You are on page 1of 338

‫جامعة وهران ‪2‬‬

‫كلية العلوم االجتماعية‬


‫قسم علم النفس وعلوم التربية واألرطوفونيا‬
‫أطروحة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في علم النفس العيادي و المرضي‬

‫تحت إشـراف ‪:‬الدكتور حسين‬ ‫من إعــداد ‪ :‬أمــال غـــزال‬


‫فسيان‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة وهران ‪2‬‬ ‫أستاذ‬ ‫بن شهيدة أحمد‬


‫مقررا‬ ‫جامعة وهران ‪2‬‬ ‫‪-‬أ‪-‬‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫فسيان حسين‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة تلمسان‬ ‫أستاذ‬ ‫بشالغم يحي‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة ورقلة‬ ‫‪-‬أ‪-‬‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫أبي مولود عبد الفتاح‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة وهران ‪2‬‬ ‫‪-‬أ‪-‬‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫حدبي محمد‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة مستغانم‬ ‫‪-‬أ‪-‬‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫بن أحمد قويدر‬
‫السنة الجامعية ‪2016-2015‬‬

‫‪20‬‬
‫ملخــص البحــث‬

‫دراســـة سيكــوبــاثولوجيــة‬
‫للفتيـات المحـاوالت لالنتحـار في حالــة الفشـل العــاطفي‬

‫من إعـــــداد ‪ :‬أمــــــال غـــزال‬


‫تحت إشــراف الدكتور‪ :‬حسيــن فسيــان‬

‫الكلمات المفتاحية‬
‫االنتحار‪،‬المحاولة االنتحارية‪ ،‬الموضوع‪ ،‬العالقة بالموضوع ‪،‬الحب ‪،‬التبعية‬
‫العاطفية ‪ ،‬مشروع الحياة‪.‬‬

‫اإلشكاليــة‬
‫ترتكز إشكالية البحث على الوقوف على طبيعة التوظيف النفسي المسجل عند الفتيات‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬طراب يمس التنظيم الشخص‪,‬‬
‫ومعرفة ما إذا كانت المحاولة االنتحارية تعبير عن اض‪,‬‬
‫ويساهم في ظهور هذا النوع من السلوك ‪،‬وتبني هذا األخير كوسيلة هروبية دفاعية تحاول‬
‫من خاللها الفتيات إيجاد مخرج للتنفيس عن الذات‪ ،‬ويبقى سلوك يميزها عن ما هو شائع‬
‫وظاهر عند الذكور في أساليب سلوكية متنوعة ‪ ،‬وما أخذ تفكيرنا أكثر لماذا بع‪,,‬د فش‪,,‬ل‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ة ه‪,‬‬
‫العالقة العاطفية تمر الفتاة مباشرة إلى المحاولة االنتحارية ؟ وبالتالي نريد معرف‪,‬‬
‫‪,‬وع‬
‫‪,‬ق الموض‪,‬‬
‫‪,‬درة على تفري‪,‬‬
‫التعلق باألخر يحمل دالالت الشعورية أدت إلى عدم الق‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫المحب وهل لهذه الدالالت الالشعورية معاني اجتماعية ونفسية في تصور الفتاة لعالقته‪,‬‬

‫‪1‬‬
‫باألخر‪ ،‬فالعاطفة ارتبطت بتأثير توظيفات الموضوع‪ ،‬وهذه األخيرة ارتبطت هي األخرى‬
‫بعوامل داخلية متعددة ‪ ،‬ساهمت في ظهور هذا النوع من الحب ‪،‬وبقاء الفتيات في تبعي‪,,‬ة‬
‫لألخر المحب ‪.‬‬
‫و على هذا األساس تم طرح التساؤل التالي ‪ :‬ما هو الرابط يبن المحاولة‬
‫االنتحارية والتبعية للحب ( العاطفية ) ؟‬

‫فرضية البحث ‪ :‬تمثلت فرضية البحث في ثالثة فرضيات حاولنا من خاللها اإلجابة على‬
‫سؤال البحث المطروح ‪.‬‬
‫الفرضية األولى ‪:‬‬
‫التبعية للحب مرتبطة بنقص في موضوع الحب الأولي واللجوء إلى المحاولة االنتحارية‬
‫خوفا من فقدان موضوع الحب ‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪:‬‬
‫المحاولة االنتحارية تعبير عن فقدان مفاجئ لمشروع الحياة ‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة ‪:‬‬
‫المحاولة االنتحارية تعبير عن نداء لطلب استرجاع الموضوع المحب ‪.‬‬

‫منهجية البحث‬
‫وسائل البحث‪ :‬للقيام بهذه الدراسة ارتكزنا على دراسة الحالة القائمة على المقابلة‬
‫العيادية الموجهة‪ ،‬والنصف الموجهة‪ ،‬إضافة إلى فحص الهيئة العقلية واالختبار االسقاطي‬
‫المتمثل في اختبار الروشاخ ‪.‬‬
‫عينة البحث‪ :‬اختيارنا للحاالت لم يكن بطريقة عشوائية بل كانت مقصودة ‪ ،‬من‬
‫حيث الجنس اقتصرنا على الفتيات فقط وهذا نظرا الرتفاع عدد المحاوالت االنتحاري‪,,‬ة‬
‫عند هذه الفئة وذلك باالرتكاز على نتائج اإلحصائيات المسجلة ‪،‬أما السن‪ ،‬اقتصرنا فقط‬
‫على الفئة من ‪ 28 -18‬سنة وهي الفئة التي عرفت أكبر عدد من المحاوالت االنتحارية‬
‫‪2‬‬
‫وهذا ما ظهر من خالل اإلحصائيات كما تم إقصاء كل الحاالت التي تعاني من أمراض‬
‫عقلية‪.‬‬
‫النتائـــــج‬

‫تبقى التبعية لألخر تمثل نقص في موضوع الحب األولي واللجوء إلى هذه العالقة‬
‫بحثا عن اإلشباع وتجارب الخبرات األولية السابقة ورغبة في إيجاد ما هو مفقود ‪.‬‬
‫فقدان الموضوع أدى إلى فقدان األنا عند الحاالت وبالتالي فالمحاولة االنتحارية كانت‬
‫كرغبة في معاقبة جزء من الذات الذي يمثل لها األخر المحب ‪ ،‬حياة داخلية هشة وع‪,,‬دم‬
‫‪,‬يز بين‬
‫‪,‬درة على التمي‪,‬‬
‫‪,‬دم الق‪,‬‬
‫وجود انسجام بين الحاجات واستجابات المحيط وبالتالي ع‪,‬‬
‫الموضوع واألنا ‪.‬‬
‫الحالة العاطفية ( الحب ) تعاش كتفريق يتخطى الحدود بين الذات واألخر‪ ،‬ترجم لنا‬
‫هذا التعلق القوي باألخر عن وجود نقائص وحاجات غير مشبعة‪.‬‬
‫وبالتالي فاألخر كان بمثابة تعويض واكتمال لذلك‪ ،‬و العالقة بالطرف األخر لم‬
‫تؤسس في إطار البحث عن التكامل واالنسجام واالستقرار العاطفي ‪،‬وإنما هذا النوع من‬
‫الحب يبنى على النقائص ويبقى األخر هو المرمم لسد الثغرات وملئ الفجوات ‪.‬‬

‫المحاولة االنتحارية لهذه الحاالت المدروسة سجلت في إطار التوظيف النفسي‬


‫‪,‬طار‪،‬‬
‫‪,‬ا االنش‪,‬‬
‫‪,‬ة منه‪,‬‬
‫‪,‬ة بدائي‪,‬‬
‫‪,‬ات دفاعي‪,‬‬
‫‪,‬ود آلي‪,‬‬
‫البيني‪،‬وهذه الدراسة أسفرت عن وج‪,‬‬
‫االكتئـــاب ناتج عن قلق التفريق وفقدان الموضوع المحب ‪ ،‬التبعيــة للحـــب‬
‫ارتبطت بمواضيع الطفولــة المبكرة الغير مشبعة وعبرت عن ذلك بالحاجة الماس‪,,‬ة‬
‫إلى السند ‪،‬واالنتقال إلى الفعل كشف لنا عن وجود نزعة نزوية تدميرية في عقاب فقدان‬
‫األخر ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلهـــداء‬

‫أهدي هذا العمل إلى الوالدين الكريمين حفظهما اهلل‬

‫كما أهديه إلى كل إخوتي وأخواتي دون استثناء‬

‫إلى أسرتي الصغيرة‬

‫وإلى كل باحث يسعى جاهدا وراء تحقيق المعرفة‬

‫‪4‬‬
‫كلمة الشكر‬

‫أتقدم بشكري الحار إلى األستاذ الدكتور حسين فسيان الذي وجهني أحسن توجيه ومدى‬

‫لي يد المساعدة وساهم بإخالص في دعمي وتشجيعه لي في إنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫كما أشكر البروفسور‪ Benoit Verdon‬من جامعة فرنسا روني ديكارت‬

‫بمخبر علم النفس العيادي وعلم النفس المرضي‬

‫على تدعيمه و توجهاته القيمة في صلب الموضوع‬

‫وأشكر كّل من مدني بالمساعدة في مصلحة االستعجاالت الطبية ومصلحة الجراحة‬

‫العامة بالمستشفى الجامعي لوالية وهران‪.‬‬

‫أشكر كل الحاالت التي عملت معها‪ ،‬والتي من خاللها تم انجاز هذا البحث‪.‬‬

‫وإلى األساتذة األفاضل أعضاء لجنة المناقشة‬

‫‪5‬‬
‫قائــــمة المحتـــويــــــات‬

‫ملخـــص البحـــث أ‬
‫د‬ ‫‪..........................................................................‬‬

‫االهـــداء ‪ ......................................................................‬ه‬
‫و‬ ‫‪...............‬‬
‫كلـــمة الشكـــر ن‬
‫‪1‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬
‫قائم‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬ة‬
‫المحتويات‪.........................................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫قائم‪,,,,,,,,,,‬ة الج‪,,,,,,,,,,‬داول واألش‪,,,,,,,,,,‬كال‬

‫‪5‬‬ ‫‪...................................................................‬‬

‫مقــدمــــة ‪7 .................................................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪...................‬‬

‫‪9‬‬
‫‪15‬‬ ‫الفــــــصل األول‬
‫‪15‬‬ ‫" تـــقديــــم البــــحـــث "‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلشكـــــاليـــة‪17 ...........................................................‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪.................‬‬
‫‪ .2‬الفــــرضيـــــة ‪18‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬
‫‪ .3‬هــــدف البــــحث‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪ .4‬اإلطــــار‬
‫النظـــري‪......................................................................‬‬

‫‪ .5‬تحديـــد المصطلحـــات إجرائيــا ‪20‬‬


‫‪21‬‬ ‫‪.......................................................‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪.5-1‬‬

‫االنتحار‪23 ............................................................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪....‬‬

‫‪ .5-2‬المحاول‪,,,,,,,,,,,,,,,‬ة االنتحاري‪,,,,,,,,,,,,,,,‬ة ‪23‬‬


‫‪23‬‬ ‫‪..................................................................‬‬

‫‪ .5-3‬الموض‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬وع ‪24‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬

‫‪ .5-4‬العالق‪,,,,,,,,,,,,,,,‬ة بالموض‪,,,,,,,,,,,,,,,‬وع ‪26‬‬


‫‪27‬‬ ‫‪...................................................................‬‬

‫الحب ‪28‬‬ ‫‪.5-5‬‬

‫‪29 ..................................................................................‬‬
‫‪ .5-6‬التبعي‪,,,,,,,,,‬ة في العالق‪,,,,,,,,,‬ة العاطفي‪,,,,,,,,,‬ة ‪31‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪..........................................................‬‬

‫‪ .5-7‬مش‪,,,,,,,,,,,,,,,,‬روع الحي‪,,,,,,,,,,,,,,,,‬اة ‪33‬‬

‫‪7‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪........................................................................‬‬
‫‪41‬‬
‫‪43‬‬ ‫الفصـــل الثـــانـــي‬
‫‪43‬‬ ‫"االنـــتحار والـمحـــاولــة االنـتحـاريــة "‬
‫‪46‬‬
‫‪ .1‬تــــاريــخ وتعريـــف االنتحــار والمحاولـــة ‪49‬‬
‫‪58‬‬ ‫االنتحاريـــة‪............................‬‬
‫‪.1-1‬‬
‫االنتحـــار‪......................................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫‪ .1-2‬المحاولـــة االنتحاريــة‬
‫‪...............................................................‬‬

‫‪ .1-3‬األفكـــــــار االنتحاريــة ‪65‬‬


‫‪65‬‬ ‫‪.............................................................‬‬

‫‪ .1-4‬السلوكــات االنتحاريــة ‪66‬‬


‫‪66‬‬ ‫‪..............................................................‬‬

‫‪ .1-5‬الجــــرح الذاتـــــــي ‪68‬‬


‫‪71‬‬ ‫‪.................................................................‬‬

‫‪ .1-6‬األزمـــــة االنتحاريـــة ‪71‬‬


‫‪72‬‬ ‫‪..............................................................‬‬

‫‪ .2‬السيـــــرورة االنتـــحاريـــــة ‪72‬‬


‫‪72‬‬ ‫‪..........................................................‬‬

‫‪.3‬الفــــرق بين االنتحــــار والمحاولــــة االنتحاريــــة ‪72‬‬


‫‪73‬‬ ‫‪...................................‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .4‬االنتحــــار وعلـــــم النــــفس المـــــرضي ‪73‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪............................................‬‬
‫‪ .4-1‬االنتحــــــــــار والبنيــــات العصابيـــة ‪73‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪.............................................‬‬
‫‪ .4-2‬االنتحــــــــــار والبنيــــات الذهانيــــة ‪73‬‬
‫‪74‬‬ ‫‪..............................................‬‬
‫‪ .4-3‬االنتحــــــــــار والتنظيمـــات البينيـــة‬
‫‪..............................................‬‬
‫‪ .5‬المقاربـــــــات المفســـــــــرة للســــــــلوك‬
‫االنتحـــــــاري ‪..........................‬‬
‫‪ .5-1‬المقاربــــــة الديـــنيــــــة‬
‫‪77‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ .5-2‬المقاربــــــة االجتماعيــة‬
‫‪79‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪80‬‬
‫‪ .5-3‬المقاربـــــة النفسيـــــــة‬
‫‪81‬‬
‫‪..............................................................‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ .5-4‬المقاربـــــة التحليليـــــة‬
‫‪82‬‬
‫‪.............................................................‬‬
‫‪83‬‬
‫‪.6‬العوامــــــــل األساسيـــة المساهمــــة في االنتحــــار‬
‫‪84‬‬
‫‪.................................‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ .6-1‬العوامــــل النفسيـــــــة‬
‫‪89‬‬
‫‪...............................................................‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ .6-2‬العوامــــل االجتماعيــة‬
‫‪89‬‬
‫‪..............................................................‬‬
‫‪90‬‬
‫‪9‬‬
‫‪.7‬الدراســـات السابقــــة ح‪,,‬ول االنتحـــار والمحاولــــة ‪91‬‬
‫‪92‬‬ ‫االنتحاريـــة ‪....................‬‬
‫‪ .8‬الدراســـة اإلحصائيـــة ‪92‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪.................................................................‬‬
‫‪94‬‬
‫‪94‬‬
‫‪94‬‬
‫الفصـــل الثــالــث‬
‫‪95‬‬
‫" الحـــب والعـــالقــة العــاطفيـــة "‬
‫‪96‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ .1‬إشكاليــة الحــب‬
‫‪0‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ .2‬الحــب لغــــــــة‬
‫‪0‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ .3‬مفهـــوم الحــــب‬
‫‪2‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪ .4‬النمـــاذج المختلفــة للـــحب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.5‬العالقـــة العاطفيـــة‬
‫‪......................................................................‬‬
‫‪.6‬الروابــط المختلفـــة للعاطفــــة‬
‫‪10‬‬ ‫‪..........................................................‬‬
‫‪ .6-1‬التــعلــق ‪4‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬
‫‪ .6-2‬سلوكـــات العنـــايـــة‬
‫‪10‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪...............................................................‬‬
‫‪ .6-3‬الجنسيــة ‪6‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪..............................................................................‬‬
‫‪.7‬اإلدمـــان العـــاطفــــي ‪7‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪..................................................................‬‬
‫‪ .7-1‬التبعيـــة فـــي العــالقـــة العـــاطفيـــة ‪8‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪..............................................‬‬
‫‪ .7-2‬التبــعيــة لألخــــر ‪3‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪...................................................................‬‬
‫‪ .7-3‬التــعقب القـــهري مــع عـــدة رفقــــاء ‪4‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪.............................................‬‬
‫‪ .7-4‬التثبيــت القـــهري علــى رفيـــق يتعــذر الحصــول ‪5‬‬
‫‪11‬‬ ‫عليــه ‪.......................‬‬
‫‪.8‬اإلدمــــان الجنســــي ‪8‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪....................................................................‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ .8-1‬الشــــذوذ الجنســي‬
‫‪12‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪..................................................................‬‬
‫‪ .8-2‬اإلدمـــان الجنســي الغيـــر شــــاذ‬
‫‪12‬‬
‫‪.................................................‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.9‬الحــب ‪،‬العـــاطفــة‪،‬االنـفعـــال ‪...................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪.......................‬‬
‫‪6‬‬

‫الفصـــل الــرابـــع‬
‫" النــرجسيــة والـعالقــة بالــموضــوع"‬
‫‪11‬‬
‫‪ .1‬النـــرجسيـــة‬
‫‪............................................................................‬‬
‫‪ .2‬النـــرجسيـــة فــي أعمـــال‬
‫‪12‬‬
‫‪................................................ S.Freud‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .2-1‬الطـــاقـــة اللــيبيديـــة لألنــــا‬
‫‪13‬‬
‫‪.......................................................‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ .2-2‬الغـــلمـــة الـــذاتيـــة ‪،‬النـــرجسيـــة واختيـــار‬
‫‪14‬‬ ‫المــوضــوع ‪.....................‬‬
‫‪ .2-3‬التـــوجــه اللــيبيــدي ‪:‬الكبــث والمثاليــــة ‪0‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪.........................................‬‬
‫‪ .2-4‬مثاليـــة األنـــا أصـــل االنــحراف ‪:‬النـــكوص ‪3‬‬

‫‪14‬‬ ‫الــنرجسي ‪.......................‬‬


‫‪ .2-5‬األنـــا النــرجسي وأنـــا اللـــذة ‪ :‬مســـار الــــنزوات ‪6‬‬
‫‪.............................‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ .2-6‬النـــرجسيــة ‪،‬تـــقمص نـــــرجسي‬
‫‪7‬‬
‫‪................................................‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ .3‬النـــرجسيــة بعـــد أعمــــال‬
‫‪5‬‬
‫‪............................................... S.Freud‬‬
‫‪15‬‬
‫‪,‬اة‬
‫‪,‬ية الحي‪,‬‬
‫‪ .4‬النــرجسيـة العـاديـة والنــرجسيـة المــرضيـة ‪:‬نرجس‪,‬‬
‫‪7‬‬
‫ونرجسية الموت‪....‬‬
‫‪ .5‬النـــرجسيــة وعلـــم النـــفس المـــرضي ‪16‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪..............................................‬‬

‫‪ .5-1‬النــــرجسيـــة والعص‪,,,,,,,,,,,‬ابات ‪16‬‬


‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪...........................................................‬‬
‫‪ .5-2‬النــــرجسيـــة والذهانــات ‪16‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪...........................................................‬‬
‫‪ .5-3‬النــــرجسيـــة والتنظيمــــات البينيــــة‬
‫‪174‬‬
‫‪.............................................‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ .5-3-1‬االنسحـــاب الليبيـــدو والـــحب النــــرجســي‬
‫‪7‬‬
‫‪...................................‬‬
‫‪ .5-3-2‬المثــــــاليــــة ‪18‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪ .5-3-3‬النـــــرجسيـــة واالكتئــــاب ‪18‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪......................................................‬‬

‫‪ .6‬المــــوضـــوع ‪18‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬
‫‪ .7‬عالقــــة المــــوضـــوع‬
‫‪19‬‬
‫‪................................................................‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .8‬اختيــــار المـــوضـــوع‬
‫‪19‬‬
‫‪................................................................‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .8-1‬اختيــــار المــــوضـــوع باالستنــــاد‬
‫‪19‬‬ ‫‪...............................................‬‬
‫‪ .8-2‬اختيــــار المــــوضـــوع النـــرجســـي ‪6‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪.............................................‬‬
‫‪ .9‬مـــراحـــل تكـــويـــن المـــوضـــوع ‪8‬‬
‫‪.................................................‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ .10‬ميتـــاسيكـــولـــوجيـــا الفـــقــــــدان‬
‫‪9‬‬
‫‪13‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪.................................................‬‬
‫‪ .10-1‬مســــار نــــزوات الفـــقــــدان ‪7‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪....................................................‬‬

‫‪ .10-2‬أالم الفـــقــــدان ‪9‬‬


‫‪.....................................................................‬‬
‫‪21‬‬
‫‪1‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصــــل الخــــامس‬
‫‪3‬‬ ‫" االجـــــراءات المــنهجيـــة "‬
‫‪21‬‬
‫‪4‬‬
‫مخـــطط المقاربـــــة لمنهجيــة البحـــث‬ ‫‪.1‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪..............................................‬‬
‫‪ .1-1‬المنهـــج العيـــادي ‪2‬‬
‫‪..................................................................‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ .1-2‬دراســــة الحالـــــة‬
‫‪5‬‬
‫‪..................................................................‬‬
‫وســــائل البـــحث ‪22‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪......................................................................‬‬
‫‪ .2-1‬المقابلــــة العيـــاديـــة‬
‫‪23‬‬
‫‪...............................................................‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2-2‬المــالحظــــة‬
‫‪23‬‬ ‫‪........................................................................‬‬
‫‪ .2-3‬فـــحــص الــهيئـــة الــعقلـــي ‪2‬‬
‫‪......................................................‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ .2-4‬االختبـــارات االسقـــاطيـــة‬
‫‪1‬‬
‫‪.........................................................‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ .2-4-1‬اختبــــار الروشـــاخ ‪24‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪..............................................................‬‬

‫‪ .2-4-2‬تطبيـــق اختبـــار الروشـــاخ ‪24‬‬


‫‪.....................................................‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ .2-4-3‬المحت‪,,,,,,‬وى الك‪,,,,,,‬امن للوح‪,,,,,,‬ات الروش‪,,,,,,‬اخ‬
‫‪...............................................‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ .3‬اخـتيـــار عينـــة البـــــحـــث ‪0‬‬
‫‪...........................................................‬‬

‫‪ .4‬تحليـــــل المــــعطيــــــات‬
‫‪..............................................................‬‬

‫‪25‬‬ ‫الفصــــل الســــادس‬


‫‪2‬‬
‫" تقـــــديـــم الحـــاالت العيـــاديـــة "‬

‫‪27‬‬
‫‪.1‬الحــــالــة األولـــى " حفصـــة ‪1‬‬
‫‪27‬‬ ‫"‪.........................................................‬‬

‫‪ .1-1‬بروتوك‪,,,,,‬ول الروش‪,,,,,‬اخ للحال‪,,,,,‬ة األولى " حفص‪,,,,,‬ة ‪5‬‬


‫" ‪.....................................‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ .1-2‬تحلي‪,,,,,,,,,‬ل بروتوك‪,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,‬اخ‬
‫‪2‬‬
‫‪...........................................................‬‬

‫‪ .1-3‬تحلي‪,,,,,,,,,,‬ل لوح‪,,,,,,,,,,‬ات الروش‪,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪..............................................................‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ .1-4‬ملخص بروتوك‪,,,,,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,,,,,‬اخ‬
‫‪.........................................................‬‬

‫‪.2‬الحــــالــة الثــانيــة " حنـــــان‬


‫" ‪........................................................‬‬

‫‪ .2-1‬بروتوك‪,,,,‬ول الروش‪,,,,‬اخ للحال‪,,,,‬ة الثاني‪,,,,‬ة " حن‪,,,,‬ان‬


‫" ‪........................................‬‬

‫‪ .2-2‬تحلي‪,,,,,,,,,‬ل بروتوك‪,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪...........................................................‬‬

‫‪ .2-3‬تحلي‪,,,,,,,,,,‬ل لوح‪,,,,,,,,,,‬ات الروش‪,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪..............................................................‬‬

‫‪ .2-4‬ملخص بروتوك‪,,,,,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪.........................................................‬‬

‫‪.3‬الحــــالــة الثــالثــة " سميــرة‬


‫" ‪.........................................................‬‬

‫‪ .3-1‬بروتوك‪,,,,‬ول الروش‪,,,,‬اخ للحال‪,,,,‬ة الثالث‪,,,,‬ة "س‪,,,,‬ميرة‬


‫" ‪........................................‬‬

‫‪ .3-2‬تحلي‪,,,,,,,,,‬ل بروتوك‪,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪...........................................................‬‬

‫‪ .3-3‬تحلي‪,,,,,,,,,,‬ل لوح‪,,,,,,,,,,‬ات الروش‪,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪..............................................................‬‬

‫‪ .3-4‬ملخص بروتوك‪,,,,,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪.........................................................‬‬

‫‪16‬‬
‫‪.4‬الحــــالــة الرابـعــة " إكـــرام‬
‫" ‪........................................................‬‬

‫‪ .4-1‬بروتوك‪,,,,‬ول الروش‪,,,,‬اخ للحال‪,,,,‬ة الرابع‪,,,,‬ة "إك‪,,,,‬رام‬


‫" ‪.......................................‬‬

‫‪ .4-2‬تحلي‪,,,,,,,,,‬ل بروتوك‪,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪...........................................................‬‬

‫‪ .4-3‬تحلي‪,,,,,,,,,,‬ل لوح‪,,,,,,,,,,‬ات الروش‪,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪..............................................................‬‬

‫‪ .4-4‬ملخص بروتوك‪,,,,,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪.........................................................‬‬

‫‪.5‬الحــــالــة الخامس‪,,,,,,,‬ة " أمينـــة‬


‫" ‪..........................................................‬‬

‫‪ .5-1‬بروتوك‪,,,,‬ول الروش‪,,,,‬اخ للحال‪,,,,‬ة الخامس‪,,,,‬ة " أمين‪,,,,‬ة‬


‫" ‪......................................‬‬

‫‪ .5-2‬تحلي‪,,,,,,,,,‬ل بروتوك‪,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪...........................................................‬‬

‫‪ .5-3‬تحلي‪,,,,,,,,,,‬ل لوح‪,,,,,,,,,,‬ات الروش‪,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪..............................................................‬‬

‫‪ .5-4‬ملخص بروتوك‪,,,,,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪.........................................................‬‬

‫‪.6‬الحــــالــة السادس‪,,,,,,,‬ة " أحـــالم‬


‫" ‪.........................................................‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ .6-1‬بروتوك‪,,,,,‬ول الروش‪,,,,,‬اخ للحال‪,,,,,‬ة السادس‪,,,,,‬ة " أحالم‬
‫" ‪.....................................‬‬

‫‪ .6-2‬تحلي‪,,,,,,,,,‬ل بروتوك‪,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪...........................................................‬‬

‫‪ .6-3‬تحلي‪,,,,,,,,,,‬ل لوح‪,,,,,,,,,,‬ات الروش‪,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪..............................................................‬‬

‫‪ .6-4‬ملخص بروتوك‪,,,,,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪.........................................................‬‬

‫‪.7‬الحــــالــة الســابعة " منـــــال‬


‫" ‪........................................................‬‬

‫‪ .7-1‬بروتوك‪,,,,‬ول الروش‪,,,,‬اخ للحال‪,,,,‬ة الس‪,,,,‬ابعة " من‪,,,,‬ال‬


‫" ‪.......................................‬‬

‫‪ .7-2‬تحلي‪,,,,,,,,,‬ل بروتوك‪,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪...........................................................‬‬

‫‪ .7-3‬تحلي‪,,,,,,,,,,‬ل لوح‪,,,,,,,,,,‬ات الروش‪,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪..............................................................‬‬

‫‪ .7-4‬ملخص بروتوك‪,,,,,,,,,,,,,‬ول الروش‪,,,,,,,,,,,,,‬اخ‬


‫‪.........................................................‬‬

‫الفصـــل الســـابــع‬

‫" تــفسيــر ومنـــاقشــة الفــرضيــات "‬

‫‪18‬‬
‫مناقش‪,,,,,,,,,,,‬ة وتفس‪,,,,,,,,,,,‬ير النت‪,,,,,,,,,,,‬ائج‬
‫‪......................................................................‬‬

‫خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة البحث‬
‫‪................................................................................‬‬

‫المراجع ‪...........................................................................‬‬
‫‪...........‬‬

‫المالحق ‪...........................................................................‬‬
‫‪..........‬‬

‫قائمــة الجــداول‬

‫الصفحة‬ ‫الرقم عنوان الجدول‬


‫‪58‬‬ ‫توزيع الحاالت المحاولة لالنتحار حسب الجنس (الذكور واإلناث)‬ ‫‪01‬‬
‫‪59‬‬ ‫توزيع الحاالت المحاولة لالنتحار حسب الفئات عند اإلناث‬ ‫‪02‬‬
‫‪60‬‬ ‫توزيع الحاالت المحاولة لالنتحار حسب الشهر‪،‬السنة والجنس‬ ‫‪03‬‬

‫‪19‬‬
‫قائمــة األشكــال‬

‫الصفحة‬ ‫الرقم األشكال‬


‫‪59‬‬ ‫رسم باألعمدة يبين النسب التفاوت بين الذكور واإلناث‬ ‫‪01‬‬
‫‪60‬‬ ‫رسم باألعمدة يبين نسب تفاوت الفئات عند اإلناث‬ ‫‪02‬‬
‫رسم باألعمدة يبين اختالف تسجيل المحاوالت االنتحارية من شهر ‪61‬‬ ‫‪03‬‬
‫ألخر ( الذكور واإلناث)‬
‫‪63‬‬ ‫الرسم الدائري يبين المحاولة االنتحارية عند الذكور واإلناث‬ ‫‪04‬‬

‫‪20‬‬
‫مقدمــــــــــــــــة‬

‫بدأت اهتماماتي بهذا الموضوع عندما أدركت فعال أن المحاولة االنتحارية في ارتفاع‬
‫‪,‬دأت في‬
‫متزايد وخاصة عند فئة اإلناث مقارنة بفئة الذكور ‪،‬وبعد مراجعة اإلحصائيات ب‪,‬‬
‫وضع االحتماالت التي يمكن أن تكون واردة وراء لجوء الفتيات إلى المحاولة االنتحارية‬
‫‪,‬ان‬
‫‪,‬إذا ك‪,‬‬
‫وأردت من خالل ذلك معرفة الخلفية األساسية وراء لجوئهن إلى هذا السلوك ف‪,‬‬
‫الذكور هدفهم هو الموت الفعلي للتخلص النهائي من الذات أمام كل الصعوبات والعراقيل‬
‫التي تتصدى طريقهم ‪،‬وهذا يرجع إلى العديد من الدراسات التي تؤكد أهمية ذلك من خالل‬
‫مرورهم العنيف إلى الفعل وأيضا الوسائل المستعملة للقيام بذلك‪.‬‬

‫لكن المحاولة االنتحارية عند اإلناث عرفت مجرى أخر تمثل أساسا في وظيفة النداء‬
‫‪,‬ده في نفس‬
‫‪,‬ا نج‪,‬‬
‫لجلب اهتمام األخر ‪ ،‬وهذا األخر له مكانة وأهمية في حياة الفتيات ‪،‬كم‪,‬‬
‫‪,‬و‬
‫‪,‬ا ه‪,‬‬
‫‪,‬لوك ‪،‬ألن م‪,‬‬
‫الوقت هو المشكل األساسي والمساهم في جعلهن يلجأن إلى هذا الس‪,‬‬
‫موجود في المجتمع من حاالت تختلف وتتعدد األسباب لديهم‪ ،‬مثل مشاكل أسرية‪،‬مشاكل‬
‫نفسية‪ ،‬لكن تبقى الصادرة تحتلها المشاكل العاطفية ‪،‬لذلك نتساءل عن الح‪,,‬االت األك‪,,‬ثر‬
‫تعرضا لهذا السلوك االنتحاري والتي تمثل فعليا هذه الشريحة ‪ ،‬هل األمر مقتص‪,,‬ر على‬
‫البنية النفسية وعلى طبيعة الحاالت فقط؟ ‪،‬أو يمكن أن يكون سلوك اختياري اجتنابي تلجأ‬
‫‪,‬ل اإلدمـــان‬
‫له الفتيات عوض اختيار وتتبع نوع أخرمن السلوكــات المختلفة مث‪,‬‬
‫على المخدرات ‪ ،‬الهروب من المنزل وهذا بهدف النسيان والتخلص من المعاناة ‪.‬‬

‫مفهوم االنتحار في المجتمع يختلف كل االختالف عن ما هو موجود في علم النفس‬


‫‪,‬ري‬
‫وعلم االجتماع‪ ،‬ألن المجتمع لديه أحكام ‪،‬معتقدات‪،‬أفكار جماعية ‪،‬تعم كل الفكر البش‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ية الثقافي‪,‬‬
‫‪,‬وء على الخصوص‪,‬‬
‫‪,‬لط الض‪,‬‬
‫وتميز المجتمع عن األخر ‪،‬في هذا الصدد نس‪,‬‬

‫‪1‬‬
‫الجزائرية وما هو سائد في وسط المجتمع ‪ ،‬إذن يبقى هذا المفهوم يحمل مع‪,,‬اني عدي‪,,‬دة‬
‫ويخفي من وراءه أفكار كلها تعود بالسلب بصاحبها وخاصة الفتيات‪ ،‬حتى كلمة انتح‪,,‬ار‬
‫مرفوضة وغير مسموح بها في المجتمع ‪.‬‬
‫فالجميع وخاصة أسر الحاالت المحاولة لالنتحار يقتصرون في الغالب على استعمال‬
‫‪,‬اولون‬
‫كلمة " خطأ "أي عن طريق الخطــأ تنـــاولت األدوية‪،‬وهم بهذه الطريقة يح‪,‬‬
‫إخفاء األمر وجعله فيما هو مقبــول اجتماعيا تفاديا الرفض من الجماعة التي ينتم‪,,‬ون‬
‫إليها ‪ ،‬وحتى ال يصبحون على الهامش‪ ،‬ويأخذون المعنى المتداول في الحاالت المش‪,,‬تبه‬
‫بها ‪ ،‬والملقبة بطابوها من طابوهات المجتمع ‪ ،‬وبالرغم من ذلك تبقى المحاولة االنتحارية‬
‫‪,‬ر إلى‬
‫‪,‬ها في ساحــة المجتمـــع ( أنظ‪,‬‬
‫‪,‬رض نفس‪,‬‬
‫عند الفتيات موجودة‪ ،‬وتف‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫‪ ،‬هذا ما يجعلنا نفكر في الوضعية المزرية التي وصلت إليه‪,‬‬ ‫اإلحصائيات ص ‪)58‬‬
‫الفتيات جعلتها تختار هذا السلوك كمنفذ لمعاناتها ‪.‬‬

‫ما زاد من اهتمامنا هو لماذا االختيار لهذا السلوك؟ ‪ ،‬ومع أنه موجود هل تبحث‬
‫الفتاة من وراءه عن الموت الفعلي كحل أنسب للمعانات؟ أو فقط تهديد الط‪,,‬رف األخ‪,,‬ر‬
‫كوسيلة السترجاعه بعد فقدان اآلمل واليأس من المحاوالت التي لم تجدي نفع‪,,‬ا ‪،‬أو يمكن‬
‫‪,‬أثير‬
‫‪,‬ة تحت ت‪,‬‬
‫‪,‬ترات طويل‪,‬‬
‫‪,‬وم لف‪,‬‬
‫‪,‬ق الن‪,‬‬
‫‪,‬اكل عن طري‪,‬‬
‫استعماله كطريقة لنسيان المش‪,‬‬
‫األدويـــة أو فعال معاقبة الذات التي تعتبر ملك للفرد وحده وله حرية التصرف بها ‪.‬‬

‫لكن مهما كان األمر فالمحاولة االنتحارية وما تخفيه من دوافع تتعلق بالفتاة المنتحرة‬
‫‪,‬ثر من أي‬
‫وتصورها لهذا السلوك يبقى ذلك يشكل خطر على حياتها النفسية والجسدية أك‪,‬‬
‫شيء أخر والغريب في ذلك ال يوجد تخوف وقلق على الذات التي يمكن حتى عن طريق‬
‫تهديد األخر ممكن أن يؤدي ذلك إلى التهلكة وإلى الموت الفعلي وهذا ما حدث مع البعض‬
‫‪،‬لكن يبقى الفرد على العموم يحمل بنية لشخصية معينة لها عالقة بصحته النفسية وال‪,,‬تي‬
‫‪,‬انب‬
‫‪,‬ير يتطلب تكامــل بين الج‪,‬‬
‫تساهم بشتى الطرق إلى االتزان النفسي وهذا األخ‪,‬‬
‫‪2‬‬
‫النفســـي ومــا يحمـــله من عواطف ‪،‬انفعاالت وأحاسيس والجانب االجتماعي‬
‫والمتمثل في التوافق واالنسجام في المجتمع ‪.‬‬
‫فهو يبحث دائما عن االستقرار العاطفي والذي يترتب عن المواضيع الحب األولية‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ان ‪،‬كم‪,‬‬
‫والمساهمة في بناء شخصيته وأيضا تغذيتها بشكل كامل من حب‪،‬أمان واطمئن‪,‬‬
‫تعتبر العالقة األولية العادية التي تتكون بين اآلباء واألبناء أساسية وضرورية في ترسيخ‬
‫العالقات المستقبلية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس قمنا بتقسيم البحث إلى سبعة فصول أساسية‪:‬‬
‫الفصل األول يتضمن تقديم البحث ‪،‬حيث نجد اإلشكالية و الفرضيات ‪ ،‬اإلطار‬
‫النظري ‪،‬هدف البحث‪.‬وأهم المصطلحات التي تتضمن الموضوع‪.‬‬
‫الفصل الثاني االنتحار والمحاولة االنتحارية ‪،‬يحتوي على تاريخ وتعريف االنتحار‬
‫والمحاولة االنتحارية ‪،‬الدراسات السابقة للموضوع ‪ ،‬باإلضافة إلى مختل‪,,‬ف النظري‪,,‬ات‬
‫المفسرة لهذا السلوك‪ ،‬العوامل األساسية المساهمة في االنتحار والدراسة اإلحصائية ‪.‬‬
‫الفصل الثالث الحب والعالقة العاطفية‪ ،‬خصص هذا الفصل لتحديد مفهوم الحب‬
‫والعاطفة‪ ،‬النماذج المختلفة للحب‪ ،‬العالقة العاطفية‪ ،‬الروابط المختلف‪,,‬ة للحب‪ ،‬اإلدم‪,,‬ان‬
‫العاطفي واإلدمان الجنسي‪ ،‬الحب‪ ،‬العاطفة واالنفعال‪.‬‬
‫الفصل الرابع النرجسية والعالقة بالموضوع‪ ،‬تضمن مفهوم النرجسية ‪،‬النرجسية‬
‫والبنيات ( الذهانية‪ ،‬العصابية ‪،‬الحاالت البينية ) وأيضا النرجسية المرضية والنرجس‪,,‬ية‬
‫العادية ‪،‬مفهوم الموضوع ‪،‬و العالقة بالموضوع ‪ ،‬ميتاسيكولوجيا الفقدان ‪.‬‬
‫الفصل الخامس شمل على اإلجراءات المنهجية المتعلقة بالدراسة‪ ،‬منها تقنيات البحث‬
‫‪،‬عينة البحث ‪ ،‬تحليل المعطيات ‪.‬‬
‫الفصل السادس تم فيه عرض الدراسة العيادية لسبعة حاالت مع تحليل النتائج‬
‫‪,‬اخ‬
‫‪,‬ار الروش‪,‬‬
‫‪,‬ك باختب‪,‬‬
‫المتحصل عليها من المقابالت والمالحظات العيادية ‪ ،‬وتدعيم ذل‪,‬‬
‫للوصول إلى فهم معمق عن التوظيف النفسي وأسباب المعاناة النفسية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل السابع تحليل ومناقشة النتائج انطالقا من فرضيات البحث و محاولة تفسير‬
‫أهم المؤشرات واألعراض الظاهرة عند الحاالت من منظور نفسي دينامكي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫"تــــقديـــم البـــحــــث "‬

‫‪ .1‬اإلشكـــــاليـــة‬
‫‪ .2‬الفــــرضيـــــة‬
‫‪ .3‬هــــدف البــــحث‬
‫‪ .4‬اإلطــــار النظـــري‬
‫‪ .5‬تحديـــد المصطلحـــات إجرائيــا‬
‫‪ .5-1‬االنتحـــار‬
‫‪ .5-2‬المحـــاولة االنــتحاريــة‬
‫‪ .5-3‬الموضــوع‬
‫‪ .5-4‬العالقـــة بالمــوضــوع‬
‫‪ .5-5‬الحـــــب‬
‫‪ .5-6‬التبعيـــة فـي العــالقــة العــاطفيـة‬

‫‪ .5-7‬مـــشروع الحيـــاة‬
‫‪.1‬اإلشــكــالـيــــــة‬

‫ما يهمنا في هذا البحث هو الوصول إلى الخلفية األساسية وراء لجوء الفتيات إلى‬
‫المحاولة االنتحارية ومعرفة السبب و الداللة النفسية التي تدفع بهذه الح‪,,‬االت إلى ه‪,,‬ذا‬
‫النــوع من السلوك والمتمثل في االنتقال إلى الفعــل عن طريق المحاولة االنتحارية‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ية اجتماعي‪,‬‬
‫وهذا األخير يعتبر كعرض يخفـــي من وراءه عوامل عديدة منها نفس‪,‬‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬ل مرض‪,‬‬
‫‪,‬اطفي أو عوام‪,‬‬
‫كفقدان الموضوع ‪ ،‬خيبة أمل ‪،‬صراعات عائلية ‪،‬الفشل الع‪,‬‬
‫متعلقة بالتنظيم الشخصية ويبقى هذا السلوك يشكل خطر ويهدد نفسية الح‪,,‬االت ‪ ،‬مم‪,,‬ا‬
‫يجعلنا نتساءل عن ما يحدث داخل نفسية المحاول لالنتحار؟ وما هي الحالة النفسية ال‪,,‬تي‬
‫‪,‬ات‬
‫‪,‬ا ‪ ،‬واآللي‪,‬‬
‫‪,‬ا وآالمه‪,‬‬
‫وصلت إليها الفتيات جعلتها تتخذ من هذا الس‪,‬لوك حال لمعاناته‪,‬‬
‫الدفاعية التي فقدت السيطرة و المقاومة أمام الوضعيات الصعبة ‪،‬وعدم القدرة على تجاوز‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬يلة تعبيري‪,‬‬
‫الصراعات والتصدي لإلحباطات المختلفة وتبني المحاولة االنتحارية كوس‪,‬‬
‫تعكس من خاللها الفتيات األلم النفسي والصورة السيئة عن الذات وفقدان الثقة باآلخرين ‪.‬‬

‫كما أن المحاولة االنتحارية في تزايد مستمر من شهر إلى أخر ومن سنة إلى أخرى‪،‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ة لوالي‪,‬‬
‫‪,‬تعجاالت الطبي‪,‬‬
‫‪,‬لحة االس‪,‬‬
‫‪,‬جلة بمص‪,‬‬
‫وهذا باالستناد على اإلحصائيات المس‪,‬‬
‫‪,‬دد‬
‫‪,‬در الع‪,‬‬
‫حيث ق‪,‬‬ ‫وهران وأخذنا عشر سنوات األخيرة للدراسة من ‪ 2003‬إلى ‪2012‬‬

‫اإلجمالي لهذه السنوات بـــ ‪ 5512‬حالة مسجلة ‪ ،‬هذا ما يبين لنا أنها ظاهرة نفس‪,,‬ية‬
‫اجتماعية ثقافية تعكس أهم التغيرات التي عرفها المجتمع حاليا والتي مست جميع األس‪,,‬ر‬
‫‪,‬ط‬
‫مع تفاوت في درجة االختالف ويبقى هذا األخير متعلق باختالف النماذج األسرية ونم‪,‬‬
‫التربية‪ .‬إال أن هذه التغيرات أدت إلى ظهور أشكال مختلفة من السلوكات‪ ،‬تميزت عن ما‬
‫كان عليه في السابق‪ ،‬و هذا ما أدى إلى ب‪,‬روز ص‪,‬راعات نفس‪,‬ية تمثلت في من جه‪,‬ة‬
‫الخضوع لقيم وتقاليد المجتمع ومن جهة أخرى مواجهة التغيرات من أفكار ‪،‬تص‪,,‬ورات‬

‫‪5‬‬
‫‪,‬جلناه من‬
‫وحتى األدوار االجتماعية التي خصت الذكور واإلناث‪ ،‬ومن خالل تحليل ما س‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬اوالت االنتحاري‪,‬‬
‫إحصائيات للسنوات السابقة الذكر وجدنا ارتفاع متزايد في عدد المح‪,‬‬
‫لدى اإلناث مقارنة بالذكور حيث نجد ‪ 4214‬حالة مسجلة عند اإلناث و‪ 1298‬حالة مسجلة‬
‫عند الذكور‪.‬‬
‫كما أن الفئة العمرية من ‪ 28 -18‬سنة عرفت أكبر عدد من المحاوالت االنتحارية‬
‫حتى االرتفاع سجل عند االناث ‪،‬يمكن أن يكون ذلك مرتبط باختيار اإلناث لهذا النوع من‬
‫السلوك ‪،‬كما يمكن أن يعبر عن مكانتها داخل المجتمع الجزائري ؟‪.‬‬

‫ما نريد فهمه لماذا تتبنى الفتيات هذا النوع من السلوك‪ ،‬وبالتالي لماذا المرور إلى‬
‫الفعـل االنتحــاري؟حيث أس‪,,‬فرت دراستنـا السابقـة لمذكــرة‬
‫‪,‬دع‬
‫المــاجستيــرأ‪.‬غزال‪ )2007(,‬عن وجود صورة سيئة عن الذات ارتبطت بالتص‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬رور إلى المحاول‪,‬‬
‫‪,‬اهمت في الم‪,‬‬
‫النرجسي والهشاشة في الميكانزمات الدفاعية التي س‪,‬‬
‫االنتحارية ‪.‬‬
‫‪,‬الب‬
‫وما نسعى إلى توضيحه أكثر هو أن المحاولة االنتحارية عند الفتيات مرتبطة في الغ‪,‬‬
‫بانقطاع في العالقة العاطفية وهذا ما التمسناه من خالل دراسة الح‪,,‬االت ‪،‬حيث وج‪,,‬دنا‬
‫معظمهن لجأن إلى هذا الســـلوك بعد انتهاء هذه العالقة ‪،‬أي بعد قدوم الطرف األخر‬
‫على قطع هذه العالقة دون ترك مج‪,‬ال للرج‪,‬وع من جدي‪,‬د و الم‪,‬رور إلى المحاول‪,‬ة‬
‫االنتحارية يشير إلى أن هناك تعلق قوي باألخر‪ ،‬يحمل دالالت الشعورية أدت إلى ع‪,,‬دم‬
‫القدرة على تفريق الموضـــوع المحـب و على القيام بالحداد ‪ ،‬لكن ما يثير اهتمامنا‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬ة ونفس‪,‬‬
‫‪,‬اني اجتماعي‪,‬‬
‫وتفكرنا يجعلنا نطرح تسأل هل الدالالت الالشعورية تحمل مع‪,‬‬
‫بالنسبة للفتاة في تصورها لعالقتها باألخر؟ ‪.‬‬

‫والتعلق القوي باألخر يشير إلى أن هناك تبعية للحب عند الفتاة أدت إلى ظه‪,,‬ور‬
‫نزوات عدائية على الذات ‪ ،‬تقول )‪" J. Kristeva, (1987 :68‬أحبه‪ ،‬ولكن أكرهه أكثر و‬
‫‪6‬‬
‫‪,‬اال‬
‫‪,‬يئ ‪ ،‬أن‪,‬‬
‫‪,‬ا س‪,‬‬
‫ألنني أحبه لعدم فقدنه أتبته في األنا ولكن ألنني أكرهه أنا أخر سيئ‪ ،‬أن‪,‬‬
‫شيء‪ ،‬أقتل نفسي"‪ .‬وهنا نتسأل عن األثار النفسية التي خلفتها ه‪,,‬ذه العالق‪,,‬ة العاطفي‪,,‬ة‬
‫وبالتالي فالسلوك االنتحاري غرضه قتل الذات أو القضاء على المعاناة وهل غرضه محي‬
‫جزء من الذات المدرك كموضوع خارجي عدواني مجسد في الجسم‪.‬‬
‫كما يقول )‪ " A . Green, (1983 :68‬ال نعتدي أبدا على الذات ‪ ،‬حتى عند قتل أحد‬
‫هي جزء من الذات نقتله أو أن ندافع ضد الرغبة في قتل جزء من الذات"‪.‬‬
‫فعدم القدرة على تقبل فقدان موضوع الحب يشير إلى أن هناك تبعي‪,,‬ة للحب ال‪,,‬تي تلعب‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ف وتحم‪,‬‬
‫‪,‬درة على التكي‪,‬‬
‫دورا هاما في مرور الفتيات إلى الفعل االنتحاري وعدم الق‪,‬‬
‫التغيرات الجديدة والتعود على التفريق‪.‬‬
‫فالعاطفة في هذه الحالة ارتبطت بتأثير توظيفات الموضوع‪ ،‬وهذه األخيرة ارتبطت‬
‫هي األخرى بعوامل داخلية متعددة ‪ ،‬ساهمت في ظهور هذا النوع من الحب ‪،‬و إذا أخدنا‬
‫‪,‬ف‬
‫‪,‬راط في توظي‪,‬‬
‫‪,‬اك إف‪,‬‬
‫‪,‬ان هن‪,‬‬
‫العاطفة في االطار العادي فهي تغذي الذات ‪،‬لكن إذا ك‪,‬‬
‫الموضوع ونقص في التوظيف النرجسي هذا ما يجعلنا ندرج ذلك في اإلط‪,,‬ار النفس‪,,‬ي‬
‫الباثولوجي‪.‬‬
‫و من خالل األسئلة المطروحة سابقا ‪ ،‬قمنا بجمعها في التساؤل التالي ‪:‬‬
‫ما هو الرابط يبن المحاولة االنتحارية والتبعية للحب ( العاطفية ) ؟‬
‫‪? Quel est le lien entre la tentative de suicide et la dépendance amoureuse‬‬

‫‪.2‬الفرضيــــــات‬

‫الفرضية األولى ‪:‬‬


‫التبعية للحب مرتبطة بنقص في موضوع الحب الأولي واللج‪,,‬وء إلى المحاول‪,,‬ة‬
‫االنتحارية خوفا من فقدان موضوع الحب ‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫المحاولة االنتحارية تعبير عن فقدان مفاجئ لمشروع الحياة ‪.‬‬

‫الفرضية الثالثة ‪:‬‬


‫المحاولة االنتحارية تعبير عن نداء لطلب استرجاع الموضوع المحب ‪.‬‬
‫‪.3‬هـــدف البحـــث‬

‫إن المحاولة االنتحارية أصبحت سلوك معتمد من طرف اإلناث أكثر من ال‪,,‬ذكور‬
‫رغم أن هذا المفهوم يشكل في حد ذاته مشكل أساسي لفئة اإلناث وغير م‪,,‬أخوذ بعين‬
‫االعتبار من طرف المجتمع‪ ،‬حيث تبقى مكانة الفتيات في المجتمع وخاصة المجتم‪,,‬ع‬
‫‪,‬ذا‬
‫‪,‬ري وه‪,‬‬
‫الجزائري تأخذ حيز ضيق من االهتمامات واالنشغاالت داخل الوسط األس‪,‬‬
‫على غرار ما يكون من نصيب للذكور‪،‬ألنه مهما كانت سلوكات الذكور ومهما تعددت‬
‫كاإلدمان على المخدرات ‪،‬المحاولة االنتحارية ‪ ...‬كلها ال تشكل له إحراج بق‪,,‬در م‪,,‬ا‬
‫تشكل له مشكل يعود بالسلب على صحته‪ ،‬لكن فكرة إق‪,,‬دام الفتي‪,,‬ات على المحاول‪,,‬ة‬
‫‪,‬اول‬
‫‪,‬ر المح‪,‬‬
‫‪,‬ة أس‪,‬‬
‫‪,‬ع وخاص‪,‬‬
‫‪,‬ط المجتم‪,‬‬
‫‪,‬ة في وس‪,‬‬
‫االنتحارية تبقى فكرة غير مقبول‪,‬‬
‫لالنتحار‪،‬فهذا السلوك رغم التغيرات التي عرفها المجتمع والتي مست جمي‪,,‬ع األس‪,,‬ر‬
‫‪,‬االت تبقى ورادة وإن لم‬
‫‪,‬دة احتم‪,‬‬
‫بمختلف أشكالها‪ ،‬إال أنه ال يزال يحمل من وراءه ع‪,‬‬
‫تكن فعال موجودة ‪ ،‬وفي هذا الصدد نجد أيضا رغم أهمية المشكل وما يطرح‪,,‬ه على‬
‫ساحة المجتمع بصفة عامة إال أن تزايد المحاولة االنتحارية عند اإلن‪,,‬اث في ارتف‪,,‬اع‬
‫وهذا ما يجعلنا نفكر حقيقة في معاناة وأالم الحاالت والوضعية المزرية التي وص‪,,‬لت‬
‫‪,‬ذا‬
‫إليها جعلتها مكتئبة لدرجة أنها تقوم بمحاولة انتحارية ‪،‬هل تبحث حقيقة من وراء ه‪,‬‬
‫السلوك عن الموت الفعلي؟ أو أنها تبحث عن حل لهذه األزمة التي تمر بها ؟ ‪.‬‬
‫‪,‬ي‬
‫‪,‬اريخ النفس‪,‬‬
‫‪,‬ة الت‪,‬‬
‫‪,‬تنتجنه من خالل دراس‪,‬‬
‫‪,‬ا اس‪,‬‬
‫وأيضا ما لفت انتباهنا وهو م‪,‬‬
‫واالجتماعي لمختلف الحاالت التي لجأت إلى المحاولة االنتحارية والتي كانت متكررة‬
‫‪,‬درة‬
‫‪,‬دم ق‪,‬‬
‫عند البعض فاألغلبية من الحاالت قامت بذلك بعض الفشل العاطفي ‪،‬أي ع‪,‬‬

‫‪8‬‬
‫‪,‬رة إلى‬
‫الفتيات على ترك األخر وبناء عالقة جديدة ‪،‬والغريب في األمر أنها تلجأ مباش‪,‬‬
‫المحاولة االنتحارية بعد القرار الذي يأخذه الطرف األخر‪ ،‬وهذا ما جعلنا نأخذ هذه الفئة‬
‫من الحاالت لتكون محل الدراسة العيادية وذلك بهدف الوصول إلى الخلفية األساس‪,,‬ية‬
‫وراء هذا السلوك محاولين معرفة ماهو الرابط بين المحاولة االنتحارية والتبعيـــة‬
‫للحب ( العاطفية ) ؟‬
‫‪.4‬اإلطـــار النـــظري‬

‫هناك العديد من العلماء الذين اهتموا بتفسير السلوك االنتحاري ومعرفة السبب‬
‫الرئيسي الذي يدفع بهذه الحاالت إلى االنتقال إلى الفعل االندفاعي التهديمي ‪،‬وهذا ما يعبر‬
‫‪,‬ا في‬
‫‪,‬ؤدي به‪,‬‬
‫عن أن هذه الحاالت تتواجد في عوز وضيق ‪ ،‬وتعيش معاناة نفسية حادة ت‪,‬‬
‫األخير إلى االعتداء على الذات ‪.‬وتبقى وجهة نظر المحللين النفسانيين في االرتكاز على‬
‫‪,‬ير في‬
‫الجانب النفسي الذي يلعب دورا هاما في اضطراب تنظيم الشخصية ‪ ،‬ويجعلها تس‪,‬‬
‫‪,‬الم‬
‫‪,‬ع الع‪,‬‬
‫‪,‬ايرة للواق‪,‬‬
‫االتجاه المعاكس وذلك ما يظهر في عدم القدرة على التكيف والمس‪,‬‬
‫الخارجي وهكذا برزت أعمال العديد من الباحثين في هذا المجال ‪.‬‬
‫)‪ K.A. Menninger ,(1938‬يّر ى أّن االنتحار يمنح اإلرضاء لثالثة رغبات‪ :‬الرغبة‬
‫في القتل‪ ،‬الرغبة أن يكون مقتوال‪ ،‬والرغبة في الموت‪.‬‬
‫أوال الرغبة في القتل‪ :‬ففي التحليل النفسي االنتحار والعدوانية مرتبطين وما يري‪,,‬د‬
‫توضيحه هو المشكل الذي يدفع إلى تواجد عند الفرد نزوة عنف متناقضة في نفسيته‪ ،‬فهذه‬
‫العدوانية في األصل تتوجه ضد الوالدين تستطيع أن ترجع ضد الفرد‪ ،‬وتقوده إلى ته‪,,‬ديم‬
‫‪,‬ة‬
‫ذاتي‪ ،‬وهذه الرغبة في قتل صورة ذاته التي ترتبط بمرحلة سادية الفمية للطفل‪ ،‬المرحل‪,‬‬
‫أين الموضوع المحب ال يستطيع أن يكون محب دون أن يكون محطم‪.‬‬
‫‪,‬بقا بعض‬
‫‪,‬ق مس‪,‬‬
‫‪,‬ذي يراف‪,‬‬
‫‪,‬ذاتي ال‪,‬‬
‫ثانيا الرغبة في أن يكون مقتوال‪ :‬في التشويه ال‪,‬‬
‫االنتحارات نستطيع رؤية آثار الشعور بالذنب الالشعوري‪ ،‬االنتحار في هذه الحالة ه‪,,‬و‬

‫‪9‬‬
‫عقاب لفقدان التقدير‪ ،‬وهذه الرغبة في أن يكون مقتوال تجعل األنا ضعيف وهذا من خالل‬
‫األنا األعلى المتصلب والمتشدد الذي يمارس فعل قمع ومنع على األنا‪.‬‬
‫ثالثا الرغبة في الموت‪ :‬فمن خالل هذه األخيرة تكون رغبة المنتح‪,,‬رين في البحث‬
‫‪,‬الرجوع‬
‫عن حالة الهناء التام الرفاهية‪ ،‬وراحة عميقة وإرضاء كما هو الحال في النوم وب‪,‬‬
‫‪,‬وية‬
‫‪,‬ير عض‪,‬‬
‫‪,‬ة غ‪,‬‬
‫‪,‬وع إلى حال‪,‬‬
‫‪,‬ة في الرج‪,‬‬
‫‪,‬ورات ‪ S.Freud‬إلى الرغب‪,‬‬
‫إلى بعض تط‪,‬‬
‫غياب التوتر والضبط ومرات تزدوج الرغبة في تجدد أو تولد جدي‪,,‬د‬ ‫‪،L’norganique‬‬
‫كاعتقاد الفرد بالحياة ثانية‪.‬‬
‫)‪ R.E. Litman ,(1996‬أشار إلى أّن االنتحار يرجع إلى األمومة القبل تناسلية وهذا‬
‫باالرتكاز على مالحظات ‪ S.Freud‬التي أرجع االنتحار إلى العدوانية األوديبي‪,,‬ة‪ ،‬وعلى‬
‫هذا ركز ‪ R.E. Litman‬على داللة وأهمية النكوص في التقمص النرجسي المحتفظ بقوة‬
‫‪,‬ى أّن ديناميكي‪,‬‬
‫‪,‬ة‬ ‫‪,‬ديل دون أن ننس‪,‬‬
‫في العالقة التكافلية مع الموضوع األولي‪ ،‬األم أو الب‪,‬‬
‫النكوص تكّو ن عمل الحداد‪ ،‬الذي يقوده إلى تشكيل هنا فرضية أّن االنتحار هو نتيجة عدم‬
‫القدرة على عمل الحداد‪ ،‬وخصوصا إفالس السيرورة المبكرة للحداد النرجسي‪ .‬وهك‪,,‬ذا‬
‫رجع ‪ R.E. Litman‬إلى ربط االنتحار بأهمية فقدان الموضوع وإلى التقمص المتناقض‬
‫معه‪ ،‬ومن بين اآلليات الهامة التي أشار إليها على أنها تستحضر في كل انتحار وظه‪,,‬ور‬
‫اثنين منها يؤدي إلى هذا المعنى تصدع الوسائل الدفاعية‪ ،‬فقدان الموضوع المحب الحداد‪،‬‬
‫الجرح النرجسي وعاطفة منطوية‪ ،‬انشطار اآلنا‪.‬‬
‫االنتحار الذي يرجع إلى تقمص محب و متوفى‪ ،‬وهـي أفكـار تمسـك بهـا‬
‫)‪ Zilboorg. G.,(1936 : 123‬حيث أكد "على أّن هذا التقمص لشخص قريب متوفى منذ‬
‫الطفولة‪ ،‬خصوصية مرضية يمكن أن تؤدي إلى االنتحار عند بقائها في فترة عقدة أوديب‪،‬‬
‫تخطيطيا توجه نحو ‪ 6‬سنوات أين نجد فترة البلوغ"‪.‬‬

‫وفي نص آخر‪ G. Zilboorg (1936) ,‬ركز على فعل موت أحد اآلباء‪ ،‬األخ‪،‬‬
‫‪,‬ار‬
‫‪,‬ة االنهي‪,‬‬
‫‪,‬ؤدي إلى تهيئ‪,‬‬
‫‪,‬وغ ي‪,‬‬
‫األخت خالل فترة التكوين ‪ 6-4‬سنوات حتى إلى البل‪,‬‬
‫‪10‬‬
‫االنتحاري‪ ،‬والسيرورة السيكولوجية األساسية التي تظهر هنا لتقمص شخص متوفي لكن‬
‫استهاميا الذي يضع فعل النكوص إلى السابق أين ينتحر مع موت المحبوب كما نجد أيضا‬
‫تأكيد )‪ Zilboorg. G.,(1937 : 124‬على أّن النزوة االنتحارية‪ ،‬على غرار فهمه لغريزة‬
‫الموت وإعطاءه أهمية للداللة السيكولوجية لالنتحار‪ .‬يبقى األفراد الذين يعش‪,,‬ون تقمص‬
‫شخص متوفي وهذه السيرورة التقمصية سواء كانت في الطفولة أو المراهقة وفي الماضي‬
‫أين الشخص المستدخل وهو في الواقع متوفي ‪،‬هم األشخاص األكثر إقباال على االنتحار ‪.‬‬
‫‪,‬وير‬
‫‪,‬ين في تط‪,‬‬
‫وجاءت بموقفين أساس‪,‬‬ ‫‪،S.Freud‬‬ ‫‪ M.Klein‬استندت على أعمال‬
‫الطفل‪ ،‬الموقف الفصامي– برانويدي‪ ،‬والموقف االنهياري وهذا األخير هو األس‪,,‬اس في‬
‫نظريتها ومهم في فهم االنتحار‪.‬‬
‫فبالنسبة لـــ )‪ M.Klein ,(1934‬الموضوع الجزئي‪ ،‬هو موضوع أين الفرد‬
‫منقوص لبعض الوظائف‪ ،‬النموذج األصلي للموضوع الجزئي هو الثدي مدرك كمجموع‬
‫االهتمام األم المسرفة مع الطفل جسديا وأيضا عاطفيا‪ ،‬وظيفة الموضوع إذا هي إدخ‪,,‬ال‬
‫ألن الطفل ال يدرك إّال المواضيع الجزئية وال يرى إّال جزء من الموضوع‪ ،‬إذ أنه ال يزال‬
‫‪,‬طرة‬
‫‪,‬ه منش‪,‬‬
‫‪,‬بة ل‪,‬‬
‫‪,‬يع بالنس‪,‬‬
‫غير قادر على ضبط وإدراك الموضوع في كليته‪ ،‬والمواض‪,‬‬
‫وانطالقا من وظائفها تارة تكون مرضية‪ ،‬متكافئة وتارة تكون محبطة سواء الموض‪,,‬وع‬
‫‪,‬ارج‪،‬‬
‫كان طيب أو سيء‪ ،‬فالطفل يحاول اجتياف األول إلى الداخل وإسقاط الثاني إلى الخ‪,‬‬
‫‪,‬ه‬ ‫واالنتقال إلى الموضوع الكلي يثبت عندما يصبح يدرك أّن الموضوع المحب ه‪,‬‬
‫‪,‬و نفس‪,‬‬
‫الموضوع الكره‪ .‬ونحو الشهر الرابع الطفل يدخل شيئا فشيئا في الموقف االنهياري‪ ،‬م‪,,‬ع‬
‫‪,‬ة إلى‬
‫‪,‬يع الجزئي‪,‬‬
‫‪,‬ات المواض‪,‬‬
‫البقاء في الوضع إلى غاية السنة األولى مع االنتقال العالق‪,‬‬
‫‪,‬يكولوجي‬
‫العالقات المواضيع الكلية‪ ،‬فبالنسبة لها هذا التطور يرجع إلى نضج ن‪,,‬يرو بس‪,‬‬
‫‪,‬يع‬
‫‪,‬تطاعته إدراك مواض‪,‬‬
‫معرفي وإلى الخبرات المتصلة بالمحيط‪ ،‬إذن الطفل يصبح باس‪,‬‬
‫طيبة وسيئة بالمرة التي كانت منشطرة في السابق‪ ،‬الطفل يب‪,,‬دأ في إدراك اإلحساس‪,,‬ات‬
‫الطيبة والسيئة ال تأتي من ثدي طيب أو سيء‪ ،‬أو من أم طيبة أو سيئة لكن من نفس األم‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫‪,‬يع‬
‫المصدر في نفس الوقت لما هو طيب وما هو سيء‪ .‬وعند اعتباره مرة واحدة المواض‪,‬‬
‫كلية هذا يدل على بناء كلي لألنا وهي الفترة التي يميز فيها ما بين الذات وغير الذات‪.‬‬
‫هذا الموقف االنهياري يمكن أن يكون مصمم كما هو في التناقض‪ ،‬بحيث أنه أحدث‬
‫‪,‬وقت‬
‫تشوش النزوات العدوانية والنزوات الليبيدية‪ ،‬القلق يلجأ إلى تغير طبيعته في نفس ال‪,‬‬
‫الذي يتغير فيه طبيعة الموضوع‪ ،‬القلق البارانويدي يصبح انهياري بحيث يميز المواضيع‬
‫الخارجية‪ ،‬فالطفل باستطاعته فقدانه أين نجد قلق فقدان الموضوع‪ ،‬ولمواجهة هذا القل‪,,‬ق‬
‫يضع اآلليات الدفاعية الترميم الخيالي للموضوع المحب المضر والدفاعات الهواسية التي‬
‫تسمح للطفل بالدفاع عن التبعية للموضوع وحماية اإلحساسات المتناقضة والمذنبة‪.‬‬
‫‪M.Klein‬الموقف االنهياري ضرورة لوض‪,,‬ع ال‪,,‬دفاعات‬ ‫بالنسبة لــ )‪,(1934‬‬

‫‪,‬ات‬
‫‪,‬يع العالق‪,‬‬
‫‪,‬يرا توس‪,‬‬
‫الهواسية والترميم‪ ،‬كف العدوانية متصل بضعف الصادية‪ ،‬وأخ‪,‬‬
‫بالمواضيع عن طريق التنشئة االجتماعية ومرات عديدة تؤك‪,,‬د فيه‪,,‬ا على أّن الموق‪,,‬ف‬
‫االنهياري ال نستطيع تجاوزه كلية ألّن تعين أو رسم اتجاه الحياة مرتبط بمختلف الحدادات‬
‫التي يمكن أن تقوم بتنشيط هذا الموقف‪.‬‬
‫وبالتالي ‪M.Klein‬ترى أّن من خالل االنتحار األنا يبحث على قتل المواضيع السيئة‬
‫واالحتفاظ بالمواضيع الحب‪ ،‬سواء كانت داخلية أو خارجية‪ ،‬االنتحار يسمح لألنا بالتوحيد‬
‫مع مواضيع الحب‪ ،‬المواضيع الطيبة تستدخل إلى حد تقمصها إلى أن تصبح العالقات مع‬
‫العالم الخارجي محطمة‪.‬‬
‫يرى )‪ S. Freud ,(1938‬أّن كل إنسان يولد بغريزتين أساسيتين الغريزة األولى وهي‬
‫مجموعة من القوة الالزمة لحفظ الحياة والتي أطلق عليه مصطلح "غرائز الحب أوالحياة"‬
‫أما الغريزة الثانية وهي مجموعة من القوة المتضادة التي تدفع للعدوان والتدمير والموت‬
‫أساسا‪ ،‬والمصطلح الذي يعبر عن الغرائز هو "غرائز الموت"‪.‬‬
‫وحسب هذه النظرية وتناولها تشير إلى وجود نقطتين متصلتين بطبيعة اإلنسان وما‬
‫تراه هو أن ليس هناك تعرض للميول االجتماعية أو التعاون أو اإلبداع أو حتى الض‪,,‬مير‬

‫‪12‬‬
‫‪,‬بر عن‬
‫‪,‬ا تع‪,‬‬
‫‪,‬اط‪ ،‬فإنه‪,‬‬
‫أو الوعي‪ ،‬بل إنها تتضمن العدوان بالذات‪ ،‬ولو اجتمعت هذه النق‪,‬‬
‫حيوان أناني في جوهرها‪ ،‬معتن بذاته وحاجاته وغير مهيأ للعيش مع اآلخرين‪.‬‬
‫كما يرى ‪ S. Freud‬أّن موضوع "الغريزة" يمكن أن يتغير وليس هناك نهاية للغرائز‬
‫وهذا من خالل توفير مناشط للتنفيس المناسب بكيفية التكفل وعدم اإللحاق األذى باآلخر‪،‬‬
‫‪,‬وتر‪ ،‬إّال أّن غري‪,‬‬
‫‪,‬زة الحب‬ ‫كما نجد أّن غرائز الحياة والموت كليتهما تؤدي إلى توليد الت‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬دوان بطريق‪,‬‬
‫تكون أقوى من غريزة الموت ولكن إذا ما أغلق باب التنفيس في وجه الع‪,‬‬
‫متسقة فقد يحيل األمر إلى حد تتغلب فيه قوى التدمير وتؤدي إلى االنتحار‪.‬‬
‫‪ S.‬على أّن عمل غريزة الموت قاصرا على الداخل‪ ،‬فهي تظ‪,,‬ل‬ ‫كما يؤكد ‪Freud‬‬

‫صامتة والتفطن إليها يكون فقط حينما يتجه إلى الخارج‪ ،‬وتصبح غريزة هدم وعندما يبدأ‬
‫األنا األعلى في التكوين يثبت قدر كبير من غريزة العدوان داخل األنا بحيث يعمل بطريقة‬
‫تؤدي إلى فناء النفس أي أنها تتجه إلى الذات فتعمل على تحطيمها بوسائل مختلفة منه‪,,‬ا‬
‫‪,‬اعر‬
‫‪,‬ع مش‪,‬‬
‫الشعور بالذنب وتأنيب الضمير وهذا هو أحد األخطار التي تهدد الّص حة وقم‪,‬‬
‫‪,‬ه‬
‫العدوان على العموم مضر للّص حة ومسبب للمرض وغالبا ما يبين الشخص الذي يتملك‪,‬‬
‫الغضب كيف يحدث االنتقال من حالة العدوان المكبوت إلى حالة إفناء النفس وذلك بتوجيه‬
‫عدوانية إلى نفسه‪ ،‬كقطع شعره أو لطم وجهه بقبضة يديه‪ ،‬وهي أعم‪,,‬ال ك‪,,‬ان يفض‪,,‬ل‬
‫توجهيها إلى شخص آخر‪ ،‬ويظل جزء من غريزة إفناء النفس‪.‬‬
‫)‪ S.Freud ,(1917‬في مقالته "الحداد والسويداء" التي بقيت المصدر إلى وقتنا الحالي‬
‫‪ ،‬حيث يرى أن اإلحساس باالكتئاب مرتبط بفقدان الموضوع جسديا أو هواميا وفي الغالب‬
‫يكون شخصا‪ ،‬ففي الحداد الفرد يحاول تفكيك الروابط المحتفظ بها اتجاه الموضوع وهذا‬
‫‪,‬ذ‬
‫‪,‬ة اتخ‪,‬‬
‫لكي يستطع إقامة روابط أخرى مع مواضيع أخرى‪ .‬ولفهم السيرورة االنتحاري‪,‬‬
‫‪,‬ذات‬
‫‪,‬ره ال‪,‬‬
‫‪ S.Freud‬السويداء التي تخضع لكره الموضوع المفقود وتنتهي في األخير بك‪,‬‬
‫‪,‬أتي‬
‫‪,‬اري ي‪,‬‬
‫نفسها معنى ذلك انقالب النزوات العدوانية ضد الذات‪ ،‬وبالتالي الفعل االنتح‪,‬‬
‫نتيجة اإلحساس بالكره والبغض لجزء من الذات نفسها‪ ،‬األنا األعلى أصبح مدان والجزء‬

‫‪13‬‬
‫اآلخر من األنا يوضع تحت العقاب وهذا ما يزيد من خطورة الوضع وهكذا يبقى تفك‪,,‬ير‬
‫‪ S.Freud‬على أّن األشخاص في فترة الحداد تكون رغبتهم موّج هة نحو الموت للحصول‬
‫على موضوع الحب المفقود‪.‬‬
‫تعبيرات )‪ S.Freud ,(1920:114‬ربطت االنتحار بفقدان الموضوع المستثمر بقوة‬
‫وبطريقة أكثر تناقضا مرة واحدة نجده في نص "حالة جنسية مثلية أنثوية"‪.‬‬
‫‪E.S Sheindman (1999 ),‬يرى أن االنتحار أساس ظاهرة نفسية أكثر من النظر‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ود للحال‪,‬‬
‫‪,‬اهرة يع‪,‬‬
‫إليه من أوجه متعددة اجتماعيا ‪،‬فلسفيا ‪ ،‬إحصائيا ‪ ،‬أي فهم هذه الظ‪,‬‬
‫النفسية للفرد المنتحر ‪،‬وبرزت إسهاماته في قوله أن تقريبا جميع المنتحرين يشتركون في‬
‫سبب واحد يتمثل في معاناة نفسية غير محتملة ‪،‬أمام هذه المعاناة القاسية ي‪,,‬زداد نش‪,,‬اط‬
‫البحث عن الموت من خالل توقف التدفق الملح لخبرة شعورية أكثر تألما ‪.‬‬
‫يضيف إل ذلك أن المعاناة النفسية ليست وحدها المسؤولة عن حدوث االنتحار وإنما‬
‫يجب أن يكون إلى جانب ذلك ضغط سلبي ‪ ،‬اضطراب نفسي مسجل مع أفكار انتحاري‪,,‬ة‬
‫كحل لمشاكلهم وحسب ‪ E.S Sheindman‬انطالقا من هذه العناصر األربعة يمكننا فهم أغلبية‬
‫المنتحرين‪.‬‬
‫‪ Le psymal‬هو المصطلح الذي جاء به ‪ E.S Sheindman‬لتوضيح المعاناة النفسية‬
‫‪,‬دا‬
‫‪,‬رون أب‪,‬‬
‫الغير محتملة والتي ظهرت تقريبا في جميع حاالت االنتحار واألفراد ال ينتح‪,‬‬
‫‪,‬وم على‬
‫‪,‬ذا المفه‪,‬‬
‫مقابل الفرح أو الحماس وإنما يموتون ألنهم تعساء ويعانون‪ ،‬وعرف ه‪,‬‬
‫‪,‬ديدة‬
‫‪,‬اة الش‪,‬‬
‫النحو التالي " األلم ‪،‬القلق ‪،‬الندم ‪،‬المعاناة ‪،‬البؤس الذي يعذب الروح ‪،‬فالمعان‪,‬‬
‫‪,‬ون‬
‫‪,‬ل أين يك‪,‬‬
‫تحس بالكره ‪،‬الشعور بالذنب ‪،‬التحقير‪،‬الوحدة‪،‬الفقدان‪،‬الحزن ‪،‬الخوف القات‪,‬‬
‫‪.E.S Sheindman (1999 :157),‬‬ ‫الموت السيئ "‬
‫ويبقى هذا المفهوم المتغير األكثر تقربا من االنتحار مقارنة بالمتغيرات السابقة التي‬
‫درست إلى جانب االنتحار ( العدوانية ‪،‬غياب العالقة ‪ ،‬خيب‪,,‬ة ألم ‪ ،‬االكتئ‪,,‬اب ‪ ،‬الفق‪,,‬ر‬
‫‪،‬العزلة االجتماعية )‬

‫‪14‬‬
‫‪,‬ال علم النفس‬
‫‪,‬رزت في مج‪,‬‬
‫‪,‬ا ب‪,‬‬
‫‪,‬ال أيض‪,‬‬
‫‪,‬دة أعم‪,‬‬
‫وباإلضافــة إلى ذلك نجد ع‪,‬‬
‫‪,‬ا يخفيـــه‬
‫‪,‬دف دائمـــا إلى البــحث عن م‪,‬‬
‫التحلــيلي والتي كانت ته‪,‬‬
‫السلــوك االنتحـــاري حيث نجـــد ( ‪A.Haim, F.Dolto, X.Pommereau,‬‬

‫‪,‬ديم‬
‫‪,‬دفع إلى الته‪,‬‬
‫‪,‬اهمة في ال‪,‬‬
‫‪,‬ية المس‪,‬‬
‫‪ )M.CH.Brunel‬وبإعطاء األهمية للعوامل النفس‪,‬‬
‫والموت‪ ،‬وإلنجاز هذا البحث تبنينا المقاربة النفسية التحليلي‪RR‬ة القائم‪RR‬ة على دراس‪RR‬ة الحال‪RR‬ة‬
‫من أجل البحث عن الصراعات النفسية الداخلية الكامنة ‪،‬وهذا من خالل تحلي‪RR‬ل الدينامكي‪RR‬ة‬
‫النفسية لمعرفة الخلفية األساسية وراء ظهور ه‪RR‬ذا الن‪RR‬وع من الس‪RR‬لوك المتمث‪RR‬ل في الته‪RR‬ديم‬
‫واالعتداء على الذات في شكل محاولة انتحارية ‪.‬‬
‫أيضا االرتكاز على المقابالت العيادي‪RR‬ة المكثف‪RR‬ة ال‪RR‬تي ته‪RR‬دف إلى اإلص‪RR‬غاء وفي نفس‬
‫الوقت اإللمام بأهم الجوانب النفسية واالجتماعية للح‪RR‬االت ‪ ،‬ألنن‪RR‬ا ال يمكن ع‪RR‬زل الح‪RR‬االت‬
‫عن اآلخ‪RR‬رين ‪ ،‬ألن االض‪RR‬طرابات س‪RR‬جلت من خالل ال‪RR‬رفض وع‪RR‬دم القب‪RR‬ول من ط‪RR‬رف‬
‫األخر‪ ،‬ولهذا نريد معرفة نوعية العالقات المتواجدة سواء بين أفراد األسرة أو مع الطرف‬
‫األخر المحب ‪ ،‬وهذا أيضا بغرض معرفة تاريخ وماض‪RR‬ي الحال‪RR‬ة من الطفول‪RR‬ة ‪ ،‬المراهق‪RR‬ة‬
‫إلى غاية الوضع الحالي ‪،‬ومعرفة طبيعة العالقة بالمواضيع الحب األولية ‪ ،‬والتعرف على‬
‫مختلف األحداث والصدمات ‪ ،‬للوصول في األخير إلى التركيبة النفسية والتوظيف النفسي‬
‫المسجل عند الحاالت‪ ،‬ثم معرفة أصل المعاناة النفسية الحالي‪RR‬ة المعاش‪RR‬ة وال‪RR‬تي تش‪RR‬كل قل‪RR‬ق‬
‫كبير يجعلها غير قادرة على تقبل الذات ‪.‬‬
‫معرفة اإلطار التي سجلت فيه هذه العالقة العاطفية وما جلبته من فوائد للذات ‪.‬‬

‫‪ .5‬تحديــد المصطلحــات إجرائيا‬

‫‪.1- 5‬االنتحار‬
‫االنتحار يعرف حسب )‪ "N. Sillamy ,(1981:653‬اعتداء شعوري وإرادي ضد‬
‫الذات يؤدي إلى الموت"‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ " H.Halbwachs (1930 :130 ),‬يطلق على كل حاالت الموت ناتجة عن فعل قام‬
‫به المنتحر مع النية أو الرغبة في قتل نفسه دون أن يكون ذلك تضحية"‪.‬‬
‫)‪ "R. Menahem ,(1973:21‬إنه عند التحدث عن االنتحار بصفة عامة ال تبدو هناك‬
‫مشكلة عندما تكون معاني هذا المصطلح كاآلتي‪ ،‬إّن الفرد الذي يغامر بحياته إراديا يؤهل‬
‫إلى أن يكون محاول االنتحار أو منتحر"‪.‬‬
‫يرى )‪ " ,E. Durkheim (1897 : 05‬أّن االنتحار يشير إلى جميع حاالت الموت التي‬
‫تكون نتيجة مباشرة أو غير مباشرة لفعل سلبي أو إيجابي قام به المنتحر نفسه وه‪,,‬و يعلم‬
‫أنه سيؤدي إلى هذه النتيجة"‪.‬‬
‫بالنسبة لــــ ‪" E.S Sheindman (1980 :104),‬هو فعل شعوري إللغاء العقاب‬
‫الذاتي أحسن فهمه كمعاناة متعدد األبعاد عند الشخص الموجود في ضيق ويبحث عن منفذ‬
‫ويجد االنتحار كأحسن حل"‪.‬‬
‫‪ J.Lacan‬في كتاب )‪ " M.Bardet ,(2000:14‬يرى أّن الفعل االنتحار يمنح للفرد‬
‫إمكانية الخروج من االغتراب‪ ،‬أي تحريره من الحديث الغير المحتمل الذي س‪,,‬جل في‪,,‬ه‬
‫وبهذا الفعل فهو يكتمل ويستطع ثانية أن يبنى من جديد رمزيا "‪.‬‬
‫في القرن التاسع ‪ S.Freud‬يرى أّن السبب الرئيسي لالنتحار يعود إلى قرار‬
‫الفرد في إرجاع النزوة العدائية ضد الذات فيعتبره المسؤول عن أفعاله‪ .‬وم‪,,‬ا ج‪,,‬اء في‬
‫‪,‬ذاتي‪،‬‬ ‫مقاالته "الحداد و السويداء" سنة ‪ 1917‬أّن االنتحار هو شكل من أشكال العق‪,‬‬
‫‪,‬اب ال‪,‬‬
‫وهو رغبة موت مّو جه نحو الغير تنقلب ضد الذات‪ ،‬هذه النظرة ترى أّن االنتح‪,‬ار فع‪,‬‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ير‬
‫‪,‬ي خط‪,‬‬
‫يهدف إلى قتل النفس تجنبا لقتل اآلخر‪ ،‬فاالنتحار هو نتيجة اضطراب نرجس‪,‬‬
‫وهو عبارة عن تحقيق نزوة الموت عن طريق االنتقال إلى الفعل‪.‬‬

‫االنتحار ينظم طريقة اقتصادية ضد التفكير ‪ ،‬نقل إستعاري ملموس لما لم يس‪,,‬تطيع‬
‫تجسيده ‪،‬و االنتقال إلى الفعل سجل محل الشعور الغير مرغوب ‪ ،‬الذي يسعى إلى ن‪,,‬زع‬

‫‪16‬‬
‫‪,‬ذي‬
‫‪,‬ا ال‪,‬‬
‫واقعية داخلية أو خارجية معاشة كصدمة و معاناة مع إحساسات التبعية وتأثيره‪,‬‬
‫يشكل التهديد والخطر ‪X.Pommereau,)2001(.‬‬

‫‪,‬داء على‬
‫ومن تم يمكن تعريف االنتحار على أنه سلوك تهديمي يلجأ إليه الفرد لالعت‪,‬‬
‫ذاته بطريقة شعورية‪ ،‬تحت وقع صدمة عنيفة ‪ ،‬تجعل النفسية مضطربة إلى حد استعمال‬
‫وسائل خطيرة تؤدي في األخير إلى الموت الفعلي ‪.‬‬

‫‪ .5-2‬المحاولة االنتحارية‬
‫يعرفها )‪ "M.Bardet ,(2000:14‬على أنها فعل مقيد بواسطته إذ يتسبب بحكم مسبق‬
‫جسمي في حدود إعطاء الموت أو خلق حالة تغير‪ ،‬وضع نهاية لمعاناة جسمية أو نفسية‪،‬‬
‫ولكن المحاولة غير مدمرة مؤهلة بانتحار فاشل وبصفة عامة تعتبر كنداء للنجدة‪ ،‬تب‪,,‬دي‬
‫مؤشرات الكآبة مرسلة من طرف شخص نحو محيطه بهدف جلب االنتباه "‪.‬‬
‫أما ‪ " S.Henderson (1974 :14),‬المحاولة االنتحارية بالنسبة له تكون أكثر وقوع‬
‫في إطار انقطاع العالقة الفردية مع دال آخر"‪.‬‬

‫من جهة أخرى يرى )‪ " ,E. Durkheim (1981 : 180‬أنها الفعل المعرف مثلما هو‬
‫في االنتحار ولكن توقف قبل أن تكون الموت هي النتيجة "‪.‬‬

‫ومن خالل التعاريف المقدمة يمكن تعريف المحاولة االنتحارية على أنها وسيلة يلجأ‬
‫إليها الفرد للبحث عن المساعدة أو أنها تعبر عن نداء لجلب اهتمام األخر ‪ ،‬وفي الغالب ال‬
‫تمثل الموت الفعلي وتسجل تحت ما يسمى بمحاولة فاشلة‪ ،‬وهذه المحاولة مرتبطة باختيار‬
‫الوسائل المستعملة والتي تكون في الغالب أقل خطورة ‪.‬‬

‫‪ .5-3‬الموضوع‬
‫‪17‬‬
‫الموضوع يقصد به في التعبير الموضوع الخارجي المدرك وفي الغالب يمثل األم‪.‬‬
‫يعرف الموضوع من وجهة نظر التحليل النفسي بطرح ثالثة جوانب أساسية ‪:‬‬
‫‪ -‬متالزما مع النزوة ‪ ،‬فمن خالله تحاول النزوة الوصول إلى هدفها ‪،‬أي إلى نمط معين‬
‫من اإلشباع والموضوع في هذه الحالة يمكن أن يكون كلي أو جزئي كما يمكن أن يك‪,,‬ون‬
‫واقعي أو هوامي ‪.‬‬
‫‪ -‬متالزما مع الحب والكره أي تقوم العالقة بين شخص كلي أو ركن من األنا‬
‫‪ -‬متالزما مع الشخص الذي يدرك ويعرف بالطرح الذي يتبناه كل من علم النفس‬
‫والفلسفة ‪ ،‬يتصف بخصائص ثابتة ومستمرة ‪.‬‬
‫كما يصادف مصطلح الموضوع في التحليل النفسي العديد من المرادفات والتعب‪,,‬يرات ‪:‬‬
‫اختيار الموضوع ‪ ،‬حب الموضوع‪ ،‬فقدان الموضوع ‪،‬و عالقة الموضوع‪.‬‬

‫‪ .5-4‬العالقة بالموضوع‬
‫العالقة بالموضوع تدل على أسلوب عالقة الشخص مع المحيط الخارجي ‪.‬‬
‫حسب )‪ J.Laplanche et B.Pontalis ,(1985‬يشيع استخدام هذا المصطلح كثيرا في‬
‫التحليل النفسي المعاصر للداللة على أسلوب عالقة الشخص مع عالمه‪ ،‬هذه العالق‪,,‬ة هي‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ة في درج‪,‬‬
‫‪,‬ة متفاوت‪,‬‬
‫نتيجة معقدة وكلية لشكل ما من أشكال تنظيم الشخصية ‪،‬ولمقارب‪,‬‬
‫‪,‬ات‬
‫هواميتها للموضوعات ولشكل ما من أنماط الدفاع المفضلة ‪،‬يجري الحديث عن عالق‪,‬‬
‫موضوع شخص معين وكذلك عن أنماط من عالقات لموضوع تميل إم‪,,‬ا إلى لحظ‪,,‬ات‬
‫تطورية من مثل عالقة الموضوع الفمية‪ ،‬أو إلى علم النفس المرضي من مث‪,,‬ل عالق‪,,‬ة‬
‫الموضوع السوداوية‪ ،‬وبصفة عامة تعرف على أنها نوع العالقة التي يكونها الطفل م‪,,‬ع‬
‫محيطه‪.‬‬

‫‪ .5-5‬الحب‬

‫‪18‬‬
‫الحب شعور يتسبب بالشقاء إذا لم يكن متبادال ‪ ،‬وإن كان متبادال وراضيا في معظم‬
‫توقعاته يتسبب بالسعادة ‪،‬وهذا الشعور من قبل شخص يتوجه نحو شخص أخ‪,,‬ر مح‪,,‬دد‬
‫يحتوي على رغبة لألول بأن يلتقي من الثاني ويعطيه المتعة ‪.‬‬

‫‪ .5-6‬التبعية في العالقة العاطفية‬


‫تقابل البحث القهري عن اإلحساس األكثر قوة لتهديم الذات من خالل إضعاف‬
‫الشهوة ‪ ،‬تعبير إلى أقصى حد وهو يشير إلى صعقة الحب‪F.X. Poudat,(2009) .‬‬

‫وبالتالي فالتبعية في العالقة العاطفية ترتبط أساسا باالتكالية على األخر والبقاء في‬
‫حالة عوز ونقص واندماجية كاملة لهذا األخر الذي يمثل الرغبة ويحقق الحماية الكلية ‪.‬‬

‫‪ .5-7‬مشروع الحياة‬
‫إن مشروع الحياة يستدعي توفر العوامل األساسية المساهمة في الوصول إلى تحقيق‬
‫‪,‬ع‬
‫األهداف المسطرة التي تنصب كلها نحو بناء المستقبل أي توجيه الذات اآلنية إلى التطل‪,‬‬
‫لالنجاز المستقبلي ‪.‬ويبقى مشروع الحياة متعلق بما يفرضه الواقع وما يسعى الف‪,,‬رد إلى‬
‫تحقيقه وبالطبع مع تداخل كل من الرغبات والدوافع والحاجات التي تساهم في ظهوره ‪.‬‬
‫حسب احتياجات ورغبات الفرد يتحقق المشروع‪ ،‬ويتأسس ذلك من خالل تصور‬
‫الفرد لذاته والتصورات االجتماعية للنجاح ‪ ،‬المهن ‪،‬األدوار والوظ‪,,‬ائف ‪ ،‬إض‪,,‬افة إلى‬
‫‪,‬مح هي‬
‫‪,‬اني تس‪,‬‬
‫‪,‬اج القيم والمع‪,‬‬
‫المنظومة االجتماعية والثقافية وما تلعبه من دور في إنت‪,‬‬
‫األخرى ببروز أهم الحاجات الخاصة ب‪,,‬األفراد من تعليم ‪ ،‬المب‪,,‬ادئ واألخالق ‪،‬ال‪,,‬دين‬
‫‪،‬الزواج ‪P.Tap.N.Oubrayrie,)1993(....‬‬

‫‪19‬‬
‫الفــصل‬
‫الثــانــي‬
‫"االنتـــحــار والمـحـــاولــة‬
‫االنتـحــاريــة"‬
‫‪ .1‬تــــاريــخ وتعريـــف االنتحــار والمحاولـــة االنتحاريـــة‬
‫‪ .1-1‬االنتحـــار‬
‫‪ .1-2‬المحاولـــة االنتحاريــة‬
‫‪ .1-3‬األفكـــــــار االنتحاريــة‬
‫‪ .1-4‬السلوكــات االنتحاريــة‬
‫‪ .1-5‬الجــــرح الذاتـــــــي‬
‫‪ .1-6‬األزمـــــة االنتحاريـــة‬
‫‪ .2‬السيـــــرورة االنتـــحاريـــــة‬
‫‪ .2-1‬السيــــــرورة الدفاعيــــة‬
‫‪ .2-2‬السيــــــرورة التأديبيــــة‬
‫‪ .2-3‬السيـــــــرورة العدوانيــة‬
‫‪ .2-4‬السيـــــــرورة اإليثاريـــة‬
‫‪ .2-5‬السيـــــــرورة اللعبيــــــة‬
‫‪ .3‬الفــــرق بين االنتحــــار والمحاولــــة االنتحاريــــة‬
‫‪ .4‬االنتحــــار وعلـــــم النــــفس المـــــرضي‬
‫‪ .4-1‬االنتحــــــــــار والبنيــــات العصابيـــة‬
‫‪ .4-2‬االنتحــــــــــار والبنيــــات الذهانيــــة‬
‫‪ .4-3‬االنتحــــــــــار والتنظيمـــات البينيـــة‬
‫‪ .5‬المقاربـــــــات المفســـــــــرة للســــــــلوك‬
‫االنتحـــــــاري‬
‫‪ .5-1‬المقاربــــــة الديـــنيــــــة‬
‫‪ .5-2‬المقاربــــــة االجتماعيــة‬
‫‪ .5-3‬المقاربـــــة النفسيـــــــة‬
‫‪ .5-4‬المقاربـــــة التحليليـــــة‬
‫‪ .6‬العوامــــــــل األساسيـــة المساهمــــة في االنتحــــار‬
‫‪ .6-1‬العوامــــل النفسيـــــــة‬
‫‪ .6-2‬العوامــــل االجتماعيــة‬
‫‪ .7‬الدراســـات السابقــــة حول االنتحـــار والمحاولــــة‬
‫االنتحاريـــة‬
‫‪ .8‬الدراســـة اإلحصائيـــة‬
‫‪.1‬تاريخ وتعريف االنتحار والمحاولة االنتحارية‬

‫قبــــل عــــام ‪ 1930‬لم تكن العبارة محاولة لالنتحار مستعملة بل ك‪,,‬انت‬


‫هناك تسميات أخرى من بينها االنتحار الغيــر الحقيقــــي ‪ Pseudo suicide‬أو‬

‫شبــــه االنتحـــار ‪ Semi –suicide‬وفي عــــام‪ E. Ringel, 1953‬اقترح‬


‫مصطلح تناذر ما قبل االنتحار ‪ Syndrome pré-suicidaire‬وهذا المصطلح هو مشترك‬
‫في جميع األمراض النفسية وأّن هناك عوامل مختلفة تساعد على خلق ه‪,,‬ذه الس‪,,‬يرورة‬
‫النفسية‪ ،‬وهذا التناذر ما قبل االنتحار يتواجد ما بين األفكار االنتحارية واللجوء إلى الفعل‬
‫االنتحاري ويعرف ثالثة أعراض أساسية‪ :‬أفكار انتحارية جدا ملحة‪ ،‬انطواء على الذات‬
‫مع انعزال تدريجي‪ ،‬كف في العدوانية مع الالمباالة التدريجية أي االنسحاب من الواقع‪.‬‬
‫في عام ‪ P.B. Schneider, 1954‬عرف محاولة االنتحار على أنها انتحار لم ينجح‪،‬‬
‫محاولة فاشلة‪ .‬وابتدءا من ‪E.Stengel, 1964‬أتى بتعديالت فيما يخص هذه النظرة‪ ،‬فهو‬
‫يرى من جهة أّن اإلنسان يرتكب أحيانا سلوكات ذات تأثير سلبي مؤدي للذات وقد يؤدي‬
‫في بعض الحاالت إلى الموت‪ ،‬ومن جهة أخرى الحظ أّن نسبة الموت منخفضة مقارن‪,,‬ة‬
‫مع نسبة المحاولة الفاشلة وبالتالي يستنتج أّن الموت ليس دائما الهدف المراد‪ ،‬برغم أن‪,,‬ه‬
‫عادة ما يعبر هؤالء المحاولون أّن رغبتهم كانت الموت‪.‬‬
‫(‪ N.Kessel,)1965‬اقترح تعويض مصطلح "محاولة االنتحارية" بتسمية " التس‪,,‬مم‬
‫اإلرادي " « ‪ » empoisonnement volontaire‬غير أّن هذا المتغير واجه معارض‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪20‬‬
‫البعض‪ ،‬من بينهم ‪ A.N.Kreitman‬الذي نقد فكرة وضع مصطلح جديد ال يحم‪,‬ل كلم‪,‬ة‬
‫انتحار فاقتراح هذا األخير في سنة ‪ 1969‬مصطلح شبه االنتحار ‪ ،Para- suicide‬حيث‬
‫أنه يشير إلى السلوكات المماثلة لالنتحار دون أن يكون ميول الفرد للموت هدف رئيس‪,,‬ي‬
‫وهو يعرفه كما يلي‪ ":‬شبه االنتحار هو سلوك ال يؤدي إلى الموت بسبب اختي‪,,‬ار الف‪,,‬رد‬
‫ضررا لذاته حيث يتناول مواد بكميات مفرطة مقارنة مع الكميات التي تقدم عادة في إطار‬
‫عالجي"‪.‬‬

‫‪ .1-1‬االنتحار‬
‫يعرف كفعل شعوري متعمد على تقديم الموت أو هو الموت اإلرادي‪.‬‬
‫لغويا وحسب ع‪ .‬بن هادية‪ ،‬ب‪ .‬البليش و ج‪ .‬بن الحاج يحي‪)1205:1995( ,‬‬

‫االنتحار كلمة مشتقة من كلمة نحر أي ذبح أو قتل‪ ،‬وانتحر أي قتل نفسه أو ذبحها‪.‬‬
‫وحسب)‪ R. Roudinesco et M.Plon ,(1997:1023‬كلمة ‪ Suicide‬مشتقة من‬
‫بمعنى ‪ Soi‬أي النفس أو الذات و ‪ Caedes‬بمعنى‬ ‫كلمة التينية تتكون من جزئيين ‪Sui‬‬

‫‪ Meurtre‬أي قتل‪ .‬أدخل هذا اللفظ في اللغة االنجليزية عام ‪ ،1936‬ثم اللغة الفرنسية عام‬
‫‪ 1934‬لتعويض التسمية السابقة التي عمت إلى غاية القرن السابع عش‪,,‬ر وهي الم‪,,‬وت‬
‫المتعمد‪.‬‬
‫اصطالحا وحسب (‪" H. Bloch et R. Chemam,) 763: 1991‬االنتحار هو اعتداء‬
‫‪,‬باب‬
‫‪,‬ا ألس‪,‬‬
‫‪,‬ون فعال راجع‪,‬‬
‫‪,‬ار إّم ا أن يك‪,‬‬
‫إرادي ضد الذات يؤدي إلى الموت‪ ،‬فاالنتح‪,‬‬
‫سيكولوجية اجتماعية‪ ،‬دينية‪ ،‬فلسفية أو أن يكون العكس من ذلك فعال مرضيا ن‪,,‬اتج عن‬
‫‪,‬ادة‬
‫‪,‬ود ح‪,‬‬
‫تطور أمراض عقلية كاإلكتئاب والهذيان المزمن والخبل والخلط‪ ،‬أو أزمة وج‪,‬‬
‫‪,‬ار‬
‫‪,‬ف عن االنتح‪,‬‬
‫على شكل نزوة قلق تّو جه عدوانية نحو الذات‪ ،‬وهذه العدواني‪,,‬ة تختل‪,‬‬
‫المتعمد كما هو الحال في السويداء أو الهذيان"‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وبالتالي فالسلوك االنتحاري هو سلسلة األفعال التي يقوم بها الفرد محاوال من خاللها‬
‫تدمير حياته النفسية دون أن يكون هناك دفع من آخر ولهذا من الصعب وض‪,,‬ع الس‪,,‬بب‬
‫الحقيقي لالنتحار‪.‬‬

‫‪ .1-2‬المحاولة االنتحارية‬
‫تختلف باختالف القصدية االنتحارية وهو مصطلح يرجع إلى كل استعماالت الفرد‬
‫الشعورية لوضع حياته في خطر سواء بطريقة قصدية هادفة أو رمزية لكن دون الوصول‬
‫إلى الموت الفعلي وتصبح إذن محاولة بسيطة فاشلة ‪.‬‬
‫‪,‬ا‬
‫تكتسي المحاولة االنتحارية وظائف متعددة ويذكر (‪P. Moron,)1996‬البعض منه‪,‬‬
‫واألكثر شيوعا وتواجد عند هؤالء الحاالت‪.‬‬
‫‪ .1-2-1‬الوظيفة العدوانية الموجهة نحو اآلخرين‬
‫منذ بداية دراسة التحليل النفسي كان معترف آن الفعل االنتحاري يرتبط بالعدواني‪,,‬ة‬
‫الموجّه ة نحو اآلخرين‪ ،‬وهذه األخيرة قد تكون شعورية انتقامية‪ ،‬الرغبة في خلق المشاكل‬
‫‪,‬دم إلي‬
‫‪,‬عر بالن‪,‬‬
‫‪,‬ه ليش‪,‬‬
‫الهموم إلى الشخص الذي هو موضوع العدوانية‪ ،‬وإلقاء اللوم علي‪,‬‬
‫‪,‬بب‬
‫‪,‬ا هي الس‪,‬‬
‫الموت وإليك الحداد‪ .‬لكن في الواقع هذه العدوانية تكون ال شعورية ودائم‪,‬‬
‫وتعبر عن ميكانزما لتقمص الموضوع‪ .‬في هذه العدوانية‪ ،‬التي ترجع إلى الفرد ذاته وما‬
‫هو أهم هنا هو أّن الفرد يكون عدوانيا مع اآلخرين مع إحساسه بعدم الرضا أقتل نفس‪,,‬ي‬
‫ألنكم ال تحبونني ولهذا أترك عليكم عالمة راسخة‪.‬‬
‫‪ 1-2-2‬وظيفة النداء‬
‫‪,‬ر‬
‫‪,‬رس خط‪,‬‬
‫تظهر معظم محاوالت االنتحار كطريقة لطلب النجدة من اآلخرين‪ ،‬ج‪,‬‬
‫‪,‬عية‬
‫‪,‬ك الوض‪,‬‬
‫‪,‬ام تل‪,‬‬
‫يدق‪ ،‬الفرد يناجي لطلب النجدة ألنه غير قادر على فعل أي شيء أم‪,‬‬
‫الصعبة‪ ،‬هذه الوظيفة تظهر تقريبا كذلك ثابتة آن القصد ه‪,,‬و اعت‪,,‬داء ذاتي‪ ،‬لكن فع‪,,‬ل‬
‫االنتحار لدّيه داللة واضحة فغرضه ال االعتداء على الذات وال اإلحساس بالقت‪,,‬ل نح‪,,‬و‬

‫‪22‬‬
‫‪,‬ترية‬
‫‪,‬ة الهس‪,‬‬
‫‪,‬ر في التركيب‪,‬‬
‫‪,‬ا نفك‪,‬‬
‫الذات‪ ،‬فالنداء هذا لجلب انتباه المحيط‪ ،‬وهذا ما يجعلن‪,‬‬
‫للشخصية واألغلبية النساء‪.‬‬
‫‪ .1-2-3‬الوظيفة الرمزية‬
‫حسب (‪F. Davidson et M. Choquet,)1981‬يكون الشخص تحت تأثير الموت‬
‫‪,‬اعها‬
‫‪,‬ذلك إخض‪,‬‬
‫‪,‬اول ل‪,‬‬
‫بحيث يتحدى القدر وأنه يمتلك القوة الكافية ليتحكم في حياته يح‪,‬‬
‫‪,‬ط‬
‫للصدفة المفاجئة الغير المتوقعة ليثبت أنه سيد حياته وموته وكذلك سيطرته على المحي‪,‬‬
‫الذي يسيطر عليه بدوره‪ ،‬فالمحاولة االنتحارية يمكن أن يجعل منها موقف لالتخ‪,,‬اذ حكم‬
‫‪,‬رض‬
‫حازم فتجربة الموت يمكن أن تكون رمزية بتمثيل جسدي كأن يشق الوريد وهذا لغ‪,‬‬
‫استرجاع الحياة أنا أنزف إذن أناجي‪.‬‬

‫‪ .1-2-4‬وظيفة الهروب‬
‫تعبر عن عدم قدرة الفرد للتصدي بخطر ما عقوبة أو تهديد أوضع صعب‪ ،‬قد تحمل‬
‫معظم السلوكات االنتحارية هذا المعنى الالشعوري الهروب عندما يجد الفرد نفسه أم‪,,‬ام‬
‫صراعات صعبة يحمل الفرد نفسه المسؤولية على فشله ليواجه بذلك العدوانية نحو ذات‪,,‬ه‬
‫وتكون بذلك محاولة االنتحار هروب أمام نفسه‪.‬‬

‫‪ .1-3‬األفكار االنتحارية‬
‫تتمثل في اإلعداد العقلي الشعوري لرغبة الموت سواء كانت في حال‪,,‬ة نش‪,,‬اط أو‬
‫خمول ‪،‬وهذه األفكار مرات تظهر معبرة تحت شكل التهديد االنتحاري ‪.‬‬

‫‪ .1-4‬السلوكات االنتحارية‬
‫تشير إلى مختلف الحركات واألفعال التي تضع حياة الفرد في خطر‪.‬‬

‫‪ .1-5‬الجرح الذاتي ‪Automutilation‬‬


‫‪23‬‬
‫‪,‬ادة‬
‫يتمثل سلوك االعتداء على الذات نفسها أكثر أو أقل خطورة كاستعمال وسيلة ح‪,‬‬
‫لتجريح اليد أو جميع أنحاء الجسم ‪ ،‬ضرب الرأس ‪،‬أو حرق الجسم بسيجارة ‪.‬‬

‫مختلف هذه السلوكات تشترك في هدف واحد والمتمثل في الته‪,,‬ديم ال‪,,‬ذاتي ‪ ،‬لكن‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ائل عنيف‪,‬‬
‫بدرجات مختلفة حسب ما يستعمله الفرد للوصول إلى الموت ‪،‬باستعمال وس‪,‬‬
‫مآلها الموت الفعلي ‪،‬أي وسائل تكون أكثر فعالية لتحقيق ذلك ‪ ،‬ما ي‪,,‬دل على أن هن‪,,‬اك‬
‫نقص في رغبة الموت ويبقى ذلك مرتبط بمعاناة نفسية واجتماعية ‪.‬‬

‫‪ .1-6‬األزمة االنتحارية‬
‫‪,‬ار وتتجلى في وقت أين‬
‫‪,‬و االنتح‪,‬‬
‫هي أزمة نفسية تتمثل في ظهور خطر أساسي ه‪,‬‬
‫الفرد يجد نفسه في مأزق وطريق مسدود ومجابهته لألفكار االنتحارية التي تكون أك‪,,‬ثر‬
‫غزوا وبالتالي فاالنتحار يظهر أكثر فأكثر كوسيلة هامة لمجابهة المعاناة وإيجاد منفذا لهذه‬
‫الحالة من األزمة ‪.‬‬
‫واألزمة االنتحارية هي خلل حقيقي‪ ،‬يمس حفظ الذات الذي يجد محركه األساس‪,,‬ي‬
‫في االختالل المفاجئ في النفسية من طرف شهوة في التحطيم أكثر من أن تكون رغبة في‬
‫الموت‪ ،‬ومن بين الوظائف األولى لألزمة االنتحارية هي اختصار للزم‪,,‬ان – المك‪,,‬ان‪،‬‬
‫وارتباط األزمة باالنتحار توّج ه نحو مفهوم الخبرة الوجودية الذاتية القصدية‪ ،‬االنقطاع أو‬
‫تغيير مفاجئ في توازن نفسي‪ ،‬تّو جه أيضا نحو إمكانية الحل أي بمثاب‪,,‬ة ح‪,,‬ل ممكن‪ ،‬و‬
‫مفهوم الزمنية السيرورية‪ ،‬وهذه السيرورة تلجأ إلى تحطيم ما هو موجود نفسيا لكن تسمح‬
‫أيضا بإعادة البناء من جديد فيما بعد‪O. Quenard et J.C Rolland,)1982( .‬‬

‫‪ .2‬السيرورة االنتحارية‬

‫‪24‬‬
‫تعتبر حتمية االنتحار معقدة ومتعددة حتى وإن وجدت هناك سيرورة مرضية‪ ،‬وهذا‬
‫‪,‬يرورة‬
‫‪,‬اديين‪ ،‬فالس‪,‬‬
‫األخير يرتبط مباشرة بسيرورة نفسية التي نجدها عند المنتحرين الع‪,‬‬
‫االنتحارية تعتبر المرور من الفكرة إلى الفعل‪ ،‬يرتبط بتغيرات حسب السيرورات األكثر‬
‫سهولة عن طريق أخطار رسمية ألحداث مؤلمة التي نجدها عند األشخاص األكثر قابلية‬
‫‪ّ,‬دة‬
‫‪,‬رف ع‪,‬‬
‫‪,‬ة تع‪,‬‬
‫لألمراض النفسية‪ ،‬وحسب (‪ P. Moron,)1996‬السيرورة االنتحاري‪,‬‬
‫سيرورات منها نجد‪:‬‬
‫‪ .2-1‬السيرورة الدفاعية‬
‫يمنح االنتحار قيمة رد فعل دفاعي للشخص بالنسبة إلى الوضعيات الحّيوية النفسية‬
‫‪,‬رى‬
‫أو االجتماعية التي يتواجد فيها‪ ،‬وهذه األخيرة سواء كانت عادية أو مرضية‪ ،‬حيث ي‪,‬‬
‫في رغبة الموت رد فعل دفاعي وانتقامي تعويضي عن الشعور بالنقص‪.‬‬ ‫‪A. Adler‬‬

‫‪ .2-2‬السيرورة التأديبية‬
‫‪,‬ذنب‬
‫‪,‬اكم وم‪,‬‬
‫مرتبطة بالشعور بالذنب وبالسلوك التكفيري ففي نفس الوقت نجده ح‪,‬‬
‫ضحية وقاسي‪ ،‬أي بمعنى يأخذ الشخص دورين‪ ،‬دور الحاكم ودور الضحية‪ ،‬وفي ه‪,,‬ذه‬
‫الحالة يخضع المنتحر إللزام أمري بالموت‪ ،‬وتكون هذه السيرورة الشعورية تبرهن عن‬
‫عقاب ذاتي في السلوك العصابي الفاشل‪.‬‬
‫‪ .2-3‬السيرورة العدوانية‬
‫يشغل المخطط األّو ل وجهة نظر التحليل النفسي‪ ،‬حيث يرى ‪ S. Freud‬أّن االنتحار‬
‫تماثل ذاتي لقتل األخر‪ ،‬ومن خالل التماهي بالموضوع ترجع العدوانية ضد الذات‪.‬‬
‫‪ .2-4‬السيرورة اإليثارية‬
‫فبعض المحاولين لالنتحار نجدهم يسلكون طريق التضحية‪ ،‬والمض‪,,‬حي يكتس‪,,‬ي‬
‫شخصية إّم ا قوية أو شخصية ضعيفة‪.‬‬
‫‪ .2-5‬السيرورة اللعبية‬
‫مثل ما نجده في الحياة أيضا نجد اللعب بالموت وهذا الشعور اللعيبي يبعث الحياة‬
‫لبعض المحاولين لالنتحار‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ .3‬الفرق بين االنتحار والمحاولة االنتحارية‬

‫(‪ J. Wilmott,)1986‬في كتابهم جاءوا بعرض للعمل قام ب‪,‬ه ‪ Davis‬إنطالق‪,‬ا من‬
‫اعتبار أّن االنتحار والمحاولة االنتحارية هما سلوكين مختلفين حيث قام بمقارنتهما اعتمادا‬
‫على ‪ 17‬متغير‪ ،‬ولحظ اختالف في ‪ 12‬متغير ومن بين نتائجه‪:‬‬
‫نجد نسبتهما تختلف‪ ،‬فهناك عشرة محاولة انتحار مقابل انتحار واح‪,,‬د‪ ،‬مجموع‪,,‬ة‬
‫محاولي االنتحار أصغر سنا مقارنة بمجموعة المنتحرين‪ ،‬فئة محاولي المنتحرين تتم‪,,‬يز‬
‫بنسبة عالية من الذين يعانون من االنهباط أو االنهيار مقارنة مع محاولي االنتحار‪ ،‬فئ‪,,‬ة‬
‫محاولي االنتحار تتميز بنسبة عالية من األفراد الذين يعانون من اضطرابات الشخص‪,,‬ية‬
‫من النوع الإلجتماعية‪ ،‬عدم النضج والعدوانية‪.‬‬
‫فيما يخص الوسائل المستعملة عند فئة محاولي االنتحار هناك ‪ %7‬يستعملون عنيفة‬
‫وهذه النسبة تشيـــر حسب (‪ J. Wilmott,)1986‬إلى المحاولة االنتحارية الحقيقية‪،‬‬
‫بينما ‪ %93‬الباقية يستعملون وسائل غير عنيفة‪ ،‬ذات مفعول بطيء‪ ،‬وهذه الفئة تتض‪,,‬من‬
‫نسبة عالية من المحاوالت االنتحارية غير الحقيقية م‪,,‬ع العلم أّن ال‪,,‬ذكور يميل‪,,‬ون إلى‬
‫استعمال الوسائل العنيفة‪ ،‬بينما اإلناث يستعملون أقل عنفا أو بطيئة المفعول مثل األدوية‪.‬‬

‫‪ .4‬االنتحار وعلم النفس المرضي ( السيكوباثولوجية)‬

‫(‪ M.CH.Brunel ,)143: 2002‬الحاالت المكتئبة عرفت أكثر من ثالثة مرات‬


‫محاولة انتحارية ‪،‬بعد استشفائهم بمصلحة الطب العقلي ‪،‬مرضى مكتئبون لكن بدون بنية‬
‫ذهانية ‪،‬يكون االكتئاب كتعبير عن الصدمة وهذا يتطلب االستشفاء في مراكز متخصصة‬
‫‪ ،‬أين يستقبل المريض في حالة خطيرة لبنية مهدمة ‪ ،‬مع قلق كبير الذي يرافق المريض‬

‫‪26‬‬
‫كخوفه من أن يصبح معتوه ‪.‬عامل التكرار مهم جدا عند هذه الحاالت حيث ‪ % 90‬عرفت‬
‫أكثر من محاولة انتحارية عند العودة إلى المنزل أي بعد االستشفـــاء مباشرة و‪% 90‬‬

‫عرفت محاولة انتحارية فعلية ( الموت النهائي) ‪ ،‬وهذا يدل على أن في غي‪,,‬اب التكف‪,,‬ل‬
‫النفسي المنضبط بشكل متكيف مع حالة المحاولة االنتحارية ‪ ،‬ما يسهل فيما بعد أن يصبح‬
‫هذا السلوك فعال حتميا مآله الموت الحقيقي ‪.‬‬

‫‪,‬راكم‬
‫‪,‬دمة أو ت‪,‬‬
‫خطر االنتقال إلى الفعل االنتحاري يبقى مرتبط بمستوى حدة الص‪,‬‬
‫‪,‬ل في‬
‫‪,‬تي تعم‪,‬‬
‫الصدمات في وقت محدود ‪ ،‬وهذا يرجع إلى هشاشة القدرات الدفاعية وال‪,‬‬
‫إطار بنيته ‪ ،‬فالبنيات التي ظهرت أكثر تكيفا لمقاومة الصدمات المؤلم‪,‬ة وال‪,‬تي تس‪,‬مح‬
‫بإمكانية التناوب ما بين الهيئات الثالثة ‪ :‬الالشعور‪ ،‬قرب الشعور ‪ ،‬الشعور ‪،‬هذه الحركية‬
‫أظهرت مكون أساسي لما يعرف بـــ " السواء "‪ ،‬لكن إذا بقي الفرد منحصر وث‪,,‬ابت‬
‫فقط على واحدة من بين هذه الهيئات الثالثة ما يسهل عنده الدخول في "المرض‪,,‬ية" ‪.‬إن‬
‫إنهاك لما قرب الشعور تحت تأثير الصدمات يسجل الدخول في االكتئاب االرتكاس‪,,‬ي أو‬
‫الدخول في شكل أخر لالكتئاب العصابي أو الذهاني ‪.‬‬
‫إعادة بناء وتنشيط تشرف على تطور قرب الشعور المكون المحور األساسي للوقاية‬
‫‪,‬ذا‬
‫‪,‬ة له‪,‬‬
‫من خطر االنتحار والتكفل النفسي بعد المحاولة ‪ ،‬كما أن األسرة البناءة والمكون‪,‬‬
‫الفضاء االنتقالي تخفض كثيرا من خطر االنتحار وبالتالي يعتبر قرب الشعور كمخ‪,,‬رج‬
‫مسوؤل عن السواء ‪.‬‬

‫‪ .4-1‬االنتحار والبنيات العصابية‬


‫‪,‬دة يمكن أن‬
‫‪,‬ة في م‪,‬‬
‫األفراد الحاملون لبنية عصابية يستطيعون تقديم نوبات اكتئابي‪,‬‬
‫تؤدي في بعض المرات إلى االنتحار ‪،‬بالرغم من أن خطر االنتقال إلى الفعل يكون أق‪,,‬ل‬
‫‪,‬ويداء ‪( .‬‬
‫ارتفاعا في بعض المرات ‪ ،‬لكن نجد ذلك في البنيات الذهانية وخاصة حالة الس‪,‬‬
‫‪M.CH.Brunel ,)144: 2002‬‬

‫‪27‬‬
‫البنيات العصابية تخفي دائما أنماط دفاعية مختلفة تستطيع أن تكون ج‪,,‬زء لدالل‪,,‬ة‬
‫عرض عصاب أخر مثل العصاب االستحواذي يستطيع أيضا تقديم دفاع‪,,‬ات نابع‪,,‬ة من‬
‫الحقل الهستيري ‪ ،‬والهستيري يستطيع أيضا أن يحصل على دفاعات مسجلة في عصاب‬
‫القلق ‪ ،‬لكن الحركية وتعدد الدفاعات تحمي إمكانية الرجوع إلى نسق دفاعي أكثر توسعا‪.‬‬
‫فحين يقدم الفرد بنية دفاعية نابعة تقريبا من التناذر ‪ ،‬خطر انهيار البنية العص‪,,‬ابية‬
‫يكون أكثر ارتفاعا ‪ ،‬وإذا استمر هذا االنهيار يكون هناك خطر انحرافه نحو البنية الذهانية‬
‫‪ ،‬في حين أن خطر االنتقال إلى الفعل االنتحاري يرتفع ‪ ،‬الدفاعات العصابية الصلبة تكسو‬
‫وتحوي بنية تميل أكثر إلى الهشاشة ‪.‬‬
‫‪,‬ا من‬
‫الخطر مرتبط بانهيار البنية االستحواذية خاصة والصلبة ‪ ،‬يظهر أكثر ارتفاع‪,‬‬
‫البنيات العصابية األخرى ‪ ،‬هذا العصاب متعلق بالمرحلة النزوية الشرجية ‪.‬‬
‫الدفاعات من النمط االستحواذي تنقسم حسب توجيهاتها نحو التحكم والمراقبة أيضا‬
‫‪,‬بة‬
‫‪,‬ررة ‪،‬بالنس‪,‬‬
‫الجَيدة للخارج على غرار الداخل ‪ ،‬باالرتكاز على سلوكات طقوسية متك‪,‬‬
‫لالستحواذ يستيقظ لديه قلق في أن يكون مهدم من خالل المواضيع السيئة أو المض‪,,‬امين‬
‫‪,‬ة‬
‫السلبية التي تضمه أو ترفضه ‪،‬و التَص دع أو الخوف من انهيار هذه القدرة على المراقب‪,‬‬
‫أو البنيوية من خالل المنظم النفسي تستطيع أن تساهم في االنتقال إلى الفعل التهديم الذاتي‬
‫‪.‬‬
‫االنتقال إلى الفعل االنتحاري بالنسبة للهستيريا ‪ ،‬نجد ‪ S.Freud‬من بين األوائل الذين‬
‫اهتموا باالنتقال للفعل االنتحاري عند الهستيري‪ ،‬في البداية أعطى أهمية للصدمة الجنسية‬
‫التي هي أصل الهستيريا‪.‬‬
‫‪ S. Ferenczi‬أعاد إدخال أهمية الصدمة عند الحاالت الهستيريا ‪ ،‬رغم ما سعوا إليه‬
‫المحللون النفسانيون ‪،‬إال أن ما جاء به ‪ S.Freud‬بقي قائما وأخذ أهمية كبيرة في تحلي‪,,‬ل‬
‫حاالت الهستيريا‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪,‬دم‬
‫‪,‬ا وع‪,‬‬
‫‪,‬ة ذاته‪,‬‬
‫الحاالت الهستريا تجد نفسها أمام الصدمات غير قادرة على حماي‪,‬‬
‫إمكانية نموها النفسي ويبقى هذا مستحيال ألنها تتواجد في وضعية طفلية ‪.‬وهذا ما يجعل‬
‫خطر االنتحار يتواجد باستمرار ‪.‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬أة إلى رغب‪,‬‬
‫كما ركز‪ S.Freud‬على أهمية قلق الموت‪ ،‬احتمالية أنها تنقلب فج‪,‬‬
‫الموت وتصبح حادة ‪،‬هذه الدينامكية ظهرت عند الحاالت اللذين كانوا عرضة لالعت‪,,‬داء‬
‫الجنسي‪ ،‬وهذا يتعلق دائما بحاالت الهستيريا‪ .‬كما أن إشكالية الهستيريا طرحت تحت قلق‬
‫الموت المختبئ بالتناسلية‪.‬الجنسية مكلفة دون وجود لدفع وجداني ظ‪,,‬اهر بق‪,,‬وة وه‪,,‬ذه‬
‫ضرورة جينية للتناسلية والى التطور نحو الموت الجسمي ‪.‬‬

‫‪ .4-2‬االنتحار و البنيات الذهانية‬


‫يرى ‪ M.CH.Brunel‬أن الحاالت الفصامية سجلت أكثر من تسعة مرات محاول‪,,‬ة‬
‫انتحارية مقارنة باألمراض العقلية األخرى ‪ ،‬مراحل الدخول والخروج من ذهان الفصام‬
‫تمثل الوقت األكثر تهيئا إلى خطر االنتحار والمحاوالت االنتحارية ومن بين األع‪,,‬راض‬
‫‪,‬ة يبقى تحت‬
‫‪,‬ذيان أو الهلوس‪,‬‬
‫الشائعة التي تميزه ‪ :‬نجد دائما التشويه الذاتي ‪ ،‬محتوى اله‪,‬‬
‫سيطرة األوامر والتي تتمثل في أصوات توجهه نحو اللجوء إلى الموت ‪،‬ن‪,,‬زوة عنيف‪,,‬ة‬
‫ومفاجئة يقدم فيها المريض على عملية قتل أو انتحار أو تشويه لنفسه ‪.‬‬
‫الفصامي مسكون ‪،‬ممتلك بالتراكمات السلبية الراجعة للصدمات العائلي‪,,‬ة ‪،‬وه‪,,‬ذه‬
‫التراكمات تحتل المراقبة الداخلية والتحكم في نفسية الفصامي ‪.‬‬
‫ذهان السويداء وهي المرضية األكثر شيوعا في اإلصابة بخطر اللجوء إلى المحاولة‬
‫االنتحارية ‪ ،‬وهذا الذهان الذي يميزه الشعور بالذنب الحاد ( استدخال المواضيع السيئة )‬
‫اللوحة االكتئابية األساسية تحيل النفسية إلى حد أنها تجلب الكف السلوكي ‪ ،‬المريض يبقى‬
‫تحت سيطرة أالمه ‪،‬هذا الكف الحاد يمكن أن يستيقظ فج‪,,‬أة ‪ ،‬لكن تحت ت‪,,‬أثير مض‪,,‬اد‬
‫االكتئاب ‪.‬تاركة بذلك مكان للنزوة المفجرة ‪،‬وتستطيع أن تكون أصل االنتقال إلى الفع‪,,‬ل‬
‫االنتحاري بصفة اندفاعية ‪ ،‬كما يعاني السويداء كثيرا من األرق ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫يضيف ‪" S.Freud(1917),‬في الحداد العالم يصبح فقير وفارغ ‪،‬وفي السويداء األنا‬
‫‪,‬اقب‬
‫‪,‬ا مع‪,‬‬
‫يمثل األخر ‪ ،‬المريض يصف لنا أناه باللقيمة ‪،‬العاجز ‪،‬مهما كان األمر معنوي‪,‬‬
‫‪،‬العتابات ‪ ....‬وينتظر في رميه خارجا وعقابه " ‪.‬‬
‫تتميز السويداء بسحب الفوائد من العالم الخارجي ‪ ،‬فقدان القدرة على الحب ‪،‬فقدان‬
‫تقدير الذات ‪ ،‬أما في الحداد العادي الشخص ال يفقد تقديره لذاته مع احتفاظه باالتصال مع‬
‫الواقع ‪ ،‬وحسب ‪ S.Freud‬يؤكد على أن الفقدان مرتبط بالخارج وال يتعلق بالشخص في‬
‫حد ذاته ‪،‬ظل الموضوع معاش في األنا‪.‬‬
‫يصف االنتحار عند السويداء بالشكل األتي ‪ "B.Grundberger,)1975( :‬كل واحد‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬ا في قدرت‪,‬‬
‫منا يخفي نواة اكتئابية ‪،‬السيرورة التحليلية لألنا دائما في العمل ويظهر جلي‪,‬‬
‫على التعجيل في بعض الظروف االستثنائية ‪،‬الهيئة النرجسية تأخ‪,,‬ذ مك‪,,‬ان األن‪,,‬ا دون‬
‫االحتجاج بل العكس أصبح مرفوضا بناءا على افتراضات أَن األنا ميت"‬
‫(‪M.CH.Brunel ,)148: 2002‬‬
‫واالنتقال إلى الفعل االنتحاري للسويداء ليس البلوغ النهائي للموت النفس‪,,‬ي ‪،‬ويبقى‬
‫ذلك الجزء من األنا يعيش حالة غيبوبة وليس الموت الفعلي ‪.‬‬

‫‪ .4-3‬االنتحار والتنظيمات البينية‬


‫بالنسبة لهذه الحاالت ينبغي التفريق بين موضعين ‪:‬‬
‫‪,‬دمات ‪،‬أين‬
‫‪,‬ة من الص‪,‬‬
‫‪ -‬البنيات الشاذة بسبب عدم تنظيم هام متأخر لسلسلة متتالي‪,‬‬
‫التهديم يكون محاط مما يؤدي إلى تحريض أعراض جسمية ‪.‬‬
‫‪ -‬سلوكات عنيفة ‪ ،‬مع أو بدون االنتقال إلى الفعل االنتحاري ناتج عن توظيف مبكر‬
‫متتالي لغياب البنية من خالل تصدع المحيط التأديبي العائلي ‪.‬‬
‫تكون أكثر مرارا نتيجة لوضعية حدود ‪،‬أين نجد تراكم الصدمات يشكل خطر في‬
‫إدخال األنا في انهيار‪،‬هذه األحداث العرضية تستطيع إعطاء على خطأ مظهر حالة بينية‬
‫من خالل ضعف ثانوي لبنيات دفاعية ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ليس مثل التوظيف السيكوباثولوجي أين البنية ال تكون هشة لكن تقريبا غير موجودة‬
‫بسبب خلل تكويني ‪ Défaut d’élaboration‬وهذا األكثر شيوعا الناتج عن غياب تحويل‬
‫اإلطار النفسي ‪ :‬أين األنا األعلى يكون أقل تكوينا وهذا يحدث غالبا في حال‪,,‬ة اس‪,,‬تقبال‬
‫الطفل قليال من الحدود والموانع التي تعود إلى التربية األسرية ويرجع ذلك في األخير إلى‬
‫غياب أحد الوالدين أوكالهما معا ‪،‬ويظهر ذلك في التمرد على القوانين ‪.‬‬
‫‪,‬ب‬
‫‪,‬ة الغض‪,‬‬
‫الهو يمارس بكل حرية سلطته ‪ ،‬االلتقاء مع الحدود يجلب إحباط وحال‪,‬‬
‫‪,‬ك‬
‫التهديمي التي يمكن أن تمارس ضد األخر‪ ،‬لكن عندما تكون هناك استحالة ممارسة ذل‪,‬‬
‫على األخر االندفاعية تنقلب على الذات في تحطيم الجسم ‪.‬‬
‫بحيث أن الجسم يمكن أن يحس من طرفه كحدود غير محتملة‪،‬حدود التحطيم‪ ،‬الجسم‬
‫يصبح مضطهد أخر من خالل الحدود و الحاجات الذاتية ‪ ،‬الشيء مهدم ‪،‬ثم إعادة تأكي‪,,‬د‬
‫‪,‬دود‬
‫‪,‬ذا البحث عن الح‪,‬‬
‫غياب كل القدرات مقابل اإلرغام واأللم النفسية أو الجسمية ‪ ،‬وه‪,‬‬
‫يقابله الحاجة إلى ‪:‬‬
‫إيجاد الحدود بين الداخل والخارج‬ ‫‪-‬‬
‫التقاء مع إطار نفسي ‪ ،‬جسمي ‪،‬حامي ومتكيف‬ ‫‪-‬‬
‫إستدخال كل ما يتم إرساله من طرف العائلة‬ ‫‪-‬‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬داخل العوام‪,‬‬
‫ارتفاع خطر االنتحار حسب تراكم هذه العوامل األزمة والخطر وت‪,‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬النفسية الداخلية‪ ،‬الجسمية‪ ،‬مصحوبة بالعزلة أو إلى تصدعات في العائلة‪.‬‬

‫‪.5‬المقاربات المفسرة للسلوك االنتحاري‬


‫‪. 5-1‬المقاربة الدينية‬

‫‪31‬‬
‫يعتبر الدين كمظهر اجتماعي لحياة اإلنسان‪ ،‬ويعد قوة الضبط ذات تأثير متوارث‬
‫‪,‬وة‬
‫‪,‬ثر ق‪,‬‬
‫‪,‬ون أك‪,‬‬
‫‪,‬ده يك‪,‬‬
‫ومشترك بين أفراد المجتمع الواحد‪ ،‬فالعامل به والمتمسك بقواع‪,‬‬
‫وصبرا‪ ،‬فهو من حث على تجنب قتل النفس االنتحار والتمسك بعظمة الخالق عّز وج‪,‬‬
‫‪,‬ل‪،‬‬
‫ورغم هذا يبقى االختالف متباين بين دين وآخر‪ ،‬فيما يتعلق بالنظرة إلى الموت والحي‪,,‬اة‬
‫وعن قتل اإلنسان لنفسه‪.‬‬
‫‪,‬ار‪ ،‬حيث أّن‬
‫الذي يعتبر أّن الدين عامال وقائيا ضد االنتح‪,‬‬ ‫‪E.‬‬ ‫نجد ‪Durkheim‬‬

‫التماسك االجتماعي الفكري في الديانات هو أنفد مفعوال ضد االنتحار من التعاليم الديني‪,,‬ة‬


‫ذاتها‪.‬‬
‫فجميع الديانات كان لها تأثير فكريا في الحضارات البشرية‪ ،‬فاليهودي‪,,‬ة‪ ،‬ال تمن‪,,‬ع‬
‫االنتحار شرعا‪ ،‬ولكن االنتحار بين اليهود أقل من المسيحيين‪ ،‬وهذا ما ظهر االنتحار في‬
‫نظرية (‪ E. Durkheim,)1897‬يعود ألهمية التماسك االجتماعي‪ ،‬فالدين اليهودي صارم‬
‫التقاليد‪ ،‬واليهود أشد تماسكا من المسيحيين وأكثر التزاما بدينهم على أّن ذلك لم يكن واقيا‬
‫في الظروف القاسية التي قد مرّو ا بها‪.‬‬
‫أما المسيحية في اإلنجيل لم يأتي ذكر تح‪,‬ريم قت‪,‬ل النفس ص‪,‬راحة‪ ،‬ولكن ك‪,‬ثرة‬
‫‪,‬ك‬
‫‪,‬ان ذل‪,‬‬
‫الحوادث االنتحار حفزت رجال الدين المسيحيين موقف حازم وصريح منه وك‪,‬‬
‫على يد القديس أوغسطين في أوائل القرن الخامس للميالد وبعده توماس األكوني وهك‪,,‬ذا‬
‫‪,‬ا يلي‬
‫أصبح للكنيسة الكاتوليكية موقفا صريحا من االنتحار والتحريم جاء باالستناد إلى م‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ه إذن أعظم‪،‬عظم‪,‬‬
‫ال تقتل‪ ،‬ال يجوز قتل اإلنسان المذنب‪ ،‬فكيف باإلنسان البريء‪ ،‬ذنب‪,‬‬
‫الروح في الحياة وليس في الممات‪ ،‬ارتكاب االنتحار من أجل تجنب الخطيئة ه‪,,‬و أعظم‬
‫خطيئة ألنه ال يمكن التفكير عنها أو إلزالتها‪.‬‬
‫وجاء اإلسالم أيضا ليعلن صريحة واضحة باّن قتل النفس خطيئة وحرام‪ ،‬وقد نهي‬
‫‪,‬ير‬
‫‪,‬ريض الغ‪,‬‬
‫عن االنتحار بالكتاب والسنة النبوية الشريفة وحتى بالدعاء بالموت‪ ،‬أو تح‪,‬‬
‫على قتل النفس‪ ،‬فالحياة هبة ونعمة من اهلل وال يملك أحدا انتزاعها بغير إرادته يقول تعالى‬

‫‪32‬‬
‫بعد بسم اهلل الرحمن الرحيم‪" :‬وال تقتلوا أنفسكم‪ ،‬إّن اهلل كان بكم رحيما" صدق اهلل العظيم‬

‫(سورة النساء اآلية ‪ ،)29‬وقوله تعالى‪" :‬من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل‬

‫نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس‬

‫‪,‬رفون"‬
‫‪,‬ك في األرض لمس‪,‬‬ ‫جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إّن كثيرا منهم بع‪,‬‬
‫‪,‬د ذل‪,‬‬

‫(سورة المائدة اآلية ‪ ،)32‬وقوله تعالى‪" :‬وال تقتلوا النفس التي حّر م اهلل إال بالحق‪ ،‬ومن‬

‫قتل مظلوما فقد جعلنا لولّيه سلطانا فال يسرف في القتل وإنه ك‪,,‬ان منص‪,,‬ورا" (س‪,,‬ورة‬

‫اإلسراء اآلية ‪.)33‬‬


‫‪,‬ذ‬ ‫قال رسول اهلل صّلى اهلل عليه وسلم‪" :‬كان فيمن قبلكم رجل به حرج فج‪,‬‬
‫‪,‬زع فأخ‪,‬‬
‫سكينا‪ ،‬فخر بها يده فمارقا الدم حتى مات" فقال اهلل‪" :‬بادرني عبدي بنفسه فحرمت علي‪,,‬ه‬
‫الجّنة"‪.‬‬
‫يقول الشيخ القرضاوي‪.‬ي‪" )1977( ،‬إذا مات حرمت عليه الجنة من أجل جراحة لم‬
‫يحتمل ألمها فقتل نفسه‪ ،‬فكيف بمن يقتل نفسه من أجل صفقة يخسر فيها قليال أو كثيرا أو‬
‫من أجل امتحان يفشل فيه أو فتاة صّدت عنه"‪ ،‬وعن أنس رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ " :‬ال يتمنين أحدكم الموت عن ضر أصابه‪ ،‬فإن كان البد ف‪,,‬اعال‬
‫‪,‬ابر‬
‫فليقل اللهم أحييني ما كانت الحياة خير لي‪ ،‬وتوفني إن كانت الوفاة خير لي"‪ .‬وعن ج‪,‬‬
‫‪,‬ه"‬
‫بن سموة قال أخبر الرسول صلى اهلل عليه وسلم برجل قتل نفسه فقال‪ " :‬ال أصلي علي‪,‬‬
‫وقال رسول اهلل عليه وسلم‪" :‬من تردي من جبل فقتل نفسه‪ ،‬فهو في نار جنهم يتردى فيها‬
‫خالدا مخلدا فيها أبدا‪ ،‬ومن تحس سما فقتل نفسه‪ ،‬فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا‬
‫مخلدا‪ ،‬فيها أبدا‪ ،‬ومن قتل نفسه بحديدة‪ ،‬فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم فيها أبدا"‪.‬‬
‫إّن اإلسالم إذن ينظم حياة الجماعة ويحترم الحياة‪ ،‬إنه يريد من المس‪,,‬لم أن يك‪,,‬ون‬
‫صلب العود قوي العزيمة في مواجهة الشدائد‪ ،‬وحياة اإلنسان ليست ملكا له‪ ،‬فهو لم يخلق‬

‫‪33‬‬
‫نفسه أو خلية من خالياه‪ ،‬وإنما نفسه وديعة عنده من اهلل عز وجل‪ ،‬فال يجوز له التفري‪,,‬ط‬
‫فيها فكيف باالعتداء عليها‪.‬‬

‫‪. 5-2‬المقاربة االجتماعية‬


‫فالبنسبة لـ (‪، E. Durkheim,)1897‬تقوم الدعاوي األساسية عنده في تفسير‬
‫‪,‬اء‬
‫‪,‬د بين أعض‪,‬‬ ‫االنتحار على أّن التكامل االجتماعي قوة الروابط االجتماعية ال‪,‬‬
‫‪,‬تي توج‪,‬‬
‫المجتمع يؤثر في احتماالت حدوث االنتحار‪ ،‬وقد بّين أن تعميمه النظري ه‪,,‬ذه يمكن أن‬
‫يفسر الحقائق الكثيرة المعروفة عن نسب االنتحار‪ ،‬حيث يرى أّن الكاثوليكية ت‪,,‬ؤدي إلى‬
‫تكامل اجتماعي أكثر مما تؤدي إليه البروتستانية التي تتميز بالطابع الفردي‪ ،‬كما أّن وحدة‬
‫‪,‬لم‪ ،‬ويتخلص‬
‫‪,‬ام الس‪,‬‬
‫المجتمع تكون أعظم في أوقات الشدة والحروب بعكس الحال في أي‪,‬‬
‫القانون الذي وصل إليه ‪ E. Durkheim‬في االنتحار في أنه إذا ازداد التماسك والتداخل‬
‫‪,‬ثر‬
‫الديني والعائلي والسياسي قل االنتحار وإذا وهن كثر االنتحار أي أنه إذا كان الدين أك‪,‬‬
‫ضبط لروابط األفراد وسلوكهم قلت نسبة االنتحار وإذا كانت قبضة ضعيفة زادت ه‪,,‬ذه‪،‬‬
‫وإذا كانت العائلة متماسكة مترابطة قلت نسبة االنتحار وإذا انحلت أو ضعفت روابطه‪,,‬ا‬
‫زادت هذه النسبة‪ ،‬وإذا كانت هذه الدولة من وجهة السياسية متينة البنيان مستقرة األساس‬
‫قلت نسبة االنتحار‪ ...‬وعلى هذا األساس ‪ E. Durkheim‬حاول ذكر األسباب االجتماعية‬
‫التي تؤدي إلى االنتحار في ثالثة أنماط‪.‬‬
‫‪ .5-2-1‬االنتحار األناني‬
‫عندما يكون ارتباط الفرد بالجماعة ارتباطا ضعيفا يبدو الفرد فاقدا لتأثير الجماع‪,,‬ة‬
‫عليه‪ ،‬وبالتالي ال يعير أي اهتمام جماعته إذا ما ساوره أي ميل لالنتح‪,,‬ار بس‪,,‬بب بعض‬
‫‪,‬ائج على‬
‫‪,‬يرتب أي نت‪,‬‬
‫‪,‬اره س‪,‬‬
‫المشاكل الطارئة‪ ،‬كما أنه في هذه الحالة ال يعتقد بأن انتح‪,‬‬
‫الجماعة ولقد سمى ‪ E. Durkheim‬هذا نوع من االنتحار باالنتحار األناني بسبب انفصام‬
‫ارتباط الفرد بالجماعة أو ضعف عالقته بها‪ ،‬وعلى هذا األساس يمكن تفسير ارتفاع معدل‬

‫‪34‬‬
‫‪,‬ار‬
‫‪,‬ون االنتح‪,‬‬
‫االنتحار البروتستانت‪ ،‬إذا ما قورن بمعدل انتحار الكاثوليك‪ ،‬بالرغم من ك‪,‬‬
‫محرم من قبل هذين المذهبين‪ ،‬إذ أّن تحريم االنتحار عند الكاثوليك يقترن برب‪,,‬ط الف‪,,‬رد‬
‫بالكنسية كمؤسسة اجتماعية‪ ،‬تمتلك سلطة دينية على الفرد‪ ،‬في حين أنه بالنسبة للم‪,,‬ذهب‬
‫البروتستاني ال يرتبط الفرد بالكنسية‪ ،‬بل يترك للفرد حرية مسؤولية تمسكه بالمعتق‪,,‬دات‬
‫الدينية‪ .‬وعلى ذلك يكون نقصان الروابط االجتماعية بين البروتستانت عامال مؤدي‪,,‬ا إلى‬
‫ارتفاع معدل االنتحار بينهم‪ ،‬ويربط ‪ E. Durkheim‬بين الدين والتعليم على اعتبار أن‬
‫البالد البروتستانتية تزداد فيها نسبة المتعلمين وبالتالي ترتفع فيها معدالت االنتحار‪.‬‬
‫ويؤيد ذلك أّن المستوى التعليمي المنخفض لدى النساء يساعد على تفسير استعدادهن‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬زاب إذا م‪,‬‬
‫الضعيف لالنتحار‪ .‬ويمكن اعتبار المعدل المرتفع لحوادث االنتحار بين الع‪,‬‬
‫قورن بالمتزوجين‪ ،‬كمثال آخر لهذا النوع من االنتحار‪ ،‬فاألعزب يكون عادة في عزل‪,,‬ة‬
‫اجتماعية وعاطفية عن اآلخرين‪ ،‬إذ أّن مسؤوليته قليلة كما ألن ارتباطاته العاطفية أقل من‬
‫‪,‬ا أن‬
‫‪,‬زب‪ ،‬كم‪,‬‬
‫المتزوج‪ ،‬وهذا األخير يكون أكثر ترددا في اإلقدام على االنتحار من األع‪,‬‬
‫سبب انخفاض معدل االنتحار في وقت الحروب والثورات عنه في وقت السلم يع‪,,‬ود إلى‬
‫‪,‬ع‬
‫‪,‬نزاع م‪,‬‬ ‫‪,‬ات أي أّن الح‪,‬‬
‫‪,‬رب أو ال‪,‬‬ ‫ميل األفراد لنسيان متاعبهم الخاصة في هذه األزم‪,‬‬
‫جماعات خارجية من شأنه أن يزيد من تماسك األفراد األمر الذي يساعد على التقليل من‬
‫حوادث االنتحار‪.‬‬
‫‪.5-2-2‬االنتحار الغيري‬
‫‪,‬ه‪،‬‬
‫‪,‬د فرديت‪,‬‬
‫هو االنتحار الذي يرجع إلى شدة اندماج الفرد في الجماعة حتى أنه يفق‪,‬‬
‫ويفسر هذا االندماج نفسيا بشدة شعور الفرد بالواجب إزاء جماعته حتى أنه يصبح مستعدا‬
‫أن يضحي بحياته من أجل الجماعة إذا كانت هذه التضحيــة ضروريــة يقـــول‬
‫‪ E. Durkheim‬أّن هذا النوع من االنتحار يوجد غالبا في المجتمعات التي تتميز بالتضامن‬
‫‪,‬ون‬
‫‪,‬تي يك‪,‬‬
‫‪,‬ات ال‪,‬‬
‫اآللي‪ ،‬أي أن المجتمع هو الذي يدفع الفرد لالنتحار‪ .‬فبالنسبة للجماع‪,‬‬
‫تماسكها وثيقا جدا والتي يكون ارتباط أفراد الجماعة ببعضهم البعض ارتباطا قويا ج‪,,‬دا‬

‫‪35‬‬
‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬ل ه‪,‬‬
‫‪,‬بة لمث‪,‬‬
‫‪,‬ا‪ ،‬وبالنس‪,‬‬
‫تصبح قضية الموت والحياة ذات معنى وذات قيمة خاصة به‪,‬‬
‫الجماعات فقد يصبح زهق النفس وتضحيتها من األمور المستحسنة التي قد تضفي أحيانا‬
‫تأكيدا لشخصية الفرد وتحقيقا منه ألمانيه‪ .‬ومن جهة أخرى قد ينتحر الفرد أيضا إذا فشل‬
‫في االمتثال لقواعد الجماعة وتوقعاتها‪ ،‬ففي هذه الحالة قد يفضل الفرد الموت على الحياة‪،‬‬
‫بحيث يشعر أنه ال قيمة للحياة إذا سحبت الجماعة رضاها عنه أو اعتبرته مذنبا بحقه‪,,‬ا‪،‬‬
‫فتحريم الجماعة للفرد قد يجعله يفضل الموت على الحياة‪ .‬و لقد استعمل نظريت‪,,‬ه ه‪,,‬ذه‬
‫لتفسير سبب كون معدل االنتحار أعلى بين الجنود منه بين المدنيين‪.‬‬
‫‪ .5-2-3‬االنتحار األنومي‬
‫وهو انتحار الذين ال يسيرون على القواعد التي رسمها المجتم‪,,‬ع‪ ،‬فيص‪,,‬بحون بال‬
‫معيار يحدد نمط سلوكهم أو طريقة انتمائهم للجماعة‪ ،‬ومن هنا تزداد حاالت االنتحار حين‬
‫‪,‬ة‬ ‫تنكسر المعايير الجمعية وتتحطم عناصر الضبط االجتماعي‪ ،‬أي أّن الحي‪,‬‬
‫‪,‬اة االجتماعي‪,‬‬
‫الجديدة بما فيها من قيم وعادات وأخالق‪ ،‬واعتقادات أضحت ال تالءم األشخاص ال‪,,‬ذين‬
‫عاشوا في ظروف وقيم مختلفة عن ما هو في الحاضر‪ ،‬فإقدام الفرد على االنتحار يع‪,,‬ود‬
‫للتضارب بين أماله وأهدافه وبين الظروف التي تحيط به بما فيها من عادات وأخالق وقيم‬
‫‪,‬تي تنظم س‪,‬لوك‬
‫‪,‬حة ال‪,‬‬
‫ومعايير مختلفة‪ .‬فالمجتمع الفاقد للقواعد والمعايير والقيم الواض‪,‬‬
‫األفراد وأمانيهم مجتمع يتصف بحالة األنومي أو الوهن‪ ،‬واالنتحار األنومي هو االنتحار‬
‫‪,‬ع‪،‬‬
‫‪,‬اعي للمجتم‪,‬‬
‫الناتج عن فقدان القيم أو غيابها مّم ا يشير إلى اختالل في التوازن االجتم‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ك إلى أزم‪,‬‬
‫‪,‬ع ذل‪,‬‬
‫‪,‬ادية‪ ،‬وال يرج‪,‬‬
‫فترتفع معدالت االنتحار في أوقات األزمات االقتص‪,‬‬
‫االقتصادية أو إلى انتشار الفقر‪ ،‬وإنما يتيح ذلك بسبب تحطيم التوازن االجتماعي‪ ،‬ويؤكد‬
‫ذلك ما نالحظه من ارتفاع معدالت االنتحار في فترات االنتعاش االقتصادي أيضا‪.‬‬
‫وهكذا يبرز اتجاه ‪ E. Durkheim‬االجتماعي في دراسته ألشكال االنتحار وأسبابه‪،‬‬
‫فهو يرى أّن لكل مجتمع قواه الجمعية التي تدفع األفراد إلى قتل أنفس‪,‬هم نتيج‪,‬ة ل‪,‬‬
‫‪,‬دوافع‬
‫خارجية ولكنها مالزمة للنظام االجتماعي‪ .‬لكن الفرد لديه حرية التفك‪,,‬ير والقيم تجعل‪,,‬ه‬

‫‪36‬‬
‫‪,‬رد عن‬
‫‪,‬ه ينف‪,‬‬
‫يتحرر من كل القيود ويعبر عن أفكاره وأهدافه ويمتاز بخصوصيات تجعل‪,‬‬
‫غيره‪ ،‬كما أنه يمكن لهذه العوامل االجتماعية أن تسبب له االنزعاج والقلق وت‪,,‬ؤثر على‬
‫توازنه العام‪ ،‬وتؤدي في آخر المطاف إلى االنتحار‪ ،‬لكن هذا غير معمم على كل الحاالت‬
‫ألننا قد نجد من عانوا من الكثيرين من المشاكل إال أنهم لم يلجئوا نهائي‪,,‬ا إلى االنتح‪,,‬ار‬
‫والزالوا يكافحون من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافهم‪ ،‬وهذا يتوقف على شخصية الفرد‬
‫في حد ذاته وهذا ما استبعدته هذه النظرية‪.‬‬
‫‪ .5-3‬المقاربة النفسية‬
‫العديد من المنظرين حاولوا عرض إشكالية االنتحار من زاوية " سمات الشخصية"‬
‫وتبقى احتمالية االنتحار واردة ومتنوعة األشكال والدوافع وهذا م‪,,‬ا عرفت‪,,‬ه األبح‪,,‬اث‬
‫المنجزة في هذا المجال وخاصة البحث الذي قام كل من ‪ Shneidman‬و ‪.Farberow‬‬

‫‪,‬تي‬
‫وهذا منذ مدة طويلة‪ ،‬حيث ربطوا اإلشكالية األساسية بــ " سمات الحاجات ال‪,‬‬
‫تعود إلى قاعدة محبطة " ‪.‬‬
‫‪,‬اهم‬
‫المقاربة األولى ركزت على مفهوم المعانات النفسية وكانت بمثابة المفتاح المس‪,‬‬
‫في فهم السلوك االنتحاري والقصد من ذلك وهو وضع المقارنة العقالنية في لب اإلشكالية‬
‫للوصول إلى الدوافع األساسية التي دفعت بالفرد وجعلته يلجأ إلى نزع الحياة ‪،‬وحسب هذه‬
‫النظرية فالفرد يملك مجموعة من الحاجات منها ما هو ضروري لحماية حياته ومنها م‪,,‬ا‬
‫هو مساهم أكثر في تحقيق ذاته ‪ ،‬فإذا كانت واحدة أو بعض من هذه الحاجات‪ ،‬وخاص‪,,‬ة‬
‫الحاجة إلى حماية صورة الذات أو الحاجة إلى الحب كانت تشكل إحباط كبير للف‪,‬رد وإلى‬
‫‪,‬ات‬
‫‪,‬ذه المعان‪,‬‬
‫‪,‬ر ه‪,‬‬
‫حد أنه ال يوجد أي إرضاء من أي نوع كان كتعويض عن ذلك ‪،‬تظه‪,‬‬
‫‪,‬ل وتبقى‬
‫‪,‬ة األم‪,‬‬
‫المؤلمة المبرحة الغير مرغوب فيها ‪،‬والتي تأخذ شكال سريعا لحالة خيب‪,‬‬
‫الموت هي الوحيدة المهدئة لذلك ‪.‬‬
‫‪,‬يناريو‬
‫‪,‬ور س‪,‬‬
‫‪,‬افة تط‪,‬‬
‫المعانات وحدها غير كافية الستحضار االنتحار‪ ،‬ينبغي إض‪,‬‬
‫االنتحار ‪،‬الذي يلعب دوربالنسبة لبعض القوى المراقبة الخارجة عن نطاق الفرد ‪ ،‬بحيث‬

‫‪37‬‬
‫يبقى هذا السيناريو مرتبط بالدينامكية االستحواذية لرؤية في البعد‪ ،‬وكأنه موجود في حفرة‬
‫عميقة بعيدة عن الجميع وتظهر كمنفذ الوحيد الذي أصبح مستحبا ‪.‬‬
‫اقترح ‪ Shneidman‬األخذ بعين االعتبار التحليل النفسي للفرد انطالقا من نم‪,,‬وذج‬
‫ثالثي األبعاد وبالنسبة له هناك ثالثة شروط أساسية تسمح بالتحدث عن االنتح‪,,‬ار ‪:‬األلم‬
‫النفسي العميق ‪،‬اضطرابات نفسية مسجلة ‪،‬وضغط مرغم لظروف الحياة ‪.‬‬
‫‪,‬اد‬
‫‪,‬ذه األبع‪,‬‬
‫‪,‬دة من ه‪,‬‬
‫في حالة تدخل المعالج النفسي للتخفيف من حدة الخطر لواح‪,‬‬
‫احتمالية تجنب تكوين الموت الفعلي‪.‬‬
‫وهذا ما جعل ‪ Shneidman‬يضع عشرة سمات للشخصية وهي أساسية وجدها عند‬
‫معظم الحاالت المنتحرة ‪،‬مع بقاءه متمسك بفكرة أن االنتحار يترجم عن وج‪,,‬ود رغب‪,,‬ة‬
‫وإرادة وهو يبحث من جهة عن الحل ‪ ،‬لكن المنتحر لديه إحساس بأنه عاجز في طري‪,,‬ق‬
‫بدون مخرج (منفذ)‪،‬مصاب بمعانات ال تطاق‪ ،‬احباطات عميقة في حاجات‪,,‬ه األساس‪,,‬ية‬
‫وأصبح يعيش خيبة األمل ‪،‬و مسَير من طرف أفكار ثابتة كلها تقود إلى الموت ‪.‬‬
‫(‪ A. Holderegger,)2005‬ذكر دراسة قام بها (‪ E. Ringel,)1953‬من خاللها‬
‫توصل إلى مصطلح التناذر ما قبل االنتحار ‪ syndrome pré suicidaire‬وهذا المصطلح‬
‫المشترك في جميع األمراض النفسية كّم ا أّن هناك عوامل مختلفة تساعد على ظهور هذه‬
‫السيرورة النفسية منها‪.‬‬

‫‪,‬ك‬
‫‪,‬نى ذل‪,‬‬
‫‪ .5-3-1‬اإلحساس المتزايد بالضغط ‪ :‬بصفة عامة وجود اإلنسان بمع‪,‬‬
‫وجود إمكانات متعددة لإلنجازات والتفتح واالنبساط‪ ،‬لكن في فترة ما قبل االنتحار ه‪,,‬ذا‬
‫‪,‬ه‪،‬‬
‫‪,‬وقت حريت‪,‬‬
‫الشعور يختفي‪ ،‬ويبقى انطباع أنه مسجون في أحداث ال تقهر ويفقد مع ال‪,‬‬
‫والفرد في مجابهة لحدث مؤلم‪ ،‬كفقدان لشخص عزيز‪ ،‬أو القدرات الوجودية‪ ،‬وفي ه‪,,‬ذه‬
‫الحالة فإّن الوضعية الضاغطة هنا ال تقوده إلى االنتحار بل عكس ذلك تقوي ديناميكي‪,‬‬
‫‪,‬ات‬

‫‪38‬‬
‫القوى النفسية‪ ،‬وغزيرة حفظ المقاومة‪ ،‬أو إعادة البناء من جديد‪ .‬لكن إذا أضيفت الضغوط‬
‫الخارجية إلى الضغوط النفسية هذا ما يطّو ر حقيقة الميل إلى االنتحار‪.‬‬

‫‪ .5-3-2‬عدوانية مكبوتة تنقلب ضد الذات ‪ :‬اكتشاف دور العدوانية في ظه‪,,‬ور‬


‫ميول للتهديم الذاتي ترجع إلى ‪ S. Freud‬والدراسات التجريبية أكدت على وجود عند كل‬
‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬الي ه‪,‬‬
‫‪,‬ا‪ ،‬وبالت‪,‬‬
‫فرد نزوة العدوان التي تتطلب التغيير عنها وجعله ملموسا ومحسوس‪,‬‬
‫‪,‬ذا‬
‫النزوات العدوانية إذا لم تفرغ في الخارج سوف تتجمع ويمكن أن ترجع إلى الذات وه‪,‬‬
‫نتيجة الرتباطها ببعض الظروف التي دفعتها إلى ذلك‪ ،‬كما يوجد مختلف األسباب ال‪,,‬تي‬
‫تمنع وتكف من التعبير عن هذه العدوانية وهذا ما نجده في الشخصية التي يسيطر عليه‪,,‬ا‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬راض النفس‪,‬‬
‫‪,‬ده في األم‪,‬‬
‫أنا أعلى صلب يعيق من بناء خارجي للنزوة‪ ،‬وأيضا ما نج‪,‬‬
‫كاالكتئاب أو الوضعيات التي تعبر عن الفشل‪ ،‬واالنقطاع التام عن المحيط كالسجن مثال‪،‬‬
‫‪,‬تى‬
‫‪,‬اء النفس ‪ ،‬ح‪,‬‬
‫وهكذا فاالنتحار هو فعل اعتدائي على الذات وهذا من وجهة نظر علم‪,‬‬
‫وإن استغنين عن التفسيرات التي لها عالقة بالمحيط وهذا ما ركز عليه ‪K. Menninger‬‬

‫أي أن المنتحر من خالل هذا الفعل يقوم بتحرير النزوات إلنقاص من حالة الضغط ال‪,,‬تي‬
‫‪,‬ا تحطيم‬
‫‪,‬حيحة يمكنه‪,‬‬
‫يعيشها ‪،‬وهكذا فالعالقات اإلنسانية األصلية المبنية على ركائز ص‪,‬‬
‫العدوانية الموجهة ضد الذات ‪.‬‬

‫‪ .5-3-3‬استيهامات االنتحار ‪ :‬ظهور استيهامات االنتحار كمرحلة واضحة تجعل‬


‫من ظهور استعداد لالنتحار تستطيع تزويده معالم ليست مؤهلة خطر االنتحار إلى الفعل‪،‬‬
‫فالمنتحر يعاني من صعوبات في مجابهة وتقبل الواقع‪ ،‬يجيب عن وجود غير مرغوب فيه‬
‫ظهر من خالل استيهامات أو تخيالت ألدق التفاصيل للفعل كما يمكن أن يمس أي أحد في‬
‫‪,‬الوهن‪،‬‬
‫‪,‬مى ب‪,‬‬
‫‪,‬ا يس‪,‬‬
‫فترات نقص الثقة بالذات وأيضا تعب مرهق أو خمول وهذا تحت م‪,‬‬
‫‪,‬يزة‬
‫‪,‬ل االنتح‪,‬ار م‪,‬‬
‫اإلحباط‪ ،‬حالة الفرد تنشغل باالنتحار بشكل حاد وما يميز حالة ما قب‪,‬‬

‫‪39‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ار االكتئابي‪,‬‬
‫‪,‬ط األفك‪,‬‬
‫األفكار الملحة لالنتحار لكن تبقى دائما صعوبة حل وفهم ما يرب‪,‬‬
‫‪,‬ارة‬
‫واستيهامات الموت‪ ،‬وعندما تخترق هذه األفكار المجال العاطفي تصبح تعبر عن إش‪,‬‬
‫خطر حيث أّن االندفاعات االنتحارية تستطيع أن تظهر وتؤدي إلى االنتقال إلى الفعل‪.‬‬
‫ما نجده هو التأكيد على فكرة أن" التناذر ما قبل االنتحار" يتواجد عند جميع الحاالت‬
‫التي أقدمت على الفعل االنتحاري بحيث أن هذا التناذر يتطور شيئا فشيئا منظم‪,,‬ا ب‪,,‬ذلك‬
‫ثالثة عناصر أساسية ‪ :‬اإلرغام الموضعي والدينامكي ‪،‬العدوانية تنقلب ض‪,,‬د ال‪,,‬ذات ‪،‬‬
‫استهامات االنتحار ‪ ،‬وهذا التناذر ما قبل االنتحار أخذ مكانة ودور كبير في التش‪,,‬خيص‬
‫لهذه الظاهرة بالنسبة ألبحاث ‪ ، E. Ringel‬حتى أن التغير في التقييم األخالقي الذي وقع‬
‫في سنة ‪ 1960‬وخاصة ما جاء في أبحاث ‪ E. Ringel‬الذي أسس المؤشرات األولية حول‬
‫الدينامكية النفسية واألزمة االنتحارية ‪،‬وفي األخير تعمقت أكثر وتطورت وباألخص من‬
‫طرف ‪ Heinz Henseler‬فيما يتعلق بالتشخيص ‪ ،‬ثم بعد ذلك اقترح ‪Walter Poldinger‬‬

‫سنة ‪ 1968‬نموذج يسمح بتقييم درجة خطر االنتحارية ‪ ،‬كما أكدت اكتشافات ‪E. Ringel‬‬

‫‪ ،‬مع وضع مسبق لكل مختلف درجات الميوالت االنتحارية ‪،‬من وجهة التدخـل الطبـي‬
‫قسم ‪ Walter Poldinger‬بدوره ثالثة مراحل تمثلت في التأمل ‪،‬الرزانة ‪،‬والقرار ‪.‬‬
‫في المرحلة األولى تكون تحت تأثير بعض العوامل النفسية الدينامكية مثل العزل‪,,‬ة‬
‫‪,‬ذه‬
‫االجتماعية ‪،‬الضغط ‪،‬االعتداء على النفس وخاصة إحساس بج‪,‬رح نرجس‪,‬ي وفي ه‪,‬‬
‫الحالة يبقى االنتحار قائم ‪.‬‬
‫اختيار االنتحار كمنفذ ممكن ومحدد بقوة بعوامل لها عالقة بالمحيط ‪ ،‬تاريخ العائلة‬
‫وتبقى هذه المرحلة تشهد تناقض لتماسك الميوالت لكل من التهديم والبناء ‪ ،‬وهذا ما يجعل‬
‫احتمالية عدم أخذ القرار الواضح في وضع حد نهائي للحي‪,,‬اة ‪ ،‬لكن في حال‪,,‬ة انقط‪,,‬اع‬
‫العالقات مع المحيط واالبتعاد عن الذات ‪،‬يعتبر ذلك بمثابة بداية لسيرورة تأخ‪,,‬ذ الفع‪,,‬ل‬
‫كقرار حاسم وهذا بعد إلغاء التناقض الذي كانت تعرفه الميوالت ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ .5-3-4‬بصمات الطفولة ‪ :‬األبحاث تؤكد على التأثير السلبي للبصمات المتبقي‪,,‬ة‬
‫عن الطفولة في ظهور التناذر ما قبل االنتحار‪ ،‬وارتفاع نسبة المنتحرين راجع إلى العوز‬
‫‪,‬ة وبين‬
‫‪,‬ي الطفول‪,‬‬
‫النفسي في الطفولة‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى وضع عالقة بين الضغط النفس‪,‬‬
‫االنتحار الالحق وهذا ما جاء في تأكيده)‪ J. Jacobs ,(2005‬على أن نسبة ‪ %71‬من‬
‫‪,‬اب في‬
‫‪,‬عبة‪ ،‬غي‪,‬‬
‫‪,‬ة ص‪,‬‬
‫األفراد المنتحرين الذين درست سيرتهم عاشوا في ظروف عائلي‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫الطفولة عالقة متينة مع وجه أبوي تصبح عامل مؤكد في جعل صعوبات عالئقية الحق‪,‬‬
‫وبالتالي فعالقة الطفل مع األشخاص األصلين (األب‪ ،‬األم‪ ،‬أو البديل) أساسية ولها أهمية‬
‫كبيرة ‪ ،‬كما نجد نسبة‪ %51‬من األفراد المنتحرين حكمت على عالقاتهم العائلية بالعدوانية‬
‫والتوثر ‪ :‬المشاكل الزوجية (مشاكل عاطفية ‪،‬التفريق ‪ ) ...‬المكانة وقوة التماسك العائلي‬
‫أخذت المكانة الثانية ‪ ،‬وبالتالي تبقى العائلة كعامل أساسي في التزايد الح‪,,‬الي الرتف‪,,‬اع‬
‫‪,‬دهم أو‬
‫‪,‬اب أح‪,‬‬
‫‪,‬ة في غي‪,‬‬
‫المنتحرين‪ ،‬فالعائالت المضطربة تخلق إشكالية االنتحار خاص‪,‬‬
‫رفض الطفل من طرف أبويه أو أحدهما ‪.‬‬
‫‪,‬درة‬
‫‪,‬تقاللية والق‪,‬‬
‫علم النفس النمو ركز على أهمية ثالثة عوامل التالية ‪ :‬الثقة ‪،‬االس‪,‬‬
‫‪,‬ة لكن‬
‫‪,‬تقلة ‪،‬واجتماعي‪,‬‬
‫‪,‬ة ‪،‬مس‪,‬‬
‫‪,‬ية متزن‪,‬‬
‫على المبادرة واعتبرها المهمة في تطور شخص‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ل الثالث‪,‬‬
‫‪,‬عوبات في المراح‪,‬‬
‫‪,‬ور ص‪,‬‬
‫الصورة تصبح سلبية في حالة ما عرف هذا التط‪,‬‬
‫األساسية للشخصية والتي يمكن أن تقود إلى " التناذر ما قبل االنتحار" ‪.‬‬
‫الحب الذي يحصل عليه الطفل يشكل قاعدة أساسية لإلحساس بالثقة ليس فقط م‪,,‬ع‬
‫‪E.‬‬ ‫‪Herikson‬‬ ‫‪,‬ماه )‪,(1950‬‬
‫‪,‬ا س‪,‬‬
‫‪,‬ذا م‪,‬‬
‫الذات أيضا مع اآلخرين وفي الحياة عامة وه‪,‬‬
‫"اإلحساس اإليجابي بالحياة "‪.‬وهي قاعدة للشخصية السليمة ‪ ،‬على أساسها تبنى الشخصية‬
‫وتستمر خالل كل األعمار في الحياة ‪ ،‬والثقة المكتسبة من الجذور األص‪,,‬لية هي ال‪,,‬تي‬
‫تسهل االتصاالت مع الغير وتغذي العالقات المتينة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ .5-3-5‬جرح صورة الذات ‪ :‬فمن خالل النرجسية نجد التص‪,,‬ورات العاطفي‪,,‬ة‬
‫للذات حيث أن كل واحد يملك صورة لذاته‪ ،‬واالضطرابات تحدث عندما تثبت وال تتطابق‬
‫مع الواقع سواء كان احتقار الذات أو تقدير الذات ففي حالة نقص لصورة الذات فالفرد ال‬
‫يستطيع الوصول إلى تقدير الشخصية وما نجده هو ميكانيزمات الرفض والتمثالت تضع‬
‫‪,‬رد إّم ا أن‬
‫مكانها تساعد على الهروب إلى عالم ال واقعي‪ ،‬عدم تقبل خيبة أمل وفشل الف‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ذات في حال‪,‬‬
‫يكبت ذلك أو يلجأ إلى اإلعالء‪ .‬الدراسة من خالل وجهه نظر الشعور بال‪,‬‬
‫‪,‬واء‬
‫‪,‬الم‪ ،‬األمن‪ ،‬االنط‪,‬‬
‫الفرد المنتحر دلت على أن فكرة االنتحار تختلط بالنظرة إلى الس‪,‬‬
‫تستطيع أن تجعله يلتجأ إلى الموت‪.‬‬

‫‪ .5-3-6‬السلوك االنتحاري والشعور بالذنب ‪ :‬العديد من الدراسات التي أنجزت‬


‫حول الدوافع الشعورية والالشعورية المؤدية إلى الفعل ‪ ،‬لكن ما لحظ ه‪,,‬و أن الش‪,,‬عور‬
‫بالذنب والخجل يلعب إال دورا ثانويا ‪ ،‬وما جاء في نظرية ‪" S. Freud‬الحداد و السويداء"‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ير عن عدواني‪,‬‬
‫التي أسست على عالقة محصورة بين االنتحار واالكتئاب‪ ،‬كالهما تعب‪,‬‬
‫‪,‬أنيب‬
‫‪,‬ذنب‪ ،‬ت‪,‬‬
‫موجهة ضد األنا تنقلب ضد الذات‪ ،‬وهذه النزوة العدائية تحدث الشعور بال‪,‬‬
‫الذات‪ ،‬احتقار الذات الذي يمكن أن تأخذ إلى االنتحار‪.‬‬
‫من وجهة نظر النفسية – دينامكية الشعور بالذنب يعتبر تقريبا ض‪,,‬روري ومهم في‬
‫‪,‬ل‬
‫االنتحارية ‪ ،‬وبالنسبة للدوافع منها ما هو شعوري وهي الدوافع المفجرة فوريا إلى الفع‪,‬‬
‫وهي بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس‪ ،‬والدوافع الالشعورية والتي ترجع إلى السيرورة‬
‫النفسية الدينامكية‪ ،‬كل اإلحصائيات تؤكد على الصراعات بين األفراد وت‪,‬أتي في المق‪,‬ام‬
‫‪,‬راعات بين‬
‫‪,‬ة ‪،‬الص‪,‬‬
‫‪,‬راعات العاطفي‪,‬‬
‫‪,‬ا ‪ :‬الص‪,‬‬
‫األول للدوافع الفورية لالنتحار ومن بينه‪,‬‬
‫الزوجين ‪،‬الصراعات العائلية ‪،‬والسبب في ذلك يرجع إلى التفريق ‪ ،‬الطالق ‪،‬أو الوفاة ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪,‬من‬
‫‪,‬احثين ض‪,‬‬
‫وبالنسبة لوضعية الصراعات في الحياة العملية صنفها العديد من الب‪,‬‬
‫الصراعات بين األفراد والتي ترجع في الغالب إلى الضغط من طرف السلطات العلي‪,,‬ا ‪،‬‬
‫بين الزمالء ‪،‬ويبقى االنتحار نادرا خارج عن نطاق العالقات‪.‬‬
‫وحسب ‪ % Kurt Biener 1‬من المنتحرين لديهم اضطرابات عضوية مثل‬
‫التشوهات ‪ ،‬التهاب السحايا المتقدم ‪.‬‬
‫يبقى تأكيد معظم الباحثين على أن الدوافع الالشعورية هي األكثر تقربا من األسباب‬
‫الحقيقة وراء هذا السلوك االنتحاري ‪.‬‬
‫يرى (‪M.CH.Brunel ,)140: 2002‬أن الشعور بالذنب يصبح يشكل صعوبة في‬
‫‪,‬ويداء دون أن‬
‫‪,‬ا بالس‪,‬‬
‫قهره في حالة تواطؤ األنا األعلى‪ -‬مثالية األنا ‪ ،‬هذه اآلثار تأتي لن‪,‬‬
‫يون ذلك مركب ‪ ،‬والشعور بالخجل يرافق هذا التوظيف ويصبح حاد عندما الذات المزيفة‬
‫تفجر كاستجابة لمتطلبات األنا المضطهد ‪ ،‬يصبح خطر االنتحار أكثر ارتفاعا ‪.‬‬

‫‪ .5-4‬المقاربة التحليلية‬
‫‪,‬وع‬
‫‪,‬ول موض‪,‬‬
‫أول مناسبة جمعت المحللين النفسانين في التفكير بصفة جماعية ح‪,‬‬
‫‪,‬ان تحـت‬
‫‪,‬انين وك‪,‬‬
‫‪,‬ف المحللين النفس‪,‬‬
‫االنتحار في المؤتمر المنعقد سنة ‪ 1910‬لمختل‪,‬‬
‫عنــوان " االنتحار عند المتمدرسين " ‪.‬‬
‫مقدمة لخص فيها هذه السلوكات من خالل دراسة إشكالية‬ ‫حيث وضع ‪S.Freud‬‬

‫‪,‬كل من‬
‫‪,‬ار ش‪,‬‬
‫االنتحار مباشرة في مقالته " الحداد والسويداء " سنة ‪ 1917‬واعتبر االنتح‪,‬‬
‫أشكال العقاب الذاتي وهو رغبة موت مّو جهة نحو الغير تتقلب ضد الذات‪ ،‬أي أّن هن‪,,‬اك‬
‫‪,‬الي‬
‫‪,‬الم المث‪,‬‬
‫‪,‬ده بين الع‪,‬‬
‫أزمة نرجسية يعاني منها الفرد تتجلى في اضطرابا التوازن عن‪,‬‬
‫المنشود والعالم الواقع المعاش‪ ،‬وركز على غرائز الحياة والنرجسية " المبالغ‪,,‬ة في حب‬
‫الذات " بحيث تصبح هناك صعوبة كبيرة في تواجد القوى النفسية المساهمة في الته‪,,‬ديم‬
‫للذات ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪,‬خص‬
‫‪,‬دان ش‪,‬‬
‫‪,‬ة فق‪,‬‬
‫‪,‬ا بحال‪,‬‬
‫‪,‬و ارتباطه‪,‬‬
‫واألهم في تتبعه لدراسة حالة السويداء وه‪,‬‬
‫عزيز‪،‬حسب هذا التحليل صورة الموضوع المفقود أصبحت مستدخلة ‪،‬وفي األخير تنقلب‬
‫الميوالت الصادية ضد هذا الموضوع المستدخل مؤدية بذلك إلى السويداء وإلى االنتح‪,‬ار‬
‫في حالته الحادة ( الموت الفعلي ) ‪.‬‬
‫لكن في الواقع ال ينتحر الشخص وإنما في محاولة لتهديم السمات لشخص أخر الذي‬
‫يعيش بداخل نفسيته ‪.‬وفي الحداد يأخذ الفرد ذاته مقابل الموضوع ‪،‬وتعالج كموض‪,,‬وع ‪،‬‬
‫سحب االستثمارات النرجسية لالنقالب ضد ذلك الغضب الصادي‪.‬‬
‫و عولجت إشكالية االنتحار بتعمق كبير من طرف المحلل النفساني ‪K.Menninger‬‬

‫‪,‬و‬
‫سنة ‪ 1938‬بالنسبة إليه االنتحار هو نتيجة لنزوة الموت أو الميل إلى تهديم الذات لما ه‪,‬‬
‫موجود عند اإلنسان ‪ ،‬وبين أن هذا الميل يتواجد بدرجات مختلفة في مختلف الس‪,,‬لوكات‬
‫والحاالت الباثولوجية ‪ ،‬الذهان والفصام هي أمراض أين المريض يرفض من خالل نفي‬
‫الواقع البقاء في العالم لذلك دائما يطلق على هؤالء الحاالت أنها تعيش في عالم خاص بها‬
‫‪ ،‬أيضا الحاالت المدمنة على الكحول هو سلوك معاقبة الذات ألجل تهدئة ال‪,,‬ذنب ال‪,,‬ذي‬
‫ظهر من خالل االندفاعية العدوانية ‪ ،‬وفي نفس الوقت اعتبر الكح‪,,‬ول ك‪,,‬دواء لتهدئ‪,,‬ة‬
‫المعانات النفسية ‪.‬‬
‫السلوكات التشويه الذاتي تظهر بشكل جلي وأكثر وضوحا أن هناك رغبة في الموت‬
‫‪ ،‬وفي المجمل يرى أن االنتحار انقالب ضد الذات لميل بيدائي لواجب القتل والذي يسرح‬
‫دافع أكثر عقالنية وأكثر تفهما من طرف المجتمع ‪.‬‬
‫سنوات فيما بعد قام ‪ Otto Fenichel‬بتطوير فكرة سيطرة األنا على األنا األعلى‬
‫‪,‬لوك‬
‫‪,‬و س‪,‬‬
‫في هذه الغاية بصفة ال شعورية لتهديم الوجه التسلطي‪.‬بالنسبة لــ ‪ Rader‬ه‪,‬‬
‫التخلي المنتقم ضد من تركونا أو من هم في التهديد لفعل ذلك ‪ ،‬المحلل النفساني األمريكي‬
‫‪ Kohut‬من جهته رأى أن االنتحار هو كنتيجة النفجار تماسك الذات بعد جرح نرجسي‬

‫‪44‬‬
‫‪.‬وهناك البعض من رأى أن االنتحار تعب‪,‬ير عن رغب‪,‬ة الجتم‪,‬اع نرجس‪,‬ي في حق‪,‬ل‬
‫االستهامات ‪ ،‬وهو مكان للهروب قبل البحث عن الرفاهية المفقودة ‪.‬‬

‫‪ .6‬العوامل األساسية المساهمة في االنتحار‬


‫‪ .6-1‬العوامل النفسية‬
‫إّن جوهر الصّح ة النفسية هو التكيف أو التوافق‪ ،‬والشخص الذي يتمت‪,,‬ع بالص‪,,‬حة‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ا ومن بين العوام‪,‬‬
‫‪,‬ه له‪,‬‬
‫النفسية نجده متفهما مع اآلخرين‪ ،‬فضال إلى فهمه لنفسه وتقبل‪,‬‬
‫النفسية المؤدية إلى االنتحار نجد ‪:‬‬
‫‪ .6-1-1‬االكتئاب‬
‫المحللون النفسانيون يضعون على‬ ‫(‪H. Ey, P. Bernard . C.H. Brisset,)1989‬‬

‫‪,‬ع الحب‪ ،‬وفي‬


‫‪,‬ياع دواف‪,‬‬
‫‪,‬بب ض‪,‬‬
‫‪,‬رر بس‪,‬‬
‫مركز الشعور‪ ،‬أن حقل األعمال العدوانية يتح‪,‬‬
‫االكتئاب نجد أن العدوانية تلتفت نحو الذات باستعداد حقيقي لتحطيم األنا‪.‬‬
‫(‪ S. Freud,)1917‬يسلم بوجود حركة دينامكية داخلية يظهر عن طريقها التعويض‬
‫وهو عمل الحداد‪.‬‬
‫حيث يمكن أن يكون ناتجا عن فقدان شخص عزيز‪ ،‬أي مرتبط بتجرب‪,,‬ة بش‪,,‬خص‬
‫يمثل جزءا من الواقع الخارجي وهو عمل الحداد‪ ،‬عملية داخلية تتضمن نشاطا من قب‪,,‬ل‬
‫الشخص‪ ،‬وما يدل على وجود عمل نفسي داخلي في الحداد في نظر ‪ S. Freud‬هو قلة‬
‫االهتمام الذي يظهر اتجاه العالم الخارجي بعد فق‪,,‬دان الموض‪,,‬وع‪ ،‬حيث يب‪,,‬دو أن أالم‬
‫الشخص وذكرياته تستحوذ على كل طاقته حتى تأتي لحظة يضطر األنا إلى أن يقرر م‪,,‬ا‬
‫إذا كان يريد مشاطرة مصير الموضوع المفقود أو أن يقطع الصلة معه‪.‬‬
‫‪,‬دواني‪،‬إذ أّن فك‪,‬‬
‫‪,‬رة‬ ‫‪,‬لوكه النفس ع‪,‬‬
‫وهذا مما يجعل المريض يتخلص من نفسه بس‪,‬‬
‫االنتحار متوفرة ألّن كما يقول (‪ "S. Freud,)83: 1917‬فقدان الموضوع يصبح فقدان األنا‬
‫"‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫كما يضيف ‪ C. de Tychey(2012),‬أن كل وضعية فقدان في الواقع والتي تؤدي‬
‫إلى الكأبة تكون أكثر تقربا من خسارة للنرجسية‪ .‬فتبقى الوسيلة الوحيدة هي اللج‪,,‬وء إلى‬
‫الذات للتفريغ والتنفيس أي اللجوء إلى المحاولة االنتحارية‪.‬‬

‫يعد االكتئاب من بين األمراض العصبية هو عبارة عن رد فعل من النفس إزاء حالة‬
‫شديدة أو حرمان ناتجين عن حدث مفاجئ أو مصيبة أو خيبة أم‪,,‬ل‪ ،‬ف‪,,‬المكتئب يش‪,,‬عر‬
‫‪,‬أة‬
‫‪,‬د نش‪,‬‬
‫‪,‬هية وعن‪,‬‬
‫‪,‬دان الش‪,‬‬
‫بالضياع والعجز‪ ،‬انعدام الثقة والتأنيب المستمر للذات مع فق‪,‬‬
‫االكتئاب الذي يكون بصورة أقوى وأطول مما هو معتاد‪ ،‬فإّن نشاط الش‪,‬خص المص‪,‬اب‬
‫‪,‬ز‬
‫‪,‬ل‪ ،‬وعج‪,‬‬
‫بضعف من عالقته االجتماعية بحيث تتقلص وتنعكس على ذاته في خيبة أم‪,‬‬
‫‪,‬ذنب في‬
‫‪,‬ديد بال‪,‬‬
‫ويتجنب المكتئب التعبير عن العدوانية والكراهية‪ ،‬إما بسبب شعوره الش‪,‬‬
‫التعامل مع الناس وخوفا من الرفض والنفور االجتماعي‪ ،‬في هذه الحال‪,,‬ة تس‪,,‬يطر على‬
‫المكتئب أفكار مضمونها أّن حياته عديمة الجدوى وغالبا ما تنتهي في الح‪,‬االت الش‪,‬ديدة‬
‫باالنتحار‪ ،‬ومن ثم فإن فقدان احترام الذات يبدأ في العدوان المباشر نحو الذات‪ ،‬وهكذا فإن‬
‫االكتئاب ما هو إال فشل في احترام الذات الذي بدوره يصبح االعتقاد القائم ب‪,,‬أن الحي‪,,‬اة‬
‫خاليــة من أي معنى وال تستحق بأن تكون حي‪,‬اة واالنتح‪,‬ار احتم‪,‬ال وارد مــع‬
‫االكتئــاب أ‪ .‬النجار‪.)1989( ،‬‬
‫‪ .6-1-2‬القلق‬
‫ن‪ .‬الرفاعي‪ )1975( ،‬إّن القلق والتوتر ال يؤثر فق‪,,‬ط من الناحي‪,,‬ة الفيزيولوجي‪,,‬ة‬
‫فحسب‪ ،‬فهو يؤثر تأثيرا مباشرا وحاد على درجة االتزان النفسي والعقلي لإلنسان وكذلك‬
‫على ردود أفعاله‪.‬‬
‫(‪ S. Freud,)1951‬يؤكد من جهته على أّن القلق هو عالمة الموت‪ ،‬وفي التعديل‬
‫الذي أجراه على النظرية التحليلية بّين نوعين من القلق‪ ،‬القلق الموضوعي وهو الخ‪,,‬وف‬
‫‪,‬وف‬
‫‪,‬و خ‪,‬‬
‫من األخطار الخارجية أي هناك إدراك لمصدر الخطر‪ ،‬أما القلق العصابي فه‪,‬‬
‫غامض وغير مفهوم وال يستطيع الفرد الذي يشعر به أن يع‪,,‬رف س‪,,‬ببه‪ ،‬إّال أن في كال‬
‫‪46‬‬
‫الحالتين هناك رد فعل الحالة للخطر‪ ،‬والقلق يؤدي إلى الكبت وله وظيفة هامة في إن‪,,‬ذار‬
‫بحالة مقبلة حتى يستطيع األنا االستعداد لمواجهة الخطر‪.‬‬
‫أكدت العديد من الدراسات النفسية أن بعض العوامل النفسية كالقلق تساهم إلى ح‪,,‬د‬
‫كبير إلى دفع الشخص إلى الموت أو بصفة أخرى إلى االنتحار أو محاولة االنتحار‪.‬‬
‫كدراسة )‪ E. Deutsch ,(1964‬وقد أسفرت هذه الدراسة في األخير على أّن القلق هو‬
‫‪,‬واء تفاعلي‪,,‬ا أو‬
‫من العناصر الشخصية الهامة التي تدفع إلى محاولة االنتحار وه‪,,‬ذا س‪,‬‬
‫عصابيا‪ ،‬فهو يزيد من الصعوبات التي ال يستطيع الفرد تحملها وبالتالي نجده دون مقاومة‬
‫مما يدفعه ذلك إلى السلوك االنتحاري الذي يتخذ معنى الهروب‪.‬‬
‫‪ 6-1-3‬الصراع واإلحباط‬
‫ع‪.‬م دويدار‪ )1994( ،‬وجود الصراع ال يعني أنه شديد‪ ،‬إّال أن مجرد وجوده يع‪,,‬ني‬
‫أن على الفرد أن يتخطاه بطريقة أو بأخرى‪ ،‬والصراع نوعان إم‪,,‬ا أن يك‪,,‬ون ص‪,,‬راع‬
‫شعوري ويفطن الفرد إلى مصدره ويعرف بالتحديد‪ ،‬طرق التغلب عليه أو الشعوري وهو‬
‫ما ينجم عنه قلق غير محدد يتسبب في توتر في التفكير والسلوك‪.‬‬
‫أما اإلحباط هو أنه نجد أن تواصل شيئا ما‪ ،‬ثم تجد ما يعرقله فجأة بحيث ال تستطيع‬
‫التقدم أو االنتهاء‪ ،‬يتخذ الفرد أسلوبا جديدا لسلوكه عندما يقع في موقف محبط‪ ،‬فهو إم‪,,‬ا‬
‫يضاعف مجهوده للتغلب على مشكلته‪ ،‬أو يحاول إشباع حاجاته بط‪,,‬رق أخ‪,,‬رى‪ ،‬بحيث‬
‫يتفادى مصدر اإلحباط‪ ،‬مثال الفتاة التي تبكي لوقوعها في موقف محبط وكان لبكائها وقع‬
‫يعود عليها بالنفع‪ ،‬فإّن ذلك يكون أسلوبها في مواقف مماثلة‪ ،‬فتس‪,,‬تمر في اله‪,,‬روب من‬
‫مواجهة المواقف المؤثرة أو تستدر العطف عند الحاجة‪ ،‬وبذلك نستنتج أن بعض األف‪,,‬راد‬
‫إذا ما أصابهم الذعر أو التوتر بسبب موقف ما‪ ،‬فإّن هذه الفئة من الشخصيات سريعا م‪,,‬ا‬
‫تلجأ شعوريا أوال شعوريا للتفتيش عن الحيل الهروبية المجدية التي تثبت فاعليتها المؤقتة‬
‫في مواقف أخرى لتتخذها أسلوبا متكررا لالستجابة في مواجهة الموقف الحالي‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ .6-2‬العوامل االجتماعية‬
‫‪,‬ك‬
‫‪,‬ه وذل‪,‬‬
‫يسعى الفرد دائما إلى إشباع حاجاته ودوافعه بتفاعله مع البيئة المحيطة ب‪,‬‬
‫بطرق مقبولة اجتماعيا‪ ،‬وغير أنه تعرقل عّدة متغيرات وعوامل اجتماعية عملية االشباع‬
‫للدوافع والحاجات‪ ،‬مّم ا يعرض ذات الفرد إلى ألم نفسي ومشكالت سلوكية ومن بين هذه‬
‫العوامل نجد‪.‬‬
‫‪ .6-2-1‬البيت المتصدع‬
‫د‪.‬عدنان‪ )1985(،‬يكاد يكون مفهوم البيت المتص‪,‬دع من المف‪,‬اهيم العلمي‪,‬ة ال‪,‬تي‬
‫‪,‬بيت‬
‫‪,‬ة ال‪,‬‬
‫‪,‬ول ماهي‪,‬‬
‫‪,‬اء ح‪,‬‬
‫استخدمت على نطاق واسع‪ ،‬رغم عدم وجود اتفاق بين العلم‪,‬‬
‫‪,‬ا إّال‬
‫المتصدع‪ ،‬إّال أن المفهوم السيكولوجي يعني األسرة التي تضم الوالدين واألطفال مع‪,‬‬
‫أّن النزاع هو ظاهرة مستمرة داخل األسرة‪ ،‬حيث يصبح األطفال يعيشون تحت ض‪,,‬غط‬
‫مستمر‪ ،‬وهذا االضطراب يؤثر سلبا على شخصية األبناء ذلك أن األسرة المتصدعة تكون‬
‫عاجزة عن القيام بمسؤولياتها اتجاه أبنائها وبالتالي أظهرت لديهم مشاكل نفسية مختلفة‪ ،‬قد‬
‫تصبح هذه المشاكل تصاحبهم مدى الحياة‪ .‬كما يفسر بعضهم مفهوم ال‪,,‬بيت المتص‪,,‬دع‪،‬‬
‫‪,‬ة االنحالل‬
‫‪,‬داهما‪ ،‬أو حال‪,‬‬
‫‪,‬وين إح‪,‬‬
‫بمفاهيم إجرائية محددة كتواجد حالة كحولية لدى األب‪,‬‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬ات النفس‪,‬‬
‫‪,‬ة الدراس‪,‬‬
‫‪,‬د غالبي‪,‬‬
‫الخلقي أو اإلجرام أو القيم غير المقبولة اجتماعيا‪ ،‬وتؤك‪,‬‬
‫واالجتماعية على وجود عالقة سبيية بين حالة البيت المتصدع في معناه االجتماعي على‬
‫‪,‬اولت‬
‫األقل وبين نشوء االنتحار‪ ،‬حيث توصلت نتائج الدراسات الميدانية المقارنة التي تن‪,‬‬
‫دراسة أحداث محاولين االنتحار بغير المحاولين‪ ،‬وذلك فيما يتعلق بعالقة البيت المتفك‪,,‬ك‬
‫‪,‬دان‬
‫‪,‬ؤدي إلى فق‪,‬‬ ‫بالسلوك االنتحاري على النحو التالي‪ ،‬إّن غياب األب بشكل خ‪,‬‬
‫‪,‬اص ي‪,‬‬
‫‪,‬وذج‬ ‫النموذج الرجولي الذي يرغب فيه الطفل الذكر أن يتبعه‪ ،‬وأّن وجود لمثل ه‪,‬‬
‫‪,‬ذا النم‪,‬‬
‫يساعد البنت على رسم صورة المستقبل‪ ،‬وجود األب أيضا يشكل صورة انضباط وحماية‬
‫الطفل‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪,‬افة إلى‬ ‫ومن هنا نستنتج أّن للسلطة األبوية أهمية في توفير األمن عند الطف‪,‬‬
‫‪,‬ل إض‪,‬‬
‫‪,‬رية‪ ،‬ألّن‬
‫حنان األم حيث يعتبران إحدى الركائز الضرورية للتوازن الجيد للعالقات األس‪,‬‬
‫الشباب المحاولين النتحار عرفوا هذه السلطة بش‪,‬كل س‪,‬طحي لك‪,‬ونهم لم يعيش‪,‬وها أو‬
‫عاشوها لفترة قصيرة‪ .‬كما أّن غياب األم خاصة خالل فترة الخمس س‪,,‬نوات األولى من‬
‫حياة الطفل تساهم إلى حد كبير في اضطراب شخصية الطفل أو عرقلة نموه بشكل سليم‪،‬‬
‫فقد يقوده أحيانا إلى ظهور السلوك المنحرف‪.‬‬
‫كما بينت دراسات )‪ ,M. Quidu (1970‬أّن معظم الشباب المحاولين لالنتحار قد‬
‫عانوا من الحرمان األسري في طفولتهم‪.‬‬
‫‪ .6-2-2‬التوتر العائلي‬
‫ويقصد به الخلل أو االضطراب الذي يسود عالقات أفراد األسرة وسوء التفاهم بين‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ات االجتماعي‪,‬‬
‫‪,‬بر معظم الدراس‪,‬‬
‫الوالدين وانعكاساته السيئة على شخصية األبناء وتعت‪,‬‬
‫‪,‬يئة بين‬
‫‪,‬ة الس‪,‬‬
‫والنفسية في هذا المجال على أن مثل هذا التوتر العائلي المتمثل في العالق‪,‬‬
‫الوالدين والتي تكثر فيها الشجارات‪ ،‬قد تساهم في إقدام األبناء على محاوالت االنتحار‪.‬‬
‫حيث تشير دراسة ‪J. C. Cordeiro (1975),‬أّن معظم المحاولين لالنتحار ينحدرون‬
‫من أسر متصدعة بالطالق‪ ،‬أو تكثر فيها الخالفات‪ ،‬كما ينعدم فيها فيها الهدوء واالستقرار‬
‫والتفاهم‪ ،‬ويفتقر فيها األبناء إلى التوجيه الوالدي‪.‬‬
‫‪,‬جارات‬ ‫وتكاد تجمع معظم الدراسات حول التوتر العائلي على أّن اس‪,‬‬
‫‪,‬تمرارية الش‪,‬‬
‫‪,‬دام‬
‫‪,‬د إلى انع‪,‬‬
‫‪,‬ا يمت‪,‬‬
‫العائلية ال يؤدي إلى اضطراب وتصدع العالقة الزوجية فقط‪ ،‬وإنم‪,‬‬
‫الضبط األسري والرعاية والتوجيه وينعكس كذلك بشعور الفرد بالعدوانية أو الميل نح‪,,‬و‬
‫العنف أو السلوك االنتحاري‪ ،‬ولذلك فإّن كفاءة األسرة في أداء وظائفها المختلف‪,,‬ة يق‪,,‬وم‬
‫بالدرجة األولى على مدى استقرار العالقات النفسية والمزاجية العاطفية بين الوالدين‪.‬‬

‫‪ .6-2-3‬طبيعة العالقة بين الوالدين والطفل‬

‫‪49‬‬
‫إّن عالقة الطفل مع أحد الوالدين أو كليهما تشكل معالم الطريق الذي تسلكه عملي‪,,‬ة‬
‫التنشئة االجتماعية المطلوبة‪ ،‬وذلك من حيث ما تخلقه العملية من رواسب سلبية أو إيجابية‬
‫ذات تركيز في بناء شخصية الطفل‪ ،‬وتقدير مستقبله السوي أو المنحرف‪.‬‬
‫هذه المشاكل العالئقية داخل األسرة قد أكدت بدراسات (‪ F. Ladame, )1981‬على‬
‫أّن الشباب المحاولين لالنتحار كثيرا ما صرحوا على اختالل التوازن داخل األسرة سواء‬
‫من حيث غياب العالقات‪ ،‬ال مباالة األب واألم‪ ،‬عدم اهتمام الوالدين‪ ،‬عدوانية األب واألم‬
‫أو افراط في االهتمام‪ ،‬حيث أن ‪ %40‬من محاولي االنتحار شعروا بالرفض والالمب‪,,‬االة‬
‫األبوية‪ ،‬مقابل ‪ %20‬الذين لم يحاولوا االنتحار ‪ %36‬تلقوا افراط في االهتمام مقابل ‪%20‬‬

‫لم يحاولوا االنتحار‪.‬‬

‫‪ .6-2-4‬المعاملة الوالدية‬
‫د‪.‬السيد و ف‪.‬أ محمد‪ )1985( ،‬يرى كل منهما أّن مثلما يكون الوالدين مصدر أمان‬
‫‪,‬ك من خالل‬
‫‪,‬ل‪ ،‬وذل‪,‬‬
‫‪,‬ة أم‪,‬‬
‫وثقة وحب بالنسبة لألبناء فإنه يمكن أن يكون أيضا سبب خيب‪,‬‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬أثير على تكوين‪,‬‬
‫‪,‬يرا في الت‪,‬‬
‫أسلوب المعاملة التربوية التي يتلقاها الطفل تلعب دورا كب‪,‬‬
‫النفسي واالجتماعي وباألحرى تكوين شخصيته‪.‬‬
‫فإذا كان أسلوب المعاملة الوالدية يقوم على إثارة مشاعر الخوف‪ ،‬وانع‪,,‬دام األمن‪،‬‬
‫فإنهم يعرضهم لالضطراب النفسي‪ ،‬والتأخر في نواحي النمو المختلفة‪ ،‬ويؤثر أيض‪,,‬ا في‬
‫صحتهم النفسية‪ ،‬األمر الذي يجعل المعاملة الوالدية القاسية تساهم إلى حد كبير في إق‪,,‬دام‬
‫األبناء على محاولة االنتحار‪.‬‬

‫‪ .6-2-5‬سوء التوافق االجتماعي‬


‫م‪.‬حجازي‪ )1987( ،‬إّن الفرد المحبط ال يتوجه بشكل نهائي نحو مشكالت سلوكية‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬ة بنفس‪,‬‬
‫‪,‬تعادة الثق‪,‬‬
‫فهو يظل في صراع قائم بين التكّيف الذي يساعده على التأهيل واس‪,‬‬
‫والعودة إلى الحياة السوية‪ ،‬إّال أن األمر ال يستمر كذلك‪ ،‬فأزمات التشاؤم والخور تظه‪,,‬ر‬
‫‪50‬‬
‫بشكل دوري‪ ،‬مما يجعله يفقد الثقة بنفسه‪ ،‬وينغلق على ذاته‪ ،‬ويزداد توتره الداخلي وق‪,,‬د‬
‫تتحول عالقته معهم إلى اضطهاد‪ ،‬وعند هذا الحد ينهار كل شيء وبالت‪,,‬الي التفك‪,,‬ير في‬
‫االنتحار أو محاولة االنتحار‪.‬‬

‫‪ .6-2-6‬تغّير األدوار‬
‫)‪ A. Holderegger , (2005‬يرى أّن كل فرد يملك مكانة في المجتمع بصفة عامة‬
‫وفي عائلته بصفة خاصة‪ ،‬تتعلق بالحاجات‪ ،‬القوانين‪ ،‬الواجبات‪ .‬كما تؤكد ذلك الدراس‪,,‬ة‬
‫التي قام بها كل من ‪J. P Gibbs et W. T Martin (1964),‬على عّدة دول دلت على أّن‬
‫خطر االنتحار يكون أقل ارتفاعا عندما تكون قوة الفرد منظمة بشكل أحسن‪ .‬الصراع بين‬
‫األدوار يظهر مع صعوبة في التوفيق على سبيل المثال استجابة أحد األفراد مرة واح‪,,‬دة‬
‫لرغبات وحاجات العائلية‪ ،‬مسؤوليته في العمل‪ ،‬القيام بكل متطلبات المنصب السياس‪,,‬ي‪،‬‬
‫هذا ما يجعله عرضة الضطرابات داخلية واجهاد نفسي تأهله إلى وضعية الضغط‪ .‬فالفرد‬
‫يحاول أن يستعمل كل قواه تجاوز ذلك‪ ،‬وعدم قدرته تقوده إلى االنتحار وهكذا فإّن تع‪,,‬دد‬
‫األدوار أو فقدان األدوار الخارجية يمكن أن يؤدي إلى ظهور نتائج سلبية عند الفرد‪.‬‬

‫‪ .6-2-7‬نقص االتصال‬
‫هناك عالقة بين االنتحار ونقص االتصال‪ ،‬ألّن االنتحار أو المحاولة االنتحارية في‬
‫‪,‬دم‬
‫معظم الحاالت تعّبر عن نداء أو بطريقة أخرى هو البحث عن الحاجة والمساعدة‪ ،‬وع‪,‬‬
‫‪,‬ر‬
‫قدرته على إيجاد القوى لتحمل الحياة مع عجز كل الوسائل األخرى التي تأخذ شكل آخ‪,‬‬
‫‪,‬ار‬
‫لالتصال‪ ،‬يبقى لديه وسيلة وحيدة وهي التعبير بالجسد وبالتالي يبقى أكبر جزء لالنتح‪,‬‬
‫المرغم يالحقه االتصال مع األصدقاء أو المحيط‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ .7‬الدراسات السابقة حول االنتحار والمحاولة االنتحارية‬
‫هناك العديد من الدراسات الميدانية في هذا الموضوع والتي ركزت بصورة كبيرة‬
‫على الدراسات االيبستمولوجيا وعلى االسباب االجتماعية ‪ ،‬الثقافية‪ ،‬النفسية التي تدفع إلى‬
‫االنتحار‪ ،‬دون االهتمام بالجانب السيكوباثولوجي المتعلق بالمنتحر في حَد ذاته كونه كائن‬
‫حي يملك بنية نفسية تتأثر وتؤثر في تداخل بطبيعة الحال بالعوامل االجتماعية و الثقافية‪،‬‬
‫وفي بعض الحاالت تكون هذه االخيرة عوامل مفجرة‪ ،‬ومن بين الدراسات ال‪,,‬تي أعطت‬
‫أهمية لهذه الجوانب نجد ‪:‬‬

‫‪ .7-1‬دراسة ‪E. Durkheim (1987),‬‬

‫‪,‬ل البحث‬
‫‪,‬تي تمث‪,‬‬
‫‪,‬اته ال‪,‬‬
‫تعتبر دراسة ‪ E. Durkheim‬عن االنتحار من أهم دراس‪,‬‬
‫السيكولوجي الذي يقوم على أسس نظرية واضحة‪ ،‬حيث لحظ أّن نسبة االنتحار تختل‪,,‬ف‬
‫من جماعة ألخرى‪ ،‬ولذلك أخد على عاتقه أن يفسر هذه االختالفات االجتماعية التي تمكن‬
‫وراء اختالف نسب االنتحار‪ ،‬وتعد هذه الدراسة أول نموذج متكامل للبحث االجتم‪,,‬اعي‬
‫خالل الفترة التي ظهرت فيها‪ ،‬ونتبين منها براعة ‪ E. Durkheim‬في استخدامه المنهج‬
‫اإلحصائي وقدرته الفائقة على تدعيم موقفه النظري بالبيانات والشواهد الواقعي‪,,‬ة‪ ،‬وم‪,,‬ا‬
‫انطوى عليه تحليله دالالت فلسفية وإيديولوجية‪ .‬وقد بدأ دركايم دراسته بتعريف ظ‪,,‬اهرة‬
‫‪,‬رة‬
‫‪,‬ير مباش‪,‬‬
‫االنتحار بأنها تشير إلى جميع حاالت الموت التي تكون نتيجة مباشرة أو غ‪,‬‬
‫لفعل سلبي أو إيجابي قام به المنتحر نفسه وهو يعلم أنه سيؤدي إلى هذه النتيج‪,,‬ة‪ ،‬كم‪,,‬ا‬
‫يوضح أن معدل االنتحار يختلف من مجتمع آلخر وفي المجتمع نفسه مع اختالف الزمن‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ار على أن التكام‪,‬‬
‫في تفسير االنتح‪,‬‬ ‫‪E.‬‬ ‫وتقوم الدعاوي األساسية عند ‪Durkheim‬‬

‫االجتماعي قوة الروابط االجتماعية التي توجد بين أعضاء المجتمع يؤثر في احتم‪,,‬االت‬
‫حدوث االنتحار‪ .‬حيث يرى أن الكاثوليكية تؤدي إلى تكامل اجتماعي أكثر مما تؤدي إليه‬
‫‪,‬طهاد يجعلهم‬
‫‪,‬ود باالض‪,‬‬ ‫‪,‬ا أّن ش‪,‬‬
‫‪,‬عور اليه‪,‬‬ ‫البروتستانية التي تتميز بالطابع الفردي‪ ،‬كم‪,‬‬

‫‪52‬‬
‫‪,‬ات‬ ‫يرتبطون بروابط توحدهم وتؤلف بينهم‪ ،‬كما أّن وحدة المجتمع تك‪,‬‬
‫‪,‬ون أعظم في أوق‪,‬‬
‫الشدة والحروب بعكس الحال في أيام السلم ويالحـظ ‪ E. Durkheim‬أّن التكام‪,‬‬
‫‪,‬ل‬
‫االجتماعي يكون أقوى في المناطق الريفية إذا قورن بالتكامل في المناطق الحضرية‪ ،‬كل‬
‫ذلك وغيره من االختالفات التي يمكن إدراكها عن طريق البحث في التكامل االجتم‪,,‬اعي‬
‫تنعكس في االختالفات التي تظهر على نسب االنتحار ويتخلص القانون الذي وصل إلي‪,,‬ه‬
‫‪ E. Durkheim‬في االنتحار في أنه إذا ازداد التماسك والتداخل الديني والعائلي والسياسي‬
‫قل االنتحار وإذا وهن كثر االنتحار أي أنه إذا كان الدين أكثر ض‪,‬بطا لرواب‪,‬ط األف‪,‬راد‬
‫وسلوكهم قلت نسبة االنتحار وإذا كانت قبضته ضعيفة زادت هذه النس‪,,‬بة‪ ،‬وإذا ك‪,,‬انت‬
‫العائلة متماسكة مترابطة قلت نسبة االنتحار وإذا انحلت أو ضعفت روابطها زادت ه‪,,‬ذه‬
‫‪,‬بة‬
‫‪,‬اس قلت نس‪,‬‬
‫النسبة‪ ،‬وإذا كانت الدولة من الوجهة السياسية متينة البنيات مستقرة األس‪,‬‬
‫االنتحار والعكس إذا سادتها الفوضى‪.‬‬

‫‪ .7-2‬دراسة حول انتحار الشباب من ‪ 25-16‬سنة بوهران (‪)2005‬‬


‫هذه الدراسة أجريت بمركز البحث في األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ‪CRASC‬‬

‫‪,‬داني‬
‫وذلك تحت إشراف األساتذة الباحثين وهم األستاذ معتصم ميموني بدرة‪ ،‬األستاذة كب‪,‬‬
‫خديجة‪ ،‬األستاذ ميموني مصطفى‪ ،‬األستاذة سبع فاطمة الزهراء‪ .‬إش‪,,‬كالية البحث ربطت‬
‫االنتحار والمحاولة االنتحارية باألنوميا ‪ E.Durkheim‬وأعطت أهمية لذلك‪ ،‬وركزت على‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬دان الثق‪,‬‬ ‫أّن عدم استقرار المجتمع مرتبط بشروط سياسية وأمنية جعلت من تواج‪,‬‬
‫‪,‬د فق‪,‬‬
‫بالنسبة لألفراد ومجموعات من المجتمع والميل إلى اإلنطواء على الذات واإلبتعاد عن كل‬
‫ما يتعلق بالتفاعل االجتماعي‪ ،‬وأيضا البعد االقتصادي واالجتماعي الذي فرض هو اآلخر‬
‫‪,‬دود‬
‫‪,‬اقت ح‪,‬‬
‫‪,‬تي ف‪,‬‬
‫تفتح الجزائر على العالمية وما حدث هو ازدياد الحاجات والطلبات ال‪,‬‬
‫المستهلك‪ ،‬وأمام حاالت العجز عن تحقيق ذلك خلق حالة من التناقض‪ ،‬وه‪,,‬ذه األخ‪,,‬يرة‬
‫جعلت الفرد يعيش في حالة من التوتر وعدم الرضى أدى إلى اضطرابات توازنه وأم‪,,‬ام‬

‫‪53‬‬
‫كل الوضعيات المحبطة التي تجعل الفرد غير قادر على مواجهتها فبالتالي االنتحار يظهر‬
‫عند هؤالء الشباب كمنفذ نهائي ‪ ،‬فاالنغالق‪ ،‬عدم الرضى‪ ،‬عدم األمن‪ ،‬انخف‪,,‬اض أك‪,,‬ثر‬
‫فأكثر العالقات مع األفراد‪ ،‬فقدان المرجعية التقليدية‪ ،‬العائلة الموسعة الجيران‪ ،‬كل ه‪,,‬ذا‬
‫يجعل الفرد يعيش في عزلة وحياة مملة فإمكان ذلك أن يسهل إلى االنتق‪,,‬ال إلى الفع‪,,‬ل‪،‬‬
‫ويصبح حينئد االنتحار الحل الوحيد‪ .‬فالشروط االجتماعية‪ ،‬االقتصادية والسياس‪,,‬ية يمكن‬
‫أن تأخذ بعض األفراد إلى اإلنتقال إلى الفعل كما أّن عدم القدرة على التصدي للوضعيات‬
‫التي تفوق بعض األحيان القدرات الدفاعية للفرد تستطيع أن ت‪,‬أتي س‪,‬واء من انخف‪,‬اض‬
‫عتبات التحمل الفردي أو عن زيادة التحريضات الخارجية القاس‪,,‬ية‪ .‬ثم بينت الدراس‪,,‬ة‬
‫ضرورة فحص الظاهرة من جوانب ثالثة‪ :‬فردية‪ ،‬اجتماعية وثقافي‪,,‬ة‪ ،‬وانتهت بط‪,,‬رح‬
‫التساؤالت التالية‪ ،‬ما هو معنى االنتحار عند الشباب من ‪ 25-16‬سنة في الجزائر حاليا؟‬
‫إذا كان االنتحار أو المحاولة االنتحارية رسالة موجّه ة إلى المحيط وإلى المجتمع‪ ،‬فما هو‬
‫محتواها وما هي داللتها؟ ما هي نتائج المحاوالت االنتحارية بالنسبة لألشخاص المعنيين‬
‫‪,‬دث‬
‫والمحيط الوالدين‪ -‬االخوة‪....‬إلخ وإلى المجتمع ككل‪ .‬كيف يعيش المجتمع هذا الح‪,‬‬
‫المأسوي وكيف يحاول الخروج منه؟‬
‫أسفرت النتائج على تعدد العوامل المسببة لإلنتحار لكن مع بقاء هذه الظاهرة تعت‪,,‬بر‬
‫عن خيبة أمل‪ .‬االكتئاب ونقص االتصال على مستوى المحيط العائلي‪ ،‬أيض‪,,‬ا الفش‪,,‬ل‪،‬‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬برت أنه‪,‬‬
‫‪,‬عيات اعت‪,‬‬
‫‪,‬ذه الوض‪,‬‬
‫الخوف من المستقبل ونقص االتصال والعاطفة‪ ،‬كل ه‪,‬‬
‫المسؤولة على االحساس باالنعزال العاطفي واالجتماعي‪ ،‬المحاولة االنتحارية أص‪,,‬بحت‬
‫الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الوضعية الصراعية وعند البعض هذا يمنح تحرير الض‪,,‬غط‬
‫االنفعالي وتكون بذلك البحث أكثر عن وضع نهاية لهذه الوضعية المعاشة الغير محتمل‪,,‬ة‬
‫‪,‬ة‬
‫أكثر من أن تعبر على البحث عن الموت الحقيقي‪ .‬ومن خالل دائما النتائج نجد المحاول‪,‬‬
‫‪,‬ون‬
‫المراهق‪,‬‬ ‫االنتحارية واالنتحار الفعلي في المجمل يمس كل من المراهقات ‪%71.42‬‬

‫‪ ،%45.71‬الراشدين النساء ‪ ،%28.57‬والرجال ‪.%8.57‬‬

‫‪54‬‬
‫وهكذا ظهر بوضوح ازدياد نسبة اإلناث وهذا ما يّدل على أّن المراهقات والنس‪,,‬اء‬
‫يلجأّن كثيرا إلى االنتقال للفعل مع افتراضهم لذلك إما أنهم أكثر هشاشة أو إّم ا يرج‪,‬‬
‫‪,‬ع إلى‬
‫مكانة المرأة أقل حرية‪ ،‬الحمل الغير الشرعي‪.‬‬

‫ومن خالل قرأتنا للبحوث والدراسات النفسية المنجزة في الدول األوربي‪,,‬ة وال‪,,‬تي‬
‫أعطت أهمية للجانب النفسي المتعلق بالمحاول لالنتحار‪،‬والسيرورة الدينامكية المفس‪,,‬رة‬
‫للجوء الحاالت إلى هذا النوع من السلوك ومن بين الدراسات السابقة المنجزة في إط‪,,‬ار‬
‫التحليل النفسي والباثولوجي نجد ‪:‬‬
‫‪ .7-3‬دراسة )‪P.Jeammet ,E. Birot et (1994‬‬

‫كان لديهم هدفين من هذه الدراسة الهدف األّو ل في إرجاع المحاولة االنتحاري‪,,‬ة في‬
‫‪,‬ي‬
‫‪,‬اد النفس‪,‬‬
‫‪,‬ه في االقتص‪,‬‬
‫‪,‬بة لوظيفت‪,‬‬
‫مجمل التوظيف العقلي وأيضا وضعية الفرد بالنس‪,‬‬
‫‪ ،L’économie psychique‬أّم ا الهدف الثاني هو الكشف عن ما يوجد في التوظيف العقلي‬
‫‪,‬ع‬
‫‪,‬ة م‪,‬‬
‫‪,‬ل بمعارض‪,‬‬
‫‪,‬و الفع‪,‬‬
‫لهؤالء الحاالت يجعلهم مهيئين لهذا األسلوب من اإلجابة نح‪,‬‬
‫صراعية تبقى نفسية داخلية وبالمقارنة مع أساليب أخرى لالنتقال إلى الفع‪,,‬ل‪ ،‬لكن يبقى‬
‫لدّيهم االحتفاظ بفكرة أنه احتمال كبير في أن تكون هناك تنظيمات‪ .‬ولهذا درسوا مجموعة‬
‫من ‪ 149‬محاول لالنتحار يتراوح سنهم ما بين ‪ 25 – 13‬ومجموعة للمقارنة اخترت من‬
‫بين الذين جاءوا لالستشارة‪ consultation‬وموضعون في نفس السن‪ .‬المجموع‪,,‬ة األولى‬
‫تحتوي على ‪ 30‬شخص‪ ،‬يتحدثون بتلقائية مع أفكار انتحاري‪,,‬ة‪ ،‬لكن لم يق‪,,‬دمن على أي‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬دمن على أي محاول‪,‬‬
‫محاولة انتحارية‪ ،‬المجموعة الثانية تحتوي على ‪ 60‬شخص لم يق‪,‬‬
‫‪,‬ات علم‬
‫انتحارية ولم تروادهم أفكار انتحارية‪ .‬حيث قاموا بتقويم أربعة أنماط من المعطي‪,‬‬
‫النفس االجتماعي‪ ،‬شروط المحاولة االنتحارية‪ ،‬المظاهر التشخصية والمظاهر النفس‪,,‬ية‬
‫‪,‬يرات‬
‫المرضية‪ .‬وما كان يهمهم في هذا اإلطار من العرض هو دراسة مجموع من المتغ‪,‬‬
‫‪,‬نى االنجــراج النفســـــي ‪Une‬‬
‫‪,‬ذ مع‪,‬‬
‫النفسيــة – المرضيــة التي تأخ‪,‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ vulnèrabilité psychique‬التي تظهر في هذه الدراسة كتعبير عن صعوبة في الجهاز‬
‫النفسي تأخذ دورها في تكّيف الفرد في سجل مزدوج لحاجاته ورغباته‪ ،‬وضغط المحيط‪،‬‬
‫هذه السمات للتوظيف النفسي توجد في مستويات مختلفة ومتكاملة في التنظيمات العقلي‪,,‬ة‬
‫‪,‬ق‪،‬‬
‫تكون فعال متظمنة لقدرة الجهاز النفسي لالستجابة لصدمات خارجية كفقدان أو التفري‪,‬‬
‫أيضا تظاهرات داخلية التي تشهد إمكانية غير منظمة لالستيهامات الالشعورية كصعوبة‬
‫على تحمل وتنظيم النكوص‪ ،‬وسمات التوظيف النفسي سواء كانت في مجمله‪,,‬ا نقص في‬
‫فعالية عمل ما قبل الشعور‪ ،‬تقديم صعوبة في االستمرارية‪ ،‬عدم تصّو ر أو تمثل الصراع‬
‫النفسي أو بكفيه أكثر نوعية في طبيعة ميكانزمات الدفاعية التصّو رية التي تأخذ المع‪,,‬نى‬
‫‪,‬عف‬
‫‪,‬ا على ض‪,‬‬
‫الخارجي للصراع تجنب‪ ،‬اسقاط‪ ،‬انشطار‪ ،‬نفي والتي تنعكس أكثر أيض‪,‬‬
‫‪,‬ات‬
‫‪,‬تى تنظيم‪,‬‬
‫‪,‬يرا ح‪,‬‬
‫الميكانزمات التي تشارك في عمل اإلرصان والتثبيت النفسي وأخ‪,‬‬
‫الجهاز النفسي سواء كانت على مستوى نقاط منظمة للنمو‪ ،‬قلة التثبيت الشرجي خاص‪,,‬ة‬
‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬ل ه‪,‬‬
‫‪,‬ل منظم لألوديب‪ .‬إلى ك‪,‬‬
‫‪,‬ها دور أق‪,‬‬
‫في الغلمة الذاتية أو تنظيمات أوديبية نفس‪,‬‬
‫المعطيات أضفوا أهمية استيقاظ الصراعات في المراهقة والتي كان تحليلها كانعكاس لهذه‬
‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬ائج ه‪,‬‬
‫‪,‬ون‪ .‬ونت‪,‬‬
‫القابلية لالنجراح في الجهاز النفسي إلى تحول الصراعات إلى الكم‪,‬‬
‫الدراسة توصلت إلى وجود قابلية لالنجراح النرجسي ‪Une vulnèrabilité narcissique‬‬

‫خاصة عند أغلبية المحاولين لالنتحار‪.‬‬


‫قورنت بمراهقين آخرين الذين قدمت لهم استشارات من طرف الطب العقلي وق‪,,‬د‬
‫وجدوا عند هؤالء أيضا قابلية لالنجراح النرجسي‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من المعطيات‬
‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬رجمت ه‪,‬‬
‫‪,‬تي ت‪,‬‬
‫‪,‬قاطية ال‪,‬‬
‫‪,‬ارات االس‪,‬‬
‫جمعت من خالل المقابالت العيادية‪ ،‬واالختب‪,‬‬
‫االضطرابات في التنظيمات والتماسك في صورة الذات احتقار ال‪,,‬ذات‪ ،‬ال وج‪,,‬ود ألمن‬
‫‪,‬ط‬
‫‪,‬ذها قس‪,‬‬
‫داخلي‪ ،‬نقص الثقة بالذات واآلخرون‪ ،‬وهذه الهشاشة النرجسّية ترجع إلى أخ‪,‬‬
‫كبير من عدم القدرة على تحمل الفقدان والتفريق كاستيقاظ للصراعات في المراهقة وعدم‬
‫القدرة على تنظيم االستيهامات‪ ،‬وكل هذه التوابث نجدها قدمت بكثرة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ .7-4‬دراسة أقيمت بطريقة معمقة فحصت ما يربــط االنتحــار باالضــطرابات‬
‫الحاالت البينية ‪.Brodsky (1997),B‬‬

‫أثبتت هذه الدراسة على أّن االندفاعية السّم ة الوحيدة لالض‪,,‬طرابات في شخص‪,,‬ية‬
‫‪,‬اوالت‬
‫‪,‬ع من المح‪,‬‬
‫الحاالت البينية مع إلغاء معايير التحطيم الذاتي التي ترتبط بعدد مرتف‪,‬‬
‫‪,‬اب‪ ،‬وفس‪,‬اد‬
‫السابقة لالنتحار‪ .‬وبعد مراقبة التشخيص الذي ظهر من خالله وجود لالكتئ‪,‬‬
‫الماهية‪ ،‬وجد ارتباط بين التاريخ الطفولي القاسي المؤلم وعدد المحاوالت االنتحارية‪.‬‬

‫‪ .7-5‬دراسة تربط المرض العقلي بالسلوك االنتحاري ‪Mann (1999),J.J‬‬

‫أقيمت هذه الدراسة على عينة تحتوي على ‪ 347‬من المرضى العقلين بقس‪,,‬م الطب‬
‫العقلي بنيويورك في البحث عن مؤشرات تكون مهمة على السلوك االنتحاري‪ ،‬يعتقد أنها‬
‫سلوكات تشخيصية‪ ،‬ألّن بعض التشخيصات أظهرت قوة الضغط ‪ le stress‬أقل ما ه‪,‬‬
‫‪,‬و‬
‫استهيائي ‪ Diathése‬كالميوالت نحو التكبر في التمثالت واالندفاعية االنتحارية‪ .‬المحاولة‬
‫االنتحارية ال يتوقع أنها ترتكز على تشخيص واحد‪ .‬بما أّن السلوك االندفاعي هو الس‪ّ,,‬م ة‬
‫‪,‬ير‬
‫‪,‬أ إلى تفس‪,‬‬
‫األكثر بروز في اضطراب شخصية الحاالت البينية ومن هذه المعلومة لج‪,‬‬
‫وشرح ارتفاع النسبة المئوية للمنتحرين ينشأ هنا مع اضطراب الحاالت البينية‪.‬‬

‫‪ .7-6‬دراسة حديثة بينت أّن االضطراب الضغط بعد الصدمة له عالقة باالنتحــار‬
‫‪.Zlotnick (1999),C‬‬
‫هذه الدراسة بينت أّن االضطراب الضغط بعد الصدمة‪ ،‬فساد الذات وهو اضطراب‬
‫‪,‬ع‬
‫‪,‬خص م‪,‬‬ ‫‪,‬ل أّن الف‪,‬‬
‫‪,‬رد مش‪,‬‬ ‫مفّج ر مساهم بكثرة مرتبط بسلوك تشويه ذاتي‪ ،‬مستقل بفع‪,‬‬
‫‪,‬ود‬
‫‪,‬افة إلى وج‪,‬‬
‫‪,‬ة‪ .‬باإلض‪,‬‬
‫اضطراب الحاالت البينة أو اضطراب الشخصية الالجتماعي‪,‬‬
‫مستوى قوي في التفكك مرتبط بتشويه ذاتي‪.‬‬
‫‪.Retrospective West et Al (1999),D‬‬ ‫‪ .7-7‬دراسة استعادية بالماضي‬
‫‪57‬‬
‫‪,‬ط بين‬
‫‪,‬وة الرب‪,‬‬
‫‪,‬ق‪ ،‬ق‪,‬‬
‫تطرقت هذه الدراسة إلى االستعانة بالماضي لـ ‪ 187‬مراه‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ذه المقارب‪,‬‬
‫مستوى منخفض لإلحساس باألمن‪ ،‬عرضية اكتئابية والسلوك االنتحاري ه‪,‬‬
‫أظهرت خصوصيات هامة في القياس أين سمحت بفضل ساللم تقويم طبيعة التعلق ال‪,,‬تي‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬ة وخصوص‪,‬‬ ‫قامت ببرهانة تباثه‪ ،‬ووضعت صّلة بين اضطرابات األم‪,‬‬
‫‪,‬راض العقلي‪,‬‬
‫التنظيمات للعالقة بين الطفل ومواضيع التعلق كما وصفوا أيضا استقرار نمط القل‪,,‬ق في‬
‫‪,‬انت‬
‫‪,‬ا ك‪,‬‬
‫الحياة بينت أيضا قوة التنظيمات الروابط في الطفولة‪ ،‬كذلك أكدوا على أن مهم‪,‬‬
‫أهمية العالقة بالرفاق‪ ،‬إّال أّن الوجوه األبوية تبقى المصدر األول لألمن في الوض‪,,‬عيات‬
‫الضيقة ‪ Détresse‬كما أّن معظم المراهقين تبت عندهم االحتفاظ بأوجه القلق‪.‬‬
‫وهذا ما يؤكده كل من )‪ ,M.Weiss (1991‬و )‪ ,P.C .Smith (1993‬أّن االكتئاب‬
‫يستطيع تشويه إدراك طبع األمن لألباء مع العكس صعوبات التعلق تخلق هيئات ال تكيفيه‬
‫وترجع المراهق قابل لإلنجراح مع استجابات خطيرة في حالة صعوبات عالئقية‪.‬‬

‫‪L. Wichstrom‬‬ ‫‪ .7-8‬دراسة استقبالية ( ‪Prospective,) 2000‬‬

‫احتوت هذه الدراسة على ‪ 9679‬تلميذ بينت أّن أحسن مؤشر للمحاولة االنتحاري‪,,‬ة‬
‫عند كل من اإلناث والذكور‪ ،‬هو وجود اختالل في النمو البلوغي أي بلوغ مبك‪,,‬ر ل‪,,‬دى‬
‫اإلناث‪ ،‬وبلوغ متأخر لدى الذكور‪ .‬وما يخلق صعوبات عند المراهقين راجع إلى اختالل‬
‫في النضج الجسمي مقارنة مع الرفاق‪ .‬وما يّدل على وجود محاولة إنتحارية وهي األفكار‬
‫اإلنتحارية‪ .‬وغياب هذه األخيرة يأخذه إلى اإلكتئاب وهذا ما هو متوقع وما أش‪,,‬ار إلي‪,,‬ه‬
‫‪ .Wichstrom L‬عدم القدرة على العيش مع األباء وهذا ما يجعله يحس بعدم القيمة ‪.‬‬

‫‪ .7-9‬دراسة (‪H. Bénony et J.P, Marnier ,)2004‬‬

‫‪,‬راهقين‬
‫‪,‬د الم‪,‬‬
‫‪,‬ة عن‪,‬‬
‫‪,‬ة االنتحاري‪,‬‬
‫اإلشكالية األساسية لهذه الدراسة هي فهم المحاول‪,‬‬
‫والعالقة مع التكرار‪ ،‬والمنهج هو دراسة الحالة مع استعمال اختبار الروش‪,‬اخ‪ .‬أس‪,‬فرت‬
‫‪,‬ار‬
‫‪,‬جلت في إط‪,‬‬
‫‪,‬ة س‪,‬‬ ‫النتائج على أّن المحاولة االنتحارية المتعلقة بالتكرار له‪,‬‬
‫‪,‬ذه الحال‪,‬‬
‫‪58‬‬
‫التوظيف البينــي ‪ Fonctionnement limite‬وذلك من خالل العدوانية الموجّه ة نحو‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ق‪ /‬التفردي‪,‬‬
‫الذات‪ ،‬كوسيلة لتغيير العواطف السلبية الحادة والتصدّع ات في عمل التفري‪,‬‬
‫‪ Séparation / individuation‬تحركت من خالل البلوغ‪ ،‬آليات دفاعية بدائية االنشطار و‬
‫اإلسقاط الحاد‪ ،‬المواضيع الداخلية غير مستقرة‪ ،‬مع هدم مهدد من خالل قلق عميق لفقدان‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫األحداث النفسية ارتبطت بالجنسية الالشعورية والقيمة المرتفعة لالستثارة‪ ،‬وبالتالي‬
‫‪,‬اد‬
‫الحالة أنقصت من عمل االتصال النفسي وفضلت الرجوع إلى الجسم بهدف طرد وإبع‪,‬‬
‫كل الصراعات النفسية‪.‬‬

‫‪ .10-‬دراسة (‪M.Emmanuelli,)2004‬‬ ‫‪7‬‬


‫دراسة اإلشكالية االكتئابية واالنتقال إلى الفعل االنتحاري‪ ،‬من خالل دراسة حالة‬
‫باالعتماد على االختبارات االسقاطية الروشاخ و‪ ، TAT‬عانت هذه الحالة لفترة معينة من‬
‫‪,‬ت‬
‫‪,‬ة ‪ ،‬عاش‪,‬‬
‫‪,‬اوالت انتحاري‪,‬‬
‫‪,‬دة مح‪,‬‬
‫اضطراب إكتئابي حاد والذي أدى بها إلى القيام بع‪,‬‬
‫صراعات عائلية ‪ ،‬التاريخ العائلي جد معقد سواء من طرف األب أو األم ‪ ،‬خيب‪,,‬ة أم‪,,‬ل‬
‫كبيرة وتقل لجروح نرجسية مما أدى إلى إحياء صعوبات مع أالم متكررة ‪ ،‬تمركز جزئي‬
‫حول مصادر داخلية ‪ ،‬لديها قدرة كبيرة على التعاطف ‪ D’empathie‬التي جعلها تحس‬
‫وتدرك ما يحس به اآلخرون ‪ ،‬لكن تبقى في مجابهة لكل ما يؤدي إلى إيقاظ هشاش‪,,‬تها ‪،‬‬
‫نقص الثقة بالذات ‪ ،‬تخوف من النقد ‪ ،‬القلق من عدم امتالكها لشيء جيد المرتبط ب‪,,‬القلق‬
‫االكتئابي والخوف من أن تفقد مواضع الحب ‪.‬‬
‫سيرورة التفريق األم ‪ /‬البنت بقيت مستمرة واإلشكالية األوديبي‪,,‬ة الحالي‪,,‬ة مجم‪,,‬دة في‬
‫موضعها ‪،‬مع إمكانية استئناف تطويرها ‪.‬‬
‫فالحالة سجلت في التوظيف البيني الذي يكون حاليا التنظيم الشخص‪,,‬ية ويبقى االرتب‪,,‬اط‬
‫يتعلق بصعوبات التفريق ( األم ) والذي أشار إلى وجود القلق الحاد ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ .8‬الدراســـــة اإلحصائيــــة‬
‫‪,‬ائيات‬
‫‪,‬ع اإلحص‪,‬‬
‫‪,‬ا جم‪,‬‬
‫بما أن المحاولة االنتحارية ظاهرة نفسية اجتماعية حاولن‪,‬‬
‫لتوضيح نسبة التزايد و االرتفاع المستمر‪ .‬ولهذا قمنا بعرض مفصل لهذه اإلحص‪,,‬ائيات‬
‫‪,‬تعجاالت‬
‫‪,‬لحة االس‪,‬‬
‫للمحاوالت االنتحارية المسجلة في سجالت المرضى الموجودة بمص‪,‬‬
‫الطبية للمستشفى الجامعي لوالية وهران‪.‬‬
‫مررنا بمراحل عديدة حتى وصلنا إلى مرحلة أساسية وهي التحليل‪ ،‬ثم وضعنا ذلك‬
‫في جداول توضح أكثر فأكثر عدد المحاوالت االنتحارية من سنة إلى أخرى ومن ش‪,,‬هر‬
‫إلى أخر وفي هذه الدراسة اإلحصائية أخدنا عشر سنوات من ‪ 2003‬إلى غاية ‪.2012‬‬
‫‪60‬‬
‫كما أخدنا بعين االعتبار التوزيع حسب الجنس ( الذكور واإلناث) وأيضا التوزيع‬
‫‪,‬تمر من‬
‫‪,‬د المس‪,‬‬
‫حسب الفئات ونسبة المحاوالت االنتحارية من شهر إلى أخر وهذا التزاي‪,‬‬
‫شهر جانفي إلى غاية شهر ديسمبر خالل كل السنوات‪.‬‬

‫‪ . 8-1‬توزيع الحاالت المحاولة لالنتحار حسب الجنس (الذكور واإلناث)‬


‫‪201‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫الجنس‬
‫‪486 439 362 313 364 413 513 468 487 369‬‬ ‫اإلنــــــ‬
‫ــــــاث‬
‫‪151 104 120‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪103 159 154 121 167 151‬‬ ‫الذكــــــ‬
‫ــــــور‬

‫الجدول رقم (‪)1‬‬


‫التعليق ‪:‬‬
‫ما الحظناه في نتائج إحصائيات المحاولة االنتحارية عند الذكور واإلناث هو‬
‫االرتفاع المتزايد لإلناث وبنسب متفاوتة من سنة إلى أخرى‪.‬‬
‫من ‪ 2003‬إلى غاية ‪ 2012‬سجل االرتفاع عند اإلناث بنسب كبيرة عن الذكور يرتفع‬
‫‪,‬وع‬
‫‪,‬نة ‪ 2009‬بمجم‪,‬‬
‫بمقدار مرة واحدة‪ ،‬مرتين إلى أربعة مرات‪ ،‬أقل نسبة سجلت في س‪,‬‬
‫‪ 313‬محاولة وأكبر نسبة سجلت في سنة ‪ 2006‬بمجموع ‪ 513‬محاولة‪.‬‬
‫أما الذكور أقل نسبة سجلت في سنة ‪ 2009‬بنسبة ‪ 68‬حالة‪ ،‬وأكبر نسبة قدرت بـ‬
‫‪ 167‬حالة سجلت في ‪2004‬‬

‫‪61‬‬
‫الشكل رقم (‪ )1‬رسم باألعمدة يبين نسب التفاوت بين الذكور واإلناث‬

‫‪ .8-2‬توزيع الحاالت المحاولة لالنتحار حسب الفئات عند اإلناث‬


‫‪201‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫الفئات‬
‫‪84‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪13-17‬‬
‫‪301‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪204‬‬ ‫‪253‬‬ ‫‪307‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪313‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪18-28‬‬
‫‪74‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪29-40‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪41-50‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪+50‬‬

‫الجدول رقم (‪)2‬‬

‫التعليق ‪:‬‬
‫بالنسبة لتوزيع الحاالت المحاولة االنتحارية حسب الفئات من سنة ‪ 2003‬إلى غاية‬
‫‪ 2012‬وجدنا الفئة من (‪) 28 -18‬سنة سجل فيها أكبر عدد من المحاوالت االنتحارية‪ ،‬من‬
‫‪62‬‬
‫أقل نسبة ‪ 192‬في سنة ‪ 2009‬إلى أكبر نسبة ‪ 313‬في سنة ‪ ، 2004‬أما الفئات األخرى لم‬
‫تتجاوز ‪ 100‬حالة ماعدا الفئة من ‪ 40-29‬سجل فيها ‪ 103‬حالة في سنة ‪ 2006‬وهي أكبر‬
‫نسبة ‪ ،‬أما أقل نسبة عرفتها الفئة األكثر من ‪ 50‬سنة والتي قدرت بـ ‪ 7‬حاالت ‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ )2‬رسم باألعمدة يبين نسب تفاوت الفئات عند اإلناث‬

‫توزيع الحاالت المحاولة لالنتحار حسب الشهر‪ ،‬السنة والجنس ‪8-3.‬‬


‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫السنوات‬
‫الشهر‬
‫‪48‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪53‬‬ ‫جانفي‬
‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪33‬‬ ‫فيفري‬

‫‪47‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪54‬‬ ‫مارس‬

‫‪49‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أفريل‬

‫‪56‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪03‬‬ ‫ماي‬

‫‪55‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪77‬‬ ‫جوان‬

‫‪72‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪48‬‬ ‫جويلية‬

‫‪48‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪50‬‬ ‫أوت‬

‫‪70‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬ ‫سبتمبر‬

‫‪64‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪52‬‬ ‫أكتوبر‬
‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪27‬‬ ‫نوفمبر‬
‫‪45‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ديسمبر‬

‫الجدول رقم (‪)3‬‬


‫التعليق ‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫نالحظ في كل الشهور هناك تسجيل للمحاوالت االنتحارية‪ ،‬مع تزايد مستمر من‬
‫شهر إلى أخر ولم يمنع أي شهر من دون تسجيل ألي محاولة انتحارية‪.‬‬
‫سجل شهر جوان أكبر عدد من المحاوالت االنتحارية وصل إلى ‪ 77‬حالة سنة ‪2003‬‬

‫تم يليه أيضا شهر أوت بتسجيل ‪ 76‬حالة في شهر ‪ 2004‬وبالنسبة لألشهر األخرى عرفت‬
‫أيضا للمحاوالت االنتحارية وبنسب متفاوتة ‪ ،‬أقل نسبة عرفها شهر ماي ‪ 2003‬بـ ‪03‬‬

‫حاالت و‪ 13‬حالة في شهر أوت ‪. 2009‬‬

‫الشكل رقم (‪ )3‬رسم باألعمدة يبين اختالف تسجيل المحاوالت االنتحارية من‬
‫شهر ألخر( الذكور واإلناث)‬

‫‪ .9‬االختالفات المتواجدة بين الذكور واإلناث‬


‫‪64‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬تعجاالت الطبي‪,‬‬
‫‪,‬ز االس‪,‬‬
‫ومن خالل االحصائيات التي تحصلنا عليها من مرك‪,‬‬
‫للمستشفى الجامعي بوهران ‪ UMC‬وبعد تحليلها وتفسيرها توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫ارتفاع المحاوالت االنتحارية عند اإلناث مقارنة بالذكور حيث نجد االرتفاع سجل‬
‫من سنة إلى أخرى ومن شهر إلى أخر نستنتج من خالل ذلك أن المحاولة االنتحارية ميزة‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬دام المحاول‪,‬‬
‫أساسية وخاصية تتسم بها اإلناث على غرار الذكور‪ ،‬لكن هذا ال ينفي انع‪,‬‬
‫االنتحارية عند الذكور بل متواجدة ومسجلة لدَيهم في إطار االنتحار الفعلي‪.‬‬
‫أي أن معظم الحاالت مسجلين في قائمة الموتى ألن المرور إلى الفعل يعرف وظيفة‬
‫أساسية تتمثل في العدوان على الذات ‪ ،‬بينما عند اإلناث تأخذ وظيفة النداء لجلب اهتم‪,,‬ام‬
‫المحيط وأيضا تعتبر كوسيلة تعبيرية عن اآلالم والمعاناة النفسية ‪،‬من خالل ما ظهر عند‬
‫الحاالت ‪،‬و ما أشارت إليه أيضا دراسة )‪ E.Davidson, A.Philippe , (1986‬أن‬
‫االنتحار يمثل ‪ 3‬ذكور مقابل أنثى واحدة‪ ،‬لكن المحاولة االنتحاري‪,,‬ة فهي عكس ذل‪,,‬ك ‪3‬‬

‫إناث مقابل ذكر واحد‪ ،‬كما أن استعمال الذكور للوسائل العنيفة ولكن اإلناث يلجأن إلى هذا‬
‫‪,‬ر‬
‫النوع من الوسائل في الغالب إال بعد‪ 55‬سنة‪،‬ومعظم العلماء يؤكدون على أن أكبر خط‪,‬‬
‫‪,‬ائل‬
‫‪,‬ات الوس‪,‬‬
‫‪,‬ط باختالف‪,‬‬
‫‪,‬و مرتب‪,‬‬
‫للجوء الذكور إلى المحاولة االنتحارية ليس فقط ما ه‪,‬‬
‫المستعملة لهذا الفعل ولكن تكمن في االختالفات السيكوباثولوجية‪.‬‬
‫يضيف كل من )‪ M.Choquet,S.Ledoux , (1994‬أن الذكور يلجأن إلى استعمال‬
‫وسائل جد عنيفة مثل الشنق ‪ ،‬الخنق ‪ ،‬قطع الشرايين وأيضا استعمال األس‪,,‬لحة الناري‪,,‬ة‬
‫ولكن في الغالب تلجأ الفتيات إلى استعمال األدوية خاصة األقراص أي كل م‪,,‬ا يبل‪,,‬ع أو‬
‫يشرب كالمواد الكاوية بكل أنواعها ‪.‬‬
‫" الذكور في الغالب تخضع لتشخيص األمراض النفسية على غرار الفتيات الفعل‬
‫‪,‬ا‬
‫االنتحاري كاضطرابات وظيفية ‪ ،‬اضطرابات وظيفية ‪ ،‬اضطرابات التغذية ‪ ،‬الكآبة كم‪,‬‬
‫أن جزء من أعراض الجسم هي نموذج للنساء ‪ ،‬بينما الذكور متبنين ويعبرون عن توعك‬
‫هام " ‪M.Choquet,S.Ledous , (1994) .‬‬
‫‪65‬‬
‫التمسنا من خالل العمل مع الحاالت أن معظم األولياء ينفونا تماما عن وجود محاولة‬
‫‪,‬ف عن‬
‫انتحارية ويعبرون عن ذلك بمجرد حادثة وقعت بالخطأ أدت إلى ذلك ‪ ،‬ويتم الكش‪,‬‬
‫ذلك من خالل المقابالت العيادية ‪ ،‬لكن في بعض الحاالت الخطيرة أين ال يجد األولي‪,,‬اء‬
‫‪,‬ه‬
‫خيار أخر سوى اإلخبار باألمر‪ ،‬ألن االنتحار أو القيام بمحاولة انتحارية هو في حد ذات‪,‬‬
‫يشكل أزمة ومشكلة عند األولياء ألنه يعتبر طابوها من الطابوهات في المجتمع ولكن هذا‬
‫المشكل يخص اإلناث فقط ‪ ،‬ألن المفهوم من وجهة نظر المجتمع يخفي معاني عديدة مثل‬
‫‪,‬ل من‬
‫‪,‬د ك‪,‬‬
‫‪,‬ا نج‪,‬‬
‫‪,‬ك كم‪,‬‬
‫‪,‬به ذل‪,‬‬
‫‪,‬ا ش‪,‬‬
‫‪,‬رعي ‪ ...‬وم‪,‬‬
‫‪,‬ير ش‪,‬‬
‫‪,‬ل غ‪,‬‬
‫‪,‬ود حم‪,‬‬
‫‪,‬ال وج‪,‬‬
‫احتم‪,‬‬
‫)‪ B.Mishara,M.Tousgnan ,(2004:48‬وجدوا من خالل التفسيرات الثقافية أن االنتحار‬
‫حل مقبول من قبل المجتمع بالنسبة لحالة الذكور على غرار حالة المرأة ‪،‬بحيث هن‪,,‬اك‬
‫صعوبة عند الرجل في تقبل إنجراحه والبحث عن السند بالقرب من المحيط أو اللجوء إلى‬
‫مصحات متخصصة في العالج مما يؤدي ذلك أكثر إلى جمود وانعزال عاطفي مقارن‪,,‬ة‬
‫بالمرأة التي تهدف إلى البحث عن الحلول والمساعدة ‪.‬‬
‫من الرسم البياني نالحظ أن هناك اختالف كبير بين الذكور واإلناث في االنتقال إلى‬
‫الفعل وإن بقي تحت ما يسمى بالمحاولة االنتحارية حيث تبقى اإلناث تحتل النسبة الكبيرة‬
‫بـــ ‪ %75‬والذكور تأتي بعدها بنسبة ‪. %25‬‬

‫الشكل رقم (‪ )4‬التوضيح البياني للمحاولة االنتحارية عند الذكور واإلناث‬


‫‪66‬‬
‫لمدة ‪ 10‬سنوات‬

‫‪67‬‬
‫الفــصل‬
‫الـثـالـث‬
‫"الحــــــــب‬
‫والعـــــالقــــة‬
‫العـــــاطفيــــــة"‬

‫‪ .1‬إشكاليــة الحــب‬
‫‪ .2‬الحــب لغـــــة‬
‫‪ .3‬مفهـــوم الحــــب‬
‫‪ .4‬النمـــاذج المختلفــة للـــحب‬
‫‪ .5‬العالقـــة العاطفيـــة‬
‫‪ .6‬الروابــط المختلفـــة للعاطفــــة‬
‫‪ .6-1‬التــعلــق‬
‫‪ .6-2‬سلوكـــات العنـــايـــة‬
‫‪ .6-3‬الجنسيــة‬

‫‪.7‬اإلدمـــان العـــاطفــــي‬
‫‪ .7-1‬التبعيـــة فـــي العــالقـــة العـــاطفيـــة‬
‫‪ .7-2‬التبــعيــة لألخــــر‬
‫‪ .7-3‬التــعقب القـــهري مــع عـــدة رفقــــاء‬
‫‪ .7-4‬التثبيــت القـــهري علــى رفيـــق يتعــذر الحصــول‬
‫عليــه‬

‫‪.8‬اإلدمــــان الجنســــي‬
‫‪ .8-1‬الشــــذوذ الجنســي‬
‫‪ .8-2‬اإلدمـــان الجنســي الغيـــر شــــاذ‬

‫‪ .9‬الحــب ‪،‬العـــاطفــة‪،‬االنـفعـــال‬

‫‪.1‬إشكالية الحب‬
‫الحب عالقة معقدة‪ ،‬فهو قبل كل شيء إحساس ال يعتبر مفهوم (مصطلح) وإنما واقع‬
‫معاش من خالل ما يحسه الطرفين في معناه ومحتواه ويبقى شخصي‪.‬‬
‫وهو عالقة عاطفية تدفع باألخر في الخبرات السعيدة‪ ،‬المؤلمة ومرات المكتئبة فهو‬
‫يصف لنا كل الميوالت الجذابة والتي تدفع بالشخص إلى أن يكون محب ويحب اآلخ‪,‬رين‬
‫‪،‬جسديا ‪ ،‬فكريا ‪ ،‬روحيا ‪ ،‬فالحب يجعل الشخص ينفتح على الع‪,,‬الم أو العكس كم‪,,‬ا في‬
‫النرجسية ينغلق على ذاته وفي بعدها المرضي تؤدي إلى الجنون‪R.Chappuis,)1994( .‬‬

‫أيضا هناك اختالف بين الحب العصري والحب الرومانسي‪ ،‬فاألول يأخذ بعين‬
‫االعتبار خصوصية شخصية المرأة أما الثاني معاش ويرجع إلى الذات ‪ ،‬ويعبر عن‪,,‬ه في‬
‫‪,‬رح‬
‫‪,‬و في الف‪,‬‬
‫المعانات ‪،‬فالعالقة العاطفية التي تجمع أو تفرق بين شخصين يمكن أن تنم‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬الي فالعالق‪,‬‬
‫‪,‬يان و رفض وبالت‪,‬‬
‫الهدوء والصفاء لكن يمكن أيضا أن تحس كتمرد‪،‬عص‪,‬‬
‫‪,‬يرة‬
‫‪,‬ة خط‪,‬‬
‫باألخر إما تثير البهجة واالطمئنان وتساهم في التساهل على التجاوز أو عالق‪,‬‬
‫وحتى مرات مميتة ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫تتكون وتكون قائمة على العقل حسب طبيعة األحاسيس التي شكلت هذا التركيب‪.‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪ R.Chappuis‬يرى أن العالقة العاطفية مهما كانت الصفة الموجودة عليها فهي معاش‪,‬‬
‫وتعطي معنى للحياة‪.‬‬

‫‪ .2‬الحب لغة‬
‫الحب هو ميل الطبع إلى الشيء الَلاذ والمبهج والمؤنس ‪ ،‬فإن من الثابت أن عبارات‬
‫الناس عن "الحب" و"المحبة" كثيرة وتكلم اللغويون في أصلها فقال بعضهم‪" :‬إن الحب اسم‬
‫الصفاء المودة " ألن العرب تقول لصفاء بياض األسنان ونضارتها " حبب األسنان "‪.‬‬
‫وقال بعضهم ‪ " :‬الحب من الحباب " أي حباب الماء ‪ ،‬بمعنى معظمه أو بمعنى ما‬
‫يعلو منه عند المطر الشديد ‪ ،‬أوحباب الشراب ‪ ،‬بمعنى ما يطفو عليه ويتقدمه عند الشراب‬
‫وهو ما يعرف بـ " الفقاقيع" وفي هذا تقول العرب " طفا الحباب على الشراب " وشرب‬
‫فالن حتى تحبب ‪ ،‬أي حتى امتأل وانتفخ ‪.‬‬
‫وعلى هذا فالحب يكون قد اشتق من " الحباب " إما ألن المحبة غاية معظم ما في‬
‫القلب من المَه مات أو ألن المحبة غليان القلب و توارنه عند العطش الش‪,,‬ديد واالهتي‪,,‬اج‬
‫البليغ إلى لقاء الحبيب كل ما عداها في النفس من مشاعر وتطفو عليها جميعا ‪ ،‬كما يطفو‬
‫"الحباب" على الشراب ويتقدم عليه ‪.‬‬
‫كما قال آخرون إن الحب مأخوذ من " حبة القلب" وهي سويداؤه ‪ ،‬وفي هذا تقول‬
‫‪,‬ه ‪،‬‬
‫العرب لمن وقع في الحب من الرجال " أصابت فالنة حبة قلبه" بمعنى تمكنت من حب‪,‬‬
‫وحبة القلب ما به قوامه ‪ ،‬فسمى الحب حبا باسم محله وموضعه ‪) .‬عبد الحميد خطاب(‬

‫‪ .3‬مفهوم الحب‬
‫يوضح اإلمام أبو حامد الغزالي أنه ال يتصور حب إال بعد معرفة وإدراك ‪،‬إذ ال يحب‬
‫اإلنسان إال ما يعرفه ولذلك لم يتصور إن يتصف بالحب جماد ألن الحب إنما هو خاصية‬

‫‪66‬‬
‫الحي المدرك بكسر الراء ثم المدركات في أنفسها تنقسم إلى ما يوافق طب‪,,‬ع الم‪,,‬درك و‬
‫يالئمه و يلذه وإلى ما ينافيه و ينافره ويؤلمه وإلى ما ال يؤثر فيه بإيالم و إلذاذ‪ ،‬فكل م‪,,‬ا‬
‫في إدراكه لذة و راحة فهو محبوب عند المدرك وما في إدراكه ألم فهو مبغض عنده وما‬
‫يخلو من إستعقاب ألم ولذة ال يوصف بكونه محبوبا وال مكروها ‪.‬‬
‫فإذن كل لذيذ محبوب عند الملتذ به ‪،‬ومعنى كونه محبوبا أن في الطبع ميل إليه ‪،‬‬
‫ومعنى كونه مبغوضا أن في الطبع نفرة عنه ‪ ،‬فالحب عبارة عن ميل الطبع إلى الش‪,,‬يء‬
‫الملذ فإن تأكد ذلك الميل وقوي سمي عشقا والبغض عبارة عن نفرة الطب‪,,‬ع عن الم‪,,‬ؤلم‬
‫المتعب ‪ ،‬فإذا قوي سمي مقتا ‪ ،‬فهذا أصل في حقيقة معنى الحب يبنى عليه مفهومه وتقام‬
‫عليه ماهيته ‪) .‬عبد الحميد خطاب(‬

‫يقول ابن منظور‪ " )1911(،‬الحب نقيض البغض ‪،‬و الحب الوداد والمحبة ‪،‬و أحبه فه‪,,‬و‬
‫محب وهو محبوب ‪ ،‬وتحبب إليه تودد "‬
‫يعرف )‪" R.Doron , (1997 :72-73‬الحب على أنه شعور يتسبب بالشقاء ‪ ،‬إذا لم‬
‫يكن متبادال ‪ ،‬وإذا كان متبادال وراضيا في معظم توقعاته يتسبب بالسعادة ‪ ،‬وهذا الشعور‬
‫من قبل شخص يتوجه نحو شخص أخر محدد يحتوي على رغب‪,,‬ة لألول ب‪,,‬أن يلتقي من‬
‫الثاني ويعطيه المتعة ( الجنسية عند البالغين ) والحنان واإلعجاب والتع‪,,‬اون والتف‪,,‬اهم‬
‫والحماية أو على األقل العديد من هذه اإلرضاءات" ‪.‬‬
‫لقد جرى وصف الحب في األدب أكثر من علم النفس ‪ ،‬بجميع أنواعه ‪ ،‬التغاير‬
‫الجنسي والمثلية الجنسية ‪ ،‬وحب الوالدين ‪ ،‬حب األبناء ‪ ،‬الحب النرجسي وأشكال حدت‪,,‬ه‬
‫في عملياته وأثاره ‪ ،‬غالبا ما تقام معارضة غير صحيحة بين الحب والحقد بل الالمب‪,,‬االة‬
‫العاطفية هي نقيد الحب ‪.‬‬
‫حسب )‪ J.Laplanche ,J.B.Pontalis ,(1985‬فإن مصطلح تناسلي – حب يشير إلى‬
‫الداللة على شكل الحب الذي ينتهي إليه الشخص عند تمام نموه النفسي الجنسي وهو م‪,,‬ا‬
‫يفترض ليس فقط الدخول في المرحلة التناسلية بل أيضا تجاوز عقدة األوديب ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫فالبنسبة لـ ‪ S. Freud‬تعبير الحب التناسلي لديه عكس من ذلك الفكرة القائلة بشكل‬
‫ناجز من الجنسية وحتى باتجاه سوي تماما من أشكال الحب ‪ ،‬حيث يتحد التيار الشهواني‬
‫مع تيار الرقة ويوضح ذلك في المثال العيادي التحليلي النفسي الش‪,,‬ائع عن ذاك الرج‪,,‬ل‬
‫الذي يمكنه اشتهاء المرأة التي يحب ‪ ،‬أي المرأة التي يرفعها إلى مصادف المث‪,,‬ل األعلى‬
‫وال محبة المرأة التي يشتهيها ‪ ،‬ينتهي تطور التيار الشهواني الذي ع‪,,‬رض في " ثالث‪,,‬ة‬
‫مقاالت حول نظرية الجنسية " عام ‪ 1905‬إلى التنظيم التناسلي‪ ،‬قمع إطاللة البلوغ فطرح‬
‫‪,‬ذي‬
‫‪,‬وقت ال‪,‬‬
‫‪,‬ة ‪ ،‬وفي نفس ال‪,‬‬
‫هدف جنسي جديد تتعاون على تحقيقه كل النزوات الجزئي‪,‬‬
‫تخضع فيه المناطق المولدة للغلمة لصدارة المنطقة التناسلية وهنا تصبح النزوة الجنس‪,,‬ية‬
‫في خدمة وظيفة التناسل ‪ ،‬وأما الرقة فيرجع ‪ S. Freud‬أصلها إلى أكثر العالقات أثرية‬
‫بين الطفل وأمه أي اختيار الموضوع األولي الذي ينشط فيه اإلشباع الجنسي بالتالحم مع‬
‫إشباع الحاجات الحيوية من خالل االستناد ‪.‬‬
‫‪ J.Laplanche ,J.B.Pontalis‬يرى أن تعريف الحب التناسلي‬ ‫فكل من)‪,(1985‬‬

‫بشكل إيجابي يجعله لن يفلت إال بصعوبة من النظرات المعيارية ‪ ،‬وحتى من اللغ‪,,‬ة ذات‬
‫المنحنى الخلقي الصريح ‪ ،‬تفهم األخر واحترامه ‪ ،‬بذل النفس اتخاذ الزواج كمث‪,,‬ل أعلى‪،‬‬
‫تستدعي فكرة الحب التناسلي بعض األسئلة والمالحظات على صعيد النظرية التحليلي‪,,‬ة‬
‫‪,‬رين أو‬
‫‪,‬باع الق‪,‬‬
‫‪,‬ي ‪ ،‬أو إش‪,‬‬
‫النفسية ‪ ،‬ال يتضمن اإلشباع التناسلي سواء اإلشباع الشخص‪,‬‬
‫اإلشباع المتبادل ‪ ،‬مطلقا توفر الحب ‪ ،‬ولكن أال يف‪,,‬ترض الحب ‪ ،‬على العكس من ذل‪,,‬ك‬
‫رباطا يدوم إلى ما بعد اإلشباع التناسلي الحب ‪.‬‬

‫‪.4‬النماذج المختلفة للحب‬


‫تعتبر لغة المشاعر أساسية في بناء العالقات فمثلها مثل لغة الرغبات ‪ ،‬المخاوف‬
‫التخيالت‪ ،‬الالشعور‪ ،‬لكن ما هي المشاعر التي تعبر عن وجود الحب ‪ ،‬كما نجد أيضا أن‬
‫العالقة التي تأخذ فترة من الزمن ترتكز أساسا على المشاعر‪ ،‬وهذه المشاعر في التعارف‬

‫‪68‬‬
‫بين الطرفين تأخذ أشكاال متعددة من الحب ‪ ،‬حيث نجد تصنيف قدم من طرف ك‪,,‬ل من ‪,‬‬
‫)‪ S.Galland,J.Salomé (1999 :131‬عرف مجموعة لمجمل من المشاعر ووضعوها‬
‫تحت تسمية " الحب " ‪.‬‬
‫‪ .4-1‬حب الملذات ‪ :‬يرتبط بتقديم الرغبات وتلقي السعادة ‪ ،‬كما أن هناك شعور‬
‫باإلمتنان عندما يحس أنه مقبول ‪ ،‬مسموع ‪ ،‬معروف في فردنيته ‪ ،‬ويحس بالمرح عندما‬
‫انتباهه ‪،‬عطفه وإهتماهه باألخر يصل إلى قابلية التأثير ‪.‬‬
‫‪ .4-2‬حب األمن ‪ :‬يستجيب لرغبات متقاسمة‪ ،‬مشتركة‪ ،‬مرتبطة بحاجة أساسية‬
‫لإلستمرارية فالحب األمن يقي من الخوف في أن يكون منبوذ ووحيد وعلى أن ال يك‪,,‬ون‬
‫‪,‬ير‬
‫‪,‬اعر يتغ‪,‬‬
‫محبوب ‪،‬قلق مستمر ولكن عندما تولي هذه المخاوف مكانة متفوقة في المش‪,‬‬
‫الحب ويصبح حب المخاوف ‪.‬‬
‫‪ .4-3‬حب المخاوف ‪ :‬يبقى القلق في هذا النوع من الحب مقاوم رغم تجارب التعلق‬
‫باألخر إال أن المراقبة تبقى الحاجة المستمرة لمعرفة إذا كان الحب موجود وأيضا المكانة‬
‫‪,‬ة يبقى‬
‫‪,‬ة أومهدم‪,‬‬
‫‪,‬ة مطمئن‪,‬‬
‫المحتلة في حياته ‪،‬فالخوف شديد ومستمر سواء كانت العالق‪,‬‬
‫االحساس بالنبذ وأنه غير مرغوب فيه وغير محب من طرف األخر ‪.‬‬
‫‪ .4-4‬حب الترميم ‪ :‬هذا النوع من الحب يبنى على النقائص ‪ ،‬فالحب هنا أخذ‬
‫وعطاء يساعد على تخفيف الجروح القديمة من خالل التعارف وأيضا من خالل فرح‪,,‬ة‬
‫إستقبال تعارف جديد غير معاش من قبل ‪ ،‬لكن هذا الترميم يأخذ بعد هش وحساس ويبقى‬
‫‪,‬ع أول‬
‫‪,‬رالقريب م‪,‬‬
‫‪,‬ي أوالحاض‪,‬‬
‫األخر هو المرمم لسد الثغرات القديمة المرتبطة بالماض‪,‬‬
‫عالقة باألخر‪.‬‬
‫‪ .4-5‬حب ال متماثل ‪ :‬ال تماتل متواجد في كل أنواع الحب ‪،‬بحيث ما يميز هذا‬
‫النوع وهو أن الطرفين ال يعيش نفس قصة الحب ‪ ،‬فالطرف األكثر إعطاء لهذه العالق‪,,‬ة‬
‫هو الذي يعاني أكثر ‪ ،‬وكل واحد منهما يحب األخر بإختالف ‪ ،‬كما أن الزيادة في ال تماثل‬

‫‪69‬‬
‫يخلق غالبا إزعاج عند أحد الطرفين ‪ ،‬وهذا ال يرمز له ال بأقل أو أفضل ميزة وإنما يبقى‬
‫ذلك مرتبط بالتوقعات والمساهمات التي تكون نفسها ‪.‬‬
‫‪ .4-6‬حب المنفعة ‪:‬ال تماثل يمكنه أن يسير حتى يصبح دينامكي ‪ ،‬أين أحد الطرفين‬
‫يتغدى على حب األخر وهذا الحب يجعله يحس بالقيمة ‪ ،‬بالوجود ‪ ،‬فحب األخر يمنح‪,,‬ه‬
‫الطاقة ويغده بمفرده ‪.‬‬
‫‪ .4-7‬الحب المثالي ‪ :‬يتكون هذا الحب من أجزاء جيدة من المشاعر‪ ،‬مثبتة حول‬
‫أفكار وصور‪ ،‬االلتقاء العاطفي يجلب الحماس وفي هذا النوع يعتبر األخر كنفس له والذي‬
‫يجعله يفوق تخيلته ويكون بمثابة الصدى لصورة كانت موجودة على المدى البعي‪,,‬د وفي‬
‫أعماق ذاته وفي األخير يبقى مبهور بهذه الصورة التي تجعله في خدمة األخر ‪.‬‬
‫‪ .4-8‬الحب صورة مني ‪ :‬اإلغراء هو مثالية األخر ‪ ،‬ممكن حجزها في األنا عندما‬
‫يرى في األخر ما يريد أن يكون عليه وهو شبيه الصورة المثالية ألن‪,,‬اه ‪ ،‬تبقى الرغب‪,,‬ة‬
‫مرتبطة باألخر وإعجابه بالصورة الشبيهة لحياته ‪.‬‬
‫‪ .4-9‬حب التبعية ‪ :‬هو حب المخاوف‪،‬ويتطلب حب استثنائي وبدون تصدع ‪،‬‬
‫يمكنه أن يصل إلى غيرة مرضية ‪ ،‬يصبح غير محتمل عندما ينسحب األخر ‪ ،‬فه‪,,‬و حب‬
‫‪,‬ر يحس‬
‫الرغبة ‪ ،‬يبحث من خالله على أن يكون محب وأن يكون في حمايته وبدون األخ‪,‬‬
‫أنه مفقود‪.‬‬
‫‪ .4-10‬الحب اإليثاري‪ :‬يظهر الحب اإليثاري في شكل االهتمام باألخر دون التفكير‬
‫في المقابل مع عدم وجود خلفية التفكير في التبادل العالئقي ‪ ،‬أي حب بدون شروط يهديه‬
‫أحد الطرفين لألخر ‪ ،‬بالنسبة للمحب ال يخلق ضغط على نفسه وال على األخ‪,,‬ر ‪ ،‬فه‪,,‬و‬
‫يسعى ألحداث السعادة لألخر دون مقابل ‪.‬‬
‫‪ .4-11‬الحب تضحية ‪ :‬إذا استمر الحب االيثاري على نفس الشخص يفقد المحب‬
‫‪,‬ير‬
‫‪,‬ديث الحب الغ‪,‬‬
‫‪,‬تمر في تح‪,‬‬
‫رغباته الذاتية وهذا في خدمة إرضاء األخر‪ ،‬لكن إذا اس‪,‬‬
‫مشروط اتجاه األخر فهناك خطر الوقوع في إشكالية االنتظار من األخر على أن يبادل‪,,‬ه‬

‫‪70‬‬
‫نفس الشعور ‪،‬وهذا مع الزمن والمواقف المحبطة التي تؤدي إلى فرض على األخر القيام‬
‫بذلك‪.‬‬
‫‪ .4-12‬الحب المشروط‪ :‬الحب اإلنساني يشهد جزء مشروط ‪،‬فحب األخر في هذا‬
‫النوع يختلف حسب ما هو محبط ومفرح‪،‬مزعج ومبهج أيضا نجد أن حب األخ‪,,‬ر متقلب‬
‫أي حسب ما يجده وما ال يجده بالقرب من الطرف األخر‪.‬‬
‫‪ .4-13‬الحب المتناقض وجدانيا ‪ :‬يوجد القليل من العالقات التي تستمر في الزمان‬
‫دون وجود تناقض في المشاعر‪،‬لكن هناك البعض من يكون يائسا تحت وقع خيبة األمل‬
‫وهو مزج غريب من الكره والحب ‪ ،‬منافسة المشاعر داخل الشخص نفسه ‪،‬هذه المنافسة‬
‫الداخلية تجعله يعيش خليط من المشاعر المتصادمة وال تظهر في نفس السياق ‪،‬فالش‪,‬عور‬
‫بالذنب ليس مثل الشعور بالحب ‪.‬‬
‫‪ .4-14‬الحب الشهواني ‪ :‬كلمة شهوة تعني األلم ‪ ،‬متبوعة بالشدة التي تؤدي إلى‬
‫اإلغراء في الشهوة والحب إلى أقصى حد ‪،‬للحصول على اللذة المطلقة باللجوء إلى األخر‬
‫للتفريغ وقلق التخلي والرفض يحافظ على الشهوة ‪.‬‬
‫‪ .4-15‬الحب التطوري‪ :‬الحب الموجه بالرغبة التطورية‪ ،‬و التطور باالستناد على‬
‫شخصية األخر‪،‬الرغبة األساسية في النمو وتحقيق القدرات التي ترتكز على نظرة األخر‬
‫ومن طريقته يحصل على التمييز‪ ،‬وهذا يس‪,,‬اعده على اللج‪,,‬وء إلى فردنيت‪,,‬ه من خالل‬
‫حصوله على نضج كامل ‪ ،‬كما يمكن أن يكون مساعد لتطور العالقة‪ ،‬واالتصال الحميمي‬
‫ال يعرف طريق التبعية ‪.‬‬
‫من خالل هذه النماذج المقدمة نجد أن العاطفة ترتبط بشكل من أشكال التبعية ‪ ،‬ودائما‬
‫هناك خوف من الطرف األخر وبالنسبة للتبادل العاطفي مسجل في إطار اإلدمان والتعلق‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬رات المرتبط‪,‬‬
‫من أجل الحصول على اإلشباع العاطفي ‪ ،‬لتعويض النقص وترميم الثغ‪,‬‬
‫بالخبرات السابقة ‪.‬‬

‫‪ . 5‬العالقة العاطفية‬
‫‪71‬‬
‫العالقة العاطفية ال تعاش بطريقة متساوية عند جميع األفراد ‪ ،‬وبعض المرات نجد‬
‫‪,‬ف‬
‫االختالف يظهر عند الزوجين مع التقدم وأكثر من ذلك بين األفراد ‪ ،‬لكن يبقى التوظي‪,‬‬
‫للعالقة العاطفية دائما خاص إال أن موضوعها شخصي ‪ ،‬فالعالقة العاطفية بين الزوجين‬
‫تنغمس في البحث عن اإلشباع الجنسي ‪ ،‬فالرفيق يكون بمثابة حامل اللذة ‪ ،‬وخاصية هذا‬
‫الحب تبنى في هيئة عقلية تظهر الفرد على ما هو عليه ‪،‬فالرفقاء يجتمعن من خالل الفعل‬
‫ويفترقن في التفكير وفي األحاسيس ‪.‬‬
‫العالقة العاطفية يمكن أن تكون مسجلة في بيان للقوى ‪ ،‬فيصبح الحب بمثابة آلة‬
‫تستعمل للسلطة ‪ ،‬أي أن أحد الطرفين يمكن أن يستعمل األخر لتأكيد ذاته وفرض إرادته‪.‬‬
‫" فالعالقة العاطفية تصبح عالقة جديرة بالتصديق عندما يعيش الطرفين بإحساس‬
‫كشخص واحد متكامل وهذا أساسي لسعادتهم ويعتبر التواصل الحقيقي المبني على البحث‬
‫والفهم من خالل عمل الحس والعقل معا مما يجعل إمكانية التضحية من أجل األخر‪،‬تحمل‬
‫االحباطات وهكذا تصبح كل من األنانية وااليثارية في طريق واحد وتعمل ك‪,,‬ل واح‪,,‬دة‬
‫‪R.Chappuis,)56: 1994( .‬‬ ‫منهما على تقوية األخرى"‬

‫‪ .6‬الروابط المختلفة للعاطفة‬


‫التعلق حاضرا في جميع العالقات العاطفية التي تسعى حول البحث عن األمن النفسي‬
‫والجسدي ‪ ،‬االستقرار والرضا في وجود األخر‪ ،‬وهو ال يزال واحد من العناصر الرئيسية‬
‫‪,‬رين‬
‫‪,‬انب عنص‪,‬‬
‫‪,‬ة إلى ج‪,‬‬
‫على مدى الحياة والذي نجده أكثر وضوحا في العالقة العاطفي‪,‬‬
‫آخرين أساسين وهما العناية والجنسية ‪.F.X. Poudat,( :392009) .‬‬
‫‪ .6-1‬التعلق‬
‫يجلب األمن الداخلي والخارجي وهو مزج محكم من الحماية والدفاع يؤسس قاعدة‬
‫ضرورية الستكشاف العالم عل عكس التبعية وهذا ما سمي بمعلم شخصي محدد ‪.‬‬

‫‪ .6-2‬سلوكات العناية‬
‫‪72‬‬
‫تتميز بالرغبة في منح االهتمام وتوفير الرفاهية لألخر ‪ ،‬بعض األشخاص يقدمون‬
‫الحماية ‪،‬الطمأنينة ‪ ،‬المساعدة " األمومة " أو" األبوة " وآخرون يرغبون في أن تق‪,,‬دم لهم‬
‫المساعدة والدعم وهذا ما يسميه بمعلم عالئقي محدد ‪ .‬وهناك من األزواج التي تم إنشاؤها‬
‫مبدئيا حول مفهوم العناية مع " شفاء الجروح " ومن جهة "معالج " لألخر‪.‬‬
‫‪ .6-3‬الجنسية‬
‫في هذا العنصر البيولوجي وخاصة هرموني‪،‬مساهمته كمسير أو مثبط لالهتمام‬
‫الجنسي ‪ ،‬ولكن أيضا العناية والتعلق ‪ ،‬حتى وإن كان معلم بيولوجي محدد ‪ ،‬ال يس‪,,‬تطيع‬
‫تكوين عالقة عاطفية طويلة المدى وبالتالي يمكن اعتبارها كأولى العوامل االنتقائية‪.‬‬

‫‪ .7‬اإلدمان العاطفي‬
‫ويقصد به اإلدمان على األخر ويظهر من خالل األشكال االكلنيكية المختلفة خاصة‬
‫األشكال األربعة التالية والمتمثلة في التبعية في العالقة العاطفية‪ ،‬التبعية لألخ‪,,‬ر‪،‬التعقب‬
‫القهري مع عدة رفقاء ‪ ،‬التثبيت القهري على رفيق يتعذر الحصول عليه‪ ،‬مهما كانت هذه‬
‫‪,‬اهم في‬
‫‪,‬ام األول ‪،‬لكن ممكن أن تس‪,‬‬
‫اللوحة االكلنيكية المقدمة فإن الجنسية ليست في المق‪,‬‬
‫الحفاظ على رابط التبعية ويبقى هذا دائما كوسيلة خارجية ‪ ،‬إلى جانب النواة المركزي‪,,‬ة‬
‫)‪F.X. Poudat,( 9200‬‬ ‫التي تتكون من خالل استعمال األخر ألجل أمنه الداخلي‪.‬‬

‫‪ .7-1‬التبعية في العالقة العاطفية‬


‫تقابل البحث القهري عن اإلحساس األكثر قوة لتهديم الذات من خالل إضعاف الشهوة‬
‫‪ ،‬تعبير إلى أقصى حد وهو يشير إلى صعقة الحب ‪.‬‬
‫‪.7-2‬التبعية لألخر‬
‫هي نوع شبيه باإلدمان الهوسي للرفيق خلق عالقة دوابنية سيطرة‪/‬تسيطر طويل المدى‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪.7-3‬التعقب القهري مع عدة رفقاء ‪:‬وهو البحث المتواصل عن المكاسب الغرامية‬
‫المسجل في اإلطار المرضي وهذا ما يميزه‪ ،‬وله دورا هاما مع منح أقل أهمي‪,,‬ة لعم‪,,‬ق‬
‫األحاسيس ‪.‬‬
‫‪ .7-4‬التثبيت القهري على رفيق يتعذر الحصول عليه‬
‫إما أن يكون خيالي ‪،‬هوامي أو حقيقي وهي شبيهة باإلدمان على المخدرات ‪،‬‬
‫الهوامات المتعلقة بالشهوات وهذا التعلق من طرف شخص واحد للشخص التبعي مع عدم‬
‫وجود تبادل ‪.‬‬

‫‪ .8‬اإلدمان الجنسي‬
‫اإلدمان الجنسي يظهر من خالل شكلين اكلنيكيين الشذوذ الجنسي واإلدمان الجنسي‬
‫الغير الشاذ ‪.‬‬
‫‪ .8-1‬الشذوذ الجنسي‬
‫يتمثل في سلوكات جنسية غير عادية تتميز بـاالندفاع الجنسي وهوامات واسعة‬
‫الخيال جنسيا ‪ ،‬محرضة ‪ ،‬متكررة وقوية ‪ ،‬كما يعزل الحميمية الجنسية والتبادل العاطفي‬
‫ويظهر ذلك فيما يسمى بالفتشية جنس‪ /‬موضوع ‪ ،‬حب الفرج‪,,‬ة الجنس‪,,‬ية القهري‪,,‬ة أو‬
‫اإلستعراء الجنسي ‪.‬‬
‫‪ .8-2‬اإلدمان الجنسي الغير الشاذ‬
‫يجمع الفوائد و السلوكات المقبولة ثقافيا ‪ ،‬لكن بزيادة في الشدة والتردد ومثال ذلك‬
‫واألكثر شيوعا االستمناء القهري ‪،‬اإلدمان على الهوامات التبعية المستمرة إلشكال غ‪,,‬ير‬
‫مسماة جنسيا والجنسية القهرية في العالقات الجنسية ‪.‬‬

‫يظهر اإلدمان العاطفي والجنسي في أشكال مختلفة حيث العاطفة والجنس تهدد كيان‬
‫الشخص وترغمه على القيام بأفعال قهرية إجبارية ‪،‬هدفها الحصول على الرغبة الملح‪,,‬ة‬

‫‪74‬‬
‫القوية والفورية بغض النظر عن كل ما هو حميمي ‪،‬عاطفي متبادل ‪،‬وإنما نجد شخص‪,,‬ية‬
‫مرضية تبحث عن اإلشباع بطرق مختلفة ‪.‬‬
‫فاإلدمان العاطفي يبحث ويركز على األخر في الحياة العاطفية لكن في شكل تبعية‬
‫‪,‬ا‬
‫نفسية باثولوجية ‪ ،‬بينما اإلدمان الجنسي يبحث فقط عن الموضوع الجزئي ‪ ،‬لكن كالهم‪,‬‬
‫يسعى وراء البحث عن اللذة والرغبة التي تفوق التصور ويبقى االختيار لهذا الن‪,,‬وع من‬
‫اإلدمان مرتبط بالتصورات والنماذج األبوية أي كل ماله عالقة ببصمات الطفولة ‪.‬‬

‫‪ .9‬الحب‪ ،‬العاطفة‪ ،‬االنفعال‬


‫الشك أن الحب بالرغم من اختالف تعليقاته وتعدد مظاهره وتباين ألوانه وأنماطه‬
‫‪,‬ر‬
‫‪,‬ؤاد أم‪,‬‬
‫واتجاهاته ‪ ،‬صادر من عن عاطفة اإلنسان ‪ ،‬وعاطفة الحب و إعتالجها في الف‪,‬‬
‫واحد متشابه في كل الناس‪ ،‬ذلك أن قلب اإلنسان المحب هو واحد سواء كان الحب ه‪,,‬ذا‬
‫حب إنسان إلنسان مثله أو حب إنسان هلل تعالى أو حب‪,,‬ه لقيم ديني‪,,‬ة أو اجتماعي‪,,‬ة ‪ ،‬أو‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ان ‪ ،‬والعاطف‪,‬‬
‫أخالقية ‪ ...‬لذلك كان الحب في اإلنسان عاطفة من جملة عواطف اإلنس‪,‬‬
‫عبارة عن انفعال ‪ ،‬والكثير من يخلط بين العاطفة واالنفعال فيقال أن الحب انفعال والحنو‬
‫عاطفة وللتمييز بينهما نجد أن ‪:‬‬

‫العاطفة‪ :‬تنظيم وجداني ثابت نسبيا ومركب من عدة استعدادات انفعالية تدور حول‬
‫موضوع معين قد يكون شيئا أو شخصا أو جماعة أو فكرة كعاطفة حب األم لطفلها ال‪,,‬تي‬
‫تكن له عاطفة تختلف باختالف المواقف فهي تسعد لنجاحه وتحزن إلخفاقه وتتألم لمرضه‬
‫‪...‬إلخ ويظهر أن العاطفة تختلف عن االنفعال من ناحيتين كونها استعداد ثابت نس‪,‬بيا بين‬
‫‪,‬د‬
‫االنفعال حالة طارئة وللعاطفة موضوع خاص تدور عليه بينما االنفعال مطلق غير مقي‪,‬‬
‫لموضوع خاص‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫االنفعال ‪ :‬كما تبرز الدراسات السيكولوجية قد يكون ظاهرا عنيفا ويسمى "هيجانا"‬
‫ومثال ذلك حالتي الغضب والخوف‪ ،‬وقد يكون هينا خفيفا ويسمى "عاطفة" مثل حال‪,,‬ة‬
‫الحزن وحالة الحب ‪ ،‬ففي العاطفة االنفعال يبقى دفين لغاية وجود ح‪,,‬ادث يه‪,,‬ز كيان‪,,‬ه‬
‫ويجعله في وضعية حزينة ‪ ،‬كذلك الشخص في عاطفة الحب قد ينفرد مستسلما ألحالمه ‪،‬‬
‫يعلل نفسه باآلمال ثم تأتيه رسالة أو إثارة من الحبيب فيتهلل لها ويبتهج ويفرح إلى درجة‬
‫إعرابه واإلفصاح له عن بالغ االشتياق ‪،‬وبالتالي فالهيجان انفعال عنيف يفاجئ ص‪,,‬احبه‬
‫‪,‬رعة‪.‬‬
‫‪,‬ع بس‪,‬‬
‫‪,‬ا ارتف‪,‬‬
‫ويجعله يثور ويصل إلي أوج عنفه ثم يعود إلى الهدوء بسرعة مثلم‪,‬‬
‫( عبد الحميد خطاب)‬

‫‪76‬‬
‫الفــــصل‬
‫الـرابــع‬
‫"النـــرجسيــــــة‬
‫والعــــالقـــة بالموضــــــوع"‬
‫‪ .1‬النـــرجسيـــة‬
‫‪ .2‬النـــرجسيـــة فــي أعمـــال ‪S.Freud‬‬
‫‪ .2-1‬الطـــاقـــة اللــيبيديـــة لألنــــا‬
‫ـة‬
‫ـة ‪،‬النـــرجسيــــ‬‫ـة الـــذاتيــــ‬ ‫‪ .2-2‬الغـــلمــــ‬
‫واختيـــار المــوضــوع‬
‫‪ .2-3‬التـــوجــه اللــيبيــدي ‪:‬الكبــث والمثاليــــة‬
‫‪ .2-4‬مثاليـــة األنـــا أصـــل االنــحراف ‪:‬النـــــكوص‬
‫الــنرجسي‬
‫ـار‬
‫ـذة ‪ :‬مســــ‬
‫ـا اللــــ‬
‫ـرجسي وأنــــ‬ ‫‪ .2-5‬األنـــا النـــ‬
‫الــــنزوات‬
‫‪ .2-6‬النـــرجسيــة ‪،‬تـــقمص نـــــرجسي‬

‫‪ .3‬النـــرجسيــة بعـــد أعمــــال ‪S.Freud‬‬


‫ـية‬
‫ـة ‪:‬نرجسـ‬
‫‪ .4‬النـــرجسيــة العـــاديـة والنــرجسيـــة المــرضيـــ‬
‫الحياة ونرجسية الموت‬
‫‪ .5‬النـــرجسيــة وعلـــم النـــفس المـــرضي‬
‫‪ .5-1‬النــــرجسيـــة والعصابات‬
‫‪ .5-2‬النــــرجسيـــة والذهانات‬
‫‪ .5-3‬النــــرجسيـــة والتنظيمــــات البينيــــة‬
‫‪ .5-3-1‬االنسحـــاب الليبيـــدو والـــحب النــــرجســي‬
‫‪ .5-3-2‬المثــــــاليــــة‬
‫‪ .5-3-3‬النـــــرجسيـــة واالكتئــــاب‬
‫‪ .6‬المــــوضـــوع‬
‫‪ .7‬عالقــــة المــــوضـــوع‬
‫‪ .8‬اختيــــار المـــوضـــوع‬
‫‪ .8-1‬اختيــــار المــــوضـــوع باالستنــــاد‬
‫‪ .8-2‬اختيــــار المــــوضـــوع النـــرجســـي‬

‫‪ .9‬مـــراحـــل تكـــويـــن المـــوضـــوع‬


‫‪ .10‬ميتـــاسيكـــولـــوجيـــا الفـــقــــــدان‬
‫‪ .10-1‬مســــار نــــزوات الفـــقــــدان‬
‫‪ .10-2‬أالم الفـــقــــدان‬
‫‪ .1‬النرجسيــة‬

‫‪,‬ل‬
‫‪,‬اب الجمي‪,‬‬
‫اشتق مصطلح النرجسة من األسطورة االغريقية التي تحكي قصة الش‪,‬‬
‫نرسيس أو نرجس ‪ Narcisse‬الذي وقع في حب خيال في الماء لم يدري بأن‪,,‬ه انعك‪,,‬اس‬
‫لصورته هو‪.‬‬
‫حيث استخدمت في البدء بالمعنى الضيق للشدود الجنسي‪ ،‬حيث يكون الموضوع‬
‫المفضل للفرد جسده الخاص‪ .‬وقد تطور مفهوم النرجسية خاصة في التحليل النفسي‪ ،‬لقد‬
‫أدخل ‪ S.Freud‬هذا التعبير يشكل مختلف عن العصور والنصوص‪ ،‬وجعل منه في الوقت‬
‫نفسه مفهوما نظريا يسمح له بتفسير الذهان كانقالب ليبيدو على الفرد وك‪,,‬ذلك مفهوم‪,,‬ا‬
‫عياديا يصف مجموعة من المواقف البشرية الخاضعة لسمتين أساستين ع‪,,‬دم االهتم‪,,‬ام‬
‫بالعالم الخارجي‪ ،‬صورة مفخمة عن الذات‪.‬‬
‫في تقديم النرجسية وضع ‪ S.Freud‬ثنائي نزوي جنسي ‪ /‬نزوي حفظ الذات إلى حين‬
‫‪,‬دو‬
‫‪,‬ا والليبي‪,‬‬
‫‪,‬دو االن‪,‬‬
‫‪,‬ية الليبي‪,‬‬
‫يتفوق صراع نزوي أخر الذي يواجه في النزوات الجنس‪,‬‬
‫الموضوع ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫وهذا التطور الذي اقترحه سنة ‪ 1914‬والذي يقود إلى تجزئة االستثمارات الليبيدية‪،‬‬
‫فتح كذلك تفكير حول "مفهوم الموضوع" و "إختيار الموضوع "وهذا ما جعله يقوم بتمييز‬
‫هيئات األنا وخاصة األنا المثالي ‪،‬تمثيل األنا األعلى ‪.‬هذا األن‪,,‬ا مس‪,,‬تثمر في الليبي‪,,‬دو‬
‫النرجسي مكون بذلك وحدة الهيئات في النظرية الثانية ‪ ،‬انطالقا من ‪ 1920‬تطوره له‪,,‬ذا‬
‫المفهوم لم يكتمل على النحو السابق بل أهمل ذلك مع النظرية الثالثة للنزوات التي رافقت‬
‫نظرية األنا ‪ /‬الهو ‪ /‬األنا األعلى بعد ‪،1920‬الصراع النزوي يواجه نزوة الحياة ون‪,,‬زوة‬
‫الموت وليس ليبيدو نرجسي وليبيدو موضوعي ‪.‬‬
‫بالنسبة لـــ (‪ " F.Neau,)60: 2013‬النرجسية هي المحور الرئيسي الذي يبني‬
‫النفسية خالل كل مراحل الحياة والتي تسجل اإلكلنيكية السوية كالنشاط اإلبداعي ‪،‬كما أن‬
‫اإلكلنيكية المرضية تخص أيضا الذهانات والتنظيمات العصابية والبينية "‪.‬‬

‫انطالقا من اسطورة نرجس وضع (‪ G.Rosolato,)1976‬معلما لخمسة تيارات من‬


‫خالل القاعدة البنيوية للنرجسية التي تستند وتتالحق الواحدة باألخرى في‪:‬‬
‫االنسحاب الليبيدو ( نرجس يسحب صداه من األخر )‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬اإلزدواجية ( إكتشف إنعكاسه في منبع ‪،‬أو كما جاء في إتجاه أخر نرجس تعرف‬
‫على نفسه من خالل صورة أخته التوأم الميتة )‬
‫‪ -‬المثلنة أفتتن بهذه الصورة المثالية لذاته‬
‫‪ -‬االزدواج المانع ( العقيم ‪،‬العاجز‪ ،‬يبقى مانعا بين الحياة والموت )‬
‫‪ -‬التذبذب المجازي المرسل ( بعد موته أصبح نرجس مجازا لزهرة ويحمل هذا‬
‫المجاز في كليته إسمه وجماله )‬

‫‪.2‬النرجسيــة في أعمــال ‪S. Freud‬‬

‫‪78‬‬
‫مصطلح النرجسيــة عند ‪ S.Freud‬إرتبط باألنا وهو أصل النرجسية ‪،‬حيث استخدم‬
‫لبيان اختيار الموضوع عند الجنسين المثليين‪ ،‬فهؤالء يتخذون من أنفسهم موضوعا جنسيا‬
‫ينطلقون من النرجسية ويبحثون عن غلمان يشبهونهم كي يتمكنوا من حبهم كم‪,,‬ا س‪,,‬بق‬
‫سنة‪ ،1911‬وهذا ما أعاد‬ ‫ألمهاتهم أن أحبتهم مهم أنفسهم‪ ،‬كما ورد في حالة ‪Scheber‬‬

‫اإلشارة إليه فــي كتابـه )‪ Totem et tabo ,(1913‬يشير فيه إلى وجود مرحلة وسيطة‬
‫في التطور الليبيدي بين الغلمة الذاتية وحب الموضوع أال وهي النرجسية‪ ،‬حيث تتجم‪,,‬ع‬
‫الدوافع الجنسية المتفرقة سابقا في وحدة واحدة كما تجد موضوعها‪ ،‬لكن هذا الموض‪,,‬وع‬
‫ليس خارجيا‪ ،‬غريبا عن الشخص بل هو األنا الخاصة التي تكونت في هذه األثناء‪ ،‬حيث‬
‫يتصرف الشخص المعني كما لو أنه عاشق لذاته‪.‬‬
‫وهكذا نرى أّن ‪ S.Freud‬قد استعان بمفهوم النرجسية من قبل أن يقدمه في دراس‪,,‬ة‬
‫خاصة هي ‪ ،Pour introduire le marcissisme .1914‬ولكن في هذا النص أدخل هذا‬
‫المفهوم في مجمل النظرية التحليلية النفسية من خالل استعراض التوظيفات الليبيدية على‬
‫وجه الخصوص وهكذا يوضح لنا الذهان "العصاب النرجسي" إمكانة عودة الليبي‪,,‬دو إلى‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬ار إلي‪,‬‬
‫‪,‬بق أن أش‪,‬‬
‫‪,‬ا س‪,‬‬
‫توظيف األنا من خالل سحب التوظيف من الموضوع وهذا م‪,‬‬
‫)‪ K.Abraham ,(1908‬في مثل هذه العملية من سحب التوظيف الليبيدي من الموضوع‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬ية الجنس‪,‬‬
‫‪,‬ر‪ ،‬حيث تتخلص الخاص‪,‬‬
‫وتراجع البيدو إلى الشخص لدى حالة العته المبك‪,‬‬
‫النفسية للعته المبكر في رجوع المريض إلى الغلمة الذاتية‪ ،‬إذ يّح ول المريض العقلي إلى‬
‫‪,‬وي‬
‫‪,‬خص الس‪,‬‬
‫ذاته وحده وكموضوع جنسي وحيد لنفسه‪ ،‬كامل اللبيدو والذي يوجهه الش‪,‬‬
‫هذه المف‪,,‬اهيم‬ ‫نحو كل الموضوعات الحية وغير الحية في محيطه ولقد تبنى ‪S.Freud‬‬

‫وأصبحت تشكل أساس كل المواقف من حاالت الذهان‪.‬‬


‫‪,‬ي ليس‬
‫تسجيل النرجسية مرة أخرة في التطور الليبيدي ‪،‬واعتبرت الحب النرجس‪,‬‬
‫‪,‬ة وحب‬
‫‪,‬ة الذاتي‪,‬‬
‫‪,‬ي‪ ،‬بين الغلم‪,‬‬
‫‪,‬ور الجنس‪,‬‬
‫مثل إختيار الموضوع وإنما كمرحلة من التط‪,‬‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الفرد في طريق التطور يجتمع في وحدة نزواته الجنسية إلى هنا يكون مؤثر في شكل‬
‫الغلمة الذاتية لكي يأخذ موضوع الحب ‪ ،‬ويأخذ أوال نفسه ‪،‬يأخذ جسده كموضوع حب قبل‬
‫أن ينتقل إلى اإلختيار الموضوعي لشخص أخر ‪.‬‬
‫ومن خالل مفهوم النرجسية اقترح ‪ S.Freud‬تطور جديد لنظرية الليبيدو‪.‬‬

‫‪.2-1‬الطاقة الليبيدية لألنا‬


‫سحب ليبيدو الموضوع على األنا وهذيان العظمة أو توهم المرض في الذهان ‪،‬‬
‫‪,‬تثمار‬
‫‪,‬ع إس‪,‬‬
‫القدرة الكلية للتفكير عند األطفال والبيدائيين أدت بــ ‪ S.Freud‬إلى وض‪,‬‬
‫ليبيدي أصلي لألنا وفيما بعد جزء منها يتحول إلى المواضيع ‪.‬‬
‫وضع ‪ S.Freud‬من وجهة نظر إقتصادي الوضعية بين ليبيدو األنا وليبيدو الموضوع‬
‫"كلما كان امتصاص الواحد أكثر كلما أدى إلى افتقار األخر "‪.‬‬
‫في توهم المرض والبارافرنيا االستثمار الليبيدي سحب من المواضيع الخارجية‬
‫ألجل وضعه على األنا ‪،‬في الذهان الليبيدو يصبح حر لفعل غي‪,,‬اب االش‪,,‬باع في مطلب‬
‫نزوي وال يبقى متعلق بالمواضيع اإلستهامية كما هو الحال في العصاب ‪ ،‬هذيان العظمة‬
‫يحاول إعطاء شكل ‪،‬للتحكم ‪ ،‬إعداده نفسيا لهذا الجمع من الليبيدو الذي سحب على األنا‪.‬‬
‫والعكس في الحياة العاطفية ( الحب ) التقدير المفرط للموضوع المحب يمتص جملة‬
‫االستثمار الليبيدي ويتسبب في نتاج سحب االستثمار النرجسي‪.‬‬

‫‪.2-2‬الغلمة الذاتية ‪ ،‬النرجسية وإختيار الموضوع‬


‫إشكالية اإلنسحاب الليبيدي جعلت ‪S.Freud‬يلجأ إلى التمييز بين" النرجسية األولية‬
‫العادية "وما جاء به (‪ G.Rosolato,)1976‬النرجسية الثانوية " المبكرة "هذا هو المسار‬
‫األولي بين النرجسية األولية والنرجسية الثانوية ‪ ،‬في الحياة العاطفية ( الحب ) أص‪,,‬لية‬
‫سحب الليبيدو تختلف عن ما جاء في النظرية الثانية ‪ ،‬أين النرجسية األولية تتميز بجوهر‬
‫الفرد ‪،‬أصلي كما هو عليه والنرجسية الثانوية نتيجة التقمصات الثانوية ‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫كما أّن في األصل ال توجد وحدة مشابهة لألنا وهذا األخير يتطور ت‪,,‬دريجيا‪ ،‬وأّو ل‬
‫‪,‬ذات‬
‫‪,‬ذ من ال‪,‬‬
‫نموذج إلرضاء الليبيدو هو الغلمة الذاتية‪ ،‬بمعنى اللذة تكون من عضو يأخ‪,‬‬
‫نفسها‪ ،‬والنزوات الجزئية تبحث كل واحدة عن اإلرضاء من الجسم ذاته‪ ،‬وه‪,,‬و النم‪,,‬ط‬
‫‪,‬ون‬
‫‪,‬الي تك‪,‬‬ ‫اإلرضاء الذي يميز النرجسية األولية‪ ،‬وهذا ألّن األنا لم يتك ‪ّ,‬و ن بع‪,‬‬
‫‪,‬د وبالت‪,‬‬
‫المواضيع المستثمرة من طرف النزوات هم أجزاء الجسم ذاته‪.‬‬
‫في االنتقال إلى الغلمة الذاتية إلى النرجسية ‪،‬ليست لذة الجسم التي تلعب دورها لكن‬
‫‪,‬د‬
‫‪,‬و موح‪,‬‬
‫‪,‬ا ه‪,‬‬
‫‪,‬نة ‪ 1914‬ارتبطت بم‪,‬‬
‫ما هو لألنا في وحدنيته وكليته ‪.‬والنرجسية في س‪,‬‬
‫لموضوع ‪ ،‬األنا ‪ ،‬الغلمة الذاتية ‪.‬‬
‫" فمن الضروري قبول على أنه ال يوجد من البداية داخل الفرد وحدة مشابهة لألنا‪،‬‬
‫فاألنا يعرف تطورا‪ ،‬لكن النزوات الغلمة الذاتية توجد في األصل من البداية‪،‬يجب إضافة‬
‫‪,‬ية " (‬
‫حركة نفسية جديدة تأتي لتضاف إلى الغلمة الذاتية من أجل إعطاء ش‪,,‬كل للنرجس‪,‬‬
‫‪.F.Neau,)14-13: 2013‬‬
‫مفهوم النرجسية األولية عند ‪S.Freud‬أتت بعد تحليله للحياة العاطفية أين وضع في‬
‫نفس الوقت البعد للموضوع األصلي أي أن الفرد يملك موضوعان جنس‪,,‬يان أص‪,,‬ليان ‪،‬‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬رى أن النرجس‪,‬‬
‫األول يتمثل في الفرد ذاته‪ ،‬والثاني المرأة التي يعطيها رعايته وهو ي‪,‬‬
‫األولية لكل األفراد هي النرجسية التي تعبر بطريقة مسيطرة في إختياره للموضوع ‪.‬‬
‫وهكذا اعتبر )‪ S.Freud ,(1914‬النرجسية األولية أّو ل توحد لألنا وتقع بين الغلمة‬
‫‪,‬ل‬
‫الذاتية وحب الموضوع‪ ،‬فهي بذلك تلك الحالة المبكرة التي يقوم فيها الطفل باستثمار ك‪,‬‬
‫الليبيدو في ذاته هو‪ ،‬وأنها حالة من النمو سابقة على تشكيل األنا‪ ،‬أي تتم‪,,‬يز بحال‪,,‬ة من‬
‫‪,‬ل‬
‫الالتمايز بين األنا والهو‪ ،‬وتجد هذه الحالة نموذجها األول في الحياة الرحمية والتي يمث‪,‬‬
‫النوم استعادة لها تتفاوت في درجة كما لها‪.‬‬
‫‪ S.Freud‬ربط موقف األباء في تكوين النرجسية األولية‪ ،‬حب األباء نحو أطفالهم‬
‫يحي نرجسيتهم من جديد‪ ،‬يخلق ذلك نشاط حيوي وتكوين ثاني لنرجسية األباء التي تسند‬
‫إلى أطفالهم من خالل اسقاطهم لكل أحالمهم التي لم تتحق بعد ومحاولة تنفيذها من طرف‬
‫‪81‬‬
‫‪,‬اء‬
‫أطفالهم‪ ،‬وكذلك من أجل الحفاظ على بقاء أناتهم‪ ،‬فالنرجسية األولية تقدم في شكل فض‪,‬‬
‫لكل القدرات التي تجعل من إلتقاء نرجسية الميالد للطفل ونرجسية األباء وفي هذا الفضاء‬
‫تسجل الصور‪ ،‬وخطابات األباء )‪.J.D Nasio ,(1988‬‬

‫أّم ا النرجسية الثانوية تشير إلى ارتداد الليبيدو المنسحب من توظيفاته الموض‪,,‬وعية‬
‫إلى األنا‪ ،‬والنرجسية الثانوية تعرف بنرجسية األنا‪ ،‬والفرد الذي تتكون لدّي ه نرجس‪,,‬ية‬
‫ثانوية فإّن هذا االنتقال يعرف حركتين حسب ‪ S.Freud‬الفرد يرتكز على موضوع نزواته‬
‫الجنسية الجزئية‪ ،‬حيث تبقى الغلمة الذاتية الشكل الفّع ال إلى أّن ينتقل الليبيدو إلى استثمار‬
‫الموضوع‪ ،‬ثم هذه االستثمارات للموضوع ترجع إلى األنا وبالتالي الليبيدو يتخ‪,,‬ذ األن‪,,‬ا‬
‫كموضوع‪.‬‬

‫‪.2-3‬التوجه الليبيدي ‪:‬الكبث والمثالية‬


‫‪,‬ي‬
‫‪,‬تثمار جنس‪,‬‬
‫‪,‬وع كإس‪,‬‬
‫‪,‬دو الموض‪,‬‬
‫الليبيدو النرجسي أو ليبيدو األنا يعارض ليبي‪,‬‬
‫للموضوع ‪ /‬األنا الذي يعارض هو األخر بدوره االستثمار الجنسي للموضوع المتواج‪,,‬د‬
‫في الخارج‪ ،‬وهذين النوعين من الليبيدو يرتبط الواحد باألخر بالنزوات الجنس‪,,‬ية ال‪,,‬تي‬
‫نفسها تعارض نزوات األنا ‪.‬‬
‫التكوين المثالي يسمح للكبث أن يكون إلى جانب األنا الذي يحاف‪,,‬ظ على اإلش‪,,‬باع‬
‫‪,‬ا أو‬
‫‪,‬تي تخص األن‪,‬‬
‫‪,‬ة ال‪,‬‬
‫‪,‬يرورة المثالي‪,‬‬
‫الليبيدي النرجسي ‪،‬والموضوع الليبيدي في الس‪,‬‬
‫موضوعا خارجيا يعظم ويكبر نفسيا دون إحداث أي تغير في طبيعته فمتطلب‪,,‬ات األن‪,,‬ا‬
‫ترتفع أين يتواجد الكبث ‪.‬‬
‫ربط ‪ S.Freud‬بين قلق فقدان الحب من طرف الموضوع والشعور بالذنب النرجسي‬
‫‪،‬فإذا كانت هذه المثالية لألنا النرجسي غير مكتمل فالليبيدو الجنسي المثالي الذي يح‪,,‬رر‬
‫من خالل عدم اإلشباع يحول إلى الشعور بالذنب ويظهر في" القلق اإلجتم‪,,‬اعي"‪.‬وه‪,,‬ذا‬
‫الشعور بالذنب هو أصل قلق لفقدان حب الوالدين ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪.2-4‬مثالية األنا أصل االنحراف ‪ :‬النكوص النرجسي‬
‫استند ‪ S.Freud‬في األخير على مقاله " ‪ "Pour introduire le marcissisme‬لتفسير‬
‫االنحراف ‪ ،‬في حين ان النرجسية كتثبيت على حب الذات ليست انحرافا‪،‬وهكذا أص‪,,‬بح‬
‫االنحراف نفسه خلل للنرجسية والتي ارتبطت بمرحلة نمائية لمثالية األنا التي لم تتط‪,,‬ور‬
‫وهذا ما جعل اإلشباع اللليبيدي الموضوعي في تنافر مع تصورات األنا‪.‬‬
‫تصور أخر لمثالية األنا وضح فعل جميع التكوينات الباثولوجية لكل من العص‪,,‬اب‬
‫والذهان وخاصة البارنويا " غالبا يكون السبب مرتبط بإصابة األنا ‪ ،‬من خالل اإلش‪,,‬باع‬
‫المحبط في مجال مثالية األنا " )‪. S.Freud ,(1910:105‬‬
‫بالنسبة لـــ)‪ ,J.Laplanche (1987‬الغلمة الذاتية والنرجسية ال تعرف طرق‬
‫العالقة مع العالم ولكن طريقها إلى التوظيف الجنسي واللذة ‪.‬وهذه الحياة الجنسية تدشينها‬
‫يأتي لتغذية الحياة العالئقية ‪.‬اهتم أيضا بالعالقة النرجسية من خالل فحص نوع الموضوع‬
‫المستثمر( األنا ‪ ،‬الجسم‪ ،‬األخر )ورأى أن النرجسية هي نشاط لالستثمارحين يس‪,,‬تعمله‬
‫األنا ‪.‬‬

‫‪.2-5‬األنا النرجسي وأنا اللذة ‪ :‬مسار النزوات‬


‫رجع )‪ S.Freud ,(1915‬إلى مفهوم النزوة وحول مشاركة األنا في األنا ‪ /‬اللذة واألنا‬
‫الواقع نتيجة لمبدأين أساسيين وهما مبدأ اللذة ومبدأ الواقع اللذان ينظمان التوظيف العقلي‬
‫من خالل "تعبير هذان المبدأين أثناء األحداث النفسية" (‪ ، )1911‬وصف أيضا المراحل‬
‫المبكرة لتكوين األنا في تطابق سلسلتين من المعارضة العالم الداخلي ‪ /‬العالم الخارجي و‬
‫أنا اللذة‪ /‬أنا الواقعية في سيرورة نفسية من اإلستدخال واإلسقاط ‪.‬‬
‫‪,‬ون‬
‫‪,‬تي تك‪,‬‬
‫‪,‬يع ال‪,‬‬
‫تحت سيطرة مبدأ اللذة ‪ ،‬األنا الغلمة الذاتية الذي يستقبل المواض‪,‬‬
‫‪,‬درا‬
‫مصدرها العالم الخارجي التي تعرف تطورا جديدا يستقبل المواضيع التي تكون مص‪,‬‬
‫للذة يستدخلها ومن جهة طرد في اسقاطها إلى الخارج ماهو في داخله مسببا له األلم ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫إدخال الموضوع في المرحلة النرجسية يبقى في سجل الحاجة ويؤس‪,,‬س مرحل‪,,‬ة‬
‫الموضوع ‪ ،‬الموضوع الذي ال يكون كموضوع حب قريب بل مأخوذ في عالقة نرجسية‬
‫‪,‬داخل‬
‫‪,‬اش في ال‪,‬‬
‫‪,‬ا ومع‪,‬‬
‫لألنا ‪،‬وهو مصدر اللذة ‪ ،‬هذا الموضوع محب ومجتاف في األن‪,‬‬
‫مصدر لأللم ‪ ،‬يطرد إلى الخارج ويعاش كغريب ومكروه ‪.‬‬
‫‪,‬ة‬
‫مع (‪ )1915‬ظهرت أول عالقة لألنا مع الموضوع مصدر لأللم تقوم على عالق‪,‬‬
‫نرجسية بالكره غير جنسية ‪ " .‬األنا يكره يمارس ‪ ،‬يضطهد مع النزوات التدميرية ك‪,,‬ل‬
‫المواضيع التي تصبح مصدرا إلحساسات األلم والتي تدل بالنسبة له على ع‪,,‬دم تمي‪,,‬يز‬
‫‪,‬اذج‬
‫‪,‬د على أن النم‪,‬‬
‫‪,‬ا تأكي‪,‬‬
‫رفض اإلشباع الجنسي أو رفض إشباع حاجة الحفظ ‪،‬ويمكنن‪,‬‬
‫‪,‬اظ‬
‫‪,‬ا للحف‪,‬‬
‫الحقيقية لعالقة الكره ليست لها مخرجا من الحياة الجنسية لكن في مجابهة األن‪,‬‬
‫على نفسه وتأكيدها " )‪. S.Freud ,(1915 :183‬‬

‫‪ .2-6‬النرجسية ‪ ،‬تقمص نرجسي للموضوع‬


‫‪,‬رى في‬
‫)‪ S.Freud ,(1917‬في مقالته " الحــــداد والسويـــداء " ال ي‪,‬‬
‫‪,‬وع‬
‫‪,‬ورة الموض‪,‬‬
‫النرجسية سوى مجرد تقمص نرجسي بالموضوع‪ ،‬األنا يتقمص مع ص‪,‬‬
‫مرغوب فيها ومفقودة في نفس الوقت‪ ،‬فهي السويداء استثمار الموضوع يرجع إلى األن‪,,‬ا‬
‫‪,‬ة‬ ‫ظل الموضوع يسقط على األنا ويشير ‪ S. Freud‬إلى أّن تقمص األنا لص‪,‬‬
‫‪,‬ورة كلي‪,‬‬
‫‪,‬ة‬ ‫للموضوع يقدم نكوص ذا شكل بيدائي للتقمص إلى حين أّن هذا األنا يتواج‪,‬‬
‫‪,‬د في عالق‪,‬‬
‫اندماجية للموضوع‪.‬‬
‫ومن خالل دراسة للسويداء ركز على أّن نرجسية األنا هي نرجسية ثانوية س‪,,‬حبت‬
‫من المواضيع وأكّد على أّن الليبيدو الذي جرب نحو األن‪,,‬ا والتقمص ك‪,,‬وّن النرجس‪,,‬ية‬
‫‪,‬ا‪.‬‬
‫‪,‬وين األن‪,‬‬
‫الثانوية‪ ،‬كذلك التحويل الستثمار المواضيع بالتقمص ساعد بجزء هام في تك‪,‬‬
‫إذن األنا ناتج عن ترسب استثمارات المواضيع المفقودة ويحتوي من جهة أخرى ت‪,,‬اريخ‬
‫اختياره للموضوع وفي هذا القياس يمكن اعتبار أّن األنا ناتج عن سلس‪,,‬لة من الس‪,,‬مات‬

‫‪84‬‬
‫للموضوع التي سجلت ال شعوريا‪ ،‬إذن األنا يأخذ سمات الموضوع ‪،‬وأخ‪,,‬يرا ي‪,,‬رى أّن‬
‫‪,‬ونت‬
‫‪,‬ورة تك‪,‬‬
‫‪,‬ذه الص‪,‬‬
‫النرجسية الثانوية تعرف كاستثمار ليبيدي جنسي لصورة األنا‪ ،‬ه‪,‬‬
‫بتقمص األنا لصور المواضيع‪.‬‬
‫)‪ S.Freud ,(1917‬في مقالته وانطالقا من نظرية النرجسية حاول الرد على سؤال‬
‫اختيار المرض لماذا يصبح مثال هستيري وليس بارانويا‪ ،‬فالعص‪,,‬ابي يحتفض بعالق‪,,‬ة‬
‫غلمية مع المواضيع بواسطة االستهامات‪ ،‬في حين أنه في حالة العته المبك‪,,‬ر والفص‪,,‬ام‬
‫‪,‬دو‬
‫‪,‬اع الليبي‪,‬‬
‫األفراد يسحبون الليبيدو من أفراد آخرين أو من العالم الخارجي بمعنى انقط‪,‬‬
‫متعلق باالستهامات لبعض من أجزاء الموضوع حيث يقوم باستبدال المواضيع الحقيقي‪,,‬ة‬
‫بالمواضيع الخيالية المرتبطة بذكرياته‪.‬‬
‫كما وصف حالة توهم المرض أو المرض العضوي‪ ،‬أين المريض يسحب تدريجيا‬
‫كل فوائده الليبيدية من العالم الخارجي ومن مواضيع الحب‪ ،‬في حين يتراجع الليبيدو إلى‬
‫أناه‪ ،‬توهم المرض أين المريض يستثمر منطقة من جسده التي تأخذ قيمة لعضو جنس‪,,‬ي‪،‬‬
‫‪,‬تثمر‬
‫‪,‬م مس‪,‬‬
‫‪,‬زء من الجس‪,‬‬
‫لديه الملكية العامة لكل األعضاء كما أنه يمكن أن يكون أي ج‪,‬‬
‫كعضو تناسلي مؤلم حساس وفي هذه الحالة أيضا الليبيدو يتوقف عن الحركة‪.‬‬

‫‪ .3‬النرجسيــة بعد أعمــال ‪S. Freud‬‬

‫بعدما كان التفكيرمنصب فقط على األنا في مفهوم النرجسية أدى ذلك بأصحاب‬
‫التحليل النفسي األنجلوسكسون بإدخال مفهوم الذات وإضافته إلى مفهوم األنا محاولين من‬
‫خالل هذا المفهوم الجديد تفسير بعض المشاكل النفسية ‪.‬‬
‫مفهوم الذات أخذ إهتمام مختلف العلماء حيث نجد ‪ E.Jacobson‬إستعمل مفهوم "‬
‫الذات األولية النفسية الفسيولوجية" ‪ ،‬وإستعمل ‪ E.Erikson‬مفهوم " الهوية " ‪ ،‬كما أخ‪,,‬ذ‬
‫هذا المفهوم ببعض العلماء منهم (‪ H.Guntrip,)1968‬إلى تجريد الليبيدو من الجنسية‬

‫‪85‬‬
‫واستبدل األنا الفرويدي بالذات الطبيعية األولية التي تتطور وتكتمل ح‪,,‬تى تص‪,,‬بح ذات‬
‫‪,‬اح‬
‫‪,‬ا " كإلح‪,‬‬
‫كاملة ‪ ،‬وأيضا تصور أخر للذات من خالل تعريف ‪H.Hartmann‬على أنه‪,‬‬
‫تمثيلي لإلستثمارات النرجسية " ‪.‬‬
‫بالنسبة لــ (‪ B.Grunberger,)1971‬إقترح إضافة مفهوم النرجسية كهيئة رابعة‬
‫إلى هيئات الجهاز النفسي ( األنا ‪ ،‬الهو ‪ ،‬األنا األعلى ) ‪.‬‬
‫عرف النرجسية كإستثمار ليبيدي للذات وليس لألنا ‪،‬هذا‬ ‫(‪H.Hartman,)1950‬‬

‫‪,‬ة على‬
‫‪,‬ية داخلي‪,‬‬
‫اإلسثمار الليبيدي ينمي أيضا العالقات بين الذات وبين بنيات أخرى نفس‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫مستوى األنا ‪ ،‬األنا األعلى والهو ‪ .‬وحسب ‪ O.Kernberg‬الذات هي بنية نفسية داخلي‪,‬‬
‫تتكون من تصورات متعددة للذات وميول عاطفية التي تخص‪,,‬ها ‪ ،‬ورأى في النرجس‪,,‬ية‬
‫العادية هناك بنية أدمجت العناصر المسثمرة بطريقة ليبيدية أو عدوانية ‪،‬وهذه اإلندماجية‬
‫للحب والكره غير مسؤولة على ما يسمى بـــ" القدرة على الحب العادي " ‪.‬‬
‫تصورات الذات هي بنيات معرفية وعاطفية التي تترجم إدراك الشخص لنفسه في‬
‫‪,‬ورات‬
‫‪,‬ع تص‪,‬‬
‫‪,‬تهامية م‪,‬‬
‫تفاعالت الواقعية مع أشخاص أخرين مهمين وفي تفاعالته اإلس‪,‬‬
‫داخلية لتلك األشخاص أي مع تصورات الموضوع ‪.‬‬
‫الذات هي جزء من األنا وأيضا تمثل جزء من تصورات الموضوع والصور المثالية‬
‫‪,‬تدخال‬
‫‪,‬رف ‪" O.Kernberg‬كإس‪,‬‬
‫للذات والموضوع ‪ ،‬كما عرفت النرجسية أيضا من ط‪,‬‬
‫لتصورات الذات واألخر"‪F.Neau,) 2013(.‬‬

‫إقترح إضافة نظرية للنرجسية مكملة لما جاء به ‪ S.Freud‬وحسب‬ ‫(‪H.Kohut,)1971‬‬

‫اإلطار السيكوباثولوجي قسم التنظيمات البينية والذهان أين الذات تتواج‪,,‬د في إنج‪,,‬راح‬
‫ومجزئة وشخصيات نرجسية أين الذات تتقرب نسبيا من اإلستقرار ‪.‬‬
‫كما برزت إسهمات وأعمال العديد من العلماء في توضيح مفهوم النرجسية وربطت‬
‫بمفاهيم متعددة مثل الذات الحقيقية والذات المزيفة أو الخاطئة ‪ D.W Winnicott‬و ركز‬
‫‪,‬كل‬
‫‪,‬ا كش‪,‬‬
‫على العالقة األولية مع المحيط خاصة األم في توجيهيها لهذه الذات ويبقى األن‪,‬‬

‫‪86‬‬
‫ثابت ينعش بفضل هذه األخيرة ( الذات)‪ ،‬إلى ذلك برزت أعمال ‪ J. Lacan‬من خالل‬
‫دراسة حالة ‪ Aimée‬جعلت ‪ J. Lacan‬يقوم بتأسيس السيرورات الضرورية لتكوين األنا‪،‬‬
‫ولتتبع هذا البحث أدى به إلى تأسيس نظرية " مرحـــلة المــرآة " سنة ‪ 1936‬والتي‬
‫قدمت أيضا ميالد األنا ومن خصائصها هو أن األنا يرتبط بصورة الجسم‪ ،‬الطفل ي‪,,‬رى‬
‫صورته كلية منعكسة في المرآة‪ ،‬لكن يوجد تعارض بين هذه النظرة الكلية لشكل جس‪,,‬مه‬
‫الذي يساهم في تكوين األنا وحالة التبعية والعجز الحالي الذي يتواجد في الواقع‪ ،‬هنا يشير‬
‫‪ J. Lacan‬إلى النضج ما قبل األوان حيث نجد الطفل يحس نفسه مجزأ وفي نفس الوقت‬
‫مستحوذ مفتون بهذه الصورة في المرآة وهي بالنسبة له صورة مثالية والتي لم يس‪,,‬تطيع‬
‫أبدا االتصال بها‪.‬‬
‫الطفل يتقمص مع هذه الصورة ويتجمد في وضعية ويأخذ هذه الصورة ويستخلص‬
‫‪J.‬‬ ‫‪,‬ماها ‪Lacan‬‬ ‫أّن " الصورة‪ ،‬أنا " مع أّن هذه الصورة تتواجد خارج عنه وهذا م‪,‬‬
‫‪,‬ا س‪,‬‬
‫‪,‬ر‪ .‬إذن‬
‫‪,‬ورة اآلخ‪,‬‬
‫التقمص األساسي لصورة مثالية الذات وبالتالي فاألنا يتك ‪ّ,‬و ن من ص‪,‬‬
‫نستنتج أّن اآلخر هو المرآة‪ ،‬الطفل يتنافس مع صورة ذاته في المرآة‪ ،‬وهذا التقمص م‪,,‬ع‬
‫الصورة يهيئ تقمص لآلخر‪ .‬إذن يتنافس مع صورة األخر‪ ،‬وهنا األخر يملك ص‪,,‬ورته‪،‬‬
‫وجسم اآلخر هو صورته‪.‬‬

‫وفي هذه الفترة التي امتدت من ‪ J. Lacan 1953 – 1932‬أنشأ نظريته للنرجسية‬
‫انطالقا من بحوث مخصصة حول البارانويا‪ ،‬تكوين األنا والعدوانية فمن خالل ذلك صاغ‬
‫عّدة فرضيات جديدة‪.‬‬
‫األنا يتقلص إلى نرجسية‪ ،‬دون تأثيرات خارجية في إطار نظام إدراك‪ ،‬الوعي األنا‬
‫ليس آخر لهذا االستحواذ الخيالي الذي يمّيز النرجسية‪ ،‬مرحلة المرآة توجد موضوعة في‬
‫ميالد أيضا األنا‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫النرجسية والعدوانية تكونت في نفس الوقت الذي يمثل فيه تكوين األنا في صورة‬
‫‪,‬نة ‪1922‬‬
‫‪,‬ه س‪,‬‬
‫‪,‬ذا في مقالت‪,‬‬
‫‪,‬تين مختلفين وه‪,‬‬
‫اآلخر‪ ،‬فبالنسبة ‪ S.Freud‬وضعهما في وق‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ذه الدراس‪,‬‬
‫العدوانية أوال ثم تتحول إلى حب باختيار الموضوع النرجسي‪ ،‬من خالل ه‪,‬‬
‫توصل ‪ J. Lacan‬إلى خاصية عامة تقول أّن األنا يملك بنية هذائية ‪ Paranoïaque‬هو‬
‫مكان للتجاهل بمعنى ال أعرف ما هو في ذاتي‪ ،‬أراه في الخارج عند اآلخر‪.‬‬
‫‪ J.Lacan‬أتبع تأملــه حول العالقة مع النظير‪ ،‬في التقمص النرجســي م‪,,‬ع‬
‫اآلخــر‪ ،‬الطفل يوجد مفتون‪ ،‬مستحوذ بصورة األخر ال‪,,‬ذي مث‪,,‬ل وض‪,,‬عية التحكم‪،‬‬
‫يفترض أنه يرى صورة أخاه الصغير في حالة رضيع لثدي األم‪ ،‬وفي هذه الصورة لآلخر‬
‫‪,‬ر‬
‫‪,‬ة تظه‪,‬‬
‫‪,‬ر‪ ،‬رغب‪,‬‬
‫الطفل إذن يؤسس ويتعرف على رغبته الخاصة‪ ،‬ألنه سيتقمص اآلخ‪,‬‬
‫كرغبة لآلخر‪.‬‬
‫الصورة النرجسية تتكّو ن من شروط ظهور الرغبة والتعرف عليها وبالت‪,,‬الي فهي‬
‫المسؤولة عن ظهور الرغبة‪.‬‬
‫العالقة الثنائية مع النظير‪ ،‬الطفل مستحوذ عبر صورة اآلخر‪ ،‬وي‪,,‬رى رغبت‪,,‬ه في‬
‫اآلخر‪ ،‬في نفس الوقت ينشأ توثر‪ ،‬لذلك البد من تحطيم هذا األخر الذي هو نفسه‪ ،‬ته‪,,‬ديم‬
‫من يمثل مركز االغتراب‪ ،‬يرى ضبطه وتحكمه ورغبته محققة في اآلخر‪ ،‬وينشأ عن هذه‬
‫الرغبة‪ ،‬رغبة قتل اآلخر‪ ،‬بحيث ال توجد نتيجة مرضية بين األنا واألنا المثالي‪.‬‬
‫مثالية األنا تدمج السمات الرمزية لتكون الوساطة في العالقة الثنائية التخيلية‪،‬‬
‫الرمزي يصل إلى أن يتطلب على التخيلي مثالية األنا حول األنا‪.‬‬
‫انطالقا من ‪ J.Lacan ،1960‬راجع إلى جدلية مع مرحلة المرآة والحظ أّن نظ‪,‬‬
‫‪,‬رة‬
‫صورة اآلخر لوحدها ال تكفي في تكوين الصورة الجسمية مثال األعمى‪ ،‬وبالتالي البد من‬
‫وجود ثغرة في صورة اآلخر أستطيع رؤية صورتي في المرأة ولكن ال يمكن‪,,‬ني أن أرى‬
‫صورة نظيري‪ ،‬ومنه فإّن صورتي التي أراها في اآلخر غير كاملة‪ ،‬تبقى مثغرة ‪Trouée‬‬

‫‪,‬ماها ‪ J.Lacan‬بــ ‪Phallus‬‬


‫عبر األخر ألنه كائن نزوي‪ ،‬وهذه الثغرة في الصورة س‪,‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ imaginaire‬وأمام هذه الثغرة يظهر القلق كأّن الموضوع النزوي ال يق‪,,‬دم أو ال يظه‪,,‬ر‬
‫مجردا بل مكسوا بالصورة‪ ،‬وبالتالي النرجسية تأتي إلعطاء لباسها للموضوع ال‪,,‬نزوي‪،‬‬
‫إذن األنا‪ ،‬النرجسية يشمالن على مجموع الصور المستمرة التي تدور حول النقص‪ ،‬فهي‬
‫تركيب حول الثغرة‪ ،‬وهذه الثغرة تكون سبب تركيب النرجسية‪.‬‬
‫رجع (‪ G.Rosolato,)1976‬إلى االزدواجية النرجسية واعتبر االزدواج أساسي في‬
‫الخبرات التناظرية وأصل مختلف االنشطار التي تكون الهيئات النفسية ‪ ،‬انشطار بين األنا‬
‫المثالي ومثالية األنا ‪ ،‬انشطار بين األنا والفرد ‪ ،‬األنا يكون تصورات ال‪,,‬ذات ‪ ،‬جس‪,,‬مية‬
‫‪,‬فه‬
‫‪,‬زدوج وص‪,‬‬
‫‪,‬الي الم‪,‬‬
‫ونفسية ‪ ،‬مكتسبة ومتعلمة ‪ ،‬شعورية غير شعورية ‪.‬واألنا المث‪,‬‬
‫‪,‬ورة‬
‫‪,‬ه الص‪,‬‬
‫‪,‬الي نفس‪,‬‬
‫‪H.Kohut‬من قبل تحت شكل إكلينيكي باألنا المفخم وهذا األنا المث‪,‬‬
‫الحالية المرغوبة أنتجت من خالل المثالية المستقلة أو األبوية والتي ممكن إسقاطها على‬
‫سند " موضوع لالسقاط النرجسي " ‪. G.Rosolato‬‬

‫‪.4‬النرجسية العادية والمرضية ‪:‬نرجسية الحياة ونرجسية الموت‬

‫عبر ‪ G.Rosolato‬عن ما سماه بظاهرة الحدود ‪ ،‬االنسحاب االستثمار الليبيدو على‬


‫األنا‪ ،‬هذا النكوص يمكن تكوين طبقة التي تس‪,,‬مح ب‪,,‬التخلص من البحث اإلتك‪,,‬الي عن‬
‫الموضوع ‪.‬كما يمكن أن يقود ذلك إلى رفض الموضوع وإلى حد قتله من خالل العزل ‪.‬‬
‫بالنسبة لــ (‪ A.Green,)1983‬وصف النرجسية بوجهين وسماها بنرجسية الحياة‬
‫ونرجسية الموت ورجع إلى العالقة القائمة بين النرجسية ونزوة الموت والذي عبر عن‪,,‬ه‬
‫‪ S.Freud‬في ثنائية بين اإليروس والثتانوس اللذان يجتمعان تحت طاقة واح‪,,‬دة ليبيدي‪,,‬ة‬
‫‪,‬لبية‬
‫‪,‬ية الس‪,‬‬
‫واحدة في الصراع النفسي كما اقترح ‪ A.Green‬التفكير تحت مفهوم النرجس‪,‬‬
‫والنرجسية االيجابية ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪,‬ومي أولي بين‬
‫‪,‬وع أم‪,‬‬
‫‪,‬ع موض‪,‬‬
‫النرجسية السلبية تسمح بالربط بين نزوة الموت م‪,‬‬
‫الحضور والغياب ‪ ،‬ويضيف أن النرجسية السلبية تقدم نزوات الموت تحت سيطرة مب‪,,‬دأ‬
‫‪,‬وت‬
‫‪,‬امح إلى الم‪,‬‬
‫‪,‬فر‪،‬ط‪,‬‬
‫نرفانة التي تتجه إلى حد إضعافها لكل الليبيدو إلى مستوى الص‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ية األولي‪,‬‬
‫‪,‬ة والنرجس‪,‬‬
‫النفسي ‪،‬إلى هنا التفكك الذي يجزأ األنا و يأخذه إلى الغلمة الذاتي‪,‬‬
‫المطلقة للحصول على الراحة والموت الخلقي ‪.‬‬
‫أما النرجسية االيجابية تظهر االستثمار الليبيدي لألنا من خالل نزواته‪،‬تدعم هدفها‬
‫‪,‬تقاللية‬
‫‪,‬ذه االس‪,‬‬
‫‪,‬تقال ‪ ،‬وه‪,‬‬
‫من خالل توحيد وحيادية الموضوع أين األنا يكون كذلك مس‪,‬‬
‫بالرغم من أنها قيمة إال أنها تحذر من فقدان الموضوع ‪.‬‬
‫يقول ‪ " A.Green‬األنا ال يمكنه أبدا تعويض كليا الموضوع "‪F.Neau,) 39 : 2013( .‬‬

‫‪.5‬النرجسية وعلم النفس المرضي (السيكوباثولوجية)‬

‫‪.5-1‬النرجسية والعصابات‬
‫ربط ‪S.Freud‬النرجسية بقلق الخصاء أي من خالل اهتمامهم بالعضو النرجسي‬
‫‪,‬اء ‪،‬‬
‫وهذا الجزء من النرجسية المتمثل في القضيب‪ ،‬يظهر تحكم نرجسي إلشكالية الخص‪,‬‬
‫وزن التشكيالت المثالية في تكوين الصراع النفسي الداخلي بين مختلف تكوين‪,,‬ات األن‪,,‬ا‬
‫وخاصة مع األنا األعلى‪.‬‬
‫واحتل مكانة هامة من خالل ما سماه (‪ " D.Widlocher,)1994‬تنظيم نرجسي" في‬
‫وضح الدور المحدد ال‪,,‬تي‬ ‫العصاب ‪.‬ومن وجهة نظر السيكوباثولوجية ‪D.Widlocher‬‬

‫تلعبه التكوينات النرجسية الالشعورية تشبث نرجسي على تصورات ال‪,,‬ذات في عالق‪,,‬ة‬
‫رهابية بالموضوع في الهيستريا ‪ ،‬التكوين المفخم والسادي في العصاب الوسواسي‪.‬‬

‫‪.5-2‬النرجسية والذهانات‬
‫العالقة بين النرجسية والذهان أثارت اهتمامات وبحث العديد من الباحثين ‪ ،‬لكن‬
‫هناك تناقضات وكانت البداية لدراسة حالة ‪ Schreber‬والسويداء وظهر في الذهان إفراط‬
‫‪90‬‬
‫أن الذهانين يعرفن بعدم الكفاية النرجسية والميل إلى ض‪,,‬د‬ ‫في النرجسية رأى ‪Federn‬‬

‫االستثمار النرجسي بالتساوي مع ضد االستثمار الموضوعي ‪.‬‬


‫كما وضع (‪ G.Rosolato,)1976‬من خالل ما إستنتجه ‪ S.Freud‬من دراسته السابقة‬
‫‪,‬امات‬
‫‪,‬ة للفص‪,‬‬
‫لحالة السويداء ‪ ،‬االنسحاب الليبيدو على األنا الذي تميزه النرجسية المطلق‪,‬‬
‫األكثر خطورة في األشكال الهيبفرينية أو الفصام الكتاتوني ( التخشبي) ‪ ،‬أين الموضوع‬
‫غير مستثمر كليا ويشمل الموضوع الجسدي والتدمير الذي يخص التوظيف النفسي ذاته ‪،‬‬
‫إذن الميزة األساسية للذهان هي ضد االستثمار النرجسي ‪.‬‬
‫"نجد في السويداء االنسحاب الليبيدو والتشبث بالموضوع يكون حادا إلى حد أين نجد‬
‫(‪,) 45: 2013‬‬ ‫األنا محتل من خالل ظل الموضوع الذي يشبع بفض‪,,‬ل االس‪,,‬تدخال"‬
‫‪F.Neau‬‬

‫(‪ " J.C.Rolland,)68: 1998‬في البارانويا االنسحاب النرجسي شرطا أساسيا‬


‫‪,‬د‬
‫‪,‬ا ض‪,‬‬
‫‪,‬ارس على األن‪,‬‬
‫‪,‬ره يم‪,‬‬
‫لإلسقاط‪.‬إلى هنا النواة النرجسية تكون أكثر شكال ‪ ،‬الك‪,‬‬
‫‪,‬ره‬
‫الموضوع الخارجي وهذا الكره يسقط إلى الخارج على الموضوع المضطهد وهنا الك‪,‬‬
‫يساهم في تأسيس وتشبث الموضوع كموضوع متمايز عن األنا " ‪.‬‬

‫‪ .5-3‬النرجسية والتنظيمات البينية‬


‫التقديم الفرويدي لمفهوم األنا كموضوع لالستثمار وكمخزن ليبيدي ‪ ،‬هو ‪ /‬الحدود‬
‫ومع المفهوم الجديد للثنائية النزوات األنا ‪ /‬ليبيد الموضوع ‪ ،‬صراع بين ليبيدو نرجس‪,,‬ي‬
‫وليبيدو الموضوع ‪.‬النرجسية األولية وضحت مباشرة استنتاجات ونظريات و اإلكلينيكية‬
‫حول التوظيف البيني والمسجلة في البحث عن الحدود ‪ ،‬التبعي‪,,‬ة للموض‪,,‬وع والك‪,,‬ره‪.‬‬
‫)‪C.Chabert ,(1998‬‬
‫حسب (‪J.Bergeret,)1970‬البنية النفسية للحياة تعرف على أساس تطورها ‪ ،‬الحالة‬
‫البينية تظهر كمرض للنرجسية ‪ ،‬هذه المرضية نتيجة لصدمة هامة واضطرابا تعرض له‬

‫‪91‬‬
‫األنا قبل أن يصل إلى مرحلة األوديب العادية ‪ ،‬شدة الصدمة النفسية المبكرة ودرجة عدم‬
‫نضج األنا في الحالة البينية‪.‬‬

‫البنية النرجسية يمكن أن تجتمع مع تنظيم بيني للشخصية ‪ .O.Kernberg‬والشخصية‬


‫النرجسية تشكل حسب وحدة تشخيصية قطيعة التي تتميز بثتبتها على صور بدائية للذات‬
‫المفخمة و‪ /‬أوعلى مواضيع بدائية مقدرة ومستثمرة نرجسيا ‪،‬كما أن التضاد بين ال‪,,‬ذات‬
‫المفخمة إستهاميا المستثمرة بإفراط على نمط مفخم وإحس‪,‬اس داخلي وش‪,‬عور ب‪,‬الفراغ‬
‫ينقص إستثمار الموضوع واللذة‪ ،‬التي يرافقها البعد الباثولوجي لهذا التنظيم ‪.‬‬
‫كما قام (‪ H.Kohut,)1971‬بالتمييز بين الذات المستقرة للنرجسين والذات المدمرة‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬بة ل‪,‬‬
‫للتنظيم البيني‪.‬هو األخر وضع تمييز بين التنظيم النرجسي والتنظيم البيني وبالنس‪,‬‬
‫المرضية النرجسية ناتجة عن تمايز سيء بين الهيئات النفسية األنا ‪/‬الهو ‪ /‬األن‪,,‬ا األعلى‬
‫بفعل تكثف النزوات العدوانية البيدائية ‪.‬‬
‫ومن خصائص التوظيف النرجسي هو التفوق الذي يشمل الصراع النرجسي على‬
‫‪,‬ادي‬
‫‪,‬دم التنظيم االقتص‪,‬‬
‫الصراع الموضوعي (‪ .F.Neau,) 49: 2013‬وخلل التوازن وع‪,‬‬
‫وفشل الحركية الدفاعية مما يجعل الفرد يسير نحو األشكال المرضية النرجسية‪.‬‬
‫ولمعرفة كيف تتميز الشخصيات النرجسية بالتركيز على أعمال كل من ‪G.Rosolato‬‬

‫و ‪ C.Chabert‬حيث وضعوا ثالثة محاور أساسية للنرجسية‪ :‬استبدال الحب النرجس‪,,‬ي‬


‫‪,‬ذات‬
‫‪,‬ة ال‪,‬‬
‫‪,‬ورة مثالي‪,‬‬
‫بالحب الموضوعي ‪ ،‬االفتتان بصورة الذات مع البحث الولهان لص‪,‬‬
‫والزمة ذلك التهديد بالموت ‪ ،‬موت الموضوع ضد استثمار إلى حد االختفاء ‪ ،‬س‪,,‬اهم في‬
‫اختفاء الفرد نفسه ‪.‬‬

‫‪ .5-3-1‬االنسحاب الليبيدو والحب النرجسي‬


‫هذه الشخصيات تعيش في انعزال وفي الالمباالة باألخر ‪ ،‬وال تحتاج إلى األخر ‪،‬‬
‫تعارض مع األفراد الذين يتميزون بالتوظيف البيني ‪ ،‬تعيش في اكتفائية تحت ملك الكفاية‬
‫‪92‬‬
‫الذاتية ورفض للعالم الخارجي ‪ ،‬ال تستمر في الحياة العالئقية ‪ ،‬تجمد للتهيج النزوي لكي‬
‫تستطيع أن تظهر أو أيضا في العالقة التناظرية أين يمكن لألخر أن يظهر في ازدواجي‪,,‬ة‬
‫في هذه العالقة ‪.‬‬

‫" االنسحاب الليبيدو من الموضوع وارتداده على األنا يكون مصدرا للذة في الممارسة‬
‫للتفكير أو في التلذذ " ‪F.Neau,) 50: 2013(.‬‬

‫ويأخذ هذا االنسحاب وظيفة الترميم الذاتي الحيوي ليسمح للحركات االستدخال ‪:‬استدخال‬
‫األم من خالل هذه القدرة على أن يكون وحيدا )‪ D.W Winnicott ,(1953‬و إجتياف‬
‫الموضوع في الوضعية االكتئابية حسب )‪.M.Klein ,(1934‬‬

‫‪ .5-3-2‬المــثاليـــــة‬
‫المثالية وصفها (‪ G.Rosolato,)1976‬بـــ " مثيل الرفض " ناتجة عن االنسحاب‬
‫الليبيدو من الموضوع على األنا والذي يسمح لبروز كل الملذات‪ .‬الموضوع نفس‪,,‬ه يمكن‬
‫‪,‬رورة‬
‫أن يكون مثالي كموضوع اإلسقاط النرجسي االفتتان بالصورة المثالية للذات بالض‪,‬‬
‫سوف يصطدم بمقاربة بين األنا واألنا المثالي أو بين األنا وازدواج الموضوع االسقاطي‬
‫النرجسي ‪،‬هذه المقارنة تصبح مجابهة والتي سماها ك‪,,‬ل من ‪O.Kernberg‬و ‪H.Kohut‬‬

‫بــ " الوله النرجسي " ‪ ،‬مجابهة االزدواج أو الهيئة المثالية يهدد فعل الهوية واندماجية‬
‫الفرد ما يؤدي إلى خلق عدوانية قاتلة ودائما ذات شخصية نرجسية‪.‬‬

‫‪.5-3-3‬النرجسية واالكتئاب‬

‫‪93‬‬
‫يرى أن في االكتئاب الذي يميزه فقدان الموضوع وجود إلى جانب ذلك جرح‬
‫نرجسي وهذا نتيجة لالزدواج النرجسي والذي يرجع لفقدان شيء محب أو فقدان الق‪,,‬وى‬
‫الحيوية للمسن أو المريض ‪ ،‬انقطاع العالقة بالموضوع المثالي المفضل والذي يمثل أصل‬
‫االكتئاب ‪.‬‬
‫اختالل بين األنا واألنا المثالي والواقع ‪ ،‬مثالية األنا ‪ ،‬أين األنا يساهم في جلب‬
‫المعاناة الخاصة باالكتئاب ‪ ،‬سلطة المثاليات و إشباعها في حالة ج‪,,‬رح بع‪,,‬د الص‪,,‬دمة‬
‫واإلحساس بالنقص ‪.‬‬
‫يبقى الفرد محصور في االزدواجية النرجسية ‪،‬أين نجد العدوانية تلعب دور هام‬
‫بحيث تصبح مدمرة وهذا ما يظهر في القتل أو االنتحار ‪،‬واالكتئاب أيضا وقت االجتياف‬
‫الذي يسمح ببروز النشاط االستهامي وإستدخال الصراعات ‪.‬‬

‫‪ .6‬الموضوع‬

‫يأخذ مصطلح الموضوع العديد من التعبيرات وخاصة في مجال التحليل النفسي‬


‫مثل‪ :‬حب الموضوع‪،‬فقدان الموضوع ‪،‬عالقة الموضوع‪،‬اختيار الموضوع وتشتق ه‪,,‬ذه‬
‫‪,‬نزوة‬
‫‪,‬وم ال‪,‬‬
‫‪,‬ي من مفه‪,‬‬
‫‪,‬ل النفس‪,‬‬
‫‪,‬وع في التحلي‪,‬‬
‫االستعماالت المتنوعة لمصطلح الموض‪,‬‬
‫الفرويـــدي‪ ،‬وميــز )‪ S. Freud ,(1905‬ما بين الموضوع والهدف فسمى‬
‫الموضوع الجنسي ذاك الشخص الذي يمارس جاذبية جنسية ‪،‬أما الهدف الجنسي ذاك الفعل‬
‫الذي تدفع النزوة إليه‪ ،‬وأكد أيضا على التمييز بين الموضوع والنزوة من خالل التعريف‬
‫الذي وضعه لكل منهما فالنزوة هو ما يمكن للنزوة أن تصل به ومن خالل‪,,‬ه إلى ه‪,,‬دفها‬
‫‪94‬‬
‫وعرف الموضوع على أنه العنصر األكثر تقلبا في النزوة ‪،‬إذ أنه ال يرتبط بها في األصل‬
‫‪،‬ولكنه ال ينتظم فيها إال انطالقا من قدرته على إتاحة اإلشباع‪.‬وبالنسبة للموضوع ال‪,,‬ذي‬
‫‪,‬م‬
‫‪,‬ذي يتس‪,‬‬
‫‪,‬ك وال‪,‬‬
‫‪,‬ل ذل‪,‬‬
‫يمكنه إشباع النزوة هو الموضوع النزوي وحده القادر على فع‪,‬‬
‫بمحددات خاصة بكل فرد تتعلق بتاريخه الطفولي ‪.‬‬
‫استعمل مفهوم الموضوع النزوي الفرويدي انطالقا من تحليل النزوات الجنسية وذلك‬
‫في كتاب " ثالث مقاالت حول نظرية الجنسية عام ‪ 1905‬ثم بين ‪ S. Freud‬أن النزوات‬
‫الجنسية تنشط وظيفيا من خالل االستناد إلى نزوات حفظ الذات ‪ ،‬فإن الموض‪,,‬وع بلغ‪,,‬ة‬
‫نزوة حفظ الذات هو ما يغذي ويصبح بلغة النزوة الفمية هو ما يمكن إدماجه مع كل م‪,,‬ا‬
‫يتضمن اإلدماج من بعد هوامي ‪.‬‬
‫كما يؤكد على أن ليس من الضرورة في التحليل النفسي أخذ فكرة الموضوع‬
‫بالرجوع إلى النزوة وحدها ‪،‬إذ تدل فكرة الموضوع أيضا على ما يشكل بالنسبة للشخص‬
‫موضوع جاذبية ‪،‬أو موضوع حب وبشكل عام على ما ي‪,,‬دل على ش‪,,‬خص كامــل‬
‫ويضيف أيضــا على أن اختيار الموضوع يرجع لعالقة الشخص بموضوعات حبه " ال‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬وعاتها ‪،‬ب‪,‬‬
‫يمكن استعمال مصطلحات الحب الكره في وصف عالقات النزوات بموض‪,‬‬
‫يجب تخصيصها لوصف عالقات األنا الكلي بموضوعاته " )‪.S. Freud , (1915‬‬

‫إذن الموضوع الجزئي هو موضوع النزوة الذي يكون موضوعا ما قبل تناسلي‬
‫والموضوع الكلي هو موضوع الحب الذي يكون أساسا موضوعا تناسليا ‪،‬وهذا ما يمر به‬
‫الشخص من منظور تكويني للنمو النفسي الجنسي وهذا بفضل مكملة تدريجية ل‪,,‬نزوات‬
‫الجزئية ضمن التنظيم التناسلي ‪ ،‬مع أن التمييز ما بين الموضوع النزوي الج‪,,‬زئي وبين‬
‫موضوع الحب يطرح إشكالية أساسية تمثل في كون الموضوع الجزئي يمكن أن يك‪,,‬ون‬
‫قطبا من أقطاب النزوة الجنسية التي ال يمكن تجاوزها ‪ ،‬أي الموضوع الكلي ال يمكن أن‬
‫يكون بدون مضامين نرجسية ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫األنا يعرف نفسه في النرجسية كموضوع حب ‪،‬حتى أنه يمكن اتخاذه كنموذج أولي‬
‫لموضوع ‪،‬كما يبرز ذلك في االختيار النرجسي )‪S. Freud , (1914‬‬

‫‪ .7‬عالقة الموضوع‬
‫حسب )‪ J.Laplanche et B.Pontalis ,(1985‬يشيع استخدام هذا المصطلح كثيرا في‬
‫التحليل النفسي المعاصر للداللة على أسلوب عالقة الشخص مع عالمه‪ ،‬هذه العالق‪,,‬ة هي‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ة في درج‪,‬‬
‫‪,‬ة متفاوت‪,‬‬
‫نتيجة معقدة وكلية لشكل ما من أشكال تنظيم الشخصية ‪،‬ولمقارب‪,‬‬
‫‪,‬ات‬
‫هواماتها للموضوعات ولشكل ما من أنماط الدفاع المفضلة ‪،‬يجري الحديث عن عالق‪,‬‬
‫موضوع شخص معين وكذلك عن أنماط من عالقات لموضوع تميل إم‪,,‬ا إلى لحظ‪,,‬ات‬
‫تطورية من مثل عالقة الموضوع الفمية‪ ،‬أو إلى علم النفس المرضي من مث‪,,‬ل عالق‪,,‬ة‬
‫الموضوع السوداوية‪ ،‬وبصفة عامة تعرف على أنها نوع العالقة التي يكونها الطفل م‪,,‬ع‬
‫محيطه‪.‬‬

‫‪ .8‬اختيار الموضوع‬

‫تنوع اختيارات الموضوع إلى نمطين كبيرين هما اختيار الموض‪,,‬وع باالس‪,,‬تناد‪،‬‬
‫واختيار الموضوع النرجسي‪.‬‬

‫‪ .8-1‬اختيار الموضوع باالستناد‬


‫‪,‬ور‬
‫‪,‬رار للص‪,‬‬
‫ينتقي موضوع الحب في هذا النمط من اختيار الموضوع على غ‪,‬‬
‫الوالدية باعتبارها تؤمن للطفل الغذاء والعناية والحماية ويستمد هذا النمط أساسه من كون‬
‫‪,‬ظ‬
‫النزوات الجنسية تستند أصال إلى نزوات حفظ الذات حيث يبين كيف تحدد وظائف حف‪,‬‬
‫الذات انطالقا من هذا االستناد أول موضوع للرغبة الجنسية ‪،‬وهو ثدي األم يتعلم الطف‪,,‬ل‬
‫الحقا أن يحب أشخاص آخرين يمدون له يد العون أثناء عجزه ويشبعون حاجاته ويتكون‬
‫‪96‬‬
‫‪,‬ا‪،‬‬
‫‪,‬داد له‪,‬‬
‫هذا الحب على غرار العالقات مع األم المرضعة خالل فترة الرضاعة‪ ،‬وكامت‪,‬‬
‫وهذا ما يوجه اختيار الموضوع الالحق للبلوغ الذي يتم تبعا لـ ‪ S.Freud‬باالستناد الوثيق‬
‫إلى صور األهل‪.‬‬
‫إننا نحب كما يقول )‪ S.Freud ,(1914‬تبعا لنمط اختيار الموضوع باالستناد كل من‬
‫المرأة التي تطعم‪ ،‬الرجل الذي يحمي وسلسلة األشخاص البديلين الذين يتحدرون عنهما‪.‬‬

‫وهكذا نرى أّن فكرة اختيار الموضوع باالستناد تتضمن في نفس ال‪,,‬وقت اس‪,,‬تناد‬
‫النزوات الجنسية إلى نزوات حفظ الذات على المستوى النزوي ‪،‬واختيار غراميا يقدم فيه‬
‫‪,‬وذج األول‬
‫‪,‬ه‪ ،‬النم‪,‬‬
‫‪,‬ه وحمايت‪,‬‬
‫‪,‬ة ب‪,‬‬
‫األشخاص الذين هم على صلة بتغذية الطفل والعناي‪,‬‬
‫للموضوع الجنسي الذي يحوز على الرضى على مستوى الموضوعات‪.‬‬

‫‪ .8-2‬اختيار الموضوع النرجسي‬


‫يتم االختيار في هذه الحالة على غرار عالقة الشخص بنفسه وحيث يمثل الموضوع‬
‫‪,‬د‬
‫المختار هذا المظهر أو ذاك من الشخص عينه وهذا ما ذكره )‪ S.Freud ,(1910‬عن‪,‬‬
‫الحاالت اللواطيين يختارون موضوع حبهم على غرار شخصهم نفسه‪ .‬ويتعارض اختيار‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬اج لعالق‪,‬‬
‫الموضوع النرجسي مع اختيار باالستناد في كون األول ليس مجرد إعادة انت‪,‬‬
‫‪S.Freud‬‬ ‫سابقة بل تشكيل لعالقة الموضوع على غرار عالقة الشخص بذاته‪ ،‬يق‪,,‬ول ‪,‬‬

‫)‪ (1914‬إننا نحب تبعا للنمط النرجسي ما نحن عليه أنفسنا ذاتها‪ ،‬ما كنا عليه‪ ،‬ما نود أن‬
‫نكونه‪ ،‬أومن كان يشكل جزءا من شخصنا الذاتي‪ .‬ومن خالل الفقرة األخيرة يستهدف ‪S.‬‬

‫‪ Freud‬الحب النرجسي الذي تكّنه األم لولدها والذي سبق له أن كان جزءا من شخصها‪.‬‬
‫‪,‬رأة‬
‫دائما وفي نفس مقالته ‪ 1914‬يبين اختيار الموضوع عند كال من الرجل والم‪,‬‬
‫حيث يرى أّن اختيار الموضوع عند الرجل الذي يتم عموما من خالل االستناد واختي‪,,‬ار‬
‫عند المرأة الذي يتم على األغلب نرجسيا‪ .‬ويصف ‪ S. Freud‬حالة تلك النسوة النرجسيات‬

‫‪97‬‬
‫اللواتي ال يحببن على وجه الدقة سوى أنفسهن بنفس حرارة حب الرجل لهن تقريبــا‬
‫إذن ال تدفعهن حاجتهن إلى الحب بل إال أن يكّن موضــوع الحــب‪.‬‬
‫أيضا فيما يخص اختيــــار الموضــــوع النرجســــي ‪S.Freud ,‬‬

‫)‪ (1915‬استحضر حالة أين المرأة تكتفي بذاتها وأطلق عليها اسم النرجسية األنثوية « ‪Le‬‬

‫‪,‬ذلك فهي‬
‫‪ » narcissime féminin‬وهي سمة ارتكاسية مرتبطة برغبة غير مرضية ول‪,‬‬
‫تلجأ إلى ذاتها وخاصة إلى جسمها تبحث على إيقاض الرغبة وإظهارها لتع‪,,‬ويض نقص‬
‫القضيب‪ ،‬إذن النرجسية تدرك كتوظيف لصورة الذات تحت شكل القضيب‪.‬‬

‫‪ .9‬مراحل تكوين الموضوع‬

‫)‪ R.Spitz ,(1958‬تعلــــق فــي أعمالــــه على إظهـــار تكوين‬


‫وتطور العالقات الموضوعية األولية حيث قسمها إلى ثالثة مراحل أساسية‪.‬‬
‫المرحلة ما قبل الغيرية ‪ Le Stade pré objectal‬أي يعيش الطفل حالة من الالتمايز‬
‫مقارنة مع محيطه‪ ،‬حالة التنظيم األولى أين الطفل ال يزال غير ق‪,,‬ادر على التمي‪,,‬يز بين‬
‫المواضيع حوله وبين ذاته‪.‬‬
‫مرحلة الموضوع المبشر ‪ Le Stade de l’objet Précurseur‬تشهد تحول حاسم في‬
‫‪,‬م‬
‫‪,‬ة أين يبتس‪,‬‬
‫النضج النفسي للطفل أين تتركز في الشهر الثالث من خالل استجابة خاص‪,‬‬
‫الطفل لوجه إنسان الذي يكون أمامه وفي حركة‪ ،‬ويتعرف على أي وجه كان‪ ،‬كما يتعرف‬
‫أيضا على شكل ‪ Gestalt‬أي مجموعة من الرموز‪ ،‬وتبقى هذه األشكال مرتبطة بوج‪,,‬ود‬
‫إنسان تجلب للطفل إشباع حاجاته وأيضا توفير الحماية‪.‬‬
‫المرحلة الغيرية ‪ Le Stade Objectal‬تتوجه نحو الشهر الثامن في تكوين عالقة‬
‫حقيقية مع موضوع ليبيدي خاصة األم وهي المرحلة األخيرة تطور العالقات الموضوعية‬
‫األولية وتعرف بظهور القلق وهنا يبدأ الطفل بالتمييز وجه األم مع الوجوه األخرى‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫فالبنسبة لـ ‪ R.Spitz‬األمر يتعلق بخيبة أمل الطفل في مواجهته لشخص غ‪,,‬ريب لم‬
‫‪,‬ار‬
‫‪,‬ع آث‪,‬‬
‫‪,‬ه م‪,‬‬
‫‪,‬ارن كوج‪,‬‬
‫يجد فيه أمه ويشعر بأنه حرم منها‪ ،‬فإدراك الشخص الغريب يق‪,‬‬
‫‪,‬وع‬ ‫الذاكرية لوجه األم‪ .‬إّن وظيفة التمييز تّدل على أّن الطفل قد حدد خي‪,‬‬
‫‪,‬اره على موض‪,‬‬
‫‪,‬ارة‬
‫‪,‬ة وبعب‪,‬‬
‫مفضل بمعزل عن كل المواضيع األخرى وأنه قام معه عالقات غيرية حقيقي‪,‬‬
‫أخرى لقد أصبحت األم موضوع ليبيديا مركزا ال يمكن مزجه مع أي موضوع آخر وهذه‬
‫الظاهرة الرئيسية في نمو العالقات الغيرية تّدل على ذوبان دوافع الليبيدية والعدوانية في‬
‫نفس الموضوع‪.‬‬
‫وبما أّن الذوبان الدوافعي على موضوع وحيد يجب أن يعاد إلى وظيفة التنسيق في‬
‫األنا ألّن ‪ R.Spitz‬يبين أّن حرمان أو تشجيع أحد الدافعين يجب أن يؤدي بالضرورة إلى‬
‫تشويه العالقات الغيرية‪ ،‬فألّن األم هي التي تحرم وتشجع‪ ،‬فسيكون سلوك األم هو ال‪,,‬ذي‬
‫يحدد الشكل الذي تتوصل إليه العالقات الغيرية‪.‬‬
‫‪R.Spitz‬‬ ‫ف‪ .‬شاهين‪ )1981( ،‬في كتابه التحليل النفسي للولد‪ ،‬أين يشير على تأكي‪,,‬د‬
‫على وجود األم والجو المطمئن الذي يخلقه هذا الوجود الذي يسمح بإدخال الممنوع‪,,‬ات‬
‫والمسموحات‪ ،‬ويضع الطفل على طري‪,‬ق النش‪,‬اطات االجتماعي‪,‬ة في اللعب والتربي‪,‬ة‬
‫واكتساب وظائف جديدة ذات طابع إدراكي‪ ،‬حركي‪ ،‬معرفي‪.‬‬
‫ودور األم ال يفهم فقط في إطار الطمأنينة ولكن أيضا في إمكانية التي توفرها لكل‬
‫تقمص الذي سوف يغير ويعّدل الصورة الجسدية والنمط العالئقي للطفل شيء فشيء من‬
‫خالل تقليد الحركات‪ .‬وهكذا أنشأ مجموعة رموز معينة تتعدى التمثل الحركي البسيط أو‬
‫اإليجابي ومجموعة الرموز هذه تنشأ على مستوى التجربة الجسدية المعاشة وتمكن الطفل‬
‫من التقمص بمواضيعه الليبيدية‪.‬‬

‫‪,‬ا في‬ ‫تحدد )‪ M.Klein ,(1934‬مراحل تكوين الموضوع الليبيدي وتأس‪,‬‬


‫‪,‬يس األن‪,‬‬
‫مرحلتين تتميز كل منها بنمط خاص من العالقة مع الموضوع وتغطي المرحل‪,,‬ة األولى‬

‫‪99‬‬
‫المسماة الموقف فصامي‪ ،‬برانويد ‪ Position Schizo –Paranoïde‬األشهر الثالث‪,‬ة أو‬
‫األربعة من الحياة والمرحلة الثانية حوالي الشهر الرابع وحتى نهاية السنة األولى‪ ،‬وه‪,,‬ذا‬
‫ما جاء في كتاب ف‪ .‬عباس‪ )1997( ،‬ففي المرحلة األولى يقيم الطفل الرضيع عالق‪,,‬ات‬
‫‪,‬اة‬
‫‪,‬زة الحي‪,‬‬
‫‪,‬ة غري‪,‬‬
‫مع موضوع جزئي وهو ثدي األم والذي تسقط عليه النزوات الليبيدي‪,‬‬
‫والنزوات العدوانية الصادية – الفمية‪.‬‬
‫وعليه يوزع ثدي األم إلى موضوع جيد وموضوع سيء فحين يكون الثدي مص‪,,‬در‬
‫إشباع اللذة‪ ،‬يصبح الثدي الجيد المحبوب ويوجه نزوة الحياة إلى الخارج وحين ال ي‪,,‬ؤمن‬
‫الثدي تلك اإلشباعات ويكون محبطا يصبح الثدي المكروه والمضطهد سندا لنزوة الموت‪،‬‬
‫وبذلك يحدث انشقاق األنا إلى أنا جيد وأنا سيء‪ ،‬ولكن الرضيع يخشى في هذه المرحلة أن‬
‫يباد من قبل الموضوع السيئ المجتاف والذي يسقط عليه نزواته العدوانية‪.‬‬
‫أّم ا المرحلة الثانية المسماة الموقف اإلنهياري تسمح بتنظيم أفضل إلدراكات الطفل‬
‫‪,‬راد‬
‫‪,‬ع أف‪,‬‬
‫بموقع نفسه على نحو أفضل وتدرك األم كشخص متمايز عنه ويقيم عالقات م‪,‬‬
‫‪,‬وع الكلي‬
‫‪,‬ة إلى الموض‪,‬‬
‫‪,‬ة والعدواني‪,‬‬
‫آخرين‪ ،‬ومن بعد ذلك سوف توجه النزوات الليبيدي‪,‬‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬بر الطف‪,‬‬
‫‪,‬ذا يخت‪,‬‬
‫‪,‬وقت‪ ،‬وهك‪,‬‬
‫فيكون الموضوع نفسه األم محبوبا ومكروها في نفس ال‪,‬‬
‫التجاذب الوجداني المولد للذنب فهو يحب أمه التي يحتاج إليها والتي يكون تابعا كليا له‪,,‬ا‬
‫ولكن بما أّن هذه األم ال تشبع رغباته دائما‪ ،‬فهو ينمي تجاهها عداوة عنيفة تجعله يخش‪,,‬ى‬
‫فقدانها‪ ،‬فيبرز االنهيار والكآبة‪ ،‬وتظهر هكذا رد فعل عديدة كرغبة التعويض عن الضرر‬
‫الذي يسببه لها في هواماته‪ ،‬وفي الوقت نفسه يكف األنا عن تجزئة نفسه ويتجه إلى تكامل‬
‫أفضل‪.‬‬
‫ويتم تجاوز هذا الموقف حين يجتاف الموضوع الجيد على نحو ثابت ودائم وال يتم التخلي‬
‫بالنسبة ‪ M.Klein‬نهائيا عن المرحلة األولى أو الثانية اللتين تبلغان ذروتهما في الطفول‪,,‬ة‬
‫األولى‪ ،‬وقد ينكص كل شخص خالل حياته إلى واحد من هذين الموقفين‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫نجد )‪ D.W Winnicott ,(1953‬يتكلم عن موضوع انتقالي هذا المصطلح للداللة‬
‫على موضوع مادي يحضا بقيمة انتقائية عند الرضيع وعند الطفل الصغير‪ ،‬وهو يمث‪,,‬ل‬
‫‪,‬ذا‬
‫‪,‬وعات من ه‪,‬‬
‫طرف غطاء‪ ،‬لعبة‪ ،‬منشفة يقوم بامتصاصها‪ .‬ويشكل اللجوء إلى موض‪,‬‬
‫النمط‪ ،‬ظاهرة سوية تتيح للطفل تحقيق االنتقال من العالقة األولية م‪,,‬ع األم إلى عالق‪,,‬ة‬
‫موضوع حقيقية‪ .‬ويقع الموضوع االنتقالي على الصعيد التكويني في مرحلة وسطية م‪,,‬ا‬
‫بين األصبع واللعبة وفي الواقع إذا كان الموضوع االنتقالي يشكل جزءا ال يكاد يتجزأ من‬
‫الطفل مما يميزه عن اللعبة المقبلة‪ ،‬فهو أيضا أول امتالك لشيء هو غير األنا‪ ،‬وأم‪,,‬ا من‬
‫وجهة النظر الليبيدية فيظل النشاط ذو طابع فمي‪.‬‬
‫وضعية الموضوع‪ ،‬هي وحدها التي تتغير‪ ،‬وإذا كان الموضوع االنتقالي يشكل قدرة‬
‫‪,‬ه ال‬
‫عبور إلى إدراك موضوع متمايز تماما عن الشخص ونحو عالقة موضوع فعلية فإن‪,‬‬
‫‪,‬الي‬
‫‪,‬وع االنتق‪,‬‬
‫‪,‬ل من الموض‪,‬‬
‫‪,‬ل ك‪,‬‬
‫يفقد مع ذلك وظيفته في النمو الالحق للفرد‪ ،‬إذ يحم‪,‬‬
‫والظاهـــرة االنتقاليـــة من البدء شيئا ما يظل مهما على الدوام لكــل كائــن‬
‫إنسانــــــي‪.‬‬
‫ويضيف أيضا أن هذا الموضوع ينتمي إلى حيز الوهم‪ ،‬و يشكل جزءا من تجربة‬
‫الطفل إذ أنه سيستمر ممتدا طوال الحياة كلها في تلك التجربة التي تنتمي إلى مجال الفنون‬
‫‪،‬والدين وحياة الخيال واالبتكار العلمي ‪.‬‬
‫يوضح أكثر )‪ D.W Winnicott ,(1982‬على أن الموضوع انتقالي ألنه يؤمن للطفل‬
‫حاجات ويطمئنه عن الغياب‪.‬‬
‫بدأت اهتمامات ‪ S.Freud‬بالعالقة (أم‪ /‬طفل) وأعطى أهميــة كبيرة للموضوع‬
‫الليبيـــــدي من وجهة الشخص وحدها ‪،‬كموضوع للتوظي‪,,‬ف وأيض‪,,‬ا الختي‪,,‬ار‬
‫الموضوع فالعالقة بالموضوع تناولها علماء التحليل النفسي كمفهوم للتفاعل من خالل فهم‬
‫كيفية بناء الشخص لمواضيعه وكيفية تأثير هذه المواضيع على النشاط النفسي‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫أيضا تبقى هذه العالقة بالموضوع متبادلة متفاعلة ‪ ،‬ال تقتصر فقط على طريقة‬
‫تكوين الشخص لموضوعاته ‪ ،‬بل أيضا على طريقة تشكيل هذه الموض‪,,‬وعات للنش‪,,‬اط‬
‫المتعلق به‪.‬‬
‫بالنسبة لـ)‪S. Freud ,(1940‬فإّن الموضوع يبقى مرتبط بالنزوة والليبيدو ويعرفه‬
‫على أّن يمكن انطالقا منه أو بواسطته يحاول الدافع أن يصل إلى هدفه حيث تعد دراس‪,,‬ة‬
‫‪,‬ي‬
‫‪,‬ل علم النفس المرض‪,‬‬
‫‪" S. Freud‬الحداد والسويداء" ‪ 1917‬أّو ل دراسة معمقة وأص‪,‬‬
‫للسويداء وكان النظر إليها من زاوية العالقة بالموضوع وكان تعلقه بوض‪,,‬وح إلظه‪,,‬ار‬
‫القياسات الدفاعية التي يعتمد عليها الفرد ويبدل كل طاقته لمواجهة فقدان الموضوع وهذه‬
‫‪,‬انيزم‬
‫‪,‬ذا الميك‪,‬‬
‫الدفاعات ترجمت عند هذه الحاالت باجتياف مؤقت للموضوع المفقود‪ .‬ه‪,‬‬
‫‪,‬ي‪ .‬حيث‬
‫‪,‬رح نرجس‪,‬‬
‫سمح للفرد بأن يعيش الفقدان بالتدريج وتكّيف مع هذه الوضعية كج‪,‬‬
‫يظهر االجتياف في السيرورة العادية كمحاولة للشفاء بطريقة تطورية للموض‪,,‬وع الحب‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬لة بمرحل‪,‬‬
‫‪,‬ع الص‪,‬‬
‫المفقود‪ ،‬أّم ا في عمل الحداد الغير عادي يكون بطيء ومتعب‪ ،‬تقط‪,‬‬
‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬ي‪ .‬وه‪,‬‬
‫‪,‬اب ارتكاس‪,‬‬
‫المعاناة الحادة‪ ،‬عدم المفاوضة النفسية تستطيع أن تقود إلى اكتئ‪,‬‬
‫التعقيدات ترتبط بخاصية الموضوع المستمر وما نجده هو التصاق الليبيدو بالموض‪,,‬وع‬
‫المفقود مع صعوبة تجريب الفرد الخاضع لهذا الفقدان على تجاوز ذلك بإعادة اس‪,,‬تثمار‬
‫موضوع جديد والصعوبات تتعلق بعمل االنشطار بين الفرد وموضوعه المفقود‪ ،‬وهو أّن‬
‫التجاذب الوجداني العميق الذي يرجع إلى صعوبة تقبل موت الموضوع ألّن هذه األخيرة‬
‫معاشة كتحقيق خيالي للتمني الموت الالشعوري‪ ،‬سيرورة االجتياف عند حاالت السويداء‬
‫مسيطرة بالتناقض الجدري لعالقتها بالمواضيع الداللية‪.‬‬

‫‪ .10‬ميتاسيكولوجيا الفقدان‬

‫‪102‬‬
‫أصل إشكالية الفقدان مرتبط بحالة الخطر أو االستغاثة مرتبط بالخبرات الغير كافية‬
‫‪,‬ط ‪،‬‬
‫‪,‬ة للمحي‪,‬‬
‫والتي تخضع للشروط المكونة من خالل عدم النضج الوظيفي وأيضا التبعي‪,‬‬
‫ودراسة ‪ S.Freud‬إلشكالية الفقدان من خالل النصوص األربعة المقدمة ‪ ،‬وهذا ألجل فهم‬
‫هذه اإلشكالية األساسية وخاصة فهم التوظيف النفسي‪.‬‬

‫‪ .1- 10‬مسار نزوات الفقدان‬


‫ما يظهر في السويداء ليس بالضرورة ظهوره في الحداد والتي تخص فقدان‬
‫الموضوع والفرد في معاناة ألناه ‪،‬أي أن الحداد مسجل في فقدان موضوعي أما السويداء‬
‫فقدان نرجسي ‪.‬‬
‫في أصل السويداء إظهار عن اختيار الموضوع ‪،‬تثبيت ليبيدي على شخص مح‪,,‬دد تحت‬
‫‪,‬رت على‬
‫‪,‬وع أث‪,‬‬
‫تأثير خيبة أمل واقعية من جهة هذا الشخص المحب ‪ ،‬فالعالقة بالموض‪,‬‬
‫الحركات النفسية وجعلها تسير في اإلطار الغير عادي أي عكس ما يحدث في الحداد وهو‬
‫‪,‬ويداء‬
‫‪,‬ا في الس‪,‬‬
‫‪,‬د بينم‪,‬‬
‫ترك الليبيدو المستثمر في الموضوع وتحويله نحو موضوع جدي‪,‬‬
‫الليبيدو اتجه نحو األنا وليس موضوع جديد بحيث قام بتقمص األنا مع موضوع مفق‪,,‬ود‬
‫ظل الموضوع يسقط كذلك على األنا ويخترقه ‪ ،‬وفي األخير يتحول فق‪,,‬دان الموض‪,,‬وع‬
‫األصلي إلى فقدان األنا وهكذا يلجأ إلى االعتداء على ذاته كموضوع خارجي‪.‬‬
‫يبين )‪ S.Freud,(1915‬أنه من خالل النكوص النرجسي الموضوع أصبح مفقود ‪،‬لكن‬
‫في الحقيقة هو مثبت وأكثر قوة من األنا نفسه ‪ ،‬هو موضوع مفقود ‪ ،‬إال أن األنا مج‪,,‬بر‬
‫على تقمصه‪.‬‬
‫ويبقى العمل اإلعدادي للفقدان مسجل في تحويل الليبيدو على مواضيع جديدة ‪،‬ورغم‬
‫اإلصابة النرجسية واللوم الذاتي والشعور بالذنب مقدم بشكل مؤلم خالل ه‪,,‬ذه المرحل‪,,‬ة‬
‫الجتياز الكآبة ومثال ذلك نمو الطفل ‪ ،‬خيبة أمل التي تحتم عليه غالبا ما تك‪,,‬ون بنيوي‪,,‬ة‬
‫للعالقة األولية مع الموضوع (األم) ‪،‬إذا كان االستثمار الموضوعي عامة مقاوما يح‪,,‬دد‬
‫‪103‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ذلك الثالثي‪,‬‬
‫‪,‬من ب‪,‬‬
‫تحويل االستثمار لهذا الموضوع نحو موضوع أخر ( األب ) ويض‪,‬‬
‫الفعلية األساسية ليس فقط إلظهار عقدة أوديب وإنما لتصبح العالج لكل فقدان الموضوع‪.‬‬
‫)‪C.Chabert ,(2013‬‬

‫عندما ال تحصل هذه الخاصية ترد إلى الوضعية السوداوية وصفها باالستثمار‬
‫‪,‬ف‬
‫‪,‬ر ‪،‬هجم بعن‪,‬‬
‫‪,‬اء ‪ ،‬أفق‪,‬‬
‫‪,‬ه ‪ ،‬أس‪,‬‬
‫الليبيدو الذي ال يقاوم والكره رجع بحدة ضد األنا نفس‪,‬‬
‫الموضوع إلى حين هو متقمص ال شعوريا ويكتشف في مثل هذه الوضعيات " االكتئ‪,,‬اب‬
‫المقنع " في اللجوء االندفاعي إلى السلوكات التهديم الذاتي ‪C.Chabert ,(2013:200) .‬‬

‫‪ .10-2‬أالم الفقدان‬
‫اإلفراط االستثمار الموضوع الغائب المرغوب يكَو ن حالة تحريض غير ساكنة‪،‬‬
‫ترتفع بدون انقطاع‪ ،‬كما أن الشروط االقتصادية لهذه اآلالم النفسية تكون ش‪,,‬بيهة لل‪,,‬تي‬
‫تجلب اآلالم الجسمية‪.‬‬
‫التكوين النظري يسمح بضبط تميز بين مختلف األوجه لالكتئاب ‪ ،‬كما أن انتقال‬
‫اإلحساس إلى تصور الموضوع الغائب ممكن الحتفاظه بالموضوع المفقود حيا في داخل‬
‫النفسية مكونا فعل االستعانة مع نسبة الصالبة والمقاومة ‪ ،‬فصل الليبيدو ضروري إلعداد‬
‫الفقدان ‪.‬وبما أن استثمار الموضوع يبقى خاضع إلرغ‪,,‬ام اإلحس‪,,‬اس وض‪,,‬عف إدراك‬
‫التصور أو تأرجحه ‪ ،‬التبعية قبالة الموضوع تستيقظ في مظاهر أكثر حدة ‪،‬وألم الفق‪,,‬دان‬
‫يستطيع احتالل األنا بحدة في بداية الحداد أو في أوقات السويداء التي تدل كيف الغي‪,,‬اب‬
‫و‪/‬أو الفقدان الموضوع يعاش كذلك كتحطيم للنرجسية الغير مقاومة وتحتفظ بدرجة عالية‬
‫من التحريض ( التهيج) ‪.‬‬
‫المكتئب سجين عطب استثمار الموضوع‪ ،‬يستطيع اإلحساس باآلالم القوية النفسية‬
‫والجسمية وأثر هذا العطب االستثماري وحالة التحريض المقلقة مما يتولد لدَي ه غي‪,,‬اب‬
‫اإلشباع واللذة‪C.Chabert ,(2013) .‬‬
‫‪104‬‬
‫الفـــصل الخـامس‬
‫"اإلجــــــراءات‬
‫الـمنــهجـــــيــــة"‬

‫‪ .1‬مخـــطط المقاربـــــة لمنهجيــة البحـــث‬

‫‪ .1-1‬المنهـــج العيـــادي‬

‫‪ .2-1‬دراســــة الحالـــــة‬

‫‪ .2‬وســــائل البـــحث‬

‫‪ .2-1‬المقابلــــة العيـــاديـــة‬

‫‪ .2-2‬المــالحظــــة‬

‫‪ .2-3‬فـــحــص الــهيئـــة الــعقلـــي‬

‫‪ .2-4‬االختبـــارات االسقـــاطيـــة‬

‫‪ .2-4-1‬اختبــــار الروشـــاخ‬

‫‪ .2-4-2‬تطبيـــق اختبـــار الروشـــاخ‬

‫‪ .2-4-3‬المحتوى الكامن للوحات الروشاخ‬

‫‪ .3‬اخـتيـــار عينــــة البـــــحـــث‬

‫‪ .4‬تــحلـــيــل المــعطيــــــات‬
‫‪.1‬مخــطط المقــاربة لمنهجيــة البحــث‬

‫البحـــوث العلميــة بحاجة إلى عمل متكامل‪ ،‬يشمل على أهم الخصائص التي‬
‫‪,‬وث‬
‫تميزه والتي تجعله بحثا قابل للتصديق والتعميم ‪ ،‬ومن بين البحوث العلمية نجد البح‪,‬‬
‫النفسية التي تسعى هي األخرى للبحث عن األسباب وراء السلوكات واالضطرابات التي‬
‫يصدرها األفراد ‪،‬وهذا ما يجعل الباحث يلجأ إلى اتخاذ منهج معين يسمح له بالممارس‪,,‬ة‬
‫والتطبيق بهدف انجاز البحث ‪،‬وهكذا تختلف الوسائل من بحث إلى أخر حسب متطلب‪,,‬ات‬
‫الفروض الموضوعة وحسب طبيعة البحث المراد دراسته ‪.‬‬
‫والمنـهجيـــة تعطي للبحث المصداقية العلمية وهي الطريقة المسطرة من‬
‫طرف الباحث بهدف الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬واكتشاف الظاهرة المدروسة‪ ،‬وبما أّن بحثن‪,,‬ا‬
‫هذا يتطلب دراسة عيادية‪ ،‬فإننا اتخذنا المنهج المالئم لذلك وهو المنهج العيادي القائم على‬
‫دراسة الحالة‪.‬‬
‫وتستعمل دراسة الحالة بهدف فهم ظاهرة مرضية معينة أو التعرف على مستوى أو‬
‫‪,‬ك‬
‫درجة توازن الشخصية هل هي في طريق تطور إيجابي أو تطر سلبي أو مرضي وذل‪,‬‬
‫من خالل األزمات واالضطرابات النفسية المرضية‪.‬‬

‫الفحص النفسي هو مجموعة الخطوات التقنية المتبعة لتحديد التغيرات الطارئة على‬
‫‪,‬رف على‬
‫‪,‬ة التع‪,‬‬
‫‪,‬ي‪ ،‬وخاص‪,‬‬
‫‪,‬وازن النفس‪,‬‬
‫الشخصية‪ ،‬والتي أدت إلى ظهور خلل في الت‪,‬‬
‫االضطرابات الموجودة ‪ ،‬وفهم الظاهرة المدروسة من خالل التوصل إلى األسباب الخفية‬

‫‪104‬‬
‫وراء منشأ هذه االضطرابات‪ ،‬وهذا العمل مساهم و مساعد أكثر للوصول إلى التشخيص‬
‫المناسب ‪.‬‬
‫والفحص النفسي هو فحص متكامل للحالة التي نهدف إلى دراستها ‪،‬بحيث ال ينبغي‬
‫التقصير أو المبالغة في ذلك ‪ ،‬وفحص الحالة فحصا معمقا وش‪,,‬امال لجمي‪,,‬ع الج‪,,‬وانب‬
‫‪,‬ية‪ ،‬للوص‪,,‬ول إلى اله‪,,‬دف‬
‫النفسية‪،‬وذلك باالرتكاز على أهم الوسائل والتقنيات األساس‪,‬‬
‫‪,‬رض‬
‫‪,‬احث بغ‪,‬‬
‫‪,‬ه الب‪,‬‬
‫المسطر‪،‬وهذا األخير يتطلب االستناد على منهج محدد ومنظم يتبع‪,‬‬
‫فحص فروضه وتحليل وتفسير نتائجه والتي على أساسها بنيت دراسته ‪،‬ويعت‪,,‬بر المنهج‬
‫العيادي من المناهج المستخدمة في البحوث النفسية ‪.‬‬

‫‪.1-‬المنـهـج العيــادي‬ ‫‪1‬‬


‫المنهج العيادي هو منهج علمي يستخدم في البحوث النفسية لدراسة وبحث‬
‫اضطرابات الشخصية واألمراض النفسية‪ ،‬كما أنه يستخدم أيضا في دراسة أنواع السلوك‬
‫السوي‪ ،‬وهو يقدم على أخذ اإلنسان في موقف معين وعلى أنه حالة فردية يتطور وتتأثر‬
‫حالته النفسية بالعديد من العوامل االجتماعية والثقافية‪ ،‬وه‪,‬و منهج يرك‪,‬ز على دراس‪,‬ة‬
‫الحاالت الفردية بمختلف وسائل وأدوات جمع البيانات المستخدمة في البحوث النفسية في‬
‫اختبارات الذكاء واختبارات الشخصية ودراسة تاريخ الحالة‪.‬‬
‫للمنهج العيادي عّدة تقنيات نفسية كما له عّدة مناهج فرعية منها المنهج الوصفي‬
‫‪,‬ة‪،‬‬
‫‪,‬اريخ الحال‪,‬‬
‫باستعمال المالحظة العيادية والمقابلة العيادية‪ ،‬المنهج التاريخي لمعرفة ت‪,‬‬
‫والمنهج التشخيصي باستعمال االختبارات االسقاطية والموضوعية‪.‬‬
‫حسب )‪ D. Lagache ,(1949‬المنهج يسهل عملية التبَص ر بالسلوك في منظور ذاتي‬
‫الستخراج بدقة طريقة الفرد وتصرفاته في وضعية صراعية ‪،‬البحث عن إيجاد المع‪,,‬نى‬
‫‪,‬ود إلى‬
‫لذلك ‪،‬البنية وتكوينها تخفي الصراعات التي تكون الدافع وراء إتباع سيرورات تق‪,‬‬
‫معالجة هذه الصراعات‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫فالمنهج يساهم في عملية البحث من خالل إتباع طريقة معينة حسب طبيعة هذا‬
‫المنهج وخاصة في مجال الدراسات النفسية والسيكوباثولوجية ‪ ،‬فه‪,,‬و يبحث في الحي‪,,‬اة‬
‫النفسية المرتبطة باألحداث الماضية التي كانت الدافع وراء ظهور هذه الصراعات النفسية‬
‫‪،‬وأيضا بنية الفرد التي نمت وتطورت في ظل بصمات الطفولة ‪.‬‬
‫ويبقى المنهج العيادي قائم على معدات علمية عيادية مقننة ‪ ،‬تنطبق مع الدراسة‬
‫للوصول إلى تقويم الحالة و مطابقة ذلك مع أهم األعراض األساسية التي تكون لها عالقة‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ة لك‪,‬‬
‫‪,‬ات العيادي‪,‬‬
‫‪,‬ب اللوح‪,‬‬
‫مباشرة بنوع معين من أنواع االضطرابات الموجودة حس‪,‬‬
‫اضطراب ‪،‬وهذا من أجل وضع التشخيص ‪ ،‬والوصول إلى العالج المناسب لمختلف هذه‬
‫االضطرابات النفسية ‪ ،‬التي تجعل الفرد غير قادر على التكيف مع وضعيته‪ ،‬بحيث يصبح‬
‫منغمس وخاضع لمعاناته و أالمه التي تهدد كيانه ‪ ،‬ومن خالل هذا العمل يستطيع الباحث‬
‫‪,‬رين‪،‬‬
‫التعرف على أهم الجوانب النفسية واالجتماعية ‪ ،‬وعالقات الفرد مع ذاته ومع اآلخ‪,‬‬
‫ثم جعله يتعرف على صراعاته النفسية الداخلية والعالئقية ‪ ،‬التي أدت إلى عدم توازن‪,,‬ه‪،‬‬
‫وفي نفس الوقت يساهم في إيجاد الحل وإدراك الوضعية الحالية ‪،‬وبذلك يكون قد حق‪,,‬ق‬
‫الباحث نوع من التكامل ‪ ،‬من جهة الوصول إلى النتائج وتفس‪,,‬ير الحق‪,,‬ائق ومن جه‪,,‬ة‬
‫الخروج بتنظير مناسب يتماشى مع الحالة ‪.‬‬
‫وبالنسبة لـــ )‪ " N. Sillamy ,(2003:58‬المنهج العيادي هو أسلوب خاص لفهم‬
‫السلوكات اإلنسانية التي تسمح بتحديد كل ما هو نموذجي وشخصي لدى الفرد ‪،‬يعتبر كأنه‬
‫موجود في تصارع مع وضعية محددة "‪.‬‬
‫هذا المنهج يسعى إلى فهم معنى السلوكات ‪،‬وتحليل صراعات الشخص أو الجماعة‬
‫ومحاوالته للوصول إلى الحل ‪ .‬ويرتكز هذا المنهج على معطيات والتي تجمع من المحيط‬
‫الذي يتواجد فيه هذا الفرد ‪،‬التقنيات التجريبية والتي تتمث‪,,‬ل في االختب‪,,‬ارات بمختل‪,,‬ف‬
‫أنواعها االسقاطية والموضوعية ‪ ،‬أيضا مالحظة السلوكات ‪ ،‬والمقابلة التي تجرى بوجود‬

‫‪106‬‬
‫الحالة ‪ ،‬وفي األخير الوصول إلى الدوافع المسطرة والدالالت المعمقة وهذا انطالق‪,,‬ا من‬
‫الدراسة المعمقة للحالة ‪،‬والمنهج العيادي يسعى للوصول إلى شمولية علمية مقبولة ‪.‬‬

‫‪.2-‬دراســـة الحالـــة‬ ‫‪1‬‬


‫تعتبر دراسة الحالة المجال الذي يقدم فيه األخصائي النفساني أكبر قدر ممكن من‬
‫المعلومات حتى يتمكن من فهم معمق للحالة‪ ،‬فهي دراسة تركز على الفرد وته‪,,‬دف إلى‬
‫التوصل إلى الفروض‪.‬‬
‫تــطورت دراســة الحــالة في المجتمــع الفرنســي بعــد‬
‫‪F. Boutonnier, (1959 ) – D. Anzieu,‬‬ ‫أعمــــــــال كـــــل مـــن‬
‫بعد إنشاء التحليل النفسي وكانت الوظيفة األساسية لدراسة‬ ‫)‪. (1974) – D. Lagache , (1964‬‬

‫‪,‬طراباته‬
‫‪,‬رد واض‪,‬‬
‫‪,‬يز بين الف‪,‬‬
‫الحالة هنا هي الدراسة المعمقة للحالة التي من شأنها التمي‪,‬‬
‫وتتمحور حول فهم الفرد في تميزه وتفرده‪ ،‬وكذلك كفرد حامل لتاريخ معين ولمش‪,,‬روع‬
‫معين‪.‬‬
‫" دراسة الحالة هي مالحظة معمقة للفرد ‪،‬تسمح بجمع كل المعطيات الممكنة الخاصة‬
‫بهذا الفرد ‪،‬معلومات حول محيطه الذي يعيش فيه ‪،‬التأثيرات النفس‪,,‬ية لبعض األح‪,,‬داث‬
‫‪,‬ذ‬
‫‪,‬وم بأخ‪,‬‬
‫االجتماعية وحول الصدمات الصحية ‪ ،‬وفي مجمل العناصر التي تم جمعها نق‪,‬‬
‫المعلومات الهامة " )‪. N. Sillamy ,(2003:50‬‬

‫إذن دراسة الحالة هي التقنية األساسية التي من خاللها نستطيع التطلع على جميع‬
‫جوانب الشخصية للفرد ‪،‬ومعرفة األسباب واألحداث التي ساهمت في ظه‪,,‬ور مختل‪,,‬ف‬
‫االضطرابات النفسية ‪،‬كما أنها المجال األكثر توسعا الستعمال مختلف األدوات المساهمة‬
‫‪,‬اد‬
‫‪,‬و إيج‪,‬‬
‫‪,‬ير نح‪,‬‬
‫في التقويم والتشخيص ‪،‬وأيضا تصل بالفرد للتنبؤ بحالته النفسية‪ ،‬والس‪,‬‬
‫العالج المناسب ‪ ،‬لتجاوز تلك الوضعية الصعبة التي أدت إلى اضطرابه ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫كما أنها ال تقتصر فقط على إعطاء وصف الفرد في وضعيته ومشاكله‪ ،‬لكن تبحث‬
‫أيضا عن إظهار أصل وتطور هذه المشاكل‪،‬والتاريخ الشخصي الذي يأخ‪,,‬ذ كموض‪,,‬وع‬
‫لمعالم األسباب )‪.W. Huber ,(1993‬‬

‫والباحث من خالل دراسة الحالة يحاول أن يعطينا فهما شامال عن الفرد و عن عالقات‬
‫ماضيه وحاضره في بيئته االجتماعية ولتحقيق ذلك يتطلب تكامل المعلومات المستمدة من‬
‫استجابات الفرد الراهنة ومن خبراته السابقة‪ ،‬ومن نتائج االختبارات والمحي‪,,‬ط الع‪,,‬ائلي‬
‫وغيرها من التقنيات‪.‬‬

‫‪.2‬وســائــل البحــث‬

‫تعتبر وسائل البحث ضرورية إلنجاز أي بحث كان وخاصة إلتباع سيرورة كاملة‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ة الطفول‪,‬‬
‫يصل من خاللها الباحث إلى التعَر ف على مختلف حياة الفرد المتعلقة بمرحل‪,‬‬
‫‪,‬ها تم‬
‫والمراهقة ‪ ،‬مع مراعاة الظروف المساهمة في مراحل هذا النمو ‪،‬والتي على أساس‪,‬‬
‫تكوين بناء الشخصية ‪ ،‬مع التطرق إلى أهم الوسائل التي لها عالقة مباشرة و وطيدة م‪,,‬ع‬
‫‪,‬يات‬
‫‪,‬ة وتقيس الفرض‪,‬‬
‫البحث ‪ ،‬بحيث أن اختيار وسائل البحث يكون مطابق لعينة الدراس‪,‬‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬د في‪,‬‬
‫الموضوعة ‪ ،‬وتأخذ بعين االعتبار الظروف المحيطة بالحالة والمكان الذي تتواج‪,‬‬
‫ولكن هذا يتطلب أيضا تمَيز األخصائي النفساني بالمالحظة الجَيدة واإلص‪,,‬غاء وهي أهم‬
‫وسيلة لإللمام بأهم الجوانب األساسية للتاريخ النفسي واالجتماعي للحاالت ‪،‬أيضا كس‪,,‬ب‬
‫‪,‬تي تمت‬
‫‪,‬االت ال‪,‬‬
‫ثقة الحالة وخاصة الحاالت التي تتواجد في وضعيات محرجة مثل الح‪,‬‬
‫عليها الدراسة " القيام بمحاوالت انتحارية " ‪،‬ألنه ال يوجد طلب وهو مهم جدا لكن بمجرد‬
‫‪,‬ا‬
‫التقرب من هذه الحاالت نجدهم في حاجة ماسة إلى التعبير عن معاناتهم و أالمهم هذا م‪,‬‬
‫يسهل من عملية االتصال‪ ،‬ولذلك ينبغي توفر كل الشروط المتاح‪,,‬ة لجم‪,,‬ع المعطي‪,,‬ات‬
‫الالزمة من خالل الوسائل المعتمدة والمتمثل في المقابلة العيادية ‪ ،‬المالحظة وهي جزء‬

‫‪108‬‬
‫ال يتجزأ من المقابلة ‪،‬االختبار االسقاطي والذي يستعمل كتأكيد للنتائج المتوصل إليه‪,,‬ا ‪،‬‬
‫فهم ومحاولة ضبط الدالالت العيادية للمحاولة االنتحارية وفي األخير إعطاء تقويم شامل‬
‫للشخصية للوصول إلى التشخيص البنيوي والخلفيات األساسية وراء هذا السلوك ‪.‬‬

‫‪.2-1‬المقــابلــة العيــاديــة‬
‫المقابلة العيادية هي وضعية تتطلب من األخصائي النفساني ممارسة عمله في حدود‬
‫‪,‬رين‬
‫‪,‬ول أم‪,‬‬
‫ما هو متفق عليه ‪،‬مع عدم التجاوز أو التقصير من هذا اللقاء الذي ينصب ح‪,‬‬
‫أساسين وهما التشخيص والعالج ‪.‬المقابلة العيادية هي وضعية في كليتها سهلة ومعقدة في‬
‫نفس الوقت ‪ ،‬سهلة ألنها تجرى في معظم األوقات ‪،‬تبادل لفظي ‪،‬في إط‪,,‬ار مح‪,,‬دد بين‬
‫شخصين ‪،‬معقدة ألنها ليست حوار أصدقاء ‪،‬أو محادثة بين العامة ‪،‬ليست مقابلة الختب‪,,‬ار‬
‫أو توظيف ‪،‬ليست تحقيقا أو لقاء صحفي ‪ ،‬وهذا يرجع إلى أن كال الطرفين ال يتواج‪,,‬دون‬
‫في نفس المكانة ‪ ،‬أي أن هناك أخصائي نفساني ومفحوص ‪ ،‬كما أن إطـــار المقابلة‬
‫العيادية محدد ببـــعض من األهــــداف والمبــــادئ والقـــواعد ال‪,,‬تي‬
‫ينبغي تمييزها )‪. C.Chabert.B.Verdon (2008‬‬
‫للمقابلة العيادية أهمية في منهج البحث لعلم النفس العيادي وهي وسيلة فحص لإلقتراب‬
‫من الحالة‪ ،‬تساعد في التشخيص‪.‬‬
‫يعرفها )‪ " C. Chiland ,(1993:9‬على أنها حركة تبادل كلمات مع شخص أو مع‬
‫عّدة أشخاص"‪ .‬أي هي قبل كل شيء نوع من المحادثة تتم بين الفاحص والمفح‪,,‬وص في‬
‫موقف مواجهة‪ ،‬بغاية الحصول على معلومات وفية عن شخصية المفحوص والعمل على‬
‫حل المشكالت التي يواجهها‪ ،‬فالمقابلة وسيلة هامة تهيئ الفرصة لعملية التفاعل الدينامكي‬
‫بين طرفي العالقة‪ ،‬يكون فيها الفاحص مشاركا و مالحظا‪.‬‬
‫للمقابلــــة العياديـــــة وظيفتــيـن أساسيتيـــن وتتمثـــل‬
‫‪،‬‬ ‫فـي التقويــــــم والعــــــالج ‪C.Chabert.B.Verdon (2008) ,‬‬

‫‪109‬‬
‫فالمقابلة العيادية التقويمية تقوم على أساس الطلب المقدم من طرف شخص‪ ،‬لديه معان‪,,‬اة‬
‫نفسية ‪،‬ويكون بحاجة إلى مقابلة شخص مؤيدا للتحدث إليه عن صعوبات تتعلق بالحي‪,,‬اة‪،‬‬
‫والمقابلة التقويميـة يمكن استعمالهـا إلدماج الم‪,,‬ريض في مؤسس‪,,‬ة عالجي‪,,‬ة أو إلى‬
‫‪,‬ير‬
‫مصلحة االستشارات أو عيادة خاصة ‪ ،‬لفهم الوضعية والوصول إلى التشخيص ‪،‬التفك‪,‬‬
‫مع المريض حول مستقبله ‪،‬هذه المقابلة تستطيع أن تكون لها نظرة متساوية للفحص سواء‬
‫في سياق البحث أو المعاينة ‪ ،‬مقابلة واحدة في المجمل غير كافية لإللمام بأهم الج‪,,‬وانب‬
‫‪,‬ا أن‬
‫‪,‬ير ‪،‬كم‪,‬‬
‫األساسية للشخصية‪ ،‬وخاصة في الحاالت المستعصية التي تتطلب وقت كب‪,‬‬
‫الوقت يحرك ويغير من بعض األشياء‪ ،‬التي تكون في تردد ‪،‬وتعتبر المقابلة جزءا هام‪,,‬ا‬
‫في الفحص النفسي الكامل المساهم في التقويم والتشخيص‪ ،‬الذي يتض‪,,‬من االختب‪,,‬ارات‬
‫النفسية التي تسمح بجمع بعض من العناصر التي تساعد على الوصول إلى اللوحة العيادية‬
‫للتوظيف النفسي للشخص‪.‬‬
‫أما المقابلة العيادية العالجية فهي تسجل في إطار متابعة الشخص في مدة زمنية غير‬
‫محددة مسبقا ‪،‬في سيرورة تغيرية المرتبطة بفعل حالة المعاناة النفسية‪ ،‬عابرة ك‪,,‬انت أو‬
‫مزمنة ‪،‬وتبقى مسألة الوقت تأخذ دورها األساسي وهذا ما تشهده التغيرات من حين ألخر‬
‫في سياق الحصص المبرمجة ‪ .‬وهذا ما يجعل النظر إلى المقابلة العيادية كوسيلة للفحص‬
‫والعالج ‪،‬كما يمكن استعمالها بمفردها دون مرافقة وسائل أخرى عالجية ‪،‬مع األخذ بعين‬
‫االعتبار توظيف حالة المريض وشروط التكفل النفسي ‪.‬‬
‫تنوع االتجاهات التي تنعش اإلكلنيكية السيكوباثولوجية ارتبطت بتعدد طرق الس‪,,‬ير‬
‫في المقابلة ‪ ،‬حيث نجد المقابلة الموجهة ‪،‬المقابلة النصف موجهة ‪ ،‬والمقابلة الغير موجهة‬
‫‪.‬‬

‫‪.2-1-1‬المقابلة الموجهة‬
‫هي مقابلة محددة ومبنية مسبقا في هدف لدَيه أولوية ‪ ،‬فالهدف األول والمتمثل في‬
‫الكشف عن العطب أو الخلل الذي يصاب به الفرد ويجعله متقوقع في المرضية ثم بعد ذلك‬
‫‪110‬‬
‫إبراز هذه االضطرابات ‪،‬مالحظة تطورها وعملها ‪،‬والمقابلة الموجهة تس‪,,‬تعمل أس‪,,‬ئلة‬
‫مباشرة ‪،‬محددة والتي تستدعي إجابات صريحة وتكون في الغالب قصيرة وسريعة ‪.‬‬

‫‪.2-1-2‬المقابلة النصف الموجهة‬


‫في هذا النوع من المقابلة يعتمد الفاحص على دليل المقابلة‪ ،‬حيث يق‪,,‬وم بجم‪,,‬ع‬
‫المعطيات وبتحديد أسئلة معينة تطرح على المفحوص مع ترك المجال لإلجابة‪ ،‬مع تجنب‬
‫مقاطعته وتركه يعبر ويجيب عن األسئلة المطروحة فقط‪.‬‬

‫‪.2-1-3‬المقابلة الغير الموجهة‬


‫ترتكز على المفحوص وليس األخصائي النفساني من يوجه كالم المفحوص بحيث‬
‫‪,‬ة ‪ ،‬ويتجنب‬
‫‪,‬ئلة المطروح‪,‬‬
‫يترك له حرية التعبير عن نفسه للحديث في إجاباته على األس‪,‬‬
‫مقاطعته أو إرباكه‪ ،‬ويحترم فترات صمته وتوقفاته‪ ،‬يتميز هذا النوع من المقابالت بقدرة‬
‫الفاحص على مرافقة المفحوص خالل حديثه مع محاوالت تدخل قليلة جدا‪ ،‬ال تحدد بأسئلة‬
‫‪,‬د على‬
‫‪,‬ابالت يعتم‪,‬‬
‫مسبقة ‪،‬وال يوجد فكرة معدة ومبلورة بصفة نهائية ‪ ،‬وتحليل هذه المق‪,‬‬
‫تحليل المحتوى وعلى تركيبة السرد والسياق الذي دار فيه الحوار‪.‬‬

‫‪.2-1-4‬اختيــــار نــوع المقــابلــة‬

‫اختيارأي نوع من أنواع المقابلة ال يتم على أساس ما هو جيد وما هو سيئ‪ ،‬وإنما‬
‫على أساس التكيف مع الوضعية التي يكون فيها المفحوص‪ ،‬واألخصائي النفساني ال يتبنى‬
‫تقنية صلبة سواء كانت موجهة أو غير موجهة‪ ،‬إذ ينصح بالمقابلة الغير موجهة في بداية‬
‫‪,‬يات البحث‪ ،‬ثم‬
‫الدراسة عندما تكون إشكالية البحث غير محدّدة‪ ،‬وهذا بهدف تحديد فرض‪,‬‬
‫‪111‬‬
‫بعدها يضيف المقابلة الموجّه ة أين يبحث عن إجابة ألسئلته وعلى حسب الهدف المطلوب‬
‫للدراسة يتحدد نوع المقابلة )‪. H. Bénony et K. Chahraoui ,(1999‬‬

‫في هذا البحث المنجز نجد كل المقابالت العيادية مع الحاالت المدروسة كانت‬
‫مقابالت عيادية نصف موجهة ‪،‬والتي من خاللها تم التعَر ف على المعاش النفسي والحياة‬
‫االجتماعية لهذه الفئة من الحاالت التي أقدمت على االنتق‪,,‬ال إلى الفع‪,,‬ل والمتمث‪,,‬ل في‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ة في م‪,‬‬
‫المحاولة االنتحارية ‪،‬حيث كان تدخلنا حيادي ‪ ،‬بمعنى عدم التقصير أو المبالغ‪,‬‬
‫تعانيه الحاالت ‪،‬وإنما وقفنا أمام ما هو موجود محاولين تقديم المساعدة وال‪,,‬دعم لجع‪,,‬ل‬
‫الحاالت قادرة على التعبير عن معاناتها وخاصة انفعاالتها ‪،‬عواطفها بكل حرية ‪ ،‬س‪,,‬واء‬
‫ما سبق ذلك ( قبل المحاولة االنتحارية ) أو في الوقت الراهن ‪ ،‬واعتمدنا في ذل‪,,‬ك على‬
‫خاصية أساسية تمثلت في اإلصغاء الجَيد ‪،‬ألن معظمهن ظهرت عندهم الحاجة الماسة إلى‬
‫التعبير واإلفصاح عن أحاسيسهم ‪ ،‬ألن تجربة الحاالت كانت لها مسارين هامين فالمسار‬
‫األول تمثل في حاجتهم الملحة إلى إيجاد الشريك في الحياة والبحث عن الحب أي السعادة‬
‫في الحياة أما المسار الثاني لجوءهم إلى المحاولة االنتحارية أي الهروب والم‪,,‬وت ‪ ،‬أي‬
‫‪,‬ات‬
‫‪,‬ثر بالمعلوم‪,‬‬
‫‪,‬د أك‪,‬‬
‫‪,‬وت ‪،‬وللتزوي‪,‬‬
‫نجد تجربتين مختلفتين متناقضتين الحياة مقابل الم‪,‬‬
‫األساسية حول ذلك أدرجنا في العمل مع الحاالت تقنية " سرد الحياة " وهذا حتى ت‪,,‬دعم‬
‫وتساهم في إثراء المقابالت أكثر فأكثر‪ ،‬كما لجأنا إلى تحديد األسئلة التي تتماش‪,,‬ى م‪,,‬ع‬
‫البحث وبهـــدف الوصول إلى الهدف المسطر‪ ،‬ولهـــذا قمنـــا بتحــديــد‬
‫‪,‬اني على‬
‫"دليل المقابلة" المعتمد في العمل مع الحاالت وهو الذي يساعد األخصائي النفس‪,‬‬
‫سير المقابلة العيادية وذلك من خالل تحضير مجموعة من األسئلة تتماشى مع موض‪,,‬وع‬
‫بحثه‪ ،‬وهذه األسئلة ال تطرح بطريقة متسلسلة ومرتبة‪ ،‬وإنما تطرح في وقت مناسب أثناء‬
‫المقابلة العيادية‪ .‬يعرفه ‪ " A. Blanchet(1992:19) ,‬على أنه تنظيم لمجمل الوظائف‬
‫اإلجرائية والمرشدة التي تنظم نشاط اإلصغاء وتدخل المستجوب "‬

‫‪112‬‬
‫المحور األول ‪ :‬والذي يشمل على تاريخ الحالة بالتركيز على أهم الجوانب النفسية‬
‫المرضية ‪،‬االجتماعية وما تحمله من معاني و ما تعرفه من صعوبات ‪،‬وأيض‪,‬ا الوق‪,‬وف‬
‫‪,‬اط‬
‫‪,‬وة ونق‪,‬‬
‫أمام األسباب التي شكلت أزمات وعراقيل والمواقف التي سجلت بها نقاط الق‪,‬‬
‫الضعف ‪ ،‬وهذا خالل مراحل الحياة خاصة مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة والوض‪,‬عية‬
‫‪,‬ذا‬
‫‪,‬ا الح‪,‬االت‪ ،‬وهك‪,‬‬
‫الحالية أي معرفة المعاش الحالي والتركيبة النفسية التي تتقوقع فيه‪,‬‬
‫فتاريخ الحالة يسمح لنا باكتشاف أهم المعلومات التي تساعد على التوجيه للتشخيص حيث‬
‫يعرفه)‪ " N. Sillamy ,(2003:22‬بمجموع المعلومات المجمعة بالقرب من المريض وعن‬
‫محيطه‪ ،‬تتعلق بتاريخه الشخصي ومرضه ‪ ...‬وهذا ما يسمح للفاحص بدق‪,,‬ة اكتش‪,,‬اف‬
‫عالقات سببية بين بعض األحداث " ‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬خصص هذا المحور إلبراز أهمية العالقات في حياة الفتيات‬
‫‪,‬ا‬
‫والسيما العالقة األولية مع األم وأيضا األب ‪ ،‬أهمية األم مكانتها ‪،‬ودورها ‪،‬وجودها وم‪,‬‬
‫‪,‬اب األب‬
‫‪,‬وع الكلي‪،‬غي‪,‬‬
‫‪,‬اب كلي للموض‪,‬‬
‫يحمله من معاني ‪ ،‬نقص في هذه العالقة أو غي‪,‬‬
‫ومكانته في تكوين شخصية الفتاة ‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬العالقة العاطفية ‪ ،‬وما تحمله من معاني ‪ ،‬العالقة باألخر مفهومها‬
‫ومعانيها ‪ ،‬ودورها في حياة الفتاة ‪ ،‬الدالالت الالشعورية التي تحملها الفتاة عن األخ‪,,‬ر‪،‬‬
‫وعلى أي أساس تم اختيار موضوع الحب ‪ ،‬التقمصات واالستهامات التي تعيشها إلشباع‬
‫رغباتها من خالل وجود األخر ‪،‬التبعية لألخر وعدم القدرة على االستقاللية ‪،‬غياب األخر‬
‫والتغيرات الناجمة عن ذلك ‪.‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬المحاولة االنتحارية ‪ ،‬تفاصيل هذه المحاولة أي لجوئها إلى هذا‬
‫الفعل ‪،‬الوظيفة االنتحارية التي يأخذها هذا الفعل‪ ،‬معرفة الداللة والمعنى النفس‪,,‬ي له‪,,‬ذه‬
‫الظاهرة ‪،‬االنفعاالت المرافقة لها ‪ ،‬التفكير منصب حول الموت الفعلي أو البحث عن الحل‬
‫السترجاع األخر‪.‬‬
‫‪.2-2‬المالحــظــة العياديــــة‬

‫‪113‬‬
‫هي إحدى األدوات التي يعتمد عليها في جمع المعطيات بحيث يقوم الباحث بمالحظة‬
‫الظاهرة بشكل دقيق وموضوعي‪ ،‬وهي مجموعة من المهارات الضرورية لألخص‪,,‬ائي‬
‫النفساني والتي تتجلى في مالحظ الحالة بوجه عام من المظهر الخ‪,,‬ارجي إلى تغ‪,,‬يرات‬
‫الوجه‪ ،‬نبرات الصوت‪ ،‬حركات الجسم‪ ،‬الموقف الذي يكون عليه أثناء اإلجابة عن سؤال‬
‫ما ‪ ،‬ومهما كانت نوعية المالحظة العيادية فهي وسيلة من وسائل البحث التي يعتمد عليها‬
‫الباحث ‪ ،‬فهي ترتبط بهدف معين وهو الحصول على اكبر قدر من المؤشرات التي تسمح‬
‫له بمعرفة مختلف السلوكات واالستجابات التي تصدرها الحاالت والتي في األخير يلج‪,,‬أ‬
‫إلى تحليلها وتفسيرها وتوضيحيها و وضعيها في سياقيها الجديد وإعطاءها الداللة العيادية‬
‫‪ ،‬والبحث عن األحداث التي أدت إلى ظهورها ‪ .‬المالحظة العيادية هي الطريق‪,,‬ة ال‪,,‬تي‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬كيل فرض‪,‬‬
‫‪,‬تطاعة تش‪,‬‬
‫‪,‬ا من اس‪,‬‬
‫تهدف إلى جمع بعض من األحداث الطبيعية ‪،‬انطالق‪,‬‬
‫ووضعها للتجريب للتأكيد من صحتها ‪ ،‬يمكن أن تكون مالحظة بسيطة‪ ،‬أي ضمن المقابلة‬
‫وأثناء تطبيق االختبارات‪ ،‬أين يقوم األخصائي النفساني بتسجيــل سلوكـــات الفرد‬
‫‪،‬المالمح‪ ،‬وطريقة تصرفاته‪ ،‬أو تكون مسلحة من خالل التسجيل ومالحظة الفاحص دون‬
‫أن يراه المفحوص ‪ ،‬أو مالحظة محددة لعينة في وقت محدد مثال خمسة دقائق كل ثالث‪,,‬ة‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬داخلي مث‪,‬‬
‫‪,‬ام في الوس‪,‬ط ال‪,‬‬
‫‪,‬ل‪ ،‬تق‪,‬‬
‫‪,‬وقت طوي‪,‬‬
‫‪,‬تمرة ول‪,‬‬
‫ساعات ‪ ،‬وأحيانا تكون مس‪,‬‬
‫روضة‪،‬مستشفى ‪ ،‬كما يمكن إجراء المالحظة في الوسط الخارجي لجمع المعلومات على‬
‫‪,‬ده في‬
‫‪,‬واء تواج‪,‬‬
‫‪,‬ق س‪,‬‬
‫فترات ‪ ،‬وعناصر المعلومات تكون حول سلوك الطفل أو المراه‪,‬‬
‫المدرسة أو في الشارع )‪ . N. Sillamy ,(2003:184‬والمالحظــة العياديــــة‬
‫نوعــــان‬

‫‪.2-2-1‬مالحظة مباشرة‬
‫األخصائي النفساني يالحظ مباشرة سلوكات األفراد داخل المقابلة العيادية‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪.2-2-2‬المالحظة الغير مباشرة‬
‫األخصائي النفساني ال يالحظ السلوكات بطريقة مباشرة فقد يتحصل بالتقارير التي‬
‫أعّدها اآلخرون أو يقوم بدراسة سطحية لجميع المعلومات والبيانات‬

‫‪.2-3‬فحــص الهيئــة العقــليــة‬

‫هذا الفحص يستعمل كوسيلة تحليلية للحصول على تشخيص مالئم خاص بكل‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ة اللفظي‪,‬‬
‫حالة‪.‬يرتكز هذا الفحص على المالحظ المباشرة لالستجابات السلوكية التلقائي‪,‬‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ا يحص‪,‬‬
‫‪,‬ط‪ ،‬كم‪,‬‬
‫‪,‬ية من المحي‪,‬‬
‫والحركية‪ ،‬كما يمكن الحصول على المعلومات األساس‪,‬‬
‫الفاحص على المعلومات األساسية إما عند طرح الفاحص لمش‪,,‬كلته أو عن‪,,‬د إعط‪,,‬اءه‬
‫للتفسيرات‪ ،‬أو عند تقديمه للتوضيحات التي يراها مهمة‪ ،‬ويعتمد على النقاط التالية خالل‬
‫فحص الهيئة العقلية‪.‬‬
‫‪.3-2-1‬االستعداد والسلوك العام‬
‫المظهر‪ ،‬اللباس‪ ،‬النظافة‪ ،‬التعبير‪ ،‬السلوك الع‪,,‬ام خالل الح‪,,‬ديث‪ ،‬الس‪,,‬لوك خالل‬
‫الفحص‪ ،‬االنقطاع في الحديث‪ ،‬تغيرات السلوك الحركية‪ ،‬مؤشرات القلق‪ ،‬كاالرتج‪,,‬اف‪،‬‬
‫االضطراب الحركي‪ ،‬التنفس السريع‪ ،‬االستثارة واالستجابات الحركية الغير المراقبة‪.‬‬
‫‪.2-3-2‬النشاط العقلي‬
‫اإلنتاجية التلقائية‪ ،‬الكمية‪ ،‬اإلجابة‪ ،‬التكرار اآللي‪ ،‬وشرود الذهن‪.‬‬
‫‪.2-3-3‬المزاج والعاطفة‬
‫االستجابات العاطفية للشخص خالل المقابلة‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬القلق‪ ،‬البالدة‪ ،‬تضخم األنا‪،‬‬
‫اإلحساس بالذنب‪ ،‬أفكار تعكس احتقار الذات‪ ،‬نزعة لالنتحار‪.‬‬
‫‪.2-3-4‬محتوى التفكير‬

‫‪115‬‬
‫محتوى التعبير‪ ،‬التلقائية في اإلجابات‪ ،‬انشغاالت تدمير الذات‪ ،‬العدوانية الموجه‪,,‬ة‬
‫نحو اآلخرين‪ ،‬شكاوي توهم المرض‪ ،‬أفكار العظمة واالضطهاد‪.‬‬

‫‪.2-3-5‬القدرة العقلية‬
‫التوجيه الزماني والمكاني‪ ،‬االنتباه‪ ،‬الذاكرة الحديثة والبعيدة‪ ،‬الحس‪,,‬اب‪ ،‬الق‪,,‬راءة‪،‬‬
‫الكتابة‪ ،‬الفهم‪ ،‬المعارف العامة والذكاء‪.‬‬
‫‪.2-3-6‬االستبصار والحكم‬
‫القدرة على التكيف بوضع عالقة بين إمكانية المفحوص على استيعاب مش‪,,‬كلته‬
‫والظروف التي ساهمت في ظهور المشكل‪ ،‬مدى درجة استيعابه للس‪,,‬لوكات المتك‪,,‬ررة‬
‫‪,‬ات‬
‫‪,‬ة المخطط‪,‬‬
‫‪,‬ة االندفاعي‪,‬‬
‫وميزات شخصيته‪ ،‬أسلوب مقاومة المرض‪ /‬المشكل‪ ،‬مراقب‪,‬‬
‫السابقة لمواجهة المشكل ولتقويم الحكم تطرح األسئلة التالية‪:‬‬
‫ماذا تفعل إذا كنت أول من اكتشف وجود النار في قاعة السينما؟‬
‫ماذا تفعل إذا وجدت نفسك تائه في مدينة غريبة؟‬
‫‪.2-3-7‬التشخيص‬
‫يجب أن يأخذ متسعا من الوقت كي ال يترك أي مجال للشك في التشخيص المتوّص ل‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪.2-3-8‬ملخص‬
‫‪,‬تعملة‬
‫‪,‬ة المس‪,‬‬
‫‪,‬ات الدفاعي‪,‬‬
‫‪,‬لوكها‪ ،‬آلي‪,‬‬
‫‪,‬ة‪ ،‬س‪,‬‬
‫يضم العناصر المهمة في تاريخ الحال‪,‬‬
‫والتشخيص الفارقي‪.‬‬

‫‪.2-4‬االختبــارات االسقــاطيــة‬

‫قام ‪ L.K. Frank(1939),‬بنشر مقال تحت عنوان " التقنيات االسقاطية " لدراسة‬
‫الشخصية ‪،‬وهو من اكتشف هذا التعبير‪،‬وألجل ذلك وضع ثالثة اختبارات نفسية‪ ،‬اختبار‬
‫‪116‬‬
‫ترابط الكالم ‪،C.Jung(1904),‬واختبار بقع الحبر لـــ ‪ H. Rorschach(1920),‬واختبار‬

‫‪,‬ات‬
‫وأظهر ‪ L.K. Frank‬أن هـــــذه التقني‪,‬‬ ‫تفهم الموضوع ‪H.Murry(1935),‬‬

‫تســــاهم في تكوين نموذج للفحص الدينامكي في شمولية لك‪,,‬ل الشخصيــة ‪،‬‬


‫أصبحت االختبارات االسقاطية من بين األدوات القيَم ة في المنهج العي‪,,‬ادي لعلـــم‬
‫‪,‬ة لعلـــم‬
‫‪,‬اهيم النظري‪,‬‬
‫النــفس ‪ ،‬وهي استخدامـــات تطبيقية األكثر نفعا للمف‪,‬‬
‫النــفس الدينامــكي والسيما التحليـــل النفســي‪C.Chabert.D.Anzieu(2004,‬‬
‫)‪.‬‬
‫االختبار االسقاطي مفهوم يشير إلى بعض الوسائل الغير مباشرة في دراسة‬
‫الشخصية والتي بواسطتها يمكن الكشف عن شخصية الفرد نتيجة ما تهيئه من مادة مناسبة‬
‫يسقط عليها الفرد حاجاته ودوافعه ومدركاته ورغباته ومشاعره وتفسيراته الخاصة دون‬
‫أن يفطن إلى ما يقوم به من عملية‪.‬وبهذه الطريقة يتيح لنا االختبار االس‪,,‬قاطي أن نلمس‬
‫عناصر الالوعي الفرد وأن نفهم دوافعه وأفكاره واتجاهاته وشخصيته بشكل معمق‪.‬‬
‫لقد استخدم ‪ S. Freud‬في البداية مفهوم اإلسقاط ليصف آلية الدفاع الذي به تتلخص‬
‫األفكار المرفوضة من الذات إلى العالم الخارجي‪ ،‬فإسقاط هو أحد العمليات الدفاعية التي‬
‫يعرف بها الفرد دوافعه ومشاعره وأفكاره على اآلخرين أو إلى العالم الخارجي‪ ،‬ففي هذه‬
‫العملية الدفاعية يتخلص األنا من الموضوعات النفسية المكبوتة أو المرفوضة إلى الخارج‬
‫‪,‬نى‬
‫‪,‬دد مع‪,‬‬
‫بحيث أنها إذا بقيت في الداخل تسبب القلق لألنا‪ .‬وبناءا على ذلك يمكن أن يح‪,‬‬
‫‪,‬طتها يمكن‬
‫‪,‬تي بواس‪,‬‬
‫‪,‬ة ال‪,‬‬
‫اإلسقاط كما هو مستخدم في االختبارات االسقاطية بأنه العملي‪,‬‬
‫‪,‬ل‬
‫الكشف عن دوافع الفرد ورغباته ونزعاته وحاجاته باستخدام مثير غامض وغير متص‪,‬‬
‫إلى حد ما يقوم الفرد بتفسيره وتأويله‪ ،‬ولذلك فاالختبار اإلسقاطي وسيلة تحاول أن تكشف‬
‫عن الشخصية في جوانبها المختلفة ودراسة مكونتها ودينامكياتها‪.‬‬
‫من خالل رد الفعل االسقاطي الفرد يظهر كيف يستطيع تتبع التلفظ اإلدراكي االس‪,,‬قاطي‬
‫واقعي‪-‬خيالي ‪،‬صواب‪-‬غيرمعقول‪ ،‬سيرورات ثانوية وسيرورات أولية ‪،‬الواقع الداخلي‬
‫والواقع الخارجي وهذا ما يسمى بالحيز االنتقالي ‪C.Chabert(1993),‬‬
‫‪117‬‬
‫تسمح االختبارات االسقاطية في مدة زمنية قصيرة باستخراج خصوصيات التوظيف‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬داخل يجعلن‪,‬‬
‫لدى الفرد‪ .‬أي كل ما هو مخبئ يضع في ضياء ‪،‬الكامن يصبح ظاهر ‪ ،‬ال‪,‬‬
‫على الواجهة ‪ ،‬كل ما هو مستقر فينا نجده ظاهر)‪.)D.Anzieu1970,‬‬
‫إذن االختبارات االسقاطية ال يكون هدفها هو الذات وإنما تؤسس مرحلة تتمثل في‬
‫فهم التوظيف النفسي لدى الفرد وفي أكثر األحيان من منظور تشخيصي ‪،‬تنبئي وعالجي‬
‫كما تتميز جميع االختبارات بالغموض وصعوبة مالحظة المادة بشكل جيد‪،‬أي التح‪,,‬دث‬
‫بطالقة في التعبير عن ما تهيئه المادة المقترحة ( االختبار) ‪ ،‬وهي تنحصر في النوعي‪,,‬ة‬
‫الخصوصية فهي ملموسة ومبهمة تسمح بإثارة الفرد‪ ،‬مما يبقى محص‪,,‬ور في وض‪,,‬عية‬
‫معينة كما تساعد على النكوص وتحقيق المراقبة العقالنية والسيرورات الثانوي‪,,‬ة ال‪,,‬تي‬
‫تسمح ببـــروز " الظواهر" االسقاطية والحياة االستهامية ‪.‬وفي األخير تؤدي إلى خلق‬
‫مجال عالئقي أصيل بين الفرد واألخصائي النفساني والموضوع الذي يمثل االختبار‪.‬‬
‫والهدف من االختبارات االسقاطية أنها تسمح بدراسة التوظيف النفسي للفرد من‬
‫‪,‬ا من حيث‬
‫‪,‬ة وأيض‪,‬‬
‫‪,‬ية المكَو ن‪,‬‬
‫منظور دينامكي أي التمييز من جهة بين السلوكات النفس‪,‬‬
‫‪,‬ات‬
‫‪,‬ة وهي أن العملي‪,‬‬
‫المميزات الفردية وإمكانية التَغير‪ ،‬وتبقى اإلشكالية األساسية القائم‪,‬‬
‫العقلية تضع في الخدمة أثناء تمرير االختبار مع الفرضية التي ت‪,‬ترجم نم‪,‬ط التوظي‪,‬ف‬
‫النفسي للفرد وهذا ما يتطلب تحليل المعطيات المجمعة من االختبار استنادا على مرجعية‬
‫نظرية التي تشكل إطارا تفسيريا لهذه المعطيات ‪ ،‬مع العلم أنه ال يوجد نم‪,,‬وذج نظ‪,,‬ري‬
‫خاص وهذا يبقى متوقف على حسب الباحث أي أن هناك العديد من النظريات المفس‪,,‬رة‬
‫لهذه االختبارات منها الفينومينولوجية والتحليل النفسي‪ .‬و هذه األخيرة تس‪,,‬مح في ه‪,,‬ذا‬
‫المنظور بجمع المعلومات المعمقة والتي يصعب جمعها في جداول عيادية معقدة ‪ ،‬إذ أن‬
‫استعمال االختبارات االسقاطية يمنح مرجعية قيَم ة كلما كانت النتائج العيادية غامضة‪ ،‬أو‬
‫عندما يطرح إشكال التشخيص الفارقي‪ ،‬األساس خلق و فرض أنماط عالجية خاص‪,,‬ة ‪,‬‬
‫)‪C.Chabert(1998:31،32‬‬

‫‪118‬‬
‫فاالختبار االسقاطي يمتلك محتوى ظاهر المتمثل في الوضعيات والصور و محتوى‬
‫كامن والمسمى عموما حركية االستهامات والعواطف المعبرة عن إشكاليات تق‪,,‬وم على‬
‫سجالت من الصراع النفسي ‪ ،‬حسب كل من ‪ C.Chabert.D.Anzieu(2004),‬يبقى الف‪,,‬رد‬

‫خاضعا كما هو الحال في وضعية التحليل النفسي ‪ ،‬التعليمة التي تترك للفرد حرية كبيرة‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬ف نفس‪,‬‬
‫وهي في نفس الوقت إجبارا له‪ ،‬يبقى مقيدا على أن يكون حرا‪ ،‬بمعنى أن يكش‪,‬‬
‫‪,‬ارة‬
‫‪,‬ة لإلث‪,‬‬ ‫بنفسه ‪ ،‬وتضيف ‪ C.Chabert(1993),‬أن التعليمة تضع الفرد في مواجه‪,‬‬
‫‪,‬ة ازدواجي‪,‬‬
‫الخيالية واإلدراكية ‪.‬‬

‫في الوضعية االسقاطية يأخذ األخصائي النفساني موقف‪,,‬ا حيادي‪,,‬ا‪ ،‬إذ ال يق‪,,‬دم أي‬
‫إيحاءات وال تفسيرات وال يعطي أحكاما وال توجد إجابة جيدة وال إجابة سيئة‪ .‬كما يحدث‬
‫عن‬ ‫‪,‬دث ‪C.Chabert(1998:38),‬‬
‫التحويل في هذه الوضعية الذي يكون ايجابي‪,,‬ا وتتح‪,‬‬
‫‪,‬اهم في‬
‫‪,‬ل تس‪,‬‬
‫التحويل في الوضعية االسقاطية " الحركات النكوصية التي تكون كرد فع‪,‬‬
‫إحداث ضعفا في المراقبة ‪ ،‬وتظهر الصراعات النفسية والبين شخص‪,,‬ية في تعب‪,,‬ير عن‬
‫الرغبات واالحباطات " ‪ ،‬ويتواجد هذا التحويل في الوض‪,,‬عية االس‪,,‬قاطية في منظ‪,,‬ور‬
‫مزدوج كآلية التحويل تسمح بالتعبير عن المحتوى وعن استدعاء الالشعور بواسطة مادة‬
‫‪,‬تي‬
‫‪,‬ة ال‪,‬‬
‫االختبار‪ ،‬ثم فيما بعد إعادة تنشيط أثناء تمرير االختبار األنماط العالئقية الخاص‪,‬‬
‫تستند على المرجعية الكامنة الالشعورية ‪،‬وهي ترتبط غالبا بالصور األبوية‪.‬‬

‫‪.2-4-1‬اختبار الروشاخ‬

‫أنشأ اختبار الروشاخ سنة ‪ 1920‬من طرف الطبيب األلماني ‪ H. Rorschach‬في‬


‫شكل بقع الحبر تتكون من عشر لوحات‪ ،‬هدفه الوصول إلى تشخيص نفس‪,,‬ي لشخص‪,,‬ية‬
‫الطفل‪ ،‬المراهق والراشد وتم تطبيق هذا االختبار بشكل نهائي سنة ‪ 1921‬بع‪,,‬د نش‪,,‬ره في‬

‫كتابه تحت عنوان " التشخيص النفسي " ‪ .‬ورغم مرور فترة من الزمن إال أّن اختبار الروشاخ‬
‫‪,‬رى ‪ C.Chabert(1998),‬أّن دق‪,‬‬
‫‪,‬ة‬ ‫‪,‬ة ‪،‬ت‪,‬‬
‫ال يزال يطبق فقط في الدراسات النفسية العيادي‪,‬‬
‫‪119‬‬
‫‪,‬تي ال يتمكن‬
‫‪,‬ة ال‪,‬‬
‫‪,‬ية والمعرفي‪,‬‬
‫‪,‬يرورات النفس‪,‬‬
‫االختبار ترجع إلى إمكانية اكتشاف الس‪,‬‬
‫‪,‬مح‬
‫‪,‬ة‪ .‬ويس‪,‬‬
‫‪,‬ة العيادي‪,‬‬
‫األخصائي النفساني التوصل إليها بالمالحظة أو من خالل المقابل‪,‬‬
‫االختبار بتقدير ديناميكي للجهاز النفسي للمفح‪,,‬وص لمعرف‪,,‬ة نق‪,,‬اط العطب‪ ،‬وللفحص‬
‫المعمق الموجه إما للتشخيص أو للعالج أو للتنبؤ‪ .‬تكمن أهميته في أنه يساعد على دراسة‬
‫عّدة جوانب منها العمليات العقلية‪ ،‬العاطفية واالجتماعية‪.‬‬
‫فالعمليات العقلية‪ ،‬تتمثل أساسا في الجوانب المعرفية وتشمل مستوى القدرة العقلية‪،‬‬
‫‪,‬يز‬
‫‪,‬ات‪ ،‬الترك‪,‬‬
‫‪,‬ل المعطي‪,‬‬
‫‪,‬ات أي تحلي‪,‬‬
‫الذكاء‪ ،‬طريقة اإلدراك (المعالجة) وفهم المعلوم‪,‬‬
‫واالنتباه‪ ،‬القدرة على اإلنتاجية النوعية وأسلوب التفكير المنطقي المساير للواقع أو ع‪,,‬دم‬
‫المسايرة للواقع (المجال الخيالي )‪،‬أو القدرة البديهي‪,,‬ة على تج‪,,‬اوز الح‪,,‬دود من خالل‬
‫االبتكار‪.‬‬

‫أما العمليات الوجدانية وتشمل السمات االنفعالية العامة (القلق‪،‬االكتئاب‪ ،‬االندفاعية‬


‫والعدوان‪،)...‬العالقات مع الذات (طبيعة النرجسية) والعالقات مع المواضيع الخارجية‪،‬‬
‫‪,‬ات‬
‫سيطرة الرغبات التي تحيل إلى اإلشباع‪ ،‬ضبط والتحكم في النزوات ‪.‬وبالنسبة للعملي‪,‬‬
‫االجتماعية وتشمل قوة األنا وقدرته على التكيف مع الواقع الخ‪,,‬ارجي ‪ ،‬وإدراك والتحكم‬
‫في الجوانب االنفعالية ‪ ،‬االستقاللية ‪ ،‬تأكيد الذات ‪ ،‬مجاالت الصراع النفس‪,,‬ي وخاص‪,,‬ة‬
‫مجال العالقات والذي يظهر في العدوانية ‪ ،‬العالقات الجنسية ‪.‬‬

‫‪,‬ذات‬
‫‪,‬ور ال‪,‬‬
‫‪,‬اء تص‪,‬‬
‫‪,‬ال بن‪,‬‬
‫" يمكن اعتبار اختبار الروشاخ كاختبار للحدود في مج‪,‬‬
‫‪,‬ه‬
‫واالستثمارات النرجسية ‪ ،‬مع أن المرجعية للعالقة بالموضوع ال يقل حضورها‪ ،‬بما أن‪,‬‬
‫ال يمكن عزل واستقالل النماذج االستثمارية النرجسية والموضوعية متضامن‪ /‬متن‪,‬افس‪،‬‬
‫‪,‬ف‬
‫‪,‬ويم التوظي‪,‬‬
‫مرتبط‪ /‬منفصل وتسجل باستمرار في حركية أساسية أين تؤسس سند لتق‪,‬‬
‫النفسي وتبقى احتمالية التغيير قائمة " ‪C.Chabert(1998:133،134),‬‬

‫أعطت كل من مدرسة التحليل النفسي‪ ،‬والمدرسة الفينومينولوجية معايير لتحليل‬


‫االختبار تقوم أساسا على ظاهرة اإلدراك واإلسقاط للوحات‪ .‬وبما أّن توجهن‪,,‬ا في ه‪,,‬ذا‬
‫‪120‬‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ي لتحلي‪,‬‬
‫البحث سيكون توجها نفسيا مرضيا تحليليا‪ ،‬سنعتمد على مقاربة التحليل النفس‪,‬‬
‫االختبار‪ .‬وبرز في هذه المدرسة عّدة أسماء حاول كل واحد منهما إعطاء قراءة ومعايير‬
‫للتحليل‪ ،‬ونذكر من هذه األسماء على سبيل المثال ‪:‬‬
‫)‪D. Anzieu – (1970),N. Rausch de Traubenberg – (1983),C. Chabert ,(1965‬‬
‫وكلهم من المدرسة الفرنسية‪ ،‬وكان هدف كل هؤالء التعرف على محت‪,,‬وى م‪,,‬ا يقول‪,,‬ه‬
‫المفحوص وكيف يقوله بمعنى تحليل مكونات اإلجابة وعالقاتها بما سبقها وما سيليها من‬
‫إجابات‪ ،‬وهدف االختبار هو إعطاء دراسة للتوظيف النفسي في منظور ديناميكي‪.‬‬

‫‪ .4-2-‬تطبيق اختبار الروشاخ‬ ‫‪2‬‬


‫يتكون االختبار من عشرة لوحات أو صور ‪ ،‬اللوحة األولى سوداء ‪ ،‬الثانية والثالثة‬
‫سوداء وحمراء ‪،‬الرابعة ‪،‬الخامسة ‪،‬السادسة‪ ،‬السابعة سوداء‪ ،‬أما اللوحات الثالثة األواخر‬
‫‪,‬يء‬
‫تحمل ألوان مختلفة ‪ .‬كما يحمل االختبار تعليمة تتمثل في طلب من الحالة قول أي ش‪,‬‬
‫‪,‬ير‬
‫تستطيع رؤيته من خالل هذه البقع ‪ ،‬مع أن الوقت غير محدد ومنح الحالة حرية التعب‪,‬‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬نى ك‪,‬‬
‫‪,‬يئة ‪ ،‬فمن حيث المع‪,‬‬
‫عن رؤية ما تراه ‪ ،‬بحيث ال توجد إجابة جيدة وإجابة س‪,‬‬
‫اإلجابات جيدة ‪ ،‬وال يستطيع األخصائي النفساني إعطاء أمثلة مس‪,,‬اعدة لإلجاب‪,,‬ة ‪ ،‬وال‬
‫يطلب من الحالة قلب اللوحة في االتجاهات المختلفة ‪، ˂ ˃ ˄ ˅ :‬فقط تعطى اللوح‪,‬‬
‫‪,‬ات‬
‫للحالة بطريقة صحيحة وترك لها حرية التصرف والنظر إليها كما تشاء دون أي توجي‪,,‬ه‬
‫‪،‬ثم تسجيل كل اإلجابات ‪،‬التعليقات ‪،‬السلوكات الصادرة أثناء تمرير االختبار‪ ،‬مع تسجيل‬
‫المدة المستغرقة في اللوحة وزمن الكمون الذي استغرقته ابتداء من تسليمها اللوح‪,,‬ة إلى‬
‫إعطاء أول إجابة ثم يعود من جديد للوقوف أمام كل لوحة على حدا ويتعرف على الموقع‬
‫والكيفية التي تم من خاللها إعطاء اإلجابات ( التحقيق)‪.‬‬
‫طريقة تحليل اختبار الروشاخ تمر بمرحلتين أساسيتين‪ ،‬المرحلة األولى وتتمثل في‬
‫تحليل المعطيات المجمعة من خالل تمرير االختبار والتي تتعلق باإلجاب‪,,‬ات وتق‪,,‬ديرها‬
‫‪121‬‬
‫بتحديد المكان والمحددات والمضامين ‪،‬ثم األخذ بعين االعتبار تسجيل الزمن في اللوحات‬
‫‪,‬ة‬
‫وأيضا متوسط زمن الكمون وبعد ذلك حساب السيكوغرام وهي النسب المئوية الخاص‪,‬‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬دد في‪,‬‬
‫‪,‬دول تح‪,‬‬
‫بهذا االختبار( أنظر إلى كيفية حساب هذه النسب في المالحق ) مع ج‪,‬‬
‫ميزات العامة للوحات الروشاخ‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانية وتتمثل في تحليل سيرورة التفكير‪ ،‬تحليل اإلنتاجية الكيفية والكمية‬
‫لكل من اإلجابات الكلية والجزئية ‪ ،‬اإلجابات اإلنسانية والحيوانية باإلضافة إلى اإلجابات‬
‫الشائعة ‪،‬ونوعية المحددات التي رفقت اإلجابات‪ ،‬ثم تحليل دينامكية الصراع وذل‪,,‬ك من‬
‫خالل تحليل المحددات الحسية والمحددات الحركية‪.‬‬
‫هناك بعدين أساسين مساهمين بشكل جلي في التحفيز والتنبيه وهما البعد البنيوي في‬
‫التكوين الشكلي للبقع والبعد الحسي المرتبط باأللوان‪C.Chabert(1998), .‬‬

‫البعد البنيوي‪ :‬اللوحات التالية ‪ I , IV, V , VI, IX‬تظهر كبقع متماسكة تسهل‬
‫المقاربة اإلدراكية الكلية والموحدة (المغلقة) ‪ ،‬كما تساعد إسقاط الصور التي ترج‪,,‬ع إلى‬
‫‪,‬ار‬
‫‪,‬ع الختب‪,‬‬
‫تصور الذات وترتبط مباشرة بمفهوم الهوية‪ ،‬وتكون هذه اللوحات شكل يض‪,‬‬
‫الحدود (داخل‪ /‬خارج) و(الشخص‪/‬اآلخر) وتمنح للشخص الق‪,‬درة على تص‪,‬ور نفس‪,‬ه‬
‫كوحدة كلية من خالل صورة الجسد المتميزة في خاصيتها الذاتية‪ ،‬اللوحات ‪II , III, VII‬‬

‫تساعد على استحضار التصورات للعالقات في أنماط مختلفة‪ ،‬منها التناظر النرجسي أين‬
‫األخر يظهر مزدوج من خالل انعكاسه‪،‬أو الصراعات تكون تحت ت‪,,‬وترات الحرك‪,,‬ات‬
‫الموضوعية الليبيدية و‪/‬أو العدوانية‪ ،‬أما اللوحة ‪ VIII‬نجدها أكثر ارتباطا بالمرجعية إلى‬
‫وهي في كليتها الفردية وتحم‪,,‬ل‬ ‫تصور الذات وأيضا التصورات للعالقات‪ ،‬اللوحة ‪X‬‬

‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬ا وه‪,‬‬
‫‪,‬ا بينه‪,‬‬
‫‪,‬ة في م‪,‬‬
‫‪,‬زاء المختلف‪,‬‬
‫ميزتين تتمثل في قوة التجزئة وأيضا عالقة األج‪,‬‬
‫الخصوصيات ترجع من جهة لحضور مكثف لأللوان مع أثر فعالية اللوحة األخيرة ‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫البعد الحسي ‪ :‬اللوحات التالية ‪ ( I , IV, V , VI‬اللوحات السوداء) أو تسمى أيضا‬
‫باللوحات اللونية وهي تجمع اللون الرمادي ‪ /‬األسود وفي العمق نجد اللون األبيض وهذا‬
‫‪,‬رعة‬
‫‪,‬تجيبون بس‪,‬‬
‫ما يجعل األشكال تظهر غير محددة ‪ ،‬عند بعض األفراد الحساسين يس‪,‬‬
‫‪,‬ابة بالقلــــق واالكتئـــاب ‪،‬‬
‫‪,‬ك اإلص‪,‬‬
‫للون الداكــــن ‪،‬يبـــن ذل‪,‬‬
‫اللوحـــــات ‪ ( II , III‬اللـوحات الحمراء) ظهور اللون األحمر يثير بروز‬
‫حركات النزوات مندمجة أوال في سيناريوهات عالئقية جنسية و‪/‬أو عدواني‪,,‬ة ‪ ،‬الل‪,,‬ون‬
‫األحمر يستحضر مشاعر قوية ومرات تكون عنيفة ‪ ،‬اللوحات ‪ VIII, IX, X‬تساهم في‬
‫الحركات النكوصية ‪ ،‬اللوحة ‪ VII‬تحمل اللون الرمادي الفاتح ومفتوحة على فضاء أبيض‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬لة لألنوث‪,‬‬
‫واسع ‪ ،‬وهذا الشكل األجوف هو األصل في إحداث التأثيرات الكامنة المفض‪,‬‬
‫األمومية ‪.‬‬

‫‪ .2-4-3‬المحتوى الكامن للوحات الروشاخ‬

‫اللوحة‪ : I‬تضع هذه اللوحة المفحوص أمام اختبار وما تستطيع فعله هو إحياء‬
‫لتجربة أول اتصال مع موضوع مجهول‪ ،‬هذه اللوحة تسمح باستحضار صور لعالق‪,,‬ات‬
‫مبكرة مع أول موضوع‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن مصدرها جسم اإلنسان ‪،‬مع حركية مزدوجة‬
‫‪،‬نرجسي (صورة حب الذات ‪ ،‬تصور الذات ) وموضوعي ( عالقة مع الصور األبوية)‬
‫في الغالب األم واألب ‪.‬‬
‫اللوحة ‪ : II‬تعكس هذه اللوحة إشكالية قلق الخصاء ‪،‬كما تشير إلى االستثمارات‬
‫النزوية ‪،‬دينامكية النزوات سواء كانت نزوات عدائية ( مثل صراع بين دبين ) أو نزوات‬
‫ليبيدية ( مثل حيوانات تتبادل القبل )‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫اللوحة ‪ :III‬تعطي تفسيرا لصورة جسم اإلنسان وتضع البصمة حول السيرورات‬
‫التقمصية الجنسية ‪،‬وإدراك للشخصيات اإلنسانية في شكل إجابة شائعة‪.‬‬
‫اللوحة ‪ :IV‬تستحضر هذه اللوحة لصورة القدرة وهي تحمل رمزية قضيبية‪،‬كما‬
‫تعبر عن صورة األب ‪.‬‬
‫اللوحة ‪ :V‬تعبر هذه اللوحة عن الهوية وتصور الذات وهي إشكالية الهوية في‬
‫معناها النفسي‪.‬‬
‫اللوحة ‪ : VI‬هي لوحة حاملة لرمزية جنسية ‪،‬من خالل استحضار أبعاد ذات رمز‬
‫قضيبي (مثل قلم ‪ ،‬مفتاح ‪ )...‬أو من خالل ارتباطها بالصور الجنسية األنثوي‪,,‬ة( مث‪,,‬ل‬
‫زهرة ‪،‬الجهاز التناسلي للمرأة ‪. )...‬‬
‫اللوحة ‪ :VII‬تعتبر هذه اللوحة وسيط خاص للعالقات المبكرة في سجل التقمصات‬
‫‪,‬لبي‪،‬‬
‫‪,‬وع الس‪,‬‬
‫تسمح للشخص بتموضع حسب نموذج أنثوي‪ :‬تناقض ‪ ،‬صراع ‪،‬أو الخض‪,‬‬
‫تقويم أو انخفاض قيمة الصور األنثوية ‪.‬‬
‫اللوحات ( ‪ : )VIII , IX, X‬تظهر بروز االنفعاالت والمشاعر وتسمح باستخراج‬
‫نمط العالقة التي يقيمها الشخص مع محيطه ‪.‬بحيث تمثل اللوحة ‪ VIII‬االتصال مع العالم‬
‫الخارجي ‪ ،‬اللوحة ‪ IX‬وهي تمثل المرجعية األمومية المبكرة (لوحة األمومة) اللوحة ‪X‬‬
‫تشير إلى التفردية والتفريق ‪.‬‬

‫واختيار اختبار الروشاخ ألنه يسمح بالتعرف على صورة الذات وتحدي‪,,‬د طبيع‪,,‬ة‬
‫القلق‪ ،‬وتحديد طبيعــة العالقة بالموضوع األولي‪.‬‬
‫تفضيــل استعمال اختبار الروشاخ للتقرب من الحقل االكتئ‪,,‬ابي ب‪,,‬الرغم من أن‬
‫هناك العديد من االختبارات االسقاطية‪ ،‬لكن في هذا المجال يعت‪,,‬بر اختب‪,,‬ار الروش‪,,‬اخ‬
‫‪,‬د ثالثـــة مخططـــات‬
‫‪,‬د في أن واح‪,‬‬
‫‪,‬ا بتحدي‪,‬‬
‫االختبار الوحيد الذي يسمح لن‪,‬‬
‫أساسيــــة لالكــتئــاب‪C. de Tychey(2012), :‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ /1‬بالنسبة للمستوى النظري والذي حدد سابقا من طرف ‪C.Chabert(1993),‬وه‪,,‬و‬
‫مالئمة المرجع التحليلي النفسي مع خصائص األداة ‪،‬وهذا ما يسمح بوضع االختبار على‬
‫‪,‬اب على‬
‫‪,‬كل تنظيمي لالكتئ‪,‬‬
‫‪,‬ل ش‪,‬‬
‫مخطط تجريبي للنظريات المركبة المفضلة لتحديد ك‪,‬‬
‫مستوى الخصائص التوظيف النفسي الداخلي ‪ ،‬الروشاخ يسير تحت تأثير يس‪,,‬مح بفحص‬
‫نموذج أخر ( نظري ‪،‬إما لتأكيده ‪،‬أو إللغائه ‪،‬أو لتوسيعه ) ‪.‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬طحية ‪،‬وخاص‪,‬‬
‫‪,‬د الس‪,‬‬
‫‪ /2‬من حيث التشخيص الممارسة العيادية تضع ترقب ض‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫الخطأ‪ ،‬وحتى المعارضة ‪ ،‬المؤشرات المرتبطة بمالحظة عرضية واحدة ‪ ،‬وهذا يجعله‪,‬‬
‫في ما بعد غير نافعة بل االعتماد على األعراض الطب العقلي المؤسس‪,,‬ة ح‪,,‬ول نم‪,,‬ط‬
‫المعايير المحددة للسلوك المالحظ ومثال ذلك ‪ DSM-IV‬من أجل تقويم االكتئاب ‪.‬‬
‫بالرغم من أن هناك مستويات مختلفة للتوظيف الفكري التي تمَيز جميع التنظيم‪,,‬ات‬
‫السيكوباثولوجية وبالخصوص التي تقدم لنا إشكاليات اكتئابية‪ ،‬واختبار الروشاخ له تأثير‬
‫يسمح بوضع بعض الثوابت البنيوية للتوظيف النفسي الداخلي‪.‬‬
‫‪,‬ة‬
‫في وضع المنافع المفضلة لهذه التقني‪,‬‬ ‫‪J.Bergeret‬‬ ‫تبرز إسهامات )‪,(1992‬‬

‫االسقاطية وذلك بتأكيده على أن الروشاخ يسمح في الوقت نفسه تقويم طريق‪,,‬ة ودرج‪,,‬ة‬
‫فعالية التنظيمات الدفاعية للشخص وخاصة فهمه ‪ ،‬النموذج البنيوي العمي‪,,‬ق لشخص‪,,‬ية‬
‫الفرد‪.‬‬
‫هذه الثوابت عند الراشد تعلم انطالقا من وضع تقارب ألربعة أبعاد أساسية للتوظيف‬
‫الداخلي ‪ ،‬مع إبعاد الخصائص المسيطرة الصادرة من طرف الفرد ‪.‬‬
‫‪ -1‬طبيعة االستقرار النرجسي أساس خدمة التصورات الذات والم‪,,‬ؤثرة مباش‪,,‬رة على‬
‫طبيعة العالقة بالموضوع المهيمنة وهي من تكوين الفرد‪.‬‬
‫‪ " C.Chabert(1992),‬الروشاخ يساعد على تحريض تصورات الموضوع التي تظهر‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬تثمارات النرجس‪,‬‬
‫‪,‬أرجح بين االس‪,‬‬
‫‪,‬ة‪،‬على الت‪,‬‬
‫من خالل عرض سيناريوهات الحركي‪,‬‬
‫واالستثمارات الموضوعية "‬
‫‪ -2‬طبيعة القلق المسيطر والدفاعات األساسية التي تستعمل ضد هذا القلق‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫‪ -3‬نوعية الفضاء الخيالي والسيرورات العقالنية للفرد و باألخص ترجع إلى الق‪,,‬درات‬
‫التركيبية الرمزية للنزوات الجنسية والعدوانية ‪ ،‬والتي لها أهمية أساسية ‪،‬وفائدة من حيث‬
‫التشخيص الفارقي الذي تظهر عند كال من الراشد والطفل ‪.‬‬
‫‪,‬رف على‬
‫‪,‬ك من خالل التع‪,‬‬
‫‪,‬ر ذل‪,‬‬
‫‪,‬رد ويظه‪,‬‬
‫‪,‬دى الف‪,‬‬
‫‪ -4‬طبيعة الصراعات المسيطرة ل‪,‬‬
‫المؤشرات التي لها قيمة كبيرة في التشخيص الفارقي لالكتئاب ‪.‬‬
‫‪ /3‬من حيث التنبؤ والعالج النفسي يشهد اختبار الروشاخ غنى المعلومات من خالل‬
‫محورين هامين ‪:‬‬
‫‪ -‬تقويم خطر االنتحار حسب الدراسة التي قام بها ‪ C. de Tychey‬على ثالثة‬
‫‪,‬وء إلى‬
‫‪,‬زمن لكن دون اللج‪,‬‬
‫‪,‬اب الم‪,‬‬
‫‪,‬اني من االكتئ‪,‬‬
‫مجموعات من المرضى ‪،‬حاالت تع‪,‬‬
‫‪,‬ا إلى‬
‫‪,‬ع لجوءه‪,‬‬
‫االنتحار‪ ،‬حاالت تعاني من االكتئاب فقط ‪ ،‬حاالت تعاني من االكتئاب م‪,‬‬
‫االنتحار‪ ،‬وهذه األداة تسمح بإظهار والتقرب من معرفة " االنتحار الكامن " للفرد وهذا ما‬
‫يزود المؤشرات التي ثم الحصول عليها أيضا من خالل المقابلة والمالحظة العيادية‪.‬‬
‫‪ -‬تقويم إزمان االكتئاب واختيار العالج المفضل انطالقا من الحاالت المدروسة من‬
‫خالل اختبار الروشاخ ‪.‬‬

‫‪.3‬اختيــار عينـــة البــحث‬

‫اختيار العينة كان بشكل دقيق ولم يكن عشوائيا وهذا نظرا لمتطلبات البحث ‪ ،‬حيث‬
‫نعلم أن دراسة هذه الحاالت أمرا صعبا يتعلق بحساسية الموضوع‪ ،‬من جهة يمكن تعرض‬
‫الحاالت ألزمات وانتكاسات ال تسمح لنا بمواصلة العمل ومن جهة أخ‪,,‬رى يمكن رفض‬
‫‪,‬ان‬
‫‪,‬ذي ك‪,‬‬
‫بعض األسر إحضار الحاالت للمتابعة النفسية ‪ ،‬وهذا هو المشكل األساسي ال‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫يواجهنا باستمرار‪ ،‬لكن بالرغم من ذلك استطعنا جمع عينة تتكون من سبعة حاالت‪،‬وبم‪,‬‬
‫‪126‬‬
‫‪,‬بب‬
‫‪,‬ا من حيث الس‪,‬‬
‫‪,‬ي وأيض‪,‬‬
‫أن هناك اختالف بالنسبة للحاالت من حيث المعاش النفس‪,‬‬
‫الرئيسي وراء لجوئهم إلى هذا الفعل ( القيام بمحاولة انتحارية أو عدة مح‪,,‬اوالت) ومن‬
‫‪,‬د‬
‫‪,‬الفرد في ح‪,‬‬
‫بين األسباب الشائعة هناك مشاكل عائلية ‪،‬مشاكل مهنية‪ ،‬ومشاكل تتعلق ب‪,‬‬
‫ذاته أي اإلصابة بالمرض العقلي ‪ ،‬و من خالل ما هو موجود ويفرض نفسه على س‪,,‬احة‬
‫الواقع نجد المشاكل العاطفية هي من بين األسباب الرئيسية التي تساهم في دفع الح‪,,‬االت‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬اط األساس‪,‬‬
‫‪,‬ذ بعض النق‪,‬‬
‫إلى اللجوء إلى المحاولة االنتحارية بشكل ملحوظ ‪ ،‬قمنا بأخ‪,‬‬
‫كشرط أساسي ينبغي توفره في الحاالت المدروسة ‪:‬‬
‫‪ -‬الفشل العاطفي كسبب أساسي وراء المحاولة االنتحارية ويبقى معاشه يختلف من‬
‫حالة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تم اختيار واالتفاق على أخذ فئة اإلناث للدراسة فقط وهذا نظرا لما تشهده من‬
‫ارتفاعا واسعا مقارنة بفئة الذكور ( أنظر إلى اإلحصائيات المسجلة ص ‪ ، ) 58‬كما نجد‬
‫من بين الدراسات السابقة كدراسة كـل مـن )‪ F. Davidson. Aphilippe ,(1986‬التي‬
‫أثبتت أّن المحاولة االنتحارية تعرف ارتفاعا كبيرا عند اإلناث على غرار الذكور‪ ،‬وأيضا‬
‫دراسة أخرى لـــ )‪ M. Ch. Brunel ,(2002‬تؤكد على هذا االرتفاع المنسوب إلى فئة‬
‫اإلناث ‪ .‬كما أن الفئة من ‪ 28-18‬سنة عرفت أكبر عدد من المحاولة االنتحارية وخاصة‬
‫عند اإلناث دائما وعينة البحث المختارة يتراوح أعمارهم ما بين ‪18‬و‪ 21‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬إقصاء الحاالت التي تعاني من اضطرابات نفسية أو الحاالت التي تزاول العالج‬
‫وتحت المراقبة الطبية على مستوى الطب العقلي ‪. La Psychiatrie‬‬

‫‪.4‬تحليل المعطيات‬

‫ارتكزنا في هذا البحث على المنهج العيادي وعلى المرجعية النظرية لعلم النفس‬
‫‪,‬اه من‬
‫‪,‬ا جمعن‪,‬‬
‫المرضي التحليلي ‪،‬أين ركزنا على تحليل نتائج دراسة الحالة من خالل م‪,‬‬
‫معطيات هامة‪ ،‬بطبيعة الحال ما اشتملت عليه المقابالت العيادية‪ ،‬وأيضا نت‪,,‬ائج تحلي‪,,‬ل‬

‫‪127‬‬
‫‪,‬طرابات‬
‫‪,‬ا االض‪,‬‬
‫اختبار الروشاخ‪ ،‬وهذا من أجل استخراج أهم المؤشرات التي تعكس لن‪,‬‬
‫الظاهرة عند الحاالت ‪ ،‬و التي على أساسها نستطيع فهم التوظيف النفسي للحالة وذلك من‬
‫خالل ربط النتائج المتحصل عليها من المقابالت العيادية بنت‪,,‬ائج االختب‪,,‬ار االس‪,,‬قاطي‬
‫الروشاخ ‪ ،‬حتى تكون الدراسة كاملة وشاملة وملمة بأهم األسس التي تكشف لنا األسباب‬
‫الخفية وراء هذا السلوك ‪ ،‬تحليل النتائج اعتمد على تحليل كل حالة على حدا ب‪,,‬انفراد إلى‬
‫غاية الوصول إلى مرحلة االستنتاج العام ومعرفة تمركز الحالة بالنسبة لمعاشها النفسي‪.‬‬
‫بالنسبة الختبار الروشاخ قمنا بإتباع المقاربة النفسية التحليلية لكل من ‪C.Chabert ,C.Ao‬‬

‫‪ ulay M.Emmanuelli‬وأيضا ‪ C.De Tychey‬وهذه المقاربة تعتمد على محورين‬


‫أساسين وهما تحليل سيرورة التفكير وتحليل دينامكية الصراع ‪.‬‬

‫سيرورة التفكير تحليل اإلنتاجية الكيفية والكمية لكل من اإلجابات الكلية‪G‬‬

‫وأيضا الجزئية الصغيرة ‪ Dd‬واإلجابات التي تك‪,,‬ون على البق‪,,‬ع‬ ‫والجزئية الكبيرة‪D‬‬

‫البيضاء ‪، Dbl‬وتحليل اإلجابات اإلنسانية والحيوانية من خالل تحليل نسبة كل من ‪H %‬‬

‫‪,‬الم‬
‫و‪، A %‬وتحليل المقاربة الشكلية ‪ F‬وذلك بغرض معرفة مسايرة الحالة للواقع الع‪,‬‬
‫الخارجي أو العكس (سير الحالة في اإلطار السلبي ويظهر ذلك من خالل اإلجابات السيئة‬
‫) ‪ ،‬باإلضافة إلى اإلجابات الشائعة ‪،‬نوعية المحددات التي رفقت اإلجاب‪,,‬ات‪ ،‬ثم تحلي‪,,‬ل‬
‫دينامكية الصراع وذلك من خالل تحليل المحددات الحسية والمحددات الحركية‪.‬‬
‫كما قمنا بتحليل لوحات الروشاخ لكل بروتوكوالت الحاالت وهذا بهدف التوصل إلى‬
‫كيفية التعامل مع اللوحة وكيفية إسقاط المكبوتات ومعرفة التوظيف النفسي والدينامكي‪,,‬ة‬
‫التي تتأرجح فيها هذه الحاالت ‪.‬‬
‫المنهجية المعتمدة هي التي تساهم في إثراء البحث وتجعله يأخذ الصيغة العلمية وذلك‬
‫الرتكازها على وسائل مقننة وصادقة ومعترف بها عند المختصين في هذا المجال بهدف‬
‫الوصول إلى االفتراضات الموضوعة لقياسها‪ ،‬واعتمدنا على المنهج العيادي لدراسة هذه‬

‫‪128‬‬
‫الظاهرة والمتمثلة في " المحاولة االنتحارية " التي أصبحت في تزايد مستمر من شهر إلى‬
‫أخر ومن سنة إلى أخرى وهذا السبب األساسي الذي جعلنا نقوم بجمع لإلحص‪,,‬ائيات من‬
‫سنة ‪ 2003‬إلى غاية ‪ 2012‬حتى نضبط جيدا العدد الكلي خالل السنة وتحليلها حسب السن‬
‫والجنس وأيضا االرتفاع الذي سجل من شهر إلى أخر وهذا ما ساعدنا على اختيار العينة‬
‫‪,‬ذا‬
‫‪،‬إلى هنا أردنا من خالل المنهج المسطر الوصول إلى معرفة الخلفية األساسية وراء ه‪,‬‬
‫‪,‬ات من خالل‬
‫‪,‬ع المعطي‪,‬‬
‫الفعل االنتحاري الذي أصبح ملجأ العديد من الحاالت‪ ،‬قمنا بجم‪,‬‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬تخراج أهم العوام‪,‬‬
‫‪,‬ابالت الس‪,‬‬
‫‪,‬ة المق‪,‬‬
‫تحليل نتائج دراسة الحالة وذلك بتحليل ومناقش‪,‬‬
‫األساسية التي ترتب عنها هذا النوع من السلوك‪ ،‬مع إضافة نتائج اختبار الروشاخ وهي‬
‫دراسة عيادية سيكوباثولوجية لتقويم التوظيف النفسي للحاالت ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل السادس‬
‫"تــــقديـــم الحـــاالت‬
‫الــعيـــاديــــة"‬
‫‪.1‬الحــــالــة األولـــى " حفصـــة "‬

‫(‪ .1-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة األولى " حفصة "‪ .2-1 ،‬تحليل بروتوكول الروشاخ‪،‬‬
‫‪ .1-3‬تحليل لوحات الروشاخ‪ .4-1 ،‬ملخص بروتوكول الروشاخ)‬
‫‪.2‬الحــــالــة الثــانيــة " حنـــــان "‬
‫(‪ .2-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة الثانية " حنان "‪ .2-2 ،‬تحليل بروتوكول الروشاخ‪،‬‬
‫‪ .2-3‬تحليل لوحات الروشاخ‪ .4-2 ،‬ملخص بروتوكول الروشاخ )‬
‫‪.3‬الحــــالــة الثــالثــة " سميــرة "‬
‫(‪ .3-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة الثالثة "سميرة "‪ .2-3،‬تحليل بروتوكول الروشاخ‪،‬‬
‫‪ .3-3‬تحليل لوحات الروشاخ‪ .4-3 ،‬ملخص بروتوكول الروشاخ )‬
‫‪.4‬الحــــالــة الرابـعــة " إكـــرام "‬
‫(‪ .4-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة الرابعة "إكرام "‪ .2-4 ،‬تحليل بروتوكول الروشاخ‪،‬‬
‫‪ .4-3‬تحليل لوحات الروشاخ‪ .4-4 ،‬ملخص بروتوكول الروشاخ )‬
‫‪.5‬الحــــالــة الخامسة " أمينـــة "‬
‫(‪ .5-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة الخامسة " أمينة "‪ .2-5 ،‬تحليل بروتوكول الروشاخ‪،‬‬
‫‪ .5-3‬تحليل لوحات الروشاخ‪ .4-5 ،‬ملخص بروتوكول الروشاخ)‬
‫‪.6‬الحــــالــة السادسة " أحـــالم "‬
‫(‪ .6-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة السادسة " أحالم "‪ .2-6 ،‬تحليل بروتوكول الروشاخ‪،‬‬
‫‪ .6-3‬تحليل لوحات الروشاخ‪ .4-6 ،‬ملخص بروتوكول الروشاخ )‬
‫‪.7‬الحــــالــة الســابعة " منـــــال "‬
‫(‪ .7-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة السابعة " منال " ‪ .2-7،‬تحليل بروتوكول الروشاخ‪،‬‬
‫‪ .7-3‬تحليل لوحات الروشاخ‪ .4-7 ،‬ملخص بروتوكول الروشاخ )‬

‫‪.1‬الحالة األولى ‪ " :‬حفصة "‬

‫" المحاولة االنتحارية السترجاع العالقة باألخر "‬

‫حفصة ‪ 19‬سنة ‪،‬طويلة القامة ‪ ،‬متوسطة البنية الجسمية ‪،‬لدَيها تلقائية في اإلجابة‪،‬‬
‫وقدرة على التعبير والتحاور خطابها غني ‪ ،‬كانت جَد متحمسة إلجراء المق‪,,‬ابالت م‪,,‬ع‬
‫‪,‬تى عن أَدق‬
‫‪,‬د ح‪,‬‬
‫‪,‬د بعي‪,‬‬
‫‪,‬ريحة إلى ح‪,‬‬
‫رغبة في المتابعة النفسية ‪،‬تتكلم بدون انقطاع ص‪,‬‬
‫التفاصيل‪ .‬تركت الدراسة في سن مبكر السنة السادسة ابتدائي‪ ،‬وهي اآلن ماكثة بالبيت ‪،‬‬
‫ليس لديها أي مشروع مستقبلي‪.‬‬

‫المقابالت ‪:‬‬

‫أعيش في أسرة تتكون من سبعة إخوة وأنا البنت الوحيدة حيث أحتل المرتبة الخامسة‬
‫بينهم‪ ،‬أسرتي بسيطة مستواها االقتصادي متوسط‪ ،‬محافظة على العادات والتقاليد‪ ،‬كم‪,,‬ا‬
‫أنهم يرفضن بتاتا الخروج بمفردي إال إذا رافقني أحدهما خاصة أمي أو أبي‪.‬‬
‫أبي يبلغ من العمر ‪ 55‬سنة ‪ ،‬ليس لديه عمل محدد إال أنه يقتني يومه ببيع بعض‬
‫االغراض في السوق وباألخص بيع الحشيش ‪ ،‬ال يعاني من أي مرض ‪ ،‬عالقتي به جَيدة‬
‫‪,‬اقبني على‬
‫‪,‬ه ال يع‪,‬‬
‫‪,‬تى أن‪,‬‬
‫‪,‬يء ح‪,‬‬
‫‪ ،‬مع أبي كل االمور عادية ‪ ،‬متسامح معي في كل ش‪,‬‬
‫التصرفات السيئة ‪ ،‬فهو أحسن من أمي في الكثير من األشياء ‪ ،‬ال يج‪,,‬برني على القي‪,,‬ام‬
‫بأعمال ال أحبها و ال يجعلني تحت قوانين صارمة ‪ ،‬كما ال يرفض لي أي طلب ‪ ،‬أحب‪,,‬ه‬
‫كثيرا و أقدره وهذا ألنه يفهمني ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫أمي تصغر أبي بأربعة سنوات‪ ،‬كثيرة القلق وتغضب مني بسرعة‪ ،‬وتجعلني أقوم‬
‫بأشياء‪ ،‬وأنا ليس لدَية رغبة اتجاهها‪ ،‬تصرفاتها تزعجني كثيرا‪.‬‬
‫أنا ينقصني الحنان هذي هي ‪ ،‬حتى أن طفولتي لم تكن جميلة وأمي لم تكن دائما كما‬
‫‪,‬دث إليهــا‬
‫‪,‬ا أتح‪,‬‬
‫‪,‬ني ‪ ،‬وكلم‪,‬‬
‫‪,‬ا تحب‪,‬‬
‫تمنيت فهي ال تجعلني سعيدة وال تظهر لي أنه‪,‬‬
‫جل كالمي وتخلط االمور الجَيدة بالسيئة ‪ ،‬فهي تساند‬ ‫ترفــض‬
‫الذكور أكثر مني حتى وإن كانوا على خطأ فهي تأتي في صفهم ‪ ،‬أمي ال تحسي بي ‪ ،‬لكن‬
‫أريد أن تظهر لي حبها واهتمامها وعلى أن ال تعاملني بقسوة ‪ ،‬تفعل عكس ما أريد حيث‬
‫أجد صعوبة في التقرب منها وأبحث دائما عن االتصال للحصول على االطمئنان ‪ ،‬الحب‬
‫والعاطفة ‪ ،‬عالقتي بها منعدمة كأنها غير موجودة ‪.‬‬

‫أَم ا إخوتي الذكور أجدهم دائما منشغلين بأمورهم غير مهتمين ألمري ‪ ،‬تعاملي معهم‬
‫ينحصر فقط في خدمتهم أو عندما يرغبون في الحصول على شيء ما ‪ ،‬ماعدا أخي األكبر‬
‫الوحيد الذي يفهمني ويخفف عني ثقل االمور ‪ ،‬ويشرح لي كل كبيرة وصغيرة ‪ ،‬يوض‪,,‬ح‬
‫لي العديد من األشياء ويقدم لي النصائح خاصة عندما يراني أبكي ‪ ،‬وكلم‪,‬ا يج‪,‬دوني في‬
‫هذه الوضعية يذكرني بأني الزلت صغيرة و في ريعان شبابي ‪ ،‬والحياة أمامي وأن هناك‬
‫أمور كثيرة ال أعرفها إال مع الوقت وعلية أن أصبر‪.‬‬

‫تركت مقاعد الدراسة في سن مبكر لم أكن مهتمة لذلك كثيرا‪ ،‬ولم أعرف قيمة ذلك‬
‫إال بعد فوات األوان‪ ،‬كانت لدَية رغبة في الدخول إلى مركز التكوين للحصول على حرفة‬
‫الخياطة أو أي شيء المهم أن أشغل وقت الفراغ ‪ ،‬لكن أسرتي لم تسمح لي ب‪,,‬ذلك ‪ ،‬أن‪,,‬ا‬
‫‪,‬يرا لكن‬
‫‪,‬ايق كث‪,‬‬
‫أعرف السبب وهو خوفهم من بقائي بمفردي خارج المنزل ‪ ،‬لذلك أتض‪,‬‬
‫يبقى ذلك خارج إرادتي وعلية أن أرضخ لألمر الواقع ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫ليس لدية صديقات من المدرسة أو حتى من أبناء الجيران‪ ،‬عالقتي منحصرة فقط مع‬
‫أفراد عائلتي أي بنات خالتي وعمتي‪ ،‬أنا على تواصل معهم من خالل الزيارات العائلية‪،‬‬
‫خاصة نلتقي عند جدتي التي تقطن خارج وهران في منطقة ريفية وذلك لقضاء العطلة ‪.‬‬
‫أَم ا فيما يتعلق بعالقتي العاطفية هي المشكل األساسي الذي أعيشه حاليا‪ ،‬مع ابن‬
‫خالي ‪ ،‬حكايتي بدأت منذ أن كنت أبلغ من العمر ‪ 12‬سنة ‪ ،‬عندما كنت أذهب عند جدتي‬
‫‪,‬كن في‬
‫‪,‬ر يس‪,‬‬
‫وبما أنني توقفت عن الدراسة فكنت أمكث هناك بالشهور ‪ ،‬وكان هو األخ‪,‬‬
‫نفس منزل الجدة وهو بيت كبير تعيش فيه الجدة مع أوالدها وأحفاده‪,,‬ا ‪ ،‬هك‪,,‬ذا ك‪,,‬انت‬
‫عالقتي بابن خالي ‪ ،‬ازدادت يوما بعد يوم إلى حين لم أستطيع العيش بدونه ‪ ،‬فكنت أقضي‬
‫معظم الوقت معه ‪ ،‬وجدت فيه كل الحنان الذي كنت بحاجة إليه وكل ما أبحث عنه ‪،‬عشت‬
‫مواقف عديدة تفوق سني كبرت قبل الوقت ‪ ،‬أعرف أنني صغيرة لكن أرى نفسي كب‪,,‬يرة‬
‫لمعرفتي ألمور كثيرة ‪ ،‬تعلقت به لدرجة ال تتَص ور‪ ،‬ولم يتوقف األمر عند هذا الحد ب‪,,‬ل‬
‫أصبح بيننا عالقات جنسية واستمرت إلى غاية الوقت الحالي أي سبعة سنوات ‪ ،‬فأنا دائما‬
‫أخاطر من أجله وعندما يناديني لنلتقي ال أشعر بأي خوف أو قلق كل ما أبحث عنه هو أن‬
‫أجد نفسي معه ‪.‬‬

‫فنحن على اتصال دائم عن طريق الهاتف‪ ،‬فهو متواجد معي حتى وإن كان بعيد‬
‫عني‪ ،‬إلا أنني لم أعد كما كنت في السابق‪ ،‬سعيدة وك‪,,‬ل األم‪,,‬ور في ص‪,,‬الحي‪ ،‬انقلبت‬
‫أوضاعي‪ ،‬وتغير كل شيء ولم يعد ابن خالي يحبني رغم كل ما كان يربطني به أص‪,,‬بح‬
‫يشك في تصرفاتي من حين إلى أخر‪،‬عالقتنا تدهورت وبدأت الخالفات والمشاكل ‪ ،‬حيث‬
‫أصبح يرفض أن أتحدث إليه وطلب مني قطع االتصال به ولم يعد يولي اهتمام ألي شيء‪،‬‬
‫‪,‬ع ح‪,‬‬
‫‪َ,‬د‬ ‫‪,‬ررت أن أض‪,‬‬
‫فأصبحت ال أفكر في شيء إال الموت على أن ال أبقى وحيدة ‪ ،‬فق‪,‬‬
‫‪,‬داع‬
‫‪,‬ا لعالج الص‪,‬‬
‫لحياتي بشرب أدوية كانت متواجدة في البيت وهي أدوية كنت أتعاطه‪,‬‬
‫فرغم إحساسي باأللم ومغص في المعدة إال أنني لم أخبر أحد باألمر وبقيت نائمة ل‪,,‬وقت‬

‫‪131‬‬
‫طويل‪،‬أخفيت األمر عن عائلتي حتى أتفادى توبيخ أمي وبعدها عدت إلى حالتي الطبيعية‬
‫شيئا فشيئا ‪ ،‬تعافيت صحيا لكن بقيت األفكار االنتحارية تراودني من حين ألخر‪.‬‬

‫بقيت على هذه الحالة‪ ،‬رغم المحاوالت التي قمت بها من أجل استرجاع عالقتنا‬
‫السابقة لكن دون جدوة ‪ ،‬كل ما في األمر هو أنني لم أعد أتحمل الفراق ‪ ،‬ألنني ال أستطيع‬
‫العيش بدونه وحتى نسيانه ‪ ،‬فأنا حائرة لماذا تغَير من جهتي ؟ وأص‪,‬بح يع‪,‬اقبني ويطلب‬
‫مني أن ال أتصل به والتحدث إليه ‪.‬‬
‫أنا نسال فيه‪ ،‬وعندما يبتعد عني أحس أنني وحيدة‪ ،‬ينقصني الحنان كما أصبح أحبه‬
‫كثيرا أكثر مما قبل وال أحس بأحد غيره‪ ،‬لذلك أصبحت كثيرة التوتر وأقلق من أي شيء‬
‫‪,‬ه لم يبقى‬
‫وعليه لجأت إلى المحاولة االنتحارية للمرة الثانية حتى أضع حد للمعاناة ألن‪,‬‬
‫شيء أعيش ألجله ‪،‬أو إقامة عالقة مع شخص أخر ‪ ،‬كما أنه ليست لدية رغبة في الزواج‬
‫بغيره ‪.‬‬
‫وجدت أدوية في المنزل كانت لجدتي فشربتها‪ ،‬إال أن األمر في هذه المرة كان صعب‬
‫وازدادت حالتي سوءا هذا ما جعل عائلتي مرغمة على نقلي إلى مصلحة االس‪,,‬تعجاالت‬
‫الطبية إلزالة التسمم الدوائي‪ ،‬وبعد التدخل الطبي خرجت من تلك الوضعية الحرجة‪.‬‬
‫مشكلتي هي أنني ال أستطيع التصديق ما يجري لي‪ ،‬حتى أنه لم يأتي لزيارتي‪،‬‬
‫أصبحت أبكي كثيرا‪ ،‬إال أنه لدَية أمل أن أكون دائما معه وإلى األبد‪.‬‬

‫التعـليـــق ‪:‬‬

‫فقدان المكانة في الوسط األسري‬


‫ما ظهر من خالل المقابالت العيادية هو أن الحالة تنتمي إلى وسط أسري منغلق له‬
‫عاداته وتقاليده ‪،‬إضافة إلى أن هذه األسرة تحمل نموذج معين من نماذج التربي‪,,‬ة وه‪,,‬ذا‬
‫األخير يخضع إلى أفكار‪،‬أحكام‪ ،‬قيم وضوابط ومعاير خاصة تسيره ‪،‬ما نالحظه هو انعدام‬
‫‪132‬‬
‫‪,‬دات ورغم‬
‫‪,‬الي‪ ،‬رغم التجدي‪,‬‬
‫‪,‬ع الح‪,‬‬
‫الحوار‪ ،‬نقص اإلدماج االجتماعي‪،‬ال المسايرة للواق‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ل البنت معامل‪,‬‬
‫المكانة التي أصبحت تحتلها الفتاة حاليا إال أن هذه األسرة ال تزال تعام‪,‬‬
‫مغايرة عن االبن ‪ ،‬كونها أنثى مكانها البقاء والمكوث في البيت والقيام باألعمال المنزلية ‪،‬‬
‫‪,‬اعي ‪،‬‬
‫إلى غاية أن تتزوج وتصبح من مسؤولية شخص أخر‪ ،‬فالحالة تعيش انعزال اجتم‪,‬‬
‫ليس لدَيها مكانة في الوسط األسري ‪ ،‬تبقى المرأة كونها تخضع للمكانة المخولة لها وهذه‬
‫المكانة المكملة محجوزة اجتماعيا ليس من اختياراتها وإنما فرضت نفسها من خالل م‪,,‬ا‬
‫هو موجود في األسرة والمجتمع عامة وهكذا تبرز أهمية مفهوم المكانة المحررة وال‪,,‬تي‬
‫تسمح بحجز الطبيعة التفاعلية ‪،‬النسقية واالجتماعية لهوية الجنس‪ .‬كما أن ذلك ال يرتب‪,,‬ط‬
‫بما هو موجود بالقوة واإللزام وإنما ما يتعلق بالمكانة من عالقات أدوار ‪،‬وض‪,,‬عيات‪ ،‬أي‬
‫‪,‬اكن‬
‫‪,‬ع أم‪,‬‬
‫‪,‬ا م‪,‬‬
‫أن المكانة تبقى حسب تقوقع الهوية األنثوية والهوية الذكرية وترتبط دائم‪,‬‬
‫أخرى متناسقة لها ‪ .‬وفي هذا الصدد يعرف )‪" H.Fsian ,(2006‬المكانة على أنها مفهوم‬
‫يأخذ وجهات نظر عديدة لفهم وتحليل الهوية الجنسية في حدود أين تبقى خاضعة لمحددات‬
‫نفسية‪-‬اجتماعية ترسخ في الواقع االجتماعي وتحاول تعيين لكل جنس مكانة "‪.‬وهكذا نجد‬
‫الهوية الجنسية على أساسها يتم تحديد المكانة والتي هي األخرى تخضع لما هو مس‪,,‬يطر‬
‫في ذهن األفراد وما يحملونها من أفكار تبقى نابعة من الفكر السائد في المجتمع وتض‪,,‬ع‬
‫الفرد في نسق رمزي ال يمكن تجاوزه أو التخلي عنه ‪ ،‬وهنا نجد )‪ " E.Marc ,(2005‬يرى‬
‫أن مفهوم المكانة يسمح بتعريف الهوية التموضعية القائمة ‪،‬الفَع الة المؤثرة في العالقة " ‪.‬‬

‫سيطرة الهوية الذكرية‬


‫بالنسبة لهذه األسرة تبقى مسألة األنوثة والذكورة مطروحة بشكل جلي وتحمل‬
‫معاني عديدة تخضع لقوانين ومعالم مرتبطة بالبيئة االجتماعية التي تنحدر منها‪ ،‬فالتنشئة‬
‫االجتماعية تلعب دور في تكوين أسس وخصائص بناء الشخصية ولدَيها مساهمة فَع الة في‬
‫إعداد األفراد وتأهيلهم مستقبال‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ما نستنتجه هو أن الهوية الذكرية تبقى الطاغية و مركز النواة األسرية وأيضا مركز‬
‫قوة وضغط بغض النظر عن االتجاهات والقيم وعن كل ما تحمل‪,,‬ه النفس البش‪,,‬رية من‬
‫أحاسيس ومشاعر ‪ ،‬إذن مهما تغَير المجتمع ومهما ساير العصر الحالي ‪ ،‬إال أن ه‪,,‬ذا لم‬
‫يمنع من سيطرة الفكر الثقافي السائد داخل الوسط األسري‪ ،‬فالتشبع به‪,,‬ذه األفك‪,,‬ار يبقى‬
‫راسخ في ذهن األفراد مهما كان مستواهم ‪،‬مكانتهم ‪ ،‬ودورهم في هذا المجتمع ‪ ،‬وهذا ما‬
‫سماه )‪ " P. Bordieu ,(1980‬التنشئة االجتماعية الالشعورية "‪.‬‬

‫ما نجده عند هذه الحالة هو العيش في تناقض مستمر بين ما تسعى إلى تحقيقه وما‬
‫يصادفها من واقع لكن رغم هذا هناك خلفية ثقافية تجعلها دائما تعيش صراعات متناقضة‬
‫كما يضيف ‪ P. Bordieu‬أن ما نالحظه من سلوكات وظواهر اجتماعية كلها تحمل قسط‬
‫كبير من الالشعور وبالتالي فإن اختيارات ورغبات األفراد تبقى تحت إرغام الشعوري‪.‬‬
‫لذلك فهي تعاني من الفراغ واإلحساس بالوحدة ‪ ،‬حيث ال تستطيع الخروج بمفردها‬
‫إال مع أحدهم ( األم أو األب ) كما جاء في المقابالت ‪ ،‬إضافة إلى توقفها عن الدراس‪,,‬ة ‪،‬‬
‫ولم يسمح لها االلتحاق بمركز التكوين المهني لحصولها على حرفة ما ‪ ،‬لكن هذا لم يمنعها‬
‫من أن تفعل ما تريد ‪ ،‬ألن نقص االهتمام والعناية جعلها تفهم ذلك بطريقة أخرى وله‪,,‬ذا‬
‫السبب فهي تفعل أشياء معاكسة تماما لمحيطها األسري ‪ ،‬هدفها الحصول على ما ك‪,,‬انت‬
‫ترغب فيه ‪ ،‬وأيضا وجدت الراحة واالطمئنان ‪ ،‬وجدت ما كان ينقصها من‪,,‬ذ أن ك‪,,‬انت‬
‫صغيرة ‪ ،‬لذلك فهي لم تعد تبالي بأي شيء همها الوحيد هو االس‪,,‬تقرار في العيش به‪,,‬ذه‬
‫‪,‬رتها‬
‫الطريقة بغض النظر عن العواقب التي يمكن أن تتعرض لها في حالة ما أدركت أس‪,‬‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫العالقة المضطهدة مع األم‬


‫في أول مقابلة مع الحالة تعرفنا على أمها كانت تبدو صارمة في تصرفاتها تريد‬
‫معرفة كل كبيرة وصغيرة فهي تأتي دائما بصحبة ابنتها وتبقى في انتظارها حتى انته‪,,‬اء‬
‫المقابلة تشكو كثيرا من أنها مريضة وتعاني من أالم ‪،‬مالمحها كئيبة يظهر عليه‪,,‬ا التعب‬
‫‪134‬‬
‫والشقاء ‪ ،‬كثيرة الترقب والحذر‪ ،‬كل ما بدأت به الحالة في سردها لحياتها ه‪,‬و عالقته‪,‬ا‬
‫بأمها مع قلق من تصرفاتها تقول " ينقصني الحنان " عبرت عنه الحالة بك‪,,‬ل تلقائي‪,,‬ة ‪،‬‬
‫فمعاملة األم لها جعلتها تحس باإلهمال وعدم االهتمام ‪ ،‬ال يوجد حوار وتفاهم ب‪,,‬ل تحس‬
‫بالرفض والالمباالة ‪ ،‬تضيف أيضا " أبحث دائما عن االتصال ‪ ،‬للحصول على االطمئنان‬
‫‪،‬الحب والعاطفة " كلها معاني تنصب تحت مفهوم واحد وهو البحث عن الحب األم‪,,‬ومي‬
‫الذي تفتقده منذ الصغر‪.‬‬

‫عالقة الحالة بأمها هي عالقة مضطهدة تفتقر إلى أدنى شروط العناية إحساسها بأنها‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ل بحاج‪,‬‬
‫تعيش حرمان من الحنان ‪ ،‬فالفرد بطبعه ليس فقط بحاجة إلى غذاء ‪،‬لباس ‪ ،‬ب‪,‬‬
‫أكثر إلى الحب ‪ ،‬وهذا األخير ينمي ويغذي الشخصية وهو مكمل أساسي لبن‪,,‬اء نفس‪,,‬يته‬
‫وهذا ما قدمه )‪,A.Maslow (1954‬في نظريته " الدافعية اإلنسانية" حاول فيها أن يصغ‬
‫نسقا مترابطا يوضح من خالله طبيعة الدوافع أو الحاجات التي تحرك السلوك اإلنس‪,,‬اني‬
‫وتشكله ومن بين الحاجات التي أعطى لها أولوية في النظام المتصاعد كما وصفها ‪ ،‬وهي‬
‫الحاجة إلى الحب واالنتماء وتأتي مباشرة بعد الحاجة إلى األمان وهي األخرى أساسية ‪،‬‬
‫فالفرد حسب ‪ A.Maslow‬بحاجة إلى توجه اجتماعي مثل الحاجة إلى عالقة حميمية مع‬
‫شخص أخر ويضيف أن اإلنسان بحاجة إلى االنتماء إلى جماعة أي الحاجة إلى بيئ‪,,‬ة أو‬
‫إطار اجتماعي يحس فيه باأللفة مثل األسرة ‪.‬‬
‫وهذا ما كان ينقص هذه الحالة‪،‬وما نجده هو إحساسها الدائم بأنها منبوذة من طرف‬
‫‪,‬ذ‬
‫أمها فهي ال تزال تنتظر منها معاملة مغايرة‪ ،‬على أن تعاملها بلطف ‪ ،‬تصغي لها ‪ ،‬تأخ‪,‬‬
‫بعين االعتبار ما ترغب فيه ‪ ،‬تريد التقرب منها ‪ ،‬ضَم ها ‪ ،‬أي أنها ال تزال بحاجة ماس‪,,‬ة‬
‫إلى هذا الحب الذي ال يزال ناقصا وحاجتها أيضا إلى السند األمومي‪ ،‬وفي هذا الص‪,,‬دى‬
‫يرى أن لألم الدور الكبير في عملية تنشئة الطفل وأك‪َ,,‬د على‬ ‫نجد (‪J.Bowlby,)1978b‬‬

‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬ل من ه‪,‬‬
‫‪,‬ع الطف‪,‬‬
‫العالقة األكثر أهمية خالل سنوات الطفل األولى و في أي حالة تمن‪,‬‬

‫‪135‬‬
‫العالقة تسمى بالحرمان األمومي ‪ ،‬فاألم بوجودها تشبع كل حاجات الطفل بيولوجية كانت‬
‫أم نفسية عاطفية و عدم إشباع هذه الحاجات يدفع بالطفل إلى اإلحساس بقلق وخوف وهذا‬
‫سببه انفصاله عنها ‪.‬‬

‫بالنسبة للطفل فالحب الذي يستثمره من خالل عالقته مع أمه كأول تجربة وهو ضروري‬
‫يكسبه جسم سليم ويساعده على االستمرار في العيش ‪ ،‬لكن غيابها يؤدي إلى ت‪,,‬دهور في‬
‫الشخصية ‪ ،‬وهذا ما تؤكده أعمال ‪ R. Spitz(1968),‬حول داء المصحات تمَيزت أهمية‬
‫ذلك في وظيفة األمن ‪ ،‬ألن الطفل بقرب أمه تؤمن له كل ما هو دفئ حماية وحب‪.‬‬

‫البحث عن المعنى للحياة‬


‫عالقتها بابن خالها جاءت في وقت كانت فيه بحاجة إلى إحساسها أنها تنتمي إلى شيء‬
‫إضافة إلى أنها كانت صغيرة ‪،‬تقول " وجدت فيه كل الحنان الذي كنت بحاجة إليه وكل ما‬
‫‪,‬ه ‪ ،‬فهي تحس بحب‬
‫‪,‬ا ل‪,‬‬
‫أبحث عنه "‪ ،‬من خالل كالمها هناك مبالغة في التعبير عن حبه‪,‬‬
‫كبير اتجاهه‪ ،‬والحب المتعلق بالمراهقة يعتبر عادي‪ ،‬ففي هذه الفترة تتحَو ل الرغبة باتجاه‬
‫الجنس المغاير‪ ،‬ويتوجه كل من الذكر واألنثى نحو األخر‪،‬إضافة إلى ذلك يرى )‪B.R .,‬‬

‫‪ Rivier (1997‬أن الحب لدى المراهقين هو أكبر مشروع في الحياة ‪،‬بحيث يكون التخَيل‬
‫هو الوسيلة األكثر أهمية الستثمار حلمهم والمتمثل في الحب المثالي ‪ ،‬يشير أيضا إلى أن‬
‫التخيالت العاطفية تأخذ مكانة كبيرة في حياة الفتاة بينما الجنسية تكون أكثر نشاطا ووعيا‬
‫بالنسبة للذكور‪.‬‬
‫هذه العالقة جعلتها تحس بالوجود وأنها مقبولة ومرغوب فيها كلما تطورت أكثر‬
‫فأكثر‪ ،‬وشدة حبها له جعلتها تخاطر من أجل ذلك أي رغم ما تعيشه من ظروف أس‪,,‬رية‬
‫تقول " أنا دائما أخاطر من أجله وعندما يناديني لنلتقي ال أشعر بأي خوف أو قلق كل م‪,,‬ا‬
‫أبحث عنه هو أن أجد نفسي معه" ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫إذن سجلت هذه العالقة العاطفية في البحث عن المعنى للحياة كون الحالة تعاني من‬
‫الفراغ العاطفي ‪ ،‬تبحث عن األمان ‪ ،‬عاشت حرمان فهي تبحث عن مكانة جديدة و بحاجة‬
‫إلى تغيير لتعويض ما عاشته سابقا ‪ ،‬أيضا من جهة أخرى ضممت لها الثغرات النفس‪,,‬ية‬
‫التي تعاني منها‪ ،‬والتعلق باألخر كان من أجل ترميم الجروح القديمة والتي ال تزال تعاني‬
‫منها يرى كل من )‪ S.Galland,J.Salomé , (1999‬أن هذا النوع من الحب يبنى على‬
‫النقائص لترميم الجروج القديمة‪ ،‬لكن هذا الترميم يأخذ بعد هش وحساس ويبقى األخر هو‬
‫المرمم لسد الثغرات القديمة المرتبطة بالماضي أو الحاض‪,‬ر الق‪,‬ريب م‪,‬ع أول عالق‪,‬ة‬
‫باألخر‪ .‬فاألخر أصبح يشكل جزء ال يتجزأ من حياتها ‪ ،‬ولجوء الحال‪,,‬ة إلى المحاول‪,,‬ة‬
‫‪,‬ة‬
‫االنتحارية خوفا من فقدان موضوع الحب وسجلت هذه المحاولة االنتحارية تحت وظيف‪,‬‬
‫النداء لجلب اهتمام األخر في محاولة السترجاع العالقة ‪ ،‬ألن االنقطاع في العالق‪,,‬ة ليس‬
‫فقدان للحب فقط وإنما فقدان لكل معاني الحياة ‪ ،‬فالعالقة باألخر جلبت لها السعادة وكانت‬
‫تعويض عن ما افتقدته في عائلتها ‪ ،‬فهي تتنفس بهذا الحب الذي جعلها أكثر حيوية وتفاؤل‬
‫و كل إستهاماتها وتصورتها ارتبطت بهذه العالقة ‪ ،‬على أساس أن هذا الحب كان مشروع‬
‫مستقبلي‪ ،‬تهدف من وراءه إلى الحصول على مكانة عائلي‪,,‬ة وأيض‪,,‬ا البحث عن العيش‬
‫‪,‬يم‬
‫‪,‬ان تجس‪,‬‬
‫‪,‬ا ك‪,‬‬
‫‪,‬وت الفعلي وإنم‪,‬‬
‫بأمان وبالتالي السلوك االنتحاري لم يأخذ رمزية الم‪,‬‬
‫سيكولوجي لما كانت تعانيه ‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬التفريق عن األخر لم يكن قرار الحالة وإنما‬
‫جاء من طرف األخر فلهذا كان األمر صعب بالنسبة لها وهذا ما شكل جرح عمي‪,,‬ق في‬
‫‪,‬تي‬ ‫نفسيتها‪ ،¹‬جعلها تحس بالنقص وكان ذلك بمثابة إحياء وتذكير لخبرات الطفول‪,‬‬
‫‪,‬ة ال‪,‬‬
‫عرفت تسجيل لكل النقائص التي عانت منها ‪،‬وهي بذلك تعيش تصَدع في النرجسية حيث‬
‫لم تعد تولي أي اهتمام لذاتها ‪ ،‬اإلحساس بالعجز ‪ ،‬نقص الثقة بالذات فقدان األمان وانعدام‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬دا وراء البحث عن م‪,‬‬
‫الثقة باآلخرين ‪ ،‬حسب التحليل النفسي يرى أن الفرد يسعى جاه‪,‬‬
‫ينقصه والطاقة اآلتية من الرغبة تكون مرتبطة بالنقص والحرمان‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫فاألخر طغى على نفسية الحالة وأصبح ممتلك ‪ ،‬أي مستحوذ متواجد في صورة األنا‬
‫‪,‬ول ‪,‬‬
‫‪,‬ا يق‪,‬‬
‫‪ ،‬ولم يعد لها تصور بدون األخر الذي أعاد لها الحياة وبفقدانه فقدت معه أنآه‪,‬‬
‫)‪ " S.Freud (1917 :83‬فقدان الموضوع يصبح فقدان األنا "‬
‫تغير جدري لفتاة تعيش حياة قهر مع أم صارمة لم تشبع حاجاتها ورغباتها‪ ،‬ليست‬
‫‪,‬وض‬
‫لدَيها إمكانيات تجعلها تبني مشروع مستقبلي وبالتالي كان ابن خالها الوحيد الذي ع‪,‬‬
‫‪,‬رى‬
‫‪,‬ة أخ‪,‬‬
‫‪,‬ة ‪ ،‬ومن جه‪,‬‬
‫لها ذلك النقص وحقق لها احتياجاتها ومتطلباتها النفسية من جه‪,‬‬
‫عاشت إستهامات زوجة وبنت أحالمها ‪ ،‬ورسخت أفكارها على أساس أنه زوجها ‪،‬حيث‬
‫كانت تنتظر منه الزواج حتى يكتمل إشباعها وحصولها على مكانة ودور اجتماعي مقبول‬
‫من طرف المجتمع ‪.‬‬

‫‪ .1‬التفريق واالنقطاع في هذه العالقة لم يكن قرار الحالة وإنما هذا القرار أخذه الطرف األخر ‪ ،‬ولهذا فالمعاناة كانت‬
‫صعبة على الحالة ‪ ،‬إحساسها بالنقص وعدم المنفعة ‪ ،‬وهي لم تكن مهيأة لذلك ‪،‬أحدث لها ذلك صدع نرجس‪,,‬ي ‪،‬ونقص‬
‫في تقدريها لذاتها نتيجة لفقدانها الموضوع المحب ‪.‬‬

‫‪.1-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة األولى " حفصة "‬


‫التقدير‬ ‫االستقصاء‬ ‫االستجابة‬ ‫اللوحة‬
‫‪Doute‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄"5‬‬ ‫‪I‬‬
‫‪G Fclob A ban‬‬ ‫‪.1‬غراب والخفاش ‪،‬جناحيه على الجانبين‬
‫‪Description‬‬ ‫‪"26, 1‬‬

‫‪G F- sex‬‬ ‫‪˄"9‬‬ ‫‪II‬‬


‫‪D C sang‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪ .2‬جهاز تناسلي للمرأة‬
‫‪D F+ sex‬‬ ‫األحمر في األسفل‬ ‫‪ .3‬دم‬
‫الجزء األعلى‬ ‫‪ .4‬جهاز تناسلي للرجل ‪"1,46‬‬
‫‪D C sang‬‬ ‫‪˄"24‬‬ ‫‪III‬‬
‫‪D F- sex‬‬ ‫اللون األحمر‬ ‫‪ .5‬دم‬
‫‪Stereotype‬‬ ‫الجزء السفلي‬ ‫‪ .6‬جهاز تناسلي ‪"1,24‬‬

‫‪D F- pl‬‬ ‫‪˄"15‬‬ ‫‪IV‬‬


‫الجزء السفلي‬ ‫‪ .7‬شجرة‬
‫‪D F- pl‬‬
‫على الجانبين‬ ‫‪ .8‬األغصان‬
‫‪D F- pl‬‬ ‫‪ .9‬شجرة في جبل ‪"40‬‬
‫الجزء األعلى‬

‫‪138‬‬
‫‪G Fclob A ban‬‬ ‫‪˄ ˂ ˃"17‬‬ ‫‪V‬‬
‫‪D F- A‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪ .10‬غراب‬
‫الشكل في الوسط‬ ‫‪ .11‬حصان ‪"1,05‬‬
‫‪G KE vap‬‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"26‬‬ ‫‪VI‬‬
‫‪Blocage‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪ .12‬بخار‬
‫‪ .‬ال اعرفه ما يوجد على الجانبين ‪"1,15‬‬

‫‪D F- Ad‬‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"23‬‬ ‫‪VII‬‬


‫‪Blocage‬‬ ‫على الجانبين‬ ‫‪ .13‬جناحين‬
‫‪ .‬ال اعرف ما يوجد في األسفل‪"54‬‬
‫‪D Kan A ban‬‬ ‫‪˄ ˅ ˂"6‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫‪Blocage‬‬ ‫أسدين على الجانبين‬ ‫‪ .14‬زوج حيوانات‬
‫‪D F+ obj‬‬ ‫في الوسط‬ ‫‪ .‬ال أعرف ما تبقى‬
‫‪ .15‬وسادة ‪"40‬‬
‫‪D F- A‬‬ ‫األعلى على الجانبين‬ ‫‪˄"10‬‬ ‫‪IX‬‬
‫‪D FC elem‬‬ ‫الوسط في األعلى‬ ‫‪ .16‬ضفاديع‬
‫‪Cn Blocage‬‬ ‫اللون األخضر‬ ‫‪ .17‬الماء‬
‫‪ .‬األخضر ما عرفتهش ‪"1,04‬‬
‫‪D F- pl‬‬ ‫الجانبين‬ ‫‪˄"15‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪D F- pl‬‬ ‫الجزء األعلى‬ ‫‪ .18‬األعشاب‬
‫‪Cn Blocage‬‬ ‫اللون األحمر‬ ‫‪ .19‬غصن شجرة‬
‫عرفتهش‪"1,45‬‬ ‫‪ .‬األحمر ما‬
‫السيكوغرام‬
‫‪R : 19‬‬ ‫)‪F =12(2+ ; 10-‬‬ ‫‪K‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪A % 32%‬‬
‫‪Refus :0‬‬ ‫‪F% 63%‬‬ ‫‪Kan‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Ad‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪H % 0%‬‬
‫‪"Tps total : 11,99‬‬
‫‪F+% 17%‬‬ ‫‪Elem‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Ban 3‬‬
‫‪"Tps /réponse : 40‬‬
‫‪"Tps lat. Moyen : 15‬‬ ‫‪G 4 21%‬‬ ‫‪FC‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Obj‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪% IA % 26‬‬
‫‪D 15 79%‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Pl‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪TRI : K1/C3.5Type Ext .Mixe‬‬
‫‪Sang‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪F.Compl k 1 /E1.5‬‬
‫‪RC % 32%‬‬ ‫‪: Eléments quantitatifs‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Sex‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪Doute‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Vap‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Stéréotype‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Choix+ IV V‬‬ ‫‪F clob‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪Descriptions 1‬‬
‫– ‪Choix‬‬ ‫‪II‬‬ ‫‪III‬‬ ‫‪Blocage‬‬ ‫‪5‬‬

‫االختيار الموجب ‪ :‬اللوحة ‪ IV‬ذكرتني بشجرة الزيتون‪ ،‬أين كنت ألتقي مع ابن خالي‪ ،‬أما اللوح‪,,‬ة ‪V‬‬
‫الحصان يمثل لي الرجولة ‪.‬‬
‫‪,‬ا‬
‫م‪,‬‬ ‫تقول "حسيت روحي فيها والشيء اللي سرالي معه"‪ ،‬اللوحة ‪III‬‬ ‫االختيار السالب ‪ :‬اللوحة ‪II‬‬
‫عجبتنيش خاصة الدم ‪.‬‬
‫ميزات بروتوكول الروشاخ‬
‫‪139‬‬
‫العناصر النوعية‬
‫على مستوى السلوك‬ ‫على مستوى الحديث‬ ‫الزمن في‬ ‫عدد‬ ‫زمن‬ ‫رقم‬
‫اللوحة‬ ‫اإلجابات‬ ‫الكمون‬ ‫اللوحة‬
‫قلق‬ ‫شك وتردد‬ ‫‪"26, 1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"5‬‬ ‫‪I‬‬
‫قلق‬ ‫قلق‬ ‫‪"1,46‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"9‬‬ ‫‪II‬‬
‫قلق‬ ‫اجترار لإلجابات‬ ‫‪"1,24‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"24‬‬ ‫‪III‬‬
‫استراحة‬ ‫تنفس‬ ‫‪"40‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"15‬‬ ‫‪IV‬‬
‫خوف وقلق‬ ‫توضيح وتفسير‬ ‫‪"05 ,1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"17‬‬ ‫‪V‬‬
‫قلبها في كل االتجاهات‬ ‫كف مع توقف‬ ‫‪"1,15‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"26‬‬ ‫‪VI‬‬
‫الرغبة في رد اللوحة‬ ‫قلق مع توقف‬ ‫‪"54‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"23‬‬ ‫‪VII‬‬
‫قلب اللوحة‬ ‫قلق مع توقف‬ ‫‪"40‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫قلق‬ ‫توقف عن اإلجابة‬ ‫‪"04, 1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"10‬‬ ‫‪IX‬‬
‫قلق‬ ‫توقف عن اإلجابة‬ ‫‪"1,45‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"15‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪"11,99‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪"150‬‬
‫‪.1-2‬تحليل بروتوكول الروشاخ‬

‫ما ميَز بروتوكول الحالة هو الترَدد والخوف الذي ظهر من البداية‪ ،‬الوصف م‪,‬‬
‫‪,‬ع‬
‫التمسك بالتفاصيل ‪،‬ساهم في عرقلة مسار اإلكلينيكية االسقاطية ‪،‬إضافة إلى القلق ال‪,,‬ذي‬
‫أدى إلى سرعة في إعطاء إجابات سمحت لبروز إجابات حادة ذات طبع جنسي وعدواني‬
‫‪ ،‬والتي ترجع إلى فشل في العقلنة ‪ ،‬صالبة األليات الدفاعية كانت تحت صدمة اللوحات ‪،‬‬
‫مع اجترار لبعض اإلجابات وأيضا رفض في بعض اللوحات وعدم القدرة على الوصول‬
‫إلى المعنى ‪،‬أما التلقائية اإلنتاجية ارتبطت في الغالب بالكف النفسي والبقاء تحت سيطرة‬
‫الحياة االنفعالية التي أدت إلى عدم استقرار الحدود وتباثها بشكل مستمر وواضح ‪.‬‬

‫تحليل سيرورة التفكير‬

‫‪140‬‬
‫التوظيف الفكري للحالة تميز بالتشَتت والقلق ‪،‬حيث بدأت الحالة بالتعَر ف على‬
‫الموضوع الكلي من خالل إجابة تبين معنى التردد والتخوف من المجه‪,,‬ول ‪،‬وإجاب‪,,‬ات‬
‫الحالة كانت في الغالب قصيرة وسريعة في آن واحد‪ ،‬رغم أن زمن الكمون كان طوي‪,,‬ل‬
‫ولجوؤها إلى الكبت كوسيلة دفاعية ضد السيرورات التصورية وهذا ما أدى إلى عرقل‪,,‬ة‬
‫‪,‬ط‬
‫‪,‬ة واكتفت فق‪,‬‬
‫‪,‬اء إجاب‪,‬‬
‫‪,‬درة على إعط‪,‬‬
‫‪,‬دم الق‪,‬‬
‫الفكر وجعلها تعيش غموض وإبهام وع‪,‬‬
‫بقــــول " ما عرفتهاش‪ ،‬ال أعرفه ‪ ".....‬وذلك في اللوحة ‪ .VI،VII،IX، X‬مما‬
‫يشير إلى "وضع مسبق للعاطفة في خدمة الكبت للتصورات‪ ،‬استثمار مفرط للون المرتبط‬
‫بمحددات غير مميزة يقدم النفي"‪) C.Chabert 2004:84 ,).‬‬

‫االنتاجية الكمية كانت كافية (‪ )R= 19‬وهي تتماشى مع المتوسط ‪ ،‬لكن ارتبط ذلك‬
‫‪,‬ة تعكس من‬
‫‪,‬ورة مشوش‪,‬‬
‫‪,‬ارجي ‪ ،‬في ص‪,‬‬
‫بنفي الواقع الداخلي واالرتكاز على العالم الخ‪,‬‬
‫مقارنة بعدد اإلجابات فهي معتدلة لكن ه‪,,‬ذا‬ ‫خاللها عدم التكَيف ‪،‬فاإلجابات الكلية(‪)G‬‬

‫االعتدال مسجل فقط من حيث الكم أما من حيث الكي‪,‬ف فهي تعكس القل‪,‬ق ‪ ،‬حيث نج‪,‬د‬
‫إجابتين لـ‪ F clob‬عبرت عنها بـ " غراب " ظهرت في اللوحة ‪ I‬و ‪ V‬وهي لوحات تحمل‬
‫إجابات شائعة‪ ،‬وهذا ما صدر عن الحالة إلظهار التكيف من خالل ذلك (‪ )G ban‬وإجابة‬
‫)وهي إجابة جنسية ‪sex‬فصحت لنــا عن‬ ‫أخرى في اللوحة ‪ II‬بمحدد شكلي ( ‪-F‬‬

‫االنفعاالت المكبوتة تحت سيطرة الكف النفسي ‪ ،‬إضافة إلى إجابة أخرى في اللوحة ‪" VI‬‬
‫‪,‬ا أدى إلى كبت‬
‫‪,‬ذا م‪,‬‬
‫‪,‬ة االدراك ه‪,‬‬
‫بخار" بينت مدى هشاشة المحتوى وتَص دع في مراقب‪,‬‬
‫لالستهام الجنسي ‪،‬تعكس أيضا من جهة الشفافية وعدم الوض‪,‬وح ال‪,‬ذي يخفي الحاج‪,‬ة‬
‫البدائية لالتصال والحاجة إلى األخر ومن جهة أخرى تخفي القلق الذي يرجع إلى العاطفة‬
‫والحاجة إلى األمن وما هو تملك لموضوع الحب ‪C.Chabert (2004), .‬‬

‫اإلجابات الجزئية (‪ )D‬ظهرت في جميع األلواح ما عدا اللوحة ‪ I‬و‪ VI‬بنسية مرتفعة‬
‫‪,‬رقلت مس‪,‬ار‬
‫‪ %79‬وبأشكال سيئة (‪،)-DF‬فالتشتت في التفكير واإلستهامات المكثفة ع‪,‬‬

‫‪141‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬دة في اللوح‪,‬‬
‫السيرورة التفكرية وهي تترجم لنا سيطرة االنفعاالت ‪ ،‬ما عدا إجابة واح‪,‬‬
‫‪ VIII‬عبرت من خاللها عن التكيف والمسايرة للواقع (‪. )D ban‬‬

‫التقمصات الشكلية للتصورات أظهرت تصدعات عميقة في سجل التصورات للذات‬


‫مع كشف عن هشاشة الهوية ‪،‬وظهر ذلك من خالل انعدام االستجابات اإلنسانية ‪ H‬في‬
‫اللوحة ‪.III‬‬
‫أما اإلجابات الحيوانية ظهرت بنسبة منخفضة ‪ ، %32‬ظهرت في أشكال سيئة‬
‫ساهمت في ظهور القلق ‪ ،‬فالنمطية الفكرية كانت تحت سيطرة االستهامات التي أدت إلى‬
‫كف الميكانيزمات العقلية وجعلها تسير عكس الداللة ‪.‬‬
‫بالنسبة الستثمار الحدود ‪ F‬ظهر عند هذه الحالة بنسبة ‪ %63‬لكن هذا ينحصر فقط‬
‫في االستثمار الكمي‪ ،‬أما بالنسبة الستثمار الواقع الخارجي ظهرت ‪ % +F‬بنسبة منخفضة‬
‫جدا (=‪ )F+ 17%%‬هذا التَص دع يرجع إلى نوعية المراقبة الشكلية التي برزت من خالل‬
‫األشكال السيئة (‪ ) -F‬ومصحوبة بـ ‪ sex‬و ‪sang‬في اللوحة ‪ II‬و ‪ ، III‬اجترار للفكر‪،‬‬
‫وإجابات أخرى في اللوحة ‪ IX‬و ‪ X‬تشير إلى الرفض وعدم القدرة على إمكانية الوصول‬

‫إلى معرفة الشكل واالكتفاء بتسمية اللون فقط ‪ ،‬فالحالة تعيش انقطاع بين النفسية والواقع‬
‫وهذا ما أدى إلى كف بين الداخل والخارج ‪.‬‬
‫تشير ) ‪ C.Chabert ,(1998a‬إلى أن هذا الالتوافق يرافق عموما اضطراب في‬
‫التفكير من خالل ال فعالية سيرورات التمايز(أنا‪/‬أخر) ‪ ،‬مما يؤدي إلى فقدان االتصال مع‬
‫‪,‬داخل‬
‫‪,‬و ال‪,‬‬
‫المواضيع العالم الخارجي التي تنفي المعاني‪ ،‬والحدود الصارمة باتجاهها نح‪,‬‬
‫عرقلت مسار اإلنتاجية االستهامية أو العاطفية وهذا ما سمح باالستثمار للعالم الداخلي أما‬
‫باتجاهها نحو الخارج ومقارنة بالمرجعية الموضوعية ‪ ،‬لم يتم إدراج ذلك وهذا ما اقترن‬
‫باالستثمار للعالم الخارجي ‪.‬‬

‫تحليل ديناميكية الصراع الحسي والحركي‬


‫‪142‬‬
‫شهد هذا البروتوكول صعوبة ملحوظة في إدماج تصور الذات وفي االنضمام إلى‬
‫وضعية الهوية ‪،‬وهذا من خالل المعادالت التي تخص الس‪,‬يرورات التفكري‪,‬ة من جه‪,‬ة‬
‫والديناميكية الصراعية من جهة أخرى‪.‬‬
‫المحددات الحركية حيث نجد نمط التجاوب الحميمي (‪ TRI )extratensif mixte‬لكن‬

‫نسبة (‪ )K‬قليلة مما أشار إلى ضعف القدرات التصورية وإلى الفراغ الفضاء النفسي من‬
‫‪,‬ك في‬
‫‪,‬ر ذل‪,‬‬
‫‪,‬عى إلى التحطيم ظه‪,‬‬
‫خالل النزوات التي سجلت في القوة التدميرية التي تس‪,‬‬
‫و ‪ III‬التي احتوت على اإلجابات االندفاعية ‪،‬أدت إلى منع ظهور الحركي‪,,‬ة‬ ‫اللوحة‪II‬‬

‫االنسانية ‪ ،‬رغم أنها لمحت إلى ذلك في إجاباتها الجنسية "جهاز تناسلي للرجل" و"جه‪,,‬از‬
‫تناسلي للمرأة " دون الدخول في التفاصيل وبقيت الحالة تحت سيطرة الكف النفسي وإجابة‬
‫واحدة لـــ ( ‪ ) K‬لم تكن كافية خاصة وأنها ظهرت متبوعة بــ ( ‪ ) E‬فالتضليل هو‬
‫الذي كان له دور في الحركة ‪.‬‬

‫المحددات الحسية أخذت نصيبها في هذا البروتوكول من خالل اإلجابات اللونية‬


‫الحادة ذات صبغة عنيفة وقوية ظهرت في اللوحة ‪ II‬و‪ " III‬دم " وهي إجاب‪,‬ة انفعالي‪,‬ة‬
‫‪,‬دة‬
‫‪,‬ية‪،‬الش‪,‬‬
‫‪,‬اة الجنس‪,‬‬
‫‪,‬ة للحي‪,‬‬
‫‪,‬ة ‪ II‬وأعطت أهمي‪,‬‬
‫اندفاعية‪،‬عكست بالسلب إشكالية اللوح‪,‬‬
‫واالستمرارية إضافة إلى التكرار‪ ،‬هذا ما يؤكد الهشاشة في تَص ور ال‪,,‬ذات والحساس‪,,‬ية‬
‫‪,‬ع إلى‬
‫و‪ X‬رد فعل الحالة ارتبط بحساسية مفرطة والتي ترج‪,‬‬ ‫لأللوان‪ ،‬أما اللوحة ‪IX‬‬

‫‪C.Chabert,‬‬ ‫‪,‬ب )‪(1998b‬‬


‫‪,‬ك حس‪,‬‬
‫المثيرات الخارجية أدت إلى كف عاطفي ‪ ،‬يرتبط ذل‪,‬‬
‫"بهشاشة الغالف النفسي" التي تمحي ذلك بسهولة عندما ترتفع االستثارة‪.‬‬

‫إجابة واحدة لــ ( ‪ ) E‬كان لها فاعلية قوية خاصة ظهورها في اللوحة ذات الرمزية‬
‫الجنسية منعت من بروز االستهامات تحت سيطرة آلية الكبت ‪ ،‬إضافة إلى الرفض مم‪,,‬ا‬
‫يؤكد صحة القلق ‪%( IA) = 26‬‬

‫‪143‬‬
‫‪.1-3‬تحليل لوحات الروشاخ‬

‫اللوحة ‪I‬‬
‫بدأت الحالة بإعطاء إجابة كلية شائعة مصحوبة بخوف مما جعلها غير واثقة من‬
‫‪,‬ك ‪ ،‬ومن‬
‫‪,‬التردد والش‪,‬‬
‫‪,‬ط ب‪,‬‬
‫اتخاذ القرار‪ ،‬إن كان خفاش أو غراب ‪ ،‬وهذا ما جعلها ترتب‪,‬‬
‫اإلجابة الكلية (‪ )G‬لجأت الحالة إلى الوصف والتمسك بالتفاصيل بإعطاء إجابة جزئي‪,,‬ة (‬

‫‪. )D‬‬
‫فالخوف ارتبط بالتعَر ف على أول موضوع مجهول أحدث قلق في نفسية الحالة‬
‫جعلها غير قادرة على الوصول إلى اإلجابة بشكل واضح ‪ ،‬هذه اللوحة تشير إلى العالق‪,‬ة‬
‫دعات في تص‪,,‬ور‬ ‫المبكرة مع أول موضوع وما يظهر من خالل اإلجابات ‪ ،‬هناك تَص‬
‫الذات كوحدة كلية من جهة وأيضا اضطراب في العالقة بالموضوع من جهة أخرى ‪.‬‬

‫اللوحة ‪II‬‬
‫إسقاط مفاجئ إلشكالية اللوحة من خالل إجابات الحالة التي تحمل الرمزية الجنسية‬
‫للذكورة واألنوثة ‪ ،‬مما يشير إلى سيطرة االستثمارات النزوية في شكلها الليبيدي ‪ ،‬اللون‬
‫األحمر أشار إلى االندفاعية التي ترجع إلى العاطفة الغير مراقبة وأدى إلى عدم استقرار‬
‫‪,‬وان‬
‫‪,‬ية لألل‪,‬‬
‫وأحدث اضطراب وخوف ساهم في إحياء الخطر الجنسي ‪ ،‬ظهرت الحساس‪,‬‬
‫بصورة واضحة وكان ذلك بارزا بشكل واضح خاصة وأنه ازدادت أهمية ذل‪,,‬ك عن‪,,‬دما‬
‫استمرت في إعطاء نفس اإلجابات في اللوحة ‪ III‬كما أن هذه اللوح‪,,‬ة لم تعجب الحال‪,,‬ة‬
‫‪,‬يطرة‬
‫وظهر ذلك في قولها " حسيت روحي فيها والشيء لي سرالي معه" بقاء ها تحت س‪,‬‬
‫اإلستهامات الجنسية وعدم قدرتها على تجاوز القلق وفشل في السيرورات الدفاعية‪.‬‬

‫اللوحة ‪III‬‬

‫‪144‬‬
‫خلل في االستقرار أبدى أهمية واضحة من خالل استمراره في اللوحة ‪ III‬تحت‬
‫‪,‬اخ‬
‫اللون األحمر أدى إلى كف الفكر وظهور إجابات إجترارية ‪ ،‬فالمن‪,‬‬ ‫تأثير اللوحة ‪،II‬‬
‫‪,‬ا‬
‫العاطفي للوحة ساهم في ظهور االندفاعية الغير مراقبة والبحث عن التحرر ‪ ،‬نجد أيض‪,‬‬
‫‪,‬انية وهي‬
‫عدم التكَيف الذي ارتبط بغياب اإلجابات الشائعة و غياب كلي للتقمصات اإلنس‪,‬‬
‫اللوحة الوحيدة التي ترمز إلى ذلك وهي هامة لما ترمز إليه وغياب اإلجابات التقمصية له‬
‫انعكاسات ويطرح لنا مشاكل في التقمص ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IV‬‬
‫ظهور إجابات من نوع(‪ )D‬ولكن تشير كلها إلى عدم التكَيف وعدم المسايرة للواقع‬
‫‪ ،‬كما ترمز إلى دينامكية نكوصية و إجابات كلها تحمل معاني لرموز الع‪,,‬الم العالق‪,,‬ات‬
‫األولية ‪.‬‬
‫اللوحة ‪V‬‬
‫هذه اللوحة كانت تبدو سهلة ‪ ،‬واضحة ومريحة إال أنها أعطت رؤية في شكل يثير‬
‫القلق ‪ ،‬حتى أن اإلجابة الشائعة عكست ذلك وهذا ما يمدنا بعدم الق‪,,‬درة على التمس‪,,‬ك و‬
‫االستمرارية في االستقرار ما يشير إلى حساسية مفرطة وهشاشة في الهوَية ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VI‬‬
‫وضع مهمش للربط الجنسي الذي ظهر في إنكار‪ ،‬عزز من خالل استجابة تضليلية‬
‫التي أخفت إمكانية أخرى وهي التصور الذي ال يزال مكبوتا ورغم ذلك بروز إلحس‪,,‬اس‬
‫مكثف بالقلق ‪ .‬وفي هذا الصدد ترى(‪ C. Chabert ,)2004‬أن االنعكاسات االسقاطية‬
‫‪,‬الم‬
‫‪,‬ر المع‪,‬‬
‫‪,‬ة بهج‪,‬‬
‫‪,‬ة متعلق‪,‬‬
‫للتظليالت الغامضة تفرز عن إثبات وجود هشاشة في الهوي‪,‬‬
‫المستقرة ‪ ،‬مع غياب التبات الذي يميز هذه التركيبة و الذي يرجع إلى ع‪,,‬دم االس‪,,‬تقرار‬
‫النرجسي ‪ ،‬ضعف األنا‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫اللوحة ‪VII‬‬

‫كف واضح ظهر من خالل إعطاء إجابة واحدة جزئية (‪ )D‬جناحين ‪ ،‬مع قلق والذي‬
‫رافق الحالة في جميع اللوحات خاصة في هذه اللوحة قلبها في جميع االتجاهات‪ ،‬وفي‬
‫األخير عدم الوصول إلى إعطاء إجابة واضحة واالكتفاء بقول ال أع‪,,‬رف ‪....‬فاللوح‪,,‬ة‬
‫تحمل معاني للنماذج األنثوية والقدرة على التقمص لهذه النماذج ‪ ،‬لكن ما ظهر كان عكس‬
‫ذلك ما يشير إلى اضطراب في العالقات مع الصورة األمومية األولية‪.‬‬

‫اللوحات ‪X IX VIII‬‬
‫في اللوحات الملونة لم يظهر االنفعال العاطفي بشكل واضح ‪ ،‬ما مَيز اإلجابات هو‬
‫الكف الظاهر عبرت عنه الحالة برفضها إعطاء إجابة واضحة واكتفت فق‪,,‬ط بق‪,,‬ول "ال‬
‫أعرف ما تبقى ‪ ،‬األخضر ما عرفتهش ‪ ،‬األحمر ماعرفتهش " ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VIII‬‬

‫هي لوحة تشير إلى العالقات مع العالم الخارجي فرغم ظهور إجابة شائعة تشير إلى‬
‫التكيف إال أن القلق لم يفارق الحالة بإنكارها في إتمام الوصول إلى ما ه‪,,‬و موج‪,,‬ود في‬
‫اللوحة ثم إعطاء إجابة أخرى لمحت أكثر إلى وسيلة هروبية ‪ ،‬أي مجمل اللوحة ع‪,,‬رف‬
‫انقطاع بين الصور دون الربط بين ذلك ما أشار إلى إبراز عدم القدرة على إظهار العالقة‬
‫‪.‬‬

‫اللوحة ‪IX‬‬

‫‪146‬‬
‫هي لوحة المرجعية للعالقة المبكرة مع األم ‪ ،‬ما إلتمسناه من خالل اإلجابات الكف‬
‫الذي أدى إلى عدم االستقرار‪ ،‬اجترار األفكار وبقاء الحالة في حالة التسمية لل‪,,‬ون دون‬
‫الوصول إلى معناه مع إجابات نكوصية عكست لنا الفراغ العاطفي للعالقة المبكرة ‪.‬‬
‫اللوحة ‪X‬‬

‫ظهور إجابات نكوصية وعدم قدرة الحالة على إعطاء إجابات شائعة تعكس التكيف ‪،‬‬
‫كف عاطفي أثر على الجانب العقلي وجعل الحالة تعيش تشتت وهذا ما جعلها تش‪,,‬ير إلى‬
‫‪,‬تقرار‬
‫‪,‬ا في االس‪,‬‬
‫اللون لكن دون التعبير عن ذلك ‪ ،‬الحالة تعيش نوع من التبعية ورغبته‪,‬‬
‫بالنسبة لعالقتها بالموضوع وعدم قدرتها على التحرر من ذلك ‪.‬‬

‫‪.1-4‬ملخص بروتوكول الروشاخ‬

‫سجل بروتوكول الروشاخ للحالة حفصة في التوظيف البيني ‪ ،‬ظهر ذلك من خالل‬
‫سيطرة الكف النفسي وعدم قدرتها على التحرر‪ ،‬بقاء ها تحت سيطرة اإلستهامات الجنسية‬
‫وعدم قدرتها على تجاوز القلق وفشل في السيرورات الدفاعية‪.‬‬
‫ظهور االندفاعية الغير مراقبة مع غياب السيرورة التقمصية ونكوص واضح في‬
‫بعض اللوحات عكست من خالله الفراغ العاطفي في العالقة المبكرة ‪ ،‬وما سجل أيضا هو‬
‫خلل في االستقرار والتبات أمام الوضعيات والذي ارتبط بع‪,,‬دم االس‪,,‬تقرار النرجس‪,,‬ي‬
‫وضعف األنا‪.‬‬
‫تصدعات عميقة في تصور الذات كوحدة كلية من جهة وأيضا اضطراب في العالقة‬
‫بالموضوع من جهة أخرى مع كشف عن حساسية مفرطة وهشاشة في الهوية ‪.‬‬
‫عالقة إتكالية فالحالة أظهرت حاجاتها الماسة إلى السند بعد فقدان الموضوع وهذا‬
‫يرجع إلى اضطراب في العالقة األولية مع األم ‪،‬و بقاء النمطية الفكري‪,,‬ة تحت س‪,,‬يطرة‬
‫االستهامات ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪.2‬الحالة الثانية " حنان "‬

‫" الزواج أو العالقة الثنائية أدت إلى إحياء العالقة الثالثية األوديبية "‬

‫حنان تبلغ من العمر ‪ 20‬سنة ‪،‬متوسطة القامة ‪،‬قوية البنية الجسمية ‪ ،‬متزوجة ماكثة‬
‫في البيت ‪ ،‬الصغرى بين إخوتها ‪ ،‬لديها مستوى دراسي التاسعة أساسي ‪ ،‬كانت جد سعيدة‬
‫بالمقابالت ‪ ،‬وكانت تعبر عن ارتياحها لذلك مع رغبة في المتابعة للعمل معنا‪.‬‬

‫المقابالت ‪:‬‬

‫حاليا أعيش مع زوجي في بيت مستقل عن كال العائلتين ‪ ،‬كبرت في أسرة تتكون من‬
‫‪,‬ا إلى‬
‫‪,‬ل وأن‪,‬‬
‫ثالثة بنات وولد ‪ ،‬طفولتي لم تكن جَيدة ألن والدي منفصل عن أمي ‪ ،‬انفص‪,‬‬
‫أمس الحاجة إليهما حيث كانت أمي ال تزال حامل بي في الش‪,,‬هر الث‪,,‬الث ‪،‬رغم ك‪,,‬ثرة‬
‫المشاكل إال أن األمور لم تعد تهمني ألنني كبرت معها ‪ ،‬في الحقيقة طفولتي لم أحس بها‬
‫حتى وجدت نفسي أكبر ألنني كنت عائق عليهم كلهم أمي ‪،‬أختي الكبرى ألنني ولدت في‬
‫‪,‬ني‬
‫ظروف صعبة ‪ ،‬انفصال األم عن األب ‪ ،‬تشتت األسرة ‪ ،‬خروج األم للعمل ‪ ،‬أحس أن‪,‬‬
‫دائما بمفردي ‪ ،‬ماعدا أختي الكبرى التي كانت تدير أمري ‪.‬‬
‫بعد طالق أمي غادر أبي البيت ولم تعد له صلة بنا ‪ ،‬وعندما ولدت وجدت أمي‬
‫‪,‬ل‬
‫وإخوتي فقط ‪ ،‬حتى أنني وصلت إلى سن التمدرس أدركت حينها أنني ليس لدَية أب مث‪,‬‬
‫باقي األطفال ‪.‬‬
‫أبي يعيش بمفرده ال يزال على ذلك الحال أي لم يتزوج ‪ ،‬بعد طالقه من أمي قرر‬
‫البقاء لوحده ‪ ،‬يبلغ من العمر ‪ 54‬سنة عامل في مؤسسة عمومي‪,,‬ة ‪ ،‬لكن ليس لدي‪,,‬ه أي‬
‫‪,‬رفت‬
‫عالقة بنا ‪ ،‬حتى أنني ال أعرفه كما ينبغي ‪ ،‬وال تربطني به أي عالقة وبالمناسبة تع‪,‬‬

‫‪148‬‬
‫عليه الحقا ‪ ،‬بطريق سطحية ‪ ،‬لقاء عادي غير حميمي ‪ ،‬يمكن أن نضع ذل‪,,‬ك في إط‪,,‬ار‬
‫المكتوب لقني به ‪ ،‬وتنجمي تقولي مانعرفهش ‪ ،‬حياتي كلها عشته من دونه ورأيت‪,,‬ه على‬
‫األكثر ‪ 6‬مرات ‪ ،‬ليس لديه صورة في مخيلتي و ال أكن له أي مشاعر ‪ ،‬وباش نفهم‪,,‬ك‬
‫غاية وتفهمني النهار لي نشوفه كيشغل هذا هو النهار األول ‪ ،‬نشوف فيه عادي ال يوج‪,,‬د‬
‫تأثير كيشغل رجل براني ما نعرفهش ‪ ،‬المشكل هو أنني ليس عندي وال إحساس اتجاه‪,,‬ه‬
‫ما نبغيه ما نكرهه ‪ ،‬عشت من دونه كأنه غير موجود ‪ ،‬وعندما ظهر ورأيته فأنا ال أهتم‬
‫ألمره كما فعل هو في السابق ذهب ولم يهتم ألمري رغم أنه كان على علم أن‪,,‬ه س‪,,‬وف‬
‫يرزق ببنت ‪.‬‬
‫أمي تستطيعين القول أنني أعيش معها فقط‪ ،‬منذ أن كنت صغيرة فأنا ال أراها كثيرا‬
‫فهي تعمل وتغيب كثيرا عن البيت ‪ ،‬رغم أنني كنت بحاجة إليها وكنت أريدها أن تك‪,,‬ون‬
‫بجانبي ‪ ،‬إال أن عالقتي بأمي سطحية‪ ،‬فهي بعد االنتهاء من العمل تأتي إلى البيت متعبة ‪،‬‬
‫أيضا إخوتي هم بحاجة إليها ‪ ،‬فهي األم واألب في نفس الوقت ‪ ،‬أحسها بعيدة عني لم تلبي‬
‫لي كل الرغبات ‪ ،‬فهي ال تظهر لي حبها وحنانها رغم أنها امرأة عادية ليست قاسية لكن‬
‫يبدو ال تبالي باألمر ولم تعطيه اهتمام ‪ ،‬ألنني ولدت في ظروف صعبة ‪ ،‬انفص‪,,‬لت عن‬
‫أبي وعاشت فترة كبيرة وهي في المشاكل ‪.‬‬
‫الوحيدة التي كانت تهتم بي هي أختي الكبرى ‪ ،‬كانت تطعمني ‪ ،‬تلبسني ‪ ،‬وعندما‬
‫أكون مريضة تقف إلى جانبي إلى أن أشفى ‪ ،‬فكنت أحس باالطمئنان والراح‪,,‬ة معه‪,,‬ا ‪،‬‬
‫وإلى حد اآلن الوحيدة التي أجدها في كل شيء ‪ ،‬أحبها كثيرا ‪ ،‬فهي بمثابة أمي ‪ ،‬أخ‪,,‬تي‬
‫‪,‬غيرة ‪،‬‬
‫‪،‬صديقتي ‪ ،‬فيها كل شيء رغم أنني ينقصني الكثير ‪ ،‬تساعدني في كل كبيرة وص‪,‬‬
‫حتى بعدما تزوجت أصبح زوجها هو األخر يمد لي يد المساعدة ‪ ،‬وتنجمي تقولي هذا ما‬
‫عندي ‪.‬‬
‫أمي أحس كأن بيني وبينها مسافة بعيدة ‪ ،‬لم تقربني إليها ال أعرف‪ ،‬يمكن ذلك مرتبط‬
‫بمشاكلها وما عانته‪ ،‬حقا ال أعرف‪ ،‬أما إخوتي أجد كل واحد منهما منهم‪,,‬ك في أم‪,,‬وره‬

‫‪149‬‬
‫خاصة وأنهم أكبر مني وبالتالي ليس لدَية ما أفعله معهم ‪ ،‬تبقى عالقتي بهم عالقة سطحية‬
‫‪,‬اكلي‬
‫‪,‬ا مش‪,‬‬
‫‪ ،‬كما سبق وأن ذكرت عالقتي تنحصر فقط مع أختي الكبرى ‪ ،‬فأنا أحكي له‪,‬‬
‫وألجأ إليها عندما أريد فعل شيء ما ‪.‬‬
‫توقفت عن الدراسة في السنة التاسعة أساسي‪ ،‬لم تكن لدَية أي رغبة في مواصلة‬
‫‪,‬ير من‬
‫‪,‬ان لدَي ة الكث‪,‬‬
‫الدراسة كما لم يكن لدَية أي تفكير نحو ما سأفعله مستقبال ‪ ،‬كما ك‪,‬‬
‫‪,‬ني‬
‫األصدقاء ‪ ،‬كنت أحس بالسعادة معهم ألنني ألهو وأنسى مشاكل البيت وهذا كان يفرح‪,‬‬
‫‪,‬ر في‬
‫كثيرا ‪ ،‬كما أنني أدخن السجائر فهي تجلب لي اإلحساس باالنتعاش وتجعلني ال أفك‪,‬‬
‫أي شيء ‪ ،‬وفي هذا السن ‪ 15‬سنة أي بعد توقفي عن الدراسة كنت أع‪,,‬رف شخص‪,,‬ا ‪،‬‬
‫‪,‬رة لم‬
‫‪,‬زواج قبلت مباش‪,‬‬
‫أحسست بتعلق اتجاهه ولم تأخذ عالقتي وقت كبير‪ ،‬طلب مني ال‪,‬‬
‫‪,‬وه ‪،‬‬
‫أعرف لماذا فعلت ذلك ؟ وبعد الزواج أدركت أنني ال أحبه وال يوجد أي انجذاب نح‪,‬‬
‫ندمت كثيرا على ذلك وهذا ما أعانيه حاليا ألنه رفض أن يطلقني ‪ ،‬وأنا لم أعد قادرة على‬
‫‪,‬ي‬
‫العيش معه‪ ،‬عالقتي بزوجي غير جيدة ‪ ،‬نتخاصم يوميا ‪ ،‬لم أعد أطيقه حتى أنني أقض‪,‬‬
‫‪,‬بح‬
‫معظم وقتي خارج البيت ‪ ،‬ال أستطيع التفكير أنني متزوجة خاصة حاليا ‪ ،‬والذي أص‪,‬‬
‫يربطني به هو عقد الزواج فقط ‪.‬‬
‫تزوجت صغيرة في سن يفترض أن أعيش حياتي ‪ ،‬أمرح ‪ ،‬أتمتع ‪ ،‬وال أفكر في أي‬
‫شيء‪ ،‬لكن العكس وجدت نفسي في بيت مسوؤلة من رجل لدَية واجبات القيام بها ‪ ،‬غسل‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ت بالمل‪,‬‬
‫‪ ،‬طبخ ‪ ،‬تنظيف ‪.....‬إلخ لم أعد أتحمل ذلك ونفس الشيء أعيده يوميا أحسس‪,‬‬
‫كرهت كل شيء حتى زوجي كرهته لدرجة ال تتصور‪.‬‬
‫أعيش حاليا عالقة عاطفية مع رجل أخر غير زوجي‪ ،‬أحبه كثيرا نلتقي نقضي‬
‫أوقات جميلة ونحن على اتصال دائم‪ ،‬أحس معه باالطمئنان وجدت فيه كل الحنان ال‪,,‬ذي‬
‫أبحث عنه ‪ ،‬يستمع لي عندما أتكلم ‪ ،‬حنين ‪ ،‬هناك شيء يجعلني أنجدب إليه ‪ ،‬أريد البقاء‬
‫معه ‪ ،‬أفضل الموت من أجله ‪ ،‬أرى فيه أشياء كثيرة رغم أنه يكبرني سنا إال أن‪,,‬ني أحس‬

‫‪150‬‬
‫بالسعادة معه ‪ ،‬مرات يأتيني إحساس كأنه ‪ papa‬خاصة في كالمه الرزين أحس أنه يخاف‬
‫علية ‪ ،‬فحياتي من دونه ناقصة ‪.‬‬
‫زوجي على علم بهذه العالقة لذلك رفض منحي الطالق‪ ،‬لكي أكون على األقل حرة‬
‫وأستطيع فعل ما أريد وأصبحت أعيش حيرة دائمة ألن بسبب هذا الزواج الذي أراه عائق‬
‫سوف أفقد أعز شيء ‪ ،‬أصبحت أتعصب بكثرة ولم أعد أستطيع التحمل أكثر من ذل‪,,‬ك ‪،‬‬
‫فكرت في االنتحار مرارا وعندما نفد صبري وأدركت حينها سوف أفقد الشخص ال‪,,‬ذي‬
‫‪,‬دي‬
‫‪,‬ع جس‪,‬‬
‫‪,‬و تقطي‪,‬‬
‫‪,‬ه ه‪,‬‬
‫أحبه والذي ال أستطيع العيش من دونه أول شيء بدأت القيام ب‪,‬‬
‫باستعمال وسائل حادة مثل شفرة الحالقة ‪ ،‬وعندما ال أجد أكسر أي ش‪,,‬يء من الزج‪,,‬اج‬
‫قارورة ‪ ،‬أو كأس ‪ ،‬وعندما أحس بألم شديد حينها أس‪,,‬قط على األرض وأبقى لف‪,,‬ترة في‬
‫‪,‬رات لكن دون‬
‫حالة إغماء وعندما أستيقظ أجد نفسي غارقة في الدماء ‪ ،‬قمت بذلك عدة م‪,‬‬
‫جدوى ‪ ،‬رغم الوضع الذي وصلت إليه إال أن األمر لم يتغير‪ ،‬لكنني ال أريد البق‪,,‬اء على‬
‫‪,‬ه يعلم‬
‫‪,‬ني ألن‪,‬‬
‫‪,‬اد ع‪,‬‬
‫‪,‬دأ باالبتع‪,‬‬
‫هذه الحالة خاصة وبدأت أحس أن الشخص الذي أحبه ب‪,‬‬
‫‪,‬ادرة على‬
‫‪,‬د ق‪,‬‬
‫‪,‬ني لم أع‪,‬‬
‫بالظروف التي أعيشها ‪ ،‬لكن هذا زاد من توتري وغضبي ألن‪,‬‬
‫مواصلة العيش من دونه ‪.‬‬
‫هذه المرة قررت حسم األمور بوضع حد لهذه الحياة األليمة ألن الموت هو الحل‬
‫الوحيد فقمت بجمع كل األدوية التي كانت توجد في البيت وشربتها على أساس أنني سوف‬
‫‪,‬ة لكن‬
‫أموت وال أفكر في أي شيء لألسف وجدت نفسي في مصلحة االستعجاالت الطبي‪,‬‬
‫هذا ال يعني أنني سعيدة بالعكس تمنيت أن أكون ميتة على أن أعيش على هذا الحال‪.‬‬

‫التعـليـــق ‪:‬‬

‫الطالق ومعاناة التفريق‬

‫‪151‬‬
‫ما إستنتجناه هو أن هذه األسرة تسَيرها األم بمفردها وهذا نتيجة طالقها ‪ ،‬بحيث‬
‫تعمل من أجل توفير حاجيات ومتطلبات أفراد أسرتها ‪ ،‬لذلك نجدها تعمل خارج وداخ‪,,‬ل‬
‫المنزل معظم وقتها منهمكة في إتمام األعمال المكلفة لها ‪ ،‬لهذا فهي تسعى جاه‪,,‬دة على‬
‫تحقيق أدنى شروط الراحة ألوالدها وهمها هو تقديم المساعدة قدر المستطاع حتى يتمكنوا‬
‫من تجاوز كل العراقيل التي يمكن أن تصادفهم ‪ ،‬خاصة وأنها على دراية تامة بأنها تمثل‬
‫لهم األم واألب في نفس الوقت ‪ ،‬إال أن ذلك يبقى مستحيال فاألم تمثل الحب واألمن واألب‬
‫يمثل السلطة وكالهما يساهمان بطريقة مباشرة في نمو وتطور الطفل ‪.‬‬
‫حنان عاشت طفولة مضطربة ‪ ،‬حيث كانت أختها الكبرى هي التي تساعدها وتهتم‬
‫لرعايتها وهذا نتيجة لغياب األم المستمر بسبب العمل ‪ ،‬حتى أنها ولدت في ظروف صعبة‬
‫أين وجدت األم نفسها ترزق بمولودة دون أن يكون هناك إلى جانبها زوجها وحنان كانت‬
‫ضحية ذلك الطالق الذي حدث بين والديها ‪ ،‬فاألم لم تكن لديها أي رغبة ولم تحس بالفرح‬
‫عند اإلنجاب وحنان لم تجد استقبال جيد من طرف األم عند الوالدة ‪ ،‬ترعرعت في أسرة‬
‫يسودها المشاكل والخالفات تقول " الوحيدة التي كانت تهتم بي هي أختي الكبرى " ‪.‬‬
‫بالنسبة لها أختها هي بمثابة األم وكل شيء في حياتها وهذا إلى غاية وقتنا الحالي‬
‫حتى مع الظروف التي تعيشها حاليا‪ ،‬هي من تقف إلى جانبها‪.‬‬
‫هذا ما يقودنا إلى القول أنها عاشت حرمان من العالقة الوالدية األم واألب ‪ ،‬عالقتها‬
‫‪,‬ني‬
‫‪,‬أن بي‪,‬‬
‫بأمها كانت عالقة سطحية ولم تكن مرضية بالنسبة للحالة تقول " أمي أحس ك‪,‬‬
‫وبينها مسافة بعيدة ‪ ،‬لم تقربني إليها ‪ "...‬وبالتالي هذه العالقة لم تكن كافية‪ ،‬وبالت‪,,‬الي لم‬
‫يحدث إشباع كافي يجعلها قادرة على تحقيق ذاتها ويساعدها في بناء شخصيتها وهذا م‪,,‬ا‬
‫أشارت إليه أعمال ‪ J.Bowlby‬و ‪.R. Spitz‬‬

‫بروز اإلشكالية األوديبية‬


‫بالنسبة لألب لم يكن لها أي اتصال معه منذ أن ولدت ‪ ،‬فهي ال تحتفظ له بصورة في‬
‫تصَو رها ‪ ،‬فاألب غائب بصورة كاملة ‪ ،‬رغم أن الصورة األبوية مهمة في تكوين الذات و‬
‫‪152‬‬
‫‪,‬تي‬
‫‪,‬ذه المرحلـة ال‪,‬‬
‫‪,‬ثى‪ ،‬وفي ه‪,‬‬
‫خاصة المرحلة األوديبيـة سواء كان ذلك ذكرا أو أن‪,‬‬
‫سنوات يبدأ الطفل في النمو من خالل الحركات النفس‪,,‬ية‬ ‫تكــون ما بيـــن ‪ 3‬و‪4‬‬

‫‪,‬وقت يتقمص‬
‫‪,‬ه وفي نفس ال‪,‬‬
‫‪,‬ا من أبوي‪,‬‬
‫‪,‬د منهم‪,‬‬
‫المعقدة و اختبار لرغبة الحب لكل واح‪,‬‬
‫صورتهما ‪،‬وأن يرغب في أن يكون مثل أبيه وأمه ‪،‬إال أن في هذه الحالة لم يحدث تقمص‬
‫وهذا بسبب الغياب الكامل وعدم وجود عالقة ‪ ،‬أي وجود فراغ في التصورات ‪ ،‬حتى أن‬
‫الطالق الذي حدث لم يكن بعد فترة معينة وإنما حدث قبل والدتها ‪ ،‬أي ال يوجد تص‪,,‬ور‬
‫لألب يرى ‪ M.Berger (2003),‬أن الطالق يعمل على فقدان الطفل اإلطار الذي كَو نه من‬
‫خالل العالقة الوالدية‪،‬وهذا اإلطار يسمح للفرد دائما بإجراء بعض من العمل النفسي‪ .‬في‬
‫حين أن الحالة لم تحصل على هذا اإلطار ألنها لم تحظى بعالقة أولي‪,,‬ة بين األب واألم ‪،‬‬
‫فهي وجدت األم بمفردها ‪ ،‬كما يؤكد (‪ J.L.Donnot,)1993‬على أن البنية األوديبية ال‬
‫توجد فقط كإستهام في نفسية الطفل ‪ ،‬ولكن أيضا كإطار وهذا اإلطار ضروري ألجل دفع‬
‫الطفل على إنشاء عمل نفسي صعب ‪.‬‬
‫حيث أنها تــرى في الشخص الذي أحبته صفات األب وهي تقـول " مرات‬
‫يأتيني إحساس كأنه ‪ .... papa‬يخاف علية ‪ ،‬فحياتي من دونه ناقصة "‪ ،‬فهي لم تتعرف‬
‫‪,‬ذي‬
‫‪,‬بب الطالق ال‪,‬‬
‫على األب ولم يكن لها فرصة مساهمة في تكوين عالقة معه وهذا بس‪,‬‬
‫حدث قبل والدتها‪،‬وبالتالي فالعالقة بين الولدين تساهم في خلق اإلطار األساس‪,,‬ي ال‪,,‬ذي‬
‫‪,‬ان واألمن‬
‫يستطيع الطفل أخذ منه كل ما يحتاجه ‪ ،‬وكلما كانت تلك العالقة تجلب االطمئن‪,‬‬
‫والحب كلما انعكس ذلك باإليجاب على شخصية الطفل ‪،‬يفسر‪ M.Berger (2003),‬أنه‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬نى يجعل‪,‬‬
‫بالنسبة للطفل يرى أن العالقة العاطفية بين والديه ليست مثل اآلخرين في مع‪,‬‬
‫‪,‬ا في‬
‫‪,‬ا دورا مهم‪,‬‬
‫‪,‬ون له‪,‬‬
‫يكرس جزء من طاقاته لكبث تلك التصورات لوالديه والتي تك‪,‬‬
‫التكوين األوديبي ‪.‬لكن في حالة غياب األب بصفة نهائية نجد عدم القدرة على الوصول إل‬
‫النسق اإلعدادي للحيوية األوديبية ‪ ،‬لكن ما حدث وهو إحياء العالقة الثالثية األوديبية من‬
‫‪,‬ول على‬
‫‪,‬رغب في الحص‪,‬‬
‫‪,‬ة ت‪,‬‬
‫خالل العالقة الثنائية " الزواج " فهذه العالقة جعلت الحال‪,‬‬

‫‪153‬‬
‫‪,‬ة من‬
‫‪,‬ة االنتحاري‪,‬‬
‫الطرف الثالث وهو الشخص المرغوب فيه والتي أقدمت على المحاول‪,‬‬
‫أجله ففي هذه الحالة فهي تعيش اإلشكالية األوديبية بكل ما تحمله من معنى ‪.‬‬

‫السلوك المازوشي و االعتداء على الذات‬


‫الحالة تعيش قلق مستمر يجعلها تتوتر ألتفه األسباب حيث أنها تنفعل بسرعة وال‬
‫تتحمل اإلحباط ‪ ،‬متسرعة في الغالب ال تؤذي غيرها بل تلجأ إلى ذاتها كوسيلة للتخفي‪,,‬ف‬
‫‪,‬دة‬
‫‪,‬دة وح‪,‬‬
‫‪,‬بين ش‪,‬‬
‫من حدة القلق ولهذا جسمها بالكامل يحتوي على أثار لجروح عميقة ت‪,‬‬
‫االعتداء ‪ ،‬يفسر (‪ S. Freud, )1951‬على أن القلق هو رد فعل األنا مقابل الخطر الذي‬
‫يقدم التفريق أو فقدان الموضوع‪ .‬وهي تدرك أنها غير قادرة على فع‪,,‬ل أي ش‪,,‬يء وأن‬
‫أمرها ال خيار فيه وفي األخير فهي تواجه هذا التفريق الذي فرض عليها‪" .‬أدركت حينها‬
‫سوف أفقد الشخص الذي أحبه والذي ال أستطيع العيش من دونه أول شيء بدأت القيام به‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ة أنه‪,‬‬
‫هو تقطيع جسدي ‪ ."...‬وهذا اإليذاء الجسدي المتكرر يحدث أثناء غضبها لدرج‪,‬‬
‫تنغمس في نوبة تجعلها غير قادرة على اإلحساس باآلالم فهي تندفع لهدم ذاتها وتحطيمها‬
‫‪,‬من‬
‫وتشعر في هذه الحالة بالراحة عندما تمارس هذا النوع من السلوك القهري الذي يتض‪,‬‬
‫التحقير بالذات وإيذائها‪ ،‬ومن خالل هذا السلوك تصبح تميل أكثر إلى أن تكون مظلوم‪,,‬ة‬
‫وليست لديها القدرة في تحقيق رغباتها‪ ،‬وتمثل دور الضحية التي يقع عليها الظلم وبالتالي‬
‫استعمال جسدها كحقل تفرغ فيه كل عدوانيتها التي يفترض أن توجه لألخر‪.‬‬
‫وتبنها لهذا السلوك المازوشي الذي يؤديـه الفــــرد بطريقة شعورية أو غير‬
‫شعورية للتعبير عن عدم القدرة على تحمل التفريق ‪،‬وأيضا جعل األخ‪,,‬ر يحس بال‪,,‬ذنب‬
‫‪,‬ر(‬
‫اتجاه ذلك‪ ،‬حتى يصبح األمر يتطلب وضعية تدخل وإسعاف وطلب المس‪,,‬اعدة تفس‪,‬‬
‫‪ C. Chabert ,)44: 2003‬على أن " المازوشية تريد أن تعالج كطفل صغير في عوز‬
‫وتابع"‪ .‬معنى ذلك وجود لشخصية مضطربة يرجع ذلك لعوامل أساسية ارتبطت بالتنشئة‬
‫االجتماعية والظروف المعيشية الصعبة ‪،‬خاصة إهمال كلي لألب ‪،‬إحساس الحالة بأن األم‬

‫‪154‬‬
‫تمارس نفس دور الضحية فهي بطريقة أو بأخرى تعيش نفس المعاناة التي عاش‪,,‬تها األم‬
‫وهذا ما جاء في حديثها "أمي عاشت فترة كبيرة وهي في المشاكل‪ ...‬لم تقربني إليه‪,,‬ا ال‬
‫أعرف‪ ،‬يمكن ذلك مرتبط بمشاكلها وما عانته ‪ . " ...‬فالحالة على دراية تامة بالوضعية‬
‫السيئة التي عاشتها األم مع األب‪ ،‬فالخبرات األولية السيئة ساهمت في خلق تركيبة نفسية‬
‫غير متزنة وغير قادرة على مجابهة الحياة ‪،‬وبقاءها في إتكالية لألخ‪,,‬ر من خالل البحث‬
‫عن السند والحاجة الماسة إلى المواضيع األولية التي ظهرت تحت إشكالية أساسية تمثلت‬
‫في التفريق وفقدان الموضوع‪ .‬وفي هذا اإلطار نجد التفسير الذي قدمه ‪A. Braconnier,‬‬

‫‪,‬ر في‬
‫‪,‬تي تظه‪,‬‬
‫)‪ (1986‬حول فكرة أن الحالة العاطفية والتي سماها بالنوبة االكتئابية ال‪,‬‬
‫المراهقة ‪ ،‬ترجع لقلق التفريق المرضي في الطفولة‪.‬‬
‫ما نجده هو عدم تقبل الفقدان فهي تفضل الموت على ذلك‪ ،‬إذن الحداد ضروري‬
‫لمجابهة الوضعية وإال نجد مقابل ذلك األلم والقلق‪ ،‬يضيف ‪ S. Freud‬أن األلم رد فعل‬
‫عادي مرتبط بالفقدان ‪ ،‬والقلق رد فعل على الخطر الذي يحتوي هذا الفقدان‪.‬‬
‫الحالة أصبحت ترفض وضعها الحالي وترفض الدور المكلف لها كزوجة ‪ ،‬بحيث‬
‫ترى أنها لم تسعد في طفولتها وأنها لم تعش مراحل نموها كما ينبغي ‪ ،‬حتى وجدت نفسها‬
‫تلعب دور راشدة مسؤولة ولديها واجبات ‪ ،‬فالحالة ترفض اآلن هذه الوض‪,,‬عية ‪ ،‬ع‪,,‬دم‬
‫‪,‬تي‬
‫‪,‬عية ال‪,‬‬
‫رغبتها في االستمرار في هذا الدور‪،‬إحساسها أنها تعيش ضغط من هذه الوض‪,‬‬
‫‪,‬ع وال‬
‫تفوق سنها تقول" تزوجت صغيرة في سن يفترض أن أعيش حياتي ‪ ،‬أمرح ‪ ،‬أتمت‪,‬‬
‫أفكر في أي شيء‪ ،‬لكن العكس وجدت نفسي في بيت مسوؤلة من رجل لدَية واجبات القيام‬
‫بها ‪ ،‬غسل ‪ ،‬طبخ ‪ ،‬تنظيف ‪.....‬إلخ "‪.‬‬
‫لذلك هي تعترض وتريد الحصول على الطالق كي تحرر من القيود أي المكانة التي‬
‫‪,‬ديها نقص في الحب‬
‫‪,‬ا أن ل‪,‬‬
‫‪,‬ه ‪ ،‬وبم‪,‬‬
‫تشغلها وأيضا حصولها على الحب الذي ترغب في‪,‬‬
‫األبوي فهي تريد عيش هذه المرحلة أو تجربة الحب األبوي الذي ال تزال ترغب فيه‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪.2-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة الثانية " حنان "‬
‫التقدير‬ ‫االستقصاء‬ ‫االستجابة‬ ‫اللوحة‬
‫‪Doute‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˅ ˄"6‬‬ ‫‪I‬‬
‫‪.1‬خفاش وال كوكسينال وال نحلة ‪"45‬‬
‫‪G Fclob A ban‬‬

‫‪Blocage‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"4‬‬ ‫‪II‬‬


‫‪Interrogation‬‬ ‫‪je ne sais pas.‬‬
‫? ‪"26 C’est quoi ça‬‬
‫‪G F- A‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄"10‬‬ ‫‪III‬‬
‫على الجانبين‬ ‫‪ .2‬عقرب‬
‫‪DO F+ Hd ban‬‬
‫‪ .3‬األوجه واألرجل ‪"24‬‬
‫‪Equi choc‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"6‬‬ ‫‪IV‬‬
‫‪c’est très difficile .4‬‬
‫‪G ClobF H‬‬
‫‪"22‬‬ ‫حاجة تخَو ف كيما راجلي‬
‫‪Angoisse‬‬
‫‪G F+ A ban‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄"7‬‬ ‫‪V‬‬
‫‪"32 papion .5‬‬
‫‪Blocage‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"2‬‬ ‫‪VI‬‬
‫‪Critique‬‬ ‫‪je ne sais pas .‬‬

‫‪156‬‬
‫‪"16‬‬ ‫ومعجبتنيش‬
‫‪D F- Hd‬‬ ‫على الجانبين‬ ‫‪˄"12‬‬ ‫‪VII‬‬
‫‪D F- Sourcier‬‬ ‫‪ 6.‬كشغل أوجه تاع أطفال‬
‫‪"1,02Sourcier .7‬‬
‫‪D F+ A ban‬‬ ‫على الجانبين‬ ‫‪˄"2‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫‪Angoisse‬‬ ‫‪Un animal.8‬‬
‫علي الجانبين بص‪,,‬ح م‪,,‬انيش عرفات‪,,‬ه‬
‫‪40‬‬ ‫والباقي يخَو ف"‬
‫‪Blocage‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"16‬‬ ‫‪IX‬‬
‫‪,‬ير‬
‫‪,‬اج غ‪,‬‬
‫‪,‬ا نبغيش ح‪,‬‬‫‪.‬ما فهمتهاش وم‪,‬‬
‫مفهومة ‪،‬خص تكون باينة‬
‫‪G Kob Volcan‬‬ ‫مليح باش نعرفها‬
‫كل الشكل‬ ‫‪Volcan "9.1,22‬‬
‫‪G Kob Volcan‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄"2‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪Stéréotype‬‬ ‫‪Volcan .10‬‬
‫‪D FC Pl‬‬ ‫اللون األصفر‬ ‫‪une fleur .11‬‬
‫‪D F- A‬‬ ‫الجزء الوردي‬ ‫‪ .12‬حيوان بحري ‪"1,11‬‬
‫السيكوغرام‬
‫‪R : 12‬‬ ‫)‪F = 7(3+ ; 4-‬‬ ‫‪Kob‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪A % 42%‬‬
‫‪Refus :2‬‬ ‫‪F % 63%‬‬ ‫‪H‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪H % 8%‬‬
‫‪"Tps total :8‬‬
‫‪F+%‬‬ ‫‪% 43‬‬ ‫‪FC‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Hd‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Ban 4‬‬
‫‪"Tps /réponse :40‬‬
‫‪"Tps lat. Moyen : 6,7‬‬ ‫‪G‬‬ ‫‪6 50%‬‬ ‫‪Pl‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪IA % 8%‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪5 42%‬‬ ‫‪Sourcier‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪TRI : K0/C0.5Type Coarté‬‬
‫‪DO 1 8%‬‬ ‫‪F clob‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪volcan‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪F.Compl k 2 /E 0‬‬
‫‪RC % 42‬‬ ‫‪Clob F‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪: Eléments quantitatifs‬‬
‫‪Choix+‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪Doute‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Stéréotype 1‬‬
‫– ‪Choix‬‬ ‫‪I III IV VI VII‬‬ ‫‪interrogation1‬‬
‫‪Blocage‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪Critique‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Angoisse‬‬ ‫‪2‬‬
‫االختيار الموجب ‪ :‬اللوحة ‪ V‬حاجة واضحها ‪ .‬االختيار السالب ‪:‬ما عجبتنيش اللوحات وغير مفهومة‬
‫خاصة اللون ‪.‬‬
‫ميزات بروتوكول الروشاخ‬

‫العناصر النوعية‬
‫على مستوى السلوك‬ ‫على مستوى الحديث‬ ‫الزمن في‬ ‫عدد‬ ‫زمن‬ ‫رقم‬

‫‪157‬‬
‫اللوحة‬ ‫اإلجابات‬ ‫الكمون‬ ‫اللوحة‬
‫قلق‬ ‫عدم استقرار الصور‬ ‫‪"45‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫‪I‬‬
‫قلق مع رفض‬ ‫تعجب مع كف‬ ‫‪"26‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"4‬‬ ‫‪II‬‬
‫قلق مع قلب اللوحة‬ ‫لم تعجبها‬ ‫‪"24‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"10‬‬ ‫‪III‬‬
‫النظر إليها بغرابة‬ ‫قلق وخوف‬ ‫‪"22‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫‪IV‬‬
‫استراحة‬ ‫تنفس‬ ‫‪"32‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"7‬‬ ‫‪V‬‬
‫قلق مع قلب اللوحة‬ ‫كف‪ ،‬ونقد للوحة‬ ‫‪"16‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"2‬‬ ‫‪VI‬‬
‫‪/‬‬ ‫تردد وقلق‬ ‫‪"1,02‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"12‬‬ ‫‪VII‬‬
‫قلق‬ ‫خوف واضح‬ ‫‪"40‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"2‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫قلق مع قلب اللوحة‬ ‫كف مع رفض اللوحة‬ ‫‪"22, 1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"16‬‬ ‫‪IX‬‬
‫قلق‬ ‫اجترار لإلجابات‬ ‫‪"1,11‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"2‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪ "8‬د‬ ‫‪12‬‬ ‫‪"67‬‬

‫‪.2-2‬تحليل بروتوكول الروشاخ‬

‫تفكير الحالة حنان كان منصب فقط حول معرفة ما يوجد في الصورة‪ ،‬لكن كانت‬
‫تنظر بغرابة في اللوحات وتبتسم قبل إعطاء اإلجابة أو حتى عند الرفض متبوعة بتعجب‬
‫وطرح تساؤل مرات‪.‬‬
‫بروتوكول الروشاخ لهذه الحالة تميز بسيطرة الكف النفسي وبالصيغة المرضية مع‬
‫وجود صرامة دفاعية للحركة اإلسقاطية ‪ ،‬حيث بدأت الحالة بالشك والتردد ليكشف لن‪,,‬ا‬
‫عن عاطفة عاجزة بالكف النفسي أيضا نجد تخَو ف وقلق حاد ميز تقريبا كل اللوحات مع‬
‫رفض إعطاء اإلجابة في اللوحة ‪ ، IX , VI , II‬اإلنتاجية النوعية فقيرة جدا ‪ ،‬نقص‬
‫واضح في التعبير وربط األفكار وفي الوصول إلى المعنى الداللي ما أكدته أيضا اإلنتاجية‬
‫الكمية التي هي األخرى كانت جَد ضعيفة حيث بلغ عدد اإلجابات (= ‪)R 12‬‬

‫تحليل سيرورة التفكير‬

‫‪158‬‬
‫سيرورة التفكيرية في الغالب كانت تخضع لمهام اإلنكار الذي أدى إلى كف العالم‬
‫‪,‬رت‬
‫‪,‬ة ظه‪,‬‬
‫‪,‬يغ اإلدراكي‪,‬‬
‫الداخلي وجعلها تتعلق بالعالم الخارجي مهما كلف األمر‪ ،‬فالص‪,‬‬
‫‪,‬يغة‬
‫‪,‬ية ذات ص‪,‬‬
‫بطريقة صلبة وهذا ما الحظناه من خالل اللوحات التي أشارت إلى حس‪,‬‬
‫مشتركة دون السعي وراء خلق دينامكية تفكيرية ‪ ،‬حتى أن اإلجابات معظمها أشارت إلى‬
‫تصدعات وإلى القلق والحذر‪.‬‬
‫بالنسبة لتوزيع اإلجابات في البروتوكول نجد لجوء الحالة إلى إعطاء إجابات كلية‬
‫‪ ))G‬بطريقة متسلسلة في اللوحات) ‪ ) V , IV ,III, I‬وكلها تمثل ‪ G simple‬بعدها لجأت‬
‫إلى إعط‪RR‬اء اإلجاب‪RR‬ات الجزئي‪RR‬ة (‪ )D‬مم‪RR‬ا يش‪RR‬ير أك‪RR‬ثر إلى غي‪RR‬اب الحركي‪RR‬ة على مس‪RR‬توى‬
‫السيرورة التفكيرية ترى (‪ C. Chabert ,)1998b‬أن هذه الوضعية تدل على قوة التبعي‪RR‬ة‬
‫بالنسبة للعالم الخارجي‪.‬‬
‫اإلجابات الكلية أشارت إلى آلية دفاعية ض‪RR‬د انبث‪RR‬اق الس‪R‬يرورات التص‪RR‬ورية ‪ ،‬حيث‬
‫نجد إجابتين حاولت من خاللها التكَيف ‪ ، ))G ban‬إضافة إلى إجابتين كلها تحمل القلق ‪F‬‬

‫‪ clob‬في اللوحة ‪ I‬و ‪ Clob F‬في اللوحة ‪ IV‬وإجابة أخرى في اللوحة ‪ III‬بمحدد شكلي (‬

‫‪ ) -F‬بينت الهشاشة في الميكانيزمات التقمصية ‪ ،‬وإجابتين انفجاريتين ‪ volcan‬عبرت من‬


‫خاللهما عن االنفعاالت المكبوتة تحت سيطرة الكف ‪.‬‬
‫رفض إعطاء اإلجابة في اللوحات التالية‪ IX, VI , II :‬تؤكد صالبة اآلليات الدفاعية‬
‫‪,‬اؤالت‬
‫‪,‬ر ذل ‪,‬ك في التس‪,‬‬
‫جعلتها تخضع لنظام الكبت واإلنكار‪ ،‬بقيت تحت المواجهة ظه‪,‬‬
‫والمالحظات المرافقة للنقد ذات قيمة سلبية وهذا ما جاء في قولها ‪je ne sais pas:‬‬

‫‪,‬ة الكبت‬
‫‪,‬ة في خدم‪,‬‬
‫‪,‬بق للعاطف‪,‬‬
‫ماعرفتهاش ‪ ،‬ما عجبتنيش ‪ .‬هذا ما يشير إلى وضع مس‪,‬‬
‫للتصورات (‪. C. Chabert ,) 2004‬‬

‫اإلجابات الجزئية ظهرت بنسبة قليلة ‪ 42%‬وذلك في الوحات ‪ X , VIII , VII :‬و‬
‫بأشكال سيئة ( ‪ ) -F‬عكست عدم القدرة على إدراك الواقع بطريقة جيدة وهذا يرج‪R‬ع إلى‬
‫االستهامات المكثفة التي عرقلت مسار السيرورة التفكيرية وجعلها في اإلطار الب‪RR‬اثولوجي‬
‫ما عدا إجابة واحدة في اللوحة ‪ VIII‬حاولت من خاللها إظهار التكَي ف والمس‪RR‬ايرة للواق‪RR‬ع‬
‫‪159‬‬
‫‪ ،))D ban‬أما ‪ DO‬ظهرت مرة واحدة في اللوحة ‪ III‬أشارت إلى الهروب من مواجهة‬
‫التقمص‪RR‬ات الجنس‪RR‬ية ‪ ،‬غي‪RR‬اب اإلجاب‪RR‬ات اإلنس‪RR‬انية في ه‪RR‬ذه اللوح‪RR‬ة وظه‪RR‬ور أج‪RR‬زاء لجس‪RR‬م‬
‫اإلنسان (األوجه‪ ،‬األرجل) نفس الشيء ظه‪RRR‬ر في اللوح‪RRR‬ة ‪ VII‬تردد وعدم وجود إجابة‬
‫‪,‬دم‬
‫‪,‬ت ع‪,‬‬
‫‪,‬رى "‪ "sorcier‬عكس‪,‬‬
‫موثوق من صحتها " كيشغل وجوه ألطفال " وإجابة أخ‪,‬‬
‫المسايرة للواقع وبينت لنا غنى الحياة الخيالية باإلستهامات ‪ ،‬وفي هذه الحالة عدم الق‪,,‬درة‬
‫على تقمص الصور اإلنسانية التي لها عالقة بالواقع ما يفسر في تمركز بعيد عن الع‪,,‬الم‬
‫الواقعي ‪ " .‬انقطاع عن حياة عالئقية واقعية " (‪ C. Chabert ,)92: 2004‬وبالتالي نجد‬
‫عجز واضح في إدماج الصورة الجسمية كوحدة كلية‪.‬‬
‫بالنسبة لإلجابات الحيوانية ظهرت بنسبة ‪ 42%‬في صورة تشير إلى التكيف من‬
‫خالل إجابتين شائعتين ‪ ،‬أما اإلجابات األخرى أشارت إلى القلق مما يؤكد لن‪RR‬ا الك‪RR‬ف ال‪RR‬ذي‬
‫لم يجعل الحالة تخرج من نفسيتها وبقائها متقوقعة على ذاتها وهذا ما أدى أيض‪RR‬ا إلى حبس‬
‫الدينامكية ‪.‬‬
‫نوعية العالقة بالواقع أظهرت ضعف في اإلنتاجية‪ ،‬فاإلجابات الش‪RR‬كلية ال‪RR‬تي ته‪RR‬دف‬
‫للمسايرة الجَي دة للع‪RR‬الم الخ‪RR‬ارجي( ‪ )% F+ =43‬عكس‪RR‬ت التَص دع من خالل اللج‪RR‬وء إلى‬
‫" ه‪RR‬ذه اإلنتاجي‪RR‬ة مس‪RR‬جلة في ش‪RR‬به غي‪RR‬اب ل‪RR‬بروز‬ ‫اس‪RR‬تعمال اإلجاب‪RR‬ات من ن‪RR‬وع( ‪) -F‬‬
‫السيرورات األولية " (‪ .C. Chabert ,)1998b‬وه‪RR‬ذا بس‪RR‬بب الك‪RR‬ف النفس‪RR‬ي والظ‪RR‬اهر من‬
‫خالل الصور المتكررة والمحتويات الفارغة مَيز ذلك عدم االستمرار الذي دل على أهمية‬
‫هجوم الروابط والعواطف المدمرة على التفكير‪.‬‬

‫تحليل دينامكية الصراع الحسي والحركي‬


‫أظه‪RR‬ر لن‪RR‬ا ه‪RR‬ذا ال‪RR‬بروتوكول ص‪RR‬عوبة كب‪RR‬يرة في محاول‪RR‬ة إتب‪RR‬اع الس‪RR‬يرورة التفكيري‪RR‬ة‬
‫والدينامكية الص‪RR‬راعية وم‪RR‬ا إس‪RR‬تنتجناه ه‪RR‬و أن الطريق‪RR‬ة التفكيري‪RR‬ة تمح‪RR‬ورت أساس‪RR‬ا ح‪RR‬ول‬
‫إشكالية إدماج تصور الذات من جهة وحول السيرورة التقمصية من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫نمط التجاوب الحميمي ‪ ) type coarté ) TRI‬حيث نجد =‪ K 0‬و =‪ C0.5‬مما عكس لن‪RR‬ا‬
‫غياب تام للنمط التجاوب الحميمي ما ظهر كان فقط عبارة عن صدي أو بصمة من الواق‪RR‬ع‬
‫يترجم ذلك صعوبة كبيرة عند الحالة ‪ ،‬فالتقوقع على الذات أدى إلى غياب النشاط الحركية‬
‫النفسية ‪.‬‬
‫غي‪RR‬اب الحركي‪RR‬ة وفي نفس ال‪RR‬وقت غي‪RR‬اب اإلجاب‪RR‬ات اإلنس‪R‬انية ي‪RR‬ترجم لن‪RR‬ا تص‪RR‬دع في‬
‫التقمص‪RR‬ات األولي‪RR‬ة ‪ ،‬بالنس‪RR‬بة لغي‪RR‬اب الحركي‪RR‬ة الك‪RR‬برى(‪ ) K‬ي‪RR‬ترجم لن‪RR‬ا ض‪RR‬عف الق‪RR‬درات‬
‫التصوريـــة والفضــاء النفسـي المهــدم من خــالل النــزوات األكثر تحطيمــا تضيـــف (‬

‫‪ " C. Chabert,)1998a‬أن فقر الحركية يعكس عدم القدرة على التموضع في جو انتقالي‬
‫يسهل التبادل بين الواقع والخيال " ‪ ،‬بحيث تظهر إجابتين تعكس الدينامكية الحركية ‪Kob‬‬
‫في صيغة تدميرية ‪ volcan‬في اللوحة ‪ X‬و ‪ ، XI‬في اللوحات الحم‪RR‬راء ع‪RR‬دم اإلش‪RR‬ارة‬
‫إلى اللون خاصة وأن اللوحة ‪ II‬كان هناك رفض وكف عن إعط‪RR‬اء اإلجاب‪RR‬ة وع‪RR‬دم ب‪RR‬روز‬
‫الدينامكية النزوية التي ع‪RR‬برت عنه‪RR‬ا في تس‪RR‬اؤل ‪ ،‬ف‪RR‬اللون األحم‪RR‬ر أدى إلى ك‪RR‬ف اإلدراك‬
‫وجعلها تعيش مقاومة بين العاطفة والفكر‪ ،‬و اللوح‪RR‬ة ‪ III‬لم تس‪RR‬تطيع الوص‪RR‬ول إلى إدم‪RR‬اج‬
‫الصورة الجسمية في وحدتها الكلية ‪ ،‬وعبرت عن ذلك فقط بأجزاء من الجسم أي أضافت‬
‫إلى هشاش‪RR‬ة الغالف النفس‪RR‬ي نقص في ص‪RR‬ورة الغالف الجس‪RR‬مي (‪C. Chabert,)1998b‬‬
‫وإجابة واحدة تشير إلى اللون ‪ FC‬في اللوحة ‪ X‬غير كافية عكست لنا فقط تلميح للدينامكية‬
‫النكوصية ‪.‬‬

‫‪.2-3‬تحليل لوحات الروشاخ‬

‫اللوحة ‪I‬‬
‫بدأت بأول إجابة متبوعة بالشك والتردد‪ ،‬صورة تظهر مكان صورة أخرى ال يوجد‬
‫عالقة متينة مع العالم الخارجي رغم أنها كانت تسير في شكل شائع مساير للواقع حاولت‬
‫من خالله إدراك الواقع وإثبات التكَيف ‪ ،‬لكن هذا ال ينفي أن الحالة تعاني من اض‪,,‬طراب‬

‫‪161‬‬
‫‪,‬ا‬
‫في العالقة بالموضوع أي أن هناك عالقة أولية تشير إلى القلق ‪ ،‬حتى أن التردد يبين لن‪,‬‬
‫أكثر المشكلة األساسية المرتبطة بالتصورات المتعلقة بالذات ‪.‬‬

‫اللوحة ‪II‬‬
‫في هذه اللوحة لم تستطيع إدراك المحتوى الظاهر للوحة وبقيت تحت سيطرة الكف‬
‫‪,‬ائدة في‬
‫النفسي ‪ ،‬مع صدمة اللون األحمر الذي أدى إلى منع بروز الدينامكية النزوية الس‪,‬‬
‫‪,‬ائعة إال أن‬
‫هذه اللوحة وبالتالي بقيت تحت سيطرة الكبت ‪ ،‬رغم ما تحتويه من إجابات ش‪,‬‬
‫ذلك لم يظهر ‪ ،‬اكتفت فقط بالتساؤالت التي توحي أن اللوحة شكلت صدمة عند الحال‪,,‬ة و‬
‫ظهر ذلك في قولها ‪. ? c’est quoi ça‬‬

‫اللوحة ‪III‬‬
‫ظهرت اإلشكالية األكثر أهمية وهي عدم القدرة للوصول إلى التقمصات الجنسية‬
‫وهذا بسبب االستهامات المكثفة التي عرقلت مسار السيرورة التفكيرية وهذا يرج‪,,‬ع إلى‬
‫شدة الكف والتي ترجع هي األخرى إلى شدة القلق‪ ،‬منعتها من إعطاء إجابة كلية وش‪,‬ائعة‬
‫اكتفت فقط بالتوصل إلى أجزاء من جسم اإلنسان وإجابة أخرى ‪ ، Fclob‬نستنتج أن القلق‬
‫استمر من خالل اللوحات األولى ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IV‬‬
‫عبرت عن ذلك في عدم قدرتها على إعطاء إجابة للموقف الموجود في هذه‬
‫اللوحــة‬
‫أظهرت الخوف ثم شبهت ذلك بزوجها ‪ ،‬في هذه اللوحة ظهرت اإلشكالية المتعلقة بالقدرة‬
‫‪,‬راغ داخلي‬
‫‪,‬ة ف‪,‬‬
‫‪،‬عدم قدرتها على التقمص والتمسك بشكل من أشكال القوة ‪ ،‬تعيش الحال‪,‬‬
‫للصورة األبوية ساهم في منع بروز السيرورات التقمصية ‪،‬أي عدم قدرتها على التقمص‬
‫يرجع إلى نقص على مستوى التصورات ‪ ،‬عبرت عن ذلك في أنه ص‪,,‬عب لكن ح‪,,‬رك‬
‫‪162‬‬
‫‪,‬ورة‬
‫‪,‬طربة والص‪,‬‬
‫‪,‬ة المض‪,‬‬
‫نفسية الحالة جعلها ترى ذلك مخيف ‪ ،‬ونظرا للعالقة الزوجي‪,‬‬
‫التقمصية السالبة للزوج عبرت عن ذلك بـ " حاجة تخوف كيما راجلي " ظهرت صورة‬
‫‪,‬ب‬
‫‪,‬نى المناس‪,‬‬
‫الرجل في صورة حسية ‪chosifié‬وعدم القدرة على إدراك وإعطاء المع‪,‬‬
‫للخاصية اإلنسانية ‪.‬‬

‫اللوحة ‪V‬‬
‫فهم وتكيف في هذه اللوحة ‪ ،‬عبر ذلك عن استراحة وإدراك الحالة لما هو موجود‬
‫في اللوحة ‪ ،‬استطعت التنفس والخروج ولو لوقت قص‪,,‬ير من قوقعته‪,,‬ا واالنغالق على‬
‫ذاتها‪.‬‬

‫اللوحة ‪VI‬‬
‫رفض إعطاء اإلجابة ‪ ،‬ما يفسر أن التقمصات الجنسية كانت تحت سيطرة الكف ‪،‬‬
‫‪,‬ات‬
‫‪,‬روز الرغب‪,‬‬
‫‪,‬دم ب‪,‬‬
‫‪,‬ل ع‪,‬‬
‫وكانت ردة فعل الحالة منحصرة في الرفض والنقد ‪ ،‬ما جع‪,‬‬
‫‪,‬ة وليس الفهم‬ ‫والنزوات ‪ ،‬أيضا نضيف أن ‪ H.Rorshach‬ركَز على رؤية م‪,‬‬
‫‪,‬ا في اللوح‪,‬‬
‫وهذا ما يؤكد لنا شدة القلق‪.‬‬

‫اللوحة ‪VII‬‬
‫أظهرت في هذه اللوحة اضطراب في تصور العالقة باألخر ‪ ،‬كأن هناك رفض‬
‫وعدم القدرة على التمسك بالواقع ‪ ،‬مع خيال واسع يوحي بنشاط االستهامات ‪ ،‬شك وتردد‬
‫في تقمص النماذج األنثوية وظهورها في إطار ينفي االتصال والعالقة بالعالم الخارجي ما‬
‫يجعلنا ندرج ذلك في وجود اضطراب في العالقة األمومية األولية ‪.‬‬

‫اللوحات ‪X IX VIII‬‬

‫‪163‬‬
‫عدم ظهور االنفعال العاطفي في اللوحات الملونة وما ميَز ها هو الكف النفسي ‪ ،‬حيث‬
‫‪,‬وحي إلى‬
‫‪,‬ا ت‪,‬‬
‫‪,‬ات كله‪,‬‬
‫نجد عدم قدرتها على التوصل إلى ما يوجد في اللوحات مع إجاب‪,‬‬
‫الخوف والقلق ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VIII‬‬
‫استطعت الحالة إعطاء إجابة شائعة ‪ ،‬لكن اكتفت بذلك ‪ ،‬فالكف النفسي ساهم في عدم‬
‫بروز السيرورات التصورية وجعلها تحت النفي‪ ،‬وأيضا القلق ظهر من خالل الخوف ما‬
‫يعكس لنا أن هناك رفض للعالقات الخارجية وصعوبة في الحصول على رواب‪,‬ط متين‪,‬ة‬
‫توفر األمن واإلحساس بالثقة ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IX‬‬
‫رفض واضح للوحة من خالل إظهار عدم الوضوح والفهم والغموض ‪ ،‬رغم ما‬
‫‪,‬نزوات‬
‫‪,‬دة ال‪,‬‬
‫تحتويه اللوحة من ألوان وأشكال ظهرت إجابة انفجارية اندفاعية ترجع لش‪,‬‬
‫التدميرية ‪ ،‬لكن المعاش النفسي للحالة جعلنا ندرك أن هناك فراغ عاطفي وعدم الق‪,,‬درة‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ع إلى العالق‪,‬‬
‫على وضع ربط بين العاطفة وبين الفكر ‪ ،‬هذا االضطراب العالئقي يرج‪,‬‬
‫المبكرة مع األم ‪.‬‬

‫اللوحة ‪X‬‬
‫ظهور من جديد إلجابة انفجارية اندفاعية ما يؤكد الخوف والقلق الذي يهدد كيان‬
‫الحالة ويجعلها تحت إرغام وسيطرة النزوات التدميرية ما يجعله‪,,‬ا تعيش اض‪,,‬طرابات‬
‫عالئقية ‪ ،‬متبوع بدينامكية نكوصية ‪.‬‬

‫‪.2-4‬ملخص بروتوكول الروشاخ‬


‫‪164‬‬
‫أعطى بروتوكول الحالة وضع مسبق لتوظيف نفسي سجل تحت شدة الكف النفسي ‪،‬‬
‫فالسيرورة التفكيرية ظهرت مصحوبة بالشك ‪ ،‬التردد والخ‪R‬وف وب‪R‬روز القل‪R‬ق في ص‪R‬ورة‬
‫واضحة من خالل عدم المس‪R‬ايرة للواق‪R‬ع الع‪R‬الم الخ‪R‬ارجي وه‪R‬ذا م‪R‬ا إلتمس‪R‬ناه في اإلنتاجي‪R‬ة‬
‫الض‪RR‬عيفة ال‪RR‬تي س‪RR‬جلت على المس‪RR‬تويين الكمي والن‪RR‬وعي ‪ ،‬م‪RR‬ع عج‪RR‬ز واض‪RR‬ح ل‪RR‬بروز‬
‫السيرورات التقمص‪RR‬ية وص‪RR‬عوبة الوص‪RR‬ول إلى الص‪RR‬ورة اإلنس‪RR‬انية يعكس ه‪RR‬ذا إص‪RR‬ابة في‬
‫صورة الذات ارتبطت بالتصدعات العميقة في سجل التصورات للذات ‪.‬‬
‫ما نستنتجه هو إنعدام التعبير عن العاطفة التي ظهرت بصورة هشة وضعيفة ت‪RR‬رجم‬
‫ذلك في التَص دع النرجسي‪ ،‬وغياب الحركية على مستوى السيرورة التفكيرية تجنبا لبروز‬
‫النزوات والرغبات المكبوتة ‪.‬‬
‫لج‪RR‬أت الحال‪RR‬ة إلى اس‪RR‬تعمال اآللي‪RR‬ات الدفاعي‪RR‬ة الص‪RR‬لبة ض‪RR‬د انبث‪RR‬اق الس‪RR‬يرورات‬
‫التصورية ‪ ،‬بقائها متقوقعة على ذاتها وعدم قدرتها على الخروج وإحداث الحركية النفسية‬
‫فقط ما نجده هو تلميح للدينامكية النكوصية التي بقيت كحل ممكن للحصول على الرغب‪RR‬ة ‪،‬‬
‫مع استحالة مواجهة العالقة ‪ ،‬وتصور الذات كفرد منف‪RR‬رد في وحدنيت‪RR‬ه وه‪RR‬ذا يرج‪RR‬ع لش‪RR‬دة‬
‫النزوات التدميرية ‪.‬‬

‫‪.3‬الحالة الثالثة " سميرة "‬

‫" اللجوء إلي المحاولة االنتحارية خوفا من فقدان موضوع الحب "‬
‫( كلما أراد االبتعاد كلما فكرت في االنتحار )‬

‫‪165‬‬
‫سميرة تبلغ من العمر ‪19‬سنة ‪ ،‬ذات بنية جسمية متوسطة ‪،‬مالمحها كئيبة ‪ ،‬لديها‬
‫روح المسؤولية ‪ ،‬تحتل المرتبة الثانية في أسرة تتكون من ‪ 07‬إخوة ‪ 04‬بنات و‪ 03‬ذكور‬
‫‪,‬ة ‪،‬‬
‫‪,‬راتب عالي‪,‬‬
‫لديها مستوى دراسي السنة األولى جامعي‪ ،‬مع رغبة في الوصول إلى م‪,‬‬
‫كانت متحمسة إلجراء مقابالت عيادية وسرد لحياتها الشخصية ‪.‬‬

‫المقابالت ‪:‬‬

‫لدية مشاكل عديدة أريد أن أعبر عن ما في خاطري لم أحس يوما أنني عشت سعيدة‬
‫كما أنه ليست المرة األولى التي أقبل فيها على المحاولة االنتحارية وسوف أحكي لكي فيما‬
‫بعد بالتفصيل ‪ ،‬فقدت أمي من سنة ونصف وتركت لي فراغ كب‪,,‬ير في حي‪,,‬اتي رغم أَن‬
‫عالقتي بها بدأت بعد إصابتها بالمرض ‪.‬‬

‫منذ صغري كنت أحس باهتمام و محبة أبي لي وهو يفضلني عن إخوتي ‪ ،‬لكن عكس‬
‫أمي تهتم فقط بالذكور‪ ،‬حتى أنني ولدت بين ذكرين األكبر يكبرني بسنتين ‪ ،‬أجد أن هناك‬
‫مسافة بين أمي وبيني ‪،‬عالقتي بها كانت غير كافية تستلزم فقط االهتمام اليومي لكن كان‬
‫‪,‬بة‬
‫‪,‬تى بالنس‪,‬‬
‫‪,‬ا ح‪,‬‬
‫لدية رغبة في أن تقربنا منها وتضمني إلى صدرها فتظهر لي اهتمامه‪,‬‬
‫للوقت الحالي عندما أتذكر أمي أتذكر أنه كان ينقصني الكثير من األشياء في طفولتي ‪.‬‬
‫كنت قريبة جدا من أبي يتحدث معي ويسأل عني ويهتم ألمري ‪ ،‬كان يجلب لي كل شيء‬
‫أريده ‪ ،‬يلبي رغباتي ‪ ،‬فكان الوحيد الذي ألجأ إليه في كل صغيرة وكبيرة ‪ ،‬لكن األم‪,,‬ور‬
‫‪,‬عا‬
‫‪,‬بح خاض‪,‬‬
‫‪,‬ه ‪ ،‬أص‪,‬‬
‫اليوم تغَيرت بعد وفاة أمي أصبح أبي شخصا أخر كأنني ال أعرف‪,‬‬
‫لزوجته ‪ ،‬ألن أبي تزوج مباشرة بعد وفاة أمي ولديه ولد وبنت من زوجته ‪ ،‬لم يع‪,,‬د يهتم‬
‫ألمري وال إلخوتي خاصة الصغار الذين ال يزالون بحاجة إليه ‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫لذلك أصبحت ال أهتم لشيء أخر سوى إسعاد إخوتي ومنحهم كل ما يريدونه حتى‬
‫‪,‬زوجت‬
‫‪,‬ني ‪ ،‬ت‪,‬‬
‫‪,‬اد ع‪,‬‬
‫ولو بالقليل ‪،‬عالقتي بهم جيدة يحبونني كثيرا وال يستطيعون االبتع‪,‬‬
‫أختاي الصغيرتين وهم اآلن جد سعيدات ‪ ،‬بعد وفاة أمي توقفا عن الدراس‪,,‬ة وج‪,,‬دت أن‬
‫‪,‬ترمين‬
‫الزواج هو أفضل لهما من البقاء مع زوجة أبي خاصة وأن تقدم لهما أشخاص مح‪,‬‬
‫أما أنا فأفضل البقاء مع باقي إخوتي إلى غاية االطمئنان عليهم واالعتماد على أنفسهم في‬
‫كل شيء وخاصة ال أستطيع تركهم بمفردهم مع زوجة أبي ‪،‬رغم أن أبي بعد وف‪,,‬اة أمي‬
‫‪,‬ري وال‬
‫‪,‬د يهتم ألم‪,‬‬
‫كان يرغب في تزويجي مع ابن عمي وهذا فقط للتخلص مني ولم يع‪,‬‬
‫لمصير إخوتي حتى أنه رفض أن أكمل دراستي لكن رفضت ذلك ووضعته أمام األم‪,,‬ر‬
‫الواقع ورفضت الزواج وأخبرت الجميع أنني لن أتزوج اآلن ‪.‬‬

‫بالنسبة ألمي من سنة ونصف تعرضت لمرض مزمن جعلها طريحة الفراش ولم‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ة ازدادت حالته‪,‬‬
‫‪,‬ة جراحي‪,‬‬
‫تعد قادرة على تلبية حاجيات األسرة ‪ ،‬وبعد إجراءها لعملي‪,‬‬
‫‪,‬يء‬
‫‪,‬ل ش‪,‬‬
‫الصحية تأزما ‪ ،‬لهذا األمر كنت دائما إلى جانبها ألخفف عنها وأساعدها في ك‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫وطلبت مني أن ال أفارقها وأظل طيلة الوقت إلى جانبها حتى أثناء النوم كنت أنام بقربه‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬دا أن‪,‬‬
‫وأصبحت ال تناديني باسمي وإنما بابنتي وكانت ترفض كل من يتقرب إليها ما ع‪,‬‬
‫الوحيدة التي ترغب في بقائي إلى جانبها‪ ،‬حينها أحسست أنني كنت بحاجة ماسة إلى ذلك‬
‫رغم الوضعية الصعبة ورغم المرض ‪ ،‬إال أن األمر كان يعجبني خاصة عن‪,,‬دما أك‪,,‬ون‬
‫بقربها ‪ ،‬لكن بعد وفاتها فقدت معها كل شيء في الوقت الذي استرجعت فيه أش‪,,‬ياء كنت‬
‫‪,‬يرا وال‬
‫بحاجة إليها ‪ ،‬عدت من جديد افتقدتها وما زلت أتذكرها من حين ألخر ‪ ،‬أحبها كث‪,‬‬
‫يوجد شيئا أغلى من أمي ‪ ،‬كانت رغبتها هو إتمام دراسي وهذا ما كنت أحرص عليه دائما‬
‫‪ ،‬لم أنسى أمي يوما ‪ ،‬إال عندما تعرفت إلى شخص لم يكن لقاء مخطط له وإنما هو تاجر‬
‫‪,‬ا‬
‫في محل دخلت عنده برفقة صديقتي التي كانت تريد شراء بعض اللوازم ‪ ،‬وعندما دخلن‪,‬‬
‫بقيت لمدة طويلة جالسة أنتظرها لم أعرف لماذا في تلك اللحظة تذكرت أمي و أغم‪,,‬رت‬

‫‪167‬‬
‫أعيني بالبكاء وكان صاحب المحل ينظر إلي وفجأة وجدته واقفا إلى جانبي ‪ ،‬ثم لم أعرف‬
‫‪,‬ذا‬
‫‪,‬ا وهك‪,‬‬
‫كيف جرى ذلك وجدت نفسي أسرد له قصتي وما يتعلق بمرض أمي و وفاته‪,‬‬
‫بدأت حكايتي معه ‪ ،‬أحببته كثيرا ولم يعد لي أي قدرة على تركه ‪ ،‬ازدادت عالقتي به يوما‬
‫بعد يوم ‪ ،‬نلتقي باستمرار وبنيت كل أحالمي عليه ‪.‬‬

‫فقد كان يساعدنا في كل شيء جعلني أكسب الثقة في نفسي بعدما كنت فقدتها بعد وفاة‬
‫أمي‪ ،‬يرفع من معنوياتي ولم ينقصني شيئا معه فكل ما أحتاج إليه يوفره لي‪ ،‬فوجدت فيه‬
‫أمي التي افتقدتها لذلك كنت أحسه مثل ماما ‪.‬‬

‫بالنسبة للمحاولة االنتحارية قمت بمحاولتين‪ ،‬ففي المرة األولى تخاصمت معه‬
‫‪,‬ه رفض‬
‫‪,‬ه لكن‪,‬‬
‫وافترقت ولم أعد أكلمه‪ ،‬لكن لم أستطيع ذلك عاودت من جديد التحدث إلي‪,‬‬
‫وطلب مني أن ننفصل إال أن األمر كان بالنسبة لي صعب جدا ولم أتحمل ذلك قمت بجمع‬
‫‪,‬دة‬
‫‪,‬ا متواج‪,‬‬
‫‪,‬ر وأن‪,‬‬
‫‪,‬ربتها ولم أتفطن لألم‪,‬‬
‫كل األدوية التي كانت موجودة في المنزل وش‪,‬‬
‫‪,‬دنا من‬
‫بالمستشفى مصلحة االستعجاالت الطبية وعندما أخبرته بأمري جاء مسرعا ‪ ،‬وع‪,‬‬
‫جديد واستمرت عالقتي به رغم الخالفات والمشاكل ‪ ،‬وكلما أراد االبتعاد كلما فكرت في‬
‫االنتحار‪.‬‬

‫‪,‬ه‬
‫في المرة األخيرة يئست كثيرا ولم أستطيع التصور نفسي من غيره فهو كل شيء‪ ،‬أحس‪,‬‬
‫مثل ماما ‪ ،‬فقدت أمي وال أفقده مثلها‪ ،‬وعندما رفض أن نلتقي وطلب مني عدم االتص‪,,‬ال‬
‫به لم أستطيع التحمل ألنني ال أعرف العيش بدونه لذلك قمت بقطع شرايين يدي ثم رميت‬
‫بنفسي من النافدة وعليه تم إدخالي إلى المستشفى ‪.‬‬

‫أمي هي كل شيء في الحياة ‪ ،‬هي الحياة نفسها ‪ ،‬الحب ‪،‬النقاء ‪،‬واألب يبقى مكمل‬
‫األم ال يمكن االستغناء عنه ‪ ،‬أما الطرف األخر هو النصف الثاني ‪ ،‬هو البنة تاع الحياة و‬
‫‪168‬‬
‫‪,‬ان‬
‫‪,‬رفين لكن إذا ك‪,‬‬
‫‪,‬ادل بين الط‪,‬‬
‫تستهل الحياة باش تنعاش خاصة إذا كان هذا الحب متب‪,‬‬
‫العكس ‪ ،‬كان معه الفقدان ‪ ،‬وهذا ما يشكل خيبة أمل ‪ ،‬التهديم ثم الموت ‪.‬‬

‫التعـليـــق ‪:‬‬

‫التشبث باألفكار الثقافية االجتماعية ‪،‬التطبع والتمسك بتطبيقها‬


‫أخذت الحالة دور ومكانة األم ‪ ،‬اعتبرت نفسها المسؤولة عن أسرتها‪ ،‬حيث كانت‬
‫‪,‬زواج من‬
‫تسعى جاهدة على توفير لهم كل الحاجيات الضرورية وهذا ما جعلها ترفض ال‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬رى نفس‪,‬ها أنه‪,‬‬
‫‪,‬ه ‪ ،‬فهي ت‪,‬‬
‫ابن عمها قبل أن تتعرف على الشخص الذي هي اآلن تحب‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ة إخوته‪,‬‬
‫الشخص الوحيد الذي يمكن أن يوفر األمن وكل ما هو أساسي ألسرتها خاص‪,‬‬
‫‪,‬ي‬
‫‪,‬ا النفس‪,‬‬
‫‪,‬ة األم بواقعه‪,‬‬
‫‪,‬لة وهي مكان‪,‬‬
‫الصغار‪،‬نستنتج أنها اختارت لنفسها مكانة مفض‪,‬‬
‫واالجتماعي وهي مكانة مقبولة من طرف الجميع‪،‬فاألم هي مركز األسرة فهي التي تحمي‬
‫وتراقب وتراعي وتفعل كل شيء على غرار األب ‪ ،‬لذلك بعد وفاتها رأى أبها أن الزواج‬
‫هو الوسيلة الهامة واألساسية للبنت في هذا المجتمع وأنها لم يعد له‪,,‬ا أي داعي للبق‪,,‬اء ‪،‬‬
‫فرغم صغر سنها إال أنه رأى في ذلك مصلحة أكثر ‪ ،‬كونها بنت ينبغي أن تتزوج وتكون‬
‫أسرة ويصبح لها زوج مسؤول عنها مع التخلي عن دراستها بغض النظر عن طموحاتها‬
‫وأحالمها‪ ،‬إال أن أفكارها معاكسة تماما لثقافة أسرتها تريد إكمال دراستها وتحقي‪,,‬ق م‪,,‬ا‬
‫كانت ترغب فيه أمها ‪.‬‬

‫لكن أبها كان ملح ومَص ر على فعل ذلك ألنه لم يكن بإرادته حيث وجد نفسه مرغم‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬و زواج البنت أوال والتخلص منه‪,‬‬
‫‪,‬ع وه‪,‬‬
‫يستجيب لمتطلبات الثقافة السائدة في المجتم‪,‬‬
‫‪,‬وع‬
‫‪,‬د الخض‪,‬‬
‫‪,‬عورية يري‪,‬‬
‫‪,‬ة ال ش‪,‬‬
‫وتصبح من مسؤولية ورعاية زوجها ثانية فهو بطريق‪,‬‬
‫واالمتثال لما يمليه عليه المجتمع من عادات وتقاليد حتى وإن لم تكن فعالة وناجعة بالنسبة‬

‫‪169‬‬
‫البنته إال أنه سوف يحس بالراحة واالطمئنان وهكذا يكون ممتن لهذا الفعل الذي قام ب‪,,‬ه‬
‫ألنه سوف يجعله سائرا تحت قواعد الضبط لثقافة مجتمعه واالنخراط في الجماعة‪.‬‬

‫وهذا ما يجعلنا نعود إلى الفكرة و المفهوم‪ ¹‬الذي جاء به)‪P.Bordieu ,(1979‬‬
‫‪,‬ام‬
‫‪,‬ذه األقس‪,‬‬
‫‪,‬ون من ه‪,‬‬
‫لتحليل اإلنتاجية االجتماعية أي ما استنتجه وهو أن الفرد متك‪,‬‬
‫االجتماعية التي ينتمي إليها والتي تتجلى في مجمل القواعد ‪ ،‬التصرفات ‪ ،‬االعتق‪,‬ادات‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ئة االجتماعي‪,‬‬
‫‪,‬ل التنش‪,‬‬
‫والقيم التي تبرز من خاللها الجماعة الخاضعة لها وهذا بفض‪,‬‬
‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬عور به‪,‬‬
‫وهكذا يجد الفرد نفسه تحت سيطرة تصرفات وسلوكات مستدخلة دون الش‪,‬‬
‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬ك ‪،‬وه‪,‬‬
‫‪,‬ة ذل‪,‬‬
‫‪,‬يرة دون معرف‪,‬‬
‫األفعال اليومية ويبقى تحت تصرف وظيفة هذه األخ‪,‬‬
‫السيرورات المستدخلة لكل المعطيات االجتماعية ‪ -‬الثقافية بدورها تص‪,,‬بح المح‪,,‬رك‬
‫األساسي وتسمح بالتكيف مع مختلف السيرورات المختلفة فيما بعد ‪،‬وه‪,,‬ذا المفه‪,,‬وم "‬
‫التطبع " يشير إلى التأثير الثقافي الذي يفرض تكوين تطبع ما‪ ،‬والتطبع هو إجمالية لما‬
‫هو موجود بالقوة موضوعي فوري مسجل في الحاضر ‪....‬من أفعال ‪،‬أقوال ‪ .‬وهن‪,,‬ا‬
‫نجد ال تزال الفكرة القائمة وهي ضمان مستقبل البنت من خالل الزواج بغض النظ‪,,‬ر‬
‫ما كانت هي ترغب فيه وهكذا ال يوجد أي تغير في هذا الفعل االجتماعي رغم أن االتجاهات أصبحت تختلف‬ ‫عن‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ه وإنم‪,‬‬
‫في الوقت وما يشهده من تغيرات ‪ ،‬لكن األمر لم يكن كما توقعه األب ألن ابنته لم تفعل ما كان يرغب في‪,‬‬
‫فعلت ما كانت ترغب فيه أمها حيث تقول " كانت رغبتها هو إتمام دراسي وهذا ما كنت أحرص عليه دائما "‪ ،‬هن‪,,‬ا‬
‫البنت من جهة أخذت بأفكار األم التي كانت مغايرة تماما ألفكار األب و هو ضمان مستقبل البنت من خالل الدراسة‬
‫وبناء الطريق نحو النجـــاح بقاء البنت محتفظة بعالقتها بأمها وعدم استطاعتها العمل بما كان يقوله األب ‪.‬‬

‫‪ L’abitus .1‬المفهوم الذي جاء به )‪ P. Bordieu (1980‬في كتابه « ‪. » Le sens pratique‬‬


‫‪,‬ف‬
‫حيث عرف هذا المفهوم على النحو التالي " التطَبع نسق ألحكام معرفية متعلمة واضحة كانت أو ضمنية والتي توظ‪,‬‬
‫كنسق للتصورات المَو لدة مكونة بذلك إستراتجية تسمح بموضوعية االمتثال لفوائد دون التعمد في تعميم هذا األخير"‪.‬‬

‫وهكذا نستنتج أن العالقة بين األم والبنت ال تزال مستمرة وأيضا ما تعرفه هذه العالقة من‬
‫مشاكل ساهم في اضطراب الحالة وأثر على عالقاتها المستقبلية ‪ ،‬جعلتها غير قادرة على‬

‫‪170‬‬
‫‪,‬عيفة‬
‫االنفصال وتكوين عالقة صحيحة مرتكزة على بنيات أساسية وإنما عالقة هشة وض‪,‬‬
‫وهذا ما سوف نراه في العالقة العاطفية ‪.‬‬

‫هيمنة أهمية الذكر على األنثى‬


‫عاشت الحالة قبل وفاة األم بعد وانعزال عن األسرة كانت ترى في ذلك األمر أنها‬
‫غير محبوبة خاصة من طرف األم ‪ ،‬كما كانت ترى أنها تفضل الذكور عنها وكان أبه‪,,‬ا‬
‫الشخص الوحيد الذي يقف إلى جانبها يحبها منذ أن كانت صغيرة ‪ ،‬لكن بالنسبة لها ذلك لم‬
‫يكن كافي خاصة عندما أحست نفسها بدأت تكبر فكانت ترغب في أن تكون قريبة من أمها‬
‫أكثر من أبها ما يجعلنا هنا من خالل هذا األخير نستنتج أن الفكرة السائدة حول ال‪,,‬ذكور‬
‫‪,‬ذتها من‬
‫‪,‬د أخ‪,‬‬
‫واإلناث ال تزال متواجدة لدى هذه األم التي بقيت تحمل أفكار ومعتقدات ق‪,‬‬
‫‪,‬ئة‬
‫‪,‬ع للتنش‪,‬‬
‫‪,‬اة ترج‪,‬‬
‫‪,‬الم للحي‪,‬‬
‫البيئة التي انحدرت منها وتشبعت بها أي أصبحت تملك مع‪,‬‬
‫‪,‬يخ للقيم رغم أن‬
‫االجتماعية والثقافية أي فكرة الذكور أفضل من اإلناث أي أن هناك ترس‪,‬‬
‫مثل هذه األفكار لم يعد سائد في الوقت الحالي مع التغيرات التي يشهدها المجتمع حالي‪,,‬ا‬
‫لكن هذا ال ينفي أنها كانت تأخذ مكانة وأهمية كبيرة في بعض األسر في وقت ما‪،‬هذا م‪,,‬ا‬
‫يجعلنا نرى أن هناك استمرارية للتنشئة االجتماعية الالشعورية رسخت في ذهنية األفراد‬
‫أفكار وطبائع ال يمكن التخلي عنها أو حتى نزعها أي أن هناك تطَبع لألفكار مستمر عبر‬
‫‪,‬تمرارية‬
‫األجيال وهنا نذكر بالمفهوم الذي جاء به ‪ P. Bordieu‬للداللة على أهمية االس‪,‬‬
‫‪,‬ر‬
‫‪,‬دع للفك‪,‬‬
‫‪,‬ا يخ‪,‬‬
‫‪,‬اني يبقى دائم‪,‬‬
‫‪,‬ر اإلنس‪,‬‬
‫واالمتثال للرموز االجتماعية ‪ ،‬وبالتالي فلفك‪,‬‬
‫االجتماعي والثقافي‪.‬‬

‫التعلق باألم‬
‫فاألوضاع تغيَر ت لدى هذه األسرة وهذا ما أدى إلى تغير كل ما كان سائدا داخل‬
‫الوسط األسري وهذا بعد مرض األم ‪ ،‬حيث أصيبت أمها بمرض مزمن جعلها طريح‪,,‬ة‬
‫‪,‬ول" رغم‬
‫‪,‬ا حيث تق‪,‬‬
‫الفراش وهنا استرجعت الحالة تلك العالقة التي ال طالما رغبت فيه‪,‬‬
‫‪171‬‬
‫الوضعية الصعبة ورغم المرض ‪ ،‬إال أن األمر كان يعجبني خاصة عندما أكون بقربها "‬
‫وهي العالقة التي كانت تحن لها فكانت تبقى طيلة الوقت إلى جانبها حتى أنها كانت تنام‬
‫إلى جانبها فرغم المرض إال أنها كانت ترى في ذلك فرح كب‪,‬ير واس‪,‬تمتاع بالبق‪,‬اء إلى‬
‫جانبها فاألم هي مصدر الحب ومنبعه وهي التي توفر ألبنائه‪,,‬ا الحب والحن‪,,‬ان أي في‬
‫المجمل توفر لهم العاطفة بأكملها ‪ ،‬فبقربها توفر لهم األمان وتجعلهم متشبعين بكل أشكال‬
‫الرعاية وهذا ما أكدته العديد من الدراسات حيث تعد دراسة (‪ J. Bowlby,)1978‬التي‬
‫ركزت على أهمية العالقة األولية ودورها في تكوين الروابط األساسية لألفراد وبالنس‪,,‬بة‬
‫إليه مختلف التجارب التفريق مع وجه التعلق‪ ، ¹‬تفريق جسدي مؤقت ‪،‬فقدان كلي ‪،‬تهديد‬
‫بالتخلي ‪،‬حضور غير نافع واستجابات غير متكيفة لآلباء كلها مساهمة في خلق قلق يؤدي‬
‫‪,‬حة‬
‫‪,‬ق بالص‪,‬‬
‫في بعض الوضعيات إلى تدهور النمو عند الفرد سواء مفاده إلى كل ما يتعل‪,‬‬
‫العقلية أو نحو السيكوباثولوجيا ‪.‬وبالنسبة لــ ‪ S. Freud(1975) ,‬القلق الذي يظهر كرد‬
‫فعل األنا اتجاه خطر الذي يبين التفريق أو الفقدان للموضوع‪.‬‬

‫ما نستنتجه هو أنها كانت بحاجة ماسة إلى التعلق باألم والمزيد بالتشبع بحبها ما‬
‫يجعلنا نرى أن هناك نقص في هذه العالقة والبحث عن الحب األمومي ‪ ،‬فرغم الظروف‬
‫التي كانت تمر بها األم إال أنها كانت ترى في ذلك تعويض عن كل ما فقدته واس‪,,‬ترجاع‬
‫‪,‬ا‬
‫ذلك ألنه أرجع لها اإلحساس بالوجود وأن لدَيها مكانة ضمن الوسط األسري ‪ ،‬حتى أنه‪,‬‬
‫استرجعت لها ثقتها بنفسها وجلب ذلك لها االطمئنان واألمان ‪ ،‬لكن مرض أمها كان عائق‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ة وأنه‪,‬‬
‫‪,‬يء خاص‪,‬‬
‫لهذه العالقة ‪ ،‬حيث توفيت أمها في وقت أحست بأنها امتلكت كل ش‪,‬‬
‫أحست أيضا أن الحياة عادت لها من جديد حيث تقول " أمي هي كل شيء في الحياة ‪ ،‬هي‬
‫الحياة نفسها " ‪.‬‬

‫‪.1‬وجه التعلق يقصد به هنا الوجه الذي ارتبط به التعلق وفي الغالب هي األم‬

‫‪172‬‬
‫االمتثال لدور األم في بعده الثقافي والعالئقي‬
‫زواج األب شكل صدمة كبيرة في نفسية الحالة ‪،‬ألنها لم تجد البديل األمومي الذي‬
‫يعوضها عن ذلك وحتى إخوتها الصغار‪ ،‬لذلك رسخت كل حياتهـــا لخدمتــــهم‬
‫تقــــول " أصبحت ال أهتم لشيء أخر سوى إسعاد إخوتي ومنحهم كل ما يريدون‪,,‬ه‬
‫حتى ولو بالقليل" كما أنها تحس بالذنب عن ما تراه يعترضهم لذلك تسعى جاهدة للوقوف‬
‫‪,‬ا تقمص كلي‬
‫‪,‬ها مكانه‪,‬‬
‫إلى جانبهم فهي ترى أنها أصبحت لهم بمثابة األم ‪ ،‬وضعت نفس‪,‬‬
‫لدور ومكانة األم في هذه الوضعية فهي تعيش بطريقة الشعورية دور األم ‪ ،‬تقدم الحماية‬
‫‪,‬ال‬
‫‪,‬ع لالمتث‪,‬‬
‫‪,‬ذا يرج‪,‬‬
‫والعطف إلخوتها وحتى أنها تساعدهم على كل صغيرة وكبيرة وه‪,‬‬
‫والخضوع لما تمثيله األسرة والتربية وخاصة تنشئة البنت داخل الوسط األس‪,,‬ري من‪,,‬ذ‬
‫صغرها فهي تمارس دور األمومة ابت‪,‬دءا من اللعب إلى غاي‪,‬ة إدراكه‪,‬ا وتوعيته‪,‬ا أن‬
‫مصيرها هو أنها سوف تصبح أَم ا في المستقبل وهذا يرجع أيضا لثقافة المجتمع من جهة‬
‫ومن جهة أخرى حبها ألمها وخاصة أنها أصبحت تملك مكانة مفضلة كانت من نص‪,,‬يب‬
‫‪,‬ة ال‬
‫‪,‬األم لدرج‪,‬‬
‫‪,‬ة ب‪,‬‬
‫األم (موضوع الحب ) بعد التغيير الذي عرفته فالحالة بقيت مرتبط‪,‬‬
‫تتصور و بقائها متمركزة في العالقة األولية الثنائية ( أم ‪/‬الطفل ) والعالقة التي تجع‪,,‬ل‬
‫الطفل متصل فقط بموضوع واحد يجلب له كل الفوائد األساسية ‪.‬‬

‫البحث عن الحب األمومي في عالقتها باألخر‬


‫عالقتها بالشخص الذي أحبتها جاءت كتعويض عن حبها ألمها فهي تقول " كنت‬
‫أحسه مثل ماما " ارتبطت به ورأت فيه كل ما يعبر عن الحب والعطف والحنان وحبها له‬
‫أصبح يشكل لها خطر على حياتها ألنها ال تعرف العيش من دونه وال ترغب في رحيل‪,,‬ه‬
‫أو االبتعاد عنه ألنه أخذ مكانة أمها وهو كل شيء في حياتها اآلن ‪ ،‬ألنها تعرفت عليه في‬
‫‪,‬دون‬
‫‪,‬ا ب‪,‬‬
‫وقت كانت ال تعرف معنى الفرح وال اإلحساس بالسعادة وحتى كيف تبدأ حياته‪,‬‬
‫أمها وأصبح مع الوقت كل شيء في حياتها ‪ ،‬بعدما كانت تعيش فراغ عاطفي كبير وكانت‬

‫‪173‬‬
‫تحس بعدم الوجود ‪ ،‬بعدم المنفعة إال أنه استطع ملئ تلك الثغرة وكان تعويضا عن الحب‬
‫األمومي‪ ،‬فهي ال تريد أن تفتقده لكي ال تعيش التجربة األولى وتحي الجروح القديم‪,,‬ة ‪،‬‬
‫‪,‬ا‬
‫ألنها كلما تحدثت عن أمها كلما بدأت في البكاء تقول " أمي هي الحياة " وكأن في غيابه‪,‬‬
‫ترى عكس ذلك وهذا يجعلنا نسلط الضوء على نظرية(‪ J. Bowlby,)1978‬التي ترى أن‬
‫‪,‬د‬
‫‪,‬ور عن‪,‬‬
‫‪,‬تي تتط‪,‬‬
‫سلوك التعلق هو المسؤول عن إنتاج بعض من األنساق السلوكية‪ ،‬وال‪,‬‬
‫الطفل كنتيجة لتفاعله مع محيطه التكيفي التطوري‪ ،‬وخاصة تفاعله مع الوجه األساسي في‬
‫‪,‬ور‪،‬‬
‫‪,‬ذا التط‪,‬‬
‫هذا المحيط ( األم ) ‪،‬وهكذا يبقى الغداء وأثر األكل يلعب دورا ثانويا في ه‪,‬‬
‫" التي ترى أن التعلق بالثدي المغذي ه‪,,‬و‬ ‫‪S.‬‬ ‫وهذا عكس ما جاء في نظرية ‪Freud‬‬

‫‪,‬ع في‬
‫‪,‬لوك األم والتتب‪,‬‬
‫مصدرا للحب "‪ ، .‬نجد سلوكات الحالة بقيت مرتبطة وخاضعة لس‪,‬‬
‫العالقة األولية أصبح موجود في هذه العالقة العاطفية ‪،‬وهذا ما جعلنا نركز على نظري‪,,‬ة‬
‫‪ J. Bowlby‬والتي تركز هي األخرى على أهمية األنساق السلوكية للطفل مقارنة بقربه‬
‫من األم والتي تصبح كهدف مقرر يمكن استحضاره ولهذا وضع بنيات للسلوك واعتبرها‬
‫‪,‬هده‬
‫مساهمة في التعلق ‪ ،‬وفي حالة التفريق يؤدي ذلك إلى مختلف االضطرابات‪ ،‬وما نش‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬د تبعي‪,‬‬
‫عند هذه الحالة وهو عدم قدرتها على التفريق واالبتعاد عن الطرف األخر‪ ،‬نج‪,‬‬
‫وإتكالية ‪ ،‬بكاء‪ ،‬تشبث باألخر إلى درجة أنها تفكر في الموت من خالل االنتحار‪ ،‬تعلقه‪,,‬ا‬
‫باألخر جاء في وقت شعرت أنها فقدت معنى الحياة وحبها له نتيجة لما قدمه لها من عناية‬
‫واهتمام وحرص وخاصة كان يصغي لها ويحرص على ذلك من خالل ما تفعل‪,‬ه وكأن‪,‬ه‬
‫مسؤول عن أعمالها ‪ ،‬لذلك رأت فيه كل ما كانت تفعله أمها ‪ ،‬حتى أنها لم تتشبع بكل ذلك‬
‫مع األم ‪ ،‬نظرا لوفاتها وجاء ذلك في الوقت الذي كانت بحاجة ماسة إليه ‪ ،‬كما أن اختيار‬
‫موضوع الحب لم يتجه إلى الجنس المغاير أي لم ترى في األخر صورة األب وإنما اتجه‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ا ك‪,‬‬
‫‪,‬دد له‪,‬‬
‫نحو الجنس المماثل رأته مثل أمها‪ ،‬وبهذا فهي تعيش حب الترميم الذي س‪,‬‬
‫الثغرات وعوضها عن حبها ألمها ‪،‬هذا النوع من الحب يبنى على النقائص‪ ،‬تحــدث‬
‫عنــه كــل من )‪ " S.Galland,J.Salomé , (1999 :134‬الحب أخد وعطاء يساعد‬

‫‪174‬‬
‫‪,‬و‬
‫‪,‬ر ه‪,‬‬
‫على تخفيف الجروح القديمة لكن هذا الترميم يأخذ بعد هش وحساس ويبقى األخ‪,‬‬
‫المرمم لسد الثغرات القديمة المرتبطة بالماضي أوالحاضرالقريب " ‪.‬‬

‫التهديم والموت مقابل التفريق‬


‫ومع مرور الوقت فالعالقة العاطفية لهذه الحالة لم تعرف استقرارا ولم تعرف نوع‬
‫‪,‬ويض عن النقص‬
‫‪,‬ديد وتع‪,‬‬
‫‪,‬نى لتس‪,‬‬
‫من الجدَية وهذا يرجع لهذا النوع من العالقة التي تب‪,‬‬
‫والحرمان ‪،‬لذلك عاشت الحالة عدة محاوالت انتحارية ألنها لم تعد تجد في هذه العالقة ما‬
‫كانت تبحث عنه بحيث تعلقها باألخر أصبح هو األخر يشكل لها مشكلة في حياتها ألنها لم‬
‫تصبح تحظى بنفس االهتمام السابق وهذا ما جعلها تتألم أكثر فأكثر ألن رحيله هو التهديم‬
‫‪,‬الي‬
‫‪,‬اة " وبالت‪,‬‬
‫‪,‬ة الحي‪,‬‬
‫والموت بالنسبة لها وهذا ما جاء في قولها‪ ،‬الطرف األخر هو " بن‪,‬‬
‫‪,‬يلة‬
‫‪,‬ه يعتبرالوس‪,‬‬
‫‪,‬ا ألن‪,‬‬
‫رحيله يجعلها تفتقد لكل معاني الحياة ولم يبقى لها داعي لوجوده‪,‬‬
‫‪,‬د‬
‫‪,‬ول على الفوائ‪,‬‬
‫‪,‬ا والحص‪,‬‬
‫الوحيدة للتنفيس والتخفيف من معاناتها والقضاء على أالمه‪,‬‬
‫األساسية لتجعلها قادرة على االستمرار في العيش وهي مصرة على العيش فق‪,,‬ط مع‪,,‬ه‬
‫وعدم القدرة على فقدانه فحياتها أصبحت مهددة وتحت إرغام ح‪,,‬تى أن ه‪,,‬ذه العالق‪,,‬ة‬
‫‪,‬ذي على‬
‫‪,‬لي و ال‪,‬‬
‫‪,‬برالحب األص‪,‬‬
‫العاطفية جاءت كتعويض عن الحب األمومي الذي يعت‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬واع العناي‪,‬‬
‫‪,‬ل أن‪,‬‬
‫‪,‬رف ك‪,‬‬
‫أساسه تتكون العالقات المستقبلية ‪ ،‬فهوالحب األولي الذي يع‪,‬‬
‫‪,‬ه من خالل‬
‫‪,‬ول علي‪,‬‬
‫‪,‬أت إلى الحص‪,‬‬
‫والرعاية لكن لم يكن هناك اشباع كافي وبالتالي لج‪,‬‬
‫‪,‬ان‬
‫العالقة العاطفية التي ينبغي أن يكون كال الطرفين ناضجين ومتفهمين لذلك فاألخر ك‪,‬‬
‫‪,‬النفور‬
‫‪,‬ا أدى ب‪,‬‬
‫هو من يغدي ويقدم العاطفة في أشكالها من عطف وحب واهتمام وهذا م‪,‬‬
‫والملل وأدى في األخير إلى التفريق ‪ ،‬وما تعيشه أيضا هو جرح عميق ألنه‪,,‬ا ال ت‪,,‬زال‬
‫ترغب في هذه العالقة إال أن األخر رفض االستمرار في ذلك ‪،‬هذا ما صعب من األم‪,,‬ر‬
‫وجعلها غير قادرة على التحمل ولم تستوعب فكرة التفريق ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫‪.3-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة الثالثة " سميرة "‬
‫التقدير‬ ‫االستقصاء‬ ‫االستجابة‬ ‫اللوحة‬
‫‪G Fclob A ban‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄"6‬‬ ‫‪I‬‬
‫‪ .1‬خفاش‪"18‬‬
‫‪D Kan A ban‬‬ ‫في الوسط‬ ‫‪˄"10‬‬ ‫‪II‬‬
‫‪D FC vệtement‬‬ ‫األحمر في األعلى‬ ‫‪ .2‬دبين متقابلين‬
‫‪D CF sang‬‬ ‫األحمر في األسفل‬ ‫‪ .3‬حداءين‬
‫‪D K H‬‬ ‫‪ .4‬طاشة تاع دم‬
‫‪Choque‬‬ ‫‪ .5‬كأنه وراء هذين الدبين امرأة طيح‪,,‬ة‬
‫ورجليها طالعين‪"2,42‬‬

‫‪D K H ban‬‬ ‫اللون األحمر‬ ‫‪˄"16‬‬ ‫‪III‬‬


‫‪,‬انيش‬‫‪,‬ح م‪,‬‬
‫‪ .6‬زوج نساء متق‪,‬ابلين بص‪,‬‬
‫‪D F+ A ban‬‬ ‫الوسط‬ ‫عارفة واش يديرو‬
‫‪D CF tache‬‬ ‫‪ .7‬فراشة‬
‫‪ les taches.8‬الحمرين مانيش عارفتهم‬
‫‪"1,82‬‬

‫‪˄ ˂ ˃"10‬‬ ‫‪IV‬‬


‫‪G Clob A‬‬ ‫‪ .9‬هذه اللوحة ما بغيتهاش مخيفة ‪ ،‬وحش كل الشكل‬
‫ما عندهش شكل معين تخوف ‪"40‬‬
‫‪Angoisse‬‬
‫‪G FC A ban‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄"6‬‬ ‫‪V‬‬
‫‪ .10‬فراشة ماشي شابة كحلة‬
‫‪Critique‬‬
‫‪"42‬‬
‫‪G FE obj / Peau‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄"17‬‬ ‫‪VI‬‬
‫‪D F+ A‬‬ ‫هذا الشكل لي الفوق‬ ‫‪ .11‬كيما قيثارة متغطية بجلد‬
‫‪ .12‬الفوق فراشة ‪"1,08‬‬
‫‪Stéréotype‬‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"4‬‬ ‫‪VII‬‬
‫‪D F+A‬‬ ‫لي راه التحت‬ ‫‪ .13‬فراشة‬

‫‪176‬‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫مابانلي والو‬ ‫‪ .‬الفوق ما عرفتهاش ‪"33‬‬
‫‪D Kan A ban‬‬ ‫لي راهم على الجانبين‬ ‫‪˄"10 VIII‬‬
‫‪D F+ A‬‬ ‫في االسفل‬ ‫‪ .14‬سنجابين شادين حاجة‬
‫‪D F- chose‬‬ ‫راه يبان مقطوع على‬ ‫‪ .15‬فراشة‬
‫‪Coupure‬‬ ‫‪ .16‬األخضر في األعلى واألسفل كيشغل اثنين‬
‫حاجة مقطعة ‪"1,24‬‬

‫‪Cn Inhibition‬‬ ‫كيما راهي‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"10‬‬ ‫‪IX‬‬


‫والو‪"17‬‬ ‫‪les couleurs.‬شابين بصح مبا لي‬

‫‪˄"6‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪D F+A ban‬‬ ‫الجانبين‬ ‫‪ .17‬األزرق عقربين‬
‫‪D F- A‬‬ ‫‪ .18‬األصفر في األسفل زوج حوتات‬
‫‪D F- A‬‬ ‫‪ .19‬األخضر عقرب صغير‬
‫‪D F- radio/ Anat‬‬ ‫‪ .20‬الوسط مثل الراديو تاع القلب‬
‫‪DF - anat‬‬ ‫‪ .21‬عمود فقري‬
‫‪D Kan A‬‬ ‫‪.22‬كيشغل زوج لفعات متالصقين‬
‫رايحين كيما اللفعة‬
‫‪Lien‬‬ ‫‪.‬لوحة جميلة لكن مخيفة ‪"2,66‬‬
‫كل الشكل‬
‫‪Angoisse‬‬

‫‪177‬‬
‫السيكوغرام‬
‫‪R : 22‬‬ ‫)‪F=10(5+ ; 5-‬‬ ‫‪K‬‬ ‫‪2 A‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪A % 59‬‬
‫‪Refus :0‬‬ ‫‪F % 46%‬‬ ‫‪Kan‬‬ ‫‪3 H‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪H %9‬‬
‫‪"Tps total :13,2‬‬
‫‪F+ % 50%‬‬ ‫‪vet‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Ban 7‬‬
‫‪"Tps /réponse :37‬‬
‫‪"Tps lat. Moyen :9,5‬‬ ‫‪G‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪18%‬‬ ‫‪FC‬‬ ‫‪2 tache‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪IA% 9‬‬
‫‪D 18‬‬ ‫‪82%‬‬ ‫‪CF‬‬ ‫‪2 objet / peau‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪TRI :K2/C 3Type Ext .Mixe‬‬
‫‪: Eléments quantitatifs‬‬ ‫‪chose‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪F.Compl k 3 /E 0.5‬‬
‫‪RC % 41‬‬ ‫‪Angoisse‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪FE‬‬ ‫‪1 Sang‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪Radio/anat‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Coupure‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Choix+ V VI‬‬ ‫‪F clob 1 Anat‬‬
‫‪Stéréotype‬‬ ‫‪1‬‬
‫– ‪Choix‬‬ ‫‪I II‬‬ ‫‪Lien‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Clob F‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Choque‬‬ ‫‪1‬‬

‫االختبار الموجب ‪ :‬اللوحة ‪ V‬حاجة شابة وما عندهاش الزهر‪،‬اللوحة ‪ VI‬ما بنلي والوا بصح فيهم‬
‫حوايج شابين ومشي شابين ‪.‬االختيار السالب ‪ :‬اللوحات( ‪ ) I , II‬كلها مخيفة جدا‪.‬‬
‫ميزات بروتوكول الروشاخ‬

‫العناصر النوعية‬
‫على مستوى السلوك‬ ‫على مستوى الحديث‬ ‫الزمن في‬ ‫عدد‬ ‫زمن‬ ‫رقم‬
‫اللوحة‬ ‫اإلجابات‬ ‫الكمون‬ ‫اللوحة‬
‫التردد في رد اللوحة‬ ‫خوف‬ ‫‪"18‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫‪I‬‬
‫قلق‬ ‫صدمة وقلق‬ ‫‪"42, 2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪"10‬‬ ‫‪II‬‬
‫قلق‬ ‫ظهور القلق في األخير‬ ‫‪"1,82‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"16‬‬ ‫‪III‬‬
‫التردد ثم رد اللوحة‬ ‫قلق مع كف‬ ‫‪"40‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"10‬‬ ‫‪IV‬‬
‫النفور وغمض العينين‬ ‫قلق مع نقد الصورة‬ ‫‪"42‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫‪V‬‬
‫قلق‬ ‫قلق‬ ‫‪"1,08‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"17‬‬ ‫‪VI‬‬
‫قلق‬ ‫اجترار اإلجابة ثم كف‬ ‫‪"33‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"4‬‬ ‫‪VII‬‬

‫‪178‬‬
‫قلق مع هز الرأس‬ ‫استراحة‪ ،‬ثم القلق‬ ‫‪"1,24‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"10‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫قلق مع قلب اللوحة‬ ‫كف واضح‬ ‫‪"17‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"10‬‬ ‫‪IX‬‬
‫قلق‬ ‫قلق‬ ‫‪"2,66‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪"13,2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪"95‬‬
‫‪.3-2‬تحليل بروتوكول الروشاخ‬

‫من الناحية الكمية بروتوكول الروشاخ للحالة سميرة أعطى ميزة خاصة تمثلت‬
‫أساسا في القلق والخوف الذي خَص التعبير الشفهي وأيضا عدم الوض‪,,‬وح والغم‪,,‬وض‬
‫وعدم وجود تفسيرات للتعليقات المقدمة ‪ ،‬مع رفض تقريبا مَس جميع اللوحات ونق‪,,‬د في‬
‫البعض‪ ،‬اإلنتاجية النوعية كانت تحت شدة الكف النفسي وارتبطت بقوة الدفاعية وأعطت‬
‫‪,‬ذا‬
‫‪ %‬ظهرت بنسبة منخفضة وه‪,‬‬ ‫رؤية لمراقبة صارمة للحركية االسقاطية ‪ ،‬مع أن ‪F‬‬

‫‪,‬ذا‬
‫‪,‬ية وه‪,‬‬
‫بطبيعة الحال يرجع إلى الحساسية المفرطة التي دعمت بفضل اإلجابات الحس‪,‬‬
‫أضاف تأكيد لهشاشة التوظيف النفسي ‪ ،‬كما أن عدم القدرة على االستمرار والتبات في‬
‫الحدود جعل مسار مجمل اإلنتاجية في اإلطار الباثولوجي ‪.‬‬

‫تحليل سيرورة التفكير‬


‫سيرورة التفكر سارت معظمها في اتجاه سلبي وهذا نظرا لعدم التمكن من المعرفة‬
‫لما هو في الصورة والوصول إلى الحكم وإعطاء المعنى وجعل الشك وال‪,,‬تردد وس‪,,‬يلة‬
‫‪,‬ذلك‬
‫‪,‬ير ل‪,‬‬
‫‪,‬ع تفس‪,‬‬
‫‪,‬مون وبقيت تحت التلميح دون وض‪,‬‬
‫هروبية لتفادي الدخول في المض‪,‬‬
‫والتظاهر بعدم معرفته ‪ ،‬اإلجابات الكلية ‪ ))G‬سجلت كلها متبوعة بمحددات حس‪,,‬ية وهي ))‪G‬‬

‫‪ Impressionniste‬في اللوحة ‪ I Fclob‬وفي اللوحة ‪ ،Clob F IV‬اللوحة ‪ ، FC V‬اللوحة‬


‫‪ FE VI‬وهي ترمز لحساسية اإلدراك‪ ،‬أي هناك حساسية مفرطة للون عند الحالة مع‬
‫غموض في المحتوى و عدم القدرة على تحديد الشكل في صورة واضحة‪ ،‬فقط في اللوحة‬
‫‪,‬ذا‬
‫في شكل يشير إلى التكيف ‪.‬االستثمار المكثف للتفكير سمح بظهور ه‪,‬‬ ‫‪ I‬ظهرت ‪))G‬‬

‫‪179‬‬
‫النوع من االستجابات الغير مؤكدة وبقيت تحت سيطرة الكف ‪،‬من جهة أشارت أك‪,‬ثر إلى‬
‫رغبة ملحة في الفضول الجنسي خاصة في لوحة الجنس أين ظهر التلميح لذلك‪ ،‬لكن من‬
‫جهة أخرى أعطت شكل في وجهة فكرية لتفادي إظهار النزوات المكبوتة ‪.‬‬
‫في بعض اللوحات تمكنت من إعطاء بعض اإلجابات لكن لم تستطيع االستمرار في ذلك‬
‫واكتفت بقول " مانيش عارفتهم ‪ ،‬مبالي والو ‪ "...‬في اللوحات التالية ‪IX, VII , III :‬‬

‫بقيت تحت سيطرة الدفاع من خالل آلية اإلنكار‪.‬‬


‫اإلجابات الجزئية ظهرت في جميع اللوحات ماعدا اللوحة ‪V, IV ,I‬وبنسبة مرتفعة‬
‫وبأشكال جَيدة ( ‪ )+F‬أظهرت لنا القدرة على إدراك الواقع بطريقة جي‪,,‬دة‬ ‫‪%‬‬ ‫جدا‪82‬‬

‫‪,‬ة بـ (‪ )ban‬في‬
‫‪,‬انت متبوع‪,‬‬
‫ترجمت لنا سهولة التوصل إلى الصورة خاصة وأنها ك‪,‬‬
‫اللوحات التالية‪ " ، X, VIII, V, III:‬فاالرتفاع ينحصر في طابع انفعالي "‬
‫(‪C. Chabert ,)67 : 2004‬‬
‫عرف هذا البروتوكول إجابتين تحمل الرمزية اإلنسانية في اللوحة ‪ II‬و ‪III‬وهي‬
‫إجابات إنسانية واضحة عبرت عن نجاح التقمص اإلنساني لكن الصورة اإلنسانية ظهرت‬
‫في تناظر في اللوحة ‪ III‬عكست لنا البحث عن الكمال النرجسي مع إنكار للحركية أدى‬
‫ذلك إلى كبث اإلستهامات النزوية "زوج نساء متقابلين بصح مانيش عارفة واش يديرو" ‪،‬‬
‫أما اإلجابة اإلنسانية في اللوحة ‪ II‬رمزت إلى إجابة حادة " كأن وراء هذين الدبين امرأة‬
‫طيحة ورجليها طالعين " سجلت في إطار االستهام الجنسي وظهرت النزوات في ش‪,,‬كلها‬
‫الليبيدي والعدواني ‪.‬‬
‫أما نسبة اإلجابات الحيوانية أعطت نظرة أكثر إلى نمطية في التفكير‪ ،‬مع وجود‬
‫تقوقع اجتماعي أقام كدفاع أولي‪ ،‬وهذا من أجل تجنب االتصال الواقعي والعالقة الحقيقية‪،‬‬
‫كما نجد ارتفاع لهذا النوع من اإلجابات لدى الشخصيات المبنية ح‪,,‬ول ذات مزيف‪,,‬ة‪( .‬‬

‫‪.C. Chabert ,)190 : 1997‬‬

‫‪180‬‬
‫بالنسبة للمقاربة الشكلية ظهرت بنسبة منخفضة ‪ % 46‬ما يعكس عزلة إدراك‬
‫المواضيع لهذا لم تكن أكثر واقعية وهذا ما دفعنا للبحث ما إذا كانت‪ % F‬منحصرة في‬
‫مجال أخر وعليه قمنا بحساب‪ % F élargi‬لتصحيح لنا هذه النسبة التي ظهرت منخفضة‬
‫وبالتالي وجدنا‪ = F élargi % % 86‬أما ‪ % = F+ élargi %73‬عكست لنا مدى مالئمة‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ية للدينامكي‪,‬‬
‫‪,‬ددات حس‪,‬‬
‫‪,‬جل من خالل مح‪,‬‬
‫الحالة للواقع وهكذا فاالستثمار الشكلي س‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ذا نتيج‪,‬‬
‫االسقاطية أدت إلى منع سيطرة التحكم في مراقبة الواقع لهذه الوضعيات ‪ ،‬وه‪,‬‬
‫القلق المرتفع الذي ظهر واضحا ومعبرا عن هشاشة الحالة اتجاه األلوان ساهم في ك‪,,‬ف‬
‫الفكر‪ ،‬مما جعلها تلجأ إلى استعمال هذا النوع من اإلجابات التي تحمل خلفية لمعاش نفسي‬
‫مضطرب غير مستقر ‪ ،‬وبالتالي نستنتج أن القلق سجل في نطاق الكف رغم أن النس‪,,‬بة‬
‫غير معبرة أي ظهوره لم يكن على المستوى الكمي وإنما على المستوى الكيفي ‪.‬‬

‫تحليل دينامكية الصراع الحسي والحركي‬


‫ظهرت أول إجابة حركية في اللوحة ‪ II‬وهي إجابة حيوانية في شكل يشير إلى‬
‫التكَيف ‪ ،‬وأكثر ما تبين هنا هو صورة التناظر " دبين متقابلين " ثم ظهرت إجابة أخ‪,,‬رى‬
‫إنسانية تمثل الحركية الكبرى لكن تفسيرها بقية منحصر تحت الرمزية الشفافية والحركية‬
‫في شكلها الليبيدي والعدواني وهذه الرمزية التي كانت تحت سيطرة اإلستهامات الجنسية‬
‫‪,‬كلي‬
‫‪,‬وى الش‪,‬‬
‫‪,‬اب المحت‪,‬‬
‫الخاضعة لنظام الكبث ‪ ،‬فشل الدفاع وعدم التمسك بالواقع وغي‪,‬‬
‫الواضح جعلها تلجأ إلى اإلستهام من خالل (‪ ، )Kan‬في اللوحة ‪ III‬تحليل الحركية أعطى‬
‫شكل يشير إلى التكيف (‪ )ban‬ظهر ذلك في التقمص األنثوي ‪ ،‬رغم أن المحتوى الرمزي‬
‫لم يكن واضحا وبقى تحت اإلستهامية المكثفة وهذا بسبب التقمص الجنسي الغير مستقر‪،‬‬
‫ثم إعطاء إجابة أخرى في اللوحة ‪ VIII‬تشير إلى التكيف ‪ ،‬إضافة إلى إجابة في اللوح‪,,‬ة‬
‫‪ X‬أين نجد الحركية أخذت تعبيرا مزدوجا بروز النزوات وأيضا اإلستهام متبوعة بالشك‬
‫والتردد " كيشغل زوج لفعات متالصقين" ‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫المحددات الحسية برزت بشكل جلي وبخاصية أساسية من خالل األلوان‪ ،‬في اللوحة‬
‫‪ II‬ظهرت إجابة انفعالية اندفاعية " طاشة تاع دم " ‪ ،‬في اللوحة ‪ III‬تم فقط اإلشارة إلى‬
‫الحمرين مانيش‬ ‫"‪les taches‬‬ ‫اللون األحمر مع رفض معرفة على ماذا يدل في الصورة‬
‫عارفتهم" وهذا لتجنب التعبير عن العالقة ‪.‬‬
‫ظهرت الحساسية المفرطة للون والتي ترجع إلى المثيرات الخارجية والتي ساهمت‬
‫في رفع االستثارة وجعل الحالة تندفع وراء اإلجابات التي تحمل إحساس سواء كان متعلق‬
‫باللون أو الشكل خاصة أنه ظهر ذلك في اللوحة ‪ IV‬أين كان رفض للوحة ثم تحديد الشكل‬
‫وبعدها الرجوع من جديد إلى اإلنكار ‪ ،‬إجابة في اللوحة ‪ V‬أكدت لنا تلك الحساسية التي‬
‫تتواجد لدَيها ‪ ،‬في اللوحة ‪ " II‬حذاءين " وفي اللوحة ‪VI‬إجابة تظليلية متبوعة بـ ‪Peau‬‬

‫‪,‬رات‬
‫أظهرت لنا رغبة الحالة في البحث عن الغالف النفسي للحماية من خالل ترميم الثغ‪,‬‬
‫الموجودة بالغالف الجسدي ‪ ،‬وما ظهر في اللوحة ‪ IX‬أكد لنا هشاشة الغالف النفسي ‪.‬‬

‫‪.3-3‬تحليل لوحات الروشاخ‬

‫اللوحة ‪I‬‬
‫وجود إجابة شائعة تشير إلى التكيف‪ ،‬والتحكم في لوحة االختبار إال أن المحدد‬
‫الشكلي ‪ Fclob‬أشار إلى وجود القلق لكن مراقب من طرف الحالة‪.‬‬

‫اللوحة ‪II‬‬
‫بدأت الحالة بإجابة شائعة ‪ D ban‬عكست لنا مدى انسجامها مع الواقع ‪ ،‬ثم بدأت في‬
‫إعطاء إجابات حسية مما أدى إلى إظهار حساسية الحالة أمام األلوان ‪ .‬ظه‪,,‬رت إجاب‪,,‬ة‬
‫‪,‬كل‬
‫‪,‬رت في ش‪,‬‬
‫انفعالية اندفاعية أدت إلى بروز النزوات المكبوتة ‪،‬فالصورة المتكيفة ظه‪,‬‬
‫تناظري ثم نجد االستهامات المكثفة جعلت الحالة ترى وراء اإلجابة التناظرية إجابة حادة‬
‫فالربط بين الصور أدى إلى نشاط اإلدراك من خالل الحركية ‪ K‬أخذت في تفسيرها طبع‬
‫‪182‬‬
‫جنسي دو رمزية شفافة تحت تأثير وإرغام النزوات في شكلها الليبيدي والعدواني ال‪,,‬تي‬
‫بقيت محصورة بين الرغبة والدفاع ‪.‬‬

‫اللوحة ‪III‬‬
‫ظهور اإلشكالية األساسية في هذه اللوحة والمتعلقة بتقمص الصورة اإلنسانية‬
‫واإلجابة التكَيفية مست كل من(‪ )G ban‬و(‪ ،)D ban‬لكن بعدها أظهرت إجابة مضطربة‬
‫متبوعة بـ‪ CF‬أشارت إلى انفعالية قوية غير محكمة ‪ ،‬فقدت من خاللها القدرة التحكم ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IV‬‬
‫في لوحة القدرة ظهر القلق متبوع بحساسية مفرطة جعلها تعيش خوف لم يمكنها من‬
‫إعطاء إجابة ثابتة وواضحة‪ ،‬أنكرت معرفة شكل الصورة اكتفت فقط بإظهار القل‪,,‬ق ثم‬
‫لمحت لذلك بشكل " وحش" ثم أنكرت كليا ذلك ‪ ،‬عدم االستقرار أمام الصورة جعل الحالة‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬عها في مكانه‪,‬‬
‫‪,‬ة ووض‪,‬‬
‫‪,‬ورة الذكري‪,‬‬
‫تعيش قلق مرتفع وعدم قدرتها على تقمص الص‪,‬‬
‫التصوري واستمرار القلق في اللوحة ‪. V‬‬

‫اللوحة ‪V‬‬
‫في هذه اللوحة أعطت إجابة شائعة متبوعة بإحساس سلبي ‪ ،‬ونقد لتلك الصورة التي‬
‫‪,‬ديها‬
‫لم يعجبها اللون األسود‪ ،‬بينت لنا حساسية وهشاشة الحالة أمام الوضعيات كما ليس ل‪,‬‬
‫مراقبة كلية ‪ ،‬واللون األسود لم تعبر عنه كصورة وإنما ظهر كل‪,,‬ون عكس لن‪,,‬ا م‪,,‬دى‬
‫‪,‬ع‬
‫حساسية الحالة في حركية إيجابية ومصدر القلق مرتبط بهشاشة الشخصية والتي ترج‪,‬‬
‫لهشاشة في تصور الذات ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VI‬‬

‫‪183‬‬
‫في لوحة الجنس اإلجابة لم تكن واضحة ‪ ،‬متبوعة بالشك والتردد " كيما القيتارة "‬
‫عدم وجود وضوح في الحدود ‪ ،‬كما أضافت لذلك المحدد التظليلي أب‪,‬رز أهمي‪,‬ة الك‪,‬ف‬
‫النفسي مع هروب الحالة إلى كبث التصورات المرتبطة باإلستهامات الجنسية تفاديا لبروز‬
‫النزوات ‪ ،‬وبقيت تحت سيطرة الدفاع ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VII‬‬
‫استمر القلق في هذه اللوحة ‪ ،‬واكتفت الحالة بإعطاء إجابة واحدة ورفض ما تبقى ‪،‬‬
‫‪,‬بروز‬
‫‪,‬ا ل‪,‬‬
‫‪,‬ة تفادي‪,‬‬
‫‪,‬ا تحت المراقب‪,‬‬
‫‪,‬وء إلى الكبث وبقائه‪,‬‬
‫فالقلق كان ناتج عن كف واللج‪,‬‬
‫‪,‬دم‬
‫‪,‬و ع‪,‬‬
‫‪,‬ر ه‪,‬‬
‫السيرورات التقمصية خاصة وأن هذه اللوحة تحمل رموز أنثوية وما ظه‪,‬‬
‫‪,‬ع‬
‫‪,‬ات م‪,‬‬
‫‪,‬طراب في العالق‪,‬‬
‫قدرتها على التقمص لهذه النماذج األنثوية ‪ ،‬ما يشير إلى اض‪,‬‬
‫الصورة األمومية األولية‪.‬‬

‫اللوحات ‪X IX VIII‬‬
‫اللوحات الملونة أثارت قلق وتوثر عند الحالة ‪ ،‬جعلتها ترفض التعرف على األلوان‬
‫وهكذا فاأللوان كان لها تأثير قوي و شكلت صدمة للحالة وجعلتها غير قادرة على معرفة‬
‫الشكل واكتفت فقط بالتسمية ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VIII‬‬
‫احتوت اللوحة على إجابة شائعة " سنجابين شادين في حاجة " أعطت تفسيرا أكثر‬
‫إلى وجود تبعية في العالقة وإلى التمسك بالعالقات مع العالم الخارجي ‪ ،‬وإجابة أخ‪,,‬رى‬
‫تحمل رمزية دفاعية " كيشغل حاجة مقطعة " متبوعة بالشك والتردد ‪ ،‬ف‪,,‬القلق متواج‪,,‬د‬
‫وشمل جميع اللوحات ‪ ،‬نجد أن اإلشكالية األساسية ظهرت في اللوحة بأكملها وتمثلت في‬
‫االنشطار ‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫اللوحة ‪IX‬‬
‫القلق الذي ظهر في اللوحة ‪ VIII‬استمر في هذه اللوحة ‪ ،‬جعل الحالة تعيش كف أمام‬
‫‪,‬ة الغالف‬
‫‪,‬ا هشاش‪,‬‬
‫األلوان وعدم قدرتها على رؤية األشكال " بصح مبالي والو" عكس لن‪,‬‬
‫النفسي ‪ ،‬وبالتالي فالمثيرات الخارجية جعلت الحالة غير قادرة على الصمود والتعب‪,,‬ير‪،‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬درات العقلي‪,‬‬
‫‪,‬ف الق‪,‬‬
‫فالحساسية المرتفعة بسبب القابلية لالستثارة بسهولة ‪ ،‬أدت إلى ك‪,‬‬
‫وجعلتها تعيش صراع بين الداخل والخارج ‪ ،‬وهذا ما عكس لنا الفراغ الع‪,,‬اطفي ال‪,,‬ذي‬
‫تعانيه واللجوء إلى األلوان كطريقة دفاعية ضد إنبيثاق النزوات وبالتالي عكست لنا الفراغ‬
‫في العالم العالقات المبكرة ‪.‬‬

‫اللوحة ‪X‬‬
‫بدأت بإجابة شائعة أردت من خاللها اللجوء إلى التكيف ‪ ،‬لكن رغم ذلك تبقى في‬
‫‪,‬ك‬
‫‪,‬ا تتمس‪,‬‬
‫صراع بين الواقع وبين الرغبة ‪ ،‬حتى العالقة لم تظهر واضحة وهذا ما جعله‪,‬‬
‫بالعالقة التناظرية كوسيلة دفاعية ‪ ،‬كما يرى )‪ " G.Rosolato , (1976 :23‬أن اإلصرار‬
‫حول مظهر التناظر للعالقة يسمح بتجنب التعارض بين الرغبة والدفاع "‪.‬‬

‫‪.3-4‬ملخص بروتوكول الروشاخ‬

‫من خالل تحليل مجمل العناصر األساسية لهذا ال‪RR‬بروتوكول نج‪RR‬د أن‪RR‬ه تمرك‪RR‬ز ح‪RR‬ول‬
‫توظيف بيني‪ ،‬والتوظيف سجل أوال في االرتكاز على العالم الخارجي بهدف ضبط الحدود‬
‫رغم غنى العالم الداخلي الذي بقي يشير إلى القلق ‪ ،‬مع الهشاشة في الغالف النفس‪RR‬ي وه‪RR‬ذا‬
‫بسبب الحساسية المفرطة لمثيرات العالم الخارجي ‪.‬‬
‫ثانيا عدم قدرتها على إظهار التصورات الفكرية والعاطفي‪R‬ة الواض‪R‬حة وال‪R‬تي ك‪R‬انت‬
‫تحت تأثير الكف النفسي ‪ ،‬أدت إلى كبث النزوات وجعلها تأخ‪RR‬ذ م‪RR‬يزة الرمزي‪RR‬ة الش‪RR‬فافة ‪،‬‬
‫‪185‬‬
‫لجوءه‪RR‬ا إلى اس‪RR‬تعمال االنش‪RR‬طار كآلي‪RR‬ة دفاعي‪RR‬ة بدائي‪RR‬ة ح‪RR‬ادة لتجنب التف‪RR‬اوض م‪RR‬ع بعض‬
‫التصورات وأيضا لعدم ظهور تنظيمات واضحة اتجاه األخر‪.‬‬
‫أم‪RR‬ا الهوي‪RR‬ة التص‪RR‬ورية بقيت ع‪RR‬اجزة بس‪R‬بب الس‪R‬يرورات التفردي‪RR‬ة ال‪RR‬تي لم تس‪R‬تطيع‬
‫إظهار لنا صورة الذات ثابتة ‪.‬‬
‫ظهرت العالقة اإلتكالية واضحة ‪ ،‬برزت أهميتها في الشدة التي ارتبطت بالمعانات‬
‫الصعبة لالستثمار النرجسي واالستثمار الموضوعي ‪ ،‬عدم االستقرار والتبات م‪RR‬ا يجعله‪RR‬ا‬
‫تعتم‪RR‬د على س‪RR‬حب االس‪RR‬تثمار المواض‪RR‬يع الخارجي‪RR‬ة واللج‪RR‬وء إلى االنغالق النرجس‪RR‬ي من‬
‫خالل العالقة التناظرية وهذا لتفادي الصراع القائم بين الرغبة والدفاع ‪ ،‬م‪RR‬ا نس‪RR‬تنتجه ه‪RR‬و‬
‫بقاءها تحت سيطرة الدفاع ورفضها للرغبة كمثيل لرفض الوضعية المعاشة ‪.‬‬
‫واإلشكالية األساسية ارتبطت بقلق التفريق عن الموضوع‪ ،‬حتى التقرب هو األخر‬
‫بدا مستحيال ‪ ،‬جعلها تعيش تناقضات وهذا من أجل مقاومة ضد االكتئاب‪.‬‬
‫‪.4‬الحالة الرابعة " إكرام "‬

‫" االنتحار كنزوة للهروب من الواقع المعاش "‬

‫إكرام تبلغ من العمر ‪ 18‬سنة ‪ ،‬ذات بنية جسمية متوسطة لديها مستوى دراسي‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ر عليه‪,‬‬
‫‪,‬ان يظه‪,‬‬
‫الثامنة أساسي ‪ ،‬تحتل المرتبة الثالثة بين اإلخوة وهم ثالثة ذكور ‪ ،‬ك‪,‬‬
‫الخوف والتردد ‪ ،‬مالمحها كئيبة عكست لنا المعاش النفسي الصعب التي تعيشه ‪.‬‬

‫المقابالت‬

‫عشت في أسرة تتكون من ثالثة ذكور وأنا البنت الوحيدة ‪ ،‬درست إلى غاية السنة‬
‫الثامنة أساسي وبعدها لم يعد لدية أي رغبة اتجاه التعليم ‪ ،‬حياتي عادية ال أش‪,,‬كو من أي‬

‫‪186‬‬
‫‪,‬ني لم‬
‫‪,‬ع لي ألن‪,‬‬
‫مشاكل ‪ ،‬لكن هناك أمور ال أعرفها و أنا أحمل الجميع المسؤولية لما وق‪,‬‬
‫أتعلم شيئا كهذا ولم أعرف لحد اآلن لماذا تصرفت هكذا ‪.‬‬
‫عالقتي بي عائالتي سطحية فأنا طيلة الوقت بمفردي ألنني بنت وإخوتي كلهم ذكور‬
‫ولهذا ال أجالسهم كثيرا‪ ،‬فمعظم الوقت أقضيه في مشاهدة التلفاز أو الخروج مع صديقاتي‬
‫عالقتي بأمي عالقة سطحية ال أحسها قريبة مني بقدر ما هي قريبة من الذكور ال‬
‫أحس باهتمام زائد أو ظاهر ‪،‬حياة عادية بسيطة ‪ ،‬ال تسألوني ماذا أفعل؟ وإلى أين أذهب؟‬
‫‪ ،‬ال تحسسني بأنها تريد معرفة كل صغيرة وكبيرة عني ‪ ،‬كأنها ال تبالي بأمري ‪ ،‬أما أبي‬
‫معظم وقته في العمل فهو تاجر ال يأتي إال في المساء متأخرا يعرف فقط كس‪,,‬ب الم‪,,‬ال‬
‫وتوفير لنا الحاجيات والضروريات لكن عالقتي به منعدمة ال يعرف عني شيئا وعن م‪,,‬ا‬
‫أفعله ‪.‬‬
‫فالجميع يراني هادئة‪ ،‬ال أتكلم كثيرا‪ ،‬كأني ال زلت صغيرة وال أعرف شيئا‪ ،‬حقيقة‬
‫أحس نفسي تائهة وعاجزة عن فعل بعض األشياء‪ ،‬كما قمت ببعض األفعال إال أنه لم أجد‬
‫أي أحد نصحني أو نبهني ‪ ،‬لكن ما فعلته مؤخرا كان خطأ الجميع ‪ ،‬خاصة أمي ال‪,,‬تي لم‬
‫تكن يوما إلى جانبي ‪.‬‬
‫تعرفت على شخص كان يدرس معي في المتوسطة و توقفت عن الدراسة لكن‬
‫عالقتي كانت دائما مستمرة معه لم أعرف أحد غيره‪ ،‬أتحدث كثيرا إليه وكنا نتف‪,,‬ق على‬
‫أمور كثيرة‪ ،‬وأصبحت متعلقة به لدرجة ال أستطيع التفكير في أنه يستطيع االبتعاد ع‪,,‬ني‬
‫ولهذا األمر كنت أفعل كل ما يطلبه مني ‪ ،‬وذات يوم تحدثنا واتفقنا على أن نلتقي وعلي‪,,‬ه‬
‫تحججت بصديقتي وقضيت معها قليل من الوقت ‪ ،‬ثم بعد ذلك ذهبت مسرعة إليه وعليه لم‬
‫أعرف ماذا جرى لي حتى وجدت نفسي معه في مكان بعيد عن المنزل وأيضا خالي بعيد‬
‫عن األنظار ال يوجد أحد‪ ،‬أين مارست الجنس معه بإرادتي على أساس أنه يحبني وسوف‬
‫يتزوجني وبدا لي األمر عادي ‪ ،‬لكن عندما عدت إلى المنزل أصبح ال يرد على اله‪,,‬اتف‬
‫ويقطع مرات في وجهي ‪ ،‬وعندما طلبت منه االستفسار طلب مني أن ال نلتقي ثاني‪,,‬ة وأن‬

‫‪187‬‬
‫ال نعود كما كنا في السابق أصبت بصدمة كبيرة لم أفكر فيما فعلته معه بقدر ما فكرت في‬
‫تركه لي ‪.‬‬
‫مرت أربعة أيام لم أترك الهاتف من يدي وفي كل مرة أطلب منه المجيء لخطبتي‬
‫‪,‬تي‬
‫‪,‬تغل طيب‪,‬‬
‫‪,‬ا اس‪,‬‬
‫لكنه رفض وعندها أدركت أنني انخدعت لم يبادلنا نفس الشعور وإنم‪,‬‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬دت األم‪,‬‬
‫وجعلني أتعلق به وأبني كل أحالمي معه وكل شيئا ذهب ولم يعد لي شيئا‪ ،‬فق‪,‬‬
‫‪,‬اري أمي‬
‫وأصبت بجرح وإحساس غريب يهدد كياني لم أعد أتحمل ‪،‬اضطررت إلى إخب‪,‬‬
‫باألمر وكانت صدمة كبيرة عليها عندما علمت باألمر ‪ ،‬ما جعلها تلجأ إلى أبي وإخ‪,,‬وتي‬
‫ألن األمر حساس وال يتطلب إخفاءه ‪ ،‬لذلك أدركت حينها أهمية ذلك وأهمية األس‪,,‬رة في‬
‫حياة اإلنسان لكن بعدي عنهم وتعلقي بشخص وجدت فيه الحب ال‪,,‬ذي كنت أبحث عن‪,,‬ه‬
‫جعلني أتخلى عن كل شيء لكن هذه مسؤولية الجميع وإهمالهم لي ‪ ،‬لم أحس يوما باهتمام‬
‫‪,‬ع‬
‫‪,‬أت إلى جم‪,‬‬
‫‪,‬اتي فلج‪,‬‬
‫أمي كما أحسست به ‪،‬وأنا في هذه المشكلة لم يعد أي معنى لحي‪,‬‬
‫‪,‬دما‬
‫األدوية التي كانت تتواجد في المنزل وشربتها ثم نقلت على إثرها إلى المستشفى وعن‪,‬‬
‫‪,‬جن‬
‫‪,‬د بالس‪,‬‬
‫أدرك الجميع بأمري قام أبي بإبالغ الشرطة فتم القبض عليه وهو اآلن يتواج‪,‬‬
‫وحكم عليه بالسجن لمدة سنتين ‪ ،‬فأنا لم أعد مرتاحة أبكي طيلة الوقت من جهة ألنني أحبه‬
‫لكن ما فعله كان صدمة كبيرة ‪ ،‬ومن جهة أنا مرتاحة ألنه مسجون ويعاقب‪.‬‬
‫فعلت ذلك ألنتقم لنفسي وما فقدته‪ ،‬لذلك تظاهرت أمام الجميع وخاصة أثناء المحاكمة‬
‫بعدم معرفته وكأنه لم يربطني شيئا به مصرحة أنني التقيت به في الطريق فاص‪,,‬طحبني‬
‫بالقوة ممارسا علي العنف حيث هددني بالسالح األبيض وهذا ما سمح له باالعت‪,,‬داء علي‬
‫جنسيا ولهذا األمر تم القبض عليه سنتين سجنا مع غرامة مالية ‪ ،‬فأنا اآلن جد سعيدة ألنه‬
‫رفض الزواج بي حتى أنه أراد أن ينفد وكأن األمر سهال أوكأنه لم يحصل أي شيء ‪ ،‬في‬
‫البداية عشت األمر عادي ألنني كنت أعتقد أنه يحبني وسوف يتزوجني لكن فيما أص‪,,‬بح‬
‫بعد ذلك شخصا أخر وكأنني ال أعرفه وال تربطني أي صلة به فلهذا األمر لم أعد أتحمل‬
‫وبالتالي أردت أن أكون مثله ‪ ،‬فهو اآلن يأخذ جزاءه ‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫لم أستطيع النسيان ما فعله معي وأحيانا أحس جسمي يرتعش ويركبني خوف وال‬
‫أستطيع مقاومته ‪ ،‬من جهة األمر كله يزعجني أبكي طيلة الوقت ألنني تعرضت لخيان‪,,‬ة‬
‫وغدر من طرف شخص أحببته كثيرا ‪ ،‬فأنا أعيش قلق ال أعرف كيف أتخلص من ذل‪,,‬ك‬
‫ألن رأسي يؤلمني هو األخر لكثرة التفكير لما جرى لي‪ ،‬أحس بالندم و الشعور بال‪,,‬ذنب‬
‫هو الذي يقتلني ‪.‬‬

‫التعـليـــق‪:‬‬

‫إلقاء المسؤولية على األم‬


‫فالحالة تحمل الجميع وهم أفراد أسرتها مسؤولية ما حدث لها تقول " أنا أحمل الجميع‬
‫‪,‬رفت‬
‫‪,‬اذا تص‪,‬‬
‫‪,‬د اآلن لم‪,‬‬
‫‪,‬رف لح‪,‬‬
‫المسؤولية لما وقع لي ألنني لم أتعلم شيئا كهذا ولم أع‪,‬‬
‫‪,‬ها‬
‫هكذا"وباألخص تلقي اللوم على األم في عدم معرفتها وتعلمها ألشياء كهذه ‪ ،‬تحس نفس‪,‬‬
‫‪,‬ذه‬
‫أنها كانت تعيش بعيدة عن هذه األمور‪ ،‬ما التمسناه أيضا وهو أن الحالة أظهرت في ه‪,‬‬
‫الوضعية رغبة في أن تكون طفلة ألنها تحمل الجميع مسؤولية ما وقع لها وخاص‪,,‬ة األم‬
‫لكن هناك تناقض في ما جاء في حديثها " فالجميع يراني هادئة‪ ،‬ال أتكلم كثيرا‪ ،‬ك‪,,‬أني ال‬
‫زلت صغيرة‪ "...‬فهي ترفض أن تكون في موضع طفلة ولكن ليس بمقدورها أن تك‪,,‬ون‬
‫‪,‬ة‬
‫راشدة مستقلة ومسؤولة ‪.‬وكأنها ال تزال تتأرجح في الفترة االنتقالية التي تشهدها مرحل‪,‬‬
‫المراهقة ‪.‬‬
‫فالعالقة باألم هي أساسية وضرورية وهنا حسب ما هو موجود غياب لهذه العالقة‬
‫‪,‬ة إلى الحب‬
‫‪,‬ة ماس‪,‬‬
‫‪,‬ري هم بحاج‪,‬‬
‫‪,‬ط األس‪,‬‬
‫واالهتمام فقط بالذكور‪ ،‬لكن األبناء في الوس‪,‬‬
‫واالهتمام وهذا يتوقف على الدور المخول لألم كونَه ا العنصر الوحيد القادر على فعل ذلك‬
‫وهذا الحب الذي يتم إشباعه في الطفولة ويستمر إلى الرشد ويصبح يف‪,,‬رض نفس‪,,‬ه في‬
‫العالقات الالحقة مع الغير‪ ،‬وفي حالة النقص تبقى هناك دائما الحاجة إلى إشباع ذلك من‬
‫مصادر أخرى غير األم ‪،‬لكن ما تكَو ن سابقا له تأثيرا إيجابيا على ما سوف يأتي الحقا هنا‬
‫‪189‬‬
‫في هذا الطرح يرى ‪ M.Porot (1979),‬أن الحب ليس له غاية في ذاته فهو موجه من‬
‫خالل اإلشباع األمومي ‪،‬بنوعيته تصبح عاطفة الطفل المستقبلية متعلقة بم‪,,‬ا تش‪,,‬كل من‬
‫طرف األم وهذا التأثير يستمر بدون تغيير في نفسية الراشد‪، .‬حتى أنها ترى أمها غ‪,,‬ير‬
‫مهتمة ألمرها ال تأخذ معها في الحديث كثيرا وال تتناقش معها في أم‪,,‬ور ال‪,,‬تي تخص‬
‫األسرة خاصة ‪.‬‬
‫وهذا يجعلنا نشير من جديد أن هذه األسرة ال تزال تحتفظ بفكرة الذكور أفضل من‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ذي يعطي أهمي‪,‬‬
‫اإلناث وال زالت األفكار المتبنية داخل هذا النوع من النمط األسري ال‪,‬‬
‫كبيرة لتربية الولد على غرار البنت وبالتالي هذا التفريق والتمييز الذي مآله إلى خلق توثر‬
‫وخالفات ويجعل البنت مهما فعلت ومهما رغبت في أن تفعل تبقى دائما تحس ب‪,,‬النقص‬
‫وأنها ال تحتل نفس المكانة داخل الوسط األسري مثل الذكور‪.‬‬

‫البحث عن مكانة‬
‫وبالنسبة لهذه الحالة ورغم صغر سنها فهي لجأت إلى البحث عن مكانة لنفسها‬
‫محاولة خلق نمط جديد لحياتها والمتمثل في تكوين أسرة واالستقرار بمفرده‪,,‬ا أي البحث‬
‫عن وضع أفضل مما هي عليه ‪،‬أيضا عالقتها بأمها سطحية كيف لها أن تتقرب منها فهي‬
‫كانت تستقبل فقط ما يوجد في الوسط األسري دون أخذ وعطاء وإحساس الحالة أنها بعيدة‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬أمي عالق‪,‬‬
‫‪,‬تي ب‪,‬‬
‫عن أمها ال تبالي بها وال تهتم ألمرها ‪،‬وهذا ما جاء في حديثها "عالق‪,‬‬
‫سطحية ال أحسها قريبة مني بقدر ما هي قريبة من الذكور ال أحس باهتمام زائد أو ظاهر‬
‫‪,‬ام‬
‫‪,‬اس باالهتم‪,‬‬
‫‪,‬ا اإلحس‪,‬‬
‫" ‪ ،‬فهذا البعد العالئقي جعلها تبحث عن عالقة أخرى تجلب له‪,‬‬
‫وتعويض لها النقص والحرمان ‪ ،‬فهي بحاجة إلى االهتمام والحب ‪ ،‬هذا ما يجعلنا نستنتج‬
‫أن هناك خلل في العالقة مع األم ‪ ،‬ألنها هي التي تدرك أفعال أبنائها وتع‪,,‬رف من خالل‬
‫حالتهم النفسية معاناتهم وآالمهم ‪ ،‬ألن بعدها عنهم يجعلهم يحسون بالنبذ واإلهمال فله‪,,‬ذا‬
‫‪,‬ن‬
‫‪,‬ل أنجح وأحس‪,‬‬
‫‪,‬ديل عن ح‪,‬‬
‫‪,‬رى كب‪,‬‬
‫‪,‬ويض أخ‪,‬‬
‫األمر يلجأن إلى البحث عن وسائل تع‪,‬‬

‫‪190‬‬
‫الحتياجاتهم ورغباتهم ‪ ،‬وهنا نركز على أهمية العالقة مع األم التي على أساسها تتك‪,,‬ون‬
‫العالقات ‪ ،‬وهذا ما دفع بالحالة إلى البحث عن ذلك من خالل عالقتها بشخص رأت في‪,,‬ه‬
‫أنه الشخص المناسب لحياتها وأنه يحبها و وجدت فيه كل ما كانت ترغب فيه ‪ ،‬وبما أنها‬
‫ماكثة في البيت لم تحظى بأي اهتمام ‪،‬متوقفة عن الدراسة‪ ،‬ليس ل‪,,‬ديها عم‪,,‬ل أي تعيش‬
‫فراغ وليس لدَيها ما يشغلها فعالقتها به كانت تعويض عن ما كان ينقصها‪ ،‬حيث أرج‪,,‬ع‬
‫لها الحياة من جديد وأصبح يمثل لها كل شيء ‪ ،‬لذلك كانت تفعل أي شيء مع‪,,‬ه بحيث ال‬
‫يهما أمر أي أحد كان ‪ ،‬والعواقب التي يمكن أن تلحق بها نتيجة تصرفاتها حيث أنها كانت‬
‫‪,‬ة ‪،‬‬
‫‪,‬ك مكان‪,‬‬
‫ترى نفسها كبيرة من خالل هذا السلوك ‪ ،‬وهذه العالقة جعلتها تحس أنها تمل‪,‬‬
‫مقبولة اجتماعيا ‪ ،‬وحتى في نفسيتها أحست أنها كبرت وأصبحت امرأة وعليه‪,‬ا أن تعيش‬
‫فهي لم تنتظر شيئا من أحد فقط استمرارها في هذه العالقة والزواج بهذا الشخص ح‪,,‬تى‬
‫يتسنى لها العيش باستقاللية وأن تصبح راشدة ولديها أسرة ‪ ،‬هذا هو الذي كانت تسعى إليه‬
‫‪.‬‬
‫لكن هذه العالقة عرفت نمو سريعا نظرا لما كانت ترغب فيه الحالة و بفضلها أحست‬
‫بأنها موجودة وأحست براحة واطمئنان ‪،‬فلهذا كانت تفعل كل ما يطلبه منها وال تمانع ذلك‬
‫‪,‬جها‬
‫‪,‬ال لنض‪,‬‬
‫‪,‬ر كاكتم‪,‬‬
‫‪ ،‬كانت تعتقد انه سوف يصبح زوجها في المستقبل وما فعلته ظه‪,‬‬
‫وإثبات لذاتها أنها أصبحت فعال كبيرة ومسؤولة عن أفعالها ‪ ،‬لكنه‪,,‬ا لم تكن ت‪,,‬درك ولم‬
‫تتصور إمكانية التفريق عن األخر جراء هذا الفعل‪ ،‬فهذا األمر هز كيان الحالة وجعله‪,,‬ا‬
‫تتحطم بعدما أدركت أنها غير قادرة على استرجاع تلك العالقة السابقة فرغم محاوالته‪,,‬ا‬
‫وتهديداتها إال أنه لم يستمع لها ورفض وبقي مَص ر على قطع العالقة وعدم االتصال بها‬
‫‪,‬ا لفتت‬
‫ثانية ‪ ،‬هذا ما شكل جرح كبير في نفسية الحالة ‪ ،‬توترت حالتها النفسية لدرجة أنه‪,‬‬
‫انتباه أمها وجعلتها تدرك أنها تمر بمشكلة كبيرة وعندما عرفت حقيق‪,‬ة األم‪,‬ر أص‪,‬يبت‬
‫بصدمة كبيرة ‪ ،‬أدركت أن ابنتها لم تعد صغيرة كان ينبغي أن تكون بقربها في كل كبيرة‬

‫‪191‬‬
‫‪,‬ان‬
‫‪,‬ان واألم‪,‬‬
‫وصغيرة وأيضا التقرب منها والتحدث إليها وجعلها تعيش نوع من االطمئن‪,‬‬
‫وجعلها تحس بتلك العالقة األمومية التي تحتوي على الحب والحنان ‪.‬‬
‫في هذه الحالة أدركت الحالة أنها لم تعد مرغوبة من طرف الشخص المحب فلجأت‬
‫إلى المحاولة االنتحارية ألنها أحست أنها لم يبقى لها أي شيء تتمسك فيه وبالتالي سجلت‬
‫‪,‬ا‬
‫المحاولة االنتحارية تحت التهديد من جهة أردت الحالة أن تعبر عن معاناتها عن إهماله‪,‬‬
‫ونبذها ومن جهة كانت لدَيها رغبة كبيرة في استرجاع عالقتها باألخر ‪ ،‬لكن األمر لم يكن‬
‫كما كانت ترغب وبالتالي فاألخر لم يستجيب لطلبات أي أحد ‪ ،‬وهذا م‪,,‬ا أدى إلى س‪,,‬وء‬
‫حالتها النفسية ‪ ،‬فهي اآلن تعيش كآبة نفسية حادة ال تعرف التفكير باستمرار‪ ،‬تش‪,,‬تت في‬
‫األفكار ‪ ،‬حتى أننا نلتمس أللمباالة ‪،‬عدم اإلصغاء وأيضا القلق والتردد إضافة إلى الشعور‬
‫بالذنب وخيبة أمل كبيرة جعلتها تعيش في توتر دائم وعدم قدرتها على استيعاب ما حدث‬
‫لها وهذا نظرا لفقدانها للشخص الذي أحبته و أيضا فقدانها لكل معايير الحياة التي رسختها‬
‫في ذهنها والتي ربطتها بهذه العالقة العاطفية التي كانت تعتقد أنها عالقة جديرة و متبادلة‬
‫‪ ،‬أي فقدانها لمشروع الحياة ‪.‬‬

‫اإلحساس بالندم والشعور بالذنب‬


‫تعيش الحالة ندم متبوع بالشعور بالذنب لما جرى لها‪ ،‬وكلما تذكرت ذلك أو حتى‬
‫الرجوع لسرد تفاصيل الحادثة التي جرت لها يبدأ جسمها يرتعش وتحمر عينيها وينس‪,,‬د‬
‫نفسها وتتوقف عن الكالم ‪ ،‬تغمض عينيها ‪ ،‬وكأنها تعيش الموقف باستمرار فهي لحد اآلن‬
‫لم تستوعب ما حدث لها ‪ ،‬فالشعور بالذنب هو حقيقة مؤلمة لها انعكاسات سلبية على حياة‬
‫الفرد وتكون السبب في اضطراباته النفسية العاطفية والجسدية وهو ناتج عن حدث خلَف‬
‫في نفسية الحالة الخوف والقلق ‪ ،‬الندم والعداوة اتجاه شخصيتها وبالتالي أص‪,,‬بح ل‪,,‬ديها‬
‫إحساس متدني للذات والشعور بالنقص والعجز وهذا الشعور هو الذي أدى إلى انعزاله‪,,‬ا‬
‫عن الوسط األسري وأيضا مع ذاتها وهذا يتعلق بما كانت ترغب فيه وما هي عليه اآلن ‪،‬‬

‫‪192‬‬
‫كما أن الشعور بالذنب هو جزء من االكتئاب يزداد مع القلق والتوتر وع‪,,‬دم اإلحس‪,,‬اس‬
‫بالراحة واالطمئنان وهذا ما أصبحت تعيشه الحالة بعد الحادثة التي وقعت لها ألنها لم يعد‬
‫بإمكانها مواجهة األخر فاإلدانة أصبحت موجهة فقط للذات كونها الوحيدة المس‪,,‬ؤولة عن‬
‫ذلك‪ ،‬ألن ليس هناك حل في أمر صعب وخاصة عندما يكون الحل عند األخر لكن‪,,‬ه يبقى‬
‫رافضا إعطائه فيزداد األمر سوءا وتزداد الكآبة النفسية فتبقى الوسيلة الوحيدة هي اللجوء‬
‫إلى المحاولة االنتحارية ‪.‬‬

‫‪.4-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة الرابعة " إكرام "‬


‫التقدير‬ ‫االستقصاء‬ ‫االستجابة‬ ‫اللوحة‬
‫‪G KH‬‬ ‫الوسط على الجانبين‬ ‫‪˄"12‬‬ ‫‪I‬‬
‫‪Description‬‬ ‫الجزء األعلى‬ ‫‪ .1‬امرأة طايرة ‪ ،‬يدين ورأس‬

‫‪193‬‬
‫‪D F- chose‬‬ ‫‪ .2‬حاجة قسمتها حاجة في الوسط‪"1,24‬‬
‫‪Coupure‬‬
‫‪˄"10‬‬ ‫‪II‬‬
‫‪D C sang‬‬ ‫األحمر‬ ‫‪ .3‬دم البقعات الحمرين‬
‫‪Dbl F- A‬‬ ‫الفراغ األبيض‬ ‫‪ .4‬البقعة البيضة حوتة‬
‫‪D CF tache‬‬ ‫‪ .5‬البقع الحمرين مغطين الكوحلين ‪ "1,44‬األحمر لي فوق لكحل‬
‫الوسط األحمر‬ ‫‪˄"15‬‬ ‫‪III‬‬
‫‪D FC anat‬‬ ‫األجزاء السوداء على‬ ‫‪ 6.‬كقلب وال رية‬
‫‪Doute‬‬ ‫اليسار وعلى اليمين‬ ‫‪ .7‬رأس‪ ،‬رقبة‪ ،‬يدين‪ ،‬كجسم امرأة‬
‫‪D F+ H‬‬ ‫الوسط‬ ‫" ‪2.23‬‬ ‫‪les poumons.‬‬
‫‪Stereotype‬‬
‫‪˄˅"6‬‬ ‫‪IV‬‬
‫‪G EK fumée‬‬ ‫‪,‬ا كل الشكل‬
‫‪,‬ة مين يحرقوه‪,‬‬
‫‪,‬اع الدرج‪,‬‬ ‫‪ .8‬دخان ت‪,‬‬
‫وتشعل توالي كيما هكذا ‪ ...‬سايي ‪"55‬‬
‫‪G Fclob A ban‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪˄"4‬‬ ‫‪V‬‬
‫‪Doute‬‬ ‫الشكل على الجانبين‬ ‫‪ .9‬يبانلي خفاش ‪ ،‬جناح ‪"33‬‬
‫‪Description‬‬
‫‪D FE Ad‬‬ ‫هذا الفوق كيما شعر‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"12‬‬ ‫‪VI‬‬
‫‪D FE tache‬‬ ‫البقعات الرمادية‬ ‫‪ .10‬شعر‬
‫‪Refus‬‬ ‫كل اللوحة‬ ‫‪.11‬بقعات تاع حيوان‪،‬ما فهمتهش ‪"1,43‬‬
‫‪˄"13‬‬ ‫‪VII‬‬
‫‪D F- H‬‬ ‫على الجانبين‬ ‫‪ .12‬بنادم‬
‫‪D F+ Hd‬‬ ‫هذي لي راه الفوق‬ ‫‪ .13‬رأس تاع شيرة‬
‫‪D F- anat‬‬ ‫كل الجزء السفلي‬ ‫‪2,09‬‬ ‫‪ .14‬جناب"‬
‫الجزءاألحم‪,,,,,‬ر‬ ‫‪˄ ˅ ˂ ˃"3‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫‪D FC A ban‬‬ ‫المـوجودعلــــ‬ ‫‪ .15‬حيوان اللون نتاعه أحمر‬
‫ـى الجانبيــــن‬ ‫‪ .‬سايي‪"44‬‬

‫‪˄"2‬‬ ‫‪IX‬‬
‫‪Refus‬‬ ‫‪,‬م لي راه كل الشكل‬
‫‪ .‬ماعرفتهاش ‪ ،‬غير هكذارس‪,‬‬
‫‪Symétrie‬‬ ‫كيان هنا راه هنا ‪ ،‬تناظر‪" 45‬‬

‫‪D FC anat‬‬ ‫اللون االحمر‬ ‫‪˄"5‬‬ ‫‪X‬‬


‫‪G F± dessin‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪les poumons .16‬‬
‫‪Stereotype‬‬ ‫‪ .17‬رسم ‪"55‬‬
‫السيكوغرام‬
‫‪R : 17‬‬ ‫) ‪F=7(2+ ; 4-; 1±‬‬ ‫‪K‬‬ ‫‪1 A‬‬ ‫‪3 % A % 24‬‬
‫‪Refus : 1‬‬ ‫‪F%‬‬ ‫‪41%‬‬ ‫‪EK‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Ad‬‬ ‫‪1 H % 24%‬‬
‫‪"Tps total : 13,25‬‬ ‫‪F+ % 36%‬‬ ‫‪H‬‬ ‫‪3 Ban 2‬‬
‫‪"Tps /réponse : 48‬‬ ‫‪G‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪Hd‬‬ ‫‪1 IA % 30%‬‬

‫‪194‬‬
‫‪"Tps lat. Moyen : 8,2‬‬ ‫‪D 11 65%‬‬ ‫‪Sang‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Dbl 1‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪FC‬‬ ‫‪3 Chose‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪TRI : K1/C3.5Type Ext .Mixe‬‬ ‫‪: Eléments quantitatifs‬‬ ‫‪CF‬‬ ‫‪1 Tache‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪F.Compl k 1 /E1.5‬‬ ‫‪Doute‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪1 Fumée‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪RC % 32%‬‬ ‫‪Stéréotype‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Anat‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪Descriptions 2‬‬ ‫‪FE‬‬ ‫‪2 Dessin‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Choix+ III VII‬‬ ‫‪Refus‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪Choix – I II IV V VI‬‬ ‫‪Coupure‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪F clob‬‬ ‫‪1‬‬

‫االختيار الموجب‪:‬اللوحة ‪III‬فراشة‪ ،‬اللوحة ‪ VII‬قطط ‪ ،‬اللوحات (‪ )VIII ,IX , X‬األلوان‪.‬‬


‫االختيار السالب‪ :‬اللوحة ‪ I‬تبالي امرأة معلقة ‪ ،‬اللوحة ‪II‬الدم معجبنيش ‪،‬اللوحة ‪ IV‬غير مفهومة‬
‫اللوحة ‪ V‬خفاش منبغيهش ‪ ،‬اللوحة ‪ VI‬حيوان ‪.‬‬
‫ميزات بروتوكول الروشاخ‬

‫العناصر النوعية‬
‫على مستوى السلوك‬ ‫على مستوى الحديث‬ ‫الزمن في‬ ‫عدد‬ ‫زمن‬ ‫رقم‬
‫اللوحة‬ ‫اإلجابات‬ ‫الكمون‬ ‫اللوحة‬
‫قلب اللوحة‬ ‫قلق وتوتر‬ ‫‪"24, 1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"12‬‬ ‫‪I‬‬
‫ارتعاش اليدين‬ ‫انخفاض الصوت‪،‬قلق‬ ‫‪"1,44‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"10‬‬ ‫‪II‬‬
‫ارتعاش اليدين‬ ‫اجترار اإلجابة وقلق‬ ‫‪"2,23‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"15‬‬ ‫‪III‬‬
‫قلق‬ ‫انخفاض الصوت‬ ‫‪"55‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫‪IV‬‬
‫احمرار العينين‬ ‫تردد وقلق واضح‬ ‫‪"33‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"4‬‬ ‫‪V‬‬
‫بكاء و ارتعاش اليدين‬ ‫كف وقلق‬ ‫‪"1,43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"12‬‬ ‫‪VI‬‬
‫خوف وارتعاش اليدين‬ ‫قلق وخوف‬ ‫‪"2,09‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"13‬‬ ‫‪VII‬‬
‫قلق‬ ‫قلق‬ ‫‪"44‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"3‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫قلق‬ ‫رفض اإلجابة‬ ‫‪"45‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"2‬‬ ‫‪IX‬‬
‫استمرار القلق‬ ‫اجترار اإلجابة وقلق‬ ‫‪"55‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"5‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪"13,25‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪"82‬‬

‫‪.4-2‬تحليل بروتوكول الروشاخ‬

‫‪195‬‬
‫ما ظهر في هذا البروتوكول هو سيطرة الكف النفسي مع قلق واضح في اللوحات‬
‫سواء من خالل اإلجابات التي تشير إلى ذلك أو من خالل النسبة التي أكدت لنا ذل‪RR‬ك ‪%30‬‬
‫أيضا من الناحية الكمية المعطيات أعطت اهتماما لظهور واضح لإلجابات الحسية ‪CƩ=5.‬‬
‫‪ 5‬و ‪ EƩ=2‬وهذا ما أدى إلى انعكاس واضح على اإلجابات ال‪RR‬تي له‪RR‬ا عالق‪RR‬ة بالش‪RR‬كل ‪%F‬‬
‫قليلة جدا ‪ ،‬ما ظهر في المجمل هو أن البروتوكول أعطى صبغة خاصة جعلت ذلك يترجم‬
‫لن‪R‬ا احتمالي‪R‬ة أن م‪R‬ادة االختب‪R‬ار جعلت الحال‪R‬ة في رد وأخ‪R‬ذ بين اإلجاب‪R‬ات وأح‪R‬دثت ص‪R‬دع‬
‫وردود أفعال كلها تشير إلى وجود قلق ‪.‬‬

‫تحليل سيرورة التفكير‬


‫سيرورة التفكير استمرت في الجانب السلبي حتى أن ‪ %+F‬ظهرت بنسبة منخفضة‬
‫جدا‪ % 36‬ومتبوعة بمؤشرات تشير أكثر إلى القلق حتى ما نستنتجه هو التكرار لإلجابات‬
‫الناتج عن كف الفكر الذي كان تحت سيطرة ذات طبع دفاعي جعلها تس‪RR‬ير عكس الواق‪RR‬ع ‪،‬‬
‫مع وج‪RR‬ود االنش‪RR‬طار ال‪RR‬ذي م‪RR‬يَز بعض اللوح‪RR‬ات مث‪RR‬ل اللوح‪RR‬ة ‪" I‬ي‪RR‬دين ورأس"‪ " ،‬حاج‪RR‬ة‬
‫قسمتها حاجة " وفي اللوحة ‪" VII‬رأس تاع شيرة " ‪ ،‬مع ت‪RR‬ردد وتجنب مَي ز أيض‪RR‬ا بعض‬
‫اللوحات في اللوحة ‪ " V‬يبالي خفاش " وفي اللوحة ‪" IX‬ما عرفتهاش غير هذا الرسم لي‬
‫‪,‬يرورات‬
‫راه كيان هنا ‪ ،‬راه هنا " ولجوء الحالة في الغالب إلى الوصف لتفادي بروز الس‪,‬‬
‫التفكيرية في شكلها االسقاطي واالكتفاء فقط باإلشارة إلى أجزاء اللوحات ‪.‬‬
‫بالنسبة لإلجابة ‪ G‬ظهرت في اللوحات ‪ X V IV III I ، G élaboré‬ظهرت في‬
‫‪,‬ع‬
‫‪,‬د م‪,‬‬
‫اللوحة ‪ I‬أحدثت تركيب في تصور بعيد عن الواقع وبرزت هنا قوة إظهار التجري‪,‬‬
‫غياب اإلجابة التكيفية الشائعة ‪ G kinesthésie ،‬ظهرت في اللوحة ‪ IV‬متبوعة بمحدد‬
‫حسي ‪ E‬فالتظلي‪RR‬ل س‪RR‬اهم أك‪RR‬ثر في ظه‪RR‬ور الحرك‪RR‬ة ‪ simple G ،‬ظه‪RR‬رت في اللوح‪RR‬ة ‪III‬‬

‫أظهرت لنا التكيف وأيضا التقمصات الجنسية وفي اللوحة ‪ X‬ظهرت بمحدد شكلي ‪F ،-‬‬

‫‪ impressionniste G‬ظهرت في اللوحة ‪ V‬متبوعة بالتردد والشك رغم أن اإلجابة كانت‬


‫شائعة إال أن ذلك لم يمنع من ظهور القلق ‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫وبالتالي نستنتج أن مستوى الحركة سجل في اإلطار االستهامي المكثف ال‪RR‬ذي رم‪RR‬ز‬
‫إلى أهمية الداللة المخفية والتلميح لوج‪R‬ود تص‪R‬ورات تف‪R‬وق التص‪R‬ور العقلي وه‪R‬ذا بطبيع‪R‬ة‬
‫الحال تحت سيطرة االستهامات التي ك‪RR‬انت تش‪RR‬ير إلى أن هن‪RR‬اك نش‪RR‬اط مس‪RR‬تمر في إح‪RR‬داث‬
‫التص‪RR‬ورات وهك‪RR‬ذا نج‪RR‬د من جه‪RR‬ة الحرك‪RR‬ة ظه‪RR‬رت في ش‪RR‬كلين المس‪RR‬اهمة في اإلنتاجي‪RR‬ة‬
‫التركيبية ومن جهة تجنب اإلجاب‪RR‬ات الواض‪RR‬حة ‪،‬واللج‪RR‬وء إلى التلميح من خالل التظليالت‬
‫ونستطيع إضافة أيضا أن هذه المظاهر لها عالقة باالستثمار المفرط للسيرورات التفكيرية‬
‫وهذا االستثمار المفرط هو الذي أدى إلى فشل جزئي لفعاليتها ‪،‬ما جعلها تسير في االتجاه‬
‫السلبي متبوعة بالكف ‪ ،‬وهذه السلبية والكف الواضح مرتب‪RR‬ط أساس‪RR‬ا بالرغب‪RR‬ات المكبوت‪RR‬ة‬
‫التي بقيت تحت سيطرة الدفاع ومنعت الحالة من اللج‪RR‬وء إلى االس‪RR‬قاطية ال‪RR‬تي أش‪RR‬ارت في‬
‫تحليله‪RR‬ا أك‪RR‬ثر إلى الرغب‪RR‬ات الجنس‪RR‬ية وظه‪RR‬رت في ش‪RR‬كل أين نج‪RR‬دها تخت‪RR‬بئ وراء البحث‬
‫الفكري وما يظهر لنا هو ض‪RR‬عف الغالف الش‪RR‬كلي من خالل م‪RR‬ا س‪RR‬جل في السيـكوغرام ‪F‬‬
‫‪ % %= 41‬أظهر العزل اإلدراكي للمواضيع والتي تبين أنها أقل تكوين وبعد حسـاب ‪F%‬‬
‫‪ élargi‬صححت هذه النسبة ‪ F% élargi =83%‬لكن نوعية المراقبة الشكليــة برهنت لنا أنها‬
‫غير مرضية من خالل ‪élargi F+%= %57‬وبالتالي نقول أن هذا التصدع محدد بشكلين‬
‫مختلفين‪:‬‬
‫‪ /1‬نوعية المراقبة الشكلية أعطت أهمية لإلجابات الحسية ‪Fclob FE CF FC C‬‬
‫وجعلتها تحت سيطرة االندفاعية ‪،‬سواء التي برزت من خالل اللون أو التظليل الذي ساهم‬
‫هو األخر في وضع مكان خاص لعدم بروز التصورات في شكلها الواضح‪.‬‬
‫‪ /2‬نوعية المراقبة الشكلية خضعت لظهور األشكال السيئة التي لمحت في الغالب‬
‫إلى عدم إظهار المحتوى الكامن في شكل أكثر تقربا لما هو ظاهر‪.‬‬
‫و ‪G‬ظهرت قليلة في هذا البروتوكول وهذا يرجع لمساهمة ‪ D‬التي عرفت ارتفاعا‬
‫‪ %65‬و ظهرت إجابة واحدة ‪ Dbl‬في اللوحة ‪ II‬أشارت إلى وسيلة دفاعية هروبية تجنبا‬
‫للمحتوى الكامن للوحة وتفاديا لبروز النزوات‪.‬‬
‫التقمصات الشكلية للتصورات أظهرت تصدعات عميقة في سجل التصورات للذات‬
‫‪,‬ود‬
‫‪,‬ارت إلى وج‪,‬‬
‫‪,‬ة ‪ I‬أش‪,‬‬
‫‪,‬انية ‪H‬ففي اللوح‪,‬‬
‫‪،‬وظهر ذلك من خالل االستجابات اإلنس‪,‬‬
‫‪197‬‬
‫اضطرابات عميقة ‪،‬أما في اللوحة ‪ III‬لم تستطيع الحالة إدراك الصورة بشكل ثابت وبقيت‬
‫تحت التردد الذي ارتبط بشدة القلق‪ ،‬وفي اللوحة ‪ VII‬أشارت إلى عدم القدرة على اختي‪RR‬ار‬
‫التقمص الجنسي " بنادم" ‪.‬‬
‫أما اإلجابات الحيوانية ظهرت بنسبة منخفضة ‪ ، %24‬ظهرت في أشكال سيئة‬
‫ساهمت في ظهور القلق ‪ ،‬فالنمطية الفكرية كانت تحت سيطرة االستهامات التي أدت إلى‬
‫كف الميكانيزمات العقلية ‪.‬‬

‫تحليل دينامكية الصراع الحسي والحركي‬


‫إجابة واحدة للحركية الكبرى ‪ K‬في اللوحة ‪ I‬أين يفترض إيجاد اإلجابة الشائعة لكن‬
‫‪,‬ة‬
‫سعت من وراء هذه الحركية إلى عملية تركيبية برزت لنا غنى الحياة االستهامية المكثف‪,‬‬
‫‪،‬أما من خالل اإلجابة الحركية ‪ EK‬كان تلميح واضح لعجز الحالة على التعبير عن القدرة‬
‫وعن التقمصات الذكرية التي بقيت تحت سيطرة الكف ‪.‬‬
‫أما المحددات الحسية نجد ظهور إجابة واحدة لـ ‪ C‬في اللوحة ‪ II‬وهي تشير إلى‬
‫النزوات العدوانية وأيضا عبرت لنا عن إجابة انفعالية اندفاعية ثم إجابة أخ‪,,‬رى في نفس‬
‫اللوحة ‪ CF‬اندرجت تحت إطار الكف والبحث عن بروز النزوات التي بقيت محبوسة ولم‬
‫تجد لها مخرجا ‪ ،‬وعدم توظفيها في شكلها الواض‪RR‬ح ‪ ،‬أم‪RR‬ا إجاب‪RR‬ة ‪ FC‬ظه‪RR‬رت في اللوح‪RR‬ة‬
‫‪ III‬و‪ IX‬متبوعة بمضامين تشير كلها للقلق ‪ Anat‬وإجابة أخرى في اللوحة ‪ VIII‬عبرت‬
‫من خاللها عن التكيف أما في لوحة الجنس بقيت تحت مواجهة الكف وأيض‪,,‬ا الرمزي‪,,‬ة‬
‫‪,‬دم‬
‫‪,‬ق وع‪,‬‬
‫الشفافة التي رمزت إلى التقمصات الجنسية والتي بدت غير واضحة شكلت قل‪,‬‬
‫الفهم عند الحالة ‪.‬‬

‫‪.4-3‬تحليل لوحات الروشاخ‬


‫‪198‬‬
‫اللوحة ‪I‬‬
‫غياب تام لإلجابة التكيفية الشائعة‪ ،‬تم اختفت الرؤية في مجملها وظهر االنشطار‬
‫(يدين ‪ ،‬رأس) وبالتالي اللجوء إلى اإلجابة السلبية‪ ،‬والموضوع لم يظهر في هذه اللوح‪,,‬ة‬
‫ما ظهر هو عدم القدرة على توضيح وتسمية األشياء في شكلها الع‪,,‬ادي ولجوءه‪,,‬ا إلى‬
‫استعمال مصطلح " حاجة " غير واضحة ‪ ،‬ما يؤكد لنا عدم قدرتها على الصمود والدخول‬
‫في مادة االختبار وهذا يرجع إلى شدة القلق ‪.‬‬

‫اللوحة ‪II‬‬
‫اندفاعية‪،‬حساسية لأللوان والتي ترجع لبقاء صدى اللوحة األولى جعلتها تعيش قلق‬
‫‪,‬ذه‬
‫مستمر وهذا ما أدى إلى ظهور إجابة "الدم" مباشرة عند رؤية اللوحة ونظرا ألهمية ه‪,‬‬
‫الحساسية حتى المكان األبيض لم تراه كعمق وإنما كلون وحتى البقع الحمراء والس‪,,‬وداء‬
‫لم تراها كشكل وإنما كلون‪ ،‬وهذه االندفاعية الغير مراقبة ترجع لتحرر االنفعال مما أدى‬
‫إلى عدم التحكم في الشكل ‪.‬‬

‫اللوحة ‪III‬‬
‫الموضوع المرئي لم يحدد بشكل جيد وهذا يرجع إلى القلق وأيضا من المفترض‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ة مقارن‪,‬‬
‫‪,‬ذه اللوح‪,‬‬
‫تحليل اللون األسود قبل األحمر و هو مؤشر يؤكد وجود القلق‪ ،‬وه‪,‬‬
‫باللوحات السابقة هي لوحة سهلة وواضحة ‪،‬كما أنها تحتوي على إجابة تكيفي‪,,‬ة ش‪,,‬ائعة‬
‫‪,‬رئي‬
‫لجسم اإلنسان لكنها لم تدرك إال بعد أجزاء لجسم اإلنسان وبالتالي الجسم بقي غير م‪,‬‬
‫بشكل نهائي بسبب التردد وهذا يدل على كثرة التوتر والقلق الموجود لدى الحالة ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IV‬‬
‫عدم اإلدراك والبقاء تحت وقع القلق ‪،‬ظهور الحركية في شكلها الغامض والتي أدت‬
‫إلى عدم القدرة على إظهار اإلشكالية األساسية ‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫‪,‬ذه‬
‫‪,‬ا أن ه‪,‬‬
‫ظهور التجنب في إعطاء اإلجابة من خالل استعمال كلمة التوقف "سايي"‪ ،‬كم‪,‬‬
‫اللوحة تشير أكثر إلى القلق‪.‬‬

‫اللوحة ‪V‬‬
‫استمرار القلق في اللوحة ‪ V‬من خالل ظهور اإلجابة التكيفية الشائعة المتبوعة‬
‫بالتردد وأيضا إجابة "خفاش" ‪ ،‬ولجوئها للوصف والتمسك بالتفاصيل حيث أضافت إجابة‬
‫"جناح" كتحقيق لإلجابة األولى ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VI‬‬
‫في لوحة الجنس بقاء الحالة تحت سيطرة الكف‪ ،‬كما أن التظليل عكس أهمية‬
‫الرمزية الجنسية وهذا من خالل اإلجابات وخاصة أنها ظهرت كلها في رؤي‪,,‬ة جزئي‪,,‬ة‬
‫وأيضا عدم الفهم الذي حل محل اإلدراك فالخوف هو الذي أدى إلى ك‪,,‬ف اإلدراك ولمح‬
‫إلى وجود اضطراب في العاطفة والتظليل هو مؤشر أخر يرمز إلى القلق ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VII‬‬
‫عكست لنا هذه اللوحة القلق الذي تعانيه الحالة وكأنها بحاجة ماسة إلى السند وظهور‬
‫إجابة إنسانية في اللوحة التي تعكس العالقات المبكرة مع األم لكن عدم قدرتها على تحديد‬
‫‪,‬يرة "‬
‫الجنس " بنادم" عكست لنا اضطراب في الهوية وإجابة أخرى جزئية " رأس تاع ش‪,‬‬
‫دون اللجوء إلى الكل وبقي القلق مستمر خاصة ظهور إجابة تشريحية ‪.Anat‬‬

‫اللوحات ‪X IX VIII‬‬
‫القلق الذي ظهر في اللوحة ‪ VII‬استمر في اللوحات الملونة وجعلها تعيش كف‬
‫عاطفي ساهم في عدم ظهور التعبير العاطفي‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫اللوحة ‪VIII‬‬
‫رغم ظهور اإلجابة الشائعة التي تشير إلى التكَيف في شكل يحمل اللون وهذا نظرا‬
‫لكونها أول لوحة تحمل األلوان إال أن ذلك بقي مرتبط بالقلق‪.‬‬

‫اللوحة ‪IX‬‬
‫رفض الحالة إعطاء إجابة واضحة واكتفت بقولها أن هناك تناظر في الرسم ‪ ،‬تحويل‬
‫اإلدراك ظهر في شكل عدم وجود صورة وهذا يترجم لنا بعدم وجود واقع ‪.‬‬

‫اللوحة ‪X‬‬
‫استمر القلق في هذه اللوحة خاصة مع ظهور إجابة تشريحية ‪ ،‬وبالضبط في هذه‬
‫اللوحة ثم اللجوء إلى اإلجابة االجترارية أكد لنا أهمية القلق عند هذه الحالة ‪.‬‬

‫‪.4-5‬ملخص بروتوكول الروشاخ‬

‫ما ميز هذا البرتوكول هو القلق الذي ظهر بنسبة مرتفعة ‪ ،‬جعل الحالة تعيش كف‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬ك فش‪,‬‬
‫نفسي وهذا الكف ساهم في عرقلة مسار السيرورة التفكيرية ‪ ،‬مما عكس لنا ذل‪,‬‬
‫لفعالية االستثمار الطاقوي سواء على المستوى الشكلي أو على المستوى العاطفي ‪.‬‬
‫لجوء ها في الغالب إلى الدينامكية الهروبية وهذا لتفادي بروز الصراعات النفسية‬
‫الداخلية والتي احتوت أساسا في صراع بين الرغبة والدفاع ‪.‬‬
‫جفاف الفكر بسبب القلق أدى ذلك إلى اجترار اإلجابات وعرقلة مسار التصور‬
‫اإلدراكي ‪.‬‬
‫اإلنتاجية الكمية والنوعية ظهرت بنسبة منخفضة وغير مسايرة للواقع العالم‬
‫الخارجي من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى ظهرت في اإلطار الس‪,,‬لبي ‪ .‬وه‪,,‬ذا يرج‪,,‬ع إلى‬

‫‪201‬‬
‫‪,‬يرورات‬
‫‪,‬ة س‪,‬‬
‫‪,‬ير من خالل ال فعالي‪,‬‬
‫‪,‬طراب في التفك‪,‬‬
‫الالتوافق الذي يرافق عموما اض‪,‬‬
‫التمايز(أنا‪/‬أخر) ‪ ،‬مما يؤدي إلى فقدان االتصال مع المواضيع العالم الخارجي‪.‬‬
‫‪.5‬الحالة الخامسة " أمينة "‬

‫" فقدان الموضوع والمحاولة االنتحارية "‬

‫يمينة تبلغ من العمر‪ 19‬سنة ‪،‬متوسطة القامة ‪ ،‬متوسطة البنية الجسمية ‪ ،‬توقفت عن‬
‫‪,‬ط من األم‬
‫‪,‬ون فق‪,‬‬
‫‪,‬رة تتك‪,‬‬
‫الدراسة في السنة الثامنة أساسي ماكثة في البيت تعيش في أس‪,‬‬
‫وأختين وهي تحتل المرتبة الثانية بين أختيها ‪ ،‬مالمحها حزينة ‪ ،‬مكتئبة ‪ ،‬كما يبدو عليها‬
‫القلق والشعور بالندم على ما فعلته ‪ ،‬ألنها كانت تريد الموت الفعلي واإلحساس بالراح‪,,‬ة‬
‫التامة والنسيان لكل شيء ولكن هذا األمر زادها أالما أكثر من السابق ‪.‬‬

‫المقابالت‬

‫عشت طفولة مضطربة وهذا بسبب الخالفات اليومية والمتكررة بين الوالدين ‪ ،‬حيث‬
‫كان أبي جد قاسي معنا وهو سبب كل المشاكل التي ترتبت علينا حاليا ‪ ،‬مشكلته األولي‪,,‬ة‬
‫تمثلت في عدم رغبته في تقبل بناته أي لم يرغب في إنجاب البنات ‪ ،‬فمن‪,,‬د إنج‪,,‬اب أمي‬
‫ألختي الكبرى بدأت المشاكل وازداد األمر سوءا بعد إنجابي مباشرة حيث كان أبي يهدد‬
‫أمي مرارا بالزواج للمرة الثانية همه الوحيد التخلص منا وإنجاب الولد ‪ ،‬وه‪,,‬دد أمي إذا‬
‫‪,‬تى ال‬
‫أنجبت في المرة الثالثة بنتا سوف يترك البيت‪ ،‬حتى أمي كانت تتمنى إنجاب ولد ح‪,‬‬
‫يذهب أبي ويتزوج وهكذا لم يكن األمر لصالح أمي وأنجبت أختي الصغرى ف‪,,‬ترك أبي‬
‫البيت نهائيا وأعاد الزواج وأصبح يقيم بعيدا عنا ولم يعد له أي صلة بنا ‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫تعقدت األمور مما اضطرت أمي للخروج للعمل للتكفل بمصاريف المنزل أصبحت‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ة وأيض‪,‬‬
‫أمي تعمل منظفة في أحد المنازل ‪ ،‬رغم الوضع األليم والصعب علينا من جه‪,‬‬
‫فقدان األب من جهة أخرى ورغم تراكم المشاكل ‪ ،‬تعرضت أمي لحادث‪,,‬ة س‪,,‬قوط وهي‬
‫تعمل كعادتها سبب لها ذلك إصابة في العمود الفقري ‪ ،‬أدى بها إلى الشلل الكلي وأصبحت‬
‫‪,‬ة من‬
‫‪,‬د يائس‪,‬‬
‫‪,‬بحت ج‪,‬‬
‫متقاعدة على كرسي متحرك ‪ ،‬كرهت كل شيء حتى نفسي وأص‪,‬‬
‫‪,‬اب ‪،‬‬
‫‪,‬ا حس‪,‬‬
‫الوضع الذي حل بنا ‪ ،‬من جهة أبي لم يطلق أمي هجرنا من غير أن يضع لن‪,‬‬
‫فهو ال يزال بصحة جيدة يعمل تاجر ال يعاني من أي مرض ولديه كل اإلمكانيات الالزمة‬
‫التي تسمح له بالتكفل بنا إال أنه أهملنا كليا وكأنه ال توجد لدينا عالقة معه‪.‬‬
‫عالقتي بأبي منعدمة ال أتذكر شيء جميل عشته معه في طفولتي تلقيت منه معاملة‬
‫قاسية وسيئة وكأنني لست ابنته ‪ ،‬أستطيع القول أيضا أن عالقتي به لم تكن موجودة ‪ ،‬كل‬
‫ما يحمله عقلي هو صورة سيئة عن أبي ‪.‬‬

‫بالنسبة ألمي أصبحت طريحة الفراش وغير قادرة على القيام بأي شيء ‪ ،‬فأنا لم‬
‫أكمل دراستي وبقائي في المنزل كان له فائدة كبيرة منها القيام بأعمال المنزل ومن جه‪,,‬ة‬
‫مراعاة أمي ‪،‬هذه الوضعية أترث في نفسيتي كثيرا ألنه رغم ما عانته أمي مع أبي إال أن‬
‫األمر أصبح أسوء من السابق ‪ ،‬فهي اآلن متقاعدة وغير قادرة على فعل أي شيء تنظ‪,,‬ر‬
‫إلينا فقط ألنها عاجزة عن فعل أي شيء ‪.‬‬

‫لدَية أختين ‪ ،‬الكبرى هي التي تعمل ومتكفلة بجميع أعباء المنزل لدينا عالقة جيدة‬
‫‪,‬ببت األذى‬
‫بيننا فكل واحد منا يساعد األخر ‪ ،‬أما اآلن أنا جد نادمة على ما فعلته ألنني س‪,‬‬
‫فقط ألختي الكبرى ‪ ،‬فهي تعمل وتقوم حاليا بالتكفل باألم في غيابي ‪ ،‬كما أص‪,,‬بحت تهتم‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬د قلق‪,‬‬
‫‪,‬تى أمي هي ج‪,‬‬
‫أيضا بأمري وتأتي يوميا للمستشفى ‪ ،‬سببت لهم األذى جميعا ح‪,‬‬
‫ألمري ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫كانت لدية عالقة عاطفية مع أحد أقارب أبي ودامت هذه العالقة ‪ 4‬سنوات ‪ ،‬كنت جد‬
‫سعيدة حتى أنني كنت أنسى مشاكلي ‪ ،‬أستريح ‪ ،‬أحس باألمان ‪ ،‬وكنت أعتقد أنها س‪,,‬وف‬
‫تنتهي بالزواج وأعيش بعيدة عن كل ما عانيته لكن األمر لم يكن كما كنت معتقدة انتهت‬
‫هذه العالقة بالفشل ولم يعد لدية أي شيء ‪ ،‬لم استطيع التحمل كما لم أستطيع فعل أي شيء‬
‫بعدما كان إحساسي كله متعلق به ‪ ،‬بنيت أحالمي وآمالي عليه وفجأة انهر ك‪,,‬ل ش‪,,‬يء ‪،‬‬
‫كرهت حياتي و كل شيء فيها ولم يعد لي شيء أتمسك به ‪ ،‬تذكرت األيام المؤلمة ال‪,,‬تي‬
‫‪,‬اة لكي‬
‫‪,‬وت على الحي‪,‬‬
‫‪,‬لت الم‪,‬‬
‫عشتها مع أبي والعودة من جديد إلى الحياة األليمة ‪ ،‬فض‪,‬‬
‫أتخلص نهائيا من اآلالم وحتى ال أحس بأي شيء ألن األلم ك‪,,‬ان أك‪,,‬ثر من ق‪,,‬وتي ولم‬
‫أستطيع تصور وتحمل ذلك ‪.‬‬

‫لذلك فكرت في االنتحار فلجأت إلى شرب مادة تستعمل للتنظيف ‪ décapant‬كانت‬
‫موجودة لدينا في المطبخ ‪ ،‬لحسن حظي رأتني أختي الكبرى ألن المادة لها مفعول ق‪,,‬وي‬
‫وبالتالي تؤدي إلى الموت الفوري أحيانا وهكذا تم نقلي إلى المستشفى ‪ ،‬حيث بقيت هناك‬
‫‪ 20‬يوما ألن حالتي كانت جد خطيرة ألنني أخذت جرعة كبيرة من هذه المادة ‪ ،‬وعلي‪,,‬ه‬
‫أجريت لي عملية جراحية واآلن أنا ال أزال في المستشفى وخروجي إال بإشارة الطبيب ‪.‬‬

‫التعـليـــق ‪:‬‬

‫تخلي األب عن أسرته ورغبته في إنجاب الولد‬


‫عاشت الحالة طفولة سيئة ‪،‬نظرا لما كان سائدا في الوسط األسري ‪ ،‬فالمشكلة‬
‫األساسية تمثلت في عدم وجود تقبل واستقرار لجو األسرة وهذا يعود بالدرجة األولى إلى‬
‫العالقة التي كانت تتواجد بين األم واألب ‪،‬والتي عرفت مشاكل عديدة نتيجة لرفض األب‬
‫إنجاب البنات ‪،‬لكن األمر كان صعب على األم التي لم يكن لها أي قوة في منع ذل‪,,‬ك ألن‬
‫‪,‬ذه األم تحت‬
‫‪,‬ت ه‪,‬‬
‫‪,‬ا وعاش‪,‬‬
‫‪,‬ك نهائي‪,‬‬
‫األمر خارج عن نطاق إرادتها ‪ ،‬واألب لم يتقبل ذل‪,‬‬
‫‪204‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ا خاص‪,‬‬
‫تهديدات مستمرة ‪ ،‬قلق كبير وتخوف من المستقبل ومما سوف يعترضها الحق‪,‬‬
‫‪,‬تى أمي‬
‫‪,‬د " ح‪,‬‬
‫عندما تكون حامل حتى أنها أصبحت هي األخرى ترغب في إنجاب الول‪,‬‬
‫‪,‬اظ‬
‫كانت تتمنى إنجاب ولد حتى ال يذهب أبي ويتزوج" وهذا كي تستطيع هذه األم االحتف‪,‬‬
‫بزوجها من جهة ومن جهة أخرى كي ال تفقد مكانتها كامرأة متزوجة لها أسرة‪.‬‬
‫فالجو األسري بقي دائما تحت ضغط وقلق مستمر تخوفا من تشتت وتفكك هذه‬
‫األسرة وهذا ما وقع فيما بعد ‪ ،‬بعد إنجاب األم البنتها الثانية " أمينة " ازداد األمر س‪,,‬وءا‬
‫وتعقدا سواء بالنسبة لألم وأيضا بالنسبة للحالة ألنها لم تحظى باهتمام ورعاية كافية عدم‬
‫وجود تقبل من طرف األب ورفضه لها نهائيا‪ ،‬ألنه لم يكن له أي رغبة في إنجابها ‪ ،‬رغم‬
‫أن وجوده كأب مهم في العالقة األولية مع ابنته ‪ ،‬إال أن ذلك لم يحصل ‪ ،‬نجد رفض كلي‬
‫البنته‪ ،‬إذن كيف لهذه البنت أن تتشبع بكل ما هو ضروري ومهم في العالقة األب‪ -‬البنت‬
‫‪،‬فالحالة لم تجد األمن العاطفي المبني على أساس العالقة السليمة المطمئنة حيث يفسـر‬
‫‪ " G.H. Preston‬أن األمن يتحقق بتوفير ثالثة عناصر أساسية تتمثل في الحب ‪،‬التقبل‬
‫‪,‬ل‬
‫واالستقرار"‪ .‬كال هذه العناصر مهم ومكمل لحياة هادئة ألن الطفل بحاجة إلى األمن قب‪,‬‬
‫كل شيء والذي جمع في كلمة واحدة تمثل مجمل الشروط الضرورية للنمو الجيد للعاطفة‬
‫‪ " .‬يستطيع الحب أن يلعب دور المطمئن إال إذا كان الطفل مقبوال من طرف أس‪,,‬رته" ‪,‬‬

‫)‪ M.Porot (1979‬على أساس هذا الطرح نجد أن حب اآلباء الموجه للطفل يرتبط بصفة‬
‫التقبل وفي هذه الحالة يأخذ دور المطمئن والحامي وإذا حدث عكس ذلك مع‪,,‬نى أن‪,,‬ه ال‬
‫‪,‬ون‬
‫‪,‬ان ألن األب يك‪,‬‬
‫‪,‬ا مه‪,‬‬
‫يوجد رغبة في وجوده وهذا حال الفتيات التي يكون ميالدهم‪,‬‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬الرفض ل‪,‬‬
‫بانتظار ولد وهذا ما وقع للحالة " أبي لم يرغب في إنجاب البنات " ‪ ،‬لذلك ف‪,‬‬
‫تأثير ينعكس على الطفل خاصة على نموه العاطفي ويكون ذلك بمثابة عقوبة يتلقاها من‪,,‬ذ‬
‫ميالده تجعله أكثر عدوانية مقابل رفض والديه له ‪ ،‬فال شيء يع‪,,‬وض حب اآلب‪,,‬اء ‪ ،‬ال‬
‫الكلمات ‪،‬وال الحركات وحتى المواضيع ال تستطيع تعويض الحب والتقبل فالطفل بحاجة‬
‫إلى مكانة خاصة ضمن الوسط األسري مع إحساسه بدون شك بوزن التضحية المقدمة له‬

‫‪205‬‬
‫من طرف والديه وذلك يساهم في توجيه نزواته نحو الحب واإلحساس باألمن ‪ ،‬وفي حالة‬
‫اإلهمال وتخلي اآلباء عن األبناء فسر ‪M.Porot‬ذلك بأن أمن الطفل في معاناة ‪ .‬وهذا م‪,,‬ا‬
‫يؤدي إلى القلق والخوف واإلحساس بالنبذ وعدم التقبل الذي ينعكس سلبا على الذات ‪.‬‬

‫الحاجة إلى االنتماء والحب‬


‫الحب ضروري في حياة الفرد وخاصة المقدم من طرف المقربين يبدأ أوال مع األم ثم‬
‫مع األب ‪ ،‬والحب هو الذي يجلب االطمئنان واإلحساس بالقبول‪،‬واألمن وخاص‪,,‬ة األمن‬
‫العاطفي واالجتماعي وهنا نركز على أهمية التضامن أي اتحاد أفراد األسرة فيم‪,,‬ا بينهم‬
‫وخاصة الوالدين الذين يمثلن النموذج األولي للتقمص بالنسبة للطفل والذي على أساس‪,,‬ه‬
‫يكتسب فيما بعد أهم المعالم األساسية للحياة ‪ ،‬فالحالة تعيش في رفض وعدم تقبل األب لها‬
‫كونها بنت وليست ولد ‪ ،‬انعدام العالقة األبوية وبالرغم من كون األب موض‪,,‬وع التقمص‬
‫فهذا ال يمنعه من متابعة دوره في التطور العاطفي ألبنائه‪ ،‬وكما هو الحال بالنسبة لألم مع‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ة األوديبي‪,‬‬
‫ابنها فاألب أيضا هو موضوع التعلق مثير للعاطفة البنته خاصة في المرحل‪,‬‬
‫فوجوده مهم إلى جانب ابنته‪،‬تقول الحالة "عالقتي بأبي منعدمة ال أتذكر شيء جميل عشته‬
‫‪,‬ا أدى إلى‬
‫‪,‬ذا م‪,‬‬
‫‪,‬ه " ه‪,‬‬
‫معه في طفولتي تلقيت منه معاملة قاسية وسيئة وكأنني لست ابنت‪,‬‬
‫إحساسها بعدم المنفعة ‪ ،‬تحمل صورة سيئة عن ذاتها‪ ،‬إحساسها باإلهم‪,,‬ال‪ ،‬القس‪,,‬وة أي‬
‫تعيش فراغ عاطفي كبير‪ ،‬إضافة إلى ذلك تعيش صراعات وتناقضات تجعلها في ح‪,,‬يرة‬
‫من أمرها ‪ ،‬إحساسها بالوحدة ألنها لم يعد لها أي شيء تتمسك به وترتكز عليه‪،‬فاألب هو‬
‫أساس األمن والحماية وهو السلطة التي تمارس في مواقف ضرورية من توجيه ‪ ،‬تسيير‬
‫وقيادة األسرة كلها تجعل األبناء يحسون باالطمئنان والحب خاصة في وقت الحاجة ‪ ،‬في‬
‫هذا اإلطار يرى ‪ M.Porot (1979),‬أنه ال يوجد سلطة أبوية بدون حب ‪،‬والحب يظهر في‬
‫مختلف األفعال المطبقة التي تشمل على السلطة الضرورية‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫فاآلباء يمثلون دورا مهما في حياة األبناء ولهذا يفسر هذا األخير أن غياب أحد اآلباء‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬ل ويجعل‪,‬‬
‫عن مهامه ضمن الوسط األسري يؤدي إلى اضطراب التوازن العاطفي للطف‪,‬‬
‫فاقد العاطفة ‪،‬ألن التوازن األسري يلعب دورا فعاال في النمو السوي لشخصية الطفل وأن‬
‫النمو النفسي ألي فرد ينتج عن منظومة األسرة التي ينتمي إليها وبالتالي فهي المس‪,,‬ؤولة‬
‫األولى عن صحته أو عدم توازنه‪.‬‬
‫الحب حاجة ضرورية يحتاجها اإلنسان منذ ميالده أي حياته مبنية على الحب فلهذا‬
‫تعتبر العالقة األولية أساسية وضرورية لجعل األبناء قادرين على تكوين ذواتهم وأيض‪,,‬ا‬
‫إحساسهم بالثقة وبالوجود وهذا يرجع لتمسكهم بآبائهم وما يمنحنه من حب وعطف وأمان‬
‫ألن هذه الروابط مغذية للنفس وتساهم في تكوين شخصية متزنة‪ ،‬ق‪,,‬ادرة على مجابه‪,,‬ة‬
‫‪,‬اء‬
‫‪,‬ة ألن وراء األبن‪,‬‬
‫الحياة وقادرة غلى االستمرار في العيش دون اإلحساس بعدم المنفع‪,‬‬
‫‪,‬يرتهم‬
‫‪,‬لة مس‪,‬‬
‫‪,‬تطعن مواص‪,‬‬
‫دائما هناك اآلباء‪،‬فهم بمثابة القاعدة التي يرتكزن عليها ويس‪,‬‬
‫‪,‬اء‬
‫‪,‬د من العلم‪,‬‬
‫باطمئنان ألنه ال يوجد ما يشكل لهم خطر وقلق فيما بعد ‪ ،‬حيث نجد العدي‪,‬‬
‫‪,‬ة على الحب‬
‫‪,‬تي هي مبني‪,‬‬
‫‪,‬ه وال‪,‬‬
‫الذين أعطوا أهمية بالغة بالنسبة للعالقة بين الطفل وأم‪,‬‬
‫ومساهمة في النمو النفسي السليم ( ‪ ,) …R.Sptiz, J.Bowlby, D.W.Winnicott‬فالطفل‬
‫بحاجة إلى تعلق ليعيش ويتطور وهذا التطور يمس جوانب عديدة تجعله مؤهال ليص‪,,‬بح‬
‫‪,‬ير مس‪,‬ؤول عن‬
‫‪,‬ائن غ‪,‬‬
‫كائن اجتماعي قادر على التكيف واالستقاللية ‪ ،‬وبما أن هذا الك‪,‬‬
‫طبائعه ونفسيته التي تكونت من البيئة التي ترعرع فيها والتي لم تتوفر على أدنى شروط‬
‫الرعاية والعناية وعدم توفر الحاجات األساسية بما فيها الحب والحاجة إلى االنتماء وهذا‬
‫ما كانت بحاجة ماسة إليه الحالة التي لم تجد سوى اآلالم والمعاناة النفسية‪ ،‬وبقيت بحاجة‬
‫إلى أن تشعر بوجودها كإنسانة وبقيمتها في المجتمع أي البحث عن المكانة ‪،‬وإلى هوي‪,,‬ة‬
‫تنتسب إليها واالنتماء لشيء محدد ألنها إذا لم تنتمي لشيء فهي الشيء كما أنها تحت‪,,‬اج‬
‫إلى سلطة تضبط تصرفاتها وترشيدها إلى طريق الصواب والحياة الهنيئة‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫وبالتالي فالتوازن األسري يتوفر على ما تقدمه األم من حب وعاطفة إلى جانب‬
‫‪,‬ع‬
‫‪,‬ة بين جمي‪,‬‬
‫السلطة األبوية وكل واحد من هما مكمل لألخر‪ ،‬وهذا أساسه العالقة المتين‪,‬‬
‫أفراد األسرة وباألخص العالقة الجيدة بين الوالدين‪،‬و ما جاء في العديد من الدراسات التي‬
‫تؤكد على أهمية العالقة داخل الوسط األسري وأهمية األسرة في حد ذاتها في حياة األبناء‬
‫‪,‬راد‬
‫على أن هناك نسبة كبيرة من األف‪,‬‬ ‫‪J.Jacobs‬‬ ‫ومن بين ذلك تؤكد دراسة )‪,(2005‬‬

‫المنتحرين الذين درست سيرتهم عاشوا ظروف عائلية صعبة ‪ ،‬غياب في الطفولـــة‬
‫عالقــــة متينـــة مع وجه أبـــــوي تصبــــح عامــــــــل‬
‫مؤكــــد في جعــل صعوبات عالئقية الحقة ‪.‬‬
‫المعاناة النفسية‬
‫هذه الحالة عرفت إحباطات عديدة أول شيء تمثل في رفض األب لها كونها بنت‬
‫غير مرغوب فيها مما جعلها هي األخرى تكَو ن فكرة مسبقة عن ذاتها أنها بنت تختل‪,,‬ف‬
‫‪,‬ؤول‬
‫‪,‬ه المس‪,‬‬
‫عن الولد ‪ ،‬خاصة وأن األب الذي يمثل األساس والقوة بالنسبة لألسرة كون‪,‬‬
‫األولي قام برفضها‪ ،‬دفع بها ذلك إلى التَخ وف أيضا من رفض المجتمع لها و ما يحمله من‬
‫أفكار وتصورات و معتقدات سائرة حول وضعية البنت وما تحتله من مكانة ‪ ،‬فهي تعيش‬
‫‪,‬وف من‬
‫‪,‬دَيها تخ‪,‬‬
‫في دوامة مفرغة من األفكار المختلفة ومع أنها في نفس الوقت أصبح ل‪,‬‬
‫العالقات ولم يصبح لها الثقة الكاملة في ذاتها وحتى في اآلخرين‪ ،‬قلق وخ‪,,‬وف وأيض‪,,‬ا‬
‫تردد كل هذا كان له انعكاس لمعاناتها وما عاشته من حرمان ‪،‬فهي لم تتلقى قبول مرغوب‬
‫‪,‬روف‬
‫‪,‬ا ظ‪,‬‬
‫‪,‬ل كله‪,‬‬
‫فيه وجدت نفسها محاطة بالمشاكل‪،‬العيش في الفقر وخروج األم للعم‪,‬‬
‫مأسوية صعبة إلى جانب مرضها وبقاءها عاجزة طول حياتها ‪ ،‬فالتغيرات التي عرفته‪,,‬ا‬
‫وفي ه‪,,‬ذا‬ ‫األوضاع في األسرة أدت إلى تغير دور الحالة وأصبحت تهتم وتتكفل باألم‬
‫الصدد نبرز فكرة أهمية العالقة مع األشخاص األصلين أال وهما األب واألم وهذه العالقة‬
‫‪,‬الوجود‬
‫‪,‬اس ب‪,‬‬
‫‪,‬ذات ‪،‬اإلحس‪,‬‬
‫‪,‬رض ال‪,‬‬
‫أساسية ألنها تشكل قاعدة هامة لإلحساس بالثقة وف‪,‬‬

‫‪208‬‬
‫‪،‬وتكوين صورة إيجابية عن الذات لها معنى وهدف ‪ ،‬والثقة ال تكون فقط مع الذات ب‪,,‬ل‬
‫أيضا مع اآلخرين وهـذا مـا سماه )‪ E.H.Erickson,(1950‬باإلحساس االيجابي للحياة‪.‬‬

‫فقدان معنى الحياة والكآبة النفسية‬


‫إن الحياة بمجملها تحمل معاني ألفكار عديدة‪ ،‬فإذا كان الفرد يحس بأنه سعيد‪ ،‬مطمئن‬
‫‪,‬زال‬
‫‪,‬أ إلى االنع‪,‬‬
‫‪,‬ده يلج‪,‬‬
‫هذا ما يزيد ثقته بذاته وباآلخرين ‪ ،‬لكن إذا حدث عكس ذلك نج‪,‬‬
‫واالبتعاد عن اآلخرين والنفور من كل شيء وهذا ما جرى لهذه الحالــة حيــث‬
‫تقــــــول " كرهت حياتي " ‪ ،‬أي لم يعد أي معنى لوجودها ألن الحياة تمثل ك‪,,‬ل‬
‫‪,‬درة‬
‫‪,‬دم الق‪,‬‬
‫‪,‬ة ‪،‬ع‪,‬‬
‫شيء الحب ‪،‬المكانة ‪ ،‬العمل‪ ...‬ولهذا فالحالة تحس دائما بعدم المنفع‪,‬‬
‫والكفاية ‪،‬تحمل صورة سيئة عن ذاتها اكتسبتها من المقربين لدَيها وهذا ما جعله‪,,‬ا تحس‬
‫‪,‬ي‬
‫بجرح في صورة الذات وهذا ما جاء في قولهـــــا " كرهت كل شيء حتى نفس‪,‬‬
‫‪,‬دع في‬
‫‪,‬ية وتص‪,‬‬
‫وأصبحت جد يائسة من الوضع الذي حل بنا " نقص في الحاجات النفس‪,‬‬
‫العالقة مع الذات ما يشير إلى التصدع النرجسي‪.‬‬
‫عالقتها العاطفية كانت بمثابة تعويض عن كل ما عانته وما حرمت منه داخل الوسط‬
‫األسري حيث تقول " كنت جد سعيدة حتى أنني كنت أنس‪,,‬ى مش‪,,‬اكلي‪ ،‬أس‪,,‬تريح أحس‬
‫باألمان‪ ،‬وكنت أعتقد أنها سوف تنتهي بالزواج وأعيش بعيدة عن كل ما عانيته " فه‪,,‬ذه‬
‫العالقة العاطفية أرجعت لها ما كانت تفتقده في الوسط األسري كابنة‪ ،‬واإلحساس بالقبول‬
‫فهذا الشخص الذي أحبته أرجع لها الثقة بذاتها وجعلها تحس بأنها مقبولة اجتماعيا وأن لها‬
‫مكانة وأعاد لها الحياة التي عبرت عنها بالكره ‪ ،‬جعلها تحس بالسعادة‪ ،‬االطمئنان والحب‬
‫الذي لم تعرفه يوما ‪ ،‬عاشت حرمان عاطفي فاألب غائب كليا واألم أيضا كانت تعاني من‬
‫جرح عميق هدد حياتها‪ ،‬فكيف كان بإمكانها تلبية رغبات بناتها ‪.‬‬
‫إذن نستنتج من كل ذلك أن الحالة عاشت حرمان من األب ‪،‬لذلك فالعالقة العاطفية‬
‫منحتها الكثير وجلبت لها كل ما كانت بحاجة إليه‪ ،‬وما كانت ترغب فيه‪ ،‬فالشعور بالنب‪,,‬ذ‬

‫‪209‬‬
‫والرفض من طرف األخر هو الذي أدى إلى قلقها وتخوفها‪،‬فهي اآلن تعيش هذه اآلالم من‬
‫‪,‬ه ‪،‬فهي تعيش نفس‬
‫جديد‪ ،‬ألن الشخص الذي أحبته ابتعد وتركها وأقنعها بعدم الرجوع إلي‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫اإلحساس السابق وما يحمله من معاش نفسي صعب‪ ،‬فالجروح القديمة تحي من جديد م‪,‬‬
‫كان سابقا كتأكيد لعدم قبولها حتى من طرف الشخص الذي أحبته ‪،‬فهي تعيش جرح عميق‬
‫يهدد كيانها ‪ ،‬فالطرف األخر خيب أمالها وهذا أدى إلى اضطرابها وأصبحت ال تفكر في‬
‫شيء سوى الموت ووضع حد لهذه المعانات واآلالم فلهذا لجأت إلى المحاولة االنتحارية‬
‫كحل أخير تنهي به كل شيء ‪ ،‬ألن الطرف األخر كان سندها الوحيد الذي تلجأ إليه وم‪,,‬ع‬
‫فقدانه فقدت كل معاني الحياة ‪،‬ولم يعد لها أي شيء تتمسك فيه ‪ ،‬حيث أص‪,,‬بحت تمل‪,,‬ك‬
‫صورة سيئة عن ذاتها والتي ترجع لحياتها الداخلية الهشة المهددة بصدع نرجسي أي م‪,,‬ا‬
‫‪,‬ل من‬
‫‪,‬ب ك‪,‬‬
‫نجده عدم وجود استقرار نرجسي لهذه الحالة وعدم االستقرار النرجسي حس‪,‬‬
‫)‪ P.Jeammet et E.Birot , (1994‬يظهر كنتيجة لعدم وجود االنسجام بين الحاجات وبين‬
‫استجابات المحيط وهذا ما يفرض نفسه عند هذه الحالة ‪.‬‬
‫‪.5-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة الخامسة " أمينة "‬
‫التقدير‬ ‫االستقصاء‬ ‫االستجابة‬ ‫اللوحة‬
‫‪˄˂˃"2‬‬ ‫‪I‬‬
‫‪G Fclob A ban‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪.1‬خفاش‬
‫‪D F- A‬‬ ‫الجانب األيسر األعلى‬ ‫‪ .2‬دب‬
‫‪"1,21‬‬
‫‪˄"2‬‬ ‫‪II‬‬
‫‪D FC pl‬‬ ‫األحمر في األسفل‬ ‫‪ .3‬زهرة في األسفل‬
‫‪D F- A‬‬ ‫الجزء األعلى‬ ‫‪ .4‬أرنبين ‪"1,18‬‬
‫‪˄˂˃"25‬‬ ‫‪III‬‬
‫‪D F+ A ban‬‬ ‫لي راه في الوسط‬ ‫‪ .5‬فراشة‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫األجزاء الجانبية السفلي‬ ‫‪ .6‬لم أفهم شيء ‪ ،‬سمكتين على الجانبين‬
‫‪Dd F+ A‬‬ ‫اللون األحمر في األعلى‬ ‫‪ .7‬عصفرين‬
‫‪D F- A‬‬ ‫‪"1,11‬‬
‫‪˄"2.11‬‬ ‫‪IV‬‬
‫‪Refus‬‬ ‫‪ .‬ما عندش فكرة على هذا‬
‫‪"2,11‬‬

‫‪210‬‬
‫‪˄ "6‬‬ ‫‪V‬‬
‫‪G Fclob A ban‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪ .8‬خفاش‬
‫‪"35‬‬
‫‪˄ ˅ ˂ ˃"16‬‬ ‫‪VI‬‬
‫‪D F+ Ad‬‬ ‫الجزء األعلى‬ ‫‪ .9‬قط رأسه‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫‪ .‬ما عندش فكرة‬
‫‪D F- A‬‬ ‫الجزء السفلي‬ ‫‪.10‬سمك القرش ‪"2,25‬‬

‫‪˄ "4‬‬ ‫‪VII‬‬


‫‪D F- A‬‬ ‫األجزاء الجانبية‬ ‫‪ .11‬حيوان ‪ ،‬لم أعرفه ‪ ،‬سنجاب‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫‪"1,01‬‬
‫‪˄ ˅ ˂"7‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫‪D Kan A ban‬‬ ‫الوردي على الجانبين‬ ‫‪ .12‬نمرين صاعدين‬
‫‪D CF pl‬‬ ‫اللون األخضر‬ ‫‪ .13‬ورود‬
‫‪D F± nat‬‬ ‫الجزء الوسط‬ ‫‪ .14‬جبل ‪"1,12‬‬
‫‪˄"1,15‬‬ ‫‪IX‬‬
‫‪G F+ pl‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪ .15‬على شكل زهرة مفتوحة‬
‫‪"1,16‬‬
‫‪Refus‬‬ ‫‪˄"1,20‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪"1,20‬‬ ‫‪ .‬ليس لدَية فكرة على هذا‬
‫السيكوغرام‬
‫‪R :15‬‬ ‫)‪F =11(4+ ; 5- ; 1±‬‬ ‫‪Kan‬‬ ‫‪1 A‬‬ ‫‪10 A % 73%‬‬
‫‪Refus :2‬‬ ‫‪F%‬‬ ‫‪73%‬‬ ‫‪Ad‬‬ ‫‪1 H % 0%‬‬
‫‪"Tps total : 14,00‬‬
‫‪F+% 41%‬‬ ‫‪FC‬‬ ‫‪1 nat‬‬ ‫‪Ban 5‬‬
‫‪"Tps /réponse :56‬‬
‫‪"Tps lat. Moyen : 36‬‬ ‫‪CF‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Pl‬‬ ‫‪1 % IA % 0‬‬
‫‪G 2 13%‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪TRI : K0/C1.5Type Ext .Mixe‬‬
‫‪D 12 80%‬‬
‫‪F.Compl k 1 /E 0‬‬
‫‪RC % 27%‬‬ ‫‪Dd 1 7%‬‬ ‫‪F clob‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪: Eléments quantitatifs‬‬
‫‪Choix+ VIII‬‬ ‫‪Blocage‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫‪3‬‬
‫– ‪Choix‬‬ ‫‪I IV VI‬‬

‫‪،‬‬ ‫األشكال غير جميلة‬ ‫االختيار الموجب‪:‬اللوحة‪ VIII‬أعجبت باأللوان ‪ ،‬االختيار السالب‪ :‬اللوحة ‪I‬‬
‫اللوحة ‪ IV‬الشكل مع اللون جعلها غير جميلة ‪،‬اللوحة ‪ VI‬ليست لها معنى وغير جميلة ‪.‬‬
‫ميزات بروتوكول الروشاخ‬

‫العناصر النوعية‬

‫‪211‬‬
‫على مستوى السلوك‬ ‫على مستوى الحديث‬ ‫الزمن في‬ ‫عدد‬ ‫زمن‬ ‫رقم‬
‫اللوحة‬ ‫اإلجابات‬ ‫الكمون‬ ‫اللوحة‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"1,21‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"2‬‬ ‫‪I‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"1,18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"2‬‬ ‫‪II‬‬

‫قلق‬ ‫كف لتجنب اإلجابة‬ ‫‪"1,11‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"25‬‬ ‫‪III‬‬

‫قلق‬ ‫كف مع رفض اإلجابة‬ ‫‪"2,11‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"2,11‬‬ ‫‪IV‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"35‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫‪V‬‬

‫قلق‬ ‫حاولت رفض اإلجابة‬ ‫‪"2,25‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"16‬‬ ‫‪VI‬‬

‫قلق‬ ‫حاولت رفض اإلجابة‬ ‫‪"1,01‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"4‬‬ ‫‪VII‬‬

‫هدوء‬ ‫استراحة‬ ‫‪"1,12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"7‬‬ ‫‪VIII‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"1,16‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"1,15‬‬ ‫‪IX‬‬

‫قلق‬ ‫كف مع رفض اإلجابة‬ ‫‪"1,20‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"1,20‬‬ ‫‪X‬‬


‫‪"14.00‬د‬ ‫‪15‬‬ ‫‪"6.00‬د‬

‫‪.5-2‬تحليل بروتوكول الروشاخ‬

‫سيطرة الكف النفسي كانت واضحة في هذا البروتوكول ‪ ،‬سواء في إظهارها العجز‬
‫عن فهم وإدراك ما يوجد في اللوحة رغم أنها كانت ترفق ذلك بإجابة مترددة م‪,,‬رات في‬
‫اللوحات ‪ VI،III،VII‬أو سواء إظهارها توقفا تاما وهذا من خالل رفضها الكلي لإلجاب‪,,‬ة‬
‫في اللوحة ‪ ،IV X‬ومرات كانت تبدي عدم االهتمام باألمر ‪ ،‬نقص اإلنتاجية وعدم وجود‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ة تفكيري ‪,‬ة وبقاءه‪,‬‬
‫‪,‬ق دينامكي‪,‬‬
‫ربط في اللوحات بين الصور مع عدم قدرتها على خل‪,‬‬
‫متمركزة حول العالم الخارجي وكأنها تعيش فراغ في الحياة الخارجية ‪.‬‬
‫‪,‬ار من خالل‬
‫‪,‬اه االختب‪,‬‬
‫في المجمل نجد عدم الالمباالة‪ ،‬فالحالة أظهرت لنا حساسيتها اتج‪,‬‬
‫عدم إمكانية وضع بناء فكري قائم على أسس واقع العالم الخارجي‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫تحليل سيرورة التفكير‬
‫تميزت هذه السيرورة بالكف وبقيت تحت سيطرة الدفاع تفاديا لبروز أي إمكانية‬
‫تجعل من ظهور السيرورات التصورية أيضا التمسنا قوة دفاعية صارمة ‪ ،‬جافة خالية من‬
‫االستثمارات االنفعالية ‪.‬‬
‫بالنسبة لتوزيع اإلجابات أعطت الحالة إجابتين كليتين في اللوحة ‪I‬و‪ V‬كلها تمثل‬
‫‪ impressionniste G‬متبوعة بمحدد شكلي ‪ Fclob‬وظهرت في شكل يشير إلى التكيف (‪G‬‬

‫‪.)ban‬‬
‫مع رفض اإلجابات في اللوحات‪ IV، X‬أكد لنا مدى صالبة اآلليات الدفاعية جعلها تخضع‬
‫لنظام اإلنكار وعدم إظهار أي اهتمام لمادة االختبار ما يشير إلى "وضع مسبق للعاطفة في‬
‫خدمة الكبت للتصورات" (‪. C. Chabert ,) 84: 2004‬‬
‫اإلجابات الجزئية ظهرت بنسبة مرتفعة جدا وذلك في جميع اللوحات ما ع‪,‬دا اللوح‪,‬ة ‪V‬‬

‫واللوحات التي تم فيها الرفض وبأشكال مختلفة واالرتفاع يرجع لهشاشة وحساسية الحالة‬
‫‪,‬اع‬
‫‪,‬ذا االرتف‪,‬‬
‫أي عكس لنا نرجسية هشة لذات غير قادرة على الخروج من قوقعتها ‪ ،‬وه‪,‬‬
‫حسب (‪" C. Chabert ,)67 : 2004‬ينحصر في طابع انفعالي "‪.‬‬
‫غياب كلي لإلجابات اإلنسانية ‪ ،‬عدم قدرتها على تقمص الصور اإلنسانية خاصة‬
‫في اللوحة ‪ III‬مما يعكس تصدعات عميقة في سجل التصورات للذات م‪,,‬ع كش‪,,‬ف عن‬
‫هشاشة الهوية ‪.‬‬
‫أما اإلجابات الحيوانية ظهرت بنسبة مرتفعة جدا ‪ 73%‬ترجمت لنا النمطية الفكرية‬
‫و في هذا البروتوكول لجوء إلى هذا النوع من اإلجابات كان كرد فعل دفاعي س‪,,‬اهم في‬
‫كبث السيرورات التصورية وجعلها تخدم التفكير بطريقة سلبية ‪.‬‬
‫نسبة المقاربة الشكلية ‪ F%‬أظهرت لنا مدى مالئمة الحالة للعالم الخارجي‪ ،‬لكن رغم‬
‫ذلك فالمقاربة الشكلية الجَيدة ظهرت بنسبة منخفضة ‪ +F%=40%‬أشارت هنا إلى وج‪,,‬ود‬
‫اضطراب وعدم التكيف في العالقة مع العالم الخارجي ‪ ،‬فالكف النفسي كان ل‪,,‬ه دور في‬

‫‪213‬‬
‫‪,‬ع أي‬
‫‪,‬ا أدى إلى من‪,‬‬
‫كف السيرورات التفكيرية وجعلها تسير عكس الواقع الخ‪,‬ارجي مم‪,‬‬
‫حركية ممكنة تساهم في عمل السيرورة االستهامية ‪.‬‬

‫تحليل دينامكية الصراع الحسي والحركي‬


‫‪ TRI extratensif pure‬غياب اإلجابات الحركية يشير إلى عدم إمكانية التموضع في‬
‫جو انتقالي يسمح بالحركة والتبادل بين الواقع والخيال مع ضعف القدرة على التَص ورات‬
‫‪,‬يرورات‬
‫دع في الس‪,‬‬ ‫أيضا نقص اإلجابات الحركية والتقمصات اإلنسانية يرجع إلى تَص‬
‫األولية‪، C. Chabert ,)1998a(.‬ماعدا إجابة واحدة شائعة تشير إلى الحركية في اللوحة‬
‫‪.VIII‬‬
‫أما المحددات الحسية نجد فقط إجابتين ظهرت كل منهما في اللوحات الملونة نقص‬
‫اإلجابات التي تحمل اللون يفسر لنا أن الحالة لم تستطيع التعبير عن عاطفتها وهذا ليس له‬
‫عالقة بالمثيرات الحسية التي لم يكن لها دور فعال في إحداث االس‪,,‬تثارة وجعله‪,,‬ا تحت‬
‫اإلرغام وإنما ارتبط ذلك بإعادة النشاط الحسي الغير المنظم الذي ظهر في بعض اللوحات‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬تي تم فيه‪,‬‬
‫‪,‬ات ال‪,‬‬
‫والذي ارتبط بالحركية الدفاعية التي أدت إلى ذلك ما ظهر في اللوح‪,‬‬
‫الرفض كاللوحة‪ X‬وهي التي تحمل األلوان المختلفة شكلت لها كفا تاما وجعلها غير قادرة‬
‫على تكوين إجابة ‪.‬‬
‫‪.5-3‬تحليل لوحات الروشاخ‬

‫اللوحة ‪I‬‬
‫ظهرت في هذه اللوحة إجابة كلية شائعة أظهرت لنا مدى التكيف ‪،‬ثم أعطت إجابة‬
‫جزئية متبوعة بــ ‪ -F‬بينت لنا مدى الخوف والقلق الذي كان عند الحالة ‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫اللوحة ‪II‬‬
‫في هذه اللوحة أين نجد وجود اللون األحمر ‪ ،‬إال أن الحالة أظهرت لنا كفا جعلها‬
‫‪,‬انت‬
‫‪,‬ة ك‪,‬‬
‫تستغني عن رؤية اللون األحمر وبالتالي النزوات سواء كانت ليبيدية أو عدواني‪,‬‬
‫تخضع لنظام العزل وهذا ما يترجم لنا صرامة الجهاز الدفاعي واعتمادها فقط على الشكل‬
‫لعزل العاطفة ‪.‬‬

‫اللوحة ‪III‬‬
‫بدأت بإجابة شائعة تشير إلى التكيف والمسايرة للواقع ‪ ،‬لكن السيرورة التفكيرية‬
‫متبوعة دائما بالكف يجعلها غير قادرة على إحداث الحركية وأيضا التعبير عن ال‪,,‬نزوات‬
‫ولإلشارة فإن هذه اللوحة هي لوحة التقمصات و هذا لم يظهر لجأت مباشرة إلى استعمال‬
‫‪,‬ود و‬
‫‪,‬ون األس‪,‬‬
‫‪,‬ة في الل‪,‬‬
‫اإلنكار كوسيلة دفاعية " لم أفهم شيء " ‪ ،‬ثم إعطاء إجابة جزئي‪,‬‬
‫االبتعاد عن الباقي ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IV‬‬
‫نالحظ في هذه اللوحة هو استمرار الرفض واإلنكار و بقاء الحالة تحت سيطرة الكف‬
‫النفسي وأيضا استمرار صدى اللوحة ‪ III‬جعلها ترفض إعطاء إجابة وعدم قدرتها على‬
‫إظهار اإلشكالية الخاصة بهذه اللوحة ‪.‬‬
‫اللوحة ‪V‬‬
‫عودة إلى الهدوء والراحة من خالل اإلجابة الشائعة تحاول الرجوع إلى الوضعية‬
‫التكيفية رغم أننا نلتمس إحساس مرفوق بالخوف والقلق ‪.‬‬
‫اللوحة ‪VI‬‬

‫‪215‬‬
‫الكف عم كل اللوحات‪ ،‬دائما نجدها في حالة أخد ورد‪ ،‬رغم أنها تظهر رغبة في‬
‫إعطاء اإلجابات إال أنها ترجع وتستعمل اإلنكار من خالل رفضها لذلك"ماعندش فك‪,,‬رة"‬
‫مع وجود تهديد وقلق ظهر ذلك في اإلجابة الجزئية التي تحمل المحتوى ‪. Coupure‬‬

‫اللوحة ‪VII‬‬
‫الكف النفسي جعلها غير قادرة على تحديد نوع الحيوان ثم تظاهرت بعدم معرفته ‪،‬‬
‫ثم رأت ذلك " سنجاب" ‪ ،‬ظهور الصورة ثم غيابها على ساحة اإلدراك ثم ظهوره‪,,‬ا من‬
‫جديد ‪ ،‬فعدم االستمرار ارتبط بالكف العاطفي والكآبة النفسية ‪.‬‬

‫اللوحات ‪X IX VIII‬‬
‫لم يكن هناك تعبير انفعالي يبين لنا عاطفة الحالة التي بقيت تحت سيطرة الكف‬
‫النفسي تفاديا لبروز النزوات وأيضا بروز السيرورات التفكيرية ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VIII‬‬
‫ظهور إجابة تكيفية شائعة استرجعت من خاللها الهدوء والسيطرة على الوضعية لكن‬
‫تبقى الحالة من جهة بين الواقع والخيال ومن جهة بين هواماتها وبين الصراعات النفسية‬
‫التي بقيت تحت سيطرة الكبث ثم لجوءها إلى النكوص ‪ ،‬وأيضا إجابة أخرى غامضة غير‬
‫واضحة الحدود ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IX‬‬
‫في هذه اللوحة لجأت الحالة إلى النكوص كوسيلة ممكنة لتجاوز اإلشكالية األساسية‬
‫وما ترمز إليه ‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫اللوحة ‪X‬‬
‫الرجوع إلى الوضعية السابقة وبقائها تحت سيطرة الكف الذي لم تستطيع التغلب‬
‫عليه وهذا راجع إلى اآلليات الدفاعية التي لم تجعلها قادرة على التعبير بطريق‪,,‬ة جي‪,,‬دة‬
‫النفعاالتها ورغباتها‪.‬‬

‫‪.5-4‬ملخص بروتوكول الروشاخ‬

‫تميز بروتوكول الروشاخ للحالة أمينة بسيطرة الكف النفسي الحاد وهو ما يترجم لنا‬
‫توظيف بينيا ‪ ،‬وهذا التوظيف يرجع إلى القلق الذي تعيشه والذي يعتمد على دفاعات أولية‬
‫كانت مجتمعة كلها في مراقبة صارمة للحركات االسقاطية باستعمال العزل‪،‬أما بالنس‪,,‬بة‬
‫للكبث كان وسيلة لمواجهة الداخل‪.‬‬
‫فالصراعات النفسية جعلتها تلجأ إلى هذا األسلوب من الدفاع وما ظهر عند الحالة‬
‫هو ضعف في االستثمار الحسي لمقاومة ظهور العاطفة واالنفعاالت مما أدى إلى فقر في‬
‫‪,‬يرورات‬
‫‪,‬ل الس‪,‬‬
‫‪,‬اهم في فش‪,‬‬
‫الحياة اإلستهامية والعاطفية ‪ ،‬أيضا كف في التفكير الذي س‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬مح بالحركي‪,‬‬
‫‪,‬الي يس‪,‬‬
‫التمايز بين الذات والموضوع مع استحالة التموضع في جو انتق‪,‬‬
‫والتبادل بين الواقع والخيال ‪.‬‬
‫اللجوء إلى اإلجابات الجزئية والنمطية الفكرية المرتفعة ما يعكس لنا صرامة‬
‫وجفاف السيرورة التفكيرية ‪ ،‬ويبقى غياب اإلجابات اإلنسانية والحركية اإلنسانية مرتبط‬
‫بوجود إشكالية في التقمص مما اثر ذلك مباشرة على الهوية والتي ظهرت مضطربة ‪.‬‬
‫سيطرة الكف النفسي أدت إلى شلل في العاطفة واللجوء إلى اإلنكار لتفادي بروز‬
‫‪,‬وع‬
‫‪,‬دان الموض‪,‬‬
‫الصراعات مع عدم وجود إعداد وتهيئ للوضعية االكتئابية المرتبط بفق‪,‬‬
‫وبقائها تحت وقع العالقة اإلتكالية ما جعلها تلجأ إلى التحطيم الذاتي ‪.‬‬
‫‪.6‬الحالة السادسة "أحالم "‬

‫‪217‬‬
‫" المحاولة االنتحارية ‪،‬االكتئاب وغياب مشروع الحياة "‬

‫أحالم تبلغ من العمر ‪ 18‬سنة طويلة القامة ‪ ،‬متوسطة البنية الجسمية ‪ ،‬تدرس السنة‬
‫الثانية ثانوي ‪ ،‬تأتي في المرتبة الثانية بعد أخيها ‪ ،‬تعيش في بيت جدتها مع أمها وأخيه‪,,‬ا‬
‫رغم أنها ترفض الطريقة الوضعية التي تعيش فيها ‪ ،‬لديها رغبات وطموحات كبيرة إال‬
‫أنها تحس باليأس والملل وتفكيرها كله منصب حول وضع حد لمشكلتها من خالل اللجوء‬
‫إلى االنتحار ‪.‬‬

‫المقابالت‬

‫لم تكن طفولتي كاآلخرين ‪ ،‬عندما فتحت عينية وجدت نفسي في بيت جدتي أعيش‬
‫مع أمي وأخي ‪ ،‬لم أحس يوما بالسعادة عندما بدأت أكبر وجدت أمي تتخبط في المش‪,,‬اكل‬
‫عرفت أنها تعاني وكل ذلك من أجلنا ‪ ،‬مشاكل مع إخوتها وأيضا الوضعية ال‪,,‬تي ك‪,,‬انت‬
‫توجد فيها من حيث أنها امرأة مطلقة ولدَيها طفلين ‪ ،‬تعود من جديد إلى الم‪,,‬نزل بع‪,,‬دما‬
‫تزوجت واستقرت ‪ ،‬نجد أن في األمر كان هناك تقبل ورفض في نفس الوقت وكأنه شيء‬
‫فرض نفسه على األسرة ‪ ،‬لهذا الخالفات كانت مستمرة يوميا خاصة مع أن أمي خرجت‬
‫للعمل من أجل تلبية حاجتنا ‪.‬‬

‫عشت وأنا ال أعرف أبي ‪ ،‬عندما انفصلت أمي عن أبي كانت ال تزال حامل ‪ ،‬حيث‬
‫ولدت في بيت جدتي واستقبلتني أمي بمفردها‪ ،‬فأبي بالنسبة لي رجل غريب ‪ ،‬كما أنني ال‬
‫أحس بأي عاطفة تجلبني نحوه ‪ ،‬فالوحيدة التي كانت معي دائما هي أمي ‪ ،‬رغم أنها تظل‬
‫طيلة الوقت غائبة بسبب العمل وهو الذي كان يبعدني عنها ال شيء أخر‪ ،‬وجود أبي ليس‬
‫له معنى في حياتي ألنني ال أعرفه وال أحمل له مشاعر األبوة ‪ ،‬كل ما لدَية اتجاهه ه‪,,‬و‬
‫‪218‬‬
‫صورة سيئة ألب ترك زوجته وأوالده ‪ ،‬رغم أنني ال أحبه وليس لي أي مشاعر اتجاهه ‪،‬‬
‫لكن مرات أبكي كثيرا بسبب عدم وجود لدَية أب كباقي الناس يحبني ويحميني ‪.‬‬

‫تبقى عالقتي فقط بأمي وهي تعني لي كل شيء وأنا أحبها كثيرا‪ ،‬حيث من أجلها‬
‫‪,‬دا أن‬
‫أردت قتل نفسي وهذا حتى ال أحس بما كانت تعانيه‪ ،‬فأنا أعرف الوضع وأدرك جي‪,‬‬
‫ال أحد يتحمل من أجلنا ما عدا أمي رغم أننا كن نعيش في ظروف صعبة مليئة بالمشاكل‬
‫فيوميا النزعات والخالفات ال يوجد هدوء يحسك باألمان ‪،‬فالجميع في األسرة ض‪,,‬دنا وال‬
‫أحد يحبنا هذا ما كنت أحسه باستمرار‪،‬وهذا األمر كان يزعجن كثيرا ويجعلني قلقة ج‪,,‬دا‬
‫‪,‬ل‬
‫أيضا يوجد أخي األكبر مني بسنة ‪ ،‬ال يوجد أي مشاكل أو خالفات عالقتي به جيدة وك‪,‬‬
‫واحد منا يحترم األخر وال يتجاوز حدوده ‪ ،‬بالعكس مرات أحس أنه يحن ويعطف علي‪,,‬ة‬
‫عندما يراني في حالة توثر وغضب ‪.‬‬

‫كان لي العديد من األصدقاء التي ربطتني بهم صلة الصداقة و أيضا الدراسة ‪ ،‬كنا‬
‫ندرس معا وكنت أخاف من التقرب منهم أو حتى االلتقاء بهم في أوقات خارج الدراس‪,,‬ة‬
‫إلى أن أعجبت بشخص تعرفت عليه واتفقنا على أن نلتقي باستمرار‪،‬فكانت المرة األولى‬
‫‪,‬يء في‬
‫‪,‬ل ش‪,‬‬
‫التي أحسست أن هناك من يحبني ويهتم ألمري فأصبح يعني لي الكثير وك‪,‬‬
‫حياتي‪ ،‬تطورت العالقة إلى درجة أنني لم أستطيع االبتعاد عنه وكانت عالقتنا قوية حيث‬
‫كان يعيدني بالزواج وفجأة رفض االتصال كليا هذا ما زاد من أالمي ومعاناتي ‪ ،‬بع‪,,‬دما‬
‫أحسست أن هناك من يساعدني ابتعد ورحل عني وأنا في أمس الحاجة إليه ‪ ،‬إض‪,,‬افة إلى‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ذا م‪,‬‬
‫‪,‬ا وه‪,‬‬
‫المشاكل األسرية التي ال أريد حتى التفكير فيها ‪ ،‬فالمشاكل أنا كبرت معاي‪,‬‬
‫يجعلني أحس بالحرمان ‪ ،‬بالتعاسة وفقدان الحماية ‪ ،‬أحس أنني محقورة وال أستطيع الدفاع‬
‫عن نفسي وال أعرف ماذا أفعل حتى أمي لم تستطيع هي األخرى فعل أي شيء ‪.‬‬
‫حاولت عدة مرات القيام بمحاوالت انتحارية إال أنني في كل مرة أتراجع وال أستطيع‬
‫فعل ذلك ألنني أفكر في أمي وما يمكن أن أسببها لها ‪ ،‬لكن في هذه المرة لم أعد أتحم‪,,‬ل‬
‫‪219‬‬
‫األمر فقدت الشخص الذي كنت أحبه والذي لم أفكر يوما في رحيله ‪ ،‬كان لدية أم‪,,‬ل في‬
‫عودته لكن دون جدوى وأحسست مع الوقت أن األمر أصبح جديا وأنه رحل ولن يع‪,,‬ود‬
‫‪,‬د‬
‫‪,‬ع ح‪,‬‬
‫‪,‬ررت وض‪,‬‬
‫إضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة التي لم أعد أتحملها‪ ،‬وهكذا ق‪,‬‬
‫لحياتي على أساس أن أنسى كل شيء وأتخلى عن اآلالم بشكل نهائي ‪ ،‬فلجأت إلى البحث‬
‫‪,‬رات‬
‫‪,‬تعمل في التخلص من الحش‪,‬‬
‫‪,‬ة تس‪,‬‬
‫‪,‬ادة خاص‪,‬‬
‫في المنزل عن أي شيء‪ ،‬فوجدت م‪,‬‬
‫‪ insecticide‬فشربتها ونظرا لقوة المادة فقدت السيطرة ولم أعد قادرة على متابعة الوضع‬
‫فدخلت مباشرة في غيبوبة مما أدى إلى نقلي إلى مصلحة االستعجاالت الطبية أين تلقيت‬
‫العالج ‪،‬لكن ال أزال أعاني وال أعرف مصيري فيما بعد وماذا أفعل ؟‪.‬‬

‫التعـليـــق ‪:‬‬

‫غياب األمن والتضامن األسري‬


‫عاشت الحالة أحالم ظروف صعبة تعلقت خاصة بالجو األسري الذي كان يعرف‬
‫اضطرابا ولم يكن يتوفر على أدنى الشروط األساسية التي تتميز بها األسرة والمتمثلة في‬
‫منح أفرادها الحاجات الضرورية المساهمة في اإلشباع لكل رغباتهم التي هم حقيقة بحاجة‬
‫إليها‪ .‬فالحالة لم تحظى بأسرة مستقلة تشمل فقط على األب واألم وأخاها‪،‬بل وجدت نفسها‬
‫في أسرة موسعة تشمل على الجدة وجميع أفراد أسرتها ‪،‬فاالضطراب هنا بدأ بع‪,,‬د طالق‬
‫األم وعودتها إلى المنزل هي وابنها وكانت ال تزال حامل بالحالة أحالم ‪،‬ما نجده هو تغير‬
‫وضع ومكانة األم التي لم يرغب أحد في عودتها ولم تجد استقبال جيد‪ ،‬لكن األمر فرض‬
‫نفسه على أسرتها وفرض عليها في نفس الوقت تحمل كل ما كان يعترضها حيث ك‪,,‬انت‬
‫تتلقى معاملة قاسية وسيئة هي وأبنائها ‪.‬‬
‫عندما بدأت الحالة تكبر وجدت األم تتخبط في المشاكل مع جميع أفراد أسرتها ‪ ،‬لم‬
‫‪,‬وفر على‬
‫‪,‬اة ويت‪,‬‬
‫‪,‬اني الحي‪,‬‬
‫‪,‬ل مع‪,‬‬
‫تجد هي األخرى اطمئنان وجو أسري هادئ يحمل لك‪,‬‬
‫الضروريات المهمة في عملية التربية االجتماعية وما تحمله من قيم ومبادئ وقبول وأيضا‬
‫‪220‬‬
‫من الناحية النفسية وما تعرفه من االهتمام‪ ،‬الحب‪،‬األمان ‪ ،‬وهذا ما كان ينقصها حتى على‬
‫مستوى العالقات لم تكن هناك عالقات متينة مع جميع أفراد أسرتها‪ ،‬كانت ترى الجمي‪,,‬ع‬
‫خطر عليها وعلى أمها وأخاها ألنها مع الوقت أصبحت هي األخرى غير مرغوب فيه‪,,‬ا‬
‫وغير محبوبة تقول " أحس أنني محقورة وال أستطيع الدفاع عن نفسي وال أعرف م‪,,‬اذا‬
‫أفعل حتى أمي لم تستطيع هي األخرى فعل أي شيء " ‪،‬هذا ما جعلها تفقد الثقة باآلخرين‬
‫‪،‬حيث كانت تعيش قلق وخوف مستمر وهذا يرجع إلى االضطهاد األسري ال‪,,‬ذي ك‪,,‬ان‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬ا كنت أحس‪,‬‬
‫‪,‬ذا م‪,‬‬
‫‪,‬ا ه‪,‬‬
‫يحيط بها حيث تقول " فالجميع في األسرة ضدنا وال أحد يحبن‪,‬‬
‫باستمرار‪،‬وهذا األمر كان يوثرن كثيرا ويجعلني قلقة جدا " ‪.‬‬

‫غياب مكانة ودور األب‬


‫عرفت طفولتها اضطراب وعدم استقرار الذي استمر وساهم في تكوين لها شخصية‬
‫‪,‬راه في‬
‫مضطربة‪ ،‬حيث أنها لم تعرف أباها ولم تحمل له أي صورة في مخيلتها‪ ،‬كل ما ت‪,‬‬
‫الواقع المعاش موجود ويفرض نفسه وهو إهمال أب ألسرته رغم أنها لم تعرفه يوم‪,‬ا ولم‬
‫تكن له أي عالقة معه كما أنها ال تحمل له أي مشاعر تقول " أبي ليس له معنى في حياتي‬
‫‪,‬و‬
‫‪,‬اة البنت وه‪,‬‬
‫ألنني ال أعرفه وال أحمل له مشاعر األبوة "‪ ،‬فاألب له مكانة هامة في حي‪,‬‬
‫‪,‬الم‬
‫‪,‬ة ألن المع‪,‬‬
‫‪,‬نى وأهمي‪,‬‬
‫يعتبر المؤسس المهم لشخصيتها إلى جانب األم وجوده له مع‪,‬‬
‫‪,‬ودة بين األب‬
‫‪,‬ون موج‪,‬‬
‫‪,‬تي تك‪,‬‬
‫‪,‬ة ال‪,‬‬
‫األساسية للشخصية تتكون من خالل العالقة األولي‪,‬‬
‫واألم وعليها تستطيع أخد منها ما هو مغذي و ضروري لشخصيتها والتي على أساس‪,,‬ها‬
‫تستطيع تكوين عالقات فيما بعد ‪،‬حسب التحليل النفسي الوظيفة األبوي‪,,‬ة هي المؤس‪,,‬س‬
‫للتكوين الذاتي ‪ ،‬حيث تأخذ "مكانة األب " في دراسات ‪ S. Freud‬أهمية كبيرة خاصة ما‬
‫جاء في كتابه « ‪ » Totem et tabou‬سنة ‪ 1912‬وبالنسبة إليه هذه المكانة الموكلة لألب‬
‫‪,‬ة بين‬
‫هي قانون أساسي يمنع المحارم وهو مستمر ومتوارث عبر األجيال ‪،‬وتبقى العالق‪,‬‬
‫األب و(الولد أو البنت) مرتبطة بعالقة األب باألم والتي على أساسها يتعرف الطفل على‬

‫‪221‬‬
‫األب ‪ ،‬ألن كما يضيف ‪ J. Lacan‬األب موجود عند الطفل من خالل خطاب األم بحيث‬
‫‪,‬ق‬
‫هي التي ترسم له األب ‪ ،‬وعند غياب األب في الحياة اليومية للطفل أي في حالة التفري‪,‬‬
‫تبقى الروابط األبوية منفصلة وتبقى العالقة أم ‪ -‬طفل بعيدة عن الثالثية األودبي‪,,‬ة وتبقى‬
‫هذه األخيرة كصورة ‪ ،‬ألن الرابط األبوي ال يترجم من خالل عالقة األب بالطفل وإنم‪,,‬ا‬
‫من خالل العالقة الثالثية ‪ ،‬وهكذا يبقى غياب األب مرتبط باألم ‪.‬‬

‫هشاشة في صورة الذات والكآبة النفسية‬


‫أول شيء تعاني منه الحالة هو عدم االستقرار النفسي والذي يرجع إلى سوء التكيف‬
‫ضمن الوسط األسري أيضا إحساسها باإلهمال والنبذ العاطفي من المقربين إليهــا‬
‫فهي تعيش فراغ كبير وجرح عميق ‪،‬ألنها لم تحظى برعاية أبوية كافية ‪،‬كل ما عرفته هو‬
‫‪,‬اهم في جعلهــا‬
‫‪,‬ا س‪,‬‬
‫الرفض وتفكك أسرتها ‪،‬إحساس بأنها غير مرغوب فيها هذا م‪,‬‬
‫قلقـــة ومتوترة وحتى في عالقتها مع اآلخرين هناك نوع من الحذر والتجنب تخوف‪,,‬ا‬
‫من الرفض والعيش بنفس الطريقة المعاشة ‪،‬ألنها ترتكز على معالم حياة هشة ال تمكنه‪,,‬ا‬
‫من اكتساب عالقات متينة وجدَية ألنها تفتقد كليا لعالقة أبوية قبل أن يكون لها عالقات مع‬
‫اآلخرين ‪.‬‬
‫إحساسها باال قيمة واالحتقار وأيضا تخوفها من المحيط الخارجي والذي يرجع‬
‫لالحباطات المتكررة منذ صغرها ‪،‬فهذه االحباطات لم تكن مقوية كما هو الحال في بعض‬
‫الحاالت تكون محفزة ومشجعة ‪،‬لكن عند هذه الحالة األمر يختلف ألن شخصيتها هشة هذا‬
‫ما جعلها تنهار فهي ال تعرف قيمة وجودها ‪ ،‬إحساسها الدائم بعدم األمن العاطفي ‪،‬الحزن‬
‫واليأس ‪ ،‬عدم الرغبة في الحياة‪ ،‬االنعزال والحساسية المفرطة ‪،‬حيث فكرت في العديد من‬
‫المرات في االنتحار لكنها في كل مرة تتراجع أي أن الحالة تعاني من االكتئاب االرتكاسي‬
‫‪,‬ع‬
‫‪,‬زن دائم م‪,‬‬
‫‪ ¹‬وهذا راجع لألعراض السابقة الذكر ونضيف أيضا أن المكتئب يعيش ح‪,‬‬

‫‪222‬‬
‫شعور بفراغ عالئقي وفشل ‪،‬إحساســه بتوقف الزمـــن وبالتـــالي حياتــه‬
‫تتوقف مع هذا الشعور‪.‬‬

‫االكتئاب االرتكاسي هو الذي ينجم عن األحداث والمواقف المؤلمة التي يعيشها الفرد‪،‬وهكذا يكون االكتئاب كرد فعل‬ ‫‪¹‬‬
‫اتجاه ذلك‪ ،‬أي يكون هذا االكتئاب كاستجابة للمثيرات الضاغطة‪،‬وال يرتبط بأعراض ذهانية أو عصابية ‪.‬‬
‫‪ A.Meyer‬ركز على أهمية المعاش النفسي واألحداث التي عاشها الفرد في حياته واعتبره‪,,‬ا من بين‬ ‫)‪,(1952‬‬
‫العوامل األساسية لظهور االكتئاب االرتكاسي‪.‬‬

‫يتشكل لديه نقص في تقدير الذات الذي يرجع إلى سوء التكيف االجتماعي والعاطفي‬
‫وأيضا فقدان أشخاص لديهم مكانة وأهمية و هذا ما عرفته هذه الحالة فقدان األب تم فقدان‬
‫موضوع الحب الذي يعتبر الطرف األخر ولهذا فهي بقيت مرتبطة بهذا الفقدان مما جعل‬
‫االستمرار في الحياة مستحيال ‪،‬ومن بين األعراض األساسية والتي تتواجد أيضا عند هذه‬
‫الحالة اإلحساس السلبي بالوجود ‪،‬الحزن وعدم االهتمام بالذات ‪ ،‬الكف الفكري األفك‪,,‬ار‬
‫االنتحارية واالنتقال إلى المحاولة االنتحارية )‪.D.Barbier ,(2003‬‬
‫‪.‬‬

‫عيشها الدائم في قلق وتوثر‪ ،‬لم تجد الجو األسري المناسب وحتى البديل األسري‬
‫‪,‬ا‬
‫(العائلة) لم يكن هو األخر كافي لمنحها ما كان ينقصها و إنما ساهم هو األخر في جعله‪,‬‬
‫‪,‬ل من‬
‫‪,‬دم تقب‪,‬‬
‫‪,‬اب كلي لألب ‪ ،‬رفض وع‪,‬‬
‫تكون فكرة سيئة عن ذاتها ‪ ،‬تفكك األسرة وغي‪,‬‬
‫طرف أسرة األم ‪ ،‬فالحالة لم تستطيع فهم هذا الرفض من كال األس‪,,‬رتين ‪ ،‬ألن األس‪,,‬رة‬
‫الموسعة بعد زواج البنت يعتبر ذلك له أهمية ومكانة في المجتم‪,,‬ع ‪،‬لكن الطالق يعت‪,,‬بر‬
‫عائق ومشكل في حد ذاته ويعتبر مفهوم غير مقبول في وسط المجتمع وكأن‪,,‬ه يخفي من‬
‫وراءه معاني عديدة ‪،‬فاألم كانت ضحية هذا الطالق الذي أخذ منها مكانتها كامرأة متزوجة‬
‫لها زوج من جهة‪ ،‬وأم لديها أبنائها من جهة أخرى أي لديها أسرة مستقلة ‪.‬‬

‫حياتها لم تعرف الهدوء النفسي واالطمئنان ‪ ،‬فالقلق أصبح يهدد كيانها وجعلها غير‬
‫مستقرة حيث تؤكد ‪ E. Deutsh (1964),‬على أن القلق هو من العناصر الشخصية الهامة‬
‫‪223‬‬
‫‪,‬ار‬
‫‪,‬ة أحالم حيث أن األفك‪,‬‬
‫التي تدفع إلى المحاولة االنتحارية‪ .‬وهذا ما كانت تعرفه الحال‪,‬‬
‫‪,‬ال‬
‫االنتحارية لم تفارق تفكيرها وكانت تأتيها من وقت ألخر إلى أن لجأت فعال إلى االنتق‪,‬‬
‫إلى الفعل وهنا األمر اختلف كليا عن ما كانت عليه في السابق حيث أنها لم تؤذي ذاته‪,,‬ا‬
‫وبقيت تلك التهديدات الموجهة للذات على مستوى التفكير ولم تصل إلى حد الفع‪,,‬ل ‪ ،‬لكن‬
‫الشيء الوحيد الذي جعلها تلجأ إلى ذلك و هو مغادرة الطرف األخر لها ‪.‬‬

‫الحاجة إلى الحب وإلى تحقيق الذات‬


‫فالعالقة العاطفية عند هذه الحالة كانت كبديل عن الحب الذي افتقدته في أسرتها حيث‬
‫وجدت في الطرف األخر ما كانت ترغب فيه ‪ ،‬أعاد لها اإلحساس ب‪,,‬الوجود والل‪,,‬ذة في‬
‫‪,‬يء‬
‫الحياة وجدت الطريق إلى المستقبل‪ ،‬ألن أي فرد مهما كان بحاجة إلى التمسك بأي ش‪,‬‬
‫‪,‬ه من‬
‫‪,‬جع لدي‪,‬‬
‫في هذه الحياة أي بحاجة إلى دور ومكانة في الوسط الذي يعيش فيه ما يش‪,‬‬
‫تقدير لذاته ‪ ،‬ألن وجوده مرتبط بوجود األخر وهذا ما يحفز عالقاته باآلخرين‪.‬‬

‫فالعالقة العاطفية أرجعت لها الثقة بذاتها وباآلخرين بعدما كانت تخاف من العالقات‬
‫كانت تحس بالنقص وحاجاتها إلى الحب وإلى إحساسها بأنها مقبولة وأنها مرغوبة‪،‬وفشل‬
‫‪,‬اة‬
‫‪,‬اني الحي‪,‬‬
‫هذه العالقة العاطفية كان كتأكيد للرفض من جديد وهذا ما جعلها تفقد كل مع‪,‬‬
‫‪,‬انت‬
‫وتفقد المكانة التي طالما كانت تبحث عنها ووجدتها في هذه العالقـــــة التي ك‪,‬‬
‫‪,‬اكل ‪ ،‬أرادت أن‬
‫‪,‬ة من المش‪,‬‬
‫‪,‬رة خالي‪,‬‬
‫ترى فيها تأسيس بيت مستقل والزواج وتكوين أس‪,‬‬
‫تفرض وجودها وتثبت ذاتها ‪ ،‬وهذه العالقة كانت لها بمثابة حل لكل المعانات إال أن األمر‬
‫لم يكن كما كانت تريد ولهذا لجأت إلى المحاولة االنتحارية ‪.‬‬

‫نستنتج أن االعتداء على الذات عند هذه الحالة كان كوسيلة هروبية لتجنب الواقع‬
‫‪,‬ير‬
‫المعاش جعلها ترفض هي األخرى ذاتها وكأنها تعاقبها جراء ما حدث لها وبما أنها غ‪,‬‬
‫‪224‬‬
‫‪,‬نزوات‬
‫‪,‬ع ال‪,‬‬
‫‪,‬ا ‪،‬تجم‪,‬‬
‫قادرة على معاقبة اآلخرين لجأت إلى ذاتها التي لديها كل الحق فيه‪,‬‬
‫العدوانية في الداخل ألنها لم تجد منفذ إلى الخارج وبالتالي تتجمع وترجع إلى الذات وهذا‬
‫الرتباطها بظروف دفعتها إلى ذلك ‪،S. Freud‬ألنها لم يبقى لها أي شيء تلجأ إليه فهي‬
‫على دراية تامة أن جميع أفراد أسرتها ال يمدنا لها يد المساعدة وأكبر شيء من ذلك وهو‬
‫غياب مشروع الحياة ‪ ،‬ليس ليها أسرة متكاملة تحمل كل معاني الحب واالطمئنان ‪ ،‬غياب‬
‫العمل ‪ ،‬ليس لديها أي دور في الوسط العائلي خاصة وهنا نقصد بأسرتها الموسعة ‪،‬فقدان‬
‫العالقة العاطفية التي كانت هي األخرى بمثابة مشروع حياة ‪،‬ومن خالل هذا المش‪,,‬روع‬
‫سوف تحقق رغباتها وهذا بالتوافق مع متطلبات الواقع ‪.‬‬
‫غياب مشروع الحياة‬
‫مشروع الحياة يتوقف عليه تقدير الذات والتي هي األخرى يكتسبها الفرد من خالل‬
‫تماشي العوامل الداخلية مع العوامل الخارجية ‪ ،‬أي التساوي بين الواقع والرغب‪,,‬ة حيث‬
‫نجد الواقع يتضمن تكيف ‪،‬وفي أكثر األحيان إجبارية االندماج ‪،‬أما الرغبة تتضمن إرادة‬
‫تأكيد الذات والحاجة الملحة إلى التنفيذ‪ ،‬لكن عدم ضرورة تماشي الواقع مع الرغبة وهذا‬
‫‪,‬تقلة‬
‫‪,‬بح مس‪,‬‬
‫ما أكده )‪ M.Huteau ,(1993‬وأيضا وضح فكرة ‪،‬أن الرغبة يمكن أن تص‪,‬‬
‫وتتطور في الخيال ‪،‬أي استقاللية من كل الواجبات االجتماعية وهنا الفرد يأخذ ويتبنى هذه‬
‫‪,‬غوطات‬
‫‪,‬ها للض‪,‬‬
‫‪,‬ذا لتعرض‪,‬‬
‫‪,‬ة وه‪,‬‬
‫الرغبات من أجل الواقع وكما يمكن أن تكون منعدم‪,‬‬
‫االجتماعية وهنا الفرد يأخذ ويتبنى الواقع من أجل رغباته ‪.‬‬
‫وفي هذه الوضعية نجد أن الحالة بقيت تحت إرغام وتأثير الواقع المعاش الذي‬
‫‪,‬اب األب‬
‫‪,‬ري ‪ ،‬غي‪,‬‬
‫جعلها غير قادرة على تحقيق رغباتها وبالتالي بقيت ضحية تفكك أس‪,‬‬
‫فقدان المكانة‪ ،‬نقص قيمة الذات والتي ترجع إلى اللقيمة االجتماعية والتي ارتبطت أساسا‬
‫بأنها ابنة المطلقة ‪ ،‬مستقبل غير محدد ‪ ،‬فقدان الحب واألمان ‪ ،‬أي نقول في المجمل فقدان‬
‫‪,‬ات‬
‫لكل الحاجات النفسية الضرورية ‪ ،‬والتي اعتبرت أساسية وضرورية في هرم الحاج‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬عه بطريق‪,‬‬
‫وأن إشباعها على النحو الذي وض‪,‬‬ ‫‪A.Maslow‬‬ ‫النفسية لــ )‪,(1954‬‬

‫‪225‬‬
‫متسلسلة له أهمية كبيرة في حياة الفرد وحتى الترتيب في حد ذاته يبين أهمية كل حاج‪,,‬ة‬
‫‪,‬اءه‬
‫عن األخرى بعد اإلحساس باألمان ثم االنتماء والحب أي الفرد موجود من خالل انتم‪,‬‬
‫‪,‬مها‬
‫‪,‬ه اس‪,‬‬
‫‪,‬ا تحمل‪,‬‬
‫إلى أسرة تحمل كل معاني الحب واالطمئنان وأيضا ما هو أساسي أنه‪,‬‬
‫‪,‬ذات‬
‫‪,‬دير ال‪,‬‬
‫‪،‬وعلى هذا األساس تزداد ثقته بنفسه و باآلخرين ما يكون لديه اإلحساس بتق‪,‬‬
‫‪,‬ال‬
‫ونجده في استمرار وتواصل للبحث عن تحقيق ذلك أي تحقيق الذات وهذا بطبيعة الح‪,‬‬
‫بالتساوي بين رغباته وأيضا ما يفرضه المجتمع من شروط و واجبات ‪.‬‬

‫‪.6-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة السادسة " أحالم "‬

‫التقدير‬ ‫االستقصاء‬ ‫االستجابة‬ ‫اللوحة‬


‫‪Angoisse‬‬ ‫"˄ ‪2‬‬ ‫‪I‬‬
‫كل الشكل‬ ‫‪.1‬حاجة ماشي شابة تخوف ‪"3,10‬‬
‫‪G Clob chose‬‬
‫‪˄"9‬‬ ‫‪II‬‬
‫‪D C sang‬‬ ‫األحمر‬ ‫‪ .2‬دم‬
‫‪D FE nat‬‬ ‫الجزء الرمادي‬ ‫‪ .3‬ضباب‬
‫‪D K Hd‬‬ ‫الجزء األعلى كراع م‪,,‬ع‬ ‫‪ .4‬كراع‬
‫كرع باغين يدبزو‬ ‫‪.5‬ظل نصف رجل سمين‬
‫‪D EF Hd‬‬
‫الرمادي على الجانبين‬ ‫‪.6‬وجه حوتة صغيرة ‪"3,31‬‬
‫‪Moitie‬‬
‫‪Dd F- Ad‬‬
‫‪˄"20‬‬ ‫‪III‬‬
‫الجزء األسود‬ ‫‪ .7‬زوج نساء باغين يرفدوا حاجة‬
‫‪G K H ban‬‬
‫األحمر الذي يوجد على‬ ‫‪ .8‬األحمر‪ bébé‬من يكون في كرش أمه‬
‫(‪)K extension‬‬ ‫‪papion .9‬‬
‫الجانبين‬
‫‪D F- H‬‬ ‫األحمر في الوسط‬ ‫‪"2,24‬‬

‫‪226‬‬
‫‪Cn‬‬
‫‪D F+ A ban‬‬
‫‪Angoisse‬‬ ‫‪˄"11‬‬ ‫‪IV‬‬
‫‪G FclobA ban‬‬ ‫‪ .10‬وحش أمام مبنى ومن ه‪,,‬و ض‪,,‬خم كل الشكل‬
‫راهي تبان بعيدة عليه‬
‫→‪Kp‬‬ ‫‪ .11‬كراع ‪"2,01‬‬
‫‪DO F- A‬‬ ‫الرمادي في األسفل على‬
‫الجانبين‬
‫‪Angoisse‬‬ ‫‪˄ "19‬‬ ‫‪V‬‬
‫كل الشكل‬ ‫‪ .12‬حيوان طائر‬
‫‪G Kan A ban‬‬
‫‪ .13‬أجنحة ميتة‬
‫‪DO F- Ad‬‬ ‫‪.14‬ورق تاع شجرة مدبلة‬
‫‪D FE pl‬‬ ‫‪ .15‬وجه تمساح ‪"3,05‬‬

‫‪Dd F- Ad‬‬
‫‪˄ "31‬‬ ‫‪VI‬‬
‫‪D F- Hd‬‬ ‫أعلى القمة‬ ‫‪ .16‬وجه رجل عنده لحية‬
‫‪D F- H/ radio‬‬ ‫ما تبقى من الشكل‬ ‫‪ .17‬واحد داروله راديو ‪"1,28‬‬
‫‪˄ ˅ "23‬‬ ‫‪VII‬‬
‫‪D F- Hd‬‬ ‫الوجوه عل الجانبين‬ ‫وجه امرأة كبيرة ‪ ،‬وشعرها‬ ‫‪.18‬‬
‫‪D F- anat‬‬ ‫نفس المكان األول‬ ‫فريسة تاع حيوان‬ ‫‪.19‬‬
‫‪D F- Ad‬‬ ‫يمكن أن يكون وجه ثعلب‬ ‫وجه ثعلب‬ ‫‪.20‬‬
‫‪D Kob obj‬‬ ‫ما تبق في األسفل‬ ‫لعبة تاع المناج‪"1,22‬‬ ‫‪.21‬‬

‫‪˄ ˂"6‬‬ ‫‪VIII‬‬


‫‪D Kan A ban‬‬ ‫أسدين على الجانبين‬ ‫‪ .22‬زوج أسدين طالعين في جبل‬
‫‪D F+ nat‬‬ ‫الجزء األخضر‬ ‫‪ .23‬جبل معمر باألشجار ‪"40‬‬
‫‪˄"10‬‬ ‫‪IX‬‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪.‬ماشفت فيها والوا‬
‫‪D CF feu‬‬ ‫‪ .24‬كشغل نار‬
‫اللون البرتقالي‬
‫→‪Kob‬‬ ‫‪ .25‬كرش‬
‫‪D F- Hd‬‬ ‫في اللون الوردي‬ ‫‪"45‬‬
‫‪˄"15‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪D F+ A ban‬‬ ‫األزرق على الجانبين‬ ‫‪ .26‬عقرب‬
‫‪D F- Hd‬‬ ‫األزرق على الجانبين‬ ‫‪ .27‬وجه واحد شرير‬
‫‪D K H‬‬ ‫الرمادي في األعلى‬ ‫‪.28‬امرأة تشوف في امرأة وباغين يدبزو‬

‫‪227‬‬
‫‪D F- Hd‬‬ ‫الرمادي في األعلى‬ ‫‪ .29‬وجه رجل شيباني داير لحية‬
‫‪D Kan A‬‬ ‫األصفر في الوسط‬ ‫‪.30‬زوج حيوانات باغية تنقز‬
‫‪D F-A‬‬ ‫اللون الوردي‬ ‫‪ .31‬أفعى‬
‫‪D F-Hd‬‬ ‫اللون البني‬ ‫‪.32‬وجه تاع‪bébé‬‬
‫‪"1,55‬‬

‫السيكوغرام‬
‫‪R :32‬‬ ‫)‪F =18(3+ ; 15-‬‬ ‫‪K‬‬ ‫‪3 A‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪A % 38%‬‬
‫‪Refus :0‬‬ ‫‪F% 56%‬‬ ‫‪Kan‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪Ad‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪H % 38%‬‬
‫‪"Tps total : 20,35‬‬ ‫‪F+% 17%‬‬ ‫‪Kob‬‬ ‫‪1 H‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪Ban 5‬‬
‫‪"Tps /réponse : 39‬‬ ‫‪Hd‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪% IA % 31‬‬
‫‪"Tps lat. Moyen : 14,6‬‬ ‫‪G 4 13%‬‬ ‫‪CF‬‬ ‫‪1 nat‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪D 25 78%‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪1 Obj‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪TRI : K3/C2.5Type Ext .Mixe‬‬ ‫‪Dd 2 6%‬‬ ‫‪Pl‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪F.Compl k 4 /E 2‬‬ ‫‪Do 1 3%‬‬ ‫‪FE‬‬ ‫‪2 Sang‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪RC % 34%‬‬ ‫‪: Eléments quantitatifs‬‬ ‫‪EF‬‬ ‫‪1 anat‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Angoisse‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪chose‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Choix+ IV V‬‬ ‫‪Inhibition‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪F clob‬‬ ‫‪1 feu‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Choix – VII IX‬‬ ‫‪Moitie‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Clob‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪Cn‬‬ ‫‪1‬‬

‫االختيار الموجب‪:‬اللوحة ‪ IV‬أعجبني شكلها ‪،‬اللوحة ‪ V‬طائر هاكة يطير عجبني بزاف ‪.‬‬

‫ما عجبتنيش قاع تشير إلى الخوف ‪،‬اللوحة ‪ IX‬معجبت‪,‬نيش ألني‬ ‫االختيار السالب‪ :‬اللوحة ‪VII‬‬

‫معرفتهاش ‪.‬‬
‫ميزات بروتوكول الروشاخ‬

‫العناصر النوعية‬ ‫عـــــدد الــزمن في‬ ‫زمن‬ ‫رقم‬

‫على مستوى السلوك‬ ‫على مستوى الحديث‬


‫‪228‬‬
‫اللوحة‬ ‫اإلجابات‬ ‫اللوحة الكمون‬
‫ارتجاف اليدين‬ ‫تردد وقلق‬ ‫‪"3,10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"2‬‬ ‫‪I‬‬
‫قلق واضح‬ ‫عدوانية‬ ‫‪"3,31‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪"9‬‬ ‫‪II‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"2,24‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"20‬‬ ‫‪III‬‬

‫قلق‬ ‫تردد وخوف‬ ‫‪"2,01‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"11‬‬ ‫‪IV‬‬

‫قلق‬ ‫قلق‬ ‫‪"3,05‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪"19‬‬ ‫‪V‬‬

‫قلق‬ ‫قلق‬ ‫‪"1,28‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"31‬‬ ‫‪VI‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"1,22‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪"23‬‬ ‫‪VII‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"40‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"6‬‬ ‫‪VIII‬‬


‫ارتجاف اليدين‬ ‫كف واضح‬ ‫‪"45‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"10‬‬ ‫‪IX‬‬

‫قلق‬ ‫عدوانية‬ ‫‪"1,55‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪"15‬‬ ‫‪X‬‬


‫‪"20.35‬د‬ ‫‪32‬‬ ‫‪"146‬‬
‫‪.6-2‬تحليل بروتوكول الروشاخ‬

‫ظهر بروتوكول الروشاخ لهذه الحالة في صيغة باثولوجية حيث اعتمد على غنى‬
‫الحياة االستهامية ‪ ،‬مع وجود قلق حاد جعل من اإلجابات تظهر في شكل غير مناسب لما‬
‫‪,‬دم التحكم‬
‫‪,‬ة ‪ ،‬ع‪,‬‬
‫‪,‬يرورة التفكيري‪,‬‬
‫هو مساير للواقع وهذا السير المعاكس عرقل مهام الس‪,‬‬
‫والسيطرة على الوضع ‪ ،‬مع ظهور أهمية واضحة في انشطار بين أهم أشكال االن‪,,‬دماج‬
‫‪,‬ع‬
‫‪,‬ة م‪,‬‬
‫ضمن الواقع خاصة ‪ +F‬قليلة جدا ‪ ،‬عدد اإلجابات الشائعة معادلة للنسب العادي‪,‬‬
‫إعطاء أكثر من إجابة في نفس الشكل وإجابات أخرى تعكس لنا وجود اضطرابات‪.‬‬

‫تحليل سيرورة التفكير‬


‫سيرورة التفكير لهذه الحالة أظهرت لنا عدم القدرة على مسايرة الواقع وعدم تمكنها‬
‫من مجابهة القلق الذي أدى إلى كف التفكير وجعله يسير في االتجاه المعاكس مع س‪,,‬رعة‬
‫في إدراك الشيء وإعطاء إجابات كلها تشير إلى وجود اضطرابات حيث ظهرت نسبة ‪G‬‬
‫‪229‬‬
‫قليلة جدا ‪ G =13%‬مع غياب لـ ‪ ، G simple‬ترى )‪" C. Chabert, (2004:64‬أن قلة‬
‫‪ % G‬ترجع لتصدع هام في فهم صورة الذات " ‪ ،‬أي عدم القدرة على فهم الوحدات في‬
‫مجملها ‪.‬‬

‫إجابتين لـ ‪ impressionniste G‬في اللوحة ‪I‬و‪ IV‬ما يدل عدم القدرة على وضع‬
‫تنظيمات واضحة وإنما الخضوع أكثر لمادة االختبار ‪ ،‬خاصة وأنها كانت متبوعة بمحدد‬
‫شكلي يشير إلى القلق والخوف فالحالة بقيت تحت سيطرة انفعاالتها ‪.‬‬
‫إجابتين لـ ‪ kinesthésie G‬أشارت أكثر إلى التكيف وذلك لظهورها متبوعة‬
‫بمؤشر القلق ‪.‬‬
‫نوعية العالقة بالواقع برزت بشكل جلي في ضعف اإلنتاجية لإلجابات الشكلية‬
‫الموجبة ‪F+% = 17‬وهذا التصدع يرجع إلى نوعية المراقبة الشكلية التي برزت من‬
‫خالل األشكال السيئة ‪، -F‬مصحوبة بأجزاء لجسم اإلنسان ‪ Hd‬خاصة في اللوحة ‪ II‬أشار‬
‫إلى االنقطاع وفي اللوحات ‪ X,IX,VI‬أشار إلى القلق والخوف أما في اللوحة ‪ VII‬احتوت‬
‫على إجابتين لـ ‪ Hd‬أشارت أكثر إلى الفراغ العاطفي وإلى التص‪,,‬دع والفن‪,,‬اء‪،‬وه‪,,‬ذا‬
‫الالتوافق حسب )‪ C. Chabert, (a1998‬يشير إلى اضطراب في التفكير المرتبط بال فعالية‬
‫سيرورات التمايز أنا ‪/‬أخر ‪ ،‬مما يؤدي إلى فقدان االتصال مع المواضيع العالم الخارجي‪.‬‬

‫المقاربة الجزئية ‪ D‬كانت جد مرتفعة ‪ %78‬ظهرت في جميع اللوحات ما عدا اللوحة‬


‫‪ I‬أشارت إلى التكيف في اللوحة ‪III‬و‪ X‬من خالل ‪ F+ban‬أما اإلجابات الباقي‪,,‬ة لـ ‪D‬‬

‫‪,‬عة‬
‫عدم قدرتها على تصور الواقع ومسايرتها له وبقيت خاض‪,‬‬ ‫ظهرت متبوعة بـ ‪-F‬‬

‫للتقنية االسقاطية ‪.‬‬


‫ارتبط ‪ D‬بمقررات حسية في العديد من اإلجابات يترجم لنا إهمال للمراقبة الشكلية‬
‫‪,‬ة‬
‫وتبقى إجابتها خاضعة فقط للتعبير عن ما هو موجود في اللوحة بحيث يفقدها ذلك القيم‪,‬‬
‫التكيفية ‪.‬‬
‫‪230‬‬
‫إجابتين لـ ‪ Dd‬في اللوحة ‪V‬أشارت إلى القلق وإلى اضطراب أكد لنا هشاشة في‬
‫الهوية أما في اللوحة ‪ II‬أشار إلى دفاعية إدراكية صارمة ‪.‬‬
‫إجابة ‪ DO‬ظهرت مرة واحدة في اللوحة ‪ IV‬متبوعة بمحدد شكلي ‪ -F‬ترجمت لنا‬
‫الكف العاطفي وخاصة ظهورها في هذه اللوحة‪.‬‬

‫اإلجابات اإلنسانية ظهرت في اللوحة ‪III‬و‪ X‬متبوعة بمحدد شكلي ‪K extension‬‬

‫وهذا يشير إلى أن الحالة تسير في نطاق البحث عن المسايرة للوضع وحسب مــا تراه‬
‫)‪ " C. Chabert, (2004:77‬أن هناك قوة حيوية ‪ ،‬حياة داخلية تدفع بالمسايرة للواقع" ‪.‬أما‬
‫في اللوحة ‪ III‬ظهرت إجابة ثانية إلنسان متبوعة بمحدد شكلي حسي جعلها ترتك‪,,‬ز على‬
‫اللون إلدراك الصورة وإجابة أخرى تكررت في اللوحة ‪.X‬‬
‫أما اإلجابات الحيونية ظهرت بنسبة ‪ %38‬متبوعة بخمسة إجابات تكيفية ‪A ban‬‬

‫عكست لنا النمطية الفكرية لهذه الحالة ‪ ،‬خاصة كثرة اإلجابات الجزئية ‪.‬‬
‫تحليل دينامكية الصراع الحسي والحركي‬
‫من خالل تحليــــل نمـط التجــــاوب الحميمي‬ ‫‪TRI extratensif mixte‬‬

‫نجد هنــاك عجــزا واضحا لم يمكن الحالة من التكيف مع الواقع وبالتالي توجهه‪,,‬ا‬
‫نحو المواضيع الخارجية بهدف ضبط الحدود ما يجعل اتصاالت الحالة تظه‪,,‬ر وكأنه‪,,‬ا‬
‫موجهة نحو الخارج أكثر منها نحو الداخل ‪ ،‬لكن نجد حساسية في العاطفة وقابلية للت‪,,‬أثر‬
‫مع نمطية في التفكير أدت إلى ظهور غياب في الحياة الداخلية ‪.‬‬
‫ظهور إجابتين تمثل الحركية الكبرى في اللوحة ‪ III‬و ‪X‬وكلها تمثل ‪K extension‬‬

‫أشارت إلى وجود دينامكية وإلى رغبة في االستمرارية ‪.‬‬


‫في اللوحة ‪ II‬ظهرت الحركية الصغرى ‪ Kp‬مسجلة تحت النزوات العدوانية كان‬
‫واضحا وبرز ذلك في" كراع مع كراع باغيين يدابزو" وأيضا يوحي إلى وج‪,,‬ود خي‪,,‬ال‬
‫واسع للحياة الداخلية يجعل الحالة تضع احتمال لحدوث األفعال قبل وقوعها أما في اللوحة‬
‫‪231‬‬
‫‪ IV‬أشارت أكثر إلى الوضعية التي سجلت فيها اإلجابة متبوعة ب‪,,‬القلق والخ‪,,‬وف وفي‬
‫اللوحة ‪ V‬فالحركية الصغرى ‪ Kan‬أشارت أكثر إلى التكيف ‪ ،‬وفي اللوحة ‪ X‬أشار أكثر‬
‫إلى غنى الحياة الداخلية التي بقيت تحت وقع االستهامات ‪.‬أما اإلجابات المتبوعة بـ ‪Kob‬‬

‫أشارت في اللوحة ‪ IX‬إلى قوة النزوات ‪ ،‬فرغم الكف الذي ظهر من خالل اإلجابة األولى‬
‫في اللوحة إال أن ذلك فيما بعد ظهر في صورة مغايرة أكدت وجود الخطر من جهة ومن‬
‫جهة أخرى التهديم ‪ ،‬في اللوحة ‪ VII‬كانت أقل تعبيرا من ذلك ‪.‬‬

‫بالنسبة للمحددات الحسية ظهرت أول إجابة حسية ‪ C‬في اللوحة ‪ II‬وهي إجابة‬
‫انفعالية اندفاعية ذات صيغة عنيفة‪ ،‬وإجابة أخرى في اللوحة ‪ IX‬أكدت لنا مدى حساسية‬
‫الحالة اتجاه األلوان خاصة األحمر‪ ،‬اإلجابات التظليلية ظهرت في اللوحات ‪ II‬و ‪ ، V‬ففي‬
‫اللوحة ‪ II‬إجابة مرضية وعدم القدرة على التموضع كليا أمام الموضوع وبالتالي هذا ما‬
‫يشير إلى هشاشة الغالف الجسمي ‪ ،‬أما اللوحة ‪ V‬برهنت لنا أيضا عن وجود تصدعات‬
‫عميقة في شخصية الحالة من خالل نزع الحياة ‪.‬‬

‫‪.6-3‬تحليل لوحات الروشاخ‬

‫اللوحة ‪I‬‬
‫هذه اللوحة عبرت لنا مدى خوف والقلق الذي تعيشه الحالة‪ ،‬مما جعلها غير قادرة‬
‫‪,‬ه ‪ ،‬لكن اكتفت فقـــط‬
‫‪,‬ا تحس‪,‬‬
‫‪,‬ه م‪,‬‬
‫على تحديد الشكل ووصف ما تراه وإطفاء علي‪,‬‬
‫بقــــــول " حاجة" وما نالحظه هو عدم القدرة على الوصول إلى المعنى الداللي‬
‫للشيء و تجريده من اإلحساس ‪. chosifier‬‬

‫اللوحة ‪II‬‬

‫‪232‬‬
‫ظهور االستثمار العدواني من خالل اإلجابة االنفعالية االندفاعية " دم " وإجابات‬
‫جزئية عكست لنا النرجسية المتصدعة‪ ،‬وإجابة جزئية أخرى ظل نصف رج‪,,‬ل س‪,,‬مين‬
‫(االنشطار) عدم قدرتها على رؤية الموضوع في صورته الكلية ‪.‬‬

‫اللوحة ‪III‬‬
‫إجابتين شائعتين عكست من خاللهما التكيف والمسايرة للواقع ‪ ،‬يشير هذا إلى محاولة‬
‫الحالة تفادي القلق والخروج من قوقعة الصراع ‪ ،‬لكن هشاشة الحالة جعلتها تن‪,,‬دفع وراء‬
‫اللون وإعطاء إجابة جزئية تؤكد وجود مشاكل تقمصية ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IV‬‬
‫رجوع الحالة إلى القلق والخوف من خالل اإلجابة التي احتوت على ‪ ،F clob‬مشاكل‬
‫في التقمص مع كف واضح أدى إلى ظهور إجابة جزئية ‪ ، DO‬هذا ما جعلها غير قادرة‬
‫التموقع بشكل كلي وإعطاء إجابة كلية ‪ ،‬يؤكد لنا ذل‪,,‬ك أن الحال‪,,‬ة بقيت تحت س‪,,‬يطرة‬
‫الصراع وعدم قدرتها على تجاوز اإلشكالية األساسية التي تؤكد استمرارية االضطراب‪.‬‬

‫اللوحة ‪V‬‬
‫في لوحة الهوية وتصور الذات ‪ ،‬وهي إشكالية الهوية في معناها النفسي تبقى هذه‬
‫اللوحة تظهر رسوخ بنية شائعة ‪ ،‬وهذا ما ظهر عند هذه الحالة من خالل اإلجابة الشائعة‬
‫"حيوان طائر" مكونة بذلك واقع أساسي في تقارب العالم الخارجي ‪ ،‬وم‪,,‬ا يظه‪,,‬ر ه‪,,‬و‬
‫‪,‬ذات‬
‫‪,‬ور ال‪,‬‬
‫‪,‬اجم عن تص‪,‬‬
‫‪,‬ي الن‪,‬‬
‫غموض في هوَية الحالة سجل ذلك في التصدع النرجس‪,‬‬
‫المجزئ " أجنحة ‪ ،‬وجه " أي عدم قدرتها على االستمرار في بقائها كوحدة كلية إض‪,,‬افة‬
‫‪,‬ذا‬
‫إلى الكآبة النفسية سجلت من خالل اإلجابتين " ميتة ‪ ،‬مذبلة " وهذه الكآبة ناجمة عن ه‪,‬‬
‫التصدع وبالتالي تحاول الحالة أن تضع حد لذلك بواسطة التهديم ‪ ،‬الفن‪,,‬اء ‪ ،‬ل‪,,‬ذلك فهي‬
‫تتصور الذات بشكل مجزئ ‪ ،‬مميت ‪.‬‬
‫‪233‬‬
‫اللوحة ‪VI‬‬
‫أشارت هذه اللوحة أكثر إلى القلق ‪ ،‬اإلجابة الجزئية عكست لنا االنشطار تم إضافة‬
‫إجابة أخرى أكدت لنا قلق وهشاشة الحالة ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VII‬‬
‫بدأت الحالة بإجابة أشارت إلى أجزاء نرجسية عكست لنا التقمص األنثوي‪ ،‬لكن رغم‬
‫ذلك لم تستطيع االستمرار في إكمال إعطاء ما تحتويه اللوحة وبما أن القلق كان ظ‪,,‬اهرا‬
‫‪,‬دمير ‪،‬‬
‫‪,‬ثر إلى الت‪,‬‬
‫وواضحا من خالل اإلجابة التشريحية " فريسة تاع حيوان" أشارت أك‪,‬‬
‫الفناء والموت ‪ ،‬أكثر مما هو تشريحي وبقاءها متمركزة حول اإلجابات الجزئي‪,,‬ة ال‪,,‬تي‬
‫ظهرت في شكلها االنشطاري ‪.‬‬

‫اللوحات ‪X IX VIII‬‬
‫غياب اإلجابات اللونية ما يشير إلى عدم قدرة الحالة على التعبير العاطفي ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VIII‬‬
‫لجوء الحالة إلى إعطاء إجابة تكيفية شائعة وفي دينامكية حركية محاولة بذلك‬
‫التكيف مع الواقع إضافة إلى إجابة أخرى تشير إلى دينامكية حسية مكتفية فقط ب‪,,‬األلوان‬
‫وبقاءها متمركزة حول ما هو شائع وظاهر دون اللجوء إلى استعمال أي محاولة إلب‪,,‬راز‬
‫ما تعكسه اللوحة ‪ ،‬لكن رغم هذا نالحظ نوع من الهدوء واالطمئنان في هذه اللوحة جعلها‬
‫تستريح إلى حد ما ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IX‬‬
‫‪234‬‬
‫في هذه اللوحة ظهر رفض الحالة إلعطاء إجابة " ما شفت فيها والو " عكست لنا‬
‫الكف العاطفي ‪ ،‬تم بعدها ظهرت إجابـة اندفاعيـة انفجاريــة أش‪,,‬ارت إلى وج‪,,‬ود‬
‫الخــطر " كشغل نار " وبعدها إجابة جزئية تعكس بوضوح الهشاشة في هذه العالق‪,,‬ة‬
‫وارتبطت بمضمون ‪ Hd‬مما أشارت أكثر إلى القلق وإلى عدم اكتمال الموضوع بشكل‬
‫كلي ‪.‬‬
‫اللوحة ‪ X‬لوحة تشير إلى التفردية والتفريق عرفت عدة إجابات أشارت في البداية إلى‬
‫إجابة عدوانية من خالل الدينامكية الحركية ‪،‬أما اإلجابات الجزئية عبرت كلها عن إجابة‬
‫متكررة ‪ ،‬إجترارية " وجه " وهي تعكس صورة الذات التي ظهرت في شكل يوحي ب‪,,‬أن‬
‫الحالة غير قادرة على التفريق بين الذات كوحدة مستقلة وبين الموضوع ال‪,,‬ذي أص‪,,‬بح‬
‫يشكل جزء من الذات ‪.‬‬

‫‪.6-4‬ملخص بروتوكول الروشاخ‬


‫كثرة اإلجابات الجزئية وقلة اإلجابات الكلية التي عكست لنا الكآبة النفسية واالنهيار‬
‫الذي كانت تعيشه الحالة‪ ،‬ومجمل العناصر كشفت لنا من خالل التحليل عن توظيف نفسي‬
‫هش وتمسكها بالعالم الخارجي لتفادي بروز الصراعات الداخلية التي بقيت تحت سيطرة‬
‫الدفاعات‪.‬‬
‫بالنسبة لإلشكالية التقمصية ارتبطت بأهمية الصدع النرجسي وأيضا هناك مشاكل في‬
‫الهوَية ‪ ،‬عجز واضح في استمرار السيرورة التفكيرية في السياق العادي ‪ ،‬أيض‪,,‬ا ع‪,,‬دم‬
‫قدرتها على إدراك الذات كوحدة كلية بل مجزئة تحت وقع التحطيم والتهديم وعدم القدرة‬
‫على الخروج من قوقعتها وبقيت خاضعة لرغباتها وإستهاماتها التي تشير كلها إلى وجود‬
‫‪235‬‬
‫قلق ارتبط بعدم القدرة على التفريق بين الذات وبين الموضوع الذي أصبح جزء من الذات‬
‫‪ .‬وبالتالي بقيت في حاجة ماسة إلى السند وهكذا بروتوكول الروشاخ يبين لنا أن الحال‪,,‬ة‬
‫تتواجد في التوظيف البيني ‪.‬‬

‫‪.7‬الحالة السابعة "منال "‬

‫" فقدان الموضوع أدى إلى إحياء العالقة بالموضوع األولي "‬

‫منال تبلغ من العمر ‪ 20‬سنة ‪ ،‬متوسطة القامة ‪ ،‬متوسطة البنية الجسمية ‪ ،‬تتكلم‬
‫بتلقائية وبصراحة تامة ‪ ،‬تتكلم بصوت منخفض وبهدوء ‪ ،‬مالمحها حزينة تتأثر بس‪,,‬هولة‬
‫وهذا ما يظهر من خالل الدموع التي ال تفارقها ‪ ،‬خاصة عندما تبدأ في التحدث عن نفسها‬
‫‪,‬البيت تعيش‬
‫وعن أمها ‪ ،‬توقفت عن الدراسة في السنة التاسعة أساسي وهي اآلن ماكثة ب‪,‬‬
‫‪236‬‬
‫في أسرة متواضعة متكونة من األب ‪ ،‬زوجة األب واإلخوة ‪ ،‬حيث تأتي الحالة في المرتبة‬
‫األخيرة من بين خمسة إخوة إضافة إلى ثالثة إخوة من األب ‪ ،‬توفيت والدتها وهي تبل‪,,‬غ‬
‫من العمر ‪ 10‬سنوات ‪.‬‬

‫المقابالت‬

‫عشت طفولة عادية لم يكن لدَية أي مشاكل بدأت بعد وفاة أمي وزواج األب للمرة‬
‫الثانية حيث صعب أن تعيش بدون أم ألنه ال يوجد شخصا أخر يعوض لكي ذلك‪ ،‬زوجة‬
‫‪,‬إخوتي‬
‫‪,‬الي بي وال ب‪,‬‬
‫أبي أحسها بعيدة عني وكل ما تفعله هو العناية بأوالدها فقط ‪ ،‬ال تب‪,‬‬
‫‪,‬يرا‬
‫‪,‬ني كث‪,‬‬
‫حيث منذ صغري وأنا أتردد على بيت عمي الذي اعتبره بيتنا الثاني ألنه يحب‪,‬‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬د فيه‪,‬‬
‫وأحس أنه يحبني أكثر من أبي ‪ ،‬كما لدية ابنة عمي التي اعتبرها كأمي ألنني أج‪,‬‬
‫الحنان والعطف وأيضا تستمع إلي وتنصحني ولم أحس يوما أنها فعلت لي شيئا جعلت‪,,‬ني‬
‫أتألم ‪.‬‬
‫أقضي معظم الوقت في البيت‪ ،‬بعد توقفي عن الدراسة بقيت في البيت أقوم بأعمال‬
‫المنزلية ‪ ،‬ولن أفعل شيئا أخر‪ ،‬حتى العمل رفضه أبي وأخي األكبر‪ ،‬عالقتي بأبي ج‪,,‬د‬
‫‪,‬انت‬
‫سطحية ال يتكلم معي كثيرا وال يقربني منه‪ ،‬ويتحدث إلي إال إذا احتاج شيئا ولكن ك‪,‬‬
‫‪,‬لني عليهم‬
‫‪,‬يرا وتفض‪,‬‬
‫لدَية عالقة جد قوية والزلت أتذكر ذلك ‪ ،‬أمي التي كانت تحبني كث‪,‬‬
‫‪,‬ا كنت في‬
‫‪,‬د كم‪,‬‬
‫‪,‬ة ولم أع‪,‬‬
‫جميعا ألنني كنت الصغيرة المدللة واآلن لم يعد لي حتى مكان‪,‬‬
‫السابق ‪ ،‬عندما فقدت أمي فقدت طعم الحياة ‪ ،‬ولم يعد لي أي شيء‪ ،‬أحبها كثيرا ‪ ،‬اشتقت‬
‫إليها أريد أن أعيش معها ‪ ،‬أعانقها وأبقى دائما إلى جانبها ال أريدها أن تبتعد عني ألن‪,,‬ني‬
‫أعاني وال أحد يستمع إلي وال أحد يثق بما أفعله ‪ ،‬فأنا أتألم كل يوم وال أحد يهتم ألمري‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫بالنسبة ألخوتي فهي عالقة عادية بين اإلخوة ماعدا األخ األكبر الذي يفرض سلطته‬
‫وحكمه كما أجد أحيانا صعوبة في التحاور والتعامل معه ورغم أنني أحاول دائما التقرب‬
‫منه إال أنني لم أنجح في ذلك ‪ ،‬أحس بالقهر والعذاب معه ‪.‬‬

‫كانت لدَية عالقة عاطفية لكن انتهت بالفشل ولهذا أنا اآلن متواجدة في المستشفى‬
‫فالشخص الوحيد الذي كانت عالقتي به قوية ونتفاهم على كل صغيرة وكب‪,,‬يرة ترك‪,,‬ني‬
‫‪,‬ه‬
‫وقرر أن ال نلتقي ولم يعد يتصل وهذا ما زاد من أالمي ومعاناتي أحسست بالسعادة مع‪,‬‬
‫‪,‬ادرة على العيش من‬
‫‪,‬د ق‪,‬‬
‫لكن فرحتي لم تكتمل بل زاد ذلك من أالمي أكثر فأكثر ولم أع‪,‬‬
‫دونه ‪ ،‬فلهذا تغيرت حياتي فجأة وأصبحت جد قلقة ‪ ،‬ال أطيق كالم أحد واعت‪,,‬برتهم كلهم‬
‫مسئولين عن ما أعانيه وعن مغادرته ‪ ،‬فكنت أغلق باب غرفتي وأنعزل وال أتحدث م‪,,‬ع‬
‫أحد وطيلة الوقت أكون منغمسة في البكاء وأتسبب على كل صغيرة وكبيرة لكن كل م‪,,‬ا‬
‫فعلته لم يكن نافعا ولم يأتي بأي نتيجة ‪ ،‬ال بكائي وال طريقة تعاملي مع أف‪,,‬راد ع‪,,‬ائلتي‬
‫فوجدت نفسي أدور في مكاني لذلك قررت أن أضع حد للمعاناة واآلالم ألن ما حصل معي‬
‫‪,‬انبي‬
‫‪,‬ون أمي معي إلى ج‪,‬‬
‫كان شيئا لم أستطيع تحمله ‪،‬حيث تمنيت في تلك اللحظة أن تك‪,‬‬
‫‪،‬لكن يئست كثيرا ولم أستطيع تحمل الفراق أحسست أنني أتألم كثيرا وهذا األمر ص‪,,‬عب‬
‫جدا ألنني ال أعرف ماذا أفعل فيما بعد فلذا أردت أن أموت وأرتاح وحتى أكون إلى جانب‬
‫أمي فكرت في شرب أي شيء المهم أن أموت وال أتفطن ألي شيء أخر لذلك لجأت إلى‬
‫شرب جرعات من مادة تستعمل للتنظيف ‪ décapant‬لكن مباشرة أحسست ب‪,,‬احتراق فلم‬
‫استطيع التحمل ألن األلم كان حادا ويزداد من حين ألخر ولم أس‪,,‬تطيع التنفس وعن‪,,‬دما‬
‫‪,‬ني‬
‫‪,‬وا أن‪,‬‬
‫صرخت بقوة سمعتني أختي الصغرى صرخت واجتمعوا كلهم حولي ولما علم‪,‬‬
‫شرب تلك المادة أدى بهم ذلك إلى نقلي إلى مصلحة االستعجاالت الطبية ولكن نظرا لتعقد‬
‫حالتي الصحية تم إبقائي مدة ‪ 21‬يوما حيث أجريت لي عملية جراحية وهذا ح‪,,‬تى أتمكن‬
‫من تناول الغداء أي عن طريق المصل وليس الحنجرة ‪ ،‬كرهت كل شيء ألن األمر ازداد‬

‫‪238‬‬
‫تعقدا من األول ‪ ،‬كنت أعتقد أنني سوف أموت وأرتاح وأنسى كل شيء ولم يع د لي صلة‬
‫بأحد لكن ما أعانيه اليوم شيئا أخر‪ ،‬أصبحت عاجزة واأللم يزداد من يوم ألخر‪ ،‬كما أنني‬
‫جد قلقة على ما سوف يحصل لي فيما بعد ‪.‬‬

‫التعـليـــق ‪:‬‬

‫فقدان العالقة مع األم بعد وفاتها‬


‫األم هي مصدر الحنان فهي الوحيدة التي ال تبخل في منح الحب والعطف ألبنائها‬
‫‪,‬لني‬
‫ولهذا بقيت الحالة متذكرة كل ما عاشته مع أمها " أمي التي كانت تحبني كثيرا وتفض‪,‬‬
‫عليهم جميعا ألنني كنت الصغيرة المدللة " ‪ ،‬فلألم أهمية كبيرة في حياة أطفاله‪,,‬ا وه‪,,‬ذه‬
‫األهمية ال طالما تحدث عنها العديد من علماء النفس مبرزين دورها في العناية والتكف‪,,‬ل‬
‫في مراحل النمو األولية األساسية‪،‬وأيضا تواجدها إلى جانبهم في مختلف األعمار الالحقة‬
‫والسَيما في مرحلة الطفولة المتأخرة مع بداية المراهقة ‪ ،‬تبقى األم مركز للحب ويفس‪,,‬ر‬
‫ذلك (‪ M.Porot,)1979‬على أن الدور األولي لألم هو منحها الحب لطفلها خالل مراحل‬
‫‪,‬ع األم أوال ثم‬
‫نموه العاطفي وهذا الحب األمومي الذي يساهم في الحفاظ على العالقات م‪,‬‬
‫مع أفراد األسرة فيما بعد ‪ ،‬الحب يعرف أهمية في العالقات األمومية لكن هذا ال يمنع األم‬
‫من ممارسة البعض من السلطة بعيدا عن الحب ‪،‬لكن يبقى هذا الدور المخَو ل لها ذو أهمية‬
‫كبيرة عن غيره من األدوار األخرى‪ .‬نؤكد دائما على ضرورة الرعاية والعناية وأيض‪,,‬ا‬
‫أهمية األم في حياة أبنائها وما تحمله من مشاعر تجعلها تلبي كل الحاجيات الض‪,,‬رورية‬
‫‪,‬ه من‬
‫‪,‬ا تمنح‪,‬‬
‫‪,‬ية مم‪,‬‬
‫‪,‬دي الشخص‪,‬‬
‫‪,‬تي تغ‪,‬‬
‫الشباع رغبات أبنائها ‪،‬فهي النواة األساسية ال‪,‬‬
‫عطف‪،‬حب وأمان وتساهم في تكوين شخصية متزنة قادرة على مجابهة الحياة‪ ،‬فاألم هي‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬تطيع التخلي عنه‪,‬‬
‫‪,‬ة اليس‪,‬‬
‫أول موضوع حب بالنسبة للطفل وهي التي يتعلق بها لدرج‪,‬‬
‫‪,‬د من‬
‫‪,‬ل في أن تعطي المزي‪,‬‬
‫بسهولة ‪،‬ألنها الوحيدة التي مهما أعطت من حاجات فال تبخ‪,‬‬
‫جديد‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫إن العالقات األولية تبقى عالقات مؤسسة لعالقات مستقبلية أي تسمح بتكوين عالقات‬
‫مع أشخاص أخرين ‪ ،‬خروج من التبعية وبداية لالستقاللية والتخلي عن الروابط األولي‪,,‬ة‬
‫‪،‬لكن غالبا ما يصادف األبناء عقبات والتعرض إلحباطات تجعلهم عرضة لصدمات عند‬
‫‪,‬اء‬
‫‪,‬د أي إحي‪,‬‬
‫‪,‬دان من جدي‪,‬‬
‫فقدان أحد األباء و الصعب في ذلك عندما يتكرر ويعاش الفق‪,‬‬
‫لبصمات الطفولة السابقة ‪،‬وتبقى العالقة مع األخرين سواء اإلرتباط الذي يكون بين أفراد‬
‫األسرة أو جماعة ما يجلب البحث عن القبول والمحبة ألن البقاء بعيدا عن األخرين يسبب‬
‫ذلك الوحدة والتشأم ‪،‬واإلحساس بعدم القبول والرفض في بعض الح‪,,‬االت ول‪,,‬ذلك بقيت‬
‫الحالة تبحث عن إيجاد العالقة لإلحساس بالحب واإلطمئنان ‪،‬وحاليا فهي تحن إلى العالقة‬
‫‪,‬ك‬
‫‪,‬بر ذل‪,‬‬
‫‪,‬ه ويعت‪,‬‬
‫مع األم ورغبتها في البقاء إلى جانبها ألنه لم يعد لها رابط أخر تلجأ إلي‪,‬‬
‫معاشا صعبا ومؤلما‪ ،‬تقول " عندما فقدت أمي فقدت طعم الحياة ‪ ،‬ولم يعد لي أي ش‪,,‬يء‪،‬‬
‫أحبها كثيرا ‪ ،‬اشتقت إليها أريد أن أعيش معها ‪ ،‬أعانقها وأبقى دائما إلى جانبها ال أريدها‬
‫أن تبتعد عني " بقيت عند الحالة رغبة ملحة في االلتحاق باألم وإصرارها على البقاء إلى‬
‫‪,‬درك‬
‫جانبها ‪،‬وتلك الرغبة تمثلت في تصورات حادة ومرغمة وهي عودة األم رغم أنها ت‪,‬‬
‫تماما أن ذلك يبقى مستحيال ‪.‬‬

‫السلطة الوالدية‬
‫رغم ما تلعبه األم كدور أساسي في األسرة كونها توفر األمن الضروري ألفراد‬
‫أسرتها وخاصة أطفالها ‪ ،‬كما أنها مرات تعوض دور األب في غيابه‪ ،‬أو في حالة تهميشه‬
‫وتخليه عن أسرته ‪،‬لكن يبقى دور األب مهم إلى جانب األم وإن كان بصفة غير مباش‪,,‬رة‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬نزل أي تبني‪,‬‬
‫فهو يمثل السلطة في معناها الواسع توفير المال ‪ ،‬تسير وقيادة شؤون الم‪,‬‬
‫أسلوب المسؤولية الموكل له ‪ ،‬السلطة الوالدية تتوفر عندما تكون األدوار الموجهة لك‪,,‬ل‬
‫من األب واألم موجودة أي أن األم تقدم الحب الكافي ألطفالها و األب يتخذ من أس‪,,‬لوب‬
‫السلطة نموذج للتعامل مع أطفاله مثلما يفعل المعلم مع تالميذه أو المدير مع المدرس‪,,‬ين‪،‬‬

‫‪240‬‬
‫وهذا لضبط وتسيير القواعد األساسية التي تعرفها كل أسرة وأيضا لجعل الطفل يخض‪,,‬ع‬
‫لنظام معين يساعده على التماشي مع الوضع والمسايرة حسب ما تمليه العادات والتقالي‪,,‬د‬
‫‪,‬دتان ال‬
‫أن الحب األمومي والسلطة األبوية هما قاع‪,‬‬ ‫السائدة ‪ ،‬يفسر (‪M.Porot,)1979‬‬

‫غنى عنهما في توازن العالقات األسرية ‪،‬مع أن بإمكان كل واحد منهما أن يلجأ إلى دور‬
‫‪,‬ف والحب‬
‫‪,‬لوب العط‪,‬‬
‫األخر‪ ،‬تبني األم سلطة ما حسب المواقف المعاشة وتبني األب أس‪,‬‬
‫‪,‬ذا في‬
‫‪,‬ل من األب واألم وه‪,‬‬
‫لألبناء ولكن القاعدة األساسية هي احترام األدوار بالنسبة لك‪,‬‬
‫صالح الطفل‪ ،‬ويضيف )‪ ,L.Michaux (1950‬أن سلطة األب ال تتمثل في السيطرة‬
‫والطغيان وإنما سلطة لحماية الطفل ‪.‬‬

‫األب له دور مكمل إلى جانب األم وكل إهمال أو عدم الالمباالة باألبناء يؤدي حتما‬
‫إلى اإلحساس بالنبذ والتخلي وهذا ما ظهر في قول الحالة " عالقتي بأبي جد س‪,,‬طحية ال‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ه يجلب الحماي‪,‬‬
‫‪,‬رورية ألن‪,‬‬
‫يتكلم معي كثيرا وال يقربني منه " وهكذا فلألب أهمية ض‪,‬‬
‫‪,‬ا ‪,‬‬
‫‪,‬يف أيض‪,‬‬
‫‪,‬انب دور األم‪ .‬يض‪,‬‬
‫‪,‬انوي إلى ج‪,‬‬
‫واإلحساس بالوجود رغم كونه عنصر ث‪,‬‬
‫)‪ E.Stengel(1939‬أن العديد من الحاالت التي فقدت العالقة العادية التي تكون بين األباء‬
‫واألبناء كثيرا ما يحسون أن هناك شيء ما ينقصهم وال يستطيعون أبدا إيجاد ما يعوض‪,,‬ه‬
‫ويؤكد على أن هذا االحساس يصبح حاد وملح خاصة أثناء إصابتهم بنوب‪,,‬ات االكتئ‪,,‬اب‬
‫معنى ذلك وقت مجيء الشرود القهري‪.‬‬

‫ظروف مأسوية داخل الوسط األسري‬


‫تعيش الحالة عدم األمن العاطفي ‪ ،‬إحساسها الدائم بعدم الثقة ‪،‬التهميش والنبذ من‬
‫طرف المحيطيين بها خاصة األخ األكبر الذي يعاملها معاملة قاسية‪ ،‬تقول " عالقة عادية‬
‫‪,‬عوبة في‬
‫‪,‬ا ص‪,‬‬
‫بين اإلخوة ماعدا األخ األكبر الذي يفرض سلطته وحكمه ‪،‬كما أجد أحيان‪,‬‬
‫التحاور والتعامل معه ورغم أنني أحاول دائما التقرب منه إال أنني لم أنجح في ذلك" تبني‬
‫األخ دور المسؤول في ممارسته للسلطة وهذا الخلط في لعب األدوار يكون سببا في خلق‬
‫‪241‬‬
‫النزاع وتوتر في العالقات ‪،‬حتى زوج‪,‬ة األب لم تكن بمثاب‪,‬ة األم ولم تق‪,‬دم له‪,‬ا الحب‬
‫والعناية ‪،‬تعيش حياة مليئة بالصراعات والتناقضات وهذا نظرا لما تعرف‪,,‬ه من مش‪,,‬اكل‬
‫يومية باستمرار وأيضا الحيرة في أمرها وفي تغير أباها ومعاملته المختلفة عن ما ك‪,,‬ان‬
‫عليه في السابق‪ ،‬فهي لم تجد من يساندها دائما ترى كل شيء عكس رغباتها ‪ ،‬نجدها قلقة‬
‫وخائفة من المستقبل وما يجلبه من تغيرات وما يفرضه من واقع أليم" تغيرت حياتي فجأة‬
‫وأصبحت جد قلقة " يفسر‪ S.Freud (1951),‬أن القلق يتكون انطالقا من تكرار الوضعيات‬
‫‪,‬ر‬
‫‪,‬ل الخط‪,‬‬
‫التي تحي الذكريات والخبرات األولية للتفريق ‪ ،‬والقلق هو رد فعل األنا مقاب‪,‬‬
‫الذي يرجع إلى التفريق أو فقدان الموضوع‪ .‬ما نجده هنا قسوة الحياة ‪،‬انعدام االندماج في‬
‫البيت وعدم وجود مكانة تليق بها وتجعلها مؤهلة لدورها في الوسط األس‪,,‬ري‪ ،‬وأيض‪,,‬ا‬
‫توقفها عن التعليم‪،‬ليس لدَيها عمل أي تفتقرإلى كل العوامل األساسية التي تفتح لها الطريق‬
‫نحو بناء المستقبل بمفردها وبالتالي فهي خاضعة ألسرتها وعدم قدرتها على التكفل بنفسها‬
‫‪.‬‬

‫التفريق وانقطاع في العاطفة‬


‫فالعالقة باألخر كانت بمثابة مشروع حياة يحمل معاني لدالالت عديدة ‪،‬الزواج‬
‫‪,‬ة‬
‫والحصول على مكانة ‪،‬االستقرار العاطفي‪ ،‬لكن الفشل في هذه العالقة خلف أثار وخيم‪,‬‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ه قوي‪,‬‬
‫‪,‬تي ب‪,‬‬
‫في نفسية الحالة ألنها فقدت كل شيء " فالشخص الوحيد الذي كانت عالق‪,‬‬
‫ونتفاهم على كل صغيرة وكبيرة تركني وقرر أن ال نلتقي ولم يعد يتصل وهذا ما زاد من‬
‫أالمي ومعاناتي أحسست بالسعادة معه لكن فرحتي لم تكتمل بل زاد ذلك من أالمي أك‪,,‬ثر‬
‫‪,‬وقت‬
‫فأكثر " ‪ ،‬يترجم لنا هذا األخير أن عالقتها بهذا الشاب أعطت لها معنى وفي نفس ال‪,‬‬
‫توظيف للعاطفة واالبتعاد عن الحب األمومي واألبوي أي ترك للروابط األولي‪,,‬ة والبحث‬
‫عن توظيف للعالقة في إطار بناء عالقة مكملة يسودها الحب ‪ ،‬التعاون والتكام‪,,‬ل ‪ ،‬لكن‬
‫انقطاع العالقة باألخر أدى إلى انقطاع العاطفة واالنغالق على الذات ‪ ،‬اإلحساس بالفشل‬

‫‪242‬‬
‫والمعاناة واآلالم وخاصة أن التفريق جاء من طرف األخر ولم يكن قرار الحالة ‪ ،‬فق‪,,‬دان‬
‫األخر جعلها تفقد معنى الحياة ‪،‬معنى الوجود واإلحساس باللقيمة ‪.‬عدم وجود مشاريع في‬
‫حياة الحالة‪ ،‬فهو كان بمثابة مشروع استثمرت فيه كل طاقتها وأصبحت متعلقة به لدرجة‬
‫‪,‬ا ‪،‬‬
‫أنها لم تستطيع التخلي عنه ‪،‬توظيف الموضوع بطريقة مكثفة لم يسمح لها برؤية ذاته‪,‬‬
‫استحواذ األخر على الذات ‪،‬ومادامت العالقة مع األخر قوية هذا ما ساهم في عدم قدرتها‬
‫على استيعاب التفريق ‪،‬وكل هذا أدى بها في األخير إلى الدخول في نوبات اكتئابية فقدان‬
‫العالقة مع األخر ومع الذات التي أصبحت هي األخرى غير مرغوب فيها وبالتالي اللجوء‬
‫إلى تدميرها للتخلص من الموضوع المحب ‪.‬‬

‫النوبة االكتئابية‬
‫فقدان الموضوع أدى إلى إحياء التجارب السابقة والحالة االنفعالية المترتبة عن ذلك‬
‫‪,‬ات‬
‫برهنت عن وجود التفريق واإلحساس بالتخلي‪ ،‬تراكم الصراعات النفس‪,‬ية واالحباط‪,‬‬
‫المتكررة المستمدة جذورها من الطفولة ‪ ،‬أي أن التخلي الذي تعيشه حاليا أدى إلى تفجير‬
‫المعاش السابق المرتبط بفقدان األم والتي ال تزال تتذكرها ورغبتها في البقاء إلى جانبها "‬
‫‪,‬داث‬
‫‪,‬ة باألح‪,‬‬
‫‪,‬ية الحال‪,‬‬
‫أردت أن أموت وأرتاح وحتى أكون إلى جانب أمي " تأثرت نفس‪,‬‬
‫المعاشة التي شكلت لها صدمات جعلتها غير قادرة على التحمل وخاصة تجارب التعل‪,,‬ق‬
‫والتفريق‪،‬يفسر‪ G.Zilboorg (1977),‬أن التقمص القوي لشخص متوفي سواء حدث ذلك‬
‫‪,‬اال على‬
‫‪,‬ثر إقب‪,‬‬
‫‪,‬خاص األك‪,‬‬
‫‪,‬ذات وهم األش‪,‬‬
‫في الطفولة أو المراهقة ينعكس ذلك على ال‪,‬‬
‫االنتحار‪ .‬بمجرد فقدانها لألخر أظهرت رغبتها في وجود األم ‪،‬واالنقط‪,,‬اع في العالق‪,,‬ة‬
‫العاطفية مع األخر جعلها غير قادرة على القيام بالحداد‪ ،‬ثم االستمرار في العيش وبن‪,,‬اء‬
‫عالقات جديدة وما جاء في حديثها " لم أعد قادرة على العيش من دونه " يشير هنا ‪R.E.,‬‬

‫‪,‬داد‬
‫‪,‬ل الح‪,‬‬
‫إلى فرضية أن االنتحار هو نتيجة عدم القدرة على عم‪,‬‬ ‫‪Litman‬‬ ‫)‪(1999‬‬

‫وباألخص إفالس السيرورة المبكرة للحداد النرجسي‪.‬ويؤكد على أهمية النكوص المسجل‬

‫‪243‬‬
‫في التقمص النرجسي المحتفظ بقوة في العالقة التكافلية مع الموضوع األولي األم ‪،‬ع‪,,‬دم‬
‫قدرتهاعلى وضع الحداد بشكل نهائي‪ ،‬وهذا يرجع أيضا لتصدع الوسائل الدفاعية ‪،‬كم‪,,‬ا‬
‫‪ S.Freud‬أن " فقدان الموضوع يصبح فقدان األنا "‪،‬ألن األخ‪,,‬ر‬ ‫نضيف فكرة ‪(1915),‬‬

‫أصبح مستدخال وأخذ حيزا من األنا وبفقدان الموضوع يفقد الفرد أن‪,,‬اه ‪،‬وه‪,,‬ذا في نفس‬
‫الوقت مرتبط بطريقة استيهامية بالموضوع األولي ‪.‬‬

‫فالمعاش النفسي للحالة ساهم في ظهور نوبات اكتئابية أي ارتبط ذلك بتاريخ الحالة‬
‫حيث يؤكد )‪ ,T. Lemperiére (1997‬أن الدخول االكتئابي أو الهوسي حدوثهما يرجع إلى‬
‫‪,‬حابها‬
‫أحداث حياتية متناقضة سابقة ‪.‬بقاءها في الوحدة وانعزالها ك‪,,‬ان تعب‪,,‬ير عن انس‪,‬‬
‫‪,‬ان‬
‫‪,‬الي ك‪,‬‬
‫‪,‬األالم وبالت‪,‬‬
‫ورفضها للواقع فاالكتئاب ناتج عن الفراغ العالئقي ‪ ،‬االحساس ب‪,‬‬
‫كإرتكاس للوضعية النفسية المؤلمة ‪،‬وفي المجمل أدى ذلك إلى تكوين صورة س‪,,‬يئة عن‬
‫‪,‬ا ينعكس‬
‫الذات حتى التصورات العاطفية للذات إرتبطت هي األخرى بحالة النرجسية مم‪,‬‬
‫ذلك سلبا على الذات و يجعلها تتبنى عالم خاص بها بعيدا عن العالم المعاش وهذا ما جاء‬
‫في تفسير )‪ A.Holderegger , (2005‬أن كل واحد منا يملك صورة لذاته وفي حالة نقص‬
‫‪,‬ور‬
‫‪,‬و ظه‪,‬‬
‫‪,‬ده ه‪,‬‬
‫‪,‬ا نج‪,‬‬
‫‪,‬يته م‪,‬‬
‫لهذه الصورة فالفرد ال يستطيع الوصول إلى تقدير شخص‪,‬‬
‫ميكانيزمات الرفض والتمثالت التي تساعده على الهروب إلى عالم الواقعي‪.‬‬

‫اللجوء إلى المحاولة االنتحارية للتخلص من الذات فالخبرات األولية واالستعدادت‬


‫النفسية ساهمت هي األخرى بالدفع إلى ذلك ‪،‬أرضية هشة‪ ،‬أنا ضعيف كل هذا جعل الحالة‬
‫غير قادرة على استيعاب فكرة التفريق ألن هذا المشكل موجود وهويفرض نفسه من جديد‬
‫‪ ،‬فلهذا أصبحت الحالة منال تحمل صورة سيئة عن ذاتها ارتبطت من جه‪,,‬ة ببص‪,,‬مات‬
‫الطفولة المبكرة ومن جهة أخرى بعدم االستقرار النرجسي الذي ظهر عند ه‪,,‬ذه الحال‪,,‬ة‬
‫‪,‬ات‬
‫‪,‬ا بين الحاج‪,‬‬
‫‪,‬جام م‪,‬‬
‫متصدعا ألن االستقرار النرجسي يأخد مكانه إذا كان هناك انس‪,‬‬

‫‪244‬‬
‫واستجابات المحيط كما يضيف كل من )‪ P.Jeammet et E.Birot , (1994‬أن الفرد‬
‫‪,‬وع‪ .‬إن‬
‫‪,‬ا والموض‪,‬‬
‫‪,‬يز بين األن‪,‬‬
‫يستطيع بفضل االستقرار النرجسي الوصول إلى التمي‪,‬‬
‫االستقرار النرجسي يحافظ على تثبيت األمن والتواصل الذي يعمل في األخيرعلى مرونة‬
‫التهيئات للعالقات الموضوعية‪ ،‬يبقى كل هذا مرتبط بنوعية االستثماراألمومي فإحس‪,,‬اس‬
‫الحالة المستمر بعدم األمن‪،‬احساس بالعجز والضعف ‪،‬عدم الثقة باألخرين وهذا ما تشهده‬
‫عالقتها مع األخرين التي ظهرت فقيرة ومحدودة ‪،‬حياة داخلية هشة ‪،‬تفكير غ‪,,‬ير منظم ‪،‬‬
‫أدى ذلك كله إلى تَص دع في النرجسية وفي السيرورات الرمزية األولية ‪،‬وضعية ماقب‪,,‬ل‬
‫األوديبية‪ ،‬كل هذه التصدعات ارتبطت بالدور األمومي حيث نجد في هذا االطـــار‬
‫)‪ H.Bénony , (1998‬الذي يرى أن كل هذه التصدعات التي لها عالقة بالدور األمومي‬
‫هي المسبب األساسي في تطور أنا سيء وتساهم أيضا في تس‪,‬هيل عملي‪,‬ة الم‪,‬رور إلى‬
‫المحاولة االنتحارية ‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫‪.7-1‬بروتوكول الروشاخ للحالة السابعة " منال "‬
‫التقدير‬ ‫االستقصاء‬ ‫االستجابة‬ ‫اللوحة‬
‫‪˄"4‬‬ ‫‪I‬‬
‫كل الشكل‬ ‫‪ .1‬عنكبوت‬
‫‪G Fclob A‬‬
‫الوسط‬ ‫‪ .2‬فراشة‬
‫‪D F-A‬‬ ‫‪"20, 1‬‬

‫‪˄ ˂ ˃"15‬‬ ‫‪II‬‬


‫‪D F+A ban‬‬ ‫‪,‬راء‬‫‪ .3‬حيوانات‪ ،‬بقرتين‪ ،‬أشكال غير مفهومة األسود ‪،‬البقع الحم‪,‬‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫‪ .4‬رأس على ما أظن‪ ،‬األرجل ‪ ،‬األيدي فوق األسود تاع البقرة‬
‫‪D F+ Ad‬‬ ‫‪ .5‬بقع البقرة‬
‫‪D FC tache‬‬ ‫‪"2,13‬‬
‫‪Doute‬‬
‫‪˄˅"29‬‬ ‫‪III‬‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫‪ .6‬إنها غامضة لم أعرف شيء‪ ،‬خفاش كل الشكل‬
‫على ما أظن‬
‫‪D F- A‬‬ ‫خفاش الجزء األسود في‬
‫‪ .7‬األرجل واليدين‬
‫‪Doute‬‬ ‫الوسط‬ ‫‪"1,33‬‬

‫‪DO F+ Hd‬‬ ‫أرجل وأي‪,‬دي إلنس‪,‬ان‬


‫لكن رغم هذا ال أفهم‬
‫‪˄˅"19‬‬ ‫‪IV‬‬
‫كل الشكل‬ ‫‪ .8‬هذا وحش وليس حيوان ‪...‬أو ماذا ؟‬
‫‪G F clob A‬‬
‫الجزء األعلى‬ ‫‪ .9‬رأس حيوان واليدين األماميين‬
‫‪Doute‬‬ ‫الوسط‬ ‫‪ .10‬العمود الفقري‬
‫‪Interrogation‬‬ ‫‪"55‬‬

‫‪246‬‬
‫‪DO F+ Ad‬‬
‫‪D F- anat‬‬
‫‪˄ ˂ ˃"11‬‬ ‫‪V‬‬
‫لوجود األجنحة‬ ‫خفاش‪"32‬‬ ‫‪ .11‬هذا‬
‫‪G Fclob A ban‬‬
‫‪˄ ˅ ˂ ˃"24‬‬ ‫‪VI‬‬
‫‪D F+ Ad‬‬ ‫‪,‬ة في‬
‫‪,‬وط الرقيق‪,‬‬‫الخط‪,‬‬ ‫‪ moustache .12‬تاع قط وال كلب‬
‫‪Doute‬‬ ‫األعلى‬ ‫‪.13‬أنف ‪ ،‬رأس لكلب‬
‫الجزء األعلى‬ ‫‪ .14‬األجنحة‬
‫‪D F- Ad‬‬
‫على الجانبين‬ ‫‪ .15‬العمود الفقري ‪"1,15‬‬
‫‪D F- Ad‬‬
‫‪D F- anat‬‬ ‫الخ‪,,‬ط العم‪,,‬ودي في‬
‫الوسط‬

‫‪˄ ˅ ˂ ˃"23‬‬ ‫‪VII‬‬


‫‪D F- A‬‬ ‫األجزاء الجانبية‬ ‫‪ .16‬قطتين وال أرنبين‬
‫‪Doute‬‬ ‫كل الشكل‬ ‫‪ .17‬أثار تاريخية ‪"1,25‬‬
‫‪G F- pays‬‬
‫‪˄ ˅ "13‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫‪Dd F- Ad‬‬ ‫الجزء األعلى‬ ‫‪ .18‬إبرة نحلة‬
‫‪D FC A‬‬ ‫في البرتقالي‬ ‫‪ .19‬فراشة‬
‫‪D F- A‬‬ ‫كل اللون األخضر‬ ‫‪ .20‬نحلة‬
‫‪D F+ A‬‬ ‫‪ .21‬حيوانات لها أربعة أرج‪,,‬ل أو دودة‪ ،‬الوردي على الجانبين‬
‫‪Doute‬‬ ‫رأسه مثل السلحفاة ‪"1,40‬‬
‫‪˄˅ ˂ ˃"22‬‬ ‫‪IX‬‬
‫‪Inhibition‬‬ ‫‪ .22‬لم أفهم شيء ولم أستطيع التع‪,,‬رف كل الشكل‬
‫‪G F- pl‬‬ ‫على أي شيء‪ ،‬ما هذا مدقة ‪ ،‬األزدي‪,,‬ة ‪،‬‬
‫‪Interrogation‬‬ ‫السبيالت والبيتالت أظنها وصف لزهرة‬
‫‪D FC pl‬‬ ‫‪ .23‬أوراق أشجار‬
‫الجزء األخضر‬
‫‪G F- anat‬‬ ‫‪ .24‬هيكل عظمي إلنسان أو حيوان‬
‫كل الشكل‬
‫‪"2,42‬‬
‫‪Doute‬‬
‫‪˄"8‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪D F- A‬‬ ‫األزرق في الوسط‬ ‫عقرب‬ ‫‪.25‬‬
‫‪D F+ A‬‬ ‫األصفر على الجانبين‬ ‫عصافير‬ ‫‪.26‬‬
‫‪D F- A‬‬ ‫البني‬ ‫عناكب‬ ‫‪.27‬‬
‫‪D F+ A ban‬‬ ‫األزرق على الجانبين‬ ‫عقربين‬ ‫‪.28‬‬
‫‪D F- Ad‬‬ ‫الرمادي في األعلى‬ ‫رأس حيوان‬ ‫‪.29‬‬

‫‪247‬‬
‫‪D F- H‬‬ ‫في الل‪,,‬ون األخض‪,,‬ر‪،‬‬ ‫‪ .30‬رجل‬
‫شنب ‪،‬أنف ‪ ،‬عينان‬
‫‪D F- A‬‬ ‫اللون الوردي‬ ‫‪"2,49‬‬ ‫‪ .31‬ديدان‬

‫السيكوغرام‬
‫‪R : 31‬‬ ‫)‪F =25(8+ ; 17-‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪% A % 71‬‬
‫‪Refus :0‬‬ ‫‪F% 81%‬‬ ‫‪FC‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪Ad‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%H %7‬‬
‫‪"Tps total : 16,4‬‬ ‫‪F+% 32%‬‬ ‫‪H‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪Ban 3‬‬
‫‪"Tps /réponse : 31‬‬ ‫‪Hd‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪% IA % 13‬‬
‫‪"Tps lat. Moyen : 16,8‬‬ ‫‪G 6‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪F clob‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪anat‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪D 22‬‬ ‫‪71%‬‬ ‫‪Pl‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪TRI : K0/C1.5Type Ext .Pure‬‬ ‫‪Dd 1‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪tache‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪F.Compl k 0 /E 0‬‬ ‫‪DO 2‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪pays‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪RC % 45%‬‬
‫‪: Eléments quantitatifs‬‬
‫‪Choix +‬‬ ‫‪III VIII‬‬ ‫‪Doute‬‬ ‫‪5‬‬
‫– ‪Choix‬‬ ‫‪I IV VII‬‬ ‫‪Inhibition‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪Interrogation‬‬ ‫‪2‬‬

‫االختيار الموجب‪:‬اللوحة ‪III‬األشكال جميلة‪ ،‬اللوحة ‪ VIII‬األلوان جميلة ‪.‬‬

‫مخيفة من حيث اللون األسود‪ ،‬اللوحة‬ ‫االختيار السالب‪ :‬اللوحة‪ I‬مخيفة‪ ،‬اللون األسود‪ ،‬اللوحة ‪IV‬‬

‫‪ VII‬مشمئزة‪.‬‬
‫ميزات بروتوكول الروشاخ‬

‫العناصر النوعية‬
‫على مستوى السلوك‬ ‫على مستوى الحديث‬ ‫الزمن في‬ ‫عدد‬ ‫زمن‬ ‫رقم‬
‫اللوحة‬ ‫اإلجابات‬ ‫الكمون‬ ‫اللوحة‬
‫قلق‬ ‫قلق‬ ‫‪"20, 1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"4‬‬ ‫‪I‬‬
‫ارتجاف ‪ ،‬قلق‬ ‫تردد‪ ،‬توقف‪ ،‬صدمة‬ ‫‪"2,13‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"15‬‬ ‫‪II‬‬
‫قلب اللوحة‪،‬هز الرأس‬ ‫كف ‪ ،‬صدمة‬ ‫‪"1,33‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"29‬‬ ‫‪III‬‬
‫قلق‬ ‫كف وتردد ‪،‬تسأل‬ ‫‪"55‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"19‬‬ ‫‪IV‬‬
‫قلق‬ ‫خوف‪ ،‬قلق‬ ‫‪"32‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪"11‬‬ ‫‪V‬‬
‫خوف‪،‬قلق‬ ‫تردد ‪ ،‬قلق‬ ‫‪"1,15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪"24‬‬ ‫‪VI‬‬
‫قلب اللوحة عدة مرات‬ ‫تردد‪ ،‬وخوف‬ ‫‪"1,25‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪"23‬‬ ‫‪VII‬‬
‫‪/‬‬ ‫استراحة‬ ‫‪"1,40‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪"13‬‬ ‫‪VIII‬‬
‫‪248‬‬
‫قلق‬ ‫كف وتردد ‪،‬تسأل‬ ‫‪"2,42‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪"22‬‬ ‫‪IX‬‬
‫‪/‬‬ ‫استراحة‬ ‫‪"2,49‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪"8‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪ "16,4‬د‬ ‫‪31‬‬ ‫‪"168‬‬

‫‪.7-2‬تحليل بروتوكول الروشاخ‬

‫رغم ارتفاع عدد اإلجابات في هذا البروتوكول‪ ،‬إال أن ذلك لم يمنع من القول أن‬
‫‪,‬رت ‪%+F‬‬
‫‪,‬ة حيث ظه‪,‬‬
‫‪,‬يرورة التفكيري‪,‬‬
‫‪,‬ة الس‪,‬‬
‫هناك كف واضح والذي ساهم في عرقل‪,‬‬
‫منخفضة ‪ ،‬ما يعكس عدم القدرة على المسايرة للعالم الخارجي‪ ،‬أيضا ظه‪,,‬ور إج‪,,‬ابتين‬
‫لــــ ‪ DO‬وحتى مؤشر القلق ظهر هو األخر في إطار الكف وظهرت أهميته في‬
‫اإلجابات التي أشارت أكثر إلى وجود القلق ‪ ،‬أي ظهر ذلك على المس‪,,‬توى الكيفي ‪ ،‬ألن‬
‫من الناحية الكمية سجل في اإلطار العادي تقريبا وهذا تحت النسبة ‪. % 13‬‬
‫لكن محتوى اإلجابات أظهر لنا مدى تخوف وقلق الحالة منال ‪ ،‬ما نجده أيضا وهو‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ة على م‪,‬‬
‫‪,‬بروتوكول خاص‪,‬‬
‫أهمية االنشطار التي سجلت من خالل القراءة الواضحة لل‪,‬‬
‫‪,‬دد‬
‫‪,‬ك في ع‪,‬‬
‫‪,‬جل ذل‪,‬‬
‫‪,‬ع ‪ ،‬س‪,‬‬
‫شاهده اإلطار الكيفي والذي يتعلق بنقص االندماج في الواق‪,‬‬
‫‪,‬ار‬
‫‪,‬ايرته للمعي‪,‬‬
‫وأيضا ‪ %+F‬وما يقابله في اإلطار النوعي ومس‪,‬‬ ‫اإلجابات لــ ‪Ban‬‬

‫العادي ‪.‬‬

‫تحليل سيرورة التفكير‬


‫بالنسبة لسيرورة التفكير ظهرت عند هذه الحالة منال مضطربة ‪ ،‬عكست لنا هشاشة‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬ا ل‪,‬‬
‫التوظيف النفسي حيث نجد مجمل البروتوكول احتوى على سهولة في تجميع كل م‪,‬‬
‫عالقة من جهة تهديد مرغم لالستهامات ومن جهة أخرى هشاشة الدفاعات ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫اإلجابات الكلية ‪ % G = 20‬وهي نسبة جَيدة وهذا مقارنة بما هو موجود عن الفرد‬
‫العادي وظهرت فقط في اللوحات المغلقة والتي تحمل لون واحد ‪ IV ,V ,VI, I‬وأيضا‬
‫اإلجابات تميل إلى إدراك التصورات في وحدانية مغلقة ‪،‬خفاش ‪،‬وحش ‪ ،‬أثار تاريخي‪,,‬ة‬
‫وبالتالي نجد ستة إجابات لـــ ‪ G‬من بينها ‪ 3‬إجابات لـــ ‪impressionniste G‬‬

‫في اللوحة ‪ V ,IV , I‬وتحمل داللة تشير إلى القلق ‪،‬في اللوحة ‪ IV‬تشير إلى القلق والميل‬
‫أكثر إلى القوة والسيطرة وعدم القدرة على تحديد التقمص الجنسي ‪.‬‬
‫‪simple‬ففي اللوحة ‪ VII‬أشارت إلى التقمصات األنثوي‪,,‬ة الغ‪,,‬ير‬ ‫و‪ 3‬إجابات لــ ‪G‬‬

‫أشارت أك‪,,‬ثر إلى تص‪,,‬دع في‬ ‫الواضحة والمتبوعة بالتردد ‪ ،‬وإجابتين في اللوحة ‪IX‬‬

‫اإلدراك ‪.‬‬
‫أما اإلجابات الجزئية من نوع ‪ D‬نجدها ظهرت بنسبة مرتفعة ‪ ،‬مرات مصحوبة‬
‫‪,‬ذي يش‪,‬ير‬
‫بمحددات لميكانيزمات محكمة بطريقة جيدة ‪ +DF‬ومرات تتموقع في إطار ال‪,‬‬
‫أكثر إلى وجود القلق وتسير نحو كل ما هو معاكس للواقع مثل ‪ Anat‬واإلجابات الس‪,,‬لبية‬
‫‪. -F‬‬
‫إجابتين لــ‪ DO‬عكست لنا الفراغ العاطفي والعالئقي وبقيت الحالة تحت وقع‬
‫‪,‬ل من‬
‫‪,‬ذا في ك‪,‬‬
‫‪,‬ة وه‪,‬‬
‫التصدعات الفكرية ‪،‬عجز عن إدماج الصورة الجسمية كوحدة كلي‪,‬‬
‫اللوحة‪. IV , III‬‬

‫إجابة واحدة لـــ ‪ Dd‬ظهرت في اللوحة ‪ VIII‬عبر لنا عن وجود دفاعية إدراكية صارمة‬

‫اإلجابات اإلنسانية ظهرت فقط في اللوحة ‪X‬متبوعة بمحدد شكلي ‪ -F‬وعدم قدرة‬
‫وهي لوح‪,,‬ة التقمص ‪،‬ويبقى‬ ‫الحالة على إحداث التقمص وخاصة ما تعرفه اللوحة‪III‬‬

‫إسقاط الحالة مرتبط بالكف ‪ ،‬وخاصة التردد ولجوئها إلى أجزاء من الموضوع ‪ ،‬وظهرت‬
‫‪,‬ود ‪،‬‬
‫‪,‬و موج‪,‬‬
‫الصورة اإلنسانية في حالة انشطار وعدم القدرة على التمييز و إدراك ما ه‪,‬‬
‫وهذا يرجـع إلى الفــــراغ العاطفــــي‪ ،‬حســــب )‪C. Chabert, (a1998‬‬

‫‪250‬‬
‫يشير هذا الالتوافق إلى اضطراب في التفكير المرتبط بال فعالية سيرورات التمايز( أنا ‪/‬‬
‫أخر) ‪،‬مما يؤدي إلى فقدان االتصال مع المواضيع العالم الخارجي‪.‬‬

‫اإلجابات الحيوانية والتي من خاللها عكست لنا النمطية الفكرية أي االستعمال العقلي‬
‫اآللي دون مشاركة الفكر و في هذا البروتوكول لجوء إلى هذا النوع من اإلجاب‪,‬ات ك‪,‬ان‬
‫أيضا كرد فعل دفاعي ساهم في كبث السيرورات التصورية وجعلها تخدم التفكير بطريقة‬
‫‪,‬اة‬
‫‪,‬طهادي والمعان‪,‬‬
‫‪,‬اش االض‪,‬‬
‫سلبية ‪،‬واستهامية مرضية ارتبطت بإسقاطات راجعة للمع‪,‬‬
‫النفسية ‪.‬‬
‫ميل للعجز في الحركية والذي يترجم من خالل إفراط لالستثمار في القطب الشكلي‬
‫للوحات ‪ F%=81%‬ظهرت مرتفعة جدا تشهد على صرامة جفاف الفكر الذي يص‪,,‬ارع‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬وة من أج‪,‬‬
‫‪,‬اهر بق‪,‬‬
‫ضد الضغوطات االستهامية ‪ ،‬وهذا اإلفراط لالستثمار للشكل الظ‪,‬‬
‫حصر المدركات للمحافظة على الحدود التي تضمن الهوية )‪ .C. Chabert, (a1998‬لكن‬
‫هذه المحاولة ساهمت في فشل المسايرة للواقع وفي المراقبة الجيدة للشكل أين ظهرت في‬
‫‪,‬بة‬
‫‪ %‬وهي منخفضة مقارنة بالنس‪,‬‬ ‫اإلطار السيئ وأحدثت عطب مما ظهرت ‪F+=32‬‬

‫‪,‬طراب‬
‫‪,‬ود اض‪,‬‬
‫العادية ‪ ،‬هذا التصدع له عالقة أيضا بـــ ‪ -F‬و ما احتوته ‪ ،‬أي وج‪,‬‬
‫‪،‬وعدم التكيف في العالقة مع العالم الخارجي ‪ ،‬تربط )‪ C. Chabert, (a1998‬اإلجابات‬
‫‪,‬وع حقيقي في‬
‫‪,‬ات للبحث عن موض‪,‬‬
‫‪,‬ذه اإلجاب‪,‬‬
‫الشكلية باألنا الواقعية وأن اللجوء إلى ه‪,‬‬
‫الخارج يتضمن تصور الموضوع األولي المفقود‪.‬ما يشير إلى غياب الموض‪,,‬وع األولي‬
‫من البنية النفسية ‪ ،‬ويرجع ذلك إلى التصدع النرجسي‪ ،‬مع صعوبات ترتبط بالنزوات التي‬
‫بقيت تحت السيطرة‪ ،‬محاولة تفاديها بواسطة االرتكاز على المواضيع الخارجية‪ ،‬وهذا ما‬
‫أدى إلى جفاف الفكر واالستمرار في النمطية الفكرية ‪،‬ساهم بدوره في تص‪,,‬ور الواق‪,,‬ع‬
‫‪,‬ناه من خالل‬
‫بطريقة سلبية وأيضا مرضية ‪ ،‬وجود فراغ عالئقي وعاطفي وهذا ما إلتمس‪,‬‬
‫عدم قدرتها على إحداث الفاعلية الالزمة للربط ما بين التصور والعاطفة ‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫تحليل دينامكية الصراع الحسي والحركي‬
‫‪ TRI extratensif pure‬غياب كلي لإلجابات الحركية والذي ارتبط بالتصدعات‬
‫العميقة للقدرات التصورية وإلى الفراغ الفضاء النفسي وخاصة غياب اإلجابة ( ‪ ) K‬التي‬
‫برهنت عن وجود تصدعات في سجل التقمصات األولية‪ ،‬وهذا يرتب‪,,‬ط بع‪,,‬دم إمكاني‪,,‬ة‬
‫التموضع في جو انتقالي يسمح بالحركة والتبادل بين الواقع والخي‪,,‬ال‪ ،‬وبقيت ال‪,,‬نزوات‬
‫تحت وقع التفكير‪ ،‬وهذا ما شاهده البرتوكول لالرتفاع للمقاربة الشكلية ‪،‬وعدم القدرة على‬
‫إحداث الحركية وهذا لتفادي بروز النزوات وأيضا مواجهة رغبات العالم الداخلي ‪.‬‬
‫أما المحددات الحسية ظهرت ثالثة إجابات‪،‬واحدة في اللوحة ‪ II‬عبرت عن الفراغ‬
‫الداخلي وعن جمود عاطفي‪ ،‬وإجابتين في اللوحات الملونة عبرت عن إشكالية النكوص‪.‬‬

‫‪.7-3‬تحليل لوحات الروشاخ‬

‫اللوحة ‪I‬‬

‫بدأت الحالة بإعطاء إجابة كلية شائعة لكن مصحوبة بقلق وخوف ‪ ،‬ما جعلها ت‪,,‬رى‬
‫‪,‬كلي ‪-F‬‬
‫إجابة أخرى في الوسط لكنها غير مسايرة للواقع ألنها كانت مرفوقة بالمحدد الش‪,‬‬
‫وهذا يرتبط بخاصية اللوحة وما تعكسه جعلتها في حالة قلق واضح ‪.‬‬

‫اللوحة ‪II‬‬

‫تشير هذه اللوحة إلى االستثمار النزوي ودينامكية النزوات سواء كانت ليبيدية أو‬
‫عدوانية‪،‬لكن لم يظهر صدى اإلشكالية األساسية في هذه اللوحة وهذا ارتبط بالقلق ال‪,,‬ذي‬
‫أدى إلى الكف وعرقلة السيرورة اإلدراكية وجعلها في حالة تردد وتوتر وع‪,,‬دم الق‪,,‬درة‬
‫‪252‬‬
‫على إدراك الصورة وتباتها وبقيت تحت وقع الكف ‪ ،‬مّم ا يعكس اإلحس‪,,‬اس ب‪,,‬الفراغ‬
‫الداخلي والكآبة النفسية‪.‬‬

‫اللوحة ‪III‬‬

‫استمرار القلق في هذه اللوحة وعكس لنا ذلك عن عجز على اختيار التقمص وعدم‬
‫إدراك الصورة اإلنسانية ألن السيرورة التفكيرية بقيت متبوعة بالكف جعلها غير ق‪,,‬ادرة‬
‫‪,‬ر‬
‫على إحداث الحركية‪ ،‬وأيضا التعبير عن النزوات وهي لوحة التقمصات و هذا لم يظه‪,‬‬
‫لجأت مباشرة إلى استعمال اإلنكار كوسيلة دفاعية " أشكال غير مفهومة " ‪ ،‬إض‪,,‬افة إلى‬
‫االنشطار الذي مَيز اللوحة من خالل اإلجابات الجزئية "األرجل واليدين" لكن عدم قدرتها‬
‫على رؤية اإلنسان في كليته وبقائها منحصرة فقط على أجزاء الموضوع ‪.‬‬

‫اللوحة ‪IV‬‬

‫أعطت الحالة إجابة مباشرة وحش‪ ،‬مع استغراب وتساؤل عن ذلك‪ ،‬وبقيت في حالة‬
‫تردد وعدم قدرتها على إحداث التقمص ‪،‬وأيضا ظهرت الهشاش‪,,‬ة التقمص‪,,‬ية من خالل‬
‫‪,‬ثر إلى التصـدع‬
‫‪,‬ة بـــ ‪ anat‬أشـارت أك‪,‬‬
‫اإلجابة الشكلية السالبة والمتبوع‪,‬‬
‫والفــراغ العاطفي ‪،‬مع إجابة جزئية تؤكد عدم اكتمال الموضوع بشكل كامل متبوع‪,,‬ة‬
‫بــ ‪ Do‬لم تأتي لتؤكد الضعف العقلي وإنما بينت الكف العاطفي ‪.‬‬

‫اللوحة‪V‬‬

‫تعبر هذه اللوحة عن الهوّية وتصّو ر الذات‪ ،‬وهي إشكالية الهوّية في معناها النفسي‪،‬‬
‫لكن تبقى هذه اللوحة تظهر رسوخ بنية شائعة خفاش مكونة تجربة واق‪,,‬ع أساسـي في‬
‫تقارب العالم الخارجي‪ ،‬لكن يبقى القلق مسيطر ومهيمن على الفكر ‪.‬‬

‫اللوحة ‪VI‬‬
‫‪253‬‬
‫نجد في هذه اللوحة أعطت الحالة إجابات جزئية عكست لنا التردد م‪,,‬ا يش‪,,‬ير إلى‬
‫‪,‬ا إجابـة‬
‫‪,‬ف ‪،‬رأس لكلب" ‪ ،‬وأيض‪,‬‬
‫‪,‬ة " أن‪,‬‬
‫وجود القلق ‪ ،‬واالنشطار من خالل اإلجاب‪,‬‬
‫‪,‬ور‬
‫‪,‬ك ظه‪,‬‬
‫أخــرى " جناحين" ما يشير إلى انشطار واضح في األنا ‪،‬وخاصة رافق ذل‪,‬‬
‫‪,‬ف‬
‫‪,‬اة وك‪,‬‬
‫إجابة تحمل مضمون ‪ anat‬مّم ا يشير إلى وجود القلق الذي ساهم في نزع الحي‪,‬‬
‫الحركية النزوية‪.‬‬

‫اللوحة ‪VII‬‬

‫هذه اللوحة تشير إلى التقمصات األنثوية‪ ،‬لكن ما ظهر هو عدم الق‪,,‬درة على إدراك‬
‫الصورة من خالل التردد الذي ارتبط أساسا بالقلق "قطتين وال أرن‪,,‬بين" ‪،‬وبالت‪,,‬الي تبقى‬
‫مشكلة التقمص مطروحة وخاصة اختيار التقمص الجنسي‪ ،‬وبما أن اللوح‪,,‬ة تش‪,,‬ير إلى‬
‫األمومة األولية‪ ،‬فإّن الحالة أعطت إجابة " آثار تاريخية " وكأنها توحي إلى آثار متبقي‪,,‬ة‬
‫من العالقات المبكرة للحالة ‪،‬أي بين الذات و الموضوع وهذا ما يظهر لنا أن هناك رغبة‬
‫إلى السند مرتبطة بالعالقة التكافلية مع الموضوع األولي‪.‬‬

‫اللوحات ‪X,IX,VIII‬‬

‫غياب اإلجابات اللونية ما يشير إلى عدم قدرة الحالة على التعبير العاطفي وبقائه‪,,‬ا‬
‫تحت وقع الكآبة النفسية التي أدت إلى الكف وجعلها غير قادرة على إظهار انفعاالتها‪.‬‬

‫اللوحة‪VIII‬‬

‫وهي لوحة تعبر عن االتصال بالعالم الخارجي‪ ،‬بدأت الحالة بإجاب‪,,‬ة جزئي‪,,‬ة ‪Dd‬‬

‫عبرت عن وجود دفاعية إدراكية صارمة ‪،‬كما أنها لم تستطيع التكيف والس‪,,‬يطرة على‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ورة ثابت‪,‬‬
‫الوضع وهذا من خالل ظهور اإلجابة الترددية وعدم القدرة على إعطاء ص‪,‬‬
‫وهذا اإلنكار له عالقة بعدم قدرتها على ربط العاطفة بالتصورات ‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫اللوحة ‪IX‬‬

‫‪,‬دمة‪،‬‬
‫وهي لوحة المرجعية للعالقة المبكرة مع األم‪ ،‬جعلت الحالة في حالة قلق وص‪,‬‬
‫‪,‬وص طفلي ربطت‬
‫كفت التعبير المباشر لدّيها مّم ا جعلتها تعطي إجابة تشيـــر إلى نك‪,‬‬
‫من خالله العالقة المبكرة مع الموضوع األولي األمومي‪ ،‬إضافة إلى إجابة كلية تشير إلى‬
‫كلية الموضوع مرفوقة بـ ‪ anat‬وأيضا التردد وعدم قدرتها على اختيار التقمص الجنسي‬
‫"هيكل عضمي إلنسان أو حيوان" تعكس من خاللها الفراغ العاطفي لهذه العالقة إض‪,,‬افة‬
‫إلى الفناء والتجريد من الحياة ‪.‬‬

‫اللوحة ‪X‬‬

‫أعطت الحالة في هذه اللوحة إجابات لحيوانات في صورتها الكاملة وبصفة متتالية‬
‫‪,‬ة‬
‫عكست لنا النمطية الفكرية ‪،‬أي االستعمال العقلي اآللي دون مشاركة الفكر ما عدا إجاب‪,‬‬
‫واحدة جزئية رأس حيوان موضوع جزئي‪،‬أكدت لنا إشكالية االنشطار التي مست تقريب‪,,‬ا‬
‫‪,‬رت‬
‫‪,‬رى ظه‪,‬‬
‫‪,‬تي هي األخ‪,‬‬
‫جميع اللوحات ‪ ،‬ثم إعطاء إجابة لموضوع كلي "رجل" وال‪,‬‬
‫مجزئة وتمثلت في رأس الرجل فقط في التحقيق ‪ ،‬ثم عادت إلى النمطية‪ ،‬أي عدم قدرتها‬
‫على التفريق عن الموضوع وبقائها في اندماجية له ‪.‬‬

‫‪.7-4‬ملخص بروتوكول الروشاخ‬

‫تميز البرتوكول الحالة "منال" بالكف النفسي بالرغم من ك‪,,‬ثرة اإلجاب‪,,‬ات ال‪,,‬تي‬
‫حاولت من خاللها إسقاط واقعها الداخلي‪،‬لكنها بقيت تحت النمطية الفكرية وعدم ق‪,,‬درتها‬
‫‪,‬دم‬
‫‪,‬ك بع‪,‬‬
‫‪,‬ط ذل‪,‬‬
‫على إحداث الحركية وهذا ما أدى إلى انعدام اإلجابات من نوع ‪ K‬وارتب‪,‬‬
‫إمكانية التموضع في جو انتقالي يسمح بالحركة والتبادل بين الواقع والخيال مع ض‪,,‬عف‬

‫‪255‬‬
‫‪,‬ع إلى‬
‫القدرة على التَص ورات و أيضا نقص اإلجابات الحركية والتقمصات اإلنسانية يرج‪,‬‬
‫تَص دع في السيرورات األولية ‪.‬‬
‫فرغم محاولتها الهروب من مواجهة اللوحات في حالة كف وصدمة إّال أنه‪,,‬ا لم‬
‫تستطع أن تقاوم ذلك أين أظهرت الحالة ما تعانيه من حالة اكتئابية نتيجة لفقدان الموضوع‬
‫وحاجاتها الماسة إلى السند ‪ ،‬باإلضافة إلى القلق الذي ظهر بشكل مرتفع وهذا ما ساهم في‬
‫عدم قدرتها على التمييز بين الذات والموضوع ‪.‬أي عجز واضح في إدراك الذات كوحدة‬
‫كلية ‪ ،‬وهذا ما ظهر سواء من خالل الموضوع األولي األم أين ظهرت العالقة الثنائية‪ ،‬أو‬
‫من خالل عدم قدرتها على تقبل التفريق والبقاء في االتكالية للموضوع ‪.‬‬
‫إحساسها بعدم األمن و بالفراغ الداخلي ‪ ،‬كون في نفسيتها صورة سيئة عن ذاتها‪،‬‬
‫وأنها غير مرغوب فيها ساعد ذلك على ظهور الكآبة النفسية وجعلتها في األخير توج‪,,‬ه‬
‫العدوانية إلى ذاتها‪.‬‬
‫‪,‬ة في‬
‫‪,‬ة أعطت إجاب‪,‬‬
‫‪,‬د الحال‪,‬‬
‫استعمال اآلليات الدفاعية البدائية كاإلسقاط‪ ،‬حيث نج‪,‬‬
‫‪,‬د من‬
‫‪,‬ي والتجري‪,‬‬
‫هيكل عضمي مّم ا يعكس الفراغ العاطفي والتّص دع النرجس‪,‬‬ ‫‪IX‬‬ ‫اللوحة‬
‫الحياة‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫الفــصل السـابع‬
‫"تفسيــــــر ومنـــــاقشـــة‬
‫الفرضيـــــات"‬

‫"الفرضية األولى "‬


‫التبعية للحب مرتبطة بنقص في الموضوع الحب الأولي واللجوء إلى المحاولة‬
‫االنتحارية خوفا من فقدان موضوع الحب ‪.‬‬

‫"الفرضية الثانية"‬
‫المحاولة االنتحارية هي تعبير عن فقدان مفاجئ لمشروع الحياة ‪.‬‬

‫"الفرضية الثالثة "‬


‫المحاولة االنتحارية هي تعبير عن نداء لطلب استرجاع الموضوع المحب‪.‬‬
‫تـــفسيــر ومنـــاقشة النتـــائـــج‬

‫االنتحار سلوك وقرار شخصي وعنف موجه نحو الذات بتدميرها ‪،‬رغم تعدد‬
‫العوامل المؤدية إليه إال أنه في الغالب يعود إلى تقل وقع العوامل النفسية‪،‬التي ترتب‪,,‬ط‬
‫بالجانب النفسي للمنتحر والذي يتمثل في هشاشة التنظيم النفسي المس‪,,‬ؤول عن ع‪,,‬دم‬
‫‪,‬رد‬
‫‪,‬تي تنعكس على الف‪,‬‬
‫‪,‬أة وال‪,‬‬
‫تحمل وتقبل الذات نظرا لمختلف التغيرات الطارئة فج‪,‬‬
‫وتظهر في شكل اضطرابات نفسية مختلفة ‪.‬‬

‫فالفرد الذي يلجأ إلى المحاولة االنتحارية فهو موضوع في وضعية حرجة‬
‫يسودها األلم والمعاناة بشكل حاد ‪،‬ال يستطيع مجابهتها والتصدي لها ‪،‬يدرك أنه غ‪,,‬ير‬
‫قادر على فعل أي شيء‪ ،‬وهذا حال الفتيات التي لم تجد حاال أخر سوى لجوءه‪,,‬ا إلى‬
‫السلوك التهديمي والموت مقابل التفريق عن الطرف األخر‪ ،‬فالمحاولة االنتحارية أخذت‬
‫أبعاد عديدة نجد من جهة اللجوء إلى االعتداء على الذات كوسيلة تحاول فيها قتل جزء‬
‫من الذات التي تمثل األخــر (الطرف األخر المحب) و هو مستدخل والذي أص‪,,‬بح‬
‫يمثل جزء من الذات أي جزء من األنا فتكون هذه األخيرة قتل النفس‪ ،‬كما نجد أيض‪,,‬ا‬
‫اليأس يؤدي هو األخر إلى االنهيار واإلرهاق الكلي يفقد الفتاة قواها وتصبح غير قادرة‬
‫على استيعاب ما فقدته وخاصة تقمصها لألخر الذي أصبح يحمل لها معاني كثيرة ألن‬
‫األخر هو بمثابة الحل الذي يمكن بواسطته تجاوزها لكل المعاناة والصراعات النفسية ‪.‬‬

‫خاصة الفتاة التي تعاني من مشاكل عالئقية داخل الوسط األسري تعيش النبذ‬
‫واإلهمال والالمباالة من طرف األم أو األب أوكالهما معا وفجأة تجد من يعوضها عن‬
‫ذلك ( الحاالت المدروسة)‪،‬لكن ذلك لم يستمر إال لفترة قصيرة ثم تالشى كل شيء إلى‬

‫‪252‬‬
‫أن حدث التفريق بشكل نهائي‪ ،‬فهذا ما جعلها تصاب بخيبة أمل كبيرة تجعلها في حالة‬
‫دعر وصدمة عنيفة‪.‬‬
‫" فالفرد بعد فقدانه لشخص محب يبقى في المجابهة لفترة من حياته‪ ،‬هذا الفقدان‬
‫‪,‬وت ‪".‬‬
‫‪,‬اة والم‪,‬‬
‫‪,‬ائعة بين الحي‪,‬‬
‫ليس دون إعادة تنشيط القلق الحاد ‪،‬بل يترك الذات ض‪,‬‬
‫)‪.,V.Estellon (2010 :28‬‬
‫وبالتالي تصبح ال تفكر في شيء أخر سوى الموت والتخلص من الذات بعدما‬
‫‪,‬ل‬
‫‪,‬يف ‪ " V.Estellon‬الفع‪,‬‬
‫‪,‬ا يض‪,‬‬
‫كانت ترغب في العيش والبقاء إلى جانب األخر كم‪,‬‬
‫االندفاعي يأتي لتعويض الفعل المعد أو المجَه ز من طرف الفكر" ‪ ،‬وهنا في هذه الحالة‬
‫تكون كل من نزوة الحياة ونزوة الموت في نفس المستوى وهذا يرجع إلى باب التنفيس‬
‫الذي أغلق والذي كان مصدر الرغبة واللذة سابقا ‪،‬وهكذا يجد العدوان طريق‪,,‬ه نح‪,,‬و‬
‫االنسياب مما يجعل قوة التدمير تتغلب إلى حد اللحاق األذى بالذات‪.‬‬

‫تكمن أهمية بحثنا في معرفة ما تحمله العالقة العاطفية في حياة الفتيات وما ينجم‬
‫عنها من أثار وخيمة نتيجة لفسخ تلك العالقة ‪ ،‬هذا ما جعلنا نستفس‪,,‬ر عن التوظي‪,,‬ف‬
‫النفسي المسجل في هذه العاطفة إلى درجة أنها جعلتهن تلجأن إلى المحاولة االنتحارية‪.‬‬

‫ولهذا توصلنا من خالل المقابالت العيادية إلى وجود صراعات نفسية داخلية‬
‫والتي ارتبطت أساسا بالعالقة بالموضوع ‪،‬عكست لنا الهشاشة في العالقات األولية ‪ ،‬عدم‬
‫وجود روابط أصلية متينة ‪،‬مع ظهور العالقة بالطرف األخر في شكلها المرضي ‪.‬‬
‫كما أن العالقة األولية التي تشهد لوجود األب واألم تبقى ضرورية ومؤسسة‬
‫للنمو النفسي ومساهمة في عملية تأهيل األبناء لتكوين عالقات ومساعدة على اختي‪,,‬ار‬
‫النماذج المستقبلية ‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫بالنسبة للحالة "حفصة" تعيش حرمان كامن ‪،‬وهذا ناتج عن العالقة المضطهدة مع‬
‫األم ‪ ،‬ترقب ‪،‬حذر‪ ،‬وعدم وجود األمن العاطفي ‪،‬فهي تعيش نبذ ‪،‬وبحاجة إلى مكانة جديدة‬
‫‪,‬وع‬
‫لتعويض ما عاشته سابقا وتعلقها باألخر جاء كنتيجة لترميم الجروح القديمة وهذا الن‪,‬‬
‫‪,‬ر) لكن‬
‫‪,‬رف األخ‪,‬‬
‫من الحب يبنى على النقائص ‪ ،‬فهي تعاني من فقدان الموضوع ( الط‪,‬‬
‫بطريقة أخرى ومعنى أخر فهي تعاني من فقدان لمعاني الحياة وليس فقدان موضوع الحب‬
‫‪,‬ق لم يكن من‬
‫‪,‬يا ألن التفري‪,‬‬
‫‪,‬ا نرجس‪,‬‬
‫‪,‬ة جرح‪,‬‬
‫في حد ذاته‪ ،‬وهذا ما شكل في نفسية الحال‪,‬‬
‫اختيارها ‪.‬‬

‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ا عالقته‪,‬‬
‫‪,‬تى أنه‪,‬‬
‫الحالة " حنان " عاشت حرمان كليا سواء من األب أو األم ح‪,‬‬
‫بزوجها كانت بمثابة عالقة طفل ‪ /‬أم وهي بالتالي لم تعيش عالقة ثالثية أب ‪/‬أم‪/‬طفل‬
‫مساعدة ومكملة للنمو النفسي ومساهمة في عمل إطار أساسي للعالقة الوالدية‪ ،‬لج‪,,‬أت‬
‫بطريقة الشعورية إلى البحث عن الحب األبوي المفقود ‪،‬عالقتها ب‪,,‬الطرف األخـر‬
‫الثاني ( التي ترغب فيه) العالقة الثنائية أيقظت الرغبة في وجود الشخص الثالث ‪ ،‬أي‬
‫إحياء لالستهام األوديبيي وهذا الصراع يعاش في هذه العالقة‪.‬‬

‫‪,‬ر ارتبطت بنقص في‬


‫‪,‬الطرف األخ‪,‬‬
‫بالنسبة لـــ الحالة " سميرة " عالقتها ب‪,‬‬
‫العالقة مع األم والبحث من خاللها عن الحب األمومي وهذا ما جاء في قولها "نحس‪,,‬ه‬
‫‪,‬اه‬
‫كيما ماما" ‪ ،‬ما نجد وهو اختيار موضوع الحب من نفس الجنس و لم يكن في االتج‪,‬‬
‫‪,‬ق عن‬
‫المعاكس ‪ ،‬كما أن عالقتها باألخر أصبحت تشكل لها قلق واكتئاب ‪ ،‬ألن التفري‪,‬‬
‫األخر يقابله الموت والفناء ‪ ،‬أي عدم وجود إشباع في العالقة األولية ‪.‬‬

‫الحالة " إكرام " لديها عالقة مضطهدة مع األم ‪،‬إحساسها بالنبذ وأيضا التمييز من‬
‫حيث الجنس ( أنثى) لجوؤها للمحاولة االنتحارية كتهديد للمحيط األسري وخاصة األم‬
‫التي تراها المذنبة في كل شيء ‪،‬وعالقتها بالطرف األخر سجلت في إطار البحث عن‬

‫‪254‬‬
‫النضج واإلحساس بأنها راشدة مسؤولة عن أفعالها من جهة ( تأكيد الذات ) ومن جهة‬
‫أخرى لجأت إلى األخر بحثا عن الحب األمومي المفقود‪،‬عدم وجود عالق‪,,‬ة تكاملي‪,,‬ة‬
‫متبادلة وإنما فقط وجود لنزوات غير مشبعة بطريقة ايجابية وصحيحة وس‪,,‬عيها وراء‬
‫إيجاد البديل لكن ذلك لم ينجح ألنه ال يوجد استقرار ‪.‬‬

‫فقدان الموضوع لــــ " أمينة " جعلها تفقد كل شيء ألنها تعيش معاناة نفسية‬
‫كبيرة مست جوانب عديدة ‪،‬التخلي األبوي ارتبط أساسا بمسألة الذكورة واألنوثة ‪ ،‬هذا‬
‫ما شكل صورة سيئة عن الذات ‪ ،‬الفقر‪،‬مرض األم ‪ ...،‬فاألخر بالنسبة لها كان يمث‪,,‬ل‬
‫لها المخرج الوحيد من هذه الوضعية ‪.‬‬

‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ع األب وهي العالق‪,‬‬
‫‪,‬ة م‪,‬‬
‫‪,‬ديها نقص في العالق‪,‬‬
‫الحالة " أحالم " هي األخرى ل‪,‬‬
‫األساسية للتكوين الذاتي ‪،‬عدم االستقرار النفسي الناتج عن الوسط األسري جعلها تعيش‬
‫‪,‬تي أدت إلى‬
‫‪,‬ة ال‪,‬‬
‫‪,‬الظروف المعاش‪,‬‬
‫‪,‬ط ب‪,‬‬
‫‪,‬ير ارتب‪,‬‬
‫‪,‬ذا األخ‪,‬‬
‫‪,‬اب ‪،‬وه‪,‬‬
‫‪,‬ق واكتئ‪,‬‬
‫في قل‪,‬‬
‫استحضـاره ‪،‬فالعالقة العاطفية كانت كبديل عن الحب األمومي المفق‪,,‬ود في الوس‪,,‬ط‬
‫األسري وخاصة من طرف األب واألم ‪،‬غياب مشروع الحياة ‪،‬ليس لديها مكانة ودور‬
‫‪,‬ا تحس‬
‫‪,‬ا جعله‪,‬‬
‫‪,‬ذا م‪,‬‬
‫‪,‬رورية ‪،‬وه‪,‬‬
‫‪,‬ية الض‪,‬‬
‫ينسب لها ‪ ،‬أي فقدان لكل الحاجات النفس‪,‬‬
‫بالنقص ‪،‬اللقيمة ‪ ،‬وتعيش فراغ داخلي وارتبط ذلك بالتصدع النرجسي ‪.‬‬

‫الحالة " منال " فقدان الحالة األم ولكن رغم مرور مدة من الزمن إال أنها لم‬
‫‪,‬ويض عن الحب‬
‫‪,‬ة تع‪,‬‬
‫تستطيع تجاوز الحداد لفقدان األم‪ ،‬فالعالقة العاطفية كانت بمثاب‪,‬‬
‫األمومي المفقود ‪ ،‬لكن بمجرد فشل هذه العالقة أدى ذلك إلى إحياء الصراعات الداخلية‬
‫برز ذلك من خالل استهاماتها ونكوصها إلى مرحلة س‪,,‬ابقة من النم‪,,‬و ‪ ،‬أرض‪,,‬ية‬
‫هشة ‪،‬أنا ضعيف مع عدم االستقرار النرجسي ‪ ،‬والتصدع النرجس‪,,‬ي ال‪,,‬ذي ارتب‪,,‬ط‬
‫بالصدمات المختلفة‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫من خالل اختبار الروشاخ ظهر عند الحالة "حفصة " غياب كلي للسيرورات‬
‫التقمصية من خالل الحركات اإلنسانية التي كانت شبه منعدمة وهذا يرجع إلى ضعف‬
‫القدرات التصورية وإلى الفراغ الفضاء النفسي والذي ارتبط بصورة إجمالية ب‪,,‬الفراغ‬
‫‪,‬ار إلى‬
‫‪,‬ة ‪ VII‬أش‪,‬‬
‫العاطفي في العالقة المبكرة مع وجود القلق وهذا ما ظهر في اللوح‪,‬‬
‫وجود اضطرابات في العالقات مع الصورة األمومية األولية ‪.‬‬
‫الفراغ العالئقي كان ظاهرا بشكل جلي عند الحالة " حنان " خاصة عدم قدرتها‬
‫على التوصل إلى الشكل اإلنساني بصورة كاملة أي غياب للعالقة النزوية في ش‪,,‬كليها‬
‫الليبيدي والعدواني ‪،‬في اللوحة ‪ IV‬ظهرت اإلشكالية األساسية المتعلقة بالقدرة أين نجد‬
‫فراغ داخلي للصورة األبوية ‪ ،‬عدم بروز السيرورات التقمصية والتي عبرت عن ذلك‬
‫ظهر اضطراب في تصور العالقة ب‪,,‬األخر ‪ ،‬من خالل‬ ‫بأنه صعب‪،‬في اللوحة ‪VII‬‬

‫‪,‬ات‬
‫‪,‬جل التقمص‪,‬‬
‫‪,‬ة في س‪,‬‬
‫‪,‬دعات عميق‪,‬‬
‫الرفض مع غياب كلي للحركية ‪ K‬يترجم تص‪,‬‬
‫‪,‬تهامات‬
‫‪,‬يطرة االس‪,‬‬
‫األولية ‪،‬عدم المسايرة للواقع من خالل اللجوء إلى الخيال وهذا بس‪,‬‬
‫المكثفة وبالنسبة للوحة‪ IX‬عكست لنا اضطرابا عالئقيا يرجع إلى العالقة المبكرة مع‬
‫األم‪.‬‬
‫تقريبا نفس الشيء ظهر مع الحالة " سميرة " عدم بروز السيرورات التقمصية‬
‫للنماذج األنثوية ‪ ،‬ظهور اضطرابات عالئقية ‪ ،‬مع فراغ عاطفي كبير حتى أن لجوئها‬
‫لأللوان في اللوحة ‪ IX‬كطريقة دفاعية ضد انبثاق النزوات وهذا ما عكس لنا الفراغ‬
‫‪,‬تثمارات‬
‫في عالم العالقات المبكرة ‪ ،‬وبقيت تحت وقع االنغالق النرجسي وسحب لالس‪,‬‬
‫المواضيع الخارجية ‪ .‬هشاشة في الشخصية والتي ترج‪,,‬ع إلى الهشاش‪,,‬ة في ال‪,,‬ذات‬
‫الراجعة إلى نقص في العالقة األولية اللوحة ‪ ،V‬حتى أن الموضوع ظهر في ص‪,‬ورة‬
‫مجزئة ومجردة من الحياة وعدم قدرتها على إدراك‪,‬ه في كليت‪,‬ه ‪ ،‬وبقائه‪,‬ا متمس‪,‬كة‬
‫بالعالقة التناظرية كوسيلة دفاعية لتجنب الرغبة اللوحة ‪.X‬‬

‫‪256‬‬
‫أظهرت الحالة " إكرام " الحاجة الماسة إلى السند من خالل إجابة إنسانية في‬
‫اللوحة ‪ VII‬عكست العالقات المبكرة مع األم ‪ ،‬مع مشاكل في التقمصات ألن الجنس‬
‫غير محــدد " بنادم" وفي اللوحة ‪ IX‬غياب اإلجابة وهو يعكس لنا عدم وجود واقع‬
‫وهي لوحة تترجم لنا العالقة المبكرة مع األم وأرجعت العالق‪,,‬ة في اإلط‪,,‬ار االنغالق‬
‫النرجسـي ( التناظر)‪ .‬مشاكل عالئقية أكدتها اللوحات ‪ ، IV VIII‬غياب اإلجابة في‬
‫لوحة األب وظهر الشكل الحركي التظليلي الغير واضح ‪ EK‬ما يش‪,,‬ير إلى البحث عن‬
‫‪,‬ع األب ‪،‬‬
‫‪,‬برت عن نقص في العالقــة م‪,‬‬
‫الحماية ومع ظهورها في هذه اللوحة ع‪,‬‬
‫مشاكل في الهوية ومشاكل في إثبات الذات‪.‬‬
‫الحالة " أمينة " سحب لالستثمارات الداخلية وبقائها متمسكة بالمواضيع الخارجية‬
‫وهذا ما ظهر في اللوحة ‪ ، IX‬انعدام السيرورات التقمصية ‪ ،‬ظهور الصورة وغيابها‬
‫في أن واحد على الساحة اإلدراكية من جديد يعني عدم القدرة على التشبث بالمواضيع‬
‫الداخلية الغير مستقرة واللجوء إلى العالم الخارجي ‪ ،‬الكف العاطفي ارتبط هو األخ‪,,‬ر‬
‫بالكآبة النفسية ‪ ،‬رفض اإلجابات في اللوحات ‪ X ,IV‬وهو يعكس حقيقة موجودة لعدم‬
‫‪,‬دم‬
‫‪,‬ا ع‪,‬‬
‫وجود واقع معاش ألن حسب ‪ H. RORSCHACH‬عدم وجود اإلجابة يقابله‪,‬‬
‫‪,‬ية‬
‫‪,‬ا نرجس‪,‬‬
‫وجود واقع وهذا ما ظهر عند الحالة ‪،‬حساسية وهشاشة مفرطة عكست لن‪,‬‬
‫هشة لذات غير قادرة على الخروج من قوقعتها ‪ ،‬مشاكل في الهوية وفي الس‪,,‬يرورات‬
‫التقمصية ‪.‬‬

‫الحالة " أحالم " اإلجابة التظليلية ‪EF‬الجزئية عكست لنا التصدع النرجسي وعدم‬
‫‪,‬تي‬
‫‪,‬ة ‪V‬ال‪,‬‬
‫القدرة على رؤية الموضوع في صورته الكلية وأيضا ظهر ذلك في اللوح‪,‬‬
‫تؤكد أن هناك مشاكل في الهوية ‪ ،‬وفي اللوحة ‪ VII‬إجابة تشير إلى الف‪,,‬راغ ‪،‬الفن‪,,‬اء‬
‫والتجريد من الحياة " فريسة تاع حيوان " ‪ ،‬الهشاشة في العالقة في اللوحة ‪ X‬عكست‬
‫لنا عدم اكتمال الموضوع باإلضافة إلى القلق الظاهر‪ ،‬وما ميز بروتوكول الروشاخ هو‬

‫‪257‬‬
‫عدم قدرتها على إدراك الذات كوحدة كلية بل مجزئة تحت وق‪,,‬ع الته‪,,‬ديم والتحطيم ‪،‬‬
‫إشكالية قلق التفريق وعدم القدرة على فقدان الموضوع ‪.‬‬

‫الحالة " منال " ظهر الصراع والفراغ العاطفي في العالقات األولية وهذا سواء‬
‫في كل من اللوحة ‪ IV‬و ‪ IX‬المتبوعة بمضمون ‪ Anat‬وبقيت تقمصات الحالة مرتبطة‬
‫بالعالقة التكافلية مع الموضوع األولي ‪.‬و بقيت حاجتها الماسة إلى السند من خالل عدم‬
‫القدرة على التمييز بين الموضوع والذات ‪.‬‬

‫عكس لنا اختبار الروشاخ من خالل الحاالت المقدمة عدم القدرة على إحداث‬
‫‪,‬النقص‬
‫‪,‬ة ‪،‬ف‪,‬‬
‫التقمصات في شكلها األصلي وهذا نظرا لنقص في مواضيع الحب األولي‪,‬‬
‫والحرمان ظهر بشكل جلي كما سبق وأشرنا إلى ذلك في ( تحليل لوحات الروش‪,,‬اخ )‬
‫فالعالقات بقيت غير واضحة وهذا ما ظهر من خالل الحركات اإلنسانية القليلة مسجلة‬
‫‪,‬ة الكبت‬
‫‪,‬ة في خدم‪,‬‬
‫‪,‬ع مس‪,‬بق للعاطف‪,‬‬
‫في الرفض ‪،‬النفي والغموض مما يشير إلى وض‪,‬‬
‫للتصورات يقدم النفي‪ .)C.Chabert2004 ,) .‬وأحيانا تكون مس‪,,‬جلة في االنغالق أو في‬
‫اإلطار النرجسي التناظري‪.‬‬
‫كما أن الحركة في مجملها حتى وإن توفرت عند البعض بقيت غير كافية وعامة‬
‫نقل الحركة النزوية ظهرت في شكل حيوان في بعدها العدواني أو الليبيدي‪ .‬وهي تعكس‬
‫عن وجود تصدعات عميقة في التقمصات األولية كما تشير ‪ C. Chabert‬مع وجود‬
‫صعوبات في تصور العالقة باألخر‪.‬‬
‫وضعيات ماقبل أوديبيبة وعدم القدرة على تجاوز اإلشكالية األوديبيية من خالل عدم‬
‫القدرة على اختيار التقمص الجنسي الذي ظهر غير محدد بشكل واضح عن‪,,‬د الح‪,,‬االت‬
‫المدروسة ‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫بقيت الحاالت في استناد على العالم الخارجي وظهر ذلك من خالل نمط التجاوب‬
‫الحميمي الذي كان يميل إلى االنكباب إلى الخارج ‪ Extratensif‬يعبر عن وجود عاطف‪,,‬ة‬
‫غير مستقرة وحركية مستثارة ومتغيرة مع حساسية مرتفعة‪.‬‬
‫غياب كلي للحركة وللعاطفة وهذا ما ظهر عند الحالة الثانية " حنان " الوحيدة التي‬
‫‪,‬ام‬
‫سجل نمط الحميمي لديها تحت ما يسمى بــ ‪ coarté‬وهذا ما يترجم صعوبة في انتظ‪,‬‬
‫المواضيع العالم الداخلي‪.‬‬

‫ضعف في القدرة على التصور وعجز عن التموضع في جو انتقالي يسمح بالتبادل‬


‫بين الواقع والخيال‪ .‬وهي ميزة أساسية لهذه الحركات القليلة الموجودة ويترجم كل ه‪,,‬ذا‬
‫عجزا عن التكيف مع الواقع‪ .‬و هذه القدرة على التموضع في جو انتقالي تظهر ناقص‪,,‬ة‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬ار نقص الدالل‪,‬‬
‫عند الحاالت مع غياب سيرورة تقمصية جنسية وهذا ما ساهم في إظه‪,‬‬
‫العالئقية ‪.‬‬

‫ضعف اإلنتاجية االستهامية وغياب التعبير العاطفي وهذا يرجع إلى نقص في‬
‫اإلنتاجية الكلية للبروتوكوالت والتي ترجع إلى فقر في إعطاء اإلجابات التي ظهرت قليلة‬
‫ومرات عبرت عنها الحاالت بالرفض وعدم معرفة ما احتوته اللوحات كوسيلة دفاعي‪,,‬ة‬
‫لتفادي المعاش النفسي الداخلي وأيضا ارتبطت بضعف األنا في مواجهة المواقف وع‪,,‬دم‬
‫القدرة على التمسك بنمط تفكيري واحد أو إدراكي للصور بشكل واضح وث‪,,‬ابت وإنم‪,,‬ا‬
‫التأرجح الذي يرجع إلى حالة االنفصال بين كيانها الداخلي وعالمها الخارجي‪.‬‬
‫وأيضا بقيت الحاجة الماسة إلى السند وإلى الرغبة في البقاء إلى جانب األخر وهذا ما‬
‫‪,‬تي‬
‫أظهرته العالقة بالموضوع المسجلة في بروتوكوالت الروشاخ خاصة في اللوحات ال‪,‬‬
‫تعكس ذلك ‪.‬‬

‫ما نستنتجه هو أن التفريق كان بمثابة صدمة نفسية عاشتها الحاالت ساهمت في‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ق جعلته‪,‬‬
‫ظهور الكآبة النفسية واالنهيار الكلي واالستسالم‪ ،‬شدة المعاناة وأالم التفري‪,‬‬

‫‪259‬‬
‫‪,‬ل من خالل‬
‫‪,‬ارجي والبحث عن الح‪,‬‬
‫تنغلق على ذاتها واالنسحاب من الواقع العالم الخ‪,‬‬
‫اللجوء المباشر إلى التهديم والموت ‪ ،‬وصدمــة التـفريق يـصعب إدماجهــا في‬
‫النفسيـــة " بقاء االحتفاظ بالموضوع على أمل إيجاده وهذا التوهم الث‪,,‬ابت يجع‪,,‬ل‬
‫صعوبة في سحب االستثمارات الخاصة في حالة التفريق " ‪.M.Berger (2003 :10),‬‬

‫ومعبرا عنه بالفراغ النفسي الذي احتوته المقابالت وأيضا اختبار الروشاخ الذي‬
‫‪,‬ذات‬
‫‪,‬ل ورفض ال‪,‬‬
‫‪,‬ة أم‪,‬‬
‫أكد لنا اإلحساس بالوحدة والفقدان‪،‬الحرمان من العاطفة ‪،‬خيب‪,‬‬
‫‪,‬تثمر في‬
‫‪,‬اب المحب والحب المس‪,‬‬
‫‪,‬ني غي‪,‬‬
‫كتعبير عن تصدع نرجسي ألن التفريق يع‪,‬‬
‫أن الحب ه‪,,‬و‬ ‫الموضوع مستنبط من النرجسية وفي هذا الطرح يفسر ‪P.Couderc‬‬

‫‪,‬ود ‪،‬ولكن إذا‬


‫‪,‬ي المفق‪,‬‬
‫‪,‬زء النرجس‪,‬‬
‫جوهر النرجسية‪ ،‬وهو محاولة من أجل إيجاد الج‪,‬‬
‫النرجسية قطعت الفضاء الحقيقي للحب تظهر أكثر وضوحا كشكل مقدم وب‪,,‬الطبع من‬
‫‪,‬ول‬
‫خالل الصورة المثالية للنظير‪ ،‬والشيء األخر الذي يجده في إعادة البحث والحص‪,‬‬
‫‪,‬مات‬
‫‪,‬ة وس‪,‬‬
‫عليه في الحب على أن يسترد تقمصه في الذكريات السابقة ‪،‬روابط أوديبي‪,‬‬
‫موضوع الرغبة الالشعورية‪.‬‬
‫تعيش الحاالت جرح نرجسي مرتبط بالتفريق الغير مخطط له‪ ،‬وهو قرار الطرف‬
‫األخر وهذا ما زاد من المعاناة واآلالم ‪ ،‬فاألخر طغى على نفسية الحاالت وأصبح ممتلك‬
‫‪ ،‬أي مستحوذ متواجد في صورة األنا ‪ ،‬ولم يعد لهم تصورات بدون األخر الذي أعاد لهم‬
‫الحياة وبفقدانه يفقدنا معه أنآهم يقول ‪ " S.Freud (1917 :83),‬فقدان الموضوع يصبح‬
‫فقدان األنا "‪ .‬وهذا ما وجد عند كل الحاالت وظهر ذلك من خالل المحاولة االنتحاري‪,,‬ة‬
‫وكأن هناك رغبة في معاقبة جزء من الذات الذي يمثل األخر ‪.‬‬
‫وبالتالي وجود تصدعات عميقة في النرجسية ساهمت هي األخرى في االنتقال إلى‬
‫الفعل ‪ ،‬حيث أصبحنا يملكن صورة سيئة عن ذاوتهم‪ ،‬والتي ترجع لحياتهم الداخلية الهشة‬
‫المهددة بهذا الصدع النرجسي ‪،‬أي ما نجده عدم وجود استقرار نرجسي له‪,,‬ذه الح‪,,‬االت‬
‫وعدم االستقرار النرجسي حسب كل من )‪ P.Jeammet et E.Birot , (1994‬يظهر كنتيجة‬
‫لعدم وجود االنسجام بين الحاجات وبين استجابات المحيط ‪ ،‬وبالتالي ع‪,,‬دم الق‪,,‬درة على‬
‫‪260‬‬
‫التمييز بين الموضوع واألنا ‪ ،‬ألن االستقرار النرجسي يساعد الش‪,,‬خص على توازن‪,,‬ه‬
‫وأمنه النفسي وهذا التواصل يتحقق من خالل مرونة عالقاته الموضوعية ‪.‬‬
‫وهذا ما أكده )‪ R.E. Litman ,(1999‬في داللة وأهمية النكوص في التقمص‬
‫‪,‬ع الموضـوع األولـــي األم‬
‫النرجسي المحتفظ بقوة في العالقـة التكافليــة م‪,‬‬
‫‪،‬وبالتــــــــالي ترى ‪M.Klein‬أّن من خالل االنتحار األن‪,,‬ا يبحث على قت‪,,‬ل‬
‫المواضيع السيئة واالحتفاظ بالمواضيع الحب‪ ،‬سواء كانت داخلية أو خارجية‪ ،‬االنتح‪,,‬ار‬
‫يسمح لألنا بالتوحيد مع مواضيع الحب‪ ،‬المواضيع الطيبة تستدخل إلى حد تقمصها إلى أن‬
‫تصبح العالقات مع العالم الخارجي محطمة‪.‬‬

‫كمــا ظهرت السيرورة االنتقالية بين الواقع والخيال عاجزة من خالل صعوبة‬
‫تكوين موضوع انتقالي‪ ،‬وهذا نظرا لعدم وجود موضوع أولي جَيد يساهم في تط‪,,‬وير‬
‫مشاعر القدرة الكلية وتكوين الوهم‪ ،‬وهذا النشاط العقلي يحول المحيط الجَيد بكفاية إلى‬
‫محيط كامـــل يسمــح للنفسيــة بالتوحد مع الجسـد وتك‪َ,,‬و ن ب‪,,‬ذلك ال‪,,‬ذات‬
‫الحقيقيـة )‪. D.W.Winnicott , (1971‬كما يشير إلى أن األم تقوم بوظيفة المرآة‪ ،‬وهنا‬
‫يكون لدَيها السند وكل الدعم ‪،‬حيث يكون أنا األم قريب من أن‪,,‬ا طفله‪,,‬ا أين يح‪,,‬دث‬
‫التقمص وبالتدريج يتم االنتقال من البعد الرمزي إلى اإلحساس ب‪,,‬الواقع وهن‪,,‬ا تب‪,,‬دأ‬
‫‪,‬وع ‪،‬حيث‬
‫‪,‬ذات والموض‪,‬‬
‫سيرورة االنفصال عن األم ثم تنتهي بسيرورة التمايز بين ال‪,‬‬
‫يشهد األنا االستقاللية بالبحث عن مواضيع خارجية مستقلة عن الذات ‪.‬‬
‫ما نجده عند الحاالت هو البقاء في تمركز والبحث عن األخر من خالل التبعية‬
‫المفرطة وعدم القدرة على التفريق ‪،‬وهذا يرجع إلى عدم اكتمال السيرورة االنتقالية مما‬
‫أدى إلى عدم إمكانية التعَر ف على األخر كموضوع خارجي والبقاء في اندماجية كاملة‬
‫له ‪ ،‬ألن نقص في موضوع الحب األولـــي يؤدي إلى الفـــراغ الداخــلي الذي‬
‫يحدثــه في النفسيـــة فيجعلهــا تعانـــي ويصبــح من المستحيــل‬
‫‪,‬ون‬
‫استثمـار مواضيـــع خارجيـــة والعالقات بالمواضيـع الخارجيــة تك‪,‬‬
‫‪261‬‬
‫استنادا على نمط العالقـة األوليـة بالموضـوع ‪،S.Freud(1915),‬وهذا ما يؤكد دعامة‬
‫العالقات األولية‪.‬‬
‫صعوبات عالئقية معنى ذلك عدم قدرة هذه الحاالت على االستمرارية في العالقة‬
‫نظرا لعدم وجود ثوابت أساسية تجعلهم يستطعن تقمص العالقات بالطريقة الصحيحة ‪.‬‬

‫وتبقى التبعية لألخر تمثل نقص في موضوع الحب األولي واللجوء إلى هذه العالقة‬
‫بحثا عن اإلشباع وتجارب الخبرات األولية السابقة ورغبة في إيجاد ما هو مفقود ‪.‬‬
‫وهذه التبعية لألخر وفي اإلطار المسجلة فيه والمتمثلة في الحالة العاطفية ( الحب )‬
‫‪,‬ر‪،‬‬
‫يرى ) ‪ " ,V.Estellon (2010 :25‬أنها تعاش كتفريق يتخطى الحدود بين الذات واألخ‪,‬‬
‫أين يقض ويضع في عمل الحدود الموروثة للعالقات المبكرة ‪،‬الفرد يحب أن يك‪,,‬ون في‬
‫وضعيات مشابهة بالطريقة التي أحب وكان محبوب فيها من طرف األم واألب "‪.‬‬
‫كما أن التعلق باألخر هو حاجة فطرية موجودة عند جميع األطفال وبقائهم في‬
‫إتكالية بحثا عن إيجاد اإلشباع الكلي للحاجات ويوفر لهم أيضا األمن والحماي‪,,‬ة ‪ ،‬لكن‬
‫هذا التعلق يالحظ في مراحل النمو األولى ويبدأ في التالشي مع النضج وتكوين فيم‪,,‬ا‬
‫بعد القدرة على االستقاللية والتخلص من التبعية ‪ ،‬لكن ما ظهر عند الحاالت هو بقائهم‬
‫في حاجة ماسة إلى التعلق والتبعية لألخر وهذا األخير يشبه التعلق الموجود عند الطفل‬
‫‪,‬ة (‪,)1978‬‬
‫وخاصة عند ما نتحدث عن العالق‪,,‬ة طف‪,,‬ل ‪ /‬أم وباالس‪,,‬تناد على نظري‪,‬‬
‫‪ J.Bowlby‬وما توصل إليه هو أن غياب األم يشكل عنصرا أساسيا عند الطفل يؤدي إلى‬
‫‪,‬وع‬
‫اضطرابات تنعكس سلبا عليه‪ ،‬وهذا ما وجد بالضبط عند هذه الحاالت فغياب الموض‪,‬‬
‫المحب أدى ذلك إلى اضطرابات نفسية جعلتهن يلحقن األذى بأنفسهن وبطريقة ش‪,,‬عورية‬

‫‪.¹‬‬

‫ترجم لنا هذا التعلق القوي باألخر عن وجود نقائص وحاجات غير مشبعة وبالتالي‬
‫فاألخر كان بمثابة تعويض واكتمال لتلك الحاجات و العالقة بالطرف األخر لم تؤسس في‬
‫‪262‬‬
‫إطار البحث عن التكامل واالنسجام واالستقرار العاطفي ‪،‬وإنما هذا النوع من الحب يبنى‬
‫على النقائص ويبقى األخر هو المرمم لسد الثغرات وملئ الفجوات ‪ ،‬أدى ذلك في األخير‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬أة وبقائه‪,‬‬
‫‪,‬دثت فج‪,‬‬
‫‪,‬تي ح‪,‬‬
‫إلى عدم القدرة على تحمل االستقاللية ومجابهة التغيرات ال‪,‬‬
‫منحصرة في التبعية العاطفية المغذية بغض النظر عن اآلثار المترتبة عن هذه العالقة‪.‬‬

‫ألن إنشاء عالقة حب دائمة ومستمرة ال يشمل نسيان ما نحن عليه ‪،‬من نحن‪،‬والذي‬
‫نحبه‪ ،‬لكن في حالة الحب يثبت االعتقاد بأن الرفيق هو الموضوع التكميلي الذي س‪,,‬وف‬
‫يستجيب لرغباته‪ ،‬أي أن االنتظارات والمطالب كما كانت تأتي من قبل الموضوع األولي‬
‫‪,‬عورية إلى‬
‫) ‪. ,V.Estellon (2010‬وهذا الميل إلى الخلط جعل الفتيات يلجأن بطريقة الش‪,‬‬
‫‪,‬ر هي‬
‫‪,‬ة لألخ‪,‬‬
‫توقع انتظارات من األخر على أساس تلبية حاجتهم ورغباتهم وهذه التبعي‪,‬‬
‫التي أدت إلى فقدان هويتهم المرغوبة ‪.‬‬

‫رغبة الحب مرات تكون أكثر قوة وعنفا وتصبح غير مراقبة حيث يصبح الفرد‬
‫‪,‬ير ض‪,,‬ائعا‬
‫مدمج ومتحد مع األخر ويفقد ذاته مكونا بذلك شخصا واحد ‪،‬يصبح في األخ‪,‬‬
‫منسيا في األخر ‪،‬ألن في هذا النوع من الحب الذي يمثل حب الشغف أو الولع االندماجي‬
‫يعتقد أنه من خالله سوف يجد في الطرف األخر الجزء المفقود ‪،‬والتفريق في هذه الحالة‬
‫يكون مصدر مؤكد لأللم الحاد‪.‬‬

‫‪.1‬أنظر الحالة الثالثة‬


‫وهذه العالقة االندماجية ترجع إلى اإلحساسات القوية لمشهد الطفل مع أمه ‪،‬بحيث‬
‫‪,‬ون‬
‫‪,‬ا يمكن أن تك‪,‬‬
‫‪,‬ة كم‪,‬‬
‫هذا الولع يقيض اإلحساسات األولية ويجعل هناك اندماجية كلي‪,‬‬
‫مرتبطة بوحدة مفقودة ‪M.Marandola,G.Lefebvre-decaudin,)2004( .‬‬

‫‪263‬‬
‫تبقى العالقة األولية وما يترتب عنها قائمة في هذه العالقة باألخر ‪ " ،‬أي إنعاش بفعل‬
‫‪,‬ذات‬
‫‪,‬يز بين ال‪,‬‬
‫‪,‬دم التمي‪,‬‬
‫اآلثار المتبقية من خالل الخبرات األولية للتفريق والمرتبطة بع‪,‬‬
‫والموضوع ‪ ،‬الرغبة المؤلمة المستحيل إشباعها‪ ،‬ويبقى القلق يرتبط بع‪,,‬دم الق‪,,‬درة على‬
‫اإلشباع الذي يصبح مسدودا "‪Ch.David,)250: 2002(.‬‬

‫وبالتالي فالحاالت المحاولة لالنتحار تعاني من مشكلة العالقات التي تعد غير مستقرة و‬
‫أيضا غير كافية وغير مشبعة ‪ ،‬أي نجد مواقف إحباطية متعددة ساهمت في ظهور ه‪,,‬ذه‬
‫الهشاشة ‪،‬وعدم القدرة على الخروج من التبعية ‪ ،‬وتبقى هذه االندماجية والتبعية لألخ‪,,‬ر‬
‫تمنحها لموضوع الحب كل ما هو جَيد ومرضي للذات من خالل كل القدرات التي تحميها‬
‫وتمنحها السند‪ ،‬والتي كانت بمثابة تعويض عن كل ما حرمت منه‪.‬‬
‫والعاطفة ال تدور حول الطرف المحب فقط وإنما العاطفة والحب كانت تمنحها كل ما‬
‫فقدته داخل الوسط األسري كما تمثل لها تعويض عن أهم الروابط األساسية األم‪ ،‬األب ‪،‬‬
‫اإلخوة فاألخر كان تعويض عن ذلك وكان يحمل لها معاني عديدة للحياة ‪.‬‬
‫إشكالية الروابط تصبح معقدة ومؤلمة ‪،‬ال تطاق في مثل هذه الوضعية وتبقى سجينة‬
‫في وجودية للبحث عن المعنى ) ‪. ,V.Estellon (2010‬‬

‫المحاولة االنتحارية ارتبطت بإشكالية أساسية تمثلت في الخوف من فقدان الموضوع‬


‫‪ ،‬ضعف الفضاء النفسي الداخلي ‪ ،‬واستنتجنا ذلك سواء من خالل المقابالت وأيضا ك‪,,‬ان‬
‫‪,‬درة على‬
‫‪,‬دم الق‪,‬‬
‫‪,‬وع وع‪,‬‬
‫ظاهرا من خالل اختبار الروشاخ ‪ ،‬حيث أن قلق فقدان الموض‪,‬‬
‫‪,‬ذي‬
‫إرصان الوضعية االكتئابية ‪ ،‬إضافة إلى استثمار الواقع وهذا لتفادي العالم الداخلي ال‪,‬‬
‫كان يشكل حاجزا قوي عند الحاالت وأيضا رغبتها في عدم الدخول في الصراع ‪.‬‬
‫ارتبط ذلك بالصدمات المبكرة التي أدت إل تكوين نفسي هش غير مكتمل حيث يرى‬
‫)‪ J.Bergeret ,(1970‬أَن الصدمات المبكرة تجعل الشخص في مجابهة لقلق الفقدان وهي‬
‫أصل التصدع النرجسي الهام ‪.‬‬
‫‪264‬‬
‫كما سجلت الحاالت تحت وقع اإلشكالية االكتئابية التي كانت بارزة سواء من خالل‬
‫‪,‬تي بقيت‬
‫المقابالت أو اختبار الروشاخ وهذا ما ظهر في نقص التعبير عن الصراعات ال‪,‬‬
‫تحت سيطرة الكف النفسي وهذا ما سجل تقريبا مع كل الحاالت وما إلتمسناه أيضا وه‪,,‬و‬
‫القلق وهو ميزة أساسية في التوظيف االكتئابي وهذا القلق يبقى مرتبط بغموض أو ظاهر‬
‫مرات لكن يبقى تحت اإلثارة مع دفاعية صارمة‪.‬‬

‫وهذه االكتئابية بطبيعة الحال ترتبط بفقدان العالقة بالموضوع وهذا ما جعلنا نستنتج‬
‫أيضا أن الحاالت تتموضع في التوظيف البيني ‪.‬‬

‫فالحاالت المحاولة لالنتحار سجلت في إطار التوظيف البيني فهي تعيش تناقضات‬
‫وهذا من أجل مقاوم‪RRRR‬ة ض‪RRRR‬د االكتئ‪RRRR‬اب ‪،‬مواجهة الحدود ومواجهة اآلخر والواقع يحدث‬
‫اضطرابا عميقا لدى التوظيفات البينية ‪،‬واالنتقال إلى الفعل عند الحاالت التوظيف البيني‬
‫هو مرور دفاعي أي وجو نزعة نزوية تدميرية في عقاب فقدان األخر ‪.‬‬

‫كما أن الحدود تتمثل في الجسم ‪،‬األلم ‪ ،‬الموت وأيضا مختلف هذه التظاهرات‬
‫‪,‬لوكات‬
‫العرضية تظهر عند األشخاص الذين يتميزون بالتوظيف البيني تقطيع الجسم ‪ ،‬س‪,‬‬
‫الخطر كالمحاولة االنتحارية ‪ ،‬مع مشاكل عالئقية ‪،‬الحب ‪،‬قلق التفريق ‪،‬ص‪,‬عوبة إنش‪,‬اء‬
‫روابط عاطفية ثابتة ومتينة‪,V.Estellon (2010 ) .‬‬

‫يضيف )‪ J.Bergeret ,(1970‬أن الحاالت البينية ال تسمح بإعداد الصراع األوديبي‬


‫‪،‬عدم التنظيم األوديبي ‪،‬العالقة بالموضوع تتميز بالتبعية المنحصرة والمدركة بين الحاجة‬
‫في الشعور بالتفريق عن األخر والميل إلى واجب االستناد ضده ‪ ،‬الثالوث النرجسي يأتي‬
‫ليحل محل الثالثية األوديبية ‪ ،‬الجنسية تثبت مع نزوات جزئية فمية أو ش‪,,‬رجية فتك‪,,‬ون‬
‫تناسلية سيئة ‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫‪,‬ية‬
‫التوظيف البيني لديه ارتباط بالنرجسية ‪ ،‬لذا تعرف هذه الحاالت بمرض النرجس‪,‬‬
‫ترتبط بصدمة تلقاها األنا قبل أن يصل إلى المرحلة األوديبية ويعيش الشخص هذا النقص‬
‫كحرمان يمس هويته مباشرة‪.‬‬

‫وتبقى العالقة بالموضوع متمركزة حول تبعية تكافلية باآلخر‪،‬حاجة األنا إلى السند‬
‫أو حاجة الشخص إلى االعتماد على شخص أخر‪،‬وهنا نجد الطرح الذي قدمه ‪V.Estellon‬‬

‫‪,‬اة‬
‫) ‪ , (2010‬أن هذه الحاالت البينية تقع بطريقة ما في نمط وجودي يجمع بين المعان‪,‬‬
‫العالئقية والهوية ‪،‬التجنب ‪،‬ومهددة بالخطر على خلفية انعدام األمن الداخلي المس‪,,‬تمر‬
‫وهشاشة نرجسية معتبرة مع تواجد دائم في وضعية التبعية المفرطة لآلخرين ‪،‬وه‪,,‬ذه‬
‫التبعية هي التي تساهم في ذلك ويبقى الفرد في مجابهة نشطة ضد هذه التبعية ‪.‬‬

‫‪,‬ا‬
‫‪,‬عف األن‪,‬‬
‫‪,‬يز بض‪,‬‬
‫كما يضيف (‪ O.Kernberg,)1995‬أن التنظيمات البينية تتم‪,‬‬
‫األعلى ‪.‬‬

‫وهذا ما يفسر سهولة مرور التصورات العقلية والنزوات إلى االنتقال إلى الفع‪,,‬ل‬
‫االنتحاري ‪ ،‬رغم كون هذا السلوك يعتبر محرم في الديانة االسالمية إال أن‪,,‬ه يص‪,,‬بح‬
‫مباح بغض النظر عن ما هو موجود ومانع ‪.‬‬

‫و مع ذلك فان كل دفاعات األنا تبقى تؤمن له الحماية من القلق االكتئابي خوفا من‬
‫‪,‬ي والغلمي وفي‬
‫فقدان الموضوع‪ ،‬ويمس هذا القلق ماضيا مؤلما على المستوى النرجس‪,‬‬
‫‪,‬ر‬
‫‪,‬ع اآلخ‪,‬‬
‫‪,‬ة م‪,‬‬
‫نفس الوقت يبقى متمركزا حول مستقبل لديه أمل يستثمره في عالقة تبعي‪,‬‬
‫)‪. J.Bergeret ,(1982‬‬

‫فالعالقة العاطفية تظهر هنا كنتيجة للحاجة الماسة إلى السند وإلى الرغبة في البقاء‬
‫إلى جانب األخر وبالتالي فالمحاولة االنتحارية تكون كوسيلة دفاعية تلجأ إليها الح‪,,‬االت‬
‫خوفا من فقدان الموضوع ‪ ،‬وما ظهر أيضا اللجوء إلى وسائل دفاعية هشة منها االنشطار‬
‫‪،‬النفي واإلسقاط ‪ ،‬ويبقي االنشطار يقاوم ضد االكتئاب الناجم عن فقدان الموضوع محاولة‬

‫‪266‬‬
‫الحاالت من خالل ذلك االندماج والتوحد مع المواضيع المستدخلة وهذا م‪,,‬ا ي‪,,‬ؤدي إلى‬
‫االعتداء على الذات في شكل محاولة انتحارية ‪.‬‬

‫كل فرد بحاجة إلى اإلحساس أنه يعادل أي شيء في الحياة‪ ،‬أي أن يكون له دور‬
‫ومكانة في المحيط الذي ينتمي إليه ‪،‬وهذا ما يزيد من قوته وإدراكه لذاته وتقديره لذلك ألن‬
‫وجوده بدون األخر يمثل له العدم والفناء ‪،‬كونه بحاجة إلى التفاعل واالحتكاك باآلخرين‪،‬‬
‫‪,‬وين‬
‫‪,‬وله إلى تك‪,‬‬
‫‪,‬ه ووص‪,‬‬
‫ويساهم ذلك بشكل فَع ال في جعله قادر على إدراك تقديره لذات‪,‬‬
‫الصورة المثالية ‪،‬أي أن ذلك يتوقف على تعادل كل من عالمه ال‪,,‬داخلي ويمس مباش‪,,‬رة‬
‫نفسيته وعالمه الخارجي والمتمثل في المحيط ‪.‬‬

‫فالفتيات المحاولة لالنتحار فقدت تقديرها لذاتها وأصبحت تملك صورة سيئة نتيجة‬
‫لما تعرضت إليه ‪ ،‬ألنها في ظرف قصير فقدت كل شيء‪ ،‬وكان اختفاء مفاجئ لما ك‪,,‬ان‬
‫موجود لدَيها وهو الطرف األخر المحب ‪ ،‬والذي كان بمثابة مشروع الحياة ‪،‬وهذا األخير‬
‫يصف لنا ما كانت ترغب في الحصول عليه ‪ ،‬خاصة حاجتها إلى مكانة اجتماعية مقبولة‪.‬‬

‫إذن حاولت رسم تلك المكانة من خالل عالقتها باألخر عن طريق الزواج ‪ ،‬وتكوين‬
‫أسرة مستقلة ‪،‬كون هؤالء الفتيات ال يدرسن ‪،‬ال يملكن عمل ‪ ،‬وال يوجد لديهن أي مساعدة‬
‫وسند حتى من طرف المقربين ( األسرة ) ‪.‬‬

‫يبقى مشروع الحياة مرتبط بالدوافع والحاجات التي لها دور فعال في بناء الشخصية‬
‫‪،‬وهي المحرك األساسي للنفسية ‪ ،‬كما تساهم في توجيه سلوكات األفراد‪ ،‬ومهما كان هذا‬
‫‪,‬تى‬
‫‪,‬ل ‪ ،‬وح‪,‬‬
‫‪,‬ال التعليم ‪ ،‬العم‪,‬‬
‫المشروع وما يحتله من مكانة داخل األفراد سواء في مج‪,‬‬
‫الزواج فهو يجعل الفرد يسعى وراء تحقيق هدفه للوصول إلى اإلشباع النهائي ‪ ،‬كما يربط‬
‫‪,‬كال‬
‫‪,‬كل من أش‪,‬‬
‫(‪ J.Nuttin,)1980‬مشروع الحياة بالدوافع والرغبات والتي تظهر في ش‪,‬‬
‫الرغبة الملحة التي تؤدي إلى خلق نوع من النشاط الظاهر أو الفعالية ‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫وبالتالي فالفتيات كانت تسعى إلى تحقيق هدفها الذي يحمل دالالت شعورية وال‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ق رغباته‪,‬‬
‫‪,‬ر المحب ‪ ،‬أي تحقي‪,‬‬
‫‪,‬رف األخ‪,‬‬
‫شعورية والمتمثل في بقائها إلى جانب الط‪,‬‬
‫‪,‬ق‬
‫‪,‬ل في تحقي‪,‬‬
‫‪,‬تقبل تتمث‪,‬‬
‫وحاجاتها ‪،‬ويكون لدَيها من خالل ذلك تطلعات هادفة نحو المس‪,‬‬
‫مشروع حياتها وهو األخر الذي يمثل لها الحب ‪ ،‬الحصول على مكانة ودور في المجتمع‬
‫‪,‬زال‬
‫‪,‬تي ال ت‪,‬‬
‫‪ ،‬وهي تبحث من خالل هذه العالقة باألخر المحب على تحقيق بناء ذاتها ال‪,‬‬
‫بحاجة إلى ترميم وإشباع ‪.‬‬

‫هذه العالقة العاطفية جلبت لها العديد من األشياء االيجابية المقبولة‪ ،‬وكانت بمثابة‬
‫اكتمال لشخصيتها التي يسودها النقص والحرمان ‪،‬وأيضا تبقى الفتاة وما تحتله من مكانة‬
‫‪,‬ة‬
‫‪,‬عة للطبيع‪,‬‬
‫اجتماعية وما هو مخَو ل لها كدور‪،‬وفي كل األحوال تبقى محصورة وخاض‪,‬‬
‫االجتماعية الثقافية السائدة والمسيرة للفكر اإلنساني‪ ،‬أي عدم قدرتها على تجاوز ذلك ‪.‬‬

‫يصف ‪ S.Freud‬المرأة بالسلبية ألنها دائما في وضعية انتظار غير قادرة على إحداث‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ول على م‪,‬‬
‫الحركية واتخاذ القرارات الحاسمة والتَص رف ‪ ،‬أي غير قادرة على الحص‪,‬‬
‫تريد ‪ ،‬وخاصة في ما يتعلق بالزواج ‪ ،‬يبقى هذا األمر من قرارات الرجل وحسب أيض‪,,‬ا‬
‫البيئة االجتماعية التي تنحدر منها‪.‬‬

‫رفض األخر لهن كان بمثابة صدمة نفسية كبيرة وخسارة ألشياء عديدة ‪ ،‬حيث جاء‬
‫في وصف الحالة الثالثة للطرف األخر المحب بـــ " بنة الحياة " والحالة األولى تقول "‬
‫أنا نسال فيه " وكأن هناك جزء من الذات مفقود في األخر المحب ‪ ،‬وهي بذلك تبحث عن‬
‫حصولها على ذلك ‪،‬وتبحث أيضا عن معنى لحياتها ‪ ،‬كما يبقى تعبير الفتيات عن األخ‪,,‬ر‬
‫أنه من المستحيل العيش من دونه ‪،‬فدائما يرافقهن اإلحساس بالنقص ‪.‬‬

‫فخسارة الطرف األخر المحب جعل الفتيات تعيش انعزال وحزن واكتئاب واإلحساس‬
‫بالفشل والخيانة‪ ،‬وهذا ما أدى إلى توقف الزمن المعاش وتوقف الحياة واللجوء في األخير‬
‫‪,‬دون‬
‫‪,‬تمرار ب‪,‬‬
‫‪,‬ة في العيش واالس‪,‬‬
‫‪,‬اك رغب‪,‬‬
‫‪,‬د هن‪,‬‬
‫إلى االعتداء على الذات ‪ ،‬ألنه لم تع‪,‬‬
‫‪268‬‬
‫‪,‬اة‬
‫األخر‪،‬فالكآبة النفسية جعلتهن يعشن في دوامة مفرغة وغير قادرين على مواصلة الحي‪,‬‬
‫بمفردهم ‪.‬‬

‫كما أن االكتئاب ساهم في ظهور الكف‪ ،‬والذي بدا واضحا من خالل كف في‬
‫الوظائف العقلية والنفسية‪ ،‬حيث لم يعد باستطاعتهن الصمود أمام التغيرات التي ح‪,,‬دثت‬
‫‪,‬رف‬
‫‪,‬رار الط‪,‬‬
‫‪,‬انت من ق‪,‬‬
‫فجأة وهزت كيانهن ‪،‬كما نجد أيضا مشكلة التفريق والرفض ك‪,‬‬
‫األخر المحب ‪ ،‬وبالتالي كانت صدمة عنيفة لم تجد منفذا خارج الذات وبقيت محص‪,,‬ورة‬
‫على الداخل من خالل اإلحساس باللقيمة والنبذ واإلهمال وسهلت في المرور إلى المحاولة‬
‫االنتحارية ‪.‬‬

‫يرى (‪ X.Pommereau,)2001‬أنه من خالل اللجوء إلى الفعل االنتحاري تبحث‬


‫الحاالت عن الجمودية والنوم وهي دينامكية نفسية هامة وأساسية لمواجهة وضعية مؤلمة‬
‫(صادمة)‪.‬‬

‫فالهروب إلى اإلنعاش والتخلي عن الذات وسيلة هروبية وهذا ما يعكس حالة الفتيات‬
‫التي تتواجد في حالة عوز مع أالم حادة ‪ ،‬مما يجعل الجسم مفقود خارج الواقعية الغ‪,,‬ير‬
‫المرغوب فيها ‪،‬لكن هذه اإلسقاطية تكون تحت شكل العنف والتهديم ‪.‬‬

‫كما أن وظيفة المحاولة االنتحارية المسجلة عند الحاالت تمثلت في وظيفة النداء‬
‫لطلب استرجاع الموضوع المحب‪ ،‬حيث يرى(‪ P. Moron,)1996‬أن معظم محاوالت‬
‫االنتحار تكون كطريقة لطلب النجدة من اآلخرين‪ ،‬جرس الخطر يدق‪ ،‬الفرد يناجي لطلب‬
‫النجدة ألنه غير قادر على فعل أي شيء أمام تلك الوضعية الصعبة‪ ،‬هذه الوظيفة تظه‪,,‬ر‬
‫تقريبا كذلك ثابتة آن القصد هو اعتداء ذاتي‪ ،‬لكن فعل االنتحار لدّيه داللة واضحة فغرضه‬
‫ال االعتداء على الذات وال اإلحساس بالقتل نحو الذات‪ ،‬فالنداء هذا لجلب انتباه المحيط‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫أي ما نستنتجه هو أنه بمجرد حدوث التفريق واإلحساس بغياب الطرف األخر‬
‫المحب أدى ذلك إلى إحداث التوتر الذي زعزع النفسية وجعل هناك رغبة في اس‪,,‬ترجاع‬
‫الموضوع المحب ‪.‬‬

‫في هذا اإلطار يرى (‪M.Pagès,)1977‬أن الحب يتولد ويكون أكثر ظهورا عندما‬
‫يكون هناك فقدان أو الشعور بالغياب فيجعل هناك رغبة في إيجاده‪ ،‬والحب هو إحس‪,,‬اس‬
‫‪,‬ه‬
‫‪,‬ذي يحدث‪,‬‬
‫الرغبة المفقودة والرغبة في إيجاده ‪،‬مع ارتباطاته بالذكريات ‪،‬وهذا التوتر ال‪,‬‬
‫يرجع إلى الرغبة الغير مشبعة ‪.‬‬

‫أي تبقى الحاالت في التصاق وتبعية للموضوع المحب ألنه استطع تعويض كل‬
‫حاجياتها ورغباتها وكان بمثابة مشروع حياة فلم تستطيع تحمل التفريق والغياب بش‪,,‬كل‬
‫نهائي ‪،‬ألنها أصبحت مدمنة على وجوده وما شكله من أهمية في حياتها ‪،‬وفجأة انس‪,,‬حب‬
‫واختفى‪،‬لكن هذا االختفاء ترك ثغرة كبيرة في نفسية الحاالت ‪ ،‬ألنها أصبحت غير قادرة‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬أت إلى ذاته‪,‬‬
‫‪,‬ع فلج‪,‬‬
‫على إيجاد بديل أخر عن ذلك ‪،‬ولم تجد حال مناسبا أمام هذا الوض‪,‬‬
‫لتفريغ كل معاناتها من خالل المحاولة االنتحارية ‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫الخــاتمـ‬
‫ـة‬
‫خاتمــــــــــــــــة‬

‫‪271‬‬
‫المحاولة االنتحارية هي تعبير عن معاناة نفسية وأالم حادة ال يستطاع تجاوزها‬
‫لدرجة أنها تؤدي بالفرد إلى التفكير في التخلص من الذات ‪.‬‬
‫فالشعور بالقلق والخوف من فقدان الموضوع المحب سمح بالمرور إلى الفعل‬
‫‪,‬ة أو‬
‫‪,‬ير مرغوب‪,‬‬
‫‪,‬عية غ‪,‬‬
‫العدواني التدميري‪ ،‬محاولة الحاالت من خالل ذلك شطب لوض‪,‬‬
‫مستحبة والعيش لفترة زمنية في غيبوبة بعيدا عن اإلحساس بفقدان األخر‪ ،‬ورغبة أيض‪,,‬ا‬
‫في االندماج مع المواضيع المستدخلة وتطابقها باستعمال التدمير الذاتي أي معاقبة األخر‬
‫المحب عن طريق الذات ‪.‬‬
‫كما أن المحاولة االنتحارية عند الفتيات أخذت وظيفة نداء لجلب اهتمام وعطف‬
‫اآلخرين وعبرت من خالل ذلك أيضا عن حاجاتها الماسة إلى السند واالتكالية على األخر‬
‫المحب‪.‬‬
‫ففقدان األخر جعلها تحس بالعدم ‪،‬الفناء والضياع ‪ ،‬وهذا الفقدان عاشته كتهديد لذاتها‬
‫ولحاجاتها التي أصبحت تتأرجح ولم تعد تعرف استقرارا كما كان في السابق‪ ،‬ولهذا لجأت‬
‫إلى المحاولة االنتحارية‪ ،‬وعكست لنا هذه األخيرة عن وجود رغبة ملحة تمثلت أساسا في‬
‫طلب استرجاع العالقة بالطرف األخر المحب ‪.‬‬

‫فاألخر كان بمثابة مشروع حياة وكان يمثل السند ويحمل معنى للحياة ‪ ،‬أسقطت عليه‬
‫‪,‬ابق ومالئم‬
‫‪,‬و مط‪,‬‬
‫‪,‬ا ه‪,‬‬
‫الحاالت كل رغباتها و وحاجاتها ‪ ،‬وهذا بهدف حصولها على م‪,‬‬
‫إلحساساتها وعواطفها أي كان تعويض عن نقائصها ‪.‬‬
‫العالقة العاطفية جلبت لها العديد من الفوائد‪ ،‬وظهر ذلك في تعبيرات ومعاني مختلفة‬
‫لكن تصب كلها في هدف واحد وهو البحث عن المعني للحياة من خالل اإلحساس بالحب‬
‫‪ ،‬المنفعة ‪،‬االستقاللية والبحث عن مكانة اجتماعية مقبولة من خالل الزواج وهذا ألج‪,,‬ل‬
‫‪,‬تها‬
‫إثبات الذات ‪ ،‬اإلحساس باألهمية واإلحساس بالوجود ‪ ،‬لكن المعاناة واآلالم التي عاش‪,‬‬
‫الحاالت جعلتها تفقد لكل معاني الحياة وخاصة فقدانها لتقديرها لذاتها ‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫وبالتالي كانت هذه العالقة كتأسيس لذاتها الهشة الغير قادرة على الخروج من قوقعتها‬
‫وحتى بناء عالقة صحيحة ‪ ،‬كما أن هذه العالقة لم تكن في إطار البحث عن التكامل بقدر‬
‫‪,‬ا‬
‫‪,‬ودة‪ ،‬وأيض‪,‬‬
‫‪,‬ويتهم المفق‪,‬‬
‫ما كانت تتجلى في البحث عن المعنى وعن إيجاد مكانتهم وه‪,‬‬
‫الهروب من الواقع المعاش وبناء واقعية جديدة بعيدة عن كل المعاناة النفسية ‪.‬‬

‫فمختلف االحباطات والصراعات النفسية وخاصة التغيرات التي حدثت فجأة شكلت‬
‫لها جروح نرجسية ارتبطت باإلحساس بالفشل وعدم القدرة على إبقاء األخر المحب وهذا‬
‫في كآبة‬ ‫الفقدان كان كصدمة عنيفة لم تستطيع مقاومتها وأدت إلى انهيارها وأدخلتها‬
‫‪,‬داد‬
‫‪,‬اوز الح‪,‬‬
‫نفسية ‪،‬لكنها بقيت في مواجهة لهذه الكآبة وعدم قدرتها على اإلرصان وتج‪,‬‬
‫وبقاءها في اندماجية واتكالية للموضوع المحب ‪،‬وعدم تقبلها للتفريق ويبقى الح‪,,‬داد من‬
‫األمور المستحيلة وفي هذا الطرح يرى ‪ S.Freud‬أّن األفراد في فترة الحداد تكون رغبتهم‬
‫موّج هة نحو الموت للحصول على موضوع الحب المفقود‪.‬‬

‫الكآبة النفسية مسجلة في إطار فقدان السند وهذا السند هو الوحيد المأخوذ كضمان‬
‫‪,‬انت‬
‫‪,‬ة ك‪,‬‬
‫لحماية اإلحساس بوحدة الهوية على اإلطار النرجسي ‪ ،‬كما أن إحساسات الكآب‪,‬‬
‫كنتيجة النحراف غير محتمل بين المثالي والواقع ومن جهة أخرى بين المثالي والرغب‪,,‬ة‬
‫كما يضيف ‪ C. de Tychey(2012),‬أن كل وضعية فقدان في الواقع والتي تؤدي إلى‬
‫الكآبة تكون أكثر تقربا من خسارة للنرجسية‪ .‬فبقيت الوسيلة الوحيدة هي اللجوء إلى الذات‬
‫للتفريغ والتنفيس ‪.‬‬

‫من خالل النتائج المتحصل عليها سواء من خالل المقابالت العيادية أو من خالل‬
‫االختبار االسقاطي الروشاخ ه‪,‬و أن التبعي‪,‬ة للحب ارتبطت بنقص في موض‪,‬وع الحب‬
‫األولي واللجوء إلى المحاولة االنتحارية خوفا من فقدان موضوع الحب ‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫ألن التبعية للحب المسجلة عند الحاالت ارتبطت أساسا بمواضيع الطفولة المبكرة‬
‫‪,‬انب‬
‫‪,‬اء إلى ج‪,‬‬
‫الغير مشبعة وعبرت عنها في حاجاتها الماسة إلى السند ورغبتها في البق‪,‬‬
‫األخر ‪.‬‬
‫أي أن األخر المحب كان بديال عن المواضيع الحب األولية‪ ،‬وبمجرد فقدان هذا الحب‬
‫أصبح هناك صعوبة في االستمرارية في الحياة وأخذت الفتيات طريقها نحو الموت وم‪,,‬ا‬
‫نجده كمعاش نفسي شبيه بما استنتجه ‪ R.Spitz‬عند األطفال وما توصل إليه هو أنه عندما‬
‫يحرم الطفل من عاطفة األم أو بديلها تجعله في حالة بكاء خطيرة مما تقوده إلى أن ينغلق‬
‫على ذاته ثم يسقط في المرضية و تنتهي في األخير بموت هذا الطفل‪.‬‬
‫أي كلما تضع المواضيع الداخلية في خطر فإن ذلك ينعكس على الذات ألنها في‬
‫‪,‬ط الحب‬
‫األصل هي المقصودة ‪،‬ويضيف (‪ " R.Kaës,)369: 2013‬أن الحرمان من رواب‪,‬‬
‫يقود إلى الموت "‪.‬‬
‫تبقى المحاولة االنتحارية قائمة عند الفتيات وتتواجد بشكل ملحوظ نظرا لما تظهره‬
‫‪,‬ط‬
‫‪,‬دة ترتب‪,‬‬
‫‪,‬اني عدي‪,‬‬
‫‪,‬ا مع‪,‬‬
‫نتائج اإلحصائيات من ارتفاع‪ ،‬ويبقى هذا السلوك يحمل أيض‪,‬‬
‫بخصوصيات المجتمع وما هو سائد في الثقافة الجزائرية ‪ ،‬كما أن التفس‪,,‬يرات المقدم‪,,‬ة‬
‫تختلف باختالف مختلف التخصصات الدينية ‪،‬االجتماعية – الثقافية والنفسية ‪.‬‬
‫ويبقى دور األخصائي النفساني المتمثل في البحث عن الخلفية األساسية وراء لجوء‬
‫‪,‬التركيز على‬
‫هذه الفتيات إلى المحاولة االنتحارية من خالل دراسة الحالة دراسة معمقة ب‪,‬‬
‫‪,‬وع‬
‫المعاش النفسي لمعرفة التركيبة النفسية واألسباب الكامنة المساهمة في ظهور هذا الن‪,‬‬
‫من السلوك العدواني التدميري ‪.‬‬

‫ومهما تعددت األسباب والعوامل المساهمة التي تدفع بهذه الحاالت إلى التهلكة إال أن‬
‫الفعل واحد وهو محاولة االنتحار‪ ،‬لهذا يتطلب تدخل استعجالي فوري لتقديم الدعم النفسي‬
‫‪ ،‬ألن هذا السلوك يترجم أن الحاالت تتواجد في حالة عوز ومعاناة نفسية كبيرة‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫المراجع‬
‫المــراجـــــع‬

‫‪ .1‬ابن منظور ‪ ،)1911(،‬لسان العرب ‪،‬دار الجيل بيروت ‪.‬‬


‫‪ .2‬دويدار‪.‬ع‪.‬م‪،)1994(،‬في الطب النفسي وعلم النفس المرضي اإلكلينيكي‪،‬بيروت‪،‬دار‬
‫النهضة العربية ‪.‬‬
‫موسوعة علم النفس‪،‬المجلد األول ‪،‬تع‪,,‬ريب‬ ‫دورون‪.‬ر وفرانسواز‪.‬با‪،)1997(،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الدكتور فؤاد شاهين ‪،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪.4‬حجازي ‪.‬م‪،)1987(،‬األحداث الجانحون‪ ،‬دارالطليعة بيروت (‪.)1987‬‬
‫‪,‬ي ‪،‬ترجم‪,‬‬
‫‪,‬ة‬ ‫‪.5‬البالنش ‪.‬ج وبونتاليس‪.‬ج‪.‬ب‪،)1985(،‬معجم مصطلحات التحليل النفس‪,‬‬
‫محمد حجازي ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون الجزائر‬
‫‪ .6‬النجار‪.‬أ ‪،)1989(،‬الطب السلوكي المعاصر ‪ ،‬دار العلم للماليين ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪.7‬سميرنوف‪.‬ف ترجمة شاهين‪.‬ف‪ ،)1981(،‬التحليل النفسي للولد‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية بن عكنون الجزائر‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫المكتب‬،‫ الجريمة واالنحراف من المنظور االجتماعي‬،)1985(،‫أ‬.‫ف‬.‫د ومحمد‬.‫السيد‬.8
.‫الجامعي الحديث‬
.‫ الكويت‬، ‫ جنوح األحداث – المشكلة والسبب‬،)1985(،‫د‬.‫عدنان‬.9
.‫ مكتبة وهبة‬،‫ القاهرة‬،‫ الحالل والحرام في اإلسالم‬،)1977( ،‫ي‬.‫القرضاوي‬.10
‫ مطبعة‬،‫ دمشق‬،‫ دراسة سيكولوجية التكيف‬،‫ الصحة النفسية‬،)1975(،‫ن‬. ‫الرفاعي‬.11
.‫محمد الهاشم‬
‫الم‬,,‫ة في اإلس‬,,‫إشكالية الحب في الحياة الفكرية والروحي‬، )‫(بدون سنة‬،‫ح‬.‫ع‬.‫خطاب‬.12
. ‫ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون الجزائر‬،
‫ار‬,
,‫ة من خالل اختب‬,
,‫ة االنتحاري‬,
,‫ الصدع النرجسي في المحاول‬،)2006(،‫أ‬.‫غزال‬.13
.‫ جامعة وهران‬، ‫ دراسة سيكوباثولوجية لخمسة حاالت‬TAT‫الروشاخ و‬

14. ABRAHAM .K. (1908), « La théorie de la libido et le narcissisme » in introduction à


la psychanalyse, Paris, Payot1979 P : 392.
15. ANZIEW .D et CHABERT .C. (2004), les méthodes projectives, Paris, PUF.
16. AZOULAY.C. et EMMANUELLI.M. (2009), Pratique des épreuves projectives à
l’adolescence, Paris, Dunod .
17. AZOULAY.C. et EMMANUELLI.M. (2012), Nouveau manuel de cotation des
formes au rorschach, Paris, Dunod.
18.BAILLY.D.(2004), L’angoisse de séparation chez l’enfant et l’adolescent, Paris,
Masson.
19. BARDET .M. (2000), Le suicide, Paris, Milan.
20. BEACHLER.J. (1975), Les suicides, Paris, calmann lévy.
21. BÉNONY .H. et CHAHRAOUI. K. (1999), L’entretien clinique, Paris, Dunod.
22. BÉNONY .H. MARNIER .J.P. (2004), « L’apport de la clinique projective dans la
compréhension de la tentative de suicide à répétition le cas de margaux » in psychologie
clinique et projective *passage à l’acte* Paris éd société du rorschach et des méthodes
projectives de langage française, 10/2004.
23.BÉNONY.H.(1998),Le développement de l’enfant et ses
psychopathologie ,Paris,Nathan université , coll, P128.
276
24. BERGERET .J. (1975), La dépression et états limites, Paris, Dunod.
25. BERGERET. J. (1979), Abrégé de psychologie pathologie théorique et clinique,
Paris, Masson.
26. BERGER.M. (2003), L’enfant et la souffrance de la séparation, Paris, Dunod.
27. BIROT .E. et JEAMMET .P. (1994), Etude psychophathologie des tentatives de
suicide chez l’adolescents et le jeune adulte, Paris, PUF.
28. BLANCHET .A. (1992), L’enquête et ses méthodes l’entretien, Paris, Narthan.
29. BLOCH .H et CHEMAMA .R. (1991), Le grand Dictionnaire de psychologie, Paris,
Bordas.
30. BORDIEU.P. (1979), La distinction ,critique social du jugement, Paris, PUF.
31. BORDIEU.P. (1980),Le sens pratique , Paris, Editions de Minuit
32. BOWLBY.J.(1978), L’attachement, Paris, PUF.
33. BOWLBY.J.(1978), La séparation colère et angoisse , Paris, PUF.
34. BRUNEL. M. CH (2002), Le prévenir le suicide clinique et prise en charge, Paris,
Dunod.
35. CHABERT. C. (1983), Le Rorschach en clinique adulte interprétation psychanalyse
et méthodes projectives, Paris, Dunad.
36. CHABERT. C. (1998 a), Psychanalyse et méthode projectives, Paris, Dunod.
37. CHABERT.C. (1998b), La psychopathologie à l’épreuve du rorschach, Paris, Dunod.
38. CHABERT. C. (2003), Féminin mélancolique, Paris, PUF.
39. CHABERT. C.et VERDON.B. (2008), Psychologie clinique et psychopathologie,
Paris, PUF.
40. CHABERT. C. (2013), Narcissisme et dépression, Paris, Dunod.
41. CHILAND .C. (1983), L’entretien clinique, Paris, PUF.
42. CHAPPUIS.R. (1994), Les relations humaines, la relation à soi et aux autres, Paris,
VIGOT.
43.CHOQUET.M et LEDOUX.S.(1994), Adolescents ,Enquête nationale ,Paris Ed
Inserm.
44. DAVIDSON .F. et CHOQUET .M. (1981), Le suicide de l’adolescent étude
épidémiologie, Paris, FSF.
45. DAVID.C. (2002), L’état amoureux, Paris. Payot.
46. DAVIDSON F. PHILIPPE .A (1986), Suicide et tentative de suicide aujourd’hui
étude épidémiologique, Paris, INSERM.

277
47. DE TYCHEY.C. (2012), Le rorschach en clinique de la dépression adulte, Paris,
Dunod.
48. DEUTSH. E. (1964), Les tentatives de suicides chez l’enfant et l’adolescent, Paris,
PUF.
49. DURKIEM .E. (1897), Le suicide, étude de sociologie, rééd, 1990, Paris, PUF.
50. EIGUER. A. (2003), Le pervers narcissique et son complice, Paris, Bordas.
51.EMMANUELLI.M.(2004),L’examen psychologique en clinique, situations, méthodes et
études de cas , Paris,Dunod.
52. ESTELLON.V. (2010) ,Les états limites, Paris, PUF.
53. EY. H, BERNARD .P. BRISSET .CH. (1989), Manuel de psychiatrie, Paris,
Masson.
54. FREUD .S. (1910), Trois essais sur la théorie de la sexualité, Paris Gallimard 1932.
55. FREUD .S. (1911), remarques psychanalyse , Paris, PUF, 1954 P : 263.
56. FREUD .S. (1913), Totem et tabou, Paris, Payot, 1973.
57. FREUD.S.(1914) « Pour introduire le narcissisme » in la vie sexuelle, Paris PUF 1969,
P : 81-105.
58.FREUD.S.(1915), « Pulsion et destin des pulsions »,in Métapsychologie, Paris
Gallimard,1968,11-14.
59.FREUD.S. (1917), « Deuil et Mélancolie » in Méthapsychologie, trad Laplanche .J. et
Pontalis .J.B. Paris, Gallimard 1968 P : 147-174.
60.FREUD.S. (1920), « De la psychogenèse d’un cas d’homosexualité féminine » in
Œuvres complétés tome XV, Paris, PUF, 1996, P233-262.
61.FREUD. S (1938), Le clivage du moi dans les processus de défense, IN Résultats,
idées, problèmes, Paris, PUF, 1973.
62. FREUD. S. (1951), Inhibition, Symptôme et angoisse, Paris, PUF.
63. FSIAN.H. (2006),Identité féminine identité masculine a propos des relations hommes/
femme en Algérie thèse de doctorat d’état psychologie clinique ,université d’oran.
64. GREÉN .A (1983), narcissisme de vie, narcissisme de mort, Paris, Minuit.
65.GRUNDBERGER.B.(1975),Le narcissisme , Paris, Payot.
66. GUEDJ .M. J. et CAROLI .F. (1999), le suicide, Paris, dominos flammarion.
67. HAIM .A. (1970), Les suicides d’adolescents, Paris. Payot.
68. HANUS .M. (2004), Le deuil après suicide, Paris Maloine.

278
69. HOLDEREGGER. A. (2005), Le suicide, Le conflit entre la vie et la mort, Paris, cerf.
P19-34
70. HUBER .W. (1993), L’ homme psychopathologique et la psychologie clinique, paris,
PUF.
71.HUTEAU.M.(1993), « La psychologie du projet » in projet d’avenir et
adolescence ,les enjeux personnels et sociaux , Paris ,Adapt, (S D) P 7-13.
72. KAȄS . R. (2013), « Les dépressions conjointes dans les espaces psychique communs
et partagés » in Narcissisme et dépression C. CHABERT. ( S D ), Paris, Dunod.P 353-358
73. KERNBERG. D (1980), La personnalité narcissique privat, Toulouse.
74. KLEIN .M. (1934) « contribution à l étude de la psychogènese des états maniaco –
dépressifs » in essais de psychanalyse, Paris, Payot 1980 P : 311-340.
75.KOHUT. H (1971), Le Soi, Paris, PUF.

76. KRISTEVA .J. (1987), Social noir, dépression et mélancolie, Parie, Gallimard.
77. LACAN .J. (1932), « Le cas aimée ou la paranoïa d’autopunition » in la psychose
paranoïaque dans ses rapport avec la personnalité, Paris, Seuil, 1975.
78. LACAN .J. (1949) « Le stade du miroir comme formateur de la fonction du je t elle
qu’elle est révélée dans l’expérience analytique » in Ecrits, Paris, Seuil 1966.
79. LADAME. F. (1981), Les tentatives de suicide des adolescents, Paris, Masson.
80. LAGACHE .D. (1949), l’unité de la psychologie, Paris, PUF.
81. LAPLANCHE .J. (1986) « La pulsion de mort dans la théorie de la pulsion sexuelle »
in la pulsion de mort, Paris, PUF, P : 11-26.
82. LAPLANCHE. J. (1987), Nouveaux fondements pour la psychanalyse, Paris, PUF.
83. LEMPERIERE.T.(1997),Les dépressions réactionnelles , Paris, Masson.
84.MARCELLI .P.BERTHAUT.E. (2001), dépression et tentative de suicide à
l’adolescence, Paris, Masson.
85.MARANDOLA.M. LEFEBVRE-DECAUDIN.G.(2004), L’intimité , ou comment être
vrai avec soi et les autres, Paris, JC Lattès.
86. MICHAUX .et coll .(1950), psychiatrie infantile, Ivol, Paris, presses univ, P 224.
87. MISBARA. B,L et TOUSIGNANT.M ,(2004),Comprendre le suicide ,Les presses
univ ,Montréal.
88. MORON. P. (1996), Le suicide, Paris, PUF.
89. NASIO. J. D. (1988), Enseignement de 7 concepts cruciaux de la psychanalyse, Paris,
Payot.
279
90.NEAU.F. (2013),« Narcissisme et perversion », in Narcissisme et dépression,C.
CHABERT. (SD), Paris, Dunod. P 7- 60
91. NUTTIN.J. (1980), Motivation et perspectives d’avenir , Paris. PUF.
92.OUBRAYRIE.P.TAP.N.(1993),« Projet et réalisation de soi à l’adolescence » in projet
d’avenir et adolescence ,les enjeux personnels et sociaux , Paris,Adapt (S D) ,P :15-40.
93.PAGES.M. (1977),Le travail amoureux , Paris, Dunod.
94.POMMEREAU.X. (2001), L’adolescent suicidaire, Paris, Dunod.
95. POROT.M.(1979),L’enfant et les relations familiales, Paris,Presses
96. POUDAT.F.X. (2009), La dépendance amoureuse, Paris. Odile jacob.
97. QUIDU .M. (1970), Le suicide étude clinique Sociale, Paris. PUF.
98. RABKIN. B (1980), La psychologie du suicide chez les adolescents, Paris, PUF.
99. RAUSCH. DE TRAUBENBERG .N. (1970), La pratique du rorschach, Paris, PUF.
100.REYMIND-RIVIER.B.(1997),Le développement social de l’enfant et de
l’adolescent, Paris,Mrdaga.
101. RINGEL.E. (1953) « La réalité au regard des sciences humaines » in le suicide, Paris
cerf 2005, P : 19-41.
102.ROLLAND. JC. (1998), Guérir du mal d’aimer, Paris, Gallimard, coll. Connaissance
de l’inconscient.
103.ROSOLATO.G. (1976), « Le narcissisme », in La relation d’inconnu, Paris,
Gallimard, coll. Connaissance de l’inconscient, 1978
104.ROUDINESCO. E et PLON .M. (1976), Dictionnaire de psychanalyse, Paris,
Maspero.
105. SALOME.J. et GALLAND.S.(1999), Aimer et se le dire, Paris, PUF.
106. SILLAMY .N. (2003), Dictionnaire de la psychologie, Paris. Larousse .
107. SIMONE. P. B. (1977), Sémiologie psychiatrique, Paris, Masson
108. SPITZ .R. (1958), de la naissance a la parole le première année de la vie, Paris,
PUF.
109. WIDLOCHER. D (1994), La relation narcissique, in WIDLOCHER.D ( S D ),
Traité de psychopathologie, Paris, PUF.
110. WILMOTT .J. et Al, (1986), Le suicide psychothérapie et conduite suicidaire, Paris,
Bruxelles.
111. WINNICOTT. D.W. (1953), « La capacité d’être seul » , in De la psychiatrie à la
psychanalyse , Paris, Payot,1969.P : 205-213

280
112. WINNICOTT. D.W.(1971), jeu et réalité trad. MONOD.C et PONTALIS.JB, Paris,
Gallimard, 1975.
113. WINNICOTT. D.W. (1982), L’enfant et le monde extérieure, Paris, Payot.

281
‫المـــالحــق‬
‫كيفية حساب النسب المعتمدة في اختبار الروشاخ‬ ‫ملحق رقم ‪-1-‬‬

‫‪Nombre total des F‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ˟ ‪F % = 100‬‬
‫‪R‬‬

‫‪Nombre total de F+ K+ kan+ FC+ FE+ Fclob‬‬


‫‪F‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪élargi‬‬ ‫=‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ ˟ ‪100‬‬
‫‪R‬‬

‫)‪Nombre de (F+) + nombre de (F+/- : 2‬‬


‫‪F+‬‬ ‫‪%‬‬ ‫=‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــ ˟ ‪100‬‬

‫‪Nombre total de F‬‬

‫)‪(F+) + (F+/- :2) + (K+) + (kan+) + (FC+) + (FE+) + (FClob+‬‬

‫‪282‬‬
‫‪F+‬‬ ‫‪élargi‬‬ ‫=‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــ ˟ ‪100‬‬

‫‪Nombre de réponses a dominante formelle‬‬

‫‪H + Hd‬‬
‫ـــــــــــــــــ ˟ ‪H % = 100‬‬
‫‪R‬‬

‫‪A + Ad‬‬
‫ـــــــــــــــــ ˟ ‪A % = 100‬‬
‫‪R‬‬
‫‪Nombre total des G‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ˟ ‪G % = 100‬‬
‫‪R‬‬

‫‪Nombre total des D‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ˟ ‪D % = 100‬‬
‫‪R‬‬

‫‪Nombre total des Dd‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ˟ ‪Dd % = 100‬‬
‫‪R‬‬

‫‪Nombre total des Dbl‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ˟ ‪Dbl % = 100‬‬
‫‪R‬‬

‫‪Sang + Sex + Anat + Hd‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ˟ = ‪AI %‬‬
‫‪100‬‬
‫‪R‬‬

‫‪FC et FC` = 0,5 point‬‬


‫‪TRI = XK/ Y Ʃ C‬‬ ‫‪CF et C`F = 1 point‬‬ ‫) ‪( C= Ʃ FC ˟ 0.5 + Ʃ CF ˟ 1 + Ʃ C ˟ 1. 5‬‬
‫‪C et C` = 1,5 point‬‬

‫‪FE = 0,5 point‬‬


‫‪FC = X (kan = kob = kp)/ Y Ʃ E‬‬ ‫‪EF = 1 point‬‬ ‫˟ ‪( E= Ʃ FE ˟ 0.5 + Ʃ EF ˟ 1 + Ʃ E‬‬
‫)‪1.5‬‬
‫‪283‬‬
‫‪E= 1,5 poin‬‬

‫‪Nombre de réponses a VIII, IX, X‬‬


‫‪RC‬‬ ‫‪%‬‬ ‫=‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــ ˟ ‪100‬‬
‫‪R‬‬

‫‪Ban = Nombre de Banalités dans le protocole‬‬

‫‪Somme des temps de latence‬‬


‫‪Temps‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪latence‬‬ ‫‪moyen‬‬ ‫=‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــ‬

‫‪Nombre de planches interprétées‬‬

‫‪Temps total‬‬
‫‪Temps‬‬ ‫‪par‬‬ ‫‪réponse‬‬ ‫=‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪Nombre de réponses‬‬

‫قائمة النسب العـــــادية للراشد‬

‫‪G% = 20 – 23%‬‬ ‫‪F% = 50 – 70 %‬‬ ‫‪A% = 45 %‬‬


‫‪R = 20 – 30‬‬ ‫‪D% = 60 – 68 %‬‬ ‫‪H% = 12 – 18 %‬‬
‫‪F+ % = 70 – 80 %‬‬
‫‪Dd% = 6 – 10 %‬‬ ‫‪AI% = 12 %‬‬
‫‪Dbl% = 3 %‬‬
‫‪Ban = 5 - 7‬‬
‫‪RC% = 30 – 35 %‬‬

‫ـول‬
‫ـيزات بروتوكـ‬
‫ـيكوغرام ومـ‬
‫ـية للسـ‬
‫ملحق رقم ‪ -2-‬يشمل على العناصر األساسـ‬
‫الوشاخ‬
‫السيكوغرام‬
‫‪:‬‬ ‫‪R‬‬ ‫) ‪F= (F+ ; F-; F±‬‬ ‫‪K‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪%A‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪Refus‬‬ ‫‪%F‬‬ ‫‪KP‬‬ ‫‪Ad‬‬ ‫‪% H‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪Tps total‬‬ ‫‪% +F‬‬ ‫‪Kan‬‬ ‫‪H‬‬ ‫‪Ban‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪Tps /réponse‬‬ ‫‪G‬‬ ‫‪kob‬‬ ‫‪Hd‬‬ ‫‪% IA‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪Tps lat. Moyen‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪284‬‬
Dbl FC
DO CF Elem
TRI : K/C C Frgt
F.Compl k /E : Eléments quantitatifs Obj
% RC Choc FE Sang
Eq . Choc EF Anat
+Choix Rem .Sym E Géo
– Choix Rem .C Pl
Crit .Subj Sc
Crit .Obj F clob Abstr
Descriptions Clob F Autres
Retournements Clob

‫ميزات بروتوكول الروشاخ‬

‫العناصر النوعية‬
‫على مستوى السلوك‬ ‫على مستوى الحديث‬ ‫الزمن في‬ ‫عدد‬ ‫زمن‬ ‫رقم‬
‫اللوحة‬ ‫اإلجابات‬ ‫الكمون‬ ‫اللوحة‬
I
II
III
IV
V
VI
VII
VIII
IX
X

‫ـنة‬
‫الجنس لسـ‬/‫ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن‬-3- ‫ملحق رقم‬
2003
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Janvier 2003 Fem 06 28 03 01 0 38
Mas 03 09 0 0 0 15
Tot 09 37 06 01 0 53
285
Fem 05 18 03 03 0 29

Février 2003 Mas 0 02 02 0 0 04

Tot 05 20 05 03 0 33

Fem 09 27 06 03 0 45
Mars 2003 Mas 04 05 0 0 0 09
Tot 13 32 06 03 0 54

Fem 02 18 03 01 01 25

Avril 2003 Mas 0 02 03 0 0 05

Tot 02 20 06 01 01 30
Fem 0 02 01 0 0 03
Mai 2003 Mas 0 0 0 0 0 0
Tot 0 02 01 0 0 03
Fem 09 25 13 0 05 52

Juin 2003 Mas 04 15 03 02 01 25

Tot 13 40 16 02 06 77

Fem 04 26 04 01 02 37
Juillet 2003 Mas 03 04 02 0 02 11
Tot 07 30 06 01 04 48
Fem 07 19 04 01 02 33
Août 2003 Mas 0 10 04 0 03 17
Tot 07 29 08 01 05 50
Fem 03 13 06 01 01 24

Septembre 2003 Mas 03 09 04 0 02 18

Tot 06 22 10 01 03 42

Fem 08 13 08 03 0 32
Octobre 2003 Mas 01 09 05 03 02 20
Tot 09 22 13 06 02 52
Fem 01 18 01 01 01 22
Novembre 2003 Mas 0 03 0 01 01 05
Tot 01 21 01 02 02 27
Fem 02 21 03 01 02 29

Décembre 2003 Mas 02 10 04 01 05 22

Tot 04 31 07 02 07 51

2004 ‫الجنس لسنة‬/‫توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن‬ -4- ‫ملحق رقم‬
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total

286
Fem 06 19 01 0 01 27
Janvier 2004 Mas 0 03 0 0 0 03
Tot 06 22 01 0 01 30
Fem 07 15 09 02 0 33
Février 2004 Mas 02 10 0 01 01 14
Tot 09 25 09 03 01 47
Fem 05 17 09 01 0 32
Mars 2004 Mas 0 06 01 0 0 07
Tot 05 23 10 01 0 39
Fem 06 26 08 01 04 45
Avril 2004 Mas 01 14 02 0 01 18
Tot 07 40 10 01 05 63
Fem 07 39 03 01 02 52
Mai 2004 Mas 01 12 06 0 0 19
Tot 08 51 09 01 02 71
Fem 05 46 09 01 01 62
Juin 2004 Mas 0 10 01 01 0 12
Tot 05 56 10 02 01 74
Fem 04 36 03 01 0 44
Juillet 2004 Mas 0 13 07 02 01 23
Tot 04 49 10 03 01 67
Fem 04 38 13 01 02 58
Août 2004 Mas 00 13 04 01 0 18
Tot 04 51 17 02 02 76
Fem 04 21 11 01 02 39
Septembre 2004 Mas 02 10 02 0 0 14
Tot 06 31 13 01 02 53
Fem 03 16 08 03 01 31
Octobre 2004 Mas 01 08 04 02 01 16
Tot 04 24 12 05 02 47
Fem 05 17 05 03 0 30
Novembre 2004 Mas 01 05 01 02 0 09
Tot 06 22 06 05 0 39
Fem 03 23 06 01 01 34
Décembre 2004 Mas 02 08 01 02 01 14
Tot 05 31 07 03 02 48

2005 ‫الجنس لسنة‬/‫توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن‬ -5- ‫ملحق رقم‬
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
287
Fem 10 22 05 01 03 41
Janvier 2005 Mas 0 09 01 0 0 10
Tot 10 31 06 01 03 51

Fem 09 15 04 0 01 29
Février 2005 Mas 03 03 02 01 0 09
Tot 12 18 06 01 01 38

Fem 11 22 02 01 01 37
Mars 2005 Mas 01 06 01 0 03 11
Tot 12 28 03 01 04 48

Fem 04 27 06 01 00 38
Avril 2005 Mas 01 11 03 02 01 18
Tot 05 38 09 03 01 56
Fem 06 30 08 06 02 52

Mai 2005 Mas 02 03 03 01 00 09


Tot 08 33 11 07 02 61

Fem 07 35 10 02 02 56
Juin 2005 Mas 00 08 04 01 02 15
Tot 07 43 14 03 04 71
Fem 04 23 11 03 02 43

Juillet 2005 Mas 01 10 01 00 00 12

Tot 05 33 12 03 02 55

Fem 07 23 10 01 03 44
Août 2005 Mas 01 07 06 01 00 15
Tot 08 33 13 02 03 59
Fem 00 24 03 01 01 29
Septembre 2005 Mas 01 04 00 00 00 05
Tot 01 28 03 01 01 34
Fem 06 19 02 01 00 28
Octobre 2005 Mas 02 04 01 00 00 07
Tot 08 23 03 01 00 35
Fem 02 23 07 03 01 36
Novembre 2005 Mas 00 03 01 00 02 06
Tot 02 26 08 03 03 42
Fem 05 21 06 01 02 35
Décembre 2005 Mas 00 02 01 00 01 04
Tot 05 23 07 01 03 39

288
2006 ‫الجنس لسنة‬/‫ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن‬-6- ‫ملحق رقم‬
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 06 19 07 01 04 37
Janvier 2006 Mas 0 01 01 0 01 03
Tot 06 20 08 01 05 40

Fem 04 24 10 0 0 38

Février 2006 Mas 02 10 02 0 02 16


Tot 06 34 12 0 02 54

Fem 08 21 11 01 01 42
Mars 2006 Mas 01 12 02 0 0 15
Tot 09 33 13 01 01 57

Fem 02 30 07 01 01 41
Avril 2006 Mas 01 08 03 01 01 14
Tot 03 38 10 02 02 55
Fem 06 22 14 01 01 44

Mai 2006 Mas 02 05 01 02 01 11


Tot 08 27 15 03 02 55

Fem 08 31 08 03 01 51

Juin 2006 Mas 04 03 03 02 02 14


Tot 12 34 11 05 03 65

Fem 04 39 08 02 0 53

Juillet 2006 Mas 01 05 03 02 02 13

Tot 05 44 11 04 02 66

Fem 04 29 11 03 03 50
Août 2003 Mas 0 07 04 0 01 12
Tot 04 36 15 03 04 62

Fem 06 28 07 04 03 48

Septembre 2006 Mas 0 06 06 02 01 15


Tot 06 34 13 06 04 63

Fem 03 11 06 01 02 23
Octobre 2006 Mas 01 06 04 0 0 11
Tot 04 17 10 01 02 34
Fem 05 27 05 03 03 43
Novembre 2006 Mas 0 10 02 01 0 13
Tot 05 37 07 04 03 56
Décembre 2006 Fem 06 26 09 02 0 43
Mas 02 08 03 01 03 17
289
Tot 08 34 12 03 03 60

‫ـنة‬
‫الجنس لسـ‬/‫ـن‬
‫ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السـ‬-7- ‫ملحق رقم‬
2007
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 06 28 10 0 02 46
Janvier 2007 Mas 03 09 05 02 01 20
Tot 09 37 15 02 03 66

Fem 04 21 04 01 01 31

Février 2007 Mas 0 06 07 04 01 18

Tot 04 27 11 05 02 49

Fem 07 29 02 01 02 41
Mars 2007 Mas 04 09 01 04 0 18
Tot 11 38 03 05 02 59
Fem 03 29 06 06 01 45
Avril 2007 Mas 03 12 08 01 01 25
Tot 06 41 14 07 02 70
Fem 09 20 07 0 01 37
Mai 2007 Mas 01 06 03 01 01 12
Tot 10 26 10 01 02 49
Fem 05 26 07 01 04 42
Juin 2007 Mas 01 05 02 02 02 12
Tot 06 31 09 03 06 54
Fem 04 28 03 01 01 37
Juillet 2007 Mas 01 04 01 0 01 07
Tot 05 32 04 01 02 44
Fem 02 10 07 0 02 21
Août 2007 Mas 0 02 03 0 01 06
Tot 02 12 10 0 03 27
Fem 04 22 05 04 02 37
Septembre 2007 Mas 01 03 0 01 0 05
Tot 05 25 05 05 02 42
Fem 04 09 02 02 01 18
octobre 2007 Mas 02 06 03 02 01 14
Tot 06 15 05 04 02 32
novembre 2007 Fem 05 14 10 01 0 30
Mas 0 07 02 03 01 13
290
Tot 05 21 12 04 01 43
Fem 04 17 05 02 0 28
Décembre 2007 Mas 0 05 01 01 02 09
Tot 04 22 06 03 02 37

‫ـنة‬
‫الجنس لسـ‬/‫ـن‬
‫ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السـ‬-8- ‫ملحق رقم‬
2008
N. De catérogie Sex )13-28( )29-30( )31-40( )41-50( )+50( Total
Fem 04 21 09 01 02 37
Janvier 2008 Mas 01 05 03 0 0 09
Tot 05 26 12 01 02 46
Fem 07 15 11 02 01 36
Février 2008 Mas 01 08 0 0 01 10
Tot 08 23 11 02 02 46
Fem 03 16 06 03 01 29

Mars 2008 Mas 0 07 02 0 0 09

Tot 03 23 08 03 01 38
Fem 01 18 06 03 03 31

Avril 2008 Mas 01 05 01 01 01 09

Tot 02 23 07 04 04 40

Fem 01 17 05 0 01 24
Mai 2008 Mas 02 05 02 01 01 11
Tot 03 22 07 01 02 35
Fem 11 24 02 02 01 40
Juin 2008 Mas 01 04 01 01 0 07
Tot 12 28 03 03 01 47

Fem 07 16 04 01 0 28

Juillet 2008 Mas 0 03 02 04 01 10

Tot 07 19 06 05 01 38

Fem 05 21 07 03 0 36

Août 2008 Mas 0 02 03 02 01 08

Tot 05 23 10 05 01 44
Fem 02 09 02 03 0 16
Septembre 2008 Mas 0 06 01 0 0 07
Tot 02 15 03 03 0 23
Octobre 2008 Fem 06 20 11 01 01 39

291
Mas 0 03 02 02 01 08
Tot 06 23 13 03 02 47
Fem 05 16 07 01 0 29

novembre 2008 Mas 01 04 02 01 0 08

Tot 06 20 09 02 0 37

Fem 02 11 06 0 0 19
Décembre2008 Mas 0 05 0 0 02 07
Tot 02 16 06 0 02 26

2009 ‫الجنس لسنة‬/‫ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن‬-9- ‫ملحق رقم‬
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 05 20 10 01 01 37
Janvier 2009 Mas 02 08 01 0 0 11
Tot 07 28 11 01 01 48
Fem 02 12 06 01 0 21
Février 2009 Mas 0 03 01 02 0 06
Tot 02 15 07 03 0 27
Fem 03 24 05 03 0 35
Mars 2009 Mas 0 03 0 01 0 04
Tot 03 27 05 04 0 39

Fem 04 20 07 0 0 31
Avril 2009 Mas 01 03 01 01 0 06
Tot 05 23 08 01 0 37

Fem 04 25 02 02 03 36

Mai 2009 Mas 0 05 03 0 01 09

Tot 04 30 05 02 04 45
Fem 06 24 06 03 01 40
Juin 2009 Mas 01 02 01 0 01 05
Tot 07 26 07 03 02 45

Fem 03 17 06 01 0 27
Juillet 2009 Mas 0 0 02 0 01 03
Tot 03 17 08 01 01 30
Fem 01 08 02 0 01 12
Août 2009 Mas 0 0 01 0 0 01
Tot 01 08 03 0 01 13
Septembre 2009 Fem 01 09 02 03 0 15
Mas 0 02 02 0 0 04
Tot 01 11 04 03 0 19
292
Fem 01 12 04 02 01 20
Octobre 2009 Mas 0 04 0 0 0 04
Tot 01 16 04 02 01 24
Fem 04 10 04 03 0 21
Novembre 2009 Mas 0 03 0 02 02 07
Tot 04 13 04 05 02 28
Fem 04 11 01 01 01 18
Décembre 2009 Mas 0 07 01 0 0 08
Tot 04 18 02 01 01 26

2010 ‫الجنس لسنة‬/‫ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن‬-10- ‫ملحق رقم‬
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 0 19 06 01 0 26
Janvier 2010 Mas 01 07 04 01 0 13
Tot 01 26 10 02 0 39
Fem 02 13 07 02 0 24
Février 2010 Mas 0 01 03 0 0 04
Tot 02 14 10 02 0 28
Fem 04 20 06 03 0 33
Mars 2010 Mas 0 06 01 0 01 08
Tot 04 26 07 03 01 41
Fem 01 27 03 0 01 32
Avril 2010 Mas 0 03 0 01 0 04
Tot 01 30 03 01 01 36
Fem 10 25 12 02 01 50
Mai 2010 Mas 01 06 01 01 02 11
Tot 11 31 13 03 03 61
Fem 02 22 05 01 03 33
Juin 2010 Mas 01 06 02 02 02 13
Tot 03 28 07 03 05 46
Fem 04 30 05 01 01 41
Juillet 2010 Mas 02 12 04 01 0 19
Tot 06 42 09 02 01 60
Fem 01 07 01 0 0 09
Août 2010 Mas 01 02 02 0 01 06
Tot 02 09 03 0 01 15
Septembre 2010 Fem 02 15 05 0 0 22

293
Mas 02 02 01 02 01 08

Tot 04 17 06 02 01 30
Fem 06 18 03 0 01 28
Octobre 2010 Mas 01 05 02 01 02 11
Tot 07 23 05 01 03 39
Fem 02 16 02 01 01 22
Novembre 2010 Mas 02 05 03 01 0 11
Tot 04 21 05 02 01 33
Fem 06 27 03 03 03 42
Décembre 2010 Mas 0 05 03 01 03 12
Tot 06 32 06 04 06 54

‫الجنس لسنة‬/‫ توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن‬-11- ‫ملحق رقم‬
2011
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 05 21 03 01 01 31
Janvier 2011 Mas 02 08 03 02 0 15
Tot 07 29 06 03 01 46
Fem 03 18 05 01 0 27
Février 2011 Mas 0 05 04 0 0 9
Tot 03 23 09 01 0 36
Fem 04 27 06 02 02 41
Mars 2011 Mas 02 04 03 0 0 09
Tot 06 31 09 02 02 50
Fem 05 24 05 0 03 37
Avril 2011 Mas 01 05 0 0 0 06
Tot 06 29 05 0 03 43
Fem 08 18 14 03 01 44
Mai 2011 Mas 01 09 0 01 02 13
Tot 09 27 14 04 03 57
Fem 06 37 14 01 0 58
Juin 2011 Mas 02 06 02 02 01 13
Tot 08 43 16 03 01 71
Fem 05 38 11 05 0 59
Juillet 2011 Mas 0 05 03 01 0 09
Tot 05 43 14 06 0 68
Août 2011 Fem 02 08 04 01 0 15
Mas 0 03 01 0 0 04

294
Tot 02 11 05 01 0 19
Fem 04 26 03 0 0 33
Septembre 2011 Mas 01 03 0 0 0 04
Tot 05 29 03 0 0 37
Fem 03 20 06 02 02 33
Octobre 2011 Mas 0 03 03 0 01 07
Tot 03 23 09 02 03 40
Fem 03 19 05 02 02 31
Novembre 2011 Mas 01 04 04 0 0 09
Tot 04 23 09 02 02 40
Fem 05 16 04 01 04 30
Décembre 2011 Mas 01 02 03 0 0 06
Tot 06 18 07 01 04 36

‫الجنس‬/‫توزيع الحاالت المحاولة لإلنتحار حسب السن‬-12-‫ملحق رقم‬


2012 ‫لسنة‬
N. De catérogie Sex )13-17( )18-28( )29-40( )41-50( )+50( Total
Fem 07 27 03 01 0 38
Janvier 2012 Mas 0 07 02 0 01 10
Tot 07 34 05 01 01 48
Fem 06 16 05 0 0 27
Février 2012 Mas 01 05 02 0 01 09
Tot 07 23 05 0 01 36
Fem 06 21 04 01 0 32
Mars 2012 Mas 03 05 03 02 02 15
Tot 09 26 07 03 02 47
Fem 07 27 06 01 01 42
Avril 2012 Mas 0 06 01 0 0 07
Tot 07 33 07 01 01 49
Fem 09 27 06 03 0 45
Mai 2012 Mas 02 07 02 0 0 11
Tot 11 34 08 03 0 56
Fem 04 24 08 03 01 40
Juin 2012 Mas 0 10 03 0 02 15
Tot 04 34 11 03 03 55
Fem 10 38 07 03 0 58
Juillet 2012 Mas 01 08 04 0 01 14
Tot 11 46 11 03 01 72

295
Fem 06 24 05 01 0 36
Août 2012 Mas 02 07 02 0 01 12
Tot 08 31 07 01 01 48
Fem 06 31 12 04 02 55
Septembre 2012 Mas 01 11 03 0 0 15
Tot 07 42 15 04 02 70
Fem 05 25 11 01 02 44
Octobre 2012 Mas 03 06 08 0 03 20
Tot 08 31 19 01 05 64
Fem 07 20 02 02 0 31
Novembre 2012 Mas 0 12 0 02 02 16
Tot 07 32 02 04 02 47
Fem 11 21 05 0 01 38
Décembre 2012 Mas 0 03 02 01 01 07
Tot 11 24 07 01 02 45

296

You might also like