Professional Documents
Culture Documents
Theise Word
Theise Word
20
ملخــص البحــث
دراســـة سيكــوبــاثولوجيــة
للفتيـات المحـاوالت لالنتحـار في حالــة الفشـل العــاطفي
الكلمات المفتاحية
االنتحار،المحاولة االنتحارية ،الموضوع ،العالقة بالموضوع ،الحب ،التبعية
العاطفية ،مشروع الحياة.
اإلشكاليــة
ترتكز إشكالية البحث على الوقوف على طبيعة التوظيف النفسي المسجل عند الفتيات
,ية
,طراب يمس التنظيم الشخص,
ومعرفة ما إذا كانت المحاولة االنتحارية تعبير عن اض,
ويساهم في ظهور هذا النوع من السلوك ،وتبني هذا األخير كوسيلة هروبية دفاعية تحاول
من خاللها الفتيات إيجاد مخرج للتنفيس عن الذات ،ويبقى سلوك يميزها عن ما هو شائع
وظاهر عند الذكور في أساليب سلوكية متنوعة ،وما أخذ تفكيرنا أكثر لماذا بع,,د فش,,ل
,ل
,ة ه,
العالقة العاطفية تمر الفتاة مباشرة إلى المحاولة االنتحارية ؟ وبالتالي نريد معرف,
,وع
,ق الموض,
,درة على تفري,
التعلق باألخر يحمل دالالت الشعورية أدت إلى عدم الق,
,ا
المحب وهل لهذه الدالالت الالشعورية معاني اجتماعية ونفسية في تصور الفتاة لعالقته,
1
باألخر ،فالعاطفة ارتبطت بتأثير توظيفات الموضوع ،وهذه األخيرة ارتبطت هي األخرى
بعوامل داخلية متعددة ،ساهمت في ظهور هذا النوع من الحب ،وبقاء الفتيات في تبعي,,ة
لألخر المحب .
و على هذا األساس تم طرح التساؤل التالي :ما هو الرابط يبن المحاولة
االنتحارية والتبعية للحب ( العاطفية ) ؟
فرضية البحث :تمثلت فرضية البحث في ثالثة فرضيات حاولنا من خاللها اإلجابة على
سؤال البحث المطروح .
الفرضية األولى :
التبعية للحب مرتبطة بنقص في موضوع الحب الأولي واللجوء إلى المحاولة االنتحارية
خوفا من فقدان موضوع الحب .
الفرضية الثانية:
المحاولة االنتحارية تعبير عن فقدان مفاجئ لمشروع الحياة .
الفرضية الثالثة :
المحاولة االنتحارية تعبير عن نداء لطلب استرجاع الموضوع المحب .
منهجية البحث
وسائل البحث :للقيام بهذه الدراسة ارتكزنا على دراسة الحالة القائمة على المقابلة
العيادية الموجهة ،والنصف الموجهة ،إضافة إلى فحص الهيئة العقلية واالختبار االسقاطي
المتمثل في اختبار الروشاخ .
عينة البحث :اختيارنا للحاالت لم يكن بطريقة عشوائية بل كانت مقصودة ،من
حيث الجنس اقتصرنا على الفتيات فقط وهذا نظرا الرتفاع عدد المحاوالت االنتحاري,,ة
عند هذه الفئة وذلك باالرتكاز على نتائج اإلحصائيات المسجلة ،أما السن ،اقتصرنا فقط
على الفئة من 28 -18سنة وهي الفئة التي عرفت أكبر عدد من المحاوالت االنتحارية
2
وهذا ما ظهر من خالل اإلحصائيات كما تم إقصاء كل الحاالت التي تعاني من أمراض
عقلية.
النتائـــــج
تبقى التبعية لألخر تمثل نقص في موضوع الحب األولي واللجوء إلى هذه العالقة
بحثا عن اإلشباع وتجارب الخبرات األولية السابقة ورغبة في إيجاد ما هو مفقود .
فقدان الموضوع أدى إلى فقدان األنا عند الحاالت وبالتالي فالمحاولة االنتحارية كانت
كرغبة في معاقبة جزء من الذات الذي يمثل لها األخر المحب ،حياة داخلية هشة وع,,دم
,يز بين
,درة على التمي,
,دم الق,
وجود انسجام بين الحاجات واستجابات المحيط وبالتالي ع,
الموضوع واألنا .
الحالة العاطفية ( الحب ) تعاش كتفريق يتخطى الحدود بين الذات واألخر ،ترجم لنا
هذا التعلق القوي باألخر عن وجود نقائص وحاجات غير مشبعة.
وبالتالي فاألخر كان بمثابة تعويض واكتمال لذلك ،و العالقة بالطرف األخر لم
تؤسس في إطار البحث عن التكامل واالنسجام واالستقرار العاطفي ،وإنما هذا النوع من
الحب يبنى على النقائص ويبقى األخر هو المرمم لسد الثغرات وملئ الفجوات .
3
اإلهـــداء
4
كلمة الشكر
أتقدم بشكري الحار إلى األستاذ الدكتور حسين فسيان الذي وجهني أحسن توجيه ومدى
أشكر كل الحاالت التي عملت معها ،والتي من خاللها تم انجاز هذا البحث.
5
قائــــمة المحتـــويــــــات
ملخـــص البحـــث أ
د ..........................................................................
االهـــداء ......................................................................ه
و ...............
كلـــمة الشكـــر ن
1 ..............................................................................
قائم,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ة
المحتويات.........................................................................
.....
قائم,,,,,,,,,,ة الج,,,,,,,,,,داول واألش,,,,,,,,,,كال
5 ...................................................................
مقــدمــــة 7 .................................................................
8 ...................
9
15 الفــــــصل األول
15 " تـــقديــــم البــــحـــث "
16
17 .1
6
اإلشكـــــاليـــة17 ...........................................................
18 .................
.2الفــــرضيـــــة 18
18 ...........................................................................
.3هــــدف البــــحث
.......................................................................
.4اإلطــــار
النظـــري......................................................................
21 .5-1
االنتحار23 ............................................................................
23 ....
.5-3الموض,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,وع 24
25 .............................................................................
29 ..................................................................................
.5-6التبعي,,,,,,,,,ة في العالق,,,,,,,,,ة العاطفي,,,,,,,,,ة 31
31 ..........................................................
7
36 ........................................................................
41
43 الفصـــل الثـــانـــي
43 "االنـــتحار والـمحـــاولــة االنـتحـاريــة "
46
.1تــــاريــخ وتعريـــف االنتحــار والمحاولـــة 49
58 االنتحاريـــة............................
.1-1
االنتحـــار......................................................................
.......
.1-2المحاولـــة االنتحاريــة
...............................................................
8
.4االنتحــــار وعلـــــم النــــفس المـــــرضي 73
73 ............................................
.4-1االنتحــــــــــار والبنيــــات العصابيـــة 73
73 .............................................
.4-2االنتحــــــــــار والبنيــــات الذهانيــــة 73
74 ..............................................
.4-3االنتحــــــــــار والتنظيمـــات البينيـــة
..............................................
.5المقاربـــــــات المفســـــــــرة للســــــــلوك
االنتحـــــــاري ..........................
.5-1المقاربــــــة الديـــنيــــــة
77
............................................................
78
.5-2المقاربــــــة االجتماعيــة
79
............................................................
80
.5-3المقاربـــــة النفسيـــــــة
81
..............................................................
82
.5-4المقاربـــــة التحليليـــــة
82
.............................................................
83
.6العوامــــــــل األساسيـــة المساهمــــة في االنتحــــار
84
.................................
88
.6-1العوامــــل النفسيـــــــة
89
...............................................................
89
.6-2العوامــــل االجتماعيــة
89
..............................................................
90
9
.7الدراســـات السابقــــة ح,,ول االنتحـــار والمحاولــــة 91
92 االنتحاريـــة ....................
.8الدراســـة اإلحصائيـــة 92
93 .................................................................
94
94
94
الفصـــل الثــالــث
95
" الحـــب والعـــالقــة العــاطفيـــة "
96
10
.1إشكاليــة الحــب
0
.........................................................................
10
.2الحــب لغــــــــة
0
.........................................................................
10
.3مفهـــوم الحــــب
2
........................................................................
.4النمـــاذج المختلفــة للـــحب
............................................................
.5العالقـــة العاطفيـــة
......................................................................
.6الروابــط المختلفـــة للعاطفــــة
10 ..........................................................
.6-1التــعلــق 4
10 ..............................................................................
.6-2سلوكـــات العنـــايـــة
10
10 ...............................................................
.6-3الجنسيــة 6
10 ..............................................................................
.7اإلدمـــان العـــاطفــــي 7
10 ..................................................................
.7-1التبعيـــة فـــي العــالقـــة العـــاطفيـــة 8
11 ..............................................
.7-2التبــعيــة لألخــــر 3
11 ...................................................................
.7-3التــعقب القـــهري مــع عـــدة رفقــــاء 4
11 .............................................
.7-4التثبيــت القـــهري علــى رفيـــق يتعــذر الحصــول 5
11 عليــه .......................
.8اإلدمــــان الجنســــي 8
12 ....................................................................
0
.8-1الشــــذوذ الجنســي
12
2 ..................................................................
.8-2اإلدمـــان الجنســي الغيـــر شــــاذ
12
.................................................
5
.9الحــب ،العـــاطفــة،االنـفعـــال ...................................
12 .......................
6
الفصـــل الــرابـــع
" النــرجسيــة والـعالقــة بالــموضــوع"
11
.1النـــرجسيـــة
............................................................................
.2النـــرجسيـــة فــي أعمـــال
12
................................................ S.Freud
9
.2-1الطـــاقـــة اللــيبيديـــة لألنــــا
13
.......................................................
8
.2-2الغـــلمـــة الـــذاتيـــة ،النـــرجسيـــة واختيـــار
14 المــوضــوع .....................
.2-3التـــوجــه اللــيبيــدي :الكبــث والمثاليــــة 0
14 .........................................
.2-4مثاليـــة األنـــا أصـــل االنــحراف :النـــكوص 3
.6المــــوضـــوع 18
4 ..........................................................................
.7عالقــــة المــــوضـــوع
19
................................................................
1
.8اختيــــار المـــوضـــوع
19
................................................................
3
.8-1اختيــــار المــــوضـــوع باالستنــــاد
19 ...............................................
.8-2اختيــــار المــــوضـــوع النـــرجســـي 6
19 .............................................
.9مـــراحـــل تكـــويـــن المـــوضـــوع 8
.................................................
19
.10ميتـــاسيكـــولـــوجيـــا الفـــقــــــدان
9
13
20 .................................................
.10-1مســــار نــــزوات الفـــقــــدان 7
20 ....................................................
.4تحليـــــل المــــعطيــــــات
..............................................................
27
.1الحــــالــة األولـــى " حفصـــة 1
27 ".........................................................
15
.1-4ملخص بروتوك,,,,,,,,,,,,,ول الروش,,,,,,,,,,,,,اخ
.........................................................
16
.4الحــــالــة الرابـعــة " إكـــرام
" ........................................................
17
.6-1بروتوك,,,,,ول الروش,,,,,اخ للحال,,,,,ة السادس,,,,,ة " أحالم
" .....................................
الفصـــل الســـابــع
18
مناقش,,,,,,,,,,,ة وتفس,,,,,,,,,,,ير النت,,,,,,,,,,,ائج
......................................................................
خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة البحث
................................................................................
المراجع ...........................................................................
...........
المالحق ...........................................................................
..........
قائمــة الجــداول
19
قائمــة األشكــال
20
مقدمــــــــــــــــة
بدأت اهتماماتي بهذا الموضوع عندما أدركت فعال أن المحاولة االنتحارية في ارتفاع
,دأت في
متزايد وخاصة عند فئة اإلناث مقارنة بفئة الذكور ،وبعد مراجعة اإلحصائيات ب,
وضع االحتماالت التي يمكن أن تكون واردة وراء لجوء الفتيات إلى المحاولة االنتحارية
,ان
,إذا ك,
وأردت من خالل ذلك معرفة الخلفية األساسية وراء لجوئهن إلى هذا السلوك ف,
الذكور هدفهم هو الموت الفعلي للتخلص النهائي من الذات أمام كل الصعوبات والعراقيل
التي تتصدى طريقهم ،وهذا يرجع إلى العديد من الدراسات التي تؤكد أهمية ذلك من خالل
مرورهم العنيف إلى الفعل وأيضا الوسائل المستعملة للقيام بذلك.
لكن المحاولة االنتحارية عند اإلناث عرفت مجرى أخر تمثل أساسا في وظيفة النداء
,ده في نفس
,ا نج,
لجلب اهتمام األخر ،وهذا األخر له مكانة وأهمية في حياة الفتيات ،كم,
,و
,ا ه,
,لوك ،ألن م,
الوقت هو المشكل األساسي والمساهم في جعلهن يلجأن إلى هذا الس,
موجود في المجتمع من حاالت تختلف وتتعدد األسباب لديهم ،مثل مشاكل أسرية،مشاكل
نفسية ،لكن تبقى الصادرة تحتلها المشاكل العاطفية ،لذلك نتساءل عن الح,,االت األك,,ثر
تعرضا لهذا السلوك االنتحاري والتي تمثل فعليا هذه الشريحة ،هل األمر مقتص,,ر على
البنية النفسية وعلى طبيعة الحاالت فقط؟ ،أو يمكن أن يكون سلوك اختياري اجتنابي تلجأ
,ل اإلدمـــان
له الفتيات عوض اختيار وتتبع نوع أخرمن السلوكــات المختلفة مث,
على المخدرات ،الهروب من المنزل وهذا بهدف النسيان والتخلص من المعاناة .
1
الجزائرية وما هو سائد في وسط المجتمع ،إذن يبقى هذا المفهوم يحمل مع,,اني عدي,,دة
ويخفي من وراءه أفكار كلها تعود بالسلب بصاحبها وخاصة الفتيات ،حتى كلمة انتح,,ار
مرفوضة وغير مسموح بها في المجتمع .
فالجميع وخاصة أسر الحاالت المحاولة لالنتحار يقتصرون في الغالب على استعمال
,اولون
كلمة " خطأ "أي عن طريق الخطــأ تنـــاولت األدوية،وهم بهذه الطريقة يح,
إخفاء األمر وجعله فيما هو مقبــول اجتماعيا تفاديا الرفض من الجماعة التي ينتم,,ون
إليها ،وحتى ال يصبحون على الهامش ،ويأخذون المعنى المتداول في الحاالت المش,,تبه
بها ،والملقبة بطابوها من طابوهات المجتمع ،وبالرغم من ذلك تبقى المحاولة االنتحارية
,ر إلى
,ها في ساحــة المجتمـــع ( أنظ,
,رض نفس,
عند الفتيات موجودة ،وتف,
,ا
،هذا ما يجعلنا نفكر في الوضعية المزرية التي وصلت إليه, اإلحصائيات ص )58
الفتيات جعلتها تختار هذا السلوك كمنفذ لمعاناتها .
ما زاد من اهتمامنا هو لماذا االختيار لهذا السلوك؟ ،ومع أنه موجود هل تبحث
الفتاة من وراءه عن الموت الفعلي كحل أنسب للمعانات؟ أو فقط تهديد الط,,رف األخ,,ر
كوسيلة السترجاعه بعد فقدان اآلمل واليأس من المحاوالت التي لم تجدي نفع,,ا ،أو يمكن
,أثير
,ة تحت ت,
,ترات طويل,
,وم لف,
,ق الن,
,اكل عن طري,
استعماله كطريقة لنسيان المش,
األدويـــة أو فعال معاقبة الذات التي تعتبر ملك للفرد وحده وله حرية التصرف بها .
لكن مهما كان األمر فالمحاولة االنتحارية وما تخفيه من دوافع تتعلق بالفتاة المنتحرة
,ثر من أي
وتصورها لهذا السلوك يبقى ذلك يشكل خطر على حياتها النفسية والجسدية أك,
شيء أخر والغريب في ذلك ال يوجد تخوف وقلق على الذات التي يمكن حتى عن طريق
تهديد األخر ممكن أن يؤدي ذلك إلى التهلكة وإلى الموت الفعلي وهذا ما حدث مع البعض
،لكن يبقى الفرد على العموم يحمل بنية لشخصية معينة لها عالقة بصحته النفسية وال,,تي
,انب
,ير يتطلب تكامــل بين الج,
تساهم بشتى الطرق إلى االتزان النفسي وهذا األخ,
2
النفســـي ومــا يحمـــله من عواطف ،انفعاالت وأحاسيس والجانب االجتماعي
والمتمثل في التوافق واالنسجام في المجتمع .
فهو يبحث دائما عن االستقرار العاطفي والذي يترتب عن المواضيع الحب األولية
,ا
,ان ،كم,
والمساهمة في بناء شخصيته وأيضا تغذيتها بشكل كامل من حب،أمان واطمئن,
تعتبر العالقة األولية العادية التي تتكون بين اآلباء واألبناء أساسية وضرورية في ترسيخ
العالقات المستقبلية.
وعلى هذا األساس قمنا بتقسيم البحث إلى سبعة فصول أساسية:
الفصل األول يتضمن تقديم البحث ،حيث نجد اإلشكالية و الفرضيات ،اإلطار
النظري ،هدف البحث.وأهم المصطلحات التي تتضمن الموضوع.
الفصل الثاني االنتحار والمحاولة االنتحارية ،يحتوي على تاريخ وتعريف االنتحار
والمحاولة االنتحارية ،الدراسات السابقة للموضوع ،باإلضافة إلى مختل,,ف النظري,,ات
المفسرة لهذا السلوك ،العوامل األساسية المساهمة في االنتحار والدراسة اإلحصائية .
الفصل الثالث الحب والعالقة العاطفية ،خصص هذا الفصل لتحديد مفهوم الحب
والعاطفة ،النماذج المختلفة للحب ،العالقة العاطفية ،الروابط المختلف,,ة للحب ،اإلدم,,ان
العاطفي واإلدمان الجنسي ،الحب ،العاطفة واالنفعال.
الفصل الرابع النرجسية والعالقة بالموضوع ،تضمن مفهوم النرجسية ،النرجسية
والبنيات ( الذهانية ،العصابية ،الحاالت البينية ) وأيضا النرجسية المرضية والنرجس,,ية
العادية ،مفهوم الموضوع ،و العالقة بالموضوع ،ميتاسيكولوجيا الفقدان .
الفصل الخامس شمل على اإلجراءات المنهجية المتعلقة بالدراسة ،منها تقنيات البحث
،عينة البحث ،تحليل المعطيات .
الفصل السادس تم فيه عرض الدراسة العيادية لسبعة حاالت مع تحليل النتائج
,اخ
,ار الروش,
,ك باختب,
المتحصل عليها من المقابالت والمالحظات العيادية ،وتدعيم ذل,
للوصول إلى فهم معمق عن التوظيف النفسي وأسباب المعاناة النفسية .
3
الفصل السابع تحليل ومناقشة النتائج انطالقا من فرضيات البحث و محاولة تفسير
أهم المؤشرات واألعراض الظاهرة عند الحاالت من منظور نفسي دينامكي.
4
الفصل األول
"تــــقديـــم البـــحــــث "
.1اإلشكـــــاليـــة
.2الفــــرضيـــــة
.3هــــدف البــــحث
.4اإلطــــار النظـــري
.5تحديـــد المصطلحـــات إجرائيــا
.5-1االنتحـــار
.5-2المحـــاولة االنــتحاريــة
.5-3الموضــوع
.5-4العالقـــة بالمــوضــوع
.5-5الحـــــب
.5-6التبعيـــة فـي العــالقــة العــاطفيـة
.5-7مـــشروع الحيـــاة
.1اإلشــكــالـيــــــة
ما يهمنا في هذا البحث هو الوصول إلى الخلفية األساسية وراء لجوء الفتيات إلى
المحاولة االنتحارية ومعرفة السبب و الداللة النفسية التي تدفع بهذه الح,,االت إلى ه,,ذا
النــوع من السلوك والمتمثل في االنتقال إلى الفعــل عن طريق المحاولة االنتحارية
,ة
,ية اجتماعي,
وهذا األخير يعتبر كعرض يخفـــي من وراءه عوامل عديدة منها نفس,
,ية
,ل مرض,
,اطفي أو عوام,
كفقدان الموضوع ،خيبة أمل ،صراعات عائلية ،الفشل الع,
متعلقة بالتنظيم الشخصية ويبقى هذا السلوك يشكل خطر ويهدد نفسية الح,,االت ،مم,,ا
يجعلنا نتساءل عن ما يحدث داخل نفسية المحاول لالنتحار؟ وما هي الحالة النفسية ال,,تي
,ات
,ا ،واآللي,
,ا وآالمه,
وصلت إليها الفتيات جعلتها تتخذ من هذا الس,لوك حال لمعاناته,
الدفاعية التي فقدت السيطرة و المقاومة أمام الوضعيات الصعبة ،وعدم القدرة على تجاوز
,ة
,يلة تعبيري,
الصراعات والتصدي لإلحباطات المختلفة وتبني المحاولة االنتحارية كوس,
تعكس من خاللها الفتيات األلم النفسي والصورة السيئة عن الذات وفقدان الثقة باآلخرين .
كما أن المحاولة االنتحارية في تزايد مستمر من شهر إلى أخر ومن سنة إلى أخرى،
,ة
,ة لوالي,
,تعجاالت الطبي,
,لحة االس,
,جلة بمص,
وهذا باالستناد على اإلحصائيات المس,
,دد
,در الع,
حيث ق, وهران وأخذنا عشر سنوات األخيرة للدراسة من 2003إلى 2012
اإلجمالي لهذه السنوات بـــ 5512حالة مسجلة ،هذا ما يبين لنا أنها ظاهرة نفس,,ية
اجتماعية ثقافية تعكس أهم التغيرات التي عرفها المجتمع حاليا والتي مست جميع األس,,ر
,ط
مع تفاوت في درجة االختالف ويبقى هذا األخير متعلق باختالف النماذج األسرية ونم,
التربية .إال أن هذه التغيرات أدت إلى ظهور أشكال مختلفة من السلوكات ،تميزت عن ما
كان عليه في السابق ،و هذا ما أدى إلى ب,روز ص,راعات نفس,ية تمثلت في من جه,ة
الخضوع لقيم وتقاليد المجتمع ومن جهة أخرى مواجهة التغيرات من أفكار ،تص,,ورات
5
,جلناه من
وحتى األدوار االجتماعية التي خصت الذكور واإلناث ،ومن خالل تحليل ما س,
,ة
,اوالت االنتحاري,
إحصائيات للسنوات السابقة الذكر وجدنا ارتفاع متزايد في عدد المح,
لدى اإلناث مقارنة بالذكور حيث نجد 4214حالة مسجلة عند اإلناث و 1298حالة مسجلة
عند الذكور.
كما أن الفئة العمرية من 28 -18سنة عرفت أكبر عدد من المحاوالت االنتحارية
حتى االرتفاع سجل عند االناث ،يمكن أن يكون ذلك مرتبط باختيار اإلناث لهذا النوع من
السلوك ،كما يمكن أن يعبر عن مكانتها داخل المجتمع الجزائري ؟.
ما نريد فهمه لماذا تتبنى الفتيات هذا النوع من السلوك ،وبالتالي لماذا المرور إلى
الفعـل االنتحــاري؟حيث أس,,فرت دراستنـا السابقـة لمذكــرة
,دع
المــاجستيــرأ.غزال )2007(,عن وجود صورة سيئة عن الذات ارتبطت بالتص,
,ة
,رور إلى المحاول,
,اهمت في الم,
النرجسي والهشاشة في الميكانزمات الدفاعية التي س,
االنتحارية .
,الب
وما نسعى إلى توضيحه أكثر هو أن المحاولة االنتحارية عند الفتيات مرتبطة في الغ,
بانقطاع في العالقة العاطفية وهذا ما التمسناه من خالل دراسة الح,,االت ،حيث وج,,دنا
معظمهن لجأن إلى هذا الســـلوك بعد انتهاء هذه العالقة ،أي بعد قدوم الطرف األخر
على قطع هذه العالقة دون ترك مج,ال للرج,وع من جدي,د و الم,رور إلى المحاول,ة
االنتحارية يشير إلى أن هناك تعلق قوي باألخر ،يحمل دالالت الشعورية أدت إلى ع,,دم
القدرة على تفريق الموضـــوع المحـب و على القيام بالحداد ،لكن ما يثير اهتمامنا
,ية
,ة ونفس,
,اني اجتماعي,
وتفكرنا يجعلنا نطرح تسأل هل الدالالت الالشعورية تحمل مع,
بالنسبة للفتاة في تصورها لعالقتها باألخر؟ .
والتعلق القوي باألخر يشير إلى أن هناك تبعية للحب عند الفتاة أدت إلى ظه,,ور
نزوات عدائية على الذات ،تقول )" J. Kristeva, (1987 :68أحبه ،ولكن أكرهه أكثر و
6
,اال
,يئ ،أن,
,ا س,
ألنني أحبه لعدم فقدنه أتبته في األنا ولكن ألنني أكرهه أنا أخر سيئ ،أن,
شيء ،أقتل نفسي" .وهنا نتسأل عن األثار النفسية التي خلفتها ه,,ذه العالق,,ة العاطفي,,ة
وبالتالي فالسلوك االنتحاري غرضه قتل الذات أو القضاء على المعاناة وهل غرضه محي
جزء من الذات المدرك كموضوع خارجي عدواني مجسد في الجسم.
كما يقول ) " A . Green, (1983 :68ال نعتدي أبدا على الذات ،حتى عند قتل أحد
هي جزء من الذات نقتله أو أن ندافع ضد الرغبة في قتل جزء من الذات".
فعدم القدرة على تقبل فقدان موضوع الحب يشير إلى أن هناك تبعي,,ة للحب ال,,تي تلعب
,ل
,ف وتحم,
,درة على التكي,
دورا هاما في مرور الفتيات إلى الفعل االنتحاري وعدم الق,
التغيرات الجديدة والتعود على التفريق.
فالعاطفة في هذه الحالة ارتبطت بتأثير توظيفات الموضوع ،وهذه األخيرة ارتبطت
هي األخرى بعوامل داخلية متعددة ،ساهمت في ظهور هذا النوع من الحب ،و إذا أخدنا
,ف
,راط في توظي,
,اك إف,
,ان هن,
العاطفة في االطار العادي فهي تغذي الذات ،لكن إذا ك,
الموضوع ونقص في التوظيف النرجسي هذا ما يجعلنا ندرج ذلك في اإلط,,ار النفس,,ي
الباثولوجي.
و من خالل األسئلة المطروحة سابقا ،قمنا بجمعها في التساؤل التالي :
ما هو الرابط يبن المحاولة االنتحارية والتبعية للحب ( العاطفية ) ؟
? Quel est le lien entre la tentative de suicide et la dépendance amoureuse
.2الفرضيــــــات
الفرضية الثانية:
7
المحاولة االنتحارية تعبير عن فقدان مفاجئ لمشروع الحياة .
إن المحاولة االنتحارية أصبحت سلوك معتمد من طرف اإلناث أكثر من ال,,ذكور
رغم أن هذا المفهوم يشكل في حد ذاته مشكل أساسي لفئة اإلناث وغير م,,أخوذ بعين
االعتبار من طرف المجتمع ،حيث تبقى مكانة الفتيات في المجتمع وخاصة المجتم,,ع
,ذا
,ري وه,
الجزائري تأخذ حيز ضيق من االهتمامات واالنشغاالت داخل الوسط األس,
على غرار ما يكون من نصيب للذكور،ألنه مهما كانت سلوكات الذكور ومهما تعددت
كاإلدمان على المخدرات ،المحاولة االنتحارية ...كلها ال تشكل له إحراج بق,,در م,,ا
تشكل له مشكل يعود بالسلب على صحته ،لكن فكرة إق,,دام الفتي,,ات على المحاول,,ة
,اول
,ر المح,
,ة أس,
,ع وخاص,
,ط المجتم,
,ة في وس,
االنتحارية تبقى فكرة غير مقبول,
لالنتحار،فهذا السلوك رغم التغيرات التي عرفها المجتمع والتي مست جمي,,ع األس,,ر
,االت تبقى ورادة وإن لم
,دة احتم,
بمختلف أشكالها ،إال أنه ال يزال يحمل من وراءه ع,
تكن فعال موجودة ،وفي هذا الصدد نجد أيضا رغم أهمية المشكل وما يطرح,,ه على
ساحة المجتمع بصفة عامة إال أن تزايد المحاولة االنتحارية عند اإلن,,اث في ارتف,,اع
وهذا ما يجعلنا نفكر حقيقة في معاناة وأالم الحاالت والوضعية المزرية التي وص,,لت
,ذا
إليها جعلتها مكتئبة لدرجة أنها تقوم بمحاولة انتحارية ،هل تبحث حقيقة من وراء ه,
السلوك عن الموت الفعلي؟ أو أنها تبحث عن حل لهذه األزمة التي تمر بها ؟ .
,ي
,اريخ النفس,
,ة الت,
,تنتجنه من خالل دراس,
,ا اس,
وأيضا ما لفت انتباهنا وهو م,
واالجتماعي لمختلف الحاالت التي لجأت إلى المحاولة االنتحارية والتي كانت متكررة
,درة
,دم ق,
عند البعض فاألغلبية من الحاالت قامت بذلك بعض الفشل العاطفي ،أي ع,
8
,رة إلى
الفتيات على ترك األخر وبناء عالقة جديدة ،والغريب في األمر أنها تلجأ مباش,
المحاولة االنتحارية بعد القرار الذي يأخذه الطرف األخر ،وهذا ما جعلنا نأخذ هذه الفئة
من الحاالت لتكون محل الدراسة العيادية وذلك بهدف الوصول إلى الخلفية األساس,,ية
وراء هذا السلوك محاولين معرفة ماهو الرابط بين المحاولة االنتحارية والتبعيـــة
للحب ( العاطفية ) ؟
.4اإلطـــار النـــظري
هناك العديد من العلماء الذين اهتموا بتفسير السلوك االنتحاري ومعرفة السبب
الرئيسي الذي يدفع بهذه الحاالت إلى االنتقال إلى الفعل االندفاعي التهديمي ،وهذا ما يعبر
,ا في
,ؤدي به,
عن أن هذه الحاالت تتواجد في عوز وضيق ،وتعيش معاناة نفسية حادة ت,
األخير إلى االعتداء على الذات .وتبقى وجهة نظر المحللين النفسانيين في االرتكاز على
,ير في
الجانب النفسي الذي يلعب دورا هاما في اضطراب تنظيم الشخصية ،ويجعلها تس,
,الم
,ع الع,
,ايرة للواق,
االتجاه المعاكس وذلك ما يظهر في عدم القدرة على التكيف والمس,
الخارجي وهكذا برزت أعمال العديد من الباحثين في هذا المجال .
) K.A. Menninger ,(1938يّر ى أّن االنتحار يمنح اإلرضاء لثالثة رغبات :الرغبة
في القتل ،الرغبة أن يكون مقتوال ،والرغبة في الموت.
أوال الرغبة في القتل :ففي التحليل النفسي االنتحار والعدوانية مرتبطين وما يري,,د
توضيحه هو المشكل الذي يدفع إلى تواجد عند الفرد نزوة عنف متناقضة في نفسيته ،فهذه
العدوانية في األصل تتوجه ضد الوالدين تستطيع أن ترجع ضد الفرد ،وتقوده إلى ته,,ديم
,ة
ذاتي ،وهذه الرغبة في قتل صورة ذاته التي ترتبط بمرحلة سادية الفمية للطفل ،المرحل,
أين الموضوع المحب ال يستطيع أن يكون محب دون أن يكون محطم.
,بقا بعض
,ق مس,
,ذي يراف,
,ذاتي ال,
ثانيا الرغبة في أن يكون مقتوال :في التشويه ال,
االنتحارات نستطيع رؤية آثار الشعور بالذنب الالشعوري ،االنتحار في هذه الحالة ه,,و
9
عقاب لفقدان التقدير ،وهذه الرغبة في أن يكون مقتوال تجعل األنا ضعيف وهذا من خالل
األنا األعلى المتصلب والمتشدد الذي يمارس فعل قمع ومنع على األنا.
ثالثا الرغبة في الموت :فمن خالل هذه األخيرة تكون رغبة المنتح,,رين في البحث
,الرجوع
عن حالة الهناء التام الرفاهية ،وراحة عميقة وإرضاء كما هو الحال في النوم وب,
,وية
,ير عض,
,ة غ,
,وع إلى حال,
,ة في الرج,
,ورات S.Freudإلى الرغب,
إلى بعض تط,
غياب التوتر والضبط ومرات تزدوج الرغبة في تجدد أو تولد جدي,,د ،L’norganique
كاعتقاد الفرد بالحياة ثانية.
) R.E. Litman ,(1996أشار إلى أّن االنتحار يرجع إلى األمومة القبل تناسلية وهذا
باالرتكاز على مالحظات S.Freudالتي أرجع االنتحار إلى العدوانية األوديبي,,ة ،وعلى
هذا ركز R.E. Litmanعلى داللة وأهمية النكوص في التقمص النرجسي المحتفظ بقوة
,ى أّن ديناميكي,
,ة ,ديل دون أن ننس,
في العالقة التكافلية مع الموضوع األولي ،األم أو الب,
النكوص تكّو ن عمل الحداد ،الذي يقوده إلى تشكيل هنا فرضية أّن االنتحار هو نتيجة عدم
القدرة على عمل الحداد ،وخصوصا إفالس السيرورة المبكرة للحداد النرجسي .وهك,,ذا
رجع R.E. Litmanإلى ربط االنتحار بأهمية فقدان الموضوع وإلى التقمص المتناقض
معه ،ومن بين اآلليات الهامة التي أشار إليها على أنها تستحضر في كل انتحار وظه,,ور
اثنين منها يؤدي إلى هذا المعنى تصدع الوسائل الدفاعية ،فقدان الموضوع المحب الحداد،
الجرح النرجسي وعاطفة منطوية ،انشطار اآلنا.
االنتحار الذي يرجع إلى تقمص محب و متوفى ،وهـي أفكـار تمسـك بهـا
) Zilboorg. G.,(1936 : 123حيث أكد "على أّن هذا التقمص لشخص قريب متوفى منذ
الطفولة ،خصوصية مرضية يمكن أن تؤدي إلى االنتحار عند بقائها في فترة عقدة أوديب،
تخطيطيا توجه نحو 6سنوات أين نجد فترة البلوغ".
وفي نص آخر G. Zilboorg (1936) ,ركز على فعل موت أحد اآلباء ،األخ،
,ار
,ة االنهي,
,ؤدي إلى تهيئ,
,وغ ي,
األخت خالل فترة التكوين 6-4سنوات حتى إلى البل,
10
االنتحاري ،والسيرورة السيكولوجية األساسية التي تظهر هنا لتقمص شخص متوفي لكن
استهاميا الذي يضع فعل النكوص إلى السابق أين ينتحر مع موت المحبوب كما نجد أيضا
تأكيد ) Zilboorg. G.,(1937 : 124على أّن النزوة االنتحارية ،على غرار فهمه لغريزة
الموت وإعطاءه أهمية للداللة السيكولوجية لالنتحار .يبقى األفراد الذين يعش,,ون تقمص
شخص متوفي وهذه السيرورة التقمصية سواء كانت في الطفولة أو المراهقة وفي الماضي
أين الشخص المستدخل وهو في الواقع متوفي ،هم األشخاص األكثر إقباال على االنتحار .
,وير
,ين في تط,
وجاءت بموقفين أساس, ،S.Freud M.Kleinاستندت على أعمال
الطفل ،الموقف الفصامي– برانويدي ،والموقف االنهياري وهذا األخير هو األس,,اس في
نظريتها ومهم في فهم االنتحار.
فبالنسبة لـــ ) M.Klein ,(1934الموضوع الجزئي ،هو موضوع أين الفرد
منقوص لبعض الوظائف ،النموذج األصلي للموضوع الجزئي هو الثدي مدرك كمجموع
االهتمام األم المسرفة مع الطفل جسديا وأيضا عاطفيا ،وظيفة الموضوع إذا هي إدخ,,ال
ألن الطفل ال يدرك إّال المواضيع الجزئية وال يرى إّال جزء من الموضوع ،إذ أنه ال يزال
,طرة
,ه منش,
,بة ل,
,يع بالنس,
غير قادر على ضبط وإدراك الموضوع في كليته ،والمواض,
وانطالقا من وظائفها تارة تكون مرضية ،متكافئة وتارة تكون محبطة سواء الموض,,وع
,ارج،
كان طيب أو سيء ،فالطفل يحاول اجتياف األول إلى الداخل وإسقاط الثاني إلى الخ,
,ه واالنتقال إلى الموضوع الكلي يثبت عندما يصبح يدرك أّن الموضوع المحب ه,
,و نفس,
الموضوع الكره .ونحو الشهر الرابع الطفل يدخل شيئا فشيئا في الموقف االنهياري ،م,,ع
,ة إلى
,يع الجزئي,
,ات المواض,
البقاء في الوضع إلى غاية السنة األولى مع االنتقال العالق,
,يكولوجي
العالقات المواضيع الكلية ،فبالنسبة لها هذا التطور يرجع إلى نضج ن,,يرو بس,
,يع
,تطاعته إدراك مواض,
معرفي وإلى الخبرات المتصلة بالمحيط ،إذن الطفل يصبح باس,
طيبة وسيئة بالمرة التي كانت منشطرة في السابق ،الطفل يب,,دأ في إدراك اإلحساس,,ات
الطيبة والسيئة ال تأتي من ثدي طيب أو سيء ،أو من أم طيبة أو سيئة لكن من نفس األم،
11
,يع
المصدر في نفس الوقت لما هو طيب وما هو سيء .وعند اعتباره مرة واحدة المواض,
كلية هذا يدل على بناء كلي لألنا وهي الفترة التي يميز فيها ما بين الذات وغير الذات.
هذا الموقف االنهياري يمكن أن يكون مصمم كما هو في التناقض ،بحيث أنه أحدث
,وقت
تشوش النزوات العدوانية والنزوات الليبيدية ،القلق يلجأ إلى تغير طبيعته في نفس ال,
الذي يتغير فيه طبيعة الموضوع ،القلق البارانويدي يصبح انهياري بحيث يميز المواضيع
الخارجية ،فالطفل باستطاعته فقدانه أين نجد قلق فقدان الموضوع ،ولمواجهة هذا القل,,ق
يضع اآلليات الدفاعية الترميم الخيالي للموضوع المحب المضر والدفاعات الهواسية التي
تسمح للطفل بالدفاع عن التبعية للموضوع وحماية اإلحساسات المتناقضة والمذنبة.
M.Kleinالموقف االنهياري ضرورة لوض,,ع ال,,دفاعات بالنسبة لــ ),(1934
,ات
,يع العالق,
,يرا توس,
الهواسية والترميم ،كف العدوانية متصل بضعف الصادية ،وأخ,
بالمواضيع عن طريق التنشئة االجتماعية ومرات عديدة تؤك,,د فيه,,ا على أّن الموق,,ف
االنهياري ال نستطيع تجاوزه كلية ألّن تعين أو رسم اتجاه الحياة مرتبط بمختلف الحدادات
التي يمكن أن تقوم بتنشيط هذا الموقف.
وبالتالي M.Kleinترى أّن من خالل االنتحار األنا يبحث على قتل المواضيع السيئة
واالحتفاظ بالمواضيع الحب ،سواء كانت داخلية أو خارجية ،االنتحار يسمح لألنا بالتوحيد
مع مواضيع الحب ،المواضيع الطيبة تستدخل إلى حد تقمصها إلى أن تصبح العالقات مع
العالم الخارجي محطمة.
يرى ) S. Freud ,(1938أّن كل إنسان يولد بغريزتين أساسيتين الغريزة األولى وهي
مجموعة من القوة الالزمة لحفظ الحياة والتي أطلق عليه مصطلح "غرائز الحب أوالحياة"
أما الغريزة الثانية وهي مجموعة من القوة المتضادة التي تدفع للعدوان والتدمير والموت
أساسا ،والمصطلح الذي يعبر عن الغرائز هو "غرائز الموت".
وحسب هذه النظرية وتناولها تشير إلى وجود نقطتين متصلتين بطبيعة اإلنسان وما
تراه هو أن ليس هناك تعرض للميول االجتماعية أو التعاون أو اإلبداع أو حتى الض,,مير
12
,بر عن
,ا تع,
,اط ،فإنه,
أو الوعي ،بل إنها تتضمن العدوان بالذات ،ولو اجتمعت هذه النق,
حيوان أناني في جوهرها ،معتن بذاته وحاجاته وغير مهيأ للعيش مع اآلخرين.
كما يرى S. Freudأّن موضوع "الغريزة" يمكن أن يتغير وليس هناك نهاية للغرائز
وهذا من خالل توفير مناشط للتنفيس المناسب بكيفية التكفل وعدم اإللحاق األذى باآلخر،
,وتر ،إّال أّن غري,
,زة الحب كما نجد أّن غرائز الحياة والموت كليتهما تؤدي إلى توليد الت,
,ة
,دوان بطريق,
تكون أقوى من غريزة الموت ولكن إذا ما أغلق باب التنفيس في وجه الع,
متسقة فقد يحيل األمر إلى حد تتغلب فيه قوى التدمير وتؤدي إلى االنتحار.
S.على أّن عمل غريزة الموت قاصرا على الداخل ،فهي تظ,,ل كما يؤكد Freud
صامتة والتفطن إليها يكون فقط حينما يتجه إلى الخارج ،وتصبح غريزة هدم وعندما يبدأ
األنا األعلى في التكوين يثبت قدر كبير من غريزة العدوان داخل األنا بحيث يعمل بطريقة
تؤدي إلى فناء النفس أي أنها تتجه إلى الذات فتعمل على تحطيمها بوسائل مختلفة منه,,ا
,اعر
,ع مش,
الشعور بالذنب وتأنيب الضمير وهذا هو أحد األخطار التي تهدد الّص حة وقم,
,ه
العدوان على العموم مضر للّص حة ومسبب للمرض وغالبا ما يبين الشخص الذي يتملك,
الغضب كيف يحدث االنتقال من حالة العدوان المكبوت إلى حالة إفناء النفس وذلك بتوجيه
عدوانية إلى نفسه ،كقطع شعره أو لطم وجهه بقبضة يديه ،وهي أعم,,ال ك,,ان يفض,,ل
توجهيها إلى شخص آخر ،ويظل جزء من غريزة إفناء النفس.
) S.Freud ,(1917في مقالته "الحداد والسويداء" التي بقيت المصدر إلى وقتنا الحالي
،حيث يرى أن اإلحساس باالكتئاب مرتبط بفقدان الموضوع جسديا أو هواميا وفي الغالب
يكون شخصا ،ففي الحداد الفرد يحاول تفكيك الروابط المحتفظ بها اتجاه الموضوع وهذا
,ذ
,ة اتخ,
لكي يستطع إقامة روابط أخرى مع مواضيع أخرى .ولفهم السيرورة االنتحاري,
,ذات
,ره ال,
S.Freudالسويداء التي تخضع لكره الموضوع المفقود وتنتهي في األخير بك,
,أتي
,اري ي,
نفسها معنى ذلك انقالب النزوات العدوانية ضد الذات ،وبالتالي الفعل االنتح,
نتيجة اإلحساس بالكره والبغض لجزء من الذات نفسها ،األنا األعلى أصبح مدان والجزء
13
اآلخر من األنا يوضع تحت العقاب وهذا ما يزيد من خطورة الوضع وهكذا يبقى تفك,,ير
S.Freudعلى أّن األشخاص في فترة الحداد تكون رغبتهم موّج هة نحو الموت للحصول
على موضوع الحب المفقود.
تعبيرات ) S.Freud ,(1920:114ربطت االنتحار بفقدان الموضوع المستثمر بقوة
وبطريقة أكثر تناقضا مرة واحدة نجده في نص "حالة جنسية مثلية أنثوية".
E.S Sheindman (1999 ),يرى أن االنتحار أساس ظاهرة نفسية أكثر من النظر
,ة
,ود للحال,
,اهرة يع,
إليه من أوجه متعددة اجتماعيا ،فلسفيا ،إحصائيا ،أي فهم هذه الظ,
النفسية للفرد المنتحر ،وبرزت إسهاماته في قوله أن تقريبا جميع المنتحرين يشتركون في
سبب واحد يتمثل في معاناة نفسية غير محتملة ،أمام هذه المعاناة القاسية ي,,زداد نش,,اط
البحث عن الموت من خالل توقف التدفق الملح لخبرة شعورية أكثر تألما .
يضيف إل ذلك أن المعاناة النفسية ليست وحدها المسؤولة عن حدوث االنتحار وإنما
يجب أن يكون إلى جانب ذلك ضغط سلبي ،اضطراب نفسي مسجل مع أفكار انتحاري,,ة
كحل لمشاكلهم وحسب E.S Sheindmanانطالقا من هذه العناصر األربعة يمكننا فهم أغلبية
المنتحرين.
Le psymalهو المصطلح الذي جاء به E.S Sheindmanلتوضيح المعاناة النفسية
,دا
,رون أب,
الغير محتملة والتي ظهرت تقريبا في جميع حاالت االنتحار واألفراد ال ينتح,
,وم على
,ذا المفه,
مقابل الفرح أو الحماس وإنما يموتون ألنهم تعساء ويعانون ،وعرف ه,
,ديدة
,اة الش,
النحو التالي " األلم ،القلق ،الندم ،المعاناة ،البؤس الذي يعذب الروح ،فالمعان,
,ون
,ل أين يك,
تحس بالكره ،الشعور بالذنب ،التحقير،الوحدة،الفقدان،الحزن ،الخوف القات,
.E.S Sheindman (1999 :157), الموت السيئ "
ويبقى هذا المفهوم المتغير األكثر تقربا من االنتحار مقارنة بالمتغيرات السابقة التي
درست إلى جانب االنتحار ( العدوانية ،غياب العالقة ،خيب,,ة ألم ،االكتئ,,اب ،الفق,,ر
،العزلة االجتماعية )
14
,ال علم النفس
,رزت في مج,
,ا ب,
,ال أيض,
,دة أعم,
وباإلضافــة إلى ذلك نجد ع,
,ا يخفيـــه
,دف دائمـــا إلى البــحث عن م,
التحلــيلي والتي كانت ته,
السلــوك االنتحـــاري حيث نجـــد ( A.Haim, F.Dolto, X.Pommereau,
,ديم
,دفع إلى الته,
,اهمة في ال,
,ية المس,
)M.CH.Brunelوبإعطاء األهمية للعوامل النفس,
والموت ،وإلنجاز هذا البحث تبنينا المقاربة النفسية التحليليRRة القائمRRة على دراسRRة الحالRRة
من أجل البحث عن الصراعات النفسية الداخلية الكامنة ،وهذا من خالل تحليRRل الدينامكيRRة
النفسية لمعرفة الخلفية األساسية وراء ظهور هRRذا النRRوع من السRRلوك المتمثRRل في التهRRديم
واالعتداء على الذات في شكل محاولة انتحارية .
أيضا االرتكاز على المقابالت العياديRRة المكثفRRة الRRتي تهRRدف إلى اإلصRRغاء وفي نفس
الوقت اإللمام بأهم الجوانب النفسية واالجتماعية للحRRاالت ،ألننRRا ال يمكن عRRزل الحRRاالت
عن اآلخRRرين ،ألن االضRRطرابات سRRجلت من خالل الRRرفض وعRRدم القبRRول من طRRرف
األخر ،ولهذا نريد معرفة نوعية العالقات المتواجدة سواء بين أفراد األسرة أو مع الطرف
األخر المحب ،وهذا أيضا بغرض معرفة تاريخ وماضRRي الحالRRة من الطفولRRة ،المراهقRRة
إلى غاية الوضع الحالي ،ومعرفة طبيعة العالقة بالمواضيع الحب األولية ،والتعرف على
مختلف األحداث والصدمات ،للوصول في األخير إلى التركيبة النفسية والتوظيف النفسي
المسجل عند الحاالت ،ثم معرفة أصل المعاناة النفسية الحاليRRة المعاشRRة والRRتي تشRRكل قلRRق
كبير يجعلها غير قادرة على تقبل الذات .
معرفة اإلطار التي سجلت فيه هذه العالقة العاطفية وما جلبته من فوائد للذات .
.1- 5االنتحار
االنتحار يعرف حسب ) "N. Sillamy ,(1981:653اعتداء شعوري وإرادي ضد
الذات يؤدي إلى الموت".
15
" H.Halbwachs (1930 :130 ),يطلق على كل حاالت الموت ناتجة عن فعل قام
به المنتحر مع النية أو الرغبة في قتل نفسه دون أن يكون ذلك تضحية".
) "R. Menahem ,(1973:21إنه عند التحدث عن االنتحار بصفة عامة ال تبدو هناك
مشكلة عندما تكون معاني هذا المصطلح كاآلتي ،إّن الفرد الذي يغامر بحياته إراديا يؤهل
إلى أن يكون محاول االنتحار أو منتحر".
يرى ) " ,E. Durkheim (1897 : 05أّن االنتحار يشير إلى جميع حاالت الموت التي
تكون نتيجة مباشرة أو غير مباشرة لفعل سلبي أو إيجابي قام به المنتحر نفسه وه,,و يعلم
أنه سيؤدي إلى هذه النتيجة".
بالنسبة لــــ " E.S Sheindman (1980 :104),هو فعل شعوري إللغاء العقاب
الذاتي أحسن فهمه كمعاناة متعدد األبعاد عند الشخص الموجود في ضيق ويبحث عن منفذ
ويجد االنتحار كأحسن حل".
J.Lacanفي كتاب ) " M.Bardet ,(2000:14يرى أّن الفعل االنتحار يمنح للفرد
إمكانية الخروج من االغتراب ،أي تحريره من الحديث الغير المحتمل الذي س,,جل في,,ه
وبهذا الفعل فهو يكتمل ويستطع ثانية أن يبنى من جديد رمزيا ".
في القرن التاسع S.Freudيرى أّن السبب الرئيسي لالنتحار يعود إلى قرار
الفرد في إرجاع النزوة العدائية ضد الذات فيعتبره المسؤول عن أفعاله .وم,,ا ج,,اء في
,ذاتي، مقاالته "الحداد و السويداء" سنة 1917أّن االنتحار هو شكل من أشكال العق,
,اب ال,
وهو رغبة موت مّو جه نحو الغير تنقلب ضد الذات ،هذه النظرة ترى أّن االنتح,ار فع,
,ل
,ير
,ي خط,
يهدف إلى قتل النفس تجنبا لقتل اآلخر ،فاالنتحار هو نتيجة اضطراب نرجس,
وهو عبارة عن تحقيق نزوة الموت عن طريق االنتقال إلى الفعل.
االنتحار ينظم طريقة اقتصادية ضد التفكير ،نقل إستعاري ملموس لما لم يس,,تطيع
تجسيده ،و االنتقال إلى الفعل سجل محل الشعور الغير مرغوب ،الذي يسعى إلى ن,,زع
16
,ذي
,ا ال,
واقعية داخلية أو خارجية معاشة كصدمة و معاناة مع إحساسات التبعية وتأثيره,
يشكل التهديد والخطر X.Pommereau,)2001(.
,داء على
ومن تم يمكن تعريف االنتحار على أنه سلوك تهديمي يلجأ إليه الفرد لالعت,
ذاته بطريقة شعورية ،تحت وقع صدمة عنيفة ،تجعل النفسية مضطربة إلى حد استعمال
وسائل خطيرة تؤدي في األخير إلى الموت الفعلي .
.5-2المحاولة االنتحارية
يعرفها ) "M.Bardet ,(2000:14على أنها فعل مقيد بواسطته إذ يتسبب بحكم مسبق
جسمي في حدود إعطاء الموت أو خلق حالة تغير ،وضع نهاية لمعاناة جسمية أو نفسية،
ولكن المحاولة غير مدمرة مؤهلة بانتحار فاشل وبصفة عامة تعتبر كنداء للنجدة ،تب,,دي
مؤشرات الكآبة مرسلة من طرف شخص نحو محيطه بهدف جلب االنتباه ".
أما " S.Henderson (1974 :14),المحاولة االنتحارية بالنسبة له تكون أكثر وقوع
في إطار انقطاع العالقة الفردية مع دال آخر".
من جهة أخرى يرى ) " ,E. Durkheim (1981 : 180أنها الفعل المعرف مثلما هو
في االنتحار ولكن توقف قبل أن تكون الموت هي النتيجة ".
ومن خالل التعاريف المقدمة يمكن تعريف المحاولة االنتحارية على أنها وسيلة يلجأ
إليها الفرد للبحث عن المساعدة أو أنها تعبر عن نداء لجلب اهتمام األخر ،وفي الغالب ال
تمثل الموت الفعلي وتسجل تحت ما يسمى بمحاولة فاشلة ،وهذه المحاولة مرتبطة باختيار
الوسائل المستعملة والتي تكون في الغالب أقل خطورة .
.5-3الموضوع
17
الموضوع يقصد به في التعبير الموضوع الخارجي المدرك وفي الغالب يمثل األم.
يعرف الموضوع من وجهة نظر التحليل النفسي بطرح ثالثة جوانب أساسية :
-متالزما مع النزوة ،فمن خالله تحاول النزوة الوصول إلى هدفها ،أي إلى نمط معين
من اإلشباع والموضوع في هذه الحالة يمكن أن يكون كلي أو جزئي كما يمكن أن يك,,ون
واقعي أو هوامي .
-متالزما مع الحب والكره أي تقوم العالقة بين شخص كلي أو ركن من األنا
-متالزما مع الشخص الذي يدرك ويعرف بالطرح الذي يتبناه كل من علم النفس
والفلسفة ،يتصف بخصائص ثابتة ومستمرة .
كما يصادف مصطلح الموضوع في التحليل النفسي العديد من المرادفات والتعب,,يرات :
اختيار الموضوع ،حب الموضوع ،فقدان الموضوع ،و عالقة الموضوع.
.5-4العالقة بالموضوع
العالقة بالموضوع تدل على أسلوب عالقة الشخص مع المحيط الخارجي .
حسب ) J.Laplanche et B.Pontalis ,(1985يشيع استخدام هذا المصطلح كثيرا في
التحليل النفسي المعاصر للداللة على أسلوب عالقة الشخص مع عالمه ،هذه العالق,,ة هي
,ة
,ة في درج,
,ة متفاوت,
نتيجة معقدة وكلية لشكل ما من أشكال تنظيم الشخصية ،ولمقارب,
,ات
هواميتها للموضوعات ولشكل ما من أنماط الدفاع المفضلة ،يجري الحديث عن عالق,
موضوع شخص معين وكذلك عن أنماط من عالقات لموضوع تميل إم,,ا إلى لحظ,,ات
تطورية من مثل عالقة الموضوع الفمية ،أو إلى علم النفس المرضي من مث,,ل عالق,,ة
الموضوع السوداوية ،وبصفة عامة تعرف على أنها نوع العالقة التي يكونها الطفل م,,ع
محيطه.
.5-5الحب
18
الحب شعور يتسبب بالشقاء إذا لم يكن متبادال ،وإن كان متبادال وراضيا في معظم
توقعاته يتسبب بالسعادة ،وهذا الشعور من قبل شخص يتوجه نحو شخص أخ,,ر مح,,دد
يحتوي على رغبة لألول بأن يلتقي من الثاني ويعطيه المتعة .
وبالتالي فالتبعية في العالقة العاطفية ترتبط أساسا باالتكالية على األخر والبقاء في
حالة عوز ونقص واندماجية كاملة لهذا األخر الذي يمثل الرغبة ويحقق الحماية الكلية .
.5-7مشروع الحياة
إن مشروع الحياة يستدعي توفر العوامل األساسية المساهمة في الوصول إلى تحقيق
,ع
األهداف المسطرة التي تنصب كلها نحو بناء المستقبل أي توجيه الذات اآلنية إلى التطل,
لالنجاز المستقبلي .ويبقى مشروع الحياة متعلق بما يفرضه الواقع وما يسعى الف,,رد إلى
تحقيقه وبالطبع مع تداخل كل من الرغبات والدوافع والحاجات التي تساهم في ظهوره .
حسب احتياجات ورغبات الفرد يتحقق المشروع ،ويتأسس ذلك من خالل تصور
الفرد لذاته والتصورات االجتماعية للنجاح ،المهن ،األدوار والوظ,,ائف ،إض,,افة إلى
,مح هي
,اني تس,
,اج القيم والمع,
المنظومة االجتماعية والثقافية وما تلعبه من دور في إنت,
األخرى ببروز أهم الحاجات الخاصة ب,,األفراد من تعليم ،المب,,ادئ واألخالق ،ال,,دين
،الزواج P.Tap.N.Oubrayrie,)1993(....
19
الفــصل
الثــانــي
"االنتـــحــار والمـحـــاولــة
االنتـحــاريــة"
.1تــــاريــخ وتعريـــف االنتحــار والمحاولـــة االنتحاريـــة
.1-1االنتحـــار
.1-2المحاولـــة االنتحاريــة
.1-3األفكـــــــار االنتحاريــة
.1-4السلوكــات االنتحاريــة
.1-5الجــــرح الذاتـــــــي
.1-6األزمـــــة االنتحاريـــة
.2السيـــــرورة االنتـــحاريـــــة
.2-1السيــــــرورة الدفاعيــــة
.2-2السيــــــرورة التأديبيــــة
.2-3السيـــــــرورة العدوانيــة
.2-4السيـــــــرورة اإليثاريـــة
.2-5السيـــــــرورة اللعبيــــــة
.3الفــــرق بين االنتحــــار والمحاولــــة االنتحاريــــة
.4االنتحــــار وعلـــــم النــــفس المـــــرضي
.4-1االنتحــــــــــار والبنيــــات العصابيـــة
.4-2االنتحــــــــــار والبنيــــات الذهانيــــة
.4-3االنتحــــــــــار والتنظيمـــات البينيـــة
.5المقاربـــــــات المفســـــــــرة للســــــــلوك
االنتحـــــــاري
.5-1المقاربــــــة الديـــنيــــــة
.5-2المقاربــــــة االجتماعيــة
.5-3المقاربـــــة النفسيـــــــة
.5-4المقاربـــــة التحليليـــــة
.6العوامــــــــل األساسيـــة المساهمــــة في االنتحــــار
.6-1العوامــــل النفسيـــــــة
.6-2العوامــــل االجتماعيــة
.7الدراســـات السابقــــة حول االنتحـــار والمحاولــــة
االنتحاريـــة
.8الدراســـة اإلحصائيـــة
.1تاريخ وتعريف االنتحار والمحاولة االنتحارية
.1-1االنتحار
يعرف كفعل شعوري متعمد على تقديم الموت أو هو الموت اإلرادي.
لغويا وحسب ع .بن هادية ،ب .البليش و ج .بن الحاج يحي)1205:1995( ,
االنتحار كلمة مشتقة من كلمة نحر أي ذبح أو قتل ،وانتحر أي قتل نفسه أو ذبحها.
وحسب) R. Roudinesco et M.Plon ,(1997:1023كلمة Suicideمشتقة من
بمعنى Soiأي النفس أو الذات و Caedesبمعنى كلمة التينية تتكون من جزئيين Sui
Meurtreأي قتل .أدخل هذا اللفظ في اللغة االنجليزية عام ،1936ثم اللغة الفرنسية عام
1934لتعويض التسمية السابقة التي عمت إلى غاية القرن السابع عش,,ر وهي الم,,وت
المتعمد.
اصطالحا وحسب (" H. Bloch et R. Chemam,) 763: 1991االنتحار هو اعتداء
,باب
,ا ألس,
,ون فعال راجع,
,ار إّم ا أن يك,
إرادي ضد الذات يؤدي إلى الموت ،فاالنتح,
سيكولوجية اجتماعية ،دينية ،فلسفية أو أن يكون العكس من ذلك فعال مرضيا ن,,اتج عن
,ادة
,ود ح,
تطور أمراض عقلية كاإلكتئاب والهذيان المزمن والخبل والخلط ،أو أزمة وج,
,ار
,ف عن االنتح,
على شكل نزوة قلق تّو جه عدوانية نحو الذات ،وهذه العدواني,,ة تختل,
المتعمد كما هو الحال في السويداء أو الهذيان".
21
وبالتالي فالسلوك االنتحاري هو سلسلة األفعال التي يقوم بها الفرد محاوال من خاللها
تدمير حياته النفسية دون أن يكون هناك دفع من آخر ولهذا من الصعب وض,,ع الس,,بب
الحقيقي لالنتحار.
.1-2المحاولة االنتحارية
تختلف باختالف القصدية االنتحارية وهو مصطلح يرجع إلى كل استعماالت الفرد
الشعورية لوضع حياته في خطر سواء بطريقة قصدية هادفة أو رمزية لكن دون الوصول
إلى الموت الفعلي وتصبح إذن محاولة بسيطة فاشلة .
,ا
تكتسي المحاولة االنتحارية وظائف متعددة ويذكر (P. Moron,)1996البعض منه,
واألكثر شيوعا وتواجد عند هؤالء الحاالت.
.1-2-1الوظيفة العدوانية الموجهة نحو اآلخرين
منذ بداية دراسة التحليل النفسي كان معترف آن الفعل االنتحاري يرتبط بالعدواني,,ة
الموجّه ة نحو اآلخرين ،وهذه األخيرة قد تكون شعورية انتقامية ،الرغبة في خلق المشاكل
,دم إلي
,عر بالن,
,ه ليش,
الهموم إلى الشخص الذي هو موضوع العدوانية ،وإلقاء اللوم علي,
,بب
,ا هي الس,
الموت وإليك الحداد .لكن في الواقع هذه العدوانية تكون ال شعورية ودائم,
وتعبر عن ميكانزما لتقمص الموضوع .في هذه العدوانية ،التي ترجع إلى الفرد ذاته وما
هو أهم هنا هو أّن الفرد يكون عدوانيا مع اآلخرين مع إحساسه بعدم الرضا أقتل نفس,,ي
ألنكم ال تحبونني ولهذا أترك عليكم عالمة راسخة.
1-2-2وظيفة النداء
,ر
,رس خط,
تظهر معظم محاوالت االنتحار كطريقة لطلب النجدة من اآلخرين ،ج,
,عية
,ك الوض,
,ام تل,
يدق ،الفرد يناجي لطلب النجدة ألنه غير قادر على فعل أي شيء أم,
الصعبة ،هذه الوظيفة تظهر تقريبا كذلك ثابتة آن القصد ه,,و اعت,,داء ذاتي ،لكن فع,,ل
االنتحار لدّيه داللة واضحة فغرضه ال االعتداء على الذات وال اإلحساس بالقت,,ل نح,,و
22
,ترية
,ة الهس,
,ر في التركيب,
,ا نفك,
الذات ،فالنداء هذا لجلب انتباه المحيط ،وهذا ما يجعلن,
للشخصية واألغلبية النساء.
.1-2-3الوظيفة الرمزية
حسب (F. Davidson et M. Choquet,)1981يكون الشخص تحت تأثير الموت
,اعها
,ذلك إخض,
,اول ل,
بحيث يتحدى القدر وأنه يمتلك القوة الكافية ليتحكم في حياته يح,
,ط
للصدفة المفاجئة الغير المتوقعة ليثبت أنه سيد حياته وموته وكذلك سيطرته على المحي,
الذي يسيطر عليه بدوره ،فالمحاولة االنتحارية يمكن أن يجعل منها موقف لالتخ,,اذ حكم
,رض
حازم فتجربة الموت يمكن أن تكون رمزية بتمثيل جسدي كأن يشق الوريد وهذا لغ,
استرجاع الحياة أنا أنزف إذن أناجي.
.1-2-4وظيفة الهروب
تعبر عن عدم قدرة الفرد للتصدي بخطر ما عقوبة أو تهديد أوضع صعب ،قد تحمل
معظم السلوكات االنتحارية هذا المعنى الالشعوري الهروب عندما يجد الفرد نفسه أم,,ام
صراعات صعبة يحمل الفرد نفسه المسؤولية على فشله ليواجه بذلك العدوانية نحو ذات,,ه
وتكون بذلك محاولة االنتحار هروب أمام نفسه.
.1-3األفكار االنتحارية
تتمثل في اإلعداد العقلي الشعوري لرغبة الموت سواء كانت في حال,,ة نش,,اط أو
خمول ،وهذه األفكار مرات تظهر معبرة تحت شكل التهديد االنتحاري .
.1-4السلوكات االنتحارية
تشير إلى مختلف الحركات واألفعال التي تضع حياة الفرد في خطر.
مختلف هذه السلوكات تشترك في هدف واحد والمتمثل في الته,,ديم ال,,ذاتي ،لكن
,ة
,ائل عنيف,
بدرجات مختلفة حسب ما يستعمله الفرد للوصول إلى الموت ،باستعمال وس,
مآلها الموت الفعلي ،أي وسائل تكون أكثر فعالية لتحقيق ذلك ،ما ي,,دل على أن هن,,اك
نقص في رغبة الموت ويبقى ذلك مرتبط بمعاناة نفسية واجتماعية .
.1-6األزمة االنتحارية
,ار وتتجلى في وقت أين
,و االنتح,
هي أزمة نفسية تتمثل في ظهور خطر أساسي ه,
الفرد يجد نفسه في مأزق وطريق مسدود ومجابهته لألفكار االنتحارية التي تكون أك,,ثر
غزوا وبالتالي فاالنتحار يظهر أكثر فأكثر كوسيلة هامة لمجابهة المعاناة وإيجاد منفذا لهذه
الحالة من األزمة .
واألزمة االنتحارية هي خلل حقيقي ،يمس حفظ الذات الذي يجد محركه األساس,,ي
في االختالل المفاجئ في النفسية من طرف شهوة في التحطيم أكثر من أن تكون رغبة في
الموت ،ومن بين الوظائف األولى لألزمة االنتحارية هي اختصار للزم,,ان – المك,,ان،
وارتباط األزمة باالنتحار توّج ه نحو مفهوم الخبرة الوجودية الذاتية القصدية ،االنقطاع أو
تغيير مفاجئ في توازن نفسي ،تّو جه أيضا نحو إمكانية الحل أي بمثاب,,ة ح,,ل ممكن ،و
مفهوم الزمنية السيرورية ،وهذه السيرورة تلجأ إلى تحطيم ما هو موجود نفسيا لكن تسمح
أيضا بإعادة البناء من جديد فيما بعدO. Quenard et J.C Rolland,)1982( .
.2السيرورة االنتحارية
24
تعتبر حتمية االنتحار معقدة ومتعددة حتى وإن وجدت هناك سيرورة مرضية ،وهذا
,يرورة
,اديين ،فالس,
األخير يرتبط مباشرة بسيرورة نفسية التي نجدها عند المنتحرين الع,
االنتحارية تعتبر المرور من الفكرة إلى الفعل ،يرتبط بتغيرات حسب السيرورات األكثر
سهولة عن طريق أخطار رسمية ألحداث مؤلمة التي نجدها عند األشخاص األكثر قابلية
ّ,دة
,رف ع,
,ة تع,
لألمراض النفسية ،وحسب ( P. Moron,)1996السيرورة االنتحاري,
سيرورات منها نجد:
.2-1السيرورة الدفاعية
يمنح االنتحار قيمة رد فعل دفاعي للشخص بالنسبة إلى الوضعيات الحّيوية النفسية
,رى
أو االجتماعية التي يتواجد فيها ،وهذه األخيرة سواء كانت عادية أو مرضية ،حيث ي,
في رغبة الموت رد فعل دفاعي وانتقامي تعويضي عن الشعور بالنقص. A. Adler
.2-2السيرورة التأديبية
,ذنب
,اكم وم,
مرتبطة بالشعور بالذنب وبالسلوك التكفيري ففي نفس الوقت نجده ح,
ضحية وقاسي ،أي بمعنى يأخذ الشخص دورين ،دور الحاكم ودور الضحية ،وفي ه,,ذه
الحالة يخضع المنتحر إللزام أمري بالموت ،وتكون هذه السيرورة الشعورية تبرهن عن
عقاب ذاتي في السلوك العصابي الفاشل.
.2-3السيرورة العدوانية
يشغل المخطط األّو ل وجهة نظر التحليل النفسي ،حيث يرى S. Freudأّن االنتحار
تماثل ذاتي لقتل األخر ،ومن خالل التماهي بالموضوع ترجع العدوانية ضد الذات.
.2-4السيرورة اإليثارية
فبعض المحاولين لالنتحار نجدهم يسلكون طريق التضحية ،والمض,,حي يكتس,,ي
شخصية إّم ا قوية أو شخصية ضعيفة.
.2-5السيرورة اللعبية
مثل ما نجده في الحياة أيضا نجد اللعب بالموت وهذا الشعور اللعيبي يبعث الحياة
لبعض المحاولين لالنتحار.
25
.3الفرق بين االنتحار والمحاولة االنتحارية
( J. Wilmott,)1986في كتابهم جاءوا بعرض للعمل قام ب,ه Davisإنطالق,ا من
اعتبار أّن االنتحار والمحاولة االنتحارية هما سلوكين مختلفين حيث قام بمقارنتهما اعتمادا
على 17متغير ،ولحظ اختالف في 12متغير ومن بين نتائجه:
نجد نسبتهما تختلف ،فهناك عشرة محاولة انتحار مقابل انتحار واح,,د ،مجموع,,ة
محاولي االنتحار أصغر سنا مقارنة بمجموعة المنتحرين ،فئة محاولي المنتحرين تتم,,يز
بنسبة عالية من الذين يعانون من االنهباط أو االنهيار مقارنة مع محاولي االنتحار ،فئ,,ة
محاولي االنتحار تتميز بنسبة عالية من األفراد الذين يعانون من اضطرابات الشخص,,ية
من النوع الإلجتماعية ،عدم النضج والعدوانية.
فيما يخص الوسائل المستعملة عند فئة محاولي االنتحار هناك %7يستعملون عنيفة
وهذه النسبة تشيـــر حسب ( J. Wilmott,)1986إلى المحاولة االنتحارية الحقيقية،
بينما %93الباقية يستعملون وسائل غير عنيفة ،ذات مفعول بطيء ،وهذه الفئة تتض,,من
نسبة عالية من المحاوالت االنتحارية غير الحقيقية م,,ع العلم أّن ال,,ذكور يميل,,ون إلى
استعمال الوسائل العنيفة ،بينما اإلناث يستعملون أقل عنفا أو بطيئة المفعول مثل األدوية.
26
كخوفه من أن يصبح معتوه .عامل التكرار مهم جدا عند هذه الحاالت حيث % 90عرفت
أكثر من محاولة انتحارية عند العودة إلى المنزل أي بعد االستشفـــاء مباشرة و% 90
عرفت محاولة انتحارية فعلية ( الموت النهائي) ،وهذا يدل على أن في غي,,اب التكف,,ل
النفسي المنضبط بشكل متكيف مع حالة المحاولة االنتحارية ،ما يسهل فيما بعد أن يصبح
هذا السلوك فعال حتميا مآله الموت الحقيقي .
,راكم
,دمة أو ت,
خطر االنتقال إلى الفعل االنتحاري يبقى مرتبط بمستوى حدة الص,
,ل في
,تي تعم,
الصدمات في وقت محدود ،وهذا يرجع إلى هشاشة القدرات الدفاعية وال,
إطار بنيته ،فالبنيات التي ظهرت أكثر تكيفا لمقاومة الصدمات المؤلم,ة وال,تي تس,مح
بإمكانية التناوب ما بين الهيئات الثالثة :الالشعور ،قرب الشعور ،الشعور ،هذه الحركية
أظهرت مكون أساسي لما يعرف بـــ " السواء " ،لكن إذا بقي الفرد منحصر وث,,ابت
فقط على واحدة من بين هذه الهيئات الثالثة ما يسهل عنده الدخول في "المرض,,ية" .إن
إنهاك لما قرب الشعور تحت تأثير الصدمات يسجل الدخول في االكتئاب االرتكاس,,ي أو
الدخول في شكل أخر لالكتئاب العصابي أو الذهاني .
إعادة بناء وتنشيط تشرف على تطور قرب الشعور المكون المحور األساسي للوقاية
,ذا
,ة له,
من خطر االنتحار والتكفل النفسي بعد المحاولة ،كما أن األسرة البناءة والمكون,
الفضاء االنتقالي تخفض كثيرا من خطر االنتحار وبالتالي يعتبر قرب الشعور كمخ,,رج
مسوؤل عن السواء .
27
البنيات العصابية تخفي دائما أنماط دفاعية مختلفة تستطيع أن تكون ج,,زء لدالل,,ة
عرض عصاب أخر مثل العصاب االستحواذي يستطيع أيضا تقديم دفاع,,ات نابع,,ة من
الحقل الهستيري ،والهستيري يستطيع أيضا أن يحصل على دفاعات مسجلة في عصاب
القلق ،لكن الحركية وتعدد الدفاعات تحمي إمكانية الرجوع إلى نسق دفاعي أكثر توسعا.
فحين يقدم الفرد بنية دفاعية نابعة تقريبا من التناذر ،خطر انهيار البنية العص,,ابية
يكون أكثر ارتفاعا ،وإذا استمر هذا االنهيار يكون هناك خطر انحرافه نحو البنية الذهانية
،في حين أن خطر االنتقال إلى الفعل االنتحاري يرتفع ،الدفاعات العصابية الصلبة تكسو
وتحوي بنية تميل أكثر إلى الهشاشة .
,ا من
الخطر مرتبط بانهيار البنية االستحواذية خاصة والصلبة ،يظهر أكثر ارتفاع,
البنيات العصابية األخرى ،هذا العصاب متعلق بالمرحلة النزوية الشرجية .
الدفاعات من النمط االستحواذي تنقسم حسب توجيهاتها نحو التحكم والمراقبة أيضا
,بة
,ررة ،بالنس,
الجَيدة للخارج على غرار الداخل ،باالرتكاز على سلوكات طقوسية متك,
لالستحواذ يستيقظ لديه قلق في أن يكون مهدم من خالل المواضيع السيئة أو المض,,امين
,ة
السلبية التي تضمه أو ترفضه ،و التَص دع أو الخوف من انهيار هذه القدرة على المراقب,
أو البنيوية من خالل المنظم النفسي تستطيع أن تساهم في االنتقال إلى الفعل التهديم الذاتي
.
االنتقال إلى الفعل االنتحاري بالنسبة للهستيريا ،نجد S.Freudمن بين األوائل الذين
اهتموا باالنتقال للفعل االنتحاري عند الهستيري ،في البداية أعطى أهمية للصدمة الجنسية
التي هي أصل الهستيريا.
S. Ferencziأعاد إدخال أهمية الصدمة عند الحاالت الهستيريا ،رغم ما سعوا إليه
المحللون النفسانيون ،إال أن ما جاء به S.Freudبقي قائما وأخذ أهمية كبيرة في تحلي,,ل
حاالت الهستيريا.
28
,دم
,ا وع,
,ة ذاته,
الحاالت الهستريا تجد نفسها أمام الصدمات غير قادرة على حماي,
إمكانية نموها النفسي ويبقى هذا مستحيال ألنها تتواجد في وضعية طفلية .وهذا ما يجعل
خطر االنتحار يتواجد باستمرار .
,ة
,أة إلى رغب,
كما ركز S.Freudعلى أهمية قلق الموت ،احتمالية أنها تنقلب فج,
الموت وتصبح حادة ،هذه الدينامكية ظهرت عند الحاالت اللذين كانوا عرضة لالعت,,داء
الجنسي ،وهذا يتعلق دائما بحاالت الهستيريا .كما أن إشكالية الهستيريا طرحت تحت قلق
الموت المختبئ بالتناسلية.الجنسية مكلفة دون وجود لدفع وجداني ظ,,اهر بق,,وة وه,,ذه
ضرورة جينية للتناسلية والى التطور نحو الموت الجسمي .
31
يعتبر الدين كمظهر اجتماعي لحياة اإلنسان ،ويعد قوة الضبط ذات تأثير متوارث
,وة
,ثر ق,
,ون أك,
,ده يك,
ومشترك بين أفراد المجتمع الواحد ،فالعامل به والمتمسك بقواع,
وصبرا ،فهو من حث على تجنب قتل النفس االنتحار والتمسك بعظمة الخالق عّز وج,
,ل،
ورغم هذا يبقى االختالف متباين بين دين وآخر ،فيما يتعلق بالنظرة إلى الموت والحي,,اة
وعن قتل اإلنسان لنفسه.
,ار ،حيث أّن
الذي يعتبر أّن الدين عامال وقائيا ضد االنتح, E. نجد Durkheim
32
بعد بسم اهلل الرحمن الرحيم" :وال تقتلوا أنفسكم ،إّن اهلل كان بكم رحيما" صدق اهلل العظيم
(سورة النساء اآلية ،)29وقوله تعالى" :من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل
نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس
,رفون"
,ك في األرض لمس, جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إّن كثيرا منهم بع,
,د ذل,
(سورة المائدة اآلية ،)32وقوله تعالى" :وال تقتلوا النفس التي حّر م اهلل إال بالحق ،ومن
قتل مظلوما فقد جعلنا لولّيه سلطانا فال يسرف في القتل وإنه ك,,ان منص,,ورا" (س,,ورة
33
نفسه أو خلية من خالياه ،وإنما نفسه وديعة عنده من اهلل عز وجل ،فال يجوز له التفري,,ط
فيها فكيف باالعتداء عليها.
34
,ار
,ون االنتح,
االنتحار البروتستانت ،إذا ما قورن بمعدل انتحار الكاثوليك ،بالرغم من ك,
محرم من قبل هذين المذهبين ،إذ أّن تحريم االنتحار عند الكاثوليك يقترن برب,,ط الف,,رد
بالكنسية كمؤسسة اجتماعية ،تمتلك سلطة دينية على الفرد ،في حين أنه بالنسبة للم,,ذهب
البروتستاني ال يرتبط الفرد بالكنسية ،بل يترك للفرد حرية مسؤولية تمسكه بالمعتق,,دات
الدينية .وعلى ذلك يكون نقصان الروابط االجتماعية بين البروتستانت عامال مؤدي,,ا إلى
ارتفاع معدل االنتحار بينهم ،ويربط E. Durkheimبين الدين والتعليم على اعتبار أن
البالد البروتستانتية تزداد فيها نسبة المتعلمين وبالتالي ترتفع فيها معدالت االنتحار.
ويؤيد ذلك أّن المستوى التعليمي المنخفض لدى النساء يساعد على تفسير استعدادهن
,ا
,زاب إذا م,
الضعيف لالنتحار .ويمكن اعتبار المعدل المرتفع لحوادث االنتحار بين الع,
قورن بالمتزوجين ،كمثال آخر لهذا النوع من االنتحار ،فاألعزب يكون عادة في عزل,,ة
اجتماعية وعاطفية عن اآلخرين ،إذ أّن مسؤوليته قليلة كما ألن ارتباطاته العاطفية أقل من
,ا أن
,زب ،كم,
المتزوج ،وهذا األخير يكون أكثر ترددا في اإلقدام على االنتحار من األع,
سبب انخفاض معدل االنتحار في وقت الحروب والثورات عنه في وقت السلم يع,,ود إلى
,ع
,نزاع م, ,ات أي أّن الح,
,رب أو ال, ميل األفراد لنسيان متاعبهم الخاصة في هذه األزم,
جماعات خارجية من شأنه أن يزيد من تماسك األفراد األمر الذي يساعد على التقليل من
حوادث االنتحار.
.5-2-2االنتحار الغيري
,ه،
,د فرديت,
هو االنتحار الذي يرجع إلى شدة اندماج الفرد في الجماعة حتى أنه يفق,
ويفسر هذا االندماج نفسيا بشدة شعور الفرد بالواجب إزاء جماعته حتى أنه يصبح مستعدا
أن يضحي بحياته من أجل الجماعة إذا كانت هذه التضحيــة ضروريــة يقـــول
E. Durkheimأّن هذا النوع من االنتحار يوجد غالبا في المجتمعات التي تتميز بالتضامن
,ون
,تي يك,
,ات ال,
اآللي ،أي أن المجتمع هو الذي يدفع الفرد لالنتحار .فبالنسبة للجماع,
تماسكها وثيقا جدا والتي يكون ارتباط أفراد الجماعة ببعضهم البعض ارتباطا قويا ج,,دا
35
,ذه
,ل ه,
,بة لمث,
,ا ،وبالنس,
تصبح قضية الموت والحياة ذات معنى وذات قيمة خاصة به,
الجماعات فقد يصبح زهق النفس وتضحيتها من األمور المستحسنة التي قد تضفي أحيانا
تأكيدا لشخصية الفرد وتحقيقا منه ألمانيه .ومن جهة أخرى قد ينتحر الفرد أيضا إذا فشل
في االمتثال لقواعد الجماعة وتوقعاتها ،ففي هذه الحالة قد يفضل الفرد الموت على الحياة،
بحيث يشعر أنه ال قيمة للحياة إذا سحبت الجماعة رضاها عنه أو اعتبرته مذنبا بحقه,,ا،
فتحريم الجماعة للفرد قد يجعله يفضل الموت على الحياة .و لقد استعمل نظريت,,ه ه,,ذه
لتفسير سبب كون معدل االنتحار أعلى بين الجنود منه بين المدنيين.
.5-2-3االنتحار األنومي
وهو انتحار الذين ال يسيرون على القواعد التي رسمها المجتم,,ع ،فيص,,بحون بال
معيار يحدد نمط سلوكهم أو طريقة انتمائهم للجماعة ،ومن هنا تزداد حاالت االنتحار حين
,ة تنكسر المعايير الجمعية وتتحطم عناصر الضبط االجتماعي ،أي أّن الحي,
,اة االجتماعي,
الجديدة بما فيها من قيم وعادات وأخالق ،واعتقادات أضحت ال تالءم األشخاص ال,,ذين
عاشوا في ظروف وقيم مختلفة عن ما هو في الحاضر ،فإقدام الفرد على االنتحار يع,,ود
للتضارب بين أماله وأهدافه وبين الظروف التي تحيط به بما فيها من عادات وأخالق وقيم
,تي تنظم س,لوك
,حة ال,
ومعايير مختلفة .فالمجتمع الفاقد للقواعد والمعايير والقيم الواض,
األفراد وأمانيهم مجتمع يتصف بحالة األنومي أو الوهن ،واالنتحار األنومي هو االنتحار
,ع،
,اعي للمجتم,
الناتج عن فقدان القيم أو غيابها مّم ا يشير إلى اختالل في التوازن االجتم,
,ة
,ك إلى أزم,
,ع ذل,
,ادية ،وال يرج,
فترتفع معدالت االنتحار في أوقات األزمات االقتص,
االقتصادية أو إلى انتشار الفقر ،وإنما يتيح ذلك بسبب تحطيم التوازن االجتماعي ،ويؤكد
ذلك ما نالحظه من ارتفاع معدالت االنتحار في فترات االنتعاش االقتصادي أيضا.
وهكذا يبرز اتجاه E. Durkheimاالجتماعي في دراسته ألشكال االنتحار وأسبابه،
فهو يرى أّن لكل مجتمع قواه الجمعية التي تدفع األفراد إلى قتل أنفس,هم نتيج,ة ل,
,دوافع
خارجية ولكنها مالزمة للنظام االجتماعي .لكن الفرد لديه حرية التفك,,ير والقيم تجعل,,ه
36
,رد عن
,ه ينف,
يتحرر من كل القيود ويعبر عن أفكاره وأهدافه ويمتاز بخصوصيات تجعل,
غيره ،كما أنه يمكن لهذه العوامل االجتماعية أن تسبب له االنزعاج والقلق وت,,ؤثر على
توازنه العام ،وتؤدي في آخر المطاف إلى االنتحار ،لكن هذا غير معمم على كل الحاالت
ألننا قد نجد من عانوا من الكثيرين من المشاكل إال أنهم لم يلجئوا نهائي,,ا إلى االنتح,,ار
والزالوا يكافحون من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافهم ،وهذا يتوقف على شخصية الفرد
في حد ذاته وهذا ما استبعدته هذه النظرية.
.5-3المقاربة النفسية
العديد من المنظرين حاولوا عرض إشكالية االنتحار من زاوية " سمات الشخصية"
وتبقى احتمالية االنتحار واردة ومتنوعة األشكال والدوافع وهذا م,,ا عرفت,,ه األبح,,اث
المنجزة في هذا المجال وخاصة البحث الذي قام كل من Shneidmanو .Farberow
,تي
وهذا منذ مدة طويلة ،حيث ربطوا اإلشكالية األساسية بــ " سمات الحاجات ال,
تعود إلى قاعدة محبطة " .
,اهم
المقاربة األولى ركزت على مفهوم المعانات النفسية وكانت بمثابة المفتاح المس,
في فهم السلوك االنتحاري والقصد من ذلك وهو وضع المقارنة العقالنية في لب اإلشكالية
للوصول إلى الدوافع األساسية التي دفعت بالفرد وجعلته يلجأ إلى نزع الحياة ،وحسب هذه
النظرية فالفرد يملك مجموعة من الحاجات منها ما هو ضروري لحماية حياته ومنها م,,ا
هو مساهم أكثر في تحقيق ذاته ،فإذا كانت واحدة أو بعض من هذه الحاجات ،وخاص,,ة
الحاجة إلى حماية صورة الذات أو الحاجة إلى الحب كانت تشكل إحباط كبير للف,رد وإلى
,ات
,ذه المعان,
,ر ه,
حد أنه ال يوجد أي إرضاء من أي نوع كان كتعويض عن ذلك ،تظه,
,ل وتبقى
,ة األم,
المؤلمة المبرحة الغير مرغوب فيها ،والتي تأخذ شكال سريعا لحالة خيب,
الموت هي الوحيدة المهدئة لذلك .
,يناريو
,ور س,
,افة تط,
المعانات وحدها غير كافية الستحضار االنتحار ،ينبغي إض,
االنتحار ،الذي يلعب دوربالنسبة لبعض القوى المراقبة الخارجة عن نطاق الفرد ،بحيث
37
يبقى هذا السيناريو مرتبط بالدينامكية االستحواذية لرؤية في البعد ،وكأنه موجود في حفرة
عميقة بعيدة عن الجميع وتظهر كمنفذ الوحيد الذي أصبح مستحبا .
اقترح Shneidmanاألخذ بعين االعتبار التحليل النفسي للفرد انطالقا من نم,,وذج
ثالثي األبعاد وبالنسبة له هناك ثالثة شروط أساسية تسمح بالتحدث عن االنتح,,ار :األلم
النفسي العميق ،اضطرابات نفسية مسجلة ،وضغط مرغم لظروف الحياة .
,اد
,ذه األبع,
,دة من ه,
في حالة تدخل المعالج النفسي للتخفيف من حدة الخطر لواح,
احتمالية تجنب تكوين الموت الفعلي.
وهذا ما جعل Shneidmanيضع عشرة سمات للشخصية وهي أساسية وجدها عند
معظم الحاالت المنتحرة ،مع بقاءه متمسك بفكرة أن االنتحار يترجم عن وج,,ود رغب,,ة
وإرادة وهو يبحث من جهة عن الحل ،لكن المنتحر لديه إحساس بأنه عاجز في طري,,ق
بدون مخرج (منفذ)،مصاب بمعانات ال تطاق ،احباطات عميقة في حاجات,,ه األساس,,ية
وأصبح يعيش خيبة األمل ،و مسَير من طرف أفكار ثابتة كلها تقود إلى الموت .
( A. Holderegger,)2005ذكر دراسة قام بها ( E. Ringel,)1953من خاللها
توصل إلى مصطلح التناذر ما قبل االنتحار syndrome pré suicidaireوهذا المصطلح
المشترك في جميع األمراض النفسية كّم ا أّن هناك عوامل مختلفة تساعد على ظهور هذه
السيرورة النفسية منها.
,ك
,نى ذل,
.5-3-1اإلحساس المتزايد بالضغط :بصفة عامة وجود اإلنسان بمع,
وجود إمكانات متعددة لإلنجازات والتفتح واالنبساط ،لكن في فترة ما قبل االنتحار ه,,ذا
,ه،
,وقت حريت,
الشعور يختفي ،ويبقى انطباع أنه مسجون في أحداث ال تقهر ويفقد مع ال,
والفرد في مجابهة لحدث مؤلم ،كفقدان لشخص عزيز ،أو القدرات الوجودية ،وفي ه,,ذه
الحالة فإّن الوضعية الضاغطة هنا ال تقوده إلى االنتحار بل عكس ذلك تقوي ديناميكي,
,ات
38
القوى النفسية ،وغزيرة حفظ المقاومة ،أو إعادة البناء من جديد .لكن إذا أضيفت الضغوط
الخارجية إلى الضغوط النفسية هذا ما يطّو ر حقيقة الميل إلى االنتحار.
أي أن المنتحر من خالل هذا الفعل يقوم بتحرير النزوات إلنقاص من حالة الضغط ال,,تي
,ا تحطيم
,حيحة يمكنه,
يعيشها ،وهكذا فالعالقات اإلنسانية األصلية المبنية على ركائز ص,
العدوانية الموجهة ضد الذات .
39
,ة
,ار االكتئابي,
,ط األفك,
األفكار الملحة لالنتحار لكن تبقى دائما صعوبة حل وفهم ما يرب,
,ارة
واستيهامات الموت ،وعندما تخترق هذه األفكار المجال العاطفي تصبح تعبر عن إش,
خطر حيث أّن االندفاعات االنتحارية تستطيع أن تظهر وتؤدي إلى االنتقال إلى الفعل.
ما نجده هو التأكيد على فكرة أن" التناذر ما قبل االنتحار" يتواجد عند جميع الحاالت
التي أقدمت على الفعل االنتحاري بحيث أن هذا التناذر يتطور شيئا فشيئا منظم,,ا ب,,ذلك
ثالثة عناصر أساسية :اإلرغام الموضعي والدينامكي ،العدوانية تنقلب ض,,د ال,,ذات ،
استهامات االنتحار ،وهذا التناذر ما قبل االنتحار أخذ مكانة ودور كبير في التش,,خيص
لهذه الظاهرة بالنسبة ألبحاث ، E. Ringelحتى أن التغير في التقييم األخالقي الذي وقع
في سنة 1960وخاصة ما جاء في أبحاث E. Ringelالذي أسس المؤشرات األولية حول
الدينامكية النفسية واألزمة االنتحارية ،وفي األخير تعمقت أكثر وتطورت وباألخص من
طرف Heinz Henselerفيما يتعلق بالتشخيص ،ثم بعد ذلك اقترح Walter Poldinger
سنة 1968نموذج يسمح بتقييم درجة خطر االنتحارية ،كما أكدت اكتشافات E. Ringel
،مع وضع مسبق لكل مختلف درجات الميوالت االنتحارية ،من وجهة التدخـل الطبـي
قسم Walter Poldingerبدوره ثالثة مراحل تمثلت في التأمل ،الرزانة ،والقرار .
في المرحلة األولى تكون تحت تأثير بعض العوامل النفسية الدينامكية مثل العزل,,ة
,ذه
االجتماعية ،الضغط ،االعتداء على النفس وخاصة إحساس بج,رح نرجس,ي وفي ه,
الحالة يبقى االنتحار قائم .
اختيار االنتحار كمنفذ ممكن ومحدد بقوة بعوامل لها عالقة بالمحيط ،تاريخ العائلة
وتبقى هذه المرحلة تشهد تناقض لتماسك الميوالت لكل من التهديم والبناء ،وهذا ما يجعل
احتمالية عدم أخذ القرار الواضح في وضع حد نهائي للحي,,اة ،لكن في حال,,ة انقط,,اع
العالقات مع المحيط واالبتعاد عن الذات ،يعتبر ذلك بمثابة بداية لسيرورة تأخ,,ذ الفع,,ل
كقرار حاسم وهذا بعد إلغاء التناقض الذي كانت تعرفه الميوالت .
40
.5-3-4بصمات الطفولة :األبحاث تؤكد على التأثير السلبي للبصمات المتبقي,,ة
عن الطفولة في ظهور التناذر ما قبل االنتحار ،وارتفاع نسبة المنتحرين راجع إلى العوز
,ة وبين
,ي الطفول,
النفسي في الطفولة ،وهذا ما يؤدي إلى وضع عالقة بين الضغط النفس,
االنتحار الالحق وهذا ما جاء في تأكيده) J. Jacobs ,(2005على أن نسبة %71من
,اب في
,عبة ،غي,
,ة ص,
األفراد المنتحرين الذين درست سيرتهم عاشوا في ظروف عائلي,
,ة
الطفولة عالقة متينة مع وجه أبوي تصبح عامل مؤكد في جعل صعوبات عالئقية الحق,
وبالتالي فعالقة الطفل مع األشخاص األصلين (األب ،األم ،أو البديل) أساسية ولها أهمية
كبيرة ،كما نجد نسبة %51من األفراد المنتحرين حكمت على عالقاتهم العائلية بالعدوانية
والتوثر :المشاكل الزوجية (مشاكل عاطفية ،التفريق ) ...المكانة وقوة التماسك العائلي
أخذت المكانة الثانية ،وبالتالي تبقى العائلة كعامل أساسي في التزايد الح,,الي الرتف,,اع
,دهم أو
,اب أح,
,ة في غي,
المنتحرين ،فالعائالت المضطربة تخلق إشكالية االنتحار خاص,
رفض الطفل من طرف أبويه أو أحدهما .
,درة
,تقاللية والق,
علم النفس النمو ركز على أهمية ثالثة عوامل التالية :الثقة ،االس,
,ة لكن
,تقلة ،واجتماعي,
,ة ،مس,
,ية متزن,
على المبادرة واعتبرها المهمة في تطور شخص,
,ة
,ل الثالث,
,عوبات في المراح,
,ور ص,
الصورة تصبح سلبية في حالة ما عرف هذا التط,
األساسية للشخصية والتي يمكن أن تقود إلى " التناذر ما قبل االنتحار" .
الحب الذي يحصل عليه الطفل يشكل قاعدة أساسية لإلحساس بالثقة ليس فقط م,,ع
E. Herikson ,ماه ),(1950
,ا س,
,ذا م,
الذات أيضا مع اآلخرين وفي الحياة عامة وه,
"اإلحساس اإليجابي بالحياة ".وهي قاعدة للشخصية السليمة ،على أساسها تبنى الشخصية
وتستمر خالل كل األعمار في الحياة ،والثقة المكتسبة من الجذور األص,,لية هي ال,,تي
تسهل االتصاالت مع الغير وتغذي العالقات المتينة .
41
.5-3-5جرح صورة الذات :فمن خالل النرجسية نجد التص,,ورات العاطفي,,ة
للذات حيث أن كل واحد يملك صورة لذاته ،واالضطرابات تحدث عندما تثبت وال تتطابق
مع الواقع سواء كان احتقار الذات أو تقدير الذات ففي حالة نقص لصورة الذات فالفرد ال
يستطيع الوصول إلى تقدير الشخصية وما نجده هو ميكانيزمات الرفض والتمثالت تضع
,رد إّم ا أن
مكانها تساعد على الهروب إلى عالم ال واقعي ،عدم تقبل خيبة أمل وفشل الف,
,ة
,ذات في حال,
يكبت ذلك أو يلجأ إلى اإلعالء .الدراسة من خالل وجهه نظر الشعور بال,
,واء
,الم ،األمن ،االنط,
الفرد المنتحر دلت على أن فكرة االنتحار تختلط بالنظرة إلى الس,
تستطيع أن تجعله يلتجأ إلى الموت.
42
,من
,احثين ض,
وبالنسبة لوضعية الصراعات في الحياة العملية صنفها العديد من الب,
الصراعات بين األفراد والتي ترجع في الغالب إلى الضغط من طرف السلطات العلي,,ا ،
بين الزمالء ،ويبقى االنتحار نادرا خارج عن نطاق العالقات.
وحسب % Kurt Biener 1من المنتحرين لديهم اضطرابات عضوية مثل
التشوهات ،التهاب السحايا المتقدم .
يبقى تأكيد معظم الباحثين على أن الدوافع الالشعورية هي األكثر تقربا من األسباب
الحقيقة وراء هذا السلوك االنتحاري .
يرى (M.CH.Brunel ,)140: 2002أن الشعور بالذنب يصبح يشكل صعوبة في
,ويداء دون أن
,ا بالس,
قهره في حالة تواطؤ األنا األعلى -مثالية األنا ،هذه اآلثار تأتي لن,
يون ذلك مركب ،والشعور بالخجل يرافق هذا التوظيف ويصبح حاد عندما الذات المزيفة
تفجر كاستجابة لمتطلبات األنا المضطهد ،يصبح خطر االنتحار أكثر ارتفاعا .
.5-4المقاربة التحليلية
,وع
,ول موض,
أول مناسبة جمعت المحللين النفسانين في التفكير بصفة جماعية ح,
,ان تحـت
,انين وك,
,ف المحللين النفس,
االنتحار في المؤتمر المنعقد سنة 1910لمختل,
عنــوان " االنتحار عند المتمدرسين " .
مقدمة لخص فيها هذه السلوكات من خالل دراسة إشكالية حيث وضع S.Freud
,كل من
,ار ش,
االنتحار مباشرة في مقالته " الحداد والسويداء " سنة 1917واعتبر االنتح,
أشكال العقاب الذاتي وهو رغبة موت مّو جهة نحو الغير تتقلب ضد الذات ،أي أّن هن,,اك
,الي
,الم المث,
,ده بين الع,
أزمة نرجسية يعاني منها الفرد تتجلى في اضطرابا التوازن عن,
المنشود والعالم الواقع المعاش ،وركز على غرائز الحياة والنرجسية " المبالغ,,ة في حب
الذات " بحيث تصبح هناك صعوبة كبيرة في تواجد القوى النفسية المساهمة في الته,,ديم
للذات .
43
,خص
,دان ش,
,ة فق,
,ا بحال,
,و ارتباطه,
واألهم في تتبعه لدراسة حالة السويداء وه,
عزيز،حسب هذا التحليل صورة الموضوع المفقود أصبحت مستدخلة ،وفي األخير تنقلب
الميوالت الصادية ضد هذا الموضوع المستدخل مؤدية بذلك إلى السويداء وإلى االنتح,ار
في حالته الحادة ( الموت الفعلي ) .
لكن في الواقع ال ينتحر الشخص وإنما في محاولة لتهديم السمات لشخص أخر الذي
يعيش بداخل نفسيته .وفي الحداد يأخذ الفرد ذاته مقابل الموضوع ،وتعالج كموض,,وع ،
سحب االستثمارات النرجسية لالنقالب ضد ذلك الغضب الصادي.
و عولجت إشكالية االنتحار بتعمق كبير من طرف المحلل النفساني K.Menninger
,و
سنة 1938بالنسبة إليه االنتحار هو نتيجة لنزوة الموت أو الميل إلى تهديم الذات لما ه,
موجود عند اإلنسان ،وبين أن هذا الميل يتواجد بدرجات مختلفة في مختلف الس,,لوكات
والحاالت الباثولوجية ،الذهان والفصام هي أمراض أين المريض يرفض من خالل نفي
الواقع البقاء في العالم لذلك دائما يطلق على هؤالء الحاالت أنها تعيش في عالم خاص بها
،أيضا الحاالت المدمنة على الكحول هو سلوك معاقبة الذات ألجل تهدئة ال,,ذنب ال,,ذي
ظهر من خالل االندفاعية العدوانية ،وفي نفس الوقت اعتبر الكح,,ول ك,,دواء لتهدئ,,ة
المعانات النفسية .
السلوكات التشويه الذاتي تظهر بشكل جلي وأكثر وضوحا أن هناك رغبة في الموت
،وفي المجمل يرى أن االنتحار انقالب ضد الذات لميل بيدائي لواجب القتل والذي يسرح
دافع أكثر عقالنية وأكثر تفهما من طرف المجتمع .
سنوات فيما بعد قام Otto Fenichelبتطوير فكرة سيطرة األنا على األنا األعلى
,لوك
,و س,
في هذه الغاية بصفة ال شعورية لتهديم الوجه التسلطي.بالنسبة لــ Raderه,
التخلي المنتقم ضد من تركونا أو من هم في التهديد لفعل ذلك ،المحلل النفساني األمريكي
Kohutمن جهته رأى أن االنتحار هو كنتيجة النفجار تماسك الذات بعد جرح نرجسي
44
.وهناك البعض من رأى أن االنتحار تعب,ير عن رغب,ة الجتم,اع نرجس,ي في حق,ل
االستهامات ،وهو مكان للهروب قبل البحث عن الرفاهية المفقودة .
45
كما يضيف C. de Tychey(2012),أن كل وضعية فقدان في الواقع والتي تؤدي
إلى الكأبة تكون أكثر تقربا من خسارة للنرجسية .فتبقى الوسيلة الوحيدة هي اللج,,وء إلى
الذات للتفريغ والتنفيس أي اللجوء إلى المحاولة االنتحارية.
يعد االكتئاب من بين األمراض العصبية هو عبارة عن رد فعل من النفس إزاء حالة
شديدة أو حرمان ناتجين عن حدث مفاجئ أو مصيبة أو خيبة أم,,ل ،ف,,المكتئب يش,,عر
,أة
,د نش,
,هية وعن,
,دان الش,
بالضياع والعجز ،انعدام الثقة والتأنيب المستمر للذات مع فق,
االكتئاب الذي يكون بصورة أقوى وأطول مما هو معتاد ،فإّن نشاط الش,خص المص,اب
,ز
,ل ،وعج,
بضعف من عالقته االجتماعية بحيث تتقلص وتنعكس على ذاته في خيبة أم,
,ذنب في
,ديد بال,
ويتجنب المكتئب التعبير عن العدوانية والكراهية ،إما بسبب شعوره الش,
التعامل مع الناس وخوفا من الرفض والنفور االجتماعي ،في هذه الحال,,ة تس,,يطر على
المكتئب أفكار مضمونها أّن حياته عديمة الجدوى وغالبا ما تنتهي في الح,االت الش,ديدة
باالنتحار ،ومن ثم فإن فقدان احترام الذات يبدأ في العدوان المباشر نحو الذات ،وهكذا فإن
االكتئاب ما هو إال فشل في احترام الذات الذي بدوره يصبح االعتقاد القائم ب,,أن الحي,,اة
خاليــة من أي معنى وال تستحق بأن تكون حي,اة واالنتح,ار احتم,ال وارد مــع
االكتئــاب أ .النجار.)1989( ،
.6-1-2القلق
ن .الرفاعي )1975( ،إّن القلق والتوتر ال يؤثر فق,,ط من الناحي,,ة الفيزيولوجي,,ة
فحسب ،فهو يؤثر تأثيرا مباشرا وحاد على درجة االتزان النفسي والعقلي لإلنسان وكذلك
على ردود أفعاله.
( S. Freud,)1951يؤكد من جهته على أّن القلق هو عالمة الموت ،وفي التعديل
الذي أجراه على النظرية التحليلية بّين نوعين من القلق ،القلق الموضوعي وهو الخ,,وف
,وف
,و خ,
من األخطار الخارجية أي هناك إدراك لمصدر الخطر ،أما القلق العصابي فه,
غامض وغير مفهوم وال يستطيع الفرد الذي يشعر به أن يع,,رف س,,ببه ،إّال أن في كال
46
الحالتين هناك رد فعل الحالة للخطر ،والقلق يؤدي إلى الكبت وله وظيفة هامة في إن,,ذار
بحالة مقبلة حتى يستطيع األنا االستعداد لمواجهة الخطر.
أكدت العديد من الدراسات النفسية أن بعض العوامل النفسية كالقلق تساهم إلى ح,,د
كبير إلى دفع الشخص إلى الموت أو بصفة أخرى إلى االنتحار أو محاولة االنتحار.
كدراسة ) E. Deutsch ,(1964وقد أسفرت هذه الدراسة في األخير على أّن القلق هو
,واء تفاعلي,,ا أو
من العناصر الشخصية الهامة التي تدفع إلى محاولة االنتحار وه,,ذا س,
عصابيا ،فهو يزيد من الصعوبات التي ال يستطيع الفرد تحملها وبالتالي نجده دون مقاومة
مما يدفعه ذلك إلى السلوك االنتحاري الذي يتخذ معنى الهروب.
6-1-3الصراع واإلحباط
ع.م دويدار )1994( ،وجود الصراع ال يعني أنه شديد ،إّال أن مجرد وجوده يع,,ني
أن على الفرد أن يتخطاه بطريقة أو بأخرى ،والصراع نوعان إم,,ا أن يك,,ون ص,,راع
شعوري ويفطن الفرد إلى مصدره ويعرف بالتحديد ،طرق التغلب عليه أو الشعوري وهو
ما ينجم عنه قلق غير محدد يتسبب في توتر في التفكير والسلوك.
أما اإلحباط هو أنه نجد أن تواصل شيئا ما ،ثم تجد ما يعرقله فجأة بحيث ال تستطيع
التقدم أو االنتهاء ،يتخذ الفرد أسلوبا جديدا لسلوكه عندما يقع في موقف محبط ،فهو إم,,ا
يضاعف مجهوده للتغلب على مشكلته ،أو يحاول إشباع حاجاته بط,,رق أخ,,رى ،بحيث
يتفادى مصدر اإلحباط ،مثال الفتاة التي تبكي لوقوعها في موقف محبط وكان لبكائها وقع
يعود عليها بالنفع ،فإّن ذلك يكون أسلوبها في مواقف مماثلة ،فتس,,تمر في اله,,روب من
مواجهة المواقف المؤثرة أو تستدر العطف عند الحاجة ،وبذلك نستنتج أن بعض األف,,راد
إذا ما أصابهم الذعر أو التوتر بسبب موقف ما ،فإّن هذه الفئة من الشخصيات سريعا م,,ا
تلجأ شعوريا أوال شعوريا للتفتيش عن الحيل الهروبية المجدية التي تثبت فاعليتها المؤقتة
في مواقف أخرى لتتخذها أسلوبا متكررا لالستجابة في مواجهة الموقف الحالي.
47
.6-2العوامل االجتماعية
,ك
,ه وذل,
يسعى الفرد دائما إلى إشباع حاجاته ودوافعه بتفاعله مع البيئة المحيطة ب,
بطرق مقبولة اجتماعيا ،وغير أنه تعرقل عّدة متغيرات وعوامل اجتماعية عملية االشباع
للدوافع والحاجات ،مّم ا يعرض ذات الفرد إلى ألم نفسي ومشكالت سلوكية ومن بين هذه
العوامل نجد.
.6-2-1البيت المتصدع
د.عدنان )1985(،يكاد يكون مفهوم البيت المتص,دع من المف,اهيم العلمي,ة ال,تي
,بيت
,ة ال,
,ول ماهي,
,اء ح,
استخدمت على نطاق واسع ،رغم عدم وجود اتفاق بين العلم,
,ا إّال
المتصدع ،إّال أن المفهوم السيكولوجي يعني األسرة التي تضم الوالدين واألطفال مع,
أّن النزاع هو ظاهرة مستمرة داخل األسرة ،حيث يصبح األطفال يعيشون تحت ض,,غط
مستمر ،وهذا االضطراب يؤثر سلبا على شخصية األبناء ذلك أن األسرة المتصدعة تكون
عاجزة عن القيام بمسؤولياتها اتجاه أبنائها وبالتالي أظهرت لديهم مشاكل نفسية مختلفة ،قد
تصبح هذه المشاكل تصاحبهم مدى الحياة .كما يفسر بعضهم مفهوم ال,,بيت المتص,,دع،
,ة االنحالل
,داهما ،أو حال,
,وين إح,
بمفاهيم إجرائية محددة كتواجد حالة كحولية لدى األب,
,ية
,ات النفس,
,ة الدراس,
,د غالبي,
الخلقي أو اإلجرام أو القيم غير المقبولة اجتماعيا ،وتؤك,
واالجتماعية على وجود عالقة سبيية بين حالة البيت المتصدع في معناه االجتماعي على
,اولت
األقل وبين نشوء االنتحار ،حيث توصلت نتائج الدراسات الميدانية المقارنة التي تن,
دراسة أحداث محاولين االنتحار بغير المحاولين ،وذلك فيما يتعلق بعالقة البيت المتفك,,ك
,دان
,ؤدي إلى فق, بالسلوك االنتحاري على النحو التالي ،إّن غياب األب بشكل خ,
,اص ي,
,وذج النموذج الرجولي الذي يرغب فيه الطفل الذكر أن يتبعه ،وأّن وجود لمثل ه,
,ذا النم,
يساعد البنت على رسم صورة المستقبل ،وجود األب أيضا يشكل صورة انضباط وحماية
الطفل.
48
,افة إلى ومن هنا نستنتج أّن للسلطة األبوية أهمية في توفير األمن عند الطف,
,ل إض,
,رية ،ألّن
حنان األم حيث يعتبران إحدى الركائز الضرورية للتوازن الجيد للعالقات األس,
الشباب المحاولين النتحار عرفوا هذه السلطة بش,كل س,طحي لك,ونهم لم يعيش,وها أو
عاشوها لفترة قصيرة .كما أّن غياب األم خاصة خالل فترة الخمس س,,نوات األولى من
حياة الطفل تساهم إلى حد كبير في اضطراب شخصية الطفل أو عرقلة نموه بشكل سليم،
فقد يقوده أحيانا إلى ظهور السلوك المنحرف.
كما بينت دراسات ) ,M. Quidu (1970أّن معظم الشباب المحاولين لالنتحار قد
عانوا من الحرمان األسري في طفولتهم.
.6-2-2التوتر العائلي
ويقصد به الخلل أو االضطراب الذي يسود عالقات أفراد األسرة وسوء التفاهم بين
,ة
,ات االجتماعي,
,بر معظم الدراس,
الوالدين وانعكاساته السيئة على شخصية األبناء وتعت,
,يئة بين
,ة الس,
والنفسية في هذا المجال على أن مثل هذا التوتر العائلي المتمثل في العالق,
الوالدين والتي تكثر فيها الشجارات ،قد تساهم في إقدام األبناء على محاوالت االنتحار.
حيث تشير دراسة J. C. Cordeiro (1975),أّن معظم المحاولين لالنتحار ينحدرون
من أسر متصدعة بالطالق ،أو تكثر فيها الخالفات ،كما ينعدم فيها فيها الهدوء واالستقرار
والتفاهم ،ويفتقر فيها األبناء إلى التوجيه الوالدي.
,جارات وتكاد تجمع معظم الدراسات حول التوتر العائلي على أّن اس,
,تمرارية الش,
,دام
,د إلى انع,
,ا يمت,
العائلية ال يؤدي إلى اضطراب وتصدع العالقة الزوجية فقط ،وإنم,
الضبط األسري والرعاية والتوجيه وينعكس كذلك بشعور الفرد بالعدوانية أو الميل نح,,و
العنف أو السلوك االنتحاري ،ولذلك فإّن كفاءة األسرة في أداء وظائفها المختلف,,ة يق,,وم
بالدرجة األولى على مدى استقرار العالقات النفسية والمزاجية العاطفية بين الوالدين.
49
إّن عالقة الطفل مع أحد الوالدين أو كليهما تشكل معالم الطريق الذي تسلكه عملي,,ة
التنشئة االجتماعية المطلوبة ،وذلك من حيث ما تخلقه العملية من رواسب سلبية أو إيجابية
ذات تركيز في بناء شخصية الطفل ،وتقدير مستقبله السوي أو المنحرف.
هذه المشاكل العالئقية داخل األسرة قد أكدت بدراسات ( F. Ladame, )1981على
أّن الشباب المحاولين لالنتحار كثيرا ما صرحوا على اختالل التوازن داخل األسرة سواء
من حيث غياب العالقات ،ال مباالة األب واألم ،عدم اهتمام الوالدين ،عدوانية األب واألم
أو افراط في االهتمام ،حيث أن %40من محاولي االنتحار شعروا بالرفض والالمب,,االة
األبوية ،مقابل %20الذين لم يحاولوا االنتحار %36تلقوا افراط في االهتمام مقابل %20
.6-2-4المعاملة الوالدية
د.السيد و ف.أ محمد )1985( ،يرى كل منهما أّن مثلما يكون الوالدين مصدر أمان
,ك من خالل
,ل ،وذل,
,ة أم,
وثقة وحب بالنسبة لألبناء فإنه يمكن أن يكون أيضا سبب خيب,
,ه
,أثير على تكوين,
,يرا في الت,
أسلوب المعاملة التربوية التي يتلقاها الطفل تلعب دورا كب,
النفسي واالجتماعي وباألحرى تكوين شخصيته.
فإذا كان أسلوب المعاملة الوالدية يقوم على إثارة مشاعر الخوف ،وانع,,دام األمن،
فإنهم يعرضهم لالضطراب النفسي ،والتأخر في نواحي النمو المختلفة ،ويؤثر أيض,,ا في
صحتهم النفسية ،األمر الذي يجعل المعاملة الوالدية القاسية تساهم إلى حد كبير في إق,,دام
األبناء على محاولة االنتحار.
.6-2-6تغّير األدوار
) A. Holderegger , (2005يرى أّن كل فرد يملك مكانة في المجتمع بصفة عامة
وفي عائلته بصفة خاصة ،تتعلق بالحاجات ،القوانين ،الواجبات .كما تؤكد ذلك الدراس,,ة
التي قام بها كل من J. P Gibbs et W. T Martin (1964),على عّدة دول دلت على أّن
خطر االنتحار يكون أقل ارتفاعا عندما تكون قوة الفرد منظمة بشكل أحسن .الصراع بين
األدوار يظهر مع صعوبة في التوفيق على سبيل المثال استجابة أحد األفراد مرة واح,,دة
لرغبات وحاجات العائلية ،مسؤوليته في العمل ،القيام بكل متطلبات المنصب السياس,,ي،
هذا ما يجعله عرضة الضطرابات داخلية واجهاد نفسي تأهله إلى وضعية الضغط .فالفرد
يحاول أن يستعمل كل قواه تجاوز ذلك ،وعدم قدرته تقوده إلى االنتحار وهكذا فإّن تع,,دد
األدوار أو فقدان األدوار الخارجية يمكن أن يؤدي إلى ظهور نتائج سلبية عند الفرد.
.6-2-7نقص االتصال
هناك عالقة بين االنتحار ونقص االتصال ،ألّن االنتحار أو المحاولة االنتحارية في
,دم
معظم الحاالت تعّبر عن نداء أو بطريقة أخرى هو البحث عن الحاجة والمساعدة ،وع,
,ر
قدرته على إيجاد القوى لتحمل الحياة مع عجز كل الوسائل األخرى التي تأخذ شكل آخ,
,ار
لالتصال ،يبقى لديه وسيلة وحيدة وهي التعبير بالجسد وبالتالي يبقى أكبر جزء لالنتح,
المرغم يالحقه االتصال مع األصدقاء أو المحيط.
51
.7الدراسات السابقة حول االنتحار والمحاولة االنتحارية
هناك العديد من الدراسات الميدانية في هذا الموضوع والتي ركزت بصورة كبيرة
على الدراسات االيبستمولوجيا وعلى االسباب االجتماعية ،الثقافية ،النفسية التي تدفع إلى
االنتحار ،دون االهتمام بالجانب السيكوباثولوجي المتعلق بالمنتحر في حَد ذاته كونه كائن
حي يملك بنية نفسية تتأثر وتؤثر في تداخل بطبيعة الحال بالعوامل االجتماعية و الثقافية،
وفي بعض الحاالت تكون هذه االخيرة عوامل مفجرة ،ومن بين الدراسات ال,,تي أعطت
أهمية لهذه الجوانب نجد :
,ل البحث
,تي تمث,
,اته ال,
تعتبر دراسة E. Durkheimعن االنتحار من أهم دراس,
السيكولوجي الذي يقوم على أسس نظرية واضحة ،حيث لحظ أّن نسبة االنتحار تختل,,ف
من جماعة ألخرى ،ولذلك أخد على عاتقه أن يفسر هذه االختالفات االجتماعية التي تمكن
وراء اختالف نسب االنتحار ،وتعد هذه الدراسة أول نموذج متكامل للبحث االجتم,,اعي
خالل الفترة التي ظهرت فيها ،ونتبين منها براعة E. Durkheimفي استخدامه المنهج
اإلحصائي وقدرته الفائقة على تدعيم موقفه النظري بالبيانات والشواهد الواقعي,,ة ،وم,,ا
انطوى عليه تحليله دالالت فلسفية وإيديولوجية .وقد بدأ دركايم دراسته بتعريف ظ,,اهرة
,رة
,ير مباش,
االنتحار بأنها تشير إلى جميع حاالت الموت التي تكون نتيجة مباشرة أو غ,
لفعل سلبي أو إيجابي قام به المنتحر نفسه وهو يعلم أنه سيؤدي إلى هذه النتيج,,ة ،كم,,ا
يوضح أن معدل االنتحار يختلف من مجتمع آلخر وفي المجتمع نفسه مع اختالف الزمن
,ل
,ار على أن التكام,
في تفسير االنتح, E. وتقوم الدعاوي األساسية عند Durkheim
االجتماعي قوة الروابط االجتماعية التي توجد بين أعضاء المجتمع يؤثر في احتم,,االت
حدوث االنتحار .حيث يرى أن الكاثوليكية تؤدي إلى تكامل اجتماعي أكثر مما تؤدي إليه
,طهاد يجعلهم
,ود باالض, ,ا أّن ش,
,عور اليه, البروتستانية التي تتميز بالطابع الفردي ،كم,
52
,ات يرتبطون بروابط توحدهم وتؤلف بينهم ،كما أّن وحدة المجتمع تك,
,ون أعظم في أوق,
الشدة والحروب بعكس الحال في أيام السلم ويالحـظ E. Durkheimأّن التكام,
,ل
االجتماعي يكون أقوى في المناطق الريفية إذا قورن بالتكامل في المناطق الحضرية ،كل
ذلك وغيره من االختالفات التي يمكن إدراكها عن طريق البحث في التكامل االجتم,,اعي
تنعكس في االختالفات التي تظهر على نسب االنتحار ويتخلص القانون الذي وصل إلي,,ه
E. Durkheimفي االنتحار في أنه إذا ازداد التماسك والتداخل الديني والعائلي والسياسي
قل االنتحار وإذا وهن كثر االنتحار أي أنه إذا كان الدين أكثر ض,بطا لرواب,ط األف,راد
وسلوكهم قلت نسبة االنتحار وإذا كانت قبضته ضعيفة زادت هذه النس,,بة ،وإذا ك,,انت
العائلة متماسكة مترابطة قلت نسبة االنتحار وإذا انحلت أو ضعفت روابطها زادت ه,,ذه
,بة
,اس قلت نس,
النسبة ،وإذا كانت الدولة من الوجهة السياسية متينة البنيات مستقرة األس,
االنتحار والعكس إذا سادتها الفوضى.
,داني
وذلك تحت إشراف األساتذة الباحثين وهم األستاذ معتصم ميموني بدرة ،األستاذة كب,
خديجة ،األستاذ ميموني مصطفى ،األستاذة سبع فاطمة الزهراء .إش,,كالية البحث ربطت
االنتحار والمحاولة االنتحارية باألنوميا E.Durkheimوأعطت أهمية لذلك ،وركزت على
,ة
,دان الثق, أّن عدم استقرار المجتمع مرتبط بشروط سياسية وأمنية جعلت من تواج,
,د فق,
بالنسبة لألفراد ومجموعات من المجتمع والميل إلى اإلنطواء على الذات واإلبتعاد عن كل
ما يتعلق بالتفاعل االجتماعي ،وأيضا البعد االقتصادي واالجتماعي الذي فرض هو اآلخر
,دود
,اقت ح,
,تي ف,
تفتح الجزائر على العالمية وما حدث هو ازدياد الحاجات والطلبات ال,
المستهلك ،وأمام حاالت العجز عن تحقيق ذلك خلق حالة من التناقض ،وه,,ذه األخ,,يرة
جعلت الفرد يعيش في حالة من التوتر وعدم الرضى أدى إلى اضطرابات توازنه وأم,,ام
53
كل الوضعيات المحبطة التي تجعل الفرد غير قادر على مواجهتها فبالتالي االنتحار يظهر
عند هؤالء الشباب كمنفذ نهائي ،فاالنغالق ،عدم الرضى ،عدم األمن ،انخف,,اض أك,,ثر
فأكثر العالقات مع األفراد ،فقدان المرجعية التقليدية ،العائلة الموسعة الجيران ،كل ه,,ذا
يجعل الفرد يعيش في عزلة وحياة مملة فإمكان ذلك أن يسهل إلى االنتق,,ال إلى الفع,,ل،
ويصبح حينئد االنتحار الحل الوحيد .فالشروط االجتماعية ،االقتصادية والسياس,,ية يمكن
أن تأخذ بعض األفراد إلى اإلنتقال إلى الفعل كما أّن عدم القدرة على التصدي للوضعيات
التي تفوق بعض األحيان القدرات الدفاعية للفرد تستطيع أن ت,أتي س,واء من انخف,اض
عتبات التحمل الفردي أو عن زيادة التحريضات الخارجية القاس,,ية .ثم بينت الدراس,,ة
ضرورة فحص الظاهرة من جوانب ثالثة :فردية ،اجتماعية وثقافي,,ة ،وانتهت بط,,رح
التساؤالت التالية ،ما هو معنى االنتحار عند الشباب من 25-16سنة في الجزائر حاليا؟
إذا كان االنتحار أو المحاولة االنتحارية رسالة موجّه ة إلى المحيط وإلى المجتمع ،فما هو
محتواها وما هي داللتها؟ ما هي نتائج المحاوالت االنتحارية بالنسبة لألشخاص المعنيين
,دث
والمحيط الوالدين -االخوة....إلخ وإلى المجتمع ككل .كيف يعيش المجتمع هذا الح,
المأسوي وكيف يحاول الخروج منه؟
أسفرت النتائج على تعدد العوامل المسببة لإلنتحار لكن مع بقاء هذه الظاهرة تعت,,بر
عن خيبة أمل .االكتئاب ونقص االتصال على مستوى المحيط العائلي ،أيض,,ا الفش,,ل،
,ا
,برت أنه,
,عيات اعت,
,ذه الوض,
الخوف من المستقبل ونقص االتصال والعاطفة ،كل ه,
المسؤولة على االحساس باالنعزال العاطفي واالجتماعي ،المحاولة االنتحارية أص,,بحت
الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الوضعية الصراعية وعند البعض هذا يمنح تحرير الض,,غط
االنفعالي وتكون بذلك البحث أكثر عن وضع نهاية لهذه الوضعية المعاشة الغير محتمل,,ة
,ة
أكثر من أن تعبر على البحث عن الموت الحقيقي .ومن خالل دائما النتائج نجد المحاول,
,ون
المراهق, االنتحارية واالنتحار الفعلي في المجمل يمس كل من المراهقات %71.42
54
وهكذا ظهر بوضوح ازدياد نسبة اإلناث وهذا ما يّدل على أّن المراهقات والنس,,اء
يلجأّن كثيرا إلى االنتقال للفعل مع افتراضهم لذلك إما أنهم أكثر هشاشة أو إّم ا يرج,
,ع إلى
مكانة المرأة أقل حرية ،الحمل الغير الشرعي.
ومن خالل قرأتنا للبحوث والدراسات النفسية المنجزة في الدول األوربي,,ة وال,,تي
أعطت أهمية للجانب النفسي المتعلق بالمحاول لالنتحار،والسيرورة الدينامكية المفس,,رة
للجوء الحاالت إلى هذا النوع من السلوك ومن بين الدراسات السابقة المنجزة في إط,,ار
التحليل النفسي والباثولوجي نجد :
.7-3دراسة )P.Jeammet ,E. Birot et (1994
كان لديهم هدفين من هذه الدراسة الهدف األّو ل في إرجاع المحاولة االنتحاري,,ة في
,ي
,اد النفس,
,ه في االقتص,
,بة لوظيفت,
مجمل التوظيف العقلي وأيضا وضعية الفرد بالنس,
،L’économie psychiqueأّم ا الهدف الثاني هو الكشف عن ما يوجد في التوظيف العقلي
,ع
,ة م,
,ل بمعارض,
,و الفع,
لهؤالء الحاالت يجعلهم مهيئين لهذا األسلوب من اإلجابة نح,
صراعية تبقى نفسية داخلية وبالمقارنة مع أساليب أخرى لالنتقال إلى الفع,,ل ،لكن يبقى
لدّيهم االحتفاظ بفكرة أنه احتمال كبير في أن تكون هناك تنظيمات .ولهذا درسوا مجموعة
من 149محاول لالنتحار يتراوح سنهم ما بين 25 – 13ومجموعة للمقارنة اخترت من
بين الذين جاءوا لالستشارة consultationوموضعون في نفس السن .المجموع,,ة األولى
تحتوي على 30شخص ،يتحدثون بتلقائية مع أفكار انتحاري,,ة ،لكن لم يق,,دمن على أي
,ة
,دمن على أي محاول,
محاولة انتحارية ،المجموعة الثانية تحتوي على 60شخص لم يق,
,ات علم
انتحارية ولم تروادهم أفكار انتحارية .حيث قاموا بتقويم أربعة أنماط من المعطي,
النفس االجتماعي ،شروط المحاولة االنتحارية ،المظاهر التشخصية والمظاهر النفس,,ية
,يرات
المرضية .وما كان يهمهم في هذا اإلطار من العرض هو دراسة مجموع من المتغ,
,نى االنجــراج النفســـــي Une
,ذ مع,
النفسيــة – المرضيــة التي تأخ,
55
vulnèrabilité psychiqueالتي تظهر في هذه الدراسة كتعبير عن صعوبة في الجهاز
النفسي تأخذ دورها في تكّيف الفرد في سجل مزدوج لحاجاته ورغباته ،وضغط المحيط،
هذه السمات للتوظيف النفسي توجد في مستويات مختلفة ومتكاملة في التنظيمات العقلي,,ة
,ق،
تكون فعال متظمنة لقدرة الجهاز النفسي لالستجابة لصدمات خارجية كفقدان أو التفري,
أيضا تظاهرات داخلية التي تشهد إمكانية غير منظمة لالستيهامات الالشعورية كصعوبة
على تحمل وتنظيم النكوص ،وسمات التوظيف النفسي سواء كانت في مجمله,,ا نقص في
فعالية عمل ما قبل الشعور ،تقديم صعوبة في االستمرارية ،عدم تصّو ر أو تمثل الصراع
النفسي أو بكفيه أكثر نوعية في طبيعة ميكانزمات الدفاعية التصّو رية التي تأخذ المع,,نى
,عف
,ا على ض,
الخارجي للصراع تجنب ،اسقاط ،انشطار ،نفي والتي تنعكس أكثر أيض,
,ات
,تى تنظيم,
,يرا ح,
الميكانزمات التي تشارك في عمل اإلرصان والتثبيت النفسي وأخ,
الجهاز النفسي سواء كانت على مستوى نقاط منظمة للنمو ،قلة التثبيت الشرجي خاص,,ة
,ذه
,ل ه,
,ل منظم لألوديب .إلى ك,
,ها دور أق,
في الغلمة الذاتية أو تنظيمات أوديبية نفس,
المعطيات أضفوا أهمية استيقاظ الصراعات في المراهقة والتي كان تحليلها كانعكاس لهذه
,ذه
,ائج ه,
,ون .ونت,
القابلية لالنجراح في الجهاز النفسي إلى تحول الصراعات إلى الكم,
الدراسة توصلت إلى وجود قابلية لالنجراح النرجسي Une vulnèrabilité narcissique
56
.7-4دراسة أقيمت بطريقة معمقة فحصت ما يربــط االنتحــار باالضــطرابات
الحاالت البينية .Brodsky (1997),B
أثبتت هذه الدراسة على أّن االندفاعية السّم ة الوحيدة لالض,,طرابات في شخص,,ية
,اوالت
,ع من المح,
الحاالت البينية مع إلغاء معايير التحطيم الذاتي التي ترتبط بعدد مرتف,
,اب ،وفس,اد
السابقة لالنتحار .وبعد مراقبة التشخيص الذي ظهر من خالله وجود لالكتئ,
الماهية ،وجد ارتباط بين التاريخ الطفولي القاسي المؤلم وعدد المحاوالت االنتحارية.
أقيمت هذه الدراسة على عينة تحتوي على 347من المرضى العقلين بقس,,م الطب
العقلي بنيويورك في البحث عن مؤشرات تكون مهمة على السلوك االنتحاري ،يعتقد أنها
سلوكات تشخيصية ،ألّن بعض التشخيصات أظهرت قوة الضغط le stressأقل ما ه,
,و
استهيائي Diathéseكالميوالت نحو التكبر في التمثالت واالندفاعية االنتحارية .المحاولة
االنتحارية ال يتوقع أنها ترتكز على تشخيص واحد .بما أّن السلوك االندفاعي هو السّ,,م ة
,ير
,أ إلى تفس,
األكثر بروز في اضطراب شخصية الحاالت البينية ومن هذه المعلومة لج,
وشرح ارتفاع النسبة المئوية للمنتحرين ينشأ هنا مع اضطراب الحاالت البينية.
.7-6دراسة حديثة بينت أّن االضطراب الضغط بعد الصدمة له عالقة باالنتحــار
.Zlotnick (1999),C
هذه الدراسة بينت أّن االضطراب الضغط بعد الصدمة ،فساد الذات وهو اضطراب
,ع
,خص م, ,ل أّن الف,
,رد مش, مفّج ر مساهم بكثرة مرتبط بسلوك تشويه ذاتي ،مستقل بفع,
,ود
,افة إلى وج,
,ة .باإلض,
اضطراب الحاالت البينة أو اضطراب الشخصية الالجتماعي,
مستوى قوي في التفكك مرتبط بتشويه ذاتي.
.Retrospective West et Al (1999),D .7-7دراسة استعادية بالماضي
57
,ط بين
,وة الرب,
,ق ،ق,
تطرقت هذه الدراسة إلى االستعانة بالماضي لـ 187مراه,
,ة
,ذه المقارب,
مستوى منخفض لإلحساس باألمن ،عرضية اكتئابية والسلوك االنتحاري ه,
أظهرت خصوصيات هامة في القياس أين سمحت بفضل ساللم تقويم طبيعة التعلق ال,,تي
,ية
,ة وخصوص, قامت ببرهانة تباثه ،ووضعت صّلة بين اضطرابات األم,
,راض العقلي,
التنظيمات للعالقة بين الطفل ومواضيع التعلق كما وصفوا أيضا استقرار نمط القل,,ق في
,انت
,ا ك,
الحياة بينت أيضا قوة التنظيمات الروابط في الطفولة ،كذلك أكدوا على أن مهم,
أهمية العالقة بالرفاق ،إّال أّن الوجوه األبوية تبقى المصدر األول لألمن في الوض,,عيات
الضيقة Détresseكما أّن معظم المراهقين تبت عندهم االحتفاظ بأوجه القلق.
وهذا ما يؤكده كل من ) ,M.Weiss (1991و ) ,P.C .Smith (1993أّن االكتئاب
يستطيع تشويه إدراك طبع األمن لألباء مع العكس صعوبات التعلق تخلق هيئات ال تكيفيه
وترجع المراهق قابل لإلنجراح مع استجابات خطيرة في حالة صعوبات عالئقية.
احتوت هذه الدراسة على 9679تلميذ بينت أّن أحسن مؤشر للمحاولة االنتحاري,,ة
عند كل من اإلناث والذكور ،هو وجود اختالل في النمو البلوغي أي بلوغ مبك,,ر ل,,دى
اإلناث ،وبلوغ متأخر لدى الذكور .وما يخلق صعوبات عند المراهقين راجع إلى اختالل
في النضج الجسمي مقارنة مع الرفاق .وما يّدل على وجود محاولة إنتحارية وهي األفكار
اإلنتحارية .وغياب هذه األخيرة يأخذه إلى اإلكتئاب وهذا ما هو متوقع وما أش,,ار إلي,,ه
.Wichstrom Lعدم القدرة على العيش مع األباء وهذا ما يجعله يحس بعدم القيمة .
,راهقين
,د الم,
,ة عن,
,ة االنتحاري,
اإلشكالية األساسية لهذه الدراسة هي فهم المحاول,
والعالقة مع التكرار ،والمنهج هو دراسة الحالة مع استعمال اختبار الروش,اخ .أس,فرت
,ار
,جلت في إط,
,ة س, النتائج على أّن المحاولة االنتحارية المتعلقة بالتكرار له,
,ذه الحال,
58
التوظيف البينــي Fonctionnement limiteوذلك من خالل العدوانية الموجّه ة نحو
,ة
,ق /التفردي,
الذات ،كوسيلة لتغيير العواطف السلبية الحادة والتصدّع ات في عمل التفري,
Séparation / individuationتحركت من خالل البلوغ ،آليات دفاعية بدائية االنشطار و
اإلسقاط الحاد ،المواضيع الداخلية غير مستقرة ،مع هدم مهدد من خالل قلق عميق لفقدان
الموضوع.
األحداث النفسية ارتبطت بالجنسية الالشعورية والقيمة المرتفعة لالستثارة ،وبالتالي
,اد
الحالة أنقصت من عمل االتصال النفسي وفضلت الرجوع إلى الجسم بهدف طرد وإبع,
كل الصراعات النفسية.
59
.8الدراســـــة اإلحصائيــــة
,ائيات
,ع اإلحص,
,ا جم,
بما أن المحاولة االنتحارية ظاهرة نفسية اجتماعية حاولن,
لتوضيح نسبة التزايد و االرتفاع المستمر .ولهذا قمنا بعرض مفصل لهذه اإلحص,,ائيات
,تعجاالت
,لحة االس,
للمحاوالت االنتحارية المسجلة في سجالت المرضى الموجودة بمص,
الطبية للمستشفى الجامعي لوالية وهران.
مررنا بمراحل عديدة حتى وصلنا إلى مرحلة أساسية وهي التحليل ،ثم وضعنا ذلك
في جداول توضح أكثر فأكثر عدد المحاوالت االنتحارية من سنة إلى أخرى ومن ش,,هر
إلى أخر وفي هذه الدراسة اإلحصائية أخدنا عشر سنوات من 2003إلى غاية .2012
60
كما أخدنا بعين االعتبار التوزيع حسب الجنس ( الذكور واإلناث) وأيضا التوزيع
,تمر من
,د المس,
حسب الفئات ونسبة المحاوالت االنتحارية من شهر إلى أخر وهذا التزاي,
شهر جانفي إلى غاية شهر ديسمبر خالل كل السنوات.
61
الشكل رقم ( )1رسم باألعمدة يبين نسب التفاوت بين الذكور واإلناث
التعليق :
بالنسبة لتوزيع الحاالت المحاولة االنتحارية حسب الفئات من سنة 2003إلى غاية
2012وجدنا الفئة من () 28 -18سنة سجل فيها أكبر عدد من المحاوالت االنتحارية ،من
62
أقل نسبة 192في سنة 2009إلى أكبر نسبة 313في سنة ، 2004أما الفئات األخرى لم
تتجاوز 100حالة ماعدا الفئة من 40-29سجل فيها 103حالة في سنة 2006وهي أكبر
نسبة ،أما أقل نسبة عرفتها الفئة األكثر من 50سنة والتي قدرت بـ 7حاالت .
الشكل رقم ( )2رسم باألعمدة يبين نسب تفاوت الفئات عند اإلناث
47 50 41 39 38 59 57 48 39 54 مارس
49 43 36 37 40 70 55 56 63 30 أفريل
56 57 61 45 35 49 55 61 71 03 ماي
55 71 46 45 47 54 65 71 74 77 جوان
72 68 60 30 38 44 66 55 67 48 جويلية
48 19 15 13 44 27 62 59 76 50 أوت
70 37 30 19 23 42 63 34 53 42 سبتمبر
64 40 39 24 47 32 34 35 47 52 أكتوبر
47 40 33 28 37 43 56 42 39 27 نوفمبر
45 36 54 26 26 37 60 39 48 51 ديسمبر
63
نالحظ في كل الشهور هناك تسجيل للمحاوالت االنتحارية ،مع تزايد مستمر من
شهر إلى أخر ولم يمنع أي شهر من دون تسجيل ألي محاولة انتحارية.
سجل شهر جوان أكبر عدد من المحاوالت االنتحارية وصل إلى 77حالة سنة 2003
تم يليه أيضا شهر أوت بتسجيل 76حالة في شهر 2004وبالنسبة لألشهر األخرى عرفت
أيضا للمحاوالت االنتحارية وبنسب متفاوتة ،أقل نسبة عرفها شهر ماي 2003بـ 03
الشكل رقم ( )3رسم باألعمدة يبين اختالف تسجيل المحاوالت االنتحارية من
شهر ألخر( الذكور واإلناث)
إناث مقابل ذكر واحد ،كما أن استعمال الذكور للوسائل العنيفة ولكن اإلناث يلجأن إلى هذا
,ر
النوع من الوسائل في الغالب إال بعد 55سنة،ومعظم العلماء يؤكدون على أن أكبر خط,
,ائل
,ات الوس,
,ط باختالف,
,و مرتب,
للجوء الذكور إلى المحاولة االنتحارية ليس فقط ما ه,
المستعملة لهذا الفعل ولكن تكمن في االختالفات السيكوباثولوجية.
يضيف كل من ) M.Choquet,S.Ledoux , (1994أن الذكور يلجأن إلى استعمال
وسائل جد عنيفة مثل الشنق ،الخنق ،قطع الشرايين وأيضا استعمال األس,,لحة الناري,,ة
ولكن في الغالب تلجأ الفتيات إلى استعمال األدوية خاصة األقراص أي كل م,,ا يبل,,ع أو
يشرب كالمواد الكاوية بكل أنواعها .
" الذكور في الغالب تخضع لتشخيص األمراض النفسية على غرار الفتيات الفعل
,ا
االنتحاري كاضطرابات وظيفية ،اضطرابات وظيفية ،اضطرابات التغذية ،الكآبة كم,
أن جزء من أعراض الجسم هي نموذج للنساء ،بينما الذكور متبنين ويعبرون عن توعك
هام " M.Choquet,S.Ledous , (1994) .
65
التمسنا من خالل العمل مع الحاالت أن معظم األولياء ينفونا تماما عن وجود محاولة
,ف عن
انتحارية ويعبرون عن ذلك بمجرد حادثة وقعت بالخطأ أدت إلى ذلك ،ويتم الكش,
ذلك من خالل المقابالت العيادية ،لكن في بعض الحاالت الخطيرة أين ال يجد األولي,,اء
,ه
خيار أخر سوى اإلخبار باألمر ،ألن االنتحار أو القيام بمحاولة انتحارية هو في حد ذات,
يشكل أزمة ومشكلة عند األولياء ألنه يعتبر طابوها من الطابوهات في المجتمع ولكن هذا
المشكل يخص اإلناث فقط ،ألن المفهوم من وجهة نظر المجتمع يخفي معاني عديدة مثل
,ل من
,د ك,
,ا نج,
,ك كم,
,به ذل,
,ا ش,
,رعي ...وم,
,ير ش,
,ل غ,
,ود حم,
,ال وج,
احتم,
) B.Mishara,M.Tousgnan ,(2004:48وجدوا من خالل التفسيرات الثقافية أن االنتحار
حل مقبول من قبل المجتمع بالنسبة لحالة الذكور على غرار حالة المرأة ،بحيث هن,,اك
صعوبة عند الرجل في تقبل إنجراحه والبحث عن السند بالقرب من المحيط أو اللجوء إلى
مصحات متخصصة في العالج مما يؤدي ذلك أكثر إلى جمود وانعزال عاطفي مقارن,,ة
بالمرأة التي تهدف إلى البحث عن الحلول والمساعدة .
من الرسم البياني نالحظ أن هناك اختالف كبير بين الذكور واإلناث في االنتقال إلى
الفعل وإن بقي تحت ما يسمى بالمحاولة االنتحارية حيث تبقى اإلناث تحتل النسبة الكبيرة
بـــ %75والذكور تأتي بعدها بنسبة . %25
67
الفــصل
الـثـالـث
"الحــــــــب
والعـــــالقــــة
العـــــاطفيــــــة"
.1إشكاليــة الحــب
.2الحــب لغـــــة
.3مفهـــوم الحــــب
.4النمـــاذج المختلفــة للـــحب
.5العالقـــة العاطفيـــة
.6الروابــط المختلفـــة للعاطفــــة
.6-1التــعلــق
.6-2سلوكـــات العنـــايـــة
.6-3الجنسيــة
.7اإلدمـــان العـــاطفــــي
.7-1التبعيـــة فـــي العــالقـــة العـــاطفيـــة
.7-2التبــعيــة لألخــــر
.7-3التــعقب القـــهري مــع عـــدة رفقــــاء
.7-4التثبيــت القـــهري علــى رفيـــق يتعــذر الحصــول
عليــه
.8اإلدمــــان الجنســــي
.8-1الشــــذوذ الجنســي
.8-2اإلدمـــان الجنســي الغيـــر شــــاذ
.9الحــب ،العـــاطفــة،االنـفعـــال
.1إشكالية الحب
الحب عالقة معقدة ،فهو قبل كل شيء إحساس ال يعتبر مفهوم (مصطلح) وإنما واقع
معاش من خالل ما يحسه الطرفين في معناه ومحتواه ويبقى شخصي.
وهو عالقة عاطفية تدفع باألخر في الخبرات السعيدة ،المؤلمة ومرات المكتئبة فهو
يصف لنا كل الميوالت الجذابة والتي تدفع بالشخص إلى أن يكون محب ويحب اآلخ,رين
،جسديا ،فكريا ،روحيا ،فالحب يجعل الشخص ينفتح على الع,,الم أو العكس كم,,ا في
النرجسية ينغلق على ذاته وفي بعدها المرضي تؤدي إلى الجنونR.Chappuis,)1994( .
أيضا هناك اختالف بين الحب العصري والحب الرومانسي ،فاألول يأخذ بعين
االعتبار خصوصية شخصية المرأة أما الثاني معاش ويرجع إلى الذات ،ويعبر عن,,ه في
,رح
,و في الف,
المعانات ،فالعالقة العاطفية التي تجمع أو تفرق بين شخصين يمكن أن تنم,
,ة
,الي فالعالق,
,يان و رفض وبالت,
الهدوء والصفاء لكن يمكن أيضا أن تحس كتمرد،عص,
,يرة
,ة خط,
باألخر إما تثير البهجة واالطمئنان وتساهم في التساهل على التجاوز أو عالق,
وحتى مرات مميتة .
65
تتكون وتكون قائمة على العقل حسب طبيعة األحاسيس التي شكلت هذا التركيب.
,ة
R.Chappuisيرى أن العالقة العاطفية مهما كانت الصفة الموجودة عليها فهي معاش,
وتعطي معنى للحياة.
.2الحب لغة
الحب هو ميل الطبع إلى الشيء الَلاذ والمبهج والمؤنس ،فإن من الثابت أن عبارات
الناس عن "الحب" و"المحبة" كثيرة وتكلم اللغويون في أصلها فقال بعضهم" :إن الحب اسم
الصفاء المودة " ألن العرب تقول لصفاء بياض األسنان ونضارتها " حبب األسنان ".
وقال بعضهم " :الحب من الحباب " أي حباب الماء ،بمعنى معظمه أو بمعنى ما
يعلو منه عند المطر الشديد ،أوحباب الشراب ،بمعنى ما يطفو عليه ويتقدمه عند الشراب
وهو ما يعرف بـ " الفقاقيع" وفي هذا تقول العرب " طفا الحباب على الشراب " وشرب
فالن حتى تحبب ،أي حتى امتأل وانتفخ .
وعلى هذا فالحب يكون قد اشتق من " الحباب " إما ألن المحبة غاية معظم ما في
القلب من المَه مات أو ألن المحبة غليان القلب و توارنه عند العطش الش,,ديد واالهتي,,اج
البليغ إلى لقاء الحبيب كل ما عداها في النفس من مشاعر وتطفو عليها جميعا ،كما يطفو
"الحباب" على الشراب ويتقدم عليه .
كما قال آخرون إن الحب مأخوذ من " حبة القلب" وهي سويداؤه ،وفي هذا تقول
,ه ،
العرب لمن وقع في الحب من الرجال " أصابت فالنة حبة قلبه" بمعنى تمكنت من حب,
وحبة القلب ما به قوامه ،فسمى الحب حبا باسم محله وموضعه ) .عبد الحميد خطاب(
.3مفهوم الحب
يوضح اإلمام أبو حامد الغزالي أنه ال يتصور حب إال بعد معرفة وإدراك ،إذ ال يحب
اإلنسان إال ما يعرفه ولذلك لم يتصور إن يتصف بالحب جماد ألن الحب إنما هو خاصية
66
الحي المدرك بكسر الراء ثم المدركات في أنفسها تنقسم إلى ما يوافق طب,,ع الم,,درك و
يالئمه و يلذه وإلى ما ينافيه و ينافره ويؤلمه وإلى ما ال يؤثر فيه بإيالم و إلذاذ ،فكل م,,ا
في إدراكه لذة و راحة فهو محبوب عند المدرك وما في إدراكه ألم فهو مبغض عنده وما
يخلو من إستعقاب ألم ولذة ال يوصف بكونه محبوبا وال مكروها .
فإذن كل لذيذ محبوب عند الملتذ به ،ومعنى كونه محبوبا أن في الطبع ميل إليه ،
ومعنى كونه مبغوضا أن في الطبع نفرة عنه ،فالحب عبارة عن ميل الطبع إلى الش,,يء
الملذ فإن تأكد ذلك الميل وقوي سمي عشقا والبغض عبارة عن نفرة الطب,,ع عن الم,,ؤلم
المتعب ،فإذا قوي سمي مقتا ،فهذا أصل في حقيقة معنى الحب يبنى عليه مفهومه وتقام
عليه ماهيته ) .عبد الحميد خطاب(
يقول ابن منظور " )1911(،الحب نقيض البغض ،و الحب الوداد والمحبة ،و أحبه فه,,و
محب وهو محبوب ،وتحبب إليه تودد "
يعرف )" R.Doron , (1997 :72-73الحب على أنه شعور يتسبب بالشقاء ،إذا لم
يكن متبادال ،وإذا كان متبادال وراضيا في معظم توقعاته يتسبب بالسعادة ،وهذا الشعور
من قبل شخص يتوجه نحو شخص أخر محدد يحتوي على رغب,,ة لألول ب,,أن يلتقي من
الثاني ويعطيه المتعة ( الجنسية عند البالغين ) والحنان واإلعجاب والتع,,اون والتف,,اهم
والحماية أو على األقل العديد من هذه اإلرضاءات" .
لقد جرى وصف الحب في األدب أكثر من علم النفس ،بجميع أنواعه ،التغاير
الجنسي والمثلية الجنسية ،وحب الوالدين ،حب األبناء ،الحب النرجسي وأشكال حدت,,ه
في عملياته وأثاره ،غالبا ما تقام معارضة غير صحيحة بين الحب والحقد بل الالمب,,االة
العاطفية هي نقيد الحب .
حسب ) J.Laplanche ,J.B.Pontalis ,(1985فإن مصطلح تناسلي – حب يشير إلى
الداللة على شكل الحب الذي ينتهي إليه الشخص عند تمام نموه النفسي الجنسي وهو م,,ا
يفترض ليس فقط الدخول في المرحلة التناسلية بل أيضا تجاوز عقدة األوديب .
67
فالبنسبة لـ S. Freudتعبير الحب التناسلي لديه عكس من ذلك الفكرة القائلة بشكل
ناجز من الجنسية وحتى باتجاه سوي تماما من أشكال الحب ،حيث يتحد التيار الشهواني
مع تيار الرقة ويوضح ذلك في المثال العيادي التحليلي النفسي الش,,ائع عن ذاك الرج,,ل
الذي يمكنه اشتهاء المرأة التي يحب ،أي المرأة التي يرفعها إلى مصادف المث,,ل األعلى
وال محبة المرأة التي يشتهيها ،ينتهي تطور التيار الشهواني الذي ع,,رض في " ثالث,,ة
مقاالت حول نظرية الجنسية " عام 1905إلى التنظيم التناسلي ،قمع إطاللة البلوغ فطرح
,ذي
,وقت ال,
,ة ،وفي نفس ال,
هدف جنسي جديد تتعاون على تحقيقه كل النزوات الجزئي,
تخضع فيه المناطق المولدة للغلمة لصدارة المنطقة التناسلية وهنا تصبح النزوة الجنس,,ية
في خدمة وظيفة التناسل ،وأما الرقة فيرجع S. Freudأصلها إلى أكثر العالقات أثرية
بين الطفل وأمه أي اختيار الموضوع األولي الذي ينشط فيه اإلشباع الجنسي بالتالحم مع
إشباع الحاجات الحيوية من خالل االستناد .
J.Laplanche ,J.B.Pontalisيرى أن تعريف الحب التناسلي فكل من),(1985
بشكل إيجابي يجعله لن يفلت إال بصعوبة من النظرات المعيارية ،وحتى من اللغ,,ة ذات
المنحنى الخلقي الصريح ،تفهم األخر واحترامه ،بذل النفس اتخاذ الزواج كمث,,ل أعلى،
تستدعي فكرة الحب التناسلي بعض األسئلة والمالحظات على صعيد النظرية التحليلي,,ة
,رين أو
,باع الق,
,ي ،أو إش,
النفسية ،ال يتضمن اإلشباع التناسلي سواء اإلشباع الشخص,
اإلشباع المتبادل ،مطلقا توفر الحب ،ولكن أال يف,,ترض الحب ،على العكس من ذل,,ك
رباطا يدوم إلى ما بعد اإلشباع التناسلي الحب .
68
بين الطرفين تأخذ أشكاال متعددة من الحب ،حيث نجد تصنيف قدم من طرف ك,,ل من ,
) S.Galland,J.Salomé (1999 :131عرف مجموعة لمجمل من المشاعر ووضعوها
تحت تسمية " الحب " .
.4-1حب الملذات :يرتبط بتقديم الرغبات وتلقي السعادة ،كما أن هناك شعور
باإلمتنان عندما يحس أنه مقبول ،مسموع ،معروف في فردنيته ،ويحس بالمرح عندما
انتباهه ،عطفه وإهتماهه باألخر يصل إلى قابلية التأثير .
.4-2حب األمن :يستجيب لرغبات متقاسمة ،مشتركة ،مرتبطة بحاجة أساسية
لإلستمرارية فالحب األمن يقي من الخوف في أن يكون منبوذ ووحيد وعلى أن ال يك,,ون
,ير
,اعر يتغ,
محبوب ،قلق مستمر ولكن عندما تولي هذه المخاوف مكانة متفوقة في المش,
الحب ويصبح حب المخاوف .
.4-3حب المخاوف :يبقى القلق في هذا النوع من الحب مقاوم رغم تجارب التعلق
باألخر إال أن المراقبة تبقى الحاجة المستمرة لمعرفة إذا كان الحب موجود وأيضا المكانة
,ة يبقى
,ة أومهدم,
,ة مطمئن,
المحتلة في حياته ،فالخوف شديد ومستمر سواء كانت العالق,
االحساس بالنبذ وأنه غير مرغوب فيه وغير محب من طرف األخر .
.4-4حب الترميم :هذا النوع من الحب يبنى على النقائص ،فالحب هنا أخذ
وعطاء يساعد على تخفيف الجروح القديمة من خالل التعارف وأيضا من خالل فرح,,ة
إستقبال تعارف جديد غير معاش من قبل ،لكن هذا الترميم يأخذ بعد هش وحساس ويبقى
,ع أول
,رالقريب م,
,ي أوالحاض,
األخر هو المرمم لسد الثغرات القديمة المرتبطة بالماض,
عالقة باألخر.
.4-5حب ال متماثل :ال تماتل متواجد في كل أنواع الحب ،بحيث ما يميز هذا
النوع وهو أن الطرفين ال يعيش نفس قصة الحب ،فالطرف األكثر إعطاء لهذه العالق,,ة
هو الذي يعاني أكثر ،وكل واحد منهما يحب األخر بإختالف ،كما أن الزيادة في ال تماثل
69
يخلق غالبا إزعاج عند أحد الطرفين ،وهذا ال يرمز له ال بأقل أو أفضل ميزة وإنما يبقى
ذلك مرتبط بالتوقعات والمساهمات التي تكون نفسها .
.4-6حب المنفعة :ال تماثل يمكنه أن يسير حتى يصبح دينامكي ،أين أحد الطرفين
يتغدى على حب األخر وهذا الحب يجعله يحس بالقيمة ،بالوجود ،فحب األخر يمنح,,ه
الطاقة ويغده بمفرده .
.4-7الحب المثالي :يتكون هذا الحب من أجزاء جيدة من المشاعر ،مثبتة حول
أفكار وصور ،االلتقاء العاطفي يجلب الحماس وفي هذا النوع يعتبر األخر كنفس له والذي
يجعله يفوق تخيلته ويكون بمثابة الصدى لصورة كانت موجودة على المدى البعي,,د وفي
أعماق ذاته وفي األخير يبقى مبهور بهذه الصورة التي تجعله في خدمة األخر .
.4-8الحب صورة مني :اإلغراء هو مثالية األخر ،ممكن حجزها في األنا عندما
يرى في األخر ما يريد أن يكون عليه وهو شبيه الصورة المثالية ألن,,اه ،تبقى الرغب,,ة
مرتبطة باألخر وإعجابه بالصورة الشبيهة لحياته .
.4-9حب التبعية :هو حب المخاوف،ويتطلب حب استثنائي وبدون تصدع ،
يمكنه أن يصل إلى غيرة مرضية ،يصبح غير محتمل عندما ينسحب األخر ،فه,,و حب
,ر يحس
الرغبة ،يبحث من خالله على أن يكون محب وأن يكون في حمايته وبدون األخ,
أنه مفقود.
.4-10الحب اإليثاري :يظهر الحب اإليثاري في شكل االهتمام باألخر دون التفكير
في المقابل مع عدم وجود خلفية التفكير في التبادل العالئقي ،أي حب بدون شروط يهديه
أحد الطرفين لألخر ،بالنسبة للمحب ال يخلق ضغط على نفسه وال على األخ,,ر ،فه,,و
يسعى ألحداث السعادة لألخر دون مقابل .
.4-11الحب تضحية :إذا استمر الحب االيثاري على نفس الشخص يفقد المحب
,ير
,ديث الحب الغ,
,تمر في تح,
رغباته الذاتية وهذا في خدمة إرضاء األخر ،لكن إذا اس,
مشروط اتجاه األخر فهناك خطر الوقوع في إشكالية االنتظار من األخر على أن يبادل,,ه
70
نفس الشعور ،وهذا مع الزمن والمواقف المحبطة التي تؤدي إلى فرض على األخر القيام
بذلك.
.4-12الحب المشروط :الحب اإلنساني يشهد جزء مشروط ،فحب األخر في هذا
النوع يختلف حسب ما هو محبط ومفرح،مزعج ومبهج أيضا نجد أن حب األخ,,ر متقلب
أي حسب ما يجده وما ال يجده بالقرب من الطرف األخر.
.4-13الحب المتناقض وجدانيا :يوجد القليل من العالقات التي تستمر في الزمان
دون وجود تناقض في المشاعر،لكن هناك البعض من يكون يائسا تحت وقع خيبة األمل
وهو مزج غريب من الكره والحب ،منافسة المشاعر داخل الشخص نفسه ،هذه المنافسة
الداخلية تجعله يعيش خليط من المشاعر المتصادمة وال تظهر في نفس السياق ،فالش,عور
بالذنب ليس مثل الشعور بالحب .
.4-14الحب الشهواني :كلمة شهوة تعني األلم ،متبوعة بالشدة التي تؤدي إلى
اإلغراء في الشهوة والحب إلى أقصى حد ،للحصول على اللذة المطلقة باللجوء إلى األخر
للتفريغ وقلق التخلي والرفض يحافظ على الشهوة .
.4-15الحب التطوري :الحب الموجه بالرغبة التطورية ،و التطور باالستناد على
شخصية األخر،الرغبة األساسية في النمو وتحقيق القدرات التي ترتكز على نظرة األخر
ومن طريقته يحصل على التمييز ،وهذا يس,,اعده على اللج,,وء إلى فردنيت,,ه من خالل
حصوله على نضج كامل ،كما يمكن أن يكون مساعد لتطور العالقة ،واالتصال الحميمي
ال يعرف طريق التبعية .
من خالل هذه النماذج المقدمة نجد أن العاطفة ترتبط بشكل من أشكال التبعية ،ودائما
هناك خوف من الطرف األخر وبالنسبة للتبادل العاطفي مسجل في إطار اإلدمان والتعلق
,ة
,رات المرتبط,
من أجل الحصول على اإلشباع العاطفي ،لتعويض النقص وترميم الثغ,
بالخبرات السابقة .
. 5العالقة العاطفية
71
العالقة العاطفية ال تعاش بطريقة متساوية عند جميع األفراد ،وبعض المرات نجد
,ف
االختالف يظهر عند الزوجين مع التقدم وأكثر من ذلك بين األفراد ،لكن يبقى التوظي,
للعالقة العاطفية دائما خاص إال أن موضوعها شخصي ،فالعالقة العاطفية بين الزوجين
تنغمس في البحث عن اإلشباع الجنسي ،فالرفيق يكون بمثابة حامل اللذة ،وخاصية هذا
الحب تبنى في هيئة عقلية تظهر الفرد على ما هو عليه ،فالرفقاء يجتمعن من خالل الفعل
ويفترقن في التفكير وفي األحاسيس .
العالقة العاطفية يمكن أن تكون مسجلة في بيان للقوى ،فيصبح الحب بمثابة آلة
تستعمل للسلطة ،أي أن أحد الطرفين يمكن أن يستعمل األخر لتأكيد ذاته وفرض إرادته.
" فالعالقة العاطفية تصبح عالقة جديرة بالتصديق عندما يعيش الطرفين بإحساس
كشخص واحد متكامل وهذا أساسي لسعادتهم ويعتبر التواصل الحقيقي المبني على البحث
والفهم من خالل عمل الحس والعقل معا مما يجعل إمكانية التضحية من أجل األخر،تحمل
االحباطات وهكذا تصبح كل من األنانية وااليثارية في طريق واحد وتعمل ك,,ل واح,,دة
R.Chappuis,)56: 1994( . منهما على تقوية األخرى"
.6-2سلوكات العناية
72
تتميز بالرغبة في منح االهتمام وتوفير الرفاهية لألخر ،بعض األشخاص يقدمون
الحماية ،الطمأنينة ،المساعدة " األمومة " أو" األبوة " وآخرون يرغبون في أن تق,,دم لهم
المساعدة والدعم وهذا ما يسميه بمعلم عالئقي محدد .وهناك من األزواج التي تم إنشاؤها
مبدئيا حول مفهوم العناية مع " شفاء الجروح " ومن جهة "معالج " لألخر.
.6-3الجنسية
في هذا العنصر البيولوجي وخاصة هرموني،مساهمته كمسير أو مثبط لالهتمام
الجنسي ،ولكن أيضا العناية والتعلق ،حتى وإن كان معلم بيولوجي محدد ،ال يس,,تطيع
تكوين عالقة عاطفية طويلة المدى وبالتالي يمكن اعتبارها كأولى العوامل االنتقائية.
.7اإلدمان العاطفي
ويقصد به اإلدمان على األخر ويظهر من خالل األشكال االكلنيكية المختلفة خاصة
األشكال األربعة التالية والمتمثلة في التبعية في العالقة العاطفية ،التبعية لألخ,,ر،التعقب
القهري مع عدة رفقاء ،التثبيت القهري على رفيق يتعذر الحصول عليه ،مهما كانت هذه
,اهم في
,ام األول ،لكن ممكن أن تس,
اللوحة االكلنيكية المقدمة فإن الجنسية ليست في المق,
الحفاظ على رابط التبعية ويبقى هذا دائما كوسيلة خارجية ،إلى جانب النواة المركزي,,ة
)F.X. Poudat,( 9200 التي تتكون من خالل استعمال األخر ألجل أمنه الداخلي.
73
.7-3التعقب القهري مع عدة رفقاء :وهو البحث المتواصل عن المكاسب الغرامية
المسجل في اإلطار المرضي وهذا ما يميزه ،وله دورا هاما مع منح أقل أهمي,,ة لعم,,ق
األحاسيس .
.7-4التثبيت القهري على رفيق يتعذر الحصول عليه
إما أن يكون خيالي ،هوامي أو حقيقي وهي شبيهة باإلدمان على المخدرات ،
الهوامات المتعلقة بالشهوات وهذا التعلق من طرف شخص واحد للشخص التبعي مع عدم
وجود تبادل .
.8اإلدمان الجنسي
اإلدمان الجنسي يظهر من خالل شكلين اكلنيكيين الشذوذ الجنسي واإلدمان الجنسي
الغير الشاذ .
.8-1الشذوذ الجنسي
يتمثل في سلوكات جنسية غير عادية تتميز بـاالندفاع الجنسي وهوامات واسعة
الخيال جنسيا ،محرضة ،متكررة وقوية ،كما يعزل الحميمية الجنسية والتبادل العاطفي
ويظهر ذلك فيما يسمى بالفتشية جنس /موضوع ،حب الفرج,,ة الجنس,,ية القهري,,ة أو
اإلستعراء الجنسي .
.8-2اإلدمان الجنسي الغير الشاذ
يجمع الفوائد و السلوكات المقبولة ثقافيا ،لكن بزيادة في الشدة والتردد ومثال ذلك
واألكثر شيوعا االستمناء القهري ،اإلدمان على الهوامات التبعية المستمرة إلشكال غ,,ير
مسماة جنسيا والجنسية القهرية في العالقات الجنسية .
يظهر اإلدمان العاطفي والجنسي في أشكال مختلفة حيث العاطفة والجنس تهدد كيان
الشخص وترغمه على القيام بأفعال قهرية إجبارية ،هدفها الحصول على الرغبة الملح,,ة
74
القوية والفورية بغض النظر عن كل ما هو حميمي ،عاطفي متبادل ،وإنما نجد شخص,,ية
مرضية تبحث عن اإلشباع بطرق مختلفة .
فاإلدمان العاطفي يبحث ويركز على األخر في الحياة العاطفية لكن في شكل تبعية
,ا
نفسية باثولوجية ،بينما اإلدمان الجنسي يبحث فقط عن الموضوع الجزئي ،لكن كالهم,
يسعى وراء البحث عن اللذة والرغبة التي تفوق التصور ويبقى االختيار لهذا الن,,وع من
اإلدمان مرتبط بالتصورات والنماذج األبوية أي كل ماله عالقة ببصمات الطفولة .
العاطفة :تنظيم وجداني ثابت نسبيا ومركب من عدة استعدادات انفعالية تدور حول
موضوع معين قد يكون شيئا أو شخصا أو جماعة أو فكرة كعاطفة حب األم لطفلها ال,,تي
تكن له عاطفة تختلف باختالف المواقف فهي تسعد لنجاحه وتحزن إلخفاقه وتتألم لمرضه
...إلخ ويظهر أن العاطفة تختلف عن االنفعال من ناحيتين كونها استعداد ثابت نس,بيا بين
,د
االنفعال حالة طارئة وللعاطفة موضوع خاص تدور عليه بينما االنفعال مطلق غير مقي,
لموضوع خاص.
75
االنفعال :كما تبرز الدراسات السيكولوجية قد يكون ظاهرا عنيفا ويسمى "هيجانا"
ومثال ذلك حالتي الغضب والخوف ،وقد يكون هينا خفيفا ويسمى "عاطفة" مثل حال,,ة
الحزن وحالة الحب ،ففي العاطفة االنفعال يبقى دفين لغاية وجود ح,,ادث يه,,ز كيان,,ه
ويجعله في وضعية حزينة ،كذلك الشخص في عاطفة الحب قد ينفرد مستسلما ألحالمه ،
يعلل نفسه باآلمال ثم تأتيه رسالة أو إثارة من الحبيب فيتهلل لها ويبتهج ويفرح إلى درجة
إعرابه واإلفصاح له عن بالغ االشتياق ،وبالتالي فالهيجان انفعال عنيف يفاجئ ص,,احبه
,رعة.
,ع بس,
,ا ارتف,
ويجعله يثور ويصل إلي أوج عنفه ثم يعود إلى الهدوء بسرعة مثلم,
( عبد الحميد خطاب)
76
الفــــصل
الـرابــع
"النـــرجسيــــــة
والعــــالقـــة بالموضــــــوع"
.1النـــرجسيـــة
.2النـــرجسيـــة فــي أعمـــال S.Freud
.2-1الطـــاقـــة اللــيبيديـــة لألنــــا
ـة
ـة ،النـــرجسيـــــة الـــذاتيــــ .2-2الغـــلمــــ
واختيـــار المــوضــوع
.2-3التـــوجــه اللــيبيــدي :الكبــث والمثاليــــة
.2-4مثاليـــة األنـــا أصـــل االنــحراف :النـــــكوص
الــنرجسي
ـار
ـذة :مســــ
ـا اللــــ
ـرجسي وأنــــ .2-5األنـــا النـــ
الــــنزوات
.2-6النـــرجسيــة ،تـــقمص نـــــرجسي
,ل
,اب الجمي,
اشتق مصطلح النرجسة من األسطورة االغريقية التي تحكي قصة الش,
نرسيس أو نرجس Narcisseالذي وقع في حب خيال في الماء لم يدري بأن,,ه انعك,,اس
لصورته هو.
حيث استخدمت في البدء بالمعنى الضيق للشدود الجنسي ،حيث يكون الموضوع
المفضل للفرد جسده الخاص .وقد تطور مفهوم النرجسية خاصة في التحليل النفسي ،لقد
أدخل S.Freudهذا التعبير يشكل مختلف عن العصور والنصوص ،وجعل منه في الوقت
نفسه مفهوما نظريا يسمح له بتفسير الذهان كانقالب ليبيدو على الفرد وك,,ذلك مفهوم,,ا
عياديا يصف مجموعة من المواقف البشرية الخاضعة لسمتين أساستين ع,,دم االهتم,,ام
بالعالم الخارجي ،صورة مفخمة عن الذات.
في تقديم النرجسية وضع S.Freudثنائي نزوي جنسي /نزوي حفظ الذات إلى حين
,دو
,ا والليبي,
,دو االن,
,ية الليبي,
يتفوق صراع نزوي أخر الذي يواجه في النزوات الجنس,
الموضوع .
77
وهذا التطور الذي اقترحه سنة 1914والذي يقود إلى تجزئة االستثمارات الليبيدية،
فتح كذلك تفكير حول "مفهوم الموضوع" و "إختيار الموضوع "وهذا ما جعله يقوم بتمييز
هيئات األنا وخاصة األنا المثالي ،تمثيل األنا األعلى .هذا األن,,ا مس,,تثمر في الليبي,,دو
النرجسي مكون بذلك وحدة الهيئات في النظرية الثانية ،انطالقا من 1920تطوره له,,ذا
المفهوم لم يكتمل على النحو السابق بل أهمل ذلك مع النظرية الثالثة للنزوات التي رافقت
نظرية األنا /الهو /األنا األعلى بعد ،1920الصراع النزوي يواجه نزوة الحياة ون,,زوة
الموت وليس ليبيدو نرجسي وليبيدو موضوعي .
بالنسبة لـــ ( " F.Neau,)60: 2013النرجسية هي المحور الرئيسي الذي يبني
النفسية خالل كل مراحل الحياة والتي تسجل اإلكلنيكية السوية كالنشاط اإلبداعي ،كما أن
اإلكلنيكية المرضية تخص أيضا الذهانات والتنظيمات العصابية والبينية ".
78
مصطلح النرجسيــة عند S.Freudإرتبط باألنا وهو أصل النرجسية ،حيث استخدم
لبيان اختيار الموضوع عند الجنسين المثليين ،فهؤالء يتخذون من أنفسهم موضوعا جنسيا
ينطلقون من النرجسية ويبحثون عن غلمان يشبهونهم كي يتمكنوا من حبهم كم,,ا س,,بق
سنة ،1911وهذا ما أعاد ألمهاتهم أن أحبتهم مهم أنفسهم ،كما ورد في حالة Scheber
اإلشارة إليه فــي كتابـه ) Totem et tabo ,(1913يشير فيه إلى وجود مرحلة وسيطة
في التطور الليبيدي بين الغلمة الذاتية وحب الموضوع أال وهي النرجسية ،حيث تتجم,,ع
الدوافع الجنسية المتفرقة سابقا في وحدة واحدة كما تجد موضوعها ،لكن هذا الموض,,وع
ليس خارجيا ،غريبا عن الشخص بل هو األنا الخاصة التي تكونت في هذه األثناء ،حيث
يتصرف الشخص المعني كما لو أنه عاشق لذاته.
وهكذا نرى أّن S.Freudقد استعان بمفهوم النرجسية من قبل أن يقدمه في دراس,,ة
خاصة هي ،Pour introduire le marcissisme .1914ولكن في هذا النص أدخل هذا
المفهوم في مجمل النظرية التحليلية النفسية من خالل استعراض التوظيفات الليبيدية على
وجه الخصوص وهكذا يوضح لنا الذهان "العصاب النرجسي" إمكانة عودة الليبي,,دو إلى
,ه
,ار إلي,
,بق أن أش,
,ا س,
توظيف األنا من خالل سحب التوظيف من الموضوع وهذا م,
) K.Abraham ,(1908في مثل هذه العملية من سحب التوظيف الليبيدي من الموضوع
,ية
,ية الجنس,
,ر ،حيث تتخلص الخاص,
وتراجع البيدو إلى الشخص لدى حالة العته المبك,
النفسية للعته المبكر في رجوع المريض إلى الغلمة الذاتية ،إذ يّح ول المريض العقلي إلى
,وي
,خص الس,
ذاته وحده وكموضوع جنسي وحيد لنفسه ،كامل اللبيدو والذي يوجهه الش,
هذه المف,,اهيم نحو كل الموضوعات الحية وغير الحية في محيطه ولقد تبنى S.Freud
79
الفرد في طريق التطور يجتمع في وحدة نزواته الجنسية إلى هنا يكون مؤثر في شكل
الغلمة الذاتية لكي يأخذ موضوع الحب ،ويأخذ أوال نفسه ،يأخذ جسده كموضوع حب قبل
أن ينتقل إلى اإلختيار الموضوعي لشخص أخر .
ومن خالل مفهوم النرجسية اقترح S.Freudتطور جديد لنظرية الليبيدو.
أّم ا النرجسية الثانوية تشير إلى ارتداد الليبيدو المنسحب من توظيفاته الموض,,وعية
إلى األنا ،والنرجسية الثانوية تعرف بنرجسية األنا ،والفرد الذي تتكون لدّي ه نرجس,,ية
ثانوية فإّن هذا االنتقال يعرف حركتين حسب S.Freudالفرد يرتكز على موضوع نزواته
الجنسية الجزئية ،حيث تبقى الغلمة الذاتية الشكل الفّع ال إلى أّن ينتقل الليبيدو إلى استثمار
الموضوع ،ثم هذه االستثمارات للموضوع ترجع إلى األنا وبالتالي الليبيدو يتخ,,ذ األن,,ا
كموضوع.
82
.2-4مثالية األنا أصل االنحراف :النكوص النرجسي
استند S.Freudفي األخير على مقاله " "Pour introduire le marcissismeلتفسير
االنحراف ،في حين ان النرجسية كتثبيت على حب الذات ليست انحرافا،وهكذا أص,,بح
االنحراف نفسه خلل للنرجسية والتي ارتبطت بمرحلة نمائية لمثالية األنا التي لم تتط,,ور
وهذا ما جعل اإلشباع اللليبيدي الموضوعي في تنافر مع تصورات األنا.
تصور أخر لمثالية األنا وضح فعل جميع التكوينات الباثولوجية لكل من العص,,اب
والذهان وخاصة البارنويا " غالبا يكون السبب مرتبط بإصابة األنا ،من خالل اإلش,,باع
المحبط في مجال مثالية األنا " ). S.Freud ,(1910:105
بالنسبة لـــ) ,J.Laplanche (1987الغلمة الذاتية والنرجسية ال تعرف طرق
العالقة مع العالم ولكن طريقها إلى التوظيف الجنسي واللذة .وهذه الحياة الجنسية تدشينها
يأتي لتغذية الحياة العالئقية .اهتم أيضا بالعالقة النرجسية من خالل فحص نوع الموضوع
المستثمر( األنا ،الجسم ،األخر )ورأى أن النرجسية هي نشاط لالستثمارحين يس,,تعمله
األنا .
83
إدخال الموضوع في المرحلة النرجسية يبقى في سجل الحاجة ويؤس,,س مرحل,,ة
الموضوع ،الموضوع الذي ال يكون كموضوع حب قريب بل مأخوذ في عالقة نرجسية
,داخل
,اش في ال,
,ا ومع,
لألنا ،وهو مصدر اللذة ،هذا الموضوع محب ومجتاف في األن,
مصدر لأللم ،يطرد إلى الخارج ويعاش كغريب ومكروه .
,ة
مع ( )1915ظهرت أول عالقة لألنا مع الموضوع مصدر لأللم تقوم على عالق,
نرجسية بالكره غير جنسية " .األنا يكره يمارس ،يضطهد مع النزوات التدميرية ك,,ل
المواضيع التي تصبح مصدرا إلحساسات األلم والتي تدل بالنسبة له على ع,,دم تمي,,يز
,اذج
,د على أن النم,
,ا تأكي,
رفض اإلشباع الجنسي أو رفض إشباع حاجة الحفظ ،ويمكنن,
,اظ
,ا للحف,
الحقيقية لعالقة الكره ليست لها مخرجا من الحياة الجنسية لكن في مجابهة األن,
على نفسه وتأكيدها " ). S.Freud ,(1915 :183
84
للموضوع التي سجلت ال شعوريا ،إذن األنا يأخذ سمات الموضوع ،وأخ,,يرا ي,,رى أّن
,ونت
,ورة تك,
,ذه الص,
النرجسية الثانوية تعرف كاستثمار ليبيدي جنسي لصورة األنا ،ه,
بتقمص األنا لصور المواضيع.
) S.Freud ,(1917في مقالته وانطالقا من نظرية النرجسية حاول الرد على سؤال
اختيار المرض لماذا يصبح مثال هستيري وليس بارانويا ،فالعص,,ابي يحتفض بعالق,,ة
غلمية مع المواضيع بواسطة االستهامات ،في حين أنه في حالة العته المبك,,ر والفص,,ام
,دو
,اع الليبي,
األفراد يسحبون الليبيدو من أفراد آخرين أو من العالم الخارجي بمعنى انقط,
متعلق باالستهامات لبعض من أجزاء الموضوع حيث يقوم باستبدال المواضيع الحقيقي,,ة
بالمواضيع الخيالية المرتبطة بذكرياته.
كما وصف حالة توهم المرض أو المرض العضوي ،أين المريض يسحب تدريجيا
كل فوائده الليبيدية من العالم الخارجي ومن مواضيع الحب ،في حين يتراجع الليبيدو إلى
أناه ،توهم المرض أين المريض يستثمر منطقة من جسده التي تأخذ قيمة لعضو جنس,,ي،
,تثمر
,م مس,
,زء من الجس,
لديه الملكية العامة لكل األعضاء كما أنه يمكن أن يكون أي ج,
كعضو تناسلي مؤلم حساس وفي هذه الحالة أيضا الليبيدو يتوقف عن الحركة.
بعدما كان التفكيرمنصب فقط على األنا في مفهوم النرجسية أدى ذلك بأصحاب
التحليل النفسي األنجلوسكسون بإدخال مفهوم الذات وإضافته إلى مفهوم األنا محاولين من
خالل هذا المفهوم الجديد تفسير بعض المشاكل النفسية .
مفهوم الذات أخذ إهتمام مختلف العلماء حيث نجد E.Jacobsonإستعمل مفهوم "
الذات األولية النفسية الفسيولوجية" ،وإستعمل E.Eriksonمفهوم " الهوية " ،كما أخ,,ذ
هذا المفهوم ببعض العلماء منهم ( H.Guntrip,)1968إلى تجريد الليبيدو من الجنسية
85
واستبدل األنا الفرويدي بالذات الطبيعية األولية التي تتطور وتكتمل ح,,تى تص,,بح ذات
,اح
,ا " كإلح,
كاملة ،وأيضا تصور أخر للذات من خالل تعريف H.Hartmannعلى أنه,
تمثيلي لإلستثمارات النرجسية " .
بالنسبة لــ ( B.Grunberger,)1971إقترح إضافة مفهوم النرجسية كهيئة رابعة
إلى هيئات الجهاز النفسي ( األنا ،الهو ،األنا األعلى ) .
عرف النرجسية كإستثمار ليبيدي للذات وليس لألنا ،هذا (H.Hartman,)1950
,ة على
,ية داخلي,
اإلسثمار الليبيدي ينمي أيضا العالقات بين الذات وبين بنيات أخرى نفس,
,ة
مستوى األنا ،األنا األعلى والهو .وحسب O.Kernbergالذات هي بنية نفسية داخلي,
تتكون من تصورات متعددة للذات وميول عاطفية التي تخص,,ها ،ورأى في النرجس,,ية
العادية هناك بنية أدمجت العناصر المسثمرة بطريقة ليبيدية أو عدوانية ،وهذه اإلندماجية
للحب والكره غير مسؤولة على ما يسمى بـــ" القدرة على الحب العادي " .
تصورات الذات هي بنيات معرفية وعاطفية التي تترجم إدراك الشخص لنفسه في
,ورات
,ع تص,
,تهامية م,
تفاعالت الواقعية مع أشخاص أخرين مهمين وفي تفاعالته اإلس,
داخلية لتلك األشخاص أي مع تصورات الموضوع .
الذات هي جزء من األنا وأيضا تمثل جزء من تصورات الموضوع والصور المثالية
,تدخال
,رف " O.Kernbergكإس,
للذات والموضوع ،كما عرفت النرجسية أيضا من ط,
لتصورات الذات واألخر"F.Neau,) 2013(.
اإلطار السيكوباثولوجي قسم التنظيمات البينية والذهان أين الذات تتواج,,د في إنج,,راح
ومجزئة وشخصيات نرجسية أين الذات تتقرب نسبيا من اإلستقرار .
كما برزت إسهمات وأعمال العديد من العلماء في توضيح مفهوم النرجسية وربطت
بمفاهيم متعددة مثل الذات الحقيقية والذات المزيفة أو الخاطئة D.W Winnicottو ركز
,كل
,ا كش,
على العالقة األولية مع المحيط خاصة األم في توجيهيها لهذه الذات ويبقى األن,
86
ثابت ينعش بفضل هذه األخيرة ( الذات) ،إلى ذلك برزت أعمال J. Lacanمن خالل
دراسة حالة Aiméeجعلت J. Lacanيقوم بتأسيس السيرورات الضرورية لتكوين األنا،
ولتتبع هذا البحث أدى به إلى تأسيس نظرية " مرحـــلة المــرآة " سنة 1936والتي
قدمت أيضا ميالد األنا ومن خصائصها هو أن األنا يرتبط بصورة الجسم ،الطفل ي,,رى
صورته كلية منعكسة في المرآة ،لكن يوجد تعارض بين هذه النظرة الكلية لشكل جس,,مه
الذي يساهم في تكوين األنا وحالة التبعية والعجز الحالي الذي يتواجد في الواقع ،هنا يشير
J. Lacanإلى النضج ما قبل األوان حيث نجد الطفل يحس نفسه مجزأ وفي نفس الوقت
مستحوذ مفتون بهذه الصورة في المرآة وهي بالنسبة له صورة مثالية والتي لم يس,,تطيع
أبدا االتصال بها.
الطفل يتقمص مع هذه الصورة ويتجمد في وضعية ويأخذ هذه الصورة ويستخلص
J. ,ماها Lacan أّن " الصورة ،أنا " مع أّن هذه الصورة تتواجد خارج عنه وهذا م,
,ا س,
,ر .إذن
,ورة اآلخ,
التقمص األساسي لصورة مثالية الذات وبالتالي فاألنا يتك ّ,و ن من ص,
نستنتج أّن اآلخر هو المرآة ،الطفل يتنافس مع صورة ذاته في المرآة ،وهذا التقمص م,,ع
الصورة يهيئ تقمص لآلخر .إذن يتنافس مع صورة األخر ،وهنا األخر يملك ص,,ورته،
وجسم اآلخر هو صورته.
وفي هذه الفترة التي امتدت من J. Lacan 1953 – 1932أنشأ نظريته للنرجسية
انطالقا من بحوث مخصصة حول البارانويا ،تكوين األنا والعدوانية فمن خالل ذلك صاغ
عّدة فرضيات جديدة.
األنا يتقلص إلى نرجسية ،دون تأثيرات خارجية في إطار نظام إدراك ،الوعي األنا
ليس آخر لهذا االستحواذ الخيالي الذي يمّيز النرجسية ،مرحلة المرآة توجد موضوعة في
ميالد أيضا األنا.
87
النرجسية والعدوانية تكونت في نفس الوقت الذي يمثل فيه تكوين األنا في صورة
,نة 1922
,ه س,
,ذا في مقالت,
,تين مختلفين وه,
اآلخر ،فبالنسبة S.Freudوضعهما في وق,
,ة
,ذه الدراس,
العدوانية أوال ثم تتحول إلى حب باختيار الموضوع النرجسي ،من خالل ه,
توصل J. Lacanإلى خاصية عامة تقول أّن األنا يملك بنية هذائية Paranoïaqueهو
مكان للتجاهل بمعنى ال أعرف ما هو في ذاتي ،أراه في الخارج عند اآلخر.
J.Lacanأتبع تأملــه حول العالقة مع النظير ،في التقمص النرجســي م,,ع
اآلخــر ،الطفل يوجد مفتون ،مستحوذ بصورة األخر ال,,ذي مث,,ل وض,,عية التحكم،
يفترض أنه يرى صورة أخاه الصغير في حالة رضيع لثدي األم ،وفي هذه الصورة لآلخر
,ر
,ة تظه,
,ر ،رغب,
الطفل إذن يؤسس ويتعرف على رغبته الخاصة ،ألنه سيتقمص اآلخ,
كرغبة لآلخر.
الصورة النرجسية تتكّو ن من شروط ظهور الرغبة والتعرف عليها وبالت,,الي فهي
المسؤولة عن ظهور الرغبة.
العالقة الثنائية مع النظير ،الطفل مستحوذ عبر صورة اآلخر ،وي,,رى رغبت,,ه في
اآلخر ،في نفس الوقت ينشأ توثر ،لذلك البد من تحطيم هذا األخر الذي هو نفسه ،ته,,ديم
من يمثل مركز االغتراب ،يرى ضبطه وتحكمه ورغبته محققة في اآلخر ،وينشأ عن هذه
الرغبة ،رغبة قتل اآلخر ،بحيث ال توجد نتيجة مرضية بين األنا واألنا المثالي.
مثالية األنا تدمج السمات الرمزية لتكون الوساطة في العالقة الثنائية التخيلية،
الرمزي يصل إلى أن يتطلب على التخيلي مثالية األنا حول األنا.
انطالقا من J.Lacan ،1960راجع إلى جدلية مع مرحلة المرآة والحظ أّن نظ,
,رة
صورة اآلخر لوحدها ال تكفي في تكوين الصورة الجسمية مثال األعمى ،وبالتالي البد من
وجود ثغرة في صورة اآلخر أستطيع رؤية صورتي في المرأة ولكن ال يمكن,,ني أن أرى
صورة نظيري ،ومنه فإّن صورتي التي أراها في اآلخر غير كاملة ،تبقى مثغرة Trouée
88
imaginaireوأمام هذه الثغرة يظهر القلق كأّن الموضوع النزوي ال يق,,دم أو ال يظه,,ر
مجردا بل مكسوا بالصورة ،وبالتالي النرجسية تأتي إلعطاء لباسها للموضوع ال,,نزوي،
إذن األنا ،النرجسية يشمالن على مجموع الصور المستمرة التي تدور حول النقص ،فهي
تركيب حول الثغرة ،وهذه الثغرة تكون سبب تركيب النرجسية.
رجع ( G.Rosolato,)1976إلى االزدواجية النرجسية واعتبر االزدواج أساسي في
الخبرات التناظرية وأصل مختلف االنشطار التي تكون الهيئات النفسية ،انشطار بين األنا
المثالي ومثالية األنا ،انشطار بين األنا والفرد ،األنا يكون تصورات ال,,ذات ،جس,,مية
,فه
,زدوج وص,
,الي الم,
ونفسية ،مكتسبة ومتعلمة ،شعورية غير شعورية .واألنا المث,
,ورة
,ه الص,
,الي نفس,
H.Kohutمن قبل تحت شكل إكلينيكي باألنا المفخم وهذا األنا المث,
الحالية المرغوبة أنتجت من خالل المثالية المستقلة أو األبوية والتي ممكن إسقاطها على
سند " موضوع لالسقاط النرجسي " . G.Rosolato
89
,ومي أولي بين
,وع أم,
,ع موض,
النرجسية السلبية تسمح بالربط بين نزوة الموت م,
الحضور والغياب ،ويضيف أن النرجسية السلبية تقدم نزوات الموت تحت سيطرة مب,,دأ
,وت
,امح إلى الم,
,فر،ط,
نرفانة التي تتجه إلى حد إضعافها لكل الليبيدو إلى مستوى الص,
,ة
,ية األولي,
,ة والنرجس,
النفسي ،إلى هنا التفكك الذي يجزأ األنا و يأخذه إلى الغلمة الذاتي,
المطلقة للحصول على الراحة والموت الخلقي .
أما النرجسية االيجابية تظهر االستثمار الليبيدي لألنا من خالل نزواته،تدعم هدفها
,تقاللية
,ذه االس,
,تقال ،وه,
من خالل توحيد وحيادية الموضوع أين األنا يكون كذلك مس,
بالرغم من أنها قيمة إال أنها تحذر من فقدان الموضوع .
يقول " A.Greenاألنا ال يمكنه أبدا تعويض كليا الموضوع "F.Neau,) 39 : 2013( .
.5-1النرجسية والعصابات
ربط S.Freudالنرجسية بقلق الخصاء أي من خالل اهتمامهم بالعضو النرجسي
,اء ،
وهذا الجزء من النرجسية المتمثل في القضيب ،يظهر تحكم نرجسي إلشكالية الخص,
وزن التشكيالت المثالية في تكوين الصراع النفسي الداخلي بين مختلف تكوين,,ات األن,,ا
وخاصة مع األنا األعلى.
واحتل مكانة هامة من خالل ما سماه ( " D.Widlocher,)1994تنظيم نرجسي" في
وضح الدور المحدد ال,,تي العصاب .ومن وجهة نظر السيكوباثولوجية D.Widlocher
تلعبه التكوينات النرجسية الالشعورية تشبث نرجسي على تصورات ال,,ذات في عالق,,ة
رهابية بالموضوع في الهيستريا ،التكوين المفخم والسادي في العصاب الوسواسي.
.5-2النرجسية والذهانات
العالقة بين النرجسية والذهان أثارت اهتمامات وبحث العديد من الباحثين ،لكن
هناك تناقضات وكانت البداية لدراسة حالة Schreberوالسويداء وظهر في الذهان إفراط
90
أن الذهانين يعرفن بعدم الكفاية النرجسية والميل إلى ض,,د في النرجسية رأى Federn
91
األنا قبل أن يصل إلى مرحلة األوديب العادية ،شدة الصدمة النفسية المبكرة ودرجة عدم
نضج األنا في الحالة البينية.
" االنسحاب الليبيدو من الموضوع وارتداده على األنا يكون مصدرا للذة في الممارسة
للتفكير أو في التلذذ " F.Neau,) 50: 2013(.
ويأخذ هذا االنسحاب وظيفة الترميم الذاتي الحيوي ليسمح للحركات االستدخال :استدخال
األم من خالل هذه القدرة على أن يكون وحيدا ) D.W Winnicott ,(1953و إجتياف
الموضوع في الوضعية االكتئابية حسب ).M.Klein ,(1934
.5-3-2المــثاليـــــة
المثالية وصفها ( G.Rosolato,)1976بـــ " مثيل الرفض " ناتجة عن االنسحاب
الليبيدو من الموضوع على األنا والذي يسمح لبروز كل الملذات .الموضوع نفس,,ه يمكن
,رورة
أن يكون مثالي كموضوع اإلسقاط النرجسي االفتتان بالصورة المثالية للذات بالض,
سوف يصطدم بمقاربة بين األنا واألنا المثالي أو بين األنا وازدواج الموضوع االسقاطي
النرجسي ،هذه المقارنة تصبح مجابهة والتي سماها ك,,ل من O.Kernbergو H.Kohut
بــ " الوله النرجسي " ،مجابهة االزدواج أو الهيئة المثالية يهدد فعل الهوية واندماجية
الفرد ما يؤدي إلى خلق عدوانية قاتلة ودائما ذات شخصية نرجسية.
.5-3-3النرجسية واالكتئاب
93
يرى أن في االكتئاب الذي يميزه فقدان الموضوع وجود إلى جانب ذلك جرح
نرجسي وهذا نتيجة لالزدواج النرجسي والذي يرجع لفقدان شيء محب أو فقدان الق,,وى
الحيوية للمسن أو المريض ،انقطاع العالقة بالموضوع المثالي المفضل والذي يمثل أصل
االكتئاب .
اختالل بين األنا واألنا المثالي والواقع ،مثالية األنا ،أين األنا يساهم في جلب
المعاناة الخاصة باالكتئاب ،سلطة المثاليات و إشباعها في حالة ج,,رح بع,,د الص,,دمة
واإلحساس بالنقص .
يبقى الفرد محصور في االزدواجية النرجسية ،أين نجد العدوانية تلعب دور هام
بحيث تصبح مدمرة وهذا ما يظهر في القتل أو االنتحار ،واالكتئاب أيضا وقت االجتياف
الذي يسمح ببروز النشاط االستهامي وإستدخال الصراعات .
.6الموضوع
إذن الموضوع الجزئي هو موضوع النزوة الذي يكون موضوعا ما قبل تناسلي
والموضوع الكلي هو موضوع الحب الذي يكون أساسا موضوعا تناسليا ،وهذا ما يمر به
الشخص من منظور تكويني للنمو النفسي الجنسي وهذا بفضل مكملة تدريجية ل,,نزوات
الجزئية ضمن التنظيم التناسلي ،مع أن التمييز ما بين الموضوع النزوي الج,,زئي وبين
موضوع الحب يطرح إشكالية أساسية تمثل في كون الموضوع الجزئي يمكن أن يك,,ون
قطبا من أقطاب النزوة الجنسية التي ال يمكن تجاوزها ،أي الموضوع الكلي ال يمكن أن
يكون بدون مضامين نرجسية .
95
األنا يعرف نفسه في النرجسية كموضوع حب ،حتى أنه يمكن اتخاذه كنموذج أولي
لموضوع ،كما يبرز ذلك في االختيار النرجسي )S. Freud , (1914
.7عالقة الموضوع
حسب ) J.Laplanche et B.Pontalis ,(1985يشيع استخدام هذا المصطلح كثيرا في
التحليل النفسي المعاصر للداللة على أسلوب عالقة الشخص مع عالمه ،هذه العالق,,ة هي
,ة
,ة في درج,
,ة متفاوت,
نتيجة معقدة وكلية لشكل ما من أشكال تنظيم الشخصية ،ولمقارب,
,ات
هواماتها للموضوعات ولشكل ما من أنماط الدفاع المفضلة ،يجري الحديث عن عالق,
موضوع شخص معين وكذلك عن أنماط من عالقات لموضوع تميل إم,,ا إلى لحظ,,ات
تطورية من مثل عالقة الموضوع الفمية ،أو إلى علم النفس المرضي من مث,,ل عالق,,ة
الموضوع السوداوية ،وبصفة عامة تعرف على أنها نوع العالقة التي يكونها الطفل م,,ع
محيطه.
.8اختيار الموضوع
تنوع اختيارات الموضوع إلى نمطين كبيرين هما اختيار الموض,,وع باالس,,تناد،
واختيار الموضوع النرجسي.
وهكذا نرى أّن فكرة اختيار الموضوع باالستناد تتضمن في نفس ال,,وقت اس,,تناد
النزوات الجنسية إلى نزوات حفظ الذات على المستوى النزوي ،واختيار غراميا يقدم فيه
,وذج األول
,ه ،النم,
,ه وحمايت,
,ة ب,
األشخاص الذين هم على صلة بتغذية الطفل والعناي,
للموضوع الجنسي الذي يحوز على الرضى على مستوى الموضوعات.
) (1914إننا نحب تبعا للنمط النرجسي ما نحن عليه أنفسنا ذاتها ،ما كنا عليه ،ما نود أن
نكونه ،أومن كان يشكل جزءا من شخصنا الذاتي .ومن خالل الفقرة األخيرة يستهدف S.
Freudالحب النرجسي الذي تكّنه األم لولدها والذي سبق له أن كان جزءا من شخصها.
,رأة
دائما وفي نفس مقالته 1914يبين اختيار الموضوع عند كال من الرجل والم,
حيث يرى أّن اختيار الموضوع عند الرجل الذي يتم عموما من خالل االستناد واختي,,ار
عند المرأة الذي يتم على األغلب نرجسيا .ويصف S. Freudحالة تلك النسوة النرجسيات
97
اللواتي ال يحببن على وجه الدقة سوى أنفسهن بنفس حرارة حب الرجل لهن تقريبــا
إذن ال تدفعهن حاجتهن إلى الحب بل إال أن يكّن موضــوع الحــب.
أيضا فيما يخص اختيــــار الموضــــوع النرجســــي S.Freud ,
) (1915استحضر حالة أين المرأة تكتفي بذاتها وأطلق عليها اسم النرجسية األنثوية « Le
,ذلك فهي
» narcissime fémininوهي سمة ارتكاسية مرتبطة برغبة غير مرضية ول,
تلجأ إلى ذاتها وخاصة إلى جسمها تبحث على إيقاض الرغبة وإظهارها لتع,,ويض نقص
القضيب ،إذن النرجسية تدرك كتوظيف لصورة الذات تحت شكل القضيب.
98
فالبنسبة لـ R.Spitzاألمر يتعلق بخيبة أمل الطفل في مواجهته لشخص غ,,ريب لم
,ار
,ع آث,
,ه م,
,ارن كوج,
يجد فيه أمه ويشعر بأنه حرم منها ،فإدراك الشخص الغريب يق,
,وع الذاكرية لوجه األم .إّن وظيفة التمييز تّدل على أّن الطفل قد حدد خي,
,اره على موض,
,ارة
,ة وبعب,
مفضل بمعزل عن كل المواضيع األخرى وأنه قام معه عالقات غيرية حقيقي,
أخرى لقد أصبحت األم موضوع ليبيديا مركزا ال يمكن مزجه مع أي موضوع آخر وهذه
الظاهرة الرئيسية في نمو العالقات الغيرية تّدل على ذوبان دوافع الليبيدية والعدوانية في
نفس الموضوع.
وبما أّن الذوبان الدوافعي على موضوع وحيد يجب أن يعاد إلى وظيفة التنسيق في
األنا ألّن R.Spitzيبين أّن حرمان أو تشجيع أحد الدافعين يجب أن يؤدي بالضرورة إلى
تشويه العالقات الغيرية ،فألّن األم هي التي تحرم وتشجع ،فسيكون سلوك األم هو ال,,ذي
يحدد الشكل الذي تتوصل إليه العالقات الغيرية.
R.Spitz ف .شاهين )1981( ،في كتابه التحليل النفسي للولد ،أين يشير على تأكي,,د
على وجود األم والجو المطمئن الذي يخلقه هذا الوجود الذي يسمح بإدخال الممنوع,,ات
والمسموحات ،ويضع الطفل على طري,ق النش,اطات االجتماعي,ة في اللعب والتربي,ة
واكتساب وظائف جديدة ذات طابع إدراكي ،حركي ،معرفي.
ودور األم ال يفهم فقط في إطار الطمأنينة ولكن أيضا في إمكانية التي توفرها لكل
تقمص الذي سوف يغير ويعّدل الصورة الجسدية والنمط العالئقي للطفل شيء فشيء من
خالل تقليد الحركات .وهكذا أنشأ مجموعة رموز معينة تتعدى التمثل الحركي البسيط أو
اإليجابي ومجموعة الرموز هذه تنشأ على مستوى التجربة الجسدية المعاشة وتمكن الطفل
من التقمص بمواضيعه الليبيدية.
99
المسماة الموقف فصامي ،برانويد Position Schizo –Paranoïdeاألشهر الثالث,ة أو
األربعة من الحياة والمرحلة الثانية حوالي الشهر الرابع وحتى نهاية السنة األولى ،وه,,ذا
ما جاء في كتاب ف .عباس )1997( ،ففي المرحلة األولى يقيم الطفل الرضيع عالق,,ات
,اة
,زة الحي,
,ة غري,
مع موضوع جزئي وهو ثدي األم والذي تسقط عليه النزوات الليبيدي,
والنزوات العدوانية الصادية – الفمية.
وعليه يوزع ثدي األم إلى موضوع جيد وموضوع سيء فحين يكون الثدي مص,,در
إشباع اللذة ،يصبح الثدي الجيد المحبوب ويوجه نزوة الحياة إلى الخارج وحين ال ي,,ؤمن
الثدي تلك اإلشباعات ويكون محبطا يصبح الثدي المكروه والمضطهد سندا لنزوة الموت،
وبذلك يحدث انشقاق األنا إلى أنا جيد وأنا سيء ،ولكن الرضيع يخشى في هذه المرحلة أن
يباد من قبل الموضوع السيئ المجتاف والذي يسقط عليه نزواته العدوانية.
أّم ا المرحلة الثانية المسماة الموقف اإلنهياري تسمح بتنظيم أفضل إلدراكات الطفل
,راد
,ع أف,
بموقع نفسه على نحو أفضل وتدرك األم كشخص متمايز عنه ويقيم عالقات م,
,وع الكلي
,ة إلى الموض,
,ة والعدواني,
آخرين ،ومن بعد ذلك سوف توجه النزوات الليبيدي,
,ل
,بر الطف,
,ذا يخت,
,وقت ،وهك,
فيكون الموضوع نفسه األم محبوبا ومكروها في نفس ال,
التجاذب الوجداني المولد للذنب فهو يحب أمه التي يحتاج إليها والتي يكون تابعا كليا له,,ا
ولكن بما أّن هذه األم ال تشبع رغباته دائما ،فهو ينمي تجاهها عداوة عنيفة تجعله يخش,,ى
فقدانها ،فيبرز االنهيار والكآبة ،وتظهر هكذا رد فعل عديدة كرغبة التعويض عن الضرر
الذي يسببه لها في هواماته ،وفي الوقت نفسه يكف األنا عن تجزئة نفسه ويتجه إلى تكامل
أفضل.
ويتم تجاوز هذا الموقف حين يجتاف الموضوع الجيد على نحو ثابت ودائم وال يتم التخلي
بالنسبة M.Kleinنهائيا عن المرحلة األولى أو الثانية اللتين تبلغان ذروتهما في الطفول,,ة
األولى ،وقد ينكص كل شخص خالل حياته إلى واحد من هذين الموقفين.
100
نجد ) D.W Winnicott ,(1953يتكلم عن موضوع انتقالي هذا المصطلح للداللة
على موضوع مادي يحضا بقيمة انتقائية عند الرضيع وعند الطفل الصغير ،وهو يمث,,ل
,ذا
,وعات من ه,
طرف غطاء ،لعبة ،منشفة يقوم بامتصاصها .ويشكل اللجوء إلى موض,
النمط ،ظاهرة سوية تتيح للطفل تحقيق االنتقال من العالقة األولية م,,ع األم إلى عالق,,ة
موضوع حقيقية .ويقع الموضوع االنتقالي على الصعيد التكويني في مرحلة وسطية م,,ا
بين األصبع واللعبة وفي الواقع إذا كان الموضوع االنتقالي يشكل جزءا ال يكاد يتجزأ من
الطفل مما يميزه عن اللعبة المقبلة ،فهو أيضا أول امتالك لشيء هو غير األنا ،وأم,,ا من
وجهة النظر الليبيدية فيظل النشاط ذو طابع فمي.
وضعية الموضوع ،هي وحدها التي تتغير ،وإذا كان الموضوع االنتقالي يشكل قدرة
,ه ال
عبور إلى إدراك موضوع متمايز تماما عن الشخص ونحو عالقة موضوع فعلية فإن,
,الي
,وع االنتق,
,ل من الموض,
,ل ك,
يفقد مع ذلك وظيفته في النمو الالحق للفرد ،إذ يحم,
والظاهـــرة االنتقاليـــة من البدء شيئا ما يظل مهما على الدوام لكــل كائــن
إنسانــــــي.
ويضيف أيضا أن هذا الموضوع ينتمي إلى حيز الوهم ،و يشكل جزءا من تجربة
الطفل إذ أنه سيستمر ممتدا طوال الحياة كلها في تلك التجربة التي تنتمي إلى مجال الفنون
،والدين وحياة الخيال واالبتكار العلمي .
يوضح أكثر ) D.W Winnicott ,(1982على أن الموضوع انتقالي ألنه يؤمن للطفل
حاجات ويطمئنه عن الغياب.
بدأت اهتمامات S.Freudبالعالقة (أم /طفل) وأعطى أهميــة كبيرة للموضوع
الليبيـــــدي من وجهة الشخص وحدها ،كموضوع للتوظي,,ف وأيض,,ا الختي,,ار
الموضوع فالعالقة بالموضوع تناولها علماء التحليل النفسي كمفهوم للتفاعل من خالل فهم
كيفية بناء الشخص لمواضيعه وكيفية تأثير هذه المواضيع على النشاط النفسي.
101
أيضا تبقى هذه العالقة بالموضوع متبادلة متفاعلة ،ال تقتصر فقط على طريقة
تكوين الشخص لموضوعاته ،بل أيضا على طريقة تشكيل هذه الموض,,وعات للنش,,اط
المتعلق به.
بالنسبة لـ)S. Freud ,(1940فإّن الموضوع يبقى مرتبط بالنزوة والليبيدو ويعرفه
على أّن يمكن انطالقا منه أو بواسطته يحاول الدافع أن يصل إلى هدفه حيث تعد دراس,,ة
,ي
,ل علم النفس المرض,
" S. Freudالحداد والسويداء" 1917أّو ل دراسة معمقة وأص,
للسويداء وكان النظر إليها من زاوية العالقة بالموضوع وكان تعلقه بوض,,وح إلظه,,ار
القياسات الدفاعية التي يعتمد عليها الفرد ويبدل كل طاقته لمواجهة فقدان الموضوع وهذه
,انيزم
,ذا الميك,
الدفاعات ترجمت عند هذه الحاالت باجتياف مؤقت للموضوع المفقود .ه,
,ي .حيث
,رح نرجس,
سمح للفرد بأن يعيش الفقدان بالتدريج وتكّيف مع هذه الوضعية كج,
يظهر االجتياف في السيرورة العادية كمحاولة للشفاء بطريقة تطورية للموض,,وع الحب
,ة
,لة بمرحل,
,ع الص,
المفقود ،أّم ا في عمل الحداد الغير عادي يكون بطيء ومتعب ،تقط,
,ذه
,ي .وه,
,اب ارتكاس,
المعاناة الحادة ،عدم المفاوضة النفسية تستطيع أن تقود إلى اكتئ,
التعقيدات ترتبط بخاصية الموضوع المستمر وما نجده هو التصاق الليبيدو بالموض,,وع
المفقود مع صعوبة تجريب الفرد الخاضع لهذا الفقدان على تجاوز ذلك بإعادة اس,,تثمار
موضوع جديد والصعوبات تتعلق بعمل االنشطار بين الفرد وموضوعه المفقود ،وهو أّن
التجاذب الوجداني العميق الذي يرجع إلى صعوبة تقبل موت الموضوع ألّن هذه األخيرة
معاشة كتحقيق خيالي للتمني الموت الالشعوري ،سيرورة االجتياف عند حاالت السويداء
مسيطرة بالتناقض الجدري لعالقتها بالمواضيع الداللية.
.10ميتاسيكولوجيا الفقدان
102
أصل إشكالية الفقدان مرتبط بحالة الخطر أو االستغاثة مرتبط بالخبرات الغير كافية
,ط ،
,ة للمحي,
والتي تخضع للشروط المكونة من خالل عدم النضج الوظيفي وأيضا التبعي,
ودراسة S.Freudإلشكالية الفقدان من خالل النصوص األربعة المقدمة ،وهذا ألجل فهم
هذه اإلشكالية األساسية وخاصة فهم التوظيف النفسي.
عندما ال تحصل هذه الخاصية ترد إلى الوضعية السوداوية وصفها باالستثمار
,ف
,ر ،هجم بعن,
,اء ،أفق,
,ه ،أس,
الليبيدو الذي ال يقاوم والكره رجع بحدة ضد األنا نفس,
الموضوع إلى حين هو متقمص ال شعوريا ويكتشف في مثل هذه الوضعيات " االكتئ,,اب
المقنع " في اللجوء االندفاعي إلى السلوكات التهديم الذاتي C.Chabert ,(2013:200) .
.10-2أالم الفقدان
اإلفراط االستثمار الموضوع الغائب المرغوب يكَو ن حالة تحريض غير ساكنة،
ترتفع بدون انقطاع ،كما أن الشروط االقتصادية لهذه اآلالم النفسية تكون ش,,بيهة لل,,تي
تجلب اآلالم الجسمية.
التكوين النظري يسمح بضبط تميز بين مختلف األوجه لالكتئاب ،كما أن انتقال
اإلحساس إلى تصور الموضوع الغائب ممكن الحتفاظه بالموضوع المفقود حيا في داخل
النفسية مكونا فعل االستعانة مع نسبة الصالبة والمقاومة ،فصل الليبيدو ضروري إلعداد
الفقدان .وبما أن استثمار الموضوع يبقى خاضع إلرغ,,ام اإلحس,,اس وض,,عف إدراك
التصور أو تأرجحه ،التبعية قبالة الموضوع تستيقظ في مظاهر أكثر حدة ،وألم الفق,,دان
يستطيع احتالل األنا بحدة في بداية الحداد أو في أوقات السويداء التي تدل كيف الغي,,اب
و/أو الفقدان الموضوع يعاش كذلك كتحطيم للنرجسية الغير مقاومة وتحتفظ بدرجة عالية
من التحريض ( التهيج) .
المكتئب سجين عطب استثمار الموضوع ،يستطيع اإلحساس باآلالم القوية النفسية
والجسمية وأثر هذا العطب االستثماري وحالة التحريض المقلقة مما يتولد لدَي ه غي,,اب
اإلشباع واللذةC.Chabert ,(2013) .
104
الفـــصل الخـامس
"اإلجــــــراءات
الـمنــهجـــــيــــة"
.1-1المنهـــج العيـــادي
.2-1دراســــة الحالـــــة
.2وســــائل البـــحث
.2-1المقابلــــة العيـــاديـــة
.2-2المــالحظــــة
.2-4االختبـــارات االسقـــاطيـــة
.2-4-1اختبــــار الروشـــاخ
.4تــحلـــيــل المــعطيــــــات
.1مخــطط المقــاربة لمنهجيــة البحــث
البحـــوث العلميــة بحاجة إلى عمل متكامل ،يشمل على أهم الخصائص التي
,وث
تميزه والتي تجعله بحثا قابل للتصديق والتعميم ،ومن بين البحوث العلمية نجد البح,
النفسية التي تسعى هي األخرى للبحث عن األسباب وراء السلوكات واالضطرابات التي
يصدرها األفراد ،وهذا ما يجعل الباحث يلجأ إلى اتخاذ منهج معين يسمح له بالممارس,,ة
والتطبيق بهدف انجاز البحث ،وهكذا تختلف الوسائل من بحث إلى أخر حسب متطلب,,ات
الفروض الموضوعة وحسب طبيعة البحث المراد دراسته .
والمنـهجيـــة تعطي للبحث المصداقية العلمية وهي الطريقة المسطرة من
طرف الباحث بهدف الوصول إلى الحقيقة ،واكتشاف الظاهرة المدروسة ،وبما أّن بحثن,,ا
هذا يتطلب دراسة عيادية ،فإننا اتخذنا المنهج المالئم لذلك وهو المنهج العيادي القائم على
دراسة الحالة.
وتستعمل دراسة الحالة بهدف فهم ظاهرة مرضية معينة أو التعرف على مستوى أو
,ك
درجة توازن الشخصية هل هي في طريق تطور إيجابي أو تطر سلبي أو مرضي وذل,
من خالل األزمات واالضطرابات النفسية المرضية.
الفحص النفسي هو مجموعة الخطوات التقنية المتبعة لتحديد التغيرات الطارئة على
,رف على
,ة التع,
,ي ،وخاص,
,وازن النفس,
الشخصية ،والتي أدت إلى ظهور خلل في الت,
االضطرابات الموجودة ،وفهم الظاهرة المدروسة من خالل التوصل إلى األسباب الخفية
104
وراء منشأ هذه االضطرابات ،وهذا العمل مساهم و مساعد أكثر للوصول إلى التشخيص
المناسب .
والفحص النفسي هو فحص متكامل للحالة التي نهدف إلى دراستها ،بحيث ال ينبغي
التقصير أو المبالغة في ذلك ،وفحص الحالة فحصا معمقا وش,,امال لجمي,,ع الج,,وانب
,ية ،للوص,,ول إلى اله,,دف
النفسية،وذلك باالرتكاز على أهم الوسائل والتقنيات األساس,
,رض
,احث بغ,
,ه الب,
المسطر،وهذا األخير يتطلب االستناد على منهج محدد ومنظم يتبع,
فحص فروضه وتحليل وتفسير نتائجه والتي على أساسها بنيت دراسته ،ويعت,,بر المنهج
العيادي من المناهج المستخدمة في البحوث النفسية .
105
فالمنهج يساهم في عملية البحث من خالل إتباع طريقة معينة حسب طبيعة هذا
المنهج وخاصة في مجال الدراسات النفسية والسيكوباثولوجية ،فه,,و يبحث في الحي,,اة
النفسية المرتبطة باألحداث الماضية التي كانت الدافع وراء ظهور هذه الصراعات النفسية
،وأيضا بنية الفرد التي نمت وتطورت في ظل بصمات الطفولة .
ويبقى المنهج العيادي قائم على معدات علمية عيادية مقننة ،تنطبق مع الدراسة
للوصول إلى تقويم الحالة و مطابقة ذلك مع أهم األعراض األساسية التي تكون لها عالقة
,ل
,ة لك,
,ات العيادي,
,ب اللوح,
مباشرة بنوع معين من أنواع االضطرابات الموجودة حس,
اضطراب ،وهذا من أجل وضع التشخيص ،والوصول إلى العالج المناسب لمختلف هذه
االضطرابات النفسية ،التي تجعل الفرد غير قادر على التكيف مع وضعيته ،بحيث يصبح
منغمس وخاضع لمعاناته و أالمه التي تهدد كيانه ،ومن خالل هذا العمل يستطيع الباحث
,رين،
التعرف على أهم الجوانب النفسية واالجتماعية ،وعالقات الفرد مع ذاته ومع اآلخ,
ثم جعله يتعرف على صراعاته النفسية الداخلية والعالئقية ،التي أدت إلى عدم توازن,,ه،
وفي نفس الوقت يساهم في إيجاد الحل وإدراك الوضعية الحالية ،وبذلك يكون قد حق,,ق
الباحث نوع من التكامل ،من جهة الوصول إلى النتائج وتفس,,ير الحق,,ائق ومن جه,,ة
الخروج بتنظير مناسب يتماشى مع الحالة .
وبالنسبة لـــ ) " N. Sillamy ,(2003:58المنهج العيادي هو أسلوب خاص لفهم
السلوكات اإلنسانية التي تسمح بتحديد كل ما هو نموذجي وشخصي لدى الفرد ،يعتبر كأنه
موجود في تصارع مع وضعية محددة ".
هذا المنهج يسعى إلى فهم معنى السلوكات ،وتحليل صراعات الشخص أو الجماعة
ومحاوالته للوصول إلى الحل .ويرتكز هذا المنهج على معطيات والتي تجمع من المحيط
الذي يتواجد فيه هذا الفرد ،التقنيات التجريبية والتي تتمث,,ل في االختب,,ارات بمختل,,ف
أنواعها االسقاطية والموضوعية ،أيضا مالحظة السلوكات ،والمقابلة التي تجرى بوجود
106
الحالة ،وفي األخير الوصول إلى الدوافع المسطرة والدالالت المعمقة وهذا انطالق,,ا من
الدراسة المعمقة للحالة ،والمنهج العيادي يسعى للوصول إلى شمولية علمية مقبولة .
,طراباته
,رد واض,
,يز بين الف,
الحالة هنا هي الدراسة المعمقة للحالة التي من شأنها التمي,
وتتمحور حول فهم الفرد في تميزه وتفرده ،وكذلك كفرد حامل لتاريخ معين ولمش,,روع
معين.
" دراسة الحالة هي مالحظة معمقة للفرد ،تسمح بجمع كل المعطيات الممكنة الخاصة
بهذا الفرد ،معلومات حول محيطه الذي يعيش فيه ،التأثيرات النفس,,ية لبعض األح,,داث
,ذ
,وم بأخ,
االجتماعية وحول الصدمات الصحية ،وفي مجمل العناصر التي تم جمعها نق,
المعلومات الهامة " ). N. Sillamy ,(2003:50
إذن دراسة الحالة هي التقنية األساسية التي من خاللها نستطيع التطلع على جميع
جوانب الشخصية للفرد ،ومعرفة األسباب واألحداث التي ساهمت في ظه,,ور مختل,,ف
االضطرابات النفسية ،كما أنها المجال األكثر توسعا الستعمال مختلف األدوات المساهمة
,اد
,و إيج,
,ير نح,
في التقويم والتشخيص ،وأيضا تصل بالفرد للتنبؤ بحالته النفسية ،والس,
العالج المناسب ،لتجاوز تلك الوضعية الصعبة التي أدت إلى اضطرابه .
107
كما أنها ال تقتصر فقط على إعطاء وصف الفرد في وضعيته ومشاكله ،لكن تبحث
أيضا عن إظهار أصل وتطور هذه المشاكل،والتاريخ الشخصي الذي يأخ,,ذ كموض,,وع
لمعالم األسباب ).W. Huber ,(1993
والباحث من خالل دراسة الحالة يحاول أن يعطينا فهما شامال عن الفرد و عن عالقات
ماضيه وحاضره في بيئته االجتماعية ولتحقيق ذلك يتطلب تكامل المعلومات المستمدة من
استجابات الفرد الراهنة ومن خبراته السابقة ،ومن نتائج االختبارات والمحي,,ط الع,,ائلي
وغيرها من التقنيات.
.2وســائــل البحــث
تعتبر وسائل البحث ضرورية إلنجاز أي بحث كان وخاصة إلتباع سيرورة كاملة
,ة
,ة الطفول,
يصل من خاللها الباحث إلى التعَر ف على مختلف حياة الفرد المتعلقة بمرحل,
,ها تم
والمراهقة ،مع مراعاة الظروف المساهمة في مراحل هذا النمو ،والتي على أساس,
تكوين بناء الشخصية ،مع التطرق إلى أهم الوسائل التي لها عالقة مباشرة و وطيدة م,,ع
,يات
,ة وتقيس الفرض,
البحث ،بحيث أن اختيار وسائل البحث يكون مطابق لعينة الدراس,
,ه
,د في,
الموضوعة ،وتأخذ بعين االعتبار الظروف المحيطة بالحالة والمكان الذي تتواج,
ولكن هذا يتطلب أيضا تمَيز األخصائي النفساني بالمالحظة الجَيدة واإلص,,غاء وهي أهم
وسيلة لإللمام بأهم الجوانب األساسية للتاريخ النفسي واالجتماعي للحاالت ،أيضا كس,,ب
,تي تمت
,االت ال,
ثقة الحالة وخاصة الحاالت التي تتواجد في وضعيات محرجة مثل الح,
عليها الدراسة " القيام بمحاوالت انتحارية " ،ألنه ال يوجد طلب وهو مهم جدا لكن بمجرد
,ا
التقرب من هذه الحاالت نجدهم في حاجة ماسة إلى التعبير عن معاناتهم و أالمهم هذا م,
يسهل من عملية االتصال ،ولذلك ينبغي توفر كل الشروط المتاح,,ة لجم,,ع المعطي,,ات
الالزمة من خالل الوسائل المعتمدة والمتمثل في المقابلة العيادية ،المالحظة وهي جزء
108
ال يتجزأ من المقابلة ،االختبار االسقاطي والذي يستعمل كتأكيد للنتائج المتوصل إليه,,ا ،
فهم ومحاولة ضبط الدالالت العيادية للمحاولة االنتحارية وفي األخير إعطاء تقويم شامل
للشخصية للوصول إلى التشخيص البنيوي والخلفيات األساسية وراء هذا السلوك .
.2-1المقــابلــة العيــاديــة
المقابلة العيادية هي وضعية تتطلب من األخصائي النفساني ممارسة عمله في حدود
,رين
,ول أم,
ما هو متفق عليه ،مع عدم التجاوز أو التقصير من هذا اللقاء الذي ينصب ح,
أساسين وهما التشخيص والعالج .المقابلة العيادية هي وضعية في كليتها سهلة ومعقدة في
نفس الوقت ،سهلة ألنها تجرى في معظم األوقات ،تبادل لفظي ،في إط,,ار مح,,دد بين
شخصين ،معقدة ألنها ليست حوار أصدقاء ،أو محادثة بين العامة ،ليست مقابلة الختب,,ار
أو توظيف ،ليست تحقيقا أو لقاء صحفي ،وهذا يرجع إلى أن كال الطرفين ال يتواج,,دون
في نفس المكانة ،أي أن هناك أخصائي نفساني ومفحوص ،كما أن إطـــار المقابلة
العيادية محدد ببـــعض من األهــــداف والمبــــادئ والقـــواعد ال,,تي
ينبغي تمييزها ). C.Chabert.B.Verdon (2008
للمقابلة العيادية أهمية في منهج البحث لعلم النفس العيادي وهي وسيلة فحص لإلقتراب
من الحالة ،تساعد في التشخيص.
يعرفها ) " C. Chiland ,(1993:9على أنها حركة تبادل كلمات مع شخص أو مع
عّدة أشخاص" .أي هي قبل كل شيء نوع من المحادثة تتم بين الفاحص والمفح,,وص في
موقف مواجهة ،بغاية الحصول على معلومات وفية عن شخصية المفحوص والعمل على
حل المشكالت التي يواجهها ،فالمقابلة وسيلة هامة تهيئ الفرصة لعملية التفاعل الدينامكي
بين طرفي العالقة ،يكون فيها الفاحص مشاركا و مالحظا.
للمقابلــــة العياديـــــة وظيفتــيـن أساسيتيـــن وتتمثـــل
، فـي التقويــــــم والعــــــالج C.Chabert.B.Verdon (2008) ,
109
فالمقابلة العيادية التقويمية تقوم على أساس الطلب المقدم من طرف شخص ،لديه معان,,اة
نفسية ،ويكون بحاجة إلى مقابلة شخص مؤيدا للتحدث إليه عن صعوبات تتعلق بالحي,,اة،
والمقابلة التقويميـة يمكن استعمالهـا إلدماج الم,,ريض في مؤسس,,ة عالجي,,ة أو إلى
,ير
مصلحة االستشارات أو عيادة خاصة ،لفهم الوضعية والوصول إلى التشخيص ،التفك,
مع المريض حول مستقبله ،هذه المقابلة تستطيع أن تكون لها نظرة متساوية للفحص سواء
في سياق البحث أو المعاينة ،مقابلة واحدة في المجمل غير كافية لإللمام بأهم الج,,وانب
,ا أن
,ير ،كم,
األساسية للشخصية ،وخاصة في الحاالت المستعصية التي تتطلب وقت كب,
الوقت يحرك ويغير من بعض األشياء ،التي تكون في تردد ،وتعتبر المقابلة جزءا هام,,ا
في الفحص النفسي الكامل المساهم في التقويم والتشخيص ،الذي يتض,,من االختب,,ارات
النفسية التي تسمح بجمع بعض من العناصر التي تساعد على الوصول إلى اللوحة العيادية
للتوظيف النفسي للشخص.
أما المقابلة العيادية العالجية فهي تسجل في إطار متابعة الشخص في مدة زمنية غير
محددة مسبقا ،في سيرورة تغيرية المرتبطة بفعل حالة المعاناة النفسية ،عابرة ك,,انت أو
مزمنة ،وتبقى مسألة الوقت تأخذ دورها األساسي وهذا ما تشهده التغيرات من حين ألخر
في سياق الحصص المبرمجة .وهذا ما يجعل النظر إلى المقابلة العيادية كوسيلة للفحص
والعالج ،كما يمكن استعمالها بمفردها دون مرافقة وسائل أخرى عالجية ،مع األخذ بعين
االعتبار توظيف حالة المريض وشروط التكفل النفسي .
تنوع االتجاهات التي تنعش اإلكلنيكية السيكوباثولوجية ارتبطت بتعدد طرق الس,,ير
في المقابلة ،حيث نجد المقابلة الموجهة ،المقابلة النصف موجهة ،والمقابلة الغير موجهة
.
.2-1-1المقابلة الموجهة
هي مقابلة محددة ومبنية مسبقا في هدف لدَيه أولوية ،فالهدف األول والمتمثل في
الكشف عن العطب أو الخلل الذي يصاب به الفرد ويجعله متقوقع في المرضية ثم بعد ذلك
110
إبراز هذه االضطرابات ،مالحظة تطورها وعملها ،والمقابلة الموجهة تس,,تعمل أس,,ئلة
مباشرة ،محددة والتي تستدعي إجابات صريحة وتكون في الغالب قصيرة وسريعة .
اختيارأي نوع من أنواع المقابلة ال يتم على أساس ما هو جيد وما هو سيئ ،وإنما
على أساس التكيف مع الوضعية التي يكون فيها المفحوص ،واألخصائي النفساني ال يتبنى
تقنية صلبة سواء كانت موجهة أو غير موجهة ،إذ ينصح بالمقابلة الغير موجهة في بداية
,يات البحث ،ثم
الدراسة عندما تكون إشكالية البحث غير محدّدة ،وهذا بهدف تحديد فرض,
111
بعدها يضيف المقابلة الموجّه ة أين يبحث عن إجابة ألسئلته وعلى حسب الهدف المطلوب
للدراسة يتحدد نوع المقابلة ). H. Bénony et K. Chahraoui ,(1999
في هذا البحث المنجز نجد كل المقابالت العيادية مع الحاالت المدروسة كانت
مقابالت عيادية نصف موجهة ،والتي من خاللها تم التعَر ف على المعاش النفسي والحياة
االجتماعية لهذه الفئة من الحاالت التي أقدمت على االنتق,,ال إلى الفع,,ل والمتمث,,ل في
,ا
,ة في م,
المحاولة االنتحارية ،حيث كان تدخلنا حيادي ،بمعنى عدم التقصير أو المبالغ,
تعانيه الحاالت ،وإنما وقفنا أمام ما هو موجود محاولين تقديم المساعدة وال,,دعم لجع,,ل
الحاالت قادرة على التعبير عن معاناتها وخاصة انفعاالتها ،عواطفها بكل حرية ،س,,واء
ما سبق ذلك ( قبل المحاولة االنتحارية ) أو في الوقت الراهن ،واعتمدنا في ذل,,ك على
خاصية أساسية تمثلت في اإلصغاء الجَيد ،ألن معظمهن ظهرت عندهم الحاجة الماسة إلى
التعبير واإلفصاح عن أحاسيسهم ،ألن تجربة الحاالت كانت لها مسارين هامين فالمسار
األول تمثل في حاجتهم الملحة إلى إيجاد الشريك في الحياة والبحث عن الحب أي السعادة
في الحياة أما المسار الثاني لجوءهم إلى المحاولة االنتحارية أي الهروب والم,,وت ،أي
,ات
,ثر بالمعلوم,
,د أك,
,وت ،وللتزوي,
نجد تجربتين مختلفتين متناقضتين الحياة مقابل الم,
األساسية حول ذلك أدرجنا في العمل مع الحاالت تقنية " سرد الحياة " وهذا حتى ت,,دعم
وتساهم في إثراء المقابالت أكثر فأكثر ،كما لجأنا إلى تحديد األسئلة التي تتماش,,ى م,,ع
البحث وبهـــدف الوصول إلى الهدف المسطر ،ولهـــذا قمنـــا بتحــديــد
,اني على
"دليل المقابلة" المعتمد في العمل مع الحاالت وهو الذي يساعد األخصائي النفس,
سير المقابلة العيادية وذلك من خالل تحضير مجموعة من األسئلة تتماشى مع موض,,وع
بحثه ،وهذه األسئلة ال تطرح بطريقة متسلسلة ومرتبة ،وإنما تطرح في وقت مناسب أثناء
المقابلة العيادية .يعرفه " A. Blanchet(1992:19) ,على أنه تنظيم لمجمل الوظائف
اإلجرائية والمرشدة التي تنظم نشاط اإلصغاء وتدخل المستجوب "
112
المحور األول :والذي يشمل على تاريخ الحالة بالتركيز على أهم الجوانب النفسية
المرضية ،االجتماعية وما تحمله من معاني و ما تعرفه من صعوبات ،وأيض,ا الوق,وف
,اط
,وة ونق,
أمام األسباب التي شكلت أزمات وعراقيل والمواقف التي سجلت بها نقاط الق,
الضعف ،وهذا خالل مراحل الحياة خاصة مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة والوض,عية
,ذا
,ا الح,االت ،وهك,
الحالية أي معرفة المعاش الحالي والتركيبة النفسية التي تتقوقع فيه,
فتاريخ الحالة يسمح لنا باكتشاف أهم المعلومات التي تساعد على التوجيه للتشخيص حيث
يعرفه) " N. Sillamy ,(2003:22بمجموع المعلومات المجمعة بالقرب من المريض وعن
محيطه ،تتعلق بتاريخه الشخصي ومرضه ...وهذا ما يسمح للفاحص بدق,,ة اكتش,,اف
عالقات سببية بين بعض األحداث " .
المحور الثاني :خصص هذا المحور إلبراز أهمية العالقات في حياة الفتيات
,ا
والسيما العالقة األولية مع األم وأيضا األب ،أهمية األم مكانتها ،ودورها ،وجودها وم,
,اب األب
,وع الكلي،غي,
,اب كلي للموض,
يحمله من معاني ،نقص في هذه العالقة أو غي,
ومكانته في تكوين شخصية الفتاة .
المحور الثالث :العالقة العاطفية ،وما تحمله من معاني ،العالقة باألخر مفهومها
ومعانيها ،ودورها في حياة الفتاة ،الدالالت الالشعورية التي تحملها الفتاة عن األخ,,ر،
وعلى أي أساس تم اختيار موضوع الحب ،التقمصات واالستهامات التي تعيشها إلشباع
رغباتها من خالل وجود األخر ،التبعية لألخر وعدم القدرة على االستقاللية ،غياب األخر
والتغيرات الناجمة عن ذلك .
المحور الرابع :المحاولة االنتحارية ،تفاصيل هذه المحاولة أي لجوئها إلى هذا
الفعل ،الوظيفة االنتحارية التي يأخذها هذا الفعل ،معرفة الداللة والمعنى النفس,,ي له,,ذه
الظاهرة ،االنفعاالت المرافقة لها ،التفكير منصب حول الموت الفعلي أو البحث عن الحل
السترجاع األخر.
.2-2المالحــظــة العياديــــة
113
هي إحدى األدوات التي يعتمد عليها في جمع المعطيات بحيث يقوم الباحث بمالحظة
الظاهرة بشكل دقيق وموضوعي ،وهي مجموعة من المهارات الضرورية لألخص,,ائي
النفساني والتي تتجلى في مالحظ الحالة بوجه عام من المظهر الخ,,ارجي إلى تغ,,يرات
الوجه ،نبرات الصوت ،حركات الجسم ،الموقف الذي يكون عليه أثناء اإلجابة عن سؤال
ما ،ومهما كانت نوعية المالحظة العيادية فهي وسيلة من وسائل البحث التي يعتمد عليها
الباحث ،فهي ترتبط بهدف معين وهو الحصول على اكبر قدر من المؤشرات التي تسمح
له بمعرفة مختلف السلوكات واالستجابات التي تصدرها الحاالت والتي في األخير يلج,,أ
إلى تحليلها وتفسيرها وتوضيحيها و وضعيها في سياقيها الجديد وإعطاءها الداللة العيادية
،والبحث عن األحداث التي أدت إلى ظهورها .المالحظة العيادية هي الطريق,,ة ال,,تي
,ية
,كيل فرض,
,تطاعة تش,
,ا من اس,
تهدف إلى جمع بعض من األحداث الطبيعية ،انطالق,
ووضعها للتجريب للتأكيد من صحتها ،يمكن أن تكون مالحظة بسيطة ،أي ضمن المقابلة
وأثناء تطبيق االختبارات ،أين يقوم األخصائي النفساني بتسجيــل سلوكـــات الفرد
،المالمح ،وطريقة تصرفاته ،أو تكون مسلحة من خالل التسجيل ومالحظة الفاحص دون
أن يراه المفحوص ،أو مالحظة محددة لعينة في وقت محدد مثال خمسة دقائق كل ثالث,,ة
,ل
,داخلي مث,
,ام في الوس,ط ال,
,ل ،تق,
,وقت طوي,
,تمرة ول,
ساعات ،وأحيانا تكون مس,
روضة،مستشفى ،كما يمكن إجراء المالحظة في الوسط الخارجي لجمع المعلومات على
,ده في
,واء تواج,
,ق س,
فترات ،وعناصر المعلومات تكون حول سلوك الطفل أو المراه,
المدرسة أو في الشارع ) . N. Sillamy ,(2003:184والمالحظــة العياديــــة
نوعــــان
.2-2-1مالحظة مباشرة
األخصائي النفساني يالحظ مباشرة سلوكات األفراد داخل المقابلة العيادية.
114
.2-2-2المالحظة الغير مباشرة
األخصائي النفساني ال يالحظ السلوكات بطريقة مباشرة فقد يتحصل بالتقارير التي
أعّدها اآلخرون أو يقوم بدراسة سطحية لجميع المعلومات والبيانات
هذا الفحص يستعمل كوسيلة تحليلية للحصول على تشخيص مالئم خاص بكل
,ة
,ة اللفظي,
حالة.يرتكز هذا الفحص على المالحظ المباشرة لالستجابات السلوكية التلقائي,
,ل
,ا يحص,
,ط ،كم,
,ية من المحي,
والحركية ،كما يمكن الحصول على المعلومات األساس,
الفاحص على المعلومات األساسية إما عند طرح الفاحص لمش,,كلته أو عن,,د إعط,,اءه
للتفسيرات ،أو عند تقديمه للتوضيحات التي يراها مهمة ،ويعتمد على النقاط التالية خالل
فحص الهيئة العقلية.
.3-2-1االستعداد والسلوك العام
المظهر ،اللباس ،النظافة ،التعبير ،السلوك الع,,ام خالل الح,,ديث ،الس,,لوك خالل
الفحص ،االنقطاع في الحديث ،تغيرات السلوك الحركية ،مؤشرات القلق ،كاالرتج,,اف،
االضطراب الحركي ،التنفس السريع ،االستثارة واالستجابات الحركية الغير المراقبة.
.2-3-2النشاط العقلي
اإلنتاجية التلقائية ،الكمية ،اإلجابة ،التكرار اآللي ،وشرود الذهن.
.2-3-3المزاج والعاطفة
االستجابات العاطفية للشخص خالل المقابلة ،االكتئاب ،القلق ،البالدة ،تضخم األنا،
اإلحساس بالذنب ،أفكار تعكس احتقار الذات ،نزعة لالنتحار.
.2-3-4محتوى التفكير
115
محتوى التعبير ،التلقائية في اإلجابات ،انشغاالت تدمير الذات ،العدوانية الموجه,,ة
نحو اآلخرين ،شكاوي توهم المرض ،أفكار العظمة واالضطهاد.
.2-3-5القدرة العقلية
التوجيه الزماني والمكاني ،االنتباه ،الذاكرة الحديثة والبعيدة ،الحس,,اب ،الق,,راءة،
الكتابة ،الفهم ،المعارف العامة والذكاء.
.2-3-6االستبصار والحكم
القدرة على التكيف بوضع عالقة بين إمكانية المفحوص على استيعاب مش,,كلته
والظروف التي ساهمت في ظهور المشكل ،مدى درجة استيعابه للس,,لوكات المتك,,ررة
,ات
,ة المخطط,
,ة االندفاعي,
وميزات شخصيته ،أسلوب مقاومة المرض /المشكل ،مراقب,
السابقة لمواجهة المشكل ولتقويم الحكم تطرح األسئلة التالية:
ماذا تفعل إذا كنت أول من اكتشف وجود النار في قاعة السينما؟
ماذا تفعل إذا وجدت نفسك تائه في مدينة غريبة؟
.2-3-7التشخيص
يجب أن يأخذ متسعا من الوقت كي ال يترك أي مجال للشك في التشخيص المتوّص ل
إليه.
.2-3-8ملخص
,تعملة
,ة المس,
,ات الدفاعي,
,لوكها ،آلي,
,ة ،س,
يضم العناصر المهمة في تاريخ الحال,
والتشخيص الفارقي.
.2-4االختبــارات االسقــاطيــة
قام L.K. Frank(1939),بنشر مقال تحت عنوان " التقنيات االسقاطية " لدراسة
الشخصية ،وهو من اكتشف هذا التعبير،وألجل ذلك وضع ثالثة اختبارات نفسية ،اختبار
116
ترابط الكالم ،C.Jung(1904),واختبار بقع الحبر لـــ H. Rorschach(1920),واختبار
,ات
وأظهر L.K. Frankأن هـــــذه التقني, تفهم الموضوع H.Murry(1935),
118
فاالختبار االسقاطي يمتلك محتوى ظاهر المتمثل في الوضعيات والصور و محتوى
كامن والمسمى عموما حركية االستهامات والعواطف المعبرة عن إشكاليات تق,,وم على
سجالت من الصراع النفسي ،حسب كل من C.Chabert.D.Anzieu(2004),يبقى الف,,رد
خاضعا كما هو الحال في وضعية التحليل النفسي ،التعليمة التي تترك للفرد حرية كبيرة
,ه
,ف نفس,
وهي في نفس الوقت إجبارا له ،يبقى مقيدا على أن يكون حرا ،بمعنى أن يكش,
,ارة
,ة لإلث, بنفسه ،وتضيف C.Chabert(1993),أن التعليمة تضع الفرد في مواجه,
,ة ازدواجي,
الخيالية واإلدراكية .
في الوضعية االسقاطية يأخذ األخصائي النفساني موقف,,ا حيادي,,ا ،إذ ال يق,,دم أي
إيحاءات وال تفسيرات وال يعطي أحكاما وال توجد إجابة جيدة وال إجابة سيئة .كما يحدث
عن ,دث C.Chabert(1998:38),
التحويل في هذه الوضعية الذي يكون ايجابي,,ا وتتح,
,اهم في
,ل تس,
التحويل في الوضعية االسقاطية " الحركات النكوصية التي تكون كرد فع,
إحداث ضعفا في المراقبة ،وتظهر الصراعات النفسية والبين شخص,,ية في تعب,,ير عن
الرغبات واالحباطات " ،ويتواجد هذا التحويل في الوض,,عية االس,,قاطية في منظ,,ور
مزدوج كآلية التحويل تسمح بالتعبير عن المحتوى وعن استدعاء الالشعور بواسطة مادة
,تي
,ة ال,
االختبار ،ثم فيما بعد إعادة تنشيط أثناء تمرير االختبار األنماط العالئقية الخاص,
تستند على المرجعية الكامنة الالشعورية ،وهي ترتبط غالبا بالصور األبوية.
.2-4-1اختبار الروشاخ
كتابه تحت عنوان " التشخيص النفسي " .ورغم مرور فترة من الزمن إال أّن اختبار الروشاخ
,رى C.Chabert(1998),أّن دق,
,ة ,ة ،ت,
ال يزال يطبق فقط في الدراسات النفسية العيادي,
119
,تي ال يتمكن
,ة ال,
,ية والمعرفي,
,يرورات النفس,
االختبار ترجع إلى إمكانية اكتشاف الس,
,مح
,ة .ويس,
,ة العيادي,
األخصائي النفساني التوصل إليها بالمالحظة أو من خالل المقابل,
االختبار بتقدير ديناميكي للجهاز النفسي للمفح,,وص لمعرف,,ة نق,,اط العطب ،وللفحص
المعمق الموجه إما للتشخيص أو للعالج أو للتنبؤ .تكمن أهميته في أنه يساعد على دراسة
عّدة جوانب منها العمليات العقلية ،العاطفية واالجتماعية.
فالعمليات العقلية ،تتمثل أساسا في الجوانب المعرفية وتشمل مستوى القدرة العقلية،
,يز
,ات ،الترك,
,ل المعطي,
,ات أي تحلي,
الذكاء ،طريقة اإلدراك (المعالجة) وفهم المعلوم,
واالنتباه ،القدرة على اإلنتاجية النوعية وأسلوب التفكير المنطقي المساير للواقع أو ع,,دم
المسايرة للواقع (المجال الخيالي )،أو القدرة البديهي,,ة على تج,,اوز الح,,دود من خالل
االبتكار.
,ذات
,ور ال,
,اء تص,
,ال بن,
" يمكن اعتبار اختبار الروشاخ كاختبار للحدود في مج,
,ه
واالستثمارات النرجسية ،مع أن المرجعية للعالقة بالموضوع ال يقل حضورها ،بما أن,
ال يمكن عزل واستقالل النماذج االستثمارية النرجسية والموضوعية متضامن /متن,افس،
,ف
,ويم التوظي,
مرتبط /منفصل وتسجل باستمرار في حركية أساسية أين تؤسس سند لتق,
النفسي وتبقى احتمالية التغيير قائمة " C.Chabert(1998:133،134),
البعد البنيوي :اللوحات التالية I , IV, V , VI, IXتظهر كبقع متماسكة تسهل
المقاربة اإلدراكية الكلية والموحدة (المغلقة) ،كما تساعد إسقاط الصور التي ترج,,ع إلى
,ار
,ع الختب,
تصور الذات وترتبط مباشرة بمفهوم الهوية ،وتكون هذه اللوحات شكل يض,
الحدود (داخل /خارج) و(الشخص/اآلخر) وتمنح للشخص الق,درة على تص,ور نفس,ه
كوحدة كلية من خالل صورة الجسد المتميزة في خاصيتها الذاتية ،اللوحات II , III, VII
تساعد على استحضار التصورات للعالقات في أنماط مختلفة ،منها التناظر النرجسي أين
األخر يظهر مزدوج من خالل انعكاسه،أو الصراعات تكون تحت ت,,وترات الحرك,,ات
الموضوعية الليبيدية و/أو العدوانية ،أما اللوحة VIIIنجدها أكثر ارتباطا بالمرجعية إلى
وهي في كليتها الفردية وتحم,,ل تصور الذات وأيضا التصورات للعالقات ،اللوحة X
,ذه
,ا وه,
,ا بينه,
,ة في م,
,زاء المختلف,
ميزتين تتمثل في قوة التجزئة وأيضا عالقة األج,
الخصوصيات ترجع من جهة لحضور مكثف لأللوان مع أثر فعالية اللوحة األخيرة .
122
البعد الحسي :اللوحات التالية ( I , IV, V , VIاللوحات السوداء) أو تسمى أيضا
باللوحات اللونية وهي تجمع اللون الرمادي /األسود وفي العمق نجد اللون األبيض وهذا
,رعة
,تجيبون بس,
ما يجعل األشكال تظهر غير محددة ،عند بعض األفراد الحساسين يس,
,ابة بالقلــــق واالكتئـــاب ،
,ك اإلص,
للون الداكــــن ،يبـــن ذل,
اللوحـــــات ( II , IIIاللـوحات الحمراء) ظهور اللون األحمر يثير بروز
حركات النزوات مندمجة أوال في سيناريوهات عالئقية جنسية و/أو عدواني,,ة ،الل,,ون
األحمر يستحضر مشاعر قوية ومرات تكون عنيفة ،اللوحات VIII, IX, Xتساهم في
الحركات النكوصية ،اللوحة VIIتحمل اللون الرمادي الفاتح ومفتوحة على فضاء أبيض
,ة
,لة لألنوث,
واسع ،وهذا الشكل األجوف هو األصل في إحداث التأثيرات الكامنة المفض,
األمومية .
اللوحة : Iتضع هذه اللوحة المفحوص أمام اختبار وما تستطيع فعله هو إحياء
لتجربة أول اتصال مع موضوع مجهول ،هذه اللوحة تسمح باستحضار صور لعالق,,ات
مبكرة مع أول موضوع ،يضاف إلى ذلك أن مصدرها جسم اإلنسان ،مع حركية مزدوجة
،نرجسي (صورة حب الذات ،تصور الذات ) وموضوعي ( عالقة مع الصور األبوية)
في الغالب األم واألب .
اللوحة : IIتعكس هذه اللوحة إشكالية قلق الخصاء ،كما تشير إلى االستثمارات
النزوية ،دينامكية النزوات سواء كانت نزوات عدائية ( مثل صراع بين دبين ) أو نزوات
ليبيدية ( مثل حيوانات تتبادل القبل ).
123
اللوحة :IIIتعطي تفسيرا لصورة جسم اإلنسان وتضع البصمة حول السيرورات
التقمصية الجنسية ،وإدراك للشخصيات اإلنسانية في شكل إجابة شائعة.
اللوحة :IVتستحضر هذه اللوحة لصورة القدرة وهي تحمل رمزية قضيبية،كما
تعبر عن صورة األب .
اللوحة :Vتعبر هذه اللوحة عن الهوية وتصور الذات وهي إشكالية الهوية في
معناها النفسي.
اللوحة : VIهي لوحة حاملة لرمزية جنسية ،من خالل استحضار أبعاد ذات رمز
قضيبي (مثل قلم ،مفتاح )...أو من خالل ارتباطها بالصور الجنسية األنثوي,,ة( مث,,ل
زهرة ،الجهاز التناسلي للمرأة . )...
اللوحة :VIIتعتبر هذه اللوحة وسيط خاص للعالقات المبكرة في سجل التقمصات
,لبي،
,وع الس,
تسمح للشخص بتموضع حسب نموذج أنثوي :تناقض ،صراع ،أو الخض,
تقويم أو انخفاض قيمة الصور األنثوية .
اللوحات ( : )VIII , IX, Xتظهر بروز االنفعاالت والمشاعر وتسمح باستخراج
نمط العالقة التي يقيمها الشخص مع محيطه .بحيث تمثل اللوحة VIIIاالتصال مع العالم
الخارجي ،اللوحة IXوهي تمثل المرجعية األمومية المبكرة (لوحة األمومة) اللوحة X
تشير إلى التفردية والتفريق .
واختيار اختبار الروشاخ ألنه يسمح بالتعرف على صورة الذات وتحدي,,د طبيع,,ة
القلق ،وتحديد طبيعــة العالقة بالموضوع األولي.
تفضيــل استعمال اختبار الروشاخ للتقرب من الحقل االكتئ,,ابي ب,,الرغم من أن
هناك العديد من االختبارات االسقاطية ،لكن في هذا المجال يعت,,بر اختب,,ار الروش,,اخ
,د ثالثـــة مخططـــات
,د في أن واح,
,ا بتحدي,
االختبار الوحيد الذي يسمح لن,
أساسيــــة لالكــتئــابC. de Tychey(2012), :
124
/1بالنسبة للمستوى النظري والذي حدد سابقا من طرف C.Chabert(1993),وه,,و
مالئمة المرجع التحليلي النفسي مع خصائص األداة ،وهذا ما يسمح بوضع االختبار على
,اب على
,كل تنظيمي لالكتئ,
,ل ش,
مخطط تجريبي للنظريات المركبة المفضلة لتحديد ك,
مستوى الخصائص التوظيف النفسي الداخلي ،الروشاخ يسير تحت تأثير يس,,مح بفحص
نموذج أخر ( نظري ،إما لتأكيده ،أو إللغائه ،أو لتوسيعه ) .
,ة
,طحية ،وخاص,
,د الس,
/2من حيث التشخيص الممارسة العيادية تضع ترقب ض,
,ا
الخطأ ،وحتى المعارضة ،المؤشرات المرتبطة بمالحظة عرضية واحدة ،وهذا يجعله,
في ما بعد غير نافعة بل االعتماد على األعراض الطب العقلي المؤسس,,ة ح,,ول نم,,ط
المعايير المحددة للسلوك المالحظ ومثال ذلك DSM-IVمن أجل تقويم االكتئاب .
بالرغم من أن هناك مستويات مختلفة للتوظيف الفكري التي تمَيز جميع التنظيم,,ات
السيكوباثولوجية وبالخصوص التي تقدم لنا إشكاليات اكتئابية ،واختبار الروشاخ له تأثير
يسمح بوضع بعض الثوابت البنيوية للتوظيف النفسي الداخلي.
,ة
في وضع المنافع المفضلة لهذه التقني, J.Bergeret تبرز إسهامات ),(1992
االسقاطية وذلك بتأكيده على أن الروشاخ يسمح في الوقت نفسه تقويم طريق,,ة ودرج,,ة
فعالية التنظيمات الدفاعية للشخص وخاصة فهمه ،النموذج البنيوي العمي,,ق لشخص,,ية
الفرد.
هذه الثوابت عند الراشد تعلم انطالقا من وضع تقارب ألربعة أبعاد أساسية للتوظيف
الداخلي ،مع إبعاد الخصائص المسيطرة الصادرة من طرف الفرد .
-1طبيعة االستقرار النرجسي أساس خدمة التصورات الذات والم,,ؤثرة مباش,,رة على
طبيعة العالقة بالموضوع المهيمنة وهي من تكوين الفرد.
" C.Chabert(1992),الروشاخ يساعد على تحريض تصورات الموضوع التي تظهر
,ية
,تثمارات النرجس,
,أرجح بين االس,
,ة،على الت,
من خالل عرض سيناريوهات الحركي,
واالستثمارات الموضوعية "
-2طبيعة القلق المسيطر والدفاعات األساسية التي تستعمل ضد هذا القلق.
125
-3نوعية الفضاء الخيالي والسيرورات العقالنية للفرد و باألخص ترجع إلى الق,,درات
التركيبية الرمزية للنزوات الجنسية والعدوانية ،والتي لها أهمية أساسية ،وفائدة من حيث
التشخيص الفارقي الذي تظهر عند كال من الراشد والطفل .
,رف على
,ك من خالل التع,
,ر ذل,
,رد ويظه,
,دى الف,
-4طبيعة الصراعات المسيطرة ل,
المؤشرات التي لها قيمة كبيرة في التشخيص الفارقي لالكتئاب .
/3من حيث التنبؤ والعالج النفسي يشهد اختبار الروشاخ غنى المعلومات من خالل
محورين هامين :
-تقويم خطر االنتحار حسب الدراسة التي قام بها C. de Tycheyعلى ثالثة
,وء إلى
,زمن لكن دون اللج,
,اب الم,
,اني من االكتئ,
مجموعات من المرضى ،حاالت تع,
,ا إلى
,ع لجوءه,
االنتحار ،حاالت تعاني من االكتئاب فقط ،حاالت تعاني من االكتئاب م,
االنتحار ،وهذه األداة تسمح بإظهار والتقرب من معرفة " االنتحار الكامن " للفرد وهذا ما
يزود المؤشرات التي ثم الحصول عليها أيضا من خالل المقابلة والمالحظة العيادية.
-تقويم إزمان االكتئاب واختيار العالج المفضل انطالقا من الحاالت المدروسة من
خالل اختبار الروشاخ .
اختيار العينة كان بشكل دقيق ولم يكن عشوائيا وهذا نظرا لمتطلبات البحث ،حيث
نعلم أن دراسة هذه الحاالت أمرا صعبا يتعلق بحساسية الموضوع ،من جهة يمكن تعرض
الحاالت ألزمات وانتكاسات ال تسمح لنا بمواصلة العمل ومن جهة أخ,,رى يمكن رفض
,ان
,ذي ك,
بعض األسر إحضار الحاالت للمتابعة النفسية ،وهذا هو المشكل األساسي ال,
,ا
يواجهنا باستمرار ،لكن بالرغم من ذلك استطعنا جمع عينة تتكون من سبعة حاالت،وبم,
126
,بب
,ا من حيث الس,
,ي وأيض,
أن هناك اختالف بالنسبة للحاالت من حيث المعاش النفس,
الرئيسي وراء لجوئهم إلى هذا الفعل ( القيام بمحاولة انتحارية أو عدة مح,,اوالت) ومن
,د
,الفرد في ح,
بين األسباب الشائعة هناك مشاكل عائلية ،مشاكل مهنية ،ومشاكل تتعلق ب,
ذاته أي اإلصابة بالمرض العقلي ،و من خالل ما هو موجود ويفرض نفسه على س,,احة
الواقع نجد المشاكل العاطفية هي من بين األسباب الرئيسية التي تساهم في دفع الح,,االت
,ية
,اط األساس,
,ذ بعض النق,
إلى اللجوء إلى المحاولة االنتحارية بشكل ملحوظ ،قمنا بأخ,
كشرط أساسي ينبغي توفره في الحاالت المدروسة :
-الفشل العاطفي كسبب أساسي وراء المحاولة االنتحارية ويبقى معاشه يختلف من
حالة إلى أخرى.
-تم اختيار واالتفاق على أخذ فئة اإلناث للدراسة فقط وهذا نظرا لما تشهده من
ارتفاعا واسعا مقارنة بفئة الذكور ( أنظر إلى اإلحصائيات المسجلة ص ، ) 58كما نجد
من بين الدراسات السابقة كدراسة كـل مـن ) F. Davidson. Aphilippe ,(1986التي
أثبتت أّن المحاولة االنتحارية تعرف ارتفاعا كبيرا عند اإلناث على غرار الذكور ،وأيضا
دراسة أخرى لـــ ) M. Ch. Brunel ,(2002تؤكد على هذا االرتفاع المنسوب إلى فئة
اإلناث .كما أن الفئة من 28-18سنة عرفت أكبر عدد من المحاولة االنتحارية وخاصة
عند اإلناث دائما وعينة البحث المختارة يتراوح أعمارهم ما بين 18و 21سنة.
-إقصاء الحاالت التي تعاني من اضطرابات نفسية أو الحاالت التي تزاول العالج
وتحت المراقبة الطبية على مستوى الطب العقلي . La Psychiatrie
.4تحليل المعطيات
ارتكزنا في هذا البحث على المنهج العيادي وعلى المرجعية النظرية لعلم النفس
,اه من
,ا جمعن,
المرضي التحليلي ،أين ركزنا على تحليل نتائج دراسة الحالة من خالل م,
معطيات هامة ،بطبيعة الحال ما اشتملت عليه المقابالت العيادية ،وأيضا نت,,ائج تحلي,,ل
127
,طرابات
,ا االض,
اختبار الروشاخ ،وهذا من أجل استخراج أهم المؤشرات التي تعكس لن,
الظاهرة عند الحاالت ،و التي على أساسها نستطيع فهم التوظيف النفسي للحالة وذلك من
خالل ربط النتائج المتحصل عليها من المقابالت العيادية بنت,,ائج االختب,,ار االس,,قاطي
الروشاخ ،حتى تكون الدراسة كاملة وشاملة وملمة بأهم األسس التي تكشف لنا األسباب
الخفية وراء هذا السلوك ،تحليل النتائج اعتمد على تحليل كل حالة على حدا ب,,انفراد إلى
غاية الوصول إلى مرحلة االستنتاج العام ومعرفة تمركز الحالة بالنسبة لمعاشها النفسي.
بالنسبة الختبار الروشاخ قمنا بإتباع المقاربة النفسية التحليلية لكل من C.Chabert ,C.Ao
وأيضا الجزئية الصغيرة Ddواإلجابات التي تك,,ون على البق,,ع والجزئية الكبيرةD
,الم
و، A %وتحليل المقاربة الشكلية Fوذلك بغرض معرفة مسايرة الحالة للواقع الع,
الخارجي أو العكس (سير الحالة في اإلطار السلبي ويظهر ذلك من خالل اإلجابات السيئة
) ،باإلضافة إلى اإلجابات الشائعة ،نوعية المحددات التي رفقت اإلجاب,,ات ،ثم تحلي,,ل
دينامكية الصراع وذلك من خالل تحليل المحددات الحسية والمحددات الحركية.
كما قمنا بتحليل لوحات الروشاخ لكل بروتوكوالت الحاالت وهذا بهدف التوصل إلى
كيفية التعامل مع اللوحة وكيفية إسقاط المكبوتات ومعرفة التوظيف النفسي والدينامكي,,ة
التي تتأرجح فيها هذه الحاالت .
المنهجية المعتمدة هي التي تساهم في إثراء البحث وتجعله يأخذ الصيغة العلمية وذلك
الرتكازها على وسائل مقننة وصادقة ومعترف بها عند المختصين في هذا المجال بهدف
الوصول إلى االفتراضات الموضوعة لقياسها ،واعتمدنا على المنهج العيادي لدراسة هذه
128
الظاهرة والمتمثلة في " المحاولة االنتحارية " التي أصبحت في تزايد مستمر من شهر إلى
أخر ومن سنة إلى أخرى وهذا السبب األساسي الذي جعلنا نقوم بجمع لإلحص,,ائيات من
سنة 2003إلى غاية 2012حتى نضبط جيدا العدد الكلي خالل السنة وتحليلها حسب السن
والجنس وأيضا االرتفاع الذي سجل من شهر إلى أخر وهذا ما ساعدنا على اختيار العينة
,ذا
،إلى هنا أردنا من خالل المنهج المسطر الوصول إلى معرفة الخلفية األساسية وراء ه,
,ات من خالل
,ع المعطي,
الفعل االنتحاري الذي أصبح ملجأ العديد من الحاالت ،قمنا بجم,
,ل
,تخراج أهم العوام,
,ابالت الس,
,ة المق,
تحليل نتائج دراسة الحالة وذلك بتحليل ومناقش,
األساسية التي ترتب عنها هذا النوع من السلوك ،مع إضافة نتائج اختبار الروشاخ وهي
دراسة عيادية سيكوباثولوجية لتقويم التوظيف النفسي للحاالت .
129
الفصل السادس
"تــــقديـــم الحـــاالت
الــعيـــاديــــة"
.1الحــــالــة األولـــى " حفصـــة "
( .1-1بروتوكول الروشاخ للحالة األولى " حفصة " .2-1 ،تحليل بروتوكول الروشاخ،
.1-3تحليل لوحات الروشاخ .4-1 ،ملخص بروتوكول الروشاخ)
.2الحــــالــة الثــانيــة " حنـــــان "
( .2-1بروتوكول الروشاخ للحالة الثانية " حنان " .2-2 ،تحليل بروتوكول الروشاخ،
.2-3تحليل لوحات الروشاخ .4-2 ،ملخص بروتوكول الروشاخ )
.3الحــــالــة الثــالثــة " سميــرة "
( .3-1بروتوكول الروشاخ للحالة الثالثة "سميرة " .2-3،تحليل بروتوكول الروشاخ،
.3-3تحليل لوحات الروشاخ .4-3 ،ملخص بروتوكول الروشاخ )
.4الحــــالــة الرابـعــة " إكـــرام "
( .4-1بروتوكول الروشاخ للحالة الرابعة "إكرام " .2-4 ،تحليل بروتوكول الروشاخ،
.4-3تحليل لوحات الروشاخ .4-4 ،ملخص بروتوكول الروشاخ )
.5الحــــالــة الخامسة " أمينـــة "
( .5-1بروتوكول الروشاخ للحالة الخامسة " أمينة " .2-5 ،تحليل بروتوكول الروشاخ،
.5-3تحليل لوحات الروشاخ .4-5 ،ملخص بروتوكول الروشاخ)
.6الحــــالــة السادسة " أحـــالم "
( .6-1بروتوكول الروشاخ للحالة السادسة " أحالم " .2-6 ،تحليل بروتوكول الروشاخ،
.6-3تحليل لوحات الروشاخ .4-6 ،ملخص بروتوكول الروشاخ )
.7الحــــالــة الســابعة " منـــــال "
( .7-1بروتوكول الروشاخ للحالة السابعة " منال " .2-7،تحليل بروتوكول الروشاخ،
.7-3تحليل لوحات الروشاخ .4-7 ،ملخص بروتوكول الروشاخ )
حفصة 19سنة ،طويلة القامة ،متوسطة البنية الجسمية ،لدَيها تلقائية في اإلجابة،
وقدرة على التعبير والتحاور خطابها غني ،كانت جَد متحمسة إلجراء المق,,ابالت م,,ع
,تى عن أَدق
,د ح,
,د بعي,
,ريحة إلى ح,
رغبة في المتابعة النفسية ،تتكلم بدون انقطاع ص,
التفاصيل .تركت الدراسة في سن مبكر السنة السادسة ابتدائي ،وهي اآلن ماكثة بالبيت ،
ليس لديها أي مشروع مستقبلي.
المقابالت :
أعيش في أسرة تتكون من سبعة إخوة وأنا البنت الوحيدة حيث أحتل المرتبة الخامسة
بينهم ،أسرتي بسيطة مستواها االقتصادي متوسط ،محافظة على العادات والتقاليد ،كم,,ا
أنهم يرفضن بتاتا الخروج بمفردي إال إذا رافقني أحدهما خاصة أمي أو أبي.
أبي يبلغ من العمر 55سنة ،ليس لديه عمل محدد إال أنه يقتني يومه ببيع بعض
االغراض في السوق وباألخص بيع الحشيش ،ال يعاني من أي مرض ،عالقتي به جَيدة
,اقبني على
,ه ال يع,
,تى أن,
,يء ح,
،مع أبي كل االمور عادية ،متسامح معي في كل ش,
التصرفات السيئة ،فهو أحسن من أمي في الكثير من األشياء ،ال يج,,برني على القي,,ام
بأعمال ال أحبها و ال يجعلني تحت قوانين صارمة ،كما ال يرفض لي أي طلب ،أحب,,ه
كثيرا و أقدره وهذا ألنه يفهمني .
129
أمي تصغر أبي بأربعة سنوات ،كثيرة القلق وتغضب مني بسرعة ،وتجعلني أقوم
بأشياء ،وأنا ليس لدَية رغبة اتجاهها ،تصرفاتها تزعجني كثيرا.
أنا ينقصني الحنان هذي هي ،حتى أن طفولتي لم تكن جميلة وأمي لم تكن دائما كما
,دث إليهــا
,ا أتح,
,ني ،وكلم,
,ا تحب,
تمنيت فهي ال تجعلني سعيدة وال تظهر لي أنه,
جل كالمي وتخلط االمور الجَيدة بالسيئة ،فهي تساند ترفــض
الذكور أكثر مني حتى وإن كانوا على خطأ فهي تأتي في صفهم ،أمي ال تحسي بي ،لكن
أريد أن تظهر لي حبها واهتمامها وعلى أن ال تعاملني بقسوة ،تفعل عكس ما أريد حيث
أجد صعوبة في التقرب منها وأبحث دائما عن االتصال للحصول على االطمئنان ،الحب
والعاطفة ،عالقتي بها منعدمة كأنها غير موجودة .
أَم ا إخوتي الذكور أجدهم دائما منشغلين بأمورهم غير مهتمين ألمري ،تعاملي معهم
ينحصر فقط في خدمتهم أو عندما يرغبون في الحصول على شيء ما ،ماعدا أخي األكبر
الوحيد الذي يفهمني ويخفف عني ثقل االمور ،ويشرح لي كل كبيرة وصغيرة ،يوض,,ح
لي العديد من األشياء ويقدم لي النصائح خاصة عندما يراني أبكي ،وكلم,ا يج,دوني في
هذه الوضعية يذكرني بأني الزلت صغيرة و في ريعان شبابي ،والحياة أمامي وأن هناك
أمور كثيرة ال أعرفها إال مع الوقت وعلية أن أصبر.
تركت مقاعد الدراسة في سن مبكر لم أكن مهتمة لذلك كثيرا ،ولم أعرف قيمة ذلك
إال بعد فوات األوان ،كانت لدَية رغبة في الدخول إلى مركز التكوين للحصول على حرفة
الخياطة أو أي شيء المهم أن أشغل وقت الفراغ ،لكن أسرتي لم تسمح لي ب,,ذلك ،أن,,ا
,يرا لكن
,ايق كث,
أعرف السبب وهو خوفهم من بقائي بمفردي خارج المنزل ،لذلك أتض,
يبقى ذلك خارج إرادتي وعلية أن أرضخ لألمر الواقع .
130
ليس لدية صديقات من المدرسة أو حتى من أبناء الجيران ،عالقتي منحصرة فقط مع
أفراد عائلتي أي بنات خالتي وعمتي ،أنا على تواصل معهم من خالل الزيارات العائلية،
خاصة نلتقي عند جدتي التي تقطن خارج وهران في منطقة ريفية وذلك لقضاء العطلة .
أَم ا فيما يتعلق بعالقتي العاطفية هي المشكل األساسي الذي أعيشه حاليا ،مع ابن
خالي ،حكايتي بدأت منذ أن كنت أبلغ من العمر 12سنة ،عندما كنت أذهب عند جدتي
,كن في
,ر يس,
وبما أنني توقفت عن الدراسة فكنت أمكث هناك بالشهور ،وكان هو األخ,
نفس منزل الجدة وهو بيت كبير تعيش فيه الجدة مع أوالدها وأحفاده,,ا ،هك,,ذا ك,,انت
عالقتي بابن خالي ،ازدادت يوما بعد يوم إلى حين لم أستطيع العيش بدونه ،فكنت أقضي
معظم الوقت معه ،وجدت فيه كل الحنان الذي كنت بحاجة إليه وكل ما أبحث عنه ،عشت
مواقف عديدة تفوق سني كبرت قبل الوقت ،أعرف أنني صغيرة لكن أرى نفسي كب,,يرة
لمعرفتي ألمور كثيرة ،تعلقت به لدرجة ال تتَص ور ،ولم يتوقف األمر عند هذا الحد ب,,ل
أصبح بيننا عالقات جنسية واستمرت إلى غاية الوقت الحالي أي سبعة سنوات ،فأنا دائما
أخاطر من أجله وعندما يناديني لنلتقي ال أشعر بأي خوف أو قلق كل ما أبحث عنه هو أن
أجد نفسي معه .
فنحن على اتصال دائم عن طريق الهاتف ،فهو متواجد معي حتى وإن كان بعيد
عني ،إلا أنني لم أعد كما كنت في السابق ،سعيدة وك,,ل األم,,ور في ص,,الحي ،انقلبت
أوضاعي ،وتغير كل شيء ولم يعد ابن خالي يحبني رغم كل ما كان يربطني به أص,,بح
يشك في تصرفاتي من حين إلى أخر،عالقتنا تدهورت وبدأت الخالفات والمشاكل ،حيث
أصبح يرفض أن أتحدث إليه وطلب مني قطع االتصال به ولم يعد يولي اهتمام ألي شيء،
,ع ح,
َ,د ,ررت أن أض,
فأصبحت ال أفكر في شيء إال الموت على أن ال أبقى وحيدة ،فق,
,داع
,ا لعالج الص,
لحياتي بشرب أدوية كانت متواجدة في البيت وهي أدوية كنت أتعاطه,
فرغم إحساسي باأللم ومغص في المعدة إال أنني لم أخبر أحد باألمر وبقيت نائمة ل,,وقت
131
طويل،أخفيت األمر عن عائلتي حتى أتفادى توبيخ أمي وبعدها عدت إلى حالتي الطبيعية
شيئا فشيئا ،تعافيت صحيا لكن بقيت األفكار االنتحارية تراودني من حين ألخر.
بقيت على هذه الحالة ،رغم المحاوالت التي قمت بها من أجل استرجاع عالقتنا
السابقة لكن دون جدوة ،كل ما في األمر هو أنني لم أعد أتحمل الفراق ،ألنني ال أستطيع
العيش بدونه وحتى نسيانه ،فأنا حائرة لماذا تغَير من جهتي ؟ وأص,بح يع,اقبني ويطلب
مني أن ال أتصل به والتحدث إليه .
أنا نسال فيه ،وعندما يبتعد عني أحس أنني وحيدة ،ينقصني الحنان كما أصبح أحبه
كثيرا أكثر مما قبل وال أحس بأحد غيره ،لذلك أصبحت كثيرة التوتر وأقلق من أي شيء
,ه لم يبقى
وعليه لجأت إلى المحاولة االنتحارية للمرة الثانية حتى أضع حد للمعاناة ألن,
شيء أعيش ألجله ،أو إقامة عالقة مع شخص أخر ،كما أنه ليست لدية رغبة في الزواج
بغيره .
وجدت أدوية في المنزل كانت لجدتي فشربتها ،إال أن األمر في هذه المرة كان صعب
وازدادت حالتي سوءا هذا ما جعل عائلتي مرغمة على نقلي إلى مصلحة االس,,تعجاالت
الطبية إلزالة التسمم الدوائي ،وبعد التدخل الطبي خرجت من تلك الوضعية الحرجة.
مشكلتي هي أنني ال أستطيع التصديق ما يجري لي ،حتى أنه لم يأتي لزيارتي،
أصبحت أبكي كثيرا ،إال أنه لدَية أمل أن أكون دائما معه وإلى األبد.
التعـليـــق :
133
ما نستنتجه هو أن الهوية الذكرية تبقى الطاغية و مركز النواة األسرية وأيضا مركز
قوة وضغط بغض النظر عن االتجاهات والقيم وعن كل ما تحمل,,ه النفس البش,,رية من
أحاسيس ومشاعر ،إذن مهما تغَير المجتمع ومهما ساير العصر الحالي ،إال أن ه,,ذا لم
يمنع من سيطرة الفكر الثقافي السائد داخل الوسط األسري ،فالتشبع به,,ذه األفك,,ار يبقى
راسخ في ذهن األفراد مهما كان مستواهم ،مكانتهم ،ودورهم في هذا المجتمع ،وهذا ما
سماه ) " P. Bordieu ,(1980التنشئة االجتماعية الالشعورية ".
ما نجده عند هذه الحالة هو العيش في تناقض مستمر بين ما تسعى إلى تحقيقه وما
يصادفها من واقع لكن رغم هذا هناك خلفية ثقافية تجعلها دائما تعيش صراعات متناقضة
كما يضيف P. Bordieuأن ما نالحظه من سلوكات وظواهر اجتماعية كلها تحمل قسط
كبير من الالشعور وبالتالي فإن اختيارات ورغبات األفراد تبقى تحت إرغام الشعوري.
لذلك فهي تعاني من الفراغ واإلحساس بالوحدة ،حيث ال تستطيع الخروج بمفردها
إال مع أحدهم ( األم أو األب ) كما جاء في المقابالت ،إضافة إلى توقفها عن الدراس,,ة ،
ولم يسمح لها االلتحاق بمركز التكوين المهني لحصولها على حرفة ما ،لكن هذا لم يمنعها
من أن تفعل ما تريد ،ألن نقص االهتمام والعناية جعلها تفهم ذلك بطريقة أخرى وله,,ذا
السبب فهي تفعل أشياء معاكسة تماما لمحيطها األسري ،هدفها الحصول على ما ك,,انت
ترغب فيه ،وأيضا وجدت الراحة واالطمئنان ،وجدت ما كان ينقصها من,,ذ أن ك,,انت
صغيرة ،لذلك فهي لم تعد تبالي بأي شيء همها الوحيد هو االس,,تقرار في العيش به,,ذه
,رتها
الطريقة بغض النظر عن العواقب التي يمكن أن تتعرض لها في حالة ما أدركت أس,
ذلك .
عالقة الحالة بأمها هي عالقة مضطهدة تفتقر إلى أدنى شروط العناية إحساسها بأنها
,ة
,ل بحاج,
تعيش حرمان من الحنان ،فالفرد بطبعه ليس فقط بحاجة إلى غذاء ،لباس ،ب,
أكثر إلى الحب ،وهذا األخير ينمي ويغذي الشخصية وهو مكمل أساسي لبن,,اء نفس,,يته
وهذا ما قدمه ),A.Maslow (1954في نظريته " الدافعية اإلنسانية" حاول فيها أن يصغ
نسقا مترابطا يوضح من خالله طبيعة الدوافع أو الحاجات التي تحرك السلوك اإلنس,,اني
وتشكله ومن بين الحاجات التي أعطى لها أولوية في النظام المتصاعد كما وصفها ،وهي
الحاجة إلى الحب واالنتماء وتأتي مباشرة بعد الحاجة إلى األمان وهي األخرى أساسية ،
فالفرد حسب A.Maslowبحاجة إلى توجه اجتماعي مثل الحاجة إلى عالقة حميمية مع
شخص أخر ويضيف أن اإلنسان بحاجة إلى االنتماء إلى جماعة أي الحاجة إلى بيئ,,ة أو
إطار اجتماعي يحس فيه باأللفة مثل األسرة .
وهذا ما كان ينقص هذه الحالة،وما نجده هو إحساسها الدائم بأنها منبوذة من طرف
,ذ
أمها فهي ال تزال تنتظر منها معاملة مغايرة ،على أن تعاملها بلطف ،تصغي لها ،تأخ,
بعين االعتبار ما ترغب فيه ،تريد التقرب منها ،ضَم ها ،أي أنها ال تزال بحاجة ماس,,ة
إلى هذا الحب الذي ال يزال ناقصا وحاجتها أيضا إلى السند األمومي ،وفي هذا الص,,دى
يرى أن لألم الدور الكبير في عملية تنشئة الطفل وأكَ,,د على نجد (J.Bowlby,)1978b
,ذه
,ل من ه,
,ع الطف,
العالقة األكثر أهمية خالل سنوات الطفل األولى و في أي حالة تمن,
135
العالقة تسمى بالحرمان األمومي ،فاألم بوجودها تشبع كل حاجات الطفل بيولوجية كانت
أم نفسية عاطفية و عدم إشباع هذه الحاجات يدفع بالطفل إلى اإلحساس بقلق وخوف وهذا
سببه انفصاله عنها .
بالنسبة للطفل فالحب الذي يستثمره من خالل عالقته مع أمه كأول تجربة وهو ضروري
يكسبه جسم سليم ويساعده على االستمرار في العيش ،لكن غيابها يؤدي إلى ت,,دهور في
الشخصية ،وهذا ما تؤكده أعمال R. Spitz(1968),حول داء المصحات تمَيزت أهمية
ذلك في وظيفة األمن ،ألن الطفل بقرب أمه تؤمن له كل ما هو دفئ حماية وحب.
Rivier (1997أن الحب لدى المراهقين هو أكبر مشروع في الحياة ،بحيث يكون التخَيل
هو الوسيلة األكثر أهمية الستثمار حلمهم والمتمثل في الحب المثالي ،يشير أيضا إلى أن
التخيالت العاطفية تأخذ مكانة كبيرة في حياة الفتاة بينما الجنسية تكون أكثر نشاطا ووعيا
بالنسبة للذكور.
هذه العالقة جعلتها تحس بالوجود وأنها مقبولة ومرغوب فيها كلما تطورت أكثر
فأكثر ،وشدة حبها له جعلتها تخاطر من أجل ذلك أي رغم ما تعيشه من ظروف أس,,رية
تقول " أنا دائما أخاطر من أجله وعندما يناديني لنلتقي ال أشعر بأي خوف أو قلق كل م,,ا
أبحث عنه هو أن أجد نفسي معه" .
136
إذن سجلت هذه العالقة العاطفية في البحث عن المعنى للحياة كون الحالة تعاني من
الفراغ العاطفي ،تبحث عن األمان ،عاشت حرمان فهي تبحث عن مكانة جديدة و بحاجة
إلى تغيير لتعويض ما عاشته سابقا ،أيضا من جهة أخرى ضممت لها الثغرات النفس,,ية
التي تعاني منها ،والتعلق باألخر كان من أجل ترميم الجروح القديمة والتي ال تزال تعاني
منها يرى كل من ) S.Galland,J.Salomé , (1999أن هذا النوع من الحب يبنى على
النقائص لترميم الجروج القديمة ،لكن هذا الترميم يأخذ بعد هش وحساس ويبقى األخر هو
المرمم لسد الثغرات القديمة المرتبطة بالماضي أو الحاض,ر الق,ريب م,ع أول عالق,ة
باألخر .فاألخر أصبح يشكل جزء ال يتجزأ من حياتها ،ولجوء الحال,,ة إلى المحاول,,ة
,ة
االنتحارية خوفا من فقدان موضوع الحب وسجلت هذه المحاولة االنتحارية تحت وظيف,
النداء لجلب اهتمام األخر في محاولة السترجاع العالقة ،ألن االنقطاع في العالق,,ة ليس
فقدان للحب فقط وإنما فقدان لكل معاني الحياة ،فالعالقة باألخر جلبت لها السعادة وكانت
تعويض عن ما افتقدته في عائلتها ،فهي تتنفس بهذا الحب الذي جعلها أكثر حيوية وتفاؤل
و كل إستهاماتها وتصورتها ارتبطت بهذه العالقة ،على أساس أن هذا الحب كان مشروع
مستقبلي ،تهدف من وراءه إلى الحصول على مكانة عائلي,,ة وأيض,,ا البحث عن العيش
,يم
,ان تجس,
,ا ك,
,وت الفعلي وإنم,
بأمان وبالتالي السلوك االنتحاري لم يأخذ رمزية الم,
سيكولوجي لما كانت تعانيه ،إضافة إلى ذلك ،التفريق عن األخر لم يكن قرار الحالة وإنما
جاء من طرف األخر فلهذا كان األمر صعب بالنسبة لها وهذا ما شكل جرح عمي,,ق في
,تي نفسيتها ،¹جعلها تحس بالنقص وكان ذلك بمثابة إحياء وتذكير لخبرات الطفول,
,ة ال,
عرفت تسجيل لكل النقائص التي عانت منها ،وهي بذلك تعيش تصَدع في النرجسية حيث
لم تعد تولي أي اهتمام لذاتها ،اإلحساس بالعجز ،نقص الثقة بالذات فقدان األمان وانعدام
,ا
,دا وراء البحث عن م,
الثقة باآلخرين ،حسب التحليل النفسي يرى أن الفرد يسعى جاه,
ينقصه والطاقة اآلتية من الرغبة تكون مرتبطة بالنقص والحرمان.
137
فاألخر طغى على نفسية الحالة وأصبح ممتلك ،أي مستحوذ متواجد في صورة األنا
,ول ,
,ا يق,
،ولم يعد لها تصور بدون األخر الذي أعاد لها الحياة وبفقدانه فقدت معه أنآه,
) " S.Freud (1917 :83فقدان الموضوع يصبح فقدان األنا "
تغير جدري لفتاة تعيش حياة قهر مع أم صارمة لم تشبع حاجاتها ورغباتها ،ليست
,وض
لدَيها إمكانيات تجعلها تبني مشروع مستقبلي وبالتالي كان ابن خالها الوحيد الذي ع,
,رى
,ة أخ,
,ة ،ومن جه,
لها ذلك النقص وحقق لها احتياجاتها ومتطلباتها النفسية من جه,
عاشت إستهامات زوجة وبنت أحالمها ،ورسخت أفكارها على أساس أنه زوجها ،حيث
كانت تنتظر منه الزواج حتى يكتمل إشباعها وحصولها على مكانة ودور اجتماعي مقبول
من طرف المجتمع .
.1التفريق واالنقطاع في هذه العالقة لم يكن قرار الحالة وإنما هذا القرار أخذه الطرف األخر ،ولهذا فالمعاناة كانت
صعبة على الحالة ،إحساسها بالنقص وعدم المنفعة ،وهي لم تكن مهيأة لذلك ،أحدث لها ذلك صدع نرجس,,ي ،ونقص
في تقدريها لذاتها نتيجة لفقدانها الموضوع المحب .
138
G Fclob A ban ˄ ˂ ˃"17 V
D F- A كل الشكل .10غراب
الشكل في الوسط .11حصان "1,05
G KE vap ˄ ˅ ˂ ˃"26 VI
Blocage كل الشكل .12بخار
.ال اعرفه ما يوجد على الجانبين "1,15
االختيار الموجب :اللوحة IVذكرتني بشجرة الزيتون ،أين كنت ألتقي مع ابن خالي ،أما اللوح,,ة V
الحصان يمثل لي الرجولة .
,ا
م, تقول "حسيت روحي فيها والشيء اللي سرالي معه" ،اللوحة III االختيار السالب :اللوحة II
عجبتنيش خاصة الدم .
ميزات بروتوكول الروشاخ
139
العناصر النوعية
على مستوى السلوك على مستوى الحديث الزمن في عدد زمن رقم
اللوحة اإلجابات الكمون اللوحة
قلق شك وتردد "26, 1 1 "5 I
قلق قلق "1,46 3 "9 II
قلق اجترار لإلجابات "1,24 2 "24 III
استراحة تنفس "40 3 "15 IV
خوف وقلق توضيح وتفسير "05 ,1 2 "17 V
قلبها في كل االتجاهات كف مع توقف "1,15 1 "26 VI
الرغبة في رد اللوحة قلق مع توقف "54 1 "23 VII
قلب اللوحة قلق مع توقف "40 2 "6 VIII
قلق توقف عن اإلجابة "04, 1 2 "10 IX
قلق توقف عن اإلجابة "1,45 2 "15 X
"11,99 19 "150
.1-2تحليل بروتوكول الروشاخ
ما ميَز بروتوكول الحالة هو الترَدد والخوف الذي ظهر من البداية ،الوصف م,
,ع
التمسك بالتفاصيل ،ساهم في عرقلة مسار اإلكلينيكية االسقاطية ،إضافة إلى القلق ال,,ذي
أدى إلى سرعة في إعطاء إجابات سمحت لبروز إجابات حادة ذات طبع جنسي وعدواني
،والتي ترجع إلى فشل في العقلنة ،صالبة األليات الدفاعية كانت تحت صدمة اللوحات ،
مع اجترار لبعض اإلجابات وأيضا رفض في بعض اللوحات وعدم القدرة على الوصول
إلى المعنى ،أما التلقائية اإلنتاجية ارتبطت في الغالب بالكف النفسي والبقاء تحت سيطرة
الحياة االنفعالية التي أدت إلى عدم استقرار الحدود وتباثها بشكل مستمر وواضح .
140
التوظيف الفكري للحالة تميز بالتشَتت والقلق ،حيث بدأت الحالة بالتعَر ف على
الموضوع الكلي من خالل إجابة تبين معنى التردد والتخوف من المجه,,ول ،وإجاب,,ات
الحالة كانت في الغالب قصيرة وسريعة في آن واحد ،رغم أن زمن الكمون كان طوي,,ل
ولجوؤها إلى الكبت كوسيلة دفاعية ضد السيرورات التصورية وهذا ما أدى إلى عرقل,,ة
,ط
,ة واكتفت فق,
,اء إجاب,
,درة على إعط,
,دم الق,
الفكر وجعلها تعيش غموض وإبهام وع,
بقــــول " ما عرفتهاش ،ال أعرفه ".....وذلك في اللوحة .VI،VII،IX، Xمما
يشير إلى "وضع مسبق للعاطفة في خدمة الكبت للتصورات ،استثمار مفرط للون المرتبط
بمحددات غير مميزة يقدم النفي") C.Chabert 2004:84 ,).
االنتاجية الكمية كانت كافية ( )R= 19وهي تتماشى مع المتوسط ،لكن ارتبط ذلك
,ة تعكس من
,ورة مشوش,
,ارجي ،في ص,
بنفي الواقع الداخلي واالرتكاز على العالم الخ,
مقارنة بعدد اإلجابات فهي معتدلة لكن ه,,ذا خاللها عدم التكَيف ،فاإلجابات الكلية()G
االعتدال مسجل فقط من حيث الكم أما من حيث الكي,ف فهي تعكس القل,ق ،حيث نج,د
إجابتين لـ F clobعبرت عنها بـ " غراب " ظهرت في اللوحة Iو Vوهي لوحات تحمل
إجابات شائعة ،وهذا ما صدر عن الحالة إلظهار التكيف من خالل ذلك ( )G banوإجابة
)وهي إجابة جنسية sexفصحت لنــا عن أخرى في اللوحة IIبمحدد شكلي ( -F
االنفعاالت المكبوتة تحت سيطرة الكف النفسي ،إضافة إلى إجابة أخرى في اللوحة " VI
,ا أدى إلى كبت
,ذا م,
,ة االدراك ه,
بخار" بينت مدى هشاشة المحتوى وتَص دع في مراقب,
لالستهام الجنسي ،تعكس أيضا من جهة الشفافية وعدم الوض,وح ال,ذي يخفي الحاج,ة
البدائية لالتصال والحاجة إلى األخر ومن جهة أخرى تخفي القلق الذي يرجع إلى العاطفة
والحاجة إلى األمن وما هو تملك لموضوع الحب C.Chabert (2004), .
اإلجابات الجزئية ( )Dظهرت في جميع األلواح ما عدا اللوحة Iو VIبنسية مرتفعة
,رقلت مس,ار
%79وبأشكال سيئة (،)-DFفالتشتت في التفكير واإلستهامات المكثفة ع,
141
,ة
,دة في اللوح,
السيرورة التفكرية وهي تترجم لنا سيطرة االنفعاالت ،ما عدا إجابة واح,
VIIIعبرت من خاللها عن التكيف والمسايرة للواقع (. )D ban
إلى معرفة الشكل واالكتفاء بتسمية اللون فقط ،فالحالة تعيش انقطاع بين النفسية والواقع
وهذا ما أدى إلى كف بين الداخل والخارج .
تشير ) C.Chabert ,(1998aإلى أن هذا الالتوافق يرافق عموما اضطراب في
التفكير من خالل ال فعالية سيرورات التمايز(أنا/أخر) ،مما يؤدي إلى فقدان االتصال مع
,داخل
,و ال,
المواضيع العالم الخارجي التي تنفي المعاني ،والحدود الصارمة باتجاهها نح,
عرقلت مسار اإلنتاجية االستهامية أو العاطفية وهذا ما سمح باالستثمار للعالم الداخلي أما
باتجاهها نحو الخارج ومقارنة بالمرجعية الموضوعية ،لم يتم إدراج ذلك وهذا ما اقترن
باالستثمار للعالم الخارجي .
نسبة ( )Kقليلة مما أشار إلى ضعف القدرات التصورية وإلى الفراغ الفضاء النفسي من
,ك في
,ر ذل,
,عى إلى التحطيم ظه,
خالل النزوات التي سجلت في القوة التدميرية التي تس,
و IIIالتي احتوت على اإلجابات االندفاعية ،أدت إلى منع ظهور الحركي,,ة اللوحةII
االنسانية ،رغم أنها لمحت إلى ذلك في إجاباتها الجنسية "جهاز تناسلي للرجل" و"جه,,از
تناسلي للمرأة " دون الدخول في التفاصيل وبقيت الحالة تحت سيطرة الكف النفسي وإجابة
واحدة لـــ ( ) Kلم تكن كافية خاصة وأنها ظهرت متبوعة بــ ( ) Eفالتضليل هو
الذي كان له دور في الحركة .
إجابة واحدة لــ ( ) Eكان لها فاعلية قوية خاصة ظهورها في اللوحة ذات الرمزية
الجنسية منعت من بروز االستهامات تحت سيطرة آلية الكبت ،إضافة إلى الرفض مم,,ا
يؤكد صحة القلق %( IA) = 26
143
.1-3تحليل لوحات الروشاخ
اللوحة I
بدأت الحالة بإعطاء إجابة كلية شائعة مصحوبة بخوف مما جعلها غير واثقة من
,ك ،ومن
,التردد والش,
,ط ب,
اتخاذ القرار ،إن كان خفاش أو غراب ،وهذا ما جعلها ترتب,
اإلجابة الكلية ( )Gلجأت الحالة إلى الوصف والتمسك بالتفاصيل بإعطاء إجابة جزئي,,ة (
. )D
فالخوف ارتبط بالتعَر ف على أول موضوع مجهول أحدث قلق في نفسية الحالة
جعلها غير قادرة على الوصول إلى اإلجابة بشكل واضح ،هذه اللوحة تشير إلى العالق,ة
دعات في تص,,ور المبكرة مع أول موضوع وما يظهر من خالل اإلجابات ،هناك تَص
الذات كوحدة كلية من جهة وأيضا اضطراب في العالقة بالموضوع من جهة أخرى .
اللوحة II
إسقاط مفاجئ إلشكالية اللوحة من خالل إجابات الحالة التي تحمل الرمزية الجنسية
للذكورة واألنوثة ،مما يشير إلى سيطرة االستثمارات النزوية في شكلها الليبيدي ،اللون
األحمر أشار إلى االندفاعية التي ترجع إلى العاطفة الغير مراقبة وأدى إلى عدم استقرار
,وان
,ية لألل,
وأحدث اضطراب وخوف ساهم في إحياء الخطر الجنسي ،ظهرت الحساس,
بصورة واضحة وكان ذلك بارزا بشكل واضح خاصة وأنه ازدادت أهمية ذل,,ك عن,,دما
استمرت في إعطاء نفس اإلجابات في اللوحة IIIكما أن هذه اللوح,,ة لم تعجب الحال,,ة
,يطرة
وظهر ذلك في قولها " حسيت روحي فيها والشيء لي سرالي معه" بقاء ها تحت س,
اإلستهامات الجنسية وعدم قدرتها على تجاوز القلق وفشل في السيرورات الدفاعية.
اللوحة III
144
خلل في االستقرار أبدى أهمية واضحة من خالل استمراره في اللوحة IIIتحت
,اخ
اللون األحمر أدى إلى كف الفكر وظهور إجابات إجترارية ،فالمن, تأثير اللوحة ،II
,ا
العاطفي للوحة ساهم في ظهور االندفاعية الغير مراقبة والبحث عن التحرر ،نجد أيض,
,انية وهي
عدم التكَيف الذي ارتبط بغياب اإلجابات الشائعة و غياب كلي للتقمصات اإلنس,
اللوحة الوحيدة التي ترمز إلى ذلك وهي هامة لما ترمز إليه وغياب اإلجابات التقمصية له
انعكاسات ويطرح لنا مشاكل في التقمص .
اللوحة IV
ظهور إجابات من نوع( )Dولكن تشير كلها إلى عدم التكَيف وعدم المسايرة للواقع
،كما ترمز إلى دينامكية نكوصية و إجابات كلها تحمل معاني لرموز الع,,الم العالق,,ات
األولية .
اللوحة V
هذه اللوحة كانت تبدو سهلة ،واضحة ومريحة إال أنها أعطت رؤية في شكل يثير
القلق ،حتى أن اإلجابة الشائعة عكست ذلك وهذا ما يمدنا بعدم الق,,درة على التمس,,ك و
االستمرارية في االستقرار ما يشير إلى حساسية مفرطة وهشاشة في الهوَية .
اللوحة VI
وضع مهمش للربط الجنسي الذي ظهر في إنكار ،عزز من خالل استجابة تضليلية
التي أخفت إمكانية أخرى وهي التصور الذي ال يزال مكبوتا ورغم ذلك بروز إلحس,,اس
مكثف بالقلق .وفي هذا الصدد ترى( C. Chabert ,)2004أن االنعكاسات االسقاطية
,الم
,ر المع,
,ة بهج,
,ة متعلق,
للتظليالت الغامضة تفرز عن إثبات وجود هشاشة في الهوي,
المستقرة ،مع غياب التبات الذي يميز هذه التركيبة و الذي يرجع إلى ع,,دم االس,,تقرار
النرجسي ،ضعف األنا.
145
اللوحة VII
كف واضح ظهر من خالل إعطاء إجابة واحدة جزئية ( )Dجناحين ،مع قلق والذي
رافق الحالة في جميع اللوحات خاصة في هذه اللوحة قلبها في جميع االتجاهات ،وفي
األخير عدم الوصول إلى إعطاء إجابة واضحة واالكتفاء بقول ال أع,,رف ....فاللوح,,ة
تحمل معاني للنماذج األنثوية والقدرة على التقمص لهذه النماذج ،لكن ما ظهر كان عكس
ذلك ما يشير إلى اضطراب في العالقات مع الصورة األمومية األولية.
اللوحات X IX VIII
في اللوحات الملونة لم يظهر االنفعال العاطفي بشكل واضح ،ما مَيز اإلجابات هو
الكف الظاهر عبرت عنه الحالة برفضها إعطاء إجابة واضحة واكتفت فق,,ط بق,,ول "ال
أعرف ما تبقى ،األخضر ما عرفتهش ،األحمر ماعرفتهش " .
اللوحة VIII
هي لوحة تشير إلى العالقات مع العالم الخارجي فرغم ظهور إجابة شائعة تشير إلى
التكيف إال أن القلق لم يفارق الحالة بإنكارها في إتمام الوصول إلى ما ه,,و موج,,ود في
اللوحة ثم إعطاء إجابة أخرى لمحت أكثر إلى وسيلة هروبية ،أي مجمل اللوحة ع,,رف
انقطاع بين الصور دون الربط بين ذلك ما أشار إلى إبراز عدم القدرة على إظهار العالقة
.
اللوحة IX
146
هي لوحة المرجعية للعالقة المبكرة مع األم ،ما إلتمسناه من خالل اإلجابات الكف
الذي أدى إلى عدم االستقرار ،اجترار األفكار وبقاء الحالة في حالة التسمية لل,,ون دون
الوصول إلى معناه مع إجابات نكوصية عكست لنا الفراغ العاطفي للعالقة المبكرة .
اللوحة X
ظهور إجابات نكوصية وعدم قدرة الحالة على إعطاء إجابات شائعة تعكس التكيف ،
كف عاطفي أثر على الجانب العقلي وجعل الحالة تعيش تشتت وهذا ما جعلها تش,,ير إلى
,تقرار
,ا في االس,
اللون لكن دون التعبير عن ذلك ،الحالة تعيش نوع من التبعية ورغبته,
بالنسبة لعالقتها بالموضوع وعدم قدرتها على التحرر من ذلك .
سجل بروتوكول الروشاخ للحالة حفصة في التوظيف البيني ،ظهر ذلك من خالل
سيطرة الكف النفسي وعدم قدرتها على التحرر ،بقاء ها تحت سيطرة اإلستهامات الجنسية
وعدم قدرتها على تجاوز القلق وفشل في السيرورات الدفاعية.
ظهور االندفاعية الغير مراقبة مع غياب السيرورة التقمصية ونكوص واضح في
بعض اللوحات عكست من خالله الفراغ العاطفي في العالقة المبكرة ،وما سجل أيضا هو
خلل في االستقرار والتبات أمام الوضعيات والذي ارتبط بع,,دم االس,,تقرار النرجس,,ي
وضعف األنا.
تصدعات عميقة في تصور الذات كوحدة كلية من جهة وأيضا اضطراب في العالقة
بالموضوع من جهة أخرى مع كشف عن حساسية مفرطة وهشاشة في الهوية .
عالقة إتكالية فالحالة أظهرت حاجاتها الماسة إلى السند بعد فقدان الموضوع وهذا
يرجع إلى اضطراب في العالقة األولية مع األم ،و بقاء النمطية الفكري,,ة تحت س,,يطرة
االستهامات .
147
.2الحالة الثانية " حنان "
" الزواج أو العالقة الثنائية أدت إلى إحياء العالقة الثالثية األوديبية "
حنان تبلغ من العمر 20سنة ،متوسطة القامة ،قوية البنية الجسمية ،متزوجة ماكثة
في البيت ،الصغرى بين إخوتها ،لديها مستوى دراسي التاسعة أساسي ،كانت جد سعيدة
بالمقابالت ،وكانت تعبر عن ارتياحها لذلك مع رغبة في المتابعة للعمل معنا.
المقابالت :
حاليا أعيش مع زوجي في بيت مستقل عن كال العائلتين ،كبرت في أسرة تتكون من
,ا إلى
,ل وأن,
ثالثة بنات وولد ،طفولتي لم تكن جَيدة ألن والدي منفصل عن أمي ،انفص,
أمس الحاجة إليهما حيث كانت أمي ال تزال حامل بي في الش,,هر الث,,الث ،رغم ك,,ثرة
المشاكل إال أن األمور لم تعد تهمني ألنني كبرت معها ،في الحقيقة طفولتي لم أحس بها
حتى وجدت نفسي أكبر ألنني كنت عائق عليهم كلهم أمي ،أختي الكبرى ألنني ولدت في
,ني
ظروف صعبة ،انفصال األم عن األب ،تشتت األسرة ،خروج األم للعمل ،أحس أن,
دائما بمفردي ،ماعدا أختي الكبرى التي كانت تدير أمري .
بعد طالق أمي غادر أبي البيت ولم تعد له صلة بنا ،وعندما ولدت وجدت أمي
,ل
وإخوتي فقط ،حتى أنني وصلت إلى سن التمدرس أدركت حينها أنني ليس لدَية أب مث,
باقي األطفال .
أبي يعيش بمفرده ال يزال على ذلك الحال أي لم يتزوج ،بعد طالقه من أمي قرر
البقاء لوحده ،يبلغ من العمر 54سنة عامل في مؤسسة عمومي,,ة ،لكن ليس لدي,,ه أي
,رفت
عالقة بنا ،حتى أنني ال أعرفه كما ينبغي ،وال تربطني به أي عالقة وبالمناسبة تع,
148
عليه الحقا ،بطريق سطحية ،لقاء عادي غير حميمي ،يمكن أن نضع ذل,,ك في إط,,ار
المكتوب لقني به ،وتنجمي تقولي مانعرفهش ،حياتي كلها عشته من دونه ورأيت,,ه على
األكثر 6مرات ،ليس لديه صورة في مخيلتي و ال أكن له أي مشاعر ،وباش نفهم,,ك
غاية وتفهمني النهار لي نشوفه كيشغل هذا هو النهار األول ،نشوف فيه عادي ال يوج,,د
تأثير كيشغل رجل براني ما نعرفهش ،المشكل هو أنني ليس عندي وال إحساس اتجاه,,ه
ما نبغيه ما نكرهه ،عشت من دونه كأنه غير موجود ،وعندما ظهر ورأيته فأنا ال أهتم
ألمره كما فعل هو في السابق ذهب ولم يهتم ألمري رغم أنه كان على علم أن,,ه س,,وف
يرزق ببنت .
أمي تستطيعين القول أنني أعيش معها فقط ،منذ أن كنت صغيرة فأنا ال أراها كثيرا
فهي تعمل وتغيب كثيرا عن البيت ،رغم أنني كنت بحاجة إليها وكنت أريدها أن تك,,ون
بجانبي ،إال أن عالقتي بأمي سطحية ،فهي بعد االنتهاء من العمل تأتي إلى البيت متعبة ،
أيضا إخوتي هم بحاجة إليها ،فهي األم واألب في نفس الوقت ،أحسها بعيدة عني لم تلبي
لي كل الرغبات ،فهي ال تظهر لي حبها وحنانها رغم أنها امرأة عادية ليست قاسية لكن
يبدو ال تبالي باألمر ولم تعطيه اهتمام ،ألنني ولدت في ظروف صعبة ،انفص,,لت عن
أبي وعاشت فترة كبيرة وهي في المشاكل .
الوحيدة التي كانت تهتم بي هي أختي الكبرى ،كانت تطعمني ،تلبسني ،وعندما
أكون مريضة تقف إلى جانبي إلى أن أشفى ،فكنت أحس باالطمئنان والراح,,ة معه,,ا ،
وإلى حد اآلن الوحيدة التي أجدها في كل شيء ،أحبها كثيرا ،فهي بمثابة أمي ،أخ,,تي
,غيرة ،
،صديقتي ،فيها كل شيء رغم أنني ينقصني الكثير ،تساعدني في كل كبيرة وص,
حتى بعدما تزوجت أصبح زوجها هو األخر يمد لي يد المساعدة ،وتنجمي تقولي هذا ما
عندي .
أمي أحس كأن بيني وبينها مسافة بعيدة ،لم تقربني إليها ال أعرف ،يمكن ذلك مرتبط
بمشاكلها وما عانته ،حقا ال أعرف ،أما إخوتي أجد كل واحد منهما منهم,,ك في أم,,وره
149
خاصة وأنهم أكبر مني وبالتالي ليس لدَية ما أفعله معهم ،تبقى عالقتي بهم عالقة سطحية
,اكلي
,ا مش,
،كما سبق وأن ذكرت عالقتي تنحصر فقط مع أختي الكبرى ،فأنا أحكي له,
وألجأ إليها عندما أريد فعل شيء ما .
توقفت عن الدراسة في السنة التاسعة أساسي ،لم تكن لدَية أي رغبة في مواصلة
,ير من
,ان لدَي ة الكث,
الدراسة كما لم يكن لدَية أي تفكير نحو ما سأفعله مستقبال ،كما ك,
,ني
األصدقاء ،كنت أحس بالسعادة معهم ألنني ألهو وأنسى مشاكل البيت وهذا كان يفرح,
,ر في
كثيرا ،كما أنني أدخن السجائر فهي تجلب لي اإلحساس باالنتعاش وتجعلني ال أفك,
أي شيء ،وفي هذا السن 15سنة أي بعد توقفي عن الدراسة كنت أع,,رف شخص,,ا ،
,رة لم
,زواج قبلت مباش,
أحسست بتعلق اتجاهه ولم تأخذ عالقتي وقت كبير ،طلب مني ال,
,وه ،
أعرف لماذا فعلت ذلك ؟ وبعد الزواج أدركت أنني ال أحبه وال يوجد أي انجذاب نح,
ندمت كثيرا على ذلك وهذا ما أعانيه حاليا ألنه رفض أن يطلقني ،وأنا لم أعد قادرة على
,ي
العيش معه ،عالقتي بزوجي غير جيدة ،نتخاصم يوميا ،لم أعد أطيقه حتى أنني أقض,
,بح
معظم وقتي خارج البيت ،ال أستطيع التفكير أنني متزوجة خاصة حاليا ،والذي أص,
يربطني به هو عقد الزواج فقط .
تزوجت صغيرة في سن يفترض أن أعيش حياتي ،أمرح ،أتمتع ،وال أفكر في أي
شيء ،لكن العكس وجدت نفسي في بيت مسوؤلة من رجل لدَية واجبات القيام بها ،غسل
,ل
,ت بالمل,
،طبخ ،تنظيف .....إلخ لم أعد أتحمل ذلك ونفس الشيء أعيده يوميا أحسس,
كرهت كل شيء حتى زوجي كرهته لدرجة ال تتصور.
أعيش حاليا عالقة عاطفية مع رجل أخر غير زوجي ،أحبه كثيرا نلتقي نقضي
أوقات جميلة ونحن على اتصال دائم ،أحس معه باالطمئنان وجدت فيه كل الحنان ال,,ذي
أبحث عنه ،يستمع لي عندما أتكلم ،حنين ،هناك شيء يجعلني أنجدب إليه ،أريد البقاء
معه ،أفضل الموت من أجله ،أرى فيه أشياء كثيرة رغم أنه يكبرني سنا إال أن,,ني أحس
150
بالسعادة معه ،مرات يأتيني إحساس كأنه papaخاصة في كالمه الرزين أحس أنه يخاف
علية ،فحياتي من دونه ناقصة .
زوجي على علم بهذه العالقة لذلك رفض منحي الطالق ،لكي أكون على األقل حرة
وأستطيع فعل ما أريد وأصبحت أعيش حيرة دائمة ألن بسبب هذا الزواج الذي أراه عائق
سوف أفقد أعز شيء ،أصبحت أتعصب بكثرة ولم أعد أستطيع التحمل أكثر من ذل,,ك ،
فكرت في االنتحار مرارا وعندما نفد صبري وأدركت حينها سوف أفقد الشخص ال,,ذي
,دي
,ع جس,
,و تقطي,
,ه ه,
أحبه والذي ال أستطيع العيش من دونه أول شيء بدأت القيام ب,
باستعمال وسائل حادة مثل شفرة الحالقة ،وعندما ال أجد أكسر أي ش,,يء من الزج,,اج
قارورة ،أو كأس ،وعندما أحس بألم شديد حينها أس,,قط على األرض وأبقى لف,,ترة في
,رات لكن دون
حالة إغماء وعندما أستيقظ أجد نفسي غارقة في الدماء ،قمت بذلك عدة م,
جدوى ،رغم الوضع الذي وصلت إليه إال أن األمر لم يتغير ،لكنني ال أريد البق,,اء على
,ه يعلم
,ني ألن,
,اد ع,
,دأ باالبتع,
هذه الحالة خاصة وبدأت أحس أن الشخص الذي أحبه ب,
,ادرة على
,د ق,
,ني لم أع,
بالظروف التي أعيشها ،لكن هذا زاد من توتري وغضبي ألن,
مواصلة العيش من دونه .
هذه المرة قررت حسم األمور بوضع حد لهذه الحياة األليمة ألن الموت هو الحل
الوحيد فقمت بجمع كل األدوية التي كانت توجد في البيت وشربتها على أساس أنني سوف
,ة لكن
أموت وال أفكر في أي شيء لألسف وجدت نفسي في مصلحة االستعجاالت الطبي,
هذا ال يعني أنني سعيدة بالعكس تمنيت أن أكون ميتة على أن أعيش على هذا الحال.
التعـليـــق :
151
ما إستنتجناه هو أن هذه األسرة تسَيرها األم بمفردها وهذا نتيجة طالقها ،بحيث
تعمل من أجل توفير حاجيات ومتطلبات أفراد أسرتها ،لذلك نجدها تعمل خارج وداخ,,ل
المنزل معظم وقتها منهمكة في إتمام األعمال المكلفة لها ،لهذا فهي تسعى جاه,,دة على
تحقيق أدنى شروط الراحة ألوالدها وهمها هو تقديم المساعدة قدر المستطاع حتى يتمكنوا
من تجاوز كل العراقيل التي يمكن أن تصادفهم ،خاصة وأنها على دراية تامة بأنها تمثل
لهم األم واألب في نفس الوقت ،إال أن ذلك يبقى مستحيال فاألم تمثل الحب واألمن واألب
يمثل السلطة وكالهما يساهمان بطريقة مباشرة في نمو وتطور الطفل .
حنان عاشت طفولة مضطربة ،حيث كانت أختها الكبرى هي التي تساعدها وتهتم
لرعايتها وهذا نتيجة لغياب األم المستمر بسبب العمل ،حتى أنها ولدت في ظروف صعبة
أين وجدت األم نفسها ترزق بمولودة دون أن يكون هناك إلى جانبها زوجها وحنان كانت
ضحية ذلك الطالق الذي حدث بين والديها ،فاألم لم تكن لديها أي رغبة ولم تحس بالفرح
عند اإلنجاب وحنان لم تجد استقبال جيد من طرف األم عند الوالدة ،ترعرعت في أسرة
يسودها المشاكل والخالفات تقول " الوحيدة التي كانت تهتم بي هي أختي الكبرى " .
بالنسبة لها أختها هي بمثابة األم وكل شيء في حياتها وهذا إلى غاية وقتنا الحالي
حتى مع الظروف التي تعيشها حاليا ،هي من تقف إلى جانبها.
هذا ما يقودنا إلى القول أنها عاشت حرمان من العالقة الوالدية األم واألب ،عالقتها
,ني
,أن بي,
بأمها كانت عالقة سطحية ولم تكن مرضية بالنسبة للحالة تقول " أمي أحس ك,
وبينها مسافة بعيدة ،لم تقربني إليها "...وبالتالي هذه العالقة لم تكن كافية ،وبالت,,الي لم
يحدث إشباع كافي يجعلها قادرة على تحقيق ذاتها ويساعدها في بناء شخصيتها وهذا م,,ا
أشارت إليه أعمال J.Bowlbyو .R. Spitz
,وقت يتقمص
,ه وفي نفس ال,
,ا من أبوي,
,د منهم,
المعقدة و اختبار لرغبة الحب لكل واح,
صورتهما ،وأن يرغب في أن يكون مثل أبيه وأمه ،إال أن في هذه الحالة لم يحدث تقمص
وهذا بسبب الغياب الكامل وعدم وجود عالقة ،أي وجود فراغ في التصورات ،حتى أن
الطالق الذي حدث لم يكن بعد فترة معينة وإنما حدث قبل والدتها ،أي ال يوجد تص,,ور
لألب يرى M.Berger (2003),أن الطالق يعمل على فقدان الطفل اإلطار الذي كَو نه من
خالل العالقة الوالدية،وهذا اإلطار يسمح للفرد دائما بإجراء بعض من العمل النفسي .في
حين أن الحالة لم تحصل على هذا اإلطار ألنها لم تحظى بعالقة أولي,,ة بين األب واألم ،
فهي وجدت األم بمفردها ،كما يؤكد ( J.L.Donnot,)1993على أن البنية األوديبية ال
توجد فقط كإستهام في نفسية الطفل ،ولكن أيضا كإطار وهذا اإلطار ضروري ألجل دفع
الطفل على إنشاء عمل نفسي صعب .
حيث أنها تــرى في الشخص الذي أحبته صفات األب وهي تقـول " مرات
يأتيني إحساس كأنه .... papaيخاف علية ،فحياتي من دونه ناقصة " ،فهي لم تتعرف
,ذي
,بب الطالق ال,
على األب ولم يكن لها فرصة مساهمة في تكوين عالقة معه وهذا بس,
حدث قبل والدتها،وبالتالي فالعالقة بين الولدين تساهم في خلق اإلطار األساس,,ي ال,,ذي
,ان واألمن
يستطيع الطفل أخذ منه كل ما يحتاجه ،وكلما كانت تلك العالقة تجلب االطمئن,
والحب كلما انعكس ذلك باإليجاب على شخصية الطفل ،يفسر M.Berger (2003),أنه
,ه
,نى يجعل,
بالنسبة للطفل يرى أن العالقة العاطفية بين والديه ليست مثل اآلخرين في مع,
,ا في
,ا دورا مهم,
,ون له,
يكرس جزء من طاقاته لكبث تلك التصورات لوالديه والتي تك,
التكوين األوديبي .لكن في حالة غياب األب بصفة نهائية نجد عدم القدرة على الوصول إل
النسق اإلعدادي للحيوية األوديبية ،لكن ما حدث وهو إحياء العالقة الثالثية األوديبية من
,ول على
,رغب في الحص,
,ة ت,
خالل العالقة الثنائية " الزواج " فهذه العالقة جعلت الحال,
153
,ة من
,ة االنتحاري,
الطرف الثالث وهو الشخص المرغوب فيه والتي أقدمت على المحاول,
أجله ففي هذه الحالة فهي تعيش اإلشكالية األوديبية بكل ما تحمله من معنى .
154
تمارس نفس دور الضحية فهي بطريقة أو بأخرى تعيش نفس المعاناة التي عاش,,تها األم
وهذا ما جاء في حديثها "أمي عاشت فترة كبيرة وهي في المشاكل ...لم تقربني إليه,,ا ال
أعرف ،يمكن ذلك مرتبط بمشاكلها وما عانته . " ...فالحالة على دراية تامة بالوضعية
السيئة التي عاشتها األم مع األب ،فالخبرات األولية السيئة ساهمت في خلق تركيبة نفسية
غير متزنة وغير قادرة على مجابهة الحياة ،وبقاءها في إتكالية لألخ,,ر من خالل البحث
عن السند والحاجة الماسة إلى المواضيع األولية التي ظهرت تحت إشكالية أساسية تمثلت
في التفريق وفقدان الموضوع .وفي هذا اإلطار نجد التفسير الذي قدمه A. Braconnier,
,ر في
,تي تظه,
) (1986حول فكرة أن الحالة العاطفية والتي سماها بالنوبة االكتئابية ال,
المراهقة ،ترجع لقلق التفريق المرضي في الطفولة.
ما نجده هو عدم تقبل الفقدان فهي تفضل الموت على ذلك ،إذن الحداد ضروري
لمجابهة الوضعية وإال نجد مقابل ذلك األلم والقلق ،يضيف S. Freudأن األلم رد فعل
عادي مرتبط بالفقدان ،والقلق رد فعل على الخطر الذي يحتوي هذا الفقدان.
الحالة أصبحت ترفض وضعها الحالي وترفض الدور المكلف لها كزوجة ،بحيث
ترى أنها لم تسعد في طفولتها وأنها لم تعش مراحل نموها كما ينبغي ،حتى وجدت نفسها
تلعب دور راشدة مسؤولة ولديها واجبات ،فالحالة ترفض اآلن هذه الوض,,عية ،ع,,دم
,تي
,عية ال,
رغبتها في االستمرار في هذا الدور،إحساسها أنها تعيش ضغط من هذه الوض,
,ع وال
تفوق سنها تقول" تزوجت صغيرة في سن يفترض أن أعيش حياتي ،أمرح ،أتمت,
أفكر في أي شيء ،لكن العكس وجدت نفسي في بيت مسوؤلة من رجل لدَية واجبات القيام
بها ،غسل ،طبخ ،تنظيف .....إلخ ".
لذلك هي تعترض وتريد الحصول على الطالق كي تحرر من القيود أي المكانة التي
,ديها نقص في الحب
,ا أن ل,
,ه ،وبم,
تشغلها وأيضا حصولها على الحب الذي ترغب في,
األبوي فهي تريد عيش هذه المرحلة أو تجربة الحب األبوي الذي ال تزال ترغب فيه.
155
.2-1بروتوكول الروشاخ للحالة الثانية " حنان "
التقدير االستقصاء االستجابة اللوحة
Doute كل الشكل ˅ ˄"6 I
.1خفاش وال كوكسينال وال نحلة "45
G Fclob A ban
156
"16 ومعجبتنيش
D F- Hd على الجانبين ˄"12 VII
D F- Sourcier 6.كشغل أوجه تاع أطفال
"1,02Sourcier .7
D F+ A ban على الجانبين ˄"2 VIII
Angoisse Un animal.8
علي الجانبين بص,,ح م,,انيش عرفات,,ه
40 والباقي يخَو ف"
Blocage كل الشكل ˄ ˅ ˂ ˃"16 IX
,ير
,اج غ,
,ا نبغيش ح,.ما فهمتهاش وم,
مفهومة ،خص تكون باينة
G Kob Volcan مليح باش نعرفها
كل الشكل Volcan "9.1,22
G Kob Volcan كل الشكل ˄"2 X
Stéréotype Volcan .10
D FC Pl اللون األصفر une fleur .11
D F- A الجزء الوردي .12حيوان بحري "1,11
السيكوغرام
R : 12 )F = 7(3+ ; 4- Kob 2 A 5 A % 42%
Refus :2 F % 63% H 1 H % 8%
"Tps total :8
F+% % 43 FC 1 Hd 2 Ban 4
"Tps /réponse :40
"Tps lat. Moyen : 6,7 G 6 50% Pl 1 IA % 8%
D 5 42% Sourcier 1
TRI : K0/C0.5Type Coarté
DO 1 8% F clob 1 volcan 2
F.Compl k 2 /E 0
RC % 42 Clob F 1
: Eléments quantitatifs
Choix+ V Doute 1
Stéréotype 1
– Choix I III IV VI VII interrogation1
Blocage 3
Critique 1
Angoisse 2
االختيار الموجب :اللوحة Vحاجة واضحها .االختيار السالب :ما عجبتنيش اللوحات وغير مفهومة
خاصة اللون .
ميزات بروتوكول الروشاخ
العناصر النوعية
على مستوى السلوك على مستوى الحديث الزمن في عدد زمن رقم
157
اللوحة اإلجابات الكمون اللوحة
قلق عدم استقرار الصور "45 1 "6 I
قلق مع رفض تعجب مع كف "26 / "4 II
قلق مع قلب اللوحة لم تعجبها "24 2 "10 III
النظر إليها بغرابة قلق وخوف "22 1 "6 IV
استراحة تنفس "32 1 "7 V
قلق مع قلب اللوحة كف ،ونقد للوحة "16 / "2 VI
/ تردد وقلق "1,02 2 "12 VII
قلق خوف واضح "40 1 "2 VIII
قلق مع قلب اللوحة كف مع رفض اللوحة "22, 1 1 "16 IX
قلق اجترار لإلجابات "1,11 3 "2 X
"8د 12 "67
تفكير الحالة حنان كان منصب فقط حول معرفة ما يوجد في الصورة ،لكن كانت
تنظر بغرابة في اللوحات وتبتسم قبل إعطاء اإلجابة أو حتى عند الرفض متبوعة بتعجب
وطرح تساؤل مرات.
بروتوكول الروشاخ لهذه الحالة تميز بسيطرة الكف النفسي وبالصيغة المرضية مع
وجود صرامة دفاعية للحركة اإلسقاطية ،حيث بدأت الحالة بالشك والتردد ليكشف لن,,ا
عن عاطفة عاجزة بالكف النفسي أيضا نجد تخَو ف وقلق حاد ميز تقريبا كل اللوحات مع
رفض إعطاء اإلجابة في اللوحة ، IX , VI , IIاإلنتاجية النوعية فقيرة جدا ،نقص
واضح في التعبير وربط األفكار وفي الوصول إلى المعنى الداللي ما أكدته أيضا اإلنتاجية
الكمية التي هي األخرى كانت جَد ضعيفة حيث بلغ عدد اإلجابات (= )R 12
158
سيرورة التفكيرية في الغالب كانت تخضع لمهام اإلنكار الذي أدى إلى كف العالم
,رت
,ة ظه,
,يغ اإلدراكي,
الداخلي وجعلها تتعلق بالعالم الخارجي مهما كلف األمر ،فالص,
,يغة
,ية ذات ص,
بطريقة صلبة وهذا ما الحظناه من خالل اللوحات التي أشارت إلى حس,
مشتركة دون السعي وراء خلق دينامكية تفكيرية ،حتى أن اإلجابات معظمها أشارت إلى
تصدعات وإلى القلق والحذر.
بالنسبة لتوزيع اإلجابات في البروتوكول نجد لجوء الحالة إلى إعطاء إجابات كلية
))Gبطريقة متسلسلة في اللوحات) ) V , IV ,III, Iوكلها تمثل G simpleبعدها لجأت
إلى إعطRRاء اإلجابRRات الجزئيRRة ( )DممRRا يشRRير أكRRثر إلى غيRRاب الحركيRRة على مسRRتوى
السيرورة التفكيرية ترى ( C. Chabert ,)1998bأن هذه الوضعية تدل على قوة التبعيRRة
بالنسبة للعالم الخارجي.
اإلجابات الكلية أشارت إلى آلية دفاعية ضRRد انبثRRاق السRيرورات التصRRورية ،حيث
نجد إجابتين حاولت من خاللها التكَيف ، ))G banإضافة إلى إجابتين كلها تحمل القلق F
clobفي اللوحة Iو Clob Fفي اللوحة IVوإجابة أخرى في اللوحة IIIبمحدد شكلي (
,ة الكبت
,ة في خدم,
,بق للعاطف,
ماعرفتهاش ،ما عجبتنيش .هذا ما يشير إلى وضع مس,
للتصورات (. C. Chabert ,) 2004
اإلجابات الجزئية ظهرت بنسبة قليلة 42%وذلك في الوحات X , VIII , VII :و
بأشكال سيئة ( ) -Fعكست عدم القدرة على إدراك الواقع بطريقة جيدة وهذا يرجRع إلى
االستهامات المكثفة التي عرقلت مسار السيرورة التفكيرية وجعلها في اإلطار البRRاثولوجي
ما عدا إجابة واحدة في اللوحة VIIIحاولت من خاللها إظهار التكَي ف والمسRRايرة للواقRRع
159
،))D banأما DOظهرت مرة واحدة في اللوحة IIIأشارت إلى الهروب من مواجهة
التقمصRRات الجنسRRية ،غيRRاب اإلجابRRات اإلنسRRانية في هRRذه اللوحRRة وظهRRور أجRRزاء لجسRRم
اإلنسان (األوجه ،األرجل) نفس الشيء ظهRRRر في اللوحRRRة VIIتردد وعدم وجود إجابة
,دم
,ت ع,
,رى " "sorcierعكس,
موثوق من صحتها " كيشغل وجوه ألطفال " وإجابة أخ,
المسايرة للواقع وبينت لنا غنى الحياة الخيالية باإلستهامات ،وفي هذه الحالة عدم الق,,درة
على تقمص الصور اإلنسانية التي لها عالقة بالواقع ما يفسر في تمركز بعيد عن الع,,الم
الواقعي " .انقطاع عن حياة عالئقية واقعية " ( C. Chabert ,)92: 2004وبالتالي نجد
عجز واضح في إدماج الصورة الجسمية كوحدة كلية.
بالنسبة لإلجابات الحيوانية ظهرت بنسبة 42%في صورة تشير إلى التكيف من
خالل إجابتين شائعتين ،أما اإلجابات األخرى أشارت إلى القلق مما يؤكد لنRRا الكRRف الRRذي
لم يجعل الحالة تخرج من نفسيتها وبقائها متقوقعة على ذاتها وهذا ما أدى أيضRRا إلى حبس
الدينامكية .
نوعية العالقة بالواقع أظهرت ضعف في اإلنتاجية ،فاإلجابات الشRRكلية الRRتي تهRRدف
للمسايرة الجَي دة للعRRالم الخRRارجي( )% F+ =43عكسRRت التَص دع من خالل اللجRRوء إلى
" هRRذه اإلنتاجيRRة مسRRجلة في شRRبه غيRRاب لRRبروز اسRRتعمال اإلجابRRات من نRRوع( ) -F
السيرورات األولية " ( .C. Chabert ,)1998bوهRRذا بسRRبب الكRRف النفسRRي والظRRاهر من
خالل الصور المتكررة والمحتويات الفارغة مَيز ذلك عدم االستمرار الذي دل على أهمية
هجوم الروابط والعواطف المدمرة على التفكير.
160
نمط التجاوب الحميمي ) type coarté ) TRIحيث نجد = K 0و = C0.5مما عكس لنRRا
غياب تام للنمط التجاوب الحميمي ما ظهر كان فقط عبارة عن صدي أو بصمة من الواقRRع
يترجم ذلك صعوبة كبيرة عند الحالة ،فالتقوقع على الذات أدى إلى غياب النشاط الحركية
النفسية .
غيRRاب الحركيRRة وفي نفس الRRوقت غيRRاب اإلجابRRات اإلنسRانية يRRترجم لنRRا تصRRدع في
التقمصRRات األوليRRة ،بالنسRRبة لغيRRاب الحركيRRة الكRRبرى( ) KيRRترجم لنRRا ضRRعف القRRدرات
التصوريـــة والفضــاء النفسـي المهــدم من خــالل النــزوات األكثر تحطيمــا تضيـــف (
" C. Chabert,)1998aأن فقر الحركية يعكس عدم القدرة على التموضع في جو انتقالي
يسهل التبادل بين الواقع والخيال " ،بحيث تظهر إجابتين تعكس الدينامكية الحركية Kob
في صيغة تدميرية volcanفي اللوحة Xو ، XIفي اللوحات الحمRRراء عRRدم اإلشRRارة
إلى اللون خاصة وأن اللوحة IIكان هناك رفض وكف عن إعطRRاء اإلجابRRة وعRRدم بRRروز
الدينامكية النزوية التي عRRبرت عنهRRا في تسRRاؤل ،فRRاللون األحمRRر أدى إلى كRRف اإلدراك
وجعلها تعيش مقاومة بين العاطفة والفكر ،و اللوحRRة IIIلم تسRRتطيع الوصRRول إلى إدمRRاج
الصورة الجسمية في وحدتها الكلية ،وعبرت عن ذلك فقط بأجزاء من الجسم أي أضافت
إلى هشاشRRة الغالف النفسRRي نقص في صRRورة الغالف الجسRRمي (C. Chabert,)1998b
وإجابة واحدة تشير إلى اللون FCفي اللوحة Xغير كافية عكست لنا فقط تلميح للدينامكية
النكوصية .
اللوحة I
بدأت بأول إجابة متبوعة بالشك والتردد ،صورة تظهر مكان صورة أخرى ال يوجد
عالقة متينة مع العالم الخارجي رغم أنها كانت تسير في شكل شائع مساير للواقع حاولت
من خالله إدراك الواقع وإثبات التكَيف ،لكن هذا ال ينفي أن الحالة تعاني من اض,,طراب
161
,ا
في العالقة بالموضوع أي أن هناك عالقة أولية تشير إلى القلق ،حتى أن التردد يبين لن,
أكثر المشكلة األساسية المرتبطة بالتصورات المتعلقة بالذات .
اللوحة II
في هذه اللوحة لم تستطيع إدراك المحتوى الظاهر للوحة وبقيت تحت سيطرة الكف
,ائدة في
النفسي ،مع صدمة اللون األحمر الذي أدى إلى منع بروز الدينامكية النزوية الس,
,ائعة إال أن
هذه اللوحة وبالتالي بقيت تحت سيطرة الكبت ،رغم ما تحتويه من إجابات ش,
ذلك لم يظهر ،اكتفت فقط بالتساؤالت التي توحي أن اللوحة شكلت صدمة عند الحال,,ة و
ظهر ذلك في قولها . ? c’est quoi ça
اللوحة III
ظهرت اإلشكالية األكثر أهمية وهي عدم القدرة للوصول إلى التقمصات الجنسية
وهذا بسبب االستهامات المكثفة التي عرقلت مسار السيرورة التفكيرية وهذا يرج,,ع إلى
شدة الكف والتي ترجع هي األخرى إلى شدة القلق ،منعتها من إعطاء إجابة كلية وش,ائعة
اكتفت فقط بالتوصل إلى أجزاء من جسم اإلنسان وإجابة أخرى ، Fclobنستنتج أن القلق
استمر من خالل اللوحات األولى .
اللوحة IV
عبرت عن ذلك في عدم قدرتها على إعطاء إجابة للموقف الموجود في هذه
اللوحــة
أظهرت الخوف ثم شبهت ذلك بزوجها ،في هذه اللوحة ظهرت اإلشكالية المتعلقة بالقدرة
,راغ داخلي
,ة ف,
،عدم قدرتها على التقمص والتمسك بشكل من أشكال القوة ،تعيش الحال,
للصورة األبوية ساهم في منع بروز السيرورات التقمصية ،أي عدم قدرتها على التقمص
يرجع إلى نقص على مستوى التصورات ،عبرت عن ذلك في أنه ص,,عب لكن ح,,رك
162
,ورة
,طربة والص,
,ة المض,
نفسية الحالة جعلها ترى ذلك مخيف ،ونظرا للعالقة الزوجي,
التقمصية السالبة للزوج عبرت عن ذلك بـ " حاجة تخوف كيما راجلي " ظهرت صورة
,ب
,نى المناس,
الرجل في صورة حسية chosifiéوعدم القدرة على إدراك وإعطاء المع,
للخاصية اإلنسانية .
اللوحة V
فهم وتكيف في هذه اللوحة ،عبر ذلك عن استراحة وإدراك الحالة لما هو موجود
في اللوحة ،استطعت التنفس والخروج ولو لوقت قص,,ير من قوقعته,,ا واالنغالق على
ذاتها.
اللوحة VI
رفض إعطاء اإلجابة ،ما يفسر أن التقمصات الجنسية كانت تحت سيطرة الكف ،
,ات
,روز الرغب,
,دم ب,
,ل ع,
وكانت ردة فعل الحالة منحصرة في الرفض والنقد ،ما جع,
,ة وليس الفهم والنزوات ،أيضا نضيف أن H.Rorshachركَز على رؤية م,
,ا في اللوح,
وهذا ما يؤكد لنا شدة القلق.
اللوحة VII
أظهرت في هذه اللوحة اضطراب في تصور العالقة باألخر ،كأن هناك رفض
وعدم القدرة على التمسك بالواقع ،مع خيال واسع يوحي بنشاط االستهامات ،شك وتردد
في تقمص النماذج األنثوية وظهورها في إطار ينفي االتصال والعالقة بالعالم الخارجي ما
يجعلنا ندرج ذلك في وجود اضطراب في العالقة األمومية األولية .
اللوحات X IX VIII
163
عدم ظهور االنفعال العاطفي في اللوحات الملونة وما ميَز ها هو الكف النفسي ،حيث
,وحي إلى
,ا ت,
,ات كله,
نجد عدم قدرتها على التوصل إلى ما يوجد في اللوحات مع إجاب,
الخوف والقلق .
اللوحة VIII
استطعت الحالة إعطاء إجابة شائعة ،لكن اكتفت بذلك ،فالكف النفسي ساهم في عدم
بروز السيرورات التصورية وجعلها تحت النفي ،وأيضا القلق ظهر من خالل الخوف ما
يعكس لنا أن هناك رفض للعالقات الخارجية وصعوبة في الحصول على رواب,ط متين,ة
توفر األمن واإلحساس بالثقة .
اللوحة IX
رفض واضح للوحة من خالل إظهار عدم الوضوح والفهم والغموض ،رغم ما
,نزوات
,دة ال,
تحتويه اللوحة من ألوان وأشكال ظهرت إجابة انفجارية اندفاعية ترجع لش,
التدميرية ،لكن المعاش النفسي للحالة جعلنا ندرك أن هناك فراغ عاطفي وعدم الق,,درة
,ة
,ع إلى العالق,
على وضع ربط بين العاطفة وبين الفكر ،هذا االضطراب العالئقي يرج,
المبكرة مع األم .
اللوحة X
ظهور من جديد إلجابة انفجارية اندفاعية ما يؤكد الخوف والقلق الذي يهدد كيان
الحالة ويجعلها تحت إرغام وسيطرة النزوات التدميرية ما يجعله,,ا تعيش اض,,طرابات
عالئقية ،متبوع بدينامكية نكوصية .
" اللجوء إلي المحاولة االنتحارية خوفا من فقدان موضوع الحب "
( كلما أراد االبتعاد كلما فكرت في االنتحار )
165
سميرة تبلغ من العمر 19سنة ،ذات بنية جسمية متوسطة ،مالمحها كئيبة ،لديها
روح المسؤولية ،تحتل المرتبة الثانية في أسرة تتكون من 07إخوة 04بنات و 03ذكور
,ة ،
,راتب عالي,
لديها مستوى دراسي السنة األولى جامعي ،مع رغبة في الوصول إلى م,
كانت متحمسة إلجراء مقابالت عيادية وسرد لحياتها الشخصية .
المقابالت :
لدية مشاكل عديدة أريد أن أعبر عن ما في خاطري لم أحس يوما أنني عشت سعيدة
كما أنه ليست المرة األولى التي أقبل فيها على المحاولة االنتحارية وسوف أحكي لكي فيما
بعد بالتفصيل ،فقدت أمي من سنة ونصف وتركت لي فراغ كب,,ير في حي,,اتي رغم أَن
عالقتي بها بدأت بعد إصابتها بالمرض .
منذ صغري كنت أحس باهتمام و محبة أبي لي وهو يفضلني عن إخوتي ،لكن عكس
أمي تهتم فقط بالذكور ،حتى أنني ولدت بين ذكرين األكبر يكبرني بسنتين ،أجد أن هناك
مسافة بين أمي وبيني ،عالقتي بها كانت غير كافية تستلزم فقط االهتمام اليومي لكن كان
,بة
,تى بالنس,
,ا ح,
لدية رغبة في أن تقربنا منها وتضمني إلى صدرها فتظهر لي اهتمامه,
للوقت الحالي عندما أتذكر أمي أتذكر أنه كان ينقصني الكثير من األشياء في طفولتي .
كنت قريبة جدا من أبي يتحدث معي ويسأل عني ويهتم ألمري ،كان يجلب لي كل شيء
أريده ،يلبي رغباتي ،فكان الوحيد الذي ألجأ إليه في كل صغيرة وكبيرة ،لكن األم,,ور
,عا
,بح خاض,
,ه ،أص,
اليوم تغَيرت بعد وفاة أمي أصبح أبي شخصا أخر كأنني ال أعرف,
لزوجته ،ألن أبي تزوج مباشرة بعد وفاة أمي ولديه ولد وبنت من زوجته ،لم يع,,د يهتم
ألمري وال إلخوتي خاصة الصغار الذين ال يزالون بحاجة إليه .
166
لذلك أصبحت ال أهتم لشيء أخر سوى إسعاد إخوتي ومنحهم كل ما يريدونه حتى
,زوجت
,ني ،ت,
,اد ع,
ولو بالقليل ،عالقتي بهم جيدة يحبونني كثيرا وال يستطيعون االبتع,
أختاي الصغيرتين وهم اآلن جد سعيدات ،بعد وفاة أمي توقفا عن الدراس,,ة وج,,دت أن
,ترمين
الزواج هو أفضل لهما من البقاء مع زوجة أبي خاصة وأن تقدم لهما أشخاص مح,
أما أنا فأفضل البقاء مع باقي إخوتي إلى غاية االطمئنان عليهم واالعتماد على أنفسهم في
كل شيء وخاصة ال أستطيع تركهم بمفردهم مع زوجة أبي ،رغم أن أبي بعد وف,,اة أمي
,ري وال
,د يهتم ألم,
كان يرغب في تزويجي مع ابن عمي وهذا فقط للتخلص مني ولم يع,
لمصير إخوتي حتى أنه رفض أن أكمل دراستي لكن رفضت ذلك ووضعته أمام األم,,ر
الواقع ورفضت الزواج وأخبرت الجميع أنني لن أتزوج اآلن .
بالنسبة ألمي من سنة ونصف تعرضت لمرض مزمن جعلها طريحة الفراش ولم
,ا
,ة ازدادت حالته,
,ة جراحي,
تعد قادرة على تلبية حاجيات األسرة ،وبعد إجراءها لعملي,
,يء
,ل ش,
الصحية تأزما ،لهذا األمر كنت دائما إلى جانبها ألخفف عنها وأساعدها في ك,
,ا
وطلبت مني أن ال أفارقها وأظل طيلة الوقت إلى جانبها حتى أثناء النوم كنت أنام بقربه,
,ا
,دا أن,
وأصبحت ال تناديني باسمي وإنما بابنتي وكانت ترفض كل من يتقرب إليها ما ع,
الوحيدة التي ترغب في بقائي إلى جانبها ،حينها أحسست أنني كنت بحاجة ماسة إلى ذلك
رغم الوضعية الصعبة ورغم المرض ،إال أن األمر كان يعجبني خاصة عن,,دما أك,,ون
بقربها ،لكن بعد وفاتها فقدت معها كل شيء في الوقت الذي استرجعت فيه أش,,ياء كنت
,يرا وال
بحاجة إليها ،عدت من جديد افتقدتها وما زلت أتذكرها من حين ألخر ،أحبها كث,
يوجد شيئا أغلى من أمي ،كانت رغبتها هو إتمام دراسي وهذا ما كنت أحرص عليه دائما
،لم أنسى أمي يوما ،إال عندما تعرفت إلى شخص لم يكن لقاء مخطط له وإنما هو تاجر
,ا
في محل دخلت عنده برفقة صديقتي التي كانت تريد شراء بعض اللوازم ،وعندما دخلن,
بقيت لمدة طويلة جالسة أنتظرها لم أعرف لماذا في تلك اللحظة تذكرت أمي و أغم,,رت
167
أعيني بالبكاء وكان صاحب المحل ينظر إلي وفجأة وجدته واقفا إلى جانبي ،ثم لم أعرف
,ذا
,ا وهك,
كيف جرى ذلك وجدت نفسي أسرد له قصتي وما يتعلق بمرض أمي و وفاته,
بدأت حكايتي معه ،أحببته كثيرا ولم يعد لي أي قدرة على تركه ،ازدادت عالقتي به يوما
بعد يوم ،نلتقي باستمرار وبنيت كل أحالمي عليه .
فقد كان يساعدنا في كل شيء جعلني أكسب الثقة في نفسي بعدما كنت فقدتها بعد وفاة
أمي ،يرفع من معنوياتي ولم ينقصني شيئا معه فكل ما أحتاج إليه يوفره لي ،فوجدت فيه
أمي التي افتقدتها لذلك كنت أحسه مثل ماما .
بالنسبة للمحاولة االنتحارية قمت بمحاولتين ،ففي المرة األولى تخاصمت معه
,ه رفض
,ه لكن,
وافترقت ولم أعد أكلمه ،لكن لم أستطيع ذلك عاودت من جديد التحدث إلي,
وطلب مني أن ننفصل إال أن األمر كان بالنسبة لي صعب جدا ولم أتحمل ذلك قمت بجمع
,دة
,ا متواج,
,ر وأن,
,ربتها ولم أتفطن لألم,
كل األدوية التي كانت موجودة في المنزل وش,
,دنا من
بالمستشفى مصلحة االستعجاالت الطبية وعندما أخبرته بأمري جاء مسرعا ،وع,
جديد واستمرت عالقتي به رغم الخالفات والمشاكل ،وكلما أراد االبتعاد كلما فكرت في
االنتحار.
,ه
في المرة األخيرة يئست كثيرا ولم أستطيع التصور نفسي من غيره فهو كل شيء ،أحس,
مثل ماما ،فقدت أمي وال أفقده مثلها ،وعندما رفض أن نلتقي وطلب مني عدم االتص,,ال
به لم أستطيع التحمل ألنني ال أعرف العيش بدونه لذلك قمت بقطع شرايين يدي ثم رميت
بنفسي من النافدة وعليه تم إدخالي إلى المستشفى .
أمي هي كل شيء في الحياة ،هي الحياة نفسها ،الحب ،النقاء ،واألب يبقى مكمل
األم ال يمكن االستغناء عنه ،أما الطرف األخر هو النصف الثاني ،هو البنة تاع الحياة و
168
,ان
,رفين لكن إذا ك,
,ادل بين الط,
تستهل الحياة باش تنعاش خاصة إذا كان هذا الحب متب,
العكس ،كان معه الفقدان ،وهذا ما يشكل خيبة أمل ،التهديم ثم الموت .
التعـليـــق :
لكن أبها كان ملح ومَص ر على فعل ذلك ألنه لم يكن بإرادته حيث وجد نفسه مرغم
,ا
,و زواج البنت أوال والتخلص منه,
,ع وه,
يستجيب لمتطلبات الثقافة السائدة في المجتم,
,وع
,د الخض,
,عورية يري,
,ة ال ش,
وتصبح من مسؤولية ورعاية زوجها ثانية فهو بطريق,
واالمتثال لما يمليه عليه المجتمع من عادات وتقاليد حتى وإن لم تكن فعالة وناجعة بالنسبة
169
البنته إال أنه سوف يحس بالراحة واالطمئنان وهكذا يكون ممتن لهذا الفعل الذي قام ب,,ه
ألنه سوف يجعله سائرا تحت قواعد الضبط لثقافة مجتمعه واالنخراط في الجماعة.
وهذا ما يجعلنا نعود إلى الفكرة و المفهوم ¹الذي جاء به)P.Bordieu ,(1979
,ام
,ذه األقس,
,ون من ه,
لتحليل اإلنتاجية االجتماعية أي ما استنتجه وهو أن الفرد متك,
االجتماعية التي ينتمي إليها والتي تتجلى في مجمل القواعد ،التصرفات ،االعتق,ادات
,ة
,ئة االجتماعي,
,ل التنش,
والقيم التي تبرز من خاللها الجماعة الخاضعة لها وهذا بفض,
,ذه
,عور به,
وهكذا يجد الفرد نفسه تحت سيطرة تصرفات وسلوكات مستدخلة دون الش,
,ذه
,ك ،وه,
,ة ذل,
,يرة دون معرف,
األفعال اليومية ويبقى تحت تصرف وظيفة هذه األخ,
السيرورات المستدخلة لكل المعطيات االجتماعية -الثقافية بدورها تص,,بح المح,,رك
األساسي وتسمح بالتكيف مع مختلف السيرورات المختلفة فيما بعد ،وه,,ذا المفه,,وم "
التطبع " يشير إلى التأثير الثقافي الذي يفرض تكوين تطبع ما ،والتطبع هو إجمالية لما
هو موجود بالقوة موضوعي فوري مسجل في الحاضر ....من أفعال ،أقوال .وهن,,ا
نجد ال تزال الفكرة القائمة وهي ضمان مستقبل البنت من خالل الزواج بغض النظ,,ر
ما كانت هي ترغب فيه وهكذا ال يوجد أي تغير في هذا الفعل االجتماعي رغم أن االتجاهات أصبحت تختلف عن
,ا
,ه وإنم,
في الوقت وما يشهده من تغيرات ،لكن األمر لم يكن كما توقعه األب ألن ابنته لم تفعل ما كان يرغب في,
فعلت ما كانت ترغب فيه أمها حيث تقول " كانت رغبتها هو إتمام دراسي وهذا ما كنت أحرص عليه دائما " ،هن,,ا
البنت من جهة أخذت بأفكار األم التي كانت مغايرة تماما ألفكار األب و هو ضمان مستقبل البنت من خالل الدراسة
وبناء الطريق نحو النجـــاح بقاء البنت محتفظة بعالقتها بأمها وعدم استطاعتها العمل بما كان يقوله األب .
وهكذا نستنتج أن العالقة بين األم والبنت ال تزال مستمرة وأيضا ما تعرفه هذه العالقة من
مشاكل ساهم في اضطراب الحالة وأثر على عالقاتها المستقبلية ،جعلتها غير قادرة على
170
,عيفة
االنفصال وتكوين عالقة صحيحة مرتكزة على بنيات أساسية وإنما عالقة هشة وض,
وهذا ما سوف نراه في العالقة العاطفية .
التعلق باألم
فاألوضاع تغيَر ت لدى هذه األسرة وهذا ما أدى إلى تغير كل ما كان سائدا داخل
الوسط األسري وهذا بعد مرض األم ،حيث أصيبت أمها بمرض مزمن جعلها طريح,,ة
,ول" رغم
,ا حيث تق,
الفراش وهنا استرجعت الحالة تلك العالقة التي ال طالما رغبت فيه,
171
الوضعية الصعبة ورغم المرض ،إال أن األمر كان يعجبني خاصة عندما أكون بقربها "
وهي العالقة التي كانت تحن لها فكانت تبقى طيلة الوقت إلى جانبها حتى أنها كانت تنام
إلى جانبها فرغم المرض إال أنها كانت ترى في ذلك فرح كب,ير واس,تمتاع بالبق,اء إلى
جانبها فاألم هي مصدر الحب ومنبعه وهي التي توفر ألبنائه,,ا الحب والحن,,ان أي في
المجمل توفر لهم العاطفة بأكملها ،فبقربها توفر لهم األمان وتجعلهم متشبعين بكل أشكال
الرعاية وهذا ما أكدته العديد من الدراسات حيث تعد دراسة ( J. Bowlby,)1978التي
ركزت على أهمية العالقة األولية ودورها في تكوين الروابط األساسية لألفراد وبالنس,,بة
إليه مختلف التجارب التفريق مع وجه التعلق ، ¹تفريق جسدي مؤقت ،فقدان كلي ،تهديد
بالتخلي ،حضور غير نافع واستجابات غير متكيفة لآلباء كلها مساهمة في خلق قلق يؤدي
,حة
,ق بالص,
في بعض الوضعيات إلى تدهور النمو عند الفرد سواء مفاده إلى كل ما يتعل,
العقلية أو نحو السيكوباثولوجيا .وبالنسبة لــ S. Freud(1975) ,القلق الذي يظهر كرد
فعل األنا اتجاه خطر الذي يبين التفريق أو الفقدان للموضوع.
ما نستنتجه هو أنها كانت بحاجة ماسة إلى التعلق باألم والمزيد بالتشبع بحبها ما
يجعلنا نرى أن هناك نقص في هذه العالقة والبحث عن الحب األمومي ،فرغم الظروف
التي كانت تمر بها األم إال أنها كانت ترى في ذلك تعويض عن كل ما فقدته واس,,ترجاع
,ا
ذلك ألنه أرجع لها اإلحساس بالوجود وأن لدَيها مكانة ضمن الوسط األسري ،حتى أنه,
استرجعت لها ثقتها بنفسها وجلب ذلك لها االطمئنان واألمان ،لكن مرض أمها كان عائق
,ا
,ة وأنه,
,يء خاص,
لهذه العالقة ،حيث توفيت أمها في وقت أحست بأنها امتلكت كل ش,
أحست أيضا أن الحياة عادت لها من جديد حيث تقول " أمي هي كل شيء في الحياة ،هي
الحياة نفسها " .
.1وجه التعلق يقصد به هنا الوجه الذي ارتبط به التعلق وفي الغالب هي األم
172
االمتثال لدور األم في بعده الثقافي والعالئقي
زواج األب شكل صدمة كبيرة في نفسية الحالة ،ألنها لم تجد البديل األمومي الذي
يعوضها عن ذلك وحتى إخوتها الصغار ،لذلك رسخت كل حياتهـــا لخدمتــــهم
تقــــول " أصبحت ال أهتم لشيء أخر سوى إسعاد إخوتي ومنحهم كل ما يريدون,,ه
حتى ولو بالقليل" كما أنها تحس بالذنب عن ما تراه يعترضهم لذلك تسعى جاهدة للوقوف
,ا تقمص كلي
,ها مكانه,
إلى جانبهم فهي ترى أنها أصبحت لهم بمثابة األم ،وضعت نفس,
لدور ومكانة األم في هذه الوضعية فهي تعيش بطريقة الشعورية دور األم ،تقدم الحماية
,ال
,ع لالمتث,
,ذا يرج,
والعطف إلخوتها وحتى أنها تساعدهم على كل صغيرة وكبيرة وه,
والخضوع لما تمثيله األسرة والتربية وخاصة تنشئة البنت داخل الوسط األس,,ري من,,ذ
صغرها فهي تمارس دور األمومة ابت,دءا من اللعب إلى غاي,ة إدراكه,ا وتوعيته,ا أن
مصيرها هو أنها سوف تصبح أَم ا في المستقبل وهذا يرجع أيضا لثقافة المجتمع من جهة
ومن جهة أخرى حبها ألمها وخاصة أنها أصبحت تملك مكانة مفضلة كانت من نص,,يب
,ة ال
,األم لدرج,
,ة ب,
األم (موضوع الحب ) بعد التغيير الذي عرفته فالحالة بقيت مرتبط,
تتصور و بقائها متمركزة في العالقة األولية الثنائية ( أم /الطفل ) والعالقة التي تجع,,ل
الطفل متصل فقط بموضوع واحد يجلب له كل الفوائد األساسية .
173
تحس بعدم الوجود ،بعدم المنفعة إال أنه استطع ملئ تلك الثغرة وكان تعويضا عن الحب
األمومي ،فهي ال تريد أن تفتقده لكي ال تعيش التجربة األولى وتحي الجروح القديم,,ة ،
,ا
ألنها كلما تحدثت عن أمها كلما بدأت في البكاء تقول " أمي هي الحياة " وكأن في غيابه,
ترى عكس ذلك وهذا يجعلنا نسلط الضوء على نظرية( J. Bowlby,)1978التي ترى أن
,د
,ور عن,
,تي تتط,
سلوك التعلق هو المسؤول عن إنتاج بعض من األنساق السلوكية ،وال,
الطفل كنتيجة لتفاعله مع محيطه التكيفي التطوري ،وخاصة تفاعله مع الوجه األساسي في
,ور،
,ذا التط,
هذا المحيط ( األم ) ،وهكذا يبقى الغداء وأثر األكل يلعب دورا ثانويا في ه,
" التي ترى أن التعلق بالثدي المغذي ه,,و S. وهذا عكس ما جاء في نظرية Freud
,ع في
,لوك األم والتتب,
مصدرا للحب " ، .نجد سلوكات الحالة بقيت مرتبطة وخاضعة لس,
العالقة األولية أصبح موجود في هذه العالقة العاطفية ،وهذا ما جعلنا نركز على نظري,,ة
J. Bowlbyوالتي تركز هي األخرى على أهمية األنساق السلوكية للطفل مقارنة بقربه
من األم والتي تصبح كهدف مقرر يمكن استحضاره ولهذا وضع بنيات للسلوك واعتبرها
,هده
مساهمة في التعلق ،وفي حالة التفريق يؤدي ذلك إلى مختلف االضطرابات ،وما نش,
,ة
,د تبعي,
عند هذه الحالة وهو عدم قدرتها على التفريق واالبتعاد عن الطرف األخر ،نج,
وإتكالية ،بكاء ،تشبث باألخر إلى درجة أنها تفكر في الموت من خالل االنتحار ،تعلقه,,ا
باألخر جاء في وقت شعرت أنها فقدت معنى الحياة وحبها له نتيجة لما قدمه لها من عناية
واهتمام وحرص وخاصة كان يصغي لها ويحرص على ذلك من خالل ما تفعل,ه وكأن,ه
مسؤول عن أعمالها ،لذلك رأت فيه كل ما كانت تفعله أمها ،حتى أنها لم تتشبع بكل ذلك
مع األم ،نظرا لوفاتها وجاء ذلك في الوقت الذي كانت بحاجة ماسة إليه ،كما أن اختيار
موضوع الحب لم يتجه إلى الجنس المغاير أي لم ترى في األخر صورة األب وإنما اتجه
,ل
,ا ك,
,دد له,
نحو الجنس المماثل رأته مثل أمها ،وبهذا فهي تعيش حب الترميم الذي س,
الثغرات وعوضها عن حبها ألمها ،هذا النوع من الحب يبنى على النقائص ،تحــدث
عنــه كــل من ) " S.Galland,J.Salomé , (1999 :134الحب أخد وعطاء يساعد
174
,و
,ر ه,
على تخفيف الجروح القديمة لكن هذا الترميم يأخذ بعد هش وحساس ويبقى األخ,
المرمم لسد الثغرات القديمة المرتبطة بالماضي أوالحاضرالقريب " .
175
.3-1بروتوكول الروشاخ للحالة الثالثة " سميرة "
التقدير االستقصاء االستجابة اللوحة
G Fclob A ban كل الشكل ˄"6 I
.1خفاش"18
D Kan A ban في الوسط ˄"10 II
D FC vệtement األحمر في األعلى .2دبين متقابلين
D CF sang األحمر في األسفل .3حداءين
D K H .4طاشة تاع دم
Choque .5كأنه وراء هذين الدبين امرأة طيح,,ة
ورجليها طالعين"2,42
176
Inhibition مابانلي والو .الفوق ما عرفتهاش "33
D Kan A ban لي راهم على الجانبين ˄"10 VIII
D F+ A في االسفل .14سنجابين شادين حاجة
D F- chose راه يبان مقطوع على .15فراشة
Coupure .16األخضر في األعلى واألسفل كيشغل اثنين
حاجة مقطعة "1,24
˄"6 X
D F+A ban الجانبين .17األزرق عقربين
D F- A .18األصفر في األسفل زوج حوتات
D F- A .19األخضر عقرب صغير
D F- radio/ Anat .20الوسط مثل الراديو تاع القلب
DF - anat .21عمود فقري
D Kan A .22كيشغل زوج لفعات متالصقين
رايحين كيما اللفعة
Lien .لوحة جميلة لكن مخيفة "2,66
كل الشكل
Angoisse
177
السيكوغرام
R : 22 )F=10(5+ ; 5- K 2 A 13 A % 59
Refus :0 F % 46% Kan 3 H 2 H %9
"Tps total :13,2
F+ % 50% vet 1 Ban 7
"Tps /réponse :37
"Tps lat. Moyen :9,5 G 4 18% FC 2 tache 1 IA% 9
D 18 82% CF 2 objet / peau 1
TRI :K2/C 3Type Ext .Mixe
: Eléments quantitatifs chose 1
F.Compl k 3 /E 0.5
RC % 41 Angoisse 2 FE 1 Sang 1
Inhibition 2
Radio/anat 1
Coupure 1
Choix+ V VI F clob 1 Anat
Stéréotype 1
– Choix I II Lien 1 Clob F 1 1
Choque 1
االختبار الموجب :اللوحة Vحاجة شابة وما عندهاش الزهر،اللوحة VIما بنلي والوا بصح فيهم
حوايج شابين ومشي شابين .االختيار السالب :اللوحات( ) I , IIكلها مخيفة جدا.
ميزات بروتوكول الروشاخ
العناصر النوعية
على مستوى السلوك على مستوى الحديث الزمن في عدد زمن رقم
اللوحة اإلجابات الكمون اللوحة
التردد في رد اللوحة خوف "18 1 "6 I
قلق صدمة وقلق "42, 2 4 "10 II
قلق ظهور القلق في األخير "1,82 3 "16 III
التردد ثم رد اللوحة قلق مع كف "40 1 "10 IV
النفور وغمض العينين قلق مع نقد الصورة "42 1 "6 V
قلق قلق "1,08 2 "17 VI
قلق اجترار اإلجابة ثم كف "33 1 "4 VII
178
قلق مع هز الرأس استراحة ،ثم القلق "1,24 3 "10 VIII
قلق مع قلب اللوحة كف واضح "17 / "10 IX
قلق قلق "2,66 6 "6 X
"13,2 22 "95
.3-2تحليل بروتوكول الروشاخ
من الناحية الكمية بروتوكول الروشاخ للحالة سميرة أعطى ميزة خاصة تمثلت
أساسا في القلق والخوف الذي خَص التعبير الشفهي وأيضا عدم الوض,,وح والغم,,وض
وعدم وجود تفسيرات للتعليقات المقدمة ،مع رفض تقريبا مَس جميع اللوحات ونق,,د في
البعض ،اإلنتاجية النوعية كانت تحت شدة الكف النفسي وارتبطت بقوة الدفاعية وأعطت
,ذا
%ظهرت بنسبة منخفضة وه, رؤية لمراقبة صارمة للحركية االسقاطية ،مع أن F
,ذا
,ية وه,
بطبيعة الحال يرجع إلى الحساسية المفرطة التي دعمت بفضل اإلجابات الحس,
أضاف تأكيد لهشاشة التوظيف النفسي ،كما أن عدم القدرة على االستمرار والتبات في
الحدود جعل مسار مجمل اإلنتاجية في اإلطار الباثولوجي .
179
النوع من االستجابات الغير مؤكدة وبقيت تحت سيطرة الكف ،من جهة أشارت أك,ثر إلى
رغبة ملحة في الفضول الجنسي خاصة في لوحة الجنس أين ظهر التلميح لذلك ،لكن من
جهة أخرى أعطت شكل في وجهة فكرية لتفادي إظهار النزوات المكبوتة .
في بعض اللوحات تمكنت من إعطاء بعض اإلجابات لكن لم تستطيع االستمرار في ذلك
واكتفت بقول " مانيش عارفتهم ،مبالي والو "...في اللوحات التالية IX, VII , III :
,ة بـ ( )banفي
,انت متبوع,
ترجمت لنا سهولة التوصل إلى الصورة خاصة وأنها ك,
اللوحات التالية " ، X, VIII, V, III:فاالرتفاع ينحصر في طابع انفعالي "
(C. Chabert ,)67 : 2004
عرف هذا البروتوكول إجابتين تحمل الرمزية اإلنسانية في اللوحة IIو IIIوهي
إجابات إنسانية واضحة عبرت عن نجاح التقمص اإلنساني لكن الصورة اإلنسانية ظهرت
في تناظر في اللوحة IIIعكست لنا البحث عن الكمال النرجسي مع إنكار للحركية أدى
ذلك إلى كبث اإلستهامات النزوية "زوج نساء متقابلين بصح مانيش عارفة واش يديرو" ،
أما اإلجابة اإلنسانية في اللوحة IIرمزت إلى إجابة حادة " كأن وراء هذين الدبين امرأة
طيحة ورجليها طالعين " سجلت في إطار االستهام الجنسي وظهرت النزوات في ش,,كلها
الليبيدي والعدواني .
أما نسبة اإلجابات الحيوانية أعطت نظرة أكثر إلى نمطية في التفكير ،مع وجود
تقوقع اجتماعي أقام كدفاع أولي ،وهذا من أجل تجنب االتصال الواقعي والعالقة الحقيقية،
كما نجد ارتفاع لهذا النوع من اإلجابات لدى الشخصيات المبنية ح,,ول ذات مزيف,,ة( .
180
بالنسبة للمقاربة الشكلية ظهرت بنسبة منخفضة % 46ما يعكس عزلة إدراك
المواضيع لهذا لم تكن أكثر واقعية وهذا ما دفعنا للبحث ما إذا كانت % Fمنحصرة في
مجال أخر وعليه قمنا بحساب % F élargiلتصحيح لنا هذه النسبة التي ظهرت منخفضة
وبالتالي وجدنا = F élargi % % 86أما % = F+ élargi %73عكست لنا مدى مالئمة
,ة
,ية للدينامكي,
,ددات حس,
,جل من خالل مح,
الحالة للواقع وهكذا فاالستثمار الشكلي س,
,ة
,ذا نتيج,
االسقاطية أدت إلى منع سيطرة التحكم في مراقبة الواقع لهذه الوضعيات ،وه,
القلق المرتفع الذي ظهر واضحا ومعبرا عن هشاشة الحالة اتجاه األلوان ساهم في ك,,ف
الفكر ،مما جعلها تلجأ إلى استعمال هذا النوع من اإلجابات التي تحمل خلفية لمعاش نفسي
مضطرب غير مستقر ،وبالتالي نستنتج أن القلق سجل في نطاق الكف رغم أن النس,,بة
غير معبرة أي ظهوره لم يكن على المستوى الكمي وإنما على المستوى الكيفي .
181
المحددات الحسية برزت بشكل جلي وبخاصية أساسية من خالل األلوان ،في اللوحة
IIظهرت إجابة انفعالية اندفاعية " طاشة تاع دم " ،في اللوحة IIIتم فقط اإلشارة إلى
الحمرين مانيش "les taches اللون األحمر مع رفض معرفة على ماذا يدل في الصورة
عارفتهم" وهذا لتجنب التعبير عن العالقة .
ظهرت الحساسية المفرطة للون والتي ترجع إلى المثيرات الخارجية والتي ساهمت
في رفع االستثارة وجعل الحالة تندفع وراء اإلجابات التي تحمل إحساس سواء كان متعلق
باللون أو الشكل خاصة أنه ظهر ذلك في اللوحة IVأين كان رفض للوحة ثم تحديد الشكل
وبعدها الرجوع من جديد إلى اإلنكار ،إجابة في اللوحة Vأكدت لنا تلك الحساسية التي
تتواجد لدَيها ،في اللوحة " IIحذاءين " وفي اللوحة VIإجابة تظليلية متبوعة بـ Peau
,رات
أظهرت لنا رغبة الحالة في البحث عن الغالف النفسي للحماية من خالل ترميم الثغ,
الموجودة بالغالف الجسدي ،وما ظهر في اللوحة IXأكد لنا هشاشة الغالف النفسي .
اللوحة I
وجود إجابة شائعة تشير إلى التكيف ،والتحكم في لوحة االختبار إال أن المحدد
الشكلي Fclobأشار إلى وجود القلق لكن مراقب من طرف الحالة.
اللوحة II
بدأت الحالة بإجابة شائعة D banعكست لنا مدى انسجامها مع الواقع ،ثم بدأت في
إعطاء إجابات حسية مما أدى إلى إظهار حساسية الحالة أمام األلوان .ظه,,رت إجاب,,ة
,كل
,رت في ش,
انفعالية اندفاعية أدت إلى بروز النزوات المكبوتة ،فالصورة المتكيفة ظه,
تناظري ثم نجد االستهامات المكثفة جعلت الحالة ترى وراء اإلجابة التناظرية إجابة حادة
فالربط بين الصور أدى إلى نشاط اإلدراك من خالل الحركية Kأخذت في تفسيرها طبع
182
جنسي دو رمزية شفافة تحت تأثير وإرغام النزوات في شكلها الليبيدي والعدواني ال,,تي
بقيت محصورة بين الرغبة والدفاع .
اللوحة III
ظهور اإلشكالية األساسية في هذه اللوحة والمتعلقة بتقمص الصورة اإلنسانية
واإلجابة التكَيفية مست كل من( )G banو( ،)D banلكن بعدها أظهرت إجابة مضطربة
متبوعة بـ CFأشارت إلى انفعالية قوية غير محكمة ،فقدت من خاللها القدرة التحكم .
اللوحة IV
في لوحة القدرة ظهر القلق متبوع بحساسية مفرطة جعلها تعيش خوف لم يمكنها من
إعطاء إجابة ثابتة وواضحة ،أنكرت معرفة شكل الصورة اكتفت فقط بإظهار القل,,ق ثم
لمحت لذلك بشكل " وحش" ثم أنكرت كليا ذلك ،عدم االستقرار أمام الصورة جعل الحالة
,ا
,عها في مكانه,
,ة ووض,
,ورة الذكري,
تعيش قلق مرتفع وعدم قدرتها على تقمص الص,
التصوري واستمرار القلق في اللوحة . V
اللوحة V
في هذه اللوحة أعطت إجابة شائعة متبوعة بإحساس سلبي ،ونقد لتلك الصورة التي
,ديها
لم يعجبها اللون األسود ،بينت لنا حساسية وهشاشة الحالة أمام الوضعيات كما ليس ل,
مراقبة كلية ،واللون األسود لم تعبر عنه كصورة وإنما ظهر كل,,ون عكس لن,,ا م,,دى
,ع
حساسية الحالة في حركية إيجابية ومصدر القلق مرتبط بهشاشة الشخصية والتي ترج,
لهشاشة في تصور الذات .
اللوحة VI
183
في لوحة الجنس اإلجابة لم تكن واضحة ،متبوعة بالشك والتردد " كيما القيتارة "
عدم وجود وضوح في الحدود ،كما أضافت لذلك المحدد التظليلي أب,رز أهمي,ة الك,ف
النفسي مع هروب الحالة إلى كبث التصورات المرتبطة باإلستهامات الجنسية تفاديا لبروز
النزوات ،وبقيت تحت سيطرة الدفاع .
اللوحة VII
استمر القلق في هذه اللوحة ،واكتفت الحالة بإعطاء إجابة واحدة ورفض ما تبقى ،
,بروز
,ا ل,
,ة تفادي,
,ا تحت المراقب,
,وء إلى الكبث وبقائه,
فالقلق كان ناتج عن كف واللج,
,دم
,و ع,
,ر ه,
السيرورات التقمصية خاصة وأن هذه اللوحة تحمل رموز أنثوية وما ظه,
,ع
,ات م,
,طراب في العالق,
قدرتها على التقمص لهذه النماذج األنثوية ،ما يشير إلى اض,
الصورة األمومية األولية.
اللوحات X IX VIII
اللوحات الملونة أثارت قلق وتوثر عند الحالة ،جعلتها ترفض التعرف على األلوان
وهكذا فاأللوان كان لها تأثير قوي و شكلت صدمة للحالة وجعلتها غير قادرة على معرفة
الشكل واكتفت فقط بالتسمية .
اللوحة VIII
احتوت اللوحة على إجابة شائعة " سنجابين شادين في حاجة " أعطت تفسيرا أكثر
إلى وجود تبعية في العالقة وإلى التمسك بالعالقات مع العالم الخارجي ،وإجابة أخ,,رى
تحمل رمزية دفاعية " كيشغل حاجة مقطعة " متبوعة بالشك والتردد ،ف,,القلق متواج,,د
وشمل جميع اللوحات ،نجد أن اإلشكالية األساسية ظهرت في اللوحة بأكملها وتمثلت في
االنشطار .
184
اللوحة IX
القلق الذي ظهر في اللوحة VIIIاستمر في هذه اللوحة ،جعل الحالة تعيش كف أمام
,ة الغالف
,ا هشاش,
األلوان وعدم قدرتها على رؤية األشكال " بصح مبالي والو" عكس لن,
النفسي ،وبالتالي فالمثيرات الخارجية جعلت الحالة غير قادرة على الصمود والتعب,,ير،
,ة
,درات العقلي,
,ف الق,
فالحساسية المرتفعة بسبب القابلية لالستثارة بسهولة ،أدت إلى ك,
وجعلتها تعيش صراع بين الداخل والخارج ،وهذا ما عكس لنا الفراغ الع,,اطفي ال,,ذي
تعانيه واللجوء إلى األلوان كطريقة دفاعية ضد إنبيثاق النزوات وبالتالي عكست لنا الفراغ
في العالم العالقات المبكرة .
اللوحة X
بدأت بإجابة شائعة أردت من خاللها اللجوء إلى التكيف ،لكن رغم ذلك تبقى في
,ك
,ا تتمس,
صراع بين الواقع وبين الرغبة ،حتى العالقة لم تظهر واضحة وهذا ما جعله,
بالعالقة التناظرية كوسيلة دفاعية ،كما يرى ) " G.Rosolato , (1976 :23أن اإلصرار
حول مظهر التناظر للعالقة يسمح بتجنب التعارض بين الرغبة والدفاع ".
من خالل تحليل مجمل العناصر األساسية لهذا الRRبروتوكول نجRRد أنRRه تمركRRز حRRول
توظيف بيني ،والتوظيف سجل أوال في االرتكاز على العالم الخارجي بهدف ضبط الحدود
رغم غنى العالم الداخلي الذي بقي يشير إلى القلق ،مع الهشاشة في الغالف النفسRRي وهRRذا
بسبب الحساسية المفرطة لمثيرات العالم الخارجي .
ثانيا عدم قدرتها على إظهار التصورات الفكرية والعاطفيRة الواضRحة والRتي كRانت
تحت تأثير الكف النفسي ،أدت إلى كبث النزوات وجعلها تأخRRذ مRRيزة الرمزيRRة الشRRفافة ،
185
لجوءهRRا إلى اسRRتعمال االنشRRطار كآليRRة دفاعيRRة بدائيRRة حRRادة لتجنب التفRRاوض مRRع بعض
التصورات وأيضا لعدم ظهور تنظيمات واضحة اتجاه األخر.
أمRRا الهويRRة التصRRورية بقيت عRRاجزة بسRبب السRيرورات التفرديRRة الRRتي لم تسRتطيع
إظهار لنا صورة الذات ثابتة .
ظهرت العالقة اإلتكالية واضحة ،برزت أهميتها في الشدة التي ارتبطت بالمعانات
الصعبة لالستثمار النرجسي واالستثمار الموضوعي ،عدم االستقرار والتبات مRRا يجعلهRRا
تعتمRRد على سRRحب االسRRتثمار المواضRRيع الخارجيRRة واللجRRوء إلى االنغالق النرجسRRي من
خالل العالقة التناظرية وهذا لتفادي الصراع القائم بين الرغبة والدفاع ،مRRا نسRRتنتجه هRRو
بقاءها تحت سيطرة الدفاع ورفضها للرغبة كمثيل لرفض الوضعية المعاشة .
واإلشكالية األساسية ارتبطت بقلق التفريق عن الموضوع ،حتى التقرب هو األخر
بدا مستحيال ،جعلها تعيش تناقضات وهذا من أجل مقاومة ضد االكتئاب.
.4الحالة الرابعة " إكرام "
إكرام تبلغ من العمر 18سنة ،ذات بنية جسمية متوسطة لديها مستوى دراسي
,ا
,ر عليه,
,ان يظه,
الثامنة أساسي ،تحتل المرتبة الثالثة بين اإلخوة وهم ثالثة ذكور ،ك,
الخوف والتردد ،مالمحها كئيبة عكست لنا المعاش النفسي الصعب التي تعيشه .
المقابالت
عشت في أسرة تتكون من ثالثة ذكور وأنا البنت الوحيدة ،درست إلى غاية السنة
الثامنة أساسي وبعدها لم يعد لدية أي رغبة اتجاه التعليم ،حياتي عادية ال أش,,كو من أي
186
,ني لم
,ع لي ألن,
مشاكل ،لكن هناك أمور ال أعرفها و أنا أحمل الجميع المسؤولية لما وق,
أتعلم شيئا كهذا ولم أعرف لحد اآلن لماذا تصرفت هكذا .
عالقتي بي عائالتي سطحية فأنا طيلة الوقت بمفردي ألنني بنت وإخوتي كلهم ذكور
ولهذا ال أجالسهم كثيرا ،فمعظم الوقت أقضيه في مشاهدة التلفاز أو الخروج مع صديقاتي
عالقتي بأمي عالقة سطحية ال أحسها قريبة مني بقدر ما هي قريبة من الذكور ال
أحس باهتمام زائد أو ظاهر ،حياة عادية بسيطة ،ال تسألوني ماذا أفعل؟ وإلى أين أذهب؟
،ال تحسسني بأنها تريد معرفة كل صغيرة وكبيرة عني ،كأنها ال تبالي بأمري ،أما أبي
معظم وقته في العمل فهو تاجر ال يأتي إال في المساء متأخرا يعرف فقط كس,,ب الم,,ال
وتوفير لنا الحاجيات والضروريات لكن عالقتي به منعدمة ال يعرف عني شيئا وعن م,,ا
أفعله .
فالجميع يراني هادئة ،ال أتكلم كثيرا ،كأني ال زلت صغيرة وال أعرف شيئا ،حقيقة
أحس نفسي تائهة وعاجزة عن فعل بعض األشياء ،كما قمت ببعض األفعال إال أنه لم أجد
أي أحد نصحني أو نبهني ،لكن ما فعلته مؤخرا كان خطأ الجميع ،خاصة أمي ال,,تي لم
تكن يوما إلى جانبي .
تعرفت على شخص كان يدرس معي في المتوسطة و توقفت عن الدراسة لكن
عالقتي كانت دائما مستمرة معه لم أعرف أحد غيره ،أتحدث كثيرا إليه وكنا نتف,,ق على
أمور كثيرة ،وأصبحت متعلقة به لدرجة ال أستطيع التفكير في أنه يستطيع االبتعاد ع,,ني
ولهذا األمر كنت أفعل كل ما يطلبه مني ،وذات يوم تحدثنا واتفقنا على أن نلتقي وعلي,,ه
تحججت بصديقتي وقضيت معها قليل من الوقت ،ثم بعد ذلك ذهبت مسرعة إليه وعليه لم
أعرف ماذا جرى لي حتى وجدت نفسي معه في مكان بعيد عن المنزل وأيضا خالي بعيد
عن األنظار ال يوجد أحد ،أين مارست الجنس معه بإرادتي على أساس أنه يحبني وسوف
يتزوجني وبدا لي األمر عادي ،لكن عندما عدت إلى المنزل أصبح ال يرد على اله,,اتف
ويقطع مرات في وجهي ،وعندما طلبت منه االستفسار طلب مني أن ال نلتقي ثاني,,ة وأن
187
ال نعود كما كنا في السابق أصبت بصدمة كبيرة لم أفكر فيما فعلته معه بقدر ما فكرت في
تركه لي .
مرت أربعة أيام لم أترك الهاتف من يدي وفي كل مرة أطلب منه المجيء لخطبتي
,تي
,تغل طيب,
,ا اس,
لكنه رفض وعندها أدركت أنني انخدعت لم يبادلنا نفس الشعور وإنم,
,ل
,دت األم,
وجعلني أتعلق به وأبني كل أحالمي معه وكل شيئا ذهب ولم يعد لي شيئا ،فق,
,اري أمي
وأصبت بجرح وإحساس غريب يهدد كياني لم أعد أتحمل ،اضطررت إلى إخب,
باألمر وكانت صدمة كبيرة عليها عندما علمت باألمر ،ما جعلها تلجأ إلى أبي وإخ,,وتي
ألن األمر حساس وال يتطلب إخفاءه ،لذلك أدركت حينها أهمية ذلك وأهمية األس,,رة في
حياة اإلنسان لكن بعدي عنهم وتعلقي بشخص وجدت فيه الحب ال,,ذي كنت أبحث عن,,ه
جعلني أتخلى عن كل شيء لكن هذه مسؤولية الجميع وإهمالهم لي ،لم أحس يوما باهتمام
,ع
,أت إلى جم,
,اتي فلج,
أمي كما أحسست به ،وأنا في هذه المشكلة لم يعد أي معنى لحي,
,دما
األدوية التي كانت تتواجد في المنزل وشربتها ثم نقلت على إثرها إلى المستشفى وعن,
,جن
,د بالس,
أدرك الجميع بأمري قام أبي بإبالغ الشرطة فتم القبض عليه وهو اآلن يتواج,
وحكم عليه بالسجن لمدة سنتين ،فأنا لم أعد مرتاحة أبكي طيلة الوقت من جهة ألنني أحبه
لكن ما فعله كان صدمة كبيرة ،ومن جهة أنا مرتاحة ألنه مسجون ويعاقب.
فعلت ذلك ألنتقم لنفسي وما فقدته ،لذلك تظاهرت أمام الجميع وخاصة أثناء المحاكمة
بعدم معرفته وكأنه لم يربطني شيئا به مصرحة أنني التقيت به في الطريق فاص,,طحبني
بالقوة ممارسا علي العنف حيث هددني بالسالح األبيض وهذا ما سمح له باالعت,,داء علي
جنسيا ولهذا األمر تم القبض عليه سنتين سجنا مع غرامة مالية ،فأنا اآلن جد سعيدة ألنه
رفض الزواج بي حتى أنه أراد أن ينفد وكأن األمر سهال أوكأنه لم يحصل أي شيء ،في
البداية عشت األمر عادي ألنني كنت أعتقد أنه يحبني وسوف يتزوجني لكن فيما أص,,بح
بعد ذلك شخصا أخر وكأنني ال أعرفه وال تربطني أي صلة به فلهذا األمر لم أعد أتحمل
وبالتالي أردت أن أكون مثله ،فهو اآلن يأخذ جزاءه .
188
لم أستطيع النسيان ما فعله معي وأحيانا أحس جسمي يرتعش ويركبني خوف وال
أستطيع مقاومته ،من جهة األمر كله يزعجني أبكي طيلة الوقت ألنني تعرضت لخيان,,ة
وغدر من طرف شخص أحببته كثيرا ،فأنا أعيش قلق ال أعرف كيف أتخلص من ذل,,ك
ألن رأسي يؤلمني هو األخر لكثرة التفكير لما جرى لي ،أحس بالندم و الشعور بال,,ذنب
هو الذي يقتلني .
التعـليـــق:
البحث عن مكانة
وبالنسبة لهذه الحالة ورغم صغر سنها فهي لجأت إلى البحث عن مكانة لنفسها
محاولة خلق نمط جديد لحياتها والمتمثل في تكوين أسرة واالستقرار بمفرده,,ا أي البحث
عن وضع أفضل مما هي عليه ،أيضا عالقتها بأمها سطحية كيف لها أن تتقرب منها فهي
كانت تستقبل فقط ما يوجد في الوسط األسري دون أخذ وعطاء وإحساس الحالة أنها بعيدة
,ة
,أمي عالق,
,تي ب,
عن أمها ال تبالي بها وال تهتم ألمرها ،وهذا ما جاء في حديثها "عالق,
سطحية ال أحسها قريبة مني بقدر ما هي قريبة من الذكور ال أحس باهتمام زائد أو ظاهر
,ام
,اس باالهتم,
,ا اإلحس,
" ،فهذا البعد العالئقي جعلها تبحث عن عالقة أخرى تجلب له,
وتعويض لها النقص والحرمان ،فهي بحاجة إلى االهتمام والحب ،هذا ما يجعلنا نستنتج
أن هناك خلل في العالقة مع األم ،ألنها هي التي تدرك أفعال أبنائها وتع,,رف من خالل
حالتهم النفسية معاناتهم وآالمهم ،ألن بعدها عنهم يجعلهم يحسون بالنبذ واإلهمال فله,,ذا
,ن
,ل أنجح وأحس,
,ديل عن ح,
,رى كب,
,ويض أخ,
األمر يلجأن إلى البحث عن وسائل تع,
190
الحتياجاتهم ورغباتهم ،وهنا نركز على أهمية العالقة مع األم التي على أساسها تتك,,ون
العالقات ،وهذا ما دفع بالحالة إلى البحث عن ذلك من خالل عالقتها بشخص رأت في,,ه
أنه الشخص المناسب لحياتها وأنه يحبها و وجدت فيه كل ما كانت ترغب فيه ،وبما أنها
ماكثة في البيت لم تحظى بأي اهتمام ،متوقفة عن الدراسة ،ليس ل,,ديها عم,,ل أي تعيش
فراغ وليس لدَيها ما يشغلها فعالقتها به كانت تعويض عن ما كان ينقصها ،حيث أرج,,ع
لها الحياة من جديد وأصبح يمثل لها كل شيء ،لذلك كانت تفعل أي شيء مع,,ه بحيث ال
يهما أمر أي أحد كان ،والعواقب التي يمكن أن تلحق بها نتيجة تصرفاتها حيث أنها كانت
,ة ،
,ك مكان,
ترى نفسها كبيرة من خالل هذا السلوك ،وهذه العالقة جعلتها تحس أنها تمل,
مقبولة اجتماعيا ،وحتى في نفسيتها أحست أنها كبرت وأصبحت امرأة وعليه,ا أن تعيش
فهي لم تنتظر شيئا من أحد فقط استمرارها في هذه العالقة والزواج بهذا الشخص ح,,تى
يتسنى لها العيش باستقاللية وأن تصبح راشدة ولديها أسرة ،هذا هو الذي كانت تسعى إليه
.
لكن هذه العالقة عرفت نمو سريعا نظرا لما كانت ترغب فيه الحالة و بفضلها أحست
بأنها موجودة وأحست براحة واطمئنان ،فلهذا كانت تفعل كل ما يطلبه منها وال تمانع ذلك
,جها
,ال لنض,
,ر كاكتم,
،كانت تعتقد انه سوف يصبح زوجها في المستقبل وما فعلته ظه,
وإثبات لذاتها أنها أصبحت فعال كبيرة ومسؤولة عن أفعالها ،لكنه,,ا لم تكن ت,,درك ولم
تتصور إمكانية التفريق عن األخر جراء هذا الفعل ،فهذا األمر هز كيان الحالة وجعله,,ا
تتحطم بعدما أدركت أنها غير قادرة على استرجاع تلك العالقة السابقة فرغم محاوالته,,ا
وتهديداتها إال أنه لم يستمع لها ورفض وبقي مَص ر على قطع العالقة وعدم االتصال بها
,ا لفتت
ثانية ،هذا ما شكل جرح كبير في نفسية الحالة ،توترت حالتها النفسية لدرجة أنه,
انتباه أمها وجعلتها تدرك أنها تمر بمشكلة كبيرة وعندما عرفت حقيق,ة األم,ر أص,يبت
بصدمة كبيرة ،أدركت أن ابنتها لم تعد صغيرة كان ينبغي أن تكون بقربها في كل كبيرة
191
,ان
,ان واألم,
وصغيرة وأيضا التقرب منها والتحدث إليها وجعلها تعيش نوع من االطمئن,
وجعلها تحس بتلك العالقة األمومية التي تحتوي على الحب والحنان .
في هذه الحالة أدركت الحالة أنها لم تعد مرغوبة من طرف الشخص المحب فلجأت
إلى المحاولة االنتحارية ألنها أحست أنها لم يبقى لها أي شيء تتمسك فيه وبالتالي سجلت
,ا
المحاولة االنتحارية تحت التهديد من جهة أردت الحالة أن تعبر عن معاناتها عن إهماله,
ونبذها ومن جهة كانت لدَيها رغبة كبيرة في استرجاع عالقتها باألخر ،لكن األمر لم يكن
كما كانت ترغب وبالتالي فاألخر لم يستجيب لطلبات أي أحد ،وهذا م,,ا أدى إلى س,,وء
حالتها النفسية ،فهي اآلن تعيش كآبة نفسية حادة ال تعرف التفكير باستمرار ،تش,,تت في
األفكار ،حتى أننا نلتمس أللمباالة ،عدم اإلصغاء وأيضا القلق والتردد إضافة إلى الشعور
بالذنب وخيبة أمل كبيرة جعلتها تعيش في توتر دائم وعدم قدرتها على استيعاب ما حدث
لها وهذا نظرا لفقدانها للشخص الذي أحبته و أيضا فقدانها لكل معايير الحياة التي رسختها
في ذهنها والتي ربطتها بهذه العالقة العاطفية التي كانت تعتقد أنها عالقة جديرة و متبادلة
،أي فقدانها لمشروع الحياة .
192
كما أن الشعور بالذنب هو جزء من االكتئاب يزداد مع القلق والتوتر وع,,دم اإلحس,,اس
بالراحة واالطمئنان وهذا ما أصبحت تعيشه الحالة بعد الحادثة التي وقعت لها ألنها لم يعد
بإمكانها مواجهة األخر فاإلدانة أصبحت موجهة فقط للذات كونها الوحيدة المس,,ؤولة عن
ذلك ،ألن ليس هناك حل في أمر صعب وخاصة عندما يكون الحل عند األخر لكن,,ه يبقى
رافضا إعطائه فيزداد األمر سوءا وتزداد الكآبة النفسية فتبقى الوسيلة الوحيدة هي اللجوء
إلى المحاولة االنتحارية .
193
D F- chose .2حاجة قسمتها حاجة في الوسط"1,24
Coupure
˄"10 II
D C sang األحمر .3دم البقعات الحمرين
Dbl F- A الفراغ األبيض .4البقعة البيضة حوتة
D CF tache .5البقع الحمرين مغطين الكوحلين "1,44األحمر لي فوق لكحل
الوسط األحمر ˄"15 III
D FC anat األجزاء السوداء على 6.كقلب وال رية
Doute اليسار وعلى اليمين .7رأس ،رقبة ،يدين ،كجسم امرأة
D F+ H الوسط " 2.23 les poumons.
Stereotype
˄˅"6 IV
G EK fumée ,ا كل الشكل
,ة مين يحرقوه,
,اع الدرج, .8دخان ت,
وتشعل توالي كيما هكذا ...سايي "55
G Fclob A ban كل الشكل ˄"4 V
Doute الشكل على الجانبين .9يبانلي خفاش ،جناح "33
Description
D FE Ad هذا الفوق كيما شعر ˄ ˅ ˂ ˃"12 VI
D FE tache البقعات الرمادية .10شعر
Refus كل اللوحة .11بقعات تاع حيوان،ما فهمتهش "1,43
˄"13 VII
D F- H على الجانبين .12بنادم
D F+ Hd هذي لي راه الفوق .13رأس تاع شيرة
D F- anat كل الجزء السفلي 2,09 .14جناب"
الجزءاألحم,,,,,ر ˄ ˅ ˂ ˃"3 VIII
D FC A ban المـوجودعلــــ .15حيوان اللون نتاعه أحمر
ـى الجانبيــــن .سايي"44
˄"2 IX
Refus ,م لي راه كل الشكل
.ماعرفتهاش ،غير هكذارس,
Symétrie كيان هنا راه هنا ،تناظر" 45
194
"Tps lat. Moyen : 8,2 D 11 65% Sang 1
Dbl 1 6% FC 3 Chose 1
TRI : K1/C3.5Type Ext .Mixe : Eléments quantitatifs CF 1 Tache 2
F.Compl k 1 /E1.5 Doute 1 C 1 Fumée 1
RC % 32% Stéréotype 2 Anat 3
Descriptions 2 FE 2 Dessin 1
Choix+ III VII Refus 2
Choix – I II IV V VI Coupure 1 F clob 1
العناصر النوعية
على مستوى السلوك على مستوى الحديث الزمن في عدد زمن رقم
اللوحة اإلجابات الكمون اللوحة
قلب اللوحة قلق وتوتر "24, 1 2 "12 I
ارتعاش اليدين انخفاض الصوت،قلق "1,44 3 "10 II
ارتعاش اليدين اجترار اإلجابة وقلق "2,23 2 "15 III
قلق انخفاض الصوت "55 1 "6 IV
احمرار العينين تردد وقلق واضح "33 1 "4 V
بكاء و ارتعاش اليدين كف وقلق "1,43 2 "12 VI
خوف وارتعاش اليدين قلق وخوف "2,09 3 "13 VII
قلق قلق "44 1 "3 VIII
قلق رفض اإلجابة "45 / "2 IX
استمرار القلق اجترار اإلجابة وقلق "55 2 "5 X
"13,25 17 "82
195
ما ظهر في هذا البروتوكول هو سيطرة الكف النفسي مع قلق واضح في اللوحات
سواء من خالل اإلجابات التي تشير إلى ذلك أو من خالل النسبة التي أكدت لنا ذلRRك %30
أيضا من الناحية الكمية المعطيات أعطت اهتماما لظهور واضح لإلجابات الحسية CƩ=5.
5و EƩ=2وهذا ما أدى إلى انعكاس واضح على اإلجابات الRRتي لهRRا عالقRRة بالشRRكل %F
قليلة جدا ،ما ظهر في المجمل هو أن البروتوكول أعطى صبغة خاصة جعلت ذلك يترجم
لنRا احتماليRة أن مRادة االختبRار جعلت الحالRة في رد وأخRذ بين اإلجابRات وأحRدثت صRدع
وردود أفعال كلها تشير إلى وجود قلق .
أظهرت لنا التكيف وأيضا التقمصات الجنسية وفي اللوحة Xظهرت بمحدد شكلي F ،-
196
وبالتالي نستنتج أن مستوى الحركة سجل في اإلطار االستهامي المكثف الRRذي رمRRز
إلى أهمية الداللة المخفية والتلميح لوجRود تصRورات تفRوق التصRور العقلي وهRذا بطبيعRة
الحال تحت سيطرة االستهامات التي كRRانت تشRRير إلى أن هنRRاك نشRRاط مسRRتمر في إحRRداث
التصRRورات وهكRRذا نجRRد من جهRRة الحركRRة ظهRRرت في شRRكلين المسRRاهمة في اإلنتاجيRRة
التركيبية ومن جهة تجنب اإلجابRRات الواضRRحة ،واللجRRوء إلى التلميح من خالل التظليالت
ونستطيع إضافة أيضا أن هذه المظاهر لها عالقة باالستثمار المفرط للسيرورات التفكيرية
وهذا االستثمار المفرط هو الذي أدى إلى فشل جزئي لفعاليتها ،ما جعلها تسير في االتجاه
السلبي متبوعة بالكف ،وهذه السلبية والكف الواضح مرتبRRط أساسRRا بالرغبRRات المكبوتRRة
التي بقيت تحت سيطرة الدفاع ومنعت الحالة من اللجRRوء إلى االسRRقاطية الRRتي أشRRارت في
تحليلهRRا أكRRثر إلى الرغبRRات الجنسRRية وظهRRرت في شRRكل أين نجRRدها تختRRبئ وراء البحث
الفكري وما يظهر لنا هو ضRRعف الغالف الشRRكلي من خالل مRRا سRRجل في السيـكوغرام F
% %= 41أظهر العزل اإلدراكي للمواضيع والتي تبين أنها أقل تكوين وبعد حسـاب F%
élargiصححت هذه النسبة F% élargi =83%لكن نوعية المراقبة الشكليــة برهنت لنا أنها
غير مرضية من خالل élargi F+%= %57وبالتالي نقول أن هذا التصدع محدد بشكلين
مختلفين:
/1نوعية المراقبة الشكلية أعطت أهمية لإلجابات الحسية Fclob FE CF FC C
وجعلتها تحت سيطرة االندفاعية ،سواء التي برزت من خالل اللون أو التظليل الذي ساهم
هو األخر في وضع مكان خاص لعدم بروز التصورات في شكلها الواضح.
/2نوعية المراقبة الشكلية خضعت لظهور األشكال السيئة التي لمحت في الغالب
إلى عدم إظهار المحتوى الكامن في شكل أكثر تقربا لما هو ظاهر.
و Gظهرت قليلة في هذا البروتوكول وهذا يرجع لمساهمة Dالتي عرفت ارتفاعا
%65و ظهرت إجابة واحدة Dblفي اللوحة IIأشارت إلى وسيلة دفاعية هروبية تجنبا
للمحتوى الكامن للوحة وتفاديا لبروز النزوات.
التقمصات الشكلية للتصورات أظهرت تصدعات عميقة في سجل التصورات للذات
,ود
,ارت إلى وج,
,ة Iأش,
,انية Hففي اللوح,
،وظهر ذلك من خالل االستجابات اإلنس,
197
اضطرابات عميقة ،أما في اللوحة IIIلم تستطيع الحالة إدراك الصورة بشكل ثابت وبقيت
تحت التردد الذي ارتبط بشدة القلق ،وفي اللوحة VIIأشارت إلى عدم القدرة على اختيRRار
التقمص الجنسي " بنادم" .
أما اإلجابات الحيوانية ظهرت بنسبة منخفضة ، %24ظهرت في أشكال سيئة
ساهمت في ظهور القلق ،فالنمطية الفكرية كانت تحت سيطرة االستهامات التي أدت إلى
كف الميكانيزمات العقلية .
اللوحة II
اندفاعية،حساسية لأللوان والتي ترجع لبقاء صدى اللوحة األولى جعلتها تعيش قلق
,ذه
مستمر وهذا ما أدى إلى ظهور إجابة "الدم" مباشرة عند رؤية اللوحة ونظرا ألهمية ه,
الحساسية حتى المكان األبيض لم تراه كعمق وإنما كلون وحتى البقع الحمراء والس,,وداء
لم تراها كشكل وإنما كلون ،وهذه االندفاعية الغير مراقبة ترجع لتحرر االنفعال مما أدى
إلى عدم التحكم في الشكل .
اللوحة III
الموضوع المرئي لم يحدد بشكل جيد وهذا يرجع إلى القلق وأيضا من المفترض
,ة
,ة مقارن,
,ذه اللوح,
تحليل اللون األسود قبل األحمر و هو مؤشر يؤكد وجود القلق ،وه,
باللوحات السابقة هي لوحة سهلة وواضحة ،كما أنها تحتوي على إجابة تكيفي,,ة ش,,ائعة
,رئي
لجسم اإلنسان لكنها لم تدرك إال بعد أجزاء لجسم اإلنسان وبالتالي الجسم بقي غير م,
بشكل نهائي بسبب التردد وهذا يدل على كثرة التوتر والقلق الموجود لدى الحالة .
اللوحة IV
عدم اإلدراك والبقاء تحت وقع القلق ،ظهور الحركية في شكلها الغامض والتي أدت
إلى عدم القدرة على إظهار اإلشكالية األساسية .
199
,ذه
,ا أن ه,
ظهور التجنب في إعطاء اإلجابة من خالل استعمال كلمة التوقف "سايي" ،كم,
اللوحة تشير أكثر إلى القلق.
اللوحة V
استمرار القلق في اللوحة Vمن خالل ظهور اإلجابة التكيفية الشائعة المتبوعة
بالتردد وأيضا إجابة "خفاش" ،ولجوئها للوصف والتمسك بالتفاصيل حيث أضافت إجابة
"جناح" كتحقيق لإلجابة األولى .
اللوحة VI
في لوحة الجنس بقاء الحالة تحت سيطرة الكف ،كما أن التظليل عكس أهمية
الرمزية الجنسية وهذا من خالل اإلجابات وخاصة أنها ظهرت كلها في رؤي,,ة جزئي,,ة
وأيضا عدم الفهم الذي حل محل اإلدراك فالخوف هو الذي أدى إلى ك,,ف اإلدراك ولمح
إلى وجود اضطراب في العاطفة والتظليل هو مؤشر أخر يرمز إلى القلق .
اللوحة VII
عكست لنا هذه اللوحة القلق الذي تعانيه الحالة وكأنها بحاجة ماسة إلى السند وظهور
إجابة إنسانية في اللوحة التي تعكس العالقات المبكرة مع األم لكن عدم قدرتها على تحديد
,يرة "
الجنس " بنادم" عكست لنا اضطراب في الهوية وإجابة أخرى جزئية " رأس تاع ش,
دون اللجوء إلى الكل وبقي القلق مستمر خاصة ظهور إجابة تشريحية .Anat
اللوحات X IX VIII
القلق الذي ظهر في اللوحة VIIاستمر في اللوحات الملونة وجعلها تعيش كف
عاطفي ساهم في عدم ظهور التعبير العاطفي.
200
اللوحة VIII
رغم ظهور اإلجابة الشائعة التي تشير إلى التكَيف في شكل يحمل اللون وهذا نظرا
لكونها أول لوحة تحمل األلوان إال أن ذلك بقي مرتبط بالقلق.
اللوحة IX
رفض الحالة إعطاء إجابة واضحة واكتفت بقولها أن هناك تناظر في الرسم ،تحويل
اإلدراك ظهر في شكل عدم وجود صورة وهذا يترجم لنا بعدم وجود واقع .
اللوحة X
استمر القلق في هذه اللوحة خاصة مع ظهور إجابة تشريحية ،وبالضبط في هذه
اللوحة ثم اللجوء إلى اإلجابة االجترارية أكد لنا أهمية القلق عند هذه الحالة .
ما ميز هذا البرتوكول هو القلق الذي ظهر بنسبة مرتفعة ،جعل الحالة تعيش كف
,ل
,ك فش,
نفسي وهذا الكف ساهم في عرقلة مسار السيرورة التفكيرية ،مما عكس لنا ذل,
لفعالية االستثمار الطاقوي سواء على المستوى الشكلي أو على المستوى العاطفي .
لجوء ها في الغالب إلى الدينامكية الهروبية وهذا لتفادي بروز الصراعات النفسية
الداخلية والتي احتوت أساسا في صراع بين الرغبة والدفاع .
جفاف الفكر بسبب القلق أدى ذلك إلى اجترار اإلجابات وعرقلة مسار التصور
اإلدراكي .
اإلنتاجية الكمية والنوعية ظهرت بنسبة منخفضة وغير مسايرة للواقع العالم
الخارجي من جهة ،ومن جهة أخرى ظهرت في اإلطار الس,,لبي .وه,,ذا يرج,,ع إلى
201
,يرورات
,ة س,
,ير من خالل ال فعالي,
,طراب في التفك,
الالتوافق الذي يرافق عموما اض,
التمايز(أنا/أخر) ،مما يؤدي إلى فقدان االتصال مع المواضيع العالم الخارجي.
.5الحالة الخامسة " أمينة "
يمينة تبلغ من العمر 19سنة ،متوسطة القامة ،متوسطة البنية الجسمية ،توقفت عن
,ط من األم
,ون فق,
,رة تتك,
الدراسة في السنة الثامنة أساسي ماكثة في البيت تعيش في أس,
وأختين وهي تحتل المرتبة الثانية بين أختيها ،مالمحها حزينة ،مكتئبة ،كما يبدو عليها
القلق والشعور بالندم على ما فعلته ،ألنها كانت تريد الموت الفعلي واإلحساس بالراح,,ة
التامة والنسيان لكل شيء ولكن هذا األمر زادها أالما أكثر من السابق .
المقابالت
عشت طفولة مضطربة وهذا بسبب الخالفات اليومية والمتكررة بين الوالدين ،حيث
كان أبي جد قاسي معنا وهو سبب كل المشاكل التي ترتبت علينا حاليا ،مشكلته األولي,,ة
تمثلت في عدم رغبته في تقبل بناته أي لم يرغب في إنجاب البنات ،فمن,,د إنج,,اب أمي
ألختي الكبرى بدأت المشاكل وازداد األمر سوءا بعد إنجابي مباشرة حيث كان أبي يهدد
أمي مرارا بالزواج للمرة الثانية همه الوحيد التخلص منا وإنجاب الولد ،وه,,دد أمي إذا
,تى ال
أنجبت في المرة الثالثة بنتا سوف يترك البيت ،حتى أمي كانت تتمنى إنجاب ولد ح,
يذهب أبي ويتزوج وهكذا لم يكن األمر لصالح أمي وأنجبت أختي الصغرى ف,,ترك أبي
البيت نهائيا وأعاد الزواج وأصبح يقيم بعيدا عنا ولم يعد له أي صلة بنا .
202
تعقدت األمور مما اضطرت أمي للخروج للعمل للتكفل بمصاريف المنزل أصبحت
,ا
,ة وأيض,
أمي تعمل منظفة في أحد المنازل ،رغم الوضع األليم والصعب علينا من جه,
فقدان األب من جهة أخرى ورغم تراكم المشاكل ،تعرضت أمي لحادث,,ة س,,قوط وهي
تعمل كعادتها سبب لها ذلك إصابة في العمود الفقري ،أدى بها إلى الشلل الكلي وأصبحت
,ة من
,د يائس,
,بحت ج,
متقاعدة على كرسي متحرك ،كرهت كل شيء حتى نفسي وأص,
,اب ،
,ا حس,
الوضع الذي حل بنا ،من جهة أبي لم يطلق أمي هجرنا من غير أن يضع لن,
فهو ال يزال بصحة جيدة يعمل تاجر ال يعاني من أي مرض ولديه كل اإلمكانيات الالزمة
التي تسمح له بالتكفل بنا إال أنه أهملنا كليا وكأنه ال توجد لدينا عالقة معه.
عالقتي بأبي منعدمة ال أتذكر شيء جميل عشته معه في طفولتي تلقيت منه معاملة
قاسية وسيئة وكأنني لست ابنته ،أستطيع القول أيضا أن عالقتي به لم تكن موجودة ،كل
ما يحمله عقلي هو صورة سيئة عن أبي .
بالنسبة ألمي أصبحت طريحة الفراش وغير قادرة على القيام بأي شيء ،فأنا لم
أكمل دراستي وبقائي في المنزل كان له فائدة كبيرة منها القيام بأعمال المنزل ومن جه,,ة
مراعاة أمي ،هذه الوضعية أترث في نفسيتي كثيرا ألنه رغم ما عانته أمي مع أبي إال أن
األمر أصبح أسوء من السابق ،فهي اآلن متقاعدة وغير قادرة على فعل أي شيء تنظ,,ر
إلينا فقط ألنها عاجزة عن فعل أي شيء .
لدَية أختين ،الكبرى هي التي تعمل ومتكفلة بجميع أعباء المنزل لدينا عالقة جيدة
,ببت األذى
بيننا فكل واحد منا يساعد األخر ،أما اآلن أنا جد نادمة على ما فعلته ألنني س,
فقط ألختي الكبرى ،فهي تعمل وتقوم حاليا بالتكفل باألم في غيابي ،كما أص,,بحت تهتم
,ة
,د قلق,
,تى أمي هي ج,
أيضا بأمري وتأتي يوميا للمستشفى ،سببت لهم األذى جميعا ح,
ألمري .
203
كانت لدية عالقة عاطفية مع أحد أقارب أبي ودامت هذه العالقة 4سنوات ،كنت جد
سعيدة حتى أنني كنت أنسى مشاكلي ،أستريح ،أحس باألمان ،وكنت أعتقد أنها س,,وف
تنتهي بالزواج وأعيش بعيدة عن كل ما عانيته لكن األمر لم يكن كما كنت معتقدة انتهت
هذه العالقة بالفشل ولم يعد لدية أي شيء ،لم استطيع التحمل كما لم أستطيع فعل أي شيء
بعدما كان إحساسي كله متعلق به ،بنيت أحالمي وآمالي عليه وفجأة انهر ك,,ل ش,,يء ،
كرهت حياتي و كل شيء فيها ولم يعد لي شيء أتمسك به ،تذكرت األيام المؤلمة ال,,تي
,اة لكي
,وت على الحي,
,لت الم,
عشتها مع أبي والعودة من جديد إلى الحياة األليمة ،فض,
أتخلص نهائيا من اآلالم وحتى ال أحس بأي شيء ألن األلم ك,,ان أك,,ثر من ق,,وتي ولم
أستطيع تصور وتحمل ذلك .
لذلك فكرت في االنتحار فلجأت إلى شرب مادة تستعمل للتنظيف décapantكانت
موجودة لدينا في المطبخ ،لحسن حظي رأتني أختي الكبرى ألن المادة لها مفعول ق,,وي
وبالتالي تؤدي إلى الموت الفوري أحيانا وهكذا تم نقلي إلى المستشفى ،حيث بقيت هناك
20يوما ألن حالتي كانت جد خطيرة ألنني أخذت جرعة كبيرة من هذه المادة ،وعلي,,ه
أجريت لي عملية جراحية واآلن أنا ال أزال في المستشفى وخروجي إال بإشارة الطبيب .
التعـليـــق :
) M.Porot (1979على أساس هذا الطرح نجد أن حب اآلباء الموجه للطفل يرتبط بصفة
التقبل وفي هذه الحالة يأخذ دور المطمئن والحامي وإذا حدث عكس ذلك مع,,نى أن,,ه ال
,ون
,ان ألن األب يك,
,ا مه,
يوجد رغبة في وجوده وهذا حال الفتيات التي يكون ميالدهم,
,ه
,الرفض ل,
بانتظار ولد وهذا ما وقع للحالة " أبي لم يرغب في إنجاب البنات " ،لذلك ف,
تأثير ينعكس على الطفل خاصة على نموه العاطفي ويكون ذلك بمثابة عقوبة يتلقاها من,,ذ
ميالده تجعله أكثر عدوانية مقابل رفض والديه له ،فال شيء يع,,وض حب اآلب,,اء ،ال
الكلمات ،وال الحركات وحتى المواضيع ال تستطيع تعويض الحب والتقبل فالطفل بحاجة
إلى مكانة خاصة ضمن الوسط األسري مع إحساسه بدون شك بوزن التضحية المقدمة له
205
من طرف والديه وذلك يساهم في توجيه نزواته نحو الحب واإلحساس باألمن ،وفي حالة
اإلهمال وتخلي اآلباء عن األبناء فسر M.Porotذلك بأن أمن الطفل في معاناة .وهذا م,,ا
يؤدي إلى القلق والخوف واإلحساس بالنبذ وعدم التقبل الذي ينعكس سلبا على الذات .
206
فاآلباء يمثلون دورا مهما في حياة األبناء ولهذا يفسر هذا األخير أن غياب أحد اآلباء
,ه
,ل ويجعل,
عن مهامه ضمن الوسط األسري يؤدي إلى اضطراب التوازن العاطفي للطف,
فاقد العاطفة ،ألن التوازن األسري يلعب دورا فعاال في النمو السوي لشخصية الطفل وأن
النمو النفسي ألي فرد ينتج عن منظومة األسرة التي ينتمي إليها وبالتالي فهي المس,,ؤولة
األولى عن صحته أو عدم توازنه.
الحب حاجة ضرورية يحتاجها اإلنسان منذ ميالده أي حياته مبنية على الحب فلهذا
تعتبر العالقة األولية أساسية وضرورية لجعل األبناء قادرين على تكوين ذواتهم وأيض,,ا
إحساسهم بالثقة وبالوجود وهذا يرجع لتمسكهم بآبائهم وما يمنحنه من حب وعطف وأمان
ألن هذه الروابط مغذية للنفس وتساهم في تكوين شخصية متزنة ،ق,,ادرة على مجابه,,ة
,اء
,ة ألن وراء األبن,
الحياة وقادرة غلى االستمرار في العيش دون اإلحساس بعدم المنفع,
,يرتهم
,لة مس,
,تطعن مواص,
دائما هناك اآلباء،فهم بمثابة القاعدة التي يرتكزن عليها ويس,
,اء
,د من العلم,
باطمئنان ألنه ال يوجد ما يشكل لهم خطر وقلق فيما بعد ،حيث نجد العدي,
,ة على الحب
,تي هي مبني,
,ه وال,
الذين أعطوا أهمية بالغة بالنسبة للعالقة بين الطفل وأم,
ومساهمة في النمو النفسي السليم ( ,) …R.Sptiz, J.Bowlby, D.W.Winnicottفالطفل
بحاجة إلى تعلق ليعيش ويتطور وهذا التطور يمس جوانب عديدة تجعله مؤهال ليص,,بح
,ير مس,ؤول عن
,ائن غ,
كائن اجتماعي قادر على التكيف واالستقاللية ،وبما أن هذا الك,
طبائعه ونفسيته التي تكونت من البيئة التي ترعرع فيها والتي لم تتوفر على أدنى شروط
الرعاية والعناية وعدم توفر الحاجات األساسية بما فيها الحب والحاجة إلى االنتماء وهذا
ما كانت بحاجة ماسة إليه الحالة التي لم تجد سوى اآلالم والمعاناة النفسية ،وبقيت بحاجة
إلى أن تشعر بوجودها كإنسانة وبقيمتها في المجتمع أي البحث عن المكانة ،وإلى هوي,,ة
تنتسب إليها واالنتماء لشيء محدد ألنها إذا لم تنتمي لشيء فهي الشيء كما أنها تحت,,اج
إلى سلطة تضبط تصرفاتها وترشيدها إلى طريق الصواب والحياة الهنيئة.
207
وبالتالي فالتوازن األسري يتوفر على ما تقدمه األم من حب وعاطفة إلى جانب
,ع
,ة بين جمي,
السلطة األبوية وكل واحد من هما مكمل لألخر ،وهذا أساسه العالقة المتين,
أفراد األسرة وباألخص العالقة الجيدة بين الوالدين،و ما جاء في العديد من الدراسات التي
تؤكد على أهمية العالقة داخل الوسط األسري وأهمية األسرة في حد ذاتها في حياة األبناء
,راد
على أن هناك نسبة كبيرة من األف, J.Jacobs ومن بين ذلك تؤكد دراسة ),(2005
المنتحرين الذين درست سيرتهم عاشوا ظروف عائلية صعبة ،غياب في الطفولـــة
عالقــــة متينـــة مع وجه أبـــــوي تصبــــح عامــــــــل
مؤكــــد في جعــل صعوبات عالئقية الحقة .
المعاناة النفسية
هذه الحالة عرفت إحباطات عديدة أول شيء تمثل في رفض األب لها كونها بنت
غير مرغوب فيها مما جعلها هي األخرى تكَو ن فكرة مسبقة عن ذاتها أنها بنت تختل,,ف
,ؤول
,ه المس,
عن الولد ،خاصة وأن األب الذي يمثل األساس والقوة بالنسبة لألسرة كون,
األولي قام برفضها ،دفع بها ذلك إلى التَخ وف أيضا من رفض المجتمع لها و ما يحمله من
أفكار وتصورات و معتقدات سائرة حول وضعية البنت وما تحتله من مكانة ،فهي تعيش
,وف من
,دَيها تخ,
في دوامة مفرغة من األفكار المختلفة ومع أنها في نفس الوقت أصبح ل,
العالقات ولم يصبح لها الثقة الكاملة في ذاتها وحتى في اآلخرين ،قلق وخ,,وف وأيض,,ا
تردد كل هذا كان له انعكاس لمعاناتها وما عاشته من حرمان ،فهي لم تتلقى قبول مرغوب
,روف
,ا ظ,
,ل كله,
فيه وجدت نفسها محاطة بالمشاكل،العيش في الفقر وخروج األم للعم,
مأسوية صعبة إلى جانب مرضها وبقاءها عاجزة طول حياتها ،فالتغيرات التي عرفته,,ا
وفي ه,,ذا األوضاع في األسرة أدت إلى تغير دور الحالة وأصبحت تهتم وتتكفل باألم
الصدد نبرز فكرة أهمية العالقة مع األشخاص األصلين أال وهما األب واألم وهذه العالقة
,الوجود
,اس ب,
,ذات ،اإلحس,
,رض ال,
أساسية ألنها تشكل قاعدة هامة لإلحساس بالثقة وف,
208
،وتكوين صورة إيجابية عن الذات لها معنى وهدف ،والثقة ال تكون فقط مع الذات ب,,ل
أيضا مع اآلخرين وهـذا مـا سماه ) E.H.Erickson,(1950باإلحساس االيجابي للحياة.
209
والرفض من طرف األخر هو الذي أدى إلى قلقها وتخوفها،فهي اآلن تعيش هذه اآلالم من
,ه ،فهي تعيش نفس
جديد ،ألن الشخص الذي أحبته ابتعد وتركها وأقنعها بعدم الرجوع إلي,
,ا
اإلحساس السابق وما يحمله من معاش نفسي صعب ،فالجروح القديمة تحي من جديد م,
كان سابقا كتأكيد لعدم قبولها حتى من طرف الشخص الذي أحبته ،فهي تعيش جرح عميق
يهدد كيانها ،فالطرف األخر خيب أمالها وهذا أدى إلى اضطرابها وأصبحت ال تفكر في
شيء سوى الموت ووضع حد لهذه المعانات واآلالم فلهذا لجأت إلى المحاولة االنتحارية
كحل أخير تنهي به كل شيء ،ألن الطرف األخر كان سندها الوحيد الذي تلجأ إليه وم,,ع
فقدانه فقدت كل معاني الحياة ،ولم يعد لها أي شيء تتمسك فيه ،حيث أص,,بحت تمل,,ك
صورة سيئة عن ذاتها والتي ترجع لحياتها الداخلية الهشة المهددة بصدع نرجسي أي م,,ا
,ل من
,ب ك,
نجده عدم وجود استقرار نرجسي لهذه الحالة وعدم االستقرار النرجسي حس,
) P.Jeammet et E.Birot , (1994يظهر كنتيجة لعدم وجود االنسجام بين الحاجات وبين
استجابات المحيط وهذا ما يفرض نفسه عند هذه الحالة .
.5-1بروتوكول الروشاخ للحالة الخامسة " أمينة "
التقدير االستقصاء االستجابة اللوحة
˄˂˃"2 I
G Fclob A ban كل الشكل .1خفاش
D F- A الجانب األيسر األعلى .2دب
"1,21
˄"2 II
D FC pl األحمر في األسفل .3زهرة في األسفل
D F- A الجزء األعلى .4أرنبين "1,18
˄˂˃"25 III
D F+ A ban لي راه في الوسط .5فراشة
Inhibition األجزاء الجانبية السفلي .6لم أفهم شيء ،سمكتين على الجانبين
Dd F+ A اللون األحمر في األعلى .7عصفرين
D F- A "1,11
˄"2.11 IV
Refus .ما عندش فكرة على هذا
"2,11
210
˄ "6 V
G Fclob A ban كل الشكل .8خفاش
"35
˄ ˅ ˂ ˃"16 VI
D F+ Ad الجزء األعلى .9قط رأسه
Inhibition .ما عندش فكرة
D F- A الجزء السفلي .10سمك القرش "2,25
، األشكال غير جميلة االختيار الموجب:اللوحة VIIIأعجبت باأللوان ،االختيار السالب :اللوحة I
اللوحة IVالشكل مع اللون جعلها غير جميلة ،اللوحة VIليست لها معنى وغير جميلة .
ميزات بروتوكول الروشاخ
العناصر النوعية
211
على مستوى السلوك على مستوى الحديث الزمن في عدد زمن رقم
اللوحة اإلجابات الكمون اللوحة
/ / "1,21 2 "2 I
/ / "1,18 2 "2 II
سيطرة الكف النفسي كانت واضحة في هذا البروتوكول ،سواء في إظهارها العجز
عن فهم وإدراك ما يوجد في اللوحة رغم أنها كانت ترفق ذلك بإجابة مترددة م,,رات في
اللوحات VI،III،VIIأو سواء إظهارها توقفا تاما وهذا من خالل رفضها الكلي لإلجاب,,ة
في اللوحة ،IV Xومرات كانت تبدي عدم االهتمام باألمر ،نقص اإلنتاجية وعدم وجود
,ا
,ة تفكيري ,ة وبقاءه,
,ق دينامكي,
ربط في اللوحات بين الصور مع عدم قدرتها على خل,
متمركزة حول العالم الخارجي وكأنها تعيش فراغ في الحياة الخارجية .
,ار من خالل
,اه االختب,
في المجمل نجد عدم الالمباالة ،فالحالة أظهرت لنا حساسيتها اتج,
عدم إمكانية وضع بناء فكري قائم على أسس واقع العالم الخارجي.
212
تحليل سيرورة التفكير
تميزت هذه السيرورة بالكف وبقيت تحت سيطرة الدفاع تفاديا لبروز أي إمكانية
تجعل من ظهور السيرورات التصورية أيضا التمسنا قوة دفاعية صارمة ،جافة خالية من
االستثمارات االنفعالية .
بالنسبة لتوزيع اإلجابات أعطت الحالة إجابتين كليتين في اللوحة Iو Vكلها تمثل
impressionniste Gمتبوعة بمحدد شكلي Fclobوظهرت في شكل يشير إلى التكيف (G
.)ban
مع رفض اإلجابات في اللوحات IV، Xأكد لنا مدى صالبة اآلليات الدفاعية جعلها تخضع
لنظام اإلنكار وعدم إظهار أي اهتمام لمادة االختبار ما يشير إلى "وضع مسبق للعاطفة في
خدمة الكبت للتصورات" (. C. Chabert ,) 84: 2004
اإلجابات الجزئية ظهرت بنسبة مرتفعة جدا وذلك في جميع اللوحات ما ع,دا اللوح,ة V
واللوحات التي تم فيها الرفض وبأشكال مختلفة واالرتفاع يرجع لهشاشة وحساسية الحالة
,اع
,ذا االرتف,
أي عكس لنا نرجسية هشة لذات غير قادرة على الخروج من قوقعتها ،وه,
حسب (" C. Chabert ,)67 : 2004ينحصر في طابع انفعالي ".
غياب كلي لإلجابات اإلنسانية ،عدم قدرتها على تقمص الصور اإلنسانية خاصة
في اللوحة IIIمما يعكس تصدعات عميقة في سجل التصورات للذات م,,ع كش,,ف عن
هشاشة الهوية .
أما اإلجابات الحيوانية ظهرت بنسبة مرتفعة جدا 73%ترجمت لنا النمطية الفكرية
و في هذا البروتوكول لجوء إلى هذا النوع من اإلجابات كان كرد فعل دفاعي س,,اهم في
كبث السيرورات التصورية وجعلها تخدم التفكير بطريقة سلبية .
نسبة المقاربة الشكلية F%أظهرت لنا مدى مالئمة الحالة للعالم الخارجي ،لكن رغم
ذلك فالمقاربة الشكلية الجَيدة ظهرت بنسبة منخفضة +F%=40%أشارت هنا إلى وج,,ود
اضطراب وعدم التكيف في العالقة مع العالم الخارجي ،فالكف النفسي كان ل,,ه دور في
213
,ع أي
,ا أدى إلى من,
كف السيرورات التفكيرية وجعلها تسير عكس الواقع الخ,ارجي مم,
حركية ممكنة تساهم في عمل السيرورة االستهامية .
اللوحة I
ظهرت في هذه اللوحة إجابة كلية شائعة أظهرت لنا مدى التكيف ،ثم أعطت إجابة
جزئية متبوعة بــ -Fبينت لنا مدى الخوف والقلق الذي كان عند الحالة .
214
اللوحة II
في هذه اللوحة أين نجد وجود اللون األحمر ،إال أن الحالة أظهرت لنا كفا جعلها
,انت
,ة ك,
تستغني عن رؤية اللون األحمر وبالتالي النزوات سواء كانت ليبيدية أو عدواني,
تخضع لنظام العزل وهذا ما يترجم لنا صرامة الجهاز الدفاعي واعتمادها فقط على الشكل
لعزل العاطفة .
اللوحة III
بدأت بإجابة شائعة تشير إلى التكيف والمسايرة للواقع ،لكن السيرورة التفكيرية
متبوعة دائما بالكف يجعلها غير قادرة على إحداث الحركية وأيضا التعبير عن ال,,نزوات
ولإلشارة فإن هذه اللوحة هي لوحة التقمصات و هذا لم يظهر لجأت مباشرة إلى استعمال
,ود و
,ون األس,
,ة في الل,
اإلنكار كوسيلة دفاعية " لم أفهم شيء " ،ثم إعطاء إجابة جزئي,
االبتعاد عن الباقي .
اللوحة IV
نالحظ في هذه اللوحة هو استمرار الرفض واإلنكار و بقاء الحالة تحت سيطرة الكف
النفسي وأيضا استمرار صدى اللوحة IIIجعلها ترفض إعطاء إجابة وعدم قدرتها على
إظهار اإلشكالية الخاصة بهذه اللوحة .
اللوحة V
عودة إلى الهدوء والراحة من خالل اإلجابة الشائعة تحاول الرجوع إلى الوضعية
التكيفية رغم أننا نلتمس إحساس مرفوق بالخوف والقلق .
اللوحة VI
215
الكف عم كل اللوحات ،دائما نجدها في حالة أخد ورد ،رغم أنها تظهر رغبة في
إعطاء اإلجابات إال أنها ترجع وتستعمل اإلنكار من خالل رفضها لذلك"ماعندش فك,,رة"
مع وجود تهديد وقلق ظهر ذلك في اإلجابة الجزئية التي تحمل المحتوى . Coupure
اللوحة VII
الكف النفسي جعلها غير قادرة على تحديد نوع الحيوان ثم تظاهرت بعدم معرفته ،
ثم رأت ذلك " سنجاب" ،ظهور الصورة ثم غيابها على ساحة اإلدراك ثم ظهوره,,ا من
جديد ،فعدم االستمرار ارتبط بالكف العاطفي والكآبة النفسية .
اللوحات X IX VIII
لم يكن هناك تعبير انفعالي يبين لنا عاطفة الحالة التي بقيت تحت سيطرة الكف
النفسي تفاديا لبروز النزوات وأيضا بروز السيرورات التفكيرية .
اللوحة VIII
ظهور إجابة تكيفية شائعة استرجعت من خاللها الهدوء والسيطرة على الوضعية لكن
تبقى الحالة من جهة بين الواقع والخيال ومن جهة بين هواماتها وبين الصراعات النفسية
التي بقيت تحت سيطرة الكبث ثم لجوءها إلى النكوص ،وأيضا إجابة أخرى غامضة غير
واضحة الحدود .
اللوحة IX
في هذه اللوحة لجأت الحالة إلى النكوص كوسيلة ممكنة لتجاوز اإلشكالية األساسية
وما ترمز إليه .
216
اللوحة X
الرجوع إلى الوضعية السابقة وبقائها تحت سيطرة الكف الذي لم تستطيع التغلب
عليه وهذا راجع إلى اآلليات الدفاعية التي لم تجعلها قادرة على التعبير بطريق,,ة جي,,دة
النفعاالتها ورغباتها.
تميز بروتوكول الروشاخ للحالة أمينة بسيطرة الكف النفسي الحاد وهو ما يترجم لنا
توظيف بينيا ،وهذا التوظيف يرجع إلى القلق الذي تعيشه والذي يعتمد على دفاعات أولية
كانت مجتمعة كلها في مراقبة صارمة للحركات االسقاطية باستعمال العزل،أما بالنس,,بة
للكبث كان وسيلة لمواجهة الداخل.
فالصراعات النفسية جعلتها تلجأ إلى هذا األسلوب من الدفاع وما ظهر عند الحالة
هو ضعف في االستثمار الحسي لمقاومة ظهور العاطفة واالنفعاالت مما أدى إلى فقر في
,يرورات
,ل الس,
,اهم في فش,
الحياة اإلستهامية والعاطفية ،أيضا كف في التفكير الذي س,
,ة
,مح بالحركي,
,الي يس,
التمايز بين الذات والموضوع مع استحالة التموضع في جو انتق,
والتبادل بين الواقع والخيال .
اللجوء إلى اإلجابات الجزئية والنمطية الفكرية المرتفعة ما يعكس لنا صرامة
وجفاف السيرورة التفكيرية ،ويبقى غياب اإلجابات اإلنسانية والحركية اإلنسانية مرتبط
بوجود إشكالية في التقمص مما اثر ذلك مباشرة على الهوية والتي ظهرت مضطربة .
سيطرة الكف النفسي أدت إلى شلل في العاطفة واللجوء إلى اإلنكار لتفادي بروز
,وع
,دان الموض,
الصراعات مع عدم وجود إعداد وتهيئ للوضعية االكتئابية المرتبط بفق,
وبقائها تحت وقع العالقة اإلتكالية ما جعلها تلجأ إلى التحطيم الذاتي .
.6الحالة السادسة "أحالم "
217
" المحاولة االنتحارية ،االكتئاب وغياب مشروع الحياة "
أحالم تبلغ من العمر 18سنة طويلة القامة ،متوسطة البنية الجسمية ،تدرس السنة
الثانية ثانوي ،تأتي في المرتبة الثانية بعد أخيها ،تعيش في بيت جدتها مع أمها وأخيه,,ا
رغم أنها ترفض الطريقة الوضعية التي تعيش فيها ،لديها رغبات وطموحات كبيرة إال
أنها تحس باليأس والملل وتفكيرها كله منصب حول وضع حد لمشكلتها من خالل اللجوء
إلى االنتحار .
المقابالت
لم تكن طفولتي كاآلخرين ،عندما فتحت عينية وجدت نفسي في بيت جدتي أعيش
مع أمي وأخي ،لم أحس يوما بالسعادة عندما بدأت أكبر وجدت أمي تتخبط في المش,,اكل
عرفت أنها تعاني وكل ذلك من أجلنا ،مشاكل مع إخوتها وأيضا الوضعية ال,,تي ك,,انت
توجد فيها من حيث أنها امرأة مطلقة ولدَيها طفلين ،تعود من جديد إلى الم,,نزل بع,,دما
تزوجت واستقرت ،نجد أن في األمر كان هناك تقبل ورفض في نفس الوقت وكأنه شيء
فرض نفسه على األسرة ،لهذا الخالفات كانت مستمرة يوميا خاصة مع أن أمي خرجت
للعمل من أجل تلبية حاجتنا .
عشت وأنا ال أعرف أبي ،عندما انفصلت أمي عن أبي كانت ال تزال حامل ،حيث
ولدت في بيت جدتي واستقبلتني أمي بمفردها ،فأبي بالنسبة لي رجل غريب ،كما أنني ال
أحس بأي عاطفة تجلبني نحوه ،فالوحيدة التي كانت معي دائما هي أمي ،رغم أنها تظل
طيلة الوقت غائبة بسبب العمل وهو الذي كان يبعدني عنها ال شيء أخر ،وجود أبي ليس
له معنى في حياتي ألنني ال أعرفه وال أحمل له مشاعر األبوة ،كل ما لدَية اتجاهه ه,,و
218
صورة سيئة ألب ترك زوجته وأوالده ،رغم أنني ال أحبه وليس لي أي مشاعر اتجاهه ،
لكن مرات أبكي كثيرا بسبب عدم وجود لدَية أب كباقي الناس يحبني ويحميني .
تبقى عالقتي فقط بأمي وهي تعني لي كل شيء وأنا أحبها كثيرا ،حيث من أجلها
,دا أن
أردت قتل نفسي وهذا حتى ال أحس بما كانت تعانيه ،فأنا أعرف الوضع وأدرك جي,
ال أحد يتحمل من أجلنا ما عدا أمي رغم أننا كن نعيش في ظروف صعبة مليئة بالمشاكل
فيوميا النزعات والخالفات ال يوجد هدوء يحسك باألمان ،فالجميع في األسرة ض,,دنا وال
أحد يحبنا هذا ما كنت أحسه باستمرار،وهذا األمر كان يزعجن كثيرا ويجعلني قلقة ج,,دا
,ل
أيضا يوجد أخي األكبر مني بسنة ،ال يوجد أي مشاكل أو خالفات عالقتي به جيدة وك,
واحد منا يحترم األخر وال يتجاوز حدوده ،بالعكس مرات أحس أنه يحن ويعطف علي,,ة
عندما يراني في حالة توثر وغضب .
كان لي العديد من األصدقاء التي ربطتني بهم صلة الصداقة و أيضا الدراسة ،كنا
ندرس معا وكنت أخاف من التقرب منهم أو حتى االلتقاء بهم في أوقات خارج الدراس,,ة
إلى أن أعجبت بشخص تعرفت عليه واتفقنا على أن نلتقي باستمرار،فكانت المرة األولى
,يء في
,ل ش,
التي أحسست أن هناك من يحبني ويهتم ألمري فأصبح يعني لي الكثير وك,
حياتي ،تطورت العالقة إلى درجة أنني لم أستطيع االبتعاد عنه وكانت عالقتنا قوية حيث
كان يعيدني بالزواج وفجأة رفض االتصال كليا هذا ما زاد من أالمي ومعاناتي ،بع,,دما
أحسست أن هناك من يساعدني ابتعد ورحل عني وأنا في أمس الحاجة إليه ،إض,,افة إلى
,ا
,ذا م,
,ا وه,
المشاكل األسرية التي ال أريد حتى التفكير فيها ،فالمشاكل أنا كبرت معاي,
يجعلني أحس بالحرمان ،بالتعاسة وفقدان الحماية ،أحس أنني محقورة وال أستطيع الدفاع
عن نفسي وال أعرف ماذا أفعل حتى أمي لم تستطيع هي األخرى فعل أي شيء .
حاولت عدة مرات القيام بمحاوالت انتحارية إال أنني في كل مرة أتراجع وال أستطيع
فعل ذلك ألنني أفكر في أمي وما يمكن أن أسببها لها ،لكن في هذه المرة لم أعد أتحم,,ل
219
األمر فقدت الشخص الذي كنت أحبه والذي لم أفكر يوما في رحيله ،كان لدية أم,,ل في
عودته لكن دون جدوى وأحسست مع الوقت أن األمر أصبح جديا وأنه رحل ولن يع,,ود
,د
,ع ح,
,ررت وض,
إضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة التي لم أعد أتحملها ،وهكذا ق,
لحياتي على أساس أن أنسى كل شيء وأتخلى عن اآلالم بشكل نهائي ،فلجأت إلى البحث
,رات
,تعمل في التخلص من الحش,
,ة تس,
,ادة خاص,
في المنزل عن أي شيء ،فوجدت م,
insecticideفشربتها ونظرا لقوة المادة فقدت السيطرة ولم أعد قادرة على متابعة الوضع
فدخلت مباشرة في غيبوبة مما أدى إلى نقلي إلى مصلحة االستعجاالت الطبية أين تلقيت
العالج ،لكن ال أزال أعاني وال أعرف مصيري فيما بعد وماذا أفعل ؟.
التعـليـــق :
221
األب ،ألن كما يضيف J. Lacanاألب موجود عند الطفل من خالل خطاب األم بحيث
,ق
هي التي ترسم له األب ،وعند غياب األب في الحياة اليومية للطفل أي في حالة التفري,
تبقى الروابط األبوية منفصلة وتبقى العالقة أم -طفل بعيدة عن الثالثية األودبي,,ة وتبقى
هذه األخيرة كصورة ،ألن الرابط األبوي ال يترجم من خالل عالقة األب بالطفل وإنم,,ا
من خالل العالقة الثالثية ،وهكذا يبقى غياب األب مرتبط باألم .
222
شعور بفراغ عالئقي وفشل ،إحساســه بتوقف الزمـــن وبالتـــالي حياتــه
تتوقف مع هذا الشعور.
االكتئاب االرتكاسي هو الذي ينجم عن األحداث والمواقف المؤلمة التي يعيشها الفرد،وهكذا يكون االكتئاب كرد فعل ¹
اتجاه ذلك ،أي يكون هذا االكتئاب كاستجابة للمثيرات الضاغطة،وال يرتبط بأعراض ذهانية أو عصابية .
A.Meyerركز على أهمية المعاش النفسي واألحداث التي عاشها الفرد في حياته واعتبره,,ا من بين ),(1952
العوامل األساسية لظهور االكتئاب االرتكاسي.
يتشكل لديه نقص في تقدير الذات الذي يرجع إلى سوء التكيف االجتماعي والعاطفي
وأيضا فقدان أشخاص لديهم مكانة وأهمية و هذا ما عرفته هذه الحالة فقدان األب تم فقدان
موضوع الحب الذي يعتبر الطرف األخر ولهذا فهي بقيت مرتبطة بهذا الفقدان مما جعل
االستمرار في الحياة مستحيال ،ومن بين األعراض األساسية والتي تتواجد أيضا عند هذه
الحالة اإلحساس السلبي بالوجود ،الحزن وعدم االهتمام بالذات ،الكف الفكري األفك,,ار
االنتحارية واالنتقال إلى المحاولة االنتحارية ).D.Barbier ,(2003
.
عيشها الدائم في قلق وتوثر ،لم تجد الجو األسري المناسب وحتى البديل األسري
,ا
(العائلة) لم يكن هو األخر كافي لمنحها ما كان ينقصها و إنما ساهم هو األخر في جعله,
,ل من
,دم تقب,
,اب كلي لألب ،رفض وع,
تكون فكرة سيئة عن ذاتها ،تفكك األسرة وغي,
طرف أسرة األم ،فالحالة لم تستطيع فهم هذا الرفض من كال األس,,رتين ،ألن األس,,رة
الموسعة بعد زواج البنت يعتبر ذلك له أهمية ومكانة في المجتم,,ع ،لكن الطالق يعت,,بر
عائق ومشكل في حد ذاته ويعتبر مفهوم غير مقبول في وسط المجتمع وكأن,,ه يخفي من
وراءه معاني عديدة ،فاألم كانت ضحية هذا الطالق الذي أخذ منها مكانتها كامرأة متزوجة
لها زوج من جهة ،وأم لديها أبنائها من جهة أخرى أي لديها أسرة مستقلة .
حياتها لم تعرف الهدوء النفسي واالطمئنان ،فالقلق أصبح يهدد كيانها وجعلها غير
مستقرة حيث تؤكد E. Deutsh (1964),على أن القلق هو من العناصر الشخصية الهامة
223
,ار
,ة أحالم حيث أن األفك,
التي تدفع إلى المحاولة االنتحارية .وهذا ما كانت تعرفه الحال,
,ال
االنتحارية لم تفارق تفكيرها وكانت تأتيها من وقت ألخر إلى أن لجأت فعال إلى االنتق,
إلى الفعل وهنا األمر اختلف كليا عن ما كانت عليه في السابق حيث أنها لم تؤذي ذاته,,ا
وبقيت تلك التهديدات الموجهة للذات على مستوى التفكير ولم تصل إلى حد الفع,,ل ،لكن
الشيء الوحيد الذي جعلها تلجأ إلى ذلك و هو مغادرة الطرف األخر لها .
فالعالقة العاطفية أرجعت لها الثقة بذاتها وباآلخرين بعدما كانت تخاف من العالقات
كانت تحس بالنقص وحاجاتها إلى الحب وإلى إحساسها بأنها مقبولة وأنها مرغوبة،وفشل
,اة
,اني الحي,
هذه العالقة العاطفية كان كتأكيد للرفض من جديد وهذا ما جعلها تفقد كل مع,
,انت
وتفقد المكانة التي طالما كانت تبحث عنها ووجدتها في هذه العالقـــــة التي ك,
,اكل ،أرادت أن
,ة من المش,
,رة خالي,
ترى فيها تأسيس بيت مستقل والزواج وتكوين أس,
تفرض وجودها وتثبت ذاتها ،وهذه العالقة كانت لها بمثابة حل لكل المعانات إال أن األمر
لم يكن كما كانت تريد ولهذا لجأت إلى المحاولة االنتحارية .
نستنتج أن االعتداء على الذات عند هذه الحالة كان كوسيلة هروبية لتجنب الواقع
,ير
المعاش جعلها ترفض هي األخرى ذاتها وكأنها تعاقبها جراء ما حدث لها وبما أنها غ,
224
,نزوات
,ع ال,
,ا ،تجم,
قادرة على معاقبة اآلخرين لجأت إلى ذاتها التي لديها كل الحق فيه,
العدوانية في الداخل ألنها لم تجد منفذ إلى الخارج وبالتالي تتجمع وترجع إلى الذات وهذا
الرتباطها بظروف دفعتها إلى ذلك ،S. Freudألنها لم يبقى لها أي شيء تلجأ إليه فهي
على دراية تامة أن جميع أفراد أسرتها ال يمدنا لها يد المساعدة وأكبر شيء من ذلك وهو
غياب مشروع الحياة ،ليس ليها أسرة متكاملة تحمل كل معاني الحب واالطمئنان ،غياب
العمل ،ليس لديها أي دور في الوسط العائلي خاصة وهنا نقصد بأسرتها الموسعة ،فقدان
العالقة العاطفية التي كانت هي األخرى بمثابة مشروع حياة ،ومن خالل هذا المش,,روع
سوف تحقق رغباتها وهذا بالتوافق مع متطلبات الواقع .
غياب مشروع الحياة
مشروع الحياة يتوقف عليه تقدير الذات والتي هي األخرى يكتسبها الفرد من خالل
تماشي العوامل الداخلية مع العوامل الخارجية ،أي التساوي بين الواقع والرغب,,ة حيث
نجد الواقع يتضمن تكيف ،وفي أكثر األحيان إجبارية االندماج ،أما الرغبة تتضمن إرادة
تأكيد الذات والحاجة الملحة إلى التنفيذ ،لكن عدم ضرورة تماشي الواقع مع الرغبة وهذا
,تقلة
,بح مس,
ما أكده ) M.Huteau ,(1993وأيضا وضح فكرة ،أن الرغبة يمكن أن تص,
وتتطور في الخيال ،أي استقاللية من كل الواجبات االجتماعية وهنا الفرد يأخذ ويتبنى هذه
,غوطات
,ها للض,
,ذا لتعرض,
,ة وه,
الرغبات من أجل الواقع وكما يمكن أن تكون منعدم,
االجتماعية وهنا الفرد يأخذ ويتبنى الواقع من أجل رغباته .
وفي هذه الوضعية نجد أن الحالة بقيت تحت إرغام وتأثير الواقع المعاش الذي
,اب األب
,ري ،غي,
جعلها غير قادرة على تحقيق رغباتها وبالتالي بقيت ضحية تفكك أس,
فقدان المكانة ،نقص قيمة الذات والتي ترجع إلى اللقيمة االجتماعية والتي ارتبطت أساسا
بأنها ابنة المطلقة ،مستقبل غير محدد ،فقدان الحب واألمان ،أي نقول في المجمل فقدان
,ات
لكل الحاجات النفسية الضرورية ،والتي اعتبرت أساسية وضرورية في هرم الحاج,
,ة
,عه بطريق,
وأن إشباعها على النحو الذي وض, A.Maslow النفسية لــ ),(1954
225
متسلسلة له أهمية كبيرة في حياة الفرد وحتى الترتيب في حد ذاته يبين أهمية كل حاج,,ة
,اءه
عن األخرى بعد اإلحساس باألمان ثم االنتماء والحب أي الفرد موجود من خالل انتم,
,مها
,ه اس,
,ا تحمل,
إلى أسرة تحمل كل معاني الحب واالطمئنان وأيضا ما هو أساسي أنه,
,ذات
,دير ال,
،وعلى هذا األساس تزداد ثقته بنفسه و باآلخرين ما يكون لديه اإلحساس بتق,
,ال
ونجده في استمرار وتواصل للبحث عن تحقيق ذلك أي تحقيق الذات وهذا بطبيعة الح,
بالتساوي بين رغباته وأيضا ما يفرضه المجتمع من شروط و واجبات .
226
Cn
D F+ A ban
Angoisse ˄"11 IV
G FclobA ban .10وحش أمام مبنى ومن ه,,و ض,,خم كل الشكل
راهي تبان بعيدة عليه
→Kp .11كراع "2,01
DO F- A الرمادي في األسفل على
الجانبين
Angoisse ˄ "19 V
كل الشكل .12حيوان طائر
G Kan A ban
.13أجنحة ميتة
DO F- Ad .14ورق تاع شجرة مدبلة
D FE pl .15وجه تمساح "3,05
Dd F- Ad
˄ "31 VI
D F- Hd أعلى القمة .16وجه رجل عنده لحية
D F- H/ radio ما تبقى من الشكل .17واحد داروله راديو "1,28
˄ ˅ "23 VII
D F- Hd الوجوه عل الجانبين وجه امرأة كبيرة ،وشعرها .18
D F- anat نفس المكان األول فريسة تاع حيوان .19
D F- Ad يمكن أن يكون وجه ثعلب وجه ثعلب .20
D Kob obj ما تبق في األسفل لعبة تاع المناج"1,22 .21
227
D F- Hd الرمادي في األعلى .29وجه رجل شيباني داير لحية
D Kan A األصفر في الوسط .30زوج حيوانات باغية تنقز
D F-A اللون الوردي .31أفعى
D F-Hd اللون البني .32وجه تاعbébé
"1,55
السيكوغرام
R :32 )F =18(3+ ; 15- K 3 A 8 A % 38%
Refus :0 F% 56% Kan 3 Ad 4 H % 38%
"Tps total : 20,35 F+% 17% Kob 1 H 4 Ban 5
"Tps /réponse : 39 Hd 8 % IA % 31
"Tps lat. Moyen : 14,6 G 4 13% CF 1 nat 2
D 25 78% C 1 Obj 1
TRI : K3/C2.5Type Ext .Mixe Dd 2 6% Pl 1
F.Compl k 4 /E 2 Do 1 3% FE 2 Sang 1
RC % 34% : Eléments quantitatifs EF 1 anat 1
Angoisse 1 chose 1
Choix+ IV V Inhibition 1 F clob 1 feu 1
Choix – VII IX Moitie 1 Clob 1
Cn 1
االختيار الموجب:اللوحة IVأعجبني شكلها ،اللوحة Vطائر هاكة يطير عجبني بزاف .
ما عجبتنيش قاع تشير إلى الخوف ،اللوحة IXمعجبت,نيش ألني االختيار السالب :اللوحة VII
معرفتهاش .
ميزات بروتوكول الروشاخ
ظهر بروتوكول الروشاخ لهذه الحالة في صيغة باثولوجية حيث اعتمد على غنى
الحياة االستهامية ،مع وجود قلق حاد جعل من اإلجابات تظهر في شكل غير مناسب لما
,دم التحكم
,ة ،ع,
,يرورة التفكيري,
هو مساير للواقع وهذا السير المعاكس عرقل مهام الس,
والسيطرة على الوضع ،مع ظهور أهمية واضحة في انشطار بين أهم أشكال االن,,دماج
,ع
,ة م,
ضمن الواقع خاصة +Fقليلة جدا ،عدد اإلجابات الشائعة معادلة للنسب العادي,
إعطاء أكثر من إجابة في نفس الشكل وإجابات أخرى تعكس لنا وجود اضطرابات.
إجابتين لـ impressionniste Gفي اللوحة Iو IVما يدل عدم القدرة على وضع
تنظيمات واضحة وإنما الخضوع أكثر لمادة االختبار ،خاصة وأنها كانت متبوعة بمحدد
شكلي يشير إلى القلق والخوف فالحالة بقيت تحت سيطرة انفعاالتها .
إجابتين لـ kinesthésie Gأشارت أكثر إلى التكيف وذلك لظهورها متبوعة
بمؤشر القلق .
نوعية العالقة بالواقع برزت بشكل جلي في ضعف اإلنتاجية لإلجابات الشكلية
الموجبة F+% = 17وهذا التصدع يرجع إلى نوعية المراقبة الشكلية التي برزت من
خالل األشكال السيئة ، -Fمصحوبة بأجزاء لجسم اإلنسان Hdخاصة في اللوحة IIأشار
إلى االنقطاع وفي اللوحات X,IX,VIأشار إلى القلق والخوف أما في اللوحة VIIاحتوت
على إجابتين لـ Hdأشارت أكثر إلى الفراغ العاطفي وإلى التص,,دع والفن,,اء،وه,,ذا
الالتوافق حسب ) C. Chabert, (a1998يشير إلى اضطراب في التفكير المرتبط بال فعالية
سيرورات التمايز أنا /أخر ،مما يؤدي إلى فقدان االتصال مع المواضيع العالم الخارجي.
,عة
عدم قدرتها على تصور الواقع ومسايرتها له وبقيت خاض, ظهرت متبوعة بـ -F
وهذا يشير إلى أن الحالة تسير في نطاق البحث عن المسايرة للوضع وحسب مــا تراه
) " C. Chabert, (2004:77أن هناك قوة حيوية ،حياة داخلية تدفع بالمسايرة للواقع" .أما
في اللوحة IIIظهرت إجابة ثانية إلنسان متبوعة بمحدد شكلي حسي جعلها ترتك,,ز على
اللون إلدراك الصورة وإجابة أخرى تكررت في اللوحة .X
أما اإلجابات الحيونية ظهرت بنسبة %38متبوعة بخمسة إجابات تكيفية A ban
عكست لنا النمطية الفكرية لهذه الحالة ،خاصة كثرة اإلجابات الجزئية .
تحليل دينامكية الصراع الحسي والحركي
من خالل تحليــــل نمـط التجــــاوب الحميمي TRI extratensif mixte
نجد هنــاك عجــزا واضحا لم يمكن الحالة من التكيف مع الواقع وبالتالي توجهه,,ا
نحو المواضيع الخارجية بهدف ضبط الحدود ما يجعل اتصاالت الحالة تظه,,ر وكأنه,,ا
موجهة نحو الخارج أكثر منها نحو الداخل ،لكن نجد حساسية في العاطفة وقابلية للت,,أثر
مع نمطية في التفكير أدت إلى ظهور غياب في الحياة الداخلية .
ظهور إجابتين تمثل الحركية الكبرى في اللوحة IIIو Xوكلها تمثل K extension
أشارت في اللوحة IXإلى قوة النزوات ،فرغم الكف الذي ظهر من خالل اإلجابة األولى
في اللوحة إال أن ذلك فيما بعد ظهر في صورة مغايرة أكدت وجود الخطر من جهة ومن
جهة أخرى التهديم ،في اللوحة VIIكانت أقل تعبيرا من ذلك .
بالنسبة للمحددات الحسية ظهرت أول إجابة حسية Cفي اللوحة IIوهي إجابة
انفعالية اندفاعية ذات صيغة عنيفة ،وإجابة أخرى في اللوحة IXأكدت لنا مدى حساسية
الحالة اتجاه األلوان خاصة األحمر ،اإلجابات التظليلية ظهرت في اللوحات IIو ، Vففي
اللوحة IIإجابة مرضية وعدم القدرة على التموضع كليا أمام الموضوع وبالتالي هذا ما
يشير إلى هشاشة الغالف الجسمي ،أما اللوحة Vبرهنت لنا أيضا عن وجود تصدعات
عميقة في شخصية الحالة من خالل نزع الحياة .
اللوحة I
هذه اللوحة عبرت لنا مدى خوف والقلق الذي تعيشه الحالة ،مما جعلها غير قادرة
,ه ،لكن اكتفت فقـــط
,ا تحس,
,ه م,
على تحديد الشكل ووصف ما تراه وإطفاء علي,
بقــــــول " حاجة" وما نالحظه هو عدم القدرة على الوصول إلى المعنى الداللي
للشيء و تجريده من اإلحساس . chosifier
اللوحة II
232
ظهور االستثمار العدواني من خالل اإلجابة االنفعالية االندفاعية " دم " وإجابات
جزئية عكست لنا النرجسية المتصدعة ،وإجابة جزئية أخرى ظل نصف رج,,ل س,,مين
(االنشطار) عدم قدرتها على رؤية الموضوع في صورته الكلية .
اللوحة III
إجابتين شائعتين عكست من خاللهما التكيف والمسايرة للواقع ،يشير هذا إلى محاولة
الحالة تفادي القلق والخروج من قوقعة الصراع ،لكن هشاشة الحالة جعلتها تن,,دفع وراء
اللون وإعطاء إجابة جزئية تؤكد وجود مشاكل تقمصية .
اللوحة IV
رجوع الحالة إلى القلق والخوف من خالل اإلجابة التي احتوت على ،F clobمشاكل
في التقمص مع كف واضح أدى إلى ظهور إجابة جزئية ، DOهذا ما جعلها غير قادرة
التموقع بشكل كلي وإعطاء إجابة كلية ،يؤكد لنا ذل,,ك أن الحال,,ة بقيت تحت س,,يطرة
الصراع وعدم قدرتها على تجاوز اإلشكالية األساسية التي تؤكد استمرارية االضطراب.
اللوحة V
في لوحة الهوية وتصور الذات ،وهي إشكالية الهوية في معناها النفسي تبقى هذه
اللوحة تظهر رسوخ بنية شائعة ،وهذا ما ظهر عند هذه الحالة من خالل اإلجابة الشائعة
"حيوان طائر" مكونة بذلك واقع أساسي في تقارب العالم الخارجي ،وم,,ا يظه,,ر ه,,و
,ذات
,ور ال,
,اجم عن تص,
,ي الن,
غموض في هوَية الحالة سجل ذلك في التصدع النرجس,
المجزئ " أجنحة ،وجه " أي عدم قدرتها على االستمرار في بقائها كوحدة كلية إض,,افة
,ذا
إلى الكآبة النفسية سجلت من خالل اإلجابتين " ميتة ،مذبلة " وهذه الكآبة ناجمة عن ه,
التصدع وبالتالي تحاول الحالة أن تضع حد لذلك بواسطة التهديم ،الفن,,اء ،ل,,ذلك فهي
تتصور الذات بشكل مجزئ ،مميت .
233
اللوحة VI
أشارت هذه اللوحة أكثر إلى القلق ،اإلجابة الجزئية عكست لنا االنشطار تم إضافة
إجابة أخرى أكدت لنا قلق وهشاشة الحالة .
اللوحة VII
بدأت الحالة بإجابة أشارت إلى أجزاء نرجسية عكست لنا التقمص األنثوي ،لكن رغم
ذلك لم تستطيع االستمرار في إكمال إعطاء ما تحتويه اللوحة وبما أن القلق كان ظ,,اهرا
,دمير ،
,ثر إلى الت,
وواضحا من خالل اإلجابة التشريحية " فريسة تاع حيوان" أشارت أك,
الفناء والموت ،أكثر مما هو تشريحي وبقاءها متمركزة حول اإلجابات الجزئي,,ة ال,,تي
ظهرت في شكلها االنشطاري .
اللوحات X IX VIII
غياب اإلجابات اللونية ما يشير إلى عدم قدرة الحالة على التعبير العاطفي .
اللوحة VIII
لجوء الحالة إلى إعطاء إجابة تكيفية شائعة وفي دينامكية حركية محاولة بذلك
التكيف مع الواقع إضافة إلى إجابة أخرى تشير إلى دينامكية حسية مكتفية فقط ب,,األلوان
وبقاءها متمركزة حول ما هو شائع وظاهر دون اللجوء إلى استعمال أي محاولة إلب,,راز
ما تعكسه اللوحة ،لكن رغم هذا نالحظ نوع من الهدوء واالطمئنان في هذه اللوحة جعلها
تستريح إلى حد ما .
اللوحة IX
234
في هذه اللوحة ظهر رفض الحالة إلعطاء إجابة " ما شفت فيها والو " عكست لنا
الكف العاطفي ،تم بعدها ظهرت إجابـة اندفاعيـة انفجاريــة أش,,ارت إلى وج,,ود
الخــطر " كشغل نار " وبعدها إجابة جزئية تعكس بوضوح الهشاشة في هذه العالق,,ة
وارتبطت بمضمون Hdمما أشارت أكثر إلى القلق وإلى عدم اكتمال الموضوع بشكل
كلي .
اللوحة Xلوحة تشير إلى التفردية والتفريق عرفت عدة إجابات أشارت في البداية إلى
إجابة عدوانية من خالل الدينامكية الحركية ،أما اإلجابات الجزئية عبرت كلها عن إجابة
متكررة ،إجترارية " وجه " وهي تعكس صورة الذات التي ظهرت في شكل يوحي ب,,أن
الحالة غير قادرة على التفريق بين الذات كوحدة مستقلة وبين الموضوع ال,,ذي أص,,بح
يشكل جزء من الذات .
" فقدان الموضوع أدى إلى إحياء العالقة بالموضوع األولي "
منال تبلغ من العمر 20سنة ،متوسطة القامة ،متوسطة البنية الجسمية ،تتكلم
بتلقائية وبصراحة تامة ،تتكلم بصوت منخفض وبهدوء ،مالمحها حزينة تتأثر بس,,هولة
وهذا ما يظهر من خالل الدموع التي ال تفارقها ،خاصة عندما تبدأ في التحدث عن نفسها
,البيت تعيش
وعن أمها ،توقفت عن الدراسة في السنة التاسعة أساسي وهي اآلن ماكثة ب,
236
في أسرة متواضعة متكونة من األب ،زوجة األب واإلخوة ،حيث تأتي الحالة في المرتبة
األخيرة من بين خمسة إخوة إضافة إلى ثالثة إخوة من األب ،توفيت والدتها وهي تبل,,غ
من العمر 10سنوات .
المقابالت
عشت طفولة عادية لم يكن لدَية أي مشاكل بدأت بعد وفاة أمي وزواج األب للمرة
الثانية حيث صعب أن تعيش بدون أم ألنه ال يوجد شخصا أخر يعوض لكي ذلك ،زوجة
,إخوتي
,الي بي وال ب,
أبي أحسها بعيدة عني وكل ما تفعله هو العناية بأوالدها فقط ،ال تب,
,يرا
,ني كث,
حيث منذ صغري وأنا أتردد على بيت عمي الذي اعتبره بيتنا الثاني ألنه يحب,
,ا
,د فيه,
وأحس أنه يحبني أكثر من أبي ،كما لدية ابنة عمي التي اعتبرها كأمي ألنني أج,
الحنان والعطف وأيضا تستمع إلي وتنصحني ولم أحس يوما أنها فعلت لي شيئا جعلت,,ني
أتألم .
أقضي معظم الوقت في البيت ،بعد توقفي عن الدراسة بقيت في البيت أقوم بأعمال
المنزلية ،ولن أفعل شيئا أخر ،حتى العمل رفضه أبي وأخي األكبر ،عالقتي بأبي ج,,د
,انت
سطحية ال يتكلم معي كثيرا وال يقربني منه ،ويتحدث إلي إال إذا احتاج شيئا ولكن ك,
,لني عليهم
,يرا وتفض,
لدَية عالقة جد قوية والزلت أتذكر ذلك ،أمي التي كانت تحبني كث,
,ا كنت في
,د كم,
,ة ولم أع,
جميعا ألنني كنت الصغيرة المدللة واآلن لم يعد لي حتى مكان,
السابق ،عندما فقدت أمي فقدت طعم الحياة ،ولم يعد لي أي شيء ،أحبها كثيرا ،اشتقت
إليها أريد أن أعيش معها ،أعانقها وأبقى دائما إلى جانبها ال أريدها أن تبتعد عني ألن,,ني
أعاني وال أحد يستمع إلي وال أحد يثق بما أفعله ،فأنا أتألم كل يوم وال أحد يهتم ألمري.
237
بالنسبة ألخوتي فهي عالقة عادية بين اإلخوة ماعدا األخ األكبر الذي يفرض سلطته
وحكمه كما أجد أحيانا صعوبة في التحاور والتعامل معه ورغم أنني أحاول دائما التقرب
منه إال أنني لم أنجح في ذلك ،أحس بالقهر والعذاب معه .
كانت لدَية عالقة عاطفية لكن انتهت بالفشل ولهذا أنا اآلن متواجدة في المستشفى
فالشخص الوحيد الذي كانت عالقتي به قوية ونتفاهم على كل صغيرة وكب,,يرة ترك,,ني
,ه
وقرر أن ال نلتقي ولم يعد يتصل وهذا ما زاد من أالمي ومعاناتي أحسست بالسعادة مع,
,ادرة على العيش من
,د ق,
لكن فرحتي لم تكتمل بل زاد ذلك من أالمي أكثر فأكثر ولم أع,
دونه ،فلهذا تغيرت حياتي فجأة وأصبحت جد قلقة ،ال أطيق كالم أحد واعت,,برتهم كلهم
مسئولين عن ما أعانيه وعن مغادرته ،فكنت أغلق باب غرفتي وأنعزل وال أتحدث م,,ع
أحد وطيلة الوقت أكون منغمسة في البكاء وأتسبب على كل صغيرة وكبيرة لكن كل م,,ا
فعلته لم يكن نافعا ولم يأتي بأي نتيجة ،ال بكائي وال طريقة تعاملي مع أف,,راد ع,,ائلتي
فوجدت نفسي أدور في مكاني لذلك قررت أن أضع حد للمعاناة واآلالم ألن ما حصل معي
,انبي
,ون أمي معي إلى ج,
كان شيئا لم أستطيع تحمله ،حيث تمنيت في تلك اللحظة أن تك,
،لكن يئست كثيرا ولم أستطيع تحمل الفراق أحسست أنني أتألم كثيرا وهذا األمر ص,,عب
جدا ألنني ال أعرف ماذا أفعل فيما بعد فلذا أردت أن أموت وأرتاح وحتى أكون إلى جانب
أمي فكرت في شرب أي شيء المهم أن أموت وال أتفطن ألي شيء أخر لذلك لجأت إلى
شرب جرعات من مادة تستعمل للتنظيف décapantلكن مباشرة أحسست ب,,احتراق فلم
استطيع التحمل ألن األلم كان حادا ويزداد من حين ألخر ولم أس,,تطيع التنفس وعن,,دما
,ني
,وا أن,
صرخت بقوة سمعتني أختي الصغرى صرخت واجتمعوا كلهم حولي ولما علم,
شرب تلك المادة أدى بهم ذلك إلى نقلي إلى مصلحة االستعجاالت الطبية ولكن نظرا لتعقد
حالتي الصحية تم إبقائي مدة 21يوما حيث أجريت لي عملية جراحية وهذا ح,,تى أتمكن
من تناول الغداء أي عن طريق المصل وليس الحنجرة ،كرهت كل شيء ألن األمر ازداد
238
تعقدا من األول ،كنت أعتقد أنني سوف أموت وأرتاح وأنسى كل شيء ولم يع د لي صلة
بأحد لكن ما أعانيه اليوم شيئا أخر ،أصبحت عاجزة واأللم يزداد من يوم ألخر ،كما أنني
جد قلقة على ما سوف يحصل لي فيما بعد .
التعـليـــق :
السلطة الوالدية
رغم ما تلعبه األم كدور أساسي في األسرة كونها توفر األمن الضروري ألفراد
أسرتها وخاصة أطفالها ،كما أنها مرات تعوض دور األب في غيابه ،أو في حالة تهميشه
وتخليه عن أسرته ،لكن يبقى دور األب مهم إلى جانب األم وإن كان بصفة غير مباش,,رة
,ه
,نزل أي تبني,
فهو يمثل السلطة في معناها الواسع توفير المال ،تسير وقيادة شؤون الم,
أسلوب المسؤولية الموكل له ،السلطة الوالدية تتوفر عندما تكون األدوار الموجهة لك,,ل
من األب واألم موجودة أي أن األم تقدم الحب الكافي ألطفالها و األب يتخذ من أس,,لوب
السلطة نموذج للتعامل مع أطفاله مثلما يفعل المعلم مع تالميذه أو المدير مع المدرس,,ين،
240
وهذا لضبط وتسيير القواعد األساسية التي تعرفها كل أسرة وأيضا لجعل الطفل يخض,,ع
لنظام معين يساعده على التماشي مع الوضع والمسايرة حسب ما تمليه العادات والتقالي,,د
,دتان ال
أن الحب األمومي والسلطة األبوية هما قاع, السائدة ،يفسر (M.Porot,)1979
غنى عنهما في توازن العالقات األسرية ،مع أن بإمكان كل واحد منهما أن يلجأ إلى دور
,ف والحب
,لوب العط,
األخر ،تبني األم سلطة ما حسب المواقف المعاشة وتبني األب أس,
,ذا في
,ل من األب واألم وه,
لألبناء ولكن القاعدة األساسية هي احترام األدوار بالنسبة لك,
صالح الطفل ،ويضيف ) ,L.Michaux (1950أن سلطة األب ال تتمثل في السيطرة
والطغيان وإنما سلطة لحماية الطفل .
األب له دور مكمل إلى جانب األم وكل إهمال أو عدم الالمباالة باألبناء يؤدي حتما
إلى اإلحساس بالنبذ والتخلي وهذا ما ظهر في قول الحالة " عالقتي بأبي جد س,,طحية ال
,ة
,ه يجلب الحماي,
,رورية ألن,
يتكلم معي كثيرا وال يقربني منه " وهكذا فلألب أهمية ض,
,ا ,
,يف أيض,
,انب دور األم .يض,
,انوي إلى ج,
واإلحساس بالوجود رغم كونه عنصر ث,
) E.Stengel(1939أن العديد من الحاالت التي فقدت العالقة العادية التي تكون بين األباء
واألبناء كثيرا ما يحسون أن هناك شيء ما ينقصهم وال يستطيعون أبدا إيجاد ما يعوض,,ه
ويؤكد على أن هذا االحساس يصبح حاد وملح خاصة أثناء إصابتهم بنوب,,ات االكتئ,,اب
معنى ذلك وقت مجيء الشرود القهري.
242
والمعاناة واآلالم وخاصة أن التفريق جاء من طرف األخر ولم يكن قرار الحالة ،فق,,دان
األخر جعلها تفقد معنى الحياة ،معنى الوجود واإلحساس باللقيمة .عدم وجود مشاريع في
حياة الحالة ،فهو كان بمثابة مشروع استثمرت فيه كل طاقتها وأصبحت متعلقة به لدرجة
,ا ،
أنها لم تستطيع التخلي عنه ،توظيف الموضوع بطريقة مكثفة لم يسمح لها برؤية ذاته,
استحواذ األخر على الذات ،ومادامت العالقة مع األخر قوية هذا ما ساهم في عدم قدرتها
على استيعاب التفريق ،وكل هذا أدى بها في األخير إلى الدخول في نوبات اكتئابية فقدان
العالقة مع األخر ومع الذات التي أصبحت هي األخرى غير مرغوب فيها وبالتالي اللجوء
إلى تدميرها للتخلص من الموضوع المحب .
النوبة االكتئابية
فقدان الموضوع أدى إلى إحياء التجارب السابقة والحالة االنفعالية المترتبة عن ذلك
,ات
برهنت عن وجود التفريق واإلحساس بالتخلي ،تراكم الصراعات النفس,ية واالحباط,
المتكررة المستمدة جذورها من الطفولة ،أي أن التخلي الذي تعيشه حاليا أدى إلى تفجير
المعاش السابق المرتبط بفقدان األم والتي ال تزال تتذكرها ورغبتها في البقاء إلى جانبها "
,داث
,ة باألح,
,ية الحال,
أردت أن أموت وأرتاح وحتى أكون إلى جانب أمي " تأثرت نفس,
المعاشة التي شكلت لها صدمات جعلتها غير قادرة على التحمل وخاصة تجارب التعل,,ق
والتفريق،يفسر G.Zilboorg (1977),أن التقمص القوي لشخص متوفي سواء حدث ذلك
,اال على
,ثر إقب,
,خاص األك,
,ذات وهم األش,
في الطفولة أو المراهقة ينعكس ذلك على ال,
االنتحار .بمجرد فقدانها لألخر أظهرت رغبتها في وجود األم ،واالنقط,,اع في العالق,,ة
العاطفية مع األخر جعلها غير قادرة على القيام بالحداد ،ثم االستمرار في العيش وبن,,اء
عالقات جديدة وما جاء في حديثها " لم أعد قادرة على العيش من دونه " يشير هنا R.E.,
,داد
,ل الح,
إلى فرضية أن االنتحار هو نتيجة عدم القدرة على عم, Litman )(1999
وباألخص إفالس السيرورة المبكرة للحداد النرجسي.ويؤكد على أهمية النكوص المسجل
243
في التقمص النرجسي المحتفظ بقوة في العالقة التكافلية مع الموضوع األولي األم ،ع,,دم
قدرتهاعلى وضع الحداد بشكل نهائي ،وهذا يرجع أيضا لتصدع الوسائل الدفاعية ،كم,,ا
S.Freudأن " فقدان الموضوع يصبح فقدان األنا "،ألن األخ,,ر نضيف فكرة (1915),
أصبح مستدخال وأخذ حيزا من األنا وبفقدان الموضوع يفقد الفرد أن,,اه ،وه,,ذا في نفس
الوقت مرتبط بطريقة استيهامية بالموضوع األولي .
فالمعاش النفسي للحالة ساهم في ظهور نوبات اكتئابية أي ارتبط ذلك بتاريخ الحالة
حيث يؤكد ) ,T. Lemperiére (1997أن الدخول االكتئابي أو الهوسي حدوثهما يرجع إلى
,حابها
أحداث حياتية متناقضة سابقة .بقاءها في الوحدة وانعزالها ك,,ان تعب,,ير عن انس,
,ان
,الي ك,
,األالم وبالت,
ورفضها للواقع فاالكتئاب ناتج عن الفراغ العالئقي ،االحساس ب,
كإرتكاس للوضعية النفسية المؤلمة ،وفي المجمل أدى ذلك إلى تكوين صورة س,,يئة عن
,ا ينعكس
الذات حتى التصورات العاطفية للذات إرتبطت هي األخرى بحالة النرجسية مم,
ذلك سلبا على الذات و يجعلها تتبنى عالم خاص بها بعيدا عن العالم المعاش وهذا ما جاء
في تفسير ) A.Holderegger , (2005أن كل واحد منا يملك صورة لذاته وفي حالة نقص
,ور
,و ظه,
,ده ه,
,ا نج,
,يته م,
لهذه الصورة فالفرد ال يستطيع الوصول إلى تقدير شخص,
ميكانيزمات الرفض والتمثالت التي تساعده على الهروب إلى عالم الواقعي.
244
واستجابات المحيط كما يضيف كل من ) P.Jeammet et E.Birot , (1994أن الفرد
,وع .إن
,ا والموض,
,يز بين األن,
يستطيع بفضل االستقرار النرجسي الوصول إلى التمي,
االستقرار النرجسي يحافظ على تثبيت األمن والتواصل الذي يعمل في األخيرعلى مرونة
التهيئات للعالقات الموضوعية ،يبقى كل هذا مرتبط بنوعية االستثماراألمومي فإحس,,اس
الحالة المستمر بعدم األمن،احساس بالعجز والضعف ،عدم الثقة باألخرين وهذا ما تشهده
عالقتها مع األخرين التي ظهرت فقيرة ومحدودة ،حياة داخلية هشة ،تفكير غ,,ير منظم ،
أدى ذلك كله إلى تَص دع في النرجسية وفي السيرورات الرمزية األولية ،وضعية ماقب,,ل
األوديبية ،كل هذه التصدعات ارتبطت بالدور األمومي حيث نجد في هذا االطـــار
) H.Bénony , (1998الذي يرى أن كل هذه التصدعات التي لها عالقة بالدور األمومي
هي المسبب األساسي في تطور أنا سيء وتساهم أيضا في تس,هيل عملي,ة الم,رور إلى
المحاولة االنتحارية .
245
.7-1بروتوكول الروشاخ للحالة السابعة " منال "
التقدير االستقصاء االستجابة اللوحة
˄"4 I
كل الشكل .1عنكبوت
G Fclob A
الوسط .2فراشة
D F-A "20, 1
246
DO F+ Ad
D F- anat
˄ ˂ ˃"11 V
لوجود األجنحة خفاش"32 .11هذا
G Fclob A ban
˄ ˅ ˂ ˃"24 VI
D F+ Ad ,ة في
,وط الرقيق,الخط, moustache .12تاع قط وال كلب
Doute األعلى .13أنف ،رأس لكلب
الجزء األعلى .14األجنحة
D F- Ad
على الجانبين .15العمود الفقري "1,15
D F- Ad
D F- anat الخ,,ط العم,,ودي في
الوسط
247
D F- H في الل,,ون األخض,,ر، .30رجل
شنب ،أنف ،عينان
D F- A اللون الوردي "2,49 .31ديدان
السيكوغرام
R : 31 )F =25(8+ ; 17- A 15 % A % 71
Refus :0 F% 81% FC 3 Ad 7 %H %7
"Tps total : 16,4 F+% 32% H 1 Ban 3
"Tps /réponse : 31 Hd 1 % IA % 13
"Tps lat. Moyen : 16,8 G 6 20% F clob 3 anat 3
D 22 71% Pl 2
TRI : K0/C1.5Type Ext .Pure Dd 1 3% tache 1
F.Compl k 0 /E 0 DO 2 7% pays 1
RC % 45%
: Eléments quantitatifs
Choix + III VIII Doute 5
– Choix I IV VII Inhibition 3
Interrogation 2
مخيفة من حيث اللون األسود ،اللوحة االختيار السالب :اللوحة Iمخيفة ،اللون األسود ،اللوحة IV
VIIمشمئزة.
ميزات بروتوكول الروشاخ
العناصر النوعية
على مستوى السلوك على مستوى الحديث الزمن في عدد زمن رقم
اللوحة اإلجابات الكمون اللوحة
قلق قلق "20, 1 2 "4 I
ارتجاف ،قلق تردد ،توقف ،صدمة "2,13 3 "15 II
قلب اللوحة،هز الرأس كف ،صدمة "1,33 2 "29 III
قلق كف وتردد ،تسأل "55 3 "19 IV
قلق خوف ،قلق "32 1 "11 V
خوف،قلق تردد ،قلق "1,15 4 "24 VI
قلب اللوحة عدة مرات تردد ،وخوف "1,25 2 "23 VII
/ استراحة "1,40 4 "13 VIII
248
قلق كف وتردد ،تسأل "2,42 3 "22 IX
/ استراحة "2,49 7 "8 X
"16,4د 31 "168
رغم ارتفاع عدد اإلجابات في هذا البروتوكول ،إال أن ذلك لم يمنع من القول أن
,رت %+F
,ة حيث ظه,
,يرورة التفكيري,
,ة الس,
هناك كف واضح والذي ساهم في عرقل,
منخفضة ،ما يعكس عدم القدرة على المسايرة للعالم الخارجي ،أيضا ظه,,ور إج,,ابتين
لــــ DOوحتى مؤشر القلق ظهر هو األخر في إطار الكف وظهرت أهميته في
اإلجابات التي أشارت أكثر إلى وجود القلق ،أي ظهر ذلك على المس,,توى الكيفي ،ألن
من الناحية الكمية سجل في اإلطار العادي تقريبا وهذا تحت النسبة . % 13
لكن محتوى اإلجابات أظهر لنا مدى تخوف وقلق الحالة منال ،ما نجده أيضا وهو
,ا
,ة على م,
,بروتوكول خاص,
أهمية االنشطار التي سجلت من خالل القراءة الواضحة لل,
,دد
,ك في ع,
,جل ذل,
,ع ،س,
شاهده اإلطار الكيفي والذي يتعلق بنقص االندماج في الواق,
,ار
,ايرته للمعي,
وأيضا %+Fوما يقابله في اإلطار النوعي ومس, اإلجابات لــ Ban
العادي .
249
اإلجابات الكلية % G = 20وهي نسبة جَيدة وهذا مقارنة بما هو موجود عن الفرد
العادي وظهرت فقط في اللوحات المغلقة والتي تحمل لون واحد IV ,V ,VI, Iوأيضا
اإلجابات تميل إلى إدراك التصورات في وحدانية مغلقة ،خفاش ،وحش ،أثار تاريخي,,ة
وبالتالي نجد ستة إجابات لـــ Gمن بينها 3إجابات لـــ impressionniste G
في اللوحة V ,IV , Iوتحمل داللة تشير إلى القلق ،في اللوحة IVتشير إلى القلق والميل
أكثر إلى القوة والسيطرة وعدم القدرة على تحديد التقمص الجنسي .
simpleففي اللوحة VIIأشارت إلى التقمصات األنثوي,,ة الغ,,ير و 3إجابات لــ G
أشارت أك,,ثر إلى تص,,دع في الواضحة والمتبوعة بالتردد ،وإجابتين في اللوحة IX
اإلدراك .
أما اإلجابات الجزئية من نوع Dنجدها ظهرت بنسبة مرتفعة ،مرات مصحوبة
,ذي يش,ير
بمحددات لميكانيزمات محكمة بطريقة جيدة +DFومرات تتموقع في إطار ال,
أكثر إلى وجود القلق وتسير نحو كل ما هو معاكس للواقع مثل Anatواإلجابات الس,,لبية
. -F
إجابتين لــ DOعكست لنا الفراغ العاطفي والعالئقي وبقيت الحالة تحت وقع
,ل من
,ذا في ك,
,ة وه,
التصدعات الفكرية ،عجز عن إدماج الصورة الجسمية كوحدة كلي,
اللوحة. IV , III
إجابة واحدة لـــ Ddظهرت في اللوحة VIIIعبر لنا عن وجود دفاعية إدراكية صارمة
اإلجابات اإلنسانية ظهرت فقط في اللوحة Xمتبوعة بمحدد شكلي -Fوعدم قدرة
وهي لوح,,ة التقمص ،ويبقى الحالة على إحداث التقمص وخاصة ما تعرفه اللوحةIII
إسقاط الحالة مرتبط بالكف ،وخاصة التردد ولجوئها إلى أجزاء من الموضوع ،وظهرت
,ود ،
,و موج,
الصورة اإلنسانية في حالة انشطار وعدم القدرة على التمييز و إدراك ما ه,
وهذا يرجـع إلى الفــــراغ العاطفــــي ،حســــب )C. Chabert, (a1998
250
يشير هذا الالتوافق إلى اضطراب في التفكير المرتبط بال فعالية سيرورات التمايز( أنا /
أخر) ،مما يؤدي إلى فقدان االتصال مع المواضيع العالم الخارجي.
اإلجابات الحيوانية والتي من خاللها عكست لنا النمطية الفكرية أي االستعمال العقلي
اآللي دون مشاركة الفكر و في هذا البروتوكول لجوء إلى هذا النوع من اإلجاب,ات ك,ان
أيضا كرد فعل دفاعي ساهم في كبث السيرورات التصورية وجعلها تخدم التفكير بطريقة
,اة
,طهادي والمعان,
,اش االض,
سلبية ،واستهامية مرضية ارتبطت بإسقاطات راجعة للمع,
النفسية .
ميل للعجز في الحركية والذي يترجم من خالل إفراط لالستثمار في القطب الشكلي
للوحات F%=81%ظهرت مرتفعة جدا تشهد على صرامة جفاف الفكر الذي يص,,ارع
,ل
,وة من أج,
,اهر بق,
ضد الضغوطات االستهامية ،وهذا اإلفراط لالستثمار للشكل الظ,
حصر المدركات للمحافظة على الحدود التي تضمن الهوية ) .C. Chabert, (a1998لكن
هذه المحاولة ساهمت في فشل المسايرة للواقع وفي المراقبة الجيدة للشكل أين ظهرت في
,بة
%وهي منخفضة مقارنة بالنس, اإلطار السيئ وأحدثت عطب مما ظهرت F+=32
,طراب
,ود اض,
العادية ،هذا التصدع له عالقة أيضا بـــ -Fو ما احتوته ،أي وج,
،وعدم التكيف في العالقة مع العالم الخارجي ،تربط ) C. Chabert, (a1998اإلجابات
,وع حقيقي في
,ات للبحث عن موض,
,ذه اإلجاب,
الشكلية باألنا الواقعية وأن اللجوء إلى ه,
الخارج يتضمن تصور الموضوع األولي المفقود.ما يشير إلى غياب الموض,,وع األولي
من البنية النفسية ،ويرجع ذلك إلى التصدع النرجسي ،مع صعوبات ترتبط بالنزوات التي
بقيت تحت السيطرة ،محاولة تفاديها بواسطة االرتكاز على المواضيع الخارجية ،وهذا ما
أدى إلى جفاف الفكر واالستمرار في النمطية الفكرية ،ساهم بدوره في تص,,ور الواق,,ع
,ناه من خالل
بطريقة سلبية وأيضا مرضية ،وجود فراغ عالئقي وعاطفي وهذا ما إلتمس,
عدم قدرتها على إحداث الفاعلية الالزمة للربط ما بين التصور والعاطفة .
251
تحليل دينامكية الصراع الحسي والحركي
TRI extratensif pureغياب كلي لإلجابات الحركية والذي ارتبط بالتصدعات
العميقة للقدرات التصورية وإلى الفراغ الفضاء النفسي وخاصة غياب اإلجابة ( ) Kالتي
برهنت عن وجود تصدعات في سجل التقمصات األولية ،وهذا يرتب,,ط بع,,دم إمكاني,,ة
التموضع في جو انتقالي يسمح بالحركة والتبادل بين الواقع والخي,,ال ،وبقيت ال,,نزوات
تحت وقع التفكير ،وهذا ما شاهده البرتوكول لالرتفاع للمقاربة الشكلية ،وعدم القدرة على
إحداث الحركية وهذا لتفادي بروز النزوات وأيضا مواجهة رغبات العالم الداخلي .
أما المحددات الحسية ظهرت ثالثة إجابات،واحدة في اللوحة IIعبرت عن الفراغ
الداخلي وعن جمود عاطفي ،وإجابتين في اللوحات الملونة عبرت عن إشكالية النكوص.
اللوحة I
بدأت الحالة بإعطاء إجابة كلية شائعة لكن مصحوبة بقلق وخوف ،ما جعلها ت,,رى
,كلي -F
إجابة أخرى في الوسط لكنها غير مسايرة للواقع ألنها كانت مرفوقة بالمحدد الش,
وهذا يرتبط بخاصية اللوحة وما تعكسه جعلتها في حالة قلق واضح .
اللوحة II
تشير هذه اللوحة إلى االستثمار النزوي ودينامكية النزوات سواء كانت ليبيدية أو
عدوانية،لكن لم يظهر صدى اإلشكالية األساسية في هذه اللوحة وهذا ارتبط بالقلق ال,,ذي
أدى إلى الكف وعرقلة السيرورة اإلدراكية وجعلها في حالة تردد وتوتر وع,,دم الق,,درة
252
على إدراك الصورة وتباتها وبقيت تحت وقع الكف ،مّم ا يعكس اإلحس,,اس ب,,الفراغ
الداخلي والكآبة النفسية.
اللوحة III
استمرار القلق في هذه اللوحة وعكس لنا ذلك عن عجز على اختيار التقمص وعدم
إدراك الصورة اإلنسانية ألن السيرورة التفكيرية بقيت متبوعة بالكف جعلها غير ق,,ادرة
,ر
على إحداث الحركية ،وأيضا التعبير عن النزوات وهي لوحة التقمصات و هذا لم يظه,
لجأت مباشرة إلى استعمال اإلنكار كوسيلة دفاعية " أشكال غير مفهومة " ،إض,,افة إلى
االنشطار الذي مَيز اللوحة من خالل اإلجابات الجزئية "األرجل واليدين" لكن عدم قدرتها
على رؤية اإلنسان في كليته وبقائها منحصرة فقط على أجزاء الموضوع .
اللوحة IV
أعطت الحالة إجابة مباشرة وحش ،مع استغراب وتساؤل عن ذلك ،وبقيت في حالة
تردد وعدم قدرتها على إحداث التقمص ،وأيضا ظهرت الهشاش,,ة التقمص,,ية من خالل
,ثر إلى التصـدع
,ة بـــ anatأشـارت أك,
اإلجابة الشكلية السالبة والمتبوع,
والفــراغ العاطفي ،مع إجابة جزئية تؤكد عدم اكتمال الموضوع بشكل كامل متبوع,,ة
بــ Doلم تأتي لتؤكد الضعف العقلي وإنما بينت الكف العاطفي .
اللوحةV
تعبر هذه اللوحة عن الهوّية وتصّو ر الذات ،وهي إشكالية الهوّية في معناها النفسي،
لكن تبقى هذه اللوحة تظهر رسوخ بنية شائعة خفاش مكونة تجربة واق,,ع أساسـي في
تقارب العالم الخارجي ،لكن يبقى القلق مسيطر ومهيمن على الفكر .
اللوحة VI
253
نجد في هذه اللوحة أعطت الحالة إجابات جزئية عكست لنا التردد م,,ا يش,,ير إلى
,ا إجابـة
,ف ،رأس لكلب" ،وأيض,
,ة " أن,
وجود القلق ،واالنشطار من خالل اإلجاب,
,ور
,ك ظه,
أخــرى " جناحين" ما يشير إلى انشطار واضح في األنا ،وخاصة رافق ذل,
,ف
,اة وك,
إجابة تحمل مضمون anatمّم ا يشير إلى وجود القلق الذي ساهم في نزع الحي,
الحركية النزوية.
اللوحة VII
هذه اللوحة تشير إلى التقمصات األنثوية ،لكن ما ظهر هو عدم الق,,درة على إدراك
الصورة من خالل التردد الذي ارتبط أساسا بالقلق "قطتين وال أرن,,بين" ،وبالت,,الي تبقى
مشكلة التقمص مطروحة وخاصة اختيار التقمص الجنسي ،وبما أن اللوح,,ة تش,,ير إلى
األمومة األولية ،فإّن الحالة أعطت إجابة " آثار تاريخية " وكأنها توحي إلى آثار متبقي,,ة
من العالقات المبكرة للحالة ،أي بين الذات و الموضوع وهذا ما يظهر لنا أن هناك رغبة
إلى السند مرتبطة بالعالقة التكافلية مع الموضوع األولي.
اللوحات X,IX,VIII
غياب اإلجابات اللونية ما يشير إلى عدم قدرة الحالة على التعبير العاطفي وبقائه,,ا
تحت وقع الكآبة النفسية التي أدت إلى الكف وجعلها غير قادرة على إظهار انفعاالتها.
اللوحةVIII
وهي لوحة تعبر عن االتصال بالعالم الخارجي ،بدأت الحالة بإجاب,,ة جزئي,,ة Dd
عبرت عن وجود دفاعية إدراكية صارمة ،كما أنها لم تستطيع التكيف والس,,يطرة على
,ة
,ورة ثابت,
الوضع وهذا من خالل ظهور اإلجابة الترددية وعدم القدرة على إعطاء ص,
وهذا اإلنكار له عالقة بعدم قدرتها على ربط العاطفة بالتصورات .
254
اللوحة IX
,دمة،
وهي لوحة المرجعية للعالقة المبكرة مع األم ،جعلت الحالة في حالة قلق وص,
,وص طفلي ربطت
كفت التعبير المباشر لدّيها مّم ا جعلتها تعطي إجابة تشيـــر إلى نك,
من خالله العالقة المبكرة مع الموضوع األولي األمومي ،إضافة إلى إجابة كلية تشير إلى
كلية الموضوع مرفوقة بـ anatوأيضا التردد وعدم قدرتها على اختيار التقمص الجنسي
"هيكل عضمي إلنسان أو حيوان" تعكس من خاللها الفراغ العاطفي لهذه العالقة إض,,افة
إلى الفناء والتجريد من الحياة .
اللوحة X
أعطت الحالة في هذه اللوحة إجابات لحيوانات في صورتها الكاملة وبصفة متتالية
,ة
عكست لنا النمطية الفكرية ،أي االستعمال العقلي اآللي دون مشاركة الفكر ما عدا إجاب,
واحدة جزئية رأس حيوان موضوع جزئي،أكدت لنا إشكالية االنشطار التي مست تقريب,,ا
,رت
,رى ظه,
,تي هي األخ,
جميع اللوحات ،ثم إعطاء إجابة لموضوع كلي "رجل" وال,
مجزئة وتمثلت في رأس الرجل فقط في التحقيق ،ثم عادت إلى النمطية ،أي عدم قدرتها
على التفريق عن الموضوع وبقائها في اندماجية له .
تميز البرتوكول الحالة "منال" بالكف النفسي بالرغم من ك,,ثرة اإلجاب,,ات ال,,تي
حاولت من خاللها إسقاط واقعها الداخلي،لكنها بقيت تحت النمطية الفكرية وعدم ق,,درتها
,دم
,ك بع,
,ط ذل,
على إحداث الحركية وهذا ما أدى إلى انعدام اإلجابات من نوع Kوارتب,
إمكانية التموضع في جو انتقالي يسمح بالحركة والتبادل بين الواقع والخيال مع ض,,عف
255
,ع إلى
القدرة على التَص ورات و أيضا نقص اإلجابات الحركية والتقمصات اإلنسانية يرج,
تَص دع في السيرورات األولية .
فرغم محاولتها الهروب من مواجهة اللوحات في حالة كف وصدمة إّال أنه,,ا لم
تستطع أن تقاوم ذلك أين أظهرت الحالة ما تعانيه من حالة اكتئابية نتيجة لفقدان الموضوع
وحاجاتها الماسة إلى السند ،باإلضافة إلى القلق الذي ظهر بشكل مرتفع وهذا ما ساهم في
عدم قدرتها على التمييز بين الذات والموضوع .أي عجز واضح في إدراك الذات كوحدة
كلية ،وهذا ما ظهر سواء من خالل الموضوع األولي األم أين ظهرت العالقة الثنائية ،أو
من خالل عدم قدرتها على تقبل التفريق والبقاء في االتكالية للموضوع .
إحساسها بعدم األمن و بالفراغ الداخلي ،كون في نفسيتها صورة سيئة عن ذاتها،
وأنها غير مرغوب فيها ساعد ذلك على ظهور الكآبة النفسية وجعلتها في األخير توج,,ه
العدوانية إلى ذاتها.
,ة في
,ة أعطت إجاب,
,د الحال,
استعمال اآلليات الدفاعية البدائية كاإلسقاط ،حيث نج,
,د من
,ي والتجري,
هيكل عضمي مّم ا يعكس الفراغ العاطفي والتّص دع النرجس, IX اللوحة
الحياة.
256
الفــصل السـابع
"تفسيــــــر ومنـــــاقشـــة
الفرضيـــــات"
"الفرضية الثانية"
المحاولة االنتحارية هي تعبير عن فقدان مفاجئ لمشروع الحياة .
االنتحار سلوك وقرار شخصي وعنف موجه نحو الذات بتدميرها ،رغم تعدد
العوامل المؤدية إليه إال أنه في الغالب يعود إلى تقل وقع العوامل النفسية،التي ترتب,,ط
بالجانب النفسي للمنتحر والذي يتمثل في هشاشة التنظيم النفسي المس,,ؤول عن ع,,دم
,رد
,تي تنعكس على الف,
,أة وال,
تحمل وتقبل الذات نظرا لمختلف التغيرات الطارئة فج,
وتظهر في شكل اضطرابات نفسية مختلفة .
فالفرد الذي يلجأ إلى المحاولة االنتحارية فهو موضوع في وضعية حرجة
يسودها األلم والمعاناة بشكل حاد ،ال يستطيع مجابهتها والتصدي لها ،يدرك أنه غ,,ير
قادر على فعل أي شيء ،وهذا حال الفتيات التي لم تجد حاال أخر سوى لجوءه,,ا إلى
السلوك التهديمي والموت مقابل التفريق عن الطرف األخر ،فالمحاولة االنتحارية أخذت
أبعاد عديدة نجد من جهة اللجوء إلى االعتداء على الذات كوسيلة تحاول فيها قتل جزء
من الذات التي تمثل األخــر (الطرف األخر المحب) و هو مستدخل والذي أص,,بح
يمثل جزء من الذات أي جزء من األنا فتكون هذه األخيرة قتل النفس ،كما نجد أيض,,ا
اليأس يؤدي هو األخر إلى االنهيار واإلرهاق الكلي يفقد الفتاة قواها وتصبح غير قادرة
على استيعاب ما فقدته وخاصة تقمصها لألخر الذي أصبح يحمل لها معاني كثيرة ألن
األخر هو بمثابة الحل الذي يمكن بواسطته تجاوزها لكل المعاناة والصراعات النفسية .
خاصة الفتاة التي تعاني من مشاكل عالئقية داخل الوسط األسري تعيش النبذ
واإلهمال والالمباالة من طرف األم أو األب أوكالهما معا وفجأة تجد من يعوضها عن
ذلك ( الحاالت المدروسة)،لكن ذلك لم يستمر إال لفترة قصيرة ثم تالشى كل شيء إلى
252
أن حدث التفريق بشكل نهائي ،فهذا ما جعلها تصاب بخيبة أمل كبيرة تجعلها في حالة
دعر وصدمة عنيفة.
" فالفرد بعد فقدانه لشخص محب يبقى في المجابهة لفترة من حياته ،هذا الفقدان
,وت ".
,اة والم,
,ائعة بين الحي,
ليس دون إعادة تنشيط القلق الحاد ،بل يترك الذات ض,
).,V.Estellon (2010 :28
وبالتالي تصبح ال تفكر في شيء أخر سوى الموت والتخلص من الذات بعدما
,ل
,يف " V.Estellonالفع,
,ا يض,
كانت ترغب في العيش والبقاء إلى جانب األخر كم,
االندفاعي يأتي لتعويض الفعل المعد أو المجَه ز من طرف الفكر" ،وهنا في هذه الحالة
تكون كل من نزوة الحياة ونزوة الموت في نفس المستوى وهذا يرجع إلى باب التنفيس
الذي أغلق والذي كان مصدر الرغبة واللذة سابقا ،وهكذا يجد العدوان طريق,,ه نح,,و
االنسياب مما يجعل قوة التدمير تتغلب إلى حد اللحاق األذى بالذات.
تكمن أهمية بحثنا في معرفة ما تحمله العالقة العاطفية في حياة الفتيات وما ينجم
عنها من أثار وخيمة نتيجة لفسخ تلك العالقة ،هذا ما جعلنا نستفس,,ر عن التوظي,,ف
النفسي المسجل في هذه العاطفة إلى درجة أنها جعلتهن تلجأن إلى المحاولة االنتحارية.
ولهذا توصلنا من خالل المقابالت العيادية إلى وجود صراعات نفسية داخلية
والتي ارتبطت أساسا بالعالقة بالموضوع ،عكست لنا الهشاشة في العالقات األولية ،عدم
وجود روابط أصلية متينة ،مع ظهور العالقة بالطرف األخر في شكلها المرضي .
كما أن العالقة األولية التي تشهد لوجود األب واألم تبقى ضرورية ومؤسسة
للنمو النفسي ومساهمة في عملية تأهيل األبناء لتكوين عالقات ومساعدة على اختي,,ار
النماذج المستقبلية .
253
بالنسبة للحالة "حفصة" تعيش حرمان كامن ،وهذا ناتج عن العالقة المضطهدة مع
األم ،ترقب ،حذر ،وعدم وجود األمن العاطفي ،فهي تعيش نبذ ،وبحاجة إلى مكانة جديدة
,وع
لتعويض ما عاشته سابقا وتعلقها باألخر جاء كنتيجة لترميم الجروح القديمة وهذا الن,
,ر) لكن
,رف األخ,
من الحب يبنى على النقائص ،فهي تعاني من فقدان الموضوع ( الط,
بطريقة أخرى ومعنى أخر فهي تعاني من فقدان لمعاني الحياة وليس فقدان موضوع الحب
,ق لم يكن من
,يا ألن التفري,
,ا نرجس,
,ة جرح,
في حد ذاته ،وهذا ما شكل في نفسية الحال,
اختيارها .
,ا
,ا عالقته,
,تى أنه,
الحالة " حنان " عاشت حرمان كليا سواء من األب أو األم ح,
بزوجها كانت بمثابة عالقة طفل /أم وهي بالتالي لم تعيش عالقة ثالثية أب /أم/طفل
مساعدة ومكملة للنمو النفسي ومساهمة في عمل إطار أساسي للعالقة الوالدية ،لج,,أت
بطريقة الشعورية إلى البحث عن الحب األبوي المفقود ،عالقتها ب,,الطرف األخـر
الثاني ( التي ترغب فيه) العالقة الثنائية أيقظت الرغبة في وجود الشخص الثالث ،أي
إحياء لالستهام األوديبيي وهذا الصراع يعاش في هذه العالقة.
الحالة " إكرام " لديها عالقة مضطهدة مع األم ،إحساسها بالنبذ وأيضا التمييز من
حيث الجنس ( أنثى) لجوؤها للمحاولة االنتحارية كتهديد للمحيط األسري وخاصة األم
التي تراها المذنبة في كل شيء ،وعالقتها بالطرف األخر سجلت في إطار البحث عن
254
النضج واإلحساس بأنها راشدة مسؤولة عن أفعالها من جهة ( تأكيد الذات ) ومن جهة
أخرى لجأت إلى األخر بحثا عن الحب األمومي المفقود،عدم وجود عالق,,ة تكاملي,,ة
متبادلة وإنما فقط وجود لنزوات غير مشبعة بطريقة ايجابية وصحيحة وس,,عيها وراء
إيجاد البديل لكن ذلك لم ينجح ألنه ال يوجد استقرار .
فقدان الموضوع لــــ " أمينة " جعلها تفقد كل شيء ألنها تعيش معاناة نفسية
كبيرة مست جوانب عديدة ،التخلي األبوي ارتبط أساسا بمسألة الذكورة واألنوثة ،هذا
ما شكل صورة سيئة عن الذات ،الفقر،مرض األم ...،فاألخر بالنسبة لها كان يمث,,ل
لها المخرج الوحيد من هذه الوضعية .
,ة
,ع األب وهي العالق,
,ة م,
,ديها نقص في العالق,
الحالة " أحالم " هي األخرى ل,
األساسية للتكوين الذاتي ،عدم االستقرار النفسي الناتج عن الوسط األسري جعلها تعيش
,تي أدت إلى
,ة ال,
,الظروف المعاش,
,ط ب,
,ير ارتب,
,ذا األخ,
,اب ،وه,
,ق واكتئ,
في قل,
استحضـاره ،فالعالقة العاطفية كانت كبديل عن الحب األمومي المفق,,ود في الوس,,ط
األسري وخاصة من طرف األب واألم ،غياب مشروع الحياة ،ليس لديها مكانة ودور
,ا تحس
,ا جعله,
,ذا م,
,رورية ،وه,
,ية الض,
ينسب لها ،أي فقدان لكل الحاجات النفس,
بالنقص ،اللقيمة ،وتعيش فراغ داخلي وارتبط ذلك بالتصدع النرجسي .
الحالة " منال " فقدان الحالة األم ولكن رغم مرور مدة من الزمن إال أنها لم
,ويض عن الحب
,ة تع,
تستطيع تجاوز الحداد لفقدان األم ،فالعالقة العاطفية كانت بمثاب,
األمومي المفقود ،لكن بمجرد فشل هذه العالقة أدى ذلك إلى إحياء الصراعات الداخلية
برز ذلك من خالل استهاماتها ونكوصها إلى مرحلة س,,ابقة من النم,,و ،أرض,,ية
هشة ،أنا ضعيف مع عدم االستقرار النرجسي ،والتصدع النرجس,,ي ال,,ذي ارتب,,ط
بالصدمات المختلفة.
255
من خالل اختبار الروشاخ ظهر عند الحالة "حفصة " غياب كلي للسيرورات
التقمصية من خالل الحركات اإلنسانية التي كانت شبه منعدمة وهذا يرجع إلى ضعف
القدرات التصورية وإلى الفراغ الفضاء النفسي والذي ارتبط بصورة إجمالية ب,,الفراغ
,ار إلى
,ة VIIأش,
العاطفي في العالقة المبكرة مع وجود القلق وهذا ما ظهر في اللوح,
وجود اضطرابات في العالقات مع الصورة األمومية األولية .
الفراغ العالئقي كان ظاهرا بشكل جلي عند الحالة " حنان " خاصة عدم قدرتها
على التوصل إلى الشكل اإلنساني بصورة كاملة أي غياب للعالقة النزوية في ش,,كليها
الليبيدي والعدواني ،في اللوحة IVظهرت اإلشكالية األساسية المتعلقة بالقدرة أين نجد
فراغ داخلي للصورة األبوية ،عدم بروز السيرورات التقمصية والتي عبرت عن ذلك
ظهر اضطراب في تصور العالقة ب,,األخر ،من خالل بأنه صعب،في اللوحة VII
,ات
,جل التقمص,
,ة في س,
,دعات عميق,
الرفض مع غياب كلي للحركية Kيترجم تص,
,تهامات
,يطرة االس,
األولية ،عدم المسايرة للواقع من خالل اللجوء إلى الخيال وهذا بس,
المكثفة وبالنسبة للوحة IXعكست لنا اضطرابا عالئقيا يرجع إلى العالقة المبكرة مع
األم.
تقريبا نفس الشيء ظهر مع الحالة " سميرة " عدم بروز السيرورات التقمصية
للنماذج األنثوية ،ظهور اضطرابات عالئقية ،مع فراغ عاطفي كبير حتى أن لجوئها
لأللوان في اللوحة IXكطريقة دفاعية ضد انبثاق النزوات وهذا ما عكس لنا الفراغ
,تثمارات
في عالم العالقات المبكرة ،وبقيت تحت وقع االنغالق النرجسي وسحب لالس,
المواضيع الخارجية .هشاشة في الشخصية والتي ترج,,ع إلى الهشاش,,ة في ال,,ذات
الراجعة إلى نقص في العالقة األولية اللوحة ،Vحتى أن الموضوع ظهر في ص,ورة
مجزئة ومجردة من الحياة وعدم قدرتها على إدراك,ه في كليت,ه ،وبقائه,ا متمس,كة
بالعالقة التناظرية كوسيلة دفاعية لتجنب الرغبة اللوحة .X
256
أظهرت الحالة " إكرام " الحاجة الماسة إلى السند من خالل إجابة إنسانية في
اللوحة VIIعكست العالقات المبكرة مع األم ،مع مشاكل في التقمصات ألن الجنس
غير محــدد " بنادم" وفي اللوحة IXغياب اإلجابة وهو يعكس لنا عدم وجود واقع
وهي لوحة تترجم لنا العالقة المبكرة مع األم وأرجعت العالق,,ة في اإلط,,ار االنغالق
النرجسـي ( التناظر) .مشاكل عالئقية أكدتها اللوحات ، IV VIIIغياب اإلجابة في
لوحة األب وظهر الشكل الحركي التظليلي الغير واضح EKما يش,,ير إلى البحث عن
,ع األب ،
,برت عن نقص في العالقــة م,
الحماية ومع ظهورها في هذه اللوحة ع,
مشاكل في الهوية ومشاكل في إثبات الذات.
الحالة " أمينة " سحب لالستثمارات الداخلية وبقائها متمسكة بالمواضيع الخارجية
وهذا ما ظهر في اللوحة ، IXانعدام السيرورات التقمصية ،ظهور الصورة وغيابها
في أن واحد على الساحة اإلدراكية من جديد يعني عدم القدرة على التشبث بالمواضيع
الداخلية الغير مستقرة واللجوء إلى العالم الخارجي ،الكف العاطفي ارتبط هو األخ,,ر
بالكآبة النفسية ،رفض اإلجابات في اللوحات X ,IVوهو يعكس حقيقة موجودة لعدم
,دم
,ا ع,
وجود واقع معاش ألن حسب H. RORSCHACHعدم وجود اإلجابة يقابله,
,ية
,ا نرجس,
وجود واقع وهذا ما ظهر عند الحالة ،حساسية وهشاشة مفرطة عكست لن,
هشة لذات غير قادرة على الخروج من قوقعتها ،مشاكل في الهوية وفي الس,,يرورات
التقمصية .
الحالة " أحالم " اإلجابة التظليلية EFالجزئية عكست لنا التصدع النرجسي وعدم
,تي
,ة Vال,
القدرة على رؤية الموضوع في صورته الكلية وأيضا ظهر ذلك في اللوح,
تؤكد أن هناك مشاكل في الهوية ،وفي اللوحة VIIإجابة تشير إلى الف,,راغ ،الفن,,اء
والتجريد من الحياة " فريسة تاع حيوان " ،الهشاشة في العالقة في اللوحة Xعكست
لنا عدم اكتمال الموضوع باإلضافة إلى القلق الظاهر ،وما ميز بروتوكول الروشاخ هو
257
عدم قدرتها على إدراك الذات كوحدة كلية بل مجزئة تحت وق,,ع الته,,ديم والتحطيم ،
إشكالية قلق التفريق وعدم القدرة على فقدان الموضوع .
الحالة " منال " ظهر الصراع والفراغ العاطفي في العالقات األولية وهذا سواء
في كل من اللوحة IVو IXالمتبوعة بمضمون Anatوبقيت تقمصات الحالة مرتبطة
بالعالقة التكافلية مع الموضوع األولي .و بقيت حاجتها الماسة إلى السند من خالل عدم
القدرة على التمييز بين الموضوع والذات .
عكس لنا اختبار الروشاخ من خالل الحاالت المقدمة عدم القدرة على إحداث
,النقص
,ة ،ف,
التقمصات في شكلها األصلي وهذا نظرا لنقص في مواضيع الحب األولي,
والحرمان ظهر بشكل جلي كما سبق وأشرنا إلى ذلك في ( تحليل لوحات الروش,,اخ )
فالعالقات بقيت غير واضحة وهذا ما ظهر من خالل الحركات اإلنسانية القليلة مسجلة
,ة الكبت
,ة في خدم,
,ع مس,بق للعاطف,
في الرفض ،النفي والغموض مما يشير إلى وض,
للتصورات يقدم النفي .)C.Chabert2004 ,) .وأحيانا تكون مس,,جلة في االنغالق أو في
اإلطار النرجسي التناظري.
كما أن الحركة في مجملها حتى وإن توفرت عند البعض بقيت غير كافية وعامة
نقل الحركة النزوية ظهرت في شكل حيوان في بعدها العدواني أو الليبيدي .وهي تعكس
عن وجود تصدعات عميقة في التقمصات األولية كما تشير C. Chabertمع وجود
صعوبات في تصور العالقة باألخر.
وضعيات ماقبل أوديبيبة وعدم القدرة على تجاوز اإلشكالية األوديبيية من خالل عدم
القدرة على اختيار التقمص الجنسي الذي ظهر غير محدد بشكل واضح عن,,د الح,,االت
المدروسة .
258
بقيت الحاالت في استناد على العالم الخارجي وظهر ذلك من خالل نمط التجاوب
الحميمي الذي كان يميل إلى االنكباب إلى الخارج Extratensifيعبر عن وجود عاطف,,ة
غير مستقرة وحركية مستثارة ومتغيرة مع حساسية مرتفعة.
غياب كلي للحركة وللعاطفة وهذا ما ظهر عند الحالة الثانية " حنان " الوحيدة التي
,ام
سجل نمط الحميمي لديها تحت ما يسمى بــ coartéوهذا ما يترجم صعوبة في انتظ,
المواضيع العالم الداخلي.
ضعف اإلنتاجية االستهامية وغياب التعبير العاطفي وهذا يرجع إلى نقص في
اإلنتاجية الكلية للبروتوكوالت والتي ترجع إلى فقر في إعطاء اإلجابات التي ظهرت قليلة
ومرات عبرت عنها الحاالت بالرفض وعدم معرفة ما احتوته اللوحات كوسيلة دفاعي,,ة
لتفادي المعاش النفسي الداخلي وأيضا ارتبطت بضعف األنا في مواجهة المواقف وع,,دم
القدرة على التمسك بنمط تفكيري واحد أو إدراكي للصور بشكل واضح وث,,ابت وإنم,,ا
التأرجح الذي يرجع إلى حالة االنفصال بين كيانها الداخلي وعالمها الخارجي.
وأيضا بقيت الحاجة الماسة إلى السند وإلى الرغبة في البقاء إلى جانب األخر وهذا ما
,تي
أظهرته العالقة بالموضوع المسجلة في بروتوكوالت الروشاخ خاصة في اللوحات ال,
تعكس ذلك .
ما نستنتجه هو أن التفريق كان بمثابة صدمة نفسية عاشتها الحاالت ساهمت في
,ا
,ق جعلته,
ظهور الكآبة النفسية واالنهيار الكلي واالستسالم ،شدة المعاناة وأالم التفري,
259
,ل من خالل
,ارجي والبحث عن الح,
تنغلق على ذاتها واالنسحاب من الواقع العالم الخ,
اللجوء المباشر إلى التهديم والموت ،وصدمــة التـفريق يـصعب إدماجهــا في
النفسيـــة " بقاء االحتفاظ بالموضوع على أمل إيجاده وهذا التوهم الث,,ابت يجع,,ل
صعوبة في سحب االستثمارات الخاصة في حالة التفريق " .M.Berger (2003 :10),
ومعبرا عنه بالفراغ النفسي الذي احتوته المقابالت وأيضا اختبار الروشاخ الذي
,ذات
,ل ورفض ال,
,ة أم,
أكد لنا اإلحساس بالوحدة والفقدان،الحرمان من العاطفة ،خيب,
,تثمر في
,اب المحب والحب المس,
,ني غي,
كتعبير عن تصدع نرجسي ألن التفريق يع,
أن الحب ه,,و الموضوع مستنبط من النرجسية وفي هذا الطرح يفسر P.Couderc
كمــا ظهرت السيرورة االنتقالية بين الواقع والخيال عاجزة من خالل صعوبة
تكوين موضوع انتقالي ،وهذا نظرا لعدم وجود موضوع أولي جَيد يساهم في تط,,وير
مشاعر القدرة الكلية وتكوين الوهم ،وهذا النشاط العقلي يحول المحيط الجَيد بكفاية إلى
محيط كامـــل يسمــح للنفسيــة بالتوحد مع الجسـد وتكَ,,و ن ب,,ذلك ال,,ذات
الحقيقيـة ). D.W.Winnicott , (1971كما يشير إلى أن األم تقوم بوظيفة المرآة ،وهنا
يكون لدَيها السند وكل الدعم ،حيث يكون أنا األم قريب من أن,,ا طفله,,ا أين يح,,دث
التقمص وبالتدريج يتم االنتقال من البعد الرمزي إلى اإلحساس ب,,الواقع وهن,,ا تب,,دأ
,وع ،حيث
,ذات والموض,
سيرورة االنفصال عن األم ثم تنتهي بسيرورة التمايز بين ال,
يشهد األنا االستقاللية بالبحث عن مواضيع خارجية مستقلة عن الذات .
ما نجده عند الحاالت هو البقاء في تمركز والبحث عن األخر من خالل التبعية
المفرطة وعدم القدرة على التفريق ،وهذا يرجع إلى عدم اكتمال السيرورة االنتقالية مما
أدى إلى عدم إمكانية التعَر ف على األخر كموضوع خارجي والبقاء في اندماجية كاملة
له ،ألن نقص في موضوع الحب األولـــي يؤدي إلى الفـــراغ الداخــلي الذي
يحدثــه في النفسيـــة فيجعلهــا تعانـــي ويصبــح من المستحيــل
,ون
استثمـار مواضيـــع خارجيـــة والعالقات بالمواضيـع الخارجيــة تك,
261
استنادا على نمط العالقـة األوليـة بالموضـوع ،S.Freud(1915),وهذا ما يؤكد دعامة
العالقات األولية.
صعوبات عالئقية معنى ذلك عدم قدرة هذه الحاالت على االستمرارية في العالقة
نظرا لعدم وجود ثوابت أساسية تجعلهم يستطعن تقمص العالقات بالطريقة الصحيحة .
وتبقى التبعية لألخر تمثل نقص في موضوع الحب األولي واللجوء إلى هذه العالقة
بحثا عن اإلشباع وتجارب الخبرات األولية السابقة ورغبة في إيجاد ما هو مفقود .
وهذه التبعية لألخر وفي اإلطار المسجلة فيه والمتمثلة في الحالة العاطفية ( الحب )
,ر،
يرى ) " ,V.Estellon (2010 :25أنها تعاش كتفريق يتخطى الحدود بين الذات واألخ,
أين يقض ويضع في عمل الحدود الموروثة للعالقات المبكرة ،الفرد يحب أن يك,,ون في
وضعيات مشابهة بالطريقة التي أحب وكان محبوب فيها من طرف األم واألب ".
كما أن التعلق باألخر هو حاجة فطرية موجودة عند جميع األطفال وبقائهم في
إتكالية بحثا عن إيجاد اإلشباع الكلي للحاجات ويوفر لهم أيضا األمن والحماي,,ة ،لكن
هذا التعلق يالحظ في مراحل النمو األولى ويبدأ في التالشي مع النضج وتكوين فيم,,ا
بعد القدرة على االستقاللية والتخلص من التبعية ،لكن ما ظهر عند الحاالت هو بقائهم
في حاجة ماسة إلى التعلق والتبعية لألخر وهذا األخير يشبه التعلق الموجود عند الطفل
,ة (,)1978
وخاصة عند ما نتحدث عن العالق,,ة طف,,ل /أم وباالس,,تناد على نظري,
J.Bowlbyوما توصل إليه هو أن غياب األم يشكل عنصرا أساسيا عند الطفل يؤدي إلى
,وع
اضطرابات تنعكس سلبا عليه ،وهذا ما وجد بالضبط عند هذه الحاالت فغياب الموض,
المحب أدى ذلك إلى اضطرابات نفسية جعلتهن يلحقن األذى بأنفسهن وبطريقة ش,,عورية
.¹
ترجم لنا هذا التعلق القوي باألخر عن وجود نقائص وحاجات غير مشبعة وبالتالي
فاألخر كان بمثابة تعويض واكتمال لتلك الحاجات و العالقة بالطرف األخر لم تؤسس في
262
إطار البحث عن التكامل واالنسجام واالستقرار العاطفي ،وإنما هذا النوع من الحب يبنى
على النقائص ويبقى األخر هو المرمم لسد الثغرات وملئ الفجوات ،أدى ذلك في األخير
,ا
,أة وبقائه,
,دثت فج,
,تي ح,
إلى عدم القدرة على تحمل االستقاللية ومجابهة التغيرات ال,
منحصرة في التبعية العاطفية المغذية بغض النظر عن اآلثار المترتبة عن هذه العالقة.
ألن إنشاء عالقة حب دائمة ومستمرة ال يشمل نسيان ما نحن عليه ،من نحن،والذي
نحبه ،لكن في حالة الحب يثبت االعتقاد بأن الرفيق هو الموضوع التكميلي الذي س,,وف
يستجيب لرغباته ،أي أن االنتظارات والمطالب كما كانت تأتي من قبل الموضوع األولي
,عورية إلى
) . ,V.Estellon (2010وهذا الميل إلى الخلط جعل الفتيات يلجأن بطريقة الش,
,ر هي
,ة لألخ,
توقع انتظارات من األخر على أساس تلبية حاجتهم ورغباتهم وهذه التبعي,
التي أدت إلى فقدان هويتهم المرغوبة .
رغبة الحب مرات تكون أكثر قوة وعنفا وتصبح غير مراقبة حيث يصبح الفرد
,ير ض,,ائعا
مدمج ومتحد مع األخر ويفقد ذاته مكونا بذلك شخصا واحد ،يصبح في األخ,
منسيا في األخر ،ألن في هذا النوع من الحب الذي يمثل حب الشغف أو الولع االندماجي
يعتقد أنه من خالله سوف يجد في الطرف األخر الجزء المفقود ،والتفريق في هذه الحالة
يكون مصدر مؤكد لأللم الحاد.
263
تبقى العالقة األولية وما يترتب عنها قائمة في هذه العالقة باألخر " ،أي إنعاش بفعل
,ذات
,يز بين ال,
,دم التمي,
اآلثار المتبقية من خالل الخبرات األولية للتفريق والمرتبطة بع,
والموضوع ،الرغبة المؤلمة المستحيل إشباعها ،ويبقى القلق يرتبط بع,,دم الق,,درة على
اإلشباع الذي يصبح مسدودا "Ch.David,)250: 2002(.
وبالتالي فالحاالت المحاولة لالنتحار تعاني من مشكلة العالقات التي تعد غير مستقرة و
أيضا غير كافية وغير مشبعة ،أي نجد مواقف إحباطية متعددة ساهمت في ظهور ه,,ذه
الهشاشة ،وعدم القدرة على الخروج من التبعية ،وتبقى هذه االندماجية والتبعية لألخ,,ر
تمنحها لموضوع الحب كل ما هو جَيد ومرضي للذات من خالل كل القدرات التي تحميها
وتمنحها السند ،والتي كانت بمثابة تعويض عن كل ما حرمت منه.
والعاطفة ال تدور حول الطرف المحب فقط وإنما العاطفة والحب كانت تمنحها كل ما
فقدته داخل الوسط األسري كما تمثل لها تعويض عن أهم الروابط األساسية األم ،األب ،
اإلخوة فاألخر كان تعويض عن ذلك وكان يحمل لها معاني عديدة للحياة .
إشكالية الروابط تصبح معقدة ومؤلمة ،ال تطاق في مثل هذه الوضعية وتبقى سجينة
في وجودية للبحث عن المعنى ) . ,V.Estellon (2010
وهذه االكتئابية بطبيعة الحال ترتبط بفقدان العالقة بالموضوع وهذا ما جعلنا نستنتج
أيضا أن الحاالت تتموضع في التوظيف البيني .
فالحاالت المحاولة لالنتحار سجلت في إطار التوظيف البيني فهي تعيش تناقضات
وهذا من أجل مقاومRRRRة ضRRRRد االكتئRRRRاب ،مواجهة الحدود ومواجهة اآلخر والواقع يحدث
اضطرابا عميقا لدى التوظيفات البينية ،واالنتقال إلى الفعل عند الحاالت التوظيف البيني
هو مرور دفاعي أي وجو نزعة نزوية تدميرية في عقاب فقدان األخر .
كما أن الحدود تتمثل في الجسم ،األلم ،الموت وأيضا مختلف هذه التظاهرات
,لوكات
العرضية تظهر عند األشخاص الذين يتميزون بالتوظيف البيني تقطيع الجسم ،س,
الخطر كالمحاولة االنتحارية ،مع مشاكل عالئقية ،الحب ،قلق التفريق ،ص,عوبة إنش,اء
روابط عاطفية ثابتة ومتينة,V.Estellon (2010 ) .
265
,ية
التوظيف البيني لديه ارتباط بالنرجسية ،لذا تعرف هذه الحاالت بمرض النرجس,
ترتبط بصدمة تلقاها األنا قبل أن يصل إلى المرحلة األوديبية ويعيش الشخص هذا النقص
كحرمان يمس هويته مباشرة.
وتبقى العالقة بالموضوع متمركزة حول تبعية تكافلية باآلخر،حاجة األنا إلى السند
أو حاجة الشخص إلى االعتماد على شخص أخر،وهنا نجد الطرح الذي قدمه V.Estellon
,اة
) , (2010أن هذه الحاالت البينية تقع بطريقة ما في نمط وجودي يجمع بين المعان,
العالئقية والهوية ،التجنب ،ومهددة بالخطر على خلفية انعدام األمن الداخلي المس,,تمر
وهشاشة نرجسية معتبرة مع تواجد دائم في وضعية التبعية المفرطة لآلخرين ،وه,,ذه
التبعية هي التي تساهم في ذلك ويبقى الفرد في مجابهة نشطة ضد هذه التبعية .
,ا
,عف األن,
,يز بض,
كما يضيف ( O.Kernberg,)1995أن التنظيمات البينية تتم,
األعلى .
وهذا ما يفسر سهولة مرور التصورات العقلية والنزوات إلى االنتقال إلى الفع,,ل
االنتحاري ،رغم كون هذا السلوك يعتبر محرم في الديانة االسالمية إال أن,,ه يص,,بح
مباح بغض النظر عن ما هو موجود ومانع .
و مع ذلك فان كل دفاعات األنا تبقى تؤمن له الحماية من القلق االكتئابي خوفا من
,ي والغلمي وفي
فقدان الموضوع ،ويمس هذا القلق ماضيا مؤلما على المستوى النرجس,
,ر
,ع اآلخ,
,ة م,
نفس الوقت يبقى متمركزا حول مستقبل لديه أمل يستثمره في عالقة تبعي,
). J.Bergeret ,(1982
فالعالقة العاطفية تظهر هنا كنتيجة للحاجة الماسة إلى السند وإلى الرغبة في البقاء
إلى جانب األخر وبالتالي فالمحاولة االنتحارية تكون كوسيلة دفاعية تلجأ إليها الح,,االت
خوفا من فقدان الموضوع ،وما ظهر أيضا اللجوء إلى وسائل دفاعية هشة منها االنشطار
،النفي واإلسقاط ،ويبقي االنشطار يقاوم ضد االكتئاب الناجم عن فقدان الموضوع محاولة
266
الحاالت من خالل ذلك االندماج والتوحد مع المواضيع المستدخلة وهذا م,,ا ي,,ؤدي إلى
االعتداء على الذات في شكل محاولة انتحارية .
كل فرد بحاجة إلى اإلحساس أنه يعادل أي شيء في الحياة ،أي أن يكون له دور
ومكانة في المحيط الذي ينتمي إليه ،وهذا ما يزيد من قوته وإدراكه لذاته وتقديره لذلك ألن
وجوده بدون األخر يمثل له العدم والفناء ،كونه بحاجة إلى التفاعل واالحتكاك باآلخرين،
,وين
,وله إلى تك,
,ه ووص,
ويساهم ذلك بشكل فَع ال في جعله قادر على إدراك تقديره لذات,
الصورة المثالية ،أي أن ذلك يتوقف على تعادل كل من عالمه ال,,داخلي ويمس مباش,,رة
نفسيته وعالمه الخارجي والمتمثل في المحيط .
فالفتيات المحاولة لالنتحار فقدت تقديرها لذاتها وأصبحت تملك صورة سيئة نتيجة
لما تعرضت إليه ،ألنها في ظرف قصير فقدت كل شيء ،وكان اختفاء مفاجئ لما ك,,ان
موجود لدَيها وهو الطرف األخر المحب ،والذي كان بمثابة مشروع الحياة ،وهذا األخير
يصف لنا ما كانت ترغب في الحصول عليه ،خاصة حاجتها إلى مكانة اجتماعية مقبولة.
إذن حاولت رسم تلك المكانة من خالل عالقتها باألخر عن طريق الزواج ،وتكوين
أسرة مستقلة ،كون هؤالء الفتيات ال يدرسن ،ال يملكن عمل ،وال يوجد لديهن أي مساعدة
وسند حتى من طرف المقربين ( األسرة ) .
يبقى مشروع الحياة مرتبط بالدوافع والحاجات التي لها دور فعال في بناء الشخصية
،وهي المحرك األساسي للنفسية ،كما تساهم في توجيه سلوكات األفراد ،ومهما كان هذا
,تى
,ل ،وح,
,ال التعليم ،العم,
المشروع وما يحتله من مكانة داخل األفراد سواء في مج,
الزواج فهو يجعل الفرد يسعى وراء تحقيق هدفه للوصول إلى اإلشباع النهائي ،كما يربط
,كال
,كل من أش,
( J.Nuttin,)1980مشروع الحياة بالدوافع والرغبات والتي تظهر في ش,
الرغبة الملحة التي تؤدي إلى خلق نوع من النشاط الظاهر أو الفعالية .
267
وبالتالي فالفتيات كانت تسعى إلى تحقيق هدفها الذي يحمل دالالت شعورية وال
,ا
,ق رغباته,
,ر المحب ،أي تحقي,
,رف األخ,
شعورية والمتمثل في بقائها إلى جانب الط,
,ق
,ل في تحقي,
,تقبل تتمث,
وحاجاتها ،ويكون لدَيها من خالل ذلك تطلعات هادفة نحو المس,
مشروع حياتها وهو األخر الذي يمثل لها الحب ،الحصول على مكانة ودور في المجتمع
,زال
,تي ال ت,
،وهي تبحث من خالل هذه العالقة باألخر المحب على تحقيق بناء ذاتها ال,
بحاجة إلى ترميم وإشباع .
هذه العالقة العاطفية جلبت لها العديد من األشياء االيجابية المقبولة ،وكانت بمثابة
اكتمال لشخصيتها التي يسودها النقص والحرمان ،وأيضا تبقى الفتاة وما تحتله من مكانة
,ة
,عة للطبيع,
اجتماعية وما هو مخَو ل لها كدور،وفي كل األحوال تبقى محصورة وخاض,
االجتماعية الثقافية السائدة والمسيرة للفكر اإلنساني ،أي عدم قدرتها على تجاوز ذلك .
يصف S.Freudالمرأة بالسلبية ألنها دائما في وضعية انتظار غير قادرة على إحداث
,ا
,ول على م,
الحركية واتخاذ القرارات الحاسمة والتَص رف ،أي غير قادرة على الحص,
تريد ،وخاصة في ما يتعلق بالزواج ،يبقى هذا األمر من قرارات الرجل وحسب أيض,,ا
البيئة االجتماعية التي تنحدر منها.
رفض األخر لهن كان بمثابة صدمة نفسية كبيرة وخسارة ألشياء عديدة ،حيث جاء
في وصف الحالة الثالثة للطرف األخر المحب بـــ " بنة الحياة " والحالة األولى تقول "
أنا نسال فيه " وكأن هناك جزء من الذات مفقود في األخر المحب ،وهي بذلك تبحث عن
حصولها على ذلك ،وتبحث أيضا عن معنى لحياتها ،كما يبقى تعبير الفتيات عن األخ,,ر
أنه من المستحيل العيش من دونه ،فدائما يرافقهن اإلحساس بالنقص .
فخسارة الطرف األخر المحب جعل الفتيات تعيش انعزال وحزن واكتئاب واإلحساس
بالفشل والخيانة ،وهذا ما أدى إلى توقف الزمن المعاش وتوقف الحياة واللجوء في األخير
,دون
,تمرار ب,
,ة في العيش واالس,
,اك رغب,
,د هن,
إلى االعتداء على الذات ،ألنه لم تع,
268
,اة
األخر،فالكآبة النفسية جعلتهن يعشن في دوامة مفرغة وغير قادرين على مواصلة الحي,
بمفردهم .
كما أن االكتئاب ساهم في ظهور الكف ،والذي بدا واضحا من خالل كف في
الوظائف العقلية والنفسية ،حيث لم يعد باستطاعتهن الصمود أمام التغيرات التي ح,,دثت
,رف
,رار الط,
,انت من ق,
فجأة وهزت كيانهن ،كما نجد أيضا مشكلة التفريق والرفض ك,
األخر المحب ،وبالتالي كانت صدمة عنيفة لم تجد منفذا خارج الذات وبقيت محص,,ورة
على الداخل من خالل اإلحساس باللقيمة والنبذ واإلهمال وسهلت في المرور إلى المحاولة
االنتحارية .
فالهروب إلى اإلنعاش والتخلي عن الذات وسيلة هروبية وهذا ما يعكس حالة الفتيات
التي تتواجد في حالة عوز مع أالم حادة ،مما يجعل الجسم مفقود خارج الواقعية الغ,,ير
المرغوب فيها ،لكن هذه اإلسقاطية تكون تحت شكل العنف والتهديم .
كما أن وظيفة المحاولة االنتحارية المسجلة عند الحاالت تمثلت في وظيفة النداء
لطلب استرجاع الموضوع المحب ،حيث يرى( P. Moron,)1996أن معظم محاوالت
االنتحار تكون كطريقة لطلب النجدة من اآلخرين ،جرس الخطر يدق ،الفرد يناجي لطلب
النجدة ألنه غير قادر على فعل أي شيء أمام تلك الوضعية الصعبة ،هذه الوظيفة تظه,,ر
تقريبا كذلك ثابتة آن القصد هو اعتداء ذاتي ،لكن فعل االنتحار لدّيه داللة واضحة فغرضه
ال االعتداء على الذات وال اإلحساس بالقتل نحو الذات ،فالنداء هذا لجلب انتباه المحيط.
269
أي ما نستنتجه هو أنه بمجرد حدوث التفريق واإلحساس بغياب الطرف األخر
المحب أدى ذلك إلى إحداث التوتر الذي زعزع النفسية وجعل هناك رغبة في اس,,ترجاع
الموضوع المحب .
في هذا اإلطار يرى (M.Pagès,)1977أن الحب يتولد ويكون أكثر ظهورا عندما
يكون هناك فقدان أو الشعور بالغياب فيجعل هناك رغبة في إيجاده ،والحب هو إحس,,اس
,ه
,ذي يحدث,
الرغبة المفقودة والرغبة في إيجاده ،مع ارتباطاته بالذكريات ،وهذا التوتر ال,
يرجع إلى الرغبة الغير مشبعة .
أي تبقى الحاالت في التصاق وتبعية للموضوع المحب ألنه استطع تعويض كل
حاجياتها ورغباتها وكان بمثابة مشروع حياة فلم تستطيع تحمل التفريق والغياب بش,,كل
نهائي ،ألنها أصبحت مدمنة على وجوده وما شكله من أهمية في حياتها ،وفجأة انس,,حب
واختفى،لكن هذا االختفاء ترك ثغرة كبيرة في نفسية الحاالت ،ألنها أصبحت غير قادرة
,ا
,أت إلى ذاته,
,ع فلج,
على إيجاد بديل أخر عن ذلك ،ولم تجد حال مناسبا أمام هذا الوض,
لتفريغ كل معاناتها من خالل المحاولة االنتحارية .
270
الخــاتمـ
ـة
خاتمــــــــــــــــة
271
المحاولة االنتحارية هي تعبير عن معاناة نفسية وأالم حادة ال يستطاع تجاوزها
لدرجة أنها تؤدي بالفرد إلى التفكير في التخلص من الذات .
فالشعور بالقلق والخوف من فقدان الموضوع المحب سمح بالمرور إلى الفعل
,ة أو
,ير مرغوب,
,عية غ,
العدواني التدميري ،محاولة الحاالت من خالل ذلك شطب لوض,
مستحبة والعيش لفترة زمنية في غيبوبة بعيدا عن اإلحساس بفقدان األخر ،ورغبة أيض,,ا
في االندماج مع المواضيع المستدخلة وتطابقها باستعمال التدمير الذاتي أي معاقبة األخر
المحب عن طريق الذات .
كما أن المحاولة االنتحارية عند الفتيات أخذت وظيفة نداء لجلب اهتمام وعطف
اآلخرين وعبرت من خالل ذلك أيضا عن حاجاتها الماسة إلى السند واالتكالية على األخر
المحب.
ففقدان األخر جعلها تحس بالعدم ،الفناء والضياع ،وهذا الفقدان عاشته كتهديد لذاتها
ولحاجاتها التي أصبحت تتأرجح ولم تعد تعرف استقرارا كما كان في السابق ،ولهذا لجأت
إلى المحاولة االنتحارية ،وعكست لنا هذه األخيرة عن وجود رغبة ملحة تمثلت أساسا في
طلب استرجاع العالقة بالطرف األخر المحب .
فاألخر كان بمثابة مشروع حياة وكان يمثل السند ويحمل معنى للحياة ،أسقطت عليه
,ابق ومالئم
,و مط,
,ا ه,
الحاالت كل رغباتها و وحاجاتها ،وهذا بهدف حصولها على م,
إلحساساتها وعواطفها أي كان تعويض عن نقائصها .
العالقة العاطفية جلبت لها العديد من الفوائد ،وظهر ذلك في تعبيرات ومعاني مختلفة
لكن تصب كلها في هدف واحد وهو البحث عن المعني للحياة من خالل اإلحساس بالحب
،المنفعة ،االستقاللية والبحث عن مكانة اجتماعية مقبولة من خالل الزواج وهذا ألج,,ل
,تها
إثبات الذات ،اإلحساس باألهمية واإلحساس بالوجود ،لكن المعاناة واآلالم التي عاش,
الحاالت جعلتها تفقد لكل معاني الحياة وخاصة فقدانها لتقديرها لذاتها .
272
وبالتالي كانت هذه العالقة كتأسيس لذاتها الهشة الغير قادرة على الخروج من قوقعتها
وحتى بناء عالقة صحيحة ،كما أن هذه العالقة لم تكن في إطار البحث عن التكامل بقدر
,ا
,ودة ،وأيض,
,ويتهم المفق,
ما كانت تتجلى في البحث عن المعنى وعن إيجاد مكانتهم وه,
الهروب من الواقع المعاش وبناء واقعية جديدة بعيدة عن كل المعاناة النفسية .
فمختلف االحباطات والصراعات النفسية وخاصة التغيرات التي حدثت فجأة شكلت
لها جروح نرجسية ارتبطت باإلحساس بالفشل وعدم القدرة على إبقاء األخر المحب وهذا
في كآبة الفقدان كان كصدمة عنيفة لم تستطيع مقاومتها وأدت إلى انهيارها وأدخلتها
,داد
,اوز الح,
نفسية ،لكنها بقيت في مواجهة لهذه الكآبة وعدم قدرتها على اإلرصان وتج,
وبقاءها في اندماجية واتكالية للموضوع المحب ،وعدم تقبلها للتفريق ويبقى الح,,داد من
األمور المستحيلة وفي هذا الطرح يرى S.Freudأّن األفراد في فترة الحداد تكون رغبتهم
موّج هة نحو الموت للحصول على موضوع الحب المفقود.
الكآبة النفسية مسجلة في إطار فقدان السند وهذا السند هو الوحيد المأخوذ كضمان
,انت
,ة ك,
لحماية اإلحساس بوحدة الهوية على اإلطار النرجسي ،كما أن إحساسات الكآب,
كنتيجة النحراف غير محتمل بين المثالي والواقع ومن جهة أخرى بين المثالي والرغب,,ة
كما يضيف C. de Tychey(2012),أن كل وضعية فقدان في الواقع والتي تؤدي إلى
الكآبة تكون أكثر تقربا من خسارة للنرجسية .فبقيت الوسيلة الوحيدة هي اللجوء إلى الذات
للتفريغ والتنفيس .
من خالل النتائج المتحصل عليها سواء من خالل المقابالت العيادية أو من خالل
االختبار االسقاطي الروشاخ ه,و أن التبعي,ة للحب ارتبطت بنقص في موض,وع الحب
األولي واللجوء إلى المحاولة االنتحارية خوفا من فقدان موضوع الحب .
273
ألن التبعية للحب المسجلة عند الحاالت ارتبطت أساسا بمواضيع الطفولة المبكرة
,انب
,اء إلى ج,
الغير مشبعة وعبرت عنها في حاجاتها الماسة إلى السند ورغبتها في البق,
األخر .
أي أن األخر المحب كان بديال عن المواضيع الحب األولية ،وبمجرد فقدان هذا الحب
أصبح هناك صعوبة في االستمرارية في الحياة وأخذت الفتيات طريقها نحو الموت وم,,ا
نجده كمعاش نفسي شبيه بما استنتجه R.Spitzعند األطفال وما توصل إليه هو أنه عندما
يحرم الطفل من عاطفة األم أو بديلها تجعله في حالة بكاء خطيرة مما تقوده إلى أن ينغلق
على ذاته ثم يسقط في المرضية و تنتهي في األخير بموت هذا الطفل.
أي كلما تضع المواضيع الداخلية في خطر فإن ذلك ينعكس على الذات ألنها في
,ط الحب
األصل هي المقصودة ،ويضيف ( " R.Kaës,)369: 2013أن الحرمان من رواب,
يقود إلى الموت ".
تبقى المحاولة االنتحارية قائمة عند الفتيات وتتواجد بشكل ملحوظ نظرا لما تظهره
,ط
,دة ترتب,
,اني عدي,
,ا مع,
نتائج اإلحصائيات من ارتفاع ،ويبقى هذا السلوك يحمل أيض,
بخصوصيات المجتمع وما هو سائد في الثقافة الجزائرية ،كما أن التفس,,يرات المقدم,,ة
تختلف باختالف مختلف التخصصات الدينية ،االجتماعية – الثقافية والنفسية .
ويبقى دور األخصائي النفساني المتمثل في البحث عن الخلفية األساسية وراء لجوء
,التركيز على
هذه الفتيات إلى المحاولة االنتحارية من خالل دراسة الحالة دراسة معمقة ب,
,وع
المعاش النفسي لمعرفة التركيبة النفسية واألسباب الكامنة المساهمة في ظهور هذا الن,
من السلوك العدواني التدميري .
ومهما تعددت األسباب والعوامل المساهمة التي تدفع بهذه الحاالت إلى التهلكة إال أن
الفعل واحد وهو محاولة االنتحار ،لهذا يتطلب تدخل استعجالي فوري لتقديم الدعم النفسي
،ألن هذا السلوك يترجم أن الحاالت تتواجد في حالة عوز ومعاناة نفسية كبيرة.
274
المراجع
المــراجـــــع
275
المكتب، الجريمة واالنحراف من المنظور االجتماعي،)1985(،أ.ف.د ومحمد.السيد.8
.الجامعي الحديث
. الكويت، جنوح األحداث – المشكلة والسبب،)1985(،د.عدنان.9
. مكتبة وهبة، القاهرة، الحالل والحرام في اإلسالم،)1977( ،ي.القرضاوي.10
مطبعة، دمشق، دراسة سيكولوجية التكيف، الصحة النفسية،)1975(،ن. الرفاعي.11
.محمد الهاشم
الم,,ة في اإلس,,إشكالية الحب في الحياة الفكرية والروحي، )(بدون سنة،ح.ع.خطاب.12
. ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون الجزائر،
ار,
,ة من خالل اختب,
,ة االنتحاري,
, الصدع النرجسي في المحاول،)2006(،أ.غزال.13
. جامعة وهران، دراسة سيكوباثولوجية لخمسة حاالتTATالروشاخ و
277
47. DE TYCHEY.C. (2012), Le rorschach en clinique de la dépression adulte, Paris,
Dunod.
48. DEUTSH. E. (1964), Les tentatives de suicides chez l’enfant et l’adolescent, Paris,
PUF.
49. DURKIEM .E. (1897), Le suicide, étude de sociologie, rééd, 1990, Paris, PUF.
50. EIGUER. A. (2003), Le pervers narcissique et son complice, Paris, Bordas.
51.EMMANUELLI.M.(2004),L’examen psychologique en clinique, situations, méthodes et
études de cas , Paris,Dunod.
52. ESTELLON.V. (2010) ,Les états limites, Paris, PUF.
53. EY. H, BERNARD .P. BRISSET .CH. (1989), Manuel de psychiatrie, Paris,
Masson.
54. FREUD .S. (1910), Trois essais sur la théorie de la sexualité, Paris Gallimard 1932.
55. FREUD .S. (1911), remarques psychanalyse , Paris, PUF, 1954 P : 263.
56. FREUD .S. (1913), Totem et tabou, Paris, Payot, 1973.
57. FREUD.S.(1914) « Pour introduire le narcissisme » in la vie sexuelle, Paris PUF 1969,
P : 81-105.
58.FREUD.S.(1915), « Pulsion et destin des pulsions »,in Métapsychologie, Paris
Gallimard,1968,11-14.
59.FREUD.S. (1917), « Deuil et Mélancolie » in Méthapsychologie, trad Laplanche .J. et
Pontalis .J.B. Paris, Gallimard 1968 P : 147-174.
60.FREUD.S. (1920), « De la psychogenèse d’un cas d’homosexualité féminine » in
Œuvres complétés tome XV, Paris, PUF, 1996, P233-262.
61.FREUD. S (1938), Le clivage du moi dans les processus de défense, IN Résultats,
idées, problèmes, Paris, PUF, 1973.
62. FREUD. S. (1951), Inhibition, Symptôme et angoisse, Paris, PUF.
63. FSIAN.H. (2006),Identité féminine identité masculine a propos des relations hommes/
femme en Algérie thèse de doctorat d’état psychologie clinique ,université d’oran.
64. GREÉN .A (1983), narcissisme de vie, narcissisme de mort, Paris, Minuit.
65.GRUNDBERGER.B.(1975),Le narcissisme , Paris, Payot.
66. GUEDJ .M. J. et CAROLI .F. (1999), le suicide, Paris, dominos flammarion.
67. HAIM .A. (1970), Les suicides d’adolescents, Paris. Payot.
68. HANUS .M. (2004), Le deuil après suicide, Paris Maloine.
278
69. HOLDEREGGER. A. (2005), Le suicide, Le conflit entre la vie et la mort, Paris, cerf.
P19-34
70. HUBER .W. (1993), L’ homme psychopathologique et la psychologie clinique, paris,
PUF.
71.HUTEAU.M.(1993), « La psychologie du projet » in projet d’avenir et
adolescence ,les enjeux personnels et sociaux , Paris ,Adapt, (S D) P 7-13.
72. KAȄS . R. (2013), « Les dépressions conjointes dans les espaces psychique communs
et partagés » in Narcissisme et dépression C. CHABERT. ( S D ), Paris, Dunod.P 353-358
73. KERNBERG. D (1980), La personnalité narcissique privat, Toulouse.
74. KLEIN .M. (1934) « contribution à l étude de la psychogènese des états maniaco –
dépressifs » in essais de psychanalyse, Paris, Payot 1980 P : 311-340.
75.KOHUT. H (1971), Le Soi, Paris, PUF.
76. KRISTEVA .J. (1987), Social noir, dépression et mélancolie, Parie, Gallimard.
77. LACAN .J. (1932), « Le cas aimée ou la paranoïa d’autopunition » in la psychose
paranoïaque dans ses rapport avec la personnalité, Paris, Seuil, 1975.
78. LACAN .J. (1949) « Le stade du miroir comme formateur de la fonction du je t elle
qu’elle est révélée dans l’expérience analytique » in Ecrits, Paris, Seuil 1966.
79. LADAME. F. (1981), Les tentatives de suicide des adolescents, Paris, Masson.
80. LAGACHE .D. (1949), l’unité de la psychologie, Paris, PUF.
81. LAPLANCHE .J. (1986) « La pulsion de mort dans la théorie de la pulsion sexuelle »
in la pulsion de mort, Paris, PUF, P : 11-26.
82. LAPLANCHE. J. (1987), Nouveaux fondements pour la psychanalyse, Paris, PUF.
83. LEMPERIERE.T.(1997),Les dépressions réactionnelles , Paris, Masson.
84.MARCELLI .P.BERTHAUT.E. (2001), dépression et tentative de suicide à
l’adolescence, Paris, Masson.
85.MARANDOLA.M. LEFEBVRE-DECAUDIN.G.(2004), L’intimité , ou comment être
vrai avec soi et les autres, Paris, JC Lattès.
86. MICHAUX .et coll .(1950), psychiatrie infantile, Ivol, Paris, presses univ, P 224.
87. MISBARA. B,L et TOUSIGNANT.M ,(2004),Comprendre le suicide ,Les presses
univ ,Montréal.
88. MORON. P. (1996), Le suicide, Paris, PUF.
89. NASIO. J. D. (1988), Enseignement de 7 concepts cruciaux de la psychanalyse, Paris,
Payot.
279
90.NEAU.F. (2013),« Narcissisme et perversion », in Narcissisme et dépression,C.
CHABERT. (SD), Paris, Dunod. P 7- 60
91. NUTTIN.J. (1980), Motivation et perspectives d’avenir , Paris. PUF.
92.OUBRAYRIE.P.TAP.N.(1993),« Projet et réalisation de soi à l’adolescence » in projet
d’avenir et adolescence ,les enjeux personnels et sociaux , Paris,Adapt (S D) ,P :15-40.
93.PAGES.M. (1977),Le travail amoureux , Paris, Dunod.
94.POMMEREAU.X. (2001), L’adolescent suicidaire, Paris, Dunod.
95. POROT.M.(1979),L’enfant et les relations familiales, Paris,Presses
96. POUDAT.F.X. (2009), La dépendance amoureuse, Paris. Odile jacob.
97. QUIDU .M. (1970), Le suicide étude clinique Sociale, Paris. PUF.
98. RABKIN. B (1980), La psychologie du suicide chez les adolescents, Paris, PUF.
99. RAUSCH. DE TRAUBENBERG .N. (1970), La pratique du rorschach, Paris, PUF.
100.REYMIND-RIVIER.B.(1997),Le développement social de l’enfant et de
l’adolescent, Paris,Mrdaga.
101. RINGEL.E. (1953) « La réalité au regard des sciences humaines » in le suicide, Paris
cerf 2005, P : 19-41.
102.ROLLAND. JC. (1998), Guérir du mal d’aimer, Paris, Gallimard, coll. Connaissance
de l’inconscient.
103.ROSOLATO.G. (1976), « Le narcissisme », in La relation d’inconnu, Paris,
Gallimard, coll. Connaissance de l’inconscient, 1978
104.ROUDINESCO. E et PLON .M. (1976), Dictionnaire de psychanalyse, Paris,
Maspero.
105. SALOME.J. et GALLAND.S.(1999), Aimer et se le dire, Paris, PUF.
106. SILLAMY .N. (2003), Dictionnaire de la psychologie, Paris. Larousse .
107. SIMONE. P. B. (1977), Sémiologie psychiatrique, Paris, Masson
108. SPITZ .R. (1958), de la naissance a la parole le première année de la vie, Paris,
PUF.
109. WIDLOCHER. D (1994), La relation narcissique, in WIDLOCHER.D ( S D ),
Traité de psychopathologie, Paris, PUF.
110. WILMOTT .J. et Al, (1986), Le suicide psychothérapie et conduite suicidaire, Paris,
Bruxelles.
111. WINNICOTT. D.W. (1953), « La capacité d’être seul » , in De la psychiatrie à la
psychanalyse , Paris, Payot,1969.P : 205-213
280
112. WINNICOTT. D.W.(1971), jeu et réalité trad. MONOD.C et PONTALIS.JB, Paris,
Gallimard, 1975.
113. WINNICOTT. D.W. (1982), L’enfant et le monde extérieure, Paris, Payot.
281
المـــالحــق
كيفية حساب النسب المعتمدة في اختبار الروشاخ ملحق رقم -1-
282
F+ élargi =
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــ ˟ 100
H + Hd
ـــــــــــــــــ ˟ H % = 100
R
A + Ad
ـــــــــــــــــ ˟ A % = 100
R
Nombre total des G
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ˟ G % = 100
R
Temps total
Temps par réponse =
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Nombre de réponses
ـول
ـيزات بروتوكـ
ـيكوغرام ومـ
ـية للسـ
ملحق رقم -2-يشمل على العناصر األساسـ
الوشاخ
السيكوغرام
: R ) F= (F+ ; F-; F± K A %A
: Refus %F KP Ad % H
: Tps total % +F Kan H Ban
: Tps /réponse G kob Hd % IA
: Tps lat. Moyen D
284
Dbl FC
DO CF Elem
TRI : K/C C Frgt
F.Compl k /E : Eléments quantitatifs Obj
% RC Choc FE Sang
Eq . Choc EF Anat
+Choix Rem .Sym E Géo
– Choix Rem .C Pl
Crit .Subj Sc
Crit .Obj F clob Abstr
Descriptions Clob F Autres
Retournements Clob
العناصر النوعية
على مستوى السلوك على مستوى الحديث الزمن في عدد زمن رقم
اللوحة اإلجابات الكمون اللوحة
I
II
III
IV
V
VI
VII
VIII
IX
X
ـنة
الجنس لسـ/ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن-3- ملحق رقم
2003
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Janvier 2003 Fem 06 28 03 01 0 38
Mas 03 09 0 0 0 15
Tot 09 37 06 01 0 53
285
Fem 05 18 03 03 0 29
Tot 05 20 05 03 0 33
Fem 09 27 06 03 0 45
Mars 2003 Mas 04 05 0 0 0 09
Tot 13 32 06 03 0 54
Fem 02 18 03 01 01 25
Tot 02 20 06 01 01 30
Fem 0 02 01 0 0 03
Mai 2003 Mas 0 0 0 0 0 0
Tot 0 02 01 0 0 03
Fem 09 25 13 0 05 52
Tot 13 40 16 02 06 77
Fem 04 26 04 01 02 37
Juillet 2003 Mas 03 04 02 0 02 11
Tot 07 30 06 01 04 48
Fem 07 19 04 01 02 33
Août 2003 Mas 0 10 04 0 03 17
Tot 07 29 08 01 05 50
Fem 03 13 06 01 01 24
Tot 06 22 10 01 03 42
Fem 08 13 08 03 0 32
Octobre 2003 Mas 01 09 05 03 02 20
Tot 09 22 13 06 02 52
Fem 01 18 01 01 01 22
Novembre 2003 Mas 0 03 0 01 01 05
Tot 01 21 01 02 02 27
Fem 02 21 03 01 02 29
Tot 04 31 07 02 07 51
2004 الجنس لسنة/توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن -4- ملحق رقم
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
286
Fem 06 19 01 0 01 27
Janvier 2004 Mas 0 03 0 0 0 03
Tot 06 22 01 0 01 30
Fem 07 15 09 02 0 33
Février 2004 Mas 02 10 0 01 01 14
Tot 09 25 09 03 01 47
Fem 05 17 09 01 0 32
Mars 2004 Mas 0 06 01 0 0 07
Tot 05 23 10 01 0 39
Fem 06 26 08 01 04 45
Avril 2004 Mas 01 14 02 0 01 18
Tot 07 40 10 01 05 63
Fem 07 39 03 01 02 52
Mai 2004 Mas 01 12 06 0 0 19
Tot 08 51 09 01 02 71
Fem 05 46 09 01 01 62
Juin 2004 Mas 0 10 01 01 0 12
Tot 05 56 10 02 01 74
Fem 04 36 03 01 0 44
Juillet 2004 Mas 0 13 07 02 01 23
Tot 04 49 10 03 01 67
Fem 04 38 13 01 02 58
Août 2004 Mas 00 13 04 01 0 18
Tot 04 51 17 02 02 76
Fem 04 21 11 01 02 39
Septembre 2004 Mas 02 10 02 0 0 14
Tot 06 31 13 01 02 53
Fem 03 16 08 03 01 31
Octobre 2004 Mas 01 08 04 02 01 16
Tot 04 24 12 05 02 47
Fem 05 17 05 03 0 30
Novembre 2004 Mas 01 05 01 02 0 09
Tot 06 22 06 05 0 39
Fem 03 23 06 01 01 34
Décembre 2004 Mas 02 08 01 02 01 14
Tot 05 31 07 03 02 48
2005 الجنس لسنة/توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن -5- ملحق رقم
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
287
Fem 10 22 05 01 03 41
Janvier 2005 Mas 0 09 01 0 0 10
Tot 10 31 06 01 03 51
Fem 09 15 04 0 01 29
Février 2005 Mas 03 03 02 01 0 09
Tot 12 18 06 01 01 38
Fem 11 22 02 01 01 37
Mars 2005 Mas 01 06 01 0 03 11
Tot 12 28 03 01 04 48
Fem 04 27 06 01 00 38
Avril 2005 Mas 01 11 03 02 01 18
Tot 05 38 09 03 01 56
Fem 06 30 08 06 02 52
Fem 07 35 10 02 02 56
Juin 2005 Mas 00 08 04 01 02 15
Tot 07 43 14 03 04 71
Fem 04 23 11 03 02 43
Tot 05 33 12 03 02 55
Fem 07 23 10 01 03 44
Août 2005 Mas 01 07 06 01 00 15
Tot 08 33 13 02 03 59
Fem 00 24 03 01 01 29
Septembre 2005 Mas 01 04 00 00 00 05
Tot 01 28 03 01 01 34
Fem 06 19 02 01 00 28
Octobre 2005 Mas 02 04 01 00 00 07
Tot 08 23 03 01 00 35
Fem 02 23 07 03 01 36
Novembre 2005 Mas 00 03 01 00 02 06
Tot 02 26 08 03 03 42
Fem 05 21 06 01 02 35
Décembre 2005 Mas 00 02 01 00 01 04
Tot 05 23 07 01 03 39
288
2006 الجنس لسنة/ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن-6- ملحق رقم
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 06 19 07 01 04 37
Janvier 2006 Mas 0 01 01 0 01 03
Tot 06 20 08 01 05 40
Fem 04 24 10 0 0 38
Fem 08 21 11 01 01 42
Mars 2006 Mas 01 12 02 0 0 15
Tot 09 33 13 01 01 57
Fem 02 30 07 01 01 41
Avril 2006 Mas 01 08 03 01 01 14
Tot 03 38 10 02 02 55
Fem 06 22 14 01 01 44
Fem 08 31 08 03 01 51
Fem 04 39 08 02 0 53
Tot 05 44 11 04 02 66
Fem 04 29 11 03 03 50
Août 2003 Mas 0 07 04 0 01 12
Tot 04 36 15 03 04 62
Fem 06 28 07 04 03 48
Fem 03 11 06 01 02 23
Octobre 2006 Mas 01 06 04 0 0 11
Tot 04 17 10 01 02 34
Fem 05 27 05 03 03 43
Novembre 2006 Mas 0 10 02 01 0 13
Tot 05 37 07 04 03 56
Décembre 2006 Fem 06 26 09 02 0 43
Mas 02 08 03 01 03 17
289
Tot 08 34 12 03 03 60
ـنة
الجنس لسـ/ـن
توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السـ-7- ملحق رقم
2007
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 06 28 10 0 02 46
Janvier 2007 Mas 03 09 05 02 01 20
Tot 09 37 15 02 03 66
Fem 04 21 04 01 01 31
Tot 04 27 11 05 02 49
Fem 07 29 02 01 02 41
Mars 2007 Mas 04 09 01 04 0 18
Tot 11 38 03 05 02 59
Fem 03 29 06 06 01 45
Avril 2007 Mas 03 12 08 01 01 25
Tot 06 41 14 07 02 70
Fem 09 20 07 0 01 37
Mai 2007 Mas 01 06 03 01 01 12
Tot 10 26 10 01 02 49
Fem 05 26 07 01 04 42
Juin 2007 Mas 01 05 02 02 02 12
Tot 06 31 09 03 06 54
Fem 04 28 03 01 01 37
Juillet 2007 Mas 01 04 01 0 01 07
Tot 05 32 04 01 02 44
Fem 02 10 07 0 02 21
Août 2007 Mas 0 02 03 0 01 06
Tot 02 12 10 0 03 27
Fem 04 22 05 04 02 37
Septembre 2007 Mas 01 03 0 01 0 05
Tot 05 25 05 05 02 42
Fem 04 09 02 02 01 18
octobre 2007 Mas 02 06 03 02 01 14
Tot 06 15 05 04 02 32
novembre 2007 Fem 05 14 10 01 0 30
Mas 0 07 02 03 01 13
290
Tot 05 21 12 04 01 43
Fem 04 17 05 02 0 28
Décembre 2007 Mas 0 05 01 01 02 09
Tot 04 22 06 03 02 37
ـنة
الجنس لسـ/ـن
توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السـ-8- ملحق رقم
2008
N. De catérogie Sex )13-28( )29-30( )31-40( )41-50( )+50( Total
Fem 04 21 09 01 02 37
Janvier 2008 Mas 01 05 03 0 0 09
Tot 05 26 12 01 02 46
Fem 07 15 11 02 01 36
Février 2008 Mas 01 08 0 0 01 10
Tot 08 23 11 02 02 46
Fem 03 16 06 03 01 29
Tot 03 23 08 03 01 38
Fem 01 18 06 03 03 31
Tot 02 23 07 04 04 40
Fem 01 17 05 0 01 24
Mai 2008 Mas 02 05 02 01 01 11
Tot 03 22 07 01 02 35
Fem 11 24 02 02 01 40
Juin 2008 Mas 01 04 01 01 0 07
Tot 12 28 03 03 01 47
Fem 07 16 04 01 0 28
Tot 07 19 06 05 01 38
Fem 05 21 07 03 0 36
Tot 05 23 10 05 01 44
Fem 02 09 02 03 0 16
Septembre 2008 Mas 0 06 01 0 0 07
Tot 02 15 03 03 0 23
Octobre 2008 Fem 06 20 11 01 01 39
291
Mas 0 03 02 02 01 08
Tot 06 23 13 03 02 47
Fem 05 16 07 01 0 29
Tot 06 20 09 02 0 37
Fem 02 11 06 0 0 19
Décembre2008 Mas 0 05 0 0 02 07
Tot 02 16 06 0 02 26
2009 الجنس لسنة/ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن-9- ملحق رقم
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 05 20 10 01 01 37
Janvier 2009 Mas 02 08 01 0 0 11
Tot 07 28 11 01 01 48
Fem 02 12 06 01 0 21
Février 2009 Mas 0 03 01 02 0 06
Tot 02 15 07 03 0 27
Fem 03 24 05 03 0 35
Mars 2009 Mas 0 03 0 01 0 04
Tot 03 27 05 04 0 39
Fem 04 20 07 0 0 31
Avril 2009 Mas 01 03 01 01 0 06
Tot 05 23 08 01 0 37
Fem 04 25 02 02 03 36
Tot 04 30 05 02 04 45
Fem 06 24 06 03 01 40
Juin 2009 Mas 01 02 01 0 01 05
Tot 07 26 07 03 02 45
Fem 03 17 06 01 0 27
Juillet 2009 Mas 0 0 02 0 01 03
Tot 03 17 08 01 01 30
Fem 01 08 02 0 01 12
Août 2009 Mas 0 0 01 0 0 01
Tot 01 08 03 0 01 13
Septembre 2009 Fem 01 09 02 03 0 15
Mas 0 02 02 0 0 04
Tot 01 11 04 03 0 19
292
Fem 01 12 04 02 01 20
Octobre 2009 Mas 0 04 0 0 0 04
Tot 01 16 04 02 01 24
Fem 04 10 04 03 0 21
Novembre 2009 Mas 0 03 0 02 02 07
Tot 04 13 04 05 02 28
Fem 04 11 01 01 01 18
Décembre 2009 Mas 0 07 01 0 0 08
Tot 04 18 02 01 01 26
2010 الجنس لسنة/ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن-10- ملحق رقم
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 0 19 06 01 0 26
Janvier 2010 Mas 01 07 04 01 0 13
Tot 01 26 10 02 0 39
Fem 02 13 07 02 0 24
Février 2010 Mas 0 01 03 0 0 04
Tot 02 14 10 02 0 28
Fem 04 20 06 03 0 33
Mars 2010 Mas 0 06 01 0 01 08
Tot 04 26 07 03 01 41
Fem 01 27 03 0 01 32
Avril 2010 Mas 0 03 0 01 0 04
Tot 01 30 03 01 01 36
Fem 10 25 12 02 01 50
Mai 2010 Mas 01 06 01 01 02 11
Tot 11 31 13 03 03 61
Fem 02 22 05 01 03 33
Juin 2010 Mas 01 06 02 02 02 13
Tot 03 28 07 03 05 46
Fem 04 30 05 01 01 41
Juillet 2010 Mas 02 12 04 01 0 19
Tot 06 42 09 02 01 60
Fem 01 07 01 0 0 09
Août 2010 Mas 01 02 02 0 01 06
Tot 02 09 03 0 01 15
Septembre 2010 Fem 02 15 05 0 0 22
293
Mas 02 02 01 02 01 08
Tot 04 17 06 02 01 30
Fem 06 18 03 0 01 28
Octobre 2010 Mas 01 05 02 01 02 11
Tot 07 23 05 01 03 39
Fem 02 16 02 01 01 22
Novembre 2010 Mas 02 05 03 01 0 11
Tot 04 21 05 02 01 33
Fem 06 27 03 03 03 42
Décembre 2010 Mas 0 05 03 01 03 12
Tot 06 32 06 04 06 54
الجنس لسنة/ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن-11- ملحق رقم
2011
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 05 21 03 01 01 31
Janvier 2011 Mas 02 08 03 02 0 15
Tot 07 29 06 03 01 46
Fem 03 18 05 01 0 27
Février 2011 Mas 0 05 04 0 0 9
Tot 03 23 09 01 0 36
Fem 04 27 06 02 02 41
Mars 2011 Mas 02 04 03 0 0 09
Tot 06 31 09 02 02 50
Fem 05 24 05 0 03 37
Avril 2011 Mas 01 05 0 0 0 06
Tot 06 29 05 0 03 43
Fem 08 18 14 03 01 44
Mai 2011 Mas 01 09 0 01 02 13
Tot 09 27 14 04 03 57
Fem 06 37 14 01 0 58
Juin 2011 Mas 02 06 02 02 01 13
Tot 08 43 16 03 01 71
Fem 05 38 11 05 0 59
Juillet 2011 Mas 0 05 03 01 0 09
Tot 05 43 14 06 0 68
Août 2011 Fem 02 08 04 01 0 15
Mas 0 03 01 0 0 04
294
Tot 02 11 05 01 0 19
Fem 04 26 03 0 0 33
Septembre 2011 Mas 01 03 0 0 0 04
Tot 05 29 03 0 0 37
Fem 03 20 06 02 02 33
Octobre 2011 Mas 0 03 03 0 01 07
Tot 03 23 09 02 03 40
Fem 03 19 05 02 02 31
Novembre 2011 Mas 01 04 04 0 0 09
Tot 04 23 09 02 02 40
Fem 05 16 04 01 04 30
Décembre 2011 Mas 01 02 03 0 0 06
Tot 06 18 07 01 04 36
295
Fem 06 24 05 01 0 36
Août 2012 Mas 02 07 02 0 01 12
Tot 08 31 07 01 01 48
Fem 06 31 12 04 02 55
Septembre 2012 Mas 01 11 03 0 0 15
Tot 07 42 15 04 02 70
Fem 05 25 11 01 02 44
Octobre 2012 Mas 03 06 08 0 03 20
Tot 08 31 19 01 05 64
Fem 07 20 02 02 0 31
Novembre 2012 Mas 0 12 0 02 02 16
Tot 07 32 02 04 02 47
Fem 11 21 05 0 01 38
Décembre 2012 Mas 0 03 02 01 01 07
Tot 11 24 07 01 02 45
296