ أى‬
‫إمكانية حدوث ىذه الوقائع وغيرىا فى أى زمف‪.‬‬

‫‪ -‬كذلؾ بمورت بنية السرد مبلمح الفضاء المكانى فى القصص الثبلث عبر‬
‫أسموب القص؛ فكانت األمكنة تتحدد بشكؿ غير مباشر عف طريؽ سرد قصة‬
‫تجرى فى إىابيا‪ ،‬وقد صورت ىذه القصص نماذج لممكاف المتعيف الذى لو وجود‬
‫واقعى‪ ،‬حتى تقرب الوقائع واألحداث مف ذىف الطفؿ‪ ،‬وتجعميا سيمة االستيعاب؛‬
‫فيستطيع أف يفيـ معناىا‪ ،‬ومغزاىا‪.‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4896‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ىػػػوامػػش البحػػث‬
‫‪ -1‬عباس قدير محسنى‪ :‬داستاف (ىزار ويكػ ﭘػا)‪( ،‬مجموعو داستاف كودكػ) توى شكـ ايف ﮔػرﮔػ ﭼػو‬
‫خبر است؟‪ ،‬امير كبير‪ ،‬تيراف‪.1391 ،‬‬
‫‪ -2‬عباس قدير محسنى‪ :‬داستاف (ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند)‪( ،‬مجموعو داستاف كودكػ) توى‬
‫شكـ ايف ﮔػرﮔػ ﭼػو خبر است؟‪ ،‬امير كبير‪ ،‬تيراف‪.1391 ،‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير)‪( ،‬مجموعو داستاف كودكػ) توى شكـ‬ ‫‪ -3‬عباس قدير محسنى‪ :‬داستاف (يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫ايف ﮔػرﮔػ ﭼػو خبر است؟‪ ،‬امير كبير‪ ،‬تيراف‪.1391 ،‬‬
‫‪ -4‬مريـ جبللى‪ :‬ندوة بعنواف(أدب األطفاؿ فى العراؽ وايراف)‪ ،‬موقع الوفاؽ أونبليف‪ 10 ،‬أكتوبر ‪.2018‬‬
‫‪- http://www.al-vefagh.com/News/234741.html‬‬

‫األدب الفارسى‪-https://www.marefa.org/‬‬ ‫‪ -5‬انظر‪ ،‬معرفة‪،‬األدب الفارسى‬


‫‪ -6‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫عباس قدير محسنى ‪– https://fa.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫‪ -7‬ويكى ﭘػيديا دانشناموء آزاد‬
‫وانظر‪ ،‬عباس قدير محسنى‪ ،‬ﭘػايگاه مجبلت تخصصی نور‪ 4،‬آوريؿ ‪۸۱۰۲‬‬
‫عباس قدير محسنى‪- https://www.noormags.ir/view/fa/creator/‬‬

‫‪ -8‬انظر‪ ،‬سمر روحى الفيصؿ‪ :‬الخصائص المغوية ألدب الناشئة‪ ،‬مجمة التربية‪ ،‬قطر‪،118/25 ،‬‬
‫‪ ،1996‬ص‪.205‬‬
‫‪ -9‬عبدالقادر أبو شريفة‪ :‬الكتابة الوظيفية‪ ،‬دار حنيف‪ ،‬األردف‪ ،1994 ،‬ص‪.27‬‬
‫وانظر‪ ،‬صديقو ىاشمى نسب‪ :‬كودكاف وادبيات رسمى ايراف‪ ،‬نشر سروش‪ ،‬تيراف‪ ،1371 ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -10‬يوسؼ الشارونى‪ :‬دراسات فى القصة القصيرة‪ ،‬دار طبلس‪ ،‬دمشؽ‪ ،1989 ،‬ص‪.34‬‬
‫وانظر‪ ،‬ليمى ايمف (آىى) وديػﮔػراف‪ :‬ﮔػذرى در ادبيات كودكاف‪ ،‬ﭼػاپ سوـ‪ ،‬نشر شوراى كتاب‬
‫كودؾ‪ ،‬تيراف‪ ،1396 ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ -11‬عبد العزيز عبد المجيد‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -12‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -13‬يوسؼ الشارونى‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫وانظر‪ ،‬آسيو ذبيح نيا عمراف‪ ،‬وحسيف بردخونى‪ :‬تاريخ ادبيات كودكاف نوجواناف در ايراف‪ ،‬نشر‬
‫فدؾ ايساتيس‪ ،‬تيراف‪ ،‬ب ت‪ ،‬ص‪.223‬‬
‫‪ -14‬أرسطو‪ :‬فف الشعر‪ ،‬ترجمة‪ :‬إبراىيـ حمادة‪ ،‬ىبل لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،1999 ،‬ص‪.128‬‬
‫‪ -15‬سمير سرحاف‪ :‬مبادىء عمـ الدراما‪ ،‬ىبل لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،2000 ،‬ص ص‪.63 ،61‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4897‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫‪ -16‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىزار ويكػ ﭘػا‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ -17‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -18‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.25‬‬ ‫‪ -19‬عباس قدير محسنى‪ :‬يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫‪ -20‬سمير سرحاف‪ :‬مبادىء الدراما‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.60 ،59‬‬
‫‪ -21‬موفؽ رياض مقدادى‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫وانظر‪ ،‬ناىد محمد بيػﮔػى‪ :‬رازكاوى ادبيات كودكػ ونوجواف (تحميؿ محتواى كتاب كودكػ)‪ ،‬انتشارات‬
‫ترفند‪ ،‬تيراف‪ ،1389 ،‬ص‪.408‬‬
‫‪ -22‬موفؽ رياض مقدادى‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ص‪.78 -77‬‬
‫‪ -23‬القرآف الكريـ‪ ،‬سورة ىود‪ ،‬اآليات مف رقـ (‪.)42 -36‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪ -24‬عباس قدير محسنى‪ :‬يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫‪ -25‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -26‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -27‬أحمد زياد محنؾ‪ :‬مف التراث الشعبى – دراسة تحميمية لمحكاية الشعبية‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت –‬
‫لبناف‪ ،2005 ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ -28‬نبيؿ حداد‪ :‬فى الكتابة الصحفية‪ ،‬دار الكندى‪ ،‬األردف‪ ،2002 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -29‬ىنرى برجسوف‪ :‬الضحؾ‪ ،‬ترجمة‪ :‬سامى الدروبى وعبداهلل عبدالدايـ‪ ،‬مكتبة األسرة‪ -‬الييئة‬
‫المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬القاىرة‪ ،1998 ،‬ص ص‪.70 -69‬‬
‫‪ -30‬سي از قاسـ بناء الرواية‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬القاىرة‪ ،1984 ،‬ص‪.132‬‬
‫‪ -31‬جيرار جنيت‪ :‬خطاب الحكاية (بحث فى المنيج)‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد معتصـ وآخروف‪ ،‬ط‪،1997 ،2‬‬
‫ص‪.187‬‬
‫‪ -32‬خوسيو ماريا بوثويمو إيفانكوس‪ :‬نظرية المغة األدبية‪ ،‬ترجمة‪ :‬حامد أحمد‪ ،‬دار غريب‪،1991 ،‬‬
‫ص‪.279‬‬
‫‪ -33‬جيرار جنيت‪ :‬خطاب الحكاية (بحث فى المنيج)‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ -34‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -35‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -36‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -37‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -38‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -39‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4898‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫‪-40‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىزار ويكػ ﭘػا‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ -41‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -42‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -43‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪ -44‬عباس قدير محسنى‪ :‬يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫‪ -45‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -46‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىزار ويكػ ﭘػا‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -47‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -48‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪ -49‬المصدر نفسو‪ ،‬عباس قدير محسنى‪ :‬يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫‪ -50‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -51‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ص‪.31 :28‬‬
‫‪ -52‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ –53‬ىادى الييتى‪ :‬أدب األطفاؿ (فمسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬وسائطو)‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،1977‬ص‪.99-98‬‬
‫وانظر‪ ،‬نادر ابراىيمى‪ :‬مقدمو اى بر مراحؿ خمؽ وتوليد ادبيات كودكاف‪ ،2‬نشر روزبياف‪،‬‬
‫تيراف‪ ،1396 ،‬ص‪.43‬‬
‫ولبلستزادة انظر‪ ،‬اسماعيؿ حاكمى‪ :‬ﮔػزيده اى از نثرىاى مصنوع ومزيف‪ ،‬دانشػﮔػاه تيراف‪،‬‬
‫تيراف‪ ،1364 ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ -54‬انظر‪ ،‬محمد تقى غياثى‪ :‬در آمدى بر سبكػ شناسى ساختارى‪ ،‬انتشارات شعموء انديشو‪ ،‬تيراف‪،‬‬
‫‪ ،1368‬ص‪.59‬‬
‫وانظر‪ ،‬محمد رضا شفيعى كدكنى‪ :‬ادبيات فارسى از عصر جامى تا روزﮔػار ما‪ ،‬انتشارات‬
‫نشرنى‪ ،‬تيراف‪ ،1394 ،‬ص‪.104‬‬
‫‪ -55‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىزار ويكػ ﭘػا‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص ص‪.13 :12‬‬
‫‪ -56‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.28‬‬ ‫‪ -57‬عباس قدير محسنى‪ :‬يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫‪ -58‬انظر‪ ،‬جماؿ مير صادقى‪ :‬ادبيات داستانى‪ ،‬نشر شفا‪ ،‬تيراف‪ ،1366 ،‬ص‪.84‬‬
‫وانظر‪ ،‬عبدالعزيز عبد المجيد‪ :‬القصة فى التربية‪ ،‬ط‪ ،7‬دار المعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ب ت‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -59‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىزار ويكػ ﭘػا‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -60‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪4899‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫‪ -61‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪ -62‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -63‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -64‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -65‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -66‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.25‬‬ ‫‪ -67‬عباس قدير محسنى‪ :‬يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫‪ -68‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -69‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ص ‪.27 ،26‬‬
‫‪ -70‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ص ‪.28 ،26 ،25‬‬
‫‪ -71‬موفؽ رياض مقدادى‪ :‬البنى الحكائية فى أدب األطفاؿ العربى الحديث‪ ،‬عالـ المعرفة‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫سبتمبر‪ ،2012‬ص‪.65‬‬
‫وانظر‪ ،‬عمى اكبر شعارى نػژاد‪ :‬ادبيات كودكاف‪ ،‬ﭼػاپ ىفدىـ‪ ،‬انتشارات اطبلعات‪ ،‬تيراف‪،‬‬
‫‪ ،1354‬ص‪.138‬‬
‫‪ -72‬انظر‪ ،‬سعيد غفارى‪ :‬ادبيات كودكاف ونوجواناف‪ ،‬ﭼػاپ دوـ‪ ،‬نشر سػﭘػير دانش‪ ،‬تيراف‪،1387 ،‬‬
‫ص‪.87‬‬
‫وانظر‪ ،‬ثريا قزؿ اياغ‪ :‬ادبيات كودكاف ونوجواناف وترويج خواندف‪ ،‬نشر سمت‪ ،‬تيراف‪،1399 ،‬‬
‫ص‪.244‬‬
‫وانظر‪ ،‬جوليا كريسطيفا‪ :‬عمـ النص‪ ،‬ترجمة‪ :‬فريد الزاىى‪ ،‬دار توبقاؿ‪ ،‬المغرب‪ ،1991 ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ -73‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىزار ويكػ ﭘػا‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -74‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪ -75‬عباس قدير محسنى‪ :‬يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫‪ -76‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -77‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪26‬‬
‫‪ -78‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -79‬سعد عبد الحسيف العتابى‪ :‬الممحمية فى الرواية العربية المعاصرة‪ ،‬دار الشئوف الثقافية العامة‪،‬‬
‫بغداد‪ ،2001 ،‬ص‪.190‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪ -80‬عباس قدير محسنى‪ :‬يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫‪ -81‬حميد لحمدانى‪ :‬بنية النص السردى‪ ،‬المركز الثقافى العربى‪ ،‬المغرب‪ ،1991 ،‬ص‪.65‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪489:‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫‪ -82‬صبلح صالح‪ :‬قضايا المكاف الروائى فى األدب المعاصر‪ ،‬دار شرقيات‪ ،‬القاىرة‪ ،1997 ،‬ص‪.61‬‬
‫وانظر‪ ،‬سي از قاسـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ -83‬صبلح صالح‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪ -84‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -85‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىزار ويكػ ﭘػا‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -86‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫ػير ﭘ ِ‬
‫ػير ﭘػير‪ ،‬مصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.25‬‬ ‫‪ -87‬عباس قدير محسنى‪ :‬داستاف يكػ الكػ ﭘػشت ﭘ ِ‬
‫‪ -88‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -89‬انظر‪ ،‬جاستوف باشبلر‪ :‬جماليات المكاف‪ ،‬ترجمة‪ :‬غالب ىمسا‪ ،‬دار الجاحظ‪ ،‬بغداد‪،1980 ،‬‬
‫ص‪.177‬‬
‫وانظر‪ ،‬سعيد يقطيف‪ :‬قاؿ الراوى (البنيات الحكائية فى السيرة الشعبية)‪ ،‬المركز الثقافى العربى‪،‬‬
‫بيروت‪ ،1997 ،‬ص‪.246‬‬
‫‪ -90‬موفؽ رياض مقدادى‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.134‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫;‪489‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫المصادر والمراجػػػػع‬
‫القرآف الكريـ‬

‫أوالً ‪ :‬المصادر والمراجع الفارسية‬


‫‪ -1‬اسماعيؿ حاكمى‪ :‬ﮔػزيده اى از نثرىاى مصنوع ومزيف‪ ،‬دانشػﮔػاه تيراف‪ ،‬تيراف‪.1364 ،‬‬
‫‪ -2‬آسيو ذبيح نيا عمراف‪ ،‬وحسيف بردخونى‪ :‬تاريخ ادبيات كودكاف نوجواناف در ايراف‪ ،‬نشر‬
‫فدؾ ايساتيس‪ ،‬تيراف‪ ،‬ب ت‪.‬‬
‫‪ -3‬ثريا قزؿ اياغ‪ :‬ادبيات كودكاف ونوجواناف وترويج خواندف‪ ،‬نشر سمت‪ ،‬تيراف‪.1399 ،‬‬
‫‪ -4‬جماؿ مير صادقى‪ :‬ادبيات داستانى‪ ،‬نشر شفا‪ ،‬تيراف‪.1366 ،‬‬
‫‪ -5‬سعيد غفارى‪ :‬ادبيات كودكاف ونوجواناف‪ ،‬ﭼػاپ دوـ‪ ،‬نشر سػﭘػير دانش‪ ،‬تيراف‪.1387 ،‬‬
‫‪ -6‬سيروس شميسا‪ :‬سبكػ شناسى‪( 2‬نثر)‪ ،‬مركز ﭼػاپ وانتشارات دانشػﮔػاه ﭘػياـ نور‪ ،‬تيراف‪.1390 ،‬‬
‫‪ -7‬صديقو ىاشمى نسب‪ :‬كودكاف وادبيات رسمى ايراف‪ ،‬نشر سروش‪ ،‬تيراف‪.1371 ،‬‬
‫‪ -8‬عباس قدير محسنى‪ :‬ىزار ويكػ ﭘػا‪(،‬مجموعو داستاف كودكػ) توى شكـ ايف ﮔػرﮔػ ﭼػو خبر‬
‫است؟‪ ،‬امير كبير‪ ،‬تيراف‪.1391 ،‬‬
‫‪ -9‬ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‪ :‬ىموء ﭘػدرىا يؾ روز ﮔػـ مى شوند‪(،‬مجموعو داستاف كودكػ) توى شكـ ايف‬
‫ﮔػرﮔػ ﭼػو خبر است؟‪ ،‬امير كبير‪ ،‬تيراف‪.1391 ،‬‬
‫‪ -10‬ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‪ :‬يػكػ الكػ ﭘػشت ﭘػي ػ ِر ﭘػي ػ ِر ﭘػي ػر‪(،‬مجموعو داستػاف كودكػ) ت ػوى شك ػـ ايػف‬
‫ﮔػرﮔػ ﭼ ػو خػب ػر اس ػت؟‪ ،‬اميػ ػر كػبػي ػر‪ ،‬تيراف‪.1391 ،‬‬
‫‪ -11‬عمى اكبر شعارى نػژاد‪ :‬ادبيات كودكاف‪ ،‬ﭼػاپ ىفدىـ‪ ،‬انتشارات اطبلعات‪ ،‬تيراف‪.1354 ،‬‬
‫‪ -12‬ليمى ايمف (آىى) وديػﮔػراف‪ :‬ﮔػذرى در ادبيات كودكاف‪ ،‬ﭼػاپ سوـ‪ ،‬نشر شوراى كتاب‬
‫كودؾ‪ ،‬تيراف‪.1396 ،‬‬
‫‪ -13‬محمد تقى غياثى‪ :‬در آمدى بر سبكػ شناسى ساختارى‪ ،‬انتشارات شعموء انديشو‪،‬‬
‫تيراف‪.1368 ،‬‬
‫‪ -14‬نادر ابراىيمى‪ :‬مقدمو اى بر مراحؿ خمؽ وتوليد ادبيات كودكاف‪ ،2‬نشر روزبياف‪،‬‬
‫تيراف‪.1396 ،‬‬
‫‪ -15‬ناىد محمد بيػﮔػى‪ :‬رازكاوى ادبيات كودكػ ونوجواف (تحميؿ محتواى كتاب كودكػ)‪ ،‬انتشارات‬
‫ترفند‪ ،‬تيراف‪.1389 ،‬‬
‫‪ -16‬محمد رضا شفيعى كدكنى‪ :‬ادبيات فارسى از عصر جامى تا روزﮔػار ما‪ ،‬انتشارات‬
‫نشرنى‪ ،‬تيراف‪.1394 ،‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫<‪489‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ثانياً ‪ :‬المراجع العربية والمترجمة‬


‫‪ -1‬أحمد زياد محنؾ‪ :‬مف التراث الشعبى –دراسة تحميمية لمحكاية الشعبية‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت – لبناف‪.2005 ،‬‬
‫‪ -2‬أرسطو‪ :‬فف الشعر‪ ،‬ترجمة‪ :‬إبراىيـ حمادة‪ ،‬ىبل لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪.1999 ،‬‬
‫‪ -3‬جاستوف باشبلر‪ :‬جماليات المكاف‪ ،‬ترجمة‪ :‬غالب ىمسا‪ ،‬دار الجاحظ‪ ،‬بغداد‪.1980 ،‬‬
‫‪ -4‬جوليا كريسطيفا‪ :‬عمـ النص‪ ،‬ترجمة‪ :‬فريد الزاىى‪ ،‬دار توبقاؿ‪ ،‬المغرب‪.1991 ،‬‬
‫‪ -5‬جيرار جنيت‪ :‬خطاب الحكاية (بحث فى المنيج)‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد معتصـ وآخروف‪ ،‬ط‪.1997 ،2‬‬
‫‪ -6‬حميد لحمدانى‪ :‬بنية النص السردى‪ ،‬المركز الثقافى العربى‪ ،‬المغرب‪.1991 ،‬‬
‫‪ -7‬خوسيو ماريا بوثويمو إيفانكوس‪ :‬نظرية المغة األدبية‪ ،‬ترجمة‪ :‬حامد أحمد‪ ،‬دار غريب‪.1991 ،‬‬
‫‪ -8‬سعد عبد الحسيف العتابى‪ :‬الممحمية فى الرواية العربية المعاصرة‪ ،‬دار الشئوف الثقافية‬
‫العامة‪ ،‬بغداد‪.2001 ،‬‬
‫‪ -9‬سعيد يقطيف‪ :‬قاؿ الراوى (البنيات الحكائية فى السيرة الشعبية)‪ ،‬المركز الثقافى العربى‪،‬‬
‫بيروت‪.1997 ،‬‬
‫‪ -10‬سمر روحى الفيصؿ‪ :‬الخصائص المغوية ألدب الناشئة‪ ،‬مجمة التربية‪ ،‬قطر‪.1996 ،118/25 ،‬‬
‫‪ -11‬سمير سرحاف‪ :‬مبادىء عمـ الدراما‪ ،‬ىبل لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -12‬سي از قاسـ بناء الرواية‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬القاىرة‪.1984 ،‬‬
‫‪ -13‬صبلح صالح‪ :‬قضايا المكاف الروائى فى األدب المعاصر‪ ،‬دار شرقيات‪ ،‬القاىرة‪.1997 ،‬‬
‫‪ -14‬عبدالعزيز عبد المجيد‪ :‬القصة فى التربية‪ ،‬ط‪ ،7‬دار المعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ب ت‪.‬‬
‫‪ -15‬عبدالقادر أبو شريفة‪ :‬الكتابة الوظيفية‪ ،‬دار حنيف‪ ،‬األردف‪.1994 ،‬‬
‫‪ -16‬موفؽ رياض مقدادى‪ :‬البنى الحكائية فى أدب األطفاؿ العربى الحديث‪ ،‬عالـ المعرفة‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬سبتمبر‪.2012‬‬
‫‪ -17‬نبيؿ حداد‪ :‬فى الكتابة الصحفية‪ ،‬دار الكندى‪ ،‬األردف‪.2002 ،‬‬
‫‪ -18‬ىادى الييتى‪ :‬أدب األطفاؿ (فمسفتو‪ ،‬فنونو‪ ،‬وسائطو)‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪،‬‬
‫القاىرة‪.1977 ،‬‬
‫‪ -19‬ىنرى برجسوف‪ :‬الضحؾ‪ ،‬ترجمة‪ :‬سامى الدروبى وعبداهلل عبدالدايـ‪ ،‬مكتبة األسرة‪-‬‬
‫الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬القاىرة‪.1998 ،‬‬
‫‪ -20‬يوسؼ الشارونى‪ :‬دراسات فى القصة القصيرة‪ ،‬دار طبلس‪ ،‬دمشؽ‪.1989 ،‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪48:1‬‬
‫مج ‪ ،21‬ع ‪( 2‬يناير) ‪1212‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

‫ثالثػاً ‪ :‬النشر اإلليكترونى‬


‫‪ -1‬عباس قدير محسنى‪ ،‬ﭘػايگاه مجبلت تخصصی نور‪ 4،‬آوريؿ ‪۸۱۰۲‬‬
‫عباس قدير محسنى‪- https://www.noormags.ir/view/fa/creator/‬‬

‫‪ -2‬مريـ جبللى‪ :‬ندوة بعنواف(أدب األطفاؿ فى العراؽ وايراف)‪ ،‬موقع الوفاؽ أونبليف‪،‬‬
‫‪ 10‬أكتوبر ‪.2018‬‬
‫‪- http://www.al-vefagh.com/News/234741.html‬‬
‫‪ -3‬معرفة‪ ،‬األدب الفارسى‬
‫األدب الفارسى‪- https://www.marefa.org/‬‬

‫‪ -4‬ويكى ﭘػيديا دانشناموء آزاد‬


‫عباس قدير محسنى‪–https://fa.wikipedia.org/wiki/‬‬

‫‪The structure of narrative‬‬

‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‪ -‬نمارج مختارج) د‪.‬آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬
‫‪48:4‬‬
1212 )‫ (يناير‬2 ‫ ع‬،21 ‫مج‬ ‫مجلة كلية اآلداب للغويات والثقافات المقارنة‬

according to the Iranian writer Abbas Kadeer Mohseny


(Selected Models)
Abstract

The research studies the features of the structure of the


narrative in the children's stories of the writer Abbas Kadeer Mohseny,
by addressing three selected models of his fictional works that he
wrote for the child, namely: (A Thousand and Feet Foot) and (All the
Fathers Will Disappear One Day) and (The Old Turtle).
In the beginning, the researcher points to the distinguished
literary position of the Iranian Abbas kadeer Mohseny in the field of
writing the short story for children in Iran, explaining the reasons for
choosing him to study the structure of the narrative in his works, then
summarizing the events of the three stories as applied models for
research, and observing the features that characterize the narrative
structure in each of them, From choosing the titles of these stories,
passing through the method of construction, the selection of the
proposed contents, the drawing of characters, the depiction of the
conflict, as well as the language of narration, to the formation of the
temporal and spatial space.
The research resulted in several important results, the most
important of which are: The structure of narration in the children’s
stories of Abbas kadeer Mohseny revealed his ability to formulate the
titles of his stories well, and was based on the escalating sequence in
the construction that consists of a beginning, middle and end, and
presented multiple values and contents that varied between
Miraculous, humor and religious themes, and painted various
characters, and depicted two types of conflict: (internal conflict) and
(external conflict), and used language characterized by clarity and
simplicity, and reliance on short sentences, and words that evoke
sensory descriptions, as well as linguistic repetition, and managed
events in a time Open, specific location determined via clipping
method.

Key words: The structure of narrative - Children's stories – Abbas


Kadeer Mohseny.

‫آمال عثذالمنعم أحمذ محمذ‬.‫ نمارج مختارج) د‬-‫(تنيح السرد عنذ الكاتة اإليرانى عثاس قذير محسنى‬
48:5

You might also like