You are on page 1of 73

‫اإلطار القانون الدول‬

‫لمكافحة اإلرهاب باستخدام الطائرات بدون طيار‬

‫د‪ .‬أحمد حسن فول‬


‫أستاذ القانون الدول العام المشارك‬
‫كلية المدينة الجامعية بعجمان‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬
‫تمثل الطائرات بدون طيار أحد أهم وأخطر ر‬
‫اختاعات هذا العرص (‪ ،)1‬وقد شهدت الساحة‬
‫العش الماضية تزايد مضطرد لعدد الدول المنتجة لها بشكل أكد أهميتها وأنذر‬ ‫الدولية خالل السنوات ر‬
‫ر‬
‫غت مسبوق للجماعات اإلرهابية المسلحة‪ ،‬ال‬ ‫بمخاطر استخدامها عسكريا‪ ،‬وواكب هذا ال زتايد انتشارا ر‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫اإلرهابيي عىل مساحات شاسعة من‬ ‫سيما يف المنطقة العربية بعد انهيار عدد من الدول وسيطرة‬
‫األكت للسالم واألمن‬
‫أراضيها‪ ،‬وأصبحوا يستخدموا تكتيكات وأنظمة حرب متطورة جعلت منهم التهديد ر‬
‫العرب (‪.)2‬‬
‫ري‬
‫ورغم أن بعض الدول العربية استطاعت مواجهة تلك الجماعات اإلرهابية‪ ،‬وتمكنت من الحفاظ‬
‫الكثت من تلك‬
‫ر‬ ‫الداخىل‪ ،‬إال أن مخاطر هذه الجماعات ال تزال قائمة عىل حدود‬
‫ي‬ ‫عىل أمنها واستقرارها‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الدول بسبب وجودها يف البلدان المجاورة‪ ،‬فانتشار تلك الجماعات يف ليبيا يمثل تهديدا حقيقيا لألمن‬
‫القوم المرصي وأعلنته وزارة الخارجية المرصية (‪ ،)3‬واألمر‬
‫ي‬ ‫القوم المرصي وفقا لما قرره مجلس األمن‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫اض اليمنية خطرا حقيقيا عىل‬ ‫ذاته يف اليمن حيث يمثل انتشار الجماعات اإلرهابية المسلحة يف األر ي‬
‫العرب (‪.)4‬‬ ‫ز‬
‫ري‬ ‫اإلقليم يف منطقة الخليج‬
‫ي‬ ‫األمن‬
‫لرصبات الموجهة لإلرهاب‬ ‫ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تزايدا مطردا زف عدد ا ز‬
‫ي‬
‫باستخدام الطائرات بدون طيار‪ ،‬بسبب قدرة هذه الطائرات عىل استهداف عناص جماعاته دون وجود‬
‫الت تشن هجماتها‪ ،‬وقد شهدت السنوات السابقة بالفعل‬‫ر‬
‫أي تهديد لحياة أفراد القوات المسلحة للدول ي‬
‫قيام الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا بتوجيه العديد من ز‬
‫الرصبات الجوية باستخدام الطائرات بدون‬
‫القوم (‪.)5‬‬
‫ي‬ ‫طيار لهذه الجماعات مستندتان عىل ما تمثله من تهديد لمصالحهما وأمنهما‬

‫بالغت‪ ،‬باستخدام أي من أنواع تقنيات‪ ،‬وأيا‬


‫ر‬ ‫‪ ) 1‬تعرف الطائرات بدون طيار بأنها أي جسم يمكنه ر‬
‫الطتان بدون طيار‪ ،‬دون االتصال‬
‫غتها‬‫كان شكله أو حجمه‪ ،‬ويمكن تحميلة بأحمال إضافية‪ ،‬سواء كانت أجهزة أو معدات أو أنظمة تسليح أو ذخائر أو مفرقعات‪ ،‬أو ر‬
‫القوم للبالد‪ ،‬ويتم تشغيله والتحكم فيه عن بعد‪ .‬أنظر قرار رئيس مجلس الوزراء المرصي رقم ‪ ٩٤١‬لسنة‬ ‫ي‬ ‫مما يمثل تهديدا لألمن‬
‫‪ ٢٠١٨‬بشأن الالئحة التنفيذية لقانون تنظيم استخدام الطائرات بدون طيار رقم ‪ ٢١٦‬لسنة ‪ ،٢٠١٧‬الجريدة الرسمية لجهورية مرص‬
‫العربية‪ ،‬العدد ‪ ١٩‬مكرر (د) الصادر ز يف ‪ ١٥‬مايو ‪ ،٢٠١٨‬السنة الحادية والستون‪.‬‬
‫ز‬
‫المعت بتعزيز وحماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية يف سياق مكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫ز‬ ‫‪ )2‬التقرير السنوي السادس للمقرر الخاص‬
‫ي‬
‫وثائق األمم المتحدة ‪ ،A/HRC/34/61‬صفحة‪٤‬‬
‫القوم المرصي بسبب‬ ‫األمن‬ ‫تواجه‬ ‫الت‬ ‫‪ ) 3‬انعقد مجلس األمن القوم المرصي يوم الخميس الموافق ز‬
‫الثاب من يناير وأقر التهديدات ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫ي‬
‫اض الليبية واتخذ المجلس عدد من اإلجراءات‬ ‫ز‬
‫انتشار الجماعات اإلرهابية المسلحة يف ليبيا‪ ،‬والتدخالت العسكرية الخارجية يف األر ي‬
‫لمواجهة هذا التهديد‪.‬‬
‫‪https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2020/01/02/egypt-turkey-libya-turkish-troops‬‬
‫العرب للدراسات اإليرانية‪ ،‬بدون‬
‫ري‬ ‫اإلقليم‪ ،‬مركز الخليج‬
‫ي‬ ‫اب ز يف اليمن وانعكاساته عىل األمن‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫القاض‪ ،‬الدور اإلير ي‬
‫ي‬ ‫‪ ) 4‬د‪ .‬محمد حسن‬
‫تاري خ‪ ،‬ص‪٩٧‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Barack Obama “Letter from the President on the war Powers Resolution” The White House, June 15, 2011‬‬
‫‪https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2011/06/15/letter-president-war-powers-resolution‬‬

‫‪2‬‬
‫وإن كانت مكافحة انتشار الجماعات اإلرهابية المسلحة تمثل ر ز‬
‫التاما دوليا يجب عىل كافة الدول‬
‫ز‬
‫التكاتف من أجل الوفاء به‪ ،‬إال أن حرية الدول يف اختيار وسائل تلك المكافحة ليست مطلقة‪ ،‬فعىل‬
‫مشوعية‬‫المدنيي أو تعريض حياتهم للخطر لضمان ر‬
‫رز‬ ‫الدول أن تتخذ كافة اإلجراءات الالزمة لعدم إصابة‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫رز‬
‫الدول عىل الدول التام باختيار وسائل المكافحة ي‬ ‫ي‬ ‫إجراءات مكافحتها لإلرهاب‪ ،‬حيث يضع القانون‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الت وردت يف ميثاق األمم‬ ‫تتفق مع القواعد المنظمة الستخدام القوة يف مجال العالقات الدولية و ي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان‬ ‫اإلنساب وقواعد القانون‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫المتحدة‪ ،‬كما يلزمها أيضا بمراعاة قواعد القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫عند اتخاذ أي إجراءات لمكافحة اإلرهاب (‪.)6‬‬
‫الرصبات الموجهة‬ ‫القانوب الدول الستخدام الطائرات بدون طيار زف ز‬ ‫ز‬ ‫ولذلك فإن تحديد اإلطار‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أثت بشأن ر‬ ‫ز‬
‫مشوعية هذه‬ ‫للتنظيمات اإلرهابية المسلحة بات أمرا بالغ األهمية‪ ،‬خاصة يف ظل إدراك ما ر‬
‫العش السابقة‪.‬‬ ‫الرصبات وفقا للقانون الدول خالل السنوات ر‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫حيث وجدت الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا ضالتهما يف استخدام الطائرات بدون طيار‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫يف حرب هما عىل اإلرهاب‪ ،‬واعتمدت الدولتان عىل تلك الطائرات يف مهاجمة عناص تنظيم القاعدة يف‬
‫ز‬
‫شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وتنظيم الدولة اإلسالمية يف العرق والشام (داعش)‪ ،‬واستهدفت الدولتان عناص‬
‫ز‬
‫وغتها‬ ‫وغتها من الجماعات يف باكستان وأفغانستان والصومال والعراق واليمن وليبيا ر‬ ‫هذه التنظيمات ر‬
‫من الدول (‪.)7‬‬
‫وانجلتا رلتامج استهداف عناص التنظيمات‬ ‫ر‬ ‫وقد أدى اعتماد الواليات المتحدة األمريكية‬
‫ز‬
‫الكثت من اإلشكاليات القانونية‬ ‫ر‬ ‫اإلرهابية المسلحة بالطائرات بدون طيار يف أقاليم دول أخرى إل اثارة‬
‫الدول‬ ‫مشوعيتها‪ ،‬وواجهت الدولتان اتهامات بانتهاك قواعد القانون‬ ‫بسبب الخالف الدول حول ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدول‬ ‫اإلنساب‪ ،‬وقواعد القانون‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫المنظمة الستخدام القوة‪ ،‬باإلضافة إل انتهاك مبادئ القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫الدول لحقوق‬ ‫مشتك أمام المجلس‬ ‫ر‬ ‫والصي بيان‬ ‫رز‬ ‫فف منتصف يونيو ‪ ٢٠١٢‬قدمت روسيا‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت تمت باستخدام الطائرات بدون طيار‪ ،‬مستندة عىل ما نتج عن‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫اإلنسان إلدانة الرصبات الموجهة ي‬
‫للرصبات الجوية‬ ‫وتتة الرفض الدول ز‬ ‫ر‬ ‫رز‬ ‫تلك ز‬
‫ي‬ ‫مدنيي‪ ،‬كما شهدت تلك الفتة ارتفاع ر‬ ‫الرصبات من ضحايا‬
‫الصيت‪،‬‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫روس‬‫ي‬ ‫وانجلتا‪ ،‬ف ز يف أعقاب تقديم البيان ال‬ ‫ر‬ ‫الت قامت بها الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫ر‬
‫الموجهة ي‬
‫الرصبات عىل حقوق‬ ‫عقد االتحاد األمريك للحريات المدنية )‪ (ACLU‬مؤتمرا زف جينيف لدراسة أثر تلك ز‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪ )6‬وثائق األمم المتحدة )‪S/RES/1624 (2005‬‬


‫‪ )7‬وثائق األمم المتحدة ‪A/HRC/25/29‬‬

‫‪3‬‬
‫ز‬
‫انوب‬
‫(زمت أكرم) باتخاذ موقف ق ي‬ ‫سفت باكستان لدى األمم المتحدة ر‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وخالل هذا المؤتمر طالب ر‬
‫الت أتت بنتائج عكسية‪ ،‬وقال أن بالدة شهدت قتل قرابة ألف‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫دول جاد إليقاف هذه الرصبات الجوية ي‬ ‫ي‬
‫مدب بسبب هجمات الطائرات بدون طيار (‪.)8‬‬ ‫ز‬
‫شخص ي‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫كما شهدت تلك ر‬
‫المدب إلدانة الرصبات الجوية ي‬
‫ي‬ ‫الفتة نشاط العديد من مؤسسات المجتمع‬
‫ز‬
‫الكثت من الدول للمطالبة‬
‫ر‬ ‫تستخدم فيها الطائرات بدون طيار‪ ،‬وظهرت العديد من الحركات الشبابية يف‬
‫األورب بإدراج الطائرات‬ ‫التلمان‬ ‫الرصبات الجوية‪ ،‬ولم يقترص األمر عند هذا الحد‪ ،‬بل طالب ر‬ ‫بإيقاف هذه ز‬
‫ري‬
‫بدون طيار ز يف قوائم األسلحة المحرمة دوليا (‪.)9‬‬
‫ز‬
‫األورب يف فلورنسا بإيطاليا‪ ،‬حلقة دراسية رفيعة‬ ‫ري‬ ‫الجامع‬
‫ي‬ ‫ف ز يف ‪ ٢٢‬رفتاير ‪ ٢٠١٣‬نظم المعهد‬
‫ز‬
‫المستوى تعرضت لمناقشة السياسة العامة لالستهداف بالقتل والطائرات بدون طيار يف نطاق االتحاد‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫لختاء يف ويلتون بارك بالمملكة المتحدة رلتيطانيا‬ ‫وف ابريل نفس العام عقد اجتماع لعدد من ا ر‬ ‫األورب‪ ،‬ي‬
‫ري‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وف نفس الشهر‬ ‫العظم وأيرلندا الشمالية لمناقشة الرصبات الموجهة باستخدام الطائرات بدون طيار‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫المعنيتي بحقوق اإلنسان واألمن والدفاع بشأن دارسة‬ ‫رز‬ ‫رز‬
‫الفرعيتي‬ ‫األورب جلسة للجنتيه‬ ‫التلمان‬ ‫عقد ر‬
‫ري‬
‫الرصبات الموجهة باستخدام الطائرات بدون طيار عىل حقوق اإلنسان‪ ،‬كما اهتمت اللجنة الدولية‬ ‫أثر ز‬

‫الدول بفروعه‬
‫ي‬ ‫للصليب األحمر بدراسة أثر هذه الهجمات عىل حقوق اإلنسان ومدى اتفاقها مع القانون‬
‫المختلفة (‪.)10‬‬
‫وف اعقاب ذلك ركزت األمم المتحدة عىل بحث مدى ر‬ ‫ز‬
‫مشوعية االستخدام العسكري لهذه‬ ‫ي‬
‫الدول وأثارها عىل حقوق اإلنسان‪ ،‬حيث أجرى المقرر الخاص‬
‫ي‬ ‫الطائرات ومدى اتفاقها مع قواعد القانون‬
‫الرصبات الموجهة باستخدام طائرات بدون طيار ر ز‬
‫وتبي أنها أدت لسقوط‬ ‫إمتسون) دراسة عىل مئات ز‬ ‫(بن ر‬
‫المدنيي (‪ ،)11‬كما قدم المقرر الخاص (كريستوفر ز ز‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫هايت) تقريرا للجمعية‬ ‫الكثت من الضحايا يف صفوف‬
‫ر‬
‫ز‬
‫كثت من الحاالت إل انتهاك حق‬
‫العامة لألمم المتحدة يفيد أن هجمات الطائرات بدون طيار تؤدي يف ر‬
‫المستهدفي منها ز يف الحياة دون محاكمات قانونية عادلة (‪.)12‬‬
‫رز‬ ‫األشخاص‬

‫‪8‬‬
‫‪( see, Owen Bowcott, Drone strikes threaten 50 years of international law, says UN rapporteur, The‬‬
‫‪Gurdian, 21/6/2012. www.theguardian.com/world/2012/jun/21/drone-strikes-international-law-un‬‬
‫األورب ز يف ‪ ٢٠١٤‬بإدراج هذه الطائرات ضمن األسلحة المحظورة دوليا راجع ز يف ذلك وثائق األمم المتحدة‪ ،‬الوثيقة‬
‫ري‬ ‫‪ ) 9‬طالب ر‬
‫التلمان‬
‫رقم ‪A/HRC/25/29‬‬
‫لبيت ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب األحمر مقال منشور عىل موقع اللجنة‪.‬‬‫‪ (10‬ر‬
‫‪https://www.icrc.org/ar/doc/resources/documents/interview/2013/05-10-drone-weapons-ihl.htm‬‬
‫المعت بتعزيز وحماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬المؤرخ بتاري خ ‪،18/9/2013‬‬ ‫ز‬ ‫إمتسون‪ ،‬المقرر الخاص‬ ‫‪ )11‬أنظر تقرير بن ر‬
‫ي‬
‫وثائق األمم المتحدة رقم ‪A/68/398‬‬
‫المعت بحاالت اإلعدام خارج نطاق القانون أو اإلعدام بإجراءات موجزة أو اإلعدام‬ ‫ز‬ ‫الخاص‬ ‫المقرر‬ ‫‪ )12‬أنظر تقرير كريستوفر ز ز‬
‫هايت‪،‬‬
‫ي‬ ‫ز‬
‫التعسف‪ ،‬المؤرخ بتاري خ ‪ 13/9/2018‬وثائق األمم المتحدة ‪A/68/382‬‬
‫ي‬

‫‪4‬‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت رصدت استخدام الطائرات بدون طيار يف مكافحة اإلرهاب‪،‬‬
‫ورغم الجهود الدولية والوطنية ي‬
‫مت يكون استهداف‬ ‫قانوب واضح يحدد ر‬‫ز‬ ‫إال أن القانون الدول ‪ -‬ر‬
‫حت األن ‪ -‬يفتقر إل وجود إطار‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ومت يخرج عن حدود ر‬
‫المشوعية الدولية؟ وهو ما‬ ‫مشوع؟ ر‬ ‫الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار ر‬
‫قانوب بالغ الخطورة نظرا ر ز‬
‫لتايد عدد الدول المنتجة لهذه الطائرات يوما بعد يوم‪.‬‬ ‫ز‬ ‫يمثل فراغ‬
‫ي‬
‫األكت خطورة هو أن بعض الدول زودت جماعات إرهابية بطائرات بدون طيار‬ ‫ر‬ ‫واألمر‬
‫فف اليمن قامت إيران ر ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫بتويد‬ ‫الت تكافحها‪ ،‬ي‬
‫واستخدمتها تلك الجماعات يف مواجهة سلطات الدول ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الحوب بطائرات بدون طيار واستخدمتها تلك الميليشيات يف مواجهة الحكومة اليمنية‪ ،‬كما‬ ‫ي‬ ‫ميليشيات‬
‫الحوثيي هذه الطائرات ز يف زصب بعض المنشآت النفطية السعودية ز يف ‪.)13( ٢٠١٨‬‬
‫رز‬ ‫استخدم‬
‫أهمية البحث‬
‫الت يحققها‬‫ر‬ ‫ر‬
‫يستمد هذا البحث أهميته من أن الطائرات بدون طيار وجدت لتبف‪ ،‬فالمزايا ي‬
‫ز‬
‫استخدام هذه الطائرات يف األغراض العسكرية يجعل من بقائها واالهتمام بتطويرها من جانب الدول‬
‫أمرا حتميا‪ .‬كما يستمد البحث أهمية خاصة من تزايد عدد الدول المنتجة لهذه الطائرات يوما بعد يوم‪،‬‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫غت‬‫الت تشارك فيها الجماعات المسلحة بشكل ر‬ ‫وهو ما أدى إل تزايد استخدامها يف الحروب الهجينة ي‬
‫ز‬
‫مسبوق دوليا‪ .‬وتزداد أهمية البحث يف ضوء انتشار الجماعات اإلرهابية المسلحة خالل السنوات‬
‫الكثت من الدول العربية‪ ،‬وهو ما يشكل تهديدا ر‬
‫مباشا ألمن‬ ‫ر‬ ‫السابقة وسيطرتها عىل مناطق شاسعة من‬
‫الدول المجاورة‪.‬‬
‫للتايد المطرد زف عدد الدول المنتجة للطائرات بدون طيار‪ ،‬والمخاطر ر ز‬
‫المتايدة النتشار‬ ‫ونظرا ر ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الجماعات اإلرهابية المسلحة‪ ،‬فأن استخدام المزيد من الدول لتلك الطائرات يف مواجهة العناص‬
‫دول منظم الستهداف‬ ‫ز‬
‫قانوب‬ ‫اإلرهابية المسلحة بات احتمال غالب التحقق‪ ،‬ولذا فإن وضع أطار‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اإلرهابي ر ز‬
‫ي بالطائرات بدون طيار بات أمرا بالغ األهمية لضمان توافق هذا االستهداف مع قواعد القانون‬
‫الدول لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ز‬
‫اإلنساب والقانون‬ ‫الدول‬ ‫الدول‪ ،‬ال سيما القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫إشكاليات البحث‬
‫ز‬ ‫يثت استهداف اإلرهابي ر ز‬
‫الدول منها‬
‫ي‬ ‫ي بالطائرات بدون طيار العديد من اإلشكاليات يف القانون‬ ‫ر‬
‫الت نفذت عىل أرضها هجمات تلك الطائرات‪ ،‬وأيضا إشكالية‬ ‫ر‬
‫اإلشكاليات المتعلقة بصحة موافقة الدول ي‬
‫حق الدول ز يف استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار دفاعا عن النفس‪.‬‬

‫مستة بدون طيار من نوع أبابيل – ر يب‪ .‬أنظر‬ ‫رز‬


‫الحوثيي بطائرات ر‬ ‫المعت باليمن قيام إيران ر ز‬
‫بتويد‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫‪ )13‬رصد فريق ر‬
‫ختاء األمم المتحدة‬
‫المعت باليمن‪ ،‬وثائق األمم المتحدة ‪S/2018/594‬‬ ‫ز‬ ‫الختاء‬
‫تقرير فريق ر‬
‫ي‬

‫‪5‬‬
‫كثت من ز‬
‫الرصبات‬ ‫ز‬
‫اإلنساب منها انتهاك ر‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫كما تثار العديد من اإلشكاليات المتعلقة بالقانون‬
‫رز‬
‫التميت والتناسب‪ ،‬وأيضا إشكالية مستوى‬ ‫الت توجه للجماعات اإلرهابية المسلحة لمبدأي‬ ‫ر‬
‫الجوية ي‬
‫الت وضعها‬‫ر‬
‫التنظيم ودرجه العنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة المستهدفة ومدى توفر المعاي رت ي‬
‫مشوعية االستهداف بالقتل‪ ،‬باإلضافة إل إشكالية صعوبة تحديد النطاق‬ ‫ز‬
‫اإلنساب ل رتتير ر‬ ‫الدول‬ ‫القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت تستخدم فيها هذه الطائرات‪.‬‬ ‫ر‬ ‫المكاب وال ز ز ز‬
‫ز‬
‫زماب للتاعات المسلحة ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يثت استهداف الجماعات اإلرهابية المسلحة بالطائرات بدون طيار إشكاليات متعلقة‬ ‫وأختا ر‬
‫ر‬
‫التام الدول بتطبيق هذا القانون زف زمن ز ز‬
‫التاعات المسلحة‪،‬‬ ‫بالقانون الدول لحقوق اإلنسان‪ ،‬أهمها مدى ر ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان خارج حدودها الوطنية‪.‬‬ ‫التام الدول ر‬
‫باحتام قواعد القانون‬ ‫ومدى ر ز‬
‫ي‬
‫خطة البحث‬
‫التال‬
‫يقسم البحث إل مبحث تمهيدي وثالث مباحث رئيسية‪ ،‬وذلك عىل النحو ي‬
‫مشوعية استخدامها‬ ‫المبحث التمهيدي‪ :‬تطور استخدام الطائرات بدون طيار والخالف حول ر‬

‫عسكريا‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬بدايات ظهور الطائرات بدون طيار وتطور استخدامها‪.‬‬
‫رز‬
‫المعارضي والمؤيدين الستهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار‪.‬‬ ‫ز‬
‫الثاب‪ :‬آراء‬
‫المطلب ي‬
‫المبحث األول‪ :‬استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار وفقا ألحكام القانون الدول‬
‫العام المعاص‪.‬‬
‫الت نفذت عىل إقليمها ز‬
‫الرصبات الموجهة للجماعات‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫المطلب األول‪ :‬التنظيم‬
‫القانوب لموافقة الدولة ي‬
‫ي‬
‫اإلرهابية المسلحة‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫المطلب ز‬
‫القانوب لحق الدول يف استهداف الجماعات اإلرهابية المسلحة يف إقليم دولة‬
‫ي‬ ‫الثاب‪ :‬التنظيم‬
‫ي‬
‫أخرى دفاعا عن النفس‪.‬‬
‫المبحث الثان‪ :‬اإلشكاليات الت ر‬
‫يثيها استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار ف‬
‫القانون الدول اإلنسان‪.‬‬
‫رز‬
‫التميت والتناسب عند استخدام الطائرات بدون طيار لمواجهة‬ ‫المطلب األول‪ :‬إشكاليات تطبيق مبدأي‬
‫اإلرهاب‪.‬‬
‫ز‬
‫الثاب‪ :‬إشكالية مستوى التنظيم ودرجه العنف الذي تمارسه الجماعات اإلرهابية المستهدفة‪.‬‬
‫المطلب ي‬
‫الت تستهدف فيها الجماعات‬ ‫ر‬ ‫ز زز‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫والزماب للتاعات ي‬
‫ي‬ ‫المكاب‬
‫ي‬ ‫إشكاليت تحديد النطاق‬
‫ي‬
‫اإلرهابية بالطيار بدون طيار‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اإلشكاليات الت ر‬
‫يثيها استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار ف‬
‫للقانون الدول لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫التاعات المسلحة‪.‬‬‫التام الدول بتطبيق القانون الدول لحقوق اإلنسان زف زمن ز ز‬
‫المطلب األول‪ :‬إشكالية ر ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان خارج حدود إقليمها‪.‬‬ ‫التام الدول بتطبيق القانون‬ ‫ز‬
‫الثاب‪ :‬إشكالية ر ز‬
‫ي‬ ‫المطلب ي‬

‫‪7‬‬
‫المبحث التمهيدي‬
‫تطور استخدام الطائرات بدون طيار‬
‫مشوعية استخدامها عسكريا‬ ‫والخالف حول ر‬

‫الكثت من االتهامات‬
‫ر‬ ‫واجه استهداف الجماعات اإلرهابية باستخدام الطائرات بدون طيار‬
‫رز‬
‫ومعارضي‪ ،‬وتباينت الحجج‬ ‫بانتهاك قواعد القانون الدول الراسخة‪ ،‬واختلف الرأي حولها ما ر ز‬
‫بي مؤيدين‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت يستند عليها كل اتجاه‪ ،‬ويستميت كل اتجاه يف الدفاع عن وجهة نظره‪ ،‬ورغم هذه‬ ‫وتعددت األسانيد ي‬
‫ز‬
‫االتهامات وهذا الجدل القائم تستمر الدول المنتجة لهذه الطائرات يف تطويرها وتحديث طرازاتها‬
‫العسكرية‪ ،‬كما يزداد عدد الدولة المالكة لها يوما بعد يوم‪.‬‬
‫ز‬ ‫ويثبت ر ز‬
‫التايد المطرد لعدد الدول المالكة لهذه الطائرات أن الرفض المطلق الستخدامها يف‬
‫رز‬
‫المدنيي بسبب سوء هذا االستخدام‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت تواجه‬ ‫رز‬
‫اإلرهابيي لن يعالج المشكالت ي‬ ‫استهداف‬
‫والمحاولة الجادة لمعالجة هذه اإلشكاليات يجب أن تبدأ بالتعرف عىل بدايات ظهور هذه‬
‫التدمت أو‬
‫ر‬ ‫الطائرات وتطور استخدامها لتحديد صفاتها والتعرف عىل ما إذا كانت تمثل سالح شديدة‬
‫عشواب األثر أم أنها سالح ر‬
‫مشوع دوليا‪ ،‬ثم مناقشة حجج الر ر ز‬
‫افضي الستهداف الجماعات اإلرهابية‬ ‫ي‬
‫مشوعية استخدام هذه الطائرات‬ ‫ز‬
‫قانوب دول يحدد ر‬ ‫بالطائرات بدون طيار‪ ،‬ومعالجتها من خالل أطار‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز يف مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫رز‬
‫لمطلبي‪ ،‬يستعرض األول بدايات ظهور هذه الطائرات‬ ‫تأسيسا عىل ذلك يقسم هذا المبحث‬
‫ضي والمؤيدين الستهداف الجماعات اإلرهابية‬ ‫ز‬
‫والثاب يستعرض آراء المعار ر ز‬ ‫وتطور استخدامها‪،‬‬
‫ي‬
‫بالطائرات بدون طيار‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب األول‬
‫بدايات ظهور الطائرات بدون طيار وتطور استخدامها‬
‫يستعرض هذا المطلب بدايات ظهور الطائرات بدون طيار وتطور استخدامها من خالل بيان‬
‫ز‬
‫بدايات استخدام هذه الطائرات يف المراقبة واالستطالع‪ ،‬ثم التعرض لبدايات تنفيذ زصبات موجهة‬
‫ر‬
‫الت دفعت الدول لتطوير هذه الطائرات‪ .‬ولم يقترص استخدام هذه الطائرات‬
‫باستخدامها‪ ،‬ثم بيان المزايا ي‬
‫الكثت من المنظمات الدولية‪ ،‬وقد أدى انتشار استخدام الطائرات بدون‬
‫ر‬ ‫عىل الدول حيث استخدمتها‬
‫رز‬
‫القواني الداخلية المنظمة الستخدامها‪ ،‬وعىل هذا النحو سوف يتم‬ ‫طيار لتوجه الدول نحو وضع‬
‫التعرض للنقاط الفرعية التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بدايات استخدام الطائرات بدون طيار ز يف المراقبة واالستطالع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنفيذ زصبات موجهة باستخدام الطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مزايا الطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬استخدام المنظمات الدولية للطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫رز‬
‫لقواني وطنية تنظم استخدام الطائرات بدون طيار‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬وضع الدول‬
‫التال‬
‫وذلك عىل النحو ي‬
‫أوال‪ :‬بدايات استخدام الطائرات بدون طيار ف المراقبة واالستطالع‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الماض بدأ استخدام الطائرات بدون طيار كهدف لتدريب قوات المدفعية‬
‫ي‬ ‫يف ثالثينيات القرن‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫السوفيت والمملكة المتحدة وألمانيا‪ ،‬حيث دربت هذه الدول‬
‫ي‬ ‫يف الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد‬
‫سالح مدفعيتها عىل استهداف الطائرات باستخدام نماذج بدائية الصنع من الطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫كبت من الطيارين األم ر ز‬
‫ريكيي اتجهت الواليات‬ ‫وبعد أن شهدت الحرب العالمية الثانية مقتل عدد ر‬
‫ز‬
‫وف عام ‪ ١٩٥٣‬كثفت من نشاطها‬ ‫المتحدة األمريكية إل العمل عىل تطوير منظوم طائراتها بدون طيار‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫السوفيت‪ ،‬وكان أول‬
‫ي‬ ‫يف مجال هذا التطوير خاصة بعد إسقاط طائرة التجسس األمريكية فوق االتحاد‬
‫ز‬
‫استخدام للطائرات بدون طيار من جانب الواليات المتحدة األمريكية يف حرب فيتنام ‪ ١٩٦٠‬ولم ترصح‬
‫الواليات المتحدة بذلك إال بعد مرور ما يزيد عن عقد من الزمان (‪.)14‬‬

‫الحلت الحقوقية‪ ،‬لبنان‪٧٨٧ ،٢٠١٨ ،‬‬


‫ري‬ ‫الدول العام‪ ،‬منشورات‬
‫ي‬ ‫‪ )14‬د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬الوسيط ز يف القانون‬

‫‪9‬‬
‫التاعات المسلحة قاصا عىل دور المراقبة‬ ‫وكانت بدايات استخدام الطائرات بدون طيار زف ز ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫واالستطالع لخدمة أجهزة المخابرات وقادة القوات المسلحة‪ ،‬واستخدمت أيضا يف بداياتها ألغراض‬
‫التشويش عىل رادارات العدو ودفاعاته الجوية (‪.)15‬‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الت شنتها القوات‬
‫وف عام ‪ ١٩٧٣‬حاولت إشائيل استخدام الطائرات بدون طيار يف حرب أكتوبر ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫المسلحة المرصية لتحرير سيناء‪ ،‬ولكن القوات اإلشائيلية لم تنجح يف استخدام هذه الطائرات نتيجة‬
‫وف معركة سهل البقاع ر ز‬ ‫ز‬
‫بي إشائيل وسوريا نجحت إشائيل باستخدام‬ ‫قوة حائط الصواري خ المرصي‪ ،‬ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫هذه الطائرات يف التشويش عىل أنظمة الدفاع الجوي السورية ونجحت يف تعطيلها‪ ،‬مما أسفر عن سقوط‬
‫‪ ٨٢‬طائرة سورية دون إصابات تذكر ز يف القوات الجوية اإلشائيلية (‪.)16‬‬
‫ز‬
‫ائيىل ويدىع "ابراهام كاريم" عىل تزويد طائرة بدون‬ ‫طتان اإلش ي‬‫مهندس ال ر‬
‫ي‬ ‫وف ‪ ١٩٨٠‬عمل أحد‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫طيار بجهاز كمبيوتر ليمكن مشغلها من التواصل معها عن بعد‪ ،‬و يف نهاية العام انتقل هذا المهندس إل‬
‫مال لتنفيذ فكرته من المخابرات األمريكية ووكالة‬
‫جنوب والية كاليفورنيا‪ ،‬واستطاع الحصول عىل دعم ي‬
‫مشوعات البحوث الدفاعية التابعة للقوات المسلحة األمريكية‪ ،‬وبعد أشهر قليلة من العمل أعلن عن‬ ‫ر‬
‫ز‬
‫طائرة بدون طيار يمكنها البقاء يف الجو لمدة تصل إل ‪ ٥٦‬ساعة‪ ،‬وتحتوي عىل جهاز كمبيوتر يمكن‬
‫مشغلها من التحكم فيها عن بعد (‪.)17‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنفيذ صبات موجهة باستخدام الطائرات بدون طيار‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫يف عام ‪ ١٩٩٩‬بدأ استخدام الطائرات بدون طيار يف تنفيذ زصبات موجهة‪ ،‬ولكن بشكل ر‬
‫غت‬
‫مباش نظرا لعدم قدرتها عىل إطالق القذائف عىل أهدافها بشكل ر‬
‫مباش‪ ،‬وكان دورها قاصا عىل رصد‬ ‫ر‬
‫األهداف بدقة وتحديد مواقعها من خالل أجهزة ر ز‬
‫لتر‪ ،‬وبناء عىل هذا الرصد يتم توجيه طائرات مقاتلة‬
‫ر‬
‫الت حددتها الطائرات بدون طيار (‪.)18‬‬
‫مأهولة الستهداف المواقع أو العناص ي‬
‫ز‬ ‫وكانت أحداث الحادي ر‬
‫سبتمت ‪ ٢٠٠١‬بمثابة نقطة فارقة يف استخدام هذه الطائرات‪،‬‬
‫ر‬ ‫عش من‬
‫حيث اتجهت الواليات المتحدة األمريكية وحليفتها بريطانيا إل إعالن الحرب عىل اإلرهاب‪ ،‬وكانت‬

‫الدول‪ ،‬والتمرد‪ ،‬وحرب الطائرات بدون طيار‪ ،‬مركز‬


‫ي‬
‫ر‬
‫والعشين‪ ،‬اإلرهاب‬ ‫أوسي لونج‪ ،‬الحروب الالمتماثلة ز يف القرن الحادي‬
‫رز‬ ‫‪)15‬‬
‫ر‬
‫اإلمارات للبحوث والدراسات االستاتيجية‪٣٨-٣٦ ،٢٠١٤ ،‬‬
‫عي شمس‪ ،٢٠١٧ ،‬ص‪٣‬‬ ‫ز‬
‫القانوب للطائرات بدون طيار‪ ،‬مجلة كلية الحقوق جامعة ر ز‬ ‫شوف مؤمن‪ ،‬التنظيم‬‫ر‬ ‫‪ )16‬د‪ .‬طارق‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪17‬‬
‫‪) Peter Finn, “Rise of the Drone: From Calif. Garage to Multibillion-dollar defense industry, The‬‬
‫‪Washington Post, December, 24,2011 https://cacm.acm.org/news/144870-rise-of-the-drone-from-calif-‬‬
‫‪garage-to-multibillion-dollar-defense-industry/fulltext accessed 12/3/2020‬‬
‫‪18‬‬
‫‪) Sean Davies, Drone warfare and the Geneva Convention, (15 August 2011) Engineering and‬‬
‫‪Technology,‬‬ ‫‪https://eandt.theiet.org/content/articles/2011/08/drone-warfare-and-the-geneva-‬‬
‫‪convention accessed 4/2/2020.‬‬

‫‪10‬‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت استخدمتها الدولتان يف حرب هما عىل عناص الجماعات‬ ‫الطائرات بدون طيار أحد أهم األسلحة ي‬
‫ر‬
‫الت ادعت الدولتان إيوائها لإلرهاب (‪.)19‬‬ ‫ز‬
‫الكثت من الدول ي‬
‫ر‬ ‫اإلرهابية يف‬
‫حوال ‪ ٣٣٠‬زصبة‬ ‫وحت ‪ ٢٠١٣‬نفذت الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫ر‬ ‫فخالل ر‬
‫الفتة من ‪٢٠٠٤‬‬
‫ي‬
‫ز‬
‫جوية باستخدام الطائرات بدون طيار للجماعات المسلحة يف باكستان‪ ،‬ووفقا لإلحصائيات الصادرة عن‬
‫ز‬ ‫وزارة الخارجية الباكستانية فأن هذه ز‬
‫الرصبات تسببت يف مقتل ‪ ٢٢٠٠‬شخص عىل أقل تقدير وأصابت‬
‫مدب قتلوا أثناء هذه‬‫ز‬ ‫خطتة‪ ،‬وقالت الحكومة الباكستانية أن هناك ‪٤٠٠‬‬ ‫‪ ٦٠٠‬شخص بإصابات‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫الهجمات باإلضافة إل ‪ ٢٠٠‬شخص قتلوا دون مشاركتهم زف ز ز‬
‫التاعات المسلحة (‪.)20‬‬ ‫ي‬
‫حت ‪ ٢٠١٢‬استخدمت الواليات المتحدة أسطول كامل من الطائرات‬ ‫وخالل ر‬
‫الفتة من ‪ ٢٠٠٥‬ر‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت خلفت عددا من الضحايا‬ ‫بدون طيار يف العراق‪ ،‬وقامت تلك الطائرات بآالف الهجمات الجوية ي‬
‫ز‬ ‫الت أعدت خالل تلك ر‬ ‫ر‬ ‫رز‬
‫الفتة لم تنجح يف إثبات عدد هؤالء الضحايا أو‬ ‫المدنيي‪ ،‬ولكن التقارير الدولية ي‬
‫األمت زف العراق طوال هذه ر‬
‫الفتة (‪.)21‬‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫تثبت قتلهم يف هذه الطلعات بسبب شدة القتال وتدهور الوضع‬
‫ي ي‬
‫حت ‪ ٢٠١٢‬اعتمدت الواليات المتحدة األمريكية والمملكة المتحدة‬ ‫الفتة من ‪ ٢٠٠٩‬ر‬ ‫وخالل ر‬
‫ز‬ ‫كبت عىل ز‬
‫الرصبات الموجهة باستخدام الطائرات بدون طيار يف استهداف عناص تنظيم القاعدة‬ ‫بشكل ر‬
‫ز‬
‫يف أفغانستان‪ ،‬حيث سجلت بعثة األمم المتحدة مئات الهجمات الموجهة بالطائرات بدون طيار خالل‬
‫تلك ر‬
‫الفتة‪ ،‬وأكدت ذلك بالفعل البيانات الرسمية الصادرة عن القوات الجوية للواليات المتحدة‪،‬‬
‫ز‬
‫والقوات الجوية للمملكة المتحدة‪ ،‬والقيادة المركزية للعلميات يف الواليات المتحدة‪ ،‬كما نفذت الواليات‬
‫ز‬
‫المتحدة العديد من الهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار يف اليمن خالل أعوام ‪،٢٠١٢ ،٢٠١١‬‬
‫ز‬ ‫‪ ،٢٠١٣‬وذلك بناء عىل معلومات أفادت ر ز‬
‫اعتام الجماعات اإلرهابية يف اليمن شن هجمات تستهدف‬
‫المصالح األمريكية‪ ،‬كما شنت الواليات المتحدة العديد من الهجمات لمساعدة القوات اليمنية الحكومية‬
‫الحوثيي من معاقلهم ز يف الجنوب (‪.)22‬‬
‫رز‬ ‫عىل طرد‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الت وجهها إل‬
‫وف ‪ ٢٠١١‬استخدم حلف الناتو الطائرات بدون طيار يف مئات الرصبات الجوية ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الجماعات اإلرهابية يف ليبيا‪ ،‬وشاركت الواليات المتحدة األمريكية يف جزء من هذه الهجمات والجزء‬

‫‪19‬‬
‫‪Barack Obama “Letter from the President on the war Powers Resolution” The White House, June‬‬
‫‪15, 2011 https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2011/06/15/letter-president-war-powers-‬‬
‫‪resolution‬‬
‫ز‬
‫المعت بتعزيز وحماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬وثائق األمم المتحدة رقم‬ ‫‪ )20‬أنظر تقرير المقرر الخاص‬
‫ي‬
‫‪p.11 ،A/68/389‬‬
‫‪21‬‬
‫‪) Ibid p.11‬‬
‫‪22‬‬
‫‪Ibid p.10‬‬

‫‪11‬‬
‫األخر شاركت فيه القوات الجوية الملكية التابعة للمملكة المتحدة (‪ ،)23‬وقد رصدت اللجنة الدولية‬
‫المدنيي من جراء هذه ز‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫الرصبات‪ ،‬وعندما أبلغت‬ ‫المعنية بليبيا مئات الضحايا الذين وقعوا يف صفوف‬
‫ز ز‬
‫المدنيي يف اطالق هجمات الطائرات‬
‫ر‬ ‫قيادة حلف الناتو‪ ،‬ردت بأنها اعتمد معيار عدم توقع أي ضحايا من‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫مدنيي أثناء‬ ‫التيطانية يف الشكاوى الواردة بشأن سقوط ضحايا‬ ‫بدون طيار‪ ،‬وحققت وزارة الدفاع ر‬
‫التيطانية كانت‬
‫المستة عن بعد‪ ،‬ولم تثبت تلك التحقيقات أن الطائرات ر‬
‫ر‬ ‫هجمات شاركت فيها طائراتهم‬
‫مشاركة ز يف هذه الهجمات (‪.)24‬‬
‫ثالثا‪ :‬مزايا الطائرات بدون طيار‬
‫ز‬
‫يرجع تزايد استخدام الطائرات بدون طيار يف الحرب عىل اإلرهاب لما توفره هذه الطائرات من‬
‫الت تستخدمها مقارنة باستخدام الطائرات الحربية المأهولة‪ ،‬فمن حيث‬‫ر‬
‫مزايا اقتصادية حقيقية للدول ي‬
‫سعر الطائرة‪ ،‬فبسعر طائرة واحدة من طراز (أف ‪ ١٥‬أيجل) يمكن للدولة رشاء ألف طائرة بدون طيار‪،‬‬
‫ومن حيث تكلفة الطلعات الجوية‪ ،‬تستهلك رحلة الطائرة (أف ‪ ٤‬فانتوم) ما تستهلكه مائتان طلعة لطائرة‬
‫بدون طيار لو استخدمت لتحقيق ذات الهدف‪ ،‬باإلضافة إل ذلك‪ ،‬فأن تكلفة تدريب الطيارين عىل‬
‫مشغىل الطائرات بدون طيار (‪.)25‬‬
‫ي‬ ‫استخدام الطائرات الحربية تفوق بمئات األضعاف تكلفة تدريب‬
‫وباإلضافة إل أن الطائرات بدون طيار أرخص من الطائرات التقليدية‪ ،‬فإنها أيضا أخف وأصغر‬
‫من هذه الطائرات‪ ،‬وهو ما يجعل امتالكها ر ز‬
‫متة تنافسية للقوات المسلحة ألي دولة‪ ،‬واألهم من ذلك أن‬
‫الطتان عن قرب فوق مناطق ز ز‬
‫التاعات الخطرة‪ ،‬وهو ما لم تستطع‬ ‫هذه الطائرات تمتلك القدرة عىل ر‬
‫الطائرات التقليدية القيام به (‪.)26‬‬
‫ز‬
‫وتتمكن الطائرات بدون طيار من التحليق يف الجو عىل ارتفاعات مختلفة وفقا لنوع الطائرة‪،‬‬
‫وتوفت‬ ‫مت وتستخدم لتصوير المواقع‬ ‫مائتي كيلو ر‬
‫رز‬ ‫فمنها طائرات تحلق عىل ارتفاعات عالية تصل إل‬
‫ر‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫االستاتيجية لمتخذي القرار العسكري يف تخطيط عمليات الدفاع والهجوم‪ ،‬وطائرات‬ ‫المعلومات‬
‫مت إل سبعة أالف وثمانمائة‬‫بي أربعة أالف وستمائة ر‬‫متوسطة االرتفاع تصل قدرتها عىل االرتفاع لما ر ز‬
‫رز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫ثالثي ساعة متصلة‪ ،‬وطائرات مضادة‬ ‫لحوال‬
‫ي‬ ‫مت‪ ،‬وهذا النوع من الطائرات يمكنه البقاء يف الجو‬

‫‪23‬‬
‫‪Barack Obama “Letter from the President on the war Powers Resolution” The White House, June 15,‬‬
‫‪2011 https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2011/06/15/letter-president-war-powers-resolution‬‬
‫ز‬
‫المعت بتعزيز وحماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬وثائق األمم المتحدة رقم‬ ‫‪ )24‬أنظر تقرير المقرر الخاص‬
‫ي‬
‫‪p.13 ،A/68/389‬‬
‫ز‬
‫الدول العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪٧٩٣‬‬
‫ي‬ ‫القانون‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫الوسيط‬ ‫المجذوب‪،‬‬ ‫‪ )25‬د‪ .‬محمد‬
‫‪26‬‬
‫‪( see, Jim Garamone ‘Unmanned Aerial Vehicles Proving Their Worth Over Afghanistan’ U.S.‬‬
‫)‪Department of Defense, WASHINGTON, April 16, 2002 (16 April 2002‬‬
‫‪https://archive.defense.gov/news/newsarticle.aspx?id=44165 accessed 10/3/2020.‬‬

‫‪12‬‬
‫للصواري خ الباليستية حيث يمكنها البقاء أعىل مواقع أطالق الصواري خ لساعات طويلة وإبطاء شعتها‬
‫رز‬
‫وثالثي‬ ‫لدرجة تمكنها من اصطياد هذه الصواري خ بمجرد اطالقها‪ ،‬ويصل طول هذه الطائرة إل خمسة‬
‫وه مجهزة بمعدات تصوير ليلية ونهارية‬ ‫ز ر‬ ‫ر‬
‫وثالثي متا أيضا‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫متا‪ ،‬كما يصل عرض جناحيها إل خمسة‬
‫وأجهزة راداريه‪ ،‬باإلضافة إل أشعة ر ز‬
‫اللتر‪ ،‬كما تمتلك هذه الطائرات القدرة عىل حمل عدة أطنان من‬
‫األسلحة والمواد المتفجرة‪ ،‬كما تتعدد إمكانيات الطائرات بدون طيار من حيث اإلقالع والهبوط‪ ،‬فمنها‬
‫ما يمكن أطالقها من الجو باستخدام الصواري خ أو الطائرات األخرى‪ ،‬ومنها طائرات أخرى يمكنها اإلقالع‬
‫والهبوط العمودي وهو ما يمكن مشغليها من اطالقها من عىل ظهر السفن أو إنزالها عليها (‪.)27‬‬
‫ز‬
‫وف ضوء قدرات الطائرات بدون طيار وإمكانياتها الهائلة‪ ،‬فأنها تستطيع تقديم العديد من‬ ‫ي‬
‫الت تملكها (‪ ،)28‬ومن أهم هذه‬ ‫ر‬
‫الخدمات العسكرية الهامة والحيوية للقوات المسلحة وأجهزة المخابرات ي‬
‫الخدمات استهداف عناص الجماعات اإلرهابية بدقة فائقة؛ تزويد غرف علميات القوات المسلحة‬
‫ز‬
‫بتقارير كاملة عن حالة الجو يف مواقع العمليات؛ تنظيم حركة المالحة البحرية والجوية وتعزيز قدرة‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫القيادة عىل اتخاذ قرارات تحريك القوات والمعدات يف مواقع القتال؛ تستخدم كصواري خ موجهة يف‬
‫ر‬
‫تدمت الهدف عن بعد؛ رصد تحركات أفراد الجماعات المسلحة ومهاجمتها؛‬ ‫الت يصعب فيها ر‬ ‫الحاالت ي‬
‫ر‬
‫الت تستخدمها الدول لتحديد‬ ‫تقليل معدالت التشويش عىل أجهزة استقبال نظم المعلومات الجغرافية ي‬
‫ز‬
‫مواقع الجماعات المسلحة؛ التشويش عىل رادارات العدو؛ تنفيذ مهام اإلنقاذ للقوات يف المناطق الوعرة‬
‫الت يصعب الوصول إليها بالمعدات األرضية ويصعب الوصول إليها بالطائرات المأهولة (‪.)29‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫يعت ذلك أن استخدام الطائرات بدون طيار كان قاصا خالل السنوات السابقة عىل‬
‫وال ي‬
‫السلم لهذه الطائرات يقدم‬ ‫ي‬ ‫االستخدام العسكري‪ ،‬وإنما واكب ذلك استخداما سلميا أيضا‪ ،‬فاالستخدام‬
‫ز‬
‫خدمات بالغة األهمية لإلنسانية منها التنبؤ بالطقس‪ ،‬والكشف عن الحرائق وهو ما يساهم يف تقليل‬
‫ز‬ ‫رز‬ ‫ز‬
‫المترصرة من‬ ‫المصابي والضحايا‬ ‫أثارها وإنقاذ ضحاياها‪ ،‬كما تستخدم هذه الطائرات يف الكشف عن‬
‫الكوارث الطبيعية‪ ،‬هذا باإلضافة إل أن استخدامها ز يف إيصال المساعدات للمناطق النائية (‪.)30‬‬

‫الدول العام‪ ،‬مرجع سابق‪٧٩٠ ،٢٠١٨ ،‬‬


‫ي‬ ‫‪ )27‬د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬الوسيط ز يف القانون‬
‫الدول‪ ،‬والتمرد‪ ،‬وحرب الطائرات بدون طيار‪ ،‬مركز‬
‫ي‬
‫ر‬
‫والعشين‪ ،‬اإلرهاب‬ ‫أوسي لونج‪ ،‬الحروب الالمتماثلة ز يف القرن الحادي‬
‫رز‬ ‫‪)28‬‬
‫ر‬
‫اإلمارات للبحوث والدراسات االستاتيجية‪٣٨-٣٥ ،٢٠١٤ ،‬‬
‫الدول العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪٧٩٤‬‬
‫ي‬ ‫‪ )29‬د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬الوسيط ز يف القانون‬
‫‪ )30‬مقال ر‬
‫لبيت ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب األحمر منشور عىل موقع اللجنة‪.‬‬
‫‪https://www.icrc.org/ar/doc/resources/documents/interview/2013/05-10-drone-weapons-ihl.htm‬‬

‫‪13‬‬
‫رابعا‪ :‬استخدام المنظمات الدولية للطائرات بدون طيار‬
‫لم يقترص استخدام الطائرات بدون طيار عىل الدول‪ ،‬بل ر‬
‫انتش استخدامها من جانب المنظمات‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الكثت من بعثات حفظ السالم لرصد تحركات‬‫ر‬ ‫الت تستخدمها يف‬ ‫الدولية وعىل رأسها األمم المتحدة ي‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫زز‬
‫الت‬
‫وف ‪ ٢٠١٦‬طالبت اللجان الفنية لألمم المتحدة بتطوير منظومة الطائرات بدون طيار ي‬
‫أطراف التاع‪ ،‬ي‬
‫ز‬
‫تملكها المنظمة لتوسيع نطاق استخدامها لخدمة أهدافها يف مختلف المجاالت‪ ،‬وتستخدم األمم‬
‫قصتة المدى‪،‬‬
‫المتحدة منظومات واسعة من هذه الطائرات‪ ،‬منها منظومة طائرات بدون طيار مصغرة ر‬
‫الطتان المرتفع لساعات طويلة‪ ،‬لتغطية أنشطة بعثات‬
‫ومنظومة طائرات بدون طيار لها القدرة عىل ر‬
‫حفظ السالم بالكامل (‪.)31‬‬
‫كما تستخدمها منظمة الصحة العالمية لمسح أماكن انتشار األمراض واألوبئة‪ ،‬وتستخدمها‬
‫منظمة األغذية والزراعة ألغراض حماية المحميات الطبيعية وحماية البيئة وعمليات الصيد الجائر‪ ،‬وال‬
‫يتايد استخدامها من جانب‬ ‫يقترص استخدام الطائرات بدون طيار عىل الدول والمنظمات الدولية‪ ،‬بل ر ز‬
‫ز‬ ‫األشخاص ر‬
‫التيدية؛ التصوير‬
‫وشكات القطاع الخاص يوما بعد يوم‪ ،‬حيث تستخدم يف توصيل الرسائل ر‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت تتم من خالل‬‫اإلعالم؛ تغطية المباريات؛ تصوير المناطق الخطرة؛ نقل البضائع يف عمليات البيع ي‬
‫ي‬
‫ر‬
‫األنتنت (‪.)32‬‬
‫لقواني وطنية تنظم استخدام الطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫ر‬ ‫خامسا‪ :‬وضع الدول‬
‫رز‬
‫القواني الوطنية‬ ‫الكثت من اإلشكاليات القانونية عىل مستوى‬
‫أثار استخدام الطائرات بدون طيار ر‬
‫رز‬
‫القواني ال تسمح بمرور أي طائرة فوق إقليم الدولة إال بموافقة سلطاتها‪ ،‬ومن‬ ‫للدول‪ ،‬نظرا ألن هذه‬
‫المدب المرصي رقم ‪ ٢٨‬لسنة ‪ ١٩٨١‬الذي تنص المادة التاسعة منه‬ ‫ز‬ ‫الطتان‬ ‫رز‬
‫ي‬ ‫القواني‪ ،‬قانون ر‬ ‫أمثلة هذه‬
‫الطتان‬
‫طتان أي طائرة فوق إقليم جمهورية مرص العربية يتطلب ترصي ح تصدره سلطات ر‬ ‫عىل أن ر‬
‫الطتان فوق إقليم الدولة‬ ‫ز‬
‫الفرنس القديم عىل عدم جواز ر‬
‫ي‬ ‫المدب‪ ،‬كما نصت المادة األول من كود النقل‬
‫ي‬
‫الت نص عليها هذا القانون‪.‬‬ ‫ر‬
‫إال إذا كانت مسجلة وفقا للقواعد ي‬
‫رز‬ ‫ز ز‬ ‫ولم يخطر ببال ر‬
‫ستطت يوما‬
‫ر‬ ‫القواني أن الطائرات‬ ‫الوطت يف أي دولة عندما وضع تلك‬
‫ي‬ ‫المشع‬
‫بدون طيار‪.‬‬
‫رز‬
‫قواني ولوائح وطنية منظمة الستخدام الطائرات بدون‬ ‫ولذا قامت العديد من الدول بوضع‬
‫ز‬ ‫طيار‪ ،‬ومن أمثلة ذلك أصدر ر‬
‫طتان‬
‫ديسمت ‪ ٢٠١٥‬بهدف تنظيم ر‬
‫ر‬ ‫الفرنس عدة قرارات يف ‪١٧‬‬
‫ي‬ ‫المشع‬

‫‪ )31‬راجع وثائق األمم المتحدة‪ ،‬الوثيقة رقم ‪A/71/587‬‬


‫عي شمس‪ ،٢٠١٧ ،‬ص‪٣‬‬ ‫ز‬
‫القانوب للطائرات بدون طيار‪ ،‬مجلة كلية الحقوق جامعة ر ز‬ ‫ر‬
‫شوف مؤمن‪ ،‬التنظيم‬ ‫‪ )32‬راجع د‪ .‬طارق‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪14‬‬
‫طتان هذه‬ ‫اض الفرنسية‪ ،‬ثم وضعت الواليات المتحدة قواعد تنظم ر‬ ‫ز‬
‫الطائرات بدون طيار فوق األر ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المدب‬
‫ي‬ ‫الطتان‬
‫ديسمت ‪ ،٢٠١٥‬ثم أصدرت هيئة ر‬‫ر‬ ‫اض األمريكية وبدأ تطبيقها يف ‪٢١‬‬‫الطائرات فوق األر ي‬
‫ز‬
‫باإلمارات العربية المتحدة تعليمات منظمة لتسجيل الطائرات بدون طيار واستخدامها وبدأ تنفيذها يف‬
‫(‪ )33‬ز‬
‫وف ‪ ٢٠١٧‬أصدرت جمهورية مرص العربية القانون رقم ‪ ٢١٦‬لعام ‪ ٢٠١٧‬لتنظيم‬ ‫‪ ١‬رفتاير ‪ ، ٢٠١٦‬ي‬
‫استخدام الطائرات بدون طيار (‪.)34‬‬
‫السلم للطائرات بدون طيار يقدم خدمات هامة لإلنسانية‪،‬‬
‫ي‬ ‫ومما سبق يتضح أن االستخدام‬
‫يع الذي نشأ بسبب ظهور هذه الطائرات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الكثت من الدول بتطوير تشيعاتها لسد الفراغ التش ي‬
‫ولذا قامت ر‬
‫ً‬
‫وإن كان تطوير النظم القانونية الوطنية لمسايرة المستجدات التكنولوجية أمرا سهال لوضوح فكرة‬
‫القانوب الدول عادة أصعب ر‬
‫وأكت‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الوطت‪ ،‬فأن تطوير النظام‬ ‫المصلحة العامة الوطنية والنظام العام‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الدول‪.‬‬
‫ي‬ ‫تعقيدا لتعارض المصالح الوطنية للدول‪ ،‬وصعوبة االتفاق عىل مقتضيات النظام العام‬
‫المطلب الثان‬
‫معارضي والمؤيدين‬
‫ر‬ ‫آراء ال‬
‫الستهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار‬
‫رز‬
‫المعارضي الستهداف الجماعات اإلرهابية‬ ‫ه آراء‬
‫يطرح هذا المطلب تساؤالن هما‪ ،‬ما ي‬
‫ه آراء المؤيدين لهذا االستهداف؟ وأهمية استعراض هذه اآلراء من خالل‬
‫بالطائرات بدون طيار؟ وما ي‬
‫أساس لمناقشته واالقتناع به أو‬
‫ي‬ ‫ه أن الفهم العميق لدوافع أي رأي يمثل ركن‬
‫مبحث تمهيد للبحث ي‬
‫رفضه‪.‬‬

‫ز‬
‫المدب بدولة اإلمارات العربية المتحدة عدد من القواعد والضابط المنظمة الستخدام الطائرات‬ ‫ي‬ ‫‪ )33‬فرضت الهيئة العامة ر‬
‫للطتان‬
‫تأمي السالمة الجوية والبحرية‪ ،‬وحماية‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫بدون طيار يف الدولة سواء لألغراض التجارية أو التفيهية‪ ،‬واستهدفت تلك القواعد ر‬
‫ز‬
‫تدابت لحماية األمن والسالمة يفرضها قانون الهيئة‪ ،‬وصورة التسجيل‬ ‫ر‬ ‫خصوصية األفراد وأمن بياناتهم‪ ،‬وتتضمن تلك القواعد‬
‫الطتان‬ ‫ر‬ ‫التخيص‪ ،‬باإلضافة ر‬ ‫والحصول عىل ر‬
‫لشوط خاصة بالمشغل المسؤول عن اإلشاف عىل استخدام الطائرة‪ ،‬وتمنع هيئة ر‬
‫طتان الطائرات بدون طيار فوق المطارات‪ ،‬أو فوق المناطق السكنية حفاظا عىل خصوصية السكان‪ ،‬وأصدرت الهيئة خريطة‬ ‫ز‬
‫المدب ر‬‫ر ي‬
‫الت يسمح أو يحظر فيها استخدام الطائرات بدون طيار‪ .‬أنظر الموقع الرسم للهيئة للطتان المدبز‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫إلكتونية توضح المناطق ي‬
‫باإلمارات العربية المتحدة‬
‫‪https://www.gcaa.gov.ae/ar/pages/UASRegistration.aspx‬‬
‫ر‬ ‫‪ 34‬ز‬
‫الستتاد وتصنيع‬
‫ر‬ ‫والت حددت كافة اإلجراءات المنظمة‬ ‫أصدر رئيس الوزراء المرصي الالئحة التنفيذية لهذا القانون ي‬ ‫ز‬
‫وف ‪٢٠١٨‬‬ ‫) ي‬
‫وتجميع واالتجار يف الطائرات بدون طيار‪ ،‬ووفقا لهذه الالئحة تقدم طلبات استخدام هذه الطائرات لهيئة عمليات القوات المسلحة‬
‫سجلي أحدهما لتسجيل ما لدية من طائرات ومواصفاتها وجهة الحصول عليها واآلخر‬ ‫رز‬ ‫المرصية‪ ،‬وتلزم الالئحة المرصح له بإمساك‬
‫متخصصي تحددهم وزارة الدفاع‪ ،‬وحددت الالئحة ثالث‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫يقيد فيه تاري خ تداول واستخدام الطائرات ويتول مراجعة هذه السجالت‬
‫مجاالت الستخدام الطائرات بدون طيار أولهم األنشطة االقتصادية والتجارية وثانيهم األنشطة الرياضية وثالثهم األنشطة العلمية‬
‫الوطت‬‫ز‬ ‫القوم وقطاع األمن‬ ‫ويشتط لحصول الشخص عىل الترصي ح باستخدام الطائرات بدون طيار موافقة هيئة األمن‬ ‫ر‬ ‫والبحثية‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ز‬
‫المدب والجهات المختصة بالدولة‪.‬‬
‫ي‬ ‫ان‬‫الطت‬
‫ر‬ ‫ارة‬
‫ز‬ ‫و‬ ‫وموافقة‬ ‫‪،‬‬ ‫الداخلية‬ ‫ارة‬
‫ز‬ ‫بو‬ ‫العام‬ ‫ألمن‬ ‫وقطاع ا‬
‫أنظر قرار رئيس مجلس الوزراء المرصي رقم ‪ ٩٤١‬لسنة ‪ ٢٠١٨‬بشأن الالئحة التنفيذية لقانون تنظيم استخدام الطائرات بدون طيار‬
‫ز‬
‫رقم ‪ ٢١٦‬لسنة ‪ ،٢٠١٧‬الجريدة الرسمية لجهورية مرص العربية‪ ،‬العدد ‪ ١٩‬مكرر (د) الصادر يف ‪ ١٥‬مايو ‪ ،٢٠١٨‬السنة الحادية‬
‫والستون‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫يثتها‬
‫الت ر‬
‫وسوف استعرض تلك اآلراء بشكل عام دون الدخول يف مناقشة اإلشكاليات القانونية ي‬
‫وأرج مناقشة تلك القضايا‬ ‫الت يستند عليها االتجاه المؤيد‪ ،‬ر‬ ‫ر‬
‫االتجاه المعارض وال الردود القانونية ي‬
‫القانونية الدقيقة ألجزاء البحث التالية‪.‬‬
‫وعلية سوف أبدأ بعرض االتجاه المعارض ز يف بند أول ثم اعرض االتجاه المؤيد ز يف بند ثان‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬الرأي المعارض الستهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫‪ .1‬استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار يزلزل المبادئ الراسخة للقانون الدول‪.‬‬
‫أول وأهم دوافع رفض فكرة استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار‪ ،‬أنها جعلت‬
‫عت سنوات طويلة مجرد مصطلحات عفا عليها الزمان‪.‬‬ ‫من المبادئ القانونية الدولية الراسخة ر‬
‫بمشوعية االستهداف بالقتل سيمثل إنكار لمبادئ المحاكمات‬ ‫ر‬
‫االعتاف ر‬ ‫ويرى الرافضون أن‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫االعتاف‬ ‫التاءة؛ حق المتهم يف الدفاع عن نفسه‪ .‬كما سيؤدي هذا‬ ‫العادلة؛ علنية المحاكمات؛ افتاض ر‬
‫ز‬
‫ويختف‬ ‫وستختف الحدود الجغرافية ز ز‬
‫للتاعات المسلحة‪،‬‬ ‫ز‬ ‫إل أن يصبح العالم بأشة ساحة للقتال‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫سيختف مصطلح إعالن الحرب رغم‬ ‫ز‬ ‫التاع ونعيش حالة من الرصاع الدائم ال نهاية لها‪ ،‬و‬ ‫مصطلح زمن ز ز‬
‫ي‬
‫هتاز‬ ‫االعتاف سيؤدي ال ر ز‬
‫ر‬ ‫ما ريتتب علية من نتائج قانونية وتبعات عىل أطرافها‪ ،‬باإلضافة إل أن هذا‬
‫الرصورة‪ ،‬ومبدأ التناسب المالزمان الستخدام‬ ‫الت يقوم عليها القانون الدول مثل رشط ز‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫عنيف للثوابت ي‬
‫القوة المسلحة ز يف أي نزاع (‪.)35‬‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫االعتاف‬ ‫وإجماال يرى الرافضون الستهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار أن‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫الت يقوم عليها‬ ‫بمشوعية هذا االستهداف من شأنه أن يسبب موجه من التشكيك يف كل الثوابت ي‬
‫الدول العام بفروعه المختلفة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫القانون‬
‫‪ .2‬استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار ال يحاص اإلرهاب بل ينميه‪.‬‬
‫انتقدت المحامية األمريكية الباكستانية (رافيا زكريا) استهداف الجماعات اإلرهابية قائلة‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫مشغىل الطائرات بدون طيار يف مكان ما يف الواليات المتحدة‪ ،‬يف حجرة وبيده عصا القيادة‪،‬‬
‫ي‬ ‫"يجلس‬
‫ز‬
‫ويتحكم يف طائرة بدون طيار مزودة بقنبلة مميتة‪ ،‬يقوم بالتصويب‪ ،‬بما يشبه ألعاب الفيديو‪ ،‬ويطلق‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الصناىع‪ ،‬ويقتل الهدف يف بعض األحيان‪ ،‬وال تكون‬
‫ي‬ ‫الت يراها عىل خريطة القمر‬
‫النار عىل األهداف ي‬
‫ز‬
‫المعلومات االستخباراتية صحيحة يف أحيان أخرى‪ ،‬لتدفع عائلة نائمة ثمن سوء الحسابات‪ ،‬فيموت‬

‫‪35‬‬
‫‪Robert Frau, Unmanned System and Extraterrestrial Application of Human Rights Law, Drones in International‬‬
‫‪Law, Groningen Journal of international law, volume 1, issue 1, 2013. P 3-17‬‬

‫‪16‬‬
‫رز‬
‫مقاتلي جدد‪ ،‬حيث ينتقم هؤالء‬ ‫ز‬
‫والفوض الناتجة عن ذلك‪ ،‬وتجند‬ ‫أفرادها لتستفيد طالبان من ال زرصر‬
‫المجندين الجدد غضبا من هجمات الطائرات بدون طيار" (‪.)36‬‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫المدنيي يساعد عىل انتشار الجماعات‬ ‫والحقيقة أن سوء إدارة مكافحة اإلرهاب بالخطأ يف إصابة‬
‫ز‬
‫اإلرهابية وزيادة قواعدها الشبابية يف أي دولة‪ ،‬حيث يسلط قادة تلك الجماعات الضوء عىل تلك األخطاء‬
‫وه قضية يجب‬ ‫رز‬ ‫ر‬
‫لإلرهابيي‪ ،‬ي‬ ‫الت تكافح اإلرهاب كأعداء للشعوب وليس‬ ‫ويتزون سلطات الدول ي‬ ‫ر‬
‫معالجتها لضمان المكافحة الفعالة لإلرهاب‪.‬‬
‫تشغيل الطائرات بدون طيار من قبل أجهزة المخابرات‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ز‬
‫أحد الدوافع الهامة لرفض استخدام الطائرات بدون طيار يف استهداف الجماعات اإلرهابية هو‬
‫تشغيل هذه الطائرات من قبل أجهزة مخابرات الدول وليس قواتها المسلحة (‪ ،)37‬وهذه اإلشكالية تجعل‬
‫ر‬ ‫رز‬
‫عارضي يشبهون استهداف عناص التنظيمات اإلرهابية باالغتياالت السياسية ي‬
‫الت كانت بعض أجهزة‬ ‫الم‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫السياس يقتل شخص‬
‫ي‬ ‫لمعارض سلطات الدول‪ ،‬وإن كان االغتيال‬
‫ي‬ ‫الماض‬
‫ي‬ ‫المخابرات تنفذها يف‬
‫فاالستهداف بالقتل بالطائرات بدون طيار يقتل مئات المارة عرضا بجوار الشخص المستهدف‪ .‬ويستند‬
‫ه المسؤولة ‪ -‬وليس البنتاجون ‪ -‬عن‬ ‫المحتجون بهذه الحجة عىل أن وكالة المخابرات األمريكية ‪ CIA‬ي‬
‫تنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار ز يف أفغانستان‪ ،‬باكستان‪ ،‬اليمن‪ ،‬الصومال‪ ،‬والعراق أيضا (‪.)38‬‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الكثت من تقاريرها بشأن خضوع الطائرات بدون طيار‬‫ر‬ ‫الت استعرضتها األمم المتحدة يف‬
‫والعقبة ي‬
‫ه أن الحصول عىل المعلومات المتعلقة بأسباب‬‫ألجهزة المخابرات وليس للقوات المسلحة للدولة ي‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫المدنيي عادة تحاط بشية تامة وال‬ ‫توجيه هجمات هذه الطائرات أو الخسائر الناتجة عنها يف صفوف‬
‫يتم اإلفصاح عنها‪ ،‬ونتيجة لذلك فأن الواليات المتحدة ال تعلن صاحة عن المعلومات المتعلقة‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫القوم‪ .‬ولمعالجة‬
‫ي‬ ‫الت نفذت يف عهد الرئيس أوباما مدعية أنها ترتبط باألمن‬
‫بهجمات طائراتها بدون طيار ي‬
‫األمريك السابق باراك أوباما أن تنفيذ عمليات الطائرات بدون طيار سوف ينقل‬
‫ي‬ ‫هذه األزمة أعلن الرئيس‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫من وكالة المخابرات المركزية إل وزارة الدفاع ر‬
‫يتست إجراء التحقيقات الخاصة بالخسائر يف صفوف‬ ‫حت‬
‫معايت حقوق اإلنسان (‪.)39‬‬ ‫الت تطلبها‬‫ر‬ ‫رز‬
‫ر‬ ‫المدنيي بقدر من الشفافية ي‬

‫رز‬
‫بنجامي‪ ،‬حرب الطائرات بدون طيار‪ ،‬القتل بالتحكم عن بعد‪ ،‬منشورات منتدى العالقات العربية الدولية‪ ،‬الطبعة األول‪،‬‬ ‫‪ ) 36‬ميديا‬
‫‪ ٢٠١٤‬ص ‪٣٧‬‬
‫الت وفرها أجهزة المخابرات بفروعها‬ ‫اإلرهابيي باستخدام الطائرات بدون طيار بشكل أساس عىل المعلومات ر‬
‫رز‬ ‫استهداف‬ ‫‪ ) 37‬يعتمد‬
‫ي‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الدول‪ ،‬والتمرد‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫أوسي لونج‪ ،‬الحروب الالمتماثلة يف القرن الحادي والعشين‪ ،‬اإلرهاب‬ ‫المختلفة لهذا االستهداف‪ ،‬راجع يف ذلك‬
‫ي‬
‫وحرب الطائرات بدون طيار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪٤٨ - ٤٤‬‬
‫‪38‬‬
‫‪) Philip Alston, “The CIA and targeting Killing beyond borders”, Harvard National Security Journal, vol. 2‬‬
‫‪(2011), p. 280 https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=1928963‬‬
‫‪39‬‬
‫‪Philip Alston, “The CIA and targeting Killing beyond borders”, Ibid, p. 283‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ .4‬ارتفاع معدالت الخطر ر ئ‬
‫الناش عن تقنيات تصنيع الطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫الدافع األخر لرفض استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار‪ ،‬أن التقنيات الحديثة‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫المستخدمة يف تصنيع هذه الطائرات ال يمكن أن تضمن دقة تحقيق مهامها كما هو الحال يف الطائرات‬
‫الذختة الحية عىل المواقع المستهدفة‪،‬‬ ‫الت يتحكم فيها الطيار بشكل كامل لحظة إطالق‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫المأهولة ي‬
‫كثتا ما تخرج عن السيطرة‪ ،‬ويفقد‬‫الت تثبت أن الطائرات بدون طيار ر‬‫ر‬
‫وهناك العديد التجارب السابقة ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫فف‬
‫الذختة‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫ه محملة بكميات هائلة من‬ ‫عشواب و ي‬
‫ي‬ ‫مشغلها التحكم بها‪ ،‬وتبدأ يف الترصف بشكل‬
‫أفغانستان عام ‪ ٢٠٠٩‬اضطرت القوات الجوية األمريكية إل اسقاط طائرة بدون طيار بسبب فقدان‬
‫ز‬
‫وف نفس العام أصدرت القوات‬
‫كبتة من األسلحة‪ ،‬ي‬
‫القدرة عىل التحكم فيها‪ ،‬وكانت الطائرة محملة بكمية ر‬
‫"التيدتيور" بسبب فقدان السيطرة عليها أثناء‬ ‫الجوية األمريكية بيان يفيد تحطم قرابة ثلث الطائرات ر‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫اض‬‫طتانها‪ ،‬وسقط بعضها يف أفغانستان‪ ،‬والبعض األخر يف العراق‪ ،‬كما تحطمت بعض الطائرات يف األر ي‬ ‫ر‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫األمريكية أثناء التدريب‪ ،‬كما سقط بعضها يف إيران‪ ،‬ونتجت أغلب هذه الحوادث بسبب أخطاء يف جهاز‬
‫الكمبيوتر المشغل للطائرة (‪.)40‬‬
‫ز‬
‫ورغم تزويد هذه الطائرات بخاصية العودة للمقر يف حالة فقدان االتصال بالمشغل‪ ،‬إال أن هذه‬
‫ز‬ ‫ر ز‬
‫فف ‪ ٢٠٠٨‬خرجت‬ ‫الخاصية ال تكون فعالة لدرء الخطر المحتمل من استخدامها حت يف أغراض السلم‪ ،‬ي‬
‫ز‬
‫طائرة إشائيلية الصنع عن السيطرة أثناء استخدام قوة حفظ السالم اإليرلندية لها يف تشاد‪ ،‬وقررت‬
‫ز‬
‫غت معلومة‪،‬‬ ‫الطائرة العودة إل إيرلندا من تلقاء نفسها‪ ،‬إال أنها تحطمت يف طريقها للرجوع ألسباب ر‬
‫الذاب‪ ،‬حيث تحتوي لوحة تشغيل الطائرة‬ ‫واألخطر من ذلك أن هذه الطائرات مزودة بخاصية التدمت ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ي الخصم من التعرف عىل‬ ‫عىل زر يدمر الطائرة ذاتيا زف حالة الوقوع زف قبضة العدو‪ ،‬ذلك لعدم تمك ر ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫التدمت‬
‫ر‬ ‫وف بعض الحاالت يضغط مشغل الطائرة عىل زر‬ ‫التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة يف صناعتها‪ ،‬ي‬
‫الذاب ز يف لوحة القيادة عن طريق الخطأ ويفجر الطائرة بمحتوياتها ز يف أي مكان بالعالم (‪.)41‬‬
‫ي‬
‫ر‬
‫اض اإليرانية مكنت اإلير ر ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫انيي‬ ‫الت وقعت عىل األر ي‬ ‫ويشار يف هذا الشأن إل أن الطائرة األمريكية ي‬
‫ز‬
‫من االستفادة من تفكيك محتوياتها والتعرف عىل التكنولوجيا المستخدمة يف صنعها‪ ،‬وهو ما انعكس‬
‫إيجابا عىل قدرة إيران عىل تصنيعها بعد ذلك‪.‬‬

‫رز‬
‫بنجامي‪ ،‬حرب الطائرات بدون طيار‪ ،‬القتل بالتحكم عن بعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪٥٣‬‬ ‫‪ )40‬ميديا‬
‫ز‬
‫بنجاب‪ ،‬حرب الطائرات بدون طيار‪ ،‬القتل بالتحكم عن بعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪٦٥‬‬ ‫‪ )41‬ميديا‬
‫ي‬

‫‪18‬‬
‫ثانيا‪ :‬االتجاه المؤيد الستهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫‪ .1‬الطائرات بدون طيار ليست من األسلحة المجرمة دولية‪.‬‬
‫يرفض المؤيدون مطالبات إيقاف االستخدام العسكري للطائرات بدون طيار ألنها ليست من‬
‫التدمت وال عشوائية األثر‪ ،‬بل عىل العكس من‬
‫ر‬ ‫فه ليست من األسلحة شديدة‬ ‫األسلحة المحرمة دوليا‪ ،‬ي‬
‫ز‬
‫اإلنساب‬ ‫الدول‬ ‫ذلك‪ ،‬يؤكدوا أنها ر ز‬
‫تتمت بقدرتها عىل تحديد أهدافها‪ ،‬وهو ما يتوافق مع متطلبات القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫غت‬ ‫رز‬ ‫كت ز‬ ‫الذي ر‬
‫يشتط تر ر ز‬
‫مصابي أو جرج من ر‬ ‫ألكت قدر ممكن ‪ -‬من وقوع‬ ‫الرصبات الجوية للحد ‪ -‬ر‬
‫الرصبات (‪ .)42‬باإلضافة إل ذلك‪ ،‬أنه ال يمكن تحريم أي سالح بسبب وقوع ضحايا‬ ‫المستهدفي بهذه ز‬
‫رز‬
‫ز‬
‫من استخدامه إال إذا كان وقوقع هؤالء الضحايا ناتجا عن طبيعة السالح ذاته‪ ،‬أما يف حالة الطائرات بدون‬
‫وه أخطأ‬ ‫رز‬
‫المدنيي تنتج عن سوء التخطيط للهجمات أو سوء االستخدام أثناء التنفيذ‪ ،‬ي‬ ‫طيار فإن إصابة‬
‫بشية معالجتها تتطلب محاسبة المخط وليس تحريم استخدام السالح‪.‬‬ ‫ر‬

‫‪ .2‬الطائرات بدون طيار سالح مثال لحماية الشعوب من مخاطر اإلرهاب‪.‬‬


‫رز‬
‫المدنيي الذين‬ ‫رز‬
‫المعارضي الستهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار بحماية‬ ‫ينادي‬
‫رز‬
‫المدنيي من‬ ‫يسكنوا المنازل المالصقة ألماكن تواجد عناص تلك الجماعات‪ ،‬بينما يغفلوا حماية‬
‫ر‬
‫الت ترتكبها تلك الجماعات‪.‬‬ ‫الت ز ر‬ ‫ر‬
‫تعاب شور الجرائم اإلرهابية ي‬
‫ي‬ ‫الشعوب ي‬
‫وف هذا الصدد يجب اإلشارة إل موقف الواليات المتحدة األمريكية بعد أحداث الحادي ر‬ ‫ز‬
‫عش‬ ‫ي‬
‫الت شنت بها الواليات المتحدة حربا عىل‬ ‫ر‬
‫سبتمت‪ ،‬وإن كنا نتفق أو نختلف مع منهجية المعالجة ي‬ ‫ر‬ ‫من‬
‫ز‬ ‫اإلرهاب زف كثت من الدول‪ ،‬إال أن اإلنصاف يستوجب أن ر‬
‫نعتف بحقها يف حماية شعبها الذي ذاق مرارة‬ ‫ي ر‬
‫هذا الهجوم المروع‪.‬‬
‫العالم‬ ‫سبتمت شهدت اصطدم عدة طائرات ربتج التجارة‬
‫ر‬ ‫وإن كانت احداث الحادي ر‬
‫عش من‬
‫ي‬
‫والبنتاجون لتدمرهم‪ ،‬فالواليات المتحدة ردت بطائرات أيضا ولكن من نوع مختلف لتصطدم بمن‬
‫هاجمها‪.‬‬
‫بي الشعب األمريكي ر ز‬
‫ي القتناعه بأنها‬ ‫ويشار هنا ألن الطائرات بدون طيار ز‬
‫تحط بقبول واسع ر ز‬

‫تستهدف من استهدفهم‪ ،‬وهو ما أظهره استطالع للرأي قامت به صحيفة الواشنطن بوست ومحطة أي‬
‫ز‬ ‫ب س نيوز زف رفتاير ‪ ،٢٠١٢‬حيث ر ز‬
‫تبي أن ‪ ٪٨٣‬ممن شاركوا يف هذا االستطالع يؤيدوا استخدام‬ ‫ي‬ ‫ري ي‬
‫الطائرات بدون طيار ضد المشتبه ز يف تورطهم بارتكاب جرائم إرهابية (‪.)43‬‬

‫‪ )42‬مقال ر‬
‫لبيت ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب األحمر منشور عىل موقع اللجنة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪) Washington Post – ABC News Poll, The Washington Post, February 8, 2012‬‬

‫‪19‬‬
‫بيلتاي "أن‬ ‫ز‬
‫المعت قال النائب الجمهوري السابق عن والية كاليفورنيا براين ر‬ ‫وتعبتا عن هذا‬
‫ر‬
‫ز‬ ‫الطائرات بدون طيار ز‬
‫كبتة جدا يف الواليات المتحدة األمريكية لدرجة أن الشعب‬
‫تحط بقبول وشعبية ر‬
‫(‪)44‬‬
‫ه المحرك‬
‫التيديتور رئيسا " ويجب إدراك أن إرادة هذه الشعوب ي‬
‫األمريك يمكن أن ينتخب طائرة ر‬
‫ي‬
‫األساس لقرارات حكوماتها‪.‬‬
‫ي‬
‫حقيف لشعوب هذه الدول‪ ،‬فإن حكوماتهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫واعتافا بأن التنظيمات اإلرهابية تمثل تهديد‬
‫ي‬
‫تترصف من منطلق مسؤوليتها عن حماية شعوب هم‪.‬‬
‫ز‬ ‫وبعيدا عما حدث زف الحادي ر‬
‫الحال الذي تعيشه الدولة العربية يف‬
‫ي‬ ‫سبتمت‪ ،‬فإن الواقع‬
‫ر‬ ‫عش من‬ ‫ي‬
‫رز‬
‫مدنيي الذين‬ ‫رز‬
‫ماليي ال‬ ‫والكثت من الدول‪ ،‬يتطلب منا الدفاع عن حقوق‬ ‫ر‬ ‫ليبيا وسوريا واليمن والعرق‬
‫ر‬
‫الت ترتكبها تلك الجماعات اإلرهابية‪.‬‬
‫هجروا بالدهم هربا من الجرائم البشعة ي‬
‫ز‬
‫الدول العرب طالبوا حكومات دولهم بإنتاج‬
‫ي‬ ‫وف هذا الصدد يجب اإلشارة إل أن فقهاء القانون‬
‫ي‬
‫الت تمكن الحكومات العربية من حماية حقوق‬ ‫ر‬
‫هذه الطائرات وتطوير صناعتها ألنها من أفضل األسلحة ي‬
‫شعوب ها (‪.)45‬‬
‫‪ .3‬حماية عناص القوات المسلحة للدول الت تكافح اإلرهاب‪.‬‬
‫األمريك األسبق جورج بوش األبن‪ ،‬ومن بعده الرئيس السابق باراك أوباما انتقادات‬
‫ي‬ ‫واجه الرئيس‬
‫رز‬
‫والمصابي من القوات األمريكية المرسلة لمكافحة اإلرهاب خارج الواليات‬ ‫شديدة نتيجة ر‬
‫كتة الضحايا‬
‫مريك من مكافحة اإلرهاب دون‬ ‫المتحدة‪ ،‬وقد مكن استخدام الطائرات بدون طيار متخذ القرار األ ي‬
‫الحاجة إلرسال وحدات القوات المسلحة للخارج‪ ،‬وهو ما يمثل ر ز‬
‫متة بالغة األهمية بالنسبة لمتخذ القرار‬
‫وف أي دولة‪.‬‬‫ز‬ ‫ز‬
‫السياس يف الواليات المتحدة‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫التيطانية بحث عن أثر استخدام الطائرات بدون طيار يف‬
‫ف يف بريطانيا‪ ،‬أجرت وزارة الدفاع ر‬
‫التيطانية بشأن التعامل مع األزمات الدولية ومكافحة اإلرهاب‪ ،‬وما إذا‬
‫السياس للحكومة ر‬
‫ي‬ ‫توجيه القرار‬
‫أكت سهولة بالنسبة لمتخذ القرار‪ ،‬وتوصل البحث إل أن‬ ‫كانت تلك الطائرات جعلت الخيار العسكري ر‬
‫رز‬
‫اإلرهابيي أسهل النعدام مخاطر فقدان الجنود (‪.)46‬‬ ‫وجود هذه الطائرات جعل اتخاذ قرار الهجوم عىل‬

‫‪44‬‬
‫‪) William Booth, “More Predator Drones Fly U.S – Mexico Border” Washington Post, December 21, 2011‬‬
‫‪https://www.washingtonpost.com/world/more-predator-drones-fly-us-mexico-‬‬
‫‪border/2011/12/01/gIQANSZz8O_story.html‬‬
‫‪ )45‬طالب األستاذ الدكتور محمد المجذوب الحكومة اللبنانية بإنتاج الطائرات بدون طيار وتطوير صناعتها‪ ،‬راجع مؤلفه الوسيط ز يف‬
‫الدول العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪٨٠٥‬‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫‪46‬‬
‫‪) United Kingdom Ministry of Defense, “The Uk Approach to Unmanned Aircraft Systems” Joint‬‬
‫‪Doctrine Note 2/11, Section 5-9‬‬

‫‪20‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫وف هذه الصدد يجب اإلشارة ألالف الضباط والجنود الذي استشهدوا يف الدول العربية يف‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫مواجهات مع العناص اإلرهابية‪ ،‬وال شك يف أن امتالك تلك الدول لطائرات بدون طيار سيعزز قدرتها‬
‫عىل حماية عناص قواتها المسلحة أثناء مكافحة اإلرهاب ز يف المستقبل‪.‬‬
‫خالصة دراسة المبحث التمهيدي‬
‫استخلص من دراسة هذا المبحث أن آراء االتجاه المعارض الستهداف الجماعات اإلرهابية‬
‫كبت من الموضوعية‪ ،‬وتعكس مخاوف حقيقية تساور المجتمع‬ ‫بالطائرات بدون طيار تتسم بقدر ر‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫للمدنيي‬ ‫توفت الحماية‬
‫الدول‪ ،‬ولو حاولنا اختصار هذه المخاوف يف عبارة واحدة لقلنا أنها تستهدف ر‬
‫ي‬
‫رز‬
‫لإلرهابيي‪.‬‬ ‫والمحاكمة العادلة‬
‫لتوفت تلك الحماية وهذه المحاكمة لم يهديهم لكيفية تحقيقهما ومعالجة‬
‫ر‬ ‫ولكن هدفهم‬
‫ر‬
‫الت تواجههما‪ ،‬وإنما اختاروا الطريق األسهل من وجهة نظرهم‪ ،‬وهو تحريم استخدام هذه‬
‫اإلشكاليات ي‬
‫الطائرات‪.‬‬
‫لكن الحقيقة الواقعية أن محاولة إدراج الطائرات بدون طيار ضمن األسلحة المحرمة دوليا ليس‬
‫ر‬
‫الت توفرها هذه‬
‫بالطريق السهل كما يعتقد المعارضون‪ ،‬بل أنه أصبح دربا من دروب المستحيل‪ ،‬فالمزايا ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫الطائرات جعلت منها السالح األمثل لمكافحة اإلرهاب الذي يمثل أخطر آفات هذا العرص‪ ،‬والدول ي‬
‫الت تواجه شعوب دول أخرى وتغض برصها عما يواجه شعوب ها‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫تعاب مرارة اإلرهاب لن تلتفت لألصار ي‬
‫ي‬
‫من أخطار كارثية‪ ،‬ولذا ستعمل قدر طاقتها عىل نقل المعارك ألرض خصومها‪ ،‬مقتنعة بأن المجتمعات‬
‫ر‬
‫الت تنشأ بسببه‪.‬‬
‫ه األول بالمخاطر ي‬
‫الحاضنة لإلرهاب ي‬
‫وانته مما سبق إل أن النظرة الواقعية لموضوع استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون‬
‫ي‬
‫رز‬
‫للمدنيي‪ ،‬ويضمن تنفيذها بالشكل الذي ال‬ ‫طيار تتطلب وضع إطار ر‬
‫لمشوعيتها بما يضمن الحماية‬
‫ر‬
‫الت تنفذ عىل إقليمها‪.‬‬
‫ينتهك سيادة الدول ي‬

‫‪21‬‬
‫المبحث األول‬
‫استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار‬
‫وفقا ألحكام القانون الدول العام المعاص‬
‫ز‬
‫الدول أن تقوم كل دولة بمكافحة الجماعات اإلرهابية المسلحة داخل حدود‬ ‫ي‬ ‫األصل يف القانون‬
‫ز‬ ‫إقليمها (‪ ،)47‬واستثناء من هذا األصل‪ ،‬ي ر ز‬
‫الدول للدول استخدام القوة المسلحة يف إقليم دولة‬
‫ي‬ ‫جت القانون‬
‫أخرى ز يف حالة موافقة دولة اإلقليم‪.‬‬
‫الت أصبحت الجماعات اإلرهابية تمتلكها‪ ،‬عجزت بعض الدول عن‬ ‫ر‬ ‫رز‬
‫ونظرا لتايد قوة السالح ي‬
‫مواجهتها منفردة ولجأت لمنح الموافقة لدول أخرى لتوجيه زصبات عسكرية لعناص هذه الجماعات‬
‫عىل أرضها‪ ،‬ومن أمثلة ذلك موافقة السلطات الليبية عىل تنفيذ هجوم للقوات الجوية المرصية عىل‬
‫رز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المواطني‬ ‫اض الليبية بعد قيام عناص هذا التنظيم بقتل عدد من‬
‫عناص تنظيم داعش الموجودة يف األر ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫ليت نفذت مرص هذا الهجوم الجوي بطائرات‬
‫المرص ريي األقباط يف ‪ ،٢٠١٥‬وبعد التنسيق مع الجانب ال ر ي‬
‫مأهولة لعدم استخدامها للطائرات بدون طيار إل األن (‪.)48‬‬
‫ومن أمثلة الموافقة عىل استخدام الطائرات بدون طيار‪ ،‬موافقة السلطات الباكستانية للواليات‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫وتثت هذه‬
‫اض الباكستانية‪ ،‬ر‬‫المتحدة عىل تنفيذ صبات موجهة للجماعات المسلحة الموجودة يف األر ي‬
‫الدول بسبب التشكيك ز يف صحتها‪.‬‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫الكثت من اإلشكاليات يف القانون‬‫ر‬ ‫الموافقة‬
‫وف بعض الحاالت ترفض الدولة المراد تنفيذ الهجوم عىل أرضها‪ ،‬والتساؤل المثار هنا هو‪:‬‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫المترصرة من الجماعة اإلرهابية المسلحة استهدافها ب زرصبات جوية يف حالة‬ ‫ز‬ ‫هل يجوز للدولة‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت توجد هذه الجماعات يف إقليمها؟‬ ‫رفض الدولة ي‬
‫ز‬
‫الدول ال يجوز استخدام القوة يف إقليم دولة أخرى إال بموافقتها أو بترصي ح بذلك‬‫ي‬ ‫وفقا للقانون‬
‫الدول أو دفاعا عن النفس‪.‬‬
‫ي‬ ‫من مجلس األمن‬
‫ز‬
‫وف ظل عدم موافقة الدولة صاحبة اإلقليم‪ ،‬وعدم وجود ترصي ح من مجلس األمن‪ ،‬يثار التساؤل‬ ‫ي‬
‫الدول؟‬ ‫الت نص عليها القانون‬‫ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫عن مدى تحقق شوط الدفاع عن النفس ي‬
‫مطلبي‪ ،‬المطلب األول يتعرض لدراسة‬ ‫رز‬ ‫ولمعالجة هذه اإلشكاليات اقسم هذا المبحث إل‬
‫الت نفذت عىل إقليمها ز‬
‫الرصبات الموجهة للجماعات اإلرهابية‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫القانوب لموافقة الدولة ي‬
‫ي‬ ‫التنظيم‬

‫التدابت ر‬
‫التشيعية والقضائية والتنفيذية لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬لمزيد من التفاصيل‪،‬‬ ‫ر‬ ‫الدول باتخاذ كافة‬ ‫‪ ) 47‬ر ز‬
‫تلتم الدول وفقا للقانون‬
‫ي‬
‫الدول رقم مجل س األم ن ‪.٢٠٠١ /١٣٧٣‬‬
‫ي‬ ‫أنظر قرار مجلس األمن‬
‫‪48‬‬
‫‪https://arabic.cnn.com/middleeast/2015/02/16/isis-egypt-christians-fishermen-killed‬‬

‫‪22‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫القانوب لحق الدول يف استهداف الجماعات اإلرهابية‬
‫ي‬ ‫الثاب يتعرض للتنظيم‬
‫ي‬ ‫المسلحة‪ ،‬والمطلب‬
‫المسلحة ز يف إقليم دولة أخرى دفاعا عن النفس‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫التنظيم القانون لموافقة الدولة الت نفذت عىل إقليمها‬
‫الضبات الموجهة للجماعات اإلرهابية المسلحة‬
‫الت نفذت عىل إقليمها هجمات الطائرات بدون طيار المسؤولية الدولية‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫تنف موافقة الدولة ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫الت نفذتها‪ ،‬إال أن هذه المسؤولية ال ز‬ ‫ر‬
‫تنتف إال يف حالة صدور الموافقة بشكل صحيح من‬ ‫ي‬ ‫عن الدولة ي‬
‫الجهة المسؤولة عن إدارة الدولة‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الدول بسبب التشكيك يف صحتها‪ ،‬ف ز يف‬
‫ي‬ ‫الكثت من اإلشكاليات يف القانون‬ ‫ر‬ ‫تثت هذه الموافقة‬ ‫و ر‬
‫ر‬
‫الت نفذت عىل أرضها هذه الهجمات عن موافقتها بشكل صي ح‪ ،‬مراعاة‬ ‫بعض الحاالت ال تعرب الدولة ي‬
‫ز‬ ‫العتبارات سياسية داخلية‪ ،‬ولكنها ز‬
‫تكتف بالصمت أو ما يعرف بالموافقة الضمنية‪ ،‬ويشكك البعض يف‬ ‫ي‬
‫صحة هذه الموافقة (‪.)49‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫الت مرت ز ز‬
‫ر‬
‫كثت من الحاالت تواجه أزمات يف‬‫بتاعات داخلية يف ر‬ ‫باإلضافة إل ذلك‪ ،‬أن الدول ي‬
‫كثت من الحاالت تنحل الحكومة المسؤولة عن إدارة شؤون الدولة‪ ،‬أو يتنىح‬ ‫ز‬
‫فف ر‬‫الهيكىل للدولة‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫البناء‬
‫وف حالة الرصاع عىل السلطة ر ز‬ ‫ز‬
‫بي طوائف مختلفة يكون من الصعب‬ ‫رئيس الدولة أو يعزل من منصبة‪ ،‬ي‬
‫تحديد الجهة الرسمية المناط بها إعطاء هذه الموافقة‪.‬‬
‫ر‬
‫الت جسدت هذه اإلشكاليات‪ ،‬تنفيذ الواليات المتحدة األمريكية لعدة‬
‫ومن األمثلة الدولية ي‬
‫زصبات موجهة باستخدام طائرات بدون طيار زف باكستان‪ ،‬وقالت الواليات المتحدة أن تلك ز‬
‫الرصبات‬ ‫ي‬
‫الدول ألنها تمت بناء عىل تنسيق مع كبار ضباط القوات المسلحة الباكستانية‬
‫ي‬ ‫لم تنتهك القانون‬
‫مشوع مواد‬ ‫والمخابرات الباكستانية (‪ ،)50‬واستندت الواليات المتحدة عىل ما ورد زف المادة ‪ ٢٠‬من ر‬
‫ي‬
‫المسؤولية الدولية إلزاحة المسؤولية الدولية عن كاهلها‪ ،‬حيث تنص هذه المادة عىل أن "تؤدي موافقة‬
‫ً‬
‫فعال معينا إل انتفاء عدم ر‬
‫مشوعية ذلك الفعل إزاء‬ ‫الدولة بحسب األصول عىل ارتكاب دولة أخرى‬
‫الدولة الموافقة ما دام ذلك الفعل ز يف حدود تلك الموافقة (‪.")51‬‬

‫‪ )49‬أنظر وثائق األمم المتحدة ‪ A/68/382‬ص ‪٢٤‬‬


‫‪50‬‬
‫‪) John O. Brennan (White House Counterterrorism Advisor), ‘The Ethics and Efficacy of the‬‬
‫‪President’s Counterterrorism Strategy’ (April 2012) prepared remarks at the Woodrow Wilson‬‬
‫‪International Center for Scholars, www.wilsoncenter.org/event/the-efficacy-and-ethics-us-‬‬
‫‪counterterrorism- strategy.‬‬
‫‪ )51‬المادة ‪ ٢٠‬من مواد ر‬
‫مشوع مواد المسؤولية الدولية‪ .‬وثائق األمم المتحدة ‪A/56/10‬‬

‫‪23‬‬
‫رز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المسؤولي‬ ‫وقد بدأت هجمات الطائرات األمريكية بدون طيار يف باكستان يف ‪ ٢٠٠٤‬وكان كبار‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫وف حاالت أخرى‬‫يف الحكومة الباكستانية يوافقون عىل الرصبات األمريكية صاحه يف بعض الحاالت‪ ،‬ي‬
‫يكتفوا بالموافقة الضمنية بعدم التعليق عليها أو عدم إعالن رفضهم لها‪ ،‬واستمرت الواليات المتحدة‬
‫رز‬ ‫ز‬ ‫زف توجيه هذه ز‬
‫المدنيي‪،‬‬ ‫الرصبات الموجهة لعدة سنوات‪ ،‬ونتيجة لحدوث بعض اإلصابات يف صفوف‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫التلمان باإلجماع عدد من‬
‫وف ‪ ٢٠١٢‬أعتمد ر‬ ‫الباكستاب رفضه لهذه الرصبات الجوية‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫التلمان‬‫أعلن ر‬
‫المبادئ التوجيهية المنظمة للتعامل مع الواليات المتحدة والقوة الدولية للمساعدة األمنية وحلف‬
‫التلمان عىل الحكومة أو أي كيان تابع لها أن رتتم أي اتفاقيات شفوية مع أي‬
‫األطلنط‪ ،‬وحظر ر‬
‫ي‬ ‫شمال‬
‫ر‬
‫الت تنفذها الواليات المتحدة‬ ‫ز‬
‫أجنت‪ ،‬كما قرر وقف كافة االتفاقات السابقة‪ ،‬ووقف الرصبات الجوية ي‬
‫كيان ر ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫وه‬
‫بشكل فورى‪ ،‬وبعد انتخابات ‪ ٢٠١٣‬أعلنت الحكومة الجديدة أنها تمثل السلطة الشعية يف الدولة ي‬
‫الجهة الوحيدة المسؤولة عن إدارة كل ما يتعلق بالعالقات الدولية‪ ،‬وأيدت الحكومة الجديدة ما سبق‬
‫ز‬ ‫التلمان من أن ز‬
‫الرصبات الجوية يف باكستان أتت بنتائج عكسية عىل حقوق اإلنسان‪ ،‬ويجب‬ ‫أن أعلنه ر‬
‫ز‬
‫توقفها بشكل فوري‪ ،‬وعىل الرغم من ذلك استمرت الواليات المتحدة يف توجيه زصباتها بالطائرات بدون‬
‫طيار داخل الحدود الباكستانية (‪.)52‬‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الت‬
‫الباكستاب وموافقة الحكومة الباكستانية عىل الرصبات األمريكية ي‬
‫ي‬ ‫التلمان‬‫وف ضوء رفض ر‬ ‫ي‬
‫الرسم لباكستان‪.‬‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫التعبت عن الموقف‬
‫ر‬ ‫تمت يف السنوات األول أث رت الخالف حول الجهة المناط بها‬
‫وبالرجوع للمادة ‪ ٢٠‬من ر‬
‫مشوع مواد المسؤولية الدولية نجد أنها لم تحدد الجهة المناط بها‬
‫ً‬ ‫ز‬
‫الموافقة يف الدولة‪ ،‬بل اكتفت بالنص عىل أن "تؤدي موافقة الدولة بحسب األصول عىل ارتكاب فعال‬
‫معينا إل انتفاء عدم ر‬
‫مشوعية ذلك الفعل"‪ ،‬وتحليل هذا النص يفيد أن هذه المادة أحالت تحديد الجهة‬
‫الدول ذات الصلة وهو ما يستخلص من عبارة "تؤدي‬
‫ي‬ ‫المناط بها إصدار هذه الموافقة لقواعد القانون‬
‫موافقة الدولة حسب األصول"‪.‬‬
‫الدول إل أن مسألة معرفة ما إذا كان شخص ما أو‬
‫ي‬ ‫وتعليقا عىل هذه المادة أشارت لجنة القانون‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫تثت مشكالت حقيقية يف الواقع خاصة يف حاالت التشكيك يف‬ ‫كيان ما يتمتع بسلطة إعطاء الموافقة ر‬
‫الت أعطت الموافقة‪ ،‬وقالت اللجنة أن معالجة هذه المسائل تتطلب الرجوع لقواعد‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫شعية الحكومة ي‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫تعت عن‬‫الت ر‬
‫الداخىل للجهة ي‬
‫ي‬ ‫الدول المتعلقة باإلعراب عن إرادة الدولة فضال عن تحديد القانون‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫الدول (‪.)53‬‬
‫ي‬ ‫إرادة الدولة أمام المجتمع‬

‫‪ )52‬أنظر وثائق األمم المتحدة‪ A/68/389 ،‬ص ‪٢١‬‬


‫‪ )53‬أنظر التعليقات عىل ر‬
‫مشوع مواد المسؤولية الدولية‪ ،‬التعليق عىل المادة ‪ ٢٠‬الوثيقة ‪ A/65/10‬ص ‪151‬‬

‫‪24‬‬
‫وبالرجوع إل قواعد القانون الدول المنظمة لتمثيل الدولة زف مجال العالقات الدولية ر ز‬
‫يتبي أن‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫رئيس الدولة ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية يمتلكون سلطة تمثيل الدولة‪ ،‬ولذا فأن موافقة أي‬
‫الدول (‪.)54‬‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫منهم عىل استخدام الطائرات بدون طيار يف إقليم الدولة ستكون مقبولة وفقا للقانون‬
‫الت نفذت‬‫ر‬ ‫ز‬ ‫الرصبات األمريكية زف باكستان ر ز‬
‫ولو حاولنا تطبيق تلك القواعد عىل ز‬
‫لتبي أن الرصبات ي‬ ‫ي‬
‫بموافقة ضباط القوات المسلحة الباكستانية والمخابرات الباكستانية قبل إعالن الحكومة الجديدة ال‬
‫الدول‪.‬‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫تنتهك القواعد المنظمة الستخدام القوة يف القانون‬
‫باإلضافة إل ذلك‪ ،‬نص دستور باكستان عىل أن رئيس الدولة هو رمز الدولة‪ ،‬بينما السلطة‬
‫ز‬
‫القانونية الرسمية إلدارة البالد يف يد رئيس الوزراء‪ ،‬وعلية فأن رئيس الوزراء هو من يملك الموافقة عىل‬
‫ز‬
‫الباكستاب ‪ -‬لقائد القوات المسلحة الذي يعينه‬ ‫استخدام الطائرات بدون طيار‪ ،‬ويجوز ‪ -‬وفقا للدستور‬
‫ي‬
‫ز‬
‫وف حالة اختالف رأي هذه السلطات يعتد برأي السلطة‬ ‫الرئيس الموافقة عىل استخدام هذه الطائرات‪ ،‬ي‬
‫األعىل (‪.)55‬‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الت نفذتها الواليات المتحدة األمريكية بعد إعالن الحكومة الجديدة يف‬
‫أما الرصبات الجوية ي‬
‫غت ر‬ ‫ً‬
‫الدول‪ ،‬ألن هذه الحكومة طالبت الواليات المتحدة‬‫ي‬ ‫مشوع وفقا للقانون‬ ‫‪ ٢٠١٣‬فتمثل عمال ر‬
‫الرصبات ألثارها العكسية عىل حقوق اإلنسان‪ ،‬وعىل الرغم من ذلك استمرت الواليات المتحدة‬ ‫بتوقيف ز‬

‫ز يف توجيه زصباتها الجوية‪.‬‬


‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫ه أن الحكومة الباكستانية لم تبد‬ ‫الت أثارتها الرصبات األمريكية يف باكستان ي‬
‫اإلشكالية األخرى ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫اض الباكستانية‪،‬‬
‫الت نفذت يف األر ي‬
‫موافقتها الرصيحة عىل كافة الرصبات األمريكية بالطائرات بدون طيار ي‬
‫الكثت من هذه ز‬
‫الرصبات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫مسؤول الحكومة الباكستانية اكتفوا بالصمت وعدم التعليق عىل‬ ‫ولكن‬
‫ي‬
‫واستخلصت الحكومة األمريكية من هذا الصمت وعدم التعليق موافقة باكستان الضمنية عىل تنفيذ‬
‫يثت تساؤل عن مدى صحة الموافقة الضمنية عىل تنفيذ هجمات الطائرات‬ ‫زصباتها الجوية‪ ،‬وهو ما ر‬
‫بدون طيار‪.‬‬
‫بي فرنسا وبريطانيا بشأن قيام قوة بريطانية باعتقال‬ ‫أشت إل ز ز‬
‫التاع الناشب ر ز‬ ‫ولتحليل هذا الوضع ر‬
‫الدول‬ ‫اض الفرنسية‪ ،‬حيث قالت هيئة التحكيم أن إجراء االعتقال ال يخالف القانون‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫سافركار داخل األر ي‬
‫ألنه ال يمثل انتهاكا للسيادة الفرنسية‪ ،‬استنادا عىل أن فرنسا وافقت ضمنيا عىل إلقاء القبض علية‪ ،‬وهو‬

‫‪ )54‬أنظر المادة ‪ ٢/٧‬من اتفاقية فينا للمعاهدات الدولية‪.‬‬


‫‪ )55‬راجع دستور باكستان لعام ‪ ،٢٠١٠‬المادة ‪ ،)١( ٤٢‬المادة ‪ ،)١( ٤٨‬المادة ‪ )٣( ٩١‬المادة ‪-١( ٢٣٤‬د)‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫التيطانية المكلفة باعتقال‬ ‫رز‬
‫الفرنسيي للقوة ر‬ ‫ما استخلصته هيئة التحكيم من مساعدة رجال ر‬
‫الشطة‬
‫سافركار(‪.)56‬‬
‫ر‬
‫الت نفذت‬ ‫ر‬
‫الت يمكن استنتاجها من مواقف الدولة ي‬
‫ويستخلص من ذلك صحة الموافقة الضمنية ي‬
‫عىل أرضها ز‬
‫الرصبات الجوية‪ ،‬فتقديم معلومات بشأن أماكن وجود التنظيمات اإلرهابية المسلحة يدل‬
‫بوضوح عىل الموافقة الضمنية‪ ،‬كما أن عدم التعليق عىل هذه ز‬
‫الرصبات بعد تنفيذها أيضا يفيد قبول‬
‫الت نفذت عىل أرضها ويدل عىل موافقتها الضمنية‪.‬‬ ‫ر‬
‫الدول ي‬
‫ز‬ ‫مشوعية ز‬ ‫وأرى أن المعيار األساس لتحديد ر‬
‫الرصبات الجوية بالطائرات بدون طيار يف حالة‬ ‫ي‬
‫إصدار الدولة موافقة سابقة غت محددة المدة عىل هذه ال زرصبات‪ ،‬هو مرور ر‬
‫فتة زمنية كافية بعد تنفيذ‬ ‫ر‬
‫كل زصبة بدون تعليق من دولة اإلقليم‪.‬‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت تتمثل يف صمت الدولة أو عدم تعليقها عىل استهداف عناص‬
‫والموافقة الضمنية الالحقة‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫الت أصدرتها سلطات الدولة قبل تنفيذ‬
‫تنظيمات إرهابية عىل أرضها‪ ،‬قد تكون كاشفة للموافقة الشية ي‬
‫الهجمات (‪.)57‬‬
‫فف الغالب ال تتم مهاجمة عناص‬ ‫ز‬ ‫وتحتاج هذه المسألة لمعالجة ر‬
‫بسء من التفصيل‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫اثنتي‪ ،‬ولكن هذه الهجمات قد تستمر لعدة‬‫برصبة جوية واحدة وال ر ز‬ ‫التنظيمات اإلرهابية المسلحة ز‬
‫عشات ز‬ ‫وف بعض الحاالت يتم توجيه ر‬ ‫ز‬
‫الرصبات لكبح جماح هذه التنظيمات‪ ،‬باإلضافة إل أن‬ ‫أسابيع ي‬
‫ويثت ذلك عددا من التساؤالت‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫تنفيذ تلك ز‬
‫الرصبات ال يكون يف مكان واحد بل عادة يكون يف عدة أماكن‪ ،‬ر‬
‫المهمة‪.‬‬
‫ز‬
‫الرصبات الجوية عىل الموافقة يف كل زصبة جوية قبل‬
‫الت تنفذ ز‬ ‫ر‬
‫فهل من الالزم أن تحصل الدولة ي‬
‫الرصبات‪ ،‬وتظل هذه الموافقة سارية المفعول‬‫يكف الحصول عىل موافقة واحدة قبل تنفيذ ز‬ ‫ز‬
‫تنفيذها؟ أم ي‬
‫حت تسحب الدولة موافقتها وتطالب بإيقاف الهجمات؟‬ ‫بغض النظر عن عدد ز‬
‫الرصبات ر‬
‫ز‬
‫كثت من األحيان ترفض اإلفصاح عن موعد توجيه زصباتها الموجهة‬
‫واإلشكالية هنا أن الدول يف ر‬
‫لعناص التنظيمات اإلرهابية المسلحة ضمانا لنجاحها‪.‬‬
‫رز‬
‫الدولتي‪ ،‬ويجب أن تكون‬ ‫ز‬
‫الزمت للموافقة يجب أن يخضع التفاق‬ ‫ولذا فأن تحديد النطاق‬
‫ي‬
‫بمعت أن توافق عىل تنفيذ ز‬
‫الرصبات الجوية الموجهة عىل‬ ‫ز‬ ‫موافقة دولة اإلقليم صيحه بهذا الشأن‪،‬‬

‫مشوع المواد المتعلقة بالمسؤولية الدولية‪ A/56/10.‬ص ‪152‬‬ ‫‪ )56‬راجع التعليق رقم ‪ ٦‬عىل المادة ‪ ٢٠‬من ر‬
‫تنف‬‫ز‬ ‫ر‬ ‫الدول عالجت حاالت الخرق البسيط للقانون‬ ‫‪ ) 57‬وهنا يجب اإلشارة إل أن لجنة القانون‬
‫الت ي‬
‫الدول بمسألة زالموافقة الالحقة ي‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫المشوعية‬‫الت قامت بالفعل‪ ،‬حيث قالت لجنة القانون الدول أن الموافقة السابقة تنف صفة عدم ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫الدولية عن الدولة ي‬
‫ز‬
‫المسؤولية‬
‫تعتت‬ ‫ر‬
‫غت مشوع دوليا وقت تنفيذها‪ ،‬ولكن الموافقة الالحقة ر‬ ‫عن الفعل‪ ،‬أما يف حالة الموافقة الالحقة فأن تلك الفعل سيكون عمال ر‬
‫بمثابة تنازل عن حق الدولة ز يف رفع دعوى مسؤولية دولية ز يف المستقبل عىل الدولة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫لحي صدور إخطار بإيقافها‪ ،‬ومن الممكن أن ترصح الدولة صاحبة اإلقليم بأنها توافق عىل قيام‬ ‫أرضها ر ز‬
‫الت تقبل فيها توجيه هذه ز‬
‫الرصبات‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫صبة جوية واحدة وتحدد ذلك صاحة‪ ،‬أو تحدد الفتة الزمنية ي‬
‫بتحديد تاري خ بدايتها ونهايتها‪.‬‬
‫أما بشأن مسألة اإلفصاح عن مكان تنفيذ ز‬
‫الرصبات فأن موافقة الدولة صاحبة اإلقليم يجب أن‬
‫ز‬ ‫تتضمن نطاق جغر زاف محدد زف إقليمها لتنفيذ هذه ز‬
‫الرصبات‪ ،‬ذلك ضمانا لعدم حدوث إصابات يف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫رز‬
‫المدنيي‪،‬‬ ‫الت تصيب‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫رز‬
‫المدنيي‪ ،‬حيث أن الدولتان ستتحمالن المسؤولية المشتكة عن األصار ي‬ ‫صفوف‬
‫ر‬
‫الت تنشأ عن تنفيذ الهجمات‪.‬‬ ‫ز‬
‫تنف المسؤولية الجنائية ي‬
‫فهذه الموافقات لن ي‬
‫األمر اآلخر هو أن الموافقة يجب أن تكون واضحة بشأن الترصي ح باستخدام الطائرات بدون‬
‫ز‬
‫طيار يف توجيه هجوم عىل التنظيمات اإلرهابية المسلحة‪ ،‬حيث أن هذه الطائرات تستخدم ألغراض‬
‫أخرى متعددة منها االستطالع أو رصد تحركات الجماعات اإلرهابية المسلحة أو تصوير مواقع تواجدها‬
‫دون استهدافها (‪.)58‬‬
‫ز‬
‫ولذا يجب أن تكون الموافقة واضحة بشأن استخدام الطائرات بدون طيار يف الهجوم وليس‬
‫مجرد الرصد أو االستطالع أو تصوير مواقع وجود الجماعات اإلرهابية‪.‬‬
‫الت يجب معالجتها بشأن زصبات الطائرات بدون طيار إشكالية رشعية‬ ‫ر‬
‫ومن أهم اإلشكاليات ي‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫الت تقبل تنفيذ هذه‬
‫الت أعطت الموافقة عىل تنفيذها‪ ،‬والسبب يف هذه اإلشكالية أن الدول ي‬ ‫الحكومة ي‬
‫ز‬
‫وف‬
‫غت قادرة عىل السيطرة عىل أوضاعها الداخلية أو فرض إرادتها عىل إقليمها‪ ،‬ي‬‫ال زرصبات غالبا ما تكون ر‬
‫ز‬
‫داخىل أو حرب أهلية‪ ،‬وتكون الجماعات المسلحة المعادية‬‫ي‬ ‫الغالب ما تكون هذه الدولة يف حالة نزاع‬
‫للحكومة مسيطرة عىل جزء من إقليمها‪.‬‬
‫فهل تفقد الحكومة رشعيتها بفقدانها السيطرة عىل جزء من إقليم الدولة؟‬
‫ز‬
‫الكثت من الدول‪،‬‬
‫لقد أصبح هذا التساؤل عىل درجه بالغة من األهمية يف ظل الواقع الذي تعيشه ر‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫وف ليبيا‬
‫فف سوريا سيطرت القوى المعارضة للحكومة الشعية عىل مناطق شاسعة من إقليم الدولة‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫الشعية سيطرتها عىل مناطق شاسعة من اإلقليم‪.‬‬ ‫فقدت الحكومة ر‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫الحوثيي للعاصمة صنعاء وعىل الرغم من ذلك استندت الواليات‬ ‫وف اليمن وصلت سيطرة‬ ‫ي‬
‫المتحدة األمريكية عىل موافقة الحكومة ز يف تنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار ز يف اليمن‪.‬‬
‫ز‬
‫الت تفقد فيها الحكومة رشعيتها بسبب‬ ‫ر‬
‫الدول غامضا يف تحديد اللحظة ي‬‫ي‬ ‫ويبدو موقف القانون‬
‫عدم سيطرتها عىل أجزاء من إقليم الدولة‪ ،‬ولذا تعددت اآلراء بشأن معالجة هذه اإلشكالية‪.‬‬

‫غت ر‬
‫المشوعة دوليا‪ ،‬التعليق عىل المادة ‪٢٠‬‬ ‫‪ )58‬لجنة القانون الدول‪ ،‬ر‬
‫مشوع المواد المتعلقة بالمسؤولية الدولية عن األعمال ر‬ ‫ي‬

‫‪27‬‬
‫فذهب البعض إل أن رشعية الحكومة تستوجب فرض سيطرتها عىل كامل إقليم الدولة (‪،)59‬‬
‫الشعية الممثلة للدولة ر‬
‫حت لو فقدت سيطرتها عىل‬ ‫بينما يرى البعض أن الحكومة تظل ه السلطة ر‬
‫ي‬
‫جزء من اإلقليم‪ ،‬عندما ال تكون هناك سلطة أخرى استطاعت السيطرة عىل اإلقليم بالكامل (‪.)60‬‬
‫فف الصومال‪ ،‬عىل الرغم من عدم قدرة الحكومة عىل السيطرة خارج مقديشيو إال أنها ظلت‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫ر‬
‫المعتف بها لعدم وجود كيان واحد أخر مسيطر عىل اإلقليم (‪.)61‬‬ ‫الحكومة ر‬
‫الشعية‬
‫ً ز‬ ‫ز‬
‫والبعض األخر يرى يف السيطرة عىل العاصمة معيارا فاصال يف تحديد مدى رشعية الحكومة‪،‬‬
‫ه الحكومة‬
‫فيتجه إل أن الحكومة المسيطرة عىل العاصمة بما فيها من المؤسسات الحيوية للدولة ي‬
‫ر‬
‫الت يحق لها الموافقة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫فه الحكومة ي‬
‫وبالتال ي‬
‫ي‬ ‫الدول‪،‬‬
‫ي‬ ‫الت يحق لها تمثيل الدولة أمام المجتمع‬
‫الشعية ي‬
‫عىل دخول قوات أجنبية إلقليم الدولة (‪ ،)62‬إال أن هذا الرأي أيضا محل شك‪.‬‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الدول بالحكومة‪،‬‬
‫ي‬ ‫االعتاف‬ ‫وأعتقد أن المعيار الصحيح الواجب التطبيق يف هذا الشأن هو‬
‫ر‬
‫المعتف بها دوليا‪ ،‬وال تفقد‬ ‫ه الحكومة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الدول ي‬
‫ي‬ ‫الت تمثل الدولة أمام المجتمع‬ ‫فالحكومة الشعية ي‬
‫الحكومة رشعيتها بمجرد فقد السيطرة عىل أجزاء من إقليم الدولة مهما اتسعت هذه األجزاء‪ ،‬والسبب‬
‫الدول بحكومة جديدة وفقا لقواعد‬ ‫الوحيد لفقدان الحكومة رشعيتها وفقا للقانون الدول هو ر‬
‫االعتاف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الدول‪.‬‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫االعتاف يف القانون‬
‫وه إشكالية‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الدول منقسما وموزعا عىل أكت من حكومة‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫االعتاف‬ ‫وهنا تثار إشكالية أن يكون‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫االعتاف يف األصل هو عمل حر تقرره كل دولة‪ ،‬وقرار أي دولة بهذا الشأن تحكمه‬ ‫تنشأ بسبب أن‬
‫اعتباراتها السياسية ومصالحها الخاصة‪.‬‬
‫ز‬
‫وأرى أن العالج األمثل لهذه اإلشكالية هو أن الحكومة الممثلة لهذه الدولة يف األمم المتحدة‬
‫ر‬
‫المعتف بها دوليا‬ ‫ممثىل الحكومة‬ ‫ر‬
‫المنطف أن يكون‬ ‫غت‬ ‫بمختلف أجهزتها ه الحكومة ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الشعية‪ ،‬فمن ر‬ ‫ي‬

‫‪59‬‬
‫‪Ashley Deeks, “Consent to the use of force and international law supremacy”, Harvard‬‬
‫)‪International Law Journal, vol. 54, No. 1 (2013‬‬
‫‪https://harvardilj.org/wp-content/uploads/sites/15/2013/03/HLI101.pdf‬‬
‫‪60‬‬
‫’‪Louise Doswald-Beck, ‘The Legal Validity of Military Intervention by Invitation of the Government‬‬
‫‪British Yearbook of International Law (1986) 56(1), 189, 199‬‬
‫‪61‬‬
‫)‪Matt Bryden, ‘Somalia Redux? Assessing the New Somali Federal Government’ (August 2013‬‬
‫‪Report of the CSIS Africa Program, 23. https://csis-prod.s3.amazonaws.com/s3fs-‬‬
‫‪public/legacy_files/files/publication/130819_Bryden_SomaliaRedux_WEB.pdf‬‬
‫‪62‬‬
‫‪David Wippman, ‘Military Intervention, Regional Organizations, and Host-State Consent’ (1996) 7‬‬
‫‪Duke Journal of Comparative & International Law, 209, 220‬‬

‫‪28‬‬
‫الدول وعىل‬
‫ي‬ ‫يتحدثون باسم شعب هذه الدولة أمام الجمعية العامة لألمم المتحدة أو مجلس األمن‬
‫ر‬
‫االعتاف بحكومة أخرى (‪.)63‬‬ ‫الجانب األخر تقرر بعض الدول‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫رز‬ ‫ز‬
‫الت تفقد سيطرتها عىل أجزاء‬
‫ويجب اإلشارة يف هذا الشأن إل أن انتاع الشعية من الحكومة ي‬
‫الت تنشب فيها ز ز‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫التاعات‬ ‫كثت من الحاالت ي‬
‫فف ر‬
‫الدول‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫القانوب‬
‫ي‬ ‫يثت عواقب وخيمة يف النظام‬
‫من اإلقليم ر‬
‫وبالتال ال تتحقق‬
‫ي‬ ‫الداخلية تستطيع التنظيمات المسلحة فرض سيطرتها عىل جزء من إقليم الدولة‪،‬‬
‫ز‬ ‫السيطرة الكاملة للحكومة ر‬
‫الشعية عىل كامل إقليم الدولة‪ ،‬وال يمكن االدعاء يف هذه الحالة بأن الحكومة‬
‫فقدت رشعيتها بسبب سيطرة التنظيمات المسلحة عىل جزء من إقليم الدولة‪ ،‬وأخطر ما يواجه النظام‬
‫ر‬
‫االعتاف بما يطلق علية "الجيش الحر" أو "الحكومات‬ ‫رز‬
‫الدوليي اليوم هو‬ ‫الدول وي هدد السالم واألمن‬
‫ي‬
‫الموازية"‪.‬‬
‫المطلب الثان‬
‫التنظيم القانون لحق الدول ف استهداف‬
‫الجماعات اإلرهابية المسلحة ف إقليم دولة أخرى دفاعا عن النفس‬
‫ز‬
‫ال يحق ألي دولة استخدام القوة لمكافحة الجماعات اإلرهابية المسلحة يف إقليم دولة أخرى‬
‫الت ز‬
‫تترصر من‬ ‫ر‬
‫بدون موافقتها‪ ،‬العتبار ذلك اعتداء عىل دولة اإلقليم‪ ،‬وهنا تثار إشكالية حق الدول ي‬
‫أنشطة هذه الجماعات ز يف استهداف عناصها ز يف دولة اإلقليم دفاعا عن النفس‪.‬‬
‫وسبب إثارة هذه اإلشكالية هو تنفيذ الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا لعدد من هجمات‬
‫ز‬
‫الطائرات بدون طيار الستهداف عناص الجماعات اإلرهابية المسلحة يف اقاليم دول أخرى بدون‬
‫موافقتها‪ ،‬استنادا عىل حقهما ز يف الدفاع عن النفس (‪.)64‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫القانوب‬
‫ي‬ ‫ف ز يف ‪ ٢٠١٠‬تحدث المستشار القانون لوزارة الخارجية األمريكية ‪ -‬يف وقتها ‪ -‬عن السند‬
‫لمسؤول تنظيم القاعدة‪ ،‬والتنظيمات المساعدة له‪ ،‬قائال إن‬
‫ي‬ ‫الستهداف طائرات أمريكية بدون طيار‬
‫ر‬ ‫(‪)65‬‬ ‫ز‬
‫الت تتواجد فيها هذه‬
‫الدول منح للدول حق أصيل يف الدفاع عن النفس ‪ ،‬وأشار ألن الدول ي‬
‫ي‬ ‫القانون‬

‫ز‬ ‫‪ ) 63‬لمزيد من التفصيل بشأن اال ر‬


‫الدول العام‪ ،‬الطبعة السابعة‪،٢٠١٨ ،‬‬
‫ي‬ ‫عتاف‪ ،‬راجع‪ .‬د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬الوسيط يف القانون‬
‫الحلت الحقوقية‪ ،‬ص ‪ ٢١٦‬وما بعدها‪.‬‬
‫ري‬ ‫منشورات‬
‫‪64‬‬
‫‪Barack Obama “Letter from the President on the war Powers Resolution” The White House, June 15,‬‬
‫‪2011https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2011/06/15/letter-president-war-powers-resolution‬‬
‫‪65‬‬
‫‪) Harold Hongju Koh, ‘The Obama Administration and International Law’ (March 2010), speech at‬‬
‫‪the Annual Meeting of the American Society of International Law (stating that the US ‘may use force‬‬
‫‪consistent with its inherent right to self-defence under international law’), www.state.‬‬
‫‪gov/documents/organization/179305.pdf accessed 20-1-2020.‬‬

‫‪29‬‬
‫ز‬
‫التنظيمات ترفض يف بعض الحاالت مساعدة الواليات المتحدة‪ ،‬وال توافق عىل القبض عىل هؤالء‬
‫قصت (‪.)66‬‬ ‫رز‬
‫اإلرهابيي‪ ،‬أو تسليمهم‪ ،‬أو تفرج عنهم بعد القبض عليهم بوقت ر‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫اعتتت بريطانيا أيضا أن حقها يف الدفاع عن النفس هو سند استخدامها لهذه الطائرات يف‬
‫كما ر‬
‫لمدىع العام‬ ‫الت ستنفذ فيها الهجمات عىل تنفيذها (‪ .)67‬ف زف ‪ ٢٠١٦‬ر‬
‫ألف ا‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫حالة عدم موافقة الدولة ي‬
‫ر‬
‫االستاتيجية‪ ،‬تحدث فيه عن‬ ‫الدول للدراسات‬ ‫"جت يم رايت" خطاب هام بالمعهد‬
‫ي‬ ‫للمملكة المتحدة ر‬
‫مبادئ توجيهية الستخدام الطائرات بدون طيار ضد الجماعات اإلرهابية المسلحة دفاعا عن النفس‪،‬‬
‫وأشار إل أن القوات المسلحة ال تستخدم القوة الفتاكة ألغراض القتل المستهدف إال عندما ال يكون‬
‫هناك أي خيار متاح أمامها للدفاع عن الدولة أو الدول الصديقة من األعمال اإلرهابية‪ ،‬وال يكون هناك‬
‫ز‬
‫يطاب‬
‫الت ي‬ ‫المدىع العام ر‬
‫ي‬ ‫وسيلة أخرى الحتجاز من يخططون للقيام بها أو من هم متهمون بذلك‪ ،‬ويرى‬
‫الدول لحقوق اإلنسان (‪.)68‬‬ ‫ز‬ ‫أن هذه ز‬
‫ي‬ ‫الدول بما يف ذلك القانون‬
‫ي‬ ‫الرصبات تكون متوافقة مع القانون‬
‫رز‬
‫رئيسيي‪ ،‬األول هو أن استخدام‬ ‫رز‬
‫لسببي‬ ‫ويواجه موقف الواليات المتحدة وبريطانيا رفضا دوليا‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫ثاب‬
‫الدول ال يجوز إال يف مواجهة دول وليس تنظيمات مسلحة؛ وال ي‬ ‫ي‬ ‫القوة دفاعا عن النفس يف القانون‬
‫الت ترى الواليات المتحدة وبريطانيا أنها السبيل الوحيد أمامهما‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫هو رفض فكرة الرصبات االستباقية ي‬
‫لمواجهة خطر الجماعات اإلرهابية (‪.)69‬‬
‫ز‬ ‫ولتحليل هذه اإلشكالية سأبدأ بتوضيح ز‬
‫الدول ثم اتعرض‬
‫ي‬ ‫معت الدفاع عن النفس يف القانون‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وأختا‬‫ر‬ ‫لمسألة مدى جواز استخدام الدول للحق يف الدفاع عن النفس يف مواجهة التنظيمات المسلحة‪،‬‬
‫الرصبات االستباقية‪.‬‬ ‫مشوعية ز‬ ‫اتعرض لدراسة الخالف المثار حول ر‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الدفاع عن النفس ف القانون الدول‬
‫القانوب لممارسة حق الدفاع عن نفسها بنصها عىل‬ ‫ز‬ ‫حددت المادة ‪ ٥١‬من ميثاق األمم اإلطار‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الطبيع للدول‪ ،‬فرادى أو جماعات‪ ،‬يف الدفاع‬
‫ي‬ ‫أن "ليس يف هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص من الحق‬
‫عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة عىل أحد أعضاء األمم المتحدة وذلك إل أن يتخذ مجلس األمن‬

‫الشوق ر‬
‫للنش والتوزي ع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪،١‬‬ ‫اتيىح للواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬دار ر‬ ‫ر‬ ‫‪ )66‬د‪ .‬عبد القادر محمد‬
‫السياس االست ر ي‬
‫ي‬ ‫فهم‪ ،‬الفكر‬
‫ي‬
‫‪ ،٢٠٠٩‬ص ‪١٣‬‬
‫‪67‬‬
‫‪letter dated 7 September 2015 from the Permanent Representative of the United Kingdom of Great‬‬
‫‪Britain and Northern Ireland to the UN, addressed to the President of the Security Council, UN Doc‬‬
‫‪S/2015/688.‬‬
‫‪https://www.justsecurity.org/wp-content/uploads/2015/12/UK-Article-51-Letter-Syria-‬‬
‫‪09072015.pdf‬‬

‫‪ ) 68‬وثائق األمم المتحدة رقم ‪P.11 A/HRC/34/61‬‬


‫‪ ) 69‬أنظر وثائق األمم المتحدة ‪ A/68/382‬ص ‪25‬‬

‫‪30‬‬
‫ر ر‬
‫الت يتخذها األعضاء لمجلس األمن فورا‪ ،‬وال‬
‫التدابت ي‬ ‫الدول‪ ،‬وتبلغ‬
‫ي‬ ‫التدابت الالزمة لحفظ السلم واألمن‬
‫ر‬
‫بمقتض سلطته ومسؤولياته المستمدة من الميثاق – من‬‫ز‬ ‫تؤثر تلك التداب رت بأي حال فيما للمجلس –‬
‫حق ز يف اتخاذ أي عمل ز يف أي وقت لحفظ السلم واألمن وإعادته إل نصابه‪.‬‬
‫ز‬
‫يعت لجوء‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫واتفاقا مع هذا النص‪ ،‬استقر معت الدفاع عن النفس لفتة طويلة من الزمن عىل أنه ي‬
‫ومباش وجسيم إل استخدام القوة المسلحة لرد هذا الهجوم‬‫ر‬ ‫الت تتعرض لهجوم مسلح حال‬ ‫ر‬
‫الدولة ي‬
‫عىل أن يكون ذلك هو السبيل الوحيد أمامها‪ ،‬ويجب أن يكون دفاع الدولة متناسب مع ما تتعرض له‬
‫ز‬
‫ينته‬
‫ي‬ ‫من عدوان وأال يتجاوزه‪ ،‬باإلضافة إل ذلك‪ ،‬فإن حق الدول يف الدفاع عن النفس هو حق مؤقت‬
‫بتدخل مجلس األمن لمواجهة االعتداء (‪.)70‬‬
‫معت الدفاع عن النفس عىل هذا النحو فأن ر‬
‫مشوعية استخدامه وفقا‬ ‫ومن خالل توضيح ز‬

‫المعايت التالية (‪:)71‬‬


‫ر‬ ‫الدول تعتمد عىل توفر‬
‫ي‬ ‫للقانون‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت يفرضها‬
‫‪ -‬أن الحق يف الدفاع عن النفس ال يستخدم إال لمواجهة سلوك معيب ينتهك القواعد ي‬
‫الدول عىل الدول‪.‬‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫تفتض عدم توافر وسيلة بديلة لحماية حقوق جوهرية‬ ‫‪ -‬أن ممارسة الحق زف الدفاع عن النفس ر‬
‫ي‬
‫للدولة المهددة للخطر‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬أن يكون الخطر جديا وواقعا أو حاال‪.‬‬
‫‪ -‬يجب ممارسة حق الدفاع النفس من خالل إجراءات معقولة ومحدودة بحدود زصورة الحماية‬
‫ومتناسبة مع الخطر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الخالف حول إمكانية استخدام الحق ف الدفاع عن النفس ف مواجهة الجماعات اإلرهابية‬
‫المسلحة‬
‫ز‬
‫الدول يقترص عىل مجال‬
‫ي‬ ‫يرى البعض أن ممارسة الحق يف الدفاع عن النفس وفقا للقانون‬
‫الت تواجه اعتداء من دولة أخرى‬‫ر‬ ‫رز‬ ‫ز‬
‫بمعت أن تكون العالقة ر ز‬
‫دولتي‪ ،‬فيحق للدولة ي‬ ‫بي‬ ‫العالقات الدولية‪،‬‬
‫ز‬
‫أن تدافع عن نفسها يف مواجهتها‪ ،‬ويستند هدا االتجاه عىل رأي محكمة العدل الدولية الذي قالت فيه‬
‫ز‬
‫الدول إال يف مواجهة دول أخرى‪ ،‬وال يحق للدول‬
‫ي‬ ‫أن الدول ال يجوز لها الدفاع عن نفسها وفقا للقانون‬

‫الدول المعاص‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬


‫ي‬ ‫الرصبات العسكرية االستباقية ز يف ضوء قواعد القانون‬
‫الخت أحمد عطية‪ ،‬نظرية ز‬
‫‪ ) 70‬د‪ .‬أبو ر‬
‫‪ ،٢٠٠٥‬ص ‪٩‬‬
‫الغنيم‪ ،‬قانون السالم‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون تاري خ‪ ،‬ص ‪٤٦٠‬‬
‫ي‬ ‫طلعت‬ ‫‪ ) 71‬د‪ .‬محمد‬

‫‪31‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫غت تابعة للدولة وموجودة يف إقليم دولة أخرى إال يف‬‫تدىع الدفاع عن نفسها ضد جماعة مسلحة ر‬ ‫ي‬ ‫أن‬
‫حالة إسناد أفعال تلك الجماعة المسلحة للدولة الموجودة عىل أرضها (‪.)72‬‬
‫ولكن الواليات المتحدة األمريكية وعدد من الدول ترفض هذا االتجاه‪ ،‬وترى أن من حقها الدفاع‬
‫حت لو لم تكن هناك صلة ر ز‬
‫بي‬ ‫عن نفسها ضد الجماعات المسلحة الموجودة زف أقاليم الدول األخرى ر‬
‫ي‬
‫التفست‬
‫ر‬ ‫الدولة والجماعة المسلحة الموجودة عىل أرضها‪ ،‬وتستطرد الواليات المتحدة قائلة أن هذا‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الحال الذي تعيشه الدول‪ ،‬وأن حقها يف الدفاع عن النفس يتحقق بعد أن تمنح‬ ‫ي‬ ‫القانوب يتسق مع الواقع‬
‫ي‬
‫فتة زمنية لمواجهتها‪ ،‬وإن لم تستطع فعليها السماح‬ ‫الت توجد عىل إقليمها الجماعة المسلحة ر‬ ‫ر‬
‫الدولة ي‬
‫الت تت زرصر من أنشطة تلك الجماعات بمواجهتها (‪.)73‬‬
‫ر‬
‫للدولة ي‬
‫مشوعية‬ ‫اعتقد أن موقف الواليات المتحدة والدول المؤيدة لها يستند إل حجه منطقية زف رتتير ر‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الدول‪ ،‬فلم‬
‫ي‬ ‫حقها يف الدفاع عن النفس يف ظل واقع تهديد الجماعات اإلرهابية المسلحة للسالم واألمن‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت تمارس أنشطتها يف إقليمها‪ .‬بل امتد‬‫يعد التهديد الذي تشكله هذه الجماعات قاصا عىل الدول ي‬
‫العش السابقة أن طموح هذه التنظيمات ال يقترص عىل السيطرة‬ ‫للدول المجاورة‪ ،‬وقد اثبتت السنوات ر‬

‫عىل مقاليد الحكم ز يف دولة بعينها‪ ،‬بل يتسع لمحاولة السيطرة عىل المنطقة العربية بأشها‪.‬‬
‫ر‬
‫الحتام الدول لهذا‬ ‫واالعتاف بها بات زصورة‬ ‫ر‬ ‫المتغتات‬ ‫الدول لهذه‬ ‫وأرى أن مواكبة القانون‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت تهدد أمنهم واستقرار شعوب هم‪ ،‬ومن‬ ‫القانون وثقتهم يف قدرته عىل مواجهة التحديات الجديدة ي‬
‫الت وضعت مناسبة لزمانها ولم تعد مناسبة لمستجدات التهديدات‬ ‫ر‬
‫الخطأ التمسك باألفكار التقليدية ي‬
‫الت تمثلها أنشطة الجماعات اإلرهابية المتطرفة‪.‬‬ ‫ر‬
‫المعاصة ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫االعتاف بتوسيع مفهوم الحق يف الدفاع عن النفس ليضم حق الدول‬ ‫وإن كنت اعتقد زصورة‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫فأنت أؤمن‬
‫الت تشكل خطورة عىل أمنها‪ ،‬ي‬ ‫يف الدفاع عن نفسها يف مواجهة التنظيمات اإلرهابية المسلحة ي‬
‫ز‬ ‫برصورة وضع ضابط منظم لممارسة هذا الحق‪ ،‬ر‬ ‫ز‬
‫حت ال يمثل زريعة لتدخل الدول يف شئون الدول‬
‫ز‬
‫األخرى كما تفعل الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ومن أمثلة ذلك قيامها باستخدام الطائرات بدون طيار يف‬
‫الصومال دون وجود أي تهديد لمصالحها (‪.)74‬‬

‫‪ )72‬أنظر رأي محكمة العدل الدولية بشأن تشييد الجدار العازل‪ ،٢٠٠٤ ،‬ص ‪١٣٦‬‬
‫‪( Ashley Deems, “Unwilling or unable: toward a normative framework for extra-territorial self-‬‬
‫‪73‬‬

‫‪defense” , Virginia Journal of International Law, vol. 5, No. 3 (2012).‬‬


‫‪https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=1971326‬‬
‫‪ ) 74‬من أمثلة ذلك تنفيذ الواليات المتحدة األمريكية لعدة هجمات باستخدام الطائرات بدون طيار ز يف الصومال عام ‪ ٢٠١١‬ضد‬
‫الت تهدف إلقامة دولة إسالمية‪ ،‬هذا عىل الرغم من أن هذه الحركة لم تشكل أي تهديد ر‬
‫مباش للواليات المتحدة‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ميليشيات الشباب ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫رز‬
‫مسؤولي يف اإلدارة األمريكية وقتها أنها ال تعتم توجيه المزيد من الرصبات‬ ‫األمريكية وهو ما صحت به إدارة الرئيس أوباما‪ ،‬وقالت‬

‫‪32‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وف البداية يجب اإلشارة إل أن محكمة العدل الدولية لم ترفض فكرة حق الدول يف الدفاع عن‬ ‫ي‬
‫اشتطت لوجود هذا‬ ‫نفسها ضد الجماعات المسلحة الموجودة زف إقليم دولة أخرى‪ ،‬ولكن المحكمة ر‬
‫ي‬
‫الت تمارس نشاطها عىل إقليمها‪.‬‬ ‫ر‬
‫الحق أن تسند أفعال الجماعة المسلحة للدولة ي‬
‫ز‬
‫وترى الدول المؤيدة لحق الدفاع عن النفس يف مواجهة التنظيمات المسلحة إمكانية إسناد‬
‫أنشطتها لدولة اإلقليم ز يف حالة عدم رغبتها أو عدم قدرتها عىل مواجهتها‪.‬‬
‫وتثت مسألة عدم الرغبة أو عدم القدرة خالف واسع ر ز‬
‫بي الدول والفقهاء بسبب صعوبة وضع‬ ‫ر‬
‫معايت واضحة لتحقق عدم الرغبة أو عدم القدرة‪.‬‬
‫ر‬
‫بي مواجهة الدولة‬ ‫معايت لعدم الرغبة أو عدم القدرة يتطلب بداية الفصل ما ر ز‬
‫ر‬ ‫واعتقد أن وضع‬
‫غت‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫حقيف حال وشيك‪ ،‬ومخاوفها من مخاطر مستقبلية ر‬ ‫ي‬ ‫المترصرة من نشاط التنظيم المسلح لخطر‬
‫واضحة المعالم‪.‬‬
‫حقيف حال ووشيك‪،‬‬ ‫ر‬ ‫المترصرة من نشاط هذه التنظيمات لخطر‬ ‫ز‬ ‫فف حالة مواجهة الدولة‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اعتام هذا الجماعات مهاجمة منشأتها أو رعاياها بعملية إرهابية‬‫بمعت توصلها لمعلومات مؤكدة تفيد ر ز‬‫ز‬

‫حالة ووشيكة‪ ،‬فإن التحقق من توفر معيار عدم القدرة يمكن من خالل استقراء حالة توغل هذا التنظيم‬
‫الت يمارس نشاطه عىل أرضها وعدم استطاعت سلطاتها مواجهته‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫يف إقليم الدولة ي‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ز‬
‫أما حالة عدم الرغبة فيمكن للدولة المترصرة إثباتها من خالل مطالباتها السابقة للدولة ي‬
‫ز‬
‫يمارس التنظيم نشاطه عىل إقليمها‪ ،‬ومماطلتها يف اتخاذ أي إجراءات ضده رغم قدرتها الواضحة عىل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت ال توجد معلومات مؤكدة‬‫غت محددة المعالم والمخاوف ي‬ ‫أما يف حالة المخاوف المستقبلية ر‬
‫المترصرة من نشاط الجماعات اإلرهابية المسلحة أن تتحجج بعدم‬ ‫ز‬ ‫إلثبات صحتها‪ ،‬فال يمكن للدولة‬
‫رغبة دولة اإلقليم أو عدم قدرتها عىل مواجهته للتدخل لمهاجمة عناص هذه الجماعات‪ ،‬ذلك ألن‬
‫الدول بموجب اختصاصاته‬
‫ي‬ ‫التدخل لمجابهة مخاطر هذه الجماعات تتطلب موافقة مجلس األمن‬
‫الواردة ز يف الميثاق‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الخالف حول ر‬
‫مشوعية استخدام الطائرات بدون طيار ف الضبات االستباقية دفاعا عن النفس‬

‫ز‬
‫إقليم‪ ،‬إل عدو يرغب يف االنتقام من الواليات المتحدة بتنفيذ هجمات‬
‫ي‬ ‫خوفا من أن تتحول حركة الشباب الصومالية من تهديد‬
‫اض األمريكية‪.‬‬‫ز‬
‫مضادة عىل األر ي‬
‫‪Gray Miller “Under Obama, Emerging Global Apparatus for Drone Killing” Washington Post‬‬
‫‪27/9/2011‬‬

‫‪33‬‬
‫ر‬
‫االعتاف بأن الجماعات اإلرهابية المسلحة فرضت واقعا جديدا لمعطيات تهديد‬ ‫بداية يجب‬
‫اإلرهاب الذي تشنه هذه الجماعات عىل دولة ما يصعب توقعه أو‬ ‫رز‬
‫الدوليي‪ ،‬فالهجوم‬ ‫السالم واألمن‬
‫ري‬
‫تحديد مكانه أو توقيت ارتكابه‪ ،‬ولذا ترى بعض الدول وعىل رأسها الواليات المتحدة زصورة إعادة النظر‬
‫المتر لوجود حالة الدفاع عن النفس‪.‬‬ ‫ز‬
‫يف معيار الخطر الوشيك ر‬
‫اإلرهاب الذي‬ ‫لتتر خطورة الهجوم‬
‫سبتمت ر‬
‫ر‬ ‫وتستند الواليات المتحدة ألحداث الحادي ر‬
‫عش من‬
‫ري‬
‫يمكن أن تواجهه أي دولة مهما بلغت قوة أجهزتها األمنية‪ ،‬ولذلك ابتكرت هذه الدول ما يعرف‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫وه هجمات توجهها الدول للتنظيمات اإلرهابية ي‬ ‫"بالرصبات االستباقية" أو "الرصبات الوقائية" ي‬
‫ترى أن وجودها يمثل خطر عىل أمنها‪ ،‬دون الحاجة النتظار تحقق معيار الخطر الوشيك المتعارف علية‬
‫الدول (‪.)75‬‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫يف القانون‬
‫ز‬ ‫بمشوعية ز‬ ‫ر‬
‫االعتاف ر‬
‫الرصبات االستباقية رفضا دوليا لكونها تفتح الباب أمام حالة يف‬ ‫ويواجه‬
‫ً‬ ‫ز‬ ‫ز ز‬
‫الدول‪ ،‬وأنها ستعيد عصور استخدام القوة يف العالقات الدولية بدال من إعمال‬
‫ي‬ ‫الفوض يف المجتمع‬
‫القانون‪.‬‬
‫األورب بأغلبية ‪ ٥٣٤‬صوتا مقابل ‪ ٤٩‬صوتا قرار يدعو إل‬ ‫التلمان‬ ‫ز‬
‫ري‬ ‫ف يف ‪ ٢٥‬رفتاير ‪ ٢٠١٤‬أصدر ر‬
‫األورب موقفا موحدا من استخدام الطائرات المقاتلة بدون طيار‪ ،‬ونص هذا القرار عىل‬
‫ري‬ ‫اعتماد االتحاد‬
‫اض دولة أخرى‬ ‫ز‬
‫أن غارات الطائرات المقاتلة بال طيار خارج نطاق حرب معلنة من قبل دولة عىل أر ي‬
‫اض ذلك البلد‬ ‫ز‬
‫الدول ولسالمة أر ي‬
‫ي‬ ‫الدول تشكل انتهاكا للقانون‬
‫ي‬ ‫األختة أو مجلس األمن‬
‫ر‬ ‫وبدون موافقة‬
‫التلمان األورب ز‬
‫للرصابات االستباقية (‪.)76‬‬ ‫وسيادته‪ ،‬ومن هذا القرار يتجىل رفض ر‬
‫ري‬
‫لمشوعية ز‬
‫الرصبات االستباقية أن وجود الخطر الوشيك هو األساس الذي‬ ‫وترى الدول الرافض ر‬

‫وبالتال فإن عدم توفر معيار الخطر الوشيك‬


‫ي‬ ‫الدول لوجود حالة الدفاع عن النفس‪،‬‬
‫ي‬ ‫وضعة القانون‬
‫يسلب الدولة حق استخدام القوة الذي تكتسبه من وضعها ز يف حالة الدفاع عن النفس (‪.)77‬‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫كارولي‪ ،‬حيث قالت‬ ‫ويستدىع هذه االتجاه رأي محكمة العدل الدولية يف قضية السفينة‬
‫ي‬
‫المحكمة أنه ال يجوز للدول أن تدافع عن نفسها إال عندما تكون الحاجة لذلك فورية وملحة بما ال يتيح‬
‫ز‬
‫المعت فأن استخدام القوة وفقا‬ ‫للدولة مجال الختيار وسيلة أخرى وال فسحة من الوقت للتدبر‪ ،‬وب هذا‬
‫للحق زف الدفاع عن النفس يقترص عىل ر‬
‫الفتة السابقة ر‬
‫مباشة عىل وقوع الهجوم (‪.)78‬‬ ‫ي‬

‫‪ ) 75‬أنظر وثائق األمم المتحدة ‪p.23 ،A/68/389‬‬


‫‪ )76‬راجع وثائق األمم المتحدة‪ ،‬الوثيقة ‪A/HRC/25/29‬‬
‫‪77‬‬
‫‪) Christine Gray, International Law and the Use of Force, 3rd edition, Oxford University, Press 2008,‬‬
‫‪p163–p165.‬‬
‫‪ )78‬أنظر وثائق األمم المتحدة‪ :‬الوثيقة رقم ‪A/HRC/14/24/Add.6‬‬

‫‪34‬‬
‫وعىل العكس من ذلك‪ ،‬ترى الدول المؤيدة الستهداف عناص التنظيمات المسلحة ز‬
‫بالرصبات‬
‫ز‬
‫االستباقية كصورة من صور الدفاع عن النفس أن ميثاق األمم المتحدة لم يعيد صياغة مفهوم الحق يف‬
‫ز‬
‫الدول والعالقات الدولية قبل صدوره‪،‬‬
‫ي‬ ‫الدفاع عن النفس‪ ،‬بل أن الميثاق قرر ما هو مستقر يف القانون‬
‫ز‬
‫طبيع وثابت للدول‪ ،‬وترى‬
‫ي‬ ‫حيث ذكرت المادة ‪ ٥١‬من الميثاق أن الحق يف الدفاع عن النفس هو حق‬
‫ز‬
‫التحضتية إلعداد ميثاق األمم المتحدة عندما اجتمعت يف سان فرانسيسكو‬ ‫ر‬ ‫هذه الدول أن اللجنة‬
‫ز‬
‫يعت إقرارها‬
‫وغت منتقص‪ ،‬وهو ما ي‬‫لمناقشة موضوع الدفاع عن النفس أكدت عىل أنه حق مقبول دوليا ر‬
‫لمفهومه المتعارف علية قبل نشأة المنظمة (‪.)79‬‬
‫للرصبات االستباقية عىل هذه الحجة قائلة‪ ،‬أن االستناد عىل نص المادة ‪٥١‬‬ ‫وترد الدول الرافضة ز‬

‫الرصبات هو ادعاء يجافيه المنطق‪ ،‬ألن ميثاق األمم‬ ‫مشوعية هذه ز‬ ‫لتتير ر‬
‫من ميثاق األمم المتحدة ر‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫المتحدة استهدف تقييد حق الدول يف استخدام القوة يف العالقات الدولية عما كان معمول به قبل إنشاء‬
‫ز‬ ‫بمشوعية ز‬
‫المنظمة‪ ،‬والقبول ر‬
‫الرصبات االستباقية من شأنه إطالق هذا الحق‪ ،‬وهو ما يتناف مع مبادئ‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫ىع استثناء من‬
‫األمم المتحدة وأهدافها‪ ،‬وترى هذه الدول أن نص المادة ‪ ٥١‬صي ح يف اعتبار الدفاع الش ي‬
‫الدول‪ ،‬فاألصل هو منع استخدام القوة ز يف العالقات الدولية (‪.)80‬‬
‫ي‬
‫ز‬
‫األصل العام يف القانون‬
‫ز‬
‫المعاب‬ ‫تفست‬ ‫الرصبات االستباقية دفاعا عن النفس‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫لمشوعية ز‬‫وتقول الدول المؤيد ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫التحضتية لصياغته الستظهار إرادة‬
‫ر‬ ‫اللغوية لنصوص ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وبدون العودة لإلعمال‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الموضوىع للحق يف الدفاع عن النفس يؤكد حق الدول يف اللجوء‬
‫ي‬ ‫التفست‬
‫ر‬ ‫الدول عندما كتبته‪ ،‬فأن‬
‫الدول الرصي ح بالدفاع عن النفس هو أنه حق‬ ‫ر‬
‫االعتاف‬ ‫للرصبات االستباقية‪ ،‬حيث أن فهم المغزى من‬‫ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الدول لتعزيز قدرة الدول عىل مواجهة الخطر الذي يهدد أمنها وسالمها‪ ،‬ووفقا لشدة‬
‫ي‬ ‫مقرر يف القانون‬
‫ر‬
‫االعتاف‬ ‫هذا الخطر وتنوعه يجب أن تكون مرونة الضوابط المنظمة لدفاع الدول عن نفسها‪ ،‬وعدم‬
‫ىع عن النفس من شأنه إضعاف قدره الدول‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫بمشوعية الرصبات االستباقية كصورة من صور الدفاع الش ي‬
‫عىل حماية نفسها من التهديدات الخارجية بشكل بالغ الخطورة (‪.)81‬‬
‫الطبيع‬ ‫سبتمت ‪ ٢٠٠١‬لت رتر إنه ليس من‬
‫ر‬ ‫وتستدىع الواليات المتحدة أحداث الحادي ر‬
‫عش من‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫المنطف أن ننتظر ليكون الهجوم وشيكا بما يحمله من مخاطر‪ ،‬وتؤكد عىل حقها يف شن هجمات‬
‫ي‬ ‫أو‬

‫الدول المعاص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.٧٤‬‬


‫ي‬ ‫الرصبات العسكرية االستباقية ز يف ضوء قواعد القانون‬
‫الخت أحمد عطية‪ ،‬نظرية ز‬
‫‪ )79‬د‪ .‬أبو ر‬
‫‪80‬‬
‫‪) Noam Lubell, Extra Territorial Use of Force Against Non-State Actors, Oxford University, Press‬‬
‫‪2010, p 63.‬‬
‫الخت أحمد عطية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٨٥‬‬
‫‪ )81‬د‪ .‬أبو ر‬

‫‪35‬‬
‫رز‬
‫المحتملي‬ ‫لمعايت أخرى منها التوقيت المناسب لتقليل الضحايا‬
‫ر‬ ‫استباقية عىل الجماعات اإلرهابية وفقا‬
‫الت يحتمل مواجهتها ز يف المستقبل (‪.)82‬‬
‫ر‬ ‫رز‬
‫المدنيي‪ ،‬وأيضا الهجمات الكارثية ي‬ ‫من‬
‫ز‬
‫وترى الدول المطالبة بتوسيع مفهوم الدفاع عن النفس أن ارتباط حق الدول يف شن هجمات‬
‫مباشة ال يعد مالئما لمعطيات الرصاعات الدولية‬‫بفتة زمنية محددة وقبل وقوع الهجوم عليها ر‬‫استباقية ر‬
‫ر‬
‫الت تخوضها ضد الجماعات اإلرهابية‪ ،‬حيث أن أجهزة المعلومات ألي دولة مهما‬
‫المعاصة والحرب ي‬
‫ر‬
‫الت تخطط لها الجماعات اإلرهابية بشكل‬
‫بلغت دقت عملها لن تتمكن من تحديد توقيت شن الهجمات ي‬
‫دقيق (‪.)83‬‬
‫واتفاقا مع ذلك سمحت ر‬
‫استاتيجية الدفاع األمريكية باستخدام القوة دفاعا عن الدولة دون أن‬
‫يكون الخطر وشيكا وفقا للم ز‬
‫عت التقليدي لهذا المفهوم (‪.)84‬‬
‫كما أيدت لجنة حقوق اإلنسان التابعة رلتلمان المملكة المتحدة هذا الرأي قائلة إن مفهوم الدفاع‬
‫ه علية األن (‪.)85‬‬ ‫ر‬
‫تفسته بشكل أكت مرونة مما ي‬‫ر‬ ‫عن النفس يجب‬
‫وتتفق الواليات المتحدة األمريكية مع بريطانيا عىل أن مجرد وجود هذه التنظيمات يمثل خطرا‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫كاف‬
‫الت شنتها هذه الجماعات المسلحة تعكس خطرها بشكل ي‬ ‫عىل أمنهما‪ ،‬وأن العمليات اإلرهابية ي‬
‫ً‬ ‫ز‬
‫إلنشاء حقهما يف الدفاع عن النفس‪ ،‬وأنه ال يوجد أمامهما سبيال أخر لمواجهة هذا الخطر إال باستهداف‬
‫القيادات والعناص المهمة ز يف تلك التنظيمات بالهجمات االستباقية (‪.)86‬‬
‫وحاولت الدول المؤيدة لفكرة الهجمات االستباقية إعادة صياغة المادة ‪ ٥١‬من ميثاق األمم‬
‫يحط بقبول فريق‬ ‫ر‬
‫المقتح لم ز‬ ‫بمشوعيتها بشكل صي ح يحل الخالف‪ ،‬إال أن هذا‬ ‫المتحدة‪ ،‬لتسمح ر‬

‫الدول‪ ،‬حيث رأى هذا الفريق أن‬ ‫ر‬


‫الت تواجه األمن‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫المعت بدراسة التهديدات والتحديات ي‬
‫ي‬ ‫األمم المتحدة‬
‫ز‬
‫صياغة المادة ‪ ٥١‬تمت بطريقة تقييدية لحق الدول يف استخدام القوة دفاعا عن النفس‪ ،‬وال يحق للدول‬
‫ز‬
‫استخدام القوة دفاعا عن النفس إال يف حالة تعرضها العتداء وشيك‪ ،‬وال توجد وسيلة أخرى لدرئه‪،‬‬

‫‪) John Brennan, “Strengthening our security by adhering to our values and laws”, Program on Law‬‬
‫‪82‬‬

‫‪and Security, Harvard Law School, 16 September 2011; United States, Department of Justice, White‬‬
‫‪Paper, “Lawfulness of a lethal operation directed against a U.S. citizen”, p. 7‬‬
‫‪https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2011/09/16/remarks-john-o-brennan-‬‬
‫‪strengthening-our-security-adhering-our-values-an‬‬
‫‪83‬‬
‫‪) Michael N. Schmitt, “Extraterritorial lethal targeting: deconstructing the logic of international law”,‬‬
‫)‪Columbia Journal of Transnational Law, vol. 52 (2013‬‬
‫‪84‬‬
‫‪) US National Security Strategy 2002 (2006 revision) 15‬‬
‫‪85‬‬
‫‪) House of Commons, House of Lords Joint Committee on Human Rights ‘The Government’s Policy‬‬
‫‪on the Use of Drones for Targeted Killing’ Second Report of Session 2015-16, HL P. 141‬‬
‫‪86‬‬
‫‪Letter dated 23 September 2014 from the Permanent Representative of the United States of America‬‬
‫‪to the UN, addressed to the Secretary- General, UN Doc S/2014/695‬‬

‫‪36‬‬
‫ز‬
‫اىع معيار التناسب‪ ،‬وذكر التقرير أنه يف حالة وجود خطر عىل‬
‫ويجب أن يكون استخدام القوة بشكل ير ي‬
‫تدىع‬ ‫ر‬
‫الت‬ ‫رز‬
‫ي‬ ‫اإلرهابيي بسالح نووي‪ ،‬فعىل الدول ي‬ ‫درجه عالية من الجسامة ولكنه ليس وشيكا مثل تسلح‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫استباف لمجلس‬
‫ي‬ ‫وقاب أو‬
‫ي‬ ‫الت رتتر رغبتها يف القيام بعمل عسكري‬
‫وجود هذا الخطر أن تقدم الحجج ي‬
‫األمن الذي يمتلك الحق ز يف اإلذن بهذا العمل إذا رأى ذلك زصوريا (‪.)87‬‬
‫ر‬
‫الت تواجه األمن‬ ‫ز‬
‫المعت بدراسة التحديات والتهديدات ي‬
‫ي‬ ‫ورد فريق األمم المتحدة رفيع المستوى‬
‫صت انتظار قرارات مجلس األمن بشأن التعامل مع هذه التهديدات‪،‬‬ ‫الت ال تطيق ر‬ ‫ر‬
‫الدول عىل الدول ي‬
‫ي‬
‫مشوعية الهجمات الوقائية العتبارها تمثل‬ ‫قائال زف ظل عالم اليوم المىلء بالتهديدات ال يمكن قبول ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫الدول‪،‬‬
‫ي‬ ‫انتهاكا لمبدأ عدم التدخل يف الشئون الداخلية للدول األخرى وهو أحد األركان األساسية للقانون‬
‫ز‬
‫يعت‬
‫العالم المعاص‪ ،‬وأن السماح لدولة بالقيام بتلك الهجمات الوقائية ي‬ ‫ي‬ ‫الحام للنظام‬
‫ي‬ ‫وهو القانون‬
‫ز ز‬
‫الفوض يف العالقات الدولية‪ ،‬واختتم‬ ‫السماح لكافة الدول بالقيام بها‪ ،‬وأن ذلك من شأنه وجود حالة من‬
‫تفستها(‪.)88‬‬
‫ر‬ ‫بأنه ال يؤيد إعادة صياغة المادة ‪ ٥١‬من الميثاق أو إعادة‬
‫المعارضي والمؤيدين ز‬
‫للرصبات االستباقية يمكن مالحظة أن الحجج‬ ‫رز‬ ‫وتعليقا عىل الخالف ر ز‬
‫بي‬
‫ر‬
‫الت استند عليها كالهما واقعية ومنطقية وكافية إلثبات صحة موقفة ووجاهة نظرته‪ ،‬وهو ما يعكس‬
‫ي‬
‫دقة موضوع الخالف وصعوبة الفصل فيه بحكم صي ح يصلح للتطبيق عىل كافة االحتماالت‪.‬‬
‫ز‬
‫الفوض‬ ‫الرصبات االستباقية من شأنه أن ينشأ حالة من‬ ‫ر‬
‫االعتاف بمفهوم ز‬ ‫فعلينا أن نتفق عىل أن‬
‫وعودة عرص القوة ز يف العالقات الدولية‪.‬‬
‫ز‬ ‫وعندما ر‬
‫نعتف بحق الدول – وليس مجلس األمن – يف تحديد مدى توفر عدم رغبة أو عدم‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫الت تمارس نشاطها عىل إقليمها‪ ،‬ونسمح للدول ي‬‫قدرة دولة اإلقليم عىل مواجهة الجماعات اإلرهابية ي‬
‫تدىع مخاوف مستقبلية غت واضحة بالهجوم عىل الجماعات اإلرهابية بعد مرور ر‬
‫فتة زمنية تمهل فيها‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫دولة اإلقليم للتعامل مع مصدر الخطر‪ ،‬فإننا نعيد انتاج عهد عصبة األمم الذي كان يسمح للدول بالحرب‬
‫بعد إمهال العصبة ثالث أشهر لتسوية الخالف‪ .‬ولكن زف نفس الوقت يجب أن ر‬
‫نعتف بأن إلزام الدول‬ ‫ي‬
‫الت تثبت تلك المخاطر لمجلس األمن‬‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تواجه مخاطر اإلرهاب الوارد من دول أخرى بتقديم الحجج ي‬ ‫ي‬
‫واالنتظار ر ز‬
‫لحي إصدار قراره لم يعد مالئما لمعطيات الواقع‪.‬‬
‫والمعالجة الحاسمة لهذه المشكلة يجب أن تبدأ ر‬
‫باعتاف صي ح بأن مجلس األمن لم يعد قادرا‬
‫عىل اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مواجهة خطر الجماعات اإلرهابية المتصاعد يوم بعد يوم‪ ،‬فالتوازنات‬

‫ر‬
‫المشتكة"‪،‬‬ ‫المعت بالتهديدات والتحديدات والتغيت‪ ،‬المعنون "عالم ر‬
‫أكت أمنا‪ :‬مسؤوليتنا‬ ‫ز‬ ‫‪ )87‬أنظر تقرير الفريق الرفيع المستوى‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫وثائق األمم المتحدة رقم ‪ ،A/59/565 Corr.1‬الفقرات ‪ ،188-189‬ص ‪٨٦‬‬
‫‪ )88‬أنظر المرجع السابق‪ ،‬وثائق األمم المتحدة رقم ‪ ،A/59/565 Corr.1‬الفقرات ‪ ، 191-192‬ص ‪٨٧‬‬

‫‪37‬‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫المستشي يف المجلس جعل منه من رتا للشجب واإلدانة مثله‬ ‫السياسية العقيمة وصاع القوى والمصالح‬
‫غت حكومية ال تملك من القوى ما يسعفها للتدخل بقرارات صارمة‪.‬‬ ‫مثل أي منظمة ر‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت هجرت بالدها لم يعد لديها الثقة يف المجلس‪ ،‬وال يمكننا أن‬
‫وال يمكننا إنكار أن الشعوب ي‬
‫ز‬
‫الكثت من الثقة يف قدرة المجلس عىل معالجة قضاياها‪ ،‬بما‬‫ر‬ ‫الكثت من الحكومات فقدت‬ ‫ر‬ ‫ننكر أيضا أن‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت تملك جزء من السيطرة عىل قرارات المجلس‪ ،‬فموقف الواليات المتحدة‬ ‫الكتى ي‬
‫يف ذلك الدول ر‬
‫ز‬
‫الحام‬
‫ي‬ ‫كبت من الثقة يف المجلس‪ ،‬رغم أنه المجلس‬ ‫وبريطانيا إن دل إنما يدل عىل أنهما افتقدا جزء ر‬
‫رز‬
‫والصي‪.‬‬ ‫الدول الذي ريتبعا عىل عرشة بجانب روسيا وفرنسا‬
‫ي‬ ‫للنظام‬
‫الدول أصبحت كل ال يمكن تجزئته‪ ،‬ومعالجة‬ ‫ز‬
‫يعت من وجهة نظري أن قضايا النظام‬
‫ي‬ ‫وهو ما ي‬
‫أحداها مرتبط بشكل وثيق بمعالجة األخريات‪ .‬وعىل الواليات المتحدة وبريطانيا أن يعيدا حساباتهما من‬
‫منطلق أن امتالك التكنولوجيا المتطورة لتصنيع الطائرات بدون طيار لم تعد حكرا عليهما‪ ،‬بل أن هذه‬
‫يعت أن احتمال مواجهتهما لخطرها أضىح وشيكا‪.‬‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫التكنولوجيا أصبحت يف يد عشات الدول‪ ،‬وهو ما ي‬
‫ز‬
‫ولذا فإن معالجة هذه اإلشكالية تتطلب قيام مجلس األمن بدورة بفعالية يف مواجهة الجماعات‬
‫الكتى المسيطرة عىل‬
‫الدول‪ ،‬وهو ما يتطلب من الدول ر‬
‫ي‬ ‫اإلرهابية بالشكل الذي يستعيد ثقة المجتمع‬
‫ً‬
‫الدول عىل مصالحهم الخاصة‬
‫ي‬ ‫قراراته أن تتعاون بدال من التناحر‪ ،‬وأن تعىل المصلحة العامة للمجتمع‬
‫كي أن السبب األكت النهيار عصبة األمم كان فقدان الدول الثقة فيها وهو ما أصبحت ز‬
‫تعاب من‬ ‫مدر ر ز‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫األمم المتحدة بسبب مجلس األمن‪.‬‬
‫ز‬
‫فأنت أرى أن الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا يعانيان من أزمة حقيقة شاركا‬
‫وعىل ما سبق ي‬
‫ز‬ ‫غت ر‬ ‫ز‬
‫كتى يف مجلس األمن أدت إل إضعافه للحد الذي‬ ‫مباش فممارساتهم كدول ر‬ ‫يف صنعها‪ ،‬ولكن بشكل ر‬
‫رز‬
‫الدوليي‪.‬‬ ‫ز‬
‫جعلهم ممن فقد الثقة يف قدرته عىل معالجة للتحديات المعاصة للسلم واألمن‬
‫الت يمكن من خاللها مواجهة الجماعات اإلرهابية‬‫ر‬ ‫ز‬
‫وأرى أن الرصبات االستباقية من أهم األدوات ي‬
‫الرصبات من مجلس األمن‪ ،‬وشعة اتخاذ‬ ‫الت تتصاعد خطورتها يوم بعد يوم‪ ،‬ولكن يجب أن يؤذن بهذه ز‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت تمكننا من قياس‬
‫األساس ي‬
‫ي‬ ‫قرارات مجلس األمن يف هذا الشأن تمثل من وجهة نظري أحد المعيار‬
‫الت تعصف ببقائه‪.‬‬ ‫ر‬
‫الدول المعاص عىل مواجهة التحديات ي‬
‫ي‬ ‫قدرة النظام‬
‫المبحث الثان‬
‫يثيها استهداف الجماعات اإلرهابية‬
‫اإلشكاليات الت ر‬
‫بالطائرات بدون طيار ف القانون الدول اإلنسان‬

‫‪38‬‬
‫الرصبات الموجهة للجماعات اإلرهابية المسلحة‬ ‫الت ت رثتها ز‬ ‫ر‬
‫يناقش هذا المبحث اإلشكاليات ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫اإلنساب من خالل ثالث مطالب؛‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫عىل إقليم دولة أخرى يف القانون‬
‫التاعات المسلحة المدولة‬ ‫المطلب األول يتعرض لدراسة إشكالية استخدام هذه الطائرات زف ز ز‬
‫ي‬
‫رز‬
‫التميت ر ز‬
‫بي‬ ‫اإلنساب خاصة مبدأ‬‫ز‬ ‫الدول‬ ‫ز‬
‫القانوب‬ ‫الت تستخدمها بتطبيق مبادئ‬ ‫ر‬ ‫رز‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ومدى التام الدول ي‬
‫الرصورات العسكرية واالعتبارات اإلنسانية‪.‬‬ ‫بي ز‬ ‫المقاتلي‪ ،‬ومبدأ التناسب ر ز‬
‫رز‬ ‫وغت‬ ‫رز‬
‫المقاتلي ر‬
‫الناس عن مدى توفر مستوى التنظيم‬ ‫الثاب يتعرض لدراسة إشكالية الخالف الدول ر‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫والمطلب ي‬
‫ودرجه العنف الذي تمارسه الجماعات المستهدفة بالطائرات بدون طيار‪ ،‬وخطورة هذه اإلشكالية أن‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫االستهداف بالقتل ال يكون ر‬
‫اإلنساب إال يف حالة توفر معياري التنظيم ودرجه‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫مشوعا وفقا للقانون‬
‫ز‬
‫العنف الذي تمارسه الجماعات المشاركة يف األعمال العدائية‪ ،‬وبدون توفر هذين المعيارين ستكون‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫لتفست التقليدي لمبادئ القانون‬ ‫مشوعة وفقا ل‬ ‫غت ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫هجمات الطائرات بدون طيار ر‬
‫للتاعات‬ ‫ز‬
‫الزماب ز ز‬ ‫ز‬
‫المكاب أو‬ ‫والمطلب الثالث يتعرض لدراسة إشكالية صعوبة تحديد النطاق‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت تستخدم فيها الطائرات بدون طيار‪ ،‬حيث أن استخدامها يف استهداف الجماعات اإلرهابية‬ ‫المسلحة ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وه‬
‫يف العديد من الدول جعل المعارض ري لها يقولون إن العالم كله سيصبح ساحة قتال طول الوقت‪ ،‬ي‬
‫إشكالية عىل درجة بالغة من الخطورة واألهمية أيضا‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المطلب األول‬
‫التميي والتناسب عند استخدام‬
‫ر‬ ‫إشكالية تطبيق مبدأي‬
‫الطائرات بدون طيار لمواجهة اإلرهاب‬
‫رز‬
‫التميت والتناسب عىل استخدام الطائرات‬ ‫يتعرض هذا المطلب لدراسة إشكاليات تطبيق مبدأي‬
‫التاعات المسلحة‬ ‫بدون طيار لموجهة اإلرهاب‪ ،‬وقبل مناقشة هذه اإلشكاليات‪ ،‬نالحظ أن ظهور ز ز‬

‫التاعات الهجينة‬ ‫ز‬


‫اإلنساب الواجبة التطبيق ألن تلك ز ز‬ ‫الدول‬ ‫الهجينة أدى لصعوبة تحديد قواعد القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫غت دولية‪،‬‬
‫فه ليست نزاعات دولية‪ ،‬وال نزاعات ر‬ ‫زز‬ ‫ز‬
‫خلطت ربي التقسيم التقليدي للتاعات المسلحة‪ ،‬ي‬
‫ً‬
‫وهو ما يتطلب معالجته أوال‪.‬‬
‫التاعات المسلحة المدولة‪ ،‬ثم التعرض‬ ‫وعىل ذلك سيبدأ هذا المطلب بالتعرض إلشكالية انتشار ز ز‬
‫رز‬
‫والمدنيي عند استهداف الجماعات اإلرهابية‬ ‫بي المق ر ز‬
‫اتلي‬ ‫رز‬
‫التميت ر ز‬ ‫إلشكالية ر‬
‫احتام الدول لمبدأ‬
‫بي ز‬
‫الرصورات العسكرية واالعتبارات‬ ‫بالطائرات بدون طيار‪ ،‬ثم إشكالية ر‬
‫احتام الدول لمبدأ التناسب ر ز‬

‫اإلنسانية‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬ظهور الياعات المسلحة الهجينة وصعوبة تحديد القواعد الدولية الت تطبق عليها‪.‬‬
‫رز‬
‫المدنيي‬ ‫كبت‪ ،‬واقترص دور‬
‫بي الجيوش محدده وواضحة إل حد ر‬ ‫قديما كانت خطوط المواجهة ر ز‬
‫ز ز‬ ‫زف ز ز‬
‫وف بعض الحاالت شارك‬ ‫للمقاتلي ي‬
‫ر‬ ‫التاعات المسلحة القديمة عىل تقديم الطعام أو العالج أو المأوى‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز ز‬
‫تعتت هذه األعمال مشاركة يف األعمال القتالية‪ ،‬ونظرا ألن المشاركة‬ ‫المدنيي يف تصنيع السالح‪ ،‬ولم ر‬
‫ر‬
‫ز‬
‫الدول وقتها‬
‫ي‬ ‫الفعلية يف العمليات القتالية كانت قاصة عىل عناص القوات المسلحة‪ ،‬فأن هدف القانون‬
‫ز ز‬
‫والمصابي يف صفوف القوات المسلحة وحماية‬
‫ر‬ ‫كان تنظيم استخدام وسائل القتال لتقليل عدد الضحايا‬
‫األشى‪.‬‬
‫ر‬
‫الت دارت ر ز‬
‫بي القوات المسلحة‬ ‫ولكن بعد نشأة األمم المتحدة ظهرت حروب التحرير الوطنية ي‬
‫للدول وتنظيمات مسلحة تسع لتحرير شعوب ها من االستعمار واالستعباد والظلم‪ ،‬ولذا اتجه القانون‬
‫الت تدافع‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫توفت الحماية للتنظيمات المسلحة ي‬
‫دول لهذه الحروب لضمان ر‬ ‫قانوب ي‬ ‫ي‬ ‫لالعتاف بوضع‬ ‫الدول‬
‫ي‬
‫ز‬
‫عن استقالل بالدها يف مواجهة قوى االستعمار (‪.)89‬‬
‫كما عرف القانون الدول ‪ -‬بعد نشأة األمم المتحدة ‪ -‬مصطلح الحرب المدنية‪ ،‬وه ز ز‬
‫التاع‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بي القوات المسلحة للدولة والثوار أو المتمردين‪ ،‬وكانت هذه الحرب قديما‬ ‫المسلح الداخىل الذي يدور ر ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫تخضع للقانون الداخىل للدولة ف ظل مبدأ السيادة المطلقة‪ ،‬أما إذا ر‬
‫اعتفت الحكومة القائمة لهؤالء‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫ر‬
‫الت حددها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫اإلضاف األول لعام ‪ ١٩٧٧‬بالطبيعة الدولية لهذه الحروب حال توفر عدد من الشوط ي‬
‫ي‬ ‫‪ ) 89‬اعتف ر‬
‫التوتوكول‬

‫‪40‬‬
‫الدول أضحت هذه‬ ‫الدول‪ ،‬ومع تطور القانون‬ ‫رز‬
‫المحاربي فإنها تخضع للقانون‬ ‫الثوار أو المتمردين بصفة‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫محاربي للثوار أو المتمردين‪ ،‬وذلك ر‬
‫رز‬ ‫الحرب خاضعة لقواعده دون ر‬
‫مت توافرت يف‬ ‫اعتاف الدولة بصفة ال‬
‫التاع رشوط الشدة والتنظيم لصفوف الجماعات المسلحة‪.‬‬ ‫هذا ز ز‬
‫ر‬ ‫زز‬ ‫ز‬
‫الت باتت تمثل‬
‫األختة ظهر مصطلح التاعات الهجينة لوصف الحروب المعاصة ي‬ ‫ر‬ ‫وف السنوات‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫الت يصعب تحديد طبيعتها لتعدد األطراف المشار ر ز‬‫ر‬
‫كي فيها‪ ،‬فمثال‬ ‫أشكال جديدة من الحروب المدولة ي‬
‫الت ينشب عىل أرضها ز ز‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫التاع طرفا أساسيا‬ ‫يف العراق‪ ،‬اليمن‪ ،‬سوريا‪ ،‬وليبيا نجد القوات المسلحة للدولة ي‬
‫اشتاك جماعات مسلحة متعددة‪ ،‬بعضها تندرج تحت‬ ‫المشتك زف هذه ز ز‬
‫التاعات أيضا هو ر‬ ‫ر‬ ‫فيه‪ ،‬والقاسم‬
‫ي‬
‫وبالتال تخضع لقيادة واحدة وتنظيم واحد‪ ،‬والبعض‬ ‫ي‬ ‫مسم واحد مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش‬
‫ز‬ ‫رز‬
‫وف‬
‫وغتهم‪ ،‬ي‬ ‫الحوثيي ر‬ ‫األخر جماعات متفرقة تدافع عن مصالحها ونفوزها عىل إقليم كل دولة‪ ،‬مثل‬
‫التاع‬ ‫التاعات نجد أطراف أخرى من الدول األجنبية أو التحالفات العسكرية تشارك زف ز ز‬ ‫الكثت من هذه ز ز‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫وف بعض ز ز‬‫ز‬
‫التاعات شاركت دول لمساعدة التنظيمات اإلرهابية مثلما فعلت‬ ‫بدافع مكافحة اإلرهاب‪ ،‬ي‬
‫تركيا ز يف ليبيا وإيران ز يف اليمن‪.‬‬
‫الدول‬ ‫التاعات المدولة المعاصة إشكالية حقيقية عند محاولة تحديد قواعد القانون‬ ‫وتثت هذه ز ز‬
‫ر‬
‫ي‬
‫التاعات المسلحة الدولية أم قواعد‬ ‫الهجي قواعد ز ز‬
‫رز‬ ‫الت تطبق عليها (‪ ،)90‬فهل يطبق عىل ز ز‬
‫التاع‬ ‫ز ر‬
‫اإلنساب ي‬
‫ي‬
‫غت الدولية؟‬ ‫التاعات المسلحة ر‬ ‫زز‬

‫التاعات المسلحة‬ ‫النوعي‪ ،‬ز ز‬


‫رز‬ ‫التاعات ر ز‬
‫يتبي أنها تتضمن كال‬ ‫ومن خالل تحليل أطراف هذه ز ز‬

‫التاع‪ ،‬حيث تحتوي هذه‬‫وغت الدولية‪ ،‬ولذا فإن القواعد المنظمة لكل منهما ستطبق عىل ذات ز ز‬
‫الدولية ر‬
‫التال (‪:)91‬‬ ‫زز‬
‫التاعات عىل أرب ع أنواع من العالقات وذلك عىل النحو ي‬
‫الت تحارب ها ر‬
‫تبف خاضعة‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫‪ .1‬العالقة ربي القوات المسلحة لدولة اإلقليم والجماعات المسلحة ي‬
‫غت الدولية‪.‬‬
‫التاعات المسلحة ر‬ ‫لقواعد ز ز‬

‫الت تتدخل لمساعدة الجماعات المسلحة‬ ‫ر‬ ‫ز‬


‫‪ .2‬العالقة ربي القوات المسلحة للدولة األجنبية ي‬
‫والقوات المسلحة لدولة اإلقليم تخضع لقواعد المنازعات المسلحة الدولية‪.‬‬
‫طرف ز ز‬
‫التاع تخضع العالقة ر ز‬ ‫ز‬ ‫‪ .3‬زف حالة تدخل ر‬
‫بي هذه الدول لقواعد‬ ‫ي‬ ‫أكت من دولة لمصالح‬ ‫ي‬
‫زز‬
‫التاعات المسلحة الدولية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪Dapo Akande, “Classification of conflicts: relevant legal concepts”, in Elizabeth Wilmshurst, ed.,‬‬
‫‪International Law and the Classification of Conflicts (Oxford, United Kingdom, Oxford University‬‬
‫‪Press, 2012), p. 70 https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=2132573‬‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫الدول‬ ‫جويىل‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‬ ‫‪ ) 91‬راجع فكرة تدويل الحرب المدنية‪ .‬د‪ .‬سعيد سالم‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ ،٢٠٠٢‬ص ‪٢٩١‬‬

‫‪41‬‬
‫ز‬ ‫‪ .4‬العالقة ر ز‬
‫بي الدولة المتدخلة لمساعدة القوات المسلحة لدولة اإلقليم يف مواجهة الجماعات‬
‫غت الدولية‪.‬‬ ‫المسلحة تخضع لقواعد ز ز‬
‫التاعات المسلحة ر‬
‫ال‪ ،‬إذا شنت دولة هجمات بالطائرات بدون طيار عىل القوات المسلحة لدولة أخرى‬‫وبالت ي‬
‫لمساعدة التنظيمات المسلحة فأن هذه الهجمات يجب أن تخضع لقواعد ز ز‬
‫التاعات المسلحة الدولية‪.‬‬
‫ز‬
‫وف حالة شن هذه الهجمات عىل التنظيمات المسلحة لمساعدة القوات المسلحة للدولة‬ ‫ي‬
‫غت الدولية‪.‬‬ ‫صاحبة اإلقليم فأن تخضع لقواعد ز ز‬
‫التاعات المسلحة ر‬
‫ولكن ما يجب االنتباه إلية فيما سبق أن القانون الدول كان يواكب تطور ز ز‬
‫التاعات المسلحة‬ ‫ي‬
‫فف البداية اهتم بتنظيم القتال زف ز ز‬
‫التاعات المسلحة‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫بإصدار القواعد المالئمة لكل نزاع وفقا لمعطياته‪ ،‬ي‬
‫االعتاف بحق الشعوب ز يف االستقالل‪.‬‬
‫ر‬ ‫غت الدولية من منطلق‬‫التاعات المسلحة ر‬‫الدولية ثم نظم ز ز‬

‫التميي عند استهداف الجماعات المسلحة بالطائرات بدون طيار‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ثانيا‪ :‬إشكاليات تطبيق مبدأ‬
‫اإلنساب‪ ،‬ولكن تطبيق‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫المدنيي من أهم مبادئ القانون‬ ‫رز‬ ‫رز‬
‫المقاتلي و‬ ‫بي‬ ‫رز‬
‫التميت ر ز‬ ‫يعد مبدأ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت توجهها الدول‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الكثت من اإلشكاليات عند محاولة تطبيقه عىل الرصبات الجوية ي‬ ‫ر‬ ‫يثت‬‫هذا المبدأ ر‬
‫ز‬
‫لعناص التنظيمات اإلرهابية يف دولة أخرى؟‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الكثت من‬
‫ر‬ ‫الت تشارك يف‬ ‫المثتة للجدل يف هذا الصدد أن التنظيمات المسلحة ي‬ ‫ر‬ ‫ومن اإلشكالية‬
‫الدول بأشة‪،‬‬ ‫تكفتية لدولها وللمجتمع‬ ‫ه تنظيمات إرهابية نشأت عىل أساس أفكار ر‬ ‫زز‬
‫ي‬ ‫التاعات الهجينة ي‬
‫الت تأوي ها ثم تنطلق منها بعمليات‬ ‫ر‬
‫وتستخدم هذه التنظيمات السالح لفرض سيطرتها عىل الدول ي‬
‫التام بمكافحتها‪.‬‬‫إرهابية زف الدول األخرى‪ ،‬ولذا فإن القانون الدول يفرض عىل الدول ر ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اإلنساب لحماية التنظيمات المسلحة‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫الت استهدفها القانون‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫وعىل ذلك‪ ،‬فأن الغاية ي‬
‫الدول قرر الحماية للتنظيمات‬ ‫غت الدولية أصبحت محل شك‪ ،‬فالقانون‬ ‫التاعات المسلحة ر‬ ‫المشاركة زف ز ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫المشاركة زف القتال زف ز ز‬
‫غت الدولية انطالقا من حق أعضاء هذه التنظيمات يف الدفاع‬ ‫التاعات المسلحة ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الت تحتلها‪ ،‬أو حق الشعوب المستعبدة يف الدفاع عن‬ ‫عن استقالل دولها يف مواجهة قوى االستعمار ي‬
‫التحرر من أنظمة الحكم الظالمة‪.‬‬
‫ز‬
‫والتساؤل الذي يطرح هنا هو‪ :‬هل مجرد انضمام الشخص للجماعات اإلرهابية المسلحة ي‬
‫يعت‬
‫تميت‬ ‫الت توجه ز‬
‫الرصبات ‪ -‬ال ر ز‬ ‫ر‬ ‫أنه أصبح من األهداف العسكرية ر‬
‫وبالتال يكون عىل الدول ‪ -‬ي‬
‫ي‬ ‫المشوعة؟‬
‫رز‬
‫المنضمي لها‪.‬‬ ‫غت‬ ‫رز‬
‫المنضمي للجماعة واألشخاص ر‬ ‫رز‬
‫بي األشخاص‬

‫‪42‬‬
‫رز‬
‫المنضمي للجماعة وبعضهم البعض؟‬ ‫رز‬
‫التميت داخل األفراد‬ ‫رز‬
‫التميت يتطلب‬ ‫أم أن تطبيق مبدأ‬
‫ز‬
‫بمعت تحديد دور الشخص المستهدف من الهجمات اإلرهابية بدون طيار داخل الجماعة‪ ،‬وما إذا كان‬
‫يقوم بدور عسكري من عدمه‪.‬‬
‫ز‬ ‫رز‬ ‫وفقا للتوتوكول االختياري ز‬
‫المدنيي حمايتهم يف حالة‬ ‫الثاب الملحق باتفاقيات جينيف "يفقد‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الت يقومون فيها بهذا الدور (‪ ،")92‬والمالحظة األول عىل‬
‫مشاركتهم يف األعمال العدائية خالل الفتة ي‬
‫رز‬
‫المدنيي بشكل واضح‪ ،‬ولم تعرفهم تعريف محدد‪ ،‬وهو حال غالبية‬ ‫هذه المادة أنها لم تحدد مفهوم‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫معاهدات القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫المقاتلي بشكل ر‬
‫أكت وضوحا ذهبت اللجنة الدولية للصليب األحمر إل أن‬ ‫رز‬ ‫رز‬
‫المدنيي عن‬ ‫ولت ر ز‬
‫ميت‬
‫المقاتلي الذين يجوز استهدافهم بالقوة المسلحة إذا شارك ز يف األعمال التالية‪:‬‬
‫رز‬ ‫الشخص يكون من‬
‫‪ -‬أي عمل من أعمال العنف الم ر‬
‫باش؛‬
‫‪ -‬القيام بمهام االستخبارات أو أعمال المراقبة؛‬
‫ز‬
‫‪ -‬نقل المعلومات الستعمالها فورا يف هجوم مسلح؛‬
‫‪ -‬نقل المعدات ز يف أماكن قريبة جدا من مواقع القتال‪.‬‬
‫وبالتال ال يجوز استهدافه بالقوة المسلحة ز يف الحاالت التالية‪:‬‬
‫ي‬
‫رز‬
‫المقاتلي‪،‬‬ ‫وال يكون الشخص من‬
‫‪ -‬البيع التجاري للمعدات؛‬
‫‪ -‬أعمال الدعاية واإلصدارات الدعائية؛‬
‫‪ -‬تمويل اإلرهاب؛‬
‫‪ -‬تجنيد أعضاء للجماعة؛‬
‫‪ -‬إخفاء األسلحة؛‬
‫ز‬ ‫رز‬
‫المحاربي عىل تفادي الوقوع يف األش؛‬ ‫‪ -‬مساعدة‬
‫رز‬
‫للمحاربي‪.‬‬ ‫توفت الماء والغذاء والمساعدات اللوجستية‬
‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫ز‬
‫المدب ال يفقد الحماية المقررة له بموجب‬ ‫كما ترى اللجنة الدولية للصليب األحمر أن الشخص‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫ه المشاركة يف العمليات العدائية أي يستمر يف‬
‫اإلنساب إال إذا كانت مهمته الدائمة ي‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫وظيفته القتالية‪.‬‬
‫ر ر‬
‫الت وضعتها الجنة الدولية‬ ‫رز‬ ‫رز‬
‫لمعايت ي‬‫العسكريي للواليات المتحدة األمريكية ا‬ ‫المحامي‬ ‫ويرفض‬
‫رز‬
‫قائلي أن األشخاص الذين ال يمكن استهدافهم من أعضاء الجماعات المسلحة هم‬ ‫للصليب األحمر‪،‬‬

‫‪ ) 92‬أنظر المادة الثالثة عشر من البروتوكول االختياري الثاني الملحق التفاقيات جينيف لعام ‪.١٩٧٧‬‬

‫‪43‬‬
‫رز‬ ‫ز ز‬
‫المنضمي‬ ‫العاملي يف مجال الخدمات الطبية والشؤون الدينية فقط‪ ،‬وفيما عدا ذلك فأن األشخاص‬ ‫ر‬
‫فقه مؤيد لهذا الرأي مستندا عىل أن‬ ‫مشوعة‪ ،‬وهناك اتجاه‬ ‫لهذه الجماعات يمثلون أهداف عسكرية ر‬
‫ي‬
‫رز‬
‫المنضمي لهذه الجماعات‬ ‫دور أعضاء الجماعات اإلرهابية يتباين من وقت ألخر‪ ،‬كما أن أدوار األشخاص‬
‫ز‬
‫ليست محددة بدقة كما هو الحال يف القوات المسلحة للدول‪ ،‬وأن توفر المعلومات االستخباراتية لمهام‬
‫كل عضو ز يف هذه الجماعات أمر صعب للغاية (‪.)93‬‬
‫الدول‬ ‫ر‬
‫الت يوفرها القانون‬
‫ي‬ ‫وتعليقا عىل هذه اإلشكالية أرى أنها تؤدي إل إهدار الحماية الحقيقية ي‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫رز‬ ‫ز‬
‫الت لم تشارك يف‬ ‫للمدنيي‪ ،‬ذلك ألنها تبحث يف توفر الحماية ألعضاء الجماعات اإلرهابية ي‬ ‫اإلنساب‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت تقول إن من‬ ‫العمليات العدائية‪ ،‬واعتقد أن الواليات المتحدة والدول المؤيدة لها محقة يف حجتها ي‬
‫الصعب التعرف عىل ما إذا كان أحد أعضاء الجماعات اإلرهابية يشارك ز يف العدائية من عدمه‪.‬‬
‫التاعات المسلحة التقليدية‬ ‫المقاتلي زف ز ز‬
‫ز‬ ‫وغت‬ ‫رز‬
‫المقاتلي ر‬ ‫رز‬
‫التميت ر ز‬
‫بي‬
‫ز‬
‫ويشار يف هذا الشأن إل أن‬
‫ر ي‬
‫والمقاتلي يرتدون مالبس ر ز‬
‫تمتهم‪،‬‬ ‫رز‬ ‫أمر سهل‪ ،‬حيث تكون خطوط المواجهة واضحة‪ ،‬والسالح مشهر‪،‬‬
‫ز‬
‫كبتة‪،‬‬
‫ويحملون شارات خاصة‪ ،‬بينما يف حالة استهداف أعضاء الجماعات اإلرهابية فاألمر معقد لدرجة ر‬
‫ألن سياستهم تعتمد عىل إخفاء هويتهم‪.‬‬
‫الت تشن هجمات عدائية عىل‬ ‫ر‬
‫ولذا أرى حسم هذا الخالف بأن االنضمام للجماعات اإلرهابية ي‬
‫ز‬ ‫ً‬
‫عمال كافيا ر‬
‫وأشت يف هذا الشأن إل أن النص‬ ‫ر‬ ‫لمشوعية االستهداف بالقوة المسلحة‪،‬‬ ‫أي دولة يمثل‬
‫حت ‪١٩٧٧‬‬ ‫الفتة من ‪ ١٩٧٤‬ر‬ ‫المدب زف المؤتمر الدبلوماس المنعقد خالل ر‬ ‫ز‬ ‫المقتح لتعريف الشخص‬‫ر‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫ز‬
‫عرفه بأنه "أي شخص ليس عضوا يف القوات المسلحة أو جماعة مسلحة منظمة" إال أن هذه المادة‬
‫غت الدولية بما فيها الجماعات‬ ‫التوتوكول عالج مختلف أنواع ز ز‬
‫التاعات المسلحة ر‬ ‫أسقطت نظرا ألن هذا ر‬
‫المدافعة عن استقالل بالدها‪ ،‬ولم يخصص لحاالت مكافحة اإلرهاب (‪.)94‬‬
‫ر‬ ‫ز ز‬ ‫فأنت أرى أن ز‬ ‫ز‬
‫الت تشنها القوات الحكومية للدول ضد الجماعات‬ ‫التميت يف الحرب ي‬
‫ر‬ ‫معت‬ ‫وعلية ي‬
‫عداب واألشخاص‬ ‫الت تمارس عمل‬ ‫ر‬ ‫رز‬ ‫رز‬
‫التميت ر ز‬ ‫اإلرهابية ز‬
‫ي‬ ‫المنضمي للجماعة اإلرهابية ي‬ ‫بي األشخاص‬ ‫يعت‬
‫ز‬ ‫رز‬
‫تدابت الحيطة لعدم وقوع إصابات‬
‫ر‬ ‫وف هذه الحالة يكون عىل الدول أن تتخذ كافة‬ ‫المنضمي لها‪ ،‬ي‬ ‫غت‬
‫ر‬
‫رز‬
‫المنضمي لتلك الجماعات‪.‬‬ ‫غت‬ ‫رز‬
‫بي األشخاص ر‬

‫‪93‬‬
‫‪See Michael N. Schmitt, “The Interpretive Guidance on the Notion of Direct Participation in‬‬
‫‪Hostilities: a critical analysis”, Harvard National Security Journal, vol. 1 (2010) p. 27‬‬
‫‪https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=1600243‬‬
‫التفستي للعمليات العدائية‪ ،‬اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬ص ‪٢٩‬‬
‫ر‬ ‫‪ ) 94‬راجع الدليل‬

‫‪44‬‬
‫ثالثا‪ :‬إشكاليات تطبيق مبدأ التناسب عند استهداف التنظيمات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫بي ز‬
‫الرصورات العسكرية واالعتبارات اإلنسانية هو‬ ‫زف البداية يجب اإلشارة إل أن مبدأ التناسب ر ز‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز (‪)95‬‬ ‫ز‬
‫والت تهدف إل ضبط سلوك القوات المشاركة يف‬ ‫اإلنساب ‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫أحد المبادئ الراسخة يف القانون‬
‫ه عدم استخدام الخصم للقوة المميتة ضد‬ ‫زز‬
‫التاعات المسلحة الدولية‪ ،‬والفكرة األساسية لهذا المبدأ ي‬
‫تقض باستخدامها‪ ،‬وال يجوز أن يكون الهدف من القتال هو‬ ‫خصمة إال إذا وجدت زصورة عسكرية ز‬
‫ي‬
‫القضاء عىل الخصم تماما‪ ،‬إنما يهدف القتال إل إضعاف قدرة العدو العسكرية بالقدر الذي يجعله يرضخ‬
‫يقض بأن إصابة الخصم أفضل من قتله‪ ،‬وأشة أفضل‬ ‫إلرادة الخصم المنترص‪ ،‬وعلية فإن هذا المبدأ ز‬
‫ي‬
‫من إصابته‪.96‬‬
‫ورغم االتفاق الدول عىل كيفية تطبيق مبدأ التناسب زف حاالت ز ز‬
‫التاعات المسلحة التقليدية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الكثت من التساؤالت عما إذا‬
‫ر‬ ‫فأن استهداف العناص اإلرهابية بهجمات الطائرات بدون طيار أدى إلثارة‬
‫التام صي ح بعدم القتل إذا كان باستطاعة القوات القبض عىل الشخص‬ ‫كان القانون الدول يتضمن ر ز‬
‫ي‬
‫المستهدف؟‬
‫الت عقدت خالل ر‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الفتة‬ ‫الدول ي‬
‫ي‬ ‫ختاء القانون‬
‫وعند مناقشة هذا التساؤل يف اجتماعات لجنة ر‬
‫ز‬
‫اإلنساب ال يسمح باستهداف شخص بالقوة‬ ‫الدول‬ ‫وحت ‪ ،٢٠٠٨‬اتجه البعض إل أن القانون‬ ‫من ‪ ٢٠٠٤‬ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫الختاء عىل أن‬
‫المميتة إال يف حالة عدم إمكانية القبض علية‪ ،‬ولكن عىل الجانب األخر أص عدد من ر‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫اإلنساب ال يتضمن ر ز‬
‫قانوب بالقبض عىل الشخص بدال من قتله يف حالة سقوط‬‫ي‬ ‫التام‬ ‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫الت يوفرها لهذا الشخص‪ ،‬خاصة وأن محاولة القبض علية سوف تزيد من احتماالت إصابة‬ ‫ر‬
‫الحماية ي‬
‫الت تنفذ هذا القبض (‪.)97‬‬ ‫ر‬
‫القوات ي‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫الت رتتز طبيعة اإلشكاليات ي‬
‫الكثت من األمثلة ي‬
‫ر‬ ‫وقد أثارت اللجنة الدولية للصليب األحمر‬
‫الرصورات العسكرية واالعتبارات اإلنسانية زف ظل ز ز‬
‫التاعات الهجينة‪،‬‬ ‫بي ز‬ ‫تواجه تطبيق مبدأ التوازن ر ز‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫غت مسلح جالس يف مقه يرصد تحرك قوات عسكرية‬ ‫مدب ر‬
‫ومنها مدى مشوعية استهداف شخص ي‬
‫عت هاتفة الجوال لقوة جوية تنتظر تحديد المكان لتنفيذ هجومها‪ ،‬وهل يفرض القانون‬
‫بهدف إبالغها ر‬
‫الدول القبض عىل هذا الشخص بدل من استهدافه بالقتل؟ والمثال األخر هو مدى ر‬
‫مشوعية استهداف‬ ‫ي‬
‫قائد عسكري لجماعة مسلحة حال قيامه بزيارة ألحد أقاربه بدون سالح (‪.)98‬‬

‫ينبع أن تسع لتحقيقه الحرب هو إضعاف قوة العدو‬‫المشوع الذي ز‬


‫‪ )95‬نص إعالن سان بطرسبورغ ‪ ١٨٦٨‬عىل أن الهدف الوحيد ر‬
‫ي‬ ‫ز‬
‫غت قادرين عىل الرجال‪.‬‬
‫أكت عدد ممكن من الرجال ر‬
‫ويكف لتحقيق هذا الهدف جعل ر‬ ‫ي‬ ‫العسكرية‬
‫‪ ) 96‬أنظر وثائق األمم المتحدة ‪ A/68/382‬ص ‪22‬‬
‫ز‬
‫التفستي للمشاركة يف العمليات العدائية‪ ،‬اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٨١‬‬
‫ر‬ ‫‪ )97‬راجع الدليل‬
‫ز‬
‫التفستي للمشاركة يف العلميات العدائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪٨١‬‬ ‫‪ )98‬راجع الدليل‬
‫ر‬

‫‪45‬‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫االعتاف‬ ‫وأرى أن المدلول العام لمبدأ التناسب ال يقدم إجابات واضحة لهذه التساؤالت‪ ،‬يف ظل‬
‫ز ز‬
‫اإلرهابيي يف معاقل تواجدهم يمثل درجة عالية من الخطورة عىل حياة القوات‬
‫ر‬ ‫بأن محاولة القبض عىل‬
‫الت تنفذ هذا القبض‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫قانوب بالقبض عىل‬ ‫التام‬ ‫ز‬
‫اإلنساب ال يتضمن ر ز‬ ‫الدول‬ ‫يعت قبول االدعاء بأن القانون‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ولكن ذلك ال ي‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الت يوفرها لهذا الشخص بسبب مشاركته يف العمليات‬ ‫الشخص بدال من قتله يف حالة سقوط الحماية ي‬
‫ز‬
‫يجاف المنطق‪ ،‬ألن قتل شخص مع إمكانية القبض علية يتعارض مع األهداف‬ ‫ي‬ ‫العدائية‪ ،‬فهو ادعاء‬
‫اإلنسانية لهذا القانون‪.‬‬
‫وعىل ما سبق انته إل أن االستهداف بالقوة العسكرية ال يكون ر‬
‫مشوعا إال إذا انعدمت أمكانية‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت تنفذ عملية القبض‪.‬‬
‫القبض عىل الشخص‪ ،‬أو إذا كان القبض علية يمثل خطرا عىل القوات ي‬
‫ر‬
‫الت تنفذه فأن محاولة‬ ‫ف رز‬
‫حي يكون القبض عىل الشخص متاح بدون مخاطر عىل القوات ي‬
‫ز‬ ‫غت ر‬ ‫ً‬
‫اإلنساب‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫مشوعا وفقا للقانون‬ ‫استهدافه بالقتل تكون عمال ر‬
‫ر‬
‫الت تنفذ عملية الهجوم بدون طيار عادة تقوم بتنفيذها من مناطق بعيدة عن‬
‫ونظرا ألن الدول ي‬
‫الكثت من‬ ‫ر‬
‫واعتافا بأن محاولة القبض عىل العناص اإلرهابية تحمل‬ ‫مناطق وجود العناص اإلرهابية‪،‬‬
‫ر‬
‫ز‬
‫المخاطر خاصة إذا نفذت تلك العمليات يف أوكارهم فأن فكرة التناسب تحتاج لمعالجة مختلفة من‬
‫دول جديد ينظم مكافحة اإلرهاب باستخدام الطائرات بدون طيار‪.‬‬‫خالل اتفاق ي‬
‫المطلب الثان‬
‫إشكالية مستوى التنظيم ودرجه العنف‬
‫الذي تمارسه الجماعات اإلرهابية المستهدفة‬
‫حت يمكن استهدافها بالقوة‬ ‫طي زف الجماعات المسلحة ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫اإلنساب توفر ش ر ي‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫يتطلب القانون‬
‫ز‬
‫الثاب هو أن تكون تلك‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تفوق اإلصابات الداخلية و ي‬ ‫العسكرية المميتة‪ ،‬الشط األول هو درجة العنف ي‬
‫الجماعات المسلحة منظمة (‪.)99‬‬
‫رز‬ ‫وف حالة عدم توفر هذه ر‬ ‫ز‬
‫المنتمي لهذه الجماعات‬ ‫الشوط فال يمكن استهداف األشخاص‬ ‫ي‬
‫رز‬
‫للمدنيي‪.‬‬ ‫ز‬
‫اإلنساب‬ ‫الدول‬ ‫ر‬
‫الت يوفها القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫بالقوة المسلحة ألنهم يتمتعوا بالحماية ي‬
‫وهو ما يتطلب تحليل مستوى تنظيم هذه الجماعات ودرجه العنف الذي تمارسه قبل توجيه‬
‫رز‬
‫للمدنيي‪.‬‬ ‫ز‬
‫اإلنساب‬ ‫الدول‬ ‫ر‬
‫الت يوفرها القانون‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫صبات الطائرات بدون طيار للتأكد من سقوط الحماية ي‬

‫‪ )99‬أنظر التوتكول االختياري ز‬


‫الثاب الملحق باتفاقيات جينيف ‪١٩٧٧‬‬
‫ي‬ ‫ر‬

‫‪46‬‬
‫تعت توفر قيادة موحدة‬ ‫ز‬
‫اإلنساب ز‬ ‫الدول‬ ‫وفكرة تنظيم الجماعات المسلحة وفقا للقانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت تقوم بها باإلضافة لوجود نوعا من التنسيق فيما ر ز‬
‫بي أعضاء‬ ‫ر‬
‫وتخطيط مشتك للعمليات العسكرية ي‬
‫تلك الجماعة ز يف توزي ع األسلحة‪.‬‬
‫التاعات المسلحة‬‫وتفش المحكمة الجنائية الدولية مفهوم الجماعات المسلحة المشاركة زف ز ز‬
‫ي‬
‫الت تمتلك القدرة عىل تخطيط العمليات العسكرية وتنفيذها من خالل‬ ‫ر‬
‫غت الدولية بأنها الجماعات ي‬ ‫ر‬
‫هيكل قيادي واحد‪ ،‬وهو تفش يتفق مع ما سبق وقالته المحكمة الجنائية الدولية ليوغسالفيا السابقة‬
‫ر‬
‫الت تمارسها كل‬
‫بشأن مفهوم هذه الجماعات‪ ،‬كما قررت المحكمة الدولية لرواندا أن قياس درجة العنف ي‬
‫التاع يجب أن يتم بشكل مستقل عن الدور الذي تقوم به‬ ‫جماعة من الجماعات المسلحة المشاركة زف ز ز‬
‫ي‬
‫الجماعات األخرى (‪.)100‬‬
‫ز‬
‫تثت مسألة أن تكون الجماعات اإلرهابية المسلحة منظمة إشكالية حقيقية‬ ‫الحال‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫وف الواقع‬‫ي‬
‫ز‬ ‫حال تحليل بعض ز ز‬
‫الكثت من الدول‪ ،‬وذلك لوجود العديد من الجماعات‬
‫التاعات المسلحة المشتعلة يف ر‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫زز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫كثت من الحاالت متناثرة‬
‫والت تكون يف ر‬
‫الت تشارك يف تلك التاعات وتشكل بأعمالها المتفرقة ‪ -‬ي‬ ‫المسلحة ي‬
‫– قوة معادية للقوات المسلحة للدولة‪.‬‬
‫وترى الواليات المتحدة األمريكية أن فكرة توفر معيار التنظيم الموحد للتنظيمات المسلحة‬
‫ز‬
‫والت تستهدف الواليات المتحدة بهجمات إرهابية هو رشط‬ ‫ر‬
‫المتعددة المشاركة يف الرصاعات الحالية ي‬
‫ز‬
‫صعب التحقق‪ ،‬ولذا ترى أن لها الحق يف توجيه هجمات الطائرات بدون طيار لكل جماعة من هذه‬
‫الجماعات بغض النظر عن مدى خضوعها لتنظيم واحد أو قيادة واحدة (‪.)101‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وهناك اتجاه يف الفقه مؤيد لوجه النظر القائلة بأن توفر عنرص التنظيم يف الجماعات المسلحة‬
‫بي مفهوم‬‫الت تقوم بالعمليات اإلرهابية اآلن أمر صعب التحقق ويمزج مؤيدي هذه الفكرة ر ز‬ ‫ر‬
‫المتعددة ي‬
‫غت الدولية‪ ،‬فمن الثابت أن مفهوم المشاركة‬ ‫والتاعات المسلحة ر‬ ‫المشاركة زف ز ز‬
‫التاعات المسلحة الدولية ز ز‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫التاعات المسلحة الدولية يتحقق عندما تصبح أي دولة ذات سيادة طرفا ف ز ز‬ ‫زف ز ز‬
‫التاع‪ ،‬أو تشارك يف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫مباشة أو بتقديم الدعم والمساعدة ألحد أطرافه‪ ،‬واستنادا عىل‬ ‫عملياته بأي شكل من األشكال سواء ال ر‬
‫رز‬
‫ويجت استخدام‬ ‫ذلك يرى هذا االتجاه أن مشاركة أي جماعات مسلحة زف ز ز‬
‫التاع يجعلهم هدف عسكري‬ ‫ي‬

‫ز‬
‫التعسف‪ ،‬وثائق‬ ‫ز‬
‫المعت بحاالت اإلعدام خارج نطاق القانون أو اإلعدام بإجراءات موجزة أو اإلعدام‬ ‫‪ )100‬أنظر تقرير المقرر الخاص‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬مرجع سابق‪ )A/68/382( ،‬ص ‪16‬‬
‫‪101‬‬
‫‪https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2013/02/12/remarks-president-‬‬
‫‪state-union-address‬‬

‫‪47‬‬
‫ز‬
‫الطائرات بدون طيار يف مواجهتهم بغض النظر عن خضوع هذه الجماعات المسلحة لهيكل إداري واحد‬
‫أو قيادة واحدة (‪.)102‬‬
‫واالتجاه الرافض لفكرة اعتبار الجماعات المسلحة المتعددة مشاركة زف ز ز‬
‫التاع المسلح ما لم‬ ‫ي‬
‫الت قامت بها الدول باستخدام‬ ‫ر‬
‫تخضع لهيكل قيادة واحد وإدارة واحدة‪ ،‬يصف الهجمات المسلحة ي‬
‫رز‬
‫المستهدفي من‬ ‫ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬ألن األشخاص‬ ‫الدول‬ ‫المشوعية وفقا القانون‬ ‫الطائرات بدون طيار بعدم ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫ترقيف أعمالها لمستوى العنف المطلوب إذا تم تحليلها بشكل مستقل‬ ‫تنتم لجماعة ال‬ ‫هذه الجماعات‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عما تقوم به الجماعات األخرى (‪.)103‬‬
‫وتعليقا عىل هذا الرأي اعتقد أن فكرة زصورة تبعية كافة الجماعات اإلرهابية المسلحة لهيكل‬
‫تنظيم واحد تحتاج لمراجعة‪.‬‬
‫ي‬
‫فعىل الرغم من أن معيار التنظيم يرتبط بمعيار درجه العنف الذي تمارسها الجماعة المسلحة‪،‬‬
‫نست‪ ،‬وال يصل إل مستوى االرتباط الوجودي‪.‬‬ ‫ز‬
‫إال أب أرى أن هذا االرتباط ر ي‬
‫النست اقصد به أن تنظيم صفوف الجماعة وخضوعها لقيادة واحدة من شأنه أن‬ ‫ري‬ ‫واالرتباط‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫وه حقيقة يجب‬‫الت تواجهها‪ ،‬ي‬‫تأثتا يف القوات المسلحة ي‬
‫يؤهلها للقيام بعمليات عدائية أكت عنفا وأشد ر‬
‫االعتاف بها‪ ،‬حيث أن هذا التنظيم يمكن الجماعات اإلرهابية المسلحة من ممارسة عنف أشد مما‬ ‫ر‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫يحدث زف ز‬
‫اإلصابات الداخلية‪ ،‬وهو ما يتطلبه القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫بمعت أنهما ال يرتبطا‬ ‫بي التنظيم والعنف ال يصل لمستوى االرتباط الوجودي‬ ‫ولكن االرتباط ر ز‬
‫ز‬
‫اإلنساب وال‬ ‫الدول‬ ‫ر‬
‫الت يطلبها القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫وجودا وعدما‪ ،‬فمن الممكن أن يصل مستوى التنظيم للدرجة ي‬
‫ر‬
‫الت يوفرها‬
‫وبالتال ال تسقط الحماية ي‬
‫ي‬ ‫يصل مستوى العنف الذي تمارسه الجماعة للمستوى المطلوب‪،‬‬
‫هذا القانون ألعضاء هذه الجماعة‪.‬‬
‫ز‬
‫الدول يف صفوف‬
‫ي‬ ‫ه أال يتوفر مستوى التنظيم الذي يتطلبه القانون‬ ‫ولكن الفرضية األخطر ي‬
‫التاع‪ ،‬وعىل الرغم من ذلك تمارس درجه من العنف تفوق ما‬ ‫الجماعات اإلرهابية المسلحة المشاركة زف ز ز‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫وف هذه الحالة سيكون استهداف أعضاء هذه الجماعة بالقوة المميتة‬ ‫يحدث يف اإلصابات الداخلية‪ ،‬ي‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫الت تطلبها القانون‬‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫غت مشوع لتخلف أحد الشوط ي‬

‫ز‬
‫التعسف‪ ،‬وثائق‬ ‫ز‬
‫المعت بحاالت اإلعدام خارج نطاق القانون أو اإلعدام بإجراءات موجزة أو اإلعدام‬ ‫‪ ) 102‬أنظر تقرير المقرر الخاص‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬مرجع سابق‪ )A/68/382( ،‬ص ‪17‬‬
‫‪103‬‬
‫‪) Noam Lubell and Nathan Derejko, “A global battlefield? Drones and the geographical scope of‬‬
‫‪armed conflict”, Journal of International Criminal Justice, vol. 11, No. 1 (2013), p. 78‬‬
‫‪https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=2212185‬‬

‫‪48‬‬
‫لمعايت التنظيم‬ ‫ولذا فأن استهداف الجماعات اإلرهابية المسلحة يحتاج لتفست ر‬
‫أكت مرونة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫الت وضعها‬
‫لك تسمح باستهداف عناص تلك التنظيمات‪ ،‬وال تكون الضوابط القانونية ي‬
‫ودرجه العنف‪ ،‬ي‬
‫الدول ثغره تساعد عىل انتشار هذه الجماعات وسببا لتقييد قدرة الدول عىل مواجهتها‪.‬‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫كبتة من العشوائية‬
‫الت تتسم بدرجة ر‬‫ر‬
‫ويتفق نتيجة هذا التحليل مع ظهور حروب الجيل الرابع ي‬
‫التاعات المسلحة التقليدية‪ ،‬وعىل الرغم من ذلك فأن هذه‬‫بخالف الطابع التنظيم المعروف عن ز ز‬
‫ي‬
‫الحروب الجديدة تنتج من األثار المدمرة ما يفوق مستوى الدمار الذي كانت تحدثه الحروب التقليدية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫إشكاليت تحديد النطاق المكان والزمان ف الياعات‬
‫الت تستهدف فيها الجماعات اإلرهابية بالطيار بدون طيار‬
‫ز‬ ‫رز‬ ‫ز‬
‫المقاتلي حقوقهم يف‬ ‫اإلنساب مشح العمليات العسكرية الذي يمارس فيه‬ ‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫حدد القانون‬
‫التاع مهاجمتها‪ ،‬واألهداف‬ ‫الت يحق ألطراف ز ز‬ ‫ر‬
‫القتال‪ ،‬وذلك من خالل تحديد األهداف العسكرية ي‬
‫الت ال يجوز مهاجمتها‪ ،‬هذا باإلضافة للقواعد المنظمة الختيار مناطق إنشاء المواقع والسكنات‬ ‫ر‬
‫المدنية ي‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫المدنيي حماية ألرواحهم‬ ‫العسكرية‪ ،‬فال يجوز إنشاء هذه المواقع يف المناطق القريبة من تواجد السكان‬
‫اإلنساب ال يتضمن حكما صيحا بشأن تحديد النطاق‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫وممتلكاتهم‪ ،‬عىل الرغم من ذلك فإن القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اف لتطبيق أحكامة‪.‬‬ ‫ز‬
‫الجغر ي‬
‫للتاعات المسلحة‬ ‫اإلنساب بعض القواعد المنظمة للحدود الزمنية ز ز‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫كما وضع القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫التاع استخدام القوة المسلحة‪.‬‬ ‫الفتة الزمنية فقط يحق ألطراف ز ز‬ ‫الدولية‪ ،‬وخالل هذه ر‬

‫والزماب‬ ‫ز‬ ‫ز‬


‫المكاب‬ ‫بي الدول بشأن مدى إمكانية تحديد النطاق‬ ‫األختة شهدت خالفا ر ز‬ ‫ولكن ر‬
‫الفتة‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫الت تشارك فيها جماعات إرهابية‪ ،‬حيث‬ ‫ر‬ ‫زف ز ز‬
‫غت الدولية المعاصة خاصة المنازعات ي‬ ‫التاعات المسلحة ر‬ ‫ي‬
‫الدول‬ ‫لتعات عن معطيات الحروب التقليدية ال ر يت وضعت قواعد القانون‬ ‫تختلف معطيات هذه ا ز ز‬
‫ي‬
‫ست القتال فيها‪.‬‬ ‫ز‬
‫اإلنساب لتنظيم ر‬‫ي‬
‫ز‬
‫األختة هو أن الواليات المتحدة األمريكية قالت إنها‬ ‫ر‬ ‫وسبب تصاعد هذا الخالف يف السنوات‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫دول عابر للحدود الوطنية يف مواجهة تنظم القاعدة والقوات المرتبطة به‪،‬‬ ‫تشتك يف نزاع مسلح غ رت ي‬
‫الكثت من الدول‬
‫ر‬ ‫األمريك مخاوف‬
‫ي‬ ‫وأيدت المحكمة العليا األمريكية هذا الموقف‪ ،‬وقد أثار هذا التوجه‬
‫ز‬
‫والمنظمات الدولية‪ ،‬ألن ذلك يسمح للواليات المتحدة باستخدام طائراتها الموجهة يف استهداف أي‬
‫شخص ز يف أي مكان ز يف العالم‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫أثت الخالف بسبب قيام الواليات المتحدة‬ ‫أما بشأن الحدود الزمنية ز ز‬
‫للتاعات المسلحة فقد ر‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الت شاركت يف‬‫بتوجيه صبات موجهة باستخدام الطائرات بدون طيار لعناص الجماعات اإلرهابية ي‬
‫عش سنوات عىل هذا‬ ‫سبتمت بعد مرور ما يزيد عن ر‬
‫ر‬ ‫عش من‬‫الهجوم الذي تعرضت له زف الحادي ر‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الهجوم‪ ،‬وقالت الواليات المتحدة أن مشاركة أي شخص يف تنفيذ هذا الهجوم يبيح لقواتها مهاجمته يف‬
‫أي وقت (‪.)104‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫وف أي مكان يف‬ ‫وحرصت الدول المؤيدة الستهداف عناص التنظيمات اإلرهابية يف أي وقت ي‬
‫العالم عىل الحصول عىل موافقة برلماناتها الوطنية عىل هذا االستهداف بشكل مسبق لتنفيذ أي عمليات‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫فف أعقاب احداث‬ ‫القوم‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫وف أي دولة يوجد فيها عناص إرهابية تشكل خطرا عىل أمنها‬ ‫يف المستقبل ي‬
‫ز‬ ‫الحادي ر‬
‫األمريك يف األمر باستخدام القواة‬
‫ي‬ ‫األمريك تفويض للرئيس‬
‫ي‬ ‫سبتمت أصدر الكونجرس‬
‫ر‬ ‫عش من‬
‫اض األمريكية حماية لمصالح البالد (‪.)105‬‬ ‫ز‬
‫المسلحة ضد عناص التنظيمات اإلرهابية المسلحة خارج األر ي‬
‫يىل‪:‬‬ ‫ز‬ ‫ز ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫والزماب يف عنرصين منفصل ري فيما ي‬
‫ي‬ ‫المكاب‬
‫ي‬ ‫إشكاليت تحديد النطاق‬
‫ي‬ ‫وسأناقش‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬إشكالية الخالف حول تحديد النطاق المكان للياعات المسلحة الت تستخدم فيها الطائرات‬
‫بدون طيار للحرب عىل اإلرهاب‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫اف‬
‫كتى‪ ،‬صورة تحديد النطاق الجغر ي‬ ‫ترفض الواليات المتحدة األمريكية بدعم من عدة دول ر‬
‫ر‬
‫الت تستهدف فيها عناص الجماعات اإلرهابية باستخدام طائراتها بدون طيار‪ ،‬وترى هذه الدول‬ ‫زز‬
‫للتاعات ي‬
‫أن تعدد ساحات القتال وعدم القدرة عىل تحديدها أصبحت أمر واقع فرضته الجماعات اإلرهابية‬
‫ز‬ ‫المنتشة زف العديد من الدول‪ ،‬ز‬
‫ر‬
‫دول مستقر أو قاعدة صيحة يف‬ ‫وتنف هذه الدول وجود عرف ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المسلحة‬
‫غت الدولية‪ ،‬كما يرى أنصار هذا‬ ‫التاعات المسلحة ر‬ ‫القانون الدول تلزم الدول بتحديد واضح لمناطق ز ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫المطالبي بتحديد النطاق الجغراف ز ز‬
‫رز‬
‫غت الدولية يتحدثون عما يجب أن‬ ‫للتاعات المسلحة ر‬ ‫ي‬ ‫االتجاه أن‬
‫يكون وليس عما هو واقع نعيشه ونتعامل معه (‪.)106‬‬
‫غت الدولية‪ ،‬بأن عدم‬ ‫للتاعات المسلحة ر‬ ‫الت ترفض تحديد نطاق جغر زاف ز ز‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫وتستطرد الدول ي‬
‫تحديد النطاق الجغر زاف ال يمثل قاعدة تطبق عىل جميع ز ز‬
‫التاعات‪ ،‬فهو استثناء يطبق وفقا لطبيعة ز ز‬
‫التاع‬ ‫ي‬
‫رز‬
‫نوعي وفقا لنطاقها‬ ‫غت الدولية إل‬ ‫ز‬
‫والجهات المشاركة فيه‪ ،‬ولذا يروا إمكانية تقسيم ز‬
‫التاعات المسلحة ر‬

‫‪104‬‬
‫‪United States, Department of Justice, White Paper, “Lawfulness of a lethal operation directed against‬‬
‫‪a U.S. citizen who is a senior operational leader of Al-Qa’ida or an associated Force” (5 February 2003).‬‬
‫‪ ) 105‬أنظر د‪ .‬محمد البقور‪ ،‬دور مبدأ سيادة الدولة في الحد من ظاهرة القتل المستهدف في إطار القانون الدولي العام‪ ،‬بحث منشور بمجلة الميزان‬
‫للدراسات اإلسالمية والقانونية‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد الثاني‪ ،٢٠١٨ ،‬ص ‪٣٥٢-٢٥١‬‬
‫‪See Michael N. Schmitt, “The Interpretive Guidance on the Notion of Direct Participation in‬‬
‫‪106‬‬

‫‪Hostilities: a critical analysis”, Harvard National Security Journal, vol. 1 (2010) p.40‬‬

‫‪50‬‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫اإلقليم‪ ،‬أولهم ز ز‬
‫غت‬ ‫إقليم واحد‪ ،‬ونزاعات مسلحة ر‬
‫ي‬ ‫الت تنحرص يف نطاق‬ ‫غت الدولية ي‬‫التاعات المسلحة ر‬ ‫ي‬
‫الت تشنها الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا عىل اإلرهاب‪،‬‬ ‫ر‬
‫دولية عابرة للحدود الوطنية‪ ،‬كالحرب ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫والتيطانية لمهاجمة الجماعات اإلرهابية المسلحة يف أقاليم‬ ‫والت اضطرت فيها القوات األمريكية ر‬ ‫ي‬
‫مختلفة من العالم (‪.)107‬‬
‫ز‬
‫وترى الدول المؤيدة لهذا االتجاه أنها عندما تستخدم قواتها المسلحة ضد تنظيمات مسلحة يف‬
‫غت الدولية العابرة للحدود‬
‫التاعات المسلحة ر‬ ‫يعتت من ز ز‬ ‫عدة دول متفرقة لهدف واحد فإن هذا ز ز‬
‫التاع ر‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وف هذه الحالة يمكنها استهداف أي شخص من العناص المنتمية لهذه الجماعات يف أي دولة‬ ‫الوطنية‪ ،‬ي‬
‫ز‬
‫اإلنساب (‪.(108‬‬ ‫الدول‬ ‫رز‬
‫المقاتلي وفقا للقانون‬ ‫باعتبارهم من‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الكثت من الدول‪،‬‬
‫ر‬ ‫الكتى المؤيدة لها رفضا من جانب‬ ‫ويواجه موقف الواليات المتحدة والدول ر‬
‫غت‬ ‫معايت تطبيقه عىل ز ز‬ ‫ز‬
‫التاعات المسلحة ر‬ ‫ر‬ ‫اإلنساب حدد‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫ويستند االتجاه الرافض عىل أن القانون‬
‫تفتض أساسا تحديد النطاق‬ ‫التاع ودرجه التنظيم‪ ،‬وهذه المعايت ر‬
‫ر‬ ‫الدولية صاحه زف معياري شدة ز ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫اف الذي تتم فيه‬
‫اإلقليم ألي نزاع‪ ،‬فكيف يمكن تحديد معيار شدة العنف دون تحديد النطاق الجغر ي‬ ‫ي‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫ممارسة هذا العنف‪ ،‬فال يمكن اعتبار العالم كله ساحة قتال‪ ،‬ويدعم هذا االتجاه رأية بأن القانون‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫زز‬ ‫ز‬
‫الت تتأثر بالعلميات يف بعض الحاالت‪ ،‬وذلك‬ ‫اإلنساب يقبل فكرة امتداد مناطق التاع للدول المجاورة ي‬
‫ي‬
‫للتاعات (‪.)109‬‬ ‫يؤكد عىل أن هذا القانون قائم عىل تحديد النطاق الجغر زاف ز ز‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت قالت الواليات المتحدة أنها تشنها‬ ‫وتعليقا عىل استخدام الطائرات بدون طيار يف الحرب ي‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت تأوي عناصه‪ ،‬قالت اللجنة الدولية للصليب األحمر أنها ترفض‬ ‫عىل اإلرهاب يف عدد من الدول ي‬
‫الدول‬ ‫االعتاف بمفهوم الحرب عىل اإلرهاب‪ ،‬واستطردت اللجنة قائلة أن مسألة انطباق القانون‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫الت توجه لتنظيمات القاعدة وتنظيم داعش تتطلب تحليل كل حالة من الحاالت‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫اإلنساب عىل الرصبات ي‬
‫ي‬
‫الت تستخدم فيها هذه الطائرات عىل حدة‪ ،‬وأن اللجنة تصنف هذه الحاالت وفقا لمستوى العنف‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫ه المعيار‬‫ودرجه التنظيم واألطراف المشاركة يف كل حالة‪ ،‬وقالت اللجنة أن الحقائق عىل األرض ي‬
‫تشتك ر‬
‫أكت من‬ ‫كتاع مسلح دول عندما ر‬ ‫القانوب لكل حالة‪ ،‬فبعض الحاالت تصنف ز ز‬ ‫ز‬ ‫المحدد للتصنيف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تشتك دولة مع تنظيم مسلح‬ ‫كتاع مسلح غت دول عندما ر‬
‫ر‬ ‫دولة زف العمليات العدائية‪ ،‬وبعضها تصنف ز ز‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪107‬‬
‫‪See Claus Kreb, “Some reflections on the international legal framework governing transnational‬‬
‫‪armed conflicts”, Journal of Conflict and Security Law, vol. 15, No. 2 (2010), p. 261‬‬
‫‪https://academic.oup.com/jcsl/article-abstract/15/2/245/785179‬‬
‫‪108‬‬
‫‪See Noam Lubell and Nathan Derejko, “A global battlefield? Drones and the geographical scope of‬‬
‫‪armed conflict”, Journal of International Criminal Justice, vol. 11, No. 1 (2013), p. 84‬‬
‫ز‬
‫التعسف‪ ،‬وثائق‬ ‫ز‬
‫المعت بحاالت اإلعدام خارج نطاق القانون أو اإلعدام بإجراءات موجزة أو اإلعدام‬ ‫‪ ) 109‬أنظر تقرير المقرر الخاص‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬مرجع سابق‪ )A/68/382( ،‬ص ‪22‬‬

‫‪51‬‬
‫دول وذلك عندما ال تتوفر‬ ‫زز‬
‫غت ي‬
‫دول وال ر‬
‫غت تابع للدول‪ ،‬والبعض األخر ال يمكن تصنيفه كتاع مسلح ي‬
‫ر‬
‫فيها درجة التنظيم أو مستوى العنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة المستهدفة (‪.)110‬‬
‫وتعليقا عىل هذه اإلشكالية‪ ،‬اتفق مع رفض اللجنة الدولية للصليب األحمر لمفهوم "الحرب‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫عىل اإلرهاب" الذي يتيح لدولة من الدول شن هجوم مسلح عىل أي جماعة إرهابية يف أي مكان يف‬
‫ر‬
‫االعتاف به لكافة الدول‪ ،‬وذلك من شأنه أن يحول العالم‬ ‫ز‬
‫يعت‬ ‫ر‬
‫العالم‪ ،‬ألن االعتاف بهذا الحق ألي دول ي‬
‫لساحة اقتتال بال ضوابط وال تنظيم‪.‬‬
‫ر‬
‫االعتاف بمفهوم الحرب عىل‬ ‫ولكن االتفاق مع رأي الجنة الدولية للصليب األحمر بشأن رفض‬
‫الت عالجت بها‬‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫أنت مقتنع بالطريقة ي‬
‫يعت بحال من األحوال ي‬‫الكتى ‪ -‬ال ي‬ ‫الت تدعيها الدول ر‬
‫اإلرهاب – ي‬
‫ز‬
‫اف المسموح فيه باستخدام القوة ضد التنظيمات اإلرهابية‬ ‫اللجنة إشكالية تحديد النطاق الجغر ي‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫المسلحة وفقا للقانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫االعتاف بأن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة اإلسالمية تمثل تنظيمات لها‬ ‫حيث رفضت اللجنة‬
‫امتدادات عالمية‪ ،‬لعدم توفر معلومات واضحة عن وجود قيادة مركزية لهذه التنظيمات ولم ر‬
‫تعتف‬
‫الت يطلبها القانون‬ ‫ر‬
‫لمعايت التنظيم ي‬
‫ر‬ ‫اللجنة بأن أي تنظيم من هذه التنظيمات يمثل طرف واحد وفقا‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫الدول (‪.)111‬‬
‫الكثت من البلدان ستكون يف مأمن من‬ ‫ر‬ ‫وبالتال فإن الفروع المتناثرة لهذه الجماعات يف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اإلنساب‪ .‬ولذا فإن معيار مستوى‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫ر‬
‫الت يطلبها القانون‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫االستهداف بالقوة لعدم توفر الشوط ي‬
‫الت تتواجد فيها‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الكثت من المناطق ي‬ ‫ر‬ ‫التنظيم سيمثل عائق أمام مكافحة هذه التنظيمات يف‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫اف الذي ينطبق علية القانون‬ ‫وهذه المسألة تمثل ثغرة يف القواعد المنظمة للنطاق الجغر ي‬
‫الكتى تستغل هذه الثغرة‬ ‫ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬باعتباره النطاق الحرصي المسموح فيه باستخدام القوة‪ ،‬والدول ر‬ ‫ي‬
‫اإلنساب عرض الحائط‪.‬‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز ز‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫اإلرهابيي يف أي مكان يف العالم‪ ،‬ضاربة بقواعد القانون‬
‫ر‬ ‫لتتر هجماتها عىل‬ ‫ر‬
‫ر‬
‫االعتاف بأن‬ ‫ومعالجة هذه اإلشكالية ال يمكن أن تكون بالتشبث باتفاقيات جينيف‪ ،‬بل يجب‬
‫ز‬
‫القواعد الدولية المنظمة الستخدام القوة يف مكافحة اإلرهاب تحتاج لقواعد دولية جديدة تالئم تطور‬
‫الجماعات اإلرهابية وأنشطتها العابرة للحدود الوطنية‪.‬‬

‫رز‬
‫والثالثي للصليب األحمر والهالل األحمر‪ ،‬والمعنون‬ ‫‪ )110‬أنظر تقرير اللجنة الدولية للصليب األمر بشأن المؤتمر الدول ز‬
‫الثاب‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ز‬
‫التاعات المسلحة المعاصة"‪ ،‬جينيف‪ ،‬أكتوبر‪ ،٢٠١٥ ،‬ص ‪٢٥‬‬ ‫اإلنساب وتحديات ز ز‬ ‫الدول‬ ‫"القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪https://www.icrc.org/ar/document/international-humanitarian-law-and-challenges-‬‬
‫‪contemporary-armed-conflicts‬‬
‫التاعات المسلحة المعاصة" مرجع سابق‪،‬‬ ‫ز‬
‫اإلنساب وتحديات ز ز‬ ‫الدول‬ ‫‪ )111‬أنظر تقرير اللجنة الدولية للصليب المعنون "القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ص ‪٢٥‬‬

‫‪52‬‬
‫ز‬
‫اف لتطبيق القانون‬ ‫المعايت الدولية الجديدة المطلوبة لتحديد النطاق الجغر ي‬
‫ر‬ ‫وعىل ما سبق‪ ،‬فأن‬
‫اإلنساب عىل حاالت استخدام القوة لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬يجب أن تحتوي عىل وصف مالئم لواقع‬ ‫ز‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والت ظهرت عىل الساحة الدولية مؤخرا‪.‬‬ ‫ر‬
‫التنظيمات اإلرهابية العابرة للحدود الوطنية ي‬
‫ز‬
‫اف‬
‫وبالتال سيكون هناك ثالث أنواع من النطاقات الجغرافية‪ ،‬النوع األول هو النطاق الجغر ي‬ ‫ي‬
‫غت‬ ‫للتاعات المسلحة ر‬ ‫الثاب هو النطاق الجغر زاف ز ز‬
‫التاعات المسلحة ز ز‬ ‫ز‬ ‫زز‬
‫ي‬ ‫للتاعات المسلحة الدولية‪ ،‬والنوع ي‬
‫بي القوات المسلحة وتنظيمات مسلحة ال توصف هجماتها العدائية باألعمال‬ ‫الت تنشب ر ز‬ ‫ر‬
‫الدولية ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫اإلرهابية كالمقاومة ر‬
‫اف‬‫ائيىل‪ ،‬أما النطاق الجغر ي‬‫الفلسطيت ضد قوى االستعمار اإلش ي‬
‫ي‬ ‫المشوعة للشعب‬
‫ر‬
‫الت تصنفها األمم‬ ‫الثالث المطلوب استحداثه فيعالج الحاالت تستخدم فيها الدول القوة ضد الجماعات ي‬
‫المتحدة باعتبارها جماعات إرهابية عابرة للحدود الوطنية مثل تنظيم داعش‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫اإلنساب يتطلب تحديد‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫وف جميع الحاالت فأن تحديد النطاق الجغر ي‬
‫اف لتطبيق القانون‬ ‫ي‬
‫المناطق المسموح فيها باستخدام القوة داخل إقليم الدولة وليس إقليمها بأكمله‪.‬‬
‫الت تشن هجمات الطائرات بدون طيار عىل عناص التنظيمات اإلرهابية يجب أن تمتنع‬ ‫ر‬
‫فالدولة ي‬
‫رز‬
‫المدنيي‪.‬‬ ‫عن تنفيذ هذه الهجمات زف حالة وجود هذه العناص ر ز‬
‫بي تجمعات‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫اف المسموح فيه باستهداف الجماعات اإلرهابية يحتاج لمعالجة‬‫ولذا فإن إشكالية النطاق الجغر ي‬
‫الدول‬ ‫مشوعية هذا االستهداف تختلف عن معالجة القانون‬ ‫قانونية خاصة من خالل اتفاقية تنظم ر‬
‫ي‬
‫غت المسلحة‪.‬‬ ‫ز‬
‫اف للمنازعات الدولية المسلحة أو ر‬‫السابقة للنطاق الجغر ي‬
‫ثانيا‪ :‬إشكالية الحدود الزمنية للياع الذي تستخدم فيه الطائرات بدون طيار‪.‬‬
‫ز‬
‫وف‬ ‫ز‬
‫شكىل لقيام الحرب ربي الدول وهو اإلعالن عن قيامها‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫الدول التقليدي رشط‬
‫ي‬ ‫وضع القانون‬
‫مؤتمر الهاي المنعقد عام ‪١٩٠٧‬نوقشت مسألة زصورة اإلعالن عن الحرب‪ ،‬واتفقت الدول عىل أنه‬
‫ز‬
‫"يجب أال تبدأ العمليات الحربية إال بعد اخطار مسبق ال لبس فيه‪ ،‬ويكون هذا اإلخطار يف صورة إعالن‬
‫رز‬
‫الطرفي إذا لم تجيب الدولة‬ ‫حرب مسبب‪ ،‬أو زف صورة إنذار نهاب يذكر فيه اعتبار الحرب قائمة ر ز‬
‫بي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫تأخت للدول‬
‫ر‬ ‫الموجه إليها اإلنذار طلبات الدولة الموجهة (‪ ،)112‬كما يجب إبالغ إعالن الحرب دون‬
‫المحايدة‪ ،‬وال ريتتب عىل قيام الحرب بالنسبة لهذه الدول أي أثر إال بعد إبالغها ولو تلغرافيا (‪.")113‬‬
‫أختة للحفاظ عىل‬ ‫ورأت بعض الدول أن فكرة اإلعالن عن الحرب تحمل ر ز‬
‫بي طياتها محاولة ر‬
‫ر‬
‫الت وجه إليها اإلنذار تمتثل‬ ‫رز‬ ‫ر‬
‫الت تعتم شن الهجوم قد يجعل الدولة ي‬
‫السلم‪ ،‬فتوجيه اإلنذار من الدولة ي‬

‫‪ ) 112‬راجع المادة األول من االتفاقية الثالثة من اتفاقيات الهاي لعام ‪.١٩٠٧‬‬


‫‪ ) 113‬راجع المادة الثانية من االتفاقية الثالثة من اتفاقيات الهاي لعام ‪.١٩٠٧‬‬

‫‪53‬‬
‫مشوع اتفاقية‬ ‫اقتحت الحكومة الهولندية عند مناقشة ر‬ ‫الت ستشن الحرب بسببها‪ ،‬ولذا ر‬ ‫ر‬
‫للمطالب ي‬
‫بي توقيت اإلعالن‪ ،‬وال تبدأ‬‫وعشون ساعة ر ز‬ ‫ر‬ ‫الت توجه اإلعالن لمدة أربعة‬ ‫ر‬
‫الهاي أن تنتظر الدولة ي‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫المقتح‪،‬‬ ‫العمليات الحربية فعليا إال بعد مرور هذه المهلة‪ ،‬ولكن الدول المشاركة يف المؤتمر لم تقبل بهذا‬
‫الت توجه اإلنذار بشن الحرب ولو بعد دقيقة واحدة من توجيه هذا اإلنذار‪ ،‬وهو‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫واعتفت بحق الدولة ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت هاجمتها يف الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وما فعلته اليابان عندما دمرت‬ ‫ما فعلته ألمانيا مع الدول ي‬
‫األمريك ز يف ميناء ربتل هاربور (‪.)114‬‬
‫ي‬ ‫األسطول‬
‫ر‬
‫الت ستشن عليها‬
‫ولذا اث رت التساؤل عن قيمة هذا اإلعالن إذا لم يكن الهدف منه إمهال الدولة ي‬
‫العمليات العسكرية فرصه لتفادي الهجوم؟‬
‫الت ر ز‬
‫تعتم شن الهجوم‬ ‫ر‬
‫واإلجابة عن هذا السؤال كانت بأن هدف اإلعالن هو إعالم الدولة ي‬
‫الدول بأنها سوف تبدأ بتطبيق قانون الحرب بدال من تطبيق قانون السلم‪ ،‬ووفقا لقانون‬ ‫ي‬ ‫للمجتمع‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫المعتف‬ ‫تنته قدسية الحدود‬‫ي‬ ‫الحرب يجوز للدول المتحاربة استخدام القوة المسلحة يف إقليم العدو إذ‬
‫ز‬
‫التية والبحرية والجوية‪،‬‬ ‫بها يف حالة السلم‪ ،‬كما يجوز للدول المتحاربة وضع قيود عىل حركة المالحة ر‬
‫ز‬
‫وال يجوز لها وضع هذه القيود يف حالة السلم‪ ،‬هذا باإلضافة لما تنتجه الحرب من أثار قانونية عىل الرعايا‬
‫ز‬
‫الدبلوماس‬
‫ي‬ ‫األجانب الموجودين يف أقاليم الدول المتحاربة‪ ،‬وأثارها عىل المعاهدات‪ ،‬وأثارها عىل التمثيل‬
‫بي الدول المتحاربة‪ ،‬ولكن بعد قيام األمم‬ ‫المتمة ر ز‬ ‫رز‬
‫الدولتي‪ ،‬باإلضافة ألثارها عىل المعاهدات ر‬ ‫رز‬
‫بي‬
‫تغت هذا الواقع بسبب إحجام الدول عن اإلعالن عن قيام الحرب ألن نجاح العمليات العسكرية‬
‫المتحدة ر‬
‫كبت – عىل عنرص المفاجأة (‪.)115‬‬
‫األول يعتمد – إل حد ر‬
‫ز‬
‫الزمت‬ ‫ز‬
‫اإلنساب وسيلة أخرى لتحديد النطاق‬ ‫الدول‬ ‫ونتيجة لهذا الواقع الجديد‪ ،‬اعتمد القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫زز‬
‫للتاعات المسلحة‪ ،‬وهو بداية العمليات العسكرية فعليا وانتهائها‪.‬‬
‫حيث نصت اتفاقيات جينيف األرب ع لعام ‪ ١٩٤٩‬عىل أن بداية تطبيقها تكون من لحظة بدأ‬
‫ز‬ ‫رز‬ ‫العمليات العسكرية ر ز‬
‫اإلضاف األول من لحظة بداية‬
‫ي‬ ‫الدولتي (‪ ،)116‬كما يبدأ تنفيذ أحكام ر‬
‫التوتوكول‬ ‫بي‬
‫والتوتوكول‬
‫وينته تطبيق اتفاقيات جينيف األرب ع لعام ‪ ١٩٤٩‬ر‬
‫ي‬ ‫نشوب العلميات العسكرية أيضا (‪.)117‬‬

‫الدول العام‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪٦٩٥ ،‬‬


‫ي‬ ‫‪ )114‬د‪ .‬عىل صادق أبوهيف‪ ،‬القانون‬
‫جويىل‪،‬‬ ‫ز‬
‫الغنيم الوسيط يف قانون السالم‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪ .٢٧٤‬د‪ .‬سعيد سالم‬ ‫الغنيم‪،‬‬ ‫‪ )115‬د‪ .‬محمد طلعت‬
‫ي‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫اإلنساب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪٣٤٥‬‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫المدخل لدراسة القانون‬
‫‪ )116‬نصت المادة (‪ )٦‬من اتفاقية جينيف الرابعة لعام ‪١٩٤٩‬عىل أن "تطبق هذه االتفاقية بمجرد بدء أي نزاع أو احتالل وردت‬
‫اإلشارة إليه فيها"‪.‬‬
‫التوتوكول من‬
‫التوتوكول األول لعام ‪ ١٩٧٧‬الملحق باتفاقيات جنيف عىل أن "تطبق االتفاقيات وهذا ر‬ ‫‪ )117‬نصت المادة (‪ )٣‬من ر‬
‫التوتوكول"‪.‬‬ ‫ز‬
‫بداية األوضاع المشار إليها يف المادة األول من هذا ر‬

‫‪54‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫ينته تطبيق‬
‫ي‬ ‫اض المحتلة‬
‫وف حالة األر ي‬
‫األول الملحق بها لعام ‪ ١٩٧٧‬عند انتهاء العمليات العسكرية‪ ،‬ي‬
‫هذه االتفاقيات عند نهاية االحتالل (‪.)118‬‬
‫اإلنساب حدد بداية ز ز‬
‫التاعات المسلحة الدولية ونهايتها‪ ،‬فالوضع بالنسبة‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫وإن كان القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫اإلضاف ز‬ ‫زز‬
‫الثاب لعام‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫والتوتوكول‬ ‫غت الدولية مختلف‪ ،‬حيث أن اتفاقيات جينيف ر‬ ‫للتاعات المسلحة ر‬
‫التاعات‪ ،‬ولذا اعتمد القضاء‬ ‫ز‬
‫اإلنساب عىل هذه ز ز‬ ‫الدول‬ ‫‪١٩٧٧‬لم يحددوا بداية أو نهاية تطبيق القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫غت الدولية‪ ،‬ونهاية هذه ز ز‬
‫التاعات تكون‬ ‫التاعات المسلحة ر‬ ‫الدول بدء العمليات العدائية هو بداية ز ز‬
‫ي‬
‫بي األطراف المتحاربة (‪.)119‬‬ ‫بتوقيع اتفاقيات السالم ر ز‬
‫وبعد استقرار تلك القواعد منذ وضعها ر‬
‫حت بدايات األلفية الثالثة‪ ،‬ظهرت إشكالية الحدود‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫زز‬
‫الزمنية للتاعات المسلحة عندما قامت الواليات المتحدة باستهداف عناص الجماعات اإلرهابية ي‬
‫عشة سنوات من تنفيذ هذا الهجوم (‪،)120‬‬‫سبتمت بعد مرور ما يزيد عن ر‬
‫ر‬ ‫نفذت هجوم الحادي ر‬
‫عش من‬
‫وتعتتها حرب طويلة‬ ‫االعتاف بحدود زمنية لحرب ها عىل اإلرهاب‪،‬‬‫ر‬ ‫وترفض الواليات المتحدة فكرة‬
‫ر‬
‫األجل‪ ،‬وهو ما أكده الرئيس السابق باراك أوباما زف ر‬
‫أكت من مناسبة (‪.)121‬‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫ويرى البعض أن استخدام الطائرات بدون طيار يف استهداف الجماعات اإلرهابية المسلحة أدى‬
‫التعات المسلحة‪ ،‬حيث يمكن للدول أن توجه زصباتها الجوية‬ ‫إل زلزلة القواعد المنظمة لتحديد زمن ز ز‬

‫مت رأت ذلك مالئما‪ ،‬وهو ما جعل العالم ز يف حالة حرب دائمة‪.‬‬
‫ألي جماعة زف أي وقت ر‬
‫ي‬
‫واعتقد أن هذا الوصف يحمل قدرا من المبالغة ذلك ألن قيام أي دولة بتوجيه عدة زصبات‬
‫الرصبات لمستوى‬‫جوية لمراكز وجود عناص الجماعات اإلرهابية زف إقليم دولة أخرى‪ ،‬وارتقاء هذه ز‬
‫ي‬
‫التاع‬ ‫ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬وسيظل هذا ز ز‬ ‫الدول‬ ‫ز‬
‫سيعت بداية تطبيق القانون‬ ‫العنف المطلوب زف ز ز‬
‫التاعات المسلحة‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الت قد تطول لسنوات طالما ظلت الجماعة اإلرهابية موجودة وتمارس‬ ‫ر‬ ‫ز‬ ‫قائما ر ز‬
‫لحي انتهاء هذه الرصبات ي‬
‫أنشطتها‪.‬‬

‫اض أي طرف زف ز ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬


‫التاع عن‬ ‫) نصت المادة (‪ )٦‬من اتفاقيات جينيف الرابعة لعام ‪ ١٩٤٩‬عىل أن "يوقف تطبيق هذه االتفاقية يف أر ي‬
‫‪118‬‬
‫ي‬
‫التتوكول االختياري الملحق عىل أن "يتوقف تطبيق االتفاقيات وهذا‬ ‫انتهاء العمليات العسكرية بشكل عام‪ .‬كما نصت المادة (‪ )٣‬من ر‬
‫اض المحتلة عند نهاية االحتالل‪.‬‬ ‫وف حالة األر ز‬ ‫التاع عند إيقاف العمليات العسكرية ز‬
‫التوتوكول زف إقليم أطراف ز ز‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫اإلنساب وتحديات التاعات المسلحة المعاصة" مرجع سابق‪،‬‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫) أنظر تقرير اللجنة الدولية للصليب المعنون "القانون‬ ‫‪119‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ص‪١٢‬‬
‫‪120‬‬
‫‪United States, Department of Justice, White Paper, “Lawfulness of a lethal operation directed against‬‬
‫‪a U.S. citizen who is a senior operational leader of Al-Qa’ida or an associated Force” (5 February 2003).‬‬
‫‪121‬‬
‫‪Barack Obama “Letter from the President on the war Powers Resolution” The White House, June‬‬
‫‪15, 2011 https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2011/06/15/letter-president-war-powers-‬‬
‫‪resolution‬‬

‫‪55‬‬
‫يثيها استهداف الجماعات اإلرهابية بالطائرات بدون طيار ف القانون‬
‫خالصة دراسة اإلشكاليات الت ر‬
‫الدول اإلنسان‪.‬‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫يثتها استهداف الجماعات اإلرهابية المسلحة بالطائرات بدون طيار يف‬ ‫الت ر‬
‫ترجع اإلشكاليات ي‬
‫الت أعلنتها الواليات المتحدة‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫اإلنساب إل محاولة تطبيق قواعد جينيف عىل الحرب ي‬ ‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫وه محاوالت لن تجدي نفعا‪ ،‬ولن تعالج المشكالت الموصوفة لمعالجتها‪.‬‬ ‫وبريطانيا عىل اإلرهاب‪ ،‬ي‬
‫التاعات‬‫الت تنظم استخدام القوة زف ز ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫والسبب هو االرتباط الوثيق ربي القواعد القانونية ي‬
‫ممثىل الدول هذا الواقع من‬ ‫يفتضه واضع تلك القواعد‪ ،‬ر‬
‫ويفتض‬ ‫وبي معطيات الواقع الذي ر‬ ‫المسلحة ر ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫وأختا بمعطيات عرصهم‪،‬‬ ‫ر‬ ‫وه إشكاليات مرتبطة أوال‬‫الت حدثت فيه‪ ،‬ي‬ ‫التجارب السابقة واإلشكاليات ي‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫الت يمكن أن‬ ‫الت تعالج تلك المشكالت يف حدود رؤيتهم لالحتماالت ي‬ ‫ولذا فهم يحاولوا وضع القواعد ي‬
‫تحدث‪.‬‬
‫ز‬
‫وف كث رت من األحيان معيبة‪،‬‬‫وغت مناسبة‪ ،‬ي‬ ‫يتغت هذا الواقع‪ ،‬تصبح هذه القواعد ناقصة‪ ،‬ر‬ ‫وحينما ر‬
‫ز‬
‫غت موجود يف الواقع المستحدث‪ ،‬حيث يشهد هذا الواقع المستحدث إشكاليات‬ ‫ألنها تعالج فرضيات ر‬
‫جديدة وفرضيات مختلفة تماما عما وضعت تلك القواعد لمعالجته‪.‬‬
‫معارض استهداف عناص الجماعات اإلرهابية المسلحة بالطائرات بدون‬ ‫ز‬ ‫والخطأ الذي وقع فيه‬
‫ي‬
‫طيار ‪ -‬عندما قالوا إن هذا االستخدام يزلزل القواعد الراسخة زف القانون الدول ‪ -‬أنهم ر‬
‫افتضوا أن‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫استخدام هذه الطائرات هو الذي يزلزل تلك القواعد‪.‬‬
‫ر‬
‫الت فرضها تطور الجماعات اإلرهابية المسلحة وقدرتها‬
‫والصحيح أن التهديدات المستحدثة ي‬
‫ر‬
‫الت نشأت فيها هو الذي يفرض هذا‬
‫عىل تخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود الوطنية للدول ي‬
‫الدول الراسخة‪.‬‬
‫ي‬ ‫الواقع الجديد الذي يزلزل قواعد القانون‬
‫غت مسبوق‬
‫ولذا فإن محاولة التمسك بالقواعد الدولية القديمة‪ ،‬وإنكار الواقع الذي يشهد تطور ر‬
‫ر‬
‫الت‬
‫لهذه الجماعات‪ ،‬يعد تنصل من مسؤولية المواجهة الدولية ألخطار انتشار اإلرهاب‪ ،‬تلك المواجهة ي‬
‫تستوجب صياغة قواعد دولية حديثة ومالئمة لمخاطر الواقع الذي أصبحنا نعيش فيه‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الماض المتمثلة يف اتفاقات جينيف لم تعد مالئمة‬
‫ي‬ ‫يعت ذلك بحال من األحوال أن قواعد‬
‫وال ي‬
‫رز‬
‫لدولتي ال‬ ‫تشتك فيه القوات المسلحة‬‫فالتاعات المسلحة الدولية بمفهومها التقليدي الذي ر‬
‫نهائيا‪ ،‬ز ز‬

‫الدول‪ ،‬وحروب التحرير الوطنية أيضا ال تزال قائمة أيضا فإل األن يحارب‬
‫ي‬ ‫تزال خطرا يهدد السالم‬
‫التوتوكول‬ ‫ز‬
‫الفلسطيت قوات االحتالل اإلشائيلية دفاعا عن أرضه‪ ،‬وهو ما يتطلب إعمال ر‬ ‫الشعب‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الفلسطيت‪.‬‬ ‫ز‬
‫الثاب الملحق التفاقيات جينيف الذي يوفر الحماية للشعب‬
‫ي‬ ‫االختياري ي‬

‫‪56‬‬
‫ومحاولة تطبيق تلك القواعد عىل الجماعات اإلرهابية لتستفيد منها عناص تلك الجماعات‬
‫الت قررها‬‫ر‬ ‫رز‬
‫الفلسطينيي الذين يدافعون عن أرضهم الحماية ي‬ ‫ينشأ حالة من اللبس والجدل الذي يفقد‬
‫ر ز‬
‫كثت من البلدان‬
‫المنتشة يف ر‬ ‫الدول‪ ،‬وعىل الجانب األخر يكسب عناص الجماعات اإلرهابية‬
‫ي‬ ‫لهم القانون‬
‫حماية لم يقررها القانون الدول لهم‪ ،‬ولم تقصدها الدول عندما صاغت التوتوكول االختياري ز‬
‫الثاب‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫الملحق باتفاقيات جينيف‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫يثيها استهداف الجماعات اإلرهابية‬
‫اإلشكاليات الت ر‬
‫بالطائرات بدون طيار ف القانون الدول لحقوق اإلنسان‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫رز‬
‫الت تستخدمها تنتهك الحق يف الحياة‬ ‫المعارضي الستخدام الطائرات بدون طيار أن الدول ي‬ ‫يرى‬
‫الدول‬ ‫لكثتين ممن تصيبهم هجماتها‪ ،‬ويقولوا إن هذه الدول تنتهك ر ز‬
‫التاماتها الناشئة عن القانون‬ ‫ل ر‬
‫ي‬
‫لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫دول يستوجب تطبيق قواعد القانون‬‫غت ي‬ ‫دول أو ر‬
‫وتفهما ألن وجود حالة نزاع مسلح ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬فالتساؤل الذي يثار يف هذا الشأن هو‪،‬‬
‫ي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان؟‬ ‫ز‬
‫اإلنساب توقف تطبيق القانون‬ ‫الدول‬ ‫هل بداية تطبيق القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أم يظل القانون الدول لحقوق اإلنسان مطبقا زف زمن ز ز‬
‫التاعات المسلحة؟‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يحم‬
‫ي‬ ‫الدول لحقوق اإلنسان هو أنه القانون الذي‬
‫ي‬ ‫إضافة إل ذلك‪ ،‬أن المفهوم السائد للقانون‬
‫التامات الدول المنضمة‬‫يعت أن ر ز‬
‫ز‬ ‫رز‬ ‫رز‬
‫والمقيمي عىل أرض الدولة من بطش سلطتها‪ ،‬وهو ما ي‬ ‫المواطني‬
‫لمعاهدات حقوق اإلنسان محدد بالحدود اإلقليمية لكل دولة‪.‬‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت استخدمت الطائرات بدون طيار نفذت هجماتها يف أقاليم دول أخرى‪ ،‬ومن‬ ‫وبما أن الدول ي‬
‫ترتف قوة الهجمة وال أثرها للمستوى المطلوب لوجود نزاع مسلح حيث تستخدم فيها‬ ‫الممكن أال ر‬
‫ي‬
‫صغتة الحجم‪ ،‬فالتساؤل الذي يثار هو‪:‬‬
‫ر‬ ‫طائرات‬
‫الدول لحقوق اإلنسان خارج نطاق‬ ‫ر‬
‫الت نفذت الهجمة عن انتهاك القانون‬
‫ي‬ ‫هل تسأل الدولة ي‬
‫حدودها اإلقليمية؟‬
‫وسأتعرض من خالل هذا المبحث لإلجابة عن هذه التساؤالت من خالل تحليل قواعد القانون‬
‫التام الدول بتطبيق معاهدات حقوق‬ ‫ز‬
‫اإلنساب للوقوف عىل مدى ر ز‬ ‫الدول‬ ‫الدول لحقوق اإلنسان والقانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اإلنسان زف زمن ز ز‬
‫التاعات المسلحة‪ ،‬ثم دراسة مدى ر ز‬
‫التام الدول بتطبيق هذه المعاهدات خارج نطاق‬ ‫ي‬
‫حدودها اإلقليمية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫المطلب األول‬
‫إشكالية اليام الدول بتطبيق قواعد القانون الدول لحقوق اإلنسان‬
‫ف زمن الياعات المسلحة‬
‫التعسف من الحياة‪ ،‬ويتضمن ضوابط الستخدام‬‫ز‬ ‫الدول لحقوق اإلنسان الحرمان‬ ‫يجرم القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫القوة المميتة من جانب سلطات الدول لضمان عدم تعسف هذه السلطات يف حرمان أي شخص من‬
‫ز‬
‫حياته‪ ،‬ووفقا لهذه الضوابط ال يجوز استخدام القوة المميتة إال يف حالة عدم وجود سبيل أخر للتعامل‬
‫وبمعت أدق عدم إمكانية القبض عىل الشخص لتقديمة إل‬ ‫ز‬ ‫مع الشخص المستهدف بالقوة المميتة‪،‬‬
‫محاكمة قانونية عادلة (‪.)122‬‬
‫التاعات المسلحة انتهكت قواعد‬ ‫الت استخدمت الطائرات بدون طيار زف ز ز‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ورأى البعض أن الدول ي‬
‫ز‬
‫التعسف من الحياة‪،‬‬ ‫الدول لحقوق األنسان‪ ،‬حيث تؤدي هجمات هذه الطائرات إل الحرمان‬ ‫القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وبمعت أخر يشبه استخدام هذه الطائرات يف استهداف العناص اإلرهابية بأنه نوع من اإلعدام بدون‬
‫محاكمة‪.‬‬
‫الدول لحقوق اإلنسان‬ ‫التام الدول بتطبيق قواعد القانون‬ ‫ويثت هذا الرأي الخالف حول مدى ر ز‬‫ر‬
‫ي‬
‫التاعات المسلحة من عدمه‪.‬‬ ‫زف زمن ز ز‬
‫ي‬
‫التاعات المسلحة‪،‬‬ ‫اإلنساب هو الذي يطبق زف وقت ز ز‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫حيث ترى بعض الدول أن القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫الدول لحقوق اإلنسان ال يطبق إال يف وقت السلم‪ ،‬وعىل خالف هذا الرأي هناك اتجاه‬ ‫ي‬ ‫بينما القانون‬
‫التاعات المسلحة (‪.)123‬‬ ‫يقول إن أحكام القانون الدول لحقوق اإلنسان تطبق زف زمن ز ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫المعت بحاالت‬ ‫وف هذا الشأن يقول السيد "كريستوفر ز ز‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫هايت" المقرر الخاص لألمم المتحدة‬ ‫ي‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫الدول الراسخة اآلن استمرار شيان القانون‬ ‫ي‬ ‫اإلعدام خارج نطاق المحاكمة أن "من مبادئ القانون‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫لحقوق اإلنسان زف زمن ز ز‬
‫الدول‪ ،‬ومن ثم فأن الحق يف الحياة‬ ‫ي‬ ‫للقانون‬ ‫مكمال‬ ‫التاعات المسحة‪ ،‬باعتباره‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫عىل النحو المنصوص علية ف القانون الدول لحقوق اإلنسان ينطبق ف أوقات ز ز‬
‫التاعات المسلحة‪ ،‬ولكن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫اإلنساب (‪")124‬‬ ‫الدول‬ ‫حظر التعسف‪ ،‬حسب محكمة العدل الدولية‪ ،‬يفش وفق القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الكثت من اللبس واالختالف‪ ،‬ألنه يقرر تطبيق‬
‫ويثت ر‬
‫كبتة من الغموض‪ ،‬ر‬ ‫وهذا الرأي يتسم بدرجة ر‬
‫حماية الحق زف الحياة كما ورد القانون الدول لحقوق اإلنسان عىل زمن ز ز‬
‫التاعات المسلحة‪ ،‬مستندا لحكم‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫ز‬
‫موظف إنفاذ القانون‪.‬‬ ‫‪ )122‬أنظر المبادئ األساسية الستخدام القوة واألسلحة النارية من قبل‬
‫ي‬
‫مشوعية التهديد باستخدام األسلحة النووية واستخدامها‪ ،‬لعام ‪ ،١٩٩٦‬الصفحة ‪،٢٣٩‬‬ ‫‪ )123‬راجع تقرير محكمة العدل الدولية بشأن ر‬
‫الفقرة ‪٢٤‬‬
‫ز‬
‫التعسف‪ ،‬وثائق‬ ‫اإلعدام‬ ‫أو‬ ‫موجزة‬ ‫اءات‬‫ر‬‫إج‬‫ب‬ ‫اإلعدام‬ ‫أو‬ ‫القانون‬ ‫نطاق‬ ‫خارج‬ ‫اإلعدام‬ ‫بحاالت‬ ‫ز‬
‫المعت‬ ‫الخاص‬ ‫المقرر‬ ‫تقرير‬ ‫‪ )124‬أنظر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬مرجع سابق‪ )A/68/382( ،‬ص ‪11,12‬‬

‫‪59‬‬
‫ز‬
‫اإلنساب بسبب وجود‬ ‫الدول‬ ‫محكمة العدل الدولية الذي استبعد تطبيق هذا القانون‪ ،‬واستبدله بالقانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫حالة نزاع مسلح‪.‬‬
‫ز‬
‫المعت‬ ‫إمتسون" المقرر الخاص لألمم المتحدة‬‫وذات الغموض واللبس يشوب رأي السيد "بن ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫بتعزيز وحماية حقوق األنسان والحريات األساسية يف سياق مكافحة اإلرهاب‪ ،‬عندما تحدث عن تطبيق‬
‫القانون الدول لحقوق اإلنسان عىل استخدام الطائرات بدون طيار زف زمن ز ز‬
‫التاع المسلح حيث يقول أنه‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان عىل‬
‫ي‬ ‫"قد بات من المستقر بشكل معقول اآلن أن الحظر الذي يفرضه القانون‬
‫زز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫دول‪ ،‬لكن معيار البت فيما‬‫غت ي‬ ‫دول أو ر‬‫التعسف يظل منطبقا يف حاالت التاع المسلح سواء كان ي‬
‫ي‬ ‫القتل‬
‫ز‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫يعتت حرمانا تعسفيا من الحياه ال بد أن يحدده قواعد االستهداف المنطبقة يف القانون‬ ‫ر‬
‫ز‬
‫اإلنساب(‪")125‬‬
‫ي‬
‫الدول لحقوق‬ ‫ر‬
‫الت يقررها القانون‬
‫ي‬ ‫ويبدو من مطالعة هذا الرأي أنه يطالب بتطبيق الحماية ي‬
‫التاعات المسلحة‪ ،‬ثم يطالب باستبعاد هذا القانون‬ ‫اإلنسان عىل استخدام الطائرات بدون طيار زف زمن ز ز‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫اإلنساب لتحديد ما إذا كانت الدولة تعسفت يف حرمان الشخص المستهدف من‬ ‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫وتطبيق القانون‬
‫حياته‪.‬‬
‫واتصور أن اللبس والغموض الذي يشوب هذه اآلراء نشأ بسبب عدم وضوح رأي محكمة العدل‬
‫التاعات المسلحة – والذي‬‫الدولية بشأن مدى استمرارية تطبيق القانون الدول لحقوق اإلنسان زف زمن ز ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫استند علية كالهما ‪ -‬حيث ناقشت المحكمة ذلك ف تقريرها الخاص ر‬
‫بمشوعية التهديد باألسلحة‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫اض الفلسطينية‬
‫النووية واستخدامها‪ ،‬وتقريرها الخاص باآلثار القانونية الناشئة عن تشييد جدار يف األر ي‬
‫المحتلة (‪.)126‬‬
‫واعتقد أن القول بأن تطبيق قواعد القانون الدول لحقوق اإلنسان يستمر زف زمن ز ز‬
‫التاعات‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫حت ال تتداخل أحكام‬‫المسلحة يحتاج إل تحليل دقيق للرأي سالف الذكر لمحكمة العدل الدولية ر‬

‫الدول لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ر‬


‫الت يحميها القانون‬ ‫رز‬
‫ي‬ ‫القانوني‪ ،‬وال ينرصف هذا القول لكافة موضوعات الحقوق ي‬
‫الدول الخاص بالحقوق المدنية‬ ‫ر‬
‫الت يوفرها العهد‬
‫ي‬ ‫تقول محكمة العدل الدولية أن "الحماية ي‬
‫ز‬
‫والسياسية ال تتوقف يف أوقات الحرب‪ ،‬إال بإعمال المادة ‪ ٤‬من العهد ال ر يت يمكن الحد بها من بعض‬
‫احتام الحق ز يف الحياة ليس من ضمن تلك األحكام‪.‬‬
‫األحكام زف أوقات حاالت الطوارئ الوطنية‪ .‬إال أن ر‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫ومن حيث المبدأ‪ ،‬فأن حق الشخص يف أال يحرم تعسفا من حياته ينطبق أيضا يف وقت القتال‪ ،‬بيد أن‬

‫المعت بتعزيز وحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية ز يف سياق مكافحة اإلرهاب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫‪ )125‬أنظر تقرير المقرر الخاص‬
‫(‪ )A/68/389‬ص ‪24‬‬
‫‪ )126‬أنظر تقرير محكمة العدل الدولية لعام ‪ .٢٠٠٤‬الفقرات من ‪١٠٦ - ١٠٢‬‬

‫‪60‬‬
‫التعسف من الحق زف الحياة يعود إل القانون الساري زف ز ز‬
‫التاع المسلحة وهدفه‬ ‫ز‬ ‫تقرير ما هو الحرمان‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫تنظيم القتال (‪.)127‬‬
‫تشت إل أن التعرف عىل ما إذا كانت القوات‬
‫والقراءة المتأنية لرأي محكمة العدل الدولية المذكور ر‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت استهدفت شخص ما بالقتل يف نزاع مسلح قد حرمته من حياته تعسفا من عدمه‪ ،‬تتطلب إعمال‬ ‫ي‬
‫يعت أن المحكمة‬‫ز‬ ‫ز زز‬ ‫ز‬
‫اإلنساب باعتباره القانون الساري يف التاعات المسلحة‪ ،‬وهو ما ي‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫قواعد القانون‬
‫التاع المسلح‪.‬‬‫استبعدت تطبيق قواعد القانون الدول لحقوق اإلنسان عىل ز ز‬
‫ي‬
‫وبالتال فأن قياس مدى ر‬
‫مشوعية استهداف شخص ما بالهجمات باستخدام الطائرات بدون‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫الدول لحقوق اإلنسان إنما يخضع لقواعد‬ ‫ي‬ ‫طيار يف حالة وجود نزاع مسلح ال يخضع لقواعد القانون‬
‫اإلنساب باعتباره القانون المطبق زف حاالت ز ز‬
‫التاع المسلح‪.‬‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الت توفرها اتفاقيات حقوق اإلنسان ال‬ ‫ر‬
‫وتقول محكمة العدل الدولية أن "بشكل عام‪ ،‬الحماية ي‬
‫ر‬ ‫زز‬ ‫ز‬
‫الت ذكرتها المادة الرابعة من العهد‬
‫تتوقف يف حالة التاعات المسلحة إال من خالل إحكام تقييدية كتلك ي‬
‫الدول للحقوق المدنية والسياسية"‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت توفرها اتفاقيات حقوق اإلنسان يستمر يف حالة‬ ‫يتضح من هذا النص أن تطبيق الحماية ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫زز‬
‫استثت بشكل خاص‪ ،‬ولكن ما يجب االنتباه إلية يف هذا النص هو أن المحكمة‬
‫ي‬ ‫التاعات المسلحة‪ ،‬إال ما‬
‫الدول للحقوق المدنية والسياسية عىل سبيل الحرص‪ ،‬وإنما ذكرت هذه‬
‫ي‬ ‫لم تذكر المادة الرابعة من العهد‬
‫المادة عىل سبيل المثال‪ ،‬وهناك العديد من معاهدات حقوق اإلنسان تضمنت مثل هذه األحكام‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫الدول لحقوق اإلنسان يف حاالت الطوارئ العامة ي‬
‫الت تهدد بقاء‬ ‫ي‬ ‫الت تمنع تطبيق القانون‬
‫التقييدية ي‬
‫الدولة (‪.)128‬‬
‫الدول لحقوق‬ ‫نف حقيقة ارتباط موضوعات القانون‬‫ز‬
‫ي‬ ‫وعىل ذلك فإن محكمة العدل الدولية ال ت ي‬
‫الت يقررها هذا القانون زف زمن ز ز‬
‫التاعات‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الكثت من جوانب الحماية ي‬‫اإلنسان بزمن السلم وتتفق مع إيقاف ر‬
‫المسلحة‪.‬‬
‫وما يؤكد صحة تحليل رأي المحكمة عىل هذا النحو‪ ،‬أنها أشارت إل أن العالقة ر ز‬
‫بي القانون‬
‫اإلنساب تتضمن ثالث احتماالت‪ ،‬فبعض الحقوق تقترص تماما‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫الدول لحقوق اإلنسان والقانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫مشوعية التهديد باستخدام األسلحة النووية واستخدامها‪ ،١٩٩٦ ،‬صفحة ‪ ،٢٤٠‬الفقرة ‪ ،٢٥‬وتقرير‬ ‫‪ )127‬أنظر تقرير المحكمة بشأن ر‬
‫اض الفلسطينية‪ ،‬عام ‪ ،٢٠٠٤‬الفقرة ‪١٠٥‬‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المحكمة بشأن األثار القانونية لتشييد إشائيل للجدار العازل يف األر ي‬
‫‪ )128‬أنظر عىل سبيل المثال‪ ،‬نص المادة (‪ )١/١٥‬من االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬والمادة (‪ )١/٢٧‬من االتفاقية األمريكية‬
‫لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬وبعض الحقوق‬ ‫الدول‬ ‫عىل قانون حقوق اإلنسان‪ ،‬وبعض الحقوق تقترص تماما عىل القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫رز‬
‫الفرعي (‪.")129‬‬ ‫ر ز‬
‫يشتك يف حمايتها هذين‬
‫وقراءة هذا النص توضح رؤية المحكمة ألن هناك حقوق ال ر ز‬
‫تلتم الدول المنضمة لمعاهدات‬
‫ز‬
‫الدول لحقوق‬
‫ي‬ ‫حقوق اإلنسان بحمايتها إال يف زمن السلم‪ ،‬وعلية فأن القول بأن استمرارية تطبيق القانون‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫اإلنسان زف زمن ز ز‬
‫يعت تطبيق كل موضوعات‬ ‫الدول ال ي‬
‫ي‬ ‫التاع المسلح أصبح من القواعد الراسخة يف القانون‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الت يتضمنها هذا القانون ف زمن ز‬ ‫ر‬
‫التاعات المسلحة‪ ،‬بل يجب تحديد مضمون الحق وموضوعة‬ ‫ي‬ ‫الحقوق ي‬
‫الت تفرضها ز ز‬
‫التاعات المسلحة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫رز‬
‫ومدى اتساق التام الدول بحمايته مع الظروف ي‬
‫ز‬
‫الدول لحقوق اإلنسان يضم العديد من موضوعات‬ ‫ي‬ ‫وف هذا الصدد يجب التأكيد عىل أن القانون‬ ‫ي‬
‫تحم الحريات العامة والحقوق‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫الحقوق المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ي‬
‫المواطني زف وضع وتنفيذ سياسات مجتمعاتهم‪ ،‬وتضمن أيضا ر ز‬
‫التام‬ ‫ز‬ ‫الت تضمن مشاركة‬ ‫ر‬
‫ر ي‬ ‫السياسية ي‬
‫توفت الخدمات الصحية والتعليمية ر ز‬
‫والتام الدول‬ ‫الدول بالعمل عىل تحقيق رفاهة الشعوب من خالل ر‬
‫ز‬
‫بتوفت المسكن والعمل الذي يؤمن حياه كريمة للشعوب‪ .‬ي‬
‫وف هذا السياق‪ ،‬يتجىل أن تطبيق أحكام‬ ‫ر‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وف ظل استقرار‬
‫الدول لحقوق اإلنسان وقواعده قائم عىل استقرار السالم يف مجتمع الدولة‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫تلتم الدولة بضمان حماية الحقوق السياسية والمدنية واالقتصادية واالجتماعية المنصوص‬‫السالم ر ز‬

‫عليها ز يف معاهدات حقوق اإلنسان‪ ،‬أما ز يف حالة نشوب نزاع مسلح تكون الدولة طرفا فيه أو ز يف حاالت‬
‫ز‬ ‫الطوارئ االستثنائية فأن استمرار وفاء الدولة ر ز‬
‫بالتاماتها الواردة يف معاهدات حقوق اإلنسان يبدوا هدفا‬
‫صعب المنال‪.‬‬
‫اإلنساب تختلف كليا عن المرجعية‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫باإلضافة إل ذلك‪ ،‬أن المرجعية التاريخية للقانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز ر‬
‫الت تأسست يف‬ ‫اإلنساب ي‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫الدول لحقوق اإلنسان‪ ،‬فالمرجعية التاريخية للقانون‬
‫ي‬ ‫التاريخية للقانون‬
‫التاعات المسلحة‪ ،‬بينما‬ ‫اتفاقيات الهاي واتفاقيات جينيف استهدفت تنظيم وسائل القتال زف زمن ز ز‬
‫ي‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫العالم لحقوق اإلنسان والعهد‬
‫ي‬ ‫الدول لحقوق اإلنسان اإلعالن‬
‫ي‬ ‫المرجعية التاريخية للقانون‬
‫الدول للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وما يسبق تلك‬
‫ي‬ ‫لحقوق المدنية والسياسية والعهد‬
‫الوثائق استهدفت حماية حقوق اإلنسان من تعسف السلطات الحاكمة وليس من العدو زف زمن ز ز‬
‫التاع‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫المسلح‪ .‬والتداخل ر ز‬
‫بي تلك المرجعيات التاريخية ومحاولة فهم كل منها يف سياق األخرى من شأنه توليد‬
‫الكثت من اإلشكاليات القانونية وتفري غ التاري خ من مضمونه‪ ،‬وتحريف محتواه‪ ،‬واعتقد أن ذلك من‬
‫ر‬

‫ز‬ ‫ز‬
‫) أنظر تقرير المحكمة بشأن األثار القانونية لتشييد إشائيل للجدار العازل يف األر ي‬
‫اض الفلسطينية‪ ،‬عام ‪ ،٢٠٠٤‬الفقرة ‪١٠٦‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪62‬‬
‫ً‬ ‫شأنه ز‬
‫اإلصار بحقوق اإلنسان بدال من ضمان حمايتها‪ ،‬ذلك أن تثبيت المرجعيات التاريخية باعتبارها‬
‫ر‬
‫الت تضمن النمو الصحيح لفروعه‪.‬‬
‫ه ي‬ ‫القواعد األساسية ألي قانون ي‬
‫ولذا فأن القول بأن تطبيق القانون الدول لحقوق اإلنسان يستمر زف زمن ز ز‬
‫التاعات المسلحة‪ ،‬ال‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الكثت من ر ز‬
‫االلتامات الدولية الناشئة عن انضمام الدولة لمعاهدات حقوق اإلنسان‬ ‫ر‬ ‫ينف حقيقة توقف‬‫ز‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫زف حالة نشوب نزاع مسلح‪ ،‬حيث يعكس توقيف هذه ر ز‬
‫االلتامات فهما منطقيا لواقع الحياة يف مجتمع‬ ‫ي‬
‫يواجه نزاعا مسلحا وطنيا كان أو دوليا‪.‬‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫والتساؤل الذي يطرح هنا هو‪ :‬ما معت أن الحماية ي‬
‫الت توفرها اتفاقيات حقوق اإلنسان للحق يف‬
‫ز‬ ‫الحياة ال تتوقف زف زمن ز ز‬
‫التاعات المسلحة ولكن معيار التعسف يف حرمان الشخص يحدده القانون‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪.‬‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت توفرها اتفاقيات حقوق‬ ‫ر‬
‫ه أن المحكمة عندما قالت إن الحماية ي‬ ‫اإلجابة عن هذا التساؤل ي‬
‫ز‬ ‫اإلنسان للحق زف الحياة ال تتوقف زف ز ز‬
‫التاعات المسلحة قصدت مضمون الحق يف الحياة ولم تقصد‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫تلتم الدول بتطبيقها‪ ،‬وعندما تحدثت المحكمة عن القواعد‬ ‫والت ر ز‬‫ر‬
‫القواعد اإلجرائية الضابطة لحمايته ي‬
‫ز‬
‫الدول لحقوق اإلنسان وقررت‬
‫ي‬ ‫اإلجرائية الحامية لهذا الحق يف حالة وجود نزاع مسلح استبعدت القانون‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫تطبيق القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫غت الدولية‬ ‫التاعات المسلحة ر‬‫التاعات المسلحة الدولية أو ز ز‬
‫الت تنطبق عىل ز ز‬ ‫ر‬
‫وعلية فأن القواعد ي‬
‫ز‬
‫اإلنساب وليس‬ ‫الدول‬ ‫ه قواعد القانون‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت تستهدف فيها الجماعات المسلحة بالطائرات بدون طيار ي‬ ‫ي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان‪.‬‬‫ي‬ ‫قواعد القانون‬
‫المطلب الثان‬
‫إشكالية اليام الدول بتطبيق القانون الدول لحقوق اإلنسان‬
‫خارج حدود إقليمها‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫انتهت محكمة العدل الدولية إل أن تحديد ما إذا كانت الدول تعسفت يف استخدام حقها يف‬
‫يعت‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫استخدام القوة المميتة من عدمه زف ز ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬وهو ما ي‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫التاعات المسلحة يحدده القانون‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫الدول لحقوق اإلنسان يف حالة وجود نزاع مسلح‪.‬‬
‫ي‬ ‫استبعاد قواعد القانون‬
‫صغتة‬ ‫أكت بطائرة‬ ‫ولكن زف حالة عدم وجود نزاع مسلح‪ ،‬إذا قامت دولة باستهداف شخص أو ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان؟ أو هل تنطبق‬
‫ي‬ ‫الحجم بدون طيار‪ ،‬هل تسأل هذه الدولة عن انتهاك القانون‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الدول لحقوق اإلنسان يف هذه الحالة؟‬
‫ي‬ ‫الت قررها القانون‬
‫معايت استخدام القوة المميتة ي‬
‫ر‬

‫‪63‬‬
‫ز‬
‫الدول لحقوق اإلنسان عىل استخدام الطائرات بدون طيار يف القتل‬ ‫ي‬ ‫يثت تطبيق قواعد القانون‬ ‫ر‬
‫ز‬
‫وه‬‫اف لتطبيق هذا القانون ي‬ ‫اإلقليم للدولة إشكالية النطاق الجغر ي‬
‫ي‬ ‫المستهدف ألشخاص خارج النطاق‬
‫ر‬ ‫(‪)130‬‬
‫الدول لحقوق اإلنسان‬
‫ي‬ ‫يأب من أن نشأة القانون‬‫‪ .‬ووصف هذه اإلشكالية بأنها معقدة ي‬ ‫إشكالية معقده‬
‫لفتة طويلة من الزمن بأن هذا القانون‬ ‫الت يحميها ألهمت الفقهاء ر‬ ‫ر‬
‫وتطوره وموضوعات الحقوق ي‬
‫المعت بتنظيم‬‫ز‬ ‫مخصص أساسا لحماية األفراد والشعوب من تعسف سلطات دولهم‪ ،‬وأنه القانون‬
‫ي‬
‫العالقة ر ز‬
‫بي الفرد ودولته‪.‬‬
‫ز‬
‫الدول لحقوق اإلنسان بأنه مجموعة القواعد واألحكام المنصوص عليها يف‬ ‫ي‬ ‫ولذا عرف القانون‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫والت تؤمن حقوق وحريات األفراد والشعوب يف مواجهة سلطات الدولة‬ ‫اإلعالنات والمعاهدات الدولية ي‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫(‪)131‬‬
‫الت توفر الحماية لحقوق اإلنسان بوصفة عضوا يف مجتمع الدولة من عدوان‬ ‫‪ ،‬وأنه القواعد ي‬ ‫أساسا‬
‫تقصتها (‪.)132‬‬
‫ر‬ ‫سلطاته الحاكمة أو‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫اف لتطبيق قواعد القانون‬‫المنطف يرشدنا إل أن النطاق الجغر ي‬
‫ي‬ ‫التفكت‬
‫ر‬ ‫وإن كان ذلك كذلك‪ ،‬فإن‬
‫الدول لحقوق اإلنسان هو حدود الدول المنضمة لمعاهداته‪ ،‬وال يمكن مساءلتها عن تطبيق هذه‬
‫ي‬
‫القواعد خارج حدودها اإلقليمية‪.‬‬
‫الدول لحقوق‬ ‫الت يتضمنها القانون‬‫ر‬
‫ي‬ ‫باإلضافة إل ذلك‪ ،‬نجد أن جوهر موضوعات الحقوق ي‬
‫اإلنسان توضح أن هذا القانون ينظم عالقة سلطات الدولة بشعبها ر ز‬
‫والتام هذه السلطات ببذل كل عناية‬
‫لحماية حقوق هذا الشعب‪.‬‬
‫رز‬ ‫ز‬
‫مدنيي من إذاعة‬ ‫وتبنت المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان هذا االتجاه أثناء نظرها يف مقتل‬
‫األطلس‪ ،‬وقالت المحكمة أن الواقعة ال تخضع الختصاص‬ ‫ي‬ ‫صبيا أثناء القصف الجوي لحلف شمال‬
‫لك تحقق فيما إذا كان الحق ز يف الحياة قد انتهك أم ال (‪.)133‬‬ ‫ز‬
‫الدول المشاركة يف الهجوم ي‬
‫العالم لحقوق اإلنسان‪ ،‬والذي يمثل‬ ‫ز‬
‫المعت أن اللجنة المعنية بوضع اإلعالن‬ ‫ويتفق مع هذا‬
‫ي‬
‫الت يحميها هذا القانون‪،‬‬‫ر‬ ‫ر‬
‫الت تفرعت من رحمها وانبثقت عنها كافة موضوعات الحقوق ي‬ ‫النواه األساسية ي‬

‫‪130‬‬
‫‪Robert Frau, Unmanned System and Extraterrestrial Application of Human Rights Law, Drones in International‬‬
‫‪Law, Groningen Journal of international law, volume 1, issue 1, 2013 p 1‬‬
‫الدول‬
‫ي‬ ‫اإلنساب‪ ،‬ضمن كتاب دراسات ز يف القانون‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫الدول لحقوق اإلنسان والقانون‬
‫ي‬ ‫‪ )131‬د‪ .‬محمد نور فرحات‪ ،‬تاري خ القانون‬
‫اإلنساب‪ ،‬تقديم د‪ .‬مفيد محمود شهاب‪ ،‬ربتوت‪ ،‬ط‪ ،٢٠٠٠ ،١‬ص ‪٢٢٩‬‬ ‫ز‬
‫ز‬ ‫ي‬
‫ختي أحمد الكباش‪ ،‬الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان دراسة مقارنة ف ضوء أحكام ر‬
‫الشيعة والمبادئ الدستورية والمواثيق‬ ‫‪ )132‬د‪ .‬ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الجامعيي‪ ،‬القاهرة‪ ،٢٠٠٢ ،‬ص ‪.٢٢٩‬‬
‫ر‬ ‫الدولية‪ ،‬دار‬
‫‪133‬‬
‫‪Banković and others v. Belgium and 16 Other Contracting States, application No. 52207/99, Grand‬‬
‫‪Chamber decision (admissibility) of 12 December 2001, para. 82‬‬

‫‪64‬‬
‫ز‬
‫الفرنس لحقوق اإلنسان وجميعها وثائق وضعت يف أعقاب‬
‫ي‬ ‫الدساتت الوطنية واإلعالن‬
‫ر‬ ‫استقت مواده من‬
‫الثورات لحماية حقوق الشعوب ز يف مواجهة سلطات دولها‪.‬‬
‫ز‬
‫الدول لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫ي‬ ‫ورغم وضوح هذه الفكرة‪ ،‬وأنها تمثل القاعدة العامة يف تطبيق القانون‬
‫ز‬
‫بمعت إمكانية‬ ‫إال أن تطور هذا القانون أدى إل وجود بعض االستثناءات عىل تطبيق تلك القاعدة‪،‬‬
‫الدول لحقوق اإلنسان خارج حدود إقليمها‪.‬‬
‫ي‬ ‫مساءلة الدولة عن انتهاك القانون‬
‫الدول للحقوق المدنية والسياسية عىل أن‬
‫ي‬ ‫ويؤكد نص الفقرة األول من المادة الثانية من العهد‬
‫القاعدة العامة ه تطبيق القانون الدول لحقوق اإلنسان زف نطاق إقليم الدولة واالستثناء هو ر ز‬
‫التام‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫الدولة بتطبيقه خارج حدود إقليمها‪ ،‬حيث نصت هذه المادة عىل أن "تتعهد كل دولة طرف يف هذا‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المعتف بها فيه‪ ،‬وبكفالة هذه الحقوق لجميع األفراد الموجودين يف إقليمها‬ ‫باحتام الحقوق‬ ‫العهد‬
‫والداخلي ز يف واليتها"‪.‬‬
‫رز‬
‫يشت إل أن ر ز‬
‫التام الدول بتطبيق أحكام هذا العهد محدد بنطاق إقليمها‬ ‫تفست هذا النص ر‬
‫ر‬ ‫وأن كان‬
‫الدول إل خارج حدودها اإلقليمية‬ ‫إال أن العديد من المحاكم والهيئات الدولية رأت إمكانية امتداد ر ز‬
‫التام‬
‫ي‬
‫ز يف بعض الحاالت‪ ،‬وهو استثناء من القاعدة العامة المتمثلة ز يف الوالية اإلقليمية‪.‬‬
‫حيث أيدت محكمة العدل الدولية هذا االستثناء‪ ،‬كما أيدته اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫والمحكمة األوربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬والمحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وقالت محكمة العدل الدولية‬
‫ز‬ ‫أن ر ز‬
‫تفست نص‬
‫ر‬ ‫التام الدول بتطبيق أحكام العهد يخضع لمفهوم الوالية اإلقليمية يف المقام األول‪ ،‬ولكن‬
‫ملتمة باالمتثال ألحكامه خارج حدود‬‫هذه المادة الثانية وفقا ألهداف العهد ومقاصده تجعل الدول ر ز‬
‫تفستها المتداد ر ز‬ ‫ز‬
‫التام الدول بتطبيق أحكام العهد خارج حدود‬ ‫ر‬ ‫واليتها اإلقليمية‪ ،‬واستندت المحكمة يف‬
‫إقليمها للممارسة المستقرة للجنة حقوق اإلنسان‪ ،‬حيث رأت هذه اللجنة أن العهد ينطبق ز يف حاالت‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ز‬
‫الت قامت بها أوروغواي يف‬
‫ممارسة الدول لواليتها يف إقليم دولة أجنبية‪ ،‬وحكمت بمشوعية األعمال ي‬
‫رز‬
‫واألرجنتي (‪.)134‬‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫التازيل‬ ‫حاالت القبض ي‬
‫الت قام بها عمالء أوروغواي يف ر‬
‫التحضتية لصياغة العهد يؤكد عىل أن الدول لم تضع‬
‫ر‬ ‫باإلضافة إل ذلك‪ ،‬أن الرجوع لألعمال‬
‫هذه الصياغة للتملص من ر ز‬
‫التاماتها عند ممارستها لواليتها خارج حدود إقليمها‪ ،‬ولكنها وضعت هذه‬

‫ز‬
‫التعسف‪ ،‬وثائق‬ ‫ز‬
‫المعت بحاالت اإلعدام خارج نطاق القانون أو اإلعدام بإجراءات موجزة أو اإلعدام‬ ‫‪ )134‬أنظر تقرير المقرر الخاص‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬مرجع سابق‪.13 )A/68/382( ،‬‬

‫‪65‬‬
‫ز‬
‫الصياغة بقصد منع األشخاص الموجودين خارج إقليمها من مطالبة دولهم األصلية بحقوق يف دائرة‬
‫رز‬
‫المقيمي فيها (‪.)135‬‬ ‫اختصاص الدول‬
‫إضافة إل ما سبق‪ ،‬فإن الدول تكون مسؤولة عن ترصفات سلطاتها الثالث التنفيذية والقضائية‬
‫ه أحد األعمال‬ ‫ر‬
‫والتشيعية بموجب قواعد المسؤولية الدولية‪ ،‬ولما كانت هجمات الطائرات بدون طيار ي‬
‫الت تقوم بها السلطة التنفيذية للدولة فإنها تسأل عنها‪ .‬وقد تبنت لجنة البلدان األمريكية لحقوق‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫اإلنسان االتجاه المؤيد لهذا االتجاه يف قضية ‪ Alejandra‬وقالت إن قيام طائرة عسكرية كوبية بإسقاط‬
‫خاصتي ز يف المجال الجوي مما أدى لمقتل ركابهما يمثل انتهاكا لحقهم ز يف الحياة (‪.)136‬‬ ‫رز‬ ‫رز‬
‫طائرتي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان خارج حدود إقليمها ال يستقيم‬ ‫التام الدول بتطبيق أحكام القانون‬ ‫وفهم ر ز‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫رز‬ ‫رز‬ ‫ز‬ ‫رز‬ ‫ز‬
‫الت تتحملها الدول يف إطار هذا‬ ‫التميت الواضح ربي االلتامات اإليجابية وااللتامات السلبية ي‬ ‫إال يف ضوء‬
‫القانون (‪.)137‬‬
‫الت يوفرها هذا‬‫ر‬ ‫رز‬
‫توفت الحماية ي‬ ‫اإليجاب يقصد به قيام الدول بفعل ما من أجل ضمان ر‬ ‫ري‬ ‫فااللتام‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ز‬ ‫رز‬
‫السلت يقصد به امتناع الدولة عن القيام بفعل يرص بالحماية ي‬ ‫ري‬ ‫وااللتام‬ ‫القانون لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫يوفرها هذا القانون لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫الدول لحقوق اإلنسان خارج حدود إقليمها يقصد به‬ ‫وأرى أن ر ز‬
‫التام الدول بتطبيق القانون‬
‫ي‬
‫االلتامات السلبية وليست ر ز‬
‫االلتامات اإليجابية‪.‬‬ ‫رز‬

‫فالدول ال تطالب بأي فعل لضمان حماية هذه الحقوق خارج حدود إقليمها‪ ،‬ولكنها مطالبة‬
‫باالمتناع عن القيام بأي فعل ينتهك هذه الحقوق سواء ز يف حدود إقليمها أو خارج حدود هذا اإلقليم‪.‬‬
‫الدول لحقوق اإلنسان ال ينرصف إال إل مفهوم‬ ‫واتفاقا مع إن ر ز‬
‫التام الدول بتطبيق القانون‬
‫ي‬
‫الدول‬ ‫الت نفذت الهجمة الجوية المخالفة لقواعد القانون‬ ‫ر‬ ‫رز‬
‫ي‬ ‫االلتامات السلبية‪ ،‬فإن مسؤولية الدولة ي‬
‫التامها بعدم القيام بأي فعل من شأنه انتهاك الحقوق المقررة بموجب هذا‬ ‫لحقوق اإلنسان تستند عىل ر ز‬

‫القانون‪.‬‬

‫األول ز يف لجنة حقوق اإلنسان‪ ، E/CN.4/SR.194 ،‬الفقرة ‪ ،٤٦‬واألمم المتحدة‪ ،‬الوثائق الرسمية‬ ‫ي‬
‫‪ )135‬راجع مناقشات ر‬
‫المشوع‬
‫ر‬
‫العاشة‪ ،‬المرفقات ‪ ، A/2929 .‬الفصل الخامس‪ ،‬الفقرة الرابعة‪١٩٥٥ ،‬‬ ‫للجمعية العامة‪ ،‬الدورة‬
‫ز‬
‫التعسف‪ ،‬وثائق‬ ‫اإلعدام‬ ‫أو‬ ‫موجزة‬ ‫اءات‬
‫ر‬ ‫بإج‬ ‫اإلعدام‬ ‫أو‬ ‫القانون‬ ‫نطاق‬ ‫خارج‬ ‫اإلعدام‬ ‫بحاالت‬ ‫ز‬
‫المعت‬ ‫الخاص‬ ‫‪ )136‬أنظر تقرير المقرر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬مرجع سابق‪. 13 )A/68/382( ،‬‬
‫‪137‬‬
‫‪Robert Frau, Unmanned System and Extraterrestrial Application of Human Rights Law. OP .p 3‬‬

‫‪66‬‬
‫الخاتمة‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫الت‬‫متزا اإلشكاليات ي‬
‫ناقش البحث موضوع استخدام الطائرات بدون طيار يف مكافحة اإلرهاب‪ ،‬ر‬
‫ز‬
‫الدول‪ ،‬واظهر البحث عدم إمكانية اعتبار الطائرات بدون طيار من‬ ‫ي‬ ‫يثتها هذا االستخدام يف القانون‬
‫ر‬
‫ز‬
‫يثت العديد من اإلشكاليات القانونية الشائكة يف القواعد‬ ‫األسلحة المجرمة دوليا‪ ،‬ولكن استخدامها ر‬
‫ز‬ ‫وف ر ز‬‫ز‬
‫اإلنساب‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫التام الدول بتطبيق أحكام القانون‬ ‫الدولية المنظمة الستخدام القوة بوجه عام ي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان بشكل خاص‪.‬‬
‫ي‬ ‫والقانون‬
‫وفيما يتعلق بالقواعد الدولية المنظمة الستخدام القوة أظهر البحث أن استخدام الطائرات‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الكثت من القضايا القانونية‬
‫يثت ر‬‫بدون طيار يف مكافحة اإلرهاب من قبل أحد الدول يف إقليم دولة أخرى ر‬
‫ز‬ ‫الت يتم تنفيذ ز‬
‫ر‬
‫الرصبات الجوية الموجهة باستخدام هذه الطائرات عىل إقليمها يف‬ ‫الدقيقة ألن الدولة ي‬
‫كثتا ما تكون السلطات الداخلية لهذه‬
‫غت قادرة عىل مواجهة تلك الجماعات اإلرهابية‪ ،‬و ر‬
‫الغالب تكون ر‬
‫الرصبات ستكون موضع‬ ‫الدولة زف حالة خالف‪ ،‬وبالتال فإن موافقة الدولة صاحبة اإلقليم عىل هذه ز‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫بي الهيئات والكيانات المتناحرة عىل السلطة بداخلها‪ ،‬هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب أخر‪ ،‬إذا‬ ‫خالف ر ز‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الت بتنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار يف إقليم دولة أخرى الستهداف الجماعات‬
‫قامت أحد الدول ي‬
‫ستثت جدلية قانونية فائقة الصعوبة إذا‬
‫ر‬ ‫اإلرهابية بدون موافقة دولة اإلقليم‪ ،‬ر‬
‫فمشوعية هذه الهجمات‬
‫القوم للدولة منفذة الهجمة‪.‬‬
‫ي‬ ‫كانت الجماعات اإلرهابية المستهدفة تمثل خطورة عىل األمن‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫واظهر البحث أن هذه الطائرات مكنت الدول من تنفيذ زصبات عسكرية يف أي مكان يف العام‬
‫الت يتم تنفيذها باستخدام هذه الطائرات لمستوى‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ترتف عمليات القتل المستهدف ي‬ ‫وأي وقت‪ ،‬وقد ال ي‬
‫اإلنساب سيكون موضع شك‬ ‫ز‬ ‫الدول‬ ‫وبالتال فإن تطبيق القانون‬ ‫العنف المطلوب لوجود حالة مسلح‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الدول لحقوق اإلنسان‬ ‫التاعات المسلحة‪ ،‬ولو حاولنا تطبيق القانون‬‫الرتباط تطبيق هذا القانون بزمن ز ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫والمكاب لهذا القانون‪.‬‬ ‫ز‬
‫الزماب‬ ‫رتتز إشكاليات تحديد النطاق‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وبعد مناقشة هذه اإلشكاليات القانونية واستجالء أسبابها توصل البحث للنتائج والتوصيات‬
‫التالية‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬
‫ز‬
‫‪ .1‬أن انتهاك سيادة الدول باستخدام الطائرات بدون طيار يف السنوات السابقة ال يرجع إل‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫الت رأت يف محاربة اإلرهاب يف‬
‫طبيعتها‪ ،‬ولكن بسبب إساءة استخدامها من جانب بعض الدول ي‬
‫عت المحيطات أفضل سبيل حماية شعوب ها من مخاطرة‪ ،‬إضافة إل أن انتهاكات القانون‬ ‫أوكارة ر‬
‫ر‬
‫الت ارتكبت باستخدام هذه الطائرات ال ترجع‬ ‫ز‬
‫الدول لحقوق اإلنسان ي‬
‫ي‬ ‫اإلنساب والقانون‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬

‫‪67‬‬
‫عشواب األثر‪ ،‬ولكنها نتجت بسبب سوء تخطيط الدول للعمليات‬
‫ي‬ ‫لطبيعتها كسالح مدمر أو‬
‫الت استخدمت فيها هذه الطائرات‪.‬‬ ‫ر‬
‫العسكرية ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫األختة فراغ‬
‫ر‬ ‫‪ .2‬أظهر استخدام الطائرات بدون طيار يف مكافحة الجماعات اإلرهابية يف السنوات‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫فممثىل الدول عندما وضعوا اتفاقيات جينيف لم يخطر‬
‫ي‬ ‫الدول‪،‬‬
‫ي‬ ‫يع بالغ الخطورة يف القانون‬
‫تش ي‬
‫ببالهم أن الطائرات ستستخدم زف هذه ز ز‬
‫التاعات بدون طيار‪ ،‬ومحاولة تطبيق هذه االتفاقيات‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الت تحارب هذا‬
‫عىل حرب الدول الراهنة ضد اإلرهاب‪ ،‬ال يمكن أن تجدي نفعا‪ ،‬وستفتح للدول ي‬
‫اإلرهاب ألف باب للتنصل والهروب من مسؤولياتها الدولية‪ ،‬وتمنحهم حجج ال يمكن التشكيك‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الماض‬
‫ي‬ ‫يف صحتها‪ ،‬فواقع حروب اليوم أضىح مختلف‪ ،‬ومعطياتها باتت متباينة عن حروب‬
‫لدرجة تفشل أي محاولة الستخالص أحكام قانونية جديدة بالقياس عىل النصوص القديمة‪.‬‬
‫ز‬ ‫ر ز‬ ‫ز‬
‫حقيف يف مجال مكافحة اإلرهاب سواء يف مجال مواجهة‬ ‫ي‬ ‫يعاب قصور‬
‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫‪ .3‬أن القانون‬
‫الت تأوي عناصه أو توفر لها التمويل‪ ،‬وذلك بسبب عدم قدرة‬ ‫ر‬
‫جماعاته أو محاسبة الدول ي‬
‫ر‬
‫لالعتاف بها‪ ،‬وحان‬ ‫وه حقائق آن األوان‬
‫مجلس األمن عىل اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهته‪ ،‬ي‬
‫رز‬
‫الحي لمواجهتها ألنها تمثل بيت الداء‪ ،‬وكل ما نحاول معالجته اليوم مجرد أعراض لداء عضال‬
‫الدول يوما بعد األخر‪.‬‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫يزداد انتشاره يف المجتمع‬
‫الدول خالل السنوات‬ ‫لتبف وستتطور‪ ،‬وسيعتمد عليها المجتمع‬ ‫‪ .4‬وجدت الطائرات بدون طيار ر‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫القادمة اعتمادا ر ز‬
‫السلم واالستخدام العسكري‪،‬‬
‫ي‬ ‫متايدا يف مختلف مجاالت االستخدام‬
‫وسينعكس التطور الذي يشهده العالم ز يف ميادين التكنولوجيا الحديثة ووسائل االتصاالت‬
‫واألقمار الصناعية عىل استخدام هذه الطائرات ز يف المستقبل القريب حربا وسالما‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫‪ .1‬إنشاء فريق عمل باألمم المتحدة ي‬
‫معت بوضع ضوابط استخدام الطائرات بدون طيار يف مكافحة‬
‫الدول بمختلف فروعة‪.‬‬
‫ي‬ ‫اإلرهاب لضمان اتساق هذا االستخدام مع قواعد القانون‬
‫ز‬
‫‪ .2‬ابرام اتفاقية تحدد الضوابط القانونية الدولية المتعلقة باستخدام الطائرات بدون طيار يف‬
‫الت يفرضها واقع مكافحة التنظيمات‬ ‫ر‬
‫مكافحة اإلرهاب لمعالجة اإلشكاليات المستحدثة ي‬
‫رز‬
‫الدوليي وحقوق‬ ‫الت يتعرض لها السلم واألمن‬‫ر‬
‫اإلرهابية المسلحة والتهديدات الجديدة ي‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫ز‬ ‫التام الدول بإعالن ر‬
‫‪ .3‬ر ز‬
‫استاتيجياتها الوطنية الخاصة بضوابط استخدام الطائرات بدون طيار يف‬
‫مكافحة اإلرهاب‪ ،‬مبينة فيها الجهات الوطنية المسؤولة عن تنفيذ تلك المكافحة‪ ،‬والجهات‬

‫‪68‬‬
‫رز‬
‫المدنيي‪ ،‬والجهات المعنية بالمحاسبة‬ ‫المعنية بتقييم أثار هجمات الطائرات بدون طيار عىل‬
‫رز‬
‫مدنيي‪.‬‬ ‫التقصت الذي يؤدي لوقوع ضحايا‬
‫ر‬ ‫ز يف حاالت‬
‫‪ .4‬عىل الدول العربية االهتمام بتطوير صناعة الطائرات بدون طيار لالستفادة من مزايا استخدامها‬
‫ز يف مختلف المجاالت السلمية والعسكرية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫المراجع الرئيسية‪.‬‬
‫المراجع العربية‬
‫ر‬ ‫ز‬ ‫رز‬
‫الدول‪ ،‬والتمرد‪ ،‬وحرب الطائرات‬
‫ي‬ ‫والعشين‪ ،‬اإلرهاب‬ ‫أوسي لونج‪ ،‬الحروب الالمتماثلة يف القرن الحادي‬
‫ر‬
‫االستاتيجية‪٢٠١٤ ،‬‬ ‫بدون طيار‪ ،‬مركز اإلمارات للبحوث والدراسات‬
‫ز‬ ‫الخت أحمد عطية‪ ،‬نظرية ز‬
‫الدول المعاص‪،‬‬
‫ي‬ ‫الرصبات العسكرية االستباقية يف ضوء قواعد القانون‬ ‫د‪ .‬أبو ر‬
‫دار النهضة العربية‪.٢٠٠٥ ،‬‬
‫ر‬
‫بيت ماورير‪ ،‬رئيس اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬مقال منشور عىل موقع اللجنة‪.‬‬
‫‪https://www.icrc.org/ar/doc/resources/documents/interview/2013/05-10-drone-weapons-ihl.htm‬‬
‫ختي أحمد الكباش‪ ،‬الحماية الجنائية لحقوق اإلنسان دراسة مقارنة زف ضوء أحكام ر‬
‫الشيعة والمبادئ‬ ‫د‪ .‬ر‬
‫ي‬
‫رز‬
‫الجامعيي‪ ،‬القاهرة‪.٢٠٠٢ ،‬‬ ‫الدستورية والمواثيق الدولية‪ ،‬دار‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪٢٠٠٢ ،‬‬ ‫الدول‬ ‫جويىل‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‬ ‫د‪ .‬سعيد سالم‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫القانوب للطائرات بدون طيار‪ ،‬مجلة كلية الحقوق جامعة ر ز‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫عي شمس‪،‬‬ ‫ي‬ ‫شوف مؤمن‪ ،‬التنظيم‬‫ي‬ ‫د‪ .‬طارق‬
‫‪ ،٢٠١٧‬ص‪٣‬‬
‫الشوق ر‬
‫للنش‬ ‫اتيىح للواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬دار ر‬ ‫ر‬ ‫د‪ .‬عبد القادر محمد‬
‫السياس االست ر ي‬
‫ي‬ ‫فهم‪ ،‬الفكر‬
‫ي‬
‫والتوزي ع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪٢٠٠٩ ،١‬‬
‫الدول العام‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون تاري خ‪.‬‬
‫ي‬ ‫د‪ .‬عىل صادق أبو هيف‪ ،‬القانون‬
‫ز‬
‫الحلت الحقوقية‪ ،‬لبنان‪٢٠١٨ ،‬‬
‫ري‬ ‫الدول العام‪ ،‬منشورات‬
‫ي‬ ‫د‪ .‬محمد المجذوب‪ ،‬الوسيط يف القانون‬
‫ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬ضمن كتاب‬ ‫الدول‬ ‫الدول لحقوق اإلنسان والقانون‬ ‫د‪ .‬محمد نور فرحات‪ ،‬تاري خ القانون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫اإلنساب‪ ،‬تقديم د‪ .‬مفيد محمود شهاب‪ ،‬ربتوت‪ ،‬ط‪.٢٠٠٠ ،١‬‬ ‫ي‬ ‫الدول‬
‫ي‬ ‫دراسات يف القانون‬
‫الغنيم‪ ،‬قانون السالم‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون تاري خ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫د‪ .‬محمد طلعت‬
‫ز ز‬ ‫ز‬
‫العرب‬
‫ري‬ ‫اإلقليم‪ ،‬مركز الخليج‬
‫ي‬ ‫اب يف اليمن وانعكاساته عىل األمن‬ ‫القاض‪ ،‬الدور اإلير ي‬‫ي‬ ‫د‪ .‬محمد حسن‬
‫للدراسات اإليرانية‪ ،‬بدون تاري خ‬
‫بنجاب‪ ،‬حرب الطائرات بدون طيار‪ ،‬القتل بالتحكم عن بعد‪ ،‬منشورات منتدى العالقات العربية‬ ‫ز‬ ‫ميديا‬
‫ي‬
‫الدولية‪ ،‬الطبعة األول‪.٢٠١٤ ،‬‬

‫‪70‬‬
‫المراجع األجنبية‬
Ashley Deems, “Unwilling or unable: toward a normative framework for extra-
territorial self-defense”, Virginia Journal of International Law, vol. 5, No. 3
(2012). https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=1971326
Ashley Deeks, “Consent to the use of force and international law supremacy”,
Harvard International Law Journal, vol. 54, No. 1 (2013) https://harvardilj.org/wp-
content/uploads/sites/15/2013/03/HLI101.pdf
Barack Obama “Letter from the President on the war Powers Resolution” The
White House, June 15, 2011 https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-
office/2011/06/15/letter-president-war-powers-resolution
Christine Gray, International Law and the Use of Force, 3rd edition, Oxford
University, Press 2008.
Claus Kreb, “Some reflections on the international legal framework governing
transnational armed conflicts”, Journal of Conflict and Security Law, vol. 15, No.
2 (2010). https://academic.oup.com/jcsl/article-abstract/15/2/245/785179
David Wippman, ‘Military Intervention, Regional Organizations, and Host-State
Consent’ (1996) 7 Duke Journal of Comparative & International Law
Dapo Akande, “Classification of conflicts: relevant legal concepts”, in Elizabeth
Wilmshurst, ed., International Law and the Classification of Conflicts (Oxford,
United Kingdom, Oxford University Press, 2012.
https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=2132573
Gray Miller “Under Obama, Emerging Global Apparatus for Drone Killing”
Washington Post 27/9/2011
Harold Hongju Koh, ‘The Obama Administration and International Law’
(March 2010), speech at the Annual Meeting of the American Society of
International Law (stating that the US ‘may use force consistent with its inherent
right to self-defence under international law’),
www.state. gov/documents/organization/179305.pdf accessed 20-1-2020.
Jim Garamone ‘Unmanned Aerial Vehicles Proving Their Worth Over
Afghanistan’ U.S. Department of Defense, WASHINGTON, April 16, 2002 (16
April 2002) https://archive.defense.gov/news/newsarticle.aspx?id=44165
John O. Brennan (White House Counterterrorism Advisor), ‘The Ethics and
Efficacy of the President’s Counterterrorism Strategy’ (April 2012) prepared
remarks at the Woodrow Wilson International Center for Scholars,
www.wilsoncenter.org/event/the-efficacy-and-ethics-us-counterterrorism- strategy
John O. Brennan, “Strengthening our security by adhering to our values and
laws”, Program on Law and Security, Harvard Law School, 16 September 2011;
United States, Department of Justice, White Paper, “Lawfulness of a lethal

71
operation directed against a U.S. citizen” https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-
office/2011/09/16/remarks-john-o-brennan-strengthening-our-security-adhering-our-values-an
Louise Doswald-Beck, ‘The Legal Validity of Military Intervention by Invitation
of the Government’ British Yearbook of International Law (1986) 56(1)
Matt Bryden, ‘Somalia Redux? Assessing the New Somali Federal Government’
(August 2013) Report of the CSIS Africa Program, 23. https://csis-
prod.s3.amazonaws.com/s3fs-public/legacy_files/files/publication/130819_Bryden_SomaliaRedux_WEB.pdf
Michael N. Schmitt, “Extraterritorial lethal targeting: deconstructing the logic of
international law”, Columbia Journal of Transnational Law, vol. 52 (2013)
Michael N. Schmitt, “The Interpretive Guidance on the Notion of Direct
Participation in Hostilities: a critical analysis”, Harvard National Security
Journal, vol. 1 (2010) https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=1600243
Noam Lubell, Extra Territorial Use of Force Against Non-State Actors, Oxford
University, Press 2010.
Noam Lubell and Nathan Derejko, “A global battlefield? Drones and the
geographical scope of armed conflict”, Journal of International Criminal Justice,
vol. 11, No. 1 (2013), p. 78 https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=2212185
Owen Bowcott, Drone strikes threaten 50 years of international law, says UN
rapporteur, The Guardian, 21/6/2012. www.theguardian.com/world/2012/jun/21/drone-strikes-
international-law-un
Peter Finn, “Rise of the Drone: From Calif. Garage to Multibillion-dollar defense
industry, The Washington Post, December, 24,2011 https://cacm.acm.org/news/144870-
rise-of-the-drone-from-calif-garage-to-multibillion-dollar-defense-industry/fulltext
Philip Alston, “The CIA and targeting Killing beyond borders”, Harvard National
Security Journal, vol. 2 (2011), https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=1928963
Robert Frau, Unmanned System and Extraterrestrial Application of Human
Rights Law, Drones in International Law, Groningen Journal of international law,
volume 1, issue 1, 2013.
Sean Davies, Drone warfare and the Geneva Convention, (15 August 2011)
Engineering and Technology, https://eandt.theiet.org/content/articles/2011/08/drone-warfare-
and-the-geneva-convention accessed 4/2/2020.
William Booth, “More Predator Drones Fly U.S – Mexico Border” Washington
Post, December 21, 2011. https://www.washingtonpost.com/world/more-predator-drones-fly-us-
mexico-border/2011/12/01/gIQANSZz8O_story.html

72

You might also like