Professional Documents
Culture Documents
Partie II
Partie II
إذا ما توفرت مجيع شروط إكتساب احلق املبينة بالفصل األّو ل من قانون 25ماي
1977فإن ّه ينش أ عن ممارس ته آث ار ختتل ف ب إختالف الوض ّعية القانونيّة و الواقعيّة للعالق ة
احلق ّالتجاري .
العقار و مالك ّ الكرائية بني مالك ّ
ّ
يهم ّالنظ ام الع ّام و ال ميكن
نظمه ا ق انون 1977و ه و ق انون ّ
احلق ّ
كيفيّة ممارس ة ّ
خمالفته .مبدئّيا ال ميكن للقضاء ّالتونسي سوى تطبيق هذا القانون اإلستثنائي دون الّتوّس ع
فيه .إّال أّنه و رغم هذا العمل املنحصر أساسا يف تطبيق القانون فإّن فقه القضاء الّتونسي له
احلق ومراقبة مدى إحرتام األطراف لإلجراءات املنصوص هام يف حتديد آثار إكتساب ّ دور ّ
عليها صلبه .
فيمكن أن نلمس هذا الدور اهلاّم مبناسبة إثارة الّن زاع أمام قضاة األصل ،أو مبناسبة
ممارسة حّق الّطعن بالّتعقيب .فتحّد د حمكمة الّتعقيب رأيها القانوين عن طريق القرار الصادر
عنه ا .أّم ا يف ص ورة إختالف مواقفه ا ف إّن ال ّد وائر اجملتمع ة ميكن أن تت دّخ ل لتوحي د اآلراء
و كّل ذلك هبدف تطبيق القانون التطبيق احلسن .
وجتدر اإلش ارة إىل أّن دراس ة دور فق ه القض اء على مس توى آث ار إكتس اب احلّق
س تكون منحصرة أساسا يف دراسة مرحلة ما بعد صدور قانون , 1977اليت متكّننا من
كلم ا ل زم األم ر إىل
دراس ة الّتوّج ه ات الفق ه قض ائّية احلديث ة نس بّيا و اإلكتف اء ب التعرّض ّ
توّج هات فقه القضاء ّالتونسي قبل صدور هذا القانون أي يف ضّل أمر . 1954
توجه ات و مواق ف فق ه القض اء الزم ين ل ه أمهي ّة على مس توى ّ إذن الت ّرتيب ّ
الّتونسي .و جتدر املالحظة أّن حمتوى هذه اآلثار ختتلف و تتغيّر على أساس قبول ّالتجديد
ال ذي ه و ح ّق يكتس به املتس ّو غ مبفع ول الق انون من عدم ه .ه ذه اآلث ار ح دّدها الق انون و
حص رها يف ع دة ص ور .لكنّ فق ه القض اء ّالتونس ي مبناس بة تط بيق الق انون على وض عّيات
متن ازع فيه ا وهبدف احلف اظ على حق وق املال ك من جه ة و املتس ّو غ من جه ة
أخرى ,و مراقبة إجراءات ألزمها القانون كانت له اجلرأة يف الّتوّس ع يف تكييف هذه اآلثار .
87
اجلزء الثاين
الفصل األّو ل
88
اجلزء الثاين
التجديد
اآلثار في صورة وجود ّ
89
اجلزء الثاين
ّالتعقيب مبدأه " إّن ّالتنبي ه يف املكرى ّالتجاري بتنهية املّد ة مع إمكانيّة ّالتجديد بش روط ال
تضارب فيه و عدم معارضة املكرتي يعترب معها قابال هلذا و ذاك و عدم دفعه للكراء اجلديد
يعترب معه أّنه إختار اخلروج ". 1
تعرض إىل :
و يف إطار هذا الفصل األّو ل سن ّ
مبحث أّو ل :الّتجديد في صورة إنعدام الّتنبيه الّتجاري .
مبحث ثاني :الّتجديد في صورة وجود مطلب تجديد .
األول
المبحث ّ
الّتجديد في صورة انعدام التّنبيه التّجاري
عرض إليها وهي إنعدام ّالتنبيه ميكن أن يكون يف صورتني :األوىل وهي اليت وقع ّالت ّ
وبالتايل هناك جتديد ضمين أمّا ّالثانية فهي
عدم صدوره عن املالك وعدم توجيهه للمتسوّغ ّ ,
كليات اليت حدّدها القانون .فيكون هذا اإلجراء غري حمرتم يف صورة توجيهه دون إحرتام الشّ ّ
:قرار تعقييب عدد 4282مؤّر خ يف 14ديسمرب . 1981ن.م.ت لعام ، 1981ج ، 4ص . 234 1
90
اجلزء الثاين
لقواعد اإلجراءات املنصوص عليها بقانون 1977بقطع ّالنظر عن احلاالت اليت يصدر فيها
لكرائية .
ّالتنبيه وبقطع النظر كذلك عن الأسباب اليت دفعت املالك إىل إهناء هذه العالقة ا ّ
كليات احملدّدة
أن فقه القضاء ّالتونسي جريئ يف مراقبة مدى إحرتام ّالتنبيه للشّ ّ
ويبدو ّ
قانونا .
الرابع من قانون 25ماي 1977الذي جاء صرحيا و كّل هذا على أساس الفصل ّ
احملالت
ينص " خالف ا ملقتض يات الفص لني 791و 792من م .إ .ع ال تنتهي أكري ة ّ إذ ّ
اخلاضعة هلذا القانون إالّ بالّتنبيه باخلروج ويقدّم يف أجل معيّن . " ...
وميكن تعري ف ّالتنبي ه بأنّه " تص ّرف وحي د اجلانب يعبّر مبقتض اه أح د ط ريف العق د
املؤجر يف هذه الصورة) عن رغبته يف إهناء الكراء إثر إنقضاء أجل معلوم ". 1
(يكون ّ
الطريق ة الوحي دة والضّرورية لإلعالن عن رغب ة املال ك يف إهناء العالق ة الكرائيّة
إنّه ا ّ
ال يت ميكن أن تك ون مش فوعة بإمكانيّة ّالتجدي د بش روط جدي دة هي ع ادة ّالترفي ع يف معني
حبق ّالتجديد ونظرا للحماية القانونيّة اليت
ميس أساسا ّ
وإن عدم احرتام هذه اإلجراءات ّ الكراء ّ
جاء من أجله ا القانون حلقّ ّالتجديد ستكون مسؤوليّة قضاة األصل هامّة يف مراقبة شروط
ّالتنبي ه وبالتّايل احلكم بإبطال ه كج زاء يف حال ة اإلخالل بش روطه وش كليّاته اجلوهريّة ال يت
املشرع ّالتونسي .
حدّدها ّ
تعددت صوره يف قانون 25ماي تصرف إنفرادي ّ أن " ّالتنبيه " ّ
وجتدر اإلشارة إىل ّ
1977وميكن متييز هذه الصّور عن بعضها البعض على أساس مضمون الفصول .فيوجد
والتنبي ه على مع ىن الفص ل
والتنبي ه على مع ىن الفص ل اخلامس ّ
الراب ع ّ
ّالتنبي ه على مع ىن الفص ل ّ
احلل تبنّاه فقه القضاء ّالتونسي وعمل به منذ أمر 1954إىل يومنا
ّالتاسع إىل آخره .وهذا ّ
احلاضر .
1
حّق جتديد األكرية الّتجارّية " القانون عدد 37لسنة 1977املؤّر خ يف 25ماي . 1977رسالة يف ختم الّد روس ،املعهد األعلى للقضاء 90-89ص : " 1. 39
91
اجلزء الثاين
للتنبيه فإنّنا سنعمل على حتليل هذا األخري وسيكون " ّالتنبيه على
ويف إطار دراستنا ّ
رئيسية .
الرابع " هو موضوع البحث بصفة ّ معىن الفصل ّ
األول) و إىل آثاره (الفرع الثّاين)
للتنبيه (الفرع ّ
لذا سنتعرّض إىل الشّروط القانونيّة ّ
مث إىل دعوى إبطال ّالتنبيه (الفرع ّالثالث) .
األول
الفرع ّ
للتنبيه
القانونية ّ
ّ الشروط
ّ
:قرار تعقييب مدين عدد 8524مؤّر خ يف 17فيفري . 1983ن.م.ت لعام ، 1983ج ، 1ص . 144 1
92
اجلزء الثاين
الراب ع من ق انون 1977يف فقرت ه األوىل و األخ رية على " : ولق د نّص الفص ل ّ
احملالت اخلاضعةخالفا ملقتضيات الفصلني 791و 792من م .إ .ع ،ال تنتهي أكرية ّ
ستة أشهر من قبل ...و ينبغي أن يقدم يف أجل معيّن و هو ّ هلذا القانون إّال بتنبيه باخلروج ّ
يق ع ذل ك اإلعالم بواس طة ع دل منفّذ و جيب أن ي ّبين األس باب ال يت من أجله ا وق ع ّالتنبي ه
باخلروج و بذكر عبارات الفصل 27و إّال يقع إلغاؤه " .
و بالتّايل ميكن إعتب ار ك ّل الشّروط املنص وص عليه ا هبذا الفص ل هي ش روط هتمّ
ّالنظ ام الع امّ فيمكن للمحكم ة أن تثريه ا من تلق اء نفس ها و يف ص ورة غي اب أح د ه ذه
الشّروط ميكن هلا أن تبطل الّتنبيه .وجتدر اإلشارة إىل ّالتبسيط اإلجرائي الذي عمل من أجل ه
املش رّع باملقارن ة م ع أم ر 27ديس مرب 1954حيث ج اء يف م ذكّرة ش رح األس باب ال يت
أص درهتا وزارة الع دل يف الكالم على " تنقيحه ا " املتعلّق ة قوهلا " :كم ا وق ع تبس يط
الرس م غ ري الع ديل ،أو املكت وب املض مون الوص ول م ع اإلعالم ببلوغ ه
اإلج راءات فع وّض ّ
املنفذ ". 2
مبحضر حيرّره العدل ّ
و ب ذلك ف إنّ ّالتنابي ه الص ّادرة من أج ل إهناء اإلجيار أو تعديل ه أص بحت ختض ع
إلج راءات دقيق ة و واض حة و يف غياهبا يبط ل العم ل بالتّنبي ه ال ذي ك ان قب ل تنقيح 25م اي
جمرد رسالة مضمونة الوصول مع اإلعالم بالبلوغ . ّ 1977
وهبذا سهل العمل القضائي .فاحنصر دور احملكمة يف مراقبة شكلّياته دون البحث يف
تتسبب يف نقض حمكمة ّالتعقيب لألحكام تأويل رسائل ميكن أن تكون غامضة ,وميكن أن ّ
املوجهة من الطّاعن
الرسالة ّأن ّالصّادرة عن حماكم األصل .ولقد اعتربت حمكمة ّالتعقيب " ّ
حمل النّزاع بع د س تّة أش هر من تارخيه ا م ع ع رض
إىل خص مه ص رحية يف اعتم اد عق د ك راء ّ
من أمر 27ديسمرب 1954 ّالتجديد ملدّة عام مبعني شهري آخر وقد ذكر الفصل 29
الرسالة ا إعتربهتا يف طلب تعديل الكراء ". 1
فإنّ احملكمة قد أساءت تأويل تلك ّ
ّمل
:رشيد الصّباغ :املرجع الّس ابق ص . 116 2
:قرار تعقييب عدد 3607مؤّر خ يف 27أكتوبر . 1981م ق تش ،عدد ، 3لعام 1982ص . 72 1
93
اجلزء الثاين
نص على شكليات حتتل حيزّا كبريا يف التنبيه الذي لهإذن ,قانون 25ماي ّ 1977
أث ر على العالق ة الكرائي ة فه و الوس يلة املعتم دة يف إهناء عق د الك راء يف م ادة األكري ة
التجاري ة .فه ذا العق د ه و رض ائي باألس اس وذل ك باالعتم اد على الفص ل 728من
م .إ .ع ,ولكن ق انون املل ك التج اري أخض عه لنظام ش كلي محاي ة لطريف العقد وخالص ة
األمر جيب أن تتوفر يف التنبيه أربعة شروط لكي ال يكون باطال وهي كاآليت :
ستة أشهر من قبل عند تقدمي ّالتنبيه .
1-وجوب احرتام أجل ّ
2 -بواسطة عدل منفّذ .
مسببا .
3 -جيب أن يكون معّلال أو ّ
4 -ذكر نّص الفصل 27من قانون 25ماي . 1977
94
اجلزء الثاين
من ستة أشهر من قبل حيث إعتربت " التنبيه التجاري األكثر من ستة أشهر قبل انتهاء املدة
ال يعيبه ". 1
ويبقى األم ر خمالف ا يف حال ة توجي ه التنبي ه ملدة أق ل من الس تة أش هر فيك ون س ببا يف
إبطال ه ح ىت وإن رأت حمكم ة التعقيب خالف ذل ك يف أح د قراراهتا واعت ربت أن التنبي ه
املوج ه إىل املتس وغ بص فة مت أخرة ال يعت رب باط ل ولكن ه ت ؤخر آث اره يف ال زمن حبيث يت وفر
األجل املطلوب قانونا. 2
الستة أشهر ؟
لكن ما هو التاريخ الذي جيب إعتماده إلحتساب ّ
:أنظر Cass .com : 12 janvier 1961 . Gaz-Pal . n° 961 -I-P 233 : 2
95
اجلزء الثاين
التنبيه باخلروج يقع وجوبا قبل ستة أشهر .وهو األجل القانوين املش روط ولقد كرست
حمكمة التعقيب هذا احلل التشريعي لوضوح نصه وحتديده حلل صريح. 1
- 3إرتباط عقد الكراء حبصول حادثة معيّنة :يف هذه الصورة ميكن للمالك فسخ
العقد وذلك مبقتضى تنبيه جيب أن يقع ستة أشهر من قبل .ولقد تعرض الفصل اخلامس أمر
1954إىل إجراءات طلب الفسخ بسبب حصول حادثة فأوجب املشرع كذلك إحرتام مدة
الستة أشهر .ولقد ميزت حمكمة التعقيب بني الشرط الفسخي املضمن بالعقد والذي يرتتب
عنه الفسخ واحلادثة اليت ختول للمالك طلب الفسخ واحلادث ة فاحلادثة ويف هناية األمر ليس
تبنت ه حمكم ة ّالتعقيب يف ظ ّل
ش رط فس خي والعكس خمالف للصّواب ك ذلك .ه ذا املوق ف ّ
القانون القدمي. 2
للنقص الكمّي للقض ايا املرفوع ة يف ه ذا اجملال فإن ه ال جند فق ه قض اء متط ورونظ را ّ
وحمني مييز هذه احلادثة عن احلاالت املشاهبة واملماثلة لذا ميكن أن يقع اخللط بينهما .ولكن
هن اك تط بيق ص ارم لإلج راء املنص وص علي ه ص لب الفص ل4من ق انون 1977من ط رف
حماكم األص ل والبحث يف م دى ت وفر أج ل الس تة أش هر من عدم ه مبناس بة رف ع دع وى يف
إبطال تنبيه على أساس عدم احرتام تلك املدة .وجتدر اإلشارة ,إىل أن احتساب املدة يك ون
انطالقا من تاريخ وقوع احلادثة إىل تاريخ اخلروج .وجيب أن ينص التنبيه على وقوع هذه
احلادثة املنصوص عليها بالعقد .
وعدم ّالتنصيص على التاريخ يف مضمون التنبيه يعرضه بصفة مبدئية إىل البطالن .إال
أن حمكمة ّالتعقيب أكّدت على أن البطالن هو نسيب فال تثيره احملكمة من تلقاء نفسها بل ال ّ
إن ع دم ذك ر الت اريخب د أن يث ريه املتض رر بش رط إثارت ه قب ل اخلوض يف األص ل ف أقرّت " ّ
مبحضر التنبيه باخلروج يبطله إذا حصلت منه مضرة للمتمسك بالبطالن بشرط أن يثري ذلك
قب ل اخلوض يف األص ل " . 1ففي حال ة متدي د عق د اإلجيار ملدة غ ري معين ة فللمس وغ أن يق دم
:قرار تعقييب عدد 15664مؤّر خ يف 27نوفمرب . 1986ن.م.ت لعام ، 1986ج ، 2ص . 170 1
:قرار تعقييب عدد 544مؤّر خ يف 4مارس . 1978ن.م.ت لعام ، 1978ج ، 1ص . 68 2
:قرار تعقييب عدد 1180مؤّر خ يف 14جويلية . 1977ن.م.ت لعام ، 1977ج ، 2ص . 77 1
96
اجلزء الثاين
التنبيه يف أي فرتة من العقد اجلاري وهذا ما أكده فقه القضاء التونسي يف عديد القرارات. 2
واستقر عليه فقه القضاء التونسي حىت ّأنه اعترب " الرجوع يف التنفيذ القاضي بتنهية مدة كراء
احملل التجاري ال يرتتب عليه جتديد ضمين وهذه املدة ميكن تنهيتها يف كل حني شرط احرتام
أجل الستة أشهر املنصوص عليه يف الفصل الرابع من القانون عدد 37املؤرخ يف 25ماي
1977عند وقوع التنبيه الثاين ". 3
ويبدو أن هذا املوقف سليم ألن الرجوع يف التنفيذ إمنا هو عدول عن إهناء العالقة
الكرائية وبالتايل يستمر العم ل مبقتض ى العقد الس ابق وال ميكن اعتباره بالتايل جتديد ضمين
لعقد الكراء .واحرتام أجل الستة أشهر يكون ملزم ا يف حالة توجيه املالك تنبيه ثاين قصد
املتسوغ .
ّ إهناء العالقة الكرائية مع
:قرار تعقييب عدد 710مؤّر خ يف 19ماي . 1977ن.م.ت لعام ، 1977ج ، 1ص . 235 2
قرار تعقييب عدد 1101مؤّر خ يف 25ماي . 1978ن.م.ت لعام ، 1978ج ، 1ص . 277
:قرار تعقييب عدد 6957مؤّر خ يف 16ديسمرب . 1982ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 4ص . 199 3
:الّطّيب العّنايب :إقرتاح تنقيح امللك الّتجاري .م.ق.تش فيفري ، 1970ص . 165 1
97
اجلزء الثاين
ال ميكن أن يص در عن أح د املالكني يف ص ورة تع ددهم إال إذا ك ان م وكال يف الغ رض من
ط رف البقي ة . 2إال أن حمكم ة التعقيب إختذت موقف ا مغ ايرا هلذا اإلجتاه ف اعتربت ّ
أن " التنبي ه
بتنهي ة ك راء حمل جتاري من ط رف بعض املالكني ميض ي على مجيعهم ض رورة أهنم يعت ربون
يتجزأ ". 3
متضامنني مبقتضى العقد الذي ال ّ
كما " ال ميكن توجيه التنبيه من بعض املالكني إال إذا كان صادرا عن أغلبية الثالثة
أرباع يف اإلستحقاق تطبيقا للفصل 68من جملة الحقوق العينية ". 4
ولق د إختذت حمكم ة التعقيب موقف ا غريب ا يف ص ورة تع دد املالكني فيج دد البعض
منهم الكراء ويطلب البعض اآلخر اخلروج من املكرى ف إعتربت أن " إذا تعدد املالكون حملل
جتاري وجدد بعضهم التسويغ وامتنع اآلخر من ذلك وطلبوا احلكم باخلروج من املكري فال
يك ون جتدي د البعض مانع ا من احلكم طب ق الطلب ات إال أن التنفي ذ يف ص ورة احلال يك ون
قانونيا ال فعليا ". 1
وما جتدر اإلشارة إليه ,هو أن هذا اإلشكال الواقعي هو إشكال هام ورغم ذلك
فاحملكمة إختذت جمرد حل نظري غري واضح مل حتدد كيفية حل هذا التضارب .
و المش كل يبقى مطروح ا يف ص ورة تع دد املتس وغني فه ل ميكن تبلي غ التنبي ه للبعض
دون اآلخ ر ؟ ه ذا اإلش كال ح دّدت ل ه حمكم ة التعقيب ح ل واض ح ودقي ق .وه و متناس ق
ومتماش ي مع روح تشريع قانون 25ماي 1977ف إعتربت " أن التنبيه لتنهية الكراء جيب
إبالغه لكل املكرتين املشمولني يف العقد وإال يكون باطال ". 2
فال يكفي إذن أن يوج ه املال ك تنبيه ا ألح د املتس وغني دون البقي ة محاي ة للمص احل
القانونية والتعاقدية لكل املكرتين دون إستثناء .
:حكم إبتدائي " إبتدائّية تونس " عدد 11828مؤّر خ يف 8جوان ، 1970م.ق.تش ، 197ص . 495 2
:قرار تعقييب عدد 4480مؤّر خ يف 19جوان . 1980ن.م.ت لعام ، 1980ج ، 1ص . 165 3
:قرار تعقييب عدد 2773مؤّر خ يف 12جوان . 1980ن.م.ت لعام ، 1980ج ، 1ص . 160 4
:قرار تعقييب عدد 287مؤّر خ يف 10مارس . 1977ن.م.ت لعام ، 1977ج ، 1ص . 165 1
:قرار تعقييب عدد 1969مؤّر خ يف 10ماي . 1979ن.م.ت لعام ، 1979ج ، 1ص . 225 2
98
اجلزء الثاين
ورغم ه ذا التوج ه القض ائي وعلى خالف ذل ك ف إن حمكم ة التعقيب إعت ربت أن
" املتسوغ الذي تعاقد مع أحد الشركاء ال يلزم معه إدخال بقية الشركاء يف القضية واملهم
هو أن يكون التنبيه قانوين ". 3
:قرار تعقييب مدين عدد 7072مؤّر خ يف 25مارس . 1982ن.م.ت لعام ، 1982القسم املدين ج ، 2ص . 200 3
:قرار تعقييب مدين عدد 3911مؤّر خ يف 7أكتوبر . 1982ن.م.ت لعام ، 1982القسم املدين ج ، 4ص . 170 1
99
اجلزء الثاين
ويثار إشكال يف هذا اجملال حول مدى إمكانية إعتبار الرغبة يف عدم التجديد سببا
لطلب اخلروج دون تدقيق أو توضيح ؟
لق د أج ابت حمكم ة التعقيب على ه ذا اإلش كال وإعت ربت أّن " ّالتنبي ه ب اخلروج
املتض من لع دم الرغب ة يف التجدي د واإلس تعداد ألداء غرام ة احلرم ان تعت رب مس ببا قانون ا "
وأك دت ذل ك ب أن أق رت أن " التنبي ه املتض من لع دم الرغب ة يف التجدي د مس ببا ألن النص مل
يأتي بأسباب معينة بالذات بل إنه جاء بإشرتاط ذكر األسباب بصفة مطلقة مما يبدو معه
إعتبار الرغبة يف عدم التجديد ,سببا لطلب اخلروج إال إذا كانت معفية من غرامة احلرمان
". 2
إذن موق ف فق ه القض اء واض ح فالتنبي ه ب اخلروج املتض من بمج رد رغب ة املال ك يف
إخ راج املتس وغ م ع اس تعداده ل دفع غرام ة احلرم ان ه و تنبي ه معل ل ومس بب ,وال حيكم
بإبطاله .
أمّا إذا كانت أسباب تعفي املالك من دفع غرامة احلرمان ففي هذه الصورة ومحاية
حلق املتس وغ ,فإن ه جيب ذك ر األس باب لكي يتمكن مال ك احلق التج اري من املنازع ة يف
األسباب وكذلك له احلق يف طلب إبطال التنبيه .
بأن " اإلقتناع بصحة سبب ولقد إعتربت حمكمة التعقيب مبناسبة تطبيق أمر ّ 1954
التنبيه املوجه للمكرتي شأن بشأن اإلفصاح عن نية عدم التجديد حسب الفصل 10من أمر
27ديسمرب 1954ال خيضع إلجتهاد احملكمة املطلق ". 1
وميكن أن نس تنتج أن املال ك غ ري مطل وب بتوض يح األس باب الشخص ية ال يت جعلت ه
ي رفض التجدي د وإمنا يكتفي بتوجي ه التنبي ه يص رح في ه عن رغبت ه يف إهناء الك راء .ويك ون
التعليل له أمهية أساسية وله تأثري على صحة التنبيه يف حالة اإلضرار مبصاحل املتسوغ الذي له
احلق معارضتها واملنازعة فيها أو املطالبة بالتعويض عن حرمانه حلق التجديد .
:قرار تعقييب مدين عدد 1181مؤّر خ يف 6سبتمرب . 1978ن.م.ت لعام ، 1978ج ، 2ص . 63 2
:قرار تعقييب عدد 1517مؤّر خ يف 2مارس . 1978ن.م.ت لعام ، 1978ج ، 2ص . 62 1
100
اجلزء الثاين
وجتدر املالحظة أن يف صور الفصل الثامن وما بعده من قانون 1977توجب على
املؤجر أن يعني القاعدة القانونية وسبب رفض التجديد .
ويف رأينا ,إذا كان املالك هيئة عمومية فلها احلق يف رفض التجديد لسبب مستمد
من املص لحة العام ة وبالت ايل جيب عليه ا اإلش ارة مبحض ر التنبي ه لس بب إهناء العالق ة الكرائي ة
املتمثل يف املصلحة العامة أما يف حالة عدم ذكر هذا السبب يكون التنبيه غري مسبب وبالتايل
إستوجب إلغاؤه .
1977
أوجب فق ه القض اء التونس ي ه ذا الش رط وال ذي ك ان قب ل ص دور ق انون 1977
متمثل يف وجوب ذكر نص الفصل 29من أمر . 1954من ذلك إعتربت حمكمة التعقيب
" أن التنبيه بتنهية املدة يف املكرى التجاري ...يكون صحيحا إذا ما توفر فيه ذكر السبب
ومض مون الفص ل . 29وال ينقض ي احلكم الص ادر ب اخلروج " . 1ففي حال ة ع دم ذك ر
:قرار تعقييب مدين عدد 3911مؤّر خ يف 7أكتوبر . 1982ن.م.ت لعام ، 1982القسم املدين ج ، 4ص . 170 1
101
اجلزء الثاين
مض مون الفص ل 29يك ون التنبي ه ب اطال .و لق د إس تقرت حمكم ة التعقيب على هذا ال رأي
فجاء قرارا صادرا عنها " مل يوجب القانون على املالك التنصيص ضمن التنبيه باخلروج على
النص احلريف للفص ل . 29وإمنا أوجب علي ه ذك ر مض مونه فق ط . 2وبالت ايل ليس هن اك
خمالف ة للفص ل اخلامس من أم ر 27ديس مرب . " 1954ولق د اس تقرت حمكم ة التعقيب
ك ذلك على اعتب ار أن التنبي ه باط ل يف حال ة ع دم اإلش ارة للفص ل 27من ق انون 25م اي
1977حىت أهنا أقّر ت بأّنه إجراء يهم النظام العام فجاء يف قرار صادر عنها مبدؤه هو أّن "
التنبيه باخلروج من املكرى التجاري الذي مل يتضمن اإلشارة للفصل 27من قانون امللك
التج اري يك ون ب اطال وجوب ا إذ ه و يهم النظ ام الع ام و احلكم ال ذي إعتم ده يك ون خارق ا
للقانون و يستوجب النقض بدون إحالة ". 3
فعدم اإلشارة ملضمون الفصل ( 27الفصل 29يف أمر ) 1954ميس من حقوق
املتسوغ .
و ذلك إستنادا على تربير وجوب ذكر نص الفصل 27املتمثل يف تنبيه املتسوغ من
خط ورة اآلث ار الناجتة قانون ا ,عن ع دم إح رتام آج ال القي ام بال دعاوى اجلائزة قانون ا .و إال
س يرتب عن ذل ك قرين ة قاطع ة على قبول ه للتن ازل عن التجدي د أو عن غرام ة احلرم ان .
و كذلك قبول الشروط اجلديدة للكراء يف صورة عرض املالك لشروط جديدة .
ف واجب ذك ر مض مون الفص ل 27ج اء واض حا وإس تثناء لقاع دة كرس تها جمل ة
اإللتزامات والعقود املضمنة بالفصل 545الذي ينص " :جهل القانون ال يكون عذرا يف
إرتك اب ممن وع أو فيم ا ال خيفى على الع وام وذل ك ,بع د نش ره ومض ي املدة املعين ة إلج راء
العمل به " .
:قرار تعقييب عدد 6590مؤّر خ يف 28أكتوبر . 1981ن.م.ت لعام ، 1981ج ، 4ص . 24 2
:قرار تعقييب مدين عدد 8524مؤّر خ يف 17فيفري . 1983ن.م.ت لعام ، 1983ج ، 1ص . 144 3
102
اجلزء الثاين
جممال لقد عمل املشرع على إحاطة املتسوغ مبزيد من ضمانات حتمي حقه .خاصة
أن الفص ل 27ينص على األج ل ال ذي يف حال ة ع دم إحرتام ه يس قط حق ه يف القي ام ل دى
القض اء ه ذا األج ل حمدد بثالث ة أش هر املوالي ة لت اريخ إبالغ اإلعالم ب اخلروج ,أو جبواب
صاحب امللك املنبه عليه مبقتضى الفصل اخلامس من هذا القانون .
ولق د أك دت حمكمت التعقيب على " أن ع دم قي ام املك رتي للمعارض ة على التنبي ه
وفوات األجل تصبح العالقة يف أداء الكراء خاضعة للقانون العام " .1
ح ىت أهنا إعت ربت " أن اخلط أ املادي يف رقم الفص ل املنطي ق على تنهي ة األكري ة
التجارية يف نطاق القانون عدد 37لسنة 1977ال يؤثر على صحة التنبيه وإن قدرة املالك
على مباشرة التجارة من عدمها ال يؤثر على حقه يف اسرتجاع املكري على أساس استعداده
لدفع غرامة احلرمان " .2
ف املهم حس ب توج ه حمكم ة التعقيب ه و مض مون الفص ل واخلط أ املادي يف ذك ر
الفصل ال تأثري له ألن العربة باملضمونه ال برقمه .
الفرع الّثاني
اآلثار الناتجة عن التّنبيه
ختتل ف آث ار التنبي ه ب إختالف مض مونه و األس اس الق انوين ال ذي إعتم ده املال ك يف
توجيهه .وختتلف آثاره كذلك بإختالف موقف املتسوغ منه .
:قرار تعقيبي مدين عدد 5364مؤّر خ يف 04مارس . 1982ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 2ص . 158 1
:قرار تعقييب عدد 11702مؤّر خ يف 09نوفمرب . 1988ن.م.ت لعام ، 1988ص . 50 2
103
اجلزء الثاين
فيمكن أن يكون سبب توجيه التنبيه مربر يعفيه بالتايل من دفع غرامة احلرمان فيكون
احلق يف املنازعة يف سبب التنبيه ورفع األمر للقضاء ليصدر حكما يف شأنه حيسم
للمتسوّغ ّ
األمر بني الطرفني .
وق د يك ون الس بب يف توجي ه التنبي ه متمث ل أساس ا يف رغب ة املال ك الص رحية يف إهناء
العالقة الكرائية مع إستعداده لدفع غرامة احلرمان .ولقد سبق أن ذكرنا موقف فقه القضاء
التونس ي يف ه ذا اإلط ار وال ذي أك دت في ه حمكم ة التعقيب ه ذا ال رأي .ويك ون للمتس وغ
احلق يف احلصول على هبذه الغرامة بصفة فعلية .
فالتنبي ه إذن ينهي الك راء اجلاري ولكن ميكن أن يك ون يف ح د ذات ه جتدي دا
احلق يف قبول مقتضيات هذا التنبيه فيعترب التجديد قد مت بصفة هنائية .وإال
له .و للمستأجر ّ
له احلق يف رفض التجديد وااللتجاء إىل القضاء حلسم النزاع .
وجتدر اإلش ارة أن معي ار األج ل ل ه أمهي ة يف س قوط ح ق املس تأجر يف معارض ة أو
مناقش ة أس باب رفض التجدي د على أس اس الفص ل الث امن وم ا بع ده من ق انون 1977أو
املطالب ة بغرام ة احلرم ان أم ام القض اء واملتمث ل يف ثالث ة أش هر من ت اريخ اإلعالم بالتنبي ه يف
القانون التونسي أو عامني يف القانون الفرنسي .
فم ا هي الطبيع ة القانونّي ة هلذا األج ل (أ) ؟ و م ا هي الآث ار الناجتة عن التنبي ه
املتضّم ن (ب) ؟ .
104
اجلزء الثاين
ب دليل أن قض اة الدرج ة الثاني ة إعت ربو أن ه " يس قط ح ق املس تأجر يف القي ام ب دعوى
ال نزاع يف أس باب اإلمتن اع من جتدي د اإلجيار أو ب دعوى املطالب ة بغرام ة احلرم ان أو ب دعوى
اإلعرتاض على الشروط اجلديدة مبضي أجل مسقط مدته ثالثة أشهر بداية من تاريخ إتصاله
بالتنبيه " . 1
و لقد أكدت حمكمة التعقيب هذا املوقف و استقرت عليه حىت بعد صدور قانون
1977ف إعتربت أّن ه " جيب على املتس وغ ال ذي يري د إّم ا ال نزاع يف أس باب اإلمتن اع م ع
التجديد و إّما املطالبة بغرامة احلرمان أو الذي يرفض الشروط املعروضة يف شأن العقد اجلديد
أن يرفع األمر إىل احملكمة ذات النظر يف الثالثة أشهر املوالية لتاريخ إبالغ اإلعالم أو جبواب
صاحب امللك املنبه عليه . 2 " ...
ح ىت أهّن ا حبثت أخ ريا يف الطبيع ة القانونّي ة لألج ل املنص وص علي ه ص لب ق انون
1977فإعتربت ه أج ل مس قط و ميزت ه عن بقي ة اآلج ال فج اء يف ق رار له ا " :و حيث أّن
التقادم نوعان :مكسب و مسقط .فاملكسب هو سبب من أسباب كسب احلقوق العينّي ة
و املسقط هو سبب تسقط به دعوى املطالبة باحلق الناشئ عن اإللتزام أو سقوط ح ّق املطالبة
باحلقوق الشخص ّية و ا كانت حقوق املستأجر جتاه املؤّج ر أو العكس هي حقوق شخص ّية
ّمل
تقابل اإللتزامات اليت بذّم ة الطرف اآلخر ,فإّن التقادم الذي يتعّل ق بالدعوى الناشئة منها هو
التقادم املسقط " . 1
إذن باإلعتماد على هذه احليثية نستنتج أّن حمكمة التعقيب حددت املعيار الذي ميّي ز
آجال القيام يف قانون 1977و الذي يعترب معيار فقه قضائي .فلكي نقّر بأّن هذا األجل هو
أجل مسقط للح ّق جيب البحث أّو ال يف مدى إرتباط احلّق بدعوى املطالبة باحلّق الناشئ عن
:قرار إستئنايف مدين عدد 55665مؤّر خ يف 21ديسمرب 1962م.ق.تش عدد 8لسنة ، 1963ص . 32 1
:قرار مدين تعقييب عدد 11201مؤّر خ يف 18أفريل . 1985ن.م.ت لعام ، 1985القسم املدين ج ، 1ص . 97 2
:قرار تعقييب عدد 10907مؤّر خ يف 23جانفي 2002قرار غري منشور . 1
105
اجلزء الثاين
:قرار تعقييب عدد 4282مؤّر خ يف 14ديسمرب . 1981ن.م.ت لعام ، 1981ج ، 4ص . 234 1
قرار تعقييب عدد 4340مؤّر خ يف 07فيفري . 1983ن.م.ت لعام ، 1983ج ، 1ص . 141
106
اجلزء الثاين
املؤرخ يف 25م اي 1977املتعّل ق باملل ك التج اري إّن املك رتي ال ذي ال يع ارض ل دى
قاض ي امللك التجاري الفردي يف معني الكراء اجلديد املعروض علي ه بالتنبي ه املوجه إلي ه من
املالك طبق الفصل الرابع من نفس القانون و ذلك خالل ثالثة أشهر من تاريخ اإلعالم إليه
يعترب قبل معني الكراء اجلديد " .وبالتايل عدم دفع املتس ّو غ ملعني الكراء إثر ذلك ينتج عنه
فسخ الكراء بسبب ذلك " .
و جتدر اإلش ارة إىل أّن حمكم ة التعقيب الفرنس ّية إعت ربت أّن س قوط ك ّل ح ّق
للمكرتي يف احملّل ال يسري على التنابيه املتض ّم نة عرضا جديدا للتجديد ّ ,مث إعتمدت رأيا
آخر فاعتربت أّن هذا التنبيه يعّد الغيا و يستمّر التسويغ ضمنّيا ,و جاء رأي ثالث أّك د فيه
فق ه القض اء الفرنس ي على وج وب التفرق ة بني مب دأ التجدي د ذات ه و بني تحدي د الثمن و ال
يعق ل أّن ع دم قي ام أح د األط راف أم ام القض اء ي ؤّدي إىل إلغ اء التنبي ه وع دم التجدي د .و
إتبعت ه ذا املوق ف عن دما ال يقب ل املتس ّو غ معني الك راء اجلدي د و م ع ذل ك ال يث ري ه و أو
املالك دعوى يف الغرض. 2
الفرع الّثالث
دعوى إبطال التّنبيه
هتدف هذه الدعوى إىل إبطال التنبيه و بالتايل إلغائه و ذلك على أساس عدم إحرتام
التنبيه للشروط املنصوص عليها يف قانون . 1977و رغم ذكر الفصل الرابع هلذه الشروط
فإّننا ال جند صلب هذا القانون ما ينظم إجراءات رفع الدعوى من حيث اإلختصاص الرتايب
أو احلكمي ال واجب إحرتامهم ا من ط رف مال ك املل ك التج اري أي املتس ّو غ .الفص ل 31
ال ذي ينص على " أن مجي ع ال دعاوي املقام ة بن اء على تط بيق ه ذا الق انون غ ري االقض ايا
Cass , 3e , CIV, 9 Juin 1985 ,Loyers et Logs , 1985, n°= 207 : 2
107
اجلزء الثاين
املنصوص عليها بالفصول 27إىل 30من هذا القانون يقع النظر والبت فيها طبق أحكام
القانون العام " مل حيل اإلشكال املطروح خاصة أنه جاء فضفاضا وغري دقيق .وما ميكن
احلسم فيه هو دخول دعوى إبطال تنبيه حتت طائلة هذا الفصل فقط .فقه القضاء التونسي
ط رح علي ه عدي د اإلش كاليات التطبيقي ة ومبناس بتها أخ ذ ي ؤول الفص ل ب الرجوع إىل قواع د
القانون العام .ولقد أقرت حمكمة التعقيب 1بأن يف حالة موضوع الدعوى مل يكن يرمي إىل
غاية من غايات احملصورة عدا بالقانون فإهنا ختضع ملقتضيات القانون العام .وأكدت ذلك يف
قرار صادر عنها جاء مببدئه " التنبه بتنهية املدة يف املكرى التجاري يقام فيه بدعوى اإلبطال
على معىن الفصل 31من قانون األكرية التجارية دون الفصل 27منه ". 2
وإس تقرت حمكم ة التعقيب على ه ذا املوق ف لكن ب أكثر تعم ق ف إعتربت " إن مجي ع
النزاعات املتعلقة مبادة أكرية احملالت التجارية غري املنصوص عليها بالفصول 27إىل 30من
ق انون األكري ة التجاري ة ومن ض منها دع وى اإلبط ال ختض ع من الناحي ة اإلجرائي ة من حيث
مرجع النظر ودرجة احلكم ألحكام القانون العام " . 1
وجتدر اإلشارة إىل أن الرجوع إىل أحكام القانون العام ليس بالعمل السهل لتطبيق
قواعده على دعوى إبطال التنبيه خاصة بعد عدول املشرع عن قاعدة الفصل 33من األمر
الق دمي ال ذي ك ان يف رد احملكم ة اإلبتدائي ة باإلختص اص احلكمي يف مجي ع دع اوي املل ك
التج اري فإس تبدل ه ذه القاع دة وأوجب الرج وع إىل أحك ام الق انون الع ام .فم ا ه و
االختصاص احلكمي والرتايب هلذه الدعوى ؟
:قرار تعقييب عدد 4147مؤّر خ يف 03جويلية 1981م.ق.تش عدد 9لعام ، 1981ص . 81 1
:قرار تعقييب عدد 6346مؤّر خ يف 18نوفمرب . 1982ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 4ص . 178 2
:قرار تعقييب عدد 13235مؤّر خ يف 22جوان . 1986ن.م.ت لعام ، 1986ج ، 2ص . 180 1
قرار تعقييب مدين عدد 39152مؤّر خ يف 21جوان . 1995ن.م.ت القسم املدين لعام ، 1995ص . 375
108
اجلزء الثاين
: 2قرار تعقييب مدين عدد 13235مؤّر خ يف 22جوان . 1986ن.م.ت لعام ، 1986ج ، 2ص . 180
" مادام النزاع يتّعلق بتنبيه اخلروج من املكرى التجاري ال نزاع يف كرائه و ال يف مقدار معينه السنوي فإّن ضبط مرجع النظر احلكمي وفقا ألحكام الفقرة األخرية من الفصل 23
مرافعات " .
109
اجلزء الثاين
ال ّد ائرة اجمللس ّية باحملكم ة اإلبتدائّي ة ملزم ة ب الّتخّلي عن القض ّية كّلم ا إقتص رت على احلكم
لصاحل الطلب األصلي و كانت قيمته دون إختصاصها ". 1
2
ه ذا اإلجّت اه القى نق دا ش ديدا من بعض الفقه اء من بينهم ال رئيس رش يد الص ّباغ
الذي أّك د على تعارض هذا اإلجّت اه مع مقتضيات الفصل 26من م .م .م .ت .الذي مل
يفّر ق بني الفروع األصلّية و الفروع اإلحتياطّية و حىت من الناحية العملّي ة فإّن احلكم ال يتهيأ
عادة إاّل بعد مرافعات طويلة و احلكم بالتخّلي بعد ذلك يكون عمال سلبّيا ومضر مبصلحة
املتقاضني .
و لكن إجّت هت حمكمة التعقيب عن هذا املسار و إعتربت " :إّن فرع الدعوى املتعّل ق
بطلب غرام ة احلرم ان ه و من أنظ ار احملكم ة اإلبتدائّي ة ,ألّن ه من قبي ل ال دعاوى املس تثناة
املنص وص عليه ا بالفص ول 27إىل 30املذكورة و تناس با على م ا تق ّد م ف إّن حمكم ة احلكم
املنتقد ا قضت بالصورة السابق بياهنا يكون قضاؤها خارقا ألحكام الفقرة األوىل من الفصل
ّمل
26من م .م .م ت و الفصل 31من قانون 25ماي . 1" 1977
و لق د إس تقّر ت على ه ذا املوق ف و أّك دت ه يف ق رار ص ادر عن ال دوائر اجملتمع ة هبا
حيث إعتربت " :إذا إشتملت عريضة الدعوى على فرعني أّو هلما يتعّل ق بطلب إبطال تنبيه
جتاري و ثانيهم ا يتعّل ق بطلب تق دير غرام ة احلرم ان ال يت يس تحّق ها املتس ّو غ من ج ّر اء ع دم
جتدي د الك راء ف إّن الف رعني يكون ان ناش ئني عن س بب واح د و ه و عق د الك راء و ك ذلك
يضاف الفرعان لبعضهما بعضا لتحديد مرجع النظر و درجة احلكم ". 2
على خالف مرج ع النظ ر احلكمي ال ذي ط رح عدي د اإلش كاليات فق ه قض ائّية ف إّن
مرجع النظر الرتايب يكاد يكون واضحا و ذلك بالرجوع إىل الفصل 31من قانون 1977
: 1رشيد الصّباغ :املرجع السابق ص 103 -102
: 2رشيد الصّباغ :املرجع السابق ص 103
: 1قرار تعقييب عدد 6194مؤّر خ يف 5نوفمرب . 1981ن.م.ت لعام ، 1981ج ، 4ص . 72
: 2قرار تعقييب صادر عن الدوائر اجملتمعة عدد 17278مؤّر خ يف 27نوفمرب . 1987مركز الدراسات القانونية و القضائية بوزارة العدل قرارات الدوائر اجملتمعة حملكمة
التعقيب 1901إىل ، 1992ص . 488
110
اجلزء الثاين
الذي أحاىل إىل أحكام القانون العام .فإّن دعوى إبطال التنبيه ترفع للمحكمة اليت بدائرهتا
مق ر املدعى علي ه تطبيق ا للفص ل 30الفق رة األوىل من م .م .م .ت .و يبقى الس ؤال
مطروحا حول أجل القيام يف دعوى إبطال التنبيه ؟
:قرار تعقييب عدد 26417مؤّر خ يف 25أفريل . 1990ن.م.ت لعام 1990ص . 251 1
111
اجلزء الثاين
المبحث الّثاني
الّتجديد في صورة وجود مطلب الّتجديد
قبل التطرّق هلذا املوضوع جيب اإلشارة إىل أّن هذه الطريقة من طرق التجديد نادرة
ج ّد ا على املس توى العملي .و ه و م ا يفس ر غي اب األحك ام و الق رارات القض ائية املنش ورة
منه ا على األق ل يف ه ذه املادة و على ه ذا األس اس س نتناول بال درس ه ذا املبحث معتم دين
التحليل النظري دون العملي لبسط خمتلف اإلشكاليات اليت حتيط مبطلب التجديد يف قانون
. 1977
يعت رب مطلب التجدي د من ش كليات جتدي د عق د الك راء التج اري و لق د نّص علي ه
الفص ل اخلامس من ق انون " : 1977عن د ع دم التنبي ه ب اخلروج جيب على املتس وغ ال ذي
يريد أن حيصل على جتديد الكراء أن يقدم مطلبا إّم ا يف الستة أشهر السالفة النتهاء الكراء أو
يف كّل وقت طيلة التجديد و ذلك عند اإلقتضاء " .
112
اجلزء الثاين
و تقدمي هذا املطلب مرتبط يف حد ذاته بانعدام التنبيه الصادر عن املالك الذي له حق
محاية حق ملكية العقار و اسرتجاعه و إخراج املتسوغ حينما يرغب يف ذلك بشرط إحرتام
مقتضيات قانون 1977الذي جاء حلماية احلق العقاري من جهة و احلق التجاري من جهة
أخرى .
هذه اإلمكانية اليت وضعها املشرع هلا فائدة كبرية ,إذ ال يكون جتديد الكراء رهني
موقف املالك فحسب بل كذلك هو مرتبط بإرادة املتسوغ الذي يقدم مطلب التجديد ليعلن
عن رغبت ه يف التجدي د ,و لتوض يح وض عه الق انوين يف إط ار ه ذه العالق ة الثنائي ة املتمثل ة يف
العالقة الكرائية .
و من املالح ظ أّن ج انب من الفق ه اعت رب أّن " :كلم ة التجدي د ال وارد ب النص يف
جملة أو يف كل وقت طيلة التجديد ,مستعملة يف غري حملها ألّن األمر ال يتعلق بالتجديد و
إمّن ا يتعل ق بالتمدي د ألج ل غ ري معني طب ق م ا نّص ت علي ه الفق رة الثاني ة من الفص ل الراب ع يف
قوهلا و عند عدم التنبيه باخلروج يستمر التسويغ الذي حددت مدته بالتجديد الضمين …
من غري مدة معين ة .فهذا التجديد الذي يتح دث عن ه املش رع ليس هو التجديد املنص وص
عليه بأّو ل الفصل اخلامس و إمّن ا هو استمرار قانوين للعقد بنفس الشروط السابقة لألجل غري
معني حىت يتبني مآل العقد ". 1
فاملتس وغ غ ري مض طر لتق دمي مطلب التجدي د و ليس من واجب ه القي ام ب ذلك فل ه أن
يستمر يف احملل مبوجب القانون إىل أن يتخذ املالك موقفا من بقائه أو عدم بقائه و هذا على
عكس املالك الذي جيب عليه التنبيه على املتسوغ يف حالة إهناء العالقة التعاقدية .ويبدو ه ذا
منطقي نظرا للفرق الواضح بني إستمرار العالقة الكرائية احملتمة يف غياب مطلب التجديد من
جه ة ,و الرغب ة يف إهنائه ا من جه ة أخ رى .فحماي ة حلق وق املتس وغ املكتس ب للح ق
التجاري فرض املشرع هذه التقنية املتمثلة يف وجوب التنبيه .
:بقاسم القروي الّش ايب " :امللكّية الّتجارّية " ص . 139 1
113
اجلزء الثاين
األول
الفرع ّ
إجراءات مطلب الّتجديد
س نتعرّض إىل إج راءات مطلب التجدي د و إىل إمكاني ة إبطال ه يف ص ورة ع دم إح رتام
هذه اإلجراءات .
و جممال إج راءات مطلب التجدي د تنحص ر أساس ا يف طريق ة تق دمي
املطلب (فقرة أوىل) ،و يف مضمونه (فقرة ثانية) .
114
اجلزء الثاين
وجتدر اإلش ارة إىل أن ه ذا اإلج راء خيالف التش ريع الق دمي ( أم ر
ديسمرب ) 1954الذي كان يبيح تقدمي مطلب التجديد بطريقتين :أّو هلما عن طريق
ع دل تنفي ذ و ثانيهم ا بواس طة مكت وب مض مون الوص ول إن يف ع دول املش رع عن ه ذه
الطريقة و حصرها يف طريقة وحيدة ,املتمثلة يف توجيه املطلب بواسطة عدل منفذ ,فائدة
عملية على مستوى تبسيط اإلجراءات و كذلك حفظ حقوق املتسّو غ بصفة عامة .
و من املالحظ رغم ذكر املشرع للفظة " جيب " اليت تفيد اإللزام ,إال أّنه مل يرتب
على عدم إحرتام هذا اإلجراء املتمثل يف تبليغ مطلب التجديد عن طريق عدل منفذ أّي جزاء
,الذي ينحصر عادة يف إبطال مطلب التجديد أو إلغاؤه .
إض افة إىل ذل ك ط رح على مس توى عملي إش كال فقهي متث ل يف :م دى اعتب ار
إجراءات مطلب التجديد من قواعد النظام العام ؟
" إّن صبغة النظام العام هلذا القانون خمتلف فيها عندنا و عند غرينا من الفرنسيني و
ق د ذهب من س بقنا كاألس تاذ مخيس إّن التش ريع املذكور يتعل ق بالنظ ام الع ام و ذهب
أرش وفيك و أص حابه أّن ه ال يتعل ق بالنظام الع ام و إعتربت حمكم ة التعقيب الفرنس ية أّن هذا
اإلجراء موضوع و ميكن إثارته و لو بعد اجلواب يف األصل من طرف من له مصلحة فيه و
قالت حمكمة التعقيب التونسية يف أحدث قراراهتا أّن هذا التشريع إستثنائي و يتعلق بالنظام
العام … ". 1
" فأحكام قانون امللك التجاري هتّم النظام العام " . 2هذا الرأي الفقه قضائي القى
معارضة من بعض الفقهاء , 3الذين أّك دوا على عدم إنتماء هذا القانون لقواعد النظام العام و
إعت ربوا أّن المس ألة أي توجي ه مطلب التجدي د عن طري ق ع دل منف ذ ت دور ح ول املص لحة
:قرار تعقيبي مدين عدد 751مؤّر خ يف 03مارس . 1977ن.م.ت لعام ، 1977ج ، 1ص . 154 2
115
اجلزء الثاين
اخلاصة فصاحبها هو الذي أوىل بإثارهتا و محايتها من احملكمة و لاتقاء ما ال يستحسنه الدفاع
و اخلصوم ,فعلى املتسوغ إحرتام هذا اإلجراء .
و من املالحظ أّن النقد املوجه حملكمة التعقيب يبدو أّنه غري سليم ألّن موقفها يبقى
هو األكثر إنسجاما مع روح التشريع الذي يهدف أساسا إىل حفظ و محاية حقوق األطراف
يف العالقة الكرائية .
إض افة للش رط و اإلجراء الس ابق الذكر جيب على املتسوغ إحرتام أجل ستة أشهر
لتقدمي املطلب فكيف يتم إحتساب أجل الستة أشهر ؟ هنا ميكن التمييز بني صورتني و مها :
صورة العقد احملدد للمدّة حتتسب ستة أشهر تسبق أجل إنتهائه و صورة اإلستمرار
الض مين هلذا العق د ف إّن املطلب يق ّد م يف أّي وقت خالل تنفي ذه ف إن ق ّد م قب ل ذل ك يك ون
سابقا ألوانه وال ينتج أّي أثر .
116
اجلزء الثاين
إمكانية و كل حق يف مواجهة مطلب التجديد و مناقشته و إال ,يعّد راضيا مبا جاء به .فإذا
خال املطلب من هذا التنصيص يكون معرضا للبطالن .
فما هي طبيعة القانونية هلذا البطالن ؟
نظ را لتعرض نا هلذا اإلش كال س ابقا فإنن ا س نكتفي مبج رد الت ذكري مبوق ف القض اء
الفرنس ي ,ال ذي اعت رب ج زاء ع دم التنص يص على ه ذا الش رط اإلج رائي ه و جمرد البطالن
النس يب .بالت ايل جيب على املال ك املتض رر من ذل ك أن يث ريه أم ام القض اء كم ا أّن إّتف اق
الطرفني ميكن أن يغطي هذا النقص و هذا اخللل. 1
إض افة ل ذلك ال خالف يف أّن مطلب التجدي د ه و وثيق ة كتابي ة يوجهه ا املتس وغ
للمس وغ إال أن املش رع مل ي بني ش كلية الوثيق ة بك ل دق ة و مل يوض ح فحواه ا و أم ام ه ذا
النقص التشريعي ذهب الفقه يف اجتاه ميكن اعتباره منطقيا و هو وجوب إحتواء املطلب على
إسم الطالب و لقبه و عنوانه و نوع التجارة ّمث يذكر ما تبقى من املدة .
إض افة هلذه البيان ات ال يت وق ع س ردها ميكن للمتس وغ أن ي ذكر ك ل م ا ي راه من
إيضاحات أخرى مستحسنة أو ضرورية من ذلك مدة التجديد اليت يرغب يف احلصول عليها
أو أن يقرتح معني كراء حمدد .
ويف ه ذا اإلط ار لق د م يزت حمكم ة التعقيب بني طلب التجدي د على مع ىن الفص ل
اخلامس و طلب التعديل على معىن الفصل الرابع و العشرون من قانون 1977ف أعتربت أن
األّو ل من حق املكرتي دون املالك و الثاين من حق الطرفني. 2
117
اجلزء الثاين
الفرع الّثاني
مّم ن و لمن يوّج ه مطلب التّجديد
سنتطرق يف إطار هذه الفقرة إىل أطراف مطلب التجديد نظرا للخصوصية اليت يتميز
هبا هذا املطلب عن غريه من املطالب املقررة صلب هذا القانون و عن التنبيه الذي يصدره
املال ك .فمن ال ذي يوّج ه مطلب التجدي د ؟ (فق رة أوىل) وملن يوّج ه ه ذا
املطلب ؟ (فقرة ثانية) .
118
اجلزء الثاين
يكون رّد املالك بالرفض و بالتايل إهناء العالقة الكرائية و ستطرح حتما مسألة غرامة احلرمان
أو الغرامات املستحقة يف اإلّبان .
ويف اخلت ام ميكن أن نس تنتج أّن مطلب التجدي د ال يك ون ص حيحا إال إذا ص در من
من يتمّتع باألهلية الطبيعية أو املسندة له عن طريق القضاء .
119
اجلزء الثاين
120
اجلزء الثاين
الفرع الّثالث
آثار مطلب الّتجديد
ال يسقط حق املتسوغ يف صورة توجيه مطلب باطل .باعتبار أّن هذا األخري غري
ملزم بتوجيهه و ال يؤثر بالتايل على حق املالك الذي له حّق توجيه تنبيه الحق .فيكون رغم
ذلك نافذا .
و يعت رب مطلب التجدي د ال ذي اس تنفذ ك ل ش روطه من حيث اآلج ال و الش كليات
صحيحا .و بذلك يفتح للمالك أجل ثالثة أشهر للرّد خالهلا على مطلب املتسوغ ،و إال
يسقط حقه يف ذلك .و يعّد موافقا على ما جاء مبطلب التجديد .فما هي اآلثار يف صورة
صمت املالك عن مطلب الّتجديد ؟ (فقرة أوىل) و ما هو آثار الرّد على هذا املطلب ؟ (فقرة
ثانية) .
121
اجلزء الثاين
فيها مطلب التجديد صحيحا .يف هذا اإلطار اإلجابة ال تكون إعتباطية بل أوجب القانون
أن حيتوي اإلعالم مضمون الفصل 27من قانون . 1977و عدم إحرتام هذه الشكلية
يؤدي إىل بطالن رّد املالك .
122
اجلزء الثاين
هك ذا نس تنتج أّن إختالف إج راءات احلص ول على جتدي د الك راء التج اري ه و يف
حقيق ة األم ر حماول ة من ق انون األكري ة التجاري ة يف حتقي ق اإلس تقرار اإلقتص ادي من جه ة و
التوازن بني امللكية التجارية و امللكية العقارية من جهة أخرى .إضافة لذلك لقد أقرّ القانون
حقا ثانيا و هو حق املالك يف رفض التجديد لسبب مربر أو غري مربر وكل ذلك يف كنف
القواعد املنظمة هلذا القانون .
الفصل الّثاني
التجديد
اآلثار في صورة رفض ّ
يتمتع املالك حبق مطلق يف رفض التجديد .و يف مقابل ذلك جيب عليه أن يتحمل
مس ؤولية ه ذا ال رفض نتيج ة م ا س يلحق املتس وغ من ض رر .ه ذا ال رفض ميكن أن يظه ر يف
123
اجلزء الثاين
التنبي ه املوج ه من ط رف املؤجر إلهناء العالق ة الكرائي ة أو يف ردّ املال ك عن مطلب التجدي د
املق دم من ط رف املتس وغ .ويف كلت ا احلالتني جيب على املال ك أن ي ذكر أس باب ال رّفض يف
رد لكي يك ون املتس وغ على بين ة من ذل ك وليتمكن من محاي ة حقوق ه حمض ر التنبي ه أو ال ّ
واحلفاظ عليها .وله حق املنازعة يف أسباب اإلمتناع من التجديد وكذلك له حق املطالبة
بغرامة احلرمان .
لذا ميكن أن نالحظ أن املشرع التونسي أبقى األولوية للحق العيين رغم ما عرفه من
امللكية التجارّية .
حق ّ تقلص من جرّاء اكتساب ّ
وختتل ف آث ار رفض التجدي د حبس ب أس بابه .ولق د ح دد ق انون 25م اي 1977
ص ور رفض التجدي د ض من العن وان الث الث من الق انون املذكور وميكن إعتب ار ه ذه الص ور
صورا قانونية ميارس من خالهلا املالك حقه يف إسرتجاع املكرى وفق القانون .ولكن إذا ما
تعس ف املال ك يف رفض ه للتجديد دون اإلستناد إىل سبب قانوين مربّر .يكون هذا ال رّفض
غ ري مس بب أو معل ل .بالت ايل وجب علي ه دف ع غرام ة احلرم ان .وال يهم أن يك ون املال ك
شخص طبيعي أو شخص معنوي عمومي و ذلك تطبيقا ملقتضيات القانون املشار إليه آنفا .
ويف هذا اإلطار يبقى لقضاة األصل سلطة تقديرية لتحديد غرامة احلرمان .و ذلك
لتثبت من مدى وجود سبب ّمبرر من عدمه . بشرط القيام بدعوى للمطالبة هبا أو ل ّ
رغم إقرار املشرع لصور رفض قانونية إال أنه أحاط املتسوغ بضمانات تضمن حقه
وختف ف علي ه ض رره من ذل ك مّك ن ه يف بعض الص وّر من غرام ة خمفف ة .ولدراس ة اآلث ار يف
صورة رفض التجديد ،جيب التعّر ض إىل :
التجديد المسّبب .
المبحث األّو ل :آثار رفض ّ
التجديد غير المسّبب .
الثاني :آثار رفض ّ
المبحث ّ
124
اجلزء الثاين
األول
المبحث ّ
آثار رفض الّتجديد المسّبب
125
اجلزء الثاين
الفرع األّو ل
رفض الّتجديد غير الموجب لغرامة الحرمان
نص الفص ل الث امن من ق انون " : 1977ميكن للمس وّغ أن ي رفض جتدي د
لق د ّ
التسويغ بدون أن يكون مطالبا بدفع أي منحة وذلك :
املتسوغ اخلارج .
ّ - 1إن أثبت وجود سبب خطري وشرعي ضدّ
- 2إن إتض ح أن العق ار جيب هدم ه كلي ا أو جزئي ا حيث ص ار مض را بالص حة
إضرارا أثبتته السلطة اإلدارية أو إذا إتضح أنه صار ال ميكن شغله بدون خطر بسبب احلالة
اليت هو عليها ويف صورة جتديد الكراء بالعقار اجملدّد بناؤه حسب الشروط املنصوص عليها
الفصلني 10و 11من هذا القانون … " .
126
اجلزء الثاين
:قرار تعقييب عدد 12788مؤّر خ يف 12ديسمرب . 1985ن.م.ت لعام ، 1985ج ، 2ص . 261 1
127
اجلزء الثاين
للمتسوّغ .و إّن رفض التجديد لسبب خطري وشرعي يطرح عدة إشكاليات من حيث ما
هية السبب اخلطري والشرعي ( أ ) ومن حيث صور األسباب الشرعية واخلطرية ( ب ) .
:قرار تعقييب عدد 4107مؤّر خ يف 22مارس . 1966م.ق.تش لسنة ، 1967ج ، 4ص . 622 1
:قرار تعقييب عدد 6869مؤّر خ يف 30ماي . 1974ن.م.ت لعام ، 1974ص . 179 2
:إستئناف تونس عدد 24118مؤّر خ يف 24نوفمرب , 1964م.ق.تش لسنة 1965ص . 527 3
128
اجلزء الثاين
فالسبب اخلطري والشرعي يكون زمن التمسك به هو تاريخ هناية عقد الكراء .بينما
يكون فسخ العقد يف أي وقت أثناء تنفيذه .
أّم ا على مستوى درجة خطورة السلوك اخلاطئ فإّن بتحقيق إستحالة إستمرار عقد
التسويغ يكون السبب خطري وشرعي ّ ،أما إذا كان شرط فسخي فللمالك احلق يف التمسك
أن مفهوم السبب اخلطير والشرعي به أو عدم التمّس ك به لفسخ العقد .وجتدر اإلشارة هنا ّ
ميكن أن يت داخل م ع مفه وم الش رط الفس خي ألّن خط أ املتس وّغ هو حمور الس بب اخلطري و
الش رعي و يف نفس الوقت حمور ك ذلك الش رط الفسخي و يف كلتا احلالتني ميكن أن يؤّدي
ذلك إىل فسخ قضائي لعقد التسويغ .ولكن يبقى الشرط الفسخي له أثر آيل يف فسخ العقد
يعد بالضرورة كافيا ليكون سببا خطريا وشرعيا لرفض التجديد .
وال ّ
هذه الثنائية متنح القاضي سلطة تقديرية واسعة يف تكييف السبب اخلطري والشرعي
من عدمه .
و جممال ،يعت رب فق ه القض اء أن الأس باب اخلط رية والش رعية جيب أن ترتك ز على
طبق فيها القانون العام لقضي
إخالالت أو خمالفات لعقد اإلجيار من طرف املتسوغ حبيث لو ّ
فيها بفسخ العقد .1
ونظرا خلطورة النتائج اليت قد ترتتب عن هذه األسباب فإن حمكمة املوضوع حتّد د
درجة خطورهتا .فإن رأت بأهنا أسباب خطرية وشرعية تربر الرفض فتحكم بذلك .أمّا إذا
رأت خالف ذل ك فإهنا حتكم بتجدي د الك راء .و إن متسّك املال ك برفض ه للتجدي د فإهنا
حتكم بغرام ة احلرم ان املنص وص عليه ا ص لب الفص ل الس ابع من ق انون . 1977وتق دير
وجود أو عدم وجود سبب خطري وشرعي يعود بالنظر إىل حماكم األصل وخيرج عن رقابة
حمكمة التعقيب اليت إعتربت أن املسألة ترجع إىل حرية مطلقة حملاكم األصل. 2
:قرار تعقييب عدد 4107مؤّر خ يف 22مارس 1966م.ق.تش لعام ، 1967ص . 622 2
129
اجلزء الثاين
:أنظر Derrupe (J) ; Maus (R) ; Briere de l’isle ( G ) , lafarge (P) : ouvrage précité p 262 : 1
:الفصل 274م إ ع " :جيب الوفاء ياإللتزامات مع متام األمانة . "..... 2
130
اجلزء الثاين
الكراء يف ّإبانه وباحملل الشاغل له بدون تنبيه عليه من املسوغ منه وميكن للمسوغ منه حسب
الفصل 9من أمر 27ديسمرب ( 1954الفصل الثامن من قانون 25ماي ) 1977
رفض جتديد التسويغ بشرط أن يثبت سببا خطريا ومشروعا ضدّ املتسوغ اخلارج وهو أمر
موك ول إلجته اد حماكم األص ل .وتفريع ا عن ذل ك يك ون قائم ا على أس اس من الق انون
احلكم الصادر بأحّق ية رفض جتديد التسويغ بناءا على مماطلة املتسوغ اخلارج يف دفع معلوم
الكراء ". 3
فإمتناع املتسّو غ من دفع معّينات الكراء .1هو أمر موكول لقضاة األصل يف إعتباره
سببا خطريا وشرعي من عدمه .
وجتدر املالحظة يف هذا السياق إىل الصعوبة العملية يف التمييز بني مماطلة املتسوغ يف
دفع معينات الكراء كسبب لفس خ عقد الكراء والذي خيضع إىل إجراءات خاص ة أوجبها
ق انون 1977وبني املماطل ة ال يت تعت رب س ببا خط ريا وش رعي يفس ح اجملال للمال ك ل رفض
التجدي د دون دف ع غرام ة حرم ان .وتبقى املس ألة خاض عة بص فة مطلق ة لقض اة املوض وع
لتكييف مماطلة املتسوغ يف دفع معينات الكراء أو اإلمتناع عن ذلك كسبب مؤّس س لفسخ
العق د .وبالت ايل مراقب ة اإلج راءات ال يت أوجبه ا ق انون 1977يف فص له 23أو كس بب
ميكن إعتم اده ل رفض التجدي د دون أداء لغرام ة احلرم ان على أس اس ت وّفر الس بب اخلط ري و
الشرعي .
ولقد إعترب فقه القضاء ّالتونسي من بني األسباب اخلطرية والشرعية ،توقيف النشاط
احملل مرتبط بإستغالل األصل التجاري ففي غيابالتجاري وغلق احملل . 2فتوقيف إستغالل ّ
الإس تغالل الفعلي و المتواص ل ي ؤّدي إىل إس تبعاد نظ ام األكري ة التجاري ة كك ل وليس جمرد
:قرار تعقييب عدد 4107مؤّر خ يف 22مارس . 1966ن.م.ت لعام ، 1966ص . 17 3
131
اجلزء الثاين
ص ورة من ص ور رفض التجدي د .و يف كلت ا احلالتني ي ؤدي ع دم اإلس تغالل إىل حرم ان
املتسوغ من إمتيازات ذلك النظام .
لكن ،جيب التمييز يف هذا اإلطار بني اإليقاف املؤقت لإلستغالل وبني إمهاله كليا
وغلق احملل .
و لق د إس تقّر فق ه القض اء التونس ي على إعتب ار أن ع دم اإلس تغالل من األس باب
اخلطرية اليت حترم املتسوغ من حق التجديد ويربر للمتسوغ عدم دفع غرامة احلرمان. 3
وتعترب كذلك من بني األخطاء التعاقدية املعتربة سببا خطريا وشرعي .و الذي على
أساسه ميكن للمالك رفض جتديد الكراء دون دفع غرامة احلرمان " تغيري اإلستعمال املعد له
املكرى الذي منعه املتسوغ مبقتضى عقد أو الذي يتعارض مع طبيعة العقار ". 1
وعلين ا أن نالح ظ بأن ه ملش رتي احملل التج اري احلق يف إخ راج املتس وغ بن اء على
األس باب ال يت ك ان من املمكن أن ي دفع هبا ب ائع احملل إذ أن ه حس ب ص ريح
حمل القدمي فيما له وعليه من احلقوق
حيل املالك اجلديد ّ
الفصل 798من م .إ .ع " ّ ...
يف الكراء املذكور …" .
للبت يف دع وى اخلروج بن اءا على س بب
ويبقى ب اب االجته اد مفتوح ا للمح اكم ّ
خطري و شرعي .
تعاقدية :
- 2اإلخالل بالتزامات غير ال ّ
هي أخطاء غري تعاقدية ولكن فقه القضاء إعتربها أسباب خطرية وشرعية .و ميكن
إعتمادها لرفض جتديد الكراء دون أداء غرامة احلرمان .
:قرار تعقييب عدد 9418مؤّر خ يف 09جانفي . 1975ن.م.ت لعام ، 1975ج ، 1ص . 25 3
قرار تعقييب عدد 1841مؤّر خ يف 06ديسمرب . 1979ن.م.ت لعام ، 1979ج ، 2ص 114
:قرار تعقييب عدد 4107مؤّر خ يف 22مارس . 1966ن.م.ت لعام ، 1967ص . 622 1
132
اجلزء الثاين
لقد إعترب فقه القضاء التونسي أن األفعال املنافية لألخالق والنظام العام 2الصادرة عن
املتس وغ هي أخط اء ميكن إعتماده ا من ط رف املال ك ل رفض التجدي د على أس اس الس بب
املتسوغ من غرامة احلرمان .
الخطري و الشرعي .والذي يؤّدي إىل حرمان ّ
ولق د ذهب فق ه القض اء الفرنس ي إىل إعتب ار أن العالق ة الخنائي ة بني املتس وّغ وإبن ة
املالك من األسباب اخلطرية والشرعية . 3وكذلك جرمية السرقة الواقعة على أمالك املالك من
املتسوغ .
ّ طرف
إمجالا ،ميكن إعتبار اجلرائم املرتكبة من طرف املتسوغ ضد املالك أو أقاربه أخطاء
م ربرة ل رفض التجدي د على أس اس س بب خط ري وش رعي .ويف تك ييف ه ذه األفع ال وه ذه
األخطاء تتناقض إجتاهات حماكم األص ل .و على حمكم ة التعقيب وحدها بإعتبارها حمكم ة
قانون ،أن توحد اإلجتاهات .ويبدو أنه من واجبها أن حتّد د مفهوم ا موحدا لألخطاء غري
التعاقدية اليت ميكن إعتبارها أسباب شرعية وخطرية لرفض التجديد ،ملا هلذا اإلجراء من آثار
املتسوغ من جهة أخرى .
ّ سلبية على الوضعّيات الإقتصادية من جهة وعلى نشاط
ولعل النقص الكمّي يف القضايا املرفوعة على هذا األساس هو الذي أدى إىل غياب
فقه قضاء كامل و متكامل يف هذا اجملال .و إقتصار املالك بصفة عامة على إثارة األخطاء
التعاقدية دون غريها كسند لرفع دعواه .
الفقAAرة الّثانيAAة :رفض الّتجديAAد بنAAاءا على حالAAة العّق ار المض ّAر ة
بالصّح ة أو المنذرة بالخطر
املتسوغ ،أو حرفاء احملل .
ّ أقر املشرع هذه الصورة هبدف احلفاظ على صحة وحياة
ّ
هذه الصورة نص عليها الفصل الثامن من قانون . 1977
:قرار تعقييب عدد 3243مؤّر خ يف 14ماي . 1981ن.م.ت لعام ، 1981ص . 11 2
133
اجلزء الثاين
فإن اتضح أن العقار جيب هدمه كليا أو جزئيا بسبب ما صار عليه من حالة مضرة
بالصحة ،أو ال ميكن شغله بدون خطر بسبب احلالة اليت هو عليها ميكن حينئذ للمالك أن
يرفض التجديد بدون دفع غرامة احلرمان .
ولق د أوجب املش رع أن يك ون الض رر مثبت من قب ل الس لط اإلداري ة .إذ جيب على
املسوّغ أن يتحصل على قرار من السلط اإلداريّة يثبت تعفن العقار املكدر بالصحة .وخيتص
بإختاذ هذا القرار اإلداري مصاحل البلديات املوجودة بدائرهتا العقار اليت هلا وحدها صلوحية
تقدير وجود تلك احلالة من عدمها .وتكتفي احملكمة يف هذه احلالة بإستخالص نتائجها اليت
أكدها الق رار اإلداري دون أن متارس أي رقابة على ش رعيته .وجيب أن ينص الق رار اإلداري
على ض رورة اهلدم أو على من ع البق اء بالعق ار .و بالت ايل ال يك ون جمرد اإلذن بإجناز بعض
األشغال .
وتأكي دا هلذا ،فق ه القض اء التونس ي إعت رب " أن حال ة تعّف ن العق ار ال تكفي لت ربير
رفض التجدي د إذا ك ان بإمك ان املتس وغ إزال ة اخلط ر دون اللج وء إىل إبع اد املتس وغ من
احملل". 1
أن يف حالة إمتناع أو تقاعس اإلدارة يف إختاذ قرار يتعلق حبالة وجتدر اإلشارة ،إىل ّ
العقار املضرة بالصحة ،رغم حرص صاحب العقار على طلب ذلك .مما اليكون سببا ميكن
أن يقضي على أساسه القاضي بتكليف خبري للغرض ليتجاوز هذا التقاعس أو اإلمتناع .وما
اللج وء إىل احملكم ة اإلداري ة للطعن يف الق رار اإلداري ال ذي
على املال ك يف ه ذه الص ورة إال ّ
ميكن أن يكون صرحيا أو ضمنيا والرافض ملطلبه .
أمّا يف الصّورة اليت يكون عليها العقار خطري وغري آمن فللمالك إثبات ذلك جبميع
الوسائل سواء حبكم قضائي أو بقرار إداري .
134
اجلزء الثاين
كما أنه غري ملزم باإلدالء بالرخصة اإلدارية اليت ترخص اهلدم وإعادة البناء وذلك
باالستناد ملا جاء يف قرار صادر عن حمكمة التعقيب اليت أقرت فيه " مكرى التجارة املتداعي
للس قوط وإس توجب اهلدم ال ل زوم في ه للتحص ل على رخص ة من وزارة التجه يز 2"...ورغم
أن ه ذا ال رفض ال يس توجب مع ه أداء غرام ة حرم ان للمتس وغ .ال ذي أقره ا ق انون امللكي ة
التجارية إلّا أنه وضع ضمانات من خالهلا ميكن للمتسوغ أن حيفظ حقه يف اخلروج .بشرط
إعادة بناء ما وقع هدم ه من طرف املالك .الذي يبقى ل ه حرية اإلختيار يف بناءه أو عدم
بنائه .ففي حالة توفر شرط بناء العقار وإحتواء هذا األخري على حمالت جتارية فللمتسوغ
حق األولوية 1يف الكراء حسب الشروط املنصوص عليها بالفصول 10و 11من قانون1
. 977
أن املتسوغ اخلارج الذي يرغب يف التمتع وبالرجوع للفصلني املذكورين ،نستنتج ّ
حبق األولوية يف البناء اجملدد عليه عند مبارحته للمحل أو يف الثالثة األشهر املوالية لذلك على
أكثر تقدير ،أن يعلم املالك بتلك الرغبة عن طريق عدل منفذ .وأن يبني له مقره اجلديد
وجيب عليه أن يعلمه بنفس الطريقة بكل تغيري للمقر .وإلّا سقط حقه يف األولوية .وعلى
املال ك يف ه ذه احلال ة أن يعلم املتس وغ بنفس الطريق ة وقب ل تس ويغ احملل اجلدي د بأن ه مس تعد
فإن هذه
للتسويغ له من جديد .وإن مل يقع اإلتفاق بني الطرفني على شروط عقد التسويغ ّ
الش روط تق ع تعيينه ا طب ق أحك ام الفص ل الث امن والعش رون أي عن طريق ة رئيس احملكم ة
اإلبتدائية اليت هبا العقار أو من ينوبه ،وللمتسوّغ أجل ثالثة أشهر ليقرر ما يراه .أو القيام
لدى احملكمة املختصة .وجيب بيان األجل يف اإلعالم املذكور وإلّا فإنه يع ّد باطال و ال عمل
به .وعند إنتهائه ،ميكن للمالك أن يتصرف يف حمله بالبيع أو ب الكراء أو بأي وجه شاء .
: 2قرار تعقييب عدد 9545مؤّر خ يف 08مارس . 1984ن.م.ت لعام ، 1984ج , 2ص . 175
قرار تعقييب عدد 5597مؤّر خ يف 25مارس . 1982ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 2ص . 183
: 1حكم إستئنايف عدد 22817مؤّر خ يف 4أكتوبر 1995م.ق.تش عدد , 10ديسمرب 1995ص .... " : 83مينع الفصل الثامن من القانون املذكور أعاله ()1977
و املعتمد يف التنبيه عند القيام على املتسّو غ املطالب باخلروج من املكرى املطالبة بغرامة احلرمان و لكن مّكنه يف أولّو ية الّر جوع للمحل بعد إعادة بنائه ".
135
اجلزء الثاين
واملالك الذي ال ميتثل للواجبات احملمولة عليه يكون ملزما إذا طلب املتسوغ ذلك بدفع غرم
الضرر .
ومل يكت ف املش رع ب ذكر ه ذه اإلج راءات املتض منة لعدي د الش روط ب ل جتاوز ذل ك
ل ذكر ش روط خاص ة بوض عية العق ار اجلدي د .ال ذي تف وق مس احته العق ار الق دمي ف إن ح ق
األولوية مقصور على احملالت اليت هلا مساحة تساوي مساحة احملالت املشغولة سابقا أو اليت
من ش أهنا تس ديد نفس احلاجي ات ال يت س ددهتا ه ذه األخ رية .أم ا إذا ك ان ه ذا العق ار ال
يس مح بإرج اع مجي ع املتس وغني الس ابقني .ف إن الفص ل احلدي عش ر أعطى األولوي ة
للمتسوغني أصحاب أقدّم عقد تسويغ ،إذا أعربوا عن رغبتهم يف شغل احملالت .
وهك ذا أح اط املش رع باملتس وغ مجل ة من الض مانات ال يت حتمي حقّه يف األولويّة
ولكنه ا تك اد تك ون ض مانات ومهيّة خاص ة إذا ما إستقر املتس وغ يف مق ر آخر .وإستقر يف
نشاطه التجاري وذلك بتكوين حرفاء ومسعة جتارية هي من املؤكد ال تكون وليدة اللحظة.
ب ل نتيج ة جمله ود وعم ل مض ين لتحقي ق ه ذا اإلس تقرار اإلقتص ادي .وإن ين ألدع و املش رع
للت دخل لتنقيح ه ذه الفص ول قص د التخفي ف من ش روط ح ق األولوي ة يف الك راء وك ذلك
إلعطاء دور هام للخرباء لتحديد الضرر الصحّي الذي ميكن أن ينتج عن هدم أو قدم العقار
وبالتايل التخفيف من سيطرة اإلدارة يف هذا اجملال .
136
اجلزء الثاين
الفرع الّثاني
رفض الّتجديد الموجب لغرامة حرمان رمزّية (مخّف فة)
مكن املشرع الّتونسي املالك من رفض جتديد فضال عن الصور املذكورة آنفا فقد ّ
اإلجيار إلس رتجاع املك رى مقاب ل دف ع غرام ة ال ميكن أن تتج اوز احلد األقص ى ال ذي ض بطه
القانون .فال يتجاوز قيمتها سقف معني حمدّد ببعض كراءات سنوية .وختتلف طبيعة هذه
الغرام ة وأساس ها الق انوين عن أس اس وطبيع ة غرام ة احلرم ان املنص وص عليه ا ض من الفص ل
السّابع من قانون . 1977
هذه الّص ور نص عليها املشرع على سبيل احلصر ال الذكر .و لدراسة هذه الّص ور
ميكن الّتع ّر ض إلس رتجاع العق ار لبنائ ه أو إع ادة بنائ ه أو تعليت ه ( فق رة أوىل ) .وك ذلك
لصورة إسرتجاع العّقار للسّكىن ( فقرة ثانية ) .
137
اجلزء الثاين
ألمهية هذا األخري على مستوى فقه القضاء التونسي (أ) .مث يف مرحلة ثانية سنتعرض
البناء ّ
املؤسس على بناء العقار أو تعليته (ب) .
لإلسرتجاع ّ
:قرار تعقييب عدد 803مؤّر خ يف 17مارس 1977م.ق.تش لسنة ، 1978عدد ، 4ص . 51 1
138
اجلزء الثاين
:قرار تعقييب عدد 2872مؤّر خ يف 4جوان . 1981ن.م.ت لعام ، 1981ج ، 2ص . 103 1
:قرار تعقييب عدد 4573مؤّر خ يف 26نوفمرب " . 1981حّق الّتجديد و حّق الّتعديل يف مكرى الّتجارة " .جويدة قيقة ،ص . 70 2
:قرار تعقييب عدد 6470مؤّر خ يف 10مارس . 1982ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 2ص 163 3
قرار تعقييب عدد 5627مؤّر خ يف 04نوفمرب . 1982ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 4ص . 174
قرار تعقييب عدد 5597مؤّر خ يف 25مارس . 1982ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 2ص . 170
:قرار تعقييب عدد 39716مؤّر خ يف 13مارس 1996م.ق.تش عدد 4أفريل ، 1996ص . 75 4
139
اجلزء الثاين
البلدية التي بدائرتها العقار ،أو مثال هندسي أو غير ذلك من وثائق التي تدل
على الشروع في الهدم وإعادة البناء .
رغم أن المشّر ع راعى مصلحة المالك و الملكية العقارية بصفة عامة .
إاّل أّنه لم يغفل عن حقوق المتسّو غ من خالل المحافظة على ملكه التجاري .
فأقر له بعض الحقوق التي سنتعرض لها بمناسبة دراسة أثار اإلسترجاع هذا .
:قرار تعقييب مدين عدد 4114مؤّر خ يف 21جانفي . 1982ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 1ص . 176 2
:قرار تعقييب عدد 12078مؤّر خ يف 14نوفمرب . 1985ن.م.ت لعام ، 1985ج ، 2ص . 281 3
قرار تعقييب عدد 12607مؤّر خ يف 21نوفمرب . 1985ن.م.ت لعام ، 1985ج ، 2ص . 156
أنظر القرار الّتعقييب عدد 37089املشار إليه آنفا .
140
اجلزء الثاين
-حّA A A Aق البق AA A Aاء :لق د نص ّت على ذل ك ص راحة الفق رة الثاني ة من
الفصل ... " 9و للمتسوغ احلق يف البقاء باحملل حسب القيود و الشروط املنصوص عليها
بالعق د املنتهي ة مّد ت ه إىل إبت داء األش غال بص فة فعلي ة "...مل تط رح م دة بق اء املتس وغ باحملل
إشكاال بل أثري اإلشكال حول تاريخ إنتهاء حق البقاء باملكرى التجاري الذي ولئن ،وضع
املشرع حّل تشريعي كّر س فيه حّق البقاء إاّل أنه يبقى هذا احلّل غامضا و منقوصا فال ميكن
تطبيق ه على مس توى الواق ع .و يف ه ذا اإلط ار حمكم ة التعقيب أق ّر ت ح ق قبض غرام ة قب ل
مغادرة احملل و حق بقاء املتسوغ إىل إبتداء األشغال بصفة فعلية 1وإعتربت بأن " إسرتجاع
مكرى التجارة قصد اهلدم و البناء ال خيرج منه مكرتيه إال عند الشروع يف األشغال فاحلكم
عليه إستعجاليا باخلروج منه قبل التحق ق من الش روع يف بداية األشغال جيعل احلكم سابقا
ألوانه ويوجب النقض . 2فتوجيه تنبيه برفض التجديد إلعادة بناء العقار املكرى ال تنتهي به
العالق ة التعاقدي ة الكرائي ة .و إمنا تس تمر ح ىت قبض التع ويض و بداي ة األش غال و على
املتس وغ أن ي دفع معل وم الك راء .و لكن يبقى التس اؤل مطروح ا ح ول مع ىن عب ارة " بداي ة
األشغال بصفة فعلية " فماذا قصد املش رع من إستعمال هذه العبارة ؟ لقد أجابت حمكم ة
التعقيب عن هذا التساؤل وحّد دت مفهوما للشروع الفعلي لألشغال بصفة فعلية فإعتربت "
و لئن مل حيدد املش رع ص لب الفص ل التاس ع من الق انون رقم 37لس نة 1977املؤرخ يف
25ماي 1977نوع األشغال اليت ختّو ل للمكرتى البقاء باملكرى إىل الشروع فيها إال أن
املقص ود منه ا ال ميكن أن ينص رف إىل الش روع فيه ا ألن املقص ود منه ا ال ميكن أن ينص رف
إىل الش روع الفعلي يف عملي ة اهلدم إلس تحالة ذل ك قب ل إخالء العق ار ول ذا تعنّي أن يك ون
غ رض املش رع ه و اإلس تعداد الفعلي لتل ك األش غال وإحض ارما يل زم ألعم ال اهلدم و إع ادة
البناء" .3و من املنطقي أن يكون ما إجتهت إليه حمكمة التعقيب هو الصواب باإلستناد إىل
ما يهدف إليه املشرع من وراء وضع هذه الضمانات وهو أساسا محاية امللك التجاري .
:أنظر القرار التعقييب عدد 4114املذكور آنفا +قرار تعقييب عدد + 12607قرار تعقييب عدد 12078املذكورين آنفا . 1
:قرار تعقييب عدد 6473مؤّر خ يف 5أكتوبر . 1981ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 3ص . 108 2
:قرار تعقييب عدد 24754مؤّر خ يف 02نوفمرب . 1989ن.م.ت لعام ، 1989ص . 437 3
141
اجلزء الثاين
-ح ّAق األولوّي ة :لئن س قطت الفق رة املتعلق ة حبق األولوي ة من الفص ل التاس ع من
قانون 1977مقارنة بالفصل 10من أمر 1954و اليت نفهم منها للوهلة األوىل أن املشرع "
أبطل حق املستأجر يف األولوية يف اإلجيار بالعقار اجلديد . " 1إال أنه بالرجوع للفصل 10و
11من قانون 1977نتبني أن املشرع مل يقص هذا احلق " فرتجع إستمرار متتعه هبذا احلق و
ت بني أن األم ر ال يعدو أن يك ون إاّل جمّر د سهو كم ا وق ع يف فص ول أخ رى . 2" ...و لقد
إختذ فقه القضاء الّتونسي موقفا صرحيا حيث تبىّن صراحة ما وقع التنصيص عليه بالفصلني
10و 11املذكورين .ووّح د بني الفص لني 8و 9يف اإلج راءات ال واجب على املس تأجر
إتباعها للتمتع حبق األولوية .و يف ترتيب أصحاب األولوية عند تعددهم " .وينظر يف هذا
حكم حمكمة الناحية تونس عدد 84627الصادر يف 18ديسمرب ( . 1984وهو غري
منشور( " . 3و هبذا جتاوز فقه القضاء هلذا الّس هو وأبقى للمتسوغ حق األولوية يف التسويغ
.
142
اجلزء الثاين
حرمان املتسوغ مؤقتا ويف هذه الصورة للمتس ّو غ احلق يف غرامة تساوي الضرر الذي حلقه
بدون أن تتجاوز مقدار كراء ثالثة أعوام .
ولقد طّبقت حمكمة التعقيب مقتضيات هذا الفصل فإعتربت أّن " :تعلية العقار ال
خيول للمال ك رفض جتدي د التس ويغ وإمّن ا جييز ل ه إرج اء التجدي د ملدة أقص اها ثالث ة أع وام
للمتس وغ احلق يف غرام ة تس اوي الض رر ال ذي حلق ه ب دون أن يتج اوز مق دار ك راء ثالث ة
1
أعوام ".
فال تط رح ه ذه الص ورة إش كاليات متم يزة وتعت رب جمرد إنقط اع م ؤقت عن النش اط
املس تغل باحملل املك رى ف أقّر املش ّر ع بعض الض مانات حتف ظ حق وق املتس ّو غ .فحّق ق ب ذلك
التوازن بني حقوق املتسّو غ ويف املقابل مل مينع املالك من تطوير بناءاته وأمالكه .
وجتدر املالحظة أن عبارة " رفض التجديد املؤقت " إستعملها فقه القضاء التونسي
للتعبري عن هذه الصورة .لكن حمكمة التعقيب إستعملت هذه العبارة يف صورة أخرى خمتلفة
كل اإلختالف عن تعلية العقار من ذلك صورة رفض التجديد على معىن الفصل التاسع من
ق انون . 21977وهذا خمالف للفص ل التاس ع ال ذي يعت رب ص ورة من ص ور اإلس رتجاع غ ري
املؤّقت .وح ّق األولوي ة يبقى ح ّق مف رتض لكن غ ري أكي د وه ذا على عكس ص ورة الفص ل
12من قانون 1977الذي ال يتعّلق إال مبجّر د تأخري التجديد مقابل غرامة تساوي الضرر
دون أن يتجاوز مقدار ثالثة أعوام .
:قرار تعقييب عدد 37091مؤّر خ يف 5أفريل 1995م.ق.تش عدد ، 9ص . 67 2
143
اجلزء الثاين
وحّق اإلسرتجاع هذا ال ميكن القيام به مهما كان األمر إال فيما خيّص األجزاء غري
املبني ة من األراض ي املس ّو غة وإذا ك ان ي رتتب عن ه وج وب إنقط اع اإلس تغالل التج اري
والص ناعي أو مباش رة احلرف ة فإن ه حيتم دف ع الغرام ة املنص وص عليه ا بالفص ل التاسع من هذا
القانون " .
إذن ميكن يف ص ورة الفص ل 14إس رتجاع العق ار إلقام ة بن اءات ب ه وينحص ر يف
أجزاء األرض البيضاء اليت مل تقع إقامة بناءات عليها .جيب احلصول على رخصة بناء فال
يكفي أن يع رب املال ك عن ني ة البن اء فق ط .وميكن أن يتحص ل املتس وغ على التع ويض
املنصوص عليه بالفصل التاسع يف حالة إنقطاع النشاط وتعطيل املتسوغ عن شؤونه التجارّية
أو الصناعّية أو احلرفّية .
144
اجلزء الثاين
وبش رط ص لوحية احملل للس كىن بع د جمرد إج راء أش غال هتيئ ة للس كىن وال جيوز اإلس رتجاع
اجلزئي إال بشرط أن ال يضر بإستغالل املتسوغ وسكناه . " ...
وبالتايل لكي يتمكن املتسوغ من إستعمال حق اإلسرتجاع لإلحتياج للسكىن وجب
علي ه إح رتام مجل ة من الش روط املنص وص عليه ا بالفص ل الث الث عش ر من ق انون 25م اي
( 1977أ) ّمما يرتّتب عن اإلخالل بأحدمها وجوب دفع غرامة احلرمان (ب) .
:قرار تعقييب مدين عدد 6759مؤّر خ يف 7جانفي 1982غري منشور . 1
145
اجلزء الثاين
رابعا ال ينسحب حق اإلسرتجاع هذا على احملالت املع ّد ة لتستعمل نزال أو للتس ّو غ
ويف ذلك محاية للمتسّو غني .
خامسا ال ميكن للمتسّو غ الذي إقتىن احملل بثمن أن يتمتع هبذا احلق إال إذا كان رسم
إقتنائه له تاريخ عقد يزيد عن الستة أعوام قبل القيام هبذا احلق .
كما أّنه ال جيوز اإلسرتجاع اجلزئي إال بشرط أن ال يضّر بإستغالل املتسّو غ .
146
اجلزء الثاين
تتعل ق ب الكراء التج اري املختل ط وه ذا م ا يفس ر النقص الع ددي للقض ايا املرفوع ة يف ه ذا
اجملال .إضافة إىل ما ألزمه املشرع من دفع غرامة للمتسوغ جتعل هذا احلق الذي يتمتع به
املالك سبب من أسباب إرهاقه .
المبحث الّثاني
رفض الّتجديد غير المسّبب (غير المبّر ر)
147
اجلزء الثاين
ميكن للمال ك أن ي رفض التجدي د ب دون م ّربر .لكن رغم متتع ه هبذا احلق فه و مل زم
قانونا بالتعويض عن الضرر احلاصل للمتسوغ .
املشّر ع الّتونسي عمل على محاية حقوق املتسوغ وعدم إهدار جهوده وذلك بإقرار
املبدأ التعويضي يف قانون . 1977فأوجب على المالك دفع تعويض كامل و يتمّثل
هذا التعويض في غرامة حرمان التي نّص عليه ا الفص ل الس ابع من ق انون
" يمكن للمتسوغ أن يرفض تجديد التسويغ 1977الذي إقتضى أّن ه :
وم ع ذل ك ف إن المس وغ يجب علي ه فيم ا ع دا اإلس تثناء المنص وص عليه ا
بالفصل الثامن والفصول التابع ة ل ه أن ي دفع للمتس وغ المح روم من التجدي د
منحة تعرف بمنحة الحرمان تساوي الضرر الحاصل بسبب ع دم التجدي د ...
".
ولقد إعتبرت محكم ة إس تئناف ص فاقس ، 1أّن غرام ة الحرم ان ال تي
أسسها قانون األكرية التجارية :تعتبر المقابل الذي يفتدي به مالك العقار ح ّق
اإليجار ،الذي يمثل عنصر من عناصر األصل التج اري .كم ا إعت برت أّن
هذه الغرامة تمثل إلى ح ّد م ا غرم ا للض رر الحاص ل للتج ار المس تأجر من
جراء رفع حيازة المكرى منه .
ويعتبر ه ذا الق رار رغم ص دوره تحت طائل ة أم ر 1954من أهم
القرارات التي بينت بصورة واضحة الخاص يات واألس اس الق انوني لغرام ة
الحرمان .
ه ذه الغرام ة هي إذن أهم أثر ينجم عن رفض التجدي د الغ ير م برر
الص ادر عن مال ك العق ار وهي التع ويض ال ذي يجب أن ي دفعها إلس ترجاع
محله ولكي يسترد حريته في اإلنتفاع به .
وبالرجوع إلى نظام األكري ة التجاري ة كنظ ام خ اص وإس تثنائي نج د
تبريرات هذه الغرامة وأسس إستحقاقها .
عموم ا تتمّث ل ه ذه الم بّر رات أساس ا في تش جيع التج ار على تط وير
الحرك ة اإلقتص ادية .وينبغي الت ذكير ب أن حال ة الفص ل الس ابع والموجب ة
لغرامة الحرمان ليست الحالة الوحيدة التي تل زم مال ك العق ار ب أداء تع ويض
:قرار إستئنايف مؤّر خ يف 20جويلية 1955م.ت.ق رقم 1ص . 80 1
148
اجلزء الثاين
الفرع األّو ل
تدّخ ل فقه القضاء في تقرير غرامة الحرمان
فإن القانون أوجب دفع غرامة الحرمان .التي هي عبارة عن تع ويض كام ل
يتحصل عليه المتسوغ الخارج .
ويجب الّت ذكير ،أّن من واجب المتسّو غ أن يطالب به ذه الغرام ة ل دى
المحكم ة ذات النظ ر في الثالث األش هر الموالي ة لت اريخ إبالغ اإلعالم
بالخروج .فبعد مضي هذا األجل يفقد المتسوغ حق اإللتج اء إلى المحكم ة و
يعتبر قد عدل عن التجديد أو عن التحصيل عن غرام ة الحرم ان .وفي ه ذا
اإلطار إعت برت محكم ة التعقيب أن " من إكتس ب ح ق تج اري بتص رفه في
المحل مدة تفوق العامين .و تولى تسليمه إختياريا منه للمالك ،الذي تصرف
فيه بالتسويغ مرتين للغ ير ,ليس ل ه الح ق في الرج وع على المال ك وإدع اء
الحق التجاري " . 1و بالتالي ال يمكن للمتس ّو غ أن يط الب بغرام ة الحرم ان
نظرا لعدم مطالبته لها قبل تسليم المحل .
ومن المالح ظ ،أّن تق دير غرام ة الحرم ان تش كل ص عوبة عملي ة ،
تعترض قضاة الموضوع عن د النظ ر في القض ايا المرفوع ة من المتس وغين
التج ار المح رومين من تجدي د إيج اراتهم .و تتمظه ر ه ذه الص عوبة على
مس توى تحدي د عناص ر التق دير من جه ة ( فق رة أولى ) ،و على مس توى
إعتماد تاريخ تقدير غرامة الحرمان من جهة أخرى ( فقرة ثانية ) .
150
اجلزء الثاين
خاللها يقيم المض رة ال تي لحقت المتس وغ الخ ارج .ولق د وردت قائم ة ه ذه
العناصر على سبيل الذكر ال الحصر مما يجعلن ا نالح ظ أن إجته اد القاض ي
غير منعدم ،فالفصل السابع يقّيده بمجموعة من العناصر لكن ترك ل ه مج ال
يمّك نه من التوسع في تقدير هذه العناصر .
وباإلعتماد على الفصل الس ابع من ق انون 1977يمكن أن نستش ّف
من خالل ه عناص ر تق دير الض رر الرئيس ي (أ ) و ك ذلك عناص ر تق دير
الضرر التبعي (ب ) .
:قرار تعقييب عدد 57556مؤّر خ يف 8جويلية . 1999قرارات الّد وائر اجملتمعة حملكمة الّتعقيب 1999-1998ص . 77 1
151
اجلزء الثاين
152
اجلزء الثاين
ويمكن أن يعتمد تقرير اإلختب ار على معين ات الك راء المعم ول به ا .
غير أّن هذه الطريقة ال يمكن إعتمادها في القانون التونسي لمخالفتها للنّص ،
ولعدم تبني المش رع له ذه الطريق ة ص راحة خاص ة أن ه إعتم دها في ص ور
الرفض المؤّسس على صور إسترجاع المكرى .
كما أن طبيعة النشاط المس تعمل ب المكرى له ا أهمي ة بالغ ة في تق دير
الغرامة .من ذل ك اإلعتم اد على ع دد الم تردّد ين على قاع ات الس نما قص د
تحدي د قيم ة األص ل التج اري بالنس بة له ذه القاع ات وك ذلك على الم داخيل
المتحّصل عليها .
وقد يعتمد تقرير اإلختبار لتقدير غرامة الحرمان رقم المع امالت ال تي
تم تحقيقه في السنة األخيرة التابعة للمطالبة بتلك الغرامة .
وال تخلو هذه الطريقة من نقائص والمتمثلة عموما في إنعدام العالقات
بين رقم المعامالت وقيمة األصل التجاري .
" تقرير اإلختبار ال يقيد المحكمة وله ا أن تحكم بم ا ت راه مناس با على
أساس ما تستخلصه من الظروف والمالبسات الحافة بالموضوع ". 1
ولكن رغم م ا أقرت ه محكم ة التعقيب من ع دم تقي د المحكم ة بتقري ر
اإلختبار فإن المحكمة واقعي ا وفي أك ثر النزاع ات المعروض ة أمامه ا تعتم د
تقارير الخبراء وتحكم بما وقع إقتراحه من طرف الخبير.
وتجدر اإلشارة إلى صعوبة التي أثيرت أمام المحاكم بمناس بة تق ديرها
لغرامة الحرمان ،والمتعّلقة بم دى إمكاني ة إحتس اب قيم ة الح ق في اإليج ار
أم ال ؟ ضمن عناصر تقدير هذه الغرامة
فقه القضاء التونسي وكذلك الفرنسي إعتبرا أن غرامة الحرمان وقيم ة
األصل التجاري تشمل الحق في اإليجار. 2
ويعت بر ه ذا الموق ف منطقي ا ومتماش يا م ع ه دف إق رار غرام ة
الحرمان .فتكريس ح ّق اإليج ار أي ح ّق بق اء المس ّو غ ب المحالت المك تراة
حتى يضمن إستمرارية إستغالل النش اط التج اري ل ذلك يك ون ح ق اإليج ار
: 1قرار تعقييب عدد 6794مؤّر خ يف 9ديسمرب . 1982ن.م.ت لعام ، 1982ج ، 4ص . 147
: 2قرار تعقييب عدد 1444مؤّر خ يف 16جوان . 1977ن.م.ت لعام ، 1977ج ، 2ص . 39
CIV , 3e , 22 février 1968 Gaz . Pal. 1968-1-973
153
اجلزء الثاين
العنصر الثاني للضرر الذي يلحق المتسوغ المح روم من تجدي د التس ويغ إلى
جانب الحرفاء العنصر األساسي واألولى لذلك الضرر .
ومس ألة تق دير ح ق اإليج ار ض من غرام ة الحرم ان ت ؤدي بن ا إلى
التساؤل حول مدى إقحام ثمن العتبة ضمن مبلغ التعويض ؟
ونع ني بالعتب ة أو الخل و :المبل غ الم الي ال ذي س ّلمه المتس ّو غ لمال ك
العقار مقابل تمكينه من المكرى .
و يعتبر ثمن العتبة مخالفا لقانون 1977بإعتبار ح ّق تجدي د الك راء
القانون ،وليس عقد التسويغ ،وإّن اإلّت فاقات ال تي من ش أنها هو أساسه
النيل من حّق التجديد المحدث بهذا القانون تكون الغية و ال عمل بها .
1
ولكن ،على مس توى واقعي يمكن للقاض ي أن ي دخل ثمن العتب ة في
غرامة الحرمان عن طري ق التع ويض الجملي .أي دون أن يخص ص مبلغ ا
معينا من التعويض للخل و مثلم ا ه و الش أن للحرف اء وبقي ة عناص ر األص ل
التج اري .و يعتم د القاض ي في تق دير األص ل التج اري على تقالي د المهن ة
حسب منطوق الفصل السابع من قانون . 1977هذا األساس يفتح ل ه ب اب
اإلجتهاد ال ذي يظه ر مقّي دا ولكن ه في حقيق ة األم ر إجته اد واس ع وال يمكن
بالّت الي الحّد منه .
رغم أّن فقه القضاء التونسي مس تقّر على الّت ذكير بمقتض يات الفص ل
السابع والعناصر الواردة به و الواجب إعتمادها 2إال أنه في كثير من األحيان
يبحث عن حلول لنزاعات مرفوعة أمامه قصد تحدي د ه ذه العناص ر .وذل ك
بإقصاء بعض العناصر ال تي ال تك ون األص ل التج اري .في ه ذا اإلط ار
إعتبرت محكمة التعقيب " :أّن نّص الفصل السابع من قانون عدد 37لسنة
1977على أن المتسّو غ المح روم من التحدي د يس تحق ح ق منح ة تع رف
بمنحة الحرمان ...وال تدخل األرباح في العناصر المكّو نة لألص ل الّت ج اري
".
: 1قرار تعقييب عدد 18055مؤرخ يف 20ديسمرب 1989ن.م.ت لعام 1989ص " 496عرفت الفقرة الثانية من الفصل 7من قانون امللك التجاري منحة احلرمان بأهنا تشمل
باخلوص قيمة األصل التجاري عند التعامل و تضبط القيمة املذكورة حسب تقاليد املهنة و تضاف إليها املصاريف العادّية للنقل و اإلنتصاب من جديد و كذلك املصاريف و معاليم
التسجيل الواجب دفعها يف صورة شراء أصل جتاري له نفس القيمة ".
: 2قرار تعقييب عدد 21609مؤّر خ يف 22مارس . 1984ن.م.ت لعام ، 1991ص . 128
154
اجلزء الثاين
:قرار تعقييب عدد 19554مؤّر خ يف 09فيفري . 1989ن.م.ت لعام ، 1989ص . 99 3
:قرار تعقييب عدد 9785مؤّر خ يف 16جوان . 1977م.ق.تش عدد 2لعام ، 1982ج ، 2ص . 156 1
:قرار تعقييب عدد 6175مؤّر خ يف 02جويلية . 1981ن.م.ت لعام ، 1981ج ، 3ص . 23 2
155
اجلزء الثاين
:قرار تعقييب عدد 6096مؤّر خ يف 29جوان . 1981ن.م.ت لعام ، 1981ج ، 2ص . 288 1
156
اجلزء الثاين
:حكم إبتدائي صادر عن احملكمة اإلبتدائية بتونس عدد 23905مؤرخ يف 20جانفي ( 1976غري منشور ) . 1
157
اجلزء الثاين
:األحكام اإلبتدائية غري منشورة ,ملحقة برسالة األستاذ حممد صبحي بودربالة " غرامة احلرمان " . 1
158
اجلزء الثاين
وتجدر اإلشارة إلى أن إعتماد هذا التاريخ من طرف قضاة الموض وع
ال يخلو من سلبيات ،خاّص ة في تقدير الضرر التبعي ،الذي ال يمكن تحدي ده
بصفة نهائية إال بعد عملية اإلنتصاب أو بعد شراء أصل تجاري ألن ه ض رر
ال حق لتاريخ التوّقف القانوني .
فضال عن ذل ك لق د مكن المش رع من البق اء ب المكرى إلى حين ال دفع
الفعلي لغرامة الحرمان ،وحّق البقاء هذا يتعارض مع إعتماد تاريخ الحرمان
القانوني .
ح ّق البق اء ال ذي منح ه المش ّر ع للمتس ّو غ ليس مطلق ا إذ مّك ن المال ك
بمقتضى الفص ل الس ابع عش ر من ق انون 1977من إخ راج المتس ّو غ من
المحّل التجاري مقابل دفع غرامة وقتية .
و للحّد من نقائص تاريخ الحرمان القانوني يمكن أن نلتج أ إلى مب ادئ
تقدير الخسارة في الماّد ة المدنّية و الحلول المكّر سة لتاريخ الحرمان الفعلي .
159
اجلزء الثاين
الفرع الّثاني
تسوية غرامة الحرمان
عند رفض التجديد الغير مبرر يتحول الحق التجاري كحق معنوي إلى
ح ق م الي تتحمل ه ذم ة ال دائن لص الح الم دين .فبتس وية وخالص غرام ة
الحرمان تنتهي العالقة الكرائية بصفة فعلية بين المالك و المتسوغ .
160
اجلزء الثاين
ولق د أق ّر المش رع عدي د الض مانات لخالص غرام ة الحرم ان وال تي
إقتضاها الفص ل التاس ع عش ر من ق انون . 1977ه ذه الض مانات ته دف
أساس ا إلى حص ول المتس وغ على الغرام ة المح ددة قانون ا إّم ا بمقتض ى
خالصها الجزئي أو الكّلي .وال يمكن أن نهمل في هذا اإلطار اإلمكانية ال تي
وضعها المشرع للعدول عن رفض التجديد .و ذلك عن طريق ممارسة ح ق
الندم من طرف المالك .فحّق الندم يعفي المالك من دفع غرام ة الحرم ان من
جهة ،و يحمي إستقرار الحّق التجاري من جهة أخرى .
إذن تسوية غرامة الحرمان ,يمكن أن تكون بمقتضى خالصها ( فقرة
أولى ) أو بمقتضى إستعمال حّق الندم ( فقرة ثانية ) .
161
اجلزء الثاين
لغرامة الحرمان بإثارة والتمسك بتصرفات المتسوغ التي تشّك ل س ببا خط يرا
وشرعّيا لرفض التجديد بدون غرامة. 1
وينتهي حق البقاء بع د أن تنتهي إج راءات تس وية غرام ة الحرم ان ،
وعندما يقع خالصها أو تأمينها بإس م المتس وغ .ويمكن أن ينتهي ح ق البق اء
بمجرد دفع الغرامة على الحساب المنصوص عليها بالفصل التاسع عشر من
قانون 1977وتعتبر هذه الغرامة طريقة يج بر به ا مال ك العق ار المتس وغ
على الخروج من المحل .و لقد إعتبرت ال ّد وائر المجتمع ة بمحكم ة الّت عقيب
الّتونسّية أّن " للمالك ح ّق إخ راج المتس ّو غ قب ل إّتص اله بالغرام ة المس تحّقة
ش رط أن ي دفع ل ه غرام ة على الحس اب يح ّد دها رئيس المحكم ة اإلبتدائّي ة
بالجهة الكائن بها العّق ار ،و يحكم فيه ا طبق ا للّش روط ال واردة بالفص ل 28
من القانون المذكور عدد 37المؤّر خ في 25ماي 1977فتكون بذلك
محكمة مكان العّقار بمقتض ى تل ك اإلحال ة القانونّي ة بالفص ل الم ذكور هي
غرام ة الحرم ان الّن هائّي ة و في المختّص ة ب الّنظر في طلب
تقدير الجزء الذي يقض ى ب ه منه ا على الحس اب و ذل ك تحقيق ا لحس ن س ير
القض اء و تكريس ا للّتناس ق بين الفص ول المتعّلق ة بنفس الموض وع ص لب
الواحد ". 1 القانون
هذه الغرامة ليس ت مقص ورة على ص ورة رفض التجدي د على مع نى
الفصل السابع من قانون 1977بل كذلك تشمل ك ّل الغرام ات المنص وص
عليها صلب الفصل التاسع والفصل السادس عشر من القانون المذكور .
و تعتبر الغرامة على الحساب لها أثر إيج ابي على مص لحة المتس وغ
فهي تراعي وضعيته إلعادة اإلنتصاب وتمويل تنقله إلى محل آخر .
ففي صورة اإلتفاق حول قيمة هذه الغرامة وبمجّر د قبضها يجب تسليم
المحل شاغرا .و عليه ،ففي حالة إمتناع المتس وغ من الخ روج فللمال ك
الحق في طلب الحكم إستعجالّيا بإخراج المتسّو غ لعدم الّصفة .
أّما في صورة عدم إتفاق المالك والمتس وغ ح ول ه ذه الغرام ة فيمكن
أن يرفع األحرص منهم ا دع وى إلى رئيس المحكم ة اإلبتدائي ة ،ال تي يوج د
بدائرتها العقار ،أو المح ل المك رى ليت ولى تحدي د قيم ة تل ك الغرام ة حس ب
:أنظر Cass .3e CIV . Janvier 1985 , n°83-13-442 Bull.CIV III , n°4 , P 3 : 1
:قرار تعقييب صادر عن الّد وائر اجملتمعة عدد 60951.97مؤّر خ يف 4ماي . 2000قرارات الّد وائر اجملتمعة حملكمة الّتعقيب 2000-99ص . 295 1
162
اجلزء الثاين
اإلج راءات المق ررة بالنس بة للقض ايا اإلس تعجالية . 2و ذل ك بإس تثناء أج ل
الحضور الذي حدده قانون 1977بثمانية أيام على أق ل تق دير ،إض افة إلى
أّن إس تئناف الق رار المح دد للغرام ة الوقتي ة موقف ا للتنفي ذ خالف ا للقاع دة
العاّمة . 3و بالتالي يبقى للمتسّو غ حق البقاء حتى ص دور حكم نه ائي بتحدي د
الغرامة على الحساب .ولهذه القاعدة مبرراتها المتمثلة أساسا في ترك الوقت
الك افي للمتس ّو غ للبحث عن مح ل آخ ر ينتص ب ب ه .ولع ّل ه ذا م ا جع ل
المشرع الفرنسي يعدل الفصل 20من أمر 30س بتمبر 1953بمقتض ى
القانون عدد 6 - 57المؤرخ في 5جانفي . 1953وألغى حق مالك
العقار في إخراج المتسوغ من المكرى مقابل دفع غرامة وقتية .
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع التونس ي لم ينص على طريق ة مح ددة
في خالص غرامة الحرمان .وهذا على خالف الق انون الفرنس ي 1ال ذي أّك د
على إمكانية دف ع الغرام ة للمتس وغ مباش رة أو عن طري ق تأمينه ا بين ي دي
حارس قضائي .ويكون المتسوغ بالتالي مجبرا على إخالء المحل في أق رب
وقت .و بسبب وجود هذا الف راغ التش ريعي في ق انون . 1977المتس ّو غ
يمكن أن يعتمد الطرق واإلج راءات العام ة المّت بع ة في إس تخالص ال ديون .
وذلك بإستعمال طرق التنفيذ الجبري كالعقل التحفظية والتنفيذية ...
:نص الفصل 209م م م ت " :إستئناف األحكام اإلستعجالّية ال يوقف تنفيذها غري أّنه . " ...... 3
163
اجلزء الثاين
هذا الحق إال إذا كان المكتري مستمرا على البقاء بالمحل ولم يسبق ل ه ك راء
أو شراء عقار آخر " .
ونستنتج من الفصل 30المذكور ومن التعريف المقدم أن ح ق الن دم
هو حق محدد إذ يرتبط بعدة ش روط (أ) تح د من إمكاني ة تطبيق ه وممارس ته
إضافة إلى خصوصية اآلثار المترتبة عنه (ب) .
:قرار تعقييب عدد 4551مؤّر خ يف 16نوفمرب " 1981حق التجديد و حق التعديل يف مكرى التجارة " جويدة قيقة ،ص . 77 1
164
اجلزء الثاين
ومن المالحظ أّن خروج المكتري و مغادرته للمحّل أثناء سير القض ية
المرفوعة بغرض طلب غرامة الحرمان ال يحرمه من قبض تل ك الغرام ة إذ
ال يتوق ف إس تحقاقه له ا م ا دام منتفع ا بالمح ل .وه و يعلم بأن ه بمغادرت ه
للمكرى يحرم المالك من مارسة حق خّو له له القانون وم ع ذل ك ال ش يء في
القانون يجبر المكتري على إعالم المالك بنيت ه في الخ روج .ألّن المال ك في
مقابل ذلك يعلم أنه ولو توفرت بقي ة الش روط ف إن بق اء المتس وغ بمحل ه ه و
العنص ر الحاس م ال ذي يمكن ه من ممارس ة ح ّق الن دم .ل ذلك يجب علي ه أن
يسعى في ممارسة هذا الحق في أقرب اآلجال ,إن كان متفقا مع مصالحه .
وال يكفى أال يغادر المتسّو غ المحل بل يجب إلى جانب ذل ك أال يك ون
قد تسوغ أو إشترى محال آخر يمارس فيه نشاطه الذي ك ان يمارس ه بالمح ل
األول .1
ولكن يجب أن يكون كراء أو شراء محل جديد نتيجة مباشرة لحرم ان
المكتري من حق التجديد وليس لرغبة خاصة منه .
أما فيما يخص شكليات ممارسة هذا الحق فلم ينّص الفص ل 30من
قانون 1977على شكلية معينة يعبر بها المالك عن رغبته في الرجوع عن
رفضه للتجديد ولذلك يمكن له إستعمال أي ة طريق ة تمكن من إعالم المتس وغ
بهذه الرغبة س واء عن طري ق ع دل منف ذ أو رس الة مض مونة الوص ول م ع
القضية ... إعالم بالبلوغ أو بواسطة ملحوظات أو تقرير أثناء سير
". 2
:أنظر Cass.3e CIV . 24 Mars 1981 , Rev, Loyers 1981 P 485 1
Derrup (J) ; Maus (R) ; Briere de l’isle (G) ; Lafarge (P) : ouvrage précité P 208 . Cass CIV , 9 avril 1970 , Gaz.Pal : 2
165
اجلزء الثاين
فيها . 3ويجب إعتماد هذه الطبيع ة أيض ا في الق انون التونس ي ح تى ال تمكن
المالك من حق يتصرف فيه كما يشاء ويترك المس تأجر لم دة ق د تط ول وق د
تقصر في شك من أمره ومن وضعه .
ومن ناحي ة أخ رى ف إن اإلعالم ب الرجوع في رفض التجدي د يع د من
ت اريخ ه ذا اإلعالم تجدي دا للك راء وليس مج رد ع رض للتجدي د .وليس
للمتسوغ أن يجيب عن هذا العرض أو يثير دعوى اإلنتفاع بح ق التجدي د وال
يمكن في مقابل ذلك للمالك أن يواجهه بسقوط حقه في القي ام ...ف إن لم يق دم
دعوى في تحديد معين الكراء فإن ذلك ال يكون له أي أثر على مب دإ التجدي د
الذي أصبح مكتسبا بمقتضى رج وع المال ك في ق رار رفض ه األص لي ومن ذ
تاريخ علم المتسّو غ به .
و رغم ذلك فإّن المتسّو غ يتحّم ل آثار س لبّية من ج ّر اء ممارس ة ح ّق
الّن دم من طرف المالك و المتمّثلة خاّصة في عدم إس تحقاقه لغرام ة الحرم ان
رغم الحكم له بذلك إبتدائّيا و ه ذا م ا أقّر ت ه محكم ة الّت عقيب الّتونس ّية بق رار
ص ادر عنه ا ج اء مب دأه كم ا يلي " :أج از الفص ل 30من ق انون المل ك
الّت جاري الم ؤّر خ في 25م اي 1977للمال ك الّر ج وع في طلب إخ راج
المتسّو غ من المكرى دون دفع غرامة الحرمان و ال يمكن القول بأّن المكتري
قد إكتسب حّقا لما حكم له إبتدائّيا بتلك الغرامة ". 1
:قرار تعقييب عدد 76110.99مؤّر خ يف 19ماي ، 2000م.ق.تش لعام 2000ص . 176 1
166