You are on page 1of 4

‫الطب واحلياة‬

‫الأ�سلحة امليكروبية‬
‫الس�ل�اح امليكروب ��ي‬
‫‬
‫د‪ .‬محمود مصطفى درويش‬
‫يستطيع إهالك البشر واحلاصالت‬
‫«بامبوكو»عل��ى نه��ر إيب��وال‬ ‫بعد انسحاب القوات النازية من‬ ‫واحليوانات واقتصادات الدول‪ .‬كان وس ��يلة‬
‫بدولة زائير وذل��ك عام ‪1976‬م‬ ‫أي أع��راض ميكروبي��ة أو جثث‬ ‫خطي ��رة خالل احلرب�ي�ن العامليت�ي�ن وحتى بدأت‬
‫وف��ي نف��س العام ظه��ر املرض‬ ‫أو مص��ادر ه��ي ب��ؤر للع��دوى‬ ‫االتفاقي ��ات الدولي ��ة والقان ��ون الدول ��ي ع ��ام ‪1952‬م تنص‬
‫بالس��ودان وبدرجة قاتلة ألغلب‬ ‫امليكروبية املهلكة‪.‬‬ ‫عل ��ى من ��ع اس ��تخدام األس ��لحة الكيميائي ��ة وامليكروبي ��ة‪.‬‬
‫احلاالت‪.‬‬ ‫الإيبوال‬
‫معه��د األمراض االس��توائية‬ ‫ه��ذا الفي��روس ه��و أش��هر‬
‫األس ��لحة املكيروبية شرس ��ة لدرجة الدمار الش ��امل ومنها‬
‫ومق��ره ف��ي مدين��ة هامب��ورج‬ ‫مرض ظه��رر خالل الربع األخير‬ ‫أش ��هر قاتل ف ��ي التاريخ وه ��و فيروس اجل ��درى‪ .‬هذا وعلى‬
‫بشمال أملانيا اهتم بدراسة املرض‬ ‫م��ن الق��رن العش��رين والرتفاع‬ ‫اإلنترنت العنكبوتية حتذيرات من إمكانية حدوث احلروب‬
‫وما ينتج عنه من حمى عشوائية‬ ‫نس��بة الوفي��ات منه ولس��رعة‬ ‫امليكروبية الشرسة‪.‬‬
‫مجنونة كذلك وصفته الصحافة‬ ‫انتش��اره ويرجع تسميته إيبوال‬
‫األملانية ومنها مجلة دير شبيجل‬ ‫لظه��ور أول حالة من��ه في قرية‬ ‫البريطانية (‪ 10‬مارس ‪1998‬م)‬ ‫الس�لاح امليكروب��ي ه��و‬
‫من أن طائرات إف ‪ 16‬اإلسرائيلية‬ ‫م��ن األحي��اء الدقيق��ة الضارة‬
‫أصبح��ت مؤهلة حلمل أس��لحة‬ ‫وعندما تس��تخدم إلهالك البشر‬
‫كيماوي��ة وميكروبية اس��تعدادا ً‬ ‫واحليوان��ات واحلاص�لات‬
‫الحتم��االت التعامل مع جيرانها‪.‬‬ ‫االقتصادي��ة‪ .‬تكرر اس��تخدامه‬
‫هن��ا يكون م��ن الض��روري فهم‬ ‫قبل احلرب العاملية الثانية رغم‬
‫خط��ورة ه��ذه األس��لحة وأث��ر‬ ‫أن��ه كان محرما ً ف��ي العديد من‬
‫اس��تخدامها وأغراضه��ا وكذلك‬ ‫األمم واحلض��ارات القدمية مثل‬
‫م��ا يج��ب م��ن حجر صح��ي أو‬ ‫احلضارة اليونانية واحلضارة‬
‫معام�لات مرتبطة بالطب‪ ،‬وذلك‬ ‫الروماني��ة‪ .‬ظه��ر بوضوح في‬
‫سعيا ً حلالة أمن وأمان ضرورية‬ ‫ج��والت احلرب�ين العامليت�ين‬
‫وحتمية من ميكروبات قد توصل‬ ‫األول��ى والثاني��ة مم��ا أس��فر‬
‫للدمار الشامل‪.‬‬ ‫عن وض��ع اتفاقي��ة جنيف عام‬
‫من االس��تخدامات في احلرب‬ ‫‪1952‬م وه��ي حلظر اس��تخدام‬
‫العاملي��ة الثاني��ة أن قام��ت‬ ‫امل��واد الكيميائي��ة وامليكروبات‬
‫الياب��ان بح��رب ميكروبية على‬ ‫وتوال��ت بعدذل��ك تش��ريعات‬
‫جارته��ا الص�ين وحي��ث أطلقوا‬ ‫متعددة حلظرها‪.‬‬
‫قنابل البراغي��ث احلاملة ملرض‬ ‫وف��ي موقعن��ا اجلغراف��ي‬
‫الطاع��ون فوق امل��دن الصينية‪،‬‬ ‫اإلس��تراتيجي ألرض الكنان��ة‬
‫كذل��ك بعد ه��ذه احلرب حرصت‬ ‫والذي معه أطماع وتغيرات في‬
‫ق��وات احللف��اء عل��ى تطهي��ر‬ ‫موازين القوى يجب أال يفوت ما‬
‫املناطق احملررة واملدن األوروبية‬ ‫نش��رته جري��دة الصنداي متيز‬

‫العدد (‪ )331‬ـ ذواحلجة ‪1430‬هـ‬ ‫األمن واحلياة‬ ‫‪128‬‬


‫تبدأ األعراض برعشة وارتفاع‬ ‫في حال��ة جتددها‪ .‬هذا الفيروس‬ ‫الدم��ار الش��امل‪ .‬ف��ي األوس��اط‬ ‫األملانية وأبرزت صورا ً للمرضى‬
‫مفاجئ للحرارة وصداع وآالم في‬ ‫األشهر له قدرة عالية على حتمل‬ ‫العلمي��ة واإلعالمية أنباء حتتاج‬ ‫وهم يتقيؤون أحش��اءهم ووصل‬
‫عض�لات الظهر ويعقب ذلك طفح‬ ‫الظ��روف وعل��ى البق��اء وعلى‬ ‫تأكي��دات ب��أن هن��اك دوالً لديها‬ ‫عدد القتل��ى في املقال ‪ 124‬حالة‪،‬‬
‫جلدي في بؤر صغير‪ .‬على اليدين‬ ‫االنتق��ال م��ع الغبار وإف��رازات‬ ‫مخ��زون م��ن في��روس اجلدي��د‬ ‫علم��اء مرك��ز البح��وث الطبية‬
‫والوجه ثم ال��رأس والذراعني ثم‬ ‫املري��ض وقش��ور جف��اف م��ن‬ ‫النشط ومن لقاحه وكالهما جاهز‬ ‫للجي��ش األمريكي ع��ام ‪1998‬م‬
‫تشمل اجلسم كله‪.‬‬ ‫جل��د املريض اخلارج��ي‪ ،‬وكذلك‬ ‫كس�لاح مارس األوروبيون بعد‬ ‫تفقدوا أماكن املرض في السودان‬
‫ف��ي حالة الدفاع واالس��تعداد‬ ‫ينتشر باملالمس��ة واالستنشاق‪.‬‬ ‫اكتش��اف أمريكا حربا ً ميكروبية‬ ‫وأمكنهم عزل الفيروس من حدود‬
‫لالحتماالت تدل البحوث احلديثة‬ ‫ه��ذا وترتبط نس��بة امل��وت من‬ ‫مدمرة ضد هنود القارة األمريكية‬ ‫السودان مع كل من أوغندا وكينيا‬
‫أنه ميكن االستعانة ببعض ثمار‬ ‫الفي��روس بنوع س�لالته إال أن‬ ‫بغرض القض��اء عليهم رغم أنهم‬ ‫‪ ،‬بع��د ذلك فحص��ت دماء القتلى‬
‫النبات��ات املعدل��ة وراثي��ا ً مث��ل‬ ‫معظم س�لاالته معدل املوت منها‬ ‫هم السكان األصليون ولقد كانت‬ ‫ووجد بها الفيروس وكان ذلك في‬
‫املوز املهن��دس لتقوية املناعة في‬ ‫يزي��د ع��ن ‪ ،%50‬معظم س��كان‬ ‫الوسيلة أن بريطانيا وزعت على‬ ‫مركز مراقبة انتشار األمراض في‬
‫مواجهة اجلدرى وحيث هذا املوز‬ ‫العالم حالة إفتراض نشوء حرب‬ ‫الهنود بطاط�ين ملوثة بفيروس‬ ‫والية أطلنتا األمريكية‪.‬‬
‫به جين��ات املناعة ض��د عدد من‬ ‫ب��ه قابل��ون للعدوى والس��بب‬ ‫اجلدرى‪.‬‬ ‫الع��دوى كانت تنتش��ر خالل‬
‫األمراض املعينة‪.‬‬ ‫توق��ف حتضي��ر املصل ل��ه عام‬ ‫اجلدرى وهو أش��هر قاتل في‬ ‫املعايش��ة املباش��رة واالخت�لاط‬
‫وختاما ً فقد تعدد التشريعات‬ ‫‪1979‬م وبع��د إع�لان منظم��ة‬ ‫التاري��خ له مؤهالت��ه ومميزاته‬ ‫وعن��د التعام��ل م��ع اجلث��ث‬
‫حاليا ً في ق��ارات املعمورة والتي‬ ‫الصح��ة العاملي��ة القض��اء على‬ ‫املوصل��ة له��ذه الدرج��ة م��ن‬ ‫وإف��رازات امل��رض وذل��ك بع��د‬
‫حتظر اس��تخدام أس��لحة الدمار‬ ‫الفيروس‪ .‬لذا فإن توالي املتابعة‬ ‫الشراسة وذلك بعد معرفة تتابع‬ ‫عرض احلمى الش��ديدة والصداع‬
‫الش��امل‪ ،‬كذل��ك يح��رم القانون‬ ‫وتوفير وسائل التحكم هي أمور‬ ‫ش��فرته الوراثي��ة ف��ي احلمض‬ ‫وآالم العضالت واملفاصل وكذلك‬
‫الدول��ي األس��لحة امليكروبي��ة‬ ‫هامة‪ .‬وميكن للمراقبني الدوليني‬ ‫الن��ووي الدنا‪ ،‬وفض�لاً عن ذلك‬ ‫إلتهاب العني وع��دم املقدرة على‬
‫ويعتب��ر اس��تخداماتها جرائ��م‬ ‫التع��رف عل��ى ني��ة الع��دول‬ ‫ميكن حتوي��ر وهندس��ة جينات‬ ‫مواجهة الضوء‪ .‬ه��ذا وبعد تقدم‬
‫حرب‪.‬‬ ‫الس��تخدام في��روس اجل��درى‬ ‫هذا الفيروس‪ ،‬وحيث رس��مت له‬ ‫األع��راض والتدهور تظهر صدمة‬
‫ال أنرثاك�س والطاعون‬ ‫كسالح وذلك إذا ثبت تواجد لقاح‬ ‫خريطت��ه الوراثي��ة وه��ذا يبطل‬ ‫عصبية يعقبها غيبوبة والوفاة‪.‬‬
‫وعل��ى الرغ��م م��ن أن بعض‬ ‫اجلدرى مع قوات األعداء‪.‬‬ ‫مفعول اللقاحات الشائعة وحتى‬ ‫ال ش��فاء من اإليب��وال‪ .‬ولكنه‬
‫في زائي��ر عندما ظهر ل��زم األمر‬
‫إتخ��اذ إج��راءات احلجر الصحي‬
‫الكامل في مناطق واس��عة وكذلك‬
‫منع املصاب�ين من انتقالهم خارج‬
‫مناطق اإلصابة‪ ،‬هذا مع إجراءات‬
‫التطهي��ر الفعالة بص��ورة دقيقة‬
‫ومستمرة‪ .‬وباء زائير يثير الرعب‬
‫لو فك��رت دولة م��ا أو جماعة ما‬
‫متطرفة باستخدام اإليبوال كسالح‬
‫ميكروبي وملواجهة ذلك يلزم في‬
‫احلدود واملنافذ واملطارات نشاط‬
‫ويقظة خبراء وعلماء الفيروسات‬
‫وامليكروب��ات للمراقب��ة والتحكم‬
‫وذلك س��عيا ً للكشف عن التعامل‬
‫احملظور مع اإليبوال‪.‬‬
‫اجلدرى‬
‫فيروس اجلدرى س�لاح حرب‬
‫ميكروبية من الطراز األول ويصل‬
‫فعل��ه الوبائ��ي لدرجة أس��لحة‬

‫‪129‬‬ ‫األمن واحلياة‬ ‫العدد (‪ )331‬ـ ذواحلجة ‪1430‬هـ‬


‫وتعيق بذلك حمل دم اإلنس��ان‬ ‫اخلارجية من البيئة أومن املواد‬
‫لألوكسجني وتظهر أعراض فقر‬ ‫الكيماوية وف��ي حالة التجرثم‬
‫الدم والصفراء‪.‬‬ ‫يظهر داخل اخللية جسم صلب‬
‫بكتريي��ا وب��اء ال أنرثاك���س (اجلمرة‬ ‫دقيق‪ .‬ومن األساليب التي تلجأ‬
‫اخلبيثة)‬ ‫إليها البكتيريات املمرضة لتدمر‬
‫يتس��بب ه��ذا الوب��اء م��ن‬ ‫اإلنس��ان والكائن��ات األخ��رى‬
‫البكتيري��ا العصوي��ة ويروى‬ ‫وبع��د تفاعله��ا واختراقه��ا‬
‫التاري��خ اجتي��اح ه��ذا الوباء‬ ‫لدفاعات اإلنسان‪:‬‬
‫ألوروب��ا ع��ام ‪ 1613‬ميالدية‬ ‫ـ إفراز الس��موم بقناة اإلنسان‬
‫ومم��ا أدى مل��وت ‪600،000‬‬ ‫الهضمية ومما قد يوصل للتسم‬
‫نس��مة‪ ،‬ويفيد الطبيب البيطري‬ ‫الغذائي‬
‫أن هذا الوباء يصيب احليوانات‬ ‫ـ كثي��ر م��ن البكتيري��ات تفرز‬
‫الثديي��ة وبصفة خاصة األغنام‬ ‫س��موم مهلكة ألعض��اء حيوية‬
‫واخليول واملاعز‪.‬‬ ‫في جسم اإلنسان‬ ‫ببناء البروتين��ات وتتكون من‬ ‫البكتيري��ات نافع��ة أش��د م��ا‬
‫وخالل حرب حترير الكويت‬ ‫ـ قد حتتمل اجلراثيم البكتيرية‬ ‫م��ادة بروتيني��ة ومن احلمض‬ ‫يك��ون النف��ع لإلنس��ان ف��إن‬
‫مت تطعي��م الق��وات األمريكي��ة‬ ‫الظ��روف القاس��ية ولك��ن بعد‬ ‫الن��ووي الدن��ا‪ .‬م��ادة اخللية‬ ‫بعضه��ا يك��ون الش��رس أو‬
‫للوقاية م��ن اجلم��رة اخلبيثة‬ ‫مرورها وحينما يتالقى اإلنبات‬ ‫النووية الدنيا ال حتاط بغش��اء‬ ‫الفع��ال بدرج��ة دمار ش��امل‪.‬‬
‫وذل��ك عقب ادعاء وتهديد قوات‬ ‫مع جروح اإلنسان تفرز سموما ً‬ ‫وتظهر بش��كل خي��ط حلقي أو‬ ‫وللبكتيري��ات املهلكة وس��ائل‬
‫صدام حسني باستخدام السالح‬ ‫ملهكة وتك��ون العدوى واملوت‬ ‫كروموس��وم حلقي ق��د يتواجد‬ ‫ومناف��ذ متع��ددة للوص��ول‬
‫البيولوجي ضد القوات الدولية‬ ‫احملقق‬ ‫للخلية سوط أو أسواط وتكون‬ ‫لإلنس��ان‪ .‬بكتيري��ا اجلم��رة‬
‫احملاربة‪.‬‬ ‫ـ م��ن البكتيريات ما ل��ه إفراز‬ ‫نابعة من السيتوبالزم واجلدار‬ ‫اخلبيثة سالح ميكروبي شائع‬
‫كذلك يت��م التطعيم للقوات‬ ‫يزيد من لزوجة بالزما الدم مما‬ ‫وهي مساعدة حلركة البكتيريا‪.‬‬ ‫ومدم��ر وأنتجت منه س�لاالت‬
‫األمريكية في أفغانستان وأيضا ً‬ ‫مين��ع فعالية الدفاع بواس��طة‬ ‫وميك��ن تواج��د البكتيريات‬ ‫شرسة‪ ،‬كذلك بكتيريا الطاعون‬
‫داخ��ل الواليات املتحدة ودوريا ً‬ ‫كرات ال��دم البيض��اء البلعمية‬ ‫املمرض��ة في مجموعت�ين طبقا ً‬ ‫ه��ي أخط��ر س�لاح وبائي في‬
‫يت��م تطعي��م جن��ود الق��وات‬ ‫والتي تأكل امللوثات‪.‬‬ ‫لتفاعلها مع صبغة جرام وهذه‬ ‫التاريخ‪ .‬جت��اه هذين الوبائني‬
‫األمريكية‪.‬‬ ‫ـ من البكتيري��ات ما يفرز مادة‬ ‫التسمية منس��وبة للعالم الذي‬ ‫يك��ون التفهم ض��رورة حتمية‬
‫في ع��ام ‪1979‬م اس��تخدم‬ ‫متنع جتلط الدم‪.‬‬ ‫رك��ب الصبغ��ة ‪ ،‬والبكتيريات‬ ‫ملعرفة املخرج وعندما يستخدم‬
‫االحت��اد الس��وفيتي الس��ابق‬ ‫ـ م��ن البكتيري��ات م��ا يف��رز‬ ‫الت��ي تظهر زرق��اء بعد الصبغ‬ ‫املعتدي أيا ً منها كفخ قاتل‪.‬‬
‫ميك��روب األنثراك��س كس�لاح‬ ‫موادا ً حتل ك��رات الدم احلمراء‬ ‫تسمى موجبة اجلرام واألخرى‬ ‫إن البكتيري��ات املمرض��ة‬
‫الت��ي تظه��ر حمراء‬ ‫والوبائي��ة هي وحي��دة اخللية‬
‫بعد الصبغ تس��مى‬ ‫ومتناهي��ة الدق��ة (‪ 2‬ـ ‪10‬‬
‫سالبة اجلرام‪ .‬ولكل‬ ‫ميكرون لط��ول اخللية)‪ ،‬وهي‬
‫مجموع��ة دالالته��ا‬ ‫كيان سيتوبالزمى حوله غشاء‬
‫عل��ى الصــــف��ات‬ ‫دقيق وبه نووي��ة من احلمض‬
‫واملقــــ��درة عل��ى‬ ‫الدن��ا واخللي��ة ذات ج��دار‬
‫اإلض��رار وإح��داث‬ ‫خارج��ي م��ن م��واد بروتينية‬
‫املرض‪.‬‬ ‫وكربوهيدراتية‪ ،‬والسيتالبالزم‬
‫ه��ذا وكثي��ر من‬ ‫من دهون وجليكو جني (نش��ا)‬
‫البكتيريات املمرضة‬ ‫وفوليوتني (غذاء مخزن)‪.‬‬
‫تلج��أ للتجرث��م‬ ‫ويظه��ر به��ا حت��ت املجهر‬
‫وحي��ث احلماية من‬ ‫جس��يمات‬ ‫اإللكترون��ي‬
‫املؤث��رات الض��ارة‬ ‫الربيوسومات وهي ذات العالقة‬

‫العدد (‪ )331‬ـ ذواحلجة ‪1430‬هـ‬ ‫األمن واحلياة‬ ‫‪130‬‬


‫ه��ذا امليكروب ميك��ن أن يتحول‬ ‫وتأكي��دا ً ملا س��بق فإنه حتى اآلن تك��ون املضادات‬ ‫بيولوج��ي فتاك وذلك خالل إطالق محلول معلق‬
‫لس�لاح دمار ش��امل ف��ي أيدي‬ ‫احليوي��ة واملتجددة في الوق��ت املبكر بعد العدوى هي‬ ‫ورذاذ امليكروب ف��ي الهواء ومما أدى ملصرع ‪66‬‬
‫املتطرف�ين وكاد أن يظه��ر ذل��ك‬ ‫املناسبة إلجناح العالج ومحاربة املرض‬ ‫شخصا ً‪ ،‬ولم يعرف العالم شيئا ً عن هذه الواقعة‬
‫عندم��ا طل��ب أح��د العاملني في‬ ‫وباء الطاعون‬ ‫إال عام ‪1994‬م‪.‬‬
‫واحد من معام��ل جامعة أوهايو‬ ‫وهو يتس��بب ع��ن ميك��روب بكتيري وه��و أخطر‬ ‫وادعت التقاري��ر األمريكية قبل حرب العراق‬
‫األمريكي��ة م��ن الش��ركة الطبية‬ ‫األوبئة في التاريخ‪ ،‬لقد اس��تمر هذا الوباء س��تني عاما ً‬ ‫أن الع��راق أنتج��ت أكثر م��ن ألف��ي جالون من‬
‫بوالي��ة ميرالند وذل��ك في مايو‬ ‫بدءا ً بعام ‪542‬م وقضى خاللها على مئة مليون نس��مة‬ ‫مكي��روب األنثراكس وكذلك جه��زت منه خمس‬
‫‪1995‬م احلص��ول عل��ى مزرعة‬ ‫في أوروبا والعالم وعرف باملوت األس��ود‪ .‬تكرر ظهره‬ ‫قنابل بيولوجي��ة وأربعة قذائف صاروخية‪ ،‬أما‬
‫الطاع��ون الدبلي‪ .‬وبعد حصوله‬ ‫عام ‪1364‬م وملدة خمس��ة وثالث�ين عاما ً قضى خاللها‬ ‫عل��ى أرض الواقع فلم يج��د املراقبون الدوليون‬
‫على طلبه وبعد تعقب املوضوع‬ ‫بأوروبا على خمس��ة وعش��رين مليون نسمة‪ .‬وتكرر‬ ‫بعد احلرب أيا ً من هذه األسلحة امليكروبية‪.‬‬
‫من قبل األمن األمريكي اتضح أنه‬ ‫ظه��وره في الصني عام ‪1860‬م وامتد إلى هوجن كوجن‬ ‫ميك��روب األنثراك��س يلزم��ه اله��واء للنمو‬
‫م��ن املناصرين جلماعة تس��مى‬ ‫واس��تمر ‪ 70‬عام��ا ً قضى خاللها على خمس��ة وثالثني‬ ‫ويك��ون جراثي��م ش��ديدة التحمل وه��و موجب‬
‫اجلنس األبيض وأهدافه إرهابية‬ ‫مليون نسمة‪.‬‬ ‫اجلرام وشرهه في مقدرته املرضية إزاء اإلنسان‬
‫ولقي جزاءه بع��د محاكمته وقد‬ ‫الك��وارث الس��ابقة تك��ررت في األع��وام ‪1894‬م ‪،‬‬ ‫واحليوان��ات املزرعي��ة وفي مراج��ع الدين ذكر‬
‫مت س��ن قانون مض��اد لإلرهاب‬ ‫‪1921‬م و ‪1961‬م ه��ذا وفي عام ‪1969‬م أعلنت منظمة‬ ‫كثي��ر من املفس��رين أن هذا امل��رض هو املقصود‬
‫امليكروبي والبيولوجي‪.‬‬ ‫بكلم��ة الدم في اآلية الش��ريفة ‪ 133‬من س��ورة‬
‫الصح��ة العاملية انتهاء وجود ه��ذا املرض اخلطير في‬
‫من املنطلق السابق وملواجهة‬ ‫األعراف الكرمية وهي (فأرس��لنا عليهم الطوفان‬
‫العال��م‪ ،‬ولكنه لم مير س��وى خمس��ة وعش��رين عاما ً‬
‫ه��ذا الطاع��ون يج��ب أن تتقدم‬ ‫واجل��راد والقمل والضفادع والدم آيات مفصالت‬
‫وحتدي��دا ً في ع��ام ‪1994‬م ظهرت ح��االت وبائية في‬
‫املراك��ز وف��رق خب��راء جتن��ب‬ ‫فاس��تكبروا وكان��و قوما ً مجرم�ين)‪ .‬هذا املرض‬
‫الهند وقضت على ‪ 64‬ش��خصا ً‪ .‬ولقد تضافرت اجلهود‬
‫األوبئة بأعم��ال املراقبة الدقيقة‬ ‫يعد من األس��لحة امليكروبية ش��ائعة االستخدام‬
‫حينئذ عاملي��ا ً لوقف هذا اخلطر حت��ى زالت النقمة من‬
‫عل��ي أعم��ال ش��حن ونق��ل هذا‬ ‫ووردت عنه كثير من التقارير املتعلقة بتوازنات‬
‫ه��ذا الوب��اء وبعد حص��ر العدوى ومعاجل��ة املوقف‪.‬‬
‫امليكروب املمرض ومنع وصوله‬ ‫األسلحة في مناطق العالم املتوترة تفيد بتجديد‬
‫إلى أي م��ن املتطرفني واألعراض‬
‫سالالت شرسة منه ومقاومة لكثير من املضادات‬
‫التي تظهر على مريض الطاعون‬
‫احليوية‪.‬‬
‫هي حمى شديدة وصداع وغثيان‬
‫ه��ذا وقد تفلح املض��ادات احليوية القوية في‬
‫وق��يء م��ع إس��هال أو إمس��اك‬
‫وق��ف زحف امل��رض وعندما يح��ل التوفيق بعد‬
‫م��ع تزايد ع��دد ضرب��ات القلب‬
‫العدوى مباش��رة لتن��اول أنس��بها وباجلرعات‬
‫وتناقص ف��ي ضغط الدم وكذلك‬
‫الكافي��ة املتصل��ة ولفترة قد تصل إلى ش��هرين‪.‬‬
‫تظه��ر أع��راض اخت�لاط ذهني‬
‫ولالستفادة من اللقاحات في مواجهة األنثراكس‬
‫ويزداد إفراز الع��رق‪ .‬والعدوى‬
‫فإن��ه يل��زم نحو ‪ 2‬ـ ‪ 3‬أس��ابيع قب��ل التعرض‬
‫يسهل إنتقالها بواسطة البراغيث‬
‫للعدوى‪.‬‬
‫ويلي العدوى في اإلنسان إلتهاب‬
‫الغ��دة الليمفاوي��ة القريب��ة من‬ ‫يهاج��م وب��اء األنثراكس اإلنس��ان من خالل‬
‫مكان الع��دوى ثم تورمها مع ألم‬ ‫اجلروح كذلك عن طريق مدخل اجلهاز التنفسي‪،‬‬
‫ش��ديد مصاح��ب‪ ,‬وللعالج يلزم‬ ‫وبوصول امليكروب للدم يجري مع تياره مسببا ً‬
‫االس��تعانة باملضادات احليوية‬ ‫فس��اد الدم وإنهاء حياة املص��اب في حالة تأخر‬
‫القوي��ة مثل اإلستربتومايس�ين‬ ‫الع�لاج هذا وعند استنش��اق جراثيم األنثراكس‬
‫وكذلك مكافحة احلشرات الناقلة‬ ‫فإنه��ا تنب��ت على ج��دار الرئة وتظه��ر أعراض‬
‫للميكروب مثل القمل والبراغيث‬ ‫اجلم��رة الرئوية وهي توص��ل ‪ %80‬من احلاالت‬
‫وكذل��ك الق��وارض احلامل��ة‬ ‫املصاب��ة للوف��اة جراثي��م األنثراك��س حتتفظ‬
‫للبكتيريات مثل الفئران‪.‬‬ ‫بحيويته��ا ف��ي التربة لس��نوات طويلة وبعدها‬
‫تك��ون جاه��زة لع��دوى اإلنس��ان واحليوانات‬
‫جامعة المنصورة ـ جمهورية مصر العربية‬
‫الزراعية‪.‬‬

‫‪131‬‬ ‫األمن واحلياة‬ ‫العدد (‪ )331‬ـ ذواحلجة ‪1430‬هـ‬

You might also like